تاریخ مدینة دمشق المجلد 60

هویة الکتاب

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

تفاصيل النشر: بیروت: دارالفکرالمعاصر؛ دمشق: دارالفکر دمشق: معهد الفتح الاسلامي، 1420ق.= 1999م.= 1378 -

دراسة و تحقيق علي شيري

عدد المجلدات: 80

لسان: العربية

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

تصنيف الكونجرس: DS99 /د8 1378 الف243015

تصنيف ديوي: 956/9144

موضوع: تاريخ الإسلام | التاريخ والجغرافيا المحلية | الترجمة الجماعية | رجال

ص: 1

اشارة

ص: 2

الجزء الستين

[تتمة حرف الميم]

ذكر من اسمه مغيرة

7589 - المغيرة بن حريث بن جابر الحنفي

كان أبوه حريث عامل معاوية على البحرين و عمان.

و قدم على معاوية وافدا بعد وفاة أبيه حريث، فولاّه عمان، له ذكر.

قرأت بخط بعض أهل العلم، حدّثني أبو عبد اللّه اليزيدي، حدّثني أحمد بن الحارث الخرّاز (1)،قال: قال أبو الحسن المدائني:

قدم المغيرة بن حريث بن جابر الحنفي على معاوية بوفاة حريث، فقال: قد وليتك عمل أبيك، قال: يا أمير المؤمنين، الصلت أكبر منّي، قال: قد وليتك عمّان و ولّيته البحرين، فكتب إلى زياد فولاّهما (2)،فرفع على حريث المنذر بن الجارود إلى معاوية و عنده زياد بن ظبيان، فردّ (3) عليه و ذكر الحكاية التي تقدمت في ترجمة زياد بن ظبيان هكذا ذكر المدائني، و ذكر غيره أن حريثا لم يزل عاملا على البحرين حتى مات معاوية، و ذلك فيما.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة قال.

في تسمية عمّال معاوية البحرين ولاها معاوية عبد اللّه بن سوار العبدي، و عبد اللّه بن

ص: 3


1- بدون إعجام بالأصل و م، و «ز»، و د.
2- من هنا إلى قوله: فردّ، سقط من م.
3- تقرأ بالأصل:«قرئ» و المثبت عن د، و «ز»، و م.

الأحوص القرشي، و مروان بن الحكم، ثم ضمّها إلى زياد، فولاّها زياد حريث بن جابر الحنفي، فلم يزل عليها حتى مات معاوية (1).

7590 - المغيرة بن زياد أبو هاشم البجلي الموصلي

7590 - المغيرة بن زياد أبو هاشم البجلي (2) الموصلي (3)

سمع بدمشق و غيرها: مكحولا، و إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر، و عبادة بن نسي، و عطاء، و نافعا مولى ابن عمر، و أبا الزّبير المكي، و عكرمة مولى ابن عبّاس.

روى عنه: الثوري، و وكيع، و حميد بن عبد الرّحمن الرؤاسي، و المعافى بن عمران، و عمر بن أيوب، و إبراهيم بن موسى الزيّات الموصليون، و إسحاق بن سليمان، و عصام بن عبد الكريم، و أبو خالد الأحمر، و أبو عاصم النبيل، و عبد اللّه بن داود الخريبي، و الفضل بن موسى السيناني، و محمّد بن شعيب بن شابور، و أسباط بن محمّد.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - بقراءتي عليه - أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أحمد ابن صصرى، أنا تمّام بن محمّد، أنا خيثمة، نا يحيى بن أبي طالب، أنا إسحاق بن سليمان الرّازي، نا المغيرة بن زياد الموصلي، عن عطاء، عن عائشة قالت:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من ثابر على اثنتي عشرة ركعة من السّنّة بنى اللّه تعالى له بيتا في الجنّة، أربع ركعات قبل الظهر، و ركعتين بعدها، و ركعتين بعد المغرب، و ركعتين بعد العشاء، و ركعتين قبل الفجر»[12392].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا وكيع، نا مغيرة بن زياد، عن عبادة بن نسيّ، عن الأسود بن ثعلبة، عن عبادة بن الصامت قال:

علّمت ناسا من أهل الصّفّة الكتابة و القرآن، فأهدى إليّ رجل منهم قوسا، فقلت: إن سرّك أن تطوق بها طوقا من نار فاقبلها.

و من عالي حديثه:

ص: 4


1- الخبر ليس في تاريخ خليفة بن خيّاط المطبوع الذي بين يدي (ت. العمري).
2- كتبت بالأصل فوق الكلام.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 300/18 و تهذيب التهذيب 510/5 و ميزان الاعتدال 160/4 و سير أعلام النبلاء 7/ 197 و التاريخ الكبير 326/7 و الجرح و التعديل 222/8.

ما أخبرنا أبو نصر بن رضوان، و أبو علي بن السبط (1)،و أبو غالب بن البنّا، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا إبراهيم بن عبد اللّه البصري، نا أبو عاصم الضحّاك بن مخلد، عن المغيرة بن زياد، عن نافع، عن ابن عمر.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم اتّخذ خاتما من ذهب، فلبسه ثلاثة أيام، ففشت خواتيم الذهب في أصحابه، فرمى به و اتخذ خاتما من ورق، نقش فيه: محمّد رسول اللّه، فكان في يده حتى مات، و في يد أبي بكر حتى مات، و في يد عمر حتى مات، و في يد عثمان ست سنين، فلما كثرت عليه الكتب دفعه إلى رجل من الأنصار يختم به، فأتى قليبا لعثمان، فسقط فيها، فالتمسوه فلم يجدوه، فاتخذ خاتما من ورق نقش فيه: محمّد رسول اللّه.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا محمّد ابن عبد اللّه بن خميرويه، نا الحسين بن إدريس، نا محمّد بن عبد اللّه بن عمّار قال (2):

و المغيرة بن زياد ما كان أكثر روايته عن عطاء، قال: كان يحج كثيرا، و كان مغيرة تاجرا يتجر إلى أذربيجان و الشام، يجلب الغنم، فسمع من مكحول.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أحمد بن الحسن بن أحمد - زاد الأنماطي: و ابن خيرون قالوا:- أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد، نا خليفة قال في تسمية أهل الموصل: المغيرة بن زياد (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: و كنية مغيرة بن زياد الموصلي أبو هاشم، سمعته من الفضل بن دكين.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الفضل بن خيرون.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار.

قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، نا العباس بن العبّاس، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال: المغيرة بن زياد أبو هاشم.

ص: 5


1- بالأصل: السبا، و في م و د، و «ز»: السبط.
2- من طريقة رواه المزي في تهذيب الكمال 301/18.
3- طبقات خليفة بن خيّاط ص 591 رقم 3100.

أخبرني أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أنا أبو بكر محمّد بن المؤمل، نا الفضل بن محمّد، أنا أحمد بن حنبل.

و أخبرنا أبو المظفّر أيضا، أنا أبو بكر البيهقي.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق قال: سمعت أبا عبد اللّه يقول: المغيرة بن زياد أبو هاشم.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّاء، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا أبو العبّاس الأصم، نا عبّاس بن محمّد قال: سمعت يحيى يقول: مغيرة الضبي أبو هشام، و مغيرة بن زياد أبو هاشم.

قرأت على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمّام علي بن محمّد، عن أبي عمر ابن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم، نا ابن أبي خيثمة قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: أبو هاشم الذي روى عنه الثوري عن مكحول هو المغيرة بن زياد.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم، حدّثني علي بن محمّد بن سختويه، نا محمّد - يعني - ابن عبدوس بن كامل، نا محمّد - يعني - ابن عبد اللّه بن نمير قال: أبو هاشم مغيرة بن زياد.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد، أنا محمّد بن الحسين، نا أبو حفص الفلاّس قال:

المغيرة بن زياد الموصلي، يكنى أبا هاشم.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1) قال.

في تسمية من كان بالجزيرة من الفقهاء و المحدّثين: المغيرة بن زياد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو المعالي ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال:

المغيرة بن زياد أبو هاشم.

ص: 6


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 487/7.

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي - في كتابه - ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن طاهر أنا أحمد ابن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد، زاد أحمد و محمّد بن الحسن، قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين بن هريسة، أنا البرقاني، أنا حمزة بن محمّد بن علي بن هاشم، نا محمّد بن إبراهيم بن شعيب.

قالا: نا البخاري (1).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي قال (2):سمعت ابن حمّاد يقول: قال البخاري:

مغيرة بن زياد أبو هشام الموصلي، عن عطاء و عبادة بن نسيّ، عنه التوزي، قال وكيع:

و كان ثقة، و قال غيره (3):في حديثه اضطراب، و في رواية ابن هريسة: أبو هاشم، و كذلك في رواية ابن حمّاد (4).

أخبرنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا ابن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (5):

مغيرة بن زياد أبو هاشم (6) الموصلي، روى عن عطاء، و مكحول، و نافع، و عبادة بن نسيّ، روى عنه الثوري، و وكيع، و حميد الرؤاسي، و إسحاق بن سليمان، و معافى بن عمران، و عمر بن أيوب، و إبراهيم بن موسى الزيّات، و عصام بن عبد الكريم، و أبو عاصم النبيل، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد: روى عنه أبو خالد الأحمر، سمعت أبي يقول:[قال] (7) وكيع:

و مغيرة بن زياد الموصلي ثقة.

ص: 7


1- التاريخ الكبير للبخاري 326/7.
2- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 354/6.
3- كذا بالأصل و بقية النسخ و ابن عدي، و في التاريخ الكبير: و قال عمرو.
4- فقط في التاريخ الكبير: أبو هشام.
5- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 222/8.
6- في الجرح و التعديل المطبوع: أبو هشام، و بهامشه عن إحدى نسخه: أبو هاشم و علق محققه بقوله «خطأ».
7- زيادة لازمة للإيضاح عن الجرح و التعديل.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول:

أبو هاشم المغيرة بن زياد الموصلي عن عطاء، و عبادة بن نسيّ، روى عنه الثوري، و وكيع، و أبو عاصم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: المغيرة بن زياد أبو هاشم.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب (1) بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو هاشم مغيرة بن زياد الموصلي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصّقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم ابن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال:

أبو هاشم المغيرة بن زياد الموصلي.

قرأت على أبي الحسن الفرضي، عن الفقيه أبي العبّاس أحمد بن إبراهيم الرازي، أنا أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا القاضي أبو الحسن علي بن الحسين بن بندار الأذني، أنا أبو عروبة الحسين بن محمّد بن مودود الحرّاني قال.

في الطبقة الثالثة من طبقات أهل الجزيرة: المغيرة بن زياد كان ينزل الموصل، كنيته أبو القاسم (2)،و قد حدّث عنه الثوري.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو هشام، و يقال: أبو هاشم (3) المغيرة بن زياد الموصلي عن عطاء ابن أبي رباح، و عبادة بن نسيّ الكندي، روى عنه الثوري، و وكيع، و أبو مسعود المعافى بن عمران الموصلي ليس بالمتين عندهم، كنّاه لنا أبو عروبة الحسين بن أبي معشر السلمي.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا محمّد ابن عبد اللّه بن خميرويه، نا الحسين بن إدريس، نا أبو عبد اللّه يحيى بن عبد الملك

ص: 8


1- تحرفت في م إلى: الخطيب.
2- كذا بالأصل و بقية النسخ هنا.
3- رسمها بالأصل غير واضح و تقرأ: هاشم، و قد تقرأ:«هشام» و المثبت عن د، و م، و «ز».

الموصلي قال (1):رأيت مغيرة بن زياد حسن الوجه، طويل اللحية، جيّد القامة، كانت له لحية وافرة، و خضابه بالحناء، و دعي إلى القضاء فلم يجب إلى ذلك، قال: أحسبه بحلى (2)أخبرنا أبو العزّ بن كادش، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن لؤلؤ، أنا عمر بن أيوب السقطي، أنا ابن أبي رزمة - يعني - محمّد بن عبد العزيز قال: سمعت وكيعا يقول: أخبرنا المغيرة بن زياد، و كان ثقة.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّاء، نا محمّد بن يعقوب، نا عباس قال: سمعت يحيى يقول: المغيرة بن زياد الموصلي ثقة.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمّام علي بن محمّد، عن أبي عمر ابن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم، أنا ابن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين يقول:

المغيرة بن زياد الموصلي ثقة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (3)،نا علي بن أحمد، نا ابن أبي مريم قال: سألت يحيى عن مغيرة بن زياد، فقال: ليس به بأس، ثقة.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أحمد بن علي بن ثابت، أنا البرقاني، أنا محمّد ابن عبد اللّه بن خميرويه، نا الحسين بن إدريس، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمّار قال: المغيرة ابن زياد الموصلي ثقة، أبو هاشم، يروي عن عطاء.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الحسن العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر.

قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال:

المغيرة بن زياد الموصلي ثقة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال:

ص: 9


1- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 301/18.
2- كذا رسمها بالأصل و بقية النسخ.
3- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 354/6.

و المغيرة بن زياد الموصلي ثقة، حدّثني عنه أبو عاصم الضحّاك بن مخلد.

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبّار السكوني (1)-ببغداد - نا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه الشافعي، نا جعفر بن محمّد بن الأزهر.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسّان، قالا: نا المفضّل بن غسّان الغلاّبي، عن يحيى بن معين أنه أنكر على المغيرة بن زياد حديث التيمم على الجنازة، إنما هو عن عطاء، فبلغ به ابن عبّاس.

أخبرنا أبو البركات أيضا، أنا أبو بكر الشامي (2)،أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد، أنا أبو جعفر العقيلي (3)،نا محمّد بن عيسى، نا عمرو بن علي قال: قلت ليحيى بن سعيد، نا وكيع، نا المغيرة بن زياد، عن عطاء، عن ابن عبّاس قال: ليس على النائم جالسا وضوء حتى يضع جنبه، فأنكره، و قال: إن هذا قول عطاء، حدّثناه ابن جريح عن عطاء، قال: ليس عليه وضوء حتى يضع جنبه.

قال: و نا العقيلي (4)،نا عبد اللّه بن أحمد قال: سألت يحيى بن معين عن مغيرة بن زياد الموصلي فقال: ليس به بأس، له حديث منكر.

قال: و نا العقيلي (5)،نا عبد اللّه بن أحمد قال: سمعت أبي يقول:[المغيرة] (6) ابن زياد الموصلي ضعيف الحديث، كلّ حديث رفعه مغيرة فهو منكر، و مغيرة بن زياد مضطرب الحديث، فقلت لأبي: كيف؟ قال: روى عن عطاء عن ابن عبّاس في الرجل تمرّ به الجنازة قال: يتيمم و يصلّي، و هذا رواه ابن جريج و عبد الملك عن عطاء، قوله و هؤلاء أثبت منه.

و روى عن عطاء عن عائشة: من صلّى في يوم ثنتي عشرة ركعة، و الناس يروونه عن عطاء عن عنبسة عن أم حبيبة.

و روى عن عطاء عن عائشة أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان يقصّر الصّلاة في السفر و يتم، و هذا يرويه الناس عن عطاء عن رجل آخر ليس هو عن عائشة.

ص: 10


1- في م: السكري.
2- بالأصل:«أبو بكر بن الشامي» و المثبت عن د، و «ز»، و م.
3- الضعفاء الكبير للعقيلي 175/4.
4- المصدر السابق.
5- الضعفاء الكبير 176/4.
6- سقطت من الأصل، و استدركت عن د، و م، و «ز»، و الضعفاء الكبير.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا ابن عدي (1)،نا ابن حمّاد، حدّثني عبد اللّه قال: سألت يحيى بن معين عن مغيرة بن زياد الموصلي فقال:

ليس به بأس، له حديث واحد منكر، قال عبد اللّه: و قال أبي: كلّ حديث رفعه مغيرة بن زياد فهو منكر.

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو سعد (2)الماليني.

ح و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أحمد بن محمّد بن الخليل.

ح و أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، قالا: أنا أبو أحمد بن عدي (3)،نا ابن حمّاد، حدّثني عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال: سمعت أبي و سألته عن (4)- و قال ابن القشيري: و ذكر - المغيرة بن زياد فقال: ضعيف الحديث، حدّث بأحاديث مناكير - زاد ابن القشيري: روى عن عطاء عن عائشة عن النبي صلى اللّه عليه و سلم: من صلّى في يوم ثنتي عشرة ركعة، و يرويه غيره عن عطاء عن عنبسة عن أم حبيبة، و كذب و قالا:- قال أبي: حدّث عن عطاء عن ابن عبّاس في الجنازة تمرّ و هو غير متوضّئ قال: يتيمم، قال أبي: و رواه عبد الملك و ابن جريج عن عطاء موقوفا - زاد [البيهقي: لم يقولا عن ابن عباس، قالوا:] (5) مغيرة ابن زياد أحاديثه مناكير.

و قال في موضع آخر مضطرب الحديث منكره، قال: و سمعت أبي يقول: و ذكر مغيرة ابن زياد فقال: أحاديثه مناكير.

و قال أبو بكر أحمد بن محمّد بن الحجّاج المروزي سألته - يعني - أحمد بن حنبل عن المغيرة بن زياد، فليّن أمره.

قرأت على أبي محمّد الوكيل، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا محمّد

ص: 11


1- الكامل لابن عدي 354/6.
2- تحرفت بالأصل و د، إلى: سعيد، و التصويب عن م، و «ز».
3- الكامل لابن عدي 353/6-354.
4- كذا بالأصل، و د، و م، و بعدها بياض بمقدار كلمة في د.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن د، و مكان الجملة المستدركة بياض في «ز»، و م.

ابن عبد اللّه بن خميرويه، نا الحسين بن إدريس، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمّار، نا عمر بن أيوب، عن المغيرة بن زياد الموصلي، عن عطاء.

أن ابن عبّاس مرّت به جنازة و هو على غير طهر، فتيمّم بالصعيد ثم صلّى عليها، قال ابن عمّار: ليس يروى هذا إلاّ من هذا الوجه - يعني - من وجه المغيرة بن زياد، قال ابن عمّار: قال لي يحيى بن سعيد: لحديث المغيرة هذا حديث منكر، قال: و عبد الملك أثبت منه، يرويه عن عطاء ليس فيه ابن عبّاس قال: قلت: إنّ صاحبنا مغيرة بن زياد هو ثقة، و أنت لا تعرفه، قال: يقولون إنه ثقة، و لكن هذا منكر.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو نصر بن الجبّان - إجازة - أنا أحمد بن القاسم - إجازة - حدّثني أحمد بن طاهر بن النجم، أنا سعيد بن عمرو البردعي فيما نسخه من كتاب أبي زرعة الرّازي في أسامي الضعفاء من تكلّم فيهم من المحدّثين: مغيرة بن زياد، في حديثه اضطراب.

أنبأنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن، و أبو عبد اللّه بن عبد الملك، قالا: أنا ابن منده، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):

سألت أبي و أبا زرعة عن مغيرة بن زياد فقالا: شيخ، قلت: يحتج بحديثه؟ قال: لا، و قال أبي: هو صالح صدوق ليس بذاك القوي بابة مجالد، و أدخله البخاري في كتاب الضعفاء، سمعت أبي يقول: يحوّل اسمه من كتاب الضعفاء.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، و أبو يعلى البزار، قالا: أنا سهل بن بشر، أنا علي بن منير الخلاّل، أنا الحسن بن رشيق، أنا أبو عبد الرّحمن النسائي قال:

مغيرة بن زياد أبو هاشم الموصلي، يروي عن عطاء، ليس بالقوي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا ابن مسعدة، أنا حمزة، أنا ابن عدي (2) قال:

عامة ما يرويه مغيرة بن زياد مستقيم، إلاّ أنه يقع في حديثه كما يقع في حديث من ليس به بأس من الغلط، و هو لا بأس به عندي.

ص: 12


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 222/8.
2- الكامل لابن عدي 355/6.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا محمّد بن الحسين بن عبد اللّه، أنا أحمد بن محمّد بن غالب قال: سمعت الدار قطني يقول:

مغيرة بن زياد موصلي، يحدّث عنه وكيع، يعتبر به.

أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد، أنا أبو بكر بن خلف قال: قال لنا أبو عبد اللّه الحاكم (1):

المغيرة بن زياد يقال له أبو هشام المكفوف، صاحب مناكير، لم يختلفوا في تركه، و يقال: إنه حدّث عن عطاء بن أبي رباح، و أبي الزّبير بجملة من المناكير، و قد حدّث عن عبادة بن سمي بحديث موضوع (2).

7591 - المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود بن معتّب بن مالك

ابن كعب بن عمرو بن سعد (3) بن عوف بن قسي - و هو ثقيف -

أبو عيسى - و يقال: أبو عبد اللّه، و يقال: أبو محمّد - الثقفي (4)

صحب النبي صلى اللّه عليه و سلم، و روى عنه.

روى عنه (5) بنوه (6) عروة، و حمزة، و عقّار (7) بنو المغيرة، و أبو أمامة الباهلي، و المسور بن مخرمة، و مسروق، و قيس بن أبي حازم، و أبو إدريس الخولاني، و الشعبي، و عروة بن الزّبير، و أبو وائل شقيق بن سلمة، و علي بن ربيعة الوائلي، و المغيرة بن صفية.

و شهد اليرموك، و أصيبت عينه بها (8)،و قدم دمشق على معاوية.

ص: 13


1- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 301/18.
2- عقب المزي على قول الحاكم: و في هذا القول نظر، فإن جماعة من أهل العلم قد وثقوه كما تقدم و لا نعلم أحدا منهم قال إنه متروك الحديث، و لعله اشتبه عليه بغيره.
3- بالأصل: سعيد، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 305/18 و تهذيب التهذيب 512/5 و أسد الغابة 471/4 و الإصابة 452/3 و سير أعلام النبلاء 21/3 و تاريخ بغداد 191/1 و الجرح و التعديل 224/8 و التاريخ الكبير 316/7 و تاريخ الطبري (الفهارس) و الكامل في التاريخ (الفهارس)، و البداية و النهاية (الفهارس) و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 41-60) ص 117 و انظر بهامشه أسماء مصادر أخرى كثيرة ترجمت له.
5- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
6- تحرفت بالأصل إلى: بقوله، و المثبت عن د، و م، و «ز».
7- تحرفت بالأصل و د، و «ز»، و م إلى: غفار، و المثبت عن تهذيب الكمال.
8- تاريخ الإسلام (حوادث سنة 41-60) ص 118 و سير الأعلام 21/2 و زاد الذهبي فيهما: و قيل يوم القادسية.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه أحمد، حدّثني أبي (1)،نا سفيان، عن زياد بن علاقة سمع المغيرة بن شعبة يقول:

قام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى تورّمت قدماه، فقيل له: يا رسول اللّه، قد غفر اللّه لك ما تقدّم من ذنبك، فقال:«أولا أكون عبدا شكورا»[12393].

أخبرنا أبو نصر بن رضوان، و أبو علي بن السبط، و أبو القاسم بن الحصين، و أبو غالب بن البنّا، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا القاضي موسى بن إسحاق سنة ست و ثمانين و مائتين، نا أحمد بن يونس، نا السري بن يحيى، عن رجل من جلساء الحسن يقال له: ثابت، قال: قال المغيرة - يعني - ابن شعبة:

لقد سرت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أصحابه أكثر ما كانوا، فأصابهم عطش، قال: فوقف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في أوائل الناس، فجعل إذا مرّ عليه أحد قال:«هل معك ماء؟» فيقول: لا، حتى أتيت عليه، و إنّي لفي آخر الناس، فقال:«يا مغيرة، هل معك ماء؟» قلت: نعم، قال:

«هاتها، ردّ عليّ أوائل الناس»، قال: فجعل يصب لهم في قدح حتى شربوا كلهم، قال:

فبقيت أنا و هو، قال: فصبّ، فقال:«اشرب»، قلت: اشرب أنت، بأبي - زاد ابن البنّا:

أنت، و قالوا:- و أمي يا رسول اللّه، قال:«لا، إنّ الساقي يشرب آخر القوم».

أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا محمّد بن عوف، أنا الحسن بن منير، أنا أبو الحارث أحمد بن سعيد، أنا أبو عامر موسى بن عامر، نا الوليد بن مسلم (2)،أخبرني أبو النّضر أنه سمع يونس بن ميسرة بن حلبس أنه سمع أبا إدريس الخولاني قال:

قدم المغيرة بن شعبة دمشق، فأتيته، فسألته عما حضر فقال: وضّأت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم غزوة تبوك، فمسح على خفّيه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي، نا أبو نعيم عن حبّان، عن مجالد، عن الشعبي أن المغيرة بن شعبة سار من دمشق إلى الكوفة خمسا (3).

ص: 14


1- رواه أحمد بن حنبل في المسند 341/6 رقم 18223.
2- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 22/2.
3- سير أعلام النبلاء 22/2 و تاريخ الإسلام(41-60) ص 118.

أخبرنا أبو البركات أيضا، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد أبو البركات: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد، نا عمر بن أحمد، نا خليفة قال (1):

و من هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان، ثم من ثقيف، و هو قسي بن منبّه بن بكر بن هوازن بن منصور: المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود بن معتّب ابن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن قسي بن منبّه، يكنى أبا عبد اللّه، أمّه امرأة من بني نصر بن معاوية، ولي البصرة نحوا (2) من سنتين، و له بها فتوح، و ولي الكوفة، و مات بها، و له بها دار، مات سنة خمسين.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (3)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (4) قال في الطبقة الثالثة:

المغيرة بن شعبة الثقفي، يكنى أبا عبد اللّه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد (5) قال.

في الطبقة الثالثة: من ثقيف (6):و أمّه أسماء ابنة الأفقم بن (7) عمرو بن ظويلم بن جعيل بن عمرو بن دهمان بن نصر، و يكنى المغيرة أبا عبد اللّه، و كان يقال له مغيرة الرأي، و كان داهية، لا يشتجر في صدره أمران إلاّ وجد في أحدهما مخرجا، و شهد المغيرة المشاهد مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و قدم وفد ثقيف، فأنزلهم عليه، فأكرمهم، و بعثه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مع أبي سفيان بن حرب إلى الطائف، فهدموا الرّبّة (8).

ص: 15


1- طبقات خليفة بن خيّاط ص 104 رقم 361.
2- بالأصل و د، و م، و «ز»: «نحو» و المثبت عن طبقات خليفة.
3- تحرفت بالأصل و بقية النسخ إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
4- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد 284/4.
5- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 284/4-285.
6- الذي في طبقات ابن سعد - و قد سقط من الأصل و بقية النسخ - و من ثقيف و اسمه قسي بن منبه بن بكر بن هوازن ابن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر: المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف. و أمه...
7- في ابن سعد: بن أبي عمرو.
8- في الإصابة: طاغية ثقيف. و الربة هي الصخرة التي كانت ثقيف تعبدها بالطائف (راجع النهاية).

قال المغيرة:.

و كنت أحمل وضوء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فرأيته يوما من ذلك توضأ و مسح على خفّيه، و كنت معه في حجّة الوداع.

قال محمّد بن عمر: و قال المغيرة: فلما توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعثني أبو بكر إلى أهل النّجير (1)،ثم شهدت اليمامة، ثم شهدت فتوح الشام مع المسلمين، ثم شهدت اليرموك، و أصيبت عيني يوم اليرموك، ثم شهدت القادسية، و كنت رسول سعد إلى رستم، و وليت لعمر بن الخطّاب البصرة، ففتح ميسان (2)،و دست ميسان (3)،و أبزقباد (4)،و لقي العجم بالمرغاب (5)،فهزمهم و فتح سوق الأهواز، و غزا نهر تيري و مناذر الكبرى، فهرب من فيها من الأساورة إلى تستر، و فتح همذان، و شهد نهاوند، و كان على ميسرة النعمان بن مقرّن، و كان عمر قد كتب: إن هلك النعمان فالأمير حذيفة، فإن هلك فالأمير المغيرة، و كان المغيرة أوّل من وضع ديوان البصرة، و جمع الناس ليعطوا عليه، و ولي الكوفة لعمر بن الخطّاب، فقتل عمر و هو عليها، ثم وليها بعد ذلك لمعاوية بن أبي سفيان، فمات بها، و هو وال عليها.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا الحسن بن علي، أنا أبو الحسين بن المظفر، أنا أحمد بن علي بن الحسن، أنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم قال:

و من ثقيف، و اسم ثقيف: قسي بن النبيت بن منبّه بن منصور بن يقدم بن أفصى بن دعمي بن إياد بن نزار بن معد بن عدنان، و يقال: ثقيف بن إياد بن نزار بن معدّ، قال ابن هشام: و يقال: ثقيف بن منبّه، و بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر: المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود بن معتّب بن مالك بن عمرو بن سعد بن عوف بن قسي، و هو ثقيف، أم المغيرة بن شعبة امرأة من بني نصر بن معاوية، ولي البصرة سنتين، و له بها فتوح، و ولي الكوفة و مات بها سنة خمسين، و له بالكوفة دار، شهد الحديبية، و أصيبت عينه يوم الطائف.

ص: 16


1- النجير حصن منيع باليمن قرب حضرموت (انظر معجم البلدان).
2- ميسان: كورة واسعة كثيرة القرى، و النخل بين البصرة و واسط و قصبتها اسمها ميسان.(راجع معجم البلدان).
3- و دست ميسان: بين واسط و الأهواز و البصرة (راجع معجم البلدان).
4- أبزقباذ: كورة أرجان بين الأهواز و فارس (معجم البلدان).
5- المرغاب: نهر بالبصرة (راجع معجم البلدان).

أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي - في كتابه - ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل بن طاهر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (1):

المغيرة بن شعبة، أبو عبد اللّه، و يقال: أبو عيسى الثقفي صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلم.

و قال إبراهيم بن موسى: أنا هشام بن يوسف، عن معمر (2)،عن الزهري قال: كان من دهاة الناس في الفتنة خمسة نفر (3):عمرو بن العاص، و معاوية، و من الأنصار: قيس بن سعد، و من ثقيف: المغيرة بن شعبة، و من المهاجرين: عبد اللّه بن بديل بن ورقاء الخزاعي، و كان مع علي رجلان (4):قيس، و عبد اللّه، و اعتزل المغيرة بن شعبة.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (5) قال:

مغيرة بن شعبة أبو عبد اللّه، و يقال: أبو عيسى الثقفي، صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (6)، روى عنه الشعبي، و عروة بن الزّبير، و عروة، و عقّار (7) ابناه، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا نصر بن إبراهيم، أنا سليم بن أيوب، أنا طاهر ابن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال: سمعت أبا عبد اللّه المقدمي يقول: المغيرة بن شعبة الثقفي، يكنى أبا محمّد، و أبا عيسى.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: المغيرة بن شعبة أبو عبد اللّه.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده

ص: 17


1- التاريخ الكبير للبخاري 316/7.
2- من طريق معمر روي في سير الأعلام 22/2-23 و تهذيب الكمال 307/18.
3- كذا بالأصل و بقية النسخ، و في التاريخ الكبير:«خمسة، فعدّ من قريش».
4- قوله:«رجلان» ليست في التاريخ الكبير.
5- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 224/8.
6- في الجرح و التعديل: صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلم.
7- تحرفت بالأصل و د إلى عفان، و المثبت عن م، و «ز»، و الجرح و التعديل.

قال: المغيرة بن شعبة أبو عبد اللّه، و يقال: أبو عيسى الثقفي، صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلم، توفي سنة خمسين بالكوفة، و هو أميرها، روى عنه عمر بن الخطّاب: و من ولده: عروة، و حمزة، و العقار، بنو المغيرة، و ورّاد مولاه، و عمرو بن وهب، و أبو بردة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل المقدسي، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر الكلاباذي قال:

المغيرة بن شعبة أبو عبد اللّه، و يقال: أبو عيسى الثقفي، الكوفي؛ سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم، روى عنه قيس بن أبي حازم، و مسروق، و زياد بن علاقة، و علي بن ربيعة، و عروة بن الزّبير، و ابنه عروة بن المغيرة، و كاتبه. وراد في الوضوء.

قال الذهلي: قال يحيى بن بكير، و قال خليفة بن خيّاط، و عمرو بن علي و ابن نمير:

مات سنة خمسين، و قال الواقدي و الهيثم مثله، و قال الهيثم: مات بالكوفة، و قال الواقدي:

توفي في شعبان و هو يومئذ ابن سبعين سنة.

أنبأنا أبو علي الحدّاد قال: قال لنا أبو نعيم الحافظ:

المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد ابن عوف بن قسيّ بن منبّه، يكنى أبا عبد اللّه، و قيل: أبو عيسى، أمّه أمامة بنت الأفقم بن أبي عمرو بن تيم بن جعيل بن عمرو بن دهمان بن نصر، كان طوالا، أصهب الشعر، جعدا، ضخم الهامة، عبل الذراعين، أقلص الشفتين، يخضب بالحمرة، شهد الحديبية مع النبي صلى اللّه عليه و سلم، و ولي من قبل عمر الولايات، كان يعد من الدهاة، قال له النبي صلى اللّه عليه و سلم، و كان يلزم النبي صلى اللّه عليه و سلم في مقامه و أسفاره، يحمل وضوءه معه، دفن النبي صلى اللّه عليه و سلم و كان آخرهم عهدا به لدهاء كان منه، شهد اليمامة، و فتوح الشام، أصيبت إحدى عينيه باليرموك، و شهد القادسية، و ولي فتوحا لعمر، وجّهه عمر إلى البصرة، و شهد فتح نهاوند، و همذان على ميسرة النعمان بن مقرّن، و كان أول من وضع (1) ديوان البصرة، و فتح ميسان، و سوق الأهواز، و ولي الكوفة لعمر بعد البصرة، و مات عمر و كان على الكوفة، ثم ولي الكوفة لمعاوية، و مات بها و هو أميرها، و كان أوّل من رشا في الإسلام، رشا يرفأ حاجب عمر، حدّث عنه من الصحابة: أبو أمامة الباهلي، و المسور بن مخرمة، و قرة المري، و حدّث عنه من أولاده: عروة، و حمزة،

ص: 18


1- في م: صنع.

و عقار، و من مواليه: ورّاد، و من كبار التابعين: مسروق، و قيس بن أبي حازم، و أبو وائل، و علي بن ربيعة الوالبي، و الشعبي، في آخرين (1).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (2):

المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد ابن عوف بن قسي - و هو ثقيف - بن منبّه بن بكر بن هوازن بن منصور، و قد ذكرنا ما فوق هذا من الأسماء في نسب جابر بن سمرة، فغنينا عن إعادته هاهنا، يكنى المغيرة أبا عبد اللّه، و يقال: أبا عيسى، و أمّه امرأة من بني نصر بن معاوية، شهد الحديبية مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و ذلك أول مشاهده، و أصيبت عينه يوم الطائف، و حضر مع المسلمين قتال الفرس بالعراق، و ورد المدائن، و ولاّه أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب البصرة نحوا من سنتين، و له بها فتوح، و ولي الكوفة، و بها كانت وفاته.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (3):

و أما معتّب: بضم الميم، و فتح العين المهملة، و تشديد التاء المعجمة باثنتين من فوقها، و بعدها باء معجمة بواحدة: المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعيد بن عوف بن قسيّ - و هو ثقيف - بن منبّه بن بكر بن هوازن.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا ابن مسعدة، أنا حمزة، أنا ابن عدي، نا الحسن ابن علي بن زفر، نا أحمد بن يوسف التغلبي.

و أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن الحطّاب (4).

ثم أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن الدّاراني، أنا سهل بن بشر، قالا: أنا محمّد بن الحسين بن الطفّال، أنا محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الذهلي القاضي، نا الحسين بن الكميت، قالا: نا أحمد بن أبي نافع (5)،نا قاسم الجرمي، عن هشام بن سعد، عن زيد بن

ص: 19


1- بالأصل:«و آخرين» و المثبت «في آخرين» عن د، و «ز»، و م.
2- رواه أبو بكر الخطيب 191/1.
3- الاكمال لابن ماكولا 216/7.
4- تحرفت في د إلى: الخطاب.
5- في الأصل و «ز»: يافع، و المثبت عن د، و م، راجع ترجمة القاسم بن يزيد الجرمي في تهذيب الكمال 203/15.

أسلم، عن أبيه، عن المغيرة بن شعبة قال: كنّاني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بأبي عيسى.

قرأت على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن بيري، و عن أبي نعيم محمّد بن عبد الواحد الواسطي، أنا علي بن محمّد بن خزفة، قالا: نا محمّد بن الحسين الزعفراني، نا ابن أبي خيثمة، نا مثنّى بن معاذ، عن خالد بن الحارث، عن حبيب بن الشهيد (1)،عن زيد بن أسلم، عن أبيه.

أن عمر بن الخطّاب قال لأبيه عبد الرّحمن: ما (2) أبو عيسى، قال: يا أمير المؤمنين، اكتنى بها المغيرة بن شعبة على عهد النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا الحجّاج قال: قال حمّاد بن سلمة، عن زيد بن أسلم أن رجلا جاء فنادى: يستأذن أبو عيسى على أمير المؤمنين، فقال عمر: من أبو عيسى؟ قال المغيرة بن شعبة: أنا، فقال عمر: و هل لعيسى من أب؟ فكنّاه بأبي عبد اللّه (3).

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، أنا أبي أبو يعلى.

قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد قال: قرأت على علي بن عمرو: حدّثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عيّاش: المغيرة بن شعبة يكنى أبا عبد اللّه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول:

أبو عبد اللّه المغيرة بن شعبة الثقفي، و يقال: أبو عيسى.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر - بقراءتي عليه - عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب (4) بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:

أبو عبد اللّه المغيرة بن شعبة.

و قال في موضع آخر: أبو عيسى المغيرة بن شعبة.

ص: 20


1- من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام 23/2.
2- الأصل و بقية النسخ:«يا» و المثبت عن سير الأعلام.
3- سير الأعلام 23/2.
4- تحرفت في م إلى: الخطيب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن الأنباري، أنا أبو القاسم بن الصّوّاف (1)،أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال:

أبو عبد اللّه المغيرة بن شعبة، و يقال: أبو عيسى.

ثم قال في موضع آخر: أبو عيسى: المغيرة بن شعبة.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد قال: أبو عبد اللّه - و يقال: أبو عيسى - المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود ابن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن قسي بن منبّه بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان الثقفي، له صحبة من النبي صلى اللّه عليه و سلم، حديثه في الكوفيين، و كان والي البصرة نحوا (2) من سنتين، و له بها فتوح، و ولي الكوفة، و مات بها، و له بها دار في ثقيف، و أوّل مشهد شهده مع النبي صلى اللّه عليه و سلم الحديبية، و أمّه امرأة من بني نصر بن معاوية.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن (3) بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد (4)،أنا محمّد بن عمر، نا محمّد ابن (5) أبي موسى الثقفي، عن أبيه قال: و كان المغيرة رجلا طوالا، أعور، أصيبت عينه يوم اليرموك.

قال ابن سعد (6):و كان المغيرة أصهب الشعر، جعدا، أكشف (7)،يفرق رأسه فروقا أربعة، أقلص الشفتين، مهتوما (8)،ضخم الهامة، عبل الذراعين، بعيد ما بين المنكبين (9).

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، أنا أبو الحسين بن المهتدي.

ص: 21


1- تحرفت في م إلى: صراف.
2- في م: نحو.
3- تحرفت في الأصل إلى: الحسين، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
4- في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد 20/6.
5- من قوله: أبو عمر... إلى هنا سقط من م.
6- الخبر ليس في ترجمة المغيرة في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
7- الأصل و د: جعد الكشف، و في م:«جعد الكف» و في «ز»: «جعد الكتف» و المثبت عن تهذيب الكمال.
8- المهتوم الذي كسرت ثناياه من أصولها، و قيل: كسرت من أطرافها.
9- تهذيب الكمال 306/18 و سير الأعلام 22/2 و تاريخ الإسلام(41-60) ص 118.

و أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، أنا أبي أبو يعلى.

قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد قال: قرأت على علي بن عمرو حدّثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عيّاش في تسمية العور: المغيرة بن شعبة، ذهبت عينه يوم القادسية.

[قال ابن عساكر] (1) و هذا وهم من الهيثم، فقد جاء أنها أصيبت باليرموك، و يقال:

بالطائف.

و قد أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو الطيّب محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد قال: قال يعقوب عن أبيه عن المغيرة بن الرّيّان، عن الزهري قال: قالت عائشة: كسفت الشمس على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقام المغيرة بن شعبة ينظر إليها، فذهبت عينه (2).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد (3)،أنا محمّد بن عمر، حدّثني محمّد بن سعيد الثقفي، و عبد الرّحمن بن عبد العزيز، و عبد الملك بن عيسى الثقفي، و عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن يعلى بن كعب، و محمّد بن يعقوب بن عتبة عن أبيه و غيرهم قالوا:

قال المغيرة بن شعبة:

كنا قوما من العرب، متمسكين بديننا، و نحن سدنة اللات قال: فأراني لو رأيت قومنا قد أسلموا ما تبعتهم، فأجمع نفر من بني مالك الوفود على المقوقس و أهدوا له هدايا، و أجمعت الخروج معهم، فاستشرت عمّي عروة بن مسعود، فنهاني و قال: ليس معك من بني أبيك أحد، فأبيت إلاّ الخروج، فخرجت معهم، و ليس معهم أحد من الأحلاف غيري، حتى دخلنا الإسكندرية، فإذا المقوقس في مجلس مطلّ على البحر، فركبت زورقا حتى حاذيت مجلسه، فنظر إليّ فأنكرني، و أمر من يسألني من أنا و ما أريد، فسألني المأمور، فأخبرته بأمرنا و قدومنا عليه، فأمر بنا أن ننزل في الكنيسة، و أجرى علينا ضيافة، ثم دعا بنا، فدخلنا

ص: 22


1- زيادة منا.
2- سير الأعلام 21/2 و تاريخ الإسلام(41-60) ص 118 و تهذيب الكمال 306/18.
3- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 285/4-286 و من طريق الواقدي في تاريخ الإسلام(41-60) ص 118 - 119-120 و سير الأعلام 24/2-25 و الأغاني 82،80/16.

عليه، فنظر إلى رأس بني مالك فأدناه إليه، و أجلسه معه ثم سأله: أكل القوم من بني مالك؟ فقال: نعم، إلاّ رجل (1) واحد من الأحلاف، فعرّفه إياي، فكنت أهون القوم عليه، و وضعوا هداياهم بين يديه، فسرّ بها و أمر بقبضها، و أمر لهم بجوائز و فضّل بعضهم على بعض، و قصّر بي، فأعطاني شيئا قليلا، لا ذكر له، و خرجنا، و أقبلت بنو مالك يشترون هدايا لأهليهم و هم مسرورون، و لم يعرض عليّ رجل منهم مواساة، و خرجوا و حملوا معهم الخمر، فكانوا يشربون و أشرب معهم، و تأبى نفسي تدعني ينصرفون إلى الطائف بما أصابوا و ما حباهم الملك و يخبرون قومي بتقصيره لي و ازدرائه إيّاي، فأجمعت على قتلهم، فلمّا كنا ببيسان (2)تمارضت و عصبت رأسي، فقالوا لي: ما لك؟ قلت: أصدّع، فوضعوا شرابهم و دعوني، فقلت: رأسي يصدّع و لكني أجلس فأسقيكم، فلم ينكروا شيئا، فجلست أسقيهم و أشرب القدح بعد القدح، فلما دبّت الكأس فيهم اشتهوا الشراب، فجعلت أصرّف لهم و أنزع الكأس فيشربون و لا يدرون، فأهمدتهم (3) الكأس حتى ناموا ما يعقلون، فوثبت إليهم فقتلتهم جميعا، و أخذت جميع ما كان معهم، فقدمت على النبي صلى اللّه عليه و سلم فأجده جالسا في المسجد مع أصحابه و عليّ ثياب سفري، فسلّمت بسلام الإسلام، فنظر إليّ (4) أبو بكر بن أبي قحافة و كان بي عارفا، فقال: ابن أخي عروة؟ قال: قلت: نعم، جئت أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أشهد أن محمّدا رسول اللّه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«الحمد للّه الذي هداك للإسلام» فقال أبو بكر: أ من مصر أقبلتم؟ قلت: نعم، قال: فما فعل المالكيون الذين كانوا معك؟ قلت: كان بيني و بينهم بعض ما يكون بين العرب و نحن على دين الشرك فقتلتهم و أخذت أسلابهم و جئت بها إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ليخمسها أو يرى فيها رأيه، فإنّما هي غنيمة من مشركين، و أنا مسلم مصدق بمحمّد صلى اللّه عليه و سلم، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أمّا إسلامك فنقبله و لا آخذ من أموالهم شيئا، و لا أخمّسه لأن هذا غدر، و الغدر لا خير فيه»، قال: فأخذني ما قرب و ما بعد، و قلت: يا رسول اللّه، ما قتلتهم و أنا على دين قومي ثم أسلمت حيث دخلت عليك الساعة، قال:«فإن الإسلام يجبّ ما كان قبله»[12394].

ص: 23


1- كذا بالأصل و بقية النسخ، و ابن سعد.
2- كذا بالأصل و بقية النسخ:«بيسان» و في «ز»: «ببساق» و بيسان موضع في جهة خيبر من المدينة (معجم البلدان).
3- تحرفت بالأصل إلى:«فاهديهم» و في م:«فافهد بهم» و المثبت عن د، و «ز»، و ابن سعد.
4- في ابن سعد: فنظر إلى أبي بكر.

قال: و كان قتل منهم (1) ثلاثة عشر إنسانا، فبلغ ذلك ثقيفا بالطائف، فتداعوا للقتال، ثم اصطلحوا على أن تحمل عني عروة بن مسعود ثلاث عشرة دية.

قال المغيرة: و أقمت مع النبي صلى اللّه عليه و سلم حتى اعتمر عمرة الحديبية في ذي القعدة سنة ست من الهجرة، فكان أول سفرة خرجت معه فيها، و كنت أكون مع أبي بكر الصّدّيق، و ألزم النبي صلى اللّه عليه و سلم فيمن يلزمه، و بعثت قريش عام الحديبية عروة بن مسعود إلى رسول اللّه ليكلمه، فأتاه، فكلّمه و جعل يمس لحية رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و المغيرة بن شعبة قائم على رأس رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، مقنّع في الحديد، فقال لعروة و هو يمس لحية رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: كفّ يدك قبل أن لا تصل إليك، فقال: يا محمّد، من هذا؟ ما أفظّه و أغلظه، فقال:«هذا ابن أخيك المغيرة بن شعبة» فقال عروة: يا غدر، ما غسلت عني سوأتك إلاّ بالأمس (2)،و انصرف عروة إلى قريش، فأخبرهم بما كلّم به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم[12395].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا العلاء بن عمرو (3)،نا عبد اللّه بن الأجلح، عن محمّد بن إسحاق (4)،عن عامر بن وهب قال:

خرج المغيرة بن شعبة و ستة نفر من بني مالك إلى مصر تجارا حتى كانوا ببزاق (5) عدا عليهم المغيرة فذبحهم جميعا و هم نيام، قال: فأفلت منهم يومئذ الشريد، و استاق المغيرة العير حتى قدم على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم المدينة، فأسلم، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أمّا إسلامك فلن نردّه [عليك] (6)،و أمّا حفرتك فليس نشركك فيها» فلمّا بلغ ذلك الخبر ثقيفا اجتمعت الأحلاف إلى عروة بن مسعود، فقالوا: ما ظنك يا أبا عمير سسع (7) بن الحارث سيد بني مالك، قال: و كذلك كان رجلا آدم طويلا شديد الأدمة، كأنه من رجال السند، قال: ظنّي

ص: 24


1- إلى هنا ينتهي الخبر في طبقات ابن سعد، و تقطع ترجمة المغيرة بن شعبة فيها. و باقي الخبر في سير الأعلام و تاريخ الإسلام و انظر الجامع المصنف لعبد الرزّاق رقم 9678.
2- لما قتل المغيرة الرجال الثلاثة عشر، تهايج الحيان و هما من ثقيف رهط المقتولين من بني مالك، و الأحلاف رهط المغيرة فما كان من عروة إلاّ أن ودّى المقتولين ثلاث عشرة دية و أصلح الأمر (راجع سيرة ابن هشام).
3- في م: عمر.
4- سير أعلام النبلاء 26/2 مختصرا.
5- بزاق: موضع قريب من مكة و هو بالصاد أعرف راجع معجم البلدان (بصاق).
6- سقطت اللفظة من الأصل و استدركت عن د، و «ز»، و م.
7- كذا رسمها بالأصل و م.

و اللّه أنكم لا تعرفون حتى تروه،؟؟؟ بحلح (1) في قومه كأنه أمة سوداء مخربة و لا ينتهي حتى يبلغ ما يريد أو يرضى من رجاله قال: فو اللّه ما تفرقوا حتى نظروا إليه ما وصفه قد تكتب فلبس لأمته... (2) في قومه، فلما رآه عروة قام إليه و قال مالك فداك أبي و أمي؟ لقد [علمت] (3)ما ندينا و لا رضينا، إنّما كانت خفرة من رجل منا، ثم لحق بمحمّد و لم يصل إلينا، و لو وصل إلينا لأسلمناه إليك، قال رجال: قال عروة: نديهم لك قال: خمسين، قال: فلذلك قال عروة بن مسعود يوم الحديبية للمغيرة: أي غدر، و هل غسلت سوأتك إلاّ بالأمس.

آخر الجزء الثالث و الثمانين بعد الستمائة من الفرع.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو القاسم عبد الوهّاب بن أبي حية، أنا محمّد بن شجاع الثلجي، أنا محمّد بن عمر الواقدي (4) قال:

قالوا: لما نزل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الحديبية، فذكر القصّة، و فيها (5):فقال عروة - يعني - ابن مسعود الثقفي: يا معشر قريش، تتهموني؟ أ لستم الوالد؟ و أنا الولد، و قد استنفرت أهل عكاظ لنصركم، فلمّا بلحوا (6) عليّ نفرت إليكم بنفسي و ولدي و من أطاعني، فقالوا: قد فعلت؟[فقال] (7) و إنّي لكم ناصح، عليكم شفيق لا أدّخر عنكم نصحا. قال: فإن بديل قد جاءكم بخطّة رشد لا يردها أحد أبدا إلاّ أخذ شرّا منها، فاقبلوها منه، و ابعثوني حتى آتيكم بمصداقها من عنده، و انظر إلى من معه، و أكون لكم عينا آتيكم بخبره.

فبعثته قريش إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أقبل عروة بن مسعود حتى أناخ راحلته عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، ثم أقبل حتى جاءه، ثم قال: يا محمّد، إنّي تركت قومك كعب بن لؤي، و عامر بن لؤي على أعداد (8) مياه الحديبية معهم العوذ المطافيل، قد استنفروا لك الأحابيش، هم و من أطاعهم، و هم يقسمون باللّه لا يخلّون بينك و بين البيت [حتى] (9) تجتاحهم، و إنّما أنت من قتالهم بين أحد أمرين: أن تحتاج قومك فلم نسمع برجل اجتاح أصله قبلك، أو بين أن

ص: 25


1- كذا رسمها بالأصل و د، و «ز»، و م.
2- بياض بالأصل و د، و «ز»، و م.
3- بياض بالأصل و م و «ز»، و المثبت عن د.
4- رواه الواقدي في مغازيه 591/2 و ما بعدها.
5- مغازي الواقدي 594/2.
6- بلحوا عليّ أي امتنعوا عن الإجابة.
7- زيادة عن مغازي الواقدي.
8- الإعداد جمع عدّ بالكسر، و هو الماء الدائم الذي له مادة لا انقطاع لها، كماء العين و ماء البئر (اللسان).
9- سقطت من الأصل، و استدركت عن م، و د، و «ز»، و المغازي.

يخذلك من ترى معك، فإنّي لا أرى معك إلاّ أوباشا (1) من الناس، لا أعرف وجوههم و لا أنسابهم، فغضب أبو بكر الصّدّيق و قال: امصص بظر اللات، أ نحن نخذله؟! فقال عروة: أما و اللّه لو لا يد لك عندي لم أجزك بها بعد لأجبتك؛ و كان عروة بن مسعود قد استعان في حمل دية، فأغاثه الرجل بالفريضتين و الثلاث، و أعانه أبو بكر بعشر فرائض، فكانت هذه يد أبي بكر عند عروة بن مسعود، و طفق عروة و هو يكلّم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يمس لحيته، و المغيرة قائم على رأس رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بالسيف، على وجهه المغفر، فطفق المغيرة كلّما مسّ لحية رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قرع يده و يقول: اكفف يدك عن مسّ لحية رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قبل أن لا تصل إليك، فلمّا كثر عليه غضب عروة فقال: ليت شعري، من أنت؟ يا محمّد، من هذا الذي أرى من بين أصحابك؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«هذا ابن أخيك، المغيرة بن شعبة»، قال: و أنت بذلك يا غدر؟ و اللّه ما غسلت عندك غدرتك إلاّ بعكاظ (2) أمس، لقد أورثتنا العداوة من ثقيف إلى آخر الدهر، يا محمّد تدري كيف صنع هذا؟ إنه خرج في ركب من قومه، فلمّا كانوا ببساق ناموا فطرقهم فقتلهم و أخذ حرائبهم و فرّ منهم، و كان المغيرة خرج مع نفر من بني مالك بن حطيط ابن جشم بن قسي - و المغيرة أحد الأحلاف (3)-، و مع المغيرة حليفان له يقال لأحدهما دمّون - رجل من كندة - و الآخر الشريد، و إنّما كان اسمه عمرو، فلمّا صنع المغيرة بأصحابه ما صنع شرّد (4) فسمّي الشريد، خرجوا إلى المقوقس صاحب الاسكندرية، فجاء بني مالك و آثرهم على المغيرة فأقبلوا راجعين، حتى إذا كانوا ببساق (5) شربوا خمرا، فكفّ المغيرة عن بعض الشراب، و أمسك نفسه، و شربت بنو مالك حتى سكروا، فوثب عليهم المغيرة فقتلهم، و كانوا ثلاثة عشر رجلا، فلمّا قتلهم و نظر إليهم دمون تغيب عنه، و ظنّ أنّ المغيرة إنّما حمله على قتلهم السكر، فجعل المغيرة يطلب دمّون و يصيح به، فلم يأت و يقلّب القتلى فلا يراه، فبكى فلما رأى ذلك دمون خرج إليه فقال المغيرة: ما غيّبك؟ قال: خشيت أن تقتلني كما قتلت القوم، قال المغيرة: إنّما قتلت بني مالك بما صنع بهم المقوقس، قال: و أخذ المغيرة أمتعتهم و أموالهم، و لحق بالنبي صلى اللّه عليه و سلم، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«لا أخمّسه، هذا غدر»، و ذلك حين أخبر النبي صلى اللّه عليه و سلم خبرهم، و أسلم المغيرة، و أقبل الشريد، فقدم مكة، فأخبر أبا سفيان بن حرب

ص: 26


1- بالأصل و م و د، و «ز»: «أوباش» و المثبت عن المغازي. و الأوباش من الناس: الأخلاط.
2- في مغازي الواقدي: بعلابط.
3- مغازي الواقدي: أحد الأحلام.
4- مغازي الواقدي: شرده.
5- في مغازي الواقدي: ببيسان.

بما صنع المغيرة ببني مالك، فبعث أبو سفيان معاوية بن أبي سفيان إلى عروة بن مسعود يخبره الخبر - و هو المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود بن معتّب - فقال معاوية: خرجت حتى إذا كنت بنعمان (1) قلت في نفسي: إن أسلك ذا غفار فهي أبعد و أسهل، و إن سلكت ذا العلق (2) فهي أغلظ و أقرب، فسلكت ذا غفار، فطرقت عروة بن مسعود من الليل، فأخبرته الخبر، فقال عروة: انطلق إلى مسعود بن عمرو المالكي، فو اللّه ما كلمته منذ عشر سنين، و الليلة أكلّمه، قال: فخرجنا إلى مسعود، فناداه عروة، فقال: من هذا؟ فقال: عروة، فأقبل مسعود إلينا و هو يقول: أطرقت عراهية، أم طرقت بداهية، بل طرقت بداهية، أقتل ركبهم ركبنا، أم قتل ركبنا ركبهم، لو قتل ركبنا ركبهم ما طرقني عروة بن مسعود، فقال عروة:

أصبت، قتل ركبي ركبك يا مسعود، انظر ما أنت فاعل، فقال مسعود: إنّي عالم بحدة بني مالك و سرعتهم إلى الحرب، فهبني صمتا، قال: فانصرفنا عنه، فلما أصبح غدا مسعود فقال: يا بني مالك، إنّه قد كان من أمر المغيرة بن شعبة أنه قتل إخوانكم بني مالك، فأطيعوني و خذوا الدية، اقبلوها من بني عمكم و قومكم، قالوا: لا يكون ذلك أبدا، و اللّه لا نترك الأحلاف أبدا حتى تقبلها، قال: أطيعوني و اقبلوا ما قلت لكم، فو اللّه لكأني بكنانة بن عبد ياليل قد أقبل يضرب درعه روحتى (3) رجليه، لا يعانق رجلا إلاّ صرعه، و اللّه لكأني بجندب بن عمرو قد أقبل كالسيد عاضا (4) على سهم مفوق بآخر لا يشير إلى أحد بسهمه إلاّ وضعه حيث يريد، فلمّا غلبوه أعدوا القتال و اصطفوا، أقبل كنانة بن عبد ياليل يضرب درعه روحتي رجليه يقول: من مصارع؟ ثم أقبل جندب بن عمرو عاضا سهما مفوّقا بآخر، قال مسعود: يا بني مالك، أطيعوني، قالوا: الأمر إليك، قال: فبرز مسعود بن عمرو فقال: يا عروة بن مسعود، اخرج إليّ، فخرج إليه، فلما التقيا بين الصفين قال: عليك ثلاث عشرة دية، فإنّ المغيرة قد قتل ثلاثة عشر رجلا، فاحمل بدياتهم، قال عروة: حملت بها، هي عليّ، قال: فاصطلح الناس، فقال الأعشى أخو [بني] (5) بكر وائل (6):

ص: 27


1- نعمان واد لهذيل على ليلتين من عرفات، و هو بين مكة و الطائف (معجم البلدان).
2- ذو علق جبل معروف في أعلاه هضبة سوداء (معجم البلدان).
3- الأروح الذي تتدانى عقباه و يتباعد صدرا قدميه (النهاية).
4- كذا بالأصل كأسد غاضبا، و المثبت عن د، و م، و «ز»، و المغازي.
5- زيادة عن المغازي.
6- البيتان في مغازي الواقدي 598/2، و لم أعثر عليهما في ديوان الأعشى الذي بين يدي.

تحمّل عروة الأحلاف لما *** رأى أمرا تضيق به الصدور

ثلاث مئين عادية و ألفا *** كذلك يفعل الجلد الصبور

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه أحمد، حدّثني أبي (1)،نا مكي بن إبراهيم، نا هاشم - يعني - ابن هاشم عن عمر بن إبراهيم بن محمّد، عن محمّد بن كعب القرظي، عن المغيرة بن شعبة أنه قال:

قام فينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مقاما، فأخبرنا بما يكون في أمّته إلى يوم القيامة، وعاه من وعاه، و نسيه من نسيه.

قال: و حدّثني أبي (2)،نا أبو الوليد و عفّان، قالا: نا عبيد اللّه بن إياد، نا إياد عن سويد ابن سرحان عن المغيرة بن شعبة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أكل طعاما ثم أقيمت الصلاة، فقام و قد كان توضأ قبل ذلك، فأتيته بماء ليتوضأ منه فانتهرني، و قال:«وراءك» فساءني و اللّه ذلك، ثم صلّى، فشكوت ذلك إلى عمر، فقال: يا نبي اللّه، إن المغيرة قد شق عليه انتهارك إيّاه و خشي أن يكون في نفسك عليه شيء، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ليس عليه في نفسي شيء إلاّ خير، و لكن أتاني بماء لأتوضأ، و إنما أكلت طعاما، و لو فعلت (3) فعل الناس ذلك بعدي»[12396].

رواه ابن مهدي عن عبيد اللّه بن إياد.

أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد اللّه بن رضوان، و أبو القاسم بن الحصين، و أبو غالب بن البنّا، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر أحمد بن جعفر، نا بشر بن موسى، نا أبو نعيم، نا زكريا بن أبي زائدة، عن عامر الشعبي، عن عروة بن المغيرة بن شعبة عن أبيه قال:

كنت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ذات ليلة في سفر، فقال:«أ معك ماء؟» قلت: نعم، فنزل عن راحلته، فمشى حتى توارى عني في سواد الليل، ثم جاء فأفرغت عليه ماء من الإداوة، فغسل يديه و وجهه و عليه جبّة من صوف، فلم يستطع أن يخرج ذراعيه منها حتى أخرجهما من أسفل الجبّة، و غسل ذراعيه و مسح برأسه، ثم أهويت لأنزع خفّيه فقال:«دعهما، فإني أدخلتهما طاهرتين»، فمسح عليهما[12397].

رواه البخاري عن أبي نعيم.

ص: 28


1- رواه أحمد بن حنبل في المسند 345/6 رقم 18250 طبعة دار الفكر.
2- مسند أحمد بن حنبل 344/6 رقم 18245 طبعة دار الفكر.
3- في المسند: فعلته.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، و أم المجتبى العلوية، قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا شجاع بن مخلد أبو الفضل، نا هشيم (1)،نا مجالد، عن الشعبي، عن المغيرة بن شعبة قال:

أنا آخر الناس عهدا برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لما دفن خرج عليّ من القبر ألقيت خاتمي فقلت: يا أبا حسن، خاتمي، فقال: انزل فخذ حاجتك، فنزلت، فأخذت خاتمي، فوضعت يدي على اللحد، أو قال: على اللبن و خرجت.

[أخبرنا (2) أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو حفص بن شاهين، نا يحيى بن محمد بن صاعد، نا هيذام بن قتيبة نا هشام بن بهرام المدائني، نا سفيان ابن عيينة عن المغيرة عن الشعبي حدثني المغيرة بن شعبة هاهنا يعني بالكوفة قال: أنا آخر الناس عهدا برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، لما خرج علي من القبر طرحت خاتمي، فقلت: يا أبا حسن، خاتمي، قال: أنزل فخذ خاتمك، فنزلت فأخذت خاتمي، فوضعت يدي على اللحد، أو قال: على اللبن، و خرجت].

قال: و نا يحيى بن محمّد أيضا، نا الحسن بن أبي الربيع، نا محاضر، عن عاصم الأحول، عن عامر، عن المغيرة بن شعبة نحو هذا الحديث (3).

قال ابن شاهين: هذا حديث غريب، لا أعلم حدّث به عن المغيرة بن مقسم إلاّ سفيان ابن عيينة، عن مغيرة عن الشعبي.

و رواه عاصم الأحول عن عامر أيضا و هو غريب، و المشهور حديث مجالد عن الشعبي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد، أنا شهاب بن عبّاد، نا إبراهيم بن حميد الرؤاسي، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن المغيرة بن شعبة قال:

كنت جالسا عند أبي بكر الصّدّيق، إذ عرض عليه فرس له، فقال رجل من الأنصار:

ص: 29


1- من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام 26/2 و تاريخ الإسلام(41-60) ص 120.
2- الخبر التالي سقط من الأصل و استدرك عن د، و م، و «ز».
3- سير أعلام النبلاء 26/2.

احملني عليها، فقال أبو بكر: لأن أحمل غلاما قد ركب الخيل على غرلته - يعني الأقلف - أحبّ إليّ من أن أحملك عليها، فقال له الأنصاري: أنا خير منك و من أبيك، قال المغيرة:

فغضبت لما قال لأبي بكر، فقمت إليه، فأخذت برأسه، فركبته (1) على أنفه، فكأنما كان عزلاء (2) مزادة، فتواعدني الأنصار أن يستقيدوا مني، فيبلغ ذلك أبا بكر، فقام فقال: إنه بلغني عن رجال زعموا أنّي مقيدهم من المغيرة، و و اللّه لأن أخرجهم من دارهم أقرب إليهم من أن أقيدهم من وزعة اللّه (3) الذين يزعون عنه.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني (4)-ببغداد - أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن علي السمسار، أنا أبو ذرّ محمّد بن أبي القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، أنا أبو علي أحمد بن إبراهيم الصحاف، نا أسيد بن عاصم، نا الحسين - يعني - ابن حفص، نا هشام بن سعد عن رجل سقط اسمه من الأصل.

أن عمر بن الخطّاب استعمل المغيرة بن شعبة على البحر، فكرهوه، فعزله، ثم خافوا أن يرد عليهم ثانية، فقال دهقان (5) لهم: إن صنعتم ما آمركم لم يردّ عليكم المغيرة، قالوا:

مرنا بأمرك، قال: أجمعوا لي مائة ألف درهم، قال: فجمعوا له مائة ألف درهم، فحمله إلى عمر، فوضعه بين يديه فقال له عمر: يا دهقان، ما هذا؟ قال: إن المغيرة، اختان هذا من مال اللّه، و دفعه إليّ، فبعث عمر إلى المغيرة فدعاه، فقال: ما يقول هذا؟ قال: كذب، أصلح اللّه الأمير، دفعت إليه مائتي ألف، قال: ما حملك على ذا؟ قال: العيال و الحاجة، فقال عمر للدهقان: ما تقول؟ قال الدهقان: ما دفع إليّ شيئا، و لكنا كرهناه فخفنا أن تردّه علينا، قال عمر للمغيرة: ما أردت بقولك مائتي ألف، قال: كذب عليّ الخبيث فأحببت أن أخزيه.

و رواه بندار بن بشّار عن حسين بن حفص، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه نحوه، و هو الرجل الذي سقط اسمه من رواية اللفتواني.

ص: 30


1- كذا بالأصل و بقية النسخ، يقال ركبته أركبه بالضم: إذا ضربته بركبتك (راجع النهاية لابن الأثير: ركب).
2- العزلاء: مصب الماء من الرواية و القربة في أسفلها، و هو فم المزادة الأسفل (اللسان).
3- وزعة اللّه: وزعة جمع وازع، و الوازع: الحابس العسكر الموكّل بالصفوف. و أراد هنا: أقيد من الذين يكفون الناس عن الإقدام على الشر، راجع اللسان وزع، و ذكر حديث أبي بكر.
4- في م:«الفزامى».
5- الدهقان، فارسي معرب، و هو القوي على التصرّف، و زعيم فلاحي العجم، و قيل هو: رئيس القرية (معجم الألفاظ الفارسية المعرّبة ص 68).

كذلك رواه عبيد اللّه بن الحجّاج بن منهال فيما.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان الصيرفي، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الحافظ، نا أحمد بن عبد اللّه ابن محمّد وكيل أبي صخرة، نا عبيد اللّه بن الجرّاح بن منهال، نا الحسين بن حفص، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم (1) عن أبيه.

أن عمر بن الخطّاب استعمل المغيرة بن شعبة على البحرين، فكرهوه و أبغضوه، قال:

فعزله عنهم، قال: فخافوا أن يردّه عليهم، قال: فقال دهقانهم: إن فعلتم ما آمركم لم يردّ علينا، قالوا: مرنا بأمرك، قال: تجمعوا مائة ألف حتى أذهب بها إلى عمر، فأقول: إنّ المغيرة اختان هذا و دفعه إليّ، قال: فدعا عمر المغيرة، فقال: ما يقول هذا؟ قال: كذب، أصلحك اللّه، إنّما كانت مائتي ألف، قال: فما حملك على ذلك؟ قال: العيال و الحاجة، قال: فقال عمر للعلج: ما تقول؟ قال: لا و اللّه، لأصدقنّك أصلحك اللّه، و اللّه ما دفع إليّ قليلا و لا كثيرا، قال: فقال عمر للمغيرة: ما أردت إلى هذا؟ قال: الخبيث كذب عليّ، فأحببت أن أخزيه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، أنا عبيد اللّه السكري، نا زكريا المنقري، نا الأصمعي، نا سلمة ابن بلال (2)،عن أبي رجاء العطاردي قال:

كان فتح الأبلّة (3) على يدي عتبة بن غزوان في رجب أو شعبان سنة أربع عشرة، فلمّا خرج عتبة إلى عمر قال للمغيرة بن شعبة: صلّ بالناس، فإذا قدم مجاشع بن مسعود من الفرات فهو الأمير، فلمّا هلك عتبة بن غزوان كتب عمر إلى المغيرة بن شعبة بولايته على البصرة، فكان عليها باقي سنة خمس و ست و سنة سبع عشرة حتى كان منه ما كان، فعزله عمر.

ص: 31


1- من طريقه رواه الذهبي في تاريخ الإسلام(41-60) ص 121 و من طريق حسين بن حفص رواه في سير الأعلام 26/2-27.
2- من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام 27/2.
3- الأبلة: بلدة على شاطئ دجلة البصرة العظمى في زاوية الخليج الذي يدخل إلى مدينة البصرة (راجع معجم البلدان).

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة ثم قال (1):

خرج عتبة - يعني - ابن غزوان حاجا - يعني - في سنة أربع عشرة، و خلف مجاشع بن مسعود - يعني - على البصرة.

قال: و نا خليفة (2)،نا علي بن محمّد، عن النضر بن إسحاق عن قتادة، أن (3) المغيرة ابن شعبة افتتح نهر تيري عنوة، و قتل فيها حدّ النوشجان، و هو يومئذ صاحبها.

قال (4):و حدّثني الوليد بن هشام عن أبيه عن جده: أن المغيرة بن شعبة صالحهم على ألف ألف درهم، و مائة ألف درهم، ثم كفروا فافتتحها أبو موسى بعد.

و في هذه السنة (5)،و هي سنة ست عشرة افتتحت الأهواز، ثم كفروا (6).

نا الوليد بن هشام، عن أبيه عن جده قال: سار المغيرة إلى الأهواز فصالحه البيرزان على ألفي ألف درهم، و ثمان مائة و تسعين ألفا، ثم غزاهم الأشعري بعد.

و فيها - يعني - سنة [سبع] (7) عشر شهد أبو بكرة و نافع ابنا الحارث، و شبل بن معبد، و زياد على المغيرة بن شعبة، فعزله عمر عن البصرة، و ولاّها أبا موسى (8).

كتب إليّ أبو بكر عبد [الغفار] (9) بن محمّد، و حدّثني أبو المحاسن عبد الرّزّاق بن محمّد بن أبي نصر عنه، أنا أبو بكر الحيري.

و أخبرني أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا عبد اللّه الحافظ، و أبو بكر بن الحسن القاضي، قالا: نا أبو العبّاس الأصم، نا يحيى بن أبي طالب، أنا عبد الوهّاب (10)- هو ابن عطاء - أنا سعيد، عن قتادة.

ص: 32


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 129 (ت. العمري).
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 131 (حوادث سنة 15).
3- بالأصل و م، و د، و «ز»: «عن» و المثبت عن تاريخ خليفة.
4- تاريخ خليفة ص 131.
5- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 134.
6- كفروا يعني أنهم نقضوا العهد.
7- زيادة لازمة، سقطت اللفظة عن د، و م، و «ز».
8- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 135.
9- زيادة لازمة عن م، و د، و «ز».
10- من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام 27/2 و تاريخ الإسلام(41-60) ص 121.

أنّ أبا بكرة، و نافع بن الحارث بن كلدة، و شبل بن معبد شهدوا على المغيرة بن شعبة أنهم رأوه يولجه و يخرجه، و كان زياد رابعهم، و هو الذي أفسد عليهم، فأمّا الثلاثة فشهدوا بذلك، فقال أبو بكرة: و اللّه لكأني بأير جدري في فخذها، فقال عمر حين رأى زيادا: إنّي لأرى غلاما كيّسا لا يقول إلاّ حقّا، و لم يكن ليكتمني شيئا، فقال زياد: لم أر ما قال هؤلاء، و لكنّي قد رأيت ريبة، و سمعت نفسا عاليا، قال: فجلدهم عمر، و خلا عن زياد (1).

أنبأنا أبو علي بن نبهان، و أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن،[و محمد ابن إسحاق بن إبراهيم، و ابن نبهان.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي. أنا أحمد بن الحسن] (2) قالوا: أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن مقسم المقرئ، نا أبو العبّاس ثعلب قال:

لما أن قال أبو بكرة: أشهد أنه لزان قال عمر: اجلده، قال له علي: إذا فارجم صاحبك لأنك قد اعتددت بشهادته، فصارت شهادتين، و إنّما هي شهادة واحد أعادها.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن المسلمة، أنا علي بن أحمد بن عمر بن حفص، أنا محمّد بن أحمد بن الحسن، نا الحسن بن علي القطّان، نا إسماعيل بن عيسى العطّار، نا إسحاق بن بشر (3) قال:

و كتب عمر إلى سعد حين نزل الكوفة: أن ابعث إلى أرض الهند - يعني: البصرة - جندا لينزلوها، فبعث إليها عتبة بن غزوان السلمي في ثمان مائة رجل حتى نزلوها، ثم رماها عمر بالرجال و دوّن لهم الدواوين، ثم إن عتبة أغار على ما هنالك، و ما حوله من دست ميسان و أبزقباذ. و قد كان من هنالك من الأعاجم تفرقوا إلاّ قليلا كانوا في الحصون، فهانت شوكتهم، و الحمد للّه، قال: و كان المرزبان فقتل قبل ذلك، و قتل رجل من فرسان جيشه، و يقولون قتله جرير بن عبد اللّه يوم الخريبة (4)،ثم تحوّل عتبة بن غزوان إلى موضع دار الرزق اليوم بالبصرة، فيما يذكرون، و هو الذي بصّر البصرة، و اختطّها و سمّاها، و إنّما سمّيت البصرة لأنها كانت فيها حجارة سود بصرة، فنزل عتبة بن غزوان منزلا يقال له الزابوقة حتى

ص: 33


1- و هو زياد بن أبيه (ابن أبي سفيان).
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك لتقويم السند عن د، و م، و «ز».
3- الأصل: بسر، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
4- الخريبة بلفظ تصغير خربة، موضع بالبصرة.

تحوّل إلى البصرة و ابتناها سبعة دساكر منها في الخريبة اثنين، و في الزابوقة واحدة، و عند دار الرزق و بني تميم اثنتين، و في الأزد اثنتان، ثم إن عتبة بن غزوان خرج على فرات البصرة، ففتحه اللّه عليه، ثم رجع إلى البصرة، فكان أوّل ثغور فارس مما يليها، فكتب عمر إلى عتبة ابن غزوان: أن أنزلها الناس، و يكونوا (1) بها و يغزوا عدوهم من قريب، و قد كان عتبة بن غزوان خطب الناس، فكان أول خطبة خطبها بالبصرة، فحمد اللّه و أثنى عليه، و كان بدريا، فقال: ألا ان الدنيا قد أدبرت و تولّت، و آذنت بصرم (2)،فلم يبق منها إلاّ صبابة كصبابة (3)الإناء يصطبها أحدكم، ألا و إنكم منتقلون من هذه الدار لا محالة إلى دار مقامة، فانتقلوا بخير ما يحضرنّكم، و لقد بلغني أن الحجر يلقى من شفير جهنم فلا يبلغ قعرها سبعين خريفا، فعجبتم، و اللّه لتملأن، لقد بلغني أن للجنّة ثمانية أبواب، عرض ما بين جانبي الباب مسيرة خمسمائة عام، و ليأتين عليه يوم و هو كظيظ من الزحام، و لقد رأيتني مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سابع سبعة ما لنا طعام إلاّ ورق الشجرة، و شوك القتاد (4) حتى قرحت أشداقنا، و لقد التقطت يوما تمرة فشققتها بيني و بين سعد بن أبي وقّاص، و ما منّا اليوم رجل إلاّ و هو أمير على مصر من الأمصار، ألا و إنها لم تكن نبوة فتطاولت إلاّ تناسخت ملكا، فأعوذ باللّه أن أكون عظيما في نفسي، صغيرا في أعين الناس، و ستجربون الأمراء بعدنا و تعرفون منهم و تنكرون، يغفر اللّه لي و لكم.

قال: فبينا عتبة في خطبته إذ أقبل رجل من ثقيف يكنى أبا عبد اللّه بكتاب من عمر بن الخطّاب إلى عتبة بن غزوان: أمّا بعد فإنّ أبا عبد اللّه ذكر لي أنه اقتنى خيلا (5) بالبصرة حين لا يقتنيها أحد، فإذا أتاك كتابي هذا فأحسن جوار أبي عبد اللّه و أعنه على ما استعانك عليه.

فكان أبو عبد اللّه أوّل من ارتبط بالبصرة فرسا، و اتخذه و كان سعد بن أبي وقّاص يكتب إلى عتبة بن غزوان كتاب الأمير عليه، فأنف من ذلك عتبة، و كتب إلى عمر أن يقدم عليه، فأذن له و استخلف عتبة على البصرة المغيرة بن شعبة، و خرج حتى أتى عمر، فشكا (6)

ص: 34


1- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م: و يكونوا... و يغزوا.
2- أي بانقطاع و انقضاء (النهاية).
3- الصبابة: البقية اليسيرة تبقى في الإناء من الشراب.
4- القتاد: شجر له شوك أمثال الإبر (راجع اللسان: قتد).
5- الأصل: نخيلا، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
6- الأصل: فشكي، و المثبت عن د، و «ز»، و م.

إليه تسليط (1) سعد بن أبي وقّاص عليه، فسكت عمر عنه، فأعاد ذلك مرارا حتى إذا أكثر عليه، فقال: و ما عليك يا عتبة أن تقرّ بالإمارة لرجل من قريش له صحبة مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و شرف؟! فلما قضى حاجته أمره عمر أن يرجع إلى عمله، فأبى أن يفعل، و حلف أن لا يرجع إليه أبدا، و لا يلي عملا (2)،فعمل عتبة بن غزوان سنة بالبصرة، و كتب عمر عند ذلك إلى المغيرة بن شعبة فاستعمله على البصرة، و أمره أن يغزو من قبله، فسار المغيرة إلى نهير تيري، فخرج إليه عظيمها النوشجان أو النخيرجان أو الفيرزان صاحب دسكرة الملك، فقاتله فقتله اللّه، و افتتح المغيرة نهر تيري، ثم رجع، فأقام بالبصرة، و كانت بالبصرة امرأة من بني هلال ابن عمرو يقال لها أم جميل و كانت امرأة حادرة (3)،و كان لها زوج من ثقيف يقال له الحجّاج ابن عبيد، فهلك، فكان المغيرة يدخل عليها، فبلغ ذلك أهل البصرة، فأعظموه حتى أساء به الظن أناس من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فجعل عليه الرصد، فخرج المغيرة يوما من الأيام حتى دخل عليها، فانطلق أبو بكرة الثقفي، و مسروح بن يسار، و زياد بن عبيد أخو أبي بكرة لأمّه، و استلحقه معاوية، و أم أبي بكرة و زياد سمية، و شبل بن معبد البجلي، و كان شريفا، و لم يكن بالبصرة رجل من بجيلة غيره، و نافع بن الحارث بن كلدة، فأتوا الباب، فكشفوا الستر و المغيرة مع المرأة، فشهدوا أنه قد واقعها.

فركب أبو بكرة إلى عمر بن الخطّاب، فدخل عليه، فأخبره، فزعموا أن عمر لما رآه قال: اللّهمّ إنّي أسألك بخير ما جاء به، و أعوذ بك من شر ما جاء به، ثم قال: أبو بكرة؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، قال (4):لقد جئت بسوأة، قال: إنّما جاء بها المغيرة بن شعبة، و قصّ عليه القصة، فبعث عمر عبد اللّه بن قيس بن سليم بن حرب و هو أبو موسى الأشعري أميرا على البصرة، و عزم عليه أن يسرّح المغيرة إليه و أصحابه الذين يشهدون عليه حتى يقدم، فقال أبو موسى: يا أمير المؤمنين أعنّي بنفر من الأنصار، فإنّي وجدت هذا الأمر لا يصلح إلاّ بهم، كما لا يصلح العجين إلاّ بالملح، فبعث معه أنس بن مالك في نفر من الأنصار، فخرج أبو موسى حتى قدم البصرة، فنزل المربد، و بعث بكتاب عمر إلى المغيرة بن شعبة و فيه:

ثكلتك أمك إذا نظرت في كتابي هذا فاقدم أنت و النفر الذين سمّيت معك، فلما جاء الخبر إلى المغيرة أنّ أبا موسى قد نزل المربد قال: ما جاء الأشعري زائرا و لا تاجرا، ثم أحسن أبو

ص: 35


1- كذا بالأصل و بقية النسخ، و في معجم البلدان (بصرة): تسلّط.
2- كذا، و في معجم البلدان: فأبى عمر إلاّ ردّه، فسقط عن راحلته في الطريق فمات، و ذلك في سنة ست عشرة.
3- يعني سمينة (راجع اللسان).
4- من هنا إلى قوله: أعنّي، سقط من م.

موسى في أمره، ثم رحّل (1) أبو موسى النفر الذين يشهدون عليه حتى قدموا على عمر بن الخطّاب، و قد كان المغيرة فيما بلغني - يزعمون - أرسل إلى أبي موسى حين قدم عليه بجارية من مولّدات الطائف يقال لها: عقيلة، و قال: إنّي قد رضيتها لك، فاتخذها لنفسك.

فلما قدم المغيرة و الشهود على عمر سألهم، فشهد ثلاثة فأثبتوا الشهادة على المغيرة، و تقدم الرابع، و هو زياد بن عبيد، و كان آخرهم، فشهد، فزعموا أن عمر قال: إنّي لأرى وجه رجل لا يخزي اللّه به رجلا من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و زعموا أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«ادرءوا الحدود ما استطعتم»، فقال زياد لما فحصه عمر و سأله: و كعّ (2) قليلا، فكبّر المغيرة و قال لأبي بكرة حين أثبت عليه الشهادة: لقد حرصت على النظر، قال أبو بكرة: أجل و اللّه، أي عدو اللّه، على أن يخزيك اللّه بعملك الخبيث، و قال لعمر: و اللّه لكأني انظر إلى بثر (3) في فخذ المرأة، فسأل عمر زيادا عن شهادته فقال: لقد رأيت منظرا قبيحا، و نفسا عاليا، و ما رأيت الذي فيه ما فيه الأمر، فكبّر عمر، و جلد أبا بكرة، و نافعا، و شبلا، فقال أبو بكرة: أما و الذي بعث محمّدا بالحق لقد رأى زياد مثل الذي رأيت، و لكنه كتم الشهادة، و إن المغيرة لزان، فأراد عمر أن يعيد (4) عليه الحدّ مرة أخرى، فقال له علي: يا أمير المؤمنين، إذن تكمل شهادته أربعة، و يحلّ على صاحبك الرجم، فتركه، و كتب إلى أبي موسى: أن لا تجالسوا أبا بكرة، فإنه شيطان، فحلف أبو بكرة أن لا يكلم زيادا أبدا، فولي زياد البصرة بعد ذلك، فلم يكلّمه حتى مات.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو بكر بن سيف، أنا السري بن يحيى، أنا شعيب بن إبراهيم، أنا سيف بن عمر قال:

و لما أحرز عتبة الأهواز و أوطأ أهل فارس استأذن عمر في الحجّ، فأذن له، فلما قضى حجه استعفاه، فأبى أن يعفيه، و عزم عليه ليرجعن إلى عمله، فدعا اللّه، ثم انصرف، فمات في بطن نخلة، فدفن، و بلغ عمر فمر به زائرا لقبره، و قال: أنا قتلتك، لو لا أنه أجل معلوم و كتاب مرقوم، و أثنى عليه بفضله، و لم يختط، فيمن اختط من المهاجرين و إنما ورث ولده

ص: 36


1- بالأصل و م و د، و «ز»: فأدخل، و المثبت «ثم رحل» عن المختصر.
2- كع: جبن و ضعف.
3- بالأصل: شيء، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
4- تقرأ بالأصل:«يسبد»، و المثبت عن د، و «ز»، و م.

منزلهم من فاختة بنت غزوان، و كانت تحت عثمان بن عفّان، و كان حباب مولاه قد لزم شيبة، فلم يختط، و مات عتبة بن غزوان على رأس ثلاث و ستين و نصف من مفارقة سعد بالمدائن، و قد استخلف على الناس أبا سبرة بن أبي رهم و عماله على حالهم، و مسالحه على نهر تيري و مناذر و سوق الأهواز، و سرق و الهرمزان برامهرمز مصالح عليها و على السوس و البستان و جندي سابور، و مهرجان قذق، و ذلك بعد ننعد (1) الدين كان العلاء حمل في البحر إلى فارس، و نزولهم البصرة، و كان يقال لهم: أهل طاوس، نسبوا إلى الوقعة، فأقرّ عمر أبا سبرة بن أبي رهم على البصرة بقية السنة التي مات فيها عتبة بن غزوان، و استخلف عبد الرّحمن بن سهل فعمل بقية السنة، ثم استعمل المغيرة بن شعبة في السنة الثانية من بعد وفاة عتبة، فعمل عليها بقية تلك السنة، و السنة التي تليها، لم ينتقض عليه أحد في عمله، و كان مرزوقا بسلامة و لم يحدث شيئا إلاّ ما كان بينه و بين أبي بكرة، ثم استعمل أبا موسى على البصرة، و صرف إلى الكوفة، و استعمل عمر بن سراقة، ثم صرف عمر بن سراقة إلى الكوفة من البصرة، و صرف أبو موسى إلى البصرة من الكوفة، فعمل عليها ثانية، و كان الذي حدث بين أبي بكرة و بين المغيرة سببا لعزله، كان المغيرة (2) يناغيه و كان أبو بكرة ينافره عند كلّ ما يكون منه، و كانا بالبصرة متجاورين بينهما طريق، و كانا في مشربتين (3) متقابلتين لهما في داريهما، في كل واحدة منهما كوة مقابلة للأخرى، فاجتمع إلى أبي بكرة نفر يتحدثون في مشربته، فهبّت ريح، ففتحت باب الكوة، فقام أبو بكرة ليسقفها فبصر المغيرة، و قد فتحت (4)الريح باب كوة مشربته و هو بين رجلي امرأة، فقال للنفر: قوموا، فانظروا، فقاموا فنظروا، ثم قال: اشهدوا، قالوا: و من هذه؟ قال: أم جميل بنت الأفقم، و كانت أم جميل إحدى بني عامر بن صعصعة، و كانت غاشية للمغيرة، و تغشى الأمراء و الأشراف، و كان بعض النساء يفعل ذلك في زمانها، فقالوا: إنّما رأينا أعجازا و لا ندري ما الوجه؟ ثم إنهم صمموا (5) حين قامت، فلما خرج المغيرة إلى الصلاة حال أبو بكرة بينه و بين الصلاة، و قال: لا تصلي بنا، فكتبوا إلى عمر بذلك، و تكاتبوا، فبعث عمر إلى أبي موسى، فقال: يا أبا موسى، إنّي

ص: 37


1- كذا بالأصل و م، و إعجامها غير واضح في د.
2- الخبر في تاريخ الطبري 493/2 حوادث سنة 17.
3- المشربة: الغرفة.
4- الأصل: فتح، و المثبت عن م، و د، و «ز»، و الطبري.
5- الأصل: صبوا، و في المختصر: صمتوا، و المثبت عن د، و «ز»، و م، و الطبري.

مستعملك، إنّي أبعثك إلى أرض قد باض فيها الشيطان و أفرخ (1)،فالزم ما تعرف، و لا تبدّل فيستبدل اللّه بك، فقال: يا أمير المؤمنين، أعنّي بعدّة من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من المهاجرين و الأنصار، فإنّي وجدتهم في هذه الأمة، و هذه الأعمال كالملح في الطعام لا يصلح إلاّ به، قال: فاستعان بمن أحببت، فاستعار تسعة عشر رجلا منهم: أنس بن مالك، و عمران بن حصين، و هشام بن عامر، ثم خرج أبو موسى فيهم حتى أناخ بالبصرة في المربد، و بلغ المغيرة أن أبا موسى قد أناخ بالمربد، فقال: و اللّه ما جاء أبو موسى زائرا، و لا تاجرا، و لكنه جاء أميرا، فإنهم لفي ذلك، إذ جاء أبو موسى حتى دخل عليهم، فدفع إليه أبو موسى كتابا من عمر، أنه لأوجز كتاب كتب به أحد من الناس، أربع كلم عزل فيها، و عاتب، و استحثّ و أمر، أما بعد، فإنه بلغني عنك نبأ عظيم فبعثت أبا موسى أميرا، فسلّم له ما في يديك، و العجل. و كتب إلى أهل البصرة: أما بعد فإني قد بعثت أبا موسى أميرا عليكم ليأخذ لضعيفكم من قويكم، و ليقاتل بكم عدوكم، و ليدفع (2) عن ذمتكم، و ليجبي لكم فيئكم ثم ليقسمه فيكم، و لينقي لكم طرقكم.

و أهدى له المغيرة وليدة من مولدات الطائف تدعى عقيلة، و قال: إني قد رضيتها لك، و كانت فارهة، فكان أبو موسى عبد اللّه بن قيس بن سليم بن حصار، و أرتحل المغيرة و أبو بكرة و نافع بن كلدة و زياد بن أبي سفيان و شبل بن معبد البجلي حتى قدموا على عمر، فجمع بينهم و بين المغيرة، فقال المغيرة. سل هؤلاء الأعبد كيف رأوني: مستقبلهم أو مستدبرهم؟ أو كيف رأوا المرأة؟ أو عرفوها؟ فإن كانوا مستقبلي فكيف لم أستتر؟ أو مستدبري فبأي شيء استحلوا النظر إليّ في منزلي على امرأتي، فو اللّه ما أتيت إلاّ امرأتي - و كانت تشبهها - فبدأ بأبي بكرة، فشهد عليه أنه رآه بين رجلي أم جميل و هو يدخله (3) و يخرجه كالميل (4) في المكحلة.

قال: كيف رأيتهما؟ قال: مستدبرهما. قال: فكيف استثبت رأسها؟ قال: تحاملت (5)،قال ثم دعا بشبل بن معبد، فشهد بمثل ذلك، قال: استدبرتهما أم استقبلتهما؟ قال: استقبلتهما (6)

ص: 38


1- في تاريخ الطبري: و فرّخ.
2- الأصل: و ليحيى، و المثبت عن د، و «ز»، و م، و الطبري.
3- بالأصل و بقية النسخ:«و هو يخرجه و يدخله» و المثبت عن الطبري.
4- بالأصل و د: كالماول، و المثبت عن الطبري، و في د:«كالململول».
5- رسمها بالأصل:«؟؟؟» و في م:«تحاسب» و في د: تحانيت و المثبت عن الطبري.
6- قوله: قال: استقبلتهما، سقط من م.

و شهد نافع بمثل شهادة أبي بكر، و لم يشهد زياد بمثل شهادتهم، قال: رأيته جالسا بين رجلي امرأة، فرأيت قدمين مخضوبتين تخفقان، و استين مكشوفتين، و سمعت حفزانا شديدا. قال:

هل رأيته كالملمول في المكحلة؟ قال: لا، قال: هل تعرف المرأة؟ قال: لا، و لكن أشبّهها قال: فتنحّ، و أمر بالثلاثة فجلدوا الحد، و قرأ: فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدٰاءِ فَأُولٰئِكَ عِنْدَ اللّٰهِ هُمُ الْكٰاذِبُونَ (1).فقال المغيرة: اشفني من الأعبد، قال: اسكت اسكت اللّه نأمتك، و اللّه لو تمت الشهادة لرجمتك بأحجاري (2).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد، أنا خلف بن تميم، نا إسماعيل بن إبراهيم بن المهاجر قال: سمعت عبد الملك بن عمير قال:

انبثق (3)[بثق] (4) في مسهراة (5) فركب عمّار بن ياسر في أناس من أهل الكوفة، و قال:

ندخل دوابّنا مرابطكم، فقالوا: لا، و أبوا عليه، فبلغ ذلك عمر بن الخطّاب، فقال: لأبعثن عليهم رجالا لا يمنعونه أن يدخل الدواب مرابطهم، فبعث المغيرة بن شعبة، فقال: جلدة للمسلمين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، أنا أبو الحسن بن الحمّامي المقرئ، أنا أبو علي بن الصوّاف، أنا الحسن بن علي القطّان، أنا إسماعيل بن عيسى العطّار، أنا إسحاق بن بشر، نا عتّاب، عن يوسف بن ميمون، عن حبيب بن أبي ثابت.

أن عمر بن الخطّاب قال: ما تقولون في تولية ضعيف مسلم، أو قويّ فاجر، فقال له المغيرة: المسلم الضعيف إسلامه (6) له، و ضعفه عليك، و على رعيتك، و أمّا القوي الفاجر ففجوره عليه و قوته لك و لرعيتك، فقال له عمر: فأنت هو، و أنا باعثك يا مغيرة، فلما ودعته فقال له عمر: اسمع... (7) فكان المغيرة على الكوفة سنة و ثلاثة أشهر، و ذكروا أن

ص: 39


1- سورة النور، الآية:33.
2- في م: بالحجارة.
3- تحرفت بالأصل إلى:«أنس» و التصويب عن م، و د.
4- بياض بالأصل، و استدركت اللفظة عن د، و «ز»، و م.
5- لم أوفق إلى معرفتها.
6- في المختصر: إسلامه لك.
7- الكلام متصل بالأصل، و الاضطراب واضح على المعنى، و بعد:«اسمع» في م، و «ز»، و د: بياض مقداره عدة كلمات.

المغيرة غزا أذربيجان سنة عشرين، و صالح أهلها ثم إنهم كفروا (1) بعد ذلك في ولاية عثمان، فغزا الأشعث بن قيس، ففتح حصونا لهم بناجروان (2) ثم صالحوه على صلح المغيرة، فأمضى ذلك لهم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو بكر بن سيف، نا السري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن محمّد بن عبيد اللّه، عن سعيد بن عمرو.

أن عمر قال قبل أن يستعمل المغيرة: ما تقولون في تولية رجل ضعيف مسلم، أو رجل قوي مشدّد (3)،فقال المغيرة: أما الضعيف المسلم فإنّما إسلامه لنفسه و ضعفه عليك، و المشدد فإن شداده (4) لنفسه و قوته للمسلمين، فقال: و إنا باعثوك يا مغيرة، فكان المغيرة عليها حتى مات عمر، و ذلك نحو من سنتين و زيادة، فلما ودّعه المغيرة للذهاب إلى الكوفة قال له: يا مغيرة،.... (5)،ثم أراد عمر أن يبعث سعدا على عمان فقتل قبل أن يبعث، و أوصى به.

أنبأنا أبو عبد اللّه بن الحطاب، أنا محمّد بن أحمد السعدي، أنا عبيد اللّه بن محمّد العكبري، قال: قرئ على أبي القاسم البغوي، حدّثني حمزة بن مالك الأسلمي المدني، حدّثني عمي سفيان بن حمزة، عن كثير بن زيد عن المطّلب - يعني - ابن حنطب، قال: قال المغيرة بن شعبة:

أنا أول من رشا في الإسلام، قال: كنت آتي فأجلس في الباب أنتظر الدخول على عمر، فقلت ليرفأ حاجب عمر: خذ هذه العمامة فالبسها، فإن عندي أختا لها، فكان يدخلني حتى أجلس وراء الباب، فمن رآني قال: إنّه ليدخل على عمر في ساعة لا يدخل عليه فيها أحد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا

ص: 40


1- يعني أنهم نقضوا عهدهم.
2- في م:«بما جروان» و في د:«؟؟؟» و في «ز» كالأصل. و في معجم البلدان:«جابروان».
3- كذا بالأصل و بقية النسخ.
4- كذا بالأصل و النسخ: و المشدد، فإن شداده.
5- بياض بالأصل، و د، و «ز»، و م.

عبد اللّه بن عدي، نا العبّاس بن أحمد بن أبي سحمة (1) الجيلي، نا الصّلت بن مسعود، نا حمّاد بن زيد، عن هشام، عن محمّد قال: كان الرجل يقول للرجل: غضب اللّه عليك، كما غضب أمير المؤمنين على المغيرة، عزله عن البصرة، و استعمله على الكوفة.

أخبرنا أبو نصر محمّد بن حمد الكبريتي، أنا أبو مسلم بن مهرابزد، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو عروبة الحسين بن محمّد بن مودود، نا ابن بشّار، نا محمّد بن جعفر، نا شعبة، عن المغيرة، عن سماك بن سلمة قال:

أوّل من سلّم عليه بالإمرة المغيرة بن شعبة - يعني - قول المؤذن عند خروج الإمام إلى الصلاة: السلام عليك أيّها الأمير و رحمة اللّه و بركاته.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا ابن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، نا ابن بكير، حدّثني الليث بن سعد قال: ثم كانت أذربيجان سنة ثنتين و عشرين، و أميرها المغيرة بن شعبة (2).

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (3):

و يقال: همذان افتتحها المغيرة بن شعبة سنة أربع و عشرين و يقال: جرير بن عبد اللّه افتتحها بأمر المغيرة بن شعبة، و قال أبو عبيدة: غزا حذيفة همذان، فافتتحها عنوة، و لم تكن فتحت قبل ذلك.

و فيها (4)-يعني - سنة اثنتين و عشرين فتحت أذربيجان، حدّثت عن ابن إسحاق قال:

فتحت سنة ثنتين و عشرين، أميرها المغيرة بن شعبة، و ولّى عمر الكوفة جبير بن مطعم ثم عزله قبل أن يقتل بيسير، و ولّى المغيرة بن شعبة فلم يزل عليها حتى قتل عمر.

قال: و حدّثني أبو عمرو الشيباني قال: افتتحها - يعني - همذان المغيرة بن شعبة في شهر ربيع الأول أو في جمادى الأولى سنة أربع و عشرين.

ص: 41


1- غير مقروءة بالأصل و م، و المثبت عن د.
2- راجع معجم البلدان (أذربيجان)129/1.
3- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 157.
4- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 151.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر الطبري، أنا أبو الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب قال:

و كان فتح أذربيجان سنة ثنتين و عشرين، و أميرها المغيرة بن شعبة الثقفي، و أقام الحج للناس سنة أربعين المغيرة بن شعبة الثقفي (1).

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر.

و أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا أبو الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب قال: قال ابن بكير: قال الليث: و حج عامئذ - يعني - سنة أربعين بالناس المغيرة بن شعبة.

قال: و نا يعقوب، نا الحجّاج بن أبي منيع، نا جدي، عن الزهري قال: توفى اللّه عمر، و استخلف عثمان، فنزع عثمان المغيرة بن شعبة عن الكوفة، و أمّر عليها سعد بن أبي وقاص.

حدّثني عمّار بن الحسن، نا سلمة، عن محمّد بن إسحاق قال: استخلف عثمان بن عفّان سنة أربع و عشرين، فكانت همذان (2) على رأس ستة أشهر من مقتل عمر بن الخطّاب، و أميرها المغيرة بن شعبة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا صالح بن سهيل، نا يحيى بن أبي زائدة، عن المجالد، عن أبي بردة بن أبي موسى، عن أبي موسى.

أن عمر بعث على البصرة المغيرة بن شعبة ثم عزله عنها، حين كان من أمر أبي بكرة ما كان، و بعث عليها أبا موسى، ثم بعث المغيرة على اليمن، ثم عزله عنها، و بعثه إلى الكوفة، فقتل عمر و هو على الكوفة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (3)،نا ابن أبي الدنيا، نا (4) يوسف بن موسى قال: سمعت جريرا يقول:

ص: 42


1- من قوله: و أقام.. إلى هنا مكرر بالأصل.
2- بالأصل: همدان بالدال المهملة.
3- تحرفت بالأصل و بقية النسخ إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
4- سقطت من د.

أخبرني بعض البصريين قال: لما قبض النبي صلى اللّه عليه و سلم قال المغيرة بن شعبة لعلي: قم فاصعد المنبر، فإنّك إنّ لم تصعد صعد غيرك، قال: فقال علي: و اللّه إنّي لأستحيي أن أصعد المنبر، و لم أدفن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال: فصعد غيره.

قال: و قال له المغيرة بن شعبة: حين كانت الشورى انزع (1) نفسك منهم، فإنهم لن يبايعوا غيرك.

قال: و نا يوسف، نا جرير، عن المغيرة قال: قال المغيرة بن شعبة لعلي حين قتل عثمان: اقعد في بيتك و لا تدع الناس إلى نفسك، فإنّك لو كنت في جحر بمكة لم يبايع الناس غيرك (2).

قال: و قال المغيرة بن شعبة: لئن لم تطعني في هذه الرابعة لاعتزلتك، ابعث إلى معاوية عهده ثم اخلعه بعد ذلك، فلم يفعل، فاعتزله المغيرة بن شعبة باليمن (3)،فلما اشتغل علي [و] (4) معاوية فلم يبعثوا إلى الموسم أحدا، جاء المغيرة بن شعبة فصلّى بالناس و دعا لمعاوية (5).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد، و أبو الغنائم ابنا أبي عثمان، و أبو القاسم بن البسري، و أحمد بن محمّد بن إبراهيم القصاري، و أبو الحسن علي بن محمّد بن محمّد الأنباري، قالوا: أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي يعقوب بن شيبة، نا أبو عثمان الزّنبري (6) سعيد بن داود بن أبي زنبر المدني (7)،نا مالك بن أنس، عن عمّه أبي سهيل بن مالك، عن أبيه قال:

لقي عمّار بن ياسر المغيرة بن شعبة في زقاق من سكك المدينة، و هو متوشّح سيفا، فناداه: يا مغير (8)،فقال: ما تشاء، قال: هل لك في اللّه عزّ و جل؟ قال: و أين هو؟ قال:

ص: 43


1- في د: انزع نفسك، انزع نفسك منهم.
2- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن د.
3- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م، و سير الأعلام، و في طبقات ابن سعد: بالطائف.
4- سير الأعلام 29/2.
5- رواه الذهبي في تاريخ الإسلام(41-60) ص 122 و سير الأعلام 29/2.
6- تحرفت بالأصل و م و د، و «ز» إلى: الزبيري، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 180/7.
7- من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام 29/2 مختصرا.
8- كذا بالأصل و م و «ز»، و في د: يا مغيرة.

تدخل في هذه الدعوة فتسبق من معك، و تدرك من سبقك، قال: فقال المغيرة: وددت و اللّه أنّي لو علمت ذلك، إنّي و اللّه ما رأيت عثمان مصيبا و لا رأيت قتله صوابا، فهل لك يا أبا اليقظان أن تدخل بيتك و تضع سيفك؟ و أدخل بيتي حتى تنجلي هذه الظلمة و يطلع قمرها، فنمشي مبصرين نطأ أثر المهتدين، و نجتنب سبيل الحائرين، فقال عمّار: أعوذ باللّه أن أعمى بعد إذ كنت بصيرا، يدركني من سبقته، و يعلّمني من علّمته، فقال المغيرة بن شعبة: يا أبا اليقظان إذا رأيت السيل (1) جار فاجتنب [جريته] (2)-قال الزنبري: يعني بجار: جاري (3)-و لا تكن كقاطع السلسلة، فرّ من الضحل فوقع في الغمر، فقال عمّار: اسمع ما أقول، و انظر ما أفعل، فلن تراني إلاّ في الرعيل الأوّل، قال: و اطّلع عليهما عليّ، فقال: ما يقول لك الأعور؟ إنّه و اللّه على عمد (4) يلبس عزله، و لن يأخذ من الدين إلاّ ما خلطته الدنيا، فانتجاه عمر (5)،فأخبره، فقال علي: ويحك يا مغيرة، إنّ هذه الدعوة المودية، تودي من دخل فيها إلى الجنّة، و أنا أجتار (6) إليهما [توهل من وهل (7)،فإذا غشيناك فالزم بيتك. فقال له المغيرة: أنت أعلم مني و أوقر] (8)،أما إذا لم أعنك فلن أعن (9) عليك.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الفتح نصر بن أحمد بن أبي نصر، أنا محمّد بن أحمد الجواليقي.

و أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا ابن الطّيّوري، و أبو طاهر المقرئ، قالا: أنا الطناجيري، أنا محمّد بن زيد الأنصاري، أنا محمّد بن محمّد بن عقبة، نا هارون بن حاتم، نا أبو بكر بن عيّاش قال: و حجّ بالناس مغيرة بن شعبة سنة أربعين (10).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (11)،

ص: 44


1- رسمها بالأصل و «ز» و م،«السا» و في د:«النيل» و المثبت عن سير الأعلام.
2- سقطت من الأصل، و مكانها بياض في م، و غير مقروءة في «ز»، و في د: جريه، و المثبت عن سير الأعلام.
3- كذا بالأصل و بقية النسخ، و الوجه: جاريا.
4- في د: عمر.
5- كذا بالأصل و بقية النسخ، و لعل الصواب: عمار.
6- صورتها بالأصل و م و د:«و لها احبار» و المثبت عن «ز»، و المختصر:«و أنا اجتاز».
7- الوهل: الفزع.
8- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك لإيضاح المعنى عن د، و «ز».
9- كذا بالأصل و بقية النسخ:«أعن» و الوجه: أعين.
10- تاريخ الإسلام(41-60) ص 122 و سير الأعلام 29/2.
11- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 192/1.

أنا محمّد بن أحمد بن رزق، نا محمّد بن أحمد بن الحطاب الرزاز، نا محمّد بن يوسف بن بشر الهروي، نا أحمد بن سلم (1) البغدادي - بالرملة - نا الهيثم بن عدي، نا ابن عيّاش قال:

و حجّ بالناس في هذه السنة - أعني: سنة أربعين - المغيرة بن شعبة.

قال الخطيب (2):و في سنة أربعين كان مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، و المغيرة، إنّما ولي إمارة الكوفة بعد قتله، ولاّه ذلك معاوية.

أخبرنا أبو الحسن المالكي، و أبو محمّد بن حمزة، قالا: نا - و أبو منصور المقرئ، أنا أبو بكر الخطيب (3).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه.

أنا محمّد بن الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (4)،نا ابن بكير، عن الليث بن سعد قال:

حجّ سنة أربعين بالناس المغيرة بن شعبة، و ذلك أن المغيرة بن شعبة كان معتزلا بالطائف، فافتعل كتابا عام الجماعة بإمارة الموسم، فقدم الحج يوما خشية أن يجيء أمير، فتخلف عنه ابن عمر، و صار عظم الناس مع ابن عمر، قال نافع: فلقد رأيتنا و نحن غادون من منّي و استقبلونا مفيضين من جمع، فأقمنا بعدهم ليلة بمنى.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (5):

و افتعل المغيرة بن شعبة عهدا عن أمر الحسن، فأقام الحجّ سنة أربعين - يعني - و ولّى معاوية على الكوفة عبد اللّه بن عمرو بن العاص حين اجتمع عليه الناس، ثم عزله من أيامه، و ولّى المغيرة بن شعبة، فمات المغيرة بن شعبة سنة خمسين، فضمها معاوية إلى زياد.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر العبدي، نا عبد اللّه بن محمّد القرشي، نا أبو كريب، نا طلق بن غنام، نا قيس - هو ابن الربيع - عن أبي حصين قال:

ص: 45


1- بالأصل:«سالم»، و المثبت عن م، و د، و «ز»، و تاريخ بغداد.
2- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 192/1-193.
3- تاريخ بغداد 192/1.
4- ليس في كتاب المعرفة و التاريخ المطبوع ليعقوب بن سفيان.
5- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 203 و 210.

عزل معاوية المغيرة عن الكوفة، قال: فقدم المغيرة الشام، فطلب الدخول على معاوية، فلم يقدر عليه، فدخل على يزيد بن معاوية، فقال: لو أن أمير المؤمنين جعل لنا علما ننتهي إليه، فخرج يزيد، فدخل على أبيه فقال: يا أمير المؤمنين إن المغيرة دخل عليّ فقال: لو أن أمير المؤمنين جعل لنا علما و مفزعا، فقال: عليّ المغيرة، فأتي به، فأذن له، فقال: كيف قلت يا... (1)؟فأخبره، فقال:... (2) كيف لي بالعراق؟ قال: أنا لك بها يا أمير المؤمنين، قال:... (3)[بعهده،] (4) فكتب له.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال (5):و في سنة أربعين قدم المغيرة بن شعبة كان كتب إلى معاوية، ثم قدم عليه.

قال: و نا يعقوب (6)،نا الحجّاج (7)،نا جدي، عن الزهري قال:

دعا معاوية عمروا (8) و هو بالكوفة، فقال له: يا أبا عبد اللّه أغن عنّي (9) الكوفة، قال عمرو: فكيف ترى في مصر؟ قال: استعمل عليها ابنك عبد اللّه، قال عمرو: فنعم، قال:

فبينما هم على ذلك طرقهم المغيرة بن شعبة، و كان معتزلا بالطائف، فناجاه معاوية، فقال:

أ تؤمّر عمرو بن العاص على الكوفة و يؤمّر ابنه عبد اللّه على مصر، و تكون كالقاعد بين لحيي الأسد، فقال له معاوية: ما ذا ترى؟ قال: أنا أكفيك الكوفة، قال: فافعل، فقال معاوية لعمرو حين أصبح: يا أبا عبد اللّه، إني قد رأيت أن [أفعل بك] (10) و استوحشنا إليك، فقال عمرو:

فنعم ما رأيت، و عرف عمرو أن المغيرة قد سبقه و نقض رأي معاوية عليه، فقال عمرو لمعاوية: أ لا أدلّك على أمير الكوفة؟ قال: بلى، قال: المغيرة بن شعبة، فاستعن برأيه و قوّته

ص: 46


1- بياض بالأصل و د، و «ز»، و م.
2- بياض بالأصل و د، و «ز»، و م.
3- بياض بالأصل و د، و «ز»، و م.
4- استدركت عن د، و «ز»، و م.
5- ليس الخبر في المعرفة و التاريخ المطبوع.
6- ليس الخبر في المعرفة و التاريخ المطبوع.
7- و هو الحجاج بن أبي منيع، و من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام 29/2-30 و من طريق الزهري رواه في تاريخ الإسلام(41-60) ص 122-123.
8- بالأصل:«عمر» و المثبت عن د، و «ز»، و م، و هو عمرو بن العاص.
9- في تاريخ الإسلام و سير الأعلام: أعني على الكوفة.
10- رسمها بالأصل و د، و «ز»، و م:«؟؟؟» و المثبت عن تاريخ الإسلام.

على المكيدة، و اعزل عنه المال، فإنّ من قبلك عمر و عثمان قد فعلا به ذلك، فقال معاوية:

نعم ما رأيت، فدخل مغيرة على معاوية بعد ما خرج عمرو، فقال له معاوية: إنّي قد كنت أمّرتك فجمعت لك الجند و الأرض، ثم ذكرت السير قبلي، فإذا الأئمة لم يكونوا يستعملونك إلاّ على الجند، و كانوا يجعلون الأرض إلى غيرك، و إنّي قد رأيت أن لا أخالف سنّة عمر و عثمان، قال المغيرة: قد قبلت، فلما خرج إلى أصحابه قال: قد عزلت الأرض عن صاحبكم، و لم يغب عن ذلك أبو عبد اللّه.

قال: و نا يعقوب (1)،حدّثني حرملة بن يحيى، نا ابن وهب، حدّثني الليث قال:

كان المغيرة بن شعبة قد اعتزل، فلما صار الأمر إلى معاوية كتب المغيرة إلى معاوية يروزه: إني أشكو إلى اللّه و إليك كبر سني، و نفاد أهل بيتي، و جفوة قريش عني، فكتب إليه معاوية: أمّا ما ذكرت من كبر سنك، فإنك لم يكن يشركك فيما ذهب منك أحد، و أمّا ما ذكرت من نفاد أهل بيتك فقد توفي آل أبي سفيان، فما عدمت أحدا منهم شيئا، و أمّا جفوة قريش عنك، فهم حملوك على رقاب الناس.

فلما رأى أنه ليس عنده من الغضب إلاّ هذا قدم عليه، فلمّا دخل عليه دعا له فيما أعطاه اللّه من الظفر و النصر و العون على ما حمل، ثم قال: و جزاك اللّه عن أبي عبد اللّه خيرا، يريد عمرو بن العاص، و كان قد أمّره على مصر و أمّر ابنه على العراق، فقد صنعت به و صنعت، فقال معاوية: إنّي و اللّه لقد فعلت، فقال المغيرة في آخر ذلك: أي (2) معاوية، داهية العراق، جعلت الأسد بين يديك، و شبليه (3) بين كتفيك، و جعلت في الشام هذا الذي لو نالت منه عجوز؟؟؟ (4) فكيف لي به؟ قال: أكفيك، قال: فخرج المغيرة و دخل عمرو على معاوية، فقال: قد جاءك أعور ثقيف من كلّ طير بريشه، قال: لا تفعل يا أبا عبد اللّه، فإنّه أول ما كلمني به بعد الدعاء لي فيما حملت ما غبطني به فيما فعلت بيني و بينك، و ما عظّم من حقّك، و ذكر من فضلك، فخرج عمرو من عند معاوية بما أخبره عنه و قد تفتّح قلبه للمغيرة بما أخبره عنه، و ذهب الذي في نفسه عليه، فأقبل عمرو إلى منزله، فوجد المغيرة بالباب يلتمس الدخول عليه، فأذن له، فدعا لهم فيما أعطاهم اللّه من الظفر، و ما جمع من أمر أمة

ص: 47


1- ليس الخبر في المعرفة و التاريخ.
2- كذا بالأصل و بقية النسخ.
3- كذا بالأصل و بقية النسخ، و في المختصر:«و شبله» و هو أوجه، و يعني به عبد اللّه بن عمرو بن العاص.
4- كذا رسمها و بدون إعجام بالأصل و د، و «ز»، و م.

محمّد صلى اللّه عليه و سلم على أيديهم، ثم قال بعد ذلك: عمرو بن العاص داهية العرب: جعلت شطرك بالمغرب و شطرك بالمشرق، و إنّما هذا - يريد معاوية - هامة (1) اليوم أو غدا، فكيف بك إذا اختلف أمر الناس على أي شقيك تقبل و بأيهما تهتم؟ قال: صدقت، لعمر اللّه، ثم ذهب إلى معاوية فقال: اعف لي عبد اللّه من العراق، فقال معاوية: ما أنا بفاعل، فألحّ عليه عمرو بن العاص، و ألحّ معاوية في الإباء حتى قال عمرو: فإن شئت فررناه (2) جذعة، فقال معاوية: أما إذا بلغ هذا منك فقد أعفيناه لك، و أرسل معاوية مكانه حين خرج عمرو بن العاص إلى المغيرة بن شعبة، فولاّه العراق، فذكر ذلك لعمرو فقال: خدعني، فأتى معاوية، فقال:

بعثت المغيرة إلى العراق؟ قال: نعم، هذا عملك غلبتني على عبد اللّه فلم أجد منه بدا، فقال عمرو: فتأمنه على المال؟ قال: فما ترى؟ قال: أرى أن تبعث على الأموال رجلا، فلا يقدم المغيرة منه على قليل و لا كثير إلاّ بأمرك، ففعل معاوية ذلك، فقال المغيرة حين جاءه ذلك:

قد استوفى بعض الاستيفاء، و لم يبلغ الذي بلغنا.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو الأصبهاني، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (3)،نا ابن أبي الدنيا، نا أبو كريب، نا طلق بن غنّام (4)،نا شريك، عن عبد الملك بن عمير قال:

كتب المغيرة بن شعبة إلى معاوية يذكر فناء عمره، و فناء أهل بيته، و جفوة قريش إيّاه، قال: فورد الكتاب على معاوية، و زياد عنده، فلما قرأ الكتاب قال له زياد: يا أمير المؤمنين، ولّني إجابته، قال: فألقى إليه الكتاب، قال: فصدر زياد الكتاب ثم كتب: أمّا ما ذكرت من ذهاب عمرك فإنه لم يأكله أحد غيرك، و أمّا ما ذكرت من فناء أهل بيتك فلو أن أمير المؤمنين قدر أن يقي أحدا الموت لوقى أهل بيته، و أمّا ما ذكرت من جفوة قريش إيّاك، فأنّى (5) يكون ذاك و هم أمّروك، فلما قدم الكتاب على المغيرة فقرأه قال: اللّهمّ عليك بزياد، اللّهمّ عليك بزياد.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا عمر بن عبيد اللّه، أنا أبو الحسين بن

ص: 48


1- يعني أنه مشرف على الموت.
2- جاء في تاج العروس بتحقيقنا: جذع: و فرّ الأمر جذعا أي بدئ، و فر الأمر جذعا أي أبدأه، و إذا طفئت حرب بين قوم، فقال بعضهم: إن شئتم أعدناها جذعة، أي أول ما يبتدأ فيها.
3- تحرفت بالأصل و بقية النسخ إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
4- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 30/2.
5- بالأصل و بقية النسخ: فانا.

بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا هارون بن معروف، نا ضمرة، عن ابن شوذب قال:

أحصن المغيرة بن شوذب أربعا من بنات أبي سفيان (1)،قال: و كان آخر من تزوج منهن بها عرج فخطبها إلى معاوية، فقال له معاوية: إنّها ضمنة (2)،قال: إني لست أريد أن أراهن عليها، إنّما أردت بنات أبي سفيان، فزوّجه إيّاها.

أخبرنا أبو بكر بن أبي نصر (3)،أنا عبد الوهّاب بن محمّد بن إسحاق، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبيد، نا سلم (4) بن جنادة السّوائي، نا أحمد بن بشير، عن عوانة قال: ذكر عمر شيئا فقال المغيرة: الرأي فيه كذا و كذا، فقال: و ما أنت و الرأي إذا جاء الرأي غلبك عليه عمرو و معاوية.

قال: و نا عبد اللّه، نا أبو كريب، نا ابن أبي زائدة، عن مجالد (5)،عن عامر قال:

القضاة أربعة: عمر، و علي، و ابن مسعود، و أبو موسى الأشعري، و الدهاة أربعة (6):

معاوية، و عمرو بن العاص، و المغيرة بن شعبة، و زياد.

أخبرنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن، أنا أبو تمام علي بن محمّد - إجازة - عن أبي عمر بن حيوية، أنا محمّد بن القاسم الكوكبي، نا ابن أبي خيثمة، أنا سليمان بن أبي شيخ، نا عبد اللّه بن جعفر (7) العبدي، عن مجالد، عن الشعبي قال: كان دهاة العرب أربعة: أحدهم:

المغيرة بن شعبة، لم يأخذ عقدة إلاّ حلّها.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، أنا أبو بكر الخطيب.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (8)،نا عيسى بن

ص: 49


1- تاريخ الإسلام(41-60) ص 123 و سير الأعلام 30/2. و في الأغاني 86/16 أحصن المغيرة بن شعبة إلى أن مات ثمانين امرأة فيهن ثلاث بنات لأبي سفيان بن حرب.
2- الضمن: هو المصاب بعاهة أو بعلة.
3- في م: ناصر.
4- بالأصل: سالم، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
5- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 307/18.
6- تاريخ الإسلام(41-60) ص 123.
7- في م:«حو» ثم بياض.
8- الخبر ليس في المعرفة و التاريخ المطبوع ليعقوب بن سفيان الفسوي.

محمّد، أنا عبد الرّزّاق، عن معمر، عن الزهري قال: ثارت الفتنة الأولى و بعد خمسة نفر يقال: إنّهم ذوو رأي العرب و مكائدهم: من قريش: معاوية بن أبي سفيان، و عمرو بن العاص، و يعدّ من الأنصار، قيس بن سعد، و يعدّ من المهاجرين، عبد اللّه بن بديل و كان المغيرة معتزلا بالطائف.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر، أنا أبو الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، نا أبو بكر الحميدي، نا سفيان (1)،نا مجالد، عن الشعبي قال:

سمعت قبيصة بن جابر يقول: صحبت المغيرة بن شعبة فلو أن مدينة لها ثمانية أبواب لا يخرج من باب منها إلاّ بمكر، لخرج من أبوابها كلها.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: نا - و أبو منصور ابن زريق، أنا - أبو بكر أحمد بن علي (2)،أنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي - بنيسابور - أنا محمّد بن أحمد بن الغطريف العبدي - بجرجان - نا ابن مخلد العطّار، نا أحمد ابن عبد الرّحمن السلمي في دار خلف، نا أحمد بن حكيم، نا الهيثم، عن مجالد، عن الشعبي قال: قال المغيرة بن شعبة:

ما خدعني أحد في الدنيا إلاّ غلام من بني الحارث خطبت امرأة منهم فأصغى إليّ الغلام و قال: أيها الأمير، لا خير لك فيها، إنّي رأيت رجلا يقبّلها، فبلغني أن الغلام نزوجها، قلت: أ ليس زعمت أنك رأيت رجلا يقبّلها، قال: ما كذبت أيها الأمير، رأيت أباها يقبّلها، فكلما (3) ذكرت قوله علمت أنه خدعني.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة - بقراءتي عليه - عن أبي بكر الخطيب، أخبرني أبو القاسم الأزهري، نا أحمد بن إبراهيم بن شاذان، نا إبراهيم بن محمّد بن عرفة، نا محمّد بن يونس، نا عمرو بن الحصين، نا الهيثم بن عدي (4) عن مجالد، عن الشعبي قال: سمعت المغيرة بن شعبة يقول:

ما غلبني أحد قط إلاّ غلام من بلحارث بن كعب، فإنّي خطبت امرأة فقال لي: لا تردها

ص: 50


1- رواه الذهبي من طريقه في سير الأعلام 30/2 و المزي في تهذيب الكمال 307/18.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 245/4 في ترجمة أحمد بن عبد الرحمن السلمي.
3- بالأصل: فلما، و المثبت عن د، و «ز»، و تاريخ بغداد.
4- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 307/18-308.

إنّي رأيت رجلا يقبّلها، فانصرفت عنها، فبلغني أنه تزوجها، فلقيته، فقلت: أ لم تقل أنك رأيت رجلا يقبّلها؟ قال: بلى، رأيت أباها يقبّلها، قال: فإذا ذكرت ما فعل بي غاظني ذلك.

قال: و أخبرني أبو طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد الفقيه، أنا محمّد بن العباس الخزّاز (1)،أنا محمّد بن خلف بن المرزبان - إجازة - و حدّثنا محمّد بن عبيد اللّه بن حريث الكاتب عنه، أنا محمّد بن المنتشر الطائي، أخبرني مسلم بن صبيح الكوفي قال: سمعت أبي يقول:

خطب المغيرة بن شعبة و فتى من العرب امرأة، و كان الفتى طريرا جميلا، فأرسلت إليهما المرأة: إنكما قد خطبتماني، و لست أجيب أحدا منكما دون أن أراه، و أسمع كلامه، فاحضرا إن شئتما، فحضرا، فأجلستهما حيث تراهما و تسمع كلامهما، فلما رآه المغيرة و نظر إلى جماله و شبابه و هيئته آيس منها، و علم أنها له مؤثرة عليه، فأقبل على الفتى، فقال له: لقد أوتيت جمالا و حسنا و ثباتا، فهل عندك سوى ذلك؟ قال: نعم، فعدّد محاسنه ثم سكت، فقال له المغيرة: كيف حسابك؟ قال: ما يسقط عليّ منه شيء، و إني لاستدرك أدق من الخردلة. قال المغيرة: لكني أضع البدرة في زاوية البيت فينفقها أهلي على ما يريدون، فما أعلم بنفادها حتى يسألوني غيرها، فقالت المرأة: و اللّه لهذا الشيخ الذي لا يحاسبني أحبّ إليّ من هذا الذي يحصي عليّ مثل صغير الخردل، فتزوجت المغيرة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن الحسين بن سكينة الأنماطي، أنا أبو الفرج محمّد بن فارس بن محمّد العوذي، أنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن أحمد العسكري الدقّاق، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني حمزة بن العبّاس، أنا علي بن الحسن بن شقيق، أنا ابن عيينة، عن أبي حمزة الثمالي قال: قال المغيرة بن شعبة.

لحديث من عاقل أحبّ إليّ من الشهد بماء الرضفة بمحض الأري، قال عليّ: و زادني عبد اللّه بن المبارك عن سفيان قال: فبلغ زيادا، فقال: أ و كذلك فلهن أحبّ إليّ من رثيئة (2).

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة الجرجاني - ببغداد - أنا أبو سهل إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم البغوي الصوفي، نا أبو عبد اللّه محمّد بن العباس العصمي

ص: 51


1- تحرفت بالأصل إلى: الحزاز.
2- رثأ اللبن حلبه على حامض فخثر و هو الرثيئة.(القاموس).

قال: سمعت محمّد بن أبي علي الجلادي يقول: أخبرني محمّد بن موسى السمري عن حمّاد ابن إسحاق الموصلي عن أبيه قال: قيل للمغيرة بن شعبة: ما بقي من لذتك (1)؟، قال:

الإفضال على الإخوان، قيل: فمن أحسن الناس عيشا؟ قال: من عاش بعيشة غيره، قيل:

فمن أسوأ الناس عيشا؟ قال: من لا يعيش بعيشة أحد.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي قال: سمعت أبا عبد الرّحمن السّلمي يقول: سمعت محمّد بن العبّاس العصمي يقول: سمعت الجلادي يقول: أخبرني محمّد بن موسى السمري عن حمّاد بن إسحاق الموصلي عن أبيه قال: قيل للمغيرة بن شعبة:

ما بقي من لذتك؟ قال: الإفضال على الإخوان.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن الدار قطني، نا أبو عبيد بن المحاملي، نا سلم (2) بن جنادة، نا أبو نعيم، نا يونس، عن أبي السفر قال: قيل للمغيرة بن شعبة: إنّي أراك تحابي قال: إن المعرفة تنفع عند الجمل الصئول (3)،و الكلب العقور (4)،فكيف بالمرء المسلم؟! (5).

أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي قالت: أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا أبو كريب، نا ابن المبارك، عن يونس بن أبي إسحاق عن رجل قد سمّاه، عن المغيرة بن شعبة قال: قيل له: إنّ آذنك يؤثر بالإذن، فقال: عمره اللّه، إن المعرفة لتنفع عند الكلب العقور، و الجمل الصئول، فكيف الحر الكريم.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنا أبو طالب محمّد بن علي، نا أبو الحسين بن سمعون، نا عبد اللّه بن سليمان، نا يونس بن حبيب، نا أبو داود الطيالسي، عن عمران القطّان، عن قتادة، عن الحسن قال: قيل للمغيرة بن شعبة: إن حاجبك يحابي، فقال: إن المعرفة لتنفع عند الكلب العقور، و الجمل الصئول، فكيف عند الرجل المسلم.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا أبو عثمان سعيد بن

ص: 52


1- كذا بالأصل و بقية النسخ، و في المختصر: أربك.
2- تحرفت بالأصل و د إلى: سالم، و المثبت عن «ز»، و م.
3- الجمل الصئول الذي يأكل راعيه، و يواثب الناس فيأكلهم.
4- الكلب العقور هو كل سبع يعقر و يجرح و يقتل و يفترس.
5- رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 31/2.

محمّد البحيري، أنا أبو طاهر محمّد بن الفضل السلمي، نا عبد اللّه بن محمّد بن مسلم، نا أحمد بن الفضل، عن عبيد اللّه، نا أبو جعفر الرّازي، نا أبو معاذ السجزي، حدّثني سفيان، عن معمر، عن رجل عن المغيرة بن شعبة قال: إن المعرفة تنفع من الجمل الصئول، و الكلب العقور، فكيف من ذي الحلم و الحسب.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه السلمي - مناولة و إذنا و قرأ عليّ إسناده - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا، نا يزداد بن عبد الرّحمن بن يزداد الكاتب، نا أبو موسى عيسى بن إسماعيل البصري المعروف بتينة، حدّثني التوزي (1)،عن سفيان بن عيينة قال:

عرض المغيرة بن شعبة الجند بالكوفة فوجدهم أربعة آلاف، فمرّ به شاب من الجند، فقال: يا غلام، زد هذا في عطائه، كذا و كذا، قال: فقام شاب كان إلى جانبه فقال: أصلحك اللّه، هذا ابن عمي لحّا، أ ليس له علي فضيلة في نسب و لا نجدة فالحقني به، قال: لا، قال:

فمر من يحط من عطائي ليظنّ من حضر أن بك موجدة، قال: لا، إنّ أبا هذا كان بيني و بينه مودة، و كان لي صديقا، و إنّ المعرفة لتنفع عند الجمل الصئول، و الكلب العقور، فكيف بالرجل ذي المروءة و الحسب؟!.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا محمّد بن المصري، أنا أحمد بن مروان، نا محمّد بن عبد العزيز، نا ابن عائشة قال: قال المغيرة بن شعبة: اشكر لمن أنعم عليك، و أنعم على من شكرك، فإنه لا بقاء للنعمة إذا كفرت، و لا زوال لها إذا شكرت، إن الشكر زيادة من المنعم (2)،و أمان من الفقر.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، و أبو سعيد بن أبي عمرو، قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا الربيع بن سليمان، نا يحيى ابن حسان، نا أبو شهاب، عن عاصم الأحول، عن بكر بن عبد اللّه المزني (3)،عن المغيرة ابن شعبة قال:

خطبت امرأة، فذكرتها لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: فقال لي:«هل نظرت إليها؟» قلت: لا، قال:«فانظر إليها، فإنه أحرى أن يؤدم بينكما»، فأتيتها و عندها أبواها، و هي في خدرها، قال: فقلت: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أمرني أن انظر إليها، قال: فسكتا، قال: فرفعت الجارية

ص: 53


1- في م: الثوري.
2- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م: المنعم.
3- تحرفت بالأصل، و م، و د، و «ز» إلى: المزي.

جانب الخدر، فقالت: أخرج عليك إن كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أمرك أن تنظر إليّ لما (1) نظرت، و إن كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لم يأمرك أن تنظر إليّ أن تنظر، قال: فنظرت إليها، ثم تزوّجتها، قال: فما وقعت عندي امرأة بمنزلتها، و لقد تزوجت سبعين أو بضعا و سبعين امرأة (2).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي، نا جرير، عن مغيرة قال:

أحصن المغيرة بن شعبة سبعين امرأة.

قال: و نا جرير، نا رجل من ولد المغيرة أن المغيرة أحصن ثمانين امرأة.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الجن العلوي، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا يحيى بن يونس، نا الرياشي، نا المدائني، عن يحيى بن أبي زائدة، عن مطرّف، عن الشعبي قال:

لما كان يوم القادسية طعن المغيرة بن شعبة في بطنه، قال: فجيء بامرأة من طيّئ تخيط بطنه، فجعلت تخيطه، فلمّا نظر إليها و هي تخيط قال: أ لك زوج؟ قالت: و ما يشغلك ما أنت فيه من سؤالك إياي؟!.

أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز المكّي، أنا الحسن (3) بن عبد الرّحمن الشافعي، أنا أحمد بن إبراهيم بن فراس، أنا عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه ابن يزيد المقرئ، نا جدي أبو يحيى محمّد بن عبد اللّه، نا سفيان بن عيينة، عن الهذلي - يعني - أبا بكر، قال: كان المغيرة يقول لنسائه: إنكنّ لطويلات الأعناق، و كريمات الأخلاق، و لكني رجل مطلاق، اعتددن (4).

كتب إليّ أبو نصر القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، حدّثني علي ابن حمشاذ العدل، نا إسماعيل بن قتيبة، نا علي بن قدامة قال: سمعت أبا إسحاق الطالقاني يقول (5):سمعت ابن المبارك يقول: كان تحت المغيرة بن شعبة أربع نسوة، قال: فصففن بين يديه، فقال: إنّكن حسنات الأخلاق، طوالات (6) الأعناق، و لكنّي رجل مطلاق، أنتنّ طلاّق.

ص: 54


1- بالأصل:«ما» و المثبت عن د، و «ز»، و م.
2- تهذيب الكمال 307/18.
3- في م: الحسين.
4- الأغاني 87/16.
5- من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام 31/2 و تاريخ الإسلام(41-60) ص 123 و البداية و النهاية 49/8.
6- في تاريخ الإسلام و سير الأعلام: طويلات الأعناق.

أخبرنا أبو نصر غالب بن أحمد بن المسلم، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن زهير المالكي، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن شجاع الربعي، أنا محمّد بن علي أبو بكر الغازي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الحافظ، أخبرني أحمد بن سهل الفقيه، نا إبراهيم بن معقل، نا حرملة بن يحيى، نا ابن وهب قال: سمعت مالكا يقول (1):

كان المغيرة بن شعبة نكّاحا للنساء، و يقول: صاحب المرأة الواحدة إن مرضت مرض معها، و إن حاضت حاض معها، و صاحب المرأتين بين نارين يشتعلان، قال: و كان ينكح أربعا جميعا، و يطلقهن جميعا.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل عبد الرّحمن بن أحمد، أنا جعفر بن عبد اللّه، أنا محمّد بن هارون، نا عبّاس بن محمّد الدوري، نا الفيض بن الفضل البجلي، نا منصور بن أبي الأسود، عن ليث بن أبي الأسود، عن ليث بن أبي سليم قال: قال المغيرة بن شعبة:

أحصنت ثمانين امرأة، فأنا أعلمكم بالنساء، كنت أحبس المرأة لجمالها و أحبس المرأة لولدها، و أحبس المرأة لقومها، و أحبس المرأة لمالها، فوجدت صاحب الواحدة إن زارت زار (2)،و إن حاضت حاض، و إن نفست (3) نفس، و إن اعتلّت اعتلّ معها بانتظاره لها، و وجدت صاحب الثنتين في حرب هما ناران يشتعلان، و وجدت صاحب الثلاث في نعيم، و إذا كن أربعا كان في نعيم لا يعدله شيء، و لا يقتصرن أحدكم على الواحدة فيكون مثله مثل أبي جفنة و امرأته أم عقّار أنه قال لها: إذا كنت خاطبا فإياك و كل مجفرة (4) مبخرة منتفخة الوريد، كلامها وعيد، و بصرها حديد، سفعاء (5) فوهاء (6)،قليلة الإرغاء (7)،دائمة الدعاء، سلفع، لا تروى و لا تشبع، دائمة القطوب، عارية الظّنبوب (8)،حديدة الركبة، سريعة الوثبة، شرّها يفيض، و خيرها يغيض (9)،لا ذات رحم قريبة، و لا غريبة نجيبة، إمساكها مصيبة،

ص: 55


1- من طريقه رواه الذهبي في تاريخ الإسلام(41-60) ص 123 و سير الأعلام 31/2 و البداية و النهاية 49/8.
2- يعني إن زارت المرأة أهلها فغابت عنه، و قوله: زار: يعني غاب حظه منها (غريب الحديث للخطابي).
3- نفست المرأة: ولدت (تاج العروس - بتحقيقنا: نفس).
4- امرأة مجفرة المتغيرة ريح الجسد.
5- سفعاء: المرأة التي اسود خدها و جلدها.
6- فوهاء: الفوهاء المرأة الواسعة الفم و الأشداق.
7- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م: قليلة.
8- الظنبوب: عظم الساق.
9- أي يقل و ينضب.

طلاقها حريبة، فضول مئناث (1) حبلها رفات و شرها ديات، واغرة (2) الضمير عالية الهدير، شثنة الكف، غليظة الخفّ، لا تعتذر من علة، و لا تأوي من قلة، تأكل لمّا (3)،و توسع ذمّا، تفشي الأسرار، و تؤذي الأخيار، و هي مع ذلك من أهل النار.

فأجابته امرأة فقالت: بئس لعمرو اللّه ما علمت. زوج المرأة المسلمة، قضمة حطمة، أحمر المأكمة (4)،محزون اللهزمة، جلد عنز هرمة، و سرّة متقدمة، و شعره صهباء، و أذن هدباء، و رقبة هلباء (5)،لئيم الأخلاق، ظاهر النفاق، صاحب حقد و همّ و حزن، رهين الكاس، زعيم الأنفاس، بعيد من كل خير، يسأل الناس إلحافا، و ينفقه إتلافا، و وجهه عبوس، و شرّه ينوس، و خيره محبوس، أشأم من البسوس، لا ألوف مفيد، و لا متلاف (6)قصود، فهو شرّ أشنع، و بطر أجمع، و رأس أصلع، مجمع مضفدع (7)،في صورة كلب، و بدن (8) إنسان، هو الشيطان، بل هو أم صئبان (9).

أخبرنا أبو الحسن المالكي، نا - أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (10)،أنا يوسف بن رباح البصري، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل المهندس، نا أبو بشر (11)الدولابي (12)،نا أبو عبيد اللّه (13) معاوية بن صالح قال: مات المغيرة بن شعبة و هو وال لمعاوية على الكوفة.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد

ص: 56


1- بالأصل و د، و «ز»، و م: ميثاق، و المثبت عن المختصر.
2- بالأصل و د، و «ز»، و م: و غرة، و المثبت عن اللسان «و غر» يقال: و غر صدر فهو واغر، الوغر: الحقد و الغل.
3- بالأصل:«غما» و المثبت عن د، و «ز»، و م، يعني أنها تأكل أكلا كثيرا مجتمعا.
4- المأكمة: لحمة بين العجز و المتن، و هما مأكمتان.
5- الرقبة الهلباء: التي قد غمها الشعر، من الهلب.
6- بالأصل و بقية النسخ:«إتلافا» و المثبت عن المختصر.
7- بالأصل:«مضفد» و المثبت عن د، و «ز»، و م يقال: ضفدع الرجل: تقبض.
8- بالأصل و د، و م، و «ز»: «و يد» و المثبت عن المختصر.
9- بالأصل و د: أم صبيان، و المثبت عن المختصر، و «ز»، و م. و الصئبان جمع صؤاب، و هو بيض البرغوث و القمل.
10- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 193/1.
11- تحرفت بالأصل إلى: بسر.
12- بعدها بالأصل و بقية النسخ: نا أبو عبد اللّه أبو علي بن المذهب، أنا علي أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد حدّثني أبي نا محمد بن جعفر نا عبد اللّه بن أحمد.
13- بالأصل و النسخ: عبد اللّه، و المثبت عن تاريخ بغداد.

اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (1)،نا محمّد بن جعفر، نا شعبة، عن زياد بن علاقة قال: سمعت جريرا يقول حين مات المغيرة و استعمل قرابته يخطب فقام جرير فقال: أوصيكم بتقوى اللّه وحده لا شريك له، و أن تسمعوا و تطيعوا حتى يأتيكم أمير، استغفروا للمغيرة بن شعبة، غفر اللّه له، فإنه كان يحب العافية، أمّا بعد، فإني أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أبايعه بيدي على الإسلام، فاشترط عليّ النصح، فو ربّ (2) هذا المسجد، إنّي لكم لناصح.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا المطهّر بن عبد الواحد بن محمّد البراني، أنا أبو عمر ابن عبد اللّه بن محمّد بن أحمد بن عبد الوهّاب المديني، أنا أبو محمّد سعد اللّه (3) بن محمّد ابن عمر الزهري، نا عمي عبد الرّحمن بن عمر و لقبه رستة (4)،ثنا روح بن عبادة، نا أبو عوانة، عن زياد بن علاقة قال:

لما مات المغيرة بن شعبة قام جرير بن عبد اللّه خطيبا، ثم قال: عليكم اتقاء اللّه وحده لا شريك له، و الوقار و السكينة حتى يأتيكم أمير، فإنه يأتيكم الآن، ثم قال: استغفروا اللّه لأميركم، فإنه كان يحب العفو (5).

أخبرناه عاليا أبو سعد (6) إسماعيل بن أبي صالح أحمد بن عبد الملك، و أبو المظفّر ابن القشيري، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالوا: أنا أحمد بن منصور المغربي، أنا محمّد بن الفضل بن محمّد بن إسحاق بن خزيمة، نا جدي أبو بكر، نا بشر بن معاذ، نا أبو عوانة، عن زياد بن علاقة قال:

خطب جرير بن عبد اللّه البجلي يوم مات المغيرة بن شعبة، فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: عليكم باتقاء اللّه وحده لا شريك له حتى يأتيكم أمير، فإنه يأتيكم الآن، ثم قال:

استغفروا لأميركم، فإنه كان يحب العفو، أمّا بعد، فإنّي أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم [فقلت] (7) إني أبايعك على الإسلام، فاشترط عليّ النصح لكلّ مسلم، فبايعته على ذلك، فو ربّ (8) هذا المسجد، إنّي لناصح لكم أجمعين، ثم استغفر اللّه، و نزل.

ص: 57


1- رواه أحمد بن حنبل في المسند 63/7 رقم 19214 طبعة دار الفكر.
2- بالأصل:«فوردت» تحريف، و المثبت عن د، و «ز»، و م، و المسند و بالأصل: و النصح.
3- الأصل: عبد اللّه، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
4- في م:«بن شيبة» و سقطت من د.
5- سير أعلام النبلاء 31/2 و تاريخ الإسلام(41-60) ص 124.
6- في د و م و «ز»: أبو الحسن سعد.
7- سقطت من الأصل و م، و «ز»، و استدركت عن د.
8- بالأصل:«فوردت» و المثبت عن د، و «ز»، و م.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي الحوطي، أنا أبو الحسن بن المظفّر، نا أبو بكر بن الباغندي، نا شيبان بن فرّوخ، نا أبو عوانة، عن زياد بن علاقة قال:

سمعت جريرا حمد اللّه و أثنى عليه يوم مات المغيرة بن شعبة، قال: فقال: عليكم بتقوى اللّه الذي لا شريك له، و الوقار و السكينة، فإنّما يأتيكم الآن أمير، قال: ثم قال: استغفروا لأميركم، فإنه كان يحب العفو، ثم قال: إنّي أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقلت: يا رسول اللّه أبايعك على الإسلام، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم و اشترط عليّ و النصح لكلّ مسلم، فبايعته على هذا، و ربّ هذا المسجد إنّي لكم ناصح أجمعين، ثم استغفر، و نزل.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا أبو الطيب محمّد بن القاسم البزار، ثنا عبد اللّه بن أبي سعد، حدّثني علي بن الصباح بن الفرات، عن أبي المنذر هشام بن محمّد قال: قرأت عليه، ثنا أبو محمّد عبيد بن عبد الرّحمن الهمداني ثم المرهبي قال: سمعت عبد الملك بن عمير و هو يقول:

شهدت جنازة المغيرة بن شعبة، فإذا امرأة أدماء جنواء مشرفة على النساء، و هي تندبه و تقول (1):

النجل (2) يحمله النّفر *** قرما كريم المعتصر

أبكي و أنشد صاحبا *** لا عين منه و لا أثر

قد كنت أخشى بعده *** أني أساء و لا أسر

أو أن أسام بخطّتي *** خسف فآخذ أو أذر

للّه درّك قد عنيت (3) *** و أنت باقعة (4) البشر

حلما إذا طاش الحليم *** و تارة أفعى ذكر

قال: قلت: من هذه؟ قال: امرأته، أم كثير بنت قطن بن (5) عبد اللّه بن الحصين ذي الغصّة بن زيد (6) بن أسد بن شداد بن قنان الحارثي.

