تاریخ مدینة دمشق المجلد 56

هویة الکتاب

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

تفاصيل النشر: بیروت: دارالفکرالمعاصر؛ دمشق: دارالفکر دمشق: معهد الفتح الاسلامي، 1420ق.= 1999م.= 1378 -

دراسة و تحقيق علي شيري

عدد المجلدات: 80

لسان: العربية

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

تصنيف الكونجرس: DS99 /د8 1378 الف243015

تصنيف ديوي: 956/9144

موضوع: تاريخ الإسلام | التاريخ والجغرافيا المحلية | الترجمة الجماعية | رجال

ص: 1

اشارة

ص: 2

الجزء السادس و الخمسون

[تتمة حرف الميم]

[تتمة ذكر من اسمه محمد]

[تتمة حرف الميم في أسماء آباء المحمدون]

7008 - محمّد بن مظفّر بن موسى بن عيسى بن محمّد بن عبد اللّه

أبو الحسين (1) الحافظ البغدادي البزاز (2)

سمع بدمشق: محمّد بن خريم (3)،و أبا الحسن (4) بن جوصا، و عبد اللّه بن الحسين (5)ابن جمعة، و محمّد بن يوسف الهروي، و عامر بن خريم بن محمّد، و القاسم بن عيسى العصّار (6)،و محمّد بن عبد السّلام بن عثمان الفزاري، و أحمد بن سعيد أبا الحارث، و محمّد ابن عبد الحميد الفرغاني - نزيل دمشق - و حدّث عنهم، و عن أبي العبّاس أحمد بن عمر بن موسى بن زنجويه،[و عمار بن] (7) أحمد الدقاق، و القاسم بن زكريا المطرز، و حامد بن محمّد بن شعيب البلخي، و أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصوفي، و عبد اللّه بن محمّد البغوي، و أبي بكر بن أبي داود، و يحيى بن محمّد بن صاعد، و الهيثم بن خلف البغدادي (8)،و عمر بن الحسن بن نصر الحلبي، و محمّد بن جرير الطبري، و عبد اللّه بن صالح البخاري، و محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي الواسطي، و محمّد بن زبّان (9) بن

ص: 3


1- في د: الحسن.
2- ترجمته في ميزان الاعتدال 43/4 و تاريخ بغداد 262/3 و لسان الميزان 383/5 و المنتظم 152/7 و تذكرة الحفاظ 980/3 و سير أعلام النبلاء 418/16 و العبر 14/3 و شذرات الذهب 96/3.
3- بدون إعجام في د.
4- تحرفت بالأصل إلى: الحسين، و المثبت عن د.
5- في د: و عبد اللّه بن الحسين بن محمد بن جمعة.
6- تحرفت في الأصل إلى: العصاب، و المثبت عن د.
7- بياض في الأصل، و الزيادة عن د، و في تاريخ بغداد: بنان بن أحمد الدقاق.
8- في د: البغداديين.
9- بدون إعجام بالأصل، و في د: زياد.

حبيب، و علي بن أحمد بن سليمان، و محمّد بن الحسين الخثعمي، و عبد اللّه بن زيدان البجلي، و أبي عروبة الحرّاني، و خلق كثير سواهم.

و سمع بحمص، و حلب، و الرقة و حران و الكوفة، و واسط و غيرها.

روى عنه: أبو الحسن الدارقطني، و أبو حفص بن [شاهين، و أبو بكر البرقاني، و أبو عبد الرحمن السلمي، و أبو عبد اللّه الحافظ، و أبو الحسن العتيقي، و أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ، و مكي بن محمد بن الغمر، و أبو بكر أحمد بن عبد الواحد] (1) أحمد البجلي المكي، و أبو سعد أحمد بن محمّد الماليني، و أبو الفضل محمّد ابن (2) محمّد الجارودي الهروي، و أبو القاسم الأزهري، و أبو نعيم الحافظ، و أبو محمّد الحسن بن محمّد الخلاّل، و أبو بكر محمّد بن عمر الداودي القاضي، و أبو القاسم التنوخي، و أبو محمّد الجوهري.

أخبرنا أبو [بكر] (3) محمّد بن عبد الباقي، ثنا أبو محمّد الجوهري - إملاء - سنة ست و أربعين و أربع مائة، أنا أبو الحسين محمّد بن المظفر بن موسى الحافظ، نا محمّد بن محمّد ابن سليمان الباغندي، ثنا أحمد بن عيسى، و أبو عبيد اللّه أحمد بن عبد الرّحمن، قالا:

حدّثنا عبد اللّه بن وهب، نا سلمة بن علي، عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من قلّ ماله، و كثر عياله، و حسنت صلاته، و لم يغتب المسلمين جاء يوم القيامة و هو معي كهاتين»[11732].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا محمّد بن مظفّر بن موسى الحافظ، نا أبو بكر محمّد بن خريم بن محمّد بن هارون بن عبد الملك الدمشقي - بدمشق - في سنة أربع عشرة و ثلاثمائة، نا هشام بن عمّار بن نصير الدمشقي، نا سعيد بن يحيى بن صالح اللخمي، نا إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر الشعبي، حدّثني عروة بن مضرّس الطائي قال:

ص: 4


1- ما بين معكوفتين مكانه بياض بالأصل، و المستدرك عن د.
2- في د:«محمد بن أحمد بن محمد الجارودي الهروي» و في سير الأعلام: محمد بن أحمد الجارودي، و فيهما الأظهر، ترجمته في سير أعلام النبلاء 384/17.
3- استدركت عن هامش الأصل، و بعدها صح.

أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقلت: يا رسول اللّه، جئت من جبل (1) طيء، أكللت راحلتي، و أتعبت نفسي، فهل لي من حجّ؟ و اللّه ما تركت جبلا إلاّ و قد وقفت عليه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من أدرك معنا هذه الصلاة، صلاة الغداة، و قد أتى عرفات قبل ذلك ليلا أو نهارا فقد قضى تفثه و تمّ حجّه»[11733].

أخبرنا أبو القاسم النسيب، و أبو الحسن المالكي، و أبو منصور بن زريق، قالوا:

قال (2):أنا أبو بكر الخطيب (3):

محمّد بن مظفّر بن موسى بن عيسى بن محمّد بن عبد اللّه بن سلمة بن إياس أبو الحسين البزاز، ذكر لي نسبه أبو القاسم الأزهري، و علي بن المحسن التنوخي، و قال لي عبد الواحد بن علي بن برهان الأسدي: كان ابن المظفّر من ولد إياس [بن سلمة] (4) بن الأكوع، صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و عندي في ذلك نظر، لأني لم أر أحدا ذكره غير ابن برهان.

و حدّثني التنوخي قال: أملى علينا محمّد بن مظفّر (5) نسبه و ساقه إلى إياس كما ذكرته.

قال (6):و قال لنا ابن المظفّر: لا أعلم أنا من العرب و كان أبي و من قبل من سلفي من أهل سرمن رأى، فانتقل أبي بغداد، و ولدت أنا فيها في المحرم [من] سنة ست و ثمانين و مائتين [و أول سماعي] (7) للحديث في المحرم سنة ثلاثمائة، و سلمة بن الأكوع أسلمي، فلو كان ابن المظفر من ولده لذكره و لم [ينف] (8) علمه بأنه من العرب، و اللّه أعلم.

[سمع ابن المظفر بنان] (9) بن أحمد [الدقاق، و القاسم بن زكريا] (10) المطرز، و عمر ابن الحسن بن نصر الحلبي، و حامد بن محمّد بن شعيب البلخي، و الهيثم بن خلف الدوري، و محمّد بن جرير الطبري، و عبد اللّه بن صالح البخاري، و أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار

ص: 5


1- بالأصل:«جبلي» و المثبت عن د.
2- في د: قال لنا أبو بكر.
3- تاريخ بغداد 262/3.
4- زيادة لازمة للإيضاح عن د، و تاريخ بغداد.
5- قوله:«محمد بن مظفر» ليس في تاريخ بغداد.
6- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 262/3.
7- بياض بالأصل، و الزيادة عن د، و تاريخ بغداد.
8- بياض بالأصل، و الزيادة عن د، و تاريخ بغداد.
9- بياض بالأصل، و الزيادة عن د، و تاريخ بغداد.
10- بياض بالأصل، و الزيادة عن د، و تاريخ بغداد.

الصوفي، و محمّد بن محمّد الباغندي، و عبد اللّه بن محمّد البغوي، و أبا بكر بن أبي داود، و يحيى بن محمّد بن صاعد، و أشباههم من البغداديين، و سافر الكثير، فكتب عن أبي عروبة الحسين بن محمّد بحرّان، و عن أبي الحسن بن جوصا و غيره بدمشق، و عن أبي جعفر الطحاوي، و محمّد بن زبّان (1) و علي بن أحمد بن سليمان علان بمصر، و كان حافظا، فهما، صادقا، مكثرا، روى عنه أبو الحسن الدارقطني، و أبو حفص بن شاهين، و من بعدهما، و حدّثنا عنه محمّد بن أبي الفوارس، و أبو بكر البرقاني، و أبو نعيم الأصبهاني، و الحسن بن محمّد الخلاّل، و أبو القاسم الأزهري، و خلق يطول ذكرهم.

[قال الخطيب:] حدّثنا القاضي أبو بكر محمّد بن عمر الداودي قال: سمعت أبا الحسين بن مظفر يقول: ولدت في المحرم سنة ست و ثمانين و مائتين، و أول سنة سمعت فيها الحديث سنة ثلاثمائة من أبي محمّد بن بنان الدقاق (2).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - قراءة - نا عبد العزيز الكتاني قال: كتب إليّ أبو ذرّ عبد (3) بن أحمد الهروي من مكة، و حدّثني عنه عبد الغفّار بن عبد الواحد الأرموي، قال (4):

سمعت أبا الفتح بن أبي الفوارس يقول: سألت ابن المظفّر عن حديث عن الباغندي عن ابن زيد (5) المرادي، عن عمرو بن عاصم، عن شعبة، عن عبد اللّه بن دينار، عن ابن عمر قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«آتى باب الجنّة فأخذت (6) الحلقة»، الحديث، فقال: ليس عندي، فقلت: لعله عندك؟ فقال: لو كان عندي كنت أحفظه، عندي عن الباغندي مائة ألف حديث، ليس عندي هذا الحديث عنه[11734].

قال أبو ذر: يا ابن عبدان: أنا الباغندي أنه قال أبو ذرّ قال لي أبو الفتح: حملت إلى ابن المظفّر جزءا من بعض الشيوخ ليعلم لي، فلما نظر فيه قال: أنا كتبت عن شيخ هذا و ليس عندي هذه الأحاديث، و إني أخاف إن قرأته أن يعلّق بحفظي هذه الأحاديث، فاعفني عن النظر فيه، و لم يفعل.

ص: 6


1- بدون إعجام بالأصل، و المثبت عن تاريخ بغداد.
2- بالأصل:«بباب الرمان» و في د:«أبي محمد بيان الدقاق» و المثبت عن تاريخ بغداد.
3- كتب فوقها:«الرحمن» و المثبت يوافق ما جاء في «ز»، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 554/17.
4- رواه الذهبي في سير الأعلام 419/16.
5- رسمها بالأصل:«زبلا» و المثبت عن د، و سير الأعلام.
6- في د: فآخذ بالحلقة.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن الزاهد، قالا: نا و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (1)،حدّثني أبو بكر البرقاني قال: كتب الدارقطني عن ابن (2) المظفّر ألف حديث، و ألف حديث، و ألف حديث، فعدّد ذلك مرات.

قال (3):و حدّثني محمّد بن عمر بن إسماعيل القاضي قال: رأيت أبا الحسن الدارقطني يعظّم (4) أبا الحسين بن مظفّر [و يجله و لا يستند بحضرته، و قد روى عنه في جموعه أشياء كثيرة، و ذاكرت محمد بن عمر إكثار ابن المظفر فقال: رأيت من أصوله في الوارقين شيئا كثيرا، فسألت الوراق عنها، فقال باعني ابن المظفر من هذه الأصول ثمانين رطلا] (5).

قال محمّد بن عمر: و كانت كلها عن يحيى بن صاعد، قد كتبها ابن مظفّر بخطه الدقيق، فجئت إليه و سألته عنها، فقال: أنا بعتها، و هل أؤمّل أن يكتب عني حديث ابن صاعد؟ أو كما قال.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أبي بكر بن محمّد المقرئ، و أبو محمّد عبد الرافع بن منصور بن أبي المشهور - بهراة - و أبو مسلم روح بن شجاع بن محمّد الفقيه، و أبو العلاء صاعد بن أبي بكر بن أبي منصور، قالوا: ثنا أبو إسماعيل عبد اللّه بن محمّد الأنصاري - إملاء - أنبأ أبو مسلم غالب بن علي بن محمّد بن إبراهيم الدباوندي (6)،شيخ صدوق، له حظ من حفظ، أنبأ أبو الحسين محمّد بن المظفر بن موسى الحافظ قال: فقال لنا أبو الفضل العمري: كان ابن المظفّر يقال [له] (7):باز الأبيض ببغداد، فذكر عنه حديثا.

أنبأنا أبو المظفّر بن القشيري، عن محمّد بن علي بن محمّد، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي قال: و سألته - يعني - الدارقطني عن محمّد بن المظفّر؟ فقال: ثقة مأمون، فقلت:

يقال إنه يميل إلى التشيّع، فقال: قليلا، مقدار ما لا يضر إن شاء اللّه (8).

ص: 7


1- تاريخ بغداد 263/3.
2- بالأصل: أبي المظفر.
3- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 363/3-264.
4- بالأصل:«يعظ» و المثبت عن د، و تاريخ بغداد.
5- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين لتقويم المعنى عن د، و تاريخ بغداد.
6- الدباوندي بضم الدال المهملة... و النون ساكنة نسبة إلى دباوند ناحية في الجبال بالري مما يلي طبرستان (الأنساب).
7- زيادة عن د.
8- سير أعلام النبلاء 420/16.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح أنا أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا: أنا أبو بكر بن خلف، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: ابن مظفر عندنا (1) حافظ ثقة مأمون.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، و أبو الحسن المالكي، قالا: نا و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (2)،أخبرني أحمد بن علي المحتسب، أنا محمّد بن أبي الفوارس قال: كان محمّد بن مظفّر ثقة، أمينا، مأمونا، حسن الحفظ، و انتهى إليه الحديث، و حفظه و علمه، و كان قديما ينتقي (3) على الشيوخ، و كان مقدما عندهم.

كتب إليّ أبو سعد محمّد بن محمّد بن محمّد و أبو علي الحسن بن أحمد، و أبو القاسم غانم بن محمّد بن عبيد اللّه (4).

ثم أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد الحلواني، أنا أبو علي، قالوا:

قال: أنا أبو نعيم الحافظ: محمّد بن مظفّر حافظ، ثقة، مأمون (5).

انبانا أبو عبد اللّه بن أبي العلاء، و أبو محمّد بن صابر، و أبو القاسم بن تميم، قالوا:

أبو القاسم أحمد بن سليمان بن خلف بن سعيد، أنا أبي أبو الوليد قال: أبو الحسين بن المظفر حافظ، حسن الحديث، كان فيه تشيع ظاهر (6).

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد (7)،و حدّثني عبد الغفّار بن عبد الواحد قال (8):سمعت ابن جنيقا قال: كان ابن المظفّر خرّج أوراقا في مثالب أصحاب الحديث، و يهديه لبعض أصحاب السلطان المعروفين بالرفض، فوقع في يدي (9) ذلك الجزء، فدخلت أنا و ابن أخي ميمي، و أبو الحسن (10) بن الفرات عليه، فلما رأى الجزء معنا

ص: 8


1- بالأصل: عندهما، و المثبت عن د.
2- تاريخ بغداد 264/3.
3- تقرأ بالأصل:«ينتهي» و المثبت عن د، و تاريخ بغداد.
4- تحرفت في د إلى: عبد اللّه، قارن مع المشيخة 160/ب.
5- سير أعلام النبلاء 420/16.
6- سير أعلام النبلاء 420/16.
7- زيد بعدها في د: قال: كتب إليّ أبو زرعة بن أحمد.
8- الخبر من طريق أبي ذر الهروي في سير أعلام النبلاء 420/16.
9- بالأصل: أيدي، و المثبت عن د.
10- كذا بالأصل و د، و في سير الأعلام: أبو الحسين.

تغيّر، و أخذ يعتذر (1) فلم نزل نلاطفه (2) و قلنا: نحن أولاد فلان [فلاطفناه] (3) حتى قرأ (4)علينا الجزء.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: نا - و أبو منصور ابن زريق، أنبأ - أبو بكر أحمد بن علي (5)،حدّثني [محمد] (6) بن عمر الداودي قال: توفي محمّد بن مظفّر في جمادى الأولى سنة تسع و سبعين و ثلاثمائة.

قال: و حدّثني أبو القاسم الأزهري، و أحمد بن محمّد العتيقي، قالا: توفي محمّد بن مظفّر يوم الجمعة، و قال الأزهري: في آخر نهار يوم الجمعة، قالا جميعا: و دفن يوم السبت لثلاث - و قال الأزهري: لأربع - خلون من جمادى الأولى سنة تسع و سبعين و ثلاثمائة، قال العتيقي: و كان ثقة مأمونا، حسن الحفظ.

7009 - محمّد بن مظفّر أبو غانم الأزدي الفقيه الأديب

قدم دمشق في سنة إحدى و ستين و ثلاثمائة، و حدّث بها عن أبي بكر محمّد بن الحسن ابن دريد.

روى عنه: أبو الحسين عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، و أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن الحسين بن الدوري.

قرأت بخط أبي الحسين عبد الوهّاب بن جعفر، أنا أبو غانم محمّد بن المظفر الأزدي الأديب الفقيه، قدم علينا، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن دريد، أنشدنا الحسن بن الخضر (7) عن أبيه:

لا تشرهن فإن الذل في الشره *** و العز في الحلم لا في الطيش و السفه

و قل لمغتبط بالتيه من حمق *** لو كنت تعلم ما في التيه لم تته

التيه مفسدة للدين منقصة *** للعقل مهبطة للعرض فانتبه

ص: 9


1- بالأصل:«يعبث» تحريف، و التصويب عن د، و سير الأعلام.
2- بالأصل: يزل يلاطفه، و المثبت عن د، و سير الأعلام.
3- بياض في الأصل، و المثبت عن د.
4- بالأصل:«رأى» و المثبت عن د، و في سير الأعلام: فلاطفناه و قرأنا عليه.
5- تاريخ بغداد 264/3.
6- زيادة عن د، و تاريخ بغداد.
7- بالأصل:«الخصب» و المثبت عن د، و المختصر.
7010 - محمّد بن مظفّر أبو بكر الدمشقي

حدّث عن أبي نصر طراد بن أحمد بن الحسين الحنبلي، و سمع منه بمكة.

سمع منه علي بن الحسن بن علي الربعي.

7011 - محمّد بن معاذ بن عبد الحميد بن حريث بن أبي حريث القرشي مولاهم

7011 - محمّد بن معاذ بن عبد الحميد بن حريث بن أبي حريث القرشي مولاهم (1)

أخو عبد اللّه

من أهل دمشق.

حدّث عن سعيد بن عبد العزيز، و سعيد بن بشر، و سهل بن هاشم، و رديح بن عطية، و الوليد بن مسلم، و أبيه معاذ بن عبد الحميد، و أبي مطيع معاوية بن يحيى الأطرابلسي، و المغيرة بن عبد الرّحمن الخزامي.

روى عنه يزيد بن محمّد، و أبو زرعة الدمشقي، و العباس بن الوليد بن صبح الخلال.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، و أبو القاسم تمام بن محمّد، و أبو نصر بن الجندي، و أبو بكر القطّان، و أبو القاسم عبد الرّحمن بن أبي الغيث.

ح و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبي العبّاس، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، قالوا: أنا أبو القاسم [بن أبي (2) العقب، نا أبو زرعة، نا محمد بن معاذ بن عبد الحميد القرشي، نا سعيد بن بشير، عن الأعمش عن أبي صالح، عن أبي هريرة.

أن رجلا قال: يا رسول اللّه، إني أعمل عملا أسره، فيطلع عليه، فيعجبني] (3) ذلك فقال:«لك في ذلك أجران: أجر السر، و أجر العلانية»[11735].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا علي و إبراهيم، ابنا محمّد الحنائي (4)،قالا: أنا عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي (5)،نا أبو الحسن بن جوصا، نا يزيد

ص: 10


1- ترجمته في لسان الميزان 385/5 و الجرح و التعديل 96/8 و تاريخ أبي زرعة 707/2.
2- «بن أبي» مكانها بالأصل «راى».
3- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن د، لتقويم المعنى.
4- رسمها بالأصل:«الحساب؟؟؟» و بدون إعجام في د.
5- رسمها بالأصل:«العلاى؟؟؟» و المثبت عن د.

ابن محمّد، نا يحيى بن صالح، و محمّد بن معاذ، قالا: نا سعيد بن عبد العزيز، عن ابن حلبس، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«رأيت أنّ عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي فأتبعه بصري، فإذا هو نور ساطع عمد به إلى الشام، ألا و إن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام»[11736].

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز الصوفي، أنا أبو محمّد العدل، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (1)،حدّثني محمّد بن معاذ، و هشام بن عمّار، قالا: نا رديح (2) بن عطية، حدّثني إبراهيم بن أبي عبلة قال: رأيت أبا أبي ابن أم حرام يلبس الخز و حدّثني أنه صلى القبلتين مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أنبأنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن، و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، قالا: أنا عبد الرّحمن، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا ابن سلمة، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (3):

محمّد بن معاذ الدمشقي، روى عن سعيد بن بشير (4)،و سهل بن هاشم، و سعيد بن عبد العزيز، روى عنه يزيد بن محمّد (5) بن عبد الصّمد الدمشقي، سألت أبي عنه؟ فقال: لا أعرفه.

أخبرنا أبو محمّد المزكي، نا عبد العزيز التميمي، أنا تمام البجلي (6)،نا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في ذكر أهل الفتوى بدمشق: محمّد بن معاذ بن عبد الحميد القرشي.

قال: و أنا ابن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال (7):

مات محمّد بن معاذ بن عبد الحميد - يحدّث عن سعيد بن عبد العزيز، و سعيد بن بشير - في النصف من شعبان سنة خمس عشرة (8) و مائتين.

ص: 11


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 448/1 باختلاف، و ليس في الإسناد ذكر لمحمد بن معاذ.
2- هو أبو الوليد و قيل أبو صالح رديح بن عطية القرشي، مؤذن بيت المقدس، تهذيب التهذيب 271/3.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 96/8.
4- تحرفت بالأصل و د إلى: بشر.
5- قوله:«بن محمد» ليس في الجرح و التعديل.
6- أقحم بعدها بالأصل: نا البجلي.
7- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 707/2.
8- بالأصل: خمس عشر، و المثبت عن د.
7012 - محمّد بن المعافى بن أحمد بن محمّد بن بشير بن أبي كريمة

أبو عبد اللّه الصيداويّ [و يقال البيروتي] (1)(2)

من أهل صيدا، من ساحل دمشق.

روى عن: هشام بن عمّار، و عمرو بن عثمان، و كثير بن عبيد، و محمّد بن صدقة الجبلاني، و محمّد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم البرقي، و محمّد بن عزيز الايلي، و محمود بن خالد، و الربيع بن سليمان، و هشام بن خالد الأزرق، و العباس بن الوليد بن مزيد (3)،و أبي يحيى زكريا بن يحيى الوقار، و دحيم، و محمّد بن خلف العسقلاني، و الفضل بن أبي طالب، و يوسف بن بحر الجبلي (4)،و أحمد بن أبي الحواري، و أبي الربيع سليمان بن داود ابن حمّاد الرشديني، و أبي تقي هشام بن عبد الملك، و القاسم بن عثمان الجوعي، و عبدة بن عبد الرحيم المروزي.

روى عنه: أبو بكر بن المقرئ، و أبو علي بن أبي الزمزام، و أبو هاشم المؤدّب، و أبو بكر محمّد بن حميد بن معيوف، و أبو يعلى عبد اللّه بن محمّد بن حمزة بن أبي كريمة، و أبو جعفر محمّد بن الحسن اليقطيني، و أبو بكر الميانجي، و أبو علي بن شعيب، و أبو علي محمّد ابن جعفر بن محمّد بن أبي كريمة، و أبو بكر محمّد بن داود بن سليمان النيسابوري (5)،و أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن أسد العنزي [الصوري المؤدب و] (6) أبو الحسن (7) عثمان [بن القاسم بن] (8) معروف الواقدي، و أحمد بن محمّد بن أحمد بن جميع، و قال: الصدوق.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي، أنا أبو طاهر بن محمود، و منصور بن الحسين، قالا: أنا أبو بكر المقرئ، نا أبو عبد اللّه محمّد بن المعافى بن أحمد بن محمّد بن بشير (9) بن أبي كريمة الصيداويّ - بصيدا - سنة عشر و ثلاثمائة، نا عمرو بن عثمان، نا بقية

ص: 12


1- قوله:«و يقال البيروتي» جاء بعد كلمة «دمشق» في السطر التالي، قدمناها إلى هنا.
2- ترجمته في الأنساب، و الجرح و التعديل 70/8.
3- تحرفت بالأصل إلى:«مرثد». ترجمته في سير الأعلام 471/12.
4- ترجمته في سير الأعلام 122/13 و الجبلي نسبة إلى جبلة، و كان قد نزلها، فنسب إليها.
5- الذي في الأصل:«محمد بن ذكر الهمن» و المثبت عن د.
6- بياض بالأصل، و الزيادة عن د.
7- في د: الحسين.
8- بياض بالأصل، و المثبت عن د.
9- تحرفت في د هنا: بشر.

قال: قال لي شعبة:.... (1) حدثني: حدثك حبيب بن شريح عن أبي حي المؤذن عن ثوبان عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:

«لا يحلّ لمسلم أن ينظر في بيت [رجل] (2) إلاّ بإذنه، فإن نظر فقد دخل، و لا يؤمّ قوما فيخص نفسه بدعاء دونهم، فإن فعل فقد خانهم، و لا يقوم إلى الصلاة و هو حاقن»[11737].

قال ابن المقرئ: ما كتبناه إلاّ عنه، و كتبته مع أبي أحمد المروزي، و أبي عبد اللّه القرقساني، و الحديث مشهور بموسى بن أيوب النصيبي معروف عن بقية، و ابن المعافى غير مختلفين في أمره في الثقة، و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن الحسين، و أحمد بن محمود.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر بن محمود.

قالا: أنا أبو بكر [بن] (3) المقرئ، نا محمّد بن المعافي الصيداويّ قال: سمعت الربيع يقول: سمعت الشافعي يقول: اللبيب العاقل هو الفطن المتغافل (4).

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم حدّثني أبو مسعود المعدل عنه، أنبأ أبو نعيم الحافظ، نا سليمان بن أحمد، نا محمّد بن المعافى بن أبي حنظلة البيروتي (5)،فذكر عنه حديثا.

و روى عنه سليمان بن أحمد في غير هذا الموضع فنسبه إلى صيدا (6)،و هو الصحيح، و لعله سكن بيروت.

أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنا علي بن محمّد البحاثي (7)،أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن أحمد بن محمّد، أنا أبو حاتم محمّد بن حبّان، نا محمّد بن المعافى العابد - بصيدا - نا هشام بن عمّار بحديث ذكره.

قال أبو حاتم: لم يطعم محمّد بن المعافى ثماني عشرة (8) سنة من طيبات الدنيا شيئا غير الحسو عند إفطاره.

ص: 13


1- كلمة غير واضحة بالأصل و د.
2- سقطت من الأصل، و استدركت عن د.
3- زيادة عن د.
4- تقرأ بالأصل:«المتعاون» و المثبت عن د، و المختصر.
5- رسمها بالأصل:«السروي» و المثبت عن د.
6- راجع المعجم الصغير للطبراني 76/2.
7- في د: النجاشي.
8- بالأصل و د: ثمانية عشر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف قال:

و سألت الدارقطني عن محمّد بن المعافى بن أبي حنظلة، أبو عبد اللّه الصيداويّ - بصيدا - فقال: ما علمت إلاّ خيرا.

7013-[محمّد بن معاوية بن بحير بن ريسان المعامري المصري

7013-[محمّد (1) بن معاوية بن بحير بن ريسان المعامري المصري (2)

له رواية عمن لم يبلغني.

روى عنه عبد اللّه بن لهيعة، و بكر بن مضر المصريان.

و قدم دمشق و خرج منها إلى مصر وافدا ببيعة يزيد بن الوليد له ذكر في تاريخ ابن يونس، فيما:

أخبرنا أبو [محمد] (3) حمزة بن العباس العلوي، و أبو الفضل بن سليم في كتابيهما ثم حدثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا محمد بن إسحاق بن منده، أنا أبو سعيد بن يونس قال:

محمد بن معاوية بن بحير بن ريسان الكلاعي استخلفه صالح بن علي بن العباس على فسطاط مصر حين أراد تعدية النيل و الشخوص في طلب مروان بن محمد. روى عنه عبد اللّه ابن لهيعة و بكر (4) بن مضر].

7014 - محمد بن معاوية بن مروان بن الحكم بن أبي العاص

7014 - محمد بن معاوية بن مروان (5) بن الحكم بن أبي العاص

ابن أمية بن عبد شمس الأموي

كان له ابن اسمه المغيرة بن محمد.

له ذكر.

7015 - محمد بن معبد

7015 - محمد بن معبد (6)

أظنه بصريا.

ص: 14


1- ترجمته سقطت من الأصل و استدركت بتمامها عن د.
2- انظر أخباره في ولاة مصر للكندي ص 118 و 144،139،132،130،126،125،119.
3- سقطت من د.
4- في د: بكير.
5- تحرفت بالأصل إلى: هارون، و المثبت عن د.
6- ترجمته في الجرح و التعديل 102/8 و التاريخ الكبير 239/1/1.

قدم الشام غازيا (1) في أيام عمر بن عبد العزيز.

روى عنه [نوح بن قيس الحداني الأزدي البصري.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ، نا عبد اللّه بن محمد، نا محمد بن يحيى المروزي، نا مرثد بن خداش، نا نوح بن قيس، حدثني محمد بن] (2) معبد:

أن عمر بن عبد العزيز أرسل بأسارى من أسارى الروم، فادى بهم أسارى من أسارى المسلمين، قال: فكنت إذا دخلت على ملك الروم، فدخلت عليه عظماء الروم خرجت، قال: قد خلت يوما، فإذا هو جالس في الأرض، مكتئبا حزينا، فقلت: ما شأن الملك؟ فقال:

و ما تدري ما حدث؟ قلت: و ما حدث؟ قال: مات الرجل الصالح، قلت: من؟ قال: عمر بن عبد العزيز، قال: ثم قال ملك الروم: إني لأحسب أنه [لو] (3) كان أحد يحيي الموتى بعد عيسى بن مريم لأحياهم عمر بن عبد العزيز، ثم قال: إنّي لست أعجب من الراهب إن أغلق بابه و رفض الدنيا، و ترهّب و تعبّد، و لكن أتعجّب ممن كانت الدنيا تحت قدميه (4) فرفضها ثم ترهّب.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل و أبو الحسين (5)و الغنائم و اللفظ له قالوا: أنا أبو محمد، زاد أبو الفضل و محمد بن الحسن قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا البخاري قال (6):

محمد بن معبد أدرك عمر بن عبد العزيز، سمع منه نوح بن قيس] (7).

أنبأنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن، و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (8) قال:

ص: 15


1- بالأصل:«عار» و المثبت عن د.
2- بياض بالأصل، و الزيادة بين معكوفتين استدركت عن د.
3- زيادة لازمة عن د.
4- في د، و المختصر: قدمه.
5- في د:«الحسن».
6- التاريخ الكبير للبخاري 239/1/1.
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن د.
8- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 102/8.

محمّد بن معبد أدرك عمر بن عبد العزيز، سمع منه نوح بن قيس الحداني، سمعت أبي يقول ذلك.

7016- [محمد بن معبد..... ..... الاساسى؟؟؟

7016- (1)[محمد (2) بن معبد..... (3)..... الاساسى؟؟؟ (4)

حكى عن أبي بن الكرى (5) الصوفي.

حكى عنه أبو نصر عبد اللّه بن علي الطوسي الصوفي المعروف بابن السراج].

7017 - محمّد بن معمر أبو بكر الهلاليّ

من أهل طبرية (6).

سمع أبا زرعة الحسى (7) صاحب أبي عبيد اللّه البسري (8)،و أبا صالح الزاهد صاحب ابن سيّد حمدوية.

روى عنه: أبو بكر محمّد بن داود الدّقّي الدينوري، و أحمد بن محمّد البغوي،[و] (9)أبو [أحمد] (10) عبد اللّه بن بكر الطبراني.

ذكر أبو أحمد عبد اللّه بن بكر الطبراني، قال أبو بكر الهلاليّ:

كنت بحوران (11) و أنا صبي مريد الحسن رحمه اللّه، فكانت المسألة تعرض في قلبي و أحب كشفها و علمها، فيقع في نفسي جوابها، فاتق به و أسير إلى دمشق، فألقى موسى الحضرمي و غيره من الشيوخ، فأسأل من اتفق منهم في المسألة، فيجيبوني بما خطر لي، فأحمد اللّه تعالى على حسن الهداية، و أرجع إلى موضعي، فوقع في نفسي مسألة عالية، و غاب عني علمها، فقلت: ما يعلم هذه المسألة إلاّ الخضر عليه السلام، ثم فتح اللّه سبحانه

ص: 16


1- الترجمة التالية سقطت من الأصل و استدركت عن د.
2- كتب فوقها ملحق، و لعل الترجمة من إضافات القاسم ابن المصنف.
3- بياض في د.
4- كذا رسمها.
5- كذا رسمها في د.
6- طبرية: بلدة مطلة على بحيرة طبرية من أعمال الأردن (معجم البلدان).
7- كذا رسمها بالأصل و د.
8- بالأصل:«أبي عبيد البشري» و المثبت عن د.
9- زيادة لازمة للإيضاح عن د، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 106/17.
10- زيادة لازمة للإيضاح عن د، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 106/17.
11- حوران كورة واسعة من أعمال دمشق من جهة القبلة (معجم البلدان).

عليّ بعلمها، فلم أشعر بعد ذلك إلاّ و الباب يدق، فقلت: من؟ قال: الذي أردت، و قد شغلت (1) بما فتح عليك.

و قال أبو بكر: رجل قسا قلبه، و فقد حاله، فاحترق لذلك، و التمس زوال هذا البلاء عنه بالخلوة و الاجتهاد، فما زاده إلاّ قساوة، فكان يوما خاليا في علو هذا المحرس - محرس الحواري - بعكا أعادها (2) اللّه تعالى إلى المسلمين، و هو محترق القلب، فرأى رقعة، فأخذها، فإذا فيها مكتوب: صلاح القلوب في ستة (3) أشياء، و فسادها في أربعة أشياء، فالصلاح في الجوع الدائم، و سهر الليل، و قراءة القرآن، و الزهد في الدنيا، و الاستعداد للموت قبل نزوله، و السادس على الطيف و هو أن تريد ما يريد؛ و فسادها في: إرادة العزة، و مخافة الذل، و محبة الغنى، و خوف الفقر، فانتزع الرقعة و تأدب بها، و رجع إليه حاله، و كان هذا الرجل لا يقرأ، ففتح اللّه عليه بقراءة ما فيها فسألت أبا بكر عن صاحب هذه القصة قال:

أنا هو.

7018 - محمّد بن معن بن نضلة بن عمرو و يقال: ابن معن بن محمّد

ابن نضلة بن عمرو أبو عبد اللّه الغفاري المدينيّ (4)

حدّث عن أبيه معن بن نضلة،[و]، عن جده نضلة، و له صحبة.

روى عنه: ابنه معن بن محمّد، و ابن ابنه محمّد بن معن بن محمّد.

و وفد على عبد الملك بن مروان.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر ابن المقرئ.

قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا أبو موسى إسحاق بن موسى الأنصاري - زاد ابن

ص: 17


1- رسمها بالأصل:«؟؟؟ علت» و في د:«علقت» و في المختصر:«غفلت» و لعل الصواب ما أثبت.
2- بالأصل:«بعد إعادة» و المثبت عن د.
3- بالأصل:«خمسة أشياء» و المثبت عن د، و قد ذكر فعلا ستة أشياء في صلاح القلوب.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 255/17 و تهذيب التهذيب 298/5 و الجرح و التعديل 99/8 و التاريخ الكبير 1/1/ 229 و كناه في تهذيب الكمال: أبا يونس، و يقال: أبو معن.

المقرئ في نسبه: ابن عبد اللّه بن موسى بن (1) يزيد من ولد عبد اللّه بن يزيد - نا محمّد بن معن، حدّثني جدي محمّد بن معن (2) عن أبيه معن بن نضلة، أن نضلة لقي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بمرّان (3) و معه شوائل (4) له، فحلب لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في إناء، فشرب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم [ثم شرب من إناء و] (5) احد ثم قال: يا رسول اللّه، و الذي بعثك (6) بالحق [إن كنت لأشرب سبعة فما أشبع، و لا - و قال ابن] (7) حمدان و ما - أمتلئ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن المؤمن يشرب في معى واحد، و إن الكافر يشرب في سبعة أمعاء»[11738].

قالا: و أنا أبو يعلى، قال: و نا ابن المدينيّ يعني (8) عليّا بإسناده نحوه.

أنبأناه أبو الغنائم بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمد بن ناصر، أنا المبارك بن عبد الجبار و أبو الغنائم محمد بن علي و اللفظ له قالا: أنا أحمد بن عبد ان، أنا (9) محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (10):قال علي: نا محمّد بن معن بن محمّد بن معن بن نضلة، حدّثني محمّد بن معن عن أبيه نضلة بن عمرو الغفّاري، فذكر نحوه.

رواه يعقوب بن محمّد الزهري، عن محمّد بن معن، فأسقط معن بن نضلة من إسناده.

حدّثناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن [علي، أنا أبو عبد اللّه بن] (11)منده، أنا الحسين بن الحسن بن أيوب، نا أبو يحيى بن أبي مسرّة (12)،نا يعقوب بن محمّد الزهري، نا محمّد بن معن الغفاري، حدّثني أبي، حدّثني جدي، حدّثني أبي نضلة بن عمرو

ص: 18


1- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
2- كذا بالأصل:«حدثني جدي محمد بن معن» و ليس في د.
3- مران موضع على أربع مراحل من مكة إلى البصرة (راجع معجم البلدان).
4- الشوائل واحدتها شائلة، و هي الناقة التي لا لبن لها أو الشائلة التي نقص لبنها.
5- بياض بالأصل، و الجملة المستدركة لتقويم المعنى عن د.
6- بالأصل:«بعثني» تحريف، و التصويب عن د.
7- بياض بالأصل، و المستدرك عن د.
8- بالأصل: بعض، تحريف، و المثبت عن د.
9- اضطرب السند بالأصل، و فيه سقط و تقديم و تأخير، قومناه عن د، و هذا السند فيما يأخذ المصنف عن التاريخ الكبير للبخاري معروف.
10- التاريخ الكبير للبخاري 118/8-119 في ترجمة نضلة الغفاري باختلاف الإسناد.
11- الزيادة للإيضاح عن د.
12- هو عبد اللّه بن أحمد بن أبي مسرة المكي، أبو يحيى، ترجمته في سير الأعلام 632/12.

الغفّاري قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«المؤمن يشرب في معى واحد، و الكافر يشرب في سبعة أمعاء»[11739].

[قال ابن عساكر:] كان في الأصل: حدّثني أبي ملحقا، و هو وهم.

و قد رواه غيره عن يعقوب، و لم يقل: حدّثني أبي.

أخبرناه أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم الرازي في كتابه، أنا القاضي أبو الفضل محمّد بن حمد بن عيسى السعدي، أنا عبيد اللّه بن محمّد بن محمّد بن حمدان قال:

قرئ علي أبي القاسم البغوي، نا هارون بن عبد اللّه، نا يعقوب بن محمّد الزهري، نا محمّد ابن معن الغفاري قال: سمعت جدي يقول: حدّثني أبي نضلة بن عمرو قال:

أقبلت مع لقاح لي حتى لقيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بمرّان، فأسلمت ثم أخذت فحلبت (1) فيها فشربتها، فقلت: يا رسول اللّه إن كنت لأشربها مرارا ما أمتلي، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن المؤمن يشرب في معى واحد، و إنّ الكافر يشرب في سبعة أمعاء»[11740].

قال أبو القاسم البغوي: و لا أعلم لنضلة بن عمرو غير هذا، و قد وقع إليّ لنضلة حديث غير هذا.

أخبرنا به أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا خيثمة بن سليمان، نا عبد الملك بن محمّد الرقاشي، نا عمر بن أيوب الغفاري، نا محمّد بن معن الغفاري عن أبيه عن جده، عن نضلة بن عمرو الغفاري.

أن رجلا من بني غفار أتى النبي صلى اللّه عليه [و سلم] فقال:«ما اسمك؟» قال:

مهان، قال:«أنت مكرم»[11741].

و إن النبي صلى اللّه عليه و سلم صلى على البراء بن معرور بعد ما قدم المدينة، فقال:«اللّهم صل على البراء بن معرور و لا تحجبه عنك يوم القيامة، و أدخله الجنة» و قد [فعلت] (2)[11742].

قرأت بخط عبد الوهّاب الميداني في [سماعه من أبي سليمان ابن زبر، أنا أبي أنا محمد ابن.... (3) بن إبراهيم بن حمزة الزبيدي، عن محمد بن معن الغفاري عن جده، قال:

لما طال مقامنا عند عبد الملك بن مروان، خرجت عشية، فإذا أنا براهب في

ص: 19


1- كذا بالأصل: أخذت فحلبت.
2- بياض بالأصل، و الزيادة عن د.
3- كلمة غير واضحة في د.

صومعته] (1) فدنوت منه، فقلت: منذ كم أنت هاهنا؟ قال: ما عقلت إلاّ هاهنا، قال:

قلت: و هل نزلت منها قط؟ قال: لا، إلاّ مرة، قلت: من أنزلك؟ قال: عبد الملك بن مروان سألني من يلي (2) من بعدي؟ فقلت: يلي رجلان من ولدك، قال: ثم من؟ قلت: لا أدري، قال: لتقولنّ، فقلت: يلي رجل و به أثر يحبه أهل السماء و أهل الأرض، فقال عبد الملك:

لو لا ما أعطيتك من الأمان لضربت عنقك.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالا: أنا أبو أحمد، أنبأ محمّد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري (3) قال:

محمّد بن معن بن نضلة الغفّاري بن عمرو عن أبيه، روى عنه ابن ابنه محمّد.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (4)،قال:

محمّد بن معن بن نضلة بن عمرو الغفاري، روى عن أبيه معن بن نضلة، روى عنه ابن ابنه محمّد بن معن، سمعت أبي يقول ذلك.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عبد اللّه محمّد بن معن بن نضلة.

قرأت على أبي الفضل أيضا، عن أبي طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، أنا أبو بشر الدولابي قال:

أبو عبد اللّه محمّد بن معن بن نضلة.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن

ص: 20


1- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين زيادة عن د، لتقويم المعنى.
2- كذا بالأصل و د، و في المختصر: يكون.
3- التاريخ الكبير للبخاري 239/1/1.
4- الجرح و التعديل 99/8.

السقا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا أبو العباس الأصم، نا عباس قال: سمعت يحيى يقول: محمّد بن معن مديني، ليس به بأس.

7019 - محمّد بن معيوف بن يحيى الهمداني الحجوري

7019 - محمّد بن معيوف بن يحيى الهمداني الحجوري (1)

غزا مع أبيه الصائفة سنة تسع و ستين و مائة، و ولي أمر العدد، فاستعمل ابنه محمّدا على بعض العسكر، له ذكر.

7020 - محمّد بن المغيرة الكوفي

كان بدمشق في آخر سلطان بني أمية.

حكى عنه أخوه حمزة بن المغيرة.

حكى أبو محمّد عبد اللّه بن سعد القطربلي عن سليمان بن أبي شيخ، نا حمزة بن المغيرة، عن أخيه محمّد بن المغيرة قال:

كنت بدمشق حين قتل يوسف بن عمر قال: فأخذ رأسه عن جسده و جعل في رجليه حبل، فجعل الصبيان يجرّونه بدمشق، فتمرّ المرأة، فترى جسدا صغيرا، فتقول: في أي شيء قتل هذا الصبي المسكين لما يرى من قلته، و كان الذي قتله مولى لخالد القشيري (2)يكنى أبا الأسد في سنة سبع و عشرين، قبل أن يدخل مروان بن محمّد دمشق.

7021 - محمّد بن المغيرة المخزوميّ

من أهل المدينة.

حدّث بدمشق عن عبد اللّه بن نافع الصائغ (3).

روى عنه: أبو زرعة.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز التميمي، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، نا محمّد بن المغيرة المخزوميّ عندنا بدمشق في سنة عشرين و مائتين، نا عبد اللّه بن نافع عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن ابن عمر قال: إنّي

ص: 21


1- هذه النسبة إلى حجور، بالفتح. راجع معجم البلدان.
2- كذا بالأصل، و في د: القسري.
3- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن د.

رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم حين جاءه شيء، لم يبدأ (1) بأول منهم - يعني - المحرّرين (2).

7022 - محمّد بن مقاتل البيروتي

حكي عنه أشياء من اعتقاد السنة.

ذكر ذلك أحمد بن شاذان بن خالد بن يزيد الهمداني العجلي.

7023 - محمّد بن أبي المقدام

7023 - محمّد بن أبي المقدام (3)

روى عن: الزهري قوله، و مكحول.

روى عنه: الأوزاعي، و محمّد بن عبد اللّه بن علاثة.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ، نا محمّد بن عمر بن سلم، نا محمّد بن بكر بن عمرو، نا عمرو بن الحصين، نا محمّد بن عبد اللّه بن علاثة، عن محمّد بن أبي المقدام، عن مكحول، عن زياد بن جارية، عن حبيب بن مسلمة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم بنحو حديث قبله نفّل في البدأة الربع و في الرجع الثلث.

قال أبو نعيم: حديث محمّد بن أبي المقدام، هو حديث عزيز لم يسند محمّد غيره دمشقي، قاله محمّد بن عمر الجعابي (4).

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا الفضل الحافظ قال: أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد أحمد: و أبو الحسين محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا أبو عبد اللّه البخاري قال (5):

محمّد بن أبي المقدام عن الزهري قوله سمع منه الأوزاعي، قال ابن المنذر:- يعني إبراهيم:- حدّثنا الوليد، نا أبو عمرو قال: سأل محمّد بن أبي المقدام فاطمة بنت عبد الملك امرأة عمر بن عبد العزيز عن موته؟ قالت: دخله خوف من اللّه، حديثه في الشاميين.

ص: 22


1- بالأصل و د:«لم يبد» تصحيف، و التصويب عن النهاية لابن الأثير.
2- المحررون: هم الموالي، و ذلك أنهم قوم لا ديوان لهم (النهاية لابن الزبير).
3- ترجمته في التاريخ الكبير للبخاري 248/1/1.
4- تقرأ بالأصل:«العالى» و المثبت عن د.
5- رواه البخاري في التاريخ الكبير 248/1/1.
7024 - محمّد بن مكرم

7024 - محمّد بن مكرم (1)

حدّث عن يحيى بن عبد اللّه بن بكير.

روى عنه: عبد الرّحمن [بن أبي] (2) قرصافة العسقلاني.

كتب إليّ أبو البركات طلحة (3) بن أحمد بن بادي العاقولي، أنا هنّاد بن إبراهيم بن محمّد النسفي، أنا أبو سعد سعد بن محمّد بن القاسم الحافظ، نا مكي، نا عبد اللّه بن عدي الحافظ، نا عبد الرّحمن بن أبي قرصافة، نا محمّد بن مكرم الدمشقي، نا يحيى بن عبد اللّه ابن بكير قال: سمعت مالك بن أنس يقول:

دعاني المأمون، فدخلت عليه و المجلس غاص بأهله، فمددت عيني فإذا بين الخليفة و الوزير فرجة، فتخطيت [الناس، فجلست بين الوزير و الخليفة، فلما استقر بي المجلس، قلت: يا أمير المؤمنين، حدثني نافع عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إذا ضاق المجلس بأهله فبين كل سيدين مجلس عالم»[11743].

هذا حديث منكر، و مالك لم يبق إلى زمن المأمون] (4)

7025 - محمّد بن أبي مكرم

هو محمّد بن حفص، تقدم ذكره.

7026 - محمّد بن مكّي بن عثمان بن عبد اللّه أبو الحسين الأزدي المصريّ

7026 - محمّد بن مكّي بن عثمان بن عبد اللّه أبو الحسين الأزدي المصريّ (5)

قدم دمشق، و حدّث بها عن أبي القاسم الميمون بن حمزة الحسيني، و المؤمّل بن أحمد بن محمّد الشيباني، و أبي مسلم الكاتب، و أبي الحسين عبد الكريم بن أحمد بن علي ابن أبي جدار الصواف، وجده لأمّه أبي الحسن أحمد بن عبد اللّه بن رزيق (6) البغدادي، نزيل (7) مصر، و أبي الحسن محمّد بن أحمد بن العباس الإخميمي، و أبي الحسن [علي

ص: 23


1- ترجمته في ميزان الاعتدال 47/4 و لسان الميزان 389/5.
2- الزيادة عن د.
3- تحرفت في د إلى:«علي» ترجمه السمعاني في الأنساب (العاقولي).
4- بياض بالأصل، و الزيادة المستدركة عن د.
5- ترجمته في تذكرة الحفاظ 1158/3 و سير أعلام النبلاء 253/18 و العبر 250/3 و شذرات الذهب 309/3.
6- تحرفت بالأصل و د إلى: زريق، و المثبت عن سير الأعلام. ترجمته في السير 552/16.
7- بالأصل: نزل، و المثبت عن د.

ابن] (1) محمّد بن أحمد بن إسحاق بن يزيد الحلبي، و أبي علي أحمد بن عمر بن محمّد بن خرشيد قوله، و عبد الغني بن سعيد (2) الحافظ.

حدّث عنه أبو بكر الخطيب، و أبو الفتح نصر بن إبراهيم، و عمر بن أبي الحسن الدهستاني، و أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، و عبد الواحد، و عبد اللّه ابنا أحمد بن عمر بن السمرقندي.

و حدّثنا عنه أبو القاسم النسيب، و أبا محمّد بن الأكفاني، و عبد الكريم بن حمزة، و طاهر بن سهل بن بشر، و أبو القاسم بن بطريق.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، و أبو محمّد طاهر بن سهل، و أبو القاسم بن بطريق، قالوا:

أنا أبو الحسين (3) بن مكي، أنا أبو القاسم الميمون بن حمزة بن الحسين العلوي الحسيني - بمصر - نا أبو بكر أحمد بن عبد الوارث بن جرير (4) العسال، نا عيسى بن حمّاد زغبة، أنا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن صفوان بن سليم، عن عبد الرّحمن الأعرجي مولى بني مخزوم، عن أبي هريرة أنه قال: سجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في: إِذَا السَّمٰاءُ انْشَقَّتْ (5)،و اِقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ (6).

ذكر أبو الحسين بن مكي أن مولده سنة أربع و ثمانين و ثلاثمائة بمصر (7).

قرأت بخط أبي محمّد بن صابر، سألت علي بن طاهر، عن محمّد بن مكي فقال: ما علمت عليه إلاّ خيرا.

قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي: توفي محمّد بن مكّي بن عثمان المصريّ بها، في النصف من جمادى الأولى سنة إحدى و ستين و أربع مائة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني قال:

ورد كتاب الدهستاني في شوال يذكر أن أبا الحسين محمّد بن مكّي بن عثمان الأزدي

ص: 24


1- زيادة لازمة عن ده، و سير الأعلام.
2- تحرفت بالأصل إلى: شعبة، و التصويب عن د.
3- تحرفت في د إلى: الحسن.
4- بالأصل: حريز، و بدون إعجام في د، ترجمته في سير الأعلام 24/15.
5- الآية الأولى من سورة الانشقاق.
6- الآية الأولى من سورة الفلق.
7- سير الأعلام 253/18.

المصريّ توفي في النصف من جمادى الأولى سنة إحدى و ستين و أربع مائة (1)،و كان قدم دمشق في سنة سبع و خمسين، و حدّث بها عن جماعة، زاد ابن الأكفاني: كأبي الحسن علي ابن محمّد بن يزيد الحلبي، و أبي علي أحمد بن عمر بن خرشيد قوله، و عبد الكريم بن أبي جدار، و أبي مسلم الكاتب و غيرهم، و كان ثقة.

7027 - محمّد بن المنذر بن الزبير بن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن

قصي بن كلاب [أبو زيد القرشي الأسدي (2)...... (3).... و وفد

على] (4) عبد الملك بن مروان

أخبرنا أبو غالب بن البنّا و أخوه أبو عبد اللّه قالا: أنا أبو جعفر المعدل، أنا أبو طاهر المخلص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، حدّثني عمي مصعب بن عبد اللّه قال (5):

كان محمّد بن المنذر قدم على عبد الملك بن مروان بعد مقتل عبد اللّه بن الزبير يطلب في ماله، و كان قبض مع ما قبض من أموال ابن الزبير، فأمر له بالكتاب في ردّه، و ذكر ابن الزبير [في الكتاب] (6) فقال: ما أصفى، عن الكذاب، فقال محمّد: ليس مثلي يحمل شتم عمه، فأمر عبد الملك يحول ذلك عنه.

قال: و نا الزبير، حدّثني مصعب بن عثمان قال:

لما دخل محمّد بن المنذر على عبد الملك قال له يحيى بن الحكم: من صاحب يوم كذا؟ قال: أنا، فقال: من صاحب وقعة كذا؟ قال: أنا، قال: من صاحب دفعة كذا؟ قال:

أنا، حتى عدّ وقعات، كلّ ذلك يقول محمّد بن المنذر: أنا، قال يحيى: يا أمير المؤمنين، هذا الذي فعل بنا الأفاعيل، فقال محمّد لعبد الملك: ردوا عليّ سيفي و خذوا أمانكم فلا حاجة لي به، قال عبد الملك: لا تفعل.

قال: و نا الزبير قال (7):و من ولد المنذر بن الزبير: محمّد بن المنذر، يكنى أبا زيد،

ص: 25


1- سير أعلام النبلاء 253/18.
2- ترجمته في نسب قريش للمصعب ص 244 و لسان الميزان 394/5 و التاريخ الكبير 243/1/1.
3- كلام غير واضح في د.
4- ما بين معكوفتين مكانه بياض في الأصل، و استدرك عن د.
5- استدركتا عن هامش الأصل.
6- استدركتا عن هامش الأصل.
7- انظر نسب قريش للمصعب ص 244.

و أمّه و أم أخويه زيد و سعيد (1) زينب بنت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، قال ذلك عمي مصعب بن عبد اللّه، و قال إبراهيم بن حمزة: أخو محمّد بن المنذر لأبيه: الزبير، و سعيد ابني المنذر، و قد انقرضا أمهم عاتكة بنت سعيد بن زيد.

و قال إبراهيم بن موسى بن صديق: أخو محمّد بن المنذر لأبيه معاوية بن المنذر، و لا عقب لمعاوية، و أم عاتكة بنت سعيد بن زيد، في رواية إبراهيم بن حمزة زينب، و هي في رواية عمر: جليسة بنت سويد بن صامت بن عطية بن حوط بن حبيب بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، و كان سويد بن صامت شجاعا شاعرا، و كان يسمى الكامل، و أمه ايلي بنت عمرو بن زيد بن أشد بن خداش من بني عدي النجاري، و هي خالة عبد المطلب بن هاشم، و كان محمّد ابن المنذر [يعدل] (2) بكثير من أعمامه (3) أعيان بني الزبير مروءة و شجاعة و لسانا و جلدا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق الجلاب (4)،نا الحارث بن أبي أسامة، ثنا محمّد بن سعد قال (5) في الطبقة الرابعة من تابعي أهل المدينة: محمّد بن المنذر بن الزبير بن العوّام بن خويلد بن أسد ابن عبد العزّى بن قصي، و أمه عاتكة بنت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن [عبد العزى بن رياح بن] (6) عبد اللّه بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب.

أنبأنا أبو الغنائم بن علي [ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر] (7)،و أنا أبو الفضل و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، ثنا محمّد بن سهل، أنبأ البخاري قال (8):

محمّد بن المنذر بن الزبير بن العوّام القرشي الأسدي، روى ابن المبارك عن فليح بن محمّد عن أبيه عنه، مرسل، عداده في أهل المدينة.

ص: 26


1- كلمتان غير مقروءتين بالأصل و د. و لعلهما:«و قد انقرضا» باعتبار ما سيلي قريبا.
2- استدركت عن هامش الأصل، و بعدها صح.
3- نسب قريش للمصعب ص 244.
4- تحرفت بالأصل إلى: الخلال، و المثبت عن د.
5- ليس له ترجمة في الطبقات الكبرى المطبوع الموجود بين يدي و ترجمته ضمن تراجم أهل المدينة الضائعة من الطبقات الكبرى.
6- بياض بالأصل، و المستدرك عن د.
7- بياض بالأصل، و المستدرك عن د.
8- التاريخ الكبير للبخاري 243/1/1.

أنبأنا أبو الحسين بن الحسن، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا أبو الحسن.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (1):

محمّد بن المنذر بن الزبير بن العوّام روى عن أبيه، روى عنه ابنه، فليح بن محمّد، سمعت أبي يقول ذلك.

[قال ابن عساكر:] (2) و هذا الصواب، فقد ذكر الزبير بن بكّار ابنه فليحا.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر الذهبي، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار قال: حدّثني عمي مصعب بن عبد اللّه قال:

أقرأني عبد اللّه بن المنذر بن عمر بن المنذر بن الزبير وصية المنذر بن الزبير في قرطاس قديم، فإذا فيها وصايا أوصى بها المنذر بن الزبير، فقال في وصيته: إنّ لفاطمة ابنتي بغلتي الشهباء، و عشرة آلاف درهم، و لابني محمّد بن المنذر سهم جمع.

قال عمي مصعب بن عبد اللّه، فسألت عبد اللّه ما يعني بسهم جمع؟ قال: نصيب رجلين، قال لي مصعب بن عبد اللّه، فذكرت ذلك لعبد اللّه بن عمر بن قاسم العمري، فأقرأني وصية محمّد بن عبد اللّه بن أبي أحمد فيها أن لفلان سهم جمع، و كان محمّد بن المنذر مع عبد اللّه بن الزبير بعد مقتل أبيه المنذر، و كان من فرسانه المعدودين.

قال: و حدّثني مصعب بن عثمان قال: كان عبد اللّه بن الزبير قد جعل محمّد بن المنذر على قتال من جاء من المأزمين (3) و جعل حمزة بن عبد اللّه على قتال من جاء من المسعى، و جعل هاشم بن عبد اللّه على قتال من جاء من الردم (4)،فقال في ذلك بعض أصحاب عبد اللّه بن الزبير:

جعلنا سداد المأزمين محمدا *** و حمزة للمسعى، و للردم هاشم

قال: و حدّثني عمي مصعب بن عبد اللّه قال: كان الزبير بعد قتل مصعب بن الزبير

ص: 27


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 97/8.
2- زيادة منا للإيضاح.
3- المأزمان: موضع بمكة بين المشعر الحرام و عرفة (راجع معجم البلدان).
4- الردم: ردم بني جمع بمكة (راجع معجم البلدان).

يقول: إن يك مصعب قتل فهذا محمّد بن المنذر (1).

قال: و حدّثني عمي مصعب بن عبد اللّه قال:

بلغني أن مسلحة كانت لعبد اللّه بن الزبير بالحجون فيما بين المسجد و بين بئر ميمون، و حجاج بن يوسف ببئر ميمون، فبعث إليها الحجاج جريدة خيل فهربت تلك المسلحة حتى أتوا ابن الزبير و اتبعتهم الجريدة حتى أدخلتهم المسجد [فندب] (2) عبد اللّه بن الزبير لهم الناس فانتدب محمّد بن المنذر في ناس معه فقاتلهم حتى بلغ الحجون منتهى مسلحة ابن الزبير، ثم وقف الناس وقفة فزبرهم محمّد بن المنذر [و استنهضهم، و قال: اصنعوا بهم ما صنعوا بكم، فقاتلهم حتى أدخلهم] (3) عسكر حجاج بن يوسف ثم كان يحرسها.

قال: و حدّثني عمي مصعب بن عبد اللّه قال: أخبرني مصعب بن عثمان، عن نوفل بن عمارة قال مصعب بن عثمان: و كان نوفلا قليلا ما يذكر شرفا إلاّ لبني أمية، أو بني نوفل بن عبد مناف (4)،و كان مسنا قديما، قاله مصعب بن عثمان قال لي نوفل بن عمارة: لقد رأيت يتجر بها يعني المدينة رجلين ما رأيت بها مثلهما، قال مصعب بن عثمان، فما زلت (5) أترفق به حتى أخبرني بهما، فقال: محمّد بن المنذر و عثمان بن عروة.

قال: و حدّثني مصعب بن عثمان قال: قدم الوليد بن عبد الملك المدينة و هو خليفة فوضعت عنده أربعة كراسي جلس عليها أربعة أشراف من قريش كلهم: ابن عدوية عبد اللّه بن عمرو (6) بن عثمان أمه بنت عبد اللّه بن عمرو، و محمّد بن المنذر بن الزبير، أمه بنت سعيد ابن زيد بن عمرو بن نفيل، و طلحة بن عبد اللّه بن عوف، أمه بنت مطيع بن الأسود، و نوفل ابن مساحق أمه بنت مطيع بن الأسود.

قال: و حدّثني مصعب بن عثمان قال: كان زبيب الضبابي في نفر من الضباب قد دفعوا إلى المدينة فحبسوا في السجن حتى رثّت حالهم، ثم أرسلوا، فخرجوا (7) يسألون في الناس حتى مروا بمحمّد بن المنذر جالسا ببقيع الزبير، فقال: لا تسألوا أحدا، و أمر لهم بظهر

ص: 28


1- نسب قريش للمصعب ص 244 و العبارة فيه: إن يقتل المصعب، فقد أبقى اللّه فينا محمد بن المنذر.
2- الكلمة غير مقروءة بالأصل، و استدركت اللفظة عن هامشه و بعدها صح، و في د: فدعى.
3- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن د.
4- زيد في د: و هو أحد بني نوفل بن عبد مناف.
5- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن د.
6- تحرفت في د إلى: عمرو.
7- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن د.

و كسوة و رحال و نفقة، و كفاهم كل مئونة حتى إنهم ليعطون السياط لرواحلهم، فقال زبيب الضبابي:

ألا أيها الناغي الندى و وارثة الن *** بي و فتواه، عليك ابن منذر

عليك فتى إن يصبح المجد غاليا *** يقم بالذي يغلو به، ثم يشتري

قرى في حياض المجد حتى إذ ارتوى *** أمال الندى كالجدول المتفجر

طوى البعد عنا حين حلت رحالنا *** بعوج الهوادي كالأهلة ضمّر

فذاك فتى إن تأته تنل الغنى *** و إن تك أعمى يجل عنك فتبصر

حراجيج يدنين الفتى من صديقه *** فأبنا كأنا عصبة لم تؤسّر

و قال عمي مصعب في روايته (1):

فراح الندى يهتز بين بنانه (2) *** و رحنا كأنا عصبة لم تؤسّر

قال: و حدّثني الحديث و بقية الشعر كما حدّثني مصعب بن عثمان قال: و حدّثني مصعب بن عثمان قال الزبير: و حدّثنيه عبد الرّحمن بن عبد اللّه الزهري عن إبراهيم بن يعقوب بن أبي عبد اللّه قال:

ركب سليمان بن عبد الملك و هو خليفة و معه محمّد بن المنذر و عمر (3) بن عبد العزيز و سليمان [بينهما فجاء المطلب بن عبد اللّه على بغلة ليدخل بين سليمان و محمد بن المنذر، فتوسط هو و سليمان، فضرب محمد بن المنذر وجه بغلة المطلب، فانقدعت (4)،فقال المطلب: أ لا ترى يا أمير المؤمنين ما يفعل بقية الفتنة و وضر السيف؟ قال: فقال محمد: فتنة كنت] (5).

فيها تابعا غير متبوع، ذنبا غير [رأس] (6) فقال المطلب: أنا ابن (7) بنت الحكم. قال محمّد: أدناهن منكحا و أكثرهن مهرا و أهونهن على أهلها. فالتفت سليمان إلى عمر فقال: أ لا ترى محمدا.

ص: 29


1- قوله: و قال عمي مصعب في روايته، ليس في د.
2- في المختصر: ثيابه.
3- تحرفت في د، إلى: عثمان.
4- يقال: قدع الرجل و انقدع: كف و ارتدع (تاج العروس: قدع).
5- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن د، لتقويم المعنى.
6- بالأصل:«و بنا غير» و المثبت و الزيادة عن د.
7- بالأصل: أبو، و المثبت عن د.

أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب، أنا عبد الكريم بن الهدير (1)،أنا علي بن محمّد ابن بشران، أنا أحمد بن محمّد بن جعفر، نا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني محمّد [بن سهل بن بسام الأزدي، عن محمد بن عمر عن ابن أبي الزناد فقال: قال محمد بن المنذر بن الزبير: ما قلّ سفهاء قوم إلاّ ذلوا.

و أخبرنا أبو القاسم النسيب، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمد بن سعد. أنا الواقدي عن ابن أبي سبرة قال: قال محمد بن المنذر بن الزبير بن العوام - و كان من سروات الناس-: ما قلّ سفهاء قوم قط إلاّ ذلّوا] (2).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر السوسي، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، نا الحارث بن أبي أسامة، ثنا محمّد بن سعد، أنبأ محمّد ابن عمر، أنا عبد الرّحمن بن أبي الزناد، عن أبيه قال:

كان محمّد بن المنذر بن الزبير بن العوّام من أحلم الناس و أشرفهم (3)،و كان إذا مرّ في الطريق أطفئت النيران تعظيما له، يقولون: هذا محمّد بن المنذر لا تدخنوا عليه، قال: و رأيته يوما و قد انقطع قبال نعله فقال برجله هكذا: فنزع الأخرى و مضى و تركهما، و لم يعرّج عليهما، و سمعت رجلا من آل خالد بن الزبير غاظه في شيء فالتفتّ إليه فقال: ما قلّ سفهاء قوم قط إلاّ ذلوا.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه قالا: أنا أبو جعفر، أنا أبو طاهر، أنا أبو عبد اللّه، نا الزبير قال: و أنشدتني أم كلثوم بنت عثمان لعبد اللّه بن عروة بن الزبير يرثي محمّد بن المنذر ابن الزبير:

سرى همي فها ج علي حزني *** فأبلاني و ضاق عليّ أمري

وهاج محمّد المأمول قدما *** مصيبا في فهاج عليّ فكري (4)

و كان بقية الأخيار منا *** أؤمله و أرجوه لنصري

ص: 30


1- كذا بالأصل، و في د: الحسن.
2- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن د، لتقويم المعنى.
3- بالأصل و د: و أشرفه.
4- في د: ذكري.

فيا للدهر كيف يشهد بعدوا (1) *** مصرا (2) يصطفى و يصبب ذفري

يصيب عشيرتي و يصد عني *** لعدة مدة و حمام قدر

و ما لي بعدهم في العيش خير *** و لا أمل لو أن الدهر يدري

تقول حليلتي و ترى اكتئابي *** و جسمي: ما لجسمك كيف يجرى؟

فقلت لها: مصائب موجعات *** قرعن العظم ثم لحون ظهري

أصبر بني الزبير فأفردوني *** لأعدائي و لم يتركن و فري

و إن الخير و أين الخير منا *** أبا زيد قد أصبح زهر غبر

و لم يترك لنا مثلا نراه *** ببرّ في البلاد و لا ببحر

هو الرحل المؤمل كان يرجى *** لكل عظيمة و لكل أمر

فشأن الدهر بعدك لا أبالي *** بعسر كان بعدك أو بيسر

فلا تبعد فقد أورثت حزنا *** على الأكباد مثل رراه (3) صخر

7028 - محمّد بن المنذر بن سعيد بن عثمان بن مرداس [أبو عبد الرحمن - و يقال:

أبو جعفر السلمي الهروي (4) المعروف بشكّر

محدث مشهور، صاحب رحلة و تصانيف.

سمع بدمشق: يزيد بن محمد بن الصمد و سليمان بن أيوب بن] (5) حذلم، و أبا هبيرة محمد بن الوليد الهاشمي، و إبراهيم بن بحر الدمشقي، و أبا علقمة عبد اللّه بن هارون الفروي، و عمر بن شبّة، و محمّد بن رافع القشيري، و علي بن حرب، و يوسف بن سعيد بن مسلم، و أحمد بن عيسى، و أبا أمية الطرسوسي، و أحمد بن منصور الرمادي، و الفضل بن عبد الجبّار الباهلي المروزي، و محمّد بن سفيان المصّيصي، و علي بن خشرم المروزي.

روى عنه: المؤمل بن الحسن بن عيسى، و أبو عمرو أحمد بن محمّد بن أحمد الحيري، و أبو حامد بن الشرقي، و أبو بكر أحمد بن علي الحافظ، و محمّد بن أحمد بن عمر، و أبا الحسن علي بن عيسى بن المثنى الماليني، و أبو الوليد حسّان بن محمّد الفقيه، و أبو

ص: 31


1- كذا.
2- كذا.
3- كذا.
4- ترجمته في تذكرة الحفاظ 748/2 و الوافي بالوفيات 67/5 و سير أعلام النبلاء 221/14 و شذرات الذهب 2/ 242 و العبر 126/2.
5- ما بين معكوفتين استدرك عن د، و مكانه بياض بالأصل.

عمرو (1) محمّد بن جعفر بن محمّد بن مطر، و أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن عمروية المروزي، و أبو محمّد يحيى بن منصور القاضي، و أبو جعفر (2) الخفاف.

حدّثنا أبو النصر عبد الرّحمن بن عبد الجبّار بن عثمان المعدّل (3)-لفظا - و أبو المظفر عبد الجامع بن لامع بن أحمد بن محمّد الفارسي، و أبو محمّد جاولي بن عبد اللّه الرومي، مولى الأنصار بقراءتي عليهما بهراة قالوا: أنا أبو سهل نجيب بن ميمون بن سهل بن علي الواسطي (4)،أنا أبو علي منصور بن عبد اللّه بن خالد الذهلي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن عمروية، نا محمّد بن المنذر، نا محمّد بن سفيان المصّيصي، نا محمّد بن آدم المصّيصي، نا محمّد بن صبيح بن السمّاك، عن حمّاد بن سلمة، عن أبي الزبير، عن جابر قال: نهى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أن يتعاطى السيف مسلولا[11744].

أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد البزاز (5)،أنا أبو بكر بن خلف، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، ثنا أبو زكريا يحيى بن منصور العنبري، نا محمّد بن المنذر الهروي، نا عيسى بن أبي موسى الأنصاري قال: سمعت سليمان بن موسى يقول:

لقيت بشر الحافي و معه شباب، فقلت: من هؤلاء الشباب؟ فأشار إليّ بيده يريد أنهم أصحاب دعة، قال: فقلت له: سمعت قول الشاعر في مثلهم، فقال: و ما قال الشاعر؟ قلت:

قال الشاعر:

حال عما عهدت ريب الزمان *** و استحالت مودة الخلان

و استوى الناس في الخديعة و المك *** ر فكل لشانه اثنان

قل لمن يبتغي السلامة و الصحة *** :عش واحدا بلا إخوان

و لعمري لئن بلوت أصح الناس *** ودّا وجدت ذا ألوان

هو خير (6) برّ إذا لقيت و إن *** غبت فوجه يعض بالإنسان

ص: 32


1- كذا بالأصل و د، و في سير الأعلام:«عمر» تصحيف، راجع ترجمته في سير الأعلام 162/16.
2- في د: نصر.
3- بياض بمقدار كلمة في الأصل، و الكلام متصل في د.
4- بالأصل: الواعظي، و المثبت عن د، ترجمته في سير الأعلام 36/19.
5- في د: البزار.
6- بالأصل:«و جوز» و المثبت عن د، و في المختصر: وجه برّ.

غير أني إذا ذكرت رجالا *** غالهم (1) بالمنون ريب الزمان

كدت أقضي الحياة وجدا عليهم *** و اشتياقا و فاضت العينان

[قال بشر: من هؤلاء الذين مدحهم] (2) في آخر شعره؟ قلت أصحاب البقيع، أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال: صدقت، ثم شال يده من يدي، ثم مضى، فقال لي الشباب: ما حملك على هذا؟ قال: قلت لهم: حظ الشيخ في ذات نفسه أحب إليّ من سروركم.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدار قطني قال:

و أما شكّر فهو محمّد بن المنذر لقبه شكّر، كان بخراسان، من حفّاظ الحديث.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، قال:

محمّد بن المنذر بن سعيد بن عثمان الهروي، أبو عبد الرّحمن شكّر أحد الرحالة المجودين في طلب الحديث بخراسان، و الجبال، و العراقين، و خوزستان، و الحجاز، و مصر و الشام، و ذكر بعض شيوخه و بعض من روى عنه، فأمّا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ الرّازي فإنه كثير الرواية في مصنّفاته عنه.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن عبد الرحيم بن أحمد، و حدّثنا خالي أبو المعالي القاضي، نا أبو الفتح الزاهد، أنا أبو زكريا البخاري، نا عبد الغني بن سعيد قال:

شكّر بالشين معجمة و الراء غير معجمة، و الكاف المشددة: هو محمّد بن المنذر شكّر، صاحب كتاب الجواهر، له مصنفات، و هو هروي، تفسير شكّر بالعربية: سكّر.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة - قراءة - عن أبي نصر بن ماكولا قال (3):

و أما شكّر بفتح الشين المعجمة و تشديد الكاف فهو محمّد بن المنذر لقبه شكّر، كان من حفّاظ الحديث بخراسان، و هو محمّد بن المنذر بن سعيد بن عثمان بن رجاء (4) بن عبد اللّه بن العبّاس بن مرداس السلمي أبو جعفر الهروي، حدّث عن أبي علقمة عبد اللّه بن

ص: 33


1- بالأصل:«أعمالهم» و المثبت عن د.
2- بياض بالأصل، و المستدرك عن د.
3- الاكمال لابن ماكولا 324/4.
4- تحرفت بالأصل إلى: جابر، و التصويب عن د، و الاكمال.

هارون الفروي، و عمر بن شبة، و محمّد بن رافع القشيري، و علي بن حرب الموصلي، و يوسف بن سعيد بن مسلم، و أحمد بن عيسى التنيسي، روى عنه علي بن عيسى بن المثنى الماليني و خلق كثير.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

سمعت أبا الوليد الفقيه يقول:

قدم علينا شكّر سنة سبع و تسعين و مائتين، فنزل خان معمر، و أقام أكثر من سنة يحدّث بنيسابور، ثم خرج إلى طوس، قال الحاكم: و قد حدث (1) شكّر بطوس، و سرخس، و مرو و مرو الرّوذ و بخارى، ثم انصرف إلى (2) وطنه بهراة (3).

7029 - محمّد بن منصور بن بطيش أبو بكر الغسّاني البسري

7029 - محمّد بن منصور بن بطيش (4) أبو بكر الغسّاني البسري (5)

من أهل قرية بسر من [حوران، قدم دمشق..

و حدث بها عن نجيب بن أبي عبيد محمد بن حسان البسري كتب عنه: أبو الحسين محمد بن عبد اللّه بن جعفر الرازي.[قال ابن عساكر:] (6) قرأت ذلك بخط شيخنا أبي محمد ابن الأكفاني] (7).

7030 - محمّد بن منصور بن زياد

وجهه أمير المؤمنين الرشيد للإصلاح بين أهل دمشق عند وقوع العصبية (8) التي هاجت بين المضرية و اليمانية، له ذكر.

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهّاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنبأ عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمّد بن حريز قال (9):

ص: 34


1- تحرفت بالأصل إلى: خلف، و التصويب عن د.
2- تحرفت الجملة بالأصل إلى:«و كان اعراني فسالى» و المثبت «و بخارى ثم انصرف إلى» عن د.
3- سير أعلام النبلاء 221/14-222.
4- رسمها بالأصل:«بطليتين» و في د:«طلبين» و المثبت عن معجم البلدان.
5- ترجمته في معجم البلدان: بسر.
6- زيادة منا للإيضاح.
7- ما بين معكوفتين استدرك عن د، و مكانه بياض بالأصل و انظر معجم البلدان (بسر).
8- تحرفت بالأصل إلى:«القضية» و بدون إعجام في د.
9- تاريخ الطبري 302/8 حوادث سنة 187.

و في هذه السنة - يعني - سنة سبع و ثمانين و مائة هاجت العصبية بدمشق بين المضرية و اليمانية، فوجه للرشيد محمّد بن منصور بن زياد، فأصلح بينهم.

7031 - محمّد بن منصور بن محمّد أبو النجيب المراغي

سمع بدمشق سنة سبع و ثمان و ثلاثين و أربعمائة (1):أبا علي بن أبي نصر، و رشأ بن نظيف، و بمصر: أبا جعفر مسلم بن علي بن الحسن العلوي.

روى عنه: نصر بن إبراهيم.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، نا نصر بن إبراهيم الفقيه - إملاء - نا محمّد ابن منصور المراغي، أنا أبو جعفر مسلم بن علي بن الحسن العلوي، نا المعلّى بن عثمان، نا الحسين بن إسماعيل المحاملي، نا زيد بن أخزم (2) الطائي، نا صفوان بن محمّد بن عجلان، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:

«غلب درهم مائة ألف درهم»، رجل كان له مال كثير، فتصدق منه بمائة ألف درهم، و رجل كان له درهمان فتصدّق بأحدهما»[11745].

[قال ابن عساكر:] (3) كذا قال، و الصواب: صفوان بن عيسى عن محمّد بن عجلان.

و قد أخبرناه عاليا على الصواب أبو عبد اللّه الخلال، نا إبراهيم بن منصور، نا أبو بكر ابن المقرئ، نا أبو يعلى الموصلي، نا أبو عبد اللّه أحمد بن إبراهيم البكري، حدّثني صفوان، نا محمّد بن عجلان، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

«سبق درهم مائة ألف» قالوا: يا رسول اللّه، و كيف سبق درهم مائة ألف؟ قال:«رجل له درهمان، أخذ أحدهما فتصدّق به، و رجل له مال كثير فأخذ من عرضه [مائة ألف] (4)فتصدق بها»[11746].

رواه النسائي عن أبي قدامة عن صفوان بن عيسى.

ص: 35


1- بالأصل:«و أربع» و المثبت عن د.
2- بدون إعجام بالأصل و د.
3- زيادة منا للإيضاح.
4- اللفظتان استدركتا عن هامش الأصل.
7032 - محمّد بن منصور بن نصر بن إبراهيم، و يقال: ابن نصر بن منصور -

أبو بكر الأسواري، يعرف بابن أبي عيسى (1)

حدّث عن (2) محمّد بن الفرح الهمداني، و أبي عقيل أنس بن السّلم الخولاني، و أبي سعيد محمّد بن يحيى البغدادي المعروف بحامل كفنه، و علي (3) بن داود الخثعمي الراسي (4)،و عبد اللّه بن سليمان العرسي (5).

روى عنه: أبو سليمان بن [زبر، و أبو بكر محمد بن مسلم بن السمط، و أبو بكر بن أبي الحديد.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز بن أحمد، نا أبو الحسن السمسار، نا أبو سليمان محمد بن عبد اللّه بن زبر، نا] (6) محمّد بن منصور بن نصر بن إبراهيم، نا أبو عقيل الخولاني، نا عيسى بن سليمان أبو موسى، نا عمرو بن جميع، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن أبي ذرّ قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إن الملائكة صلّت عليّ و على علي سبع سنين قبل أن يسلم بشر»[11747].

أنبأنا أبو القاسم النسيب، و أبو طاهر الحنائي، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي محمّد بن أحمد بن عمر، نا محمّد بن منصور بن نصر بن منصور، المعروف بابن أبي عيسى، نا محمّد بن الفرح الهمداني، نا محمّد بن عبيد بن عبد الملك، نا الربيع بن زياد الضبي، نا محمّد بن عمرو الليثي، عن محمّد بن إبراهيم التيمي، عن علقمة بن وقّاص الليثي قال: سمعت عمر بن الخطّاب يقول:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم على هذا المنبر يقول:«إنّما الأعمال بالنيّات، و إنّما لامرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى اللّه و رسوله فهجرته إلى اللّه و رسوله، و من كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه»[11748].

ص: 36


1- الأسواري نسبة إلى أسوارية بفتح أوله و بضم و سكون ثانيه، و راء مكسورة و ياء مشددة و هاء: من قرى أصبهان و في الأنساب:«أسوارى».
2- بالأصل:«حدثني» و المثبت:«حدث عن» عن د.
3- بالأصل:«و عن بن داوه» و المثبت عن د.
4- كذا رسمها بالأصل و د.
5- كذا رسمها بالأصل و د.
6- ما بين معكوفتين استدرك عن د، و مكانه بالأصل بياض.
7033 - محمّد بن منصور الهاشميّ

حدّث (1) عن أبي القاسم البغوي.

روى عنه: أبو الحسن علي بن الحسين بن القاسم بن المترفق الطرسوسي.

[قال ابن عساكر:] (2) و أظنه ابن أبي عيسى الذي تقدم.

أنبأنا أبو طاهر بن الحنائي، أنا أبو علي الأهوازي، أنا أبو الحسن علي بن الحسن (3)ابن المترفق، نا محمّد بن منصور الهاشميّ الدمشقي، نا ابن بنت منيع البغوي، أنشدني علي ابن الجعد:

إذ [ما ذكرنا] (4) من علي فضيلة *** رمونا بها جهلا بسب أبي بكر

و هل يشتم الصدّيق من كان مؤمنا *** ضجيع رسول اللّه في الغار و القبر

7034 - محمّد بن المنكدر بن عبد اللّه بن الهدير بن محرز بن عبد العزّى

ابن عامر بن الحارث بن حارثة بن سعد بن فهم بن مرة

أبو عبد اللّه - و يقال: أبو بكر - التيميّ المدني (5)

روى عن جابر، و أنس بن مالك، و أبي قتادة، و أبي هريرة، و ابن عمر، و ابن عباس، و ابن الزبير، و أسماء بنت أبي بكر، و أميمة بنت رقيقة، و عمه ربيعة بن عبد اللّه بن الهدير، و سفينة، و أبي رافع.

روى عنه: الزهري، و يحيى بن سعيد، و هشام بن عروة، و عمرو بن دينار، و أبو حازم سلمة بن دينار، و أيوب السختياني، و ابن جريج، و معمر، و مالك، و الثوري، و شعبة، و ابن عيينة، و موسى بن عقبة، و عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، و أبو عوانة وضاح، و أبو مسعود داود بن بكر بن أبي الفرات، و محمّد بن عمرو الأوزاعي، و عمرو (6) بن الحارث،

ص: 37


1- تحرفت بالأصل إلى:«حدثني» و المثبت عن د.
2- زيادة منا للإيضاح.
3- كذا بالأصل و د هنا، و قد تقدم: الحسين، و لم أهتد إليه.
4- بياض بالأصل، و المستدرك عن د.
5- ترجمته في تهذيب الكمال 263/17 و تهذيب التهذيب 302/5 و الوافي بالوفيات 78/5 و تذكرة الحفاظ 127/1 و الجرح و التعديل 97/1/4 و سير أعلام النبلاء 353/5 و حلية الأولياء 146/3 و التاريخ الكبير 219/1/1 و شذرات الذهب 177/1 و العبر 170/1.
6- بالأصل:«عمر»، و المثبت عن د، و تهذيب الكمال.

و أسامة بن زيد الليثي، و محمّد بن عبد اللّه بن عمرو (1) بن عثمان بن عفّان، و سعيد بن أبي هلال، و زيد بن أسلم، و سعد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف، و سهيل بن أبي صالح، و موسى بن عقبة، و علي بن زيد بن جدعان، و يونس بن عبيد، و محمّد بن سوقة، و حسان بن عطية، و أبان بن تغلب، و يزيد بن أبان الرقاشي، و روح بن القاسم.

و استقدمه الوليد بن يزيد الشامي مع جماعة من فقهاء المدينة ليستفتيه في طلاق زوجته أم سلمة.

يروي عنه من أهل الشام: صدقة بن عبد اللّه، و عبد الرّحمن بن حسّان الكتاني، و عبد الرّحمن بن الحارث السلامي.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو (2) بن حمدان [أنا أحمد بن الحسن] (3) بن عبد الجبار الصوفي، نا منصور بن أبي مزاحم، نا عبد الرّحمن بن أبي الموال، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر قال:

كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يعلّمنا الاستخارة كما يعلمنا السورة من القرآن، قال:«إذا همّ أحدكم بالأمر، و أراد الأمر فليصلّ ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل: اللهمّ إنّي أستخيرك بعلمك، و أستقدرك بقدرتك، و أسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر و لا أقدر، و تعلم و لا أعلم، و أنت علاّم الغيوب، اللّهم إن كنت تعلم هذا الأمر - تسمّيه (4) بعينه - خيرا لي في ديني و معاشي و معادي و عاقبة أمري - أو قال: عاجل أمري - و آجله - فاقدره لي، و بارك لي فيه، و إن كنت تعلمه شرا لي - مثل ذلك - فاصرفه عني - و اصرفني عنه، و اقدر لي الخير حيث كان»[11749].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، نا عبد الملك بن أبي سلمة، نا عبد العزيز بن محمّد الدراوردي، عن زيد بن أسلم، عن ربيعة بن أبي عبد الرّحمن، و عن محمّد بن المنكدر، و عن أبي الزناد في

ص: 38


1- تحرفت بالأصل إلى:«عمر» و المثبت عن د.
2- تحرفت بالأصل إلى:«عمر» و المثبت عن د.
3- بياض بالأصل، و الزيادة المستدركة عن د.
4- كذا رسمها بالأصل و د، و في المختصر: تسمية بغيته.

أمثال لهم خرجوا إلى الوليد، و كان أرسل إليهم يستفتيهم في شيء، فكانوا يجمعون بين الظهر و العصر، إذا زالت الشمس.

أخبرنا أبو الحرم مكي بن الحسن بن المعافى الحنبلي (1)،و أبو (2) إسحاق إبراهيم بن طاهر بن بركات، قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو نصر عبد الوهّاب بن عبد اللّه بن عمر بن أيوب المرّي (3)-قراءة عليه - نا أبو بكر محمّد بن إسحاق بن يوسف الربعي البندار، نا محمّد بن الفيض (4)،نا عبد اللّه بن يزيد المصري (5)،نا صدقة بن عبد اللّه قال:

جئت إلى محمّد بن المنكدر و أنا مغضب، فقلت له: أنت أحللت للوليد بن يزيد أم سلمة؟ قال: أنا، و لكن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم؛ حدّثني جابر بن عبد اللّه أنه سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«لا طلاق لما لا تملك، و لا عتق لما لا تملك»[11750].

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلال، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن (6) المقرئ، نا أبو عبد اللّه عبيد اللّه بن عبد الصّمد بن المهدي الهاشمي البغدادي، نا أحمد بن خليد الكندي، نا عبد اللّه بن يزيد (7) أبو بكر القرشي، نا صدقة بن عبد اللّه قال:

حدّثني محمّد بن المنكدر و أنا مغضب فقلت له: أحللت للوليد بن يزيد أم سلمة؟ قال:[أنا!] (8) لكن حدثني جابر بن عبد اللّه أنه سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«لا طلاق فيما لا تملك، و لا عتق فيما لا تملك»[11751].

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، و أبو العزّ ثابت بن منصور، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد ابن المبارك و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا أبو الحسين الأصبهاني. أخبرنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خياط قال (9):محمّد بن المنكدر بن الهدير بن عبد العزّى (10) بن عامر بن الحارث بن حارثة بن سعد بن تيم بن مرة،

ص: 39


1- قسم من اللفظة موجود بالأصل: الحا و بعدها بياض، و المثبت عن د.
2- بالأصل و د:«أبو» سقطت الواو منها.
3- تحرفت في د إلى المزني.
4- روي في سير أعلام النبلاء 357/5.
5- كذا رسمها بالأصل، و في د:«المقرئ» و في سير الأعلام: الدمشقي.
6- في د: أبو بكر المقرئ.
7- تحرفت بالأصل إلى زيد، و المثبت عن د.
8- زيادة لازمة عن د.
9- طبقات خليفة بن خيّاط ص 466 رقم 2389.
10- بالأصل و د: عبد العزيز، تصحيف، و المثبت عن طبقات خليفة.

أمّه أم ولد، يكنى أبا (1) عبد اللّه، مات سنة ست و ثلاثين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن بن عبد السّلام، قالا: أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي قال: أخبرت عن مصعب بن عبد اللّه الزبيري قال.

محمّد و أبو بكر و عمر و المنكدر بن عبد اللّه بن الهدير بن محرز بن عبد العزى بن عامر ابن الحارث بن حارثة بن سعد بن تيم، و كان المنكدر خال عائشة، فشكاه إليها للحاجة، فقالت له: أول شيء يأتيني أبعث به إليك، فجاءتها عشرة آلاف درهم، فبعثت بها إليه، فاشترى المنكدر جارية من العشرة آلاف، فولدت له محمّدا و أخويه.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر بن المخلص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، قال:

من ولد الحارث بن حارثة: المنكدر بن عبد اللّه بن الهدير بن محرز بن عبد العزّى (2)ابن عامر بن الحارث بن حارثة بن سعد بن تيم بن مرة، و في آل المنكدر صلاح و علم، منهم محمّد، و أبو بكر، و عمر، كلهم يذكر بالصلاح و العبادة، و حمل عنه الحديث، و هم لأم ولد، كان المنكدر بن عبد اللّه جاء إلى عائشة أم المؤمنين فشكا إليها الحاجة، فقالت: أول شيء يأتيني أبعث به إليك، فجاءها عشرة آلاف درهم، فقالت: سرع ما امتحنت يا عائشة، و بعثت بها إليه، فاتّخذ منها جارية، فولدت له بنيه: محمّدا، و أبا بكر، و عمر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل عمر بن عبد اللّه (3)،أبا عبد الواحد ابن عثمان (4)،أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، نا إسماعيل بن إسحاق قال: قال علي بن المديني: المنكدر يكنى أبا بكر، و كان له أخ يروي عنه، يقال له أبو بكر المنكدر.

قرأت على (5) أبي غالب، و أبي عبد اللّه ابني البنا، عن محمّد بن محمّد بن مخلد، أنا أبو الحسن بن خزفة (6)،نا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة قال: سمعت أبي يقول:

محمّد بن المنكدر أبو عبد اللّه.

ص: 40


1- بالأصل:«أبو» و المثبت عن د.
2- الأصل: عبد العزيز، تصحيف، و المثبت عن د.
3- في د: عمر بن عبيد اللّه.
4- في د: عبد الواحد بن محمد بن عثمان.
5- تحرفت بالأصل إلى:«و أبا علي» و المثبت:«قرأت على» عن د.
6- تحرفت بالأصل و د إلى:«حرقه».

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوه (1)،أنا أبو الحسن اللّنباني (2)،أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (3) قال في الطبقة الرابعة:

محمّد بن المنكدر أحد بني تيم بن مرّة، يكنى أبا عبد اللّه، توفي سنة ثلاثين و مائة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيويه، قال سليمان بن إسحاق: أنا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (4) قال: في الطبقة الرابعة من أهل المدينة: محمّد بن المنكدر بن عبد اللّه بن الهدير بن عبد العزّى بن عامر بن الحارث ابن حارثة بن سعد بن تيم بن مرة، و أمّه أم ولد، و يكنى أبا عبد اللّه.

قال محمّد بن عمر: سمع محمّد بن المنكدر من جابر بن عبد اللّه، و أميمة (5) بنت رقيقة، و عروة بن الزبير، و عبد الرّحمن بن سعيد بن يربوع، و ربيعة بن عبد اللّه بن الهدير، و هو عمّه، و الحسن البصري، و سعد بن جبير،[و كان] (6) ثقة، ورعا، عابدا، قليل الحديث، يكثر الإسناد عن جابر بن عبد اللّه، و مات محمّد بن المنكدر بالمدينة سنة ثلاثين و مائة أو إحدى و ثلاثين [و مائة].

و أنبأنا أبو الغنائم (7) محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالا: أنا أبو أحمد عبد الوهاب بن محمّد الغندجاني، أنا أبو بكر أحمد بن عبدان الشيرازي، أنا أبو الحسن محمّد بن سهل، نا البخاري قال (8):

محمّد بن المنكدر بن عبد اللّه بن الهدير، قرشي، تيمي،[مدني] (9) سمع جابر بن [عبد اللّه و ابن] (10) الزبير، و عمّه ربيعة، سمع منه الثوري، و شعبة، و عمرو (11) بن دينار،

ص: 41


1- تحرفت بالأصل إلى: بره، و المثبت عن د.
2- غير مقروءة بالأصل، و بدون إعجام في د.
3- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
4- ترجمته مفقودة، و هي من تراجم أهل المدينة الضائعة من الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
5- بالأصل:«آمنه» و المثبت عن د.
6- زيادة عن د.
7- تحرفت بالأصل إلى:«القاسم»، و المثبت عن د.
8- التاريخ الكبير 219/1/1-220.
9- بياض بالأصل، و الزيادة عن د، و التاريخ الكبير.
10- بياض بالأصل، و المستدرك عن د، و التاريخ الكبير.
11- تحرفت بالأصل إلى:«عمر» و المثبت عن د، و التاريخ الكبير.

كنيته أبو بكر، و قال إسماعيل: كنيته أبو عبد اللّه، القرشي، قال الأويسي حدّثني مالك قال:

كان محمّد سيّد القرّاء، لا يكاد أحد يسأله عن حديث إلاّ كاد أن يبكي، و قال علي عن ابن عيينة: بلغ سنّه نيفا و سبعين و لم أر أحدا (1) أجدر أن يحتمل عنه، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم منه [قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم] (2) منه جالسناه إن شاء اللّه سنة ثلاث و عشرين عام الزهري كان يجيئنا في الحج و العمرة و كان صديقا لعمرو..

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أخبرنا أبو منصور النهاوندي أبو العباس، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل، حدّثني الأويسي، نا مالك قال: كان محمّد بن المنكدر سيد القراء، لا يكاد أحد يسأله عن حديث إلاّ كاد يبكي.

حدّثنا إسماعيل قال: كنيته أبو عبد اللّه - و قال غيره: أبو بكر - هو ابن عبد اللّه بن الهدير القرشي التيمي، مدني، و قال علي عن [ابن] (3) عيينة بلغ نيفا و سبعين، جالسناه إن شاء اللّه سنة ثلاث و عشرين عام [الز] هري (4) يجيئنا في الحج و العمرة، صديق لعمرو، سمع جابرا، و ابن الزبير، و عمه ربيعة، سمع منه الثوري، و شعبة، و عمرو بن دينار.

[انبأنا] (5) أبو الحسين (6) القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (7):

محمّد بن المنكدر، و هو ابن المنكدر بن عبد اللّه بن الهدير القرشي التيمي، أبو عبد اللّه، روى عن جابر، و ابن عمر، و أميمة بنت رقيقة، و عبد اللّه بن الزبير، و أسماء ابنة أبي بكر، و سفينة، و أبي رافع، روى عنه الزهري، و عمرو بن دينار، و هشام بن عروة، و أيوب السختياني، و أبو حازم سلمة بن دينار، و مالك، و الثوري، و ابن جريج، و شعبة، و معمر، و عبد العزيز الماجشون، و أبو عوانة، سمعت أبي يقول ذلك.

ص: 42


1- بالأصل و د: أحد. و المثبت عن التاريخ الكبير.
2- الزيادة عن د، و التاريخ الكبير.
3- زيادة عن د.
4- الجزء الأول من اللفظة «الز» مكانه بياض في الأصل و المثبت عن د.
5- زيادة عن د.
6- تحرفت بالأصل إلى: الحسن، و المثبت عن د.
7- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 97/8-98.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول:

أبو بكر، و يقال: أبو عبد اللّه محمّد بن المنكدر بن عبد اللّه بن ربيعة بن الهدير بن عبد العزى بن عامر بن الحارث بن حارثة بن سعد بن تيم بن مرّة، سمع جابرا و أنسا، روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري، و ابن جريج، و الثوري، و شعبة، و مالك.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا منصور الوائلي، أنا الخصيب ابن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:

أبو بكر محمّد بن المنكدر بن عبد اللّه بن الهدير مدني.

و قال في موضع آخر: أبو عبد اللّه محمّد بن المنكدر المدني.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر [ابن] (1) أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر،[أنا] (2) أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، قال: أبو بكر محمّد بن المنكدر.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن (3) محمّد أنا نصر بن إبراهيم، أنا سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمّد، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال: سمعت أبا عبد اللّه المقدمي يقول: محمّد بن المنكدر أبو بكر، و [أبو] (4) عبد اللّه.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد بن الحاكم قال (5):أبو بكر - و يقال: أبو عبد اللّه - محمّد بن المنكدر بن الهدير بن عبد العزى بن عامر بن الحارث بن حارثة بن سعد بن تيم (6) بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي التيمي [المديني] (7)،سمع أبا عبد اللّه جابر بن عبد اللّه السلمي [و] (8) أبا حمزة أنس ابن مالك الأنصاري، و عبد اللّه بن الزبير (9)،روى عنه أبو بكر محمّد بن مسلم بن شهاب

ص: 43


1- زيادة عن د.
2- زيادة عن د.
3- بالأصل:«محمد بن» و فوقهما علامتا تقديم و تأخير.
4- زيادة عن د.
5- الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 102/2 رقم 473.
6- تحرفت في الأسامي و الكنى إلى: تميم.
7- زيادة عن الأسامي و الكنى.
8- زيادة عن د، و الأسامي و الكنى.
9- قوله:«و عبد اللّه بن الزبير» ليس في الأسامي و الكنى.

الزهري، و أبو محمّد عمرو (1) بن دينار الجمحي، و أبو سعيد يحيى بن سعيد الأنصاري.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن طاهر، نا مسعود بن ناصر، نا عبد الملك ابن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال:

محمّد بن المنكدر بن عبد اللّه بن الهدير أبو بكر و يقال: أبو عبد اللّه التيمي القرشي، أخو عمر و أبي بكر، سمع جابر بن عبد اللّه، و أنس بن مالك، و عروة بن الزبير، و عامر بن سعد، روى عنه مالك، و شعبة، و الثوري، و ابن عيينة، و ابن جريج، و سعد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف، و عبيد اللّه (2) بن عمر، و شعيب بن أبي حمزة، و عبد العزيز بن أبي سلمة، و عبد الرّحمن بن أبي الموالي في الوضوء.

قال البخاري: حدّثني هارون بن محمّد قال: مات سنة إحدى و ثلاثين و مائة.

و قال عمرو بن علي: مات في ولاية مروان بن محمّد.

و قال الواقدي: توفي سنة ثلاثين و مائة.

حدّثنا أبو البركات بن المبارك، أنا أحمد بن الحسين، أنا محمّد بن علي الواسطي، أنا محمّد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضل الغلابي، حدّثني أبي قال: قال أبو زكريا: يعني ابن معين:[لم ير] (3) ابن المنكدر أبا هريرة.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح [أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقا، و أبو محمد بن بالويه قالا: نا محمد بن يعقوب عن عباس بن محمد قال: سمعت يحيى يقول: لم] (4) يسمع محمّد بن المنكدر [من] (5) أبي هريرة، و محمّد بن المنكدر أبو عبد اللّه.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز، نا ابن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال (6):

ص: 44


1- تحرفت بالأصل و د إلى: عمر.
2- تحرفت في د إلى: عبد اللّه.
3- الزيادة عن د.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن د.
5- بياض بالأصل، و استدركت اللفظة عن د.
6- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 642/1.

و بنو المنكدر: محمّد، و أبو بكر، و عمر، من بني تيم من أنفسهم، و سئل عبيد اللّه (1)ابن المنكدر بن محمّد عن ولد المنكدر؟ فقال: محمّد، و أبو بكر، و عمر.

قال أبو زرعة: محمّد أجودهم لقاء [ثم] (2) أبو بكر و عمر بن المنكدر قليل الحديث، فأما عمر بن المنكدر الذي يحدث عن سمي [مولى] (3) أبي بكر، فذاك عمر بن محمّد بن المنكدر، ينسب إلى جدّه.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم (4)،نا أبو علي محمّد بن أحمد بن الحسن، نا أبو إسماعيل محمّد بن إسماعيل الترمذي، نا عبد العزيز الأويسي، نا مالك بن أنس قال: كان محمّد بن المنكدر سيد القرّاء، و لا يكاد أحد يسأله عن حديث إلاّ كاد يبكي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا الجرب (5)،نا سفيان قال: ما رأيت أحدا أجدر أن يقول قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فلا نسأل عن من هو؟ من ابن المنكدر.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، و أبو الحسن بن عبد السّلام، قالا: أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا إسحاق بن إبراهيم - هو المروزي - قال:

سمعت سفيان يقول: كان المنكدر من معادن الصدق، و يجتمع إليه الصالحون.

قال: و سمعت سفيان يقول: لم ندرك أحدا أجدر أن يقبل الناس منه إذا قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، من محمّد بن المنكدر.

قال: و نا سفيان، عن ابن المنكدر قال: قيل له: تحج و عليك دين؟ قال: هو أقضى للدين.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ أبو العباس الأصم، أنا الربيع قال: قال الشافعي حكاية عن غيره، قال: و محمّد بن المنكدر عندكم غاية في الثقة، قلت: و الفضل في الدين و الورع.

ص: 45


1- تحرفت بالأصل إلى: عبد اللّه، و المثبت عن د، و تاريخ أبي زرعة.
2- الزيادة عن تاريخ أبي زرعة.
3- الزيادة عن د، و تاريخ أبي زرعة.
4- حلية الأولياء 147/3.
5- رسمها بالأصل:«الجرب» و في د:«الحمدي» و لعل الصواب هو:«الحميدي».

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الخلال، قالا (1):أنا أبو القاسم بن مندة، نا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو [طاهر] (2)،أنا علي.

قالا:[أنا ابن] (3) أبي حاتم (4)،أنا أبو بكر محمّد بن عمير الطبري قال: قال أبو بكر - يعني - عبد اللّه بن الزبير الحميدي: محمّد بن المنكدر حافظ، قال: و ذكر أبي [عن] (5)إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال: محمّد بن المنكدر ثقة.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أحمد بن [محمد بن إبراهيم، سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس، سمعت عثمان بن سعيد الدارمي قال: و سألت يحيى قال: محمد بن] (6) المنكدر أحب إليك عن جابر و أبو الزبير فقال: ثقتان (7).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر، قالوا: أنا الوليد، أنا علي بن أحمد [أنا صالح بن أحمد] (8) العجلي، حدّثني أبي قال (9):

محمّد بن المنكدر مدني، تابعي، ثقة، رجل صالح.

أخبرنا أبو السعود بن علي، أنا أبو الحسين بن المهتدي، أنا عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب قال: جدي يعقوب [محمد] (10) بن المنكدر صحيح الحديث جدا.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر أحمد بن علي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا أبو الحسين (11)[بن الفضل] (12)،أنا عبد اللّه، نا يعقوب قال: ابن المنكدر

ص: 46


1- بالأصل و د: قال.
2- بياض بالأصل، و استدركت الكلمة عن د.
3- بياض بالأصل، و المستدرك عن د.
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 98/8.
5- بياض بالأصل، و استدركت اللفظة عن د، و الجرح و التعديل.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن د.
7- الكلمة غير واضحة بالأصل، و المثبت عن د.
8- زيادة عن د.
9- تاريخ الثقات للعجلي ص 414 رقم 1506.
10- زيادة عن د.
11- تحرفت بالأصل إلى: الحسن، و المثبت عن د.
12- و المثبت بين معكوفتين عن د، و الذي بالأصل:«ال... سل».

هو الغاية في الإتقان و الحفظ، و الزهد، و هو حجّة.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، نا أبو الحسن الربعي، و رشأ بن نظيف، قالا: أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد، أنا محمّد بن محمّد بن داود، نا عبد الرّحمن ابن يوسف قال: محمّد بن المنكدر ثقة.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):سألت أبي عن محمّد بن المنكدر فقال: ثقة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق، نا [الحارث] (2) ابن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (3)،أنا أحمد بن أبي إسحاق العبدي، نا الحجّاج بن محمّد عن أبي معشر قال:

دخل المنكدر على عائشة فقال: إني قد أصابتني حاجة، فأعينيني، فقالت: ما عندي شيء، لو كان عندي عشرة آلاف لبعثت بها إليك، فلما خرج من عندها جاءتها عشرة آلاف من عند خالد بن أسد، فقالت: ما أوشك ما ابتليت (4)،قال: ثم أرسلت في أثره، فدفعتها إليه، فدخل السوق، فاشترى جارية بألفي درهم، فولدت له ثلاثة، فكانوا عبّاد المدينة: محمّدا، و أبا بكر، و عمر بن المنكدر.

قال: و أنا ابن سعد، أنا أحمد بن أبي إسحاق، نا أبو السري سهل بن محمود، نا سفيان قال: تعبد ابن المنكدر و هو غلام، و كانوا أهل بيت عبادة (5).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن بن عبد السّلام قالا: أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا البغوي، نا أحمد بن سعد الزهري قال: سمعت ابن

ص: 47


1- الجرح و التعديل 79/8.
2- بياض بالأصل، و استدركت اللفظة عن د.
3- الخبر ليس في الطبقات الكبرى المطبوع الذي بيدي. و قد رواه الذهبي في سير الأعلام من طريق ابن سعد 5/ 357-358.
4- في سير الأعلام: ما امتحنت يا عائشة.
5- سير أعلام النبلاء 358/5.

بكير يقول: و محمّد، و أبو بكر، و عمر بنو المنكدر، لا ندري أيّهم أفضل (1).

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن مسلمة، أنا أبو طاهر المخلص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، حدّثني مفضل بن غسان عن أبيه عن سعد ابن عامر قال: قال ابن المنكدر: إنّي لأدخل في الليل فيهولني، فأصبح حين أصبح و ما قضيت منه إربي (2).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو الحسن علي بن هبة اللّه، قالا: أنا عبد اللّه بن محمّد، نا عبيد اللّه بن محمّد، نا عبد اللّه بن محمّد، نا أبو بكر بن قتادة، نا محمّد ابن عمرو، نا سفيان بن زياد، عن رجل قال: قالت أم محمّد بن المنكدر:[يا بني، لو] (3)نمت فقد طال سهرك، فقال لها: يا أمّه، إنّي لأرى الليل قد أقبل فيهولني سواده، فأصبح و لم تنقض نهمتي منه.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ (4)،نا محمّد بن جعفر الزراد (5)،نا عبيد اللّه بن سعد، نا يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه قال (6):

رأيت محمّد بن المنكدر يصلي في مقدم المسجد، فإذا انصرف مشى قليلا ثم استقبل القبلة، فمد يديه و دعا، ثم يمشي ثم ينحرف عن القبلة و يشهر يديه (7) و يدعو، قال: كان يفعل ذلك حتى يخرج من المسجد فعل المودّع.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر [السوسي] (8)، أنا سليمان بن إسحاق، أنا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (9)،نا محمّد بن عمر، نا يوسف بن محمّد بن المنكدر، عن أبيه قال: آتي بالدعاء.

ص: 48


1- سير أعلام النبلاء 358/5.
2- سير أعلام النبلاء 358/5.
3- بياض بالأصل، و استدركت اللفظتان عن د.
4- تقرأ بالأصل: المصري.
5- بالأصل:«الر» ثم بياض، و أثبتت اللفظة عن د.
6- الخبر في سير أعلام النبلاء 358/5.
7- بالأصل: يده، و المثبت عن د، و سير الأعلام.
8- بياض بالأصل، و الزيادة عن د، و السند معروف.
9- الخبر ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث، و أبو الحسن بن عبد السّلام، قالا: أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا ابن حبابة، أنا البغوي، نا أحمد بن زهير، نا أبو الفتح قال: قال سفيان: كان ابن المنكدر يقوم في جوف الليل فيقول: كم من عين ساهرة الآن في رزقي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل عمر بن عبد اللّه، أنا أبو الحسين (1)من بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق [نا] (2) الحميدي (3)،نا سفيان قال: كان ابن المنكدر يقول: كم من عين ساهرة في رزقي في ظلمات البر و البحر (4).

أخبرنا أبو بكر، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن [حيوية] (5)،أنا سليمان بن إسحاق [نا] (6) الحارث نا ابن سعد، نا العلاء بن عبد الجبّار، نا سفيان قال: كان ابن المنكدر ربما [قام الليل يصلي و يقول: كم من عين ساهرة في رزقي قال: و كان له جار مبتلى، قال:

فكان يرفع صوته من الليل يصيح، قال: فكان محمّد يرفع صوته [بالحمد، قال: فقيل له في ذلك، فقال: يرفع صوته بالبلاء، و أرفع صوتي بالنعمة.

أخبرني أبو القاسم إسماعيل بن أحمد و أبو الحسن بن عبد السلام قالا: أنا أبو محمد الخطيب، أنا أبو القاسم بن حبابة نا أبو القاسم البغوي، نا محمد بن عباد، نا سفيان، نا منكدر قال كان محمد] (7) يقوم من الليل فيتوضأ ثم يدعو، فيحمد اللّه و يثني عليه و يشكر له يرفع صوته بالذكر، فقيل له: لم ترفع صوتك؟ فقال: إن جارا لي اشتكى فرفع صوته بالوجع، و أنا أرفع صوتي بالنعمة.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم الحافظ (8)،نا أبو محمّد بن حيّان، نا أحمد بن نصر، نا أحمد الدورقي، حدّثني زكريا بن عدي، أنا ابن المبارك، عن وهيب، عن عمر بن محمّد بن المنكدر قال:

كنت أمسك على أبي المصحف قال: فمرت مولاة له، فكلّمها، فضحك إليها ثم أقبل

ص: 49


1- تحرفت بالأصل إلى: الحسن، و المثبت عن د.
2- زيادة عن د.
3- بالأصل:«الحمدي» تصحيف، و المثبت عن د.
4- سير أعلام النبلاء 358/5.
5- بياض بالأصل، و استدركت اللفظة عن د.
6- زيادة عن د.
7- بياض بالأصل، و الذي استدرك بين معكوفتين عن د.
8- رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 147/3.

يقول: إنا للّه، إنا للّه، حتى ظننت أنه قد حدث شيء، فقلت: ما لك؟ فقال: أ ما كان لي في القرآن شغل حتى مرت هذه فكلمتها.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، أنا أحمد بن عباد، أنا الحميدي عن سفيان بن عيينة قال:

كان محمّد بن المنكدر إذا بكا مسح وجهه و لحيته من دموعه، و يقول: بلغني أن النار لا تأكل موضعا مسته الدموع (1).

و قال محمّد: قال اللّه تعالى: نٰارُ اللّٰهِ الْمُوقَدَةُ اَلَّتِي تَطَّلِعُ [عَلَى] الْأَفْئِدَةِ (2) قال: تأكله النار حتى يبلغ فؤاده و هو حي.

قال محمّد بن المنكدر: و ما لأهل النار راحة غير العويل و البكاء.

أخبرنا أبو البركات محفوظ بن الحسن (3) بن محمّد بن صصري، أنا نصر بن أحمد، أنا خليل بن هبة اللّه، أنا الحسن بن محمّد بن القاسم، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا إبراهيم بن يعقوب، حدّثني صاحب لي، حدّثني المفضل بن غسّان، نا أبي، نا عبد الرّحمن ابن عثمان، نا عباد البغوي قال: قرأت على محمّد بن المنكدر آخر الزمر، فبكى الشيخ بكاء غير متباك [ثم قال: حدثني] (4) عبد اللّه بن عمر قال: قرأ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم آخر الزمر و هو على المنبر، فتحرك المنبر من تحته مرتين.

[قرأنا على] (5) أبي غالب، و أبي عبد اللّه ابني البنّا، عن أبي الحسن بن مخلد، أنا أبو الحسن بن خزفة (6)،أنا محمّد بن الحسين بن محمّد [نا] (7) بن أبي خيثمة، نا مصعب بن عبد اللّه (8)،حدّثني إسماعيل بن يعقوب التيمي، قال:

كان محمّد بن المنكدر يجلس مع أصحابه، قال: فكان يصيبه صمات، فكان يقوم كما

ص: 50


1- سير أعلام النبلاء 358/5.
2- سورة الهمزة، الآيتان 6 و 7 و الزيادة السابقة عن د، و التنزيل العزيز.
3- تحرفت بالأصل إلى:«الحسين» و المثبت عن د، قارن مع مشيخة ابن عساكر 234/ب.
4- بياض بالأصل، و المستدرك للإيضاح عن د.
5- بياض بالأصل، و المستدرك عن د.
6- تحرفت بالأصل إلى:«خرقه» و في د:«حرقه».
7- سقطت من الأصل و استدركت في د.
8- من طريقه روي في سير الأعلام 358/5-359.

هو حتى يضع خده على قبر النبي صلّى اللّه عليه و سلم، ثم يرجع، فعوتب في ذلك فقال: إنه يصيبني خطرة، فإذا وجدت ذلك استغثت (1) بقبر النبي صلّى اللّه عليه و سلم.

و كان يأتي موضعا من المسجد في السحر يتمرغ فيه، و يضطجع، فقيل له في ذلك فقال: إنّي رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في هذا الموضع،- أراه قال: في النوم (2)-.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم (3)،نا أبو أحمد محمّد بن أحمد الغطريفي، نا جبير بن محمّد الواسطي [نا] (4) أبو حاتم، نا محمّد بن عبد الكريم الرازي قال: سمعت الحارث الصواف يقول: قال محمّد بن المنكدر: كابدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت.

كتب إليّ أبو بكر عبد الغفّار بن محمّد، و حدّثني أبو المحاسن الطيبي عنه، أنا أبو بكر الحيري، نا أبو العباس الأصم، نا الحسن بن علي بن عفّان، نا حسين بن علي، عن الوليد ابن علي، عن محمّد بن سوقة قال:

كان محمّد بن المنكدر يستقرض و يحج، فقلت: أ تستقرض و تحج؟ قال: نعم، أرجو قضاءها.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا سليمان [بن إسحاق] (5)،أنا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (6)،نا محمّد بن عمر، عن عبد الرّحمن بن أبي الزناد أو غيره من أصحابه قال:

كان محمّد بن المنكدر يحج في كل سنة و يحج معه عدة من أصحابه، فبينا هو ذات يوم في منزل من منازل مكة، إذ قال لغلام له: اذهب فاشتر لنا كذا، فقال الغلام: و اللّه ما أصبح عندنا قليل و لا كثير درهم فما فوقه. فقال: اذهب، فإن اللّه يأتي به، قال: من أين؟ قال:

سبحان اللّه، ثم رفع صوته بالتلبية، و لبّى أصحابه الذين معه، و كان إبراهيم بن هشام قد حجّ تلك السنة، فسمع أصواتهم، فقال: ما هؤلاء؟ فقيل له: محمّد بن المنكدر و أصحابه حجّوا، و محمّد يحتمل مئونتهم و يحملهم و يكلّف لهم، فقال: ما بدّ من أن يعان محمّد على هذا الذي يصنع، فبعث إليه بأربعة آلاف درهم من ساعته، فدفعها محمّد إلى غلامه و قال له:

ص: 51


1- في سير أعلام النبلاء: استعنت.
2- سير الأعلام 359/5.
3- رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 147/3.
4- زيادة عن د، و الحلية.
5- الزيادة عن هامش الأصل، و بعدها صح.
6- الخبر ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

ويحك أ لم أقل لك: اشتر لنا ما أمرتك، فإنّ اللّه يأتي بهذا؟ و قد أتانا اللّه بما ترى، فاشتر ما أمرتك به.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا إسماعيل بن إسحاق، نا علي بن عبد اللّه، نا سفيان بن عيينة قال:

قيل لمحمّد بن المنكدر: أيّ الأعمال أفضل؟ قال: إدخال السرور على المؤمن، و قيل له: أي الدنيا أحب (1) إليك؟ قال: الإفضال على الإخوان، و كان إذا حج أخرج نساءه (2)و صبيانه إلى الحج، فقيل له في ذلك فقال: أعرضهم للّه عزّ و جل، و كان يحج و عليه دين، فقيل له في ذلك فقال: هو أقضى للدين.

أخبرنا (3) أبو محمّد عبد الرّحمن [ابن] (4) أبي الحسن بن إبراهيم الداراني، أنا أبو الفرج سهل بن بشر (5) الأسفرايني، أنا أبو بكر خليل بن هبة اللّه بن خليل، أنا عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي، أنا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاّب، نا أحمد بن أبي الحواري، نا سفيان بن عيينة، عن ابن سوقة قال:

قيل لابن المنكدر: أ تحج و عليك دين؟ قال: الحج أقضى للدين، قال: يعني إذا حججت قضى اللّه عني ديني.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه [قالا] (6) أبو جعفر المعدل، أنا أبو طاهر محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار قال: و حدّثني مفضل عن أبيه عن رجل من قريش قال (7):

حج محمّد بن المنكدر فأعطى حتى بقي في إزار، و حج معه أصحابه، فلما نزل الروحاء أتاه وكيله [فقال] (8) ما معنا نفقة، و ما بقي معنا درهم، قال: فرفع محمّد صوته بالتلبية، فلبّى أصحابه و لبّى الناس بالماء، و بالماء محمّد بن هشام فقال: و اللّه إنّي لأظن محمّد بن المنكدر بالماء، فانظروا، فنظروا فأتوه فقالوا: هو بالماء، فقال: لا أظن معه

ص: 52


1- غير مقروءة بالأصل، و تقرأ في د:«لعب» و المثبت عن المختصر.
2- بالأصل: نساؤه.
3- كتب فوقها في د: ملحق.
4- زيادة عن د.
5- في د: قشير.
6- زيادة عن د.
7- الخبر في سير أعلام النبلاء 359/5.
8- زيادة عن د.

درهما، احملوا (1) إليه أربعة آلاف درهم، فأتي بها.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن بن عبد السّلام، قالا: أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، أنا أبو القاسم البغوي، نا محمّد بن عباد، نا سفيان، نا منكدر بن محمّد قال: كان [محمد] (2) يحج بولده، فقيل له: لم تحج بها؟ قال: إنّي أعرضهم للّه عزّ و جل (3).

أخبرنا أبو علي الحدّاد في كتابه، أنا أبو نعيم الحافظ (4)،نا أبو بكر بن مالك، نا عبد [اللّه] (5) بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، نا حجاج، نا أبو معشر قال: كان محمّد بن المنكدر بمنى، و كان سيدا يطعم الطعام، و يجمع عنده القراء.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، نا أبو طاهر المخلص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار قال: و حدّثني مفضل عن أبيه عن يزيد، نا عاصم بن محمّد عن محمّد بن المنكدر قال: قيل [يا أبا] (6) عبد اللّه أ تحج بالدين؟ قال:

الحج إقضاء للدين.

أخبرنا أبو سعد محمّد بن إبراهيم بن أحمد، نا أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن السري، نا [أبو] (7) عبد الرّحمن السلمي، نا إبراهيم بن محمّد بن الفتح المصيصي - ببغداد - نا علي بن الحسين، نا بشر بن موسى،[نا الحميدي] (8) نا سفيان، عن محمّد بن المنكدر قال: لم يبق من لذة الدنيا إلاّ قضاء حوائج الإخوان.

أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا (9)-و أبو الحسن علي بن الحسن، نا - أبو بكر الخطيب (10)،أنا القاضي أبو زرعة روح بن محمّد بن أحمد الرازي، نا أبو أحمد (11) الحسين ابن علي التيمي، حدّثني أبو بكر بن خزيمة في داره و أنا سألته، نا زيد بن أبي زيد - من

ص: 53


1- بالأصل:«فحملوا» و المثبت عن د.
2- زيادة عن د.
3- سير أعلام النبلاء 359/5.
4- حلية الأولياء 149/3.
5- بياض بالأصل، و المستدرك عن د، و الحلية.
6- بياض بالأصل، و المستدرك عن د.
7- بياض بالأصل، و المستدرك عن د.
8- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن د.
9- بالأصل:«نا» و المثبت عن د.
10- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 447/8 في ترجمة زيد بن أبي زيد.
11- «نا أبو أحمد» مكرر بالأصل.

قصر (1) ابن هبيرة - نا الحسين بن علي الجعفي، نا سفيان قال: قيل لابن المنكدر: ما بقي مما تستلذ؟ قال: الإفضال على الإخوان.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو الحسن بن عبد السّلام، قالا: أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا إسحاق بن إبراهيم المروزي، نا سفيان، نا رجل عن ابن المنكدر أنه سئل أي العمل أحب؟ قال: إدخال السرور على المؤمن، قال: فما بقي مما تستلذ؟ قال: الإفضال على الإخوان.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر قال: قرئ على سعيد (2) بن محمّد البحيري، أنا أبو بكر بن عبدوس المزكي، أنا أبو عمرو أحمد بن محمّد الحيري، نا عبد الرّحمن بن بشر، نا سفيان قال: سألوا ابن المنكدر أيّ العمل أحبّ إليك؟ قال: إدخال السرور على المؤمن، قال: فقيل له: فأي شيء بقي مما تستلذه؟ قال: الإفضال على الإخوان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين (3) بن النقور، و أبو منصور بن العطّار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، أنا عبيد اللّه السكري، نا زكريا المنقري، نا الأصمعي قال:

سمعت بالمدينة أن محمّد بن المنكدر قال: لذة الدنيا قضاء حوائج الإخوان، و إدخال السرور على الناس، و التنفيس عن المكروب.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن علي البيهقي، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا أحمد بن منصور بن خلف، نا أبو نعيم الأسفرايني، أنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق، نا يونس بن عبد الأعلى، أنا ابن وهب، حدّثني ابن زيد (4) قال: قيل لابن المنكدر: ما بقي من لذة الدنيا؟ قال: مواساة الإخوان، و الإفضال عليهم.

أخبرنا أبو علي الحدّاد في كتابه، أنا أبو نعيم الحافظ (5)(6)،أنا أبو محمّد بن حيّان،

ص: 54


1- بالأصل و د:«بن نصر» و المثبت «من قصر» عن تاريخ بغداد.
2- تحرفت بالأصل إلى: سعد، و المثبت عن د.
3- تحرفت بالأصل إلى: الحسن، و المثبت عن د.
4- بالأصل:«زيد بن» و فوقهما علامتا تقديم و تأخير.
5- بالأصل:«الحاو» و بعدها بياض، و المثبت عن د.
6- الخبر في حلية الأولياء 148/3-149.

نا أحمد بن نصر، نا أحمد الدورقي، نا حجّاج بن محمّد، عن أبي معشر قال: بعث محمّد ابن المنكدر إلى صفوان بن سليم أربعين دينارا ثم قال لبنيه: يا بني، ما ظنّكم برجل فرغ صفوان لعبادة ربّه؟ أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (1)،أنا محمّد بن عمر، حدّثني الحر بن يزيد الحذاء قال:

كان محمّد بن المنكدر قد ضاق فبينما صفوان بن سليم يصلي في المسجد ينتظر الليل إذ أتاه آت، فوضع على نعله خمسين دينارا، فأخذها و حمد اللّه، و انصرف صفوان إلى بيته، فقال: لمولا [ته] (2) سلامة: إن أخي محمّدا أمسى مضيقا اذهبي إليه بهذه الدنانير، فإنه يكفينا أن نأخذ منها خمسة أو أربعة، فقال: الساعة، فقال نعم: إنك تجدينه الساعة في محرابه يسأل اللّه، يقول: ائتني (3) بها من حيث شئت، و كيف شئت، و أنّى (4) شئت، فقال: فخرج بستة و أربعين دينارا أو خمسة و أربعين دينارا، فأتيته بها فوقفت تسمع، فإذا هو يقول: اللّهم ائتني بها من حيث شئت، و أنّى شئت، و كيف شئت من ساعتي هذه يا إلهي [قالت فدققت] (5)الباب عليه، فدفعها إليه، فحمد اللّه على ذلك.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو بكر الخطيب، نا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان الصرفي.

ثم أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري.

قالا: أنا أبو عمر محمّد بن العباس الخزّاز، نا أبو أيوب سليمان بن إسحاق [الجلاب] (6)،نا الحارث بن محمّد، نا محمّد بن سعد (7)،نا أحمد بن إسحاق، عن العلاء ابن عبد الجبّار، نا نافع بن عمر قال:

ص: 55


1- الخبر ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
2- مكانها بياض بالأصل و المستدرك عن د.
3- الكلمة غير مقروءة بالأصل و بعدها فيه:«بها أتاني بها» و المثبت عن د.
4- بالأصل: إني، و المثبت عن د.
5- بياض بالأصل، و المستدرك عن د.
6- زيادة عن د.
7- الخبر ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

قدم رجل، بمال المدينة، فقال: دلّوني على رجل من قريش أعطيه هذا المال، فدلّوه على عمر بن المنكدر، فأعطاه، فأبى أن يقبله، قال: فقال: هذا قد أبى، فمن بعده؟ قالوا:

لا نعلم بعده أحدا يشبه أبا بكر بن المنكدر، فأعطاه فأبى أن يقبل، قال: فمن بعدهما؟ قالوا:

محمّد (1) بن المنكدر، قال: فأتاه فأبى أن يقبل، فقال الرجل: يا أهل المدينة، إن استطعتم أن يلدكم كلكم المنكدر فافعلوا.

ذكر الخطيب: أنّ أحمد بن أبي إسحاق هو أحمد بن إبراهيم الدّورقي.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار قال: و حدّثني يعني المفضل بن غسان عن أبيه، عن سعيد بن عامر قال: قال محمّد بن المنكدر:

بات أخي عمر يصلي الليل و بتّ أغمز قدمي [أمي] (2) فما يسرني أن ليلتي بليلته.

قال: و دخل أعرابي المدينة فرأى حال بني المنكدر و موقعهم من الناس و فضلهم، ثم خرج، فسأله رجل: كيف تركت أهل المدينة؟ قال: بخير، و إن استطعت أن تكون (3) من آل المنكدر فكن.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد، أنا أحمد بن أبي إسحاق.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن بن عبد السّلام، قالا: أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن مسلم، قالا: نا سعيد بن عامر، عن ابن المبارك قال: قال محمّد بن المنكدر:

بات عمر يصلي و بتّ أغمز رجل أمي، و ما أحب أن ليلتي بليلته - زاد علي بن مسلم قال: و كان عمر أخا محمّد، و كانت له عبادة.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أنا إبراهيم بن عصمة بن إبراهيم، نا أبي، نا يحيى بن يحيى قال:

كنت مع المنكدر بن محمّد بن المنكدر، فأومأ إلى دار قال: كان أبي بات على السطح يروّح عن أمه و عمي يصلي إلى الصباح، فقال له أبي: ما يسرني ليلتي بليلتك.

ص: 56


1- بالأصل:«محمد قالوا» و كتب فوقهما علامتا تقديم و تأخير، و كتب تحتهما: قالوا محمد.
2- زيادة لازمة عن د.
3- بالأصل و د: تكن.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم الحافظ (1)،نا أبو محمّد بن حيان، نا أحمد بن نصر، نا أحمد الدورقي، نا موسى بن إسماعيل، نا جعفر بن سليمان، عن محمّد بن المنكدر أنه كان يضع خده على الأرض ثم يقول لأمه: قومي ضعي قدمك على خدي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد، أنا أحمد بن أبي إسحاق، حدّثني أبو سلمة، نا جعفر بن سليمان، عن محمّد بن المنكدر قال: كان يضع خده على الأرض ثم يقول لأمّه: يا أمي، قومي ضعي قدمك على خدي.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين (2) بن بشران، أنا أبو عمر بن السماك، نا حنبل بن إسحاق، نا الحميدي (3)،نا سفيان عن ابن المنكدر قال:

قالت لي أمي: يا بني لا تمازح الصبيان فتهون عليهم.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، و أبو بكر اللفتواني، و أبو طاهر محمّد بن أبي نصر بن أبي القاسم، و عمر بن منصور بن محمّد، قالوا: أنا محمود بن جعفر، أنا عمّ والدي الحسين ابن أحمد بن جعفر، نا إبراهيم [بن] (4) السندي بن علي، نا الزبير بن بكار، حدّثني سفيان، عن محمّد بن المنكدر قال: كانت أمي تقول: يا بني لا تمازح الصبيان فتهون عليهم.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي، نا إبراهيم بن سعيد الجوهري، نا ابن عيينة قال: قال لي محمّد بن المنكدر: لا تمازح الصبيان فتهون عليهم و يستخفّون بك.

أخبرنا (5) أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف، أنا عبد اللّه بن محمّد الفقيه - بهمذان - نا أبو العباس محمّد بن إسماعيل بن الملهب، أنا عبيد اللّه بن محمّد بن حبيش، نا موسى بن محمّد بن عطاء، نا عبد اللّه بن خلف الجذامي، عن أيوب الحميري قال: قال عمر بن عبد العزيز لمحمّد بن المنكدر: أي الخصال أوضع للمرء؟ قال: كثرة كلامه، و إذاعته أسراره، و ثقته بكل أحد.

ص: 57


1- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 150/3.
2- تحرفت بالأصل إلى: الحسن، و المثبت عن د.
3- «نا الحميدي» عن د، و مكانهما بالأصل: بياض ثم«... بيدي».
4- زيادة عن د.
5- كتب فوقها في د: ملحق.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا جعفر بن أبي عثمان الطيالسي، نا يحيى بن معين، نا سفيان بن عيينة قال (1):تبع ابن المنكدر جنازة رجل كان يسفّه بالمدينة، فعوتب في ذلك و قيل له: أمثلك يحضر جنازة مثل هذا؟ فقال: و اللّه إنّي لأستحي من اللّه إن رآني أرى رحمته عجزت عن أحد من خلقه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو محمّد المصري، أنا أبو بكر المالكي، نا إبراهيم بن عمر، نا إبراهيم بن بشّار قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: قيل لمحمّد بن المنكدر: أ تصلي على فلان و كان لا يدع للّه محرما إلاّ انتهكه؟ فقال:

إني لأستحي من اللّه أن أرى أن رحمته لا تسع فلانا.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا طراد بن محمّد، نا أبو الحسين (2) بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني سلمة بن شبيب، نا سهل بن عاصم، عن يحيى بن محمّد الجاريّ، عن عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم قال:

خرج قوم غزاة و خرج معهم ابن المنكدر، و كانت صائفة، فبينما هم يسيرون في الساقة قال رجل من القوم: أشتهي جبنا رطبا، فقال محمّد بن المنكدر: استطعموا اللّه يطعمكم، فإنه القادر، فدعا القوم فلم يسيروا إلاّ قليلا حتى وجدوا مكتلا (3) مخيطا كأنما أتى من السيالة (4) أو الرّوحاء (5)،فإذا هو جبن (6) رطب، فقال بعض القوم: لو كان عسلا، فقال محمّد: إنّ الذي أطعمكم جبنا هاهنا قادر على أن يطعمكم عسلا، فاستطعموه، فدعا القوم، فساروا قليلا فوجدوا فاقرة عسل على الطريق، فنزلوا فأكلوا.

أخبرنا بها عالية أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (7)،نا زيد بن بشر، نا ابن وهب، حدّثني ابن زيد قال:

ص: 58


1- سير أعلام النبلاء 359/5.
2- تحرفت في د إلى: الحسن.
3- الأصل:«كيلا» و المثبت عن د.
4- الأصل: السالة، و في د: السبالة، و الصواب ما أثبت، و السيالة: أول مرحلة لأهل المدينة إذا أرادوا مكة (معجم البلدان).
5- الروحاء: موضع بين المدينة و مكة (معجم البلدان).
6- تحرفت بالأصل إلى:«حبس» و المثبت عن د.
7- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 656/1-657 و عن الفسوي في سير الأعلام 359/5.

خرج ناس في غزاة فيهم محمّد بن المنكدر في الصائفة، قال: بينما هم يسيرون في الساقة قال رجل من القوم: أشتهي جبنا طريا (1)،قال محمّد بن المنكدر: فاستطعمه اللّه عز و جل، فإن اللّه قادر على أن يطعمكموه، فدعا القوم، فلم يسيروا إلاّ شيئا حتى وجدوا مكتلا مخيطا كأنما أتى به من السيالة أو الروحاء، فإذا هو جبن رطب، قال بعض القوم: لو كان لهذا عسل، فقال: الذي أطعمكموه قادر على أن يطعمكم العسل، فاستطعموه يطعمكم العسل، فدعوا اللّه، فساروا قليلا فوجدوا فاقرة (2) عسل على الطريق، فنزلوا فأكلوا الجبن و العسل ثم ركبوا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن بن عبد السّلام، قالا: أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، أنا أبو القاسم البغوي، نا عباس بن محمّد، نا شبابة، نا عبد العزيز الماجشون، عن محمّد بن المنكدر قال:

كان رجل بالمدينة يقال له عمران، و كان مسرفا على نفسه، فلما مات أتى بجنازته تفرق الناس عنه و ثبتت مكاني، فكرهت أن يعلم اللّه مني أنّي أيست له من رحمته.