ص: 58


1- الأبيات في تهذيب الكمال 308/18-309.
2- في تهذيب الكمال: الخلّ.
3- تهذيب الكمال: عييت.
4- بالأصل و د، و «ز»، و م: نافعة، و المثبت عن تهذيب الكمال. و الباقعة: الرجل الداهية.
5- بالأصل و د، و «ز»، و م: أم، و المثبت عن المختصر.
6- كذا بالأصل و النسخ، و في تاج العروس: يزيد.

قال ابن الكلبي: إنّما قيل له ذو الغصّة لأنه كانت به غصّة (1).

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن منده، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن، نا ابن أبي الدنيا، نا محمّد بن إسحاق، نا زياد الباهلي، نا سفيان بن عيينة، عن عبد الملك ابن عمير قال: رأيت زياد واقفا على قبر المغيرة بن شعبة و هو يقول (2):

إن تحت الأحجار عزما (3) و حلما *** و خصيما ألدّ ذا معلاق

حية في الوجار أربد لا *** ينفع منه السليم نفثه (4) راق

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (5)، أخبرني أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد الكاتب، أنا أبو مسلم عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد اللّه ابن مهران، حدّثني أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد بن شعيب عبد الغفّار في قرية من قرى دمشق، يقال لها بجّ حوران، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم بن بسر (6) القرشي، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا علي بن عبد اللّه التميمي قال: المغيرة بن شعبة يكنى أبا عبد اللّه، مات بالمدائن سنة ست و ثلاثين، و جاءه نعي عثمان.

قال الخطيب: و هذا القول قد دخل الوهم فيه على ناقله، و لم يتقن حفظه عن قائله، و في موضعين منه خطأ فاحش، أحدهما:[في] التاريخ، و الآخر: ذكر المدائن، إن المغيرة مات سنة خمسين، أجمع العلماء على ذلك، و لم يختلفوا أن وفاته كانت بالكوفة لا بالمدائن، و قد روى أبو نشيط (7) محمّد بن هارون، فكان أحد الحفّاظ عن سليمان بن عبد الرّحمن عن (8) علي بن عبد اللّه التميمي: ذكر وفاة المغيرة على الصواب بخلاف الرواية التي تقدمت عن البسري عن سليمان، و تبين لنا أيضا من رواية أبي نشيط وجه الفساد في تلك الرواية و عرفنا علة الخطأ فيها،

ص: 59


1- و في تاج العروس - بتحقيقنا-(غصص) لقب به لأنه كان بحلقه غصة لا يبين بها الكلام.
2- البيتان في الأغاني 92/16 و نسبهما إلى مهلهل قالهما في أخيه كليب. و هما في تهذيب الكمال 308/18 و تاريخ الإسلام(41-60) ص 124 و سير أعلام النبلاء 32/2.
3- في د: حزما.
4- بالأصل و النسخ: بفيه، و المثبت عن المختصر، و في المصادر: نفث الراقي.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 191/1-192.
6- تحرفت بالأصل و د، و «ز»، و م إلى: بشر، و التصويب عن تاريخ بغداد.
7- تحرفت بالأصل و م، و د، و «ز» إلى: قسيط، و المثبت عن تاريخ بغداد.
8- تحرفت بالأصل و النسخ إلى: بن، و التصويب عن تاريخ بغداد.

فأخبرنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن رزق البزار، نا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن زياد القطّان، نا أبو بكر جنيد بن حكيم - إملاء - نا أبو نشيط محمّد بن هارون، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا علي بن عبد اللّه التميمي قال: المغيرة ابن شعبة يكنى أبا عبد اللّه، مات سنة خمسين، و ذكر بعد ذلك وفاة أبي موسى الأشعري، ثم قال: حذيفة بن اليمان: يكنى أبا عبد اللّه، مات بالمدائن سنة ست و ثلاثين، و جاءه نعي عثمان. فبان بما ذكرنا أنّ أحد النقلة للقول الأول أخطأ في حال نقله، و خرج من ذكر المغيرة إلى حذيفة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن أحمد بن محمّد، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا عبد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد قال: سنة تسع و أربعين فيها توفي المغيرة بن شعبة بالكوفة، و هو أميرها، يكنى أبا عيسى.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، نا محمّد بن أبي موسى الثقفي، عن أبيه قال:

مات المغيرة بن شعبة بالكوفة في شعبان سنة خمسين في خلافة معاوية بن أبي سفيان، و هو ابن سبعين سنة (1).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (2)،نا ابن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد قال: أخبرنا محمّد بن عمر، أنا محمّد بن موسى البيهقي (3)،عن أبيه قال: مات سنة خمسين، و كذلك قال الهيثم بن عدي، و قال: مات بالكوفة.

أنبأنا أبو علي الحدّاد و غيره، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، أنا سليمان بن أحمد، نا أبو الزنباع روح بن الفرج، نا يحيى بن بكير قال: توفي المغيرة سنة خمسين.

أخبرنا أبو الحسن (4) المالكي، نا - و أبو منصور بن خيرون، نا أبو بكر الخطيب (5)

ص: 60


1- تهذيب الكمال 308/18.
2- تحرفت بالأصل و النسخ إلى اللبناني، بتقديم الباء.
3- من قوله: موسى... إلى هنا سقط من د.
4- تحرفت بالأصل إلى: الحسين.
5- تاريخ بغداد 193/1.

[أخبرنا] (1) ابن بشران، أنا الحسين بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد قال في تسمية من نزل الكوفة من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: المغيرة بن شعبة الثقفي، ابتنى بها دارا في ثقيف، و توفي بها سنة خمسين، و كان واليا عليها، قال الواقدي (2):أخبرني [بموته] (3)محمّد بن موسى الثقفي عن أبيه.

أخبرنا أبو الحسن و أبو السعود، نا-[و] (4) أبو منصور، أنا - الخطيب (5)،أنا أبو سعيد ابن حسنويه، أنا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، نا عمر بن أحمد، نا خليفة بن خيّاط قال:

المغيرة بن شعبة ولي البصرة نحوا من سنتين، و ولي الكوفة، و مات بها و له بها دارا، و مات سنة خمسين.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة (6) قال:

سنة خمسين فيها مات المغيرة بن شعبة بالكوفة [في شعبان] (7) و استخلف ابنه عروة، و يقال: استخلف جرير (8) بن عبد اللّه، فولّى معاوية زياد الكوفة مع البصرة، و جمع له العراق.

أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي، قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر، نا عبد اللّه بن سعد قال: قال يعقوب - و هو ابن إبراهيم عمّه - و مات المغيرة بن شعبة سنة خمسين.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص بن الفلاّس قال: و مات المغيرة ابن شعبة سنة خمسين.

ص: 61


1- سقطت من الأصل و بقية النسخ، و استدركت للإيضاح عن تاريخ بغداد.
2- الأصل و النسخ: الوليد، تحريف، و المثبت عن تاريخ بغداد.
3- سقطت من الأصل و استدركت للإيضاح عن د، و «ز»، و م و تاريخ بغداد.
4- زيادة منا لتقويم السند.
5- تاريخ بغداد 193/1.
6- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 210 (ت. العمري).
7- زيادة عن تاريخ خليفة.
8- الأصل و بقية النسخ:«حمزة بن عبد اللّه» و المثبت عن تاريخ خليفة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا علي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: سنة خمسين قالوا: فيها مات المغيرة بن شعبة بالكوفة في شعبان و هو ابن سبعين سنة.

و قال الهيثم و المدائني: في هذه السنة مات المغيرة بن شعبة، و قال الواقدي: أنا محمّد ابن موسى الثقفي، عن أبيه قال: مات المغيرة بن شعبة أبو عبد اللّه بالكوفة سنة خمسين، و ذكر ابن زبر: و قول (1) الهيثم و المدائني: أخبره أبوه به عن أحمد بن عبيد بن ناصح عنهما، و قول الواقدي أخبره به أبوه عن إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد بن سعد عنه.

أخبرنا أبو الحسن الزاهد، نا - و أبو منصور المقرئ، أنا - أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: و قد قيل: إن المغيرة بن شعبة مات في هذه السنة - يعني - سنة خمسين (2).

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، نا - و أبو منصور محمّد بن عبد الملك، أنا - أبو بكر الخطيب (3)،أخبرني الحسن بن أبي بكر قال: ذكر لي أحمد بن إبراهيم الجوزي (4) أن أحمد ابن حمدان بن الخضر أخبرهم: نا أحمد بن يونس الضّبّي، حدّثني أبو حسّان الزيادي قال:

سنة خمسين فيها مات المغيرة بن شعبة في شعبان، و دفن بالكوفة بموضع يقال له الثوية.

قال (5):و أنا الحسن بن أبي بكر، أنا محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم الشافعي قال:

سمعت إبراهيم الحربي يقول: و توفي المغيرة بن شعبة في شعبان سنة خمسين، و هو ابن سبعين سنة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: أنا أبي، نا أحمد بن زهير بن حرب، نا الحسن بن حمّاد، نا طلحة بن محمّد قال: سمعت أشياخنا يذكرون قالوا (6):مات عمرو بن العاص و المغيرة بن شعبة في خلافة معاوية بن أبي سفيان في سنة ثمان و خمسين.

ص: 62


1- في م: و قال.
2- تاريخ بغداد 193/1.
3- تاريخ بغداد 193/1.
4- في تاريخ بغداد: الجوري.
5- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 193/1.
6- بالأصل: قال، و المثبت عن د، و «ز»، و م.

7592 - المغيرة بن عبد اللّه بن معرض بن عمرو بن معرض بن أسد

ابن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار

أبو معرض الأسدي الكوفي المعروف بالأقيشر (1)

شاعر مشهور، يقال: إنه ولد في الجاهلية، و لقب بالأقيشر لأنه كان أحمر الوجه، و يقال: المغيرة بن عبد اللّه بن الأسود بن وهب بن ناعج بن قيس بن معرض بن عمرو بن أسد بن خزيمة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا الدار قطني.

ح و أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي - قراءة عليه - عن أبي الحسن الدار قطني قالا: الأقيشر الشاعر، إسلامي، كنيته أبو معرض، و اسمه المغيرة بن عبد اللّه بن الأسود الأسدي، له مدائح في المغيرة بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام المخزومي، و كان المغيرة جوادا مطعاما.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا قال (2):

أما الأقيشر: بالشين المعجمة، و الراء و الياء، فهو الأقيشر الشاعر، و اسمه المغيرة بن عبد اللّه بن الأسود،[الأسدي] (3) إسلامي.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين الأموي (4)،أخبرني علي بن سليمان الأخفش، نا محمّد بن الحسن بن الحرون، نا الكسروي، عن الأصمعي قال: قال عبد الملك للأقيشر: أنشدني أبياتك في الخمر، فأنشده قوله:

تريك القذى من دونها و هي دونه *** لوجه أخيها في الإناء قطوب

كميت إذا شجّت (5) و في الكأس وردة *** لها في عظام الشاربين دبيب

ص: 63


1- ترجمته في الأغاني 251/11 و خزانة الآداب 280/2 و سمط اللآلئ 261/1 و الشعر و الشعراء 563/2 و المؤتلف و المختلف للآمدي ص 56 و معجم الشعراء ص 369 و نهاية الارب 52/4 و الإصابة 500/3 ديوانه ت. الدكتور خليل الدويهي. و الأقيشر لقب غلب عليه، لأنه كان أحمر الوجه أقشر (الأغاني).
2- الاكمال لابن ماكولا 105/1.
3- زيادة عن الاكمال.
4- الخبر و البيتان في الأغاني 269/11 و البيتان في ديوانه ص 24.
5- في الأغاني: فضت.

فقال له: أحسنت و اللّه يا أبا معرض، و لقد أجدت وصفها، و أظنك قد شربتها، فقال:

و اللّه يا أمير المؤمنين إنه لريبني (1) منك معرفتك بها.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد، أنا إسماعيل بن سعيد المعدّل، أنا الحسين بن القاسم الكوكبي قال: قال المحرزي:

حدّثني أبي عبد الرّحمن (2) العبسي أبو محمّد قال أبو اليقظان:

كان الأقيشر الأسدي يأتي عبّاد (3) بالحيرة فيعطيه درهمين، فيأتيه بلحم و خمر و ما يحتاج إليه، فأتاه مرة فلم يصادفه فقالت أم حنين: أنا آتيك بحاجتك، فأعطاها الدرهمين فذهبت فلم ترجع فقال (4):

لا يغررن ذات خفين حدا (5) *** بعد أخت العباد أم حنين

وعدتنا بالدرهمين نبيذا (6) *** أو طلاء معجلا غير دين

ثم ألوت بالدرهمين جميعا *** يا لقومي لضيعة الدرهمين

أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر ابن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار قال: و قال الأقيشر الأسدي يرثي مصعب بن الزّبير:

إن تمس قد سكنت (7) بدائع مصعب *** و عفت نجائبه من الترحال

فيما يروح إلى الجمال و يغتدي *** بالعز غير منحل الأقوال

فلا يلين فتى كريما منجبا *** كان الفرات و مقنع السؤال

و اللّه ما حدثت بأيد جحفل *** عند الوفاء و تقلّب الأزوال

أمضى و أكرم مشهدا من مصعب *** لو لا تقارب عدة الآجال

ص: 64


1- صورتها بالأصل و النسخ:«ارنننى» و في بعضها إعجامها مضطرب، و المثبت عن الأغاني.
2- كذا بالأصل، و في د، و «ز»، و م: حميد.
3- قوله عباد، هو رجل من العبّاد، و هم قبائل شتى اجتمعوا على النصرانية بالحيرة.
4- الأبيات في ديوانه ص 79 و الأغاني 262/11 و فيها رواية أخرى أطول مما هنا.
5- الأغاني و الديوان صدره: لم يغرّر بذات خفّ سوانا.
6- بالأصل و بقية النسخ:«سوا و طلاء» و المثبت عن الديوان و الأغاني.
7- في د، و م، و «ز»: سلبت.

فسقى المرابع و النجوم بأسرها *** حسدا بمسكن عاري الأوصال

يمسي عوائده السباع و داره *** بمنازل أطلالهن بوال

رحل الرفاق و غادروه ثاويا *** للريح بين صبا و بين شمال

كسفت له شمس الضحى فكأنما *** قلعوا به جبلا من الأجبال

و قال الأقيشر أيضا:

قد مضى مصعب فولّى حميدا *** و ابن مروان (1) آمن حيث سارا

يحسب الظل لن يزول و يرجو *** أن يكون الحديث عنه سرارا

مصعبٌ منك كا أورى زنادا *** حين تغشى القبائل الأنهارا

لو شددنا من أخدعيه قليلا *** لبنينا من الرءوس المنارا

و قال أيضا يرثيه:

مال ابن مروان أعمى اللّه ناظره *** و لا أصاب سديدات و لا نقلا

يرجو الفلاح ابن مروان و قد قتلت *** خيل ابن مروان حرفا ماجدا بطلا

يا بن الحواري كم من نعمة لكم *** لو رام غيركم أمثالها شعلا

حملتم فحملتم كلّ مضلعة *** إنّ الكريم إذا حمّلته احتملا

للّه درّك يا بن الطيبين ثنا *** لو دافع اللّه عن حوبائك الأجلا

قرأت بخط أبي الحسن، و أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم عنه، أنا أبو مسلم محمّد بن علي الكاتب، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن دريد الأزدي - ببغداد - أنا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال (2):

قدم رجل من بني سلول بكتاب على قتيبة بن مسلم من عامله المعلى بن عمرو (3)المحاربي على الري، فدخل قدامة بن جعدة بن هبيرة المخزومي على قتيبة فقال:[ببابك] (4)ألأم العرب، سلولي رسول محاربي إلى باهلي فتبسم قتيبة تغيظا، ثم دعا مرداس بن جذام (5)الأسدي، فقال: أنشدني ما قال الأقيشر لهذا بالحيرة، فأنشده (6):

ص: 65


1- يعني عبد الملك بن مروان.
2- الخبر و الأبيات في الأغاني 268/11.
3- الأصل: عمر، و المثبت عن د، و «ز»، و م، و الأغاني.
4- بياض بالأصل، و استدركت اللفظة عن د، و «ز»، و م، و الأغاني.
5- بالأصل: حزام، و المثبت عن د، و «ز»، و م، و الأغاني.
6- الأبيات في ديوانه ص 33.

ربّ ندمان كريم سيّد (1) *** ما جد الجدّين من فرعي مضر

قد سقيت الكأس حتى هرها *** لم يخالط صفوها فيه كدر

قلت قم صلّ (2) فصلّى قاعدا *** يتغاشاه سما دير (3) المطر

قرن الظهر مع العصر كما *** قرن الحقّة (4) بالحقّ الذكر

نزل الطور فما يقرؤها *** و تلا الكوثر من بين السّور

قال: و أنا [أبو] (5) أحمد عبيد اللّه بن محمّد بن أبي مسلم الفرضي [نا] (6) أبو طاهر عبد الواحد بن محمّد بن أبي هاشم، نا إسماعيل بن يونس، نا عمر بن شبّة، نا الخليل بن عمران قال: أتى مسكين الحنظلي الأقيشر فقال: اهج قومي و اهج قومك، فقال الأقيشر: و من أنت؟ قال: رجل من بني تميم، و أنشده شيئا هجاه (7) به، فقال الأقيشر يجيبه في مجلسه (8):

فلا أسدا أسبّ و لا تميما *** و كيف يحلّ سبّ الأكرمينا (9)

و لكن التقارب (10) حلّ بيني *** و بينك يا بن مضرطة العجينا (11)

قال: فقنع سكين رأسه و صاح الصبيان: يا بن مضرطة العجين.

بلغني أن الأقيشر هجا عبد اللّه بن إسحاق بن طلحة بن عبد اللّه فقتله غلمان عبد اللّه ابن إسحاق (12).

7593 - المغيرة بن عبد اللّه التميمي البصري

وفد على معاوية، و قد تقدم ذكر وفوده في ترجمة سويد بن منجوف.

ص: 66


1- الديوان و الأغاني: ماجد سيد الجدين.
2- بالأصل و م و «ز»: صلّى، و المثبت عن د، و الأغاني و الديوان.
3- الأصل و د، و «ز»، و م: سمادر، و المثبت عن الديوان و السمادير هنا شيء يتراءى للإنسان من ضعف بصره عند السكر.
4- الحقّة من الإبل: الداخلة في السنة الرابعة.
5- زيادة عن د، و «ز»، و م.
6- زيادة عن د، و «ز»، و م.
7- البيت الذي هجاه به في الأغاني 254/11 و روايته: عجبت لشاعر من حي سوء ضئيل الجسم مبطان هجين
8- البيتان في الأغاني 254/11 و الديوان ص 77.
9- الأغاني: الأكرمين.
10- كذا بالأصل و النسخ، و في الديوان:«التقارض» و في الأغاني: التميمي.
11- الأغاني: العجين.
12- راجع نهاية الارب للنويري 56/4.

قرأت في كتاب أبي محمّد العبدي - فيما رواه عنه أبو سليمان - أنا الحارث بن أبي أسامة، أنا ابن سعد، أنا محمّد بن عمر قال: وجدت هذا الكتاب عند عبد اللّه بن أبي عبيدة بن محمّد بن عمّار بن ياسر فقرأته عليه، و سألته ممن صار إليك، فإذا هو بوركة (1) إلى أهل الكوفة، فذكره، و قال فيه: ثم قال المغيرة بن عبد اللّه و كان رجلا عظيما طريرا (2)،فأقبل يتخطى رقاب الناس حتى دنا من معاوية فرفع الناس رءوسهم إليه، و فرحوا بقيامه، و قالوا: هذا رجل خليق أن يخطب خطبة يعمّ فيها أهل مصره (3) بخير، فلما دنا من معاوية استأذنه في المنطق، فقال له: تكلّم بحاجتك، فحمد اللّه و أثنى عليه، و صلّى على النبي صلى اللّه عليه و سلم، ثم قال:

أصلح اللّه أمير المؤمنين، و أمتع به، أنا من الوفد الذين قدموا من أهل العراق، ثم من البصرة، ثم أنا أحد بني تميم المغيرة بن عبد اللّه المعروف الوالد و المنصب، قدمنا، فلم نر من أمير المؤمنين إلاّ الذي نحبّ (4)،من لين الحجاب، و خفض الجناح، و إعطاء المسألة، و استقبال ألواح الخير، و أحب أن يتمم (5) أمير المؤمنين و يستعملني على خراسان، و كان معاوية منكسا ينكث (6) في الأرض بقضيب،[يسمع] (7) قوله فرفع رأسه و نظر إليه فقال: عليها من يكفيك أمرها، قال: فأحب (8) أن تستعملني على شرط البصرة، فإنّي بها عالم، فهم، مهيب (9) عليهم جريء، قال معاوية: كفيتها، قال: فأحبّ يا أمير المؤمنين أن تأمر لي بجائزة و عطائي و كسوتي، و تكسو امرأتي فلانة قطيفة، و تكسوني برنسا، قال معاوية: أما هذا فنعم، ثم أثنى على زياد ثم قعد.

فلما خرج المغيرة أقبل عليه أهل البصرة، فلاموه، و قالوا: أما استحيت؟! تسأل أمير المؤمنين أن يستعملك و أن يجيزك، و اللّه لرجونا أن تأتي بخطبة تعمّ (10) بها أهل البصرة بخير، فقال المغيرة: ويحكم، بدات فسألت أمير المؤمنين الأمير العظيم، فلو أعطاني الذي

ص: 67


1- كذا رسمها بالأصل و د، و «ز»، و م.
2- تحرفت بالأصل إلى: ظهيرا، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
3- بالأصل: مصر، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
4- تحرفت بالأصل إلى:«تحت» و إعجامها مضطرب في د، و م، و «ز».
5- كذا بالأصل و بقية النسخ: يتمم.
6- الأصل: ينكت، و المثبت عن د، و «ز».
7- سقطت من الأصل و استدركت عن م، و د، و «ز».
8- بالأصل و م:«و أحب» و المثبت عن د، و «ز».
9- في المختصر: مصيب.
10- بالأصل و م و «ز»: «بخطيفة بها» و المثبت:«بخطبة تعمّ بها» عن د.

سألت كان ذلك الذي أردت، ثم سألته الذي هو دون، فأعطانيه، فقد أصبت مع القرض ستة آلاف درهم، و لم يصب رجل منكم درهما.

7594 - المغيرة بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة

ابن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرّة بن كعب

أبو هاشم،- و يقال: أبو هشام - القرشي المخزومي المدني (1)

روى عن أبيه، و أمه سعدى بنت عوف بن خارجة بن سنان المرّية، و خالد بن الوليد، مرسلا.

روى عنه: مالك بن أنس، و إسحاق بن يحيى بن طلحة، و ابنه يحيى بن المغيرة، و محمّد بن إسحاق، و ابنه اليسع، و إسحاق بن يسار (2) والد محمّد بن إسحاق صاحب المغازي.

و سكن الشام مدة، و غزا مع مسلمة بن عبد الملك أرض الروم، و كان من أجواد قريش.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أنا الحسن بن أبي بكر، أنا أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي، نا أبو ميسرة محمّد بن الحسين الزعفراني، نا يعقوب بن حميد بن كاسب، نا عبد اللّه بن عبد اللّه، عن اليسع بن المغيرة بن عبد الرّحمن بن الحارث، عن أبيه، عن خالد بن الوليد.

أنه شكا إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم الضيق في مسكنه فقال:«ارفع البنيان إلى السماء»[12398].

قال الخطيب: في اليسع هذا نظر، و قد ذكر الزبير بن بكّار في كتاب النسب أولاد المغيرة هذا، فلم يذكر فيهم من اسمه اليسع، و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، حدّثني محمّد بن حسن عن إبراهيم بن محمّد بن عبد العزيز الزهري أن زينب بنت عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام كانت بارعة

ص: 68


1- ترجمته في تهذيب الكمال 313/18 و تهذيب التهذيب 514/5 و الجرح و التعديل 225/8 و ميزان الاعتدال 4/ 164 طبقات ابن سعد 210/5 طبقات خليفة بن خيّاط ص 426 التاريخ الكبير 320/7 و نسب قريش ص 305.
2- أقحم بعدها بالأصل و د، و «ز»، و م: روى.

الجمال، فأتت عند أبان بن مروان، فلما توفي أبان دخل عليها عبد الملك فرآها، فأخذت بنفسه، فكتب إلى أخيها المغيرة بن عبد الرّحمن يأمره بالشخوص إليه، فشخص إليه، فنزل على يحيى بن الحكم، فذكر حكاية.

كذا قال في هذا الموضع، و قال في موضع آخر: حدّثني محمّد بن حسن عن إبراهيم ابن محمّد عن أبيه فذكرها.

قال: و نا الزبير قال في تسمية ولد عبد الرّحمن بن الحارث قال (1):

و المغيرة بن عبد الرّحمن و هو الأعور، أصيبت عينه عام غزوة مسلمة بن عبد الملك بأرض الروم، و كان المغيرة يطعم الطعام حيث ما نزل، ينحر الجزور (2)،و يطعم من جاء، فجعل أعرابي يديم النظر إلى المغيرة، حابسا نفسه عن طعامه، فقال له المغيرة: أ لا تأكل من هذا الطعام؟ ما لي أراك تديم النظر إليّ؟ قال: إنّه ليعجبني طعامك، و تريبني عينك، قال:

و ما يريبك من عيني؟ قال: أراك أعور، و أراك تطعم الطعام، و هذه صفة الدجّال، فقال له المغيرة: إنّ الدجّال لا تصاب عينه (3) في سبيل اللّه. و أمّه سعدى بنت عوف بن خارجة بن سنان بن أبي حارثة بن مرّة بن قتيبة بن غيظ بن مرة، و أمّها آمنة بنت الحارث بن عوف بن حارثة بن سنان، و أمّها بهينة ابنة أوس بن حارثة بن لأم الطائية، و اخوة (4) المغيرة لأبيه، و أمّه: عون، و زينب ولدت لأبان بن مروان بن الحكم، ثم خلف عليها يحيى بن الحكم، فولدت له أم حكيم بنت يحيى، و ريطة ولدت لعبد اللّه بن الزبير بكرا، و أبا بكر، ابني عبد اللّه بن الزبير، و فاطمة ولدت لخالد بن المهاجر بن خالد بن الوليد، و حفصة تزوجها عبّاد بن عبد اللّه بن الزبير، و هلكت عنده، و إخوته لأمه: عيسى و يحيى ابنا (5) طلحة بن عبيد اللّه، و سلمة و ريطة ابنا عبد اللّه بن الوليد بن المغيرة، ولدت ريطة لعبد اللّه بن مطيع: إسحاق بن عبد اللّه بن مطيع، و الوليد و أبا سعيد ابني عبد الرّحمن، و أمّهما أم رميس بنت الحارث بن عبد اللّه بن الحصين (6) ذي الغصّة، و سلمة و عبيد اللّه و هشام (7) لأمهات أولاد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن -

ص: 69


1- نسب قريش للمصعب الزبيري 303 و 305.
2- في نسب قريش: ينحر الجزر.
3- نسب قريش: لا يصاب بعينه.
4- نسب قريش ص 307.
5- تحرفت في م إلى: أنا.
6- تحرفت بالأصل و م و د، و «ز» إلى: الحسين.
7- بالأصل: لهشام، و التصويب عن د، و «ز»، و م.

زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا محمّد بن أحمد ابن إسحاق، نا عمر بن أحمد، نا خليفة بن خيّاط قال (1):المغيرة بن عبد الرّحمن، يكنى أبا هشام، أمه سعدى بنت عوف بن خارجة (2) بن سنان بن أبي حارثة، من بني مرة بن عوف بن غطفان.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (3)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (4) قال في الطبقة الثانية من تابعي أهل المدينة: المغيرة بن عبد الرّحمن بن الحارث، و يكنى أبا هشام، و قد روي عنه، خرج إلى الشام مرابطا، فمات هنالك.

[قال ابن عساكر:] (5) هذا وهم، إنما مات بالمدينة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (6) قال:

في الطبقة الثانية من أهل المدينة: المغيرة بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة، و أمّه سعدى بنت عوف بن خارجة بن سنان بن أبي حارثة بن مرّة بن نشبة بن غيظ بن مرّة، و كان المغيرة يكنى أبا هشام.

قال محمّد بن عمر: خرج المغيرة بن عبد الرّحمن إلى الشام غير مرة غازيا، و كان في جيش مسلمة الذين احتبسوا بأرض الروم حتى أقفلهم (7) عمر بن عبد العزيز، و ذهبت عينه ثم رجع إلى المدينة فمات بالمدينة، و أوصى أن يدفن بأحد مع الشهداء، فلم يفعل أهله، و دفن بالبقيع، و قد روي عنه، كان ثقة، قليل الحديث.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا أبو محمّد بن رباح،

ص: 70


1- طبقات خليفة بن خيّاط ص 426 رقم 2101 (طبعة دار الفكر).
2- في طبقات خليفة: حارثة.
3- تحرفت بالأصل و د، و «ز»، و م إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
4- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
5- الزيادة لازمة منا.
6- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 210/5.
7- الأصل:«قتلهم» تحريف، و التصويب عن د، و «ز»، و م، و ابن سعد.

أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح قال في تسمية تابعي أهل المدينة و محدّثيهم: المغيرة بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام، لم يعرفه يحيى بن معين.

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد ابن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (1):

مغيرة بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام المخزومي القرشي، روى محمّد بن إسحاق عن أبيه، و قال عبد الرّحمن بن شيبة: أخبرني عبد اللّه بن نافع الصائغ، عن مالك بن أنس، عن المغيرة بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام، عن أبيه أنه كان يبيع ثماره (2) إلى أجل، ثم يخرج الذي يشتريها فيستوفيها.

و قال البخاري بعد ترجمة (3) أخرى:

مغيرة بن عبد الرّحمن عن أمه سعدى بنت عوف المرية، قال: قلت لها (4) لما كانت فتنة ابن الزبير: هذه الفتنة يهلك فيها الناس، قالت: كلا، و لكن بعدها فتنة يهلك فيها الناس، قاله ابن أبي أويس عن إسحاق بن يحيى.

[قال ابن عساكر:] (5) كذا فرّق البخاري بينهما، و تابعه ابن أبي حاتم على ذلك.

قال: و قد ذكر الزبير بن بكّار أن سعدى أم المغيرة بن عبد الرّحمن بن الحارث، و هو أعلم بالنسب منهما.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (6):مغيرة بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام المخزومي

ص: 71


1- التاريخ الكبير للبخاري 320/7 ترجمة 1376.
2- إلى هنا انتهت ترجمته في التاريخ الكبير.
3- التاريخ الكبير 320/7-321 رقم 1377.
4- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م:«قال: قلت لها» و مكانها في التاريخ الكبير: قالت.
5- زيادة منا.
6- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 225/8.

القرشي، يكنى أبا هشام، خرج إلى الشام مرابطا، فمات بها، روى عن أبيه، روى عنه مالك ابن أنس، و محمّد بن إسحاق، و سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي. في كتابه. أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي ابن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو هاشم، و يقال: أبو هشام (1)،المغيرة بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم المخزومي القرشي المديني، و أمّه سعدى بنت عوف ابن خارجة بن سنان بن أبي حارثة من بني مرة بن عوف، من غطفان، خرج إلى الشام مرابطا، فمات هناك، و يقال: مات بالمدينة في ولاية يزيد - أو هشام - بن عبد الملك، فدفن بالبقيع، روى عن أبيه، روى عنه مالك بن أنس الأصبحي، و أبو بكر محمّد بن إسحاق بن يسار القرشي.

قال و أنا أبو العباس الثقفي قال: رأيت في كتاب أبي حسّان الزيادي: المغيرة يكنى أبا هشام، كنّاه بأبي هشام، أنا محمّد بن عيسى الجوزجاني، أنا موسى التستري، أنا خليفة - يعني - ابن خياط.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب قال: المغيرة بن عبد الرّحمن ابن الحارث بن هشام بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب، من أهل مدينة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، يكنى أبا هاشم، حدّث عن أبيه، روى عنه ابنه يحيى و محمّد بن إسحاق، و مالك بن أنس.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم.

ح قال ابن حيوية: و أنا سليمان بن إسحاق، أنا الحارث بن محمّد.

قالا: نا محمّد بن سعد، قال: أنا محمّد بن عمر (2)،نا يحيى بن المغيرة بن عبد الرّحمن، عن أبيه أنه لم يكن عنده خط مكتوب من الحديث إلا مغازي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، أخذها من أبان بن عثمان، فكان كثيرا ما تقرأ عليه، و أمرنا بتعليمها (3).

ص: 72


1- بعدها بالأصل و «ز»، و م:«و أبو هشام ابنة» و في م: و أم هشام ابنة».
2- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 314/18.
3- انظر طبقات ابن سعد 210/5.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، و نا أبو الحسن بن السّقّاء، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمّد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: المغيرة بن عبد الرّحمن المخزومي ثقة.

ذكر أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الكناني (1) الأصبهاني (2) أنه سأل أبا حاتم الرازي عن المغيرة بن عبد الرّحمن المخزومي، و كان شاميا، نزل المدينة، فقال: صالح الحديث، مدني، ثقة.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر المعدّل، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، حدّثني صدقة بن المغيرة بن يحيى المخزومي، حدّثني عبد اللّه بن أبي بكر المخزومي، قال:

سيم ابن أفلح مولى أبي أيوب بمنزله الذي كان لأبي أيوب الذي نزل فيه عليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مقدمه المدينة خمس مائة دينار، فبلغ ذلك المغيرة بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام، فأرسل إلى ناس من صديقه و أرسل معهم إلى ابن أفلح، و قد صرّ ألف دينار في منديل وضعه، فلما جاءوه قدّم إليهم طعاما، فأكلوا، فلمّا فرغوا قال لابن أفلح: بلغني أنك أعطيت بمنزلك خمس مائة دينار، فلم تبعه، فقال: نعم، قال: أ فأسومك به؟ قال: نعم، و الذي تحلف به لنسومنّك سومة ثم لا ننقصك منها و لا تزيدك فيها [قال:] (3) فأنصفني يا أبا هاشم، قال: إنه قد خرب و لا بدّ لي من هدمه و بنائه، و أشار إلى المنديل، و قال: في ذلك المنديل ألف دينار، أنا آخذه منها، فإن كانت لك في ذلك حاجة فخذ و إلاّ فدعه، فقال ابن أفلح: هو لك، و وثب جذلا مستعجلا، فأخذ المنديل الذي فيه الألف دينار، فتصدّق به المغيرة مكانه، قال صدقة بن المغيرة: حدّثني هذا الحديث عبد اللّه بن أبي بكر المخزومي، عن محمّد و هشام ابني المغيرة بن عبد الرّحمن فقال صدقة بن المغيرة: فقرأت كتاب ابن المغيرة ذلك المنزل كتاب صدقته به في شهر واحد.

قال: و حدّثني صدقة بن المغيرة عن عيسى بن عثمان بن المغيرة بن عبد الرّحمن قال:

لما باع ابن أفلح المغيرة منزله الذي كان لأبي أيوب اشترى داره بالبقيع، التي تعرف بدار ابن

ص: 73


1- تحرفت بالأصل و د، و م، و «ز» إلى: الكتاني.
2- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 314/18.
3- زيادة لازمة للإيضاح.

أفلح، صارت لعمر بن بزيع، فكان المغيرة بن عبد الرّحمن يركب إلى ضيعته بقباء (1) فيمر بابن أفلح على داره بالبقيع، فيقول: فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ، وَ فَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ (2)،و يقول ابن أفلح: لا ذنب (3) لي يا أبا هشام، فتنتني (4) بالدنانير،.

قال: و حدّثني محمّد بن حبس قال:

لما هدم المغيرة بن عبد الرّحمن منزله الذي نزل فيه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على أبي أيوب أمر بحظيرة فعملت، و صير نقصه فيها ثم أثبت (5)،و أعاده في المنزل حيث بناه.

قال: و حدّثني صدقة بن المغيرة بن يحيى بن المغيرة بن عبد الرّحمن عن أخيه عبد الرّحمن بن المغيرة بن يحيى قال: توفي [ابن] (6) للمغيرة (7) بن عبد الرّحمن يقال له: دانيال، فدفنه مع الشهداء بأحد، فلما حضرت المغيرة بن عبد الرّحمن الوفاة أوصى أن يدفن مع الشهداء بأحد، و أوصى بألف دينار يطعم الناس و يسقون بها يوم يدفن بأحد، فحال (8) إبراهيم ابن هشام بين ولده و بين دفنه بأحد، و قال: إن دفن المغيرة بأحد لم يمت شريف من قريش إلاّ دفن بأحد.

قال صدقة: قال أبو عبد الرّحمن: فاختلف في الألف دينار [فوقفت] (9)،فاستعدى فيها أبو المغيرة بن يحيى بن عمران، فرأى أن تردّ على صدقته فتجري مجراها، و قال: قد فضلت من قسمها [إلى] (10) المغيرة بن يحيى، فعلمه [ولد] (11) المغيرة بن عبد الرّحمن أن ينفقها عليهم، فأبى و رفع بها في رأس غيبته صدقته المفترضة و عمرها و عمر صدقته ببديع (12)بالألف دينار.

ص: 74


1- تحرفت بالأصل إلى: بقيام، و التصويب عن د، و «ز»، و م، و قباء: يمد و يقصر: قرية بعوالي المدينة (راجع معجم البلدان).
2- سورة الشورى، الآية:7.
3- رسمها بالأصل:«كتب» و المثبت عن د، و «ز»، و م.
4- إعجامها ناقص بالأصل و م، و المثبت عن د، و «ز».
5- كذا بالأصل و م و «ز»، و في د: لبث.
6- زيادة لازمة للإيضاح عن د، و «ز»، و م.
7- بالأصل و «ز»، و م، و د، المغيرة.
8- تقرأ بالأصل و م و د، و «ز»: «فجاءني» و المثبت عن المختصر.
9- سقطت من الأصل و «ز»، و م، و استدركت عن د.
10- زيادة عن د، و «ز»، و م.
11- زيادة عن م، و د، و «ز».
12- البديع: بالفتح ثم الكسر ماء عليه نخل و عيون جارية بقرب وادي القرى.(معجم البلدان).

قال صدقة قال أخو عبد الرّحمن: أدركت ذلك، و كان المغيرة قد وقف ضيعة له، يقال لها المفترضة في أعلى إستارة (1) على طعام يصنع بمنى في أيام الحج، فأدركتهم يطعمون من صدقته الحيس (2) بمنى.

أنبأنا أبو المعالي ثعلب بن جعفر بن أحمد، أنا أبي، أنا أبو طاهر محمّد بن علي بن محمّد بن عبد اللّه البيع، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن رزقويه، أنا أبو علي محمّد بن أحمد بن الصّوّاف - إجازة - ثنا أبو محمّد الحارث بن محمّد بن أبي أسامة التميمي، نا أبو الحسن علي بن محمّد المدائني قال:

و كان بالكوفة فتيان من قريش يطعمون من بني أمية فتيان من آل أبي سفيان، و عبد الملك بن بشر بن مروان، و عبد اللّه بن عمارة بن عقبة بن أبي معيط، و عمران بن موسى بن طلحة بن عبيد اللّه التميمي، فقدم المغيرة بن عبد الرّحمن بن الحارث المخزومي فعمرهم، فكان يتّخذ حيسه يأكل منها الراكب، و كان ينفق على مائدته كلّ يوم ثلاثون درهما، فقال الأقيشر (3):

أتاك البحر طمّ على قريش *** مغيريّ فقد راع ابن بشر

و راع الجدي - جدي التيم - رأي *** رأى المعروف منه غير كدر (4)

و من أوتار عقبة قد شفاني *** و رهط الحاطبين و رهط صخر (5)

و كان المغيرة سخيا، و كان يعمل الحيس بمكة على الأنطاع فيضعه للناس، و يعمل جفان الثريد، فيضعها في زقاق الفول (6)،و كان يطعم بمنى خمسة أيام الحيس، يعمل ستين وسقا سويقا، و ستين وسقا تمرا، و خمسة عشر راوية سمنا، و وقف عليه مالا له إلى اليوم.

أخبرنا أبو عبد اللّه و أبو غالب ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو جعفر المعدّل، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو عبد اللّه الطوسي، نا الزبير بن بكّار قال (7):

ص: 75


1- استارة: قرية من عمل الفرع، من أعمال المدينة (راجع معجم ما استعجم 147/1 و 148).
2- تحرفت بالأصل و م و د إلى: الجيش، و المثبت عن «ز».
3- ليست في ديوانه (ط. دار الكتاب العربي)، و البيتان الأول و الثالث في نسب قريش ص 305.
4- في د، و «ز»، و م: غير نزر.
5- يعني عقبة بن أبي معيط، يريد ولده الذين بالكوفة، و في نسب قريش: الحاطبي، و يعني لقمان بن محمد بن حاطب الجمحي، و يعني بقوله صخر: ولد أبي سفيان بن حرب، يعني من سكن منهم بالكوفة (نسب قريش).
6- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م.
7- الخبر و الشعر في نسب قريش للمصعب ص 305.

و قدم المغيرة الكوفة فنحر الجزر، و أطعم الثريد على الأنطاع، فقال الأقيشر الأسدي:

أتاك البحر طمّ على قريش *** مغيريّ فقد راع ابن بشر

يعني عبد اللّه بن بشر بن مروان بن الحكم:

و راع الجدي - جدي التّيم - لما (1) *** رأى المعروف منه غير نزر

يعني حمّاد بن عمران بن موسى بن طلحة بن عبيد اللّه (2)،أو أباه عمران بن موسى:

و من أوتار عقبة قد شفاني *** و رهط الحاطبين و رهط صخر

يعني ولد عقبة بن أبي معيط، الذين بالكوفة و يعني أيمن (3) بن محمّد بن حاطب الجمحي، و يعني بقوله صخر ولد أبي سفيان بن حرب من سكن منهم بالكوفة.

فلا يغررك حسن الرأي منهم *** و لا سرج ببزيون و نمر (4)

قال: و نا الزبير، حدّثني إسماعيل بن إبراهيم بن الحارث بن عيّاش بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام، عن أبي بكر بن عيّاش قال: رأيت ثريد (5) المغيرة بن عبد الرّحمن بالكوفة يطاف بها على العجل.

قال: و نا الزبير قال: و أخبرني مصعب بن عثمان قال: عجب الناس بالكوفة لطعام المغيرة بن عبد الرّحمن، فقال: و اللّه لقد اقتصرت كراهة أن يضع ذاك من أخي عمر، إذ كان يسكنها.

قال: و نا الزبير، حدّثني عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عبد العزيز الزهري قال: مرّ إبراهيم بن هشام بثردة (6) المغيرة بن عبد الرّحمن و قد أشرفت على الجفنة، فقال لغلام للمغيرة: يا غلام، على أي شيء تضمّ هذا الثريد على العمد؟ قال له الغلام: لا و اللّه، و لكن على أعضاد الإبل، فبلغ ذلك المغيرة، فأعتق الغلام.

ص: 76


1- «لما» مكررة بالأصل.
2- تحرفت بالأصل و د، و «ز»، و م إلى: عبد اللّه.
3- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م، و في نسب قريش: لقمان.
4- البيت في نسب قريش ص 305. و البزيون: بالضم السندس، و قال ابن بري: هو رقيق الديباج.
5- تحرفت بالأصل و م و د، و «ز» إلى: يزيد.
6- الثردة هي الثريد و الثريدة (تاج العروس: ثرد) و الثريد هو أن تفت الخبز، ثم تبله بمرق، ثم تشرقه وسط القصعة أو الصحفة.

قال: و كان إبراهيم بن هشام إذا مرّ بثريد المغيرة أمسك على أنفه يري الناس أنها منتنة قال: و نا الزبير، حدّثني محمّد بن الضحّاك، و محمّد بن حسن قالا: كانت مجنونة (1)بالمدينة يقال لها: أم المشمعل تمرّ بالذين يصنعون الشرفي (2) بالمدينة، فتنزع درعها ثم تغمسه في مركن (3) من مراكن الشرفي فيصاح عليها، فتقول: أ ليس هذا حيس المغيرة.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنا أبو القاسم النسيب، و أبو الوحش المقرئ عنه، أنا أحمد بن محمّد بن يوسف بن دوست (4)،نا أحمد بن محمّد الحليمي، نا أحمد بن أبي خيثمة، حدّثني مصعب قال:

كان للمغيرة بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام مولى فهلك و ترك مالا، فأتاه رجل فقال: إنّ هذا للذي مات أخي، قال: فعدل ببينته قال: و من أين؟ إنما ولدنا ببلدنا، قال:

فنظر إليه ساعة و صوّت، فبعث إلى ذلك المال فأتي به، فأعطاه إياه، فقيل له في ذلك، فقال: رأيت فيه الشبه، و إنّما هي نفسي فلأنّ آخذ منها لغيري أحب إليّ من أن آخذ لها من غيري (5).

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو عبد اللّه الطوسي، نا الزبير بن بكّار، حدّثني عمي مصعب بن عبد اللّه، عن محمّد بن فرقد مولى المغيرة بن عبد الرّحمن قال:

خرج أبي فرقد يوما يسعى مع بغلة المغيرة، فمرّ بحرّة الأعراب، فقاموا إليه، فقالوا: يا أبا هاشم، قد فاض معروفك على الناس، فما بالنا أشقى الناس بك؟ فقال: خذوا هذا الغلام فهو لكم، فقلت: و اللّه لأنا كنت أولى بذلك منهم بخدمتي و حرمتي، فقال: يا فتيان تبيعونه؟ قالوا: نعم، فبكم تأخذه؟ قال: أخذته بأربعين دينارا، قالوا: هو لك، قال: و اللّه لا أعرضك مثلها أبدا، أنت حرّ، و أعطاهم أربعين دينارا.

قال: و نا الزبير، حدّثني عمي مصعب بن عبد اللّه قال: قسم المغيرة بن عبد الرّحمن

ص: 77


1- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
2- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م، و لم أحله.
3- المركن: شبه تور من آدم يتخذ للماء (راجع اللسان: ركن).
4- الأصل: درست، و المثبت عن م، و د، و «ز».
5- رواه المزي في تهذيب الكمال 314/18-315 من طريق أبي بكر بن أبي خيثمة.

على مماليك أهل المدينة درهمين درهمين، فأعطى رقيق عامر بن عبد اللّه فأبوا أن يأخذوا ذلك، فقال لهم عامر: خذوا من خالي، فإنّه جواد.

قال: و نا الزبير، حدّثني مصعب بن عثمان قال: أوصى أبو بكر بن عبد اللّه بن الزبير و أمّه ريطة بنت عبد الرّحمن إلى خاله المغيرة بن عبد الرّحمن و ابنه عبد الرّحمن بن أبي بكر، فكان معتوها يعطي الثوب يلبسه و لا يلبسه، و يطعم الطعام فلا يأكله، فقال المغيرة: قد جعل كوّا (1) في منزل عبد الرّحمن بن أبي بكر فيجعل في الكوّة الخبز و اللحم، و في بعضهم:

الكعك و القديد و أنواع الطعام، و جعل معاليق يعلق عليها الثياب، فيمر عبد الرّحمن بالكوة، فيختلس منها الطعام فيأكله، و يمر بالثوب المعلّق فيختلسه فيلبسه.

قال: و سقط درهم لعبد الرّحمن بن أبي بكر من يد المغيرة في كيس للمغيرة فيه ألف درهم، فجعل المغيرة يتغمغم و يقول: لا أعرف الدرهم، فقيل له: خذ أجود كنزهم فيها، فأبى و جعل الكيس له كله.

قال: و نا الزبير، حدّثني عمي مصعب بن عبد اللّه، أخبرني ابن كليب مولانا قال:

خرجت مع عامر بن عبد اللّه إلى الصلاة، فمرّ بمنزل المغيرة بن عبد الرّحمن و بعير له دبر (2)قال: فصاح بجارية المغيرة، فخرجت إليه، فأمرها أن تأتيه بما يعالج به الدّبرة، ففعلت، فناولني رداءه (3) و غسل الدّبرة، و داواها، فقلت: ما حملك على هذا؟ و أنا كنت أكفيك لو أمرتني، قال: إنّ أمي ماتت و أنا صغير لا أعقل برّها، فأردت أن أبرّها ببر خالي.

قال: و نا الزبير، أخبرني عمي مصعب بن عبد اللّه قال: مات عبد الرّحمن بن أبي بكر، فقال المغيرة بن عبد الرّحمن لعامر بن عبد اللّه و ورثه عامر: هذا حساب ما وليت له، فانظر فيه، قال: يا خال، لا انظر في حسابك، فأعط ما أحببت و أمسك ما شئت، و ما أعطيت أو أمسكت فأنت منه في سعة، فأبى عليه المغيرة إلاّ الحساب، فقال له عامر لمّا نظر في الحساب بقيت خلّة، قال: ما هي؟ قال: تحلف على حسابك عند منبر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و ألاح (4) المغيرة عن اليمين و قال: تحلّفني يا بن أختي؟! فقال له عامر: فما دعاك أن تأبى إلا المحاسبة؟ و تركه مع اليمين.

ص: 78


1- الكوّ و الكوّة: الخرق في الحائط، و النقب في البيت و نحوه.
2- الدبر: جمع دبرة، و هي قرحة الدابة و البعير.
3- الأصل و م: رداؤه.
4- ألاح من الشيء: أشفق و حذر.

قال: و نا الزبير، حدّثني مطعم بن عثمان قال: خرج المغيرة سفرا في جماعة من الناس، فوردوا غديرا ليس لهم [ماء غيره] (1) فأمر المغيرة بقرب العسل، فشقّت في الغدير، و خيضت بمائه، و ما شرب أحد حتى راحوا إلاّ من قرى المغيرة.

قال: و نا الزبير، حدّثني مصعب بن عثمان قال: كان هشام بن عبد الملك يسوم المغيرة بماله ببديع من فدك فلا يبيعه إياه إلاّ إن غزا معه أرض الروم، و أصابت الناس مجاعة في غزاتهم، فجاء المغيرة إلى ابن هشام فقال له: كنت تسومني بمالي ببديع، فآبى أن أبيعكه، فاشتر مني نصفه، فاشتراه منه بعشرين ألف دينار، فأطعمها المغيرة الناس، فلما رجع ابن هشام من غزاته، و قد بلغ هشاما الخبر فقال لابنه: قبّح اللّه رأيك، أنت ابن أمير المؤمنين و أمير الجيش، يصيب الناس معك مجاعة فلا تطعمهم، و يبيعك رجل سوقة (2) ماله و تطعمها الناس، أ خشيت أن تفتقر إن أطعمت الناس؟ فالنصف المال الذي ببديع الذي صار لابن هشام اصطفى عنهم حين ولي بنو العباس. ثم صار لسعد بن الجون الأعرابي، مولى الفضل بن الربيع، ثم اشترى لمحمّد بن علي بن موسى، فهو بيد ولده إلى اليوم (3).

7595 - المغيرة بن عبد الملك الأموي

مولى الوليد بن عبد الملك، من نبل مواليه، أشار إليه بمحاسبة (4) النصارى حين عزم على أخذ ما (5) في الكنيسة و جعلها مسجدا.

حكى عنه ابنه عبد الملك بن المغيرة بن عبد الملك حكاية تقدمت في ذكر بناء الجامع.

7596 - المغيرة بن عمرو

حدّث عن جعفر بن محمّد السّوسي.

روى عنه: عبد الوهّاب الكلابي.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، نا نصر بن إبراهيم - إملاء - نا أبو الحسن

ص: 79


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و مكانه بياض في م، و «ز»، و المستدرك عن د.
2- الأصل و «ز»، و د، و م:«سرقه» و الصواب ما أثبت:«سوقة» و السوقة من الناس: من لم يكن ذا سلطان، و هو من الرعية دون الملك.
3- زيد في المختصر: و النصف الآخر الذي بقي بيد المغيرة تصدق به، فهو بيد ولده إلى زمن المؤرخ رحمه اللّه.
4- غير مقروءة بالأصل و م، و تقرأ في «ز»: «بمماسحة» و المثبت عن د،.
5- بالأصل و م:«أحدنا» و المثبت عن د، و «ز».

علي بن أحمد بن محمّد بن جعفر السّمنجاني (1)،أنا أبو الفرج عمر بن عبد اللّه بن جعفر الرّقّي - بها - نا أبو الحسين عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي، نا المغيرة بن عمرو، نا جعفر بن محمّد السّوسي، نا علي بن يحيى، نا عيسى بن يونس، عن الأعمش، عن مجاهد، عن عبد اللّه بن ضمرة، عن كعب قال:

ما من صباح إلا و ملكان يناديان، يقول أحدهما: يا باغي الخير هلمّ، و يا باغي الشر أقصر، و ملكان يناديان، يقول: أحدهما: اللّهمّ عجل لمنفق خلفا، و الآخر يقول: اللّهم عجّل لممسك تلفا.

7597 - المغيرة بن عمير الأزدي الحرستاني

7597 - المغيرة بن عمير (2) الأزدي الحرستاني

ولي غازية البحر في أيام يزيد بن عبد الملك، له ذكر.

روى (3).

أنبأنا أبو القاسم النسيب و غيره، قالوا: ثنا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن عائذ، نا الوليد بن مسلم قال:

بلغني أن عمر بن عبد العزيز ولّى على غازية البحر المخارق بن ميسرة بن حجر الطائي، فلم يزل واليا حتى توفي، فولّى يزيد بن عبد الملك المغيرة (4) بن عمير (5) الأزدي من أهل حرستا (6)،فلم يزل حتى توفي يزيد، و ولى هشام بن عبد الملك فأقرّه سنتين ثم عزله، و ولّى بريد بن أبي مريم الثقفي، قال: و عزل - يعني: هشاما بريد و ولّى الأسود بن بلال المحاربي، و ولي يزيد بن الوليد فعزله - يعني - الأسود بن بلال، و ولاّه الأردن و ولّى غازية البحر المغيرة بن عمير، فلم يزل عليه حتى سار إليه ابن أبي الأعور السّلمي من طبرية فقتله.

ص: 80


1- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل و د، و «ز»، و م، و المثبت و الضبط عن الأنساب، و هذه النسبة إلى سمنجان بكسر السين و الميم و سكون النون، بليدة من طخارستان وراء بلخ، و هي بين بلخ و بغلان.
2- بالأصل و ز: عبيد، و في م: عبد، و المثبت عن د.
3- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م.
4- بالأصل و م: و المغيرة، و المثبت عن د، و «ز».
5- بالأصل: عبيد، و في م، و د، و «ز» هنا: عمرو.
6- حرستا: بالتحريك و سكون السين، قرية كبيرة عامرة وسط بساتين دمشق على طريق حمص بينها و بين دمشق أكثر من فرسخ (معجم البلدان).

7598 - المغيرة بن فروة و يقال: فروة بن مغيرة،

و يقال: ابن حكيم أبو الأزهر القرشي (1)

من أهل دمشق.

حدّث عن معاوية بن أبي سفيان، و مالك بن أزهر بن هبيرة، و رأى واثلة.

روى عنه: عبد اللّه بن العلاء بن زبر، و سعيد بن عبد العزيز، و يحيى بن الحارث الذماري.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنا أبو طالب الغازي، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن سمعون (2)،نا أبو بكر عبد اللّه بن أبي داود السجستاني سنة أربع عشرة و ثلاثمائة، نا محمود بن خالد، نا الوليد - يعني - ابن مسلم، أنا عبد اللّه بن العلاء أنه سمع يزيد بن أبي مالك، و أبا الأزهر يحدثان عن وضوء معاوية، إذ يريهم وضوء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فتوضأ ثلاثا ثلاثا، و غسل رجليه بغير عدد.

رواه أبو داود في سننه عن محمود بن خالد (3).

حدّثنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن - لفظا - و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و المبارك ابن أحمد بن علي القصّار - بقراءتي عليهما - قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا محمّد بن عبد اللّه بن الحسين، نا أبو القاسم البغوي، أنا داود بن رشيد، نا الوليد، عن سعيد بن عبد العزيز، عن أبي الأزهر، عن معاوية، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«صوموا الشهر و سرره»[12399].

قال الوليد: سمعت الأوزاعي يقول: سرره: آخره، هو كقوله عليه الصلاة و السلام:

«صوموا لرؤيته، فإن غمّ عليكم فعدّوا ثلاثين»[12400].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا علي بن بحر، نا الوليد بن مسلم، نا يحيى بن الحارث، عن أبي الأزهر المغيرة بن فروة قال: من ركع بعد المغرب ركعتين قبل أن يتكلّم كانتا له عدل عمرة.

ص: 81


1- ترجمته في تهذيب الكمال 317/18 و فيه أبو الأزهر الشامي الدمشقي و تهذيب التهذيب 515/5 و التاريخ الكبير 320/7 و الجرح و التعديل 227/8.
2- في د: شمعون.
3- سنن أبي داود(1) كتاب الطهارة(50) باب: صفة وضوء النبي (رقم 125).

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، نا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى يقول: أبو الأزهر الشامي، اسمه فروة بن مغيرة (1).

[قال ابن عساكر:] (2) كذا قال يحيى في موضعين، و قلب اسمه.

قرأت على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمّام علي بن محمّد عن أبي عمر بن حيوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر، نا ابن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين يقول:

أبو الأزهر الشامي، فروة بن المغيرة.

أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن عبد الوهّاب، أنا أبو نصر عبد الباقي بن محمّد (3) بن عمر الواعظ، أنا القاضي أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين النوري (4)،أنا أبو الحسين أحمد بن الفرج بن منصور بن الحجاج، أنا محمّد بن مخلد العطّار، نا العبّاس بن محمّد بن حاتم الدوري، قال: سمعت أبا مسلم عبد الرّحمن بن يونس المستملي يقول أبو الأزهر الشامي، كان اسمه فروة بن المغيرة (5).

قرأت على أبي عبد اللّه بن البنّا (6)،عن أبي تمّام علي بن محمّد عن (7) أبي عمر بن حيوية، عن محمّد بن القاسم، نا ابن أبي خيثمة قال: أبو الأزهر الذي يحدّث عنه عبد اللّه بن العلاء (8) بن زبر اسمه المغيرة بن فروة، حدّثنا بذلك الحوطي قال: حدّثنا الوليد بن مسلم، عن أبي زيد بن أبي الأزهر المغيرة بن فروة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال (9):فحدّثنا هشام عن محمّد بن شعيب، عن يحيى بن الحارث قال: اسم أبي الأزهر المغيرة بن فروة.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسين،

ص: 82


1- تهذيب الكمال 317/18.
2- زيادة منا للإيضاح.
3- كذا بالأصل، و في د، و م و «ز»: أحمد.
4- في د: التوزي.
5- تهذيب الكمال 318/18.
6- تحرفت في م إلى: الدنيا.
7- بالأصل: على، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
8- تحرفت بالأصل و م، و «ز» إلى:«العلائي زيد» و المثبت عن د، و فيها: زيد، بدلا من «زبر» راجع أول ترجمته.
9- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 695/2.

و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد ابن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (1):

مغيرة بن حكيم أبو الأزهر (2) أن معاوية خطبهم، و عن مالك بن هبيرة روى عنه عبد اللّه بن العلاء بن زبر، و روى (3) محمّد بن أبي السري عن الوليد بن مسلم عن عبد اللّه بن العلاء، عن أبي الأزهر المغيرة بن فروة.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (4):

مغيرة بن فروة أبو الأزهر الدمشقي (5)،روى عن معاوية، و مالك بن هبيرة، روى عنه عبد اللّه بن العلاء، و يروي عن يحيى بن الأزهر (6) بن الحارث، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو الأزهر المغيرة بن حكيم الشامي، عن معاوية، روى عنه سعيد بن عبد العزيز، و عبد اللّه بن العلاء، ثم قال مسلم: أبو الأزهر المغيرة بن فروة، شامي.

[قال ابن عساكر:] (7) كذا قالا، فرقا بينهما و هما واحد.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال: أبو الأزهر هو المغيرة بن فروة.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب (8)، أنا أحمد بن محمّد - إجازة-.

ص: 83


1- التاريخ الكبير للبخاري 317/7.
2- بالأصل و د، و «ز»، و م: الزهر، و المثبت عن التاريخ الكبير.
3- من هنا إلى آخر الخبر ليس في التاريخ الكبير.
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 227/8.
5- زيد في الجرح و التعديل: و يقال أبو الحارث.
6- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م، و في الجرح و التعديل: يحيى بن الحارث.
7- زيادة منا للإيضاح.
8- الأصل و «ز»، و د: غياث، و في م:«غاب» تصحيف.

ح و أخبرنا أبو القاسم السوسي (1)،أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير قال: سمعت أبا الحسن بن سميع (2)يقول في الطبقة الثالثة: أبو الأزهر المغيرة بن فروة من قريش (3) من دمشق.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصّقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم ابن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال: أبو الأزهر المغيرة بن فروة، روى عن سعيد بن عبد العزيز، و يحيى بن الحارث الذماري.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفّار، أخبرنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم (4) قال:

أبو الأزهر المغيرة بن حكيم، و يقال: ابن فروة، الشامي، عن أبي عبد الرّحمن معاوية ابن أبي سفيان القرشي، روى عنه أبو محمّد سعيد بن عبد العزيز التنوخي، و أبو زبر عبد اللّه ابن العلاء بن زبر الربعي.

ثم قال بعد ثلاث تراجم (5):أبو الأزهر المغيرة بن فروة، و يقال: فروة بن المغيرة، يعدّ في الشاميين، روى عنه يحيى بن الحارث الذماري، ثم أورد قول يحيى بن معين فيه عن الأصم عن الدوري عنه.

[قال ابن عساكر:] (6) و هذا وهم من أبي أحمد، هما واحد إلاّ أن يحيى كان يهم في اسمه فيقلبه.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (7)،حدّثني - يعني - أحمد بن صالح عن ابن وهب، عن معاوية بن صالح، عن العلاء بن الحارث، عن مكحول قال: دخلت أنا و أبو الأزهر على واثلة بن الأسقع.

ص: 84


1- تحرفت بالأصل إلى: النوسي، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
2- رواه المزي عنه في تهذيب الكمال 317/18.
3- غير مقروءة بالأصل و د، و «ز»، و م، و المثبت عن تهذيب الكمال.
4- الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 408/1 رقم 350.
5- الأسامي و الكنى 410/1 رقم 354.
6- زيادة منا.
7- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 327/1.

قال: و نا أبو زرعة (1)،نا أبو مسهر، نا سعيد أن أبا الأزهر أوصى أن تحلق عانته بعد موته، فقال مكحول: كانت هذه من كنوز أبي الأزهر.

قال: و نا أبو زرعة (2)،و حدّثني عبد اللّه بن ذكوان عن ابن (3) السّائب، عن أبيه قال:

قال مكحول: رحم اللّه أبا الأزهر إن كانت هذه لمن كنوزه.

قال: أبو زرعة (4):أبو عبد رب، و أبو الأزهر ماتا قبل مكحول على ما حكاه لنا أبو مسهر عن سعيد.

[قال ابن عساكر:] (5) و قد ذكرنا في وفاة مكحول اختلافا، و الأظهر أنه مات سنة ثلاث عشرة و مائة.

7599 - المغيرة بن محمّد بن معاوية بن مروان بن الحكم

ابن أبي العاص بن أمية الأموي

له ذكر، و اللّه أعلم.

7600 - المغيرة بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي

7600 - المغيرة بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي (6)

له ذكر، و اللّه أعلم.

7601 - المغيرة بن معاوية بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية الأموي

7601 - المغيرة بن معاوية بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية الأموي (7)

له ذكر، و اللّه أعلم.

7602 - المغيرة أبو هارون الربعي الرّملي

7602 - المغيرة أبو (8) هارون الربعي الرّملي (9)

حدّث عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني، و عثمان بن عطار، و رجاء بن أبي سلمة، و عروة بن رويم اللخمي، و الأوزاعي، و سمعت (10) ابن أيوب، و عبد العزيز بن يزيد الأيلي،

ص: 85


1- تاريخ أبي زرعة 695/2.
2- تاريخ أبي زرعة 695/2.
3- في تاريخ أبي زرعة، ابن أبي السائب.
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 695/2.
5- زيادة منا.
6- ذكره ابن حزم في جمهرة النسب ص 94.
7- جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص 88.
8- تحرفت بالأصل إلى:«بن» و المثبت عن د، و «ز»، و م.
9- ترجمته في الجرح و التعديل 230/8 و سماه مغيرة بن أبي مغيرة الرملي.
10- كذا بالأصل و «ز»، و م، و في د:«و سمعت أبي أيوب».

و أسد بن عبد الرّحمن، و صالح بن مخلد، و فروة (1) بن مجاهد، و مسلمة بن عبد الملك.

روى عنه: أبو مسهر، و هشام بن عمّار، و يزيد بن خالد بن مرسل، أبو سلمة، و عبد اللّه بن يوسف التنيسي، و أبو طالب عبد الجبّار بن عاصم النسائي، و سليمان بن عبد الرّحمن، و تمّام بن المنهال الرّملي، و الوليد بن مسلم، و أبو عبد اللّه محمّد بن عائذ القرشي.

لم يذكره البخاري في تاريخه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الحسين بن عوف، أنا أبو العباس محمّد بن [موسى بن] (2) السمسار، أنا محمّد بن خريم، حدّثنا هشام بن عمّار، نا المغيرة بن المغيرة الرّملي، نا أسيد بن عبد الرّحمن، عن سهل بن معاذ، عن أنس قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من ضيّق منزلا، أو قطع طريقا، أو آذى مؤمنا فلا جهاد له»[12401].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (3)،نا أبو مسهر، نا مغيرة (4)،و مغيرة الرّملي عندنا هاهنا بدمشق، فذكر حكاية.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا ابن منده، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر،[أنا علي] (5):قالا (6) أنا ابن أبي حاتم قال (7):

مغيرة بن مغيرة (8) الرّملي، روى عن مسلمة بن عبد الملك أنه قال: إن في كندة لثلاثة (9) نفر إن اللّه لينزل بهم الغيث، و ينصر بهم على الأعداء: رجاء بن حيوة (10)،و عبادة ابن نسي، و عدي بن عدي، روى عنه أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر، سألت أبي عنه فقال:

لا بأس به.

ص: 86


1- كذا بالأصل و د، و في «ز»: و م: فرق.
2- زيادة عن د، و «ز»، و م.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 711/2.
4- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م، و في تاريخ أبي زرعة: نا مغيرة بن مغيرة و قد وضعت «بن مغيرة» بين قوسين، و أشار محققه إلى أنه استدركها عن الحاشية.
5- زيادة عن د، و «ز»، و م لتقويم السند.
6- بالأصل و م، و «ز»: قال: و التصويب عن د.
7- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 230/8.
8- في الجرح و التعديل: مغيرة بن أبي مغيرة.
9- بالأصل و د، و «ز»، و م: لثلاث.
10- بالأصل: حيوية، و المثبت عن د، و «ز»، و م.

أخبرنا أبو محمّد المزكي، نا عبد العزيز الصّوفي، أنا أبو القاسم البجلي، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في تسمية نفر أهل زهد و فضل: مغيرة بن مغيرة.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، عن أبي الحسين (1) بن الآبنوسي، أنبأ أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة السادسة: المغيرة بن المغيرة أبو هارون الربعي.

قرأت بخط أبي محمّد بن الأكفاني، و ذكر أنه نقله من خط [بعض] (2) أصحاب المدينة، قال: المغيرة بن المغيرة الرّملي، يكنى أبا هارون.

7603 - المغيرة بن المهلّب بن أبي صفرة أبو خداش الأزدي العتيكي

7603 - المغيرة بن المهلّب بن (3) أبي صفرة أبو خداش الأزدي العتيكي

أحد شجعان العرب و فرسانهم.

له وقائع مشهورة في قتال الخوارج مع أبيه.

و وفد مع أبيه المهلّب على بعض خلفاء بني أمية.

ذكر من اسمه مفرّح

7604 - مفرّح بن الحسن بن الحسين بن أبي محمّد

أبو الرواد الكلابي المعروف بابن الصّوفي

رئيس دمشق (4) مع الفقيه أبي (5) الفتح نصر بن إبراهيم، و أبي (6) الفضل بن الفرات.

قرأ عليه الفقيه أبو البركات بن عبد بعض صحيح البخاري.

و لم أسمع منه شيئا.

ص: 87


1- تحرفت بالأصل و «ز»، و م، و د إلى: الحسن.
2- سقطت من الأصل و استدركت عن د، و «ز»، و م.
3- تحرفت بالأصل و د، و «ز»، و م إلى: عن.
4- في د: رئيس دمشق و ابن رئيسها.
5- بالأصل و د، و «ز»، و م: أبا.
6- انظر الحاشية السابقة.

و كان له برّ واسع، و تعهّد للمستورين، و كان ينتحل مذهب الشافعي، و استوزره بوري ابن طغتكين (1) المعروف بتاج الملوك بعد قتل الوزير أبي علي المزدقاني (2)،ثم قبض عليه فصادره على حمله ثم أعاده على الرئاسة باقي أيامه و أيّام ابنه إسماعيل الملقّب بشمس الملوك (3)،و أول أيام أخيه محمود بن بوري الملقب بشهاب الدين (4)،ثم قتل يوم الجمعة السابع عشر من شهر رمضان سنة ثلاثين و خمسمائة عند قبر أتابك طغتكين (5)،و دفن من يومه في مقبرة الباب الصغير، و كان الذي قتله براوح أحد غلمان طغتكين، و اللّه تعالى أعلم.

ذكر من اسمه مفضّل

7605 - مفضل بن غسّان بن المفضّل بن عمرو بن خالد بن غلاب و علاثة أمه،

و هو خالد بن الحارث بن أحرس بن النابغة بن عبر بن حبيب بن وائل

ابن دهمان بن نصر بن نفير بن مخلد بن غلاب بن عتاب بن أسيد

أبو عبد الرحمن الغلابي (6) البصري

سمع بدمشق: هشام بن إسماعيل العطّار، و سليمان بن عبد الرّحمن، و هشام بن عمّار، و عبيد بن عثمان، و بحمص: علي بن عباس، و أبا اليمان يحيى بن صالح، و كان قد سمع بالعراق أباه غسّان بن المفضّل، و يحيى بن سعيد القطّان، و سفيان بن عيينة الهلالي، و أبا عامر عبد الملك بن عمرو، و عبد اللّه بن داود الخريبي (7)،و جعفر بن عون، و عبيد اللّه ابن موسى، و يعلى بن عبيد، و محاضر بن المورع، و إسماعيل بن عليّة، و روح بن عبادة، و يزيد بن هارون، و سالم بن نوح، و عبد الرّحمن بن مهدي، و إبراهيم بن أبي الوزير، و سعيد ابن عامر الضبعي، و مؤمّل بن إسماعيل، و قريش بن أنس، و أبا داود الطيالسي، و أبا عاصم الضحّاك بن مخلد، و أبا الوليد الطيالسي، و أبا عاصم، و محمّد بن بكر البرساني، و حمّاد بن

ص: 88


1- بالأصل:«نوزي بن طيعليز» و مثله في د، و «ز»، و م، و الصواب ما أثبت، مرت ترجمته في كتابنا تاريخ مدينة دمشق، و له ترجمة في الوافي بالوفيات 227/10.
2- هو طاهر بن سعيد المزدقاني، و في ذيل تاريخ دمشق ص 354: المزدغاني قتله بوري سنة 523 ه.
3- ترجمته في الوافي بالوفيات 98/9 و وفيات الأعيان 296/1.
4- ترجمته في الوافي بالوفيات 460/3.
5- في د: طغتكين بن ثم بياض بمقدار كلمة.
6- ضبطت عن تبصير المنتبه 1048/3 و قيل: بتشديد اللام.
7- رسمها بالأصل و د، و «ز»، و م: الحرسي.

مسعدة، و معاذ بن معاذ، و وهب بن جرير، و بشر بن عمر الزهراني، و الهيثم بن جميل، و سليمان بن حرب، و عفّان بن مسلم، و سعيد بن سليمان سعدوية، و عارما أبا النعمان البصري، و محمّد بن عمر الواقدي، و حمّاد بن عيسى غريق الجحفة، و مصعب بن عبد اللّه الزبيري، و الهيثم بن خارجة، و أحمد بن حنبل، و يحيى بن معين.

و صنّف تاريخا كثير الفائدة، و اختصره في أصغر منه.

روى عنه: ابنه أبو أمية الأحوص بن المفضّل بن غسّان، و أبو يوسف يعقوب بن شيبة السدوسي، و أبو بكر بن أبي الدنيا، و أبو القاسم البغوي، و أبو الليث نصر بن القاسم الفرائضي، و جعفر بن محمّد بن الأزهر الباوردي، و أبو العباس السرّاج، و أبو القاسم عمر بن عبد اللّه بن عمر بن عمّار بن أبي حسّان البغدادي الزيادي، و أحمد بن يعقوب.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو محمّد السكري (1)- ببغداد - أنا أبو بكر الشافعي، أنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، نا المفضّل بن غسّان الغلابي، نا أبو داود الطيالسي، عن المبارك بن سعيد، عن سعيد أخي يحيى بن سعيد الأنصاري، نا الزهري، حدّثني رجل من بكر قال:

انطلقت مع أبي إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم، فناجاه أبي دوني، فقلت لأبي: ما قال لك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم؟ قال: قال لي:«إذا أردت أمرا فعليك بالتؤدة حتى يجعل اللّه لك فرجا أو مخرجا»[12402].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم، أنا القاضي أبو العلاء محمّد بن علي بن يعقوب، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد بن موسى، أنا القاضي أبو أمية الأحوص بن المفضّل بن غسّان الغلابي، نا أبي، نا أبو أيوب الدمشقي، نا محمّد بن عبد اللّه بن عمران، نا أبو عمرو العنسي (2) عن (3) ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني قال: حدّثنا بلال مؤذّن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم»[12403].

[قال ابن عساكر:] (4) لم يزد على هذا.

ص: 89


1- رسمها بالأصل: البكرى، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
2- في د: العبسي.
3- تحرفت بالأصل و د، و «ز»، و م إلى: بن.
4- زيادة منا.

و أخبرناه بتمامه أعلى من هذا بدرجتين أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أنا أبو بكر أحمد (1) بن محمّد بن أحمد بن حمدان الصيرفي - بمرو - ثنا عبد الصّمد بن الفضل البلخي، نا مكي بن إبراهيم، ثنا خالد أبو عبد اللّه، عن يزيد بن ربيعة، عن أبي إدريس الخولاني، عن بلال بن رباح عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:«عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، و قربة إلى اللّه، و تكفير للسيئات، و منهاة عن الإثم، و مطردة للداء عن الجسد»[12404].

يزيد بن ربيعة غير ربيعة بن يزيد (2)،و كلاهما دمشقي يروي عن أبي إدريس.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، ثنا عبد العزيز بن أحمد التميمي - لفظا - أنا تمّام بن محمّد بن عبد اللّه، و عقيل بن عبد اللّه بن عبدان، قالا: أنا أبو الحسين محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الرّازي، أنا أبو أميّة الأحوص بن المفضّل بن غسّان بن المفضّل الغلابي البصري القاضي - ببغداد - و المفضّل جده هو ابن عمرو بن معاوية بن عمرو بن... (3) بن غلاب، و خالد بن غلاب رأى النبي صلى اللّه عليه و سلم، و له صحبة.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو عبد الرّحمن المفضّل بن غسّان بن المفضّل أبو عبد الرّحمن الغلابي، بصري الأصل، سكن بغداد و حدّث بها عن أبيه و عن عبد اللّه بن داود الخريبي، و عبد الرّحمن بن مهدي، و أبي داود الطيالسي، و قريش بن أنس، و يزيد بن هارون، و سليمان بن حرب، و مؤمّل بن إسماعيل، و حمّاد بن عيسى، و جعفر بن عون، و يعلى بن عبيد، و عبيد اللّه بن موسى، و روح بن عبادة، و محمّد بن عمر الواقدي، و سعيد بن داود الزبيري، و عفّان بن مسلم، و سعيد بن سليمان الواسطي، و عارم بن الفضل السدوسي، و مصعب بن عبد اللّه الزبيري، و أحمد بن محمّد، و يحيى بن معين، روى عنه ابنه (4) الأحوص، و يعقوب بن شيبة، و أبو بكر بن أبي الدنيا، و جعفر بن محمّد الأزهر الباوردي، و أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد البغوي، و أبو الليث الفرائضي، و كان ثقة، و اللّه تعالى أعلم.

ص: 90


1- سقطت من «ز».
2- ترجمته في تهذيب الكمال 178/6 و هو ربيعة بن يزيد الإيادي أبو شعيب الدمشقي القصير.
3- كذا بياض بالأصل، و د، و «ز»، و م، و انظر ما تقدم في عامود نسبه في أول الترجمة.
4- تحرفت بالأصل إلى: أبيه، و المثبت عن د، و «ز»، و د.

7606 - مفضّل بن محمّد بن مسعر بن محمّد

أبو المحاسن التّنّوخي المقرئ (1) الفقيه على مذهب أبي حنيفة

سمع أبا محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحّام بسرّمن رأى، و أبا (2) عمر بن مهدي ببغداد، و أبا الحسن أحمد بن علي بن أيوب العكبري، و أبا عبد اللّه الحسين بن محمّد بن يحيى العاقولي، و أبا علي الحسن بن شهاب بن (3) الحسن العكبري - بعكبرا - و أباه محمّد بن مسعر أبا المغيرة، و أبا محمّد بن أبي نصر بدمشق.

و قرأ ببغداد الأدب على علي بن عيسى بن الفرج الربعي، و أبي القاسم علي بن عبد اللّه الدقيقي، و أبي الفتح محمّد بن أشرس النيسابوري.

و حدّث بدمشق، و كان ينوب في القضاء بدمشق عن بني أبي الجن (4).

و ولي قضاء بعلبك.

و حدّثنا عنه أبو القاسم النسيب، و لم يحدّثنا عنه غيره.

و صنّف تاريخا للنحويين و اللغويين، كان ينحو في مذهبه الاعتزال و التشيّع.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم - قراءة عليه - سنة سبع و خمسمائة، أنا أبو المحاسن المفضّل بن محمّد بن مسعر بن محمّد التّنّوخي - قراءة عليه - في صفر سنة ثمان و ثلاثين و أربعمائة، ثنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد اللّه بن مهدي - ببغداد - في ذي الحجة سنة تسع و أربعمائة، أمّا أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة، نا يعقوب بن يوسف ابن زياد، نا محمّد بن إسحاق بن عمّار، ثنا هلال أبو أيوب الصيرفي قال: سمعت عطية العوفي يذكر أنه سأل أبا سعيد الخدري عن قوله تعالى: إِنَّمٰا يُرِيدُ اللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (5)،فأخبره أنها نزلت في رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و علي، و فاطمة، و الحسن، و الحسين، رضوان اللّه عليهم.

قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي، ذكر لي القاضي أبو غانم - يعني - ابن أبي الحصين أن ابن مسعر مضى إلى بغداد، و قرأ مذهب أبي حنيفة على القدوري و الصيمري،

ص: 91


1- كذا بالأصل، و د، و «ز»، و م، و في المختصر: المعري.
2- الأصل و د، و «ز»، و م: أبو.
3- الأصل و د: أنا، و المثبت عن «ز»، و م.
4- تحرفت بالأصل و د، و م، و «ز» إلى: الحسن.
5- سورة الأحزاب، الآية:33.

و أنه توفي سنة ثنتين أو ثلاث و أربعين، و يقتضي أن يكون مولده بعد السبعين و ثلاثمائة بالمعرة، و بها مات.

قال غيث: و كان ينوب في القضاء ببعلبك عن والد الشريف النسيب، و ذكر عنه أنه كان يضع من الشافعي رحمه اللّه، و صنّف كتابا ذكر فيه الردّ على الشافعي فيما خالف فيه الكتاب و السّنّة.

و حدّثني [النسيب] (1) أنه بلغ أباه أنه ارتشى فعزله عن الحكم ببعلبك.

[قال ابن عساكر:] (2) و حدّثني الأمين - يعني - أبا محمّد بن الأكفاني أن لأبي المحاسن رسالة في وجوب غسل الرجلين.

7607 - مفضّل بن المهلّب بن أبي صفرة بن فرطاس بن سارق

7607 - مفضّل بن المهلّب بن أبي صفرة (3) بن فرطاس بن سارق

أبو غسّان،- و يقال: أبو حسّان - الأزدي (4)

قدم على سليمان بن عبد الملك.

و روى عن: النعمان بن بشير.

روى عنه: جرير بن حازم، و ابنه حاجب بن المفضّل، و ثابت البنّاني.

و كان أخوه يزيد بن المهلّب خلّفه عند سليمان يأنس به، فولاّه سليمان جند فلسطين (5).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه أحمد بن حنبل (6)،حدّثني إبراهيم بن الحسن الباهلي، و عبيد اللّه القواريري، و محمّد بن أبي بكر المقدمي، قالوا: ثنا حمّاد بن زيد، عن حاجب بن المفضّل بن المهلّب، عن أبيه أنه سمع النعمان بن بشير يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اعدلوا بين أبنائكم، اعدلوا بين أبنائكم، اعدلوا بين أبنائكم»[12405].

ص: 92


1- سقطت من الأصل و استدركت عن د، و «ز»، و م.
2- زيادة منا.
3- زيد في د، و م، و «ز»: «ظالم» و ظالم هو اسم أبي صفرة.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 332/18 و تهذيب التهذيب 520/5 و التاريخ الكبير 405/7 و الجرح و التعديل 8/ 315.
5- نقله المزي في تهذيب الكمال 333/18 عن ابن عساكر.
6- رواه أحمد بن حنبل في مسنده 394/6 رقم 18479 طبعة دار الفكر.

رواه أحمد بن حنبل، عن شريح بن النعمان، و سليمان بن حرب، عن حمّاد بن زيد.

أخبرتنا به أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور (1)،أنا أبو بكر المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا عبد اللّه بن عمر أبو سعيد، نا حمّاد بن زيد، أنا حاجب ابن المفضّل عن أبيه أنه سمع النعمان بن بشير يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«قاربوا بين أبنائكم، قاربوا بين أبنائكم»[12406].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا أبو قلابة عبد الملك بن محمّد الرقاشي، نا هلال بن يحيى، نا أبو سهل المنذري، قال أبو قلابة، و قد رأيت أبا سهل حدّثني جرير بن حازم، حدّثني المفضّل بن المهلّب قال: بعث إليّ سليمان بن عبد الملك في يوم جمعة، فقال: هل لك في الجمعة؟ قلت: ذاك إليك يا أمير المؤمنين، الحكاية و قد مضت في ترجمة سليمان.

أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي - في كتابه - ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين النرسي - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (2):

مفضّل بن مهلّب والد حاجب، سمع النعمان بن بشير، روى عنه ابنه حاجب.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (3):

مفضّل بن المهلّب والد حاجب، روى عن النعمان بن بشير، روى عنه ابنه حاجب بن المفضّل، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، أنا أبو الحسين بن المهتدي (4).

و أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، أنا أبو يعلى.

ص: 93


1- مطموسة بالأصل، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
2- التاريخ الكبير للبخاري 405/7 رقم 1771.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 315/8.
4- تحرفت بالأصل إلى: المهندس.

قالا: أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد بن حفص قال:

قرأت على علي بن عمرو، حدّثكم الهيثم بن عدي قال: معقل (1) بن المهلّب يكنى أبا غسّان.

[قال ابن عساكر:] (2) صوابه: مفضّل.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: المفضّل بن المهلّب أبو غسّان.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، نا أبو الحسن محمّد بن علي بن سهل الماسرجسي، أنا أبو الوفاء المؤمّل بن الحسن بن عيسى، نا أحمد بن منصور الرمادي، نا ابن أبي بكير (3)،نا حمّاد بن أبي سلمة، عن ثابت، عن المفضّل بن المهلّب.

أن ملك اليمن حضرته الوفاة، فقالوا: يا ربنا، ملك العباد و البلاد، فقال: أيها الناس لا تجهلوا، إنكم في مملكة من لا يبالي أ صغيرا أخذ منكم أم كبيرا (4).

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، و حدّثنا عنه أخي أبو (5) الحسين هبة اللّه بن الحسن الفقيه - رحمه اللّه، لفظا عنه - نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو نعيم الحافظ، أنا أحمد بن محمّد بن الحسين، أبو حامد - فيما قرئ عليه - نا العباس بن عبد الواحد الكاتب، ثنا الغلابي، نا المدائني، نا الهيثم، عن ابن عبّاس عن المفضّل بن المهلّب أنه قال:

الثقلاء ثلاثة و الرابع أشدّهم عليّ: رجل كان يزور قوما فاستثقلوه و سألوا اللّه أن يريحهم منه، فغاب عنهم أياما، فانفسحت أبصارهم و طابت أنفسهم، ثم أتاهم معتذرا و قال: و اللّه ما حبسني عنكم إلاّ الشغل، و رجل أتى رجلين و هما في حديث قد خلوا به دون الناس، و أخذ بأنفاسهما فكظمهما حتى إذا اتخذ بلغ منهما قال: لعلكما في حاجة و في سوء فقطعت عليكم، فاستحييا منه فقالا: لا، و رجل انتهى إلى حلقة قوم و رجل يحدثهم، فأقبل على

ص: 94


1- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م: معقل، و سينبه المصنف إلى الصواب.
2- زيادة منا.
3- تحرفت بالأصل إلى بكر، و التصويب عن د، و م، و «ز».
4- رواه المزي في تهذيب الكمال 333/18 من طريق يحيى بن أبي بكير.
5- تحرفت بالأصل إلى: أبي.

الذي يليه فقال: أي شيء يحدّثكم هذا؟ فرجع يسمع من هذا و يؤدي إلى هذا، و لا يعرف أول الحديث من آخره، و الرابع الشاب المتشيخ (1) قد أرخى شعيرته (2).

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد - فيما شافهني - أن أبا محمّد عبد العزيز بن أحمد أجازهم (3) قال: أنا عبد الوهّاب بن جعفر بن الميداني، أنا أبو سليمان محمّد بن عبد اللّه الربعي، أنا عبد الملك بن جعفر الفرغاني، نا محمّد بن جرير الطبري (4) قال: ذكر علي بن محمّد عن المفضّل بن محمّد أن الحجّاج كتب إلى عبد الملك [يذم يزيد] (5) و آل (6) المهلب بالزبيرية، فكتب إليه عبد الملك إني لا أرى (7) نقصا (8) بآل المهلب طاعتهم لآل الزبير، بل أراه وفاء منهم (9) له، و إن وفاءهم (10) له يدعوهم إلى الوفاء لي، فكتب إليه الحجّاج يخوّفه غدرهم، فكتب إليه عبد الملك: قد أكثرت (11) في يزيد و آل المهلب، فسمّ لي رجلا يصلح لخراسان، فسمّى له (12) مجاعة بن سعد (13) السعدي، فكتب إليه عبد الملك: إن الرأي الذي دعاك إلى استسفاد آل المهلب هو الذي دعاك إلى مجاعة بن سعد (14)،و انظر لي رجلا صالحا (15)،صارما ضارما ماضيا لأمرك فسمّى له... (16) ابن منيع، فكتب إليه: ولّه و بلغ يزيد بن المهلب عزله، فقال لأهله بيته من ترون (17) الحجاج يولّي خراسان؟ قالوا:

رجلا من ثقيف.[قال:] (18) كلا، و لكنه يكتب إلى رجل منكم بعهده، فإذا قدمت عليه

ص: 95


1- بالأصل و د: المتشنج، و المثبت عن «ز»، و م.
2- كذا بالأصل و م، و «ز»، و في د: شفرته.
3- رسمها بالأصل و د، و «ز»، و م:«اجازنهم».
4- الخبر بطوله في تاريخ الطبري 393/6 و 395 (حوادث سنة 85).
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن تاريخ الطبري، و مكانها بياض في م، و د، و «ز».
6- الأصل و د، و «ز»، و م: و إلى.
7- الأصل و د، و م، و «ز»: اندى، و المثبت عن الطبري.
8- الأصل:«بقضاء» و في د:«بغضا» و في م و «ز»: «نفضا» و المثبت عن الطبري.
9- بالأصل و م و د، و «ز»: «و قامنهم» و المثبت عن الطبري.
10- الأصل: وفاؤهم.
11- الأصل و د، و «ز»، و م: اخترت، و التصويب عن الطبري.
12- بالأصل و د، و «ز»، و م: قسم لي، و التصويب عن الطبري.
13- تهذيب الكمال: سعر.
14- راجع الحاشية السابقة.
15- سقطت من د، و «ز»، و م، و الطبري.
16- كذا بياض بالأصل و د، و «ز»، و م، و بعدها: ابن منيع، و الذي في تاريخ الطبري: فسمّى قتيبة بن مسلم.
17- بالأصل و د، و «ز»، و م:«و بين تغري» و التصويب عن الطبري.
18- زيادة لازمة عن الطبري.

عزله، و ولّى رجلا من قيس، و أخفق نفسه (1)،فلما أذن عبد الملك للحجاج في عزل يزيد، كره أن يكتب إليه بعزله، فكتب إليه أن يستخلف المفضّل، فاستشار يزيد حصين فقال: أقم و اعدل (2)،فإن أمير المؤمنين حسن الرأي، و بلغه، إنّما أتيت من الحجاج فإن (3) أقمت، و لم تعجل رجوت أن يكتب إليه أن يقر يزيد، قال: إنّا أهل بيت بورك لنا في الطاعة، و أنا أكره المعصية و الخلاف، فأخذ في الجهاز (4)،فأبطأ ذلك على الحجاج، فكتب إلى المفضّل: إنّي قد وليتك خراسان، فجعل المفضّل يستحث يزيد، فقال له يزيد: أراك لا تتوكل بعدي، إنما هذا (5)،و خرج يزيد في شهر ربيع الآخر سنة خمس و ثمانين، فعزل الحجّاج المفضّل، فقال الشاعر للمفضّل و عبد الملك و هو أخوه لأمّه:

يا بني بهلة إذا أخزاكما *** ربي غداة غدا الهمام الأزهر

أخفرتم (6) لأخيكما فوقعتم *** في قعر مظلمة أخوها المغور

جودوا بتوبة مخلصين فإنما *** يأبى و يأنف أن يتوب الأخسر

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن كامل بن مجاهد، أنا محمّد بن أحمد بن عمر بن المسلمة - في كتابه - أنا محمّد بن عمران بن موسى - إجازة - أنشدني علي بن سليمان الأخفش، أنشدنا أحمد بن يحيى، أنشدنا ابن الأعرابي لثابت (7) بن قطنة يرثي المفضّل بن المهلّب بن أبي صفرة (8):

يا هند كيف بنصب بات (9) تبكّيني *** و عامر (10) في سواد الليل يؤذيني

ص: 96


1- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م، و في الطبري: و أخلف بقتيبة.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و في د:«و اعزل» و في الطبري: أقم و اعتلّ.
3- بالأصل و د، و «ز»، و م:«فإني»، و المثبت عن الطبري.
4- الأصل و د، و م، و «ز»: الجهاد، و المثبت عن الطبري.
5- كذا بالأصل و الكلام متصل، و بعدها في د، و «ز»، و م: بياض. و العبارة في الطبري: فقال له يزيد: إن الحجاج لا يقرك بعدي، و إنما دعاه إلى ما صنع مخافة أن أمتنع عليه، قال: بل حسدتني، قال يزيد: يا بن بهلة، أنا أحسدك، ستعلم، و خرج يزيد...
6- الطبري: أحفرتكم لأخيكم.
7- الأصل: ثابت، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
8- الأبيات في الأغاني 275/14-276 و فيها أنه دخل على هند بنت المهلب و الناس حولها جلوس يعزونها، فأنشدها.
9- بالأصل و م و «ز»: باتت، و المثبت عن د، و الأغاني.
10- في الأغاني:«و عائر» و العائر: كل ما أعل العين.

كأنّ ليلي و الأصداع هاجرة (1) *** ليل السليم، و أعيا من يداويني

لمّا حنى الدهر من قوسي و عذّرني *** شيبي و قاسيت أمر الغلظ و اللين

إذا ذكرت أبا غسّان أرّقني *** همّ إذا عرض (2) السارون يشجيني

كان المفضّل عزّا في ذوي يمن *** و عصمة و ثمالا (3) للمساكين

غيثا لذي أزمة غبراء شاتية *** من السنين و مأوى كلّ مسكين

إنّي تذكرت قتلي لو شهدتهم *** في حومة الموت لم يصلوا بها دوني

لا خير في العيش إن لم أجن بعدهم *** حربا أتى (4) بها قتلي و يشفيني

أخبرنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي، أنبأنا سهل بن بشر، أنا محمّد بن الحسين بن أحمد بن السري النيسابوري - بمصر - أنا الحسن بن رشيق، نا يموت بن المزرع، نا إبراهيم بن سفيان الزيادي، نا الأصمعي، عن بكر بن العلاء السهمي قال: قال الربيع:

سمعت المنصور يحدّث قال:

كنت بواسط لما قتل يزيد و حبيب و المفضل و محمد بنو المهلب و كان الذي تولى ذلك منهم هلال بن أحوز المازني و هو أخو زياد بن مطر لأمه ثم جاء بعيالاتهم و أثقالهم و كان (5)إلى واسط ليسلمهم إلى يزيد بن عمر (6) بن هبيرة، فقامت مضر تنظر إلى آل المهلب مستشرفين (7) لذلك مسرورين، و إلى جانبي رجل من الأزد قد ساءه ما رأى من سرورهم بما أصاب آل المهلب، فقال: انظروا إلى هؤلاء قاتلهم اللّه يطوفون بهذا الجلف، و اللّه لكأنهم يطوفون بعيسى بن مريم، فقال له رجل من بني تميم: يا عبد اللّه، هذا ضد عيسى بن مريم، عيسى كان يحيي الموتى و هذا يميت الأحياء، قال المنصور: فما سمعت جوابا أعد منه.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، أنا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (8):

و في هذه السنة - يعني: سنة اثنين و مائة بعث مسلمة بن عبد الملك هلال بن أحوز المازني إلى قندابيل في طلب آل المهلب، فالتقوا، فقتل المفضّل بن المهلّب و انهزم

ص: 97


1- الأغاني: و الأصداء هاجدة.
2- الأغاني: عرّس.
3- الثمال: الغياث الذي يقوم بأمر قومه.
4- في الأغاني:«تبيء».
5- كذا بالأصل و م، و د، و «ز».
6- بالأصل: عمرو، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
7- كذا بالأصل، و في م، و د، و «ز»: متشوقين.
8- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 326 (ت. العمري).

[الناس] (1)،و قتل هلال ناسا من ولد المهلب، و لم يفتش النساء و لم يعرض لهن، و بعث بالعيال و الأسارى إلى يزيد بن عبد الملك.

بلغني أن المفضل لما قتل أخوه يزيد هرب إلى سجستان، فقتل هو و إخوته: عبد الملك، و مدرك (2)،و زياد، و معاوية بنو المهلب، و ابن أخيهم معاوية بن يزيد بن المهلّب في إمارة يزيد بن عبد الملك (3).

ذكر من اسمه مفلح

7608 - مفلح أبو صالح اللحياني الخادم القائد

7608 - مفلح أبو صالح اللحياني الخادم القائد (4)

ولي إمرة دمشق من قبل الملقب بالحاكم سنة ثلاث و تسعين و ثلاثمائة، و وليها بعد أبي محمّد بن تموصلت (5) سنة أربع و ستين (6) و ثلاثمائة.

حدّثنا أبو الحسن الفرضي قال: دفع إلي رجل يعرف بمجير الكتامي شيخ من جند المصريين ورقة فيها: أسماء الولاة بدمشق، فكان فيها: و جاء القائد أبو صالح مفلح في سنة ثلاث و تسعين و ثلاثمائة.

قرأت بخط أبي محمّد الأكفاني، و ذكر أنه نقله من خط الميداني قدم القائد أبو صالح مفلح اللحياني يوم الخميس لثمان و عشرين ليلة خلت من المحرم سنة أربع و تسعين - يعني - و ثلاثمائة، و سار عن البلد يوم الجمعة لتسع و عشرين ليلة خلت من شهر ربيع الآخر سنة ثمان و تسعين، فكان مقامه إلى وقت مسيره من دارنا أربع سنين و شهرين و ثمانية عشر يوما، و دخل القائد عليّ بن فلاح (7).

ص: 98


1- زيادة لازمة عن تاريخ الطبري.
2- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
3- رواه المزي في تهذيب الكمال 333/18 نقلا عن ابن عساكر.
4- ترجمته في تحفة ذوي الألباب 17/2 و أمراء دمشق ص 86 و ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ص 62.
5- غير مقروءة بالأصل، و في م:«صوات» و في «ز»: «تموصوات» و في د نصولت. و هو تموصلت و يقال: طزملت و يقال طمران بن بكار، أبو محمد القائد الأسود، ترجمته في تحفة ذوي الألباب 16/2 و الوافي بالوفيات 405/10.
6- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م، و في تحفة ذوي الألباب: أربع و تسعين.
7- و كانت هذه ولايته الثالثة لمدينة دمشق، و كانت ولايته الأولى سنة 387 في جمادى الأولى، و ولايته الثانية سنة 390 في شهر رمضان. راجع ترجمته في خطط المقريزي 288/2 و ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ص 57.

قرأت بخط عبد المنعم بن النحوي: و في يوم الجمعة لاثنتي عشر ليلة خلت من صفر سنة ثمان و تسعين ورد الكتاب للقائد أبي (1) صالح مفلح بأن السلطان قد عزله عن دمشق و ولّى علي بن جعفر بن فلاح، فشدّ رحله و تجهّز للمسير إلى الحضرة، و سار لمّا علم بقرب علي بن جعفر بن فلاح في يوم الخميس لثلاث بقين من شهر ربيع الآخر، و من خلفاء مفلح على دمشق وصيف و عليّ السروري.

7609 - مفلح بن عبد اللّه

هو أبو صالح القائد الذي ينسب إليه مسجد أبي صالح في باب الشرقي.

يأتي في الكتاب إن شاء اللّه تعالى.

ذكر من اسمه مقاتل

7610 - مقاتل بن حكيم العكّي

7610 - مقاتل بن حكيم العكّي (2)

من أهل مرو، و كان أميرا على حرّان من قبل المنصور في أيام السفاح، فأسره (3) عبد اللّه بن علي و وجه به إلى دمشق إلى ابن سراقة (4) ليعتقله، فلمّا علم بهرب عبد اللّه بن علي سأل مقاتلا أن يكتب له كتابا، ثم قتله.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (5):

ثم ولّى أبو العباس أخاه أبا جعفر الجزيرة و أرمينية و أذربيجان، ثم أمره أن يسير إلى مكة فيقيم الحج، فسار و استخلف مقاتل بن حكيم (6)[حتى مات أبو العباس. فأتاه عبد اللّه

ص: 99


1- بالأصل: ابن، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
2- بالأصل و د، و «ز»: العلي، و المثبت عن م، و الطبري، و في تاريخ خليفة بن خيّاط: العتكي.
3- بالأصل و د و م: فأسر، و المثبت عن م. و في تاريخ الطبري 475/7 أن عبد اللّه بن علي حاصر مقاتلا العكي أربعين ليلة، و لم يظفر به، و خشي من وصول أبي مسلم، فصالحه و أعطاه الأمان.
4- هو عثمان بن عبد الأعلى بن سراقة الأزدي، تقدمت ترجمته في تاريخ مدينة دمشق 425/38 رقم 4611 ط دار الفكر.
5- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 414 (حوادث سنة 136).
6- في تاريخ خليفة: مقاتل بن حكيم العتكي.

ابن علي بن عبد اللّه بن عباس فحصر مقاتل بن حكيم] (1) في مدينة حرّان حتى دفعها إليه في صلح.

قرأت بخط أبي الحسين بن محمّد بن عبد اللّه الورّاق بإسناده عن شيوخه قالوا: فلما انتهى - يعني - عبد اللّه بن علي إلى حرّان أغلقوها دونه، و كان فيها مقاتل بن حكيم العكّي قد أخذ البيعة لأبي جعفر، فشغلوه عن المسير إلى العراق، و خاف أن يقع بين عدوين، فحاصرها أربعة أشهر (2) حتى افتتحها صلحا على أن لا يعرض لأحد من الناس، فلما دخلها أخذ مقاتلا و ابنه و جماعة من القواد فوجههم إلى عثمان بن عبد الأعلى بن سراقة الأزدي إلى دمشق، و كان خليفة عليها، فحبسهم عنده، و لم يزل مقاتل بن حكيم، و خالد بن مقاتل و أصحابهما محبوسين عند عثمان حتى اتصل بهم الخبر بهزيمة عبد اللّه، فدخل إليهم عثمان ابن سراقة إلى الحبس، فقال لمقاتل: أ رأيتكم إن أنا خليت عنكم و تمضون حيث شئتم، أ تكتبون لي كتابا يكون في يدي أنه إن تغيرت بعبد اللّه بن علي حال أنكم لا تبتغوني بشيء كان مني، و لا تطالبوني بأمر سلف؟ قالوا: نعم، فافعل، فذهب ليأتيهم بصحيفة و دواة ليكتبوا له، فسمع مقاتلا يقول لابنه: ويحك يا خالد، احلف حقا أن هذا ما سألنا الأمان إلاّ و قد حدث في صاحبه حدث، و ما ينبغي لنا أن نؤمّنهم إلاّ بعد مؤامرة أمير المؤمنين و معرفة من رأيه، فاشتمل عثمان على السيف، ثم دخل عليهم فقال: من أراد أمانكم فهو كلب، فقتلهم جميعا.

و ذكر غير هؤلاء أن عبد اللّه بن علي قتل مقاتلا حين استنزله من حصن حرّان، و اللّه أعلم.

و قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم النسيب، و أبو الوحش المقرئ عنه، ثنا أبو الحسين عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، حدّثني أبو سليمان محمّد بن عبد اللّه الربعي، أنا أبي، أخبرنا أبو جعفر محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، أخبرني حمزة بن سعيد بن داود الكاتب قال: لما مات مقاتل بن حكيم العكّي أمر أمير المؤمنين الرشيد عليّا الباطقاني بإخراج كفر من خزانته و طيب كثير، فوجه به إلى ولده و أمر يحيى بن خالد بحضوره، و ذكر حكاية طويلة، و هذه الحكاية تدل على بقائه إلى خلافة الرشيد، و اللّه أعلم.

ص: 100


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن د، و «ز»، و م، و تاريخ خليفة ص 433.
2- في الطبري: أربعين ليلة.

7611 - مقاتل بن حيّان أبو بسطام النبطيّ البلخي

7611 - مقاتل بن حيّان (1) أبو بسطام (2) النبطيّ البلخي (3)

مولى بكر بن وائل، و يقال: مولى بني تيم اللّه، كان خرّازا (4).

و حدّث عن سالم بن عبد اللّه بن عمر، و عطاء، و مجاهد بن جبر، و الحسن البصري، و عكرمة مولى ابن عباس، و الضّحّاك بن مزاحم، و قتادة، و شهر بن حوشب، و عبد اللّه بن بريدة (5)،و عمّته عمرة، و مسلم بن هيصم، و أبي بردة بن أبي موسى، و عمر بن عبد العزيز و أبي الصّدّيق بكر بن عمرو الناجي، و محمّد بن زيد (6) القاضي.

روى عنه: علقمة بن مرثد، و عتّاب (7) بن محمّد بن شوذب، و أبو جعفر عيسى بن ماهان الرازي، و عمر بن صبيح، و خالد بن زياد الترمذي، و إبراهيم بن أدهم البلخي، و عبد اللّه بن المبارك، و عيسى بن عبيد، و عبد الوهّاب بن معاوية المروزي، و أبو عبد اللّه إسرائيل ابن حاتم الخراسانيون، و بكير بن معروف الدامغاني، و شبيب بن عبد الملك التميمي، و صالح بن سعيد، و عيسى بن موسى التيمي البخاري،[غنجار] (8) و مصاد (9) بن عقبة الزهراني، و عبد اللّه بن سعيد الدّشتكي، و مسلمة بن علي الخشني، و حفص بن ميسرة.

و وفد على عمر بن عبد العزيز، و على هشام بن عبد الملك.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو جعفر بن شاهين، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا سويد بن سعيد، نا معتمر - يعني - ابن سليمان.

ح قال: و نا ابن شاهين، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، نا قريش بن إبراهيم، نا معتمر - يعني - ابن سليمان، عن شبيب بن عبد الملك التيمي، عن مقاتل بن حيان، عن عمرة، عن عائشة أنها قالت:

ص: 101


1- تحرفت بالأصل و د، و «ز»، و م إلى: لحيان.
2- الأصل: بسطا.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 337/18 و تهذيب التهذيب 522/5 و التاريخ الكبير 13/8 و الجرح و التعديل 353/8 و تذكرة الحفاظ 174/1 و ميزان الاعتدال 171/4 و سير أعلام النبلاء 340/6 و النبطي بفتح أوله و ثانيه.
4- بدون إعجام بالأصل و د، و م، و «ز»، و المثبت عن تهذيب الكمال و سير أعلام النبلاء.
5- تحرفت بالأصل إلى: يزيد، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
6- الأصل: زايد، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
7- بالأصل و م، و د، و «ز»: غياث، و المثبت عن تهذيب الكمال.
8- سقطت من الأصل، و استدركت عن د، و «ز»، و م.
9- الأصل: مصادر، و المثبت عن د، و «ز»، و م.

كنا ننتبذ (1) لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم غدوة في سقاء و لا نخمّره، و لا نجعل فيه عكرا، فإذا أمسى تعشّى فشرب على عشائه، فإن بقي شيء فرّغته أو صببته، ثم يغسل السقاء فننبذ من العشيّ، فإذا أصبح تغدى فشرب على غدائه فإن فضل شيء صببته أو فرّغته، ثم يغسل السقاء فقيل له:

أ فيه غسل السقاء مرتين؟ قال:«مرتين»[12407].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا الحسن بن سفيان، نا عاصم بن النضر و محمّد بن أبي بكر المقدمي، قالا: نا معتمر قال: سمعت شبيب بن عبد الملك قال: حدّثني مقاتل بن حيّان عن سالم بن عبد اللّه، عن أبيه عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«حرّم اللّه الخمر، و كلّ مسكر حرام»[12408].

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمّد بن نعيم، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن محمّد الرومي، نا أبو العباس السراج، نا قتيبة بن سعيد، نا حميد بن عبد الرّحمن بن الحسن بن صالح، عن مقاتل بن حيّان، عن قتادة، عن أنس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«لكل شيء قلب، و قلب القرآن يس، و من قرأ يس كتب اللّه [له] (2) بقراءتها قراءة القرآن عشر مرّات»[12409].

أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر، أنا عمر بن أحمد بن محمّد بن عمر بن محمّد بن مسرور، أنا أبو نصر بن أبي مروان الضّبّي، أنا أبو حامد أحمد بن حمدون ابن رستم، نا محمّد بن آدم المروزي، نا الفضل بن موسى السيناني (3)،نا مقاتل عن (4) عمرو ابن دينار، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلاّ المكتوبة»[12410].

أنبأنا أبو القاسم النسيب، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، عن رشأ بن نظيف - و نقلته من خطّه - نا عبد الوهّاب الميداني، أنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن علي بن هارون البردعي، نا عبد الصّمد بن علي أبو الحسين، أنا عبد الوهّاب الميداني الطستي، نا أحمد بن سليمان، عن يزيد بن زياد، نا واصل - يعني - ابن موسى، عن عمر - يعني - ابن الصبح، عن مقاتل بن حيّان قال:

ص: 102


1- مكانها بياض في م.
2- سقطت من الأصل و استدركت عن «ز»، و د، و م.
3- تحرفت بالأصل و د، و م، و «ز» إلى: الشيباني.
4- تحرفت بالأصل و د، و «ز»، و م إلى: بن.

كنّا جلوسا عند عمر بن عبد العزيز إذ دخل عليه أبو بردة فقال: يا أمير المؤمنين أ لا أهدي لك هدية هي خير من الدنيا و ما فيها؟ لقد أنبأني أبو سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«إنّ اللّه خلق الدنيا منذ خلقها، فلم ينظر إليها بعد، إلاّ مكان المتعبدين منها، و ليس بناظر إليها إلى يوم ينفخ في الصور، و يأذن في هلاكها، مقتا لها، و لم يؤثرها على الآخرة»[12411] أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب قال: قرأت في كتاب محمّد بن واج الورّاق بخطه سماعه من علي بن الفضل بن طاهر البلخي، نا الحسين بن محمّد بن الحسن التميمي، نا محمّد بن القاسم الضرير أبو عبد اللّه في سكة ابن الرماح نا سالم بن سليمان كاتب المتوكل بن عمران، و كاتب عمر بن الرماح، نا عمر بن ميمون، عن مقاتل بن حيّان قال:

دخلت على عمر بن عبد العزيز، فلما كان ساعة دخل عليه رجل، فأقبل عليه عمر (1)بوجهه و حدّثه، فلمّا خرج قلت: يا أمير المؤمنين من هذا الذي رأيتك أقبلت عليه تحدثه؟ قال: أنت رأيته؟ قلت: نعم، قال: أنت رأيته - مرتين أو ثلاثا - قلت: نعم، قال: فإن ذاك الخضر، قال: فسرّ مقاتل بعد و أعجبه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر الباقلاني، و أبو الفضل بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو العز ثابت بن منصور، أنا أبو طاهر الباقلاني، قالا: أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، قال: أنا أحمد بن يحيى بن محمّد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط (2) قال في الطبقة الثانية (3) من طبقات أهل خراسان: مقاتل بن حيّان النبطيّ.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد (4) قال في تسمية العلماء من أهل خراسان: مقاتل بن حيّان.

ص: 103


1- بالأصل:«رجل» و اللفظة سقطت من «ز»، و م، و المثبت عن د.
2- طبقات خليفة بن خيّاط ص 596 رقم 3116.
3- بالأصل و د، و «ز»، و م: الثالثة، و قد ورد في طبقات خليفة في الطبقة الثانية.
4- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 374/7.

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد:

و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (1):

مقاتل بن حيّان أبو بسطام النبطيّ، مولى لبكر بن وائل بن ربيعة، سمع مسلم بن هيصم، روى عنه علقمة بن مرثد، كان يكون ببلخ.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو القاسم ابن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل، قال: و كتب مقاتل بن حيّان أبو بسطام النبطيّ، و كان يقال: حيّان نبطي، و هو لقب، لأنه جاء من العراق، مولى لبكر بن وائل بن ربيعة، و يقال:

مولى لبني تيم اللّه، كان ببلخ، سمع مسلم بن هيصم، سمع منه علقمة بن مرثد، و هرب مقاتل بن حيّان مولى مصقلة بن هبيرة الشيباني، هو كره (2) المقام في أرض الشرك (3) فخرج، فلما سار ليلتين مات.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (4):

مقاتل بن حيّان أبو بسطام مولى لبكر بن وائل، كان يكون ببلخ، روى [عن] (5) سالم ابن عبد اللّه، و مجاهد، و الضّحّاك، و الحسن، و شهر بن حوشب، و عكرمة، و قتادة، و ابن بريدة (6)،و عمّته عمرة، سمعت أبي يقول ذلك، و سمعت أبي و أبي زرعة يقولان: روى عنه علقمة بن مرثد، و عتّاب بن محمّد بن شوذب بن أخي ابن (7) شوذب، و أبو جعفر الرّازي، و شبيب بن عبد الملك، و عمر بن صبح الخراساني، و صالح بن سعيد، و خالد بن زياد

ص: 104


1- التاريخ الكبير للبخاري 13/8.
2- غير مقروءة بالأصل، و «ز»، و م، و أميل إلى قراءتها في د: كره.
3- الأصل و م و «ز»: الشرط، تحريف، و المثبت عن د.
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 353/8.
5- سقطت من الأصل و م و «ز»، و المثبت عن د، و الجرح و التعديل.
6- بالأصل: بزيزة، و المثبت عن د، و «ز»، و م، و الجرح و التعديل.
7- الجرح و التعديل:«ابن» و في د، و «ز»، و م «أبي شوذب» كالأصل، و المثبت عن الجرح و التعديل.

الترمذي، و بكير بن معروف الدامغاني، و إبراهيم بن أدهم، و عبد الوهّاب بن معاوية النحوي السعدي المروزي، و إسرائيل بن حاتم المروزي، و عيسى بن موسى التيمي البخاري المعروف بالغنجار، و مصاد بن عقبة الزهراني، قال أبو محمّد: روى عنه عبد اللّه بن سعد الدشتكي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو بسطام مقاتل بن حيّان النبطيّ عن عطاء، و مسلم بن هيصم، روى عنه علقمة بن مرثد.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن علي، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب (1) بن عبد اللّه عن (2) عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو بسطام مقاتل بن حيّان.

أنا (3) عبد اللّه بن أحمد عن محمّد بن إسماعيل قال: كنية مقاتل بن حيّان أبو بسطام النبطيّ، و كان يقال: حيّان نبطي، و هو لقب لأنه جاء من العراق، و كان ببلخ، سمع مسلم بن هيصم، روى عنه علقمة بن مرثد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال: أبو بسطام مقاتل بن حيّان.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو بكر أحمد بن (4) الفضل بن محمّد الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا أبو العباس القاسم بن القاسم بن عبد اللّه بن محمّد السّيّاري قال: قال جدي أحمد بن سيّار (5):مقاتل بن حيّان النبطيّ و هم أربعة اخوة: مقاتل بن حيّان،[و الحسن ابن حيّان] (6) و يزيد بن حيّان، و مصعب بن حيّان، و يقال إنهم من أهل بلخ، إلاّ أن خطتهم بمرو، و بها عددهم و منزلهم على الرزيق في سكة حيّان، و هذه السكة مقابل سكة الخلنجي عند منزل عبد العزيز بن أبي رزمة، و في هذه السكة دار صباح الزعفراني، و كان حيّان من

ص: 105


1- تحرفت في م إلى: الخطيب.
2- بالأصل و د، و «ز»، و م:«نصر بن» تحريف، و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
3- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م، و ثمة سقط في السند.
4- بالأصل:«الحميدي» مكان «أحمد بن» و المثبت عن د، و م، و «ز».
5- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 339/18.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و «ز»، و م، و استدرك عن د، و تهذيب الكمال.

موالي بني شيبان، و كان يلي الولايات و أعمالا بخراسان مع قدره عند خلفاء بني أمية، و كان حضر قتال يزيد بن المهلب بالعقب، و كان من قتيبة بن مسلم بمنزلة، و كان إذا كتب إلى الحجّاج صنع كذا و صنع كذا يعظّم من شأنه، و يذكر من شكره إياه، فيكتب إليه الحجاج: أبا حفص ما أدري ما حياتك غدا إلاّ أني أراه مشتملا لك على عذره (1)،فكان كذلك ألّب الناس على قتيبة بن مسلم، و أعان من خرج عليه حتى قتلوه، و كان مقاتلا ناسكا، فاضلا، و كان سمع من عبد اللّه بن بريدة، و الحسن بن أبي الحسن البصري، و الضّحّاك، و محمّد بن زيد القاضي، و عكرمة، و روى عنه عبد اللّه بن المبارك، و الحسين بن واقد، و عيسى بن عبد (2)، و الحسن بن محمّد قاضي مرو، و بكير بن معروف، و خالد بن زياد بن جرو، و كان مقاتل هرب إلى كابل، فإنه دعا خلقا إلى الإسلام، فأسلموا، و ذلك أيام أبي مسلم، حتى هربوا منه.

و ذكر (3) الحسن بن محمّد (4) القاضي أنه حضر معه كابل، و أنه مات بكابل، و أنّ كابل شاه تسلّب (5) عليه، قال: فقيل له: إنه ليس على دينك، قال: إنه كان رجلا صالحا.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال (6):

أبو بسطام مقاتل بن حيّان النبطيّ، مولى لبكر بن وائل بن ربيعة، و يقال: مولى بني تيم اللّه، كان يكون ببلخ. سمع أبا الصّدّيق بكر بن عمرو الناجي، و عطاء و مسلم (7) بن هيصم، روى عنه علقمة بن مرثد.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة بن يحيى، أنا أبو الفرج سهل بن بشر (8)،أنا رشأ بن نظيف.

ص: 106


1- كذا رسمها بالأصل و د، و «ز»، و م، و لعل الصواب:«غدرة» باعتبار السياق بعد.
2- كذا بالأصل و م، و «ز»، و في د: عبيد.
3- تهذيب الكمال 339/18.
4- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م، و في تهذيب الكمال: الحسن بن مسلم.
5- تسلب عليه أي لبس السلاب، و هي ثياب المأتم السود.
6- الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 355/2 رقم 889.
7- بالأصل و «ز»، و د، و م:«عطاء بن مسلم» و التصويب عن الأسامي و الكنى.
8- تحرفت بالأصل و «ز»، و م، و د إلى: بشير.

قالا: نا عبد الغني بن سعيد قال: و أما الخرّاز (1):بالخاء المعجمة، و الراء المهملة، و الزاي، فعدة فمنهم: مقاتل بن دوز الخرّاز، و هو مقاتل بن حيّان.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال: (2) و أما الخرّاز أوله خاء معجمة، و بعدها راء، و آخره زاي، فهو مقاتل بن حيّان.

أنبأنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن، و أبو عبد اللّه بن عبد الملك، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (3)،نا أبي، نا عبد السّلام بن عتيق، نا مروان بن محمّد الطاطري أنه ذكر مقاتل بن حيّان فقال: ثقة.

قال: و نا محمّد بن سعيد المقرئ، قال: سئل عبد الرّحمن - يعني - ابن الحكم بن بشير عن مقاتل بن حيّان؟ فقال: ذاك مرتفع، مرتفع.

قال: و ذكر أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين أنه قال: مقاتل بن حيّان ثقة.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّاء، نا محمّد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمّد قال: قال يحيى بن معين: مقاتل بن حيّان ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي، ثنا يحيى بن معين قال: مقاتل بن حيّان الخراساني، ثقة.

كتب إليّ أبو نصر القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: قرأت بخط أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن عمّار الأنماري قال: سألت محمّد بن إسماعيل البخاري فقال: مقاتل بن حيّان صدوق.

ص: 107


1- بعدها بالأصل و م و «ز»: فعده، و المثبت يوافق د.
2- الاكمال لابن ماكولا 186/2.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 354/8.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا محمّد ابن عبد اللّه بن خميرويه، نا الحسين بن إدريس، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمّار قال: مقاتل ابن حيّان صالح الحديث.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أخبرني أبو بكر محمّد بن جعفر - فيما قرأته عليه - قال: قرئ على أبي بكر محمّد بن إسحاق قال: و لا أحتج بمقاتل بن حيّان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن الحسين بن سكينة الأنماطي، أنا أبو الفرج محمّد بن فارس بن محمّد بن محمود الغوري، نا أبو بكر محمّد بن جعفر بن أحمد العسكري الدقاق، نا ابن أبي الدقاق، نا إسحاق بن إبراهيم، نا عبد اللّه الأشجعي، عن أبي عمر - شيخ من أهل خراسان - قال: قال مقاتل بن حيّان: طول التفكّر في الحكمة تلقيح للعقل.

أخبرنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا الفضل بن إسحاق بن حيّان، نا الأشجعي، عن أبي عمر الخراساني، عن مقاتل بن حيّان قال:

ليس لملول صديق، و لا لحسود غناء، و طول النظر بالحكمة تلقيح للعقل، و أهل هذه الأهواء آفة أمة محمّد صلى اللّه عليه و سلم، إنّهم يذكرون النبي صلى اللّه عليه و سلم و أهل بيته، فيتصيّدون بهذا الذكر الحسن الجهّال من الناس، فيقذفون بهم في المهالك، فما أشبههم بمن يسقي الصبر باسم العسل، و من يسقي السّمّ القاتل باسم الترياق، فأبصرهم فإنك إن لا تكن أصبحت في بحر الماء، فقد أصبحت في عجز (1) الأهواء، الذي هو أعمق غورا، و أشدّ اضطرابا، و أكثر عواصفا (2)، و أبعد مذهبا من البحر و ما فيه، فلتكن مطيّتك التي تقطع بها سفر الضلال اتباع السنّة، فإنهم هم السيّارة الذين إلى اللّه يعمدون.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء محمّد بن علي، أنا محمّد بن أحمد بن البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسّان، نا أبي قال: قال يحيى:

ص: 108


1- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م، و في المختصر: بحر الأهواء.
2- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م، و الوجه: عواصف.

و [هرب] (1) مقاتل بن حيّان عن (2) مصقلة بن هبيرة الشيباني، و زياد (3) بن عبد الرّحمن القشيري، و غالب مولى تميم، أيام أبي مسلم، فاستجاروا رسل (4) فأقاموا عنده، فكرهوا و كره مقاتل المقام في أرض الشرك، و ناء ثم (5) فخرج من هناك، فلما سار ليلتين مات.

[قال ابن عساكر] (6):الصواب: زنبيل، و هو ملك الهند.

7612 - مقاتل بن سليمان أبو الحسن البلخي

7612 - مقاتل بن سليمان أبو الحسن البلخي (7)

صاحب التفسير.

حدّث عن عبيد اللّه بن أبي بكر، و أبي إسحاق السبيعي، و زيد بن أسلم، و عبد اللّه بن بريدة، و نافع مولى ابن عمر، و شرحبيل بن سعد، و أبي الزبير. و ثابت البناني، و عمرو (8) بن شعيب، و محمّد بن سيرين، و الضّحّاك بن مزاحم، و الزهري، و مجاهد بن جبر.

روى عنه: عبد الرزّاق، و حرمي بن عمارة، و الوليد بن مزيد (9)،و عبد الرّحمن بن سليمان بن أبي الجون، و إسماعيل بن عياش، و الوليد بن مسلم، و بقية، و أبو حيوة (10)، و شريح بن يزيد، و حمّاد بن قيراط، و عبد الرّحمن بن محمّد المحاربي، و عتّاب بن محمّد بن شوذب، و أبو نصير منصور بن عبد الحميد الباوردي، و علي بن الجعد، و عيسى بن صبح أبي (11) فاطمة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطّار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا العبّاس بن الوليد بن مزيد -

ص: 109


1- زيادة للإيضاح عن المختصر.
2- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م، و في المختصر: مولى.
3- بالأصل و د، و «ز»، و م:«و زاد» و التصويب عن تاريخ الطبري 386/7.
4- اللفظة غير غير واضحة بالأصل و د، و «ز»، و م، و بدون إعجام و صورتها:«رسل» و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب.
5- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م.
6- زيادة منا.
7- ترجمته في تهذيب الكمال 339/18 و تهذيب التهذيب 523/5 و ميزان الاعتدال 173/4 و الجرح و التعديل 8/ 354 و تاريخ بغداد 160/13 و سير أعلام النبلاء 201/7 و وفيات الأعيان 255/5 و شذرات الذهب 227/1.
8- بالأصل و م و «ز»: عمر، و التصويب عن د، و تهذيب الكمال، و سير الأعلام.
9- تحرفت بالأصل و د، و م، و «ز» إلى: مرثد.
10- بالأصل:«و أبو حيويه و شريح» و في م و د، و «ز»: «حيوه» و الصواب ما أثبت عن تهذيب الكمال.
11- بالأصل:«بن» و المثبت عن د، و م، و «ز»، و في تهذيب الكمال: عيسى بن أبي فاطمة، و هو ابن صبيح.

ببيروت - أخبرني محمّد بن شعيب بن شابور، أخبرني عبد الرّحمن بن سليمان بن أبي الجون، نا مقاتل بن سليمان، عن ثابت البنّاني، عن عبد الرّحمن بن أبي إياس، عن كعب بن عجرة قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول: مَنْ جٰاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهٰا (1) لا إله إلاّ اللّه، و السيئة الشرك، قال: فهذه تنجي، و هذه تؤذي»[12412].

أخبرنا أبو الحسن مكي بن أبي طالب بن أحمد البروجردي، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد بن خشنام الصيدلاني - بنيسابور (2)-نا الأستاذ أبو طاهر محمّد بن محمّد بن محمش الزيادي - إملاء - أنا أبو العباس محمّد بن يعقوب السيرافي، نا أبو عتبة أحمد بن الفرج، نا بقية بن الوليد، نا مقاتل بن سليمان، عن أبي الزبير، عن جابر قال: نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن تؤكل التمرتين (3) جميعا[12413].

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، و علي بن الحسن، قالا:- نا و أبو منصور محمّد بن عبد الملك، أنا - أبو بكر الخطيب (4)،أنا محمّد بن الحسين بن محمّد المتوثي، أنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن زياد القطّان، نا عبد اللّه بن روح المدائني، حدّثنا شبابة بن سوار، نا مقاتل، عن الضّحّاك، عن ابن عباس قال: قالوا للنبي صلى اللّه عليه و سلم: يا رسول اللّه، استخلف علينا بعدك رجلا نعرفه و ننهي إليه أمرنا، فإنّا لا ندري ما يكون بعدك، فقال:«إن استعملت عليكم رجلا فأمركم بطاعة اللّه فعصيتموه كان معصيته معصيتي، و معصيتي معصية اللّه، و إن أمركم بمعصية اللّه فأطعتموه كانت لكم الحجّة عليّ يوم القيامة، و لكن أكلكم إلى اللّه»[12414].

أنبأنا أبو محمّد بن صابر، و أبو عبد اللّه محمّد بن جعفر المقرئ، و أنبأنا أبو القاسم النسيب، عن رشأ بن نظيف، و الحسن بن علي الأهوازي، قالوا: أنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد ابن عبد اللّه بن هلال الحياني، أنا أبو عمر عثمان بن أحمد بن عبد اللّه بن السماك قال: وجدت علي بن جعفر بن محمّد بن الحسين الطّيّوري، نا أبو نعيم عبد الملك بن محمّد بن عدي، أنا العبّاس بن الوليد بن مزيد (5) البيروتي قال: سمعت بعض مشيختنا يقول: جلس مقاتل بن

ص: 110


1- سورة النمل، الآية:89.
2- في م: نيسابوري.
3- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م:«التمرتين» و الوجه: التمرتان.
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 160/13.
5- تحرفت بالأصل إلى: مرثد، و التصويب عن م، و د، و «ز».

سليمان في مسجد بيروت فقال: لا تسألوني عن شيء مما دون العرش إلاّ نبّأتكم به.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن عن (1) أبي تمّام علي بن محمّد، عن أبي عمر ابن حيوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر، نا ابن أبي خيثمة قال: سمعت أبي يقول: مقاتل ابن سليمان، و يكنى أبا الحسن، هو صاحب التفسير، و هو خراساني.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال (2):

مقاتل بن سليمان البلخي صاحب التفسير، روى عن الضّحّاك بن مزاحم، و عطاء، و أصحاب الحديث يتقون حديثه، و ينكرونه.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و ابن سعيد، قالا: نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (3).

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر أحمد بن المظفّر.

قالا: أنا العتيقي، نا يوسف بن أحمد الصيدلاني، نا محمّد بن عمرو (4) العقيلي، حدّثني آدم بن موسى قال: سمعت البخاري قال: مقاتل بن سليمان سكتوا عنه و قال في موضع آخر: لا شيء البتة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد الحافظ (5)،نا ابن حمّاد قال: قال البخاري: مقاتل بن سليمان خراساني، منكر الحديث، سكتوا عنه.

قال (6):و نا الجنيدي، نا البخاري قال: مقاتل بن سليمان الخراساني، روى عنه المحاربي، يقال: مقاتل بن سليمان دوال دوز.

قال ابن عيينة: سمعت مقاتل يقول: إن لم يخرج الدجّال الأكبر سنة خمسين و مائة فاعلموا أنّي كذّاب، سكتوا عنه.

ص: 111


1- تحرفت بالأصل و م إلى:«بن» و المثبت عن د، و «ز».
2- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 373/7.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 169/13.
4- تحرفت بالأصل و «ز»، و م، و د، إلى: عمر، و التصويب عن تاريخ بغداد.
5- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 435/6 طبعة دار الفكر.
6- القائل: ابن عدي، و الخبر في الكامل في ضعفاء الرجال 435/6.

و لم يذكره البخاري في التاريخ (1) في روايتنا و لا في الضعفاء.

ثم أنبأنا أبو الحسين (2) الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو عبد اللّه - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا أبو علي (3).

قالا: أنا ابن [أبي] (4) حاتم قال (5):

مقاتل بن سليمان البلخي، صاحب التفسير، و المناكير، روى عن الضّحّاك، و مجاهد، و الزهري، و ابن بريدة، روى عنه عبد الرزّاق، و حرمي بن عمارة، و علي بن الجعد، و عيسى ابن صبح (6) أبو فاطمة، و أبو فاطمة اسمه صبح (7)،سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (8)،نا محمّد بن عيسى بن محمّد المروزي - إجازة - مشافهة، نا أبي العباس بن مصعب قال: مقاتل بن سليمان أبو الحسن الأزدي، يعرف بدوال (9) دوز عن الضحاك فقال: لقيت الضّحّاك قال: كان ربّما يغلّق عليّ و عليه باب، قال ابن عيينة لما سمع ذلك منه، فقلت في نفسي: كان يغلق عليه و على الضّحّاك باب في القبر و هو على ظهر الأرض في تلك المدينة، و أصل مقاتل من بلخ، قدم مرو، فنزل على الرزيق، و تزوج بأم أبي عصمة نوح، و كان حافظا للتفسير، و كان لا يضبط الإسناد.

قال: و أخبرنا ابن عدي قال (10):مقاتل بن سليمان أبو الحسن الأزدي مروزي، يعرف بدوال دوز و أصله من بلخ.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، نا أحمد بن علي بن منجويه،

ص: 112


1- بل ترجم له البخاري في التاريخ الكبير 14/8 رقم 1976.
2- تحرفت بالأصل و م و د، و «ز» إلى: الحسن.
3- بالأصل: أبو علي.
4- سقطت من الأصل.
5- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 354/8.
6- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م: صبح، و في الجرح و التعديل: صبيح.
7- راجع الحاشية السابقة.
8- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 436/6.
9- الأصل و د، و «ز»، و م:«بديزال دور» و المثبت عن الكامل.
10- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 435/6.

أنا أبو أحمد الحاكم (1) قال:

أبو الحسن مقاتل بن سليمان الخراساني الأزدي يروي عن عطاء بن أبي رباح، و أبي الزّبير محمّد بن تدرس (2)،ليس بالقوي عندهم، روى عنه شريح بن يزيد، و بقية بن الوليد.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو سعد و أبو منصور بن خيرون، قالوا: قال: أنا أبو بكر الخطيب (3):

مقاتل بن سليمان بن بشير (4) أبو الحسن البلخي، قدم بغداد، و حدّث بها عن عطية العوفي، و سعيد المقبري، و الضّحّاك بن مزاحم، و عمرو بن شعيب (5) و غيرهم، روى عنه شبابة بن سوار، و حمزة بن زياد الطوسي، و حمّاد بن محمّد الفزاري، و أبو الجنيد البصري (6)، و علي بن الجعد في آخرين، فكان له معرفة بتفسير القرآن، و لم يكن في الحديث بذاك.

قال الخطيب (7):و أخبرنا الأزهري و الجوهري.

ح و قرأت على أبي منصور بن خيرون عن الجوهري.

قالا: نا محمّد بن العباس، نا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم الكاتب، نا أبو الفضل ميمون بن هارون الكاتب، حدّثني ابن أخي سليمان بن يحيى بن معاذ: أن أبا جعفر المنصور كان جالسا، فألحّ عليه ذباب يقع على وجهه، و ألحّ في الوقوع مرارا حتى أضجره (8)،فقال: انظروا من بالباب؟ فقيل: مقاتل بن سليمان، فقال: عليّ به، فلمّا دخل عليه قال له: هل تعلم لما ذا خلق اللّه الذباب؟ قال: نعم، ليذلّ به الجبارين، فسكت المنصور.

أخبرنا أبو (9) الحسن، قالا: نا - و أبو منصور، أنا - الخطيب (10)،نا ابن رزق، أخبرني عثمان بن أحمد، أنا أبو بكر بن أبي داود.

ص: 113


1- الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 281/3 رقم 1365.
2- تحرفت بالأصل إلى:«نردس» و في د، و م، و «ز»: «ندرس» و المثبت عن الأسامي و الكنى و فيها: محمد بن مسلم ابن تدرس القرشي.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 160/13.
4- في تاريخ بغداد: بشر.
5- تحرفت بالأصل و م، و د، و «ز»، إلى: شعبة.
6- في تاريخ بغداد: الضرير.
7- تاريخ بغداد 160/13.
8- بالأصل و م: اضطجره، و المثبت عن د، و «ز»، و تاريخ بغداد.
9- الأصل و م و د:«أبو» و المثبت عن «ز».
10- تاريخ بغداد 162/13.

ح و أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد (1)،نا عيسى بن إدريس بن البغدادي - بدمشق - نا محمّد.

ح و أخبرنا أبو علي بن السمط، أنا محمّد بن علي بن علي بن الحسن الدجاجي، أنا أبو الحسن علي بن معروف بن محمّد البزار، نا عبد اللّه بن سليمان، نا محمّد بن عقيل.

نا علي بن الحسين - زاد الخطيب: بن واقد قال: سمعت أبا نصير يقول: صحبت مقاتل بن سليمان ثلاث عشرة (2) سنة، فما رأيته لبس قميصا قطّ إلاّ لبس تحته صوفا.

قال (3):و نا محمّد بن عقيل، نا علي، حدّثني عبد المجيد - من أهل مرو - قال: سألت مقاتل بن حيان: يا أبا بسطام، أنت أعلم أو مقاتل بن سليمان؟ قال: ما وجدت علم مقاتل بن سليمان في علم الناس إلاّ كالبحر الأخضر في سائر البحور.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال (4):قال محمّد بن أبي عمر: قال سفيان: سمعت مسعرا يقول لرجل: كيف رأيت الرجل - يعني - مقاتلا؟ قال: إن كان ما يجيء به علم فما أعلمه.

[قال ابن عساكر:] (5)؛الرجل هو حمّاد بن عمر.

ح أخبرنا أبوا (6) الحسن، قالا: نا - و أبو منصور، أنا - الخطيب (7).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا ابن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا ابن أبي عمر، نا سفيان قال: سمعت مسعرا يقول لحمّاد بن عمرو: كيف وجدت الرجل - يعني - مقاتلا؟ قال:

إن كان ما يجيء به علم فما أعلمه.

أخبرنا أبوا (8) الحسن، قالا: نا - و أبو منصور، أنا - الخطيب (9).

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر.

ص: 114


1- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 435/6.
2- بالأصل و د، و «ز»، و م:«ثلاثة عشر» و المثبت عن تاريخ بغداد، و في الكامل لابن عدي: عشرين سنة.
3- القائل: أبو بكر بن أبي داود، و الخبر في تاريخ بغداد 162/13.
4- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 550/1.
5- زيادة منا.
6- بالأصل و د، و «ز»، و م: أبو.
7- تاريخ بغداد 161/13.
8- الأصل و م:«أبو» و المثبت عن د، و «ز».
9- تاريخ بغداد 161/13.

قالا: أنا العتيقي، أنا يوسف بن أحمد الصيدلاني، نا محمّد بن عمرو بن موسى العقيلي (1)،نا عبد اللّه بن أحمد بن ثوية (2)،نا محمّد بن عبد اللّه بن قهزاد قال: سمعت علي بن الحسين بن واقد قال: ذهب رجل بجزء من أجزاء تفسير مقاتل إلى عبد اللّه قال:

فأخذه عبد اللّه منه و قال: دعه، قال: فلما ذهب يسترده قال: يا أبا عبد الرّحمن، كيف رأيت؟ قال: يا له من علم، لو كان له اسناد.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد (3)(4)،نا علي بن يونس، عن حسين بن واقد، عن أبي عصمة أن مقاتلا قال لأبي عصمة: إنّي أخاف أن أنسى علمي، و أكره أن يكتبه غيرك، فكان يميل عليه بالليل عند السراج ورقة أو ورقتين حتى تمّ التفسير على ذلك، و رواه عنه أبو نصير (5)،و دسّ إلى جارية مقاتل حتى حملت (6) كتبه إليه، فكتبها.

قال: و نا أبو أحمد (7)،نا محمّد بن الرومي (8)،نا محمّد بن إسماعيل الصائغ، نا نعيم قال: سمعت بقية يقول: كان مقاتل يذكر عند شعبة، فما رأيته يقول فيه إلاّ خيرا.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (9)،أنا البرقاني، نا أبو القاسم بن النحّاس - لفظا - حدّثني أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد الحنبلي الورّاق، نا أبو إسماعيل الترمذي [حدثنا] (10) محمّد بن إسماعيل السلمي، نا حيوة بن شريح الحضرمي، نا بقية قال: كنت كثيرا أسمع شعبة و هو يسأل عن مقاتل بن سليمان، فما سمعت قطّ ذكره إلاّ بخير.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا ابن عدي (11)،نا غيلان (12)،نا ابن أبي مريم.

ص: 115


1- رواه العقيلي في الضعفاء الكبير 239/4-240.
2- كذا رسمها بالأصل، و في د:«تويه» و في م و «ز»: «توبة» و في الضعفاء الكبير:«توبة» و في تاريخ بغداد: بويه.
3- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 436/6.
4- أقحم بعدها بالأصل و د، و «ز»، و م:«نا محمد بن عيسى المروزي، إجازة نا أبي، نا العباس بن مصعب» قومنا السند عن الكامل في ضعفاء الرجال.
5- الأصل و د، و م، و «ز»: نصر، و المثبت عن الكامل.
6- الأصل و م، و «ز»، و د: حمل، و المثبت عن الكامل.
7- الكامل في ضعفاء الرجال 436/6.
8- في الكامل: الدورقي.
9- تاريخ بغداد 160/13-161.
10- سقطت من الأصل و بقية النسخ و استدركت عن تاريخ بغداد.
11- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 435/6.
12- في ابن عدي: علان.

ح و أخبرنا أبوا (1) الحسن، قالا: نا - و أبو منصور، أنا - الخطيب (2)،أخبرني أحمد بن عبد اللّه الأنماطي، أنا محمّد بن المظفّر، أنا علي بن أحمد بن سليمان المصري، نا أحمد بن سعد بن أبي مريم.

قال: قال لي نعيم - يعني - بن حماد: رأيت عند سفيان بن عيينة كتابا لمقاتل بن سليمان، فقلت: يا أبا محمّد، تروي لمقاتل في كتاب التفسير؟ قال: لا، و لكن أستدل به، و أستعين.

قال الخطيب (3):و أنا التنوخي، نا عبيد اللّه بن محمّد الحوشبي، ثنا إسحاق بن الخليل الجلاّب، نا أحمد بن يوسف قال: سمعت أبا الحارث الجوزجاني يقول: حكى لي عن الشافعي أنه قال: الناس كلهم عيال على ثلاثة: على مقاتل في التفسير، و على زهير بن أبي سلمى في الشعر، و على أبي حنيفة في الكلام.

و قد روينا هذه الحكاية عن حرملة عن الشافعي متصلة من وجوه.

أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن عبد اللّه بن عمر العمري، و أبو النصر عبد الرّحمن ابن عبد الجبار بن عثمان، و أبو الحسن علي بن سهل بن محمّد بن حامد الشاشي (4) قالوا: أنا أبو سهل نجيب بن ميمون بن سهل بن علي الواسطي، أنا أبو علي منصور بن عبد اللّه بن خالد الخالدي، ثنا أبو جعفر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه البغدادي - بسمرقند - نا يحيى بن عثمان بن صالح، نا حرملة بن يحيى قال: سمعت الشافعي يقول: من أحب الأثر الصحيح فعليه بمالك، و من أحب الجدل فعليه بأصحاب أبي حنيفة، و من أحب التفسير فعليه بمقاتل (5).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين المقرئ، أنا أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد المقرئ، نا أبو علي الحسن بن الحسين بن حمدان الهمداني الفقيه، حدّثني أحمد بن علي ابن لال الفقيه، نا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد البخاري - إملاء - نا أبو الفضل العباس بن عزيز القطّان المروزي، نا حرملة بن يحيى قال: سمعت الشافعي يقول: الناس عيال على

ص: 116


1- الأصل و د، و «ز»، و م: أبو.
2- تاريخ بغداد 162/13.
3- تاريخ بغداد 161/13.
4- رسمها مضطرب بالأصل و صورتها:«الناس» و المثبت عن د، و «ز»، و م.
5- رواه المزي في تهذيب الكمال 340/18-341 طبعة دار الفكر.

هؤلاء الأربعة، فمن أراد أن يتبحّر في المغازي فهو عيال على محمّد بن إسحاق، و من أراد أن يتبحّر في الشعر فهو عيال على زهير بن أبي سلمى، و من أراد أن يتبحر في النحو فهو عيال على الكسائي، و من أراد أن يتبحّر في تفسير القرآن، فهو عيال على مقاتل بن سليمان (1).

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، قال: نا و أبو الحسن بن سعيد، أنا أبو بكر الخطيب (2)، نا أبو طاهر محمّد بن علي بن محمّد بن يوسف (3) الواعظ، أنا عبد اللّه (4) بن عثمان بن يحيى الدقاق، نا إبراهيم بن محمّد بن أحمد أبو إسحاق البخاري، نا عبّاس بن عزيز أبو الفضل القطّان، نا حرملة بن يحيى قال: سمعت محمّد بن إدريس الشافعي يقول: الناس عيال على هؤلاء الخمسة: من أراد أن يتبحّر في الفقه فهو عيال على أبي حنيفة، قال:

و سمعت - يعني - الشافعي يقول: كان أبو حنيفة ممن وفق الفقه، و من أراد أن يتبحّر في الشعر فهو عيال على زهير بن أبي سلمى، و من أراد أن يتبحّر في المغازي فهو عيال على محمّد بن إسحاق، و من أراد أن يتبحّر النحو فهو عيال على الكسائي، و من أراد أن يتبحّر في تفسير القرآن فهو عيال على مقاتل بن سليمان.

و قد رواها الربيع عن الشافعي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلمة، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أبي نعيم النسوي، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا عمي (5) أبو علي محمّد بن القاسم بن أبي نصر، نا أبو العباس الزيات، نا أحمد بن إسحاق، و عبد الواحد بن أحمد، قالا: نا صاحب، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد الطبري، قال: سمعت الجزري بطبرستان يقول: الشافعي يقول: من أراد التفسير فعليه بمقاتل ابن سليمان، و من أراد الصحيح فعليه بمالك، و من أراد الجدل فعليه بأبي حنيفة.

أخبرنا أبوا (6) الحسن، قالا: نا - و أبو منصور، أنا - الخطيب (7)،أنا بشر بن عبد اللّه الرومي، أنا أحمد بن جعفر بن حمدان، نا محمّد بن جعفر الراشدي، نا أبو بكر الأثرم، قال: سمعت أبا عبد اللّه - هو أحمد بن حنبل - يسأل (8) عن مقاتل بن سليمان فقال: كانت

ص: 117


1- تهذيب الكمال 341/18 طبعة دار الفكر - بيروت.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 346/13 في ترجمة أبي حنيفة النعمان بن ثابت.
3- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م، و في تاريخ بغداد: يونس.
4- تاريخ بغداد: عبيد اللّه.
5- تحرفت بالأصل و د، و «ز»، و م إلى عمر.
6- الأصل و م و د، و «ز»: أبو.
7- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 161/13.
8- بالأصل و م و د، و «ز»: فسأل، و المثبت عن تاريخ بغداد.

له (1) أرى كتب ينظر فيها، إلاّ أني أرى أنه كان له علم بالقرآن.

قال (2):و أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق، أنا عثمان بن أحمد الدقّاق، أنا أبو بكر بن أبي داود، نا عبد اللّه بن مخلد، نا المكي بن إبراهيم، نا يحيى بن شبل قال: قال عباد بن كثير:

ما يمنعك من مقاتل؟ قلت: إنّ أهل بلادنا يكرهونه، قال: فلا تكرهنه، فما بقي أحد أعلم بكتاب اللّه منه.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد (3)،نا محمّد بن عيسى ابن محمّد - إجازة - نا أبي، نا العباس بن مصعب (4)،نا علي بن يونس، عن خالد بن صبح (5)قال: قيل لحمّاد بن أبي حنيفة: إن مقاتل أخذ التفسير عن الكلبي،[قال:] (6) كيف يكون هذا و هو أعلم بالتفسير من الكلبي.

أخبرنا أبوا (7) الحسن قال: نا - و أبو منصور، أنا - الخطيب (8)،أنبأنا ابن رزق، أنا عثمان بن أحمد، ثنا أبو بكر أحمد بن دبيس المفسّر الضرير قال: سمعت القاسم بن أحمد الصفّار يقول: كان إبراهيم الحربي (9) يأخذ مني كتب مقاتل فينظر فيها، فقلت له ذات يوم:

أخبرني يا أبا إسحاق، ما للناس يطعنون على مقاتل؟ قال: حسدا منهم لمقاتل.

قال (10):و أنا العتيقي، نا محمّد بن العبّاس، أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق الجلاب قال: سئل إبراهيم الحربي عن مقاتل بن سليمان: هل سمع من الضّحّاك بن مزاحم شيئا؟ قال: لا، مات الضّحّاك قبل أن يولد مقاتل بن سليمان بأربع سنين.

و قال مقاتل: أغلق علي و على الضّحّاك باب أربع سنين.

ص: 118


1- بالأصل و د، و «ز»، و م:«كاتب أرى» و المثبت:«كانت له» عن تاريخ بغداد.
2- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 162/13.
3- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 436/6.
4- من قوله: أحمد... إلى هنا ليس في السند في الكامل لابن عدي.
5- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م، و في ابن عدي: مخلد بن صبيح.
6- سقطت من الأصل و د، و «ز»، و م، و استدركت لتقويم المعنى عن ابن عدي.
7- الأصل و بقية النسخ: أبو.
8- تاريخ بغداد لأبي بكر الخطيب 162/13.
9- الأصل: الخزيمي، و في د و «ز»: الخرقي، و المثبت عن تاريخ بغداد.
10- القائل أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 163/13.

قال إبراهيم: و أراد بقوله: باب يعني باب المدينة، و ذاك في المقابر، قيل لإبراهيم:

من أين كان؟ قال: من أهل مرو، قال إبراهيم: و لم يسمع عن مجاهد شيئا، و لم يلقه.

قال إبراهيم: و إنما جمع مقاتل بن سليمان تفسير القرآن، و فسّر عليه من غير سماع، و لو أن رجلا جمع تفسير معمر عن قتادة، و شيبان عن قتادة، كان يحسن أن يفسّر عليه.

قال إبراهيم: لم أدخل في تفسيري منه شيئا.

قال إبراهيم: تفسير الكلبي مثل تفسير مقاتل سواء.

قال إبراهيم: قعد مقاتل بن سليمان فقال: سلوني عمّا دون العرش، إلى لو؟؟؟ (1) قال:

فقال له رجل: آدم حيث حج من حلق رأسه؟ قال: فقال له: ليس هذا من علمكم، و لكن اللّه أراد أن يبتليني بما أعجبتني نفسي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر الشامي.

و أخبرنا أبوا (2) الحسن، قالا: نا - و أبو منصور، أنا - الخطيب (3).

قالا: أنا العتيقي، نا يوسف بن أحمد الصيدلاني، نا محمّد بن عمرو العقيلي (4)، حدّثني عبد اللّه بن محمّد بن سعدويه المروزي، نا أحمد بن عبد اللّه بن بشير المروزي، نا سفيان بن عبد الملك قال: سمعت ابن المبارك و سئل عن مقاتل بن سليمان و أبي شيبة الواسطي فقال: ارم (5) بهما، و مقاتل بن سليمان ما أحسن تفسيره لو كان ثقة.

قال الخطيب (6):و قرأت في كتاب أحمد بن قاج الورّاق بخطه، ثنا علي بن الفضل بن طاهر البلخي، نا عبد الصّمد بن الفضل أبو يحيى، نا مكي بن إبراهيم، عن يحيى بن شبل قال:

ص: 119


1- كذا بدون إعجام بالأصل و م، و في «ز»: «لوباثا» و في د «لوباثا» و في تاريخ بغداد:«لويانا» و كتب مصححه بالهامش: كذا في الأصلين، و لعلها: لوبة موضع بالعراق.
2- بالأصل و د، و «ز»، و م: أبو.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 164/13.
4- تحرفت في تاريخ بغداد إلى: العتيقي.
5- تحرفت بالأصل إلى: أكرم، و المثبت عن د، و «ز»، و م، و تاريخ بغداد.
6- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 161/13-162 و من طريق مكي بن إبراهيم رواه المزي في تهذيب الكمال 149/18 طبعة دار الفكر.

كنت جالسا عند مقاتل بن سليمان، فجاء شاب، فسأله: ما تقول في قول اللّه تعالى:

كُلُّ شَيْ ءٍ هٰالِكٌ إِلاّٰ وَجْهَهُ (1) ،قال: فقال مقاتل: هذا جهمي، قال: ما أدري ما جهم، إن كان عندك علم فيما أقول و إلاّ فقل لا أدري، فقال: ويحك، إنّ جهما و اللّه ما حجّ هذا البيت و لا جالس العلماء، إنّما كان رجلا أعطي لسانا، و قوله تعالى: كُلُّ شَيْ ءٍ هٰالِكٌ إِلاّٰ وَجْهَهُ إنّما هو شيء فيه الروح، كما قال هاهنا لملكة سبأ: وَ أُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْ ءٍ (2) لم تؤت إلاّ ملك بلادها، و كما قال: وَ آتَيْنٰاهُ مِنْ كُلِّ شَيْ ءٍ سَبَباً (3) لم يؤت إلاّ ما في يده من الملك، و لم يدع في القرآن كلّ شيء، و كلّ شيء، إلاّ سرد علينا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو عمرو عبد الرّحمن ابن محمّد الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي (4)،أنا محمّد بن عيسى بن محمّد المعروف - إجازة - مشافهة، نا أبي، ثنا العباس بن مصعب، حدّثني بعض أصحابنا عن أبي معاذ الفضل بن خالد، عن عبيد بن سليمان أن تفسير مقاتل عرض على الضّحّاك بن مزاحم فلم يعجبه، و قال: فسّر كل حرف، و في حكاية أبي معاذ قال: فذكرت ذلك لعلي بن الحسين بن واقد، قال: كنا في شك أن مقاتل لقي الضّحّاك، فإذا كان مقاتل له من القدر ما ألّف تفسير القرآن في عهد الضّحّاك فقد كان رجلا جليلا.

و روى أبو معمر عن ابن عيينة سمعت مقاتل بن سليمان يقول: الضّحّاك، فقيل له:

لقيت الضّحّاك؟ قال: كان ربما يغلق عليّ و عليه باب، قال سفيان: قلت في نفسي: كان يغلق عليه و على الضّحّاك باب المقابر و هو على ظهر الأرض في تلك المدينة.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا:، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (5)،نا محمّد بن آدم المروزي فيما كتب إليّ قال: حضرت وكيعا و سئل عن كتاب التفسير عن مقاتل بن سليمان، فقال: ينظر فيه، قال: ما أصنع به؟

ص: 120


1- سورة القصص، الآية:88.
2- سورة النمل، الآية:23.
3- سورة الكهف، الآية:84.
4- رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 96/4 في ترجمة الضحاك بن مزاحم.
5- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 354/8.

قال: ادفنه، ثم قال: أ ليس زعموا أنه كان يحفظ؟ كنا نأتيه فيحدّثنا، ثم نأتيه بعد أيام فيقلب الإسناد و الحديث، قال: و أخبرت عن وكيع أنه قال: كان مقاتل بن سليمان كذّابا.

أخبرنا أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد (1)،نا محمّد بن عيسى بن محمّد - مشافهة - نا أبي، نا العباس بن مصعب، نا علي بن يونس قال: سمعت أبا نصير و علي بن الحسين بن واقد أن الخليفة سأل مقاتل قال: بلغني أنك تشبّه، فقال: إنما أقول: قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ، اَللّٰهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ (2)،فمن قال غير ذلك فقد كذب (3).

أخبرنا أبوا (4) الحسن: بن قبيس، و ابن سعيد، قالا: ثنا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (5)،قال: قرأت على أبي الحسن بن أبي القاسم، عن أبي سعيد أحمد بن محمّد ابن رميح النسوي قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عمر بن بسطام يقول: سمعت أحمد بن سيّار بن أيوب يقول: و مقاتل بن سليمان كان من أهل بلخ، تحوّل إلى مرو، و خرج إلى العراق، و مات بها، يكنى أبا الحسن، و هو متهم، متروك الحديث، مهجور القول، و كان يتكلم في الصفات بما لا تحل الرواية عنه.

[قال الخطيب] (6) سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول: أخبرني حمزة بن عميرة، و كان من أهل العلم، أن خارجة مرّ بمقاتل و هو يحدّث الناس، فذكر فيما حدّثهم أخبرني أبو النّضر - يعني - الكلبي إذ مررت معه عليه، فوقف الكلبي فقال أبا الحجّاج ما حدثت بهذا الحديث الذي ترويه عني قط، فربّضني (7)،و دنا منه فقال: يا أبا الحسن، أنا الكلبي و ما حدّثت بهذا الحديث قطّ، قال: اسكت يا أبا النّضر، فإن تزيين الحديث إنّما هو بالرجال.

قال (8):و أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب، أنا محمّد بن نعيم، أنا أبو منصور.

ص: 121


1- رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 436/6.
2- سورة الإخلاص، الآيات:1-4.
3- و رواه أيضا المزي في تهذيب الكمال 342/18.
4- الأصل و د، و «ز»، و م: أبو.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 163/13.
6- زيادة منا للإيضاح.
7- ربضني أي ثبتني مكاني.
8- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 164/13. و رواه المزي في تهذيب الكمال 344/18 طبعة دار الفكر.

و أنبأنا أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، نا محمد بن القاسم بن عبد الرحمن العتكي، نا محمد بن إسحاق الطوسي، نا عبد اللّه بن أبي العاصي (1)الخوارزمي قال: سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول: أخرجت خراسان ثلاثة لم يكن لهم في الدنيا نظير - يعني - في البدعة و الكذب: جهم بن صفوان، و عمر بن صبح (2)،و مقاتل ابن سليمان.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (3)،حدّثني مسعود بن ناصر السجزي، أنا علي بن بشر السجستاني، أنا محمّد بن الحسين الآبري قال: سمعت إسماعيل ابن أسد يقول: سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول: قال أبو حنيفة: أتانا من المشرق رأيان خبيثان جهم معطّل (4)،و مقاتل مشبّه (5).

أخبرنا أبوا (6) الحسن، قالا:- نا و أبو منصور المقرئ، أنا أبو بكر الخطيب (7)،أنا أبو (8) الحسن محمّد بن الخلاّل، أنا علي بن عمرو الحريري، أنا علي بن محمّد بن كاس النخعي حدّثهم، نا جعفر بن محمّد الطنجوري، نا علي بن الحسن الرّازي، عن محمّد بن سماعة، عن أبي يوسف: أن أبا حنيفة ذكر عنده (9) جهم و مقاتل [فقال] (10) كلاهما مفرط، أفرط جهم في نفي التشبيه حتى قال: إنه ليس بشيء، و أفرط مقاتل حتى جعل اللّه مثل خلقه.

قال (11):و أنا أبو سعيد محمّد بن موسى بن الفضل الصيرفي، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب الأصم، نا محمّد بن إسحاق الصغاني، نا محمّد بن إشكاب، قال: سمعت أبي

ص: 122


1- عن تاريخ بغداد، و بالأصل و د، و «ز»، و م: القاضي.
2- في تاريخ بغداد: عمر بن صبيح.
3- تاريخ بغداد 164/13 و تهذيب الكمال 344/18 و سير أعلام النبلاء 202/7.
4- قوله جهم معطل: التعطيل هو أن تنكر و لا تثبت للّه صفاته التي وصف نفسه بها، أو التي وصفه بها النبي صلى اللّه عليه و سلم.
5- و قوله: مشبّه، التشبيه هو أن يشبه اللّه تعالى ذكره بأحد من مخلوقاته و خلقه.
6- بالأصل و م:«أبو» و المثبت عن د، و «ز».
7- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 166/13.
8- في تاريخ بغداد: الحسن بن محمد الخلال.
9- الأصل:«عندهم» و المثبت عن د، و «ز»، و م، و تاريخ بغداد.
10- سقطت من الأصل و م و د، و «ز»، و استدركت عن تاريخ بغداد.
11- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 164/13.

يقول: سمعت أبا يوسف يقول: بخراسان صنفان ما على الأرض أبغض إليّ منهم (1):

المقاتلية، و الجهمية.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة السهمي، أنا ابن عدي (2)،أنا محمّد بن عيسى بن محمّد - إجازة مشافهة - نا أبي، نا العباس بن مصعب قال: قدم مقاتل مرو فتزوج بأم أبي عصمة، و كان يقصّ في الجامع بمرو، فقدم عليه جهم، فجلس إلى مقاتل، فوقعت العصبية بينهما، فوضع كلّ واحد منهما على الآخر كتابا ينقض على صاحبه.

أخبرنا أبوا (3) الحسن، قالا: ثنا - و أبو منصور أنا - أبو بكر الخطيب (4)،أنا التنوخي، نا علي بن عمر الحربي.

ح و أخبرناه عاليا أبو الفرج قوام بن زيد بن عيسى، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمّد الحربي.

ثنا محمّد بن علي بن إسماعيل السكري - زاد ابن النقور: ختن الأعرج - قال: سمعت الفضل بن عبد الجبّار قال: سمعت أبا معاذ النحوي يقول: سمعت خارجة بن مصعب يقول:

كان جهم و مقاتل عندنا فاسقين فاجرين.

أخبرنا أبو الفرج، و أبو القاسم أيضا، قالا: أنا ابن النقور، أنا الحربي، نا محمّد بن علي بن إسماعيل - ختن الأعرج - قال: سمعت الفضل بن عبد الجبّار قال: سمعت أبا معاذ النحوي قال: سمعت خارجة يقول: لم أستحل دم يهودي و لا ذمّي، و لو قدرت على مقاتل ابن سليمان في موضع لا يراني فيه أحد لقتلته.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا ابن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال و أنا أبو طاهر، أنا علي.

ص: 123


1- تاريخ بغداد: منهما.
2- رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 437/6.
3- الأصل و م:«أبو» و المثبت عن د، و «ز».
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 164/13.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):نا أبو سعيد الأشج، نا أبو خالد - يعني - الأحمر عن جويبر قال: لقد و اللّه مات الضّحّاك و إن مقاتل - يعني - ابن سليمان له قرطان و هو في الكتّاب (2).

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، نا محمّد بن يوسف بن عاصم، نا عبد اللّه بن محمّد الزهري، نا سفيان قال: قلت لمقاتل بن سليمان إنّ ناسا يزعمون أنك لم تدرك الضّحّاك؟ قال: سبحان اللّه: لقد كنت آتيه مع أبي، فلقد كان يغلق عليّ و عليه باب واحد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر الشامي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف ابن أحمد، أنا أبو جعفر العقيلي (3)،نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبو معمر، نا سفيان قال:

كنا عند مقاتل بن سليمان، فقيل له: سمعت من الضّحّاك؟ قال: ربّما أغلق عليّ و عليه باب، قال سفيان: ينبغي أن يكون أغلق عليهما باب المدينة.

أخبرنا أبوا (4) الحسن الزاهد و العطّار، قالا: ثنا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (5)،أنا أبو نعيم الحافظ، نا إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي، أنا محمّد بن إسحاق السّرّاج قال: سمعت يحيى بن موسى ابن أخت (6) البلخي يقول: أنا عبد الرزّاق قال: سمعت ابن عيينة يقول: قلت لمقاتل: تحدّث عن الضّحّاك، و زعموا أنك لم تسمع منه؟! قال: كان يغلق عليّ و عليه الباب، قال: فقلت في نفسي: أجل، باب المدينة.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر بن بكران، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف (7) بن أحمد، أنا أبو جعفر العقيلي (8)،نا محمّد بن إسماعيل - هو الصائغ - نا الحسن (9) بن علي - هو الحلواني-.

و أخبرنا أبوا (10) الحسن: علي بن أحمد المالكي، و علي بن الحسن، قالا:- نا و أبو

ص: 124


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم.
2- من قوله: قالا... إلى هنا سقط من م.
3- رواه أبو جعفر العقيلي في الضعفاء الكبير 239/4.
4- الأصل و م:«أبو» و المثبت عن د، و «ز».
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 165/13.
6- في م:«موسى بن حرب البلخي» تحريف، و التصويب عن د، و «ز»، و م، و تاريخ بغداد.
7- بالأصل و د، و «ز»، و م هنا: أبو يوسف.
8- الضعفاء الكبير للعقيلي 239/4.
9- الأصل و م و د، و «ز»: الحسين.
10- الأصل و م:«أبو» و المثبت عن د، و «ز».

منصور محمّد بن عبد الملك، أنا أبو بكر أحمد بن علي (1)،أنا محمّد بن أحمد بن رزق، و محمّد بن الحسين بن الفضل، قالا: أنا دعلج بن أحمد، نا - و في حديث ابن الفضل: أنا - أحمد بن علي الأبار، نا الحسن بن علي الحلواني، نا محمّد بن داود الحرّاني قال: سمعت عيسى بن يونس - و سئل عن مقاتل بن سليمان - فقال ابن دوان دور (2)،جئت إليه أنا و حفص ابن غياث فسألناه عن حديث، فقال: أخبرني به الضّحّاك، فتركته أياما، ثم سألته فقال:

أخبرني به أبو جعفر، أو فلان، قال عيسى: كان يحفظ الرياح - زاد الخطيب: كذا و كذا.

[قال ابن عساكر] (3):المحفوظ ابن دوال دوز هو ابن حيّان لا ابن سليمان.

أخبرنا أبوا (4) الحسن، قالا: نا - و أبو منصور أنا - أبو بكر الخطيب (5)،أنا الحسن بن الحسين بن العبّاس، حدّثني خالي إسحاق (6) بن محمّد النعالي، نا علي بن الحسن بن دليل، نا محمّد بن أحمد المقدمي، نا عمرو بن علي قال: سمعت عبد الصّمد بن عبد الوارث قال:

قدم علينا مقاتل بن سليمان فجعل يحدّثنا عن عطاء بن أبي رباح، ثم حدّثنا بتلك الأحاديث نفسها عن الضّحّاك بن مزاحم، ثم حدّثنا بها عن عمرو بن شعيب، فقلنا له: ممن سمعتها؟ قال: عنهم كلهم، ثم قال بعد: لا و اللّه، لا أدري ممن سمعتها، قال: و لم يكن بشيء.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد البغدادي، أنا إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم الطيّان، أنا أبو إسحاق بن خرشيد قولة، أنا أبو بكر بن زياد، أنا العباس بن الوليد، أخبرني أبي قال:

سألت مقاتل بن سليمان عن أشياء، فكان يحدّثني بأحاديث كل واحد ينقض الآخر، فقلت:

بأيّهم آخذ؟ فقال: بأيّهم شئت.

أخبرنا أبوا (7) الحسن، قالا: نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (8)قال: كتب إليّ عبد الرّحمن بن عثمان الدمشقي يذكر أن أبا الميمون بن راشد أخبرهم، ثم أخبرنا البرقاني - قراءة - أنا أبو محمّد بن عثمان النصيبي، نا أبو الميمون.

ص: 125


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 164/13-165.
2- في تاريخ بغداد:«دوان دون» و في الضعفاء الكبير: رواك دونه.
3- زيادة منا.
4- الأصل و م:«أبو» و المثبت عن د، و «ز».
5- تاريخ بغداد 166/13-167.
6- كذا بالأصل و م و د، و «ز»، و في تاريخ بغداد: محمد بن إسحاق النعالي.
7- الأصل و م: أبو، و المثبت عن د، و «ز».
8- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 167/13.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا [أبو] (1) محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عمر بن راشد البجلي، نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو (2)،حدّثني بعض أصحابنا عن منصور الكاتب - يعني - ابن أبي مزاحم، عن أبي عبيد اللّه - يعني - كاتب المهدي، قال: قال لي أمير المؤمنين المهدي: لما أتانا نعي مقاتل اشتدّ ذلك عليّ، فذكرته لأمير المؤمنين أبي جعفر، فقال: لا يكثر (3) عليك، فإنه كان يقول لي انظر ما تحب أن أحدثه فيك حتى أحدثه.

أخبرنا أبوا الحسن قالا (4):ناه - و أبو منصور، أنا - الخطيب (5)،نا محمّد بن يوسف القطان.

و أخبرنا خالي أبو المعالي القاضي، أنا ثابت، عن ابن سهل بن محمّد القاضي، أنا أبوه منصور محمّد بن محمّد بن منصور القاضي.

ح و قرأت على أبي القاسم (6) الشّحّامي، عن أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي، قالوا: أنا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن حمدويه الحافظ، حدّثني أحمد بن محمّد بن وكيع، حدّثني داود بن سليمان القطان، نا عبد اللّه بن عبد الرّحمن السمرقندي، ثنا هارون ابن (7) عبيد اللّه، عن أبيه قال: قال لي المهدي: أ لا ترى ما يقول لي هذا؟ يعني - مقاتلا، قال: إن شئت وضعت لك أحاديث في العباس، قال: قلت: لا حاجة لي فيها.

قال (8):و أنا محمّد بن أحمد بن رزق، أنا محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم الشافعي.

ح قال: و أنا محمّد بن الحسين القطّان، و عبد اللّه بن يحيى السكري، قالا: ثنا محمّد ابن أحمد بن الحسن الصّوّاف، قالا: نا أبو إسماعيل محمّد بن إسماعيل الترمذي، نا عبد العزيز الأويسي، نا مالك أنه بلغه أن مقاتلا جاءه إنسان، فقال له: إنّ إنسانا سألني ما لون كلب أصحاب الكهف، فلم أدر ما أقول له، فقال له مقاتل: أ لا قلت هو أبقع؟ فلو قلته لم تجد أحدا يردّ عليك قولك.

ص: 126


1- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن د، و «ز».
2- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 550/1.
3- كذا بالأصل و م، و د، و «ز»، و في تاريخ بغداد و تاريخ أبي زرعة: لا يكبر عليك.
4- الأصل: قال، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
5- تاريخ بغداد 167/13.
6- تحرفت في د إلى: منصور.
7- في تاريخ بغداد: هارون بن أبي عبيد اللّه.
8- القائل أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 165/13.

قال أبو إسماعيل: سمعت نعيم بن حمّاد يقول: أوّل ما ظهر من مقاتل من الكذب هذا، قال للرجل: يا هائف لو قلت أصفر أو كذا و كذا من كان يرد عليك؟.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - ثم أخبرنا أبو الحسن، قالا: نا - و أبو منصور، أنا - الخطيب (1)،قالا: نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، نا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، نا عبد الجبّار بن عبد الصّمد السلمي، نا القاسم بن عيسى الغفاري (2)،نا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو القاسم حمزة ابن يوسف السهمي، أنا أبو أحمد بن عدي، قال (3):سمعت ابن حمّاد يقول: قال السعدي:

مقاتل بن سليمان كان رجّالا جسورا.

سمعت أبا اليمان يقول: قدم هاهنا، فلمّا أن صلّى الإمام أسند ظهره إلى القبلة، و قال:

سلوني عما دون العرش، و حدّثت أنه قال مثلها بمكة، فقام إليه رجل فقال: أخبرني عن النملة أين أمعاؤها، فسكت.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر القاضي، أنا أبو الحسن المجهز، أنبأ يوسف ابن أحمد، أنا العقيلي (4)،نا عبد اللّه بن أحمد بن بويه (5) المروزي (6)،حدّثني عبد العزيز بن منيب، حدّثني أبو عمران الهيثم بن أيوب، قال: سمعت سفيان يقول: و كان في ذكر مقاتل و أنشوا (7) ذكره عنده فقال: كان جالسا في المسجد الحرام، فقال: سلوني عمّا دون العرش، فقام إليه رجل من أقصى الحلقة، فقال: أخبرني عن النملة أين أمعاؤها؟ أ في مقدمها؟ أم في مؤخرها؟ قال: فلم يدر بما يجيبه، قال سفيان: فتعجبنا منه.

أخبرنا أبوا (8) الحسن الفقيه و العطّار، قالا:- نا و أبو منصور المقرئ، أنا -

ص: 127


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 166/13.
2- كذا بالأصل و م و د، و «ز»، و في تاريخ بغداد: العصار.
3- رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 435/6.
4- رواه أبو جعفر العقيلي في الضعفاء الكبير 239/4.
5- تقرأ بالأصل:«بويه»، و إعجامها مضطرب في م، و د، و «ز»، و في الضعفاء الكبير:«توبه».
6- سقطت من الضعفاء الكبير.
7- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م، و في الضعفاء الكبير: فأشنوا.
8- الأصل و د، و «ز»، و م: أبو.

الخطيب (1)،أنا الحسين بن شجاع الصّوفي - زاد المقرئ: و الحسن بن أبي بكر، و عثمان بن محمّد بن يوسف العلاّف، قالوا: أنا محمّد بن عبد اللّه الشافعي، أنا منصور (2) بن محمّد الأسدي قال: سمعت حامدا - هو ابن يحيى البلخي - يقول: سمعت سفيان بن عيينة يقول:

قال مقاتل بن سليمان يوما: سلوني عمّا دون العرش، فقال له إنسان: يا أبا الحسن، أ رأيت الذرّة أو النملة أمعاؤها في مقدمها أو في مؤخرها؟ قال: فبقي الشيخ لا يدري ما يقوله له. قال سفيان: فظننت أنه عقوبة عوقب بها.

قال (3):و أنا التنوخي، أنا أبو نصر أحمد بن محمّد بن إبراهيم الحازمي البخاري، نا عبد اللّه بن محمّد بن يعقوب، نا إبراهيم بن إسماعيل بن حيان، نا عمرو بن علي أبو حفص قال: سمعت يوسف السمتي (4) يقول: قال مقاتل بن سليمان بمكة: سلوني ما دون العرش، فقام قيس العباسي فقال: من حلق رأس آدم في حجّته؟ فبقي أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم [نا إبراهيم] (5) بن عبد اللّه بن محمّد، أنا عبد اللّه بن محمّد بن زياد، نا علي بن سهل قال: سمعت عفّان بن مسلم يقول: قام مقاتل بن سليمان فأسند ظهره إلى الكعبة، فقال: سلوني عمّا دون العرش حتى أخبركم به، قال: فتمشى إليه يوسف السمتي، فقال له: أنك قلت: سلوني عما دون العرش حتى أخبركم، قال: نعم، فسلني قال: أخبرني عن آدم أول حجة حجّها، من حلق رأسه؟ قال: لا أدري، قال: هذا ما دون العرش.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه الأصبهانيان، قالا: أنا أبو القاسم العبدي، أنا حمد (6)-إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (7)،نا العباس بن الوليد بن مزيد (8) البيروتي، قال: سمعت

ص: 128


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 166/13.
2- كذا بالأصل و م، و د، و «ز»، و في تاريخ بغداد: مضر.
3- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 166/13.
4- الأصل و د: السهمي، و المثبت عن د، و م، و تاريخ بغداد.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن د، و «ز»، و م.
6- الأصل: أحمد، تصحيف، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
7- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 354/8-355.
8- الأصل و د، و م و «ز»: مرثد، و التصويب عن الجرح و التعديل.

بعض مشيختنا يقول: جلس مقاتل بن سليمان في مسجد بيروت، فقال: لا تسألوني عن شيء ما دون العرش إلاّ أنبأتكم (1) عنه، فقال الأوزاعي لرجل: قم إليه فسله: ما ميراثه من جدتيه؟ فحار و لم يكن عنده جواب، فما بات فيها إلاّ ليلة، ثم خرج بالغداة.

أخبرنا أبوا (2) الحسن، قالا: نا - و أبو منصور، أنا - الخطيب (3).

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر الشامي.

قالا: أنا العتيقي، نا يوسف بن أحمد الصيدلاني، نا محمّد بن عمرو العقيلي (4)،نا عبد اللّه بن أحمد بن عبد السّلام، نا البخاري - سمّاه الطيب محمّد بن إسماعيل - قال: قال ابن عيينة: سمعت مقاتلا - و قال الشامي: مقاتل بن سليمان - يقول: إن لم يخرج الدجّال الأكبر سنة خمس (5) و مائة فاعلموا أنّي كذّاب، قال عبد اللّه: قيل لمحمّد: أي شيء تقول في مقاتل؟ قال: أي شيء أقول فيه، هو كذّاب (6).

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد (7)،نا أحمد بن محمّد ابن بسطام، نا الفضل بن عبد الجبّار قال: سمعت علي بن الحسن بن سفيان يقول: سمعت عبد اللّه بن المبارك يقول: سمعت مقاتل بن سليمان يقول: الأم أحقّ بالصلة، و الأب بالطاعة.

قال الفضل: و أظنني سمعت عليا يقول: ابن المبارك لم يرو عن مقاتل إلاّ هذين الحرفين، و سمعت [أصحاب] (8) عبد اللّه في طول ما رأيتهم لم أرهم يروون لمقاتل شيئا غير ذي.

قال: و أنا أبو أحمد (9)،نا الحسين بن يوسف الفربري، نا أبو عيسى التّرمذي، نا أحمد ابن عبدة الآملي، ثنا وهب بن زمعة، عن عبد اللّه بن المبارك أنه ترك حديث مقاتل بن سليمان.

ص: 129


1- الأصل: نبأتكم، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
2- الأصل و م: أبو، و المثبت عن د، و «ز».
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 168/13.
4- رواه العقيلي في الضعفاء الكبير 240/4.
5- في الضعفاء الكبير: خمسين و مائة.
6- في تاريخ بغداد و الضعفاء الكبير: ذاهب.
7- رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 436/6-437.
8- سقطت من الأصل و استدركت عن د، و م، و «ز»، و ابن عدي.
9- الكامل في ضعفاء الرجال 437/6.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمير، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو سعد عبد اللّه بن محمّد بن عبد الوهّاب الرازي، نا يوسف بن عاصم الرّازي، نا محمّد بن المنهال، نا يزيد بن زريع قال: سمعت الكلبي يقول:

مقاتل بن سليمان يكذب عليّ.

أخبرنا أبوا (1) الحسن، قالا:- نا و أبو منصور، أنا - الخطيب (2)،أنا الحسين بن شجاع الصّوفي، أنا محمّد بن عبد اللّه الشافعي، نا منصور (3) بن محمّد الأسدي، نا حامد بن يحيى، عن سفيان بن عيينة قال: أوّل من جالست من الناس مقاتل بن سليمان، و أبا (4) بكر الهذلي، و عمرو بن عبيد، و إنسان يقال له صدقة الكوفي، فكانوا يجتمعون خلف المقام، فيتذاكرون القرآن بينهم، فيقول مقاتل بن سليمان: نا الضّحّاك، و يقول الهذلي: حدّثنا الحسن، و يقول صدقة: حدّثني السّدي (5)،و يقول عمرو بن عبيد: حدّثني الحسن، فقال لي مقاتل بن سليمان،- و أردت أن أخرج إلى الكوفة-: إن كنت تريد التفسير فسل عن الكلبي، قال: فقدمت الكوفة، فسألت عن الكلبي، فقلت: إنّ بمكة رجلا يحسن الثناء عليك، قال:

من هو؟ قلت: مقاتل بن سليمان، فلم يحمده.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو بكر محمّد بن عمر بن بكير المقرئ، أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن سمعان المحاسبي، أنا الهيثم بن خلف بن محمّد الدوري، نا محمود بن غيلان قال: و سئل - يعني - وكيعا عن مقاتل بن سليمان؟ فقال:

قد سمعنا منه، و باللّه المستعان.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، قال (6):نا أبو (7) أحمد [نا] (8)محمّد بن عيسى بن محمّد المروزي - إجازة مشافهة - حدّثني أبي قال: حدّثني في كتاب جدي عن ابن رشد، حدّثني يحيى بن سليمان و قال: ما سمعت والدي يتكلّم في أحد يكذّبه قطّ إلاّ

ص: 130


1- الأصل و م:«أبو» و المثبت عن د، و «ز».
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 167/13-168.
3- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م، و في تاريخ بغداد: مضر.
4- الأصل و م، و د، و «ز»: «و أبو»، و التصويب عن تاريخ بغداد.
5- كذا رسمها بالأصل و د، و «ز»، و م، و في تاريخ بغداد: السري.
6- الأصل و م و د، و «ز»: قالا.
7- الأصل و د، و «ز»، و م: و أبو.
8- سقطت من الأصل و استدركت عن د، و ز، و م.

أنه ذكر يوما مقاتل بن سليمان فقال:[كان] (1) كذابا.

[أخبرنا (2) أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر الشامي، أنا العتيقي، أنا يوسف بن أحمد، أنا العقيلي (3)-نا (4) الحسن بن غليب الأزدي - نا يحيى بن سليمان الجعفي قال:

سمعت وكيعا يقول: مقاتل بن سليمان كذاب].

أخبرنا أبوا (5) الحسن، قالا: نا - و أبو منصور، أنا - الخطيب (6) أنا (7) البرقاني قال:

قرأت على أبي القاسم بن النحّاس، أخبركم ابن أبي داود، نا علي بن خشرم (8) قال: سمعت وكيعا قال: أردنا أن نرحل إلى مقاتل بن سليمان فقدم علينا، فأتيناه، فوجدناه كذابا.

قال (9):و أنا محمّد بن أحمد بن رزق، و محمّد بن الحسين بن الفضل، قالا: أنا دعلج ابن أحمد، حدّثنا - و في حديث ابن الفضل:[أخبرنا-] (10) أحمد بن علي الأبار - ثنا علي بن خشرم (11) قال: سمعت وكيع بن الجرّاح يقول: مقاتل بن سليمان لقيناه، و لكنه كان كذّابا، فلم نكتب عنه.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (12) قال: نا صالح بن أحمد بن حنبل قال: قال أبي (13):مقاتل ابن سليمان صاحب التفسير ما يعجبني أن أروي عنه شيئا.

ص: 131


1- سقطت من الأصل، و استدركت عن د، و «ز»، و م.
2- الخبر التالي سقط من الأصل و استدرك عن د، و ز، و م.
3- رواه العقيلي في الضعفاء الكبير 238/4.
4- في الضعفاء الكبير: حدثنا ابن غليب الأردني.
5- الأصل و م:«أبو» و المثبت عن د، و «ز».
6- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 168/13.
7- بالأصل:«بن» و المثبت عن د، و «ز»، و م، و في تاريخ بغداد: أخبرنا.
8- تقرأ بالأصل و م: حزم، و المثبت عن د، و «ز»، و تاريخ بغداد.
9- القائل: أبو بكر الخطيب و الخبر في تاريخ بغداد 168/13.
10- سقطت من الأصل و م و د، و «ز»، و استدركت لتقويم السند عن تاريخ بغداد.
11- الأصل و م:«حزم» و المثبت عن د، و «ز»، و تاريخ بغداد.
12- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 355/8.
13- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّاء، نا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى يقول: مقاتل بن سليمان ليس بشيء.

أخبرنا أبوا (1) الحسن، قالا: نا - و أبو بكر، أنا - الخطيب (2)،أنا عبد اللّه (3) بن عمر، حدّثنا أبي، نا محمّد بن مخلد (4) بن العبّاس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول:

قال مقاتل بن سليمان: ليس حديثه بشيء.

قال: و أخبرني السكري، أنا محمّد بن عبد اللّه الشافعي، نا جعفر بن محمّد بن الأزهر، نا ابن الغلابي.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسّان، أنا أبي قال: و مقاتل بن سليمان خراساني، مولى لأسد، مات بالبصرة، و قدمها زمن أبو زكريا.

أخبرنا أبو البركات، أنا ابن خيرون، أنا الواسطي، أنا أبو بكر، أنا الأحوص، نا أبي، نا يحيى بن معين قال: مقاتل بن سليمان ليس بثقة.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد (5)،نا محمّد بن عيسى - إجازة - ثنا أبي، نا العباس أن مصعب قال: نا الطالقاني عن الغلابي، عن يحيى بن معين قال: مقاتل بن سليمان خراساني، ليس حديثه بشيء.

أخبرنا أبوا (6) الحسن، قالا: نا - و أبو منصور، أنا - الخطيب (7).

قال: و أنا البرقاني، أنا محمّد بن عبد اللّه بن خميرويه الهروي، أنا الحسين بن إدريس، نا ابن عمّار قال: و مقاتل بن سليمان لا شيء.

ص: 132


1- الأصل و م:«أبو» و المثبت عن د، و «ز».
2- تاريخ بغداد 168/13.
3- كذا بالأصل و م، و د، و «ز»، و في تاريخ بغداد: عبيد اللّه.
4- كذا بالأصل و د، و م، و «ز»، و الذي في تاريخ بغداد: حدثنا محمد بن مخلد العطار حدّثنا العباس بن محمد.
5- رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 436/6.
6- الأصل و م: أبو، و المثبت عن د، و «ز».
7- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 169/13.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا (1):أنا ابن منده - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا مكي، قالا (2):

أنا ابن [أبي] (3) حاتم قال (4):نا محمّد بن سعيد المقرئ قال: سئل عبد الرّحمن - يعني - ابن الحكم بن بشير عن مقاتل بن سليمان؟ فقال: كان قاصّا، ترك الناس حديثه.

أخبرنا أبوا (5) الحسن، قالا: نا - و أبو منصور، أنا - الخطيب (6).

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا ابن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، قال: باب من يرغب عن الرواية عنهم، فذكر جماعة منهم: مقاتل بن سليمان.

أخبرنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه - إذنا - قالا: أنا ابن منده، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا ابن سلمة (7)،أنا ابن الفأفاء.

قالا: ابن أبي حاتم (8) قال: سمعت أبي يقول: هو متروك الحديث.

أخبرنا أبوا الحسن، قالا: نا - و أبو منصور، أنا - الخطيب (9)،أخبرني محمّد بن أبي علي الأصفهاني (10)،أنا أبو علي الحسين بن محمّد الشافعي - بالأهواز - أنا أبو عبيد محمّد ابن علي الآجري، قال: سألته - يعني - أبا داود (11) سليمان بن الأشعث عن مقاتل بن سليمان فقال: تركوا حديثه.

قال الخطيب (12):حدّثني محمّد بن علي الصوري، أنا أحمد بن محمّد بن القاسم بن مرزوق المعدّل، أنا الحسن بن رشيق.

ص: 133


1- من أول الخبر السابق إلى هنا سقط من م.
2- الأصل: قال، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
3- سقطت من الأصل و استدركت عن د، و «ز»، و م.
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 355/8.
5- الأصل و م:«أبو» و المثبت عن د، و «ز».
6- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 169/13.
7- أقحم بعدها بالأصل و د، و «ز»، و م:«ابنا ابن الفلح» و السند معروف.
8- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 355/8.
9- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 169/13.
10- بالأصل و م و د، و «ز»: «أخبرني محمد بن علي الآجري أنا محمد بن الأصبهاني» و المثبت عن تاريخ بغداد.
11- بالأصل و د، و «ز»، و م: أبا داود عن سليمان.
12- تاريخ بغداد 168/13.

ح و أخبرنا بها عالية أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، و أبو يعلى حمزة بن علي البزار، قالا: أنا سهل بن بشر، أنا علي بن منير بن أحمد، أنا الحسن بن رشيق.

نا أبو عبد الرّحمن أحمد بن شعيب قال: الكذّابون المعروفون بوضع الحديث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أربعة:[إبراهيم] (1) ابن أبي يحيى بالمدينة، و الواقدي ببغداد، و مقاتل بن سليمان بخراسان، و محمّد بن سعيد - يعرف بالمصلوب - بالشام.

قرأت على أبي القاسم زاهر (2) بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أخبرني أبو بكر محمّد بن جعفر - فيما قرئ عليه - قال: قرأ عليّ أبو بكر محمّد بن إسحاق و أنا أسمع، قال: لا أحتجّ بمقاتل بن سليمان.

أخبرنا أبوا (3) الحسن، قالا: نا و أبو منصور، أنا الخطيب (4)،أخبرني البرقاني، حدّثني محمّد بن أحمد الأدمي، نا محمّد بن علي الإيادي، نا زكريا (5) بن يحيى الساجي قال: مقاتل بن سليمان من أهل خراسان، قالوا: كان كذابا متروك الحديث (6).

أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق بن بشري، أنا القاضيان: أبو تمام (7) علي بن محمّد العبدي، و أبو الغنائم محمّد بن علي بن علي - في كتابيهما - عن أبي الحسن الدار قطني.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو ياسر محمّد بن عبد العزيز بن عبد اللّه، أنا أبو بكر البرقاني - إجازة - قال: هذا ما وافقت عليه أبا الحسن الدار قطني من المتروكين: مقاتل بن سليمان، قال البلخي يكذب، و قال ابن بطريق ضعيف.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب، قال (8):بلغني عن الهذيل بن حبيب أن مقاتلا مات في سنة خمسين و مائة.

7613 - مقاتل بن طلبة بن قيس بن عاصم التّميمي المنقري

من أهل البصرة.

وفد على عبد الملك بن مروان، و قال شعرا في دخوله عليه.

ص: 134


1- الزيادة عن تاريخ بغداد.
2- الأصل و م و د، و «ز»: واقد، تصحيف.
3- الأصل و م:«أبو» و المثبت عن د، و «ز».
4- بالأصل و م، و د، و «ز»: الطيب، تصحيف.
5- الأصل:«زكريا بن زكريا بن يحيى» و المثبت عن د، و م، و «ز»، و تاريخ بغداد.
6- تاريخ بغداد 169/13.
7- الأصل: تميم، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
8- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 169/13.

ذكر أبو بكر البلاذري قال: قال هشام بن الكلبي: لما كان يوم دار عثمان ضرب مروان ابن الحكم، و سعيد بن العاص، فسقطا فوثبت فاطمة بنت شريك بن سحماء، فأدخلت مروان بيتا كان فراطيس (1) فأفلت، فكان بنو مروان يحفظون إبراهيم بن عربي و يكرمونه بذلك السبب - يعني - لأن أم إبراهيم هي فاطمة بنت شريك، و زوج (2)[إبراهيم ابنة طلبة بن قيس بن عاصم التميمي المنقري، و كان عبد الملك قد ولّى إبراهيم بن عربي اليمامة و أعمالها، و أوفد] (3) إبراهيم [مقاتل] (4) بن (5) طلبة بن قيس أخا امرأته إلى عبد الملك، و معه أشراف من بني تميم، و عامر بن صعصعة، و كتب إلى الحجّاب أن تحبسوا إذنه، و يقدّموه، فأذن له أول الوفد، فلمّا قدم عليه عبد الملك أدناه و أكرمه فقال:

و فضلني عند الخليفة أنني *** عشية وافت عامر و تميم

وجدت أنّي عند الإمام مقدّما *** لكلّ أناس حادث و قديم

فقال رجل من بني عبشمس (6) بن سعد بن زيد مناة [بن تميم] (7):

لو لا حر قدمته لابن منكث *** منكم باب الإسكتين أروم

لما كنت عند الباب أول داخل *** عشية وافت عامر و تميم

قال: و اسم عربي عبد الرّحمن، و تزوج إبراهيم بنت عبد الرّحمن بن سهل بن عبد الرّحمن بن عوف، و لإبراهيم عقب.

قال: و كان إبراهيم أسود، فقال فيه البعيث المجاشعي:

ترى منبر العبد اللئيم كأنه *** ثلاثة غربان عليه وقوع

7614 - مقاتل أبو علي السّعدي التّميميّ

من وجوه أهل خراسان.

وفد على هشام بن عبد الملك، و سأله عن بعض الأمر، ذكرت وفوده في ترجمة الحكم بن الصّلت.

ص: 135


1- كذا رسمها بالأصل و م، و «ز»، و في د: قرطيش.
2- عن د:«و زوج» و بالأصل و م و «ز»: فتزوج.
3- ما بين معكوفتين استدرك للإيضاح عن د. و سقطت الفقرة من الأصل و «ز»، و م.
4- زيادة لازمة عن د.
5- بالأصل و م، و «ز»: «ابنة» و المثبت عن د.
6- في د: عبس، تصحيف.
7- زيادة عن د، سقطت من الأصل و م، و «ز»، راجع جمهرة ابن حزم ص 215.

7615 - مقاتل بن مطكوذ بن أبي نصر يمريان

7615 - مقاتل بن مطكوذ (1) بن أبي نصر يمريان

أبو (2) محمّد المقرئ السجستي (3) المقرئ (4) الضرير

سكن دمشق.

و قرأ بها القرآن على أبي علي الأهوازي، و حدّث عنه، و عن أبي علي بن أبي نصر، و أبي الحسن علي بن محمّد بن شجاع بن أبي الهول، و نجا بن أحمد العطّار، و أبي المنجي حيدرة بن علي العابد.

حدّثنا عنه ابن ابنه نصر بن أحمد (5)،و أبو عبد اللّه النّشائي، و مكي بن معافى الحنبلي.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، نا جدي أبو محمّد، أنا أبو علي أحمد بن علي، نا إبراهيم بن الحجّاج، نا حمّاد، عن علي بن زيد، عن ربيعة بن النابغة، عن أبيه عن علي بن أبي طالب، و عن حمّاد عن عبد اللّه بن بريدة الأسلمي، عن أبيه، أنهما قالا:

نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن زيارة القبور، و عن حبس لحوم الأضاحي فوق ثلاثة أيام، و عن الأوعية ثم رخص فيها بعد، فقال:«إنّي كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها، فإنها تذكّركم الآخرة، و نهيتكم عن حبس لحوم الأضاحي فوق ثلاثة أيام فاحبسوها ما بدا لكم، و نهيتكم عن الأوعية فانتبذوا فيها ما بدا لكم، و إيّاكم و كلّ مسكر»[12415].

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد - معلّم الصبيان - أنا جدي أبو محمّد مقاتل بن مطكوذ ابن يمريان، نا أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم - من أهل خوزستان - نا أبو الحسن محمّد ابن أحمد بن حسان - بحمص - من بني ذبيان، نا أبو يعلى حمدان بن علي بن محمّد من بني شيبان، أنا أبو العباس أحمد بن بيان بن العبّاس من فرماسان، ثنا أبو عمرو محمّد بن أحمد

ص: 136


1- في الأصل، بالدال المهملة، أعجمت عن د، و «ز»، و م، و ذلك في كل مواضع الترجمة.
2- الأصل و م و «ز»: «بن» و المثبت عن د.
3- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م:«السجستي» و في المختصر: السوسي، و جاء في ترجمة حفيده نصر في سير الأعلام 248/20 «السوسي» و سيرد في آخر الترجمة: السوسي.
4- كذا تقرأ هنا و فيما تقدم: المقرئ، بالأصل و د، و «ز»، و م، فإما إنه تكرار، و إما حرفت عن «المغربي» كما ورد في المختصر.
5- في د: حاتم.

من سجستان، نا أبو سعيد محمّد بن إسحاق من خراسان، نا خالد (1) أبو معاذ (2) أبو سفيان، نا عمرو بن مجاشع من كوفان، عن أبي عبد اللّه الثوري سفيان، عن سليمان بن مهران الأعمش من جرجان، عن زيد بن وهب بن أبان، عن أبي ذرّ جندب بن جنادة الغفاري (3)السابق إلى الإيمان قال:

قلت: يا رسول اللّه، ما كان في صحف موسى؟ قال:«كان فيه: عجبت لمن أيقن بالموت كيف [يفرح بالدنيا؟! و عجبت لمن أيقن بالنار كيف يضحك؟ و عجبت لمن أيقن بالحساب كيف] (4) يعمل السيئات؟ و عجبت لمن أيقن بالقدر و هو ينصب؟! و عجبت لمن يرى زوال الدنيا و تقلّبها بأهلها كيف يطمئن إليها؟ و عجبت لمن أيقن بالجنّة و لا يعمل الحسنات، لا إله إلاّ اللّه محمّد رسول اللّه».

[قلت:] (5) يا رسول اللّه أوصني، قال:«يا أبا ذرّ، عليك بتقوى اللّه، فإنه رأس مالك»، قلت: يا رسول اللّه، زدني، قال: عليك [بذكر اللّه و قراءة القرآن فإنه نور لك في السماء و ذكر لك في الأرض» قلت يا رسول اللّه، زدني. قال «عليك] (6) بالجهاد، فإنه رهبانية أمّتي»، قال: قلت: يا رسول اللّه، زدني، قال:«أقلّ الكلام إلا من ذكر اللّه، فإنك تغلب الشيطان»، قلت: يا رسول اللّه زدني، قال:«انظر إلى من هو تحتك، و لا تنظر إلى من هو فوقك»، قلت: يا رسول اللّه زدني، قال:«إيّاك و كثرة الضحك، فإنه يقسي القلب، و يذهب بنور الوجه»[12416].

قرأت بخط أبي محمّد مقاتل بن مطكوذ السوسي على ظهر جزء له، لبعضهم:

خذ كلامي محبّرا (7) و امتحنه *** و بميزان عقل رأسك (8) زنه

طاعة اللّه خير ما لبس العبد *** فكن طائعا و لا تعصينه

ما هلاك النفوس إلاّ المعاصي *** فتوقّ الهلاك لا تقربنه

ص: 137


1- في د: حاتم.
2- كذا: أبو معاذ أبو سفيان.
3- الأصل و م و «ز»: العياري: تصحيف، و المثبت عن د.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و «ز»، و م، و استدرك عن د.
5- سقطت من الأصل و د، و «ز»، و م. و استدركت للإيضاح.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدركت عن م، و «ز»، و د.
7- الأصل و م و «ز»: مخبرا، و المثبت عن د.
8- بالأصل:«و بميزان عقلك زنه» و المثبت و الزيادة عن د، و «ز»، و م.

إنّ شيئا هلاك نفسك فيه *** ينبغي أن تصون نفسك عنه

قرأت بخط أبي محمّد بن صابر، سألته عن مولده فقال: ولدت لخمس بقين (1) أ و لست بقين من ذي الحجّة سنة ست عشرة و أربعمائة، و فر من دمشق في رجب سنة سبع و ثلاثين، و لم أكن سمعت حديثا قبل ذلك، و ذكر أنه ولد في البحر في موضع يقال له جبلادار.

ذكر أبو محمّد بن الأكفاني، أن أبا محمّد مقاتل بن مطكوذ توفي يوم الأربعاء الرابع من صفر سنة خمس و تسعين و أربعمائة بدمشق، و اللّه تعالى أعلم.

7616 - مقاتل مولى عمر بن عبد العزيز

حكى عن عمر بن عبد العزيز، و مسلمة بن عبد الملك.

حكى عنه عبد اللّه بن سعيد بن قيس الهمداني.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، و حدّثنا أبو القاسم وهب بن سليمان، أنا أبو بكر الخطيب - لفظا - و أبو الحسين طاهر بن أحمد بن محمود القاضي (2)-قراءة-.

ح و أخبرنا بإسناد هذا الحديث أبو النجم بدر بن عبد اللّه التاجر، أنا أبو بكر الخطيب، قالا: أنا أبو الحسن بن رزقويه (3)،أنا أبو عمرو بن السماك، أنا أبو علي الحسن ابن سلام السواق، نا الصباح بن بيان البغدادي، نا يزيد بن أوس الحمصي، عن عامر بن شراحيل، عن عبد اللّه بن سعد (4) بن أوس بن قيس الهمداني قال: قدمنا دمشق - يعني - مع مسلمة بن عبد الملك من غزو (5) القسطنطينية فقال: يعني عمر بن عبد العزيز: هات يا مسلمة حدّثني عن بلاد الروم، فقال مقاتل مولى عمر بن عبد العزيز: سمعت مسلمة و هو يقول لعمر: ما رأيت بلادا تشبه القسطنطينية، فذكر وصفها له، قال مقاتل: فلما حضرت عمر بن عبد العزيز الوفاة قال له: يا مقاتل، إنه بلغني عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أن الإمام العادل إذا وضع في قبره

ص: 138


1- أقحم بعدها: من.
2- كذا بالأصل و م، و في د، و «ز»: القاني.
3- بالأصل:«أبو الحسن بن قوله» تصحيف، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
4- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م: سعد، و مرّ أول الترجمة سعيد.
5- الأصل و د، و «ز»، و م:«غيره» و المثبت عن المختصر.

ترك (1) على يمينه، فإذا كان جائرا نقل من يمينه على يساره، فاطّلع حتى تنظر إليّ قال:

فاطلعت فرأيته على يمينه و الحمد للّه، قال مقاتل: و اللّه رأيته قبل أن تخرج الرّوح من جسده و هو يتحمل (2) و هو يقول: لمثل هذا فليعمل العاملون، ثم مات رحمه اللّه.

[قال ابن عساكر] (3):هذا إسناد ضعيف.

ذكر من اسمه مقّاس

اشارة

ذكر من اسمه مقّاس (4)

7616 م - مقّاس الأسديّ، ثم الفقعسي

7616 م - مقّاس الأسديّ، ثم الفقعسي (5)

شاعر، له قصة مع هشام بن عبد الملك.

أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد قال: أنا - و أبو الحسن، علي بن الحسن، قال: نا - أبو بكر الخطيب (6)،حدّثني العلاء بن حزيم (7) الأسديّ، أنا الوزير أبو القاسم إبراهيم بن محمّد بن زكريا الزهري، نا محمّد بن الحسن الترمذي (8)،نا أبو علي إسماعيل بن القاسم، حدّثني أبو الميّاس الراوية، حدّثني أحمد بن عبيد عن بعض شيوخه قال:

كانت وليمة في قريش تولى أمرها مقّاس (9) الفقعسي (10)،و أجلس عمارة الكلبي فوق هشام بن عبد الملك فأحفظه (11) ذلك، و آلى على نفسه أنه متى أفضت الخلافة إليه عاقبه، فلمّا جلس في الخلافة أمر أن يؤتى به و تقلع أضراسه و أظفار يديه، ففعل به ذلك، فأنشأ يقول:

ص: 139


1- الأصل و م، و «ز»، و د:«يرى» و المثبت عن المختصر.
2- كذا بالأصل و م و د، و «ز»، و في المختصر: يضحك.
3- زيادة منا.
4- قوله:«ذكر من اسمه مقاس»، سقط من «ز»، و د.
5- تقرأ بالأصل و م:«العيقسي» و في «ز»: «العبقسي» و المثبت عن د.
6- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 9427/14 في ترجمة أبي المياس الراوي السامري.
7- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م، و الذي في تاريخ بغداد: العلاء بن حزم الأندلسي.
8- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م، و في تاريخ بغداد: محمد بن الحسين الزبيدي.
9- تحرفت في تاريخ بغداد إلى: مياس.
10- الأصل و م و د، و «ز» هنا:«العبقسي» و التصويب عن تاريخ بغداد.
11- الأصل:«و أحفظه ذلك» و المثبت عن د، و «ز»، و م.

عذبوني بعذاب *** قلعوا جوهر راسي

ثم زادوني عذابا *** نزعوا عني طساسي

بالمدى حزز لحمي *** و بأطراف المواسي

قال أبو علي يعني القالي - قال لي أبو المياس: الطساس: الأظفار.

و لم أجد واحدا من مشايخنا يعرفه، ثم أخبرني رجل من أهل اليمن قال: يقال [له] عندنا طسه إذا تناوله بأطراف أصابعه.

قال أبو علي: أبو المياس من أروى الناس للرجز، و هو من أهل سرّ من رأى.

ذكر من اسمه مقبل

7617 - مقبل بن عبد اللّه، و يقال: معقل، و هو وهم، الكناني الفلسطيني

7617 - مقبل بن عبد اللّه، و يقال: معقل، و هو وهم، الكناني الفلسطيني (1)

حكى عن هانئ بن كلثوم، و عبد اللّه بن محيريز، و عطاء بن يزيد الليثي، و عبادة بن نسيّ.

روى عنه: أسيد بن عبد الرّحمن الخثعمي، و رجاء بن أبي سلمة، و أبو فروة الرهاوي.

و اجتاز بدمشق أو بنواحيها غازيا.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو نصر بن قتادة، أنا أبو الفضل بن خميرويه، أنا أحمد بن نجدة، نا الحسن بن الربيع، نا عبد اللّه بن المبارك، عن إسماعيل بن عيّاش، نا أسيد (2) بن عبد الرّحمن عن (3) مقبل بن عبد اللّه عن (4) هانئ بن كلثوم:

أن صاحب جيش الشام حين فتحت الشام كتب إلى عمر بن الخطّاب: إنّا فتحنا أرضا كثيرة الطعام و العلف، فكرهت أن أتقدّم في شيء من ذلك إلاّ بأمرك، فاكتب لي بأمرك في ذلك، فكتب إليه عمر: أن دع الناس يأكلون و يعلفون، فمن باع شيئا بذهب أو فضّة ففيه خمس اللّه و سهام المسلمين.

ص: 140


1- ترجمته في الجرح و التعديل 440/8 و التاريخ الكبير 62/8.
2- الأصل و م و د، و «ز» هنا: أسد.
3- الأصل و م و «ز»: «بن» و سقطت اللفظة من د.
4- الأصل، و م، و د، و «ز»: «بن».

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن العبّاس، قالا: ثنا يحيى بن محمّد بن صاعد [أنا الحسين] (1) بن الحسن بن حرب، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا إسماعيل بن عيّاش، عن أسيد بن عبد الرّحمن - أو أسيد - عن مقبل بن عبد اللّه، عن عطاء بن يزيد الليثي قال: كثر الناس عليه ذات يوم يسألونه، فقال: إنّكم قد أكثرتم فيّ أ رأيت، لا تعملوا لغير اللّه، ترجون الثواب من اللّه، و لا يعجبنّ أحدكم عمله إن كثر، فإنه لا يبلغ عند من عظّمه اللّه كقائمة من قوائم ذبابة.

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد ابن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري (2) قال: مقبل بن عبد اللّه، يعدّ في الشاميين، عن هانئ بن كلثوم، روى عنه (3) أسيد بن عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنبأ علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (4):مقبل بن عبد اللّه الشامي، روى عن هانئ بن كلثوم، روى عنه أسيد بن عبد الرّحمن، و رجاء بن أبي سلمة، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد، نا أبو زرعة قال في تسمية أهل فلسطين: مقبل بن عبد اللّه الكناني (5)،روى عنه رجاء بن حيوة.

[قال ابن عساكر] (6):كان في الأصل معقل، و الصواب مقبل.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، و أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير بن جوصا - إجازة-.

ص: 141


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك للإيضاح و تقويم السند عن د، و م، و «ز».
2- التاريخ الكبير للبخاري 62/8.
3- الأصل و «ز»، و م، و د:«عن» و التصويب عن التاريخ الكبير.
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 440/8.
5- الأصل و د، و م، و «ز»: الكتاني.
6- زيادة منا.

و أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي.

أخبرنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة: مقبل بن عبد اللّه.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، حدّثني (1) علي بن الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، نا أبو الحسن بن جوصا، ثنا ابن عمير، ثنا ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة قال:

دخلت على مقبل بن عبد اللّه الكناني (2) بأرض الروم و هو يعالج قدرا لأصحابه، فذكر آل محيريز، فقال: ما رأينا أحدا من الناس أحرى أن يسر خيرا من نفسه، و لا أقول بحقّ إذ أراه من ابن محيريز.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، نا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (3) حدثني (4) سعيد بن أسد، نا ضمرة، عن رجاء، عن مقبل ابن عبد اللّه الكناني (5)،قال: لست أخاف على نفسي أن أتعمد الكذب، إنّما أخاف على نفسي الكذب (6) في تردادي (7) الحديث.

ذكر من اسمه مقداد

7618 - مقداد بن رمل بن عمرو العذري

روى عن أبيه.

روى عنه ابنه مدلج بن المقداد، تقدم حديثه، و اللّه تعالى أعلم.

ص: 142


1- بالأصل: و حدّثني، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
2- الأصل: الكتاني، و التصويب عن د، و «ز»، و م.
3- رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة و التاريخ 376/2.
4- الأصل و م، و «ز»، و د:«بن» و المثبت عن المعرفة و التاريخ.
5- الأصل و م و د: الكتاني، و المثبت عن «ز»، و المعرفة و التاريخ.
6- سقطت من المعرفة و التاريخ.
7- الأصل: نزاري، و في د: تراددي، و في «ز»: ترادي، و المثبت عن م، و المعرفة و التاريخ.

7618 م - مقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة بن ثمامة بن مطرود

ابن عمرو بن سعد بن زهير بن لؤي بن ثعلبة بن مالك بن الشريد بن أبي أهون

ابن فاش بن دريم بن القين بن أهور بن بهراء بن (1) عمرو بن الحاف بن قضاعة

أبو الأسود، و يقال: أبو معبد الكندي (2)

صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أحاديث.

روى عنه: علي بن أبي طالب، و عبد اللّه بن مسعود، و عبد اللّه بن عباس، و المستورد ابن شداد، و طارق بن شهاب، و سعيد بن العاص، و السائب بن يزيد، و عبد الرّحمن بن أبي ليلى، و ميمون بن أبي شبيب، و همّام بن الحارث، و أبو معمر، و عبيد اللّه بن عدي بن الخيار (3)،و جبير بن نفير، و سليم بن عامر، و أبو ظبية الكلاعي.

و سمّي ابن الأسود لأن الأسود بن عبد يغوث الزهري حالفه، و تبناه، و هو من المهاجرين الأولين، ممن هاجر الهجرتين، و شهد بدرا (4)،و شهد اليرموك، و شهد الجابية مع عمر بن الخطّاب، و كان على ربع أهل اليمن، و خرج مع عمر أيضا في خرجته الثانية التي خرج فيها من سرغ (5) أميرا أيضا على ربع اليمن.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو محمّد بن أحمد بن حمدان.

ح و أخبرنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا هدبة، نا حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن المقدام بن عمرو الكندي قال:

ص: 143


1- تحرفت بالأصل و «ز»، و د، و م إلى: عن.
2- ترجمته و أخباره في تهذيب الكمال 349/18 و تهذيب التهذيب 527/5 و الإصابة 454/3 و أسد الغابة 475/4 و جمهرة ابن حزم ص 446 و سير أعلام النبلاء 385/1 و التاريخ الكبير 54/8 و الجرح و التعديل 426/8 و حلية الأولياء 172/1 و طبقات خليفة ص 47 رقم 87 و طبقات ابن سعد 161/3. في عامود نسبه اختلافات كثيرة بين مختلف مصادر ترجمته.
3- الأصل و م و د، و «ز»: «بن عبد الجبار» و المثبت عن تهذيب الكمال و سير الأعلام.
4- الأصل: بدر، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
5- سرغ: موضع في أول الحجاز و آخر الشام بين المغيثة و تبوك من منازل حاج الشام، بينها و بين المدينة ثلاث عشرة مرحلة (معجم البلدان).

قدمت و معي رجلان من أصحابي على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فطلبنا هل يضيفنا أحد؟ فلم يضيفنا أحد، فأتينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقلنا: يا رسول اللّه، أصابنا جوع و جهد، و إنّا تعرّضنا هل يضيفنا أحد؟ فلم يضيفنا أحد، فدفع إلينا أربعة أعنز (1) فقال:«يا مقداد خذ هذه فاحتلبها، فجزّئها أربعة أجزاء، جزء لي، و جزء لك، و جزءين لصاحبيك»، فكنت أفعل ذلك، فلمّا كان ذات ليلة شربت جزئي، و شرب صاحباي جزءيهما، و جعلت جزء النبي صلى اللّه عليه و سلم في القعب، و أطبقت عليه، فاحتبس النبي صلى اللّه عليه و سلم، فقالت لي نفسي: إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قد دعاه أهل بيت من المدينة فتعشّى معهم، و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لا يحتاج إلى هذا - زاد ابن حمدان: اللبن، و قال: فلم تزل نفسي تديرني حتى قمت إلى القعب، فشربت ما فيه، فلمّا تقارّ في بطني أخذني ما قدم و ما حدث، فقالت نفسي: يجيء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو جائع ظمآن فيرفع القعب، فلا يجد فيه شيئا، فيدعو عليك، فتسجّيت كأني نائم، و ما كان بي نوم، فجاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فسلّم تسليمة أسمع اليقظان و لم يوقظ النائم، فلمّا لم ير في القعب شيئا، رفع رأسه إلى السماء فقال:«اللّهمّ أطعم من أطعمنا، واسق من سقانا»، فاغتنمت دعوة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أخذت الشفرة، و أنا أريد أن أذبح بعض تلك الأعنز، فأطعمه، فضربت بيدي، فوقعت على ضرعها، فإذا هي حافل، ثم نظرت إليهن جميعا، فإذا هنّ حفّل، فحلبت في القعب حتى امتلأ، فأتيته - زاد ابن المقرئ:... (2) و أنا أتبسم فقال:«هيه بعض سوآتك يا مقداد»، قلت: يا رسول اللّه اشرب ثم أجبر - و قال ابن المقرئ: الخبر - فشرب ثم شربت ما بقي، ثم أخبرته، فقال:

«يا مقداد، هذه بركة، كان ينبغي لك أن تعلمني حتى نوقظ صاحبينا فنسقيهما من هذه البركة»، قال: قلت: يا رسول اللّه، إذا شربت أنت البركة و أنا فما أبالي من أخطأني.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا إبراهيم بن محمّد بن الفتح، نا محمّد بن سفيان بن موسى، نا سعيد بن رحمة بن نعيم الأصبحي قال: سمعت ابن المبارك، عن صفوان بن عمرو، حدّثني عبد الرّحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه قال: جلسنا إلى المقداد بن الأسود بدمشق و هو يحدّثنا، و هو على تابوت ما به عنه فضل، فقال له رجل:

لو قعدت العام عن الغزو، قال: أبت (3) البحوث (4)،يعني سورة التوبة، قال اللّه عزّ و جل:

ص: 144


1- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م: أربعة أعنز.
2- بياض بمقدار لفظة في الأصل و م، و «ز»، و د.
3- الأصل و م و «ز»: «آية» و المثبت عن د، و المختصر.
4- البحوث، ضبطها ابن الأثير بفتح الباء نقلا عن الفائق للزمخشري، و في اللسان: البحوث بضم الباء.

اِنْفِرُوا خِفٰافاً وَ ثِقٰالاً (1) قال أبو عثمان: بحثت المنافقين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن عبد اللّه بن سيف (2)،نا السّري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن محمّد و طلحة نحوا من حديث أبي عثمان، قالوا جميعا: و كان الغازي - يعني - يوم اليرموك المقداد، و من السنّة التي سنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعد بدر أن تقرأ سورة الجهاد عند اللقاء - و هي الأنفال - و لم يزل الناس بعده على ذلك.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا إسماعيل بن محمّد الصفّار، أنا أحمد بن محمّد بن عيسى، نا أحمد بن محمّد بن أيوب، نا إبراهيم بن سعد، عن محمّد بن إسحاق قال:

المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة بن ثمامة بن مطرود بن عمرو بن زهير بن لؤي بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة بن ثمامة بن الشريد بن أهوذ بن فايش بن در بن بهراء بن عمرو بن الحاف بن قضاعة (3)،و كان يقال له: المقداد بن الأسود بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة، و ذلك أنه تبنّاه و حالفه في الجاهلية (4).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد [أبو البركات و أحمد بن الحسن بن خيرون، قالا: أنا محمد بن الحسن، أنا محمد بن أحمد بن إسحاق] (5) عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط قال (6):المقداد بن عمرو ابن ثعلبة بن مالك بن الشريد بن هول بن قابس بن دوير القين بن أهون (7) بن بهراء بن الحاف ابن قضاعة، قال ابن إسحاق: نسب إلى الأسود بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة أنه تبنّاه (8) قال (9) أبو عبيدة: كان عبدا حبشيا للأسود بن عبد يغوث فاستلاطه (10) و ألزقه

ص: 145


1- سورة التوبة، الآية:41.
2- في م: يوسف.
3- كذا ورد نسبه هنا بالأصل و م و د، و «ز». قارن مع ما تقدم.
4- سيرة ابن إسحاق ص 206 رقم 302.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك لتقويم السند عن د، و «ز»، و م.
6- طبقات خليفة بن خيّاط ص 47 رقم 87 و انظر ص 200 رقم 749.
7- كذا ورد نسبه هنا بالأصل و م، و د، و «ز»، قارن مع ما تقدم، و هو مختلف كثيرا عن عامود نسبه في طبقات خليفة، قارن بها.
8- الأصل و م و د، و «ز»: «بن مناه» و المثبت «أنه تبناه» عن طبقات خليفة.
9- الأصل و م و د، و «ز»: خال، و التصويب عن طبقات خليفة.
10- استلاطه أي ألحقه به.

به و يقال: الأسود بن أبي قيس بن عبد مناف بن زهرة. قال أبو عبيدة: مات سنة ثلاث و ثلاثين، يكنى أبا معبد، حليف بني زهرة.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):نا علي بن الحسن الهسنجاني (2)،قال: سمعت أحمد ابن صالح المصري يقول: المقداد حضرمي، و أبوه حالف كندة، و هو حالف زهرة، و اسم أبيه عمرو الذي ولده و أما نسبه إلى الأسود فإنّما تبنّاه الأسود، حالف الأسود بن عبد يغوث الزهري، تبنّاه، و كان يقال: المقداد بن الأسود بالتبني.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا محمّد بن الحسين، نا أبو حفص الفلاّس قال: المقداد بن الأسود الكندي، هو ابن عمرو، و كان الأسود ربّاه.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الفضل بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو القاسم الأزهري، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنا العبّاس بن العباس بن محمّد بن صالح، أنا صالح بن أحمد بن محمّد بن حنبل قال: قلت لأبي: المقداد بن الأسود هو المقداد بن عمرو؟ قال:

نعم.

أخبرنا أبو البركات أيضا (3)،أنا أحمد بن محمّد بن حنبل قال: قلت لأبي: المقداد بن الأسود هو المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة بن ثمامة بن مطرود بن عمرو بن سعد ابن زهير (4) بن لؤي بن ثعلبة بن مالك بن الشريد، و كان يقال له المقداد بن الأسود بن عبد يغوث بن عبد مناف بن زهرة، و ذلك أنه كان تبنّاه في الجاهلية، و حالفه رجلا.

ص: 146


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 426/8.
2- الأصل: السجستاني، و المثبت عن م و «ز»، و د، و الجرح و التعديل.
3- كذا ورد السند بالأصل و «ز»، و د، و م، و ثمة سقط فيه فاختل سياقه.
4- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م هنا، و مرّ: دهير.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية، قال: سمعت نوح بن حبيب يقول:

و المقداد بن الأسود صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلم، و هو ابن عمرو، و قول الناس ابن الأسود خطأ، إنّما كان الأسود بن عبد يغوث الزهري من قريش، و كان المقداد في حجره، هو المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة بن ثمامة بن مطرود بن عمرو بن زهير بن لؤي بن ثعلبة بن مالك بن الشريد بن هود بن قابس بن درّ بن القين بن أهوذ بن بهراء بن الحاف بن قضاعة (1).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللّنباني (2)،نا ابن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد قال (3).

في الطبقة الأولى: المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة بن ثمامة بن مطرود بن عمرو بن زهير بن لؤي بن ثعلبة بن مالك بن الشريد بن أبي أهون بن قابس بن دريم بن القين ابن أهوذ بن بهراء بن الحاف بن قضاعة حليف لبني زهرة بن كلاب، و يكنى أبا معبد، و كان الأسود بن عبد يغوث الزهري قد تبنّاه، و كان يقال له: المقداد بن الأسود بن ثعلبة [أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيويه، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد قال (4):المقداد بن عمرو] (5) بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة بن ثمامة بن مطرود بن عمرو بن سعد بن دهير (6) بن لؤي بن ثعلبة بن مالك بن الشريد ابن أبي أهون بن فائش بن دريم بن القين بن أهود بن بهراء بن عمرو بن الحاف بن قضاعة، و يكنى أبا معبد، و كان حالف الأسود بن عبد يغوث الزهري في الجاهلية، فتبنّاه، فكان يقال له: المقداد بن الأسود، فلما نزل القرآن: اُدْعُوهُمْ لِآبٰائِهِمْ (7) قيل المقداد بن عمرو، و هاجر المقداد إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية، في رواية محمّد بن إسحاق، و محمّد بن

ص: 147


1- قارن نسبه الوارد هنا بما مرّ.
2- تحرفت بالأصل و د، و «ز»، و م إلى اللبناني، بتقديم الباء.
3- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
4- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 161/3 و 162.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك لرفع الخلل، و انتظام السياق عن د، و «ز»، و م، و ابن سعد.
6- الأصل و م و د، و «ز»: زهير، و المثبت عن ابن سعد.
7- سورة الأحزاب، الآية:5.

عمر، و لم يذكره موسى بن عقبة و لا أبو معشر، قالوا: و شهد المقداد بدرا، واحدا، و الخندق، و المشاهد كلها مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و كان من الرماة المذكورين من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو محمّد بن الآبنوسي - في كتابه - ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر البرقي، نا ابن هشام، عن زياد، عن ابن إسحاق قال (1):هو المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن ربيعة بن ثمامة بن مطرود بن عمرو بن سعد بن زهير بن ثور بن ثعلبة بن مالك بن الشريد بن (2) هزل بن قابس ابن درّ بن القين بن أهوذ بن بهراء بن عمرو بن الحاف بن قضاعة.

قال ابن هشام: هزل بن فاس بن درة، دهير بن ثور.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: و قال الزبيري - يعني - مصعبا:

و المقداد من بهراء، حليف بني زهرة.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: و المقداد بن الأسود أبو معبد.

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل و أبو الحسين، و ابن النرسي و لفظه هذا، قالوا: أنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن، قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (3):مقداد بن عمرو البهراني الكندي، و كان في حجر الأسود بن عبد يغوث الزهري، فنسب إليه، و كنيته أبو معبد.

قال محمّد بن بشار (4) عن محمّد بن جعفر، عن شعبة قال: جعل عثمان يبكي على المقداد بعد ما مات، يعد في أهل الحجاز.

و قال (5) محمود: نا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه أن المقداد أوصى إلى الزّبير.

ص: 148


1- سيرة ابن هشام 348/1.
2- الذي في سيرة ابن هشام: ابن أبي أهوز بن أبي فائش بن دريم بن القين.
3- التاريخ الكبير للبخاري 54/8.
4- الأصل و م و د، و «ز»: سيار، و المثبت: بشار، عن التاريخ الكبير.
5- من هنا.. إلى آخر الخبر، ليس في التاريخ الكبير.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العباس الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل قال: و كنية المقداد بن عمرو أبو معبد البهراني، و كان في حجر الأسود ابن عبد يغوث الزهري، فنسب إليه.

حدّثنا إسحاق، نا يزيد بن هارون قال: كنيته أبو الأسود.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (1) قال: مقداد بن عمرو، و يقال: هو المقداد بن الأسود الكندي، و كان في حجر الأسود بن عبد يغوث الزهري، فنسب إليه، روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، روى عنه عبيد اللّه بن عدي بن الخيار (2)،و عبد الرّحمن بن أبي ليلى، و طارق بن شهاب (3)، و أبو ظبية (4) الكلاعي، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال (5):و أما المقداد فهو ابن (6) عمرو، فارس رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و هو بهراني، حليف بني زهرة، و كان في حجر الأسود بن عبد يغوث، فبهذا قال من (7)قال: المقداد بن الأسود.

أخبرنا أبو محمّد السّلمي، نا أبو بكر الخطيب.

خ و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب قال: و مات المقداد بن عمرو أبو معبد الكندي، و يقولون: المقداد بن الأسود، و إنّما قالوا لأنه كان في حجر الأسود بن عبد يغوث الزهري، نسب إليه، و قد كانت

ص: 149


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 426/8.
2- الأصل و م، و «ز»، و د:«بن عبد الجبار» و المثبت عن الجرح و التعديل.
3- الأصل و د، و «ز»، و م: سهل، و المثبت عن الجرح و التعديل.
4- الأصل و د، و «ز»، و م:«طيب» تحريف، و المثبت عن الجرح و التعديل.
5- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 161/2.
6- من قوله: بكر... إلى هنا سقط من م.
7- بالأصل:«فبهذا قال قال مر المقداد» و التصويب عن د، و م، و «ز»، و المعرفة و التاريخ.

العرب تفعل ذلك حتى أنزل اللّه: اُدْعُوهُمْ لِآبٰائِهِمْ -يعني - مات في خلافة عثمان.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو معبد المقداد بن عمرو بن ثعلبة ابن مالك بن ربيعة الكندي، شهد بدرا.

أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد اللّه، أنا محمود بن القاسم بن محمّد، و أبو نصر عبد العزيز بن محمّد، و أحمد بن عبد الصّمد، قالوا: أنا عبد الجبّار بن محمّد بن عبد اللّه، أنا محمّد بن أحمد بن محبوب، أنا أبو عيسى التّرمذي قال: المقداد بن الأسود هو المقداد بن عمرو الكندي، و يكنى أبا معبد، و إنما نسب إلى الأسود بن عبد يغوث لأنه كان تبنّاه و هو صغير.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر - بقراءتي عليه - عن أبي الفضل بن الحكاك، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو معبد المقداد بن عمرو.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو طاهر ابن أبي الصّقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم ابن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، أخبرني أحمد بن شعيب قال: أبو معبد المقداد بن عمرو الكندي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو القاسم تمّام ابن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال: و المقداد بن الأسود الكندي [منزله بحمص، حليف لكندة، و نسبة المقداد بن عمرو بن سعد بن زهير بن ثعلبة بن مالك بن الشريد بن بهراء من ولد قضاعة، و أبوه حالف كنده، و حالف المقداد الأسود] (1) بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة، و تبنّى الأسود المقداد، فلذلك يقال: المقداد بن الأسود، و عمرو أبوه الذي ولده.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن الربعي،

ص: 150


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك لرفع الخلل عن د، و «ز»، و م.

أنا عبد الوهّاب الكلابي (1)،أنا أحمد بن عمير قال: سمعت ابن سميع يقول: و المقداد بن عمرو الكندي - حليف لقريش الأسود بن عبد يغوث الزهري، ثم ذكر نسبه كما تقدّم في الترجمة، ثم قال: بدري، و عمرو بن المقداد حالف كندة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: المقداد بن الأسود أبو عمرو.

أخبرنا أبو الفتح الفقيه، أنا أبو الفتح الفقيه،[أنا أبو الفتح الفقيه] (2) أنا طاهر بن محمّد ابن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال: سمعت أبا عبد اللّه المقدمي يقول: المقداد بن عمرو، يكنى أبا معبد.

أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمّد [و أخبرنا عمي رحمه اللّه قال: و نا أبو طالب قراءة إلي، أنبأ علي بن المحسن التنوخي، أنبأ محمد] (3) بن المظفّر، أنا بكر بن أحمد بن حفص، نا أحمد بن محمّد بن عيسى البغدادي قال في تسمية من نزل حمص من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم من كندة: المقداد بن الأسود الكندي، حليف كندة، و نسبة المقداد بن الأسود، و عمرو أبوه الذي ولده، و قال بعض الأشياخ: عن إسماعيل بن عيّاش: أنه رأى قوما من آل عباد بن جحدر من بهراء فقال: هؤلاء آل المقداد بن عمرو صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و المقداد يكنّى أبا معبد، و قال الزهري: هند بنت الحارث القرشية كانت تحت معبد بن المقداد الكندي، و هو حليف بني زهرة.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو المعمر مسدّد بن علي بن عبد اللّه الحمصي، أنا أبي، نا عبد الصّمد بن سعيد الحمصي قال في تسمية من نزل حمص من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم: المقداد بن الأسود الكندي، أبو معبد، المقداد (4) بن عمرو الكندي، حليف لقريش الأسود بن عبد يغوث الزهري، و يقال: المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة بن بهراء بن عمرو، و هو بدري، و عمرو أبو المقداد حالف كندة، فلذلك يقال كندي، و حالف المقداد الأسود بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة، و تبنّى الأسود بن

ص: 151


1- الأصل، و م، و د، و «ز»: الغلابي.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن د، و م، و «ز»، و كتب فوق الفقيه الأخيرة في «ز»: صح.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك لتقويم السند عن د، و «ز»، و م.
4- في «ز»: المقدام.

عمرو، و عمرو أبوه الذي ولده، و المقداد حليف بني زهرة، و كذلك ذكره المشيخة، و سمعت محمّد بن عوف يقول: المقداد يكنى أبا معبد، و قد أعقب، و كان يصفر لحيته، و مات بالجرف (1)،و هو ابن سبعين سنة أو نحوها، فحمل على رقاب الرجال حتى دفن بالمدينة، و صلّى عليه عثمان بن عفّان، و كذلك قال محمّد (2) بن هارون بن بلال، عن سليمان بن عبد الرّحمن.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح المحاملي، أنا أبو الحسن الدار قطني قال:

دهير (3) بن لؤي بن ثعلبة بن مالك بن الشريد بن أبي أهون بن أبي قابس بن دريم بن القين بن أهود بن بهراء، و من ولده: المقداد بن الأسود صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلم، و هو المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة بن ثمامة بن مطرود بن عمرو بن سعد بن دهير، ذكر نسبه أبو سعيد السكري عن ابن حبيب عن هشام بن الكلبي، و ذكره أيضا أبو جعفر الطبري بهذا النسب، و قال: قال بعضهم: هو ابن سعد بن زهير.

أنبأنا أبو محمّد حمزة بن العباس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن الفضل، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا أبو سعيد بن يونس قال:

المقداد بن عمرو البهراني، حليف بني زهرة، يكنى أبا معبد، صحابي، شهد فتح مصر، و غزا إفريقية أيضا مع عبد اللّه بن سعد سنة سبع و عشرين، روى عنه من أهل مصر:

سفيان بن صهابة المهري، و شريك بن سمي الغطيفي، و أبو المعارك الواداني، فقال: توفي بالمدينة سنة ثلاث و ثلاثين.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنبأ أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال (4):

أبو الأسود، و يقال: أبو معبد، المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة بن ثمامة ابن مطرود بن عمرو بن زهير بن لؤي بن ثعلبة بن مالك بن الشريد بن هود بن قابس بن در بن

ص: 152


1- الأصل و م: الحرق، و في د و «ز»: الحرف، و المثبت عن أسد الغابة، و الجرف: موضع على ثلاثة أميال من المدينة نحو الشام (معجم البلدان).
2- الأصل:«أبو محمد».
3- الأصل و د: زهير، و المثبت عن م و «ز».
4- الأسامي و الكني للحاكم النيسابوري 360/1 رقم 290.

القين بن أهوذ بن بهراء بن الحاف بن قضاعة، و يقال: ابن الشريد بن الحاف بن قضاعة البهراني الكندي، و كان في حجر الأسود بن عبد يغوث الزهري، فنسب إليه، و هو الأسود بن عبد يغوث، فاستلاطه - يعني - قرّبه و ألزقه به، و يقال: الأسود بن أبي قيس بن عبد مناف بن زهرة، له صحبة من النبي صلى اللّه عليه و سلم، يعدّ في أهل الحجاز، و كان ممن شهد معه عليه الصلاة و السلام بدرا (1).

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده قال: مقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة الكندي، حليف بني زهرة بن كلاب بن مرة، أبو معبد (2)،و كان في حجر الأسود بن عبد يغوث الزهري، فنسب إليه، مات (3) في زمن عثمان سنة ثلاث و ثلاثين، و هو ابن سبعين سنة، و صلّى عليه عثمان، و كان شهد بدرا، عداده في أهل الحجاز، روى عنه علي بن أبي طالب، و عبد اللّه بن مسعود، و طارق بن شهاب، و عبيد اللّه بن عدي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل المقدسي (4)،أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال:

المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة بن ثمامة بن مطرود بن عمرو بن زهير (5)ابن لؤي بن ثعلبة بن مالك بن الشريد بن أبي أهون بن قابس بن دريم بن القين بن أهوذ بن بهراء قضاعة، أبو معبد، و يقال: أبو الأسود البهراني الكندي، المديني، شهد بدرا، كان في حجر الأسود بن عبد يغوث الزهري، فنسب إليه، و قيل: المقداد بن الأسود لأنه تبنّاه، سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم، روى عنه عبد اللّه بن عدي في أول الديات، و في باب من شهد بدرا من الملائكة، و يقال: مات قبل عثمان بن عفّان، ذكره البخاري في الصغير، و قال الذهلي: قال يحيى بن بكير و الواقدي: مات سنة ثلاث و ثلاثين، و سنّه نحو من سبعين سنة، و قال خليفة و ابن نمير: مات سنة ثلاث و ثلاثين، و قال عمرو بن علي: مات في خلافة عثمان، و هو ابن سبعين سنة.

أنبأنا أبو سعد المطرز، و أبو علي الحدّاد، قالا: قال أبو نعيم الحافظ: المقداد بن

ص: 153


1- قوله:«و كان ممن شهد معه عليه الصّلاة و السلام بدرا» ليس في الأسامي و الكنى هنا.
2- في د: أبو مرة.
3- سقطت من د.
4- أقحم بعدها بالأصل: بن مسعود.
5- في «ز»: دهير.

الأسود الكندي، حليف لبني زهرة، مهاجري أولي، بدري، يكنى أبا معبد، و قيل: أبو عمرو، و هو المقداد بن عمرو بن ثعلبة، و يسمى ابن الأسود لأن الأسود بن عبد يغوث حالفه و تبنّاه، كان آدم، أبطن (1)،أصفر اللحية، أقنى، طويلا، مات بالجرف (2)،و دفن بالمدينة، و هو ابن سبعين سنة، و صلى عليه عثمان بن عفّان سنة ثلاث و ثلاثين، و كان من بهراء، فأصاب فيهم دما، فهرب إلى كندة، فحالفهم، ثم أصاب فيهم دما، فهرب إلى مكة فحالف الأسود بن عبد يغوث الزهري، روى عنه من الصحابة: علي، و ابن عبّاس، و المستورد بن شداد، و طارق بن شهاب، و سعيد بن العاص، و السائب بن يزيد، و من التابعين: عبد الرّحمن بن أبي ليلى، و ميمون بن أبي شبيب، و همّام بن الحارث، و أبو معمر، و عبيد اللّه بن عدي بن الخيار، و جبير بن نفير، و سليمان بن عامر، آخى النبي صلى اللّه عليه و سلم بينه و بين عبد اللّه بن رواحة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (3):

أما دهير، بفتح الدال و كسر الهاء، فهو المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة بن ثمامة بن مطرود بن عمرو بن دهير بن لؤي بن ثعلبة بن مالك بن الشريد بن أبي أهون بن قابس بن دريم بن القين بن أهوذ بن بهراء، و هو المعروف بالمقداد بن الأسود، لأن الأسود ابن عبد يغوث تبنّاه، فنسب إليه، ذكر ذلك ابن الكلبي، و الطبري، و قال بعضهم: إنه زهير.

أخبرنا أبو بكر بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين (4) بن الفهم.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (5)،نا ابن أبي الدنيا، قالا: ثنا محمّد بن سعد (6)،أنا محمّد بن عمر، نا موسى بن يعقوب، عن عمّته، عن أمّها كريمة بنت المقداد أنها وصفت أباها لهم فقالت: كان

ص: 154


1- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م، يريد أنه كان ذا بطن، أي عظيمها و الصواب أن يقال: بطين، و قد جاء في تهذيب الكمال عن ابنته تصف أباها: آدم ذا بطن.
2- الأصل و م و د، و «ز»: بالحرف.
3- الاكمال لابن ماكولا 340/3.
4- تحرفت بالأصل و م، و د، و «ز» إلى: الحسن.
5- تحرفت بالأصل و م و د، و «ز» إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
6- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 163/3.

رجلا طوالا، و قال ابن أبي الدنيا: طويلا - آدم، ذا بطن، كثير شعر الرأس، يصفّر لحيته، و هي حسنة ليست بالعظيمة و لا بالخفيفة، أعين، مقرون الحاجبين، أقنى.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي - قراءة - أنا أحمد بن سعيد بن الفضل - إجازة - نا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، أنا المدائني قال: كان المقداد بن الأسود كثير الشعر، مقرون الحاجبين، يصفّر لحيته.

أنبأنا أبو علي الحدّاد و غيره، أنا أبو بكر بن ريذة، أنا سليمان بن أحمد، نا أبو الزنباع [روح] (1) بن الفرج، نا سعيد بن عفير [نا] (2) بن لهيعة، عن يزيد [بن أبي حبيب] (3)،عن شماسة، عن سفيان بن صهابة المهري قال: كنت صاحبا للمقداد بن الأسود في الجاهلية، و كان رجلا من بهراء، فأصاب منهم دما، فهرب إلى كندة، فحالفهم، ثم أصاب بهم دما فهرب إلى مكة، فحالف الأسود بن عبد يغوث.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو عثمان الصابوني، أنا أبو سعيد محمّد بن عبد اللّه ابن حمدون، أنا أبو حامد بن الشرقي، أنا العباس بن محمّد الدوري، و أبو الأزهر بن الحارث البغدادي، قالوا: أنا يحيى بن أبي بكير العبدي (4)،نا زائدة، عن عاصم بن أبي النجود، عن زرّ بن حبيش، عن عبد اللّه بن مسعود (5):قال (6).

كان أول من أظهر إسلامه بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: أبو بكر، و عمّار، و أمّه سميّة، و صهيب، و بلال، و المقداد، فأمّا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فمنعه اللّه بقومه (7)،و أما سائرهم فأخذهم المشركون، فألبسوهم أدراع الحديد، قال أبو الأزهر: دروع الحديد، فقد صهروهم (8) في الشمس، فما منهم أحد إلاّ و قد أتاهم على ما أرادوا إلاّ بلال، فإنه هانت نفسه عليه في اللّه عزّ

ص: 155


1- سقطت من الأصل، و استدركت عن د، و «ز»، و م.
2- سقطت من الأصل و استدركت لتقويم السند عن د، و «ز»، و م.
3- استدركت الزيادة للإيضاح عن د، و «ز»، و م.
4- بالأصل:«أنا يحيى أبا بكر العبدي» صوبنا الاسم عن د، و «ز»، و م.
5- قوله:«عن عبد اللّه بن مسعود» سقط من د.
6- اللفظة غير غير واضحة بالأصل و د، و «ز»، و م، و تقرأ:«بل».
7- كذا بالأصل و «ز»، و م، و د، و العبارة في المختصر:«فأما رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فمنعه اللّه عزّ و جل بعمه أبي طالب، و أما أبو بكر فمنعه اللّه بقومه» و هذا أشبه.
8- بالأصل:«فقد ظهر و ظهروهم» و في د، و م، و «ز»: «ظهروهم» و المثبت عن المختصر.

و جلّ، و هان عليه قومه، فأخذوه فأعطوه الولدان و جعلوا يطوفون به في شعاب مكة و هو يقول: أحد أحد.

قال أبو حامد الشرقي: سمعت العباس يقول: قال لي يحيى بن معين: لم نسمع هذا الحديث إلاّ من يحيى بن أبي بكير.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، أنا أبي سمعت يحيى بن معين قال: حديث يحيى بن بكير عن... (1) ابن عاصم عن زر بن عبد اللّه: أول من أظهر إسلامه سبعة: قال ففي هذا باطل، إنّما هو من حديث منصور عن مجاهد، هكذا يقول.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، عن أبي القاسم بن البسري، و أبو محمّد، و أبو الغنائم، ابنا أبي (2) عثمان، و أحمد بن محمّد بن إبراهيم القصاري، و عاصم بن الحسن، و الحسين بن أحمد بن محمّد بن طلحة، قالوا: أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي، نا عبيد بن داود، حدّثني حجّاج، عن ابن جريج، عن عكرمة:

وَ أَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخٰافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلىٰ رَبِّهِمْ (3) قال: أتى شيبة و عتبة ابنا ربيعة و نفر معهما،- سمّاهم - أبا طالب، فقالوا: لو أنّ ابن أخيك محمّد (4) يطرد موالينا و حلفاءنا فإنّما هم عبيدنا و عسفاؤنا (5)،كان أعظم في صدورنا و أطوع له عندنا، فأتى أبو (6) طالب النبي صلى اللّه عليه و سلم يحدّثه بالذي كلموه، فأنزل اللّه تعالى: وَ أَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخٰافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلىٰ رَبِّهِمْ وَ لاٰ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدٰاةِ وَ الْعَشِيِّ (7) قال: و كانوا: بلالا (8)،و عمّار بن ياسر مولى أبي حذيفة بن المغيرة، و سالم مولى أبي حذيفة بن عتبة، و صبيح مولى أسيد، و من الخلفاء ابن مسعود، و المقداد بن عمرو و غيرهم.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان

ص: 156


1- بياض بالأصل و م، و د، و «ز».
2- بالأصل:«أنا أبو عثمان» صوبناه عن د، و «ز»، و م.
3- سورة الأنعام، الآية:51.
4- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م، و الوجه: محمدا.
5- عسفاء جمع عسيف، و هو الأجير المستهان به.
6- بالأصل و م، و «ز»: «أبا طالب» و التصويب عن د.
7- سورة الأنعام، الآية:52.
8- الأصل و م و د، و «ز»: بلال.

ابن أحمد، أنا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس بن بكير، عن محمّد بن إسحاق قال (1) في تسمية من هاجر الهجرة الأولى إلى أرض الحبشة من مكة من بني زهرة: المقداد بن عمرو حليف لهم، و كان يقال له: المقداد بن الأسود بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة، و ذلك أنه كان تبنّاه، و حالفه.

أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن عيسى السعدي، أنا عبيد اللّه بن محمّد بن محمّد بن بطّة قال: قرئ على أبي القاسم البغوي، حدّثني زهير بن محمّد، نا أحمد بن أيوب (2)،نا إبراهيم بن سعد، عن سليمان بن عمرو الأنصاري عن رجل من قومه يقال له الضّحّاك:- و كان عالما - أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم آخى بين المقداد بن عمرو، و عبد اللّه بن رواحة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي أنا القاضي أبو القاسم علي بن الحسين الشافعي، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن خشنام المالكي، نا أبو يزيد خالد بن النضر القرشي، نا محمّد بن عبد الأعلى، نا معتمر بن سليمان، نا أبي قال:

بلغنا أنه خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من المدينة خرجة أخرى، فبلغ ودّان (3)،فنزل و بعث ستين راكبا من المهاجرين، ليس فيهم من الأنصار أحد، و أمّر عليهم عبيدة بن الحارث بن المطّلب، و أمره أن يسير إلى جيش المشركين، فإنهم قد خرجوا من مكة و كان معهم المقداد ابن الأسود، فكتب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: إن المشركين قد خرجوا من مكة يريدون أن يسيروا إلى تهامة، و يدنوا من المدينة، و يرجعوا، فلذلك بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عبيدة بن الحارث و الذين معه، فالتقوا بثنية المرأة (4)،فارتموا بالنبل، فانحاز المسلمون على حامية، حتى هبطوا من الثنية، ثم انكفأ بعضهم على بعض، و رمى يومئذ سعد بن أبي وقّاص بأسهم في أعداء اللّه، فأصاب بكل سهم رمى به رجلا، و كان أوّل من رمى بسهم في سبيل اللّه، و يومئذ لحق المقداد بالمسلمين، و كان خرج في جيش المشركين، فتوصل بهم ليلحق بنبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم،

ص: 157


1- سيرة ابن إسحاق ص 206 رقم 302.
2- رواه من طريق أحمد بن محمد بن أيوب المزي في تهذيب الكمال 350/18 طبعة دار الفكر.
3- ودان: قرية جامعة من نواحي الفرع، بينها و بين هرشى ستة أميال و بينها و بين الأبواء نحو من ثمانية أميال (معجم البلدان).
4- كذا بالأصل، و م، و د، و «ز»، و جاء في معجم البلدان: ثنية المرة بفتح الميم و تخفيف الراء، كأنه تخفيف المرأة من النساء و ذكر خبر سرية عبيدة بن الحارث، لكنه قال: في ثمانين راكبا.

ففعل ذلك حتى لقي المسلمين، فرجع المسلمون إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقدموا المدينة، فأقاموا بها ما شاء اللّه.

حدّثنا أبو [الحسن] (1) السّلمي الفقيه - لفظا - و أبو القاسم بن عبدان - قراءة - قالا: أنا علي ابن محمّد بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم علي بن يعقوب، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن عائذ قال: و أخبرني الوليد بن مسلم، عن عبد اللّه بن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة قال في تسمية من شهد بدرا: المقداد بن عمرو من بهراء.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أبو الحسن علي بن إسحاق بن البغدادي، نا جعفر بن سليمان، نا إبراهيم بن المنذر، نا محمّد بن فليح، عن موسى بن عقبة قال: قال ابن شهاب.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عتّاب، أنا القاسم بن عبد اللّه بن المغيرة، نا إسماعيل بن أبي أويس، نا إسماعيل بن إبراهيم، عن عمّه موسى بن عقبة (2)،عن ابن شهاب قال: كان ممن شهد بدرا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من بني زهرة بن كلاب: المقداد بن عمرو، حليف لهم، و في رواية ابن الأكفاني: ابن الأسود.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق في تسمية من شهد بدرا من حلفاء بني زهرة: المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة بن ثمامة بن مطرود بن عمرو بن زهير بن سعد بن الحارث بن الهذيل البهراني.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنا أبو طاهر الثقفي، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر الرّزّاز، نا عبيد اللّه (3) بن سعد، نا عمّي، عن أبيه، عن ابن إسحاق في تسمية من شهد بدرا من حلفاء بني زهرة: المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن ربيعة بن ثمامة بن مطرود.

ص: 158


1- سقطت من الأصل و استدركت عن د، و «ز»، و م.
2- الأصل و م و د، و «ز»: عيينة، خطأ، و الصواب ما أثبت، راجع ترجمة محمد بن مسلم بن عبيد اللّه الزهري في تهذيب الكمال 220/17.
3- الأصل: عبيد، و المثبت عن د، و «ز»، و م.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا عبد الوهّاب بن أبي حيّة، نا محمّد بن شجاع البلخي، نا محمّد بن عمر الواقدي (1) قال في تسمية من شهد بدرا من حلفاء بني زهرة: المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة بن ثمامة بن مطرود بن زهير بن ثعلبة بن مالك بن الشريد بن قابس (2) بن دريم بن القين بن أهود ابن بهراء، و هو الذي كان يقال له: المقداد بن الأسود بن عبد يغوث بن عبد بن الحارث بن زهرة.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح ابن أحمد، حدّثني أبي قال: المقداد بن الأسود الكندي من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و كان بدريا (3).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه أحمد، حدّثني أبي، نا عبد الصّمد، نا حمّاد بن ثابت، عن أنس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم شاور الناس يوم بدر، فتكلم أبو بكر، فأعرض عنه [ثم تكلم عمر، فأعرض عنه] (4) فقالت الأنصار: يا رسول اللّه، فقال المقداد بن الأسود: و الذي نفسي بيده لو أمرتنا أن نخيضها البحر لأخضناها، و لو أمرتنا أن نضرب أكبادها إلى برك الغماد (5) فعلنا، فشأنك يا رسول اللّه، و ذكر الحديث.

هذا الكلام محفوظ لسعد بن عبادة (6) الأنصاري، فأمّا المقداد فله كلام آخر، و هو قوله: لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى (7)،و ليس بأنصاري.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن الحسن بن محمّد، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد الأسدي الأكفاني، نا أبو عبد اللّه مخلد بن محمّد بن حفص

ص: 159


1- المغازي للواقدي 155/1.
2- في المغازي:«فأس» و مرّ: فائش.
3- تاريخ الثقات للعجلي ص 438 رقم 1626.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك للإيضاح عن د، و «ز»، و م.
5- برك الغماد: موضع في أقاصي أرض هجر،(انظر معجم البلدان).
6- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م، و قد أخرج كلامه في مسند أحمد(438/3 حديث 13295) ط دار الفكر و أخرجه مسلم في الجهاد(1779).
7- أخرجه أحمد في مسنده:(437/3 حديث 13295).

العطار، نا حمدان بن عمر، نا أبو النضر، ثنا الأشجعي، عن سفيان، عن مخارق، عن طارق ابن شهاب، عن عبد اللّه بن مسعود قال: جاء المقداد يوم بدر و هو على فرس فقال: يا رسول اللّه، لا أقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: فَاذْهَبْ أَنْتَ وَ رَبُّكَ فَقٰاتِلاٰ إِنّٰا هٰاهُنٰا قٰاعِدُونَ (1)،و لكن امض فإنّا معك مقاتلون، قال: و كأنه سرّي عنه.

أخرجه البخاري عن حمدان بن عمر.

أخبرناه عاليا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، و أبو محمّد جناح بن بدير بن جناح المحاربي - بالكوفة - قالا: أنا أبو جعفر محمّد بن علي بن دحيم، نا أحمد بن حازم بن أبي غرزة، أنا عبيد اللّه بن موسى، و أبو نعيم، قالا: نا إسرائيل عن طارق بن شهاب قال: سمعت ابن مسعود يقول: شهدت من المقداد مشهدا لأن أكون صاحبه كان أحبّ إليّ مما عدل به إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم و هو يدعو على المشركين فقال: لا نقول لك كما قال قوم (2) موسى لموسى:(اذهب أنت و ربك فقاتلا إنّا هاهنا قاعدون) و لكن نقاتل عن يمينك و عن شمالك و من بين يديك و من خلفك، قال: فرأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و قد أشرق لذلك و سرّه.

رواه البخاري عن أبي نعيم.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي الواعظ، أنا أبو بكر بن حمدان، أنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا عمرو بن محمّد أبو سعيد - يعني - العنقزي (3) أنا إسرائيل [و أسود بن عامر، نا إسرائيل قال: و نا أبو نعيم نا إسرائيل] (4) عن مخارق عن طارق بن شهاب قال: قال عبد اللّه: لقد شهدت من المقداد - قال أبو نعيم: بن الأسود - مشهدا لأن أكون أنا أصاحبه أحبّ إليّ مما عدل به إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو يدعو على المشركين، قال:

و اللّه يا رسول اللّه لا نقول كما قالت بنو إسرائيل: فَاذْهَبْ أَنْتَ وَ رَبُّكَ فَقٰاتِلاٰ إِنّٰا هٰاهُنٰا قٰاعِدُونَ ،و لكن نقاتل عن يمينك و عن يسارك و من بين يديك و من خلفك، فرأيت وجه

ص: 160


1- سورة المائدة، الآية:24 و في التنزيل العزيز: فاذهب.
2- كتبت فوق الكلام بين السطرين في «ز».
3- إعجامها مضطرب بالأصل و د، و «ز»، و م و تقرأ: العبقري، و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 14/ 328.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك لتقويم السند عن د، و «ز»، و م.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يشرق و سرّ بذلك، قال أسود: فرأيت وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يشرق لذلك و يسرّه ذلك، قال أبو نعيم: فرأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أشرق وجهه و سرّه ذاك (1).

أخبرنا أبو القاسم يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا خيثمة بن سليمان، و محمّد بن علي الكوفي، قالا: نا أحمد بن حازم الغفاري، نا عبيد اللّه بن موسى، و أبو نعيم.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا أبو محمّد الكتاني، أنا تمام بن محمّد، و أبو محمّد بن أبي نصر، و أبو بكر القطّان، و أبو نصر بن الجندي، و أبو القاسم بن أبي العقب.

ح و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبي أبو العباس، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، قالوا: أنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو زرعة، نا أبو نعيم، قالا: نا إسرائيل، عن مخارق، عن طارق بن شهاب قال: قال ابن مسعود: شهدت - و في حديث أبي زرعة: لقد شهدت - من المقداد بن الأسود مشهدا لأن [أكون] (2) صاحبه أحبّ إليّ ما عدل به إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم و هو يدعو على المشركين، فقال: لا نقول لك كما قال قوم موسى لموسى: فَاذْهَبْ أَنْتَ وَ رَبُّكَ فَقٰاتِلاٰ إِنّٰا هٰاهُنٰا قٰاعِدُونَ ،و لكن نقاتل عن يمينك و عن شمالك و من بين يديك، و من خلفك، قال: فرأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أشرق لذلك و سرّه، و في حديث (3) قال: فرأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم أشرق وجهه لذلك.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (4)،نا عبيدة بن حميد، عن المخارق بن عبد اللّه الأحمسي، عن طارق بن شهاب قال: قال عبد اللّه بن مسعود: لقد شهدت من المقداد مشهدا لأن أكون أنا صاحبه أحب إليّ مما على الأرض من شيء، قال: أتى النبي صلى اللّه عليه و سلم فكان رجلا فارسا، قال:

فقال: أبشر يا نبي اللّه، و اللّه لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: فَاذْهَبْ أَنْتَ وَ رَبُّكَ فَقٰاتِلاٰ إِنّٰا هٰاهُنٰا قٰاعِدُونَ ،و لكن و الذي بعثك بالحق لنكونن بين يديك و عن يمينك و عن شمالك و من خلفك، حتى يفتح اللّه عزّ و جل عليك.

رواه النووي عن مخارق فلم يذكر ابن مسعود.

ص: 161


1- رواه أحمد بن حنبل في المسند 38/2 رقم 3698 طبعة دار الفكر.
2- زيادة لازمة للإيضاح عن د، و «ز»، و م.
3- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م.
4- رواه أحمد بن حنبل في المسند 180/2 رقم 4376 طبعة دار الفكر.

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا الحسن بن علي، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه أحمد، حدّثني أبي، نا وكيع، نا سفيان، عن مخارق بن عبد اللّه الأحمسي، عن طارق أن المقداد قال لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم بدر: يا رسول اللّه، إنّا لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: فَاذْهَبْ أَنْتَ وَ رَبُّكَ فَقٰاتِلاٰ إِنّٰا هٰاهُنٰا قٰاعِدُونَ ،و لكن اذهب أنت و ربك فقاتلا إنا معكم مقاتلون.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، أنبأ أبو نعيم الحافظ، نا سليمان بن أحمد (1) نا بكر بن سهل، نا عبد اللّه بن يوسف، نا ابن لهيعة، ثنا يزيد بن أبي حبيب، عن أسلم (2) أبي (3) عمران حدّثه أنه سمع أبا أيوب الأنصاري يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و نحن بالمدينة:«إنّي أخبرت عن عير أبي سفيان أنها مقبلة، فهل لكم أن نخرج قبل هذه العير؟ لعل اللّه أن يغنمناها»، فقلنا: نعم، فخرج و خرجنا، فلما سرنا يوما أو يومين قال لنا:«ما ترون في القوم، فإنهم قد أخبروا بمخرجكم؟» فقلنا: لا و اللّه ما لنا طاقة بقتال العدو و لكنا أردنا العير، ثم قال:«ما ترون في قتال القوم؟» فقلنا مثل ذلك، فقال المقداد بن عمرو: إذا لا نقول لك يا رسول اللّه كما قالت قوم موسى لموسى: فَاذْهَبْ أَنْتَ وَ رَبُّكَ فَقٰاتِلاٰ إِنّٰا هٰاهُنٰا قٰاعِدُونَ ،قال: فتمنينا معشر الأنصار أن لو قلنا كما قال المقداد أحب إلينا أن يكون لنا مال عظيم، فذكر حديثا طويلا.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، نا أحمد بن إبراهيم بن روزبه التستري، نا أبو حاتم الرّازي، نا بشر بن محمّد بن أبان بن مسلم السكري أبو أحمد الواسطي، نا عمر بن أبي زائدة، عن ابن إسحاق، عن البراء بن عازب قال: لم يكن فينا يوم بدر فارس إلاّ المقداد بن الأسود.

قوله فينا: يعني المسلمين لأن البراء شهد بدرا.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن عبيد اللّه الخرقي - ببغداد - نا حمزة بن محمّد بن العباس، نا الحسن بن سلام، نا مسلم بن إبراهيم، نا عمر، يعني (4) ابن أبي زائدة، نا أبو إسحاق عن البراء بن عازب قال: لم يكن يوم بدر فارس غير المقداد بن الأسود.

ص: 162


1- رواه سليمان بن أحمد الطبراني في المعجم الكبير 174/4 رقم 4056.
2- استدركت على هامش د.
3- الأصل:«أن» و التصويب عن د، و «ز»، و م، و المعجم الكبير.
4- بالأصل:«نا» و المثبت «يعني» عن د، و م، و «ز».

أخبرنا أبو [علي] (1) الحسين بن المظفّر، أنا الحسن بن علي الجوهري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي الواعظ.

قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا عبد الرّحمن بن مهدي، عن سعيد، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب، عن علي قال: ما كان فينا فارس يوم بدر غير المقداد، و لقد رأيتنا و ما فينا إلاّ نائم إلاّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم تحت شجرة يصلي و يبكي حتى أصبح.

قال: و ثنا أبي (2)،نا محمّد بن جعفر، نا شعبة عن (3) أبي إسحاق قال: سمعت حارثة ابن مضرب يحدّث عن علي [قال:] (4) لقد رأيتنا ليلة بدر و ما فينا إلاّ نائم، إلاّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فإنه كان يصلي إلى شجرة، و يدعو حتى أصبح، و ما كان منا فارس يوم بدر غير المقداد ابن الأسود.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء (5)،نا منصور بن الحسين، و أحمد بن محمود، قالا: أنا أبو بكر [بن] (6) المقرئ، نا جعفر بن محمّد بن عتيب بن السري السكري، نا أبو عبد اللّه محمّد بن الحسن البستي، نا أمية بن خالد، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن حارثة ابن مضرب، عن علي قال: رأيتنا يوم بدر و ما فينا فارس إلاّ المقداد.

أخبرناه أبو نصر محمّد بن حمد بن عبد اللّه الكبريتي، أنا أبو مسلم محمّد بن علي بن مهرابرد، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو عروبة الحراني، نا محمّد بن بشار (7)،و محمّد بن المثنى، قالا: نا جعفر بن محمّد، نا شعبة قال: سمعت أبا إسحاق يحدّث عن حارثة بن مضرب، عن علي قال: ما كان منّا فارس يوم بدر غير المقداد.

أخبرنا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ص: 163


1- زيادة عن د، و «ز»، و م.
2- رواه أحمد بن حنبل في المسند 1291/1 رقم 1161 طبعة دار الفكر.
3- الأصل و م، و د، و «ز»: «بن» و التصويب عن المسند.
4- زيادة عن المسند.
5- في م:«بن الرحال» و بالأصل، و «ز»: «بن أبي الرحال» و التصويب عن د.
6- زيادة عن د، و «ز»، و م.
7- الأصل:«الاستار» و المثبت عن د، و «ز»، و م.

ح و أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنبأ إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ قالا (1):أنا أبو يعلى، نا عبيد اللّه - يعني - ابن (2) عمر القواريري، نا يحيى بن سعيد، نا شعبة، نا أبو إسحاق، عن حارثة بن مضرب، عن علي قال: لم يكن فارس يوم بدر غير المقداد.

أخبرنا أبو سهل بن سعدوية، أنا إبراهيم، أنا ابن المقرئ، نا أبو يعلى، نا زهير (3)، نا ابن مهدي، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب عن علي قال: ما كان فينا فارس يوم بدر غير المقداد، و لقد رأيتنا و ما فينا إلاّ نائم، إلاّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يصلي تحت شجرة و يبكي حتى أصبح.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو الحسين بن مكي المصري، نا أبو الحسين عبد الكريم بن أحمد بن علي بن أبي حدار الصوّاف، ثنا أبو القاسم الحسين بن محمّد بن داود، مأمون العدل، نا محمّد بن هشام بن شبيب (4) ابن أبي خيرة (5) السدوسي، نا ابن أبي عدي.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن عبيد اللّه بن أحمد بن علي - خطيب خسروجرد - ثنا أبو القاسم إسماعيل بن زاهر الكلبي، ثنا - إملاء-.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، قالا: نا أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف الأصبهاني، أنبأ أبو سعيد أحمد بن محمّد بن زياد البصري - بمكة - أنا الحسن بن محمّد الزعفراني، نا محمّد بن أبي عدي عن (6) شعبة، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب أن عليا قال: قد رأيتنا ليلة بدر و ما منّا أحد إلاّ و هو نائم إلاّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فإنه كان يصلّي إلى شجرة يدعو حتى أصبح، و لقد رأيتنا و ما فينا فارس إلاّ المقداد - و في حديث الزعفراني: و لقد رأيتنا و ما فينا فارس إلاّ المقداد-.

ص: 164


1- الأصل: قال، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
2- تحرفت بالأصل و م و د، و «ز» إلى:«عن» راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 442/11.
3- غير واضحة بالأصل، و قد تقرأ: وهب، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
4- بالأصل و م و د، و «ز»: بن أبي شبيب.
5- بالأصل: حمزة، و إعجامها مضطرب في «ز» و د، و م و تقرأ:«حبره» و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 295/17 طبعة دار الفكر.
6- تحرفت بالأصل إلى: بن، و المثبت عن د، و «ز»، و م.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو القاسم الخرقي - ببغداد - أنبأ حمزة بن محمّد، ثنا الحسن بن سلام، نا أبو غسّان مالك بن إسماعيل النهدي، نا زهير، نا أبو إسحاق قال: سمعت عامر الشعبي قال: قال علي: ما كان فينا فارس يوم بدر غير المقداد على فرس أبلق.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن (1) بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو القاسم بن أبي حية، أنا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر الواقدي (2)،حدّثني موسى بن يعقوب عن عمّته عن أبيها، عن ضباعة بنت الزبير، عن المقداد بن عمرو قال: كان معي فرس (3) يوم بدر يقال له سبحة.

كتب إليّ أبو عبد اللّه بن الحطاب (4)،أنا أبو الفضل السعدي، أنا أبو بكر عبد اللّه العكبري قال: قرى على عبد اللّه بن محمّد، حدّثني أحمد بن منصور المروزي، نا يعقوب ابن محمّد، نا أبو القاسم [عن] (5) أبي الزناد، عن موسى بن يعقوب، عن عمّته قريبة بنت عبد اللّه، عن أمّها كريمة ابنة المقداد بن الأسود، عن أبيها قال: شهدت بدرا على فرس يقال له سبحة، فضرب لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بسهم و لفرسي بسهم، فكان لي سهمان.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (6)،أنا حجين بن المثنّى و قتيبة بن سعيد قالا: أنا الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال عن (7)يزيد بن رومان أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لم يكن معه يوم بدر إلاّ فرسان: فرس عليه المقداد بن عمرو حليف الأسود خال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و فرس لمرثد بن أبي مرثد الغنوي حليف حمزة بن عبد المطّلب، و كان مع المشركين يومئذ مائة فرس.

قال: قال قتيبة في حديثه: كانت ثلاثة أفراس: فرس عليه الزبير بن العوّام.

ص: 165


1- تحرفت بالأصل و م، و د، و «ز» إلى: الحسين، و السند معروف.
2- مغازي الواقدي 27/1.
3- تقرأ بالأصل و م و د، و «ز»: قوس، و التصويب عن المغازي.
4- تحرفت بالأصل و د، و «ز»، و م إلى: الخطاب.
5- زيادة لازمة عن د، و «ز»، و م.
6- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 24/2 في خبر غزوة بدر.
7- تحرفت بالأصل و د، و م، و «ز» إلى:«بن» و المثبت عن ابن سعد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد [أنا أحمد] (1) بن عبد الجبّار، نا يونس بن بكير، عن يونس بن عمرو، عن أبيه قال: كان المقداد بن الأسود فارس رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم بدر على فرس.

قال: و أخبرنا أبو الحسين رضوان بن أحمد، أنا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس بن بكير، عن عبد الرّحمن بن عبد اللّه، عن القاسم - يعني - ابن عبد الرّحمن أنه كان أوّل من غزا به فرس في سبيل اللّه: المقداد بن الأسود.

أخبرنا (2) أبو المعالي محمّد بن يحيى بن علي القرشي القاضي، أنا أبو الحسن محمّد ابن عبد اللّه بن علي بن أبي داود الفارسي - بمصر - نا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل بن نظيف الفرّاء - إملاء - نا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن أحمد السمعي (3)،نا محمّد بن يونس بن موسى السامي، نا عثمان بن عمر، نا المسعودي عن القاسم بن عبد الرّحمن قال: أول من أفشى القرآن بمكة في زمن النبي صلى اللّه عليه و سلم عبد اللّه بن مسعود، و أوّل من بنى مسجدا يصلى فيه عمّار، و أوّل من أذّن بلال، و أوّل من غزا في سبيل اللّه المقداد، و أوّل من رمى بسهم في سبيل اللّه سعد، و أوّل من قتل من المسلمين مهجع مولى عمر بن الخطّاب.

أخبرنا أبو نصر محمّد بن حمد (4) الكبريتي، أنا محمّد بن علي بن مهرابزد، نا محمّد ابن إبراهيم بن المقرئ، نا أبو عروبة، نا محمّد بن معدان، نا أبو عبد الرّحمن المقرئ، نا المسعودي، عن القاسم بن عبد الرّحمن قال: أوّل من غدا به فرسه في سبيل اللّه: المقداد بن عمرو.

أخبرنا خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى بن علي، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الخلعي، أنا أبو العباس منير بن أحمد الشاهد، نا أبو الحسن علي بن أحمد بن إسحاق، نا أبو عمرو مقدام بن داود بن عيسى بن تليد الرعيني، نا أسد بن موسى، نا المسعودي، عن القاسم قال:

أول من أفشى القرآن فيكم ابن مسعود، و أول من بنى مسجدا يصلى فيه: عمّار بن ياسر، و أوّل من أذّن بلال، و أوّل من عدا به فرسه في سبيل اللّه: المقداد بن الأسود، و أول

ص: 166


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك لتقويم السند عن د، و «ز»، و م.
2- كتب فوقها في د، و «ز»: ملحق.
3- من قوله: بمصر... إلى هنا سقط من م.
4- تحرفت بالأصل إلى: محمد، و المثبت عن د، و «ز»، و م.

من رمى بسهم في سبيل اللّه سعد بن مالك، و أوّل من قتل في سبيل اللّه مهجع بن عبد اللّه مولى عمر بن الخطّاب، و أوّل... (1) مع النبي صلى اللّه عليه و سلم جهينة، و أوّل من أدّى الصدقة طائعين من قبل أنفسهم بنو عذرة بن سعد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الفضل بن خيرون، قالا: أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أحمد بن أسد، نا أبو بكر بن عياش، عن عاصم قال:

إن أول من بايع تحت الشجرة أبو سنان (2) بن وهب، و أوّل من رفعت له راية في الإسلام عبد اللّه بن جحش، و أوّل مال خمّس مال عبد اللّه بن جحش، و أول من قرأ آية من ظهر قلبه عبد اللّه بن مسعود، و أوّل من رمى بسهم في سبيل اللّه سعد بن مالك، و أوّل من قاتل على ظهر فرسه المقداد بن الأسود.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، عن رشأ بن نظيف، أنا أبو علي أحمد بن عمر بن محمّد بن خرشيد قوله - بمصر - أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن علي الضرير القطّان، نا محمّد ابن الوليد البسري، نا محمّد بن جعفر غندر، نا شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير قال:

قتل النبي صلى اللّه عليه و سلم يوم بدر ثلاثة صبرا: عقبة بن أبي معيط، و طعيمة بن عدي، و النّضر بن الحارث قال: و كان المقداد أسر النضر، فلمّا أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بقتله قال: قال المقداد: يا رسول اللّه أسيري، فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«إنه كان يقول في كتاب اللّه و رسوله ما يقول»، فقال:

يا رسول اللّه أسيري، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اللّهمّ أغن المقداد من فضلك»، قال: هذا الذي أردت، قال: ففيه نزلت هذه الآية: «وَ إِذٰا تُتْلىٰ عَلَيْهِمْ آيٰاتُنٰا قٰالُوا قَدْ سَمِعْنٰا [لَوْ نَشٰاءُ] (3) لَقُلْنٰا مِثْلَ هٰذٰا إِنْ هٰذٰا إِلاّٰ أَسٰاطِيرُ الْأَوَّلِينَ» (4).

أنبأنا أبو محمّد بن صابر، أنا سهل بن بشر، أنا أبو القاسم سعيد بن محمّد بن الحسن ابن إدريس الادريسي المقرئ - بصور - نا أبو الحسن علي بن ماشاذة (5)الأصفهاني - بها - نا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن الأسيد الأصبهاني، نا أبو عبد اللّه محمّد بن زكريا الغلابي البصري، نا العباس بن بكّار، نا أبو بكر الهذلي، عن عكرمة عن ابن عبّاس قال:

ص: 167


1- بياض بالأصل و م، و د، و «ز».
2- الأصل:«سيار» و المثبت عن د، و «ز»، و م.
3- زيادة عن د، و «ز»، و م.
4- سورة الأنفال، الآية:31.
5- في م: ما شاد له.

هبط جبريل على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم أحد و قد طرح المسلمون أسلحتهم، و على ثنايا جبريل أثر (1)النقع، فقال: يا محمّد قد طرحتم أسلحتكم و الملائكة تقاتل! من هذا الذي قد حملك على ظهره؟ قال:«هذا طلحة بن عبيد اللّه»، قال: أقره السلام، و أعلمه أنّي لا أراه في هول من أهوال القيامة يوم القيامة إلاّ استنقذته منه، من هذا الذي على البحر الذي يعجب الملائكة من فريه (2)؟قال:«هذا علي بن أبي طالب»، قال: إن هذه المواساة. قال:«إنه مني و أن منه»، قال: و أنا منكما، يا محمّد، من هذا الذي بين يديك يتّقي عليك؟ قال:«هذا عمّار ابن ياسر»، قال: حرمت النار على عمّار، مليء عمّار إيماناً إلى مشاشه (3)،من هذا الذي عن يمينك؟ قال:«هذا المقداد»، قال: إن اللّه يحبه، و يأمرك بحبّه[12417].

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة (4)،نا علي بن محمّد بن أبي سيف، عن سلام بن مسكين، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب قال: كانت راية رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم أحد مرط (5)أسود كان لعائشة، فذكر الحديث، و فيه: و الزبير بن العوّام على الرجال، و يقال: المقداد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا ابن سعد، أنا المعلّى بن أسد، نا محمّد بن حمران، حدّثني أبو سعيد عبد اللّه بن بشير (6)،عن أبي كبشة الأنماري قال:

لما فتح رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مكة كان الزّبير بن العوّام على المجنبة اليسرى، و كان المقداد بن الأسود على المجنبة اليمنى، فلما دخل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هدأ الناس جاءا بفرسيهما، فقام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يمسح الغبار عن وجههما بثوبه ثم قال:«إني قد جعلت للفرس سهمين و للفارس سهما، فمن نقصهما نقصه اللّه»[12418].

[قال ابن عساكر:] (7)الصواب: عبد اللّه بن بشر أبو سعيد الحبراني، كذا كان في الأصل، فأصلحه ابن حيوية بشير.

ص: 168


1- رسمها بالأصل:«أبو» و في م:«أبو» و فوقها ضبة، و في د:«أبو» و المثبت عن المختصر.
2- الأصل:«قربه» و في م:«قوته» و في م:«مريه» و المثبت عن المختصر.
3- المشاش: رءوس العظام اللّينة التي يمكن مضغها، الواحدة: مشاشة (اللسان).
4- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 67.
5- في تاريخ خليفة: مرطا مرحّلا أسود من مراحل كانت لعائشة.
6- الأصل: بشر، و المثبت عن د، و «ز»، و م، و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى أن الصواب: بشر.
7- الزيادة منا.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، نا أبو عبد الرّحمن السّلمي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الصفّار، نا أبو إسحاق السّرّاج، نا عباس النرسي، نا بشر بن المفضل، نا ابن عون، عن عمير بن إسحاق، عن المقداد بن الأسود قال:

استعملني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على عمل، فلما رجعت قال:«كيف وجدت الإمارة؟» قلت:

يا رسول اللّه، ما ظننت إلاّ أن الناس كلهم حولي، و اللّه لا ألي على عمل ما دمت حيا[12419].

أخبرناه عاليا أبو المظفّر بن القشيري، و أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر، قالا: أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو طاهر محمّد بن الفضل بن محمّد بن إسحاق بن خزيمة، أنا جدي أبو بكر، نا محمّد بن عبد اللّه بن بزيع، نا بشر - يعني - ابن المفضّل، نا ابن عون، عن عمير بن إسحاق، عن المقداد بن الأسود:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعثه مبعثا، فلمّا رجع قال:«كيف وجدت نفسك؟» قال: ما زلت حتى ظننت أن معي خولا لي، و أيم اللّه لا أعمل لك على رجلين ما دمت حيا[12420].

أرسله مسدّد عن بشر.

أخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن محمّد الحافظ، أنا أبو منصور بن شكرويه القاضي، أنا أبو بكر بن مردويه الحافظ، أنا أبو بكر محمّد بن (1)عبد اللّه بن إبراهيم، نا معاذ بن المثنّى العنبري، نا مسدّد بن مسرهد، أنا بشر، نا ابن عون، عن عمير بن إسحاق.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعث المقداد بن الأسود بعثا، فلما رجع قال:«كيف وجدت نفسك؟» قال: ما زلت حتى ظننت أنّ من معي خولا (2)لي، و أيم اللّه لا أعمل على رجلين ما دمت حيا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصّقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم ابن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا إبراهيم بن جنيد الختلي، نا علي بن الجعد (3)،نا شيبان النحوي، عن منصور، عن هلال بن يساف، أحسبه قال: بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سرية و أمّر عليهم المقداد، فلمّا رجعوا قال:«كيف وجدت الإمارة يا أبا معبد؟» قال:

ص: 169


1- الأصل و م و د، و «ز»: خولي.
2- قوله:«بن عبد اللّه» كتبتا فوق الكلام بين السطرين في الأصل.
3- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن د، و «ز»، و م.

خرجت يا رسول اللّه و أنا كأحدهم، و رجعت و أنا أراهم كالعبيد لي، قال:«كذلك الإمارة يا أبا معبد إلاّ من وقاه اللّه شرّها»، قال: لا جرم، و الذي بعثك بالحق لا أتأمر على رجلين بعدها.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر محمّد بن العباس، أنا عبد الوهّاب بن أبي حية، أنا محمّد بن شجاع، أنا الواقدي (1)،قال: فحدّثني موسى بن محمّد، عن عاصم بن عمر، عن محمود بن لبيد قال:

نادى: الفزع! الفزع! ثلاثا، ثم وقف واقفا على فرسه حتى طلع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في الحديد مقنعا، فوقف واقفا، فكان أول من أقبل إليه المقداد بن عمرو، و عليه الدرع و المغفر، شاهرا سيفه، فعقد له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لواء في رمحه، و قال:«امض حتى تلحقك الخيول، إنّا على أثرك» قال المقداد: فخرجت و أنا أسأل اللّه الشهادة. حتى أدرك أخريات العدو، و قد أذمّ (2)بهم فرس لهم فاقتحم فارسه و ردف أحد أصحابه، فأخذ الفرس المذمّ فإذا هو ضرع (3)أشقر، عتيق، لم يقو على العدو، و قد عدوا عليه من أقصى الغابة، فحسر، فارتبط في عنقه قطعة وتر، و أخليه، و قلت: إن مرّ به أحد فأخذه جئته بعلامتي فيه، فأدرك مسعدة فأطعنه بالرمح فيه اللواء، فزلّ الرمح، و عطف عليّ بوجهه فطعنني و آخذ الرمح بعضدي فكسرته (4)، و أعجزني هربا، و أنصب لوائي، فقلت: يراه أصحابي و يلحقني أبو قتادة معلما بعمامة صفراء على فرس له، فسايرته ساعة و نحن ننظر إلى دبر ابن مسعدة (5)فاستحثّ فرسه، فتقدّم على فرسي، فبان سبقه، و كان أجود من فرسي حتى غاب عني، فلا أراه، ثم ألحقه فإذا هو ينزع بردته فصحت: ما تصنع؟ قال: خير (6)أصنع كما صنعت بالفرس، فإذا هو قد قتل مسعدة و سجّاه ببردة، و رجعنا، فإذا فرس (7)في يد علبة بن زيد الحارثي، فقلت: فرسي و هذه علامتي، فقال: تعال (8)إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم، فجعله مغنما.

ص: 170


1- رواه الواقدي في المغازي 539/2 و ما بعدها.
2- أذم، يقال: أذمت ركاب القوم أي أعيت و تأخرت عن جماعة الإبل.
3- ضرع: ضعيف، و المهر الضرع: الهرم، و النحيف.
4- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م: ابن مسعدة.
5- الأصل و م و د، و «ز»: فسكرته.
6- كذا بالأصل و م، و د، و «ز»، و في مغازي الواقدي: خيرا أصنع.
7- بالأصل و م، و «ز»، و د:«فرسي» و المثبت عن المغازي.
8- الأصل و م، و «ز»، و د: تعالى.

و خرج سلمة بن الأكوع على رجليه يعدو و يسبق الخيل مثل السبع، قال سلمة: حتى لحقت القوم فجعلت أراميهم بالنبل و أقول حين أرمي:

خذها و أنا ابن الأكوع

على (1)خيل من خيلهم، فإذا وجهت نحوي انطلقت هاربا فأسبقها و أعمد إلى المكان المعور (2)،فأشرف عليه و أرمي بالنبل إذا أمكنني الرمي، و أقول:

خذها و أنا ابن الأكوع *** اليوم يوم الرّضّع (3)

فما زلت أكافحهم و أقول: قفوا قليلا، يلحقكم أربابكم من المهاجرين و الأنصار، فيزدادون عليّ حنقا فيكرون عليّ، فأعجزهم هربا حتى انتهيت بهم إلى ذي قرد (4)و لحقنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و الخيول عشاء، فقلت: يا رسول اللّه، إن القوم عطاش، أ و ليس لهم ماء دون أحساء كذا و كذا؟ فلو بعثتني في مائة رجل استنقذت مما بأيديهم من السرح، و أخذت بأعناق القوم. فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ملكت فأسجح» (5)ثم قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«إنّهم ليقرون في عطفان»[12421].

فحدّثني خالد بن إلياس عن أبي بكر بن عبد اللّه بن أبي الجهم قال: فرأيت الخيل و هم ثمانية: المقداد، و أبو قتادة، و معاذ بن ماعص، و سعد بن زيد، و أبو عيّاش الزّرقي، و محرز ابن نضلة، و عكّاشة بن محصن، و ربيعة بن أكثم.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو الحسن الدار قطني، نا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن سعيد البزاز، نا محمّد بن عبد الملك بن زنجويه أبو بكر، نا جعفر بن سلمة أبو سعيد مولى خزاعة، بصري، نا أبو بكر بن علي بن عطاء بن مقدم، نا حبيب بن أبي عمرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال:

بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سرية فيها: المقداد بن الأسود، فلما أتوا القوم وجدوهم قد تفرقوا، و بقي رجل له مدد كثير لم يبرح، فقال: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، فأهوى إليه المقداد فقتله، فقال له رجل من أصحابه: قتلت رجلا قال: لا إله إلاّ اللّه، فلما قدموا على النبي صلى اللّه عليه و سلم

ص: 171


1- في المغازي: فتكرّ عليّ خيل...
2- المعور: يعني المكان ذي عورة (الأساس: عور).
3- الرضع جمع راضع و هو اللئيم، و أراد أن هذا اليوم هو يوم هلاك اللئام (شرح أبي ذر ص 329).
4- ذو قرد: ماء على ليلتين من المدينة، بينها و بين خيبر (معجم البلدان).
5- يعني أنك قدرت فاعف، و السجاحة: السهولة، و هو مثل.(راجع النهاية).

قالوا: يا رسول اللّه، إن رجلا شهد أن لا إله إلاّ اللّه فقتله المقداد، فقال:«ادعوا لي المقداد»، فقال:«يا مقداد، قتلت رجلا قال لا إله إلاّ اللّه، فكيف بلا إله إلاّ اللّه غدا؟» فأنزل اللّه تعالى:

يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذٰا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّٰهِ فَتَبَيَّنُوا وَ لاٰ تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقىٰ إِلَيْكُمُ السَّلاٰمَ لَسْتَ مُؤْمِناً إلى قوله: كَذٰلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ (1)فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم للمقداد:«كان رجلا مؤمنا يخفي إيمانه مع قوم كفار فأظهر إيمانه فقتلته (2)،كذلك كنت أنت بخفي إيمانك بمكة قبل»[12422].

قال الدار قطني: غريب من حديث سعيد عن ابن عبّاس، تفرّد به حبيب بن أبي عمرة عنه، و تفرّد به أبو بكر بن علي بن مقدم عن حبيب..

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم الحافظ، نا محمّد بن أحمد بن محمّد، نا الحسن ابن محمّد، نا محمّد (3)بن حميد، نا جرير عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد قال: كان المقداد بن الأسود في سرية فحصرهم العدو، فعزم الأمير أن لا يحشر أحد دابته فحشر (4)رجل دابته لم تبلغه العزيمة، فضربه، فرجع الرجل و هو يقول: ما رأيت ما لقيت قط، فمرّ على المقداد، فقال: ما شأنك؟ و ذكر له قصة، فتقلّد السيف و انطلق معه حتى انتهى إلى الأمير، فقال: أقده من نفسك، فأقاده، فعفى (5)الرجل، فرجع المقداد و هو يقول لأموتن (6)و الإسلام عزير (7).

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، نا نصر بن إبراهيم المقرئ، أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد الأنماطي، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد بن حمكويه الروياني، نا أبو سليمان يزيد بن سليمان المحدّث، و الفضل بن محمّد الورّاق، قالا: نا إسماعيل بن الفضل البراقعي، نا هشام بن عبيد اللّه، نا محمّد بن مروان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس في قول اللّه تعالى:

ص: 172


1- سورة النساء، الآية:94.
2- الأصل و م: فقتله، و المثبت عن د، و «ز».
3- قوله:«نا محمد» سقط من م، فاختل السند.
4- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م:«لا يحشر... فحشر» و في المختصر: يحسر، و هو أشبه، يقال: حسرت الدابة و الناقة حسرا: أعيت و كلت، و العرب تقول: حسرت الدابة إذا سيرتها حتى ينقطع سيرها (راجع اللسان: حسر).
5- الأصل: يعني، و المثبت عن د، و «ز»، و م، و الذي في المختصر: فعفى الرجل السيف.
6- الأصل: لا مرين، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
7- الأصل:«عزيرا» و المثبت عن د، و «ز»، و م.

يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاٰ تُحَرِّمُوا طَيِّبٰاتِ مٰا أَحَلَّ اللّٰهُ لَكُمْ (1) قال: نزلت هذه الآية في رهط من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، منهم: أبو بكر، و عمر، و علي، و عبد اللّه بن مسعود، و عثمان ابن مظعون، و المقداد بن الأسود الكندي، و سالم بن أبي حذيفة بن عتبة، اجتمعوا في دار عثمان بن مظعون الجمحي، فتواثقوا أن يجبّوا أنفسهم و أن يعتزلوا النساء، و لا يأكلوا لحما و لا دسما، و أن يلبسوا المسوح، و لا يأكلوا من الطعام إلاّ قوتا، و أن يسيحوا في الأرض كهيئة الرهبان، فبلغ ذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من أمرهم، فأتى عثمان بن مظعون في منزله، فلم يجده في منزله و لا إياهم، فقال لامرأة عثمان أم حكيم ابنة أبي أمية بن حارثة السلمية:«أحقّ ما بلغني عن زوجك و أصحابه؟» قالت: ما هو يا رسول اللّه؟ فأخبرها، فكرهت أن تحدّث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حين سألها، و كرهت أن تبذي (2)على زوجها، فقالت: يا رسول اللّه، إن كان أخبرك عثمان فقد صدقك، فقال لها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«قولي لزوجك و أصحابه إذا رجعوا إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول لكم: إنّي آكل و أشرب، و آكل اللحم و الدسم، و أنام، و آتي النساء، فمن رغب عن سنّتي فليس مني»، فلما رجع عثمان و أصحابه أخبرته امرأته بما أمرها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقالوا: لقد بلغ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أمرنا فما أعجبه؟ فذروا ما كره رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و نزل فيهم: يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاٰ تُحَرِّمُوا طَيِّبٰاتِ مٰا أَحَلَّ اللّٰهُ لَكُمْ قال: من الطعام و الشراب و الجماع وَ لاٰ تَعْتَدُوا قال: في قطع المذاكير إِنَّ اللّٰهَ لاٰ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ قال: للحلال من الحرام.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن محمّد بن عبد الرّحمن، نا محمّد بن سعد (3)،أنا عفّان بن مسلم، نا حمّاد بن سلمة، نا ثابت أن المقداد بن عمرو خطب إلى رجل من قريش فأبى أن يزوّجه فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«لكني أزوجك ضباعة ابنة الزبير بن عبد المطّلب».

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا البغوي، نا أبو الربيع الزهراني، نا جعفر بن سليمان، نا ثابت قال: كان عبد الرّحمن بن عوف، و المقداد بن الأسود جالسين يتحدثان، فقال له عبد الرّحمن: ما يمنعك أن تزوج؟

ص: 173


1- سورة المائدة، الآية:87.
2- بذوت على القوم و أبذيتهم و أبذيت عليهم: من البذاء و هو الكلام القبيح (اللسان: بذو).
3- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 162/3.

فقال له المقداد: زوّجني ابنتك، قال: فأغلظ له و جبّهه، قال: فسكت المقداد عنه، قال:

و لم يصب أحدا منهم غمّ و لا غيظ و لا فتنة، إلاّ شكا ذلك إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال: فقام المقداد، فأتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فنظر إليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فعرف الغمّ في وجهه، فقال:«ما شأنك يا مقداد؟» فقال: يا رسول اللّه، بأبي أنت و أمّي، كنت عند عبد الرّحمن بن عوف جالسا فقال لي: ما منعك يا مقداد أن تزوج؟ فقلت له: زوّجني أنت ابنتك، فأغلظ لي و جبهني، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لكني أزوّجك و لا فخر» (1)،فزوّجه ضباعة بنت الزبير بن عبد المطّلب[12423].

قال ثابت: و كان بها من الجمال و العقل و التمام (2) مع قرابتها من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو المظفّر محمود بن جعفر بن محمّد، أنا عم أبي (3) أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن جعفر المعدّل، أنا إبراهيم بن السندي بن علي، أنا أبو عبد اللّه الزبير بن بكّار، عن عبد اللّه الزبيري، حدّثني يحيى بن مقداد عن عمران بن يعقوب بن عبد اللّه بن وهب بن زمعة عن عمّه موسى بن يعقوب عن قريبة بنت عبد اللّه بن وهب بن زمعة عن كرية بنت المقداد بن عمرو عنه أمها ضباعة بنت الزبير بن عبد المطّلب عن المقداد قال: خرجت إلى بقيع الخبجبة (4) و كنا نخرج إليه للحاجة، إنما نبعر مثل بعر الإبل، فدخلت خربة أقضي حاجتي، فإذا بجرذ قد أخرج من جحر دينارا، ثم لم يزل يخرج حتى أخرج سبعة عشر دينارا، فأتيت بها النبي صلى اللّه عليه و سلم فأخبرته و قلت: خذ صدقتها، فقال:«يا مقداد، هل أتبعت يدك الجحر؟» فقلت: لا، قال:«خذها بارك اللّه لك فيها، ليس فيها صدقة» قال:

فما ذهب آخرها حتى رأيت في بيت المقداد غرائر الورق[12424].

رواه أبو داود عن جعفر بن مسافر عن ابن أبي فديك، عن موسى بن يعقوب، عن عمته قريبة عن أمّها كريمة، و قال: ببقيع الخنجبة.

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور عبد

ص: 174


1- الأصل: تفخر، و المثبت عن د.
2- غير واضحة بالأصل و نميل إلى قراءتها:«و التمتع» و في «ز»: «و التملع» و المثبت عن د.
3- في م:«أنا علي بن أبو عبد اللّه».
4- غير مقروءة بالأصل و م، و د، و «ز»، و المثبت عن معجم البلدان و الخبجبة: شجر عرف به هذا الموضع، قال: و الرواة على أنه بجيمين.