أخبرنا أبو منصور عبد الخالق (3)،و أبو سعيد طاهر ابنا زاهر بن طاهر، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن حسكويه، و إسماعيل بن عثمان بن عمر الإبريسمي، و الفضل بن عبد الواحد ابن عبد الصّمد، قالوا: أنا محمّد (4) بن موسى بن عبد اللّه الصفّار، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني سويد بن سعيد، عن خالد بن عبد اللّه الرومي قال:

استودع محمّد بن المنكدر وديعة، فاحتاج إليها، فأنفقها، ثم جاء صاحبها يطلبها، فقام يصلي و يدعو، فكان من دعائه: يا سادّ السماء بالهواء، و يا كابس الأرض على الماء، و يا واحد قبل كل أحد يكون، أسألك أن تؤدي عني أمانتي، فإذا هاتف يقول: هذه (5) فأدها من أمانتك و اقصر الخطبة، فإنك لن تراني.

[قال ابن عساكر:] (6) كذا قال الرومي، و إنما هو اليماني.

ص: 59


1- في المعرفة و التاريخ: رطبا.
2- في المعرفة و التاريخ:«قاقرة عسل» و في سير الأعلام: فاقرة.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 254/20.
4- في د:«أنا محمد بن موسى، نا محمد بن عبد اللّه الصفار» تصحيف، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 382/18.
5- بالأصل:«خذه فأدها» و المثبت:«خذ هذه...» عن د.
6- زيادة منا للإيضاح.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا طراد بن محمّد، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا ابن صفوان، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني سويد بن سعيد (1)،حدّثني خالد بن عبد اللّه اليماني (2) قال:

استودع محمّد بن المنكدر وديعة، فاحتاج إليها، فأنفقها، فجاء صاحبها يطلبها، فقام فتوضأ و صلّى ثم دعا فقال: يا سادّ الهواء بالسماء، و يا كابس الأرض على الماء، و يا واحد قبل كل أحد كان، و يا واحد بعد كل أحد يكون أدّ عني أمانتي، فسمع قائلا يقول: خذ هذه فأدّ بها عن أمانتك و اقصر في الخطبة، فإنك لن تراني.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن أبي عثمان، و أحمد بن محمّد بن إبراهيم.

و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن ال (3)،أنا أبو طاهر، قالا: أنا إسماعيل بن الحسن [نا] (4) أبو عبد اللّه المحاملي، أنا عبد اللّه بن أبي سعد، أنا سويد بن سعيد، حدّثني خالد بن عبد اللّه اليماني قال:

استودع محمّد بن المنكدر وديعة، فاحتاج، فأنفقها، فجاء طالبها، فقام فصلّى و دعا و قال:

اللّهمّ يا سادّ الهواء بالسماء، و كابس الأرض على الماء، و يا واحد قبل كلّ أحد كان، و يا واحد بعد كل أحد يكون أدّ عني أمانتي، فإذا هاتف يهتف: خذ هذه فأدّها عن أمانتك، و اقصر في الخطبة فإنك لن تراني.

أخر الجزء الخمسين بعد الأربعمائة من الأصل.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، أنا طراد بن محمّد، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، حدّثني أبو المصعب مطرف، حدّثني المنكدر بن محمّد.

أن رجلا من أهل اليمن أودع أباه ثمانين دينارا و خرج يريد الجهاد، و قال له: إن احتجت إليها فأنفقها إلى أن آتي إن شاء اللّه، قال: و خرج الرجل، و أصاب أهل المدينة سنة

ص: 60


1- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 360/5.
2- كذا بالأصل و د، و في سير الأعلام: اليمامي.
3- غير واضحة بالأصل و د.
4- زيادة عن د.

و جهد، قال: فأخرجها - أبي فنفقها (1) قال: فلم يلبث الرجل أن قدم و طلب ماله، فقال له أبي: عد إليّ غدا، قال: و بات في المسجد متلوّذا بقبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم مرة، و بمنبره مرة حتى كاد يصبح، فإذا (2) شخص في السواد يقول له: دونكها يا محمّد، قال: فمدّ يده (3) فإذا صرّة فيها ثمانون دينارا، قال: و غدا عليه الرجل، فدفعها إليه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي أن الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق، نا الحارث، نا محمّد بن سعد (4)،نا محمّد بن عمر، نا منكدر بن محمّد ابن المنكدر عن أمه قال:

أودعني رجل من أهل اليمن مائة دينار، و خرج إلى الثغر، و قال محمّد اليماني: إنّ احتجنا إليها استنفقناها حتى ترجع إليها، قال: نعم، قال: فاستنفقها محمّد، و قدم الرجل و هو يريد الانطلاق إلى اليمن و ليست عند محمّد، فقال له: متى تريد الانطلاق؟ فقال: غدا إن شاء اللّه، فجمع محمّد إلى المسجد، فبات فيه حتى أسحر يدعو اللّه في هذه الدنانير يأتيه بها كيف يشاء و من حيث شاء، فأتى بها آت و هو ساجد، في صرة، فوضعها في نعله ثم ألمسها يده، فإذا صرّة فيها مائة دينار، فحمد اللّه ثم رجع إلى منزله، فلمّا أصبح دفعها إلى صاحبها، قال محمّد بن عمر (5):فأصحابنا يتحدثون أن الذي وضعها عامر بن عبد اللّه بن الزبير، و كان كثيرا ما يفعل هذا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري (6)،أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (7)،نا زيد بن بشر، أنا ابن وهب، حدّثني ابن زيد قال: قال محمّد بن المنكدر:

استودعني رجل مائة دينار، فقلت: أي أخي، إن احتجنا إليها أنفقناها حتى نقضيك، قال: نعم، قال: فاحتجنا إليها، فأنفقناها، فأتاني رسوله: إنا قد احتجنا إليها، قال: و ليس في بيتي شيء، قال: و كان ذلك اليوم يدعو: يا رب لا تخرب أمانتي و أدّها، قال: خرجت ثم

ص: 61


1- كذا بالأصل، و في د: فقسمها.
2- بالأصل:«قال» و المثبت عن د.
3- بالأصل:«فهديكه» و المثبت:«فمد يده» عن د.
4- الخبر ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
5- بالأصل: عمه.
6- في د: الطبر.
7- المعرفة و التاريخ 657/1-658.

رجعت لأدخل، إذا رجل يأخذ بمنكبي لا أعرفه، فدفع إليّ صرة، فإذا فيها مائة دينار، فأدّاها، فأصبح الناس لا يدرون من أين ذلك، فما علموا من أين ذلك حتى مات عامر و ابن المنكدر، فإذا رجل يخبر قال: بعثني بها عامر، قال: ادفعها إليه،[و لا تذكرني حتى أموت أو يموت ابن المنكدر] (1) قال: فما ذكرها حتى ماتا جميعا.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو جعفر المعدل، أنا أبو طاهر المخلص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، حدّثني عمي مصعب بن عبد اللّه، و محمّد بن الضحاك و من شئت من أصحابنا.

أن رجلا أودع محمّد بن المنكدر خمس مائة دينار، فاستنفقها محمّد بن المنكدر، فقدم الرجل، فجعل ابن المنكدر يدعو و يقول: اللّهم إنك تعلم أن فلانا أودعني خمسمائة دينارا فاستنفقتها، و قد قدم و ليست عندي، اللّهم فاقضها عني و لا تفضحني، فسمع عامر دعاءه، فانصرف إلى منزله، فصرّ خمسمائة دينار ثم جاء بها فوضعها بين يدي محمّد بن المنكدر، و محمّد مشغول بالصلاة و الدعاء لا يشعر، فانصرف محمّد من صلاته فرآها بين يديه، فأخذها، قال عامر: فخشيت أن يفتتن بها، فذكرت له أنّي وضعتها و أخبرته بما خفت عليه من الفتنة.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد (2) محمّد بن عبد الرّحمن، نا أبو الحسين (3) أحمد بن محمّد بن جعفر البحيري، نا محمّد بن إسحاق بن خزيمة، نا يونس بن عبد الأعلى، نا ابن وهب، نا أبو زيد عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم قال:

قال ابن المنكدر لأبي حازم: يا أبا حازم، ما أكثر ما يلقاني فيدعو لي بخير و ما أعرفهم و ما صنعت إليهم خيرا قط، فقال أبو حازم: لا تظن أن ذلك من قبلك، و لكن انظر إلى الذي من قبله فاشكره.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ (4)،نا أبو حامد بن جبلة، نا أبو العباس نا عباس بن أبي طالب، نا يحيى - يعني - ابن معين، نا عبد العزيز بن يعقوب بن الماجشون أخو

ص: 62


1- ما بين معكوفتين استدرك عن د، و المعرفة و التاريخ و مكانها بالأصل بياض.
2- تحرفت بالأصل إلى: سعيد، و المثبت عن د.
3- تحرفت بالأصل إلى: الحسن، و المثبت عن د، راجع ترجمته في سير الأعلام 366/16.
4- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 150/3.

يوسف، قال: قال أبي: إن رؤية محمّد بن المنكدر لتنفعني في ديني.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (1)،نا زيد بن بشر، نا ابن وهب، حدّثني ابن زيد قال: كان المرهب (2) الخبيث يتبدّأ لابن المنكدر فما بينه و بين المنبر في المسجد و يرعبه، قال: فأصبح ذات يوم فأتى إلى أبي فقال: يا أبا أسامة أ لا أخبرك خبرا، إنّي رأيت الخبيث أتاني في النوم فقاتلني فقاتلته، ثم إنّي أخذت بشعفة (3) في رأسه، فشقها اللّه بشعبتين بشقتين (4) فرميت شقة هاهنا و شقة هاهنا، فأرجو أن يكون (5) اللّه قد أعانني عليه، قال: فما رآه ابن المنكدر بعد ذلك.

قال (6):و أنا ابن وهب، حدّثني ابن زيد، عن محمّد بن المنكدر قال: يا رب أرني كيف الدنيا عندك حتى أعرفها؟ قال: فأتي في منامه، فقيل له: ابن المنكدر سألت اللّه أن يريك الدنيا كيف هي عنده، فإن هذا شيء لا يكون أبدا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا سليمان بن إسحاق، أنا الحارث بن أبي أسامة، نا محمد بن سعد نا محمّد بن عمر، حدّثني منكدر بن محمّد بن المنكدر عن أبيه قال:

أمحلنا بالمدينة إمحالا شديدا، و توالت سنون، قال محمّد: فو اللّه إنّي لفي المسجد بعد شطر الليل و ليس في السماء سحابة، و أنا في مقدّم المسجد، و رجل أمامي متقنّع برداء عليه، فأسمعه يلح في الدعاء، إلى أن سمعته يقول: أقسمت عليك أيّ ربّ قسما، و يردّده، فما زال يردّد هذا القسم: أقسم عليك أيّ ربّ من ساعتي هذه، قال: فو اللّه إن نشبنا (7) حتى رأيت السحاب يتألّف، و ما رأينا قبل ذلك في السماء قزعة، و لا شيئا، ثم مطرت فسحّت، فكانت

ص: 63


1- المعرفة و التاريخ ليعقوب بن سفيان الفسوي 658/1.
2- كذا بالأصل و د، و في المعرفة و التاريخ: الذئب الخبيث.
3- رسمها بالأصل:«فننعه» و في د:«بشعبه» و بياض مكانها في المعرفة و التاريخ و كتب محققه بالهامش:«الفراغ كلمة رسمها سعفه» و المثبت عن المختصر. و الشعفة: الخصلة في الرأس.
4- بدون إعجام بالأصل، و المثبت عن د، و في المعرفة و التاريخ: شقين.
5- رسمها بالأصل:«؟؟؟ لعب» و المثبت عن د.
6- القائل: زيد بن بشر، و الخبر في المعرفة و التاريخ 658/1.
7- في المختصر: مشينا.

السماء عزالى و أودع مطر رأيته قط، فأسمعه يقول: أي رب لا هدم فيه و لا غرق و لا ملأ فيه فلا محق، قال: ثم سلّم الإمام من الصبح، و تقنّع الرجل منصرفا، و تبعته حتى جاء زقاق اللبادين، فدخل في مشربة له، فلمّا أصبحت سألت عنه. قالوا: هذا زياد النجار، هذا رجل ليس له فراش، إنّما هو يكابد الليل صلاة و دعاء، و هو من الدّعّائين، و كلّ عمل [عمله] (1)أخفاه جهده.

قال محمّد بن المنكدر: فذكرت قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ربّ ذي طمرين خفي، لو أقسم على اللّه لأبرّه»[11752].

قال محمّد: فرآني بعد ذلك و خالّني، فكره بعض ما ذكرت له، و قال: اطو هذا يا أبا عبد اللّه، فإنما جزاؤه عند الذي عملناه له، قال محمّد بن المنكدر: فما ذكرته بعد [أن] (2)نهاني باسمه و قلت: رجل كذا، ليرغب راغب في الدعاء (3) و يعلم أن في الناس صالحين.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ (4)،نا أبو محمّد بن حيّان، نا أبو العباس الهروي - يعني: محمّد بن أحمد بن سليمان - نا يونس بن عبد الأعلى، نا ابن وهب، نا ابن زيد [قال] قال محمّد بن المنكدر:

إني الليلة مواجه (5) هذا المنبر جوف الليل أدعو، إذا إنسان عند أسطوانة، مقنّع رأسه، فأسمعه يقول: أي رب، إنّ القحط قد اشتد على عبادك، فإنّي مقسم عليك يا ربّ إلاّ سقيتهم، قال: فما كان إلاّ ساعة إذا سحابة قد أقبلت، ثم أرسلها اللّه عز و جل و كان عزيزا على ابن المنكدر أن يخفى عليه أحد من أهل الخير، فقال: هذا بالمدينة و لا أعرفه، فلمّا سلم (6) الإمام تقنع و انصرف و أتبعه و لم يجلس للقاضي حتى أتى دار أنس، فدخل موضعا فأخرج مفتاحا ففتح ثم دخل. قال: و رجعت، فلما أصبحت أتيته فإذا أنا أسمع نجرا في بيته، فسلمت ثم قلت: أدخل؟ قال: ادخل، فإذا هو ينجر أقداحا يعملها، فقلت: كيف أصبحت أصلحك اللّه؟ فاستشهدها و أعظمها مني، فلما رأيت ذلك قلت: إنّي قد سمعت أقسامك

ص: 64


1- زيادة عن د.
2- بياض بالأصل، و المثبت عن د.
3- بالأصل:«الدنيا» و المثبت عن د، و المختصر.
4- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 152/3 و عن أبي نعيم في سير أعلام النبلاء 356/5-357.
5- في الحلية: حذاء.
6- بالأصل و د: أسلم، و المثبت عن حلية الأولياء.

البارحة على اللّه، يا أخي، هل لك في نفقة تغنيك عن هذا و تفرغك لما تريد من الآخرة؟ قال: لا، و لكن غير ذلك، لا تذكرني لأحد، و لا تذكر هذا لأحد حتى أموت، و لا تأتني يا ابن المنكدر، فإنك إن تأتني شهرتني للناس، فقلت: إنّي أحب [أن] (1) ألقاك، قال: القني في المسجد، و كان فارسيا، قال: فما ذكر ذلك ابن المنكدر لأحد حتى مات الرجل.

قال ابن وهب: فبلغني أنه انتقل من تلك الدار فلم ير، و لم يدر أين ذهب، فقال أهل تلك الدار: اللّه بيننا و بين ابن المنكدر، أخرج عنا الرجل الصالح.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن علي، و أبو (2) القاسم زاهر بن طاهر، قالا:

أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن الأزهري، أنا أبو عوانة الحافظ، نا الحسن بن علي بن عفان، نا الحسين الجعفي، عن ابن سوقة (3)،عن محمّد بن المنكدر قال:

إن اللّه ليصلح بصلاح الرجل الصالح ولده و ولد ولده و داره، حتى يصل إلى الدويرات حوله، ما يزالون في حفظ من اللّه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن علي بن هبة اللّه قالا: أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا أبو القاسم البغوي، نا ابن المقرئ، نا سفيان، عن ابن سوقة، عن ابن المنكدر قال:

يصلح اللّه بصلاح الرجل ولده و ولد ولده و أهل دويرته و دويرات حولهم، فما يزالون في ستر اللّه و حفظه (4).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا أبو محمّد المقرئ، أنا أبو بكر المالكي، نا محمّد بن علي بن سفيان، نا إبراهيم بن الأشعث، أخبرني يحيى بن سليم قال: قال ابن المنكدر:

لو أنّ رجلا صام الدهر لا يفطر، و قام الليل لا يفتر، و تصدّق بماله و جاهد في سبيل اللّه، و اجتنب محارم اللّه، غير أن يؤتى به يوم القيامة على رءوس الخلائق في ذلك الجمع الأعظم بين يدي رب العالمين فيقال: إنّ هذا أعظم في عينه ما صغر اللّه، و صغر في عينه ما

ص: 65


1- زيادة عن الحلية.
2- بالأصل و د: ابن.
3- تحرفت بالأصل إلى:«سواقه» و المثبت عن د.
4- سير أعلام النبلاء 355/5.

عظم اللّه، كيف ترى تكفين حاله فمن منا ليس هكذا الدنيا عظيمة عنده مع ما اقترفنا من الذنوب و الخطايا.

أخبرنا أبو محمّد الأكفاني، و أبو الحسين بن الفراء، قالا: نا أبو بكر الخطيب، نا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي بن محمّد بن أبي الفهم التنوخي، قال: وجدت في كتاب جدي، حدّثني أحمد بن أبي العلاء المكي، نا إسحاق بن محمّد بن أبان النخعي، نا النوفلي، عن الحارث بن عبد اللّه قال: سمعت ابن أبي ذئب يحدث عن ابن المنكدر قال:

العلم يهتف بالعمل، فإن أجابه و إلاّ ارتحل.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الأصبهاني (1)،نا عبد اللّه بن محمّد، نا أحمد بن الحسين، نا أحمد بن إبراهيم بن كثير، حدّثني أبو يعقوب الجبني (2) قال: اجتمعوا حول ابن المنكدر و هو يصلي، و كان رجلا عابدا، فانصرف إليهم، فقال: قد أتعبتم (3) الواعظين إلى متى تساقون سوق البهائم؟.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلال، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ (4)،أنا أبو عروبة، نا أحمد بن سليمان الرهاوي، نا أبو الأزهر قال: سمعت إسماعيل بن علية يقول:

لم يعجبني ابن المنكدر كما لم يعجب أيوب عطاء.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو (5) بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أبو الحسن اللنباني، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد - هو ابن الحسين - نا زيد بن الحباب، نا أيوب بن سيّار قال:

جلسنا إلى محمّد بن المنكدر ذات يوم، فأتى، فقيل له: قد مات فلان، فتغير لونه و أنكرناه، و جعل ينحدر منه العرق الشديد، و غلبته عيناه حتى قام.

أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر، أنا عمر بن أحمد، نا أبو (6)عمرو محمّد بن أحمد بن حمدان، أنا أبو علي بن زريق الباسابي (7)،نا علي بن خشرم، أنا

ص: 66


1- الخبر في حلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني 147/3.
2- بالأصل و د: الحسن، و المثبت عن حلية الأولياء.
3- بالأصل و د:«اتبعتم» و المثبت عن حلية الأولياء.
4- تقرأ بالأصل:«المصري، و المثبت عن د.
5- تحرفت بالأصل و د إلى: عمر.
6- مكان «نا أبو» في د «بن عمرو».
7- كذا رسمها بالأصل و د.

عيسى بن يونس، عن محمّد بن سوقة قال: سمعت محمّد بن المنكدر يقول: نعم العون على تقوى اللّه الغنى (1).

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ (2)،نا أبو الفرج أحمد بن جعفر النسائي، نا جعفر بن محمّد الفريابي، نا محمّد بن عبد اللّه بن عمّار، نا عفيف (3) بن سالم، عن عكرمة، عن محمّد بن المنكدر أنه جزع عند الموت، فقيل له: لم تجزع؟ قال: أخشى آية من كتاب اللّه، قال اللّه تعالى وَ بَدٰا لَهُمْ مِنَ اللّٰهِ مٰا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ (4)و إنّي أخشى أن يبدو لي من اللّه ما لم أحتسب.

قال: و نا أبو نعيم (5)،نا عبد اللّه بن محمّد، نا أحمد بن الحسين، نا أحمد بن إبراهيم ابن كثير، نا يحيى بن الفضل الأنيسي (6)[قال:] (7)سمعت بعض من يذكر عن محمّد بن المنكدر.

أنه بينما هو ذات ليلة قائم يصلي إذا استبكى، فكثر بكاؤه حتى فزع له أهله و سألوه: ما الذي أبكاه، فاستعجم عليهم و تمادى في البكاء، فأرسلوا إلى أبي حازم، فأخبروه بأمره، فجاء أبو حازم إليه، فإذا هو يبكي، قال: يا أخي، ما الذي أبكاك؟ قد رعت أهلك أ فمن علة أم ما لك؟ قال: فقال: إنه قد مرّت بي آية (8)من كتاب اللّه فقال: و ما هي؟ قال: قول اللّه عز و جل وَ بَدٰا لَهُمْ مِنَ اللّٰهِ مٰا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ قال: فبكى أبو حازم معه، و اشتد بكاؤهما، قال: فقال بعض أهله لأبي حازم: جئناك لتفرج عنه فزدته، قال: فأخبرهم ما الذي أبكاهما.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (9)،نا زيد بن بشر، نا ابن

ص: 67


1- سير أعلام النبلاء 355/5.
2- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 146/3.
3- في حلية الأولياء: عتيق.
4- سورة الزمر، الآية:47.
5- حلية الأولياء 146/3.
6- غير مقروءة بالأصل و المثبت عن د، و حلية الأولياء.
7- زيادة عن د، و حلية الأولياء.
8- بالأصل: سنة، و المثبت عن د، و «ز».
9- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 656/1.

وهب، نا ابن زيد - يعني - عبد الرّحمن، و ذكر عمر (1) و أبا بكر ابني المنكدر - قال: لما حضر أحدهما الوفاة بكى، فقيل له: ما يبكيك؟ إنا كنا لنغبطك بهذا اليوم، قال: أما و اللّه ما يبكيني - قال البيهقي ما أبكي أن أكون أتيت شيئا ركبته من معاصي اللّه اجتراء على اللّه؛ و لكني أخاف أن أكون أتيت شيئا أحسبه هينا و هو عند اللّه عظيم، قال: و بكى الآخر عند الموت، فقيل له مثل ذلك، فقال: إنّي سمعت اللّه يقول لقوم وَ بَدٰا لَهُمْ مِنَ اللّٰهِ مٰا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ (2) و أنا انتظر ما ترون (3)،و اللّه ما أدري ما يبدو لي، قال: و كان محمّد أخوهم أدناهم في العبادة، و أيّ شيء كان محمّد في زمانه.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب بن سفيان (4)،حدّثني زيد بن بشر، نا ابن وهب، حدّثني ابن زيد (5) قال:

أتى صفوان محمّد بن المنكدر و هو في الموت، فقال (6):يا أبا عبد اللّه، كأني أراك قد شق عليك الموت، فما زال يهوّن عليه و ينجلي عنه حتى كأن في وجهه المصابيح، ثم قال له محمّد: لو ترى ما أنا فيه لقرّت عينك، ثم قضى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن بن عبد السّلام، قالا: أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، أنا أبو القاسم البغوي، نا أحمد بن سعد الزهري، نا زيد ابن بشر [الحضرمي] (7)،أنا ابن وهب، أنا زيد بن أسلم قال:

أتى صفوان إلى محمّد بن المنكدر و هو في الموت، فقال له: يا أبا عبد اللّه، كأني أراك قد شق عليك الموت، فما زال يهون عليه و ينجلي عن محمّد حتى كأن في وجهه المصابيح، قال محمّد: لو ترى ما أنا فيه لقرت عينك، ثم قضى.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، أنا أبو الحسين بن المهتدي.

ص: 68


1- كذا بالأصل و د، و في المعرفة و التاريخ: محمّد.
2- سورة الزمر، الآية:47.
3- بالأصل: يزول، تحريف، و التصويب عن د، و المعرفة و التاريخ.
4- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 656/1.
5- أقحم بعدها بالأصل:«بن منصور» و ابن زيد هو عمر بن محمد بن زيد بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب. ترجمته في تهذيب التهذيب 495/7.
6- من هنا.. إلى قوله: الموت، ليس في المعرفة و التاريخ.
7- زيادة عن د.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، أنا أبي أبو يعلى.

قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد قال: قرأت على علي بن عمرو، حدّثكم الهيثم بن عدي قال: محمّد بن المنكدر التيمي في خلافة مروان بن محمّد - يعني - مات.

أنبأنا (1) أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا محمّد بن عبيد اللّه، أنا محمّد بن إبراهيم، أنا أحمد بن إبراهيم قال: و بلغنا أن محمّد بن المنكدر التيمي توفي في خلافة مروان بن محمّد.

أخبرنا أبو [الأعز قراتكين] (2) بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، نا محمّد بن الحسين بن شهريار [نا] (3) أبو حفص الفلاس قال: و مات محمّد بن المنكدر في ولاية مروان بن محمّد.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التيمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: قال [أبو] (4) موسى: و في سنة سبع و عشرين و مائة مات سعد بن إبراهيم، و عبد الكريم الجزري، و ثابت البناني و محمّد بن المنكدر.

و قال المدائني: مات محمّد بن المنكدر سنة ثمان و عشرين.

و قال الواقدي: و فيها يعني سنة ثلاثين و مائة: مات يزيد بن رومان، و محمّد بن المنكدر، و ذكر أن أباه أخبره عن أبيه عن أبي موسى، و أن أباه أخبره عن أحمد بن عبيد بن ناصح عن المدائني بذلك.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسين، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (5) قال: و في سنة ثلاثين مات محمّد بن المنكدر بالمدينة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا علي بن محمّد بن بشران، أنا عثمان [بن أحمد، نا] (6) محمّد بن أحمد البراء قال: قال علي بن المديني: مات محمّد بن المنكدر سنة ثلاثين و مائة.

ص: 69


1- كتب فوقها في د: ملحق.
2- بياض بالأصل و المثبت عن د.
3- زيادة عن د.
4- زيادة عن د.
5- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 395 (ت. العمري).
6- بياض بالأصل، و المستدرك عن د، لتقويم السند.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال: قال أحمد بن صالح: توفي محمّد بن المنكدر سنة ثلاثين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد، أنا أبو طاهر المخلص - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد قال: سنة ثلاثين و مائة فيها محمّد بن المنكدر.... (1)

إحدى و ثلاثين مات فيها محمّد بن المنكدر، و الأول أثبت.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، و أبو الحسن بن عبد السّلام، قالا: أنا أبو (2) محمّد الصريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا البغوي، نا هارون بن موسى الفروي قال:[مات] (3)محمّد بن المنكدر سنة إحدى و ثلاثين و مائة (4).

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب قال: و مات محمّد بن المنكدر في هذه السنة - يعني - سنة إحدى و ثلاثين و مائة (5).

قال: و نا يعقوب (6)،نا زيد بن بشر، أنا ابن وهب، حدّثني ابن (7) زيد - يعني - عبد الرّحمن.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عمر، نا أبو عمر بن مهدي، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي، نا الحارث بن مسكين، أنا ابن وهب، نا عبد الرّحمن بن زيد قال: أغمي على امرأة فجعلت تتكلم و هي مغمى عليها، فقيل لها: إن (8)زيد بن مسلم، و محمّد بن المنكدر، و أبا حازم، و ربيعة بن أبي عبد الرّحمن من أهل الجنة، و هم يتجاورن فيها (9).

ص: 70


1- بياض بالأصل، و في د: من بني تيم (ثم بياض) ثم: و حدثني أبو عبيد (ثم بياض).
2- بالأصل:«محمد أبو» و فوقهما علامتا تقديم و تأخير.
3- استدركت عن هامش الأصل.
4- تهذيب الكمال 266/17.
5- سير أعلام النبلاء 360/5.
6- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 658/1.
7- بالأصل و د:«أبو» تحريف.
8- بالأصل:«إن زين أسلم» و المثبت عن المعرفة و التاريخ.
9- في المعرفة و التاريخ: و هم مخلدون فيها بألفتهم.

أخبرنا أبو محمّد أيضا، أنا أبو الغنائم، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني الحسن بن عبد العزيز، نا الحارث بن مسكين، أنا ابن وهب، حدّثني عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، عن المنكدر بن محمّد قال:

رأيت صفوان بن سليم أتى المسجد، فكأني أراه يخبر الناس عن موتاهم، فأراني أهاب أن أسأله عن أبي، لأني ما أدري ما يخبرني، فقال: أ ما هاهنا من سألني عن محمّد بن المنكدر؟ قال: قلت: بلى،[قال: قال:] (1) إنّ اللّه أعطاه كذا و أعطاه كذا.

قال: و نا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، حدّثني محمّد بن عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد اللّه بن أبي سلمة (2) الماجشون (3)،حدّثني المنكدر بن محمّد بن المنكدر قال:

رأيت في منامي كأني دخلت مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فإذا الناس مجتمعون على رجل في الروضة، فقلت: من هذا؟ فقيل: رجل قدم من الآخرة يخبر الناس عن موتاهم، فجئت انظر، فإذا الرجل صفوان بن سليم، قال: و الناس يسألونه و هو يخبرهم، قال: فقال: أ ما هاهنا أحد يسألني عن محمّد بن المنكدر، قال: و طفق الناس يقولون: هذا ابنه، قال: ففرّجت الناس فقلت: أخبرنا رحمك اللّه، قال: أعطاه اللّه من الجنّة كذا، و أعطاه كذا، و أرضاه و أسكنه منازل في الجنّة، و بوّأه، و لا طعن (4) عليه و لا موت.

7035 - محمّد بن منير بن محمّد بن عنبسة بن منير بن عبد الملك

أبو جعفر المصري مولى [قريش

حدث عن يونس بن عبد الأعلى الصدفي.

كتب عنه أبو الحسين الرازي، و أبو بكر بن أبي] (5) الحديد و سمع منه بالفسطاط سنة خمس و عشرين و ثلاثمائة.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو الحسن بن السمسار، أنا

ص: 71


1- الزيادة عن د.
2- بالأصل و د: سليمان، تصحيف، راجع ترجمة أبيه عبد الملك في سير الأعلام 359/10.
3- الماجشون بكسر الجيم و ضمها و فتحها.
4- بعدها بالأصل: الا علا عند يونس بن قريش (ثم بياض) و لا موت عليه. و المثبت يوافق عبارة د، و المختصر.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك لتقويم المعنى و تنظيم السياق عن د.

محمّد بن أحمد بن عثمان السلمي، أنا أبو جعفر محمّد بن منير بن محمّد بن عنبسة بن منير - بمصر - نا يونس بن عبد الأعلى، أنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث أن أبا الزبير المكي حدثه عن ابن سهل - أو سهيل - بن عبد الرّحمن السلمي أبي موسى، عن عبد الرّحمن بن عوف.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم خرج عليهم يوما و في وجهه البشر، فقال:«إن جبريل جاءني فقال لي: أبشّرك يا محمّد بما أعطاك اللّه عز و جل من أمتك، و ما أعطى أمتك منك، من صلّى عليك منهم صلاة صلّى اللّه عليه، و من سلّم عليك سلم اللّه عليه»[11753].

قرأت بخط نجا بن أحمد و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق في الدفعة الثانية: أبو جعفر محمّد بن منير بن محمّد بن عنبسة القرشي مولاهم، مات في سنة تسع و عشرين و ثلاثمائة.

7036 - محمّد بن موسى بن [حبشون] أبو بكر المراغي ثم الطرسوسي

7036 - محمّد بن موسى بن [حبشون] (1) أبو بكر المراغي ثم الطرسوسي

أمير الساحل.

حدّث بدمشق عن محمّد بن حصن بن خالد الألوسي، و محمّد بن سفيان بن موسى الصفار، و محمّد بن علي بن داود التميمي الأذني (2)،و أبي نصر فتح بن أفلح (3).

حدّث عنه عبد الوهّاب الميداني، و أبو الحسين بن جميع، و ابنه حسن المعروف بالسكن، و أبو مسعود صالح بن أحمد بن القاسم الميانجي (4)،و أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر ابن محمّد الجرجاني.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنا أبو نصر بن طلاب الخطيب، أنا أبو الحسين بن جميع، أنا محمّد بن يونس (5) بن حبشون المراغي الطرسوسي أبو بكر، أمير ساحل الشام بصيدا، أنا أبو نصر فتح بن أفلح (6)-بطرسوس - نا داود بن سليمان، حدّثني سليمان بن الربيع، نا كادح بن رحمة الزاهد، نا مسعر بن كدام، عن عطية، عن جابر قال:

ص: 72


1- بياض بالأصل، و المثبت عن د.
2- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن د.
3- بدون إعجام بالأصل، و في د:«ابلج» و المثبت عن المختصر.
4- كذا رسمها بالأصل و د.
5- كذا بالأصل و د هنا: يونس.
6- بدون إعجام بالأصل، و أعجمت في د:«أبلج» و المثبت عن المختصر.

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«رأيت على باب الجنّة مكتوب: لا إله إلاّ اللّه محمّد رسول اللّه، علي أخو رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم»[11754].

قرأت بخط عبد الوهّاب المدائني، و قرأناه على جدي أبي الفضل القاضي، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهّاب الميداني، نا الأمير أبو بكر محمّد بن موسى بن حبشون المراغي، قدم علينا، و أبو بكر محمّد بن عيسى بن عبد الكريم، قالا: نا محمّد بن حصن بن خالد الألوسي، نا محمّد بن زنبور المكي، نا الحارث بن عمير، عن حمد، عن أنس بن مالك قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«تصدقوا، فإن [في] (1) الصدقة فكاكا من النار - غير أن في حديث بكير: فكاككم من النار-» [11755].

سمع السكن بن جميع من هذا المراغي في المحرم سنة اثنتين [و ستين] (2) و ثلاثمائة.

7037 - محمّد بن موسى بن الحسين أبو العبّاس بن السّمسار الحافظ

7037 - محمّد بن موسى بن الحسين أبو العبّاس بن السّمسار الحافظ (3)

رحل في طلب الحديث، و سمع بالشام و مصر.

روى عن عبد اللّه بن محمّد بن السري بن المتيم الحافظ الحمصي، و أبي جعفر أحمد ابن إسماعيل بن عاصم، و عون (4) بن الحسن، و أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان، و أبي عبد اللّه المحاملي، و أحمد بن علي بن العلاء الجوزجاني، و عبد الغافر (5) بن سلامة الحمصي، و عبد اللّه بن محمّد المروزي، و محمّد بن مخلد الدوري، و أبي طالب بن صبيح، و عبد القدوس بن موسى الحمصي، و أبي الحسن بن جوصا، و محمّد بن خالد الجوهري، و محمّد بن أحمد بن الهيثم، و عبد الملك بن شاذان، و أحمد بن مروان المالكي، و بكر بن أحمد بن حفص الشعراني، و أبي الجهم بن طلاّب، و عبد الصّمد بن سعيد القاضي، و محمّد بن إسماعيل بن إسحاق، و أبي الحسن إسماعيل بن محمّد بن سنان الشيزري، و أبي القاسم عبد اللّه بن أحمد بن أحمد بن ثابت البغدادي البزاز، و الحسن بن علي بن وثاق النصيبي، و عبد العزيز بن الفرج المصري، و أبي عبد اللّه محمّد بن علي بن إسماعيل الأيلي

ص: 73


1- زيادة عن د، اقتضاها السياق.
2- زيادة عن د، اقتضاها السياق.
3- ترجمته في تذكرة الحفاظ 984/3 و سير أعلام النبلاء 325/16 و العبر 331/2 و شذرات الذهب 47/3.
4- بالأصل: و عن، و المثبت عن د.
5- بالأصل:«عبد الغفار» تصحيف، و المثبت عن د، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 294/15.

الحافظ، و أبي الحارث أحمد بن سعيد، و جعفر بن أحمد بن عبد السّلام، و أبي علي الحسين ابن يزيد بن أسد بن سعيد بن كثير بن عفير، و محمّد بن الربيع بن سليمان الجيزي، و محمّد ابن خريم، و عبد الرّحمن بن إسماعيل بن كردم الكوفي، و أبي الدحداح، و علي بن محمّد بن كاس - قاضي دمشق - و محمّد بن جعفر بن محمّد بن ملاس، و محمّد بن إسماعيل بن محمّد البصّال، و أبي عمرو أحمد بن علي بن [الحسين بن] (1) حميرة الصيرفي، و عباس بن [الفضل الدّبّاج] (2)،و أبي بكر الخضر بن محمّد بن غويث، و محمّد بن بركة بن برداعس (3).

روى عنه: تمام بن محمّد، و أخوه أبو الحسن.

[أخبرنا] (4) علي بن المسلم الفرضي، نا عبد العزيز بن أحمد، نا تمام بن محمّد، حدّثني أبو العباس محمّد بن موسى بن السّمسار، نا عبد اللّه بن محمّد بن السري بن التميمي (5) الحافظ - بحمص - نا عمر بن بكّار الباقلاني - ببغداد - نا محمّد بن معاوية بن صالح، نا الفضل بن حبيب السراج، و يكنى أبا محمّد، عن عبد اللّه بن العلاء بن زبر، عن مكحول، عن زياد بن حارثة، عن حبيب بن مسلمة.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم نفّل الثلث[11756].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، حدّثني أبو الحسين عبد الوهّاب ابن جعفر الميداني قال:

توفي أبو العبّاس محمّد بن موسى بن السّمسار الحافظ في شهر رمضان سنة ثلاث و ستين و ثلاثمائة.

قال عبد العزيز: حدّث عن محمّد بن خريم العقيلي، و أحمد بن عمير بن جوصا، و الحسين بن إسماعيل المحاملي البغدادي، و كان ثقة، ثبتا، حافظا، كتب القناطير، حدّث بشيء يسير (6).

ص: 74


1- زيادة عن د.
2- بياض بالأصل، و الزيادة المستدركة عن د، و كلمة «الدباج» جاءت فيها محرفة و رسمها:«الد؟؟؟ ح» راجع ترجمة العباس بن الفضل الدباج في سير الأعلام 295/15.
3- بالأصل و د:«بن داعس».
4- زيادة منا لتقويم السند، و يبدو أن ثمة سقطا بالأصل و د، و السقط يطال أسماء الرواة عنه، راجع سير أعلام النبلاء 325/16 خاصة أسماء من روى عن أبي العباس ابن السمسار.
5- كذا رسمها بالأصل، و في د:«المتيمي».
6- سير أعلام النبلاء 325/16.
7038 - محمّد بن موسى بن عامر بن عمارة بن خريم المرّي

7038 - محمّد بن موسى بن عامر بن عمارة بن خريم المرّي (1)

حدّث بحوران.

قرأت بخط أبي (2) محمّد بن الأكفاني، و ذكر أنه نقله من خط بعض أصحاب الحديث في تسمية من سمع منه بدمشق: محمّد بن موسى بن عامر - بحوران - و ذكر طبقة فيها: ابن جوصا، و أبو الدحداح، و ذلك منه ثلاث عشرة و ثلاثمائة.

7039 - محمّد بن موسى بن عبد اللّه أبو عبد اللّه البلاساغونيّ ،الترك،

7039 - محمّد بن موسى بن عبد اللّه أبو عبد اللّه البلاساغونيّ (3)،الترك،

الحنفي (4)،يعرف باللاّمشيّ (5) القاضي (6)

سمع ببغداد قاضي القضاة أبا عبد اللّه محمّد بن علي الدامغاني، و عليه تفقه، و أبا الفضل بن خيرون.

سمع منه: أبو محمّد بن صابر، و حدّثنا عنه أبو البركات بن عبد (7).

حدّثني أبو البركات الخضر بن شبل الفقيه، أنا القاضي أبو عبد اللّه التركي، أنا قاضي القضاة أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن محمّد الدامغاني - ببغداد - أنا القاضي الإمام أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن محمّد بن جعفر الصيمري بقراءتي عليه، أنا أبو الفضل عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد الزهري.

ح و أخبرناه عاليا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرناه أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد البارع، أنا الحسن بن غالب بن علي الحربي، قالا: أنا أبو الفضل الزهري.

نا جعفر بن محمّد الفريابي، نا قتيبة بن سعيد، نا عبد اللّه بن الحارث الدامغاني،

ص: 75


1- بالأصل:«المدني» و في د:«المزني».
2- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
3- البلاساغوني: نسبة إلى بلاساغون و هي بلد من ثغور الترك وراء نهر سيحون قريب من كاشغر (راجع معجم البلدان - و اللباب).
4- رسمها بالأصل و د:«الحسفى» و المثبت عن ميزان الاعتدال.
5- اللامشي نسبة إلى لامش: من قرى فرغانة (معجم البلدان).
6- ترجمته في ميزان الاعتدال 51/4 و لسان الميزان 402/5 و معجم البلدان (بلاساغون) و الوافي بالوفيات 87/5.
7- كذا بالأصل و د.

حدّثني عنبسة بن عبد الرّحمن - و في حديث الصيمري - حدّثنا عن محمّد بن زا [ذان] (1)،عن أم سعد، عن زيد بن ثابت قال:

دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم - و في حديث الصيمري: على النبي صلّى اللّه عليه و سلم - و بين يديه كاتب يكتب، فسمعته يقول:«ضع القلم على أذنك، فإنه أذكر للمملي»[11757].

رواه الترمذي عن قتيبة.

ولي أبو عبد اللّه التركي قضاء بيت المقدس مدة، فشكى فعزل لمّا قدم جماعة من أهل بيت المقدس يطلبون منه إلى والي بيت المقدس، أظنه سقمان بن ارتق و كان عند تاج الدولة تتش بن ألب رسلان بدمشق، ثم ولي قضاء دمشق، و كان غاليا في مذهب أبي حنيفة، و هو الذي رتّب الإقامة في جامع دمشق مثنى مثنى.

و سمعت أبا الحسن بن قبيس الفقيه يسيء الثناء عليه، و يذكر أنه كان يقول: لو كانت لي ولاية لأخذت من أصحاب [الشافعي الجزية] و كان مبغضا لأصحاب مالك، و لم تكن سيرته في القضاء محمودة.

ذكر أبو محمّد بن الأكفاني:

أن القاضي أبا عبد اللّه محمّد بن موسى البلاساغوني التركي توفي في يوم الجمعة الثالث عشر من جمادى الآخرة من سنة ست و خمسمائة، و قد شهدت جنازته و أنا صغير في الجامع.

7040 - محمّد بن موسى بن عبد الرّحمن - أبي عطاء - بن سعد القرشي

مولى عثمان بن عفّان.

حدّث عن عثمان بن إسماعيل الهذلي.

روى عنه أبو بكر أحمد بن محمّد.

7041 - محمّد بن موسى بن عبد الرّحمن المقرئ [أبو العباس الصوري]

7041 - محمّد بن موسى بن عبد الرّحمن المقرئ (2)[أبو العباس الصوري] (3)

من أهل دمشق، سكن صور.

ص: 76


1- بياض بالأصل، و زيادة الجزء الثاني من اللفظة عن د.
2- ترجمته في غاية النهاية 268/2 و معرفة القراء الكبار 254/1 رقم 161.
3- زيادة عن معرفة القراء الكبار.

قرأ القرآن العظيم على عبد اللّه بن أحمد بن بشير بن ذكوان، و عبد الرزّاق بن الحسن الدمشقيين صاحبي أيوب بن تميم.

قرأ عليه: أبو بكر محمّد بن أحمد بن عمر الداجوني، و يقال: أبو بكر محمّد بن محمّد الرملي.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، عن أبي القاسم بن الفرات، أنا أبو علي أحمد بن محمّد بن الحسين الأصبهاني - بدمشق - قال: قرأت على أبي القاسم زيد بن علي بن أحمد بن عثمان بن أبي بلال المقرئ العجلي الكوفي ببغداد، و أخبرني أنه قرأ به على أبي بكر محمّد ابن أحمد الداجوني بالكوفة، قدم عليهم سنة ست و ثلاثمائة، و أخبره أنه قرأ به على جماعة منهم محمّد بن موسى بن عبد الرّحمن المقرئ الدمشقي [بصور]، و بغيره: محمّد بن موسى أنه قرأ به على عبد اللّه بن ذكوان و على عبد الرزّاق بن الحسن إمام جامع دمشق، و أخبراه جميعا أنهما قرءا على أيوب بن تميم بإسناده إلى ابن عامر (1).

7042 - محمّد بن موسى بن عمران العسكري

سمع بدمشق: عبد الرّحمن بن محمّد بن العباس بن الدّرفس و أبا بكر محمّد بن أحمد ابن وهب القاضي.

روى عنه: ابن سلمون، اختلف في اسم جدّه.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا الشيخ أبو الفضل نصر ابن أبي نصر العطار الطوسي، نا محمّد بن موسى العسكري، نا أبو بكر عبد الرّحمن بن محمّد بن العباس بن الوليد بن الدّرفس الغساني - بدمشق - نا العباس بن الوليد العذري (2)، حدّثني أبي، نا حمّاد بن عبد الملك قاضي إفريقية، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمر قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إنّ اللّه لا يقبض العلم»، الحديث[11758].

أخبرناه عاليا بتمامه أبو عبد اللّه الخلال، و أبو المطهّر عبد المنعم بن أحمد بن يعقوب، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا عبد الرّحمن بن

ص: 77


1- جاء في غاية النهاية و معرفة القراء الكبار أنه مات سنة سبع و ثلاثمائة.
2- رسمها مضطرب بالأصل، و المثبت عن د.

الدّرفس أبو بكر بدمشق، نا العباس بن الوليد بن مزيد، حدّثني أبي، حدّثني حمّاد بن عبد الملك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمرو قال: قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:

«إن اللّه لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس و لكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما اتّخذ الناس رءوسا جهّالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلّوا و أضلّوا» (1)[11759].

7043 - محمّد بن موسى بن فضالة بن إبراهيم بن فضالة بن كثير بن عبد اللّه

أبو عمر القرشي (2)

مولى عبد العزيز بن مروان بن الحكم.

روى عن: الحسين بن محمّد بن جمعة، و أبي قصي العذري، و أحمد بن الحسن بن هارون الصباحي البغدادي، و أبي هشام عبد الرّحمن بن عبد الصّمد بن عبد الملك، و أحمد ابن بشر بن حبيب الصوري، و عبد اللّه بن عمر بن موسى البغدادي، و محمّد بن الفيض بن محمّد الغساني، و حاجب بن أركين (3)،و عيسى بن إدريس البغدادي، و أحمد بن محمّد بن الوليد المزّي (4)،و جعفر بن أحمد بن الرواس، و محمّد بن يزيد بن عبد الصّمد، و عبيد اللّه ابن أحمد بن الصنام الرملي، و عبد اللّه بن نصر بن طويط الرملي، و عبد الرحيم بن عمر المازني، و عبد الرّحمن بن القاسم بن الرواس، و محمّد بن محمّد بن عبد اللّه بن النفاخ (5)الباهلي، و أحمد بن أنس بن مالك، و الحسن بن الفرج الغزي، و محمّد بن الحسن (6) بن قتيبة، و أبي الجهم عمرو بن حازم القرشي، و إبراهيم بن دحيم، و إسماعيل بن محمّد بن قيراط أبي علي، و أبي القاسم البغوي بمكة، و محمّد بن بشر بن مامويه، و أبي الحسن أحمد ابن هشام بن عبد اللّه بن كبير الطويل، و عبد الصّمد بن عبد اللّه بن عبد الصّمد.

ص: 78


1- قسم من اللفظة ممحو بالأصل، و المثبت عن د.
2- ترجمته في ميزان الاعتدال 51/4 و لسان الميزان 400/5 و سير أعلام النبلاء 157/16 و العبر 328/2 و النجوم الزاهرة 69/4 و شذرات الذهب 41/3.
3- بالأصل و د: أركي.
4- تقرأ بالأصل: المري و في د:«المزني» راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 81/14.
5- بدون إعجام بالأصل و د، و رسمها:«الساح» و الصواب ما أثبت ترجمته في سير الأعلام 295/14.
6- بالأصل: الحسين، و المثبت عن د.

روى عنه: تمام بن محمّد، و أبو بكر بن الدوري، و أبوا (1) نصر: بن الجندي (2)،و ابن الجبان، و أبو الحسن بن السمسار، و عبد الوهّاب الميداني، و مكي بن محمّد بن الغمر، و أبو محمّد بن أبي نصر، و أبو بكر محمّد بن رزق اللّه بن عبد اللّه المنيني (3)،و أبو الحسين عبد الصّمد بن عبد الملك الدولابي، و أبو الحسن علي بن حمزة بن علي الهاشمي، و عبد اللّه بن عمر بن نصر، و أبو بكر محمّد بن يونس بن هاشم المقرئ الإسكاف، و أبو الحسن علي بن عبيد اللّه (4) بن محمّد بن الشيخ، و سعيد بن عبيد اللّه بن فطيس، و الخصيب بن عبد اللّه بن محمّد القاضي، و أبو الحسن عبيد اللّه (5) بن الحسن بن أحمد بن الورّاق.

أنبأنا أبو طاهر الحنّائي، و أبو الحسن الموازيني.

و أخبرنا أبو طاهر الشحامي (6) عنهما، قالا: أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد السّلام بن سعد، أنبأنا أبو عمر محمّد بن موسى بن فضالة بن إبراهيم بن فضالة القرشي، نا أبو قصي إسماعيل بن محمّد بن إسحاق الأصم، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا محمّد بن شعيب، عن عمر بن عبد اللّه مولى غفرة (7)،عن أيوب بن خالد بن صفوان، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:

خرج علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فقال:«أيها الناس، إنّ لله سرايا من الملائكة تقف و تحلّ على مجالس الذكر، اغدوا و روحوا في ذكر اللّه، و اذكروه بأنفسكم، من كان يحب يعلم كيف منزلته عند اللّه، فلينظر كيف منزلة اللّه (8) تعالى عنده، فإن اللّه ينزل العبد العبد حيث أنزله من نفسه»[11760].

[قال ابن عساكر:] (9) كذا قال، و قد سقط منه بعض المتن.

ص: 79


1- بالأصل و د: أبو.
2- رسمها بالأصل:«الحذاي» و المثبت عن د، و سير الأعلام.
3- بدون إعجام بالأصل و د، ترجمته في سير الأعلام 452/17 و فيه: بن عبيد اللّه.
4- في د: عبد اللّه، و لم أعثر عليه.
5- في د: عبد اللّه.
6- رسمها غير واضح بالأصل، و في د: الشامي.
7- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن د، و ضبطت: غفرة بضم المعجمة و سكون الفاء عن تقريب التهذيب. و هي غفرة بنت رباح أخت بلال بن رباح، و يقال: هي غفرة بنت شيبة. راجع ترجمة عمر بن عبد اللّه في تهذيب الكمال 108/14.
8- بالأصل: منزلة ترك اللّه، و ليست اللفظة في د أو في المختصر.
9- زيادة منا.

أخبرناه عاليا بتمامه أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان بن حيدرة، نا العباس بن الوليد بن مزيد (1)،أنا محمّد بن شعيب، أخبرني عمر مولى غفرة عن أيوب بن خالد بن صفوان أنه أخبره عن جابر ابن عبد اللّه قال:

خرج علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فقال:«يا أيها الناس، إنّ للّه سرايا من الملائكة تقف و تحلّ على مجالس الذكر، فارتعوا في رياض الجنّة»، قلنا: أين رياض الجنّة يا رسول اللّه؟ قال:

«مجالس الذكر، اغدوا و روحوا في ذكر اللّه عزّ و جل، و اذكروه بأنفسكم، من كان يحبّ أن يعلم كيف منزلته من اللّه فلينظر كيف منزلة اللّه منه؟ فإنّ اللّه ينزل العبد منه حيث أنزله من نفسه»[11761].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، حدّثني أبو الحسين الميداني قال: توفي أبو عمر محمّد بن موسى بن فضالة القرشي يوم الخميس لخمس من شهر ربيع الآخر سنة اثنتين و ستين و ثلاثمائة.

قال عبد العزيز: حدّث عن الحسن بن الفرح الغزّي و غيره، تكلموا (2) فيه؛ حدثنا عنه أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي نصر، و عبد الوهّاب بن عبد اللّه المرّي و غيرهما.

7044 - محمّد بن موسى بن محمّد أبو عبد اللّه بن الفحّام

روى عن: أبي علي الحسين (3) بن إبراهيم بن جابر الفرائضي.

روى عنه: عبد العزيز الصوفي، و أبو الحسن بن أبي الحديد، و ابنه أبو عبد اللّه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسن الفرضي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد.

ح و أخبرنا أبو الحسين [ابن] (4) أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن موسى بن محمّد الفحّام قراءة عليه في شعبان سنة ست و عشرين و أربعمائة، قيل له: حدثكم أبو علي الحسين بن إبراهيم بن أبي الزمام إملاء بدمشق في الجامع سنة ثلاث و ستين و ثلاثمائة، أنا عيسى بن إدريس البغدادي، نا أبو الأشعث أحمد بن المقدام، نا يزيد

ص: 80


1- تحرفت بالأصل و د إلى: يزيد.
2- سير أعلام النبلاء 158/16.
3- بالأصل:«أبي الحسين علي» و فوقهما علامتا تقديم و تأخير.
4- زيادة عن د.

ابن زريع، نا عبد الرّحمن بن إسحاق، عن العلاء بن عبد الرّحمن عن أبيه، عن أبي هريرة.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«من صلّى مرة واحدة كتب اللّه له بها عشر حسنات»[11762].

[قال ابن عساكر:] (1) و لم يقل ابن السمرقندي: له.

أخبرناه عاليا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو طاهر بن خزيمة، أنا جدي، نا علي بن حجر، نا إسماعيل بن جعفر، نا العلاء بن عبد الرّحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«من صلّى عليّ واحدة يصلي اللّه عليه عشرا»[11763].

7045 - محمّد بن موسى بن هارون أبو بكر العسكري

سمع بدمشق أبا هاشم بن عبد الأعلى بن عليل، و عبد اللّه بن الحسين بن جمعة، و طاهر بن محمّد بن الحكم التميمي، و عبد اللّه بن محمّد بن الحسن الهاشمي، و أحمد بن سليمان بن زبّان (2) الكندي، و بغيرها: محمّد بن عبد اللّه بن سعيد بن عمر المهراني، و أبا عمر محمّد بن يوسف بن يعقوب القاضي، و محمّد بن عمر بن راشد التنوخي - بالموصل - و محمّد بن حبش بن مسعود بن خالد السراج، و محمّد بن الهيثم بن خالد بن يزيد، و أبا بكر عبد اللّه بن محمّد بن زياد النيسابوري، و علي محمّد بن سليمان الصوري، و [أبا] (3) العباس أحمد بن محمّد بن سلم الجزري الضرّاب.

روى عنه: أبو حفص عمر بن داود بن سلمون.

[قال ابن عساكر:] (4) و أراه ابن موسى بن عمران الذي تقدم، وقع الوهم في اسم جدّه، و اللّه أعلم.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو علي الحسن بن علي الأهوازي المقرئ، نا أبو حفص عمر بن داود بن سلمون، نا أبو بكر محمّد بن موسى بن هارون العسكري، نا محمّد بن عبد الأعلى بن محمّد بن عبد الأعلى - بدمشق - نا هشام بن عمّار السلمي، نا إسماعيل بن عيّاش، عن عبد الرّحمن بن أنعم، عن عمران بن عبد اللّه، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

ص: 81


1- زيادة منا للإيضاح.
2- بالأصل و د: ريان، تصحيف.
3- زيادة عن د.
4- الزيادة عن د.

«ثلاثة لا تقبل لهم صلاة: رجل يؤم قوما (1) و هم له كارهون، و رجل أتى الصلاة دبارا (2)-و الدبار الذي يأتيها بعد الوقت - و رجل تعبد محرّرا»[11764].

[قال ابن عساكر:] (3) كذا قال، و الصواب عمران بن عبد المعافري.

7046 - محمّد بن موسى المنجم

أحد خاصة المتوكل، قدم معه دمشق فيما قرأته بخط عبد اللّه بن [محمد] (4) الخطابي و كان قدمته إياها سنة ثلاث و أربعين و مائتين.

ذكر أبو الحسن محمّد بن أحمد بن القواس الوراق قال: مات محمّد بن موسى المنجم بسرّمن رأى يوم الاثنين النصف من شهر ربيع الأول سنة تسع و خمسين و مائتين.

و كذا ذكر أبو بكر بن كامل القاضي، و لم يتعرض للأيام.

7047 - محمّد بن موسى أبو موسى، مولى بني هاشم البغدادي

حكى عن ديك الجن، و أبي الحسن بن المدبر، و اجتمع بهما بدمشق.

سمع منه أبو بكر الصولي سنة ثمان و سبعين و مائتين.

و قد ذكرت حكايته في ترجمة عبد السّلام ديك الجن.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو محمّد الحسن بن عيسى (5) بن المقتدر، نا أبو العباس أحمد بن منصور اليشكري، نا الصولي، نا محمّد بن موسى مولى ابن المنتصر قال:

كنت عند أحمد بن المدبّر بدمشق فقدم عليه عبد السّلام بن رغبان المعروف بديك الجن، فأقام ببابه لا يصل إليه (6) فكتب إليه رقعة فيها:

سبحان من جعل الآداب في عصب *** حظّا و صيّرها غيظا على عصب (7)

إني (8) ببابك لا ودّ يقرّبني *** و لا أبي (9) شافع عندي و لا نسبي

ص: 82


1- سقطت من د.
2- بالأصل:«بادرا» و المثبت عن د.
3- زيادة منا للإيضاح.
4- بياض بالأصل، و الزيادة عن د.
5- بالأصل: علي، تصحيف، و المثبت عن د، ترجمته في سير أعلام النبلاء 621/17.
6- تحرفت بالأصل إلى:«لا يصلي اللّه» و التصويب عن د. و في المختصر: فأقام ببابه أياما لا يصل إليه.
7- هذا البيت في ديوانه (ط دار الكتاب العربي - بيروت) و جاء مفردا.
8- الأبيات التالية في ديوان ديك الجن ص 40-41.
9- الذي بالأصل:«نسى يعلوا أبي و لا نسبي» و المثبت عن الديوان.

إن كان عرفك مذخورا لذي نسب (1) *** فاشدد يديك على حرّ أخي حسب

إني امرؤ محتدي (2) في ذروتي شرف *** لقيصر و لكسرى محتدي و أبي

فإن (3) تجد تجد النعمى و تحظ بها *** و إن تضق لا يضق في الأرض مطلبي

حرف أمون و رأي غير مشترك *** و صارم من سيوف الهند ذو شطب (4)

و خوض ليل تهاب الجن لجته *** و يتقي (5) جيشها عن جيشه اللجب

ما الشنفرى و سليك في مغيبة *** إلاّ رضيعا لبان في حمى أشب (6)

و اللّه رب النبي المصطفى قسما *** برّا (7) و حق منّى و البيت ذي الحجب

و الخمسة الغرّ أصحاب الكساء (8) معا *** خير البرية من عجم و من عرب

ما شدة الحرض من شأني و لا طلبي *** و لا المكاسب من همي و لا أربي

لكن نوائب تأتيني و حادثة *** و الدهر يطرق بالأحداث و النوب

و ليس يعرف لي قدري و لا حسبي (9) *** إلاّ امرؤ كان ذا قدر و ذا أدب

و اعلم بأنك ما أسديت (10) من حسن *** عندي أبا حسن أنقى من الذهب

فلما قرأها استحسنها، و قال: لا بد لي من التولع به، فأوصل إليه رقعتي هذه، فإذا قرأها فعده عني بما يحب، و أدخله إليّ و كتب في رقعة:

ما عندنا شيء فنعطيه *** و لا يفي الشكر شكريه

فإن رضي بالشعر من شعره *** عارضت في حسن قوافيه

و إن يكن تقنعه دعوة *** دعوت ربي أن يعافيه

و إن رضي ميسور ما عندنا *** أمرت نجحا أن يغنّيه

ص: 83


1- في الديوان: لذي سبب فاضمم... سبب.
2- في المختصر:«نجدي» و في الديوان: بازل.
3- ليس البيت في الديوان.
4- الحرف: الناقة العظيمة، و الأمون: المطية المأمونة لا تعثر و لا تفتر. و شطب السيف: خطوط تتراءى في متنه.
5- الديوان: خواض ليل... و ينطوي.
6- الشنفرى شاعر صعلوك جاهلي. و السليك ابن السلكة: شاعر جاهلي من الصعاليك. و أشب: الملتف، الكثير الشجر.
7- بالأصل:«بر» و المثبت عن د، و الديوان.
8- عنى بهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و علي و فاطمة و الحسن و الحسين رضوان اللّه عليهم.
9- في الديوان: أدبي.
10- بالأصل:«أمديت» و المثبت عن د، و في الديوان: أودعت.

قال: فأوصلتها إليها، فلما قرأها، قال: و اللّه لأجعلن أمه حقّا، قال: فوعدته بما يحب، أدخلته إلى أحمد، فأقام عنده، و وصله و أحسن إليه.

7048 - محمد بن موسى الموصلي الملقب بزيرك

سمع أبا يعلى الموصلي.

و كان وراقا لخيثمة بن سليمان بأطرابلس.

ذكره أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد الشيرازي (1) فيما قرأته بخط محمد بن طاهر المقدسي فيما انتخبته من كتابه في الألقاب.

7049 - محمد بن أبي موسى

7049 - محمد بن أبي موسى (2)

حدث عن القاسم بن مخيمرة.

روى عنه الأوزاعي، و داود بن أبي هند.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و ابن سعيد، قالا: نا - و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا - أبو بكر الخطيب، أنا هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار، و بشرى بن عبد اللّه الرومي، قالا: نا محمّد بن حميد بن سهيل المخرمي، نا عبد اللّه بن محمّد الكواز (3)..... أيضا، نا عمر بن محمّد بن سبيك، نا عبد اللّه بن محمّد الكواز، نا هدبة بن خالد، نا الحمادان: حمّاد ابن سلمة بن دينار، و حمّاد بن زيد بن درهم، عن الوضين بن عطاء، عن الأوزاعي، عن محمّد بن أبي موسى، عن القاسم بن مخيمرة، عن أبي موسى الأشعري قال:

أتيت النبي صلّى اللّه عليه و سلم بنبيذ جرّ ينشّ فقال:«اضرب بهذا الحائط، فهذا شراب من لا يؤمن باللّه و اليوم الآخر»[11765].

ألفاظهم سواء.

و كذا روي عن قتادة و محمّد بن كثير و عاصم بن عمارة، و الوليد بن مزيد البيروتي.

و كذا رواه أبو عاصم عن الأوزاعي إلاّ أنه شك، فقال: ابن موسى، أو ابن أبي موسى.

ص: 84


1- قسم من اللفظة موجود بالأصل:«السيرا» و الباقي بياض، و المثبت عن د.
2- ترجمته في الجرح و التعديل 84/8 و ميزان الاعتدال 50/4.
3- بياض بالأصل، و في د: زاد (بياض) يكن عنده غير هذا (بياض) قال: و حدثنا بشر (بياض).

فأما ما روي عن قتادة.

فأنبأناه أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ، نا محمّد بن حميد (1) بن سهيل، نا محمّد بن هارون، نا حوثرة بن محمّد المنقري، نا معاذ بن هشام، حدّثني أبي عن قتادة، عن الأوزاعي، عن محمّد بن أبي موسى عن القاسم بن مخيمرة، عن أبي موسى الأشعري قال:

أتى النبي صلّى اللّه عليه و سلم بنبيذ في جريرة له نشيش فقال:«اضرب بهذا الحائط، فإنّ هذا شراب من لا يؤمن باللّه و اليوم الآخر»[11766].

و رواه أبو بكر الطرازي، و أبو الفضل الزهري، و أبو طا [هر] (2) المخلّص عن محمّد بن هارون الحضرمي... (3) و نقصا منه محمّد بن أبي موسى (4) لحديث الطرازي أبو القاسم..... (5) طاهر، أنا أبو سعد محمّد بن (6) عبد (7) أبو بكر محمّد بن أحمد (8)ابن عثمان، أنا أبو حامد الحضرمي، نا حوثرة بن محمّد المنقري، نا معاذ بن هشام بن أبي عبد اللّه الدستوائي، نا أبي [نا] (9) قتادة بن دعامة، نا الأوزاعي، عن القاسم بن مخيمرة قال:

جاء الأشعري إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلم و معه نبيذ جرّ ينشّ. فقال له النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«اضرب بهذا الحائط، فإنما يشرب هذا من لا يؤمن باللّه و لا باليوم الآخر»[11767].

و أخبرنا (10) بحديث الزهري،[أبو غالب ابن البنا، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الفضل عبد اللّه بن عبد الرحمن الزهري] (11) نا محمّد بن هارون الحضرمي، نا حوثرة بن محمّد، نا معاذ بن هشام، نا أبي عن قتادة، عن الأوزاعي، عن القاسم بن مخيمرة، عن أبي موسى الأشعري قال:

أتيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بنبذ جر ينشّ فقال:«اضرب بهذا الحائط، فإنّ هذا شراب من لا يؤمن باللّه - عز و جل - و لا باليوم الآخر»[11768][11769].

أخبرنا بحديث المخلص: أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو البركات الأنماطي، قالا:

ص: 85


1- بالأصل و د:«حمد» تصحيف.
2- بياض بالأصل، و الزيادة عن د.
3- بياض بالأصل و د.
4- بياض بالأصل و د.
5- بياض بالأصل و د.
6- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
7- بياض بالأصل، و في د: عبد اللّه.
8- في د: محمد بن محمد بن أحمد بن عثمان.
9- زيادة عن د.
10- كتب فوقها في د: ملحق.
11- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن د لتقويم السند.

أنا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو طاهر المخلص، نا أبو حامد محمّد بن هارون، نا حوثرة بن محمّد المنقري، نا معاذ بن هشام، حدّثني أبي عن قتادة، عن عبد الرّحمن الأوزاعي عن القاسم بن مخيمرة.

أن الأشعري أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بقدح نبيذ له نشيش قال:«اذهب فاضرب بهذا الحائط، فإن هذا شراب من لا يؤمن باللّه و لا باليوم الآخر»[11770].

و أمّا حديث ابن كثير:

فأخبرناه أبو الحسن الفرضي بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو الدحداح التيمي، أنا أبو عبد اللّه أحمد بن عبد الواحد بن عبود التميمي، نا محمّد بن كثير، عن الأوزاعي، عن محمّد بن أبي موسى، عن القاسم بن مخيمرة.

أن أبا موسى أتى النبي صلّى اللّه عليه و سلم بنبيذ جر ينشّ فقال:«اضرب بهذا الحائط، فإنه لا يشربه من يؤمن باللّه و اليوم الآخر»[11771].

و أمّا حديث عاصم بن عمارة:

[فأخبرناه أبو محمد] (1)ابن محمّد بن جعفر الحوري، نا ابن أبي الدنيا، نا إسماعيل بن عبد اللّه بن زرارة، نا عاصم ابن عمارة، نا الأوزاعي، عن محمّد بن أبي موسى، عن القاسم بن مخيمرة، عن أبي موسى الأشعري أنه جاء إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلم بنبيذ ينشّ فقال:«اضرب بهذا الحائط، فإنه لا يشربه من كان يؤمن باللّه و اليوم الآخر»[11772].

و أمّا حديث الوليد بن مزيد:

فأخبرناه أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه إسحاق بن محمّد ابن يوسف السوسي، نا أبو العباس الأصم، أنا العباس بن الوليد بن مزيد، أنا أبي، نا الأوزاعي، حدّثني محمّد بن أبي موسى أنه سمع القاسم بن مخيمرة يخبر.

أنّ أبا موسى الأشعري أتى النبي صلّى اللّه عليه و سلم بنبيذ جرّ ينش فقال:«اضرب بهذا الحائط، فإنه لا يشرب هذا من كان يؤمن باللّه و اليوم الآخر»[11773].

ص: 86


1- بياض بالأصل، و هذه الزيادة عن د، و بعدها أيضا بياض.

و أمّا حديث أبي عاصم:

فأنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم، نا حبيب بن الحسن، نا أبو مسلم الكسى (1)،نا أبو عاصم النبيل، عن الأوزاعي، عن محمّد بن موسى - أو ابن أبي موسى - عن القاسم بن مخيمرة أن أبا موسى قال:

أتى النبي صلّى اللّه عليه و سلم بنبيذ ينش فقال:«اضرب بهذا الحائط، فإنما يشرب هذا من لا يؤمن باللّه و اليوم الآخر»[11774].

قال أبو نعيم: محمّد بن أبي موسى هو مولى لبني أمية، فارسي الأصل، نقلهم معاوية إلى بيروت.

و رواه الوليد بن مسلم عن الأوزاعي، فقال: عن موسى بن سليمان بدلا من محمّد بن أبي موسى.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفر بن القشيري، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الأديب، أنا إبراهيم بن منصور السلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا مجاهد بن موسى، نا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن موسى بن سليمان، عن القاسم بن مخيمرة، عن أبي موسى قال:

تحينت (2) فطر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فأتيته بنبيذ جرّ فلمّا أدناه إلى فيه إذا هو ينشّ فقال:

«اضرب بهذا الحائط، فإن هذا شراب من لا يؤمن باللّه و لا باليوم الآخر»[11775].

و رواه غير هؤلاء، فلم يذكروا محمّدا و لا موسى، بل رووه (3) عن الأوزاعي عن القاسم نفسه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه بن الشخّير الصيرفي، نا أبو سعيد الحسن بن علي، نا هدبة بن خالد القيسي، نا الحمّادان، نا الوضين بن عطاء، عن الأوزاعي، عن القاسم بن مخيمرة، عن أبي موسى الأشعري قال:

ص: 87


1- كذا رسمها بالأصل و د.
2- بدون إعجام بالأصل و د، و لعل الصواب ما ارتأيناه.
3- بالأصل:«رواه» و المثبت عن د.

أتيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بنبيذ ينشّ، فقلت: يا رسول اللّه، ما تقول في شربه؟ فقال:

«اضرب به الحائط، فإنّ هذا شراب من لا يؤمن باللّه و لا باليوم الآخر»[11776].

و هكذا رواه أبو عمر بن حيّوية عن أبي محمّد عبد اللّه بن محمّد بن نصر الكواز الحرار البصري عن هدبة، و خالف رواية ابن سبك و رواية هلال و بشرى عن محمّد بن حميد.

و هكذا رواه أبو القاسم عبيد اللّه بن عمر بن علي الفقيه، عن محمّد بن حميد.

و أخبرناه أبو العز [بن كادش] (1)،أنا أبو محمّد الجوهري، أنا علي بن محمّد بن أحمد بن نصر (2)،أنا محمّد بن إبراهيم الصالحي، نا عبد اللّه بن الصباح العطّار، نا حمّاد بن واقد الصفّار، نا هشام بن أبي عبد اللّه، عن الأوزاعي، عن القاسم بن مخيمرة، عن أبي موسى الأشعري قال:

أتيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بنبيذ جرّ ينشّ قال:«اضرب بهذا عرض الحائط، فإنما يشرب هذا من لا يؤمن باللّه و اليوم الآخر»[11777].

رواه مسلم بن إبراهيم، عن هشام على وجه آخر:

أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو محمّد السّيّدي، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالوا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو سعيد عبد اللّه بن محمّد بن عبد الوهّاب الرازي، أنا محمّد بن أيوب بن يحيى الرازي، أنا مسلم بن إبراهيم، نا هشام، نا رجل من أهل الشام عن عبد الرّحمن بن عمرو (3) الأوزاعي، عن القاسم بن مخيمرة أن أبا موسى قال:

أتى النبي صلّى اللّه عليه و سلم بنبيذ جرّ أحضر له نشيش، فأمر به النبي صلّى اللّه عليه و سلم فقال:«اضرب بهذا الحائط»، و قال:«إنّما يشرب هذا من لا يؤمن باللّه و اليوم الآخر»[11778].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا محمّد بن أحمد بن موسى البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، حدّثني أبي قال: قال أبو زكريا: و حدّث داود بن أبي هند عن محمّد بن أبي موسى عن القاسم بن مخيمرة.

أخبرناه أبو القاسم بن حصين، أنا أبو القاسم التنوخي، أنا أبو بكر بن شاذان، أنا أبو القاسم البغوي، نا أحمد بن حنبل، نا يحيى، عن الأوزاعي، عن القاسم بن مخيمرة.

ص: 88


1- بياض بالأصل، و المثبت عن د.
2- في د: نصير.
3- تحرفت بالأصل إلى:«عمر» و المثبت عن د.

أن أبا موسى أتى النبي صلّى اللّه عليه و سلم بنبيذ جرّ ينشّ فقال:«اضرب به الحائط، فإنما يشربه من لا يؤمن باللّه و اليوم الآخر»[11779].

أنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن منده (1)،أنا حمد (2)-إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (3)[قال: محمد] (4) بن أبي موسى، روى عن القاسم بن مخيمرة، روى عنه الأوزاعي، سألت أبي عنه؟ فقال (5):شيخ مجهول.

و لم يذكر البخاري هذه الترجمة في تاريخه.

7050 - محمّد بن المؤمّل بن أحمد بن الحارث بن عمرو بن الحارث بن عمرو

7050 - محمّد بن المؤمّل بن أحمد بن الحارث بن عمرو بن (6) الحارث بن عمرو

ابن المؤمّل بن حبيب بن تميم بن عبد اللّه بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب

أبو جعفر العدوي المؤمّلي

ساكن مكة.

سمع بدمشق و غيرها: أبا عبد اللّه محمّد بن إسماعيل بن عليّة القاضي، و أبا زرعة الجبني، و وريزة بن محمّد الغساني، و الزبير بن بكار الزبيري، و محمّد بن أحمد بن زرقان المصيصي.

روى عنه: جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي، و أبو بكر بن المقرئ، و أبو الخير محمّد بن نافع الخزاعي المكي، و أبو بكر محمّد بن القاسم الذهبي، و محمّد بن عبد اللّه بن الفارسي، و أبو محمّد عبيد اللّه بن محمّد الرسعني، و أبو سعيد بن الأعرابي، و أبو هاشم عبد الجبّار بن عبد الصّمد السلمي، و محمّد بن جعفر الخرائطي.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي، أنا منصور بن الحسين، و أحمد بن

ص: 89


1- بالأصل: مره، تحريف، و المثبت عن د.
2- بالأصل:«أحمد» تحريف، و المثبت عن د.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 84/8.
4- بالأصل:«قال» و المثبت عن د، و الجرح و التعديل.
5- بالأصل:«قال» و المثبت عن د، و الجرح و التعديل.
6- في د:«بن عبد اللّه بن عمرو بن الحارث».

محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن المؤمّل أبو جعفر العدوي في المسجد الحرام و كان من كبار العقلاء، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل بن عليّة، نا عبد الرّحمن بن مهدي، نا قرّة بن خالد، عن محمّد بن سيرين، عن أبي هريرة قال:

سجد في إِذَا السَّمٰاءُ انْشَقَّتْ (1)،و اِقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ (2)،أبو بكر و عمر و من هو خير منهم صلّى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو عبد اللّه، أنا أحمد بن محمود الثقفي (3)،أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد ابن المؤمل العدوي بمكة، و كان من كبار العقلاء، نا أحمد بن محمّد بن زرقان، نا عبد اللّه ابن علي بن موسى بن أخي ما سرجس عن الحسين بن سعيد بن حسين الواسطي قال: كنت عند الحسن جالسا، فأتاه رجل فقال: أخبرني عن اللّه عزّ و جلّ، يرى في الدنيا؟ قال: لا، قال: فيرى في الآخرة؟ قال: نعم، قال: فمن أين افترقا؟ قال: لأن الدنيا فانية، فان ما فيها، و الآخرة باقية باق ما فيها، محال أن يرى (4) الباقي بالفاني، فإذا كان يوم القيامة خلقت لهم أعين باقية فينظرون إلى الباقي بالباقي.

بلغني أنّ أبا جعفر العدوي، مات بمكة سنة عشرة و ثلاثمائة، و كان ثقة، عالما بالنحو، واسع الرواية.

7051 - محمّد بن مهاجر بن دينار بن أبي مسلم الأنصاري

7051 - محمّد بن مهاجر بن دينار بن أبي مسلم الأنصاري (5)

مولى أسماء بنت زيد بن السكن، أخو عمرو بن مهاجر، صاحب حرس عمر بن عبد العزيز.

روى عن: أبيه، و أخيه عمرو بن مهاجر، و نافع [مولى ابن عمر، و... (6)

.... [و عبد الملك بن حميد] (7) بن أبي غنية، و يزيد بن عبيدة، و كيسان مولى معاوية، و أبي شيبة يحيى بن يزيد الرهاوي، و يزيد بن أبي مريم، و العباس بن سالم بن جميل، و عمير بن

ص: 90


1- الآية الأولى من سورة الانشقاق.
2- الآية الأولى من سورة العلق.
3- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن د.
4- بياض بالأصل، و هذه الزيادة عن د، و بعدها بياض.
5- ترجمته في تهذيب الكمال 270/17 و تهذيب التهذيب 304/5 و الجرح و التعديل 91/8 و التاريخ الكبير 229/1/1.
6- بياض بالأصل، و هذه الزيادة عن د، و بعدها بياض. انظر أسماء الرواة الذين روى عنهم محمد بن مهاجر في تهذيب الكمال.
7- الزيادة عن تهذيب الكمال و مكانها بالأصل و د بياض.

هانئ العنسي، و محمّد بن يزيد الرحبي (1)،و الضحاك المعافري، و أبي سعد خادم الحسن، [و] (2) سليمان بن موسى، و ثابت بن عجلان، و إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر، و عقيل بن شبيب.

روى عنه الربيع بن نافع الحلبي، و الوليد بن مسلم، و مروان الطاطري، و أبو مسهر، و عبد اللّه بن يوسف، و يحيى بن صالح الوحاظي، و عبد الحميد بن بكّار، و عثمان بن سعيد، و سفيان بن عيينة، و الوليد بن الوليد القلانسي، و إسماعيل بن عيّاش، و مسكين بن بكير الحراني (3)،و علي بن عباس... (4).

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل (5)،و أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، قال: أنا محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو الفقيه.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم.

قالا: أنا [أبو] (6) يعلى، نا هارون بن عبد اللّه، نا هشام بن سعيد الطالقاني، نا محمّد ابن المهاجر (7)-و قال أبو بكر: ابن مهاجر - الأنصاري: حدّثني عقيل بن شعيب، عن أبي وهب الجشمي، و كانت له صحبة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

«سموا بأسماء الأنبياء، و أحبّ الأسماء إلى اللّه عبد اللّه، و عبد الرّحمن، و أصدقها:

حارث، و همّام، و أقبحها: حرب (8) و مرة»[11780].

و بإسناده قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

«ارتبطوا الخيل، و امسحوا بنواصيها و أعجازها - أو قال: أكفالها - و قلّدوها، و الاّ تقلدوها للأوتار» (9)[11781].

ص: 91


1- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن د، و تهذيب الكمال.
2- زيادة عن د.
3- تقرأ بالأصل:«الحلي» و المثبت عن د، و تهذيب الكمال.
4- بعدها بياض بالأصل، و كتب في د هنا: و عثمان بن عبد الرحمن الطرا (ثم بياض).
5- في د: محمد بن عبد الرحمن بن الفضل.
6- زيادة عن د.
7- بالأصل:«محمد بن محمد بن المهاجر» تصحيف، و المثبت يوافق عبارة د.
8- بالأصل:«عرب» و المثبت عن د، و المختصر.
9- زيد بعدها في د: و بإسناده قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم: عليكم بكل كميت (ثم بياض) و الذي في المختصر هنا بعدها: أغرّ محجل، أو أدهم أغر محجّل.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو محمّد بن [أبي] (1) نصر، و تمام بن محمّد، و عقيل بن عبيد اللّه.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، و عبد الكريم بن حمزة، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر.

قالوا: أنا أبو بكر أحمد بن القاسم، أنا أبو زرعة، نا أبو نعيم، نا ابن عيينة، عن محمّد ابن مهاجر الأنصاري، عن أبيه، عن أسماء بنت يزيد قالت:

مرّ بي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و أنا في جواري أتراب، فقال:«إياكم و كفر المنعمين» و كنت أجرأهن عليه مسألة فقلت: يا رسول اللّه و ما كفر المنعمين؟ قال:«لعل إحداكن أن يطول أيمتها عند أبويها، ثم يرزقها اللّه زوجا، ثم يرزقها اللّه ولدا، ثم تغضب الغضبة فتكفرها، فتقول: و اللّه ما رأيت منك خيرا قط»[11782].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو محمّد السيدي، قالا: أنا أبو سعد (2) الجنزرودي، أنا أبو أحمد الحاكم، أنا محمّد بن سليمان، نا هشام بن عمّار، نا إسماعيل بن عيّاش، نا محمّد بن مهاجر، عن أبي سعيد خادم الحسن، عن الحسن، عن أبي سعيد الخدري أنه حدث عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:

«من أبغض عمر فقد أبغضني، و من أحب عمر فقد أحبني، و إنّ اللّه قد باهى بالناس عشية عرفة عامة، و إنّ اللّه باهى بعمر خاصة، و إنه لم يبعث نبي قط إلاّ كان في أمّته من يحدث، فإن يكن في أمتي منهم أحد فهو عمر»، قيل: يا رسول اللّه، كيف يحدث؟ قال:

«تتكلم الملائكة على لسانه»[11783].

أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو الحيري، أنا حامد ابن محمّد بن شعيب البلخي، نا عبد اللّه بن عون الحرار، نا الوليد بن مسلم، نا محمّد بن المهاجر الأنصاري، نا سليمان بن موسى، نا كريب، نا أسامة بن زيد قال:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و ذكر الجنة يوما فقال:«أ لا مشمر لها، هي و رب الكعبة ريحانة تهتز، و نور يتلألأ، و نهر مطّرد، و زوجة لا تموت، في حبور، و نعيم و مقام أبد»[11784].

ص: 92


1- زيادة عن د.
2- تحرفت بالأصل إلى: سعيد، و المثبت عن د.

أخبرني أبو المظفر بن القشيري، أخبرنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الفضل بن البقال.

قالا: أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا أبو عمرو بن السماك، نا حنبل بن إسحاق قال: قال أبو عبد اللّه: محمّد بن مهاجر،[أخو عمرو بن مهاجر] (1)أخبرنا أبو غالب بن البنّا. أخبرنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن عبد الوهّاب.

أخبرنا الحسن بن غالب بن علي قالا: أخبرنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد، نا جعفر الفريابي، نا عبد الرّحمن بن إبراهيم، دحيم، نا الوليد بن مسلم، عن محمّد بن مهاجر عن سليمان بن موسى، عن كريب، عن أسامة بن زيد.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال ذات يوم لأصحابه:«ألا هل مشمّر للجنة، فإنّ الجنة لا خطر لها، هي و ربّ الكعبة نور تلألأ، و ريحانة تهتز، و نهر مطّرد، و قصر مشيّد، و فاكهة نضجة كثيرة، و حلل كثيرة، و زوجة حسناء جميلة في مقام أبد، في حبرة و نضرة و نعمة، في دار عالية سليمة بهية» قالوا: نحن المشمّرون لها يا رسول اللّه، قال:«قولوا: إن شاء اللّه» قال: ثم ذكر الجهاد و حض عليه[11785].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا محمّد بن علي،[أنا محمد بن أحمد البابسيري] (2)[أنا الأحوص] (3)[ابن المفضل] (4)[حدثني أبي قال: قال أبو زكريا] (5)[قال: محمد بن مهاجر.... الأنصار] (6).

[أخبرنا ابن النرسي ثم حدثنا] (7)[أبو الفضل] (8)[بن ناصر، أنا المبارك بن] (9)[عبد الجبار] (10)[و محمد بن علي و اللفظ له] (11)[أنا] (12)[أبو أحمد الغندجاني] (13)[أنا أحمد

ص: 93


1- ما بين معكوفتين زيادة عن د.
2- بياض بالأصل و المستدرك عن د.
3- بياض بالأصل و د، و المستدرك قياسا إلى سند مماثل.
4- بياض بالأصل و المستدرك عن د.
5- بياض بالأصل و د، و المستدرك قياسا إلى سند مماثل.
6- بياض بالأصل و المستدرك عن د.
7- بياض بالأصل و المستدرك عن د.
8- بياض بالأصل و د.
9- بياض بالأصل و المستدرك عن د.
10- بياض بالأصل و د.
11- بياض بالأصل و المستدرك عن د.
12- بياض بالأصل و د.
13- بياض بالأصل و المستدرك عن د.

ابن عبدان] (1)[أنا محمد بن سهل، أخبرنا] (2)[البخاري قال:] (3)[محمد] (4)[بن مهاجر الشامي الأنصاري] (5)[أخو عمرو] (6)[بن مهاجر مولى أسماء] (7)[بنت يزيد الأشهلية] (8)[عن أبيه و كيسان مولى] (9)[معاوية روى عنه] (10)[عبد الملك بن حميد] (11)[و عبد اللّه بن يوسف] (12)[و يحيى بن صالح] (13).و قال الهيثم ابن خارجة؛ مات سنة سبعين و مائة] (14).

أخبرنا أبو الحسين هبة اللّه] بن الحسن إذنا،[و الحسين بن عبد الملك] شفاها [قالا:

أنا أبو] القاسم بن منده، أنا [أبو علي إجازة.

ح قال] و أخبرناه أبو طاهر [أنا علي] قالا (15):

أنا ابن أبي حاتم قال (16):

محمّد بن مهاجر الشامي الأنصاري أخو عمرو (17) بن مهاجر، مولى أسماء بنت يزيد، روى عن أبيه مهاجر بن دينار مولى أسماء بنت يزيد، و عن أخيه عمرو (18) بن مهاجر صاحب عمر بن عبد العزيز، و يونس بن [ميسرة بن] (19) حلبس، و عروة بن رويم، و الوليد بن عبد الرّحمن، و كيسان مولى [معاوية] (20)،و عبد الملك بن أبي غنية، و أبي شيبة الرهاوي، روى

ص: 94


1- بياض بالأصل و د.
2- بياض بالأصل و المستدرك عن د.
3- بياض بالأصل و د.
4- بياض بالأصل و د، و المستدرك عن التاريخ الكبير للبخاري 229/1/1.
5- بياض بالأصل و المستدرك عن د و البخاري.
6- بياض بالأصل و د، و المستدرك عن التاريخ الكبير.
7- بياض بالأصل و المستدرك عن د، و البخاري.
8- بياض بالأصل و المستدرك عن البخاري.
9- بياض بالأصل و المستدرك عن د، و البخاري.
10- بياض بالأصل، و الزيادة عن البخاري.
11- بياض بالأصل و المستدرك عن د.
12- المستدرك عن البخاري، و مكانه بياض بالأصل و د.
13- المستدرك عن د، و البخاري.
14- المستدرك عن البخاري، و مكانه بياض بالأصل و د.
15- من أول الخبر إلى هنا سقط من الأصل و استدرك عن د، و قد اضطرب فيها السند، و المستدرك فيه بين معكوفتين رممناه قياسا إلى أسانيد مماثلة، و هذا السند معروف.
16- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 91/8.
17- تحرفت بالأصل و د إلى:«عمر» و المثبت عن الجرح و التعديل.
18- تحرفت بالأصل إلى:«عمر» و التصويب عن د.
19- الزيادة عن د، و الجرح و التعديل.
20- بياض بالأصل و المستدرك عن د، و الجرح و التعديل.

عنه الوليد بن مسلم، و مروان بن محمّد الطاطري، و أبو مسهر، و أبو توبة الربيع بن نافع، و عبد اللّه بن يوسف التنيسي [و يحيى] (1) بن صالح الوحاظي، و عبد الحميد بن بكار، سمعت أبي [يقول ذلك. أنا عبد اللّه بن أحمد بن محمد بن حنبل فيما كتب إليّ قال: سمعت أبي] (2)يقول: محمّد بن مهاجر أخو عمرو بن مهاجر ثقة.

أخبرنا أبو محمّد الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في ذكر نفر ثقات: محمّد بن مهاجر.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد، و أبو الفضل محمّد بن ناصر في كتابيهما قالا:

أنا المبارك بن عبد الجبّار، أنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أنا محمّد بن عبد اللّه بن خلف، نا عمر بن محمّد الجوهري، أنا أحمد بن محمّد بن هانئ قالت: سألت عبد اللّه أحمد بن حنبل عن محمّد بن مهاجر؟ فقال: ثقة، هو أخو عمرو بن مهاجر؟ فقال: نعم.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي بكر الخطيب، أنا بشرى بن عبد اللّه الرومي، أنا أحمد بن جعفر بن حمدان، نا محمّد بن جعفر الراشدي، نا أبو بكر الأثرم قال: سألت أبا عبد اللّه - يعني - أحمد بن حنبل عن محمّد بن مهاجر؟ فقال: ثقة، قلت: هو أخو عمرو بن مهاجر؟ فقال: نعم.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب - لفظا - أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إبراهيم قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس قال: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: محمّد بن مهاجر، فقال: ثقة.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن (3) عبد الملك، أنا أبو الحسن (4) بن السقا، نا محمّد بن يعقوب، نا عباس قال: سمعت يحيى يقول:

محمّد بن مهاجر الذي يروي عنه أبو توبة هو أخو عمرو بن مهاجر، صاحب عمر بن عبد العزيز، و محمّد بن مهاجر ثقة.

ص: 95


1- بياض بالأصل و د، و المستدرك عن الجرح و التعديل.
2- الزيادة بين معكوفتين لازمة للإيضاح عن الجرح و التعديل.
3- بالأصل:«و ابن» و المثبت عن د.
4- تحرفت بالأصل إلى:«الحسين»، و المثبت عن د.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت، أنا أبو العلاء، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل قال: قال أبو زكريا: محمّد بن مهاجر صالح.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن اللالكاني، أنا ابن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب قال: قلت لعبد الرّحمن بن إبراهيم: محمّد بن مهاجر؟ قال: ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه، و أبو نصر، قالا: نا الوليد، أنا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال: محمّد بن مهاجر شامي ثقة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد التميمي، أنا أبو محمّد العدل، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (1) قال: قلت:- يعني - لدحيم: من أحبّ إليك؟ هو - يعني: خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح - أو محمّد بن مهاجر؟ قال: ابن مهاجر أشهر.

ذكر أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الكتاني الرازي أنه سأل أبا حاتم عن محمّد بن مهاجر فقال: صالح الحديث، و هو أخو عمرو بن مهاجر صاحب حرس عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (2) قال:- و ذكر حديثا (3) عن محمّد بن مهاجر فقال:- و هذا (4) أخو عمرو بن مهاجر صاحب حرس عمر بن عبد العزيز، و هما من رجال الشام ثقتان، و لهما أحاديث كبار (5) حسان.

و ذكر أبو حاتم بن حبان فيما حكاه المقدسي عنه قال: كان محمّد بن مهاجر متقنا.

أخبرنا أبو محمّد بن أبي الحسين المزكي، نا عبد العزيز بن أبي طاهر، أنا أبو محمّد ابن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال (6):فحدّثني محمّد بن عثمان أبو الجماهر، أن محمّد بن مهاجر كان على بيت المال [بالباب] (7)،و استعمله محمّد بن إبراهيم الهاشمي على خراج دمشق.

ص: 96


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 397/1.
2- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 448/2.
3- بالأصل و د: حدثنا.
4- بالأصل:«وهل» و المثبت عن د، و المعرفة و التاريخ.
5- بالأصل: كثار، و المثبت عن د، و المعرفة و التاريخ.
6- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 397/1.
7- زيادة عن د، و تاريخ أبي زرعة.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا المبارك بن عبد الجبّار، و الكوفي - و اللفظ له - قالا: أنا أبو أحمد الواسطي، أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، نا البخاري (1) قال: قال الهيثم بن خارجة: مات - يعني - محمّد بن مهاجر سنة سبعين (2) و مائة، و كذا ذكر أحمد بن حنبل.

أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، نا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال (3):

مات محمّد بن مهاجر أخو عمرو سنة سبعين و مائة.

7052 - محمّد بن مهران بن أحمد بن محمّد بن مهران [أبو عبد اللّه] الجوني

7052 - محمّد بن مهران بن أحمد بن محمّد بن مهران [أبو عبد اللّه] (4) الجوني

يعرف بشيخ الإسلام.

قدم دمشق سنة اثنتين و ثلاثين و أربعمائة، و حدّث بها و بأصبهان عن أبي الحسن أحمد ابن محمّد بن عمران الجندي، و محمّد بن عمر بن علي بن خلف بن زنبور، و أبي طاهر المخلص.

روى عنه: عبد العزيز الصوفي، و أبو القاسم بن أبي العلاء، و أبو غانم عبد الرزّاق بن عبد اللّه بن المحسن المغربي، و أبو منصور حررون (5) بن الحسن بن حررون (6)،و أبو المعالي مشرف بن مرجى المقدسي، و أبو علي الحداد الأصبهاني.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، نا أبو عبد اللّه محمّد بن مهران ابن أحمد بن محمّد بن مهران المعروف بشيخ الإسلام، قدم علينا قراءة عليه بدمشق، نا أبو بكر محمّد بن عمر بن علي بن خلف بن زنبور، نا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز البغوي، نا أحمد بن حنبل، و زهير بن حرب (7)،و سريج بن يونس، و ابن المقرئ، قالوا: نا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر قال:

مرّ النبي صلّى اللّه عليه و سلم برجل يعظ أخاه في الحياء فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«الحياء من الإيمان»[11786].

ص: 97


1- التاريخ الكبير للبخاري 229/1/1.
2- بالأصل:«سنة ستة و سبعين و مائة» و التصويب عن د، و التاريخ الكبير.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 699/2.
4- الزيادة للإيضاح عن د.
5- كذا رسمها بالأصل و د.
6- كذا رسمها بالأصل و د.
7- تحرفت بالأصل إلى: حارث، و المثبت عن د.

أخبرناه عاليا أبو منصور إبراهيم بن محمّد الهيتي القاضي، في جماعة قالوا: أنا أبو نصر الذهبي، أنا ابن زنبور فذكره.

أخبرنا أبو زيد هبة اللّه بن محمّد بن محمّد الحارث الأصبهاني في كتابه، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن أبي الوفاء عنه، أنا شيخ الإسلام أبو عبد اللّه محمّد بن مهران الأموي قدم علينا أصبهان سنة اثنتين و أربعين و أربعمائة، نا أبو طاهر محمّد بن عبد الرّحمن المخلص، نا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز البغوي، نا أبو نصر التمّار، و عبيد اللّه العيشي، قالا: نا حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«حفّت الجنّة بالمكاره، و حفّت النار بالشهوات»[11787].

7053 - محمّد بن ميمون -

و يقال: ميمون بن عياش بن الحارث - الغطفاني التغلبي (1)

جد أحمد بن أبي الحواري.

حكى عنه ابنه عبد اللّه.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، أنا تمام بن محمّد، أنا أحمد بن عبد اللّه بن الفرج الدمشقي، نا أبو محمّد عبد الرّحمن بن الصامدي، نا أحمد بن أبي الحواري، عن أبيه، عن جده أنه رأى موضع أركان قبة مسجد دمشق، و قد بلغت الماء.

[حرف النون في أسماء آباء المحمدين]

7054 - محمد بن نافع بن نجبة البربري

سمع بدمشق هشام بن خالد الأزرق.

روى عنه: ابنه أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد.

7055 - محمّد بن نافع أبو بشر الدّمشقيّ

حدّث عن الأوزاعي.

روى عنه: عمر بن عبد العزيز.

ذكره أبو عبد اللّه بن مندة، و وجدنا حكاية عمر عنه في مسائل الأوزاعي.

ص: 98


1- تحرفت بالأصل و د إلى: التغلبي، راجع ترجمة أحمد بن أبي الحواري في تهذيب الكمال 178/1. و فيها: «العباس» بدلا من «عياش».
7056 - محمّد بن نباتة بن حنظلة الكلابي

من فرسان الشام، كان مع مروان بن محمّد حين لقي سليمان بن هشام بعين الجر (1)دخل مع مروان دمشق لمّا غلب عليها، و كان محمّد بن نباتة مع عامر بن ضبارة بأصبهان، و قاتل معه يوم قتله المسودة، و ثبت و حامى أشد محاما.... (2) و لحق (3) بيزيد ابن عمر بن هبيرة أمير العراق لمروان بن محمد.

7057 - محمّد بن نجيح أبو جعفر

[أحد الزهاد] (4)حكى عنه أحمد بن أبي الحواري.

أنبأنا أبو طاهر بن الحنائي، أنا أبو علي الأهوازي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، نا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاّب، نا أحمد بن أبي الحواري، نا أبو جعفر محمّد بن نجيح قال:

كنت أماشي بعض عباد (5) أهل البصرة قال: فقال لي: من أين أنت؟ قلت: من أهل الشام، قال: فأقرئ عباد أهل الشام مني، السلام و أعلمهم أو قال: قل لهم: اعلموا أن عمال الرّحمن لو لم تكن لهم الجنة دارا كانوا في الدنيا أحرارا (6).

7058 - محمّد بن نصر بن أحمد أبو طاهر الغرابيلي الموصلي

7058 - محمّد بن نصر بن أحمد (7) أبو طاهر الغرابيلي الموصلي

قدم دمشق حاجا، و حدّث بها عن أبي الحسن محمّد بن علي بن سليمان بن نخشل (8)الموصلي.

و سمع بدمشق: أبا الحسن علي بن محمّد الحنائي.

ص: 99


1- موضع معروف بالبقاع بين بعلبك و دمشق.(معجم البلدان).
2- بياض بالأصل.
3- من قوله: مع عامر... إلى هنا سقط من د، و الكلام فيها متصل.
4- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن د.
5- بالأصل:«أهل عباد» و فوقهما علامتا تقديم و تأخير.
6- جزء من اللفظة موجود بالأصل:«أحرا» و المثبت عن المختصر، و مكان الكلمة بياض في د.
7- بالأصل:«بن إبراهيم حمد» و المثبت عن د.
8- بدون إعجام بالأصل و د، و المثبت عن المختصر.

روى عنه: عبد العزيز الكتاني.

أخبرنا أبو محمّد الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو طاهر محمّد بن نصر الغرابيلي الموصلي، قدم علينا حاجا، نا أبو الحسن محمّد بن علي بن سليمان بن نخشل (1)الشيخ الصالح - بالموصل - نا أبو حفص عمر بن إبراهيم المقرئ، نا أبو عيسى محمّد بن أحمد بن قطن السمسار، نا أحمد بن إبراهيم أبو العباس الوزان، نا خلف بن هشام، نا عبد الوهّاب، عن بشر بن نمير، عن القاسم مولى خالد بن يزيد، أخبرني أبو أمامة.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«من قرأ ثلث القرآن أعطي ثلث النبوّة و من قرأ ثلثيه [أعطي] (2)ثلثي النبوة، و من قرأ القرآن كله أعطي النبوّة كلها. و يقال له يوم القيامة اقرأ و ارقه بكلّ آية درجة حتى ينجز ما معه من القرآن (3) ثم يقال له: اقبض فيقبض بيده، ثم يقال له: اقبض فيقبض. ثم يقال له: هل تدري ما في يدك؟ فإذا في يده اليمنى الخلد، و الأخرى النعيم»[11788].

7059 - محمّد بن نصر بن إبراهيم أبو علي السجزي الصوفي المعروف بالكيّال

حدّث بدمشق عن أبي عمر محمّد بن أحمد بن محمّد بن سليمان النوقاني السجزي (4).

روى عنه: أبو الحسين بن الميداني، و أثنى عليه.

قرأت بخط عبد الوهّاب الميداني، ثم أخبرنيه أبو محمّد بن الأكفاني شفاها عن عبد العزيز بن أحمد، عن الميداني، حدّثني الشيخ الفاضل الفقيه الصوفي أبو علي محمّد بن نصر ابن إبراهيم الكيال السجزي، أنا الشيخ الجليل الأديب أبو عمر محمّد بن أحمد بن محمّد بن سليمان النوقاني، نا سعيد بن محمّد، نا محمّد بن موسى، نا علي بن أبي المضاء، نا خلف ابن تميم، نا نافع أبو هرمز قال:

أكريت بن سيرين إلى مكة، فأتاني نفر فأكريتهم، فقال لهم: قد اكتريتم؟ قالوا: نعم، قال: فدعا لهم: بارك اللّه لكم، ثم قال لهم: لي إليكم حاجتان، قالوا: و ما هما يا أبا بكر؟ قال: أكون مؤذنكم و لا أكون إمامكم، و سفرتي توضع أول سفركم.

ص: 100


1- بدون إعجام بالأصل و د.
2- سقطت من الأصل و استدركت عن د.
3- بالأصل:«ألوان» و المثبت عن د.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 144/17.
7060 - محمّد بن نصر، هو محمّد بن عبد اللّه أبي نصر بن محمّد

تقدم ذكره.

7061 - محمّد بن نصر بن صغير بن خالد أبو عبد اللّه القيسرانيّ

7061 - محمّد بن نصر بن صغير بن خالد أبو عبد اللّه القيسرانيّ (1)

شاعر مكثر، له ديوان كبير حسن.

سكن دمشق مدة و امتدح بها جماعة، و تولى إدارة الساعات التي على باب الجامع (2)، و كان يسكن فيها مدة، ثم تفكر له شمس الملوك ابن تاج الملوك و الي دمشق، فخرج عن دمشق، و سكن حلب مدة، و تولّى بها خزانة الكتب، ثم رجع في آخر عمره إلى دمشق و بها مات، و كان قرأ الأدب بها (3) أبو سعد (4) بن السمعاني، أنشدنا أبو عبد اللّه القيسرانيّ لنفسه بدير الحافر، ثم أنشد بها أبو عبد اللّه القيسرانيّ بدمشق لنفسه:

من لقلب يألف الفكر *** أو لعين ما تذوق كرى

و لصب بالغرام قضى *** ما قضى من وصلكم وطرا

ويح قلبي من هوى قمر *** أنكرت عيني له القمرا

حالفت أجفانه سنة *** قتلت عشاقه سهرا

يا خليلي أ غدرا دنفا يص *** طفى في الحب من غدرا

و ذراني من ملامكما *** إن لي في سلوتي بطرا

و هذه الأبيات ما عندي من سماع من شعره، و قد سمعته مرة ينشد أخي رحمه اللّه قصيدة نونية طويلة لم تقع إليّ.

و ما قرأت من شعره بخطه مما كتبه إلى أخي أبو الحسين:

أشبا سيوف الهند أم عيناك *** و جنى جني الورد أم خداك

يا ربة المغنى الذي غادرته *** قفرا و صيرت الحشا مغناك

جودي بمأمول النوال فإنني *** أصبحت مفتقرا إلى جدواك

ص: 101


1- ترجمته في الأنساب، و ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ص 322 و معجم الأدباء 64/19 وفيات الأعيان 458/4 و تذكرة الحفاظ 1313/4 و الوافي بالوفيات 112/5 و العبر 133/4 و شذرات الذهب 150/4.
2- يعني جامع دمشق الكبير (الجامع الأموي).
3- بياض بالأصل و د، و في آخر البياض فيها كتب:«بن محمد، أنشدني».
4- بالأصل:«سعيد» تصحيف، و المثبت عن د.

و أراك يغشاني خيالك في الكرى *** أ ترى خيالي في الكرى يغشاك

حجبوك أم حجبوا الحياة فإنني *** [ميت] (1) أرى حيّا غداة أراك

و لقد رميت فما أصابت أسهمي *** و رميتني فأصابني سهماك (2)

و علقت في أشراككم فاصطدتني *** و تعطلت عن صيدكم أشراكي

و أغرت جسمي من جفونك سقمها *** فتحكمت في مهجتي عيناك

و لقد مللت قياد قلبي طائعا *** و فتكت فيه بلحظك الفتاك

إني أحلاّ عن موارد لم تزل *** مبذولة السقيا لعود أراك

حوت الدلال إذا يحضر لذاتها *** مرسى (3) الطعام يحط بالمسواك

ريب الوصال على قتيل صبابة *** ما كان يسلم نفسه لولاك

سيعود منك إذا تراكبت المنى *** بأبي الحسين لعله يكفاك

يعني تخبر المستجير إذا عوى *** إذ كان لا يحمى اللهيف حماك

يلقى المعبس من صروف زمانه *** بطلاقة المتهلل الضحاك

يتصرف العافون في أمواله *** قبل السؤال تصرف الملاك

أمسكت عن مديحه (4) حتى أنني *** أيقنت أن سيضرني أمساك

و مدحته مستدركا و لربما *** عفا على تقصيري استدراك

قد كنت يا ابن الأكرمين ملكتني *** فعساك تسمح منعما بفكاك

رويت عليك شواهد من مدرك *** للمجد قبل شواهد الإدراك

بشرت بالمجد التليد ملكته *** في الناس قبل بشارة الأملاك

تقديم علمك بالإله تيقنا *** من حيث كان تأخر النساك

في المذهب للأمم الذي لا ينتمي *** فيه بمعتقد إلى الإشراك

..... (5) يفرق من كل مصدق *** بر و كل مشبه أفاك

حزت الهدى و استشعروا بضلالة *** فتنبهوا في صحصح دكداك

و علو همتك التي لم يقتنع *** حتى علت بك سابع الأفلاك

ص: 102


1- زيادة عن د، لتقويم الوزن.
2- بالأصل:«سهاميك» و المثبت عن د.
3- كذا رسمها بالأصل و د.
4- بالأصل:«مدحيه» و المثبت عن د.
5- رسمها بالأصل و د:«سسر».

أموالك الحل و سائلك الغنى *** قد صرحا بعداوة و محاك

و كلاهما ملك لديك فخذ له *** لسلامة و لهذه بهلاك

خذها سبيكة بمسجد سمحت بها *** أفكار صواغ لها سباك

كالوشي إلاّ أنها قد نزهت *** في نسجها عن شيمة الحواك

كالروض أصبح ضاحكا مما امترى *** جنح الأصيل له السحاب الباك

نظر الكواكب حتى ينشد نظمها *** شعري سرت ملوه بسماك

سألت أبا عبد اللّه محمّد بن نصر عن مولده فقال: في سنة ثمان و سبعين و أربعمائة بعكا، و نشأت بقيسارية (1)،و لما قدم القيسرانيّ دمشق آخر قدمة نزل بمسجد الوزير ظاهر البلد، و أخذ لنفسه طالعا و اختار برجا نائيا و كان يحسن التنجيم، فلم ينفعه تنجيمه و لم يدفع عنه اختياره، و لم تطل مدته بعد قدومه، و كان قد أنشد والي دمشق قصيدة مدحه بها يوم الجمعة، و كان أنشده إياها و هو محموم، فلم تأت عليه الجمعة الأخرى و كنت قد وجدت أخي أبا الحسين رحمه اللّه قاصدا لعيادته فاستصحبني معه، فقلت لأخي في الطريق: إني أظن القيسرانيّ سيلحق ابن منير (2) كما لحق جرير الفرزدق بعد يسير، فكان كما ظننت، فلما دخلنا عليه وجدناه جالسا على فراشه، فسألناه عن حاله، فذكر أنه قد تناول مسهلا خفيفا، و لم ير من حاله ما يدل على الموت، فبلغنا [بعد] (3) ذلك أن الدواء عمل له عملا كبيرا، فمات ليلة الأربعاء، و دفن يوم الأربعاء الثاني و العشرين من شعبان سنة ثمان و أربعين و خمسمائة بباب الفراديس.

آخر الجزء الثاني و الأربعين بعد الستمائة.

7062 - محمّد بن نصر بن عبد الرّحمن

أبو جعفر الهمداني، يعرف بمموّس العطّار (4)

سمع بدمشق و غيرها: هشام بن عمّار، و دحيما، و عبد اللّه بن أحمد بن بشير بن

ص: 103


1- قيسارية: بلد على ساحل البحر، تعد من أعمال فلسطين، بينها و بين طبرية ثلاثة أيام (راجع معجم البلدان).
2- هو أبو الحسين أحمد بن منير بن أحمد بن مفلح الأطرابلسي، الشاعر، مات سنة 548 بحلب. راجع ترجمته في وفيات الأعيان 156/1.
3- زيادة عن د.
4- ترجمته في تاريخ بغداد، و سماه أبوه:«موسى»244/3.

ذكوان، و المسيّب بن واضح، و محمّد بن مصفى، و محمّد بن حفص الأوصابي الحمصيين، و محمّد بن رمح، و حرملة بن يحيى التّجيبي، و عبد السّلام بن عاصم الداري، و عبد الحميد ابن عاصم (1) الجرجاني، و محمّد بن يحيى بن الضريس العبدي، و هاشم بن الوليد الهروي، و محمّد بن عبد [الرحمن بن سهم الأنطاكى، و عبد اللّه] (2) بن محمّد بن إسحاق الدربي، و عبد اللّه بن عمران العابدي.

روى عنه: أبو علي الحسين بن علي بن الحسين - قاضي خانقين - و سليمان بن أحمد الطبراني، و أبو بكر بن أبي داود - و هو من أقرانه - و أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد البسطامي البزّاز (3)،أنا الرئيس أبو سعد عبد الرّحمن ابن منصور بن رامش، نا أبو محمّد عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد بن بالوية - إملاء - نا أبو علي الحسين بن علي بن الحسين بن الفضل القاضي بخانقين، حدّثني محمّد بن نصر الهمداني، نا عبد اللّه بن ذكوان، نا عراك بن خالد، نا عثمان (4) بن عطاء (5)،عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال:

لما عزّي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بابنته رقيّة امرأة عثمان بن عفّان قال:«الحمد للّه، دفن البنات من المكرمات»[11789].

رواه أبو عبيدة أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن ذكوان عن أبيه عن عراك عن عثمان بغير شكّ.

أخبرناه عاليا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أحمد بن عبد اللّه بن ذكوان الدمشقي - بدمشق - نا أبي عبد اللّه بن ذكوان، حدّثني عراك بن خالد بن يزيد بن صبيح المرّي (6)،عن عثمان بن عطاء، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن العباس قال: لما عزّي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فذكر مثله سواء.

ص: 104


1- في د: هشام.
2- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن د.
3- بالأصل و د:«البراز» و المثبت عن مشيخة ابن عساكر 173/أ.
4- كذا بالأصل «عمر»، و في د؛«عثمان» و هو ما أثبتناه. راجع ترجمته في تهذيب الكمال 447/12.
5- زيد في د بعدها: أراه عن أبيه عطاء.
6- في د: المزني.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم الحافظ، نا سليمان بن أحمد الطبراني، نا محمّد ابن نصر القطّان الهمداني، نا هشام بن عمّار، نا سعد بن يحيى اللخمي، نا محمّد بن إسحاق عن الزهري، عن أيوب بن بشير بن أكال قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«صبوا عليّ من سبع قرب من آبار شتّى، حتى أخرج إلى الناس و أعهد إليهم»، قال: فخرج عاصبا رأسه حتى صعد المنبر، فحمد اللّه و أثنى عليه قال:«إنّ عبدا من عباد اللّه خيّر بين الدنيا و بين ما عند اللّه فاختار ما عند اللّه» فلم يلقنها إلاّ أبو بكر فبكى، و قال: نفديك بآبائنا و أمهاتنا و أبنائنا؛ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«على رسلك، أفضل الناس عندي في الصحبة، و ذات اليد ابن أبي قحافة انظروا هذه الأبواب الشوارع في المسجد فسدّوها إلاّ ما كان من باب أبي بكر، فإني رأيت عليه نورا»[11790].

قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلاّ محمّد بن إسحاق، تفرد به سعيد بن يحيى، و لا روي عن معاوية إلاّ بهذا الإسناد، و هذا القول من الطبراني شنيع و وهمه فيه عند أهل العلم فظيع فإنّ معاوية لم يرو هذا الحديث، و إنّما رواه الزهري عن أيوب بن النعمان أحد بني معاوية مرسلا، فظن أحد بني معاوية:«حدثني معاوية»، فغيّر حدّثني بسمعت، و نسب معاوية إلى أبي سفيان.

و قد أخبرنا على الصواب أبو محمّد السّيّدي، و أبو القاسم تميم بن أبي [سعيد، قالا:

أنا أبو] (1) سعد الأديب، أنا أبو أحمد الحاكم، أنا محمّد بن مروان البزاز بدمشق، نا هشام بن عمّار، نا سعيد بن يحيى، نا ابن إسحاق، عن الزهري، عن أيوب بن بشير بن النعمان بن أكال الأنصاري أحد (2) بني معاوية قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

«صبوا عليّ من سبع قرب من آبار شتّى، حتى أخرج إلى الناس و أعهد إليهم»، فخرج إليهم عاصبا رأسه حتى ركب المنبر، فحمد اللّه و أثنى عليه، ثم ذكر قتلى أحد فصلى عليهم، فأكثر الصلاة، ثم قال:«يا معاشر المهاجرين إنكم قد أصبحتم تزيدون، و إنّ الأنصار على حالها لا تزيد، إنّهم و إنهم عيبتي التي أويت (3) إليها، فأكرموا كريمهم و تجاوزوا عن مسيئهم»، ثم قال:«إنّ عبدا من عباد اللّه خيّره اللّه بين الدنيا و بين ما عنده فاختار ما عند اللّه»، فلم يلقنها إلاّ أبو بكر فبكى، ثم قال: نفديك بآبائنا و أمهاتنا و أبنائنا، فقال:«على رسلك يا أبا

ص: 105


1- زيادة لتقويم السند عن د.
2- في د:«حدثني معاوية» بدلا من «أحد بني معاوية».
3- بالأصل:«أودت» تصحيف، و المثبت عن د.

بكر، إنّ أفضل الناس عندي في الصحبة و في ذات اليد لابن أبي قحافة، انظروا هذه الأبواب الشوارع في المسجد فسدّوها إلاّ ما كان من باب أبي بكر، فإنّ عليه نورا»[11791].

و قول الطبراني: لم يروه عن ابن إسحاق إلاّ سعيد وهم آخر، فقد رواه غيره، و ذلك فيما:

حدّثنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن، أنا أبو سعيد محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا أبو حامد بن الصوفي [نا] (1) محمّد بن يحيى الذهلي، نا أحمد بن خالد الدهني، نا محمّد بن إسحاق، عن الزهري، عن أيوب بن بشير بن النعمان بن أكال الأنصاري أحد بني معاوية، فذكر مثله.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: نا - أبو منصور ابن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (2)،نا محمّد بن عبد اللّه بن شهريار الأصبهاني، نا سليمان ابن أحمد الطبراني، نا محمّد بن موسى القطان الهمذاني (3) ببغداد، نا محمّد بن حفص الأوصابي الحمصي، فذكر حديثا.

قال الخطيب: هكذا سمّى الطبراني هذا الشيخ و نسبه، و أمّا أهل همذان فذكروا أن مموّس (4) هو محمّد بن نصر بن عبد الرّحمن، و يكنى أبا جعفر، حدّث عن هشام بن عمّار، و دحيم، و المسيّب بن واضح، و محمّد بن مصفى، و محمّد بن رمح المصري و غيرهم، و هو عندهم صدوق، و ليس يبعد أن يكونا اثنين لقب كل واحد منهما مموس (5)،و اللّه أعلم.

و قد تقدمت للطبراني عنه رواية، سمّاه محمّد بن نصر بن عبد الرّحمن.

أنبأنا أبو الحسن الفرضي، و أبو محمّد بن صابر، و أبو يعلى بن أبي حبيش، قالوا: أنا سهل بن بشر، أنا القاضي أبو الحسن علي بن عبيد اللّه بن محمّد الهمداني بمصر، قال:

سمعت أبا نصر عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسين الأنماطي يقول:

محمّد بن نصر بن عبد الرّحمن أبو جعفر، و يعرف بمموس القطان، روى عن هشام بن عمّار، و المسيّب بن واضح، و دحيم، و محمّد بن مصفّى، و محمّد بن رمح، و غيرهم، حدّثنا عنه مشايخنا.

ص: 106


1- زيادة لازمة لتقويم السند عن د.
2- تاريخ بغداد 244/3-245.
3- في تاريخ بغداد: الهمذاني.
4- بالأصل و د: مهوس، و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- انظر الحاشية السابقة.
7063 - محمّد بن نصر بن منصور أبو سعد القاضي الهروي

قدم دمشق في سنة (1) و أربعمائة، و وعظ بها، ثم توجه إلى العراق، و تولى قضاء الشام، و عاد إلى دمشق قاضيا، فأقام بها مدة، ثم رجع إلى العراق، و ولي القضاء في مدن كثيرة من بلاد العجم، و كان من قرية من قرى هراة يعلّم الصبيان في مبتدأ أمره إلى أن بلغ ما بلغ، و كان أديبا.

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل في تذييل تاريخ نيسابور قال (2):

محمّد بن نصر بن منصور القاضي أبو سعد (3) الهروي رجل من الرجال، داه من الدهاة، كان في ابتداء أمره من النازلين في الدرجة مكتسبا بالوراقة و توجيه الوقت، في ضيق من المعيشة، و كان ذا حظ في العربية و معرفة (4) من الأصول و خط حسن، سخي النفس، بذولا لما تحويه، قتل شهيدا مع ابنه في الجامع بهمذان في شعبان سنة ثمان عشرة و خمسمائة، و بلغنا من وجه آخر أن أبا سعد الهروي قتلته الباطنية في رجب منها.

7064 - محمّد بن نصر أبو عبد اللّه المروزيّ الفقيه

7064 - محمّد بن نصر أبو عبد اللّه المروزيّ الفقيه (5)

أحد الأئمة المشهورين و المصنفين المذكورين.

سمع بدمشق و غيرها هشام بن عمّار، و هشام بن خالد، و المسيّب بن واضح، و بمصر:

أحمد بن سعيد، و يونس بن عبد الأعلى، و ابن أخي ابن وهب، و الربيع بن سليمان، و محمّد ابن عبد اللّه بن عبد الحكم، و بالعراق: شيبان بن فروخ، و عبد الواحد بن غياث، و أبا الربيع الزهراني، و محمّد بن عبيد بن ربيع بن حساب، و عبد الأعلى بن حمّاد، و عباس بن الوليد النرسيين، و قطن بن نسير (6)،و عبيد اللّه بن معاذ، و هدبة بن خالد، و أبا كامل فضيل بن حسين، و هنّاد بن السري، و ابن النمير، و أبا كريب، و سعيد بن عمرو، و بالحجاز: إبراهيم ابن المنذر، و أبا مصعب الزهري، و محمّد بن يحيى بن أبي عمر، و يعقوب بن حميد، و عبد

ص: 107


1- بياض بالأصل و د.
2- المنتخب من السياق للفارسي ص 76 رقم 168.
3- في المنتخب من السياق: أبو سعيد.
4- كلمة غير واضحة بالأصل و د.
5- ترجمته في تهذيب الكمال 312/5 و تاريخ بغداد 315/3 و الوافي بالوفيات 111/5 و تذكرة الحفاظ 650/2 و العبر للذهبي 105/2 و شذرات الذهب 216/2.
6- تقرأ بالأصل: شبير، و المثبت عن د، و ضبطت عن تقريب التهذيب.

الجبار بن العلاء، و بخراسان: يحيى بن إسحاق، و إسحاق بن راهوية، و علي بن بحر، و أبا خالد يزيد بن صالح الفراء، و عمرو بن زرارة، و صدقة بن الفضل، و مخلد بن مالك الحبال الرازي نزيل نيسابور، و بالري: محمّد بن مروان (1)،و محمّد بن حميد، و محمّد بن مقاتل، و موسى بن نصر الرازيين، و غيرهم.

روى عنه: أبو بكر محمّد بن النصر بن سلمة الجارودي، و أبو العباس السراج، و محمّد بن المنذر، شكّر الهروي، و أبو (2) العباس الدغولي، و أبو عبد الرّحمن المحمودي، و عبد اللّه بن شيرويه، و أبو حامد بن الشرقي، و أبو عبد اللّه محمّد بن يعقوب بن يوسف بن [أخرم] (3)،و أبو علي محمّد بن عبد الوهّاب الثقفي، و أبو النّضر محمّد بن (4) يوسف الطوسي الفقيه، و أبو يحيى أحمد بن محمّد بن إبراهيم السمرقندي، و جنيد بن خلف أبو يحيى السمرقندي.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف المغربي، أنا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الجوزقي، أنا أبو العباس الدغولي، و أبو عبد اللّه محمّد بن يعقوب بن يوسف، قالا: نا محمّد بن [نصر أبو] (5) عبد اللّه المروزي الفقيه، نا عبد الأعلى ابن حمّاد، نا وهيب، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

«ألحقوا الفرائض بأهلها فما بقي فهو لأول رجل ذكر»[11792].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: نا - و أبو منصور ابن رزيق، أنا - أبو بكر (6)،[قال: قرأت على الحسين بن محمد المؤدب عن أبي سعد عبد الرحمن بن محمد الإدريسي قال: سمعت] (7) أبا يحيى أحمد بن محمّد بن إبراهيم السمرقندي يقول: سمعت أبا العباس محمّد بن عثمان بن سليم (8) بن أسامة (9) السمرقندي

ص: 108


1- في د: محمد بن مهران.
2- بالأصل و د: و أبي.
3- بياض بالأصل، و المثبت عن د.
4- كذا، و في د:«محمد بن محمد بن يوسف» كما في ترجمته في سير أعلام النبلاء 490/15.
5- الزيادة استدركت عن هامش الأصل، و بعدها صح.
6- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 316/3.
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن د، و تاريخ بغداد.
8- كذا بالأصل و في د، و تاريخ بغداد: سلم.
9- كذا بالأصل و د، و في تاريخ بغداد: سلامة.

يقول: سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن نصر المروزيّ يقول: ولدت سنة اثنين و مائتين، و توفي الشافعي سنة أربع و مائتين، و أنا ابن سنتين، و كان أبي مروزيا، و ولدت أنا ببغداد، و نشأت بنيسابور، و أنا اليوم بسمرقند، و لا أدري ما يقضي اللّه فيّ.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب بن مندة، ثم حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمي عن أبيه قال: قال لنا ابن يونس: محمّد بن نصر المروزيّ يكنى أبا عبد اللّه، قدم مصر، و كتب بها، و كتب عنه، و خرج عنها.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

محمّد بن نصر الإمام أبو عبد اللّه المروزيّ الفقيه العابد، إمام أهل الحديث في عصره بلا مدافعة.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، و أبو الحسن المالكي، و أبو منصور بن زريق (1)،قالوا:

قال لنا أبو بكر الخطيب (2):

محمّد بن نصر أبو عبد اللّه المروزيّ الفقيه، صاحب التصانيف الكثيرة، و الكتب الجمّة (3)،ولد ببغداد و نشأ بنيسابور، و رحل إلى سائر الأمصار في طلب العلم، و استوطن سمرقند، و كان من أعلم الناس باختلاف الصحابة و من بعدهم في الأحكام، و حدّث عن عبدان بن عثمان، و صدقة بن الفضل المروز [يين، و يحيى بن يحيى] (4)،يحيى النيسابوري (5)،و إسحاق ابن راهوية، و أبي قدامة السرخسي، و هدبة بن خالد، و عبيد اللّه بن معاذ العنبري، و محمّد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، و أبي كامل الجحدري، و محمّد بن بشار بندار، و أبي موسى الزمن، و إبراهيم بن المنذر الحزامي، و غيرهم من أهل خراسان، و العراق، و الحجاز، و الشام، و مصر، روى عنه [ابنه] (6) إسماعيل، و أبو علي عبد اللّه بن

ص: 109


1- تحرفت بالأصل و د إلى: رزيق.
2- تاريخ بغداد لأبي بكر الخطيب 315/3-316.
3- بالأصل: الحميدة، و المثبت عن د، و تاريخ بغداد.
4- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين زيادة عن د و تاريخ بغداد.
5- بالأصل:«بنيسابور» و المثبت عن د و تاريخ بغداد.
6- سقطت من الأصل و د، زيدت عن تاريخ بغداد.

محمّد بن علي البلخي،[و محمد] (1) بن إسحاق الرشادي السمرقندي، و عثمان بن جعفر بن اللبان، و محمّد بن يعقوب بن الأخرم النيسابوري و غيرهم.

أخبرنا (2) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو إسحاق الشيرازي في كتاب طبقات الفقهاء من الشافعيين قال: و منهم:

أبو عبد اللّه محمّد بن نصر المروزيّ، ولد ببغداد، و نشأ بنيسابور، و استوطن سمرقند، و ولد في سنة اثنتين و مائتين، و مات سنة أربع و تسعين و مائتين، و صنّف محمّد هذا كتبا ضمّنها الآثار و الفقه، و كان من أعلم الناس باختلاف الصحابة و من بعدهم في الأحكام، و صنّف كتابا فيما خالف أبو حنيفة عليا، و عبد اللّه، و قال أبو بكر الصيرفي: لو لم يصنّف إلاّ كتاب القسامة لكان من أفقه الناس، فكيف و قد صنّف كتبا سواه.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

قال أبو بكر بن إسحاق الفقيه فيما بلغني عنه أنه قيل ألاّ تنظر إلى تمكن أبي علي الثقفي من عقله فقال: ذلك عقل الصحابة و التابعين من أهل مدينة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، قيل: و كيف ذاك؟ قال: إنّ مالك بن أنس كان أعقل أهل زمانه، و كان يقال: إنه قد صار إليه عقول من جالسهم من التابعين، فجالسه يحيى بن يحيى فأخذ من عقله و سمته (3) حتى لم يكن بخراسان في وقته في عقله و سمته، فكان يقال: هذا سمت مالك بن أنس و عقله، ثم جالس محمّد بن نصر يحيى ابن يحيى سنين حتى أخذ من سمته و عقله، فلم ير بعد يحيى بن يحيى من فقهاء خراسان أعقل منه، ثم إن أبا علي جالس محمّد (4) بن نصر أربع سنين فلم يكن بعده أعقل منه.

أنبأنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن طاهر بن سعيد الصوفي، أنا أبو شجاع محمّد بن سعدان الصوفي بشيراز، أنا أبو الحسن علي بن بكران الصوفي، أنا أبو الحسن علي الديلمي، أخبرني عبد الرحيم - يعني - الاصطخري قال: سمعت الشيخ - يعني - أبا عبد اللّه بن خفيف يقول:

كنت أسمع كتاب تعظيم قدر الصلاة من علي بن أحمد القاضي، و هو تصنيف محمّد ابن نصر المروزيّ، قال: فكلما قرأنا منه قلت أبي بكر الجوزي (5):ما هذا كلام محمّد بن

ص: 110


1- زيادة عن د، و تاريخ بغداد.
2- كتب فوقها في د: ملحق.
3- كذا رسمها بالأصل، و في د: و سنته.
4- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
5- بدون إعجام بالأصل، و المثبت عن د، و «ز».

نصر، هذا قد سرق منا، قال: فكان يقول علي بن أحمد: أيش يقول أبو عبد اللّه؟ فيقولون:

سلامة. قال: فلا بد أن تخبروني ما يقول؟ قال: يقول: قد سرق منا؟ قال: صدقت، سمعت محمّد بن نصر يقول: كنت أصنّف هذا الكتاب، فكنت أجمع المسائل بالليل و أجيء بالنهار إلى باب دار حارث المحاسبي فإذا خرج سلم عليّ و قال: أنت هاهنا يا خراساني؟ فأقول؛ نعم، فكان يذهب في حوائجه و يرجع و يجلس، فألقي إليه بالمسائل، و أكتب جوابا لها، ثم قال علي بن أحمد: ما ظنّكم برجل كان بعض تلامذته مثل محمّد بن نصر؟ كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن يعقوب الحافظ الأخرم (1) يقول: انصرف (2) أبو عبد اللّه محمّد ابن نصر من الرحلة الثانية من العراق سنة ستين و مائتين، فاستوطن بنيسابور، و أقام على تجارة له فيها شريك مضارب (3) و أبو عبد اللّه يشتغل بالعبادة و التصنيف، فسكن (4) بنيسابور إلى سنة سبع و خمسين و مائتين ثم خرج (5) إلى سمرقند، فأقام بها و شريكه بنيسابور، و لم تزل تجارته بنيسابور، و كان وقت مقامه هو المفتي و المقدّم بعد وفاة محمّد بن يحيى فإن حسكان و من بعده أقروا له [بالفضل] (6) و التقدم.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل علي بن أبي صالح [و أبو الحسن] (7) مكي بن أبي طالب، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمّد بن يحيى يقول:

و أنبأنا أبو سعد المطرز، و أبو علي الحداد، و أبو القاسم غانم بن محمّد بن عبيد اللّه.

ثم أخبرني أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد، أنا أبو علي الحدّاد.

ح و أخبرنا أبو القاسم النسيب، و أبو الحسن الغسّاني، قالا: نا - و أبو منصور بن زريق (8)،أنا - أبو بكر الخطيب (9).

ص: 111


1- بالأصل: للا (بياض) م، و الكلمة غير واضحة في د، و لعل الصواب ما أثبت.
2- بالأصل:«انصرف يقول» و فوقهما علامتا تقديم و تأخير.
3- كذا بالأصل و في د:«مصابي».
4- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن د.
5- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
6- بياض بالأصل، و المثبت عن د.
7- سقطت من الأصل، و الزيادة عن د، لتقويم السند.
8- تحرفت بالأصل و د إلى: رزيق.
9- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 316/3.

قالوا: أنا أبو نعيم، نا إبراهيم بن محمّد بن يحيى قال: سمعت عبد اللّه بن محمّد بن مسلم (1) يقول: سمعت محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم المصري يقول: كان محمّد بن نصر المروزيّ عندنا إماما، فكيف بخراسان.

أنبأنا أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا بكر محمّد بن خالد المطوعي، ببخارى يقول: سمعت أبا ذرّ محمّد بن محمّد بن يوسف القاضي يقول: كان الصدر الأول من مشايخنا يقولون:

رجال خراسان أربعة: عبد اللّه بن المبارك، و يحيى بن يحيى، و إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، و أبو عبد اللّه محمّد بن نصر المروزيّ.

أخبرنا أبو سعد الكرماني، و أبو الحسن الهمداني، قالا: أنا أبو بكر بن خلف، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن يعقوب، نا إسماعيل بن (2) قتيبة قال: سمعت أبا حامد أحمد بن محمّد بن سعيد الصيدلاني جار إسحاق يقول: سمعت [إسحاق] (3) بن إبراهيم الحنظلي يقول: لو صلح في زماننا أحد للقضاء لصلح أبو عبد اللّه المروزيّ.

قال: و نا إسماعيل بن قتيبة قال: سمعت محمّد بن يحيى غير مرة إذا سئل عن مسألة يقول: سلوا أبا عبد اللّه المروزيّ.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، و أبو الحسن المالكي، قالا: نا و أبو منصور بن زريق (4)، أنا أبو بكر الخطيب قال (5):قرأت على الحسين بن محمّد المؤدب (6) عن أبي سعد (7) عبد الرّحمن بن محمّد قال: سمعت أبا بكر محمّد بن محمّد بن إسحاق الدبوسي بها يقول:

سمعت أبي يقول: دخلت سمرقند، و رأيت بها محمّد بن نصر، و كان بحرا في الحديث.

قال أبو سعد: و سمعت الفقيه أبا بكر محمّد بن علي بن إسماعيل القفال الشاشي - بسمرقند - يقول: سمعت أبا بكر الصيرفي - يعني: الفقيه الأصولي ببغداد - يقول: لو لم يصنّف المروزيّ كتابا إلاّ كتاب القسامة، لكان من أفقه الناس، فكيف و قد صنّف كتبا أخر سواه؟

ص: 112


1- بالأصل: سلم، و المثبت عن د، و تاريخ بغداد.
2- كتبت تحت الكلام بالأصل.
3- زيادة عن د.
4- تحرفت بالأصل إلى: رزيق، و المثبت عن د.
5- تاريخ بغداد 316/3.
6- بالأصل:«المهب» تصحيف، و المثبت عن د، و تاريخ بغداد.
7- بالأصل و د:«سفيان» و المثبت عن تاريخ بغداد.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر - بقراءتي عليه - عن أبي بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سألت أبا عبد اللّه بن الأخرم: أ كان أبو عبد اللّه المروزيّ يحفظ الحديث على رسم [أهل] (1) النقل؟ فقال: كان يحفظ، قلت: إنّ الفقهاء الحافظ منهم يحفظ ما يحتاج إليه من زيادة لفظ أو [حديث] (2) يحتج به في مسألة، و إنّما - أعني - التراجم و الشيوخ (3)،فقال: كان محمّد بن نصر يعطي كلّ نوع من العلم حظه.