الباقي بن محمّد بن غالب، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو يعقوب إسحاق بن الخليل، نا محمّد بن سهل بن عسكر، نا خالد بن مخلد القطواني.

و أخبرناه (1) أبو الفضل محمّد بن إسماعيل الفضيلي، أنا أبو القاسم أحمد بن محمّد الخليلي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد الخزاعي، أنا الهيثم بن كليب، نا محمّد بن معاذ بن يوسف السلمي، نا خالد، نا موسى بن يعقوب، حدثتني عمتي قريبة بنت عبد اللّه بن وهب، عن أمها كريمة بنت المقداد بن عمرو، عن ضباعة بنت الزبير بن عبد المطّلب، و كانت تحت المقداد بن عمرو، قالت: كان - و في حديث السّلمي: إنّما كان - الناس إنما (2) يذهبون فرط اليوم و الليلة - و قال السّلمي: اليوم و اليومين و الثلاثة - فيبعرون كما تبعر الإبل، فلمّا كان ذات يوم خرج المقداد لحاجته حتى أتى بقيع الخبجبة، و هو بقيع الغرقد، فدخل خربة لحاجته فبينا هو جالس إذ أخرج جرذ من جحر دينارا، فلم يزل يخرج دينارا، دينارا حتى أخرج سبعة عشر دينارا ثم أخرج طرف خرقة حمراء، قال المقداد: فقمت فأخذتها فوجدت دينارا فقمت ثمانية عشر دينارا، فأخذتها فخرجت بها حتى جئت بها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأخبرته خبرها، قال فقال:

«هل أتبعت يدك الجحر؟» فقلت: و قال إن (3)... قال: قلت: لا و الذي بعثك بالحق، قال:«لا صدقة فيها، بارك اللّه لك فيها» قالت ضباعة: فما فني آخرها حتى رأيت غرائر الورق في بيت المقداد.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه أحمد، نا أبي (4)،نا أسود بن عامر، نا شريك، عن أبي ربيعة، عن ابن (5) بريدة عن أبيه عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«أمرني اللّه عزّ و جل بحبّ أربعة من أصحابي:- أرى شريكا (6) قال:

و أخبرني أنه يحبهم - علي منهم، و أبو ذرّ، و سلمان، و المقداد الكندي، رضي اللّه عنهم [12425].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن يحيى

ص: 175


1- كتب فوقها في د، و «ز»: ملحق.
2- رسمها بالأصل:«؟؟؟» و المثبت عن د، و «ز»، و م.
3- بياض بالأصل و د، و «ز»، و م.
4- رواه أحمد بن حنبل في المسند 24/9 رقم 23076 طبعة دار الفكر.
5- الأصل:«أبي بريدة» تصحيف، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
6- الأصل و م و د، و «ز»: شريك.

السميساطي، أنا أبو الحسين (1) عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي، أنا مكحول، و هو محمّد بن عبد اللّه بن عبد السّلام البيروتي، نا أبو الحسين أحمد بن سليمان بن عبد الملك الرهاوي، نا عبيد اللّه بن موسى، عن شريك، عن أبي ربيعة الإيادي عن ابن بريدة عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ربي تبارك و تعالى أمرني بحب أربعة من أصحابي، و أخبرني أنه يحبهم»، فقلت: من هم يا رسول اللّه؟ قال:«منهم علي بن (2) أبي طالب»، فلمّا كان من الغد (3) قلت:

من هم يا رسول اللّه؟ قال:«منهم علي»، ثم ذكرهم اليوم الثالث، فقلت: من هم يا رسول اللّه؟ قال:«منهم علي، و أبو ذرّ، و سلمان الفارسي، و المقداد بن الأسود الكندي»[12426].

أخبرناه عاليا أبو سهل بن سعدوية، أنا أبو الفضل عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن الرازي، أنا أبو مسلم محمّد بن أحمد بن علي الكاتب، نا أبو القاسم البغوي، نا يحيى، نا شريك، عن ربيعة الإيادي، عن ابن بريدة، عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:[«اللّه] (4)أمرني بحب أربعة»، الحديث، لم يزد عليه[12427].

أنبأنا أبو علي الحدّاد، و حدّثني عنه أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد، أنا أبو نعيم الحافظ، نا محمّد بن إسحاق بن إبراهيم، نا أحمد بن سهل بن أيوب، نا علي بن بحر، نا سلمة الأبرش، نا عمران الطائي قال: سمعت أنس بن مالك يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إن الجنّة تشتاق إلى أربعة: علي، و عمّار، و سلمان، و المقداد»[12428].

قال أبو نعيم: عمران هو ابن وهب.

رواه عنه أيضا إبراهيم بن المختار، رواه الطبراني عن الحسين بن إسحاق التستري، عن علي بن بحر، عن سلمة بن الفضل.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن المفضّل (5) بن سيّار بن محمّد التاجر - بهراة - أنا أبو سهل نجيب بن ميمون بن علي الواسطي (6)-بهراة - أنا أبو علي منصور بن عبد اللّه بن خالد الذهلي الهروي، أنا عبد الصّمد بن علي الطستي، نا الحسن (7) بن سعيد السّلمي، حدّثني محمّد بن مصبح البزّاز (8)،نا أبي، نا قيس (9)،عن أبان بن تغلب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس

ص: 176


1- الأصل: الحسن، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
2- من هنا إلى قوله.. و أبو ذر، سقط من د.
3- الأصل:«أبعد» خطأ، و المثبت عن م.
4- سقطت من الأصل و استدركت عن م، و د.
5- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في م: الفضل.
6- من هنا... إلى قوله: الطستي سقط من م.
7- في م: الحسين.
8- الأصل: البزار، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
9- تحرفت في م إلى: قيض.

قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«تشتاق الجنّة إلى أربعة: إلى علي، و أبي ذرّ، و عمّار، و المقداد»، رضي اللّه عنهم[12429].

أخبرنا أبو علي (1) الحسن بن أحمد - في كتابه - ثم حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنا أبو نعيم الحافظ، نا أبو محمّد بن حيّان، نا محمّد بن عامر، عن أبيه عن جده عن نهشل، عن الأعمش، عن باذام عن قنبر، عن علي عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«ألا أن الجنة اشتاقت إلى أربعة من أصحابي: فأحدهم علي، و الثاني المقداد، و الثالث سلمان، و الرابع أبو ذرّ».

كذا قال، و هو محمّد بن إبراهيم بن عامر.

رواه عنه أبو القاسم الطبراني، و زاد في إسناده الضّحّاك، و لا أراه محفوظا فيه.

أنبأناه أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم.

و أخبرناه أبو الفتح أحمد بن محمّد الحدّاد في كتابه، أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن عبيد اللّه الهمداني.

قالا: أنا سليمان بن أحمد الطبراني، نا محمّد بن إبراهيم بن عامر الأصبهاني، نا أبي، عن جدي عامر بن إبراهيم قال: سمعت نهشل بن سعيد يحدّث عن الضّحّاك عن الأعمش عن باذام، عن قنبر، عن علي عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: ألا إن الجنة اشتاقت إلى أربعة من أصحابي، فأمرني ربي أن أحبّهم»، فانتدب صهيب، و بلال بن رباح، و طلحة، و الزّبير، و سعد بن أبي وقّاص، و حذيفة بن اليمان، و عمّار بن ياسر، فقالوا: يا رسول اللّه: من هؤلاء الأربعة حتى نحبهم؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا عمّار أنت عرّفك اللّه المنافقين، و أما هؤلاء الأربعة فأحدهم: علي بن أبي طالب، و الثاني: المقداد بن الأسود الكندي، و الثالث سلمان الفارسي، و الرابع أبو ذرّ الغفاري»[12430].

قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن الأعمش إلاّ الضّحّاك، و لا يروى إلاّ بهذا الإسناد، تفرّد به عامر بن إبراهيم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، نا أبو محمّد الجوهري - إملاء - أنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الحافظ، نا محمّد بن إسحاق بن عبد الرحيم السوسي الخزاز، نا

ص: 177


1- كتب فوق الكلام بين السطرين في م.

محمّد بن جعفر بن الإمام - بدمياط - قال: سمعت سعيد بن سليمان الواسطي يحدّث عن منصور بن أبي الأسود، نا كثير النوّاء، عن عبد اللّه بن مليل (1) قال: سمعت عليا يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ لكلّ نبي سبعة نقباء نجباء، و إني قد أعطيت أربعة عشر نقيبا نجيبا: عليا، و ابنيه، و حمزة، و جعفرا، و أبا بكر، و عمر، و ابن مسعود، و حذيفة، و المقداد، و سلمان، و عمّارا، و أبا ذرّ، و بلالا»[12431].

قال: و أنا علي بن عمر الحافظ، نا أبو ذرّ أحمد بن أبي بكر الواسطي، نا محمّد بن علي بن خلف العطّار، نا عمرو بن عبد الغفّار، حدّثني جعفر الأحمر، و يزيد بن عبد العزيز ابن سياه، و هاشم بن البريد، و نصير بن أبي الأشعث كلّهم عن كثير النوّاء، عن عبد اللّه بن مليل قال: سمعت عليا يقول: إنّ كلّ نبي أعطي سبعة نجباء، و إنّ نبيكم أعطي أربعة عشر:

أنا، و ابنيّ الحسن و الحسين، و حمزة، و جعفرا، و أبا بكر، و عمر، و سلمان، و عبد اللّه بن مسعود، و بلالا، و أبا ذرّ، و المقداد، و حذيفة، و عمّارا»[12432].

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم، نا سليمان بن أحمد، نا علي بن عبد العزيز، نا أبو نعيم، نا فطر بن خليفة، عن كثير بياع النوّاء، عن عبد اللّه بن مليل يقول: سمعت عليا يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّه لم يكن نبي إلاّ و قد أعطي سبعة رفقاء نجباء، وزراء، و إني قد أعطيت أربعة عشر: حمزة، و جعفرا، و عليا، و حسنا، و حسينا، و أبا بكر، و عمر، و عبد اللّه ابن مسعود، و أبا ذرّ، و المقداد، و حذيفة، و عمّارا، و سلمان، و بلالا»[12433].

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر، أنا أبو محمّد الحسن بن علي.

و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه أحمد، حدّثني أبي (2)،نا محمّد بن الصباح - قال عبد اللّه: و سمعته أنا من [محمد بن] (3)الصباح - نا إسماعيل بن زكريا، عن كثير النوّاء، عن عبد اللّه بن مليل قال: سمعت عليا يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«ليس من نبي كان قبلي إلاّ قد أعطي سبعة نقباء وزراء نجباء، و إنّي أعطيت أربعة عشر وزيرا نقيبا نجيبا، سبعة من قريش، و سبعة من المهاجرين»[12434].

ص: 178


1- كذا ضبطت في د بفتحة فوق الميم.
2- رواه أحمد بن حنبل في المسند 190/1 رقم 665 طبعة دار الفكر.
3- زيادة للإيضاح عن المسند.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو الحسن عبد الواحد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز العكبري - بها - نا أبو القاسم عمر بن يحيى بن داود الفحام السامري، نا أحمد بن محمّد الضرير، نا سويد بن سعيد، نا شريك النخعي، عن أبي اليقظان، عن زاذان عن عليم الكندي عن سلمان قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«يا سلمان، امض إلى فاطمة فإن لها إليك حاجة»، فجئت فاستأذنت عليها، فإذا هي جالسة في وسط الدار، فلمّا نظرت إليّ تبسمت فقالت: أبشرك يا سلمان، فقلت: بشّرك اللّه بخير يا مولاتي، قالت:

صليت البارحة وردي، فأخذت مضجعي، فبينا أنا بين النائمة و اليقظانة إذ بصرت بأبواب السماء قد فتحت، و إذا ثلاثة (1) جوار قد هبطن (2) من السماء لم أر أجمل منهن جمالا، فقلت لإحداهن: من أنت؟ فقالت: أنا المقدودة، خلقت للمقداد بن الأسود الكندي، فقلت للثانية: من أنت؟ قالت: أنا ذرّة خلقت لأبي ذرّ الغفاري، قلت للثالثة: من أنت؟ فقالت: أنا سلمى، خلقت لسلمان الفارسي، فأعجبني جمالهن، قلت: فما لعلي بن أبي طالب فيكن زوجة؟ فقلن: مهلا، إن اللّه يستحي منك أنّ يغيرك في علي بن أبي طالب، فأنت زوجته في الدنيا و زوجته في الآخرة.

أخبرنا أبو الحسن المشكاني، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العباس النهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا البخاري، نا عبد اللّه بن صالح، نا معاوية بن صالح، عن عبد الرّحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه قال: جاءنا المقداد بن الأسود لحاجة، فقلنا: اجلس عافاك اللّه نطلب لك حاجتك، فجلس، فقال: لعجب من قوم مررت بهم آنفا يتمنون الفتنة، و قد سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ السعيد لمن جنّب الفتن، إن السعيد لمن جنّب الفتن - فرددها ثلاثا - و لمن ابتلي فصبر»، و أيم اللّه لا أشهد على أحد أنه من أهل الجنّة حتى أعلم على ما يموت عليه، بعد حديث سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لقلب ابن آدم أسرع انقلابا من القدر إذا استجمعت غليا»[12435].

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الطيب عثمان بن عمرو، أنا يحيى بن محمّد، نا الحسين بن الحسن، أنا ابن المبارك (3)،أنا

ص: 179


1- كذا بالأصل و م، و د، و «ز».
2- في م: نزل.
3- من طريقه رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 175/1-176 و سير الأعلام 388/1 و لم أعثر على الخبر في الزهد و الرقائق لابن المبارك.

صفوان بن عمرو، حدّثني عبد الرّحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه قال:

جلسنا إلى المقداد بن الأسود يوما، فمر به رجل فقال: طوبى لهاتين العينين اللتين رأتا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و اللّه لوددنا أنا رأينا ما رأيت، و شهدنا ما شهدت، قال: فاستغضب المقداد، فجعلت أتعجب، ما قال الرجل إلاّ خيرا، ثم أقبل عليه فقال: ما يحمل الرجل على أن يتمنى شيئا (1) غيّبه اللّه عنه، لا يدري لو شهد كيف كان يكون فيه، و اللّه لقد حضر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أقوام أكبّهم اللّه على مناخرهم في جهنم، لم يعينوه و لم يصدقوه، أولا تحمدون اللّه أن أخرجكم لا تعرفون إلاّ ربّكم؟ مصدّقين بما جاء به نبيكم صلى اللّه عليه و سلم، قد كفيتم البلاء بغيركم، و اللّه لقد بعث النبي صلى اللّه عليه و سلم على أشدّ حال بعث عليه نبي من الأنبياء في فترة و جاهلية، ما يرون أنّ دينا أفضل من عبادة الأوثان، فجاء بفرقان يفرق بين الحقّ و الباطل، و فرّق بين الوالد و ولده، حتى إن كان الرجل ليرى والده أو ولده أو جدّه كافرا، و قد فتح اللّه قفل قلبه للإيمان يعلم أنه (2) إن مات - يعني - الكافر دخل النار، فلا تقرّ عينه، و هو يعلم أنه إن مات كان في النار، و إنها التي قال اللّه رَبَّنٰا هَبْ لَنٰا مِنْ أَزْوٰاجِنٰا وَ ذُرِّيّٰاتِنٰا قُرَّةَ أَعْيُنٍ (3).

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد، نا محمّد بن جعفر الإمام، نا يوسف بن موسى القطّان، نا يعقوب بن محمّد الزهري عن حاتم بن إسماعيل، عن محمّد بن يوسف، عن السائب بن يزيد قال: صحبت عبد الرّحمن بن عوف، و طلحة بن عبيد اللّه، و سعد بن أبي وقّاص، و المقداد بن الأسود، فلم أسمع أحدا منهم يتحدث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلاّ أنّي سمعت طلحة بن عبيد اللّه يتحدّث عن يوم أحد.

أخبرنا أبو الحسن الخطيب، أنا محمّد بن الحسن بن محمّد، نا أحمد بن الحسين بن زنبيل (4)،نا عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن إسماعيل، حدّثني إبراهيم بن المنذر، نا العباس، حدّثني موسى بن يعقوب، عن قريبة - و هي ابنة عبد اللّه - عن كريمة - و هي ابنة المقداد - عن ضباعة بنت الزبير بن عبد المطّلب، قالت: كنت أنا و زوجي المقداد و سعد بن أبي وقّاص على فراش و علينا خميل واحد (5).

ص: 180


1- مكانها بياض في م و ز، و في د:«محضرا».
2- سقطت من م.
3- سورة الفرقان، الآية:74.
4- في م: زينب.
5- تهذيب الكمال 351/18 طبعة دار الفكر.

و عن كريمة: أن المقداد أوصى للحسن و الحسين ابني علي بن أبي طالب لكلّ واحد منهما بثمانية عشر ألف درهم، و أوصى لأزواج النبي صلى اللّه عليه و سلم لكل امرأة منهن بسبعة آلاف درهم، فقبلوا وصيته (1).

أنبأنا أبو علي المقرئ، و أخبرني أبو محمّد بن طاوس المقرئ عنه، أنا أبو نعيم الحافظ، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن جعفر بن أحمد بن فارس، نا أبو مسعود أحمد بن الفرات الرازي، أنا محمّد بن عيسى، نا عمرو بن ثابت، عن أبي فائد قال: و قد أدرك أبا بكر قال:

شرب المقداد الخروع فمات.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا الجوهري، أنا ابن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا ابن الفهم، نا ابن سعد (2)،نا محمّد بن عبد اللّه الأسدي، نا عمرو بن ثابت، أبو المقدام، عن أبيه، عن أبي فائد أن المقداد بن الأسود شرب دهن الخروع، فمات.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العباس، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا البخاري، نا محمّد، نا محمّد بن جعفر غندر، نا شعبة، عن الحكم قال: جعل عثمان يبكي على المقداد بعد ما مات.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن منده، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (3)،نا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن قدامة الجوهري، نا حجّاج بن محمّد، أنا شعبة، عن الحكم قال: جعل عثمان يبكي على المقداد بعد موته، فقال ابن الزبير: (4)

لا ألفينك (5) بعد الموت تندبني *** و في حياتي ما زوّدتني زادي

أخبرنا (6) أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه، قالا: أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، نا محمّد بن بشار، نا محمّد بن جعفر، نا غندر، نا شعبة،

ص: 181


1- تهذيب الكمال 351/18 و سير الأعلام 389/1.
2- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 163/3.
3- تحرفت بالأصل و م، و د، و «ز»، إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
4- البيت لعبيد بن الأبرص من أبيات يفتخر ببني أسد و بشجاعته ديوانه ص 63.
5- في الديوان: لأعرفنك.
6- الخبر التالي سقط من م، و هو مثبت في «ز».

عن الحكم أن عثمان بن عفّان جعل يبكي على المقداد بن الأسود بعد ما مات فقال (1) الزبير ابن العوّام:

لا ألفينك بعد الموت تندبني *** و في حياتي ما زوّدتني زادا

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص الفلاّس قال: و مات المقداد بن الأسود في خلافة عثمان، و هو ابن سبعين سنة، و كان رجلا آدم، طوالا، كثير الشعر، يصفر لحيته.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا الجوهري، أنا أبو عمر، أنا أحمد، نا ابن الفهم.

و أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو، أنا أبو محمّد، أنا أبو الحسن، نا ابن أبي الدنيا.

قالا: نا محمّد بن سعد (2)،أنا محمّد بن عمر، نا موسى بن يعقوب، عن عمّته عن أمها كريمة بنت المقداد قالت: مات المقداد بالجرف على ثلاثة أميال من المدينة، فحمل على رقاب الرجال حتى دفن بالمدينة بالبقيع، و صلّى عليه عثمان بن عفّان، و ذلك سنة ثلاث و ثلاثين، و كان يوم مات ابن سبعين سنة أو نحوها.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (3):و فيها - يعني - سنة ثلاث و ثلاثين مات المقداد بن الأسود.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا أبو الحسن مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: قال ابن نمير و الواقدي: مات المقداد بن عمرو أبو معبد سنة ثلاث و ثلاثين.

قال المدائني: و في سنة ثلاث و ثلاثين توفي العباس، و عامر بن ربيعة، و المقداد بن الأسود، و كانت سن المقداد سبعين سنة، مات بالجرف، و حمله الرجال إلى المدينة على رقابهم، و صلّى عليه عثمان بن عفّان.

ص: 182


1- من قوله: بعد ما مات (أخبرنا أبو بكر اللفتواني..) إلى هنا سقط من د، يعني الخبرين السابقين.
2- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 163/3.
3- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 168 (ت. العمري).

و ذكر ابن زبر: أن قول ابن نمير أخبره به محمّد بن يوسف بن بشر، عن محمّد بن عبد اللّه بن سليمان عنه، و أن قول الواقدي أخبره به أبوه عن... (1) عبد اللّه، عن محمّد بن سعد عنه، و أن قول المدائني (2) أخبره به أبوه عن أحمد بن عبيد بن ناصح عنه.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي قال: توفي المقداد بالمدينة سنة ثلاث و ثلاثين، و يقال إنه توفي بالجرف، فحمل إلى المدينة و دفن بالبقيع، صلى عليه عثمان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا أبو محمّد عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، أخبرني أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني القاسم بن سلاّم قال: سنة ثلاث و ثلاثين توفي فيها المقداد بن عمرو بالجرف على ثلاثة أميال من المدينة.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد ابن عبيد - إجازة - نا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، أنا المدائني قال: مات المقداد و هو ابن سبعين سنة، و صلّى عليه عثمان سنة ثلاث و ثلاثين.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم، أنا نعمة اللّه بن محمّد، نا أحمد بن محمّد، نا محمّد ابن أحمد بن سليمان، أنا سفيان بن محمّد، حدّثني الحسن بن سفيان، نا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: توفي المقداد بن عمرو سنة ثلاث و ثلاثين بالجرف، و حمل على رقاب الرجال إلى المدينة، و يكنى أبا معبد.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا ابن الطبري.

قالا: أنا ابن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: و فيها:- يعني - سنة ثلاث و ثلاثين مات المقداد بن عمرو بالجرف، و هو ابن سبعين سنة، يكنى أبا معبد.

ص: 183


1- بياض بالأصل و م.
2- من قوله.. الواقدي.. إلى هنا سقط من د.

7619 - المقدام بن معدي كرب بن عمرو بن يزيد بن سيّار بن عبد اللّه

7619 - المقدام بن معدي كرب بن عمرو بن يزيد بن سيّار (1) بن عبد اللّه

ابن وهب بن الحارث بن معاوية، و يقال: المقدام بن معدي كرب بن يزيد

ابن معدي كرب بن سلمة بن عبد اللّه بن وهب بن الحارث أبو كريمة،

و يقال: أبو يزيد، و يقال: أبو صالح، و يقال: أبو بشر، و يقال:

أبو يحيى الكندي، صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (2)

روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أحاديث.

روى عنه: يحيى، و الحسن ابنا جابر، و عبد الرّحمن بن أبي عوف، و حبيب بن عبيد، و خالد بن معدان، و الشعبي، و سليم بن عامر، و أبو عامر الهوزني، و عبد الرّحمن بن ميسرة (3)،و شريح بن عبيد، و راشد بن سعيد، و جبير بن نفير، و سعيد بن مهاجر.

و قدم دمشق على معاوية، و كان يسكن حمص.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية.

و أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عثمان بن عمرو بن محمّد، قالا: أنا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا جرير بن عبد الحميد، أنا منصور، عن الشعبي، عن المقدام أبي (4) كريمة، و كان من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ليلة الضيف حقّ واجب، فمن أصبح بفنائه فهو دين له، إن شاء اقتضاه و إن شاء تركه»[12436].

أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا عبد الغفّار بن عبد اللّه، نا علي بن مسهر، عن يزيد بن سنان الرهاوي (5)،حدّثني أبو يحيى الكلاعي قال:

أتيت المقدام في المسجد، فقلت له: يا أبا يزيد، إنّ الناس يزعمون أنك لم تر رسول

ص: 184


1- في تهذيب الكمال: نشيط.
2- ترجمته في أسد الغابة 478/4 و الإصابة 455/3 و التاريخ الكبير 429/7 و تهذيب الكمال 352/18 و تهذيب التهذيب 528/5 و طبقات ابن سعد 415/7 و سير أعلام النبلاء 427/3 و شذرات الذهب 98/1. و ثمة اختلاف في عامود نسبه في مصادر ترجمته.
3- في م: مسيرة.
4- الأصل:«بن» تصحيف، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
5- سقطت من د، و هي مثبتة في م، و «ز».

اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال: سبحان اللّه، و اللّه لقد رأيته و أنا أمشي مع عمي، فأخذ بأذني هذه فقال لعمي:

«أ ترى هذا يذكر أمّه أو أباه» (1) فقلنا له: حدّثنا بشيء سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«يحشر السقط إلى الشيخ الفاني، المؤمنون منهم أبناء ثلاث و ثلاثين سنة في خلق آدم، و حسن يوسف، و قلب أيوب، مردا مكحّلين، أولي أفانين»، فقلت له: فكيف بالكافر؟ قال:«يعظم للنار حتى يصير جلده أربعين باعا، و حتى تصير ناب من أنيابه مثل أحد» (2)[12437].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه أحمد، حدّثني أبي (3)،نا محمّد بن جعفر، نا شعبة، عن بديل، عن علي بن أبي طلحة، عن راشد بن سعد، عن أبي عامر الهوزني، عن المقدام أبي كريمة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:

«من ترك كلاّ فإلى اللّه و رسوله، و ربما قال: فإلينا، و من ترك مالا فلوارثه، و الخال وارث من لا وارث له، و أنا وارث من لا وارث له،[أرثه] (4) و أعقل عنه».

كذا رواه حمّاد بن زيد، عن بديل، و وقع لي عاليا من حديثه.

أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا القواريري، نا حمّاد بن زيد، نا بديل بن ميسرة، حدّثني علي بن أبي طلحة، عن راشد بن سعد، عن أبي عامر الهوزني، عن المقدام قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«أنا أولى بكلّ مؤمن من نفسه، من ترك دنيا أو ضيعة فإليّ، و من ترك مالا لورثته، و أنا مولى من لا مولى له أرث ماله و أفك عانه (5) و الخال مولى من لا مولى له، يرث ماله و يعقل عنه»[12438].

آخر الجزء الثالث و الثمانين بعد الأربعمائة من الأصل.

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ - في كتابه - و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم ابن علي عنه، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه، نا سليمان بن أحمد الطبراني (6)،نا عمرو بن

ص: 185


1- كذا بالأصل و د، و م، و «ز»: و في المختصر: و أمه.
2- رواه ابن حجر في الإصابة، و نسبه للبغوي، و مختصرا في سير الأعلام من طريق أبي مسهر و غيره.
3- رواه أحمد بن حنبل في المسند 92/6 رقم 17175 طبعة دار الفكر.
4- سقطت من الأصل و استدركت عن د، و «ز»، و م، و المسند.
5- كذا رسمها بالأصل و م و د، و «ز»، و في المختصر: يفك عنه.
6- رواه الطبراني في المعجم الكبير 265/20-266 رقم 627.

إسحاق بن إبراهيم، نا أبي، نا عمرو بن الحارث (1)،نا عبد اللّه بن سالم، عن الزبيدي، نا راشد بن سعد أن ابن عائذ حدّثه: أن المقدام بن معدي كرب حدّثهم أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«من ترك دنيا أو ضيعة فإليّ، و من ترك ما لا لوارثه، و أنا مولى من لا مولى له، أفك عانه، و أرث ماله، و الخال (2) وارث من لا وارث له»[12439].

و رواه معاوية بن صالح، عن راشد، فلم يذكر أبا عامر و لا ابن عائذ.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي الحسن بن علي، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (3)،نا حمّاد بن خالد، نا معاوية بن صالح، عن راشد بن سعد، عن المقدام بن معدي كرب الكندي، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:«من ترك مالا فلورثته و من ترك دينا (4) أو ضيعة فإليّ، و أنا وليّ من لا ولي له، أفكّ عنه و أرث ماله، و الخال وارث من لا وارث له (5)،يفك عنه و يرث ماله»[12440].

و رواه ثور بن يزيد، عن راشد فأرسله.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا سهل بن بشر، أنا علي بن منير، أنا محمّد بن عبد اللّه بن زكريا، أنا أحمد بن شعيب (6) بن علي النسائي، أنا أحمد بن إبراهيم بن محمّد، نا ابن عائذ، نا الهيثم بن حميد (7)،عن ثور بن يزيد، عن راشد بن سعد (8) أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«أنا وليّ من لا وليّ له، أرثه و أفك عنه، و الخال وليّ من لا وليّ له يرثه و يفك عنه»[12441].

و روي عن المقدام من وجه آخر.

أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو علي الروذباري، أنا محمّد بن بكر.

ص: 186


1- كذا بالأصل و م و «ز»، و د:«عمرو بن الحارث» و في المعجم الكبير: نا عبد الوارث.
2- في المعجم الكبير: و الخال مولى من لا مولى له، يفك عانه و يرث ماله.
3- رواه أحمد بن حنبل في المسند 96/6 رقم 17199 طبعة دار الفكر.
4- الأصل:«ضيعا» و المثبت عن د، و «ز»، و م، و المسند.
5- في المسند: و الخال وليّ من لا وليّ له.
6- في م: شعبة.
7- الأصل: حبيب، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
8- بعدها بياض في «ز»، و فوق البياض فيها ضبة. و الكلام متصل في د، و م.

ح و أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن عبد اللّه بن داود الفقيه، و أبو غالب محمّد بن الحسن بن علي، قالا: أنا أبو علي علي بن أحمد بن علي، أنا أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي، أنا أبو علي محمّد بن أحمد اللؤلؤي، قالا: نا أبو داود السجستاني، نا عبد السّلام ابن عتيق الدمشقي، نا محمّد بن المبارك، نا إسماعيل بن عيّاش، عن يزيد بن حجر، عن صالح بن يحيى بن المقدام عن أبيه عن جده قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«أنا وارث من لا وارث له، أفك عنه و أرث ماله، و الخال وارث من لا وارث له، يفك عنه و يرث ماله»[12442].

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: قال أبو زكريا في حديث: الخال وارث من لا وارث له، قال: حديث المقدام ليس بالقوي.

أخبرنا أبو القاسم المستملي، أنا أحمد بن الحسين الحافظ، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن يحيى بن عبد الجبّار السكري - ببغداد - أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه الشافعي، نا جعفر بن محمّد بن الأزهر، نا المفضل بن غسان الغلابي قال: كان يحيى بن معين يبطل حديث:

الخال وارث من لا وارث له - يعني - حديث المقدام، و قال: ليس فيه حديث قوي.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (1)،نا حيوة بن شريح، نا بقية، نا بحير بن سعد، عن خالد بن معدان قال: وفد المقدام بن معدي كرب، و عمرو بن الأسود إلى معاوية، فقال معاوية للمقدام: أ علمت أن الحسن بن علي توفي؟ فرجّع المقدام، فقال له معاوية: أ تراها مصيبة؟ فقال: و لم لا أراها مصيبة؟ و قد وضعه صلى اللّه عليه و سلم في حجره فقال:«هذا مني و حسين من علي»[12443].

رواه أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة، عن حيوة بن شريح فذكر أن وفوده كان إلى قنّسرين.

أخبرناه أبو علي الحدّاد و غيره - إذنا - قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، أنا سليمان بن أحمد (2)،نا أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة الدمشقي، نا حيوة بن شريح، نا بقية بن

ص: 187


1- رواه أحمد بن حنبل في المسند 94/6 رقم 17189 طبعة دار الفكر.
2- رواه الطبراني في المعجم الكبير 43/3 رقم 2628.

الوليد، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان قال: وفد المقدام بن معدي كرب و عمرو بن الأسود إلى قنّسرين، فقال معاوية للمقدام: أعلمت أن الحسن بن علي توفي؟ فاسترجع المقدام، فقال له معاوية: أ تراها مصيبة؟ فقال: أ لا أراها (1) مصيبة؟ و قد وضعه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في حجره فقال:«هذا مني و حسين من علي»[12444].

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو القاسم الأزهري، أنا عبد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنا العباس بن العباس بن محمّد الجوهري، أنا صالح بن أحمد بن محمّد بن حنبل قال: قلت لأبي: المقدام أبو كريمة هو المقدام بن معدي كرب؟ قال: نعم.

أخبرنا أبو البركات أيضا، أنا أحمد بن الحسين الباقلانيان (2).

ح و أخبرنا أبو العز ثابت بن منصور، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد.

قالا: أنا محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد، نا خليفة بن خيّاط (3) قال: و من عفير بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد، ثم من كندة: و هم ولد ثور بن عفير: المقدام بن معدي كرب بن عمرو بن تزيد بن معدي كرب بن نشيط (4) بن عبد اللّه بن وهب بن ربيعة بن الحارث بن معاوية بن ثور من ساكني الشام، يكنى أبا يحيى، مات سنة سبع و ثمانين.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن علي، أنا محمّد ابن أحمد، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: قال أبو زكريا.

و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّاء، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب قال: سمعت العبّاس بن محمّد يقول: سمعت يحيى يقول: أبو كريمة هو المقدام بن معدي كرب، حدّث، و قد سمع الشعبي منه، و كانت له صحبة.

ص: 188


1- في المعجم الكبير: لم لا أراها.
2- في م: الباقلاني.
3- طبقات خليفة بن خيّاط ص 131-132 رقم 483 طبعة دار الفكر.
4- قوله:«بن نشيط» ليس في طبقات خليفة.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد (1)،أنا أبو محمّد الحسن بن علي الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن لؤلؤ الورّاق، نا محمّد بن الحسن بن شهريار، نا عمرو بن علي ابن بحر في تسمية من روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم ممن سكن الشام: المقدام بن معدي كرب، و يكنى بأبي كريمة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (2)،نا ابن أبي الدنيا نا بن سعد قال (3):في تسمية من نزل الشام من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: المقدام بن معدي كرب الكندي، و يكنى أبا يحيى، توفي بالشام سنة سبع و ثمانين، و هو ابن إحدى و تسعين سنة، زاد غير ابن أبي الدنيا عن ابن سعد: في خلافة عبد الملك.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين (4) بن فهم، نا محمّد بن سعد (5) قال: في الطبقة الرابعة:

المقدام بن معدي كرب بن عمرو بن يزيد بن سيّار بن عبد اللّه بن وهب بن الحارث بن معاوية ابن ثور بن مرتع، وفد إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم و أسلم.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، أنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي قال:

و من كندة، و اسم كندة ثور بن مرتع بن عفير بن عمرو بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن الهميسع بن عمرو بن عريب بن زيد بن كهلان بن سيار (6):المقدام بن معدي (7) كرب (8) بن عمرو بن سيار بن عبد اللّه بن زهير بن الحارث بن معاوية.

قال أبو بكر بن البرقي: قال أبو عبد اللّه أخي (9) بخطه (10):و نسبه لي رجل من كندة فقال:

ص: 189


1- مطموسة بالأصل، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
2- تحرفت بالأصل و م و د، إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
3- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
4- تحرفت بالأصل إلى: الحسن، و المثبت عن د، و م.
5- راجع طبقات ابن سعد 415/7.
6- الأصل: سبا، و المثبت عن د، و م.
7- قوله:«معدي» كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
8- في د: بن يزيد بن معدي كرب بن سلمة بن عبد اللّه بن زهير...
9- مكانها بياض في م.
10- كذا رسمها بالأصل و د، و م.

هو المقدام بن معدي كرب بن يزيد بن معدي كرب بن سلمة بن عبد اللّه بن وهب بن ربيعة ابن الحارث بن معاوية - يعني ابن ثور - توفي سنة سبع و ثمانين، له رواية.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم الواعظ، أنا نعمة اللّه بن محمّد، نا أبو مسعود أحمد ابن محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد بن [سليمان، أنا سفيان بن محمد بن سفيان، حدثني عمي الحسن بن سفيان نا محمد بن] (1) علي، عن محمّد بن إسحاق قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: المقدام بن معدي كرب، يكنى أبا يحيى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، نا إبراهيم بن أحمد، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمع نوح بن حبيب يقول:

و المقدام بن معدي كرب الكندي يكنى أبا كريمة.

أخبرنا أبو الحسن (2) بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو محمّد بن زبر، نا محمّد بن يونس بن موسى، نا الأصمعي قال: اسم أبي كريمة الذي حدّث عنه أهل الشام و حدّث عنه عامر الشعبي: المقدام بن معدي كرب.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (3):مقدام بن معدي كرب أبو كريمة الكندي الشامي، له صحبة (4).

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (5) قال: مقدام بن معدي كرب أبو كريمة، شامي، كندي، له

ص: 190


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن د، و م لتقويم السند.
2- في م: الحسين.
3- التاريخ الكبير للبخاري 429/7.
4- بعدها في م: أخبرنا أبو بكر محمد بن عباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا محمد بن عبد اللّه، أنا أبو حاتم التميمي قال: سمعت مسلما يقول: أبو كريمة المقدام بن معدي كرب، له صحبة.
5- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 302/8.

صحبة، روى عنه سليم بن عامر، و خالد بن معدان، و عبد الرّحمن بن أبي عوف الجرشي، و الحسن بن جابر، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد: روى عنه حبيب بن عبيد، و أبو عامر الهوزني (1)،و عبد الرّحمن بن ميسرة، و شريح بن عبيد، و راشد بن سعد، و يحيى بن جابر الطائي، و جبير بن نفير، و الشعبي، و سعيد بن مهاجر.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال: المقدام بن معدي كرب الكندي هو أبو كريمة.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين الصيرفي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير. إجازة..

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: أبو كريمة المقدام بن معدي كرب الكندي بحمص.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصّقر، أنا أبو القاسم بن الصّوّاف، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال: المقدام بن معدي كرب أبو كريمة.

أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمّد، أنا أبو القاسم التنوخي، أنا محمّد بن المظفّر، أنا أبو محمّد الشعراني، أنا أحمد بن محمّد بن عيسى قال في تسمية من نزل حمص من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم من كندة: المقدام بن معدي كرب الكندي أبو كريمة، عاش إلى خلافة عبد الملك ابن مروان، و يقال: إلى خلافة الوليد (2).

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز الصوفي، أنا مسدّد بن علي بن عبد اللّه، أنا أبي، نا عبد الصّمد بن سعيد القاضي قال في تسمية من نزل حمص من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم:

المقدام بن معدي كرب الكندي، و هو رجل من بني وهب، يكنى أبا كريمة، و توفي سنة تسع و ثمانين، و هو ابن إحدى و تسعين سنة.

ص: 191


1- في الجرح و التعديل: الهوذي، تصحيف.
2- تهذيب الكمال 353/18.

أخبرني محمّد بن حسّان، عن أبي موسى عيسى بن سليمان القشيري (1) بذلك.

و قال أبو بكر البغدادي أحمد بن محمّد بن عيسى: أن المقدام مات سنة ثلاث و ثمانين، قال ابن عوف: و منزله بحمص، قال أحمد بن محمّد: إنه كان ينزل في قرية من قرى حمص يقال لها المرعة، و بذلك أخبرني غير واحد من أهل حمص.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي بكر، أنا أبو بكر الصّفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو كريمة، و يقال: أبو يحيى المقدام بن معدي كرب بن عمرو بن يزيد بن سيّار بن عبد اللّه بن وهب بن الحارث بن معاوية بن ثور بن عفير بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد الكندي، الشامي، و كندة هم ولد ثور بن عفير، له صحبة من النبي صلى اللّه عليه و سلم، حديثه في الشاميين.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدار قطني قال: و أما مربع (2) و يقال: مرتع بالتاء فهو مرتع بن ثور، و هو كندة منهم: المقدام بن معدي كرب بن عمرو بن يزيد بن معد يكرب بن عبد اللّه بن وهب بن الحارث بن معاوية بن ثور و هو كندة و غيره من الصحابة، و قال الكلبي: إنما سمي عمرو بن معاوية بن ثور:] (3)مرتعا (4) لأنه كان يقال له أرتعنا (5) في أرضك (6)،فيقول: قد أرتعتك في مكان كذا و كذا فسمي مرتعا (7).

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال: مقدام بن معدي كرب أبو كريمة الكندي، الشامي، نزل حمص، روى عنه يحيى بن جابر، و الحسن بن جابر، و عبد الرّحمن بن أبي عوف، و غيرهم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل المقدسي، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد

ص: 192


1- كذا بالأصل، و في د، و «ز»: «الشيرازي» و في م:«الشيررى».
2- الأصل:«مرتفع» و في م:«مرتع»، و المثبت عن د، و «ز».
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك لإيضاح المعنى عن د، و «ز»، و م.
4- بالأصل و د، و م، و «ز»: مرتع.
5- كذا بالأصل «أرتعيا»، و في د:«ارتعتا» و في م:«ارتعتعا» و المثبت عن تاج العروس: رتع (ط. دار الفكر).
6- كذا بالأصل: أرضه، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
7- مرتع: ضبطها في التبصير كمحسن، و ضبطها الصاغاني كمحدّث (عن تاج العروس).

الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال: المقدام بن معدي كرب، أبو كريمة الكندي، الشامي، سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم، روى عنه خالد بن معدان في البيوع.

قال الذهلي: قال ابن بكير: مات المقدام، و المقداد بن معدي كرب بالشام سنة سبع و ثمانين، و هو ابن إحدى و تسعين سنة،[و قال عمرو بن علي مات المقدام بن معدي كرب بالشام سنة سبع و ثمانين و هو ابن إحدى و تسعين سنة] (1) و قال ابن سعد كاتب الواقدي: توفي المقدام بن معدي كرب بالشام سنة سبع و ثمانين و هو ابن إحدى و تسعين سنة.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحدّاد، قالا: قال لنا أبو نعيم: المقدام بن معدي كرب أبو كريمة الكندي، و قيل أبو يحيى، سكن الشام، و مات بحمص سنة سبع و ثمانين، و هو ابن إحدى و تسعين سنة.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم - في كتابه - أنا القاضي أبو الفضل محمّد بن أحمد بن عيسى، أنا أبو عبد اللّه عبيد اللّه بن محمّد العكبري قال: قرئ على أبي القاسم البغوي، نا داود بن رشيد، نا مروان بن معاوية، نا يزيد بن سنان، نا أبو يحيى سليم - هو ابن (2) عامر - الكلاعي قال:

قلت للمقدام بن معدي كرب الكندي: يا أبا كريمة، إن الناس يزعمون أنك لم تر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال: بلى و اللّه، لقد رأيته، و لقد أخذ بشحمة أذني هذه، فإني لأمشي مع عمّ لي ثم قال لعمّي أ ترى أمه تذكره، قال: يا أبا كريمة فحدّثنا ما سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال: سمعته يقول:«يحشر ما بين السّقط إلى الشيخ الفاني يوم القيامة أبناء ثلاثين سنة، المؤمنون منهم في خلق آدم، و قلب أيوب، و حسن يوسف، مردا مكحلين»، قال: قلنا: يا رسول اللّه، فكيف بالكافر؟ قال:«يعظم الكافر حتى يصير غلظ جلده أربعين باعا، و حتى يصير الناب مثل أحد»[12445].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه أحمد، حدّثني أبي (3)،نا أحمد بن عبد الملك الحرّاني، نا محمّد بن حرب الأبرش، نا

ص: 193


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك للإيضاح عن د، و «ز»، و قد أخر قوله و جاء بعد قول ابن سعد فيها، و كتب فوق:«و قال عمرو» يقدم، و م.
2- الأصل و د، و «ز»، و م:«أبو» تحريف، و الصواب ما أثبت راجع ترجمته في تهذيب الكمال 476/7 ط. دار الفكر.
3- رواه أحمد بن حنبل في المسند 97/6 رقم 17205 طبعة دار الفكر.

سليمان بن سليم، عن صالح بن يحيى بن المقدام، عن جدّه المقدام بن معدي كرب قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أفلحت يا قديم إن متّ، و لم تكن أميرا و لا جابيا و لا عريفا»[12446].

أخبرناه عاليا أبو عبد اللّه بن أبي العبّاس - في كتابه - أنا محمّد بن أحمد القاضي، أنا عبيد اللّه بن محمّد الحنبلي قال: قرئ على عبد اللّه بن محمّد الورّاق، نا حاجب بن الوليد، نا محمّد بن حرب، عن أبي سلمة سليمان بن سليم، عن يحيى بن جابر، و صالح بن جابر ابن المقدام، عن جده المقدام قال: ضرب النبي صلى اللّه عليه و سلم على منكبي و قال:«أفلحت إن لم تكن أميرا أو جابيا أو عريفا». [12447] أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي (1)،أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا آدم، نا سفيان، عن منصور، عن الشعبي، عن المقدام أبي كريمة الشامي.

قال: و نا يعقوب، أنا عبيد اللّه بن معاذ، ثنا أبي، نا شعبة، عن منصور سمع (2) الشعبي عن المقدام أبي كريمة رجل من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو بكر بن فورك، أنا عبد اللّه.

و أنبأنا أبو علي الحدّاد، ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا يوسف بن الحسن، أنا أبو نعيم، نا عبد اللّه بن جعفر، نا يونس بن حبيب، نا أبو داود، نا شعبة، أخبرني أبو الجودي قال: سمعت سعيد بن المهاجر يحدّث عن المقدام بن معدي كرب و كانت له صحبة.

أنبأنا أبو الغنائم ثم حدثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل و أبو الحسين و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، نا أبو عبد اللّه البخاري (3) قال: قال خالد بن خليّ، عن محمّد بن حرب، عن حميد بن ربيعة قال: رأيت المقدام خارجا (4) من عند الوليد بن عبد الملك في ولايته.

ص: 194


1- اضطرب السند في م و فيه إقحام، و فيه: أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي، نا أحمد بن عبد الملك الحراني، نا محمد بن حرب بن السمرقندي.
2- في د: عن.
3- التاريخ الكبير للبخاري 429/7.
4- بالأصل و م: خارج، و المثبت عن د، و «ز»، و التاريخ الكبير.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، أنا أبو زرعة (1)،حدّثني خالد بن خلي (2) القاضي، نا محمّد بن حرب، حدّثني حميد بن ربيعة القرشي قال: رأيت المقدام بن معدي كرب و أبا أمامة صدي بن عجلان خارجين من عند الوليد بن عبد الملك عليهما برنسان.

قال: و نا أبو زرعة قال (3):سمعت أبا مسهر يقول: أصيب في سنة ست و تسعين - يعني - الوليد بن عبد الملك، قال أبو زرعة (4):فلم يبق بعده من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم غير المقدام بن معدي كرب، و عبد اللّه بن بسر، و أنس بن مالك.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم، أنبأ نعمة اللّه بن محمّد المرندي (5)،نا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه البجلي، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني الحسن بن سفيان، نا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: مات المقدام بن معدي كرب بالشام و هو ابن إحدى و تسعين.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا محمّد بن الحسين، نا أبو حفص الفلاّس قال: و مات المقدام بن معدي كرب سنة سبع و ثمانين، و هو ابن إحدى و تسعين سنة، و مات بالشام و هو رجل من كندة (6) و هو أبو كريمة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، أنا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (7):و في سنة سبع و ثمانين مات شريح القاضي، و المقدام بن معدي كرب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا علي بن أحمد بن محمّد، أنا محمّد بن عبد

ص: 195


1- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 240/1.
2- تحرفت بالأصل و د، إلى: علي، و المثبت عن م و «ز»، و تاريخ أبي زرعة. و هو خالد بن خلي الكلاعي أبو القاسم الحمصي، قاضي دمشق، ترجمته في تهذيب التهذيب 86/3.
3- تاريخ أبي زرعة 239/1-240.
4- الأصل و د، و «ز»، و م:«قال الوليد».
5- الأصل: المرشدي، و في م، و د، و «ز»: المرثدي.
6- تحرفت بالأصل و م إلى: كثيرة، و المثبت عن د، و «ز».
7- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 301 (ت. العمري).

الرّحمن - إجازة - نا أبو محمّد السكري، أخبرني أبو الحسن الصيرفي، أخبرني أبي محمّد بن المغيرة، حدّثني القاسم بن سلاّم قال: سنة سبع و ثمانين فيها توفي المقدام بن معدي كرب الكندي بالشام، و يقال: إن المقدام بن معدي كرب مات فيها - يعني - سنة ثمان و ثمانين (1).

أنبأنا أبو القاسم النسيب، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، عن رشأ بن نظيف، أنبأ عبد الرّحمن بن محمّد، و عبد اللّه بن عبد الرّحمن، قالا: أنا الحسن بن رشيق، أنا محمّد بن أحمد بن حمّاد قال: أخبرني محمّد بن سعدان، عن الحسن بن عثمان قال: و فيها - يعني - سنة سبع و ثمانين مات المقدام بن معدي كرب الكندي بالشام، و هو ابن إحدى و تسعين سنة، و يكنى أبا يحيى، و منهم (2) من قال: يكنى أبا صالح، و كانت له صحبة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن أحمد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: و فيها - يعني - سنة سبع و ثمانين مات المقدام بن معدي كرب أبو يحيى بحمص، و هو ابن إحدى و تسعين سنة.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن أبي عمرو، أنا أبو عبد اللّه بن مروان، أنا أبو عبد الملك البسري، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا علي بن عبد اللّه التميمي قال (3):المقدام بن معدي كرب يكنى أبا بشر، مات سنة ثمان و ثمانين (4).

7619 م - مقدم بن الحسين

[حدث] (5) بصيدا.

قرأت بخط أبي محمّد بن الأكفاني و ذكر أنه نقله من خط بعض أصحاب الحديث في تسمية من سمع منه بصيدا في طبقة ابن معافى، مقدم بن الحسين.

7620 - مقلّد بن القاسم أبو الحمائل الربعي الفقيه

سكن أطرابلس، و حدّث بها.

ص: 196


1- راجع ما قاله أبو عبيد في الموضعين، في تهذيب الكمال 353/18.
2- في م: و منهم من قال يكنى أبا يحيى، و منهم من قال يكنى أبا صالح.
3- نقله عنه المزي في تهذيب الكمال 353/18 - طبعة دار الفكر.
4- تحرفت بالأصل إلى: و ثلاثين، و التصويب عن د، و «ز»، و م، و تهذيب الكمال.
5- سقطت من الأصل، و استدركت للإيضاح عن د، و «ز»، و م.

سمع منه أبو علي حمد بن علي بن حميد الرهاوي - نزيل بيت المقدس-.

قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي، ذكر لي أبو محرم (1) مكي بن معافى (2) الجبيلي:

أن أبا الحمائل مقلّد توجه من طرابلس بعد سنة سبعين و أربعمائة طالبا للحجّ، و أنه وصل مكة في نصف شوال، و توفي هناك قبل حجّه، رحمه اللّه، و لم يكن بلغ الأربعين، و كان ديّنا، ورعا، ذا طريقة حسنة.

[ذكر من اسمه] مقلاص

7621 - مقلاص

مولى بني أمية.

تقدم ذكره في ترجمة سقلاب.

7622 - مكحول بن دبر ،و يقال: ابن أبي مسلم - بن شاذل بن سندل

7622 - مكحول بن دبر (3)،و يقال: ابن أبي مسلم - بن شاذل بن سندل

ابن سروان بن بزدك بن يغوث بن كسرى أبو عبد اللّه الكابلي (4)

من سبي كابل (5)،مولى لامرأة من هذيل، و قيل: لامرأة من قريش.

فقيه أهل دمشق، و أحد قرّاء الشام.

روى عن أنس بن مالك، و واثلة بن الأسقع، و أبي أمامة، و أبي سعد عامر بن مسعود الزرقي، و عبد الرّحمن بن غنم (6) الأشعري الصحا [بي] (7) و أم أيمن، و أم الدّرداء، و جنادة بن أبي أمية، و عمرو بن نعيم العبسي، و جبير بن نفير، و قبيصة بن ذؤيب، و سعيد بن المسيّب،

ص: 197


1- كذا صورتها بالأصل، و في «ز»: «بحرم» و في د:«بحرم» و في م:«يحرم».
2- الجزء «معا» من اللفظة في مطموس في «ز».
3- بدون إعجام في الأصل، و اللفظة غير مقروءة في «ز»، و أعجمت الكلمة عن د، و م.
4- ترجمته و أخباره في تهذيب الكمال 356/18 (ط. دار الفكر)، و تهذيب التهذيب 529/5 و سير أعلام النبلاء 5/ 155 و التاريخ الكبير 21/8 و طبقات ابن سعد 453/7 و حلية الأولياء 177/5 و الجرح و التعديل 407/8 و تذكرة الحفاظ 107/1.
5- كابل ثغر من ثغور خراسان، حاليا كابول هي عاصمة جمهورية أفغانستان.
6- تحرفت بالأصل إلى: غانم، و المثبت عن م، و د، و «ز».
7- قسم من اللفظة مكانه بياض في الأصل و م و «ز»، و الزيادة عن د.

و أبي سلمة بن عبد الرّحمن، و قزعة بن يحيى، و عبد اللّه بن محيريز، و كثير بن مرة الحضرمي، و خالد بن اللّجلاج، و عنبسة بن أبي سفيان، و زياد بن جارية، و أبي سلاّم الأسود، و أبي مسلم الخولاني، و أبي إدريس الخولاني، و الحارث بن معاوية، و أبي جندل ابن سهيل، و مالك بن يخامر (1)،و عروة بن الزّبير، و خالد بن معدان، و أبي رهم السّماعي (2)،و وقاص بن ربيعة، و عمرو بن شعيب، و عراك بن مالك، و كريب مولى ابن عبّاس.

روى عنه: الزهري، و حميد الطويل، و سليمان بن موسى، و النعمان بن المنذر، و حفص بن غيلان، و المعلى بن الحارث، و العلاء بن كثير، و يزيد، و عبد الرّحمن ابنا يزيد ابن جابر، و ثابت بن ثوبان، و محمّد بن راشد، المكحولي، و محمّد بن عبد اللّه بن مهاجر الشّعيثي (3)،و عبد اللّه بن العلاء بن زبر، و الأوزاعي، و سعيد بن عبد العزيز، و عبد ربّه بن صالح القرشي، و سالم بن عبد اللّه المحاربي، و حميد بن مسلم القرشي، و الربيع بن حظيان (4)،و موسى بن يسار، و عبد اللّه و عبد الرّحمن ابنا يزيد بن تميم، و أبو عبد السّلام صالح بن رستم الهاشمي، و برد بن سنان، و زيد بن واقد، و سليمان بن أبي كريمة، و عبد القدّوس بن حبيب، و أيوب بن مدرك، و الوليد بن جميل، و أبو وهب عبيد اللّه بن عبيد الكلاعي، و هشام بن الغاز، و إبراهيم بن سليمان الأفطس، و ثور بن يزيد، و يزيد بن عبد العزيز أخو سعيد بن عبد العزيز، و عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، و أمية ابن يزيد بن أبي عثمان الأموي، و الوضين بن عطاء، و تميم بن عطية العنسي، و الوليد، و عبد العزيز ابنا سليمان بن أبي السائب، و الضّحّاك بن عبد الرّحمن بن أبي حوشب، و يزيد بن سعيد بن ذي عضوان، و خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح، و الغضوّر الكلبي، و أبو عبيد (5) الحاجب، و يحيى بن يحيى الغسّاني، و علي بن أبي حملة، و غيرهم من أهل الشام.

و روى عنه من أهل الحجاز و العراق: يحيى (6) بن سعيد، و أسامة بن زيد، و محمّد بن

ص: 198


1- الأصل: محامر، تحريف. و بدون إعجام في م، و «ز»، و المثبت عن د.
2- بالأصل: الساعدي، و في د:«الساعي» كلاهما تحريف، و المثبت عن «ز»، و م.
3- تحرفت بالأصل إلى: الشعبي، و في م: الشعثي، و المثبت عن د، و «ز».
4- الأصل: حيطان، و في م: حكيان، و المثبت عن د، و «ز».
5- في م: عبيد اللّه، و هو أبو عبيد المذحجي، حاجب سليمان بن عبد الملك، كما في تهذيب الكمال.
6- في م: و يحيى.

إسحاق، و ابن جريج، و حسين بن عبد اللّه، و عبد اللّه بن عون، و محمّد بن عمرو، و ربيعة ابن أبي (1) عبد الرّحمن الرأي، و عطاء الخراساني، و يحيى بن أبي عمرو الشيباني (2)، و [حصين] (3) بن جعفر الفزاري.

و كانت داره بدمشق عند طرف سوق الأحد.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو عبد اللّه بن سلوان، أنا الفضل بن جعفر التميمي، نا عبد الرّحمن بن القاسم الهاشمي، نا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، عن أم أيمن قالت:

أوصى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعض أهله لا تشرك باللّه شيئا و إن عذّبت و حرقت، أطع و الديك إن أمراك أن تخرج من كلّ شيء هو لك، فاخرج منه، لا تترك صلاة عمدا، فإنه من ترك الصلاة عمدا فقد برئت منه ذمة اللّه، إيّاك و الخمر (4)،فإنها مفتاح كل شر، إيّاك و المعصية فإنها تسخط اللّه، لا تفر يوم الزحف و إن أصاب الناس موتان، لا تنازع الأمر أهله، و إن رأيت أنّ (5) لك، أنفق من طولك على أهل بيتك و لا ترفع عصاك (6) عنهم، أخفّهم (7) في اللّه عز و جل.

و قد روي عن مكحول من وجه آخر مرسلا.

أخبرناه أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الطّيّب عثمان بن عمرو بن محمّد بن المنتاب (8) الإمام، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا سفيان بن عيينة، عن يزيد بن يزيد بن جابر قال: سمعت مكحولا يقول:

أوصى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعض أهله فقال: لا تشرك باللّه شيئا و إن حرقت و عذّبت، و لا تعق (9) والديك، و إن أمراك (10) أن تخلع لهما من مالك فانخلع، و لا تدع صلاة مكتوبة عمدا

ص: 199


1- سقطت من م، و د.
2- في م: الغساني.
3- مكانها بياض بالأصل و م، و «ز»، و الزيادة عن د، و تهذيب الكمال.
4- تقرأ في م: و الحمق.
5- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م:«أن» و لعل الصواب:«أنه».
6- في م:«عطاك».
7- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن م، و د، و «ز».
8- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن م، و د، و «ز».
9- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
10- في م: أمرك.

فإن من تركها عمدا برئت منه ذمة اللّه، و لا تشرب الخمر فإنها مفتاح كل شر، و إيّاك و المعصية، فإنها من سخط اللّه، و لا تنازع الأمر أهله و إن رأيت أنّ (1) لك، و إذا كنت في قوم فكثر فيهم القتل و الموت فاثبت، و إيّاك و الفرار من الزحف، و أنفق على أهلك من طولك، و لا ترفع عصاك عنهم، و أخفهم باللّه.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا تمام بن محمّد، أخبرني أبي، نا محمّد بن جعفر، نا محمّد بن ملاس، نا الحسن بن محمّد بن بكّار بن بلال قال: قال أبو مسهر: و كان مكحول مولى لهذيل، و كان مسكنه بدمشق سوق الموالي عند المنزل الذي يقال له ابن فلاح.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، و أحمد بن الحسن بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو العز الكيلي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، قالا: أنا أحمد بن الحسين بن أحمد.

قالا: أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمرو بن (2)أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط قال (3).

في الطبقة الثانية من أهل الشامات: مكحول مولى امرأة من هذيل، و يقال: لامرأة من آل سعيد بن العاص، دمشقي، و يقال: من الأبناء، لم يملك، مات سنة ثلاث عشرة، و يقال:

أربع عشرة [و مائة] (4).

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الفضل بن خيرون.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار.

قالا: أنا أبو القاسم الأزهري، أنا عبد اللّه بن أحمد بن يعقوب، نا العبّاس بن العبّاس ابن محمّد بن المغيرة الجوهري، أنا صالح بن أحمد بن محمّد بن حنبل قال: قال أبي:

مكحول الشامي أبو عبد اللّه.

ص: 200


1- كذا.
2- من قوله: أنا أحمد... إلى هنا سقط من م، فاختل السند.
3- طبقات خليفة بن خيّاط ص 566 رقم 2925 (طبعة دار الفكر).
4- زيادة للإيضاح عن طبقات خليفة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (1)،نا ابن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد قال (2) في الطبقة الثالثة من تابعي أهل الشام: مكحول و كان مولى لامرأة من هذيل، قال الهيثم: مات سنة ست عشرة و مائة، و قال غيره: سنة ثلاث عشرة و مائة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال (3) في الطبقة الثالثة من تابعي أهل الشام: مكحول الدمشقي، كان مكحول من أهل كابل، و كانت فيه لكنة، و كان يقول بالقدر، و كان ضعيفا في حديثه و روايته.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور النهاوندي، نا أبو العباس النهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل قال: و كنيته - يعني - مكحولا أبو عبد اللّه مولى لامرأة من هذيل، الدمشقي.

قال أبو مسهر: عن سعيد بن عبد العزيز قال: كان مكحول إذا رمى قال: أنا الغلام الهذلي، و كان عبدا لعبد العزيز بن العاص، فوهبه لامرأة من هذيل، فأعتقته، سمع أنس بن مالك، و واثلة بن الأسقع، و أبا هند الداري، و قال أبو نعيم: مات طلحة سنة ثنتي عشرة و مائة، و فيها مات مكحول.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم، قال (4):

مكحول الشامي، أبو عبد اللّه الدّمشقي، و كان عبدا لسعيد بن العاص، فوهبته لامرأة من قريش فأعتقته، روى عن أنس بن مالك، و أبي هند الداري، و واثلة بن الأسقع، و أم الدّرداء الصغرى، روى عنه الأوزاعي، و سعيد بن عبد العزيز، و العلاء بن الحارث، و يزيد

ص: 201


1- تحرفت بالأصل و د، و «ز»، و م إلى اللبناني، بتقديم الباء.
2- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
3- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 453/7.
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 407/8.

و عبد الرّحمن ابنا يزيد بن جابر، و ثور بن يزيد، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو عبد اللّه مكحول الدّمشقي، سمع أنس بن مالك، و واثلة بن الأسقع، و أبا هند الداري.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عبد اللّه مكحول عن واثلة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو القاسم تمّام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال: أبو عبد اللّه مكحول الدّمشقي.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، عن أبي الحسين (1) بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة: مكحول أبو عبد اللّه مولى لامرأة من هذيل، دمشقي.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر - قراءة عليه - أنا أبو طاهر بن أبي الصقر - إجازة - أنا أبو القاسم بن الصّوّاف، نا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال: أبو عبد اللّه مكحول الشامي.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال: سمعت أبا عبد اللّه المقدمي يقول: مكحول الشامي، مولى قريش، يكنى أبا عبد اللّه.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي - في كتابه - أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي ابن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو عبد اللّه مكحول الهذلي مولى امرأة منهم، الدّمشقي، اختلف في ولايته فقيل: هو

ص: 202


1- تحرفت بالأصل إلى: الحسن، و المثبت عن د، و «ز»، و م.

مولى لامرأة من هذيل فأعتقته بمصر، و كان نوبيا (1)،و يقال: كان من كابلستان (2) سمع أنس ابن مالك، و واثلة بن الأسقع، و أبا هند يزيد بن عبد اللّه، روى عنه الأوزاعي، و ثور بن يزيد، و سعيد بن عبد العزيز أبو محمّد.

أنبأنا أبو محمّد حمزة بن العبّاس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنا أحمد بن الفضل، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا أبو (3) سعيد ابن يونس (4) قال: مكحول الدّمشقي ذكر أنه من أهل مصر، و يقال: كان لرجل من هذيل من أهل مصر، فأعتقه فخرج من مصر، و سكن الشام، و يقال: إنه من الفرس من السبي الذين سبوا من فارس، و قيل: كان اسم أبيه سهراب، و كان مكحول يكنى أبا مسلم، و كان فقيها، عالما، و قد حكي عنه أنه تكلم في القدر، رأى أبا أمامة الباهلي، و سمع واثلة بن الأسقع، و لقي أنس بن مالك، يقال: توفي سنة ثمان عشرة و مائة بدمشق.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر محمّد بن عمر بن بكير المقرئ، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد الصفّار الهروي (5)،نا أحمد بن محمّد بن ياسين قال: سمعت محمّد بن المنذر يقول (6):إن مكحولا أصله من هراة، و هو مكحول بن أبي مسلم كان (7) يكون بدمشق، فقيه الشام، و اسم أبيه أبي مسلم سهراب بن شاذل بن سند بن سروان بن بزدك بن يغوث بن كسرى، و كان جدّه شاذل من أهل هراة، فتزوج ابنة لملك من ملوك كابل، ثم هلك عنها و هي حامل، فانصرفت إلى أهلها، فولدت سهراب، فلم يزل في أخواله بكابل حتى ولد له مكحول، فلمّا ترعرع سبي من ثمّة، فوقع إلى سعيد بن العاص، فوهبه لامرأة من هذيل، فأعتقته.

قرأت على أبي محمّد أيضا، عن أبي نصر بن ماكولا قال (8):و أمّا شاذل بذاء معجمة،

ص: 203


1- النوبي نسبة إلى بلاد النوبة،(راجع معجم البلدان).
2- رسمها بالأصل: كاسيان، و غير مقروءة تماما في د، و م و صورتها:«كابلسان» و في «ز»: بالسان و المثبت عن معجم البلدان قال ياقوت: و هي فيما أحسب كابل.
3- تحرفت بالأصل إلى: ابن، و التصويب عن د، و «ز»، و م.
4- رواه المزي في تهذيب الكمال 360/18-361 نقلا عن أبي سعيد ابن يونس (طبعة دار الفكر).
5- في م: المقروي.
6- من طريق محمد بن المنذر الهروي شكر، رواه المزي في تهذيب الكمال 358/18 طبعة دار الفكر.
7- تحرفت بالأصل إلى: لأن، و المثبت عن د، و «ز»، و م، و تهذيب الكمال.
8- الاكمال لابن ماكولا 1/5.

فهو في نسب مكحول الشامي، و هو مكحول بن أبي مسلم، و اسمه سهراب (1) بن شاذل بن سند بن سروان بن بزدك بن يغوث بن كسرى.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم، أنا نعمة اللّه بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنا سفيان بن محمّد بن سفيان، نا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: مكحول أبو أيوب، من أهل كابل، مولى لامرأة من هذيل.

[قال ابن عساكر:] (2) كذا قال، و المحفوظ أن كنيته مكحول أبو عبد اللّه كما تقدّم.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي قال: قيل لأبي نصر التمّار و أنا أسمع: حدثك كوثر بن حكيم عن مكحول الدّمشقي، و كان مولى لهذيل و كان من كابلستان؟ فقال أبو نصر: نعم.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد ابن عبيد بن الفضل - إجازة - أنا محمّد بن الحسين، أنا ابن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين يقول: مكحول أسود مولى سعيد بن العاص، و هو من أهل كابل.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (3)،نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول أنه كان يرمي و يقول: أنا الغلام الهذلي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن نصر بن بجير، نا علي بن عثمان بن نفيل، نا أبو مسهر، نا سعيد قال: كان مكحول إذا رمى يقول: أنا الغلام الهذلي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل الغلابي، نا أبي قال: قال أبو مسهر: و كان مكحول من أهل كابل لهذيل، و كانت فيه لكنة، و كان يعرب.

ص: 204


1- الأصل: سهراب، و في الاكمال: شهراب، و تحرفت في م إلى: سهرات.
2- زيادة منا.
3- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 328/1.

قال: و نا أبي، قال: و حدّثني - يعني - محمّد بن سليم، عن مكحول قال: كنت لسعيد ابن العاص، فوهبني لرجل من هذيل من أهل البصرة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (1)،حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم، عن الوليد بن مسلم، عن عبد اللّه بن العلاء بن زبر قال: سمعت مكحولا يقول: كنت عبدا لسعيد بن العاص، فوهبني لامرأة من هذيل، فأنعم اللّه عليّ بها - يعني - بمصر.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي (2)،أنا نصر بن إبراهيم، و عبد اللّه بن عبد الرّزّاق، قالا:

أنا أبو الحسن (3) بن عوف، أنا أبو علي (4) بن منير، أنا أبو بكر بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا حصين، و هو ابن جعفر الفزاري، قال: كنا نخرج مع مكحول إلى الرمي، فرمى مكحول فقرطس فقال: خذها مني، و أنا الغلام الهذلي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن، قالا: أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا عمر بن إبراهيم بن أحمد بن كثير، نا أبو القاسم البغوي، نا أبو خيثمة، نا الوليد بن مسلم، حدّثني عبد اللّه بن العلاء قال: سمعت مكحولا قال: كنت لعمرو بن سعيد - أو لسعيد بن العاص - فوهبني لرجل من هذيل بمصر، فأنعم عليّ بها، فما خرجت من مصر حتى ظننت أنه ليس بها علم إلاّ و قد سمعته، ثم قدمت المدينة، فما خرجت منها حتى ظننت أنه ليس بها علم إلاّ و قد سمعته، ثم لقيت الشعبي، فلم أر مثله.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد الشاهد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (5)،حدّثني عبد اللّه بن أحمد، و محمود ابن خالد قالا: نا مروان بن محمّد، عن يحيى بن حمزة، عن أبي وهب (6)،عن مكحول قال: عتقت بمصر، فلم أدع بها علما إلاّ حويت عليه فيما أرى، ثم أتيت العراق، فلم أدع بها علما إلاّ حويت عليه فيما أرى، ثم أتيت المدينة فلم أدع بها علما إلاّ حويت عليه فيما أرى، ثم أتيت الشام، فغربلتها، كلّ ذلك أسأل عن النفل، فلم أجد أحدا يخبرني عنه، حتى مررت بشيخ من بني تميم يقال

ص: 205


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 328/1.
2- تحرفت في م إلى: القوص.
3- عن م، و د، و بالأصل: الحسين.
4- قوله:«بن عوف، أنا أبو علي» سقط من د.
5- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 328/1.
6- هو عبد اللّه بن عبيد الكلاعي الدمشقي، ترجمته في تهذيب التهذيب 35/7.

له: زياد بن جارية (1) جالسا على كرسي، فسألته فقال: حدّثني حبيب بن مسلمة (2) قال:

شهدت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نفّل في البدأة الربع، و في الرجعة الثلث[12448].

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (3)،نا أبو سعيد الأشج، نا يونس بن بكير، عن محمّد بن إسحاق قال: سمعت مكحولا يقول: طبقت الأرض كلها في طلب العلم.

أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، أنا أبو زرعة (4)،نا محمّد بن المبارك الصوري (5)،نا الهيثم بن حميد، عن حفص بن غيلان، عن مكحول قال:

دخلت أنا و ابن أبي زكريا، و سليمان بن حبيب على أبي أمامة الباهلي بحمص.

قال: و أنا أبو زرعة (6)،نا يحيى بن صالح، نا يزيد بن زياد (7)،عن سلمة بن حبيب قال: دخلت أنا و مكحول و ابن أبي زكريا على أبي أمامة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، نا الوليد بن مسلم، نا سعيد ابن عبد العزيز، و ابن جابر أنهما سمعا مكحولا يقول: رأيت أنسا، فقلت: رجل (8) من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم أسلّم عليه و لا أسأله عن شيء، فسلّمت عليه و سألته.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أخبرني أبي، نا محمّد بن جعفر بن محمّد، نا الحسن بن محمّد بن بكّار بن بلال قال: سمعت أبا مسهر يقول: لم يلق مكحول (9) أحدا من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلاّ أنس بن مالك، و لم يسمع منه إلاّ حديثا واحدا.

ص: 206


1- تقدمت ترجمته في كتابنا - تاريخ مدينة دمشق، و راجع تهذيب التهذيب 256/3.
2- راجع ترجمته في تهذيب التهذيب 190/2.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 407/8.
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 239/1.
5- ليست في تاريخ أبي زرعة.
6- تاريخ أبي زرعة 238/1.
7- هو يزيد بن زياد القرشي الدمشقي، ترجمته في تهذيب التهذيب 328/11.
8- بالأصل: رجلا، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
9- في م: مكحولا.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر ابن حيوية، أنا محمّد بن القاسم، أنا ابن أبي خيثمة، أخبرني أبو محمّد التميمي، عن أبي مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز قال: كان مكحول يسأل عبد القدّوس بن حبيب عن الحسن - يعني - البصري و عن قوله.

قال: و قال مكحول: رحم اللّه الحسن، قد فقه الحسن قبل أن أسبى أنا من أرضي.

قال: و قال مكحول: ما لقيت مثل الشعبي.

قال: و كان مكحول عبدا لسعيد بن العاص فوهبه لامرأة من هذيل، و كان - يعني - مكحول إذا رمى قال: أنا الغلام الهذلي، و ما أدركنا أحدا أحسن سمتا في العبادة من مكحول، و ربيعة بن يزيد، قال: و لا يثبت أن مكحولا سمع من أبي إدريس، و قد روى بعضهم، و لا أراه ثبتا، قال: و لم ير مكحول شريحا، و حديث تميم بن عطية غلط، إنما أراد الشعبي فغلط بشريح، فقال أبو مسهر: و لا أرى مكحولا سمع من أبي أمامة - يعني - الباهلي، و لا من واثلة بن الأسقع شيئا.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، نا أبو محمّد التّميمي، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، قال (1):سمعت أبا مسهر سئل عن مكحول: هل لقي أحدا من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم، فقال: لم يلق منهم أحدا، غير أنس بن مالك، فقلت لهم: إنّهم يزعمون أنه قد لقي أبا هند الداري، فقال: ما أدري.

قال أبو زرعة، فذكرت كلام أبي مسهر هذا لأحمد بن صالح مقدمه دمشق سنة سبع عشرة و مائتين، و هو يومئذ باق (2) فحدّثني عن ابن وهب، عن معاوية بن صالح، عن العلاء ابن الحارث، عن مكحول قال: دخلت أنا و أبو الأزهر (3) على واثلة بن الأسقع.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب - إجازة - قالا: أنا ابن منده، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

ص: 207


1- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 326/1.
2- رسمها بالأصل:«بامر» و في د، و «ز»: «بامى» و المثبت عن تاريخ أبي زرعة.
3- أبو الأزهر الصحابي، من ساكني الشام، تهذيب التهذيب 7/12.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (1)،حدّثني أبي قال: سمعت أبا مسهر الدمشقي و سألته: هل سمع مكحول من أحد ممن (2) صحب النبي صلى اللّه عليه و سلم؟ فقال: سمع أنس، قلت: و سمع من أبي هند الداري؟ فقال: من رواه؟ فقلت له: حيوة بن شريح عن أبي صخر عن مكحول أنه سمع أبا هند الداري يقول: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول، فكأنه لم يلتفت إلى ذلك، فقلت: فواثلة بن الأسقع؟ فقال: من (3)؟فقلت: حدّثني أبو صالح كاتب الليث، حدّثني معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث، عن مكحول قال: دخلت أنا و أبو الأزهر على واثلة بن الأسقع، فكأنه أومأ برأسه كأنه قبل ذلك.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا أبو منصور المصقلي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا إبراهيم بن محمّد بن صالح القنطري قال: نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو، عن أبي مسهر قال: و سئل عن مكحول: هل لقي أحدا من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم؟ فقال: نعم، أو قال: ما لقي أحدا منهم غير أنس، قلت: إنهم يزعمون أنه لقي أبا هند الداري، فقال: لا أدري.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّاء، نا محمّد بن يعقوب، نا عبّاس قال: سمعت يحيى يقول: قال أبو مسهر: لم يسمع مكحول من عنبسة بن أبي سفيان، و لا أدري أدركه أم لا (4).

قال: و سمعت يحيى يقول: مكحول الشامي قد رأى أبا هند الداري، و واثلة بن الأسقع، و قال: سمع مكحول من واثلة بن الأسقع، و سمع من فضالة بن عبيد، و سمع من أنس بن مالك، و سمعت يحيى يقول: مكحول لم يلق ثوبان، قال: و سألت يحيى، قلت:

حديث مكحول؟ قال: ملنا مع مكحول إلى أبي أمامة قال يحيى: ليس يثبتونه في رواية أبي أمامة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: سئل يحيى: ممن سمع مكحول من

ص: 208


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 408/8.
2- في الجرح و التعديل: من أحد من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم.
3- في الجرح و التعديل:«من رواه؟» و قد استدركت «رواه» عن إحدى نسخه.
4- رواه المزي في تهذيب الكمال 359/18 نقلا عن عباس الدوري.

أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم؟ فقال: سمع من أبي هند الداري، و واثلة بن الأسقع، و أنس بن مالك، و عمرو بن أبي خزاعة (1)[و قال يحيى: حديث مكحول: ملنا إلى أبي أمامة، خطأ.

أخبرنا: أبو البركات أيضا، أنا ثابت بن بندار، أنا الواسطي، أنا البابسيري، أنا الأحوص، نا أبي قال: قال أبو مسهر: لم يسمع مكحول من عنبسة، و ما أدركه أم لا، و قد روى مكحول عن عمرو بن أبي خزاعة] (2)-رجل من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (3)-.

أنبأنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا علي بن الحسن الربعي، نا أحمد بن عتبة، نا أبو عبد اللّه الهروي قال: سألت محمّد بن عوف: هل سمع مكحول من أحد من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم؟ فقال لي: نعم، من غير واحد، من أبي أمامة، و أنس، و قد سمع من مرة بن كعب البهزي (4).

أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد اللّه، أنا محمود بن القاسم، و عبد العزيز بن محمّد، و أحمد بن عبد الصّمد، قالوا: أنا عبد الجبّار بن محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد بن محبوب، أنا محمّد بن عيسى التّرمذي قال:

مكحول قد سمع من واثلة بن الأسقع، و أنس بن مالك، و أبي هند الداري، و يقال إنه لم يسمع من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم إلاّ من هؤلاء الثلاثة، و مكحول الشامي، يكنى أبا عبد اللّه، و كان عبدا فأعتق.

أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي و غيره، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا محمّد بن العبّاس بن الفرات - إجازة - نا أبو عبد اللّه محمّد بن العبّاس بن أحمد الضّبّي، أنا [أبو] (5)يعقوب بن إسحاق بن محمود الهروي قال: قال أبو علي صالح بن محمّد الحافظ: مكحول لم يسمع من أبي الدّرداء، و سمع من أنس، و أبي أمامة، و واثلة.

أنبأنا أبو القاسم النسيب و غيره عن رشأ بن نظيف، أنا عبد الكريم بن أبي حدار، نا

ص: 209


1- ترجمته في أسد الغابة 718/3 رقم 3911 طبعة دار الفكر.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل فتداخل الخبران، و ما استدرك اقتضاه السياق عن د، و «ز»، و م.
3- قال أبو عمر في الاستيعاب ترجمة 1911 ليس بالمعروف... في صحبته نظر.
4- ترجمته في الإصابة 402/3 ترجمة رقم 7907.
5- زيادة عن د، و «ز»، و م.

محمّد بن الربيع، نا أبو عاصم خشيش (1) بن أصرم النسائي، نا عبد الرّزّاق قال: سمعت محمّد بن راشد يقول: ما أدرك مكحول من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و عليهم أحدا.

[قال ابن عساكر] (2):و هذا ليس بصحيح، فقد أدرك من ذكرنا قبل.

و قد أخبرنا أبو غالب محمّد بن محمّد بن أسد العكبري، و أبو المكارم أحمد بن عبد الباقي بن الحسن النسائي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر الشيرازي، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمة، نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال: قال جدي يعقوب:

مكحول الشامي هو مولى لامرأة من هذيل، يكنى أبا عبد اللّه، توفي سنة ست عشرة و مائة، و يقال: سنة ثلاث عشرة و مائة، و هو يعدّ في الطبقة الثالثة من التابعين من أهل الشام بعد الصحابة (3)،و قد روى عن جماعة من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم، منهم: سعد بن أبي وقّاص، و أنس بن مالك، و عمر بن أبي سلمة، و حمزة الأسلمي، و واثلة بن الأسقع، و ابن حوالة الأزدي، و أبو هند الداري، و ابن عمر (4).

[قال ابن عساكر] (5):و لم يسمع من هؤلاء، و الذين يصححونه ممن سمع منهم: واثلة ابن الأسقع (6)،و أنس، و أبو هند.

قال يحيى بن معين: قد سمع مكحول فيما يقولون من أنس، و واثلة، و أبي هند. قال يحيى: و يقولون أيضا: من ابن عمر، و لم يسمع منه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، و أبو محمّد بن أبي نصر، و أبو بكر القطّان، و أبو نصر بن الجندي، و أبو القاسم الحسين بن الحسن.

ح و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبي أبو العبّاس، أنا أبو محمّد بن أبي نصر،

ص: 210


1- تقرأ بالأصل:«حسن» و في د:«حنبش» و في «ز»: «حشنس» و كله تصحيف، و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 459/5 طبعة دار الفكر.
2- زيادة منا.
3- تحرفت في م إلى: الصاحبة.
4- في م: و أبو عمرو.
5- زيادة منا.
6- من قوله: الأسقع... إلى هنا سقط من د، فاختل سياقها، و اضطرب المعنى فيها.

قالوا: أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أبو زرعة، حدّثني محمّد بن زرعة الرعيني ثقة، مأمون.

قال: و أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (1)، و حدّثني محمّد بن زرعة بن روح الرعيني قال: سألت مروان بن محمّد عن مكحول سمع من عنبسة بن أبي سفيان؟ فلم ينكر ذاك.

أنبأنا أبو الحسين الخطيب، أنا جدي القاضي أبو عبد اللّه، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا مكحول، أنا يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد قال: قال أبو مسهر: لم يسمع مكحول من عنبسة شيئا.

أخبرناه أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا ابن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أمية قال: قال مكحول: ما حدثتكم به فهو عن سعيد بن المسيّب، و الشعبي.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه أحمد، حدّثني سفيان، عن إسماعيل بن أمية قال: قال لي مكحول: عامة ما أحدثك عن سعيد بن المسيّب و الشعبي.

أخبرنا (2) أبو الحسن السّلمي، نا عبد العزيز بن أحمد.

و أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه.

قالا: أنا محمّد بن عوف المزني، أنا محمّد بن موسى بن السمسار، أنا أبو بكر محمّد ابن خريم، نا هشام بن عمّار، نا أيوب، نا ابن سويد، عن رجل، عن مكحول أن الشعبي قال له: ائتني بدراهمك زيوفا (3)،و ذهبت و هي طارحة.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أنا أبو الوليد الفقيه، نا إبراهيم بن محمود، نا ليث بن عبدة (4)،نا إبراهيم بن عبد اللّه بن

ص: 211


1- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 328/1.
2- كتب فوقها في د، و «ز».
3- زافت الدراهم زيوفا و زيوفة بضمّهما صارت مردودة لغش فيها (تاج العروس: طبعة دار الفكر).
4- في م: عبيدة.

العلاء زبر بن الدمشقي، نا أبو عبد اللّه بن المعلّى قال: سمعت الزّهري يقول: أربعة فقهاء:

سعيد بن المسيّب بالمدينة، و عامر الشعبي بالكوفة، و الحسن بن أبي الحسن بالبصرة، و مكحول بالشام.

قال أبو إسحاق - يعني - إبراهيم بن محمود (1):فعرضت ذلك على أبي سليمان داود بن علي الفقيه فقال لي: لو لم أجبن لقلت مطلبسا (2) لم يكن دونهم في الفقه أو أفقه.

[قال ابن عساكر] (3) كذا قال، و إنما هو إبراهيم بن عبد اللّه بن العلاء بن زبير عن أبيه.

أخبرناه على الصواب (4)،أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (5).

و أخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد الأزهري، أنا أبو محمّد المخلدي، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا أبو حامد بن الشرقي، نا محمّد بن يحيى الذهلي.

قالا: نا إبراهيم بن عبد اللّه بن العلاء بن زبر، نا أبي، عن الزهري قال: العلماء أربعة:

سعيد بن المسيّب بالمدينة، و عامر الشعبي بالكوفة، و الحسن بن أبي الحسن بالبصرة، و مكحول بالشام.

أنبأنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك الخلاّل الأديب، قالا: أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق العبدي، أنا أبو علي حمد بن عبد اللّه الأصبهاني - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر الحسين بن سلمة، أنا أبو الحسن علي بن محمّد الفأفاء.

قالا: أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن محمّد بن إدريس (6)،حدّثني أبي، نا إبراهيم بن عبد اللّه بن العلاء بن زبر، نا أبي، عن الزهري قال: العلماء أربعة: منهم مكحول بالشام.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا

ص: 212


1- كذا ورد بالأصل و د، و «ز»، و م هنا، و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب.
2- كذا رسمها بالأصل، و د، و «ز»، و م.
3- زيادة منا.
4- تحرفت بالأصل إلى: الصواف.
5- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 362/2.
6- رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 178/5 و الخطيب في تاريخ بغداد 228/12 و المزي في تهذيب الكمال 360/18 و الذهبي في سير الأعلام 158/5.

أبو أحمد، نا محمّد بن يحيى بن آدم المصري، نا إبراهيم بن أبي داود، نا حجّاج الأزرق قال: سمعت ابن عيينة عن إسماعيل بن أمية قال: قال لي مكحول: كل ما أحدّثك به أو عامة ما أحدّثك به فهو عن سعيد بن المسيّب أو الشعبي.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء أنا البابسيري، أنا الأحوص، نا أبي المفضّل، نا أحمد بن حنبل، نا الوليد بن مسلم، حدّثني تميم بن عطية العبسي قال: سمعت مكحولا يقول: اختلفت إلى شريح ستة أشهر ما أسأله عن شيء، أكتفي بما (1) أسمعه يقضي به.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه - يعني - أحمد بن حنبل، نا الوليد بن مسلم، نا تميم بن عطية العبسي قال: سمعت مكحولا يقول: اختلفت إلى شريح ستة أشهر لا أسأله عن شيء أكتفي بما (2) أسمعه يقضي.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد عبد اللّه بن عدي الحافظ، نا أحمد بن عامر البرقعيدي، نا أحمد بن عبد الواحد بن عبود، نا أبو مسهر، نا سعيد قال: جاء سليمان بن موسى بصحيفة قد استظهرها فأعجبه (3) فقال له (4) مكحول:

أتعجب؟ ما سمعت شيئا قط فاستودعته صدري إلاّ وجدته حين أريد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (5)،حدّثني أبو سعيد (6).

و أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد، نا محمّد بن المبارك المعافري، نا دحيم، نا أبو مسهر، نا سعيد (7) قال: كان سليمان - يعني - ابن (8)موسى يقول: إذا جاءنا العلم من الحجاز عن الزهري قبلناه، و إذا جاءنا من العراق عن الحسن

ص: 213


1- في م: فما.
2- في م: لما.
3- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
4- الأصل:«لهم»، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
5- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 410/2.
6- هو عبد الرحمن بن إبراهيم، دحيم.
7- يعني سعيد بن عبد العزيز.
8- تحرفت في م إلى: أبي.

قبلناه، و إذا جاءنا من الجزيرة عن ميمون بن مهران قبلناه، و إذا جاءنا من الشام عن مكحول قبلناه.

قال سعيد: فكان هؤلاء الأربعة علماء الناس في خلافة هشام (1).

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا محمود بن جعفر، أنا عمّ (2) أبي الحسين بن أحمد ابن جعفر، نا إبراهيم بن السندي، نا الزّبير بن بكّار، حدّثني (3) يحيى بن محمّد بن عبد اللّه ابن ثوبان قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم يقول: لما مات العبادلة: عبد اللّه بن عباس، و عبد اللّه بن الزّبير،[و عبد اللّه بن عمر] (4) و عبد اللّه بن عمرو بن العاص، صار الفقه في البلدان كلها إلى الموالي، و كان فقيه أهل مكة عطاء بن أبي رباح، و فقيه أهل الكوفة: إبراهيم، و فقيه أهل اليمن طاوس، و فقيه أهل الشام مكحول، و فقيه أهل اليمامة يحيى بن أبي كثير، و فقيه أهل البصرة الحسن، و فقيه أهل خراسان عطاء الخراساني، إلاّ المدينة، فإنّ اللّه خصها بقرشي، فكان فقيه أهل المدينة سعيد بن المسيّب غير مدافع.

أنبأنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عبد اللّه، أنا جدي الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن بن علي، أنا أبو العباس أحمد بن عتبة، نا الهروي، نا عمرو بن أبي عمرو الحبراني، نا هشام بن خالد قال: سمعت مروان بن محمّد يحدّث عن سعيد بن عبد العزيز أن مكحولا كان أفقه من الزهري.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (5).

و أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو (6).

قالا: أنا هشام بن خالد قال: سمعت مروان بن محمّد يحدّث عن سعيد - زاد أبو

ص: 214


1- و رواه الذهبي في سير الأعلام 159/5 و المزي في تهذيب الكمال 360/18 طبعة دار الفكر.
2- الأصل: عمي، تحريف، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
3- بالأصل:«و حدثني» و المثبت، بدون واو، عن م، و «ز»، و د.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن د، و «ز»، و م.
5- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 640/1 ضمن أخبار محمد بن مسلم الزهري.
6- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 245/1 و رواه الذهبي في سير الأعلام 159/5 و المزي في تهذيب الكمال 360/18 (طبعة دار الفكر) من طريق هشام بن خالد.

زرعة: بن عبد العزيز-[أن] (1) مكحولا - و قال أبو زرعة: قال: كان مكحول أفقه من الزهري، و كان مكحول أفقه أهل الشام.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام الواسطي، عن أبي عمر بن حيوية، أنا محمّد بن القاسم، أنا أبو عبد الرّحمن الغلابي، حدّثني بعض الشاميين قال: سأل عبد الملك بن مروان عن فقيه أهل الشام فقيل: مكحول، و مكحول من سبي كابل، لامرأة من هذيل.

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، أنا أبو بكر الخطيب، أنا محمّد بن أحمد بن رزق، أنا عثمان بن أحمد الدقاق، نا حنبل بن إسحاق، نا هارون بن معروف، نا ضمرة (2)،عن عثمان بن عطاء قال: كان مكحول رجلا أعجميا، لا يستطيع أن يقول: قل، يقول: كل، فكل ما (3) قال بالشام قبل منه.

قال الخطيب (4):أراد عثمان أن (5) مكحولا كان عندهم مع عجمة لسانه محل الأمانة، و موضع الإمامة (6)،فيقبلون قوله، و يعملون بخبره، و لم يرد أنهم كانوا يحكون لفظه، و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن نصر بن بحر، نا علي بن عثمان بن نفيل الحرّاني، نا أبو مسهر (7)،نا سعيد، قال (8):لم يكن في زمن مكحول أبصر بالفتيا منه.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الصوفي، أنا أبو محمّد العدل، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (9)،نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز قال: جلس مكحول و عطاء بن

ص: 215


1- سقطت من الأصل، و استدركت عن د، و «ز»، و م، و المعرفة و التاريخ.
2- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 360/18 (طبعة دار الفكر) و سير أعلام النبلاء 159/5.
3- بالأصل و د، و «ز»، و م:«فكلما» و المثبت «فكل ما» عن تهذيب الكمال و سير الأعلام.
4- تهذيب الكمال 360/18 نقلا عن أبي بكر الخطيب.
5- تحرفت بالأصل إلى:«بن» و التصويب عن د، و «ز»، و م، و تهذيب الكمال.
6- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م، و في تهذيب الكمال: محل الإمامة و موضع الأمانة.
7- تهذيب الكمال 360/18 و سير الأعلام 159/5.
8- الأصل:«فإن» تحريف، و التصويب عن د، و «ز»، و م، و المصدرين.
9- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 326/1.

أبي رباح يفتيان الناس، فكان لمكحول الفضل عليه حتى بلغا جزء الصيد، فكأنّ عطاء كان أنفذ في ذلك منه.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا محمّد بن عوف بن أحمد المزني (1)،و محمّد بن حمزة بن محمّد الحرّاني، قالا: أنا أبو القاسم الحسن بن علي ابن محمّد، نا أبو بكر أحمد بن علي (2) بن سعيد المروزي، نا يحيى بن معين، نا أبو مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز قال: قعد مكحول و عطاء بمكة يفتيان، قال: فكان مكحول القاهر له حتى جاء جزء الصيد، فكان عطاء أعلم منه.

أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (3)، حدّثني عبد اللّه بن أحمد بن ذكوان، عن عمرو بن أبي سلمة أنّه حدّثه، نا سعيد بن عبد العزيز قال: إنما العلم عندنا ما سمعناه من الزهري، و مكحول، فأمّا سوى ذلك فهو هكذا (4)،يعني ضعيف.

أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد (5) بن يوسف، و أبو نصر المعمر بن محمّد البيع، قالا: أنا أبو المظفّر هنّاد بن إبراهيم النسفي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد بن سليمان، نا خلف (6) بن محمّد، نا سهل بن شاذويه، نا يحيى بن عاصم اليشكري، نا أبو إسحاق الطالقاني عن الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز قال: كانوا يقولون: الحديث حديث الزهري، و الرأي رأي مكحول.

أخبرنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن - بقراءتي عليه - عن أبي تمّام الواسطي، عن أبي عمر بن حيوية، أنا محمّد بن القاسم الكوكبي، نا ابن أبي خيثمة، نا هارون، نا ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة قال: سألت الوليد بن هشام عن ما غيرت النار، فقال: إني لست بالذي

ص: 216


1- تحرفت بالأصل و م إلى: المري.
2- من قوله: حمزة... إلى هنا سقط من م، فاختل فيها السند.
3- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 275/1.
4- بالأصل: كهذي، و المثبت عن د، و «ز»، و م، و تاريخ أبي زرعة.
5- من قوله: سوى... إلى هنا سقط من م، فتداخل الخبر السابق مع سند هذا الخبر، فاضطرب المعنى و اختل السياق.
6- تحرفت في م إلى: خالد.

أسأل، قال: قلت على ذلك قال: كان مكحول، و كان ما علمت فقيها يتوضّأ، فحجّ، فلقيني من أثبت له الحديث أنه ليس فيه وضوء، فترك الوضوء.

قال: و نا حمزة، عن رجاء بن أبي سلمة، قال: سئل مكحول عن شيء و هو مع رجاء ابن حيوة، و عدي بن عدي الكندي، فقال: سل شيخيّ هذين، فقالا له: أنت الرجل، فقال له مكحول: نعم، فأجابه.

أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، نا أبو محمّد، نا عبد الرّحمن بن عبد اللّه، نا عبد الرّحمن بن عمرو (1)،حدّثني الوليد بن عتبة، و محمود بن خالد، قالا: نا الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز قال: سئل مكحول عن الرجل يدرك من الجمعة ركعة؟ فقال: ما أفتيت في هذه المسألة منذ ثلاثين سنة.

قال أبو زرعة: فدلتنا مقالته هذه على أنه يفتي من أيّام عبد الملك.

قال (2):و حدّثني عبد الرّحمن بن عمرو، نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول قال: ربّ علم قد أفاد اللّه هذا الجند بنا لا يدرون أنى أتاهم يعني دمشق.

قال: و نا عبد الرّحمن بن عمرو (3)،حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم، نا الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول أن عمر بن عبد العزيز أرسل إليه - و هو بأرض الروم، و قد واعد البدن أن تنحر عنه، فقال: إن شئت حدّثتك عن أبيك، و إن شئت حدّثتك عن عمل (4) عبد الملك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، نا أبو محمّد بن درستويه، نا يعقوب، نا سعيد بن أسد، نا ضمرة، عن رجاء قال:

قال مكحول: ما علمت بعد أن سئلت أكثر مما علمت قبل أن أسأل.

أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (5)،نا

ص: 217


1- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 331/1.
2- القائل عبد الرحمن بن عبد اللّه، أبو الميمون، و الخبر في تاريخ أبي زرعة 325/1.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 331/1-332.
4- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م، و في تاريخ أبي زرعة: عمك.
5- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 326/1 و رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 399/2.

أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول أنه كان إذا سئل لا يجيب حتى يقول: لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه، هذا رأي، و الرأي يخطئ و يصيب.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن عبد الخالق بن الفضل بن أحمد الساجي، أنا أبو عمرو بن منده، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد (1) بن عبد اللّه بن دليل، نا أبو عمرو بن حكيم المدني، نا عبيد بن الغازي، نا آدم، نا إسماعيل بن عيّاش [عن تميم] (2) بن عطية العبسي قال: كثيرا ما كنت أسمع مكحولا يسأل فيقول: ندانم [يعني: لا أدري] (3).

[أخبرنا (4):أبو الفتح الكروخي، أنا أبو عامر الأزدي و أبو نصر الترياقي، و أبو بكر الغورجي قالوا: أنا أبو محمد الجراحي، أنا أبو العباس المحبوبي أنا أبو عيسى الترمذي نا علي بن حجر، أنا إسماعيل بن عياش عن تميم بن عطية قال: كثيرا ما كنت أسمع مكحولا يسأل فيقول: ندانم].

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت:، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد، نا حجّاج بن محمّد، نا إسماعيل بن عيّاش، حدّثني تميم بن عطية العبسي قال: كثيرا ما كنت أسمع مكحولا يسأل فيقول: ندانم، بالفارسية: لا أدري.

حدّثنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد الأزهري، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا أبو حامد بن الشرقي، نا محمّد بن يحيى الذهلي (5)،نا عبد الرزّاق، عن معمر قال: قيل للزهري: قتادة أعلم أم مكحول؟ قال: لا، بل قتادة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء محمّد بن علي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي، نا أحمد بن حنبل، نا عبد الرّزّاق، أنا معمر قال: قيل للزهري: أ قتادة أعلم عندكم أم مكحول؟ فقال: لا، بل قتادة، ما كان عند مكحول إلاّ شيء يسير.

ص: 218


1- أقحم بعدها بالأصل:«بن أحمد بن محمد» و المثبت عن د، و «ز»، و م.
2- زيادة عن د، و «ز»، و م، للإيضاح.
3- الزيادة عن د، و «ز»، و م.
4- الخبر التالي سقط من الأصل و استدرك عن د، و م، و «ز».
5- بالأصل: الزهري، و المثبت عن د، و «ز»، و م.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصّمد بن علي، قالا: أنا أبو محمّد الصريفيني [أنا أبو القاسم] (1) بن حبابة، نا أبو القاسم الورّاق، نا محمّد بن عبد الملك، نا أحمد بن حنبل.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا عمر بن عبيد اللّه، أنا علي بن محمّد المعدّل، أنا أبو عمرو (2) بن السماك، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، نا عبد الرّزّاق، أنا معمر قال: قيل للزهري: أ قتادة عندكم أعلم أو مكحول؟ قال: لا، بل قتادة، و ما كان عند مكحول إلاّ شيء يسير.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (3)،نا سلمة، نا أحمد، نا عبد الرزّاق، نا معمر قال: قيل للزهري: قتادة عندكم أعلم أم (4) مكحول؟ فقال: لا، بل قتادة، ما كان عند مكحول إلاّ شيء يسير، قال: و لم يدرى (5)كان مكحول أعلم منه أو نحوه.

[أخبرنا (6) أبو محمّد بن حمزة بقراءتي عليه، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا أبو الفضل بن خميرويه، نا الحسين بن إدريس، نا محمد بن عبد اللّه بن عمار الموصلي قال: و مكحول إمام أهل الشام].

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، و أبو يعلى البزار، قالا: أنا سهل بن بشر، أنا علي بن منير، أنا الحسن بن رشيق، قال: قال لنا أبو عبد الرّحمن النسائي: و من فقهاء أهل الشام:

معاذ بن جبل، و أبو الدّرداء، و بعد هؤلاء مكحول.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا [أبو] (7) عبد اللّه السلماسي، و أبو نصر محمّد بن

ص: 219


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك لتقويم السند عن د، و «ز»، و م.
2- بالأصل: عمر، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
3- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 278/2 ضمن أخبار قتادة بن دعامة السدوسي.
4- في المعرفة و التاريخ: أو.
5- بالأصل و د، و «ز»، و م:«يدر» و المثبت عن المعرفة و التاريخ.
6- الخبر التالي سقط من الأصل، و استدرك عن م، و «ز»، و د.
7- سقطت من الأصل و استدركت عن د، و «ز»، و م.

الحسن، قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا أبو الحسن علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال: مكحول الدّمشقي، تابعي، ثقة.

قرأت على أبي القاسم بن عبدان، عن محمّد بن علي بن أحمد، أنا رشأ بن نظيف، أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد، أنا محمّد بن محمّد بن داود، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد قال: مكحول شامي، صدوق، و كان يرى القدر (1).

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث، أنا أبو بكر بن اللالكائي، أنا أبو الحسين القطّان، أنا أبو محمّد النحوي، نا يعقوب، نا علي (2) بن عثمان النفيلي، نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز قال: ما أدركنا أحدا.

و أخبرنا أبو محمّد الأنصاري، نا أبو محمّد التميمي، أنا أبو محمّد الشاهد، أنا البجلي، أنا أبو زرعة (3)،نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز قال: لم يكن عندنا أحد أحسن سمتا في العبادة من مكحول، و ربيعة بن يزيد.

أخبرنا أبو الحسن السلمي، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي، أنا أبو الدحداح، نا أحمد بن عبد الواحد بن عبود، نا محمّد بن كثير، عن الأوزاعي، عن مكحول قال: لئن أقدّم فتضرب عنقي أحبّ إليّ من أن إلي القضاء، و لأن ألي القضاء أحبّ إليّ من أن ألي بيت المال.

رواها عيسى بن يونس، عن الأوزاعي فأدخل بينه و بين مكحول رجلا غير مسمى، و ذلك فيما:

أخبرنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن - قراءة عليه - عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر [نا] (4) بن أبي خيثمة، نا الحوطي، نا عيسى بن يونس، عن الأوزاعي، عن من سمع مكحولا يقول: لئن أقدّم لتضرب عنقي أحبّ إليّ من أن ألي القضاء.

ص: 220


1- تهذيب الكمال 360/18.
2- بالأصل:«نا علي، نا ابن عثمان» صوبنا السند عن د، و «ز»، و م.
3- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 326/1.
4- سقطت من الأصل و استدركت لتقويم السند عن د، و «ز»، و م.

قال: و نا الحوطي عبيد بن الوليد بن سليمان بن أبي السّائب قال: سمعت أبي يذكر أن مكحولا قال: لو خيّرت بين القضاء و بين ضرب رقبتي لاخترت ضرب رقبتي.

قال: و نا هارون بن معروف، نا ضمرة، عن إسماعيل بن أبي بكر، قال: سمعت مكحولا يقول: لو خيّرت بين بيت المال و القضاء لاخترت القضاء، و لو خيّرت بين القضاء و بين ضرب عنقي لاخترت ضرب عنقي.

قال: و نا أبو سلمة، عن محمّد بن راشد، عن مكحول قال: لو خيّرت بين أن أكون، ثم ذكر مثله.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا ثابت بن بندار، أنا محمّد بن علي بن يعقوب، نا محمّد بن أحمد، أنا أبو أمية القاضي (1)،نا أبي مفضّل بن غسّان، نا سعيد بن سلاّم العطّار قال: سمعت هشام بن الغاز يحدّث عن ابن أبي ذئب عن مكحول قال: القضاء عليّ مثل الذبح، و لأن أكون قاضيا أحبّ إليّ من أن أكون على بيت المال.

أخبرنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنا أبو محمّد الصريفيني، نا أبو حفص الكتّاني، نا البغوي، نا أبو خيثمة، نا الوليد، نا الأوزاعي، عن مكحول قال: إن يكن (2) في مجالسة الناس و مخالطتهم خير، فالعزلة أسلم.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو الحسين الصيرفي، أنا عثمان بن عمرو بن المنتاب، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا الوليد ابن مسلم، نا الأوزاعي، عن مكحول قال: إن كان الفضل في الجماعة فإنّ (3) السلامة في العزلة.

أخبرنا أبو محمّد الوكيل، نا أحمد بن علي الخطيب، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقرئ.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا أبو منصور بن شكرويه، أنا أبو بكر بن مردويه قال: أنا أبو بكر الشافعي، نا معاذ بن المثنّى.

ص: 221


1- اسمه الأحوص بن المفضل بن غسان الغلابي.
2- في الأصل:«يكون» و المثبت عن د، و «ز»، و م، و العبارة في المختصر:«إن لم يكن في مجالسة..».
3- تحرفت بالأصل:«كان» و التصويب عن د، و «ز»، و م.

ح و أنا (1) أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا [أبو] (2) عبد اللّه الحافظ، نا أبو عبد اللّه محمّد بن يعقوب، نا يحيى بن محمّد بن يحيى، أنا مسدّد، نا عيسى بن يونس [نا] (3)-و قال الشّحّامي: عن - الأوزاعي عن مكحول قال: إن كان في الجماعة فضل، فإن السلامة في العزلة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن نصر بن بحير، نا علي بن عثمان بن نفيل، أنا أبو مسهر، نا سعيد، عن مكحول قال: إن كان في مخالطة الناس [خير] (4) فإن تركهم أسلم.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن سعيد الرازي، نا العباس بن حمزة، نا أحمد بن أبي الحواري، عن سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول قال: إن كان في مخالطة الناس خير، فإن العزلة سلامة.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا العباس أحمد بن هارون الفقيه يقول: نا أحمد بن داود الحنظلي، نا العباس بن الوليد الخلاّل الدمشقي، نا هارون بن محمّد، نا سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول أنه كان يقول:

إيّاك و رفيق السوء، فإن الشّر للشرّ خلق (5).

أخبرنا أبو القاسم زاهر، و أبو بكر وجيه ابنا (6) طاهر، و أبو الفتوح عبد الوهّاب بن شاه ابن أحمد، قالوا: أنا أحمد بن الحسن الأزهري، أنا الحسن بن أحمد المخلدي، أنا أبو بكر الأسفرايني، و هو عبد اللّه بن محمّد بن مسلم، نا محمّد بن غالب، نا محمّد بن سليمان، عن سعيد بن عبد العزيز قال: رأيت في خاتم مكحول: ربّ أعذ مكحولا من النار، فصّه منه.

ص: 222


1- كتب فوقها في د، و «ز»: ملحق، و كتب بعدها بالأصل ملحق.
2- سقطت من الأصل، و استدركت عن د، و «ز»، و م.
3- سقطت من الأصل و د، و استدركت لتقويم السند عن م، و عن هامش النسخة «ز».
4- سقطت من الأصل و م و «ز»، و استدركت لاقتضاء السياق عن د.
5- كتب بعدها في د، و «ز»: إلى.
6- تحرفت بالأصل إلى:«بن» و التصويب عن د، و «ز»، و م.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنا أبو طالب العشاري، نا أبو الحسين ابن سمعون، نا عثمان بن أحمد بن يزيد، نا أبو علي الحسن بن يزيد الأنباري، حدّثني عمر ابن سعيد الدمشقي، نا سعيد بن عبد العزيز التنوخي، قال: سمعت مكحولا يقول: رأيت رجلا يصلّي، فلما ركع و سجد بكى، فاتهمته أنه يرائي ببكائه، فأحرمت البكاء سنة.

أخبرنا (1) أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا محمّد بن عبد العزيز، نا محمّد بن أبي بلال، نا معمر بن سليمان الرقّي (2)،عن أبي المهاجر، عن مكحول قال: أرقّ الناس قلوبا أقلّهم ذنوبا (3).

أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنا أبو عاصم الفضل (4) بن يحيى الفضيلي، أنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر، نا محمّد بن فضيل، نا بحير بن سعد (5)،نا سعيد بن عبد العزيز، نا مكحول أنه رأى رجلا يبكي في صلاته، قال: فاتهمته بالرياء، فحرمت البكاء سنة (6).

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد، أنا أبو سهل حمد بن أحمد بن عمر، أنا أبو منصور محمّد بن عبد اللّه، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الكريم الرّازي، نا أبو حاتم محمّد بن إدريس الحنظلي الرازي، نا عمرو بن عثمان بن كثير، نا ضمرة، عن كريز بن سليمان قال:

كان مكحول يقول: اللّهمّ انفعنا بالعلم، و زيّنا بالحلم، و جمّلنا بالتقوى، و كرّمنا بالعافية.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن الحسين، و أبو سعد محمّد بن محمّد بن الفضل الشرابي (7)،قالا: أخبرتنا عائشة بنت الحسن بن إبراهيم قالت: نا أبو بكر محمّد بن أحمد - إملاء - نا الحسن بن محمّد، نا أبو زرعة، نا عبيد بن هشام الحلبي، نا أبو المليح الرقّي، عن أبي هريرة - رجل من أهل الشام - قال: جلسنا إلى مكحول، فرأيناه مغتما، فأقبلنا عليه نحدّثه، فما زاد على أن قال: بأي وجوه تلقون اللّه؟ زهدكم في أمر فرغبتم فيه، و رغّبكم في أمر فزهدتم فيه.

ص: 223


1- كتب فوقها في د، و «ز»: ملحق.
2- حلية الأولياء 180/5.
3- كتب بعدها في «ز»، و د: إلى.
4- الأصل: الفضيل، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
5- بعدها يوجد سقط في م، سنشير إلى نهايته في موضع.
6- رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 184/5.
7- رسمها غير واضح بالأصل، و صورتها في د:«السرابي» و المثبت عن «ز».

أخبرنا بها عالية أبو القاسم بن أبي بكر، أنا أبو الحسين [البزّار] (1)،أنا أبو القاسم عيسى بن علي، نا عبد اللّه بن محمّد، نا عيسى بن سالم، نا أبو المليح، نا أبو هريرة - رجل من أهل الشام - قال: جلسنا إلى مكحول، فرأيناه مغتمّا، فأقبلنا نحدّثه، فما زاد على أن قال:

بأي وجه تلقون ربكم؟ زهّدكم في أمر فرغبتم فيه، و رغّبكم في أمر فزهدتم فيه، فبأي وجه تلقون ربّكم؟.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن الآبنوسي، أنا الدار قطني قال: قرئ على عبد اللّه ابن محمّد بن عبد العزيز، حدّثكم داود بن رشيد، نا الوليد، عن سعيد بن عبد العزيز أن مكحولا أعطي مرة من ذلك عشرة آلاف دينار، فكان يعطي الرجل من أصحابه خمسين دينارا ثمن الفرس.

قال سعيد: و كان مكحول يقول: إذا أعطيت فاجبر.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (2)،نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو أحمد محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن القاسم بن جامع، نا أبو علي محمّد بن سعيد بن عبد الرّحمن الحافظ، نا أحمد بن عبد الرّحمن، نا أحمد بن بزيع، حدّثني أبي بزيع قال: سمعت عمرو بن ميمون يقول:

كنت مع أبي و نحن نطوف بالكعبة، فلقي أبي شيخ فعانقه أبي، و مع الشيخ - قال - نحو مني، فقال له أبي: من هذا؟ قال: ابني، فقال: كيف رضاك عنه؟ قال: ما بقيت خصلة يا أبا أيوب من خصال الخير إلاّ و قد رأيتها فيه، إلاّ واحدة، قال: و ما هي؟ قال: كنت أحبّ أن يموت (3) فأوجر فيه، قال: ثم فارقه أبي، قال: فقلت لأبي: من هذا الشيخ؟ قال: هذا مكحول.

أنبأنا أبو علي الأصبهاني، أنا أبو نعيم الحافظ (4)،نا أبو حامد بن جبلة، نا محمّد بن إسحاق، نا محمّد بن الصباح، نا الوليد بن مسلم، عن ابن جابر قال: أقبل يزيد بن عبد

ص: 224


1- سقطت من الأصل و استدركت عن د، و «ز»، و في «ز»: البزاز.
2- بدون إعجام في د، و «ز».
3- اللفظة مضطربة و غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن د، و «ز».
4- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 184/5.

الملك بن مروان إلى مكحول في أصحابه، فلمّا رأيناه هممنا بالتوسعة له، فقال مكحول:

مكانكم، دعوه يجلس حيث أدرك، يتعلم (1) التواضع.

أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2)،نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز قال: كانوا يؤخرون الصلاة في أيام الوليد بن عبد الملك، و يستحلفون الناس أنّهم ما صلّوا، فأتى عبد اللّه بن [أبي] (3) زكريا، فاستحلف أنه ما صلّى، فحلف أنه ما صلّى، و قد صلّى، و أتى مكحول فقال:[فلم] (4) جئنا إذا؟ فترك.

قال: و نا أبو زرعة (5)،أخبرني عبد الرّحمن بن إبراهيم، عن الوليد بن مسلم، عن ابن جابر قال: قال مكحول: من فقه الرجل ممشاه و مدخله مع أهل العلم، قال ابن جابر: يعني لا يؤخذ العلم إلاّ ممن شهد له بالطلب.

قال أبو زرعة (6):فسمعت أبا مسهر يقول: إلاّ جليس العالم، فإن ذلك طلبه.

أخبرنا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، أنا أبو عثمان سعيد بن محمّد بن أحمد، أنا والدي أبو عمرو الحافظ، أنا محمّد بن المؤمّل، أنا الفضل بن محمّد الشعراني، نا عبد اللّه بن صالح، حدّثني معاوية بن صالح (7)،عن العلاء بن الحارث، عن مكحول أنه قال:

أربع من كنّ فيه كنّ له، و ثلاث من كنّ فيه كنّ عليه، أما الأربع اللاتي من كنّ فيه كنّ له: فالشكر، و الإيمان، و الدعاء، و الاستغفار، قال اللّه عزّ و جلّ: مٰا يَفْعَلُ اللّٰهُ بِعَذٰابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَ آمَنْتُمْ (8)،و قال اللّه عزّ و جلّ: وَ مٰا كٰانَ اللّٰهُ لِيُعَذِّبَهُمْ (9) وَ أَنْتَ فِيهِمْ، وَ مٰا كٰانَ اللّٰهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (10)،و قال اللّه عزّ و جل: قُلْ: مٰا يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْ لاٰ دُعٰاؤُكُمْ (11).

ص: 225


1- الأصل: يعلم، و المثبت عن د، و «ز»، و الحلية.
2- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 341/1.
3- سقطت من الأصل، و استدركت للإيضاح عن د، و «ز»، و تاريخ أبي زرعة.
4- مكانها بالأصل كلام مشطوب غير واضح، و المثبت عن د، و «ز»، و تاريخ أبي زرعة.
5- تاريخ أبي زرعة 380/1.
6- المصدر السابق 381/1.
7- من طريقه رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 181/5.
8- سورة النساء، الآية:147.
9- بالأصل: يعذبهم.
10- سورة الأنفال، الآية:33.
11- سورة الفرقان، الآية:77.

و أمّا الثلاث اللاتي من كنّ فيه كنّ عليه: فالمكر، و البغي، و النكث، قال اللّه عزّ و جلّ:

فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمٰا يَنْكُثُ عَلىٰ نَفْسِهِ (1) ،و قال اللّه عزّ و جلّ: وَ لاٰ يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاّٰ بِأَهْلِهِ (2)،و قال اللّه عزّ و جلّ: إِنَّمٰا بَغْيُكُمْ عَلىٰ أَنْفُسِكُمْ (3).

أنبأنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن الحسن بن أحمد، أنا جدي، أنا علي بن الحسن بن علي، نا أحمد بن عتبة، نا الهروي، نا محمّد بن عوف، نا محمّد بن مصفّى، نا نعيم بن حمّاد، نا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى أهل الشام: أن انظروا الأحاديث التي رواها مكحول في الديات أن أحرقوها، قال: فأحرقت.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا عبد الرّحمن بن عثمان، أنا عبد الرّحمن بن عبد اللّه، نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو، نا يزيد بن عبد ربّه، نا بقية، نا الأوزاعي قال: كان الزهري و مكحول يقولان: أمرّوا الأحاديث كما جاءت.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا ابن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (4)،حدّثني سعيد بن أحمد، نا ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة، عن أبي عبيد مولى سليمان قال: ما سمعت رجاء بن حيوة يلعن أحدا إلاّ رجلين: يزيد بن المهلّب، و مكحولا.

و قال (5) ضمرة عن علي بن أبي حملة قال: كنا على ساقية بأرض الروم و الناس يمرون و ذلك في الغلس، و فينا رجل يقصّ يكنى أبا شيبة، فدعا فقال فيما يقول: اللّهمّ ارزقنا طيبا، و استطمعنا (6) صالحا، فقال مكحول - و هو في القوم:- إنّ اللّه لا يرزق إلاّ طيبا، و رجاء بن حيوة و عدي بن عدي ناجية لا يعلم بهما مكحول، فقال أحدهما لصاحبه: أسمعت الكلمة؟ قال: نعم، فقيل لمكحول: إنّ رجاء بن حيوة و عدي بن عدي قد سمعا قولك، فشقّ ذلك عليه، فقال له عبد اللّه بن زيد الدمشقي: أنا أكفيك رجاء، فلما نزل الناس العسكر جاء عبد اللّه بن زيد حتى دنا من منزل رجاء كأنه يطلب أصحابه، فنظر إليه رجاء، و كان يعرفه، فعدل

ص: 226


1- سورة الفتح، الآية:10 و في التنزيل العزيز: فمن نكث.
2- سورة فاطر، الآية:43.
3- سورة يونس، الآية:23.
4- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 389/2-390. و رواه أبو نعيم في الحلية 171/5 و لم يذكر إلاّ رجاء ابن حيوة.
5- المعرفة و التاريخ 390/2.
6- تحرفت بالأصل و د، و «ز» إلى:«استعملنا» و المثبت عن المعرفة و التاريخ.

إليه، فقال له: إنّي (1) أطلب أصحابي، قال: نحن أصحابك، فجاء حتى نزل، فأجرى ذكر مكحول، فقال له رجاء: دع عنك مكحولا، ليس هو صاحب الكلمة، فقال له عبد اللّه بن زيد: ما تقول - رحمك اللّه - في رجل قتل يهوديا فأخذ منه ألف دينار، فكان يأكل منه حتى مات، أرزق رزقه اللّه إيّاه؟ قال رجاء: كلّ من عند اللّه.

قال علي (2):و أنا شهدتهما حين تكلما.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم، أنا سهل بن بشر، أنا أبو بكر الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنا عبد الوهّاب الكلابي، نا أحمد بن الحسين بن طلاّب، نا العباس بن الوليد بن صبح، نا مروان بن محمّد، نا ضمرة بن ربيعة (3)،حدّثني علي بن أبي حملة قال: قيل (4) لمكحول: يجالسك غيلان؟ قال: فقال مكحول: إنما لنا مجلس، فلا أستطيع أن أقول لهذا قم، و لهذا: اجلس.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (5)،نا سعيد بن أسد.

و أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (6)،نا محمّد بن أبي أسامة.

قالا: نا ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة، عن عاصم بن رجاء بن حيوة قال: جاء مكحول إلى أبي (7) فقال: يا أبا المقدام، إنهم يريدون دمي، قال: قد حذّرتك القرشيين و مجالستهم، و لكنهم أدنوك و قرّبوك (8) فحدثتهم بأحاديث، فلما أفشوها عليك كرهتها، قال:

فما زاد على أن راح، فجاءه أولئك الذين كانوا يعيبون مكحولا فذكروه، فقال أبي: دعوا عنكم ذكر مكحول (9)،فقد كنتم حديثا، و أنتم تحسنون ذكره. قال: فكفوا.

ص: 227


1- في المعرفة و التاريخ: أين.
2- يعني علي بن أبي حملة.
3- تحرفت بالأصل إلى: زمعة، و المثبت عن د، و «ز».
4- إلى هنا انتهى السقط من م، و نعود إلى الاستعانة بها.
5- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 369/2 ضمن أخبار رجاء بن حيوة.
6- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 331/1.
7- زيد في المعرفة و التاريخ: يشتكي.
8- كذا بالأصل و د، و «ز»، و تاريخ أبي زرعة، و في المعرفة و التاريخ: آذوك و خونوك.
9- في المعرفة و التاريخ: دعو عليكم مكحولا.

أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (1)، حدّثني محمّد (2) بن أبي أسامة، نا ضمرة، حدّثني عبد اللّه بن حسان، عن أسيد بن عبد الرّحمن قال: رأيت مكحولا يسلّم على رجاء بن حيوة بدابق، راجلا، و رجاء راكب، و هو يقول: يا أبا المقدام عليكم السلام، فما يرد عليه (3).

قال: و نا أبو زرعة (4) قال: فحدّثني محمّد بن أبي أسامة، نا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة قال - يعني - مكحولا: ما زلت مستقلا بمن بغاني حتى أعانهم عليّ رجاء بن حيوة، و ذاك أنه رجل أهل الشام في أنفسهم.

قال أبو زرعة: فحدثت به الوليد بن عتبة (5)،فحدّثني عن أبي مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز قال: لم يكن مكحول قدريا.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (6)،نا أبو بكر بن عبد الملك قال: قال عبد الرّزّاق: كان مكحول يقوله، و ابن أبي ذئب (7)،و بكار اليماني (8)-يعني - القدر.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز، أنا علي بن الحسن الربعي، و رشأ بن نظيف، قالا: أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن علي، أنا محمّد بن محمّد بن داود، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد قال: مكحول الشامي، صدوق، و كان قدريا، و مكحول عن علي، مرسل.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن علي بن أحمد السيرافي، أنا أبو عبد اللّه إسحاق النهاوندي، نا أحمد بن أحمد بن يعقوب المتّوثي (9)،نا أبو داود سليمان بن

ص: 228


1- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 330/1.
2- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن د، و «ز»، و م، و تاريخ أبي زرعة.
3- في تاريخ أبي زرعة: يقول: السّلام عليكم يا أبا المقدام فما يرد عليه.
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 330/1.
5- تحرفت بالأصل إلى: عتيبة، و التصويب عن م، و د، و «ز»، و تاريخ أبي زرعة.
6- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 400/2.
7- هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن أبي ذئب المخزومي ترجمته في الجرح و التعديل 313/2/3.
8- في المعرفة و التاريخ: اليمامي.
9- رسمها غير واضح بالأصل و د، و بدون إعجام فيهما، و في «ز»، و م «المنوى» و الصواب ما أثبت، راجع ترجمة أبي داود سليمان بن الأشعث في تهذيب الكمال 5/8 (طبعة دار الفكر) و انظر فيها أسماء الرواة عنه.

الأشعث، نا إبراهيم بن حمزة بن أبي يحيى الرملي، عن عبد الغني - يعني - ابن عبد اللّه بن نعيم، عن أبيه قال: سألني مكحول جلاء فأجليته، فتشهد ثم ذكر أنه رفع إلى الضّحّاك بن عبد الرّحمن أنه رأس في القدرية، فأمر الضّحّاك الحاجب أن لا يدخله كما يدخلني في الخاصة، فتبرّأ (1) من ذلك و سأل أبي أن يعلم الضّحّاك ذلك، ففعل حتى ردّه إلى منزلته التي كان عليها.

قال: و نا أبو داود، نا محمّد بن الوزير الدمشقي، نا مروان بن معاوية قال: قال الأوزاعي: لم يبلغنا أن أحدا من التابعين تكلّم في القدر إلاّ هذين الرجلين: الحسن، و مكحول، فكشفنا عن ذلك، فإذا هو باطل (2).

قال: و نا أبو داود، نا محمود بن خالد، نا أبو مسهر، حدّثني هقل قال: سمعت الأوزاعي يقول: لا نعلم أحدا من أهل العلم نسب إلى هذا الرأي إلاّ الحسن و مكحولا، فلم يثبت ذلك عنهما.

قال أبو مسهر: كان سعيد بن عبد العزيز يبرئ مكحولا و يرفعه عن القدر.

قال: و نا أبو داود، نا إبراهيم بن مروان، قال: قال أبي: قلت لسعيد بن عبد العزيز: يا أبا محمّد، إن الناس يتهمون مكحولا بالقدر، فقال: كذبوا، لم يكن مكحولا بقدري.

أخبرنا أبو عبد اللّه بن البنّا - قراءة - عن أبي تمّام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيوية، أنا محمّد بن القاسم، نا ابن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين يقول: كان مكحول قدريا، ثم رجع.

أخبرنا أبو محمّد الأكفاني - شفاها - نا عبد العزيز - لفظا - أنا عبد الوهّاب بن جعفر، أنا عبد الجبّار بن عبد الصّمد، أنا القاسم بن عيسى، نا إبراهيم بن يعقوب السعدي قال مكحول: يتوهم عليه - يعني - القدر، و هو ينتقي.

أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب، نا أبو إسماعيل عبد اللّه بن محمّد (3) بن علي الأنصاري - إملاء - نا أبو الفضل محمّد بن أحمد الجارودي الحافظ - إملاء -

ص: 229


1- تقرأ بالأصل:«فسرا» و مثله في د، و في «ز»: «مسرا» و في م:«مسرا» و لعل الصواب كما أعجمناها.
2- رواه الذهبي في سير الأعلام 159/5 و عقب الذهبي بقوله: قلت يعني رجعا عن ذلك.
3- بالأصل:«بن علي بن محمد» و فوق الكلمتين علامتا تقديم و تأخير.

نا إبراهيم بن محمّد بن سهل القراب، نا أحمد بن محمّد بن الأزهر، أنا نصر بن علي، نا عمرو بن حمزة العبسي (1)،نا داود بن أبي هند، عن مكحول قال: كنا أجنّة في بطون أمهاتنا، فهلك من هلك، و نجونا فيمن نجا،[ثم كنا أطفالا فهلك من هلك، و نجونا فيمن نجا، ثم كنا يفعة فهلك من هلك، و نجونا فيمن نجا] (2) ثم كنا شبابا، فهلك من هلك و نجونا فيمن نجا، ثم جاء الشّمط (3) لا أبا لك، فما ذا ننتظر؟.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أحمد بن يوسف، نا مسلم، عن عمرو بن حمزة، عن داود بن أبي هند، عن مكحول قال: كنا أجنّة في بطون أمّهاتنا، فسقط منا من سقط، و كنّا فيمن بقي، و كنا إيفاعا فلم نزل ننتقل من حالة إلى حالة حتى صرنا شيوخا، لا أبا لك، فما ننتظر؟ أ ترى (4) هل بقيت لك حالة تنتقل إليها إلاّ الموت؟.

قال: و أنا ابن مروان، نا أحمد بن داود، نا محمّد بن زياد، نا عيسى بن يونس قال:

سمعت الأوزاعي يقول: سمعت مكحولا يقول:

الجنين في بطن أمه لا يطلب و لا يحزن، فيأتيه اللّه برزقه من قبل سرته، و غذاؤه في بطن أمه من دم حيضها، فمن ثمّ لا تحيض الحامل، فإذا سقط إلى الأرض استهل قائما استهلالة إنكار، لمكانه، و قطع سرّته، و حوّل رزقه إلى ثدي أمّه من فيه، ثم حوّله بعد ذلك إلى السعي له، و يتناوله بكفّه حتى إذا استهل و عقل خاف برزقه، يا بن آدم، أنت في بطن أمك و حجرها، يرزقك اللّه، حتى إذا عقلت و شبيت قلت: رزقي؟ فما بعد العقل و السر (5) إلاّ الموت أو القتل، ثم قرأ: اَللّٰهُ يَعْلَمُ مٰا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثىٰ وَ مٰا تَغِيضُ الْأَرْحٰامُ وَ مٰا تَزْدٰادُ وَ كُلُّ شَيْ ءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدٰارٍ (6).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، و محمّد بن جعفر بن محمّد بن مهران، قالا: أنا أبو

ص: 230


1- بدون إعجام بالأصل، و المثبت عن د.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك لإيضاح المعنى عن د، و «ز»، و م.
3- الشمط: بياض شعر الرأس يخالط سواده (اللسان: شمط).
4- غير واضحة بالأصل و م، و المثبت عن د.
5- كذا رسمها بالأصل، و في م:«السير» و في «ز»: «السر» و في د:«بعد العقل و لا السير».
6- سورة الرعد، الآية:8.

عمرو عبد الوهّاب بن محمّد بن إسحاق، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أبو الحسن اللنباني (1)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني الحسين (2) بن عبد الرّحمن، و أبو محمّد البزاز القاسم بن هاشم عن أبي عبد اللّه اليماني، عن أبيه أن الحسن كتب إلى مكحول - و كان نعي (3) له - فكان في كتابه: و اعلم رحمنا اللّه و إيّاك أبا عبد اللّه، أنك اليوم أقرب إلى الموت يوم نعيت (4) و لم يزل الليل و النهار سريعين في نقص الأعمار و تقريب الآجال، هيهات هيهات، قد صحبا (5) نوحا، و عادا، و ثمودا و قرونا بين ذلك كثيرا، فأصبحوا قد قدموا على ربّهم، و وردوا على أعمالهم، فأصبح الليل و النهار عضين جديدين، لم يبلهما ما مرّا به، مستعدّين لمن بقي بمثل ما أصابا به من مضى، و أنت نظير إخوانك و أقرانك و أشباهك، مثلك كمثل جسد نزعت قوته، فلم يبق إلاّ حشاشة نفسه، ينظر الداعي، فنعوذ باللّه من مقته إيانا فيما نعظ به مما نقص عنه.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

سمعت أبا نصر يقول:- و هو محمّد بن محمّد بن سهل - نا أبو حامد أحمد بن محمّد بن يحيى البزاز، نا أبو الأزهر، نا مروان بن محمّد (6)،نا عبد ربّه بن صالح قال: دخل أصحابنا على مكحول في مرضه الذي مات فيه، قال: فقال له: أحسن اللّه عافيتك يا أبا عبد اللّه، قال: فقال مكحول: اللحاق بمن (7) نرجو خيره خير من المقام عند من لا نأمن شرّه.

أخبرنا (8) أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو بكر أحمد بن يحيى، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، قالوا: أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد الداودي، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حموية، أنا عيسى بن عمر السمرقندي، أنا عبد اللّه ابن عبد الرّحمن الدارمي، أنا الحكم بن المبارك، أنا الوليد، عن حفص بن غيلان، عن

ص: 231


1- تحرفت بالأصل و د، و «ز»، و م إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
2- الأصل: الحسن، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
3- بدون إعجام بالأصل و د، و «ز»، و م، و المثبت عن المختصر.
4- بدون إعجام بالأصل و م و «ز»، و في د:«بعثت» و المثبت عن المختصر.
5- الأصل: صحبنا، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
6- من طريقه رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 177/5.
7- العبارة في الحلية: فقال: الالحاق بمن يرجى عفوه خير من البقاء مع من لا يؤمن شره.
8- كتب فوقها في د، و «ز»: ملحق.

مكحول حين أوصى قال: شهد (1) أ ما (2) يشهد (3) به: شهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، و أن محمّدا عبده و رسوله، و نؤمن باللّه، و نكفر بالطاغوت، على ذلك نحيى إن شاء اللّه و نموت و نبعث، و أوصى فيما رزقه اللّه فيما ترك إن حدث به حدث فهو كذا و كذا إن لم يغير شيئا مما في هذه الوصية (4).

أخبرنا أبو المظفّر ابن الأستاذ أبي القاسم القشيري، أنا أبي قال: و قيل (5):كان مكحول الشامي الغالب عليه الحزن، فدخلوا عليه في مرض موته و هو يضحك، فقيل له في ذلك، فقال: و لم لا أضحك و قد دنا فراق من كنت أحذره، و سرعة القدوم على من كنت أرجوه و أؤمّله.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم الواعظ، أنا أبو علي [ابن] (6) الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمّد قال: قال الهيثم ابن عدي: مات مكحول مولى امرأة من هذيل في زمن هشام بن عبد الملك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الصوفي، أنا أبو محمّد العدل، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (7)،نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز قال: توفي مكحول بعد الجرّاح، فحدّثني محمّد - و هو ابن معاذ (8)-عن أبي مسهر كان يقول عام الجراح سنة ثنتي عشرة و مائة، جاء قتله في رمضان.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه، نا - و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا - أبو بكر الخطيب، أنا محمّد بن أحمد بن رزق.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه، أنا أبو الحسين علي بن محمّد، قالا: أنا أبو عمرو بن السّمّاك، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، نا حريش بن القاسم أخ لخالد المدائني، أنا خالد بن يزيد بن أبي مالك قال: أردفني أبي لموت

ص: 232


1- كذا رسمها بالأصل و د، و «ز»، و م.
2- مكانها بياض في م.
3- كذا رسمها بالأصل.
4- كتب بعدها في «ز»، و د: إلى.
5- الأصل:«قال» و المثبت عن د، و «ز»، و م.
6- سقطت من الأصل و استدركت عن د، و «ز»، و م.
7- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 245/1 و 246.
8- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م:«فحدثني محمد و هو ابن معاذ» و الذي في تاريخ أبي زرعة:«حدثنا أبو زرعة قال: فحدّثني محمود بن خالد».

مكحول سنة ثنتي عشرة و مائة (1).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا ابن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: قال أبو نعيم.

و أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن، أنا سهل بن بشر، و أبو نصر أحمد بن محمّد، قالا: أنا محمّد بن أحمد السعدي، أنا أبو العباس الخلال، أنا أبو محمّد الحذاء، أنا أبو جعفر البلدي، قال: قال أبو نعيم.

ح و أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو خازم (2) بن الفراء، أنا يوسف بن عمر، نا محمّد بن مخلد، نا عباس، نا أبو نعيم قال: و مات مكحول في سنة ثنتي عشرة و مائة.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء محمّد بن علي، أنا علي بن الحسن الجراحي - قال ابن خيرون: و أنا أبو علي الحسن بن الحسين-، نا جدي لأمي إسحاق بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد عبد اللّه بن إسحاق، نا قعنب بن المحرّر الباهلي قال: و مات مكحول بالشام، مولى لامرأة من هذيل سنة اثنتي عشرة و مائة (3).

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح قال مكحول: قال لي أبو مسهر: مات بعد سنة اثنتي عشرة (4)،قتل الجراح، و هو مولى هذيل.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي بكر، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا أبو سعيد عبد الرّحمن بن إبراهيم قال: مات مكحول سنة ثنتي عشرة و مائة.

قال: و نا يعقوب، حدّثني الوليد بن عتبة الدمشقي، نا أبو مسهر قال: مات مكحول سنة

ص: 233


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 454/7.
2- بالأصل و م و «ز»، و د: حازم، بالحاء المهملة، تحريف.
3- تهذيب الكمال 361/18 طبعة دار الفكر.
4- تهذيب الكمال 361/18 و سير الأعلام 159/5.

ثلاث عشرة أو أربع عشرة و مائة (1).

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن أبي الحسن، أنا سهل بن بشر، نا أبو بكر الحسين بن هبة اللّه، أنا عبد الوهّاب الكلابي، نا أبو الجهم المشغرائي، نا هشام بن خالد، نا أبو مسهر قال: مات مكحول سنة ثلاث عشرة و مائة.

أخبرنا أبو محمّد المزكي، نا أبو محمّد الصّوفي، أنا أبو محمّد التميمي، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2)،حدّثني أبي، نا عبد اللّه بن راشد، عن خاله - و قد أدرك مكحولا - قال: توفي مكحول سنة ثلاث عشرة و مائة.

[قال: و نا أبو زرعة النصري (3) نا سليمان - هو ابن عبد الرحمن - قال: توفي مكحول سنة ثلاث عشرة و مائة] (4).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد، أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد قال: سنة ثلاث عشرة و مائة فيها مات مكحول الشامي أبو عبد اللّه، و هو مولى امرأة من هذيل، و كان من سبي كابل.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا تمّام بن محمّد، أخبرني أبي، نا أبو العباس محمّد بن جعفر، نا الحسن بن محمّد بن بكّار قال: مات أبو عبد اللّه مكحول في سنة ثلاث - أو أربع - عشرة و مائة.

قال: و أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: و فيها - يعني - سنة ست عشرة و مائة مات مكحول الشامي، و أظنه حكاه عن أحمد بن حنبل.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (5)،أنا عمر بن سعيد قال: مات مكحول سنة ثمان عشرة و مائة (6).

ص: 234


1- تهذيب الكمال 361/18 و سير الأعلام 159/5.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 694/2.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 695/2.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن د، و «ز»، و م.
5- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 454/7 و رواه المزي في تهذيب الكمال 361/18 (طبعة دار الفكر) عن ابن سعد، و سير أعلام النبلاء 160/5.
6- عقب الذهبي على هذا القول بقوله: و هذا بعيد.

[ذكر من اسمه] مكرم

اشارة

[ذكر من اسمه] (1) مكرم

7623 - مكرم بن حمزة بن محمّد بن أحمد بن أبي جميل

7623 - مكرم (2) بن حمزة بن محمّد بن أحمد بن أبي جميل

أبو الفضل المعروف بابن أبي الصقر

سمع أبا الحسن الموازيني، و أبا الفضل الحسن بن الحسن الكلابي.

و حدّث بشيء يسير سمع منه بعض أصحابنا.

و كان يدخل في العمالات، و لم يكن مرضيا، مات ليلة الثلاثاء الثالث من شهر رمضان من سنة خمس و أربعين و خمسمائة، و دفن من الغد وقت الظهر في مقبرة باب الصغير.

[ذكر من اسمه] [مكلبة]

اشارة

[ذكر من اسمه](3) [مكلبة] (4)

7624 - مكلبة بن حنظلة بن حوية

7624 - مكلبة بن حنظلة بن حوية (5)(6)

شهد اليرموك، و حكى بعض ما جرى فيه.

روى عنه رجل غير مسمى.

ذكر محمّد بن خالد الدّمشقي في كتاب فتوح الشام الذي صنّفه عن محمّد بن خالد بن محمّد بن عبد اللّه الحنظلي عن رجل عن مكلبة بن حنظلة بن جوية قال: إني و اللّه لفي الميسرة - يعني - باليرموك إذ مرّ بنا في الروم رجال على خيل من خيول العرب لا يشبهون الروم، و هم أشبه شيء بنا، فما أنسى قول قائل منهم: النجاء يا معشر العرب، النجاء، الحقوا بوادي القرى و يثرب، قال و هو يقول (7):

أ كلّ حين (8) منكم مغير *** نحن لنا البلقاء و السّدير

ص: 235


1- زيادة منا.
2- بفتح الميم، كما ضبطت بالقلم في د.
3- زيادة منا.
4- زيادة عن د، و سقطت من الأصل و «ز»، و م.
5- كذا وردت بالأصل و «ز»، و في د، و م:«حيوية» و سترد بالأصل في الخبر التالي: جوية.
6- ترجمته في الإصابة 501/3 و فيه «جوية».
7- الخبر و الارجاز في الإصابة 501/3.
8- روايته في الإصابة: أ كل خيل منكم مغير. و في المختصر: أ كلّ حي منكم مغير.

هيهات يأتي ذلك الأمير *** و الملك المتوّج المحبور

قال: فأحمل - و اللّه - عليه، و حمل عليّ، فاضطربنا بسيفينا فلم يغنيا شيئا، قال: ثم إنّي اعتنقته فخررنا جميعا، و اعتركنا ساعة، ثم تحاجزنا، قال: فيضرب بعنقه باديا منها مثل الشراك، فمشيت إليه، فاعتمد ذلك الموضع بسيفي، فو اللّه لقطعته إلى ترقوته قال: فأقبلت إلى فرسي، فإذا هو قد غار، و إذا قومي قد حبسوه عليّ، فأقبلت حتى أركبه، قال: و جازنا الروم.

[ذكر من اسمه مكي]

7625 - مكّي بن أحمد بن سعدويه أبو بكر البردعي

7625 - مكّي بن أحمد بن سعدويه أبو بكر البردعي (1)(2)

أحد المحدّثين المكثرين و الرحالين المخلصين.

سمع بدمشق: أحمد بن عمير، و محمّد بن يوسف الهروي، و بأطرابلس: أبا القاسم عبد اللّه بن الحسن بن عبد الرّحمن البزار (3)،و ببغداد: أبا القاسم البغوي، و أبا محمّد بن صاعد، و بغيرها: أبا يعلى محمّد بن الفضل بن زهير، و أبا عروبة، و محمّد بن زبّان المصري، و أبا جعفر الطحاوي، و عبد الحكم بن أحمد المصري، و محمّد بن أحمد بن رجاء الحنفي، و محمّد بن عمير الحنفي، بمصر، و عرس بن فهد الموصلي.

روى عنه: الأستاذ أبو الوليد حسّان بن محمّد الفقيه، و الحاكم أبو عبد اللّه، و أبو الفضل نصر بن محمّد بن أحمد بن يعقوب العطار الطوسي (4).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا نصر بن أبي نصر العطّار، نا مكّي الريحاني (5)،نا أحمد بن محمّد بن رجاء اليماني، نا الحسن بن عبد اللّه، نا إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغسّاني، حدّثني أبي عن عروة بن رويم، حدّثني هشام بن عروة، عن أبيه عن عبد اللّه بن عمرو قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن اللّه لا يقبض العلم انتزاعا»، الحديث[12449].

ص: 236


1- كذا وردت بالأصل و د، و «ز»، و م: البردعي بإهمال الدال، و في الأنساب أيضا، أما في معجم البلدان فقد جاءت بالذال المعجمة.
2- ترجمته في معجم البلدان (البرذعي)، و الأنساب (البردعي).
3- في معجم البلدان: البزاز.
4- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م، و في معجم البلدان: الرّسّي.
5- كذا ورد، بالأصل و د، و «ز»، و م: الريحاني.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، نا الحاكم أبو عبد اللّه، حدّثني مكّي بن أحمد بن سعدويه، نا محمّد بن يوسف الهروي - بدمشق - نا عيسى بن إسحاق بن موسى الأنصاري، نا خلف بن هشام البزار، نا مالك، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة عن جدامة (1) بنت وهب الأسدية قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لقد هممت أن أنهى عن الغيلة (2) الذنب»[12450].

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو الحسن علي ابن عمر الحربي السكري، نا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز البغوي، نا خلف بن هشام البزار، نا مالك بن أنس، عن أبي الأسود، عن عروة، عن عائشة عن جدامة (3)الأسدية قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لقد هممت أن أنهي عن الغيلة (4) حتى ذكرت أن فارس و الروم يفعلون ذلك فلا يضرّ أولادهم»[12451].

قال أبو محمّد خلف: قال مالك: و الغيلة (5) أن يصيب الرجل امرأته و هي ترضع ولدها.

كتب إليّ أبو نصر القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، نا مكّي بن أحمد البردعي، نا العباس بن محمّد بن منصور - يعني - الفرندآباذي (6)،نا محمّد بن يزيد، نا إبراهيم بن يزيد الأسلمي، نا مالك بن أنس، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال:

كنا عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا رجل يدعو بهذه الدعوات، فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«لقد دعوت بدعوات ما دعا بهن أحد إلاّ استجيب له»، و هو أن يقول: اللّهمّ استغفرك و أسألك التوبة من مظالم كثيرة لعبادك عليّ، اللّهم فأيما خلق من خلقك كانت له قبلي مظلمة ظلمتها إيّاه في

ص: 237


1- كذا بالأصل، و في د، و م: جذامة، بالذال المعجمة. و في تبصير المنتبه 246/1 خدامة بنت جندل الأسدية صحابية، و في تقريب التهذيب 593/2 جدامة، و نقل عن الدارقطني قوله: من قالها بالذال المعجمة فقد صحّف.
2- تحرفت بالأصل و م، و د، و «ز» إلى: القبلة، و الصواب ما أثبت عن النهاية، و جاء فيها: الغيلة بالكسر، الاسم من الغيل بالفتح، و هو أن يجامع الرجل زوجته و هي مرضع، و كذلك إذا حملت و هي مرضع.
3- كذا وردت هنا بالأصل و د، و «ز»، و م: جذامة، بالذال المعجمة، انظر ما مرّ بشأنها قريبا.
4- تحرفت بالأصل و د، و «ز»، و م إلى: القبلة.
5- انظر الحاشية السابقة.
6- كذا رسمها بالأصل و د، و «ز»، و م بدون إعجام، أعجمت اللفظة عن الأنساب، و هذه النسبة إلى فرانداباذ و هي قرية على باب نيسابور.

ماله أو بدنه أو عرضه أو دمه قد غاب أو مات نسيته أو فرطته عمدا أو خطأ لا أستطيع أداءها إليه و تحللها منه، فإنّي أسألك يا ربّاه يا ربّاه يا ربّاه، يا سيّداه يا سيّداه يا سيّداه، أسألك أن ترضيهم عني بما شئت، و كيف شئت، ثم تهيئ لي من لدنك أنك واسع لذلك كله واجد له، قادر عليه، يا ربّ و ما تصنع بعذابي، و قد وسعت رحمتك كلّ شيء، يا ربّ و ما ينقصك أن تعطيني جميع ما سألتك و أنت واحد واجد بكلّ خير و إنّما أمرك لشيء إذا أردت أن تقول له: كن فيكون، يا ربّ، و ما عليك أن تكرمني بجنتك و لا تهينني بعذابك، و أنت أرحم الراحمين، يا ربّ أعطني سؤلي، و أنجز لي موعدي إنك قلت: ادعوني أستجب لكم، فهذا الدعاء و منك الإجابة، غير مستكبر، و لا مستنكف، راغب راهب، خاضع خاشع، مسكين راجي (1) لثوابه، خائف لعقابه، فاغفر لي إله العالمين.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

مكّي بن أحمد بن سعدويه البردعي (2) أبو بكر، نزيل نيسابور، و كان أحد الرحالة المشهورين بطلب الحديث، ورد نيسابور سنة ثلاثين و ثلاثمائة (3)،و أقام بها، ثم إنه خرج إلى ما وراء النهر سنة خمسين و ثلاثمائة، سمع ببغداد و الكوفة: أبا (4) جعفر السوداني و أقرانه بالبصرة و الجزيرة و الشام و مصر، و أكثر عن أبي جعفر الطحاوي، فكتب بخراسان ما يتخير (5)فيه الإنسان كثرة. حدّثنا عنه الأستاذ أبو الوليد، توفي مكّي بالشاش سنة أربع و خمسين و ثلاثمائة (6).

7626 - مكّي بن إبراهيم بن بشير بن فرقد

أبو السّكن الحنظلي التّميميّ البرجمي البلخي (7)

أحد الرّحّالين في طلب الحديث.

قدم الشام و سمع بها من: إبراهيم بن أدهم، و دخل مصر و سمع بها و حدّث عن يزيد

ص: 238


1- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م:«راجي» بإثبات الياء.
2- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
3- من هنا إلى قوله: و الكوفة سقط من د.
4- في د: أنبأنا، تحريف.
5- في معجم البلدان: يتحير.
6- الأنساب (البردعي)314/1.
7- ترجمته في تهذيب الكمال 362/18 و تهذيب التهذيب 531/5 و التاريخ الكبير 71/8 و الجرح و التعديل 441/8 و تذكرة الحفاظ 365/1 و سير أعلام النبلاء 549/9 و تاريخ بغداد 115/13 و طبقات ابن سعد 373/7 و شذرات الذهب 35/2.

ابن أبي عبيد، و بهز بن حكيم، و ابن جريج، و هشام بن حسّان، و عبد اللّه بن سعيد بن أبي هند، و مالك بن أنس، و إسماعيل بن رافع الأنصاري المدني، و الجعيد (1) بن عبد الرّحمن، و هاشم بن هاشم بن عتبة الزهري.

روى عنه: أحمد بن حنبل، و المعلّى بن أسد، و عبيد اللّه القواريري، و محمّد بن حاتم السمين، و الحسن بن عرفة، و محمّد بن عبيد اللّه بن المنادي، و عباس بن محمّد الدوري، و محمّد بن إسماعيل البخاري في صحيحه، و أبو عوف عبد الرّحمن بن مرزوق البزوري (2)، و أحمد بن عبيد اللّه النرسي، و عبد الصّمد بن الفضل البلخي، و سهل بن زنجلة الرازي (3).

و اجتاز بدمشق أو بساحلها.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنبأ أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن محمّد بن الحسن، و أبو سهل محمّد بن أحمد بن عبيد اللّه، قالا: أنا محمّد بن المكّي الكشميهني.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه أيضا، أنا سعيد بن أحمد بن محمّد، أنا أبو علي محمّد بن عمر بن يوسف، قالا: أنا أبو عبد اللّه محمّد بن يوسف بن مطر.

ح و أخبرنا أبو الفتح المختار بن عبد الحميد بن المنتصر، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، قالا: أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفّر، أنا عبد اللّه بن أحمد الحموي.

ح و أخبرنا أبو بكر خلف بن عطاء بن أبي عاصم الماوردي، أنبأ أبو عمر عبد الواحد ابن أحمد بن أبي القاسم، أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن نعيم.

ح و أخبرنا أبو الفتح محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي بكر الخطيب، و أبو حفص عمر بن أبي الفضل محمّد بن علي الصّوفي، و أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل بن أبي بكر الناقدي، و أبو الفتح محمّد بن الحسن بن أبي بكر ابن البذيمة (4)،و أبو بكر عبد اللّه بن أبي مطيع الهروي، و أبو محمّد عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عبد الصّمد الترابي، و الحسن بن عبد

ص: 239


1- تحرفت بالأصل و د، و «ز»، و م إلى: الجعد، و التصويب عن تهذيب الكمال و سير الأعلام.
2- رسمها بالأصل و م و «ز»: «البردرى» و في د:«البرورى» أعجمت اللفظة عن تهذيب الكمال و سير الأعلام.
3- تقرأ بالأصل و د، و «ز»، و م:«الولدى» و المثبت عن تهذيب الكمال.
4- تقرأ بالأصل و د، و «ز»، و م:«الثديمة» و المثبت عن مشيخة ابن عساكر 181/أ.

الرحيم بن أحمد البزار المراوزة، قالوا: أنا أبو الحسين محمّد بن موسى بن عبد اللّه الصفّار، قالا: أنا أبو الهيثم محمّد بن المكّي بن محمّد، قالوا: أنا أبو عبد اللّه الهروي، نا محمّد بن إسماعيل البخاري، نا مكّي بن إبراهيم، ثنا يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة قال:

خرجنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى خيبر، فقال رجل من القوم: أسمعنا يا عامر من هنيّاتك (1)،فحدا بهم، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«من السابق؟» قالوا: عامر، فقال:«رحمه اللّه»، فقالوا: يا رسول اللّه، هلاّ أمتعتنا (2) به. فأصيب صبيحة ليلته، فقال القوم: حبط عمله، قتل نفسه، فلما رجعت و هم يتحدثون أن عامرا حبط عمله، فقال: كذب من قالها، إنّ له لأجرين اثنين، إنه لمجاهد مجاهد، و أي قتيل يزيده عليه؟».

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (3)،أنا الحسن بن أبي بكر، أنا أبو علي عيسى بن محمّد بن أحمد الطوماري، نا محمّد بن عبد اللّه ابن سليمان الحضرمي، نا سهل بن زنجلة الرازي، ثنا مكّي بن إبراهيم، عن مالك بن أنس، عن نافع، عن ابن عمر أن النبي صلى اللّه عليه و سلم صلّى على النجاشي، فكبّر عليه أربعا[12452].

أخبرناه عاليا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر ابن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي قال: سمعت سهل بن زنجلة الرّازي سئل عن حديث ابن عمر أن النبي صلى اللّه عليه و سلم صلّى على النجاشي، فقال: هذا حديث منكر، فقال ابن أبي سمينة: من رواه عن نافع؟ فقال: ابن زنجلة مالك عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى اللّه عليه و سلم صلّى على النجاشي - يعني - فكبّر عليه أربعا، فقال له ابن أبي سمينة: عن من حملته؟ عن مالك؟ قال سهل:

حدّثنا مكّي - يعني - ابن إبراهيم، نا مالك[12453].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (4)، أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب، أنا محمّد بن نعيم قال: سمعت بكر بن محمّد الصيرفي - بمرو - يقول: سمعت عبد الصّمد بن الفضل يقول: سألنا مكّي بن إبراهيم عن حديث مالك

ص: 240


1- هنياتك على التصغير، و في رواية: هنيهاتك على قلب الياء هاء، و الرواية: هناتك أي من كلماتك أو من أراجيزك كما في النهاية لابن الأثير.
2- رسمها بالأصل:«استعنا» و المثبت عن د، و «ز»، و م.
3- تاريخ بغداد 117/13.
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 117/13.

عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كبّر على النجاشي أربعا، فحدّثنا من كتابه عن مالك عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة و قال: هكذا في كتابي.

قال الخطيب (1):و أنبأنا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه الكاتب، أنا محمّد بن حميد المخرمي، نا علي بن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أبي - بخطّ يده - و سألته - يعني: يحيى بن معين - عن حديث حدّث به مكّي عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر أن النبي صلى اللّه عليه و سلم صلّى على النجاشي فقال أبو زكريّا: هذا باطل و كذب.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: قرأت بخط أبي عمرو المستملي، سمعت محمّد بن عبد الوهّاب يقول: سمعت يحيى ابن يحيى يقول: قال مكّي بن إبراهيم: رأيت كروما بالرّملة، فقيل: هذه كروم من غرس إبراهيم بن أدهم، نتعرف (2) فيها البركة إلى اليوم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر، و أبو الفضل الباقلانيان.

و أخبرنا أبو العزّ ثابت بن منصور، أنا أبو طاهر.

قالا: أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط قال (3) في الطبقة الخامسة من أهل خراسان: مكّي بن إبراهيم البلخي.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا أبو محمّد بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، أنا معاوية بن صالح، عن يحيى قال في تسمية محدّثي أهل خراسان: مكّي بن إبراهيم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللّنباني (4)،نا ابن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (5) قال: مكّي بن إبراهيم البلخي، توفي ببلخ سنة خمس عشرة و مائتين.

ص: 241


1- الخبر في تاريخ بغداد 117/13.
2- الأصل و م: يتعرف، و في «ز»: «؟؟؟» و المثبت:«نتعرف» عن د.
3- طبقات خليفة بن خيّاط ص 601 رقم 3143 (طبعة دار الفكر) و عن خليفة في تهذيب الكمال 363/18 طبعة دار الفكر.
4- تحرفت بالأصل و د، و «ز»، و م إلى اللبناني، بتقديم الباء.
5- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

أخبرنا أبو الحسن المالكي، نا و أبو منصور المقرئ، أنا الخطيب (1)،أخبرني الأزهري.

و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري.

قالا: أنا محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف الخشّاب، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال: مكّي بن إبراهيم البلخي - زاد الجوهري: و يكني أبا السكن - توفي ببلخ سنة خمس عشرة و مائتين، و كان قدم بغداد يريد الحج - زاد الجوهري: فحج، و قالا:- و رجع و حدّث الناس في ذهابه و رجوعه، و كتبوا عنه، و كان ثقة، ثبتا في الحديث.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري (2) قال:

مكّي بن إبراهيم بن بشير بن فرقد أبو السّكن الحنظلي التّميميّ البلخي، مات سنة أربع عشرة و مائتين، سمع بهز بن حكيم، و عبد اللّه بن سعيد بن أبي هند، و جعيد (3) بن عبد الرّحمن، و هشام بن حسّان.

أخبرنا أبو الحسين (4)،و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (5) قال: مكّي بن إبراهيم البلخي، و هو ابن إبراهيم بن بشير بن فرقد البرجمي الحنظلي التّميميّ، أبو السّكن، مات سنة مائتين و أربع (6) عشرة، روى عن ابن جريج، و الجعيد (7) بن عبد الرّحمن، و يزيد بن أبي عبيد، روى عنه عبيد اللّه بن عمر القواريري، و إبراهيم بن موسى، و محمّد بن المثنّى، سمعت أبي يقول ذلك.

ص: 242


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 118/13.
2- التاريخ الكبير للبخاري 71/8.
3- تحرفت بالأصل و د، و «ز»، و م إلى: جعفر، و المثبت عن التاريخ الكبير.
4- تحرفت بالأصل إلى: الحسن، و التصويب عن د، و «ز»، و م.
5- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 441/8.
6- بالأصل و د، و «ز»، و م: و أربعة عشر.
7- الأصل، و د، و «ز»، و م: و الجعد، و المثبت عن الجرح و التعديل.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكّي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو السّكن مكّي بن إبراهيم بن بشير ابن فرقد البلخي، سمع الجعيد، و يزيد بن أبي عبيد، و ابن جريج.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو السّكن مكّي بن إبراهيم بن بشير بن فرقد بلخي، ليس به بأس.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر - قراءة - عن أبي طاهر بن أبي الصّقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال: أبو السّكن مكّي البلخي.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو السّكن مكّي بن إبراهيم بن بشير بن فرقد البرجمي التّميميّ الحنظلي البلخي، سمع أبا عبد اللّه هشام بن حسّان، و بهز بن حكيم، و ابن جريج، روى عنه المعلّى بن أسد، و أحمد بن حنبل، و عبيد اللّه بن سعيد، و أبو سعيد عبيد اللّه بن عمر بن ميسرة الجشمي (1)القواريري، و أبو موسى محمّد بن المثنّى العنزي، و محمّد بن بشار، كنّاه لنا أبو الليث سالم ابن معاذ التّميميّ، نا أبو حفص عمر بن مدرك البلخي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك ابن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال:

مكّي بن إبراهيم بن بشير بن فرقد - و قال محمّد بن جعفر: صاحب طبقات البلخية: بن فرقد بن بشير، و كذلك قال السّنّي - أبو السّكن الحنظلي التّميميّ البلخي، أخو إسماعيل بن إبراهيم، و والد الحسن، و يعقوب، سمع عبد اللّه بن سعيد بن أبي هند، و جعيد بن عبد الرّحمن، و هشام بن حسّان، و حنظلة بن أبي سفيان، و يزيد بن أبي عبيد، و ابن جريج، روى عنه البخاري في الصّلاة و البيوع، و غير موضع، و روى عن محمّد بن عمرو السواق عنه في البيوع أيضا.

ص: 243


1- بدون إعجام بالأصل و م، و د، و «ز». راجع ترجمته في تهذيب الكمال 250/12 (طبعة دار الفكر).

قال أبو علي القبّاني الحسين بن محمّد: حدّثني محمّد بن علي (1) قال: سألته - يعني - مكّيا في سنة كم ولد؟ قال: سنة ست و عشرين و مائة.

قال أبو علي: و حدّثنا محمّد قال (2):مات مكّي بن إبراهيم ليلة الأربعاء قبيل الصبح النصف من شعبان سنة خمس عشرة و مائتين.

و قال البخاري في التاريخ الصغير: مات سنة أربع عشرة أو خمس عشرة و مائتين، و قال في الكبير: مات سنة أربع عشرة و مائتين (3)،و لم يشك فيه.

كتب إليّ الشبي (4) أن محمّد بن جعفر حدثهم قال: سمعت عبد الصّمد بن الفضل يقول: سمعت مكّي يقول: دخلت الكوفة مرتين، و الأعمش و إسماعيل بن أبي خالد حيّ (5)،فكنت آتي مجلس الأعمش فآخذ موضعا لأخي، و لم أكن أعنى بالحديث، و أخرج و أنا ابن إحدى عشرة سنة لم أعقل الطلب، فلما بلغت سبع (6) عشرة سنة أخذت في الطلب، و كتب إليّ الشبي (7) أن محمّد بن جعفر البلخي حدّثهم قال: سمعت عبد الصّمد بن الفضل، و محمّد بن خالد يقولان: توفي مكّي بن إبراهيم سنة خمس عشرة و مائتين.

قال ابن جعفر: سمعت عيسى العسقلاني يقول: قدم علينا مكّي ببغداد سنة خمس و مائتين (8).

قال: و سمعت أبا بكر بن جرير قال: قال عمرو بن علي (9):قدم علينا مكّي بن إبراهيم سنة اثنتي عشرة و مائتين.

أخبرنا أبو الحسن الغسّاني، و أبو منصور العطّار، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (10):

ص: 244


1- يعني محمد بن علي بن جعفر البلخي، و نقل الخبر من طريقه المزي في تهذيب الكمال 365/18 و الذهبي في سير أعلام النبلاء 550/9.
2- تهذيب الكمال 365/18 طبعة دار الفكر.
3- التاريخ الكبير للبخاري 71/8. و نقل المزي في تهذيب الكمال 365/18 القولين عن البخاري دون أن يذكر موضعيهما و انظر سير أعلام النبلاء 552/9.
4- كذا رسمها بالأصل، و غير واضحة في م، و تقرأ: الشبي، و في د:«الشيبي» و في «ز»: «الشبي».
5- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م:«حي».
6- في د: سبعة عشر.
7- انظر ما تقدم، قريبا.
8- تهذيب الكمال 364/18 طبعة دار الفكر.
9- تهذيب الكمال 365/18 و سير الأعلام 552/9.
10- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 115/13-116 رقم 7098.

مكّي بن إبراهيم بن بشير بن فرقد أبو السّكن البرجمي الحنظلي التّميمي، من أهل بلخ، سمع يزيد بن أبي عبيد، و بهز بن حكيم، و عبد الملك بن جريج، و مالك بن أنس، و عبد اللّه بن سعيد بن أبي هند، و هشام بن حسّان، و قدم بغداد، و حدّث بها، فروى عنه من أهلها أحمد بن حنبل، و عبيد (1) اللّه بن عمر (2) القواريري، و محمّد بن حاتم السمين، و الحسن بن عرفة، و محمّد بن عبيد اللّه المنادي، و عباس الدوري، و أبو عوف البزوري، و أحمد (3) بن عبيد اللّه (4) النّرسي في آخرين.

قال (5):و أنا عبيد اللّه بن عمر الواعظ، نا أبي، نا عبد اللّه بن عمرو بن العمركي البلخي قال: سمعت عبد الصّمد بن الفضل يقول: سمعت مكّيا يقول. حججت ستين حجّة، و تزوجت ستين [امرأة] (6)،و جاورت بالبيت عشر سنين، و كتبت عن سبعة عشر نفسا من التابعين، و لو علمت أن الناس يحتاجون إليّ لما كتبت دون التابعين عن أحد.

قال (7):و أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب، أنا محمّد بن نعيم الضّبّي، أخبرني أبو (8)محمّد بن زياد، نا علي بن الفضل البلخي قال: سمعت عبد الصّمد بن الفضل يقول: روى مكّي بن إبراهيم عن أحد عشر نفسا من التابعين، و وقع عندي تسعة.

أخبرنا (9) أبو السعادات أحمد بن أحمد الهاشمي، أنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ، أنا ابن الفضل، أنا دعلج بن أحمد، أنا أحمد بن علي الأبار، نا عبد الرحيم بن حازم أبو محمّد البلخي قال: سمعت مكّيا و هو ابن إبراهيم يقول: لم أطلب بعد سنة خمسين و مائة الامر؟؟؟ (10) إلى الليث و ابن لهيعة، و موسى بن عليّ، فدخلتها - يعني - مصر، و قد كان موسى بن عليّ مات قبل بثلاثة أيّام (11).

ص: 245


1- تحرفت بالأصل و م، و «ز»، و د إلى: عبد اللّه.
2- تحرفت بالأصل إلى: عمرو، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
3- في م: محمّد.
4- في تاريخ بغداد: عبد اللّه.
5- القائل أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 116/13.
6- زيادة عن تاريخ بغداد.
7- القائل أبو بكر الخطيب أيضا، و الخبر في تاريخ بغداد 116/13.
8- تحرفت بالأصل إلى: ابن.
9- كتب فوقها في د، و «ز»: ملحق.
10- كذا رسمها بالأصل و د، و «ز»، و م، و فوقها بالأصل و د: ضبة.
11- كتب بعدها في «ز»، و د: إلى.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا محمّد بن علي بن يعقوب، أنا محمّد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي، نا أحمد بن حنبل، نا مكّي بن إبراهيم قال: مات هشام بن حسّان أوّل يوم من صفر سنة ثمان و أربعين، و قدمت مصر سنة أربع و ستين، فقيل: مات موسى بن عليّ بالإسكندرية، قال:

و سمعت من هؤلاء سنة سبع و أربعين - يعني - جعيد بن أوس، و عبد اللّه بن سعيد بن أبي هند، و هاشم بن هاشم، و الجعد بن أوس كلانعاف (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2) قال: سمعت مكّي بن إبراهيم قال: مات هشام بن حسّان أوّل يوم من صفر سنة ثمان و أربعين و مائة، و كان سعيد بن أبي عروبة حيا، ثم قدمت سنة خمسين و مائة و قد مات، و مات (3) ابن عون، و ابن جريج في سنة خمسين و مائة.

قال: و قدم أبو عاصم على ابن جريج في سنة ست و أربعين و مائة، و لم يقرأ ابن جريج على الناس قال: و قدمت أنا في سنة سبع و أربعين و مائة، و سمعت المناسك عنه، و كان يحدّث بعشرين حديثا بالعشي بالشفاعة.

قال: و سمعت أنا أيضا من المناسك سنة تسع و أربعين و مائة.

أخبرنا أبو الحسن المالكي، نا - و أبو منصور المقرئ، أنا - أبو بكر الخطيب (4)،أنا علي بن المحسّن التنوخي، أنا أبو نصر أحمد بن محمّد بن إبراهيم الحازمي (5)،نا إسحاق بن أحمد بن خلف البخاري، نا عبد الصّمد بن الفضل قال: سمعت مكّي بن إبراهيم يقول:

كنت أختلف إلى الأعمش، فأجلس و آخذ لأخي موضعا، فإذا جاء أخي انصرفت، فكان يندم على ذلك.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (6)،أنا علي بن أبي علي المعدّل، أنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم الحازمي البخاري،

ص: 246


1- كذا ورد بالأصل و د، و «ز»، و م:«و الجعد بن أوس كلانعاف» و فوق «كلا نعاف» بالأصل ضبة، و في د: بقاف.
2- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 134/1.
3- المعرفة و التاريخ 136/1.
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 116/13.
5- الأصل و م و «ز»: الخارمي، و في د: الخازني. و المثبت:«الحازمي» عن تاريخ بغداد.
6- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 226/1 ضمن ترجمة محمد بن إسحاق بن يسار.

نا إسحاق بن أحمد بن خلف البخاري قال: سمعت عبد الصّمد بن الفضل يقول: سمعت مكّي بن إبراهيم يقول: حضرت مجلس محمّد بن إسحاق فإذا هو يروي أحاديث في صفة اللّه تعالى لم يحتملها قلبي، فلم أعد إليه.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، نا - و أبو منصور، أنا - الخطيب (1).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا ابن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر بن درستويه، نا يعقوب بن سفيان قال (2):

سمعت مكّي بن إبراهيم يقول: جلست إلى محمّد بن إسحاق، و كان يخضّب بالسواد، فذكر أحاديث في الصفة فنفرت منها، فلم أعد إليه.

أخبرنا أبو الحسن المالكي، نا - و أبو منصور المقرئ، أنا - الخطيب (3)،أخبرني الحسن بن محمّد بن علي أبو الوليد، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن سليمان الحافظ - ببخارى - أنا أبو نصر (4) أحمد بن نصر بن محمّد بن أشكاب قال: سمعت الحسين بن أحمد ابن مالك الزعفراني يقول: سمعت عمر بن مدرك يقول: سمعت مكّي بن إبراهيم يقول:

قطعت البادية من بلخ خمسين مرة حاجا، و دفعت في كراء بيوت مكة ألف دينار و مائتي دينار و نيّفا.

كتب إليّ أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: قرأت بخط أبي عمرو (5) المستملي، نا إسحاق بن منصور المروزي قال: سألت أحمد بن حنبل عن مكّي بن إبراهيم فقال: ثقة.

أخبرنا أبوا (6) الحسن الزاهد، نا - و أبو منصور، أنا - الخطيب (7)،أخبرني الصيمري، نا علي بن الحسن الرازي، نا محمّد بن الحسين الزعفراني، نا أحمد بن زهير قال: سئل يحيى بن معين عن مكّي بن إبراهيم فقال: صالح.

ص: 247


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 226/1.
2- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 137/1.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 116/13-117.
4- تحرفت بالأصل إلى:«منصور» و المثبت عن د، و «ز»، و م و تاريخ بغداد.
5- الأصل: عمر، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
6- الأصل و م و «ز»، و د:«أبو».
7- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 117/13.

قال (1):و أنا حمزة بن محمّد بن طاهر الدّقّاق.

ح و أخبرنا أبو البركات بن المبارك، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا الحسين بن جعفر - زاد ابن الطّيّوري: و أبو نصر محمّد ابن الحسن، و أبو الحسن العتيقي.

قالوا:- أنا الوليد بن بكر الأندلسي، نا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، نا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد اللّه العجلي، حدّثني أبي قال: مكّي بن إبراهيم البلخي، يكنى أبا السّكن، ثقة.

أخبرنا أبو نصر بن القشيري - في كتابه - أنا أحمد بن الحسين الحافظ، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: قرأت بخط أبي عمرو (2) المستملي، سمعت محمّد بن عبد الوهّاب يقول:

حدّثنا أبو السّكن مكّي بن إبراهيم الرجل الصالح بنيسابور.

أخبرنا أبو الحسن المالكي، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - الخطيب (3)،نا محمّد ابن علي الصوري، أنا الخصيب بن عبد اللّه القاضي، أنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النسائي، أخبرني أبي قال: أبو السّكن مكّي بن إبراهيم بن بشير بن فرقد، بلخي، ليس به بأس.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (4) قال: سئل أبي عن مكّي بن إبراهيم فقال: محلّه الصدق.

أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: قلت لأبي الحسن الدار قطني: فمكّي بن إبراهيم؟ قال: ثقة، مأمون.

أخبرنا أبو الحسن المالكي، نا - و أبو منصور، أنا - الخطيب (5)،أنا الأزهري، أنا علي

ص: 248


1- القائل أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 117/13.
2- الأصل: عمر، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 117/13-118.
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 441/8.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 118/13.

ابن عمر الحافظ، أنا عبد اللّه بن إسحاق بن إبراهيم، أنا الحارث بن محمّد، نا محمّد بن سعد.

ح و أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - الخطيب، أنا ابن الفضل، أنا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، و أبو القاسم بن العلاّف، قالا: أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا الحسن بن محمّد السكوني.

قالا: نا محمّد بن عبد اللّه الحضرمي قال: سنة خمس عشرة و مائتين فيها مات مكّي ابن إبراهيم - زاد ابن السمرقندي: البلخي - هذا آخر رواية (1) الحضرمي، زاد ابن سعد:

المحدّث ببلخ في النصف من شعبان، و قد قارب مائة سنة.

قرأت (2) على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكّي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال: سنة خمس عشرة و مائتين فيها مات مكّي بن إبراهيم البلخي - ببلخ - في النصف من شعبان، و قد قارب المائة.

7627 - مكّي بن إبراهيم بن محمّد بن سهلان أبو الحسن الشّيرازي الحافظ

7627 - مكّي بن إبراهيم بن محمّد بن سهلان أبو الحسن الشّيرازي الحافظ (3)

قدم دمشق، و حدّث بها عن: عمر (4) بن القاسم الفرضي، و أبي نصر عبيد اللّه بن سعيد بن حاتم السجزي، و عبد الرّحمن بن عمر بن النحّاس المصري، و محمّد بن عبد اللّه ابن (5) إسحاق التنيسي.

روى عنه: أبو بكر الخطيب، و عبد العزيز الكتاني.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا (6) أبو الحسن مكّي بن إبراهيم الشّيرازي الحافظ - قدم علينا من لفظه - نا عمر بن القاسم الفرضي، نا محمّد بن أحمد ابن خروف، نا أبو شعيب الحرّاني، نا يحيى بن عبد اللّه البابلتّي، نا إبراهيم بن جريج

ص: 249


1- في تاريخ بغداد: حديث.
2- كتب فوقها في د، و «ز»: ملحق.
3- ترجمته في تاريخ بغداد 121/13.
4- في م: عمرو بن القاسم.
5- من قوله: عبيد اللّه إلى هنا سقط من د، فاختل السياق.
6- من قوله: أخبرنا... إلى هنا سقط من د، فاختل السند.

الرّهاوي، نا يحيى بن أبي أنيسة، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«المعدة حوض البدن، و العروق إليها واردة، فإذا صحّت المعدة صدرت العروق بالصحّة، و إذا سقمت المعدة صدرت العروق بالسقم»[12454].

أخبرنا أبو القاسم النسيب، نا الخطيب، حدّثني أبو الحسن مكّي بن إبراهيم بن محمّد ابن سهلان الشّيرازي - بلفظه - أنا محمّد بن عبد اللّه بن إسحاق التنيسي - بها - فذكر حديثا.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):

مكّي بن إبراهيم بن سهلان أبو الحسن الشّيرازي، سافر الكثير، و رحل في الحديث إلى بغداد، و البصرة، و الشام، و مصر، و سمع محمّد بن أبي الفوارس، و أبا الحسين (2) بن بشران، و أبا محمّد بن النحاس،[المصري] (3) و عبد الرّحمن بن عثمان بن أبي نصر الدمشقي، و القاضي أبا عمر (4) بن عبد الواحد الهاشمي، و علي بن القاسم بن النجّاد البصري، و نحوهم، و عاد إلى بغداد أيّام أبي علي بن شاذان و هو شاب، فعلقت عنه شيئا يسيرا، ثم خرج إلى خراسان فبلغنا أنه مات نحو أربع و ثلاثين و أربعمائة، و كان ثقة، ذكيا متنبها.

آخر الجزء الرابع و الثمانين بعد الأربعمائة من الأصل (5).

7628 - مكّي بن جابار بن عبد اللّه بن أحمد

أبو بكر الدّينوري القاضي الحافظ (6)

سمع بدمشق: أبا محمّد بن أبي نصر، و أبا القاسم صدقة بن محمّد بن أحمد بن الدّلم، و أبا عبد اللّه بن أبي كامل، و بمصر: أبا محمّد بن النحّاس.

ص: 250


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 121/13 رقم 7104.
2- تحرفت بالأصل إلى: الحسن، و التصويب تصحيف عن م، و د، و «ز»، و تاريخ بغداد.
3- زيادة عن تاريخ بغداد.
4- الأصل:«عمرو» و المثبت عن د، و «ز»، و م، و تاريخ بغداد.
5- من قوله: آخر الجزء... إلى هنا سقط من د، و م.
6- ترجمته في سير أعلام النبلاء 412/18، و تبصير المنتبه 230/1 و الاكمال لابن ماكولا 11/2 و شذرات الذهب 332/3 و تصحيف فيه جابار إلى حابار بالحاء المهملة، و في م أيضا حابار.

و كتب الكثير بخط حسن، و حدّث بشيء يسير، و كان سفياني المذهب.

روى عنه: عبد العزيز الكتاني، و أبو الفرج غيث بن علي، و أبو طاهر بن الحنائي، و أبو محمّد بن السمرقندي.

كتب إليّ أبو الفرج غيث بن علي، أنا القاضي أبو بكر مكّي بن جابار بن عبد اللّه الدّينوري - بدمشق - أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عمر بن محمّد بن سعيد بن النحاس - بمصر-.

ح و أخبرنا أبو محمّد الأنصاري، نا أبو محمّد التميمي، أنا أبو بكر مكّي بن جابار الدّينوري، نا عبد الرّحمن بن عمر، نا أبو علي الحسن بن يوسف بن مليح الطرائفي، نا بحر ابن نصر، نا عبد اللّه بن وهب، نا مالك، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«اتّقوا النار و لو بشقّ تمرة»[12455].

أخبرناه أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا إبراهيم بن سعيد بن عبد اللّه الحبال - بمصر - نا عبد الرّحمن بن عمر بن محمّد البزار - قراءة عليه - نا الحسن بن يوسف بن مليح، نا بحر ابن نصر، نا ابن وهب، فذكره.

أنبأنا أبو طاهر محمّد (1) بن الحسين الحنائي، أنا أبو بكر مكّي بن جابار بن عبد اللّه الدّينوري الحافظ، أنا أبو القاسم صدقة بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد الملك بن مروان القرشي، نا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن زياد الأعرابي - بمكة إملاء - نا محمّد بن الحجّاج بن إياس الكوفي، نا سفيان بن عيينة، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة قال: قال أبو القاسم صلى اللّه عليه و سلم:«تسمّوا باسمي، و لا تكنوا بكنيتي»[12456].

أخبرناه عاليا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، قالا: نا عبد العزيز الكتاني، أنا صدقة بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد الملك بن مروان القرشي، فذكر الحديث.

قرأت بخط مكّي بن جابار، أنا محمّد بن عوف، نا محمّد بن موسى، نا محمّد بن خريم، نا هشام بن خالد، نا الحسن بن يحيى، عن أبي عبد اللّه، عن مكحول قال: ما من

ص: 251


1- كتبت فوق الكلام بين السطرين في د.

أمة يكون فيها سبعة و عشرون رجلا فيستغفرون اللّه كل يوم سبعا و عشرين (1) مرّة إلاّ لم يصب اللّه تلك الأمة بعذاب العامة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر علي بن هبة اللّه (2) قال: و أما جابار:

[آخره راء] (3) فهو مكّي بن جابار الدّينوري، سمع بالدينور، و رحل إلى بغداد في طلب الحديث، و سمع الكثير، خرج إلى مصر، و أدرك ابن النحّاس و غيره، و كان بدمشق، و امتنع من التحديث، و تركته حيا في أول سنة سبع و خمسين و أربعمائة.

قال لي أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن مكّي الأكفاني: سنة ثمان و ستين و أربعمائة فيها توفي أبو بكر مكّي بن جابار بن عبد اللّه الدّينوري الحافظ رحمه اللّه في يوم الخميس، و دفن يوم الجمعة الرابع من رجب، و كان قد رحل في طلب الحديث إلى مصر و الشام، و لقي أبا سعد (4) أحمد بن محمّد الماليني، و خلف بن محمّد الواسطي، و عبد الغني بن سعيد الحفاظ رحمهم اللّه، و سمع من أبي محمّد عبد الرّحمن بن عمر بن النحّاس بمصر، و غيره، و سمع من أبي (5) القاسم صدقة بن أحمد بن مروان القرشي المعروف بالدّلم، و عبد الرّحمن بن عمر ابن نصر البزاز، و تمّام بن محمّد بن عبد اللّه الرازي، و أبي محمّد عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر الدمشقيين، و أبي عبد اللّه الحسين بن عبد اللّه بن أبي كامل الأطرابلسي، و أبي القاسم الحسين بن علي بن عبيد اللّه بن أبي شامة الحلبي بحلب، و غيرهم ممن بعدهم، و كانت له عناية جيدة بمعرفة الرجال، حدّث بشيء يسير، سمع منه الشيخ أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد الكتاني رحمه اللّه، و امتنع من إسماع الحديث بأجرة، و طلب الشيخ أبو (6)بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ - رحمه اللّه - منه أن يسمعه شيئا من حديثه فأبى، و كان على مذهب سفيان الثوري رحمه اللّه.

قال لي الشيخ أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد الكتاني الحافظ رحمه اللّه: كان مكّي بن

ص: 252


1- بالأصل و «ز»: «سبعة و عشرون» و في م و د: سبعة و عشرين.
2- الاكمال لابن ماكولا 11/2.
3- سقطت من الأصل و النسخ، و استدرك عن الاكمال، و اللفظتان مستدركتان فيه بين معكوفتين عن إحدى نسخه.
4- تحرفت بالأصل إلى: سعيد، و التصويب عن د، و «ز»، و م.
5- تحرفت بالأصل و م إلى:«أبا» و المثبت عن د، و «ز».
6- تحرفت بالأصل إلى: ابن.

جابار مواظبا على طلب العلم، جيّد القراءة للحديث، حسن الخط له، كثير الحفظ، لكنه ابتلي، و كان قد ولي القضاء بدميرة (1).

7629 - مكّي بن الحسن بن المعافى بن هارون بن علي

أبو الحزم (2) السّلمي الجبيلي

من أهل جبيل.

سمع بدمشق: أبا القاسم بن أبي العلاء، و أبا علي الحسن بن علي بن الحسين بن صصرى، و سهل بن بشر، و مقاتل بن مطكود.

و ذكر لي أنه سمع بأطرابلس أبا عبد اللّه القضاعي صاحب الشهاب، و سعد بن علي بن محمّد النسوي، و نصر بن الحسن الشاشي، و لم يكن عنده عنهم شيء، و إنما وجدنا سماعاته بدمشق في كتب الناس.

سمعت منه شيئا يسيرا، و كان شيخا متسنّنا (3)،مستورا، مديما لتلاوة القرآن في المصحف.

أخبرنا أبو الحزم (4) مكّي بن الحسن، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا يحيى بن أبي طالب، أنا علي بن عاصم، نا حصين بن عبد الرّحمن، عن هلال بن يساف، عن عبد اللّه بن ظالم المازني قال:

كنت إلى جنب سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، فلما أن خرج معاوية من الكوفة استعمل المغيرة بن شعبة على الكوفة، قال سعيد بن زيد: فقام، فأخذ بيدي، فتبعته، فقال:

أشهد على التسعة أنهم في الجنّة، و لو شهدت على العاشر لم آثم، قلت: و من ذاك؟ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اثبت حراء فإنه ليس عليك إلاّ نبيّ أو صدّيق، أو شهيد»، قال له: و من هم يا رسول اللّه؟ قال: رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أبو بكر، و عمر، و عثمان، و علي، و الزّبير، و طلحة، و عبد الرّحمن بن عوف، و سعد بن مالك»، قال: ثم سكت، قلت: من العاشر (5)؟قال: أنا.

سئل أبو الحزم عن مولده فقال: في ذي الحجّة من سنة ثمان و ثلاثين و أربعمائة

ص: 253


1- دميرة: قال ياقوت في معجم البلدان: بفتح أوله و كسر ثانيه: قرية كبيرة بمصر قرب دمياط.
2- جاءت في د، و «ز»، و م: الحرم، بدون إعجام.
3- سقطت من م.
4- هنا وردت بدون إعجام بالأصل و د، و «ز»، و م.
5- ذكر في الرواية تسعة، و أولهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو ما اقتضاه السياق من أول الحديث أنه ليس عليك إلاّ نبيّ...

بجبيل، و سألته أنا عن مولده فقال: سنة أربعين و أربعمائة، و توفي ليلة الأربعاء الرابع و العشرين من جمادى الأولى سنة إحدى و ثلاثين و خمسمائة، و دفن من غده وقت الظهر في مقبرة الباب الصغير.

7630 - مكّي بن عبد السّلام بن الحسين بن القاسم بن محمّد

أبو القاسم الأنصاري المقدسيّ المعروف بابن الرّميلي (1)

أحد الرّحّالة في طلب الحديث، و المكثرين منه.

قدم دمشق قديما، و سمع بها أبا الحسن علي بن الخضر، و عبد العزيز الكتاني، و أبا بكر الخطيب، و أبا القاسم الحنائي.

و رحل إلى بغداد، و سمع بها: أبا الحسين بن المهتدي، و أبا الغنائم بن المأمون، و محمّد بن وشاح، و أبا جعفر بن المسلمة، و أبا الحسين بن النقور، و أبا محمّد الصريفيني، و طبقتهم، و سمع بالكوفة و البصرة، و سمع ببيت المقدس: أبا عبد اللّه بن سلوان، و أبا عثمان ابن ورقاء، و عبد العزيز بن أحمد النصيبي، و أبا الغنائم بن الفراء، و أبا نصر محمّد بن إبراهيم الهاروني و غيرهم، و سمع بأكثر مدن الشام، و سمع بمكة أبا عبد اللّه الحسين بن أحمد العبقسي، و بالمدينة: أبا منصور عبد اللّه بن محمّد بن الحسين الشيرازي الصّوفي، و سمع بمصر: أبا الحسن عبد الباقي بن فارس بن أحمد بن موسى المقرئ، و أبا القاسم عبد العزيز ابن الحسن بن إسماعيل بن الضراب، و أبا محمّد عبد اللّه بن عبيد اللّه بن محمّد بن المحاملي اللوار (2)،و أبا القاسم عبد العزيز بن علي بن الحسين بن يحيى الشروطي المعروف بابن الدّقّاق و غيرهم، و قدم دمشق مرّة أخرى، و حدّث بها.

روى عنه: غيث بن علي، و الفقيه أبو الحسن السلمي، و أبو يعلى حمزة بن كروّس، و غالب بن أحمد بن المسلم.

أخبرنا أبو نصر غالب بن أحمد بن المسلم، نا الشيخ الفقيه أبو القاسم مكّي بن عبد

ص: 254


1- ترجمته في تذكرة الحفاظ 1229/4 و طبقات الشافعية للسبكي 332/5 معجم البلدان (رميلة)، و الأنساب (الرميلي) و سير أعلام النبلاء 178/19 و شذرات الذهب 398/3 و الرميلي نسبة إلى الرميلة، تصغير رملة، و هي عدة قرى، و منها - في قول السمعاني - قرية من قرى بيت المقدس، قاله ياقوت في معجم البلدان.
2- كذا رسمها بالأصل و «ز»، و م، و في د: الدوار.

السّلام بن الحسين المقدسيّ الحافظ المعروف بابن الرّميلي - قدم علينا دمشق في شهر ربيع الآخر من سنة خمس و ثمانين و أربعمائة، أنا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد النصيبي الزاهد، أنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن يزيد البصري، نا أحمد بن محمّد بن سلام، نا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد بن سلام، نا محمّد بن حازم، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه قال:

خطبنا علي فقال: من زعم أن عندنا شيئا نقرأه إلاّ كتاب اللّه و هذه الصحيفة فقد كذب، قال: صحيفة فيها شيء (1) من أسنان (2) الإبل و الجراحات، و فيها قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«المدينة حرام ما بين عير (3) إلى ثور (4) فمن أحدث فيها حدثا، أو آوى محدثا فعليه لعنة اللّه و الملائكة و الناس أجمعين، لا يقبل اللّه منه عدلا و لا صرفا (5)،و ذمة المسلمين واحدة يسعى فيها أدناهم»[12457].

قرأت بخط عبد الرّحمن بن صابر، سألت أبا القاسم مكّي بن عبد السّلام عن مولده فقال: ولدت في المحرم يوم عاشوراء سنة اثنتين و ثلاثين ببيت المقدس.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (6):

و أما الرميلي بالراء فهو حدث ورد إلينا بغداد طلب (7) الحديث و سمع من ابن النقور و غيره، و سمع بمصر من ابن فارس، و ابن الضرّاب و جماعة، و هو أبو القاسم مكّي بن عبد السّلام المقدسيّ ثم الرّميلي.

ذكر أبو محمّد بن الأكفاني: أنا أبو القاسم مكّي بن عبد السّلام بن الحسين بن القاسم

ص: 255


1- من قوله: شيئا... إلى هنا سقط من م، فاختل السياق.
2- فوقها ضبة في د.
3- عير: جبل معروف بناحية المدينة.
4- ثور: جبل صغير إلى الحمرة بتدوير، خلف أحد من جهة الشمال.
5- كذا بالأصل و بقية النسخ، و في تاج العروس (بتحقيقنا طبعة دار الفكر)«صرف» و ذكر الحديث و جاء فيها:«لا يقبل منه صرف و لا عدل» يعني: التوبة، و العدل: الفدية، و قال أبو عبيد: الصرف: النافلة و العدل: الفريضة، و قيل: الصرف: الوزن، و العدل: الكيل أو هو الاكتساب، أو الصرف: الحيلة. و ثمة معان أخرى، راجع تاج العروس: صرف.
6- الاكمال لابن ماكولا 226/4.
7- في الاكمال: لطلب الحديث.

ابن محمّد بن الرميلي (1) المقدسيّ قتل (2) شهيدا في اليوم الثاني عشر من شعبان (3) سنة اثنتين و تسعين و أربعمائة يوم دخلت الإفرنج بيت المقدس (4).

7631 - مكّي بن محمّد بن الغمر أبو الحسن التّميميّ المؤدّب الورّاق

رحل، و سمع و روى عن محمّد بن سليمان بن يوسف الربعي البندار، و أبي بكر محمّد ابن عبد الرّحمن بن عثمان بن سعيد المؤذن، و أبي العباس محمّد، و أبي بكر أحمد ابني موسى بن الحسين، و أبي العبّاس أحمد بن محمّد بن علي بن هارون البردعي، و أبي بكر أحمد بن بكير بن عبد اللّه بن الفرج، و أبي الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن الربيع المعيوفي (5)،و أبي العلاء أحمد بن عبيد اللّه بن الحسن بن شقير النحوي، و أبي بكر تبوك بن الحسن الكلابي، و أبي محمّد الحسن بن علي بن عمر العبسي الحلبي، و أبي محمّد الحسن ابن محمّد بن داود الثقفي المؤدّب، و أبي القاسم الحسن بن محمود بن أحمد الربعي، و أبي محمّد الحسن بن سليمان بن داود بن عبد الرّحمن البعلبكي، و صالح بن الفتح بن الحارث الشاشي، و أبي محمّد بن ذكوان القاضي، و عبيد اللّه بن أحمد بن محمّد الحلبي السّرّاج، و أبي محمّد عبيد اللّه بن أحمد بن محمّد بن سعيد بن فطيس، و عبد اللّه بن عمر بن أيوب الجبّان (6)،و أبي بكر اللّهبي، و أبي الخير الحمصي، و جمح المؤذن، و ابن أبي الزمزام (7)، و ابن منير، و أبي هاشم الإمام، و حميد بن الحسن، و إسماعيل بن القاسم الحلبي، و أبي محمّد عبد اللّه بن محمّد بن أيوب القطّان الحافظ، و علي بن طعان، و الفضل بن جعفر، و مظفّر بن حاجب، و يوسف الميانجي (8)،و أبي سليمان بن زبر.

و سمع في الغربة أبا الحسن الدار قطني، و أبا الحسين بن المظفّر، و أبا جعفر اليقطيني،

ص: 256


1- من قوله: السلام... إلى هنا سقط من د.
2- من قوله: ثم الرميلي... إلى هنا سقط من م فتداخل الخبران و اختل السياق فيهما.
3- في سير الأعلام: شوال.
4- زاد الذهبي في سير أعلام النبلاء: أنه ابتلي بالأسر وقت أخذ العدو بيت المقدس و طلبوا في فدائه ذهبا كثيرا، فلم يفد، فقتلوه بالحجارة عند البثرون (كذا)، و له سبعون سنة و أشهر، و قتلوا نحوا من سبعين ألفا، و دام في أيديهم تسعين سنة (يعني بيت المقدس).
5- في د: أبي الحسن أحمد بن الربيع المعيوفي.
6- إعجامها مضطرب بالأصل و صورتها فيه:«الحيار» و في د:«الحنان» و في م:«الحبان» و في «ز»: «؟؟؟».
7- في د: الدمدام، و في «ز»: الرمرام.
8- في د:«الملحى» ثم شطبت و كتب على هامشها: الميانجي.

و أبا محمّد بن ماسي، و محمّد بن إسماعيل الورّاق، و أحمد بن جعفر بن حمدان، و أبا الحسن الجراحي، و ابن لؤلؤ، و نصر بن المرجي، و غيرهم.

روى عنه: عبد العزيز الكتاني، و محمّد بن علي بن محمّد الحدّاد، و محمّد بن علي بن محمّد بن صالح المطرّز، و أبو علي الأهوازي، و محمّد بن علي السروجي، و علي بن الخضر، و أبو الحسن بن صصرى، و أبو سعد السمّان الرّازي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو الحسن مكّي بن محمّد ابن الغمر المؤدّب - قراءة عليه - نا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، نا بشر بن موسى، نا هوذة بن خليفة، نا عوف، عن محمّد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«إذا استيقظ أحدكم من نومه فأراد الطهور، فلا يضع يده في الإناء حتى يغسلها، فإنه لا يدري أين باتت يده»[12458].

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا جدي أبو محمّد السوسي، قال:

سمعت أبا علي الحسن بن علي بن إبراهيم يقول: سمعت أبا الحسن مكّي بن محمّد يقول:

سمعت أبا الخير أحمد بن علي الحمصي يقول:

سمعت أبا الفضل الرقي يقول: سمعت يموت بن المزرع يقول: سمعت أبا حاتم السجستاني يقول: سمعت أبا عبيدة معمر بن المثنّى يقول:

يا مستعير كتابي إنه علق *** بمهجتي و كذاك الكتب بالمهج

في حلّ من نسخه إن شئت تنسخه *** و أنت في حبسه في أضيق الحرج

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني قال: توفي شيخنا أبو الحسن مكّي بن محمّد بن الغمر المؤدّب عشية الجمعة، و دفن في غد الثامن و العشرين من شهر رمضان سنة ثماني عشرة و أربعمائة، حدّث عن أبي عمر بن فضالة و غيره، رحل إلى بغداد، و سمع بها من أحمد بن جعفر بن مالك، و عبد اللّه بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي و غيرهما، و من الكوفة و غيرها، و كان ثقة، مأمونا، كان مستملي القاضي أبي بكر يوسف بن القاسم الميانجي، و كان يعرف قطعة من النسب، و كان يورق للناس، و ذكر أبو علي الأهوازي أنه مات ليلة الجمعة الثالث و العشرين من شهر رمضان سنة اثنتي عشرة و أربعمائة.

آخر الجزء الثامن و الثمانين بعد الستمائة من الفرع (1).

ص: 257


1- من قوله: آخر.. إلى هنا سقط من د، و م.

[ذكر من اسمه] ملحان

اشارة

[ذكر من اسمه] (1) ملحان

7632 - ملحان بن زياد بن غطيف، و يقال: ملحان بن عطيف

ابن حارثة بن سعد بن الحشرج (2) بن امرئ القيس بن عدي

ابن أخزم بن أبي أخزم (3) بن ربيعة بن جرول بن ثعل (4)

ابن عمرو بن الغوث بن طيّئ بن أدد الطائي

أخو عدي بن حاتم الطائي لأمه (5)

أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم.

و سمع أبا بكر الصّدّيق.

و خرج إلى الشام مجاهدا، و شهد فتح دمشق، و قدّمه أبو عبيدة منها أمامه مع خالد بن الوليد إلى حمص، فيما ذكره البلاذري، و شهد صفّين مع معاوية.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو محمّد بن الأكفاني و غيرهما، قالوا: أنا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الحسين أحمد بن علي بن محمّد الدولابي، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الغفّار بن ذكوان، أنا أبو يعقوب إسحاق بن عمّار بن حش، نا محمّد بن إبراهيم بن مهدي، نا عبد اللّه بن محمّد بن ربيعة القدامي قال: و حدّثني سعد (6) بن مجاهد: أن ملحان ابن زياد الطائي، أخا عدي لأمه، أتى أبا بكر في جماعة من طيئ خمس مائة أو ستمائة، فقال له: إنا أتيناك رغبة في الجهاد، و حرصا على الخير، و نحن الحي الذي نعرف (7)،قاتلنا معكم من ارتدّ منا حتى أقر بمعرفة ما كان ينكر، و قاتلنا معك من ارتدّ منكم حين أسلموا طوعا و كرها، فسرّحنا في آثار الناس، و اختر لنا أميرا صالحا نكون معه.

ص: 258


1- زيادة منا.
2- الأصل و د، و «ز»، و م: الخزرج، و المثبت عن جمهرة ابن حزم ص 402 و الإصابة و أسد الغابة.
3- بالأصل و د، و «ز»، و م: أحرم، و المثبت عن جمهرة ابن حزم ص 402.
4- الأصل و د، و «ز»، و م: ثعلبة، و المثبت عن ابن حزم ص 400 و 402.
5- ترجمته في الإصابة 501/3 و أسد الغابة 484/4 و جمهرة ابن حزم ص 402.
6- في الإصابة: سعيد بن مجاهد.
7- في م: يعرف.

قال: و كان قدومهم على أبي بكر بعد مسير الأمراء كلهم إلى الشام، فقال له أبو بكر:

قد اخترت لك أفضل أمرائنا، و أقدم المهاجرين هجرة، ألحق بأبي عبيدة بن الجرّاح، فقد رضيت لك صحبته، فنعم الرفيق في السفر، و نعم الصاحب في الحضر.

قال: و قال ملحان بن زياد لأبي بكر: قد رضيت بخيرتك التي اخترت لي، فاتبعه حتى لحقه بالشام، و شهد معه مواطنه التي شهد كلها، لم يغب عن يوم منها (1).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال: كان لعدي بن حاتم إخوة من أمّه أشراف، يقال لهم: لأم، و حلبس، و ملحان، و فسقس، هلك في الجاهلية بنو زياد بن غطيف بن حارثة بن سعد بن الحشرج بن امرئ القيس بن عدي بن أخزم بن أبي أخزم، و شهد ملحان بن زياد صفّينا مع معاوية، و استخلف علي بن أبي طالب لأم ابن زياد على المدائن حين سار إلى صفّين، و أمّه النوار بنت ثرملة بن ثرغل بن أبي جشم (2) بن أبي حارثة بن جديّ بن تدول (3) بن بحتر بن عتود بن عنين (4) بن سلامان بن ثعل.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (5):و لأم، و حلبس، و ملحان، بنو غطيف بن حارثة بن سعد بن الحشرج (6) بن امرئ القيس بن عدي بن أخزم، و هم إخوة عدي بن حاتم لأمّه استخلف علي بن أبي طالب لأما على المدائن حين صار إلى صفّين، و شهد ملحان صفّين مع معاوية.

و قد قيل إنّ الثلاثة شهدوا صفّين مع معاوية.

و كذا ذكر ابن حزم و لم يذكر زيادا في نسبهم (7).

ص: 259


1- الإصابة باختصار 501/3.
2- الأصل و د، و «ز»، و م: خيثم، و في ابن حزم ص 401: جشم.
3- غير واضحة بالأصل و د، و «ز»، و م، و المثبت عن ابن حزم.
4- رسمها بالأصل:«عس» و في م و د: عبس، و المثبت عن ابن حزم.
5- الاكمال لابن ماكولا 36/1 في باب أخزم.
6- الأصل و د، و «ز»، و م: الخزرج، و المثبت عن الاكمال.
7- راجع جمهرة أنساب العرب ص 400 و 401 و 402.

[ذكر من اسمه] مليح

اشارة

[ذكر من اسمه] (1) مليح

7633 - مليح بن وكيع بن الجرّاح بن مليح بن عدي

ابن فرس بن حمحمة الرّؤاسي الكوفي (2)

حدّث عن أبيه، و جرير بن عبد الحميد، و الوليد بن مسلم، و صفوان بن عيسى، و بكر ابن محمّد العابد. و عتّاب (3) ابن بشير الحراني.

روى عنه: أبو زرعة الرازي، و مطيّن (4) الحضرمي، و حجّاج بن حمزة الحسنائي، و الحسين بن إدريس السجزي، و إبراهيم بن أبي داود البرلّسي، و إبراهيم بن الجنيد، و عبد الكريم بن الهيثم بن زياد الدير عاقولي، و محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، و أحمد بن علي الخراز، و موسى بن إسحاق الأنصاري، و أبو حصين محمّد بن الحسين بن حبيب الوادعي، و أحمد بن الصلت بن مغلس الحمّاني، و محمّد بن نعيم البلخي.

و قدم دمشق مع أبيه وكيع.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، أنا أحمد بن محمّد بن محمّد بن أبي منصور الخليلي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمّد بن الحسن الخزاعي، نا أبو سعيد الهيثم بن كليب بن شريح الشاشي، نا عبد الكريم بن الهيثم - إملاء - نا مليح بن وكيع بن الجرّاح، نا أبي، نا إسحاق بن عبد اللّه القصّار قال: سألت نافعا عن المسح على الخفين؟ فقال: حدّثني عبد اللّه بن عمر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«للمسافر ثلاثة أيام و لياليهن، و للمقيم يوم و ليلة»[12459].

قال نافع: فقلت لابن عمر: و إن خرج من البراز؟ قال: و إن خرج من البراز يا بن أم نافع.

كتب إليّ أبو بكر عبد الغفّار بن محمّد، ثم أخبرني أبو القاسم أحمد بن منصور بن

ص: 260


1- زيادة منا.
2- ترجمته في الجرح و التعديل 367/8 و التاريخ الكبير 10/8.
3- بياض بالأصل و م، و الكلمة غير واضحة في «ز»، و في د:«عباب» و الصواب ما أثبت، و هو عتاب بن بشير الجزري، أبو الحسن، و يقال أبو سهل الحراني مولى بني أمية، ترجمته في تهذيب الكمال 351/12 طبعة دار الفكر.
4- تحرفت في د إلى: بطين.

محمّد بن عبد الجبّار، أنا أبو بكر الحيري، نا أبو العباس الأصم، نا إبراهيم بن سليمان البرلسي، نا مليح بن وكيع، نا أبي، نا محمّد بن شريك، عن عمرو بن دينار، عن عمرو بن أوس، عن عروة، عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن الذين يقطعون - يعني - السّدر (1)يصبون على رءوسهم صبا».

محمّد بن شريك (2)،هو أبو عثمان المكّي، عزيز الحديث، وثّقه أحمد بن حنبل، و يحيى بن معين، و الحديث غريب.

أخبرنا (3) أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبي أبو القاسم، أنا أبو نعيم الأسفراييني، أنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق، نا أحمد بن علي الحدّاد، نا مليح بن وكيع بن الجرّاح، نا أبي، عن شعبة، عن محارب بن دثار، عن جابر أن النبي صلى اللّه عليه و سلم لما قدم المدينة، قال: أمرني، فصلّيت في المسجد ركعتين، و نحر بقرة أو جزورا.

أخبرنا أبوا (4) الحسن الفقيهان، و أبو المعالي بن الشعيري، قالوا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي، أنا أبو بكر الخرائطي، نا ابن الجنيد إبراهيم، نا مليح بن وكيع قال:

سمعت بكر بن محمّد العابد يقول: ينبغي أن يكون المؤمن من السخاء هكذا، و حثا بيديه.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّاء، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمّد قال: سمعت يحيى يقول: كان لوكيع بن الجرّاح أخ يقال له مليح، و كان قد كتب عن الناس، و كان حسن الطلب للحديث، قلت ليحيى: كتبتم عنه؟ قال: لا، ما أدركناه، مات قديما و هو شاب، قال يحيى: و كان لوكيع أيضا ابن يقال له مليح.

أنبأنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن، و أبو عبد اللّه بن عبد الملك، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، نا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

ص: 261


1- السدر شجر النبق، الواحدة سدرة، و ج سدرات و سدرات و سدرات و سدر (القاموس المحيط).
2- ترجمته في تهذيب الكمال 357/16 طبعة دار الفكر.
3- كتب فوقها في د، و «ز»: ملحق.
4- الأصل و بقية النسخ: أبو.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):

مليح بن وكيع بن الجرّاح روى عن أبيه، و عن جرير بن عبد الحميد، و الوليد بن مسلم، و صفوان بن عيسى، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد: روى عن يحيى بن يمان، روى عنه أبو زرعة [الرازي] (2) و حجّاج بن حمزة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا (3) قال:

أما مليح بفتح الميم و كسر اللام، فهو: مليح بن وكيع بن الجرّاح بن وكيع، حدّث عن أبيه، روى عنه عبد الكريم بن الهيثم، و مطيّن.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي، و غيره عن أبي بكر البيهقي، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ قال: سمعت محمّد بن صالح بن هانئ يقول: سمعت أبا سعيد يحيى بن منصور الهروي يقول: سألنا (4) أبا زرعة عن سفيان بن وكيع، فقال: مليح مليح إن لم تكتب حديثه فحديث من تكتب؟ قال: ثم ذكرت هذا القول لعبد اللّه بن أحمد بن حنبل فقال: قل له يبطل حديث صاحبه محمّد بن حميد ما أنكر على سفيان بن وكيع إلاّ حديث واحد.

ذكر أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الكتاني (5) الأصبهاني قال: سألته - يعني - أبا حاتم الرّازي عن مليح بن وكيع، فقال: صدوق.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، و أبو القاسم عبد الواحد ابن علي بن محمّد، قالا: أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا الحسن بن محمّد بن الحسن السكوني.

ح و أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحسن بن أحمد، و أبو القاسم غانم بن محمّد ابن عبيد اللّه، ثم أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد، أنا أبو علي، قالوا: أنا أبو

ص: 262


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 367/8 و 368.
2- زيادة عن الجرح و التعديل.
3- الإكمال لابن ماكولا 223/7.
4- في د: سألت.
5- الأصل و م: الكتاني، و اللفظة غير واضحة في «ز»، و المثبت عن د.

نعيم الحافظ، نا أبو القاسم إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين (1)،قالا: نا محمّد بن عبد اللّه ابن سليمان الحضرمي قال: مات مليح بن وكيع سنة تسع و عشرين و مائتين - زاد السكوني:

و كان لا يخضب-[ثقة] (2).

[ذكر من اسمه] ممطور

اشارة

[ذكر من اسمه] (3) ممطور

7634 - ممطور أبو سلاّم الأعرج الأسود الحبشيّ

7634 - ممطور أبو سلاّم الأعرج الأسود الحبشيّ (4)(5)

نسب إلى حي من اليمن، لا إلى الحبشة، من أهل دمشق.

روي عنه عن علي بن أبي طالب.

و روى عن ثوبان، و الحارث الأشعري، و أبي أمامة، و أبي سلمى - راعي النبي صلى اللّه عليه و سلم - و عمرو بن عبسة، و النعمان بن بشير، و أبي إدريس الخولاني، و الحكم بن ميناء، و أبي كبشة السّلولي، و كعب الأحبار، و أبي أسماء الرحبي، و عبد اللّه بن معانق الأشعري الأردني، و أبي صالح الأشعري، و عامر بن زيد البكالي، و عبد اللّه بن محيريز، و عبد اللّه بن فرّوخ، و الحجّاج بن عبد اللّه الثمالي، و عبد الرّحمن بن غنم (6) الأشعري.

روى عنه: ابنا ابنه زيد و معاوية ابنا سلاّم، و يحيى بن أبي عمرو السّيباني (7)،و يحيى ابن أبي كثير، و عبد اللّه بن العلاء بن زبر، و عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و داود بن عمرو، و عتبة أبو أمية، و مكحول، و عمر بن يزيد النّصري (8)،و أبو بكر بن سعيد، و شيبة بن

ص: 263


1- كذا ضبطت عن د.
2- سقطت من الأصل، و استدركت عن د، و م، و «ز».
3- زيادة منا للإيضاح.
4- جاء في الأنساب (الحبشي) هذه النسبة قيل لأبي سلاّم ممطور الحبشي قال بعضهم هو بفتح الحاء و الباء. قال يحيى بن معين: أبو سلام الحبشي بضم الحاء و سكون الباء و هكذا قيده بعض الحفاظ، و هو منسوب إلى الحبش أيضا لأنه يقال في اللغة: حبش و حبش كما يقال عجم و عجم و عرب و عرب فصح الحبشي و الحبشي. و راجع الأنساب (الحبشي).
5- ترجمته في الأنساب (الحبشي)، و تهذيب الكمال 367/18 و تهذيب التهذيب 333/5 و التاريخ الكبير 57/8 و سير أعلام النبلاء 355/4 و الجرح و التعديل 431/8 و شذرات الذهب 124/1.
6- الأصل: غانم، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
7- الأصل و د، و م، و «ز»: الشيباني، و المثبت عن تهذيب الكمال.
8- الأصل و د، و م: البصري، و المثبت عن تهذيب الكمال.

الأحنف، و يحيى بن الحارث، و شداد بن عبد اللّه القارئ، و العباس بن سالم اللخمي، و أشعث بن يزيد، و أبو زياد الدمشقي، و زيد بن واقد.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا [أبو] (1) محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا عبّاس، أنا ابن شعيب، أخبرني عمر بن يزيد النصري، عن أبي سلاّم أنّه أخبره عن أبي أمامة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:«ثلاثة لا يقبل منهم صرف و لا عدل: عاقّ، و منّان، و مكذّب بقدر»[12460].

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو أحمد الحاكم، أنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن سليمان، نا هشام بن عمّار، نا صدقة بن خالد، نا زيد بن واقد، حدّثني أبو سلاّم الأسود، عن ثوبان قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«إن حوضي كما بين عدن إلى عمّان، أشدّ بياضا من اللبن، و أحلى من العسل، و أطيب رائحة من المسك، أكاويبه كنجوم السماء، من شرب منه شربة لم يظمأ أبدا، و أكثر الناس ورودا عليه يوم القيامة المهاجرون»، قلنا: من هم يا رسول اللّه؟ قال:«الشّعث رءوسا، الدّنس ثيابا، الذين لا ينكحون المتمنعات (2)،و لا تفتح لهم أبواب السّدد، الذين يعطون الحق الذي عليهم و لا يعطون كلّ الذي لهم»[12461].

أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا إسحاق بن أبي إسرائيل، نا إسماعيل بن عيّاش، عن محمّد بن مهاجر، عن العبّاس قال:

بعث عمر بن عبد العزيز إلى أبي سلاّم الحبشيّ، فحمل على البريد، فلمّا قدم على عمر قال: يا أمير المؤمنين، لقد شقّ عليّ محمل البريد، و لقد أشفقت على رحلي، فقال عمر: ما أردنا بك المشقة يا أبا سلاّم، و لكن بلغني عنك حديث ثوبان مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في الحوض، فأحببت أن أشافهك به، فقال أبو سلاّم: سمعت ثوبان مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إن حوضي من عدن إلى عمّان - البلقاء - ماؤه أشدّ بياضا من اللبن، و أحلى من العسل، و أكاويبه عدد نجوم السماء، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها

ص: 264


1- سقطت من الأصل، و استدركت عن د، و م، و «ز».
2- كذا بالأصل و د، و «ز»: «المتمنعات» و في م:«المتنعمات».

أبدا، أوّل الناس ورودا عليّ فقراء المهاجرين»، فقال عمر بن الخطّاب: يا رسول اللّه، من هم؟ قال:«هم الشّعث رءوسا، الدّنس ثيابا، الذين لا ينكحون الممنعات (1)،و لا يفتح لهم أبواب السّدد»، قال عمر بن عبد العزيز: لا جرم، لقد فتحت لي أبواب السّدد، و نكحت الممنعات (2):فاطمة بنت عبد الملك، إلاّ أن يرحمني اللّه، لا جرم (3) لا أدهن رأسي حتى يشعث، و لا أغسل ثوبي الذي يلي جلدي حتى يتّسخ.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (4)،حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم، نا الوليد بن مسلم، عن يحيى ابن الحارث الذّماري، عن أبي سلاّم قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى صاحب دمشق: أن سل أبا سلاّم عما سمع من ثوبان مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في الحوض، فإن كان يثبته (5) فاحمله على مركبة من البريد.

قال أبو زرعة (6):فأخبرني يحيى بن صالح الوحاظي، نا محمّد بن مهاجر، عن العباس بن سالم (7)،عن أبي سلاّم أنه (8) دخل على عمر بن عبد العزيز فقال: لقد شققت عليّ يا أمير المؤمنين، قال: ما أردت ذلك، و لكن أحببت أن تشافهني بحديث ثوبان في الحوض.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا سليمان بن أحمد قال: سمعت أبا مسهر يقول:

سألت معاوية بن سلاّم عن اسم جده أبي سلاّم الأسود، فقال: ممطور.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (9)،نا أبو مسهر قال: قلت لمعاوية بن سلاّم: ما اسم جدّك؟ قال:

ص: 265


1- كذا رسمها بالأصل و د، و «ز»، و في م: المتنعمات.
2- راجع الحاشية السابقة.
3- في م: لا رحم.
4- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 374/1.
5- تقرأ بالأصل:«بينه» و بدون إعجام في م.
6- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 374/1-375.
7- هو العباس بن سالم بن جميل اللخمي الدمشقي، ترجمته في تهذيب التهذيب(208/4 ترجمة 3256) ط دار الفكر و تقريب التهذيب الترجمة(3256) أيضا.
8- من قوله: قال: كتب... في الخبر السابق إلى هنا سقط من د، فتداخل فيها الخبران، و اختل السياق.
9- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 375/1.

ممطور، قلت لمعاوية بن سلاّم: لمن الولاء عليك؟ فغضب - يعني - أنه عربي.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الفضل بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا ثابت بن بندار.

قالا: أنا أبو القاسم الأزهري، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنا العبّاس بن العبّاس ابن محمّد بن عبد اللّه بن المغيرة، أنا صالح بن أحمد بن محمّد بن حنبل قال: قال أبي: أبو سلاّم ممطور الحبشيّ، قبيل من اليمن (1).

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّاء، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا أبو العباس الأصم، نا عبّاس بن محمّد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول.

ح و أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو بكر الخطيب، أخبرني عبد اللّه بن يحيى السكري، أنا محمّد بن عبد اللّه الشافعي، نا جعفر بن محمّد بن الأزهر، نا ابن الغلابي قال: قال أبو زكريا يحيى بن معين: زيد بن سلاّم بن أبي سلاّم، و أبو سلاّم ممطور الحبشيّ حيّ من حمير (2).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: قال أبو زكريا، فذكره.

و أخبرنا أبو البركات أيضا، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء، أنا البابسيري، أنا الأحوص، نا أبي، عن يحيى بن معين قال: و أبو سلاّم الأسود مولى لبعض أهل الشام، و كان من العبّاد (3)،و اسمه ممطور، روى عنه ابن ابنه زيد بن سلاّم من أهل دمشق.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: و اسم أبي سلام الأعرج: ممطور.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا عبد الوهّاب بن محمّد، أنا الحسن بن محمّد، أنا

ص: 266


1- تهذيب الكمال 368/18 طبعة دار الفكر.
2- تهذيب الكمال 368/18.
3- المصدر السابق.

أحمد بن محمّد، نا عبد اللّه بن محمّد، نا ابن سعد (1) قال في تسمية من كان باليمامة: أبو سلاّم الذي روى عنه يحيى بن أبي كثير، و اسمه ممطور.

[قال ابن عساكر] (2):هذا وهم، و أبو سلام شامي، و لا نعلمه دخل اليمامة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال (3) في الطبقة الأولى من أهل الشام بعد أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: أبو سلاّم الأسود، انتقل من حمص إلى دمشق، و قال:

البركة تضعّف فيها مرتين.

ثم قال (4) في الطبقة الثانية من أهل اليمامة: أبو سلاّم اسمه ممطور [روى عنه يحيى بن أبي كثير] (5).

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا البخاري (6) قال: ممطور أبو سلاّم الأعرج الحبشيّ الدمشقي عن ثوبان، و أبي أمامة، روى عنه زيد بن سلاّم، و عتبة أبو أمية.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (7):

ممطور أبو (8) سلاّم الأعرج الحبشيّ الدمشقي، روى عن ثوبان، و النعمان بن بشير، و أبي أمامة، و سليمان (9) مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و روى عن عمرو بن عبسة مرسل، روى عنه

ص: 267


1- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى لابن سعد.
2- زيادة منا.
3- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 445/7.
4- يعني ابن سعد، راجع الطبقات الكبرى 554/5.
5- الزيادة عن طبقات ابن سعد.
6- التاريخ الكبير للبخاري 57/8.
7- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 431/8.
8- تحرفت بالأصل إلى: بن.
9- تحرفت بالأصل إلى: سليمان، و في د، و «ز»، و م، و الجرح و التعديل:«و سلمى» و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب.

يحيى بن أبي كثير، و ابن ابنه زيد بن سلاّم، و يحيى بن أبي عمرو السّيباني (1)،و عتبة أبو أمية، سمعت أبي يقول ذلك.

[قال ابن عساكر] (2):كذا في نسختين، و صوابه: عن أبي سلمى.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف، أنا محمّد بن عبد اللّه، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو سلاّم ممطور الحبشيّ، عن ثوبان، و أبي أمامة، روى عنه زيد بن سلاّم، و ابن جابر، و ابن زبر.

أخبرنا أبو محمّد المزكّي، نا أبو محمّد الصّوفي، أنا أبو القاسم تمّام بن محمّد، نا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في الطبقة الثالثة من تابعي أهل الشام: أبو سلاّم الحبشيّ، نا أبو مسهر: أن اسمه ممطور.

أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: أبو سلاّم الحبشيّ ممطور، انتقل من حمص إلى دمشق.

أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد اللّه، أنا محمود بن القاسم بن محمّد بن عبد العزيز بن محمّد الترياقي، و أحمد بن عبد الصّمد قالوا: أنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد ابن عبد اللّه، أنا محمّد بن أحمد بن محبوب، أنا أبو عيسى الترمذي قال: و أبو سلاّم الحبشيّ اسمه ممطور.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو سلاّم ممطور الحبشيّ.

أنبأنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن حمد بن الحسن.

و أخبرنا أبو الحسن سعد الخير بن محمّد عنه، أنا أحمد بن الحسين بن محمّد الكسّار، أنا أحمد بن محمّد بن إسحاق بن السني قال: قال أبو عبد الرّحمن النسائي: اسم أبي سلاّم ممطور، و هو حبشي.

ص: 268


1- تحرفت بالأصل و د، و «ز»، و م إلى: الشيباني، و التصويب عن الجرح و التعديل.
2- زيادة منا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصّقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم ابن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال: أبو سلاّم ممطور الحبشيّ.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، أنا نصر بن إبراهيم - قراءة - أنا سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال:

سمعت أبا عبد اللّه المقدمي يقول: أبو سلاّم الحبشيّ اسمه ممطور.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو طاهر أحمد بن محمّد، و أبو الحسين المبارك بن عبد الجبّار، قالا: أنا الحسين بن علي الطناجيري، نا محمّد بن إبراهيم بن السري، نا عبد الملك بن بدر بن الهيثم، نا أحمد بن إبراهيم بن روح قال: في الطبقة الثانية من الأسماء المنفردة و هم التابعون: ممطور، يروي عنه زيد بن سلاّم، و ممطور جده يروي عن معاذ بن جبل، شامي، و روايته عن معاذ منقطعة.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو سلاّم ممطور الحبشيّ الأعرج الأسود، الدمشقي، عن أبي أمامة صديّ بن عجلان الباهلي، و ثوبان الهاشمي، روى عنه مكحول، و شيبة (1) بن الأحنف الأوزاعي، و زيد بن سلاّم.

أخبرنا (2) أبو بكر محمّد بن شجاع [أنا] (3) أبو صادق محمّد بن أحمد بن جعفر، أنا أحمد بن محمّد بن زنجويه، أنا الحسن بن عبد اللّه بن سعيد (4)،[قال] (5):و أمّا ممطور - بالطاء تحتها نقطة - فهو ممطور أبو سلاّم الأعرج الحبشيّ الدمشقي، روى عن ثوبان، و النعمان ابن بشير، و أبي أمامة، روى عنه يحيى بن أبي كثير، و ابن ابنه زيد بن سلاّم بن ممطور.

قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن بن عبد الكريم بن محمّد، عن علي بن عمر الحافظ قال: أبو سلاّم الحبشيّ اسمه ممطور، يروي عن ثوبان مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و عن

ص: 269


1- في م: أو شيبة.
2- تحرفت بالأصل إلى:«أحمد». و المثبت عن د، و «ز»، و م.
3- سقطت من الأصل و استدركت عن د، و «ز»، و م.
4- في م: سعد.
5- سقطت من الأصل، و استدركت للإيضاح عن د، و «ز»، و م.

عبد الرّحمن بن عابس الحضرمي، و عن عبد الرّحمن بن شبل، و أبي أمامة، و غيرهم من الصحابة، روى عنه عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و ابن ابنه زيد بن سلاّم بن أبي سلام، و كان يدخل على عمر بن عبد العزيز، فيكرمه و يسمع منه.

أخبرنا أبو محمّد السّلمي - بقراءتي عليه - عن أبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد بن نصر.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي (1)،أنا إبراهيم بن يونس بن محمّد، أنا أبو زكريا.

ح و أخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة بن يحيى، أنا سهل بن بشر، قالا: نا عبد الغني بن سعيد قال: و أما الحبشيّ منسوب إلى بلاد الحبشة، فبلال، و كذلك أيمن بن أم أيمن، له و لأمه صحبة، و أبو سلاّم الحبشيّ ممطور الأسود.

قال أبو زكريا: أوهم عبد الغني في أبي سلاّم لأنه ليس من بلاد الحبش، و إنّما نسب إلى حبش بطن من حمير.

كذا ذكره يحيى بن معين، و أبو عبيد (2).

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (3) قال: أما الحبشيّ بفتح الحاء المهملة و الباء المعجمة بواحدة: أبو سلاّم الحبشيّ ممطور الأسود، ينسب إلى حبش، بطن من حمير، يروي عن ثوبان، و عبد الرّحمن بن عابس الحضرمي، و عبد الرّحمن بن شبل، و أبي أمامة، و غيرهم من الصحابة، روى عنه عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و ابن ابنه زيد بن سلاّم بن أبي سلاّم.

ثم قال: أما النّوبي (4) بضم نونه و كسر يائه المعجمة بواحدة ثم ياء النسبة فهو أبو سلاّم ممطور النوبي، و يقال الحبشيّ، حدّث عن ثوبان، و أبي أمامة الباهلي، روى عنه ابن ابنه زيد ابن سلاّم، و ابن جابر، و ابن زبر، حديثه عندنا عن عبد الدائم.

ثم (5) قال: و أبو سلاّم ليس من الحبشة، و إنما هو منسوب إلى حبش، بطن من حمير، ذكره يحيى بن معين و أبو عبيد القاسم بن سلاّم.

ص: 270


1- أقحم بعدها بالأصل: أنا إبراهيم بن السوسي.
2- انظر ما مرّ قريبا عن الأنساب، و انظر تهذيب الكمال 368/18 طبعة دار الفكر.
3- الاكمال لابن ماكولا 384/2 و فيه: و أما حبشي بفتح الحاء و الباء، و لم يزد، فتتمة الخبر ليس في الاكمال.
4- الاكمال لابن ماكولا 291/7.
5- من هنا إلى آخر الخبر لم أعثر عليه في الاكمال لابن ماكولا، و قد رواه المزي في تهذيب الكمال 368/18 نقلا عن أبي نصر ابن ماكولا.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا أبو محمد الكتاني أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (1) قال: قلت لأبي مسهر: و أبو سلاّم سمع من عبادة بن صامت و من كعب؟ قال: نعم، حدّثنيه عبّاد الخواص عن يحيى بن أبي عمرو السّيباني (2)،عن ابن محيريز، عن (3) أبي سلاّم قال: كنت إذا قدمت بيت المقدس نزلت على عبادة بن الصامت، فدخلت المسجد فوجدته (4) و كعبا جالسين، فسمعت كعبا يقول: إذا كانت سنة ستين، فمن كان عزبا فلا يتزوج، قلت لأبي مسهر: فسمع من كعب؟ قال نعم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي، نا أحمد بن حنبل، نا عبد الصّمد، عن (5)حرب بن شدّاد قال: قال لي يحيى بن أبي كثير: كلّ شيء عن أبي سلاّم فإنّما هو كتاب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال،[أنا أبو] (6) الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه.

ح و أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر [بن المقرئ] (7)،نا محمّد بن جعفر الزّرّاد، نا عبيد اللّه بن سعد الزهري، نا أحمد بن حنبل، نا عبد الصّمد، عن حرب بن شداد قال: قال يحيى - و في حديث حنبل (8):قال: قال لي يحيى بن أبي كثير - كل شيء عن أبي سلاّم فإنما هو كتاب (9).

قال أحمد: و أبو سلاّم اسمه ممطور الحبشيّ، قبيل من اليمن.

أخبرنا أبو بكر الشّحّامي، أنا أحمد بن عبد الملك، أنا علي بن محمّد بن السّقّاء، نا

ص: 271


1- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 374/1.
2- تحرفت بالأصل و د، و «ز»، إلى: الشيباني، و في م: السبتي.
3- بالأصل:«عن أبي محمد أبي سلام» و في د:«عن أبي... عن ابن سلام» و في «ز»: «عن أبي محمد... أبي سلام» و سقطت الجملة من م، صوبنا الجملة «عن ابن محيريز، عن أبي سلام» عن تاريخ أبي زرعة.
4- قوله:«فدخلت المسجد فوجدته» مكانه في م: بدمشق،(ثم بياض).
5- في د:«بن».
6- بياض بالأصل، و الزيادة عن د، و «ز»، و م.
7- زيادة عن د، و في م: بن مسهر.
8- الذي في د: قال: قال يحيى بن أبي كثير، و ليس فيها رواية حنبل.
9- تهذيب الكمال 368/18 طبعة دار الفكر.

محمّد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمّد قال: سمعت يحيى يقول: أبو سلاّم ممطور، و هو جد زيد بن سلاّم، و يحيى بن أبي كثير يقول: حدّث أبو سلاّم، و لم يلقه، و لم يسمع منه شيئا (1).

أخبرنا أبو بكر الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمّد ابن الحسن، و أحمد بن محمّد العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو الحسين بن جعفر، قالوا:

أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد (2)،حدّثني أبي قال: أبو سلاّم الحبشيّ، شامي، تابعي، ثقة (3).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ابن الحسين، أنا العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه، أنا ثابت، أنا الحسين.

قالا: أنا الوليد، أنا علي، أنا صالح، حدّثني أبي قال (4):ممطور أبو سلاّم الأسود، شامي، تابعي، ثقة، لم يسمع منه يحيى بن أبي كثير.

قرأت على أبي القاسم بن عبدان، عن محمّد بن علي بن أحمد، أنا رشأ بن نظيف، أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد، أنا محمّد بن محمّد، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش قال: جدّ (5) سلاّم ممطور لا بأس به، معروف.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين البزاز (6)،أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن أحمد بن غالب قال: سمعت أبا الحسن الدار قطني يقول: زيد بن سلاّم ابن أبي سلاّم عن جده ثقتان، قال أبو بكر البرقاني: و اسم أبي سلاّم ممطور.

ص: 272


1- تهذيب الكمال 368/18.
2- قوله:«أنا صالح بن أحمد» مكرر بالأصل.
3- رواه العجلي في تاريخ الثقات ص 499 رقم 1959.
4- تاريخ الثقات ص 431 رقم 1588.
5- فوقها ضبة في «ز»، و في م، و د:«جد» كالأصل، و لعل الصواب:«أبو».
6- كذا بالأصل، و بدون إعجام في «ز»، و في م و د: البزار.

[ذكر من اسمه] منبّه

اشارة

[ذكر من اسمه] (1) منبّه

7635 - منبّه بن عثمان

7635 - منبّه بن عثمان (2)

من أهل دمشق.

روى عن مالك بن أنس، و خليد بن دعلج، و ثور بن يزيد، و... (3) بن عبد اللّه، و الأوزاعي، و أرطأة بن المنذر، و الزبيدي (4)،و عمر بن زيد، و موسى بن جابان، و الوضين ابن عطاء، و عروة بن رويم، و السري بن سهل.

روى عنه:[الوليد بن الحارث و] (5) هشام بن عمّار، و أحمد بن أبي الحواري، و هارون بن محمّد بن بكّار بن بلال، و ابنه [حميد بن منبه] (6) و الحسن (7) بن علي بن عيّاش، و محمّد بن تمّام اللخمي، و عمر بن مضر (8) العبسي، و الهيثم [بن مروان] (9) و إبراهيم بن عتيق، و أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة، و محمّد بن رجاء السختياني (10)،و الوليد بن موسى الدمشقي، و محمّد بن مصفّى، و أحمد بن عبد القاهر بن الحميري، و فيض بن محمّد ابن فياض الغسّاني، و مسلمة بن جابر اللخمي، و أبو زرعة الدمشقي.

أخبرنا أبو الحسن (11) علي بن الحسن بن الحسين، أنا أبو القاسم بن الفرات، أنا عبد الوهّاب الكلابي، نا أبو الحسن بن جوصا، نا الحسن (12) بن علي بن عيّاش، نا منبّه بن عثمان، عن الأوزاعي، حدّثني الزهري، حدّثني أبو سلمة، حدّثني أبو هريرة قال: قال

ص: 273


1- زيادة منا.
2- ترجمته في الجرح و التعديل 419/8 و سير أعلام النبلاء 159/10.
3- كذا بياض بالأصل و م، و «ز»، و رسمها في د: سرقة، و فوقها ضبة و لم أجده.
4- يعني محمد بن الوليد بن عامر الزبيدي، أبو الهذيل الحمصي، ترجمته في تهذيب الكمال 306/17 طبعة دار الفكر.
5- بياض بالأصل و م، و «ز»، و المستدرك بين معكوفتين عن د.
6- بياض بالأصل و م، و ز، و المستدرك بين معكوفتين عن د.
7- في د:«الحسين»، و في م، و «ز» كالأصل.
8- في د:«نصر» و في م، و «ز»، كالأصل.
9- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن د، و «ز»، و م.
10- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في م: السجستاني.
11- قوله: أبو الحسن، مكرر بالأصل.
12- بالأصل هنا:«الحسين»، و في د، و «ز»، و م: الحسن، و قد تقدم «الحسن».

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إذا سها أحدكم في صلاته فلا يدري أ زاد أم نقص فليسجد سجدتين و هو جالس»[12462].

أنبأنا أبو علي الحدّاد، و حدّثني عنه أبو مسعود العدل عنه، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن إسحاق، نا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن عبد القاهر بن الحسن (1) اللخمي الدمشقي، نا منبّه بن عثمان، نا ثور بن يزيد، حدّثني مجالد بن سعيد، حدّثني عامر الشعبي قال: سمعت النعمان بن بشير يقول:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«الحلال بيّن و الحرام بيّن، و بين الحلال و الحرام أمور مشتبهات، لا يدري كثير من الناس أ من الحلال هي أم من الحرام، أو يدعهن المرء يكون أشدّ استبراء لعرضه و دينه، و من يقع فيهن يوشك أن يقع في الحرام، كمن يرتع إلى جانب الحمى يوشك أن يرتع في الحمى، ألا و إنّ لكل ملك حمى، و أن حمى اللّه محارمه»[12463].

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز التميمي، أنا أبو بكر محمّد بن أبي عمرو المقرئ - بمنين - و أبو محمّد عبد الواحد بن أحمد بن مسماس، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن أبي ثابت، نا (2) أبو عقيل أنس بن السلم (3)،نا محمّد بن رجاء، نا منبّه ابن عثمان الدمشقي بحديث ذكره.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (4) قال:

منبّه بن عثمان الدمشقي، روى عن خليد بن دعلج، و ثور بن يزيد، روى عنه هشام بن عمّار، و أحمد بن أبي الحواري، و هارون بن محمّد بن بكّار، سمعت أبي يقول ذلك، و سمعت أبي يقول: كان صدوقا.

ص: 274


1- كذا وردت هنا بالأصل، و في د: الحسين، و فوقها ضبة، و في م و «ز»: لم يظهر منها إلاّ ألف و لام و حاء:«الح» ثم بياض، و جاء اسمه في المعجم الصغير للطبراني 12/1 «أحمد بن عبد القاهر بن العنبري اللخمي» و في 19/1 سماه:«أحمد بن يحيى اللخمي الدمشقي».
2- سقطت من م.
3- في م: السلام.
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 419/8.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد، نا أبو زرعة قال: و نفر متقاربون: صدقة بن يزيد، و صدقة بن المنتصر، و صدقة بن عبد اللّه، و منبّه بن عثمان اللخمي، و ذكر آخرين.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي - إجازة - أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير قال: سمعت ابن الحسن بن سميع يقول في الطبقة السادسة: منبّه بن عثمان اللخمي.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو طاهر بن سوار، و المبارك بن عبد الجبّار، قالا: أنا الحسين بن علي، أنا أبو بكر الدارمي، نا عبد الملك بن بدر، نا أحمد بن هارون قال في الطبقة الخامسة من الأسماء المنفردة: منبّه بن عثمان اللخمي، يروي عن ثور بن يزيد، شامي.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني قال: منبّه بن عثمان دمشقي، يروي عن خليد بن دعلج و غيره.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو صادق الأصبهاني، أنا أبو الحسن بن زنجويه، أنا أبو أحمد العسكري قال: منبّه بن عثمان، الدمشقي، روى عن خليد بن دعلج، و ثور بن يزيد، روى عنه هشام بن حسّان، و ابن أبي الحواري.

[قال ابن عساكر] (1) الصواب هشام بن عمّار.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، و حدّثني عنه أبو مسعود المعدّل، أنا أبو نعيم الحافظ، نا سليمان بن أحمد الطبراني قال: قد سمع منبّه بن عثمان (2) من الزّبيدي.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: و فيها - يعني - سنة ثلاث عشرة و مائة ولد منبّه بن عثمان (3).

أخبرنا أبو محمّد المزكي، نا أبو محمّد الصّوفي، أنا أبو محمّد العدل، أنا أبو

ص: 275


1- زيادة منا.
2- تحرفت في م إلى:«بن».
3- سير أعلام النبلاء 159/10.

الميمون، نا أبو زرعة (1) قال: سمعت منبّه بن عثمان - صاحب ثور، و الوضين بن عطاء - يقول: كنت حملا (2) عام الجراح (3)،و هي سنة ثنتي عشرة و مائة.

كذلك قال أبو مسهر فيما حدّثنا. قال أبو زرعة (4):قال لنا منبّه بن عثمان في سنة ثنتي عشرة و مائتين، و مات بعد ذلك بيسير.

[ذكر من اسمه منتصر]

7636 - منتصر بن أبي الدّرداء

حكى عنه أبو عبد الرّحمن محمّد بن العبّاس بن الوليد الغسّاني.

قرأت بخط أبي محمّد الكتاني، ثم أخبرنا أبو محمّد عبد اللّه بن أسد بن عمّار، عن عبد العزيز الكتاني، أنا أبو الحسين عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، حدّثني أبو هاشم عبد الجبّار بن عبد الصّمد، نا أبو بكر بن عبد الرّحمن بن الدرفس، أخبرني أبي قال: سمعت منتصر بن أبي الدّرداء يذكر عن بعض من ذكره.

أن رجلا أرسل بنتا له في حاجة إلى السوق، فلقيها رجل صوفي، فسألها أن تكشف وجهها، فأبت، فقال: بحبّك له إلاّ كشفت وجهك، فكشفته، فصاح الصّوفي و وقع مغشيا عليه، و جاءت الجارية إلى أبيها مذعورة، فسألها عن قصتها، فأخبرته، فأدركته الغيرة، فقال:

قومي اسجري التنور، فسجرته، حتى إذا احمرّ قال لها أبوها: بحبّك له إلاّ ألقيت نفسك فيه، فاقتحمت فيه و غطّى التنور عليها حتى إذا ذهب عنه ما كان فيه، قام (5) فكشف عنها، فوجدها جالسة تمسح العرق عن وجهها، فقال لها: اخرجي يا محبّة ربّها.

7637 - منتصر بن عبد اللّه

حكى عن محمّد بن عبد اللّه النيسابوري.

روى عنه: أبو علي الحسين بن الفتح البغدادي (6) الفقيه المعروف بكمام.

ص: 276


1- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 280/1 و عن أبي زرعة في سير الأعلام 159/10-160.
2- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م، و سير الأعلام، و في تاريخ أبي زرعة: حبل. و قوله: حملا، يعني أنه في بطن أمّه.
3- هو الجراح بن عبد اللّه الحكمي الدمشقي، كان أمير خراسان، و قوله عام الجراح يعني عام استشهد، و كانت شهادته في مرج أردبيل سنة 112 ه.
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 280/1.
5- تقرأ بالأصل:«فأمر» و في «ز» تقرأ:«قام» و تقرأ:«فأمر» و المثبت عن م، و د: قام.
6- هو الحسين بن الفتح بن نصر بن محمد بن عبد اللّه بن عبد السّلام، أبو علي، سكن مصر، و توفي بها سنة 351 ه ترجمته في تاريخ بغداد 86/8.

أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز - نقيب مكة - أنا أبو علي الحسن بن عبد الرّحمن بن الحسن الشافعي المكّي - بها - نا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن علي، نا الحسين بن الفتح البغدادي أبو علي، حدّثني منتصر بن عبد اللّه الدمشقي، نا محمّد ابن عبد اللّه النيسابوري قال: سمعت الربيع بن سليمان يقول: سمعت الشافعي يقول ليونس ابن عبد الأعلى: يا أبا موسى، عليك بالفقه، فإنه كالتفاح الشامي يحمل من عامه.

[ذكر من اسمه] منجّى

اشارة

[ذكر من اسمه] (1) منجّى

7638 - منجّى بن سليم بن عيسى بن نسطورس

أبو منصور الصّوريّ الكاتب

سمع أبا محمّد الحسن بن جميع بصيدا.

روى عنه شيخنا غيث بن علي.

أنبأنا أبو الفرج الصّوريّ، و نقلته من خطه، أنا أبو منصور المنجّي بن سليم بن عيسى ابن نسطورس - بقراءتي عليه في المحرم سنة اثنتين و ستين و أربعمائة، أنا الشيخ أبو محمّد الحسن بن محمّد بن أحمد بن جميع - بصيدا - و كان يزعم أنه في عشر التسعين، و قد سمع مع والده من جده في سنة تسع و خمسين و ثلاثمائة - أنا جدي، أنا أبو عبيد اللّه محمّد بن عبدان القزاز - بمكة في المسجد الحرام - نا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، نا مالك.

ح و أخبرناه عاليا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو علي زاهر بن أحمد، أنا إبراهيم بن عبد الصّمد، نا أبو مصعب، نا مالك.

عن نافع، عن عبد اللّه بن عمر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«الذي تفوته صلاة العصر فكأنما وتر أهله و ماله»[12464].

و قال غيث (2) فيما نقلته من خطه: سألت ابن نسطورس عن مولده فقال: ولدت في سنة أربع و أربعمائة.

ص: 277


1- زيادة منا.
2- تحرفت بالأصل إلى: قيس.

7639 - منجّى بن عبيد اللّه بن محمّد الفامابي؟؟؟ الشاهد، يعرف بابن القمّاح

7639 - منجّى بن عبيد اللّه بن محمّد الفامابي؟؟؟ (1) الشاهد، يعرف بابن القمّاح

حدّث عن أبيه.

سمع منه نجا بن أحمد بن عمرو العطّار، و أبو محمّد بركات بن هبة اللّه الفامي، سنة تسع و أربعين و أربعمائة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني قال: توفي منجّى بن عبيد اللّه الفامابى (2) المعروف بابن القمّاح الشاهد يوم الجمعة التاسع من جمادى الآخرة - يعني - سنة إحدى و خمسين و أربعمائة.

حدّث عن أبيه عن أبي الميمون بن راشد بكتاب الأخوة لأبي زرعة، و ذكر أبو بكر الحدّاد أنه مات في جمادى الآخرة سنة خمسين.

7640 - منجوتكين، و يقال: ينجوتكين التركي

7640 - منجوتكين، و يقال: ينجوتكين (3) التركي (4)

ولاّه الملقب بالعزيز (5) إمرة جيوشه الشامية، فقدم الشام في سنة إحدى و ثمانين و ثلاثمائة بعد منير الخادم (6)،و مضى نحو الدروب، فلقي الروم و كسرهم و قتل منهم مقتلة عظيمة، و كانت وقعته هذه تعرف بوقعة المحاصة، ثم توجه في سنة ثلاث و ثمانين و ثلاثمائة من حلب بعد أن حاصرها مدة فلم يفتحها، فلمّا وصل دمشق منعه أهل البلد من الدخول، فجرت بينه و بينهم حروب، فظفر بهم و دخلها و امتدت ولايته إلى بعد شوال سنة ست و ثمانين و ثلاثمائة.

قرأت بخط أبي محمّد بن الأكفاني، و ذكر أنه نقله من خط الميداني، قدم الأمير ينجوتكين يوم السبت لخمس و عشرين ليلة خلت من شهر رمضان - يعني - سنة إحدى و ثمانين

ص: 278


1- كذا رسمها بالأصل و «ز»، و في م:«؟؟؟» و في د:«العامانى».
2- انظر ما تقدم.
3- بدون إعجام بالأصل و د، و إعجامها ناقص في م، و «ز»، أعجمت اللفظة عن تحفة ذوي الألباب 13/2.
4- ترجمته في تحفة ذوي الألباب 13/2 و أمراء دمشق ص 103 و ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ص 41.
5- هو العزيز باللّه ابن المعز لدين اللّه، أبو النصر، ولد بالمهدية و قدم مع أبيه إلى القاهرة ثم ولي الخلافة سنة 365 ه و مات سنة 386 بمدينة بلبيس (راجع خطط المقريزي 284/2 و وفيات الأعيان 371/5).
6- منير الخادم الصقلبي، قال ابن القلانسي أنه انهزم أمام ينجوتكين عام 381 ه، فلما انهزم أخذ في الجبال يريد حلب، فأخذ. و سلّم إلى ينجوتكين في دمشق (ص 41).

و ثلاثمائة، فنزل المزّة، و قدم علي بن فلاح (1) إلى دمشق يوم الخميس لخمس و عشرين ليلة خلت من جمادى الأولى من سنة سبع و ثمانين و ثلاثمائة.

7641 - منخّل بن منصور الجهني المشجعي

نزيل عكا.

حدّث عن مروان بن معاوية الفزاري، و يعلى بن عبيد الطنافسي، و محمّد بن حمير الحمصي، و عباس بن الوليد صاحب شعبة.

روى عنه: أبو الحسن محمّد بن إسحاق بن عمرو بن الحريصي - ختن هشام بن عمّار - و أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن الأصم البجلي العكاوي، و بقي بن مخلد الأندلسي، و صالح بن بشر بن سلمة الطبراني.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم.

ح و أخبرنا أبو الفتح أحمد بن محمّد الحداد، أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن عبيد اللّه.

ح و أخبرني أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الفرج محمّد بن عبيد اللّه بن شهريار الأصبهاني، قالوا: أنا سليمان بن أحمد الطبراني (2)،نا إبراهيم بن إسحاق بن الأصم العكّاوي - بعكة - و قال الخطيب: بمدينة عكا (3)،نا منخّل بن منصور، نا محمّد بن حمير، عن عمر بن صبح - و قال الخطيب: ابن الصّبح (4)-عن يونس ابن عبيد، عن الحسن بن أبي الحسن (5)،عن عمران بن حصين - و قال الخطيب: ابن الحصين (6)-قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من غزا في البحر غزوة في سبيل اللّه، و اللّه أعلم بمن

ص: 279


1- قدم علي بن جعفر بن فلاح أميرا على دمشق من قبل أخيه سلمان بن جعفر بن فلاح، و كان الحاكم بأمر اللّه الفاطمي ولاه دمشق (راجع تحفة ذوي الألباب 8/2 و 14).
2- رواه الطبراني في المعجم الصغير 90/1 من هذا الوجه، و رواه الطبراني في المعجم الكبير من طريق آخر بسنده إلى عمران بن حصين 154/18 رقم 336.
3- الذي في المعجم الصغير: بمدينة عكا.
4- الذي في المعجم الصغير: عمر بن الصبح.
5- تحرفت بالأصل إلى:«الحسين» و المثبت عن د، و «ز»، و م، و الذي في المعجم الصغير:«عن الحسن» و لم يزد.
6- في المعجم الصغير: عمران بن الحصين.

يغزو في سبيله - فقد أدّى إلى اللّه (1) طاعته كلّها، و طلب الخير - و قال الخطيب (2):- الجنة كلّ مطلب، و هرب من النار كل مهرب»[12465].

قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث، و قال الخطيب: لم يروه (3) عن يونس بن عبيد إلاّ عمر بن صبح، تفرّد به محمّد بن حمير.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا أبو (4) القاسم الخضر بن عبيد اللّه بن كامل المري، أنا أبو طالب عقيل بن عبيد اللّه (5) بن عبدان الصفّار، أنا أبو الميمون عبد الرّحمن بن عبد اللّه ابن عمر بن راشد البجلي، نا أبو الحسن بن إسحاق، نا المنخّل بن منصور المشجعي، نا مروان بن معاوية الفزاري عن حسين المعلّم، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه عن جده قال:

رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يشرب قائما و قاعدا، و يصلي حافيا و منتعلا، و ينصرف عن يمينه و شماله في الصّلاة، و يصوم في السفر و يفطر[12466].

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد المصيصي الفقيه، و أبو أحمد عبد السّلام بن الحسن بن علي بن زرعة قالا: نا نصر بن إبراهيم، أنا أبو إسحاق (6) عمر بن أحمد بن محمّد الواسطي - قراءة عليه - أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن الملطي - قراءة عليه - قال: أملى عليّ أبو الحسن أحمد بن أبي عتاب الطبراني، أخبرني سعيد بن هاشم بن مرثد، عن أبيه قال: أخبرونا عن منخّل بن المشجعي قال:

رأيت في المنام قائلا يقول لي: إن أردت أن تدخل الجنّة فقل كما يقول مؤذن أفيق (7)قال: فصرت إلى أفيق، فلما أذّن المؤذن قمت إليه، فسألته عما يقول إذا أذّن؟ فقال:[لا إله إلاّ اللّه] (8) وحده لا شريك له، له الملك، و له الحمد، يحيي و يميت، و هو حي لا يموت، بيده الخير و هو على كل شيء قدير، أشهد بها مع الشاهدين، و أحملها عن الجاحدين، و أعدّها ليوم الدين، و أشهد أن الرّسول كما أرسل، و أنّ القرآن كما أنزل، و أنّ القضاء كما

ص: 280


1- في المعجم الصغير: إلى اللّه تبارك و تعالى.
2- في المعجم الصغير: و طلب الجنة.
3- في المعجم الصغير: لم يروه.
4- سقطت من م.
5- الأصل: عبد اللّه، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
6- في د، و «ز»، و م: أبو القاسم.
7- أفيق: بالفتح ثم الكسر و ياء ساكنة و قاف: قرية من حوران في طريق الغور في أول العقبة المعروفة بعقبة أفيق، و العامة تقول: فيق (معجم البلدان).
8- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و د، و «ز»، و م، و استدرك عن معجم البلدان.

قدّر، و أنّ الساعة آتية لا ريب فيها، و أنّ اللّه يبعث من في القبور، عليها أحيا و عليها أموت، و عليها أبعث إن شاء اللّه.

ذكر من اسمه المنذر

7642 - المنذر بن الجارود [بن عمرو بن حنش، و يقال: الجارود بن المعلّى،

و يقال: ابن العلاء، و يقال إن الجارود] (1)

لقب، و اسمه بشر (2) بن عمرو ابن حنش (3) بن المعلّى - و اسم المعلّى الحارث - بن زيد بن حارثة بن معاوية ابن ثعلبة بن جذيمة بن عوف بن أنمار بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى ابن عبد القيس بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار، و يقال: اسم الجارود مطرّف، و إنّما سمّي الجارود لقوله:

كما (4) جرد الجارود بكر بن وائل و هو أبو الأشعث، و يقال: أبو غياث (5)،و يقال: أبو الحكم العبدي ولد (6) على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و لأبيه الجارود صحبة (7)،و قتل غازيا في خلافة عمر بأرض فارس، و كان المنذر من وجوه أهل البصرة.

وفد على معاوية، و كان من أصحاب علي عليه السلام، و ولي إصطخر من قبله.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن كرتيلا، أنا أبو بكر محمّد بن علي الخيّاط المقرئ، أنا أبو الحسين أحمد بن عبد اللّه السوسنجردي، أنا أبو جعفر أحمد بن أبي طالب

ص: 281


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك للإيضاح عن د، و «ز»، و م.
2- بالأصل و د، و «ز»، و م: بسر، و المثبت عن الإصابة و أسد الغابة.
3- في الإصابة:«حبيش» و في ترجمة الجارود فيها: حنش بمهملة و نون مفتوحتين ثم معجمة.
4- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م:«كلما» و المثبت عن الإصابة 216/1 في ترجمة الجارود، و صدره فيها: فد سناهم بالخيل من كل جانب.
5- رسمها بالأصل:«عساب» و في م:«عباب» و في «ز»: «؟؟؟ ب» و في د:«عناب» و المثبت عن الإصابة 116/1 و فيها: أبو غياث بمعجمة و مثلثة على الأصح و قيل بمهملة و موحدة. و في أسد الغابة 311/1 و قيل: أبا غياث و قيل: أبا عتاب، و أخشى أن يكون أحدهما تصحيفا.
6- الأصل: وفد، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
7- راجع ترجمة الجارود بن المعلى في الإصابة 216/1 و أسد الغابة 311/1.

علي بن محمّد بن أحمد بن الجهم الكاتب، حدّثني أبي (1) أبو طالب علي بن محمّد، حدّثني (2) أبو عمرو محمّد بن مروان بن عمر السعيدي، أخبرني جعفر بن أحمد بن معدان، نا الحسن بن جهور، حدّثني أبو مسعود القتات عن ابن دأب قال: كان لعبد اللّه بن جعفر بن معاوية ألف ألف في كل عام، و مائة حاجة يختم معاوية على أصل الأديم، يقول: اكتب يا ابن جعفر ما بدا لك، فقضى عاما حوائجه و بقيت حاجة لأهل الحجاز، و قدم أصبهبذ سجستان يطلب إلى معاوية أن يملّكه سجستان، و يعطي من قضى حاجته ألف ألف درهم، و عند معاوية يومئذ وفد العراق: الأحنف بن قيس، و المنذر بن الجارود، و مالك بن مسمع، فذكر الحكاية، و قد تقدمت في أخبار معاوية.

أخبرنا أبو محمّد بن الآبنوسي - في كتابه - و أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي قال: قال ابن هشام: هو الجارود بن بشر بن المعلّى، و قال أحمد بن محمّد - يعني: العدوي - عن ابن الكلبي: اسمه الجارود بن بشر بن عمرو بن حنش بن المعلّى، و اسم المعلّى الحارث ابن زيد بن حارثة بن معاوية بن ثعلبة بن عوف بن بكر بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن نصر بن عبد القيس بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن نزار، و كان الجارود يكنّى أبا عتاب (3)قتل بعاقبة (4) من ناحية فارس سنة إحدى و عشرين.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، أنا ثابت بن بندار بن إبراهيم، أنا محمّد ابن علي بن يعقوب، نا محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا الأحوص بن المفضّل الغلابي، نا أبي، نا سليمان بن داود الطيالسي، نا هشام بن أبي عبد اللّه، عن قتادة، عن أبي العالية الرياحي عن دقرة (5) قالت: بينا أنا أطوف مع عائشة بالبيت إذ قالت لي: ناوليني ثوبا، فناولتها ثوبا فيه تصليب فقالت لي: إنّا آل محمّد لا نلبس ثوبا فيه تصليب.

ص: 282


1- سقطت من م.
2- من قوله: بن أحمد... إلى هنا سقط من د.
3- كذا بالأصل، و د، و «ز»، و م هنا، و تقدم: أبا غياث.
4- بدون إعجام بالأصل، و م، و «ز»، و المثبت عن د، و في المختصر: بعافية. و الذي في الإصابة 217/1 في ترجمة الجارود: قتل بأرض فارس بعقبة الطين فصارت يقال لها عقبة الجارود. و انظر أسد الغابة 312/1.
5- بالأصل و د: دفره، و بدون إعجام في م، و «ز». و المثبت عن تبصير المنتبه 561/2 و فيه: دقره أم عبد الرحمن بن أذينة عن عائشة، و عنها ابن سيرين. و في تقريب التهذيب 597/2 ذفرة بنت غالب الراسبية البصرية، يقال لها صحبة.

و دقرة (1) هذه بنت؟؟؟ (2) من عبد القيس، و ابناها عبد اللّه، و عبد الرّحمن ابنا أذينة، و كان عبد الرّحمن قاضيا لابن زياد، و قضى للحجاج بالبصرة، و أخوه عبد الرّحمن بن أذينة كان لمصعب بن الزّبير على فسا (3) و داربجرد (4) و هو الذي مشى في صلح بني تميم و ربيعة و الأزد أيام مسعود، و قد كان المنذر بن الجارود، و اسم الجارود بشر بن عمرو بن حنش بن المعلّى، و كان يكنى أبا عتاب، خطب دقرة (5) هذه فخاف أباها أن يزوّجه فلم يفعل.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا إسماعيل بن محمّد، نا أحمد بن محمّد القاضي، أنا أحمد بن محمّد بن أيوب، عن إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق قال: قدم على النبي صلى اللّه عليه و سلم الجارود بن عمرو بن حنش، و كان نصرانيا (6).

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الحافظ.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب قال في تسمية أمراء الجمل من أصحاب علي قال: و على عبد القيس من أهل البصرة: المنذر بن الجارود (7).

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة قال: أقر يزيد - يعني - ابن معاوية سيّار (8) بن سلمة بن المحبق الهذلي على السند، ثم جمعها لعبيد (9) اللّه بن زياد، فأقرّ عبيد اللّه سيّار بن سلمة أيضا ثم عزله، و ولّى المنذر بن الجارود، فمات المنذر، فخرج الحكم بن المنذر من كرمان فغلب على قندابيل (10) فبعث ابن زياد سيّار بن سلمة.

قال: و نا خليفة قال (11):و فيها - يعني - سنة اثنتين و ستين ولّى عبيد اللّه بن زياد المنذر

ص: 283


1- راجع الحاشية السابقة.
2- كذا صورتها بالأصل و د، و «ز»، و م.
3- تقدم التعريف بها.
4- تقدم التعريف بها.
5- انظر ما مرّ بشأنها قريبا.
6- أسد الغابة 311/1.
7- الإصابة 480/3.
8- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م، و في تاريخ خليفة ص 209 و 212 سنان.
9- تحرفت في د إلى: عبد اللّه.
10- قندابيل بالفتح ثم السكون، مدينة بالسند، و هي قصبة لولاية يقال لها الندهة.(معجم البلدان).
11- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 236.

ابن الجارود فغلب على قندابيل (1) و مات المنذر بالثغر، و خرج الحكم بن المنذر بن الجارود فغلب على قندابيل.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا أحمد بن علي المقرئ، نا الأصمعي قال: وفد الأحنف و المنذر بن الجارود على معاوية فتهيّأ المنذر في اللباس و الخيل الجياد، و خرج الأحنف على قعود (2) و عليه بتّ (3) فكلما مر المنذر قال الناس: هذا الأحنف بن قيس، فقال المنذر: أراني إنّما تزينت لهذا الشيخ.

أنبأنا أبو نصر محمّد بن الحسن، و أبو طالب عبد القادر بن محمّد بن يوسف، قالا:

قرئ على أبي محمّد الجوهري، عن أبي (4) عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين (5) بن فهم، نا محمّد بن سعد (6) قال: الجارود، و اسمه بشر بن عمرو بن حنش بن المعلّى، و هو الحارث بن زيد بن حارثة بن معاوية بن ثعلبة بن جذيمة بن عوف بن بكر بن عوف بن أنمار، قال: و إنّما سمي الجارود لأن بلاد عبد القيس أسافت (7) حتى بقيت للجارود شلية، و الشلية هي البقية، فبادر بها إلى أخواله من بني هند من بني شيبان، فأقام فيهم و إبله جربة، فأعدت إبلهم، فهلكت، فقال الناس: جردهم بشر، فسمّي الجارود.

و قال الشاعر:

جردناهم بالبيض من كلّ جانب *** كما جرد الجارود بكر بن وائل

و أم الجارود رملة (8) بنت رويم أخت يزيد بن رويم أبو حوشب بن يزيد الشيباني، و كان الجارود شريفا في الجاهلية، و كان نصرانيا، فقدم على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في الوفد فدعاه إلى

ص: 284


1- في تاريخ خليفة:«ثغر قندابيل» مكان:«فغلب على قندابيل».
2- القعود: الفتي من الإبل، إلى أن يصير في السادسة.
3- البتّ: كساء غليظ من صوف أو وبر.
4- تحرفت بالأصل و م إلى:«ابن» و المثبت عن د، و «ز».
5- تحرفت بالأصل و د، و «ز»، و م إلى: الحسن.
6- راجع طبقات ابن سعد 86/7.
7- أسافت أي وقع فيها السّواف؛ و السواف داء يأخذ الإبل فيهلكها (راجع اللسان). و في الإصابة 216/1 أجدبت بدلا من أسافت.
8- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م، و الذي في طبقات ابن سعد 86/7 در مكة.

الإسلام و عرض عليه، فقال الجارود: إني قد كنت على دين، و إنّي تارك ديني لدينك، أ فتضمن لي ديني؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أنا ضامن لك، ان قد هداك اللّه إلى ما هو خير منه»[12467]، ثم أسلم الجارود، فحسن إسلامه، و كان غير مغموص عليه، و كان الجارود قد أدرك الردة، فلما رجع قومه مع المعرور بن المنذر بن النعمان قام الجارود فشهد شهادة الحق، و دعا إلى الإسلام، و كان له من الولد: المنذر، و حبيب، و عتّاب، و أمّهم أمامة بنت النعمان بن الحصان (1) من جذيمة، و كان ولده أشرافا؛ كان المنذر بن الجارود سيّدا جوادا، ولاّه علي بن أبي طالب إصطخر، فلم يأته أحد إلاّ وصله، ثم ولاّه عبيد اللّه بن زياد ثغر الهند، فمات هناك سنة إحدى و ستين، أو أول سنة اثنتين و ستين، و هو يومئذ ابن ستين سنة.

و ذكر غيرهما أن المنذر بن الجارود قتل في ولاية الحجّاج على العراق، و لا أراه محفوظا.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن كامل بن ديسم، أنا محمّد بن أحمد بن المسلمة - في كتابه - أنا محمّد بن عمران بن موسى - إجازة - نا ابن دريد، أنا السكن بن سعيد، عن محمّد ابن عباد، عن ابن الكلبي قال:

ولّى (2) عبيد اللّه بن زياد المنذر بن الجارود أبا الأشعث العبدي ثغر السند، فلما خرج شيعه عبيد اللّه و تعلق لواءه بشيء فاندق، فقال عبيد اللّه: إنّا للّه، لا يرجع و اللّه المنذر إليكم أبدا، فمات بقصدار (3) من أرض الهند، و لم تكن المنصورة أحدثت إذ ذاك، إنّما أحدثها الحكم بن عوانة الكلبي، فقال لأصحابه الشاميين: ما اسمها؟ قالوا: تدمر، فقال: دمّر اللّه عليكم، بل اسمها المنصورة، فسمّيت بذلك، فقال خليد عينين (4) يرثيه (5):

يا عين أدري دمعة فاسعديني (6) *** و ابكي ابن بشر سيّد الوافدين

ص: 285


1- كذا رسمها بالأصل و «ز»، و في م:«الحصاب» و في د:«الحصنات».
2- تحرفت بالأصل و م، و د، و «ز» إلى: ولد.
3- و يقال لها قزدار بالضم ثم السكون، من نواحي الهند، بينها و بين بست ثمانون فرسخا (معجم البلدان).
4- رسمها بالأصل:«عسد» و فوقها ضبة، و في «ز» و م:«عسو» و في د:«؟؟؟» و الصواب ما أثبت، و هو من عبد القيس من ولد عبد اللّه بن دارم بن مالك، و كان ينزل أرضا بالبحرين فتعرف بعينين فنسب إليها.(الشعر و الشعراء ص 282).
5- الأبيات في التعازي و المراثي للمبرد ص 82-83.
6- صدره في التعازي و المراثي: بحريّ قومي فاندبي منذرا، و بحرية هي ابنة المنذر و كانت تحت عبيد اللّه بن زياد.

و ابكي أبا الأشعث لمّا ثوى *** رهبا (1) و لم يرجع مع القافلين

جاور قصدار فأضحى بها *** يسفي عليه الريح ترب (2) الدّرين

في جدث ثاو (3) بمهجورة *** تأبى (4) عن الأقرب و الزائرين

و أصبح المجد بها ثاويا *** بين صفا (5) صمّ و صخر رزين

قد ذهب (6) الجود و أودى النّدى *** و انقطع العرف (7) عن السائلين

للّه قصدار و أكنافها *** أي فتى دنيا أجنّت و دين

بحريّ قومي فاند [بي منذرا] (8) *** بصالح الفعل الذي تعلمين

أراد بحرية بنت المنذر:

بعقرة البيت إذا ما شتا *** و حملة النقل على الغارمين

و الفاصل الخطة في قومه *** يوما إذا تحمر سود العيون

أقول لما حملوا نعشه *** ما يعلم النعش و لا الحاملون

ما حملوا من حسب نامت (9) *** و يابل جزل وجد و لين (10)

7643 - المنذر بن حرملة، و يقال: حرملة بن المنذر بن زبيد

تقدم في حرف الحاء.

7644 - المنذر بن حسّان بن المنذر بن ضرار الضّبّي

من وجوه أهل الكوفة.

وفد على معاوية، و قد تقدم ذكر وفوده في ترجمة غيلان بن حرشة.

ص: 286


1- كذا بالأصل و م و «ز»، و في د:«رهنا» و في التعازي: بالهند لم يقفل.
2- في التعازي:«و أكنافها» بدلا من «فأضحى بها» و «مور» بدلا من «ترب» و الدارين مكان بالبحرين يجلب إليه المسك من الهند.
3- في التعازي: عاف.
4- في التعازي: ناء عن الزوار و العائدين.
5- الأصل و م و د:«صماصم» و المثبت عن التعازي.
6- التعازي: مات بها الجود.
7- التعازي: الخير.
8- بياض بالأصل و د، و «ز»، و م، و المستدرك لتقويم الوزن عن التعازي.
9- كذا رسمها بدون إعجامها بالأصل و د، و «ز»، و م.
10- الأبيات الأربعة السابقة ليست في التعازي و المراثي.

7645 - المنذر بن خالد أبو سلمة

له ذكر، رثاه أبو يعقوب إسحاق بن حسّان الخريمي (1) الدمشقي.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن كامل بن مجاهد، أنا أبو جعفر بن المسلمة - فيما أجازه لي - أنا أبا عبيد اللّه محمّد بن عمران أنبأهم أخبرني الصولي قال: قال أبو يعقوب الخريمي يرثي المنذر بن خالد:

من سابق الدهر نجد (2) كبا *** و غصة (3) الدهر تخد الشبا

للموت قد يعدو متنه الفتى *** و كل راع هالك ما رعا

يظل يرقيهم و يرقونه *** و الموت لا ينفع منه الرّقى

فكن من الدهر على رقبة *** واسع مع الدهر إلى ما سعى

ما أقرب الرائح ممن عدا *** و اسبه الباقي بمن قد ثوى

خلّ عن الدنيا و لذاتها *** و اسلك إلى اللّه سبيل الهدى

كأن من أمسى على ظهرها *** قد جاوز الأموات تحت الثرى

يا من رأى في عيشه ما رأى *** كأن ما قد يحذره قد أتى

أ ليس في الموت و ما بعده *** موعظة تنفع أهل النهي

أصبر على الدهر و روعاته *** أي امرئ في الدهر لا يبتلى

ويلي على المنذر ويلا أتى *** بها جس حل ضمير الحشا

و قائل يا لك من هالك *** طلق محيّاه جليد القوى

و قائل إذ راح أصحابه *** أيّ فتى أهدوا لدار البلى

كان شهابا ساطعا نوره *** أطفأه الدهر و عرشا حوى

7646 - المنذر بن الزّبير بن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى

ابن قصي بن كلاب أبو عثمان القرشي الأسدي (4)

و أمّه أسماء بنت أبي بكر.

ص: 287


1- الأصل و د، و «ز»، و م: الحريمي، و الصواب «الخريمي» تقدمت ترجمته في تاريخ دمشق، طبعة دار الفكر 8/ 198 رقم 636.
2- كذا.
3- في م: و عصمة.
4- ترجمته في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 244 و 245 و جمهرة ابن حزم ص 123 و طبقات ابن سعد 182/5 و سير أعلام النبلاء 381/3.

وفد على معاوية، و غزا القسطنطينية مع يزيد بن معاوية.

و وفد أيضا على يزيد بن معاوية قبل الحرّة.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا محمّد بن عبد الرّحمن بن العبّاس، أنا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار قال (1):

فولد الزّبير بن العوّام: عبد اللّه، و به كان يكنى، و المنذر، و عروة، و عاصما (2)،لا بقية له، و المهاجر لا بقية له، و ذكر غيرهم، ثم قال: و أمّهم أسماء ابنة أبي بكر الصّدّيق ذات النطاقين.

قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن، عن الحسن بن علي، أنا محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم.

ح قال: و قرئ على أبي أيوب سليمان بن إسحاق بن الخليل، نا الحارث بن أبي أسامة، قالا: نا محمّد بن سعد قال (3) في الطبقة الثانية من تابعي أهل المدينة: المنذر بن الزّبير بن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصي، و أمّه أسماء بنت أبي بكر الصّدّيق.

[قال:] (4) أنا عبد الملك بن عمرو، أبو عامر العقدي عن أفلح، عن القاسم في حديث رواه أن المنذر بن الزّبير كان يكنى أبا عثمان.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - بقراءتي عليه - ننا عبد العزيز الكتاني، نا محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم القرشي، نا محمّد بن عائذ، نا الوليد، حدّثني عبد اللّه بن لهيعة، عن أبي الأسود محمّد بن عبد الرّحمن القرشي، عن يعقوب، عن عبد اللّه بن زمعة، عن أبيه أنه كان ممن غزا القسطنطينية في ثلاثين رجلا من قومه، قال: فأرسل إلينا حكيم بن حزام فأتيناه و فينا المنذر بن الزّبير، و عبد اللّه بن وهب، و هو كثير المال، فقال له: إني (5) جعلت مالا في سبيل اللّه، و إنّي أردت أن أبدأ بكم لقرابتكم

ص: 288


1- رواه المصعب الزبيري في نسب قريش ص 236.
2- بالأصل و د، و «ز»، و م: و عاصم، و المثبت عن نسب قريش.
3- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 182/5.
4- زيادة عن ابن سعد.
5- بالأصل:«إن» و المثبت عن د، و «ز»، و م.

و حرمتكم، فقال له المنذر - و هو كثير المال - ما أنت بالرجل يرد عليه عطاؤه، فقال: بارك اللّه فيك، و اللّه ما علمت أنك لأحسن بني أبيك وجها، أعطني يدك، فأعطاه يده، فأخذها فقبّلها و وضعها على وجهه، و قال: إنه كما قلت، فدعا بثلاثين صرّة، في كلّ صرّة ثلاثمائة، فدفع إلى كلّ رجل صرّة.

أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر المعدّل، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار (1) قال: و أمّا المنذر ابن الزّبير فحدّثني مصعب بن عثمان أن المنذر بن الزّبير غاضب عبد اللّه بن الزبير فخرج إلى الكوفة، ثم قدم على معاوية قبل وفاته، فأجازه بألف ألف درهم، و أقطعه موضع داره (2)بالبصرة بالكلاّء (3) التي يعرف بالزّبير، و أقطعه موضع ماله بالبصرة الذي يعرف بمنذران فمات معاوية و هو عنده قبل أن يقبض جائزته، و أوصى معاوية أن يدخل المنذر في قبره، فكان آخر من نزل في قبر معاوية، فلمّا أراد يزيد بن معاوية أن يدفع إلى المنذر الجائزة التي أمر له بها معاوية قيل له: ما تصنع، تعطي المنذر هذا المال، و أنت توقّع خلاف أخيه لك، فتعينه به عليك، فقال: أكره أن أردّ شيئا فعله أبي، فقيل له: تعطه ثم تستسلفه منه، فإنه لا يردّك عنه، فدفعه إليه ثم استسلفه إياه فأسلفه (4).

قال مصعب بن عثمان: فكان ولد المنذر يقبضون ذلك المال بعد من ولد يزيد بن معاوية، فأدركت صكّا في كتب محمّد بن المنذر بمائتي (5) ألف درهم بقية ذلك المال.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطّار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، أنا عبيد اللّه السكري، نا زكريا المنقري، نا الأصمعي، نا أبو عاصم النبيل قال:

كانت دار المنذر بن الزّبير التي في الكلاّء و سوق الطير، و داره التي تعرف بالهرامرة (6)

ص: 289


1- رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 381/3.
2- مطموسة بالأصل، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
3- الكلاّء بالفتح ثم التشديد: اسم محلة مشهورة و سوق بالبصرة (معجم البلدان).
4- بالأصل و د، و «ز»، و م: فأسلفوه، و المثبت عن المختصر.
5- تحرفت بالأصل إلى:«بمائتين» و المثبت عن د، و «ز»، و م.
6- كذا رسمها بالأصل و د، و «ز»، و م، و في المختصر: بالهراوة.

لسمرة بن جندب، فقال المنذر لمعاوية: و اللّه يا أمير المؤمنين لقد خان سمرة، فقال سمرة:

يا أمير المؤمنين ما لي بالبصرة قيمة كذا و كذا، قال المنذر: فأنا آخذ ماله بالبصرة بمائة ألف درهم، فقال سمرة: قد قبلت، قال المنذر: اغد على مالك فاقبضه، فأعطاه مائة ألف درهم، و صارت الدور للمنذر بن الزّبير.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1)،أنا إسماعيل بن عبد اللّه بن أبي أويس، حدّثني أبي، عن هشام بن عروة.

أن المنذر بن الزّبير قدم من العراق فأرسل إلى أسماء بنت أبي بكر بكسوة من ثياب مروية (2) و قوهيّة (3) رقاق عتاق بعد ما كف بصرها، قال: فلمستها بيدها ثم قالت: أف، ردّوا عليه كسوته، قال: فشقّ ذلك عليه، و قال: يا أمّه إنه يشفّ قالت: إنّها إن لم تشفّ فإنها تصف، قال: فاشترى لها ثيابا مرويّة و قوهيّة فقبلتها، و قالت: مثل هذا فاكسني.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، أنا أبو عثمان سعيد بن محمّد بن أحمد، أنا أبو علي زاهر بن أحمد، أنا إبراهيم بن عبد الصّمد، نا أبو مصعب، نا مالك، عن عبد الرّحمن بن القاسم، عن أبيه عن عائشة.

أنها زوّجت حفصة ابنة عبد الرّحمن بن المنذر بن الزّبير، و عبد الرّحمن غائب بالشام، فلما قدم عبد الرّحمن قال: و مثلي يصنع به هذا و يفتأت عليه؟ فكلّمت عائشة المنذر بن الزّبير، فقال المنذر: فإن ذلك بيد عبد الرّحمن، فقال عبد الرّحمن: ما كنت أرد أمرا قضيتيه، فقرت حفصة عند المنذر، و لم يكن ذلك طلاقا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي قال: قرئ على أبي إسحاق إبراهيم بن عمر البرمكي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي البزاز، نا أبو مسلم الكجي، نا الأنصاري (4)،نا صالح بن رستم (5) أبو عامر الخزّاز (6)،عن ابن أبي مليكة.

ص: 290


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 252/8 في ترجمة أسماء بنت أبي بكر.
2- مروية: الثياب المنسوبة إلى مرو.
3- قوهية الثياب المنسوبة إلى قوهستان، و هي ثياب بيض (راجع اللسان: قوه).
4- يعني محمد بن عبد اللّه الأنصاري، راجع ترجمة صالح بن رستم في تهذيب الكمال.
5- ترجمته في تهذيب الكمال 27/9 طبعة دار الفكر.
6- الأصل و د، و «ز»، و م: الخراز، و المثبت عن تهذيب الكمال.

أن عائشة زوّجت بنت عبد الرّحمن بن أبي بكر الصّدّيق المنذر بن الزّبير، و عبد الرّحمن غائب، فلمّا قدم بعثت إليه رسولها، فحجبه، ثم أتته فحجبها، قال ابن أبي مليكة، فأخبرتني عائشة (1)،فقلت لها: فتريدين أن تلقينه (2)،قالت: وددت، قال: قلت: إنه يأتي الآن فيطوف، فإذا فرغ من طوافه أتى الحجر فصلّى فيه، فكوني فيه، حتى إذا أتى الحجر ليصلّي فيه فأخذت بثوبه قال: فقالت له: أي أخي، قدمت (3)،فبعثت رسولي فحجبته، و جئت إليك فحجبتني، أرغبت عن ابن الزّبير؟ قال: إنّي لا أرغب عنه، و لكنك قضيت عليّ بشيء لم تشاوريني فيه، قالت: فما الذي تريد؟ قال: أريد أن يجعل أمرها بيدي، قال:

فبعثت إلى ابن الزّبير فأعلمته بذلك (4)،قال: قد جعلت أمرها بيده، قال: فأخبرته بذلك، قال: قد أجزت ما صنعته، قال: فو اللّه ما أعدى و لا أجدى بشيء.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال (5):حفصة بنت عبد الرّحمن ابن أبي بكر الصّدّيق كانت عائشة زوّجتها المنذر بن الزّبير بن العوّام، فولدت له عبد الرّحمن، و إبراهيم، و قريبة (6)،ثم خلف عليها بعد المنذر حسين بن علي بن أبي طالب.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر السّوسي، أنا أبو الحسن الساجي، نا الحسين بن الفهم، نا ابن سعد، أنا علي بن محمّد - يعني - المدائني عن سحيم ابن حفص الأنصاري، عن عيسى بن أبي هارون المرّي قال:

تزوج الحسن بن علي حفصة ابنة عبد الرّحمن بن أبي بكر، و كان المنذر بن الزّبير هويها، فأبلغ الحسن عنها شيئا، فطلّقها الحسن، فخطبها المنذر، فأبت أن تزوّجه، و قالت:

شهر بي، فخطبها عاصم بن عمر بن الخطّاب، فتزوّجها فرقّى إليه المنذر أيضا شيئا، فطلّقها، ثم خطبها المنذر، فقيل له (7) تزوّجيه فيعلم الناس أنه كان يعضهك (8)،فتزوجته، فعلم الناس

ص: 291


1- بالأصل و د، و «ز»، و م بعدها: قالت: فقلت.
2- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م: تلقينه، بإثبات النون فيها، و الوجه بحذفها.
3- بالأصل:«أي أخي، إني قدمت» و المثبت و الضبط عن د، و «ز»، و م.
4- بالأصل و م و «ز» ذلك، و المثبت عن د.
5- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 468/8-469.
6- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م، و في «ز»: قرينة.
7- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م: فقيل له، و الأشبه حذف «له» أو أن تكتب: لها.
8- أعضه: جاء بالعضيهة، و العضيهة: القالة القبيحة، و الإفك و النميمة و البهتان (راجع اللسان: عضه).

أنه كذب عليها، فقال الحسن لعاصم بن عمر: انطلق بنا حتى نستأذن المنذر، فندخل على حفصة فاستأذناه، فشاور أخاه عبد اللّه بن الزّبير فقال: دعهما يدخلان عليها، فدخلا، فكانت إلى عاصم أكثر نظرا منها إلى الحسن، و كانت إليه أبسط (1) في الحديث، فقال الحسن [للمنذر] (2) خذ بيدها، فأخذ بيدها، و قام الحسن و عاصم فخرجا، و كان الحسن يهواها، و إنما طلّقها لما رقّى إليه المنذر، فقال الحسن يوما لابن أبي عتيق - و هو عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي بكر، و حفصة عمّته-: هل لك في العقيق؟ قال: نعم، فخرجا، فمرّا على منزل حفصة، فدخل إليها الحسن، فتحدثا طويلا، ثم خرج، ثم قال أيضا بعد ذلك بأيام لابن أبي عتيق: هل لك في العقيق؟ قال: نعم، فخرجا، فمرّا بمنزل حفصة، فدخل الحسن فتحدثا طويلا، ثم خرج، ثم قال الحسن مرة أخرى لابن أبي عتيق: هل لك في العقيق؟ فقال: يا بن أم، أ لا تقول هل لك في حفصة.

أخبرنا أبو الحسين، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه، قالوا: أنا أبو جعفر، أنا أبو طاهر، أنا أحمد بن سليمان، نا الزّبير قال: و كتب يزيد بن معاوية للمنذر بن الزّبير، إلى عبيد اللّه بن زياد بإنفاذ قطائعه، فأنفذها له عبيد اللّه، فأقطعه زيادة فيها، و ورد على يزيد بن معاوية خلاف عبد اللّه بن الزّبير له و إباؤه ببيعته، فكتب إلي عبيد اللّه بن زياد: إن عبد اللّه بن الزّبير أبى البيعة، و صار إلى الخلاف، و قبلك أخوه المنذر، فاستوثق منه، و ابعث به إليّ، فورد كتابه بذلك على عبيد اللّه بن زياد، فأخبر المنذر بما كتب إليه به يزيد، و قال له: اختر مني إحدى خلّتين: إن شئت اشتملت عليك، ثم كانت نفسي دون نفسك، و إن شئت فاذهب حيث شئت، و أنا أكتم الكتاب ثلاث ليال، ثم أظهره و أطلبك، فإن ظفرت بك بعثت بك إليه (3)، فاختار أن يكتم الكتاب عنه ثلاثا، ففعل، و خرج المنذر فأصبح بمكة صبح ثامنة من الليالي، فقال بعض من يرجز معه (4):

فاستن قبل الصّبح ليلا مبكرا *** حتى إذا الصّبح انجلى فأسفرا

ص: 292


1- كذا رسمها بالأصل و م و «ز»، و إعجامها غير واضح في د، و في المختصر: أنشط.
2- اللفظة ممحوة بالأصل، و استدركت عن د، و «ز»، و م.
3- كذا آل زياد بن أبيه يشكرون للمنذر بن الزبير، أنه شهد على قول علي بن أبي طالب في زياد، و أنه قال: سمعت أبا سفيان بن حرب يقول، و قد ذكر خبرا - ليس بابن عبيد، و أنا و اللّه أبوه ما أقره في رحم أمه غيري. كما ورد في نسب قريش للمصعب ص 244 و 245.
4- الرجزان الثالث و الرابع في نسب قريش ص 245.

أصبحن صرعى بالكثيب حسّرا (1) *** لو يتكلّمن شكون المنذرا

فسمع عبد اللّه بن الزّبير صوت المنذر على الصّفا، و ابن الزّبير في المسجد الحرام، فقال: هذا أبو عثمان حاشته (2) الحرب إليكم و قال:

جررت (3) على راجي الهوادة منهم *** و قد يلحق المولى العنود الجرائر

قال: و نا الزّبير قال: و حدّثني محمّد بن الضحاك الحزامي قال: كان المنذر بن الزّبير، و عثمان بن عبد اللّه بن حكيم بن حرام يقاتلان أهل الشام بالنهار و يطعمانهم بالليل.

قال: و نا الزّبير قال: و حدّثني محمّد بن الضّحّاك قال: كان منذر بن الزّبير يقاتل مع أخيه عبد اللّه بن الزّبير جيش الحصين بن نمير في الحصار الأول، و يرتجز و يقول (4):

يأبى الحواريّون إلاّ وردا *** من يقتل اليوم يزوّد حمدا

قال: و سمعت أنه قال:

يأبى بنو العوام إلاّ وردا (5)

قال: و جعل يقاتل يوم قتل و يقول:

لم يبق إلاّ حسبي و ديني *** و صارمي تلتذّه يميني

و هو على أبي قبيس، و ابن الزّبير محتبي (6) في المسجد الحرام، ينظر إليه؛ و يقول ابن الزّبير و هو لا يسمع رجز المنذر: هذا رجل يقاتل عن دينه و حسبه، فقتل المنذر، فما زاد عبد اللّه على أن قال: عطب أبو عثمان.

قال: و نا الزّبير، قال: و حدّثني مصعب بن عثمان قال: قتل المنذر بن الزّبير و هو ابن أربعين سنة، و بلغني أن رجلا من أهل الشام دعا المنذر إلى المبارزة، و كان كلّ واحد منهما على بغلة، فخرج إليه المنذر، فضرب كلّ واحد منهما صاحبه ضربة خرّ صاحبه لها ميتا.

ص: 293


1- روايته في نسب قريش: تركن بالرمل قياما حسّرا.
2- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م: جاشته الحرب، و المثبت عن المختصر، و في نسب قريش: حاشته العرب.
3- بالأصل و د، و «ز»، و م:«و حردت على راج» و في نسب قريش:«جنيت على باغي» و المثبت عن المختصر، و نسبه بجواشيه محققه إلى سويد بن أبي كاهل.
4- الرجز في نسب قريش ص 245.
5- روايته في نسب قريش: يأبى بنو العوام إلاّ وردا.
6- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م:«محتبي» بإثبات الياء.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر، أنا أبو طاهر، أنا أبو عبد اللّه، نا الزّبير، أنشدني عبد الرّحمن بن يحيى الفروي لرجل من العرب أسماه فأنسيت اسمه في مقتل مصعب بن عبد الرّحمن، و المنذر بن الزّبير و قتلا في حصار الحصين بن نمير:

إنّ الإمام ابن الزّبير فإن أبي (1) *** فذروا الإمارة في بني الخطّاب

لستم لها أهلا و لستم مثله *** في فضل سابقة و فصل خطاب

و غدا النعيّ بمصعب و بمنذر *** و كهول صدق سادة و شباب

قتلوا غداة قعيقعان (2) و حبّذا *** قتلاهم قتل و من أسلاب

أقسمت لو أنّي شهدت فراقهم *** لاخترت صحبتهم على الأصحاب

أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي (3) علي، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد، نا الزّبير قال: و حدّثني عبد الرّحمن ابن يحيى الفروي قال: قال رجل من العرب، و أسماه لي فذهب عليّ اسمه - يرثي المنذر بن الزّبير، و مصعب بن عبد الرّحمن بن عوف، فذكر الأبيات الخمسة و زاد بيتا سادسا:

قتلوا حواريّ النبيّ و حرّقوا *** بيتا بمكة طاهر الأبواب (4)

و قالت بنت هبّار الأسود في قتل أخيها إسماعيل بن هبّار:

قل لأبي بكر السّاعي بذمّته *** و منذر مثل ليث الغابة الضاري

شدّا فدى لكما أمي و ما ولدت *** لا توصلنّي إلى المخزاة و العار

أبو بكر عبد اللّه بن الزّبير، و منذر بن الزّبير.

7647 - المنذر بن سليمان بن هشام بن عبد الملك

ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي

له ذكر (5).

ص: 294


1- الأصل:«فقد روى» و المثبت:«فإن أبى» عن د، و «ز»، و م.
2- قعيقعان بالضم ثم الفتح، بلفظ التصغير، اسم جبل بمكة،(راجع معجم البلدان 379/4).
3- تحرفت بالأصل إلى: أبو.
4- في المختصر:«طاهر الأثواب» و في م، و د، و «ز» كالأصل.
5- جمهرة ابن حزم ص 93.

7648 - المنذر بن العبّاس بن نجيح القرشي الدمشقي

7648 - المنذر بن العبّاس بن نجيح القرشي الدمشقي (1)

روى عن زيد بن يحيى بن عبيد، و أبي مسهر.

روى عنه: أبو حاتم الرازي، و زكريا بن يحيى السجزي.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن منده، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللّبناني (2)،نا ابن أبي الدنيا، أنا أبو حاتم قال: سمعت المنذر بن العبّاس الدمشقي يتمثّل:

إن المنايا يطلع *** ن على أناس آمنينا

فتذرهم شتى و قد *** كانوا جميعا وافرينا

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال (3):و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (4):

منذر بن العبّاس القرشي الدمشقي، روى عن زيد بن يحيى بن عبيد، و أبي مسهر، روى عنه أبي.

7649 - المنذر بن عبد الملك بن مروان بن الحكم ،أمّه أم ولد، له ذكر

7649 - المنذر بن عبد الملك بن مروان بن الحكم (5)،أمّه أم ولد، له ذكر

تقدم ذكره في ترجمة أخيه الحجّاج بن عبد الملك، و لا يعرف لمنذر عقب (6).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية - إجازة - أنا سليمان بن إسحاق، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (7) قال: فولد عبد الملك بن مروان (8) مسلمة، و المنذر، و عنبسة، و محمّدا، و سعيد الخير، و الحجّاج لأمهات أولاد.

ص: 295


1- ترجمته في الجرح و التعديل 244/8.
2- تحرفت بالأصل، و م، و «ز»، و د، إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
3- بالأصل و م، و د، و «ز»: «قالا» و المثبت:«ح قال» عن سند مماثل.
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 244/8.
5- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 165 و جمهرة ابن حزم ص 89 و طبقات ابن سعد 224/5.
6- قاله ابن حزم في جمهرة النسب ص 89.
7- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 223/5 و 224.
8- بالأصل: مروان بن مسلمة، خطأ. و التصويب عن م، و «ز»، و د، و ابن سعد.

7650 - منذر بن عبيد المدني

7650 - منذر بن عبيد المدني (1)

روى عن القاسم بن محمّد، و عمر بن عبد العزيز [و وفد] (2) عليه، و عبد الرّحمن بن حسان بن ثابت.