أخبرنا أبو سعد،[الكرماني، و أبو الحسين مكي بن أبي طالب قالا: ثنا أحمد بن علي ابن عبد اللّه نا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت] (4) أبا محمّد الثقفي - و هو عبد اللّه بن محمّد - يقول: سمعت جدي يقول: جالست أبا عبد اللّه المروزيّ أربع سنين، فلم أسمعه طول تلك المدة يتكلم في غير العلم، إلاّ أنّي حضرته يوما و قبل له عن ابنه إسماعيل، و ما كان يتعاطاه:

لو وعظته أو زبرته (5) فرفع رأسه ثم قال: أنا لا أفسد مروءتي بصلاحه.

أخبرنا أبو القاسم الحسيني، و أبو الحسن المالكي. قالا نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب (6)،أخبرني محمّد بن علي بن يعقوب المعدّل، أنا محمّد بن عبد اللّه أبو عبد اللّه النيسابوري قال: سمعت أبا بكر أحمد بن إسحاق يقول: أدركت إمامين من أئمة المسلمين لم أرزق السماع منهما: أبو حاتم محمّد بن إدريس الرازي، و أبو عبد اللّه محمّد بن نصر المروزيّ.

فأمّا أبو عبد اللّه فما رأيت أحسن صلاة منه، و لقد بلغني أن زنبورا قعد على جبهته فسال الدم على وجهه و لم يتحرك.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

سمعت أبا عبد اللّه بن يعقوب يقول:

ما رأيت أحسن صلاة من أبي عبد اللّه محمّد بن نصر كان الذباب يقع على أذنه فيسيل الدم فلا يذبه عن نفسه، و لقد كنا نتعجب من حسن صلاته و خشوعه و هيبته للصلاة، كان

ص: 113


1- بياض بالأصل، و المثبت عن د.
2- بياض بالأصل، و المستدرك عن د.
3- تقرأ بالأصل: و الشبح، و المثبت عن د.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك لتقويم السند عن د.
5- بالأصل:«زريته» و المثبت عن د.
6- تاريخ بغداد 317/3.

يضع ذقنه على صدره، فتنتصب كأنه (1) خشبة منصوبة.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

سمعت أبا عبد اللّه - هو ابن الأخرم - يقول:

ما رأيت أحسن صلاة (2) من أبي عبد اللّه محمّد بن نصر، ثم بعده أبو عبد اللّه البوشنجي، و كان محمّد بن نصر المروزيّ يضع ذقنه على صدره، و قام كأنه رمح، و كان محمّد بن يحيى أحسنهم صلاة.

قال: و سمعت أبا عبد اللّه يقول:

رأيت أبا عبد اللّه محمّد بن نصر و هو من أعلم الناس، و آدب الناس، و أحسنهم صلاة؛ و لقد بلغني أنّ ذبابا جلس على أذنه و هو يصلي فأدماه فلم يذبّ عن نفسه، و كان من أحسن الناس خلقا، كأنما فقئ في وجهه حب الرمان و على خده كالورد، و لحيته بيضاء.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، و أبو الحسن الزاهد، قالا: نا و أبو منصور بن زريق (3)،أنا - أبو بكر الخطيب (4)،حدّثني أبو الفرج محمّد بن عبد اللّه الخرجوشي (5)-لفظا - قال: سمعت أحمد بن منصور بن محمّد الشيرازي يقول: سمعت أحمد بن إسحاق بن أيوب الفقيه يقول:

سمعت محمّد بن عبد الوهّاب الثقفي يقول: كان إسماعيل بن أحمد والي خراسان يصل محمّد ابن نصر المروزيّ في كلّ سنة بأربعة آلاف درهم، و يصله أخوه إسحاق بن أحمد بأربعة آلاف درهم، و يصله أهل سمرقند بأربعة آلاف درهم، فكان ينفقها من السنة إلى السنة من غير أن يكون له عيال، فقيل له: لعل هؤلاء القوم الذين يصلونك يبدو لهم، فلو جمعت من هذا شيئا لنائبة؟ فقال: يا سبحان اللّه، أنا بقيت بمصر كذا و كذا سنة، فكان قوتي و ثيابي و كاغدي و حبري و جميع ما أنفقته على نفسي في السنة عشرين درهما، فترى أن هذا لا يبقى ذاك؟!.

قال (6):و أنا الحسن بن علي الجوهري، أنا محمّد بن العباس الخزاز، نا أبو عمرو عثمان بن جعفر بن اللبان، حدّثني محمّد بن نصر قال:

ص: 114


1- بالأصل:«كأخشية» تصحيف، و التصويب عن د.
2- بالأصل:«صلاة أحسن» و فوقهما علامتا تقديم و تأخير.
3- تحرفت بالأصل و د إلى: رزيق.
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 317/3-318.
5- بالأصل و د بدون إعجام، و المثبت عن تاريخ بغداد.
6- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 317/3.

خرجت من مصر و معي (1) جارية (2) لي، فركبت البحر أريد مكة، قال: فغرقت فذهبت مني ألفي جزء قال: و صرت إلى جزيرة أنا و جاريتي قال: فما رأينا فيها أحدا، قال: و أخذني العطش، فلم أقدر على الماء، قال: و أجهدت، فوضعت رأسي على فخذ جاريتي مستسلما للموت، قال: فإذا رجل قد جاءني و معه كوز و قال لي: هاه، قال: فأخذت و شربت و سقيت الجارية، قال: ثم مضى، فما أدري من أين جاء؟ و لا من أين ذهب؟ أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، أنا هنّاد بن إبراهيم بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن سليمان (3) قال: سمعت أبا صخر محمّد بن مالك السعدي يقول: سمعت محمّد أبا الفضل محمّد بن عبيد اللّه البلعمي يقول: سمعت الأمير أبا إبراهيم إسماعيل بن أحمد يقول:

كنت بسمرقند فجلست يوما للمظالم و جلس أخي إسحاق (4) إلى جنبي إذ دخل أبو عبد اللّه محمّد بن نصر المروزيّ فقمت له إجلالا لعلمه، فلما خرج عاتبني أخي إسحاق و قال:

أنت والي خراسان [يدخل] (5) عليك رجل من رعيتك فتقوم إليه و بهذا ذهاب السياسة، فبت تلك الليلة و أنا متقسم القلب بذلك، فرأيت النبي صلّى اللّه عليه و سلم في المنام كأني واقف مع أخي إسحاق إذ أقبل النبي صلّى اللّه عليه و سلم فأخذ بعضدي فقال لي: يا إسماعيل ثبت ملكك و ملك بنيك بإجلالك لمحمّد بن نصر، ثم التفت إلى إسحاق فقال: ذهب ملك إسحاق و ملك بنيه باستخفافه لمحمّد بن نصر.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، و أبو الحسن الزاهد، قالا: نا و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (6)،أنا محمّد بن عبد الواحد، أنا محمّد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي و أنا أسمع قال: و أخبرنا بموت محمّد بن نصر المروزيّ أنه كان بسمرقند سنة أربع و تسعين و مائتين قال: و قرأت على الحسين بن محمّد المؤدب عن أبي سعد الادريسي قال:

سمعت أبا يحيى أحمد بن محمّد بن إبراهيم السمرقندي و البصري محمّد الكرابيسي، و أحمد

ص: 115


1- قسم من اللفظة ممحو بالأصل، و المثبت عن د، و تاريخ بغداد.
2- تقرأ بالأصل: حادثة، و المثبت عن د، و تاريخ بغداد.
3- في د:«محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان» و هو أبو عبد اللّه غنجار الحافظ ترجمته في سير أعلام النبلاء 17/ 304.
4- بالأصل:«أبي إسحاق» و المثبت عن د.
5- زيادة لازمة عن د.
6- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 318/3.

ابن علي بن عمرو البخاري يقول: مات محمّد بن نصر سنة أربع و سبعين (1) و مائتين.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا صالح محمّد بن عيسى بن (2) عبد الرّحمن الضبي يقول: توفي أبو عبد اللّه محمّد بن نصر المروزيّ بسمرقند في المحرم سنة أربع و تسعين و مائة.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: قال لي محمّد بن سعد:

مات محمّد بن نصر المروزيّ سنة أربع و تسعين ثم قال ابن زبر: سنة اثنتي عشرة و ثلاثمائة فيها توفي أبو عبد اللّه محمّد بن نصر المروزيّ.

[قال ابن عساكر] (3) و هذا وهم، و اللّه أعلم.

7065 - محمّد بن نصر

حكى عن أبي إسحاق الرملي.

حكى عنه أبو (4) الحسن عبد اللّه بن موسى السلامي البغدادي.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره عن أبي عثمان الصابوني، أنا أبو القاسم بن حبيب، أنا أبو الحسن عبد اللّه بن موسى السلامي - بهراة - نا محمّد بن نصر الدمشقي قال:

سمعت أبا إسحاق الرملي يقول: كان عندنا رجل يشير إلى الحقائق و يلحقه الوجد مع كل لحظة و لفظة، ثم غلب على عقله و خولط، فجعل يدور في المقابر ثم يدخل المدينة فيأخذ القوت، ثم يخرج هاربا بين المقابر و يروي هذه الأبيات:

قد ضلّ عقلي و ذاب جسمي *** و ضنت عهدي و خنت عهدك

لو قلت للنار: عذّبيه *** إذ ابتلاني، أخفرت وعدك

لصرت في قعرها أنادي: *** إياك أبغي، إياك وحدك

7066 - محمّد بن أبي نصر أبو عبد اللّه الطالقاني الصوفيّ

7066 - محمّد بن أبي نصر أبو عبد اللّه الطالقاني الصوفيّ (5)

و هو جد شيخنا أبي طاهر إبراهيم بن سنان المرتب لأمه.

ص: 116


1- كذا بالأصل و د، و في تاريخ بغداد:«و تسعين» و لعله الأظهر و هو ما سيرد في الخبرين التاليين.
2- زيد بعدها بالأصل:«بن محمد بن عيسى» و المثبت عن د.
3- زيادة منا للإيضاح.
4- بالأصل:«أبا».
5- ترجمته في ميزان الاعتدال 55/4.

حدّث بدمشق و صور عن أبي محمّد بن أبي نصر، و أحمد بن محمّد بن سلامة السمتي (1)،و كان سماعه منهما صحيحا.

و حدّث بكتاب طبقات الصوفية لأبي عبد الرّحمن من غير أصل، و ذكر أن سماعه منه.

سمع منه غيث بن علي.

و كتب عنه شيخنا أبو محمّد بن الأكفاني، و فرّق بينه و بين محمّد بن أبي نصر المروذي، و ذكر أنهما اثنان فيما قرأته بخط أبي الفرج الصوري.

توفي أبو عبد اللّه محمّد بن أبي نصر الطالقاني يوم الثلاثاء لخمس بقين من ذي القعدة من سنة ست و ستين و أربعمائة، و دفن يوم الأربعاء عند حضرة عين الدولة خلف مسجد عتيق، و كان سمع من [ابن] (2) أبي نصر الكبير، و أحمد بن محمّد بن سلامة و سماعه صحيح منهما، و ذكر أنه سمع الطبقات من أبي عبد الرّحمن السلمي، تكلموا فيه، و سألته عن مولده في سنة إحدى و ستين فقال: لا أدري، غير أنّي في عشر الثمانين.

[قال ابن عساكر:] (3) و هذا هو محمّد بن محمّد الطالقاني، و قد تقدّم ذكره.

7067 - محمّد بن نصر، و يقال: ابن نصير أبو صادق الطّبري

سمع بدمشق: سعيد بن عبد العزيز الحلبي، و أبا الحسن بن جوصا، و أبا هاشم بن عليل، و أبا الجهم بن طلاّب، و زكريا بن يحيى البلخي، و أبا جعفر الطحاوي بمصر، و أبا عبد اللّه محمّد بن الربيع الحيري، و عبد الرّحمن بن عبيد اللّه بن أخي الإمام، و أحمد بن مسعود بن النضر الوزّان بحلب، و أحمد بن محمّد بن السّلم الضرّاب، و أبا عروبة السلمي بحرّان، و صالح بن الأصبغ بمنبج، و أبا الطيب أحمد بن محمّد المرورّوذي برأس العين، و أبا القاسم البغوي، و أبا بكر بن أبي داود، و نفطويه، و إسماعيل الورّاق ببغداد، و أبا بكر محمّد ابن الفضل بن حاتم الطبري، و أبا الحسن محمّد بن إبراهيم بن شعيب الغازي، بآمل، و مكحولا البيروتي ببيروت.

و سكن صيدا من ساحل دمشق، و حدّث بها، فروى عنه من أهلها: أبو الحسين بن جميع، و ابنه سكن (4).

ص: 117


1- رسمها بالأصل:«السسى» و المثبت عن د.
2- زيادة عن د.
3- زيادة منا للإيضاح.
4- تحرفت في د إلى:«شكر» و هو أبو محمد السكن بن جميع؛ راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 156/17.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنا أبو نصر بن طلاّب، أنا أبو الحسين بن جميع، نا محمّد بن نصر الصماك (1)..... (2) بن حمّاد بن أبي حنيفة، عن أبي حنيفة، عن مالك، عن عبد اللّه بن الفضل، عن نافع بن جبير، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«الثيّب أحقّ بنفسها من وليّها، و البكر تستأذن و صمتها إقرارها»[11793].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا نصر بن إبراهيم الزاهد، أنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن أحمد بن جميع الغسّاني في كتابه، أن أبا صادق محمّد بن نصير الطّبري، أخبرهم [بصيدا] (3) أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز البغوي، نا أحمد بن إبراهيم الموصلي بحديث المأمون في الحلية.

7068 - محمّد بن نصر أبو طاهر الأسبيجاني الخطيب

7068 - محمّد بن نصر أبو طاهر الأسبيجاني (4) الخطيب

قدم دمشق حاجا، و حدّث بها عن أبي نصر أحمد بن شاه المروزي.

روى عنه: نجا بن أحمد، و أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن أحمد بن (5) المبارك الفراء، و أم العز فاطمة بنت عبد العزيز [بن] (6) عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو الحسن السلمي، أنا أبو الحسن نجا بن أحمد بن عمرو بن حرب - بقراءتي عليه - أنا أبو طاهر محمّد بن نصر الخطيب الاسبيجاني قدم علينا حاجا، قراءة عليه بدمشق في رجب سنة تسع و ثلاثين و أربعمائة، نا أبو نصر أحمد بن شاه المروزي، نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عمر القرشي، نا سهل بن عمر العباد (7)،نا محمّد بن إسحاق، نا ابن المبارك، عن سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

«خيار أمّتي علماؤها، و خيار علمائها رحماؤها، ألاّ و إن اللّه تعالى ليغفر للعالم أربعين

ص: 118


1- كذا رسمها بالأصل، و سقطت اللفظة من د.
2- بياض بالأصل، و الكلام متصل في د، و لا بياض أو نقص فيها.
3- بياض بالأصل، و المستدرك عن د.
4- بدون إعجام بالأصل و د، و المثبت عن المختصر.
5- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
6- سقطت من الأصل، و استدركت عن د.
7- كذا رسمها بالأصل و د.

ذنبا قبل أن يغفر للجاهل ذنبا واحدا، ألا و إن العالم يجيء يوم القيامة و إنّ نوره أضوأ شيء، مشى فيه ما بين المشرق و المغرب»[11794].

7069 - محمّد بن أبي نصر أبو بكر المروذي الصّوفيّ

سكن دمشق، و حدّث بها عن أبي [نصر] (1) بن الجبّان، و أبي القاسم عبد الرّحمن بن عبد العزيز بن الطّبيز، و أبي الحسن علي بن طاهر القرشي المقدسي، و أبي الحسن محمّد بن علي بن صخر - بمكة - و عبد الرّحمن بن أبي القاسم بن أبي سعيد بن حمّاد الخالدي الهروي.

حدثنا عنه أبو محمّد بن الأكفاني، و أظنه محمّد بن نصر بن عبد اللّه بن حنجور.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - قراءة عليه و أنا أسمع - أبو بكر محمّد بن أبي نصر المروذي بقراءتي عليه بدمشق في الجامع سنة إحدى و ستين و أربعمائة، أنا أبو نصر عبد الوهّاب بن عبد اللّه بن عمر بن أيوب المرّي (2)،أنا أبو العباس البردعي قال: سمعت جعفر الخلدي يقول: سمعت الجنيد يقول: و سئل الخليل بن أحمد عن التزهّد (3) فقال: لا يطلب المفقود حتى تتفقد الموجود.

قال: و أنا عبد الوهّاب، أنا علي بن الحسن الصّوفيّ قال: سمعت أبا الحسين المالكي يقول: سمعت أبا القاسم جنيد بن محمّد يقول: الجلوس مع الأضداد حمى الروح.

قال: و أنا عبد الوهّاب، أنا علي بن الحسن الصّوفيّ يقول: سمعت أبا علي الأزهري، و اسمه الحسين بن عبد اللّه يقول: سمعت أبا القاسم جنيد و سئل عن الفتوة؟ فقال: استعمال كل خلق سنيّ و التبرّي من كل خلق دنيّ، و لا ترى أنك عملت.

7070 - محمّد بن نصير [بن جعفر] يعرف بابن أبي حمزة أبو بكر التميميّ

7070 - محمّد بن نصير [بن جعفر] (4) يعرف بابن أبي حمزة أبو بكر التميميّ

إمام مسجد باب الجابية.

قرأ القرآن على هارون بن موسى بن شريك الأخفش، و انتهت إليه رئاسة الإقراء بعد الأخفش، و كان أكبر أصحاب الأخفش و أشهرهم بالقرآن، و قد قرأ الناس في أيام الأخفش و بعد وفاته.

ص: 119


1- سقطت من الأصل و استدركت عن د.
2- تحرفت في د إلى: المزني.
3- بالأصل:«الزاهر» و في د: الزهري، و المثبت عن المختصر.
4- الزيادة استدركت عن هامش الأصل.

قرأ عليه أبو بكر محمّد بن الحسين بن محمّد الدّيبلي.

7071 - محمّد بن النّضر بن مر بن الحرّ

7071 - محمّد بن النّضر بن مر بن الحرّ (1)

أبو الحسن الرّبعي المقرئ المعروف بابن الأخرم [الدمشقي] (2)(3)

قرأ القرآن بحرف ابن عامر على أبي عبد اللّه هارون بن موسى بن شريك الأخفش، و أبي الفضل جعفر بن أحمد بن كراز، و انتهى إليه الإقراء في وقته.

قرأ عليه أبو الحسن علي بن داود الداراني، و أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن الجبني، و أبو الحسين سلامة بن الربيع بن سليمان المطرزي، و أبو محمّد عبد اللّه بن عطية بن حبيب المفسّر، و أبو الفتح المظفر، ابن أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن برهان، و أبو الحسن علي بن زهير بن عبد اللّه بن عبد الصّمد البغدادي، و أبو الحسين عبد القاهر بن عبد العزيز بن إبراهيم بن علي الأزدي الصائغ، و أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران الأصبهاني و غيرهم.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن موسى بن أحمد المقرئ (4) أنا أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران الأصبهاني المقرئ (5) غير (6) مرة قال:

قرأت القرآن بدمشق من أوله إلى آخره على أبي الحسن محمّد بن النّضر بن مر بن الحر الرّبعي المقرئ المعروف بابن الأخرم قال: قرأت على أبي عبد اللّه هارون بن موسى بن شريك المعروف بالأخفش... (7) قال: و قرأ الأخفش على عبد اللّه بن أحمد بن بشير ابن ذكوان قال: و قال عبد اللّه بن ذكوان: قرأت على أيوب بن تميم و قال لي أيوب بن تميم:

قرأت على يحيى بن الحارث الذماري، و قال لي يحيى: قرأت على عبد اللّه بن عامر اليحصبي، و قرأ ابن عامر على المغيرة بن أبي شهاب المخزومي، و قرأ المغيرة على عثمان بن عفّان.

ص: 120


1- رسمها بالأصل:«الحسر» و فوقها ضبة، و المثبت عن د، و معرفة القراء الكبار.
2- الزيادة عن المختصر.
3- ترجمته في معرفة القراء الكبار 290/1 رقم 206 و غاية النهاية 270/2 و العبر 257/2 و الوافي بالوفيات 131/5 و شذرات الذهب 361/2 و سير أعلام النبلاء 564/15.
4- بالأصل: المصري، و المثبت عن د.
5- بالأصل: المصري، و المثبت عن د.
6- بالأصل: عنه، و المثبت عن د.
7- بياض بالأصل و د.

كذا قال ابن بكران و غيره يقول عن ابن الأخرم أن ابن عامر قرأ على رجل غير مسمى، و أن الرجل قرأ على عثمان، و أن سمى المغيرة هشام بن عمّار في روايته عن أيوب بن تميم، و سويد بن عبد العزيز.

ذكر عبد الباقي بن الحسن بن السقا قال: سمعت ابن الأخرم يقول: قرأت على الأخفش و كان يأخذ علي في منزلي قال عبد الباقي: و كان أبوه يتنجّز للأخفش رزقه من السلطان في كل سنة، و كان يقصده إلى منزله (1) و هو صبي يأخذ عليه، و ربما مضى أبو الحسن إليه إلى مسجده يقرأ عليه.

قرأت بخط أبي علي أحمد بن محمّد بن أحمد بن الحسن الأصبهاني المقرئ، و أنبأنيه أبو القاسم النسيب، عن أبي القاسم بن الفرات في ما سمعه من أبي علي هذا قال: لما توفي الأخفش جلس مكانه في الإقراء أبو بكر بن أبي حمزة، فأخذ الناس عنه، ثم ابن أبي داود، و أبو الحسن بن الأخرم، و رزق ابن الأخرم كبير السن، فرجع الناس إليه في قراءة التأمين، و ارتحلوا إليه من سائر النواحي، و كان فاضلا متقنا، ذكر أن الأخفش رحمه اللّه كان يرى مكان أبيه، فيأتي منزله ليقرأ عليه ولده أبو الحسن، فضبط عنه القراءة و أتقنها، و توفي ابن الأخرم بعد الأربعين و ثلاثمائة في سنة إحدى [و أربعين و ثلاثمائة] (2) فأدركنا من قرأ عليه، و نقلنا عنه.

قرأت بخط علي بن محمّد بن الحنائي، أنا أبو الحسن علي بن داود الدارمي قال:

قرأت على أصحاب ابن مجاهد، و أصحاب ابن عبد الرزّاق، و غيرهم، فلم يكن يطالبنّا بالتجويد إلاّ شيخنا ابن الأخرم.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو بكر الباطرقاني - إجازة - أحمد بن محمّد بن يوسف ابن مردة قال: قرأت على أبي الحسن علي بن داود المقرئ - إمام مسجد دمشق - و قال: قرأت على شيخنا أبي الحسن محمّد بن النّضر بن مر بن الحر الرّبعي الدمشقي قراءة عبد اللّه ابن عامر، و كان الإقراء صنعته و ديدنه (3) جلالة قدرة و غزير فهمه، و واسع ما يحفظه من التفسير و معاني القراءات إلى ما كان يعلمه من العربية في وجوه القرآن، و كان

ص: 121


1- كلمة غير مقروءة بالأصل و رسمها:«سحى» و ليست في د.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و مكانه بياض في د، و المستدرك عن معرفة القراء الكبار.
3- بدون إعجام بالأصل، و في د:«و ذيديه».

يذاكر بذلك من يذاكره، و يبتدئ بما خطر له منه من حضره، و إن لم يسأله عن شيء منه رغبة في تعليم (1) العلم مع حسن خلقه و تواضعه و انبساطه و إعانته من يقرأ عليه بالإشارة بيده و فيه، مرة إلى الضم، و مرة إلى الفتح، و مرة إلى الكسر، و مرة إلى الإدغام، و مرة إلى الإظهار بإشارات عرفت منه، و فهمت عنه لأخذه نفسه بها و مواظبته عليها، و كان يقصد لإتقانه و جمعه للقراءات و أخذه بها على الناس، و لما وصفته به علو مرتبته و ذكر [ته به] (2)من سنيّ منزلته لما تكاملت به جلالته من نقله قراءة عبد اللّه بن عامر، و الأخفش [قراءته] (3) إياها عليه أو أخذه بها على الناس قبل فناء إقرائه من أصحاب الأخفش، و تعرفنا بهم و لأجل هذه الجلالة لما قدم بغداد و حضر مجلس أبي بكر بن مجاهد قال لأصحابه:

هذا صاحب الأخفش الدمشقي اقرءوا عليه، فكان ممن قرأ عليه أبو الفتح بن [بدهن] (4).

أخبرني بذلك الثقة من أصحاب ابن بدهن و كان رحمه اللّه يذاكر بالشواذّ من وجوه القراءات من ذاكره بذلك بعد الفراغ من المذاكرة بالمعروف المشهور من القراءات، و ما علمته فيما كنت انقطع إليه و آتيه من طول الزمان و كثرة السنين أنه كان يقرئ هذه القراءة بغير ما نقله عن الأخفش عن ابن ذكوان من رواية هشام بن عمّار، و لا غيرها من الروايات على كثرة رواياتها و رواتها، فأخبرنا بعد قراءتي عليه هذه القراءة أنه قرأ على أبي عبد اللّه هارون بن موسى بن شريك الأخفش إمام الشام.

قال: نا عبد اللّه بن ذكوان قال: قرأت على أيوب بن تميم التميمي قال عبد اللّه: قال لي أيوب بن تميم: قرأت على يحيى بن الحارث الذماري (5)،قال أيوب: قال لي يحيى:

قرأت على عبد اللّه بن عامر، قال عبد اللّه بن ذكوان: قرأ عبد اللّه بن عامر على رجل، قال أبو عبد اللّه الأخفش: لم يسمّ لنا عبد اللّه بن ذكوان الرجل الذي قرأ عليه عبد اللّه بن عامر، و سمّاه لنا هشام بن عمّار، قال: إنّ الرجل الذي لم يسمّه لكم عبد اللّه بن ذكوان هو المغيرة ابن أبي شهاب المخزومي، قال عبد اللّه: و قرأ الرجل على عثمان، قال أبو الحسن علي بن داود: و قد ذكر أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرزّاق الأنطاكي المقرئ (6) المصنّف لكتاب السنّة

ص: 122


1- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن د.
2- بياض بالأصل، و المثبت عن د.
3- بياض بالأصل، و استدركت اللفظة عن د.
4- بياض بالأصل، و إعجامها ناقص في د، و المثبت عن معرفة القراء الكبار و غاية النهاية.
5- رسمها بالأصل:«الرماني» و المثبت عن د، ترجمته في سير أعلام النبلاء 189/6.
6- تحرفت في الأصل إلى:«المصري»، و المثبت عن د.

رواية هذه القراءة فذكر فيها أن الأخفش نقلها عن ابن ذكوان قراءة و حديثا يوافق ما رويته أنا عن شيخنا الأخرم عن الأخفش أنه قال: حدّثنا ابن ذكوان، و يوافق أيضا ما رواه بعض أصحابنا عن ابن الأخرم عن الأخفش أنه قال: قرأت على عبد اللّه بن ذكوان.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم النسيب، و أبو الوحش سبيع ابن المسلّم عنه، حدّثني أبو بكر السّلمي المقرئ (1) قال:

كان ابن الأخرم من كثرة اهتمامه بالقارئ و صرف همه إليه إذا سلّم عليه إنسان أومأ إليه إيماء (2) لئلا يفوته بما يقرؤه شيء.

قال: و حدّثني السلمي قال:

قمت ليلة للأذان الأكبر لآخذ النوبة على ابن الأخرم، فخرجت إلى مسجد معاوية، فوجدت قد سبقني ثلاثون قارئا فلم تلحقني النوبة إلى العصر (3).و قال لي: كان ابن الأخرم و الدّيبلي يعقدان الإقراء من الأذان الأكبر، فقلت له: كم كان يقرأ عليه قبل الصلاة؟ فقال:

حول العشرة.

ذكر عبد الباقي بن الحسن بن السقا أنه صلّى على ابن الأخرم (4) في المصلى مع الناس بعد صلاة الظهر، و كان اليوم الذي مات فيه صائفا، و صعدت غمامة عن جنازته من المصلى إلى قبره، و كانت له رحمة اللّه شبه الآية (5).

قال لنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد المزكي: قال أبو علي أحمد بن محمّد بن أحمد بن الحسن الأصفهاني المقرئ (6)-رحمه اللّه - في كتابه الذي سمّاه:«تلخيص قراءات الشاميين»: توفي ابن الأخرم رحمه اللّه في سنة إحدى و أربعين و ثلاثمائة (7)،و هو أبو الحسن محمّد بن النّضر بن مرّ بن الحرّ الرّبعي المعروف بابن الأخرم، قرأ على أبي عبد اللّه هارون ابن موسى الأخفش.

ص: 123


1- راجع الحاشية السابقة.
2- الذي بالأصل:«إنسان لو من إليه اليه ايما» و المثبت عن د.
3- سير أعلام النبلاء 565/15 و غاية النهاية 271/2 و معرفة القراء الكبار 292/1.
4- بالأصل:«أنه سئل عن ابن الأخرم» صوبنا الجملة عن د.
5- معرفة القراء الكبار 292/1 و غاية النهاية 271/2.
6- تحرفت بالأصل إلى: المصري، و المثبت عن د.
7- معرفة القراء الكبار 292/1.

و ذكر أبو الحسن علي بن الحسن الرّبعي قال: توفي أبو الحسن ابن الأخرم فيما حدّثنا أبو الحسن بن داود، نا أستاذي الأسدي (1)،و منه تعلّمت القرآن قال: توفي أبو الحسن ابن الأخرم سنة اثنتين و أربعين و ثلاثمائة.

[آخر الجزء] (2) الحادي و الخمسين [بعد] (3) الأربعمائة من الأصل.

7072 - محمّد بن النعمان بن بشير بن سعد الأنصاري

7072 - محمّد بن النعمان بن بشير (4) بن سعد الأنصاري (5)

روى عن أبيه.

روى عنه: الزهري، و سمع منه بدمشق، و كانت [له دار بدمشق] (6).

أخبرنا أبو محمّد عبد اللّه بن سهل الفقيه، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو علي زاهر بن أحمد، نا إبراهيم بن عبد الصّمد أبو مصعب، نا [مالك] (7).

و أخبرنا أبو [القاسم] (8) أحمد بن محمّد بن المسلم، أنا أبو القاسم علي بن محمّد السميساطي، أنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنا أبو الحسن بن جوصا، أنا يونس بن عبد الأعلى، أنا عبد اللّه بن وهب أن مالكا أخبره.

قال: و نا عيسى بن إبراهيم بن مثرود، أنا عبد الرّحمن بن القاسم، حدّثني مالك بن أنس.

عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرّحمن بن عوف، و محمّد بن النعمان بن بشير (9)، عن النعمان بن بشير (10)-يحدثانه عن النعمان بن بشير - أنه قال: إنّ أباه أتى به رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فقال: إنّي نحلت ابني هذا غلاما كان لي، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«أ كلّ (11) ولدك نحلته مثل هذا؟» قال: لا، قال:«فأرجعه»[11795].

ص: 124


1- تقرأ بالأصل:«الابدي» و المثبت عن د.
2- بياض بالأصل، و المستدرك عن د.
3- بياض بالأصل، و المستدرك عن د.
4- تحرفت في د إلى: بشر.
5- ترجمته في تهذيب الكمال 291/17 و تهذيب التهذيب 314/5 و الجرح و التعديل 107/8 و التاريخ الكبير 250/1/1.
6- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن د.
7- بياض بالأصل و المستدرك عن د.
8- بياض بالأصل، و المستدرك عن د، و الذي ظهر من اللفظة:«الا» كذا بالأصل.
9- تحرفت في د إلى: بشر.
10- قوله:«عن النعمان بن بشير» سقط من الأصل.
11- بالأصل:«لكل» و المثبت عن د.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، و أبو الوفاء غانم بن أحمد بن الحسن الجلودي، و أم البهاء فاطمة بنت محمد. قالوا: أنا سعيد بن أحمد بن محمد، أنا أبو محمد عبد اللّه بن أحمد بن محمد الرومي، نا أبو العباس بن السراج، نا قتيبة بن سعيد، نا الليث، عن ابن شهاب، عن محمد بن نعمان و حميد بن عبد الرحمن أن بشر بن سعد جاء بالنعمان ابن بشير إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فقال:«إني نحلت بنيّ (1) هذا العبد (2)؛فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«أ و كل ولدك نحلته؟» قال: لا. قال:«فاردده»[11796].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد بن كثير الكتّاني، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا سريج بن يونس، نا سفيان ابن عيينة، عن الزهري، عن محمّد بن النعمان، و عن رجل آخر: أنهما سمعا النعمان يقول:

نحلني أبي غلاما فأتى النبي صلّى اللّه عليه و سلم يشهده فقال:«كل أولادك نحلت؟» قال: لا، قال:«فاردده».

الرجل الآخر: حميد بن عبد الرّحمن كذلك.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن، و أبو عمرو عبد الوهّاب ابنا (3) محمّد بن إسحاق، و أبو منصور (4) بن شكرويه، قالوا: أنا إبراهيم بن خرشيد قوله، أنا أبو بكر النيسابوري، نا أحمد بن شيبان الرملي، نا سفيان عن الزهري، عن محمّد بن النعمان بن بشير، و حميد بن عبد الرّحمن بن عوف أنهما سمعا النعمان يقول:

نحلني أبي غلاما، و أمرتني أمي أن أذهب إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلم فأشهده على ذلك، فقال:«أ كل ولدك أعطيته؟» قال: لا، قال:«فاردده»[11797].

و أخبرنا أبو سعد أيضا، أنا ابن مندة و ابن شكرويه، و إبراهيم بن محمّد الطيان، و محمود بن جعفر الكوسج - قراءة - و محمّد و علي ابنا أحمد بن محمّد السمسار حضورا، قالوا: أنا إبراهيم [بن] (5) خرشيد قوله الأصبهاني الورّاق.

و أخبرنا أبو تميم عبد المغيث (6) بن محمّد بن أحمد بن أبي نزار، و أبو علي سهل بن محمّد بن أحمد المقرئ (7)،و أبو الغنائم مسعود بن إسماعيل بن محمّد بن عبد الرحيم،

ص: 125


1- كذا بالأصل، و في د،: ابني.
2- تحرفت بالأصل و د إلى:«العد».
3- تحرفت بالأصل إلى:«أنبأنا» و التصويب عن د.
4- تحرفت في د إلى: شكرويه.
5- زيادة عن د.
6- بدون إعجام بالأصل و د، و المثبت عن مشيخة ابن عساكر 125/ب.
7- تحرفت بالأصل إلى: المصري، و المثبت عن د.

قالوا: أنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن الحسين الخيّاط، أنا أبو إسحاق بن خرشيد قوله، أنا أبو بكر النيسابوري، نا يونس بن عبد الأعلى، نا سفيان، نا الزهري، عن محمّد بن النعمان، و حميد بن عبد الرّحمن أخبراه أنهما سمعا النعمان بن بشير يقول:

نحلني أبي غلاما فأمرتني أمّي أن أذهب إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم لأشهده على ذلك، فقال:

«أ كلّ ولدك أعطيته؟» قال: لا، قال:«فاردده».

و قال الخياط و ابن مندة:«فأرجعه»[11798].

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن يحيى القا [ضي، أنا أبو الحسن] (1) بن (2) الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحّاس (3)،نا أبو طاهر أحمد بن محمّد بن عمرو المديني، نا أبو موسى يونس عبد الأعلى الصدفي، نا سفيان (4) حدّثني الزهري عن حميد بن عبد الرّحمن، و محمّد بن النعمان بن بشير أخبراه أنهما سمعا النعمان بن بشير يقول:

نحلني أبي غلاما، فأمرتني أمي [أن] أذهب إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أشهده على ذلك، فقال:«أ كلّ ولدك أعطيت؟» قال: لا، قال:«فاردد»[11799].

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، و أبو بكر محمّد بن شجاع، و أبو طاهر محمّد بن أبي (5)نصر، و أبو بكر محمّد بن جعفر بن محمّد بن مهران، و أبو محمّد بن زيد بن الرضا بن زيد الجعفري، و أبو طاهر عمر بن منصور بن عمر البزاز، قالوا: أنا محمود بن جعفر ابن عم والدي أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد بن جعفر، أنا إبراهيم بن السندي بن علي، نا الزبير بن بكّار، حدّثني سفيان، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرّحمن، و عن محمّد بن النعمان بن بشير، عن النعمان بن بشير.

أن أباه نحله غلاما، فأتى به النبي صلّى اللّه عليه و سلم يشهده، فقال:«أ كلّ ولدك نحلته؟» قال: لا، قال:«فرده»[11800].

ص: 126


1- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين للإيضاح عن د، و فيها:«الحسين» بدل «الحسن» راجع مشيخة ابن عساكر 219/ب.
2- أقحم قبلها بالأصل:«الرحمن السلمي».
3- و هو عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن سعيد المصري.
4- بالأصل بعد قوله:«عبد الأعلى» بياض ثم كتب: فلا أحسن، ثم بياض فيه. و المثبت:«الصدفي، نا سفيان» عن د.
5- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، نا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد الصفّار، نا عبيد بن شريك، نا يحيى بن بكير، نا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب أن محمّد بن النعمان بن بشير الأنصاري كان يسكن دمشق، أخبره بحديث ذكره.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال:

فولد النعمان بن بشير: عبد اللّه، و به كان يكنى، درج، و محمّدا، و أمة اللّه، و حبيبة، و أمّهم أم عبد اللّه ابنة عمر بن عروة من بني الحارث من الخزرج، و ذكر غيرهم.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية - إجازة - أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد قال: في الطبقة الثانية من أهل المدينة: محمّد بن النعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة بن خلاس بن زيد ابن مالك الأغرّ بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و أبو الحسين قالا:- أنا أحمد، نا محمّد، نا البخاري قال (1):

محمّد بن النعمان بن بشير بن سعد الأنصاري سمع أباه، قال لنا عبد اللّه [بن صالح] (2)عن الليث عن عقيل عن ابن شهاب كان محمّد بن النعمان يسكن دمشق.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (3):

محمّد بن النعمان بن بشير، و هو: ابن بشير بن سعد الأنصاري، كان يسكن دمشق، روى عن أبيه، روى عنه الزهري، سمعت أبي يقول ذلك.

ص: 127


1- التاريخ الكبير للبخاري 250/1/1.
2- الزيادة عن التاريخ الكبير.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 107/8.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني [نا] (1) أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال: محمّد بن النعمان بن بشير ذكره في الطبقة الثانية.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد ابن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي (2)،أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة.

قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الثانية: محمّد بن النعمان بن بشير الأنصاري.

قال: و سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الرابعة: محمّد بن النعمان بن بشير. قال أبو سعد: دمشقي، روى عنه الزهري بدمشق، ولده هاهنا.

[أخبرنا أبو البركات] (3) الأنماطي، أنا أبو [الفضل المقدسي] (4)،أنبأنا أبو سعيد مسعود بن ناصر (5)،أنا عبد الملك بن الحسن، أنا [أبو نصر البخاري قال] (6):محمّد بن النعمان بن بشير بن سعد الأنصاري سكن دمشق، سمع أباه، روى عنه، و عن حميد بن عبد الرّحمن..... (7) محمّد بن مسلم الزهري في الهبة..... (8).

نا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمّد ابن الحسن، و أحمد بن محمّد بن أحمد العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر قال: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال: محمّد بن النعمان ابن بشير، مدني، تابعي، ثقة (9).

ص: 128


1- زيادة عن د.
2- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن د.
3- بياض بالأصل، و المستدرك عن د.
4- بالأصل مكان «الفضل» العصا، و بعدها بياض، و المستدرك بين معكوفتين عن د.
5- بالأصل:«ناصر بن» و فوقهما علامتا تقديم و تأخير.
6- بياض بالأصل، و المستدرك عن د.
7- بياض بالأصل و د، و لعل موضع البياض:«بن عوف، و».
8- بياض بالأصل و د.
9- تاريخ الثقات للعجلي ص 415 رقم 1509، و رواه المزي في تهذيب الكمال 291/17 عن العجلي.
7073 - محمّد بن النعمان بن بشير أبو عبد اللّه السّقطي

7073 - محمّد بن النعمان بن بشير أبو عبد اللّه السّقطي (1)

أصله من نيسابور، و سكن بيت المقدس، و سمع بدمشق من: القاسم بن يزيد بن عرابة الكلابي البصري، و صفوان بن صالح، و سليمان بن عبد الرّحمن، و أبي الجماهر، و حدّث عنهم، و عن عبد العزيز بن عبد اللّه الأويسي، و نعيم بن حمّاد، و إسماعيل بن أبي أويس.

روى عنه: أبو الحسن بن جوصا، و الحسن بن حبيب، و أبو بكر بن خزيمة، و أبو سعيد بن الأعرابي، و أبو العباس الأصم، و محمّد بن يوسف الهروي، و محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الطائي الحمصي، و أبو محمّد بن [صاعد، و أبو عوانة الأسفراييني، و محمد بن حمدون بن خالد، و عبد الملك بن محمد بن] (2) عدي الجرجاني، و أحمد بن علي بن حسنويه المقرئ الحسنوي، و علي بن محمّد بن أبي سليمان الصوري، و أبو الرضا الحسين ابن عيسى الأنصاري العرفي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه، أنا أبي أبو العباس المالكي، و أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد الأنطاكي، قالا (3):أنا أبو محمّد بن أبي نصر [نا] (4) الحسن (5) بن حبيب، نا محمّد بن النعمان بن بشير السّقطي - ببيت المقدس - نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا شعيب، عن الأوزاعي، أخبرني يحيى بن بشير بن سيار، أخبره.

أن عبد اللّه بن محصن أخبره عن عمّة له أنها دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم لبعض الحاجة، فقضت حاجتها، فقال لها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«أ ذات زوج أنت؟» فقالت: نعم، فقال:

«كيف أنت له؟» فقالت: ما ألوه إلاّ ما عجزت عنه، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«أبصري أين أنت منه، فإنه جنّتك و نارك»[11801].

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن يوسف الهروي - بدمشق - نا محمّد - يعني - ابن النعمان بن بشير، نا قاسم بن يزيد بن عرابة أبو صفوان البصري بدمشق بحديث ذكره.

ص: 129


1- السقطي بفتح السين المهملة و فتح القاف، هذه النسبة إلى بيع السقط و هي الأشياء الخسيسة كالخرز و الملاعق و خواتيم الشبه و الحديد و غيرها (الأنساب).
2- الزيادة بين معكوفتين سقطت من الأصل و استدركت لتقويم السياق و إيضاح المعنى عن د.
3- بالأصل: قال، و المثبت عن د.
4- سقطت من الأصل و استدركت عن د.
5- تحرفت في د إلى: الحسين.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي نصر علي بن هبة اللّه قال (1):في باب بشير بفتح الباء و كسر الشين المعجمة قال: محمّد بن [النعمان بن] (2) بشير النيسابوري، أبو عبد اللّه، سكن بيت المقدس، و مات بها، سمع عبد العزيز بن عبد اللّه الأويسي، و إسماعيل بن أبي أويس، و نعيم بن حمّاد، روى عنه: محمّد بن إسحاق بن خزيمة، و يحيى بن صاعد و غيرهم، توفي سنة ثمان و ستين و مائتين.

قرأت على أبي القاسم الشحامي (3)،عن أحمد بن الحسين الحافظ، أنا أبو عبد اللّه الحاكم قال: ذكر عن أبي بكر بن حمدون: أن السّقطي توفي سنة ثمان و ستين و مائتين ببيت المقدس.

7074 - محمد بن النعمان بن نصير،

و يقال: نصر [بن (4) النعمان بن يحيى بن مالك أبو بكر العبسي (5)

إمام الجامع بصور.

حدث بتنيس و صور عن: أبي زرعة أحمد بن موسى المكي، و محمد بن علي بن حرب، و أبي عبد الرحمن بن عبد الجبار بن محمد بن (6) الصوري، و جعفر بن محمد ابن علي الهمداني، و أبي سهل سعيد بن الحسن الأصبهاني، و أبي عبد الملك محمد بن أحمد ابن عبد الواحد بن عبدوس الصوري.

روى عنه: تمام بن محمد، و أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدوس السوسي، نزيل مرو، و أحمد بن الحسين بن مهران الأصبهاني، المقرئ، و شهاب بن محمد بن شهاب الصوري، و أبو الحسين محمد بن أحمد بن عبد الرحيم الملطي، و أبو عبد اللّه بن منده.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو محمد الكتاني، أنا أبو القاسم البلخي، أنا أبو بكر محمد بن النعمان بن نصير بن النعمان بن يحيى بن مالك العبسي إمام جامع صور في سنة سبع و أربعين و ثلاثمائة، حدثني محمد بن علي بن حرب الرقي، نا أبو موسى محمد الوزان، نا يحيى بن سليم، عن داود بن عجلان قال:

ص: 130


1- الاكمال لابن ماكولا 280/1 و 295.
2- الزيادة عن د، و الاكمال لابن ماكولا.
3- تحرفت بالأصل إلى:«السخاوي» و المثبت عن د.
4- من هنا سقط من الأصل المخطوط مقداره صفحتان، و المستدرك بين معكوفتين عن د (أحمد الثالث) فقط.
5- كذا رسمها في د، و في المختصر: العنسي.
6- كلمة غير واضحة في د.

طفت مع أبي عقال في مطر، فلما فرغنا من طوافنا قال: ائتنفوا العمل، فإني طفت مع أنس بن مالك في مطر، فلما فرغنا من طوافنا، قال: ائتنفوا العمل، فإني طفت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في مطر، فلما فرغنا من طوافنا قال لنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ائتنفوا العمل فقد غفر لكم».

حدث أبو بكر هذا بصور سنة ثلاث و خمسين و ثلاثمائة فيما قرأته بخط بعض الصوريين.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن، أنا محمد بن الحسن المقرئ، نا أبو بكر محمد بن النعمان الإمام إملاء بصور، نا أبو عبد الملك الحراني، نا إبراهيم بن هشام الغساني، نا سعيد بن عبد العزيز، عن إسماعيل بن عبيد اللّه، عن عبد الرحمن بن غانم قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول:

ويل لديان من في الأرض من ديان من في السماء إلاّ من أم [العدل] (1) و قضى بالحق و لم يقض على رغب و لا رهب و لا قرابة. و جعل كتاب اللّه مرآة بني عينيه.

7075 - محمد بن أبي نعيم بن علي بن منصور

أبو عبد اللّه النسوي الشافعي المقرئ المعروف بالبويطي (2)

سكن دمشق و سمع بها: أبا محمد بن أبي نصر، و أبا الحسن محمد بن عوف بن أحمد المري، و أبا بكر الخطيب.

روى عنه: غيث بن علي، و حدث عنه: أبو الحسن الفرضي، و أبو محمد بن طاوس.

أخبرنا أبو الحسن السلمي، أنا أبو عبد اللّه محمد بن أبي نعيم النسوي، أنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر قراءة عليه، أنا عمي محمد بن القاسم بن معروف بن حبيب بن أبان بن إسماعيل، نا أحمد بن علي بن سعيد القاضي، نا علي بن جعد، أنا شعبة عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سويد بن هشام عن عائشة عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:

«مثل الماهر بالقرآن، مثل السّفرة الكرام البررة، و مثل الذي يقرأه و هو عليه شاق و يتعاهده له أجران»[11802].

ص: 131


1- في د: ام و بعدها بياض، و استدركت الكلمة عن د.
2- هذه النسبة إلى بويط بالضم ثم الفتح: قرية بصعيد مصر (معجم البلدان) و صاحب الترجمة ليس من بويط، إنما كان عنده مختصر أبي يعقوب يوسف بن يحيى البويطي المصري الفقيه الشافعي.

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السمرقندي و أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصمد الغزال قالا: أنا أبو محمد الصريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا شعبة فذكر بإسناده مثله، و لم يقل به: بتعاهده.

سألت أبا محمد بن الأكفاني عن سبب تسميته بالبويطي؟ فقال: كان عنده مختصر البويطي في الفقه علي مذهب الشافعي، فكان يقول: قرأت البويطي، و كررت البويطي، فلقب بالبويطي.

ذكر أبو محمد بن الأكفاني قال: سنة تسعين و أربعمائة فيها توفي أبو عبد اللّه بن أبي نعيم بن علي النسوي المقرئ يوم الأحد الثاني من المحرم بدمشق. و كذا ذكر أبو محمد بن صابر، و ذكر أنه ثقة، أشعري المذهب. قال: و سألته عن مولده فقال: ولدت في صفر سنة أربع و سبعين و ثلاثمائة بنسا (1).

7076 - محمد بن نمير البيروتي

حكى عن امرأة كانت تخدم الأوزاعي.

حكى عنه العباس بن الوليد.

أنبأنا أبو القاسم النسيب، نا أبو محمد الكتاني، أنا أبو محمد بن أبي نصر، نا الحسن ابن حبيب، سمعت العباس بن الوليد يقول: حدثني محمد بن نمير قال:

كانت امرأة تخدم امرأة الأوزاعي، و كانت تكنس لها و تغسل ثيابها فقالت: جئت يوما إلى مسجد الأوزاعي الذي في بيته لأكنسه فإذا الحصيرة ندية فقلت لامرأته: ويحك أحب أن بعض الصبيان قد ذهب إلى مسجد الأوزاعي.... (2) فلما عادتها قالت: ويحك اسكتي هكذا يصبح كل يوم من دموع الأوزاعي.

روى الأصم هذه الحكاية عن العباس عن إسحاق بن حماد النميري عن أمه و كانت تداخل أهل الأوزاعي، قالت: دخلت عليهم يوما بعد صلاة الصبح. فذكرها.

و قد تقدمت في ترجمة الأوزاعي فاللّه أعلم بالصواب.

ص: 132


1- في د:«بنيسان» و المثبت عن المختصر.
2- كلمة غير واضحة في د.
7077 - محمد بن نوح بن عبد اللّه -

و يقال: ابن أحمد أبو الحسن الجنديسابوري (1)

قدم دمشق و حدث بها، و ببغداد و مصر عن: إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن البغوي، و هارون بن إسحاق الهمداني، و شعيب بن أيوب، و علي بن حرب، و موسى بن سفيان الجنديسابوري، و الحسن بن عرفة، و عبد اللّه بن محمد بن يحيى بن أبي بكير الكرماني، و عمر بن الخطاب التنيسي، و محمد بن عبدك الصيدلاني، و عبد اللّه بن محمد بن سعد إمام.... (2) و أحمد بن يحيى الصوفي، و عيسى بن أبي حرب الصفار، و معمر بن سهل الأهوازي، و الفضل بن العباس التستري، و محمد بن أيوب القارئ، و محمد بن عبد اللّه بن عبيد بن عقيل.

روى عنه: أبو علي محمد بن محمد بن عبد الحميد بن آدم الفزاري، و أبو بكر أحمد ابن عبد اللّه بن الفرج بن البرامي، و أبو القاسم بن أبي العقب، و هو الذي سمّى جده أحمد، و أخطأ فيه، و محمد بن سليمان الربعي، و أبو بكر محمد بن جعفر الخرائطي، و أبو الحسن الدارقطني، و أبو بكر بن شاذان، و أبو حفص بن شاهين (3) و عبد اللّه بن عثمان الصفار، و عيسى بن علي الوزير، و أبو العباس بن مكرم.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، و أبو بكر محمد و أبو حفص عمر و أبو عمير و عثمان بنو أحمد بن عبيد اللّه بن دحروج قالوا: أنا أبو الحسين بن النقور، نا عيسى بن علي قال:

قرئ على أبي الحسن بن نوح الجنديسابوري و أنا أسمع قيل له: حدثكم أبو الربيع عبيد اللّه ابن محمد الحارثي، نا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، نا نافع بن أبي نعيم العابد، عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

«إذا صلّى أحدكم بالناس فليخفف، فإن منهم الضعيف، و إن فيهم الكبير، و إن فيهم السقيم، و إذا صلّى وحده فليطل (4)»[11803].

ص: 133


1- ترجمته في تاريخ بغداد 324/3 و الأنساب، و تذكرة الحفاظ 826/3 و سير أعلام النبلاء 34/15 و الجنديسابوري بضم الجيم و سكون النون و فتح الدال المهملة و سكون الياء نسبة إلى بلدة من بلاد كور الأهواز - و هي خوزستان يقال لها جنديسابور.
2- غير واضحة في د.
3- تحرفت في د إلى:«شاذان» و التصويب عن سير الأعلام.
4- زيد في المختصر: ما شاء.

أنبأنا أبو محمد حمزة بن العباس، و أبو الفضل أحمد بن محمد، و حدثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنا أحمد بن الفضل الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن منده، نا أبو سعيد ابن يونس قال:

محمد بن نوح بن عبد اللّه الجنديسابوري، يكنى أبا الحسن، قدم علينا مصر و كتبنا عنه، و كان ثقة، حافظا، و كان قدومه في سنة أربع و ثلاثمائة.

أخبرنا أبو القاسم العلوي و أبو الحسن المالكي و أبو منصور القزاز قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):

محمد بن نوح بن عبد اللّه أبو الحسن الجنديسابوري، سكن بغداد، و حدث بها عن هارون بن إسحاق الهمذاني، و شعيب بن أيوب الصريفيني، و الحسن بن عرفة العبدي، و علي ابن حرب، و موسى بن سفيان الجنديسابوريين، و عبد اللّه بن محمد بن يحيى بن أبي بكير الكرماني. روى عنه: أبو بكر بن شاذان، و أبو العباس بن مكرم، و أبو الحسن الدارقطني، و أبو حفص بن شاهين، و عبد اللّه بن عثمان الصفار، في آخرين.

قال الخطيب: حدثنا أحمد بن محمد بن غالب، أنا أبو الحسن الدارقطني نا محمد بن نوح الجنديسابوري، و كان ثقة مأمونا.

أنبأنا أبو المظفر بن القشيري، عن أبي سعيد محمد بن علي بن محمد، أنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: سألت الدارقطني عن محمد بن نوح الجنديسابوري، فقال: هو ثقة، مأمون، و ما رأينا كتبا أصح من كتبه، و لا أحسن.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم الإسماعيلي، نا حمزة بن يوسف قال: سألت بعين الدارقطني عن محمد بن نوح الجنديسابوري فقال: هو ثقة مأمون، و كان أسوأ خلقا من أن يكون [غير] (2) ثقة.

أخبرنا أبو القاسم النسيب (3) و أبو الحسن الزاهد قالا: نا - و أبو منصور القزاز أنا - أبو بكر الخطيب (4)،حدثني عبيد اللّه بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر قال: و أنا

ص: 134


1- تاريخ بغداد 324/3.
2- بياض في د، و اللفظة استدركت عن المختصر.
3- في د: الخطيب.
4- تاريخ بغداد 324/3.

السمسار، أنا الصفار، نا ابن قانع (1) أن محمد بن نوح الجنديسابوري مات في سنة إحدى و عشرين و ثلاثمائة زاد ابن قانع: في ذي القعدة.

7078 - محمّد بن النّوجشان أبو جعفر البغدادي، المعروف بالسويدي

7078 - محمّد بن النّوجشان أبو جعفر البغدادي، المعروف بالسويدي (2)

لقب بذلك لأنه رحل إلى سويد بن عبد العزيز قاضي بعلبك فسمع منه، و من الوليد بن مسلم، و أبي الربيع سليمان بن عتبة.

و رحل إلى اليمن فسمع من عبد الرزّاق، و سمع عبد العزيز بن محمّد الدراوردي، و وكيع بن الجراح (3)،و عبيد اللّه (4) بن عدي بن عدي (5) الكندي، و يحيى بن سليم الطائفي.

روى عنه: أحمد بن حنبل، و أحمد بن إبراهيم بن كثير العبدي الدورقي، و يحيى بن معين.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر بن مالك، أنا عبد اللّه، حدّثني أبي (6)،نا محمّد بن النوجشان، و هو أبو جعفر السويدي، نا الدراوردي، حدّثني زيد [بن أسلم] (7)،عن ابن أبي واقد الليثي، عن أبيه أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال لأزواجه في حجة الوداع:«هذه ثم ظهور الحصر»[11804].

قال: و حدّثني أبي (8)،نا أبو جعفر السويدي، نا أبو الربيع سليمان بن عتبة الدمشقي قال: سمعت يونس بن ميسرة، عن أبي إدريس عائذ اللّه عن أبي الدرداء عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:

«لا يدخلن الجنّة عاقّ، و لا مؤمن بسحر (9)،و لا مدمن خمر، و لا مكذّب بقدر»[11805].

أخبرنا أبو القاسم النسيب، و أبو الحسن المالكي، قالا: نا - و أبو منصور بن زريق،

ص: 135


1- في د:«ابن نافع» و المثبت عن تاريخ بغداد.
2- ترجمته في تاريخ بغداد 326/3 و الجرح و التعديل 110/8 و التاريخ الكبير 253/11 و لسان الميزان 409/5.
3- تحرفت بالأصل إلى: الخلع، و المثبت عن د.
4- تحرفت بالأصل إلى: عبد اللّه، و المثبت عن د.
5- بالأصل:«و عدي»، و المثبت «بن عدي» عن د.
6- رواه أحمد بن حنبل في المسند 211/8 رقم 21969 طبعة دار الفكر.
7- قوله «بن أسلم» استدرك عن هامش الأصل.
8- رواه أحمد بن حنبل في المسند 416/10 رقم 27554 طبعة دار الفكر.
9- قوله:«و لا مؤمن بسحر» ليس في مسند أحمد.

[أنا-] (1) أبو بكر الخطيب (2)،أنا محمّد بن الحسين (3) بن القطان، أنا علي بن إبراهيم المستملي (4)،نا محمّد بن سليمان بن فارس.

ح و أخبرنا أبو الغنائم بن النّرسي في كتابه، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل: و محمّد أبو الحسن قالا:- أنا أحمد، نا محمّد.

نا البخاري قال (5):محمّد بن النوجشان السويدي البغدادي،- و قال ابن فارس:

بغدادي، و إنّما قيل السويدي: لأنه رحل إلى سويد بن عبد العزيز.

انتهت رواية ابن فارس - و زاد ابن سهل: يحدث عن يحيى بن سليم. سمع منه أحمد ابن حنبل.

أنبأنا أبو الحسين (6) الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا (7) علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (8):

محمّد بن النوجشان أبو جعفر السويدي البغدادي، روى عن الوليد بن مسلم، و سويد ابن عبد العزيز، روى عنه أحمد بن حنبل، سمعت أبي يقول ذلك، و يقول: لا أعرفه.

[قال ابن عساكر:] (9) لا تضره جهالة أبي حاتم بحاله، فهو مشهور، و قد روى عنه أحمد بن حنبل و كفى (10) بذلك شهرة.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي في كتابه، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي

ص: 136


1- زيادة لتقويم السند عن د.
2- تاريخ بغداد 326/3.
3- كذا بالأصل و د، و في تاريخ بغداد 326/3.
4- بالأصل: السلمي، و فوقها ضبة، و المثبت عن د، و تاريخ بغداد.
5- رواه البخاري في التاريخ الكبير 253/1/1.
6- تحرفت بالأصل إلى: الحسن، و المثبت عن د، و السند معروف.
7- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن د.
8- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 110/8.
9- زيادة منا للإيضاح.
10- غير واضحة بالأصل و قسم منها ممحو و رسمها:«ركو» و المثبت عن د.

ابن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم (1) قال:

في باب أبي جعفر ممن يعرف بكنيته و لا نقف على اسمه: أبو جعفر السويدي سمع عبد الرزّاق. روى عنه يحيى بن معين.

[قال ابن عساكر:] (2) قلت: و قد سمّاه غير واحد محمّدا.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن المالكي، و أبو منصور بن زريق، قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (3):

[محمّد] (4) بن النوجشان أبو جعفر المعروف بالسويدي، سمع عبد العزيز بن محمّد الدراوردي، و الوليد بن مسلم، و سويد بن عبد العزيز، و وكيع بن الجرّاح، و عبيد اللّه بن عدي بن عدي [آل] (5) كندي روى (6) عنه أحمد بن حنبل، و أحمد بن إبراهيم الدورقي (7).

قال الخطيب: و أنا أحمد بن محمّد بن أحمد العتيقي (8)،أنا محمّد بن عدي بن زحر البصري في كتابه، نا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود سليمان بن الأشعث، عن أبي جعفر السويدي فقال: ثقة، حدّثنا عنه أحمد، كان صاحب شكوك في الحديث، رجع الناس من عبد الرزّاق بثلاثين ألفا، و رجع بأربعة آلاف.

حرف الواو في أسماء آباء المحمّدين

7079 - محمّد بن وارد أبو خلاّد الحميريّ الفلسطينيّ

كان أميرا بالباب من بلاد الترك، و أجار بدمشق متوجها إليها حين ولاه بنو أمية.

حكى عنه معان بن رفاعة السلامي.

أنبأنا أبو نصر أحمد بن محمّد بن عبد القاهر، و أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن نصر،

ص: 137


1- الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 104/3 رقم 1141.
2- زيادة منا للإيضاح.
3- تاريخ بغداد 326/3.
4- بياض بالأصل، و استدركت اللفظة عن د، و تاريخ بغداد.
5- بياض بالأصل، و المستدرك عن د. و الذي في تاريخ بغداد: عبيد اللّه بن عدي الكندي.
6- بالأصل:«رواه عن...» و المثبت عن د، و تاريخ بغداد.
7- تحرفت بالأصل إلى:«الدوري» و المثبت عن د، و تاريخ بغداد.
8- رسمها بالأصل:«المعسفى؟؟؟» و المثبت عن د، و تاريخ بغداد.

قالا: أنا المبارك (1) بن عبد الجبّار، أنا الحسن بن علي بن محمّد الشاموخي، أنا عمر بن محمّد بن سيف، نا عبد اللّه بن أبي داود، نا محمّد بن الوزير، نا محمّد بن شعيب، عن معاذ ابن رفاعة السلامي قال:

كنّا مع أبي خلاّد محمّد بن وارد الحميريّ الفلسطينيّ بالباب، فكنا ندرس معه القرآن جميعا، ثم لا نسجد حتى يمكن الركوع، قال: و كنا نقرأ عليه بعد فراغنا من الدراسة رجلا رجلا، ثم لا نسجد حتى يمكن الركوع، قال: من قرأ منكم بسجدة فليقرأها، فنقرأهن، ثم يسجد بنا جميعا سجدة واحدة.

7080 - محمّد بن واسع بن جابر بن الأخنس بن عائد بن خارجة

7080 - محمّد بن واسع بن جابر بن الأخنس (2) بن عائد بن خارجة

ابن زياد بن شمس من ولد عمرو بن نصر بن الأزد

أبو عبد اللّه - و يقال: أبو بكر - الأزديّ البصريّ (3)

و حدّث عن أنس بن مالك، و سالم بن عبد اللّه بن عمر، و عبد اللّه بن الصّامت، و محمّد بن سيرين، و مطرّف بن عبد اللّه بن الشّخّير، و محمّد بن المنكدر، و أبي صالح الحنفي، و أبي بردة بن أبي موسى، و الحسن البصري، و شتير بن نهار العقدي، و عطاء، و طاوس، و عبيد بن عمير، و رجل يقال له: معروف (4) و غيرهم.

روى عنه: حمّاد بن سلمة، و جعفر بن سليمان، و إسماعيل بن مسلم، و هشام بن حسّان، و معمر بن راشد، و موسى بن خلف، و حمّاد بن زيد، و جويبر بن سعيد، و الخليل بن مرة، و أبو حرّة واصل بن عبد الرّحمن، و أبي قحذم، النّضر بن معبد، و علي بن المبارك الهنائي، و صالح بن بشير المرّي، و أبو المنذر سلام بن سليمان القارئ، و الأسود بن شيبان، و أزهر بن سنان القرشي، و محمّد بن الفضل بن عطية، و عبد اللّه بن كيسان، و عبد الرّحمن ابن عبد المؤمن الأزديّ، و عبد اللّه بن المختار، و صدقة بن موسى الدقيقي، و مبارك بن فضالة، و غيرهم.

ص: 138


1- بالأصل و د:«أنا ابن المبارك» راجع ترجمة المبارك بن عبد الجبار في سير الأعلام 213/19.
2- تحرفت بالأصل إلى: الأحسن، و المثبت عن د.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 301/17 و تهذيب التهذيب 319/5 و الوافي بالوفيات 272/5 و سير الأعلام 119/6 و حلية الأولياء 345/2 و ميزان الاعتدال 58/4 و التاريخ الكبير 255/1/1 و الجرح و التعديل 113/8.
4- زيادة في تهذيب الكمال: و يقال: معرّف.

و اجتاز بدمشق أو بأعمالها عند توجهه إلى بيت المقدس.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو بكر أحمد ابن يحيى [بن] (1) الحسن، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، قالوا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفّر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حموية، أنا عيسى بن عمر (2)،أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن، أنا يزيد بن هارون، أنا أزهر بن سنان، عن محمّد بن واسع قال:

قدمت مكة فلقيت بها أخي سالم بن عبد اللّه فحدّثني عن أبيه عن جده أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:

«من دخل السوق فقال: لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد، يحيى و يميت و هو حيّ لا يموت بيده الخير، و هو على كلّ شيء قدير كتب اللّه له ألف ألف حسنة، و محا عنه ألف ألف سيئة، و رفع له ألف ألف درجة»، قال: فقدمت خراسان، فلقيت قتيبة بن [مسلم، فقلت إني] (3) أتيتك بهدية، فحدثته، فكان يركب في موكب [فيأتي] (4) السوق فيقولها. ثم [يرجع] (5).

رواه الترمذي عن أحمد بن منيع، عن يزيد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا محمّد بن محمّد (6) بن علي المقرئ، أنا محمّد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، حدّثني أبي قال: قال أبو زكريا: روى أزهر بن سنان: أخبرني ليس بثقة، عن محمد بن واسع عن سالم عن أبيه مثل حديث عمرو بن دينار قهرمان دار الزبير، روي فيمن دخل السوق.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ، أنا أبو نعيم الحافظ، أنا عبد اللّه بن محمّد ابن جعفر، نا إسحاق بن أبي حسّان، نا أحمد بن أبي الحواري، نا أبو علي الأزديّ، عن عبد الواحد بن زيد قال:

خرجت أنا و محمّد بن واسع، و مالك بن دينار يوم بيت المقدس، فلما كنا بين

ص: 139


1- سقطت من الأصل و د.
2- زيد في د: بن العباس.
3- بياض بالأصل، و المستدرك عن د، لتقويم المعنى.
4- بياض بالأصل، و استدركت اللفظة عن د.
5- سقطت من الأصل و استدركت عن د.
6- «بن محمد» سقط من د.

الرّصافة (1) و حمص سمعنا مناديا ينادي من تلك الرمال: يا محفوظ، يا مستور اعقل في ستر من أنت، فإن كنت لا تعقل فاحذر الدنيا، و إن كنت لا تحسن أن تحذرها فاجعلها شوكة و انظر أين تضع رجلك تضع رجلك.

زاد فيه غير عثمان رجلا غير منسوب بين عبد الواحد و أبي علي الأزديّ، و سيأتي في ترجمة مالك بن دينار.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر ابن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر بن أبي خيثمة، أنا سليمان بن أبي شيخ قال:

محمّد بن واسع من الأزد من بني زياد بن شمس، أخي معولة بن شمس الذين منهم جيفر و عبد ابنا الجلندى اللذين كتب إليهما النبي صلّى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا علي بن محمّد بن أحمد بن فضّة، أنا محمّد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص عمرو بن علي قال:

محمّد بن واسع يكنى أبا عبد اللّه، رجل من الأزد سكن بني سعيدا.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، و أبو العز بن منصور، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد ابن المبارك: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص، نا خليفة قال (2):في الطبقة الرابعة من أهل البصرة: محمّد بن واسع مات سنة سبع و عشرين و مائة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن فهم، نا ابن سعد (3) قال: في الطبقة الثالثة: من أهل البصرة: محمّد بن واسع بن جابر بن الأخنس بن عائد بن خارجة بن زياد بن شمس، من ولد عمرو بن نصر من الأزد، و ابني (4) زياد بن شمس أربع خطط بالبصرة، منها خطة بالباطية (5)

ص: 140


1- كذا بالأصل و د، و الرصافة مواضع كثيرة منها: رصافة هشام بن عبد الملك غربي الرقة بينهما أربعة فراسخ على طرف البرية،(راجع معجم البلدان) و هو المقصود هنا.
2- طبقات خليفة بن خيّاط ص 368 رقم 1784.
3- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 241/7-242.
4- بالأصل:«و ابنى» تحريف، و التصويب عن د، و ابن سعد.
5- كذا بالأصل و د، و في «ز»: في الباطنة.

تجاه بنانة و قد غلب عليها ناس من بني الشعيراء، و هم الشّعّارون، قوم يفتلون الشعر، ليس لهم نسب.

و الثانية تحاذي بني غبر و الثالثة تجاه هداد، و الرابعة بالخريبة، أخبرني بذلك كله مرحوم ابن أحمد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن واسع، قال و كان محمّد، يكنى أبا عبد اللّه.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل المقرئ، أنا البخاري (1).

محمّد بن واسع الأزدي، أبو بكر، بصري، عن سالم بن عبد اللّه، كناه لي عبيد بن يعيش عن محمد بن يزيد، عن ضمرة، عن عبد اللّه (2) بن شوذب. قال لي الأويسي: نا مالك قال: جاء رجل من البصرة و أنا و يحيى بن سعيد (3) في مجلس ربيعة بن أبي عبد الرّحمن، فقال يحيى للبصري: كيف محمّد بن واسع؟ فقال: بخير على أنه رجل كثير [الهم طويل الحزن، قال] (4) ابن محبوب: كنيته أبو عبد اللّه، و روى نصر بن علي، نا زياد بن الربيع اليحمدي عن أبيه: رأيت محمّد بن واسع بسوق مرو يبيع حمارا، فقال رجل: يا أبا عبد اللّه ترضاه لي؟ قال: لو رضيته لم أبعه.

مات قبل ثابت، و سمع سعيد بن جبير، و سمع معاوية المهري (5)،و مطرّفا (6)،و سعيد ابن أبي الحسن، و صفوان بن محرز، و قال لي ابن محبوب عن أبي سلمة عن جعفر بن سليمان: مات سنة ثلاث و عشرين و مائة.

أخبرنا أبو الحسين (7) القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الأديب مشافهة قالا: أنا أبو القاسم ابن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

ص: 141


1- التاريخ الكبير للبخاري 255/1/1.
2- تحرفت بالأصل إلى:«عبيد اللّه» و المثبت عن د، و التاريخ الكبير.
3- تحرفت بالأصل إلى: سعد، و المثبت عن د، و التاريخ الكبير.
4- بياض بالأصل، و الزيادة المستدركة عن د، و التاريخ الكبير.
5- تقرأ بالأصل:«المصري» و في د:«المقرئ» و المثبت عن التاريخ الكبير.
6- بالأصل و د: و مطرف.
7- تحرفت بالأصل و د إلى:«الحسن» و السند معروف.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1)محمّد بن واسع الأزديّ أبو بكر، بصري، روى عن عبد اللّه بن الصامت، و سالم بن عبد اللّه، و محمّد بن سيرين، و مطرف بن عبد اللّه بن الشّخّير، روى عنه إسماعيل بن مسلم قاضي قيس، و جعفر بن سليمان، و حمّاد بن سلمة، و حمّاد بن زيد، و هشام بن حسان، و صدقة بن موسى، و أزهر بن سنان، و سلام أبو (2) المنذر، سمعت أبي يقول ذلك، سألت أبي عنه فقال: روى عن سالم عن ابن عمر حديثا منكرا (3).

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو بكر أحمد بن الفضل بن محمّد المقرئ (4)، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أبو العباس القاسم بن القاسم السّيّاري قال: قال جدي أحمد بن سيار:

محمّد بن واسع الأزديّ بصري الأصل، قدم في زمان قتيبة بن مسلم، و كنيته أبو عبد اللّه، و كان أحد المعدودين في العبادة ممن يستنصر به، و يرجى مشهده، و كان وقع ناحية مرو، و قرأ في ناحية خراسان، و كان له لقى و مجالسة، و ذكر لنا أنه غزا مع قتيبة بن مسلم فأصابتهم شدة حتى خافوا على أنفسهم الهلاك. قال قتيبة: ويلكم انظروا محمّد بن واسع فيها، فطلب فلم يقدر عليه، فوجدوه في صحراء قائما على ركبتيه يدعو و يشير بإصبعيه، فأخبر بذلك قتيبة. فقال قتيبة: احملوا على القوم، فإنّ اللّه لا يضيّع جيشا فيهم محمّد، فقال بعض رؤساء العسكر: إنّا لم نر عند هذا الرجل الذي طلبت كثير قوة. إنّما كان يدعو و يشير بإصبعه، فقال: لإصبعه الذي أشار أحبّ إليّ من ألف فارس.

روى عنه ربيع اليحمدي، و الحسين بن واقد، و محمّد بن مهزم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول:

أبو بكر محمّد بن واسع الأزديّ عن سالم بن عبد اللّه، و يقال: أبو عبد اللّه.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا

ص: 142


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 113/8.
2- بالأصل و د:«بن» و المثبت عن تهذيب الكمال، و الجرح و التعديل.
3- بالأصل:«منكر» و المثبت عن د، و الجرح و التعديل.
4- بالأصل: المصري، و المثبت عن د.

الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو بكر محمّد بن واسع البصريّ و قيل كنيته أبو عبد اللّه.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا نصر بن إبراهيم، أنا سليمان بن أيوب، أنا طاهر بن محمّد، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال: سمعت محمّد ابن أحمد المقدمي قال: محمّد بن واسع الأزديّ أبو عبد اللّه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال: أبو بكر محمّد بن واسع.

قرأنا على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي طاهر، أنا هبة اللّه، أنا المهندس، نا الدولابي قال: أبو عبد اللّه محمّد بن واسع.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن [أبي] (1) علي - في كتابه - أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم (2) قال:

أبو بكر، و يقال: أبو عبد اللّه محمّد بن واسع الأزديّ البصريّ، سمع أبا عبد اللّه مطرف بن عبد اللّه بن الشخير العامري، و سعيد بن أبي الحسن الأنصاري، روى عنه عبد اللّه ابن شوذب أبو عبد الرّحمن (3) الشامي، و هشام بن حسّان (4)،و حمّاد بن سلمة، أبو سلمة البصري، كنّاه لنا محمّد، نا محمّد بن إسماعيل قال: كنّاه عبيد بن يعيش (5)،عن محمّد بن يزيد، عن ضمرة، عن عبد اللّه بن شوذب.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا (6) قال: قال:

و أما شمس بضم الشين، فهو: محمّد بن واسع من الأزد، من بني زياد بن شمس، أخي معولة بن شمس الذين منهم [جيفر و عبد ابنا] (7) الجلندى اللذان كتب إليهما النبي صلّى اللّه عليه و سلم،

ص: 143


1- سقطت من الأصل و د.
2- الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 121/2 رقم 499.
3- بالأصل:«العز» و فوقها علامة تحويل إلى الهامش، و كتب على الهامش «الرحمن» و هو ما أثبت.
4- قوله:«و هشام بن حسان» ليس في الأسامي و الكنى.
5- رسمها بالأصل:«حس» و المثبت عن د و الأسامي و الكنى.
6- الاكمال لابن ماكولا 81/5.
7- بياض بالأصل، و المستدرك عن د، و الاكمال.

قال سليمان بن أبي شيخ: و قال ابن أبي حبيب: شمس بن عمرو بن غنم (1) بن غالب بن عثمان بن نصر بن الأزد، و هو والد زياد و معولة.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو الطيب محمّد بن جعفر، نا أبو الفضل عبيد اللّه بن سعد [نا] (2) بن عائشة، نا سلام بن أبي مطيع قال:

شهدت أيوب و حدثه رجل بحديث فكأنه أنكره، فقال: من حدّثك؟ فقال: محمّد بن واسع، قال: بخ عن من؟ قال: فلان. قال: لا يحدّث.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسن علي بن الحسين البزاز، أنا محمّد بن عمر بن محمّد، نا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد قال: قرأت على أبي بكر محمّد بن أحمد بن هارون قلت له: أخبرك إبراهيم بن الجنيد الختلي، نا عبيد اللّه بن محمّد بن جعفر التيمي، نا سلام بن أبي مطيع قال:

شهدت رجلا حدّث أيوب يوما حديثا فأنكره، فقال له أيوب: من حدّثك هذا؟ قال:

محمّد بن واسع، قال: بخ، عن من؟ قال: عن فلان، قال: لا تروه.

قال عبد اللّه: أنا أعرف فلانا هو ابن محمّد (3) العيشي (4).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، نا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه، و أبو نصر، قالا: نا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد ابن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (5):

محمّد بن واسع الأزديّ ثقة، رجل صالح.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين بن عبد اللّه، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن أحمد البرقاني قال: قال أبو الحسن الدارقطني:

محمّد بن واسع الأزديّ بصري، عابد، ثقة (6)،قلت: هو الذي يحدّث عن سالم بن

ص: 144


1- بالأصل: غانم، و المثبت عن د، و الاكمال.
2- زيادة للإيضاح عن د.
3- في د: ابن محمد بن حفص.
4- بدون إعجام بالأصل و رسمها:«العسى» و في د:«العيسي» و الصواب ما أثبت، و هو عبيد اللّه بن محمد بن حفص بن عمر، أبو عبد الرحمن القرشي البصري، ترجمته في سير الأعلام 564/10.
5- تاريخ الثقات للعجلي ص 415 رقم 1511.
6- في تاريخ الثقات:«بصري» مكان «ثقة».

عبد اللّه بن عمر؟ فقال: نعم، ثم قال: إلاّ أنه بلي برواة عنه ضعفاء (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه بن الحسن، و أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد بن حميد، قالا: أنا أبو الحسين علي بن محمّد بن عبد اللّه، أنا عثمان بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن (2) قال: قال علي بن المديني: و لا أعلم محمّد ابن واسع سمع أحدا من الصحابة (3).

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، أنا أبو بكر بن الخطيب، قال: قرأت على القاضي أبي القاسم التنوخي، نا برهان بن سليمان الدبوسي أبو الأصبغ، نا ضمرة، عن ابن (4) شوذب قال (5):لم يكن لمحمّد بن واسع عبادة ظاهرة، و كان فتيا الناس إلى غيره، و إذا قيل: من أفضل أهل البصرة؟ قيل: محمّد بن واسع.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود (6)،أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو الطيب المنبجي، أنا أبو الفضل الزهري، نا هارون بن معروف، نا ضمرة، عن ابن شوذب قال:

كان محمّد بن واسع يلبس طليسانا و قميصا مصريا، و ليس له كثير عبادة في العلانية، و فتيا الناس إلى غيره - يعني - بالبصرة، و إذا قلت: من أفضل أهل البصرة؟ قيل: محمّد بن واسع.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا أبو محمّد بن درستويه، نا يعقوب (7)،حدّثني سعيد بن أسد، نا ضمرة، عن ابن شوذب قال:

كان إذا قيل بالبصرة: من أفضل أهل البصرة؟ قالوا: محمّد بن واسع، و لم يكن له كثير عبادة، و كان يلبس قميصا مصريا و ساجا (8).

ص: 145


1- تهذيب الكمال 302/17 و سير الأعلام 120/6.
2- بياض بالأصل و د.
3- تهذيب الكمال 302/17.
4- بالأصل:«أبي شوذب» تصحيف، و التصويب عن د.
5- من طريقه روي في سير أعلام النبلاء 120/6 و تهذيب الكمال 302/17.
6- تحرفت بالأصل إلى:«محمد» و المثبت عن د.
7- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 252/2-253.
8- الساج: الطيلسان الأخضر أو الأسود (القاموس).

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن الأخضر، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، نا علي بن الجعد قال: سمعت جبيرا أبا جعفر يقول: رأى رجل من أهل البصرة كأن مناديا ينادي من السماء: خير رجل بالبصرة محمّد بن واسع.

أخبرنا أبو السعادات أحمد بن أحمد بن عبد الواحد، و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ابن الخضر، قالا: نا أبو بكر الخطيب، أنا عبد الرّحمن بن عبيد اللّه الحربي، حدّثني أحمد ابن جعفر بن أبي سعيد السمسار، نا محمّد بن القاسم بن محمّد النحوي، حدّثني أبي، نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن بنت هشيم، نا أبو الحجاج نصر بن طاهر - بالبصرة - قال: سمعت صالح المرّي يقول:

و أخبرني عبد اللّه بن أبي الفتح الفارسي، نا عبيد اللّه بن عثمان الدقّاق، نا أبو علي بن صفوان، نا عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن الحسين - قال الدقاق: و قال علي بن محمّد بن أحمد الواعظ، نا أحمد بن عيسى أبو سعيد الخرّاز، نا إبراهيم بن عبد اللّه الحنظلي، نا محمّد ابن الحسين، نا شعيب بن محرز الأزديّ، نا صالح المرّي، و سياق الحديث للخرّاز، قال:

قال لي مالك بن دينار: أغد عليّ يا صالح إلى الجبّان، فإنّي قد وعدت نفرا من إخواني بأبي جهير مسعود الضرير، نسلّم عليه، قال صالح المرّي و كان أبو جهير هذا رجلا قد انقطع إلى زاوية فتعبد فيها، و لم يكن يدخل البصرة إلاّ يوم الجمعة في وقت الصلاة، ثم يرجع من ساعته، قال: فغدوت لموعد مالك إلى الجبّان، فانتهيت (1) إلى مالك و قد سبقني، و إذا معه محمّد بن واسع و كان (2) و إذا ثابت البناني و حبيب، فلما رأيتهم قد اجتمعوا قلت: هذا و اللّه يوم سرور، قال: فانطلقنا نريد أبا جهير، فقال: فكان مالك إذا مرّ بموضع لطيف قال:

يا ثابت صلّ هاهنا، لعله أن يشهد لك غدا، قال: فكان ثابت يصلي قال: ثم انطلقنا حتى أتينا موضعه، فسألنا عنه فقالوا: الآن يخرج إلى الصلاة، فانتظرناه. قال: فخرج علينا رجل إن شئت قلت قد نشر من قبره، قال: فوثب رجل، فأخذ بيده حتى أقامه عند باب المسجد، فأذّن ثم أمهل يسيرا، ثم دخل المسجد فصلّى ما شاء اللّه، ثم أقام الصلاة فصلّينا معه، فلما قضى صلاته جلس كهيئة المهموم، فتوافر القوم في السلام عليه:

ص: 146


1- تحرفت بالأصل إلى: فانتهب، و المثبت عن د.
2- كلمة غير مقروءة، و رسمها بالأصل و د:«وابرا».

فتقدم محمّد بن واسع فسلّم عليه، فردّ عليه السلام، فقال: من أنت؟ لا أعرف صوتك، قال: أنا من أهل البصرة، قال: ما اسمك يرحمك اللّه؟ قال: أنا محمّد بن واسع، قال: مرحبا و أهلا، أنت الذي يقول هؤلاء القوم - و أومى بيده إلى البصرة - إنك أفضلهم؟ للّه أنت، إن قمت بشكر ذلك، اجلس، فجلس.

فقام ثابت البناني فسلّم عليه، فردّ عليه السلام، و قال: من أنت يرحمك اللّه؟ فقال: أنا ثابت البناني، قال: مرحبا بك يا ثابت، أنت الذي يزعم أهل هذه القرية أنك من أطولهم صلاة؟ اجلس، فلقد كنت أتمناك على ربي.

قال: فقام إليه حبيب أبو محمّد، فسلّم عليه، فردّ عليه السّلام، و قال: من أنت يرحمك اللّه؟ قال: أنا حبيب أبو محمّد، فقال: مرحبا بك يا أبا محمّد، أنت الذي يزعم هؤلاء القوم أنك لم تسأل اللّه شيئا إلاّ أعطاك؟ فهلا سألته أن يخفي لك ذلك؟ اجلس يرحمك اللّه، قال: و أخذ بيده فأجلسه إلى جنبه.

قال: فقام إليه مالك بن دينار فسلّم عليه، فرد عليه السلام و قال: من أنت يرحمك اللّه؟ قال: أنا مالك بن دينار، قال: بخ، بخ، أبو يحيى، إن كنت كما يقولون أنت الذي زعم هؤلاء القوم أنك أزهدهم؟ اجلس، فالآن تمت أمنيتي على ربي في عاجل الدنيا.

قال صالح: فقمت إليه لأسلّم عليه، و أقبل على القوم فقال: انظروا كيف تكونون غدا بين يدي اللّه في مجمع القيامة، قال: فسلّمت عليه، فرد عليّ، فقال: من أنت يرحمك اللّه؟ قلت: أنا صالح المرّي، قال: أنت الفتى القارئ، أنت أبو بشير؟ قلت: نعم، قال: اقرأ يا صالح، فلقد كنت أحبّ أن أسمع قراءتك، قال صالح: فحضرني و اللّه ما كنت قد فقدته، فابتدأت فقرأت، فما استتممت الاستعاذة حتى خرّ مغشيا عليه، ثم أفاق إفاقة قال: عد في قراءتك يا صالح، فإنّي لم أقطع نفسي منها، و ربما قال صالح: و رأيت شيئا عجبا لم أره من أحد من المتعبدين، كان إذا سمع القرآن فتح فاه، قال: فعدت فقرأت وَ قَدِمْنٰا إِلىٰ مٰا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنٰاهُ هَبٰاءً مَنْثُوراً (1) قال: فصاح صيحة ثم انكب (2) لوجهه، و انكشف بعض جسده، فجعل يخور [كما يخور] (3) الثور ثم هدأ فدنونا منه ننظر، فإذا هو قد خرجت نفسه، كأنه خشبة قال: فخرجنا فسألنا: هل له أحد؟ قالوا: عجوز تخدمه تأتيه الأيام، فبعثنا إليها،

ص: 147


1- سورة الفرقان، الآية:23.
2- بالأصل:«لم يلب» و المثبت عن د.
3- زيادة لازمة للإيضاح عن د.

فجاءت فقالت: ما له؟ قلنا: قرئ عليه القرآن فمات، قالت: حقّ له، و اللّه من ذا الذي قرأ عليه؟ لعله صالح القارئ؟ هو الذي قرأ عليه؟ قلنا: نعم، و ما يدريك من صالح؟ قالت: لا أعرفه غير أني كثيرا ما كنت أسمعه يقول: إن قرأ عليّ صالح قتلني، قلنا: هو الذي قرأ عليه، قالت: هو الذي قتل حبيبي، فهيأناه و دفناه.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ (1)،نا أحمد بن جعفر بن حمدان، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني نصر بن علي، نا الأصمعي قال: قال سليمان التيمي:[ما أحد أحب إليّ] (2) أن ألقى اللّه بمثل صحيفته إلاّ محمّد بن واسع.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا فهد بن حبان، نا محمّد بن يزيد قال: سمعت التيمي يقول: ما أدركت أحدا كان أحبّ إليّ من أن أكون [مسلاخه] (3) محمّد بن واسع.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم الحافظ (4)،نا أحمد بن محمّد بن سنان، نا أبو العباس السراج، أخبرني أبو يحيى صاعقة، نا عبيد اللّه بن محمّد، نا سلام بن أبي مطيع قال:

كان محمّد بن واسع إذا صلّى المغرب يلتزق بالقبلة يصلي، قال: فحدّثني خياط كان يقرب منه قال: كان يقول في دعائه: أستغفرك من كل مقام سوء، و مقعد سوء، و مدخل سوء، و مخرج سوء، و عمل سوء، و قول سوء، و نية سوء، أستغفرك منه، فاغفر لي، و أتوب إليك منه، فتب عليّ منه، و ألقي إليك بالسلام قبل أن يكون لزاما.

قال (5):و نا مخلد (6) بن جعفر، نا عبد اللّه، نا نصر بن علي قال: سمعت سفيان يقول: قال مالك بن دينار: للأمراء قراء للأغنياء قراء و إن محمّد بن واسع من قرّاء الرّحمن.

أنبأنا الفرج غيث بن علي - و نقلته من خطه - أنا أبو الفتح محمّد بن الحسن بن محمّد

ص: 148


1- رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 346/2.
2- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن د، و الحلية.
3- بياض بالأصل، و المثبت عن د.
4- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 345/2-346.
5- حلية الأولياء 345/2.
6- كذا بالأصل و د، و في الحلية: محمد بن جعفر.

الأسدآبادي، نا أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن محمّد القارئ، نا عثمان بن محمّد بن إبراهيم، أنا أبي، نا علي بن مسلم الطوسي، نا سنان بن حاتم، نا جعفر، قال: سمعت ابن دينار - يعني - مالكا يقول:

القرّاء ثلاثة: قارئ للدنيا، و قارئ للرحمن عز و جلّ، و قارئ للملوك و أبناء الملوك، و إنّ محمّد بن واسع من قرّاء الرّحمن.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم الحافظ (1)،نا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، نا محمّد بن إبراهيم بن شبيب، نا سليمان بن داود الشاذكوني، نا جعفر بن سليمان قال:

سمعت جليسا لوهب بن منبه يقول:

رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فيما يرى النائم فقلت له: يا رسول اللّه، أين الأبدال من أمّتك؟ فأومى بيده قبل الشام، فقلت: يا رسول اللّه، أ ما بالعراق منهم أحد؟ قال: بلى، محمّد بن واسع.

أخبرنا أبو القاسم علي بن عبد (2) السيد بن محمّد بن الصباغ، و إسماعيل بن أبي عمر، و أبو العباس أحمد بن علي بن الحسن بن نصر بن الباحمشي، و أبو النجم بدر بن عبد اللّه الشيحي، قالوا: أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن مسلم، نا سيار بن حاتم، نا جعفر، قال: سمعت مطرا يقول: لا نزال بخير ما بقي لنا أشياخنا: مالك، و ثابت، و ابن واسع (3).

أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، أنا يعلى بن هبة اللّه، و أنا أبو محمّد الحسن ابن أبي بكر، أنا الفضيل بن أبي منصور الفضيلي، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي شريح، نا محمّد بن عقيل، نا الرمادي، نا إبراهيم بن عبد الرّحمن بن [مهدي] (4)،نا مضر، نا عبد الواحد بن [زيد، قال: كنت جالسا] (5) مع ثابت و مالك و أبان و حوشب و فرقد، قال: فذكروا العذاب و ما يخافون من قربه و نزوله قال: فبينا هم كذا إذ أقبل محمّد بن واسع فقال بعضهم لبعض: ما دام هذا بين أظهركم فانا نرجو (6).

ص: 149


1- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 348/2.
2- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن د.
3- سير أعلام النبلاء 121/6.
4- زيادة للإيضاح عن د.
5- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن د.
6- بالأصل و د:«خرجوا» و في المختصر: نرجوه.

أخبرنا أبو الحسن السلمي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا عبد العزيز بن معاوية بن عبد العزيز محمّد أبو خالد القرشي بغدادي، نا قيس بن حفص، نا المعتمر بن سليمان، عن أبيه قال: ما رأيت أحدا قط أخشع من محمّد بن واسع.

آخر الجزء الثالث و الأربعين بعد الستمائة.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن عثمان، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني أبو جعفر الصيرفي، حدّثني علي بن ربيع الهلالي قال: قال مطر الورّاق: ما استهنت أن أبكي قط حتى (1) إلى وجه محمّد كأنه قد ثكل عشرة من الحزن.

قال: و نا ابن أبي الدنيا، نا أبو موسى، عن سيار، عن جعفر بن بن سليمان قال:

كنت إذا وجدت من قلبي قسوة غدوت فنظرت إلى وجه محمّد بن واسع، و كنت إذا رأيت وجهه كأنه وجه ثكلى (2).

أخبرنا (3) أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحّاس، نا أبو سعيد بن الأعرابي، نا الخضر بن أبان أبو القاسم، نا سيار بن حاتم، نا جعفر ابن سليمان قال:

كنت إذا وجدت من قلبي قسوة انطلقت فنظرت إلى وجه محمّد بن واسع مرة قال:

و كنت إذا نظرت إلى وجه محمّد بن واسع كأنه ثكلى.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو محمّد الضراب، أنا أبو بكر الدينوري، نا محمّد بن داود الدينوري، نا سعيد بن نصر، نا سيار، عن جعفر قال:

كنت إذا أحسست من قلبي قسوة أتيت محمّد بن واسع فنظرت إليه نظرة، قال: فكنت إذا رأيت وجهه رأيت وجه ثكلى، قال: و سمعته يقول: أخوك من وعظ برؤيته قبل أن يعظك بكلامه.

ص: 150


1- كلمتان غير مقروءتين بالأصل و د.
2- سير أعلام النبلاء 120/6.
3- الخبر التالي ليس في د.

قال: و أنا أبو بكر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا هارون بن عبد اللّه، نا سيار، عن جعفر قال:

قيل لمحمّد بن واسع: لم لا تجلس متكئا، قال: تلك جلسة الآمنين (1)،قال جعفر:

فكنت إن أحسست من قلبي قسوة أتيت محمّد بن واسع فنظرت إليه.

و قيل له: ما لك ترضى بالدون فقال: إنما رضي بالدون من رضي بالدنيا.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن علي، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو الفضل التميمي، و هو عبد الواحد بن عبد العزيز قال: سمعت أبا الفرج بن شباب قال: سمعت أبا الصقر الصوفي قال: سمعت الجنيد قال:

سمعت الحارث المحاسبي يقول: قيل لمحمّد بن واسع: لم لا تتكئ؟ قال: تلك جلسة الآمنين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، و أبو منصور عبد الباقي ابن محمّد قالا: أنا أبو طاهر المخلص، نا أحمد بن محمّد بن أبي، نا محمّد بن يحيى الأزدي، نا عتاب بن زياد، نا عبد اللّه بن المبارك قال: قال سفيان:

قال رجل لمحمّد بن واسع: إنّي لأحبك للّه، قال: أحبك الذي أحببتني له، اللّهم إنّي أعوذ بك أن أحب لك و أنت لي مبغض.

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه السنجي (2)،و أبو محمّد بختيار بن عبد اللّه الهندي (3) بمرو، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الملك بن عبد القاهر بن أسد الأسدي، أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان، أنا أبو الحسين محمّد بن علي حبيس الناقد [قال:] (4) سمعت أبا القاسم الجنيد بن محمّد بن الجنيد الزاهد يقول:

بلغني عن محمّد بن واسع قال له رجل: إنّي لأحبك في اللّه، فقال: اللّهم إنّي أعوذ بك من أن أحب فيك و أنت لي مبغض.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، حدّثني أبو

ص: 151


1- تقرأ بالأصل:«الأمير» و المثبت عن د، و المختصر.
2- غير مقروءة بالأصل.
3- من قوله: السنجي إلى هنا ليس في د.
4- بياض بالأصل، و المستدرك عن د.

سعيد المؤذن، نا زنجويه بن محمّد، نا محمّد بن عبد الوهّاب قال: سمعت علي بن (1) عثام يقول:

قال رجل لابن واسع: إنّي أحبك في اللّه، قال: فقال ابن واسع: اللّهم إني أعوذ بك أن أحب إليك و أنت لي ماقت.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ (2)،نا عبد اللّه بن محمّد، نا أحمد بن نصر، نا أحمد بن كثير، نا شبابة، أخبرني أبو الطيب موسى بن سيار (3) قال:

صحبت محمّد بن واسع من مكة إلى البصرة، فكان يصلي الليل أجمع، يصلي في المحمل جالسا يومئ برأسه إيماء، و كان يأمر الحادي يكون خلفه فيرفع صوته حتى لا يفطن له، و كان ربما عرس من الليل فينزل فيصلي، فإذا أصبح أيقظ أصحابه رجلا رجلا يجيء إليه فيقول: الصلاة الصلاة، فإذا قاموا قال لنا: إن كان الماء قريبا فتوضّئوا و إن كان الماء فيه بعد (4)،و في الماء الذي معكم قلة فتيمموا و أبقوا هذا للشفة.

قال: و أنا أبو نعيم (5)،نا أبي، نا أبو الحسن بن أبان، نا أبو بكر بن عبيد، نا محمّد بن الحسين، نا أبو عمر الضرير، أنا محمّد بن بهرام، قال: كان محمد واسع يصوم الدهر و يخفي ذلك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلص، نا عبيد اللّه السكري، نا زكريا المنقري، نا الأصمعي، نا حمّاد ابن زيد قال: رأى محمّد بن واسع رجلا يتيبس و يتقشف فقال له محمّد: أخذت طيلساني هذا بدرهمين؟ قال الأصمعي: يقول له: يخلطن (6) بالناس و لا أبين منهم.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا محمّد بن موسى البصري، نا ابن عائشة، عن أبيه (7) قال: مرّ محمّد بن

ص: 152


1- بالأصل:«بن علي» و فوقهما علامتا تقديم و تأخير.
2- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 346/2.
3- الأصل:«سار» و في د:«سيار» و في الحلية: موسى بن بشار و في سير الأعلام: يسار.
4- بالأصل: بعد به» و مكان «فيه» في البحرين بياض، صوبنا الجملة من حلية الأولياء.
5- حلية الأولياء 351/2-352.
6- كذا العبارة بالأصل و د.
7- اللفظة غير واضحة بالأصل، و المثبت عن د.

واسع بقوم فقالوا: إن هذا أزهد من في الدنيا (1)،فقال محمّد لهم: و ما قدر الدنيا حتى يحمد من زهد فيها؟ أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوه (2)،أنا أبو الحسن اللّنباني (3)،أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، حدّثني الصلت ابن حكيم، عن ابن المبارك قال: قال محمّد بن واسع:

كلّ يوم منا إلى الموت منقلة، قال: و سمع قوما يقولون: مات فلان و ترك دنيا، قال:

لقد أعظم هؤلاء الدنيا و ما ترك.

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، أنا أبو نعيم الحافظ (4)،نا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني سفيان بن وكيع قال: سمعت أبي يقول: إن محمّد بن واسع أريد على القضاء، فأبى، فعاتبته امرأته، فقالت: لك عيال و أنت محتاج، قال: ما دمت تريني أصبر على الخلّ و البغل فلا تطمعي في هذا مني.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، و أبو منصور عبد الباقي ابن محمّد، قالا: أنا محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو محمّد عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أنا زكريا المنقري، نا الأصمعي، نا حمّاد بن زيد قال:

قال رجل لمحمّد بن واسع: أوصني، قال: أوصيك أن تكون ملكا في الدنيا و الآخرة، قال الرجل: و كيف أكون ملكا؟ قال: ازهد في الدنيا (5).

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم (6)،نا أبو محمّد بن حيان، نا أحمد بن الحسين، نا أحمد الدورقي، حدّثني إبراهيم بن عبد الرّحمن بن مهدي، حدّثني مضر، حدّثني عبد الواحد ابن زيد قال:

شهدت حوشبا جاء إليه مالك بن دينار فقال: يا أبا يحيى، رأيت البارحة كأن مناديا ينادي يقول: يا أيها الناس الرحيل الرحيل، فما رأيت أحدا يرتحل إلاّ محمّد بن واسع، قال:

ص: 153


1- الجملة بالأصل:«إن هذين في الدنيا» صوبناها عن د.
2- تحرفت بالأصل إلى:«بعره» و المثبت عن د.
3- تحرفت بالأصل و د إلى: اللبناني.
4- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 353/2.
5- سير أعلام النبلاء 120/6.
6- حلية الأولياء 346/2.

و صاح [مالك] (1) صيحة (2) و خرّ مغشيا عليه، قال مضر: كان [الحسن يسمّي] (3) محمّد بن واسع زين القرّاء.

أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، أنا أبو صاعد يعلى بن هبة اللّه الفضيلي.

ح و أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنا الفضيل بن أبي منصور الفضيلي، قالا:

أنا أبو محمّد بن أبي شريح، نا محمّد بن عقيل بن الأزهري، نا الرمادي، نا إبراهيم بن عبد الرّحمن قال: سمعت مضر يقول: حدّثني عبد الواحد - يعني - ابن زيد قال:

كنت جالسا عند مالك - يعني: ابن دينار - فجاء حوشب، فقال: يا أبا يحيى، رأيت البارحة كأن مناديا ينادي و هو يقول: يا أيها الناس الرحيل الرحيل، قال: فما رأيت أحدا ارتحل أول من محمّد بن واسع، قال: فصاح مالك صيحة و خرّ مغشيا عليه (4).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسن علي بن محمّد المقرئ الأسفرايني، أنا أبو سعيد عمر بن محمّد، نا إبراهيم بن أبي ثابت، حدّثني يحيى بن طلحة، نا فضيل (5)،عن مالك بن دينار، عن محمّد بن واسع أنه قال: طوبى لمن أصبح جائعا و أمسى جائعا و هو عن اللّه راض.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا محمود بن عمر بن جعفر، أنا علي بن الفرج بن علي بن روح، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن علي بن الحسن، نا إبراهيم بن الأشعث قال: سمعت الفضيل بن عياض قال: قال مالك بن دينار: إنّي لا أغبط الرجل يكون عيشه كفافا، فيقنع به، قال محمّد بن واسع: أغبط و اللّه من ذلك عندي من أن يصبح جائعا و يمسي جائعا و هو عن اللّه راض.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (6)،حدّثني سعيد بن أسد.

ح و أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، أنا أبو صاعد يعلى بن هبة اللّه الفضيلي.

ص: 154


1- زيادة عن حلية الأولياء، و كتبت في دفوق الكلام بين السطرين.
2- بالأصل: الصيحة، و المثبت عن د، و الحلية.
3- الزيادة عن هامش الأصل، و كتب بعدها صح.
4- سير أعلام النبلاء 121/6.
5- في د:«فضيل بن فضيل».
6- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 253/1 و سير أعلام النبلاء 121/6.

ح و أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى، قالا: أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد بن أبي شريح، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر الفقيه، نا الفضل بن عكرمة، نا هارون بن معروف.

نا ضمرة، عن ابن شوذب قال:

اجتمع محمّد بن واسع و مالك بن دينار فتذاكرا المعيشة (1) فقال مالك: ما [من] شيء أفضل من أن تكون لرجل غلة يعيش بها. فقال محمّد بن واسع: طوبى لمن وجد غداء و لم يجد عشاء، و وجد عشاء و لم يجد غداء، و اللّه عنه راض.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، و أبو محمّد بن أبي حامد المقرئ، قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا الخضر بن أبان، نا سيار، نا جعفر قال:

اجتمع مالك بن دينار، و محمّد بن واسع قال مالك: إنّي لأغبط رجلا معه دينه، له غداء و ليس له عشاء، راض عن اللّه، فقال محمّد بن واسع: إنّي لأغبط رجلا معه دينه، ليس معه من الدنيا شيء راض عن ربه.

قال: فانصرف القوم يرون أن محمّد بن واسع أقوى الرجلين.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن، أنا سهل بن بشر (2)،أنا الخليل بن هبة اللّه، أنا عبد الوهّاب الكلابي، نا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاّب، نا أبو الحسن أحمد ابن عبد اللّه بن أبي الحواري، نا أبو سليمان قال:

جاء مالك بن دينار إلى محمّد بن واسع فقال له: يا أبا عبد اللّه، طوبى لمن كانت له غليلة تقوته و تغنيه عن الناس، فقال له محمّد: يا أبا يحيى، طوبى لمن أصبح جائعا و أمسى جائعا، و كان عن اللّه راضيا، قال: قال مالك: أبا عبد اللّه نسأل اللّه أن يذهب عنا بهذه الوساوس، قال له محمّد: أبا يحيى نسأل اللّه أن يزيدنا منها.

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، أنا أبو نعيم الحافظ (3)،أنا أبو بكر بن مالك (4)

ص: 155


1- في المعرفة و التاريخ: فتذاكروا العيش.
2- تحرفت بالأصل إلى: بشير، و المثبت عن د.
3- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 353/2-354.
4- بالأصل:«أبو بكر مالك بن عبد اللّه..» صوبنا الجملة عن حلية الأولياء، و الزيادة التالية عنها.

[قال: ثنا] عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، نا هارون بن معروف، نا ضمرة، عن ابن شوذب قال:

قسم أمير من أمراء البصرة على قرّاء أهل البصرة، فبعث إلى مالك بن دينار فقبل، و أبي محمّد بن واسع فقال: يا مالك قبلت جوائز السلطان؟ قال: فقال: يا أبا بكر سل جلسائي، فقالوا: يا أبا بكر اشتر (1) بها رقابا فأعتقهم، فقال له محمّد: أنشدك اللّه، أقلبك الساعة له على ما كان عليه قبل أن يجيزك؟ قال: اللّهم لا، قال: أ ترى أي شيء دخل عليك؟ فقال مالك لجلسائه: إنما مالك حمار، إنّما يعبد اللّه مثل محمّد بن واسع.

أخبرنا أبو القاسم [زاهر] (2) بن طاهر، أنا أبو أحمد عبد الرّحمن بن إسحاق العامري الفقيه الأديب، أنا الأستاذ أبو عمر أحمد بن أبي [الفراتي، أنا أبو] (3) موسى عمران بن موسى، أنا مسدد بن قطن، أنا أحمد بن إبراهيم الدورقي قال:

قال محمّد بن واسع: إذا أقبل العبد إلى اللّه (4) أقبل اللّه بقلوب المؤمنين إليه.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر البيهقي، أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران، أنا إسحاق بن أحمد الكادي، نا عبد اللّه بن أحمد - يعني - ابن حنبل، نا محمّد بن جعفر الوركاني، نا أبو شهاب الخياط عبد ربه بن نافع، عن ليث - يعني - بن أبي سليم، عن محمّد ابن واسع قال:

إذا أقبل العبد بقلبه إلى اللّه تبارك و تعالى أقبل اللّه إليه بقلوب المؤمنين.

أخبرنا [بها] (5) عالية أبو غالب بن البنّا، أنا أبو يعلى بن الفرّاء، أنا محمّد بن عبد اللّه ابن أخي ميمي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو طاهر المخلص قال: أنا أبو القاسم البغوي، أنا أبو روح محمّد بن زياد بن فروة البلدي، نا أبو شهاب، عن ليث - زاد المخلص: بن أبي سليم - عن محمّد بن واسع قال: إذا أقبل العبد إلى اللّه أقبل اللّه إليه بقلوب المؤمنين.

ص: 156


1- بالأصل و د و الحلية: اشتري.
2- بياض بالأصل، و استدركت اللفظة عن د.
3- بياض بالأصل، و المستدرك عن د.
4- زيد في د: قيل له.
5- زيادة منا، و مكانها بياض بالأصل و د.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (1)،حدّثني سعيد بن أسد، نا ضمرة، عن ابن شوذب قال: قال محمّد بن واسع: يكفي من الدعاء الورع اليسير، كما يكفي القدر من الملح.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، نا سليمان بن إبراهيم بن محمّد، نا أبو عبد اللّه محمّد ابن إبراهيم بن جعفر الجرجاني - إملاء - نا أبو علي الحسين بن علي، نا محمّد بن زكريا الغلاّبي، نا محمّد بن عبد اللّه (2)،عن علي بن محمّد قال:

دخل محمّد بن واسع على قتيبة بن مسلم في جبة صوف. قال له قتيبة: ما دعاك إلى مدرعة صوف؟ فسكت، فقال قتيبة: أكلّمك فلا تجيبني؟ قال: أكره أن أقول: زهدا، فأزكي نفسي، أو أقول: فقرا، فأشكو ربي عزّ و جلّ.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الجن، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا إسماعيل، أنا أحمد ابن مروان، نا الحسين بن الحسن، نا محمّد بن الحارث، عن المدائني قال:

دخل محمّد بن واسع على قتيبة بن مسلم في مدرعة صوف فقال: ما يدعوك إلى لبس هذه؟ فسكت، فقال له بعض جلسائه: يكلّمك الأمير فلا تجيبه؟ فقال: أكره أن أقول زهدا فأزكي نفسي، أو أقول فقرا فأشكو ربي.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو الفضل أحمد بن الحسن بن هبة اللّه المقرئ، قالا: أنا أبو الخطاب عبد الملك بن أحمد بن عبد اللّه الخطيب، أنا أبو عبد اللّه الحسن بن محمّد بن جعفر الرافقي، نا محمّد بن الحسين، و هو أبو عبد اللّه ابن الباقلاني قال:

دخل محمّد بن واسع الأزدي على قتيبة بن مسلم بخراسان و عليه جبة صوف، فقال له قتيبة: ما يدعوك إلى لبس هذه؟ فسكت، فقال قتيبة: أكلّمك فلا تجيبني؟ فقال: أكره أن أقول زهدا فأزكي نفسي، أو فقرا فأشكو ربي، فقيل له: كيف أصبحت؟ فقال: قريبا أجلي، بعيدا أملي، سيئا عملي.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم،

ص: 157


1- رواه يعقوب بن سفيان النسوي في المعرفة و التاريخ 253/1.
2- في د: محمد بن عبيد اللّه.

نا يحيى بن منصور، نا أبو بكر بن رجاء، نا محمّد بن عمر بن علي المقدمي، نا محمّد بن مروان، عن هشام قال:

لقيت محمّد بن واسع فقلت له: كيف أصبحت؟ أو كيف أمسيت؟ فقال: أصبحت سيئا عملي، قريبا أجلي، بعيدا أملي (1).

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن (2) الخطيب - بالأنبار - أنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن يوسف العلاّف، أنا أبو يعلى بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا إسحاق بن إبراهيم، نا حمّاد بن زيد، عن هشام، عن محمّد بن واسع قال: كيف أصبحت؟ قال: قريبا أجلي، بعيدا أملي، سيئا عملي.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا بشر بن موسى، نا الحميدي، نا فضيل بن عياض، عن عمارة بن زاذان قال:

قال لي محمّد بن واسع: يا بني، ليس أحد أفضل من أحد إلاّ بالعافية، قال: لو كان للذنوب ريح ما قدر أحد يجلس إليّ.

أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر، أنا عمر بن أحمد بن مسرور، أنا أبو عمر بن حمدان، نا أبو العباس السّرّاج، نا محمّد بن عمر الباهلي قال: سمعت سفيان قال: قال محمّد بن واسع: لو كان للذنوب ريح ما جالسنا أحد.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا رشأ المقرئ، أنا أبو محمّد المقرئ، أنا أبو بكر المالكي، نا محمّد بن يونس الأصمعي قال: قيل لمحمّد بن واسع: كيف أصبحت؟ فقال:

أصبحت موفورا بالنعم، و ربّ بتحبّب (3) إلينا (4) بالنعم، و هو عنا غني و نتبغّض إليه بالمعاصي و نحن إليه فقراء.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الحسن بن الأخضر، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، أنا ابن أبي الدنيا، نا عبد اللّه بن عيسى الطفاوي، نا محمّد بن عبد اللّه الوزّان قال:

ص: 158


1- سير أعلام النبلاء 121/6.
2- في د: علي بن محمد بن محمد بن الخطيب.
3- بدون إعجام بالأصل، و المثبت عن د.
4- تحرفت بالأصل إلى:«أنبأنا» و المثبت عن د.

رأى محمّد بن واسع ابنا له و هو يخطر بيده فقال: ويحك (1) تدري من أنت؟ أمك اشتريتها بمائتي درهم و أبوك فلا أكثر اللّه في المسلمين مثل ضربه أو قال: نحوه.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم (2)،نا أبو مسعود عبد اللّه بن محمّد بن أحمد، نا أبو العباس الهروي، نا أبو حاتم السجستاني، نا الأصمعي قال: آذى (3) ابن لمحمّد بن واسع رجلا فقال له محمّد: أ تؤذيه و أنا أبوك؟ و إنّما اشتريت أمك بمائة درهم.

أخبرنا أبو القاسم [إسماعيل] (4) بن أحمد، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد، و أبو منصور عبد الباقي بن محمّد، قالا: أنا أبو طاهر المخلص، نا عبيد اللّه السكري، نا زكريا المنقري الأصمعي، نا جعفر بن سليمان و ليس بالضبعي قال (5):

جاء رجل إلى محمّد بن واسع فشكا ابنه إليه، فأقبل على ابنه فقال: يا بنيّ تستطيل على الناس و أمّك اشتريتها بأربع مائة درهم؟ و أمّا أبوك فلا أكثر اللّه في المسلمين مثله؟! قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا ابن الفهم، نا ابن سعد (6)،أنا عبيد اللّه (7) بن محمّد القرشي، نا سعيد ابن عامر قال:

كان بين [ابن] (8) محمّد بن واسع و بين رجل شيء، فشكاه إلى أبيه، قال: فأرسل محمّد إلى ابنه فقال له: و أي شيء أنت؟ و اللّه ما اشتريت أمّك إلاّ بثلاثمائة درهم، و أمّا أبوك فلا أكثر اللّه في المسلمين مثله.

قال سعيد بن عامر: و نحن نقول: بلى، فكثّر اللّه في المسلمين مثله.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر اللالكائي، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (9)،حدّثني سعيد بن أسد، نا ضمرة، عن ابن شوذب قال:

حضر محمّد بن واسع محضرا (10) فيه ذكر، فلمّا فرغوا أمر بطعام، فتنحى محمّد بن

ص: 159


1- زيد بعدها في د: فقال.
2- رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 350/2.
3- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن د، و حلية الأولياء.
4- زيادة عن د، للإيضاح.
5- سير أعلام النبلاء 121/6.
6- الأصل: عبد اللّه، و المثبت عن د.
7- الأصل: عبد اللّه، و المثبت عن د.
8- زيادة عن د للإيضاح.
9- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 253/2 و حلية الأولياء 347/2.
10- كذا بالأصل و د، و في المعرفة و التاريخ: مجلسا.

واسع ناحية، فقالوا له: يا أبا بكر أ لا تدنو إلى هذا الطعام؟ قال: إنّما يأكل من بكى (1).

أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل و غيره عن أبي بكر أحمد بن الحسين، أنا محمّد ابن عبد اللّه الحافظ، أخبرني أحمد بن سهل الفقيه، نا إبراهيم بن (2)،نا حرملة، نا بن وهب، حدّثني مالك عن يحيى بن سعيد.

أن رجلا صنع طعاما و دعا ناسا فيهم محمّد بن واسع، و كان فيهم من يقضي و يقرأ القرآن، فلمّا فرغوا أتوا بالطعام، فأكل القوم، و أبي محمّد بن واسع أن يأكل معهم، فقيل له:

أ لا تأكل؟ فقال: إنّما يأكل من بكى، فقيل لمالك سكنهم (3) بذلك؟ قال: نعم.

[قال:] و أعطى ابن المهلب و ناسا معه مالا يقتسمونه فأبى محمّد بن واسع أن يأخذ منه شيئا، فقال له ابن المهلب: نخشى أن تكون ضعيفا؟ فقال: إنّي و اللّه لا أخشى ذلك على نفسي.

قال: و لقد قسم ابن المهلب طشاشا (4) من ذهب، فأخذ كلّ إنسان طستا فقام به، و قام محمّد بن واسع و ترك طستا لم يأخذه.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد الحافظ - إملاء - أنا أبو طاهر عبد الرّحمن بن عليك بن داب، أنا أبو حفص بن شاهين، أنا أبو سعد عبد الرّحمن بن محمّد الإدريسي، أنا علي بن محمّد بن زيد بن أحمد بن عيسى العلوي الزيدي الكوفي، نا عبد اللّه بن عثام الكوفي، نا عبد اللّه بن أبي زياد، نا سيار، ثنا جعفر بن سليمان قال: سمعت محمّد بن واسع يقول: ما بقي من لذة الدنيا إلاّ الصلاة في الجماعة، و لقى الإخوان.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا [أبو] (5) الحسين بن النقور، و أبو منصور بن العطّار، قالا: أنا أبو طاهر المخلص، أنا أبو محمّد البشكري، أنا زكريا بن يحيى المنقري (6)،نا الأصمعي قال: سمعت سليمان بن المغيرة قال: قال محمّد بن واسع: ما بقي شيء ألذه إلاّ الصلاة و لقاء الإخوان.

ص: 160


1- زيد بعدها في حلية الأولياء: كأنه يعيب عليهم الطعام بعد البكاء أو مع البكاء.
2- الكلمة غير واضحة بالأصل و د: و رسمها:«المعفل».
3- رسمها بالأصل:«؟؟؟ كهم» و المثبت عن د.
4- كذا بالأصل «طشاشا» واحدها «طش» و هي أعجمية معربة عن طشت، بالشين، و هي هي الطست و جمعها طساس و قال الزجاج: طسات.
5- زيادة عن د.
6- غير واضحة بالأصل و نميل إلى قراءتها:«المقرئ» و المثبت عن د.

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمّد، أنا سهل بن بشر (1)،أنا أبو الحسن ابن عبيد اللّه الهمداني - إجازة - أنا أبو محمّد الحسن بن إسماعيل الضراب، أنا أحمد بن مسعود، نا أبو الفضل إبراهيم بن حميد، نا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني أبو عبد اللّه الخزاعي، عن محمّد بن عبادل، عن محمّد بن واسع قال:

ما أمسي من الدنيا إلاّ على ثلاث: صاحب إن تعوّجت قوّمني، و قوت من الرزق ليس لأحد فيه منّة، و لا فيه تبعة، و صلاة في جميع يرفع عني سهوها و يكتب لي فضلها.

أخبرنا (2) أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفر القشيري، قالا: أنا محمّد بن علي الصوفي، أنا محمّد بن عبد اللّه الجوزقي، أنا أبو العباس الدغولي، نا محمّد بن إبراهيم بن سعيد، نا عيسى بن إبراهيم البركي (3)،نا عبد الجبار بن خالد، عن محمّد بن واسع أنه قال:

لم يبق من العيش إلاّ ثلاث: الصلوات الخمس يصليهن في الجميع فيعطى فضلهن و يكفى شرّهن، و جليس صالح تفيده خيرا و يفيدك خيرا، و كفاف من العيش ليس لأحد عليك فيه منّة و لا يخاف من اللّه فيه التبعة.

[قال ابن عساكر:] (4) كذا قال، و الصواب: سهوهن (5).

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو بكر أحمد بن الفضل، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أبو العباس القاسم بن القاسم السّيّاري، قال: قال أحمد بن سيار: نا أحمد بن أيوب أبو جعفر قال: قال محمّد بن واسع:

لم يبق من العيش إلاّ ثلاث خصال: مجالسة رجل عاقل تصيب في مجالسته خيرا، إن زغت عن الطريق قوّمك، و كفاف من المعيشة ليس للّه لك عليك فيه تبعة، فلا لأحد عليك فيه منة، و صلاة في جماعة تكفي سهوها و تستوجب فضلها.

قال: و نا أحمد قال: قال محمّد:

إنّ من الناس ناسا غرّهم الستر و فتنهم الثناء، فإن قدرت أن لا يغلب جهل غيرك بك علمك بنفسك فافعل.

ص: 161


1- تحرفت بالأصل إلى: بشير.
2- كتب فوقها في د: ملحق.
3- كذا رسمها بالأصل و د.
4- زيادة منا للإيضاح.
5- كتب بعدها في د: إلى.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن أحمد، أنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن القاسم، و أبو عمرو عبد الوهّاب بن محمّد بن إسحاق، قالا: أنا أبو محمّد الحسن بن [محمد بن] (1)أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر (2)،نا عبد اللّه بن محمّد بن (3) عبيد، نا محمّد بن يحيى بن أبي حاتم الأزديّ، نا داود بن المجبر، نا عبّاد بن كثير، و حمّاد بن زيد عن واصل مولى أبي عيينة (4) قال:

كنت مع محمّد بن واسع بمرو فأتاه عطاء بن مسلم و معه ابنه عثمان؛ قال عطاء لمحمّد: أيّ عمل في الدنيا أفضل؟ قال: صحبة الأصحاب، و محادثة الإخوان إذا اصطحبوا على البرّ و التقوى، فحينئذ يذهب اللّه بالخلاف من بينهم، تواصلوا و لا خير في صحبة الأصحاب و محادثة الإخوان، إذا كانوا عبيد بطونهم، لأنهم إذا [كانوا] (5) كذلك ثبّط بعضهم بعضا عن الآخرة.

قال عطاء: يا أبا عبد اللّه بينا أنا قائم أصلّي و أنا غلام، إذ أتاني رجل على فرس، فقال: يا غلام عليك بالبرّ و التقوى، فإنّ البرّ و التقوى يهديان إلى الإيمان، و إيّاك و الكذب و الفجور، فإن الكذب و الفجور يهديان إلى النار، ثم قال: يا بن أخي اصحب أولياء اللّه، فإنّ أولياء اللّه هم الألبّاء العقلاء الحذرون المسارعون في رضوان اللّه المراقبون للّه، فإذا رأيت أهل الصفة فاقترب منهم فهم أولياء اللّه، فقلت: كيف أعرف أهل النفاق و الكذب و الفجور؟ فقال:

أولئك قوم إذا رأيتهم يأباهم قلبك، و لا يقبلهم عقلك، إذا سمعت كلامهم سمعت كلاما حلوا له لذاذة (6)،و لا منفعة له، و إياك أن تصحب أهل الخلاف، قلت: و من أهل الخلاف؟ قال:

المفارقون لأهل السنّة و الكتاب، أولئك عبيد أهوائهم، تراهم مصطحبين و قلوبهم تلعن بعضهم بعضا، فاحذر هؤلاء و اجتنبهم، و عليك بالصلاة، و انته عن محارم اللّه، و تقرّب إلى اللّه بالنوافل، فإنك إذا كنت كذلك كنت شاكرا عالما غنيا، قال: ثم التفتّ فلم أر شيئا.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام الواسطي، عن أبي عمر بن

ص: 162


1- الزيادة عن هامش الأصل.
2- في د: عثمان.
3- عن د، و بالأصل: نا.
4- بالأصل:«ابن عتيبة» و في د:«ابن عيينة» كلاهما تصحيف، و هو واصل بن عبد الرحمن مولى أبي عيينة بن المهلب بن أبي صفرة و اسم أبي عيينة عزرة. راجع ترجمة واصل في تهذيب الكمال 359/19.
5- زيادة عن د، للإيضاح.
6- كذا بالأصل و د، و في المختصر: كلاما خلو الإرادة.

حيّوية، أنا أبو الطيّب الكوكبي، نا ابن أبي خيثمة، نا غسّان بن المفضل أبو معاوية الغلاّبي، حدّثني رجل قال:

مرّ محمّد بن واسع بعثمان البتّي فقال: إن [هذا يقول] (1)[فيه] (2) أهل البصرة منذ أربعين سنة: و إنه خيرهم، و ما وقر في قلبه من ذلك شيء.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني أبو عيّاش القطّان، حدّثني قاسم الخواص قال: قال محمّد بن واسع لرجل: أبكاك قط سابق علم اللّه عز و جل فيك؟ (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد أحمد بن أبي عمر، أنا القاضي أبو القاسم الحسن بن علي بن المنذر، أنا أبو علي بن صفوان البردعي، نا ابن أبي الدنيا، نا خالد ابن خداش، نا حمّاد بن زيد قال:

بلغني أن محمّد بن واسع كان في مجلس، فتكلم رجل فأكثر الكلام، فقال محمّد: ما على أحدهم لو يسكت فيقاربونا.

قال: و نا ابن أبي الدنيا.

ح و أخبرنا (4) أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أحمد بن محمّد بن جعفر الجوزي، نا ابن أبي الدنيا.

حدّثني علي بن أبي مريم، عن أحمد بن إسحاق الحضرمي، نا جعفر الحرار (5) قال:

سمعت محمّد بن واسع يقول لمالك بن دينار: يا أبا يحيى حفظ اللسان أشد على الناس من حفظ الدنانير و الدراهم.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أنا أبو بكر إسماعيل بن محمّد الفقيه، نا أبو حاتم الرازي، نا أبو الفقير الدمشقي، نا إسماعيل بن عيّاش، نا عبد الرّحمن بن الحارث، حدّثني محمّد بن واسع.

ص: 163


1- الزيادة عن د.
2- زيادة لازمة عن المختصر، و هي مستدركة فيه بين معكوفتين.
3- سير أعلام النبلاء 121/6.
4- كتب فوقها في د: ملحق.
5- كذا رسمها بالأصل و د.

أنه كتب إلى رجل من إخوانه: من محمّد بن واسع إلى فلان بن فلان، سلام عليك، أما بعد فإن استطعت أن تبيت حيث تبيت و أنت نقي الكف من الدم الحرام، خميص البطن من الطعام الحرام، خفيف الظهر من المال الحرام فافعل، فإن فعلت فلا سبيل عليك، إنّما السبيل على الذين يظلمون الناس و يبغون في الأرض بغير الحق، و السلام عليك.

أخبرنا أبو علي الحدّاد في كتابه، أنا أبو نعيم الحافظ (1)،نا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، نا أبي، نا محمّد بن مصعب قال: سمعت يحيى بن سليم ذكر عن عبد العزيز بن أبي رواد (2) قال:

رأيت في يد محمّد بن واسع قرحة فكأنه رأى ما قد شق علي منها فقال لي: تدري ما ذا للّه عليّ في هذه القرحة من نعمة؟ قال: فسكتّ [قال:] (3) حيث لم يجعلها على حدقتي و لا على طرف لساني، و لا على طرف ذكري، قال: فهانت علي قرحته.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، نا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا عبد الرّحمن بن عبيد اللّه ابن عبد اللّه، أنا أحمد بن سليمان النجّاد، نا ابن أبي الدنيا، نا أحمد بن إبراهيم، حدّثني أبو جعفر قال: سمعت يحيى بن سليم ذكر عن عبد العزيز أبي رواد قال:

رأيت في يد محمّد بن واسع قرحة، قال: فكأنه رأى ما شقّ عليّ منها، فقال: أ تدري ما ذا للّه عليّ في هذه القرحة من نعمة ماله شكر؟ فقال: إذ لم يجعلها على حدقتي، و لا على طرف لساني، و لا عليّ طرف ذكري، فهانت علي قرحته.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوه (4)،أنا أبو الحسن اللنباني (5)،نا ابن أبي الدنيا، نا أسد بن عمار التيمي، نا محمّد بن مقاتل قال:

فقد محمّد بن واسع رجلا من أصحابه ثم لقيه. قال: فكأنه ذهب يعتذر فقال له محمّد: لا عليك متى كان الاكتفاء (6) إذا كانت القلوب بنعمة.

ص: 164


1- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 352/2.
2- تحرفت بالأصل إلى:«داود» و المثبت عن د، و حلية الأولياء.
3- زيادة لازمة عن د، و حلية الأولياء.
4- تحرفت بالأصل إلى:«فوه» و في د:«؟؟؟ وه».
5- رسمها بالأصل:«الساني» و في د:«اللساني».
6- كذا بالأصل و المختصر، و في د: الالتقاء.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أحمد بن الحسين الحافظ.

ح و أخبرنا أبو القاسم (1)،إسماعيل بن أبي الأشعث، نا أبو بكر بن أبي القاسم.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،حدّثني سعيد بن أسد، نا ضمرة، عن ابن شوذب قال: قال محمّد بن واسع: يكفي من الدعاء مع الورع اليسير، كما يكفي القدر من الملح - زاد ابن السمرقندي: و كان لمحمّد بن واسع علية، فإذا كان الليل دخل ثم أغلقها عليه.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا محمّد بن يحيى بن المنذر، نا سعيد بن عامر، نا جعفر بن سليمان قال:

قيل لمحمّد بن واسع: يا أبا عبد اللّه لو تكلمت؟ فقال: الحمد للّه، هذه علامة ..... (3) ثم قال: إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوّابين غفرا.

أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أنا أبو عبد اللّه الصفّار (4).

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، أنا جعفر السراج، أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو جعفر عبد اللّه بن إسماعيل بن إبراهيم الهاشمي قالا: نا ابن أبي الدنيا، نا - و قال الهاشمي:

حدّثني - محمّد بن يزيد الآرمي، نا يحيى بن سليم - و قال الصفّار: سليمان - عن عمران بن مسلم، عن محمّد بن واسع قال: أربعة من الشقاء: طول الأمل، و قسوة القلب، و جمود العين، و البخل.

أخبرنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبيد اللّه (5) الخطيبي (6)،أنا أبو الطيب عبد

ص: 165


1- أقحم بعدها بالأصل:«قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب حدثني» صوبنا السند عن د.
2- المعرفة و التاريخ 253/2 و قد تقدم هذا الخبر.
3- بياض بالأصل و د، بمقدار كلمة.
4- كتب بعدها في د: إلى.
5- تحرفت بالأصل إلى: عبد اللّه، و المثبت عن د، قارن مع مشيخة ابن عساكر 93/أ.
6- بالأصل و د: الخطبي، و المثبت عن المشيخة.

الرزّاق بن عمر بن موسى، أنا أبو بكر بن المقرئ (1)،نا محمّد بن الحسن بن علي بن حرب، نا إبراهيم بن سعيد.

ح و أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر، أنا عمر بن أحمد بن عمر ابن مسرور، نا أبو عمرو بن حمدان، أنا محمّد بن إسحاق الثقفي، نا إبراهيم بن سعيد الجوهري، نا يونس بن محمّد، عن أبي سعيد المؤدب قال: قال محمّد بن واسع:

ليس لملول صديق، و لا لحاسد راحة، و إيّاك و الإشارة على المعجب برأيه، فإنه لا يقبل - و في رواية الخطيبي: عن محمّد بن واسع، و فيها: غنى بدل راحة.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو أبو عبد اللّه الحافظ، أخبرني خلف بن محمّد الكرابيسي ببخارى، أنا أبو عمرو أحمد بن نصر من نيسابور، نا نصر ابن علي الجهضمي، نا زياد بن الربيع [اليحمدي] (2) عن أبيه قال:

رأيت محمّد بن واسع يبيع حمارا له بسوق مرو، فقال له رجل: يا أبا عبد اللّه أ ترضاه لي؟ قال: لو رضيته لم أبعه.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب، أنا التنوخي، أنا أبو الحسن علي بن عيسى بن علي الرماني، نا ابن دريد، أنا العكلي، حدّثني شيخ من أهل البصرة قال:

رأيت محمّد بن واسع الأزدي بسوق مرو يعرض حمارا، فقال له رجل: يا أبا عبد اللّه، أ ترضاه لي؟ قال: لو رضيته لما بعته.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، و أبو سعد عبد اللّه بن أسعد بن حيان في كتابيهما (3)قالا: أنا موسى بن عمران، أنا الحاكم أبو عبد اللّه، حدّثني أبو عبد اللّه محمّد بن العباس الضبي، نا أحمد بن محمّد بن عطاء، نا محمّد بن عثمان بن سعيد [نا] (4) أبو الخطاب زياد ابن يحيى الحساني (5)،نا زياد بن الربيع، عن أبيه قال: رأيت محمّد بن واسع بهراة يماكس بقالا فقال: ترك المكاس غبن، و من رضي بالغبن فقد ضيّع ماله.

ص: 166


1- بالأصل: المصري، و المثبت عن د.
2- بياض بالأصل، و المثبت عن د.
3- بالأصل: كتابهما، و المثبت عن د.
4- زيادة لازمة عن د.
5- ترجمته في تهذيب الكمال 411/6.

أنبأ أبو غالب شجاع بن فارس، أنا محمّد بن علي الحربي، و علي بن أحمد الملطي، قالا: أنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن دوست - زاد الحربي: و محمّد بن عبد اللّه الدقاق قالا:- أنا الحسين بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني سليمان بن أبي شيخ، عن ابن عائشة أن عمر بن يزيد الأسيدي شتم محمّد بن واسع حتى سكت لا يرد عليه شيئا، فلما سكت قال له: يا مغرور، يوشك أن تندم.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن سبيع بن المسلّم، عن رشأ بن نظيف، أنا أحمد بن محمّد بن يوسف بن دوست العلاف، نا عثمان بن محمّد الدقّاق، نا محمّد بن أحمد بن البراء، نا محمّد بن عامر المصيصي، نا يعقوب بن كعب، نا أبي عن خليد بن دعلج قال: أراد ابن هبيرة محمّد بن واسع على القضاء، فقال: لتجلس أو لأضربنك مائة سوط، فقال: إنّ تفعل فمسلّط، و ذليل الدنيا خير من ذليل الآخرة.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أنا أبو الطيب محمّد بن عبد اللّه بن المبارك قال: سمعت الفضل بن محمّد يقول: نا النفيلي، نا خليد بن دعلج، عن محمّد بن واسع قال: لقم الغضب وسف التراب خير من الدنو من السلطان.

أخبرنا أبو علي الحسين بن أحمد في كتابه (1)،أنا [أبو] (2) نعيم الحافظ (3)،نا أبو محمّد بن حيان، نا أحمد بن الحسين، حدّثني أحمد بن إبراهيم (4)،حدّثني محمّد بن عيسى (5)،حدّثني مخلد بن حسين، عن هشام قال:

دعا مالك بن المنذر محمّد بن واسع و كان على شرط البصرة، فقال: اجلس على القضاء، فأبى محمّد فعارده، فأبى، فقال: لتجلس أو لأجلدنّك ثلاثمائة، فقال له محمّد: إن تفعل فأنت مسلّط، و إنّ ذليل الدنيا خير من ذليل الآخرة.

قال: و دعاه بعض الأمراء فأراده على بعض الأمر، فأبى فقال له: إنّك لأحمق، فقال محمّد: ما زلت يقال لي هذا مذ أنا صغير.

ص: 167


1- بالأصل: كتاب، و المثبت عن د.
2- زيادة لازمة عن د.
3- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 349/2-350.
4- كذا بالأصل و د، و في الحلية: أحمد بن محمد.
5- كذا بالأصل و د، و في الحلية: محمد بن أحمد.

قال: و أنا أبو نعيم، نا محمّد بن جعفر، و الحسين بن محمّد، و علي بن أحمد، قالوا:

أنا محمّد بن إسماعيل بن أحمد، نا أبو الفضل صالح بن أحمد، حدّثني أبي، نا عبيد اللّه بن محمّد قال: سمعت شيخا يحدثه قال:

استعمل بعض أمراء البصرة عبد اللّه بن محمّد بن واسع على الشرطة، فأتاه محمّد بن واسع فقيل للأمير: محمّد بالباب، قال: فقال للقوم: ظنوا به، فقال بعضهم: جاء يشكر الأمير على استعمال (1) ابنه فقال لا، و لكنه جاء يطلب لابنه الإعفاء، أو قال العافية، قال:

فأذن له، فلما دخل قال: أيها الأمير، بلغني أنك استعملت ابني، و إنّي أحبّ أن تسترنا سترك اللّه، قال: قد أعفيناه يا أبا عبد اللّه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، و أبو (2) منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلص، نا عبيد اللّه السكري، نا زكريا المنقري (3)،نا الأصمعي، نا حمّاد بن زيد قال:

أتى محمّد بن واسع رجلا في حاجة لرجل فقال له: أتيتك في حاجة رفعتها إلى اللّه قبلك، فإن يأذن اللّه في قضائها قضيتها و كنت محمودا، و إن لم يأذن في قضائها لم تقضها و كنت معذورا، قال فقضى حاجته (4).

أخبرنا أبو القاسم الحسيني، أنا رشأ المقرئ، أنا الحسن المصري، أنا أحمد المالكي، نا إبراهيم الحربي، نا أبو نصر، عن الأصمعي قال (5):

لمّا صافّ قتيبة بن مسلم الترك، و هاله أمرهم سأل عن محمّد بن واسع فقال: انظروا ما يصنع، قال: هو ذاك في أقصى الميمنة جانح على سية قوسه يبصبص بإصبعه نحو السماء، فقال قتيبة: تلك الأصبع الفاردة أحب إليّ من مائة ألف سيف شهير و سنان (6) طرير.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمر،

ص: 168


1- بالأصل و د:«استعمل ابنه» و المثبت عن المختصر.
2- تحرفت بالأصل إلى:«و ابن» و المثبت عن د.
3- في د: المقرئ.
4- بالأصل:«قال: حاجته فقضى» و المثبت عن د.
5- الخبر في سير أعلام النبلاء 121/6.
6- كذا بالأصل و د، و في سير الأعلام: و شاب طرير.

أنا محمّد بن موسى بن الفضل، أنا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد الصفّار، نا ابن أبي الدنيا، نا أحمد بن إبراهيم العبدي، نا أبو داود، عن عمارة بن مهران المقرئ (1) قال: قال محمّد بن واسع:

ما أعجب إليّ منزلك، قلت: و ما يعجبك من منزلي و هو عند القبور؟ قال: و ما عليك، يقلّون الأذى و يذكرونك للآخرة.

أخبرنا (2) أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أنا أبو أحمد بكر بن محمّد الصيرفي - بمرو - نا محمّد بن يونس، نا أبو داود الطيالسي، نا عمارة بن مهران المقرئ (3) قال: قال لي محمّد بن واسع:

ما أعجب إليّ منزلك، قلت: و ما يعجبك من منزلي و هو إلى جنب القبور؟ قال: و ما يضرونك، يذكّرونك الآخرة و يقلّون الأذى.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن محمّد بن مهران، و محمّد بن شجاع اللفتواني (4)، قالا: أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (5)،نا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسن، نا شعيب بن محرز، نا سلام بن أبي مطيع قال: قال محمّد ابن واسع: إنّ لنا من كبر الليل و النهار ليوم سوء أو غير ذلك، ثم بكى.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن محمّد الخطيب، أنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن يوسف، أنا أبو علي [بن] (6) صفوان، أنا ابن أبي الدنيا، نا أحمد ابن إبراهيم بن كثير، حدّثني محمّد بن عيسى، عن مخلد، عن هشام قال: كنت عند محمّد ابن واسع فأتاه رجل، فقال له: كيف أمسيت يا أبا عبد اللّه؟ ما ظنك برجل يرتحل إلى الآخرة كل يوم مرحلة.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو نصر محمّد بن أحمد، أنا محمّد بن موسى، أنا محمّد بن عبد اللّه، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، نا خالد بن خداش، نا سلام ابن أبي مطيع قال:

ص: 169


1- في د: المعولي.
2- كتب فوقها في د: ملحق.
3- مطموسة بالأصل، و قد تقدم قريبا.
4- تقرأ بالأصل:«المعنواني» و المثبت عن مشيخة ابن عساكر 188/ب.
5- إعجامها اضطراب بالأصل و د.
6- زيادة عن د.

كنا مع محمّد بن واسع في جنازة فأسرعوا بها المشي، فانتهينا إلى الجبّان، و لم يتلاحق الناس فانتظروا بها حتى تلاحقوا قال: فصلينا عليها ثم [انتهينا] (1) إلى القبر فوضعت، و جئت فقعدت إلى جنب محمّد بن واسع فسمعته يقول لرجل إلى جنبه: كل يوم ينقل منا إلى المقابر نقلة، و كأنك بهذا الأمر قد عم آخرنا حتى نلحق بأولنا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (2)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، نا الهيثم بن عبيد الصيد قال: سمعت أبي يقول:

قعدت إلى محمّد بن واسع في المسجد و هو يتحدث مع أصحابه فذكر رجل منهم الموت فتغير لونه و اصفرّ حتى ارفضّ عرقا و دمعت عيناه، فقام.

قال: و نا محمّد بن الحسين، نا بشر بن عمر، نا مهدي قال:

كنا نجلس إلى محمّد فيحدّثنا و نحدثه و يكثر إلينا و نكثر إليه، فإذا ذكروا (3) الموت تغير لونه و اصفر، و أنكرناه و كأنه ليس بالذي كان.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا يوسف بن عبد اللّه الحلواني، نا مسلم بن إبراهيم، عن الحسن بن أبي جعفر قال:

كان محمّد بن واسع يمرّ على رباع أخواله بعد موتهم فيناديهم: يا فلان، أنا فلان، ثم يرجع إلى نفسه فيقول (4):ماتوا [و] اللّه و مادوا و إن نعلا فقدت أختها السريعة اللحاق بصاحبتها.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (5) و ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، نا يحيى بن بسطام، حدّثني محمّد بن مروان، عن عطاء الأزرق، عن محمّد بن واسع أنه حضر جنازة، فلما رجع إلى أهله أتى بغدائه فبكى و قال: هذا يوم منغص علينا نهاره، و أبى أن يطعم.

ص: 170


1- بياض بالأصل، و استدركت اللفظة عن د.
2- رسمها بالأصل:«اللساني» و في د:«اللباني».
3- في د: ذكر الموت.
4- عن د، و بالأصل: فيقولون.
5- اضطرب إعجامها بالأصل و د.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو نصر الأصبهاني، أنا محمّد بن موسى، أنا محمّد ابن عبد اللّه الصفّار، نا ابن أبي الدنيا (1)،نا محمّد بن الحسين، نا يحيى بن بسطام، نا محمّد ابن مروان العجلي، حدّثني أبو عاصم:[الحنظلي قال: كنت أمشي مع محمد بن واسع، فأتينا على المقابر فدمعت عيناه ثم قال لي: يا أبا عاصم] (2) لا يغررك ما ترى من خمودهم، فكأنك بهم قد وثبوا من هذه الأجداث، فمن بين مسرور و مغموم.

أخبرنا أبو القاسم (3) بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، نا أحمد بن إبراهيم [نا إبراهيم] (4) بن عبد الرّحمن بن مهدي قال:

سمعت أبي يذكر عن حمّاد بن زيد قال: حضرت محمّد بن واسع عند الموت و أصحابه حوله، فقال: لا و اللّه يا قوم ما هي إلاّ النار أو يعفو اللّه.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا علي بن محمّد بن محمّد بن الأخضر.

قالا: أنا أبو الحسين (5) بن بشران، أنا الحسين بن صفوان، نا عبد اللّه بن محمّد بن أبي الدنيا، نا إسحاق بن إبراهيم، عن سعيد بن عامر.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر محمّد بن أبي القاسم، أنا ابن بشران، أنا ابن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن عمر المقدمي، و هارون بن عبد اللّه و غيرهما، قالوا: نا سعيد بن عامر.

عن حزم قال: قال محمّد بن واسع و هو في الموت: يا إخوتاه تدرون أين يذهب [بي، و يذهب بي] (6) و اللّه الذي لا إله إلاّ هو إلى النار أو يعفو عني.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر، أنا ابن بشران، أنا ابن [صفوان، أنا] (7) ابن أبي

ص: 171


1- أقحم بعدها بالأصل:«نا محمد بن أبي الدنيا» و المثبت يوافق السند في د.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك لإيضاح المعنى عن د.
3- أقحم بعدها بالأصل: زاهر بن طاهر.
4- ما بين معكوفتين استدرك عن د لتقويم السند.
5- تحرفت بالأصل و د إلى: الحسن.
6- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن د.
7- بياض بالأصل، و المستدرك عن د، لتقويم السند.

الدنيا، نا أحمد بن إبراهيم بن كثير، حدّثني إبراهيم بن عبد الرّحمن بن مهدي، حدّثني مضر، حدّثني عبد الواحد بن زيد (1) قال:

حضرت محمّد بن واسع عند الموت فجعل يقول لأصحابه: عليكم السلام، إلى النار أو يعفو اللّه عني.

قال: و نا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، حدّثني شعيب بن محرز، نا الربيع ابن صبيح قال:

لما احتضر محمّد بن واسع جعل إخوانه يقولون له: أبشر يا أبا عبد اللّه، فإنا نرجو لك، فبكى ثم قال: يذهب بي إلى النار أو يعفو اللّه.

قال: و نا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن مغيرة المازني، نا سعيد، نا جعفر بن سليمان، عن هارون بن رئاب قال:

جئت أعوده، فإذا هو يجود بنفسه، فما فقدت وجه رجل فاضل إلاّ و قد رأيته عنده، فجاءه محمّد بن واسع فقال: يا أخي كيف تجدك؟ قال: هو ذا أخوكم يذهب به إلى النار أو يعفو اللّه عنه.

قال: و بلغني عن محمّد بن واسع أنه قالها عند الموت فأظن أنه تعلّمها من هارون بن رئاب.

قال: و أنا ابن أبي الدنيا، حدّثني إبراهيم بن عبد اللّه الهروي.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الحسن بن الأخضر، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا ابن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، نا إبراهيم بن عبد اللّه.

نا إسماعيل بن إبراهيم، عن يونس بن عبيد قال:

دخلنا على محمّد بن واسع نعوده فقال: و ما يغني ما يقول الناس إذا أخذ بيدي و رجلي فألقيت في النار؟ أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين (2) بن

ص: 172


1- تحرفت بالأصل إلى: مزيد، و المثبت عن د.
2- تحرفت بالأصل إلى: الحسن، و المثبت عن د.

بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، نا أحمد بن إبراهيم و غيره، نا سعيد بن عامر، حدّثني صاحب لنا قال:

لما ثقل مع ابن واسع كثر الناس عليه في العيادة، فإذا قوم قيام و آخرون قعود، فقعدت فأقبل عليّ فقال: أخبرني ما يغني عني هؤلاء إذا أخذ بناصيتي و قدميّ و ألقيت في النار؟!.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد (1)،أنا عبيد اللّه بن محمّد القرشي التيمي، حدّثني هارون بن الجرّاح ابن ابنة هارون بن رئاب - قال عبيد اللّه: و حدّثني سعيد بن عامر و غيره يزيد بعضهم على بعض - قالوا: لما ثقل محمّد بن واسع دخل عليه أصحابه فجاء هارون بن رئاب بعد ذلك، فقال القوم: هارون أبو الحسن أوسعوا له، فأوسعوا له، فجلس ناحية قال: و القوم في تقريظ محمّد و هو مغلوب، فأفاق قال: فسمع بعض قولهم فقال:

يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمٰاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوٰاصِي وَ الْأَقْدٰامِ و أن يجمع بين ناصيتي و قدميّ و أقذف في النار لا يغني عني و اللّه ما تقولون شيئا، إخوتا (2) يذهب بي و اللّه عنكم إلى النار، أو يعفو اللّه.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنا أبو القاسم الشافعي، أنا أبو علي بن أبي نصر، أنا أبو سليمان محمّد بن عبد اللّه بن زبر (3)،نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن أبي شيبة، نا زياد بن أيوب، نا سعيد بن عامر، نا صالح بن رستم قال: فأخبرني صاحب لنا قال:

لما ثقل ابن واسع كثر الناس عليه في العيادة، قال: فدخلت عليه، فإذا قوم قعود و آخرون قيام، فقعدت فقال: ادن، ما يغني هؤلاء عني إذا أخذ غدا بناصيتي و قدمي و ألقيت في النار؟ ثم قرأ هذه الآية: يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمٰاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوٰاصِي وَ الْأَقْدٰامِ (4).

أنبأنا أبو علي المقرئ، أنا أبو نعيم الأصبهاني (5)،نا عبد اللّه بن محمّد، نا أحمد بن نصر، نا أحمد بن كثير، نا سعيد بن عامر، حدّثني أبو عامر، حدّثني صاحب لنا قال:

لما ثقل محمّد بن واسع كثر الناس عليه في العيادة قال: فدخلت فإذا قوم قيام و آخرون

ص: 173


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 242/7.
2- كذا بالأصل و د، و في «ز»: يا إخوتي.
3- تحرفت د إلى: رز.
4- سورة الرحمن، الآية:41.
5- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 348/2.

قعود، قال: فأقبل عليّ فقال: أخبرني ما يغني هؤلاء عني إذا أخذ بناصيتي و قدمي غدا و ألقيت في النار، ثم تلا هذه الآية: يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمٰاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوٰاصِي وَ الْأَقْدٰامِ .

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا ابن بشران، أنا ابن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد، نا خالد بن يزيد القرشي، نا فضالة بن دينار قال:

حضرت مع محمّد بن واسع و قد سجّي للموت فجعل يقول: مرحبا بملائكة ربي، و لا حول و لا قوة إلاّ باللّه، و شممت رائحة طيبة لم أشم مثلها، قال: ثم شخص ببصره، فمات.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الحسن بن علي، أنا أبو عمر الخزّاز (1)، أنا ابن معروف، نا ابن فهم، نا ابن سعد (2) قال:

و مات - يعني - محمّد بن واسع بعد الحسن بعشر سنين، كأنه مات سنة عشرين و مائة، و كذا [ذكره] (3) أبو جعفر الطبري (4).

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العباس، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا البخاري، حدّثني محمّد بن محبوب، نا أبو سلمة رجل من أصحاب الحديث لا أحفظ اسمه عن جعفر بن سليمان قال: مات ثابت و مالك بن دينار، و محمّد بن واسع، قال ابن محبوب: و أرى قال: و أبو عمران الجوني سنة ثلاث و عشرين و مائة (5).

أخبرنا أبو القاسم النسيب، نا أبو بكر الخطيب، أخبرني الحسين بن علي الطناجيري، نا أبو حفص بن شاهين قال: وجدت في كتاب جدي بخطه: مات محمّد بن واسع سنة ثلاث و عشرين و مائة.

أنبأنا أبو القاسم بن أبي الجن، و أبو الوحش الضرير، عن رشأ بن نظيف، أنا أبو شعيب المكتب، و أبو محمّد المقرئ، قالا: أنا الحسن بن رشيق، أنا الدولابي، حدّثني سليمان بن أشعث (6)،نا ابن عمر بن علي المقدمي - يعني - محمّدا، حدّثني بعض ولد محمّد ابن واسع: أن محمّد بن واسع مات سنة سبع و عشرين و مائة.

ص: 174


1- تحرفت بالأصل إلى:«الخراز» و في د:«الحزار».
2- الطبقات الكبرى لابن سعد 242/7.
3- استدركت عن هامش الأصل، و بعدها صح.
4- تهذيب الكمال 303/17 نقلا عن البخاري، بدون قوله و أبو عمران الجوني.
5- تهذيب الكمال 303/17 نقلا عن البخاري، بدون قوله و أبو عمران الجوني.
6- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 303/17 و سير أعلام النبلاء 123/6 من طريق بعض ولده.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، نا أحمد بن علي بن ثابت، أنا أبو سعيد بن حسنويه، أنا عبد اللّه بن محمّد بن حفص، نا عمر بن أحمد الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط قال: و محمّد ابن واسع مات سنة سبع و عشرين و مائة (1).

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة قال: و في سنة سبع و عشرين و مائة مات محمّد بن واسع الأزدي بالبصرة (2).

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، نا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، نا عبيد اللّه بن جرير العتكي، نا الفضيل بن الحسين، نا الحارث بن وجيه قال: سمعت مالك بن دينار قال:

رأيت محمّد بن واسع في الجنّة و رأيت محمّد بن سيرين في الجنّة، فقلت: أين الحسن؟ قال: عند سدرة المنتهى.

7081 - محمّد بن الورد [الدمشقي]

7081 - محمّد بن الورد [الدمشقي] (3)

روى (4) عنه نصر بن أبي نصر العطّار الطوسي الصوفي.

أنشدني أبو بكر المبارك بن كامل بن محمد بن الحسين و كتبه لي بخطه قال: أنشدنا محمد بن علي المصري، أنشدني عبد اللّه بن محمّد أبو إسماعيل الأنصاري قال: قال لي أبو الحسين (5) بن بشران: أنشدني أبو الفضل نصر بن أبي نصر العطّار الطوسي قال: أنشدني محمّد بن الورد الدمشقي وقت مفارقتي إيّاه:

ودّعته بدموعي حين فارقني *** و لم أطق جزعا للبين مدّ يدي

فقال لي: هكذا توديع ذي أسف *** بلا اعتناق و لا ضمّ إلى جسد؟

فقلت: كفى برشف الدّمع في شغل *** من الصباية، و الأخرى على كبدي

ص: 175


1- طبقات خليفة بن خيّاط ص 368 رقم 1784 و تهذيب الكمال 303/17.
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 378 (ت. العمري).
3- الزيادة عن المختصر.
4- غير مقروءة بالأصل، و كتب فوقها علامة تحويل إلى الهامش، و قد كتب عليه «روى» و هو ما أثبتناه.
5- تحرفت بالأصل و د إلى:«الحسن».
7082 - محمّد بن الوزير بن الحاكم أبو عبد اللّه السّلمي

7082 - محمّد بن الوزير بن الحاكم أبو عبد اللّه السّلمي (1)

ختن أحمد بن أبي الحواري.

روى عن الوليد بن مسلم، و مروان بن محمّد، و روّاد بن الجرّاح، و يحيى بن حسّان، و ضمرة بن ربيعة، و محمّد بن شعيب بن شابور، و خالد بن عبد الرّحمن الخراساني، و يوسف ابن السّفر، و الوليد بن مزيد (2)،و عبد العزيز بن الوليد بن سليمان بن أبي السائب.

روى عنه: أبو (3) حاتم الرازي، و أحمد بن [أبي] (4) الحواري، و محمّد بن عمرو بن مسعدة البيروتي، و أبو بكر بن أبي داود، و الباغندي، و أبو أيوب سليمان بن محمّد الخزاعي، و عبد اللّه بن محمّد الرّعيني، و إبراهيم بن دحيم، و أحمد بن سعيد الدمشقي، و أبو الحسن بن جوصا، و أبو زرعة النّصري، و عبد الرّحمن بن إسحاق الصامدي، و الحسين بن علي بن روح الكفربطناني، و محمّد بن محمّد بن بدر بن النّفّاخ، و أبو محمّد عبد الرّحمن محمّد بن عبد الوهّاب بن أبي قرصافة العسقلاني، و محمّد بن صالح بن أبي عصمة، و أبو عمرو محمّد بن علي بن خلف الصّرّار، و أبو الجهم بن طلاّب، و عبد اللّه بن هلال الدّومي (5) الزاهد، و أبو جعفر محمّد بن عبد اللّه المقرئ، و أبو بكر أحمد بن محمّد بن الوليد المزني، و أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن مهران الإسماعيلي النيسابوري.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين السلمي، أنا أبو القاسم بن الفرات (6)، نا عبد الوهّاب الكلابي، نا أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا، نا محمّد بن وزيرنا الوليد بن مسلم قال: و من ذلك أخبرنا بن ابن أبي ذئب، و ابن أبي عمرو، و مالك بن أنس عن ابن شهاب الزهري أنه أخبرهم عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

«يأتي أحدكم الشيطان و هو في صلاته، فيلبس عليه صلاته، فلا يدري أثلاثا صلّى أم أربعا؟ فإذا وجد أحدكم ذلك فليسجد سجدتين و هو جالس»[11806].

ص: 176


1- ترجمته في تهذيب الكمال 304/17 و تهذيب التهذيب 320/5 و الجرح و التعديل 115/8.
2- تحرفت بالأصل إلى:«مرثد» و بدون إعجام في د، و المثبت عن تهذيب الكمال.
3- في الأصل:«أبي» و المثبت عن د.
4- زيادة عن د.
5- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن د، و تهذيب الكمال.
6- عن د.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين (1) بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو حفص بن شاهين، نا عبد اللّه بن سليمان [نا] (2) محمّد بن الوزير، نا الوليد - يعني - ابن مسلم، أخبرني مالك، عن نافع، عن ابن عمر عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«إن الميت يعذّب ببكاء الحي عليه»[11807].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، نا أبو القاسم البجلي، نا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في تسمية أصحاب الوليد و ابن شعيب و غيرهم: محمّد بن وزير.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (3):

محمّد بن وزير بن الحكم (4) السّلمي أبو عبد اللّه ختن أحمد بن أبي الحواري، روى عن الوليد بن مسلم، و ضمرة بن ربيعة، و مروان بن محمّد، و محمّد بن شعيب بن شابور، و عبد العزيز بن الوليد بن سليمان بن أبي السائب، سمع منه أبي، و روى عنه. سئل أبي عنه فقال: ثقة.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة - بقراءتي عليه - عن أبي نصر بن ماكولا، قال (5):

أما وزير فهو محمّد بن الوزير بن الحكم (6) السّلمي الدمشقي، حدّث عن الوليد بن مسلم، و ضمرة بن ربيعة، و يحيى بن حسان (7)،روى عنه أبو داود السجستاني، و ابنه أبو بكر ابن أبي داود، و أبو الحسن بن جوصا.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد، أنا أبو منصور محمّد بن عبد اللّه، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن غالب، قالوا: قلت لأبي الحسن الدارقطني: محمّد بن وزير الدمشقي،

ص: 177


1- مطموسة بالأصل، و المثبت عن د.
2- زيادة عن د.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 115/8.
4- بالأصل و د: الحاكم، و المثبت عن الجرح و التعديل.
5- الاكمال لابن ماكولا 302/7.
6- بالأصل و د: الحاكم، و المثبت عن الاكمال لابن ماكولا.
7- بالأصل:«ح؟؟؟ ان» تصحيف، و المثبت عن د، و الاكمال.

و محمّد بن وزير الواسطي (1)،أيهما أحبّ إليك؟ فقال: جميعا ثقتان (2).

ذكر أبو الفضل المقدسي فيما أخبره أبو عمرو بن مندة عن أبيه، أنا محمّد بن إبراهيم ابن مروان قال: قال عمرو ابن دحيم: مات ليلة الأحد لستّ ليال خلون من ذي القعدة، سنة ستين و مائتين (3).

7083 - محمّد بن الوزير أبو الحسين الحافظ

والد أبي أحمد الحسين، أصله من بغداد، له شعر لا بأس به من جملته ما قاله في جارية داعبته (4) بالشيب:

قالت: أ شبت؟ و إنما *** عيب الفتى هرم و شيب

فأجبتها: يا هذه *** هذا خضاب فيه ريب

ما العيب إلاّ أن أمو *** ت و لا أشيب فذاك عيب

أنبأنا بذلك أبو القاسم النسيب و غيره، عن رشأ بن نظيف، أنا الميداني قال: قال أبو الحسين محمّد بن الوزير الحافظ فذكره.

و قرأت في كتاب التاريخ لأبي محمّد عبد اللّه بن أحمد بن جعفر الفرغاني قال: هنأ أبو الحسين محمّد بن الوزير الحافظ الأخشيد بعيد الفطر في بيتين:

رب قليل من المعاني *** موقعه موقع الكثير

هنّئ بالفطر كل شيء *** و هنّئ الفطر بالأمير

أنبأنا أبو سعد بن الطّيّوري، عن محمّد بن علي الصوري، أنشدنا أبو علي صالح بن إبراهيم بن رشدين، أنشدني أبو دهنة الكاتب قال: أنشدني أبو الحسين محمّد بن الوزير الحافظ لنفسه في زاهر غلام عبيد بن طغج:

الموت من..... (5) *** ملوية في جانب المنطقة

منطقة قد أحرقت مهجتي *** من قصة مذهبة محرقة

قد كتب الصائغ منها على *** مكان تلك القصة المشرقة

ص: 178


1- هو محمد بن الوزير بن قيس العبدي، أبو عبد اللّه الواسطي، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 305/17.
2- تهذيب الكمال 305/17.
3- تهذيب الكمال 305/17.
4- تحرفت بالأصل إلى:«إذا عتبته» و المثبت عن د.
5- كلمتان غير مقروءتين بالأصل و د.

إنا فتحنا لك فتحا و من *** لنا بفتح الجنة المغلقة

قال: و أنشدني أبو دهنة، أنشدني أبو الحسين الحافظ لنفسه في هذا الغلام:

لعمري إذا ما بدا *** ذراعه في نقل شطرنجه

فكيف إن حلل أزراره *** و أظهر الفتنة من غنجه

فهو جرح لست أقوى به *** لا سيما في خل برطنجه (1)

7084 - محمد بن وضاح بن بزيع أبو عبد اللّه

7084 - محمد بن وضاح بن بزيع أبو عبد اللّه (2)

مولى عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك الأندلسي القرطبي سمع ببلده، و رحل إلى الشرق رحلتين، و قرأ القرآن العظيم على عثمان بن سعيد ورش، و قرأ عليه جماعة بالأندلس و سمع بدمشق: محمد بن المبارك الصوري، و هشام بن عمار، و دحيما، و هشام بن خالد (3):و غيرهم، و أبا بكر بن أبي شيبة، و آدم بن أبي إياس، و سعيد بن منصور، و يحيى بن معين، و أحمد بن حنبل، و محمد بن عائذ، و محمد بن الخليل البلاطي، و صفوان بن صالح، و عبد اللّه بن أحمد بن ذكوان، و عبد السلام بن سعيد (4) الملقب بسحنون، و أبا مروان عبد الملك بن حبيب المصيصي صاحب الفزاري، و زهير بن حرب، و إسماعيل بن أبي أويس، و يعقوب بن حميد بن كاسب، و إبراهيم بن المنذر الحزامي، و إبراهيم بن محمد بن يوسف الفريابي المقدسي، و يعقوب بن كعب الأنطاكي، و محمد بن أبي السري العسقلاني، و زهير ابن عباد، و أصبغ بن الفرج، و حرملة بن يحيى، و أبا طاهر بن السرح، و الحارث بن مسكين (5)،و إسحاق بن أبي إسرائيل، و شجاع بن مخلد، و يحيى بن يحيى الليثي، و جماعة سواهم من الشاميين و المصريين و العراقيين.

روى عنه: أبو عمر أحمد بن عبادة بن علكدة الرعيني إمام قرطبة، و جعفر بن يحيى بن إبراهيم بن مدين الفقيه، و سليمان بن عبد الرحمن بن عبد الحميد بن عيسى الأموي، و عبيد اللّه بن محمد بن عبد الملك بن الحسن بن محمد الرافعي من ولد أبي رافع، مولى النبي صلّى اللّه عليه و سلم،

ص: 179


1- كذا بالأصل و د.
2- ترجمته في جذوة المقتبس ص 93 رقم 152، و تاريخ علماء الأندلس 15/2، و بغية الملتمس ص 133 و سير أعلام النبلاء 445/13 و تذكرة الحفاظ 646/2 و ميزان الاعتدال 59/4 و العبر 83/2 و الوافي بالوفيات 174/5 و غاية النهاية 275/2 و لسان الميزان 416/5.
3- «بن خالد» ليس في د.
4- في د: سعد.
5- غير واضحة بالأصل و د، و المثبت عن تاريخ علماء الأندلس.

و أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن بن عبد الحميد بن إبراهيم، و عيسى بن أيوب بن لبيب الغساني، و محمد بن يوسف بن أحمد بن أبي العطاف بن عبد الواحد، و محمد بن عزره الحجاري، من أهل وادي الحجارة، و محمد بن المسور بن عمر الفقيه، و معاوية بن سعيد الأندلسيون، و قاسم بن أصبغ البناني، و أبو عبد الملك محمد بن عبد اللّه بن أبي دليم، و أبو عبد اللّه محمد بن عبد الملك بن أيمن.

قرأت على أبي الحسن سعد الخير بن محمّد عن أبي عبد اللّه الحميدي (1)،أخبرني أبو محمّد علي أحمد، نا عبد الرّحمن بن سلم (2) الكناني، أخبرني أحمد بن خليل، نا خالد بن سعد، أخبرني أحمد بن زياد، أنا محمّد بن وضّاح قال: سمعت سحنون بن سعيد يقول:

و ذكر له عن رجل يذهب إلى أن الأرواح تموت بموت الأجساد، فقال: معاذ اللّه، هذا قول أهل البدع.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا هنّاد بن إبراهيم بن محمّد النسفي، قال: سمعت صالح ابن السليل بن صالح الآمدي يقول: سمعت عبد اللّه بن محمّد بن نصر يقول: سمعت أحمد ابن زياد يقول: سمعت ابن وضاح يقول: سمعت سحنون يقول: سمعت الأشهب يقول:

أغنج النساء المدنيات، و أخبث (3) النساء المكيّات، و أعفّ النساء البصريات، و شرّ النساء المصريات.

ذكر الفقيه أبو إبراهيم إسحاق بن إبراهيم التجيبي الأندلسي قال: سمعت ثقات من شيوخي يقولون:

إن الفقيه محمّد بن وضّاح لما انصرف من آخر حجة حجّها عقل لسانه عن الكلام سبعة أيام، فدعا اللّه عزّ و جل و قال: اللّهم إن كنت تعلم أن في إطلاق لساني خيرا فأطلقه، فأطلق اللّه لسانه، و نشر بالأندلس علما كثيرا، فكانوا يرون أن ذلك من إحدى كراماته.

و قال الوليد بن أبي بكر الأندلسي:

محمّد بن وضّاح سمع من أبي مصعب بالمدينة، و هو من أقران المعالي يوسف بن

ص: 180


1- جذوة المقتبس للحميدي ص 94.
2- كذا بالأصل و د، و في جذوة المقتبس: سلمة.
3- كذا بالأصل و د، و كتبها محقق المختصر: و أخنث.

عمر، و دخل المشرق فسمع بالعراق من يوسف بن عدي، و ابن أبي شيبة و أمثالهم، و تفقه بسحنون و بمشيخة المغرب و الأندلس، ثم تزهّد.

قرأت على أبي الحسن سعد الخير بن محمّد بن سهل، عن أبي عبد اللّه محمّد بن أبي نصر الحميدي صاحب كتاب «تاريخ الأندلس» قال (1):

محمّد بن وضّاح بن بزيع أبو عبد اللّه مولى عبد الرّحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان، من الرواة المكثرين، و الأئمة المشهورين، رحل إلى المشرق و طوّف البلاد في طلب العلم، سمع آدم بن أبي إياس، و يحيى بن معين، و أبا بكر بن أبي شيبة، و محمّد بن عبد اللّه بن نمير، و محمّد بن رمح، و حامد بن يحيى البلخي، و محمّد بن مسعود صاحب يحيى بن سعيد القطّان، و عبد الرّحمن بن إبراهيم قاضي دمشق المعروف بدحيم، و موسى بن معاوية الصمادحي، و عبد الملك بن حبيب المصّيصي صاحب أبي إسحاق الفزاري، و إبراهيم ابن طيفور صاحب إسحاق بن راهويه، و هشام بن عمّار، و محمّد بن عمرو (2) العزي، و أبا الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح، و محمّد بن عيسى صاحب وكيع، و هارون بن عبد اللّه الحمال، و إبراهيم بن حسّان، و محمّة بن سعيد بن أبي مريم، و سمع بأفريقية من سحنون بن سعيد التنوخي، و بالأندلس: من يحيى بن يحيى الليثي صاحب مالك بن أنس، و يقال: إنه سمع بالمدينة من أبي مصعب، و حدّث بالأندلس مدة طويلة، و انتشر عنه بها علم جمّ، و روى عنه من أهلها جماعة رفعاء مشهورون، كوهب بن مسرّة (3)،و ابن أبي دليم، و قاسم بن أصبغ، و أحمد بن خالد بن يزيد، و محمّد بن المسور، و علي بن عبد القادر بن أبي شيبة، و أحمد بن زياد بن محمّد بن زياد شبطون (4)،و غيرهم، و مات في سنة ست و ثمانين و مائتين.

و ذكره القاضي أبو الوليد عبد اللّه بن محمّد بن يوسف بن الفرضي في تاريخ الأندلس فقال (5):

رحل إلى المشرق رحلتين، إحداهما سنة ثمان عشرة و مائتين، و لم يكن مذهبه في

ص: 181


1- الحميدي صاحب كتاب:«جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس» و الخبر في هذا الكتاب ص 93-94.
2- بالأصل و د:«عبد» و المثبت عن جذوة المقتبس.
3- حرفت بالأصل و د إلى: ميسرة، و المثبت عن جذوة المقتبس.
4- حرفت بالأصل و د إلى: شطون.
5- كتاب أبي الوليد ابن الفرضي هو تاريخ علماء الأندلس، و الخبر فيه 15/2 و 16.

رحلته هذه طلب الحديث، و إنّما كان شأنه الزهد و طلب العبادة، و لو سمع في رحلته هذه لكان أرفع أهل وقته درجة، و أعلاهم إسنادا، و كانت رحلته هذه [قبل] (1) رحلة بقي بن مخلد، و رحل رحلة ثانية، فسمع فيها من جماعة كثيرة من البغداديين، و المكيين، و الشاميين، و المصريين، و القرويين، و عدة الرجال الذين سمع منهم في هذه الأمصار مائة و خمسة و ستون رجلا (2)،و بمحمّد بن وضّاح، و بقي بن مخلد صارت الأندلس دار حديث، و كان محمّد عالما بالحديث، بصيرا بطرقه، متكلّما على علله، كثير الحكاية عن العباد، ورعا زاهدا، فقيرا، متعففا، صابرا على الأسماع، محتسبا في نشر علمه، سمع منه الناس كثيرا، و نفع اللّه به أهل الأندلس.

قال أحمد - يعني: ابن محمّد بن عبد البر:- كان أحمد بن خالد لا يقدّم على ابن وضّاح أحدا ممن أدرك بالأندلس و كان يعظمه جدا، و يصف فضله و عقله، و ورعه، غير أنه كان ينكر عليه كثرة رده في كثير من الأحاديث، و كان ابن وضّاح كثيرا ما يقول: ليس هذا من كلام النبي صلّى اللّه عليه و سلم في شيء هو ثابت من كلامه، و له خطأ كثير محفوظ عنه، و أشياء كان يغلط فيها و يصحفها، و كان لا علم عنده بالفقه، و لا بالعربية.

أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن أبي العلاء و غيره، قالوا: أنا أبو القاسم أحمد بن أبي الوليد سليمان بن خلف الباجي قال: ابن وضّاح مشهور، رحل في طلب العلم.

أنبأنا أبو محمّد بن حمزة بن العبّاس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد.

و حدّثني أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أحمد بن الفضل، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أبو سعيد بن يونس قال:

محمّد بن وضّاح بن بزيع مولى عبد الرّحمن بن معاوية بن هشام الأموي، أندلسي، معروف، مشهور، حدّث عن يحيى بن يحيى الأندلسي، توفي في سنة ست و ثمانين و مائتين، و ذكر أبو الخطاب العلاء بن عبد الوهّاب بن أحمد بن حزم بن أبي المغيرة أنه مات سنة سبع و ثمانين.

و قال القاضي أبو الوليد بن الفرضي (3):

ص: 182


1- زيادة عن تاريخ علماء الأندلس للإيضاح.
2- في تاريخ علماء الأندلس: خمس و سبعين و مائة رجلا.
3- تاريخ علماء الأندلس ص 17/2.

أنا العباس بن أصبغ قال: قال لنا عثمان بن عبد الرّحمن - و كان من أعلم الناس بأمر ابن وضّاح-: توفي محمّد بن وضاح ليلة السبت لأربع بقين من المحرم سنة سبع و ثمانين، و ذكر لي أنه ولد سنة تسع و تسعين - يعني - و مائة في أوّلها أو في آخرها، كان لا يثبت حقيقة ذلك، قال غير هؤلاء: مات في ذي الحجة من سنة ست.

7085 - محمّد بن الوضيء بن بلال بن فزارة أبو الوضيء السرخسي

من فرس بعلبك.

حدّث ببعلبك عن محمّد بن هاشم بن سعيد البعلبكي.

روى عنه: أبو أحمد بن الحارث (1) بن عدي الجرجاني.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، نا أبو الوضيء محمّد بن الوضيء السرخسي - ببعلبك - نا محمّد بن البعلبكي، نا سويد بن عبد العزيز، نا شعبة عن قتادة عن أبي نضرة، عن أبي سعيد أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:

«إذا كنتم ثلاثة فليؤمكم أحدكم، و أحقكم بالإمامة أقرؤكم»[11808].

قال ابن عدي: و لا أعلمه رواه عن شعبة غير سويد، و عبد الغفّار بن عبد اللّه الكريزي.

قال: و أنا ابن عدي، نا القاسم بن الليث، نا هشام بن عمّار.

قال: و نا [ابن] (2) عدي، نا أبو الوضيء، نا محمّد بن البعلبكي، قالا: نا سويد بن عبد العزيز، نا شعبة، عن يزيد بن خمير، عن مطرّف بن الشّخّير، عن عبد اللّه بن عمر.

عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«إذا ولغ الكلب في إناء فاغسلوه سبعا، و لوثوه الثامنة بالتراب»[11809].

قال ابن عدي: و أخطأ سويد على شعبة في إسناد هذا الحديث في موضعين، أو تعمّد إذ هو في حالة الضعف حيث قال: يزيد بن خمير (3)،و قال عن عبد اللّه بن عمر، و إنّما هو

ص: 183


1- كذا بالأصل و د، و هو عبد اللّه بن عدي بن عبد اللّه بن محمد الجرجاني، أبو أحمد، و ليس في عامود نسبه: الحارث. ترجمته في سير أعلام النبلاء 154/16.
2- سقطت من الأصل و د.
3- هو يزيد بن حمير بن يزيد الرحبي الهمداني، أبو عمر الشامي، ترجمته في تهذيب الكمال 303/20 ط دار الفكر.

عن يزيد بن حميد أبو التّيّاح (1) البصري، و يزيد بن خمير شامي، و إنّما هو عن عبد اللّه بن معقل عن ابن عمر.

حدّثناه ابن أبي سويد عن سليمان بن حرب، عن شعبة، عن أبي التّيّاح عن مطرف عن عبد اللّه بن معقل عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم بذلك، و قال: هكذا رواه أصحاب شعبة عنه و هو الصواب.

كذا وقع في النسخة محمّد بن هشام، و الصواب محمّد بن هاشم، و قد قال ابن عدي في موضع آخر: حدّثنا أبو الوضيء محمّد بن الوضيء السرخسي - ببعلبك - نا محمّد بن هاشم البعلبكّي و هو الصواب.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد، نا أبو الوضيء محمّد بن الوضيء بن بلال بن فزارة - ببعلبك - نا محمّد بن هاشم البعلبكي، نا سويد بن عبد العزيز، حدّثني أيوب - يعني - ابن مسكين و شعبة عن قتادة عن أنس بن مالك.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم تزوّج صفية بنت حيي بن أخطب بن مسكين و جعل عتقها صداقها.

7086 - محمّد بن أبي الوفاء بن محمّد بن القاسم

أبو عبد اللّه السمرقندي المقرئ المعروف بقوت القلوب

سكن دمشق، و سمع بها عبد العزيز بن أحمد الكتاني، و أبا الحسن بن أبي الحديد، و أبا المكارم بن حبوس، و أبا الحسين بن صصري، و أبا محمّد اللبّاد، و أبا القاسم الحنائي، و أبا القاسم بن أبي العلاء، و عبيد اللّه بن عبد اللّه بن سوار، و أبا بكر الحدّاد، و أبا الحسين بن مكي المصري، و أبا الحسن محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه بن حذلم في جماعة سواهم.

حدّث عنه أبو الفتيان عمر بن عبد الكريم الدهستاني.

حكى عنه: أبو الحسن علي بن طاهر السلمي النحوي.

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمّد بن الحسن الفرغولي، نا أبو الفتيان عمر بن عبد الكريم الدهستاني - بدهستان - و كتبه لي بخطه، أنا محمّد بن أبي الوفاء بن محمّد بن أبي القاسم المقرئ أبو عبد اللّه السمرقندي بمكة في المسجد الحرام، أنا الحسين بن محمّد بن إبراهيم الحنائي - بدمشق - قال: أنا أبو الحسين عبد الوهّاب بن الحسن بن الوليد، أنا أحمد

ص: 184


1- بدون إعجام بالأصل، و د، و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 299/20 ط دار الفكر.

ابن عمير بن جوصا، نا عمرو بن عثمان، نا محمّد بن حرب، عن الزبيدي، عن الزهري، عن أبي سلمة قال: قال أبو قتادة: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«من رآني فقد رأى الحق»[11810].

أخبرناه عاليا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أنا أبو القاسم الحنائي، فذكر بإسناده مثله (1).

7087 - محمّد بن الوليد بن أبان

أبو جعفر الهاشمي مولاهم البغدادي المعروف بالقلانسيّ (2)

حدّث بدمشق سنة ثلاث و ستين و مائتين، و ببغداد عن يزيد بن هارون، و محمّد بن يونس اليمامي، و جعفر بن عون، و زيد بن الحباب، و إسحاق بن منصور السلولي، و روح بن عبادة، و عبد الوهّاب بن عطاء الخفاف، و هوذة بن خليفة، و حمّاد بن عيسى غريق الجحفة (3)،و قبيصة بن عقبة، و عبد اللّه بن موسى، و مهدي بن عيسى الواسطي، و يعقوب بن إبراهيم بن سعد، و عفّان بن مسلم، و أبي عتّاب سهل بن حمّاد، و أبي عتّاب مالك بن إسماعيل، و عبد اللّه بن داود الخريبي، و أبي بدر شجاع بن الوليد، و بكير بن يونس بن بكير، و أبي نعيم بن دكين، و عبد اللّه بن إبراهيم بن أبي عمرو الغفاري، و عمير بن عمّار الحنفي، و محمّد بن حجر الباهلي، و وضاح بن حسّان الأنباري، و أبي عاصم النبيل، و يحيى بن حمّاد.

روى عنه: أبو أيوب سليمان بن محمّد الخزاعي، و أبو الجهم بن طلاّب، و محمّد بن بكّار بن يزيد السكسكي (4)،و أبو علي الحسن بن أحمد بن غطفان، و أبو الحسن علي بن محمّد بن علي بن الخراساني القطّان، و عبد اللّه بن الحسين بن محمّد بن جمعة، و روح بن عبد المجيد البلدي، و يزيد بن عبد العزيز بن حبان، و بكر بن عبد الوهاب القزاز، و عبد الرّحمن بن سليمان الجرجاني، و يحيى بن محمّد بن أحمد بن حرملة، و محمّد بن سليمان بن الحسن الصرفندي، و إبراهيم [بن سعيد بن الفرج الغافقي، و أبو بكر بن حمويه بن ..........] (5).

ص: 185


1- كتب بعدها في د: آخر الجزء الثاني و الخمسين بعد الأربعمائة من الأصل. بلغت سماعا لقراءتي بالأصل.
2- ترجمته في ميزان الاعتدال 59/4 و لسان الميزان 417/5 و تاريخ بغداد 331/3.
3- هو حماد بن عيسى بن عبيدة بن الطفيل الجهني، ترجمته في تهذيب الكمال 194/5 ط دار الفكر.
4- زيد في د: البتلهي.
5- الزيادة بين معكوفتين عن د، و مكانها ممحو بالأصل. و لم نستطع قراءة الكلمتين الأخيرتين. و في ميزان الاعتدال: أبو بكر محمد بن حمويه السراج.

أخبرنا [أبو القاسم] (1) إسماعيل بن أحمد، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة، أنا أبو أحمد [بن] (2) عدي (3)،نا روح بن عبد المجيب أبو عبد المجيد، نا محمّد بن الوليد، نا أبو عاصم، عن ابن جريج، عن ابن عجلان، عن أبيه، عن ابن عبّاس قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«ما من رمّان من رمّانكم إلاّ و هو [يلقح بحبة من رمان الجنّة»] (4)[11811].

قال ابن عدي: نا عبد العزيز، نا محمّد بن الوليد، نا أبو عاصم، عن ابن جريج، عن أبيه، عن ابن عبّاس، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم مثله.

قال ابن عدي: و هذا [حديث باطل بأي إسناد كان الأول و الثاني] (5).

أخبرنا [أبو غالب] (6) أحمد بن الحسن [أنا] (7) أبو الغنائم [بن المأمون، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا محمد بن مخلد نا محمد بن الوليد القلانسي، نا يوسف بن يعقوب بن] (8)...... (9) نا سليمان التيمي، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد، عن أبي بن كعب أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم أمرهم أن يلوه في الصف الأول.

قال الدارقطني: هذا حديث غريب من حديث سلمان التيمي عن أبي مجلز، تفرّد بن يوسف بن يعقوب صاحب السلعة.

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن الحسين - إذنا - أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن صدقة بن الشرابي، أنا أبو بكر بن أبي الحديد، أنا أبو بكر محمّد بن بكّار بن يزيد السكسكي، أنا أبو جعفر محمّد بن الوليد بن أبان الهاشمي البغدادي - بدمشق - في صفر من سنة ثلاث و مائتين، نا يزيد بن هارون بحديث ذكره.

أخبرنا أبو الحسين القاضي،[و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي إجازة.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي قالا:] (10).

ص: 186


1- مطموس بالأصل، و المثبت عن د.
2- مكانها ممحو بالأصل و المثبت عن د.
3- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 285/6 ط دار الفكر.
4- ما بين معكوفتين مطموس بالأصل، و الزيادة عن د، و الكامل في ضعفاء الرجال.
5- ما بين معكوفتين مكانه مطموس بالأصل، و المثبت عن د، و الكامل لابن عدي.
6- مطموس بالأصل، و الزيادة عن د.
7- مطموس بالأصل، و الزيادة عن د.
8- الكلام مطموس بالأصل، و الزيادة عن د.
9- كلمة غير واضحة بالأصل و د، و رسمها:«الببلعى» و لعلها:«السلعي» و سيمر أنه: صاحب السلعة.
10- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و د، و استدرك لتقويم السند قياسا إلى أسانيد مماثلة.

أنا ابن أبي حاتم قال (1):

محمّد بن الوليد القلانسيّ بغدادي، روى عن روح بن عبادة، و مكي بن إبراهيم، و عثمان بن عمر، و زكريا بن نافع الارسوفي، سمع منه أبي بالريّ، و بسامرا، و سألته عنه فقال: لم يكن بصدوق.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن [أبي] (2) علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو عبد اللّه محمّد بن الوليد بن أبان الهاشمي البغدادي، سمع يونس بن محمّد البغدادي، كنّاه لنا أبو عروبة.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، و أبو منصور بن زريق القزاز، قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (3):

محمّد بن الوليد بن أبان أبو عبد اللّه - زاد ابن زريق: و قيل أبو جعفر - مولى بني هاشم - حدّث في الغربة عن إبراهيم بن صرمة الأنصاري، و حمّاد بن عيسى الجهني، و الوليد بن سلمة الأزدي، و حفص بن عمر الحبطي، و عفّان بن مسلم - زاد ابن زريق: و يزيد بن هارون - و أبي بدر شجاع بن الوليد، و يعقوب بن إبراهيم بن سعد، و عبد الوهّاب بن عطاء، و عبيد اللّه ابن موسى، و قاسم بن محمّد المعمري، و وضاح بن حسّان الأنباري، ثم اتفقوا فقالوا:- روى عنه أبو عروبة الحرّاني، و محمّد بن حموية النيسابوري، و علي بن محمّد بن أيوب الرّقّي - ساكن صور - قالوا: و قال الخطيب (4) عقبه:

محمّد بن الوليد بن أبان أبو جعفر القلانسيّ المخرّمي، حدّث عن روح بن عبادة، و مكي بن إبراهيم، و عثمان بن عمر بن فارس، و هارون بن مسلم الحنائي، و زكريا بن قانع (5)الأرسوفي، و هيثم بن جميل الأنطاكي، روى عنه محمّد بن مخلد الدوري، ثم حكى قول (6)ابن أبي حاتم فيه، و ساق له حديثا من رواية محمّد بن مخلد عنه.

[قال ابن عساكر:] (7) و عندي أن تفريقه بينهما و هم منه رحمه اللّه، و إنّما أتى في ذلك

ص: 187


1- الجرح و التعديل 113/8.
2- زيادة لازمة، سقطت من الأصل و د.
3- تاريخ بغداد 330/3-331 ترجمة رقم 1437.
4- تاريخ بغداد 331/3 ترجمة رقم 1438.
5- بالأصل و د:«نافع» و المثبت عن تاريخ بغداد.
6- عن د، و بالأصل: قوله.
7- زيادة منا للإيضاح.

من قبل الاختلاف في كنيته، و قد أخرج له ابن عدي في الكامل حديثا من روايته عن حمّاد بن عيسى الجهني غريق الجحفة، و سمّاه محمّد بن الوليد بن أبان القلانسيّ، فاللّه أعلم.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي بكر، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (1) قال: سمعت الحسين بن أبي معشر يقول: محمّد بن الوليد بن أبان.

قال ابن عدي: محمّد بن الوليد بن أبان القلانسيّ البغدادي يضع الحديث و يوصله، و يسرق، و يقلب الأسانيد و المتون.

أخبرنا أبو القاسم بن الشريف القاضي، و أبو الحسن بن أبي العباس، قالا: نا و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (2)،أنا القاضي أبو الطيّب طاهر بن عبد اللّه الطبري، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال: محمّد بن الوليد - يعني ابن أبان المخرّمي - ضعيف.

7088 - محمّد بن الوليد بن أبان بن حيّان أبو الحسن العقيلي المصري

7088 - محمّد بن الوليد بن أبان بن حيّان أبو الحسن العقيلي المصري (3)

سمع بدمشق: هشام بن عمّار، و هشام بن خالد، و بمصر: نعيم بن حمّاد، و هانئ بن المتوكل الإسكندراني.

روى عنه: محمّد بن الحسين بن حميد بن الربيع اللخمي، و أحمد بن الفضل بن خزيمة الكاتب، و إسماعيل بن علي الخطبي.

و استوطن بغداد و حدّث بها، و لم يذكره ابن يونس في تاريخ المصريين.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: نا - و أبو منصور بن زريق (4)، أنا - أبو بكر الخطيب (5)،أنا عبد الملك بن محمّد بن عبد اللّه الواعظ، أنا أحمد بن الفضل ابن العباس بن خزيمة، نا محمّد بن الوليد بن أبان العقيلي أبو الحسن المصري، نا هانئ بن المتوكل الإسكندراني قال: قيل لحياة بن شريح: أراك رجلا صالحا، و أراك مأوى للخير، و أراك تنتقل من مكان إلى مكان، و لست أرى عليك أثر عبادتك (6)،فقال حيوة: و لم تسألني عن هذا؟ فقلت: أردت أن ينفعني اللّه بك، فقال: حدّثني الوليد بن أبي الوليد عن شفيّ بن

ص: 188


1- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 285/6 ط دار الفكر.
2- تاريخ بغداد 331/3-332.
3- ترجمته في تاريخ بغداد 332/3 و ميزان الاعتدال 60/4 و المغني في الضعفاء 642/2.
4- اضطرب إعجامها بالأصل و د.
5- تاريخ بغداد 332/3.
6- كذا بالأصل و د، و في تاريخ بغداد:«غنى بك» بدلا من: عبادتك.

ماتع الأصبحي عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«أوحى اللّه تعالى إلى عيسى أن: يا عيسى انتقل من مكان إلى مكان لئلا تعرف فتؤذى، فوعزتي و جلالي لأزوجنّك ألفي حوراء، و لأولمنّ عليك أربع مائة عام»[11812].

قالوا: و قال لنا الخطيب (1):

محمّد بن الوليد بن أبان بن حيّان أبو الحسن العقيلي المصري، قدم بغداد، و حدّث بها عن نعيم بن حمّاد، و هانئ بن المتوكل، و هشام بن عمّار [و هشام] (2) بن خالد، روى عنه محمّد بن الحسين بن حميد بن الربيع اللخمي، و أحمد بن [الفضل بن] (3) خزيمة الكاتب، و إسماعيل بن علي الخطبي، قرأت في كتاب محمّد بن مخلد سنة سبع و ثمانين فيها مات العقيلي.

7089 - محمّد بن الوليد بن عامر أبو الهذيل الزّبيدي الحمصي

7089 - محمّد بن الوليد بن عامر أبو الهذيل الزّبيدي الحمصي (4)

كان مع الزهري برصافة هشام بن عبد الملك.

و حدّث عن الزهري، و نافع مولى ابن عمر، و عبد الرّحمن بن القاسم، و العلاء بن عبد الرّحمن، و سعيد المقبري، و سعد بن إبراهيم، و عامر بن عبد اللّه بن الزبير، و هشام بن عروة، و عمرو بن شعيب، و أبي (5)،و عبد الرّحمن بن جبير، و سليم بن عامر الخبائري، و لقمان (6) بن عامر، و راشد بن سعد المقرائي، و يونس بن سيف الكلاعي، و يحيى بن جابر الطائي، و فضيل بن فضالة، و خالد بن محمّد الثقفي، و الحسن بن جابر، و عمر بن رؤبة، و عمرو بن قيس الكندي، و عيّاش (7) بن موسى (8)،و عبد الرّحمن بن أبي عوف الجرشي، و أزهر بن سعيد المقرائي، و الوليد بن عبد الرّحمن الجرشي، و عيسى بن

ص: 189


1- تاريخ بغداد 332/3.
2- سقطت من الأصل و د، و الزيادة عن تاريخ بغداد.
3- سقطتا من الأصل و د، و الزيادة عن تاريخ بغداد.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 306/17 و تهذيب التهذيب 321/5 و الجرح و التعديل 111/8 و تذكرة الحفاظ 1/ 162 و سير أعلام النبلاء 281/6 و التاريخ الكبير 254/1/1 و الوافي بالوفيات 174/5 و شذرات الذهب 1/ 244. و الزبيدي: بالتصغير.
5- بياض بالأصل و د.
6- تقرأ بالأصل:«أحمر» و المثبت عن د، و انظر تهذيب الكمال و سير أعلام النبلاء.
7- في د: و عائش.
8- كذا بالأصل و د، و في تهذيب الكمال: مويس.

يزيد، و عدي بن عبد الرّحمن، و نمير بن أوس، و عبد الواحد بن عبد اللّه النصري، و سليمان ابن موسى، و الوليد بن أبي مالك الهمداني، و النعمان بن المنذر الغسّاني.

روى عنه: شعيب بن أبي حمزة، و هو من أقرانه، و الأوزاعي، و يحيى بن حمزة، و مسلمة (1) بن علي، و محمّد بن عيسى بن القاسم بن سميع، و منبه بن عثمان، و يزيد بن يوسف الصنعاني، و حجّاج بن فرافصة، و إسماعيل بن عيّاش، و بقية، و محمّد بن حرب الخولاني، و عبد اللّه بن سالم، و الوزير بن عبد اللّه، و فرج بن فضالة، و الجرّاح بن مليح البهراني.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، و أبو المعالي ثعلب بن جعفر، قالوا: أنا أبو القاسم الحنائي، نا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أبو الحسن أحمد ابن عمير بن يوسف بن جوصا، نا كثير بن عبيد، نا محمّد بن حرب، عن الزّبيدي، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرّحمن بن عوف.

أن أمّه أم كلثوم ابنة عقبة أخبرته أنها سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«ليس الكاذب الذي يصلح بين الناس فيقول خيرا أو ينمي خيرا»[11813].

قال: و لم يرخص في شيء مما يقول الناس (2)[أنه كذب] (3) إلاّ في ثلاثة: في الحرب و الإصلاح بين الناس، و حديث الرجل امرأته، و حديث المرأة زوجها.

و أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط كانت من المهاجرات الأول اللاتي بايعن (4) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم.

رواه النسائي عن كثير في سننه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة (5)قال في الطبقة الرابعة من أهل الشامات محمّد بن الوليد الزّبيدي حمصي، مات سنة ثمان و أربعين و مائة.

ص: 190


1- تحرفت بالأصل و د إلى:«سلمة» و التصويب عن سير الأعلام و تهذيب الكمال.
2- بياض مكانها في د.
3- بياض بالأصل، و المستدرك عن د.
4- بالأصل:«تابعن» و المثبت عن د.
5- طبقات خليفة بن خيّاط ص 576 رقم 3014.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد قال في الطبقة الثالثة من أهل الشام.

و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد (1) قال في الطبقة الخامسة من أهل الشام:

محمّد بن الوليد الزبيدي، و كان أعلم أهل الشام بالفتوى و الحديث، و كان قد لقي الزهري و كتب عنه، مات سنة ثمان و أربعين، و هو ابن سبعين سنة - زاد ابن الفهم: في خلافة أبي جعفر - و كان ثقة إن شاء اللّه.

أنبأنا أبو الغنائم الحافظ، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد ابن عبدان، أنا محمّد بن سهل، نا البخاري (2) قال:

محمّد بن الوليد بن عامر الزّبيدي الشامي، أبو الهذيل، سمع منه عبد اللّه بن سالم، قال لنا حيوة (3) سمعت بقية عن الزبيدي قال: أقمت مع الزهري عشر سنين بالرصافة، قال أبو عبد اللّه: مات بالشام بالرصافة (4).

أنبأنا أبو الحسين (5) القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (6):

محمّد بن الوليد الزّبيدي الحمصي، و هو ابن الوليد بن عامر، و كنيته أبو الهذيل، روى عن الزهري، و سليم بن عامر، و راشد بن سعد، و لقمان (7) بن عامر، و عبد الرّحمن بن

ص: 191


1- الطبقات الكبرى لابن سعد 465/7.
2- التاريخ الكبير 254/1/1.
3- بالأصل و د:«حمزة» و المثبت عن التاريخ الكبير.
4- زيد في التاريخ: يعني الزهري.
5- تحرفت بالأصل و د إلى:«الحسن».
6- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 111/8.
7- بالأصل:«و أقمر» تصحيف، و المثبت عن د، و الجرح و التعديل.

القاسم، روى عنه الحجّاج بن فرافصة، و الجرّاح بن مليح الحمصي البهراني، و عبد اللّه بن سالم، و محمّد بن حرب، و بقية بن الوليد، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول:

أبو الهذيل محمّد بن الوليد الزبيدي، سمع الزهري، روى عنه عبد اللّه بن سالم، و بقيّة ابن الوليد.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني أبو موسى بن النسائي، أخبرني أبي قال:

أبو الهذيل محمّد بن الوليد الزبيدي، حمصي، ثقة.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنا أبو نعيم الحافظ، نا سليمان بن أحمد، نا أبو زرعة الدمشقي قال: محمّد بن الوليد بن عامر الزبيدي، يكنى أبا الهذيل.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في تسمية شيوخ أهل طبقة بعضهم أجلّ من بعض:

محمّد بن الوليد بن عامر الزبيدي، يكنى أبا الهذيل.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا ابن عمير - قراءة.

قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الخامسة: محمّد بن الوليد بن عامر الزبيدي أبو الهذيل.

أنبأنا أبو جعفر الهمذاني (1)،أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو الهذيل محمّد بن الوليد بن عامر الزّبيدي الشامي، الحمصي، سمع

ص: 192


1- تحرفت بالأصل و د إلى: الهمداني، بالدال المهملة.

نافعا مولى ابن عمر، و محمّد بن مسلم الزهري، روى عنه أبو عمرو عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي، و أبو عبد اللّه محمّد بن حرب الخولاني، و روى عن الزهري عنه إن كان ذلك محفوظا، كنّاه لنا محمّد بن سليمان، نا محمّد - يعني - ابن إسماعيل.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك ابن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال:

محمّد بن الوليد بن عامر أبو الهذيل الزّبيدي الشامي، سمع الزهري، روى عنه محمّد ابن حرب الخولاني، و يحيى بن حمزة في: العلم و الطب، و صلاة الخوف، و البيوع.

قال كاتب الواقدي: مات سنة ثمان و أربعين و مائة، و هو ابن سبعين سنة.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر الحافظ (1) قال:

و أما الزّبيدي بضم الراء و فتح الباء فجماعة منهم محمّد بن الوليد الزبيدي صاحب الزهري.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون.

ح و أخبرنا أبو علي الحدّاد - إجازة - و حدّثني أبو مسعود المعدّل عنه، أنا أبو نعيم الحافظ، نا سليمان بن أحمد.

قالا: نا أبو زرعة (2)،حدّثنا حيوة بن شريح، نا بقية قال: سمعت الزّبيدي يقول:

أقمت مع الزهري بالرّصافة عشر سنين.

قالا: و نا أبو زرعة (3)-و في حديث الأكفاني: فأخبرني - علي بن عيّاش قال: كان الزبيدي على بيت المال، و كان الزهري معجبا به، ثم قدّمه على جميع أهل حمص.

قالا: و نا أبو زرعة (4)،نا - و قال الأكفاني: حدّثني - أبو اليمان قال: سئل الزهري عن مسألة فقال: كيف؟ و عندكم (5) الزبيدي.

ص: 193


1- الاكمال لابن ماكولا 221/4.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 432/1.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 432/1.
4- المصدر السابق.
5- بالأصل:«كيف وجدتم الزهري» و في د: كيف (بياض) الزبيدي. و المثبت عن تاريخ أبي زرعة.

قال (1):قال لي عبد الرّحمن بن إبراهيم دحيم: شعيب بن أبي حمزة ثقة، ثبت، يشبه حديثه حديث عقيل و الزّبيدي فوقه.

أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال (2):فأخبرني سليمان بن عبد الحميد البهراني قال: سمعت أبي يقول: سمعت عبد اللّه بن سالم يقول:

سمعت أخي يقول: كنت أقرأ بالرصافة على ابن شهاب فقال: اقرأ على هذا - يعني محمّد بن الوليد الزبيدي - فقد احتوى على ما بين جنبي من العلم.

و بلغني عن عبد اللّه بن سالم من وجه آخر أنه قال: ما في هذه المدينة - يعني حمص - أعلم من الزّبيدي، و قال يزيد بن عبد ربه الجرجسي: قال الزهري: من فاته عني شيء من حديثي فليسمعه من الزّبيدي.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو تراب حيدرة بن أحمد، و أبو محمّد بن الأكفاني، قالوا: أنا عبد العزيز بن أبي طاهر، أنا عبد الواحد بن أحمد بن مشماس، نا الحسين بن أحمد بن أبي ثابت، نا زكريا بن يحيى السجزي، نا إسحاق بن راهوية قال:

سمعت الوليد بن مسلم قال: سمعت الأوزاعي قال: ما أحد من أصحاب الزهري أثبت من الزبيدي.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، و حدّثني أبو مسعود المعدّل عنه، أنا أبو نعيم الحافظ، نا عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد، نا أحمد بن سعيد بن عروة، نا إسحاق بن موسى الأنطاكي قال: سمعت الوليد بن مسلم يقول: سمعت الأوزاعي يقول: يفضل محمّد بن الوليد الزبيدي على جميع من سمع من الزهري (3).

قال: و نا سليمان بن أحمد، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: سمعت علي بن المديني و سئل عن محمّد بن الوليد الزبيدي فقال: ثقة ثبت (4).

أنبأنا أبو غالب محمّد بن محمّد بن أسد العكبري، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر الشيرازي.

ح و أنبأنا أبو سعد بن الطّيّوري، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد بن الفضل - إجازة-.

ص: 194


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 436/1.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 432/1.
3- تهذيب الكمال 308/17 ط دار الفكر.
4- تهذيب الكمال 308/17.

قالا: أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمة، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدّثني جدي قال: سمعت علي بن المديني يقول: نظرت في حديث الزبيدي عنه ذاك الذي يرويها بحمص إسحاق عن عمرو بن الحارث عن عبد اللّه بن سالم فإذا هي حسان، قال علي: و هو أحسن حديثا من شعيب، و إذا فيها ألفاظ.

قال علي: و الزبيدي أحسن حديثا عندي من عقيل (1).

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إبراهيم قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس قال: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول:

قلت ليحيى بن معين، فالزبيدي؟ قال: هو مثلهم، يعني مثل شعيب و يونس و عقيل، ثقة.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد، عن أبي الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر، نا إبراهيم بن الجنيد (2)قال: سئل يحيى بن معين و أنا أسمع: من أثبت من روى عن الزهري؟ قال: مالك بن أنس، ثم معمر، ثم عقيل، ثم يونس، ثم شعيب، و الأوزاعي، و الزبيدي، و سفيان بن عيينة، و كلّ هؤلاء ثقا [ت، و الزبيدي أثبت] (3) من سفيان بن عيينة.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثني يعقوب (4)،حدّثني عبد اللّه بن شعيب، قال: قرأ عليّ يحيى بن معين: أثبت من روى عن الزهري: مالك بن أنس، ثم معمر، ثم عقيل، و يونس، ثم شعيب (5)،و كلّ ثقات، و الأوزاعي و الزهري جميعا أثبت من ابن عيينة، و الزبيدي محمّد ابن الوليد ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت (6) بن بندار، أنا محمّد بن علي بن يعقوب، أنا محمّد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسّان، حدّثني أبي قال:[قال] (7)يحيى بن معين: و الزبيدي محمّد بن الوليد ثقة.

ص: 195


1- كتب بعدها في د: آخر الجزء الرابع و الأربعين بعد الستمائة.
2- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 307/17.
3- بياض بالأصل و د، و المستدرك بين معكوفتين عن تهذيب الكمال.
4- بياض في د مكان: حدثني يعقوب.
5- بياض في د، مكان: ثم شعيب.
6- بياض في د، مكان: أنا ثابت.
7- زيادة للإيضاح عن د.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه، و أبو نصر، قالا: نا الوليد بن بكر، أنا علي (1) بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (2):الزبيدي شامي، ثقة.

و بلغني عن محمّد بن عوف أنه قال: الزبيدي من ثقات المسلمين، و إذا جاءك الزبيدي عن الزهري فاستمسك (3).

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم، أنا أبو بكر البرقاني، أنا الإسماعيلي قال: سمعت الفريابي - يعني - جعفر بن محمّد يقول: و ذكر محمّد ابن الوليد الزبيدي، فقال: هو ثقة، من كبار أصحاب الزهري.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الحسن بن حذلم، نا أبو زرعة قال: الاختلاف بين الناس في هذين الرجلين: محمّد بن الوليد الزّبيدي، و شعيب بن أبي حمزة (4)،و قد أخبرني الحاكم بن نافع أنه رآهما جميعا: الزّبيدي و شعيب بن أبي حمزة، فرأيت الزّبيدي (5) أكثر تعظيما، و هما صاحبا الزهري بالرّصافة من قبل هشام بن عبد الملك، محمّد بن الوليد الزبيدي على بيت المال، و شعيب بن أبي حمزة على نفقات هشام.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (6) قال: سئل أبو زرعة عن محمّد بن الوليد الزّبيدي، قال:

حمصي، قاضي حمص، ثقة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد قال: و الزّبيدي ثقة.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر.

ص: 196


1- تحرفت بالأصل إلى: عدي، و المثبت عن د.
2- تاريخ الثقات للعجلي ص 415 رقم 1512.
3- سير أعلام النبلاء 282/6 و تهذيب الكمال 308/17 ط دار الفكر.
4- بالأصل:«عبد الرحمن» و المثبت عن د.
5- في د: فرأيته للزيدي أكثر تعظيما.
6- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 112/8.

ح و أنبأنا أبو محمّد بن السمرقندي، أنا أبو محمّد الحسن بن علي بن عبد الصّمد، أنا أبو القاسم عمّار بن محمّد بن الحسن بن (1)،قالا: أنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان، نا أبو أيوب البهراني، نا عبد السّلام بن محمّد الحضرمي، نا بقية قال: قال لنا الأوزاعي قال:

ما فعل محمّد بن الوليد الزبيدي؟ قال: قلت: ولي بيت المال، قال: إنّا للّه و إنّا إليه راجعون.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح قال: محمّد بن الوليد الزبيدي سنة ست و أربعين توفي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2)،حدّثني يزيد بن عبد ربّه قال: مات الزبيدي سنة ست و أربعين و مائة.

أنبأنا أبو القاسم النسيب، و أبو الوحش سبيع [بن المسلم] (3)،عن رشأ بن نظيف، أنا عبد الرّحمن بن محمّد، و عبد اللّه بن عبد الرّحمن، قالا: أنا الحسن بن رشيق، أنا أبو بشر الدولابي، حدّثني محمّد بن عوف، عن يزيد بن عبد ربّه قال: مات الزبيدي سنة سبع و أربعين و مائة، و هو شاب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (4) قال: سمعت أبا أيوب سليمان بن سلمة الخبائري الحمصي قال: مات الزبيدي سنة سبع و أربعين و مائة.

قال (5):و حدّثني عبد الرّحمن بن عمرو الدمشقي، حدّثني يزيد بن عبد ربّه قال: مات الزبيدي سنة سبع و أربعين و مائة.

[قال ابن عساكر:] (6) و كذا ذكر أبو مسلم عبد الرّحمن بن يونس المستملي.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا محمّد بن عبيد اللّه بن أبي

ص: 197


1- بياض بالأصل، و اللفظة مضطربة في د و نميل إلى قراءتها: رستويه.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 258/1.
3- الزيادة عن د.
4- المعرفة و التاريخ ليعقوب بن سفيان الفسوي 131/1.
5- القائل: يعقوب بن سفيان، و الخبر في المعرفة و التاريخ 132/1.
6- زيادة منا للإيضاح.

عمرو، أنا أبو عبد اللّه بن مروان، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم بن محمّد القرشي، نا أبو أيوب سليمان بن سلمة، نا علي بن عبد اللّه التميمي قال:

محمّد بن الوليد الزبيدي مات سنة ثمان و أربعين و مائة، و كذا ذكر يزيد بن عبد ربّه ..... (1) فيما رواه سليمان عنه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا محمّد بن أحمد البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل، حدّثني أبي قال: سنة ثمان و أربعين و مائة - يعني - فيها مات محمّد بن الوليد الزّبيدي.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال:

سنة ثمان و أربعين و مائة فيها مات محمّد بن الوليد الزبيدي بحمص.

و ذكر أبو حسّان الزيادي: أن الزبيدي توفي سنة ثمان و أربعين و مائة.

و ذكر أحمد بن كامل القاضي: أنه مات سنة ثمان و أربعين، و قال: له رواية و رأي، كبير حمص، جليل القدر، ظاهر المروءة، كثير العطر، يوصف بالنظر و الجدل.

أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمّد الزينبي، أنا أبو القاسم علي بن المحسن، أنا محمّد ابن المظفر، أنا بكر بن أحمد بن حفص، نا أحمد بن محمّد بن عيسى قال: أصحاب الزهري من أهل حمص أحبّهم و أقدمهم محمّد بن الوليد بن عامر أبو الهذيل الزّبيدي، مات سنة تسع و أربعين و مائة في المحرم و هو شاب (2)،و يقال: سنة ست و أربعين.

7090 - محمّد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم

ابن أبي [العاصي] (3) بن أمية بن عبد شمس الأموي (4)

كان عمر بن عبد العزيز يراه أهلا للخلافة.

أمّه أم البنين بنت عبد العزيز بن مروان، لا أعرف له رواية، و إليه تنسب المحمّديات (5)

ص: 198


1- بياض بالأصل و د بمقدار كلمة.
2- تهذيب الكمال 309/17 ط دار الفكر.
3- بياض بالأصل، و استدركت اللفظة عن نسب قريش للمصعب ص 98 و جاء في د: بن أبي الوليد.
4- نسب قريش للمصعب ص 165 و جمهرة أنساب العرب ص 89.
5- المحمديات موضع بدمشق (معجم البلدان).

التي فوق الأرزة (1)،و دير محمّد (2) الذي عند المنيحة (3) من إقليم بيت الآبار (4)،و تزوج محمّد هذا ابنة عمّه يزيد بن عبد الملك.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا قالوا: أنا أبو جعفر ابن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار قال (5):

فولد الوليد بن عبد الملك: عبد العزيز، و محمّد بن الوليد، و عائشة، و أمّهم أم البنين بنت عبد العزيز بن مروان.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، و عبد الكريم بن حمزة، و طاهر بن سهل بن بشر، قالوا:

أنا أبو الحسين بن مكي، أنا محمّد بن أحمد بن العباس الإخميمي، نا محمّد بن عبد اللّه بن سعيد أبو الحسين المهراني، نا سهل بن محمّد السجستاني، نا العتبي، حدّثني أبي قال:

قال رجل لعمر بن عبد العزيز بعد ما ولي الخلافة: أنشدك اللّه يا أمير المؤمنين، لو لم يعهد من قبلك إلى من بعدك، إلى من كنت تعهد؟ قال: فغضب من قوله و قال: ما سؤالك عمّا لا تعلم أني لا أخبرك به، ثم سكت مليا، فلمّا سكن عنه الغضب تأثم قولي ثم أقبل عليّ فقال: أ تعرف محمّد بن الوليد؟ قلت: نعم، قال: إنّ لي بمحمّد خبرتين: خبرة باطنة، و خبرة ظاهرة، و هو ممن حمد ظاهره، و لم يذمم باطنه، و لم يزد على هذا.

أراد بالخبرة الباطنة أنه ابن أخته.

أخبرنا أبو النجم هلال بن الحسين بن محمود، أنا أبو منصور محمّد بن محمّد بن (6)عبد العزيز، أنا أبو أحمد عبيد اللّه بن أبي مسلم الفرضي، أنا أبو محمّد علي بن عبد اللّه بن المغيرة، نا أحمد بن سعيد الدمشقي، حدّثني أبو عبد اللّه الزبير (7) بن بكّار [قال]..... (8)

ص: 199


1- الأرزة: كانت مكان حي الشهداء في طريق الصالحية بدمشق (راجع غوطة دمشق لمحمد كردعلي ص 162).
2- دير محمد: من نواحي دمشق (معجم البلدان).
3- المنيحة: من قرى غوطة دمشق (معجم البلدان).
4- بيت الآبار: من قرى غوطة دمشق (معجم البلدان).
5- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 165.
6- في د: محمد بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز.
7- من قوله: عبيد اللّه... إلى هنا سقط من د.
8- بياض في الأصل، و مثله في د، و زيد فيها كلمة قال. و العبارة في المختصر: عزى محمد بن الوليد عمر بن عبد العزيز....

يعني عمر بن عبد العزيز في ابنه عبد الملك محمّد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان قال: يا أمير المؤمنين ليشغلك ما أقبل من الموت عليك عمن هو في شغل مما يدخل عليك، و أعدّ لنزوله عدة تكن لك حجابا و سترا من النار، فقال عمر:- إنّي لا أرجو أن لا تكون رأيت جزعا تشمئز منه، و لا غفلة تنبّه عليها، قال: يا أمير المؤمنين لو ترك رجل تعزية أخيه لعلمه و انتباهه لكنته، و لكن اللّه قضى إن الذكرى تنفع المؤمنين (1).

[قال ابن عساكر:] (2) كذا قال، و قد روي أن هذه تعزية محمّد بن الوليد بن عتبة، و سيأتي بعد إن شاء اللّه.

7091 - محمّد بن الوليد بن عتبة بن أبي سفيان - صخر - بن حرب بن أمية

ابن عبد شمس الأموي العتبي (3)

من فصحاء أهل بيته.

دخل على عمر بن عبد العزيز فعزّاه عن ابنه عبد الملك.

و حدّث عن عبد اللّه بن سعد (4) بن فروة.

روى عنه: ابنه عبيد اللّه بن محمّد.

أخبرنا أبو الفضل محمّد، و أبو عاصم الفضيل بن إسماعيل الفضيليان، قالا: أنا أحمد ابن محمّد بن محمّد بن أبي منصور، أنا علي بن أحمد بن محمّد بن الحسن الخزاعي، نا الهيثم بن كليب، نا أحمد بن زهير بن حرب، نا إسماعيل بن عبيد (5) بن أبي كريمة، نا عمر ابن عبد الرحيم الخطابي، نا عبيد اللّه بن محمّد العتبي، من ولد عتبة بن أبي سفيان، عن أبيه، نا عبد اللّه بن سعد (6)،نا الصّنابحي (7)،قال:

حضرنا معاوية بن أبي سفيان، فتذاكروا (8) القوم إسماعيل، و إسحاق بن إبراهيم، فقال بعض القوم: إسماعيل الذبيح، و قال بعضهم: بل إسحاق الذبيح، فقال معاوية: سقطتم على

ص: 200


1- التعزية وردت مختصرة سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي ص 306-307.
2- زيادة منا للإيضاح.
3- جمهرة أنساب العرب ص 300.
4- تحرفت بالأصل و د إلى: سعيد، و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 175/10.
5- في د: عبد.
6- بالأصل و د، و المختصر: سعيد.
7- هو عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي ترجمته في تهذيب الكمال 296/11.
8- كذا بالأصل و د.

الخبير، كنا عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فأتاه أعرابي فقال: يا بن الذّبيحين، و قال فتبسم النبي صلّى اللّه عليه و سلم و لم ينكره عليه، فقلنا: يا أمير المؤمنين، و ما الذبيحان؟ قال: ان عبد المطلب: لما أمر بحفر زمزم نذر للّه إن سهّل له أمرها أن ينحر بعض ولده، فأخرجهم، فأسهم بينهم، فخرج السهم على عبد اللّه، فأراد ذبحه، فمنعه أخواله من بني مخزوم، فقالوا: أرض ربك وافد ابنك، قال: ففداه بمائة ناقة، فهو الذبيح، و إسماعيل الذبيح.

رواه أحمد بن سهل الأشناني، عن إسماعيل بن عبيد هكذا.

و رواه محمّد بن الحسين الزعفراني، عن أبي بكر بن أبي خيثمة فقال: حدّثنا عمرو بن عبد الرحيم الخطابي، و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو النجم هلال بن الحسين الخيّاط، أنا أبو منصور العكبري، أخبرني القاضي عبد اللّه بن علي، و أبو الطيّب بن خاقان، قالا: أنا أبو بكر محمّد بن أيوب - إجازة - نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني بشر بن معاذ العقدي، حدّثني محمّد بن عبيد اللّه القرشي، عن أبي المقدام قال:

كانت قريش تستحسن من الخاطب الإطالة، و من المخطوب إليه التقصير، فشهدت محمّد بن الوليد بن عتبة بن أبي سفيان خطب إلى عمر بن عبد العزيز أخته أم عمر بنت عبد العزيز، فتكلم محمّد بن الوليد بكلام حاز الحفظ، فقال عمر: الحمد للّه ذي الكبرياء، و صلّى اللّه على محمّد خاتم الأنبياء، أما بعد، فإن الرغبة منك دعت إلينا، و الرغبة فيك أجابت منا، و قد أحسن بك ظنا من أودعك كريمته، و اختارك (1) و لم يختر عليك قال محمّد بن عبيد اللّه:

و اخترت أنه لما زوجها من محمّد قال لامرأته فاطمة: علّمي هذه الصبية ما كنت تعلمين أنّي أعجب به منك، قالت: و ما تغار؟ قال: إنّما الغيرة في الحرام، ليس في الحلال غيرة بعد قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم لعلي و فاطمة:«لا تعجلا حتى أدخل عليكما»[11814].

قرأت بخط الحسين بن الحسن بن علي الربعي، أنا أبو محمّد بن أحمد بن (2) عطية بن حبيب، أنا أبو الطيب محمّد بن صبيح بن رجاء، أنا أحمد بن الحسين بن السفر، نا عمرو بن عثمان، نا خالد بن (3) قال:

ص: 201


1- كذا بالأصل و د، و في المختصر: و اجارك و لم يجر عليك.
2- بياض في د مكان:«بن أحمد بن».
3- بياض بالأصل و د.

دخل محمّد بن الوليد بن عتبة على عمر بن عبد العزيز يعزيه بابنه عبد الملك، فقال: يا أمير المؤمنين (1)،ما أقبل من الموت إليك عن من هو في شغل عما يدخل عليك، و اعدّ لنزول الموت عدة تكون لك حجابا من الجزع، و سترا من النار، فقال عمر: إنّي لأرجو (2) أن لا تكون رأيت جزعا تعجب منه، و لا غفلة تنبّه عليها، و ما توفيقي إلاّ باللّه، عليه توكلت و إليه أنيب، فقال محمّد: يا أمير المؤمنين، لو استغنى أحد عن موعظة أخيه لعلمه و فهمه كنته، و لكن اللّه قضى إن الذكرى تنفع المؤمنين.

كذا قال.

و أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن يحيى السكري، أنا جعفر بن محمّد بن أحمد بن الحكم الواسطي، أنا أبو محمّد الحسن بن علي بن المتوكل.

ح و أخبرنا أبو النجم هلال بن الحسين، أنا محمّد بن محمّد بن أحمد، أنا محمود بن عمر - قراءة عليه - أنا أبو طالب عبد اللّه بن محمّد بن شهاب - قراءة - أنا الحسن بن علي بن المتوكل، أنا أبو الحسن المدائني - سمّاه هلال: علي بن محمّد (3)-عن أبي علي عمر بن عتاب، و حدّثني محمّد بن حرب قال:

عزّى محمّد بن الوليد بن عتبة عمر بن عبد العزيز على ابنه عبد الملك، فقال: يا أمير المؤمنين، اعدّ لما ترى عدة تكون لك جنة من الخزي، و سترا من النار، قال عمر: هل رأيت حزنا تحتجب به، و قال هلال: له، أو غفله أنبّه عليها؟ قال: يا أمير المؤمنين لو أن رجلا ترك تعزية رجل لعلمه و انتباهه لكنت، لكنت قضى اللّه أن الذكرى تنفع المؤمنين - زاد هلال: قال عمر بن غياث (4) في حديثه: ليشغلك ما أقبل من الموت إليك عمن هو في شغل عما دخل عليك و اعدد لما ترى عدة.

7092 - محمّد بن الوليد بن هبيرة أبو هبيرة الهاشميّ القلانسيّ

7092 - محمّد بن الوليد بن هبيرة أبو هبيرة الهاشميّ القلانسيّ (5)

روى عن: أبي مسهر، و أبي كلثم سلامة بن بشر العذري، و سليمان بن عبد الرّحمن،

ص: 202


1- بعدها بياض في دار مقداره كلمة.
2- بالأصل:«لا أرجو» و المثبت عن د.
3- ترجمته في تاريخ بغداد 54/12 و سير الأعلام 400/10.
4- كذا بالأصل و د هنا، و قد مرّ: عتاب.
5- ترجمته في تهذيب الكمال 312/17 و تهذيب التهذيب 323/5 و الجرح و التعديل 112/8.

و يحيى بن صالح الوحاظي، و جنادة بن محمّد بن أبي يحيى المرّي (1)،و عبد اللّه بن يزيد بن راشد، و سلاّم بن سليمان المدائني.

روى عنه: أبو داود السجستاني، و أبو الحسن بن جوصا، و أبو علي الحصائري، و يحيى بن محمّد بن صاعد، و أبو زرعة الدمشقي، و هو من أقرانه، و إبراهيم بن عبد الرّحمن ابن مروان، و أبو العباس عبد اللّه بن عمر بن سليمان الكوكبي، و محمّد بن الحسين بن الحسن البردعي، و أبو إسحاق إبراهيم بن محمود بن حمزة النيسابوري المالكي، و أبو علي إسماعيل بن أحمد بن إسماعيل بن النصر الواسطي، و علي بن سعيد بن بشير الرازي، و أبو عوانة الأسفرايني، و أبو زكريا يحيى بن عبد الرّحمن بن عمارة الدقاق (2)،و علي بن سراج المصري الحافظ.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن عبد الرّحمن الزهري، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا أبو هبيرة محمّد بن الوليد بدمشق، أنا أبو كلثم سلامة بن بشر [بن بديل] (3) العذري، نا يزيد بن السمط، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن أنس قال: كان النبي صلّى اللّه عليه و سلم يشير في الصلاة[11815].

قال ابن صاعد: رواه معمر عن الزهري عن أنس عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم أيضا.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (4):

محمّد بن الوليد الهاشميّ أبو هبيرة الدمشقي، روى عن أبي مسهر، و يحيى بن صالح الوحاظي، سمع منه أبي في الرحلة الثانية، و قصدته إلى دمشق، و لم يقض لي السماع منه، و هو صدوق.

ص: 203


1- في د: المزني، تحريف.
2- كذا بالأصل و د، و في تهذيب الكمال: الدقاني.
3- ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل و بعده صح.
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 113/8.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن علي بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد قال:

أبو هبيرة محمّد بن الوليد الهاشميّ الشامي، سمع أبا مسهر الغسّاني، و أبا كلثم سلامة ابن بشر بن بديل العذري، روى عنه أحمد بن عمير الدمشقي، و هو الذي كنّاه لنا.

و قال عمرو بن دحيم: توفي أبو هبيرة سنة ست و ثمانين و مائتين (1).

7093 - محمّد بن الوليد أبو بكر الرّملي المعروف بالأميّ

سمع بدمشق و غيرها: سليمان بن عبد الرّحمن، و الوليد بن عتبة، و عبيد بن جناد الحلبي، و محمّد بن المصفّى الحمصي، و محمّد بن أبي السري.

روى عنه: أبو سعيد بن الأعرابي، و أبو الحسن بن جوصا.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا محمّد بن الوليد الأميّ أبو بكر - بالرملة - سنة سبعين و مائتين، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا الوليد بن مسلم، حدّثني سعيد بن بشير (2)،عن قتادة، عن الحسن، عن أنس بن مالك، عن عمر بن الخطّاب قال:

نهى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم عن حلق القفا للحجامة.

فذكرته لابن أبي السري فقال: حدّثنا عمر بن عبد الواحد، عن روح بن محمّد، عن قتادة، عن الحسن، عن عمر بن الخطّاب قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«حلق القفا من غير حجامة مجوسية»[11816].

قال ابن أبي السري: فذكرته للوليد فقال: حدّثنا رجل عن قتادة، عن الحسن، عن عمر ابن الخطّاب قال: نهى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم عن حلق القفا من غير حجامة، و قال ابن أبي السري:

فكنا نرى أن الوليد دلّسه عن عمر بن عبد الواحد.

7094 - محمّد بن الوليد الجرجاني

7094 - محمّد بن الوليد الجرجاني (3)

سمع بدمشق: هشام بن عمّار.

ص: 204


1- تهذيب الكمال 313/17.
2- بالأصل:«سعد بن بشر» و في د:«سعد بن بشير» كلاهما تصحيف راجع ترجمة الوليد بن مسلم في تهذيب الكمال 455/19 و أسماء شيوخه فيه. و انظر ترجمة سعيد بن بشير في تهذيب الكمال 137/7 ط دار الفكر.
3- ترجمته في تاريخ جرجان ص 409 رقم 709.

روى عنه: كميل بن جعفر الجرجاني.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف قال (1):

محمّد بن الوليد الجرجاني روى عن هشام بن عمّار، روى عنه كميل بن جعفر.

[قال ابن عساكر:] (2) كذا ذكره حمزة، و فرّق بينه و بين محمّد بن العبّاس بن الوليد الدمشقي (3)-نزيل جرجان - و عندي أنه هو، نسبه كميل إلى جدّه و اللّه أعلم.

7095 - محمّد بن وهب بن سعد بن عطيّة أبو عبد اللّه السلميّ

7095 - محمّد بن وهب بن سعد بن عطيّة أبو عبد اللّه السلميّ (4)

روى عن: الهيثم بن عمران، و عبد الخالق بن زيد بن واقد، و أبي خليد عتبة بن حمّاد القارئ، و الوليد بن مسلم، و محمّد بن شعيب، و محمّد بن حرب الأبرش، و عيسى بن خالد اليمامي، و بقية بن الوليد، و ضمرة بن ربيعة، و اليمان بن عدي، و عراك بن خالد بن يزيد بن صالح (5) بن صبيح، و عبد الحميد بن عدي الجهني، و أحمد بن معاوية بن وديع، و حصين بن جعفر الفزاري، و عبد اللّه بن عبد الملك الجمحي، و عبد العزيز بن الوليد بن أبي السائب.

روى عنه: محمّد بن يحيى الذّهلي، و أبو حاتم الرّازي، و علي بن الحسن الهجسناني، و أبو الربيع سليمان بن داود الختّلي، و أحمد بن منصور الرمادي، و حويت بن سليمان (6)، و علي بن محمّد بن عيسى الهروي الجكّاني، و إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، و محمّد بن أبي السري العسقلاني.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد البيهقي، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا أحمد بن منصور، أنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن، نا أبو عمران موسى بن العباس الجويني.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمد (7) بن الفضل، و الحسين بن أحمد، و أبو القاسم زاهر،

ص: 205


1- تاريخ جرجان ص 409.
2- زيادة منا للإيضاح.
3- ترجمته في تاريخ جرجان ص 413 رقم 722 و كناه السهمي: أبا سعيد.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 313/17 و تهذيب التهذيب 323/5 و الجرح و التعديل 114/8.
5- بالأصل: صلح، تصحيف، و المثبت عن د، و تهذيب الكمال.
6- كذا بالأصل و د، و في تهذيب الكمال: أبو سليمان حويت بن أحمد بن حكيم الدمشقي.
7- تحرفت بالأصل إلى: أحمد، و المثبت عن د، راجع مشيخة ابن عساكر 205/ب.

قالوا: أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه الجوزقي، أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن الحسن و مكي بن عبدان.

ح و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن، أنا أبو سعيد محمّد ابن عبد اللّه بن حمدون، نا أبو حامد بن الشرقي.

ح و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبي أبو القاسم، أنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن بن محمّد الأسفرايني، نا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق، قالوا: أنا محمّد بن يحيى الذهلي، نا - و في حديث أبي عوانة: حدّثني - محمّد بن وهب بن عطيّة الدمشقي - و لم يقل أبو عوانة: الدمشقي - نا محمّد بن حرب، نا محمّد بن الوليد الزّبيدي، أنا - و في حديث أبي عوانة: نا - الزهري عن عروة بن الزبير، عن زينب بنت أبي سلمة، عن أم سلمة أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة (1)،فقال:«استرقوا لها فإنّ بها النظرة» (2)[11817].

رواه البخاري عن محمّد بن خالد، و هو ابن يحيى الذهلي نسبه إلى جده.

أخبرناه عاليا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسين محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي نصر، أنا القاضي أبو بكر بن يوسف بن القاسم، أنا أبو يعلى الموصلي، أنا سليمان بن داود أبو الربيع الختلي البغدادي، نا محمّد بن حرب، عن الزبيدي، عن الزهري.

و أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا أبو الربيع سليمان بن داود البغدادي، نا محمّد بن حرب، نا محمّد بن الوليد الزبيدي عن الزهري.

عن عروة، عن زينب بنت أم سلمة عن أم سلمة - زاد ابن المقرئ: زوج النبي صلّى اللّه عليه و سلم - أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال لجارية كانت في بيت أم سلمة زوج النبي صلّى اللّه عليه و سلم فرأى بوجهها سفعة فقال:

«فيها نظرة فاسترقوا لها»[11818].

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

ص: 206


1- السفعة: العين.
2- بالأصل: النظر، و المثبت عن د، و النظرة: الإصابة بالعين (النهاية).

قالا: أنا ابن أبي حاتم، قال (1):

محمّد بن وهب بن عطيّة السلميّ الدمشقي، أبو عبد اللّه، روى عن الهيثم بن عمران، و عبد الخالق بن زيد، و أبي خليد عتبة بن حمّاد القارئ، و الوليد بن مسلم، و محمّد بن حرب الأبرش، و بقية بن الوليد، و محمّد بن شعيب، و يمان بن عدي، و ضمرة، روى عنه أبي، و علي بن الحسن الهسنجاني، سألت أبي عنه فقال: صالح الحديث.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل المقدسي، أنا مسعود بن ناصر، أنا أبو الحسن عبد الملك بن الحسن، أنا أحمد بن محمّد بن الحسين قال: محمّد بن وهب بن عطيّة الدمشقي، سمع محمّد بن حرب بن الأبرش، روى البخاري عن محمّد بن خالد عنه، و يقال: إنه محمّد بن يحيى بن عبد اللّه بن خالد الذهلي في الطب.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

قلت للدارقطني: فمحمّد بن وهب بن عطيّة، فقال: ثقة.

7096 - محمّد بن وهب بن مسلّم أبو عمرو القرشي الدّمشقيّ

7096 - محمّد بن وهب بن مسلّم أبو عمرو القرشي الدّمشقيّ (2)

حدّث بمصر عن: عبد اللّه بن العلاء بن زبر، و سعيد بن عبد العزيز، و الوليد بن مسلم، و صدقة بن خالد أبي العبّاس الدّمشقيّ.

روى عنه: يحيى بن عثمان بن صالح، و أحمد بن محمّد بن الحجّاج بن رشدين، و الربيع بن سليمان الحيري، و يحيى بن أيوب بن بادي العلاّف، و أبو الهيثم محمّد بن الأحوص القاضي، و عبد الرّحمن بن الجارود.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، و أبو العبّاس عمر بن عبد اللّه بن أحمد الأرغياني، قالا: أنا أحمد بن الحسن بن محمّد، أنا الحسن بن أحمد بن محمّد المخلدي، أنا أبو بكر محمّد بن حمدون بن خالد، نا ابن رشدين، نا محمّد بن وهب بن مسلّم الدّمشقيّ، نا سويد، حدّثني قرّة بن حيويل (3)،عن سعد بن سعيد بن فهد أخي يحيى بن سعيد، أخبرني عمر بن

ص: 207


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 114/8.
2- ميزان الاعتدال 61/4 و لسان الميزان 419/5 و تهذيب التهذيب 323/5 و المغني في الضعفاء 642/2 و الكامل في ضعفاء الرجال 269/6.
3- تحرفت بالأصل و د إلى:«جبريل» و هو قرة بن عبد الرحمن بن حيويل بن ناشرة المصري، ترجمته في تهذيب الكمال 267/15.

ثابت الأنصاري ثم الحارثي أن [أبا] (1) أيوب الأنصاري أخبره.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«من صام رمضان و زاد ستة أيّام من شوّال فكأنما صام السنة كلها»[11819].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (2)،نا عيسى بن أحمد بن يحيى الصّدفي - بمصر - نا الربيع بن سليمان الجيزي، نا محمّد بن وهب الدّمشقيّ، نا الوليد بن مسلم، نا مالك بن أنس، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«أوّل ما خلق اللّه القلم ثم خلق النون و هي الدواة» قال: و ذلك في قول اللّه عزّ و جل: ن وَ الْقَلَمِ وَ مٰا يَسْطُرُونَ (3) ثم قال له اكتب، قال: و ما أكتب؟ قال: ما كان و ما هو كائن من عمل أو أجل أو أثر، فجرى القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة، ثم ختم على في القلم فلم ينطق و لا ينطق إلى يوم القيامة، ثم خلق العقل، فقال الجبار: ما خلقت خلقا أعجب إليّ منك، و عزّتي لأكملنك فيمن أحببت، و لأنقصنك فيمن أبغضت»، ثم قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«أكمل الناس عقلا أطوعهم للّه، و أعملهم بطاعته، و أنقص الناس عقلا أطوعهم للشيطان و أعملهم بطاعته»[11820].

قال ابن عدي: و هذا بهذا الإسناد باطل، منكر، و لمحمّد بن عطيّة غير حديث منكر، و لم أر للمتقدمين فيه كلاما، و قد رأيتهم قد تكلموا فيمن هو خير منه.

كتب إليّ أبو زكريا بن منده، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمي أبو القاسم عن أبيه أبي عبد اللّه.

ح قال اللفتواني: و أنا أبو عمرو بن مندة - إجازة - عن أبيه أبي عبد اللّه قال:

محمّد بن وهب بن..... (4) بن عطية مولى قريش، يكنى أبا عمرو الدّمشقيّ، قدم إلى مصر و حدّث بها، و كان منكر الحديث، كان يسكن مصر بحيرة الفسطاس، و سكن أيضا بلبيس من جوف مصر.

ص: 208


1- زيادة عن د للإيضاح.
2- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 269/6.
3- الآية الأولى من سورة القلم.
4- بياض في الأصل بمقدار كلمة، و في د:«سعد» و قد مرّ اسم جده: مسلم.

حرف الهاء في أسماء آباء المحمّدين

7097 - محمّد بن هارون بن إبراهيم

أبو جعفر الربعي (1) البغداديّ الحربي المعروف بأبي نشيط الفلاّس (2)(3)

رحل و سمع بدمشق الوليد بن عتبة، و عمرو بن حفص (4)،و بحمص: أبا المغيرة، و أبا اليمان، و علي بن عياش، و محمّد بن يوسف الفريابي، و بمصر: عمرو بن الربيع بن طارق، و نعيم بن حمّاد المروزي، و بالعراق: روح بن عبادة، و يحيى بن أبي بكير، و بشر بن الحارث.

روى عنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، و جنيد بن حكيم الدقاق، و أبو القاسم البغوي، و أبو محمّد بن صاعد، و ابن أبي حاتم، و أبو عبد اللّه المحاملي، و محمّد بن مخلد الدوري، و عبد اللّه بن محمّد بن ناجية، و القاسم بن زكريا المطرّز.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن هارون الحربي، نا أبو المغيرة الحمصي، نا صفوان بن عمرو، نا عبد الرّحمن بن جبير، عن أبي طويل شطب الممدود.

أنه أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فقال: أ رأيت رجلا عمل الذنوب كلها فلم يترك منها شيئا، و هو في ذلك لم يترك حاجّة و لا داجّة إلاّ اقتطعها بيمينه فهل لذلك من توبة؟ قال:«هل أسلمت؟» قال: أما أنا فأشهد أن لا إله إلاّ اللّه، وحده لا شريك له، و أنك رسوله، قال:«نعم، اللّه أكبر»، فما زال يكبّر حتى توارى.

قال أبو المغيرة: سمعت مبشر بن عبيد و كان عارفا بالنحو و العربية يقول: الحاجّة الذي يقطع على الحاجّ إذا توجهوا، و الداجّة: الذي (5) يقطع عليهم إذا رجعوا.

ص: 209


1- تحرفت في د إلى: الرفعي.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 292/17 و تهذيب التهذيب 315/5 و تاريخ بغداد 352/3 و الجرح و التعديل 117/8 و سير أعلام النبلاء 324/12 و غاية النهاية 272/2.
3- كذا بالأصل و د ورد لقبه:«الفلاس» و لم أجد في مصادر ترجمته هذا اللقب، و لعله اشتبه على المصنف، فالملقب بالفلاس هو محمد بن هارون أبو جعفر المخرمي و الملقب أيضا نشيط، ترجمته في تاريخ بغداد 353/3.
4- زيد في د: بن سليلة.
5- بالأصل و د: التي.

قال البغوي: و روى هذا الحديث غير محمّد بن هارون عن أبي المغيرة، عن صفوان، عن عبد الرّحمن بن جبير أن رجلا أتى النبي صلّى اللّه عليه و سلم طويلا شطب الممدود. و أحسب أن محمّد ابن هارون صحف فيه، و الصواب ما قال غيره.

قال البغوي هذا فيه نظر، فقد رواه أحمد بن عبد الوهّاب بن نجدة الحوطي، عن أبي المغيرة، كما رواه أبو نشيط.

أنبأناه أبو علي الحدّاد، و حدّثناه أبو مسعود المعدل عنه، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الحافظ، نا.

ح و أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا - و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب، أنا أبو الفرج عبد السّلام بن عبد الوهّاب القرشي - بأصبهان - أنا سليمان بن أحمد الطبراني، نا أحمد بن عبد الوهّاب، نا أبو المغيرة، نا صفوان بن عمرو، عن عبد الرّحمن بن جبير بن نفير، عن أبي الطويل شطب الممدود أنه أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و ذكر الحديث نحو ما تقدّم تفسير مبشر (1) بن عبيد.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (2):

محمّد بن هارون أبو جعفر البغداديّ المعروف بأبي نشيط، روى عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجّاج، و روح بن عبادة، و يحيى بن أبي بكير، و محمّد بن يوسف [الفريابي] (3)،و بشر بن الحارث، و علي (4) بن عيّاش: سمعت منه مع أبي - و في نسخة:

سمع منه أبي ببغداد و هو صدوق.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

ص: 210


1- تحرفت بالأصل و د هنا إلى: بشر.
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 117/8.
3- زيادة عن الجرح و التعديل.
4- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن د، و الجرح و التعديل.

أبو نشيط محمّد بن هارون البغداديّ سمع منه أبا المغيرة عبد القدوس بن الحجّاج الخولاني، و عمرو بن الربيع بن طارق المصري، روى عنه أبو العباس الثقفي، و أبو حامد أحمد بن حمدون بن عبادة، و أبو بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة، كنّاه لي أبو عبيد محمّد ابن أحمد بن المؤمل الصيرفي.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، و أبو منصور بن زريق، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):

محمّد بن هارون بن إبراهيم أبو جعفر، و يعرف بأبي نشيط الربعي، سمع روح بن عبادة، و يحيى بن أبي بكر (2)،و محمّد بن يوسف الفريابي، و أبا المغيرة عبد القدوس بن الحجّاج، و الحكم بن نافع الحمصيين، و عمرو بن الربيع بن طارق المصري، و نعيم بن حمّاد المروزي، روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، و جنيد بن حكيم، و أبو القاسم البغوي، و يحيى ابن محمّد بن صاعد، و الحسين بن إسماعيل المحاملي.

و قال ابن أبي حاتم: سمعت منه ببغداد مع أبي و هو صدوق.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمّد ابن مخلد، نا محمّد بن هارون أبو جعفر، و كان حافظا، فذكر عنه حكاية.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، نا - و أبو منصور القزاز (3)،أنا - أبو بكر الحافظ (4)،حدّثني الحسن بن أبي طالب عن أبي الحسن الدارقطني قال: محمّد بن هارون الحربي أبو نشيط ثقة، قال: و أخبرني أبو الفرج الطناجيري، نا عمر بن أحمد الواعظ قال: قال محمّد بن مخلد العطّار فيما قرأت عليه، و مات أبو نشيط محمّد بن هارون في شوّال سنة ثمان و خمسين و مائتين.

و محمّد بن هارون بن شعيب هذا موضعه [و هو في الجزء الذي يلي هذا الجزء] (5).

7098 - محمّد بن هارون بن عبد الرّحمن بن عبيد بن زكريا

أبو عبد اللّه العنسيّ الدّاراني (6)

روى عن: موسى بن أبي عوف، و مسبح الدّاراني.

ص: 211


1- تاريخ بغداد 352/3.
2- كذا بالأصل و د، و تاريخ بغداد، و تقدم: بكير.
3- رسمها و إعجامها مضطربان، و المثبت عن د.
4- تاريخ بغداد 353/3.
5- الزيادة عن د.
6- ترجمته في تاريخ داريا ص 118.

روى عنه: أبو علي بن شعيب، و ابن مهنا، و أبو الحسين الرازي، و هو نسبه.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا علي بن محمّد بن طوق الطبراني، أنا عبد الجبّار بن محمّد الخولاني، نا محمّد بن هارون بن عبد الرّحمن العنسيّ الدّاراني، نا موسى بن محمّد بن أبي عوف، نا محمّد بن إسماعيل بن عيّاش، حدّثني أبي، عن بكر بن (1) زرعة الخولاني، عن مسلم بن عبد اللّه الأزدي قال:

جاء عبد اللّه بن قرط إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلم فقال:«ما اسمك؟» قال: شيطان (2) بن قرط فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«بل أنت عبد اللّه بن قرط»[11821].

أخبرني أبو محمّد بن الأكفاني، قال: ذكر أبو الحسين محمّد بن عبد اللّه بن جعفر بن الجنيد الرّازي في تسمية من كتب عنه بدمشق فذكر جماعة، و ممن كتب عنه في قرى دمشق:

أبو عبد اللّه محمّد بن هارون بن عبد الرّحمن بن عبيد بن زكريا العنسيّ من أهل داريّا، مات سنة أربع و عشرين و ثلاثمائة.

و قرأت أنا بخط نجا بن أحمد فيما ذكر أنه نقله من خط الرّازي مثله سواء.

7099 - محمّد بن هارون بن كثير الشيباني

سمع بدمشق هشام بن عمّار.

روى عنه: أبو بكر بن الجعابي.

أنبأنا أبو الفضل بن ناصر، و أبو منصور موهوب بن أحمد بن محمّد، و أبو الحسن سعد الخير بن محمّد، قالوا: أنا الحسين بن أحمد بن محمّد بن طلحة النعالي، أنا جدي أبو الحسن محمّد بن طلحة بن محمّد بن عثمان - قراءة عليه - نا القاضي أبو بكر محمّد بن عمر ابن محمّد بن سلم الحافظ، نا محمّد بن هارون بن كثير الشيباني، نا هشام بن عمّار، نا إسماعيل بن عيّاش، نا سفيان الثوري، عن عبيد اللّه بن الوليد، عن عطاء، عن ابن عبّاس قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إن أهل البيت إذا تواصلوا أجرى اللّه عليهم الرزق و كانوا في كنف الرّحمن»[11822].

ص: 212


1- في د:«بكير» تصحيف، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 137/3 ط دار الفكر.
2- بالأصل،«شطان» و المثبت عن د.
7100 - محمّد بن هارون بن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن علي بن عبد اللّه

ابن عبّاس بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف أبو عبد اللّه -

و يقال: أبو موسى - الأمين بن الرشيد بن المهدي بن المنصور (1)

بويع له بالخلافة بعد أبيه الرشيد بعهد منه.

و حدّث عن أبيه الرشيد.

روى عنه: الحسين بن الضحّاك الخليع الشاعر، و كان قدم دمشق في خلافة أبيه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: نا - و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (2)،أخبرني الحسن بن أبي طالب، و باي بن جعفر قال الحسن: نا - و قال باي، أنا - أحمد بن محمّد بن عمران، أنا محمّد بن يحيى، نا المغيرة بن محمّد المهلبي، قال: رأيت عند الحسين بن الضحّاك الخليع جماعة من بني هاشم منهم بعض أولاد المتوكل، فسألوه عن الأمين و أدبه، فوصف الحسين أدبا كثيرا، فقيل له: فالفقه؟ فإن المأمون كان فقيها، فقال: ما سمعت فقها و لا حديثا إلاّ مرّة واحدة، فإنه نعي إليه غلام له بمكة فقال: حدّثني أبي عن أبيه عن المنصور عن أبيه، عن علي بن عبد اللّه بن عبّاس، عن أبيه قال: سمعت النبي صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«من مات محرما حشر ملبيا».

ذكر أبو الحسين الرّازي فيما نقلته من خطّه قال: قال إسحاق - يعني - ابن سليمان الهاشمي و في سنة تسع و ثمانين و مائة قدم محمّد الأمين محمّد بن زبيدة من دمشق إلى مدينة السلام، و كان قد وجهه أبوه هارون الرشيد إلى دمشق في إشخاص سليمان بن المنصور.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد [اللّه] (3) بن جعفر، نا يعقوب قال: و فيها - يعني - سنة سبعين و مائة ولد محمّد بن هارون يوم الجمعة لست عشرة ليلة خلت من شوّال.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن الغسّاني، و أبو منصور بن زريق، قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (4):

ص: 213


1- ترجمته في تاريخ بغداد 336/3 و سير أعلام النبلاء 334/9 و تاريخ الطبري (الفهارس)، و مروج الذهب (الفهارس) و البداية و النهاية بتحقيقنا (الفهارس)، و الكامل في التاريخ (الفهارس)، و تاريخ الخلفاء ص 355 و الوافي بالوفيات 135/5 و العبر 325/1 و شذرات الذهب 350/1.
2- تاريخ بغداد للخطيب 338/3.
3- زيادة لازمة عن د.
4- تاريخ بغداد 336/3-337.

محمّد أمير المؤمنين الأمين بن هارون الرشيد بن محمّد المهدي بن عبد اللّه المنصور ابن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن العبّاس بن عبد المطّلب، يكنى أبا عبد اللّه، و يقال: أبو موسى، ولد برصافة (1) بغداد.

كما أخبرناه الحسن بن أبي طالب، نا أحمد بن محمّد بن عمران (2)،أنا محمّد بن يحيى الصولي قال: ولد الأمين بالرّصافة سنة إحدى و سبعين و مائة.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أبو عبد اللّه النهاوندي، أنا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (3):

بويع محمّد المخلوع بن أمير المؤمنين ابن أم جعفر بنت جعفر بن أبي جعفر أمير المؤمنين، و قام ببيعته الفضل بن الربيع، و قدم (4) ببيعته رجاء الخادم، و ولد محمّد ببغداد سنة سبعين و مائة، و قتل ببغداد في المحرم سنة ثمان و تسعين (5) و هو ابن ثمان و عشرين سنة، و كانت ولايته إلى أن قتل أربع سنين و أشهرا (6).

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا محمّد بن الحسين بن شهريار قال: قال أبو حفص الفلاس: و بايع - يعني - الرشيد لابنيه محمّد و أمّه زبيدة، و عبد اللّه و هو المأمون ثم القاسم، فملك محمّد أربع سنين و سبعة أشهر و عشرين ليلة ثم قتله طاهر ببغداد ليلة الأحد لسبع بقين من المحرم سنة ثمان و تسعين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، نا عثمان، نا حنبل بن إسحاق قال: قال أبو عبد اللّه: و استخلف محمّد بن هارون سنة ثلاث و تسعين في ربيع الآخر.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن جنيقا، نا

ص: 214


1- رصافة بغداد: راجع معجم البلدان رصافة: بضم أوله، في مواضع كثيرة منها رصافة بغداد، و هي بالجانب الشرقي.
2- بالأصل و د: عثمان، و المثبت عن تاريخ بغداد.
3- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 460 و 468.
4- بالأصل:«و قام» و المثبت عن د.
5- بالأصل:«سبعين» تحريف، و المثبت عن د، و تاريخ خليفة.
6- كذا بالأصل و د، و في تاريخ خليفة: و ثمانية أشهر.

إسماعيل بن علي الخطبي، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي قال: استخلف محمّد ابن هارون سنة ثلاث و تسعين.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن (1) بن قبيس، و أبو محمّد بن الأكفاني، قالوا:

نا - و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (2)،أنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ (3)، أنا علي بن أحمد بن أبي قيس الرفاء.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو منصور محمّد بن محمّد بن عبد العزيز، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عمر بن الحسن بن علي.

قالا: نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا عباس بن هشام، عن أبيه قال: ولد محمّد بن هارون في شوال سنة سبعين و مائة، و أتته الخلافة بمدينة السلام لثلاث عشرة بقيت من جمادى الآخرة سنة ثلاث و تسعين و مائة، و قتل ليلة الأحد لخمس بقيت من المحرم، قتله قريش الدنداني (4) و حمل رأسه إلى طاهر بن الحسين فنصبه على رمح، و تلا هذه الآية قُلِ اللّٰهُمَّ مٰالِكَ الْمُلْكِ، تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشٰاءُ (5) و كانت ولايته أربع سنين و سبعة أشهر و ثمانية أيام.

و أمه [زبيدة] أم جعفر بنت جعفر بن أبي المنصور. و كان طويلا سمينا أبيض، و يكنى أبا عبد اللّه.

لفظهم قريب. زاد ابن السمرقندي: و قال غير العباس: قدم عليه ببيعته رجا الخادم يوم الجمعة، و بويع له يومئذ بيعة العامة بعد أن صلّى الجمعة، و خلع محمد بن هارون نفسه عشية الأحد لإحدى عشرة ليلة خلت من رجب سنة ست و تسعين و مائة حين وثب به الحسين بن علي بن عيسى بن ماهان، و بويع المأمون يومئذ، و قام ببيعته إسحاق بن عيسى.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن علي، أنا عبيد اللّه بن عثمان بن يحيى الدقّاق، نا إسماعيل بن علي الخطبي، نا البربري، عن ابن أبي السري قال:

استخلف أبو موسى محمّد بن هارون الرشيد - كذا قال ابن أبي السري: أبو موسى،

ص: 215


1- تحرفت بالأصل و د إلى: الحسين.
2- تاريخ بغداد 337/3.
3- في تاريخ بغداد: المنقري.
4- تقرأ بالأصل:«الديراني» و اللفظة غير واضحة في د، و المثبت عن تاريخ بغداد، و انظر ما كتبه مصححه بالهامش.
5- سورة آل عمران، الآية:26.

و قال غيره: أبو عبد اللّه - أتته الخلافة و هو بمدينة السّلام يوم الخميس لثلاث عشرة بقيت من جمادى الآخرة سنة ثلاث و تسعين.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن الغسّاني، قالا: نا - و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر أحمد بن علي (1).

قال: و أنا محمّد بن أحمد بن رزق، أنا عثمان بن أحمد الدقّاق، نا محمّد بن أحمد بن البراء قال: الأمين، محمّد بن الرشيد و كنيته أبو موسى، ولد ببغداد بالرصافة، قال ابن البراء:

استخلف ثم خلع بعد ثلاث سنين و خمسة و عشرين (2) يوما، فمكث مخلوعا محبوسا إلى أن قتله طاهر بن الحسين بن مصعب ببغداد لستّ بقيت من المحرم سنة ثمان و تسعين و مائة، و كان عمره ثلاث و ثلاثين (3) سنة.

أخبرنا أبو القاسم، و أبو الحسن قالا: نا - و أبو منصور، أنا - أبو بكر الخطيب (4).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا محمّد بن الحسين القطّان، أنا عبد اللّه بن جعفر بن درستويه، نا يعقوب بن سفيان قال: و استخلف محمّد بن هارون في سنة ثلاث و تسعين و مائتين في شهر ربيع الآخر.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل - إجازة-.

قالا: و أنا أبو تمام علي بن محمّد - إجازة - أنا أبو بكر بن بيرى - قراءة: أنا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة. قال: و أنا الحسن بن أبي الحسن قال:

ولي محمّد بن هارون يوم الخميس لإحدى عشرة بقيت من جمادى الآخرة سنة ثلاث و تسعين و مائة، و قتل ليلة الأحد لست خلون من المحرم - أو خمس - سنة ثمان و تسعين و مائة، و كانت خلافته أربع سنين و ثمانية أشهر و خمسة أيام، و قتل و هو ابن ثمان و عشرين سنة إلاّ شهرا.

ص: 216


1- تاريخ بغداد 337/3.
2- بالأصل:«خمسة عشر» و المثبت عن د، و تاريخ بغداد.
3- كذا بالأصل و د، و تاريخ بغداد، و كتب مصححه بالهامش: هذا غلط فإنه على حساب سنة قتله يكون سنه 27 سنة.
4- تاريخ بغداد 337/3.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم السلمي، أنا نعمة بن محمّد بن [المرندي] (1)،نا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني الحسن بن سفيان، نا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول:

ثم ولي محمّد بن هارون و قتل بغرة المحرم سنة ثمان و تسعين، و كانت ولايته أربع سنين و سبعة أشهر.

أخبرنا أبو القاسم الحسين، و أبو الحسن الزاهد، قالا: نا - و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (2).

ح و أنبأنا أبو علي محمّد بن سعيد بن إبراهيم.

ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد المحاملي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الفضل بن خيرون.

قالوا: أنا الحسن بن أبي بكر.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه أيضا، أنا طراد بن محمّد، و أبو محمّد التيمي، قالا: أنا أبو بكر بن وصيف.

قالا: أنا محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم، نا أبو بكر عمر بن حفص السدوسي، نا محمّد ابن يزيد قال: و استخلف محمّد بن هارون المخلوع - قال أبو بكر السدوسي: و هو الأمين - في جمادى الآخرة يوم الجمعة و لم يقلها الخطيب، و قالوا: لثلاث عشرة بقيت منه سنة ثلاث و تسعين و مائة. و قتل في المحرم سنة ثمان و تسعين و مائة. فكانت خلافته أربع سنين و ستة أشهر و أربعة و عشرين يوما. و قتل و له ثمان و عشرون سنة، و أمه أم جعفر بنت جعفر بن أبي جعفر. قال أبو بكر السدوسي: و كنيته أبو عبد اللّه.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن العلوي، و أبو الحسن المالكي قالا: نا - و أبو منصور بن زريق أنا - أبو بكر الخطيب (3):أخبرني أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل، أنا

ص: 217


1- سقطت من الأصل، و في د: نعمة اللّه بن محمد.
2- تاريخ بغداد 337/3-338.
3- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 338/3.

إسماعيل بن سعيد المعدل، نا أبو علي الحسين بن القاسم الكوكبي نا أبو العيناء محمّد بن القاسم، أخبرني محمّد بن عبيد اللّه السهيلي قال:

لما أتت الخلافة محمّد بن هارون خطب ببغداد فقال: أيها الناس إنّ المنون تراصد ذوي الأنفاس حتما من اللّه، لا يدفع حلولها، و لا ينكر نزولها، فاسترجعوا قلوبكم عن الجزع على الماضي، إلى البهج للباقي، تعطوا أجور الصابرين و جزاء الشاكرين.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن علي المقرئ الأسفرايني، أنا أبو عمرو الصفّار، نا أبو عوانة قال: سمعت إسحاق بن إبراهيم ابن هانئ يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول:

لمّا أن دخل إسماعيل بن عليّة على محمّد بن زبيدة أمير المؤمنين، فلمّا بصره قال له:

يا ابن الفاعلة، أنت الذي تقول: كلام اللّه مخلوق، قال: فوقف إسماعيل و جعل ينادي: يا أمير المؤمنين، زلّة من عالم؛ قال أبو عبد اللّه: إنّي لأرجو أن يرحم اللّه محمّدا بإنكاره على إسماعيل هذا الشأن (1).

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه السلمي - إذنا و مناولة - و قرأ علي إسناده، أنا محمّد ابن الحسين، أنا المعافى بن زكريا (2)،نا محمّد بن يحيى الصولي، حدّثني عون بن محمّد الكندي، نا إبراهيم بن إسماعيل، أبو أحمد بن (3) إبراهيم قال:

ركب الرشيد يوما بكرا فنظر إلى محمّد الأمين يميل في سرجه، فقال: ما أصارك إلى هذا يا محمّد؟ قال: أصارني إليه البارحة:

علّلاني بعاتقات الكروم *** و اسقياني بكأس أم حكيم (4)

قال: فانصرف يا محمّد، فلما رجع الرشيد وجّه إليه بخادم معه كأس أم حكيم و كان كأسا كبيرا فرعونيا قد جعل فيه طوق ذهب و مقبض من ذهب، فإذا هو مملوء دنانير و قال له:

ص: 218


1- تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 361 و سير أعلام النبلاء 339/9.
2- رواه المعافى بن زكريا في الجليس الصالح الكافي 516/2 و ما بعدها.
3- كذا بالأصل و د، و في الجليس الصالح: أبو أحمد إبراهيم.
4- هي أم حكيم بنت يحيى بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس، من جميلات قريش، و كانت أم حكيم مدمنة على الشراب، و كان لها كأس خاص تشرب فيه. راجع الأغاني 274/16 و البيت من أبيات للوليد بن يزيد قالها في كأس أم حكيم الأغاني 278/16.

يقول لك أمير المؤمنين: بعثت إليك بالذي أسهرك لتشرب فيه، و تنتفع بما يصل معه، قال:

فأعطى الخادم قبضة من الدنانير و فرّق نصف ما فيه على جلسائه، و أعطى النصف خازنه، و شرب في القدح ثلاثة (1) أرطال، رطلا بعد رطل، و ردّه، فكان مبلغ الدنانير عشرة آلاف دينار (2).

قال القاضي (3):ما في هذا الخبر أن الأمين قال: بكرا أصارني البارحة، و هذا كلام مستفيض في العامة، إطلاقهم إيّاه في خطابهم و فيما يرووه عن (4) غيرهم.

[قال:] فأما أهل العلم بالعربية فيذهبون إلى أنه يقال في أوّل النهار إلى زوال الشمس لليلة الماضية كان كذا و كذا الليلة، فإذا زالت الشمس قالوا حينئذ: البارحة، و في هذا الخبر ذكر الكأس و قد ذهب قوم إلى أنها اسم للخمر، و اسم للإناء. و قال اللّه تعالى: يُطٰافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ بَيْضٰاءَ لَذَّةٍ لِلشّٰارِبِينَ (5)،و قيل: إنها في قراءة عبد اللّه: صفراء، و قال الفراء: الكأس: للإناء بما فيه، فإذا أخذ ما فيه فليس بكأس، كما أن المهدي الطبق الذي عليه الهدية، فإذا أخذ ما عليه و بقي فارغا رجع إلى اسمه، إن كان طبقا أو خوانا أو غير ذلك، و قال بعض أهل التأويل: الكأس الخمر، قال اللّه تعالى: إِنَّ الْأَبْرٰارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كٰانَ مِزٰاجُهٰا كٰافُوراً (6) و قال جل ذكره: وَ يُسْقَوْنَ فِيهٰا كَأْساً كٰانَ مِزٰاجُهٰا زَنْجَبِيلاً (7).

و أنشد أبو عبيدة:

و ما زالت الكأس تغتالنا *** و تذهب بالأول الأوّل (8)

و قال الأعشى (9):

و كأس شربت على لذّة *** و أخرى تداويت منها بها

ص: 219


1- بالأصل و د: ثلاث، و المثبت عن الجليس الصالح.
2- الخبر ورد في الأغاني 280/16 و فيها أن صاحب القصة هو محمد بن الجنيد الختلي، و كان محمد أحد أصحاب الرشيد، و من يقدم دابته، و كان قد شرب ليلة... حتى السحر.
3- يعني القاضي المعافى بن زكريا الجريري صاحب كتاب الجليس الصالح الكافي راجع 517/2.
4- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
5- سورة الصافات، الآيات 45 و 46.
6- سورة الإنسان، الآية:5.
7- سورة الإنسان، الآية:17.
8- البيت في تاج العروس (مادة: غول) بدون نسبة، و نسبه محقق الجليس الصالح لأبي محمد التيمي عبد اللّه بن أيوب.
9- ديوانه ص 24.

و قال الآخر (1):

من لم يمت عبطة يمت *** هرما للموت كأس فالمرء ذائقها

العبطة: أن يموت الرجل من غير علّة، و من هذا قولهم: دم عبيط، إذا كان طريا قد خرج من دم صحيح (2).

و قال أبو حاتم السجستاني: لا يقال للموت كأس.

قال القاضي: و هذا خطأ منه، قد يضاف الكأس إلى المنية، و قد توصف المنية بأنها كأس، كما توصف بأنها رحى، و تضاف إليها الرحى، فيقال: المنية رحى دائرة على الخلق، و للمنية على الناس رحى دائرة، و الموت كأس مرة، و الموت كأس كريهة، و يقال: شرب فلان كأس المنية، فيضاف الكأس إليها، قال مهلهل:

ما أرجّي بالعيش بعد ندامي *** قد أراهم سقوا بكأس حلاق

أي بكأس المنية، لأنّ حلاق من أسماء المنية بمنزلة حذام و قطام.

و رواه بكأس خلاق بالخاء، فقال: يعني بكأس تصيبهم من الموت، و هذا أكثر و أشهر من أن يخيل على عالم بالعربية، و أعجب بذهابه على أبي حاتم مع سعة معرفته، و لكنه بشر و أني إنسان يحيط بالعلم كله و لا يخفى عليه شيء من جليّه، فضلا عن غامضه و خفيّه (3).

و قد قال الشاعر في هذا المعنى:

إن القرون التي عن حظّها غفلت *** حتى سقاها بكأس الموت ساقيها

و قال السجستاني في البيت الذي فيه الموت: إنما هو الموت كأس، قال: و قطع ألف الوصل لأنها في مبتدأ النصف الثاني، و هذا يحتمل.

و قال: أنشدناه الأصمعي لبعض الخوارج، و قال: ليس لأمية بن أبي الصلت، و قال القاضي: و قد روت الرواة هذا الشعر لأمية بن أبي الصلت، و أما المعنى الذي ذكره السجستاني من تجويز قطع ألف الوصل، فقد جاء في الشعر كثيرا كقول الشاعر:

ص: 220


1- البيت في تاج العروس بتحقيقنا (عبط) منسوبا لأمية بن أبي الصلت و هو في ديوانه ص 42.
2- كذا بالأصل و د، و في الجليس الصالح: جسم صحيح.
3- بالأصل:«ودقه» و في د:«ودقته» و المثبت عن الجليس الصالح الكافي.

بأبي امرؤ الشام بيني و بينه *** أتتني ببشر برده (1) و رسائله

و قال آخر:

إذا جاوز الاثنين سرّ فإنّه *** ببثّ و تكثير الوشاة قمين (2)

و أحسن هذا الباب ما كان في الأوائل [و الأركان] (3) و الانصاف قال حسان (4):

لتسمعنّ وشيكا في ديارهم *** اللّه أكبر يا تارات عثمانا

أنبأنا أبو نصر محمود بن الفضل بن محمود، و أبو طاهر أحمد بن محمّد بن أحمد الأصبهانيان، قالا: أنا المبارك بن عبد الجبّار بن أحمد الصيرفي، أنا علي بن عمر بن محمّد ابن الحسن القزويني، أنا محمّد بن العباس بن حوية، أنشدنا محمّد بن خلف، أنشدني بعض أهل الأدب لمحمّد الأمين:

رأيت الهلال على وجهكا *** فما زلت أدعو إلهي لكا

و لا زلت تحيا و أحيا معا *** و أمّنني اللّه من فقدكا

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: نا - و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (5)،أنا علي بن أيوب القمّي، أنا محمّد بن عمران، أخبرني محمّد بن يحيى قال: مما يروى لمحمّد الأمين، و شهر من شعره، أنشدنيه له جماعة، و أنشدته أبا عبد اللّه بن المعتز فلم يعرفه، و قال لي بعد ذلك: قد وجدت الشعر عندي، قوله في خادمه كوثر و قد رفعت إليه الأخبار بأن الناس يلومونه فيه، و في تركه النظر في أمور الناس:

ما يريد الناس من ص *** ب بمن يهوى كئيب

ليس إن قيس خليا *** قلبه مثل القلوب

كوثر ديني و دنيا *** ي و سقمي و طبيبي

أعجز الناس الذي يل *** حى محبا في حبيب

ص: 221


1- بالأصل و د:«ببشرى رده» و المثبت عن الجليس الصالح.
2- تحرفت بالأصل إلى تمين، و المثبت عن د، و الجليس الصالح.
3- زيادة عن د، و الجليس الصالح الكافي.
4- ديوان حسان بن ثابت ص 60.
5- الخبر و الأبيات في تاريخ بغداد 341/3-342.

قال الخطيب (1):و أنا علي بن أيوب القمّي، أنا محمّد بن عمران المرزباني، أنا الصولي.

ح و أخبرنا أبو العزّ بن كادش - إذنا مناولة و قرأ علي إسناده - أنا محمّد بن الحسن، أنا المعافى بن زكريا القاضي.

نا محمّد بن يحيى الصولي، نا محمّد بن القاسم بن نجدة، و حدّثني محمّد بن عمرو - زاد الخطيب: الرومي و قالا:- قال:

خرج كوثر خادم الأمين سمّاه ابن كادش: محمّدا - ليرى الحرب، فأصابته رجمة في وجهه فجلس يبكي، فوجه محمّد من جاء به، و جعل يمسح الدم عن وجهه ثم قال:

ضربوا قرة عيني *** و من أجلي ضربوه

أخذ اللّه لقلبي *** من أناس أحرقوه

و أراد زيادة في الأبيات فلم يواته طبعه، فقال للفضل بن الربيع: من هاهنا من الشعراء؟ قال: الساعة رأيت - زاد الخطيب: أبا محمّد و قالا:- عبد اللّه بن أيوب التيمي فقال: عليّ به، فلما أدخل أنشده البيتين و قال: قل عليهما، فقال:

ما لمن أهوى شبيه *** فبه الدنيا تتيه

وصله حلو و لكن *** هجره مرّ كريه

من رأى الناس له ال *** فضل عليهم حسدوه

مثل ما حسد القا *** ثم بالملك أخوه

فقال محمّد: أحسنت - و قال ابن كادش: فقال: قد أحسنت - و اللّه هذا خير مما أردت، بحياتي يا عباسي إلاّ نظرت، فإن جاء على الظهر ملأت أحمال ظهره - زاد الخطيب: دراهم - و إن جاء في زورق ملأته له. فأوقر له ثلاثة أبغل دراهم.

زاد ابن كادش: قال الصولي: فحدّثنا الحسن بن علي العمري، حدّثني محمّد بن إدريس قال:

لما قتل الأمين خرج أبو محمّد التيمي إلى المأمون و امتدحه فلم يأذن له، فصار إلى الفضل بن سهل و جاء إليه و امتدحه فأوصله إلى المأمون، فلمّا سلم عليه قال له: يا تيمي:

[مثل] (2) ما قد حسد القا *** ثم بالملك أخوه

ص: 222


1- الخبر في تاريخ بغداد 339/3.
2- زيادة لازمة عن الرواية السابقة.

فقال أبو محمّد التيمي:

نصر المأمون عبد الل *** ه لما ظلموه

نقض العهد الذي كا *** نوا قديما أكدوه

لم يعامله أخوه *** بالذي أوصى أبوه

ثم أنشده قصيدة امتدحه بها أولها:

جزعت ابن تيم إن علاك مشيب *** و بان الشباب و الشباب حبيب

فلما فرغ منها قال له المأمون: قد وهبتك للّه، و أخي [أبي] (1) العباس - يعني - الفضل ابن سهل، و أمرت لك بعشرة آلاف درهم.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: نا - و أبو منصور بن زريق، و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، قالا: أنا - أبو بكر الخطيب (2)،أخبرني أبو القاسم الأزهري، أخبرني عبيد اللّه بن محمّد البزار، نا أبو بكر الصولي، نا عون بن محمّد، عن أبي محمّد عبد اللّه بن أيوب الشاعر، قال: أنشدت محمّدا - يعني: الأمين - أول ما ولي الخلافة:

لا بدّ من سكرة على طرب *** لعل روحا تدال من كرب

فعاطنيها صفراء صافية *** تضحك من لؤلؤ على ذهب

و قال النسيب و ابن قبيس: فعاطنيها صهباء

خليفة [اللّه] (3) أنت منتخب *** لخير أمّ، من هاشم و أب

فأمر لي بمائتي ألف درهم، صالحوني منها على مائة ألف درهم.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح أحمد بن عبد الملك، أنا والدي، أنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين السلمي، أنا الحسين بن أحمد البيهقي، نا جعفر بن عيسى البصري قال:

دخل يوما الحسن بن هانئ على المخلوع محمّد بن زبيدة فكان بين يديه رمانة فقال:

صفها لي، و لك بكلّ حبة دينار، فأنشأ يقول (4):

ص: 223


1- زيادة استدركت عن هامش الأصل و بعدها صح.
2- الخبر و الشعر في تاريخ بغداد 338/3-339.
3- سقطت من الأصل، و استدركت عن د، و تاريخ بغداد.
4- ليست في ديوانه (ت أحمد الغزالي - بيروت).