روى عنه: عمرو بن الحارث، و ابن لهيعة المصريان، و أبو معشر السندي، و عمر بن محمّد، و عبد الملك بن محمّد بن أبي بكر بن حزم، و أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة، و أسامة بن زيد.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، قال: و أنبأني أبو عبد اللّه الحافظ - إجازة - أنا أبو الوليد، نا أبو بكر محمّد بن خلف وكيع، نا إسماعيل بن مجمع، نا محمّد بن عمر الواقدي، نا أسامة بن زيد، عن المنذر بن عبيد، عن عبد الرّحمن بن حسّان ابن ثابت، عن أمّه سيرين قالت:

حضرت موت إبراهيم بن النبي صلى اللّه عليه و سلم، فكسفت الشمس يومئذ، فقال: أيها الناس، هذا لموت إبراهيم، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن الشمس لا تنكسف لموت أحد و لا لحياته»[12468].

و مات يوم الثلاثاء لعشر خلون من ربيع الأول سنة عشر.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمد الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف - إجازة - نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3)،أنا محمّد بن عمر، حدّثني عمر بن محمّد، عن المنذر بن عبيد قال: كنت أرى عمر بن عبد العزيز بدابق إذا أتمّ الصلاة جمّع بالناس، و إذا صلّى ركعتين لم يجمّع إلاّ أن يمر على مدينة يجمّع فيها.

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:

- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (4):منذر بن عبيد المدني، سمع القاسم بن محمّد، روى عنه عمرو بن الحارث.

ص: 296


1- ترجمته في الجرح و التعديل 243/8 و التاريخ الكبير 357/7 و تهذيب الكمال 379/18 و تهذيب التهذيب 5/ 537.
2- سقطت من الأصل و استدركت عن د، و «ز»، و م.
3- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 354/5 في ترجمة عمر بن عبد العزيز.
4- التاريخ الكبير للبخاري 357/7.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (1) قال:

منذر بن عبيد المديني، روى عن القاسم بن محمّد، روى عنه عمرو بن الحارث، و ابن لهيعة، و أبو معشر نجيح، يقول: سمعت أبي يقول ذلك.

7651 - المنذر بن أبي عمرو، و يقال: ابن عمرو،

أبو الزبير كاتب الوليد بن يزيد بن عبد الملك (2)

حكى عن هشام بن عبد الملك.

حكى عنه جويرية بن أسماء الضبعي.

7652 - المنذر بن معاوية - أبي شاكر-[بن] هشام بن عبد الملك

7652 - المنذر بن معاوية - أبي شاكر-[بن] (3) هشام بن عبد الملك

ابن مروان بن الحكم الأموي

ولد في حياة جدّه هشام بن عبد الملك، له ذكر (4).

7653 - المنذر بن المغيرة الدمشقي

حكي أنه كان من أولاد الملوك، فقعد به الدهر، فقصد البرامكة بالعراق فأحسنوا إليه و أقطعوه ضيعتين، و حمل إلى الرشيد لما شعر به أنه توجع لمصاب البرامكة، له ذكر.

7654 - المنذر بن نافع أبو عبد الصّمد

مولى بني أمية، و هو مولى أم عمرو (5) بنت مروان.

حكى عن إدريس بن أبي إدريس الخولاني، و خالد بن اللّجلاج، و ابن أبي نخيلة الزاهد.

ص: 297


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 243/8.
2- سماه الجهشياري في الوزراء و الكتاب ص 68 عبد الأعلى بن أبي عمرو.
3- سقطت من الأصل و د، و «ز»، و م.
4- جمهرة ابن حزم ص 94.
5- بالأصل، و م، و «ز»، و د: أم عمر، و المثبت عن نسب قريش ص 160.

روى عنه: أبو مسهر، و محمّد بن شعيب، و الوليد بن مسهر.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا سهل بن بشر، أنا علي بن محمّد بن علي الفارسي قال: قرئ على أبي أحمد عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن الناصح بن شجاع، حدّثكم أبو عبد اللّه الحسين بن سليمان النحوي البغدادي، نا عبد الوهّاب بن نجدة الحوطي قال: و قال ابن المبارك: و نا الوليد بن مسلم، عن المنذر بن نافع قال: سمعت خالد ابن اللجلاج يقول لغيلان: ويحك يا غيلان، أ لم أجدك في شبيبتك ترامي النساء في شهر رمضان بالتفاح، ثم صرت حارثيا تحب امرأة و تزعم أنها أم المؤمنين؟ ثم تحوّلت في ذلك فصرت قدريا زنديقا.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا علي بن محمّد بن طوق، أنا عبد الجبّار بن محمّد بن مهنى (1)،نا أحمد بن سليمان القاضي، نا يزيد بن عبد الصّمد، نا أبو مسهر، نا المنذر بن نافع أبو عبد الصّمد قال: كنت أخرج مع إدريس بن أبي إدريس الخولاني (2)،فكنت أرى عليه تبّانا (3) تحت الإزار.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عبد الصّمد المنذر بن نافع.

أخبرنا أبو الفضل أيضا - قراءة عليه - عن أبي طاهر الخطيب، أنا أبو القاسم بن الصوّاف، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر قال: أبو عبد الصّمد المنذر بن نافع.

أخبرنا أبو الفضل أيضا - قراءة عليه - عن أبي طاهر الخطيب، أنا أبو القاسم القاسم بن الصّوّاف، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر قال: أبو عبد الصّمد المنذر بن نافع، يروى عنه أبو مسهر.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، نا

ص: 298


1- رواه القاضي عبد الجبار الخولاني في تاريخ داريا ص 81 و 82.
2- زيد بعدها في تاريخ داريا:«يتوضأ» و قد استدركت بين معكوفتين، و كتب محققه بالهامش: أنها زيادة من رواية ابن عساكر في تاريخه.
3- بالأصل و د، و «ز»، و م:«ثيابا» و المثبت عن تاريخ داريا.

أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في ذكر نفر ثقات: المنذر بن نافع مولى أم عمرو بنت مروان.

7655 - المنذر بن يعلى أبو يعلى الثوري الكوفي

7655 - المنذر بن يعلى أبو يعلى الثوري الكوفي (1)

روى عن محمّد بن الحنفية، و الربيع بن خثيم (2)،و سعيد بن حبير (3)،و عاصم بن ضمرة، و الحسن بن محمّد بن الحنفية.

روى (4) عنه: ابنه الربيع بن المنذر،[و] (5) الأعمش، و سعيد بن مسروق، و محمّد بن سوقة، و الحجّاج بن أرطأة، و فطر بن خليفة، و جامع بن أبي راشد، و سالم بن أبي حفصة.

و قدم دمشق في صحبة محمّد بن الحنفية فيما وجدته بخط أبي الحسين الرازي بإسناد لا يحضرني الآن، و كان قدومه على يزيد بن معاوية.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمّد بن نعيم.

ح و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن الحسن، قالا: أنا الحسن بن أحمد بن محمّد المخلدي، أنا أبو العباس السراج، نا قتيبة بن سعيد، نا جرير.

ح قال: و أنا أبو العباس قال: و نا إسحاق، أنا جرير، عن الأعمش، عن منذر الثوري أبي يعلى، و هو منذر بن يعلى، عن محمّد بن الحنفية عن علي قال: كنت رجلا مذّاء فكرهت أن أسأل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فأمرت المقداد بن الأسود يسأله، فقال:«فيه الوضوء».

و لم يذكر ابن نعيم حديث إسحاق.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد يوسف بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول في أهل الكوفة: منذر الثوري.

أخبرنا أبو البركات أيضا، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو

ص: 299


1- ترجمته في تهذيب الكمال 383/18 و تهذيب التهذيب 539/5 و الجرح و التعديل 242/8 و التاريخ الكبير 7/ 357.
2- تحرفت بالأصل إلى: الخيثم.
3- تحرفت بالأصل إلى: حبيب.
4- من قوله: و الربيع... إلى هنا سقط من م.
5- سقطت من الأصل.

علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي و عمّي قالا: و أبو يعلى الثوري منذر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: منذر الثوري، منذر بن يعلى، و يكنى أبا يعلى.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (1)،نا ابن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد قال (2):في الطبقة الرابعة من أهل الكوفة: أبو يعلى منذر الثوري.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد (3) قال: في الطبقة الثالثة من أهل الكوفة: أبو يعلى منذر الثوري، ثقة، قليل الحديث.

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري (4) قال: منذر بن يعلى أبو يعلى الثوري، عن ربيع بن خثيم (5)،و محمّد بن الحنفية، روى عنه سعيد بن مسروق، و الأعمش، نسبه (6) وكيع.

أخبرنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه - إذنا - قالا: أنا ابن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (7):

منذر بن يعلى أبو يعلى الثوري، روى عن ابن الحنفية، و سعيد بن جبير، و الربيع بن

ص: 300


1- تحرفت بالأصل و د، و «ز»، و م إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
2- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
3- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 186/6 و عن ابن سعد في الطبقات الكبرى 384/18.
4- التاريخ الكبير 357/7.
5- بالأصل: خثين، ثم شطبت، و المثبت عن د، و «ز»، و م، و البخاري.
6- بالأصل: نسب، و المثبت عن د، و «ز»، و م، و البخاري.
7- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 242/8.

خثيم (1)،و عاصم بن ضمرة، روى عنه الأعمش، و سعيد [بن مسروق، و فطر، و الحجاج بن أرطاة، و ابنه الربيع بن المنذر، سمعت أبي يقول ذلك] (2).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو يعلى منذر بن يعلى الثوري، عن الربيع بن خثيم (3)،روى عنه سعيد بن مسروق، و الأعمش.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر - بقراءتي عليه - عن أبي الفضل بن (4) الحكّاك، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو يعلى منذر الثوري.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصّقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم ابن عمر، أنا أبو بكر، نا أبو بشر قال: أبو يعلى منذر الثوري.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد قال:

أبو يعلى منذر بن يعلى الثوري الكوفي، عن أبي القاسم محمّد بن الحنفية القرشي، و أبي يزيد الربيع بن خثيم (5) الثوري، روى عنه أبو محمّد سليمان بن مهران الكاهلي، و أبو سفيان سعيد بن مسروق الثوري.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، نا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال:

المنذر بن يعلى أبو يعلى الثوري الكوفي، حدّث عن الربيع بن خثيم (6)،و محمّد بن الحنفية، روى عنه محمّد بن سوقة، و الأعمش، و جامع بن أبي شداد، و سعيد بن مسروق في العلم، و الرقاق، و الخمس.

ص: 301


1- تحرفت بالأصل إلى: خيثم، و المثبت عن د، و «ز»، و م، و الجرح و التعديل.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن د، و «ز»، و م، و الجرح و التعديل.
3- تحرفت بالأصل إلى: خيثم.
4- تحرفت بالأصل إلى: عن، و التصويب عن د، و «ز»، و م.
5- تحرفت بالأصل إلى: خيثم.
6- راجع الحاشية السابقة.

[قال ابن عساكر] (1):كذا فيه، و الصواب: ابن أبي راشد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،نا قبيصة، نا سفيان، عن سعيد بن مسروق، عن أبي يعلى قال: رآني ربيع بن خثيم (3) و أنا تعجبني الصحف، فقال: يا أبا يعلى أ لا أطرفك بصحيفة عليها خاتم من محمّد صلى اللّه عليه و سلّم، ثم قرأ: تَعٰالَوْا أَتْلُ مٰا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ (4).

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن منده، أنا حمد (5)-إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (6):ذكره أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين أنه قال: منذر الثوري ثقة.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، و أبو عبد اللّه [الحسين] (7) بن محمّد بن خسرو، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو المعالي ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسين ابن جعفر - زاد ابن الطّيّوري: و أبو نصر محمّد الحسن (8) قالا:- أنا أبو العبّاس بن بكر العمري، أنا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (9):أبو يعلى منذر الثوري، كوفي، ثقة.

قرأت على أبي القاسم بن عبدان، عن أبي عبد اللّه محمّد بن علي بن أحمد، أنا رشأ ابن نظيف، أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد، أنا محمّد بن محمّد بن داود، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد قال: أبو يعلى منذر الثوري، ثقة.

ص: 302


1- زيادة منا.
2- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 568/2.
3- تحرفت بالأصل إلى: خيثم، و المثبت عن د، و «ز»، و م، و المعرفة و التاريخ.
4- سورة الأنعام، الآية:151.
5- تحرفت بالأصل و م إلى: أحمد، و المثبت عن د، و «ز».
6- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 242/8.
7- سقطت من الأصل و د، و «ز»، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 592/19 و تحرف الاسم في م إلى: أبو عبد اللّه محمد بن خسرو.
8- من قوله: بندار... إلى هنا سقط من م.
9- تاريخ الثقات للعجلي ص 440 رقم 1634.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين، أنا أبو محمّد بن النحّاس، نا أبو سعيد بن الأعرابي، نا عبد الرّحمن بن خلف بن الحصين (1) الضّبّي أبو محمّد، يعرف بأبي رونق، نا الرمادي، نا سفيان بن عيينة، عن محمّد ابن سوقة (2)،عن منذر الثوري قال: لقد لزمت محمّد بن الحنفية حتى قال بعض ولده: لقد غلبنا هذا النّبطي على أبينا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (3)،نا أبو بكر الحميدي، نا سفيان، عن ابن سوقة (4) قال:

سمعت منذرا يقول: سمعت بعض ولد محمّد بن علي يقول: غلبنا هذا النبطي على أبي، قال سفيان: يخبر منذر (5) بما قيل له.

أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، أنا أبو صاعد يعلى بن هبة اللّه، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر البلخي، نا محمّد بن خلف التيمي، نا عثمان هو ابن زفر، نا ربيع عن منذر قال: كل ما لا يبتغى به وجه اللّه يضمحل.

[ذكر من اسمه] منصف

اشارة

[ذكر من اسمه] (6) منصف

7656 - منصف بن خليفة الهذلي

شاعر، كان في صحبة أحمد بن طولون.

قال لما خلع أحمد بن طولون أبا أحمد الموفق بدمشق سنة تسع و ستين و مائتين عند قبضه على أخيه المعتمد على اللّه يخاطب ابن طولون (7):

يا غرّة الدنيا الذي أفعاله *** غرر بها بين (8) الورى يتعلق

ص: 303


1- في م: الحسين.
2- رواه المزي في تهذيب الكمال 384/18 طبعة دار الفكر.
3- رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة و التاريخ 580/2.
4- هو محمد بن سوقة الكوفي الغنوي العابد، ترجمته في تهذيب التهذيب 209/9 (مصورة الهند).
5- في المعرفة و التاريخ:«بحر منذرا» و كتب محققه بالهامش:«كذا في الأصل و لم أتبينها».
6- زيادة منا.
7- الأبيات في ولاة مصر للكندي ص 253.
8- ولاة مصر: كل.

أنت الأمير على الشآم و ثغرها *** و الرّقتين (1) و ما حواه المشرق

و إليك مصر و برقة و حجازها *** كلّ إليك فؤاده متشوق

هتك الخلافة صاعد و خليله *** إسحاق لعبا (2) و الحسود الأخرق

أسيافنا بيض المتون فليتها *** بنجيع من خذل الإمام تخلّق

تمسي و تصبح ضاربا من دونه *** بمهنّد منه الحتوف تفرّق

يتلوك سعد و المقدّم [تيتك] (3) *** و اللاذقي و ذو الحفيظة يليق (4)

ذكر ذلك أجمع أبو عمر محمّد بن يوسف بن يعقوب الكندي، و هؤلاء الذين سماهم في البيت الأخير قواد أحمد بن طولون، و صاعد هو ابن مخلد وزير الموفق، و إسحاق هو ابن كنداجيق (5)،و الحسود يعني به الموفق.

ذكر من اسمه منصور

7657 - منصور بن بشير أبي مزاحم أبو نصر التركي الكاتب مولى الأزد

7657 - منصور بن بشير أبي مزاحم أبو نصر التركي الكاتب مولى الأزد (6)

سمع بدمشق: يحيى بن حمزة القاضي، و يزيد بن يوسف الصنعاني، و بغيرها: مالك ابن أنس، و أبا [أويس] (7)،و إبراهيم بن سعد الزهري، و إسماعيل بن جعفر المدنيين، و شريك بن عبد اللّه القاضي، و أبا سعيد محمّد بن مسلم بن أبي الوضاح المؤدب، و إسماعيل ابن عليّة، و أبا الأحوص سلاّم بن سليم، و عبد الرّحمن بن أبي الموال (8)،و فليح بن سليمان، و الحكم بن عمرو، و رأى شعبة بن الحجّاج.

روى عنه: جعفر الطيالسي، و إبراهيم بن إسحاق الحربي، و موسى بن هارون، و عبد

ص: 304


1- يريد بالرقتين: الرقة و الرافقة، و هما على ضفة نهر الفرات بينهما مقدار ثلاثمائة ذراع.
2- في د:«بغيا» و في م:«بعناق الحسود» و رسمها في «ز»: «؟؟؟».
3- بياض بالأصل و م، و د، و «ز»، و اللفظة استدركت عن ولاة مصر.
4- في ولاة مصر: يلحق.
5- في ولاة مصر: إسحاق بن كنداج (ص 251).
6- ترجمته في تاريخ بغداد 80/13 و تهذيب الكمال 397/18 و تهذيب التهذيب 543/5 و الجرح و التعديل 170/8.
7- مكانها بياض في الأصل، و في م و «ز»: «و أبا أو» و المثبت عن د، و هو عبد اللّه بن عبد اللّه المدني، أبو أويس.
8- بالأصل و د، و «ز»، و م: الموالي، و المثبت عن تهذيب الكمال.

اللّه بن أحمد بن حنبل، و أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصوفي، و أبو القاسم البغوي، و محمّد بن فيروز، و أبو الفضل العبّاس بن أحمد بن عقيل البزاز، و حامد بن محمّد بن شعيب البلخي، و عمر بن أيوب بن مالك السقطي، و أبو زرعة، و أبو حاتم الرازيّان، و مسلم بن الحجّاج في صحيحه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، نا عيسى بن علي - إملاء - نا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد البغوي - إملاء - نا منصور بن أبي مزاحم، نا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن عروة عن عائشة.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم دعا فاطمة في مرضه الذي توفي فيه فقال لها قولا فبكت منه، ثم قال لها فضحكت، قالت عائشة: فسألتها، فقالت: أول القول قال لي إنه ميت من وجعه، فبكيت، ثم قال: إنك أول من يلحق بي في الجنّة، فضحكت[12469].

رواه مسلم عن منصور بن أبي مزاحم.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو العباس حامد بن شعيب البلخي - ببغداد - نا منصور بن أبي مزاحم، نا يحيى ابن حمزة، عن الأوزاعي، عن إسحاق بن عبد اللّه، عن عمّه أنس بن مالك أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«ما من بلد إلاّ سيدخله الدّجّال إلاّ الحرمين: مكة و المدينة، ما من نقب من أنقابها إلاّ عليه الملائكة صافّين يحرسونه، فيسير حتى يأتي السّبخة (1) فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات فلا يبقى فيها كافر و لا منافق إلاّ خرج إليه»[12470].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (2)،أنا الجوهري قال:

و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال: منصور بن بشير - و هو ابن أبي مزاحم - يكنى أبا نصر، و كان من سبي الترك، و كان له ديوان فتركه، و كان ثقة، صاحب سنّة، و توفي ببغداد في ذي القعدة سنة خمس و ثلاثين و مائتين، و هو ابن ثمانين سنة أو أكثر - زاد ابن البنّا: مولى الأزد، و قد كتبوا عنه-.

ص: 305


1- السبخة بالتحريك واحدة السباخ، الأرض الملحة النازّة (راجع معجم البلدان).
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 81/13-82.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه الأصبهانيان، قالا: أنا أبو القاسم العبدي، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):

منصور بن أبي مزاحم التركي، و أبو مزاحم اسمه بشير مولى الأزد، روى عن مالك، و أبي أويس، و عبد الرّحمن بن أبي الموال (2)،و فليح بن سليمان، و الحكم بن عمرو، و أبي إسماعيل المؤدّب، سمعت أبي يقول ذلك، روى عنه أبي، و أبو زرعة [و قال ابن عساكر] (3):و لم يذكره البخاري (4).

أخبرنا أبو الحسن الفقيه المالكي، نا - و أبو منصور المقرئ، أنا - أبو بكر الخطيب (5)،أنا الحسين بن علي الصيمري، نا علي بن الحسن الرازي، نا محمّد بن الحسين الزعفراني، نا أحمد بن أبي خيثمة قال: منصور (6) بن أبي مزاحم، يكنى أبا نصر، و أبو مزاحم أبو منصور اسمه بشير.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر، أنا أبو الحسن، أنا عبد الكريم، أخبرني أبي قال: أبو نصر منصور بن أبي مزاحم.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا الصفّار، أنا ابن منجويه، أنا الحاكم قال:

أبو نصر منصور بن أبي مزاحم الأزدي مولاهم، و اسم أبي مزاحم (7) بشير، سمع أبا إسحاق إبراهيم بن سعد الزهري، و أبا محمّد عبد الرّحمن بن أبي الموال (8) القرشي الهاشمي، روى عنه أبو الحسين مسلم بن الحجّاج، و أبو أحمد محمّد بن عبدوس بن كامل البغدادي، كنّاه لنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز البغوي.

ص: 306


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 170/8.
2- الأصل و د، و «ز»، و م: الموالي، و المثبت عن الجرح و التعديل.
3- زيادة منا.
4- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م، و قد وهم المصنف، فقد ترجم له البخاري في التاريخ الكبير 349/7 رقم 1506 و جاء فيه: منصور بن أبي مزاحم، مولى الأزد، و كان اسم أبي مزاحم بشير.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 81/13.
6- في تاريخ بغداد: قال: حدثنا منصور...
7- أقحم بعدها بالأصل:«الأزدي مولاهم، و اسم أبي مزاحم».
8- الأصل: الموالي، و المثبت عن «ز»، و د، و م.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي زكريا البخاري.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا إبراهيم بن محمّد بن يونس، أنا أبو زكريا.

ح و أخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة، أنا سهل بن بشر، أنا رشأ بن نظيف، قالا:

نا عبد الغني بن سعيد قال: في باب التركي: بالتاء المضمومة: منصور بن [أبي] (1) مزاحم التركي.

أخبرنا أبو الحسن (2) بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (3):

منصور بن أبي مزاحم، أبو نصر التركي الكاتب، و اسم أبي مزاحم بشير، رأى شعبة بن الحجّاج، و سمع مالك بن أنس، و أبا أويس، و إبراهيم بن سعد، و شريك بن عبد اللّه، و إسماعيل بن جعفر، و أبا سعيد المؤدّب، و إسماعيل بن عليّة، روى عنه جعفر بن أبي عثمان الطيالسي، و إبراهيم الحربي، و عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، و موسى بن هارون، و أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصّوفي، و أبو القاسم البغوي.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي نصر علي بن هبة اللّه قال (4):أما التركي بضم التاء و سكون الراء: فهو منصور بن أبي مزاحم بشير التركي.

أخبرنا أبو الحسن، نا - و أبو منصور، أنا - الخطيب (5)،أنا علي بن الحسين - صاحب العباسي - أنا عبد الرّحمن بن عمر الخلاّل، نا محمّد بن إسماعيل الفارسي، نا بكر (6) بن سهل، نا عبد الخالق بن منصور قال: سئل يحيى بن معين عن ابن أبي مزاحم فقال:

صدوق، و قيل له: من أين تعرفه؟ قال: أعرفه و هو كاتب.

أخبرنا الحسن أيضا، و أبو القاسم الواسطي، قالا: نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا -

ص: 307


1- سقطت من الأصل، و استدركت عن د، و «ز»، و م.
2- تحرفت بالأصل إلى: الحسين، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 80/13-81.
4- الاكمال لابن ماكولا 538/1.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 81/13.
6- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م، و في تاريخ بغداد: نا أبو بكر بن سهل.

الخطيب (1)،أنا أبو بكر الأشناني (2) قال: سمعت أبا الحسن بن عبدوس (3) قال: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: و سألته - يعني - يحيى بن معين عن منصور بن أبي مزاحم؟ فقال: صدوق إن شاء اللّه.

أخبرنا أبو بكر الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو بكر البرقاني، أنا أبو عمر (4) بن حيّوية - إجازة - أنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن مسعدة الفزاري، نا أبو الفضل جعفر بن درستويه الفسوي، أنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن القاسم بن محرز قال: سألت يحيى بن معين عن منصور بن أبي مزاحم فقال: لا بأس به.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا أبو القاسم، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (5) قال: سمعت أبي يقول: سمعت يحيى بن معين عن منصور ابن أبي مزاحم، فأثنى عليه، و قال: كتبت عنه أحاديث ابن أبي الوضاح على الوجه، و سئل أبي عنه فقال: صدوق.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، نا ابن أبي عصمة - يعني - عبد الوهّاب، نا أحمد بن أبي يحيى قال:

سألت يحيى بن معين عن منصور بن أبي مزاحم فقال: التركي، ليس به بأس إذا حدّث عن الثقات، فأمّا إذا حدّث عن روح بن مسافر، و عدي بن الفضل فليسا بشيء (6).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو نصر بن الجبّان - إجازة - نا أحمد بن القاسم الميانجي، نا أحمد بن طاهر بن النجم، حدّثني سعيد بن عمرو قال: قال أبو زرعة الرّازي (7):قلت - يعني - ليحيى بن معين في حديث يقال إنّ منصور بن

ص: 308


1- تاريخ بغداد 81/13.
2- في تاريخ بغداد: أبو بكر أحمد بن محمد بن محمد الأشناني.
3- في تاريخ بغداد: أبا الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي.
4- تحرفت في د و م و «ز»، و الأصل إلى: عمرو.
5- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 170/8.
6- من طريق أبي أحمد بن عدي رواه المزي في تهذيب الكمال 399/18 طبعة دار الفكر - بيروت.
7- رواه من طريقه المزي في تهذيب الكمال 399/18 طبعة دار الفكر.

أبي مزاحم رواه، فقال: كويتب (1).

أنبأنا أبو المظفّر بن القشيري، عن محمّد بن علي بن محمّد، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي قال: و سألته - يعني - الدار قطني عن منصور بن أبي مزاحم، فقال: ثقة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - الخطيب (2)،أنا ابن الفضل، أنا جعفر بن محمّد الخلدي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، و أبو القاسم العلاّف، قالا: أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا الحسن بن محمّد بن الحسن.

قالا: نا محمّد بن عبد اللّه بن سليمان الحضرمي قال: سنة خمس و ثلاثين و مائتين فيها منصور بن أبي مزاحم.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحدّاد، و أبو القاسم غانم بن محمّد بن عبد اللّه.

ثم أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن أبي حصين، نا محمّد بن عبد اللّه بن سليمان الحضرمي قال: و مات منصور بن أبي مزاحم سنة خمس و ثلاثين و مائتين.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا: أنا أحمد بن علي بن خلف، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أخبرني عبد العزيز بن عبد الملك الأموي، نا أبو بكر محمّد بن العباس بن فضل البغدادي - بحلب - نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار قال: و مات منصور بن أبي مزاحم سنة خمس و ثلاثين و مائتين.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن عبد الملك، أنا - الخطيب (3)،أنا العتيقي، أنا محمّد بن المظفر قال: قال عبد اللّه بن محمّد البغوي: مات منصور بن أبي مزاحم التركي في ذي القعدة سنة خمس و ثلاثين، و قد كتبت عنه.

قرأت على أبي محمّد بن حمز، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: و فيها - يعني - سنة خمس و ثلاثين و مائتين مات منصور بن أبي مزاحم، و اسم أبي مزاحم بشير في ذي القعدة.

ص: 309


1- كذا تقرأ بالأصل و د، و «ز»، و في م:«كو ثبت» كذا، و في تهذيب الكمال: تركي ثبت.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 82/13.
3- تاريخ بغداد 82/13.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر ابن حيوية، أنا محمّد بن القاسم، نا ابن أبي خيثمة قال: و مات منصور بن أبي مزاحم التركي في ذي القعدة سنة خمس و ثلاثين و مائتين، و منصور بن أبي مزاحم يكنى أبا نصر، و أبو مزاحم أبو منصور اسمه بشير.

7658 - منصور بن جعفر القيسي

حدّث عن الحسن بن أبي مدين (1).

روى عنه: علي بن الخضر بن سليمان بن سعيد السلمي، و أثنى عليه، فقال: حدّثني الشيخ العفيف الدّين منصور بن جعفر القيسي.

قرأت ذلك بخط علي بن الخضر.

آخر الجزء التاسع و الثمانين بعد الستمائة (2).

7659 - منصور بن جعونة بن الحارث العامريّ

وفد على عمر بن عبد العزيز.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم الحافظ (3)،أنا أبو محمّد بن حيّان، نا أحمد بن الحسين الحذاء (4)،نا أحمد بن إبراهيم، نا منصور بن بشير، نا أبو بكر - يعني - ابن نوفل بن الفرات، عن أبيه.

أن عمر استعمل جعونة بن الحارث على ملطية (5)،فغزا، فأصاب (6) و غنم، و وفد (7)ابنه على عمر، فلما دخل و أخبره الخبر قال له عمر: هل أصيب من المسلمين أحد؟ قال:

لا، إلاّ رويجل، فغضب عمر، و قال: رويجل!! رويجل!!- مرتين - يجيئوني بالشاة و البقرة و يصاب رجل من المسلمين؟ لا تلي لي أنت و لا أبوك عملا ما كنت حيا.

بلغني أن منصور بن جعونة كان عاملا على الرّها في آخر خلافة بني أمية، فامتنع من

ص: 310


1- ضبطت عن د.
2- من قوله: آخر... إلى هنا ليس في د، و م.
3- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 334/5 في ترجمة عمر بن عبد العزيز.
4- ليست في حلية الأولياء.
5- تقدم التعريف بها.
6- في الحلية: فأصاب غنما.
7- بالأصل:«في وفد» و التصويب عن د، و «ز»، و م، و الحلية.

بيعة بني العباس، فحصره المنصور و هو عامل السفّاح على الجزيرة، فلما فتح الرها هرب منصور ثم أمن فظهر، فلمّا خلع عبد اللّه بن علي أبا جعفر ولاّه شرطته، فلمّا هرب عبد اللّه إلى البصرة استخفى منصور فدل عليه في سنة إحدى و أربعين، فأتي به المنصور فقتله، و قال قوم: إنه أومن بعد هرب عبد اللّه، فظهر ثم وجدت له كتب إلى الروم يغش الإسلام، فقتله لذلك.

و ذكر أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري: عن عبد اللّه بن صالح بن مسلم، و عبد اللّه بن مالك الكاتب و غيرهما قالوا: حجّ المنصور بالناس سنة أربعين، و مضى إلى بيت المقدس، ثم انصرف سنة إحدى و أربعين و مائة إلى الرّقّة، فأتي بمنصور بن جعونة العامريّ فقتله.

7660 - منصور بن جمهور بن حصن بن عمرو بن خالد بن حارثة بن جابر

ابن حارثة بن العبيد بن عامر بن بكر بن عامر بن عوف بن عذرة

ابن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان

ابن الحاف بن قضاعة بن مالك بن حمير الكلبي (1)

من أهل قرية المزّة.

خرج مع يزيد بن الوليد، و ولاّه يزيد العراقين، و جمع له المصرين: الكوفة و البصرة، و كان ممن سعى في قتل الوليد بن يزيد، و كان (2) قدريا، ثم صار خارجيا بعد أن عزل.

حكى عنه محمّد بن عمر الكلاعي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطّار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو محمّد عبيد اللّه السكري، نا أبو يعلى المنقري، نا الأصمعي قال: ثم قام يزيد بن الوليد بن عبد الملك فعزل يوسف بن عمر (3) و ولّى منصور بن جمهور العراق.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز الكتاني، أنا عبد

ص: 311


1- ترجمته في جمهرة ابن حزم ص 458، و تاريخ خليفة بن خيّاط (الفهارس،) و تاريخ الطبري 270/7.
2- من هنا إلى قوله: الكلاعي، استدرك على هامش م.
3- تحرفت بالأصل و د، و «ز»، و م إلى: عمرو.

الوهّاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمّد بن جرير قال (1):و أمّا غير أبي مخنف فإنه قال: كان منصور بن جمهور أعرابيا، جافيا، غيلانيا (2) و لم يكن من أهل الدّين، و إنّما صار مع يزيد لرأيه في الغيلانية، و حمية لقتل يوسف - يعني: ابن عمر - خالدا (3)-يعني القسري - فشهد لذلك قتل الوليد، فقال يزيد له لمّا ولاّه العراق: قد وليتك العراق فسر إليه، و اتّق اللّه، و اعلم أنّي إنّما قتلت الوليد لفسقه، و لمّا أظهر من الجور، فلا ينبغي أن تركب بمثل ما قتلناه عليه، فدخل على يزيد بن الوليد يزيد بن حجرة الغسّاني - و كان ديّنا فاضلا ذا قدر في أهل الشام، قد قاتل الوليد ديانة - فقال: يا أمير المؤمنين أ ولّيت منصورا (4) العراق؟ قال: نعم، لبلائه و حسن معونته (5)،قال: يا أمير المؤمنين إنه ليس هناك في أعرابيته و جفائه في الدين، قال: فإذا لم أول منصورا في حسن معاونته فمن أولّي؟ قال:

تولّي رجلا من أهل الدّين و الصلاح و الوقوف عند الشبهات، و العلم بالأحكام و الحدود، و ما لي لا أرى أحدا من قيس يغشاك، و لا يقف ببابك، قال: لو لا أنه ليس من شأني سفك الدماء لعاجلت قيسا، فو اللّه ما عزّت (6) إلاّ ذلّ الإسلام.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبو يعلى.

قالا: أنا أبو القاسم الصيدلاني، أنا محمّد بن مخلّد بن حفص قال: قرأت على علي ابن عمرو، حدّثكم الهيثم بن عدي عن ابن عيّاش قال في تسمية من ولي العراق و جمع له المصران: منصور بن جمهور.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (7) في تسمية عمّال يزيد بن الوليد قال: ولّى العراق منصور بن جمهور الكلبي، و يقال: افتعل عهدا على لسانه، فولي نحوا من أربعين يوما، و جعل على شرطته الحجّاج بن أرطأة الفقيه.

ص: 312


1- رواه الطبري في تاريخه 270/7-271.
2- غيلانيا نسبة إلى غيلان.
3- بالأصل:«خالد» و المثبت عن د، و «ز»، و م.
4- الأصل و د، و «ز»، و م: منصور، و المثبت عن تاريخ الطبري.
5- تقرأ بالأصل: معرفته، و المثبت عن د، و «ز»، و م، و الطبري.
6- الأصل و د، و م، و «ز»: «عزوا» و المثبت عن الطبري.
7- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 369.

[و قال] (1):و لما عزل منصور بن جمهور عن العراق أتى السند، فغلب عليها و نزل العسكر، و سمّاها المنصورة (2).

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهّاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد، أنا عبد الوهّاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، نا الطبري قال (3):

و في هذه السنة - يعني - سنة أربع و ثلاثين و مائة وجه أبو العباس موسى بن كعب إلى الهند (4) لقتال منصور بن جمهور و فرض له لثلاثة آلاف رجل من العرب و الموالي بالبصرة، و لألف من بني تميم خاصة، فشخص و استخلف مكانه على شرطة أبي العباس المسيب بن زهير حتى ورد السند، فلقي منصور بن جمهور في اثني عشر ألفا فهزمه و من كان معه، فمضى و مات عطشا في الرّمال، و قد قيل: أصابه (5) بطن، و بلغ خليفة منصور، و هو بالمنصورة، هزيمة منصور فرحل بعيال منصور و ثقله، و خرج بهم في عدة من ثقاته (6) فدخل بهم بلاد الخزر.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، أنا أحمد ابن عمران، نا مولى، نا خليفة قال (7):و فيها - يعني: سنة ست و ثلاثين و مائة - قتل موسى بن كعب منصور بن جمهور بقندابيل لليلتين بقيتا من شهر رمضان.

7661 - منصور بن حسّان بن أبي الأغر خليفة بن المبارك السّلمي الشاعر

قرأت بخط أبي محمّد بن الأكفاني - رحمه اللّه - الأمير أبو الفتح منصور بن حسّان بن أبي الأغر خليفة بن مبارك السلمي الشاعر الدمشقي، توفي بعد سنة خمس [و ستين و أربعمائة] (8).

ص: 313


1- زيادة منا للإيضاح، و الخبر في تاريخ خليفة ص 370.
2- في تاريخ خليفة: المنصورية، و كتب محققه بالهامش:«في الحاشية: المشهور و الصواب المنصورة».
3- تاريخ الطبري 464/7 (حوادث سنة 134).
4- في الكامل لابن الأثير: إلى السند.
5- البطن: داء البطن.
6- الأصل، و م، و د، و «ز»: «بناته» و المثبت عن تاريخ بغداد.
7- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 415 (ت. العمري).
8- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن د، و «ز».

7662 - منصور بن رامش بن عبد اللّه بن زيد أبو نصر النيسابوري

7662 - منصور بن رامش بن عبد اللّه بن زيد أبو نصر النيسابوري (1)

قدم دمشق حاجا، و حدّث بها في دار ابن أبي نصر عن أبي حفص الكتاني، و أبي الحسن الدارقطني، و أبي حفص عمر بن عبد اللّه بن زاذان، و أبي محمّد المخلدي، و أبي الفضل الزهري، و علي بن عمر الحربي، و أبي القاسم موسى بن عيسى السراج، و أبي الحسين الخفّاف، و أبي حفص بن شاهين، و أبي طاهر المخلص، و إبراهيم بن محمّد بن الفتح الجلي، و أبي عمرو بن المنتاب، و أبي القاسم بن حبابة، و أبي الطيب محمّد بن الحسين ابن جعفر الكوفي النحاس، و عبيد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه الفامي، و محمّد بن أحمد بن عبدوس المذكي، و محمّد بن محمّد بن الحسن بن اليماني، و يوسف بن عمر القواس.

روى عنه: أبو بكر الخطيب، و عبد العزيز الكتاني، و أبو القاسم عبد الباقي بن أحمد ابن محمّد الطرسوسي، و الحسن بن علي بن عبد الواحد بن البري، و أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، و محمّد بن علي بن محمّد بن صالح المطرّز، و علي بن محمّد بن شجاع الربعي، و الأمير أبو السرايا نجيب بن عمّار العنوي (2)،و أبو الحسن علي بن الخضر بن عبدان، و أبو الفضل بن الفرات.

أخبرنا أبو الحسن السلمي، نا عبد العزيز بن أبي طاهر، أنا أبو نصر منصور بن رامش النيسابوري، قدم علينا بعد منصرفه من الحج، نا علي بن عمر بن مهدي الحافظ، نا يحيى بن محمّد مولى بني هاشم، نا محمّد بن ميمون الخيّاط، نا سفيان بن عيينة، نا سعير (3) بن الخمس، و مسعر، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلاّ اللّه (4)،و إقام الصلاة، و إيتاء الزكاة، و حجّ البيت، و صوم رمضان»[12471].

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن السّمرقندي قال: أنا أبو طاهر المخلّص، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا محمّد بن ميمون الخيّاط المكّي، نا سفيان، عن [سعير] (5) و مسعر، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ابن عمر

ص: 314


1- ترجمته في تاريخ بغداد 86/13 و سير أعلام النبلاء 540/17.
2- كذا رسمها بالأصل، و د، و «ز»، و م بدون إعجام.
3- تحرفت في م إلى: سعيد.
4- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م، و لم يذكر:«و أن محمدا رسول اللّه».
5- بياض بالأصل و م، و «ز»، و استدركت اللفظة عن د.

قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلاّ اللّه، و إقام الصلاة، و إيتاء الزكاة، و حجّ البيت، و صوم رمضان»[12472].

أخبرنا أبو الحسن بن أبي عبد اللّه الفارسي - في كتابه - قال: سمعت الشيخ أبا صالح المؤذن يقول: سمعت أحمد بن علي الأصبهاني يقول: وجّه إليّ الرئيس منصور بن رامش و قرأ من مسموعاته بالعراق، انفرد برواية أكثرها.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):

منصور بن رامش بن عبد اللّه بن زيد، أبو نصر النيسابوري، قدم بغداد غير مرة، و آخر ما قدمها حاجا، و حدّث بها في سنة أربع عشرة و أربعمائة عن أحمد بن محمّد بن عمر الخفّاف، و الحسن بن أحمد بن شيبان العدل، و عبيد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه الفامي (2)، و محمّد بن أحمد بن عبدوس المزكي، و محمّد بن محمّد بن الحسن بن هانئ النيسابوريين (3)،و عن أبي الحسن الدارقطني، و أبي حفص بن شاهين، و أبو القاسم بن حبابة، و يوسف بن عمر القوّاس، و محمّد بن الحسين التّيملي، الكوفي، كتبنا عنه، و كان ثقة، بلغنا أن منصور بن رامش مات في سنة سبع و عشرين و أربعمائة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، قال: توفي شيخنا أبو نصر منصور بن رامش بن عبد اللّه بن زيد النيسابوري في سنة سبع و عشرين و أربعمائة، و كان قدم دمشق سنة عشرين و أربعمائة.

أنبأنا أبو نصر إبراهيم بن الفضل بن إبراهيم، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد الكتبي قال:

سنة سبع و عشرين و أربعمائة ورد الخبر بوفاة الرئيس أبي نصر بن رامش، و التغلبي أبي إسحاق صاحب التفسير، و حمزة السهمي، و أبي عثمان المقرئ، و أبي الفضل الفلكي الحافظ، و أبي عمرو بن يحيى، كلهم بنيسابور.

ص: 315


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 86/13 رقم 7069.
2- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م، و في تاريخ بغداد: القاص.
3- بالأصل:«النيسابوري» و المثبت عن د، و «ز»، و م، و تاريخ بغداد.

كتب إلينا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل في تذييله تاريخ نيسابور قال (1):

منصور بن رامش بن عبد اللّه بن زيد أبو نصر الرئيس السالار الغازي النيسابوري، رجل من الرجال، و داهية (2) من الدهاة، تولى الرئاسة بنيسابور في أيام محمود، و تزينت نيسابور في أيام محمود بعدله و انتصافه للرعايا من الظّلمة، ثم خرج إلى مكة حاجا، و جاور بها سنين، ثم عاد إلى خراسان في أيام مسعود بن محمود (3) ليسعى في إرضاء خصومه، و رد المظالم إلى أهلها إتماما للتوبة، و كان على عزم أن يعود إلى مكة فعرض الأمير مسعود عليه الوزارة فأبى، فقلّده رئاسة نيسابور ثانيا، فلم يتمكن في زمانه من العدل و الإنصاف كما كان في زمان محمود لتغيّر الأحوال و فساد سيرة العمّال، فاستعفى و سأل السلطان أن يعزله ففعل، فقعد في البيت، و أخذ في العبادة، و توفي بنيسابور في رجب سنة سبع و عشرين و أربعمائة، سمع الحديث الكثير بالعراق، و هو ثقة، حسن الأداء، صحيح الأصول، و ذكر بعض شيوخه.

7663 - منصور بن زيد القرشي

من أهل بيت نائم (4)،قرية من قرى دمشق، له ذكر في كتاب ابن أبي العجائز.

7664 - منصور بن سعيد بن الأصبغ، و يقال: منصور بن زيد الكلبي

7664 - منصور بن سعيد بن الأصبغ، و يقال: منصور بن زيد الكلبي (5)

شاعر، نزل مصر، و حدّث عن دحية بن خليفة الكلبي.

روى عنه: أبو الخير مرثد بن عبد اللّه اليزني.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسين محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي نصر، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا أحمد بن عبد الوارث، نا عيسى بن حمّاد، أنا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن منصور الكلبي أن دحية بن خليفة خرج من قريته

ص: 316


1- راجع كتاب المنتخب من السياق لتاريخ نيسابور ص 438 رقم 1485.
2- الأصل و م، و «ز»، و د:«وداه» و المثبت عن المنتخب من السياق.
3- تحرفت في المنتخب من السياق إلى: مسعود بن محمد النسفي.
4- بالأصل:«يابم» و بدون إعجام في «ز»، و م، و في د:«نابم» أعجمت اللفظة عن غوطة دمشق ص 13 و 17.
5- ترجمته في الجرح و التعديل 180/8 و التاريخ الكبير 343/8 و تهذيب التهذيب 540/5 و تهذيب الكمال 18/ 390 و ميزان الاعتدال 184/4.

بدمشق المزة (1) إلى قدر قرية عقبة (2) من الفسطاط، و ذلك ثلاثة أميال في رمضان، ثم إنه أفطر، و أفطر معه الناس، و كره آخرون أن يفطروا، فلمّا رجع إلى قريته قال: و اللّه لقد رأيت اليوم أمرا ما كنت أظنّ أني أراه، أن قوما رغبوا عن هدي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و أصحابه يقول ذلك للذين صاموا. ثم قال عند ذلك: اللّهمّ اقبضني إليك.

أخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد (3) الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد (4) بن غانم، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، أنا أبي، أنا محمّد بن محمّد بن الأزهر، نا الحارث بن محمّد التميمي، نا يونس بن محمّد المؤدّب، نا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير مرثد بن عبد اللّه، عن منصور الكلبي، عن دحية بن خليفة أنه خرج من قريته إلى قرية من قريته عقبة في رمضان، ثم إنه أفطر، فأفطر معه ناس، و كره آخرون أن يفطروا، فلمّا رجع إلى قريته قال: و اللّه لقد رأيت اليوم أمرا ما كنت أظنّ أن أراه، إن قوما رغبوا عن هدي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و أصحابه، يقول ذلك للذين صاموا، ثم قال عند ذلك: اللّهمّ اقبضني إليك (5).

أنبأنا أبو محمّد الآبنوسي، ثم أخبرنا أبو الفضل السلامي عنه، أنا الحسن بن علي، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أحمد بن علي بن الحسن، نا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم، نا أبو صالح، و يحيى بن بكير، قالا: نا الليث، حدّثني يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن منصور الكلبي أن دحية بن خليفة خرج من قريته بدمشق المزة قدر قرية عقبة في شهر رمضان، فذكر الحديث.

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن

ص: 317


1- سقطت من د. و المزة بالكسر ثم التشديد، قرية كبيرة غناء في وسط بساتين دمشق، بينها و بين دمشق نصف فرسخ (معجم البلدان).
2- العقبة بالضم، قدر فرسخين، و العقبة أيضا: قدر ما تسيره، و الجمع عقب.(تاج العروس: عقب) طبعة دار الفكر.
3- في م: عبيد الواحد.
4- سقطت من د.
5- ذكر في تهذيب الكمال 391/18 طبعة دار الفكر.

عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (1):منصور الكلبي سمع دحية، روى عنه مرثد ابن عبد اللّه.

أخبرنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه - إذنا - قالا: أنا ابن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (2):

منصور الكلبي مصري، روى عن دحية بن خليفة البكري (3)،روى عنه أبو الخير مرثد ابن عبد اللّه اليزني، سمعت (4) أبي يقول ذلك.

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العباس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن، ثم حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن منده قال:

قال لنا أبو سعيد بن يونس (5):

منصور بن سعيد بن الأصبغ الكلبي، يروي عن دحية بن خليفة الكلبي، روى عنه مرثد ابن عبد اللّه اليزني، و ابنه حسّان بن منصور، روى عنه حفص بن صالح الجشمي (6)،و ابن (7)ابنه سهل بن حسّان بن منصور، يكنى أبا السّحماء، روى عنه الليث بن سعد، و خالد بن حميد، و ضمام بن إسماعيل، و عبد اللّه بن وهب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه، أنا عثمان بن أحمد بن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد بن البراء قال علي بن المديني:

منصور بن زيد الكلبي، روى عنه أبو الخير مرثد، روى عن دحية عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم في الصيام، مجهول لا أعرفه (8).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد.

ص: 318


1- التاريخ الكبير للبخاري 343/7.
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم.
3- كذا بالأصل، و د، و «ز»، و م، و في الجرح و التعديل: الكلبي.
4- بالأصل: سمع، و المثبت عن د، و «ز»، و م، و الجرح و التعديل.
5- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 391/18 طبعة دار الفكر.
6- بدون إعجام بالأصل و د، و «ز»، و م، و المثبت عن تهذيب الكمال.
7- في تهذيب الكمال: و ابنه سهيل بن حسان بن منصور.
8- تهذيب الكمال 390/18.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين (1) بن جعفر، قالوا:

أنا الوليد، أنا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال: منصور الكلبي، مصري، تابعي، ثقة (2).

كتب إليّ أبو نصر القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ (3) قال: قرأت بخط أبي عمرو المستملي - يعني - أحمد بن المبارك النيسابوري، قال: و حدّث - يعني - محمّد ابن يحيى الذهلي بحديث أبي الخير عن منصور الكلبي عن دحية الكلبي، فسئل عن منصور هذا فقال [قال] (4) يزيد بن أبي حبيب: منصور بن زيد الكلبي.

7665 - منصور بن عبد اللّه أبو القاسم الورّاق

روى عن أبي الدّرداء عبد الوهّاب بن محمّد بن أبي قرة، و علي بن جابر (5) بن بشر الأودي، و الحسين بن عمر (6) بن عبد الحميد بن ميمون بن مهران، و إسحاق بن خالد البالسي.

روى عنه: أبو علي الحصائري، و أبو عبد اللّه بن مروان، و أبو علي بن شعيب.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو نصر محمّد بن أحمد بن هارون بن موسى الغسّاني.

ح و أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أنا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمّام بن محمّد.

قالا: أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن القرشي، حدّثني أبو القاسم منصور بن عبد اللّه الورّاق، حدّثني علي بن جابر بن بشر الأودي، نا حسن بن حسين بن عطية، نا أبي، عن مسعر بن كدام، عن عطية، عن أبي سعيد قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«كان فيمن كان قبلكم رجل مسرف على نفسه، و كان مسلما، كان إذا أكل طعاما طرح

ص: 319


1- تحرفت بالأصل و م و د، و «ز» إلى: الحسن.
2- تاريخ الثقات للعجلي ص 441 رقم الترجمة 1641.
3- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 390/18 طبعة دار الفكر.
4- سقطت من الأصل و د، و استدركت عن م و «ز».
5- بالأصل:«بشر بن جابر» و فوق اللفظتين علامتا تقديم و تأخير.
6- كذا بالأصل و د، و «ز»«عمر» و في م:«عمرو».

ثفالة (1) طعامه على مزبلة، فكان يأوي إليها عابد، فإن وجد كسرة أكلها، و إن وجد بقلة أكلها، و إن وجد عرقا (2) تعرّقه قال (3):فلم يزل كذلك حتى قبض اللّه عز و جل ذلك الملك، فأدخله النار بذنوبه، فخرج العابد إلى الصحراء مقتصرا على مائها و بقلها، ثم إنّ اللّه عزّ و جل قبض ذلك العابد فقال: هل لأحد عندك معروف نكافئه؟ قال: لا يا رب، قال: فمن أين كان معاشك؟ و هو أعلم - زاد عبد الكريم: بذلك - قال: كنت آوي إلى مزبلة ملك، فإن وجدت كسرة أكلتها، و إن وجدت بقلة أكلتها، و إن وجدت عرقا تعرّقته فقبضته فخرج إلى البرية مقتصرا على بقلها و مائها، فأمر اللّه عزّ و جلّ بذلك الملك، فأخرج من النار حممة - و قال ابن السّمرقندي: جمرة تنفض - فأعيد - زاد ابن القاسم السمرقندي: مكانه كما كان، فقال:

و قالا: يا رب هذا الذي كنت آكل من مزبلته، فقال اللّه عزّ و جل له: خذ بيده فأدخله الجنّة، من معروف كان منه إليك لم تعلم به. أما لو علم به ما أدخلته النار»..

هذا حديث غريب.

آخر الجزء الخامس و الثمانين بعد الأربعمائة (4).

7666 - منصور بن عبد اللّه بن إبراهيم أبو نصر الأصبهاني الصّوفي

سمع أبا جعفر سعيد بن تركان الصّوفي بدمشق، و محمّد بن داود الدّقّي، و أبا علي الروذباري، أحمد بن محمّد بن القاسم، و أبا عمران موسى بن عيسى البسطامي المعروف بعمّي، و يعقوب بن إسحاق، و جعفر الخلدي، و أبا يعقوب إسحاق بن محمّد النهرجوري، و أبا عمر الدمشقي، و إبراهيم بن المولد الرّقّي، و أبا الخير التيناتي، و محمّد بن أحمد بن الليث، و إبراهيم بن شيبان القرميسيني، و أبا الحسن بن الخوارزمي، و العباس بن يوسف الشكلي، و أبا الحسن المزين الكبير، و القاسم بن عبيد اللّه بالبصرة.

روى عنه: أبو عبد الرّحمن السلمي، و أبو الفضل أحمد بن أبي عمران موسى الصّرّام الهروي، و أبو سعيد عبد اللّه بن محمّد بن عبد الوهّاب الرّازي الصّوفي.

أخبرنا أبو سعد عبد اللّه بن أسعد بن أحمد بن محمّد بن حيّان الطبيب، أنا أبو بكر بن

ص: 320


1- الثفل و لثافل ما استقر تحت الشيء من كدرة، يقال: ثفل الماء و الدواء و المرق أي علا صفوه و رسب ثفله أي خثارته (تاج العروس: ثفل).
2- عرق العظم يعرقه عرقا و معرقا إذا أكل ما عليه من اللحم نهشا بأسنانه، كتعرّقه (تاج العروس: عرق).
3- استدركت على هامش م.
4- من قوله: آخر... إلى هنا سقط من م، و د.

خلف الشيرازي، أنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين السلمي قال: سمعت منصور بن عبد اللّه الأصبهاني يقول: سمعت إبراهيم بن المولّد يقول: دخلت على إبراهيم القصّار و هو يبكي، فقلت له: ما لك؟ فقال: تذكرت أيامي التي كنت فيها في محل البسط، و حال الأنس، و قيامي ببعض ما أوجب اللّه عليّ من حقوقه، ففترت و عجزت، و أنا أدافع النهار بالليل، و الليل بالنهار، و أخشى أن أكون قد سقطت من عين اللّه عزّ و جلّ، فبعدني (1) من بابه، و صرت من المطرودين، و أنشأ يقول:

إذا كنت تجفوني و أنت ذخيرتي *** و موضع شكواي فما أنا صانع

نهاري نهار الناس حتى إذا بدا (2) *** لي الليل هرّتني (3) إليك المضاجع

أقضّي نهاري بالحديث و بالمنى *** و تجمعني و الهمّ بالليل جامع

أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر (4) أحمد بن علي (5)،أنا أحمد بن علي المحتسب، أنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين النيسابوري قال: سمعت منصور بن عبد اللّه يقول: سمعت أبا جعفر سعيد بن تركان بدمشق يقول، فذكر عنه حكاية تقدمت في ترجمة سعيد.

7667 - منصور بن عفيف أبو الفتح الإسكندري الفقيه

سمع بدمشق: أبا القاسم بن أبي العلاء سنة ست و سبعين و أربعمائة.

قال لنا أبو عبد اللّه محمّد بن المحسّن بن أحمد السلمي في ذكر جماعة عرف أدبهم و فضلهم و تميّزهم و لم يحفظ عنهم شيئا قدموا دمشق منهم الفقيه أبو الفتح الإسكندري.

[قال] (6) الحسن بن صاعد في الفقيه الإسكندري:

فقيه يعدّ من الحاشية *** فحالته بيننا ما شية

إذا ما أتى مقبلا نحونا *** لقيناه بالحف و العاشية

فيدخل حاما بنا مونسة *** و يخرج مقتصر الحاشية

ص: 321


1- بالأصل: فيبعدني، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
2- كذا بالأصل، و «ز»، و م، و في المختصر و د: دجا.
3- الأصل: هزتني، و المثبت عن م و د، و «ز».
4- بالأصل: أبو عبد الرحمن بكر.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 108/9 في ترجمة سعيد بن تركان الصوفي.
6- زيادة منا، سقطت من الأصل و د، و «ز»، و م.

فعرنينه أبدا سبعه *** و قرناه في ذروة الشاشية

و ليس من المعز يرعى الحشيش *** و لكن لقرنيه فيها شية

و لصاعد فيه، يشبه عمامته:

مقموطة الأرحاء مخرومة *** كأنها ملصقة الحبر

7668 - منصور بن علي بن منصور بن طاهر بن محمّد بن إسحاق

7668 - منصور بن علي (1) بن منصور بن طاهر بن محمّد بن إسحاق

أبو الحسين الهروي الواعظ

حدّث بدمشق و معرة النعمان عن أبي علي أحمد بن محمّد بن منصور الخالدي، و القاضي أبي منصور محمّد بن محمّد الأزدي الواعظ، و أبي الحسين أحمد بن عبد اللّه بن بشر المزني.

روى عنه أبو بكر السلمي الحدّاد، و القاضي أبو غانم عبد الرزّاق بن عبد اللّه بن المحسّن بن عمرو التنوخي المعري.

و ذكر أنه من ولد خالد بن الوليد، و ليس كذلك، و إنما هو من ولد خالد بن أحمد الذهلي أمير خراسان.

أنبأنا أبو محمّد بن صابر، أنا أبو القاسم نصر بن أحمد الهمداني المعلّم، أنا أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد السّلمي قال: قرأت على أبي الحسن منصور بن علي بن منصور (2)ابن خالد بن عبد اللّه الخالدي من أولاد خالد بن الوليد قلت له: أخبركم أبو علي أحمد بن محمّد بن منصور الخالدي، نا أبو محمّد بن علي بن دحيم، نا علي بن حرب، نا محمّد بن فضيل، نا عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة قال:

قال رجل: يا رسول اللّه، أي الصدقة أعظم أجرا؟ قال:«أن تصدق و أنت صحيح، شحيح، تأمل الغنى، و تخشى الفقر، و لا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم، قلت: لفلان كذا، و لفلان كذا».

ص: 322


1- كذا وردت هذه الترجمة هنا قبل ترجمة منصور بن علوان، و حقها أن تتأخّر إلى ما بعدها، تركناها هنا حسب ما وضعها المصنف، لكنه عمد إلى تكرار قسم منها بعد ترجمة منصور بن علوان، و لعله انتبه إلى أنه قد وضعها قبل ترجمة ابن علوان، فتوقف، و لم يكملها، و لم يشطبها.
2- إلى هنا اقتصرت الترجمة في د و بعدها فقط:«الخالدي، أنا أبو بكر محمد» و لم يزد، و انتقل فورا إلى ترجمة منصور بن عمار بن كثير. و إلى هنا سيكرر المصنف هذه الترجمة بعد الترجمة التالية، راجع الحاشية السابقة.

قال أبو علي الخالدي: سمعت ابن المبرد و هو ينشد في هذا المعنى:

أمهد لنفسك في الحياة فإنّما *** يبقى غناك لمصلح أو مفسد

فإذا جمعت لفاسد لم يبقه *** و أخو الصلاح قليله يتزيد

أنبأنا أبو البيان محمّد بن عبد الرّزّاق بن أبي حصن، أنا أبي أبو غانم عبد الرّزّاق بن أبي حصن المعري، نا أبو الحسين منصور بن علي بن منصور بن طاهر بن محمّد بن إسحاق الواعظ الهروي في مجلس أبي بمعرّة (1) النعمان (2) نزل و هو راجع عن الحجّ سنة خمس و عشرين و أربعمائة نا الشيخ الفاضل أبو علي أحمد بن محمّد بن منصور بن خالد بن عبد اللّه الخالدي من أولاد خالد بن الوليد، نا أبو علي إسماعيل بن محمّد الصفّار، نا الحسن بن عرفة، نا روح بن عبادة، نا حجّاج الصوّاف، عن أبي الزّبير، عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«من قال سبحان اللّه و بحمده غرست له نخلة في الجنّة»[12473].

7669 - منصور بن علوان بن وهبان أبو الفتح السّلمي الصّيداوي المؤدّب

7669 - منصور (3) بن علوان بن وهبان أبو الفتح السّلمي الصّيداوي المؤدّب

أصله من البصرة، سكن دمشق، و كان يؤدّب بها في طرف مسجد سوق الأحد.

و كان أديبا حاسبا، و له شعر حسن، و كان كثير التبذّل (4) مديما لحضور مقام المصارعين و الجلوس في حلق الطرقيين، حدّثني أبو الوحش الصّيداوي الشاعر أنه ولد بصيدا سنة اثنتين و تسعين و أربعمائة، و أنه كان مذهبه مذهب أهل السّنّة، منتحلا لمذهب الشافعي، و أنشدني له:

لو أنّ لي مالا و جاها لما *** قصّر في إكرامي الناس

لكنها الأيام لمّا سطت (5) *** و مسّني ضرّ و إفلاس

رماني الدهر بأحداثه *** كأنّني للدّهر برجاس (6)

ص: 323


1- بالأصل: معرة، و المثبت عن «ز»، و م.
2- معرة النعمان: مدينة مشهورة كبيرة من أعمال حمص بين حلب و حماه (معجم البلدان).
3- سقطت هذه الترجمة بكاملها من د.
4- بدون إعجام بالأصل و م و «ز»، أعجمت اللفظة عن المختصر.
5- الأصل: شطت، و المثبت عن «ز»، و م.
6- البرجاس بالضم، و العامة تكسره: شبه الأمرة ينصب من الحجارة، و البرجاس: غرض في الهواء على راس رمح و نحوه يرمى به. قال الجوهري: مولد (تاج العرس: برجس).

و أظهر الإخوان لي جفوة *** و بان لي من برّهم بأس

إن غبت لا يسأل عني *** و إن حضرت لا يرفع لي راس

أنشدنا أبو منصور سعد اللّه بن محمّد، أنشدنا أبو الفتح لنفسه:

كتبت و قد قدمت من قبل عدة *** من الكتب تنبي عن ضميري و عن جهري

أخبر ما ألفي من الشوق راجيا *** جوابا يجلي ظلمة الهمّ عن فكري

و أخدع قلبي و هو يهفو إليكم *** اشتياقا و لو لا خدعي طار عن صدري

و إنّي و إن أسهبت في [شكر فضلكم] (1) *** لمعترف بالعجز عن واجب الشكر

و غاية آمالي و من لي بنيلها *** و سعدي و رشدي لو وقفت على سطر

و أنشدنا له:

و جمال وجهك و الكمال و ما به *** فضلت من طرف على الظّرفاء

و شعاع تلك النار في وجناته *** خلطت بأنظاره و بهاء

لا الماء محترق بحرّ ضرامها *** و النار لا يطفّى ببرد الماء

توفي أبو الفتح ليلة النصف، و دفن يوم النصف من شعبان سنة ستين و خمسمائة بدمشق (2).

7670 - منصور بن عمّار بن كثير أبو السّري السّلمي الخراساني الواعظ

7670 - منصور بن عمّار بن كثير أبو السّري السّلمي الخراساني الواعظ (3)

يقال إنه من أهل دندانقان (4)،و يقال: من أبيورد، و يقال: من بوشنج، و يقال: من أهل البصرة.

قدم دمشق، و سمع بها: أبا الخطّاب معروفا الخيّاط، و هقل بن زياد، و بمصر: ليث بن

ص: 324


1- الأصل:«فضل حبكم» ثم شطبت اللفظتان و استدرك على هامشه:«شكر فضلكم» و هو ما استدركناه، و مثله في م، و «ز».
2- بعدها كرر المصنف هنا بالأصل و م، و «ز» جزء من ترجمة منصور بن علي أبي الحسين الهروي، المتقدمة، فحذفناها.
3- ترجمته في ميزان الاعتدال 187/4 و حلية الأولياء 325/9 و تاريخ بغداد 71/13 و الجرح و التعديل 176/8 و التاريخ الكبير 350/7 و سير أعلام النبلاء 93/9 و الكامل لابن عدي 393/6 و الضعفاء الكبير للعقيلي 193/4 و الرسالة القشيرية (الفهارس).
4- دندانقان: بلدة من نواحي مرو الشاهجان على عشرة فراسخ منها في الرمل (معجم البلدان).

سعد، و عبد اللّه بن لهيعة و بغيرها: منكدر بن محمّد (1) بن المنكدر، و بشير بن طلحة، و محمّد بن زياد قاضي شمشاط (2).

روى عنه ابنه سليم بن منصور، و علي بن خشرم، و أبو جعفر محمّد بن جعفر لقلوق البغدادي الأحول، و يوسف بن عبد اللّه الحرّاني، و زهير بن عبّاد الرّؤاسي، و عبد اللّه بن سهيل مؤذن المتوكل، و أحمد بن منيع البغوي، و منصور بن الحارث بن أبي منصور، و عبد الرّحمن بن يونس الرقي، و أحمد بن بشر الواسطي.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا السيّد أبو الحسن الهمداني - يعني - محمّد بن علي بن الحسين، نا أحمد بن محمّد بن جعفر البزاز، نا أحمد بن نصر الأنطاكي، نا سليم بن منصور، نا أبي، نا ابن لهيعة عن أبي قبيل عن عبد اللّه بن عمرو قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«من أعيته المكاسب فعليه بمصر، و عليه بالجانب الغربي منها»[12474].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ، نا أبو عبيد محمّد بن أحمد بن المؤمّل الناقد، نا محمّد بن جعفر الأحول، أنا منصور بن عمّار، نا ابن لهيعة، عن درّاج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم نهى عن السّباع؛[قال ابن عساكر] (3):و السباع المفاخرة بالجماع (4).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبد اللّه بن منيع، حدّثني جدي - يعني - أحمد بن منيع (5)،نا منصور بن عمّار، نا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر، عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«كلّ طعام لا يذكر اسم اللّه عليه فإنّما هو داء، و لا بركة فيه، و كفّارة ذلك - إن كانت المائدة موضوعة - أن تسمّي و تعيد يدك، و إن كانت قد رفعت أن تسمّي اللّه و تلعق أصابعك».

ص: 325


1- ممحوة في د.
2- شمشاط: مدينة بالروم على شاطئ الفرات، و هي محسوبة من أعمال خرتبرت.
3- زيادة منا.
4- جاء في تاج العروس: السباع: الجماع نفسه، و السباع هو الفخار بكثرته و إظهار الرفث و به فسر الحديث: نهي عن السباع. و قيل السباع المني عنه: التشاتم، بأن يتسابّ الرجلان فيرمي كل واحد منهما صاحبه بما يسوؤه من القذع (مادة: سبع).
5- تحرفت بالأصل إلى: معين، و المثبت عن د، و «ز»، و م.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):

منصور بن عمّار صاحب المواعظ، بغدادي، روى عنه الليث بن سعد، و الهقل بن زياد، و بشير بن طلحة، روى عنه ابنه سليم بن منصور، سمعت أبي يقول ذلك، سئل أبي عن منصور بن عمّار؟ فقال: ليس بالقوي، صاحب مواعظ.

قرأت على أبي الفضل محمّد بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو السّري منصور بن عمّار.

أخبرنا أبو الحسين علي بن أحمد، نا - و أبو منصور محمّد بن عبد الملك، أنا - الخطيب (2)،نا - محمّد بن علي الصوري، أنا - محمّد بن عبد الرّحمن الأزدي، نا عبد الواحد ابن محمّد بن مسرور، نا أبو سعيد بن يونس قال.

و كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمّي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه بن منده قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:

منصور بن عمّار بن كثير السّلمي القاضي، يكنى أبا السّري - زاد ابن منده: بصري و قالا:- قدم مصر، و جلس يقصّ على الناس، فسمع كلامه الليث بن سعد، فاستحسن قصصه و فصاحته، فذكر أن الليث قال له: يا هذا، ما الذي أقدمك إلى بلدنا؟- و قال ابن منده: بلادنا - قال: طلبت أكتسب بها ألف دينار، فقال له الليث: فهي لك على، رصين كلامك هذا الحسن، و لا تتبذّل، و قال ابن منده: و لا تبذّله، فأقام بمصر في حملة الليث بن سعد و في جرايته إلى أن خرج عن مصر، فدفع إليه الليث ألف دينار، و دفع إليه بنو الليث أيضا ألف دينار، فخرج، و سكن بغداد، و بها توفي - زاد ابن منده: روى عنه من أهل مصر:

سعيد بن عفير، و يحيى بن بكير و غيرهما، و قالا:- و كان قصصه - و قال ابن مسرور: في قصصه و كلامه شيئا عجبا، لم يقصّ على الناس مثله.

ص: 326


1- الجرح و التعديل 176/8.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 72/13.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (1) قال:

منصور بن عمّار أبو السّري، منكر الحديث، و منصور بن عمّار رجل قد اشتهر بالوعظ الحسن، و أنه دخل على الليث بن سعد فوعظه، فأمر له بألف دينار، و قال له: لا تعلم به ابني الحارث فتهون عليه، و كان يعطى على الوعظ الحسن مال (2)،و أحاديثه كلها يشبه بعضها بعضا، و عن كلّ من يروي ابن لهيعة و غيره، فإنه يأتي عنهم بما يشبه حديث من روى عنهم، و ابن لهيعة ليّن في الحديث، و غير ابن لهيعة الذي يروي عنه منصور ليس بالمشهور، و أرجو أنه مع مواعظه الحسنة لا يتعمد الكذب، و إنكار ما يرويه لعله من جهة غيره.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد قال:

أبو السّري منصور بن عمّار الواعظ، أراه مصري الأصل، سكن بغداد، سمع الليث بن سعد، و الوليد بن مسلم، روى عنه ابنه سليم، و محمّد بن أبي الحارث، و روى عنه ابنه عن مشايخه أحاديث منكرة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - الخطيب (3)،أنا أبو عبد الرّحمن إسماعيل بن أحمد النيسابوري الحيري.

ح و أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي، أنا أبو بكر بن يحيى بن إبراهيم.

قالا: أنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين السلمي قال: منصور بن عمّار من أهل مرو، من قرية يقال لها دندانقان، و يقال: من أهل أبيورد، و يقال: من أهل بوشنج، انتهى حديث الحيري، و زاد أبو بكر: دخل العراق و أقام بها، أوتي الحكمة، و قيل إنّ سبب ذلك أنه وجد رقعة في الأرض مكتوب عليها: بسم اللّه الرّحمن الرحيم، فأخذها، فلم يجد لها موضعا، فأكلها، فأري فيما يرى النائم كأن قائلا قال له: قد فتح اللّه عليك باب الحكمة باحترامك لتلك الرقعة، فكان بعد ذلك يتكلم بالحكمة، و كنية منصور بن عمّار أبو السّري.

ص: 327


1- رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 393/6 و 395.
2- بالأصل، و د، و «ز»، و م:«قالا» و المثبت عن الكامل لابن عدي.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 71/13.

أخبرنا أبو الحسن المالكي، و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):منصور بن عمّار بن كثير (2) أبو السّري السّلمي الواعظ، من أهل خراسان، و قيل: من أهل البصرة، سكن بغداد و حدّث بها عن معروف أبي الخطاب صاحب واثلة بن الأسقع، و عن ليث بن سعد، و عبد اللّه بن لهيعة، و منكدر بن محمّد بن المنكدر، و بشير بن طلحة، روى عنه ابنه سليم، و علي بن خشرم، و محمّد بن جعفر لقلوق و غيرهم.

أخبرنا أبو المظفّر عبد المنعم بن القشيري، قال: قال لنا أبي الأستاذ أبو القاسم (3):

و منهم أبو السّري منصور بن عمّار، من أهل مرو، من قرية دندانقان، و يقال: إنه من بوشنج، أقام بالبصرة، و كان من الواعظين الأكابر.

قال منصور بن عمّار: من جزع من مصائب (4) الدنيا تحولت مصيبته في دينه.

و قال منصور بن عمّار: أحسن لباس العبد التواضع و الانكسار، و أحسن لباس العارفين التقوى، قال اللّه تعالى: وَ لِبٰاسُ التَّقْوىٰ ذٰلِكَ خَيْرٌ (5).

و قيل: إن سبب توبته أنه وجد في الطريق رقعة مكتوب عليها: بسم اللّه الرّحمن الرحيم، فأخذها (6)،فلم يجد لها موضعا فأكلها (7)،فأري في المنام كأن قائلا قال له: فتح [اللّه] (8) عليك باب الحكمة باحترامك لتلك الرقعة.

أنبأنا أبو المظفّر (9) بن القشيري، عن أبي سعيد محمّد بن علي بن محمّد، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال: قال أبو الحسن الدارقطني: منصور بن عمّار يحدّث عن الضعفاء، و له أحاديث لا يتابع عليها (10).

أخبرنا أبو الحسن الغسّاني، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر (11)،أنا محمّد

ص: 328


1- تاريخ بغداد 71/13.
2- تحرفت بالأصل إلى: كبير، و التصويب عن م، و «ز»، و د، و تاريخ بغداد.
3- رواه القشيري في الرسالة القشيرية ص 423 رقم 55 (طبعة بيروت).
4- يعني بمصائب الدنيا فقدان الولد، و هلاك المال، و الآلام و الأمراض و الأسقام.
5- سورة الأعراف، الآية:26.
6- في الرسالة القشيرية: فرفعها.
7- استدركت على هامش م.
8- سقطت من الأصل و د، و «ز»، و م، و استدركت عن الرسالة القشيرية ص 424.
9- في د:«أخبرنا أبو الحسين المظفر...».
10- رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 94/9.
11- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 77/13-78.

ابن أحمد بن رزق، أنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، نا محمّد بن أحمد بن (1) البراء، أنا أحمد بن عمرو الضرير قال: قال منصور بن عمّار: قال أبو بكر: و أخبرني محمّد بن الحسين بن إبراهيم الخفّاف، نا رواد و كرمون (2) ابنا جراح بن صفوة بن صالح قالا: نا حفص بن عمر بن الخليل الحافظ، حدّثني أبو حاتم محمّد بن إدريس الحنظلي بالريّ قال: سمعت إبراهيم بن منصور بن عمّار قال: سمعت أبي يقول:

قال لي رجل بالشام: يا أبا السّري، عندنا رجل من العبّاد من أهل واسط العراق، رجل لا يأكل إلاّ من كدّ يده، و قد دبرت (3) من سفّ الخوص (4) و الاعتمال صفحة يديه، و لو رأيته لوقذك النظر إليه، فهل لك أن تمضي بنا إليه؟ قال: قلت: نعم، فأتيناه، فدفعنا عليه بابه، فخرج إلى الباب، فسمعته يقول: اللّهمّ إنّي أعوذ بك ممن جاء ليشغلني عمّا (5) أتلذذ به من مناجاتك، ثم فتح الباب، فدخلنا، و إذا رجل يرى به الآخرة، و إذا قبر محفور، و وصيته قد كتبها في الحائط، و كساؤه قد أعده لكفنه، فقلت: أي موقف لهذا الخلق؟ قال: بين يدي من؟ قال: فصاح و خرّ لوجهه، ثم أفاق من غشيته، فقال له صاحبي: يا أبا عبّاد هذا أبو السّري منصور بن عمّار، فقال لي: مرحبا بأخي، ما زلت إليك مشتاقا، قال: و أراه صافحني، أعلمك أنّ بي داء قد أعيا المتطببين قبلك قديما، فهل لك أن تتأتى (6) له برفقك و تلصق عليه بعض مراهمك، لعل اللّه أن ينفع بك؟ قال: قلت: و كيف يعالج مثلي [مثلك] (7)و جرحي أثقل (8) من جرحك، قال: فقال: و إن كان ذاك كذاك، فإني مشتاق منك إلى ذلك، قال: قلت: أما إذا أبيت فلئن كنت تمسك باحتفار قبرك في بيتك، و بوصية رسمتها بعد وفاتك، و بكفن أعددته ليوم منيتك [فإن للّه عبادا] (9) اقتطعهم خوفه عن النظر إلى قبورهم.

قال: فصاح صيحة و وقع في قبره، و جعل يفحص برجليه و بال، قال: فعرفت بالبول ذهاب

ص: 329


1- في تاريخ بغداد: محمد بن أحمد بن عمرو ابن البراء.
2- كذا بالأصل و م، و د، و «ز»: و كرمون، و في تاريخ بغداد: كرموت آخره تاء.
3- الأصل و م و د، و «ز»: دبرتا، و المثبت عن تاريخ بغداد.
4- سف الخوص: نسجه بعضه على بعض بالأصابع.
5- بالأصل و د، و «ز»، و م:«عن ما».
6- بدون إعجام بالأصل و د، و م، و «ز»، و المثبت عن تاريخ بغداد.
7- سقطت من الأصل و استدركت عن د، و م، و «ز»، و تاريخ بغداد.
8- الأصل: نفل، و المثبت عن د، و «ز»، و م، و تاريخ بغداد.
9- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و د، و «ز»، و م، و استدرك عن تاريخ بغداد.

عقله، فخرجت إلى طحان على بابه، فقلت: ادخل فأعنّا على هذا الشيخ، فاستخرجناه من قبره و هو في غشيته، فقال لي الطحان: ويحك، ما أردت إلى ما صنعت بهذا الشيخ، و اللّه لا يغفر اللّه ما صنعت، فخرجت و تركته صريع نترته، فلمّا كان من الغد عدت إليه فإذا بسلخ في وجهه، و إذا بشريط قد شدّ به رأسه لصداع وجده، فلمّا رآني قال: يا أبا السّري، المعاودة، قال: قلت: يكون من ذلك ما قدر، و خرجت و تركته.

هذا آخر حديث ابن رزق، و سياق الخبر له.

و قال الخفاف (1):ثم قال لي المعاودة يرحمك اللّه، فقلت له: فأين بلغت أيها المتعبّد من أحزانك، و هل بلغ الخوف ليلة من منامك؟ فتاللّه لكأني انظر إلى آكل الفطير، و الصابر على خبز الشعير، يأكل ما اشتهى، و سعى عليه بلحم طير، و سقي من الرحيق المختوم، قال: فشهق شهقة فحركته، فإذا هو قد فارق الدنيا.

أخبرنا أبو العلاء صاعد بن أبي الفضل بن أبي عثمان الماليني، أنا أبو محمّد عبد اللّه ابن أبي بكر بن أحمد السقطي المقرئ، نا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن محمّد بن (2)الجارود الجارودي الحافظ - إملاء بهراة - نا أبو بكر محمّد بن يحيى المكّي، نا أبو العبّاس السرّاج (3)،حدّثني أحمد بن موسى الأنصاري، عن منصور بن عمّار قال:

حججت حجّة فنزلت سكة من سكك الكوفة، فخرجت في ليلة مظلمة، فإذا بصارخ يصرخ في جوف الليل و هو يقول: إلهي، و عزّتك و جلالك ما أردت مخالفتك، و لقد عصيتك إذ عصيتك و ما أنا بمكانك (4) جاهل، و لكن خطيئة عرضت أعانني عليها شقائي، و غرّني سترك المرخى عليّ، و قد عصيتك بجهدي، و خالفتك بجهلي، فالآن من عذابك تستنقذني؟ و بحبل من أتصل إن أنت قطعت حبلك مني، وا شباباه، قال: فلمّا فرغ من قوله تلوت آية من كتاب اللّه: وَقُودُهَا النّٰاسُ وَ الْحِجٰارَةُ عَلَيْهٰا مَلاٰئِكَةٌ غِلاٰظٌ شِدٰادٌ الآية (5)،فسمعت دكدكة شديدة، ثم لم أسمع بعدها شيئا، فمضيت، فلمّا كان من الغد رجعت في مدرجتي، فإذا بجنازة قد وضعت (6)،و إذا بعجوز كبيرة، فسألتها عن أمر الميت - و لم تكن عرفتني - فقالت:

ص: 330


1- تاريخ بغداد 78/13.
2- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل، و في م:«محمود» بدلا من:«محمد بن».
3- من هذا الطريق رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 327/9-328 و سير أعلام النبلاء 97/9.
4- في حلية الأولياء و سير أعلام النبلاء: و ما أنا بنكالك جاهل.
5- سورة التحريم، الآية:6.
6- في الحلية: بجنازة قد أخرجت.

هذا رجل لا جزاه اللّه إلاّ جزاءه، مرّ بابني البارحة و هو قائم فتلا آية من كتاب اللّه، فلمّا سمعها ابني تفطّرت مرارته، فرقد فمات.

أخبرنا أبو الحسن المالكي، نا - و أبو منصور، أنا - الخطيب (1)،أخبرني أبو بكر أحمد ابن سليمان بن علي المقرئ، نا عبيد اللّه بن محمد.

ح و أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن أحمد بن علي بن عبد اللّه بن منصور (2)،أنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد بن علي بن مهران.

أنا أحمد بن عبد اللّه بن سليمان الورّاق، نا محمّد بن أحمد بن هشام بن عيسى المرورّوذي - و قال ابن السمرقندي: محمّد بن أحمد بن محمّد بن هشام - ناجدي محمّد بن هشام، قال: قال منصور بن عمّار: قال لي هارون: كيف تعلّمت هذا الكلام؟ قال: قلت: يا أمير المؤمنين، رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلّم في منامي و كأنه تفل في فمي، و قال لي: يا منصور، قل، فأنطقت بإذن اللّه.

أخبرنا أبو الحسن، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - الخطيب (3)،أخبرني الحسن بن علي التميمي، نا عمر بن أحمد الواعظ قال: و أنا الحسن بن أبي طالب، نا أحمد بن محمّد ابن عروة (4) الكاتب، قالا: نا عبد اللّه بن سليمان، نا علي بن خشرم قال: سمعت منصور بن عمّار يقول: المتكلمون ثلاثة: الحسن بن أبي الحسن، و عمر بن عبد العزيز، و عون بن عبد اللّه بن [عتبة] (5) قال: قلت: و أنا الرابع.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي محمّد الكتّاني قال: كتب إليّ أبو ذرّ عبد بن أحمد، و حدّثني أبو النجيب الأرموي عنه قال: سمعت أبا إسحاق المستملي يقول: أحسن الناس كلاما عمر بن عبد العزيز، و عمر بن ذرّ، و منصور بن عمّار.

أخبرنا أبو الحسن، نا - و أبو منصور، أنا - الخطيب (6)،حدّثني الحسن بن محمّد

ص: 331


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 74/13.
2- في م: أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد بن علي بن مهران، أنا أحمد بن عبد اللّه بن منصور.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 74/13.
4- كذا بالأصل و م، و د، و «ز»: «عروة» و في تاريخ بغداد: غرزة.
5- بياض بالأصل و «ز»، و م، و المثبت عن د، و تاريخ بغداد.
6- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 72/13-73.

الخلاّل، نا يوسف بن عمر القوّاس، نا أبو الحسن علي بن سليمان السلمي، نا أبو شعيب الحرّاني، نا علي بن خشرم قال: قال منصور - يعني - بن عمّار، قلت: سمعته؟ قال: نعم، قال: لما قدمت مصر، و كان الناس قد قحطوا، فلمّا صلّوا الجمعة رفعوا أصواتهم بالبكاء و الدعاء، فحضرتني النيّة، فصرت إلى صحن المسجد، فقلت: يا قوم، تقرّبوا إلى اللّه بالصدقة، فإنه ما تقرّب إليه بشيء أفضل منها، ثم رميت بكسائي، ثم قلت: اللّهمّ هذا كسائي و هو جهدي و فوق طاقتي، فجعل الناس يتصدّقون و يعطوني و يلقون على الكساء حتى جعلت المرأة تلقي خرصها (1) و سخابها (2) حتى فاض الكساء من أطرافه، ثم هطلت السماء، فخرج الناس في الطين و المطر، فلما صليت العصر قلت: يا أهل مصر، أنا رجل غريب، و لا علم لي بفقرائكم، فأين فقهاؤكم؟ فدفعت إلى الليث بن سعد، و ابن لهيعة، فنظر إلى كثرة المال، فقال أحدهما لصاحبه: لا تحرك، وكلوا به الثقات حتى أصبحوا، فرحت - أو قال: فأدلجت - إلى الإسكندرية، فأقمت بها شهرين، فبينا أنا أطوف على حصنها و أكبّر، فإذا أنا برجل يرمقني، فقلت: ما لك؟ قال: يا هذا، أنت قدمت مصر؟ قلت: نعم، قال: أنت المتكلّم يوم الجمعة؟ قال: قلت: نعم، قال: فإنك صرت فتنة على أهل مصر، قلت: و ما ذاك؟ قال:

قالوا: كان ذاك الخضر دعا فاستجيب له، قال: قلت: ما كان الخضر بل أنا العبد الخاطئ، قال: فأدلجت، فقدمت مصر، فلقيت الليث بن سعد، فلمّا نظر إليّ قال: أنت المتكلم يوم الجمعة؟ قال: قلت: نعم، قال: فهل لك في المقام عندنا؟ قال: قلت: و كيف أقيم و ما أملك إلاّ جبتي و سراويلي؟ قال: قد أقطعتك خمسة عشر فدانا، ثم صرت إلى ابن لهيعة، فقال لي مثل مقالته، و أقطعني خمسة (3) فدادين، فأقام بمصر.

قال (4):و أنا هبة اللّه بن الحسن بن منصور الطبري، أنا أحمد بن محمّد بن عمران، نا عبد اللّه بن سليمان، نا علي بن خشرم قال: سمعت منصور بن عمّار قال:- و بعضه حدّثني به أبي عن قتيبة عن منصور - قال: قدمت مصر و بها قحط، فتكلّمت فأخرج الناس صدقات كثيرة، فأخذت فأتي بي إلى (5) من الليث بن سعد فقال: ما حملك على أن تكلّمت في بلدنا

ص: 332


1- الخرص: الحلقة الصغيرة في الأذن.
2- السخاب: القلادة.
3- بالأصل، و د، و «ز»، و م:«خمس» و المثبت عن تاريخ بغداد.
4- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 73/13.
5- بالأصل:«فأخذت قلبي من الليث»، و في م، و «ز»، و د:«فأخذت فاني من الليث» صوبنا الجملة عن تاريخ بغداد.

بغير أمرنا؟، قال: قلت: أصلحك اللّه، أعرض عليك، فإن كان مكروها نهيتني فانتهيت، و إلاّ لم ينلني مكروه، فقال: تكلّم (1) فتكلمت فقال: قم لا يحلّ لي أن أسمع هذا الكلام وحدي، فقال لي: ما أقدمك؟ قلت: قدمت عليك و على ابن لهيعة، فلمّا قدمت عليه بعد ذلك أخرج إلي جارية قيمتها ثلاثمائة دينار، فقال: خذها، فقلت: أصلحك اللّه، معي أهل، قال: تخدمكم، قلت: جارية بثلاثمائة دينار تخدمنا؟ قال: خذها، فدخلت عليه بعد ذلك، فسكتّ حتى خرج الناس، ثم أخرج من تحت مصلاّه كيسا فيه ألف دينار، فألقاه إليّ، فقال:

خذها و لا يعلم بها ابني الحارث فتهون عليه.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم الحافظ (2)،نا أبو محمّد بن حيّان، نا أبو مسلم البزاز، نا القاسم بن موسى، حدّثني محمّد بن موسى الورّاق، نا محمّد بن موسى الصائغ قال: سمعت منصور بن عمّار يقول: كان الليث بن سعد إذا تكلّم بمصر أحد نفاه (3) فتكلمت في المسجد الجامع يوما، فإذا رجلان قد دخلا من باب المسجد، فوقفا على الحلقة فقالا:

من المتكلم؟ فأشاروا إليّ، فقالا: أجب أبا الحارث الليث، فقمت و أنا أقول: وا سوأتاه، إنني من بلد هكذا، فلمّا دخلت على الليث سلّمت فقال لي: أنت المتكلم في المسجد؟ قلت:

نعم، رحمك اللّه، فقال لي: اجلس، ردّ عليّ الكلام الذي تكلمت به، فأخذت في ذلك المسجد بعينه فرقّ الشيخ و بكى، و سرى عني، و أخذت في صفة الجنّة و النار، فبكى الشيخ حتى رحمته، ثم قال لي بيده: اسكت (4)،فقال لي: ما اسمك؟ قلت: منصور، قال: ابن من؟ قلت: ابن عمّار، قال: أنت أبو السّري؟ قلت: نعم، فقال: الحمد للّه الذي لم يمتني حتى رأيتك، ثم قال: يا جارية، فجاءت، فوقفت بين يديه، فقال لها: جيئيني بكيس كذا و كذا، فجاءت بكيس فيه ألف دينار، فقال: يا أبا السّري، خذ هذا إليك، و صن هذا الكلام أن تقف به على أبواب السلاطين، و لا تمدحن أحدا من المخلوقين بعد مديحتك لرب العالمين و لك عليّ في كل سنة مثلها، قلت: رحمك اللّه، إنّ اللّه تعالى قد أحسن إليّ و أنعم (5)،قال: لا ترد علي شيئا أصلك به، فقبضتها و خرجت، فقال: لا تبطئ علي، فلما

ص: 333


1- بالأصل:«تكلمت» و المثبت عن د، و «ز»، و م، و تاريخ بغداد.
2- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 320/7-321 في ترجمة الليث بن سعد.
3- تحرفت في الحلية إلى: قفاه.
4- تحرفت بالأصل إلى: أمسكت.
5- في الحلية: إن اللّه قد أنعم إليّ و أحسن.

كان في الجمعة الثانية أتيته فقال لي: أذكر شيئا، فأخذت في مجلس لي و تكلّمت، فبكى الشيخ، و كثر بكاؤه، فلمّا أردت أن أقوم قال: انظر ما في ثني الوسادة، فإذا خمس مائة دينار، فقلت: رحمك اللّه، عهدي بصلتك بالأمس، فقال: لا تردن عليّ شيئا أصلك به متى [أراك؟] (1) قلت: الجمعة الداخلة، فقال: كأنك فتت عضوا من أعضائي، فلما كان الجمعة الداخلة أتيته مودعا، فقال لي: حدّثني شيء أذكرك به، فتكلّمت، فبكى الشيخ و كثر بكاؤه، ثم قال لي: يا منصور، انظر ما في ثني الوسادة، فإذا ثلاثمائة قد أعدها، ثم قال: يا جارية هات (2) ثياب إحرام منصور، فجاءت بإزار فيه أربعون ثوبا، قلت: رحمك اللّه، أكتفي بثوبين، فقال لي: أنت رجل كريم، فيصحبك قوم فأعطهم، و قال للجارية التي تحمل الثياب معه، و هذه الجارية لك.

أخبرنا أبو القاسم ابن الشريف أبي الحسين (3) العلوي، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن ابن إسماعيل أنا أحمد بن مروان، نا محمّد بن عبد العزيز، نا أبي قال: قال منصور بن عمّار:

أتيت الليث بن سعد، فأعطاني ألف دينار، و قال: صن بهذه الحكمة التي آتاك اللّه.

أخبرنا أبو علي المقرئ، أنا أبو نعيم (4)،نا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، نا الوليد بن أبان، نا أبو حاتم، نا (5) سليم بن منصور قال: سمعت أبي يقول: دخلت على الليث بن سعد يوما، و على رأسه خادم، فغمزه، فخرج، ثم ضرب الليث بيده إلى مصلاه فاستخرج من تحته كيسا فيه ألف دينار ثم رمى بها إليّ ثم قال: يا أبا السّري، لا تعلم بها ابني فتهون عليه.

قال (6):و نا سليمان بن أحمد، نا عبد الملك بن يحيى بن بكير قال: سمعت أبي يقول: وصل الليث بن سعد ثلاثة أنفس بثلاثة آلاف دينار احترقت دار ابن لهيعة فبعث إليه بألف دينار، و حجّ فأهدى إليه مالك بن أنس رطبا على طبق، فرد إليه على الطبق ألف دينار، و وصل منصور بن عمّار القاصّ (7) بألف دينار، و قال: لا تسمع بها ابني فتهون عليه، فبلغ

ص: 334


1- بياض بالأصل و في م و «ز»: را، ثم بياض، و في د:«رابك» و المثبت عن حلية الأولياء.
2- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م، و في الحلية:«هاتي» و هو أشبه.
3- في م: الحسن.
4- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 321/7 في ترجمة الليث بن سعد.
5- كذا بالأصل، و د، و م، و «ز»، و سقطت من حلية الأولياء.
6- القائل: أبو نعيم، و الخبر رواه في حلية الأولياء 322/7 في ترجمة الليث بن سعد.
7- في الحلية: القاضي.

ذلك شعيب بن الليث فوصله بألف دينار إلاّ دينارا (1)،و قال: إنّما نقصتك هذا الدينار لئلا أساوي الشيخ في عطيته.

أخبرنا أبو الحسن الغسّاني، نا - و أبو منصور المقرئ، أنا - الخطيب (2)،أنا أبو الحسن أحمد بن الحسين بن محمّد بن عبد اللّه بن بخيت الدّقّاق، أنا أبو نصر أحمد بن محمّد بن أحمد بن شجاع الصفّار البخاري، أنا خلف بن محمّد الخيام، نا سهل بن شاذويه قال: سمعت علي بن خشرم يقول: سمعت منصور بن عمّار يقول: كأنّي دنوت من جحر، فخرج علي عشر نحلات فلدغنني، فقصصتها على أبي المثنى المعبر البصري فقال: الجد ما تقول؟ اعطيني شيئا، قال: إن صدقت رؤياك تصلك امرأة بعشرة آلاف لكل (3) نحلة ألف.

قال منصور: فقلت لأبي المثنّى: من أين قلت هذا؟ قال: لأنه ليس شيء من الخلق ينتفع ببطنه من ولد آدم إلاّ النساء، فإنهم ولدوا الصدّيقين و الأنبياء، و الطير ليس فيها شيء ينتفع ببطنه إلاّ النحل، فلمّا كان من الغد وجهت إليّ زبيدة بعشرة آلاف درهم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمد (4) بن المظفّر الشامي، أنا أحمد بن محمّد العتيقي، أنا يوسف بن أحمد الصيدلاني، نا [محمد بن عمرو العقيلي (5) حدثنا عبد اللّه] (6) بن أحمد و محمّد (7) بن زكريا، قالا: نا عثمان بن أبي شيبة.

ح قال: و نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، نا أبو بكر بن أبي شيبة، قالا: كنا عند ابن عيينة فجاءه منصور بن عمّار فسأله عن القرآن (8) فزبره و أشار عليه بالعكاز و انتهره، فقيل له:

يا أبا محمّد، إنه رجل عابد [و ناسك] (9) فقال: ما أراه إلاّ شيطانا (10).

ص: 335


1- بالأصل، و د، و «ز»، و م:«دينار» تحريف، و الصواب عن الحلية.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 74/13-75.
3- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
4- الأصل:«أحمد» و المثبت عن د، و «ز»، و م.
5- رواه العقيلي في الضعفاء الكبير 194/4.
6- بياض بالأصل، و «ز»، و م، و المستدرك د.
7- بالأصل و د، و «ز»، و م:«بن أحمد بن محمد» و التصويب عن الضعفاء الكبير.
8- بالأصل:«الفر» و في د، و «ز»، و م:«الفر» ثم بياض، و المثبت عن الضعفاء الكبير.
9- بياض بالأصل و م، و «ز»، و المثبت عن د، و الضعفاء الكبير.
10- بالأصل و د، و «ز»، و م: شيطان، و المثبت عن الضعفاء الكبير.

قال محمّد بن عمرو العقيلي (1):منصور بن عمّار القاص لا يقيم (2) الحديث، و كان قد تجهم [من مذهب جهم] (3).

[قال ابن عساكر:] (4) قلت: المحفوظ أن منصورا كان يرد على الجهمية و لعله ... (5).

فقد أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو الحسن عبيد اللّه، قالا:، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو بكر بن الحارث الفقيه، أنا أبو محمّد بن حيان الأصبهاني، نا إبراهيم بن محمّد القطّان، نا الحسن بن الصباح قال: حدّثت أن بشرا لقي منصور بن عمّار، فقال له: أخبرني عن كلام اللّه، أ هو اللّه أم غير اللّه، أم دون اللّه، فقال: إنّ كلام اللّه لا ينبغي أن يقال هو اللّه، و لا يقال هو غير اللّه، و لا هو دون اللّه، و لكنه كلامه، و قوله: و ما كان القرآن أن يفترى من دون اللّه أي لم يقله أحد إلاّ اللّه، فرضينا حيث رضي لنفسه، و اخترنا له من حيث اختار لنفسه، فقلنا: كلام اللّه ليس بخالق و لا مخلوق، فمن سمّى القرآن بالاسم الذي سمّاه اللّه به كان من المهتدين، و من سمّاه باسم من عنده كان من الغالين، قاله (6) عن هذا و ذر اَلَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمٰائِهِ سَيُجْزَوْنَ مٰا كٰانُوا يَعْمَلُونَ (7) فإن تأبى كنت من الذين يَسْمَعُونَ كَلاٰمَ اللّٰهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مٰا عَقَلُوهُ وَ هُمْ يَعْلَمُونَ (8).

قال: و أنا أبو عبد اللّه الحافظ، و أبو سعيد محمّد بن موسى.

ح و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (9)،أنا أبو سعيد محمّد بن موسى بن الفضل الصيرفي، قالا: نا أبو العباس محمّد ابن يعقوب، نا عبد الملك بن عبد الحميد الميموني - و في حديث الخطيب: بن عبد الحميد ابن عبد الحميد بن ميمون بن مهران الرقّي بالرقة، نا سليم بن منصور بن عمّار - في مجلس روح بن عبادة - قال: كتب بشر المريسي إلى أبيه منصور بن عمّار: أخبرني القرآن خالق أو

ص: 336


1- الضعفاء الكبير للعقيلي 193/4 رقم 1771.
2- الأصل:«يفهم» و المثبت عن د، و «ز»، و م، و الضعفاء الكبير.
3- الزيادة عن الضعفاء الكبير.
4- زيادة منا.
5- بياض بالأصل و م، و «ز»، و د.
6- كذا بالأصل، و د، و «ز»، و م.
7- سورة الأعراف، الآية:180 و بالأصل:«بما».
8- سورة البقرة، الآية:75.
9- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 62/7 في ترجمة بشر بن غياث المريسي.

مخلوق؟ قال: فكتب إليه: عافانا اللّه و إيّاك من كل فتنة، و جعلنا و إيّاك من أهل السنّة و الجماعة، فإنه إن يفعل فأعظم به من نعمة، و إلاّ فهي الهلكة، و ليست لأحد على اللّه بعد المرسلين حجّة، نحن نرى أنّ الكلام في القرآن بدعة، يشارك فيها السائل و المجيب، و تعاطي السائل ما ليس له، و يكلف المجيب ما ليس له، و ما أعرف خالقا إلاّ اللّه، و ما دون اللّه مخلوق، و القرآن كلام اللّه، فانته بنفسك و بالمختلفين فيه معك، إلى أسمائه التي سمّاه اللّه بها تكن من المهتدين، و لا تسمّ القرآن باسم من عندك فتكون من الضالين، جعلنا اللّه و إيّاك من الذين يخشون ربهم بالغيب و هم من الساعة مشفقون.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد (1)،نا عبد الملك بن محمّد سنة ثلاث و تسعين، نا يوسف بن سعيد بن مسلم، حدّثني داود بن منصور، حدّثني منصور بن عمّار قال: كتب إليّ بشر المريسي يسألني عن القرآن: خالق أو مخلوق؟ فكتبت إليه: بسم اللّه الرّحمن الرحيم، عافانا اللّه و إيّاك من كل فتنة، و جعلنا و إيّاك من أهل السّنّة، فإنه إن يفعل فأعظم بها منة و إلاّ فهي الهلكة (2)،و ليست لأحد عند اللّه بعد المرسلين حجة، و نحن نرى أن الكلام في القرآن بدعة، اشترك فيها السائل و المجيب، فتعاطى السائل ما ليس له، و تكلف المجيب ما ليس عليه، و ما أعرف خالقا إلاّ اللّه، و ما دون اللّه مخلوق، و القرآن كلام اللّه، و لو كان القرآن مخلوقا لم يكن للذين وعوه إلى اللّه شافعا، و لا بالذين ضيعوه ماحلا، فإنه (3) أنت في نفسك و المختلفين [معك] (4) إلى أسمائه التي سمّاه [اللّه] (5) بها تكن من المهتدين، و لا تسمّ القرآن باسم من عندك، تكن من الضالين، جعلنا اللّه و إيّاك من الذين يخشون ربهم بالغيب، و هم من الساعة مشفقون.

أخبرنا أبو الحسن المالكي،[نا-] (6) و أبو منصور بن خيرون، أنا - الخطيب (7)،أنا علي بن الحسين - صاحب العباسي - أنا إسماعيل بن سعد (8) بن سويد المعدّل، نا أبو علي

ص: 337


1- رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 393/6-394.
2- في الكامل: المهلكة.
3- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م، و في الكامل: فانته.
4- زيادة عن الكامل في ضعفاء الرجال.
5- زيادة عن ابن عدي.
6- سقطت من الأصل، و استدركت عن د، و «ز»، و م.
7- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 75/13-76.
8- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م، و في تاريخ بغداد: سعيد.

الحسين بن القاسم الكوكبي، حدّثني جرير بن أحمد بن أبي دواد (1)،أبو مالك، حدّثني سلموية بن عاصم - قاضي هجر، و قد قضى بالجزيرة و الشام - قال: كتب بشر بن غياث (2)المريسي، و يكنى أبا عبد الرّحمن إلى منصور بن عمّار: بلغني اجتماع الناس عليك، و ما حكي من العلم، فأخبرني عن القرآن خالق أو مخلوق؟ فكتب إليه منصور:

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، عافانا اللّه و إيّاك من كلّ فتنة، فإنه إن يفعل فأعظم بها نعمة، و إن لم يفعل فتلك أسباب الهلكة، و ليست لأحد على اللّه بعد المرسلين حجة، نحن نرى أن الكلام في القرآن بدعة، اشترك فيها السائل و المجيب، فتعاطى السائل ما ليس له، و تكلف المجيب ما ليس عليه، و ما أعلم خالقا إلاّ اللّه، و ما دون اللّه مخلوق، و القرآن كلام اللّه، و لو كان القرآن خالقا لم يكن للذين وعوه إلى اللّه شافعا، و لا بالذين ضيعوه ماحلا، فانته بنفسك و بالمختلفين بالقرآن إلى أسمائه التي سمّاه اللّه بها تكن من المهتدين، وَ ذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمٰائِهِ سَيُجْزَوْنَ مٰا كٰانُوا يَعْمَلُونَ (3)و لا تسمّ القرآن باسم من عندك، فتكون من الضالين، جعلنا اللّه و إيّاك من اَلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَ هُمْ مِنَ السّٰاعَةِ مُشْفِقُونَ (4).

و كتب بشر أيضا إلى منصور يسأله عن قول اللّه عزّ و جلّ: اَلرَّحْمٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوىٰ (5)،كيف استوى؟ فكتب إليه منصور: استواؤه غير محدود، و الجواب فيه تكلّف، و مسألتك عن ذلك بدعة، و الإيمان بجملة ذلك واجب، قال اللّه تعالى: فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مٰا تَشٰابَهَ مِنْهُ ابْتِغٰاءَ الْفِتْنَةِ وَ ابْتِغٰاءَ تَأْوِيلِهِ وَ مٰا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّٰهُ (6)وحده، ثم استأنف الكلام، فقال وَ الرّٰاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنّٰا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنٰا وَ مٰا يَذَّكَّرُ إِلاّٰ أُولُوا الْأَلْبٰابِ (7)فنسبهم إلى الرسوخ في العلم بأن قالوا لما تشابه منه عليهم آمَنّٰا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنٰا فهؤلاء هم الذين أغناهم الرسوخ في العلم عن الاقتحام على السدد المضروبة دون الغيوب، بما جهلوا تفسيره من الغيب المحجوب، فمدح اعترافهم بالعجز عن تأوّل ما لم يحيطوا به علما، و سمّى تركهم التعمّق فيما لم يكلفهم رسوخا في العلم، فانته رحمك اللّه من

ص: 338


1- تحرفت بالأصل و د، و «ز»، و م إلى: داود، و المثبت عن تاريخ بغداد.
2- تحرفت بالأصل و د، و «ز»، و م إلى عتاب، و التصويب عن تاريخ بغداد.
3- سورة الأعراف، الآية:180.
4- سورة الأنبياء، الآية:49.
5- سورة طه، الآية:5.
6- سورة آل عمران، الآية:7 و بالأصل و بقية النسخ: و أما.
7- سورة آل عمران، الآية:7.

العلم إلى حيث انتهى بك إليه، و لا تجاوز ذلك إلى ما حظر عنك علمه فتكون من المتكلفين، و تهلك مع الهالكين، و السلام عليك.

قال (1):و أخبرني الأزهري، نا إسماعيل بن سويد، نا الحسين بن القاسم الكوكبي، حدّثني علي بن سليم قال: سمعت ابن وساج (2) المتكلم يقول: قال منصور بن عمّار في مجلس له و قد فرغ من كلامه: لي إليكم حاجة، أريد حبة لم يزنها المطففون، و لم تخرج من أكياس المربين (3) و لم تجر عليها أحكام الظالمين، قالوا: ما عندنا هذه.

قال (4):و نا أبو طالب يحيى بن علي السكري - لفظا - بحلوان، أنا أبو بكر بن المقرئ - بأصبهان - نا أحمد بن موسى القزاز القاساني.

ح و أخبرنا بها عالية أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن الحسين بن علي، و أحمد بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا القاضي أحمد بن موسى بن عيسى القزّاز القاساني - بها - نا إبراهيم بن الحسن الأصبهاني، نا عامر - زاد أبو الفرج: و قالوا: قال كتب بشر الحافي إلى منصور بن عمّار: اكتب إليّ بما منّ اللّه علينا، فكتب إليه منصور: أمّا بعد يا أخي، فقد أصبح بنا من نعم اللّه ما لا نحصيه في كثرة ما نعصيه، و لقد بقيت متحيرا فيما بين هاتين، لا أدري كيف أشكره بجميل ما نشر، أو قبيح ما ستر؟.

رواها أبو نعيم عن ابن المقرئ.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

سمعت أبا أحمد علي بن أحمد الحمادي يقول: سمعت أبا عبد اللّه البوسنجي يقول: سمعت سليم بن منصور بن عمّار يقول: سمعت أبي يقول في مواعظه و قصصه:

بادروا يا عبيد (5) الآجال و يا عبيد الأموال و يا جنود (6) الأشغال و بالعم (7) الأهوال في منكرات الأعمال، أ باللّه تغترون، أم إياه تخادعون، أم عليه تجترءون، أم على اللعب و اللّهو

ص: 339


1- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 76/13-77.
2- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م، و في تاريخ بغداد: ابن وشاح.
3- المربين جمع مربي، و المربي الذي يأتي الربا، كما في اللسان، و في تاريخ بغداد: المرابين.
4- يعني أبا بكر الخطيب، تاريخ بغداد 74/13.
5- الأصل و «ز»، و د: باعدد، و المثبت عن م.
6- في د: جنيد.
7- كذا بالأصل، و في د، و «ز»، و م:«و بالعم».

تتنافسون، أمرتم بطلاق الدنيا فخطبتموها، و نهيتم عن طلبها فطلبتموها، و أنذرتم الكنوز فكنزتموها، دعتكم إلى هذه الغزارة دواعيها، فأجبتم مسرعين مناديها، كأن قد جذبكم الرحيل، و انقطع بكم الزاد القليل، و بين أيديكم سفر طويل، و ليس لأحد منكم بديل، أنّى لكم من اللّه الفرار، أين التذكر و الاستغفار.

قال: و أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أنا أبو نصر فتح بن عبد اللّه، نا أحمد بن عمرويه التاجر، نا سليم بن منصور بن عمّار قال: سمعت أبي يقول:

دخلت على المنصور أمير المؤمنين فقال لي: يا منصور عظني و أوجز، فقلت: إنّ من حقّ المنعم على المنعم عليه أن لا يجعل ما أنعم به عليه سببا لمعصيته، فقال: أحسنت و أوجزت.

أخبرنا أبو القاسم الحسين (1) بن الحسن بن محمّد، أنا سهل بن بشر بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن عيسى - إجازة - نا أبو بكر أحمد بن الحسن بن السّري، نا أحمد بن عبد العزيز الصريفيني، حدّثني سهل بن زكريا، حدّثني بعض أصحابنا قال: سمعت منصور بن عمّار يقول: ترجو منازل الأبرار بعمل الفجّار، ما هكذا فعل الخيار.

قال: و رأيت منصورا في النوم فقلت له: يا أبا السّري، ما فعل اللّه بك؟ قال: أوثقني في عذابه، و قال لي: كنت تخلّط، و لكني قد غفرت لك لأنك كنت تحبب (2) إليّ خلقي، قم فمجّدني بين ملائكتي كما كنت تمجدني في الدنيا، فوضع لي كرسيّ، فمجّدت اللّه بين ملائكته.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (3)،أنا الجوهري.

ح و قرأت على أبي منصور بن خيرون، عن الجوهري، أنا محمّد بن العباس، نا أبو بكر محمّد بن خلف بن المرزبان قال: أنشدت لأبي العتاهية في منصور بن عمّار:

إنّ يوم الحساب يوم عسير *** ليس للظالمين فيه مجير

ص: 340


1- في م: الحسن.
2- كذا بالأصل:«تحبب إليّ خلقي» و في د، و «ز»، و م: تحببني إلى خلقي.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 76/13.

فاتخذ عدّة لمطلع القب *** ر و هول الصراط يا منصور

أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، أنا أبو صاعد يعلى بن هبة اللّه، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد بن أبي شريح، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عقيل بن الأزهر، قال:

سمعت سليمان بن الربيع بن هشام النهدي يقول: سمعت الحارث بن إدريس أن منصور بن عمّار تكلّم عند مالك بن أنس فقال: ما هذا اللغو، اللّهمّ أسألك الجنّة، و ما قرّب إليها من قول أو عمل، و أعوذ بك من النار، و ما قرّب إليها من قول أو عمل.

أخبرنا أبو الحسن المالكي، نا - و أبو منصور المقرئ، أنا الخطيب (1)،أنا الأزهري، نا محمّد بن العبّاس الخزاز، نا ابن منيع (2)،نا شجاع بن مخلد، قال: مرّ بي بشر بن الحارث و أنا جالس في مجلس منصور بن عمّار القاصّ (3)،و أنا في آخر الناس، فمرّ بشر مطرقا، فنظر إليّ فمضى و هو يقول: و أنت أيضا يا أبا الفضل؟ و أنت أيضا يا أبا الفضل؟!.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم الحافظ، (4) نا عثمان بن محمّد العثماني، نا أبو القاسم بن الأسود، نا أبو علي بن دسيم الدقّاق (5) قال: سمعت عبدك العابد يقول: قيل لمنصور بن عمّار: تكلم بهذا الكلام و نرى منك أشياء؟ قال: احسبوني ذرة (6) وجدتموها على كناسة، استنفعوا (7) بالذرة و دعوا الكناسة مكانها.

أخبرنا أبو الحسن المالكي، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - الخطيب (8)،أنا الجوهري، و قرأت على أبي منصور بن خيرون، عن الجوهري، أنا محمّد بن عمران المرزباني، نا أحمد بن محمّد بن عيسى المكّي، نا محمّد بن القاسم بن خلاّد قال: قال محمّد بن موسى: شهدت منصور بن عمّار القاص (9) و قد كلّمه قوم، فقالوا: هذا رجل غريب يريد الخروج إلى عياله، فقال لابنه أحمد بن منصور: يا أحمد، امض معهم إلى أبي

ص: 341


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 72/13.
2- كذا بالأصل، و د، و «ز»، و م، و في تاريخ بغداد: ابن نفيع.
3- تحرفت بالأصل و م إلى:«القاضي»، و المثبت عن د، و «ز»، و تاريخ بغداد.
4- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 327/9.
5- في الحلية: الزقاق.
6- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م، و الحلية:«الذرة».
7- قوله:«استنفعوا بالذرة و دعوا الكناسة» سقط من حلية الأولياء.
8- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 75/13.
9- تحرفت بالأصل و م إلى: القاضي، و المثبت عن د، و «ز»، و تاريخ بغداد.

العوّام البزاز، فقل له: أعطه ثيابا بألف درهم، بل بأكثر من ذلك، حتى إذا باعها صح له ألف درهم.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب - إملاء - أنا أبو نصر محمّد ابن عبد اللّه المقرئ، نا أحمد بن محمّد بن إسحاق الحافظ، نا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، نا أبو حاتم الرّازي، نا سليم بن منصور بن عمّار قال: كان أبي - و اللّه - لا يبقى له شيء في رمضان لا كسرة و لا دراهم و لا طعام حتى يبعث به إلى إخوانه المتقلّلين.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - الخطيب (1).

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان قال: أنا علي بن محمّد ابن عبد اللّه المعدّل، أنا الحسين بن صفوان البردعي، نا عبد اللّه بن محمّد بن أبي الدنيا، حدّثني أبو عبد اللّه التميمي، حدّثني محمّد بن مفضل قال: رأيت منصور بن عمّار في المنام، فقلت: يا أبا السّري، ما فعل بك ربّك؟ قال: خيرا، قلت: بم ما ذا؟ قال: بما كنت تحببني إلى عبادي.

أخبرنا أبو الحسن الغسّاني، نا و أبو منصور المقرئ، أنا الخطيب (2)،أنا أحمد بن علي بن محمّد الأصبهاني - إجازة - أنا أبو أحمد محمّد بن محمّد بن أحمد بن إسحاق الحافظ، أنا أبو عبيد محمّد بن أحمد بن المؤمّل الصيرفي - ببغداد - نا إسحاق بن أحمد بن سلمان المؤدّب، حدّثني أبو جعفر محمّد الصفّار قال: رأيت منصور بن عمّار في منامي، فقلت له: يا منصور بن عمّار، ما صنع بك ربك؟ قال: لا تقل ما صنع بك ربك، و لكن قل:

يا منصور كيف نجوت؟ قال: لقيت ربي فقال لي: يا منصور أصبت فيك تخليطا كثيرا غير أنّي وجدتك تحبّبني إلى خلقي، يا منصور قل لبشر بن الحارث: لو سجدت لي على الجمر ما أدّيت شكري، فأخبر بشر بذلك فبكى بشر ثم قال: و كيف أؤدي شكر ربّي.

أخبرنا أبو النّضر (3) عبد الرّحمن بن عبد الجبّار بن عثمان الفامي (4)،و أبو نصر أحمد ابن محمّد بن أحمد الإسكيذبادي، و أبو الفتح محمّد بن الموفّق بن محمّد الجرجاني،

ص: 342


1- تاريخ بغداد 78/13-79.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 78/13.
3- في م: أبو نصر بن عبد الرحمن.
4- غير واضحة بالأصل و بقية النسخ، راجع مشيخة ابن عساكر 107/ب و ترجمته في سير الأعلام 297/20.

و محمّد بن علي بن نصر الأدرقاني، و أبو جعفر محمّد بن علي بن محمّد الطبري، و أبو المظفّر عبد الفاطر بن عبد الرحيم بن عبد اللّه السقطي المقرئ - بهراة - و أمة الرّحمن بنت محمّد بن أحمد العارف، قالوا: أنا أبو سهل نجيب بن ميمون بن سهل الواسطي - بها - نا محمّد بن أحمد بن أبي العوام الرياحي، حدّثني أبي، حدّثني بعض أصحابنا قال: رأيت منصور بن عمّار في المنام، فقلت: يا أبا السّري، ما فعل اللّه بك؟ قال: غفر لي، و قال لي:

يا منصور: جئت لي بتخليط كثير، و لكن عفوت عنك بما كنت تحبّبني إلى خلقي.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبي الأستاذ أبو القاسم قال (1):سمعت أبا عبد الرّحمن السّلمي يقول: سمعت أبا بكر الرّازي يقول: سمعت أبا العبّاس القاضي يقول:

سمعت أبا الحسن الشعراني يقول: رأيت منصور بن عمّار في المنام، فقلت: ما فعل اللّه بك؟ فقال: قال لي: أنت منصور بن عمّار؟ قلت: بلى يا رب، قال: أنت الذي كنت تزهد الناس في الدنيا و ترغّب فيها؟ قلت: قد كان ذلك، و لكني ما اتّخذت مجلسا إلاّ بدأت بالثناء عليك، و ثنّيت بالصلاة على نبيك صلى اللّه عليه و سلّم، و ثلّثت بالنصيحة لعبادك، فقال: صدق، ضعوا له كرسيا يمجّدني (2) في سمائي كما مجّدني في أرضي بين (3) عبادي.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، نا أبو بكر الخطيب (4)،أخبرني أبو القاسم الأزهري، نا عبيد اللّه بن محمّد بن بطّة العكبري - بها - نا إبراهيم بن جعفر التستري قال: سمعت أبا الحسن علي بن الحسن الواعظ يقول: سمعت أبا بكر الصيدلاني يقول: سمعت سليم بن منصور بن عمّار يقول: رأيت أبي منصورا (5) في المنام، فقلت: ما فعل بك ربّك؟ فقال: إن الربّ قرّبني و أدناني و قال لي: يا شيخ السوء تدري لم غفرت لك؟ قال: قلت: لا يا إلهي، قال: إنك جلست للناس يوما مجلسا فبكيتهم، فبكى فيهم عبد من عبادي لم يبك من خشيتي قط، فغفرت له و وهبت أهل المجلس كلهم له، و وهبتك فيمن وهبته له.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد قال: نا و أبو منصور بن

ص: 343


1- رواه أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري في الرسالة القشيرية ص 424 (طبعة بيروت).
2- الأصل، و م، و د، و «ز»: «يحمدني» و المثبت عن الرسالة القشيرية.
3- الأصل، و د، و «ز»، و م:«من» و المثبت عن الرسالة القشيرية.
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 79/13.
5- الأصل و م:«منصور» و المثبت عن د، و «ز».

خيرون، أنا - الخطيب، أنا أبو عبد الرّحمن إسماعيل بن أحمد الحيري.

و أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر، أنا أبو بكر محمد بن يحيى ابن إبراهيم قالا: أنا محمد بن الحسين السلمي.

ح و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي قال: سمعت أبا بكر الرازي يقول: سمعت عبد اللّه بن موسى الطلحي - زاد البيهقي: بمكة - يقول: سمعت أحمد بن العبّاس يقول: خرجت من بغداد، فاستقبلني رجل عليه أثر العبادة، فقال لي: من أين خرجت؟ قلت: من بغداد، هربت منها لما رأيت فيها من الفساد، خفت أن يخسف بأهلها، فقال: ارجع و لا تخف، فإنّ فيها قبور أربعة من أولياء اللّه، هم حصن لهم من جميع البلايا، قلت: من هم؟ قال:- ثم زاد الحيري: الإمام، و قالا: أحمد بن حنبل، و معروف الكرخي، و بشر الحافي، و منصور بن عمّار، فرجعت وزرت القبور، و لم أحج تلك السّنة.

و ليس في رواية البيهقي.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الحافظ قال (1):

قال لي محمّد بن علي بن مخلد الورّاق: رأيت قبر منصور بن عمّار بباب حرب و عليه لوح منقوش فيه اسمه، و إلى جانبه قبر ابنه سليم (2).

7671 - منصور بن عمير أبو الرّوم بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدّار

ابن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي العبدي (3)

أخو مصعب بن عمير، و أبي عزيز بن عمير (4).

كذا سمّاه أبو بكر بن دريد و قال: أبو الرّوم لقب؛ من مهاجرة الحبشة، شهد أحدا، و أخوه مصعب من المهاجرين الأولين، قتل أبو الرّوم باليرموك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين محمّد بن

ص: 344


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 79/13.
2- قال الذهبي في سير أعلام النبلاء 98/9 لم أجد وفاة لمنصور، و كأنها في حدود المائتين.
3- ترجمته في الإصابة 462/3 و أسد الغابة 496/4 و 113/5 في باب الكنى، و الاستيعاب 1660/4 و طبقات ابن سعد 121/4.
4- قيل إن اسمه زرارة، راجع ترجمته في أسد الغابة 213/4 في باب الكنى.

الحسين، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عتّاب، أنا القاسم بن عبد اللّه (1) المغيرة، نا إسماعيل بن أبي أويس، نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمّه موسى بن عقبة قال: في تسمية من يذكر أنه خرج إلى أرض الحبشة من بني عبد الدّار بن قصي: أبو الرّوم بن عمير بن هاشم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا رضوان بن أحمد - إجازة - أنا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال في تسمية من هاجر إلى أرض الحبشة: أبو الرّوم بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدّار.

و قال ابن إسحاق (2) في موضع آخر: فيما أخبرنا أبو القاسم أيضا: أنا ابن النّقّور، أنا المخلّص، أنا رضوان - قراءة - أنا أحمد بن يونس، عن ابن إسحاق قال: و أبو الرّوم بن عمير ابن وهب (3).

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار قال: و أبو الرّوم بن عمير، و أمّه رومية، هاجر إلى أرض الحبشة، و قتل يوم اليرموك شهيدا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: قال أبو زكريا: و اسم أبي الرّوم بن عمير منصور.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو القاسم عبد الوهّاب بن محمّد، أنا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر (4)،حدّثني موسى ابن يعقوب، عن عمّته، عن أمّها، عن المقداد قال:

لما تصاففنا للقتال جلس رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم تحت راية مصعب بن عمير، فلما قتل أصحاب اللواء، هزم المشركون الهزيمة الأولى، و أغار المسلمون على عسكرهم فانتهبوا، ثم كرّوا على المسلمين فأتوا من خلفهم، فتفرّق الناس، و نادى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في أصحاب الألوية،

ص: 345


1- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في «ز» بياض بمقدار لفظة بن عبد اللّه و المغيرة.
2- سيرة ابن إسحاق ص 206 رقم 302.
3- سيرة ابن إسحاق ص 209 رقم 303.
4- رواه الواقدي في مغازيه 239/1-240.

فأخذ اللواء مصعب بن عمير، ثم قتل، و أخذ راية الخزرج سعد بن عبادة، و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قائم تحتها، و أصحابه محدقون به، و دفع لواء المهاجرين إلى أبي الرّوم العبدري آخر النهار، فنظرت إلى لواء الأوس مع أسيد بن حضير، فناوشوهم ساعة، و اقتتلوا على الاختلاط من الصفوف، و نادى المشركون بشعارهم يا للعزّى، يا لهبل، فأوجعوا و اللّه فينا قتلا ذريعا، و نالوا من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ما نالوا، لا و الذي بعثه بالحق، إن رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم زال شبرا واحدا، إنه لفي وجه العدو، و تثوب إليه طائفة من أصحابه مرة و تتفرق عنه مرة، فربّما رأيته قائما يرمي عن فرسه، أو يرمي بالحجر حتى تحاجزوا؛ و ثبت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم كما هو ثبت في عصابة صبروا معه، أربعة عشر رجلا، سبعة من المهاجرين، و سبعة من الأنصار: أبو بكر، و عبد الرّحمن بن عوف، و علي بن أبي طالب، و سعد بن أبي وقّاص، و طلحة بن عبيد اللّه، و أبو عبيدة بن الجرّاح، و الزّبير بن العوّام، و من الأنصار: الحباب بن المنذر، و أبو دجانة، و عاصم بن ثابت، و الحارث بن الصّمّة، و سهل بن حنيف، و أسيد بن حضير، و سعد بن معاذ، و يقال: ثبت سعد بن عبادة، و محمّد بن مسلمة، فيجعلونهما مكان أسيد بن حضير، و سعد بن معاذ، و بايعه يومئذ ثمانية على الموت: ثلاثة من المهاجرين، و خمسة من الأنصار، علي، و الزّبير، و طلحة، و أبو دجانة، و الحارث بن الصّمّة، و حباب بن المنذر، و عاصم بن ثابت، و سهل بن حنيف، فلم يقتل منهم أحد، و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يدعوهم في أخراهم، حتى انتهى من انتهى منهم إلى قريب من المهراس (1).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي.

ح أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد (2)قال في الطبقة الثانية: أبو الرّوم بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدّار بن قصي، و أمّه رومية، و هو أخو مصعب بن عمير لأبيه، قال محمّد بن عمر: و كان قديم الإسلام بمكة، و هاجر إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية، و قد (3) ذكره أيضا موسى بن عقبة و محمّد بن إسحاق في روايتهما فيمن هاجر إلى أرض الحبشة في المرة الثانية، و شهد أحدا، و توفي و ليس له عقب.

ص: 346


1- مهراس: ماء بجبل أحد، أقصى شعب أحد، يجتمع من المطر في نقر كبار و صغار، و المهراس اسم لتلك النقر (راجع وفاء الوفاء للسمهودي 379/2).
2- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 121/4.
3- تحرفت بالأصل إلى:«و قيل» و المثبت عن د، و «ز»، و م، و ابن سعد.

قال (1):و أنا محمّد بن عمر، نا عبد الرّحمن بن أبي الزناد، عن أبيه قال: ليس أبو الرّوم من مهاجرة الحبشة، و لو كان منهم لشهد بدرا مع من شهدها ممن قدم من أرض الحبشة قبل بدر، و لكنه قد شهد أحدا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر السوسي، أنا أبو القاسم بن أبي حية، نا محمّد بن شجاع، نا محمّد بن عمر الواقدي (2)،حدّثني إبراهيم ابن محمّد بن شرحبيل (3) العبدري، عن أبيه قال:

حمل مصعب اللواء، فلما جال المسلمون ثبت به مصعب، فأقبل ابن قميئة، و هو فارس فضرب يده اليمنى فقطعها، و هو يقول: وَ مٰا مُحَمَّدٌ إِلاّٰ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ (4)و أخذ اللواء بيده اليسرى، و حمل (5)عليه فقطع يده اليسرى، فحنى على اللواء و ضمّه بعضديه إلى صدره، و هو يقول: وَ مٰا مُحَمَّدٌ إِلاّٰ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ثم حمل عليه الثالثة بالرمح، فأنفذه و اندقّ الرمح، و وقع مصعب و سقط اللواء، و ابتدره رجلان من بني عبد الدّار سويبط بن حرملة، و أبو الرّوم، فأخذه أبو الرّوم، فلم يزل في يده حتى دخل به المدينة حين انصرف المسلمون.

7672 - منصور بن محمّد بن أحمد بن حرب أبو نصر البخاريّ الحربي القاضي

سمع بدمشق: أحمد بن سليمان بن زبّان، و أبا العباس الوليد بن عبد العزيز بن أبان المقرئ العدني، و أبا إسحاق إبراهيم بن عبد الرّزّاق المقرئ بأنطاكية، و أبا القاسم حسنون ابن الفرج العطار - بعين زربة - و أبا جعفر محمّد بن عبيد بن إبراهيم بن الأحوص اليشكري بالمصيصة، و بنيسابور: أبا الحسن علي بن أحمد بن عبد العزيز، و أبا بكر محمّد بن أحمد بن دلويه، و أبا العباس الدغولي، و محمّد بن سعيد بن محمود البخاريّ النّوجاباذي (6)،و أبا محمّد بن أبي حاتم، و القاضي أبا عبد اللّه المحاملي، و حمزة بن القاسم الهاشمي، و حمزة

ص: 347


1- القائل: ابن سعد، و الخبر في الطبقات الكبرى 121/4.
2- رواه محمد بن عمر الواقدي في مغازيه 239/1.
3- بالأصل: شراحيل، و المثبت عن د، و «ز»، و م، و مغازي الواقدي.
4- سورة آل عمران، الآية:144.
5- كذا بالأصل، و في د، و «ز»، و م، و المغازي: و حنا.
6- إعجامها مضطرب بالأصل، و بدون إعجام في د، و «ز»، و م، أعجمت عن الأنساب و ضبطت فيه بفتح النون و سكون الواو و فتح الجيم هذه النسبة إلى نوجاباذ، قرية من قرى بخارى.

ابن الحسين، و أبا بكر أحمد بن محمّد بن عمر القرشي المنكدري، و محمّد بن جعفر المطيري، و أبا عبد اللّه الحسين بن محمّد المطبقي، و أبا نعيم عبد الملك بن محمّد بن عدي الجرجاني، و بطرسوس: أبا عبد اللّه محمّد بن أيوب الأصبهاني و غيرهم.

روى عنه: أبو إبراهيم إسماعيل بن الحسين البسطامي، و أبو بكر أحمد بن محمّد بن أحمد بن واصل النسوي، و أزدشير بن محمّد الهشامي المروزي، و أبو العبّاس فضل بن سهل ابن محمّد (1) الصفّار، و الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ.

أخبرنا أبو المكارم محمّد بن محمّد بن طاهر بن سعيد الميهني، أنا الحاكم أبو الفتح عبيد اللّه بن محمّد بن أزدشير الهشامي - بمرو - أنا (2) جدي أبو العبّاس أزدشير بن محمّد الهشامي، أنا أبو نصر منصور بن محمّد بن أحمد الحربي - بمرو - سنة تسع و سبعين و ثلاثمائة، نا أبو بكر أحمد بن سليمان الدمشقي - بدمشق - سنة ثمان و عشرين و ثلاثمائة، نا هشام بن عمّار، نا صدقة بن خالد، نا ابن جابر، نا أبو عبد رب قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان يقول: إنه لم يبق من الدنيا إلاّ بلاء و فتنة.

هكذا وقع في هذه الرواية موقوفا (3).

و قد أخبرناه عاليا مسندا أبو الحسن الفرضي، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو بكر أحمد بن سليمان بن زبّان (4)الكندي - قراءة عليه - حدّثنا هشام بن عمّار، نا صدقة بن خالد، نا ابن جابر، ثنا أبو عبد رب قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«إنّه لم يبق من الدنيا إلاّ بلاء و فتنة»[12475].

[قال ابن عساكر] (5):و هذا هو المحفوظ.

كذا رواه جماعة عن ابن جابر، منهم الوليد، و الوليد بن مرثد.

أخبرنا أبو نصر محمّد بن حمد بن عبد اللّه الكبريتي، نا أبو بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني الإمام - إملاء - نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن أحمد بن واصل السّوسي (6)-قدم

ص: 348


1- سقطت من م.
2- بالأصل:«و أنا» و المثبت عن د، و «ز»، و م.
3- سقطت اللفظة من م.
4- في الأصل و «ز»، و م، و د: ريان، تحريف.
5- زيادة منا.
6- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م هنا: السوسي، و تقدم:«النسوي».

علينا سنة ست و تسعين و ثلاثمائة - أنا أبو نصر منصور بن محمّد بن أحمد بن حرب - ببخارى - أنبأ أبو الحسن موسى بن جعفر بن أحمد بن عثمان بن فراس (1)-ببغداد - نا عثمان بن محمّد ابن عثمان - بحلب - نا إبراهيم بن محمّد الآمدي الأنصاري - و كان يسكن حرّان - نا غياث بن بشير، عن ثابت بن عجلان، عن عطاء، عن أبي الدّرداء قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«قليل التوفيق خير من كثير العقل، و العقل في أمر الدنيا مضرّة، و العقل في أمر الدين مسرّة»[12476].

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

منصور بن محمّد بن أحمد بن حرب القاضي، أبو نصر البخاريّ، تقلّد أعمالا في الحكم و غيرها من الإضافات، و كان خليفة أبي أحمد الحنفي الحاكم بنيسابور مدة خروجه إلى بخارى، و انصرف آخر آمره إلى وطنه ببخارى، و قلّد بها الحسبة بعد وفاة أبي الحسن الخطيب، سمع ببخارى، و سرخس، و الري، و بغداد، و الشام، توفي أبو نصر الحربي ببخارى، و هو على الحسبة بها، سنة ثمانين و ثلاثمائة.

7673 - منصور بن محمّد المهدي بن عبد اللّه المنصور بن محمّد بن علي

ابن عبد اللّه بن العباس بن عبد المطّلب الهاشميّ (2)

ولي إمرة دمشق في أيام الأمين سنة ثلاث و تسعين و مائة، ثم عزل عنها، و ولي إمرة الموسم، و ولي البصرة في أيام الرشيد، و دعي إليّ أن يبايع بالخلافة في أيام المأمون فأبى و سمع الوليد بن مسلم، و سويد بن عبد العزيز، و أعمامه.

روى عنه: أبو العيناء محمّد بن القاسم بن خلاّد.

كتب إليّ أبو طالب الحسين بن محمّد بن علي الزينبي، و حدّثنا أبو طاهر إبراهيم بن الحسن بن طاهر عنه، أنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسّن بن علي التنوخي، ثنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمّد الصيرفي السكري الحربي - قراءة عليه - نا علي بن سراج المصري قال: سمعت أبا المسيب (3) بن أبي حمزة؟؟؟ (4) قال: رأيت في كتاب: نا

ص: 349


1- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م:«فراس» ترجمته في تاريخ بغداد 60/13 و فيها: موسى بن جعفر بن محمد بن قرين أبو الحسن العثماني.
2- ترجمته في أمراء دمشق ص 104 و تحفة ذوي الألباب 248/1 و الأعلام للزركلي 242/8 و تاريخ بغداد 82/13.
3- في م: المثبت.
4- كذا رسمها بالأصل و د، و «ز»، و م.

منصور بن المهدي عن أبيه عن جدّه عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«العبّاس وصيي (1) و وارثي»[12477].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا عبيد اللّه بن أحمد ابن علي الصيدلاني، ثنا محمّد بن مخلد، نا محمّد بن القاسم بن خلاّد، نا منصور بن المهدي، حدّثني أعمامي قال: كان المنصور يقول لبنيه: يا بني اغسلوا أيديكم قبل الطعام، فإنه أمنة من الفقر.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (2):

منصور ابن أمير المؤمنين المهدي، و اسمه محمّد - بن عبد اللّه بن محمّد بن علي بن عبد اللّه ابن العباس بن عبد المطّلب، كان يقرب أهل العلم و يكرمهم، و ولي أعمالا كثيرة، و كان ينزل مدينة السلام.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم النسيب، و أبو الوحش المقرئ عنه، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن الحسين البغدادي، نا محمّد بن يحيى الصّولي، حدّثني حسين بن فهم، و أحمد بن إسماعيل، قالا: نا حمّاد بن عيسى، حدّثني إبراهيم الموصلي.

و أنبأنا أبو الحسن محمّد بن مرزوق بن عبد الرّزّاق الزعفراني، أنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه الكاتب، أنا علي بن عبد اللّه بن المغيرة الجوهري، أنا أحمد بن سعيد الدمشقي، نا الزّبير بن بكّار قال:

دخل يوما من الأيام منصور بن المهدي على المأمون و عنده جماعة يتكلمون في الفقه، فقال له: ما عندك فيما يقول هؤلاء؟ قال: يا أمير المؤمنين أغفلونا في الحداثة، و شغلنا الطلب عند الكبر من اكتساب الأدب، قال: لم لا تطلبه اليوم و أنت في كفاية؟ قال: أو يحسن بمثلي طلب العلم، فقال له المأمون: و اللّه لأن تموت طالبا للعلم خير من أن تعيش قانعا بالجهل، قال: يا أمير المؤمنين، و إلى متى تحسن؟ قال: ما حسنت بك الحياة - و زاد الموصلي: يا منصور - اتّق اللّه في نفسك، و لا ترض بهذا فإنه يقصر بك في المجالس، و يصغّرك في أعين من يراك، و يزري بك.

ص: 350


1- تحرفت في المختصر إلى: وصيتي.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 82/13.

و اللفظ لحكاية الموصلي.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (1):سنة خمس و ثمانين و مائة أقام الحجّ منصور بن المهدي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: و في سنة خمس و ثمانين و مائة حجّ بالناس منصور بن محمّد.

قرأت بخط أبي الحسين الرّازي، حدّثني أحمد بن عيسى، حدّثنا مساور بن أحمد، قال: قال إسحاق بن سليمان الهاشميّ: بويع محمّد بن زبيدة في سنة ثلاث و تسعين و مائة، فولي منصور بن المهدي دمشق، و عزل علي بن الحسن بن قحطبة، و أقرّ حميد بن معتوق على سواحل أجناد الشام، و غزو البحر.

قال إسحاق: و في سنة أربع و تسعين و مائة: انصرف منصور بن المهدي من دمشق بلا إذن، فسخط عليه محمّد الأمين، و ولّى مكانه أحمد بن سعيد الحرشي (2)،و قد كان أهل دمشق ثاروا بمنصور بن المهدي مرة بعد مرة إحداهن في القلّة (3) التي فقدت من مسجدهم.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، حدّثني عبد العزيز الكتاني، نا عبد الوهّاب الميداني، أنا أبو بكر أحمد بن عبد الوهّاب بن محمّد بن الحسين اللّهبي، أنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن العبّاس بن الدّرفس، نا أحمد بن أبي الحواري، نا إبراهيم بن أيوب، نا سويد و الوليد بن مسلم، قالا: نا الوضين بن عطاء، عن يزيد بن مرثد قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«من أراد العافية ملأ اللّه حضنيه عافية، و من أراد البلاء ملأ اللّه حضنيه بلاء»[12478].

قالا: جميعا، فحدّثنا به منصور بن المهدي، فدعا بالقرطاس و الدواة فكتبه بيده.

ص: 351


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 457 (ت. العمري).
2- ترجمته في تحفة ذوي الألباب 250/1 و أمراء دمشق ص 25 و فيها:«الخرشني».
3- القلة: الجرة العظيمة، و قيل: الكوز الصغيرة (راجع اللسان) و كانت هذه القلة من بلّور، و قد سرقت من مكانها من المسجد، و قد صاح الناس لما عرفوا: لا صلاة بعد القلة، فصارت مثلا، و قيل فيها أيضا: منصور سرق القلة، و سليمان شرب المرة. فصارت مثلا. راجع خطط دمشق لمحمد كردعلي 163/1 و تحفة ذوي الألباب 249/1.

قرأت بخط أبي الحسين الرّازي، حدّثني أبو سعد عدنان بن أحمد بن طولون المصري، نا علي بن سراج المصري، حدّثني أبو الصقر محمّد بن داود بن عيسى الرافعي قال: كان منصور بن المهدي يتولّى دمشق لمحمّد الأمين، و كان أبي على شرطته، و كان محمّد الأمين يعجبه البلور فدسّ من سرق قلّة دمشق، و كانت من بلور، فلما رأى إمام مسجد جامع دمشق مكانها فارغا - و يقال: إنّه كان شعيب بن إسحاق القرشي (1) المحدّث - انفتل عن الصلاة و جاء إلى وسط القبة الكبيرة التي بحذاء المحراب، و أخذ قلنسوته و ضرب بها الأرض و صاح بأعلى صوته: سرقت قلّتكم، فقال الناس: لا صلاة بعد القلّة، فصارت مثلا، و كان منصور الذي أمر داود بن عيسى (2) فأخذ القلّة و بعث بها إلى محمّد الأمين، و وقع فتن في دمشق بسبب القلّة و غيرها، فولّى محمّد الأمين سليمان بن أبي جعفر (3) دمشق و أعمالها، و رجع منصور بن المهدي إلى بغداد.

قال أبو الصقر: فحدّثني خالي إسحاق بن إبراهيم قال: لما انقضت أيام الأمين و صارت الخلافة إلى المأمون و رجع إلى بغداد من خراسان وجّه عبد اللّه بن طاهر (4) إلى دمشق، و وجهني معه، فلمّا ودعت المأمون قال لي: خذ هذه القلّة التي سرقها ابن عمّك من مسجد دمشق فردّها عليهم، قال: فأتيت دمشق و نحن مع عبد اللّه بن طاهر، فرددت القلّة عليهم ظاهرا مكشوفا، قال: و إنّما أراد المأمون ذلك الشّنعة على أخيه الأمين، قال محمّد بن داود ابن عيسى: فشغبوا (5) على منصور بن المهدي، فجاءوا إلى أبي داود بن عيسى و هو على شرطته، فحاربهم حتى أثخن في الجراح، فجاءوا إلى دار الإمارة و فيها منصور بن المهدي، فدخلها داود و أغمي عليه، قال داود: فانتبهت (6) و رأسي في حجر منصور بن المهدي و هو يقول لي: ما لك يا أبا الفوارس، فأفقت و سقاني شربة سويق، و صعدنا إلى سور القصر نحارب الغوغاء، فشاور منصور بن المهدي القاضي في ذلك فقال: سلّم داود إليهم، قال أبي: فقلت لمنصور: ائذن لي في قتله، قال: فأشاروا عليه أن يولي بعض أهل دمشق عليهم،

ص: 352


1- راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 103/9 و طبقات ابن سعد 472/7.
2- و كان على شرطة منصور بن المهدي، كما في تحفة ذوي الألباب.
3- هو سليمان ابن المنصور، أبو أيوب الهاشمي، ترجمته في الوافي بالوفيات 394/15 و تاريخ بغداد 24/9.
4- هو عبد اللّه بن طاهر بن الحسين بن مصعب بن زريق الخزاعي، أبو العباس، مات سنة 230.
5- إعجامها غير واضح بالأصل و في م: فشنعوا، و المثبت عن د، و «ز».
6- تقرأ بالأصل و م و «ز»: «فانتهت» و في د:«فانتهت» و لعل الصواب ما أثبت.

قال: فأمرنا رجلا فنادى: إنّ أميركم فلان - لرجل من أهل دمشق - قال: و دعا منصور بالرجل، فخلع عليه، فسكن الناس، فلما كان الليل هرب منصور بن المهدي، و داود بن عيسى، قال:

فقلّد الأمين سليمان بن أبي جعفر بعد منصور بن المهدي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطّار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو محمّد بن عبد الرّحمن السكري، نا زكريا المنقري نا الأصمعي قال: ثم ولّى - يعني: الرشيد - البصرة عيسى بن موسى سنة خمس و تسعين و مائة، ثم عزله و ولّى منصور بن المهدي-.

[قال ابن عساكر] (1):كذا قال - و لم يبق عيسى بن موسى إلى هذا الوقت، و لعله أراد غيره، و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - الخطيب (2)،أنا أحمد ابن محمّد بن عبد اللّه الكاتب، أنا مخلد بن جعفر، نا محمّد بن خلف وكيع، أخبرني الحارث بن أبي أسامة، عن ابن سعد، عن محمّد بن عمر: أن منصور بن المهدي عسكر بكلواذى (3) سنة إحدى و مائتين، و سمّي (4) المرتضى، و دعي له على المنابر، و سلّم عليه بالخلافة، فأبى ذلك، و قال له: أنا خليفة أمير المؤمنين المأمون حتى يقدم.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن الآبنوسي، أنا عبيد اللّه ابن عثمان بن يحيى، نا إسماعيل بن علي بن إسماعيل قال: و كان منصور بن المهدي عسكر بكلواذى في سنة إحدى و مائتين، و كان خليفة المأمون ببغداد في يده خاتم المأمون، فسمّي المرتضى، و سلّم عليه بالخلافة، و دعي له على المنابر، و امتنع من ذلك و أباه، و قال: إنّما أنا خليفة المأمون حتى يقدم، و ذكر لنا وكيع بن خلف أنه رأى دنانير ضربت لمنصور بن المهدي في سنة إحدى و مائتين عليها سيم (5)،كانت زعم مردودة فلما ضعف منصور عن قبول ما دعي إليه من ذلك عدل بالأمر إلى إبراهيم بن المهدي، فبايع الناس له بالخلافة، و خلعوا المأمون، و أم منصور بن المهدي أم ولد، يقال لها بحرية.