و رمّانة شبّهتها إذ رأيتها *** بثدي كعاب أو بحقّة مرمر

ململمة حمراء نضد جوفها *** يواقيت حمر في ملاء معصفر

لها قشر عقبان و رأس مشرق *** و أوراق خيريّ و أغصان عنبر

و فيها شفاء للمريض و صحّة *** و فيها حديث للنبي المطهّر

و فيها يقول اللّه جلّ ثناؤه *** فواكه رمّان و نخل مسطّر

فقال المخلوع: اشقق الرمانة و أحص حبها، فأحصاها فإذا فيها سبع مائة حبة، فأعطاه بكل حبة دينارا.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: نا - و أبو منصور ابن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (1)،أخبرني أبو الحسن علي بن عبيد اللّه بن عبد الغفّار اللغوي، أنا محمّد بن الحسن بن الفضل بن المأمون، نا أبو بكر محمّد بن القاسم الأنباري، نا عبد اللّه بن خلف، حدّثني عبد اللّه بن سفيان، حدّثني أبو عبد اللّه الخزاعي، عن ابن مناذر الشاعر قال:

دخل سليمان بن المنصور على محمّد الأمين فرفع إليه أن أبا نواس هجاه؛ و أنه زنديق كافر حلال الدم، و أنشده من أشعاره المنكرة أبياتا، فقال: يا عمّ أ أقتله بعد قوله (2):

أهدى الثناء إلى الأمين محمّد *** ما بعده بتجارة تتربّص (3)

صدق الثناء على الأمين محمّد *** و من الثناء تكذّب و تخرّص (4)

قد ينقص القمر المنير إذا استوى *** و بهاء وجه محمّد لا ينقص

و إذا بنو المنصور (5) عدّ حصاهم *** فمحمّد ياقوتها المتخلص (6)

فغضب سليمان و قال: و اللّه لو شكوت من عبد اللّه - يعني ابن الأمين - ما شكوت من هذا الكافر لوجب أن تعاقبه، فكيف منه، فقال: يا عمّ فكيف أعمل بقوله (7):

قد أصبح الملك بالمنى ظفرا *** كأنّما كان عاشقا قدرا

ص: 224


1- الخبر و الأبيات في تاريخ بغداد 339/3-340.
2- و الأبيات في ديوانه (شرح أحمد عبد المجيد الغزالي) ص 423.
3- في تاريخ بغداد و الديوان: متربص.
4- التخرص: الافتراء.
5- في الديوان: بنو العباس.
6- الديوان: المستخلص.
7- الأبيات في ديوانه ص 424 و تاريخ بغداد 340/3.

قيّد أشطانه (1) إلى ملك *** ما عشق الملك قبله بشرا

حسبك وجه الأمين من قمر *** إذا طوى الليل دونك القمرا

خليفة يعتني بأمّته *** و إن أتته ذنوبها اغتفرا (2)

حتى لو استطاع من تحنّنه *** دافع عنها القضاء و القدرا

فازداد سليمان غضبا، فقال: يا عمّ فكيف أعمل بقوله (3):

يا كثير النّوح في الدّمن *** لا عليها بل على السّكن

سنة العشاق واحدة *** فإذا أحببت فاستكن

ظنّ بي من قد كلفت به *** فهو يجفوني على الظنن (4)

بات لا يعنيه ما لقيت *** عين ممنوع من الوسن

رشأ لو لا ملاحته *** خلت الدنيا من الفتن

فاسقني كأسا على عذل *** كرهت مسموعه أذني

من كميت اللون صافية *** خير ما سلسلت في بدن

ما استقرّت في فؤاد فتى *** فدرى ما لوعة الحزن

مزجت من صوب غادية *** حللتها (5) الريح من مزن (6)

تضحك الدنيا إلى ملك *** قام بالآثار (7) و السنن

يا أمير اللّه عش أبدا *** دم على الأيام و الزمن

أنت تبقى و الفناء لنا *** فإذا أفنيتنا فكن (8)

سنّ للناس الندى فندوا *** فكأنّ البخل لم يكن

قال: فانقطع سليمان عن الركوب فأمر الأمين بحبس أبي نواس، فلمّا طال حبسه كتب

ص: 225


1- في الديوان:«قيد بأشطانه» و الأشطان جمع شطن، و هو الجبل.
2- الديوان: غفرا.
3- الأبيات في تاريخ بغداد 340/3-341 و ديوانه ص 412.
4- الظنن جمع ظنة و هي التهمة.
5- الديوان: حملتها.
6- المزن: السحاب أو الأبيض منه أو ذو الماء و الغادية: السحابة التي تسير في الغداة. و صوبها: مطرها.
7- الديوان: بالأحكام.
8- هذا البيت و الذي قبله، لفقا في الديوان ببيت واحد: يا أمين اللّه عش أبدا فإذا أفنيتنا فكن

إليه هذه الأبيات و اجتهد [حتى وصلت إلى الأمين] (1)(2).

تذكّر أمين اللّه، و العهد يذكر *** مقامي، و إنشاديك، و الناس حضّر

و نثري عليك الدرّ يا درّ هاشم *** فيا من رأى درّا على الدّرّ ينثر

أبوك الذي لم يملك الأرض مثله *** و عمّك موسى عدله (3) المتخيّر (4)

و جدّك مهدي الهدى و شقيقه *** أبو أمّك الأدنى، أبو الفضل (5) جعفر

و ما مثل منصوريك منصور هاشم *** و منصور قحطان إذا عدّ مفخر

فمن ذا الذي يرمي بسهميك في العلى (6) *** و عبد مناف والداك و حمير

تحسّنت الدنيا بحسن (7) خليفة *** هو الصبح إلاّ أنه الدهر مسفر

أمير (8) يسوس الناس تسعين حجة *** عليه له منه رداء و مئزر

بشير إليه (9) الجود من و جناته *** و ينظر من أعطافه حيث ينظر

مضت لي شهور مذ حبست ثلاثة *** كأني قد أذنبت ما ليس يغفر

فإن أك لم أذنب ففيم عقوبتي *** و إن كنت ذا ذنب فعفوك أكبر

فلما قرأ محمّد هذه الأبيات قال: أخرجوه و أجيزوه، و لو غضب ولد المنصور كلهم.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن عبد الواحد، أنا أبو محمّد الحسن بن عيسى ابن المقتدر، أنا أبو العباس أحمد بن منصور اليشكري، نا ابن الأنباري، نا أبي، نا أبو جعفر الربعي قال: قال محمّد بن راشد الخناق (10):قال لي إبراهيم بن المهدي:

وجّه إليّ محمّد الأمين بعد محاصرة طاهر بن الحسين بغداد، فصرت إليه و هو بقصر قزاز مشرف منه على دجلة ليلة أربع عشرة، فسلّمت عليه، فردّ عليّ و قال: يا عمّ، أما ترى

ص: 226


1- الزيادة لازمة للإيضاح استدركت عن تاريخ بغداد، و قد سقطت الجملة من الأصل و د.
2- الأبيات في تاريخ بغداد 341/3 و ديوان أبي نواس ص 426.
3- في الديوان: صنوه.
4- عمك موسى يعني الهادي أخا الرشيد، و المتخير: المختار.
5- يعني جعفر بن أبي جعفر المنصور، والد زبيدة أم الأمين و زوج الرشيد.
6- الديوان: الورى.
7- الديوان: بوجه خليفة.
8- الديوان:«إمام» و في تاريخ بغداد: أمين.
9- بالأصل:«إلى» و المثبت عن د، و الديوان و تاريخ بغداد.
10- من طريقه روي الخبر في تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 357 و مروج الذهب 478/3-479.

طيب هذه الليلة و صفاء الجو فيها، و حسن القمر في دجلة، فقلت: يا أمير المؤمنين طيّب اللّه عيشك، و أعزّ دولتك، و كبت عدوك، ثم اندفعت أغنيه لما أعرف من سوء خلقه، فقال لي:

يا عمّ، هل لك فيمن عليك يضرب؟ فقلت: ما أكره ذلك، فأحضر جارية تسمى صعب، فتطيرت من اسمها للحال التي كان عليها، فقال لها: غنّي، فكان أول ما غنّت (1):

كليب لعمري كان أكثر ناصرا *** و أيسر جرما (2) منك ضرّج بالدم

فاقشعر منه، و اقشعررت، فقال لها: ويحك غنّي غيره، فاندفعت تغني (3):

هم قتلوه كي يكونوا مكانه *** كما غدرت يوما بكسر مرازبه

بني هاشم ردّوا سلاح ابن أختكم *** فلا تنهبوه لا تحلّ مناهبه

بني هاشم إن لا تردّوا فإننا *** سواء علينا قاتلاه و سالبه

بني هاشم كيف الهوادة بيننا *** و عند فلان سيفه و نجائبه

قال أبو العباس: و روى ابن الأعرابي:

تظافر فيه قاتلان و سالب *** سواء علينا قاتلاه و سالبه

فاندفعت تغنّي، فقال لها: ويحك إنّما أحضرتك لأسرّ بك، فقد زدتيني غمّا و همّا، فاندفعت تغنّي (4):

أما و رب السكون و الحرك *** إن المنايا سريعة الدرك

ما اختلف الليل و النهار و لا *** دارت نجوم السماء في الفلك

إلاّ بنقل النعيم من ملك *** قد انقضى ملكه إلى ملك

و ملك ذي العرش دائم أبدا *** ليس بفان و لا بمشترك

فقال لها: يا مشئومة، أ ما تحسنين غير هذا؟ فقالت: و اللّه يا سيدي ما أطلب إلاّ مسرتك، و لكن لساني ما يجري عليه غير هذا.

فقال لها: ويحك أبيني، فاندفعت تغني (5):

ص: 227


1- البيت للنابغة الجعدي كما في تاريخ الخلفاء.
2- في تاريخ الخلفاء: ذنبا.
3- البيت الأول في مروج الذهب، و قد ذكر في تاريخ الخلفاء أنها غنت بأبيات غيرها.
4- لأبي العتاهية ديوانه ص 316 (ط. صادر) و فيه الثاني و الثالث، و البيت الأول في مروج الذهب بدون نسبة، و الأبيات في تاريخ الخلفاء بدون نسبة ص 357-358.
5- من ثلاثة أبيات في تاريخ الخلفاء ص 357.

أبكي فراقهم عيني و أرّقها *** إن التفرق للأحباب بكّاء

ما زال يعدو عليهم ريب دهرهم *** حتى تفانوا و ريب الدهر عداء

فقال لها: يا مشئومة، أبيني، فغنت:

هذا مقام مطرد *** هدمت منازله و دوره

قال: فرماها بعمود كان بين يديه، فوقع على قدح بلّور كان محمد معجبا به، و كان يسميه باسمه محمدا لاستحسانه إياه، فانكسر، و نهضت الجارية، فانصرفت، فقال لي: يا عم، فنيت الأيام و انقضت المدة، فإذا هاتف يهتف من وراء دجلة: قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيٰانِ (1)،فقال: سمعت يا عم، فقلت: يا سيدي ما سمعت شيئا، ثم قمت فجلست في بعض الحجر، فعاد صوت الهاتف قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيٰانِ فما خرجت الجمعة حتى قتل محمد.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا عبيد اللّه بن عثمان بن يحيى، أنا إسماعيل بن علي الخطبي قال:

و كانت البيعة ببغداد لأبي عبد اللّه محمّد الأمين، و يقال: كنيته أبو موسى، أمير المؤمنين بن هارون، و أمّه زبيدة أم جعفر بنت جعفر الأكبر بن أبي جعفر المنصور، و مولده في شوال سنة سبعين (2) و مائة، أدركت أمه خلافته و كانت لها آثار جميلة في طريق مكة، و بمكة، و بقيت بعده، و كان الرشيد عقد له العهد في أول خلافته، ثم عقده بعده للمأمون، عقد له في سنة خمس و سبعين و مائة، و عقد للمأمون في سنة ثلاث و ثمانين و مائة بعد ما عقد لمحمّد بثمان سنين، فكانت خلافة محمّد الأمين منذ ورد الخبر عليه و هو ببغداد بوفاة هارون الرشيد، و سلّم عليه بالخلافة إلى يوم قتل ببغداد على يدي طاهر بن الحسين أربع سنين و سبعة أشهر و أحد عشر يوما، و منذ يوم توفي الرشيد إلى يوم وصل الخبر إلى الأمين اثنا عشر يوما، فصفا الأمر لمحمّد الأمين سنتين و أشهرا، و كانت الفتنة و الحرب بينه و بين المأمون سنتين و خمسة أشهر أول ذلك عند تسيير محمّد الجيوش مع علي بن عيسى بن ماهان من بغداد إلى خراسان لحرب المأمون عند فساد الأمر بينه و بينه، و خلعه إيّاه من العهد الذي كان له بعد (3)، و توجيه المأمون بطاهر بن الحسين في الجيش لتلقي علي بن عيسى و محاربته، فوصل علي بن

ص: 228


1- سورة يوسف، الآية:41.
2- تحرفت بالأصل و د إلى: تسعين.
3- انظر خبر الخلاف بين الأمين و المأمون في تاريخ الطبري 374/8 و ما بعدها، و مروج الذهب 475/3 و ما بعدها.

عيسى بمن معه من الجيش إلى الريّ، و وافاه طاهر بن الحسين بمن معه فالتقوا بأكناف الريّ، فقتل علي (1) بن عيسى و انفضّ عسكره ذلك يوم الجمعة لأربع بقين من شوال سنة خمس و تسعين و مائة، فقوي أمر المأمون عند ذلك بخراسان و سلّم عليه بالخلافة، و ضعف أمر محمّد و لم يزل في سفال و إدبار، و جيوش المأمون تدقّ أصحابه في البلاد و تنفيهم عنها، و تغلّب المأمون عليها، و يدعى له بها إلى أنصار طاهر بن الحسين صاحب جيش المأمون و هرثمة بن أعين إلى مدينة السلام، فحصرا محمّدا [فكان طاهر من الجانب الغربي، و هرثمة من الجانب الشرقي إلى أن قتل محمد ببغداد على يدي هرثمة] (2) ليلة الأحد لخمس بقين من المحرم سنة ثمان و تسعين و مائة، و كان بين ورود طاهر إلى أكناف بغداد و شغب أهل الحربية على محمّد و إدخالهم طاهر إلى بغداد و إحاطته بمحمّد و حصره إيّاه في مدينة أبي جعفر إلى يوم قتله أربعة عشر شهرا و سبعة (3) عشر يوما، و لم يبق في يد محمّد من الدنيا في وقت قتله غير الموضع الذي هو محصور فيه، من مدينة أبي جعفر يخاطبه من معه فيه بالخلافة و يسلم عليه بإمرة المؤمنين، و سائر المواضع في يدي المأمون قد غلب له عليها يدعى له بها، و كان محمّد خلع بمدينة السلام قبل ورود طاهر إليها على يدي الحسين بن علي بن عيسى بن ماهان يوم الأحد لإحدى عشرة ليلة خلت من رجب سنة ست و تسعين و مائة، و حبسه الحسين في قصر أبي جعفر، و حبس معه أمّه و ولده، و أقام في محبسه يومين، و أخذ الحسين البيعة على جميع من حضره للمأمون بالخلافة، فبايعوا له و طالبوا الحسين بوضع العطاء و إخراج الأموال، و لم يكن معه مال فوعدهم و منّاهم، و دافعهم فشغبوا عليه، و وثبوا، و أخرجوا محمّدا من محبسه، فأعادوه إلى مجلسه و بايعوه بيعة مجددة و ذلك يوم الاثنين لثنتي عشرة ليلة خلت من رجب، ثم جددوا له البيعة يوم الجمعة لست عشرة ليلة خلت من رجب سنة ست و تسعين و مائة.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا نصر بن إبراهيم، و عبد اللّه بن عبد الرزّاق.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن زيد السلمي، أنا نصر بن إبراهيم، أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو علي بن منير، أنا أبو بكر بن خريم قال: سمعت هشام بن عمّار يقول: ولي

ص: 229


1- و ذبح و حملت رأسه إلى المأمون، فطيف بها في خراسان، كما في تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 356.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن د.
3- بالأصل:«و سبع» و المثبت عن د، و في المختصر: تسعة عشر.

محمّد بن هارون أربع سنين و أشهرا، ثم قتل ببغداد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: قال أبي: و ولي من بعده محمّد ابن هارون أربع سنين، و توفي و هو ابن خمس و عشرين سنة.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين الصيرفي، أنا أبو القاسم بن حنيقا، أنا إسماعيل بن علي الخطبي، أخبرني البربري عن محمّد بن أبي السري قال:

قتل محمّد ليلة الأحد لست بقين من المحرم سنة ثمان و تسعين و مائة، فكانت خلافته أربع سنين و سبعة أشهر و ستة أيام - قال ابن أبي السري: و قال الكلبي: ملك أربع سنين و ستة أشهر و خمسة أيام و ذكر أن وفاة هارون كانت في جمادي الأولى، قال ابن أبي السري ...... (1).

[هديتي التحية للإمام *** إمام العدل و الملك الهمام

لاني لو بذلك له] (2) حياتي (3) *** و ما أحوى لقلا للإمام

أراك من الدواء اللّه نفعا *** و عافية تكون إلى تمام

و أعقبك السلامة منه رب *** يريك سلامة في كل عام

أ تأذن في الدخول بلا كلام *** سوى تقبيل كفك و السلام

قال: فأدخل الرقعة، و خرج مسرعا و أذن لي، فدخلت مسرعا فسلمت و خرجت، و اتبعني بألفي (4) دينار.

ص: 230


1- بعدها بياض بالأصل و د، بمقدار ورقتين، و مثلها في د، و يتضمن النقص ترجمة: محمد المعتصم ابن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد اللّه المنصور: أبو إسحاق الهاشمي. و ترجمته في تاريخ بغداد 342/3 و سير أعلام النبلاء 290/10 و الوافي بالوفيات 139/5 و تاريخ الطبري (الفهارس)، و البداية و النهاية (الفهارس)، و الكامل لابن الأثير-(الفهارس) و فوات الوفيات 48/4 و مروج الذهب 34/4 و تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 393. و سقط أيضا تراجم أخرى بالأصل و د، و قد ذكر بعضها في المختصر راجع مختصر تاريخ مدينة دمشق 313/23 ترجمة 337 إلى 366.
2- الزيادة بين معكوفتين عن تاريخ بغداد 412/3.
3- من هنا نعود إلى الأصل، و الأبيات في تاريخ بغداد 412/3 و الكلام التالي من ترجمة محمد بن يحيى أبي محمد ابن المبارك بن المغيرة.
4- في تاريخ بغداد: بألف دينار.

قال الخطيب (1):

محمد بن أبي اليزيدي، و اسم أبي محمد يحيى بن المبارك بن المغيرة العدوي، و كنية محمد أبو عبد اللّه، و هو من أهل البصرة، سكن بغداد، و كان من أهل الأدب و العلم بالقرآن، و اللغة، شاعرا مجيدا، مدح الرشيد، و المأمون، و الفضل بن سهل، و غيرهم، و لم يزل فيما مضى له ببغداد عقب: منهم: عبيد اللّه بن محمد راوي قراءة أبي عمرو بن العلاء عن عمه إبراهيم بن يحيى اليزيدي، و عن أخيه أبي جعفر أحمد بن محمد، كليهما عن أبي محمد يحيى بن المبارك، و آخر من روى العلم من اليزيديين ببغداد محمد بن العباس.

[قال الخطيب:] (2) بلغني أن محمد بن أبي محمد اليزيدي خرج إلى مصر مع المعتصم فمات بها.

[حرف الياء في أسماء آباء المحمدين]

7101 - محمّد بن يحيى بن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن زكريا

7101 - محمّد (3) بن يحيى بن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن زكريا

أبو عبد اللّه السّلمي المعروف بابن السميساطي

والد أبي القاسم.

سمع أبا بكر أحمد بن سليمان بن زبّان (4)،و أبا الحسين عثمان بن محمّد بن علاّن الذهبي البغدادي سنة اثنتين و ثلاثين و ثلاثمائة مع أبيه يحيى.

روى عنه: ابنه أبو القاسم (5).

حدّثنا أبو منصور عبد الباقي بن محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو الحسن علي بن طاهر بن جعفر السلمي، أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن يحيى السلمي (6)،أنا أبي قال: قرئ على أبي بكر أحمد بن سليمان بن زبّان (7) الكندي الدمشقي في دار الضيافة بدمشق في يوم الخميس لتسع خلون من صفر سنة اثنين و ثلاثين و ثلاثمائة قيل له: حدثكم هشام بن عمّار.

ح و أخبرنا أبو الحسن الفرضي، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: نا عبد العزيز

ص: 231


1- تاريخ بغداد 412/3.
2- زيادة منا للإيضاح.
3- التراجم التالية سقطت من د أيضا، و سنشير إلى نهاية النقص، و العودة إلى الأخذ عن د، في موضعه.
4- بدون إعجام بالأصل، و الصواب ما أثبت و ضبط عن الاكمال 113/4 و 120.
5- في النجوم الزاهرة 70/5 أبو محمد و أبو القاسم.
6- راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 71/18.
7- راجع ما تقدم قريبا بشأنه.

الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو بكر بن زبّان، نا هشام بن عمّار، نا إسماعيل بن عيّاش، عن عتبة بن حميد، عن خالد الحذّاء، عن عاصم الأحول، عن عبد اللّه بن الحارث، عن عائشة قالت: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:

«اللّهم أنت السلام و منك السلام تبارك و تعاليت يا ذا الجلال و الإكرام»[11823].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني قال: سمعت أبا القاسم علي بن محمّد السميساطي يقول: توفي والدي محمّد بن يحيى السلمي الحبشي (1) في صفر سنة اثنين و أربعمائة، حدّث لابنه أبي القاسم لا غير و حدّث عنه ابنه، يقال: كان يذهب إلى الاعتزال، و كان شيخا ظريفا، مليحا.

قرأت بخط عبد الكريم بن علي بن النحوي: مات أبو عبد اللّه بن السميساطي في يوم الاثنين لسبع عشرة ليلة خلت من صفر سنة اثنتين و أربعمائة.

7102 - محمّد بن يحيى بن موسى

أبو عبد اللّه بن أبي زكريا الأسفرايني، المعروف بابن حيّوية (2)

محدّث مشهور ببلده، صاحب رحلة و إتقان.

سمع بدمشق أبا الطاهر محمّد بن عثمان، و أبا مسهر (3)،و روى عنهما، و عن أبي اليمان، و عن أبي النضر هاشم بن القاسم، و موسى بن داود الضبّي، و يحيى بن إسحاق السيلحيني، و عبدان بن عثمان، و يحيى بن يحيى، و رجاء بن السندي، و أبي عاصم النبيل، و سعيد بن عامر، و مسلم بن إبراهيم، و عمر بن عبد الوهّاب الرياحي، و أبي (4) الوليد الطيالسي، و معلى بن أسد، و عبد اللّه بن رجاء، و أبي النعمان عارم، و عبيد اللّه بن موسى، و أبي نعيم، و سورة بن الحكم، و عبد اللّه بن يزيد المقرئ، و إسماعيل بن أبي أويس، و أيوب ابن سليمان بن بلال، و سعيد بن منصور، و يزيد بن عبد ربه، و مطرف بن عبد اللّه السياري،

ص: 232


1- الحبشي بفتحتين نسبة إلى الحبشة، و حبش بطن من حمير وجد، و بالضم و السكون لغة فيهما، كما في لب اللباب للسيوطي. و في معجم البلدان (سميساط) نقلا عن ابن عساكر في قوله عن ابن المترجم أبي القاسم: الحبيش، و قال ابن الأكفاني: الجميش.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 360/12 و الوافي بالوفيات 188/5 و تذكرة الحفاظ 554/2 و العبر 19/2 و شذرات الذهب 140/2.
3- تحرفت بالأصل إلى: مشهور.
4- بالأصل: و أبوه.

و سعيد بن أبي مريم، و نعيم بن حمّاد، و أبي صالح كاتب الليث، و سعيد بن كثير بن عفير، و المعافى بن سليمان، و أحمد بن عبد الملك بن واقد، و أحمد بن حنبل، و جماعة غيرهم.

روى عنه: أبو بكر بن خزيمة، و أبو العبّاس السراج، و الحسين بن محمّد بن زياد القبّاني، و أبو عمر أحمد بن محمّد الحيري، و أحمد بن سهل بن مالك، و محمّد بن محمّد بن رجاء (1)،و أبو عوانة الأسفرايني، و مكي بن عبدان، و أبو حامد بن الشرقي، و أحمد بن محمّد بن يحيى بن بلال، و علي بن الحسن بن سلم الرّازي، و إسماعيل بن يحيى بن حازم السّلمي، و أبو عمرو أحمد بن المبارك المستملي.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم. قراءة. أنا أبو الحسين بن أبي نصر، أنا أبو بكر الميانجي، نا علي بن الحسن بن سلم، نا محمّد بن يحيى بن موسى الأسفرايني، نا أبو حذيفة، نا سفيان، عن فضيل. هو ابن مرزوق - عن العوفي قال:

قرأت على ابن عمر هذه الآية: اَللّٰهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً (2) قال: أخذها عليّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم كما أخذتها عليك، قال:

اَللّٰهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً .

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد المخلدي، أنا مكي بن عبدان، نا محمّد بن حيّوية، نا محمّد بن عثمان، نا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة قال:

أمرنا النبي صلّى اللّه عليه و سلم أن نردّ على الإمام و أن نتحابّ، و أن يسلّم بعضنا على بعض، و نهانا أن نتلاعن بلعنة اللّه و بغضه، أو بالنار[11824].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر المغربي، أنا محمّد بن عبد اللّه الجوزقي، أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن الحسن، نا أبو عبد اللّه محمّد بن حيّوية الأسفرايني الرجل الصالح، نا أبو اليمان بحديث ذكره.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال.

ص: 233


1- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن سير الأعلام.
2- سورة الروم، الآية:54.

أبو عبد اللّه محمّد بن يحيى بن موسى الأسفرايني، يعرف بابن حيّوية (1)،سمع أبا اليمان، و أبا جعفر محمّد بن الصلت، روى عنه ابن خزيمة، و أبو حامد بن الشرقي.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا محمّد عبد اللّه بن أحمد بن سعد الحافظ البزاز، و هو عندي حجة ثبت يقول:

كان أهل أسفراين (2) إذا ذكرنا محمّد بن يحيى (3) يقابلونا بمحمّد بن حيّوية لفضله و نبله و كثرة حديثه، فقدم علينا أبو عوانة، فسمعته غير مرة يقول: محمّد بن يحياكم، و محمّد بن يحياكم، فأمسك مرة و مرتين ثم قلت: يا أبا عوانة، محمّد بن يحيانا، نا إمامكم، و محمّد بن يحياكم [إما] (4) منا..... (5) فإنكم و نحن (6).و زاد عبد اللّه على هذا كلاما لا أشتهي ذكره.

قال: و أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

محمّد بن يحيى بن موسى النيسابوري أبو عبد اللّه الأسفرايني، و يحيى يلقب حيّوية، أحد المحدّثين المكثرين في الرحلة و السماع و الثبت، ثم ذكر بعض من سمع منه، ثم قال:

روى عنه أبو بكر بن خزيمة في مصنّفاته، و كثيرا ما يقول: حدّثني محمّد بن أبي زكريا، و هو محمّد بن حيّوية، و روى عنه الحسين بن محمّد بن الزناد، و محمّد بن إسحاق الثقفي، و أبو عمرو الحيري، و أكثر مشايخنا. و قد روى عنه أحمد بن سهل، و محمّد بن محمّد بن رجاء، و هما من أئمة الحديث.

قال: و أنا أبو عبد اللّه قال: قرأت بخط أبي عمرو المستملي:

كان لمحمّد بن حيّوية دار في سكة البلحسن (7) يسكنها إذا ورد البلد، فورد مرة و اشتدّ مرضه، فحمل من البلد و هو عليل إلى وطنه بأسفراين، فمات في الطريق، و دفن بأسفراين

ص: 234


1- قيل إن حيوية لقب لأبيه يحيى، كما في سير أعلام النبلاء 360/12.
2- كذا بالأصل: أسفراين، و نص ياقوت على أسفرايين: بالفتح ثم السكون و فتح الفاء وراء و ألف و ياء مكسورة و ياء أخرى ساكنة و نون: بلدة حصينة من نواحي نيسابور.
3- يعني محمد بن يحيى بن عبد اللّه بن خالد، أبو عبد اللّه النيسابوري، ترجمته في سير الأعلام 273/12.
4- زيادة منا.
5- كلمة غير واضحة بالأصل.
6- بياض بالأصل.
7- كذا رسمها بالأصل.

لثمان خلون من ذي الحجة سنة تسع و خمسين و مائتين (1).

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن علي بن هبة اللّه قال (2):

و أما حيّوية بياء قبل الواو معجمة باثنتين من تحتها، فهو محمّد بن يحيى بن موسى أبو عبد اللّه الأسفرايني، يلقّب يحيى (3) بن حيّوية، أحد المكثرين في الرحلة و السماع و التثبت، سمع المقرئ، و أبا عاصم، و سعيد بن عامر، و عبيد اللّه بن موسى، و أبا نعيم، و معلى بن أسد، و سعيد بن أبي مريم، و إسماعيل بن أبي أويس، و أبا مسهر، و المعافا بن سليمان و أبا النضر، و عبدان، و يحيى بن يحيى، و خلقا كثيرا من هذه الطبقة، روى عنه ابن خزيمة، و كثيرا ما يقول: حدّثني محمّد بن أبي زكريا، و هو حيّوية، و روى عنه الحسين بن محمّد بن زياد، و السّرّاج، و أبو عمرو الحيري، و أبو عوانة، و أحمد بن سهل بن مالك، و محمّد بن محمّد بن رجاء، مات في ذي الحجة سنة تسع و خمسين و مائتين، و اللّه أعلم.

7103 - محمّد بن يحيى بن ياسر أبو بكر الجوبري ،و أبو عبد الرّحمن

7103 - محمّد بن يحيى بن ياسر أبو بكر الجوبري (4)،و أبو عبد الرّحمن

سمع أبا الحسن موسى بن وصيف الصائغ التنيسي، و أبا بكر بن خريم، و عثمان بن محمّد الذهبي، و الحسن بن حبيب الحصائري، و أبا هاشم عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز صامت، و أبا الحسن محمّد بن بكّار بن يزيد البتلهي، و أبا بكر محمّد بن سهل التنوخي بكيرا، و أبا الحسن بن جوصا، و أبا جعفر محمّد بن عبد الحميد الفرغاني، و محمّد بن يوسف الهروي، و سعيد بن عبد العزيز الحلبي، و أبا العباس عبد اللّه بن عتّاب الرقّي، و أبا القاسم خالد بن محمّد بن خالد بن محمّد بن يحيى بن حمزة، و أبا بكر محمّد بن الحارث بن الأبيض بن الأسود القرشي.

روى عنه: ابنه عبد الرّحمن بن محمّد، و عبد الوهّاب الميداني.

أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن الحسين بن أشليها المصري، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن يحيى بن ياسر، نا أبي، نا أبو بكر محمّد بن

ص: 235


1- سير أعلام النبلاء 360/12.
2- الاكمال لابن ماكولا 360/2.
3- بالأصل: يحيى بن حيوية، و المثبت عن الاكمال.
4- تحرفت بالأصل إلى:«الحوزي» و هذه النسبة إلى جوبر، قرية بغوطة دمشق، راجع معجم البلدان «جوبر» فقد ذكر ابنه عبد الرحمن و قال فيه: كان والده محدثا.

خريم بن مروان بن عبد الملك العقيلي، نا أحمد بن أبي الحواري، نا أبو معاوية الضرير، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن أنس قال:

كثيرا ما كنا نسمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك» فقلنا له: يا رسول اللّه، قد آمنا بك و صدقنا بما حدثتنا به، فهل تخاف علينا؟ قال:«نعم، إنّ القلوب بين إصبعين من أصابع اللّه عزّ و جلّ يقلبها»[11825].

أخبرتنا به عاليا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، و أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالتا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا ابن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا أبو خيثمة، نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن أنس قال:

كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يكثر أن يقول:«يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك»، فقالوا: يا رسول اللّه، آمنا بك و بما جئت به، فهل تخاف علينا؟ قال:«نعم، إنّ القلوب بين إصبعين من أصابع الرّحمن يقلّبها»[11826].

7104 - محمّد بن يحيى الأطرابلسي، إن كان اسمه محفوظا

حدّث عن الحكم بن عبد اللّه الأيلي.

روى عنه: أبو عبد اللّه محمّد بن المبارك الصوري.

أخبرني أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا أحمد بن علي بن خلف، أنا حمزة بن عبد العزيز المهلبي، أنا أبو حامد بن بلال، نا محمّد بن الوليد البغدادي - إملاء بمكة - نا محمّد بن المبارك الصوري، نا محمّد بن يحيى الأطرابلسي، عن الحكم، عن القاسم، عن القاسم، عن أسماء قالت: حدثتني أم رومان قالت:

رآني أبو بكر الصّدّيق أتميّل في صلاتي، فزجرني زجرة كدت أن أنصرف منها، و قال:

إياك و الميل، فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«من تمام الصلاة سكون الأطراف»[11827].

قال لي إسماعيل الحافظ: كذا في كتابي: محمّد بن يحيى، و الصواب معاوية بن يحيى، و ساقه من حديث سعدان بن (1) يزيد عن محمّد بن المبارك الصوري عن أبي مطيع معاوية بن يحيى و هو الصواب.

ص: 236


1- بالأصل: سعدان بن أبي يزيد. تصحيف، و هو سعدان بن يزيد أبو محمد البغدادي، راجع ترجمته في سير الأعلام 358/12.
7105 - محمّد بن يحيى.....

7105 - محمّد بن يحيى..... (1)

أحد القوّاد الذين قدموا صحبة المتوكل إلى دمشق سنة ثلاث و أربعين و مائتين فيما قرأته بخط عبد اللّه بن محمّد الخطابي.

حكى..... (2) المأمونية.

روى عنه: أبو عبد اللّه بن حمدون بن إسماعيل النديم.

7106 - محمّد بن يحمد أبي أمية الشّعباني

7106 - محمّد بن يحمد (3) أبي أمية الشّعباني (4)

حكى عنه أبو مسهر.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي محمّد التميمي، أنا تمام بن محمّد، أخبرني أبي، نا محمّد بن جعفر بن ملاّس، نا الحسين بن محمّد بن بكّار بن بلال قال: قال أبو مسهر: حدّثني محمّد بن أبي أمية الشعباني أن أبا أمية الشعباني كان اسمه يحمد (5).

7107 - محمّد بن يزداد بن سويد المروذي

7107 - محمّد بن يزداد بن سويد المروذي (6)

كاتب المأمون.

حكى عن المأمون، و قدم معه دمشق، و قد ذكرت وفوده في ترجمة إسحاق بن إبراهيم الموصلي.

حكى عنه ابنه عبد الرّحمن بن محمّد بن يزداد بن سويد، و أبو عبد اللّه محمّد بن الجهم السمري.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن سبيع بن المسلم، عن رشأ بن نظيف، و نقلته من خطه، أنشدنا القاضي أبو عبد اللّه أحمد بن عمر بن محمّد بن عمرو الحيري، أنشدنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن أحمد بن بسام، أنشدنا أبو الحسن علي بن سليمان الأخفش، أنشدنا أحمد بن يزداد لأبيه محمّد بن يزداد و كان ينشده كثيرا:

ص: 237


1- رسمها بالأصل:«الوانعى».
2- رسمها بالأصل:«و عرسب».
3- تحرفت بالأصل إلى: محمد، و المثبت عن تهذيب الكمال 39/21 ط دار الفكر.
4- إعجامها مضطرب بالأصل، و المثبت عن تهذيب الكمال.
5- تحرفت بالأصل إلى: محمد. راجع ترجمة أبي أمية الشعباني الدمشقي في تهذيب الكمال 39/21 و يحمد: قيدها ابن ماكولا بضم الياء و كسر الميم.
6- ترجمته في الوافي بالوفيات 213/5 و معجم الشعراء ص 363.

و لائمة لامت على الجود بعلها *** فقلت لها: كفّي فإن له نفسا

يجود بإعطاء الكثير تفضلا *** و نكره أن (1) نعطي على غبن فلسا

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، أنا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن علي (2) الصيدلاني، نا أبو محمّد يزداد (3) بن عبد الرّحمن بن محمّد بن يزداد الكاتب - إملاء - نا أبي قال: كان جدي ابن يزداد وزير المأمون خمس عشرة سنة، قال:

دخلت على المأمون يوما و قد نهض و في يده قرطاس يقرؤه؛ فقال لي: يا محمّد تعلم ما في هذا؟ فقلت: كيف أعلمه و هو في يد أمير المؤمنين؟ فقال: اقرأه، فأخذته، فإذا فيه:

إنك في دار لها مدّة *** يقبل فيها عمل العامل

أما ترى الموت محيطا بها *** يقطع فيها أمل الآمل

تعجل الذنب لما تشتهي *** و تأمل التوبة من قابل

و الموت يأتي بعد ذا غفلة *** ما ذا يفعل الحازم العاقل

قال: و أنشدنا يزداد بن عبد الرّحمن؛ أنشدني أبي عبد الرّحمن بن محمّد لأبيه محمّد بن يزداد:

إنّا لنفرح بالأيام ندفعها *** و كلّ يوم مضى نقص من الأجل

فاعمل لنفسك يا مغرور صالحة *** قبل الممات و أنت اليوم في مهل

ذكر محمّد بن أحمد بن القواس أن محمّد بن يزداد مات لثلاث بقين من شهر ربيع الأول سنة ثلاثين و مائتين بسرّمن رأى .

7108 - محمّد بن يزداد الشّهرزوري

7108 - محمّد بن يزداد الشّهرزوري (4)

ولي إمرة دمشق من قبل محمّد بن رائق (5) الذي غلب على دمشق سنة ثمان و عشرين و ثلاثمائة، فلم يزل عليها أن قتل محمّد بن رائق بالموصل (6) سنة ثلاثين (7) و ثلاثمائة، فقدم

ص: 238


1- مطموسة بالأصل، و المثبت عن المختصر.
2- بعدها بياض بمقدار كلمة بالأصل.
3- تحرفت بالأصل إلى:«بن داود» و سيرد صوابا.
4- ترجمته في أمراء دمشق ص 80 و تحفة ذوي الألباب 359/1.
5- ترجمته في الوافي بالوفيات 69/3 و أمراء دمشق ص 77.
6- قتله غلمان الحسن بن عبد اللّه بن حمدان، أخو سيف الدولة، كما في تحفة ذوي الألباب.
7- تحرفت بالأصل إلى ثلاث، و المثبت عن تحفة ذوي الألباب.

الإخشيذ محمّد بن طغج (1) دمشق، فاستأمن إليه محمّد بن يزداد فأقرّه على إمرة دمشق خلافة له.

بلغني أن محمّد بن يزداد توفي يوم الأربعاء لستّ بقين من جمادى الأولى سنة اثنين و ثلاثين بمصر، و هو إذ ذاك على شرطتها للإخشيد.

7109 - محمّد بن يزيد بن سعيد أبو سعيد، و يقال: أبو إسحاق،

و يقال: أبو يزيد - الكلاعي، و يقال: مولى خولان الواسطي (2)-

أصله شامي.

سمع بدمشق و غيرها: عثمان بن أبي العاتكة، و عاصم بن رجاء بن حيوة، و النعمان بن المنذر، و إسماعيل بن أبي خالد، و سفيان بن حسين، و العوّام بن حوشب، والد عبّاد بن العوّام، و عاصم بن محمّد العمري، و محمّد بن إسحاق، و أصبغ بن زيد، و زكريا بن أبي زائدة، و جويبر بن سعيد، و مجالد بن سعيد، و شريك بن عبد اللّه النخعي.

روى عنه: أحمد بن حنبل، و وهب بن بقية، و زياد بن أيوب، و محمّد بن وزير، و بشر ابن مطر الواسطيان، و عثمان بن أبي شيبة، و عمار بن خالد، و عمرو بن عثمان بن عاصم، و إسحاق بن راهويه، و نعيم بن حمّاد.

و كان يقال له: مستجاب الدعوة.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، نا محمّد بن يزيد الواسطي، عن عثمان بن أبي العاتكة، عن القاسم أبي عبد الرّحمن، عن أبي أمامة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

«صلاة في دبر صلاة»- قال أبي: و قال غيره:«في إثر صلاة». «لا لغو بينهما كتاب في عليين»[11828].

ص: 239


1- تقدمت ترجمته قريبا.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 350/17 و تهذيب التهذيب 337/5 و الجرح و التعديل 126/8 و الوافي بالوفيات 5/ 218 و سير أعلام النبلاء 302/9 و التاريخ الكبير 260/1/1 و العبر 300/1 و طبقات ابن سعد 314/7 و شذرات الذهب 320/1 و تاريخ بغداد 371/3.
3- رواه أحمد بن حنبل في المسند 298/8 رقم 22336 ط دار الفكر.

قال عبد اللّه: قلت لأبي: من أين سمع محمّد بن يزيد، من عثمان بن أبي العاتكة؟ قال: كان أصله شاميا، سمع منه بالشام.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني و جماعة بأصبهان قالوا: أنا أبو محمّد رزق اللّه بن عبد الوهّاب.

ح و أخبرنا أبو القاسم النسيب، نا - و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (1).

قالا: أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن أحمد بن حمّاد الواعظ، نا القاضي أبو عبد اللّه الحسين بن إسماعيل المحاملي - إملاء - زاد الخطيب: في سنة ثمان و عشرين و ثلاثمائة، نا زياد بن أيوب، نا محمّد - يعني: ابن يزيد - قال الخطيب: و أنا الحسن بن علي التميمي، أنا أحمد بن جعفر بن حمدان، نا عبد اللّه ابن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، نا محمّد بن يزيد، أنا عاصم بن محمّد، عن أبيه، عن ابن عمر عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي من الناس اثنان»[11829].

و اللفظ لحديث زياد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر الباقلاني، و أبو الفضل بن خيرون.

و أخبرنا أبو العزّ ثابت بن منصور، أنا أبو طاهر، قالا: أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص، نا خليفة بن خيّاط قال (2):

محمّد بن يزيد الكلاعي، يكنى أبا سعيد، مات سنة ثمان و ثمانين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن المبارك، أنا أبو الحسن بن الحمامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: محمّد بن يزيد الواسطي، يكنى أبا سعيد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسّان، أنا أبي، حدّثني أبو أيوب سليمان بن أبي شيخ قال: أصبغ بن زيد جهني، و محمّد بن يزيد كلاعي شامي.

ص: 240


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 372/3.
2- طبقات خليفة بن خيّاط ص 609 رقم 3192.

قال: و أنا أحمد بن الحسن، أنا أبو العلاء، أنا البابسيري، أنا الأحوص، أنا أبي قال:

من أبناء جند الحجاج محمّد بن يزيد الواسطي، شامي، مولى لليمن، حدّثني بهذا أبو أيوب.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوه، أنا الحسن بن محمّد، أنا محمّد بن أحمد بن عمر، نا ابن أبي الدنيا.

ح و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم.

قالا: نا محمّد بن سعد قال في طبقات الواسطيين (1):محمّد بن يزيد الكلاعي، و يكنى أبا سعيد، و توفي سنة ثمان و ثمانين و مائة، زاد ابن الفهم: بواسط في خلافة هارون، و كان ثقة، و يقال: سنة تسعين و مائة كان موته.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، نا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل البخاري (2) قال:

محمّد بن يزيد أبو سعيد الواسطي الكلاعي، قال: مات سنة ثمان و ثمانين و مائة.

و قال محمّد بن وزير: مات سنة تسعين و مائة، سمع سفيان بن حسين، و العوّام بن حوشب، قال لي علي بن حجر: كان محمّد يتولى خولان، نعم الشيخ كان.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب - إذنا - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (3):

محمّد بن يزيد الواسطي [أبو سعيد] (4) الكلاعي مولى خولان، روى عن العوّام بن حوشب، و إسماعيل بن أبي خالد، و زكريا بن أبي زائدة، و محمّد بن إسحاق، و أصبغ بن

ص: 241


1- الطبقات الكبرى لابن سعد 314/7.
2- التاريخ الكبير للبخاري 260/1/1.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 126/8.
4- ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل، و بعده صح.

زيد، و عاصم (1) بن عمر، و سفيان بن حسين، روى عنه وهب بن بقية، و عثمان بن أبي شيبة، و عمرو بن عثمان بن عاصم، و عمّار بن خالد، سمعت أبي يقول ذلك، سألت أبي عن محمّد بن يزيد الواسطي فقال: صالح الحديث.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول:

أبو سعيد محمّد بن يزيد بن سعيد الكلاعي الواسطي، سمع سفيان بن حسين، و العوّام ابن حوشب.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني أبو موسى، أخبرني أبي قال: أبو سعيد محمّد بن يزيد الواسطي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال: أبو سعيد محمّد بن يزيد الواسطي.

أخبرنا أبو الفتح الفقيه، أنا أبو الفتح الفقيه، أنا أبو الفتح الفقيه، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال: سمعت أبا عبد اللّه المقدمي يقول: محمّد بن يزيد الواسطي أبو سعيد.

أخبرنا أبو جعفر الهمذاني (2) في كتابه، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو سعيد، و يقال:

أبو يزيد محمّد بن يزيد الكلاعي الواسطي، يقال: مولى خولان، سمع سفيان بن حسين، و العوّام بن حوشب، روى عنه جويبر بن سعيد (3)،و ابن المديني، كنّاه لنا محمّد.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، و أبو منصور بن زريق، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (4):

محمّد بن يزيد أبو سعيد الكلاعي الواسطي، سمع سفيان بن حسين، و العوّام بن

ص: 242


1- كذا بالأصل و الجرح و التعديل، و الذي في تهذيب الكمال: عاصم بن محمد العمري.
2- تحرفت بالأصل إلى: الهمداني، بالدال المهملة.
3- بالأصل:«جبير بن يعيش» و المثبت عن تهذيب الكمال.
4- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 371/3-372.

حوشب، و عاصم بن محمّد العمري، و إسماعيل بن أبي خالد، روى عنه أحمد بن حنبل، و زياد بن أيوب، و محمّد بن وزير الواسطي، و بشر بن مطر و غيرهم، ورد محمّد بن يزيد بغداد (1).

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرّازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا محمّد بن حرب، نا محمّد بن يزيد أبو سعيد الكلاعي عن شريك بحديث ذكره.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، نا - و أبو منصور الشيباني، أنا - أبو بكر الخطيب (2)،أنا أبو حازم عمر بن أحمد العبدوي، أنا محمّد بن أحمد بن الغطريف العبدي - بجرجان - نا أبو الحسن القافلائي، نا الرمادي، نا نعيم بن حمّاد قال: سمعت وكيعا يقول: إن كان أحد من الأبدال فهو محمّد بن يزيد الكلاعي.

قال (3):و أخبرني إبراهيم بن عمر البرمكي، نا عبيد اللّه بن محمّد بن محمّد بن حمدان العكبري، نا إبراهيم بن علي بن الحسن البغدادي القطيعي، نا [الحسن بن] (4) الهيثم بن الحلال بن توبة، نا محمّد بن موسى بن مشيش قال: قال أحمد بن حنبل: كان محمّد بن يزيد ثبتا في الحديث، و كان يزيد إذا قيل له في الحديث هو في كتاب محمّد بن يزيد كذا، كأنه يخاف و يتوقاه (5).

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران - ببغداد - نا دعلج بن أحمد، نا ابن (6) شيرويه، نا إسحاق بن راهويه، أنا محمّد بن يزيد الواسطي، و كان ثقة، حدّثنا جويبر فذكر حديثا.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقا، نا محمّد بن يعقوب، نا عباس قال: سألت يحيى عن محمّد بن يزيد الواسطي فقال:

ثقة.

ص: 243


1- بالأصل: ببغداد، و المثبت عن تاريخ بغداد.
2- تاريخ بغداد 372/3 و تهذيب الكمال 351/17.
3- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 372/3.
4- زيادة عن تاريخ بغداد، و عنه يأخذ المصنف.
5- بدون إعجام بالأصل، و المثبت عن تاريخ بغداد.
6- بالأصل:«أبو شيرويه» خطأ، و هو عبد اللّه بن محمد بن شيرويه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم [و] (1) هبة اللّه بن عبد اللّه الواسطي قالا: نا - و أبو منصور محمّد بن عبد الملك، أنا - أبو بكر الخطيب (2)،أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن محمّد ابن إبراهيم الأشناني قال: سمعت أبا الحسن أحمد بن محمّد بن عبدوس الطرائفي يقول:

سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: فمحمّد بن يزيد الواسطي؟ فقال: ثقة.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (3):

ذكره أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين أنه قال: محمّد بن يزيد الواسطي ثقة، قال: و سألت أبي عن محمّد بن يزيد الواسطي فقال: صالح الحديث.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، نا - و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (4)،أنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي، أنا محمّد بن عدي البصري في كتابه، نا أبو عبيد (5) محمّد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود عن محمّد بن يزيد الواسطي فقال: أصله شامي، ثقة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا علي بن أحمد بن محمّد، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد، أخبرني أبي، حدّثنا أبو عبيد قال: سنة ثمان و ثمانين و مائة فيها مات محمّد بن يزيد بواسط.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الجن، نا - و أبو منصور القزاز، أنا - أبو بكر أحمد بن علي (6)،أنا الحسن بن علي الجوهري، نا محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال: محمّد بن يزيد الكلاعي يكنى أبا سعيد، و كان ثقة، توفي بواسط سنة ثمان و ثمانين و مائة في خلافة هارون.

ص: 244


1- سقطت من الأصل.
2- تاريخ بغداد 372/3-373.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 126/8.
4- تاريخ بغداد 373/3.
5- بالأصل:«عبيد اللّه» و المثبت عن تاريخ بغداد.
6- تاريخ بغداد 373/3.

قال (1):و قرأت على إبراهيم بن عمر البرمكي عن أبي حامد أحمد بن الحسين بن علي الهمذاني، نا عبيد اللّه بن محمّد بن حبيب البرتاني (2)،نا أحمد بن سيّار قال: دفع إلي عبيد اللّه بن يحيى بن عبد اللّه بن بكير بخطه قال: محمّد بن يزيد الكلاعي يكنى أبا إسحاق، مات سنة ثمان و ثمانين و مائة.

قال (3):و أنا علي بن محمّد السمسار، أنا عبد اللّه بن عثمان الصفّار، نا ابن قانع: أن محمّد بن يزيد الواسطي مات في سنة ثمان و ثمانين و مائة، قال ابن قانع: و قالوا: سنة اثنتين و تسعين.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (4):

و محمّد بن يزيد الواسطي - يعني - مات تسع و ثمانين و مائة.

[قال ابن عساكر:] (5) كذا قال خليفة في التاريخ، و قال في الطبقات: سنة ثمان و ثمانين كما تقدّم.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، و أبو منصور الشيباني، أنا أبو بكر الخطيب (6)،أنا ابن الفضل (7)،أنا علي بن إبراهيم المستملي، نا محمّد بن إبراهيم بن فارس، نا البخاري، حدّثني علي بن حجر قال: كان محمّد - يعني - ابن يزيد يتولّى خولان، نعم الشيخ كان، مات سنة ثمان و ثمانين و مائة.

قال البخاري: و قال محمّد بن وزير: مات سنة تسعين و مائة.

قال (8):أنا محمّد بن الحسين القطّان، أنا جعفر بن محمّد الخلدي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، و أبو القاسم عبد

ص: 245


1- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 373/3.
2- رسمها بالأصل:«الربانى» و المثبت عن تاريخ بغداد.
3- تاريخ بغداد 373/3.
4- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 458 (ت. العمري).
5- زيادة منا للإيضاح.
6- تاريخ بغداد 373/3.
7- تحرفت بالأصل إلى:«النبيل» و المثبت عن تاريخ بغداد.
8- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 373/3.

الواحد بن علي، قالا: أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا الحسن بن محمّد بن الحسن.

قالا: نا محمّد بن عبد اللّه الحضرمي - زاد ابن السمرقندي: نا محمّد بن وزير قالا:- قال: مات محمّد بن يزيد الواسطي سنة إحدى و تسعين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم الحسيني، نا - و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (1).

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان.

قالا: أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه المعدّل، أنا الحسين بن صفوان البردعي، نا عبد اللّه بن محمّد بن أبي الدنيا قال: حدّثت عن يزيد بن هارون قال: رأيت محمّد بن يزيد الواسطي بعد موته في المنام فقلت: ما صنع اللّه بك؟ قال: غفر لي، قلت: بما ذا؟ قال:

بمجلس جلسه إلينا أبو عمرو البصري يوم جمعة بعد العصر، فدعا و أمّنا، فغفر لنا.

7109 م - محمّد بن يزيد بن عبد اللّه

مولى عبد الملك بن مروان.

كان ممن حضر ميز أنهار دمشق حين أمر هشام القاسم بن زياد بميزها في سنة خمس عشرة و مائة.

له ذكر، تقدّم ذكره في الأنهار.

7110 - محمّد بن يزيد بن عبد الأكبر بن عمير بن حسّان بن سليم

7110 - محمّد بن يزيد بن عبد الأكبر بن عمير بن حسّان بن سليم (2)

ابن سعد بن عبد اللّه بن زيد بن مالك بن الحارث بن عامر بن عبد اللّه

ابن بلال بن عوف - و هو ثمالة - ابن أسلم بن كعب

أبو العباس الأزدي الثمالي البصري النحوي المعروف بالمبرّد (3)

حدّث عن أبي عثمان بكر بن محمّد المازني، و أبي حاتم سهل بن محمّد السجستاني.

و حكى عن عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير بن الخطفي.

ص: 246


1- تاريخ بغداد 373/3.
2- في المختصر: سليمان.
3- ترجمته في تاريخ بغداد 380/3 و معجم الأدباء 111/19 و إنباه الرواة للقفطي 241/3 و بغية الوعاة 269/1 و الوافي بالوفيات 216/5 و وفيات الأعيان 313/4 و المنتظم لابن الجوزي (وفيات 285) و سير أعلام النبلاء 576/13 و غاية النهاية 280/2.

روى عنه: أبو عبد اللّه إبراهيم بن محمّد بن عرفة نفطويه، و أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي، و أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي، و محمّد بن جعفر الخرائطي، و عمر بن الحسن بن مالك الأشناني، و عبد اللّه بن جعفر بن درستويه، و أبو عمر محمّد بن عبد الواحد غلام ثعلب، و محمّد بن يزيد بن أبي الأزهر، و أبو سهل أحمد بن محمّد بن زياد، و إسماعيل بن محمّد الصفّار، و أبو علي عيسى بن محمّد الطوماري، و أبو بكر أحمد بن مروان الدينوري المالكي.

أخبرنا أبو البركات يحيى بن عبد الرّحمن بن حبش الفارقي، و أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن صرما، قالوا: أنا أبو الحسين بن النقور، نا عيسى بن علي - إملاء - نا أبو الحسين عبد اللّه بن محمّد بن سفيان النحوي الخرّاز (1)،نا أبو العباس المبرّد، نا المغيرة، عن الزبير، حدّثني مصعب بن عبد اللّه، قال:

قال مالك بن أنس:

لهؤلاء الشّطّار ملاحة، كأن أحدهم يصلي خلف إنسان، فقرأ الإنسان: اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعٰالَمِينَ ،حتى فرغ منها، ثم أرتج (2) عليه، فجعل يقول: أعوذ باللّه السميع العليم من الشيطان الرجيم، و جعل يردّد ذلك، فقال الشاطر: ليس للشيطان ذنب إلاّ أنك لا تحسن تقرأ.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو منصور عبد المحسن بن محمّد بن علي، أنا القاضي أبو القاسم يحيى بن محمّد بن سلامة بن جعفر، نا أبو يعقوب يوسف بن يعقوب بن خرّزاد، النحوي (3)،أنا أبو القاسم جعفر بن شاذان القمّي، نا الصولي، نا المبرّد قال:

كنّا عند التّوّجي (4) فجاءه عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير فأجلسه إلى جنبه ثم قال لي (5):اقرأ عليه من شعر جده جرير، فقرأت عليه قصائد منها (6):

ص: 247


1- بدون إعجام بالأصل. ترجمته في بغية الوعاة 55/2 و كناه أبا الحسن.
2- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن المختصر.
3- ترجمته في بغية الوعاة 364/2.
4- تقرأ بالأصل:«التنوخي» و المثبت عن المختصر، و لعله: التوزي، و هو عبد اللّه بن محمد بن هارون، أبو محمد، مات سنة 233 ترجمته في بغية الوعاة 61/2.
5- بالأصل: له.
6- ديوانه ص 226 من قصيدة عنوانها: فينا الخلافة و النبوة و الهدى.

طرب الحمام بذي الأراك فشاقني (1) *** لا زلت في فنن و أيك ناضر

فلما بلغت قوله:

أما الفؤاد فلا يزال موكلا (2) *** بهوى جمانة أو بحبّ العاقر

قال له التّوّجي (3):ما جمانة و العاقر؟ قال: ما يقول صاحبكم؟- يعني أبا عبيدة - قال:

هما امرأتان، فضحك و قال: لا، عليه، ذهب مذهبا يذهب نحوه، هما و اللّه رملتان عند بيوتنا من عن يمين و شمال (4).قال التوجي: اكتب، فلو حضر أبو عبيدة لأفاد هذا، لأنه بيت الرجل.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي قال: سمعت أبا العباس محمّد بن يزيد المبرّد يقول:

قال المفضّل الضبّي: قلت لأعرابي: من أين معاشك؟ قال: نرد الحاج، قلت: فإذا صدروا، فبكى ثم قال: لو لم نعش إلاّ من حيث تدري لم نعش، فلما أردت الانصراف قال:

أ تفهم؟ قلت: نعم. قال:

هل الدهر إلاّ ضيقة تتفرّج *** و إلاّ جديد ناضر ثم ينهج

أرى الناس في الدنيا كسفر تتابعوا *** على منهج ثم استخفوا فأدلجوا

ذكر أبو الحسن علي بن محمّد بن المظفّر السميساطي في كتاب.... (5) الذي صنّفه.

نا ابن أبي الأزهر، نا المبرّد (6) قال:

وافيت الشام و أنا حدث في جماعة أحداث أكتب الحديث، و ألقى أهل العلم، فاجتزنا بدير مرّان (7) فقلت: أنا أحب النظر إليه فاصعدوا بنا فدخلناه فرأينا منظرا حسنا، و إذا في بعض بيوته كهل مشدود، حسن الوجه، عليه أثر النعمة، فدنونا منه، فسلّمنا عليه، فرد و قال: من أين أنتم يا فتيان؟ فقلنا: من العراق، فقال: بأبي أنتم، ما الذي أقدمكم هذا البلد

ص: 248


1- في الديوان: فهاجني... في أيك...
2- في الديوان: متيما.... أو بريّا العاقر.
3- عن المختصر، و بالأصل: التنوخي.
4- راجع معجم البلدان «جمانة» و ذكر البيت الشاهد فيه.
5- غير مقروءة بالأصل.
6- الخبر و الشعر في معجم البلدان،«دير هزقل».
7- في معجم البلدان: دير هزقل.

الغليظ هواؤه، الثقيل ماؤه، الجفاة أهله؟ قلنا: طلب الحديث و الأدب، قال: حبذا، أ تنشدوني أو أنشدكم؟ قلنا: أنشدنا، فقال:

اللّه يعلم أنني كمد *** لا أستطيع أبث ما أجد

روحان لي روح تضمنها *** بلد و أخرى حازها بلد

و أرى المقيمة (1) ليس ينفعها *** صبر و ليس يضرها جلد

و أظن غائبتي كشاهدتي *** بمكانها تجد الذي أجد

ثم أغمي عليه، و أفاق فصاح بنا، فقعدنا إليه، فقال: تنشدوني أو أنشدكم؟ قلنا:

أنشدنا، فأنشدنا:

لما أناخوا قبيل الصح عيسهم *** و رحلوها (2) فثارت بالهوى الإبل

و أبرزت من خلاف السجف ناظرها *** ترنو إلي و دمع العين منهمل

و ودّعت ببنان حمله (3) غنم *** فقلت: لا حملت رجلان يا جمل

ويلي من البين ما ذا حل بي و بها *** من بارح (4) الوجد حل البين فارتحلوا

إنّي على العهد لم أنقض مودّتهم *** فليت شعري لطول الدهر ما فعلوا؟

فقال فتى من المجّان: ماتوا؟ قال: فأموت أنا إذا؟[قال: مت راشدا] (5) ثم تمطّى، و تمدد، فما برحنا حتى دفناه.

و قد وقع إليّ كتاب عقلاء المجانين لابن أبي الأزهر، فلم أجد هذه الحكاية فيه.

ذكر أبو الفتح بن جني في إملاء الخاطر و نقلته من خط أبي الحسين هبة اللّه بن الحسن رحمه اللّه و نقله من خط أبي الفتح قال:

و من هذا ما يحكى من أن أبا عثمان (6) لما عمل كتاب:«الألف و اللام»، تناوله كافة أصحابه عن جليله فكانوا فيه متقاربي الأحوال، ثم إنه سأل أبا العباس يعني المبرّد عن دقيقه و معتاصه، فأحسن الجواب عنه، فقال له أبو عثمان: قم فأنت المبرّد، أي المثبّت للحق.

ص: 249


1- بالأصل:«القيمة» و المثبت لتقويم الوزن مع معجم البلدان.
2- في معجم البلدان: دير هزقل 541/2: و ثوروها.
3- في معجم البلدان: خلته غنم.
4- معجم البلدان: من نازح الوجد.
5- الزيادة بين معكوفتين عن معجم البلدان للإيضاح.
6- يعني أبا عثمان بكر بن محمد بن بقية المازني، راجع ترجمته في بغية الوعاة 463/1.

قال أبو العباس: فغيّر الكوفيون اسمي هذا فجعلوه المبرّد بفتح الراء، و إنما هو بكسرها.

أخبرنا جدي أبو المفضل القاضي، أنا أبو عمرو مسعود بن علي الأردبيلي بدمشق، ثم أنا أبو بكر المزرفي، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا والدي أبو الفرج، أنا أبو سعيد الحسن بن عبد اللّه الشحامي.

ح و أخبرنا أبو بكر بن المزرفي، أنا أبو علي بن أبي جعفر، أنا جدي أبو الفرج، أنا السيرافي قال:

أبو العبّاس المبرّد محمّد بن يزيد الأزدي،[الثمالي، المعروف بالمبرد، انتهى علم النحو بعد طبقة الجرمي (1) و المازني إلى أبي العباس محمد بن يزيد الأزدي] (2) و هو من ثمالة قبيلة من الأزد، و أخذ أبو العباس النحو عن الجرمي و المازني و غيرهما، و كان على المازني يعول، يقال انه بدأ بقراءة كتاب سيبويه على الجرمي، و ختمه على المازني، و كان إسماعيل ابن إسحاق القاضي و هو أقدم مولدا منه، و قد رأى الناس بالبصرة يقول: ما رأى محمّد بن يزيد مثل نفسه، و كان مولده فيما أخبرنا أبو بكر السرّاج و أبو علي الصفّار في سنة عشر و مائتين و مات سنة خمس و ثمانين و مائتين.

أخبرنا أبو القاسم الحسيني (3)،و أبو منصور الشيباني، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (4):

محمّد بن يزيد بن عبد الأكبر بن عمير بن حسّان بن سليم بن سعد بن عبد اللّه بن زيد ابن مالك بن الحارث بن عامر بن عبد اللّه بن بلال بن عوف، و هو ثمالة بن أسلم بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد اللّه بن مالك بن نصر بن الأزد (5) بن الغوث أبو العبّاس الأزدي، ثم الثّمالي المعروف بالمبرّد شيخ أهل النحو و حافظ علم العربية، كان من أهل البصرة، فسكن (6) بغداد و روى بها عن أبي عثمان المازني، و أبي حاتم السجستاني و غيرهما من

ص: 250


1- يعني صالح بن إسحاق أبا عمر الجرمي البصري، كان فقيها عالما بالنحو و اللغة، مات سنة 225 ترجمته في بغية الوعاة 8/2.
2- ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل و بعده صح صح.
3- بالأصل: الحسين.
4- تاريخ بغداد 380/3.
5- بالأصل: الأزدي، و الياء كتبت فوق الكلام فيه بين السطرين.
6- تحرفت بالأصل إلى:«فبكر» و التصويب عن تاريخ بغداد.

الأدباء، و كان عالما فاضلا موثوقا به في الرواية، حسن المحاضرة، مليح الأخبار، كثير النوادر، حدث [عنه] (1) نفطويه النحوي (2)،و محمّد بن أبي الأزهر، و إسماعيل بن محمّد الصفّار، و أبو بكر الصولي، و أبو عبد اللّه الحكيمي، و أبو سهل بن زياد، و أبو علي الطوماري، و جماعة يتسع ذكرهم.

قال (3):و أنا محمّد بن عبد الواحد بن علي البزاز (4)،أنا أبو سعيد الحسن بن عبد اللّه السيرافي قال: سمعت أبا بكر بن مجاهد يقول:

ما رأيت أحسن جوابا من المبرّد في معاني القرآن فيما ليس فيه قول لمتقدم.

قال أبو سعيد: و سمعته يقول: لقد فاتني منه علم كثير لقضاء ذمام ثعلب.

أخبرنا جدي أبو المفضل القاضي، أنا أبو عمرو الأردبيلي، أنا أبو جعفر بن المسلمة.

ثم أخبرنا أبو بكر بن المزرفي، أنا أبو جعفر بن المسلمة و ابنه أبو علي، قالا: أنا أبو الفرج أحمد بن محمّد، أنا الحسن بن علي السيرافي، سمعت أبا بكر بن مجاهد يقول:

ما رأيت أحسن جوابا من المبرّد في معاني القرآن فيما ليس فيه قول لمتقدم، و سمعته يقول: لقد فاتني منه علم كثير لقضاء ذمام ثعلب، و سمعت نفطويه يقول: ما رأيت أحفظ للأخبار بغير أسانيد منه، و ابن أبي العباس بن الفرات و كذلك خبرنا (5) أبو بكر بن السراج عن محمّد بن خلف وكيع و كان بينه و بين أبي العباس ثعلب (6) من المنافرة ما لا خفاء به، و أكثر أهل التحصيل يفضلونه (7).

أخبرنا أبو القاسم الحسيني (8)،و أبو منصور بن زريق قال الحسيني: حدّثنا - و قال الآخر: أنا - أبو بكر الخطيب (9)،أنا محمّد بن علي بن يعقوب المعدّل، أنا محمّد بن جعفر التميمي - بالكوفة - قال: قال لي أبو الحسن العروضي: قال لي أبو إسحاق الزّجّاج لما قدم

ص: 251


1- زيادة لازمة عن تاريخ بغداد.
2- هو إبراهيم بن محمد بن عرفة العتكي الأزدي الواسطي، ترجمته في بغية الوعاة 428/1.
3- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 381/3.
4- تقرأ بالأصل: البراد، و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- بالأصل:«خبرنا و كذلك» و فوقهما علامتا تقديم و تأخير.
6- اسمه أحمد بن يحيى بن يسار الشيباني، أبو العباس، ترجمته في بغية الوعاة 396/1.
7- طبقات النحويين البصريين ص 102 و بغية الوعاة 270/1.
8- بالأصل: الحسين.
9- تاريخ بغداد 381/3.

المبرّد بغداد: أتيته لأناظره، و كنت أقرأ على أبي العبّاس ثعلب و أميل إلى قولهم - يعني الكوفيين - فعزمت على إعناته فلما فاتحته ألجمني بالحجّة و طالبني بالعلة، و ألزمني إلزامات لم أهتد لها، فتبينت فضله، و استرجحت عقله، و جددت في ملازمته.

قال (1):و أنا أبو يعلى (2) أحمد بن عبد الواحد الوكيل، أنا إسماعيل بن سعيد المعدل، نا أبو علي الحسين بن القاسم الكوكبي قال: قال لي أبو العباس المبرّد: كنت أناظر بين يدي جعفر بن القاسم، فكان يقول: أراك عالما، فكان هذا يحفظني، فلما رأى ذلك مني قال: إنّ قولي لك: أراك عالما، ليس أنك عندي قبل اليوم على غير هذه الحال، ثم انتقلت إليها، و لكن على قول اللّه تعالى: وَ الْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلّٰهِ (3) و إن كان الأمر اليوم و يومئذ للّه.

قال (4):و أخبرني علي بن أبي علي البصري، حدّثني أبي، حدّثني أبو علي الحسن بن سهل بن عبد اللّه الإيذجي، حدّثني أبو عبد اللّه المفجّع قال:

كان المبرّد لعظم حفظه اللغة و اتساعه فيها يتهم بالكذب، فتواضعنا على مسألة لا أصل لها نسأله عنها لننظر كيف يجيب، و كنا قبل ذلك قد تمارينا في عروض بيت الشاعر:

أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا (5)

فقال بعضنا: هو من البحر الفلاني، و قال آخرون: هو من البحر الفلاني، فقطعناه و تردد على أفواهنا من تقطيعه ألق بعض، فقلت له: أنبئنا (6) أيّدك اللّه، ما القبعض عند العرب؟ فقال المبرّد: القطن يصدق ذلك قول أعرابي:

كأن سنامها حشي القبعضا

قال: فقلت لأصحابي: هو ذا ترون الجواب و الشاهد، إن كان صحيحا فهو عجيب، و إن كان اختلق الجواب و عمل الشاهد في الحال فهو أعجب.

ص: 252


1- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 380/3.
2- عن تاريخ بغداد، و بالأصل: علي.
3- سورة الانفطار، الآية:19.
4- تاريخ بغداد 380/3.
5- البيت مما نسب لطرفة بن العبد، من قصيدة قالها و هو في السجن يخاطب عمرو بن هند مطلعها: أبا منذر كانت غرورا صحيفتي و لم أعطكم بالطوع مالي و لا عرضي ديوانه ط صادر ص 66، و عجزه: حنانيك بعض الشر أهون من بعض.
6- بالأصل: أنا، و المثبت عن تاريخ بغداد.

قال (1):و أنا أبو بكر البرقاني، أنا محمّد بن العباس الخزّاز (2)،أنشدنا محمّد بن خلف ابن المرزبان، أنشدني بعض أصدقائنا يمدح المبرّد:

رأيت محمّد بن يزيد يسمو *** إلى العلياء في جاه و قدر

جليس خلائق و غذي ملك *** و أعلم من رأيت بكل أمر

و فتيانية الظرفاء فيه *** و أبهة الكبير بغير كبر

و ينثر إن أجال الفكر درا *** و ينثر لؤلؤا من غير فكر

و قالوا ثعلب رجل عليم *** و ابن النجم من شمس و بدر

و قالوا ثعلب يملي و يفتي *** و ابن الثعلبان من الهزبر؟

أخبرنا جدي أبو المفضل القاضي، أنا أبو عمرو مسعود بن علي، أنا أبو جعفر بن المسلمة.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، أنا أبو جعفر و ابنه أبو (3) علي قالا: أنا أبو الفرج أحمد بن محمّد بن عمر، أنا الحسن بن عبد اللّه السيرافي، أنشدنا أبو بكر بن أبي الأزهر، أنشدني أحمد بن عبد السّلام - و كان أكبر من خالد الكاتب.... (4) يقول في محمّد ابن يزيد (5):

رأيت محمّد بن يزيد يسمو *** إلى الخيرات في جاه و قدر

جليس خلائف و غذي ملك *** و أعلم من رأيت بكل أمر

و فتيانية الظرفاء فيه *** و أبهة الكبير بغير كبر

و ينثر إن أجال الفكر درّا *** و ينثر لؤلؤا من غير فكر

و كان الشعر قد أودى فأحيا *** أبو العباس داثر كل شعر

و قالوا: ثعلب رجل عليم *** و ابن النجم من شمس و بدر

و قالوا ثعلب يملي و يفتي *** و أين الثعلبان من الهزبر؟

و هذا في مقالك مستحيل *** تشبه جدولا و شلا (6) بجر

ص: 253


1- القائل أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 382/3.
2- في تاريخ بغداد: الخراز.
3- بالأصل:«و أبو».
4- كلمة غير واضحة بالأصل.
5- الأبيات في بغية الوعاة 270/1 و طبقات النحويين البصريين ص 103 و نسبها إلى أحمد بن عبد السّلام.
6- الوشل: ذو الماء الكدر.

قال و أنشدني فيه (1):

و أنت الذي لا يبلغ الوصف (2) مدحه *** و إن أطنب المداح مع كل مطنب

رأيت الفتح بن خاقان راكبا *** فأنت عديل الفتح في كل موكب

و كان أمير المؤمنين إذا رنا *** إليك يطيل الفكر بعد التعجب

و أتيت علما لا يحيط (3) بكنهه *** علوم بني الدنيا و لا نحو (4) ثعلب

يروح إليك الناس حتى كأنهم *** ببابك في أعلى منى و المحصّب

و أنشدنا لنفسه (5):

ببكاء ما به من هوى *** منصب إلى إلفه الأوصب

فباتا يخدان حمر الخدود *** بفيض دموعهما السكب

و يعتنقان و قلباهما على مثل *** جمر الغضا الملهب

إلى أن بدا في الدجى ساطع *** من الصبح يسطو على الغيهب

فيا حسنها ليلة لو تمد *** بطول الدهور فلم تذهب

و هل يرجعن بلذاتها على *** حال أمن من الرّقب

أيا طالب العلم لا تجلهن *** و عد بالمبرّد أو ثعلب

تجد عند هذين علم الورى *** فلا تك (6) كالجمل الأجرب

علوم الخلائق مقرونة (7) *** بهذين و بالشرق و المغرب

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا و أبو منصور زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (8)،أنا الحسن بن علي الجوهري، أنا أحمد بن إبراهيم، أنا أبو بكر بن أبي الأزهر قال:

كان المبرّد ينسب إلى الأزد فقال فيه أحمد بن عبد السّلام الشاعر:

ص: 254


1- معجم الأدباء 119/19.
2- في معجم الأدباء: يبلغ المدح وصفه.
3- مطموسة بالأصل، و المثبت عن معجم الأدباء.
4- في معجم الأدباء: علم ثعلب.
5- طبقات النحويين البصريين ص 105 و نسبها إلى ابن أبي الأزهر و الأبيات الثلاثة الأخيرة في بغية الوعاة 271/1 و معجم الأدباء 114/19 و فيه: و قال بعضهم في المبرد و ثعلب.
6- عن معجم الأدباء و بغية الوعاة، و بالأصل: تكن.
7- بالأصل:«تمدونه» و المثبت عن معجم الأدباء و بغية الوعاة.
8- الخبر و الشعر في تاريخ بغداد 381/3-382.

أيا بن سراة الأزد (1) أزد شنوءة *** و أزد العتيك الصدر رهط المهلّب

أولئك أبناء المنايا إذا غدوا *** إلى الحرب عدّوا واحدا ألف مقنب

حموا حرم الإسلام بالبيض و القنا *** و هم ضرموا نار الوغا بالتلهب

و هم سبط أنصار النبي محمّد *** على أعجميّ الخلق و المتعرب

و أنت الذي لا يبلغ الناس وصفه *** و إن أطنب المدّاح مع كل مطنب

رأيتك و الفتح بن خاقان راكبا *** و أنت عديل الفتح في كل موكب

و كان أمير المؤمنين إذ دنا *** إليك يطيل الفكر (2) بعد التعجب

و أوتيت علما لا يحيط بكنهه *** علوم بني الدنيا و لا علم ثعلب

تئوب إليك الناس حتى كأنهم *** ببابك في أعلى منّى و المحصب

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب (3)،أنا الجوهري، أنا محمّد بن العباس، أنشدنا محمّد بن المرزبان [لبعض أصحاب المبرد يمدحه] (4):

بنفسي أنت يا بن يزيد من ذا *** يساوي ثعلبا بك (5) غير قين؟

إذا مازتكما العلماء يوما *** رأت شأويكما متفاوتين

تفسّر كلّ مقفلة بحذق *** و يستر كلّ واضحة بغين (6)

كأنّ الشمس ما تمليه شرحا *** و ما يمليه همزة بين بين

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحصين (7)،و أبو بكر محمّد بن عبد الباقي القاضي أبي (8) عبد اللّه القضاعي.

ح أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب (9)،أنبأني أبو عبد اللّه محمّد بن سلامة القضاعي المصري القاضي، أنا يوسف بن يعقوب النّجيرمي، أنا علي بن أحمد المهلبي، أنا محمّد بن عبد الرّحمن الروذباري، أنا محمّد بن عبد الملك التاريخي قال: قال بعض الفتيان في أبيات له يمدح أبا العباس:

ص: 255


1- بالأصل:«للازد» و المثبت عن تاريخ بغداد.
2- بالأصل: الفطر، و المثبت عن تاريخ بغداد.
3- الخبر و الشعر في تاريخ بغداد 382/3.
4- الزيادة عن تاريخ بغداد.
5- بالأصل:«بعليائك عرقين» و المثبت عن تاريخ بغداد.
6- بالأصل:«و ينشر كل واضحة بعين» و المثبت عن تاريخ بغداد.
7- كذا.
8- كذا بالأصل، و ثمة سقط في الكلام.
9- الخبر و الشعر في تاريخ بغداد 382/3-383 و معجم الأدباء 119/19.

و إذا يقال من الفتى كلّ الفتى *** و الشيخ و الكهل الكريم العنصر؟

و المستضاء بعلمه و برأيه *** و بعقله؟ قلت: ابن عبد الأكبر

أخبرنا أبو العزّ بن كادش - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا، نا محمّد بن يحيى الصولي، نا محمّد بن يزيد، نا محمّد بن صفوان، عن أبيه قال:

كان سليمان بن نوفل الديلي سيدا في كنانة، فوثب رجل من أهله على أبيه، فجيء به إليه فقال له: ما أمّنك مني و جرأك عليّ؟ أ ما خشيت عقابي؟ قال: لا، قال: و لم؟ قال: لأنا سودناك لتكظم الغيظ، و تحلم على الجاهل، فخلّى سبيله.

أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد المروذي الفقيه - بمرو الشاهجان (1)-نا أبو المظفر السمعاني - إملاء - نا أبو القاسم سعد بن علي الزّنجاني - بمكة فيما نقله عن أبي سليمان الخطابي عن الدقاق النحوي، قال:

اجتمع أبو العباس بن سريح و أبو العباس المبرّد، و أبو بكر بن داود في طريق، فأفضى بهم إلى مضيق، فتقدم ابن سريج و تلاه المبرّد و تأخّر ابن داود، فلما خرجوا إلى الفضاء التفت ابن سريج و قال: الفقه قدّمني، قال ابن داود: الأدب أخّرني - يعني حرفة الأدب - فقال المبرّد: أخطأتما جميعا، إذا صحّت المودة سقط التكلف و التعمّل.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا القاضي (2)،أنا الحسين بن القاسم الكوكبي، نا محمّد بن يزيد المبرّد، حدّثني بعض أصحابنا قال:

كان في زمن المأمون شيخ مؤذن مسجد و إمامه، فكان إذا جاء زمان الورد أغلق باب المسجد و دفع مفتاحه إلى بعض جيرانه و أنشأ يقول:

يا صاحبي (3) اسقياني *** من قهوة خندريس

على جنبات (4) ورد *** يذهبن هم النفوس

ص: 256


1- بالأصل:«مرو الشاميان» و المثبت عن معجم البلدان، و هي مرو العظمى أشهر مدن خراسان و قصبتها.
2- الخبر و الشعر في الجليس الصالح الكافي للمعافى بن زكريا الجريري 62/4.
3- بالأصل: صاحي، و المثبت عن الجليس الصالح.
4- في الجليس الصالح: جنيات.

خذا (1) من الورد حظّا *** بالقصف غير خسيس

ما تنظران و هذا *** أوان حث الكئوس

فبادرا قبل فوت *** لا عطر بعد عروس

قال: فلا يزال على هذا حتى إذا انقضت أيام الورد رجع إلى مسجده و أنشأ يقول:

تبدّلت من ورد جنيّ و مسمع *** شهيّ و من لهو و شرب مدام

و أنس بمن أهوى و صحب ألفتهم *** بكأس ندامى كالشموس كرام

أذانا و إخباتا و قوما أؤمهم *** بصرف (2) زمان مولع بغرام

فذلك دأبي أرى الورد طالعا *** فأترك أصحابي بغير إمام

و أرجع في لهوي و أترك مسجدي *** يؤذن فيه من يشا بسلام

قال القاضي (3):الخندريس من أسماء الخمر، و قد أكثر الشعراء من تسميتها بهذا، و زعم بعضهم أن أصله بالفارسية كندريش، أي أنّ شاربها يخفّ و يطرب فينتف لحيته.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أخبرنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو الحسن محمّد بن علي بن الحسين الحسني الهمداني.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرّحمن الصابوني قال: سمعت السيد أبا الحسن محمّد بن علي بن الحسين بن الحسن العلوي يقول: قال:

سمعت إسماعيل بن محمّد الصفار يقول: سمعت محمّد بن يزيد المبرّد يقول:

كنت غلاما حدثا جميلا، و كان لي فتى، و قال زاهر: يهواني، و يقبل عليّ بالخير و أقبل عليه بالشر، فاعتل علة كنت سببها، فمات فكثر أسفي عليه، فبينا أنا نائم، إذ هو قد أقبل فلمّا بصرته قلت: فلان؟ قال: نعم، فولّى عني و أنشأ يقول:

أ تبكي بعد قتلك لي عليّا *** و من قبل الممات تسي إليّا

سكبت عليّ دمعك بعد موتي *** فهلاّ كان ذاك و كنت حيّا

تجاف عن البكاء و لا تردّه *** فإنّي ما أراك صنعت شيئا

قال محمّد بن يزيد المبرّد: ما ذكرت هذه الأبيات إلاّ رحمة عليه.

ص: 257


1- بالأصل:«خد» و المثبت عن الجليس الصالح.
2- في الجليس الصالح: لصرف.
3- يعني المعافى بن زكريا الجريري، صاحب كتاب الجليس الصالح الكافي.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (1)،أنا الأزهري، أنا علي بن عمر الحافظ، نا أبو علي إسماعيل بن محمّد النحوي قال: سمعت أبا العباس المبرّد يقول: هجاني عبد الصّمد بن المعدل فقال:

سألنا عن ثمالة كلّ ركب (2) *** فقال القائلون: و من ثمالة؟

فقلت: محمّد بن يزيد منهم *** فقالوا: زدتنا بهم جهالة

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا - و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب، أنا الأزهري، أنا علي بن عمر الحافظ، نا أبو علي إسماعيل بن محمّد النحوي قال: سمعت أبا العباس المبرّد يقول: هجاني عبد الصّمد بن المعدل كما تقدم (3).

أخبرنا جدي أبو المفضل القاضي، أنا أبو عمرو مسعود بن علي الأردبيلي، أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد المعدّل.

ح و أخبرنا أبو بكر بن المزرفي، أنا أبو جعفر المعدل و ابنه أبو علي، أنا أبو الفرج بن المسلمة، أنا أبو سعيد السيرافي.

ح و أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا - و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب (4).

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمّد الأسدي، قالا: أنا أبو البركات بن طاوس.

قالا: أنا عبيد اللّه (5) بن أحمد بن عثمان الصيرفي، أنا أحمد بن إبراهيم البزار (6)، قالوا: أنا محمّد بن أبي الأزهر، نا محمّد بن يزيد.

ح و أخبرنا أبو القاسم العلوي، نا - و أبو منصور بن زريق، أنا الخطيب، أنا محمّد بن علي بن مخلد الورّاق، أنا أحمد بن محمّد بن عمران، نا إسماعيل بن محمّد الصفّار، حدّثني محمّد بن يزيد النحوي.

ص: 258


1- الخبر و الشعر في تاريخ بغداد 383/3 و بغية الوعاة 269/1 و معجم الأدباء 116/19.
2- في تاريخ بغداد و بغية الوعاة و معجم الأدباء: حي.
3- كذا كرر الخبر بالأصل.
4- تاريخ بغداد 383/3.
5- في تاريخ بغداد: عبيد.
6- في تاريخ بغداد: البزاز.

قال: قال لي المازني (1):

يا أبا العبّاس، بلغني أنك تنصرف من مجلسنا - زاد البزار: فتصير و قالوا:- إلى المخيّس (2) و إلى مواضع - و قال الخطيب: و قالوا المجانين و المعالجين (3) فما معناك في ذلك؟ قال: فقلت:- زاد السيرافي و ابن طاوس: أعزّك اللّه و قالوا:- إنّ لهم طرائف من الآلام (4) و عجائب (5) من الأسقام، فقال: خبرني بأعجب ما رأيت من المجانين، فقلت:

دخلت يوما إلى مستترهم (6)،فرأيت مراتبهم على مقدار بليتهم، و إذا قوم - زاد الخطيب و ابن طاوس: قيام، و قالوا:- قد شدت أيديهم إلى الحيطان بالسلاسل، و نقبت من البيوت التي هم بها إلى غيرها يجاورها، لأن علاج أمثالهم أن يقوموا الليل - و قال الخطيب: بالليل و النهار - لا يقعدون و لا ينضجعون - و قال الخطيب: ينبطحون (7)-و منهم من يجلب على رأسه و يدهن أوراده، و قال السيرافي: آراده، و منهم من ينهل بالدواء حسب ما يحتاجون إليه، و دخلت يوما مع ابن أبي خميصة (8)،و كان المتقلد النفقة عليهم و لتفقد أحوالهم، فنظروا - زاد الخطيب و ابن طاوس: إليه، و قالوا:- و أنا معه فأمسكوا عما كانوا عليه - زاد السيرافي و ابن طاوس:

لو لا موضعه، و قالوا:- فمررت على شيخ منهم تلوح صلعته و تبرق للدهن جبهته، و هو جالس على حصير نظيف، و وجهه إلى القبلة كأنه يريد الصلاة، فجاوزته إلى غيره، فناداني:

سبحان اللّه، أين السلام، من المجنون؟ ترى أنا أم أنت؟ فاستحييت منه و قلت: السلام عليكم، فقال: لو كنت ابتدأت لأوجبت علينا حسن الردّ عليك، على أنا نصرف سوء أدبك إلى أحسن جهاته من العذر، لأنه كان يقال: إن للداخل [على القوم] (9) دهشة، اجلس أعزّك اللّه عندنا، و أومأ إلى موضع من حصيره ينفضه كأنه يوسع لي، فعزمت على الدنو منه، فنادى ابن أبي خميصة: إيّاك إيّاك، فأحجمت عن ذلك و وقفت ناحية استجلب مخاطبته، و أرصد الفائدة منه، ثم قال - زاد السيرافي و ابن طاوس: لي، و قالوا:- و قد رأى معي محبرة، يا هذا

ص: 259


1- و الخبر في معجم الأدباء 115/19-116.
2- المخيس: السجن (تاج العروس).
3- المعالجين: المدخولين في عقولهم و المتعاطين للعلاج.
4- في معجم الأدباء: الكلام.
5- «الآلام و عجائب» مكانهما بياض في تاريخ بغداد.
6- في تاريخ بغداد: مستقرهم.
7- الذي في تاريخ بغداد: يضطجعون.
8- بالأصل: حميضة، و المثبت عن تاريخ بغداد.
9- الزيادة بين معكوفتين عن تاريخ بغداد.

أرى - زاد السيرافي و ابن طاوس: معك، و قالوا:- آلة رجلين، أرجو أن لا تكون أحدهما أ تجالس أصحاب الحديث الأغثاء - و قال السيرافي الأغثاث - أم الأدباء من أصحاب النحو و الحديث و الشعر؟ قلت: الأدباء، قال: أ تعرف أبا عثمان المازني؟ قلت: نعم، معرفة تامة، قال: أ فتعرف الذي يقول فيه:

و فتى من مازن *** ساد أهل البصرة

أمّه معرفة *** و أبوه نكرة

قلت: لا أعرفه، قال: أ فتعرف غلاما له قد نبغ في هذا العصر معه ذهن و له حفظ، قد برز في النحو، و جلس مجلس صاحبه و شاركه فيه يعرف بالمبرّد قلت: أنا و اللّه عين الخبير به، قال: فهل أنشدك شيئا من [عبثات] (1) شعره - و قال السيرافي: أشعاره - قلت: لا أحسبه يحسن قول الشعر، قال: يا سبحان اللّه، أ ليس هو الذي يقول:

حبذا ماء العناقي *** د بريق الغانيات

بهما ينبت لحمي *** و دمي أيّ نبات

أيها الطالب أشهى *** من لذيذ الشهوات

كل بماء المزن تفا *** ح الخدود الناعمات

قلت: قد سمعته ينشد هذا في مجلس الأنس، قال: يا سبحان اللّه، أو يحسن (2) أن ينشد مثل هذا حول الكعبة؟ ما تسمع الناس يقولون في نسبه؟ قلت: يقولون:

هو من الأزد، أزد شنوءة، ثم من ثمالة.

قال: قاتله اللّه، ما أبعد (3) غوره أ تعرف قوله:

سألنا عن ثمالة كلّ حيّ *** فقال القائلون: و من ثمالة؟

فقلت محمّد بن يزيد منهم *** فقالوا: زدتنا بهم جهالة

فقال [لي] (4) المبرد: خلّ قومي *** فقومي معشر [فيهم] (5) نذاله (6)

ص: 260


1- استدركت عن هامش الأصل.
2- غير مقروءة بالأصل، و كتبت اللفظة «يحسن» فوقها، و في تاريخ بغداد:«و يستحي» و في معجم الأدباء: أ لا يستحي.
3- بالأصل:«أ ما يعد» و المثبت عن تاريخ بغداد.
4- زيادة عن تاريخ بغداد.
5- زيادة استدركت عن هامش الأصل.
6- بالأصل:«نداك» و المثبت عن تاريخ بغداد.

قلت: أحرف هذه الأبيات لعبد الصمد بن المعدل يقولها فيه، قال: كذب من ادّعاها غيره - و قال الخطيب: كذب و اللّه من ادّعى هذه غيره - هذا كلام رجل لا نسب يريد أن يثبت (1)له بهذا الشعر نسبا، قلت: أنت أعلم، قال: يا هذا، قد علمت بخفة (2) روحك و تمكنت بفصاحتك من استحساني (3)،و قد أخرت ما كان يجب أن أقدمه، الكنية أصلحك اللّه؟ قلت:

أبو العباس، قال: فالاسم؟ قلت: محمّد، قال: فالأب، قلت: يزيد، قال: قبّحك اللّه أحوجتني إلى الاعتذار إليك مما قدمت ذكره، ثم وثب باسطا يده لمصافحتي، فرأيت [القيد] (4) في رجله قد شدّ (5) إلى خشبة في الأرض، فأمنت عند ذلك غائلته، فقال لي: يا أبا العباس، صن نفسك عن الدخول إلى هذه المواضع [فليس يتهيأ لك] (6) في كل وقت أن تصادف مثلي على مثل هذه الحال الجميلة أنت المبرّد، أنت المبرّد، و جعل يصفق و قد انقلبت عينه، و تغيّرت حليته - و قال الخطيب: خلقته - فبادرت مسرعا خوفا من أن يبدرني - و قال الخطيب: يبدر منه - بادرة، و قبلت و اللّه قوله، فلم أعاود الدخول إلى مخيس و لا غيره.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، نا - و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (7)،أنا البرقاني، أنا محمّد بن العباس، أنشدنا عبد اللّه بن أحمد بن أبي طاهر، أنشدني أبي لنفسه في المبرّد:

و يوم كحرّ الشوق في الصدر و الحشا *** على أنه من أحرّ و أومد

ظللت به عند المبرد ثاويا *** فما زلت في ألفاظه أتبرد

قال الخطيب (8):و أنا أحمد بن محمد بن أبي جعفر الأخرم، أنا أبو علي عيسى بن محمد الطوماري، قال: سمعت أبا الفضل بن طومار يقول: كنت عند محمد بن نصر بن [بسام] (9)،فدخل عليه حاجبه، فأعطاه رقعة و ثلاثة (10) دفاتر كبار، فقرأ الرقعة، فإذا المبرد

ص: 261


1- غير واضحة و بدون إعجام بالأصل، و المثبت عن تاريخ بغداد.
2- بالأصل:«غلبت تحفه» و المثبت عن تاريخ بغداد.
3- تحرفت بالأصل إلى:«السجستاني» و المثبت عن تاريخ بغداد.
4- زيادة لازمة عن تاريخ بغداد.
5- بالأصل:«قدر شبر» و المثبت عن تاريخ بغداد.
6- بياض بالأصل، و المستدرك عن تاريخ بغداد.
7- الخبر في تاريخ بغداد 385/3-386.
8- تاريخ بغداد 386/3.
9- بياض بالأصل، و المثبت عن تاريخ بغداد.
10- بالأصل: ثلاث.

قد أهدى إليه كتاب «الروضة» و كان ابنه عليّ حاضرا، قال: فرمى بالجزء الأول إليه، و قال له: انظر يا بني، هذه أهداها لنا أبو العباس المبرد،[فأخذ ين] (1) ظر فيه، و كان بين يديه دواة، فشغل أبو جعفر يحدثنا، فأخذ عليّ الدواة و وقع على ظهر الجزء شيئا و تركه و قام.

قال: فلما انصرف، قال أبو جعفر: أروني أي شيء قد وقع هذا المشئوم؟ فإذا هو:

لو برى اللّه المبرد *** من جحيم يتوقد

كان في الروضة حقا *** من جميع الناس أبرد

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا عبد المحسن بن محمد بن علي، أنا أبو الحسين علي بن الحسن بن قسيم: نا إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن سيبخت (2)،أنا أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن إبراهيم بن قريش الحكيمي، قال: أنشدنا المبرد لنفسه:

لم أعاتبك بل مدحتك في الشع *** ر و يكفيك مدحتي من عتابي

ي عار عليك أعظم من مد *** ح إذا لم يكافه بثواب

[أخبرنا] أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، أنشدنا المبرد:

إذا اعتذر الصديق إليك يوما *** من التقصير عند أخ مقرّ

فصنه من عتابك و اعف عنه *** فإن الصفح شيمة كل حرّ

قال: و أنشدني محمد بن يزيد النحوي:

إذا أنا لم أقبل من الدهر كل ما *** تكرهت منه طال عتبي على الدهر

قال: و أنشدنا محمد بن يزيد:

بادر هواك إذا هممت بصالح *** و تجنب الأمر الذي يتجنب

و اعمل لنفسك في زمانك صالحا *** إن الزمان بأهله يتقلب

و احذر ذوي الملق اللئام فإنهم *** في النائبات عليك ممن يخطب

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو عثمان البحيري قال: أنشدنا أبو علي زاهر بن أحمد، أنشدنا إسماعيل بن محمّد النحوي، أنشدنا محمّد بن يزيد المبرّد:

ص: 262


1- بياض بالأصل، و المستدرك عن تاريخ بغداد.
2- رسمها بالأصل:«سحب» و بدون إعجام، أعجمت و ضبطت عن تبصير المنتبه 696/2.

إذا ضاق صدري بالهموم تحللت *** لعلمي بأن الأمر ليس إلى الخلق

فلا الحزم يغنيني فأركب عزمه *** و لا العجز بالإمساك ينقص من رزقي

أخبرنا أبو العزّ السلمي - مناولة و إذنا - أنا الحسين بن محمّد، أنا المعافى القاضي، أنشدنا محمّد بن علي الصولي، أنشدنا المبرّد:

و لي حاجة قد راث عني نجاحها *** و جودك أجدى وافر في اقتضائها

و ما لي شفيع غير نفسك إنني *** اتّكلت من الدنيا على حسن رأيها

عطاؤك لا يفنى و يستغرق المنى *** و يبقي وجوه السائلين بمائها

شكوت و ما الشكوى لنفسي بعادة *** و لكن تفيض النفس عند امتلائها

أخبرنا أبوا الحسن الفقيهان، قالا: نا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي قال: سمعت أبا العباس محمّد بن يزيد المبرّد ينشد إبراهيم بن العباس الكاتب:

لو قيل لي: خذ أمانا *** من أعظم الحدثان

لما أخذت أمانا *** إلاّ من الأخوان

أخبرنا جدي أبو المفضل القرشي، أنا أبو عمرو الأردبيلي، أنا أبو جعفر المعدل.

ح و أخبرنا أبو بكر بن المزرفي، أنا أبو جعفر و ابنه أبو علي، قالا: أنا أبو الفرج بن المسلمة، أنا أبو سعد الحسن بن عبد اللّه السيرافي (1) قال:- و من شعر أبي العباس، و كان مليح الطبع-:

أخبرنا أبو بكر بن أبي الأزهر (2) قال: كتب طاهر بن الحارث كاتب محمّد بن عبد اللّه ابن طاهر إليه رقعة في درجها (3) تسبيب (4) له على مصر قد فرغ منه و أحكمه، و كان الغلام الموصل المرقعة يسمى نصرا، فأجاب عن رقعته و كتب في آخر الجواب (5):

ص: 263


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 247/16.
2- اسمه محمد بن مزيد بن محمود أبو بكر الخزاعي، حدّث عن المبرد، و كان مستمليه، ترجمته في بغية الوعاة 1/ 242.
3- في درجها: في طيها.
4- الكلمة بدون إعجام بالأصل و رسمها:«سس؟؟؟» و المثبت عن إنباه الرواة و فيها: التسبيب بأرزاقه إلى مصر.
5- الخبر و الشعر في إنباه الرواة 247/3 و فيها أن قوله كان في عبيد اللّه بن عبد اللّه بن طاهر بن الحارث.

بنفسي أخ قد (1) شددت به أزري *** فألفيته حرا على العسر و اليسر

أغيب فلي منه ثناء و مدحة *** و أحضر منه أحسن القول و البشر

و ما طاهر إلاّ حمال لصحبه *** و ناصر عافيه على كلب الدهر (2)

تفردت يا خير الورى فكفيتني *** مطالبة شنعاء ضاق لها صدري

فأحسن من وجه الحبيب و وصله *** كتاب أتاني مد رجا بيدي نصر

سررت به لما أتى و رأيتني *** غنيت و إن كان الكتاب إلى مصر

و قلت رعاك اللّه من ذي مودّة *** فقد فتّ إحسانا و قصّر (3) بي شكري

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي، أنشدنا عبد اللّه بن الحسين الكاتب الفارسي، أنشدني علي بن الحسن، أنشدني جعفر بن قدامة، أنشدنا المبرّد:

لئن كانت الدنيا أنالتك ثروة *** و أصبحت فيها بعد عسر أخا يسر

لقد كشف الإثراء منك خلائقا *** من اللؤم كانت تحت ثوب من الفقر

أخبرنا أبو القاسم الحسيني، نا - و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (4)،أنا علي بن أيوب القمّي، أنا محمّد بن عمران بن موسى، أخبرني الصولي قال:

كنا يوما عند أبي العباس المبرّد فجاءه رجل فسلّم عليه و استخفى نفسه في لقائه فأنشد أبو العباس:

إنّ الزمان و إن شطّت مذاهبه *** مني و منك، فإن القلب مقترب

لن ينقص النأي ودي ما حييت لكم *** و لا يميل به جدّ و لا لعب

أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد اللّه بن رضوان، أنا أبو محمّد الحسن بن علي الجوهري، أنا أبو عمر محمّد بن العباس بن حيوية الخزاز (5)،أنا أبو بكر محمّد بن خلف بن المرزبان، أنشدني محمّد بن يزيد الأزدي لنفسه:

تأدّب غير متّكل *** على حسب و لا نسب

ص: 264


1- في إنباه الرواة: برّ.
2- كلب الدهر: شدته.
3- في إنباه الرواة: و قصرت من شكري.
4- الخبر و الشعر في تاريخ بغداد 386/3-387.
5- بدون إعجام بالأصل.

فإن مروءة الرجل الش *** ريف بصالح الأدب

أخبرنا أبو العزّ بن كادش، أنا أبو يعلى بن الفراء، أنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد المعدّل، أنا أبو علي الحسين بن القاسم بن جعفر قال: من شعر أبي العباس المبرّد أنشدنا الفزاري عنه هذه الأبيات كلها:

يا مريض الطرف قلبي *** منك أبدا مريض

أكتم الحب فتبديه *** دموع ما تغيض

نم و إن كانت جفوني *** لا يواتيها الغموض

قلت: حبي لكم في الناس *** طرّا مستفيض

و له أيضا:

مغير الطرف مقلته *** و عض الورد و جنته

و ريح الراح و التفاح *** و الخسرى نكهته

و يا معطي حمام الموت *** للآجال لحظته

تلاف حياة صب *** قد بلغت به منيته

و له أيضا:

و صاحب أثقل من أحد *** جلوسه جهد من الجهد

علامة المقت على وجهه *** بيّنة مذ كان في المهد

لو دخل النار انطفى حرّها *** و مات فيها من البرد

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب (1).

ثم أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن المجلي، قالا: أنا محمّد بن وشاح بن عبد اللّه، نا عبد الصّمد بن أحمد بن حنش (2) الخولاني، أنا أحمد بن محمّد بن زياد القطّان، نا أبو العباس محمّد بن يزيد المبرّد قال:

سألت بشر بن سعد المرثدي حاجة فتأخرت فكتبت إليه:

وقاك اللّه من إخلاف وعد *** و هضم اخوة، أو نقض عهد

فأنت المرتجى أدبا و رأيا *** و بينك في الرواية من معدّ

ص: 265


1- الخبر و الشعر في تاريخ بغداد 385/3.
2- بالأصل: حبيش، و المثبت عن تاريخ بغداد.

و تجمعنا أواصر لازمات *** سداد الأسر، من حسب و ود

إذا لم تأت حاجاتي سراعا *** و قد ضمّنتها بشر بن سعد

فأي الناس آمله لبرّ (1)؟ *** و أرجوه لحلّ أو لعقد

أخبرنا أبو القاسم العلوي، نا - و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (2)،أنا محمّد بن الحسن بن أحمد الأهوازي، أنا أبو سعيد الحسن بن عبد اللّه بن سعيد العسكري قال: حكى لنا أبو الحسن (3) بن عمار أن محمّد بن يزيد النحوي صحّف في كتاب «الروضة» في قوله: حبيب بن خدرة فقال: جدرة (4)؛و في ربعي بن حراش، فقال: حراش فقال بعض الشعراء يهجوه:

غير أن الفتى كما زعم الناس *** دعيّ مصحّف كذّاب

قال (5):و أنا الحسن بن علي الجوهري.

ح و أنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه بن كادش، أنا أبو محمّد الحسن بن علي الجوهري.

أنا محمّد بن عمران المرزباني، نا عبد اللّه بن محمّد بن أبي سعيد، أنشدنا أحمد بن أبي طاهر لنفسه:

كثرت في المبرّد الآداب *** و استقلت في عقله الألباب

غير أنّ الفتى كما زعم الناس *** دعيّ مصحّف كذّاب

أخبرنا أبو القاسم، نا - و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (6)،أنا أحمد بن محمّد العتيقي، نا محمّد بن الحسين بن عمر التميمي (7)-بمصر - أنشدنا أحمد بن مروان المالكي، أنشدني بعض أصحابنا لثعلب في المبرّد (8):

مات المبرّد و انقضت أيامه *** و سينقضي (9) بعد المبرّد ثعلب

ص: 266


1- بالأصل:«لمس» و المثبت عن تاريخ بغداد.
2- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 386/3.
3- في تاريخ بغداد: أبو العباس بن عمار.
4- في الأصل:«حدره، فقال: حدر» و المثبت عن تاريخ بغداد و ضبطت عن تبصير المنتبه 527/2.
5- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 386/3.
6- تاريخ بغداد 387/3.
7- في تاريخ بغداد:«اليمني».
8- البيتان من عدة أبيات في معجم الأدباء 120/19 لثعلب، قال: و قيل هي لأبي بكر بن العلاف.
9- بالأصل:«و ستقضي» و المثبت عن تاريخ بغداد، و عجزه في معجم الأدباء: و ليذهبن إثر المبرد ثعلب.

بيت من الآداب أصبح (1) نصفه *** خربا و باقي نصفه فسيخرب

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا: أنا أحمد بن علي بن عبد اللّه، أنا أبو عبد اللّه الحاكم، أخبرني أبو الحسين بن أبي عمرو السماك عن أبيه بعد أن أخرج إليّ كتاب أبيه، فقرأت فيه بخط يده: توفي المبرّد النحوي سنة خمس و ثمانين و مائتين.

أخبرنا جدي أبو المفضّل يحيى بن علي، أنا أبو عمرو مسعود بن علي، أنا أبو جعفر ابن المسلمة.

و أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد و ابنه محمّد بن محمّد.

قالا: أنا أبو الفرج أحمد بن محمّد بن عمر (2)[بن] (3) الحسن بن المسلمة، أنا أبو سعيد الحسن بن عبد اللّه السيرافي قال: مات - يعني - المبرّد سنة خمس و ثمانين و مائتين.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا - و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (4)قال: قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال: مات أبو العباس محمّد ابن يزيد الأزدي الثمالي المعروف بالمبرّد - و كان في العلم بنحو البصريين فردا - في سنة خمس و ثمانين و مائتين.

قال (5):و أنا محمّد بن عبد الواحد، نا محمّد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي و أنا أسمع قال: و مات محمّد بن يزيد بن عبد الأكبر - أبو العباس النحوي المعروف بالمبرّد - في شوال سنة خمس و ثمانين، و قال ابن المنادي: سمعنا منه أحاديث في تضاعيف أول كتاب معاني القرآن.

قال الخطيب: و بلغني أن مولده كان في سنة عشر و مائتين.

ص: 267


1- في معجم الأدباء: ... أضحى نصفه خربا و باقي النصف منه سيخرب.
2- تحرفت بالأصل إلى: عمير.
3- زيادة لازمة، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 341/17.
4- تاريخ بغداد 387/3.
5- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 387/3.
7111 - محمّد بن يزيد بن عفيف

7111 - محمّد بن يزيد بن عفيف (1)

من أهل دمشق.

روى عن: أم الدرداء.

روى عنه: زيد بن واقد.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، نا نصر بن إبراهيم، أنا أبو بكر محمّد بن علي بن أحمد الطوسي، نا علي بن إبراهيم العطّار، أنا عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم، أنا الحسن بن حبيب، نا يزيد بن عبد الصّمد، نا أبو مسهر، نا صدقة بن خالد، نا زيد بن واقد، نا محمّد بن يزيد بن عفيف، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء أنه قال:

لو تعلمون ما أنتم لاقون بعد الموت ما أكلتم طعاما و لا شربتم شرابا على شهوة أبدا، و لا دخلتم بيتا تستظلون في ظلّه أبدا، و لبرزتم إلى الصعدات تلدمون صدوركم، و تبكون على أنفسكم، ثم قال: من حدث بهذا الحديث؟ لوددت أنّي شجرة أعضد في كل عام و أؤكل.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد ابن خيرون و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (2):

محمّد بن يزيد بن عفيف عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء: وددت أنّي شجرة أعضد.

قاله محمّد بن مبارك عن صدقة عن زيد بن واقد، سمع محمّدا.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (3):

محمّد بن يزيد بن عفيف شامي، روى عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء (4)،روى عنه زيد بن واقد، سمعت (5) أبي يقول ذلك.

ص: 268


1- ترجمته في الجرح و التعديل 127/8 و التاريخ الكبير 261/1/1.
2- التاريخ الكبير للبخاري 261/1/1.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 127/8.
4- قوله:«عن أبي الدرداء» ليس في الجرح و التعديل.
5- تحرفت بالأصل إلى:«سمع» و المثبت عن الجرح و التعديل.
7112 - محمّد بن يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد

أبو الحسن بن أبي القاسم (1) مولى بني هاشم

روى عن: سليمان بن عبد الرّحمن، و إبراهيم بن سيّار أبي إسحاق الصوفي نزيل المصيصة، و حامد بن يحيى البلخي، و أبي محمّد أحمد بن أبي أحمد الجرجاني، و أحمد بن أبي الحواري، و هشام بن عمّار، و أبي نعيم عبيد بن هشام، و صفوان بن صالح، و موسى بن أيوب النصيبي، و إبراهيم بن سعيد الجوهري، و هشام بن خالد، و القاسم بن عثمان الجوعي (2)،و عباس بن عثمان، و محمود بن خالد.

روى عنه: ابن بنته أبو حاتم عدي بن يعقوب بن إسحاق بن تمام الطائي، و أبو القاسم ابن أبي العقب، و يحيى بن عبد اللّه بن الحارث بن الزجاج، و أبو علي بن آدم، و أبو الحسين إبراهيم بن أحمد بن حسنون، و محمّد بن مروان، و جعفر بن محمّد الكندي، و محمّد بن هارون بن شعيب، و أبو عمر بن فضالة، و المظفّر بن حاجب بن أركين، و ابن أبي الزمزام الفرائضي، و أبو ححوس (3) محمّد بن أحمد بن أبي ححوس (4) الحرعى (5) الخطيب، و أبو أحمد عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن الناصح، و محمّد بن يوسف الهروي، و أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي، و سليمان الطبراني.

أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو نصر عبد الوهّاب المرّي (6)،أنا أبو عمر بن فضالة، نا أبو الحسن محمّد بن يزيد بن عبد الصّمد، نا صفوان بن صالح، نا الوليد، نا ابن جابر، عن سليم بن عامر و غيره عن عوف بن مالك الأشجعي قال:

صلى بنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم على رجل من الأنصار، فقال:«اللّهم صلّ عليه و اغفر له و ارحمه، و اعف عنه، و أكرم نزله و منقلبه، و اغسله بماء و برد، و نقّه من الخطايا كما ينقّى الثوب الأبيض من الدنس، و أبدله دارا خيرا من داره، و أهلا خيرا من أهله، و قه فتنة القبر، و عذاب النار».

ص: 269


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 56/14 و الوافي بالوفيات 22/5 و العبر 119/2 و شذرات الذهب 232/2.
2- رسمها بالأصل:«الحرعى» و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 77/12.
3- كذا رسمها بالأصل.
4- كذا رسمها بالأصل.
5- كذا رسمها بالأصل.
6- تحرفت بالأصل إلى: المزني.

قال عوف: لقد رأيتني أتمنى في مقامي ذلك أن أكون مكان ذلك الميت لما رأيت من صلاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم عليه.

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنا أبو نعيم، نا سليمان بن أحمد، نا محمّد بن يزيد بن عبد الصّمد الدمشقي، نا هشام بن عمّار، نا محمّد بن شعيب قال: كان المطعم بن المقدام الصنعاني، حدّث عن سعيد عن زرارة بن أبي عروبة عن قتادة بن أوفى، عن سعد بن هشام، عن عائشة.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم كان لا يسلّم في ركعتي الوتر.

قال أبو عبد اللّه بن مندة: توفي محمّد بن يزيد سنة تسع و ستين (1)-يعني - و مائتين.

7113 - محمّد بن يزيد بن ماجة أبو عبد اللّه القزوينيّ الحافظ

7113 - محمّد بن يزيد بن ماجة أبو عبد اللّه القزوينيّ الحافظ (2)

صاحب كتاب السنن.

سمع بدمشق هشام بن عمّار، و دحيما، و العباس بن الوليد الخلاّل، و عبد اللّه بن أحمد ابن بشير بن ذكوان، و محمود بن خالد، و العباس بن عثمان، و عثمان بن إسماعيل بن عمران الهذلي، و هشام بن خالد، و أحمد بن أبي الحواري، و بمصر: حرملة بن يحيى، و أبا الطاهر ابن السرح، و محمّد بن رمح، و محمّد بن الحارث، و يونس بن عبد الأعلى المصريين، و بحمص: محمّد بن مصفّى، و هشام بن عبد الملك اليزني (3)،و عمرا، و يحيى ابني عثمان، و بالعراق: أبا بكر بن أبي شيبة، و أحمد بن عبد اللّه، و إسماعيل بن (4) الفزاري، و أبا خيثمة، زهير بن حرب [و سويد بن سعيد، و عبد اللّه بن معاوية الجمحي، خلقا.

روى عنه: أبو الحسن علي بن إبراهيم] (5) بن سلمة القطّان، و أبو عمرو أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن حكيم، و أبو الطيب أحمد بن روح البغدادي.

أخبرنا أبو سعد عبد الرّحمن بن أبي القاسم بن أبي المنذر الخطيب، نا علي بن إبراهيم بن سلمة الفقيه، نا أبو عبد اللّه محمّد بن يزيد بن ماجة الحافظ، نا هشام بن عمّار، نا

ص: 270


1- في سير أعلام النبلاء: تسع و تسعين و مائتين.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 355/17 و تهذيب التهذيب 339/5 و تذكرة الحفاظ 636/2 و الوافي بالوفيات 5/ 220 و سير أعلام النبلاء 277/13 و المنتظم 90/5 وفيات الأعيان 279/4 شذرات الذهب 164/2.
3- تحرفت بالأصل إلى: البزي.
4- غير مقروءة بالأصل.
5- ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل.

سفيان، عن الزهري، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه، عن ابن عبّاس قال:

كان النبي صلّى اللّه عليه و سلم يصلي بعرفة، فجئت أنا و الفضل على أتان، فمررنا على بعض الصف فنزلنا عنها، و تركناها ثم دخلنا في الصف.

أخبرناه عاليا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، و أبو القاسم تميم بن أبي سعيد، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا الحاكم أبو أحمد، أنا محمّد بن مروان بن عبد الملك - بدمشق - نا هشام بن عمّار، نا سفيان، فذكر مثله، و قال: ثم نزلنا.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا محمّد بن عبد اللّه المؤذن، أنا علي بن محمّد الفقيه، أنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم، نا محمّد بن يزيد بن ماجة، نا الزبير بن بكار، نا أيوب بن بلال، قال:

قدم سفيان الثوري المدينة [فمرّ بالغاضري] (1) و هو يتكلم و يضحك الناس، فقال له سفيان: أ ما علمت أنّ للّه عزّ و جلّ [يوما] (2) يخسر (3) فيه المبطلون؟ قال: فما زالت ترى في الشيخ حتى فارق الدنيا.

أخبرنا أبو (4) المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري، أنا أبو الفضل محمّد بن طاهر المقدسي، أنا أبو زيد واقد بن الخليل القزويني الخطيب بالري، أنا والدي الخليل بن عبد اللّه الحافظ، في كتاب قزوين، قال (5):

أبو عبد اللّه محمّد بن يزيد يعرف بماجة مولى ربيعة له سنن و تفسير و تاريخ، و كان عارفا بهذا الشأن، ارتحل إلى العراقين البصرة و الكوفة، و بغداد، و مكة، و الشام، و مصر، و الري، لكتب الحديث مات سنة ثلاث و سبعين و مائتين.

قرأت بخط علي بن عبد اللّه بن الحسن الرازي فيما نقله من خطّ غيره قال أبو عبد اللّه ابن ماجة - رحمه اللّه (6)- عرضت هذه النسخة يعني كتابه في «السنن» على أبي زرعة فنظر فيه، و قال: أظن إن

ص: 271


1- زيادة استدركت عن هامش الأصل و بعدها صح.
2- استدركت عن المختصر.
3- بالأصل:«فيه يخسر» و فوقهما علامتا تقديم و تأخير.
4- استدركت على هامش الأصل.
5- رواه المزي في تهذيب الكمال 355/17.
6- سير أعلام النبلاء 278/13 و تذكرة الحفاظ 636/2.

وقع هذا في يدي الناس تعطلت هذه الجوامع، كلها - أو قال: أكثرها - ثم قال:[لعل] (1) لا يكون فيه تمام ثلاثين حديثا مما في إسناده ضعف، أو قال عشرين أو نحو هذا من الكلام.

قال و حكي أنه نظر في جزء من أجزائه و كان عنده في خمسة أجزاء.

أخبرنا أبو المعمر الأنصاري، أنا أبو الفضل المقدسي قال:

رأيت على ظهر جزء قديم بالري حكاية كتبها أبو حاتم الحافظ المعروف بجاموس قال أبو زرعة الرازي: طالعت كتاب أبي عبد اللّه ابن ماجة فلم أجد فيه إلاّ قدرا يسيرا مما فيه شيء، و ذكر قريب تسعة عشر أو كلاما هذا معناه.

قال المقدسي (2):

و رأيت بقزوين تاريخا على الرجال و الأمصار من عهد الصحابة إلى عصره، و في آخره بخط جعفر بن إدريس صاحبه: مات أبو عبد اللّه محمّد بن يزيد المعروف بماجة يومئذ يوم الاثنين، و دفن يوم الثلاثاء لثمان بقين من شهر رمضان من سنة ثلاث و سبعين و مائتين، و سمعته يقول: ولدت في سنة تسع و مائتين، و مات [و] (3) له أربع و ستون سنة، و صلّى عليه أخوه أبو بكر،[و] (4) تولّى دفنه أبو بكر و أبو عبد اللّه، إخوته و ابنه عبد اللّه.

7114 - محمّد بن يزيد بن محصن الأزدي

من شعراء أهل اليمن، قال يلوم قومه على التقصير في حرب أبي الهيذام، فيما قرأت بخط أبي الحسن ما ذكر أنه أفاده بعض أهل دمشق عن أبيه و جده و أهل بيته من المريين قال:

قال محمّد بن يزيد بن محصن الأزدي - أزد عمان:

ألوم على الخذلان قومي *** و أنا أخصّ بلومي القين و الحيّ من كلب

هما هيّجا الحرب التي أفدت بها *** سبا لهب ما مثلها خلت من حرب

فلمّا دعونا الحي كلبا لنصرنا *** تولّوا و قالوا: أنتم إخوة الذّنب

و أم أمير المؤمنين أين يحدك *** ل؟؟؟ ع (5) الدماء بالفرائض و الكسب

ص: 272


1- مكانها بياض بالأصل، و الزيادة عن سير الأعلام.
2- تهذيب الكمال 355/17 و سير الأعلام 279/13.
3- زيادة عن تهذيب الكمال.
4- زيادة عن تهذيب الكمال و سير الأعلام.
5- كذا رسمها بالأصل: تحدل بلع؟؟؟.

رحلنا لنا الثغر المخوف و قد *** بدت لنا شارات حربا حلت عن الحطب

7115 - محمّد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب

ابن أمية بن عبد شمس الأموي (1)

أمه أم ولد.

ذكره أبو جعفر الطبري في تاريخه.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار قال (2):

ولد يزيد بن معاوية: عبد الرّحمن بن يزيد، و أبا بكر، و محمّدا، و هم (3) لأمهات أولاد.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم، أنا سهل بن بشر، أنا أبو بكر الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنا عبد الوهّاب الكلابي، نا أحمد بن الحسين بن طلاّب، نا العباس بن الوليد بن صبح (4)،نا عبد الرّحمن بن يحيى بن إسماعيل بن عبيد اللّه، نا بكر ابن عبد العزيز عنه عمه عبد الغفّار، عن أبيه إسماعيل بن عبيد اللّه.

أنه وجد كتابا في دار الإمارة من عمر بن عبد العزيز إلى محمّد بن يزيد، أما بعد، فقد بلغني تقول: بجمع لولدي، و اعلم أنك إن تمت و تورّثهم الدنيا بما فيها، و يكتب اللّه عليهم الفقر يفتقروا، و اعلم أنك إن متّ و لم تورّثهم شيئا و يكتب اللّه عليهم الغنى استغنوا، و السلام.

7116 - محمّد بن يزيد الناقص بن الوليد بن عبد الملك بن مروان

ابن الحكم بن أبي العاص الأموي

له ذكر، و كانت زوجته أم الحجاج بنت الوليد بن يزيد بن عبد الملك.

ص: 273


1- جمهرة أنساب العرب ص 112 و نسب قريش للمصعب ص 130.
2- نسب قريش للمصعب ص 130.
3- كذا بالأصل:«و هما» و المثبت عن نسب قريش.
4- رسمها بالأصل:«صسح» ترجمته في تهذيب الكمال 480/9.
7117 - محمّد بن يزيد بن أبو بكر الرحبي

7117 - محمّد بن يزيد بن أبو بكر الرحبي (1)(2)

من أهل دمشق، و الرحبة (3) قرية من قرى دمشق، كانت فخربت.

روى عن أبي إدريس، و أبي الأشعث، و عروة بن رويم، و مغيث بن سمي، و أبي خنيس (4) الأسدي، و عمير (5) بن ربيعة.

روى عنه سعيد بن عبد العزيز، و عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان، و الهيثم بن حميد، و محمّد بن المهاجر، و إسماعيل بن عيّاش، و عبد الرّحمن بن سليمان بن أبي الجون، و أيوب ابن حسان (6).

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ، نا سليمان بن أحمد، أنا جعفر الفريابي، و سليمان بن أيوب بن حذلم، قالا: نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا إسماعيل بن عياش، حدّثني محمّد بن يزيد الرحبي، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن شداد بن أوس قال: قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

«يا شدّاد إذا رأيت الناس قد اكتنزوا الذهب و الفضة، فاكتنز هؤلاء الكلمات: اللّهمّ إنّي أسألك الثبات في الأمر، و العزيمة على الرشد، و أسألك موجبات رحمتك و عزائم مغفرتك»، فذكره[11830].

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنا أبو الفتح الزاهد و أبو محمّد بن فضيل، قالا: أنا محمّد بن عوف، أنا الحسن بن منير، أنا أبو بكر بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا أيوب بن حسان الجرشي، نا محمّد بن يزيد الرّحبي، عن أبي خنيس الأسدي، و كان قد شهد الدار مع عثمان بن عفّان، قال:

جاءه ركب من أهل مصر، فأرضاهم ثم انصرفوا، ثم عادوا إليه قال: فأرسل عثمان غلاما له يقال له رياح، و أرسل معه بمكتل فيه تمر فقال: إن كان جاءونا لخير قبلوا هديتنا،

ص: 274


1- تقرأ بالأصل: الرجي، و التصويب عن مصادر ترجمته.
2- ترجمته في معجم البلدان (رحبة) و الجرح و التعديل 127/1/4 و التاريخ الكبير 260/1/1 و الأسامي و الكنى 2/ 120.
3- في الأصل:«و الرحبية» و المثبت عن معجم البلدان، و هي رحبة دمشق.
4- و المثبت عن معجم البلدان:«أبي خنيس» و بالأصل: حبيش.
5- معجم البلدان: عمر.
6- معجم البلدان: حيان، تصحيف، ترجمته في تهذيب الكمال 410/2.

و إن لم يكونوا جاءونا لذلك لم يقبلوها، فلما رأوا الغلام استقبلوه بالنبل، فأقبل و ترك المكتل و ابتدرنا الدار، قال: فكنت أنا في البيت الذي يقابل بيت عثمان قال: فأول من دخل عليه محمّد بن أبي بكر فقبض على لحيته و قال: يا نعثل، قال: ما أنا بنعثل، و لكني عثمان بن عفان، قد كان أبوك..... (1) لها من ذلك، فتركه، ثم خرج إليهم فقال: قد أشعرته لكم بشعيرات من لحيته، فدخلوا عليه فضربه رجل منهم على.... (2) رأسه الأيمن، فألقت ابنة الفرافصة امرأته الكلبية نفسها على الرأس، و ما والاه، و ألقت ابنه.... (3) جسده، فدخل إنسان و قد حلف أن يمثّل بعثمان، فرأيته حين أدخل السيف فيما بين القرط و المنكب حتى رأيت..... (4) فقالت ابنة الفرافصة لغلام لها أو لمولّى لهم: ويحك اكفني هذا أيها الغلام، و قال الناس: قتل الرجل فما..... (5) رجل منهم تنورا يوقد، فقال ما هذا التنور؟ فقال: هذا لقاتل المغيرة بن الأخنس، فقال الناس: قتل و اللّه المغيرة، الذي رأى الرؤيا هو الذي قتل المغيرة، فانطلق يطلب التوبة، فلقيه إنسان فقتله و انصرف الناس عنا.

فلمّا أمسينا حملناه إلى البقيع فبينما نحن نحمله، إذا نحن بسواد عظيم، قد أقبل إلينا، فأردنا أن نضعه و نهرب، فإذا بالسواد يقول: لا روع عليكم إنّما جئنا لنحضر عثمان معكم قال أبو خنيس: أشهد باللّه أنهم ملائكة اللّه، فدفنّاه ثم انصرفنا، فلقينا أهل الشام بوادي القرى و أخبر عمر بن عبد العزيز أن أبا خنيس شهد الدار مع عثمان، قال: فبعث إليه.

قال محمّد بن يزيد: فحدّثني أبو خنيس بهذا الحديث.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي، و اللفظ له، قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل البخاري، قال (6):

محمّد بن يزيد الرحبي (7) عن عروة بن رويم سمع منه إسماعيل بن عياش، قال لي محمّد أبو الجماهر، عن الهيثم: أخبرني محمّد سمع أبا الأشعث عن أبي عثمان الصنعاني

ص: 275


1- كلمة غير واضحة بالأصل.
2- بياض مقدار كلمة.
3- بياض بالأصل مقدار لفظة.
4- بياض بالأصل.
5- بياض بمقدار كلمة.
6- التاريخ الكبير للبخاري 261/1/1 رقم 833.
7- تقرأ بالأصل: الرجي، و المثبت عن التاريخ الكبير.

قال: حاصرنا مع شرحبيل بن السمط - و ذكر أبا عبيدة - فقدم علينا سلمان فقال: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:«رباط يوم و ليلة خير من صيام شهر و قيامه»[11831].

ثم قال البخاري بعد ترجمة (1):

أخبرني محمّد بن يزيد الدمشقي عن عروة بن رويم، و مغيث بن سمي، رواه عنه إسماعيل بن عياش.

[قال ابن عساكر:] (2) و الأظهر أنهما رجل واحد كما قال ابن أبي حاتم.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (3):

محمّد بن يزيد الدمشقي الرحبي روى عن أبي الأشعث الصنعاني، و عن عروة بن رويم، و مغيث بن سمي، روى عنه الهيثم بن حميد، و إسماعيل بن عياش، و محمّد بن المهاجر، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال:

في تسمية نفر ذوي أسنان و علم: محمّد بن يزيد الرحبي.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم محمّد بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا [أبو] (4) الحسن الربعي، أنا أبو الحسين عبد الوهّاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير قال:

سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الخامسة: محمّد بن يزيد الرّحبي.

ص: 276


1- التاريخ الكبير للبخاري 261/1/1 ترجمة رقم 835.
2- زيادة منا للإيضاح.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 127/8.
4- استدركت على هامش الأصل.

أنبأنا أبو جعفر الهمذاني (1)،أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي، أنا أبو أحمد قال (2):

أبو بكر محمّد بن يزيد الرحبي الشامي، سمع أبا إدريس عائذ اللّه بن عبد اللّه الخولاني، و مغيث بن سمي الأوزاعي، روى عنه أبو محمّد سعيد بن عبد العزيز التنوخي، و عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان الشامي (3).

7118 - محمّد بن يزيد الأنصاري مولاهم البصري

7118 - محمّد بن يزيد الأنصاري مولاهم البصري (4)

قدم دمشق و استكتبه عبد الملك بن مروان، كان في صحابة سليمان بن عبد الملك و عمر بن عبد العزيز، و ولي..... (5).

روى عنه داود بن أبي هند.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني فيما شافهني به، أن عبد العزيز بن أحمد أجاز لهم، أنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، أنا محمّد بن عبد اللّه الربعي، أنا عبد اللّه بن محمّد الفرغاني، نا محمّد بن جرير (6)،أنا أبو زيد، عن الميداني [قال:].

كتب الحجاج إلى عبد الملك يشير عليه أن يستكتب محمّد بن يزيد الأنصاري، و كتب إليه: إن أردت رجلا مأمونا عاقلا ورعا (7) مسلما كتوما تتخذه لنفسك، و تضع عنده سرّك، و ما لا تحبّ أن يظهر، فاتخذ محمّد بن يزيد.

فكتب إليه عبد الملك: احمله، فحمله فاتخذه عبد الملك كاتبا.

قال محمّد: فلم يكن يأتيه كتاب إلاّ دفعه إليّ، و لا يسرّ (8) شيئا إلاّ أخبرني به [و كتمه] (9) الناس، و لا يكتب إلى عامل إلاّ أعلمنيه، فإنّي لجالس يوما نصف النهار إذا ببريد

ص: 277


1- بالأصل: الهمداني، بالدال المهملة.
2- الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 120/2 رقم 497.
3- في الأسامي و الكنى: السامي.
4- أخباره في الوزراء و الكتّاب للجهشياري ص 57، و تاريخ الطبري 414/6.
5- بياض بالأصل، كذا و سيرد أنه ولي إفريقيا. و تاريخ خليفة (الفهارس).
6- الخبر رواه الطبري في تاريخه 414/6-415.
7- في تاريخ الطبري: وديعا.
8- كذا بالأصل، و في المختصر:«بشّر» و في الطبري: يستر.
9- بياض بالأصل، و الزيادة عن الطبري.

قد قدم من مصر فقال: الإذن على أمير المؤمنين. قلت: ليس هذه ساعة إذن، فأعلمني ما قدمت له، قال: لا، قلت: فإن كان معك كتاب فادفعه إليّ قال: لا. قال: فأبلغ بعض من حضرني أمير المؤمنين، فخرج، فقال: ما هذا؟ قلت: رسول قدم من مصر، قال: فخذ الكتاب، قلت: زعم أنه ليس معه كتاب، قال: فسله عما قدم فيه، قلت: قد سألته فلم يخبرني، قال: أدخله، فأدخلته، فقال: آجرك اللّه يا أمير المؤمنين في عبد العزيز! فاسترجع و بكى و وجم ساعة، ثم قال: يرحم اللّه عبد العزيز، مضى و اللّه عبد العزيز لشأنه، و تركنا و ما نحن فيه و بكى النساء و أهل الدار، ثم دعاني من غد، فقال لي: إنّ عبد العزيز قد مضى لسبيله، و لا بدّ للناس من علم، و قائم يقوم بالأمر من بعدي، فمن ترى؟ قلت: يا أمير المؤمنين سيّد الناس و أرضاهم و أفضلهم الوليد بن عبد الملك، قال: صدقت، وفقك اللّه، ثم من ترى أن يكون بعد؟ قلت: يا أمير المؤمنين، أين تعدوها (1) عن سليمان فتى العرب، قال:

وفّقت، أما إنّا لو تركنا الوليد و إياها لجعلها لبنيه؛ اكتب عهدا للوليد و سليمان من بعده.

فكتبت بيعة الوليد، ثم سليمان من بعده، فغضب عليّ الوليد، فلم يولني شيئا حين أشرت لسليمان من بعده.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن الحمّامي، أنا أحمد بن سلمان النجاد، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا يعقوب بن إسحاق بن زياد، نا أبو همّام الصلت بن محمّد، نا مسلمة بن علقمة، عن داود بن أبي هند، حدّثني محمّد بن يزيد قال:

لما قام سليمان بن عبد الملك، بعثني إلى العراق إلى المسيّرين، أهل الديماس الذين سجنهم الحجاج، قال: فأخرجتهم فيهم يزيد الرقاشي، و يزيد الضبي، و عابدة (2) من أهل البصرة، فأخرجتهم في عمل ابن أبي مسلم، و عنّفت ابن أبي مسلم بصنيعه، و كسوت كلّ رجل منهم ثوبين. فلما مات سليمان و مات عمر كنت مستعملا على إفريقية فقدم عليّ يزيد بن أبي مسلم في عمل يزيد بن عبد الملك فعذّبني عذابا شديدا حتى كسر عظامي، فأتى بي يوما أحمل في كساء عند المغرب، فقلت: ارحمني، قال: التمس الرحمة عند غيري، لو رأيت ملك الموت عند رأسك لنا ذرته نفسك، اذهب حتى أصبح لك.

ص: 278


1- الطبري: أين تعدلها.
2- بالأصل: و عائدة، و المثبت عن المختصر.

فقال: فدعوت اللّه عز و جل فقلت: اللّهمّ اذكرني ما كان مني في أهل الديماس، اذكرني يزيد الرقاشي و فلانا و فلانا، و اكفني شر ابن أبي مسلم، و سلّط عليه من لا يرحمه، و اجعل ذلك من قبل أن يرتد [إليّ] طرفي، و جعلت أحبس طرفي رجاء الإجابة، فدخل عليه ناس من البربر (1)،فقتلوه، ثم أتوني يطلقوني. فقلت: اذهبوا و دعوني فإنّي أخاف إن فعلتم أن يروا أن ذلك من سببي، فذهبوا و تركوني.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (2)،حدّثني أبو اليقظان يعني عامر بن حفص، عن الوضاح بن خيثمة، حدّثني داود بن أبي هند، حدّثني محمّد بن يزيد الأنصاري، قال:

بعثني عمر بن عبد العزيز حين ولي، فأخرجت من في السجون من حبس سليمان ما خلا يزيد بن أبي مسلم، فنذر دمي، فلمّا مات عمر ولاه يزيد بن عبد الملك إفريقية، و أنا بها، فأخذت فأتي بي في شهر رمضان عند الليل، فقال لي: محمّد بن يزيد؟ قلت: نعم، قال: الحمد للّه الذي أمكنني منك بلا عهد و لا عقد، فطال ما سألت اللّه أن يمكنني منك.

قال: قلت، و أنا طال ما سألت اللّه أن يعيذني منك، فقال: و اللّه ما أعاذك اللّه مني، لو أنّ ملك الموت يسابقني إليك لسبقته، قال: و أقيمت المغرب، و صلّى ركعة، و ثار به الجند، فقتلوه، و قالوا: خذ أيّ طريق شئت.

أنبأني ابن الأكفاني، عن عبد العزيز، أنا عبد الوهّاب، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا أبو محمّد الفرغاني، نا محمّد بن جرير الطبري، قال (3):و في سنة اثنتين و مائة قتل يزيد بن أبي مسلم بإفريقية و هو وال عليها، و كان سبب ذلك أنه كان - فيما ذكر - قد عزم على أن يسير فيهم بسيرة الحجاج بن يوسف (4) فاجتمع رأيهم على قتله، فقتلوه، و ولّوا على أنفسهم الوالي الذي كان عليهم قبل يزيد بن أبي مسلم، و هو محمّد بن يزيد مولى الأنصار، و كان في حبس (5) يزيد بن أبي مسلم، و كتبوا إلى يزيد بن عبد الملك: إنّا لم نخلع أيدينا من الطاعة،

ص: 279


1- زيادة عن المختصر.
2- كذا بالأصل، و في المختصر: الري.
3- رواه خليفة بن خيّاط في تاريخه ص 326.
4- رواه الطبري في تاريخه 617/6 حوادث سنة 102.
5- يعني، و كما زيد في تاريخ الطبري هنا بعدها: في أهل الإسلام الذين سكنوا الأمصار، ممن كان أصله من السواد من أهل الذمّة، فأسلم بالعراق ممن ردّهم إلى قراهم و رساتيقهم، و وضع الجزية على رقابهم على نحو ما كانت تؤخذ منهم و هم على كفرهم.

و لكن يزيد بن أبي مسلم سامنا ما لا يرضى اللّه عز و جل و المسلمون، فقتلناه و أعدنا عاملك.

فكتب إليهم يزيد بن عبد الملك: إنّي لم أرض ما صنع يزيد بن أبي مسلم، و أقر محمّد ابن يزيد على إفريقية.

7119 - محمّد بن يزيد البصري

7119 - محمّد بن يزيد البصري (1)(2)

من أهل المدينة.

سكن دمشق، و روى عن يحيى بن سعيد الأنصاري، و العلاء بن عبد الرّحمن، و عبيد اللّه بن عمر بن حفص العمري، و أبي معشر.

روى عنه: محمّد بن شعيب، و الوليد بن مزيد.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا عياش، أنا ابن شعيب، أخبرني محمّد بن يزيد، عن يحيى بن سعيد الأنصاري أنه أخبره عن محمّد بن يحيى بن حبان، عن رافع بن خديج أنه سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«لا قطع في ثمر (3) و لا كثر (4)»[11832].

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب - إذنا - قالا: أنا ابن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (5):

محمّد بن يزيد البصري نزيل الشام، روى عن يحيى بن سعيد الأنصاري، و العلاء بن عبد الرّحمن، روى عنه محمّد بن شعيب بن شابور، و الوليد بن مزيد، سألت أبي عنه فقال:

هذا شيخ بصري مجهول، لا أعلم أحدا روى عنه غير محمّد بن شعيب بن شابور، و الوليد بن مزيد.

ص: 280


1- في المختصر: النصري.
2- ترجمته في الجرح و التعديل 127/8.
3- كذا بالأصل، و في المختصر: تمر.
4- الكثر: جمار النخل، و هو شحمه الذي وسط النخلة (النهاية لابن الأثير).
5- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 127/8.
7120 - محمّد بن يزيد أبو جعفر المقابري الحزاز الأدمي العابد

7120 - محمّد بن يزيد أبو جعفر المقابري الحزاز (1) الأدمي العابد (2)

سمع بدمشق الوليد بن مسلم، و أبا مسهر، و بحمص: أبا اليمان الحكم بن نافع، و بالحجاز: يحيى بن سليم الطائفي، و معن بن عيسى القزاز، و سعيد بن سالم القدّاح، و بالعراق: محمّد بن فضيل بن غزوان، و عبيدة بن حميد.

روى عنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، و أبو حامد الحضرمي (3)،و أبو محمّد [يحيى بن محمد] (4) بن صاعد، و أبو بكر بن غيلان الحراز (5)،و أبو عثمان سعيد بن محمّد بن أحمد الحناط أخو (6) زبير.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصريفيني، و أبو الحسين بن النقور.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو محمّد الصريفيني.

قالا: أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن عبدان الصيرفي، نا أبو بكر بن غيلان الخرّاز، نا محمّد بن يزيد الآدمي، نا معن، عن عبد اللّه بن المؤمل، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده.

أنه قال: يا رسول اللّه، أقيّد العلم؟ قال:«نعم»، يعني كتابة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمّد الحرفي، نا أبو حامد محمّد بن هارون الحضرمي، نا محمّد بن يزيد الأدمي، نا سفيان بن عيينة، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: قالت عائشة:

إنما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إنّهم ليعلمون الآن أن الذي كنت أقول لهم في الدنيا لحقّ، و قد قال اللّه عز و جل: إِنَّكَ لاٰ تُسْمِعُ الْمَوْتىٰ (7)»[11833].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن محمّد.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصريفيني، قالوا: أنا أبو بكر محمّد

ص: 281


1- كذا بالأصل، و في تهذيب الكمال و ميزان الاعتدال: الخزاز و في تهذيب التهذيب: الخراز.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 354/17 و تهذيب التهذيب 339/5 و ميزان الاعتدال 70/4 و تاريخ بغداد 374/3.
3- اسمه محمد بن هارون.
4- زيادة منا.
5- كذا، و في تهذيب الكمال: الخزاز، و سمّاه: محمد بن عبد اللّه بن غيلان.
6- بالأصل:«أبو» و المثبت عن تهذيب الكمال.
7- سورة النمل، الآية:80.

ابن الحسن بن عبدان الصيرفي، أنا أبو بكر بن غيلان الخراز، نا محمّد بن يزيد الأدمي، نا معن، عن ابن أخي الزهري، عن عمه قال:

قيل لأبي بكر الصّدّيق - نضّر اللّه وجهه - ما لك لا تستعمل أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم؟ قال: إنّي أكره أن أدنّس دينهم.

أخبرنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن، و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك - إذنا - قالا: نا أبو القاسم العبدي، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (1) قال:

محمّد بن يزيد الأدمي المقابري البغدادي، روى عن معن بن عيسى، و عبيدة بن حميد، و يحيى بن سليم الطائفي، و سعيد بن سالم القدّاح، كتب عنه أبي ببغداد.

أنبأنا أبو جعفر الهمذاني (2)،أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد قال (3):

أبو جعفر محمّد بن يزيد الخرّاز البغدادي، سمع أبا يحيى معن بن عيسى، كنّاه لنا الثقفي (4).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو منصور بن زريق، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (5):

محمّد بن يزيد أبو جعفر الخرّاز الأدمي العابد، سمع الوليد بن مسلم، و محمّد بن فضيل، و يحيى بن سليم الطائفي، و معن بن عيسى القزاز، روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، و محمّد بن هارون الحضرمي، و يحيى بن محمّد بن صاعد، و محمّد بن عبد اللّه بن غيلان الخزّاز (6) و غيرهم.

ص: 282


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 129/8.
2- تحرفت بالأصل إلى: الهمداني، بالدال المهملة.
3- الأسامي و الكنى لأبي أحمد النيسابوري 72/3 رقم 1053.
4- يعني: أبا العباس محمد بن إسحاق الثقفي، كما في الأسامي و الكنى.
5- تاريخ بغداد 374/3.
6- بالأصل: الحراز، أعجمت عن تاريخ بغداد.

قال الخطيب: و حدّثني الحسن بن أبي طالب عن أبي الحسن الدارقطني قال: محمّد ابن يزيد الأدمي ثقة.

قال الخطيب: و أخبرني أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد، أنا محمّد بن إسماعيل الورّاق، نا يحيى بن محمّد بن صاعد قال: حدّث محمّد بن يزيد الأدمي في سنة خمس و أربعين و مائتين، و توفي فيها و نحن بمكة.

قال الخطيب: و أخبرني أبو الفرج الطناجيري، نا عمر بن أحمد الواعظ، قال: وجدت في كتاب جدي بخطه: توفي محمّد بن يزيد الأدمي لثلاث بقين من شوال سنة خمس و أربعين و مائتين.

قال الخطيب (1):و قرأت (2) على أبي بكر البرقاني عن إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي، أنا أبو العباس محمّد بن إسحاق الثقفي قال: مات محمّد بن يزيد الخرّاز (3)-و كان زاهدا من خيار المسلمين - ببغداد يوم الاثنين لست بقين من شوال سنة خمس و أربعين و مائتين.

7121 - محمّد بن يزيد الأموي المسلمي الحصني [أبو الأصبغ]

7121 - محمّد بن يزيد الأموي المسلمي الحصني (4)(5)[أبو الأصبغ] (6)

من ولد مسلمة بن عبد الملك بن مروان بن الحكم، شاعر، محسن، هجا عبد اللّه بن طاهر بقصيدة عارض بها قصيدته التي افتخر بها، فلما قدم ابن طاهر الشام قصده، فلم يهرب منه، و استسلم لأمره، فعفا عنه و لحقه إلى مصر، و اجتاز بدمشق، و لم يفارقه إلى أن رجع ابن طاهر إلى العراق، فانصرف عنه المسلمي، و امتدح المسلمي الحسن بن وهب بدمشق إذ كان الحسن يتولى الخراج فقال:

حيث المكارم معمور مساكنها *** بآل وهب و شمل المجد مجتمع

ص: 283


1- تاريخ بغداد 374/3.
2- بالأصل:«و قرأ» و المثبت عن تاريخ بغداد.
3- أعجمت عن تاريخ بغداد.
4- بالأصل:«الحصمي» تحريف، و التصويب عن الوافي بالوفيات. و فيه أنه كان ينزل حصن مسلمة بديار مضر فنسب إليه.
5- ترجمته في الوافي بالوفيات 218/5 و معجم الشعراء ص 257 و 419 و الأغاني 104/12 ضمن أخبار عبد اللّه بن طاهر.
6- زيادة الكنية عن الوافي بالوفيات و معجم الشعراء، و في الوافي: الاصبع.

كانت عواري حتى حلّها حسن *** فأصبحت و لها من جوده خلع

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني أبو بكر القرشي قال: محمّد بن يزيد ابن مسلمة بن عبد الملك يرثي ابنا له مات صغيرا:

وجدت أم قطام مثل وجدي بقطام *** فهي ثكلي تخمش الوجه بصول و التدام

و كلانا موجع الحرقة منها من العظام *** كلما أفرغت سجاه عارضته بسجام

لوضي الوجه غطريف من غطاريف كرام *** الذرى ثم الذرى من آل مروان الهمام

فرخ بازي صيود للعليات (1) الحسام *** لو توافى ريشه جلّ عن الطير العظام

غاله صرف من الدهر غئول للأنام *** نقلناه بأيدينا إلى دار المقام

مثل غصن البان لم يدنس و لم يعرف.... *** (2)

أي مرموس رمسنا منه في الترب اليمام *** بين أطباق الثرى الجعد و رضراض السلام

يا شقيق النفس آذنت وشيكا بانصرام *** لم تكن إلاّ كفيء الظل أو حلم المنام

لم تمتعنا الليالي منك إلاّ عشر عام *** لا و لم ترو من الدّرّ إلى وقت الفطام

فتناغى من يناغيك بمنقوص الكلام

ص: 284


1- كذا.
2- كلمة غير واضحة بالأصل.

لترعى حين خلقت و قدمت أمامي *** لو يفادى الموت أو كان مداه بالسهام

لفديناك بألف من رجال و سوام *** و لقاتلنا المنايا عنك بالجيش الهمام

غير أن الموت خطب لا يساميه مسامي *** كلّ حي فله من حوضه كاس حمام

لا استهلت بولاد ذات كمل بتمام *** بغلام آخر الدهر و لا غير غلام

بدلت كل مولود بعد عقر بعقام *** و على شلو بذاك القبر أضعاف السلام

كلما لاح صباح أو دجا داجي الظلام *** و إذا ما لا مع البرق تمر؟؟؟ ح (1) الغمام

جلبته الريح من أعرق نجد بتهام *** بقلس (2) الماء فسقينا الصدى ثمّ و هام

7122 - محمّد بن يعقوب بن أزهر بن علي بن سعيد أبو عبد اللّه الطائي الحمصي

قدم دمشق، و حدّث بها عن أبي حفص العتكي، و محمّد بن عبد الكريم الأنطاكي، و أبي عبد اللّه الحسن بن خالويه.

روى عنه: عبد العزيز الكتّاني، و أبو سعد السمّان.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن يعقوب الطائي الحمصي، قدم علينا، نا أبو حفص عمر بن علي بن الحسن بن محمّد بن إبراهيم العتكي الطائي، نا عبد العزيز بن سليمان الحرملي (3) تلقينا، نا إسحاق بن الضيف، نا

ص: 285


1- كذا.
2- القلس: الشرب الكثير.(القاموس المحيط).
3- هذه النسبة إلى الحرملة: قرية من قرى أنطاكية (الأنساب).

عبد الرزّاق، أنا معمر، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ما أدري تبّع كان لعينا أم لا؟ و لا أدري ذو القرنين نبيا كان أم لا؟ و لا أدري الحدود كفارة لأهلها أم لا؟» [11834].

7123 - محمّد بن يعقوب بن حبيب أبو جعفر الغسّاني

7123 - محمّد بن يعقوب بن حبيب أبو جعفر الغسّاني (1)

روى عن أبي النضر إسحاق بن إبراهيم، و أحمد بن أبي الحواري، و أبي مسهر، و عبد اللّه بن يزيد بن راشد المقرئ، و سلامة بن بشر، و محمود بن خالد، و آدم بن أبي إياس (2)، و أبي الجماهر محمّد بن عثمان، و يعقوب بن كعب، و عبيد بن حبان، و سليمان بن عبد الرّحمن، و هشام بن عمّار، و حكيم بن يوسف، و أبي اليمان، و موسى بن أيوب، و نوح بن حبيب، و يزيد بن عبد ربّه، و زهير بن عبّاد، و أيوب بن محمّد الوزّان، و الوليد بن عتبة، و عبد الرّحمن بن يحيى بن إسماعيل المخزومي.

كتب [عنه] (3) أبو حاتم الرازي، و ابنه عبد الرّحمن بن أبي حاتم، و روى عنه: إبراهيم ابن عبد الرّحمن بن مروان، و محمّد بن محمد بن ملاس، و أبو الدحداح، و صاعد بن عبد الرّحمن البراد، و أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن أبي الدرداء الصرفندي، و إبراهيم بن محمّد بن الحسن بن متّويه، و أبو عوانة الأسفرايني، و يحيى بن محمّد بن سهل، و محمّد بن أحمد بن راشد بن معدان.

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، أنا أبي أبو القاسم، أنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن ابن محمّد، أنا أبو عوانة، نا العباس بن محمّد، و الصغاني، قالا: نا روح بن عبادة، نا حسين المعلم، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، عن بشر بن سعيد، عن زيد ابن خالد الجهني، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

«من جهز غازيا في سبيل اللّه فقد غزا، و من خلف غازيا في أهله فقد غزا»[11835].

قال: و نا أبو عوانة، نا محمّد بن يعقوب الغسّاني، و يزيد بن عبد الصّمد، قالا: نا آدم ابن أبي إياس، نا شيبان، عن يحيى بإسناده مثله سواء.

أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن، و الحسن السلمي، أنا أبو علي الأهوازي سنة ست

ص: 286


1- ترجمته في الجرح و التعديل 121/8.
2- رسمها مضطرب بالأصل.
3- زيادة منا.

و أربعين و أربعمائة، نا أبو أحمد الحسن بن محمّد بن الوزير الحافظ، نا محمّد بن جعفر بن محمّد بن ملاّس، نا أبو جعفر محمّد بن يعقوب بن حبيب الغساني، نا أبو الجماهر محمّد بن عثمان، نا ابن عباس، نا ثعلبة بن مسلم، عن أبي عمران الأنصاري، عن أم الدرداء أنها أعطته يوم [الفطر] (1) ثلاث تمرات فقالت: يا سليمان كلهن و خالف أهل الكتاب، فإنهم لا يأكلون في أعيادهم حتى يصلّوا».

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح [قال] (2) و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (3):

محمّد بن يعقوب الدمشقي، روى عن أحمد بن أبي الحواري، و أبي النضر إسحاق بن إبراهيم الفراديسي، و أبي مسهر، و آدم العسقلاني، و عبد اللّه بن يزيد بن راشد (4) الدمشقي، و سلامة بن بشر، سمعت منه بدمشق، و هو صدوق، و كتب عنه أبي.

قال عمرو بن دحيم: مات بدمشق ليلة السبت لست خلون من شهر ربيع الأول سنة أربع و ستين و مائتين.

7124 - محمّد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان بن عبد اللّه

أبو العباس المعقلي الشيباني النيسابوري الأصم (5)

مولى بني أمية.

محدّث مشهور.

سمع بدمشق يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد، و محمّد بن هشام بن ملاّس، و أبا زرعة الدمشقي، و ببيروت: العباس بن الوليد، و بمصر: محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم،

ص: 287


1- سقطت من الأصل و استدركت للإيضاح عن المختصر.
2- زيادة لازمة، قياسا لسند مماثل.
3- الجرح و التعديل 121/8.
4- بالأصل:«أسد»، و المثبت عن الجرح و التعديل.
5- ترجمته في تذكرة الحفاظ 860/3 و المنتظم 386/6 و سير أعلام النبلاء 452/15 و الوافي بالوفيات 223/5 و غاية النهاية 283/2 و العبر 273/2 و شذرات الذهب 373/2.

و الربيع بن سليمان، و بحر بن نصر، و غيرهم، و بالعراق: أحمد بن عبد الجبّار العطاردي، و أحمد بن عبد الحميد الحارثي، و الحسن بن علي بن عفّان العامري، و أبا عثمان سعيد بن محمّد..... (1)،و العباس بن محمّد الدوري، و محمّد بن عبيد اللّه بن المنادي، و محمّد ابن سنان القزاز، و يحيى بن أبي طالب، و محمّد بن الجهم السّمّري، و غيرهم.

و كان قد سمع ببلده قبل رحلته: أبا الأزهر [و] (2) أحمد بن يوسف السلمي، و ذهب (3)سماعه منهما، و سمع بأصبهان: هارون بن سليمان، و أسيد بن عاصم الأصبهانيين.

سمع منه الحسين بن محمّد بن زياد القبّاني، و أبو حامد أحمد بن محمّد الأعمشي (4)، و هما أسنّ منه.

و روى عنه: أبو جعفر بن حمدان، و ابنه أبو عمرو بن حمدان، و أبو الوليد حسّان بن محمّد الفقيه، و المؤمل بن الحسن بن عيسى، و أبو أحمد بن عدي الحافظ، و أبو علي الحافظ، و محمّد بن عبد الوهّاب الثقفي، و أبو النضر بكر بن محمّد بن خزيمة، و أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، و أحمد بن إسحاق الصّبغي، و أبو عبد اللّه محمّد بن يعقوب ابن الأخرم، و أبو يحيى زكريا بن محمّد العنبري، و عبد اللّه بن سعد الحافظ، و جماعة من هذه الطبقة ممن مات قبله و قريبا من موته، و أبو عبد اللّه الحاكم، و ابن منده، و أبو بكر الحيري، و أبو عبد الرّحمن السلمي، و أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي، و أبو صادق بن أبي الفوارس العطّار، و أبو سعيد الصيرفي، و خلق سواهم.

كتب إليّ أبو بكر عبد الغفّار بن محمّد الشيروي، و أخبرني محمّد بن طاوس، و أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن أحمد العامري، و أبو القاسم الجنيد بن محمّد بن المظفّر الغزنوي (5)، و أبو سعد بن السمعاني عنه.

ح و أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن محمّد خطيب بسطام - بها - نا أبو الفضل محمّد بن علي بن الحسين بن سهل البسطامي.

ص: 288


1- كلمة غير واضحة بالأصل.
2- زيادة لازمة للإيضاح - راجع سير أعلام النبلاء 453/15.
3- أي فقد.
4- الأعمشي نسبة إلى سليمان بن مهران الأعمش، فقد كان قد حفظ حديثه، فقيل له لذلك: الأعمشي.
5- أعجمت عن مشيخة ابن عساكر 40/أ.

و أخبرنا أبو الفضل المحسن بن أبي منصور بن المحسن، أنا سعيد بن أحمد بن محمّد الواحدي.

قالوا: أنا أبو بكر الحيري، نا أبو العباس الأصم، نا أبو يحيى زكريا بن يحيى المروزي، نا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أنس بن مالك قال:

قال رجل: متى الساعة يا رسول اللّه؟ قال:«و ما أعددت لها؟»، فلم يذكر كثيرا إلاّ أنه يحب اللّه و رسوله، قال:«فأنت مع من أحببت»[11836].

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الفتح عبد الرزّاق بن عبد الكريم بن عبد الواحد، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الجرجاني، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب بن يوسف الأصم، نا يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد الدمشقي - بدمشق - سنة سبع و ستين و مائتين بحديث ذكره.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال (1):

محمّد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان بن عبد اللّه الأموي، مولاهم، أبو العباس الأصم، و كان يكرهه (2)،فكان إمامنا أبو بكر بن إسحاق يقول: المعقلي، و إنما ظهر (3) به الصمم بعد انصرافه من الرحلة، فاستحكم به حتى أنه كان لا يسمع نهيق الحمار، و كان أبو العباس محدث (4) عصره بلا مدافعة، فإنه حدّث في الإسلام ستا و سبعين سنة، و لم يختلف في صدقه و صحة سماعاته، و ضبط أبيه يعقوب الورّاق لها، و كان مع ذلك يرجع إلى (5) حسن المذهب و الدين، يصلي خمس صلوات في الجماعة، و بلغني أنه أذن سبعين سنة (6) في مسجده، و كان حسن الخلق، سخيّ النفس، لا يبخل بكل ما يقدر عليه، و ربما كان قديم الأيام يحتاج إلى الشيء لمعاشه فيورق، و يأكل من كسب يده، و هذا الذي يعاب به أنه يأخذ على التحديث، إنّما يعيب به من لا يعرفه، فإنه كان يكره ذلك أشد الكراهة، و لا

ص: 289


1- سير أعلام النبلاء 455/15-456 و تذكرة الحفاظ 861/3.
2- يعني يكره أن يقال له: الأصم.
3- في سير الأعلام: حدث به.
4- تحرفت بالأصل إلى:«محمدي»، و المثبت عن سير الأعلام.
5- بالأصل: له، و المثبت عن سير الأعلام.
6- تحرفت بالأصل إلى: مرة، و المثبت عن سير أعلام النبلاء.

يناقش أحدا فيه، إنّما كان ورّاقه، و ابنه أبو سعيد يطلبان (1) الناس بذلك، و قد كان يعلم به فيكرهه ثم لا يقدر على مخالفتهم (2).

سمع منه الآباء و الأبناء و الأحفاد و أولادهم كفاه شرفا أن يحدّث طول تلك السنين، و لا يجد أحد من الناس فيه مغمزا بحجة، و ما رأينا الرجل في بلد من بلاد الإسلام أكثر منها إليه، فقد رأيت جماعة من أهل الأندلس و القيروان و بلاد المغرب على بابه و كذلك رأيت جماعة من أهل طراز (3) و إسبيجاب (4) و أهل المشرق على بابه، و كذلك رأيت في عرض الدنيا من أهل المنصورة، و مولتان (5) و بلاد بست و سجستان على بابه، و كذلك رأيت جماعة من أهل فارس، و شيراز، و خوزستان على بابه؛ فناهيك بهذا شرفا و اشتهارا و علوا في الدين، و قبولا في بلاد المسلمين في طول الدنيا.

سمعت أبا العباس غير مرة يقول: ولدت سنة سبع و أربعين و مائتين، رأى محمّد بن يحيى الذهلي، و لم يسمع منه، ثم سمع من أحمد بن يوسف السلمي، و أبي الأزهر أحمد بن الأزهر العبدي، و فقد سماعه عند منصرفه من مصر، ثم رحل به أبوه سنة خمس و ستين على طريق أصبهان فسمع هارون بن سليمان، و أسيد بن عاصم، و لم يسمع بالأهواز و لا البصرة حرفا واحدا، ثم إن أباه حج به في تلك السنة و سمع بمكة من: أحمد بن شيبان الرملي فقط، ثم أخرجه إلى مصر، و ذكر بعض شيوخه بها ثم دخل الشام، فسمع بعسقلان و ببيروت من:

العباس بن الوليد بن مزيد، و أقام عليه حتى سمع منه مسائل الأوزاعي و غيره، ثم دخل دمشق، فسمع من محمّد بن هشام بن ملاّس النميري، و سمع من يزيد بن عبد الصّمد و غيره، ثم دخل دمياط فسمع من بكر بن سهل و غيره، و أقام بطرسوس و سمع الكثير من أبي أمية، و ذهب بعض سماعاته منه، ثم انحدر إلى حمص، و سمع من محمّد بن عوف الطائي الكثير، و ذهب بعض سماعاته منه، فإني سمعت عبد اللّه بن سعد الحافظ يقول: وجدنا سماع بعض أصحابنا من أبي العباس الأصم جزءا كبيرا من محمّد بن عوف، فلم يحدث به، ثم دخل الجزيرة، فكتب بالرقة عن محمّد بن علي بن ميمون، و هو إذ ذاك إمام الجزيرة، و رحل من

ص: 290


1- في تذكرة الحفاظ 861/3: يطالبان.
2- في سير الأعلام: مخالفتهما.
3- طراز: بالفتح، و قيل بالكسرة. بلد قريب من اسبيجاب من ثغور الترك (معجم البلدان).
4- إسبيجاب: من ثغور الترك.
5- مولتان: بلد في بلاد الهند على سمت غزنة (معجم البلدان).

الموصل على طريق الجزائر إلى الكوفة، فسمع من الحسن بن علي بن عفّان، و أحمد بن عبد الجبّار العطاردي، و أحمد بن عبد الحميد الحارثي، و أبي عثمان سعيد بن محمّد الححواري (1)،و هذا شيخ ثقة عنده عن سفيان بن عيينة، و وكيع بن الجراح، و كتب بالكوفة الكثير، و سمع المغازي من لفظ العطاردي، عن يونس بن بكير، و كتب عن محمّد بن عبيد ابن عتبة جملة من الغرائب، و سمع المسند من العباس الدوري، و المبسوط من محمّد بن إسحاق الصغاني، و التاريخ من الدوري، و سمع معاني القرآن من محمّد بن الجهم السّمّري، و سمع مصنفات زائدة و سنن (2) الفزاري من الصغاني، و مصنفات عبد الوهّاب بن عطاء من يحيى بن أبي طالب، و العلل من عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، و علل علي بن المديني من حنبل بن إسحاق بن حنبل، ثم انصرف إلى خراسان و هو ابن ثلاثين سنة و هو محدّث كبير.

أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الواحد، أنا أبو بكر الخطيب قال:

و محمّد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان بن عبد اللّه أبو العباس الأصم المعقلي النيسابوري، سمع محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، و بحر بن نصر، و إبراهيم بن منقذ، و الربيع بن سليمان المصريين، و محمّد بن هشام بن ملاس الدمشقي، و أبا أمية الطرسوسي، و أبا عتبة أحمد بن الفرج، و محمّد بن عوف، و محمّد بن خالد بن خلي الحمصيين، و محمّد ابن إسحاق الصغاني، و عباسا الدوري، و عباس بن الوليد بن مزيد البيروتي، و خلقا سواهم يطول ذكرهم، حدّثنا عنه جماعة من أهل نيسابور.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي [نصر] (3) علي بن هبة اللّه قال (4):

أما المعقلي بفتح الميم و بالعين المهملة و بالقاف المكسورة، فهو محمّد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان بن عبد اللّه أبو العباس الأصم المعقلي النيسابوري، سمع محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، و بحر بن نصر، و إبراهيم بن منقذ، و الربيع بن سليمان المصريين (5)،و محمّد بن هشام بن ملاّس، و أبا أمية الطرسوسي، و أبا عتبة أحمد بن الفرج، و محمّد بن عوف، و محمّد بن خالد بن خلي، و محمّد بن إسحاق الصاغاني، و عباسا الدوري، و عباس بن الوليد البيروتي، و خلقا كثيرا من طبقتهم، روى عنه خلق كثير من

ص: 291


1- كذا رسمها.
2- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن سير الأعلام.
3- زيادة عن هامش الأصل، و بعدها: صح.
4- الاكمال لابن ماكولا 245/7.
5- اللفظة ليست في الاكمال.

الخراسانيين و غيرهم، و صمّت أذناه فكان يقرأ عليه (1) ثم عمي، و كان يحفظ أحاديث، فكان من أراد السماع منه خط في يده فيقرأ عليه تلك الأحاديث.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا العباس يقول:

حدثت بكتاب المعاني للفراء في سنة نيف و سبعين و مائتين (2)،و قرأت كتاب الرسالة للشافعي قبل ذلك، فإنّ أبا بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة قال لأصحابه: اذهبوا فاسمعوها منه، فإنّي لا أتفرغ لقراءته قال: و سمعت أبا بكر أحمد بن إسحاق العدل الصيدلاني يقول:

سمعت كتاب المعاني الفراء من أبي العباس الأصم في مسجد خشيش مع الحسين بن محمّد ابن زياد القباني سنة سبع و سبعين و مائتين.

قال: و سمعت محمّد بن حامد البزار يقول: سمعت أبا حامد الأعمشي (3) يقول: كتبنا عن أبي العباس بن يعقوب الورّاق في مجلس محمّد بن عبد الوهّاب الفراء سنة خمس و سبعين و مائتين (4).

قال (5):و سمعت محمّد بن الفضل بن محمّد بن إسحاق بن خزيمة يقول: سمعت جدي و سأله أبو الحسن بن الحسين بن منصور، عن أبي العباس الأصم، و إنهم يعقدون له المجلس في خان الحسين لسماع كتاب المبسوط، فقال جدي: اسمعوا منه فإنه ثقة، و قد رأيته سمع مع أبيه بمصر، و أبوه يضبط سماعه.

أخبرنا أبو نصر بن القشيري في كتابه، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، قال: سمعت الشيخ أبا محمّد المزني و حدّثنا عن عبد اللّه بن محمّد، عن محمّد [بن عيسى العطار] (6)،نا نعيم بن حماد، نا شعبة، عن أبي الزبير عن جابر قال:

بايعنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم على أن لا نفر، و لم نبايعه على الموت.

ثم قال المزني لأبي علي الحافظ: ترى هذا الحديث؟ فقال أبو علي في مجلسه (7) من يحدث بن عن محمّد بن عيسى العطار فتحير (8) أبو محمّد المزني فأشار

ص: 292


1- في الاكمال: فكان يقرأ على الناس.
2- سير الأعلام 457/15.
3- تحرفت بالأصل إلى: الأعمش.
4- سير أعلام النبلاء 457/15.
5- القائل: الحاكم، و الخبر من طريقه في سير الأعلام 457/15.
6- الزيادة استدركت عن هامش الأصل، و بعدها صح.
7- بياض بالأصل بمقدار كلمة.
8- بدون إعجام بالأصل.

له إلى أبي العباس الأصم و هو في المجلس، فناوله المزني كتابه فأخذه فقال: حدّثنا محمّد ابن عيسى العطار، فقرأ الحديث، فقال أبو محمّد المزني: لا إله إلاّ اللّه، سمعنا هذا الحديث يوم سمعناه من ابن ناجية و عندنا (1) أن لا نسمعه إلاّ منه، ثم قال: لو لا ما نعرف من صدق أبي العباس و صحة سماعاته.

قرأت على أبي القاسم المستملي عن أحمد بن الحسين، أنا أبو عبد اللّه الحاكم قال (2):سمعت أبا بكر محمّد بن عمر بن الجعابي الحافظ قال:

لا يزال يبلغنا عن صدق هذا الأصم و إتقانه، قال: و سمعت يحيى بن منصور القاضي، يقول: سمعت أبا نعيم عبد الملك بن محمّد بن عدي، و اجتمع جماعة يسألونه المقام بنيسابور لقراءة:«المبسوط»، فقال: يا سبحان اللّه، عندكم راوي هذا الكتاب الثقة المأمون أبو العباس الأصم و أنتم تريدون أن تسمعوه من غيره.

قال: و سمعت أبا أحمد الحافظ يقول (3):سمعت عبد الرّحمن بن أبي حاتم الرازي يقول: ما بقي لكتاب «المبسوط» راو غير أبي العباس الورّاق، و بلغنا أنه ثقة صدوق.

أنبأنا أبو عبد اللّه بن أبي العلاء، و أبو القاسم بن [أبي] (4) تميم، قالا: أنا أبو القاسم أحمد بن سليمان بن خلف بن سعد الباجي - إجازة - أنا أبي [أبو] (5) الوليد قال: أبو العباس محمّد بن يعقوب ثقة مشهور.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر بقراءتي عليه عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال (6):

حضرت أبا العباس يوما في مجلسه فخرج ليؤذن لصلاة العصر، فوقف موضع المئذنة، ثم قال بصوت عال: أنا الربيع بن سليمان، أنا الشافعي، ثم ضحك و ضحك [الناس] (7) ثم أذّن.

قال (8):قرأت بخط أبي علي الحافظ على ظهر كتابه يحثه - يعني - الأصم على الرجوع

ص: 293


1- كذا.
2- من طريقه روي في سير أعلام النبلاء 457/15-458.
3- سير أعلام النبلاء 458/15.
4- زيادة منا.
5- زيادة لازمة منا للإيضاح، راجع ترجمة سليمان بن خلف بن سعد، أبي الوليد الباجي في سير الأعلام 535/18.
6- سير أعلام النبلاء 458/15.
7- زيادة عن سير الأعلام.
8- القائل أبو عبد اللّه الحاكم، و الخبر من طريقه في سير أعلام النبلاء 459/15.

عن أحاديث أدخلوها عليه، حديث محمّد بن إسحاق الصغاني عن علي بن حكيم الأودي عن حميد بن عبد الرّحمن الرؤاسي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمرو في:

«قبض العلم» (1)،و حديث الصغاني عن محمّد بن حميد، عن أنس بن عبد الحميد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمرو في «قبض العلم»، و حديث أحمد بن شيبان الرملي عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه: بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم سرية (2).

[قال:] فوقّع أبو العباس تحته: كلّ من روى عني هذه الأحاديث فهو كذّاب، و ليس هذا في كتابي، و كتبه محمّد بن يعقوب بخطه.

أنبأنا أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحاكم قال: أنشدنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد السبط الفقيه لنفسه يمدح الشيخ أبا العباس محمّد بن يعقوب بحضرته في مسجده:

ألا لا تكن مغرى بوصف النواضح *** و نؤتى كخط في الصحيفة لائح

و أوتاد أطناب كأن رءوسها *** بهن شجاج في العيون اللوامح

و سفح خلال الارمد أو ملعب *** بغيد يغازلن الرجال سوارح

و لا تسأل الأطلال عن حال سكنها *** و قدم قوافي فدفد متبارح

..... (3) السائلين و إن هم *** أفاضوا دموعا مثل جود المجادح

..... (4) من تجلد جاهدا *** و من جاد فيها بالدموع السوابح

..... (5) عن النسب لا تك مغرما *** بذكر النساء الغانيات الملائح

فمن يك مغرى بالنسب فإنه *** يعد امرأ في دينه غير صالح

وجد في امتداح المعقلي محمد *** تكن عند كل الناس أصدق مادح

هو الثقة العدل الذي ليس واجدا *** أخو الطعن فيه مطعنا بالقبائح

أعز كريم ذو فضائل جمة *** تليق به مستحسنات المدائح

له بحر عظمظم لا يغيطه *** تداول أيد بالدلاء النوازح

ص: 294


1- أخرجه البخاري في العلم، باب كيف يقبض العلم. و أخرجه مسلم في كتاب العلم رقم 2673.
2- هذا الحديث أخرجه أحمد بن حنبل في المسند من طريق مالك بن أنس 62/2 و مسلم في صحيحه برقم 1749.
3- بياض بالأصل.
4- بياض بالأصل.
5- بياض بالأصل.

أتيتك من بسطام يا غاية المنى *** لطيب ذكر منك في الناس فاسح

و خلقت فيها أهل بيتي و ظلتي *** و قد و دعوني بالدموع السوافح

عشية قرنت البعير و أيقنوا *** بأني بالترحال غير ممازح

و أني قد أثرت جوب صحاصح *** موصلة أطرافا بصاصح (1)

فقلت لهم: صبرا فإني راحل *** إلى بلد من أرض بسطام نازح

فما شغلي غرس الغسيل بأيكه *** و لا الصفق بالأسواق عند المذابح

و لكن شغلي جمع آثار أحمد *** و علم كتاب كالمجرة واضح

سأسمع ممن ليس يعرف مثله *** بأرض خراسان و لا بالأباطح

علوم للإمام الشافعي فإنها *** ..... (2) آثار النبي المناصح

و علم ابن وهب ذي المعالي و بعده *** معاني يحيى اللوذعي المنافح

عن الوحي، وحي اللّه، بالحجج التي *** يلوح مناها كالنجوم اللوائح

فأمسى و أضحى بالشريعة مملكا *** و لا خير في غاد جهول و رائح

و بستان حي بالشريعة جاهل *** و من هو يختصم الصفائح

و قال علي: قيمة المرء علمه *** و ذلك قول جامع للنصائح

أفد و امنح الطلاب علما حويته *** و لا تك للطلاب غير مسامح

و ما الفضل إلاّ لامرئ غير مانع *** و ما النقص إلاّ لامرئ غير مانح

و أنعم و قل أ وثبت سؤلك يا فتى؟ *** و نلت الأماني من روايات ناصح؟

تجدني (3) مجدّا قابلا بفضلك *** ما دامت حياة جوارحي

فإن من الآداب حظي وافر *** تحيش بحار الشعر تحت جوانحي

إذا أنا ناديت القوافي أهطعت *** إليّ كإهطاع الخيول الجوامح

يطعن و ما يعصين أمري كأنني *** حبيب بن أوس عند مدح الجحاجح

قرأت على أبي القاسم بن أبي عبد الرّحمن، عن أحمد بن الحسين، أنا محمّد بن عبد اللّه قال (4):

ص: 295


1- كذا.
2- كلمة غير واضحة بالأصل.
3- أقحم بعدها بالأصل: في.
4- الخبر رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء من طريق الحاكم 458/15 و الأنساب، و تذكرة الحفاظ 863/3.

خرج علينا أبو العباس محمّد بن يعقوب، رحمه اللّه، و نحن في مسجده، و قد امتلأت السكة من أولها إلى آخرها من الناس، و هو عشية يوم الاثنين الثالث من شهر ربيع الأول سنة أربع و أربعين و ثلاثمائة، و كان يملي عشية كلّ [يوم] (1) اثنين من أصوله مما ليس في الفوائد أحاديث (2)،فلمّا نظر إلى كثرة الناس و الغرباء من كل فجّ عميق، و قد قاموا يطرّقون له (3)و يحملونه على عواتقهم من باب داره إلى مسجده، فلما بلغ المسجد جلس على جدار المسجد و بكى طويلا، ثم نظر إلى المستملي فقال: أ كنت سمعت محمّد بن إسحاق الصغاني يقول: سمعت أبا سعيد الأشجّ يقول: سمعت عبد اللّه بن إدريس يقول: أتيت يوما باب الأعمش بعد موته، فدققت الباب، فقيل: من هذا؟ فقال: ابن إدريس، فأجابتني امرأة يقال لها: برة، هاي هاي، يا عبد اللّه بن إدريس، ما فعل جماهير العرب التي كانت تأتي هذا الباب، ثم بكى الكثير ثم قال: كأنّي بهذه السكة و لا يدخلها أحد منكم، فإني لا أسمع و قد ضعف البصر، و حان الرحيل، و انقضى الأجل، فما كان إلاّ بعد شهر أو أقل منه حتى كفّ بصره، و انقطعت الرحلة، و انصرف الغرباء إلى أوطانهم و رجع أمر أبي العباس إلى أنه كان يتناول قلما، فإذا أخذ بيده علم أنهم يطلبون الرواية فيقول: حدّثنا الربيع بن سليمان و يقرأ الأحاديث التي كان يحفظها و هي أربعة عشر (4) حديثا و سبع حكايات، و صار بأسوإ حال إلى شهر ربيع الآخر من سنة ست و أربعين و ثلاثمائة [حتى توفي] (5)،و غسله أبو عمرو بن مطر، و صلّى عليه و دفن في مقبرة شاهين.

قال: و سمعت الرجل الصالح أبا جعفر محمّد بن موسى بن عمران يقول بحضرة الأستاذ أبي الوليد:

رأيت أبا العباس في المنام فقلت:[إلى] (6) ما ذا انتهى حالك أيها الشيخ؟ فقال: أنا مع أبي يعقوب البويطي، و الربيع بن سليمان، في جوار أبي عبد اللّه الشافعي نحضر كل يوم ضيافته.

ص: 296


1- زيادة عن سير الأعلام.
2- بالأصل: أحاديثا، و المثبت عن سير الأعلام.
3- أي يوسعون له الطريق، و يقولون: الطريق، الطريق.
4- بالأصل: أربع عشر.
5- الزيادة لازمة للإيضاح عن سير الأعلام.
6- الزيادة للإيضاح عن الأنساب.
7125 - محمّد بن يعقوب [الدمشقي]

7125 - محمّد بن يعقوب [الدمشقي] (1)(2)

حكى عن محمّد بن يزيد.

روى عنه إبراهيم بن معاوية.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن سعدويه، أنا أبو الفضل محمّد بن الفضل بن محمّد الحلاوي، أنا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه، نا الحسن بن سعيد بن جعفر البصري، نا إبراهيم بن معاوية، نا محمّد بن يعقوب الدمشقي، عن محمّد بن يزيد، حدّثني جدي قال: قال لقمان: مجالسة العالم على المزابل، خير من مجالسة الجاهل على الزرابي (3).

7126 - محمّد بن يعقوب، و يقال: محمّد بن علي أبو جعفر الكليني

7126 - محمّد بن يعقوب، و يقال: محمّد بن علي أبو جعفر الكليني (4)

من شيوخ الرافضة.

قدم دمشق و حدّث ببعلبك عن أبي الحسين محمّد بن علي الجعفري السمرقندي، و محمّد بن أحمد الخفاف النيسابوري، و علي بن إبراهيم بن هاشم.

روى عنه أبو سعد الكوفي شيخ الشريف المرتضى أبي القاسم علي بن الحسين بن موسى الموسوي، و أبو عبد اللّه أحمد بن إبراهيم..... (5) و أبو القاسم علي بن محمّد بن عبدوس الكوفي، و عبد اللّه بن محمّد بن ذكوان..... (6).

أنبأنا أبو الحسن.... (7) بن جعفر، قالا: أنا جعفر بن أحمد بن الحسين بن السراج، أنا أبو القاسم المحسن بن حمزة..... (8) الورّاق بتنيس، نا أبو علي الحسن بن علي بن جعفر الديبلي بتنيس في المحرم سنة خمس و تسعين و ثلاثمائة، نا أبو القاسم علي بن محمّد بن عبدوس الكوفي، أخبرني محمّد بن يعقوب الكليني عن علي بن إبراهيم بن هاشم

ص: 297


1- زيادة عن المختصر.
2- ترجمته في الجرح و التعديل 121/8.
3- الزرابي: النمارق، و البسط، أو كلّ ما بسط و اتكئ عليه. الواحد: زربيّ.(القاموس).
4- ترجمته في الوافي بالوفيات 226/5 و سير أعلام النبلاء 280/15 و الفهرست للطوسي ص 135 و لسان الميزان 433/5. و الكليني بضم الكاف و كسر اللام، هذه النسبة إلى كلين، و هي قرية بالري.(الأنساب)، و انظر معجم البلدان 303/4.
5- بياض بالأصل.
6- بياض بالأصل بمقدار لفظة.
7- بياض بالأصل.
8- بياض بالأصل.

عن موسى بن إبراهيم المحاربي، عن الحسن بن موسى، عن موسى بن عبد اللّه، عن جعفر ابن محمّد قال: قال أمير المؤمنين: إعجاب المرء بنفسه دليل على ضعف عقله.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة - بقراءتي عليه - عن أبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن يونس، أنا أبو زكريا.

و أخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة بن يحيى، أنا سهل بن بشر، أنا رشأ بن نظيف، قالا: نا عبد الغني بن سعيد قال:

فأما الكليني بضم الكاف و النون بعد الياء: فمحمّد بن يعقوب الكليني، من الشيعة المصنفين، مصنف على مذاهب أهل البيت.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (1):

و أما الكليني بضم الكاف، و إمالة اللام، و قبل الياء نون فهو: أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي من فقهاء الشيعة المصنفين في مذهبهم، روى عنه أبو عبد اللّه أحمد ابن إبراهيم الصيمري و غيره، و كان ينزل بباب الكوفة في درب السلسلة ببغداد، و توفي فيها سنة ثمان و عشرين و ثلاثمائة، و دفن بباب الكوفة في مقبرتها. قال الأمير بن ماكولا: و رأيت أنا قبره بالقرب من صراة الطائي عليه لوح مكتوب فيه: هذا قبر محمّد بن يعقوب الرازي الكليني الفقيه.

7127 - محمّد بن يعقوب الحافظ

قدم دمشق، و حدّث بها عن سعيد بن هاشم بن مزيد الطبراني.

روى عنه أبو علي الحصائري.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، عن رشأ بن نظيف، أنا عبد الوهّاب بن جعفر، أنا أبو القاسم علي بن رجاء بن طغان، أنا أبو علي الحسن بن حبيب الإمام، حدّثني محمّد بن يعقوب الحافظ، صاحب حديث، قدم علينا، أنا سعيد بن هاشم، نا كثير بن عبيد، نا ضمرة، عن نصر بن إسحاق، عن مطر الورّاق، عن الحسن قال: تخطّوا (2) رقاب هؤلاء الذين يجلسون على أبواب المسجد يوم الجمعة، فإنّه لا حرمة لهم.

ص: 298


1- الاكمال لابن ماكولا 144/7.
2- بالأصل:«تخطون».
7128 - محمّد بن يعقوب أبو بكر التّستري

سمع بدمشق: أبا بكر محمّد بن داود الدينوري الرقي.

روى عنه: أبو عبد اللّه بن باكويه الصوفي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الحسن البروجردي، أنا أبو سعد علي بن عبد اللّه ابن أبي صادق، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن باكويه قال: سمعت أبا بكر محمّد بن يعقوب التستري قال: سمعت محمّد بن داود الدينوري بدمشق يقول: سمعت أبا بكر المصري يقول:

خرجت من عينون (1) أريد الرملة، فبينا أنا أمشي إذا أنا بفقير حافي القدمين، حاسر الرأس، و عليه خرقتان متزر بإحداهن و مرتدي (2) بالأخرى، ليس معه زاد و لا ركوة، فقلت في نفسي: لو كان مع هذا ركوة و حبل، فإذا ورد إلى الماء توضأ و صلّى كان خيرا له، فلحقت به و قد اشتدت الهاجرة، فقلت له: يا فتى، لو أنّ هذه الخرقة التي على كتفك جعلتها (3) على رأسك تتوقى بها الشمس كان خيرا لك، فسكت و مشى، فلمّا كان بعد ساعة قلت له: أنت حافي (4) أيش ترى في نعل تلبس ساعة و أنا ساعة، فقال: أراك شيخا كثير الفضول، أ لم (5) تكتب الحديث؟ قلت: بلى، قال: فلم تكتب عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه»[11837] فسكتّ و مشى، و انقطع من الماء و عطشت و نحن على ساحل البحر، فالتفت إليّ و قال: أنت عطشان؟ فقلت: لا، فمشى ساعة و قد كظّني العطش، ثم التفت إليّ فقال: أنت عطشان؟ فقلت: نعم، ما تقدر أن تملي في مثل هذا الموضع؟ فأخذ الركوة مني و دخل البحر و غرف بالركوة الماء، و جاءني به و قال: اشرب، فشربت ماء أعذب من ماء النيل، و أصفى لونا، و فيه حسيس، فقلت في نفسي: هذا ولي للّه، و لكني [أدعه] (6)إذا وافينا المنزل سألته الصحبة، و وقف [فقال:] أيما أحب إليك: تمشي أو أمشي؟ فقلت:

إن تقدّم، فأبى ذلك، أتقدم أنا و أجلس في بعض المواضع؛ فإذا جاء سألته الصحبة؛ فقال: يا

ص: 299


1- رسمها بالأصل:«عنو؟؟؟ ه» و لعل الصواب ما أثبت عن معجم البلدان، و فيه: عينون، من قرى بيت المقدس، و قيل قرية من وراء البثنية من دون القلزم في طرف الشام، و قال البكري: قرية يطؤها طريق المصريين إذا حجّوا.
2- كذا بالأصل، بإثبات الياء في «مرتدي».
3- بالأصل: جعلته.
4- كذا بإثبات الياء.
5- بالأصل: لم.
6- بياض بالأصل، استدركت الكلمة عن المختصر.

أبا بكر، إن شئت تقدّم و اجلس و إن شئت فتأخر فإنك لا تصحبني، و مضى و تركني، فدخلت المنزل، و كان لي صديق بها و عندهم عليل، فقلت لهم: رشّوا عليه من هذا الماء، فرشوا عليه فبريء، و سألتهم عن الشخص فقالوا: ما رأيناه.

7129 - محمّد بن أبي يعقوب أبو بكر الدّينوري

7129 - محمّد بن أبي يعقوب أبو بكر الدّينوري (1)

سمع بدمشق موسى بن عامر المزني، و بديار مصر: أحمد بن سعيد الهمداني (2)،و عبد اللّه بن أبي رومان الإسكندراني، و عبد اللّه بن محمّد البلوي، و بالعراق: محمّد بن صالح مولى جعفر بن سليمان الهاشمي، و روح بن محمّد السكوني بحمص، و أبا ميمون جعفر بن نصر، و محمّد بن أبي عبد الرّحمن المقرئ، و عبد اللّه بن أبي حرب بسلمية، و الفضل بن صعصعة، و إبراهيم بن بشار الرمادي.

روى عنه: أبو محمّد بن صاعد، و محمّد بن عبد اللّه المستعيني، و محمّد بن جعفر المطيري، و عبد اللّه بن إسحاق البغوي، و أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه، و محمّد بن محمّد ابن سليمان الباغندي، و محمّد بن مخلد، و أبو الحسن محمّد بن أحمد الرافقي.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، نا محمّد بن محمّد بن سليمان، حدّثني محمّد بن أبي يعقوب الدّينوري، نا أبو الميمون جعفر ابن نصر، نا يزيد بن هارون الواسطي، نا شعبة، عن أبي إسحاق، عن البراء قال:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«من سرّه أن يتمسّك بقضيب الدّرّ الذي غرسه اللّه في جنة عدن فليتمسّك بحبّ علي»[11838].

أنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه السلمي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، نا محمّد بن مخلد العطار، نا محمّد بن أبي يعقوب، نا إبراهيم بن بشار الرمادي، عن سفيان قال: قال مساور الوراق:

إن غاب عنك ثقيل كلّ قبيلة *** ممن يشوب حديثه بمراء

فهناك طاب لك الجلوس و إنّما *** طيب الجلوس بخفّة الجلساء

أخبرنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن عمر، نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، أنا

ص: 300


1- ترجمته في تاريخ بغداد 390/3 و ميزان الاعتدال 70/4.
2- في تاريخ بغداد: الهمذاني.

محمّد بن عبد الملك العرشي، أنا أبو بكر بن الجراح، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا محمّد بن أبي يعقوب الدينوري، نا موسى بن عمر الدمشقي، نا عراك بن خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح المري (1) بحديث ذكره.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو منصور بن زريق، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (2):

محمّد بن أبي يعقوب - زاد ابن زريق: أبو بكر و قالا:- الدينوري، حدّث ببغداد، و سرّ من رأى عن: عبد اللّه بن محمّد البلوي، و عبد اللّه بن أبي رومان الإسكندراني، و محمّد بن صالح مولى جعفر بن سليمان الهاشمي - زاد ابن رزيق: و يمان بن سعيد المصيصي و قالا:- و أحمد بن سعيد الهمداني (3)،و روح بن محمّد السكوني (4)،روى عنه يحيى بن محمّد بن صاعد، و محمّد بن عبد اللّه المستعيني، و محمّد بن جعفر المطيري، و عبد اللّه بن إسحاق البغوي، و أبو بكر النجاد، و في حديثه غرائب و مناكير.

7130 - محمّد بن يوسف بن أحمد أبو الحسن البغدادي الاخباري الأديب

7130 - محمّد بن يوسف بن أحمد أبو الحسن البغدادي الاخباري الأديب (5)

له شعر متوسط.

و سمع أبا عبد محمّد بن أحمد بن حبيب بأرّجان، و أبا زرعة أحمد بن الفضل الطبري بشيراز، و الحسن بن رشيق بمصر، و خيثمة بن سليمان، و عبد اللّه بن أحمد بن ثرثال، و أبا القاسم منصور بن محمّد بن المنبسط، و أبا القاسم علي بن أحمد المكي البزار (6) بالبصرة، و أبا العباس بن عقدة.

روى عنه أبو الحسن بن السمسار، و الحنائي، و أبو القاسم بن الغراب.

أنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الحسن بن السمسار، أنا أبو الحسن محمّد بن يوسف البغدادي الأديب، نا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن حبيب بأرجان، نا أبو عبد اللّه الحسين بن إبراهيم، نا محمّد بن يونس الكديمي، نا عبد الملك بن قريب الأصمعي، نا محمّد بن مروان السدي، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال:

ص: 301


1- تحرفت بالأصل إلى: المزني، راجع ترجمة خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح في سير الأعلام 412/9.
2- تاريخ بغداد 390/3.
3- في تاريخ بغداد: الهمذاني.
4- كذا، و في تاريخ بغداد: السكري.
5- ترجمته في الوافي بالوفيات 244/5.
6- في الوافي بالوفيات: البزاز.

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«من صلّى عليّ عند قبري وكّل اللّه به ملكا يبلّغني، و كفي أمر دنياه و آخرته، و كنت شهيدا له و شفيعا له يوم القيامة»[11839].

حدّث محمّد بن يوسف هذا بدمشق سنة سبع (1) و تسعين و ثلاثمائة.

7131 - محمّد بن يوسف بن أحمد بن يوسف بن عبد الرّحمن

أبو عبد الرّحمن النيسابوري الأعرج القطّان (2)

سمع فأكثر.

و حدّث بدمشق و بغداد، و روى عن أبي إسحاق بن أحمد البخاري الحصري، و كان قد سمع بدمشق: أبا محمّد بن أبي نصر، و محمّد بن حمزة بن محمّد القطّان، و بمصر: أبا محمّد بن النحاس، و ببغداد: أبا أحمد بن أبي مسلم الفرضي، و بالبصرة: القاضي أبا عمر الهاشمي، و بنيسابور: الحاكم أبا عبد اللّه، و غيره.

روى عنه: أبو بكر الخطيب، و عبد العزيز الكتّاني، و علي بن الخضر.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد، حدّثني أبو عبد الرّحمن محمّد بن يوسف بن عبد الرّحمن القطّان الأعرج النيسابوري، قدم علينا، نا أبو إسحاق بن أحمد الحصري - ببخارى - نا الهيثم بن كليب، نا عيسى بن أحمد العسقلاني، نا إسحاق بن الفرات، نا خالد بن عبد الرّحمن العبدي، عن سماك بن حرب، عن طارق بن شهاب، عن عمر عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:

«بعثت داعيا و مبلّغا، و ليس إليّ من الهدى شيء»[11840].

أخبرناه عاليا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل الفضيلي، أنا أبو القاسم أحمد بن محمّد الخليلي - ببلخ - أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمّد الخزاعي، أنا الهيثم بن كليب، نا عيسى بن أحمد العسقلاني، نا إسحاق بن الفرات، نا.

ح و أخبرنا أبو سعد عبد اللّه بن أسعد بن أحمد النسوي، و أبو القاسم عبد الكريم، و أبو عبد الرّحمن أحمد ابنا الحسن بن أحمد بن يحيى الكاتب - بنيسابور - قالوا: أنا أبو

ص: 302


1- في الوافي بالوفيات: تسع.
2- ترجمته في تاريخ بغداد 411/3 و سير أعلام النبلاء 423/17 و شذرات الذهب 225/3.

الفضل محمّد بن عبيد اللّه بن محمّد الصّرّام (1)،أنا القاضي الإمام أبو عمر محمّد بن الحسين البسطامي، أنا أحمد بن عبد الرّحمن بن الجارود بن هارون الرقّي، أنا عيسى بن أحمد العسقلاني، أنا إسحاق بن الفرات المصري (2).

أنا خالد بن عبد الرّحمن العبدي أبو الهيثم، عن سماك بن حرب، عن طارق بن شهاب، عن عمر بن الخطّاب قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«بعثت داعيا و مبلّغا و ليس إليّ من الهدى»، و قال ابن الجارود: من - الهداية شيء، و خلق إبليس قرينا و ليس إليه من الضلالة شيء[11841].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (3):

محمّد بن يوسف بن أحمد بن يوسف بن عبد الرّحمن، أبو عبد الرّحمن القطّان الأعرج النيسابوري، قدم بغداد في أيام أبي أحمد الفرضي، فكتب عنه، و عن شيوخ ذلك الوقت، و رحل إلى البصرة، فسمع بها من القاضي أبي عمر بن عبد الواحد و نحوه، ثم خرج إلى مصر، فسمع من أبي محمّد بن النحاس و جماعة معه، و سمع بدمشق من أبي محمّد بن أبي نصر و غيره، و عاد إلى بغداد فأقام بها مدة، و خرج إلى نيسابور، و كان قد سمع من الحاكم أبي عبد اللّه بن البيع، و عبد الرّحمن و يحيى ابني أبي إسحاق المزكي و أمثالهم، ثم رحل إلى أصبهان، فسمع من أبي بكر بن أبي علي، و أبي نعيم الحافظ، و عاد إلى بغداد فمكث بها، و حدّث، و كتبت عنه شيئا يسيرا، و أدركته الوفاة، فمات في يوم السبت الثالث و العشرين من ذي الحجة سنة اثنتين و عشرين و أربعمائة، و دفن من الغد في مقبرة باب حرب، و كان صدوقا، له معرفة بالحديث، و قد درس شيئا من فقه الشافعي، و له مذهب مستقيم [و طريقة جميلة] (4).

و قرأت بخط ابن خيرون: إنه كان له تنبه و حفظ.

ص: 303


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 483/18 رقم 247.
2- أبو نعيم التجيبي فقيه الديار المصرية، ترجمته في سير الأعلام 503/9.
3- تاريخ بغداد 411/3.
4- بياض بالأصل، و الزيادة المستدركة عن تاريخ بغداد.
7132 - محمّد بن يوسف بن إبراهيم

أبو عبد اللّه الأنباري الكاتب المعروف بابن حلحان

سكن دمشق، و كان فاضلا في الكتابة، وقعت له إليّ رسالة كتب بها إلى أخيه أحمد بن يوسف بن إبراهيم أبي جعفر الكاتب: يذكر له حوادث حدثت بدمشق في سنة تسع و ثمانين و مائتين و ما بعده، تدل على فصاحة و فضل (1).

7133 - محمّد بن يوسف بن بشر القرشي

7133 - محمّد بن يوسف بن بشر القرشي (2)

ذكر ابن منده أنه من أهل دمشق.

حدّث عن مدرك بن أبي سعد، و الوليد بن محمّد الموقّري، و حصين بن جعفر الفزاري.

روى عنه: محمّد بن أحمد بن مطر الفزاري.

[أخبرنا] أبو سعد محمّد بن محمّد بن محمّد، و أبو علي الحسن بن أحمد، و أبو القاسم غانم بن محمّد.

ثم أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو علي، قالوا: أنا أبو نعيم، نا عمر بن محمّد بن جعفر المعدل، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل بن علي الآملي، نا أحمد (3) بن محمّد بن مطر، نا محمّد بن يوسف بن بشر القرشي، نا الوليد بن محمّد الموقّري قال:

سمعت محمّد بن مسلم بن شهاب الزهري قال: قدمت على عبد الملك بن مروان الحكاية في ذكر الموالي.

[قال ابن عساكر:] (4) كذا قال، و هو خطأ، و الصواب: محمّد بن أحمد.

أخبرنا بذلك على الصواب أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا: أنا أبو بكر بن خلف، أنا الحاكم أبو عبد اللّه، أنا أبو علي الحافظ، أنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن عبد اللّه البيروتي، نا محمّد بن أحمد بن مطر بن العلاء، حدّثني محمّد بن

ص: 304


1- كتبت اللفظة على هامش الأصل.
2- ترجمته في ميزان الاعتدال 72/4 و لسان الميزان 434/5.
3- كذا بالأصل:«أحمد بن محمد» و هو خطأ، و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب.
4- الزيادة منا للإيضاح.

يوسف بن بشر القرشي، حدّثني الوليد بن محمّد الموقّري قال: سمعت محمّد بن مسلم بن شهاب الزهري يقول:

قدمت على عبد الملك بن مروان فقال لي: من أين قدمت يا زهري؟ قلت: من مكة، قال: فمن خلفت يسود أهلها، قال: قلت: عطاء بن أبي رباح، قال: فمن العرب أم من الموالي؟ قال: قلت: من الموالي، قال: و بم سادهم؟ قلت: بالديانة و الرواية، قال: إنّ أهل الديانة و الرواية لينبغي أن يسودوا. فمن يسود أهل اليمن؟ قال: قلت: طاوس بن كيسان، قال: فمن العرب أم من الموالي؟ قلت: من الموالي، قال: و بم سادهم؟ قال: قلت: بما سادهم به عطاء، قال: إنه لينبغي. فمن يسود أهل مصر؟ قال: قلت: يزيد بن أبي حبيب، قال: فمن العرب أم من الموالي؟ قال قلت: من الموالي. قال: فمن يسود أهل الشام؟ قال:

قلت: مكحول، قال: فمن العرب أم من الموالي؟ قال: قلت: عبد نوبي أعتقته امرأة من هذيل، قال: فمن يسود أهل الجزيرة؟ قال: قلت: ميمون بن مهران، قال: فمن العرب أم من الموالي؟ قال: قلت: من الموالي، قال: فمن يسود أهل خراسان؟ قال: قلت: الضحاك بن مزاحم، قال: فمن العرب أم من الموالي؟ قال: قلت: من الموالي، قال: فمن يسود أهل البصرة؟ قلت: الحسن بن أبي الحسن. قال: فمن العرب أم من الموالي؟ قال: قلت: من الموالي. قال: فمن يسود أهل الكوفة؟ قلت: إبراهيم النّخعي، قال: فمن العرب أم من الموالي؟ قلت: من العرب، فقال: ويلك يا زهري، فرّجت عني، و اللّه ليسودن الموالي على العرب حتى يخطب لها على المنابر و العرب تحتها. قال: قلت: يا أمير المؤمنين، إنّما هو أمر اللّه و دينه من حفظه ساد و من ضيّعه سقط.

7134 - محمّد بن يوسف بن بشر بن النّضر بن مرداس

أبو عبد اللّه الهروي الحافظ الفقيه الشافعي (1)

من الجوالين المكثرين.

روى عن: محمّد بن حمّاد الطّهراني، و أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم البرقي، و علي بن عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة المخزومي المصري، و إبراهيم البرلسيّ، و محمّد

ص: 305


1- ترجمته في تاريخ بغداد 405/3 و سير أعلام النبلاء 252/15 و تذكرة الحفاظ 837/3 و الوافي بالوفيات 246/5 و غاية النهاية 284/2 و شذرات الذهب 328/2.

ابن...... (1) بن سالم القزاز، و روح بن الفرج أبي الزنباع، و أبي حاتم عبد الجليل بن عبد الرّحمن بن أيوب الهروي، و الربيع بن سليمان، و أحمد بن منصور، و إسحاق بن سيار النصيبي، و أبي عتبة أحمد بن الفرج، و محمّد بن إدريس بن عمرو المكي وراق الحميدي، و أحمد بن العبّاس بن الوليد، و محمّد بن عوف الحمصي، و عمر بن ثور بن عمر القيسراني، و إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم النحوي المصري، و أحمد بن حازم بن أبي غرزة، و محمّد بن علي بن راشد الطبري - نزيل صور، و أحمد بن محمّد بن طريف البجلي، و أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن يونس الورّاق، و عبد الأعلى بن سليمان بن بسطام الكناني، و الحسن ابن مكرم بن حسّان البزاز، و عثمان بن سعيد الدارمي، و عبد اللّه بن أحمد بن أبي مسرّة.

روى عنه: سليمان بن أحمد الطّبراني، و أبو العبّاس و أبو بكر محمّد و أحمد ابنا موسى ابن الحسين، و أبو العبّاس أحمد بن محمّد، و أبو بكر أحمد بن إبراهيم الجرجاني، و أبو طاهر عبد الواحد بن عمر بن محمّد بن أبي هاشم، و أبو هاشم عبد الجبّار بن عبد الصّمد السلمي، و أبو بكر بن أبي دجانة، و أبو بكر بن أبي الحديد، و أبو علي بن مهنا الداراني، و أبو القاسم الحسن بن محمود بن أحمد الربعي، و أبو بكر بن المقرئ، و أبو حفص عمر بن علي بن الحسن العتكي، و أحمد بن عبد اللّه بن زريق البغدادي، و أبو الحسن محمّد بن أحمد بن الحطاب البزار، و أبو سليمان بن زبر، و أبو الحسين الرازي، و الزبير بن عبد الواحد، و العباس بن محمّد بن حسان، و عبد الوهّاب الكلابي، و أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن يوسف بن بشر بن النّضر الهروي، أنا العباس بن الوليد بن مزيد أن أباه أخبره، حدّثني الأوزاعي، حدّثني قرّة بن عبد الرّحمن بن حيويل (2)،عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إنّ من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه»[11842].

قال أبو عبد اللّه الهروي: قرأته على العباس بن الوليد فأخذ بثوبي فقال: أعده، فأعدته عليه، فقال: سبحان اللّه ما أحسنه من حديث.

أنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن الحسن، و أحمد بن محمود، قالا: أنا

ص: 306


1- غير واضحة بالأصل.
2- تحرفت بالأصل إلى: حويل.

أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عبد اللّه محمّد بن يوسف بن بشر الهروي الحافظ بدمشق، نا إسماعيل بن محمّد بن يوسف الثقفي، نا زكريا بن نافع، نا سعيد بن الحسن، عن السري بن يحيى، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إنّ أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه اللّه بعلمه».

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا - و أبو منصور محمّد (1) بن عبد الملك، أنا - أبو بكر الخطيب (2)،أنا أحمد بن محمّد [بن غالب] (3) أنا أبو بكر الإسماعيلي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن يوسف الهروي غندر قاطن دمشق - ببغداد-، حدّثني سعد بن محمّد الأزدي، حدّثنا (4).

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن [أبي] (5) علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أنا محمّد بن يوسف بن بشر الهروي، سكن دمشق، سمع محمّد بن عبد الحكم، و محمّد بن حمّاد الطّهراني.

أنبأنا أبو القاسم العلوي، و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا الحافظ أبو بكر الخطيب (6):محمّد بن يوسف بن بشر بن النّضر بن مرداس، أبو عبد اللّه الهروي، و يعرف بغندر، كان أحد الحفّاظ،[الثقات] (7) و سكن دمشق، و ورد بغداد، و حدّث بها، و كان سمع من محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، و الربيع بن سليمان المصريين، و بكار بن قتيبة، و إبراهيم بن مرزوق البصريين، و إبراهيم بن منقذ الخولاني، و محمّد بن عوف الحمصي، و سعد بن محمّد البيروتي و نحوهم، روى عنه أبو طاهر بن أبي هاشم المدني (8)،و عبد اللّه ابن إبراهيم الزينبي، و أبو بكر الأبهري (9) و غيرهم، و كان ثقة.

قرأت بخط أبي القاسم بن صابر، و ذكر أنه نقله من خط عبد العزيز مما نقله من كتاب فتق الأفهام لعبيد بن فطيس، نا أبو عبد اللّه محمّد بن يوسف بن بشر الهروي بدمشق سنة

ص: 307


1- بالأصل: و محمد.
2- تاريخ بغداد 406/3.
3- زيادة عن تاريخ بغداد.
4- كذا، و في تاريخ بغداد: حدثني، بداية خبر جديد، فاشتبه على الناسخ.
5- زيادة منا للإيضاح.
6- تاريخ بغداد 405/3.
7- زيادة عن تاريخ بغداد.
8- في تاريخ بغداد: المقرئ.
9- كذا بالأصل، و في تاريخ بغداد:«الأزهري.» و لعله تحريف، فقد جاء في سير أعلام النبلاء:«الأبهري» أيضا.

خمس و عشرين و مائتين (1) في منزله بحضرة سوق النحاسين في الدار المعروفة بدار بني عوف، و كان مولده سنة تسع و عشرين و مائتين، و كانت وفاته بدمشق سنة ثلاثين و ثلاثمائة، و كان قد جاوز المائة سنة بأشهر، و كانت وفاته في ذي القعدة يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت منه في يوم شتاء عظيم.

قرأت بخط نجا بن أحمد، و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق.

أبو عبد اللّه محمّد بن يوسف بن بشر بن النّضر بن مرداس الهروي، سكن دمشق، و كان شيخا حافظا للحديث، و كان قد كفّ بصره، مات في شهر رمضان سنة ثلاثين و ثلاثمائة.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال:

و في شهر رمضان ليلة الاثنين لثمان عشرة مضت من شهر رمضان - يعني - سنة ثلاثين و ثلاثمائة، توفي أبو عبد اللّه محمّد بن يوسف الهروي، و دفن يوم الاثنين.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (2)، حدّثني أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد بن علي الكتاني بدمشق، أنا مكي بن محمّد بن الغمر المؤدب، أنا أبو سليمان محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن زبر قال:

توفي أبو عبد اللّه محمّد بن يوسف الهروي ليلة الاثنين لثمان عشرة مضت من شهر رمضان سنة ثلاثين يعني و ثلاثمائة.

7135 - محمّد بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل الثّقفي أخو الحجّاج بن يوسف

7135 - محمّد بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل الثّقفي (3) أخو الحجّاج بن يوسف

كان أميرا على اليمن.

و وفد على عبد الملك بن مروان.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ص: 308


1- كتبت على هامش الأصل.
2- تاريخ بغداد 406/3.
3- ترجمته في الوافي بالوفيات 242/5 و الجرح و التعديل 120/8.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (1) قال:

محمّد بن يوسف أخو الحجّاج بن يوسف (2).

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنا أبو علي محمّد ابن الحسن، أنا المعافى بن زكريا (3)،نا محمّد بن القاسم الأنباري، حدّثني أبي، نا عبد اللّه ابن عمرو الورّاق، نا محمّد بن عبد اللّه [بن طهمان] (4)،نا عمرو بن أبي عمرو الشيباني، عن أبي عمرو الشيباني، حدّثني مروان بن أبي حفصة قال:

جلس عبد الملك (5) يوما للناس على سرير، و عند رجل السرير محمّد بن يوسف أخو الحجّاج بن يوسف (6)،و جعل الوفود يدخلون عليه، و محمّد بن يوسف يقول: يا أمير المؤمنين، هذا فلان، هذا فلان، إلى أن دخل جرير بن الخطفي، فذكر حكاية تقدمت في ترجمة جرير.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عمرو بن السماك، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، حدّثني إبراهيم بن خالد، أخبرني محمّد بن ماجان قال: قدم محمّد بن يوسف صنعاء سنة ثلاث و سبعين و لم يكن عبد اللّه بن الزبير قتل، ثم قتل ابن الزبير.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، حدّثني سلمة بن شبيب، نا إبراهيم بن خالد، حدّثني محمّد بن ماجان قال:

بعث الحجّاج بكف ابن الزبير مقطوعة بعد ما قتله إلى أخيه محمّد بن يوسف بصنعاء.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو نعيم أحمد ابن عبد اللّه الحافظ، نا أبو حامد بن جبلة النيسابوري، نا أبو العباس السراج، حدّثني محمّد

ص: 309


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 120/8.
2- كذا بالأصل و الجرح و التعديل، و لم يزد على هذا.
3- رواه المعافى بن زكريا الجريري في الجليس الصالح الكافي 576/1 في خبر طويل.
4- بياض بالأصل، و المستدرك عن الجليس الصالح.
5- بالأصل:«الحجاج» و المثبت عن الجليس الصالح، و عنه يأخذ المصنف.
6- كذا بالأصل و الجليس الصالح هنا، و الذي في ذيل أمالي القالي ص 42 أن الحجاج أرسل ابنه محمد بن الحجاج لا أخاه في وفد إلى عبد الملك بن مروان، و كان من أعضاء الوفد جرير.

ابن مسعود، نا عبد الرزّاق، أنا أبي، عن عبد الملك بن خشك، عن حجر المدري (1) قال:

قال لي علي:

كيف بك إذا أمرت أن تلعنني؟ قلت: أو كائن ذلك؟ قال: نعم، قلت: فكيف أصنع؟ قال: العن و لا تتبرأ مني، فأقامه محمّد (2) بن يوسف إلى جنب المنبر يوم الجمعة فقال له:

العن عليا، فقال: إنّ الأمير محمّد بن يوسف أمرني أن ألعن عليا، العنوه، لعنه اللّه، قال:

فلقد تفرق أهل المسجد و ما فهمها إلاّ رجل واحد.

رواها خلف بن سالم عن عبد الرزّاق عن أبيه أن حجر المدري، و لم يذكر عبد الملك ابن خشك.

أنبأنا بها أبو غالب شجاع بن فارس الذهلي، أنا محمّد بن علي العشاري، نا أبو القاسم عمر بن ثابت بن القاسم، نا علي بن أحمد بن علي بن أبي قيس، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني خلف بن سالم، عن عبد الرّحمن، عن أبيه أن حجر المدري قال: قال لي علي: كيف بك إذا أمرت أن تلعنني؟ قلت: و كائن ذلك؟ قال: نعم، قلت: فكيف أصنع؟ قال: العن و لا تتبرأ مني، قال: فأمره محمّد بن يوسف أن يلعن عليا، فقال: إنّ الأمير أمرني أن ألعن عليا محمّد بن يوسف، فالعنوه، لعنه اللّه، قال: فعماها على أهل المسجد، قال: فما فطن لها إلاّ رجل واحد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الحسن العتيقي، و أبو عبد اللّه السلماسي.

و أنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أنا أبو عبد اللّه السلماسي.

قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد الهاشمي، نا صالح بن أحمد بن عبد اللّه العجلي، حدّثني أبي قال (3).

حجر المدري: يماني، تابعي، ثقة، و كان من خيار التابعين، دعاه محمّد بن يوسف و هو أمير اليمن، فقال: إنّ أخي الحجّاج بن يوسف كتب إليّ أن أقيمك للناس فتلعن علي بن أبي طالب، فقال: اجمع لي الناس، فجمعهم، فقام فقال: ألا إنّ الأمير محمّد بن يوسف أمرني بلعن علي، فالعنوه، لعنه اللّه.

ص: 310


1- في المختصر: المدني.
2- بالأصل: و محمد.
3- تاريخ الثقات للعجلي ص 110 رقم 259.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي المقرئ، نا علي بن محمّد أبو طالب الكاتب، نا جعفر بن محمّد الراسبي، نا محمّد بن كثير، عن النعمان قال:

استعمل محمّد بن يوسف طاوسا باليمن، فلمّا فرغ، قال له: ارفع حسابك، قال: ما لي حساب، أخذت من الغني و أعطيت الفقير.

أخبرني أبو حفص عمر بن ظفر بن أحمد المغازلي المقرئ ببغداد، أنا أبو الفوارس طراد بن محمّد الزينبي، أنا عبد اللّه بن يحيى بن عبد الجبّار، نا إسماعيل بن محمّد الصفّار، نا أحمد بن منصور بن سيار، نا عبد الوهّاب، أنا إبراهيم بن عمر الصنعاني - و هو أخو محمّد ابن عمر - عن أبيه أنه قال: حدّثني وهب بن منبه قال:

صلّيت أنا و طاوس المغرب خلف محمّد بن يوسف - يعني أخا الحجاج - قال: فلمّا أن سلّم قام طاوس، فشفع بركعة ثم صلّى المغرب.

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أنا أبو بكر محمّد بن المؤمل، نا أحمد بن محمّد، نا أحمد بن حنبل، نا عبد الرزّاق، أخبرني قال:

كان طاوس يصلي في غداة باردة متغيمة (1)،فمرّ به محمّد بن يوسف أو أبو نصر يحيى و هو ساجد في موكبه، فأمر بساج أو طيلسان مرتفع فطرح عليه، فلم يرفع رأسه حتى فرغ من حاجته، فلمّا سلّم نظر، فإذا الساج عليه، قال: فانتفض و لم ينظر حتى (2) أتى إلى منزله.

أنبأنا أبو نصر بن البنّا، و أبو طالب بن يوسف، قالا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية - إجازة - أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3)،أنا الفضل بن دكين، نا أبو إسحاق الصنعاني قال:

دخل طاوس و وهب بن منبّه على محمّد بن يوسف أخي الحجّاج بن يوسف، و كان عاملا علينا، في غداة باردة، قال: فقعد طاوس على الكرسي، فقال: يا غلام، هلم ذلك الطيلسان فألقه على أبي عبد الرّحمن، فألقوه عليه، فلم يزل يحرك كتفيه حتى ألقى عنه الطيلسان، و غضب محمّد بن يوسف فقال له وهب: و اللّه إن كنت لغنيا أن تغضبه علينا، لو

ص: 311


1- كذا بالأصل، و في المختصر:«منعمة».
2- فوقها بالأصل: ضبة.
3- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 541/5-542 في ترجمة طاوس بن كيسان.

أخذت الطيلسان فبعته و أعطيت ثمنه المساكين، فقال: نعم لو لا أن يقال من بعدي أخذه طاوس، فلا يصنع فيه ما أصنع، إذا لفعلت.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن حمدان بن القاسم الطّهراني، و أبو عمرو بن مندة، قالا: أنا أبو محمّد بن يوه، أنا أبو الحسن اللّنباني (1)،نا ابن أبي الدنيا، حدّثني أبو حاتم الرازي، حدّثني أحمد بن عبد اللّه بن عياض القرشي، نا عبد الرّحمن بن كامل القرقساني، أنا علوان بن داود [نا] (2) علي بن يزيد قال: قال طاوس:

بينا أنا بمكة بعث إليّ الحجاج فأجلسني إلى جنبه، و اتكأني على وسادة إذ سمع ملبيا يلبي حول البيت رافعا صوته بالتلبية، فقال: عليّ بالرجل، فأتي به، فقال: ممن الرجل؟ قال: من المسلمين، قال: ليس عن الإسلام أسألك، قال: فعمّ سألت؟ قال: سألتك عن البلدة، قال: من أهل اليمن، قال: كيف تركت محمّد بن يوسف - يريد أخاه - قال: تركته عظيما، جسيما، لباسا ركابا خراجا ولاّجا، قال: ليس عن هذا سألتك، قال: فعمّ سألت؟ قال: سألت عن سيرته؟ قال: تركته ظلوما غشوما مطيعا للمخلوق عاصيا للخالق، فقال له الحجّاج: ما يحملك على أن تتكلم بهذا الكلام و أنت تعلم مكانه مني، قال الرجل: أ تراه بمكانه منك أعزّ مني بمكاني من اللّه، و أنا وافد بيته و مصدّق نبيه، و قاضي دينه، قال: فسكت الحجّاج فما أحار به جوابا، و قام الرجل من غير أن يؤذن له، فانصرف.

قال طاوس: فقمت في أثره و قلت: الرجل حكيم، فأتى البيت فتعلق بأستاره ثم قال:

اللّهم اجعل لي في اللهف إلى جودك و الرضا بضمانك مندوحة عن منع الباخلين، و غنّى عما في أيدي المستأثرين (3)،اللّهم فرجك القريب، و معروفك القديم، و عادتك الحسنة، ثم دخلت في الناس فرأيته عشية عرفة، و هو يقول: اللّهم إن كنت لم تقبل حجتي و تعبي و نصبي فلا تحرمني الأجر عن مصيبتي بتركك القبول مني، ثم ذهب في الناس، فرأيته غداة جمع يقول: وا سوأتاه منك، و اللّه إن غفرت، يردد ذلك.

أخبرنا أبو العزّ بن أحمد بن عبيد اللّه (4) السلمي - مناولة و إذنا و قرأ عليّ إسناده - أنا

ص: 312


1- تحرفت بالأصل إلى: اللبناني.
2- زيادة منا للإيضاح.
3- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن المختصر.
4- تحرفت بالأصل إلى: عبد اللّه، و الصواب عن سند مماثل، و السند معروف.

محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا القاضي (1)،نا محمّد بن الحسن بن دريد، أنا عبد الرّحمن، عن عمه قال: بلغني أن طاوسا كان يقول:

بينا أنا جالس مع الحجاج بمكة إذ مرّ رجل يلبي حول البيت، فرفع صوته بالتلبية فقال الحجاج: عليّ بالرجل، فأتي به، فقال: ممن الرجل؟ فقال: من المسلمين، فقال: ليس عن هذا سألتك، فقال: فعم سألت؟ قال: عن البلد؟ قال: من أهل اليمن، قال: كيف تركت محمّد بن يوسف؟ قال: تركته عظيما جسيما ركّابا خرّاجا ولاّجا، قال: ليس عن هذا سألتك، قال: فعمّ سألت؟ قال: عن سيرته؟ قال: تركته غشوما ظلوما مطيعا للمخلوق عاصيا للخالق، قال: فما الذي حملك على أن تكلمت بهذا فيه و أنت تعرف مكانه مني؟ قال: أ تراه بمكانه منك أعزّ بمكاني من اللّه و أنا قاض دينه، و وافد بيته، و مصدّق بنبيه صلّى اللّه عليه و سلم، قال: فسكت الحجاج، فما أحار جوابا، و قام (2) الرجل فدخل الطواف، فاتبعته فإذا هو في الملتزم، و هو يقول: اللّهم إنّي أعوذ بك، اللّهم فاجعل لي في اللّهف إلى جودك و الرضا بضمانك مندوحة عن سوء الباخلين، و غنى عما في أيدي المستأثرين (3)،اللّهم فرجك القريب، و معروفك القديم، و عادتك الحسنة، فلمّا كان عشية عرفة، رأيته واقفا على الموقف فدنوت منه، فسمعته يقول: اللّهم إن كنت لم تقبل حجتي (4) و تعبي و نصبي، فلا تحرمني الأجر على مصيبتي بتركك القبول مني، قال: فلما كان غداة جمع (5) أفاض مع الناس فسمعته يقول: يا سوأتاه منك يا رب، و إن غفرت.

ثم لم أره بعد ذلك،.

قال القاضي (6):قوله: مندوحة [المندوحة:] (7) السعة و الفسحة (8)،كما قال تميم بن أبيّ بن مقبل (9):

ص: 313


1- رواه المعافى بن زكريا القاضي في الجليس الصالح الكافي 24/2 و ما بعدها.
2- بالأصل: و أقام، و المثبت عن الجليس الصالح.
3- بالأصل: المستأجرين، و المثبت عن الجليس الصالح.
4- كذا بالأصل:«حجتي» و في الجليس الصالح: حجي.
5- بالأصل:«رجع» و المثبت عن الجليس الصالح.
6- يعني: المعافى بن زكريا الجريري، صاحب كتاب الجليس الصالح الكافي.
7- زيادة عن الجليس الصالح.
8- بالأصل: الغنية، و المثبت عن الجليس الصالح.
9- بالأصل: معقل، و المثبت عن الجليس الصالح.

بنو عامر قومي و من يك قومه *** كقومي (1) يكبر فيهم له منتدح

يعني غنية و متسعا.

و قوله: عما في أيدي المستأثرين، المستأثرون: الذين يستبدون بما في أيديهم، يقال:

استأثر فلان (2) بما عنده أي استبد بما في يده، و تفرد به، قال أعشى بني قيس بن ثعلبة:

تمززتها غير مستأثر *** على الشرب أو منكر ما علم (3)

و يروى:

.... غير مستدبر عن الشرب و من أمثال العرب: إذا استأثر اللّه بشيء فاله عنه.

و في الخبر: أو استأثرت به في علم الغيب عندك.

و يقال في الذم: استأثر فلان بماله أن يخرجه في حقه.

و في المدح: آثر بما عنده، إذا آثر غيره على نفسه، و إذا آثر غيره مع حاجته كان أولى بالمدح و الثناء، و أبعد من الذم و الهجاء، قال اللّه تعالى: وَ يُؤْثِرُونَ عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ كٰانَ بِهِمْ خَصٰاصَةٌ، وَ مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (4) فبين المؤثرين و المستأثرين ما بين الأجواد و الباخلين، و المانعين و الباذلين، و أهل هاتين المنزلتين في استحقاق الحمد و الذم، و التفريط و القصد (5)،على من التفاوت بحسب ما نقرر في الدين، و ثبت في عرف المسلمين، و قد قال اللّه تعالى: وَ الَّذِينَ إِذٰا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا، وَ لَمْ يَقْتُرُوا وَ كٰانَ بَيْنَ ذٰلِكَ قَوٰاماً (6)،و قال تعالى: وَ لاٰ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلىٰ عُنُقِكَ وَ لاٰ تَبْسُطْهٰا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً، إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشٰاءُ وَ يَقْدِرُ، إِنَّهُ كٰانَ بِعِبٰادِهِ خَبِيراً بَصِيراً (7) و قال تقدمت أسماؤه: وَ آتِ ذَا الْقُرْبىٰ حَقَّهُ وَ الْمِسْكِينَ وَ ابْنَ السَّبِيلِ وَ لاٰ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً، إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كٰانُوا إِخْوٰانَ الشَّيٰاطِينِ، وَ كٰانَ الشَّيْطٰانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً (8).

ص: 314


1- في الجليس الصالح: سرّ عامر...... كقومي يكن له بهم منتدح.
2- بالأصل:«فلانا» و المثبت عن الجليس الصالح.
3- ديوان الأعشى ص 197.
4- سورة الحشر، الآية:9.
5- بالأصل: و العصب، و المثبت عن الجليس الصالح.
6- سورة الفرقان، الآية:67.
7- سورة الإسراء، الآيتان:29 و 30.
8- سورة الإسراء، الآيتان:26 و 27.

فقد أبان لنا ربنا بفضله و إنعامه علينا في هذا الباب قصد السبيل، و أوضح لنا محجة الاقتصاد و التعديل، و بيّن أن بين الإسراف و التبذير طريقا أمما، و صراطا قيما، فإياه نسأل توفيقا لسنن أولى الفضل، و هدايتنا سواء السبيل، و هو حسبنا و نعم الوكيل.

و قد روينا عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم أنه قال:«لا يعيل أحد على قصد، و لا يغني أحد على سرف كبير»[11843].

معنى يعيل هاهنا: يفتقر، يقال: عال الرجل، يعيل عيلة إذا افتقر، قال الشاعر:

فما (1) يدري الفقير متى غناه *** و لا يدري الغني متى يعيل (2)

و جاء عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم أنه قال:

«إن المؤمن آخذ عن ربه أدبا حسنا، فإذا وسع عليه وسّع، و إذا أمسك عليه أمسك»[11844].

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، أنا أبو جعفر بن المسلمة، و أبو الحسين بن النقور، و أبو علي محمّد بن وشاح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور.

قالوا: أنا علي بن يحيى، نا أبو عبيد علي بن الحسين بن حرب القاضي، نا أبو السكين، حدّثني عم أبي زحر بن حصن عن جده حميد بن مهلّب، حدّثني طاوس قال:

دخلت الحجر فإذا الحجّاج جالس فيه، فمرّ به رجل، فدعاه قال له: من أي بلد أنت؟ قال: من أهل اليمن، قال: فكيف خلفت محمّد بن يوسف؟ قال: خلفته عظيما جسيما، قال: أ فما علمت أنه أخي؟ قال: أخبرني: أخاك بك أعز مني باللّه؟ قال: فو اللّه ما ساكه سوكة و لا سمعت كلاما قط كان أسرّ إليّ منه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، نا سعيد بن أسد، نا ضمرة، عن ابن شوذب قال: قال عمر بن عبد العزيز: الوليد بن عبد الملك بالشام، و الحجاج بالعراق، و محمّد بن يوسف باليمن، و عثمان ابن حيان بالحجاز، و قرّة بن شريك بمصر، امتلأت (3) الأرض و اللّه جورا.

ص: 315


1- الأصل:«لما» و المثبت عن الجليس الصالح.
2- البيت في اللسان «عيل» لأحيحة بن الجلاح.
3- بالأصل:«امتلأ».

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو محمّد بن أبي عثمان، أنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن علي، أنا أبو علي بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني علي بن إبراهيم البكري، نا يعقوب بن محمّد الزهري، نا المغيرة بن عبد الرّحمن، عن عبد الرّحمن بن عمر بن حفص، عن ربيعة بن عطاء قال: قلت عند القاسم بن محمّد: قاتل اللّه محمّد بن يوسف ما أجرأه على اللّه، قال: هو أذل و ألأم من أن يجترئ على اللّه، و لكنها الغرّة، قال: ما أغرّه باللّه.

ذكر سعيد بن كثير بن عفير: أن محمّد بن يوسف مات باليمن لليال خلت من رجب سنة إحدى و تسعين.

7136 - محمّد بن يوسف بن سليمان بن سليم أبو عبد اللّه البغدادي الجوهري

7136 - محمّد بن يوسف بن سليمان بن سليم أبو عبد اللّه البغدادي الجوهري (1)

سمع بدمشق و غيرها: هشام بن عمّار، و عبيد اللّه بن موسى، و أبا غسان مالك بن إسماعيل، و عبد العزيز بن عبد اللّه الأويسي، و الفضل بن موفق، و بشر بن الحارث (2)،و كان صاحبه، و معلّى بن أسد.

روى عنه: عمر بن شبّة النّميري، و عبد اللّه بن محمّد [بن] (3) ناجية، و محمّد بن مخلد، و أبو محمّد بن أبي حاتم، و يحيى بن محمّد بن صاعد، و أبو عبد اللّه أحمد بن عمر ابن عثمان الواسطي المعدل.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنا محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن جعفر سنة أربعين و أربعمائة، أنا أبو بكر محمّد بن إسماعيل الورّاق، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا محمّد بن يوسف الجوهري، نا معلّى بن أسد، نا عبد العزيز - يعني ابن المختار - عن سهيل بن أبي صالح، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«لا تسافر امرأة بريدا إلاّ و معها محرم يحرم عليها»[11845].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، و أبو القاسم بن البسري، و أبو نصر الربعي.

ص: 316


1- ترجمته في تاريخ بغداد 394/3 و سير أعلام النبلاء 59/13 و الجرح و التعديل 120/8.
2- يعني أبا نصر الحافي، تقدمت ترجمته في كتابنا هذا، و راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 10/رقم 153.
3- زيادة لازمة.

و أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا ابن البسري، قالوا: أنا أبو طاهر المخلّص.

و أخبرنا أبو الفتح محمّد بن علي المقرئ، و أبو الحسن علي بن أبي طالب الفامي، و أبو صالح ذكوان بن سيار، و أبو رشيد علي بن عثمان بن محمّد الهيصمي، قالوا: أنا محمّد ابن عبد العزيز الفارسي، أنا أبو محمّد بن أبي شريح، قالا: نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا محمّد بن يوسف الجوهري، نا معلّى بن أسد، نا وهب، عن ابن عون، عن محمّد بن أبي هريرة قال: نهينا أن يتخصّر الرجل في الصلاة.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد الزهري، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا محمّد بن يوسف الجوهري، نا الفضل بن موفق، نا المسعودي، عن سماك بن حرب، عن عبد الرّحمن - يعني - ابن عبد اللّه ابن مسعود قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«اتّقوا اللّه و صلوا أرحامكم»[11846].

أخبرنا أبو الحسين بن القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):

محمّد بن يوسف الجوهري بغدادي، روى عن أبي نعيم، و أبي غسان النهدي، و الفضل بن الموفق، و بشر بن الحارث، كتبت عنه مع أبي ببغداد، و هو صدوق ثقة.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو منصور بن زريق، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (2):

محمّد بن يوسف بن سليم أبو عبد اللّه الجوهري، صاحب بشر بن الحارث، سمع عبيد اللّه بن موسى، و أبا غسان النهدي، و عبد العزيز الأويسي، و الفضل بن الموفق، و بشر بن الحارث، و كان من أهل الخير، موصوفا بالدين و الستر، روى عنه عبد اللّه بن محمّد بن ناجية، و محمّد بن مخلد و غيرهما، و قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي ببغداد، و هو صدوق.

قال (3):و أنا علي بن محمّد السمسار، أنا عبد اللّه بن عثمان الصفّار، نا ابن قانع: أن محمّد بن يوسف الجوهري مات في شهر ربيع الآخر سنة خمس و ستين و مائتين.

ص: 317


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 120/8-121.
2- تاريخ بغداد 394/3.
3- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 394/3.
7137 - محمّد بن يوسف بن صبح و الصحيح: محمّد بن صبح بن يوسف

أبو الحسن البزار الصيداوي

حدّث عن أحمد بن عبد الواحد بن سليمان.

روى عنه: أبو الحسين بن جميع، و عبد الوهّاب الكلابي.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، و أبو القاسم بن السمرقندي، قالا: أنا أبو نصر بن طلاّب، أنا أبو الحسين بن جميع، نا محمّد بن يوسف هو ابن صبح أبو الحسين (1) الصيداوي البزار، أنا أحمد بن عبد الواحد بن سليمان، نا الهيثم بن جميل، نا حمّاد بن سلمة، عن عاصم بن أبي النجود، عن زرّ بن (2) حبيش قال:

سألت ابن مسعود عن أيام البيض ما سببها؟ و كيف سميت؟ قال: نعم، إنّ اللّه لمّا عصاه آدم ناداه منادى (3) من لدن العرش: يا آدم اخرج من جواري، فإنّه لا يجاورني من عصاني، و ذكر الحديث.

[قال ابن عساكر:] (4) كذا في الأصل، و الصواب ابن صبح بن يوسف، و قد تقدم ذكره في حرف الصاد من أسماء آباء المحمّدين.

7138 - محمّد بن يوسف بن عبد اللّه

7138 - محمّد بن يوسف بن عبد اللّه (5)

روى عن أبي جعفر محمّد بن عبد الحميد الفرغاني.

روى عنه تمام بن محمّد.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، نا أبو العباس أحمد بن هارون البغدادي الدّلاّء، و محمّد بن يوسف بن عبد اللّه الدمشقي، قالا:

نا أبو جعفر محمّد بن عبد الحميد الفرغاني، نا أحمد بن سعيد الصيرفي.

قال: و أنا تمام قال: و أنا أبو الحسن علي بن عمر البغدادي، نا محمّد بن عبد اللّه بن غيلان، نا الحسن بن الجنيد، قالا: نا حمّاد بن الوليد الكوفي، نا سفيان الثوري، عن محمّد

ص: 318


1- كذا وردت كنيته هنا: أبو الحسين.
2- بالأصل تحرفت إلى:«زريق».
3- كذا بإثبات الياء بالأصل.
4- زيادة منا.
5- زيد في المختصر: الدمشقي.

ابن سوقة، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«من عزى مصابا فله مثل أجره»[11847].

7139 - محمّد بن يوسف بن علي أبو عبد اللّه الحوراني الفقيه الحنيفي

كان جده من أهل غزنة (1)،و سكن بيت المقدس و سكن بسر (2) من قرى حوران، و تفقه أبوه ببيت المقدس، و عمّر [أبوه] (3)،فأما محمّد فإنّه تفقه عند أبي الحسن البلخي بدمشق، و سمع مني قطعة من الحديث، و مضى إلى حلب و أقام بها مدة، ثم رجع إلى دمشق، و نصب للتدريس في جامع قلعتها المحروسة مدة، و كان مستورا حسن الاعتقاد، مات و دفن يوم الثلاثاء النصف من صفر سنة أربع و ستين و خمسمائة، و هو كهل.

7140 - محمد بن يوسف بن عمر بن علي أبو عبد اللّه الكفرطابي

7140 - محمد بن يوسف بن عمر بن علي أبو عبد اللّه الكفرطابي (4)

نزيل شيزر (5)،و يعرف بابن المنيرة.

أديب فاضل.

سمع الحديث من أبي السمح الفقيه الحنيفي، نزيل شيزر، و قرأ الأدب على أبي عبد اللّه الطليطلي، و كان له نظم و نثر، و أجاز سنة أربع و خمسمائة جميع مصنفاته و ما قاله من نظم أو نثر بدمشق، و كان قدمها ثم رجع إلى شيزر، و سمع منه أخي أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن رحمه اللّه، أنشدني أبو عبد اللّه محمود بن نعمة بن رسلان الشيزري، أنشدني الأستاذ أبو عبد اللّه ابن المنيرة:

و مهند يعفو المنون سبيله أبدا (6) *** فكيف يقال ريب منون

ترك المنابا في النفوس فرحن *** عن غبن و رواح و ليس بالمغبون

تهوى فتترك كلّ قد ثوى ما *** تهويه يكفيك غير خئون

لو أن شنفا ناطقا لتحديث شعر *** أنه سرائر و شجون

ص: 319


1- بدون إعجام بالأصل، و صورتها:«عر؟؟؟ ه» و لعل الصواب ما أثبت.
2- بسر بالضم، اسم قرية من أعمال حوران من أراضي دمشق بموضع يقال لها اللحا.
3- استدركت عن هامش الأصل.
4- ترجمته في معجم الأدباء 122/19 و بغية الوعاة 285/1 و الوافي بالوفيات 247/5. و الكفر طابي بلدة بين المعرة و مدينة حلب في برية (معجم البلدان).
5- تحرفت في معجم الأدباء و بغية الوعاة إلى: شيراز.
6- كذا صدره بالأصل.

فكأنما القدر المباح لجسم في *** أو عرم عز الدين (1)

قال و أنشدني أبو عبد اللّه لنفسه:

يا قوم خاب مطلبي لا واحد اللّه أبي *** لأنه درسني أصناف علم العرب

و عنده أني بها أحوى جزيل النسب *** فما أفادتني سوى حرفة أهل الأدب

فليته درسني في الطين أو في الحطب *** أو ليته علمين صنعته و هو صبي

فإن نسخ الكتب نظير نسخ الكتب *** و الكردناق و الدواة قطعة من خشب

لا فرق بين الر؟؟؟ ق (2) و المعط العطلبي *** زكاش الحاكة لا مسائل المعتضب

و في..... (3) عنى عن العروض المطرب *** .... (4) أصبحت صروفه تعلب بي

كأنه وليدة لاعبه باللعب *** ترتب الأشياء ترتيب الهوى و اللعب

و هي أطول من هذا، و مما كتبه عنه أخي من شعره و قد أجازه لي مما هنأ به صاحب شيزر بولد رزقه:

با من هو الليث لو لا حسن صورته *** و من هو الغيث إلاّ أنه بشر

و من هو السيف إلاّ أن مضربه *** لا ينثني و يكل الصارم الذكر

هنّيت بالولد الميمون طائره *** و عاش في ظل عز ماله قصر

فقد تباشرت الخيل العتاق به *** و المشرفية و العسالة السمر

ص: 320


1- كذا بالأصل.
2- كذا.
3- كلمة غير واضحة بالأصل.
4- صورتها: سالدمر.

علما بأن سوف نوليها بخدمته *** فخرا يقصّر عنه البدو و الحضر

أ ليس مولده منكم و منشؤه *** فيكم و ذلك فخر دونه مضر

لا زال عزكم ينمى و مجدكم *** يسمو و فضلكم في الناس يشتهر

سألت أبا عبد اللّه محمود بن نعمة بن رسلان عن وفاة ابن منيرة فقال: توفي في الثالث من شهر رمضان سنة ثلاث و خمسين و خمسمائة بعد الزلزلة (1).

7141 - محمد بن يوسف بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن

أبو عبد اللّه الأفشيني

قدم دمشق و حدث بها عن أبي القاسم بن حبابة، و أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد، و علي بن أحمد.

روى عنه: عبد العزيز الكتاني، و أبو إسماعيل أحمد بن حمزة بن محمد.... (2)

الهروي.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو عبد اللّه محمد بن يوسف ابن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن الأفشيني قدم علينا قراءة عليه.

أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن إسحاق بن حبابة، نا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا علي بن الجعد، أنا شعبة، عن قتادة، عن بكر بن عبد اللّه المزني، عن ابن عمر أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«الحرير ثياب من لا خلاق له»[11848].

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصّمد، قالا: أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا عبيد اللّه بن محمّد بن إسحاق بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا شعبة، عن قتادة، عن بكر بن عبد اللّه المزني، عن ابن عمر عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«الحرير ثياب من لا خلاق له»[11849].

7142 - محمّد بن يوسف بن نهار أبو الحسن البغدادي المقرئ

7142 - محمّد بن يوسف بن نهار أبو الحسن البغدادي المقرئ (3)

سكن الأهواز و حدّث في الغربة، و ذكر أنه سمع أبا العباس بن الزفتي (4) بدمشق، و أبا

ص: 321


1- وقع الزلزال في شيزر سنة 552 ه.
2- كلمة غير واضحة بالأصل.
3- ترجمته في غاية النهاية 288/2 و معرفة القراء الكبار للذهبي 346/1 رقم 272 و كنّاه أبا الحسين.
4- تحرفت بالأصل إلى: الرقي.

القاسم البغوي، و أبا بكر بن أبي داود، و أبا بكر محمّد بن القاسم بن بشار الأنباري ببغداد.

روى عنه: أبو بكر محمّد بن الحسين بن محمّد بن جرير الدّشتي الأصبهاني.

أنبأنا أبو الفتح أحمد بن محمّد بن أحمد الحدّاد، أنا القاضي أبو بكر محمّد بن الحسين بن الحسن بن جرير الدّشتي، نا أبو الحسين محمّد بن يوسف بن نهار البغدادي المقرئ بالأهواز، نا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز البغوي، نا علي بن الجعد، أخبرني ابن أبي ديب، عن صالح مولى التوأمة، عن ابن عباس.

أن أم الفضل أرسلت بلبن إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلم فشربه و هو يخطب الناس بعرفة[11850].

و نا أبو الحسين المقرئ أنشدنا أبو بكر محمّد بن القاسم بن بشار الأنباري، أنشدنا أحمد بن يحيى ثعلب:

لا تحفرن بئرا تريد أحابها *** فإياك (1) منها أنت من دونه تقع

كذاك الذي يبغي على الناس ظالما *** يصبه على رغم عواقب ما صنع

لم يذكره الخطيب في تاريخه (2).

7143 - محمّد بن يوسف بن واقد أبو عبد اللّه الضبي الفريابي

7143 - محمّد بن يوسف بن واقد أبو عبد اللّه الضبي الفريابي (3)

دخل بيروت و سمع بها من الأوزاعي، و الظاهر أنه دخل بدمشق، و سكن قيسارية، روى عن الثوري و الأوزاعي، و إسرائيل، و زائدة، و إبراهيم بن أبي عبلة، و سفيان بن عيينة، و جرير بن حازم، و أبي بكر بن عياش، و قيس بن الربيع، و السري بن يحيى، و عمر بن ذرّ، و غالب بن عبد اللّه، و يحيى بن أيوب البجلي، و عبد الحميد بن بهرام، و أبي وكيع الجرّاح بن مليح، و عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان، و يونس بن أبي إسحاق، و أبي مطيع معاوية بن يحيى الأطرابلسي، و صدقة بن عبد اللّه السمين.

روى عنه أحمد بن حنبل، و أحمد بن أبي الحواري، و دحيم، و إبراهيم بن الوليد بن سلمة، و القاسم بن عثمان الجوعي، و يحيى بن عثمان بن كثير بن دينار، و سعيد بن أسد،

ص: 322


1- في المختصر: فإنك فيها.
2- و قال الذهبي في معرفة القراء الكبار أنه كان إمام جامع البصرة، و أنه توفي بعد السبعين و ثلاثمائة.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 361/17 و تهذيب التهذيب 342/5 و الوافي بالوفيات 243/5 و الجرح و التعديل 14/ 119/1 و التاريخ الكبير 264/1/1 و معجم البلدان (فارياب) و تذكرة الحفاظ 376/1 و سير أعلام النبلاء 10/ 114 و ميزان الاعتدال 71/4.

و أحمد بن عبد الواحد بن عبود، و عبد العزيز بن عمران، و أبو سليم إسماعيل بن حصن الجبيلي، و محمّد بن إسماعيل البخاري، و محمود بن خالد، و عباس بن الوليد الخلال، و مؤمّل بن إهاب (1)،و الوليد بن عتبة، و عبد الوارث بن الحسن بن عمرو الشيباني، و محمّد ابن مسلم بن وارة، و أحمد بن يوسف بن حمدان السلمي النيسابوري، و محمّد بن إبراهيم بن كثير الصوري، و أحمد بن عبد الرحيم (2) بن البرقي (3)،و جماعة سواهم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم، أنا أحمد بن عبد الواحد، أنا جدي محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، أنا محمود، نا الفرياني، عن الأوزاعي، حدّثني إسحاق بن عبد اللّه، عن أنس بن مالك، قال:

بينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم على المنبر يخطب (4) فقام إليه رجل فقال: يا رسول اللّه هلك المال و جاع العيال، فادع اللّه، فرفع يديه و ما في السماء قزعة، فما وضعها حتى ثار السحاب أمثال الجبال، فلم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر ينحدر عن لحيته، فمطرنا يومنا و الذي بعده و الذي يليه إلى الجمعة، فبينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم على المنبر إذ قام ذلك الرجل أو غيره، فقال: يا رسول اللّه تهدّم البنّاء و غرق المال فادع اللّه، فرفع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يديه فجعل لا يشير بيده إلى ناحية إلاّ انفرجت حتى صارت المدينة مثل الحوبة[11851].

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ، نا سليمان بن أحمد، نا عبد اللّه بن محمّد بن سعيد بن أبي مريم، و عمرو بن ثور الجذامي، و إبراهيم بن أبي سفيان، قالوا: نا محمّد بن يوسف الفرياني، نا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني، عن عبد اللّه بن فيروز الديلمي، عن أبيه، قال: قلت: يا رسول اللّه نحن من قد علمت، و جئنا من حيث تعلم، و نزلنا بين ظهراني من تعلم، فمن ولينا؟ قال:«اللّه و رسوله»[11852].

أخبرنا أبو غالب نصر بن أحمد بن المسلم، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن أيمن الدينوري، أنا أبو المعمّر المسدّد بن علي الأملوكي - إجازة - أنا أبو حفص

ص: 323


1- في سير الأعلام: يهاب.
2- تهذيب الكمال:«أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم» و في تهذيب التهذيب: عبد الكريم بدلا من عبد الرحيم.
3- بالأصل: الرقي، و المثبت عن تهذيب الكمال و تهذيب التهذيب.
4- الأصل: خطب، و المثبت عن المختصر.

عمر بن علي العتكي، نا الرشيدي، و هو أبو الحسن أحمد بن محمّد، قال: سمعت العباس ابن عبد اللّه الترقفي يقول: سمعت الفريابي و محمّد بن كثير، قالا: سمعنا الأوزاعي قال:

كان عندنا رجل صيّاد و كان يرى التخلف عن الجمعة، فخرج يوما كما كان يخرج، فخسف به و ببغلته فما رئي (1) منها إلاّ أدناها.

قال ابن كثير و الفريابي: مررنا بذلك الموضع فرأيناه. قال العتكي: و قد رأيت ذلك الموضع.

رواه غيره عن ابن كثير، و قال: ببيروت.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال: سمعت الثقة من أصحابنا قال: قال الفريابي: ولدت سنة عشرين و مائة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2)،حدّثني الوليد بن عتبة قال: سمعت الفريابي يقول: ولدت سنة عشرين و مائة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال: محمّد بن يوسف الفريابي و يكنى أبا عبد اللّه، و هو صاحب سفيان الثوري..

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل و أبو الحسين، و أبو الغنائم و اللفظ له، قالوا: أنا أبو أحمد، زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (3):

محمّد بن يوسف أبو عبد اللّه الفريابي سكن قيسارية من الشام، سمع زائدة، و الأوزاعي، مات في ربيع الأول سنة ثنتي عشرة و مائتين.

أنبأنا أبو الحسن القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ص: 324


1- الأصل و المختصر: رؤى.
2- تاريخ أبي زرعة 280/1.
3- التاريخ الكبير للبخاري 264/1/1.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):

محمّد بن يوسف الفريابي أبو عبد اللّه سكن قيسارية ساحل دمشق، روى عن الأوزاعي، و سفيان الثوري، و إبراهيم بن أبي عبلة، و إسرائيل، و زائدة، روى عنه دحيم، و أحمد بن أبي الحواري، و إبراهيم بن الوليد بن سلمة، و القاسم الجوعي، و يحيى بن عثمان ابن كثير بن دينار، و أبو زياد القطّان، و سعيد بن أسد (2)،و عبد العزيز بن عمران، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي قال: سمعت مسلما يقول:

أبو عبد اللّه محمّد بن يوسف الفريابي سمع سفيان الثوري، و الأوزاعي، و مالك بن مغول.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني أبو موسى بن النسائي قال: سمعت أبي يقول:

أبو عبد اللّه محمّد بن يوسف الفريابي ثقة.

قرأت على أبي الفضل أيضا، عن أبي طاهر الخطيب، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بر الدولابي، قال:

أبو عبد اللّه محمّد بن يوسف الفريابي.

أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا أبو الحسن الكلابي، أنا أبو الحسن بن جوصا قراءة.

ح و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسن بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتاب، أنا ابن جوصا - إجازة.

قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة السادسة: محمّد بن يوسف الفريابي.

ص: 325


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 119/8.
2- في إحدى نسخ الجرح و التعديل:«راشد» و هو سعيد بن أسد بن موسى المصري.

كتب إلى أبو زكريا بن منده، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمي أبو القاسم، عن أبيه قال: قال أبو سعيد بن يونس:

محمّد بن يوسف الفريابي يكنى أبا عبد اللّه، قدم مصر، و كتب عنه، و كانت وفاته بقيسارية سنة اثنتي عشرة و مائتين.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو عبد اللّه محمّد بن يوسف الضبي مولاهم الفريابي، سكن بقيسارية الشام، أدرك الأعمش، و سمع الأوزاعي، و الثوري، روى عنه: محمّد بن يحيى الذهلي، و أبو بكر محمّد ابن سهل بن عسكر، و يقال: سمع من عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر كتابا، و أخذه منه إنسان، فذهب به، فلم يحدث عنه بشيء.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل المقدسي، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر الكلاباذي، قال:

محمّد بن يوسف بن واقد، أبو عبد اللّه الفريابي، سكن قيسارية من الشام، سمع الثوري، و مالك بن مغول، و إسرائيل، و الأوزاعي، و ورقاء (1) بن (2) عمر، روى عنه البخاري في العلم، و روى عن إسحاق غير منسوب عنه في الصلاة، مات في شهر ربيع الأول سنة ثنتي عشرة و مائتين.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (3):

الفريابي (4) نسبة إلى فرياب (5) فجماعة منهم: محمّد بن يوسف صاحب الثوري.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا عبد العزيز بن أحمد بن أبي رجاء الزيات (6) بمكة، نا إبراهيم بن معاوية القيسراني [نا] (7) الفريابي، قال:

ص: 326


1- فوقها ضبة بالأصل.
2- الأصل: به، و هو ورقاء بن عمر اليشكري.
3- الاكمال لابن ماكولا 70/7.
4- كذا بالأصل، و في الاكمال: الفيريابي.
5- الاكمال: فرياب، الأصل فيها: فارياب مدينة مشهورة بخراسان من أعمال جوزجان قرب بلخ غربي جيحون، و ربما أميلت فقيل لها: فرياب، و ربما خففت فقيل فرياب. راجع معجم البلدان 229/4 و 259 و 284.
6- كلمة غير واضحة بالأصل و صورتها:«الراب» و المثبت عن تهذيب الكمال.
7- زيادة لازمة منا.

رأيت في منامي كأني (1) دخلت كرما فيه من أصناف العنب، فأكلت من عنبه كله غير الأبيض، فلم آكل منه شيئا، فقصصتها على الثوري فقال: تصيب من العلم كله غير الفرائض، فإنها جوهر العلم، كما أنّ العنب الأبيض جوهر العنب، فكان الفريابي كذلك لم يجد (2) النظر في الفرائض (3).

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا ابن منده، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (4)،أنا حرب بن إسماعيل الكرماني فيما كتب إلي قال: قال أحمد بن حنبل الفريابي، سمع من سفيان بالكوفة، و صحبه، و سمع منه، قال أحمد (5):

و كتبت أنا عن الفريابي بمكة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (6) قال: قلت - يعني - لأحمد بن عبد اللّه بن يونس: إن الفريابي ذكر أن سفيان كان يلبس الصوف، فأنكر ذلك، و قال: أما إنه قد كان رجلا صالحا، قلت:

فرأيته عند سفيان بمكة (7)؟قال: ما أشك إلاّ أني قد رأيته عند سفيان بمكة.

قال أبو زرعة (8):قلت (9) لأبي نعيم: رأيت الفريابي عند سفيان؟ قال: نعم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، قال: سمعت عيسى بن محمّد قال: قال الفريابي:

كنت بمكة فجئت إلى سفيان استشيره في أمري و كان معنيا بأمري فقلت: قد ضاق (10)بي مكة، و عزمت أن أرجع إلى فارياب، قال: ويحك لا تفعل، و تعال نشتري لك سقطا و مازرين، و تتوجه إلى الشامات، فقلت: يا أبا عبد اللّه لو رأيت أن أخرج معك إلى الكوفة

ص: 327


1- الأصل: قال.
2- الأصل: يجيد.
3- رواه المزي في تهذيب الكمال 364/17 و سير الأعلام 118/10 و الوافي بالوفيات 243/5.
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 120/8.
5- قوله:«قال أحمد» مكرر بالأصل.
6- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 579/1.
7- سقطت من تاريخ أبي زرعة.
8- تاريخ أبي زرعة 580/1.
9- بالأصل: قيل، و المثبت عن تاريخ أبي زرعة.
10- كذا.

على أنك تحدّثني كان أحب إليّ، فقال لي: فاخرج، قال: فخرجت معه و نزلت معه أو بقربه، فكان يملي عليّ و ربما قال: أريد أن أذهب إلى شيخ فتعال معي، فأقول: منه، اذهب و اسمع، فإذا رجعت فحدّثني أنت عنه، قال: فكان يفعل ذلك، قال لي عيسى: فكان الفريابي يرى أن سماعه أصح من سماع أصحاب سفيان، قال: و قال عيسى، و كان قدومي عليه أيام الفتن، قبل خروج عبد اللّه بن طاهر إلى الشام و مصر، فلمّا قدمت عليه جعل يتعجب و يقول: غررت بنفسك، قال: و رأيت هيئته لا تشبه هيئة المحدثين، فندمت على خروجي إليه، فلما قررته و خضت معه و ى؟؟؟ ا تحته (1) وجدت المخبر عن المنظر.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن، أنا أبو العلاء محمّد بن علي الواسطي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضل بن غسان، نا أبي المفضل قال: و قبيصة و الفريابي و أبو حذيفة، و أبو أحمد، و أبو عاصم كانوا لا يحكمون عن سفيان.

حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، و قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي المعالي محمّد ابن عبد السّلام، أنا علي بن محمّد بن خزفة، أنا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة قال (2):سمعت يحيى بن معين و سئل عن أصحاب الثوري أيهم أثبت، فقال:

هم خمسة: يحيى القطان، و وكيع، و ابن المبارك، و ابن مهدي، و أبو نعيم الفضل بن دكين، فأما الفريابي، و أبو حذيفة، و قبيصة بن عقبة، و عبيد اللّه، و أبو عاصم، و أبو أحمد الزبيري، و عبد الرزّاق، و طبقتهم، فهم كلهم في سفيان بعضهم قريب (3) من بعض، و هم ثقات كلهم دون أولئك في الضبط و المعرفة.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقا، نا محمّد بن يعقوب، نا عباس قال (4):سمعت يحيى يقول:

قبيصة، و أبو أحمد الزبيري، و يحيى بن آدم، و الفريابي سماعهم من سفيان قريب من السواء (5) قلت له: فأبو داود الحفري؟ قال: كان أبو داود خير من هؤلاء كلهم. و كان أصغرهم سنا.

ص: 328


1- كذا.
2- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 362/17.
3- الأصل: قريبا، و المثبت عن تهذيب الكمال.
4- من طريق عباس بن محمد الدوري رواه المزي في تهذيب الكمال 362/17 و سير الأعلام 116/10.
5- صورتها بالأصل:«ال؟؟؟ واء» و المثبت عن تهذيب الكمال و سير الأعلام.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (1)،أنا عبد اللّه بن محمّد بن عمرو الغزي (2)،قال: سمعت أبا عمير يعني عيسى بن محمّد الرملي يقول: سألت يحيى بن معين قلت: أيهما أحب إليك كتاب الفريابي أو كتاب قبيصة؟ قال: كتاب الفريابي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر اللاّلكاني (3)،أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، قال (4):بلغني عن يحيى بن معين، قال: ليس أحد في حديث الثوري يشبه هؤلاء [إلاّ] (5) ابن المبارك، و يحيى بن سعيد القطان، و وكيع، و عبد الرحمن (6) بن مهدي، و أبو نعيم، فقيل له: الأشجعي؟ فقال: الأشجعي ثقة، مأمون، و لكن هاتوا من يروي عنه. قال يحيى: و بعد هؤلاء في سفيان يحيى بن آدم، و عبيد اللّه بن موسى، و أبو أحمد الزبيري، و أبو حذيفة، و قبيصة، و معاوية القصار، و الفريابي، قيل ليحيى: فأبو داود الحفري؟ قال: أبو داود رجل صالح.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم قال:

سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس قال: سمعت عثمان بن سعيد قال (7):قلت ليحيى بن معين فالفريابي يعني [في] (8) سفيان، قال: مثلهم، يعني مثل المؤمّل بن إسماعيل، و عبيد اللّه بن موسى، و قبيصة، و عبد الرزّاق.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا الحسين بن جعفر - زاد ابن الطّيّوري: و محمّد بن الحسن، قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي، قال:

ص: 329


1- تحرفت بالأصل إلى: حكيم. و الخبر في الجرح و التعديل 120/8.
2- رسمها بالأصل:«العربى» و المثبت عن الجرح و التعديل.
3- بالأصل: الألكاني.
4- رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة و التاريخ 717/1.
5- سقطت من الأصل و استدركت عن المعرفة و التاريخ.
6- الأصل: عبد اللّه، و المثبت عن المعرفة و التاريخ.
7- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 363/17.
8- زيادة لازمة عن تهذيب الكمال.

محمّد بن يوسف الفريابي ثقة هو و يحيى بن آدم، و أبو أحمد بن عبد اللّه بن الزبير الأسدي، و قبيصة بن عقبة، و معاوية بن هشام ثقات، و هم في الرواية عن سفيان قريب بعضهم من بعض، و أبو نعيم، و وكيع بن الجراح، و عبيد اللّه بن الأشجعي، و يحيى بن سعيد القطان، و عبد الرّحمن بن مهدي، و أبو داود الحفري أثبت في حديث سفيان من الفريابي و أصحابه (1).

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، نا الفضل بن زياد، قال: قال أحمد بن حنبل: كان الفريابي رجلا صالحا.

أخبرتنا أمة العزيز شكر بنت (2) سهل بن بشر قالت: أنا أبي أبو الفرج، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن المظفر..... (3)،أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل بن الفرج، نا أبو بشر الدولابي، نا محمّد بن إسماعيل البخاري، نا محمّد بن يوسف، و كان من أفضل أهل زمانه عن سفيان بحديث ذكره (4).

أنبأنا أبو الحسين و أبو عبيد اللّه، قالا: أنا ابن منده، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم، قال (5):

سألت أبي عن الفريابي فقال: صدوق، و هو ثقة، و سألت أبا زرعة، عن الفريابي، و يحيى بن اليمان، فقال: الفريابي أحب إليّ من يحيى بن اليمان.

أنبأنا أبو المظفر بن القشيري، عن محمّد بن علي بن محمّد، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال: و سألته يعني الدارقطني إذا اجتمع قبيصة و الفريابي في الثوري فمن يقدم منهما فقال: يقدّم الفريابي لفضله و نسكه (6).

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد، عن سهل بن بشر بن أحمد بن سعيد، أنا أبو

ص: 330


1- رواه من طريق أحمد بن عبد اللّه العجلي المزي في تهذيب الكمال 363/17.
2- الأصل: بن.
3- كلمة غير مقروءة بالأصل.
4- سير الأعلام 116/10 و تهذيب الكمال 363/17.
5- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 120/8.
6- تهذيب الكمال 363/17.

القاسم علي بن محمّد بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد المعروف بابن المفسّر، نا أحمد بن علي بن سعيد القاضي، قال: سمعت ابن زنجويه يقول:

ما رأيت أخوف للّه من إسحاق بن سليمان الرازي، و ما رأيت أحفظ من يزيد بن هارون، و ما رأيت أخشع من أبي المغيرة عبد القدّوس، و ما رأيت أعقل من أبي مسهر، و ما رأيت أورع (1) من محمّد بن يوسف الفريابي، و ما رأيت أشدّ تقشفا من بشر بن الحارث.

كتب إليّ أبو نصر ابن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، قال:

قرأت بخط أبي عمرو المستملي، نا إبراهيم بن أبي طالب (2)،و أنا سألته قال: سمعت محمّد ابن سهل بن عسكر قال: خرجت مع محمّد بن يوسف الفريابي في الاستسقاء فرفع يديه فما أرسلهما (3) حتى مطرنا.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، أنا هنّاد بن إبراهيم بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد الغنجار، نا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن إبراهيم بن عبد الحميد السجزي ببخارى، نا عبد اللّه بن أحمد بن خداش البخاري، نا داود بن أبي حجر بالأبلّة، قال:

قدم محمّد بن الحكم السّمّان على عبد الرزّاق يكتب عنه فتجهمه قال: فبت ليلتي مغموما، فإذا أنا برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فقلت: يا رسول اللّه عمل في عبد الرزّاق ما عمل و شكوت فقال لي: إن أردت في العلم في اللّه فعليك بأربعة، قلت: من هم يا رسول اللّه؟ قال: محمّد ابن يوسف الفريابي، و عبد اللّه بن رجاء العداني، و عبد اللّه بن مسلمة القعنبي، و محمّد بن الفضل عارم، فلما أصبحت غدوت على عبد الرزّاق، فأخبرته بما قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فبكى عبد الرزّاق و قال: شكوتني إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فقلت: نعم، فقال لي: اكتب ما شئت حتى أقرأ، فقلت: لا أكتب عنك بعد الذي قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و ارتحل إلى بيت المقدس.

قرأت على أبي الفضل عبد الواحد بن إبراهيم بن قرة، عن أبي الحسين بن المبارك بن عبد الجبّار، أنا أبو مسلم عمر بن علي بن أحمد الليثي قال: سمعت أبا الحسن علي بن أبي بكر يقول: سمعت مسعود بن علي السجزي يقول: سمعت الحاكم أبا عبد اللّه يقول:

ص: 331


1- في المختصر:«أقنع» و المثبت يوافق رواية تهذيب الكمال و سير الأعلام.
2- من طريقه روي في تهذيب الكمال 363/17 و سير أعلام النبلاء 116/10.
3- بالأصل:«أرسلها» و المثبت عن تهذيب الكمال و سير الأعلام.

سمعت أبا زكريا يحيى بن محمّد العنبري يقول: سمعت أبا بكر محمّد بن إبراهيم بن إسماعيل العنبري الشيخ الصالح البرقاني يقول: دخلت على علي بن عبد العزيز بمكة، و سمعت منه، ثم أردت الخروج إلى صنعاء لسماع كتب عبد الرزّاق قال: فقال لي علي بن عبد العزيز: حدّثني شيخ من أفاضل المسلمين قال:

دخلت إلى صنعاء إلى عبد الرزّاق لسماع الكتب، فكان يمتنع عليّ فيه و يتعاسر عليّ فرأيت النبي صلّى اللّه عليه و سلم في منامي فقلت: يا رسول اللّه أنا على باب عبد الرزّاق منذ مدة، و هو يمتنع علينا في الرواية، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلم اذهب إلى مدينة الرسول، و اسمع من القعنبي كتاب الموطّأ لمالك بن أنس، و اذهب إلى الشام و اسمع من محمّد بن يوسف الفريابي كتب سفيان الثوري، و ارجع إلى البصرة و اسمع من أبي النعمان عارم كتب حمّاد بن زيد، قال: فبكّرت إلى عبد الرزّاق، و قصصت عليه هذه الرؤيا فقال: شكوتني إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، أقم عندنا، و اصبر عليّ حتى أقرأ لك الكتب، قال: فقلت: و اللّه لا أقمت يوما واحدا، فإنّي أمتثل أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العباس النهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل قال:

رأيت قوما دخلوا إلى محمّد بن يوسف الفريابي فقيل لمحمّد بن يوسف: يا أبا عبد اللّه إنّ هؤلاء مرجئة، فقال: أخرجوهم، فتابوا و رجعوا (1).

قال محمّد بن إسماعيل (2):و استقبلنا أحمد بن حنبل و هو يريد حمص، و نحن خارجون (3) من حمص وفاته محمّد بن يوسف.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه، و أبو نصر، قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا [علي] (4) بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (5):

ص: 332


1- سير أعلام النبلاء 117/10 و تهذيب الكمال 363/17.
2- تهذيب الكمال 363/17 و سير الأعلام 117/10.
3- الأصل: خارجين، و التصويب عن سير الأعلام و تهذيب الكمال.
4- بياض بالأصل، و المثبت قياسا إلى سند مماثل.
5- رواه المزي في تهذيب الكمال 363/17 و سير الأعلام 117/10.

سألت الفريابي ما تقول: أبو بكر أفضل أو لقمان رضي اللّه عنهما؟ فقال: ما سمعت هذا إلاّ منك، أبو بكر أفضل من لقمان رضي اللّه عنهما.

أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد، أنا أبو بكر بن خلف، قال: سمعت القاضي أبا بكر محمّد بن يوسف بن الفضل الجرجاني إملاء يقول: سمعت محمّد بن جعفر البغدادي الحافظ يقول: سمعت محمّد بن جعفر الخرائطي بعسقلان يقول: سمعت العباس ابن محمّد بن عبد اللّه الترقفي يقول:

خرج علينا سفيان بن عيينة رحمه اللّه يوما.[فنظر إلى أصحاب الحديث] (1) فقال: هل فيكم (2) أحد من أهل مصر؟ فقالوا: نعم، فقال: ما فعل الليث بن سعد، فقالوا: توفي رحمه اللّه، فقال: هل فيكم أحد من أهل الرملة؟ فقالوا: نعم، فقال: ما فعل ضمرة بن ربيعة الرملي؟ فقالوا: توفي رحمه اللّه، فقال: هل فيكم أحد من أهل حمص؟ فقالوا: نعم، فقال:

ما فعل بقية بن الوليد؟ فقالوا: توفي رحمه اللّه فقال: هل فيكم أحد من أهل دمشق؟ فقالوا:

نعم، فقال: ما فعل الوليد بن مسلم؟ فقالوا: توفي رحمه اللّه، فقال: هل فيكم أحد من أهل قيسارية؟ فقالوا: نعم، فقال: ما فعل محمّد بن يوسف الفريابي؟ فقالوا: توفي رحمه اللّه فبكى طويلا ثم أنشأ يقول:

خلت الدّيار فسدت غير مسوّد *** و من الشّقاء تفرّدي بالسؤدد (3)

[قال ابن عساكر:] (4) هذه الحكاية ظاهرة الاختلال لا يخفى خطؤها إلاّ على الجهال، فإنّ الليث قديم الوفاة، لا يخفى وفاته على سفيان، فأمّا ضمرة بن ربيعة، فإنّما توفي بعد سفيان قيل: سنة مائتين، و قيل: سنة اثنين و مائتين، و أما بقية فقيل: توفي قبل سفيان، و قيل بعده، و توفي سفيان سنة ثمان و تسعين، فأما الفريابي فإنّه بقي بعد سفيان مدة طويلة و توفي سنة ثنتي عشرة و مائتين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا

ص: 333


1- الزيادة استدركت عن هامش الأصل. و بعدها صح.
2- بالأصل:«أحد فيكم»، و فوقهما علامتا تقديم و تأخير.
3- البيت من عدة أبيات في معجم البلدان (بقيع الغرقد) و نسبها إلى عمرو بن النعمان البياضي، و فيه:«و من العناء» بدلا «و من الشقاء» و قال ياقوت: و هذه الأبيات في الحماسة منسوبة إلى رجل من خثعم.
4- زيادة منا.

أبو أحمد بن [عدي (1)،نا] (2) قتيبة، نا إبراهيم بن معاوية.

ح و أخبرنا بها عالية أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن الحسين، و أحمد ابن محمود، قال: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا عبد العزيز بن أحمد بن أبي رجاء صاحب المزني، أنا إبراهيم بن معاوية القيسراني، أنا الفريابي، قال:

كنت أمشي مع سفيان بن عيينة فقال لي: يا محمّد ما يزهدني فيكم إلاّ طلب - و قال أبو أحمد: إلاّ أطلبك - الحديث قلت: فأنت يا أبا محمّد أي شيء كان علمك إلاّ طلب الحديث، قال: كنت إذ ذاك صبيا لا أعقل.

قرأت بخط أبي علي الصوري الحافظ، و كتب إلى أبو سعد بن الطّيّوري يخبرني عن الصوري، نا أبو سعد أحمد بن محمّد بن عبد اللّه الماليني إملاء، نا أبو عيسى إدريس بن محمّد بن أحمد بن أبي محمّد الأزدي الخلال الصوري بها، نا أبو عاصم محرز بن عبد العزيز الحذامي صوري، حدّثني محمّد بن إبراهيم المعروف بحباش قال:

خرجت مع خالي القاسم بن عبد الوهّاب إلى قيسارية أسمع من محمّد بن يوسف الفريابي، فلمّا حضرنا ذكر عنده القول، فقال محمّد بن يوسف: ما أدري ما هو، و لا له موقع من قلبي، فقال له خالي: إن معي من يقول؛ قال: قل فقلت:

تخلّى الحبيب بأحبابه *** فطوبى لمن كان معنى به

قال: فبكى محمّد بن يوسف، و قال: ما أرى بهذا بأسا، سمعت سفيان الثوري يقول:

لو وجدت قلبي على مزبلة لجلست عليها.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح المؤذن، أنا أبو الحسن السقا، و أبو محمّد بن بالويه، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عباس، قال: سمعت يحيى يقول: حدث الفريابي عن ابن عيينة، عن ابن أبي نجيح (3)،عن مجاهد: الشّعر في الأنف أمان من الجذام.

ص: 334


1- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 232/6.
2- زيادة منا للإيضاح.
3- بالأصل:«عن أبي بن نجيح» راجع ترجمة سفيان بن عيينة في تهذيب الكمال 370/17 و فيها أنه يروي عن: عبد اللّه بن أبي نجيح. و في المختصر:«حدث الفريابي عن أبي عيينة عن ابن نجيح» كذا فيه، و ذكر الحديث.

و هذا حديث باطل ليس له أصل - زاد غيره عن يحيى بن معين في هذه الحكاية: أنه قال: الفريابي عندنا ثقة، و لكن طن على أذن الشيخ.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، نا عبد الرّحمن بن أبي بكر، نا عباس قال: سمعت يحيى يقول: حدّث الفريابي عن ابن (1) عيينة عن ابن أبي (2) نجيح، عن مجاهد: الشعر في الأنف أمان من الجذام، و هذا حديث باطل لا أصل له.

أخبرناه ابن سلم، نا عباس الخلال، نا الفريابي، عن سفيان بن عيينة، قال: و سمعته بالكوفة و هو شاب عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: نبات الشعر في الأنف أمان من الجذام (3).

قال ابن عدي (4):و الفريابي له عن الثوري إفرادات، و له حديث كثير عن الثوري، و قد قدّم الفريابي [في] (5) سفيان الثوري على جماعة مثل عبد الرزّاق و نظرائه، و قالوا: الفريابي أعلم بالثوري منهم، و رحل إليه أحمد بن حنبل، فلما قرب من قيسارية نعي إليه فعدل إلى حمص و كانت (6) رحلته إليه قاصدا، و أما الذي رواه عن ابن عيينة الذي رماه به ابن معين نبات الشعر في الأنف، فإنّما هو حديث من قول مجاهد، و هذا الذي رواه عن مجاهد روي عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم و الفريابي فيما يتبين هو صدوق لا بأس به.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين الطّيّوري، أنا العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالا: أنا الوليد، أنا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي أحمد قال (7).