ص: 353


1- زيادة منا.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 82/13.
3- كلواذى طسوج قرب بغداد، بينها و بين بغداد فرسخ واحد ناحية الجانب الشرقي منها (راجع معجم البلدان).
4- بالأصل:«و سما».
5- كذا رسمها بالأصل و في «ز»، و د، و م:«ميم» و في المختصر أيضا:«م».

قال: و ثنا إسماعيل قال: و قد كان منصور بن المهدي أريد على البيعة له ببغداد بالخلافة في سنة إحدى و مائتين، عند ورود الخبر إلى بغداد بعقد المأمون العهد بعده لعلي بن موسى الرضا (1)،و عظم ذلك على العباسيين ببغداد و تأبيهم له، فامتنع منصور بن المهدي من ذلك و أباه، و قد كانوا سموه المرتضى،[و] (2) كتبوا اسمه على الدنانير، فلما امتنع من قبول ذلك عدلوا عنه إلى إبراهيم بن المهدي (3) المعروف بابن شكلة، فبايعوه بالخلافة، و سمّوه المبارك.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أبو عبد اللّه النهاوندي، نا أحمد الأشناني، نا موسى التستري، نا خليفة العصفري قال: و فيها - يعني - سنة ست و ثلاثين و مائتين مات منصور بن المهدي (4).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - الخطيب (5)،أخبرني الأزهري، أنا أحمد بن إبراهيم، نا إبراهيم بن محمّد بن عرفة قال: و في هذه السنة - يعني:

سنة ست و ثلاثين و مائتين - مات منصور بن المهدي، و قد تولّى أعمالا كثيرة، منها: مصر، و البصرة، و كان يحب الحديث و يبر أهله، و كان يزيد ابن هارون صاحبه، و كان يبعث إليه بالأموال، فيفرّقها على المحدّثين و أهل الحديث.

آخر الجزء التسعين بعد الستمائة (6).

7674 - منصور بن محمّد بن علي الوليدي

7674 - منصور (7) بن محمّد بن علي الوليدي

سمع بدمشق أبا محمّد عبد اللّه بن جعفر الطبري المعروف بالخبّازي (8)،و أبا القاسم ابن أبي العقب، و أبا بكر بن أبي الحديد.

ص: 354


1- راجع وفيات الأعيان 269/3 و الوافي بالوفيات 248/22.
2- سقطت من الأصل و استدركت عن د، و «ز»، و م.
3- ترجمته في تاريخ بغداد 142/6 و وفيات الأعيان 39/1.
4- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م، و ينتهي تاريخ خليفة بن خيّاط بحوادث سنة 232.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 82/13.
6- كتب بعدها في «ز»: بتلوه منصور بن محمد بن علي الوليدي.
7- كتب قبلها في «ز»: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، و صلى اللّه على محمد و آله... و عدة كلمات غير مقروءة.
8- تقدمت ترجمته في تاريخ مدينة دمشق 308/27 رقم 3224 (طبعة دار الفكر)، و وقع بالأصل هنا:«الخبارى» و فى م:«الحنارى» و فى «ز»: «الخبارى» و في المختصر:«الجناري».

روى عنه: أبو العبّاس جعفر بن محمّد بن المعتز بن محمّد بن المستغفر بن الفتح المستغفري النسفي، و أبو المظفّر هنّاد بن إبراهيم النسفي.

ذكر أبو العباس المستغفري قال: سمعت منصور بن محمّد بن علي الوليدي يقول:

سمعت أبا محمّد عبد اللّه بن جعفر الطبري المعروف بالخبّازي بدمشق يقول: سمعت أبا القاسم نجبة بن علي بن نجبة يقول: سمعت علي بن مهدي يقول: قال الجاحظ: ثلاثة أشياء في ثلاثة أصناف من الناس: السلامة في أصحاب الحديث، و الجلادة في أصحاب الرأي، و سوء التدبير في العلوية.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنّا، أنشدنا القاضي أبو المظفّر هنّاد بن إبراهيم النسفي، أنشدني منصور بن محمّد الوليدي - ببخارى - أنشدني أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد الحاكم بنيسابور:

و كم من أكلة منعت أخاها *** بلذّة ساعة أكلات دهر

و كم من طالب يسعى بشيء *** و فيه هلاكه لو كان يدري

7675 - منصور بن محمّد بن محمّد بن محمّد بن إدريس،

و يقال: منصور بن محمّد بن محمّد بن أحمد بن يحيى

أبو محمّد النيسابوري الحاكم الخفاف

قدم دمشق حاجّا سنة خمس عشرة (1) و أربعمائة، و حدّث بها عن أبي عمرو (2) بن نجيد، و أبي (3) محمّد عبد اللّه بن محمّد الدّقّاق، و محمّد بن الحسن الضرير، و بشر بن أحمد الأسفرايني، و أبي الحسن علي بن محمّد بن الخليل، و أبي (4) محمّد عبد الرّحمن بن محمّد ابن محبور (5) الدهان (6)،و أبي الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن الحسن المروزي.

روى عنه: أبو الحسن علي بن محمّد بن شجاع الربعي، و علي بن محمّد الحنائي، و عبد العزيز الكتاني.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا الحاكم أبو محمّد منصور بن

ص: 355


1- بالأصل: خمس عشر.
2- الأصل: عمر، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
3- تحرفت في م إلى:«و ان».
4- بالأصل: و أبا.
5- في م: محمود.
6- من هنا سقط في د، سنشير إلى نهايته في موضعه.

محمّد بن محمّد بن محمّد النيسابوري، قدم علينا في حاج خراسان، نا أبو عمرو إسماعيل بن نجيد بن أحمد بن يوسف السلمي، نا أبو مسلم إبراهيم بن عبد اللّه الكجي، نا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، نا سليمان التيمي عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«لا هجرة بين المسلمين فوق ثلاثة أيام، أو ثلاث ليال»[12479].

أخبرناه عاليا أبو بكر محمّد بن [عبد الباقي أنا أبو] (1) إسحاق البرمكي - قراءة عليه - أنا أبو محمّد بن ماسي، نا أبو مسلم الكجي، فذكر بإسناده مثله.

أخبرنا أبو محمّد المزكي، نا أبو محمّد التميمي، أنا الحاكم أبو محمّد منصور بن محمّد بن محمّد بن إدريس النيسابوري، قدم علينا في حاج خراسان سنة خمس عشرة و أربعمائة. نا (2) أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد الدّقّاق، نا علي بن الفضل البلخي، نا عبد الصّمد، نا شداد بن حكيم عن نوح - يعني - ابن أبي مريم عن العرزمي عن عطاء، عن ابن عبّاس قال: ملعون من أكرم بالغنى و أهان بالفقر

7676 - منصور بن مرهوب العقيلي

7676 - منصور بن مرهوب العقيلي (3)

ولي إمرة دمشق خلافة لأخيه ظالم بن مرهوب العقيلي (4).

و قد تقدم ذكر ذلك في ترجمة أخيه ظالم، و ذكر تاريخ ولايته فيها.

7677 - منصور بن المسلم بن علي بن محمّد بن أحمد بن أبي الحرجين

أبو نصر التميمي السعدي الحلبي المؤدّب المعروف بالدميك

سكن دمشق، و كان يعلّم الصبيان في مسجد رحبة البصل (5) و مسجد الرماحين (6) و له حكايات تستحلى و كان ينظم الشعر.

فمما قرأته بخطه من شعره قوله:

ص: 356


1- الكلام غير واضح بالأصل من سوء التصوير، و المثبت عن «ز»، و م.
2- في م، و «ز»: أنا.
3- ترجمته في تحفة ذوي الألباب 378/1 و أمراء دمشق ص 104 و فيهما «منصور بن موهوب».
4- ترجمته في تحفة ذوي الألباب 378/1 و أمراء دمشق ص 68 و فيهما «ظالم بن موهوب».
5- مسجد رحبة البصل سفل كبير، له بابان و عنده قناة و قيسارية و سقاية (الدارس للنعيمي 252/2).
6- هو مسجد الطريفيين، و يعرف بالرماحين، في سوق السراجين، سفل، له إمام و مؤذن (الدارس للنعيمي 2/ 235).

غرام على طول البعاد يزيد *** و حبّ على مرّ الزمان جديد

و صبر إذا حاولت أثنى عنانه *** ليصحب طوعا صدّ و هو كنود

أبى القلب إلاّ أن يتيّمه الهوى *** و يسلمه التذكار فهو عميد

قرنه على نأي المنازل وفرة *** و جاد عليه بالصّبابة جيد

و أصباه مرتاحا قضيب على نقا *** تهبّ له ريح الصّبا فيميد

أيا سابق الأظعان من أرض جوشن *** سلمت و نلت الخصب حيث ترود

أين لي عنها نشف ما بي من الجوى *** فلم يشف ما بي عالج (1) و زرود (2)

هل العرجاء الغمر صاف لوارد *** و هل خضبته بالخلوق مدود

و هل عين أشمونيث تجري كمقلتي *** عليها و هل ظل الجنان (3) مديد

إذا مرضت ودت بأنّ ترابها *** لها دون اكحال الأشاة برود

و هل ساحر إلاّ لحاظ تحفظ عنده *** مواثيق فيما بيننا و عهود

تمثل لي عيني على الناس شخصه *** فيقرب مني و المزار بعيد

أزاح على الشوق عازب زفرتي *** و ردّ إليّ الهمّ و هو طريد

و قد عرى قلب أراني أنه *** على طول أيام الفراق جليد

و أعجب مني أن صبرت لياليا *** و أن اصطباري ساعة لشديد

و ما كنت أدري أن بسط النوى *** و يسعى عدو بيننا و حسود

و أن نصيبي من ودادك لوعة *** لها في فؤادي و الضلوع وقود

قسوت فما يدني نواك تقرب *** إليك و لا يثني قواك صدود

و أفنيت عذر النفس فيك و لم أزل *** أسد طريق الغدر و هو سديد

و قد تحبب الإنسان ما فيه نقصه *** و ببغض ما ينمي به و يزيد

و يؤثر من غير الضرورة ضره *** و يرغب عن ما يسره و يحيد

هو الجد لا يعطي المفادة صعبة *** و يبدي في أسماحه و يعيد

يريد من الأيام تصفو من الأذى *** و تصفو و لا يقضى بذاك وجود

ص: 357


1- عالج رمال بين ميد و القريات، و هي متصلة بالثعلبية على طريق مكة، لا ماء بها (معجم البلدان).
2- زرود: رمال بين الثعلبية و الخزيمية بطريق الحاج من الكوفة (معجم البلدان).
3- الأصل: الجناد، و المثبت عن «ز»، و م.

و كيف يدوم العيش خلوا من الغذا *** و للماء من بعد الصفاء ركود

تجمع من بعد اجتماع مودة *** خليل و عن ذوب النضار جمود

و أين الذي يبقى عليك وداده *** و أين الذي تختاره و تريد

إذا كان يعطي المرء ما يستحقه *** تساوي شقي في القضا و سعيد

و من حبنا الدنيا على سوء فعلها *** يعاب ذميم العيش و هو حميد

و أي ترى طرفا عنا لحرص طارقا *** لتستامه و الزهد فيه زهيد

و ليس لمرضى القناعة بغية *** فيلقى و شيطان المراد (1) مريد

إذا لم نجد ما تبتغيه فحص بها *** عمار السرى أم الطلاب ولود

فكم خرفت بطن الجنوب أساوله *** و كم ركبت ظهر الصعيد أسود

فلا قدرة إلا و أنت مؤمل *** و لا ثروة إلاّ و أنت تجود

قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي، سألت أبا نصر عن مولده سنة سبع و خمسمائة، فذكر أنه في سنة سبع و خمسين و أربعمائة، و حدّثني أنه رأى في حداثته في النوم كأنه يخرج من فيه جواهر مختلفة الألوان، و تصير طيورا، و ذكر بعض من كان في مكتبه أنه توفي سنة عشر و خمسمائة أو نحوها.

7678 - منصور بن ناصح

حكى عنه أبو مسهر.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - بقراءتي عليه - نا عبد العزيز، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم بن بسر، نا محمّد بن عائذ قال:

و حدّثني عبد الأعلى، عن منصور بن ناصح قال: كان شعار مقري يا سريع، و شعار الأوزاع يا عمّار، و قد كان أسرع فيهم يعني مقري الموت، فقالوا: قد أسرع فينا الموت، و عمرو فأبدلوا شعار مقرى فسموه له معافى.

7679 - منصور بن نصر بن منصور،

و يقال: ابن نصر بن إبراهيم بن أبي عيسى الهاشمي

من أهل دمشق.

ص: 358


1- بالأصل: المريد، و المثبت عن «ز»، و م.

روى عنه: ابنه محمّد بن منصور.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا علي بن موسى بن الحسين، أنا محمّد بن عبد اللّه بن ربيعة الربعي، نا محمّد بن منصور، نا أبي منصور بن نصر ابن منصور، أنشدني بعض إخواني لعبد اللّه بن المبارك في إسماعيل بن علية لمّا تقلد القضاء:

يا جاعل الدين له بازيا *** تصطاد أموال المساكين

احتلت للدنيا و لذّاتها *** بحيلة تذهب بالدّين

فصرت مجنونا بها بعد ما *** كنت دواء للمجانين

أين رواياتك فيما مضى *** عن ابن عون و ابن سيرين؟

و تركك الدنيا و لذاتها *** و هجر أبواب السلاطين

إن قلت أكرهت فما ذا كذا *** زلّ حمار العلم في الطين

قال: و أنشدنا لبعضهم:

إذا جار الأمير و كاتباه *** و قاضي الأرض يدّهن في القضاء

فويل للأمير و كاتبيه *** و قاضي الأرض من قاضي السماء

7680 - منصور بن يزيد الأفقم بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي

له ذكر.

7681 - منصور أبو أميّة الخصيّ

خادم عمر بن عبد العزيز.

حكى عن عمر بن عبد العزيز، و رجاء بن حيوة، و مكحول، و ميمون بن مهران.

روى عنه: سليمان بن عمر بن خالد الأقطع الرقّي، و داود بن رشيد الخوارزمي، و عبد الجبّار بن عاصم النسائي.

أخبرنا أبو القاسم (1) زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الغضائري - ببغداد - نا أحمد بن سلمان (2) النجّاد، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، نا داود بن رشيد، نا منصور أبو أميّة خادم عمر بن عبد العزيز قال:

ص: 359


1- أقحم بعدها في م:«الرقي، و داود بن رشيد الخوارزمي، و عبد الجبار».
2- تحرفت بالأصل إلى: سليمان، و المثبت عن «ز»، و م، و هو أحمد بن سلمان بن الحسن بن إسرائيل، أبو بكر البغدادي الفقيه، ترجمته في سير أعلام النبلاء 502/15.

رأيت عمر بن عبد العزيز و له سفط في كوة مفتاحه في إزاره، فكان يتغفلني، فإذا نظر إليّ قد نمت فتح السفط فأخرج منه جبيبة شعر، و رداء شعر، فصلى فيهما الليل كله، فإذا نودي بالصبح نزعهما.

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد - إذنا - و أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء - شفاها - قالا:

أنا منصور بن الحسين، أنا أبو بكر [بن] (1) المقرئ، أنا أبو عروبة، نا سليمان بن عمر (2)، [نا] (3) أبو أميّة الخصيّ غلام عمر بن عبد العزيز قال: دخلت مع عمر بن عبد العزيز الحمّام، فاطلى، فولي مغابنه بيده، و دخلت يوما إلى مولاتي مغرس عرسها (4)،فقلت: كل يوم عدس (5)،قالت: يا بني هذا طعام مولاك أمير المؤمنين.

أنبأنا أبو القاسم النسيب و غيره، عن أبي بكر الخطيب، أنا ابن الفضل القطّان، أنا دعلج بن أحمد - إجازة - أنا أحمد بن علي الأبّار، نا أبو طالب عبد الجبّار بن عاصم نا أبو أميّة الخصيّ غلام عمر بن عبد العزيز قال: رأيت على عمر بن عبد العزيز و مكحول و رجاء بن حيوة (6) و ميمون بن مهران قلانس مضرية صغارا.

ذكر من اسمه منظور

اشارة

ذكر (7) من اسمه منظور

7682 - منظور بن جمهور الكلبيّ أخو منصور

من أهل المزة، ولي الريّ من قبل أخيه منصور، ثم مضى معه إلى السند، فوثب عليه رفاعة بن ثابت بن نعيم الجذامي، و كان قد هرب إلى منصور فأكرمه فقتله فأخذه منصور فبنى عليه بناء فقتله.

7683 - منظور بن زبّان بن سيّار بن منظور الفزاري

7683 - منظور بن زبّان (8) بن سيّار بن منظور الفزاري

كان في عسكر هشام بن عبد الملك يوم مات أخوه مسلمة.

ص: 360


1- سقطت من الأصل و استدركت عن «ز»، و م.
2- تحرفت بالأصل إلى: عمرو، و المثبت عن «ز»، و م.
3- سقطت من الأصل و استدركت عن «ز»، و م.
4- كذا بالأصل، و «ز»، و م.
5- كذا.
6- الأصل: حيوية، و المثبت عن «ز»، و م.
7- إلى هنا انتهى السقط من م.
8- في م: ريان.

حكى عن هشام، و الوليد بن يزيد.

روى عنه: ابنه مضرس بن منظور.

قرأت في كتاب أبي عبد اللّه الحسين بن عبد الرحيم بن الوليد الكلابي، أنا أبو الحسن أحمد بن عمير، نا معاوية بن صالح، نا أحمد بن عبد الوهّاب، عن محمّد بن عثمان بن نمير، عن موسى بن زهير، عن مضرس بن منظور (1)،عن أبيه قال: أني: لفي عسكر هشام ابن عبد الملك يوم مات مسلمة و هشام جالس إذ طلع الوليد بن يزيد على الناس يجرّ مطرف خزّ حتى وقف على هشام، فقال: يا أمير المؤمنين إن عقبي من بقي لحاق من مضى، و قد أقعر بعد مسلمة الصيد لمن رمى، و احيل؟؟؟ (2) فوهى، و على أثر من سلف يمضي من خلف، فتزودوا فخير الزاد التقوى، فوجم هشام، فلم يحر جوابا.

7684 - منظور بن يزيد بن أفعي بن نبل

7684 - منظور بن يزيد بن أفعي (3) بن نبل

ابن خالد بن معاوية (4) بن المتمني

من وجوه أصحاب عبد الملك (5) بن مروان، له ذكر.

ذكر أبو الحسين محمّد بن عبد اللّه الحافظ فيما نقلته من خط أبي محمّد بن صابر، و ذكر أنه وجده بخطه، أخبرني أبو العباس محمود بن محمّد بن الفضل بن الصباح المازني الرافقي - بحمص - حدّثني أحمد بن الأسود الحنفي عن ابن أبي السري، عن أبي المنذر هشام، عن أبيه قال:

عاد عبد الملك بن مروان منظور بن زيد بن أفعي بن نبل بن خالد بن معاوية بن المتمني و كان له أكل عند بني أميّة و خرج من عنده فعاد حسّان بن مالك بن بحدل فقال:

فما لي في دمشق و لا قراها *** مبيت إن عزمت و لا مقيل

و ما لي بعد حسّان بن عمرو و لا *** لي بعد منظور خليل

ص: 361


1- في م و «ز»، و د: مضرس بن منظور بن زيان بن سيار بن منظور.
2- كذا رسمها بالأصل و د، و «ز»: «و؟؟؟ ؟؟؟» و تقرأ في م:«و احمل البعر».
3- كذا رسمها بالأصل و «ز»، و د، و في م: أبعى.
4- بالأصل: معاوية بن نبل بن خالد بن المتمني.
5- في م: عبد اللّه.

[ذكر من اسمه] منقذ

اشارة

[ذكر من اسمه] (1) منقذ

7685 - منقذ بن مرشد بن علي بن المقلّد بن نصر بن منقذ بن محمّد

ابن منقذ بن نصر بن هاشم أبو المغيث الكناني الأمير

سمع الحديث الكثير، و كتب، و حصّل من كتب الحديث قطعة صالحة، و له شعر له بأس به.

و قدم دمشق سنة خمس و ثلاثين و خمسمائة، و سكن بها مدة.

و سمع من الفقيه أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد صحيح البخاري و غيره، و ذكر لي أنه ولد سنة أربع و تسعين و أربعمائة بشيزر، و أنشدني لنفسه هذين البيتين، و ذكر أنه كتب بهما إلى صديق له في صدر كتاب:

كتبت و لو أني قدرت جعلت ما جرى *** فيه ما النفس لا مائع النفس

و أكتب ما يملي عليّ شوقي على *** أبيض العينين لا أبيض الطرس (2)

قال لنا أبو عبد اللّه محمّد بن المحسّن بن أحمد السّلمي، و كتبه لي بخطّه بعد ذكره أخاه مؤيد الدولة أبا المظفّر أسامة بن مرشد و ثنائه عليه، و وصفه له و تقريظه إياه؛ و أخوه الأمير بهاء الدولة نظيره في الفصاحة، و الفضل، و الصباحة، و العقل، و الشجاعة، و البذل، فهما إذا برزا كأنهما صقران قد حطّا إلى وكر، و كذلك جميع إخوتهما؛ و مما قرأت من شعره بخطه ما كتب إلى أخي أبي الحسين هبة اللّه بن الحسن الفقيه - رحمه اللّه-:

أيا منقذي و الحادثات تنوشني *** و دافع همي إذ (3) ترادف بعثه (4)

لساني عن شكر أياديك مقحم *** و أنت بأعلى من ثناء ابثه

تحملت عني كل خطب يوودني (5) *** و ناهلتني عيشي و قد بان خبثه

فدى لك يا طوع الوداد صحيحه *** على غيبه مستكره الودّ رثه

ص: 362


1- زيادة منا.
2- الطرس بالكسر: الصحيفة، أو التي محيت ثم كتبت ج أطراس و طروس (القاموس المحيط).
3- الأصل و م: إذا، و المثبت عن د، و «ز».
4- الأصل: نعته، و بدون إعجام في م، و «ز»، و المثبت عن د.
5- كذا بالأصل و م، و «ز»، و د.

نسى لما يولي و ما طال عهده *** ملول لمن يهوى و ما دام لبثه

و ما أشتكى شوقي إليك تجلدا *** على أنه بلبال قلبي و بثه

و قاسمني قلبي على الصبر عنكم *** و لا عجب أن بان بعدك حنثه

و ما زال يثنيه إليك حفاظه *** و عذر صروف الدهر عندك بحثه (1)

و شاطرني فيه هواك فهمّه *** و أفكاره عندي و عندك مكثه

و ما ضعضعتني الحادثات و إنني *** كعهدك و عزّ الخلق في الخطب وعثه

جرى على الأهوال و الموت محجم *** مريد القوى و الدهر قد بان نكثه

كظوم على غيظ تضيق به الحشى *** فلست و ان إذ اصطباري أبثه

و لم أرث الصبر الجميل كلالة *** و لكنه عن مرشد لي أرثه

عن الممتري أخلاف دهر *** تشابهت أطايبه إلاّ عليه وعثه

نداه ربيع ينعش الناس شيبه *** إذا أخلف الوسمي جاد مثله

يضاعف ذا الحاسدين كماله *** على أنه يشفي من الدّاء نفثه

ذكر من اسمه منهال

7676 - منهال بن [حبيب بن] معمر بن حبيب أبو الحسن السّدوسي مولاهم

7676 - منهال بن [حبيب بن] (2) معمر بن حبيب أبو الحسن السّدوسي مولاهم

بصري الأصل، مصري، أقدمه أحمد بن طولون دمشق سنة تسع و ستين و مائتين، حين خلع أبا أحمد الموفق.

ذكر ذلك أبو عمر محمّد بن يوسف الكندي (3).

أنبأنا أبو محمّد حمزة بن العباس بن علي، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن الفضل بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه بن منده قال: قال لنا أبو سعيد: منهال بن حبيب بن معمر، يكنى أبا الحسن، توفي في المحرم سنة تسع و سبعين و مائتين، أصلهم من البصرة.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب بن منده، و حدّثني أبو بكر المؤدّب عنه، أنا

ص: 363


1- في د: و غدر صروف الدهر عنك تحثه.
2- الزيادة عن د، و «ز»، و م.
3- راجع ولاة مصر للكندي ص 252.

عمّي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: منهال بن حبيب بن معمر بن حبيب السّدوسي، يكنى أبا الحسن، بصري، ولد سنة إحدى و تسعين و مائة، توفي بمصر في المحرم سنة تسع و سبعين و مائتين.

7687 - منهال بن عمران بن حيان الكلابي الجعفري النيسابوري

أحد قوّاد بني العبّاس.

شهد حصار دمشق، و ولي نصيبين في أيام المهدي و الهادي.

7688 - منهال بن عمرو أبو محمّد الأسديّ الكوفيّ

7688 - منهال بن عمرو أبو محمّد الأسديّ الكوفيّ (1)

مولى بني عمرو بن أسد بن خزيمة.

حدّث عن زرّ بن حبيش، و سعيد بن جبير (2)،و عبد الرّحمن بن أبي ليلى، و قيس بن السّكن، و عباد بن عبد اللّه.

روى عنه: منصور (3)،و الأعمش، و ميسرة بن حبيب، و أبو خالد يزيد بن عبد الرّحمن الدالاني، و القاسم بن الوليد الهمداني، و الحجّاج بن أرطأة، و شعبة بن الحجّاج، و محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، و عبد ربّه بن سعيد أخو يحيى بن سعيد، و الصّبي بن الأشعث السلولي، و علي بن الحلم البناني، و سوّار بن مصعب الهمداني.

و قدم دمشق.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا الحسن بن علي بن محمّد، أنا محمّد بن العبّاس بن محمّد، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن (4) المروزي، أنا أبو معاوية الضرير، نا الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن زاذان أبي عمر، عن البرّاء بن عازب قال:

خرجنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في جنازة رجل من الأنصار، فانتهينا إلى القبر، و لمّا يلحد

ص: 364


1- ترجمته في تهذيب الكمال 411/18 و تهذيب التهذيب 548/5 و ميزان الاعتدال 192/4 و التاريخ الكبير 12/8 و الجرح و التعديل 356/8 و سير أعلام النبلاء 184/5.
2- تحرفت في م إلى: حبيس.
3- منصور بن المعتمر بن عبد اللّه بن ربيعة، أبو عتاب الكوفي، ترجمته في تهذيب الكمال 399/18.
4- الأصل: الحسين، و المثبت عن د، و «ز»، و م.

له، فجلس رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و جلسنا حوله كأنّ على رءوسنا الطير، و في يده عود ينكت (1) به في الأرض، فرفع رأسه فقال:«استعيذوا باللّه من عذاب القبر» مرتين أو ثلاثا، ثم قال:«إنّ العبد المؤمن إذا كان في إقبال من الآخرة، و انقطاع من الدنيا نزل إليه ملائكة بيض الوجوه، كأن وجوههم الشمس، معهم كفن من كفن الجنّة، و حنوط من حنوط الجنّة، فيجلسون معه مد البصر، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه، فيقول: أيتها النفس المطمئنة.

اخرجي إلى مغفرة من اللّه و رضوان، فتخرج نفسه تسيل كما تسيل (2) القطرة من في السقاء، فيأخذها، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين، حتى يأخذوها، فيجعلوها في ذلك الكفن و ذلك الحنوط، فيخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض، فيصعدون بها، فلا يمرّون بها على ملأ من الملائكة إلاّ قالوا: ما هذه الروح الطيبة؟ فيقولون: فلان بن فلان، بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه في الدنيا، حتى ينتهوا به إلى السماء الدنيا (3)،فيستفتحون له، فيفتح له، فيشيّعه من كلّ سماء مقربوها (4) إلى السماء التي تليها، حتى ينتهي به إلى السماء السابعة، فيقول اللّه عز و جل: اكتبوا كتاب عبدي في علّيّين، و أعيدوه إلى الأرض، فإنّي منها خلقتهم، و فيها أعيدهم، و منها أخرجهم تارة أخرى، قال: فتعاد روحه في جسده، و يأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: ديني الإسلام، فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هو رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فيقولان له: و ما علمك؟ فيقول: قرأت كتاب اللّه، فآمنت به و صدقت، فينادي منادي (5) من السماء: أن صدق عبدي، أفرشوه من الجنّة و ألبسوه من الجنّة، و افتحوا له بابا إلى الجنّة، فيأتيه من روحها و طيبها، و يفسح له في قبره مدّ بصره، و يأتيه رجل حسن الوجه، طيّب الرائحة (6)،فيقول له: أبشر بالذي يسرّك، فهذا يومك الذي كنت توعد، فيقول له: من أنت؟ فوجهك الوجه الذي يجيء بالخير، فيقول: أنا عملك الصالح، فيقول: ربّ أقم الساعة، ربّ أقم الساعة - ثلاثا - حتى أرجع إلى أهلي و مالي».

ص: 365


1- الأصل: ينكث، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
2- بالأصل:«تسل» و المثبت عن د، و «ز»، و م.
3- من هنا إلى قوله: السابعة سقط من م.
4- رسمها غير واضح بالأصل، و المثبت عن د، و «ز».
5- كذا «منادي» بإثبات الياء في الأصل و م، و «ز»، و د.
6- كذا بالأصل، و في م، و د، و «ز»: طيب الريح.

قال:«و إن العبد الكافر إذا كان في انقطاع عن الدنيا و إقبال من الآخرة (1) نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه، و معهم المسوح، فيجلسون منه مد البصر، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه، فيقول: أيتها النفس الخبيثة، اخرجي إلى سخط من اللّه و غضب، فتفرق في أعضائه كلها، فتنتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول، فتتقطع معها العروق و العصب، فيأخذها، فإذا أخذها لم يدعوها في يده (2) طرفة عين، حتى يأخذوها، فيجعلوها في تلك المسوح، قال: و يخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض، فيصعدون بها، فلا يمرّون بها على ملأ من الملائكة إلاّ قالوا: ما هذه الروح الخبيثة؟ فيقولون: فلان بن فلان، بأقبح أسمائه التي كان يسمّى بها في الدنيا، حتى ينتهوا به (3) إلى السماء الدنيا، فيستفتحون لها، فلا يفتح لها»، ثم قرأ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: وَ لاٰ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتّٰى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيٰاطِ (4)،قال:«ثم يقول اللّه: اكتبوا كتابه في سجّين في الأرض السفلى، فيطرح روحه طرحا»، ثم قرأ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: وَ مَنْ يُشْرِكْ بِاللّٰهِ فَكَأَنَّمٰا خَرَّ مِنَ السَّمٰاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكٰانٍ سَحِيقٍ (5)،قال: فتعاد روحه في جسده ثانية، فيأتيه ملكان فيجلسانه، فيقولان له: من ربك؟ فيقول: هاه، هاه، لا أدري، فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: هاه، هاه، لا أدري، فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هاه، هاه، لا أدري، فينادي منادي (6)من السماء: أن كذب عليّ عبدي، فأفرشوه من النار، و ألبسوه من النار، و افتحوا له بابا إلى النار، فيدخل عليه من حرّها و سمومها، و يضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه، قال: و يأتيه رجل قبيح الثياب، قبيح الوجه، منتن الريح، فيقول: أبشر بالذي يسوؤك، هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول: من أنت، فوجهك الوجه الذي يجيء بالشر؟ فيقول: أنا عملك السيئ، فيقول: ربّ لا تقم الساعة، رب لا تقم الساعة»[12480].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو الحسن محمّد بن أحمد بن محمّد بن توبة، قالا: أنا أبو الحسين أحمد بن عبد اللّه، أنا عيسى بن علي بن عيسى بن داود.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن عمر.

ص: 366


1- بالأصل: انقطاع عن الآخرة و إقبال من الدنيا، صوبنا الجملة عن د، و «ز»، و م.
2- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
3- الأصل: بها، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
4- سورة الأعراف، الآية:40.
5- سورة الحج، الآية:31.
6- كذا بإثبات الباء بالأصل و د، و «ز»، و م.

ح و أخبرناه أبو الفتح محمّد بن علي بن عبد اللّه، و أبو نصر عبيد اللّه بن أبي عاصم، و أبو محمّد الحسن بن أبي بكر بن أبي الرضا، و أبو علي عبد الحميد بن إسماعيل، و أبو القاسم منصور بن ثابت، و أبو معصوم مسعود بن صاعد بن محمّد، و أبو المظفّر عبد الوهّاب ابن عبد الملك بن محمّد، و أبو محمّد خالد بن محمّد بن عبد الرّحمن المدني، قالوا: أنا أبو عبد اللّه [محمد] (1)بن أبي مسعود عبد العزيز بن محمّد الفقيه، قالا: أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي (2)محمّد الأنصاري المعروف بابن أبي شريح، قالا: أنا أبو القاسم عبد اللّه ابن محمّد بن عبد العزيز نا أبو الجهم العلاء بن موسى، نا سوّار بن مصعب، عن المنهال - يعني - ابن عمرو، عن زاذان (3)،عن البراء بن عازب قال:

خرجنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في جنازة [رجل] (4)من الأنصار، فانتهينا إلى القبر، و لمّا يلحد،[و] (5)قعدنا كأن على رءوسنا الطير، فنكس ينكت (6)في الأرض، ثم رفع رأسه محمّر الوجه و هو يقول:«اللّهمّ إنّي أعوذ بك من عذاب القبر»- ثلاثا - ثم أنشأ يحدثنا (7)قال:

«إنّ المؤمن إذا كان في قبل من الآخرة و انقطاع من الدنيا نزلت إليه ملائكة، وجوههم كالشمس، معهم أكفان من ثياب الجنّة - زاد عيسى: و حنوط من حنوط الجنّة و قالا:- فقعدوا منه مدّ البصر، حتى إذا خرج روحه تلقوه، فصلّى عليه كلّ ملك في السماء و كلّ ملك في الأرض، و فتح له كلّ باب من أبواب السماء، ما منها من باب إلاّ يجب أن يدخل به منه، فيصعد به ملك و يقول: اللّهمّ إن هذا فلان قد توفينا نفسه، فيقول اللّه: أعيدوه، فإنّا قد وعدناهم أن منها خلقناهم و فيها نعيدهم، و منها نخرجهم (8)،فإنه ليسمع خفق نعالهم و هم مدبرون، ثم يقال له: يا هذا، من ربّك؟ و ما دينك؟ و من نبيّك؟ فيقول: اللّه ربي، و ديني الإسلام، و نبيّي محمّد صلى اللّه عليه و سلّم، فينادي به - و قال عيسى: فيناديه - مناد من السماء أن صدق، أو صدقت، افرشوا له من فرش الجنّة، و افتحوا له بابا إلى الجنّة، و أروه مكانه من الجنّة، [فيفرش له فرش من الجنة، و يفتح له باب من الجنة، و يرى مكانه من الجنة] (9)ثم يأتيه آت

ص: 367


1- زيادة عن د، و م، و «ز».
2- سقطت من م.
3- الأصل و م و د، و «ز»: زادان، بالدال المهملة.
4- سقطت من الأصل و استدركت عن د، و «ز»، و م.
5- زيدت عن د، و «ز»، و م.
6- بالأصل: بنكث، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
7- بالأصل: أنشأ يقول يحدثنا.
8- قوله:«و منها نخرجهم» سقط من م، و د.
9- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن «ز»، و م، و د.

من ربّه فيقول: يا هذا، أبشر برحمة من اللّه و رضوان و جنات لك فيها نعيم مقيم، فيقول: من أنت؟ لك الخير لوجهك، لوجه يأتي بخير (1)،فيقول: أنا عملك الصالح، أمّا و اللّه ما علمتك إلاّ سريعا في طاعة اللّه، بطيئا عن معصية اللّه، فجزاك اللّه خيرا، فيقول: و إيّاك، قال: فإنه لرافع يده ينادي: اللّهم عجّل قيام الساعة ليرجع إلى أهله، و ما في الجنّة - و في حديث عيسى:

و ما له في الجنّة ثم تلا: يُثَبِّتُ اللّٰهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثّٰابِتِ فِي الْحَيٰاةِ الدُّنْيٰا (2)إلى آخر الآية، و إن المنافق أو الفاجر إذا كان في قبل من الآخرة، و انقطاع من الدنيا نزلت عليه (3)ملائكة، عليهم سرابيل من قطران، و ثياب من نار، فأقعدوه قاعدا، ثم انتشطوا نفسه كما يخرج السفود الكثير الشعث (4)من الصوف المبتلّ، حتى إنه ليخرج معه العصب و العروق، فيلعنه كل ملك في السماء، و كل ملك في الأرض، و يغلق دونه كل باب في السماء ما منها من باب إلاّ يكره أن يدخل به منه، ثم تلا: لاٰ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوٰابُ السَّمٰاءِ عند الموت وَ لاٰ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يوم القيامة حَتّٰى يَلِجَ الْجَمَلُ إلى آخر الآية (5)،ثم يقول: اللّهمّ إن هذا فلانا قد توفينا نفسه، فيقول اللّه: أعيدوه فإنا قد وعدناهم أن منها خلقناهم و فيها نعيدهم، فإنه ليسمع خفق نعالهم و هم مدبرون، ثم يقال له: يا هذا، من ربّك؟ و ما دينك؟ و من نبيّك؟ فيقول: لا أدري، فيناديه مناد من السماء: أن لا دريت، فأفرشوا له لوحين من النار، و افتحوا له بابا إلى النار، و أروه مكانه من النار، فيفرش له لوحين من النار، و يرى مكانه من النار، ثم يقيض له أصم أبكم أعمى، فيضربه ضربة يتحول منه حممه، ثم يعاد فيصيح صيحة حتى يسمع أهل السماء، و أهل الأرض إلاّ الثقلين - الجنّ و الإنس-» فقلنا للبراء: أ رأيت الذي يقيض له أصم أبكم، أملك هو أم شيطان؟ قال: كنا لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أشدّ توقيرا من أن نسأله أملك أم شيطان،«ثم يأتيه آت من ربّه: أبشر بسخط من اللّه و عذاب، فيقول: من أنت؟ لك الشر و وجهك وجه يخبر (6) بالشر، فيقول: أنا عملك السيئ، أما و اللّه ما علمتك إلاّ بطيئا في طاعة اللّه، سريعا في معصية اللّه، فجزاك اللّه شرا، فيقول: و إيّاك»، ثم تلا هذه الآية:

وَ يُضِلُّ اللّٰهُ الظّٰالِمِينَ وَ يَفْعَلُ اللّٰهُ مٰا يَشٰاءُ (7) .

ص: 368


1- زيد في «ز»، و د، و م: و قال عيسى: يجيء بالخير.
2- سورة إبراهيم، الآية:27.
3- في م و د، و «ز»: إليه.
4- استدركت على هامش م.
5- سورة الأعراف، الآية:40.
6- استدركت على هامش م.
7- سورة إبراهيم، الآية:27.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل،[و أبو محمد هبة اللّه بن إسماعيل بن عمر] (1)قالا: أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا الحسن بن سفيان، نا شيبان، نا الصعق، نا علي بن الحكم البنّاني، عن المنهال بن عمرو، عن زرّ بن حبيش، عن عبد اللّه بن مسعود قال: حدّث صفوان بن عسال المرادي، قال: أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقلت: يا رسول اللّه، إنّي جئت أطلب العلم، قال:«مرحبا بطالب العلم، إنّ طالب العلم لتحفّه الملائكة و تظله بأجنحتها، ثم تركب بعضها بعضا حتى يبلغوا سماء الدنيا من حبّهم ما يطلبوا» (2)، قال:«فما جئت تطلب؟» قال: قال صفوان: يا رسول اللّه، لا نزال نسافر بين مكة و المدينة، فأفتنا عن (3) المسح على الخفين، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«ثلاثة أيام للمسافر، و يوم و ليلة للمقيم»[12481].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد قال (4):و هذا رواه عاصم عن زرّ عن صفوان، و لم يذكر بين زرّ و صفوان عبد اللّه ابن مسعود.

و رواه عن عاصم الخلق، و إنّما المنهال رواه عن زرّ عن ابن مسعود، قال: حدّث صفوان، و هذا غير محفوظ، و الحديث الأول يرويه عمرو بن الحارث، عن عبد ربّه، عن المنهال بذلك الإسناد، و المنهال بن عمرو هو صاحب حديث الفتن، الحديث الطويل، رواه عن زاذان عن البراء.

و رواه عن منهال جماعة، و أحاديث المنهال ليست بالكثيرة.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، نا أبو محمّد عبد اللّه بن الحسن ابن الفضيل الكلاعي، و أبو عبد اللّه محمّد بن يعقوب الطائي الحمصيان، قالا: أنا أبو عبد اللّه بن خالويه النحوي، نا أبو الحسين بن مخزوم الحافظ، حدّثني محمّد بن علي بن العباس الصيرفي، نا أحمد بن محمّد بن سليمان القاضي، عن عبد اللّه بن زاهر الرّازي، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو قال:

ص: 369


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك لتقويم السند عن م، و «ز»، و د.
2- في م، و «ز»، و د: يطلب.
3- الأصل:«على» و المثبت عن م، و «ز»، و د.
4- رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 331/6.

أنا و اللّه رأيت رأس الحسين بن علي حين حمل و أنا بدمشق، و بين يدي الرأس رجل يقرأ سورة الكهف، حتى بلغ قوله تعالى: أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحٰابَ الْكَهْفِ وَ الرَّقِيمِ كٰانُوا مِنْ آيٰاتِنٰا عَجَباً (1)،قال: فأنطق اللّه الرأس بلسان ذرب، فقال: أعجب من أصحاب الكهف قتلي و حملي.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى يقول في تسمية محدّثي أهل الكوفة: المنهال بن عمرو.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللّنباني (2)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (3) قال في الطبقة الرابعة من أهل الكوفة: المنهال بن عمرو، مولى لبني عمرو بن أسد بن خزيمة.

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك، و ابن النرسي - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (4):منهال بن عمرو الأسديّ الكوفيّ، سمع زرّ بن حبيش، و سعيد بن جبير، روى عنه منصور، و شعبة.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب - إذنا - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (5):

منهال بن عمرو الأسديّ، مولى لبني عمرو بن أسد بن خزيمة، كوفي، روى عن زرّ بن حبيش، و سعيد بن جبير، و عبد الرّحمن بن أبي ليلى، و عبّاد بن عبد اللّه، و قيس بن السكن، روى عنه منصور، و الأعمش، و ميسرة بن حبيب، و عبد ربه بن سعيد، و أبو خالد الدالاني،

ص: 370


1- سورة الكهف، الآية:9.
2- تحرفت بالأصل و د، و «ز»، و م، إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
3- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
4- التاريخ الكبير للبخاري 12/8.
5- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 356/8-357.

و القاسم بن الوليد الهمداني، و الحجّاج بن أرطأة، و ابن أبي ليلى، و الصّبي بن أشعث السلولي، سمعت أبي يقول ذلك.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو محمّد (1)...، المنهال بن عمرو.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال: المنهال بن عمرو الأسديّ، مولى لبني عمرو ابن أسد بن خزيمة، الكوفيّ، سمع سعيد بن جبير، روى عنه منصور بن المعتمر في الأنبياء قال المفضّل بن غسّان الغلابي: ذمّ يحيى بن معين المنهال بن عمرو (2).

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب قال: منهال بن عمرو الأسديّ الكوفيّ، حدّث عن سعيد بن جبير، و زرّ بن حبيش، و عبد الرّحمن بن أبي ليلى، و قيس بن السكن، و عبّاد بن عبد اللّه، روى عنه منصور بن المعتمر، و الأعمش، و ميسرة بن حبيب، و حجّاج بن أرطأة، و أبو خالد الدالاني، و القاسم بن الوليد الهمداني، و محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى و غيرهم.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن منده، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (3):ذكره أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين أنه قال.

ح و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن عبد الملك، أنا ابن السّقّاء، نا الأصم، نا عبّاس قال: سمعت يحيى يقول: المنهال بن عمرو ثقة.

قال (4):و سمعت (5) يحيى يقول: قد روى شعبة عن المنهال بن عمرو، و روى شعبة عن منصور عن المنهال (6).

ص: 371


1- بياض بمقدار لفظة بالأصل، و م، و «ز»، و الكلام متصل في د.
2- تهذيب الكمال 412/18 طبعة دار الفكر.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 357/8.
4- القائل: عباس بن محمد الدوري.
5- كتب فوقها في د، و «ز»: ملحق.
6- كتب بعدها في د، و «ز»: إلى.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر، و ابن عمّه أبو نصر (1)محمّد بن الحسن، قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (2):المنهال بن عمرو، كوفي، ثقة.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل و غيره في كتبهم، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: قلت للدارقطني: فالمنهال بن عمرو؟ فقال: صدوق (3).

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل، أنا محمّد بن الحسين (4)،نا ابن أبي خيثمة (5)،نا سليمان بن أبي شيخ، حدّثني محمّد بن عمر الحنفي، عن إبراهيم بن عبيد الطنافسي أخي محمّد قال: وقف المغيرة صاحب إبراهيم على يزيد بن أبي زياد، و كانا يصلّيان في مسجد واحد بالكوفة، فقال: أ لا تعجب من هذا الأحمق الأعمش إني نهيته أن يروي عن المنهال بن عمرو عن عباية ففارقني على أن لا يفعل ثم هو يروي عنهما، نشدتك باللّه، هل كانت تجوز شهادة المنهال على در همين؟ قال: اللّهمّ لا، قال: فنشدتك باللّه، هل كانت تجوز شهادة عباية على در همين؟ قال: اللّهمّ لا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد، أنا أبو جعفر العقيلي (6)،نا عبد اللّه بن أحمد قال: سمعت أبي يقول:

أبو بشر أحبّ إليّ من المنهال بن عمرو، قلت له: أحبّ إليك من المنهال؟ قال: نعم، شديدا، أبو بشر أوثق إلاّ أن المنهال أسنّ (7).

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

ص: 372


1- الأصل: منصور، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
2- تاريخ الثقات للعجلي ص 442 رقم 1643.
3- سير أعلام النبلاء 184/5 و تهذيب الكمال 412/18 (طبعة دار الفكر).
4- الأصل:«الحسن» تصحيف، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
5- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 412/18 طبعة دار الفكر.
6- رواه العقيلي في الضعفاء الكبير 236/4 رقم 1830 و من طريق عبد اللّه بن أحمد في تهذيب الكمال 412/18.
7- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م، و تهذيب الكمال:«أسن» و في الضعفاء الكبير: أمتن.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (1)،أنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل - فيما كتب إليّ - قال:

سمعت أبي يقول: ترك شعبة المنهال بن عمرو [على عمد] (2) قال ابن أبي حاتم لأنه سمع من داره صوت قراءة بالتطرب (3).

أخبرنا (4) أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبي، أنا أبو نعيم الأزهري، أنا أبو عوانة الأسفرائيني، نا محمّد بن سليمان البصري، نا إبراهيم (5) بن حميد، عن جرير، عن مغيرة قال: كان المنهال بن عمرو حسن الصوت، و كان له لحن، يقال له: وزن سبعة (6).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد (7)،نا ابن حمّاد، حدّثني صالح - يعني ابن أحمد - نا علي - يعني ابن المديني - قال:

سمعت يحيى - هو القطّان - يقول: أتى شعبة المنهال بن عمرو فسمع صوتا، فتركه - يعني - الغناء.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين (8) بن محمّد بن خسرو، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا محمّد بن عمر بن بكير قال: قرئ على عثمان بن أحمد بن سمعان، أنا الهيثم بن خلف، نا محمود بن غيلان، نا وهب بن جرير قال: قال شعبة: أتيت منزل المنهال بن عمرو، فسمعت منه صوت الطنبور، فرجعت، فهلا سألته عسى أن لا يعلم.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا علي بن الحسن الربعي، و رشأ ابن نظيف، قالا: أنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم بن محمّد، أنا محمّد بن محمّد بن داود، أنا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد، نا زيد بن أخرم، نا وهب بن جرير، نا شعبة قال: أتيت باب المنهال بن عمرو فسمعت من داره شيئا، فانصرفت - يعني - غناء.

ص: 373


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 357/8.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و د، و «ز»، و م، و استدرك للإيضاح عن الجرح و التعديل.
3- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م، و في الجرح و التعديل: بالتطريب.
4- كتب فوقها في د، و «ز»: ملحق.
5- كذا بالأصل، و د، و «ز»، و م؛ و من طريق:«محمد بن حميد الرازي» رواه المزي في تهذيب الكمال 412/18 و لعله صحف من محمد إلى إبراهيم.
6- كتب بعدها في د، و «ز»: إلى.
7- رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 330/6.
8- تحرفت بالأصل إلى: الحسن، و المثبت عن د، و «ز»، و م.

و قال ابن حميد الرازي: إن كان صدوقا نا جرير عن مغيرة قال: كان للمنهال بن عمرو صوت وزن سبعة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر السامي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف ابن أحمد، أنا أبو جعفر العقيلي (1)،نا عبد اللّه بن أحمد، قال: سمعت أبي يقول: ترك شعبة المنهال بن عمرو على عمد.

أخبرنا أبو البركات أيضا، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا محمّد بن علي بن يعقوب، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: ذمّ يحيى المنهال بن عمرو.

أخبرنا أبو البركات، أنا ثابت، أنا محمّد، أنا أبو بكر، أنا الأحوص، نا أبي قال:

و سمعت يحيى بن معين، و ذكر حديث الأعمش عن المنهال بن عمرو، و كان يحيى بن معين يضع من شأن المنهال بن عمرو (2)،فذكر حديثا.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا عبد الوهّاب الميداني، أنا عبد الجبّار بن عبد الصّمد، نا القاسم بن عيسى قال: سمعت إبراهيم بن يعقوب يقول:

المنهال بن عمرو، سيئ المذهب، و قد جرى حديثه (3).

ذكر من اسمه منيب

7689 - منيب بن أيّوب

أظنّه الأوزاعي الذي سأل الأوزاعي.

حدّث عن راشد بن داود.

روى عنه الوليد بن مزيد.

قاله ابن منده فيما حكاه عنه أبو الفضل المقدسي.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا

ص: 374


1- رواه أبو جعفر العقيلي في الضعفاء الكبير 236/4.
2- تهذيب الكمال 412/18 طبعة دار الفكر.
3- تهذيب الكمال 413/18.

خيثمة بن سليمان، نا العباس بن الوليد، أخبرني أبي، أخبرني منيب بن أيّوب قال: أقبل غلام لعمر بن عبد العزيز بحزمة من حطب يحملها و هو يرجز (1) تحتها، فطرحها و قال: كل إنسان في راحة غيري و غيرك، فقال له عمر: ما قلت؟ قال: قلت: كلّ إنسان في راحة غيري و غيرك، قال عمر: و اللّه لأريحنّك، اذهب فأنت للّه عزّ و جلّ، دعني أنا و همّي.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي - إجازة - نا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة السادسة: منيب بن أيّوب.

7690 - منيب بن مدرك بن منيب الأزدي الغامديّ

7690 - منيب بن مدرك بن منيب الأزدي الغامديّ (2)

روى عن: أبيه عن جدّه.

روى عنه: أبو خليد عتبة بن حمّاد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا تمّام بن محمّد، و عبد الرّحمن بن عثمان، و محمّد بن عبد الرّحمن القطّان، و محمّد بن أحمد بن الجندي، و علي بن الحسين بن أبي العقب.

ح و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبي أبو العباس، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، قالوا: أنا علي بن يعقوب بن أبي العقب، نا أبو زرعة، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا أبو خليد عتبة بن حمّاد، عن منيب بن مدرك بن منيب الغامديّ عن أبيه عن جدّه قال: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و هو يقول:«يا أيّها الناس قولوا لا إله إلا اللّه تفلحوا»[12482].

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحدّاد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ، نا سليمان بن أحمد (3)،نا جعفر بن محمّد الفريابي، نا سليمان بن عبد الرّحمن الدمشقي، نا عتبة بن

ص: 375


1- كذا بالأصل:«يرتجز» و المثبت عن د، و «ز»، و م. و قوله: يرجز، من الرجز، و الرجز محركة داء يصيب الإبل في أعجازها و هو أن تضطرب رجل البعير أو فخذاه إذا أراد القيام أو ثار ساعة ثم ينبسط، و قد رجز رجزا (تاج العروس: رجز).
2- ترجمته في التاريخ الكبير 14/8 و الجرح و التعديل 393/8.
3- رواه الطبراني في المعجم الكبير 342/20 رقم 805.

حمّاد، حدّثني منيب بن مدرك بن منيب الأزدي (1)،عن أبيه عن جدّه قال: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في الجاهلية و هو يقول للناس:«قولوا لا إله إلا اللّه تفلحوا»، فمنهم من تفل في وجهه، و منهم من حثى (2) عليه التراب، و منهم من سبّه، حتى انتصف النهار، و أقبلت جارية بعسّ من ماء، فغسل وجهه (3) و قال:«يا بنية لا تخشي على أبيك غلبة (4) و لا ذلا» فقلت: من هذه؟ فقالوا: هذه زينب بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و هي جارية وصيفة (5)[12483].

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي (6)،ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (7):منيب بن مدرك ابن منيب الأزدي، عن أبيه، عن جدّه روى عنه أبو خليد الحكمي [الشامي] (8).

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن منده، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (9):منيب بن مدرك [بن منيب] (10) الأزدي الشامي، روى عن أبيه، روى عنه أبو خليد عتبة بن حمّاد القارئ، سمعت أبي يقول ذلك.

7691 - منيب بن مدرك الأزدي الغامديّ

7691 - منيب بن مدرك الأزدي الغامديّ (11)

له صحبة، و هو جد المذكور آنفا.

روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم.

روى عنه: ابنه مدرك.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده،

ص: 376


1- في المعجم الكبير: منيب بن مدرك بن منيب الأزدي.
2- المعجم الكبير: حثا.
3- المعجم الكبير: فغسل وجهه أو يديه.
4- المعجم الكبير: عيلة.
5- المعجم الكبير: وضيئة.
6- تحرفت في م إلى: القرشي.
7- التاريخ الكبير للبخاري 14/8.
8- زيادة عن التاريخ الكبير.
9- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 393/8.
10- زيادة لازمة للإيضاح عن الجرح و التعديل.
11- ترجمته في الإصابة 465/3 و أسد الغابة 500/4 و كناه أبا مدرك و الاستيعاب 1486/4 و الجرح و التعديل 8/ 392 و التاريخ الكبير 14/8 و كنوه بأبي أيوب.

أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن حمّاد أبو العباس العسكري - ببغداد - نا أبو إسماعيل محمّد بن إسماعيل الترمذي، نا أبو أيوب سليمان بن عبد الرّحمن، نا أبو خليد عتبة بن حمّاد، نا منيب ابن مدرك بن منيب، عن أبيه عن جدّه قال: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في الجاهلية يقول للناس:

«قولوا لا إله إلاّ اللّه»، فمنهم من تفل في وجهه، و منهم من حثا عليه[12484].

قال ابن منده: منيب أبو مدرك، رأى النبي صلى اللّه عليه و سلّم، روى حديثه منيب بن مدرك بن منيب عن أبيه عن جده.

قرأت بخط أبي محمّد بن صابر فيما نقله من خط أبي الحسين الرّازي قال: منيب الأزدي الذي رأى النبي صلى اللّه عليه و سلّم في الجاهلية يقول للناس:«قولوا لا إله إلاّ اللّه تفلحوا»، داره عند رحبة حمام خالد، تعرف اليوم بدار منيب[12485].

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (1):منيب الأزدي، له صحبة.

قال أبو أيوب: نا أبو خليد عتبة بن حمّاد الحكمي القارئ، فذكر نحو الحديث.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (2) قال: منيب الأزدي أبو أيوب الشامي، له صحبة، روى عنه ابنه مدرك بن منيب، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو القاسم البجلي، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال: و منيب و في نسخة أخرى غير مسموعة دمشقي.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن علي بن عبيد اللّه، و المبارك بن عبد الجبّار، قالا: أنا أبو الفرج الحسين بن علي، نا محمّد بن إبراهيم بن السّري، نا عبد الملك بن بدر (3)

ص: 377


1- التاريخ الكبير للبخاري 14/8.
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 392/8.
3- الأصل: يزيد، و المثبت عن م، و «ز»، و د.

ابن الهيثم، نا أحمد بن هارون الحافظ قال في الطبقة الأولى من الأسماء المنفردة: منيب، روى عنه ابنه عبد اللّه بالشام.

[قال ابن عساكر:] (1) و قد سمي غيره منيب.

7692 - منيب الأوزاعيّ

سأل أبا عمرو الأوزاعيّ.

حكى عنه الهيثم بن عمران.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم، أنا نصر بن إبراهيم، و عبد اللّه بن عبد الرزّاق.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن زيد، أنا نصر بن إبراهيم، قالا: أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو علي بن منير، أنا أبو بكر بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا الهيثم بن عمران قال: سمعت الأوزاعيّ و سأله منيب الأوزاعيّ فقال: أ كلّ ما أتانا عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم نقبله؟ قال:

لا، قال: فما نقبل منه؟ قال: ما صدّقه كتاب اللّه فهو منه، فقال منيب: فإن كان الثقات حملوه عن غير الثقات، كذا قال.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2)،حدّثني هشام، نا الهيثم بن عمران، قال: سمعت الأوزاعيّ و سأله منيب فقال: أ كلّ ما (3) جاءنا عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم نقبله؟ فقال: نقبل منه ما صدّقه كتاب اللّه فهو منه، و ما خالفه فليس منه، قال له منيب: إنّ الثقات جاءوا به، قال: فإن كان الثقات حملوه عن غير الثقات؟.

ذكر من اسمه منير

7693 - منير بن الزّبير أبو ذرّ الأزدي

7693 - منير بن الزّبير أبو ذرّ الأزدي (4)

روى عن مكحول، و عبادة بن نسيّ.

ص: 378


1- زيادة منا للإيضاح.
2- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 271/1.
3- بالأصل و د، و م، و «ز» هنا:«أكلما» و المثبت عن تاريخ أبي زرعة.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 414/18 و تهذيب التهذيب 549/5 و ميزان الاعتدال 193/4 التاريخ الكبير 20/8 و الكامل لابن عدي 469/6 و الجرح و التعديل 410/8.

روى عنه: الوليد بن مسلم.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، قالا: أنا عبد الدائم بن الحسن بن عبيد اللّه، أنا عبد الوهّاب الكلابي، نا أبو بكر بن خريم (1)،نا هشام بن عمّار، نا الوليد بن مسلم، نا منير بن الزّبير قال: سمعت عبادة بن نسيّ الكندي يحدّث عن عبد اللّه بن سالم أنه قال: يا رسول اللّه، نجدكم في كتاب اللّه: أمّة حمّادون، مولد نبيّهم بمكة، و هجرته بطيبة، و جهادهم بالشام، يأتزرون على أنصافهم، و يطهّرون أطرافهم، أصواتهم بالليل في المساجد كأصوات النحل في (2) رها (3)،يأتون يوم القيامة غرّا محجّلين.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (4)،أنا عمر بن سنان، نا العبّاس بن عثمان، و عبّاس بن الوليد الخلاّل، قالا: نا الوليد بن مسلم، نا منير بن الزّبير، عن مكحول، عن عائشة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم نهى أن يقام عن الطعام حتى يرفع (5)[12486].

قال ابن عدي: و لمنير غير هذا الحديث شيء يسير.

أخبرنا أبو طاهر إسماعيل بن محمّد بن أحمد الأديب، و أبو بكر جامع بن علي بن أبي بكر النيسابوري، و أبو محمّد بن طاوس، قالوا: أنا أحمد بن عبد الرّحمن بن محمّد.

ح و أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد، و سليمان بن إبراهيم، قالوا: أنا عثمان بن أحمد البرجي، نا محمّد بن عمر بن حفص، نا إسحاق بن الفيض، نا الوليد بن مسلم الدمشقي، عن منير بن الزّبير أنه سمع مكحولا يقول: برّ الوالدين كفّارة الكبائر، و لا يزال الرجل قادرا على البرّ ما دام في فضيلته من هو أكبر منه.

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و أبو الفضل الأصبهاني

ص: 379


1- بدون إعجام بالأصل، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
2- بعدها بياض قليل في «ز»، و الكلام متصل في د، و م.
3- الرهاء: الواسع من الأرض المستوي (راجع اللسان).
4- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 469/6.
5- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م، و في الكامل لابن عدي: يفرغ.

قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (1):منير بن الزّبير الأزدي يعدّ في أهل الشام (2)،سمع مكحولا، روى عنه الوليد بن مسلم.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا ابن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن حاتم قال (3):منير بن الزّبير الأزدي أبو ذرّ الشامي، روى عن مكحول، روى عنه الوليد بن مسلم، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا - بقراءتي عليه - عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدار قطني قال:

منير بن الزّبير الأزدي يعدّ في أهل الشام، سمع مكحولا، روى عنه الوليد بن مسلم.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (4):

أما منير بضم الميم و كسر النون يليها ياء و آخره راء فهو: منير بن الزّبير الأزدي، يعدّ في الشاميين، سمع مكحولا، روى عنه الوليد بن مسلم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال (5):قلت:- يعني - لدحيم: فما تقول في منير بن الزّبير؟[قال: تسأل] (6) عنه؟ و هو يروي عن مكحول: أتيت المقدام (7).

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد (8)،نا يوسف بن الحجّاج، نا أبو زرعة الدمشقي قال: قلت لعبد الرّحمن بن إبراهيم، فذكره مثل ما تقدّم إلاّ أنه قال: أتيت المقداد، و هو الصواب.

ص: 380


1- التاريخ الكبير للبخاري 20/8.
2- في التاريخ الكبير: يعد في الشاميين.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 410/8.
4- الاكمال لابن ماكولا 225/7.
5- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 395/1 و عن أبي زرعة رواه المزي في تهذيب الكمال 414/18.
6- ما بين معكوفتين استدرك عن تاريخ أبي زرعة، و مكانه بالأصل:«روى» و مكانه بياض في «ز»، و د، و م.
7- في تهذيب الكمال: المقداد.
8- رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 469/6.

و بلغني عن أبي حاتم البستي أنه قال: منير بن الزّبير الأزدي من أهل الشام، يروي عن مكحول، روى عنه الوليد بن مسلم، لا تحلّ الرواية عنه (1).

7694 - منير بن سنان، أو سيّار أبو عطيف

أظنّه من أهل الساحل.

حكى عن الأوزاعيّ.

حكى عنه أبو عبد الملك عبد الرّحمن بن عبد العزيز بن الفارسي القيسراني.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي يعقوب، حدّثني عبد الرّحمن بن عبد العزيز، أخبرني أبو عطيف منير بن سيّار - و في نسخة أخرى: سنان - قال: سألت الأوزاعيّ عن أشياء من أمر الصوافي فقال: إن نظرتم في هذه الدقائق ضاقت عليكم الطرق و سرب الماء.

7695 - منير بن عبد الرّزّاق بن إلياس أبو عمرو الأطرابلسي

حدّث عن محمّد بن جعفر بن محمّد بن أبي كريمة الصيداوي.

روى عنه: أبو الحسين أحمد بن الحسين بن علي بن مهدي الأطرابلسي.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن كامل قال: كتب إلينا أبو الحسين أحمد بن الحسين بن علي بن مهدي بن علي بن الشماخ الأطرابلسي البزاز من عسقلان، نا أبو عمرو منير بن عبد الرّزّاق بن إلياس الطرابلسي - بمدينة طرابلس، بقراءته علينا من أصل كتابه - أنا أبو علي محمّد ابن جعفر بن محمّد بن أبي كريمة الصّيداني (2)-بطرابلس - فيما قرئ عليه في شهر ربيع الآخر من سنة إحدى و سبعين و ثلاثمائة، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن يوسف بن بشر الهروي، نا إسحاق بن سيّار بن محمّد النصيبي، نا عمرو - يعني - ابن منصور البصري، نا شعبة، عن حبيب بن أبي ثابت قال: سمعت نافع بن جبير بن مطعم يحدّث عن بشر بن سحيم الغفاري أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أمر مناديا ينادي: لا يدخل الجنّة إلاّ مؤمن، و أنّ هذه الأيام أيام أكل و شرب، أيام منى.

ص: 381


1- تهذيب الكمال 414/18.
2- هذه النسبة إلى صيدا بلدة على ساحل بحر الروم مما يلي الشام، قريبة من صور، و ينسب إليها أيضا: صيداوي. (الأنساب).

7696 - منير بن عمر بن صالح بن عطية أبو عمرو القيسراني

سمع خيثمة بن سليمان.

روى عنه: القاضي أبو الحسن علي بن عبيد اللّه الهمداني - نزيل مصر-.

أخبرنا أبو الفرج غيث بن علي، أنا أبو سعيد عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الرّحمن الأبهري، أنا القاضي أبو الحسن (1) علي بن عبيد اللّه، نا أبو عمرو منير بن عمر (2) بن صالح ابن عطية القيسراني - بها - في الرحلة الثانية سنة اثنتين و تسعين و ثلاثمائة، نا خيثمة بن سليمان بحديث ذكره.

آخر الجزء السادس و الثمانين بعد الأربعمائة من الأصل (3).

7697 - منير الخادم الصقلبي غلام الوزير يعقوب بن يوسف بن كلّس

7697 - منير الخادم الصقلبي (4) غلام الوزير يعقوب بن يوسف بن كلّس (5)

ولي دمشق من قبل المصريين و قدمها في يوم الثلاثاء النصف من رجب سنة ثمان و سبعين و ثلاثمائة، فلم يزل أميرا إلى شهر رمضان سنة إحدى و ثمانين و ثلاثمائة، فوصل بزال (6) من طرابلس، و قد كوتب من مصر إلى أن يصير إلى دمشق لقتال منير، فانهزم منير يوم الاثنين التاسع عشر من شهر رمضان، فطلب الجبال ليخرج إلى أرض جوسية (7) و يصير إلى حلب، فأسره رجل من العرب اسمه هندي، فأخذ منه و حمل إلى دمشق، و قد قدمها ينجوتكين التركي واليا لها من مصر، فأركب منير على جمل و طيف به في دمشق، و قرن به قرد ثم صير إلى مصر، فعفا عنه الملقب بالعزيز.

و حدثنا أبو الحسن علي بن المسلم الشافعي قال: دفع إليّ رجل يعرف بمجير الكتامي شيخ من جند المصريين ورقة فيها أسماء الولاة بدمشق، فكان فيها منير الخادم في سنة ثمان و ستين [و ثلاثمائة] (8)..

ص: 382


1- تحرفت بالأصل هنا إلى: الحسين، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
2- تحرفت بالأصل هنا إلى: عمرو، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
3- من قوله: آخر... إلى هنا، مثبت أيضا في «ز»، و سقطت الجملة من د، و م.
4- ترجمته في أمراء دمشق للصفدي ص 105 و تحفة ذوي الألباب 12/2 و تاريخ ابن القلانسي ص 30.
5- هو يعقوب بن يوسف بن إبراهيم بن هارون بن كلس، أبو جعفر الوزير، ولد ببغداد سنة 318 و توفي بمصر أيام العزيز سنة 380 (راجع وفيات الأعيان 27/7 و خطط المقريزي 5/2).
6- ترجمته في تحفة ذوي الألباب 18/2.
7- جوسية من قرى حمص.
8- زيادة عن د، و «ز»، و م.

[ذكر من اسمه] مؤتمن

اشارة

[ذكر من اسمه] (1) مؤتمن

7698 - مؤتمن بن أحمد بن علي بن الحسين بن عبيد اللّه

أبو نصر بن أبي منصور الربعي البغداديّ، المعروف بالساجي الحافظ (2)

سمع ببغداد: أبا الحسين بن النّقّور، و أبا القاسم بن التّستري، و إسماعيل بن مسعدة، و عبد اللّه بن الحسن بن محمّد بن الخلاّل، و بالبصرة: أبا علي التّستري، و بأصبهان: أبا عمرو ابن منده، و بصور: أبا بكر الخطيب، و بهراة: محمود بن القاسم الأزدي و جماعة سواهم.

و كان حافظا، متقنا، ثقة، ديّنا.

روى عنه: أبو عامر محمّد بن سعدون، و حدّثنا عنه أبو بكر السلماسي، و أبو طاهر السنجي المؤذّن.

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن محمّد الخطيب - بمرو - نا الشيخ الحافظ أبو نصر المؤتمن ابن أحمد بن علي الساجي البغداديّ - لفظا ببغداد-.

ح و أخبرنا أبو القاسم عمر بن إبراهيم - بالكوفة - و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا:

أنا أحمد بن محمّد بن أحمد بن عبد اللّه البزار (3) الكوفي، أنا علي بن عمر بن محمّد السكري، نا أبو بكر القاسم بن زكريا المقرئ - إملاء - نا سويد بن سعيد، حدّثني حفص بن ميسرة، عن موسى بن عقبة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:

«بينا امرأتان و معهما ابناهما إذ جاء الذئب فذهب بأحدهما، فقالت هذه: إنما ذهب بابنك، و قالت الأخرى: إنّما ذهب بابنك، فاختصمتا إلى داود عليه السّلام، فأخبرتاه، فقال:

ائتوني بسكين أشقّه بينكما، فقالت الصغرى: لا، يرحمك اللّه، هو ابنها، فقضى به للصغرى»، قال أبو هريرة: و اللّه ما سمعت بالسكين قبل ذلك اليوم، ما كنت أقول إلاّ المدية[12487].

أخرجه مسلم (4)،عن سويد.

ص: 383


1- زيادة منا.
2- ترجمته في ميزان الاعتدال 198/4 و البداية و النهاية 178/12 و تذكرة الحفاظ 1246/4 سير أعلام النبلاء 19/ 308 و شذرات الذهب 20/4.
3- في م، و د، و «ز»: البزاز.
4- صحيح مسلم كتاب الأقضية باب بيان اختلاف المجتهدين رقم 1720/20)(ج 1344/3).

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم، أخبرني الحافظ أبو نصر المؤتمن بن أحمد الساجي، أنا شيخ الإسلام عبد اللّه بن محمّد الأنصاري، أنا محمّد بن أحمد، أنا أبو إسحاق القراب، نا أبو يحيى الساجي، حدّثني محمّد بن إسماعيل قال: سمعت الحسين بن علي قال: سمعت الشافعي يقول:

العشرة أشكال لهم أن يغير بعضهم على بعض، و المهاجرون الأولون و الأنصار أشكال، لهم أن يغير بعضهم على بعض، و مسلمة الفتح أشكال، لهم أن يغير بعضهم على بعض، فإذا ذهب أصحاب محمّد صلى اللّه عليه و سلّم فحرام على تابع إلاّ اتّباع بإحسان، حذوا بحذو.

سمعت أبا الوقت عبد الأول بن عيسى يقول: كان الإمام عبد اللّه الأنصاري إذا رأى مؤتمنا يقول: لا يمكن أحد أن يكذب على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ما دام هذا حيا (1).

حدّثني أخي أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن الفقيه - رحمه اللّه - لفظا، قال: سألت أبا طاهر أحمد بن محمّد السلفي، عن أبي نصر المؤتمن بن أحمد بن علي الساجي فقال: حافظ متقن، لم أر أحسن قراءة منه للحديث، تفقّه في صباه على الشيخ أبي إسحاق، و كتب «الشامل» بخطه عن الشيخ أبي نصر بن الصّبّاغ (2)،ثم خرج إلى الشام، فأقام بالقدس زمانا، و ذكر لي أنه رأى أبا بكر الخطيب الحافظ بصور، و سمع من لفظه حديثا غير أنه لم يكن عنده نسخة به، و سمع ببغداد أبا الحسين بن النقور، و عبد اللّه بن الحسن الخلاّل، و أبا القاسم بن البسري، و أقرانهم، و كتب بها كتاب الكامل لابن عدي الجرجاني عن إسماعيل بن مسعدة الجرجاني، قدم عليهم، و دخل البصرة، فسمع بها أبا علي التستري، و كتب عنه كتاب السنن لأبي داود، و دخل أصبهان فسمع من أبي عمرو عبد الوهّاب بن أبي عبد اللّه بن منده الكثير، و كتب عن أقرانه، و دخل خراسان فسمع (3) بنيسابور أصحاب الحاكم أبي عبد اللّه بن البيع، و السيّد أبي الحسن، و أبي طاهر الزيادي، و ابن بامويه، و السلمي، فمن هو أقدم منهم، ثم أقام بهراة مدة مديدة يكتب عن عبد اللّه الأنصاري، و أبي عبد اللّه العميري، و أقرانهما، و كتب بها كتاب أبي عبد الرّحمن النّسائي (4) بعلو، و كان تعبد هناك ثم رجع إلى بغداد و أنا

ص: 384


1- رواه الذهبي في سير الأعلام 309/19 نقلا عن ابن عساكر.
2- هو العلامة عبد السيد بن محمد بن محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن جعفر البغدادي الشافعي ترجمته في سير أعلام النبلاء 18 رقم 238.
3- بالأصل:«فسمع بها بنيسابور» و المثبت عن د، و «ز»، و م.
4- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في م: النيسابوري.

بها، فسمعنا معا من أصحاب الحمّامي، و ابن مخلد، و ابن شاذان و طبقتهم، و انتفعت به، و حصّلت عنه فوائد، و خرجت من بغداد و هو حيّ، ثم نعي إلي و أنا بسلماس (1)،فصلّينا عليه في الجامع يوم الجمعة (2)،و لي إليه بيتان (3):

متى رمت أن تلقين حافظا *** يكون لدى الكل بالمؤتمن

عليك ببغداد شرقيها *** لتلقى أبا نصر المؤتمن

حدّثنا أبو بكر السلماسي، قال: مات أبو نصر المؤتمن في الثاني عشر من صفر سنة سبع و خمسمائة ببغداد، و دفن بباب حرب، و قال غيره: يوم السبت الثامن عشر منه، و اللّه أعلم.

ذكر من اسمه موحد

7699 - موحد بن إسحاق بن إبراهيم بن سلامة أبو الفرج بن البرّي المتعبّد

7699 - موحد بن إسحاق بن إبراهيم بن سلامة أبو الفرج بن البرّي (4) المتعبّد

حكى عن خاله أبي حفص عمر بن سعيد البري، و أبي صالح صاحب المسجد، و أبي الحسن محمّد بن عبيد اللّه بن محمّد المقرئ.

روى عنه: أبو أحمد عبد اللّه بن بكر الطبراني، و أبو الحسن علي بن محمّد الحنائي، و هو نسبه، و أبو محمّد طلحة بن أسد بن المختار الرّقّي، و أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي المغيث.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن محمّد بن سليم، نا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن يوسف بن مردة، أنا أبو أحمد عبد اللّه بن (5) بكر - بالأكواخ (6)- حدّثني الموحد بن إسحاق قال: سمعت أبا صالح [قال] (7):

ص: 385


1- سلماس: بفتح أوله و ثانيه، مدينة مشهورة بأذربيجان، بينها و بين أرمية يومان (معجم البلدان).
2- راجع سير أعلام النبلاء 309/19-310.
3- البيتان في سير الأعلام 310/19 و نسبهما للسلفي.
4- الأصل و م:«السري» و المثبت عن د، و «ز».
5- تحرفت بالأصل و «ز»، و م، و د، إلى:«أبو» و في معجم البلدان: عبد اللّه بن أبي بكر.
6- الأكواخ: ناحية من أعمال بانياس ثم من أعمال دمشق (معجم البلدان).
7- زيادة منا للإيضاح.

يقول المعلم إن قوما من أصحابنا قد اجتمعوا في مجلس على سماع، فأمرني أن لا آذن لهم في دخول المسجد، و قال: يا ولي (1) اللّه، إنّما هذا فضلة طرب في رءوسهم من الأول، فتتحرك في وقتهم، فيظنونه خوفا أو حلالا.

أنبأنا أبو طاهر محمّد بن الحسين، أنا أبو علي الأهوازي، قال: سمعت أبا بكر محمّد ابن عبد الرّحمن بن أبي المغيث القطّان بدمشق يقول: سمعنا أبا الفرج الموحد بن إسحاق بن البرّي (2) يقول:

رأيت ربّ العزّة في النوم، فوقفت بين يديه و قلت: يا مولاي، أسألك رضاك، و إن تعديت في طلبي قدري فإنك تعلم سري و إعلاني، قال: فتبسم عزّ و جل، قال أبو بكر:

فقلت لأبي الفرج، فما كان الجواب؟ قال: لا يتحمل - يعني - ما يمكن.

كذا نقلته من خط الأهوازي.

قرأت بخط عبد المنعم بن علي بن النحوي: توفي أبو الفرج بن البرّي في يوم الخميس مستهل ذي القعدة من سنة أربع و ثمانين و ثلاثمائة.

7700 - موحد بن علي بن عبد الواحد بن الموحد بن إسحاق بن إبراهيم بن سلامة

أبو الفرج السّلمي

و هو من ولد المذكور آنفا.

سمع أبا محمّد بن أبي نصر.

روى عنه أبو بكر الخطيب.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو بكر الخطيب قال: موحد أبو الفرج، و عبد الواحد أبو الفضل، و الحسن أبو محمّد بنو عبد الواحد بن الموحد بن إبراهيم ابن إسحاق السّلمي الدمشقيون، يعرفون ببني البري، سمعوا من أبي محمّد بن أبي نصر، و حدّثوا، و سمعت منهم.

[قال ابن عساكر:] (3) كذا قال الخطيب، و هم بنو علي.

ص: 386


1- كذا بالأصل، و في «ز»، و م، و د: يا نبي اللّه.
2- ضبطت عن الاكمال لابن ماكولا بفتح الباء و بالراء(400/1).
3- زيادة منا.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (1):موحد أبو الفرج، و عبد الواحد أبو الفضل، و الحسن (2) أبو محمّد، بنو علي بن عبد الواحد بن موحد بن إبراهيم بن إسحاق السّلمي، يعرفون ببني البرّي، دمشقيون، يحدّثون عن أبي محمّد بن أبي نصر، ذكرهم في باب برّي، بفتح الباء.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني قال: توفي أبو الفرج الموحد بن علي البرّي يوم الأربعاء الثاني عشر من شعبان سنة سبع و خمسين و أربعمائة (3)،حدّث عن عبد الرّحمن بن عثمان بن أبي نصر بجزء ابن أبي ثابت لأبي بكر أحمد بن علي الخطيب.

7701 - موحد بن محمّد بن عثمان أبي الجماهر التّنّوخي

7701 - موحد بن محمّد بن عثمان أبي (4) الجماهر التّنّوخي

حدّث عن محمّد بن المغيرة.

روى عنه: ابنه أبو الجماهر مخلص بن موحد.

قرأت بخط علي بن محمّد الحنائي، أنا عبد الرّحمن بن عمر، نا علي بن يعقوب، نا أبو الجماهر مخلص بن موحد بن عثمان التّنّوخي، نا أبي، نا محمّد بن المغيرة المدني، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: كان النبي صلى اللّه عليه و سلّم يبصر في الظلمة كما يبصر في الضوء[12488].

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا مكّي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: فيها - يعني - سنة سبع و ستين و مائتين مات موحد بن محمّد بن عثمان أبي (5) الجماهر.

[ذكر من اسمه] مودود

اشارة

[ذكر من اسمه] (6) مودود

7702 - مودود بن محمّد بن مسعود أبو... النيسابوري الفقيه الشافعي

7702 - مودود بن محمّد بن مسعود أبو... (7) النيسابوري الفقيه الشافعي

أخو الفقيه أبي المعالي مسعود بن محمّد المعروف بالقطب، كان أصغر من أخيه.

ص: 387


1- الاكمال لابن ماكولا 400/1 و 401.
2- بالأصل، و م، و «ز»: «و أبو الحسن» خطأ، و في د: و أبو الحسين و التصويب عن الاكمال.
3- تحرفت بالأصل إلى: و أربعين.
4- تحرفت في م إلى: ابن.
5- بالأصل و د، و «ز»، و م: بن أبي الجماهر.
6- زيادة منا.
7- بياض بالأصل و د، و «ز»، و م.

و تفقه بخراسان ثم لمّا استقر أخوه بدمشق قدم هو و والدته عليه، ثم خرج معه لمّا مضى إلى حلب و فوض إليه التدريس في مدرسته... (1)،و أقام بها مدة، و قدم علينا بعد ذلك مرارا، و كان متدينا (2) ثم خرج إلى ناحية الموصل، فجلس يوما على شطّ نهر الفرات يتوضّأ فغرق و مات شهيدا، و كان ذلك في... (3) سنة... (4) و خمسين و خمسمائة.

ذكر من اسمه موسى

7703 - موسى بن إبراهيم بن سابق، و يقال: عيسى بن إبراهيم بن سابق

أبو المغيث الرافقي، و يقال: الإفريقي (5)

ولي إمرة دمشق من قبل المعتصم في خلافته.

و ولي إمرة حمص في خلافة المتوكل.

حكى عنه أبو العيناء محمّد بن القاسم (6).

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم النسيب، و أبو الوحش المقرئ عنه، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن سيبخت، نا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي، نا أبو العيناء قال: و حدّثني أبو المغيث موسى بن إبراهيم الرافقي قال:

مات رجل من كبار الكرخ، فحضر جنازته خلق من الحلّة، فحضرت فيمن حضر، فلمّا دفن الرجل قام رجل مقنّع الرأس بكسائه، فنظر إلى الناس يمينا و شمالا، فإذا خلق عظيم قد حضر جنازته، فنادى بصوت طلق و خلق ند:

ألا يا عسكر الأحيا *** ء هذا عسكر الموتى

أجابوا الدعوة الأولى *** و هم منتظرو الأخرى

ص: 388


1- بياض بالأصل، و د، و «ز»، و الكلام متصل في م.
2- بدون إعجام بالأصل و د، و «ز»، و م، و لعل الصواب ما ارتأيناه.
3- بياض بالأصل و د، و «ز»، و الكلام متصل في م.
4- بياض بالأصل، و د، و «ز»، و الكلام متصل في م، و فيها: في سنة خمسين و خمسمائة.
5- ترجمته في تحفة ذوي الألباب 285/1 و أمراء دمشق للصفدي ص 105.
6- هو محمد بن القاسم بن خلاد بن ياسر، الهاشمي مولاهم، يمني الأصل، ولد سنة 191 و مات بالبصرة سنة 283.

قال: فضج الناس بالبكاء من كل جانب، و مات يومئذ خلق كثير، فسألت عن الرجل فقيل: أبو العتاهية (1).

ذكر [أبو] (2) الحسين الرّازي في تسمية أمراء دمشق في خلافة بني العباس فقال: أمراء دمشق من قبل المعتصم: موسى بن إبراهيم بن سابق الرافقي، أبو المغيث، المرة الأولى، و يقال: اسمه عيسى، ثم أبو المغيث المرة الثانية بعد أن ولي بعده أبو الصالحات ثم دينار بن عبد اللّه ثم محمد (3) بن الجهم السامي (4)،و عزل، و أعيد، و مات المعتصم و أبو المغيث على دمشق (5).

ذكر محمّد بن يحيى الصولي فيما وجدت في بعض كتبه، حدّثني عبد اللّه بن المعتز قال: جاءني محمّد بن يزيد النحوي، فاحتبسته، و أقام عندي، فجرى ذكر أبي تمام، فلم يوفّه حقه، و كان في المجلس رجل من الكتاب نعماني ما رأيت أحدا أحفظ لشعر أبي تمام منه، فقال له: يا أبا العباس، ضع في نفسك من شئت من الشعراء، ثم انظر أ تحسن (6) أن تقول مثل ما قاله أبو تمام لأبي المغيث موسى بن إبراهيم الرافقي [يعتذر] (7) إليه (8):

لعمري لقد أوفت مغانيكم بعدي (9) *** و محّت كما محّت و شائع من برد

و أنجدتم (10) من بعد اتهام داركم *** فيا دمع أنجدني على ساكني نجد

ص: 389


1- البيتان ليسا في ديوان أبي العتاهية (طبعة صادر - بيروت).
2- سقطت من الأصل، و استدركت عن د، و «ز»، و م.
3- الذي بالأصل و د، و م:«دينار بن عبد اللّه بن أحمد بن الجهم» و في «ز»: «محمد» بدلا من أحمد. و لعل الصواب ما أثبت: دينار بن عبد اللّه ثم محمد بن الجهم. و قد ورد في تحفة ذوي الألباب 275/1 و أمراء دمشق للصفدي ص 51 في أسماء الولاة: دينار بن عبد اللّه بن زاد مفروخ ابن عم الفضل و الحسن و ابني سهل و قد ولي إمرة دمشق في خلافة المعتصم في سنة 225 فأقام بها أياما ثم عزل عنها بمحمد بن الجهم السامي (نسبة إلى سامة بن لؤي) ترجمته في تحفة ذوي الألباب 276/1 و أمراء دمشق للصفدي ص 96.
4- تحرفت في د إلى: الشامي، بالشين المعجمة، و قد نصّ في ترجمته في المصدرين السابقين على أنها: السامي بالسين المهملة لا بالشين المعجمة.
5- و ذلك في سنة 224 ه، كما في تحفة ذوي الألباب.
6- تحرفت بالأصل و م إلى:«الحسن» و المثبت عن د، و «ز».
7- بياض بالأصل، و في م و «ز»: «في نذر» و المثبت عن د.
8- الأبيات من قصيدة طويلة في ديوانه ص 120 قالها يمدح موسى بن إبراهيم الرافقي و يعتذر إليه.
9- صدره في الديوان: شهدت لقد أقوت مغانيكم بعدي.
10- الأصل و م و د: و اتخذتم، و المثبت عن الديوان.

ثم مر فيها حتى بلغ إلى قوله في الاعتذار:

أتاني مع الركبان ظنّ ظننته *** لفقت له رأسي حياء من المجد

لقد نكب (1) الغدر الوفاء بساحتي *** إذا و سرحت الذّمّ في مسرح الحمد

جحدت (2) إذا كم من يد لك شاكلت *** يد القرب أعدت مستهاما على البعد

و من زمن ألبستنيه كأنّه *** إذا ذكرت أيامه زمن الورد

و كيف و ما أخللت بعدك بالحجا *** و أنت فلم تخلل بمكرمة بعدي

أ ألبس (3) هجر القول من لو هجوته *** إذا لهجاني (4) عنه معروفه عندي

كريم متى أمدحه أمدحه و الورى *** معي و متى ما لمته لمته وحدي

و إن يك جرم عزّ أو تك هفوة *** على خطأ مني فعذري على عمد

قال أبو العباس محمّد بن يزيد: ما سمعت أحسن من هذا قط، ما يهضم هذا الرجل حقّه إلاّ أحد رجلين: إما بجاهل بعلم الشعر و معرفة الكلام، أو عالم يتبحّر شعره، و لم يسمعه.

7704 - موسى بن إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك بن مروان

ابن الحكم بن أبي العاص الأموي (5)

و هو والد أسد بن موسى المعروف بأسد السّنّة، له ذكر.

7705 - موسى بن إبراهيم أبو عمران

حدّث عن أبي بكر بن عيّاش، و عبّاد صاحب سعيد بن بشير أو ابن أبي عروبة.

روى عنه: أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم بن محمّد البسري.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا محمّد بن الحسين بن سعيد الهمداني، و محمّد بن إسماعيل الفارسي، قالا: نا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم بن محمّد الدمشقي، نا موسى

ص: 390


1- الأصل و د، و «ز»، و م: نكت، و المثبت عن الديوان.
2- في الديوان: نسيت.
3- الأصل:«أ ليس» و المثبت عن د، و «ز»، و م، و الديوان.
4- الأصل: هجاني، و المثبت عن د، و «ز»، و م، و الديوان.
5- جمهرة أنساب العرب ص 90.

ابن إبراهيم أبو عمران الدمشقي، نا أبو بكر بن عيّاش، نا أبو إسحاق، عن زيد بن وهب، عن عبد اللّه بن مسعود أنه قال لخازن له: كلت لأهلنا قوتهم؟ فإنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:

«كفى بالمرء إثما أن يضيّع من يقوت»[12489].

قال الدارقطني: تفرّد به ابن عبد الملك عن موسى عن أبي بكر، و الصواب: عن وهب ابن جابر، عن عبد اللّه بن عمرو.

7706 - موسى بن إسحاق بن موسى بن عبد اللّه بن موسى بن عبد اللّه بن يزيد

أبو بكر الأنصاري الخطمي القاضي (1)

سمع بدمشق: هشام بن خالد الأزرق، و أظنه قدمها مع أبيه لما قدم في صحبة المتوكل.

و سمع أباه، و أحمد بن عبد اللّه بن يونس، و علي بن الجعد، و محمّد بن جعفر بن زياد الوركاني، و داود بن عمرو الضّبّي، و أبا نصر عبد الملك بن عبد العزيز، و أبا الربيع سليمان ابن داود العتكي، و عيسى بن مينا قالون، و أحمد بن حنبل، و علي بن المديني، و أبا بكر بن أبي شيبة، و يحيى بن بشر الحريري، و إبراهيم بن حمزة الزّبيري، و أبا مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، و إبراهيم بن إسحاق الضّبّي، و عبد الحميد بن صالح، و عبد اللّه بن مروان بن معاوية الفزاري و غيرهم.

روى عنه: أبو محمّد بن صاعد، و محمّد بن مخلد، و أبا بكر بن الأنباري، و أحمد بن كامل، و الشافعي، و ابن مالك، و عبد الباقي بن قانع، و أحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي، و إسماعيل بن علي الخطبي، و أبو سهل بن زياد القطّان، و حبيب بن الحسن القزاز، و أبو محمّد عبد اللّه بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا موسى بن إسحاق الأنصاري القاضي، نا منجاب بن الحارث، نا حاتم - يعني - ابن إسماعيل، عن أسامة - يعني - ابن زيد، عن القاسم قال: سمعت عائشة تقول: كان في بريرة ثلاث سنين، فذكر الحديث.

ص: 391


1- ترجمته في الجرح و التعديل 135/8 و تاريخ بغداد 52/13 و تذكرة الحفاظ 668/2 و سير أعلام النبلاء 579/13 و الطبقات الكبرى للسبكي 345/2 و غاية النهاية 317/2.

أخبرنا أبو بكر [محمد] (1) بن عبد الباقي، قال: قرئ على علي بن إبراهيم بن عيسى، أنا أبو بكر بن مالك، نا القاضي أبو بكر موسى بن إسحاق الأنصاري.

ح و أخبرنا أبو نصر بن رضوان، و أبو علي بن السبط، و أبو القاسم بن الحصين، و أبو غالب بن البنّا، قالوا:، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا موسى بن إسحاق، نا كثير بن الوليد أبو حنيفة الحنفي، نا النضر بن حرور، عن الزّبير بن عدي، عن أنس بن مالك قال: الآخر شر حتى تقوم الساعة، ثم وضع إصبعيه في أذنيه فقال: سمعت ذلك من نبيّكم صلى اللّه عليه و سلّم، و إلاّ فصمّتا.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري قال: قرئ على أبي إسحاق البرمكي قيل له: أخبركم أبو محمّد بن ماسي، نا أبو بكر موسى بن إسحاق بن موسى الأنصاري، نا خالد بن يزيد - يعني - العمري المكّي، نا سلمة بن وردان، عن أنس بن مالك.

أن امرأة أتت النبي صلى اللّه عليه و سلّم فشكت إليه الحاجة فقال:«أدلك على خير من ذلك، تهلّلين اللّه عند منامك ثلاثا و ثلاثين، و تسبحينه (2) ثلاثا و ثلاثين، و تحمدينه أربعا و ثلاثين، فذلك مائة خير لك من الدنيا و ما فيها»[12490].

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (3):موسى بن إسحاق بن موسى الأنصاري الخطمي، قاضي الريّ، روى عن أحمد بن عبد اللّه بن يونس، و محمّد بن جعفر الوركاني، و داود بن عمرو، و علي بن الجعد، و أبي نصر التمّار، و عبد الجبّار بن عاصم، و محرز (4) بن سلمة، و قالون عيسى بن مينا، و أبي الربيع الزهراني، و أبي كامل، و يزيد بن مهران، كتبت عنه، و هو ثقة، صدوق.

ص: 392


1- سقطت من الأصل، و استدركت عن د، و «ز»، و م.
2- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 135/8.
4- بالأصل: محرر، براءين، و المثبت عن د، و «ز»، و م، و الجرح و التعديل.

أخبرنا أبو الحسن (1) بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (2):

موسى بن إسحاق بن موسى بن عبد اللّه بن يزيد، أبو بكر الأنصاري الخطمي، سمع أباه، و أحمد بن يونس اليربوعي، و علي بن الجعد الجوهري، و محمّد بن جعفر الوركاني، و داود بن عمرو (3) الضبي، و أبا نصر التمّار، و أبا الربيع الزهراني، و عيسى بن مينا قالون، و علي بن المديني، و أحمد بن حنبل، و أبا بكر بن أبي شيبة، و يحيى بن بشر الحريري، و إبراهيم بن حمزة الزّبيري (4)،و أبا مصعب الزهري، روى عنه يحيى بن محمّد بن صاعد، و أبو بكر بن الأنباري، و محمّد بن مخلد، و أحمد بن كامل، و عبد الباقي بن قانع القاضيان، و أحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي، و إسماعيل الخطبي، و أبو سهل بن زياد القطّان، و أبو بكر الشافعي، و حبيب بن الحسن القزاز، و أبو محمّد بن ماسي، و قال عبد الرّحمن بن أبي حاتم الرّازي: كتبت عنه، و هو ثقة، صدوق.

قال الخطيب: و كان مولد موسى بن إسحاق بالكوفة، و أبوه إسحاق مدني، و ولي موسى قضاء الريّ، و قضاء الأهواز، و كان عفيفا، ديّنا، فاضلا.

قال (5):و أنا الحسن بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل قال: ولد موسى بن إسحاق الخطمي الأنصاري في سنة عشر و مائتين، و كان فصيحا، ثبتا في الحديث، كثير السماع، محمودا، و كان إليه القضاء بكور الأهواز، و كان يظهر انتحال مذهب الشافعي.

قال: و قرأت على الحسن بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل، أخبرني أحمد بن موسى ابن إسحاق الأنصاري قال: قال: أبي سمعت من أبي كريب ثلاثمائة ألف حديث.

قال: و نا يحيى بن علي بن الطّيّب الدسكري - بحلوان - أنا نصر بن محمّد الأندلسي، قال: سمعت أبا الحسن علي بن القاسم القاضي قال: سمعت أبي يقول: كان موسى بن إسحاق لا يرى متبسما قط، فقالت له امرأته: أيّها القاضي، لا يحلّ لك أن تحكم بين الناس،

ص: 393


1- تحرفت بالأصل و د إلى: الحسين، و التصويب عن م، و «ز».
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 52/13-53.
3- تحرفت بالأصل إلى:«عمر» و التصويب عن د، و «ز»، و م، و تاريخ بغداد.
4- في تاريخ بغداد: و الزبيري، خطأ. و هو إبراهيم بن حمزة بن محمد بن حمزة الزبيري المدني، ترجمته في سير أعلام النبلاء 60/11.
5- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 53/13.

فإن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«لا يحل للقاضي أن يحكم بين اثنين و هو غضبان»، فتبسّم[12491].

قال (1):و أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب، أنا محمّد بن نعيم الضّبّي قال: سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن أحمد بن موسى القاضي يقول: حضرت مجلس موسى بن إسحاق القاضي بالريّ سنة ست و ثمانين و مائتين، و تقدمت امرأة فادّعى وليها على زوجها خمس مائة دينار مهرا، فأنكر، فقال القاضي: شهودك، فقال: قد أحضرتهم، فاستدعى بعض الشهود أن ينظر إلى المرأة ليشير (2) إليها في شهادته، فقام الشاهد و قالوا للمرأة قومي، فقال الزوج:

تفعلون ما ذا؟ قال الوكيل: ينظرون إلى امرأتك و هي مسفرة ليصح عندهم معرفتها، فقال الزوج: فإنّي أشهد القاضي أنّ لها عليّ هذا المهر الذي تدّعيه و لا تسفر عن وجهها، فردت المرأة و أخبرت بما كان من زوجها، فقالت المرأة: فإنّي أشهد القاضي أنّي قد وهبت له هذا المهر (3)،و أبرأته منه في الدنيا و الآخرة، فقال القاضي: يكتب (4) هذا في مكارم الأخلاق.

قال (5):و أنا محمّد بن أحمد بن رزق، و أنا إسماعيل بن علي الخطبي قال: مات أبو بكر موسى بن إسحاق الأنصاري القاضي بالأهواز، و هو قاض عليها، و كانت وفاته ليلة الجمعة، و دفن يوم الجمعة لسبع بقين من المحرم سنة سبع و تسعين و مائتين.

قال: و أنا محمّد بن عبد الواحد، نا محمّد بن العبّاس قال: قرئ على ابن المنادي - و أنا أسمع - قال: أبو بكر موسى بن إسحاق بن موسى الأنصاري ثم الخطمي، مات في المحرم سنة سبع و تسعين، قاضيا على الأهواز، و مولده سنة عشر و مائتين، فكان له على ذلك ست و ثمانون سنة.

[قال الخطيب] (6) بلغني أنه أقرأ الناس القرآن و له ثمان عشرة سنة في درب صالح، على نهر موسى (7) من الجانب الشرقي من مدينتنا، و أنه استقضي و له ثمان و عشرون سنة، كتب الناس عنه فأكثروا، و مات على سترة.

ص: 394


1- تاريخ بغداد 53/13.
2- رسمها بالأصل:«؟؟؟» و مثله في م، و «ز»، و د، و المثبت عن تاريخ بغداد.
3- بالأصل:«وهبت منه المهر» و مثله في م، و د، و «ز»، و المثبت «وهبت له هذا المهر» عن تاريخ بغداد.
4- بالأصل و د، و «ز»، و م:«فكتب» و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- القائل أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 53/13-54.
6- زيادة منا للإيضاح، تاريخ بغداد 54/13.
7- راجع معجم البلدان 324/5.

7707 - موسى بن إسماعيل بن الحسين بن أحمد بن إسماعيل بن محمّد

ابن إسماعيل بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب

أبو الحسن العلوي النقيب ابن النقيب

كان نقيب العلويين بدمشق، و كانت له ثروة و حشمة.

توفي وقت صلاة العصر يوم السبت لعشر بقين من شعبان سنة... (1) و أربعمائة، دفن يوم الأحد ضحى نهار في مقبرة أبيه بباب الصغير، فيما ذكره ابن النحوي.

7708 - موسى بن أيّوب أبو الفيض الحمصي

7708 - موسى بن أيّوب أبو الفيض الحمصي (2)

سمع واثلة بن الأسقع، و أبا يحيى سليم بن عامر الخبائري، و قيل إنه سمع معاوية.

روى عنه: شعبة بن الحجّاج.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه أحمد، حدّثني أبي (3)،نا روح، نا شعبة، عن أبي الفيض، عن معاوية بن أبي سفيان، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار».

أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور السّلمي، أنا أبو بكر ابن المقرئ، أنا أبو يعلى بن الموصلي، نا محمّد بن عبد اللّه، نا روح، نا شعبة، عن أبي الفيض قال: سمعت معاوية قال: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول، فذكر مثله سواء.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (4)،نا بندار، نا محمّد بن جعفر، عن شعبة، عن أبي الفيض قال: لقيت أبا قرصافة (5)-رجلا من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم - فسألته - يعني - عن الصوم في السفر، و كان مسلمة بن عبد الملك قال: من صام رمضان في السفر فليقض في الحضر، فقال أبو قرصافة: لو صمت في السفر ثم صمت ما قضيت؟.

ص: 395


1- بياض بالأصل و م، و «ز»، و د.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 447/18 و تهذيب التهذيب 559/5.
3- رواه أحمد بن حنبل في المسند 29/6 رقم 16914 طبعة دار الفكر.
4- رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة و التاريخ 101/2.
5- كتب محقق المعرفة و التاريخ بالهامش معرفا عنه أنه جندرة بن خيشنة الكناني ترجمته في الإصابة 263/1 و سيرد في الخبر التالي أنه واثلة بن الأسقع، أبو قرصافة راجع ترجمته في تهذيب الكمال 351/19.

أنبأنا أبو علي الحدّاد و غيره، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، أنا سليمان بن أحمد الطبراني، نا عبد الرّحمن بن سالم (1) الرّازي، نا عبد اللّه بن عمران (2) الأصبهاني، نا أبو داود، نا شعبة، عن أبي الفيض قال: خطبنا مسلمة بن عبد الملك فقال: لا تصوموا في السفر رمضان، فمن صام فليقضه، قال أبو الفيض: فلقيت أبا قرصافة واثلة بن الأسقع، فسألته، فقال: لو صمت (3) ثم صمت ثم صمت ما قضيته.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه بن الحسن، و علي بن أحمد ابن محمّد بن حميد، قالا: أنا [أبو] (4) الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد بن عبد اللّه، أنا محمّد بن أحمد بن البراء قال: قال علي بن المديني: أبو الفيض روى عنه شعبة، و سئل عن أبي الفيض فلم يعرف اسمه، و لم يرو عنه غير شعبة (5).

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم، أنا أبو عروبة، نا ابن مصفّى، نا بقية - يعني - ابن الوليد، عن شعبة عن أبي الفيض موسى بن أيّوب.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل، نا أبي (6)،عن يحيى بن معين قال: أبو الفيض، روى عنه شعبة، شامي، من أبناء جند الحجّاج.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنا ابن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (7):موسى بن أيّوب أبو الفيض، روى عن معاوية، و روى بعضهم عنه، فأدخل بين أبي الفيض و معاوية سليم بن عامر، سمعت أبي يقول ذلك.

ص: 396


1- كذا بالأصل و م و د، و في «ز»: سلم.
2- الأصل: عمر، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
3- الأصل: صمتم، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
4- سقطت من الأصل، و استدركت عن د، و «ز»، و م.
5- كذا، و قد ذكر المزي في تهذيب الكمال أيضا: زيد بن أبي أنيسة.
6- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 448/18 طبعة دار الفكر.
7- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 134/8.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة في تسمية أهل حمص: أبو الفيض الشامي.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي - إجازة - أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا ابن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا الحسن بن علي بن الحسن، أنا عبد الوهّاب، أنا ابن عمير - قراءة - قال: سمعت ابن سميع يقول (1):في الطبقة الرابعة: أبو الفيض، حمصي، لقيه شعبة بواسط.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو الفيض موسى بن أبي أيّوب، عن معاوية، روى عنه شعبة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو الفيض موسى بن أبي أيوب، عن معاوية، روى عنه شعبة.

أخبرنا أبو الفضل أيضا - قراءة - عن أبي طاهر بن أبي الصّقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال: أبو الفيض موسى بن أيّوب.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي، أنا أبو أحمد قال: أبو الفيض موسى بن أيّوب، عن أبي عبد الرّحمن معاوية بن أبي سفيان القرشي، و أبي يحيى سليم بن عامر الخبائري، روى عنه أبو بسطام شعبة بن الحجّاج العتكي، حديثه في الشاميين.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه الواسطي، نا أبو بكر الخطيب - لفظا - أنا أحمد ابن محمّد بن إبراهيم قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس قال: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: و سألته عن أبي الفيض الذي يروي عنه شعبة كيف هو؟ فقال: ثقة (2).

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن

ص: 397


1- رواه من طريقه المزي في تهذيب الكمال 447/18 طبعة دار الفكر.
2- تهذيب الكمال 448/18.

الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه، و أبو نصر، قالا: أنا الوليد، أنا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال: أبو الفيض، شامي، ثقة (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال (2):أبو الفيض شامي، له أحاديث حسان.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي، قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (3):سمعت أبي يقول: أبو الفيض موسى بن أيّوب، صالح.

7709 - موسى بن أيّوب أبو عمران النّصيبيّ، و يقال: الأنطاكيّ

7709 - موسى بن أيّوب أبو عمران النّصيبيّ، و يقال: الأنطاكيّ (4)

سمع بدمشق و غيرها: الوليد بن مسلم، و سويد بن عبد العزيز، و محمّد بن شعيب بن شابور، و مروان الفزاري، و عقبة بن علقمة البيروتي، و مخلد بن الحسين، و ضمرة بن ربيعة، و الجرّاح بن مليح البهراني، و عتّاب بن بشير، و محمّد بن سلمة، و بقية بن الوليد، و المعتمر ابن سليمان، و أبا مسعود عبد الرّحمن بن الحسن الزّجّاج، و خداش بن المهاجر.

روى عنه: أحمد بن أبي الحواري، و هو من أقرانه، و أبو زرعة، و أبو حاتم الرازيّان، و الحسن بن علي بن عفّان العامري، و أبو الحسن أحمد بن عبد اللّه بن صالح العجلي، و محمّد بن إبراهيم البوسنجي، و أبو حميد أحمد بن محمّد بن المغيرة العوهي، و إبراهيم بن سعيد الجوهري، و نعيم بن محمّد الصوري، و أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم بن بسر (5)، و الحسين بن السّميدع الأنطاكيّ.

أخبرنا أبو الفضل محمّد، و أبو عاصم الفضيل، ابنا إسماعيل بن الفضيل - بهراة - قالا:

ص: 398


1- تاريخ الثقات للعجلي ص 444 رقم 1656.
2- رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة و التاريخ 425/2.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 134/8.
4- ترجمته في الجرح و التعديل 134/8 و تهذيب الكمال 446/18 و تهذيب التهذيب 558/5. و النصيبي نسبة إلى نصيبين و هي مدينة عامرة من بلاد الجزيرة على جادة القوافل من الموصل إلى الشام (معجم البلدان) و ينسب إليها أيضا: نصيبيني.
5- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م، و هو أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد اللّه أبو عبد الملك البسري. و هو من ولد بسر بن أرطاة، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 100/1 طبعة دار الفكر.

أنا أبو القاسم أحمد بن محمّد بن محمّد بن أبي منصور، أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمّد بن الحسن، نا الهيثم بن كليب الشاشي، نا الحسن بن علي بن عفّان، نا موسى (1) بن أيّوب النّصيبيّ، من أهل أنطاكية، نا الوليد بن مسلم، عن عبد اللّه بن العلاء بن زبر أن أبا الأزهر حدّثه أن معاوية قام بدير (2) مسحل فقال: إنا رأينا الهلال يوم كذا و كذا، و الصيام يوم كذا، و نحن متقدمون، فمن أحبّ أن يتقدّم فليفعل، فقام مالك بن هبيرة السّبائي فقال: يا معاوية، أ رأى رأيته أو شيء سمعته؟ فقال معاوية: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«صوموا الشهر و سرّه»[12492].

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنا أبو نعيم الحافظ، أنا سليمان بن أحمد (3)،نا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، نا موسى ابن أيّوب النّصيبيّ، نا الوليد بن مسلم، نا الوليد بن سليمان بن أبي السائب قال: سمعت أبا الأشعث الصنعاني يقول: سمعت عبد اللّه بن عمرو، رفعه إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«من قرض بيت شعر بعد العشاء لم تقبل له صلاة حتى يصبح».

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب [قالا: أنا ابن منده، أنا أبو علي إجازة ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي] (4).

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (5):موسى بن أيّوب النّصيبيّ، روى عن الجرّاح بن مليح البهراني، و مخلد بن الحسين، و الوليد بن مسلم، و عتّاب بن بشير، و محمّد بن سلمة، و ضمرة بن ربيعة، و مروان الفزاري، و سويد بن عبد العزيز، روى عنه أحمد بن أبي الحواري، و أبي، و أبو زرعة، سئل أبي عنه فقال: صدوق.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد قال:

ص: 399


1- بالأصل:«نا موسى بن عفان، نا موسى بن أيوب النصيبي» صوبنا السند عن د، و «ز»، و م.
2- تحرفت بالأصل و د، و «ز» و م إلى: يريد: و الصواب ما أثبت، و دير مسحل: بين حمص و بعلبك (كما في معجم البلدان).
3- أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 278/7 رقم 7133 من طريق آخر بسنده إلى شداد بن أوس عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن د، و «ز»، و م.
5- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 134/8-135.

أبو عمران موسى بن أيّوب النّصيبيّ، سكن أنطاكية، سمع أبا محمّد سويد بن عبد العزيز الدمشقي، و سليم بن مسلم المكّي، روى عنه عمران بن موسى النّصيبيّ، و أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن سعيد العبدي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري،[و ثابت بن بندار قالا: أنا الحسين بن جعفر زاد ابن الطيوري] (1) و ابن عمّه محمّد ابن الحسن، قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال: موسى بن أيّوب النّصيبيّ، سكن أنطاكية، ثقة (2).

7710 - موسى بن أيّوب الجسرينيّ

7710 - موسى بن أيّوب الجسرينيّ (3)

حدّث عن عبد الواحد بن إسحاق القرشي.

روى عنه: محمّد بن العباس بن الوليد بن الدرفس.

أنبأنا أبو محمّد بن صابر، أنا درباح بن محمّد، أنا علي بن الخضر - و قرأته بخط علي ابن الخضر - أنا عبد الوهّاب بن جعفر بن علي الميداني، نا أبو هاشم عبد الجبّار بن عبد الصّمد، نا محمّد بن العباس بن الدرفس، نا موسى بن أيّوب الجسرينيّ، نا عبد الواحد بن إسحاق القرشي، نا محمّد بن مخلد الرعيني، عن أبي عمرو الجهني، عن عمرو بن قيس المكّي، عن عطاء بن أبي رباح، عن عبد اللّه بن عبّاس قال:

كان في صحف إبراهيم الخليل: إنّ للّه ثورا ساكنا في الهوى، يستظلّ في أصل ذلك الثور طير الهواء، فيبيض ذلك الطير، فتهوي البيضة، فما تصل إلى الأرض حتى تفقس عن فرخ، و يطير و يعود إلى مكانه، رأس ذلك الثور (4) رأس حية، و رجليه (5) رجلي طير، لونه أبيض و أصفر و أحمر و من كل لون، يرفع (6) إلى ذلك الثور في كل يوم مائة جبل من جبال الأرض يرعاها، يحبس على ذلك الثور نهر الأردن، يشربه في خمسة و عشرين ليلة من

ص: 400


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن د، و «ز»، و م، لتقويم السند.
2- تاريخ الثقات للعجلي ص 444 رقم 1655.
3- الجسريني نسبة إلى جسرين بكسر الجيم و الراء و سكون السين و الياء من قرى غوطة دمشق.
4- سقطت من م، و في د:«الطير» و لم يظهر من اللفظة في «ز» إلا:«ال» و الباقي بياض.
5- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م:«و رجليه رجلي طير» و في المختصر: رجلاه رجلا طير.
6- الأصل: يرجع، و المثبت عن د، و «ز»، و م.

حزيران في ثلاث جرع، و يقيل ذلك الثور في صفصاف، و ينام على صفائح من فضة، يبعث اللّه إليه في كلّ يوم طائرا من طيور الجنّة يلعب بين يديه، يفرحه و يلهيه، فإذا كان يوم القيامة، فأول ما يأكل أهل الجنّة من لحم حوت و من لحم ذلك الثور، يبقر ذلك الثور بقرنه الحوت فيأكلون من لحمه فيجدون في طعمه طعم أنهار الجنّة (1)،فيذبح الحوت الثور بريشة من ريشه، فيأكلون من لحمه فيجدون في طعمه طعم أشجار الجنّة، إذا كان يوم القيامة جعل اللّه عزّ و جلّ جاد لك (2) الثور فسطاط أهل الأردن، اسم الثور البيثا، و اسم الحوت بهموت.

7711 - موسى بن بغا الكبير أبو عمران

أحد قوّاد المتوكّل الذين قدموا معه دمشق، كما ذكر عبد اللّه بن محمّد الخطابي فيما نقلته من خطه، و ندب في شهر رمضان سنة خمسين و مائتين لقتال أهل حمص حين قاتلوا و اليهم الفضل بن قارن فأوقع بأهل حمص، فقتل منهم خلقا كثيرا بعد أن رماهم بالنار، فأحرق أكثر البلد، في ذي القعدة، ثم وجّه موسى إلى قزوين لقتال الحسن بن أحمد بن إسماعيل الكوكبي الحسيني المتغلّب على قزوين، و زنجان، و أبهر، فلقيه يوم الاثنين سلخ ذي القعدة سنة ثلاث و خمسين، فانهزم الحسن و صار إلى الديلم، و قتل موسى من أصحابه زهاء عشرة آلاف، و ولي حرب صاحب الزّنج الخارج بالبصرة.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني، و أبو الحسن علي بن أحمد الغسّاني، نا - و أبو منصور محمّد بن عبد الملك بن خيرون، أنا - أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب (3)،أنا علي بن أبي علي، أنا أبي، نا القاضي أبو الحسن (4) محمّد بن صالح الهاشمي، حدّثني القاضي أبو عمر - يعني: محمّد بن يوسف - و أبو عبد اللّه المحاملي القاضي، و أبو الحسن علي بن العباس النوبختي الكاتب، قالوا: أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن سليمان قال: كنت أكتب لموسى بن بغا و كنا بالريّ، و قاضيها إذ ذاك أحمد بن بديل الكوفي، فاحتاج موسى أن يجمع ضيعته هناك، كان له فيها سهام و يعمرها، و كان فيها سهم ليتيم، فصرت إلى أحمد بن بديل - أو فاستحضرت أحمد بن بديل - و خاطبته في أن يبيع علينا حصة

ص: 401


1- من قوله: يلعب... إلى هنا استدرك على هامش «ز».
2- الذي في الأصل:«ذلك» و المثبت «جادلك» عن د، و «ز»، و م.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 50/4 و ما بعدها في ترجمة أحمد بن بديل.
4- الأصل:«الحسين» و المثبت عن م، و د، و «ز»، و تاريخ بغداد.

اليتيم و يأخذ الثمن، فامتنع و قال: ما باليتم حاجة إلى البيع، و لا آمن أن أبيع ماله و هو مستغن عنه، فيحدث على المال حادث، فأكون قد ضيعته عليه، فقلت: إنّا نعطيك في ثمن حصته ضعف قيمتها، فقال: ما هذا لي بعذر في البيع، و الصورة في المال إذا كثر مثلها إذا قلّ، قال: فأخذته بكلّ لون و هو يمتنع، فأضجرني، فقلت له: أيها القاضي، لا تفعل، فإنه موسى ابن بغا، فقال لي: أعزّك اللّه، إنه اللّه تبارك و تعالى، قال: فاستحييت [من اللّه] (1) إن أعاوده بعد ذلك، و فارقته فدخل على موسى، فقال: ما عملت في الضيعة؟ فقصصت عليه الحديث، فلمّا سمع أنه اللّه بكى، و ما زال يكررها ثم قال: لا تعرض لهذه الضيعة، و انظر في أمر هذا الشيخ الصالح، فإن كانت له حاجة فاقضها، قال: فأحضرته، و قلت له: إن الأمير قد أعفاك من أمر الضيعة، و ذاك أنّي شرحت له ما جرى بيننا، و هو يعرض عليك [قضاء] (2)حوائجك، قال: فدعا له و قال: هذا الفعل احفظ لنعمته، و ما لي حاجة إلاّ إدرار رزقي، فقد تأخر منذ شهور و أضرّ بي (3) ذلك، قال: فأطلقت له جارية.

ذكر أبو الحسن محمّد بن أحمد بن أبي الفوارس الورّاق أن موسى بن بغا مات يوم الجمعة لليلتين بقيتا من صفر سنة أربع و ستين و مائتين ببغداد، فحمل إلى سرّ من رأى فدفن بها.

آخر الجزء الحادي و التسعين بعد الستمائة من تجزئة القاسم (4).

7712 - موسى بن جمهور بن زريق البغدادي، ثم التنيسي السمسار

7712 - موسى بن جمهور بن زريق البغدادي، ثم التنيسي السمسار (5)

سمع بدمشق: هشام بن عمّار، و هشام بن خالد الأزرق، و دحيما، و إبراهيم بن مروان ابن محمّد الطاطري، و أحمد بن عبد الواحد بن عبّود، و بغيرها: محمّد بن العباس اليزيدي، و أبا الفتح عامر بن عمرو الموصلي، و علي بن حرب الطائي، و الحسن بن عيسى الماسرجسي، و أبا التقي هشام بن عبد الملك، و محمّد بن المصفّى الحمصيين، و محمّد بن حميد الرازي، و مؤمّل بن إهاب، و عبد اللّه بن نصر الأنطاكي، و الوليد بن شجاع السكوني، و عمر بن عثمان الحمصي، و عثمان بن يحيى القرقساني.

ص: 402


1- ما بين معكوفتين استدرك على هامش الأصل.
2- سقطت من الأصل، و م، و «ز»، و د، و استدركت عن تاريخ بغداد.
3- في د: و تاريخ بغداد:«و أضرني».
4- من قوله: آخر... إلى هنا ليس في م و د.
5- ترجمته في تاريخ بغداد 51/13.

روى عنه: سليمان الطبراني، و أبو طالب أحمد بن نصر بن طالب، و أبو الحسن علي ابن محمّد الواعظ المعروف بالمصري.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي (1) بن أحمد عنه، أنا أبو نعيم، نا سليمان بن أحمد، نا محمّد بن هارون بن محمّد بن بكّار الدمشقي، نا العباس بن الوليد الخلاّل، نا مروان بن محمّد الطاطري، نا أبي، نا رباح بن الوليد الذماري، نا المطعم بن المقدام الصنعاني قال: سمعت عطاء بن أبي رباح يقول: سمعت جابر بن عبد اللّه يحدّث.

أنّ رجلا سأل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن وقت الصلاة، فسكت عنه، فأذّن بلال بصلاة الظهر حين دلكت الشمس، فأمره رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأقام الصلاة، فصلّى، ثم أذّن بلال بالعصر حين ظننت أنّ ظلّ الرجل قد صار أطول منه، فأمره، فأقام الصّلاة، فصلّى، ثم أذّن بلال المغرب حين غربت الشمس، فأمره رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأقام الصلاة، فصلّى، ثم أذّن بلال العشاء حين ذهب بياض النهار، و هو أول الشفق، فأمره رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأقام الصلاة، فصلّى، ثم أذّن بلال الصبح حين طلع الفجر، فأمره رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأقام الصلاة، فصلى، ثم أذّن بلال في اليوم الثاني الظهر حين دلكت الشمس، فأمره النبي صلى اللّه عليه و سلم فأقام الصلاة حتى ظننا أن ظل الرجل قد صار مثله، ثم أذّن بلال للعصر، فأخّر النبي صلى اللّه عليه و سلم الصلاة حتى ظننا أنّ ظل الرجل قد كان مثليه، ثم أمره فأقام فصلى، ثم أذّن بلال للمغرب، فأخّر الصلاة حتى كاد يذهب بياض النهار، و هو أول الشفق، ثم أمره فأقام الصلاة، فصلّى، ثم أذّن بلال للعشاء حين ذهب بياض النهار و هو الشفق، فنمنا ثم قمنا مرارا ثم خرج إلينا فقال:«إن الناس قد صلّوا ثم ناموا، و إنكم لن تزالوا في صلاة ما انتظرتم الصلاة، و لو لا أن أشقّ على أمّتي لأخّرت الصلاة إلى هذا الوقت» فصلّى قبل أن ينتصف الليل، ثم أذّن بالفجر حين طلع الفجر، فأخّر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الصلاة حتى أسفر، و رأى الرامي نبله، ثم أمره فأقام الصلاة، فصلّى، ثم قال:«أين السائل عن وقت الصّلاة؟» فقال: هائذا يا رسول اللّه، فقال:«الوقت فيما بين هذين الوقتين»[12493].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (2):موسى بن جمهور بن زريق حدّث بتنيس عن هشام بن خالد الأزرق، و محمّد بن

ص: 403


1- بالأصل:«بن أحمد بن علي» و فوق اللفظتين علامتا تقديم و تأخير.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 51/13.

العباس اليزيدي و غيرهما، روى عنه أبو طالب أحمد بن نصر بن طالب الحافظ، و علي بن محمّد المصري، و سليمان بن أحمد الطبراني.

7713 - موسى بن الحسن بن عبد اللّه بن يزيد

أبو عمران الصّقلّي (1)،و يقال: أبو عمرو (2)

مروزي الأصل، سكن بغداد، و حدّث بدمشق، و بغداد: عن معاوية بن عطاء بن رجاء و شاذ بن فيّاض، و أبي ظفر عبد السّلام بن مطهر، و سعيد بن منصور، و أحمد بن يونس، و أبي جعفر النفيلي، و محمّد بن الطّفيل.

روى عنه: أبو علي بن حبيب الفقيه، و أبو القاسم علي بن الحسين بن السفر، و أبو الميمون بن راشد، و محمّد بن الحسين المدائني، و علي بن أحمد بن مروان، و محمّد بن جعفر بن محمّد بن هشام بن ملاّس النميري.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (3)، أخبرني أبو نصر أحمد بن محمّد بن حسنون النرسي، نا أبو جعفر محمّد بن عمرو بن البختري الرزاز - إملاء - نا موسى بن الحسن السّقلّي (4)،نا أبو عمر الحوضي، نا هشام الدستوائي، عن أبي الزّبير عن جابر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«لا ترتد بثوب واحد، و لا تشتمل به الصماء» (5)[12494].

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا الحسن بن حبيب، و أبو القاسم علي بن الحسين بن محمّد بن السفر البزاز في آخرين قالوا: أنا أبو عمران موسى بن الحسن السّقلّي، نا معاوية بن عطاء بن رجاء ابن بنت أبي عمران الجوني، نا سفيان (6)،عن منصور، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد اللّه قال: نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أن يخصى أحد من بني آدم[12495].

ص: 404


1- بالأصل:«السلفي» و في د، و «ز»: «الصقلي» و تاريخ بغداد، و هو ما أثبت، و في م: السقلي.
2- ترجمته في تاريخ بغداد 46/13.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 47/13.
4- كذا بالأصل، و م هنا:«السقلي» و في د، و «ز»، و تاريخ بغداد: الصقلي، بالصاد المهملة.
5- جاء في النهاية لابن الأثير 54/3 «أنه نهى عن اشتمال الصماء» هو أن يتجلل الرجل بثوبه و لا يرفع منه جانبا، و إنما قيل لها صماء، لأنه يسد على يديه و رجليه المنافذ كلها كالصخرة الصماء التي ليس فيها خرق و لا صدع. و الفقهاء يقولون: هو أن يتغطى بثوب واحد ليس عليه غيره، ثم يرفعه من أحد جانبيه فيضعه على منكبه، فتنكشف عورته.
6- الأصل: سعيد، و المثبت عن د، و «ز»، و م.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام (1) بن محمّد، أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو عمران موسى بن الحسن بن عبد اللّه بن يزيد البغدادي - قدم علينا - في رجب سنة اثنتين و سبعين و مائتين، نا إبراهيم بن بشار الرمادي، بحديث ذكره.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب بن منده، و حدّثني أبو بكر (2) اللفتواني عنه، أنا عمّي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: موسى بن عبد اللّه بن الحسن بن عبد اللّه بن يزيد، يكنى أبا عمران، يعرف بالصّقلّي، لأنه كان أقام بصقلية (3) من جزائر بحر المغرب، قدم مصر و حدّث بها.

7714 - موسى بن الحسن بن عبّاد بن أبي عبّاد

أبو السّريّ الأنصاري النّسائي ثم البغدادي، المعروف بالجلاجلي (4)

سمع بدمشق و غيرها: سليمان بن عبد الرّحمن، و محمّد بن مصعب القرقساني، و بالعراق: عبد اللّه بن بكر السهمي، و روح بن عبادة، و عفّان بن مسلم، و أبا نعيم الفضل بن دكين، و القعنبي، و أبا عمر الحوضي، و سهل بن بكّار.

روى عنه: محمّد بن مخلد الدوري، و أبو بكر محمّد بن جعفر الأدمي القارئ، و محمّد بن عمرو بن البختري، و أبو بكر بن سلمان النجاد الفقيه الشافعي، و إسماعيل بن علي الخطبي، و عمر بن جعفر بن سلم (5)،و أبو بكر أحمد بن إسحاق الصّبغي (6) و عبد الباقي بن قانع.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، نا محمّد بن عبد اللّه الشافعي - إملاء - نا موسى بن الحسن النسائي، نا أبو عمر الحوصي، نا سكين بن عبد العزيز، عن أبيه عن ابن عبّاس قال: كان الفضل بن عبّاس رديف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يوم عرفة، فجعل الفتى يلاحظ النساء و ينظر إليهنّ، و جعل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يشير بيده من خلفه، و جعل الفتى

ص: 405


1- الأصل: تمام أحمد بن محمد.
2- الأصل:«أبو بكر بن عبد اللّه اللفتواني» و المثبت عن د، و «ز»، و م.
3- صقلية: بثلاث كسرات و تشديد اللام و الياء أيضا مشددة و بعض يقول بالسين من جزائر بحر المغرب مقابلة إفريقيا (معجم البلدان).
4- ترجمته في تاريخ بغداد 49/13 و المنتظم 26/6 و سير أعلام النبلاء 378/13 و الأنساب (الجلاجلي).
5- الأصل: سالم، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
6- مطموسة بالأصل، و في م: الضبعي و المثبت عن د، و «ز»، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 483/15.

يلاحظهن، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«يا بن أخي، هذا يوم من ملك فيه سمعه و بصره و لسانه غفر له»[12496].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):موسى بن الحسن بن عباد بن أبي عباد أبو السّريّ الأنصاري المعروف بالجلاجلي (2)،نسائي الأصل، سمع عبد اللّه بن بكر السهمي، و روح بن عبادة، و عفّان بن مسلم، و أبا نعيم الفضل بن دكين، و محمّد بن مصعب القرقساني، و عبد اللّه بن مسلمة القعنبي، و أبو عمر الحوضي، و سهل بن بكّار، و سليمان بن عبد الرّحمن الدمشقي، روى عنه محمّد بن مخلد الدوري، و أبو بكر الأدمي القارئ، و محمّد بن عمرو الرزاز، و أحمد بن سلمان النجّاد، و عبد الباقي بن قانع، و إسماعيل بن علي الخطبي، و أبو بكر الشافعي، و عمر ابن جعفر بن سلم (3)،و كان ثقة - زاد ابن خيرون قال: و قال الدارقطني: لا بأس به-.

قالا: و أنا الخطيب (4)،أخبرني محمّد بن علي المقرئ، أنا محمّد بن عبد اللّه النيسابوري الحافظ قال: سمعت أبا بكر بن إسحاق - هو الصّبغي (5)-يقول: سمعت محمّد ابن غالب بن تمتام (6)-و ذكر عنده موسى بن الحسن - فقال: سمعت جعفر الطيالسي يقول:

سمع الجلاجلي من محمّد بن مصعب، و السهمي.

قال (7):و أنا الحسن بن أبي بكر قال: قال لنا أبو بكر محمّد بن جعفر الأدمي القارئ يسمى أبو السّريّ الجلاجلي لحسن صوته.

قال: و سمعت أبا الفتح محمّد بن أبي الفوارس و سأله أبو محمّد الخلاّل عن أبي السّريّ الجلاجلي، فقال: ثقة.

ص: 406


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 49/13.
2- الجلاجلي ضبطت في الأنساب بضم الجيم الأولى و الثانية مكسورة و قد ضبطنا اللفظة عن اللباب بفتحها. و الجلاجلي نسبة إلى جلاجل، و هو شيء يصوّت.
3- تحرفت بالأصل و م، و د، و «ز» إلى:«مسلم» و التصويب عن تاريخ بغداد.
4- تاريخ بغداد 49/13.
5- بدون إعجام بالأصل، و تحرفت في م إلى: الضبعي.
6- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م:«بن تمتام» و تمتام لقبه. و ليست «بن» في تاريخ بغداد.
7- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 49/13.

قال (1):و أنا محمّد بن عبد الواحد، نا محمّد بن العبّاس قال: قرئ على ابن المنادي و أنا أسمع قال: و أبو السّريّ موسى بن الحسن بن عبّاد النسائي المعروف بالجلاجلي، كان يروي عن القعنبي الكتاب عن مالك بن أنس، توفي يوم السبت لسبع عشرة خلت من صفر سنة سبع و ثمانين، قيل عنه إن القعنبي قدّمه في صلاة التراويح، فأعجبه صوته، قال: فقال لي: كأن صوتك صوت الجلاجلي، فبقي عليه لقبا.

قال: و أنا محمّد بن أحمد بن رزق، أنا إسماعيل بن علي الخطبي، قال: و مات أبو السّريّ موسى بن الحسن الجلاجلي يوم الجمعة، و دفن يوم السبت في صفر سنة سبع و ثمانين و مائتين.

7715 - موسى بن الحسين بن علي، والد أبي الحسن بن السمسار

روى عن أبي بكر محمّد بن رشيد البغدادي.

روى عنه: ابنه علي.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن بن السمسار، حدّثني أبي موسى بن الحسين بن علي، نا أبو بكر محمّد بن رشيد البغدادي، نا سهل بن صاعد، حدّثني أحمد بن إبراهيم الدورقي، نا خلف بن تميم الكوفي قال:

كنا مع إبراهيم بن أدهم في مركب نغزو في البحر، فعصفت علينا ريح شديدة، فجاء أمير المركب إليه و هو نائم في كساه فحرّكه فأنبهه، فقال له: أ لا ترى إلى ما نحن فيه؟- يعني - من الريح، فشال يده، فقال: اللّهم قد أريتنا قدرتك فأرنا عفوك، فصار البحر كأنه الزيت.

7716 - موسى بن خاقان

كان مع عبد اللّه بن طاهر حين توجه من دمشق إلى مصر.

قرأت في كتاب علي بن الحسين الكاتب (2)،أخبرني علي بن عبد العزيز، عن ابن خرداذبه قال:

كان موسى بن خاقان مع عبد اللّه بن طاهر بمصر، و كان نديمه و جليسه، و كان له مؤثرا، مقدّما، فأصاب منه معروفا كثيرا، و أجازه بجوائز سنية هناك، و قبل ذاك، ثم إنه وجد

ص: 407


1- تاريخ بغداد 49/13-50.
2- الخبر و الشعر في الأغاني 103/12 (مصورة دار الكتب).

عليه في بعض الأمر، فجفاه و ظهر له منه بعض ما لم يحبّه، فرجع إلى بغداد و قال:

إن كان عبد اللّه خلاّنا *** لا مبدئا عرفا و إحسانا

فحسبنا اللّه رضينا به *** ثم بعبد اللّه مولانا

يعني بعبد اللّه الثاني المأمون، و غنّت فيه جاريته ضعف [لحنا] (1) و سمعه المأمون فاستحسنه و وصله و إياها؛ فبلغ ذلك عبد اللّه بن طاهر، فغاظه و قال: أجل صنعنا المعروف إلى غير أهله، فضاع.

7717 - موسى بن داود بن علي بن عبد اللّه بن عباس بن عبد المطّلب الهاشمي

7717 - موسى بن داود بن علي بن عبد اللّه بن عباس بن عبد المطّلب الهاشمي (2)

كان مع أبيه بالحميمة، و خرج معه حين خرج مع أخويه و بني أخيه إلى الكوفة لطلب الخلافة، و كان مع أبيه داود بالمدينة إذ كان واليا عليها من قبل السفّاح، فلمّا مات أبوه استخلفه على إمرة المدينة، فعزله السفّاح، و وجّه عليها و على مكة خاله زياد بن عبيد اللّه بن عبد المدان الحارثي.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (3) في تسمية عمّال السفّاح: مكة: ولاها داود بن علي مع المدينة، فمات داود، و استخلف ابنه موسى بن داود، فعزله أبو العباس، و ولّى خاله زياد بن عبيد اللّه الحارثي مع المدينة و الطائف، فولاها زياد بن عبيد اللّه ابن أخيه علي بن الربيع حتى مات أبو العبّاس.

7718 - موسى بن زادان

حدّث عن إسماعيل بن عبد اللّه بن سماعة.

روى عنه: أحمد بن أبي الحواري.

7719 - موسى بن سليمان بن علي بن عبد اللّه بن العبّاس

ابن عبد المطّلب بن هاشم الهاشمي (4)

ولد بالحميمة من أرض البلقاء، و سكن البصرة، و مات ببغداد.

ص: 408


1- زيادة عن الأغاني.
2- جمهرة ابن حزم ص 34 و تاريخ خليفة ص 412 و 413.
3- رواه خليفة بن خيّاط في تاريخه ص 412.
4- ترجمته في تاريخ بغداد 20/13.

و كان من وجوه الهاشميين و فضلائهم.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):موسى بن سليمان بن علي بن عبد اللّه بن العبّاس بن عبد المطّلب، كان من وجوه بني هاشم و أفاضلهم، و هو أخو محمّد، و جعفر ابني سليمان، و أحسبه كان يسكن البصرة، و قدم بغداد في خلافة المنصور، فتوفي بها.

أخبرنا أبو الحسن أيضا، و أبو منصور، أنا الخطيب (2).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا ابن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان قال: سنة ثلاث و خمسين و مائة فيها توفي موسى بن سليمان بن علي بمدينة السلام.

7720 - موسى بن سليمان بن موسى أبو عمرو الأموي

7720 - موسى بن سليمان بن موسى أبو عمرو الأموي (3)

سكن بيروت.

روى عن القاسم بن مخيمرة.

روى عنه الأوزاعي، و معاوية بن صالح.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن العبّاس، قالا: نا يحيى بن محمّد، أنا الحسين بن الحسن بن حرب، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا الأوزاعي، عن موسى بن سليمان أنه سمع القاسم بن مخيمرة يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«من أصاب مالا من مأثم فوصل به رحما، أو تصدّق به، أو أنفقه في سبيل اللّه جمع ذلك جميعا، ثم قذف به في جهنم» (4)[12497].

أخبرنا أبو غالب أيضا، أنا الجوهري، أنا أبو سعيد الحسن بن جعفر بن محمّد بن الوضّاح بن جعفر، أنا أبو شعيب عبد اللّه بن الحسن بن أحمد الحرّاني، حدّثني يحيى بن عبد اللّه البابلتي، نا عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي، حدّثني موسى بن سليمان، عن القاسم

ص: 409


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 20/13.
2- تاريخ بغداد 20/13.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 470/18 و تهذيب التهذيب 565/5.
4- تهذيب الكمال 470/18.

ابن مخيمرة قال: إن أفضل الصلاة عند اللّه صلاة الصبح من يوم الجمعة، فيها يجتمع ملائكة الليل و النهار.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا أبو بكر محمّد بن عمر بن علي بن خلف الورّاق، نا أبو بكر بن أبي داود، نا عمرو بن عثمان، نا الوليد، عن أبي عمرو، عن موسى بن سليمان، عن القاسم بن مخيمرة أنه كان يقول: إذا راح الرجل إلى المسجد كانت خطاه: خطوة درجة و خطوة كفّارة، و كتب له بكلّ إنسان جاء من بعده قيراط قيراط.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا (1) أبو الفضل بن خيرون الباقلاني، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي المفضّل (2) بن غسّان قال:

و حدّث (3) يحيى القطّان عن الأوزاعي عن سليمان بن موسى.

[و قال ابن عساكر] (4):و إنما هو موسى بن سليمان البيروتي.

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، و حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:

- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (5):موسى بن سليمان عن القاسم ابن مخيمرة، روى عنه الأوزاعي (6).

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه قالا: أنا ابن منده، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (7):موسى بن سليمان، روى عن القاسم بن مخيمرة، روى عنه الأوزاعي، سمعت أبي يقول ذلك (8).

بلغني عن أحمد بن محمّد بن الحجّاج بن رشدين، نا أحمد بن صالح، نا ابن وهب،

ص: 410


1- كتبت فوق الكلام بين السطرين في م.
2- بالأصل، و م، و د، و «ز»: «نا أبي، نا المفضل».
3- في م: وجدت.
4- زيادة منا للإيضاح.
5- التاريخ الكبير للبخاري 285/7.
6- زيد في التاريخ الكبير: مرسل.
7- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 144/8.
8- قوله:«سمعت أبي يقول ذلك» ليس في الجرح و التعديل.

أخبرني معاوية بن صالح، حدّثني موسى أبو عمر فقلت لأحمد: هذا أبو عمر موسى بن سليمان الذي روى عنه الأوزاعي؟ قال: نعم.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن منده، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):سمعت أبي و أبا زرعة و قيل لهما: موسى بن سليمان الذي يحدّث عنه الأوزاعي؟ فقالا: شيخ الأوزاعي، لا نعلم روى عنه غيره، قلت لهما: فما حاله؟ قال أبي: هو شيخ، و سكت أبو زرعة.

7721 - موسى بن سليمان بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي

7721 - موسى بن سليمان بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي (2)

له ذكر.

7722 - موسى بن سهل بن عبد الحميد أبو عمران الجوني

7722 - موسى بن سهل بن عبد الحميد أبو (3) عمران الجوني (4)

بصري، سكن بغداد، و سمع بدمشق و غيرها: هشام بن عمّار، و بكّار بن قتيبة القاضي، و أبا عبد اللّه ابن أخي ابن وهب، و عيسى بن حمّاد زغبة، و عبد الغني بن أبي عقيل، و يونس بن عبد الأعلى، و الربيع بن سليمان، و محمّد بن رمح بمصر، و الوليد بن شجاع السكوني، و عبد الملك بن سليمان القلانسي (5)،و سهيل بن إبراهيم الجارودي، و إسحاق بن إبراهيم القرقساني، و عيسى بن أبي عيسى الحمصي، و طالوت بن عبّاد، و عبد الواحد بن غياث (6) بالبصرة، و أبا تقي هشام بن عبد الملك اليزني، و محمّد بن مصفّى، و محمّد بن عبيد اللّه بن يزيد بن القردواني (7) القاضي بحرّان، و إبراهيم بن سعيد الجوهري، و زياد بن يحيى الحسّاني.

روى عنه: أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمّد الخرقي، و أحمد بن محمّد بن

ص: 411


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 144/8 و رواه المزي في تهذيب الكمال 470/18 (طبعة دار الفكر) نقلا عن ابن أبي حاتم.
2- جمهرة ابن حزم ص 93.
3- تحرفت بالأصل إلى: بن.
4- ترجمته في تاريخ بغداد 56/13 و الأنساب (الجوني) و سير أعلام النبلاء 261/14 و تذكرة الحفاظ 763/2 و شذرات الذهب 251/2.
5- تقرأ بالأصل:«القانى» و المثبت عن د، و «ز»، و م.
6- بالأصل و م و «ز»: «بن محمد غياث» و المثبت عن د، و سير الأعلام و تاريخ بغداد.
7- إعجامها مضطرب بالأصل و م و «ز»، و المثبت عن د، و ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى قردوان، و لم يزد.

مقسم المقرئ، و أبو طاهر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الذهلي، و عيسى بن حامد بن بشر القاضي الرّخجي، و دعلج بن أحمد، و أبو حفص عمر بن علي بن محمّد بن الرباب، و أبو بكر بن مالك، و أبو أحمد الغطريفي، و علي بن محمّد بن الحسين البجلي، و سليمان الطبراني، و أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الجرجاني، و أحمد بن جعفر بن سلم (1)الختّلي، و عمر بن نوح البجلي، و علي بن عمر بن محمّد السكري، و علي بن محمّد بن لؤلؤ، و محمّد بن المظفّر الحافظ.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا عبد العزيز بن جعفر ابن محمّد، نا أبو عمران موسى بن سهل بن عبد الحميد الجوني (2)،نا هشام بن عمّار، نا شعيب بن إسحاق، عن ابن جريج، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«لا يأكل أحدكم من أضحيته فوق ثلاثة أيام»، فكان ابن عمر لا يأكل في اليوم الثالث من لحم هديه[12498].

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد قال: أبو عمران موسى بن سهل الجوني البصري، سمع أبا الوليد هشام بن عمّار ابن نصير السلمي، كنّاه لي علي بن محمّد.

أخبرنا أبو الحسن المالكي، و أبو منصور المقرئ، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (3):

موسى بن سهل بن عبد الحميد بن عمران الجوني البصري، سكن بغداد، و حدّث بها عن عبد الواحد بن غياث البصري، و إسحاق بن إبراهيم القرقساني، و هشام بن عمّار الدمشقي، و أبي تقي (4) هشام بن عبد الملك الحمصي، و محمّد بن رمح المصري، روى عنه دعلج بن أحمد، و أبو بكر بن مالك القطيعي، و عمر بن نوح البجلي، و أحمد بن جعفر بن سلم (5)الختلي، و عبد اللّه بن إبراهيم الزينبي، و أبو (6) الحسن بن لؤلؤ، و محمّد بن خلف بن حيّان الخلاّل، و محمّد بن المظفّر الحافظ، و علي بن عمر السكري.

ص: 412


1- تحرفت بالأصل إلى: سالم، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
2- تحرفت بالأصل و د، و «ز»، و م إلى: الحربي.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 56/13.
4- تحرفت في تاريخ بغداد إلى: بقي.
5- تحرفت بالأصل و م إلى: سالم، و التصويب عن د، و «ز»، و تاريخ بغداد.
6- تحرفت بالأصل إلى: أبي.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد [قال] (1):لنا أبو بكر الخطيب: موسى بن سهل بن عبد الحميد بن عمران الجوني البصري ببغداد عن عبد الواحد بن غياث (2)،و هشام ابن عمّار، و محمّد بن رمح، و أبي تقي هشام بن عبد الملك الحمصي، روى عنه دعلج، و أبو بكر بن مالك القطيعي، و عمر بن نوح البجلي، و أحمد بن جعفر بن سلم (3) الختلي، و أبو الحسين الزينبي و غيرهم.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (4):أمّا الجوني بجيم مفتوحة، و بعد الواو الساكنة نون و ياء، موسى بن سهل بن عبد الحميد أبو عمران الجوني البصري، روى عن عبد الواحد بن غياث، و هشام بن عمّار، و أبي تقي هشام بن عبد الملك، و محمّد بن رمح و غيرهم، روى عنه دعلج بن أحمد، و ابن مالك القطيعي و غيرهما.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف قال:

و سألته - يعني - الدارقطني عن أبي عمران موسى بن سهل الجوني؟ فقال: ثقة.

أنبأنا أبو المظفّر بن القشيري، عن محمّد بن علي بن محمّد، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال: و سألته - يعني - الدارقطني عن أبي عمران الجوني؟ فقال: ثقة.