محمّد بن يوسف الفريابي سكن قيسارية الشام، ثقة كانت سنة (8) كوفية، قال بعض

ص: 335


1- بالأصل:«أبي عيينة» و المثبت عن ابن عدي.
2- بالأصل:«أبي بن نجيح» و المثبت عن ابن عدي، و انظر الحاشية قبل السابقة.
3- الكامل لابن عدي 231/6.
4- الكامل لابن عدي 232/6 ط دار الفكر.
5- زيادة عن الكامل في ضعفاء الرجال.
6- الأصل: و كان، و المثبت عن الكامل لابن عدي.
7- ثقات العجلي ص 416 رقم 1518.
8- صورتها بالأصل:«ممنه» و فوقها ضبة، و المثبت عن الثقات.

البغداديين: أخطأ محمّد بن يوسف في خمسين و مائة حديث من حديث سفيان.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، قال (1):و نعي إلينا - يعني (2):الفريابي - في سنة ثنتي عشرة و مائتين أدركت ذلك.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث، أنا ابن اللاّلكاني (3)،أنا ابن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب قال (4):مات فيها يعني سنة ثنتي عشرة و مائة محمّد بن يوسف الفريابي مولى لبني تميم، في أول السنة.

و هكذا ذكر أبو بكر بن البرقي فيما بلغني عنه.

7144 - محمّد بن يوسف بن يعقوب بن محمّد بن يحيى أبو بكر الصوّاف البغدادي

7144 - محمّد بن يوسف بن يعقوب بن محمّد بن يحيى أبو بكر الصوّاف البغدادي (5)

سمع بدمشق و تنيس: أبا الحسن أحمد بن عمير، و بكر بن أحمد التنيسي، و أبا عروبة بحرّان، و أبا جعفر الطحاوي بمصر.

روى عنه أبو الحسن بن رزقويه، و أبو بكر محمّد بن عمر بن بكير بن ودّ بن وداد النجار (6)،و البرقاني.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، نا - و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (7)،أنا محمّد بن عمر بن بكير، نا أبو بكر محمّد بن يوسف بن يعقوب الصواف، نا أبو بكر بن ربان (8) بمصر، نا الحارث بن مسكين، نا عبد الرّحمن بن القاسم قال الصواف: و حدّثناه أبو عروبة الحرّاني، نا هوبر (9) بن معاذ، نا مسكين بن بكير جميعا، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«إنّ المؤمن يأكل في معى واحد، و الكافر يأكل في سبعة أمعاء»[11853].

ص: 336


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 281/1.
2- تحرفت بالأصل إلى:«التابعي» مكان «إلينا - يعني» و لعل الصواب ما ارتأيناه و «إلينا» موجودة في تاريخ أبي زرعة.
3- تحرفت بالأصل إلى: الالكاني.
4- تهذيب الكمال 365/17.
5- ترجمته في تاريخ بغداد 407/3.
6- ترجمته في تاريخ بغداد 39/3 و تحرفت فيه «بكير» إلى «بكر» و ترجمته في سير الأعلام 472/17.
7- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 407/3.
8- كذا رسمها بالأصل، و في تاريخ بغداد: بيّان.
9- ضبطت بالقلم عن تاريخ بغداد.

قرأت بخط أبي بكر محمّد بن يوسف بن يعقوب الصواف، أنا أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا الدمشقي بها، فذكر حديثا.

أخبرنا أبو القاسم الحسيني (1)،و أبو منصور الشيباني، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (2):محمّد بن يوسف بن يعقوب بن محمّد بن يحيى، أبو بكر الصوّاف، سافر الكثير، و تغرّب في طلب الحديث، و حدّث عن أبي عروبة الحرّاني، و أبي الحسن ابن جوصا الدمشقي، و محمّد بن ريان (3) المصري، و أبي جعفر الطحاوي و غيرهم، نا عنه أبو الحسن ابن رزقويه، و أبو بكر البرقاني، و محمّد بن عمر بن بكير المقرئ.

قال الخطيب: و حدّثت عن أبي الحسن بن الفرات قال: كان أبو بكر محمّد بن يوسف ابن يعقوب الصواف ثقة جميل الأمر.

قال الخطيب: و قال محمّد بن أبي الفوارس: توفي أبو بكر محمّد بن يوسف بن يعقوب الصواف في شهر ربيع الآخر سنة سبع و ستين و ثلاثمائة، و كان ثقة.

7145 - محمّد بن يوسف بن يعقوب بن إبراهيم أبو عبد اللّه -

و يقال: أبو بكر - الرّقّي (4)

حدّث بدمشق، و صور، و بغداد، عن أبي سعيد بن الأعرابي، و عبد اللّه بن شوذب الواسطي، و عبد اللّه بن جعفر بن أحمد بن فارس، و أبي الفتح محمّد بن أحمد بن النحوي الرملي، و محمّد بن معبد الأصبهاني، و سليمان بن أحمد الطبراني، و إسماعيل بن محمّد الصفار، و طلحة بن عبيد اللّه الرملي، و خيثمة بن سليمان، و محمّد بن عثمان بن سعيد بن هاشم الطبراني، و أحمد بن زكريا المقدسي، و محمّد بن الحسن النقاش المقرئ، و أبي الحسين بن ماني الكوفي، و محمّد بن بكر بن عبد الرزّاق بن داسة البصري.

روى عنه عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، و القاضي أبو العلاء محمّد بن علي الواسطي، و أبو الحسين محمّد بن الخضر بن عمر الفارضي، و أحمد بن الحسن بن أحمد بن الطيّان، و أبو الحسن أحمد بن حديد بن حبيش بن زكريا الصوري، و أبو الحسين بن أبي نصر، و ابن

ص: 337


1- بالأصل: الحسين.
2- تاريخ بغداد 407/3.
3- كذا بالأصل، و في تاريخ بغداد: بيّان.
4- ترجمته في تاريخ بغداد 409/3 و ميزان الاعتدال 72/4 و تذكرة الحفاظ 1012/3 و لسان الميزان 436/5 و سير أعلام النبلاء 473/16.

جميع الصيداوي، و عبد العزيز بن علي الأزجي، و أبو محمّد عبد اللّه بن جعفر الحنارى (1)الطبري، و سمع منه بصيدا.

أخبرنا أبو الحسن الموازيني قراءة، أنا أبو الحسين بن أبي نصر سنة ثلاث و أربعين و أربعمائة، أنا محمّد بن يوسف بن يعقوب الرقي، نا أبو محمّد عبد اللّه بن شوذب الواسطي، نا شعيب بن أيوب، نا أبو أسامة قال: سمعت الأعمش يذكر عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«اللّهم اجعل رزق آل محمّد كفافا»[11854].

قال: و أنا محمّد بن يوسف، نا سليمان بن أحمد بن أيوب، بأصبهان، نا إسحاق الدّبري (2)،نا عبد الرزّاق، أنا معمر، عن قتادة، عن أنس بن مالك.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«إذا كان يوم القيامة يجوز أصحاب الحديث و معهم المحابر، فيقول اللّه عز و جل لهم: أنتم أصحاب الحديث طال ما كنتم تصلّون على نبيّي (3) صلى اللّه عليه و سلم، انطلقوا بهم إلى الجنّة»[11855].

أخبرنا أبو القاسم العلوي، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (4)، حدّثني محمّد بن علي الصوري - من لفظه (5) مذاكرة - أنا أبو الحسين بن جميع، أنا محمّد بن يوسف الرقي أبو عبد اللّه - قال الصوري: و هو مشهور عندنا أنّ كنيته أبو عبد اللّه - نا سليمان ابن أحمد الطبراني، نا إسحاق الدّبري، نا عبد الرزّاق، عن معمر، عن الزهري، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

«إذا كان يوم القيامة جاء أصحاب الحديث بأيديهم المحابر. فيأمر اللّه جبريل أن يأتيهم فيسألهم و هو أعلم بهم، فيقول: من أنتم؟ فيقولون: نحن أصحاب الحديث. فيقول اللّه:

ادخلوا الجنّة على ما كان منكم، طال ما كنتم تصلون على نبيّي (6) في دار الدنيا» أو كما قال.

قال الخطيب: هذا حديث موضوع و الحمل فيه على الرّقّي، و اللّه أعلم.

ص: 338


1- كذا رسمها.
2- الأصل: الديري، تصحيف، و الصواب ما أثبت، و الدبري منسوبة إلى دبر، بالتحريك، قرية باليمن.
3- الأصل: نبي.
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 409/3-410.
5- تاريخ بغداد: حفظه.
6- في تاريخ بغداد: نبي.

أخبرنا أبو الحسن الموازيني قراءة، أنا أبو الحسين بن أبي نصر، قال: و سمعت محمّد ابن يوسف يقول: سمعت أحمد بن محمّد ابن الأعرابي يقول: سمعت مسلم يقول: سمعت الفضيل (1) بن عياض يقول: إنما أمس مثل، و اليوم عمل، و غدا أمل.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الحسن، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (2)، أنا القاضي أبو العلاء محمّد بن علي الواسطي - من أصل كتابه العتيق - نا أبو بكر محمّد بن يوسف ابن يعقوب الرّقّي ببغداد - و كان حافظا - قال: سمعت عثمان بن أحمد الدقاق يقول: سمعت محمّد بن عبيد اللّه المنادي يقول: لا جزى اللّه يحيى بن معين عني خيرا، قدمت واسط العراق و بها هشيم و أبو هدبة، فقلت: يا أبا زكريا، من ترى أن الزم؟ فقال: الزم أبا هدبة، فإن عنده عن أنس عاليا (3) فتركت هشيما و لزمت أبا هدبة، و مات هشيم فلا جزاه اللّه خيرا.

قال الخطيب: و هذه الحكاية باطلة لأن هشيما انتقل قديما عن واسط إلى بغداد فسكنها و بها كانت وفاته سنة ثلاث و ثمانين و مائة، و لابن المنادي إذ ذاك اثنتا عشرة سنة و سمع من أبي هدبة ببغداد بعد موت هشيم بمدة طويلة، و لا يعلم له سماعا إلاّ بعد سنة تسعين و مائة، و اللّه أعلم.

قال الخطيب: قال لي أبو العلاء الواسطي: كان هذا الرّقّي يكنى بأبي بكر و أبي عبد اللّه، و سمعت منه مع أبي عبد اللّه بن بكير في سنة اثنين و ثمانين و ثلاثمائة، و كان مولده في سنة أربع عشرة و ثلاثمائة.

قال الخطيب (4):محمّد بن يوسف بن يعقوب بن إبراهيم أبو عبد اللّه و أبو بكر الرّقّي، كان جوّالا حدّث ببغداد، و بالشام عن أبي سعيد بن الأعرابي، و خيثمة بن سليمان الأطرابلسي، و عبد اللّه بن جعفر بن أحمد بن فارس الأصبهاني، و أبي بكر بن داسة البصري، و سليمان بن أحمد الطبراني، و إسماعيل بن محمّد الصفار، و أحمد بن سلمان النّجّاد (5)، و أبي عمرو بن السماك، روى عنه محمّد بن أحمد بن جميع الصيداوي، و كنّاه أبا عبد اللّه و حدّثنا عنه القاضي أبو العلاء الواسطي، و عبد العزيز بن علي الأزجي، فكناه أبا بكر، و كان غير ثقة.

ص: 339


1- الأصل: الفضل، تحريف.
2- تاريخ بغداد 410/3.
3- بالأصل: عال، و المثبت عن تاريخ بغداد.
4- تاريخ بغداد 409/3.
5- بالأصل:«و أحمد بن سليمان، و أحمد بن سليمان النجار» صوبنا الاسم عن تاريخ بغداد و حذفنا المكرر.
7146 - محمّد بن يوسف [الدمشقي]

7146 - محمّد بن يوسف [الدمشقي] (1)

من أهل دمشق.

روى عن قبيصة بن ذؤيب.

روى عنه: أبو مرحوم عبد الرحيم بن ميمون.

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن أحمد عنه، أنا أبو نعيم الحافظ، نا سليمان بن أحمد، نا الحسن بن علي المعمري، نا محمّد بن الوزير الدمشقي، نا الوليد بن مسلم، نا ابن لهيعة، عن أبي مرحوم محمّد بن يوسف، عن قبيصة بن ذويب أنه سأل عبد الرّحمن بن عوف عن السّبحة عند أذان المغرب، فقال: كنا إذا صمنا صليناهما.

كذا وقع في النسخة، و صوابه عن أبي مرحوم، عن محمّد بن يوسف.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن الفضل، و أبو محمّد السكري ببغداد.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن أبي القاسم المقرئ، قالا: أنا عبد اللّه بن يحيى بن عبد الجبّار، قالوا: أنا إسماعيل بن محمّد الصفار، نا عباس بن عبد اللّه الترقفي، نا أبو عبد الرّحمن المقرئ، نا سعيد بن أبي أيوب، حدّثني أبو مرحوم و محمّد بن يوسف الدمشقي، عن قبيصة بن ذؤيب، عن عبد الرّحمن بن عوف، قال:

كنا نركعهما إذا قمنا بين الأذان و الإقامة من المغرب - و في رواية السكري: إذا قمنا يعني من الأذان، و الإقامة من المغرب-.

أخبرنا أبو الغنائم في كتابه ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم، و اللفظ له قالوا: أنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:

أنا أحمد، نا محمّد، نا البخاري، قال (2):

محمّد بن يوسف الدمشقي، عن قبيصة بن ذؤيب، عن عبد الرّحمن بن عوف قال: كنا

ص: 340


1- زيادة عن المختصر، و ترجمته في الجرح و التعديل 119/8 و التاريخ الكبير 263/1/1.
2- التاريخ الكبير للبخاري 263/1/1-264.

نركعهما إذا قمنا بين الأذان و الإقامة في المغرب، قاله عبد اللّه بن يزيد، عن سعيد بن أبي أيوب، حدّثني أبو مرحوم يعني عن محمّد بن يوسف.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي قالا: أنا ابن أبي حاتم (1) قال:

محمّد بن يوسف الدمشقي روى عن قبيصة بن ذؤيب، روى عنه أبو مرحوم عبد الرحيم ابن ميمون، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير قراءة.

قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الرابعة محمّد بن يوسف، دمشقي، روى عنه أبو مرحوم.

7147 - محمّد بن يوسف أبو بكر البغوي

سمع بدمشق أبا بكر بن زبّان (2) المعروف بابن أبي هريرة.

روى عنه محمّد بن أحمد بن محمّد النيسابوري.

أخبرنا أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الفاضلي، نا أبو سعيد عبد الواحد بن عبد الكريم بن هوازن إملاء، نا الشيخ محمّد بن أحمد بن محمّد العدل، أنا أبو بكر محمّد بن يوسف البغوي، أنا أبو بكر أحمد بن سليمان بن زبّان (3) الكندي الدمشقي بدمشق، نا هشام ابن عمار، فذكر حديثا.

7148 - محمّد بن يوسف

حدّث بدمشق عن سلم بن العباس بن الوليد الحمصي.

ص: 341


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 119/8.
2- بدون إعجام بالأصل، و هو أحمد بن سليمان بن زبان الكندي، أبو بكر الدمشقي الضرير، ترجمته في سير الأعلام 378/15.
3- الأصل: ريان، راجع الحاشية السابقة.

روى عنه إبراهيم بن أحمد بن المؤكد الصوفي الرقي.

7149 - محمّد بن يوسف بن هاشم

أبو بكر المقرئ العين زربي المعروف بالإسكاف (1)

روى عن أبي بكر محمّد بن سليمان بن يوسف الربعي، و أبي عمر محمّد بن موسى بن فضالة، و أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن تمام بن حازم (2)،و أحمد بن عمرو بن معاذ الداراني، و أحمد بن عبد اللّه بن عمر بن جعفر المالكي، و محمّد بن الخليل الأخفش، و جمع عدد آي القرآن العظيم.

روى عنه: عبد العزيز الكتاني (3)،و الأهوازي، المقرئ، و أبو علي الحسين بن مبشر (4) الكناني، و علي بن الخضر السلمي، و ذكر الحداد أنه رجل صالح.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو بكر محمّد بن يونس العين زربي المعروف بالإسكاف، قراءة عليه من أصل سماعه، نا أبو بكر محمّد بن يوسف الربعي، نا أبو العباس أحمد بن عامر بن المعمر نا هشام هو ابن عمار، نا الوليد هو ابن مسلم، نا مروان بن جناح، عن يونس بن ميسرة بن حلبس أنه حدّثه قال:

سمعت معاوية بن أبي سفيان يحدّث عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«الخير عادة و الشرّ لجاجة، و من يرد اللّه به خيرا يفقهه في الدين»[11856].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني قال:

توفي شيخنا أبو بكر محمّد بن يونس العين زربي المقرئ المعروف بالأساف في الثامن و العشرين من ذي الحجّة سنة إحدى عشرة و أربعمائة، حدث عن أبي عمر محمّد بن موسى ابن فضالة و غيره بشيء يسير، و كان ثقة مضى على سداد و أمر جميل.

و ذكر أبو علي الأهوازي: أنه مات يوم الخميس و دفن يوم الجمعة في الباب الشرقي في جمع كثير و خلق عظيم.

ص: 342


1- ترجمته في طبقات القراء للجزري 289/2 و معجم البلدان (عين زربى) و العين زربي نسبة إلى عين زربى بفتح الزاي و سكون الراء بلد بالثغر من نواحي المصيصة (معجم البلدان).
2- في معجم البلدان: حسان.
3- تحرفت في معجم البلدان إلى: الكناني.
4- في معجم البلدان: معشر.

حروف مختلفة في أسماء آباء المحمدين و اختلاف ألقابهم

7150 - محمّد خال مروان بن الحكم

كان على حجبة الوليد بن عبد الملك له ذكر.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن (1) السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (2) قال.

في تسمية عمال الوليد قال: حاجبه سعد (3) مولاه و يقال محمّد (4) مولى مروان، حدّثني الوليد بن هشام، عن أبيه، عن جده، و عبد اللّه بن المغيرة [عن أبيه] (5) و غيرهم بذلك.

7151 - محمد والد هارون

وفد على عمر بن عبد العزيز، و حكى عنه.

روى عنه ابنه هارون بن محمّد.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق، الحلال، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (6)،أنا محمّد بن عمر، نا هارون بن محمّد، عن أبيه قال:

رأيت عمر بن عبد العزيز بخناصرة (7) يأمر بزقاق الخمر أن تشقق و بالقوارير أن تكسّر.

7152 - محمّد الكوفي

وفد على عمر بن عبد العزيز، و حكى عنه.

روى عنه أبو الجراح.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم (8)،أنا أبو محمّد بن حيّان، نا علي بن رستم، نا عبد الرّحمن بن عمر، نا أبو الجراح، حدّثني محمّد الكوفي، قال:

ص: 343


1- تحرفت بالأصل إلى: الحسين.
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 312.
3- كذا، و في تاريخ خليفة: سعيد.
4- في تاريخ خليفة: محمد بن أبي سهيل مولى مروان.
5- زيادة لازمة عن تاريخ خليفة بن خيّاط.
6- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 365/5 في ترجمة عمر بن عبد العزيز.
7- تقدم التعريف بها قريبا.
8- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 266/5 في ترجمة عمر بن عبد العزيز.

شهدت عمر بن عبد العزيز [يخطب] (1) فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: أيها الناس إنّ اللّه خلق خلقه ثم أرقدهم، ثم يبعثهم من رقدتهم فإمّا إلى جنة و إما إلى نار، و اللّه إن كنا مصدّقين بهذا إنا لحمقى، و إن كنا مكذبين إنّا لهلكى ثم نزل.

7153 - محمّد الكناني ثم الليثي شاعر من خيل أبي الهيذام المزني

ذكر بلاءه معه في شعر.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي قال: و مما أفادنيه بعض أهل دمشق عن أبيه، عن جده و أهل بيته من المريين قال: و قال غلام من بني ليث بن بكر بن كنانة، ثم من ولد حبابة بن قيس يقال له محمّد و هو الذي قتل وزيرة ابن سماك العنسي:

قد علمت قيس بن عيلان أنني *** حملت على العنسي لم أتحرّف

و إنّي علاه المرج أول فارس *** حملت على ذي القونس المتحفف

و طاعنت يوم السكسكين معلما *** فأبت برمح في يديّ متقصّف

درست به حتى رأيت سنانه *** من الطعن محمرا كمنخر مرعف

و جابذت بالعضب الحسام و تلكم *** خلائق هذا الحي من آل خندف

دعت ويلها قحطان لما صمدتها *** و قلت لعنس قولة لم أعنف

أ لم تعلمي يا قيس عيلان أنّني *** صبور على قرح العدى المتعرف

فإن تنزل الأبطال أنزل و إن تحم *** حذار الودي يا قيس احمل و أعطف

شمائل من تلقاء عمي ورثتها *** و جثامة البهلول فارس مكنف

7154 - محمّد أبو عبد اللّه و يعرف باليسع

أحد الصالحين.

حكى عنه أبو بكر الهلالي.

ذكر أبو محمّد بن عبد اللّه بن بكر الطبراني قال: قال لي أبو عبد اللّه محمّد المعروف باليسع أقمت بدمشق مدة، و قوتي في الشهر أربعة دوانيق.

[ذكر من اسمه ماجد]

7155 - ماجد ابن النائحة أبو بكر الشاعر

من أهل دمشق، حكى عن أبي خلخلة الشاعر الدمشقي.

ص: 344


1- زيادة لازمة عن حلية الأولياء.

7156 - ماجد بن العلائلي

شاعر أديب، قدم دمشق.

حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن المحسن بن أحمد السلمي، من لفظه، و كتبه لي بخطه، قال:

ماجد بن العلائلي الشطرنجي، رأيته بدمشق، و لعبت معه بالشّطرنج (1)،و كانت (2)طبقته في الشطرنج كطبقته في الذكاء و الحفظ و الأدب، و أنشدني من شعر المشهى الدمشقي شيئا كثيرا، و ذكر لي من سرعة خاطره و بديهته ما يجل عن الوصف، و أقام بدمشق دون شهر، ثم سار إلى الجزيرة، و كان أنشدني أبياتا عملها في راقصة من..... (3) و تسمى الرشيقة لها قصّة من شعرها شبهها تشبيها عجيبا، و حديثه فيه طريقا مصيبا، و هو خافت على المقلتين من رمد فعلّقت في جبينها علقة.

[ذكر من اسمه] ما شاء اللّه

اشارة

[ذكر من اسمه] (4) ما شاء اللّه

7157 - ما شاء اللّه

7157 - ما شاء اللّه (5)

ولي إمرة دمشق يوم الاثنين لخمس خلون من رجب سنة أربع و ستين و ثلاثمائة من قبل أبي محمود المغربي (6)،بعد عزل جيش ابن الصّمصامة إلى أن قدم ريّان الخادم (7) في هذا الشهر، فكانت (8) ولاية ما شاء اللّه خمسة أيام.

ذكر من اسمه مالك

7158 - مالك بن أدهم السّلاماني

شهد صفين مع معاوية، و قتل يومئذ، و كان فارسا شاعرا.

ص: 345


1- الشطرنج و لا يفتح أوله لعبة معروفة (تاج العروس: شطرنج).
2- بالأصل: و كان.
3- لفظتان غير مقروءتين بالأصل.
4- زيادة منا.
5- ترجمته في أمراء دمشق ص 75 و تحفة ذوي الألباب 392/1.
6- اسمه إبراهيم، أبو محمود ابن جعفر الكتامي القائد ترجمته في الوافي بالوفيات 340/5.
7- ريان الخادم مولى المعز صاحب مصر، ترجمته في تحفة ذوي الألباب 381/1.
8- بالأصل: فكان.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو غالب محمّد بن الحسن بن أحمد، أنا أبو علي بن شاذان، أنا أحمد بن إسحاق بن نيخاب (1)،نا إبراهيم بن الحسين بن علي، نا أبو سعيد يحيى ابن سليمان الجعفي، نا نصر بن مزاحم (2)،نا عمرو بن شمر (3)،عن جابر الجعفي، عن الشعبي، عن الحارث بن أدهم، و صعصعة (4) بن صوحان، و أحدهما يزيد على الآخر، قالا:

قتل الأشتر في تلك المعركة بيده سبعة مبارزة منهم صالح بن فيروز العكي، و مالك بن أدهم السلاماني (5)،و رياح (6) بن عتيك الغساني، و الأجلح بن منصور الكندي، و إبراهيم بن الوضّاح الجمحي، و زامل بن عتيك (7) الحزامي، و محمّد بن روضة الجمحي، قالا: و قتل الأشعث فيها خمسة قال: و قال جابر خرج مالك بن أدهم و هو يقول:

إنّي منحت مالكا سنانيا *** أجبته بالرمح إذ دعانيا

لفارس أمنحه طعانيا

فشدّ عليه، الأشتر فطعنه، فثنى السنان و التوى عليه، ثم شدّ على الأشتر فطعنه، فمار السنان و التوى عليه، ثم شدّ عليه الأشتر فقتله و أنشأ يقول:

خانك رمح لم يكن خوّانا *** و كان قدما يقتل الفرسانا

بوّأته (8) لخير ذي قحطانا *** لفارس يخترم الأقرانا

أشتر لا و غلا و لا جبانا

7159 - مالك بن أدهم بن محرز بن أسيد بن أخشن بن رياح بن أبي خالد

ابن ربيعة بن زيد بن عمرو بن سلامة بن ثعلبة بن وائل بن معن بن مالك

ابن أعصر - و هو منبه - بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر (9) الباهلي (10)

و بنو باهلة أولاد معن و أولاد مالك أبيه، لأن معنا خلف على امرأة أبيه باهلة بنت

ص: 346


1- تحرفت بالأصل إلى: تيجاب.
2- رواه نصر بن مزاحم في وقعة صفّين ص 174-175.
3- بالأصل:«عمر بن سمرة» تحريف و المثبت عن كتاب وقعة صفّين.
4- الذي في وقعة صفّين: عن صعصعة.
5- في وقعة صفّين: السلماني.
6- تحرفت بالأصل إلى: رباح.
7- في وقعة صفّين: عبيد.
8- وقعة صفّين: لويته.
9- تحرفت بالأصل إلى: ينصر.
10- جمهرة ابن حزم ص 244 و 246.

صعب بن سعد العشيرة (1).

حكى عن عجلان بن سهيل.

روى عنه عبد اللّه، و إسماعيل بن عيّاش.

و وفد على هشام بن عبد الملك.

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمّد بن جرير، قال (2):ذكر عن أحمد بن خالد قال:

كان المنصور يسأل مالك بن أدهم كثيرا عن حديث عجلان بن سهيل أخي حوثرة بن سهيل، قال: كنّا جلوسا مع عجلان، إذ مرّ بنا هشام بن عبد الملك، فقال رجل من القوم:

قد مرّ (3) الأحول، قال: من نعني؟ قال: هشاما، قال: تسمي أمير المؤمنين بالنبز (4)،و اللّه لو لا رحمك لضربت عنقك، فقال المنصور: هذا و اللّه الذي ينفع مع مثله المحيا و الممات.

أنبأنا أبو القاسم النسيب، و غيره، قالوا: أنا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم بن بشر، نا ابن عائذ، نا الوليد، أخبرني عبد اللّه..... (5)،عن مالك بن أدهم الباهلي قال:

غزونا الصائفة مع معاوية بن هشام، فلمّا قفلنا و قدمنا وفدا إلى هشام أنا فيهم فلما قدمنا على هشام، قدم وفد البحر، فأذن لنا هشام جميعا فدخلنا عليه و قام خطيبا، فتكلم فأحسن، ثم قام خطيب البحر من الموالي فبذّ خطيبنا كلاما.

قال: و قد كان بعث البحر نكبوا قبل ذلك ثلاث غزوات، فقال خطيب البحر في كلامه: يا أمير المؤمنين لكلّ شيء اسطاما (6)،و إن اسطام الموالي العرب، فإن كان لك

ص: 347


1- جمهرة ابن حزم ص 245.
2- رواه الطبري في تاريخه 99/8.
3- بالأصل:«قدم» و المثبت «قد مرّ» عن الطبري.
4- بالأصل: بالشر، و المثبت عن الطبري. و النبز بالتحريك، اللقب، و قد يعيّر به.
5- كتب بالأصل بعد «عبد اللّه»: «يعني كذا» ثم بياض. و قد مرّ في أول الترجمة في أسماء الرواة عن مالك:«عبد اللّه» بدون نسبة.
6- جاءت بالأصل بالصاد و الطاء، و المثبت هنا، و في المواضع الأخرى عن تاج العروس «سطم» و الإسطام: المسعار.

بثغرك في البحر حاجة فاسطم الموالي بالعرب، فإنه أحسن لذات بيننا و أسخى لأنفسنا، و أهيب لنا في صدور عدونا، قال هشام: صدقت، و نصحت؛ فقطع البعث على الموالي و العرب.

أنبأنا أبو طالب الحسن بن محمّد الزينبي، نا أبو القاسم علي بن المحسن، أنا محمّد ابن المظفر، أنا بكر بن أحمد، نا أحمد بن محمّد بن عيسى البغدادي قال:

و مالك بن أدهم القيسي الباهلي حدّث عنه إسماعيل بن عياش، و كان أحد قواد مروان ابن محمّد الجعدي في آخر آمره كان في إحدى و ثلاثين و مائة بنهاوند.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال:

أدهم بن محرز بن أسد بن أخشن أحد بني الأحب بن زيد بن عمر بن وائل بن معن بن أعصر، شاعر من فرسان أهل الشام، و ابنه مسلم بن أدهم، و أخوه مالك بن أدهم، ولي نهاوند لابن هبيرة.

و بلغني أن مالكا بلغ [مائة] (1) سنة، و كان من صحابة المنصور.

7160 - مالك بن أسماء بن خارجة

7160 - مالك بن أسماء بن خارجة (2)

روى عنه عبد الرّحمن بن عبد اللّه المسعودي.

و وفد على عبد الملك بن مروان.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا أبو منصور بن شكرويه، أنا أبو بكر (3) بن مردويه، أنا أبو بكر الشافعي، أنا أبو الحسن المثنى بن معاذ بن معاذ العنبري، نا مسدّد بن مسرهد، نا يحيى، عن المسعودي، عن مالك بن أسماء بن خارجة، عن أبيه أنه سمع عبد اللّه يقول: إنّ ذا اللسانين في الدنيا له لسانان من نار يوم القيامة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن علي بن أبي عثمان، أنا الحسين بن الحسن بن علي بن المنذر، أنا أبو علي بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، نا أحمد بن جميل، أنا

ص: 348


1- زيادة عن جمهرة ابن حزم ص 247.
2- ترجمته و أخباره في سير أعلام النبلاء 357/4 و الشعر و الشعراء ص 492 و معجم الشعراء للمرزباني ص 266 و الأغاني 230/17 و التاريخ الكبير 312/7 و الجرح و التعديل 204/8.
3- بالأصل:«أيوب كريز» مكان «أبو بكر».

عبد اللّه بن المبارك، نا عبد الرّحمن المسعودي، عن مالك بن أسماء بن خارجة قال: كنت مع أبي أسماء إذ دخل رجل إلى أمير من الأمراء، فأثنى عليه و أطراه، ثم جاء إلى أبي أسماء فجلس إليه - و هو جالس في جانب الدار - فجرى حديثهما، فما برح حتى وقع فيه، فقال أسماء: سمعت عبد اللّه بن مسعود يقول: إنّ ذا اللسانين في الدنيا له يوم القيامة لسان من نار.

[قال ابن عساكر:] (1) و قد ذكرنا هذا الحديث عاليا في ترجمة أبيه أسماء.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين الصيرفي، و أبو الغنائم، و اللفظ له، قالوا: أنا أبو أحمد - زاد ابن خيرون و محمّد بن الحسن، قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري (2)قال:

مالك بن أسماء بن خارجة سمع أباه، قاله ابن المبارك عن المسعودي.

أخبرنا أبو الحسين (3) القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب إذنا، قالا: أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (4):

مالك بن أسماء بن خارجة روى عن أبيه، روى عنه عبد الرّحمن بن عبد اللّه المسعودي، سمعت أبي يقول ذلك.

قرأت بخط أبي الحسين الميداني في سماعه من أبي سليمان بن زبر، أنا أبي، أنا محمّد ابن عبيد، عن أبي الحسن الميداني، قال (5):

أوفد الحجّاج مالك بن أسماء بن خارجة: إلى عبد الملك فدخل عليه فسمع صراخا في داره، فقال: ما هذا يا أمير المؤمنين؟ قال: مات أبان بن عبد الملك في هذه الليلة، فقال مالك: أعظم اللّه أجرك يا أمير المؤمنين، فو اللّه ما على ظهر الأرض أهل بيت أعظم مرزئة،

ص: 349


1- زيادة منا.
2- التاريخ الكبير للبخاري 312/7.
3- تحرفت بالأصل إلى: الحسن.
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 204/8.
5- الخبر في كتاب التعازي و المراثي لأبي العباس المبرد ص 199.

و لا و اللّه أكفى لهم بالواحد الباقي من أنفسكم منكم أهل البيت، فأعجب عبد الملك كلامه، فاستعاده، و فضّله.

و كان الحجاج لا يستعمل مالكا لإدمانه الشراب و استهتاره به، فكتب عبد الملك إلى الحجاج: إنّك أوفدت إليّ رجل أهل العراق، فولّه و أكرمه.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد، عن نصر بن إبراهيم، عن أبي الحسن بن السمسار، أنا محمّد بن أحمد بن عثمان الشاهد، أنا محمّد بن جعفر العسكري، نا أبو الفضل العباس بن الفضل الربعي، نا محمّد بن عبيد اللّه العيني، قال:

كان مالك بن أسماء بن خارجة الفزاري عاملا للحجّاج على الحيرة، و كان صهرا له، فبلغه عنه شيء فعزله فلما ورد عليه قال: أنت القائل (1):

حبّذا ليلتي بحيث نسقى *** قهوة من سراتنا و نغنّى (2)

حيث دارت بنا الزّجاجة حتى *** يحسب الجاهلون أنّا جننّا

فمررنا بنسوة عطرات *** و سماع و قرقف فنزلنا

و قد مات للحجاج ابن، و أخ لمالك، فقال مالك: بل أنا القائل (3):

ربما قد لقيت أمس كئيبا *** أقطع الليل عبرة و نحيبا

أيها المشفق الملح حذارا *** إن للموت طالبا و رقيبا

فضل ما بين ذي الغنى و أخيه *** أن يعار الغنى ثوبا قشينا

قال: فرقّ الحجاج لهذا الشعر حتى دمعت عيناه، ثم أمر بحبسه و أداء ما عليه، و بعث إلى أهل عمله: أن ارفعوا عليه كل شيء.

فقال بعضهم لبعض: هذا صهر الأمير (4)،و يغضب عليه اليوم و يرضى عنه غدا لا تتعرضوا له.

فلما دخلوا على الحجّاج، دخل عليه شيخ منهم، فسأله، فقال: ما ولينا عامل أعف

ص: 350


1- الأبيات في الشعر و الشعراء ص 492.
2- روايته في الشعر و الشعراء: حبذا ليلتي بتلّ دبونا إذ نسقى شرابنا و نغنّى.
3- البيتان الأول و الثاني في سير الأعلام 357/4.
4- كان الحجاج بن يوسف قد تزوج أخت مالك، هند بنت أسماء بن خارجة.

عن أشعارنا و أبشارنا و أموالنا، فأمر به فضرب ثلاثمائة سوط، ثم دعا بقية أصحابه، فسألهم عنه، فلما رأوا ما أصاب الشيخ رفعوا عليه كل شيء، فقال الحجاج ما تقول يا مالك فيما يقول هؤلاء؟ قال: أصلح اللّه الأمير مثلي و مثلك و مثل هؤلاء و مثل المضروب مثل أسد كان يخرج إلى الصيد فصحبه ذئب و ثعلب، فخرجوا يتصيّدون، فاصطادوا حمار وحش، و تيسا، و أرنبا، فقال الأسد للذئب: من يكون القاضي و يقسم هذا بيننا؟ قال: أما الحمار فلك يا أبا الحارث، و التيس لي، و الأرنب للثعلب، فضربه الأسد ضربة وضع رأسه بين يديه، ثم قال للثعلب: من يقسم هذا بينا؟ قال: أنت أصلحك اللّه، قال الأسد: لا بل أنت، أنا الأمير و أنت القاضي؛ قال الثعلب: الحمار لك تتغدى به، و الأرنب لك تتفكّه به ما بينك و بين الليل، و التيس لك تتعشى به. قال الأسد: ويحك - يا أبا الحصين - ما أعدلك، من علّمك هذا القضاء؟ قال: علمنيه الرأس الذي بين يديك، و لكن الشيخ المضروب هو الذي علّم هؤلاء حتى قالوا ما سمعت، فضحك الحجاج، و وصل المضروب، و خلّى سبيل العامل.

أخبرنا أبو العزّ السلمي إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده، أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا القاضي (1)،نا الحسين بن القاسم الكوكبي، نا ابن أبي سعد (2)،حدّثني أبو جعفر الضبي، قال: قال عاصم بن الحدثان:

حدّثني من شهد الحجاج و هو يعاتب مالك بن أسماء، و كان استعمله على الحيرة و طسوجها (3)،فشكاه أهل الحيرة فبعث إليه فقال: يا عدو اللّه استعملتك و شرّفتك و أردت [أن] (4) ألحقك بعلية الرجال فأفسدت بعثك (5) و أشمت بأختك ضرائرها، و فضحت نفسك، و أقبلت على الباطل، و ما لا يحبّ اللّه من الشرب و قول الشعر، و الاهتتار (6) به و أقبلت تغنّي و تقول:

حبّذا ليلتي بتل بونا *** حيث نسقى شرابنا و نغنّى

بشرب الكأس ثمت الكاس حتى *** يحسب الجاهلون أنّا جننا

إنا لأخرجن جنونك من رأسك، يا حرسي أدخل من بالباب من أهل الحيرة، فدخلت

ص: 351


1- الخبر بطوله رواه المعافى بن زكريا الجريري في الجليس الصالح الكافي 159/2 و ما بعدها.
2- الجليس الصالح: ابن أبي سعد.
3- الطسوج: الناحية. فارسي معرب.
4- زيادة عن الجليس الصالح.
5- في الجليس الصالح: فأفسدت نعمتك.
6- في الجليس الصالح: و الانتشار به.

جماعة منهم شيخ من بني بقيلة، فقال لهم: أيّ أمير أميركم؟ قال الشيخ: خير أمير [غير] (1)إن الخمر غلت منذ ولينا، قال: و كيف ذاك؟ قال الشيخ: أخذ ألف دن في شهر. قال الحجاج: قاتله اللّه، ما أمكره (2) من شيخ لجاد ما تخلص إلى ما يريد قال: و مالك ساكت لا يتكلم، فأدخل عليه ملحان بن قيس الراسبي، و كان شيخا كبيرا، قد شهد مشاهد الحرورية فبعث إليه من البصرة، فقال له الحجاج: أملحان؟ قال: نعم ملحان، قال: أحمد اللّه الذي خصّني بقتلك و أراق دمك على يدي، قال: فضحك ملحان، و قال: و اللّه ما رأيت رجلا كاليوم أبعد من كلّ خير، و لا أقرب من كلّ قبيح، و اللّه يا حجّاج لو عرفت أنّ لك ربا و خفت عذابا و رجوت ثوابا ما اجترأت على اللّه هذه الجراءة، دونك دمي فأرقه، فالحمد للّه الذي أكرمني بهوانك، عليك لعنة اللّه و على من ولاّك، فاستشاط الحجاج و غضب، و قال: اضرب عنقه، فضربت عنقه، فتدهده رأسه، حتى كاد يصيب مالك بن أسماء. قال: ثم سكن الحجاج قليلا، ثم قال لمالك: تكلم تكلم، أ ما لك عذر؟ قبل اللّه عذرك. فقال مالك:

أصلح اللّه الأمير، إنّ لي و لك مثلا، قال الحجاج: ما هو قبح اللّه أمثالكم يا أهل العراق، هات، قال: زعموا أنّ أسدا و ذئبا و ثعلبا اصطحبوا، فخرجوا يتصيّدون، فصادوا حمارا و ظبيا و أرنبا، فقال الأسد للذئب: يا أبا جعدة أقسم بيننا صيدنا قال: الأمر أبين من ذلك، الحمار لك و الأرنب لأبي معاوية و الظبي لي، قال: فخبطه الأسد فأندر رأسه، ثم أقبل على الثعلب و قال: قاتله اللّه ما أجهله بالقسمة، هات أنت، قال الثعلب: يا أبا الحارث الأمر أوضح من ذلك، الحمار لغدائك، و الظبي لعشائك، و تخلّل بالأرنب فيما بين ذلك، قال الأسد: ويحك ما أقضاك، من علّمك هذه القضية؟ قال: رأس الذئب النادر بين عيني، و لكن رأس ملحان أبطل حجتي أصلحك اللّه، قال: أخرجوه عنّي قبحه اللّه و قبّح أمثاله. قال العاصم بن الحدثان: و ملحان الذي يقول:

و أبيض مخبات إذا الليل جنّه *** رعى حذر النار النجوم الطوالعا

إذا استقبل (3) الأقوام يوما رأيته *** حذار عقاب اللّه للّه ضارعا

ص: 352


1- الزيادة عن الجليس الصالح.
2- الأصل: يكره، و المثبت عن الجليس الصالح.
3- في الجليس الصالح: إذا استثقل الأقوم نوما رأيته حذارا عقاب اللّه للّه ضارعا .

فطورا تبكّى ساجدا متضرّعا *** و طورا يناجي اللّه و سنان راكعا

صحبت فلم أذمم و ما ذمّ صحبتي *** و كان لخلاّت المكارم جامعا

سخيّا شجاعا ببذل النفس في الوغا *** حياة إذا لاقى العدوّ المقارعا

فلاقى (1) المنايا مسلم بن خويلد *** فلم يك إذ لاقى المنية جازعا

مضى و القنا (2) في نحره متقدّما *** إلى قرنه حتى تكعكع راجعا

[و أدبرت] (3) الأقران عنه و خافهم *** و كان قديما للعدو مما صعا

فمات حميدا مسلم بن خويلد *** لأهل التقى و الحزم و الحلم فاجعا

و مسلم بن خويلد بن زيان (4) الراسبي قتل يوم النهروان، و أم مسلم أخت وهب الراسبي عمة السجاد عبد اللّه بن وهب ذي الثفنات (5) و كان يقال له السجاد.

قال القاضي (6):حتى تكعكع راجعا، معناه: ارتد راجعا، و وقف على المضي و الاستمرار على و وتيرته.

و قوله: و كان قديما للعدو و مماصعا: المماصعة: المضاربة، و المجالدة يقال: ماصعه مماصعة و مصاعا (7) مثل ضاربه مضاربة و ضرابا، و قاتله مقاتلة و قتالا، و صارعه مصارعة و صراعا من المصاع قول الأعشى (8):

يصف جواري يلهون و يتلاعبن و تضاربا بحليّهن.

و قال القطامي:

تراهم يغمزون من استركوا *** و يجتنبون من صدق المصاعا (9)

و يروى عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في التذكية: إذا مصعت بذنبها و هو من هذا و جاء عن بعض أهل التأويل في البرق أنه:«مصع ملك.

ص: 353


1- الأصل:«فلالا» و المثبت عن الجليس الصالح.
2- الجليس الصالح: و القناة.
3- مكانها بياض بالأصل، و المثبت عن الجليس الصالح.
4- صورتها بالأصل:«دنان» و المثبت عن الجليس الصالح.
5- الثفنات واحدتها ثفنة، و هي الركبة، أو ما يلقي به البعير الأرض من أجزاء جسمه فيغلظ و يجمد.
6- يعني محمد بن زكريا الجريري، صاحب كتاب الجليس الصالح الكافي.
7- بالأصل:«و ماضعا» و المثبت عن الجليس الصالح.
8- ديوانه ص 206.
9- البيت في اللسان «مصع».

و في هذا المثل الذي ضربه مالك بن أسماء للحجاج تأدية (1) و تنبيه، و قياس و تشبيه، يعتبر به ذوو اللب (2) حكمته في القلب.

و مما يضارع هذا المثل ما أتى به الحكماء عن ألسن البهائم: ما ذكر أنّ الأسد كان يلازمه و يحضر مجلسه ذئب و ثعلب، و أن الأسد وجد علة فتأخر عنه الثعلب أياما ففقده، و سأل عنه فقال: ما فعل الثعلب فإنّني لم أره منذ أيام و مع ما عرض لي من المرض، فانتهزها الذئب ليغري به الأسد و يفسد حاله عنده، و يحمله على مكروهه، فقال: أيها الملك ما هو إلاّ أن وقف على علّتك حتى استبدّ بنفسه و مضى فيما يخصّه من كسبه (3) و لهوه، و بلغ الثعلب هذا فوافى الأسد، فلما دخل عليه قال له: ما أخّرك عني مع علّتي و حاجتي إلى كونك بالقرب مني؟ قال: أيها الملك لما وقفت على العلّة العارضة لم يستقر بي قرار و جعلت أجول و أحوم (4) إلى أن وقفت إلى ما يشفي الملك من مرضه، فقال: قد علمت أنك لا تفارق نصيحتي و لا تخرج عن طاعتي، فما الذي وقفت عليه مما أستشفي به؟ قال تتناول خصى ذئب، فإنه يبرئك حين (5) يستقر في جوفك، فقال: أنا عامل على هذا، و خرج الثعلب فقعد في دهليز الأسد، و وافى الذئب فحين وقف بين يديه وثب عليه، فالتهم خصيتيه، فخرج و الدم يسيل و يخرج على فخذيه، فلما مرّ بالثعلب قال له: يا صاحب السراويل الأحمر، إذا جالست الملوك، فانظر كيف تذكر حاشيتهم عندهم.

و قد روينا في بعض مجالسنا هذه أنه قيل لبعض الحكماء: ممن تعلّمت العقل؟ قال ممن لا عقل له، كنت أرى الجاهل يفعل الشيء فيضرّه فيجتنبه.

أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمّد الزينبي أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان الأزهري.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن المهتدي، و أبو منصور علي بن محمّد الأنباري، و أبو محمّد بن الآبنوسي قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، قالا: أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو

ص: 354


1- كذا، و في الجليس الصالح: تأديب.
2- الأصل: ذو اللب، و المثبت عن الجليس الصالح.
3- تقرأ بالأصل: كسر، و المثبت عن الجليس الصالح.
4- كذا، و في الجليس الصالح: و أجوب الآفاق.
5- بالأصل: حتى، و المثبت عن الجليس الصالح.

مزاحم موسى بن عبيد اللّه، نا الحارث بن أبي أسامة قال: و حدّثني أبو الحسن المدائني قال:

دخل مالك بن أسماء سجن الكوفة قال: فجلس إلى رجل من بني مرة، ثم اتكأ عليّ في يوم حارّ. قال مالك: و أقبل عليّ المري (1) يحدّثني حتى أكثر و غمّني (2) ثم قال: أ تدري كم قتلنا منكم في الجاهلية؟ قال: قلت: أما في الجاهلية فلا، و لكن - قال الزينبي: و لكني - أعرف من قتلتم منا في الإسلام، قال: من؟ قلت: إياي قد قتلتني غمّا.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، و حدّثني أخي أبو الحسين الفقيه هبة اللّه بن الحسن عنه، أنا أبو بكر الخطيب، نا أبو نعيم الحافظ بأصبهان، نا أحمد بن بندار بن إسحاق الفقيه، و أبو محمّد بن حيّان، قالا: أنا أحمد بن محمّد الحمال، نا أبو جعفر محمّد بن الحسن ديدان، أنا أبو محلم السعدي قال:

حبس الحجاج مالك بن أسماء بن خارجة الفزاري، و كان معه في الحبس رجل من بني تميم، فأقبل التميمي على مالك يقول له: قتلنا منكم يوم جبلة كذا و كذا، و قتلنا منكم يوم كذا و كذا و كذا كذا فقال مالك: ما أدري من قلتم منا في الجاهلية و لكن إن شئت أنبأتك بمن قتلتم منا في الإسلام، قال:..... (3) قال إياي قتلت ببغضك و ثقلك (4).

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم النسيب، و أبو الوحش سبيع ابن المسلم عنه، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم، نا محمّد بن يحيى الصولي، نا ثعلب بن الأعرابي، حدّثني أبو الحسن النحوي، قال: كان لسعيد بن سلم حديث حدث به عن الحجاج أنه كان ينشد دائما قول مالك بن أسماء.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أخبرني أبو بكر الخطيب، أنا أبو نعيم الحافظ، نا سليمان بن أحمد الطبراني، نا أحمد بن يحيى ثعلب، نا الزبير بن بكّار، حدّثني عبد اللّه بن إبراهيم الجمحي، حدّثني سعيد بن سلم قال: كان الحجاج بن يوسف ينشد قول مالك بن أسماء بن خارجة:

يا منزل الغيث بعد ما قنطوا *** و يا وليّ النعماء و المنن

يكون ما شئت أن يكون و ما *** قدّرت ألاّ يكون لم يكن

ص: 355


1- الأصل: المزني.
2- الأصل:«كسر و عمي» و المثبت عن المختصر.
3- غير واضحة بالأصل.
4- بدون إعجام بالأصل، و لعل الصواب ما ارتأينا.

لو شئت إذ كان حبها عرضا *** لم ترنى وجهها و لم ترني

يا جارة الحي كنت لي سكنا *** إذ ليس بعض الجيران بالسكن

أذكر من جارتي و مجلسها *** طرائفا من حديثها الحسن

و من حديث يزيدني مقة *** ما لحديث المحبوب من ثمن

ثم يقول الحجاج: ما له فضّ اللّه فاه، ما أشعره، و ما أخبره.

و في رواية الطبراني: و ليس بعض الحيوان، و فيها: ما لحديث المرموق.

كتب إلي أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، حدّثني أبو عبد اللّه محمّد بن العباس بن أحمد الضّبّي ببخارا قال: سمعت يعقوب بن إسحاق يقول:

قرأت على أبي أحمد محمّد بن موسى البربري، نا الزبير بن بكار، حدّثني عبد اللّه بن بكار ابن إبراهيم الجمحي، حدّثني سعيد بن سلم يعني ابن قتيبة قال: كان الحجاج بن يوسف ينشد قول مالك بن أسماء:

يا منزل الغيث بعد ما قنطوا *** و يا وليّ النعماء و المنن

يكون ما شئت أن يكون و ما *** قدّرت ألاّ يكون لم يكن

لو شئت إذا كان حبّها عرضا *** لم ترني (1) وجهها و لم ترني

يا جارة الحيّ كنت لي سكنا *** إذ ليس بعض الجيران بالسكن

أذكر من جارتي و مجلسها *** طرائفا من حديثها الحسن

و من حديث يزيدني مقة *** ما لحديث المحبوب من يمن

ثم يقول الحجاج: ما له، فض اللّه فاه، ما أشعره.

أخبرنا أبو منصور محمّد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون في كتابه، و حدّثنا أبو سعد بن السمعاني عنه، أنا أبو محمّد الجوهري - إجازة - أنا أبو عمر محمّد بن العباس بن حيوية الخزّاز (2)،نا محمّد بن القاسم بن بشار بن الأنباري، نا أحمد بن يحيى، عن الزبير بن بكار، حدّثني عمي مصعب و يعقوب بن محمّد الزهري قالا (3):

رأى (4) عمر بن أبي ربيعة في الطواف رجلا قد بهر الناس بجماله و حسنه، فسأل عنه

ص: 356


1- الأصل: يرى.
2- الأصل: الحراز، تحريف.
3- بالأصل: قال.
4- الخبر و الشعر في الأغاني 234/17.

فقيل (1):هو مالك بن أسماء بن حصن الفزاري، فأتاه عمر فسلّم عليه و قال: أنت أخي .... (2) به فقال مالك: و من أنا؟ و من أنت؟ قال: أما أنا فستعرفني، و أما أنت فالذي تقول:

إن لي عند كلّ نفحة *** ريحان من الورد أو من الياسمينا

نظر و التفاتة لك أرجو *** أن تكون حللت فيما يلينا

قال: أنت عمر؟ قال: نعم، فاعتنقه، قال أبو بكر: يعني ابن الأنباري، و زادني في هذا الجزء أحمد بن سعيد الدمشقي، نا الزبير بن بكار بالإسناد الذي تقدم و المتن إلى آخره قال:

ثم قال مالك بن أسماء لعمر و أنت الذي تقول (3):

طرقتك بين مسبّح و مكبّر *** بحطيم مكّة حيث سال الأبطح

فحسبت مكة و المشاعر كلها *** و رحالنا باتت بمسك تنفح

أخبرنا أبو الفرج غيث بن علي، أخبرني أبو بكر الخطيب، أنا أبو نعيم الحافظ، نا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن يحيى ثعلب، نا الزبير بن بكار، حدّثني عمي مصعب بن عبد اللّه و يعقوب الزهري، قالا:

رأى عمر بن أبي ربيعة رجلا يطوف بالبيت فبهره جماله و تمامه، فسأل عنه، فقيل:

مالك بن أسماء بن خارجة بن حصن الفزاري، فجاءه يعانقه و سلّم عليه و قال: أنت أخي، قال مالك: و من أنا؟ و من أنت؟ قال: أما إنك ستعرفني، و أمّا أنت فالذي تقول:

إن لي عند كل نفحة بستا *** ن من الورد أو من الياسمينا

نظرة و التفاتة لك أرجو *** أن تكون حللت فيما يلينا

قال: أنت عمر (4)،قال: أنا عمر، قال: و أنت الذي تقول:

طرقتك بين مسبح و مكبّر *** بحطيم مكة حيث سال الأبطح

فحسبت مكة و المشاعر كلها *** و رحالنا باتت بمسك تنفح

و ذكر الزبير بن بكار قال: حدثني جهم بن مسعدة [قال:] كان بين مالك بن أسماء و بين عيينة بن أسماء بن خارجة شيء، فلما عذب الحجاج عيينة بن أسماء قال مالك بن أسماء:

ص: 357


1- بالأصل: فقال.
2- كلمة غير واضحة بالأصل.
3- ليس البيتان في ديوان عمر بن أبي ربيعة.
4- بالأصل: أنت يا عمر.

لما أتاني عن عيينة أنه *** عان عليه تظاهر الأقياد

نحلت له نفسي النصيحة إنه *** عند الشدائد تذهب الأحقاد

أخبرنا أبو علي بن نبهان، ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن و أبو الحسن محمّد بن إسحاق بن إبراهيم، و أبو علي محمّد بن سعيد.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو طاهر قالوا:

أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو بكر محمد بن الحسن بن مقسم العطار، نا أبو العباس أحمد بن يحيى، أنشدنا عمر بن شبة، أنشدني محمد بن إبراهيم الزبيري لمالك بن أسماء بن خارجة (1):

أ مغطى مني على بصري في أل *** حب أم أنت أكمل الناس حسنا

و حديث ألذه هو مما *** تشتهيه (2) النفوس يوزن وزنا

منطق صائب و تلحن أحيا *** نا و خير (3) الحديث ما كان لحنا

أخبرنا أبو سعد أحمد بن عبد الجبّار بن الطّيّوري، عن أبي الحسن أحمد بن علي الثوري، أنا أبو العباس أحمد بن محمّد الرصافي، نا أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة، نا محمّد بن موسى بن حماد، حدّثني أبو عبد اللّه العدوي، حدّثني الحسين قال:

سمعت أبي يقول: سمعت مصعبا يقول: قرأت على لوحين مكتوب عليهما على قبرين:

أ مغطّى مني على بصري في الحب *** أم أنت أكمل الناس حسنا

و حديث ألذه هو مما *** ينعت الناعتون يوزن وزنا

و رأيت امرأة عند القبرين و هي تقول:

لم تمنعك الدنيا من لذتها و لم *** تساعدك الأقدار بما تهوى منها

فأزفرتني كمدا، فصرت مطية الأحزان، فليت شعري كيف وجدت مقيلك و ما ذا قلت و قيل لك، ثم قال: أستودعك من وهبك لي ثم سلني أسرّ ما كنت بك، فقلت لها: يا أمة اللّه، ارضي بقضاء اللّه و سلّمي لأمره، فقالت: هاه، نعم، فجزاك اللّه خيرا، لا حرمني اللّه

ص: 358


1- الأبيات في الشعر و الشعراء ص 492 و الثاني و الثالث في الأغاني 236/17.
2- في الشعر و الشعراء: يشتهي الناعتون يوزن وزنا. و في الأغاني: ينعت الناعتون يوزن وزنا.
3- الشعر و الشعراء و الأغاني: و أحلى.

أجرك و لا فتّني بفراقك، فقلت لها: من هذا؟ فقالت: ابني، و هذه ابنة عمه، كان مسمّى بها و هي صغيرة، فليلة زفت إليه أخذها وجع أتى على نفسها فقضت فانصدع قلب ابني، فلحقت روحه روحها فدفنتهما في ساعة واحدة، فقلت: فمن كتب على القبرين هذا؟ قالت: أنا، قلت: و كيف؟ قالت: كان كثيرا ما يتمثل بهذين البيتين فحفظتهما لكثرة تلاوته لهما، فقلت:

ممّن أنت؟ قالت: فزارية، قلت: و من قالهما؟ قالت: كريم ابن كريم، سخي ابن سخي، شجاع ابن بطل صاحب رئاسة، قلت: و من؟ قالت: مالك بن أسماء بن خارجة ابن حصن يقولهما في امرأته حبيبة بنت أبي جندب الأنصاري، ثم قالت: و هو الذي يقول:

يا منزل الغيث بعد ما قنطوا *** و يا ولي النّعماء و المنن

يكون ما شئت أن يكون و ما *** قدّرت أن لا يكون لم يكن

لو شئت إذ كان حبها عرضا *** لم ترني وجهها و لم ترني

يا جارة الحي كنت لي سكنا *** إذ ليس بعض الجيران بالسّكن

أذكر من جارتي و مجلسها *** طرائفا من حديثها الحسن

و من حديث يزيدني مقة *** ما لحديث الموموق من ثمن

قال: فكتبتها ثم قامت مولية فشغلتني عما إليه قصدت لتسكين ما بي من الأحزان أخبرنا أبو بكر بن المزرفي، أنا أبو جعفر بن المسلمة، و أبو علي، قالا: أنا أبو الفرج أحمد بن محمّد بن عمر، أنا أبو سعيد السيرافي، نا أبو بكر بن السراج [نا] (1) محمّد بن السري، نا أبو العباس محمّد بن يزيد قال:

أول ما سمعت الرياشي ينشد شعرا لمالك بن أسماء (2) بن خارجة (3):

يا ليت لي خصّا بداركم (4) *** بدلا بداري في بني أسد

الخصّ (5) فيه تقرّ أعيننا *** خير من الآجرّ و الكمد

قال: و أنشدني أيضا له يقول لأخيه عيينة:

ص: 359


1- زيادة لازمة.
2- بالأصل:«خارجة بن أسماء» و فوقهما علامتا تقديم و تأخير.
3- البيتان في الأغاني 234/17 و الشعر و الشعراء ص 493.
4- في المصدرين: يجاورها.
5- أخّر البيت بالأصل عن موضعه، و كتب بين البيتين التاليين الذي قالهما في أخيه عيينة.

أعيين هلاّ إذ شغفت (1) بها *** كنت استغثت بفارع العقل

أرسلت تبغي الغوث من قبلي *** و للمستغاث إليه في شغل

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، و أبو محمّد بن طاوس، قالا: أنا أبو البركات بن طاوس، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان، أنا أبو علي بن حمكان، أنا محمّد بن الحسن النقاشي، نا أبو نعيم عبد الملك بن محمّد، نا الربيع بن سليمان، نا الشافعي قال (2):

كانت هند (3) بنت أسماء بن خارجة [جارية] (4) حسناء ظريفة، و كان أخواها عيينة (5)و مالك يتعشقانها و يكتمان ذلك، ثم إن عيينة كتب إلى أخيه مالك يستشفع به على أخته هند، فكتب مالك إلى عيينة جوابه:

أعيين هلاّ إذ كلفت بها *** فكيف استغثت بفارغ العقل

أقبلت ترجو الغوث من قبلي *** و المستغاث إليه في شغل

فلما قرأ جواب أخيه علم أن به مثل ما به، فأمسك عن ذلك.

رواها غيره قال: كانت لهند بنت أسماء جارية حسناء، و هو أقرب إلى الصواب (6).

7161 - مالك بن أوس بن الحدثان بن الحارث بن عوف بن ربيعة بن يربوع

ابن وائلة بن دهمان بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن - و يقال:

ابن أوس بن الحدثان، و سعد بن يربوع بن وائلة بن دهمان بن نصر

أبو سعيد - و يقال: أبو سعد - النصريّ (7)(8)

أدرك النبي صلّى اللّه عليه و سلم.

ص: 360


1- كذا بالأصل و الشعر و الشعراء، و في الأغاني كلفت بها.
2- الخبر و البيتان في الأغاني 233/17-234 و الشعر و الشعراء ص 492-493.
3- كذا بالأصل: هند، و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى رواية أخرى و هي الصواب.
4- زيادة لازمة عن المختصر، و انظر الأغاني و الشعر و الشعراء و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى لزوم وجودها.
5- بالأصل: عتبة، تصحيف، و التصويب عن المصدرين، و قد جاء «عتبة» في كل مواضع الخبر.
6- و هي الرواية التي وردت في الأغاني و الشعر و الشعراء.
7- تحرفت بالأصل إلى: البصري.
8- ترجمته في تهذيب الكمال 389/17 و تهذيب التهذيب 353/5 و التاريخ الكبير 305/7 و الجرح و التعديل 8/ 203 و تذكرة الحفاظ 68/1 و سير أعلام النبلاء 171/4 و الإصابة ترجمة 7595 و أسد الغابة 235/4. و الحدثان بفتح أوله و ثانيه و ثالثه. و كذا ورد في عامود نسبه: بن الحدثان بن الحارث بن عوف، و ليس:«الحارث» في عامود نسبه، و لا في نسب أبيه، في مصادر ترجمة أبيه أوس، إن في الاستيعاب أو الإصابة أو أسد الغابة، و ليس في ترجمته في تهذيب الكمال.

و حدّث عن: عمر، و عثمان، و علي، و طلحة، و الزبير، و سعد بن أبي وقّاص، و عبد الرّحمن بن عوف، و العبّاس بن عبد المطّلب.

روى عنه: محمّد بن جبير بن مطعم، و الزهري، و أبو الزبير، و محمّد بن المنكدر، و محمّد بن عمرو بن عطاء، و عمران (1) بن أبي أنس، و عكرمة بن خالد، و عروة بن الزّبير، و أبو عمرو بن حماس، و صدقة بن يسار، و محمّد بن عمرو (2) بن حلحلة، و سلمة بن وردان، و إبراهيم بن عبيد بن رفاعة.

و شهد مع عمر بن الخطّاب فتح بيت المقدس و الجابية من أعمال دمشق.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا الحسن بن علي - هو أبو علي الحافظ - نا محمّد بن إسحاق بن خزيمة، نا حسين بن عيسى البسطامي، عن أبي ضمرة أنس بن عياض، عن سلمة بن وردان، عن مالك بن أوس أنه كان مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم جالسا، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«وجبت»[11857].

قال ابن مندة: و هذا وهم، و الصواب عن أنس بن مالك (3).

أخبرتنا أم المجتبى بنت نصر قالت: قرأ علي إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا سريج (4) بن يونس، نا ابن أبي فديك، عن سلمة بن وردان، عن أنس قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«من أصبح منكم اليوم صائما؟» قال عمر: أنا، قال:«من تصدّق منكم اليوم؟» قال عمر: أنا، قال:«فمن شهد منكم جنازة؟» قال عمر: أنا، قال:«فمن عاد مريضا؟» قال عمر: أنا، قال:«وجبت لك، وجبت لك، وجبت لك»[11858].

و قد رواه أبو ضمرة أنس بن عياض الليثي، عن سلمة بن وردان، و لسلمة عن مالك حديث آخر مسند.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء محمّد بن علي

ص: 361


1- بالأصل: عمر، و المثبت عن تهذيب الكمال.
2- عن تهذيب الكمال و سير الأعلام، و بالأصل: عمر.
3- أسد الغابة 235/4.
4- تحرفت بالأصل إلى: شريح.

الواسطي، أنا محمّد بن أحمد البابسيري، نا الأحوص بن المفضّل الغلاّبي، حدّثني أبي ..... (1) سلمة بن وردان قال: قال أنس بن مالك و مالك بن أوس بن الحدثان إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خرج يتبرّز فلم يجد أحدا يتبعه، فمرّ عمر فتبعه بفخارة أو مطهرة، فوجده ساجدا في سربه (2)،فجلس وراءه حتى رجع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فقال:«قد أحسنت يا عمر حين وجدتني ساجدا فتنحّيت عني، إنّ جبريل جاءني فقال: من صلّى عليك واحدة صلّى اللّه عليه عشرا، و رفعه عشر درجات»[11859].

أخبرنا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو، محمّد بن أحمد بن حمدان.

و أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى أحمد بن علي، نا سويد، عن مالك (3)-و في حديث حمدان: نا - سويد بن سعيد، نا مالك، عن ابن شهاب، عن مالك بن أوس بن الحدثان أنه أخبره.

[أنه التمس] (4) صرفا بمائة دينار قال: فدعاني طلحة بن عبيد اللّه فتراضينا (5) في الصرف حتى اصطرف مني و أخذ الذهب يقلّبها في يده، فقال: حتى يجيء خازني من الغابة (6)،و عمر بن الخطّاب يسمع، فقال عمر: لا و اللّه لا تفارقه حتى تأخذ منه، ثم قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«الذهب بالذهب ربا إلاّ هاء و هاء (7)،- زاد ابن حمدان: و التمر بالتمر ربا إلاّ هاء و هاء قالا:- و الشعير بالشعير ربا إلاّ هاء و هاء». [11860].

و أخبرناه أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي أبو (8) يعلى.

و أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر، أنا أبو يعلى بن الفراء، أنا علي بن معروف بن محمّد، نا عبد اللّه البغوي، نا مصعب بن عبد اللّه، حدّثني مالك بن أنس، عن الزهري، عن مالك بن أوس بن الحدثان قال:

ص: 362


1- كلام ممحو بالأصل.
2- أي طريقه.
3- رواه مالك في الموطّأ ص 439 رقم 1327 في: ما جاء في الصرف.
4- الزيادة استدركت على هامش الأصل، و بعدها صح.
5- كذا بالأصل، و في الموطأ:«فتراوضنا».
6- الغابة: موضع قرب المدينة، به أموال أهل المدينة.
7- يعني: أن يقول الأول: خذ هذا، و يقول الآخر: مثل ذلك، و أصلها: هاك، أبدلت الكاف مدّة.
8- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.

جئت بدنانير لي، فأردت أن أصرفها، فلقيت طلحة بن عبيد اللّه، فاصطرفها و أخذها، و قال: حتى يجيء خازني من الغابة، و قال فيها كلها: هاء و هاء، فسألت عمر بن الخطّاب عن ذلك، فقال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«الذهب بالورق ربا إلاّ هاء و هاء، و البر بالبر ربا إلاّ هاء و هاء، و الشعير بالشعير ربا إلاّ هاء و هاء، و التمر بالتمر [ربا] إلاّ هاء و هاء» (1)[11861].

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد - في كتابه - و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي ابن حمد عنه، أنا أبو نعيم الحافظ، نا سليمان بن أحمد، نا أبو زرعة، نا أبو اليمان، أنا شعيب، عن الزهري (2) قال: أخبرني مالك بن الحدثان النّصري.

أن عمر بن الخطّاب دعاه بعد أن ارتفع النهار، قال: فدخلت عليه، فإذا هو جالس على رمال (3) سرير له، ليس بينه و بين الرمال فراش، متكئا على وسادة من أدم، فقال: يا مالك، إنه قد قدم من قومك أهل أبيات حضروا المدينة، و قد أمرت لهم برضخ (4) فاقبضه فاقسمه بينهم، فقلت: يا أمير المؤمنين، لو أمرت بذلك غيري، قال: اقسمه أيها المرء، فبينا أنا عنده إذا جاء حاجبه يرفأ (5) فقال: هل لك في عثمان، و عبد الرّحمن، و الزبير، و سعد يستأذنون، قال: فأدخلهم، فلبث قليلا ثم جاءه فقال: هل لك في علي، و عبّاس يستأذنان؟ قال: فأذن لهما فدخلا، فقال العبّاس: يا أمير المؤمنين اقض بيننا - و هما يختصمان في الصوافي التي أفاء اللّه على رسوله صلّى اللّه عليه و سلم من أموال بني النضير - فاستبّا عند عمر، فقال الرهط الذين عنده: يا أمير المؤمنين اقض بينهما، و أرح أحدهما من الآخر، قال عمر: اتئدوا (6) أنشدكم اللّه الذي بإذنه تقوم السماء و الأرض، هل تعلمون أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«لا نورث، ما تركناه صدقة» يريد بذلك نفسه، فقالوا: قد قال ذلك.

فأقبل عمر على علي و على العبّاس: أنشدكما اللّه، أ تعلمان أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال ذلك؟

ص: 363


1- هذه رواية الموطّأ للحديث - راجع رقم 1327.
2- الخبر في سير أعلام النبلاء 172/4 مختصرا، و بطوله في صحيح مسلم(32) كتاب الجهاد،(15)، باب حكم الفيء، رقم 1377/31757 و ما بعدها.
3- الرمال: بضم الراء و كسرها. و هو ما ينسج من سعف النخل و غيره، ليضطجع عليه.
4- الرضخ: العطية القليلة.
5- بالأصل: يرقا، تصحيف، و الصواب ما أثبت، و يرفا منهم من همزه «يرفأ» و منهم من لم يهمزه.
6- أي اصبروا و أمهلوا.

قالا: نعم، قال: فإنّي أحدثكم عن هذا الأمر، إنّ اللّه كان خصّ رسوله في هذا الفيء بشيء [لم] (1) يعطه أحدا غيره، فقال اللّه عز و جل: مٰا أَفٰاءَ اللّٰهُ عَلىٰ رَسُولِهِ مِنْهُمْ، فَمٰا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَ لاٰ رِكٰابٍ، وَ لٰكِنَّ اللّٰهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلىٰ مَنْ يَشٰاءُ، وَ اللّٰهُ عَلىٰ كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ (2)، فكانت هذه خالصة لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فما احتازها دونكم و لا استأثر بها عليكم، لقد أعطاكموها و بثها فيكم حتى بقي منها هذا المال، فكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ينفق على أهله نفقة سنتهم من هذا المال، ثم يأخذ ما بقي فيجعل مجعل مال اللّه، فعمل بذلك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم حياته ثم توفي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فقال أبو بكر: أنا ولي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فقبضه، فعمل فيه بما عمل فيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و أنتما حينئذ،- و أقبل على عليّ و عبّاس يذكر أن أبا بكر كما يقولان - و اللّه يعلم أنه فيهما لصادق برّ راشد، تابع للحق، ثم توفّى اللّه أبا بكر، فقلت: أنا ولي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و أبي بكر، فقبضته سنتين من إمارتي أعمل فيه بمثل ما عمل به فيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و ما عمل فيه أبو بكر، و أنتما حينئذ، و أقبل على عليّ و عباس يذكران أنّي فيه كما يقولان، و اللّه أعلم أني فيه لصادق برّ راشد، تابع للحق، ثم جئتماني كلاكما و كلمتكما واحدة و أمركما جميع، فجئتني - يعني عباسا - فقلت لكما إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«لا نورث ما تركناه صدقة» فلما بدا لي أن أدفعه إليكما قلت: إن شئتما دفعته إليكما على أن عليكما عهد اللّه و ميثاقه لتعملان فيه بما عمل فيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و أبو بكر و ما عملت به منذ وليته و إلاّ فلا تكلماني، فقلتما:

ادفعه إلينا بذلك فدفعته إليكما أ فتلتمسان مني قضاء غير ذلك، فو اللّه الذي لا إله إلاّ هو، الذي بإذنه تقوم السماء و الأرض لا أقضي فيه بقضاء غير ذلك حتى تقوم الساعة، فإن عجزتما فادفعاه إليّ فأنا أكفيكماه.

أخرجه البخاري (3) عن أبي اليمان. ذكره محمّد بن عمر الواقدي عن أبي بكر بن أبي ..... (4)،عن عبد الواحد بن أبي عوف، عن عمران بن أبي أنس، عن مالك بن أوس ابن الحدثان قال:

قدمنا مع عمر بيت المقدس، فدخل المسجد فتقدم الصخرة، فجعلها خلف ظهره و قال: هذه القبلة، ثم قال: عليّ بعبد اللّه بن سلاّم، فأتي به، فأقبل يمشي و عليه نعلان مخصوفتان، حتى وقف، و عمر يصلّي، فلما فرغ عمر أقبل على بن سلام فقال: يا ابن

ص: 364


1- زيادة لازمة عن المختصر.
2- سورة الحشر، الآية:6.
3- صحيح البخاري، باب فرض الخمس 42/4.
4- كلمة مطموسة بالأصل.

سلاّم، أين ترى أن نجعل قبلتنا؟ قال: حيث أنت، و اجعل الصخرة خلف ظهري، و خالف يهود، هذه القبلة الأولى، و لكن يهود غيّرت (1) ذلك و جعلته إلى الصخرة، فقال عمر: لم لبست نعليك؟ فقال: إنّما هو شيء صنعته يهود، خلع نعلها، قال: أنت أصدق من كعب.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص، نا خليفة (2)،قال:

في الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة: مالك بن أوس بن الحدثان بن عوف بن ربيعة ابن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة (3) بن قيس بن عيلان، توفي سنة اثنتين و تسعين، يكنى أبا سعيد (4).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (5)،أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (6) قال في الطبقة الثامنة من الصحابة ممن أدرك النبي صلّى اللّه عليه و سلم و رآه و لم يحفظ عنه شيئا: مالك بن أوس بن الحدثان، أحد بني نصر بن معاوية، يقولون إنه ركب الخيل في الجاهلية، و مات بالمدينة سنة اثنين و تسعين، و روى عن عمر (7)،و عثمان.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا محمّد بن أحمد، نا الأحوص بن المفضل، نا أبي قال: سمعت يحيى بن معين يقول: حدثت مالك بن أوس بن الحدثان: كانت أموال بني النضير مما أفاء اللّه على رسوله، لم يرو عن أحد غير مالك بن أوس.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا

ص: 365


1- بالأصل: غير.
2- طبقات خليفة بن خيّاط ص 412 رقم 2020 في الطبقة الأولى من أخلاط القبائل.
3- تحرفت بالأصل إلى: حفصة، و المثبت عن طبقات خليفة.
4- في طبقات خليفة: أبا سعد.
5- تحرفت بالأصل إلى: اللبناني.
6- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد. و نقله المزي في تهذيب الكمال عن ابن سعد بهذه الرواية 390/17.
7- تحرفت بالأصل إلى: نصر، و لعل الصواب ما أثبت.

أحمد بن معروف، نا الحسين (1) بن فهم، نا محمّد بن سعد (2) قال: في الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة: مالك بن أوس بن الحدثان، أحد بني نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن ابن منصور بن عكرمة بن خصفة (3) بن قيس بن عيلان بن مضر. يقولون: إنه ركب الخيل في الجاهلية، و كان قديما، و لكنه تأخر إسلامه، و لم يبلغنا أنه رأى النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و لا روى عنه شيئا، و قد روى عن (4) عمر بن الخطّاب، و عثمان بن عفّان، و مات بالمدينة سنة اثنين و سبعين (5).

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، و أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي قال:

أوس بن الحدثان بن الحارث بن عوف بن ربيعة بن يربوع بن وائلة بن دهمان بن نصر ابن معاوية النّصري.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، حدّثني أحمد بن زهير، عن مصعب أو غيره قال:

مالك بن أوس بن الحدثان النّصري أحد بني نصر بن معاوية، يقولون إنه ركب الخيل في الجاهلية، و هو الذي روى عنه الزهري، و روى عن عمر بن الخطّاب.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد، و محمّد بن الحسن، قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (6):

مالك بن أوس بن الحدثان النّصري (7)،سمع عمر، و عثمان، و عليا (8)،روى عنه

ص: 366


1- تحرفت بالأصل إلى: الحسن.
2- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 56/5-57.
3- تحرفت بالأصل إلى: حفصة، و التصويب عن ابن سعد.
4- تحرفت بالأصل إلى: عنه. و التصويب عن ابن سعد.
5- كذا بالأصل و ابن سعد، هنا، و قد مرّ: اثنتين و تسعين.
6- التاريخ الكبير للبخاري 305/7.
7- زيد بعدها في التاريخ الكبير - و استدركت عن إحدى النسخ - المدني.
8- قوله:«و عليا» ليس في التاريخ الكبير.

محمّد بن جبير بن مطعم، و محمّد بن عمرو (1) بن عطاء، و عكرمة بن خالد، و الزهري، و قال بعضهم: له صحبة، و لا يصح.

أخبرنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن، و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك - إذنا - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (2):

مالك بن أوس بن الحدثان النصري المدني، و لا يصح له صحبة النبي صلّى اللّه عليه و سلم، روى عن عمر، و عثمان، و علي، و طلحة، و الزّبير، و سعد، و عبد الرّحمن [بن عوف] (3)،و العبّاس بن عبد المطّلب، روى عنه الزهري، و محمّد بن عمرو بن عطاء، و محمّد بن جبير بن مطعم (4)، و محمّد بن المنكدر، و عكرمة بن خالد، و الضحّاك المشرقي (5)،و سلمة بن وردان، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو القاسم عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد قال: مالك بن أوس بن الحدثان النصري يقول أنه رأى النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو سعد مالك بن أوس بن الحدثان بن عوف بن ربيعة النصري، المديني، أحد بني نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة (6) بن قيس عيلان، قال بعضهم: و له صحبة، و قال آخرون: إنه ركب الخيل في الجاهلية، لكنه سمع أبا بكر الصّدّيق، و عمر، و عثمان، و عليا، روى عنه أبو سعيد محمّد بن جبير بن مطعم، و محمّد بن

ص: 367


1- تحرفت بالأصل:«عمر» و التصويب عن التاريخ الكبير.
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 203/8.
3- زيادة للإيضاح عن الجرح و التعديل.
4- أقحم بعدها بالأصل:«و محمد بن عمرو بن عطاء».
5- بدون إعجام بالأصل، و المثبت عن الجرح و التعديل و تهذيب الكمال.
6- تحرفت بالأصل إلى:«حفصة» و التصويب مما تقدم.

عمرو بن عطاء، و عكرمة بن خالد، و محمّد بن المنكدر، و عروة بن الزبير، و ابن شهاب، و أبو عمرو بن حماس، و أبو الزبير بن تدرس (1)،و عمران (2) بن أبي أنس، و صدقة بن يسار الجروي، و محمّد بن عمرو بن حلحلة، و سلمة بن وردان، و إبراهيم بن عبيد بن رفاعة، و كان عريف قومه في زمان عمر بن الخطّاب، مات بالمدينة سنة ثلاث و تسعين.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال:

مالك بن أوس بن الحدثان. ذكره محمّد بن إسحاق بن خزيمة في الصحابة، و لا يثبت.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك ابن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال:

مالك بن أوس بن الحدثان النصري من بني نصر بن معاوية، أخو جشم بن معاوية، و هو المديني، أدرك الجاهلية، و يقال: إنّ له صحبة، و لا يصح، سمع عمر بن الخطّاب، و طلحة بن عبيد اللّه، روى عنه الزهري في الزكاة و الخمس، و التفسير.

قال الذهلي: قال يحيى: مات سنة إحدى و تسعين، و قال يحيى بن حمزة: أخبرني سنة ثنتين و تسعين، و قال عمرو بن علي: سنة اثنتين و تسعين، و قال الواقدي مثل عمرو بن علي، و قال ابن نمير مثله (3).

أخبرنا أبو علي الحدّاد قال: قال لنا أبو نعيم الحافظ: مالك بن أوس بن علي (4)، ذكره محمّد بن إسحاق بن خزيمة في الصحابة فيما حكاه عنه بعض المتأخرين (5).

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو الحسن النهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل، حدّثني عبد الرّحمن بن شيبة، حدّثني يونس بن يحيى بن نباتة، عن سلمة بن وردان قال:

ص: 368


1- بدون إعجام بالأصل، و هو محمّد بن مسلم بن تدرس القرشي المكي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 380/5.
2- بالأصل: عمر.
3- تهذيب الكمال 391/17.
4- كذا، و ليس في عامود نسبه «بن علي» في أيّ من مصادر ترجمته التي ذكرناها.
5- أسد الغابة 235/4.

رأيت مالك بن أوس بن الحدثان و كانت له صحبة، و هو النصري، المديني، روى عنه محمّد بن جبير بن مطعم، و أبو الزبير، و محمّد بن عمرو بن عطاء، و عكرمة بن خالد، و محمّد بن المنكدر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد قال: و أخبرني رجل من أصحاب الحديث حافظ أن مالك بن أوس قد رأى النبي صلّى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل بن غسّان، أخبرني أبي أبو عبد الرّحمن الغلاّبي، نا..... (1) قال: سمعت إبراهيم بن محمّد بن وثيمة بن مالك قال: ركب مالك بن أوس بن الحدثان الخيل في الجاهلية.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي أيضا، أنا أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن علي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد، أنا الأحوص بن المفضل، أنا أبي المفضل بن غسّان الغلابي.

و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو علي الروذباري، أنا أبو بكر أحمد بن كامل القاضي، نا محمّد بن موسى بن حمّاد البربري.

قال: و أنا أبو محمّد (2)،أنا أبو بكر الشافعي، نا جعفر بن محمّد بن الأزهر قالا: نا المفضل بن غسّان الغلابي، نا الواقدي، حدّثني - و قال الأحوص: نا - سعيد بن عبد اللّه بن الأبيض، عن عبد اللّه بن مقسم قال:

سألت مالك بن أوس بن الحدثان عن النفل (3) فقال: لقد ركبت الخيل في الجاهلية، و ما أدركت الناس ينفلون إلاّ الخمس.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا محمّد بن علي، أنا محمّد بن أحمد، أنا الأحوص بن المفضّل، أنا أبي قال: و ما سمعت أبي و لا أشياخنا يثبتون لمالك بن أوس بن الحدثان صحبة، و لو كان ذلك ما خفي عنهم، و لا اعتدوا به ممن صحب النبي صلّى اللّه عليه و سلم من بني نصر بن معاوية، و لكن الثبت أن أباه أوس بن الحدثان قد صحب النبي صلّى اللّه عليه و سلم.

ص: 369


1- كلمة غير واضحة بالأصل.
2- كلمة غير مقروءة بالأصل.
3- النفل: الغنيمة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا عبّاس قال: سمعت يحيى يقول: مالك بن أوس بن الحدثان ليست له صحبة (1)،أو قال: لم يسمع من النبي صلّى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو طالب بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحّاس، أنا ابن الأعرابي قال: سمعت عباس الدوري.

و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقاء، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمّد قال:

سمعت يحيى يقول: مالك بن أوس بن الحدثان ليست له صحبة، قلت له: إنه يروي عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم شيئا (2)،فقال: قد سمعناه من حديث محمّد بن سابق الذي يروي عن إبراهيم ابن طهمان، عن أبي الزبير قال: بعث النبي صلّى اللّه عليه و سلم أوس بن الحدثان.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني عبيد اللّه بن سعد الزهري، حدّثني عمر، نا أبي، عن ابن إسحاق، عن محمّد بن عمرو بن عطاء بن عيّاش (3)،عن مالك بن أوس بن الحدثان البصريّ قال: كنت عريفا في زمن عمر بن الخطّاب (4).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (5)،نا عبد اللّه بن صالح، نا الليث، حدّثني عقيل بن خالد، عن ابن شهاب، أخبرني مالك بن أوس بن الحدثان النصري،- و كان محمّد بن جبير ذكر لي ذكرا من حديثه ذلك، فانطلقت إلى مالك حتى دخلت عليه، فسألته عن ذلك الحديث فأخبرنا الحكم بن نافع، نا شعيب، عن الزهري قال: فحدّثت هذا الحديث عروة بن الزبير فقال:

صدق مالك.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا علي بن الحسن بن علي، و رشأ بن نظيف، قالا: أنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم بن محمّد، أنا محمّد بن محمّد بن

ص: 370


1- تهذيب الكمال 390/17.
2- بالأصل: شيء.
3- تحرفت بالأصل إلى:«عباس» راجع ترجمته في تهذيب الكمال 111/17.
4- سير أعلام النبلاء 172/4.
5- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 414/1-415.

داود، أنا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد، نا ابن عزيز، حدّثني سلامة، عن عقيل، عن الزهري قال: ذكرت لعروة حديث مالك بن أوس فقال: صدق مالك (1).

قال: و أنا عبد الرّحمن بن يوسف قال: مالك بن أوس بن الحدثان ثقة (2).

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر، عن أبي محمّد عبد العزيز بن أحمد التميمي، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان التميمي، أنا أبو الحسن علي بن أحمد المقابري، نا أبو بكر موسى بن إسحاق الأنصاري، نا محمّد بن عبد اللّه بن نمير قال: مات مالك بن أوس بن الحدثان سنة ثلاث و تسعين.

أنبأنا علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ، أنبأنا محمّد بن الحسين بن سميع (3)،و مات مالك بن أوس بن الحدثان، و هو رجل من بني نصر بن معاوية أخو جشم (4) بن معاوية - حي من قيس، و هو من أفصح العرب - سنة اثنين و تسعين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا علي بن أحمد بن محمّد، أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد قال: سنة اثنين و تسعين مات مالك بن أوس بن الحدثان النصري.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا محمّد بن عبيد اللّه، أنا محمّد بن إبراهيم، أنا أحمد بن إبراهيم، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا علي بن عبد اللّه التميمي قال: مالك بن أوس بن الحدثان النصري، هلك بالمدينة سنة اثنين و تسعين.

7162 - مالك بن بحدل بن أنيف بن دلجة بن قنافة بن عدي بن زهير

7162 - مالك بن بحدل بن أنيف بن دلجة بن قنافة (5) بن عدي بن زهير

ابن جناب بن هبل بن عبد اللّه بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة

ابن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة الكلبي (6)

خال يزيد بن معاوية، و أخو حريث بن بحدل.

ص: 371


1- تهذيب الكمال 390/17.
2- سير أعلام النبلاء 172/4 و تهذيب الكمال 390/17 ط دار الفكر.
3- كذا.
4- بدون إعجام بالأصل، و المثبت عن جمهرة ابن حزم.
5- كذا بالأصل و جمهرة ابن حزم ص 457 و في المقتضب: قنانة.
6- انظر أخباره في الإمامة و السياسة (بتحقيقنا)، الفهارس.

كان من وجوه أهل الشام، و غزا مع يزيد بن معاوية القسطنطينية سنة خمسين، و سعى في البيعة ليزيد كما ذكر الواقدي في كتاب:«الصوائف».

7163 - مالك بن البرصاء

وفد على معاوية بن أبي سفيان.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و حدّثنا عنه أبو البركات الحارثي، أنا رشأ بن نظيف، أنا أبو محمّد الحسن بن إسماعيل الضرّاب، نا عثمان بن محمّد، نا الحارث بن أبي أسامة، حدّثني محمّد بن حسين، عن أبي مسهر، نا إسماعيل بن عيّاش، عن رجل قال:

اجتمع عند معاوية الوليد بن عقبة، و المغيرة، و صعصعة بن صوحان، و مالك بن البرصاء، و يزيد بن معاوية و غيرهم فقال: أ لا تخبرني ما المروءة يا مغيرة؟ قال: سخاوة النفس، و حسن الخلق، قال: بخ، بخ، و ما هي في نفسي بتلك، أ لا تخبرني يا وليد ما المروءة؟ قال: العف و الحرفة، قال: و كيف؟ قال: أن تعفّ عما حرّم اللّه عليك، و تحترف فيما أحل اللّه، قال: بخ، و ما هي في نفسي بتلك، أ لا تخبرني يا فلان ما المروءة؟ قال:

المال و الولد، قال: و كيف ذاك؟ قال: لا يكون المال إلاّ نوال و لا نوال إلاّ بمال، قال: بخ، و ما هي في نفسي، حتى انتهى إلى يزيد، فقال: يا يزيد، أ لا تخبرني ما المروءة؟ قال: بلى، قال: و ما هي؟ قال: إذا أعطيت شكرت، و إذا ابتليت صبرت، و إذا قدرت غفرت، و إذا وعدت أنجزت، قال: صدقت، أنت مني و أنا منك.

7164 - مالك بن بسطام العبسي الحرستانيّ

7164 - مالك بن بسطام العبسي الحرستانيّ (1)

روى عن: واثلة بن الأسقع.

روى عنه: ابنه حمّاد بن مالك بن بسطام، إن صحت الرواية.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن أبي الرضا، أنا تمام ابن محمّد، أنا محمّد بن حميد بن سليمان، نا أحمد بن محمّد بن نصر الأنطاكي، نا صالح ابن قطن أبو عبد اللّه البخاري، حدّثني محمّد بن أبي مكرم الدمشقي، حدّثني حمّاد بن مالك ابن بسطام العبسي، أو العنسي، حدّثني أبي عن وائلة بن الأسقع قال:

ص: 372


1- ترجمته في ميزان الاعتدال 425/3 و لسان الميزان 3/5 و المغني في الضعفاء 537/2.

خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و على بابه: عثمان بن مظعون، و معه ابن له صغير، فقال: ابنك هذا؟ قال: نعم، قال:«تحبه؟» قال: نعم، قال:«أ لا أزيدك له حبا؟» قال: بلى، بأبي و أمي، قال:«من ترضى صبيا له صغيرا من نسله ترضّاه اللّه يوم القيامة حتى يرضى»[11862].

[قال ابن عساكر:] (1) كذا قال، و حمّاد هو ابن مالك (2) بن بسطام [الأشجعي] (3)،عن أبيه، عن وائلة كذلك.

7165 - مالك بن الحارث بن عبد يغوث بن مسلمة بن ربيعة بن الحارث

ابن جذيمة بن سعد بن مالك بن النخع - و اسمه جسر - بن عمرو بن علة

ابن جلد بن مالك - و هو مذحج بن أدد بن زيد بن يشجب الأشتر النخعي (4)

روى عن عمر، و علي، و خالد بن الوليد، و أم ذرّ (5).

روى عنه: أبو حسّان الأعرج، و عبد الرّحمن بن يزيد، و علقمة، و ابنه إبراهيم بن الأشتر.

شهد اليرموك، ثم سيّره عثمان من الكوفة إلى دمشق، و كان من أصحاب علي، و ولاّه مصر، فمات قبل أن يصل إليها.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه المعدّل، أنا علي بن محمّد بن أحمد المصري، نا روح بن الفرج، نا عمرو بن خالد، نا مجاهد بن سعيد بن أبي زينب أبو حرب الأصبحي، نا عبد اللّه بن مالك بن إبراهيم ا [بن] الأشتر النخعيّ، عن أبيه، عن جده.

أنه لما قدم عمر بن الخطّاب الشام بعث إلى الناس، فنودوا: الصلاة جامعة، عند باب الجابية، فلمّا صفوا له، قام فحمد اللّه و أثنى عليه بما هو، و ذكر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بما يحقّ عليه

ص: 373


1- زيادة منا.
2- راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 416/10.
3- استدركت عن هامش الأصل.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 392/17 و تهذيب التهذيب 354/5 و الجرح و التعديل 207/8 و طبقات ابن سعد 6/ 213 و التاريخ الكبير 311/7 و معجم الشعراء للمرزباني ص 262 و الإصابة ترجمة 8341. و كتاب الفتوح لابن الأعثم (الفهارس)، و تاريخ الطبري (الفهارس).
5- يعني زوج أبي ذر الغفاري.

ذكره، ثم قال لهم [إن النبي صلّى اللّه عليه و سلم، قال:] (1)«إن يد اللّه على الجماعة، و الفذّ مع الشيطان، و إنّ الحق أصل في الجنّة، و إن الباطل أصل في النار، ألا و إنّ أصحابي خياركم فأكرموهم، ثم القرن الذين يلونهم، ثم القرن الذين يلونهم، ثم القرن الذين يلونهم (2)،ثم يظهر الكذب و الهرج»[11863].

كتب إليّ أبو بكر عبد الغفّار بن محمّد، ثم أخبرني أبو القاسم أحمد بن منصور بن محمّد عنه، أنا أبو بكر الحيري.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد الحافظ، أنا أبو القاسم بن أبي حرب، أنا أبو الحسن بن السقا، قالا: أنا أبو العباس الأصم، نا إبراهيم بن سليمان البرلّسي، نا عمرو ابن خالد، نا مجاهد بن سعيد بن أبي زينب الأصبحي أبو حرب، حدّثني عبد اللّه بن مالك ابن الأشتر النخعيّ، عن أبيه، عن جده قال:

لما قدم عمر بن الخطّاب بعث إلى الناس، فنودوا: إن الصلاة جامعة - عند باب الجابية - فلما صفّوا قام، فحمد اللّه، و أثنى عليه بما هو أهله، و ذكر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بما يحقّ عليه ذكره، ثم قال لهم: إنّ النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«إنّ يد اللّه على الجماعة، و الفذّ من الشيطان، و إنّ الحق أصل في الجنّة، و إنّ الباطل أصل في النار، و إنّ أصحابي خياركم فأكرموهم، ثم القرن الذين يلونهم، ثم القرن الذين يلونهم، ثم يظهر الكذب و الهرج»[11864].

[قال ابن عساكر:] كذا فيه، و هو عبد اللّه بن مالك بن إبراهيم بن الأشتر.

و ذكر أحمد بن يحيى البلاذري قال: قالوا:

و لما خرج المسيّرون من قراء أهل الكوفة اجتمعوا بدمشق، نزلوا مع عمر بن زرارة فبرّهم معاوية و أكرمهم، ثم إنه جرى بينه و بين الأشتر قول حتى تغالظا، فحبسه معاوية، و ذكر حكاية.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الفضل أحمد بن الحسن.

ح و أخبرنا أبو العزّ بن منصور، أنا أبو طاهر.

قالا: أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن

ص: 374


1- زيادة لازمة للإيضاح عن المختصر.
2- لم تذكر في المختصر إلاّ مرتين.

أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط قال (1):

الأشتر، اسمه مالك بن الحارث بن عبد يغوث بن مسلمة (2) بن ربيعة بن الحارث بن جذيمة بن قيس (3) بن سعد بن مالك بن النخع، مات بعد سنة سبع و ثلاثين.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (4) قال:

في الطبقة الأولى من أهل الكوفة: الأشتر، و اسمه مالك بن الحارث بن عبد يغوث بن مسلمة بن ربيعة بن الحارث بن جذيمة (5) بن سعد بن مالك بن النخع بن مذحج، روى عن خالد بن الوليد أنه كان يضرب الناس على الصّلاة بعد العصر، و كان الأشتر من أصحاب علي ابن أبي طالب، و شهد معه الجمل، و صفّين، و مشاهده كلها، و ولاّه عليّ مصر فخرج إليها، فلما كان بالعريش (6) شرب شربة عسل فمات.

قال الصوري: الصواب بالقلزم (7).

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل - قراءة - ح و عن أبي الحسن محمّد بن محمّد بن مخلد، أنا علي بن محمّد بن خزفة، قالا: أنا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة قال: سمعت أبي يقول: الأشتر مالك بن الحارث.

أنبأنا أبو الحسين (8) الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد، نا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم، قال (9):

ص: 375


1- طبقات خليفة بن خيّاط ص 249 رقم 1057.
2- في طبقات خليفة: سلمة.
3- في طبقات خليفة: جذيمة بن سعد بن قيس.
4- طبقات ابن سعد 213/6.
5- تحرفت بالأصل إلى: خزيمة.
6- العريش: مدينة كانت أول عمل مصر من ناحية الشام على ساحل بحر الروم (معجم البلدان).
7- القلزم: بلدة على ساحل البحر قرب أيلة (معجم البلدان).
8- تحرفت بالأصل إلى: الحسن.
9- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 207/8-208.

مالك بن الحارث بن الأشتر النخعيّ، روى عن علي، روى عنه أبو حسّان، و علقمة، سمعت أبي يقول ذلك.

كتب [إلي] (1) أبو محمّد حمزة بن العبّاس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن، و حدّثني أبو بكر اللفتواني (2) عنهما، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن الفضل، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أبو سعيد بن يونس قال:

الأشتر، مالك بن الحارث بن عبد يغوث بن مسلمة بن الحارث بن جذيمة بن سعد بن مالك بن النّخع بن عمرو بن علقمة بن جلد بن مذحج النخعيّ، ولاّه علي بن أبي طالب مصر بعد قيس بن سعد بن عبادة، فسار حتى بلغ القلزم، فمات بها، يقال: مسموما، في شهر رجب سنة سبع و ثلاثين، قيل: و كان قد ثقل أمره على علي بن أبي طالب، فلما بلغه موته قال لليدين و الفم. و قيل إنه بلغ أهل الشام مسيره إلى مصر، فكرهوا ذلك.

و قيل: إنه كتب إلى بعض ملوك النصارى (3)[من] (4) أهل القلزم، و وعده (5) بمال و أن يحسن إليه و إلى أهل ملّته إن هو احتال في اغتياله و قتله و إلاّ خربت كنائسهم، فمشى إليهم، ..... (6) له سقاه شربة من عسل قد سمّت فقتله.

قيل: و خطب معاوية الناس، و ذكر توجيه الأشتر إلى مصر و أنه..... (7) الطريق فقال: يا أهل الشام، إنكم منصورون و مستجاب لكم الدعاء، فادعوا اللّه على عدوكم، فرفع أهل الشام أيديهم يدعون (8) عليه، فلما كانت الجمعة الأخرى خطب فقال: يا أهل الشام، إنّ اللّه قد استجاب لكم، و قتل عدوكم، و إنّ للّه جنودا في العسل، فرفع أهل الشام أيديهم حامدين اللّه على كفايتهم إيّاه.

و له أخبار تركت ذكرها كراهية الإطالة بها.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي - قراءة - عن أبي الحسن الدارقطني.

ص: 376


1- زيادة منا للإيضاح.
2- تحرفت بالأصل إلى:«اللفتاوني».
3- كلمة قسم منها ممحو، و الموجود:«النصا» و لعل ما أثبت الصواب، باعتبار السياق.
4- زيادة منا للإيضاح.
5- بالأصل: و وعد.
6- كلمة غير واضحة بالأصل.
7- رسمها بالأصل: لعكث.
8- بالأصل: يدعو.

ح و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن عبد الكريم بن محمّد بن أحمد، أنا الدارقطني قال:

مالك بن الحارث الأشتر، روى عن علي، و خالد بن الوليد، روى عنه عبد الرّحمن بن يزيد، و أبو حسّان الأعرج.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر علي بن هبة اللّه قال (1):

و أمّا أشتر بفتح الهمزة و سكون الشين المعجمة و فتح التاء المعجمة باثنتين من فوقها:

الأشتر مالك بن الحارث بن عبد يغوث بن مسلمة بن ربيعة بن الحارث بن جذيمة (2) النخعيّ، فارس، شاعر، صحب عليا، و روى عنه، و عن خالد بن الوليد، روى عنه عبد الرّحمن بن يزيد، و أبو حسّان الأعرج.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو نصر محمّد بن الحسين، قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد بن صالح، حدّثني أبي (3) قال: مالك الأشتر النّخعي (4)،كوفي، تابعي، ثقة.

أخبرنا أبو الحسن (5) علي بن أحمد بن منصور، نا - و أبو منصور محمّد بن عبد الملك قال: أنا - أبو بكر الخطيب (6)،أنا محمّد بن أحمد بن رزق، و علي بن محمد (7) بن عبد اللّه المعدّل، قالا: أنا محمّد بن أحمد (8) بن الحسن الصوّاف، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال: قال أبي - في حديث يزيد بن زريع عن شعبة - قال: أنبأني عمرو بن مرة عن عبد اللّه بن سلمة قال: دخلنا على عمر معاشر وفد مذحج، و كنت من أقربهم منه مجلسا، فجعل ينظر إلى الأشتر و يصرف بصره، فقال لي: أمنكم هذا؟ قلت: نعم يا أمير المؤمنين، قال:[ما له قاتله اللّه] (9)،كفى اللّه أمة محمّد صلّى اللّه عليه و سلم شرّه، و اللّه إنّي لأحسب أنّ للمسلمين منه يوما عصيبا.

ص: 377


1- الاكمال لابن ماكولا 80/1.
2- تحرفت بالأصل إلى: خزيمة.
3- تاريخ الثقات للعجلي ص 417.
4- زيادة عن تاريخ الثقات.
5- تحرفت بالأصل إلى: الحسين.
6- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 119/7-120 ضمن ترجمة بشار بن موسى الخفاف.
7- عن تاريخ بغداد، و بالأصل: أحمد.
8- بالأصل:«أحمد بن محمد بن الحسن الصواف» و المثبت عن تاريخ بغداد راجع ترجمة عبد اللّه بن أحمد بن محمد بن حنبل في تهذيب الكمال 11/10 و أسماء الرواة عنه.
9- كلمة بالأصل غير مقروءة، و الزيادة المثبتة عن تاريخ بغداد.

قال عبد اللّه: و الحديث حدّثناه بشّار الخفّاف، نا يزيد (1) بن زريع، حدّثني شعبة، حدّثني عمرو بن مرة. و قال فيه كلاما كثيرا أكثر من هذا، قال عبد اللّه: قال أبي: قرأته في كتاب عمي صالح بن حنبل، عن الهيثم بن عدي، عن عبد اللّه بن عمرو بن مرة، عن أبيه - يعني هذا الحديث-.

قال (2):و أنا أبو جعفر محمّد بن جعفر بن علان الورّاق، أنا محمّد بن الحسين (3) أبو الفتح الأزدي، حدّثني محمّد بن جعفر بن أحمد المطيري، أنا عبد اللّه بن أحمد الدورقي قال: مضيت إلى بشّار بن موسى الخفّاف، فحدّثنا عن يزيد بن زريع عن شعبة، عن عمرو (4)ابن مرة، عن عبد اللّه بن سلمة قال:

دخلنا على عمر بن الخطّاب في وفد مذحج، و معنا الأشتر، فجعل ينظر إلى الأشتر و يصرف بصره عنه، فقال: ويل لهذه الأمة منك و من ولدك، إنّ للمؤمنين منك يوما عصيبا، قال عبد اللّه: فأتيت منزلنا (5) فإذا فيه يحيى بن معين و خلف بن سالم، فناداني يحيى بن معين: يا عبد اللّه، أين كنت؟ قلت: كنت في ذاك الجانب (6) عند بشّار بن موسى، قال يحيى: و أيش حدّثكم؟ قلت: حدّثنا عن يزيد بن زريع، عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن عبد اللّه بن سلمة (7)،و ذكرت له الحديث. فقال له يحيى: ما له فعل اللّه به و فعل، و اللّه ما حدّث بهذا يزيد بن زريع قط، و لا سمعه شعبة من عمرو بن مرة، قال له خلف بن سالم: يا أبا زكريا، فأيش الحجّة عندك؟ قال: سرقوه من حديث الهيثم بن عدي، عن ابن عمرو بن مرة، عن أبيه.

قال الخطيب: قد رواه العبّاس بن [أبي] (8) طالب البصري - نزيل مصر - أيضا عن يزيد ابن زريع نحو رواية بشار:

ص: 378


1- رسمها بالأصل:«بيع؟؟؟» و المثبت عن تاريخ بغداد.
2- القائل أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 120/7.
3- أقحم بعدها بالأصل:«أنا» و المثبت يوافق ما جاء في تاريخ بغداد راجع ترجمة: محمد بن الحسين بن أحمد بن عبد اللّه، أبو الفتح الأزدي الموصلي في سير الأعلام 347/16.
4- تحرفت بالأصل إلى:«عمر» و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- بالأصل:«منزله» و المثبت عن تاريخ بغداد.
6- تحرفت بالأصل إلى: الحديث، و المثبت عن تاريخ بغداد.
7- تحرفت بالأصل إلى: مسلمة.
8- زيادة عن تاريخ بغداد.

أخبرناه (1) أبو نعيم الحافظ، نا عبد اللّه بن جعفر بن أحمد بن فارس، نا إسماعيل بن عبد اللّه بن مسعود العبدي، حدّثني العبّاس بن [أبي] طالب، نا يزيد بن زريع، نا شعبة، عن عمرو بن مرة، نا عبد اللّه بن سلمة أن عمر بن الخطّاب نظر إلى الأشتر فصعّد فيه النظر، ثم صوّبه ثم قال: إنّ للمسلمين من هذا يوما عصيبا (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد البزار، أنا محمّد بن عبد الرّحمن بن العبّاس، أنا أحمد بن عبد اللّه بن سعيد، نا السري بن يحيى (3)،نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر التميمي عن المستنير بن يزيد بن (4) أرطأة بن جهيش قال:

كان الأشتر قد شهد اليرموك و لم يشهد القادسية، فخرج يومئذ رجل من الروم، فقال:

من يبارز؟ فخرج إليه الأشتر، فاختلفا ضربتين، فقال للرومي: خذها و أنا الغلام الإيادي (5)، فقال الرومي: أكثر اللّه في قومك، أما و اللّه لو (6) أنك من قومي لأزرت (7) الروم، فأما الآن فلا أعينهم في نسخة: في قومي مثلك.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو علي محمّد بن محمّد بن أحمد، أنا أبو الحسن علي ابن أحمد بن عمر، أنا محمّد بن أحمد بن الحسن، أنا الحسن بن علي القطّان، نا إسماعيل ابن عيسى، أنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر قال:

و مضى خالد يطلب عظم الناس حتى أدركهم بثنية العقاب (8) و هي تهبط الهابط المغرّب منها إلى غوطة [دمشق] يدرك عظم الناس حتى أدركهم بغوطة دمشق، فلما انتهوا إلى تلك الجماعة من الروم، و أقبلوا يرمونهم بالحجارة من فوقهم، فتقدم إليهم الأشتر و هو في رجال من المسلمين، فإذا أمامهم رجل من الروم، جسيم عظيم، فمضى إليه حتى وقف عليه، فاستوى هو و الرومي على صخرة مستوية، فاضطربا بسيفيهما، فأطرّ الأشتر كفّ الرومي، و ضرب الرومي الأشتر بسيفه فلم يضرّه، و اعتنق كل واحد منهما صاحبه، فوقعا على

ص: 379


1- بالأصل: أخبرنا، و المثبت عن تاريخ بغداد.
2- تقرأ بالأصل:«غضيضا» و المثبت عن تاريخ بغداد.
3- رواه الطبري في تاريخه حوادث سنة 13(401/3).
4- تحرفت بالأصل إلى: عن، و المثبت عن تاريخ الطبري.
5- كذا بالأصل و تاريخ الطبري:«الإيادي» و المعروف أن الأشتر نخعي من مذحج.
6- بالأصل:«لو لا» و لا تصح.
7- بالأصل: لزرت، و المثبت عن الطبري.
8- ثنية العقاب: فرجة في الجبل الذي يطل على غوطة دمشق من ناحية حمص (معجم البلدان).

الصخرة، ثم انحدرا، و أخذ الأشتر يقول - و هو في ذلك ملازم العلج لا يتركه-: قُلْ إِنَّ صَلاٰتِي وَ نُسُكِي وَ مَحْيٰايَ وَ مَمٰاتِي لِلّٰهِ رَبِّ الْعٰالَمِينَ لاٰ شَرِيكَ لَهُ، وَ بِذٰلِكَ أُمِرْتُ وَ أَنَا أَوَّلُ (1)الْمُسْلِمِينَ (2)،قال: فلم يزل يقول ذلك حتى انتهى إلى مستوى الخيل و قرار، فلما استقرّ وثب على الرومي فقتله و صاح في الناس: أن جوزوا.

قال: فلما رأت الروم أن صاحبهم قد قتل، خلّوا الثنية و انهزموا، قالوا: و كان الأشتر الأحسن في اليرموك، قالوا: لقد قتل ثلاثة عشر.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد، نا أبو الحسين بن المهتدي لفظا.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى.

قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد قال: قرأت على علي بن عمرو، حدّثكم الهيثم بن عدي قال في تسمية العور (3):الأشتر النخعيّ، ذهبت عينه يوم اليرموك.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا إبراهيم بن محمّد بن الفتح، نا محمّد بن سفيان بن موسى، نا أبو عثمان سعيد بن رحمة بن نعيم قال: سمعت ابن المبارك، عن ابن عون، عن رجاء بن حيوة قال:

كانوا في جيش، و أميرهم السمط بن ثابت، أو ثابت بن السمط، فكان خوف، فصلّوا ركبانا، فالتفت إليهم، فرأى الأشتر قد نزل، فقال: ما أنزله؟ قيل: نزل يصلّي، فقال: ما له خالف، خولف به.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، نا أبو القاسم بن أبي العقب، نا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن عائذ، أنا الوليد ابن مسلم، عن ابن جابر، عن مكحول.

أن شرحبيل بن حسنة (4) أغار على ساسمة (5) مصبّحا فقال لمن معه من المسلمين:

ص: 380


1- بالأصل: من.
2- سورة الأنعام، الآيتان:162 و 163.
3- بالأصل:«الأعور» و التصويب عن المختصر.
4- كذا بالأصل، و لعله «شرحبيل بن السمط» كما ورد خبر في تهذيب التهذيب 355/5.
5- كذا رسمها بالأصل، و لم أجدها.

صلّوا على الظهر، فمرّ بالأشتر يصلي على الأرض، فقال: مخالف، خالف اللّه به، و مضى شرحبيل و من معه فاستحوذ على ساسمة فخرّبها فهي خراب إلى اليوم.

و كان الأشتر ممن سعى في الفتنة و ألّب على عثمان، و شهد حصره.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا أبو القاسم بن أبي العلاء.

و أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن محمّد.

قالا: أنا محمّد، و أحمد بن الحسن بن سهل ابنا الصباح، قالا: أنا أحمد بن إبراهيم ابن أحمد الإمام، نا علي بن حرب، نا زيد بن الحباب، حدّثني حزم القطعي، نا زياد بن مخراق (1)،عن طلق بن خشاف البكري قال:

لما قتل أمير المؤمنين عثمان، قدمنا المدينة، فتفرّقنا، فمنّا من أتى عليا، و منّا من أتى الحسن بن علي، و منّا من أتى أزواج النبي صلّى اللّه عليه و سلم، فأتيت عائشة، فقلت: يا أمّ المؤمنين، فيم قتل عثمان؟ قالت: قتل - و اللّه - مظلوما، قاد اللّه به ابن أبي بكر، و أهرق اللّه دم ابن بديل (2)على ضلالة، و ساق اللّه إلي الأشتر هوانا في بيته، و فعل اللّه بفلان، و فعل بفلان.

قال: فو اللّه ما منهم إلاّ أصابته دعوتها.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا طراد بن محمّد، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا علي ابن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، نا خالد بن خداش، نا حزم القطعي، قال: سمعت مسلما يحدّث عن طلق بن حبيب قال:

لما قتل عثمان و فدنا وفودا من البصرة نسأل فيم قتل؟ فقدمنا المدينة، فتفرقنا، منّا من أتى عليا، و منّا من أتى الحسن بن علي، و منّا من أتى أمّهات المؤمنين، فأتيت عائشة، فقلت:

يا أم المؤمنين، ما تقولين في عثمان؟ قالت: قتل - و اللّه - مظلوما، لعن اللّه قتلته، أقاد اللّه به ابن أبي بكر، و أهراق به دماء بني بديل، و أيد اللّه عروة..... (3)،و رمى اللّه الأشتر بسهم من سهامه، فما منهم من أحد إلاّ أصابته دعوتها.

ص: 381


1- غير واضحة بالأصل، و الصواب ما أثبت، و ضبطت مخراق بكسر الميم و سكون المعجمة. راجع ترجمته في تهذيب الكمال 403/6.
2- كذا بالأصل:«دم ابن بديل» و في المختصر: دم بديل.
3- كلمة غير مقروءة بالأصل.

المحفوظ أن عائشة لم تكن وقت قتل عثمان بالمدينة، و إنّما كانت حاجّة.

و قوله في إسناده زياد بن مخارق (1) و هم، و إنما هو زياد بن مخراق.

و قد روى البخاري بعض هذه الحكاية في تاريخه فقال: حدّثني يحيى بن موسى، نا أبو داود، نا حزم القطعي، نا أبو الأسود سوادة، أخبرني طلق بن خشاف، فاللّه أعلم بالصواب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو بكر بن سيف، نا السري بن يحيى، أنا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر التميمي، عن عمرو بن محمّد، عن الشعبي قال (2):

لزم (3) الخطام يوم الجمل سبعون رجلا من قريش كلهم يقتل و هو آخذ بالخطام، و حمل الأشتر فاعترضه عبد اللّه بن الزبير، فاختلفا (4) ضربتين ضربة للأشتر فأمّه (5)،و واثبه عبد اللّه، فاعتنقه فصرعه (6) و جعل يقول: اقتلوني و مالكا، و ما كان الناس يعرفونه بمالك، و لو (7) قال الأشتر، ثم كانت له ألف نفس ما نجى منها بشيء، و ما زال يضطرب في يدي عبد اللّه حتى أفلت، و كان الرجل إذا حمل على الجمل ثم نجا لم يعد. و جرح يومئذ بمروان و عبد اللّه بن الزبير.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد، أنا أبو عبيد، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال (8):

كان عبد اللّه بن الزبير قد شهد يوم الجمل مع أبيه، و عائشة، و كان لا يأخذ بخطام [الجمل] (9) أحد إلاّ قتل، فجاء عبد اللّه بن الزبير، فأخذ بخطامه، فقالت عائشة: من أنت؟

ص: 382


1- كذا، و لم يرد «مخارق» بالأصل، و الذي ورد كلمة غير مقروءة و بدون إعجام و رسمها:«محواف».
2- الخبر في تاريخ الطبري، حوادث سنة 36(53/3 ط. بيروت).
3- بالأصل:«لزم يوم الخطام يوم الجمل» و في تاريخ الطبري: أخذ الخطام.
4- تحرفت بالأصل إلى: فاحلفا، و التصويب عن تاريخ الطبري.
5- أمّه، من الأمّ، و الأم للرأس: الدماغ، أو الجلدة الرقيقة التي عليها. و أمّه أمّا أصاب أم رأسه. و شجة آمّة بلغت أم الرأس (القاموس).
6- في تاريخ الطبري: فخرّ به.
7- بالأصل:«و قال» و لا تناسب السياق، و المثبت عن الطبري.
8- تهذيب الكمال 392/17.
9- زيادة عن تهذيب الكمال.

قال: عبد اللّه بن الزبير، قالت: وا ثكل أسماء، قال: فأقبل الأشتر فعرفني و عرفته، ثم اعتنقني و اعتنقته، فقلت: اقتلوني و مالكا، و قال الأشتر: اقتلوني و عبد اللّه، و لو قلت الأشتر لقتلنا جميعا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا أبو نعيم، نا مسعود بن سعد الجعفي، عن يزيد ابن مالك، عن زهير بن قيس قال:

دخلت مع ابن الزبير الحمام، فإذا في رأسه ضربة لو صبّ فيها قارورة من دهن لاستقرت، قال: تدري من ضربني هذه؟ قلت: لا، قال: ضربنيها ابن عمك الأشتر.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلص، أنا أبو بكر ابن سيف، أنا السري بن يحيى، أنا شعيب بن إبراهيم، أنا سيف بن عمر، عن الوليد بن عبد اللّه، عن أبيه قال:

بلغ عليا أن الأشتر قال: ما بال ما في العسكر يقسم و لا يقسم ما في البيوت، فأرسل إليه يزيد بن قيس، فأتاه به، فقال: أنت القائل في أصحابك دية؟ قال: نعم، فقال: إنّا و اللّه ما قسمنا عليكم سلاحا من مال اللّه عزّ و جل كان في خزانة المسلمين، اجلبوا به عليكم (1) و لو كان لهم ما أعطيتكموه، و لرددته على من أعطاه اللّه إيّاه في كتابه، إنّ الحلال حلال أبدا، و إنّ الحرام حرام أبدا، و اللّه لئن..... (2) في الوسادة و تابعتموني لأسيرن فيكم بسيرة يشهد لي بها التوراة و الإنجيل و الزبور، إني قضيت بما في القرآن و أحسن أدبه بالدرة، فقال له يزيد: يا أشتر، و اللّه لئن عدت لمثل هذا لأضربن عنقك، أ ما كفانا من شرّك، فخرج الأشتر حتى دخل على عائشة متصلا و سلّم فردّته، و اعتذر فقالت: ويحك يا أشتر، سعيت مع قوم..... (3) الفتنة و دعوا إلى الفرقة، و عدوا على الإمام، و لن يعجزوا اللّه حتى يصيبكم بنقمة من قبله، ثم يجري آثام ما شئتم، فخرج من عندها و هو يرى أن قد قبلت منه.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرّازي، أنا أبو مسلم الكاتب، نا أبو القاسم البغوي، نا أبو الربيع الزهراني، نا حمّاد بن زيد، نا عقبة بن أبي شبيب، نا أبو إسحاق الهمداني.

ص: 383


1- كلمة غير واضحة بالأصل.
2- كلمة غير واضحة بالأصل.
3- غير مقروءة بالأصل.

أن عمّار بن ياسر و الأشتر دخلا على عائشة، فقال عمّار: السلام عليك يا أمتاه، قالت: أمك أنا؟ قال: نعم، و إن كرهت، قالت: فمن هذا معك؟ قال: هذا الأشتر، قالت:

هذا الذي أراد أن يقتل ابن أختي ابن الزبير؟ قال الأشتر: نعم، و اللّه لقد ضربته على رأسه بالسيف ضربة ما ظننت إلاّ أن رأسه قد سقط، فإذا هي العمامة، فقالت: أما و اللّه لو قتلته لدخلت النار، و أذكرك اللّه يا عمّار هل سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«لا يحل دم امرئ مسلم إلاّ بإحدى ثلاث: رجل كفر بعد إسلامه، أو زنا بعد إحصان، أو قتل نفسا بغير نفس، فيقتل» قال: اللّهم نعم[11865].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، و أحمد بن محمّد بن إبراهيم القصاري، و أحمد و محمّد ابنا علي بن أبي عثمان، و علي بن محمّد بن محمّد الأنباري، قالوا: أنا أبو محمّد بن مهدي، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدّثني جدي يعقوب، نا محمّد بن سعيد بن الأصبهاني، نا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن غالب قال:

دخل عمّار بن ياسر و الأشتر على عائشة بالبصرة، فقال: السّلام عليك يا أمّه، فقالت:

لست لك بأم، قال: بلى، و إن كرهت، قالت: من هذا معك؟ قال: الأشتر، فقالت: أنت الذي أردت قتل فلان؟ قال: إنّي و اللّه لقد حرصت على قتله، أو قال: إنّي و اللّه و حرّض على قتلي، فقالت: أم و اللّه لو قتلته ما أفلحت بعده أبدا، و أمّا أنت يا عمّار فقد علمت ما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«أنه لا يقتل (1) رجل فقتل فيقتل به، أو رجل زنا بعد ما أحصن فيرجم، أو رجل ارتدّ بعد إيمانه فيقتل».

قال: و نا جدّي يعقوب، نا عبيد اللّه بن موسى، نا إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي إسحاق قال:

جاء الأشتر، و عمّار بن ياسر إلى عائشة يوم الجمل يسلّمون عليها، فقالت: يا أشتر، أنت الذي أردت قتل عبد اللّه بن الزبير؟ قال: قد جهدت على قتله، و جهد على قتلي، فقالت: و اللّه لو فعلت ما أفلحت، فقد سمع هذا الذي معك ما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«لا يصلح القتل إلاّ في ثلاث: رجل يقتل فيقتل به، و رجل يكفر بعد إسلامه، و رجل أصاب حدّا بعد إحصانه، فيرجم»[11866].

ص: 384


1- كذا بالأصل، و فوقها علامة تحويل إلى الهامش، و لم يكتب عليه شيء، و ثمة سقط في العبارة.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد (1)،أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، أنا أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد بن علي البزاز (2)،أنا علي بن عبد اللّه بن المغيرة الجوهري، نا أحمد بن محمّد الأسدي، نا الرياشي، نا أبو بكر بن أبي عون القري (3)،نا نجاد الضبّي قال:

دخل الأشتر مع ابن عباس على عائشة و هي في قصر بني خلف (4) فقالت: أنت أردت قتل ابن أختي؟ فقال: معذرة إلى اللّه، ثم إليك:

فو اللّه لو لا أني كنت طاويا *** ثلاثا لألفيت (5) ابن أختك هالكا

غداة ينادي و الرجال تحوزه *** بأبعد صوتيه: اقتلوني و مالكا

و نجاه مني أكله و شبابه *** و خلوة بطن لم يكن متماسكا

فقالت: على أي الأمور قتلته *** أ قتلا أتى أم ردّة لا أبا لكا

أم المحصن الزاني الذي حل قتله (6)؟ *** فقيل لها: لا بدّ من بعض ذالكا

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين [بن] (7) النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو بكر بن سيف، أنا السري بن يحيى، أنا شعيب بن إبراهيم، أنا سيف بن عمر، عن محمّد بن سوقة، عن عاصم بن كليب، عن أبيه قال (8):

إنّي لعند الأشتر يوما إذ قيل: هذه أم المؤمنين ترتحل، فقال: اذهب فاشتر لي أغلى بعير بالبصرة، فأنطلق فآخذ بعيرا بمائتي دينار (9)،فأجيء به فقال: انطلق هذا البعير فأبلغه عائشة و اقرأها مني السلام، و أخبرها أنه حملان، ففعلت، فقالت: اردده عليه، أ ليس صاحبي

ص: 385


1- مشيخة ابن عساكر 236/ب.
2- بدون إعجام بالأصل، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 514/17.
3- كذا رسمها بالأصل.
4- قصر بني خلف: بالبصرة، ينسب إلى خلف آل طلحة الطلحات بن عبد اللّه بن خلف... من خزاعة (معجم البلدان).
5- بالأصل: لألقيت.
6- أشار إلى قوله صلّى اللّه عليه و سلم في حديثه أنه لا يحل دم امرئ مسلم إلاّ بإحدى ثلاث... و قد تقدم قريبا قبل أسطر.
7- استدركت على هامش الأصل.
8- الخبر في تاريخ الطبري حوادث سنة 36(59/3 ط. بيروت) باختلاف الرواية.
9- في تاريخ الطبري: بسبعمائة درهم.

القائل كذا و كذا، و القائل الفاعل، فرددته عليه و أخبرته فقال: و اللّه ما تلومني عائشة من بين الناس، و أما ما ذكرت من فعلي و اللّه لقد ضربت ابن أختها، و لو لا ذلك لقتلني، و ما ألجأني ذلك منه، و لقد اعتنقني، فقال: اقتلوني و مالكا، و اللّه ما يسرني أنه قال: و الأشتر، و إن لي حمر النعم، و لو لا النزف أدركه لقتلني، و لقد اضطربت تحته فأفلتّ، قال: و كان من أجلد الناس و أشده ذراعا.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو علي بن شاذان، أنا أحمد بن إسحاق بن نيخاب (1) الطيبي، نا إبراهيم بن الحسن، نا يحيى بن سليمان الجعفي، نا عبد اللّه بن إدريس قال: سمعت الحسن بن الفرات القزاز يذكر عن أبيه، عن عمير بن سعيد النخعي قال:

لما أراد علي أن يسير من الشام إلى صفّين اجتمعت النّخع فأتوا الأشتر في منزله حتى ملئوا عليه داره، فقال الأشتر: هل في البيت - أو الدار - إلاّ نخعي؟ قالوا: لا، فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: إنّ هذه الأمة عمدت إلى خيرها - أو لخيرها - فقتلته - يعني عثمان - ثم سرنا إلى أهل البصرة، قوم لنا عليهم بيعة فنكثوها، فنصرنا عليهم بنكثهم، و إنكم تسيرون إلى أهل الشام، قوم ليس لكم عليكم بيعة، فلينظر امرؤ أين يضع سيفه و رمحه؟! أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: في تسمية أمراء علي بن أبي طالب يوم صفّين: مالك بن الحارث الأشتر.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أيوب، أنا أبو علي، أنا أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي، نا إبراهيم بن الحسين، نا يحيى الجعفي، نا نصر - هو ابن مزاحم (2)-نا عمر بن سعد، حدّثني الفضيل بن خديج، عن رجل من النخع - زاد فيه قال:

رأيت إبراهيم بن الأشتر دخل على مصعب بن الزبير [فسأله عن الحال، كيف كانت] (3)

ص: 386


1- إعجامها مضطرب بالأصل، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 530/15.
2- الخبر في وقعة صفّين ص 490 (ت. هارون).
3- الزيادة للإيضاح عن وقعة صفّين، و السائل هو مصعب بن الزبير.

قال (1):كنت مع على حين بعث إلى الأشتر [أن] (2) يأتيه، و قد أشرف على عسكر معاوية ليدخله، فأرسل إليه علي يزيد بن هانئ: أن ائتني، فأتاه، فبلّغه عن علي فقال له: ليس هذه الساعة التي ينبغي لك أن تزيلني عن موقعي، و أنا أرجو أن يفتح اللّه لي، فرجع يزيد إلى علي فأخبره، فما هو إلاّ أن انتهى إلينا يزيد إذ ارتفع الرهج من قبل الأشتر، و علت الأصوات، [و ظهرت دلائل الفتح و النصر لأهل العراق، و دلائل الخذلان و الإدبار على أهل الشام] (3)فقال له القوم: و اللّه ما نراك أمرته إلاّ أن يقاتل القوم، فقال علي: و من أين ترون ذلك؟ أ رأيتموني ساررته، أ ليس إنما كلمته على رءوسكم علانية، قالوا: فابعث إليه فليأتك، و إلاّ و اللّه اعتزلناك، فقال: ويحك يا يزيد، ائته، فقل له: أقبل (4) إلي، فإن الفتنة قد وقعت. فأتاه يزيد فأخبره فقال الأشتر: الرفع هذه المصاحف؟ قال: نعم، فقال الأشتر: أما و اللّه لقد ظننت أنها حين رفعت أنها ستوقع اختلافا و فرقة، إنها مشورة عمرو (5) بن العاص، ثم قال ليزيد:

أ لا ترى إلى الفتح؟ أ لا ترى ما يلقون؟ ما ينبغي لنا أن ندع هذا و ننصرف عنه؟ قال: فقال يزيد: أ تحبّ أنك ظفرت هاهنا و هو بمكانه الذي هو به - يعني عليا - فانفرج عنه أو يسلم إلى عدوه؟ فقال الأشتر: سبحان اللّه، لا و اللّه ما أحبّ ذلك، قال: فإنهم قد قالوا له لترسلن إلى الأشتر فليأتك [أو] (6) لنقتلنّك كما قتلنا ابن عفّان، فأقبل الأشتر حتى انتهى إليهم، و صاح بهم: يا أهل الذلّ و الوهن، أ حين علوتم القوم ظهرا و ظنّوا أنكم قاهرون، رفعوا المصاحف يدعونكم إلى ما فيها - و قد و اللّه - تركوا ما أمر اللّه فيها، فسنة من أنزلت عليه، فلا تخشونهم، و أمهلوني فواقا (7) فإنّي قد أحسست (8) بالفتح، فقالوا: لا و اللّه، فقال: أمهلوني عدوة الفرس، فإنّي قد طمعت في النصر، قالوا: إذا ندخل معك في خطيئتك، فقال: فحدّثوني عنكم (9)-و قد قتل أماثلكم [و بقي أراذلكم] (10) متى كنتم محقين، أ حين كنتم تقتلون و خياركم يقتلون أم أنتم الآن حين أمسكتم عن القتال مبطلون أم أنتم الآن إذا أمسكتم عن

ص: 387


1- القائل: إبراهيم بن الأشتر.
2- الزيادة عن وقعة صفّين.
3- الزيادة اقتضاها السياق عن وقعة صفّين.
4- بالأصل: و أقبل، و السياق اقتضى حذف «الواو» كما في وقعة صفّين.
5- تحرفت بالأصل إلى: عمر.
6- زيادة لازمة عن وقعة صفّين.
7- الفواق: بالضم و بالفتح، ما بين الحلبتين.
8- بالأصل: حست، و المثبت عن وقعة صفّين.
9- بالأصل: عنه، و المثبت عن وقعة صفّين.
10- زيادة عن وقعة صفّين.

القتال] (1) محقون؟[فقتلاكم إذن الذين لا تنكرون فضلهم و كانوا خيرا منكم في النار] (2)قالوا: دعنا منك يا أشتر، قاتلناهم في اللّه، و ندع قتالهم في اللّه [إنا لسنا نطيعك فاجتنبنا] (3)، فقال: خدعتم و اللّه فانخدعتم، و دعيتم إلى وضع الحرب، فأجبتم، يا أصحاب الجباه السود، كنا نظن أن صلاتكم زهادة في الدنيا و شوقا إلى اللّه. أ فرارا من الموت إلى الدنيا، يا أشباه النيب (4) الجلاّلة. ما أنتم براءين بعدها عزّا أبدا، فابعدوا كما بعد القوم الظالمون.

فسبّوه و سبّهم. فصاح بهم علي فكفّوا، و قالوا له: إن عليّا قد قبل الحكومة و رضي بحكم القرآن. فقال الأشتر: قد رضينا بما رضي به أمير المؤمنين.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (5) قال.

في تسمية عمّال علي - يعني ولّى الجزيرة - الأشتر مالك بن الحارث النخعيّ، و مصر، و ولّى محمّد بن أبي حذيفة ثم عزله و ولى قيس بن سعد، ثم عزله و ولّى الاشتر مالك بن الحارث النخعي فمات قبل أن يصل إليها، فولى محمّد بن أبي بكر.

و قال أبو عبيدة (6) في تسمية الأمراء من أصحاب علي يوم صفّين: و على مذحج:

الأشتر بن الحارث.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن مندة، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه، نا أبو سعيد بن يونس، حدّثني محمّد بن موسى الحصري، نا أحمد بن يحيى بن عنترة، نا عبد اللّه بن يوسف، عن أبيه لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب أنه قال:

بعث علي بن أبي طالب مالك الأشتر بعد قيس بن سعد أميرا على مصر، فسار يريد مصر، و تنكب طريق الشام حتى نزل جسر القلزم، فصلّى حين نزل عن راحلته، و دعا اللّه، و سأله إن كان في دخوله مصر خيرا أن يدخله إيّاها و إلاّ صرفه عنها، فشرب شربة من عسل فمات، فبلغ عمرو بن العاص موته فقال: إن للّه جنودا من النحل (7).

ص: 388


1- زيادة عن وقعة صفّين.
2- زيادة عن وقعة صفّين.
3- زيادة عن وقعة صفّين.
4- النيب: المسنة من الإبل.
5- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 200 (ت. العمري).
6- تاريخ خليفة ص 195 (ت. العمري).
7- كذا، و في المختصر: العسل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه.

و أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

قالا: أنا أبو محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا الحميدي، نا سفيان، نا مجالد، عن الشعبي، أخبرني عبد اللّه بن جعفر قال: كان علي بن أبي طالب غضب على الأشتر و قلاه و استثقله فكلمني أن أكلّم أمير المؤمنين عليا يرضى عنه، فكلّمته أن يرضى عنه، فلم يشفعني، و كنت إذا سألت فلم يفعل سألته بحقّ جعفر، فشفعني و رضي عنه، ثم قلت له: لو بعثته إلى مصر، فإن ظفر فذاك و إلاّ... (1) إلى مصر، فكلمني طيران (2) لي من الأعراب أن أكلّم لهما الأشتر فأصحبهما، فخرجوا فلم ألبث أن رجع طيراني الأعرابيان فقلت لهما: ما الخبر؟ قالا: ما هو إلاّ أن قدمنا القلزم فلقي الأشتر بشربة من عسل، فشربها فمات. فدخلت على علي فأخبرته فقال لليدين و للفم.

قال: قال ابن بكير: قال الليث: فبلغ ذلك معاوية و عمروا، فقال عمرو: إنّ للّه جنودا من عسل، فبلغ وفاته علي بن أبي طالب، فأمّر محمّد بن أبي بكر على مصر مكانه.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسين بن إبراهيم، أنا سهل بن بشر، أنا علي ابن منير بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد الذّهلي، نا أبو أحمد بن عبدوس، نا محمّد بن عباد، و علي بن الجعد - و اللفظ لابن عبّاد - قالا: نا سفيان، عن مجالد، عن الشعبي قال: أخبرني عبد اللّه بن جعفر قال:

كان علي قد شنّف (3) الأشتر، و كان إذا سألته شيئا يمسني (4) سألته بحق جعفر أعطاني، فقلت له: إنّ الأشتر من علية أصحابك و دواهيهم، فلو أرسلته إلى مصر، فإن افتتحها كان ذلك، و إن قتل كنت قد استرحت منه، فأبى علي، فلم نزل به حتى فعل.