أخبرنا أبو الحسن الغساني، نا - و أبو منصور المقرئ، أنا - الخطيب قال (5):قرأت في كتاب البرقاني: سمعت أبا القاسم الأبندوني، و سئل عن موسى بن سهل الجوني فقال:

من كوم ثم (6) قال بعضهم: قد كان بعضهم اشترى كتابا من السوق عن هشام بن عمّار فقرأه عليه و لم يكن له فيه سماع.

قال (7):و أنا عبيد اللّه بن عمر الواعظ، عن أبيه قال: مات أبو عمران الجوني ببغداد في رجب سنة سبع و ثلاثمائة.

ص: 413


1- استدركت عن م، و د، و «ز».
2- تحرفت بالأصل إلى: غياش.
3- تحرفت بالأصل و م إلى: سالم، و التصويب عن د، و «ز».
4- الاكمال لابن ماكولا 225/2 و 226.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 56/13.
6- في تاريخ بغداد:«كوم تم» و كتب مصححه بالهامش: كذا بالأصل و لم نجدها في المعجم.
7- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 57/13.

7723 - موسى بن سهل بن قادم أبو عمران الرملي ،أخو علي بن سهل

7723 - موسى (1) بن سهل بن قادم أبو عمران الرملي (2)،أخو علي بن سهل (3)

سمع بدمشق و غيرها يسرة بن صفوان، و أبا الجماهر، و أبا النضر إسحاق بن إبراهيم، و عمرو بن هاشم البيروتي، و عبد الملك بن الحكم، و سوّار بن عمارة، و الوليد بن النضر، و عمران بن هارون، و يزيد بن خالد بن مرشل، و محمّد بن عبد العزيز، و أبا المنذر بشر بن المنذر، و المحرر بن يحيى العكّي الرمليين، و العبّاس بن طالب، و محمّد بن رديح (4) بن عطية، و داود بن مصحّح العسقلاني، و موسى بن داود، و زيد بن المبارك الصنعاني - نزيل الرملة - و علي بن عيّاش، و محمّد بن معاوية، و عبد الغفّار بن داود، و نعيم بن حمّاد، و سعيد ابن منصور، و محمّد بن عيسى بن الطباع، و يوسف بن عدي، و عمرو بن خالد، و عبد العزيز الأويسي، و إبراهيم بن حمزة الزّبيري، و أبا ثابت محمّد بن عبيد اللّه المديني، و آدم بن أبي إياس و غيرهم.

روى عنه: أبو داود في سننه، و أبو حاتم الرّازي، و ابنه عبد الرّحمن، و أبو بكر بن خزيمة، و عبد اللّه بن محمّد بن مسلم الأسفرايني، و محمّد بن المسيّب الأرغياني، و أبو الجهم بن طلاّب، و أبو سليمان داود بن الوسيم البوسنجي.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد الأزهري، أنا أبو محمّد المخلدي، أنا أبو بكر الأسفرايني، نا موسى بن سهل أبو عمران - بالرملة - نا أبو الجماهر محمّد بن عثمان، نا سعيد بن بشير، عن عمران بن داود، عن سيف بن كريب، عن أبي هريرة أن النبي صلى اللّه عليه و سلم نهى أن ينتعل الرجل و هو قائم، أو يتمسّح بعظم، أو برجيع دابة[12499].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو طاهر بن خزيمة، أنا جدي أبو بكر، نا موسى بن سهل الرملي، نا علي بن عيّاش، نا شعيب بن أبي حمزة، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللّه قال: آخر الأمرين من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ترك الوضوء مما مسّت النار[12500].

ص: 414


1- بالأصل:«أخبرنا» و كتب على هامشه: خطأ، و الصواب موسى.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 470/18 و تهذيب التهذيب 565/5 و الجرح و التعديل 146/8 و سير أعلام النبلاء 242/12.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 241/12 و تهذيب التهذيب 329/7 (مصورة النسخة الهندية).
4- بالأصل:«بن دريج بن دريج» صوبنا الاسم عن د، و «ز»، و قد استدرك «بن رديج» على هامش م و بعدها صح.

رواه أبو داود في سننه عن موسى.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (1) قال: موسى بن سهل الرملي، أبو عمران، روى عن سوّار بن عمارة، و الوليد بن النضر، و بشر بن المنذر، و عبد الملك بن الحكم، و موسى بن داود، و زيد بن المبارك الصنعاني، و يزيد بن خالد بن مرشل، و علي بن عيّاش، كتب عنه أبي، و روى عنه، و كتب عنه، و هو صدوق ثقة، سئل أبي عنه فقال: صدوق.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: سنة إحدى و ستين و مائتين - يعني - مات فيها موسى بن سهل الرملي (2).

أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، عن أبي عمرو بن منده، أنا أبي أبو عبد اللّه، أنا محمّد بن إبراهيم بن مروان قال: قال عمرو بن دحيم: مات بالرملة في جمادى الأول سنة اثنتين و ستين و مائتين (3).

7724 - موسى بن أبي سهل أبو هارون الفزاري البيروتي

7724 - موسى بن أبي سهل أبو هارون (4) الفزاري البيروتي

حدّث عن بقية بن الوليد.

روى عنه: يحيى بن أيوب بن بادي المصري العلاّف.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمّي، عن أبيه قال: قال لنا ابن يونس: موسى بن أبي سهل الفزاري من أهل الشام، يكنى أبا هارون، يقال: إنه من أهل بيروت، قدم مصر، يروي عن بقية بن الوليد، روى عنه يحيى بن أيوب العلاف.

ص: 415


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 146/8.
2- تهذيب الكمال 472/18.
3- سير أعلام النبلاء و المثبت عن 242/12 و تهذيب الكمال 472/18.
4- كذا بالأصل و «ز»، و د، و في م: أبو هريرة.

7725 - موسى بن الصباح أبي كثير أبو الصباح الأنصاري،

يعرف بموسى الكبير الكوفي، و يقال: الواسطي، و يقال: الهمداني (1)

روى عن: سعيد بن المسيّب، و مجاهد، و زيد بن وهب.

روى عنه: مسعر، و شعبة، و الثوري، و شريك، و أبو سنان، و هشيم بن بشير، و منصور بن دينار، و سويد بن عبد العزيز، و أبو عمر حفص بن سليمان الأسدي المقرئ، و عبد الحميد بن عمران.

و وفد على عمر بن عبد العزيز، و قد ذكرنا ذلك في ترجمة دثار النهدي.

أخبرنا أبو الحسن (2) علي بن عبيد اللّه بن نصر، أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمر، أنا أبو طاهر المخلّص، نا يحيى بن محمّد، نا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، نا أيوب بن سويد الرملي، أنا مسعر، عن موسى بن أبي كثير قال ابن عبّاس: إن أم هانئ حدّثته أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم صلّى يوم الفتح ثماني ركعات في بيتها، فقال ابن عبّاس: إن كنت لأحسب أن لهذه الساعة صلاة، يقول اللّه: يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَ الْإِشْرٰاقِ (3).

أخبرنا أبو الحسن سعد الخير بن محمّد بن سهل، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد بن موسى، أنا محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن الذكواني، أنا أبو أحمد محمّد بن أحمد بن إبراهيم، نا عبدان بن أحمد بن موسى، نا دحيم، نا سويد بن عبد العزيز، نا موسى بن أبي كثير أبو الصباح، عن زيد بن وهب، عن أبي ذرّ قال:

طلبت خليلي صلى اللّه عليه و سلم فقيل لي: بمكان كذا و كذا، فأتيته، فوجدته عند شجرة يصلي، قال:

فصلّى صلاة طويلة ثم سجد حتى ظننت أنه نائم، ثم انصرف، فقال لي:«أبو ذرّ»؟ قلت:

ظننت أنك نائم من طول ما سجدت، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أعطيت خمسا (4) لم يعطهن نبي قبلي، أحل لي الغنائم، و بعثت إلى الأحمر و الأسود و الأبيض، و نصرت بالرعب، و جعلت لي الأرض مسجدا و طهورا، و أعطيت مسألة لأمتي يوم القيامة تنال من مات لا يشرك باللّه شيئا»[12501].

ص: 416


1- ترجمته في طبقات ابن سعد 339/6 و تهذيب الكمال 503/18 و تهذيب التهذيب 578/5 و ميزان الاعتدال 4/ 218 و التاريخ الكبير 293/7 و الجرح و التعديل 147/8.
2- الأصل: الحسين، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
3- سورة ص، الآية:18.
4- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن د، و «ز»، و م.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الفضل بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار.

قالا: أنا أبو القاسم الأزهري، أنا عبد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنا العبّاس بن العبّاس، أنا صالح بن أحمد بن محمّد بن حنبل، نا أبي قال: قال سفيان: موسى (1) بن أبي كثير أبو الصباح.

أخبرنا أبو البركات أيضا، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا أبو محمّد بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل الكوفة: موسى بن أبي كثير.

حدّثنا أبو الفضل بن ناصر - لفظا - و أبو عبد اللّه بن البنّا - قراءة - عن أبي المعالي محمّد ابن عبد السّلام، أنا علي بن محمّد بن خزفة، نا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، نا سليمان بن أبي شيخ، نا أبو سفيان (2) الحميري (3) قال:

خرج عمر بن ذرّ و موسى بن أبي كثير إلى عمر بن عبد العزيز، و كان معهم مزاحم بن زفر، فقيل لعمر: أين كان منك موسى بن أبي كثير؟ قال: و أين أنا من موسى بن أبي كثير؟! يرفع موسى و يقدّمه على نفسه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللّنباني (4)،نا ابن أبي الدنيا، أنا محمّد بن سعد (5) قال: و في الطبقة الخامسة من أهل الكوفة: موسى بن أبي كثير الأنصاري، يكنى أبا الصّبّاح.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا ابن سعد قال (6):في الطبقة الرابعة من أهل الكوفة: موسى بن أبي كثير الأنصاري، يكنى أبا الصباح، و اسم أبي كثير الصباح، و كان

ص: 417


1- في د: سفيان بن موسى، خطأ.
2- الأصل: سليمان، و المثبت عن د، و م، و «ز».
3- الأصل: الحيري، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
4- تحرفت بالأصل و د، و «ز»، و م إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
5- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
6- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 339/6.

موسى من المتكلمين في الإرجاء و غيره، و كان ممن وفد إلى عمر بن عبد العزيز، فكلّمه في الإرجاء، و كان ثقة في الحديث.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (1):موسى (2) بن أبي كثير، مولى الأنصار (3)،أبو الصباح، و كان يرى القدر، سمع مجاهدا، روى عنه الثوري، و مسعر.

و قال عبدان: أنا عبد اللّه، أنا منصور بن دينار، عن موسى بن أبي كثير سمع سعيد بن المسيّب، فَاسْعَوْا إِلىٰ ذِكْرِ اللّٰهِ (4)،قال: موعظة الإمام، فإذا قضيت الصلاة بعد ذلك.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب - إذنا - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (5) قال: موسى بن أبي كثير الأنصاري، يقال له موسى الكبير، و اسم أبي كثير الصباح، و كنية موسى أبو الصباح، روى عن سعيد بن المسيّب، و مجاهد، روى عنه الثوري، و شعبة، و مسعر، و شريك، و أبو سنان، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو الصباح موسى بن كثير، سمع سعيد بن المسيّب، و مجاهدا، روى عنه الثوري، و مسعر.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو الصباح موسى بن أبي كثير.

ص: 418


1- التاريخ الكبير للبخاري 293/7.
2- في الأصل و د، و «ز»، و م: قال: أبو الصباح موسى... أبو الصباح و المثبت بحذف «أبو الصباح» هنا بما يوافق العبارة في التاريخ الكبير.
3- قوله: مولى الأنصار، ليس في التاريخ الكبير.
4- سورة الجمعة، الآية:9.
5- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 147/8.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال في الطبقة الخامسة من الفقهاء، و المحدّثين من أهل الكوفة، أبو الصباح موسى بن أبي كثير، روى عنه سفيان الثوري (1).

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر - قراءة عليه - عن أبي طاهر بن أبي الصّقر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال: أبو الصباح موسى بن أبي كثير، روى عنه سفيان الثوري.

أخبرنا أبو الفتح الفقيه، أنا أبو الفتح الفقيه، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال: سمعت أبا عبد اللّه المقدمي يقول: موسى ابن أبي كثير الكوفي أبو الصباح.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد قال: أبو الصباح موسى بن أبي كثير الأنصاري يقال: إنه من أهل واسط، عن سعيد بن المسيّب، و مجاهد بن جبر، روى عنه مسعر بن كدام، و سفيان الثوري.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّاء، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عبّاس قال: سمعت يحيى يقول: موسى بن أبي كثير، هو أبو الصباح، روى عنه سفيان، و مسعر، و هشيم، و هو ثقة، و هو مرجئ.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب.

ح و حدّثني أبو عبد اللّه البلخي، أنا محمّد بن الحسين بن هريسة، قالا: أنا أحمد بن محمّد بن غالب، أنا أبو يعلى حمزة بن محمّد، نا محمّد بن إبراهيم، نا محمّد بن إسماعيل قال: موسى بن أبي كثير، أبو الصباح، و كان يرى القدر، سمع سعيد بن المسيّب، و مجاهدا، روى عنه الثوري، و مسعر.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه قالا: أنا ابن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

ص: 419


1- قوله:«روى عنه سفيان الثوري» ليس في م، و لا في د، و «ز».

قالا: أنا ابن أبي حاتم (1) قال: سألت أبي عن أبي الصباح موسى بن أبي كثير فقال:

ثقة (2)،كوفي، محله الصدق.

و قال أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الأصبهاني الكناني: قلت لأبي حاتم: ما تقول في أبي الصباح موسى بن أبي كثير؟ فقال: يكتب حديثه، و لا يحتج به (3).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - نا عبد العزيز بن أحمد - لفظا - أنا أبو نصر بن الجبّان - إجازة - أنا أحمد بن القاسم الميانجي - إجازة - حدّثني أحمد بن طاهر بن النجم، أنا سعيد بن عمرو البردعي - فيما نسخه من كتاب أبي زرعة الرّازي بخطه في أسامي الضعفاء و من تكلّم فيه من المحدّثين: موسى بن أبي كثير أبو الصباح، و كان يرى القدر (4).

أنبأنا أبو سعد محمّد بن محمّد، و أبو علي الحسن بن أحمد، قالا: قال لنا أبو نعيم الحافظ: موسى بن أبي كثير، أبو الصباح الواسطي، كان يرى القدر، روى عن سعيد بن المسيّب، و مجاهد، روى عنه الثوري، و مسعر.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، و أبو سعيد بن أبي عمرو، قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا الحسن بن علي بن عفّان، نا حسين بن علي، عن سفيان بن عيينة، عن مسعر، عن موسى بن أبي كثير أبو الصباح قال: الكلام في القدر أبو جاد الزندقة (5).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (6)،نا أبو بكر الحميدي، نا سفيان، نا مسعر قال:

سمعت أبا الصباح يقول: القدر أبو جاد الزندقة.

قال سفيان: كان أبو الصباح أحد النفر الذين وفدوا على عمر بن عبد العزيز.

قال: و نا يعقوب (7)،نا أبو نعيم الفضل بن عمرو، دكين اسمه عمرو، و قبيصة، قالا:

ص: 420


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 147/8.
2- قوله:«ثقة» سقطت من م، و د، و «ز»، و الجرح و التعديل.
3- تهذيب الكمال 504/18.
4- تهذيب الكمال 503/18 طبعة دار الفكر.
5- تهذيب الكمال 504/18.
6- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 689/2-690.
7- المعرفة و التاريخ ليعقوب بن سفيان 656/2.

نا سفيان: موسى بن أبي كثير و هو أبو الصباح، روى عنه مسعر، و هشيم، و هو مرجئ، و كان أحد من وفد إلى عمر بن عبد العزيز مع ذر و غيره.

قال: و نا يعقوب (1)،نا أبو نعيم، نا سفيان، عن موسى بن أبي كثير، ثقة، كوفي مرجئ.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن بن المفرج، أنا سهل بن بشر، و أحمد بن محمّد بن سعيد، قالا: أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن عيسى، أنا منير بن أحمد بن الحسن، أنا جعفر بن أحمد بن إبراهيم، نا أحمد بن الهيثم قال: قال أبو نعيم في تسمية من ينسب إلى الإرجاء من أهل الكوفة: موسى بن أبي كثير، أبو الصباح الهمداني.

قرأت بخط أبي محمّد بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا محمّد ابن عبد اللّه بن خميرويه، نا الحسين بن إدريس، نا محمّد بن عبد اللّه بن عمّار قال: موسى ابن أبي كثير، كان من رؤساء المرجئة (2).

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا أبو يعقوب يوسف بن أحمد، نا محمّد بن عمرو بن موسى (3)،نا محمّد بن إسماعيل هو الصائغ، نا الحسن بن علي، نا أبو نعيم، نا أبو عبد اللّه الشيباني، قال: كنا جلوسا (4) مع أبي جعفر فاختصم هو و موسى بن أبي كثير طويلا، قال أبو جعفر: هل رأيت مؤمنا (5) ضالاّ؟ قال: فقال رجل من القوم: نعم، أنت.

قال: و نا محمّد بن عمرو (6)،نا أحمد بن علي الأبار (7)،نا محمّد بن حميد، قال:

سمعت جريرا يقول: كان موسى بن أبي كثير أبو الصباح مرجئا.

7726 - موسى بن صهيب

7726 - موسى بن صهيب (8)

روى عن: مكحول.

ص: 421


1- المعرفة و التاريخ 102/3.
2- تهذيب الكمال 504/18.
3- رواه العقيلي في الضعفاء الكبير 167/4 رقم 1739.
4- الأصل: جلوس، و المثبت عن «ز»، و م، و د، و الضعفاء الكبير.
5- الأصل:«؟؟؟» و فوقها ضبة، و مثلها في م، و د، و «ز»، و المثبت عن الضعفاء الكبير.
6- الضعفاء الكبير للعقيلي 167/4.
7- قوله:«الأبار» ليست في الضعفاء الكبير.
8- ترجمته في ميزان الاعتدال 207/4.

روى عنه: الوليد بن مسلم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - عن عبد العزيز بن أحمد، عن أبي نصر عبد الوهّاب بن عبد اللّه بن عمر - و نقلته من خطه - أنا أبو عمر بن فضالة، نا أحمد بن أنس، نا الوليد بن عتبة، نا الوليد بن مسلم، حدّثني موسى بن صهيب أنه حضر الوليد بن بليد المرّي يسأل في إمرته على دمشق عن التكبير في صلاة العيد، فحدّثه نفر فيهم فقهاء ما قال: فنظر إلى مكحول فقال: يا أبا عبد اللّه، أ لا تقول؟ فقال: قد كان من الاختلاف ما قالوا إن عمر بن عبد العزيز قد كفاكم من كان قبله، كبّر سبعا في الأولى و خمسا في الآخرة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في تسمية أصحاب مكحول: موسى بن صهيب.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا - قراءة - عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الخامسة: موسى بن صهيب.

7727 - موسى بن طلحة بن عبيد اللّه بن عثمان بن عمرو بن كعب

ابن سعد بن تيم بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب

أبو عيسى،- و يقال: أبو محمّد - القرشي التّيمي المدني (1)

سكن الكوفة، روي أنه ولد في عهد النبي صلى اللّه عليه و سلم، و هو سمّاه.

و حدّث عن عثمان بن عفّان، و علي بن أبي طالب، و أبيه طلحة، و الزّبير بن العوّام، و أبي أيوب الأنصاري، و عائشة، و زيد بن خارجة، و أبي ذرّ، و حكيم بن حزام (2).

روى عنه: ابن أخيه طلحة بن يحيى بن طلحة، و أبو إسحاق السبيعي، و سماك بن

ص: 422


1- ترجمته في تهذيب الكمال 474/18 و تهذيب التهذيب 567/5 و نسب قريش للمصعب ص 281 و طبقات ابن سعد 161/5 و 211/6 و التاريخ الكبير 286/7 و الجرح و التعديل 147/8 و حلية الأولياء 371/4 و سير أعلام النبلاء 364/4 و العبر 126/1 و شذرات الذهب 125/1.
2- الأصل و م و «ز»: حرام، و المثبت عن د.

حرب، و عثمان بن عبد اللّه بن موهب، مولاه، و ابناه عمرو و محمّد ابنا عثمان بن عبد اللّه، و خالد بن سلمة، و أبو مالك سعد (1) بن طارق الأشجعي، و المسيّب بن رافع، و إبراهيم بن مهاجر البجلي، و عثمان بن حكيم، و أبو حصين عثمان بن عاصم الأسدي، و خالد بن سلمة (2).

و وفد على الوليد بن عبد الملك.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو (3) بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو سهل (4) بن سعدويه، نا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا أبو الأحوص، عن سماك، عن موسى بن طلحة، عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إذا صلّى أحدكم فليجعل بين يديه مثل آخرة الرحل ثم يصلي، و لا يبال (5) من مرّ وراء ذلك»[12502].

أخرجه مسلم عن أبي بكر.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن محمّد، أنا أبو محمّد الحسن بن أحمد، نا محمّد بن إسحاق السرّاج، نا إسحاق، أنا جرير، عن عبد الملك بن عمير، عن موسى بن طلحة عن أبي هريرة قال:

لما نزلت: وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (6) دعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قريشا فجمعهم، فعمّ و خصّ، قال:«يا بني كعب بن لؤي، أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني مرة بن كعب أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد المطّلب أنقذوا أنفسكم من النار، يا فاطمة أنقذي نفسك من النار، إنّي لا أملك لك من اللّه شيئا، إنّ لكم رحما سأبلّها ببلالها»[12503].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران،

ص: 423


1- رسمها بالأصل:«سعيد» و المثبت عن د، و «ز»، و م.
2- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م، و لعله مكرر، فقد ورد قبل عدة أسماء.
3- تحرفت بالأصل إلى: عمر، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
4- بالأصل:«أبو سعد بن سهل بن سعدويه» خطأ، صوبنا الاسم عن د، و «ز»، و م. و اسمه محمد بن إبراهيم بن محمد ابن سعدويه، أبو سهل الأصبهاني ترجمته في سير أعلام النبلاء 47/20.
5- بالأصل و د، و «ز»، و م: يبالي، خطأ.
6- سورة الشعراء، الآية:214.

أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا الحميدي، نا سفيان، عن عبد الملك بن (1)مروان قال: دخل موسى بن طلحة على الوليد بن عبد الملك فقال له الوليد: ما دخلت عليّ قطّ إلاّ هممت بقتلك لو لا أنّ أبي أخبرني أن مروان قتل طلحة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر، و أبو الفضل.

ح و أخبرنا أبو العزّ الكيلي، أنا أبو طاهر.

قالا: أنا محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد، نا خليفة قال (2):

موسى بن طلحة بن عبيد اللّه بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب، أمّه خولة بنت القعقاع بن معبد بن زرارة بن عدس (3) بن زيد بن عبد اللّه بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، يكنى أبا عيسى، مات في آخر سنة ثلاث أو أول سنة أربع و مائة.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو طاهر، أنا أبو محمّد بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة و محدّثيهم: موسى بن طلحة بن عبد اللّه (4)،سمع من عثمان، ثم ذكره في أهل الكوفة، فقال: موسى بن طلحة بن عبيد اللّه، سمع من [أبيه] (5) و من عثمان بن عفّان.

أخبرنا أبو البركات أيضا، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون (6)،أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا الهيثم بن عدي.

و أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي.

ص: 424


1- كذا بالأصل، و في د، و «ز»، و م: بن أبي مروان.
2- طبقات خليفة بن خيّاط ص 261 رقم 1109 طبعة دار الفكر.
3- الأصل: عدي، و المثبت عن د، و «ز»، و م، و طبقات خليفة.
4- كذا بالأصل، و «ز»، و م هنا، و في د: عبيد اللّه.
5- مكانها بياض بالأصل، و استدركت اللفظة عن د، و «ز»، و م.
6- الأصل:«جبير» و في م:«حمير» و في «ز»: جبير، و فوقها ضبة، إشارة إلى اضطرابها، و التصويب عن د، و السند معروف.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن [الفراء] (1)،أنا [أبي] (2) أبو يعلى، قالا: أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن علي، نا محمّد بن مخلد قال: قرأت على علي بن عمرو حدّثكم الهيثم بن عدي قال: موسى بن طلحة بن عبيد اللّه يكنى أبا عيسى.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو عبد اللّه الطوسي، نا الزبير بن بكّار (3) قال في تسمية ولد طلحة:

موسى بن طلحة، و أمه خولة بنت القعقاع بن معبد (4) بن زرارة، و أخوه لأمه محمّد بن أبي الجهم (5) بن حذيفة العدوي، و كان موسى من وجوه آل طلحة، روي عنه الحديث.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال (6):و كان لطلحة من الولد موسى بن طلحة، و أمّه خولة بنت القعقاع بن معبد بن زرارة بن عدس (7) بن زيد من بني تميم، و كان يقال للقعقاع: تيار الفرات من سخائه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (8)،نا ابن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد قال (9) في الطبقة الثانية من أهل الكوفة: موسى بن طلحة بن عبيد اللّه التّيمي.

قال الهيثم بن عدي: أخبرني ابن عياش الهمداني قال: توفي سنة ثلاث و مائة، و أبو بردة و الشعبي في جمعة، و قال أبو نعيم الفضل بن دكين: هلكوا سنة أربع و مائة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال (10).

ص: 425


1- بياض بالأصل، و مكانها في م:«أبي» و اللفظة غير مقروءة في «ز» لسوء التصوير، و المثبت بين معكوفتين عن د.
2- سقطت من الأصل، و استدركت للإيضاح عن د، و «ز»، و م.
3- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 281.
4- قوله:«بن معبد» سقط من نسب قريش.
5- تحرفت في نسب قريش إلى: بن أبي حميم.
6- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 214/3 في ترجمة طلحة بن عبيد اللّه.
7- تحرفت بالأصل إلى: عدي، و التصويب عن د، و «ز»، و م، و ابن سعد.
8- تحرفت بالأصل و د، و «ز»، و م إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
9- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
10- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 161/5 و 163.

في الطبقة الأولى من أهل المدينة: موسى بن طلحة بن عبيد اللّه بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة، و أمّه خولة بنت القعقاع، قال: و تحول موسى بن طلحة إلى الكوفة، و نزلها و هلك بها سنة ثلاث و مائة، و صلّى عليه الصقر بن عبد اللّه المزني (1)،و كان عاملا لعمر بن هبيرة على الكوفة، و قال الفضل بن دكين: مات سنة أربع و مائة، و قال محمّد ابن عمر (2):رأيت من قبلنا و أهل بيته يكنونه أبا عيسى، و كان ثقة كثير الحديث، و قد روى موسى بن طلحة عن عثمان، و طلحة، و الزّبير، و أبي ذرّ، و كان ثقة، له أحاديث.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين محمّد بن خسرو، أنا محمّد بن علي بن الحسن، أنا عبد الواحد بن محمّد بن عبد اللّه، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي يعقوب قال: و موسى ابن طلحة من وجوه بني طلحة، و أمّه خولة بنت القعقاع بن معبد بن زرارة بن عدس (3) بن زيد ابن عبد اللّه بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، و كان يقال للقعقاع:

تيار الفرات من سخائه، و أخو موسى بن طلحة لأمّه: محمّد بن أبي جهم بن حذيفة العدوي، و أبو جهم صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و هو الذي قال النبي صلى اللّه عليه و سلم في خميصة لبسها فصلّى فيها:

«شغلني النظر إلى علمها فاذهبوا إلى أبي جهم بن حذيفة، و ائتوني بانبجانيته» (4)[12504].

قال جدي: و قد اختلف في كنية موسى بن طلحة، فبلغني عن الواقدي أنه قال: إن أهل بيت موسى كانوا يكنونه أبا عيسى.

أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي - إذنا - ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري (5) قال: موسى بن طلحة بن عبيد اللّه أبو عيسى القرشي التّيمي.

قال أبو نعيم: مات سنة أربع و مائة، سمع أباه، روى عنه سماك، و طلحة بن يحيى.

أخبرنا أبو الحسين علي بن محمّد، أنا أبو منصور محمّد بن الحسن، أنا أبو العباس

ص: 426


1- بدون إعجام بالأصل و م و «ز»، و د، و المثبت عن ابن سعد.
2- طبقات ابن سعد 212/6.
3- تحرفت بالأصل إلى: عدي، و التصويب عن م، و «ز»، و د.
4- تقدم شرحها، راجع ترجمة معاوية بن أبي سفيان، و ارجع إلى تاج العروس:«نبج»، و اللسان (نبج).
5- التاريخ الكبير للبخاري 286/7.

أحمد بن الحسين، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن، نا محمّد بن إسماعيل قال: كنية موسى بن طلحة بن عبيد اللّه أبو عيسى القرشي التّيمي.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):

موسى بن طلحة بن عبيد اللّه أبو عيسى القرشي التّيمي، روى عن عثمان، و علي، و أبيه، و عائشة، روى عنه أبو إسحاق الهمداني، و سماك بن حرب، و طلحة بن يحيى، و عثمان بن عبد اللّه بن موهب، و عمرو بن عثمان، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو عيسى موسى بن طلحة بن عبيد اللّه، سمع أباه، و عائشة، و أبا هريرة، روى عنه عبد الملك بن عمير، و سماك.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عيسى موسى بن طلحة بن عبيد اللّه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال في تسمية أصحاب عمر ابن الخطّاب من أهل الكوفة: موسى بن طلحة.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا نصر بن إبراهيم - قراءة - أنا سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال: سمعت أبا عبد اللّه المقدمي يقول: موسى بن طلحة بن عبيد اللّه أبو عيسى.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر - قراءة - عن أبي طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال: أبو عيسى موسى بن طلحة.

ص: 427


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 147/8 و 148.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو عيسى موسى بن طلحة بن عبيد اللّه بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة بن كعب بن لؤي القرشي التّيمي المديني (1)،تحوّل إلى الكوفة، فنزلها، و مات بها، و أمّه خولة بنت القعقاع بن معبد بن زرارة بن عدس (2) بن زيد بن عبد اللّه بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، أخو عيسى، و يحيى، و محمّد، و عمران، و إسحاق، و زكريا، و يوسف، و عبيد اللّه، و أم إسحاق، و عائشة، و مريم (3)،سمع موسى بن طلحة أباه أبا محمّد طلحة بن عبيد اللّه التّيمي، و عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم، روى عنه أبو عمر عبد الملك ابن عمير القرشي، و أبو المغيرة سماك بن حرب البكري، حديثه في الكوفيين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال:

موسى بن طلحة بن عبيد اللّه أبو عيسى التّيمي القرشي، تحوّل إلى الكوفة فسكنها، أخو محمّد، و يحيى، و يعقوب، و عمران، و عيسى، سمع أبا أيوب الأنصاري، روى عنه عثمان بن عبد اللّه بن موهب، و ابنه عمرو بن عثمان في أول الزكاة، و أول الأدب، قال البخاري و محمّد بن سعد: قال أبو نعيم: مات سنة أربع و مائة، و قال الذهلي، و فيما كتب إليّ أبو نعيم مثله، و قال ابن سعد: قال الهيثم: مات سنة ثلاث و مائة، و قال ابن نمير مثله.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي قال: و أمّا ما حدّثناه سليمان بن حرب، عن الأسود بن شيبان عن خالد بن سمير (4) قال: قال رجل لموسى بن طلحة: يا أبا محمّد، ما الذي ترهب أن تكون الفتنة؟ قال: أرهب الهرج.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر - قراءة - عن أبي طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا إبراهيم بن يعقوب السعدي،

ص: 428


1- في د، و م،«المدني» و في «ز»: «المديني» كالأصل.
2- تحرفت بالأصل إلى: عدي، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
3- راجع أسماء ولد طلحة بن عبيد اللّه في طبقات ابن سعد 214/3.
4- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن م، و د، و «ز».

نا النّفيلي (1)،نا هشيم، أنا إبراهيم بن عبد الرّحمن أبو سهل مولى (2) موسى بن طلحة، قال:

رأيت موسى بن طلحة قد شدّ (3) أسنانه بذهب، يخضب بالسواد.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، نا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، حدّثني عبد اللّه بن محمّد، نا وكيع، عن عمرو ابن عثمان قال: رأيت موسى بن طلحة يخضب با [الوشمة] (4).

قال: و نا جدي، نا مسلم بن إبراهيم، نا عمر بن أبي زائدة قال: رأيت موسى بن طلحة يخضب بالسواد.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور (5) النهاوندي [أنا أبو العباس النهاوندي] (6) نا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل، نا إسحاق، نا العقدي، نا إسحاق بن يحيى، عن موسى قال: صحبت عثمان ثنتي عشرة سنة (7).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا أبو منصور بن شكرويه، أنا أبو بكر بن مردويه، أنا محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم، نا معاذ، نا مسدّد، نا أبو عوانة، عن أبي حصين (8) عن موسى.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر الفارسي، نا محمّد ابن أحمد بن يعقوب، نا جدي قالا: نا مسدد، نا أبو عوانة، عن أبي حصين، عن موسى بن طلحة.

قال: صليت مع عثمان بن عفّان على جنائز رجال و نساء، فجعل الرجال مما يليه، و جعل النساء مما يلي القبلة، و كبّر أربعا.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن

ص: 429


1- تحرفت بالأصل إلى: الغيلي، و التصويب عن د، و «ز»، و م.
2- مطموسة بالأصل، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
3- تحرفت بالأصل و م، إلى: سد. و المثبت عن د.
4- بياض بالأصل و م و «ز»، و المثبت عن د.
5- تحرفت بالأصل، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك لتقويم السند عن د،«ز»، و م.
7- تهذيب الكمال 476/18 و سير أعلام النبلاء 366/4.
8- هو أبو حصين عثمان بن عاصم الأسدي.

النحّاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا عيسى بن أبي حرب أبو يحيى الصفّار، نا يحيى بن أبي بكير الكرماني، نا نعيم بن ميسرة قال: قرأت (1) على عبد اللّه بن عيسى، و كان لا يهمز في قراءته، و أخبرني أنه قرأ على موسى بن طلحة، و كان لا يهمز في قراءته.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم الحافظ (2)،نا محمّد بن أحمد بن الحسن، نا محمّد بن عثمان، نا منجاب، نا.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا المنجاب بن الحارث، أنا.

أبو عثمان مولى آل عمرو بن حريث، عن عبد الملك بن عمير قال: كان فصحاء الناس أربعة: موسى بن طلحة، و قبيصة بن جابر (3)-زاد ابن خيرون: الأسدي، و قالا:- و عبد اللّه ابن هريم السلولي، و الحسن البصري (4).

قال (5):و نا منجاب، أنا أبو عامر الأسدي، عن موسى بن عبد الملك بن عمير مثله، إلاّ أنه جعل مكان الحسن البصري يحيى بن يعمر (6).

قال (7):و نا منجاب، أنا صالح بن موسى - زاد ابن خيرون: الطلحي - عن عاصم بن أبي النجود قال: كان فصحاء الناس ثلاثة: موسى بن طلحة، و قبيصة بن جابر، و يحيى بن يعمر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (8)،نا سليمان بن حرب، نا الأسود بن شيبان، نا

ص: 430


1- استدركت على هامش د،.
2- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 371/4 و تهذيب الكمال 476/18.
3- هو قبيصة بن جابر بن وهب بن مالك بن عميرة، أبو العلاء الكوفي، ترجمته في تهذيب الكمال 210/15 طبعة دار الفكر.
4- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م، و تهذيب الكمال، و الذي في الحلية مكانه: و يحيى بن يعمر.
5- القائل محمد بن عثمان بن أبي شيبة.
6- هو يحيى بن يعمر أبو سليمان العدواني البصري قاضي مرو. ترجمته في سير الأعلام 441/4 و تهذيب الكمال 266/20 طبعة دار الفكر.
7- من هذا الطريق في حلية الأولياء 371/4 و سير أعلام النبلاء 366/4.
8- الخبر ليس في كتاب المعرفة و التاريخ المطبوع الذي بين يدي.

خالد بن سمير (1) قال: لما قدم الكذّاب الكوفة هرب منه ناس من وجوه أهل الكوفة، فقدموا البصرة، و قدم فيهم موسى بن طلحة بن عبيد اللّه، و كان في زمانه يرون أنه المهدي.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم الحافظ (2)،نا عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن سهل، نا أبو مسعود، نا أبو داود، نا الأسود بن شيبان، عن خالد بن سمير قال: لما خرج المختار بالكوفة قدم علينا موسى بن طلحة، و كانوا يرونه في زمانهم المهدي، فغشيه الناس، فإذا رجل طويل السكوت، قليل الكلام، طويل الحزن و الكآبة.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد، أنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن الحسن، أنا عبد الواحد بن محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي، نا سليمان بن حرب، نا الأسود بن شيبان (3)،نا خالد بن سمير قال:

لما ظهر الكذّاب بالكوفة - يعني - المختار بن أبي عبيد، هرب منه ناس من وجوه أهل الكوفة، فقدموا علينا البصرة، و كان فيمن قدم موسى بن طلحة بن عبيد اللّه، و كان في زمانه يرون أنه المهدي، فغشيه الناس، و غشيته فيمن يغشاه من الناس، فغشينا رجلا طويل السكوت، شديد الكآبة و الحزن، إلى أن رفع رأسه يوما فقال: و اللّه لأن أعلم أنها فتنة لها انقضاء أحبّ إليّ من كذا و كذا، و أعظم الخطر. قال: فقال له رجل: يا أبا محمّد، و ما الذي ترهب أن تكون أعظم من الفتنة؟ قال: الهرج، قال له: و ما الهرج؟ قال: الذي كان أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يحدّثونا: القتل القتل، حتى تقوم الساعة و هم على ذلك، و اللّه لوددت أنه لو كان أنّي على رأس جبل لا أسمع لكم صوتا، و لا أرى (4) لكم داعيا حتى يأتيني داعي اللّه، قال: ثم سكت ساعة فقال: رحم اللّه أبا عبد الرّحمن أو قال: عبد اللّه بن عمر، إمّا سمّاه، و إمّا كنّاه، و اللّه إنّي أحسبه على العهد، الذي عهد إليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، لم يبدّل (5)،و لم يغيّر، و اللّه ما استفزّته قريش - زاد غير سليمان في حديثه: في فتنتها الأولى قال:- فقلت في نفسي: إنّ هذا ليزري على أبيه في مقتله.

ص: 431


1- تحرفت بالأصل إلى:«سمين» و التصويب عن م، و «ز»، و د.
2- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 371/4-372.
3- من طريقه روي الخبر في تهذيب الكمال 476/18 طبعة دار الفكر، و سير أعلام النبلاء 365/4-366 و طبقات ابن سعد 162/5-163.
4- كذا بالأصل، و د، و «ز»، و م، و في ابن سعد: ألبي.
5- في ابن سعد: لم يفتن و لم يتغير.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا الحسن بن علي بن عفّان، نا محمّد بن الصلت (1)،نا قطري، عن موسى بن طلحة بن عبيد اللّه قال: كنت في سجن علي بن أبي طالب، فلما كان ذات يوم نودي بالباب: أين موسى بن طلحة؟ فقلت: هو ذا أنا، قال: أجب أمير المؤمنين، قال: فاسترجع أهل السجن، فخرجت فكنت بين يديه، قال: يا موسى بن طلحة، قال:

قلت: لبيك يا أمير المؤمنين، قال: استغفر اللّه و تب إليه ثلاث مرّات، انطلق إلى العسكر.

فما وجدت من سلاح أو ثوب أو دابّة أو شيء فاقبضه و اتّق اللّه، و اجلس في بيتك.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم الحافظ (2)،نا أبو حامد بن جبلة، نا محمّد بن إسحاق، نا حاتم بن الليث، نا محمّد بن عباد (3)،نا سفيان، عن مسعر قال: قال عمر بن عبد العزيز لأبي بردة: هل بقي بالكوفة أحد في مثل سنك و شرفك؟ فكأنه لم يذكر أحدا، فقيل له: بلى، موسى بن طلحة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي (4)،نا ابن عليّة عن عطاء بن السائب قال: كتب الحجّاج: موسى بن طلحة أعلم بسنّة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من عبد اللّه ابن المغيرة.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، حدّثنيه عبيد بن يعيش، نا يحيى بن آدم، أنا عبد السّلام بن حرب، عن عطاء بن السّائب قال: أراد موسى بن المغيرة أن يأخذ من حضر (5) أرض موسى بن طلحة، فقال له موسى: إنّه ليس في الحضر شيء، و رواه عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: فكتبوا بذلك إلى الحجّاج، فكتب الحجّاج: إنّ موسى بن طلحة أعلم من موسى بن المغيرة.

قال أبو بكر أحمد بن محمّد بن الحجّاج المروذي قال أحمد بن حنبل: موسى بن

ص: 432


1- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 476/18-477.
2- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 372/4.
3- في حلية الأولياء: عباده.
4- قوله:«نا أبي» مكرر بالأصل.
5- الحضر بالضم، العدو، و أحضر يحضر فهو محضر إذا عدا و يقال: حضر الفرس (النهاية لابن الأثير 398/1).

طلحة ليس به بأس (1)،و أخوه ليس به بأس.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه، و أبو نصر، قالا: نا الوليد، أنا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (2):و موسى بن طلحة بن عبيد اللّه (3) تابعي، ثقة، و كان خيارا.

و أخبرنا أبو البركات، أنا ابن الطّيّوري، أنا العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه، أنا ثابت، أنا الحسين، قالا: أنا الوليد، أنا علي، أنا صالح، حدّثني أبي قال: موسى بن طلحة بن عبيد اللّه كوفي، ثقة، رجل صالح، روى عن يحيى (4)ابن طلحة الشعبيّ، و روى عن عيسى بن طلحة (5) الزهريّ، و كانا مدنيين (6)،و كان أخوهما موسى بن طلحة رجلا صالحا، كان بالكوفة.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن منده، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (7):سمعت أبي يقول: يقال إنه أفضل ولد طلحة بعد محمّد (8)،كان يسمى في زمانه المهدي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - نا عبد العزيز بن أحمد، أنا علي بن الحسن الربعي، و رشأ بن نظيف، قالا: أنا محمّد بن إبراهيم، أنا محمّد بن محمّد، نا عبد الرّحمن ابن يوسف بن سعيد قال: موسى بن طلحة بن عبيد اللّه من أجلاّء المسلمين، رحمة اللّه عليه (9).

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الغنائم محمّد بن علي، أنا محمّد بن عبد الواحد،

ص: 433


1- تهذيب الكمال 475/18 طبعة دار الفكر.
2- تاريخ الثقات للعجلي ص 444 رقم 1660.
3- الأصل:«عبيد» و تحرفت في تاريخ الثقات إلى:«عبد اللّه» و التصويب عن د، و «ز»، و م.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 127/20 و طبقات ابن سعد 164/5.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 367/4 و طبقات ابن سعد 164/5.
6- في م: مدينيين.
7- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 148/8.
8- قال الذهبي في سير الأعلام 365/4 و محمد أكبر ولد أبيه، قتل معه يوم الجمل، و كان عابدا نبيلا.
9- رواه المزي في تهذيب الكمال 476/18 طبعة دار الفكر.

أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي، نا عبيد اللّه بن موسى، نا عيسى بن عبد الرّحمن قال: رأيت على موسى بن طلحة برنس جزّ (1).

قال: و ناجدي، نا يحيى بن عبد الحميد، نا طعمة بن عمرو الجعفري قال: رأيت موسى بن طلحة يتوضأ من المطهرة التي تكون للصبيان في الكتّاب.

قال: و نا جدي، قال: و قد اختلف في وفاة موسى بن طلحة، فبلغني عن الواقدي أنه قال: هلك في سنة ثلاث و مائة، و صلّى عليه الصقر بن عبد اللّه المزني (2)،و كان عاملا لعمر ابن هبيرة على الكوفة، و أن موسى بن طلحة كان انتقل إلى الكوفة و سكنها.

أخبرنا أبو بكر محمّد (3) بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (4)،نا ابن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (5)،نا الهيثم، أخبرني ابن عيّاش:

أنه تحوّل إلى الكوفة و هلك بها سنة ثلاث و مائة، و صلّى عليه الصقر بن عبد اللّه المزني (6)، و كان عاملا لعمر بن هبيرة.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن الماوردي، أنا محمّد بن علي السيرافي، أنا أحمد ابن إسحاق النهاوندي، أنا أحمد بن عمران الأشناني، نا موسى بن زكريا التستري، نا خليفة ابن خيّاط (7)،قال: و حدّثني حاتم بن مسلم، عن عثمان بن موهب قال: مات الشعبي و موسى بن طلحة بن عبيد اللّه (8)،و أبو بردة بن أبي موسى في جمعة آخر سنة ثلاث و مائة، أو في أول سنة أربع و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا علي بن أحمد بن محمّد، أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد، أخبرني أبي،

ص: 434


1- حلية الأولياء 371/4 و سير أعلام النبلاء 366/4.
2- الأصل و د، و «ز»، و م:«المري» و التصويب عن تهذيب الكمال 477/18 و جاء فيه: عبد اللّه بن الصقر المزني. و المثبت يوافق ما جاء في طبقات ابن سعد 163/5.
3- كتبت فوق الكلام بالأصل.
4- تحرفت بالأصل و د، و «ز»، و م إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
5- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
6- تحرفت بالأصل و م و «ز»، و د إلى: المري.
7- رواه خليفة بن خيّاط ص 330 (ت. العمري) و رواه المزي في تهذيب الكمال 477/18 نقلا عن خليفة بن خيّاط.
8- تحرفت بالأصل، و م، و د، و «ز» هنا إلى: عبد اللّه، و التصويب عن تاريخ خليفة.

حدّثني أبو عبيد قال: سنة ثلاث و مائة فيها مات موسى بن طلحة بالكوفة، و يقال: مات سنة أربع (1).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب.

ح و أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن بن المفرج، أنا أبو الفرج الأسفرايني، و أبو نصر الطريثيثي قالا: أنا أبو الفضل السعدي، أنا منير بن أحمد، أنا جعفر بن أحمد، أنا أحمد بن الهيثم قال: قال أبو نعيم.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو خازم (3)محمّد بن الحسين بن الفراء، أنا يوسف بن عمر القوّاس، نا محمّد بن مخلد، نا عباس بن محمّد الدوري.

ح و أنبأنا أبو سعد محمّد بن محمّد، و أبو علي الحسن بن أحمد، و أبو القاسم غانم ابن محمّد.

ثم أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد الحلواني، أنا أبو علي الحدّاد، قالوا: أنا أبو نعيم الحافظ، نا أبو بكر أحمد بن جعفر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، قالا:

نا أبو نعيم.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد بن عبد الملك، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا: أنا أحمد ابن علي بن خلف، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أنا أبو عبد اللّه الصفّار، أنا أبو إسماعيل محمّد ابن إسماعيل السلمي قال: سمعت أبا نعيم.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العباس، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا البخاري قال: قال أبو نعيم: و مات الشعبي عامر بن شراحيل،

ص: 435


1- تهذيب الكمال 477/18 طبعة دار الفكر.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 294/1.
3- تحرفت بالأصل و م إلى:«حازم» و التصويب عن د، و «ز».

و موسى بن طلحة، و أبو بردة (1) سنة أربع و مائة.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي قال: و سمعت أبا نعيم الفضل بن دكين يقول: مات موسى بن طلحة سنة أربع و مائة.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا عثمان بن محمّد بن عبد اللّه، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه فيما بلغه قال: مات موسى بن طلحة سنة أربع و مائة (2).

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء محمّد بن علي، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي.

ح قال: و أنا ابن خيرون، أنا الحسن بن الحسين بن العبّاس، نا جدي لأمي إسحاق بن محمّد، أنا عبد اللّه بن إسحاق، نا قعنب بن محرّر قال: و مات موسى بن طلحة بالكوفة، و الشعبي سنة أربع و مائة (3).

7728 - موسى بن عامر بن عمارة بن خريم الناعم بن عمرو بن الحارث

7728 - موسى بن عامر بن عمارة بن خريم (4) الناعم بن عمرو بن الحارث

ابن خارجة بن سنان بن أبي حارثة بن مرّة بن نشبة بن غيظ بن مرّة بن عوف

ابن سعد بن ذبيان بن بغيص بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان

أبو عامر بن أبي الهيذام (5) المرّي الخريمي (6)(7)

روى عن الوليد بن مسلم، و سفيان بن عيينة - و سمع منه لما حج في سنة خمس و تسعين و مائة - و صدقة بن عبد اللّه، و عمر بن عبد الواحد، و إبراهيم بن عبد الحميد بن ذي حماية، و عيسى بن خالد اليمامي، و عبد العزيز بن الوليد بن سليمان بن أبي السائب عبيد،

ص: 436


1- يعني أبا بردة بن أبي موسى الأشعري، ترجمته في تهذيب التهذيب 8/12 (مصورة النسخة الهندية).
2- تهذيب الكمال 477/18 طبعة دار الفكر.
3- تهذيب الكمال 477/18.
4- تحرفت بالأصل إلى: خزيم. بالزاي، و خريم بالتصغير.
5- الهيذام: بفتح الهاء و سكون التحتانية ثم معجمة، كما في تقريب التهذيب الترجمة (رقم 7261) ط دار الفكر.
6- تحرفت بالأصل و م إلى: الخزيمي، بالزاي.
7- ترجمته في تهذيب الكمال 477/18 و تهذيب التهذيب 568/5 و ميزان الاعتدال 209/4.

و أبي ضمرة (1) أنس بن عياض، و عراك بن خالد بن يزيد.

روى عنه: أبو داود في سننه، و ابنه أبو بكر بن أبي داود، و أبو الحسن بن جوصا، و أبو الدحداح، و القاسم بن عيسى العصار (2)،و محمّد بن صالح بن عبد الرّحمن بن أبي عصمة، و محمّد بن جعفر بن محمّد بن هشام بن ملاّس، و أبو عبد الرّحمن محمّد بن العبّاس بن الوليد بن الدرفس، و إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عبد الملك بن مروان، و محمّد بن الفيض الغسّاني، و عبد اللّه بن الحسين بن محمّد بن جمعة، و أبو الحارث أحمد بن سعيد، و عبد الصّمد بن عبد اللّه بن عبد الصّمد، و إسماعيل بن محمّد بن قيراط، و عيسى بن أبي عيسى بن خذابنده، و إبراهيم بن دحيم، و محمّد بن أحمد بن راشد الأصبهاني، و محمّد بن علي بن خلف الصيدلاني، و أبو الجهم بن طلاّب.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو القاسم علي بن الفضل بن طاهر، أنا أبو الحسين عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي، نا أحمد بن عمير بن يوسف، نا أبو عامر موسى بن عامر بن عمارة بن خزيمة (3)،حدّثني الوليد بن مسلم، حدّثني سعيد بن عبد العزيز و غيره من شيوخ أهل دمشق عن ابن شهاب الزهري، عن عروة بن الزبير، عن أسامة بن زيد أخبره.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ركب يوما حمارا بإكاف، عليه قطيفة فدكيّة (4)،ردفه أسامة بن زيد يعود سعد بن عبادة في بني الحارث بن الخزرج، و ذلك قبل وقعة بدر، فمرّ بمجلس فيه عبد اللّه بن أبيّ بن سلول قبل إسلامه، و في المجلس أخلاط من الناس و المشركين من اليهود و عبدة الأوثان، فلمّا غشيهم غشيت المجلس عجاجة الدابة خمّر ابن أبيّ أنفه بردائه، ثم قال:

لا تغبّر علينا، فسلم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثم وقف فدعاهم إلى اللّه، و قرأ عليهم القرآن، فقال ابن أبيّ: أيها المرء، إنه، لا أحسن مما تقول، فلا تؤذنا في مجالسنا، و ارجع إلى رحلك، يعني فمن جاءك فاقصص عليه، فقال عبد اللّه بن رواحة بلى: يا رسول اللّه، اغشنا في مجالسنا، فإنّا نحب ذلك، فاستبّ المسلمون و المشركون و اليهود حتى كادوا يقتتلون، فخفّضهم (5)

ص: 437


1- تحرفت بالأصل إلى: حمزة، و المثبت عن د، و «ز»، و م، و تهذيب الكمال.
2- مكانها بالأصل:«عن» و المثبت عن د، و «ز»، و م، و في تهذيب الكمال:«العطار» بدلا من «العصار» راجع ترجمته في تهذيب الكمال 173/15 طبعة دار الفكر، و فيها «العصار».
3- كذا بالأصل و م، و د، و تقرأ في «ز»: «خريمة» و «خريم» و قد تقدم «خريم» و هو الصواب.
4- نسبة إلى فدك، بالتحريك، و هي قرية بالحجاز بينها و بين المدينة يومان، كما في معجم البلدان.
5- يعني هون عليهم الأمر، محاولا تسكينهم و تهدئتهم (راجع النهاية لابن الأثير: خفص).

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى يسكنوا، و سار حتى دخل على سعد، فقال:«أي سعد، أ لم تسمع ما قال أبو الحباب»، و أخبره بما كان، فقال سعد: يا رسول اللّه اعف عنه و اصفح، فو الذي أنزل عليك الكتاب لقد جاءك اللّه بالحق الذي أنزله عليك، و قد اصطلح أهل هذه البحيرة (1) على أن يتوّجوه (2) و يعصّبوه بالعصابة، فردّ اللّه ذلك بالحقّ الذي أنزله عليك[12505].

[قال ابن عساكر:] (3) غريب من حديث سعيد عن الزهري، لم يروه عنه إلاّ الوليد.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو الدحداح، نا أبو عامر، نا سفيان بن عيينة قال: سمعت عمرو بن دينار يقول: سمعت سعيد ابن جبير يقول: سمعت عبد اللّه بن عمر يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول للمتلاعنين:

«حسابكما على اللّه أحدكما كاذب لا سبيل لك عليها» قال الرجل: يا رسول اللّه مالي مالي، قال:«لا مال لك، إن كنت صدقت عليها فهو بما استحللت من فرجها، و إن كنت كذبت عليها فذاك آيس»[12506].

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عامر موسى بن عامر الدمشقي.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني قال: خريم الناعم من ولده: موسى بن عامر بن عمارة بن خريم الناعم، دمشقي، يروي عن الوليد بن مسلم و غيره، و روي أن الحجاج قال لخريم الناعم: ما العيش؟ قال: الأمن، إنّي رأيت الخائف لا ينتفع بعيش أبدا.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (4):أما خريم بخاء معجمة مضمومة، ثم راء مفتوحة: موسى بن عامر بن عمارة بن خريم [الناعم] (5).

ص: 438


1- البحيرة، جاء في تاج العروس (بحر) طبعة دار الفكر: و البحرة اسم مدينة النبي صلى اللّه عليه و سلم كالبحيرة مصغرا، و البحيرة كسفينة ثم ذكر حديث عبد اللّه بن أبي.
2- الأصل: يتوجونه، و المثبت عن د، و «ز»، و م. و يتوجوه يعني يملكوه (تاج العروس: بحر).
3- زيادة منا.
4- الاكمال لابن ماكولا 132/3 و 133.
5- زيادة عن الاكمال.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو القاسم تمّام بن محمّد - إجازة - أنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد بن جعفر الكندي، نا أبو زرعة، حدّثني محمود بن سميع قال: قال أحمد بن أبي الحواري و نظر إلى أبي عامر المرّي فقال: كان أبو عامر أحد من يكرم الوليد بن مسلم.

ذكر أبو الفضل المقدسي أن أبا حاتم بن حبّان ذكره في الثقات (1) و قال: ربما يغرب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي قال (2):سمعت عبدان يقول: سمعت أبا داود السجستاني يقول: حديث ابن أبي الهيذام عن الوليد، عن الأوزاعي يشبه حديث هقل، و كان أبو داود لا يحدّث عنه.

قال ابن عدي (3):موسى بن عامر يعرف بابن أبي الهيذام، دمشقي، يكنى أبا عامر، و لموسى هذا غير حديث مما يعزّ وجوده عن الوليد، و عن غيره، و يروي إفرادات، و كان يروي عن الوليد ما كان يروي المتقدمون عن الوليد، و كانوا يجعلونه من لم يلحق هشاما و دحيما عوضا منهما، و كان عنده بعض أصناف الوليد (4)،و قد روى عنه أبو داود في سننه حديثا أو حديثين.

[قال ابن عساكر:] (5) و ليس بعجب أن يروي أبو عامر عن الوليد ما رواه عنه المتقدمون.

فقد أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، نا محمّد بن سليمان، قال: قال لنا أبو الحسن محمّد بن الفيض:

كان أبو الهيذام عامر بن عامر بن خريم المرّي قد ضبط دمشق أيام الفتن، فوجّه إلى الوليد بن مسلم ليحدّث أبا عامر ابنه، و كان الوليد يركب إليه فيحدّثه، فكان عند أبي عامر من

ص: 439


1- تهذيب الكمال 478/18 طبعة دار الفكر.
2- رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 350/6 و رواه المزي في تهذيب الكمال 478/18 طبعة دار الفكر.
3- المصدر السابق.
4- إلى هنا تنتهي عبارة الكامل في ضعفاء الرجال.
5- زيادة منا، و الجملة التالية، من تعقيب المصنف، فهي ليست في الكامل لابن عدي، و عبارة تهذيب الكمال، تنتهي عند: حديثين.

كتب الوليد ما لم يكن عند الشيخين بدمشق: هشام و دحيم، فلمّا مات هشام و دحيم أقبل إليه أصحاب الحديث، فقالوا له: يا أبا عامر، حدّثنا فإن عندك شيئا لا نصيبه عند غيرك، فجلس لهم أبو عامر في غرب (1) المسجد في العامود الرابع مما يلي الغرب في الاسطوان الشامي، فجلس لهم على كرسي، فامتلأ الرواق، و أنا معهم - فحدّثهم أول يوم، و الثاني، و الثالث، فلمّا كان في اليوم الرابع و أنا حاضر مجلسه، فقام إليه رجل يكنى أبا المطيع، خراساني من أصحاب الحديث، يسكن (2) في بيوت باب البريد التي فيها البزارين الساعة، فقال له: يا أبا عامر، إن الناس يحبون أن يسمعوا ما تقول في التفضيل؟ فقال: أبو بكر، قال: ثم من؟ قال:

ثم عمر (3)،قال: ثم من؟ قال: ثم عثمان، قال له أبو المطيع: جزاك اللّه خيرا، فهذه السنّة، و على هذا مضى السلف، فوضع أبو عامر سبابته في شدقه الأيسر و فقع تفقيعة عظيمة سمع صوتها ثم قال: أوه! ما لعلي بن أبي طالب؟ و حقّ رسول اللّه لعليّ بن أبي طالب خير من هؤلاء كلّهم، فضحك الناس، فقال لهم أبو المطيع: ما أراد الشيخ إلاّ خيرا، ما أراد الشيخ إلاّ خيرا، و أدخل أبو (4) الحسن سبابته في شدقه الأيسر و فقع تفقيعة عظيمة، و قال: هكذا فقع أبو عامر.

قال أبو الحسن: أدركت من شيوخنا من شيوخ دمشق ممن يربّع بعلي بن أبي طالب، فذكر جماعة ثم قال: و أبو عامر موسى بن عامر و بقيتهم لم يكونوا يربّعون.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: سمعت أبا الدحداح و أبا العباس بن ملاّس، و أبا محمّد بن جمعة يقولون فيها - يعني - سنة خمس و خمسين و مائتين مات أبو عامر موسى بن عامر.

قرأت على أبي محمّد أيضا، عن عبد الدائم بن الحسن، عن عبد الوهّاب الكلابي، أنا إبراهيم بن مروان، قال: توفي أبو عامر بن خريم في ذي الحجّة من سنة خمس و خمسين و مائتين، و هكذا قال عمرو بن دحيم، و قال: في النصف من ذي الحجّة (5).

ص: 440


1- الأصل و م و د: عرف، و المثبت عن «ز».
2- الأصل: سكن، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
3- قوله:«قال: ثم من؟ قال: ثم عمر» مكرر بالأصل، و م.
4- تحرفت بالأصل إلى: أبا.
5- تهذيب الكمال 478/18 طبعة دار الفكر، و تهذيب التهذيب 568/5.

7729 - موسى بن العبّاس بن محمّد أبو عمران الجويني النيسابوري

7729 - موسى بن العبّاس بن محمّد أبو عمران الجويني (1) النيسابوري (2)

رحّال (3)،سمع بدمشق: أبا بكر محمّد بن عبد الرّحمن بن الأشعث، و أبا (4) زرعة النصريّ (5)،و عبد الحميد [بن] (6) محمود، و عباس بن الوليد، و بمصر: سليمان بن شعيب (7)،و محمّد بن عزير (8)،و يزيد بن سنان البصري، و إبراهيم بن محمّد البرلسي، و يونس بن عبد الأعلى، و بحر بن نصر، و علاّن بن المغيرة، و الربيع، و ابن عبد الحكم، و بالكوفة: أحمد بن حازم، و أحمد بن عبد الحميد، و محمّد بن الحسين بن أبي الحسن، و أبا عبيدة السري بن يحيى، و أحمد بن يحيى الصوفي، و حميد بن عبّاس (9) بالرملة، و محمّد بن عوف، و سليمان بن عبد الحميد، و عمران بن بكار، و سليمان بن سيف، و إسحاق بن سيّار، و محمّد بن يحيى بن كثير، و هلال بن العلاء، و علي بن حرب، و عبد اللّه بن أيوب المخرمي، و علي بن سهل بن المغيرة، و أحمد بن منصور الرمادي، و بمكة: محمّد بن إسماعيل بن سالم، و أبا يحيى بن أبي مسرّة و محمّد بن مسلم بن وارة، و أبا زرعة، و أبا حاتم، و أبا معين بن الحسين الرازيين، و محمّد بن إسحاق الصفاني، و عيسى بن دلويه، و أبا شيبة بن أبي بكر بن أبي شيبة، و أبا إسماعيل الترمذي، و أبا الأزهر، و عبد اللّه بن هاشم، و أحمد بن يوسف، و محمّد (10) بن يحيى.

روى عنه: الحسن بن سفيان، و هو أكبر منه، و أبو محمّد المخلدي، و أبو بكر أحمد ابن إسحاق، و أبو بكر الإسماعيلي، و أبو علي الحافظ، و أبو بكر أحمد بن علي، و أبو محمّد ابن سعد، و أبو أحمد الحاكم، و أبو الحسين بن يعقوب الحجاجي الحفاظ، و أبو سعيد أحمد ابن محمّد بن إبراهيم الجوري الفقيه، و الإمام أبو سهل محمّد بن سليمان بن محمّد

ص: 441


1- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى: جوين ناحية كثيرة مشتملة على قرى مجتمعة يقال لها كويان، متصلة بحدود بيهق.(و انظر أيضا معجم البلدان).
2- ترجمته في الأنساب (الجويني)، و معجم البلدان (جوين) و تذكرة الحفاظ 818/3 و سير أعلام النبلاء 235/15.
3- ترجمته بالأصل و م إلى: رجال، و المثبت عن د، و م، و في معجم البلدان: أحد الرحالين.
4- تحرفت بالأصل إلى: أبو.
5- تحرفت في معجم البلدان إلى: البصري.
6- سقطت من الأصل، و استدركت عن د، و «ز»، و م.
7- في معجم البلدان: أشعث.
8- بدون إعجام في «ز»، و د، و في معجم البلدان: عزيز.
9- في معجم البلدان: حميد بن عامر.
10- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.

الصعلوكي، و علي بن إبراهيم المستملي، و أبو أحمد الحسين بن علي بن محمّد التميمي، و أبو منصور الحسن بن أحمد بن الحسن المعادي المزكي، و أبو الفضل محمّد بن إبراهيم بن الفضل الهاشمي، و أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكّي.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن الحسن بن محمّد.

ح و أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، و أم المجتبى بنت ناصر قالتا: أنا سعيد بن أحمد بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد الحسن بن أحمد، أنا أبو عمران موسى بن العبّاس الجويني، نا محمّد بن الأشعث - بدمشق - نا محمّد بن بكّار، عن محمّد بن راشد، عن داود ابن الأسود، و سفيان الثوري، عن هشام بن عروة، عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان إذا صلّى قائما في التطوع فشقّ عليه القيام، ركع ثم سجد سجدتين، ثم قعد فقرأ ما بدا له و هو قاعد، فإذا أراد أن يركع قام فقرأ بعض ما يريد أن يقرأ، ثم يركع و يسجد[12507].

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو عمران موسى بن العبّاس الجويني النيسابوري، سمع أبا موسى يونس بن عبد الأعلى الصّدفي، و عبد الحميد بن المستام الحراني.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: موسى بن العبّاس بن محمّد النيسابوري أبو عمران الجويني، و كان يسكن قرية أزاذوار (1)،و هي قصبة جوين، و هو من أعيان الرحالة في طلب الحديث، و كان صحب أبا زكريا الأعرج بالشام و بمصر، و كتب بانتخابه، و هو حسن الحديث بمرة، و صنّف على كتاب مسلم بن الحجّاج (2).

أخبرنا أبو السعود بن المجلي (3)،أنا أبو بكر بن الخطيب قال: موسى بن العبّاس أبو عمران الجويني، حدّث عن جماعة كثيرة من الخراسانيين و غيرهم، روى عنه علي بن إبراهيم المستملي، و أبو أحمد النيسابوري المعروف بحسنك.

قرأت على أبي القاسم الشحامي، عن أحمد بن الحسين، أنا محمّد بن عبد اللّه، قال:

ص: 442


1- بدون إعجام بالأصل، و في م و د، و «ز»: «أزادوار» و المثبت عن معجم البلدان.
2- رواه ياقوت في معجم البلدان (جوين) و تذكرة الحفاظ 818/3 و سير أعلام النبلاء 235/15.
3- بدون إعجام بالأصل و م، و د، و «ز».

سمعت أبا محمّد يقول: توفي موسى بن العبّاس بجوين في سنة ثلاث و عشرين و ثلاثمائة.

7730 - موسى بن عبد اللّه بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد

المطّلب بن هاشم بن عبد مناف أبو الحسن الحسني المدني (1)

حدّث عن أبيه.

روى عنه: عبد العزيز الدراوردي، و إبراهيم بن عبد اللّه بن حاتم الهروي، و عيسى بن عبد اللّه العلوي، و سلمة بن بشر، و ابنه عبد اللّه بن موسى، و أبو صيفي الدمشقي، و مروان ابن محمّد الطاطري.

و كان قد وجهه أخوه محمّد بن عبد اللّه (2) حين ظهر بالمدينة و بويع له بالخلافة إلى الشام ليدعو إلى طاعته، فوصل إلى دومة الجندل من عمل دمشق، و قيل إلى تيماء، ثم رجع عن طريقه و مضى إلى البصرة، فاختفى بها حتى أخذ و حمل إلى المنصور، و قيل إنه دخل الشام و دعاهم إلى بيعة أخيه، فلم يجيبوه، فاختفى ثم رجع.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (3)،أنا أبو سعيد الحسن بن محمّد بن عبد اللّه بن حسنويه الكاتب بأصبهان، نا القاضي أبو بكر محمّد بن عمر بن سالم (4) الحافظ، حدّثني أحمد بن إبراهيم بن قيس، نا محمّد بن أحمد بن الحسن القطواني (5)،نا عبد اللّه بن موسى بن عبد اللّه، حدّثني أبي عن أبيه عبد اللّه بن حسن (6)،عن أبيه عن جده عن علي قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«كلّ صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج»[12508].

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهّاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمّد بن جرير قال (7):قال أبو زيد عمر بن شبة: حدّثني عيسى بن عبد اللّه، حدّثني موسى بن عبد اللّه

ص: 443


1- ترجمته في تاريخ بغداد 23/13 و ميزان الاعتدال 211/4 و الجرح و التعديل 150/8.
2- راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 210/6.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 25/13.
4- كذا بالأصل و «ز»، و م، و د، و في تاريخ بغداد: سلم.
5- الأصل: القطراني، و المثبت عن «ز»، و د، و م، و تاريخ بغداد.
6- تحرفت بالأصل و د، و «ز» إلى: حسين، و التصويب عن م، و تاريخ بغداد.
7- رواه أبو جعفر الطبري في تاريخه 572/7 في حوادث سنة 145.

ببغداد و رزام معنا قال: بعثني محمّد و رزاما في رجال معنا إلى الشام، لندعو له، فإنا لبدومة الجندل، إذ أصابنا حرّ شديد، فنزلنا عن رواحلنا نغتسل في غدير فاستلّ رزام سيفه، ثم وقف على رأسي، فقال: يا موسى، أ رأيت لو ضربت عنقك، ثم ذهبت برأسك إلى أبي جعفر؛ أ يكون أحد عنده في منزلتي؟ قال: قلت: لا تدع هزلك يا أبا قيس (1)،شم سيفك غفر اللّه لك، قال: فشام سيفه، و ركبنا، قال عيسى: فرجع موسى قبل أن يصل إلى الشام فأتى البصرة هو و عثمان بن محمّد، فدلّ عليهما، فأخذا.

قال عمر (2):و حدّثني موسى بن عبد اللّه، حدّثني أبي، عن أبيه قال: لما وجهني رياح (3)-يعني: إلى المنصور - بلغ محمّدا، فخرج من ليلته، و قد كان رياح تقدم إلى الأجناد الذين معي، أن طلع عليهم من ناحية المدينة رجل أن يضربوا عنقي، فلما أتى محمّد برياح قال: أين موسى؟ قال: لا سبيل إليه، و اللّه لقد حدرته إلى العراق. قال: فأرسل في أثره فردّه. قال: قد عهدت إلى الجند الذين معه إن رأوا أحدا مقبلا من المدينة أن يقتلوه، قال:

فقال محمّد لأصحابه: من لي بموسى؟ قال ابن خضير (4):أنا لك به، قال: فانظر رجالا، قال: فانتخب رجالا ثم أقبل، فو اللّه ما راعنا إلاّ و هو بين أيدينا، كأنما أقبل من العراق، فلمّا نظر إليه [الجند] (5) قالوا: أرسل (6) أمير المؤمنين، فلما خالطونا شهروا السلاح، فأخذني القائد و أصحابه، فأناخ بي و أطلقني من وثاقي، و شخص بي حتى أقدمني على محمّد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد قال: في الطبقة الخامسة من أهل المدينة (7):موسى بن عبد اللّه بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب، و أمه هند بنت أبي عبيدة بن عبد اللّه بن زمعة بن الأسود بن المطّلب بن أسد بن عبد العزّى بن قصي.

ص: 444


1- تقرأ بالأصل:«قبيس» و المثبت عن د، و «ز»، و م، و الطبري.
2- رواه الطبري في تاريخه 558/6 حوادث سنة 145.
3- الأصل: رباح، تصحيف، و الصواب ما أثبت:«رياح» عن د، و «ز»، و م، و الطبري، و هو رياح بن عثمان المري والي المدينة من قبل المنصور. و قد صوبناها في كل مواضع الخبر.
4- الأصل و د، و «ز»، و م: ابن حصين، و المثبت عن الطبري.
5- سقطت من الأصل، و م، و د، و «ز»، و استدركت عن الطبري.
6- الأصل:«أرسل» و المثبت عن د، و «ز»، و م، و الطبري.
7- ترجمته ضمن القسم الضائع من تراجم أهل المدينة، من طبقات ابن سعد.

أخبرنا أبو الحسين ابن القاضي أبي يعلى، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا:

أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزّبير قال (1):

و موسى بن عبد اللّه اختفى بالبصرة، فأخذه أمير المؤمنين المنصور، و عفا عنه بعد أن ضربه سبعين سوطا، و كان موسى آدم، و له تقول أمّه هند بنت أبي عبيدة:

إنّك إن تكون جونا أنزعا

أجدر أن تضرّهم و تنفعا

و تسلك العيس طريقا مهيعا

فردا من الأصحاب أو متّسعا

و حملت به أمّه و هي بنت ستين سنة، يقال: لا تحمل لستين سنة إلاّ قرشية، و لا تحمل لخمسين سنة إلاّ عربية.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه الأصبهانيان، قالا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد قال (2):موسى بن عبد اللّه بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب، روى عن أبيه، روى عنه إبراهيم بن عبد اللّه بن حاتم الهروي.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (3):موسى بن عبد اللّه بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، أبو الحسن الهاشمي، من أهل مدينة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و هو أخو محمّد، و إبراهيم ابني عبد اللّه، ظفر به أبو جعفر المنصور بعد قتل أخويه، فعفا عنه، و سكن بغداد، و قد روى عن أخيه شيئا كثيرا (4)،حدّث عنه عبد العزيز بن محمّد الدراوردي و غيره.

أنبأنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي، و أبو محمّد بن صابر، قالا: أنا عبد اللّه بن عبد الرّزّاق الكلاعي، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد اللخمي، نا محمّد بن المغلّس بن

ص: 445


1- نسب قريش للمصعب ص 53.
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 150/8.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 25/13.
4- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م، و في تاريخ بغداد: يسيرا.

جعفر، نا الحسن بن رشيق، نا يموت بن المزرع، نا أبو زيد عمر بن شبّة، حدّثني محمّد بن حكيم قال:

ولدت هند بنت أبي عبيدة بن عبد اللّه بن زمعة موسى بن عبد اللّه بن حسن بن حسن ابن علي بن أبي طالب و لها ستون سنة، و لا نعلم امرأة ولدت لستين سنة إلا قرشية، و موسى فهو الذي يقول (1):

تولّت بهجة الدنيا *** فكلّ جديدها خلق

و خان الناس كلّهم *** فما أدري بمن أثق

رأيت معالم الخيرا *** ت سدّت دونها الطّرق

فلا حسب و لا نسب *** و لا دين و لا خلق

فلست مصدّق الأقوا *** م في قول و إن صدقوا

قال: و كان المنصور حبسه ثم أطلق قبل خروج أخويه محمّد و إبراهيم، فخرج معهما، ثم استتر بعد قتلهما بالبصرة، فظفر به المنصور بعد قتلهما، فضربه ألف سوط، فلم ينطق فقال: عجبت من صبر هؤلاء على عقوبة السلطان، فما بال هذا الفتى الذي لم تره عين الشمس، و سمع موسى قوله فقال:

إنّي من القوم الذين يزيدهم *** جلدا و صبرا قسوة السلطان

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّاء، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: أنا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى يقول: موسى بن عبد اللّه بن حسن قد رأيته، و هو ثقة.

أخبرنا أبو الحسن المالكي، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (2)،أنا محمّد بن عبد الواحد، أنا محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن سعيد بن مرابا، نا عباس (3) بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: موسى بن عبد اللّه بن حسن، قد رأيته و هو ثقة.

قال (4):و أنا أبو نعيم الحافظ، نا إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكّي، أنا محمّد بن

ص: 446


1- الأبيات الأربعة الأولى في معجم الشعراء للمرزباني ص 378 منسوبة لموسى بن عبد اللّه.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 27/13.
3- تحرفت بالأصل إلى: عياش.
4- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 27/13.

إسحاق السرّاج، حدّثني العباس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: رأيت موسى ابن عبد اللّه بن حسن، و هو ثقة.

قال: و أنا أبو سعيد الحسن بن محمّد بن عبد اللّه بن حسنويه الأصبهاني، نا محمّد بن عمر بن سالم (1)،حدّثني محمّد بن علي بن حسين (2) بن عمّار، قال: وجدت في كتاب جدي حسين قال يحيى بن معين: موسى بن عبد اللّه ثقة، مأمون، كان أخا يحيى بن عبد اللّه، لا بأس به، دخلت على موسى هاهنا ببغداد - و تشفّع إليه رجل - فقال: قد منعت من الحديث، و لو لا ذلك لحدّثتك، فلم نسمع منه شيئا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر الشامي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف ابن أحمد، أنا أبو جعفر العقيلي (3)،حدّثني آدم بن موسى قال: سمعت البخاري قال: موسى ابن عبد اللّه (4) بن حسن عن أبيه قلت لسالم في أدبار النساء، فقال: كذب العبد - يعني: نافعا - أو أخطأ.

قال البخاري: فيه نظر.

أخبرنا أبو الحسن المالكي، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (5)،أنا الحسن بن أبي بكر، أنا الحسن بن محمّد بن يحيى العلوي، حدّثني جدي أبو الحسين يحيى ابن الحسن بن جعفر بن عبيد اللّه بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.

و أخبرنا أبو الحسين (6) بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر المعدّل، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزّبير قال: و موسى بن عبد اللّه اختفى بالبصرة، فأخذه - زاد الزبير: أمير المؤمنين و قالا:- المنصور و عفا عنه، و كان يقول شيئا من الشعر، كتب من العراق إلى زوجته أم سلمة بنت (7) محمّد بن طلحة بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبي بكر الصّدّيق أم ابنه عبد اللّه بن موسى يستدعيها إلى الخروج إليه -

ص: 447


1- في تاريخ بغداد: سلم.
2- الأصل: حسن و غير مقروءة في «ز»، و م، و المثبت عن د، و تاريخ بغداد. و سترد صوابا في جميع النسخ.
3- رواه أبو جعفر العقيلي في الضعفاء الكبير 159/4.
4- قوله:«بن عبد اللّه» مكرر بالأصل.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 25/13-26.
6- في م: الحسن.
7- سقطت من م.

زاد الطوسي: إلى العراق - فلم تفعل، فكتب إليها (1):

لا تتركيني بالعراق فإنها *** بلاد بها أسّ الخيانة و الغدر

فإنّي زعيم أن أجيء بضرّة *** مقابلة الأجداد طيّبة النشر

إذا انتسبت من آل شيبان في الذرى *** و مرّة لم تحفل بفضل أبي بكر

أخبرنا أبو الحسن، نا - و أبو منصور، أنا - الخطيب (2)،أنا أبو الحسين محمّد بن عبد الواحد بن علي البزار (3)،أنا عمر بن محمّد بن سيف (4) الكاتب، نا محمّد بن العبّاس اليزيدي، نا الزبير بن بكّار، حدّثني محمّد بن إسماعيل الجعفري قال: كتب موسى بن عبد اللّه إلى زوجته أم ابنه عبد اللّه بن موسى - و هي أم سلمة بنت محمّد بن طلحة بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبي بكر-.

ح و أخبرنا أبو الحسين (5) بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار قال:

و حدّثني محمّد بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن القاسم بن محمّد بن أبي بكر، و محمّد بن إسماعيل بن جعفر بن إبراهيم الجعفري، و أمّه زينب بنت موسى بن عبد اللّه بن حسن أن موسى بن عبد اللّه بن حسن قال لزوجته أم سلمة بنت محمّد بن طلحة:

إنّي زعيم أن أجيء بضرّة *** فراسية فراسة للضرائر

تكرم مولاها و ترضي حليلها *** و تقطع من أقصى أصول الحناجر

و في رواية الخطيب: مناط الحناجر (6).

فأجابه الربيع بن سليمان مولى محمّد و إبراهيم ابني عبد اللّه بن حسن بن حسن فقال:- و في رواية الخطيب: فقال له مولى إبراهيم بن عبد اللّه بن حسن:

ابنة أبي بكر تكيد بضرّة *** لعمري لقد حاولت إحدى الكبائر

ص: 448


1- الخبر و الأبيات في تاريخ بغداد 26/13.
2- الخبر في تاريخ بغداد 26/13.
3- كذا بالأصل و م، و في د، و «ز»: «البزاز» و في تاريخ بغداد أيضا: البزاز.
4- الأصل: يوسف، و المثبت عن د، و «ز»، و م، و تاريخ بغداد.
5- تحرفت بالأصل و «ز»، و م إلى: الحسن، و التصويب عن د.
6- بالأصل هنا و فيما تقدم: الخناجر.

تغط غطيط البكر شد خناقه *** و أنت مقيم بين ضوجى عباثر

عباثر: مال كان لموسى بن عبد اللّه، و في رواية الخطيب: عباثر موضع، و ضوجاه ناحيتاه (1).

آخر (2) الجزء السابع و الثمانين بعد الأربعمائة من الأصل، و هو آخر الجزء الثاني و التسعين بعد الستمائة من تجزئة القاسم.

أخبرنا أبو الحسين (3) محمّد بن محمّد بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار قال: و قال موسى بن عبد اللّه بن حسن و هو بالعراق يتطرب إلى أوطانه (4):

لئن طال ليلي بالعراق لقد مضت *** عليّ ليال بالنظيم قصائر

إذ الحيّ مبداهم معلاّء فاللوى *** فمثعر (5) منهم منزل فالقرافر

و إذ لا يريم البئر بئر سويقه *** فطبنا (6) بها و الحاضر المتجاور

و قال أيضا:

و إنّي لمستسق لفرش فربعه *** و بطن معلاّ و... (7) دام فراهما

و قال موسى بن عبد اللّه بن حسن في عينه التي اعتمد بيتين، و كان قد عرجها في الوادي ليأخذ بها ساعد الماء:

يا ويحهم من هذه المسبوحة

إذا غدت أطباؤها مفتوحة

و أصبحت وجوههم مقبوحة

و قال موسى بن عبد اللّه بن حسن بن حسن:

لا طالب إلاّ دليم و غيره *** عشية ذي تولا و قد رحل الركب

ص: 449


1- عباثر: نقب منحدر من جبل جهينة يسلك فيه من خرج من إضم يريد ينبع،(معجم البلدان).
2- من قوله: آخر... إلى القاسم سقط من د، و م، و العبارة موجودة في «ز».
3- تحرفت في م إلى: الحسن.
4- الأبيات في معجم البلدان «معلاّ» منسوبة إلى موسى بن عبد اللّه.
5- الأصل: فمعثر، و المثبت عن د، و «ز»، و م، و في معجم البلدان: فثغرة. و مثعر: واد من أودية القبلية و هو ماء لجهينة إلى جنب منتخر (معجم البلدان).
6- معجم البلدان: وطئنا.
7- بياض بالأصل و د، و «ز»، و م.

و جاء طليحا بعد يوم و ليلة *** فجاء و قد أودى بأظفاره النكب

و ليس دليم يوم تولا و منزل *** بأوّل من عنا و من عذب الحب

كبير ضعيف لا يزال تنوبه *** من الورد حمى لا تبوخ و لا تخبو

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، عن أبي الفتح نصر بن إبراهيم بن نصر الزاهد، أنا أبو الحسن السمسار، أنا أبو الحسن محمّد بن يوسف البغدادي، نا الحسن بن رشيق، نا يموت بن المزرّع، حدّثني صاعد الهدادي قال: قال أبي: كنت أصحب موسى بن عبد اللّه بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، و كان قد حبسه المنصور بسبب أخويه:

محمّد و إبراهيم، و كان ينشدني لنفسه (1):

إذا أنا لم أقبل من الدهر كلّما *** تكرّهت منه طال عتبي على الدهر

إلى اللّه كلّ الأمر في الخلق كلهم *** و ليس إلى المخلوق شيء من الأمر

تعوّدت مسّ الضّرّ حتى ألفته *** و أسلمني (2) طول العزاء إلى الصبر

و وسّع صدري (3) للأذى الأنس بالأذى *** و إن كنت أحيانا يضيق به صدري

و صيّرني يأسي من الناس راجيا *** لسرعة لطف اللّه من حيث لا أدري

و قد رويت هذه الأبيات لأبي العتاهية.

أخبرنا بها أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري - قراءة - أنا محمّد بن العباس بن حيوية، أنشدنا أبو بكر بن المرزبان قال: أنشدت لأبي العتاهية، فذكر الأبيات بمعناها.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه - فيما قرأ عليّ إسناده و ناولني إيّاه و قال: اروه عني - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا القاضي (4)،نا أحمد بن محمّد بن أبي العلاء الأضاحي (5) المعروف بحرمي، نا أبو سعيد - يعني - عبد اللّه بن شبيب، حدّثني علي بن طاهر قال: التقى العبّاس بن محمّد و موسى بن عبد اللّه، فقال له العبّاس بن محمّد: يا أبا حسن ما

ص: 450


1- البيت الأول في معجم الشعراء للمرزباني ص 378 منسوبا له. و قد نسبت الأبيات لأبي العتاهية، و هي في ديوانه ص 200 ط صادر - بيروت.
2- الديوان: و أحوجني.
3- الديوان: صبري بالأذى.
4- الخبر رواه المعافى بن زكريا الجريري في الجليس الصالح الكافي 138/4.
5- كذا بالأصل، و د، و «ز»، و م، و في الجليس الصالح: الإيصاحي.

رثيت به أصحابك و الذين قتلوا بفخّ؟ (1)،قال: قد قلت:

بنو عمنا ردّوا فضول دمائنا *** ينم ليلكم أو لا تلمنا اللوائم

قال: فقال العباس: أما و اللّه لا تردّ عليك أبدا، فقال موسى بن عبد اللّه: ذلك إذا كان الأمر إليك فصدقت.

قال القاضي: قوله ينم ليلكم: أي تأمنون بأسنا، و الأخذ بثأرنا، و تنامون في ليلكم (2)آمنين غير خائفين و تستقر بكم مضاجعكم، و العرب تقول: ليل نائم، و سرّ كاتم، يريد ليل منوم فيه، و سرّ مكتوم، كما قال الشاعر (3):

لقد (4) لمتنا يا أم غيلان (5) في السّرى *** و نمت، و ما ليل المطيّ بنائم

و قال (6) آخر:

إنّ الذين قتلتم أمس (7) سيّدهم *** لا تحسبوا ليلهم عن ليلكم ناما

و قال آخر:

حارث قد جلّيت (8) عنّي غمي *** فنام ليلي و تجلّى همّي

يريد أنهم لم يناموا عن وترهم، و أنهم طالبون له متيقظون للسعي (9) في إدراكه، و هذا النحو من مجاز العربية كثير في اللغة، فصيح عند العلماء بها، مطّرد مستمرّ فيها.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، نا - و أبو منصور بن خيرون-، أنا أبو بكر الخطيب (10)،أنا الحسن بن أبي بكر، أنا الحسن بن محمّد بن يحيى العلوي، حدّثني جدي قال: و دخل موسى بن عبد اللّه يوما على الرشيد ثم أخرج من عنده، فعثر بالبساط، فسقط، فضحك الخدم، و ضحك الجند، فلمّا قام التفت إلى هارون فقال: يا أمير المؤمنين إنه ضعف صوم لا ضعف سكر.

ص: 451


1- فخ: واد بمكة.
2- من قوله: أي... إلى هنا ليس في الجليس الصالح.
3- هو جرير، و البيت في ديوانه ص 419 من قصيدة يجيب الفرزدق.
4- الأصل و د، و «ز»: قد، و المثبت عن م، و الديوان، و الجليس الصالح.
5- أم غيلان هي ابنة جرير.
6- من هنا إلى آخر البيت التالي سقط من م.
7- الأصل و م، و د، و «ز»: «ام» و المثبت عن الجليس الصالح.
8- الجليس الصالح: فرجّت.
9- في الجليس الصالح:«منقطعون للسعي» و في م: للشعبي.
10- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 26/13-27.

أنبأنا أبو غالب شجاع بن فارس الذهلي، أنا محمّد بن علي بن الفتح، و علي بن أحمد الملطي، قالا: أنا أحمد بن محمّد بن دوست - زاد محمّد: و محمّد بن عبد اللّه ابن أخي ميمي قالا:- أنا الحسين بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني أبو سعيد المدني (1)،حدّثني عثمان بن عبد الرّحمن القرشي قال: تعرّض رجل لموسى بن عبد اللّه فسبّه، فتمثل موسى ببيتي ابن ميّادة:

أ ظنّت سفاها من سفاهة رأيها *** أن اهجوها لمّا هجتني محارب

فلا و أبيها إنّني بعشيرتي *** و نفسي عن ذاك المقام لراغب

أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر ابن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزّبير قال: و حدّثني بعض القرشيين قال: جرى بين موسى بن عبد اللّه بن حسن و بين محمّد بن إسماعيل المطيعي [قول في براعتهم في أمر بين، فأسرع موسى إلى المطيعي فتحالم المطيعي] (2) عنه ثم التقيا بعد ذلك، فأحدّ موسى النظر إليه، فقال له المطيعي: ما لك يا أبا حسن تحدّ النظر إليّ و تستطيل بالخيلاء علي، أغرّك إحساني إليك و تطول بالعفو عنك، فو اللّه لخير لك أن تريع على طلعك و تقيس قبرك بشرّك، لتعرف حالك من حال غيرك، فقال له موسى: ما رأيتك و لو رأيتك ما عرفتك، فإنك للظالم القوي العي القريب من كل سوء، البعيد من العفو، فأما في القبر و الشبر، فإن قبري من شبري، و شبري من كفّ رحيبة الذراع طويلة الباع يقيمها ما يقعدك، و يخفضها ما يرفعك (3)،و أما في جهل حالي و حالك فما جهلت منهما من شيء، فإنّي عارف بأنّي خير منك أمّا و أبا و نفسا و نسبا، و إن رغم أنفك و تصاغرت إليك نفسك.

7731-[موسى بن عبد اللّه المأمون بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد

7731-[موسى (4) بن عبد اللّه المأمون بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد

اللّه المنصور بن محمد بن علي بن عبد اللّه بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي (5)

قدم دمشق مع جعفر المتوكل سنة أربع و أربعين، فيما قرأته بخط عبد اللّه بن محمد الخطابي.

ص: 452


1- في م: المديني.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك للإيضاح عن د، و «ز»، و م.
3- في د، و «ز»، و م: و يرفعها ما يخفضك.
4- الترجمة التالية سقطت من الأصل، و استدركت بكاملها عن د، و «ز»، و م.
5- لم يذكره ابن حزم في أولاد المأمون.

و ذكر أحمد بن كامل القاضي قال: سنة خمس و أربعين و مائة فيها مات موسى بن المأمون].

7732 - موسى بن عبد الرّحمن بن موسى بن محمّد، و يقال: ابن صالح

أبو عمران الصبّاغ (1)

إمام مسجد جامع بيروت، أحد القرّاء.

قرأ على هارون بن موسى الأخفش (2).

و سمع بدمشق: أبا عمرو يزيد بن أحمد السلمي، و أبا زرعة النصري، و حدّث عنهم و عن عثمان بن خرّزاذ، و أحمد بن عبد الوهّاب بن نجدة الحوطي، و أبي بكر الحسين بن السميدع الأنطاكي، و الحسن بن جرير الصوري، و أحمد بن العباس بن الوليد بن مزيد، و أبي مسلم إبراهيم بن عبد اللّه الكجي - بمكة - و أحمد بن علي بن سعيد القاضي، و الفضل بن عبد الصّمد بن الوليد الأصبهاني، و أبي عبد الملك محمّد بن أحمد بن عبد الواحد بن جرير بن عبدوس التغلبي (3) الصوفي.

روى عنه: أبو الحسين الميداني، و محمّد بن أحمد بن جميع، و ابنه الحسن بن محمّد ابن جميع (4)،و أبو عبد اللّه بن منده، و أبو مسعود صالح بن أحمد بن القاسم الميانجي، و أبو الحسن الخصيب بن عبد اللّه بن محمّد الخصيب القاضي، و تمّام بن محمّد الرازي.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنا أبو نصر بن طلاّب، أنا أبو الحسين بن جميع، نا موسى بن عبد الرّحمن - ببيروت - إمام جامعها، أنا الحسن بن جرير، نا محمّد بن معاوية، نا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر أن رجلا سأل النبي صلى اللّه عليه و سلم: أيّ الناس خير؟ قال:«من يطعم الطعام، و يقرئ السلام على من عرف و من لم يعرف»[12509].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو الحسين عبد الوهّاب بن

ص: 453


1- ترجمته في غاية النهاية 320/2 و معرفة القراء الكبار 319/1 رقم 238.
2- ترجمته في تذكرة الحفاظ 659/2 و معرفة القراء الكبار 247/1.
3- الأصل: الثعلبي، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
4- قوله:«و ابنه الحسن بن محمد بن جميع» ليس في د، و م.

جعفر بن أحمد بن علي الميداني، نا أبو عمران موسى بن عبد الرّحمن بن موسى الصبّاغ - إمام جامع بيروت - نا عثمان بن خرّزاذ، نا يحيى بن عثمان، نا هقل، عن الأوزاعي، عن إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة عن أنس أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«حبّب إليّ: النساء، و الطيب، و جعل قرة عيني في الصلاة» (1)[12510].

7733 - موسى بن عبد العزيز بن الرّمّاح الدّمشقي

حدّث عن سفيان بن عيينة.

روى عنه: حمّاد بن محمّد بن حمّاد.

ذكر أبو محمّد القاسم بن الحسين بن محمّد بن داود المتّوثي (2)،نا أبو العلاء بن حكام - و هو محمّد بن يوسف بن محمّد (3)،نا محمّد بن خراش الشيباني، نا النعمان بن أحمد الواسطي، نا حمّاد بن محمّد بن حمّاد، نا موسى بن عبد العزيز بن الرّمّاح الدّمشقي، نا سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، عن ابن عباس قال: لما قتل ابن آدم أخاه قال آدم صلى اللّه عليه و سلم (4):

تغيرت البلاد و من عليها *** فوجه الأرض مغبرّ قبيح

تغير كل ذي طعم و لون *** و فات (5) بشاشة الوجه الصبيح (6)

قتل قابيل هابيلا أخاه *** فوا حزني على الوجه المليح (7)

فأجابه إبليس - لعنه اللّه-:

تنحّ عن البلاد و ساكنيها *** [فبي] (8) في الخلد ضاق بك الفسيح

و كنت بها و زوجك في رخاء *** و قلبك من أذى الدنيا مريح

فما انفكّت مكايدتي و مكري *** إلى أن فاتك الثمن الربيح

فلولا رحمة الجبار أضحى *** يكفّي من جنان الخلد ريح

ص: 454


1- قال الذهبي في معرفة القراء الكبار 319/1 توفي بعد الستين و ثلاثمائة، و قد نيّف على التسعين.
2- بدون إعجام بالأصل، أعجمت عن د، و «ز»، و م.
3- من هنا... إلى قوله نا موسى، سقط من م و مكانه فيها: بن حسان.
4- البيتان الأول و الثاني في تاريخ الطبري 145/1 و حلية الأولياء 63/6 من طريقين مختلفين.
5- الطبري و الحلية: و قلّ.
6- الطبري و حلية الأولياء: المليح.
7- في البيت إقواء.
8- سقطت من الأصل و استدركت عن د، و «ز»، و م، و بالأصل: ففي الخلد.

7734 - موسى بن عبد الملك بن هشام أبو الحسين الكاتب

تخرّج بأحمد بن يوسف بن القاسم بن صبيح الكاتب، و كان موسى من كتّاب المتوكل الذين وردوا معه دمشق، و كان يتولى ديوان الخراج له.

حكى عن المهدي.

حكى عنه: ميمون بن هارون، و الحسن بن مخلد الكاتب.

قرأت في كتاب محمّد بن عبدوس أبي عبد اللّه الجهشياري (1)،حدّثني عبد الواحد بن محمّد، حدّثني ميمون بن هارون، حدّثني موسى بن عبد الملك قال: رأيت و أنا في الحبس في النوم قائلا يقول:

لا زلت تعلو بك الجدود *** نعم و حفت بك السعود

أبشر فقد آن ما تريد *** يبيد أعداءك المبيد

لم يمهلوا ثم لم يقالوا *** و اللّه يأتي بما يريد

فاصبر فصبر الفتى حميد *** و اشكر فمع شكرك المزيد

و ذكر أبو الطّيّب الوشاء قال: أنشدت لموسى بن عبد الملك و كان حاجّا، فلمّا قفل و صار بالثعلبية قال:

لما وردت الثعلبية (2) *** عند مجتمع الرفاق

و وجدت من أرض الحجاز *** نسيم أرواح العراق

و امتد لي أهل الهوى *** و رأيت أسباب التلاقي

أيقنت لي وطن أحب *** بجمع شمل و اتفاق

لو لا رجاؤك لم يكن لي *** من عذاب الحبّ واق

ما بيننا إلاّ تصرّم هذه *** السبع البواقي

حتى يطول حديثنا *** بجميع ما كنا نلاقي

قال أبو الطيب: و قد وجدت هذه الأبيات في شعر العبّاس بن الأحنف، و هي شبيهة بألفاظه.

ص: 455


1- لم أعثر على الخبر و الشعر في كتاب الوزراء و الكتاب للجهشياري المطبوع الذي بيدي.
2- الثعلبية من منازل طريق مكة من الكوفة بعد الشقوق و قبل الخزيمية، و هي ثلثا الطريق (معجم البلدان).

بلغني أن أبا الحسن موسى بن عبد الملك بن هشام فلج و مات من الفالج سنة سبع و أربعين و مائتين.

7735 - موسى بن عبيد اللّه بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية الأموي.

له ذكر.

7736 - موسى بن عثمان بن مهران

من أهل الرّاهب، محلة خارج دمشق.

له ذكر في كتاب ابن أبي العجائز.

7737 - موسى بن عصام الكلبي ثم الرقاشي

7737 - موسى بن عصام (1) الكلبي ثم الرقاشي

شهد قتل الوليد بن يزيد، و حكى بعض مذموم سيرته، حكى عنه.

7738 - موسى بن عقبة أبو محمّد المدني

7738 - موسى بن عقبة أبو محمّد المدني (2)

مولى آل الزّبير، و هو صاحب المغازي، أخو إبراهيم، و محمّد.

حدّث عن أم خالد، و اسمها (3) أمة بنت خالد بن سعيد بن العاص، و لها رؤية من النبي صلى اللّه عليه و سلم، و رواية عنه، و عن سالم بن عبد اللّه بن عمر، و نافع، و عبد اللّه بن الفضل الهاشمي، و كريب مولى ابن عبّاس، و علقمة بن وقاص.

روى عنه: يحيى بن سعيد الأنصاري، و مالك، و الثوري، و ابن عيينة، و ابن المبارك، و وهيب، و محمّد بن فليح، و سليمان، و عبد العزيز بن محمّد الدراوردي، و حاتم بن إسماعيل، و عبد الرّحمن بن أبي الزناد، و عبد العزيز بن المختار، و عبد الملك بن عبد العزيز ابن جريج.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه أحمد، حدّثني أبي (4)،نا سفيان بن عيينة، عن موسى بن عقبة سمع أم خالد بنت خالد -

ص: 456


1- الأصل: عاصم، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 492/18 و تهذيب التهذيب 574/5 و التاريخ الكبير 292/7 و الجرح و التعديل 8/ 154 و تذكرة الحفاظ 148/1 و الوافي بالوفيات 137/2 و سير أعلام النبلاء 114/6 و شذرات الذهب 209/1.
3- تحرفت بالأصل إلى:«و اسمه» و التصويب عن د، و «ز»، و م.
4- رواه أحمد بن حنبل في المسند 299/10 رقم 27126 طبعة دار الفكر.

قال: و لم أسمع أحدا يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم غيرها، قالت: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يتعوّذ من عذاب القبر[12511].

أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم، أنا عمر بن أحمد بن عمر، نا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن عبدويه بن سدوس العبدوي، أنا محمّد بن إسحاق بن خزيمة، نا علي بن حجر، نا إسماعيل بن جعفر، نا موسى بن عقبة، عن أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص الأكبر أنّها سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يستعيذ من عذاب القبر.

رواه النسائي (1) عن علي بن حجر.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّاء، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى يقول: اسم أم خالد بنت خالد:[أمة بنت خالد] (2)أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن أبي العلاء، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين ابن بشران، أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد اللّه الدّقّاق المعروف بابن السمّاك قال:

قرئ على أبي بكر محمّد بن أحمد بن النضر ابن بنت معاوية بن عمرو، نا معاوية بن عمرو ابن المهلّب الأزدي، نا إبراهيم بن محمّد بن الحارث بن أسماء بن خارجة أبو (3) إسحاق الفزاري، عن موسى بن عقبة قال: غزوت مع سالم بن عبد اللّه بن عمر الروم في زمن الوليد ابن عبد الملك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمّد الهلالي، نا الهيثم ابن عدي، نا صالح بن حسّان و غيره قال في الطبقة الثالثة من أهل المدينة: موسى بن عقبة، مولى بني أسد بن عبد العزّى.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، و أبو العز الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون قالوا:- أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنا محمّد ابن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط (4) قال:

ص: 457


1- سنن النسائي 58/3 في السهو: باب نوع آخر من التعوذ في الصلاة.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن د، و «ز»، و م.
3- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في م: ابن.
4- طبقات خليفة بن خيّاط ص 464 رقم 2375.

في الطبقة الخامسة من أهل المدينة: إبراهيم، و موسى، و محمّد، بنو عقبة مولى الزّبير ابن العوّام، و مات إبراهيم قبل موسى، و مات موسى سنة إحدى و أربعين و مائة، يكنى أبا محمّد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا (1) يوسف بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة و محدّثيهم: موسى بن عقبة، مدني.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: و قال لي مصعب:

موسى بن عقبة بن أبي عيّاش، مولى الزّبير، و أمّه ابنة أبي حبيبة، مولى الزّبير، و قد حدّث موسى بن عقبة عن جدّه أبي حبيبة هذا.

قرأنا على أبي غالب، و أبي عبد اللّه ابني البنّا، عن محمّد بن محمّد، أنا علي بن محمّد، نا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة قال: سمعت مصعب بن عبد اللّه يقول:

موسى بن عقبة بن أبي عيّاش مولى الزّبير بن العوّام، و أخوه محمّد بن عقبة، و أخوهما إبراهيم بن عقبة، روى عنهم مالك بن أنس، و كانت لهم هيبة و علم.

قرأنا على [أبي] (2) عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمّام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيوية، أنا محمّد بن القاسم، نا ابن أبي خيثمة، قال: سمعت مصعب بن عبد اللّه يقول:

إبراهيم بن عقبة، و محمّد بن عقبة، و أخوهم موسى بن عقبة بن أبي عيّاش كلّهم، كان له هيبة (3) و علم، روى عنهم مالك بن أنس.

[قال:] (4) سمعت مصعب بن عبد اللّه يقول: موسى بن عقبة مولى لآل الزّبير بن العوّام، قيل ليحيى بن معين: موسى مولى أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص؟ قال:

نعم.

ص: 458


1- تحرفت في م إلى: بن.
2- سقطت من الأصل، و استدركت عن د، و «ز»، و م.
3- في تهذيب الكمال 495/18 و سير أعلام النبلاء 117/6: هيئة.
4- زيادة لازمة للإيضاح، و القائل: أبو بكر بن أبي خيثمة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (1)،نا ابن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (2) قال في الطبقة الرابعة من تابعي أهل المدينة ممن تأخر موته: موسى بن عقبة مولى الزّبير بن العوّام، و يكنى أبا محمّد، مات قبل خروج محمّد (3).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (4) قال في الطبقة الخامسة من أهل المدينة:

موسى بن عقبة مولى الزّبير بن العوّام بن خويلد، و يكنى أبا محمّد، توفي قبل خروج محمّد بن عبد اللّه بن حسن، و خرج محمّد بن عبد اللّه سنة خمس و أربعين و مائة، و قد روى عنه أيضا كما روى عن أخويه، و كان ثقة قليل الحديث.

قال محمّد بن عمر (5):كان لإبراهيم و موسى و محمّد بني عقبة حلقة في مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فكانوا كلّهم فقهاء محدّثين، و كان موسى يفتي، و كان إبراهيم ثقة، قليل الحديث.

قال أبو عبد اللّه الصوري: هذا غلط فاحش، لأن موسى حديثه كثير، و هو يجمع، و لعله كان تخريجا في الأصل، فكتبه ابن حيّوية في غير موضعه، و كان في الأصل العتيق، و كان ثقة ثبتا كثير الحديث، و هذا هو الصواب.

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي - في كتابه - ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد ابن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (6):

ص: 459


1- تحرفت بالأصل، و د، و «ز»، و م إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
2- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
3- يعني محمد بن عبد اللّه بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، الذي خرج على أبي جعفر المنصور بالمدينة، فبعث إليه عيسى بن موسى فقتله و كان ذلك سنة 145 ه.
4- ترجمته ضمن تراجم أهل المدينة الضائعة من الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد. و انظر تهذيب الكمال 18/ 494 سير الأعلام 115/6.
5- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 495/18 و سير أعلام النبلاء 117/6.
6- التاريخ الكبير للبخاري 292/7.

موسى بن عقبة أخو إبراهيم المطرفي (1) المديني (2)،سمع أم خالد، و كانت لها صحبة، و أدرك ابن عمر، و سهل بن سعد، روى عنه الثوري، و شعبة، و مالك، و ابن عيينة، و ابن المبارك، قال علي: و قد سمع موسى بن عقبة من علقمة بن وقّاص.

أنبأنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن، و أبو عبد اللّه بن عبد الملك، قالا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد، أنا حمد بن علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (3):

موسى بن عقبة أخو إبراهيم و محمّد ابني عقبة، مولى الزّبير بن العوّام، و يكنى بأبي محمّد المطرفي (4)،أدرك ابن عمر، و رأى سهل بن سعد، و روى عن أمة ابنة خالد بن معدان، و عن أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص (5)،روى عنه الثوري، و مالك، و شعبة، و بكير بن الأشج (6)،و وهيب، و ابن عيينة، و الدراوردي، و حاتم، و ابن أبي الزناد، و عبد العزيز بن المختار، و ابن المبارك: سمعت أبي يقول ذلك.

قرأت على أبي القاسم بن عبدان، عن محمّد بن علي بن أحمد بن المبارك، أنا رشأ بن نظيف، أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد، أنا محمّد بن محمّد بن داود، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد قال: موسى بن عقبة مديني.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا نصر بن إبراهيم، أنا سليم بن أيوب، أنا أبو نصر الموصلي، نا أبو القاسم الجوزي، نا أبو زكريا يزيد بن محمّد قال: سمعت أبا عبد اللّه المقدمي يقول: موسى بن أبي عائشة؛ إبراهيم و محمّد و موسى إخوة.

[قال ابن عساكر:] (7) كذا قال: و إنما هو ابن أبي عيّاش.

ص: 460


1- الأصل:«المطرز في» تحريف، و التصويب عن د، و «ز»، و م، و التاريخ الكبير.
2- في التاريخ الكبير: المدني.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 154/8.
4- في الجرح و التعديل:«المطرقي» بالقاف.
5- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م، و الجرح و التعديل، و عقب محققه بالهامش فكتب: و في هذا الكلام خلل إنما روى موسى عن أم خالد و اسمها أمة بنت خالد بن سعيد بن العاص. و خالد بن معدان شامي لا تعرف له علاقة بموسى ابن عقبة المدني، و لا تعرف له ابنة اسمها أمة؛ و والدة موسى هي فلانة ابنة أبي حبيبة و اللّه أعلم.
6- قوله:«و بكير بن الأشج» ليس في الجرح و التعديل.
7- زيادة منا للإيضاح.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو محمّد موسى بن عقبة بن أبي عيّاش الأسدي المديني، مولى الزّبير بن العوّام، أدرك ابن عمر، و سهل بن سعد، و سمع أم خالد، و اسمها آمنة (1) بنت خالد بن سعيد بن العاص، روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري، و هشام بن عروة، و مالك، و ابن جريج، و روى عن (2)عبيد اللّه بن عمر العدوي عنه إن كان ذلك محفوظا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل المقدسي، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري، قال:

موسى بن عقبة أخو محمّد، و إبراهيم، و كان إبراهيم أكبر من موسى بن أبي عياش، أبو محمّد المديني، مولى الزّبير بن العوّام، سمع أم خالد بنت خالد، و سالم بن عبد اللّه بن عمر، و سالم بن أبي أمية، و نافع، و كريب، روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري، و مالك، و ابن عيينة، و ابن المبارك، و ابن جريج، و وهيب، و فضيل بن سليمان، و أبو ضمرة (3) في الدعوات، و الوضوء، قال عمرو بن علي: مات سنة إحدى و أربعين و مائة، و قال أبو عيسى مثله، و قال الواقدي: مات قبل خروج محمّد بن عبد اللّه بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي، و قال: خرج محمّد بن عبد اللّه هذا في سنة خمس و أربعين و مائة.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، قال:

موسى بن عقبة بن أبي عيّاش مولى الزّبير بن العوّام، من أهل المدينة، و هو أخو محمّد، و إبراهيم، سمع أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص، و رأى السّائب بن يزيد، و أدرك عبد اللّه بن عمر، و أنس بن مالك، و سهل بن سعد، و سمع كريبا مولى ابن عبّاس، و علقمة بن وقّاص، و عبد اللّه بن دينار، و نافعا مولى ابن عمر، و ابن شهاب الزهري، و أبا إسحاق الهمداني، روى عنه ابن جريج، و مالك، و سفيان الثوري، و شعبة، و سفيان بن عيينة، و عبد اللّه بن المبارك، و أبو ضمرة أنس بن عياض، و أبو بدر شجاع بن الوليد، و محمّد بن جعفر بن أبي كثير و غيرهم.

ص: 461


1- رسمها بالأصل:«امه» و المثبت عن م:«امنه» و في «ز»: «ا؟؟؟» و فوقها ضبة، و في د:«أمة» و قد مرّ أنها:«أمة».
2- الأصل: عنه، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
3- تحرفت بالأصل إلى: حمزة، و المثبت عن د، و «ز»، و م.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (1)،حدّثني محمّد بن إدريس (2)،نا محمّد بن سيدان بن مضارب الباهلي، نا مخلد بن حسين (3) قال: قلت لموسى بن عقبة: رأيت أحدا من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم؟ قال: رأيت ابن عمر، و رأيت سهل بن سعد جاء، و الإمام يخطب، فتخطّى الناس حتى ساره.

[قال ابن عساكر:] (4) كذا في روايتنا، و صوابه: نا سيدان بن مضارب، و محمّد بن إدريس هو أبو حاتم الرّازي.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، عن أبي الحسن بن مخلد، أنا أبو الحسن بن خزفة، نا محمّد بن الحسين الزعفراني، نا ابن أبي خيثمة، نا الوليد بن شجاع [نا] (5) مخلد ابن حسين قال: سمعت موسى بن عقبة و قيل له: رأيت أحدا من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم؟ قال:

حججت و ابن عمر بمكة عام حجّ فحدّثه الحروري، و رأيت سهل بن سعد يتخطى حتى توكّأ على المنبر حتى سارّ الإمام بشيء، قلت ليحيى بن معين: موسى بن عقبة رأى أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص؟ قال: نعم.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح المؤذن، أنا أبو الحسن بن محمّد بن علي، و أبو محمّد عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عباس قال: سمعت يحيى يقول: موسى بن عقبة قد رأى سهل بن سعد الساعدي.

أخبرنا (6) أبو سعد بن أبي صالح، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا: أنا أبو بكر ابن خلف، أنا الحاكم أبو عبد اللّه قال: طبقة عدادهم عند الناس في أتباع التابعين، و قد لقوا الصحابة، منهم: موسى بن عقبة، و قد أدرك أنس بن مالك، و أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص (7).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن علي، أنا محمّد بن

ص: 462


1- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 558/1.
2- يعني أبا حاتم الحنظلي الرازي الحافظ، ترجمته في تهذيب التهذيب و تقريبه (الترجمة رقم 6798) ط دار الفكر.
3- هو مخلد بن حسين الأزدي البصري، أبو محمد، ترجمته في تهذيب التهذيب 72/10 (مصورة النسخة الهندية).
4- زيادة منا للإيضاح.
5- سقطت من الأصل، و استدركت عن د، و «ز»، و م.
6- كتب فوقها في د، و «ز»: ملحق.
7- كتب بعدها في د، و «ز»: إلى.

أحمد، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: قال أبو زكريا: ابن المبارك سمع من موسى، و إبراهيم بن عقبة أحبّ إليّ من موسى، و موسى أكثرهما حديثا، و محمّد بن عقبة أخوهم، أقدمهم ثم إبراهيم.

أخبرنا أبو بكر الشّحّامي، أنا أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّاء، نا أبو العباس الأصم، نا العبّاس بن محمّد (1)،سمعت يحيى يقول: قد سمع ابن المبارك من موسى بن عقبة، و أما إبراهيم بن عقبة و محمّد بن عقبة أخو (2) موسى بن عقبة فلم يسمع منهما ابن المبارك، قال يحيى: أقدمهم سنا محمّد بن عقبة [ثم إبراهيم بن عقبة] (3) ثم موسى، و أحبّهم إليّ محمّد و إبراهيم، و موسى بعد، و كان موسى أكثرهم حديثا.

قال: و سمعت يحيى يقول: موسى بن عقبة ثقة.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه الشروطي، نا أحمد بن علي بن ثابت - لفظا - أنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن حميد قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس قال: سمعت عثمان بن سعيد بن خالد يقول: قلت ليحيى: فموسى بن عقبة؟ فقال: ثقة.

قرأنا على أبي غالب، و أبي عبد اللّه ابني أبي علي، عن محمّد بن علي، أنا علي بن محمّد، نا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: موسى ابن عقبة، مدني، ثقة.

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل - إذنا - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (4)،أنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل في ما كتب إليّ قال: سألت أبي عن موسى بن عقبة فقال: ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن

ص: 463


1- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 495/18 و الذهبي في سير أعلام النبلاء 117/6.
2- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن د، و «ز»، و م.
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 154/8.

الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه، و أبو نصر، قالا: نا الوليد، أنا علي، حدّثني أبي أحمد قال: موسى بن عقبة، مدني، ثقة (1).

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن منده، أنا حمد (2)-إجازة-.

ح و أخبرنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد، قال (3):سألت أبي عن موسى بن عقبة فقال: ثقة، و له أخوان:

إبراهيم، و محمّد، و هو أوثق الإخوة.

أخبرنا (4) أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو بكر بن الحارث الفقيه، أنا أبو محمّد بن حيان الأصفهاني، نا محمّد بن حمزة، نا يعقوب بن سفيان، نا عبد العزيز عمران، نا خالد بن نزار الأيلي، و كان ثقة، نا إبراهيم بن طهمان، و هو ثبت في الحديث، نا موسى بن عقبة، و هو من الثقات، و كان مالك يملي عليه، نا نافع فذكر حديثا.

[قال ابن عساكر:] (5) كذا قال، و أراه: و كان مالك يثني عليه، و أظن هذا قول يعقوب ابن سفيان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه الطبري، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (6)،نا إبراهيم بن المنذر، نا سفيان بن عيينة قال: كان بالمدينة شيخ يقال له شرحبيل أبو سعد، و كان من أعلم الناس بالمغازي، فاتهموه أن يكون يجعل لمن لا سابقة له سابقة، و كان قد احتاج فأسقطوا مغازيه و علمه، قال: فذكرت هذا الحديث لمحمّد بن طلحة بن الطويل، و لم يكن بالمدينة أحد أعلم بالمغازي منه، فقال لي:

كان شرحبيل أبو سعد عالما بالمغازي، فاتهموه أن يكون يدخل فيهم من لم يشهد بدرا، و من قتل يوم أحد، و الهجرة و من لم يكن منهم، و كان قد احتاج فسقط عند الناس، فسمع بذلك موسى بن عقبة فقال: و إنّ الناس قد اجترءوا على هذا؟! فدبّ على كبر سنه، و قيّد من شهد بدرا و أحدا، و من هاجر إلى أرض الحبشة و المدينة، و كتب ذلك.

ص: 464


1- تاريخ الثقات للعجلي ص 444 رقم 1661.
2- تحرفت بالأصل إلى: أحمد، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 154/8.
4- كتب فوقها في د، و «ز»: ملحق.
5- زيادة منا.
6- الخبر ليس في كتاب المعرفة و التاريخ ليعقوب بن سفيان المطبوع الذي بين يدي، و قد رواه المزي في تهذيب الكمال 494/18 من طريق إبراهيم بن المنذر الحزامي، و من هذا الطريق أيضا في سير أعلام النبلاء 116/6.

قال: و نا يعقوب (1)،نا إبراهيم، حدّثني محمّد بن الضحّاك قال: سمعت المسور بن عبد الملك المخزومي يقول لمالك: يا أبا عبد اللّه، فلان (2) كلّمني يعرض عليك، و قد شهد جده بدرا، فقال مالك: لا أدري ما يقولون، من كان في كتاب موسى بن عقبة قد شهد بدرا، فقد شهد بدرا، و من لم يكن في كتاب موسى بن عقبة، فلم يشهد بدرا.

أخبرنا (3) أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه.

قالا: أنا أبو الحسين محمّد بن الحسين القطّان، نا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا إبراهيم بن المنذر، حدّثني مطرّف، و معن، و محمّد (4) بن الضّحّاك، قالوا: كان مالك إذا سئل عن المغازي قال: عليك بمغازي الرجل الصالح موسى بن عقبة، فإنه أصح المغازي (5).

أنبأنا أبو القاسم النسيب، نا أبو بكر الخطيب، حدّثني محمّد بن علي الصوري، نا الخصيب (6) بن عبد اللّه القاضي، و عبد الرّحمن بن عمر المعدّل - بمصر - قالا: أنا علي بن أحمد بن إسحاق البغدادي، أنا جعفر بن سليمان النوفلي، نا إبراهيم بن المنذر قال: سمعت محمّد بن طلحة يقول: سمعت مالكا يقول: عليكم بمغازي موسى بن عقبة، فإنه رجل ثقة، طلبها على كبر السن ليقيّد من شهد مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و لم يكثّر كما كثّر غيره (7).

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد ابن عبيدة - إجازة - نا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، قال (8):كان يحيى بن معين يقول: كتاب (9) موسى بن عقبة، عن الزهري، من أصح هذه الكتب.

ص: 465


1- تهذيب الكمال 494/18 و سير الأعلام 116/6 و ليس الخبر في المعرفة و التاريخ.
2- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
3- كتب فوقها في د، و «ز»: ملحق.
4- قوله:«و محمد» سقط من م، فاختلّ السياق.
5- رواه من طريق إبراهيم بن المنذر المزي في تهذيب الكمال 494/18 و الذهبي في سير الأعلام 115/6.
6- تحرفت بالأصل إلى:«الخطيب» و المثبت عن د، و «ز»، و م.
7- تهذيب الكمال 494/18 و سير أعلام النبلاء 115/6.
8- تهذيب الكمال 495/18 طبعة دار الفكر، و سير الأعلام 117/6.
9- بالأصل و د، و «ز»، و م: و كتاب ابن موسى، و المثبت عن تهذيب الكمال و سير الأعلام.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن منده، أنا حمد - إجازة-.

ح قال و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):سمعت أحمد بن صالح يقول أحاديث موسى بن عقبة ما لم يوجد في الكتاب: موسى حدّثني فلانّ فهو من كلام موسى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه - يعني - أحمد بن حنبل، نا سفيان قال: كنت جالسا مع ابن جريج فأبصره و هو يطوف، فقال لي: هذا الشيخ كان يجيء إلى عطاء فيحدّثه، فاذهب فأسأله، قال سفيان: و جاء في عمرة، فذهبت إلى الطواف، فسألت، فقالوا (2):هذا موسى بن عقبة.

قال: و نا حنبل، نا الحميدي، نا سفيان، عن هشام بن عروة قال: إنّما كنت أجيء إلى المدينة من أجل موسى بن عقبة ألقاه (3)،فلما مات موسى بن عقبة تركت المدينة قال: و كان مؤاخيا له، قال سفيان: و كان هشام بن عروة إذا قدم المدينة أخلوا له مصلى النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا عبد الصّمد بن علي المكرمي، نا حسين بن إسحاق، نا النضر بن سلمة، نا يحيى بن إبراهيم بن أبي قتيلة، عن نوفل بن عمارة، عن عبيد اللّه بن عمر، حدّثني شيخنا موسى بن عقبة قال:

سمعت سالم بن عبد اللّه، فذكر حديثا.

أخبرنا (4) أبو محمّد طاهر بن سهل بن بشر، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ، أنا القاضيان أبو بكر محمّد بن عمر بن سهل الداودي و علي بن المحسّن التنوخي، قال محمّد: أنا - و قال علي: نا - محمّد بن المظفّر الحافظ، نا علي بن أحمد بن سليمان، نا أحمد بن سعيد الفهري، نا إبراهيم بن المنذر، نا محمّد بن عبد اللّه الإسحاقي قال:

رأيت موسى بن عقبة في مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم دخل الروضة حتى جلس إلى عبيد اللّه ابن عمر، فتبعته حتى جلست معه، فقال له عبيد اللّه: يغفر اللّه لك، لم بعثت إليّ؟ لو

ص: 466


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 154/8-155.
2- بالأصل:«فقال» و المثبت عن د، و «ز»، و م.
3- تحرفت في المختصر إلى: أنهاه.
4- كتب فوقها في د، و «ز»: ملحق.

أرسلت إليّ لجئتك في منزلك، قال: إنه بلغني أنك تحدّث عن نافع أحاديث لم أكن سمعتها منه، فأحببت أن أعرضها عليك، قال: فأخرج صحيفة من كمّه، فيها أحاديث لنافع فقرأها على عبيد اللّه بن عمر (1).

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ، أنا أبو محمّد أحمد بن عبد اللّه المزني، نا يوسف بن موسى المرورّوذي، نا أحمد ابن صالح، نا يحيى بن محمّد الجاري، عن مالك بن أنس قال: جاء صالح بن كيسان و موسى بن عقبة إلى ابن شهاب يطلبان العلم، فقال لهما ابن شهاب: جلستما حتى إذا صرتما كالشنان (2)،لا تمسكان الماء جئتما تطلبان العلم؟.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبّار، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم، نا إبراهيم بن الجنيد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: ليس موسى بن عقبة في نافع مثل مالك و عبيد اللّه بن عمر (3).

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي (4)،نا أبو زكريّا قال: و موسى بن عقبة ثقة، كانوا يقولون: في روايته عن نافع فيها شيء، قال: و سمعت يحيى بن معين يضعّف موسى ابن عقبة بعض التضعيف.

أخبرنا أبو البركات أيضا، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو القاسم عبد الملك ابن محمّد، نا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان، نا هاشم بن محمّد، نا الهيثم بن عدي قال: و مات موسى بن عقبة مولى بني أسد بن عبد العزّى في ولاية أبي العبّاس (5).

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد

ص: 467


1- كتب بعدها في د، و «ز»: إلى.
2- الشنان بالكسر، جمع شنّ و شنة و هي القربة الخلق الصغيرة، و قيل: الشنّ: الخلق من كل آنية صنعت من الجلد. (تاج العروس: شنن).
3- رواه المزي في تهذيب الكمال 495/18 من طريق إبراهيم بن عبد اللّه بن الجنيد.
4- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 495/18 و سير أعلام النبلاء 117/6.
5- تهذيب الكمال 495/18.

ابن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (1):و مات بعد الأربعين موسى و إبراهيم ابنا عقبة.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو سعيد الحسن بن محمّد بن عبد اللّه بن حسنويه الكاتب بأصبهان، أنا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر بن حيّان، نا عمر بن أحمد الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط قال: و مات موسى بن عقبة سنة إحدى و أربعين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، نا الجنيدي، نا البخاري، حدّثني عمرو بن علي، قال: سمعت يحيى يقول: أتينا المدينة سنة اثنتين و أربعين و مائة و قد مات موسى بن عقبة قبل ذلك عاما.

أخبرنا (2) أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا الحسن بن علي الجوهري، أنا علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ، أنا محمّد بن الحسين بن شهريار، نا عمرو بن علي، قال (3):

سمعت يحيى بن سعيد يقول: مات موسى بن عقبة قبل أن ندخل (4) المدينة بسنة، سنة إحدى و أربعين و مائة،[و دخلت المدينة سنة ثنتين و أربعين.

قال عمرو بن علي: مات موسى بن عقبة سنة إحدى و أربعين و مائة.] (5) و كانوا ثلاثة إخوة: إبراهيم بن عقبة، و موسى بن عقبة (6).

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: قال - يعني - عمرو بن علي: فيها - يعني - سنة إحدى و أربعين مات موسى بن عقبة.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمامي، أنا إبراهيم بن أحمد، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب يقول:

و مات موسى بن عقبة في تلك السنة - يعني - سنة اثنتين و أربعين و مائة (7).

ص: 468


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 419 (ت. العمري) حوادث سنة 140.
2- كتب فوقها في د، و «ز»: ملحق.
3- تهذيب الكمال 496/18 طبعة دار الفكر.
4- الأصل و د، و «ز»، و م: يدخل، و المثبت عن تهذيب الكمال.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك للإيضاح عن د، و «ز»، و م.
6- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م، و لم يذكر إلاّ اثنين، و الثالث: محمد.
7- تهذيب الكمال 496/18 و سير أعلام النبلاء 117/6.

الفهرس

ذكر من اسمه مغيرة

7589 - المغيرة بن حريث بن جابر الحنفي 3

7590 - المغيرة بن زياد أبو هاشم البجلي الموصلي 4

7591 - المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود بن معتّب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن قسي - و هو ثقيف - أبو عيسى - و يقال: أبو عبد اللّه، و يقال: أبو محمّد - الثقفي 13

7592 - المغيرة بن عبد اللّه بن معرض بن عمرو بن معرض بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار أبو معرض الأسدي الكوفي المعروف بالأقيشر 63

7593 - المغيرة بن عبد اللّه التميمي البصري 66

7594 - المغيرة بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرّة بن كعب أبو هاشم،- و يقال: أبو هشام - القرشي المخزومي المدني 68

7595 - المغيرة بن عبد الملك الأموي 79

7596 - المغيرة بن عمرو 79

7597 - المغيرة بن عمير الأزدي الحرستاني 80

7598 - المغيرة بن فروة و يقال: فروة بن مغيرة، و يقال: ابن حكيم أبو الأزهر القرشي 81

7599 - المغيرة بن محمّد بن معاوية بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية الأموي 85

7600 - المغيرة بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي 85

ص: 469

7601 - المغيرة بن معاوية بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية الأموي 85

7602 - المغيرة أبو هارون الربعي الرّملي 85

7603 - المغيرة بن المهلّب بن أبي صفرة أبو خداش الأزدي العتيكي 87 ذكر من اسمه مفرّح

7604 - مفرّح بن الحسن بن الحسين بن أبي محمّد أبو الرواد الكلابي المعروف بابن الصّوفي 87 ذكر من اسمه مفضّل

7605 - مفضل بن غسّان بن المفضّل بن عمرو بن خالد بن غلاب و علاثة أمه، و هو خالد ابن الحارث بن أحرس بن النابغة بن عبر بن حبيب بن وائل بن دهمان بن نصر بن نفير بن مخلد بن غلاب بن عتاب بن أسيد أبو عبد الرحمن الغلابي البصري 88

7606 - مفضّل بن محمّد بن مسعر بن محمّد أبو المحاسن التّنّوخي المقرئ الفقيه على مذهب أبي حنيفة 91

7607 - مفضّل بن المهلّب بن أبي صفرة بن فرطاس بن سارق أبو غسّان،- و يقال: أبو حسّان - الأزدي 92 ذكر من اسمه مفلح

7608 - مفلح أبو صالح اللحياني الخادم القائد 98

7609 - مفلح بن عبد اللّه 99 ذكر من اسمه مقاتل

7610 - مقاتل بن حكيم العكّي 99

7611 - مقاتل بن حيّان أبو بسطام النبطيّ البلخي 101

7612 - مقاتل بن سليمان أبو الحسن البلخي 109

7613 - مقاتل بن طلبة بن قيس بن عاصم التّميمي المنقري 134

7614 - مقاتل أبو علي السّعدي التّميميّ 135

7615 - مقاتل بن مطكوذ بن أبي نصر يمريان أبو محمّد المقرئ السجستي المقرئ الضرير 136

7616 - مقاتل مولى عمر بن عبد العزيز 138

ص: 470

ذكر من اسمه مقّاس

7616 - مقّاس الأسديّ، ثم الفقعسي 139 ذكر من اسمه مقبل

7617 - مقبل بن عبد اللّه، و يقال: معقل، و هو وهم، الكناني الفلسطيني 140 ذكر من اسمه مقداد

7618 - مقداد بن رمل بن عمرو العذري 142

7618 - م - مقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة بن ثمامة بن مطرود بن عمرو بن سعد ابن زهير بن لؤي بن ثعلبة بن مالك بن الشريد بن أبي أهون بن فاش بن دريم بن القين بن أهور بن بهراء بن عمرو بن الحاف بن قضاعة أبو الأسود، و يقال: أبو معبد الكندي 143

7619 - المقدام بن معدي كرب بن عمرو بن يزيد بن سيّار بن عبد اللّه بن وهب بن الحارث بن معاوية، و يقال: المقدام بن معدي كرب بن يزيد بن معدي كرب بن سلمة بن عبد اللّه بن وهب بن الحارث أبو كريمة، و يقال: أبو يزيد، و يقال: أبو صالح، و يقال: أبو بشر، و يقال: أبو يحيى الكندي، صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم 184 7619 م - مقدم بن الحسين 196

7620 - مقلّد بن القاسم أبو الحمائل الربعي الفقيه 196 [ذكر من اسمه] مقلاص

7621 - مقلاص 197

7622 - مكحول بن دبر، و يقال: ابن أبي مسلم - بن شاذل بن سندل بن سروان بن بزدك ابن يغوث بن كسرى أبو عبد اللّه الكابلي 197 [ذكر من اسمه] مكرم

7623 - مكرم بن حمزة بن محمّد بن أحمد بن أبي جميل أبو الفضل المعروف بابن أبي الصقر 235

ص: 471

[ذكر من اسمه][مكلبة]

7624 - مكلبة بن حنظلة بن حوية 235

7625 - مكّي بن أحمد بن سعدويه أبو بكر البردعي 236

7626 - مكّي بن إبراهيم بن بشير بن فرقد أبو السّكن الحنظلي التّميميّ البرجمي البلخي 238

7627 - مكّي بن إبراهيم بن محمّد بن سهلان أبو الحسن الشّيرازي الحافظ 249

7628 - مكّي بن جابار بن عبد اللّه بن أحمد أبو بكر الدّينوري القاضي الحافظ 250

7629 - مكّي بن الحسن بن المعافى بن هارون بن علي أبو الحزم السّلمي الجبيلي 253

7630 - مكّي بن عبد السّلام بن الحسين بن القاسم بن محمّد أبو القاسم الأنصاري المقدسيّ المعروف بابن الرّميلي 254

7631 - مكّي بن محمّد بن الغمر أبو الحسن التّميميّ المؤدّب الورّاق 256 [ذكر من اسمه] ملحان

7632 - ملحان بن زياد بن غطيف، و يقال: ملحان بن عطيف بن حارثة بن سعد ابن الحشرج بن امرئ القيس بن عدي بن أخزم بن أبي أخزم بن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيّئ بن أدد الطائي أخو عدي بن حاتم الطائي لأمه 258 [ذكر من اسمه] مليح

7633 - مليح بن وكيع بن الجرّاح بن مليح بن عدي بن فرس بن حمحمة الرّؤاسي الكوفي 260 [ذكر من اسمه] ممطور

7634 - ممطور أبو سلاّم الأعرج الأسود الحبشيّ 263 [ذكر من اسمه] منبّه

7635 - منبّه بن عثمان 273

7636 - منتصر بن أبي الدّرداء 276

7637 - منتصر بن عبد اللّه 276 [ذكر من اسمه] منجّى

7638 - منجّى بن سليم بن عيسى بن نسطورس أبو منصور الصّوريّ الكاتب 277

ص: 472

7639 - منجّي بن عبيد اللّه بن محمّد الفامابى الشاهد، يعرف بابن القمّاح 278

7640 - منجوتكين، و يقال: ينجوتكين التركي 278

7641 - منخّل بن منصور الجهني المشجعي 279 ذكر من اسمه المنذر

7642 - المنذر بن الجارود [بن عمرو بن حنش، و يقال: الجارود بن المعلّى، و يقال: ابن العلاء، و يقال إن الجارود] لقب، و اسمه بشر بن عمرو بن حنش بن المعلّى - و اسم المعلّى الحارث - بن زيد بن حارثة بن معاوية بن ثعلبة بن جذيمة بن عوف بن أنمار ابن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس بن أفصى بن دعمي بن جديلة ابن أسد بن ربيعة بن نزار، و يقال: اسم الجارود مطرّف، و إنّما سمّي الجارود لقوله: كما جرد الجارود بكر بن وائل و هو أبو الأشعث، و يقال: أبو غياث، و يقال: أبو الحكم العبدي 281

7643 - المنذر بن حرملة، و يقال: حرملة بن المنذر بن زبيد 286

7644 - المنذر بن حسّان بن المنذر بن ضرار الضّبّي 286

7645 - المنذر بن خالد أبو سلمة 287

7646 - المنذر بن الزّبير بن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصي بن كلاب أبو عثمان القرشي الأسدي 287

7647 - المنذر بن سليمان بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي 294

7648 - المنذر بن العبّاس بن نجيح القرشي الدمشقي 295

7649 - المنذر بن عبد الملك بن مروان بن الحكم، أمّه أم ولد، له ذكر 295

7650 - منذر بن عبيد المدني 296

7651 - المنذر بن أبي عمرو، و يقال: ابن عمرو، أبو الزبير كاتب الوليد بن يزيد بن عبد الملك 297

7652 - المنذر بن معاوية - أبي شاكر-[بن] هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي 297

7653 - المنذر بن المغيرة الدمشقي 297

7654 - المنذر بن نافع أبو عبد الصّمد 297

ص: 473

7655 - المنذر بن يعلى أبو يعلى الثوري الكوفي 299 [ذكر من اسمه] منصف

7656 - منصف بن خليفة الهذلي 303 ذكر من اسمه منصور

7657 - منصور بن بشير أبي مزاحم أبو نصر التركي الكاتب مولى الأزد 304

7658 - منصور بن جعفر القيسي 310

7659 - منصور بن جعونة بن الحارث العامريّ 310

7660 - منصور بن جمهور بن حصن بن عمرو بن خالد بن حارثة بن جابر بن حارثة بن العبيد بن عامر بن بكر بن عامر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور ابن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن الحاف بن قضاعة بن مالك بن حمير الكلبي 311

7661 - منصور بن حسّان بن أبي الأغر خليفة بن المبارك السّلمي الشاعر 313

7662 - منصور بن رامش بن عبد اللّه بن زيد أبو نصر النيسابوري 314

7663 - منصور بن زيد القرشي 316

7664 - منصور بن سعيد بن الأصبغ، و يقال: منصور بن زيد الكلبي 316

7665 - منصور بن عبد اللّه أبو القاسم الورّاق 319

7666 - منصور بن عبد اللّه بن إبراهيم أبو نصر الأصبهاني الصّوفي 320

7667 - منصور بن عفيف أبو الفتح الإسكندري الفقيه 321

7668 - منصور بن علي بن منصور بن طاهر بن محمّد بن إسحاق أبو الحسين الهروي الواعظ 322

7669 - منصور بن علوان بن وهبان أبو الفتح السّلمي الصّيداوي المؤدّب 323

7670 - منصور بن عمّار بن كثير أبو السّري السّلمي الخراساني الواعظ 324

7671 - منصور بن عمير أبو الرّوم بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدّار بن قصي ابن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي العبدي 344

7672 - منصور بن محمّد بن أحمد بن حرب أبو نصر البخاريّ الحربي القاضي 347

7673 - منصور بن محمّد المهدي بن عبد اللّه المنصور بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن العباس بن عبد المطّلب الهاشميّ 349

ص: 474

7674 - منصور بن محمّد بن علي الوليدي 354

7675 - منصور بن محمّد بن محمّد بن محمّد بن إدريس، و يقال: منصور بن محمّد بن محمّد بن أحمد بن يحيى أبو محمّد النيسابوري الحاكم الخفاف 355

7676 - منصور بن مرهوب العقيلي 356

7677 - منصور بن المسلم بن علي بن محمّد بن أحمد بن أبي الحرجين أبو نصر التميمي السعدي الحلبي المؤدّب المعروف بالدميك 356

7678 - منصور بن ناصح 358

7679 - منصور بن نصر بن منصور، و يقال: ابن نصر بن إبراهيم بن أبي عيسى الهاشمي 358

7680 - منصور بن يزيد الأفقم بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي 359

7681 - منصور أبو أميّة الخصيّ 359 ذكر من اسمه منظور

7682 - منظور بن جمهور الكلبيّ أخو منصور 360

7683 - منظور بن زبّان بن سيّار بن منظور الفزاري 360

7684 - منظور بن يزيد بن أفعي بن نبل بن خالد بن معاوية بن المتمني 361 [ذكر من اسمه] منقذ

7685 - منقذ بن مرشد بن علي بن المقلّد بن نصر بن منقذ بن محمّد بن منقذ بن نصر بن هاشم أبو المغيث الكناني الأمير 362 ذكر من اسمه منهال

7676 - منهال بن [حبيب بن] معمر بن حبيب أبو الحسن السّدوسي مولاهم 363

7687 - منهال بن عمران بن حيان الكلابي الجعفري النيسابوري 364

7688 - منهال بن عمرو أبو محمّد الأسديّ الكوفيّ 364 ذكر من اسمه منيب

7689 - منيب بن أيّوب 374

7690 - منيب بن مدرك بن منيب الأزدي الغامديّ 375

ص: 475

7691 - منيب بن مدرك الأزدي الغامديّ 376

7692 - منيب الأوزاعيّ 378 ذكر من اسمه منير

7693 - منير بن الزّبير أبو ذرّ الأزدي 378

7694 - منير بن سنان، أو سيّار أبو عطيف 381

7695 - منير بن عبد الرّزّاق بن إلياس أبو عمرو الأطرابلسي 381

7696 - منير بن عمر بن صالح بن عطية أبو عمرو القيسراني 382

7697 - منير الخادم الصقلبي غلام الوزير يعقوب بن يوسف بن كلّس 382 [ذكر من اسمه] مؤتمن

7698 - مؤتمن بن أحمد بن علي بن الحسين بن عبيد اللّه أبو نصر بن أبي منصور الربعي البغداديّ، المعروف بالساجي الحافظ 383 ذكر من اسمه موحد

7699 - موحد بن إسحاق بن إبراهيم بن سلامة أبو الفرج بن البرّي المتعبّد 385

7700 - موحد بن علي بن عبد الواحد بن الموحد بن إسحاق بن إبراهيم بن سلامة أبو الفرج السّلمي 386

7701 - موحد بن محمّد بن عثمان أبي الجماهر التّنّوخي 387 [ذكر من اسمه] مودود

7702 - مودود بن محمّد بن مسعود أبو... النيسابوري الفقيه الشافعي 387 ذكر من اسمه موسى

7703 - موسى بن إبراهيم بن سابق، و يقال: عيسى بن إبراهيم بن سابق أبو المغيث الرافقي، و يقال: الإفريقي 388

7704 - موسى بن إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي 390

7705 - موسى بن إبراهيم أبو عمران 390

ص: 476

7706 - موسى بن إسحاق بن موسى بن عبد اللّه بن موسى بن عبد اللّه بن يزيد أبو بكر الأنصاري الخطمي القاضي 391

7707 - موسى بن إسماعيل بن الحسين بن أحمد بن إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل ابن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو الحسن العلوي النقيب ابن النقيب 395

7708 - موسى بن أيّوب أبو الفيض الحمصي 395

7709 - موسى بن أيّوب أبو عمران النّصيبيّ، و يقال: الأنطاكيّ 398

7710 - موسى بن أيّوب الجسرينيّ 400

7711 - موسى بن بغا الكبير أبو عمران 401

7712 - موسى بن جمهور بن زريق البغدادي، ثم التنيسي السمسار 402

7713 - موسى بن الحسن بن عبد اللّه بن يزيد أبو عمران الصّقليّ، و يقال: أبو عمرو 404

7714 - موسى بن الحسن بن عبّاد بن أبي عبّاد أبو السّريّ الأنصاري النّسائي ثم البغدادي، المعروف بالجلاجلي 405

7715 - موسى بن الحسين بن علي، والد أبي الحسن بن السمسار 407

7716 - موسى بن خاقان 407

7717 - موسى بن داود بن علي بن عبد اللّه بن عباس بن عبد المطّلب الهاشمي 408

7718 - موسى بن زادان 408

7719 - موسى بن سليمان بن علي بن عبد اللّه بن العبّاس بن عبد المطّلب بن هاشم الهاشمي 408

7720 - موسى بن سليمان بن موسى أبو عمرو الأموي 409

7721 - موسى بن سليمان بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي 411

7722 - موسى بن سهل بن عبد الحميد أبو عمران الجوني 411

7723 - موسى بن سهل بن قادم أبو عمران الرملي، أخو علي بن سهل 414

7724 - موسى بن أبي سهل أبو هارون الفزاري البيروتي 415

7725 - موسى بن الصباح أبي كثير أبو الصباح الأنصاري، يعرف بموسى الكبير الكوفي، و يقال: الواسطي، و يقال: الهمداني 416

7726 - موسى بن صهيب 421

ص: 477

7727 - موسى بن طلحة بن عبيد اللّه بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة ابن كعب بن لؤي بن غالب أبو عيسى،- و يقال: أبو محمّد - القرشي التّيمي المدني 422

7728 - موسى بن عامر بن عمارة بن خريم الناعم بن عمرو بن الحارث بن خارجة بن سنان بن أبي حارثة بن مرّة بن نشبة بن غيظ بن مرّة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيص بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان أبو عامر بن أبي الهيذام المرّي الخريمي 436

7729 - موسى بن العبّاس بن محمّد أبو عمران الجويني النيسابوري 441

7730 - موسى بن عبد اللّه بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطّلب ابن هاشم بن عبد مناف أبو الحسن الحسني المدني 443 7731-[موسى بن عبد اللّه المأمون بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد اللّه المنصور بن محمد بن علي بن عبد اللّه بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي 452

7732 - موسى بن عبد الرّحمن بن موسى بن محمّد، و يقال: ابن صالح أبو عمران الصبّاغ 453

7733 - موسى بن عبد العزيز بن الرّمّاح الدّمشقي 454

7734 - موسى بن عبد الملك بن هشام أبو الحسين الكاتب 455

7735 - موسى بن عبيد اللّه بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية الأموي 456

7736 - موسى بن عثمان بن مهران 456

7737 - موسى بن عصام الكلبي ثم الرقاشي 456

7738 - موسى بن عقبة أبو محمّد المدني 456

ص: 478

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.