قال: و كان عندي طيران من العرب، فأرسلتهما معه، فلم يلبثا أن رجعا، فقلت: ما الخبر؟ فقالا: ما هو إلاّ أن وردنا القلزم، تلقاه أهل مصر بما تتلقى به الأمراء من الأطعمة و الأشربة، فطعم و شرب شربة عسل فمات، فدخلت إلى علي فأخبرته، فقال: لليدين و للفم.

ص: 389


1- كلمة غير واضحة بالأصل.
2- يعني: رجلين.
3- شنق الأشتر أي كرهه و أبغضه (القاموس).
4- تحرفت بالأصل إلى:«يمشي» و المثبت عن المختصر.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد، أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أيوب، أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو إسحاق بن نيخاب (1)،نا إبراهيم بن الحسين، نا يحيى بن سليمان، حدّثني أحمد بن بشير، عن مجالد بن سعيد سمعه قال: أخبرني عامر الشعبي.

أن عليا كان استعمل الأشتر على مصر، قال: و اسمه مالك بن الحارث، فخرج، فأخذ طريق الحجاز حتى مرّ بالمدينة، فاتبعه مولى لعثمان يقال له: نافع، فخدمه و ألطفه، و حف له، فقال له الأشتر: من أنت؟ فقال: أنا نافع، مولى عمر بن الخطّاب.

قال: و كان الأشتر محبا لعمر بن الخطّاب، فأدناه الأشتر، و قرّبه، و ولاّه أمره كله، فلم يزل معه كذلك حتى نزل الأشتر عين شمس (2)،و تلقاه أشراف أهل مصر، فتعدى الأشتر بها، فأتي بسمك، فأكل منه، ثم استسقى، فانطلق نافع فحاص له عسلا و سمّه، فألقى فيه سما، فشرب الأشتر منه، فانبتت عنقه، فمات.

ففتشوا متاعه فوجدوا عهده من علي في ثقله، فقرءوه، فوجدوا فيه (3):

بسم اللّه الرّحمن الرحيم، من عبد اللّه (4) علي أمير المؤمنين إلى الملأ الذين غضبوا للّه (5) من بعد ما عصي اللّه في الأرض، و ضرب الجور بأرواقه على البرّ و الفاجر، فلا (6) حق يتريع إليه و لا منكر يتناهى عنه، سلام عليكم، فإنّي أحمد إليكم اللّه الذي لا إله إلاّ هو.

أما بعد، فإني قد بعثت إليكم عبدا من عباد اللّه، لا نائي الضريبة (7) و لا كليل الحدّ، و لا ينام على الخوف، و لا ينكل عن الأعداء حذار الدوائر، أشدّ على الفجّار من حريق النار، و هو مالك بن الحارث، أخو مذحج، و إنه سيف من سيوف اللّه، فإن استنفركم فانفروا، إن أمركم بالإقامة فأقيموا، فإنه لا يقدم و لا يحجم إلاّ بأمري، و قد آثرتكم به على نفسي لنصيحته لكم و شدة شكيمته على عدّوكم (8).

عصمكم ربكم بالهدى و ثبّتكم باليقين، و السّلام عليكم.

ص: 390


1- بدون إعجام بالأصل.
2- عين شمس: مدينة كبيرة بمصر، بينها و بين الفسطاط ثلاثة فراسخ (معجم البلدان).
3- نهج البلاغة ص 578 تحت عنوان: و من كتاب له عليه السلام إلى أهل مصر لما ولّى عليهم الأشتر رحمه اللّه.
4- بالأصل:«من عند علي» و المثبت عن نهج البلاغة.
5- بالأصل و المختصر:«عصوا اللّه» و المثبت عن نهج البلاغة.
6- في نهج البلاغة: فلا معروف يستراح إليه.
7- في نهج البلاغة: نابي الضريبة.
8- إلى هنا في نهج البلاغة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه، أنا علي بن محمّد ابن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا الحميدي، نا سفيان، نا عمرو قال:

شرب الأشتر شربة عسل فمات، فقال عمرو بن العاصي: إنّ للّه جنودا في العسل (1).

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل السّلامي، أنا أبو الفضل بن ..... (2)،و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد ابن خيرون: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، نا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال: قال عبد اللّه بن محمّد: نا عبد الرزّاق، أنا معمر، عن الزهري قال: بعث علي الأشتر أميرا على مصر حتى بلغ قلزم، فشرب شربة من عسل، فكان فيها حتفه، فقال عمرو بن العاصي: إنّ للّه جنودا من عسل، و بعث علي محمّد بن أبي بكر أميرا على مصر، و خرج قيس ابن سعد قبل المدينة، قتل قبل محمّد.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد، أنا أبو الحسن بن أيوب، أنا الحسن بن أحمد ابن إبراهيم، أنا أحمد بن إسحاق بن نيخاب، نا إبراهيم بن الحسين بن علي، نا يحيى، نا سليمان الجعفي قال: و حدّثني أحمد بن بشير قال: سمعت عوانة بن الحكم و غيره قال (3):

فلمّا جاء نعي الأشتر و وفاته على علي بن أبي طالب قال: إِنّٰا لِلّٰهِ وَ إِنّٰا إِلَيْهِ رٰاجِعُونَ ، للّه مالك، و مالك، و هو موجود مثل ذلك، و لو كان من حديد كان قيدا،[و] لو [كان] (4)من حجر كان صلدا، على مثل مالك، فلتبك (5)البواكي.

قال: و لما جاء معاوية نعيه و وفاته قال:

الحمد للّه، إن للّه جنودا من العسل.

قال يحيى: فأخبرني شيخ من أهل العلم قال: فلما جاء نعي الأشتر قالت فيه أخت الهيثم بن العريان بن الأسود النخعي:

تجافى مضجعي و تناءى و سادي *** و ليلي ما يهم إلى رقادي

ص: 391


1- تهذيب الكمال 393/17.
2- بياض بالأصل.
3- الخبر في سير أعلام النبلاء 34/4.
4- هذه الزيادة و التي قبلها للإيضاح، عن سير أعلام النبلاء.
5- بالأصل: فلتبكي، و المثبت عن سير الأعلام.

أناجي في السماء بنات نعش *** و لو أستطيع لمسهنّ حادي

كأن الليل أوثق جانبا *** و أوسطه بأمراس شداد

أبعد الأشتر النخعي ترجو *** مكاثرة و يقطع بطن وادي

فلم ير مثله فيمن رأينا *** و لم ير مثله في قوم عاد

أكراد الفوارس محجمات *** و أضرب حين تختلف الهوادي

و مونا (1)قد تركت لدى مكر عليه *** فما يبالون الحساد

فلولا اللّه و الإسلام حقا *** وجدتم مالكا صعب العتاد

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه، أنا أبو يعلى بن الفراء، أنا إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل، أنا أبو علي الحسين بن القاسم قال: قال يعقوب بن داود:- و ذكر له الأشتر النخعيّ (2):- ذاك رجل هدمت (3)حياته أهل الشام، و هدمت (4)وفاته أهل العراق.

و كتب إليّ أبو زكريا بن مندة، و حدّثني أبو بكر محمّد بن شجاع عنه، أنا أبو عمرو بن مندة، عن أبيه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: و كانت وفاته - يعني - الأشتر بالقلزم في سنة سبع و ثلاثين.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، نا أبو الحسن محمّد بن علي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (5):

سنة ثمان و ثلاثين: فيها ولّى علي الأشتر مصر، فمات بالقلزم قبل أن يصل إليها، فولّى محمّد بن أبي بكر الصّدّيق رضي اللّه عنه.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث، أنا أبو القاسم علي بن أحمد، أنا أبو طاهر المخلص - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم، قال: و فيها يعني سنة ثمان و ثلاثين مات الأشتر مالك بن الحارث النخعيّ.

ص: 392


1- كذا رسمها.
2- تهذيب الكمال 393/17 ط دار الفكر.
3- بالأصل:«هرمت» في الموضعين، و المثبت عن تهذيب الكمال.
4- بالأصل:«هرمت» في الموضعين، و المثبت عن تهذيب الكمال.
5- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 192 (ت. العمري).

7166 - مالك بن خالد الدمشقي

روى عن: مالك بن أنس.

ذكره الحاكم أبو عبد اللّه في كتاب:«مزكّى الأخبار» في أسماء الرواة عن مالك بن أنس.

7167 - مالك بن دينار أبو يحيى البصريّ الزّاهد

7167 - مالك بن دينار أبو يحيى البصريّ الزّاهد (1)

كان أبوه من سبي سجستان، و قيل: كان كابليا، مولى امرأة من بني [ناجية من بني] (2)سامة بن لؤي، و يقال: مولى خلاس بن عمرو بن المنذر بن عصر بن أصبح بن عبد اللّه.

حدّث عن أنس بن مالك، و سعيد بن جبير، و الحسن البصري، و القاسم بن محمّد بن أبي بكر، و محمّد بن سيرين، و خلاس بن عمرو، و سالم بن عبد اللّه بن عمر، و ثمامة بن عبد اللّه بن أنس، و أبي فراس عبد اللّه بن غالب.

روى عنه: همّام بن يحيى، و جعفر بن سليمان الضّبعي، و عبد اللّه بن شوذب، و عبد العزيز بن عبد الصّمد، و عبد السّلام بن حرب، و السري بن يحيى، و المغيرة بن حبيب أبو صالح ختنه، و صدقة الدقيقي، و أبو سلمة محمّد بن عبد اللّه بن زياد الأنصاري، و الحارث ابن وجيه، و أخوه عثمان بن دينار، و أبان بن يزيد العطّار، و وهب بن راشد، و أبو إسحاق حازم بن الحسين الخميسي.

و اجتاز بدمشق أو بأعمالها متوجها إلى بيت المقدس.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا الحسن بن سفيان، ثنا جبارة بن مغلس الحمّاني، ثنا حازم بن الحسين، عن مالك بن دينار، عن أنس بن مالك قال:

صلّيت خلف النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و أبي بكر، و عمر، فكانوا يفتتحون القراءة ب اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعٰالَمِينَ و يقرءون: مٰالِكِ يَوْمِ الدِّينِ .

ص: 393


1- ترجمته في حلية الأولياء 357/2 و تهذيب الكمال 396/17 و تهذيب التهذيب 356/5 و سير أعلام النبلاء 5/ 362 و وفيات الأعيان 139/4 و طبقات ابن سعد 243/7 و ميزان الاعتدال 426/3 و العبر 238/1 و شذرات الذهب 173/1.
2- الزيادة استدركت عن هامش الأصل.

أخبرناه أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي سنة خمس و أربعين و أربعمائة، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن خلف بن بخيت (1)الدقّاق، نا إسماعيل بن موسى بن إبراهيم الحاسب، نا جبارة بن المغلس، نا أبو إسحاق الخميسي، ثنا حازم بن الحسين، نا مالك بن دينار، عن أنس قال: صلّيت خلف النبي صلّى اللّه عليه و سلم.

و أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، و أبو القاسم تميم بن أبي سعيد، قالا:

أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا الحاكم أبو أحمد الحافظ، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن العباس البزاز - ببغداد - نا جبارة - يعني: ابن المغلس الحمّاني - نا أبو إسحاق الخميسي، عن مالك بن دينار، عن أنس قال:

صلّيت خلف النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و أبي بكر، و عمر، و عثمان، و علي، فكانوا يفتتحون القراءة ب اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعٰالَمِينَ و يقرءون: مٰالِكِ يَوْمِ الدِّينِ [11867].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر ابن المقرئ.

قالا: أنا أبو يعلى، نا جبارة بن مغلس (2)،حدّثني حفص بن صبيح - قال جبارة: من أعبد الناس - عن مالك بن دينار، عن أنس - زاد ابن حمدان: بن مالك - قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إذا حدث الرجل ثم التفت فهي أمانة»[11868].

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي - و نقلته من خطه - أنا أبو الفتح محمّد بن الحسن بن محمّد الأسدآباذي - بصور - أنا أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن عبد اللّه الغازي (3) الصيرفي - بمصر - نا عبد اللّه بن جعفر بن محمّد بن (4) الورد، نا سعيد بن الحكم، نا أحمد - يعني: ابن أبي الحواري - نا أبو علي الأزدي عثمان، عن عبد الواحد بن زيد قال:

خرجت أنا و محمّد بن واسع، و مالك بن دينار نؤمّ بيت المقدس، فلما كنّا بين الرصافة

ص: 394


1- بدون إعجام بالأصل. راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 334/16.
2- جبارة بن المغلس الحماني، أبو محمّد الكوفي، ترجمته في تهذيب الكمال 321/3.
3- بدون إعجام بالأصل، و الصواب ما أثبت، عن سير أعلام النبلاء 39/16.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 39/16.

و حمص سمعنا مناديا ينادي من تلك الرمال: يا محفوظ، يا مستور، أعقل في ستر، من أنت، فإن كنت لا تعقل فاحذر الدنيا، فإن كنت لا تحسن أن تحذرها فاجعلها شوكا، و انظر أين تضع رجلك.

رواه غيره، فلم يذكر عثمان.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم الحافظ، نا أبو عمر بن حمدان، نا إبراهيم بن علي العمري الموصلي، نا الحسين بن عبد الرّحمن الاحتياطي، نا الحسين بن يزيد، عن عبد الواحد بن زيد قال:

كنت أنا و محمّد بن واسع الأزدي، و مالك بن دينار نؤمّ البيت المقدس، فلمّا كنا بين رصافة و حمص، إذا نحن بصوت من تلك الرمال و هو يقول: يا محفوظ، يا مستور، أعقل في ستر من أنت، فإن كنت لا تعقل فاتّق الدنيا، فإن كنت لا تحسن تتقيها فاجعلها شوكا، و انظر أين تضع قدميك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ ثابت بن منصور، قالا: أنا أحمد بن الحسن ابن أحمد - زاد الأنماطي: و أحمد بن الحسن بن خيرون قالا:- أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط (1) قال:

في الطبقة الخامسة من أهل البصرة: مالك بن دينار مولى لامرأة من بني سامة بن لؤي، يكنى أبا يحيى، مات سنة ثلاثين و مائة (2).

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد يوسف بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، أنا أبو بشر الدولابي، أنا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى يقول في تسمية تابعي أهل البصرة: مالك بن دينار، أبو يحيى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا [أبو] (3) الحسن الحمّامي (4)،أنا إبراهيم بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: كنية مالك بن دينار، أبو يحيى.

ص: 395


1- طبقات خليفة بن خيّاط ص 370 رقم 1792.
2- زيد في طبقات خليفة: أو إحدى و ثلاثين و مائة.
3- زيادة لازمة منا، و السند معروف.
4- تحرفت بالأصل إلى:«الحماني» و فيه قبلها:«بن» و اسمه: علي بن أحمد بن عمر بن حفص، أبو الحسن البغدادي، الحمامي. ترجمته في سير أعلام النبلاء 402/17.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو (1) بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن بن اللنباني (2)،أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (3) قال: في الطبقة الثالثة من تابعي أهل البصرة: مالك بن دينار، و يكنى أبا يحيى، مولى لامرأة من بني سامة بن لؤي.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال (4):

في الطبقة الثالثة من أهل البصرة: مالك بن دينار، و يكنى أبا يحيى، مولى لامرأة من بني سامة بن لؤي، و كان ثقة قليل الحديث، و كان يكتب المصاحف، مات قبل الطاعون سنة إحدى و ثلاثين و مائة.

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و لفظه هذا - قالوا: أنا عبد الوهّاب - زاد أبو الفضل: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا البخاري قال (5):

مالك بن دينار أبو يحيى البصريّ، مولى بني ناجية بن سامة بن لؤي بن غالب القرشيّ، سمع أنسا، و الحسن، روى عنه جعفر بن سليمان، قال محمّد بن محبوب عن أبي سلمة، عن جعفر بن سليمان: مات [مالك بن دينار] سنة ثلاث و عشرين و مائة.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (6):

مالك بن دينار أبو يحيى البصريّ، مولى امرأة من بني [ناجية بن] (7) سامة بن لؤي بن غالب القرشيّ، روى عن أنس، و سعيد بن جبير، و الحسن، و خلاس بن عمرو، روى عنه

ص: 396


1- تحرفت بالأصل إلى: عمر.
2- تحرفت بالأصل إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
3- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى لابن سعد.
4- طبقات ابن سعد 243/7.
5- التاريخ الكبير للبخاري 309/7-310.
6- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 208/8.
7- الزيادة عن الجرح و التعديل.

همّام بن يحيى، و جعفر بن سليمان الضّبعي، و عبد اللّه بن شوذب، و عبد العزيز بن عبد الصّمد، و عبد السّلام بن حرب، و السّري بن يحيى، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول:

أبو يحيى مالك بن دينار، عن عطاء، و الحسن، روى عنه جعفر بن سليمان، و السري ابن يحيى.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر - بقراءتي عليه - عن جعفر بن يحيى المكّي، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:

أبو يحيى مالك بن دينار، يكنى أبا يحيى، بصري، ثقة.

أخبرنا أبو الفتح الأدمي، أنا أبو الفتح المقدسي، أنا أبو الفتح الرّازي، أنا أبو نصر الموصلي، أنا أبو القاسم الجوزي، نا أبو زكريا يزيد بن محمّد، قال: سمعت أبا عبد اللّه المقدمي يقول: مالك بن دينار، يكنى أبا يحيى.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو يحيى مالك بن دينار القرشيّ البصريّ، روى عنه جعفر بن سليمان الضّبعي، و أبو الهيثم السري بن يحيى المحلّمي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا محمّد بن علي المقرئ، أنا محمّد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسّان، حدّثني أبي قال: و ذكر لنا ذاكر: أن مالك بن دينار مولى بني ناجية.

و قال أبو الحسن عن بعض من سأل مالك بن دينار عن نسبه فلم يزده على أن قال:

مالك بن دينار.

أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي، قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو الطيّب المنبجي، أنا أبو الفضل الزهري، نا ابن عائشة قال: كان مالك بن دينار أسنّ من غالب القطّان، و مالك بن سبي كابل، سبا [ه] عبد الرّحمن بن سمرة.

ص: 397

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم الحافظ (1)،نا أحمد بن محمّد بن الفضل، نا محمّد بن إسحاق الثقفي، نا هارون بن عبد اللّه، نا سيّار، نا جعفر، نا مالك قال:

أتينا أنس بن مالك - صفوا كل قبيلة - أنا و ثابت البنّاني، و يزيد الرقاشي، و زياد النّميري، و أشباهنا، فنظر إلينا فقال: ما أشبهكم بأصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلم، ثم قال: رءوسكم و لحاكم، ثم قال: و اللّه لأنتم أحبّ إليّ من عدة ولدي، إلاّ أن يكونوا في الفضل مثلكم، و إنّي لأدعو لكم بالأسحار.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد ابن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال:

و قال عبد السّلام: نا جعفر عن مالك بن دينار قال: كنا عند أنس فجاء شيخ من بني تميم، فقال الشيخ، فقالوا: لجّ، فدخل يمشي حتى إذا دنا من القوم سلّم ثم قال على عصا، فقال لأنس: لقد كنت بين ظهراني قوم لست مثلهم، فسكت أنس، ثم أجابه فأحسن الجواب، قال: إِنَّ اللّٰهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَ الَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (2).

كتب إليّ عبد الغفّار بن محمّد، و حدّثني أبو المحاسن عبد الرزّاق بن محمّد عنه، أنا أبو بكر الحيري، نا أبو العباس الأصم، نا يحيى بن أبي طالب، أنا عبد الوهّاب، أنا سعيد عن مالك بن دينار قال:

سألت ثمانية نفر عن المتعة فكلهم أمرني بها: الحسن، و عطاء، و جابر بن زيد (3)، و طاوس، و سالم بن عبد اللّه، و عكرمة، و معبد الجهني (4)،و مجاهد، أو القاسم، شك سعيد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو محمّد عبد اللّه بن علي بن أحمد المقرئ سبط أبي منصور الحنّاط المقرئ، قالا: أنا أحمد بن محمّد بن أحمد بن النّقّور.

ص: 398


1- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 381/2 و سير أعلام النبلاء 363/5.
2- سورة النحل، الآية:128.
3- هو جابر بن زيد الأزدي أبو الشعثاء البصري اليحمدي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 481/4.
4- هو معبد بن عبد اللّه بن عويمر بن عكيم الجهني، ترجمته في سير أعلام النبلاء 185/4.

أخبرتنا أم الفتح أمة السّلام بنت أحمد بن كامل القاضي، أنا محمّد بن إسماعيل البندار، نا محمّد بن يحيى القطعي، نا عبد الأعلى، نا سعيد عن مالك بن دينار قال:

سألت عامة نفر عن المتعة فكلّهم أمرني بها: الحسن، و عطاء بن أبي رباح، و طاوس، و جابر بن زيد، و سالم بن عبد اللّه بن عمر، و عكرمة، و معبد الجهني، و القاسم بن محمّد، و مجاهد.

قرأت على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر ابن حيوية، أنا محمّد بن القاسم الكوكبي، نا ابن أبي خيثمة، نا موسى بن إسماعيل، نا صدقة ابن موسى عن مالك بن دينار قال:

سألت بالحجاز عطاء - يعني - ابن أبي رباح، و طاوسا، و القاسم بن محمّد بن أبي بكر، و محمّدا و أخاه ابني عباد (1)،و سالم بن عبد اللّه بن عمر، و سألت بالبصرة: الحسن، و جابر ابن زيد، و معبدا (2) الجهني، و أبا المتوكل النّاجي (3)،كلّهم أمرني بمتعة الحج.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو عمرو عثمان بن محمّد بن القاسم الأدمي، نا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا عبد اللّه بن سعيد، نا عيسى ابن حسه (4) قال:

كان مالك بن دينار يكتب المصاحف و لا يشارط بكتب المصحف في بيته، فإذا أتى بأجرة أخذ ما يعلم أنه أجرته، و يردّ ما سوى ذلك.

قال: و أنا عبد اللّه بن سليمان، نا عبد اللّه بن الصباح، و يحيى بن حكيم، قالا: نا حمّاد بن واقد عن مالك بن دينار قال:

دخل عليّ جابر بن يزيد و أنا أكتب المصحف، فقال لي: ما لك صنعة إلاّ أن تنقل كتاب اللّه من ورقة إلى ورقة، هذا و اللّه كسب الحلال، هذا و اللّه كسب الحلال (5).

و نا عبد اللّه، نا عبد اللّه بن الصباح، و يحيى بن حكيم، قالا: نا عبد العزيز بن عبد الصّمد، نا مالك بن دينار قال:

ص: 399


1- يعني محمّد بن عباد بن جعفر القرشي المكّي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 106/5.
2- بالأصل: و معبد.
3- اسمه علي بن داود، بصري، مات سنة 102 ترجمته في سير أعلام النبلاء 8/5.
4- كذا رسمها بالأصل.
5- سير أعلام النبلاء 364/5.

دخل عليّ جابر بن زيد و أنا أكتب مصحفا، فقلت له: كيف ترى صنعتي هذه يا أبا الشعثاء؟ فقال: نعم الصنعة صنعتك، ما أحسن هذا، نقل الكتاب من ورقة إلى ورقة، و آية إلى آية، و كلمة إلى كلمة، هذا الحلال لا بأس به.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم الأصبهاني (1)،نا أحمد بن محمّد، نا محمّد بن إسحاق، نا عبد اللّه بن أبي زياد، نا سيّار، نا جعفر قال:

كان مالك بن دينار يلبس إزار صوف، و عباءة خفيفة، فإذا كان الشتاء ففرو، و كبل و عباءة، و كان يكتب المصاحف و لا يأخذ عليها من الأجرة أكثر من عمل يده، فيدفعه عند البقّال، فيأكله، و كان يكتب المصحف في أربعة أشهر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا يوسف بن الحسن بن محمّد، أنا أبو نعيم الحافظ، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا ابن أبي شيبة قال: سمعت علي بن المديني يقول: قال عبد الرّحمن بن مهدي عن أبي سليمان جعفر بن سليمان قال: قال لنا محمّد بن واسع:

عليكم بمالك، نعم الرجل مالك، و ثابت، و إنّ أبا عمران الجوني لحسن الحديث.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (2)،حدّثني عقبة بن مكرم، نا سعيد بن عامر، عن جعفر بن سليمان قال:

كنا عند مالك بن دينار، فحضرت العصر، فقام يتوضأ، فقال ابن واسع: نعم الرجل مالك، نعم الرجل مالك، خذوا عن مالك، و ثابت، و إنّ أبا عمران الجوني لحسن الحديث.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين البزار، أنا أبو بكر البرقاني قال: قلت للدارقطني (3):مالك بن دينار؟ قال: ثقة، و لا (4) يحدث عنه ثقة.

أنبأنا أبو طاهر محمّد بن الحسين الحنّائي، و حدّثنا أبو طاهر إبراهيم بن الحسن عنه، أنا أبو القاسم بن الفرات، نا عبد الوهّاب الكلابي، نا أحمد بن الحسين أبو الجهم، نا مؤمّل ابن إهاب، نا سيار، عن جعفر (5)،ثنا رجل من جلساء وهب بن منبّه قال:

ص: 400


1- رواه أبو نعيم الأصبهاني الحافظ في حلية الأولياء 368/2.
2- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 264/2.
3- سير أعلام النبلاء 364/5.
4- كذا بالأصل، و في سير الأعلام: و لا يكاد يحدث عنه ثقة.
5- الخبر من طريق جعفر بن سليمان في تهذيب الكمال 259/4 في ترجمة حسان بن أبي سنان البصري العابد.

رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في المنام فقلت: أين بدلاء أمّتك؟ قال: فأومأ بيده نحو الشام، قال: فقلت: هل بالعراق منهم أحد؟ قال: بلى، محمّد بن واسع، و حسّان بن [أبي] سنان (1)،و مالك بن دينار.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أحمد بن الحسين، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

سمعت أبا بكر بن أبي دارم يقول: حدّثني الفضل بن جعفر، نا عبيد اللّه بن مسلم قال: قال مالك بن دينار:

خرجت يوما إلى المقابر، فإذا شابان جالسان يكتبان شيئا، فقلت لهما: رحمكما اللّه، من أنتما؟ فقالا: ملكان، نكتب المحبين للّه، فقلت لهما: نشدتكما باللّه لما كتبتماني في أسفل سطر: مالك بن دينار طفيلي يحب المحبين للّه، فلما كان الليل أتيت في منامي، فقيل:

قد كتبت فيهم، المرء مع من أحبّ.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم الحافظ (2)،نا أبو عمرو العثماني - يعني - عثمان بن محمّد، حدّثني محمّد بن جعفر، نا خلف بن محمود، نا فارس النجار قال:

بلغني أن إبراهيم بن أدهم رأى في المنام كأن جبريل نزل إلى الأرض، فقال له: لم نزلت إلى الأرض؟ فقال: لأكتب المحبين، قال: مثل من؟ قال: مثل مالك بن دينار، و ثابت البنّاني، و أيوب السختياني، و عدّ جماعة، قال: أنا منهم؟ قال: لا، قال: فقلت: فإذا كتبتهم فاكتب تحتهم (3) محب المحبين، قال: فنزل الوحي: اكتبه أولهم.

قال (4):و نا أبو حامد بن جبلة، نا أبو العبّاس السراج، نا أبو يحيى، نا خالد بن خداش، نا معلّى الورّاق قال: سمعت مالك بن دينار يقول:

خلطت دقيقي بالرماد، فضعفت عن الصلاة، و لو قويت على الصلاة ما أكلت غيره.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسن (5) بن أبي علي السقا،

ص: 401


1- رسمها بالأصل:«شبان» و التصويب و الزيادة السابقة عن تهذيب الكمال،(ترجمته 259/4).
2- رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 34/8 في ترجمة إبراهيم بن أدهم.
3- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن حلية الأولياء.
4- القائل: أبو نعيم الحافظ الأصبهاني، و الخبر في حلية الأولياء 366/2.
5- تحرفت بالأصل إلى: الحسين، و هو علي بن محمّد بن علي بن حسين الأسفرايني، ترجمته في سير أعلام النبلاء 305/17.

نا محمّد بن أحمد بن يوسف، نا أحمد بن عثمان، نا أحمد بن إبراهيم، حدّثني خالد بن خداش قال: سمعت معلّى الورّاق يقول: سمعت مالكا يقول:

خلطت دقيقي بالرماد فأكلته، فضعفت عليه، و لو قويت عليه ما أكلت غيره.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى الموصلي، نا عبد اللّه بن أبي بكر المقدمي، نا جعفر بن سليمان قال:

جاء هشام بن حسّان (1) إلى مالك بن دينار و هو عند البقّال، فقال: يا هشام إنّي أعطي البقّال درهما و دانقين كلّ شهر، و آخذ منه ستين رغيفا لكلّ يوم رغيفان، فإذا كانا سخنين كان ذاك إدامهما، إنّي قرأت في التوراة قال داود عليه السلام: إلهي رأيت همومي و أنت من فوق العلى، فانظر ما همتك يا هشام.

أنبأنا أبو علي المقرئ، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه (2)،نا أحمد بن محمّد بن سنان، نا محمّد بن إسحاق، نا هارون بن عبد اللّه، و عبد اللّه بن أبي زياد، قالا: نا سيّار، نا جعفر قال:

كنت عند مالك بن دينار فجاء هشام بن حسّان فقال: أين أبو يحيى؟ قلنا: عند البقّال، قال: قوموا بنا إليه، قال: فحانت منه نظرة إلى هشام قال: يا هشام، إنّي أعطي هذا البقّال كل شهر درهما و دانقين، و آخذ منه كل شهر ستين رغيفا، كل ليلة رغيفين، فإذا أصبتهما سخنا فهو إدامهما، يا هشام فإنّي قرأت في زبور داود:[إلهي] (3) رأيت همومي و أنت من فوق العلى، فانظر همومك يا هشام.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، و أبو محمّد المقرئ، قالا: نا أبو العبّاس الأصم، نا الخضر بن أبان، نا سيّار بن حاتم.

قال: و أنا أبو بكر قال: و أنا عبد الخالق بن علي، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن داود الرّازي، نا طاهر بن عبد اللّه الخثعمي، نا القطواني، نا سيّار.

ص: 402


1- هو هشام بن حسان الأزدي القردوسي، أبو عبد اللّه البصري، مات سنة 146 و قيل 147 و قيل 148 ترجمته في تهذيب الكمال 241/19.
2- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 368/2.
3- زيادة لازمة عن حلية الأولياء.

حدّثني جعفر قال: سمعت ابن دينار (1) يقول:

إنّ الأبرار تغلي قلوبهم بأعمال البرّ، و إنّ الفجّار تغلي قلوبهم بأعمال الفجور، و إنّ اللّه يرى همومكم، فانظروا ما همومكم (2).

لفظهما سواء.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحّاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا مردويه الحمّال أبو عبد الرّحمن المقرئ الصوفي، نا القطعي (3)-يعني: محمّد بن يحيى - نا أبي، عن عمّه حزم قال:

دخلت على مالك بن دينار و بين يديه آجرة عليها رغيف شعير و ملح عجين، فقال: يا أبا عبد اللّه، ادن فكل، فإنّ هذا [مع] (4) العافية طيب.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أحمد بن عبد اللّه بن إسحاق (5)،نا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، نا أحمد بن الحسين، نا أحمد بن إبراهيم، نا مسلم (6) بن إبراهيم، نا سلام ابن مسكين قال:

دخلت على مالك بن دينار في مرضه الذي مات فيه، فإذا البيت فيه سرير أثل (7) مرمول بالشريط، و عليه قطعة بوري (8)،و إذا تحت رأسه قطعة كساء، و إذا ركوة و صاغرة، فرفع رأسه، فأخرج من تحت رأسه رغيفين يابسين، فقعد يكسر ذينك الرغيفين في الماء حتى إذا ظن أن الخبز قد ابتلّ قال: ناولني الدوخلة (9)،فإذا دوخلة معلقة يابسة، فوضعتها (10) فأخرج منها صرّة فيها ملح، و قال لي: ادن، فقلت: يا أبا يحيى لا أشتهي، قال: فقال: هيهات هيهات، أنت ممن غذّي في الماء العذب، فلا يصير في الماء الملح.

ص: 403


1- تحرفت بالأصل إلى:«ديان».
2- رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 370/2.
3- تحرفت بالأصل إلى:«القطيعي» و الصواب ما أثبت، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 317/17.
4- الزيادة عن المختصر.
5- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 369/2-370.
6- في حلية الأولياء: سالم بن إبراهيم.
7- الأثل: نوع من الشجر.
8- البوري: الحصير.
9- الدوخلة: سفيفة من خرص يوضع فيها التمر (تاج العروس).
10- بالأصل: فوضعها، و المثبت عن الحلية.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو البركات سعيد بن الحسين بن الحسن بن حسّان البزار، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو القاسم بن حبابة، أنا أبو القاسم البغوي، نا هدبة، نا سلام بن أبي مطيع قال (1):

دخلنا على مالك بن دينار ليلا، و هو في بيت مظلم بغير سراج، و في يده رغيف يكدمه، فقلنا له: يا أبا يحيى، أ لا سراج تبصر، أ لا شيء تضع عليه خبزك؟ فقال: دعوني، فو اللّه إنّي نادم على ما مضى.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن عبد اللّه، أنا علي بن محمّد المصّيصي، أنا عبد الرّحمن بن عثمان، أنا خيثمة بن سليمان، نا الصائغ - يعني - جعفر بن محمّد، نا أبو معاوية، نا جعفر بن سليمان قال:

سمعت مالك بن دينار يقول: إنّما هذا البطن كلب، ألق (2) إلى هذا الكلب كسرة و رأس جوافة (3) يسكت عنك - أو قال: يسكن عنك - و لا تجعلوا بطونكم أوعية.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم (4)،نا محمّد بن علي، نا أبو سعيد (5)،نا أحمد بن عبد الرّحمن، نا مسكين بن بكير، عن شعبة، عن أبي بلج قال:

كان أدم مالك بن دينار كل سنة ملحا بفلسين.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا الحاكم أبو أحمد، حدّثني أبو العبّاس محمود بن محمّد الرافقي - ببغراس (6)-نا الكرمراني (7)-يعني - أحمد بن عبد الرّحمن، نا مسكين - يعني - ابن بكير، نا أبو بلج العنبري.

أن مالك بن دينار كان أدمه كل سنة بفلسين ملحا.

أنبأنا أبو علي، أنا أبو نعيم (8)،نا أبو بحر محمّد بن الحسن (9) بن كوثر، نا بشر بن

ص: 404


1- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 365/2.
2- بالأصل: القي.
3- كلمة غير واضحة بالأصل، و المثبت عن حلية الأولياء 369/2.
4- حلية الأولياء 367/2.
5- في الحلية:«أبو علي بن سعيد».
6- بدون إعجام بالأصل، أعجمت عن معجم البلدان، و هي مدينة في لحف جبل اللكام بينها و بين أنطاكية أربعة فراسخ على يمين القاصد إلى أنطاكية من حلب.
7- كذا رسمها و بدون إعجام بالأصل.
8- رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 366/2.
9- في الحلية: الحسين.

موسى، نا عبد الصّمد بن حسّان، نا السري بن يحيى قال: سمعت مالك بن دينار يقول:

إنه لتأتي عليّ السنة لا آكل فيها لحما إلاّ في يوم الأضحى، فإني آكل من أضحيتي لما يذكر فيه.

قال (1):و نا أبو محمّد بن حيّان، نا أحمد بن نصر، نا أحمد الدورقي، نا أحمد (2) بن عبيدة، حدّثني الحجّاج بن نصر (3)،حدّثني المنذر أبو يحيى قال:

رأيت مالكا و معه كراع من هذه الأكارع التي قد طبخت، قال: فهو يشمه ساعة بساعة، قال: ثم مرّ على شيخ مسكين على ظهر الطريق يتصدق، فقال: هاه يا شيخ، فناوله إياه، ثم مسح [يده] (4) بالجدار، ثم وضع كساءه على رأسه و ذهب، فلقيت صديقا له فقلت: رأيت من مالك اليوم كذا و كذا، قال: أنا أخبرك، كان يشتهيه منذ زمان، فاشتراه، فلم تطب نفسه أن يأكله، فتصدّق به.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، أنا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن علي الصيدلاني، نا أبو طالب علي بن محمّد الكاتب، نا علي بن مسلم (5)، نا سيّار بن حاتم، نا عثمان أبو إبراهيم (6) جليس مالك بن دينار قال:

سمعت مالك بن دينار قال لرجل من أصحابه: إني لأشتهي رغيفا لينا بلبن رائب، قال:

فانطلق، فجاء به، قال: فجعل على الرغيف، فجعل مالك يقلّبه و ينظر إليه، قال: اشتهيتك منذ أربعين سنة، فغلبتك قال: حتى كان اليوم، تريد أن تغلبني؟ إليك عني، فأبى أن يأكله.

أنبأنا أبو علي المقرئ، أنا أحمد بن عبد اللّه (7)،نا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، نا أبو معمر، نا أبي عن جدي قال:

كنت عند مالك، فأخذ جلده ساعة (8)،فقال: ما أكلت العام رطبة و لا عنبة، و لا بطيخة، فجعل يعدد كذا و كذا، أ لست أنا مالك بن دينار.

ص: 405


1- القائل: أبو نعيم الحافظ، و الخبر في حلية الأولياء 366/2.
2- كذا، و في الحلية: محمد بن عبيدة.
3- بالأصل: نصير، و المثبت عن حلية الأولياء.
4- الزيادة عن الحلية.
5- من طريقه رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 366/2.
6- في حلية الأولياء: عثمان بن إبراهيم الحميري.
7- حلية الأولياء 366/2.
8- في حلية الأولياء: فأخذ جلدة ساعده.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام الواسطي، عن أبي عمر بن حيوية، أنا محمّد بن القاسم الكوكبي، نا ابن أبي خيثمة، نا دسكتويه، نا جعفر بن سليمان قال: قال مالك بن دينار:

انظر إليّ، كيف ترى عقلي؟ قال: قلت: ما أرى به بأسا، قال: ما أكلت من فاكهتهم هذه منذ ثلاثون سنة، لا رطبها و لا يابسها، و ما نقص من عقلي شيء، و لا زاد في عقولكم شيئا.

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن محمّد..... (1)،أنا عبد الكريم بن عبد الرزّاق الحسناباذي، نا منصور بن الحسين الكاتب، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا عبد الصّمد بن يزيد مردويه قال: سمعت أزهر السمّان يقول:

كان مالك يدخل أسواق البصرة ينظر إليها و إلى أشياء كثيرة يشمّها فيرجع، فيقول لنفسه: اصبري، فو اللّه ما أحرمك ما رأيت إلاّ من كرامتك.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن محمّد، أنا أبو الحسين ابن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا أحمد بن عمران، عن عبد السّلام بن حرب قال:

سمعت مالك بن دينار يقول لنفسه: إنّي و اللّه ما أريد بك إلاّ الخير - مرتين-.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم الحافظ (2)،نا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد ابن حنبل، حدّثني محمّد بن كليب، نا يوسف بن عطية الصفّار، عن مالك بن دينار قال:

من دخل بيتي فأخذ شيئا فهو له حلال، أما أنا فلا أحتاج إلى قفل و لا إلى مفتاح، و كان يأخذ الحصاة من المسجد فيقول: لوددت (3) أن هذه أجزأتني في الدنيا ما عشت لا أزيد على مصّها من الطعام و الشراب.

و كان يقول: لو صلح لي أن آكل الرماد لأكلته (4)،و لو صلح لي أن أعمد إلى بوري (5)فأقطعه باثنتين فاتّزر بقطعة و أرتدي بقطعة، لفعلت.

ص: 406


1- كلمة غير واضحة في الأصل.
2- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 367/2.
3- بالأصل:«لو رددت» و المثبت عن حلية الأولياء.
4- قوله:«لو صلح لي أن آكل الرماد لأكلته» ليس في الخبر هنا في حلية الأولياء.
5- كذا بالأصل و المختصر، و في الحلية:«يرد لي».

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أنا أبو جعفر محمّد بن سعد المؤدب، نا العباس بن سهل، نا ياسين بن النضر، نا علي بن عثام، عن جعفر بن سليمان قال: قال مالك بن دينار:

لوددت أن اللّه عزّ و جل جعل رزقي في حصاة أمصّها، لقد استحييت من كثرة اختلافي إلى الكنيف.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا يوسف بن عبد اللّه الحلواني، نا مسلم بن إبراهيم، نا الحسن بن أبي جعفر قال:

سمعت مالك بن دينار يقول:

وددت أنّ رزقي في حصاة أمصّها، حتى أموت (1)،و لقد اختلفت إلى الخلاء حتى استحييت من ربي.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أنا أبو عمرو بن السمّاك، نا الحسن بن عمرو قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: قال مالك بن دينار:

أدعوا و أمّنوا على دعائي، اللّهمّ لا تدخل بيت مالك من الدنيا قليلا و لا كثيرا، قولوا:

آمين.

أنبأنا أبو علي المقرئ، أنا أبو نعيم (2)،نا أبو حامد بن جبلة، نا أبو العباس السراج، نا عبد اللّه بن أبي زياد، نا سيّار، نا جعفر قال: سمعت مالكا يقول:

و اللّه لقد أصبحت ما أملك دينارا و لا درهما، و لا دانقا، و لئن لم يكن لي عند اللّه خير ما كانت لي دنيا و لا آخرة.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر، نا ابن أبي خيثمة، نا عقبة بن سليمان أبو سليمان الحراز، نا جعفر بن أبي شعيب قال:

كان رجل من أهل البصرة كانت له تجارة و كان له عقل، فترك التجارة و أقبل على العبادة، فكان يسمع الناس يقولون: مالك بن دينار، و مالك بن دينار، فقال: و اللّه لأذهبن إلى مالك هذا الذي أشغف الناس، فلأنظرن ما عمله.

ص: 407


1- بالأصل: مات.
2- حلية الأولياء 367/2.

قال: فأتيته، فإذا هو جالس في المسجد، و إذا حوله قوم يقرءون القرآن، قال:

فجلست في ناحية حتى تفرقوا، و جاء آخرون فسمعوا الحديث، فلمّا تفرقوا قام فصلّى ركعتين أو أربعا، ثم خرج، و تبعته، فقال لي: أ لك حاجة؟ قلت: نعم، أريد أن أجيء معك إلى بيتك، قال: مرّ، فذهب بي إلى حجرة مكنوسة، نظيفة، و ظل بارد طيب، و بيت مكنوس، و فيه بواري و دورق و مطهرة، و حلة فيها كسر، قلت: يا مالك، أ لك امرأة؟ قال: أعوذ باللّه، قلت: أ لك ولد؟ قال: أعوذ باللّه، قلت: أ لك تجارة؟ قال: أعوذ باللّه، قلت: أ لك دين؟ قال: أعوذ باللّه، قلت: يا مالك، يزعم الناس أنك أزهد الناس، و أنت خريم الناعم (1).

- زاد غيره: قال: فشهق شهقة-.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم، أنا أبو القاسم السلمي، أنا أبو محمّد العدل، أنا خيثمة بن سليمان، نا عبد العزيز بن محمّد أبو خالد القرشي بغدادي، نا قيس بن حفص، نا المعتمر بن سليمان عن أبيه قال:

ما رأيت أحدا قط أعبد من الحسن، و لا رأيت أحدا قط أورع من محمّد بن سيرين، و لا رأيت أحدا قط أزهد من مالك بن دينار، و لا رأيت أحدا قط أخشع من محمّد بن واسع، و لا رأيت أحدا قط أصدق يقينا من حبيب أبي محمّد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا ابن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، نا فهد بن حيان، نا محمّد بن يزيد قال: سمعت التيمي يقول: ما أدركت أحدا كان أزهد في الدنيا من مالك بن دينار (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصّمد بن علي، قالا: أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا محمّد بن هارون الحربي، نا يعقوب بن كعب الحلبي، نا ضمرة، عن ابن شوذب قال:

قال رجل من أهل البصرة: إن لم تجد إلاّ مثل عبادة ثابت، و حفظ قتادة، و ورع ابن سيرين، و علم الحسن، و زهد مالك، لا تطلب العلم.

ص: 408


1- هو خريم بن عمرو بن الحارث المري، المعروف بخريم الناعم. تقدمت ترجمته في كتابنا تاريخ مدينة دمشق - بتحقيقنا 338/16 برقم 1955.
2- سير أعلام النبلاء 364/5.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم (1)،نا أحمد بن محمّد بن سنان، نا محمّد بن إسحاق السراج، نا هارون بن عبد اللّه، نا سيّار، نا جعفر، نا مالك بن دينار قال:

لما وقعت الفتنة أتيت الحسن ثلاثة أيام أسأله: يا أبا سعيد، ما تأمرني؟ فلا يجيبني، قال: فقلت: يا أبا سعيد، أتيتك ثلاثة أيام أسألك و أنت معلمي فلا تجيبني، و اللّه لقد هممت أن آخذ الأرض بقدمي، و أشرب من أفواه الأنهار، و آكل من بقل البرية حتى يحكم اللّه بين عباده، فقال: فأرسل الحسن عينيه باكيا ثم قال: يا مالك، و من يطيق (2) ما تطيق، لكنا و اللّه ما نطيق هذا.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن أبي عبد الرّحمن، نا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، و أبو محمّد المقرئ، قالا: أنا أبو العبّاس - هو الأصم - نا الخضر بن أبان، نا سيّار، نا جعفر قال:

قلت لمالك بن دينار حين ماتت..... (3):لو تزوجت، قال: لو استطعت لطلّقت نفسي.

أخبرنا أبو الوقت عبد (4) الأول بن عيسى، أنا أبو صاعد يعلى بن هبة اللّه، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر، نا أبو حفص عمر بن محمّد، حدّثني عبد اللّه بن حنيف، عن حذيفة المرعشي قال:

قيل لمالك بن دينار: أ لا تتزوج؟ قال: ما لي إلاّ نفس واحدة، لو استطعت طلّقتها، فكيف أضم إليها أخرى (5).

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام الواسطي، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم الكوكبي، أنا ابن [أبي] (6) خيثمة، نا أبو سليمان..... (7) بن سليمان، نا أبو جعفر البصري قال:

ص: 409


1- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 367/2-368.
2- بالأصل:«يطق» و المثبت عن حلية الأولياء.
3- كلمة غير واضحة بالأصل.
4- بالأصل: عبيد، تصحيف.
5- حلية الأولياء 365/2.
6- زيادة استدركت عن هامش الأصل، و بعدها كتب: صح.
7- كلمة غير واضحة و بدون إعجام بالأصل.

جاءت امرأة إلى مالك بن دينار فقالت: يا مالك بن دينار، عندي من المال كذا و كذا، فقد أردت أن أتزوجك فتصرف مالي هذا في أيّ الأنواع شئت، قال: اذهبي إلى ثابت، قالت: لا حاجة لي في ثابت، لا أريد غيرك، قال: أ ما علمت أنّي طلّقت نساء الدنيا ثلاثا؟ فأنت منهن، اذهبي.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم (1)،نا عبد اللّه بن محمد بن جعفر، نا أحمد بن الحسين، نا أحمد بن إبراهيم قال: قال الهيثم بن معاوية: حدّثني شيخ لي قال:

كان رجل من الأغنياء بالبصرة، و كانت له ابنة نفيسة فائقة الجمال، فقال لها أبوها: قد خطبك بنو هاشم و العرب و الموالي فأبيت، أراك تريدين مالك بن دينار و أصحابه؟ قالت: هو و اللّه غايتي، فقال الأب لأخ له: ائت مالك بن دينار فأخبره بمكان ابنتي و هواها له، قال:

فأتاه، فقال له: فلان يقرئك السلام، و يقول: إنّك تعلم إنّي أكثر هذه المدينة مالا، و أفشاهم ضيعة، و لي ابنة نفيسة و قد هويتك فشأنك و هي، فقال مالك للرجل: عجبا لك يا فلان، أ ما علمت أني قد طلّقت الدنيا ثلاثا.

قال (2):و أنا إبراهيم بن عبد اللّه، نا محمّد بن إسحاق، نا قتيبة بن سعيد، نا النضر بن زرارة، عن الثقة قال:

قال مالك بن دينار: اشتريت لأهلي طيبا بدرهم، و إنّي لأحاسب نفسي فيه منذ عشرين سنة فما أجد لي مخرجا.

قال (3):و نا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، نا أحمد بن الحسين، نا أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن عبيدة، حدّثني عبد الملك بن قريب، حدّثني رجل صالح من أهل البصرة قال:

وقع حريق في بيت مالك، فأخذ المصحف و أخذ القطيفة فأخرجهما (4)،فقيل له: يا أبا يحيى البيت، فقال: ما فيه إلاّ السندانة، ما أبالي أن تحترق.

قال أحمد بن إبراهيم: و ذكر عبد اللّه بن المبارك قال:

ص: 410


1- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 365/2.
2- القائل أبو نعيم الحافظ، و الخبر في حلية الأولياء 366/2.
3- حلية الأولياء 368/2.
4- بالأصل: فأخرجها، و المثبت عن حلية الأولياء.

وقع حريق بالبصرة، فأخذ مالك بطرف كسائه يجرّه، و قال: هلك أصحاب الأثقال.

و قال (1):و نا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني علي بن مسلم، نا سيّار، نا الحارث بن نبهان الجرمي قال:

قدمت من مكة فأهديت إلى مالك بن دينار ركوة، قال: فكانت عنده، قال: فجئت يوما، فجلست في مجلسه، فقال: يا حارث، خذ تلك الركوة، فقد شغلت علي قلبي، قال:

فقال لي: يا حارث، إني إذا دخلت المسجد جاءني الشيطان فقال لي: يا مالك إنّ الركوة قد سرقت، فقد شغلت عليّ قلبي.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر - بقراءتي عليه - عن أبي الفضل بن الحكّاك، أنا عبيد اللّه ابن سعيد بن حاتم، أنا أبو الحسن الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم، أخبرني أبي أبو عبد الرّحمن النسائي، أنا أحمد بن سليمان، نا زيد بن الحباب، حدّثني مرجى بن وداع عن سهيل بن عبد اللّه القطعي قال:

صلّى بنا مالك بن دينار العصر، فلمّا سلّم عضّ على إصبعه، فلم تزل عيناه (2) تدمعان حتى غابت الشمس.

قال زيد: لم أسمعه من سهيل.

أخبرنا أبو البركات محفوظ بن هبة اللّه بن الحسن بن صصري، و أبو إسحاق إبراهيم ابن موهوب بن علي بن المغصص، قالا: أنا أبو القاسم نصر بن أحمد الهمداني المؤدب، أنا خليل بن هبة اللّه بن خليل، نا الحسن بن محمّد، نا درستويه، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل أبو الدحداح، نا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، نا زيد بن حباب، نا مرجى بن وداع بن الأسود الراسبي، عن سهيل القطعي قال:

صلّى بنا مالك بن دينار العصر، فلمّا سلّم عضّ على إصبعه، فلم تزل عيناه تذرفان حتى غابت الشمس، قال زيد: فحدّثت بذلك بعض أصحابنا فقال: صلّى بنا سفيان العصر فأطافوا به، فلم يتكلم بكلمة حتى غابت الشمس.

أخبرنا أبو محمّد المزكي، نا أبو بكر الخطيب، أنا ابن بشران، أنا ابن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، نا مجالد بن عبيد العبدي، نا جعفر بن سليمان قال:

ص: 411


1- حلية الأولياء 364/2.
2- بالأصل: عينيه.

خرجت مع مالك بن دينار إلى مكة، فلمّا أحرم أراد أن يلبّي فسقط، ثم أفاق، فأراد أن يلبّي فسقط، ثم أفاق، فأراد أن يلبّي، فسقط، فقلت له: ما لك يا أبا يحيى؟ قال: أخشى أن أقول لبيك، فيقول: لا لبيك و لا سعديك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو أحمد عبيد اللّه ابن محمّد بن أبي مسلم الفرضي، أنا عثمان بن أحمد بن السمّاك، نا إسحاق بن إبراهيم بن سنين، نا هارون بن عبد اللّه، نا سيّار، نا جعفر قال:

سمعت مالك بن دينار يقول: وددت أنّ اللّه إذا جمع الخلائق يوم القيامة فيقول لي: يا مالك، و أقول: لبيك، فيأذن لي أن أسجد بين يديه سجدة، فأعرف أنه قد رضي عني، فيقول: يا مالك، كن اليوم ترابا.

أنبأنا أبو الحسن محمّد بن مرزوق الزعفراني، أنا أبو عمرو (1) بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن يوة، نا أحمد بن محمّد بن عمر، نا ابن أبي الدنيا، نا هارون بن عبد اللّه، نا سيّار، نا جعفر قال:

سمعت مالك بن دينار قال: لو كان لأحد أن يتمنى لتمنّيت أنا أن يكون لي في الآخرة خصّ من قصب، و أروى من الماء، و أنجو من النار.

قال: و نا ابن أبي الدنيا، نا عون بن إبراهيم بن الصلت، حدّثني موسى بن الحجّاج قال: قال مالك بن دينار:

يا ليتني لم أخلق، فإذا خلقت متّ صغيرا، و يا ليتني إذا لم أمت صغيرا عمّرت حتى أعمل في خلاص نفسي.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا علي بن محمّد بن محمّد بن الأخضر، أنا أبو الحسين ابن بشران، أنا ابن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني أبو عبد اللّه التميمي، حدّثني سيّار، عن جعفر بن سليمان قال:

لقي مالك بن دينار ثابت البنّاني، قال له: يا أبا يحيى، كيف بك؟ قال: كيف بمن ظاهر العيوب، كثير الذنوب، مستور على غير استحقاق، فكيف بك يا أبا محمّد؟ قال:

ص: 412


1- تحرفت بالأصل إلى: عمر.

فكتف ثابت يده، و مدّ عنقه، و خفض رأسه، و قال: هذا عذر الخطائين الاشرا (1)،قال:

فأقبلا يبكيان حتى سقطا.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم (2)،نا أبو حامد بن جبلة، نا محمّد بن إسحاق، نا هارون بن عبد اللّه، نا سيّار، نا جعفر قال: سمعت المغيرة بن حبيب، أبا صالح ختن مالك ابن دينار يقول:

يموت مالك بن دينار و أنا معه في الدار، لا أدري ما عمله، قال: فصلّيت معه العشاء الآخرة، ثم جئت فلبست قطيفة في أطول ما يكون الليل، قال: و جاء مالك فقرّب رغيفه فأكل ثم قام إلى الصلاة، فاستفتح ثم أخذ بلحيته فجعل يقول: إذا جمعت الأولين و الآخرين فحرم شيبة مالك بن دينار على النار، فو اللّه ما زال كذلك حتى غلبتني عيني، ثم انتبهت، فإذا هو على تلك الحال يقدم رجلا و يؤخر رجلا، و يقول: يا رب، إذا جمعت الأولين و الآخرين فحرم شيبة مالك بن دينار على النار، فما زال كذلك حتى طلع الفجر، فقلت في نفسي: و اللّه لئن خرج مالك بن دينار فرآني لا تبل لي عنده بالة أبدا، قال: فجئت إلى المنزل و تركته.

قال (3):و نا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني علي بن مسلم، نا سيّار، نا جعفر قال: سمعت مالك بن دينار يقول:

لو استطعت أن لا أنام لم أنم مخافة أن ينزل العذاب و أنا نائم، و لو وجدت أعوانا لفرّقتهم ينادون في سائر الدنيا كلها: يا أيها الناس النار النار.

..... (4)

... و أبو (5) القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العبّاس، أنا أبو عثمان سعيد بن محمّد، أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن إبراهيم بن محمّد بن يحيى، نا أبو عثمان البصري.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو طاهر الزّيادي، أنا أبو عثمان عمرو بن عبد اللّه البصري.

ص: 413


1- كذا رسمها.
2- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 361/2-362.
3- القائل: أبو نعيم الحافظ، و الخبر في حلية الأولياء 369/2.
4- بياض بالأصل صفحة كاملة.
5- قبلها بياض بالأصل.

نا محمّد بن عبد الوهّاب قال: سمعت علي بن عثام يقول: قال مالك بن دينار: إنّ القلب إذا لم يحزن خرب، كما أن البيت إذا لم يسكن خرب (1).

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو عثمان البحيري - قراءة عليه و أنا حاضر - أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد بن يعقوب الجلاّب، أنا أبو عثمان عمرو بن عبد اللّه، نا أبو أحمد محمّد بن عبد الوهّاب قال: سمعت علي بن عثّام قال: قال مالك بن دينار: يقال:

إن القلب إذا لم يحزن خرب، كما أن البيت إذا لم يسكن خرب.

أخبرنا أبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى، أنا يعلى بن هبة اللّه.

ح و أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنا الفضيل بن يحيى، قالا: أنا ابن أبي شريح، نا محمّد بن عقيل، أنا الحسن بن علي بن عفّان، نا زيد.

ح و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو القاسم الحرفي، أنا أبو الحسن علي بن محمّد الكوفي، نا الحسين بن علي، نا زيد بن الحباب، حدّثني جعفر بن سليمان قال: سمعت مالك بن دينار يقول:

قلب ليس فيه حزن كبيت خرب ليس فيه شيء.

زاد البيهقي: يريد حزن الآخرة.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى الموصلي، نا نعيم بن هيصم، نا جعفر بن سليمان.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن محمّد الأسدي، و أبو ياسر سليمان ابن عبد اللّه، و أبو عبد اللّه بن البنّا، قالوا: أنا أبو الحسين بن النّقّور - زاد [ابن] (2) البنّا: و أبو يعلى محمّد بن الحسين بن محمّد بن الفراء قالا:- أنا عيسى بن علي بن عيسى، أنا أبو القاسم البغوي، نا أبو محمّد نعيم بن الهيصم الهروي - إملاء - أنا جعفر بن سليمان.

قال: سمعت مالكا يقول.

ح و أخبرنا أبو القاسم النسيب، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، نا أحمد

ص: 414


1- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 360/2.
2- سقطت من الأصل.

ابن مروان، نا محمّد بن عبد العزيز، نا هارون عن سيّار، عن جعفر، عن مالك بن دينار أنه قال:

إن القلب إذا لم يكن فيه حزن خرب، كما أن البيت إذا لم يسكن خرب، و قال: إذا لم يكن فيه من يسكنه، و قالا: خرب.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا قال: قال محمّد بن الحسين: نا الصلت بن حكيم، نا عامر بن يساف (1)،عن مالك بن دينار قال:

الحزن حزنان:[فحزن] (2) حائل، و حزن حامد رابغ (3)،فالحزن الحائل حسن، و أحسن من ذلك ما حمد في البدن و ريغ. فذاك لا يرى صاحبه إلاّ كئيبا محزونا مغموما حيث ما رأيته يطلب قلبه، لو علم أن قلبه يصلح على مزبلة لأتاها، فذاك الحزن النافع.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن زياد، نا ابن أبي الدنيا، نا أبو إسحاق الرياحي، نا جعفر بن سليمان قال:

سمعت مالك بن دينار يقول:

أربع من علم الشقاء: قسوة القلب، و جمود العين، و طول الأمل، و الحرص على الدنيا.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو نصر محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا (4) أبو سعيد محمّد بن موسى بن الفضل الصيرفي، أنا محمّد بن عبد اللّه الصفّار، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، حدّثني الصلت بن حكيم، حدّثني عبد اللّه بن مروان - و كان و اللّه من الزاهدين في دار الدنيا - قال:

دخل مالك بن دينار المقابر ذات يوم، فإذا برجل يدفن، فجاء حتى وقف على القبر، فجعل ينظر إلى الرجل و هو يدفن، فجعل يقول: غدا مالك هكذا يصير، غدا هكذا مالك

ص: 415


1- بدون إعجام بالأصل، و الصواب ما أثبت، و يقال: ابن عبد يساف. راجع تهذيب الكمال 380/9 و هو من استدراكات الحسيني في الاكمال.
2- استدركت عن هامش الأصل.
3- الرابغ: المقيم (تاج العروس: ربغ).
4- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.

يصير، و ليس له شيء يؤنسه في قبره، فلم يزل يقول ذلك حتى خرّ مغشيا عليه في جوف القبر، فحملوه و انطلقوا به إلى منزله مغشيا عليه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة (1)،أنا أبو الحسن اللنباني (2)،نا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، حدّثني محمّد بن عبد العزيز بن سلمان العابد قال: سمعت أبي يقول: سمعت مالك بن دينار يقول:

عجبا لمن يعلم أن الموت مصيره، و القبر مورده كيف يقرّ بالدنيا عينه، و كيف يطيب فيها عيشه، ثم يبكي مالك حتى [يسقط] (3) مغشيا عليه.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر ابن حيوية، أنا محمّد بن القاسم الكوكبي، نا ابن أبي خيثمة، نا المثنى بن معاذ، نا أبي، نا عمران بن خالد الخزاعي قال: سمعت ثابت البناني يقول لمالك بن دينار: يا أبا يحيى، وددت أني رأيتك عروسا، قال: فقال مالك: و اللّه لو لم أر ميتا قط غير الحسن لكفاني حزنا ما بقيت.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا محمّد بن علي المخزومي، نا محمّد بن نصر، عن مكّي بن (4)،عن جعفر بن سليمان، عن مالك بن دينار أنه قال:

أتيت القبور فناديتها *** أين المعظّم و المحتقر؟

و أين المدلّ بسلطانه *** و أين المزكى إذا ما افتخر

قال: فنوديت من بينهما و لا أرى أحدا:

تفانوا جميعا فما مخبر *** و ماتوا جميعا و مات الخبر

تروح و تغدو بنات الثرى *** فتمحو محاسن تلك الصّور

فيا سائلي عن أناس مضوا *** أمالك فيما ترى معتبر؟

ص: 416


1- بدون إعجام بالأصل، أعجمت و ضبطت عن تبصير المنتبه.
2- إعجامها ناقص بالأصل و مضطرب.
3- استدركت عن هامش الأصل، و بعدها صح.
4- رسمها بالأصل:«مم؟؟؟ ر».

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الحسين أحمد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد الأصبهاني الذكواني المكفوف، نا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ، نا أبو عبد اللّه فهد بن إبراهيم بن فهد، نا محمّد بن زكريا بن دينار، نا مهدي بن سابق قال:

كان مالك بن دينار يتمثّل بهذين البيتين:

زرنا القبور فسلّمنا فما رجعت *** لنا الجواب و لكن زدن أحزانا

و من يزرهنّ يرجع من زيارتها *** و قد رأى من يقين الموت تبيانا

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو نصر بن سسّويه (1)،أنا أبو سعيد الصيرفي، نا أبو عبد اللّه الصفّار، نا ابن أبي الدنيا، نا هارون بن عبد اللّه (2)،نا سيّار، نا جعفر قال:

كنا نخرج مع مالك بن دينار من الحطمة فنجمع الموتى و نجهزهم، ثم يخرج على حمار قصير، لجامه من ليف قال: و عليه عباءة مرتديا (3)[بها] قال: فيعظنا في الطريق حتى [إذا] (4) أشرف على القبور و أحسّ (5) بنا ثمّ، أقبل بصوت له محزون يقول:

ألا حيّ القبور و من يهنّه *** وجوه في التراب أحبّهنّه

و لو أنّ القبور أجبن حيّا *** إذا لأجبنني إذ زرتهنّه

و لكنّ القبور صمتن عني (6) *** فأبت حزينة من عندهنّه

قال: فإذا سمعنا صوته جئنا إليه، فيقول: إنما الخير في الشباب، قال: ثم يجمعهم فيصلّي عليهم.

أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب الهمداني، أنا أبو طاهر عبد الكريم بن الحسن بن رزمة، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أحمد بن محمّد بن جعفر الجوزي، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني عمر بن أبي الحارث الهمداني أنه حدّث عن حبّان بن يسار قال:

ص: 417


1- غير واضحة بالأصل، و المثبت و الضبط عن تبصير المنتبه 681/2 و فيه: سسويه بمهملتين الأولى مضمومة و الثانية مشددة و هو أبو نصر أحمد بن محمد بن عمر بن ممشاذ بن سسويه الإصطخري ثم الأصبهاني.
2- من طريقه روي الخبر و الشعر في حلية الأولياء 373/2.
3- بالأصل:«مرتدي» و التصويب و الزيادة التالية عن حلية الأولياء.
4- زيادة لازمة عن حلية الأولياء.
5- بالأصل: و حس، و المثبت عن حلية الأولياء.
6- بالأصل:«صمتي علي». و المثبت:«صمتن عني» عن حلية الأولياء.

كنا عند مالك بن دينار، فجاء رجل من بني ناجية فقال: يا أبا يحيى، ذكر لي أنك ذكرتني بسوء، قال: أنت إذا أكرم عليّ من نفسي.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو محمّد المصري، أنا أحمد ابن مروان، نا يوسف بن..... (1)،نا عثمان بن الهيثم، نا الحسن بن أبي جعفر قال: قال مالك بن دينار:

لو كانت الصحف من عندنا لأقللنا الكلام.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد بن أبي عثمان، أنا القاضي أبو القاسم الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر (2)،أنا ابن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، نا علي بن الحسن، عن حبّان (3) بن هلال، نا جعفر بن سليمان قال: سمعت مالك بن دينار يقول:

لو كلف الناس الصحف لأقلوا الكلام.

قال: و نا ابن أبي الدنيا، حدّثني هارون بن سفيان، نا أبو غسّان، نا أبو قدامة قال:

سمعت مالك بن دينار يقول (4):لو أنّ الملكين اللذين يكتبان أعمالكم عدوا عليكم يتقاضيانكم (5) أثمان الصحف التي ينسخان فيها أعمالكم لأمسكتم من (6) فضول كلامكم، فإذا كانت الصحف من عند ربكم أ فلا (7) تربعون على أنفسكم؟ أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أنا أبو عمرو بن السمّاك، نا الحسن بن عمرو قال: سمعت بشرا يقول: قال مالك بن دينار:

منذ عرفت الناس ما أبالي من حمدني و لا من ذمّني، لأنّي لا أرى إلاّ حامدا مفرطا، أو ذامّا مفرطا.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، و أبو القاسم الشّحّامي، قالا: أنا أبو بكر البيهقي، أنا

ص: 418


1- كلمة غير واضحة بالأصل، و نميل إلى قراءتها: الضحاك.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 338/17.
3- بدون إعجام بالأصل، و هو أبو حبيب الباهلي حبان بن هلال الكناني البصري، ترجمته في سير الأعلام 239/10.
4- حلية الأولياء 385/2.
5- بالأصل:«يتقاضيا» و المثبت عن المختصر، و في الحلية: يتقاضونكم.
6- في الحلية: لأمسكتم عن كثير من فضول كلامكم.
7- عن الحلية، و بالأصل: فلا.

أبو الحسين بن بشران، أنا إسحاق بن أحمد الكادي، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، نا أبي، [نا] (1) أبو الربيع عمرو بن سليمان، حدّثني مسلم - يعني - الديلمي قال: قال مالك بن دينار:

منذ عرفت الناس لم أفرح بمدحهم، و لم أكره مذمتهم، قيل: و لم ذاك؟ قال: لأن حامدهم مفرط، و ذامّهم مفرط (2).

أخبرنا أبو السعادات المتوكلي، أنا - و أبو محمّد بن حمزة، نا - أبو بكر الخطيب، أنا علي بن أحمد بن محمّد الزراد، نا محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم، حدّثني أبو الحسين بن عمرو السبيعي قال: قال بشر بن الحارث. قال مالك بن دينار:

منذ عرفت الناس لا أبالي من مدحني و لا من ذمني لأني لا أرى إلاّ حامدا مفرطا أو ذامّا مفرطا.. و قال بشر: قال رجل لمالك بن دينار: يا مرائي: قال: متى عرفت اسمي؟ ما عرف اسمي غيرك.

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن هبة اللّه بن محمّد ابن الطيب بن الصباح، أنا أبو الحسن علي بن أبي طالب المكي محمّد بن علي بن محمّد، عن.... (3)

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و عبيد اللّه بن أحمد بن محمّد بن البخاري، و أبو البركات الأنماطي، و أبو.... (4) بن عبد اللّه مولى ابن البخاري، قالوا: أنا أبو محمّد الصريفيني.

قالا: نا أبو طاهر المخلص، نا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا محرز - يعني:

ابن عون (5) سنة ست عشرة و مائتين - حدّثني - و قال أبو الغنائم و ابن النقور: نا - مختار بن عون أخي، عن جعفر بن سليمان قال:

رأيت مع مالك بن دينار كلبا، فقلت: ما هذا؟ قال: هذا خير من جليس السوء.

أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد العلاّف.

ح و أخبرنا أبو المعمر الأنصاري عنه.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن أبي جعفر، و أبو الحسن بن

ص: 419


1- زيادة لازمة لتقويم السند.
2- سير أعلام النبلاء 362/5.
3- بياض بالأصل.
4- بياض بالأصل.
5- من طريقه رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 384/2.

العلاّف، قالا: أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أحمد بن إبراهيم الكندي، أنا محمّد بن جعفر الخرائطي، نا نصر بن داود، نا أبو ظفر، نا جعفر بن سليمان، حدّثنا مالك بن دينار.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا علي محمّد بن (1) محمّد بن بشران، أنا ابن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، نا أبو حفص الصفار، نا جعفر بن سليمان قال:

سمعت مالك بن دينار يقول: رحم اللّه عبدا قال لنفسه: أ لست صاحبة كذا؟ أ لست صاحبة كذا؟ ثم زمّها ثم خطمها، ثم ألزمها كتاب اللّه فكان لها قائدا.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا طراد بن محمّد، أنا أبو الحسين المعدل، أنا أبو علي البردعي، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني أحمد بن إبراهيم، عن غسان بن المفضّل، عن أغلب شيخ بصري، عن مالك بن دينار.

أنه حمّ أياما ثم وجد نقه، فخرج لبعض حاجته، فمرّ بعض أصحاب الشرط بين يديه قوم يطوفون، فأعجلوني، فاعترضت في الطريق، فلحقني إنسان من أعوانه، فقمعني أسواطا كانت أشدّ عليّ من تلك الحمى فقلت: قطع اللّه يدك، فلما كان من الغد، غدوت إلى الجسر في حاجة لي فتلقّوني به مقطوعة يده، معلقة في عنقه.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السماك، نا الحسن بن عمرو قال: سمعت بشر بن الحارث يقول:

قال رجل لمالك بن دينار: يا مرائي، قال: متى عرفت اسمي ما عرف اسمي غيرك (2).

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا رشأ المقرئ، أنا الحسن المصري، أنا أحمد المالكي، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا أبي، عن جعفر بن سليمان، عن مالك بن دينار قال:

قال لي راهب: يا مالك، إن استطعت أن تجعل بينك و بين الناس سوار من حديد فافعل، و انظر كلّ جليس و صاحب لا تستفيد منه في دينك حقا، فانبذ صحبته عنك.

قال: و أنا المالكي، نا موسى بن هارون، نا أبي، عن سيّار، عن جعفر، عن مالك بن دينار قال:

ص: 420


1- كذا بالأصل، و فيه اضطراب. راجع ترجمة أبي الحسين علي بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران في سير الأعلام 311/17.
2- تقدم الخبر من طريق آخر.

خرج أهل الدنيا من الدنيا و لم يذوقوا أطيب شيء فيها، قال: ما هو يا أبا يحيى؟ قال:

معرفة اللّه عزّ و جل (1).

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفر القشيري، قالا: أنا أبو سعيد محمّد بن علي، أنا أبو بكر الجوزقي، أنا الدّغولي قال: سمعت محمّد بن مشكان نا سعيد بن عامر الضبعي، نا حزم بن أبي حزم (2)،عن المغيرة أبي صالح و كان ختن مالك بن دينار قال:

قال لي مالك بن دينار: انظر يا أخي كلّ أخ و صديق و صاحب لا تستفيد منه خيرا في أمر دينك ففر منه.

أخبرنا (3) أبو علي بن الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ، أنا أبو حامد بن جبلة، نا محمّد بن إسحاق، نا محمّد بن الحارث، نا يحيى بن أبي بكير، نا عبّاد بن الوليد النرسي (4) قال:

قال مالك بن دينار لو لا أن يقول الناس جنّ مالك للبست المسوح، و وضعت الرماد على رأسي أنادي في الناس: من رآني فلا يعص (5) ربه.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن مجبور الدهان، نا أبي، نا عبد الملك بن أحمد الدقاق البغدادي، نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، نا يحيى بن أبي بكير، نا عباد بن الوليد بن النرسي قال:

قال مالك بن دينار: لو لا أن يقول الناس جنّ مالك للبست المسوح و وضعت الرماد على رأسي أنادي في الناس: من رآني فلا يعص (6) ربه.

أخبرنا علي بن إبراهيم، نا أبو بكر الخطيب، أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه المعدل، أنا الحسين بن صفان البردعي، نا عبد اللّه بن محمّد بن أبي الدنيا، حدّثني سلمة بن شبيب، حدّثني أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت أبا سليمان قال:

ص: 421


1- سير أعلام النبلاء 363/5.
2- بالأصل: حرم في الموضعين، تحريف.
3- السند مضطرب بالأصل، و السند الذي يأخذ فيه المصنّف عن أبي نعيم الحافظ فيه: أخبرنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ. و الخبر في حلية الأولياء 371/2 من هذا الطريق و كان بالأصل: أخبرنا أبو القاسم علي بن أبي إبراهيم، قال: و نا أبو حامد بن جبلة.
4- غير واضحة بالأصل، و نميل إلى قراءتها: النرسي، و في حلية الأولياء: القرشي، راجع ترجمة عباد بن الوليد بن نصر النرسي في تهذيب الكمال 484/9.
5- الأصل: يعصى، و المثبت عن الحلية.
6- راجع الحاشية السابقة.

خرج مالك بن دينار بالليل إلى قاعة الدار و ترك أصحابه في البيت، فأقام إلى الفجر قائما في وسط الدار فقال لهم: إنّي كنت في وسط الدار خطر ببالي أهل النار، فلم يزالوا يعرضون علي بسلاسلهم و أغلالهم حتى الصباح.

أنبأنا أبو غالب شجاع بن فارس، أنا محمّد بن علي الحربي، و علي بن أحمد الملطي، قالا: أنا أحمد بن محمّد بن دوست - زاد الحربي: و محمّد بن عبد اللّه الدقاق قالا:

- أنا الحسين بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا قال: و حدّثني الحسين بن عبد الرّحمن قال:

أمر مالك امرأة بشيء قالت: يا شيخ النار، فبكى مالك و قال: لعلها كلمة وافقت حقّا.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن الحسين بن علي، و أحمد بن محمود بن أحمد قالا: أنا محمّد بن إبراهيم بن علي، نا أحمد بن الحسن بن أيوب النقاش، نا عبيد بن الحسن الغزّال، نا أبو ظفر يعني عبد السّلام بن مطهّر (1)،نا جعفر بن سليمان قال:

رأيت مالك بن دينار في المسجد و ما يذكر جنة و لا نارا و أهل المسجد باكون.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو طاهر المخلص، نا أبو محمّد عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد بن عيسى السكري، نا أحمد بن يوسف بن خالد الثعلبي، نا أحمد بن أبي الحواري، نا عبد اللّه بن السري قال:

جاء عطاء السلمي إلى مالك بن دينار فقال له: يا مالك أخي، إنّ في الجنة حوراء يقال لها لعبة يجتمع إليها الحور فيبدين عن بعض محاسنها، فيقلن: يا لعبة، طوبى للطالبين، لو يرون منك مثل الذي نرى قال: فكمد شوقا إليها أربعين سنة.

[قال ابن عساكر:] (2) كذا قال و الصواب فقال له مالك: و أظن الذي لحقه الكمد عطاء السّلمي.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، نا أبو هاشم زياد بن أيوب، نا سعيد بن عامر، عن جعفر بن سليمان قال:

جاء محمّد بن واسع إلى مالك بن دينار فقال له: يا أبا يحيى إن كنت من سكان الجنة فطوبى لك، قال: فقال مالك: ينبغي لنا إذا ذكرنا الجنة أن نخزى.

ص: 422


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 436/10.
2- زيادة منا.

أخبرنا الشريف أبو القاسم الحسيني (1)،أنا رشأ بن نظيف المقرئ، أنا الحسن بن إسماعيل المصري، نا أحمد بن مروان الدينوري، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا سعيد بن سليمان الواسطي، عن المبارك بن فضالة قال:

قال مالك بن دينار: إنّما طلب العابدون بطول النصب دوام الراحة، و طلب الزاهدون بطول الزهد طول الغنى.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنا أبو نصر بن سيبويه (2)،أنا أبو سعيد الصيرفي، نا أبو عبد اللّه الصفار، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، نا سلم بن إبراهيم العبدي، نا الحسن الحفري قال:

سمعت مالك بن دينار قال: خرجت أنا و زين القرّاء حسان بن أبي سنان نزور المقابر، فلما أشرف عليها سبقته عبرته ثم أقبل علي فقال: يا أبا يحيى هذه عساكر الموتى ينتظر بها من بقي من الأحياء، ثم يصاح بهم صيحة فإذا هم قيام ينظرون.

قال: فوضع يده (3) مالك على رأسه و جعل يبكي و يقول: واى از آن روز، واى از آن روز، معناه يلي من ذلك اليوم.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا ابن بشران، أنا ابن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني أزهر بن مروان البصري، نا جعفر بن سليمان قال:

سمعت مالك بن دينار يقول: بقدر ما تفرح للدنيا كذلك تخرج حلاوة الآخرة من قلبك.

أخبرنا أبو الوقت السجزي، أنا أبو صاعد يعلى بن هبة ح، و أنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر أنا الفضيل بن يحيى، قالا: أنا أبو محمّد عبد الرحمن بن أحمد، أنا محمد بن عقيل ابن الأزهر.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو القاسم الحرفي، نا علي بن محمّد بن الزبير الكوفي قالا: نا الحسن بن علي بن عفان، نا زيد بن الحباب، حدّثني سهيل بن عبد اللّه القطعي قال:

ص: 423


1- الأصل: الحسين.
2- كذا رسمها بالأصل.
3- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.

سمعت مالك بن دينار يقول: حزنك على الدنيا - زاد ابن عقيل: للدنيا، و قالا - يخرج حزن الآخرة من قلبك، و فرحك بالدنيا - زاد ابن عقيل: للدنيا، و قالا - يخرج حلاوة الآخرة من قلبك.

أخبرنا أبو القاسم المستملي، أنا أبو بكر الحافظ، أنا أبو نصر بن قتادة، أنا عبد اللّه بن أحمد بن سعيد، نا محمّد بن إبراهيم البوسنجي، نا أبو عثمان سعيد بن نصر، نا سيار، عن جعفر قال:

سمعت مالك بن دينار يقول: بقدر ما تحزن للدنيا كذلك يخرج همّ الآخرة من قلبك، و بقدر ما تحزن للآخرة كذلك يخرج همّ الدنيا من قلبك.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو طاهر الزيادي، أنا أبو عثمان عمرو بن عبد اللّه البصري، نا محمّد بن عبد الوهّاب قال: سمعت علي بن عثام يقول: قال مالك بن دينار الحزن يلقح العمل الصالح.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا ابن بشران، أنا ابن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني أبو محمّد علي بن الحسن، عن شجاع بن الوليد، نا أبو سلمة، عن مالك بن دينار قال:

إنّ لكلّ شيء لقاحا، و إن هذا الحزن لقاح العمل الصالح، إنه لا يصبر أحد على هذا الأمر إلاّ بحزن، و و اللّه ما اجتمعا في قلب عبد قط، حزن بالآخرة و فرح بالدنيا، إن أحدهما ليطرد صاحبه.

قال: و نا ابن أبي الدنيا، حدّثني إسماعيل أبو إسحاق..... (1)،نا جعفر (2) بن سليمان قال:

سمعت مالك بن دينار و قيل له: أ لا ندعو لك قارئا؟ فقال: الثكلى لا تحتاج إلى باكية، أو قال نائحة.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسن علي بن محمّد المهرجاني، نا محمّد بن أحمد بن يوسف، نا أحمد بن عثمان، نا أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن مسلم، نا سيّار، نا جعفر قال:

ص: 424


1- كلمة غير مقروءة و صورتها:«الرباني».
2- من طريقه رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 373/2.

سمعت مالك بن دينار يقول: إنّ البدن إذا سقم لم ينجع فيه طعام و لا شراب و لا نوم و لا راحة، كذلك القلب إذا علق حبّ الدنيا لم تنجع فيه المواعظ.

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، أخبرني أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الواحد بن محمّد.

ح و أخبرنا أبو الحسن الفقيهان، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد قال: كلّ واحد منهما أخبرني..... (1) أبو بكر الخرائطي، أنا علي بن زيد الفرائضي، نا إبراهيم بن مهدي، نا جعفر بن سليمان الضّبعي.

عن مالك بن دينار أنه قال لختنه مغيرة: يا مغيرة، انظر كلّ أخ لك، و صاحب لك، و صديق لك، لا تستفيد منه في دينك خيرا فانبذ عنك صحبته، فإنّما ذلك لك عدو، و قال: يا مغيرة الناس أشكال: الحمام مع الحمام، و الغراب مع الغراب، و الصّعو (2) مع الصعو و كلّ مع شكله.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر المقرئ، أنا أبو القاسم ابن بنت منيع، نا سويد بن سعيد، نا الحكم بن سنان أبو عون.

ح و أخبرنا أبو الحسن بن البقشلان، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصريفيني، قالوا: أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن عبدان - زاد البقشلان: ابن الحسن بن المهران و قالوا: الصيرفي، نا عبد اللّه بن محمّد، نا سويد، نا الحكم أبو عون قال (3):

كان من دعاء مالك بن دينار: أنت [أصلحت] (4) الصالحين فاجعلنا صالحين حتى نكون صالحين.

حدّثنا أبو الحسن علي (5) بن المسلم الفرضي إملاء و قراءة، نا عبد العزيز الكتاني لفظا، أنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد اللّه بن عمر بن أيوب المرّي (6) الحافظ المعروف بابن الجبّان (7)،أنا أبو الفرج أحمد بن القاسم بن مهدي بن الخشاب البغدادي بدمشق، نا حامد ابن أحمد.

ص: 425


1- بياض بالأصل.
2- الصعو: عصفور صغير (القاموس).
3- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 380/2.
4- استدركت على هامش الأصل، و بعدها صح.
5- الأصل: أبو علي.
6- صورتها بالأصل:«المر؟؟؟ ى».
7- بدون إعجام بالأصل.

ح و أخبرنا أبو محمّد (1) عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، نا تمام بن محمّد، أنا أحمد بن القاسم البغدادي، نا حامد بن أحمد المروزي.

قال: سمعت عبد اللّه بن محمود المروزي يقول: سمعت سعيد بن هبيرة يقول:

سمعت جعفر بن سليمان يقول: سمعت مالك بن دينار يقول: اتّخذ طاعة اللّه تجارة تأتيك بالأرباح من غير بضاعة.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن إبراهيم بن محمّد الجرجاني، بفيد، و أبو نصر الحسين بن رجاء بن محمّد السلمي ببغداد قالا: أنا أبو عمرو بن منده، أنا أبي أبو عبد اللّه، أنا خيثمة بن سليمان، نا عمران بن بكار، نا عبد الحميد بن إبراهيم الحضرمي، نا سلمة بن كلثوم، عن إبراهيم بن أدهم.

عن مالك بن دينار قال: يلقى الرجل و ما يلحن حرفا، و إن عمله لحن كله (2).

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا عبد اللّه بن معبد الملطي، نا ميمون بن الأصبغ، نا سيار، عن جعفر قال: قال مالك بن دينار: من صفي صفي له، و من خلط خلط له (3).

قال: و نا عبد اللّه بن الحسين بن معبد الملطي، نا ميمون بن الأصبغ، نا سيار، عن جعفر قال: سمعت مالك بن دينار يقول: اصطلحوا فافتضحوا (4).

أخبرنا أبو الفرج قوام بن زيد بن عيسى، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر قالا:

أنا أبو الحسين بن النقور، أنا علي بن عمر بن محمّد الحربي، نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار، نا يحيى بن معين، أنا سعيد بن عامر، عن جعفر بن سليمان قال: قال مالك بن دينار:

اصطلحنا على حبّ الدنيا فلا يأمر بعضنا بعضا و لا ينهى بعضنا بعضا و لا يذرنا اللّه على هذا، فليت شعري أيّ عذاب ينزل.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا أبو محمّد الحسن بن أسماء، أنا أبو بكر أحمد بن مروان، نا سليمان بن الحسن، نا هارون بن الحسين

ص: 426


1- تحرفت بالأصل إلى: حامد.
2- حلية الأولياء 383/2.
3- حلية الأولياء 381/2.
4- حلية الأولياء 381/2.

ابن عبد اللّه قال: سمعت جعفرا قال: قال مالك بن دينار:

خرج أهل الدنيا من الدنيا و لم يذوقوا أطيب شيء فيها، قالوا: و ما هو يا أبا يحيى؟ فقال: معرفة اللّه عزّ و جل.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الحسن العتيقي.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار... (1) بن جعفر قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي أحمد قال (2):حدّثني أبي عبد اللّه بن صالح قال:

مرّ مالك بن دينار بقصر يبنى (3) لرجل قد ولي عملا، فأخذ آجرتين فمضى بهما، فتبعه الذين يبنون فقالوا: اللص (4) سرق آجرتين، فقال لهم: أعداء اللّه سرق هذا القصر، كله لم تقولوا له شيئا، و أنا أخذت آجرتين قلتم: السارق السارق، ثم رمى بهما.

أخبرنا أبو السعادات أحمد بن أحمد المتوكلي، أنا - و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا - أبو بكر الخطيب، أنا علي بن المظفر الأصبهاني المقرئ، نا حبيب بن الحسن، نا أحمد بن الحسن، نا أحمد بن محمّد الشطوي، نا حسن بن جعفر بن سليمان الضّبعي قال:

سمعت أبي جعفر بن سليمان يقول (5):

مرّ والي البصرة (6) بمالك بن دينار يرفل، فصاح به مالك: أقلّ من مشيتك هذه، فهمّ خدمه به فقال: دعوه، ما أراك تعرفني، فقال له مالك: و من أعرف بك مني: أمّا أوّلك فنطفة مذرة، و أمّا آخرك فجيفة قذرة، ثم أنت بين ذلك تحمل العذرة (7)،فنكس الوالي رأسه و مشى.

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد في كتابه، أنا أبو نعيم الحافظ (8)،نا عبد اللّه بن

ص: 427


1- بياض بالأصل.
2- الخبر رواه العجلي في كتاب تاريخ الثقات ص 418.
3- بالأصل: بني، و المثبت عن الثقات للعجلي.
4- تحرفت في تاريخ الثقات إلى: اللعين.
5- رواه الذهبي في سير الأعلام 362/5 و أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 384/2.
6- في المصدرين: المهلب بن أبي صفرة.
7- تقرأ بالأصل: القذرة، و المثبت عن الحلية و السير.
8- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 374/2.

محمّد، نا أحمد بن الحسين، نا أحمد بن إبراهيم، نا الحسين بن زياد قال: سمعت منيعا يقول:

مر تاجر بعشارين (1) فحبسوا عليه سفينته فجاء إلى مالك بن دينار، فذكر ذلك له، فقام مالك فمشى معه إلى العشارين (2) فلمّا رأوه قالوا: يا أبا يحيى أ لا بعثت إلينا ما حاجتك؟ قال: حاجتي أن تخلوا سفينة هذا الرجل. قالوا: قد فعلنا. قال: و كان عندهم كوز يجعلون فيه ما يأخذون من الناس من الدراهم، فقالوا: ادع اللّه لنا يا أبا يحيى قال: قولوا للكوز يدعو لكم كيف أدعو لكم و ألف يدعون عليكم، أ ترى يستجاب لواحد و لا يستجاب لألف؟! أخبرني أبو محمّد خالد بن أبي عثمان بن أبي عبد اللّه القرشي بهراة، أنا أبو سهل يزداد بن محمّد بن الحسين السوسنجردي يقول: سمعت جعفر الخلدي يقول: سمعت الجنيد يقول: سمعت سري يقول:

دخل لص على مالك بن دينار فما وجد في الدار شيئا و مالك يراه، فجاء ليخرج فقال له مالك: سلام، قال: و عليكم السّلام، قال: أعلم أن شيئا من (3) الدنيا ما حصل لك، ترغب في شيء من الآخرة، قال: نعم، قال: تطهّر من ذلك المركن، و صلّ ركعتين، فصلّى، ثم قال: يا سيدي اجلس إلى الصبح، فجلس، فلما خرج مالك بن دينار إلى المسجد و الرجل جالس معه قال أصحابه من هذا؟ قال: هذا جاء يسرق سرقناه.

أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن القاضي..... (4) أنا أبو الفضائل محمّد بن أحمد بن عمر، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الحافظ، نا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر أنا أبو محمّد بن حيّان، أنا أحمد بن الحسين الحذاء، أنا أحمد بن إبراهيم الدورقي حدّثني غسان بن المفضّل، حدّثني العباس بن رزين السلمي، قال:

كانت امرأة أصابها الماء الأصفر في بطنها و عظمت بليتها فأتت مالك بن دينار فقالت:

يا أبا يحيى ادع اللّه لي، فقال لها: إذا كنت في المجلس، فقومي حتى نراك قائمة في مجلسه، فقال لأصحابه: إنّ هذه المرأة قد ابتليت كما ترون و قد فزعت إلينا، فادعوا اللّه لها، فرفع

ص: 428


1- الأصل: بعشار، و المثبت عن الحلية.
2- الأصل: العشار، و المثبت عن الحلية.
3- بالأصل:«شأني» و المثبت «شيئا من» عن المختصر.
4- بياض بالأصل.

مالك يديه و قال: يا ذا المن القديم، يا عظيم، لا إله إلاّ أنت عافها و فرّج عنها، قال:

فانخمص (1) ما في بطنها، و عوفيت، فكانت تكون مع النساء في المآتم فتحدّثهن.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا طراد الزينبي، أنا أبو الحسين (2) بن بشران، أنا الحسين بن صفوان، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا أحمد بن إبراهيم، عن غسان بن المفضل، عن العباس بن رزين السّلمي و قد أدرك مالكا قال:

كانت امرأة أصابها الماء الأصفر في بطنها فعظمت بليتها فأتت مالكا، فقالت: يا أبا يحيى ادع اللّه لي، فقال لها: إذا كنت في المجلس فقومي حيث أراك، فأتته في مجلسه، فقال لأصحابه: إنّ هذه المرأة قد ابتليت بما ترون، و قد فزعت إلينا، فادعوا اللّه لها، فرفع مالك يديه و رفع القوم أيديهم فقال: يا ذا المن القديم، يا عظيم، يا لا إله إلاّ أنت، عافها، و فرّج عنها، فانخمص بطنها، و عوفيت، فكانت تكون مع النساء تحدثهن.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أخبرني أبو عبد الرّحمن السلمي، نا علي بن عمر الحافظ، نا محمّد بن محمّد، نا أبو شعيب صالح بن عمران الدّعاء، حدّثني أحمد بن غسان، حدّثنا هاشم بن يحيى الفراء المجاشعي قال:

بينما مالك بن دينار جالس إذ جاءه رجل فقال: يا أبا يحيى ادع لامرأة حبلى منذ أربع سنين قد أصبحت في كرب شديد، فغضب مالك و أطبق المصحف ثم قال: ما يرى هؤلاء القوم إلاّ أنا أنبياء (3) ثم قرأ، ثم دعا، ثم قال: اللّهم هذه المرأة إن كان في بطنها ريح فأخرجها عنها الساعة، و إن كان في بطنها جارية فأبدلها غلاما، فإنّك تمحو ما تشاء و تثبت و عندك أم الكتاب، ثم رفع مالك يده و رفع الناس أيديهم و جاء الرسل إلى الرجل فقالوا:

أدرك امرأتك فذهب الرجل فما حطّ مالك يده حتى طلع الرجل من باب المسجد على رقبته غلام جعد قطط (4) ابن أربع سنين، قد استوت أسنانه ما قطعت سراره.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الحسن بن الأخضر.

ص: 429


1- خمص البطن: خلا، و خمص الجرح و انخمص: سكن ورمه (القاموس).
2- بالأصل: الحسن.
3- بالأصل:«أنا أتيتنا» و المثبت عن المختصر.
4- ممحوة بالأصل، و المثبت عن المختصر.

أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، نا داود بن عمرو الضبي، عن محمّد بن الحسن الأسدي، عن جعفر بن سليمان قال:

قال مالك بن دينار: إذا ذكر الصالحون فإن.... (1).

أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنا أحمد بن الحسين الحافظ، أنا أبو محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن عبد اللّه بن الخليل السرخسي، نا الحسن بن محمّد بن مصعب، نا حماد بن الحسن، نا سيار، نا جعفر بن سليمان قال:

سمعت مالك بن دينار يقول: كفى بالمرء شرا أن لا يكون صالحا، و هو يقع في الصالحين.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا إبراهيم بن نصر، نا خالد بن خداش، عن معلى الوراق، قال:

قال مالك بن دينار لأن يترك الرجل درهما حراما خير له من أن يتصدق بمائة ألف درهم.

قال: و أنا ابن مروان، نا محمّد بن عبد العزيز الدّينوري، نا أبي، عن عبد الواحد بن زيد قال:

شهدت مالك بن دينار و قيل له: يا أبا يحيى ادع اللّه أن يسقينا الغيث، قال: تستبطئون المطر؟ قالوا: نعم، قال: لكني و اللّه أستبطئ الحجارة (2).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، و أبو محمّد بن أبي حامد المقرئ، قالا: أنا أبو العباس الأصم، نا الخضر بن أبان، نا سيّار، نا جعفر قال:

كنا نكون عند مالك بن دينار و كانت الغيوم تجيء و تذهب و لا تمطر، قال فقال مالك:

يرون و لا يذاقون، أنتم تستبطئون المطر و أنا أستبطئ الحجارة.

قال: و سمعت مالكا يقول: ما سقطت أمّة من غير اللّه إلاّ ضرب اللّه أكابرها بالجوع [قال ابن عساكر:] (3) كذا قال و الصواب أكبادها.

ص: 430


1- كلمة غير واضحة بالأصل.
2- حلية الأولياء 373/2.
3- زيادة منا.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن القاسم الطهراني، و عبد الوهاب بن محمّد بن إسحاق قالا: أنا الحسن بن محمّد بن أحمد بن يوسف، أنا أحمد ابن محمّد بن عمر، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني عبد الرحيم بن يحيى، نا عثمان بن عمارة، عن محمّد بن خلف العمي، عن مالك بن دينار قال:

كنت أطوف حول البيت فإذا أنا برجل يطوف شاخصا بصره إلى السماء و هو يقول: يا مقيل العاثرين أقلني عثرتي، و اغفر لي ذنبي، فلمّا فرغ من أسبوعه تبعته فقلت: علّمني يرحمك اللّه ممّا علمك اللّه، فقال لي: هل تعرف مالك بن دينار؟ قلت: نعم، أوصني إلى مالك بما أحببت حتى أبلغه عنك، قال: أقرئه السلام و قل له: اتّق اللّه و إياك و التغيير و التبديل، فإنّك إن غيّرت هنت على رب العالمين، ثم قل له: اتّق اللّه، و عليك بالصبر و التجزي من الدنيا بالبلاغ، و أن يكفّ غضبه و يكظم غيظه، و يتجرّع المرار، و أعلمه أنّ للّه غدا مقاما يأخذ فيه من الحمى للقرباء، ثم قل له: يحاسب نفسه و يتّقي اللّه ربه، و قل له: إن الجنة طيبة، طيّب ريحها عذب ماؤها لذيذ شرابها كثير زواجها لا كدر فيها و لا تنغيص، ثم قل: إن النار منتن ريحها، خبيث شرابها، بعيد قعرها، أليم عذابها، أعدّها اللّه لأهل الكبر و الخيلاء.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا إبراهيم بن حبيب، نا هارون هو ابن عبد اللّه، نا سيّار، عن جعفر، عن مالك بن دينار قال:

دخلت مكة فإذا أنا بجويرية متعبدة الليل أجمع، تطوف حول البيت، فكلّما طافت سبعة أشواط وقفت بحذاء الملتزم ثم تقول: يا ربّ كم من شهوة قد ذهبت لذتها و بقيت تبعتها أ ما كان لك عقوبة إلاّ النار.

أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد العلاف.

و أخبرنا أبو المعمر الأنصاري عنه.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، و أبو الحسن العلاف، قالا: أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أحمد بن إبراهيم الكندي، أنا محمّد بن جعفر الخرائطي، نا إبراهيم بن الجنيد، نا عبد اللّه بن أبي بكر المقدمي، نا جعفر بن سليمان الضّبعي، قال:

سمعت مالك بن دينار يقول:

ص: 431

[بينما أنا أطوف بالبيت فإذا أنا بجويرية متعبدة متعلقة بأستار الكعبة، و هي تقول:] (1) يا رب كم من شهوة ذهبت لذتها و بقيت تبعتها يا ربّ ما كان لك أدب إلاّ بالنار، و تبكي فما زال ذلك مقامها حتى طلع الفجر، فلما رأيت ذلك وضعت يدي على رأسي صارخا أقول: ثكلت مالكا أمّه و عدمته، جويرية منذ الليلة قد بطّلته.

قال: و أنا الخرائطي أنشدني إبراهيم بن الجنيد، أنشدني محمّد بن الحسين:

و طائفة بالليل و الليل مظلم *** تقول و منها دمعها ينسجم

أيا ربّ كم من شهوة قد رزتها *** و لذّة عيش حبلها منصرم

أ ما كان ربي للعباد عقوبة *** و لا أدب إلاّ الجحيم المضرم

فما زال ذاك القول منها تضرّعا *** إلى أن بدا فجر الصباح المقدم

فشلت منّي الكفّ أهتف صارخا *** على الرأس أبدي بعض ما كنت أكتم

و قلت لنفسي إن تطاق أمابها *** و أعي عليها وردها المتنعم

ألا ثكلتك اليوم أمّك مالكا *** جويرية ألهاك منها التكلّم

فما زلت بطّالا بها طول ليلة *** تنال بها حظّا جسيما و تغنم

أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد، نا أبو بكر بن خلف، أنا القاضي أبو بكر محمّد بن يوسف بن الفضل الجرجاني قدم علينا رسولا، نا أبو الحسن محمّد بن محمّد ابن صالح، نا أبو الحسن علي بن أحمد بن المشاط، نا أبو عثمان سعيد بن عثمان، نا محمّد ابن يحيى الدلال، نا أبو جعفر البصري، عن مالك بن دينار.

أنه خطب (2) امرأة فأبت عليه، فاستأذنها أن يبيت عندها ليلة في الدار، فأذنت له، فقام من الليل يصلي فنام في سجوده فأتت عليه و هو نائم ثم قالت:

يا راقدا و الحبيب يحفظه *** من كلّ سوء في وحشة الظّلم

كيف ينام الحبيب عن مالك *** تأتيه منه فوائد النعم

أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الحسن، أنا أبو سعد علي بن عبد اللّه بن أبي صادق، أنا محمّد بن عبد اللّه بن باكويه الشيرازي، نا أبو القاسم البوسنجي، نا علي بن

ص: 432


1- ما بين معكوفتين استدرك على هامش الأصل، و بعده صح.
2- ممحوة بالأصل، و لعل الصواب ما ارتأيناه.

المهدي البصري، نا الحسن بن علي المؤدب، نا مسلم بن إبراهيم، نا صدقة قال: قرأت على عكازة مالك بن دينار:

عبرات خططن في الخدّ سطرا *** قد قراه من ليس يحسن يقرا

إنّ موت المحبّ من ألم الوجد *** و حسن البلاء يورث عذرا

صبّر الصّبر فاستغاث به الصبر *** فصاح المحبّ بالصّبر صبرا

أخبرنا أبو القاسم الحسيني، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو محمّد المصري، أنا أحمد بن مروان الدينوري، نا محمّد بن الحسين، نا هارون بن عبد اللّه، عن سيار، عن جعفر، عن مالك بن دينار قال:

من طلب العلم لنفسه فالقليل منه يكفي، و من طلب للناس فحوائج الناس كثيرة.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر قال: قرئ على أبي عثمان البحيري، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن نعيم الفقيه بمرو، نا أبو الحسن علي بن محمّد بن الزبير، نا الحسن بن علي بن عفان، نا زيد، عن جعفر بن سليمان قال:

سمعت مالك بن دينار يقول: إنّ العبد إذا طلب العلم للعمل يسرّه عليه، و إذا طلبه لغير ذلك ازداد به فجورا.

أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، أنا أبو صاعد يعلى بن هبة اللّه.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن أبي بكر بن أبي الرضا، أنا الفضيل بن يحيى قالا: أنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر البلخي، نا الحسن بن علي بن عفان، نا زيد، عن جعفر بن سليمان قال:

سمعت مالك بن دينار يقول: إنّ العبد إذا طلب العلم للعمل كسره علمه، و إذا طلبه لغير ذلك ازداد به فجورا.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، و أبو الحسين (1) بن الفراء، قال الأكفاني: نا (2) و قال ابن الفراء أنا - أبو بكر الخطيب، أنا الحسن بن بكر بن شاذان، أنا أبو الحسن علي بن محمّد ابن الزبير الكوفي، نا الحسن بن علي بن عفان، نا زيد بن الحباب، عن جعفر بن سليمان قال:

ص: 433


1- بالأصل: الحسن.
2- بالأصل: نا و نا.

سمعت مالك بن دينار يقول: إن العبد إذا طلب العلم للعمل كسره علمه، و إذا طلبه لغير ذلك ازداد به فجورا أو فخرا.

و كذا رواها غير زيد عن جعفر بن سليمان.

أخبرنا بها أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحافظ، أنا أبو علي الروذباري، نا أبو بكر محمّد بن مهرويه الرازي، نا محمّد بن هاشم بن الطرماح الطوسي، نا محمّد بن أسلم، نا أحمد بن اليسع، نا جعفر بن سليمان، عن مالك بن دينار قال:

إذا طلب العبد العلم ليعمل به كسره عليه، و إذا طلب العلم لغير ذلك زاده كبرا.

قال: و نا أبو بكر الحافظ، أنا أبو القاسم خالد بن عبد اللّه بن مجالد العجلي بالكوفة، نا أبو الحسين مسلم بن محمّد بن أحمد بن مسلم التميمي، نا الحضرمي، نا سعيد بن عمرو الأشعبي، أنا جعفر بن سليمان قال:

سمعت مالك بن دينار يقول: إن القلب إذا لم يكن فيه حزن خرب، كما أن البيت إذا لم يسكن خرب.

و قال: إذا طلب العلم العبد ليعمل به كسره و إذا طلبه لغير العمل زاده فخرا (1).

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن جعفر، أنا عبد العزيز بن جعفر الخرقي، نا عبيد اللّه بن أعين، نا إسحاق ابن أبي إسرائيل، نا جعفر بن سليمان قال:

سمعت مالك بن دينار يقول: من تعلم العلم للعمل كسره علمه، و من طلبه لغير العمل زاده فخرا.

أخبرنا أبو البركات سعيد بن الحسين بن الحسن بن حسان، و أبو القاسم بن السّمرقندي قالا: أنا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا عبد اللّه بن محمّد، نا هدبة، نا حزم قال: سمعت مالك بن دينار يقول:

إنكم في زمان أشهب لا يبصر زمانكم إلاّ البصير، إنكم في زمان كثير نفّاجهم (2) قد

ص: 434


1- حلية الأولياء 372/2 و سير أعلام النبلاء 362/5.
2- النفّاج: المتكبر.

انتفخت ألسنتهم في أفواههم، و طلبوا الدنيا بعمل الآخرة، فاحذروهم على أنفسكم، لا يوقعوكم (1) في نسائكم، يا عالم أنت عالم تكاثر بعلمك، يا عالم أنت عالم تستطيل بعلمك، لو كان هذا العلم طلبته للّه عز و جل لرئي (2) ذلك فيك و في عملك.

أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي قالت: أنا أبو طاهر الثقفي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو الطيب المنبجي، أنا عبيد اللّه الزهري، نا محمّد بن أبي بكر المقدمي، نا عمر بن علي ابن مقدم قال:

جاء سيّار أبو الحكم إلى مالك بن دينار و عليه ثوب مورد، و كان لا يتكئ أحد في مجلس مالك، قال: فاتّكأ في مجلسه، فنظر إليه مالك، فقال له سيار: ما تنظر إلي؟ قال:

أحدهم يلبس ثوبا موردا. قال: ترى هذا وضعني عندك أو (3) رفعني؟ قال: لا بل وضعك عندي قال فيا حبذا ثوب وضعني عندك لا مثل ثوبك هذا قال فقال: أنت سيار؟ قال: نعم، قال: فجاء فقعد بين يديه.

أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر، أنا عمر بن أحمد بن عمر، نا أبو عمرو محمّد بن أحمد بن حمدان، أنا مسدد بن قطن، نا أحمد بن إبراهيم الدورقي، نا سيار بن حاتم، نا جعفر بن سليمان قال:

سمعت مالك بن دينار يقول: مكتوب في التوراة: من كان له جار يعمل بالمعاصي، فلم ينهه فهو شريكه، و كفى للمرء خيانة أن يكون أمينا للخونة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد البسطامي، أنا أبو سعد عبد الرّحمن بن منصور بن رامش، نا أبو محمّد عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد بن بالويه إملاء، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب محمّد بن علي الورّاق، نا مسلم بن إبراهيم، نا الحسن بن أبي جعفر قال:

سمعت مالك بن دينار يقول: لا يصطلح المؤمن و المنافق حتى يصطلح الذئب و الحمل.

أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر، أنا أبو الفضل بن البقال، أنا أبو الحسين

ص: 435


1- الأصل:«يوقعو» و المثبت عن المختصر.
2- بالأصل: لروي.
3- بالأصل: و رفعني.

ابن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا مسلم بن إبراهيم، نا سهيل بن أبي حزم قال:

انطلقت إلى مالك بن دينار، فلما صرت على باب المسجد، قبل أن تقع عيني في المسجد سمعت جلبة، فإذا امرأة في المسجد تهب جوزا، و إذا الصبيان يأخذون، و إذا مالك وسطهم قد بسط كساءه يأخذ. قلت: يا أبا يحيى ما ذا قال..... (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر الخطيب، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا الحسين بن سويد عم علي الكاتب، نا سيار بن حاتم، عن جعفر قال:

كنا عند مالك بن دينار فجعل وجهه يتهلل و يشرق، فجاء محمّد بن واسع حتى وضع ركبته على ركبته ثم قال: طوبى لك يا أبا يحيى إنّ كنت من سكان الجنّة.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،نا محمّد بن عبد اللّه الرقاشي، نا جعفر عن (3) مالك قال:

مرضت حتى برسمت (4) قال: و كنت في ذلك عاقلا قال: فدخل عليّ الحسن يعودني و فلان. قال: فقلت: يا أبا سعيد لو لا أنّي أخشى أن يكون بدعة لأمرت أهلي إذا أنا متّ أن يغلّوني (5) بشريط كما يصنع بالعبد الآبق. قال: و قال الحسن: صاحبكم يهجر، قال قال مالك: فعافى اللّه، قال: فكنت مع الحسن في أهله جلوسا قال فقال لي: يا صاحب الشريط كنت في ظلمة من ظلمة الأرض قال أقيل عليّ يعظني و كان معلما.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضل بن غسان، نا أبي قال:

سمعت أحمد بن حنبل قال:

ص: 436


1- كلمة غير واضحة بالأصل.
2- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 97/2.
3- الأصل: من.
4- أعجمت عن المعرفة و التاريخ. و البرسام: علة يهذي فيها (القاموس المحيط).
5- في المعرفة و التاريخ: يواروني بشريط.

و مالك بن دينار قبل الطاعون بيسير يعني مات.

قال: و حدّثني أبي عن مالك بن دينار قال: لما أقبلت الفتنة قال مالك: اللّهم إنها قد اطلعت... (1) فاقبضني إليك، قال فمات قبل السودان.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا ابن بشران، أنا ابن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، حدّثني عمّار بن عثمان الحلبي، نا حصين بن القاسم قال:

قلت لعبد الواحد بن زيد: ما كان سبب موت مالك بن دينار؟ قال: أنا كنت سببه، سألته عن رؤيا رآها، رأى فيها مسلم بن يسار (2):فقصّها عليّ، فانتفضت، فجعل يشهق و يضطرب حتى ظننت أن كبده قد تقطّعت في جوفه، ثم هدأ، فحملناه إلى بيته، فلم يزل مريضا يعوده إخوانه حتى مات منها، فهذا كان سبب موته.

أخبرنا أبو السعادات المتوكلي، نا - و أبو محمّد بن حمزة، نا - أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا علي بن محمّد بن محمّد.

قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي البردعي، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني أحمد ابن محمّد بن عبد اللّه بن القاسم المكي، نا مؤمّل بن إسماعيل، نا عمارة بن زاذان.

أن مالك بن دينار لما حضره الموت قال: لو لا أني أكره أن أصنع شيئا لم يصنعه أحد كان قبلي لأوصيت إذا أنا متّ أن يقيّدوني، و أن يجمعوا يديّ إلى عنقي، فينطلق بي على تلك الحال حتى أدفن، كما يصنع بالعبد الآبق (3).

و قال غير أحمد بن محمّد: فإذا سألني ربي قلت: أي ربّ، لم أرض لك بنفسي طرفة عين قط.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم الحافظ (4)،نا عبد اللّه بن محمّد، نا أحمد بن الحسين، نا أحمد بن إبراهيم، نا سلمة بن عفّان، حدّثني أبو عيسى، قال:

ص: 437


1- كلمة مطموسة بالأصل.
2- تحرفت بالأصل إلى:«سيار» و المثبت عن المختصر، و مسلم بن يسار اثنان: الجهني، و الدوسي راجع ترجمتهما في سير أعلام النبلاء 514/4.
3- مختصرا ورد في حلية الأولياء 361/2.
4- حلية الأولياء 382/2.

دخلنا على مالك عند الموت، فجعل [ينظر] (1) يقول: لمثل هذا اليوم كان ذوب (2) أبي يحيى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني الحسن بن محمّد بن كثير، عن خزيمة أبي محمّد قال:

لما حضرت مالك بن دينار الوفاة قال: جهّزوني من دار الدنيا إلى دار الآخرة، فمات، فما وجدوا في بيته شيئا إلاّ خلق قطيفة، و سندانة، و مطهرة، و قطعة بارية.

قال: و نا ابن أبي الدنيا، حدّثني إبراهيم بن سعيد، نا موسى بن أيوب، أنا مخلد قال:

مرض مالك بن دينار فقيل له: لو أمرت بشيء يعقل البطن، فقال: اللّهم إنك تعلم أني لا أريد التنعم في بطن و لا فرج.

أخبرنا أبو البركات سعيد بن الحسين بن الحسن بن حسّان، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو القاسم بن حبابة، أنا أبو القاسم البغوي، نا هدبة، نا حزم (3) قال (4):

دخلنا على مالك بن دينار في مرضه الذي مات فيه، فرفع رأسه إلى السماء ثم قال:

اللّهم إنك تعلم أني لم أكن أحب البقاء في الدنيا لبطن، و لا فرج.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحمّامي، أنا أبو بكر أحمد بن سلمان النّجّاد، نا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد القرشي، نا أحمد بن إبراهيم العبدي، نا العلاء بن عبد الجبّار العطّار، نا أبو عبد الصّمد العمّي قال:

سمعت مالك بن دينار يقول في مرضه و هو في آخر كلام سمعته تكلم به: ما أقرب النعيم من البؤس يعقبان (5) زوالا.

ص: 438


1- زيادة عن حلية الأولياء.
2- كذا بالأصل و المختصر، و في حلية الأولياء: دءوب.
3- بدون إعجام بالأصل، و هو حزم بن أبي حزم القطعي، تقدم التعريف عنه قريبا، و في المختصر: حزم القطيعي، تحريف.
4- و الخبر رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء من طريق هدبة بن خالد.361/2 و جاء فيها: حزم القطيعي.
5- كلمة موجود منها بالأصل:«و لو» ثم بياض.

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد - في كتابه - أنا أبو نعيم الحافظ (1)،نا أبو حامد بن جبلة، نا محمّد بن إسحاق، نا سعيد بن يعقوب الطالقاني، نا العلاء بن عبد الجبّار، نا حزم، عن المغيرة بن حبيب قال:

اشتكى بطن مالك بن دينار، فقيل له: لو عمل لك قلية فإنها تحبس البطن، فقال:

دعوني من طبّكم، اللّهم إنّك تعلم أنّي لا أريد البقاء في الدنيا لبطني و لا لفرجي [فلا تبقني في الدنيا] (2).

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن أحمد، أنا أبو سليمان بن زبر، نا إبراهيم بن ميمون الصوّاف، أنا البرلسي، نا حسّان بن عبد اللّه، عن السري بن يحيى قال:

مات مالك بن دينار سنة سبع عشرة و مائة (3).

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العباس، أنا ابن الأشقر، نا البخاري، حدّثني أحمد بن سعيد، نا سعيد بن عامر قال:

مات محمّد بن واسع، و مالك بن دينار، و ثابت قبل الطاعون، أراه بسنتين، ماتوا في سنة واحدة.

[قال ابن عساكر:] (4) و قد تقدّم في ترجمة محمّد بن واسع أنهم ماتوا سنة ثلاث و عشرين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه قال: قال يحيى: و مالك بن دينار قبل الطاعون بيسير، و أرى فرقد تلك الأيام.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا ابن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، نا سلمة، عن أحمد قال: قال يحيى بن سعيد: و مالك بن دينار قبل الطاعون بيسير -

ص: 439


1- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 361/2.
2- الزيادة عن حلية الأولياء.
3- كذا ورد بالأصل، و نقل الذهبي في سير الأعلام 364/5 عن السري بن يحيى: سنة سبع و عشرين و مائة.
4- زيادة منا للإيضاح.

يعني - مات، و كان الطاعون سنة إحدى و ثلاثين و مائة (1).

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي - إجازة - ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال:

قال محمّد بن محبوب عن أبي سلمة، عن جعفر بن سليمان: مات - يعني: مالكا - سنة ثلاث و عشرين و مائة (2).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - أنا عبد العزيز بن أحمد - إجازة - أنا أبو القاسم تمام بن محمّد - إجازة - أنا أبي أبو الحسين، أنا عبد اللّه بن أحمد بن زبر، نا جعفر بن محمّد ابن أبي عثمان، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: قال ابن عليّة: و أظن مالك بن دينار مات سنة ست و عشرين.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، و أبو الوحش سبيع بن المسلم - إذنا - عن رشأ بن نظيف، أنا عبد الرّحمن بن محمّد، و أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرّحمن، قالا: أنا الحسن بن رشيق، أنا أبو بشر الدولابي، حدّثني سليمان بن شعيب، نا ابن أبي مريم، نا حسّان بن عبد اللّه، نا السري بن يحيى.

أن مالك بن دينار مات سنة سبع و عشرين و مائة (3).

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال: قال المدائني: مات مالك بن دينار سنة سبع و عشرين و مائة.

قال: و قال الهيثم: و فيها - يعني - سنة تسع و عشرين مات مالك بن دينار.

و قال ابن المثنى: مات أبو التّيّاح، و مالك بن دينار سنة ثلاثين و مائة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد المشكاني، أنا محمّد بن الحسن بن محمّد ابن يونس، أنا أحمد بن الحسين بن زنبيل، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل البخاري، حدّثني الواسطي، عن السري بن يحيى قال: مات ابن دينار سنة سبع

ص: 440


1- تهذيب الكمال 397/17.
2- التاريخ الكبير للبخاري 310/7 و نقلا عن البخاري في تهذيب الكمال 397/17.
3- تهذيب الكمال 397/17.

و عشرين، كنيته أبو يحيى البصري، مولى بني ناجية بن سامة بن لؤي بن غالب القرشيّ، قال يحيى: مات قبل الطاعون، و كان الطاعون سنة إحدى و ثلاثين (1).

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (2):

و مات مالك بن دينار بالبصرة - يعني - سنة ثلاثين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال: و قال علي بن المديني: مات مالك بن دينار سنة ثلاثين (3) قبل أيوب بيسير.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا ابن بشران، أنا ابن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني علي بن مسلم، نا سيّار، نا مهدي بن ميمون قال:

رأيت ليلة مالك بن دينار كأن مناديا ينادي من السماء: ألا إنّ مالك بن دينار أصبح من سكّان الجنّة.

قال: و نا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد - هو ابن الحسين - حدّثني يحيى بن راشد، نا العلاء أبو محمّد قال:

مكثت أدعو اللّه سنة أن يريني مالك بن دينار في منامي، قال: فرأيته في منامي بعد موته بسنة، كأنه في محرابه متوشحا بكسائه قد عقده على رقبته، فقلت: يا أبا يحيى، ادع اللّه لي، فقال: اللّهم يسّر الجوار و سهّل المجاز.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الحسين، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة قال: قال سهيل أخو حزم (4):

رأيت مالك بن دينار بعد موته في منامي، فقلت: يا أبا يحيى، ليت شعري، ما قدمت به؟ قال: قدمت بذنوب كثيرة، محاها عني حسن الظن باللّه.

ص: 441


1- تهذيب الكمال 397/7.
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 395 (ت. العمري).
3- سير أعلام النبلاء 364/5.
4- هو سهيل بن أبي حزم، أبو بكر البصري، ترجمته في تهذيب الكمال 189/8.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا ابن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، حدّثني أبو عمر الضرير، حدّثني سهيل أخو حزم.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أميرجة (1) بن الأشعث.... (2) الهروي، أنا عبد الأعلى بن عبد الواحد نا أبو الفضل الجارودي، أنا أبو نعيم محمّد بن عبد الرحمن بن نصر الغفاري - بمرو - نا عبدان بن محمّد بن عيسى، نا محمّد بن يزيد السلمي بطرسوس، نا أبو عبد الصّمد، نا سهيل بن أبي حزم (3) قال:

رأيت مالك بن دينار بعد موته في منامي، فقلت: يا أبا يحيى، ليت شعري، ما ذا قدمت به على اللّه؟ قال: قدمت بذنوب كثيرة، محاها حسن الظن باللّه.

أخبرنا أبو السعادات المتوكلي، أنا - و أبو محمّد بن حمزة، نا - أبو بكر الخطيب، نا هبة اللّه بن الحسن الطبري - إملاء - أنا علي بن محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا علي بن محمّد ابن السري الزّنجاني، حدّثني عبدوس بن إبراهيم بن محمّد بن إسحاق الرّازي، نا يحيى بن شبيب البصري قال: سمعت سفيان الثوري يقول:

بينما أنا راكع إذ غلبتني عيناي، فرأيت كأن القيامة قد قامت، و كأن مناديا ينادي: أين مالك بن دينار؟ و أين ثابت البنّاني؟ فقلت: و اللّه لأتبعنّهما، انظر ما ذا يفعل بهما، فإذا هما قد حوسبا حسابا يسيرا، ثم أمر بهما إلى الجنّة، فقلت: و اللّه لأتبعنّهما فأنظر أيهما يدخل الجنّة قبل صاحبه، فإذا مالك قد دخل الجنّة قبل ثابت بساعة، فقلت في نفسي: وا عجباه، أ يدخل مالك بن دينار الجنّة قبل ثابت البنّاني بساعة، فنوديت: نعم يا سفيان، إنه كان لمالك بن دينار قميص واحد، و كان لثابت قميصان.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، أنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان، أنا أبو الحسين علي (4) بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران، أنا أبو علي

ص: 442


1- مشيخة ابن عساكر 179/ب.
2- الموجود من الكلمة بالأصل:«الفظا» و هذه الأحرف غير واضحة في المشيخة، لكن الواضح فيها آخرها:«عي» و لعله:«القطاعي» و لم أجده.
3- رسمها بالأصل:«حريم» و الصواب ما أثبت، تقدم التعريف به قبل أسطر.
4- ترجمته في تاريخ بغداد 98/12.

الحسين بن صفوان البردعي، نا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن عبيد بن أبي الدنيا، نا محمّد بن الحارث الحراز، نا سيار، نا جعفر، حدّثنا صاحب لنا كان يختلف معنا إلى مالك بن دينار قال:

رأيت مالك بن دينار في النوم، فقلت: يا أبا يحيى، ما صنع اللّه بك؟ قال: خيرا، لم ير مثل العمل الصالح، لم ير مثل الصحابة الصالحين، لم ير مثل السلف الصالح، لم ير مثل مجالس الصالحين.

قال: و نا ابن أبي الدنيا، حدّثني أبو بكر بن أبي النصر، أنا سعيد بن عامر، عن جرير، عن غالب القطّان قال:

رأيت مالك بن دينار في النوم، و عليه نحو من ثيابه في مسجده، و هو يقول بيده:

صنفان من الناس لا تجالسوهم: صاحب دنيا مترف فيها، و صاحب بدعة قد غلا فيها، ثم قال: حدّثني هذا الحديث حكيم - و كان رجلا من جلسائه يقال له حكيم، فكأنه معنا في الحلقة - فقلت: يا حكيم أنت حدثت مالكا بهذا الحديث؟ قال: نعم، قلت: عن من؟ قال:

عن.... (1) من المسلمين.

7168 - مالك بن دينار أبو هاشم الحرسي

7168 - مالك بن دينار أبو هاشم الحرسي (2)

من حرس عمر بن عبد العزيز.

حكى عنه، و عن مكحول، و عاصم بن حميد السكوني (3).

روى عنه معاوية بن صالح.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (4):

مالك بن دينار، و كان حرس عمر بن عبد العزيز، سمع مكحولا، و عمر بن عبد العزيز قولهما في الدعاء قاله عبد اللّه بن صالح (5) عن معاوية بن صالح.

ص: 443


1- كلمة غير واضحة، و رسمها:«؟؟؟ المانع».
2- ترجمته في الجرح و التعديل 209/7 و سماه: مالك بن زياد و التاريخ الكبير 310/7.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 293/9.
4- التاريخ الكبير للبخاري 310/7.
5- كذا بالأصل:«عبد اللّه بن صالح» و في التاريخ الكبير:«قاله أبو صالح». و هما واحد، و هو عبد اللّه بن صالح بن محمد بن مسلم الجهني، أبو صالح المصري، ترجمته في تهذيب الكمال 218/10.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول:

أبو هاشم مالك بن دينار، و كان من حرس عمر بن عبد العزيز، سمع عمر، و مكحولا، روى عنه معاوية بن صالح.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو هاشم مالك بن دينار، و كان من حرس عمر بن عبد العزيز، سمع عمر بن عبد العزيز، و مكحولا في الدعاء قولهما قاله أبو صالح عن معاوية بن صالح، كنّاه محمّد بن إسماعيل.

[قال ابن عساكر:] (1) و قول البخاري، و مسلم، و النسائي (2)،و أبي أحمد، و هم، تابعوا فيه كلّهم البخاري.

و قد قال ابن أبي حاتم (3):مالك بن زياد رأى (4) عمر بن عبد العزيز، و مكحولا، روى عنه معاوية بن صالح، و كذلك قال البخاري في موضع آخر (5) فرّق بينهما، و هما واحد، و القول الأوّل وهم، و اللّه أعلم.

7169 - مالك بن ربيعة، و يقال: بن حريث أبو مريم السّلولي

7169 - مالك بن ربيعة، و يقال: بن حريث أبو مريم السّلولي (6)

والد بريد ابن أبي مريم، له صحبة.

روى عن: النبي صلّى اللّه عليه و سلم أحاديث.

روى عنه: ابنه بريد (7).

ص: 444


1- زيادة منا للإيضاح.
2- كذا بالأصل، و لم ترد أية رواية للنسائي هنا.
3- الجرح و التعديل 209/7.
4- كذا بالأصل، و الذي في الجرح و التعديل:«روى عن عمر... و مكحول...» و الباقي كالأصل.
5- التاريخ الكبير لبخاري 313/7 ترجمة 1333 و سمّاه مالك بن زياد أيضا.
6- ترجمته في أسد الغابة 248/4 و الإصابة 344/3 رقم 7631 و تهذيب الكمال 399/17 و تهذيب التهذيب 5/ 357 و الجرح و التعديل 209/7 و التاريخ الكبير 300/7 و طبقات ابن سعد 54/7 و 37/6.
7- تحرفت بالأصل إلى: يزيد، و التصويب عن تهذيب الكمال.

و سكن العراق، و وفد على معاوية، و كان أحد من شهد عنده على إقرار أبي سفيان أن زيادا ابنه.

و قد تقدم ذكر وفوده في ترجمة زياد بن أسامة الحرمازي (1).

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرّازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا عمرو بن علي، نا معاذ بن معاذ، نا حبان بن يسار (2) الكلابي، نا بريد (3) بن أبي مريم السّلولي، حدّثني أبي مالك بن ربيعة.

أنه سمع نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في حجّة الوداع يقول:«اللّهم اغفر للمحلّقين - ثلاثا - و للمقصرين - مرة-» [11869].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا عبيد اللّه بن عمر، نا معاذ بن معاذ، نا حبّان أبو روح الكلابي، نا بريد ابن أبي مريم، عن أبيه مالك بن ربيعة قال:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«اللّهم اغفر للمحلقين - ثلاثا-» ثم قال:

«و للمقصرين»[11870].

قال: و أنا عبد اللّه، نا أبو خيثمة، نا جرير، عن عطاء بن السّائب، عن بريد بن أبي مريم، عن أبيه قال:

قام فينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم مقاما، ثم حدّثنا بما هو كائن إلى أن تقوم الساعة.

قال: و أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا أبو خيثمة، نا جرير، عن عطاء، عن بريد بن أبي مريم، عن أبيه قال:

نام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في وجه الصبح، فلم يستيقظ حتى طلعت الشمس، نام، فاستيقظ فأمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم المؤذّن، فأذّن، ثم صلّى ركعتين، ثم أمره فأقام فصلى الفجر[11871].

قال البغوي: و لا أعلم روى ابن أبي مريم غير هذه الثلاثة.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة،

ص: 445


1- تاريخ مدينة دمشق 130/19 رقم 2295 ط دار الفكر.
2- بالأصل:«حنان بن بسار» أعجمنا اللفظتين عن تهذيب الكمال 29/3 ترجمة بريد.
3- تحرفت بالأصل إلى:«يزيد» و قد تحرفت في الأخبار التالية.

أنا الهيثم بن كليب، نا إسحاق بن إبراهيم الترمذي، نا مسلم بن إبراهيم.

ح قال: و أنا علي بن محمّد بن نصر، نا معاذ بن المثنى، نا مسدّد جميعا عن أوس بن عبد اللّه (1) السّلولي.

ح و أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحدّاد، قالا: أنا أبو نعيم، نا عبد اللّه بن جعفر، نا إسماعيل بن عبد اللّه، نا مسلم بن إبراهيم، و مسدّد.

قالا: نا أوس بن عبد اللّه السّلولي.

حدّثني عمي بريد بن أبي مريم، عن أبيه مالك بن ربيعة قال:

سمعت النبي صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«اللّهم اغفر للمحلّقين» فقال رجل: يا رسول اللّه، و للمقصّرين، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلم في الثالثة أو الرابعة:«و المقصّرين».

قال مالك: و رأيتني يومئذ محلوقا (2)،و ما يسرني بحلق رأسي يومئذ حمر النعم أو خطر عظيم.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن،[أنا سهل] (3) بن بشر، و أحمد بن محمّد الطريثيثي، قالا: أنا محمّد بن أحمد السعدي، أنا منير بن أحمد بن الحسن، أنا جعفر بن أحمد بن إبراهيم الحذّاء، أنا أبو جعفر أحمد بن الهيثم البلدي، قال: قال أبو نعيم الفضل بن دكين: مالك بن ربيعة حديثه في صلة الرحم، و هو أبو بريد (4) بن أبي مريم.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الفضل بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو العزّ الكيلي، أنا أبو طاهر.

قالا: أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد، نا خليفة بن خيّاط قال (5):

ص: 446


1- بالأصل هنا:«عبيد اللّه» و سيمر صوابا في السطر التالي و انظر تهذيب الكمال 357/2 و هو ممن استدركه الحسيني على الاكمال.
2- بالأصل: محلوق.
3- الزيادة عن هامش الأصل، و بعدها: صح.
4- تحرفت بالأصل إلى: يزيد.
5- طبقات خليفة بن خيّاط ص 109 رقم 389.

و من بني صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور، ثم من بني مرة بن صعصعة: و أمهم سلول بنت ذهل بن شيبان بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، و بها يعرفون، مالك بن ربيعة، و هو أبو بريد (1) بن أبي مريم، ولد بالبصرة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنا عبد الواحد بن محمّد بن عثمان، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، نا إسماعيل بن إسحاق قال:

سمعت علي بن المديني يقول:

بريد (2) بن أبي مريم، أبو مريم هذا سلولي، و اسمه مالك بن ربيعة، و قد روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم نحوا من عشرة أحاديث.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الفضل بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار.

قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنا العبّاس ابن العبّاس، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال: أبو مريم، اسمه مالك بن ربيعة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال.

و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي.

قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه قال: بريد بن أبي مريم؛ أبو مريم، اسمه مالك بن ربيعة.

أخبرتنا أم البهاء قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا محمّد ابن جعفر المنبجي، نا عبيد اللّه بن سعد قال: قال أحمد: و بريد بن أبي مريم، أبو مريم، اسمه مالك بن ربيعة السّلولي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: سمعت عمي أبا بكر يقول: أبو مريم مالك بن ربيعة.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن

ص: 447


1- تحرفت بالأصل إلى: يزيد.
2- راجع الحاشية السابقة.

السقا، و أبو محمّد بن بالويه، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمّد قال: سمعت يحيى يقول: أبو مريم السّلولي، اسمه مالك بن ربيعة، و كانت له صحبة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، حدّثني أبي قال: قال أبو زكريا: أبو مريم السّلولي مالك بن ربيعة، له صحبة.

قال الغلاّبي: و أبو مريم السّلولي كان منزله بالبصرة، و كان من أهل الطائف في الجاهلية.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد ابن عبيد - إجازة - نا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين يقول:

أبو مريم مالك بن ربيعة، يعني أبا بريد (1) بن أبي مريم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا يوسف بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى يقول: أبو مريم السّلولي مالك بن ربيعة.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري [أنا] (2) أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا محمّد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص الفلاّس قال:

أبو مريم السّلولي أبو بريد بن أبي مريم مالك بن ربيعة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوحا يقول:

و اسم أبي مريم السّلولي صاحب النبي صلّى اللّه عليه و سلم: مالك بن ربيعة، و لم يرو عنه أحد غير بريد ابن أبي مريم.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن ربيعة بن زبر، نا محمّد بن يونس، نا الأصمعي قال: اسم أبي مريم السّلولي: مالك بن ربيعة.

ص: 448


1- بالأصل: يزيد.
2- زيادة لازمة، لتقويم السند.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن بن اللنباني (1)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا (2).

قال: نا محمّد بن سعد قال في تسمية من نزل البصرة من الصحابة: أبو مريم السّلولي، روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«اغفر للمحلقين».

قال: و نا محمّد بن سعد قال في تسمية من نزل الكوفة من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم: أبو مريم السّلولي، و اسمه مالك بن ربيعة أبو بريد (3) بن أبي مريم، يحدّث به عن عطاء بن السّائب.

أنبأنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنّا، قالا: قرئ على أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال (4):

في تسمية من نزل البصرة من الصحابة: أبو مريم السّلولي، و اسمه مالك بن ربيعة، و هو أبو يزيد (5) بن أبي مريم، روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«اللّهم اغفر للمحلّقين» (6)[11872].

أخبرنا أبو محمّد بن الآبنوسي في كتابه، و أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي، قال:

و من بني سلول بن مرة بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن، و سلول امرأة، و هي سلول بنت شيبان بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، و هي امرأة مرّة بن صعصعة، إليها ينسبون أبو مريم السّلولي، و اسمه مالك بن ربيعة، و هو أبو بريد بن أبي مريم، له ثلاثة أحاديث.

أبو مريم رجلان: فأحدهما سلولي كان بالكوفة، و الآخر أبو مريم الأزدي (7)،سكن فلسطين.

ص: 449


1- اضطرب إعجامها بالأصل، بتقديم الباء.
2- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
3- تحرفت بالأصل إلى: يزيد.
4- طبقات ابن سعد 54/7.
5- كذا بالأصل و ابن سعد، و قد مرّ أنه: بريد.
6- تحرفت في طبقات ابن سعد إلى: المتخلفين.
7- و يقال: الحضري، و يقال: الأسدي - بسكون السين - له صحبة ترجمته في تهذيب الكمال 29/22.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أبو الفضل: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (1):

مالك بن ربيعة أبو مريم السّلولي، له صحبة.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم، قال (2):

مالك بن ربيعة أبو مريم السّلولي، نزل البصرة، له صحبة، روى عنه ابنه بريد (3) بن أبي مريم، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس الشّقّاني، أنا أبو بكر أحمد بن منصور القيرواني، أنا أبو سعيد محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا أبو حاتم مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو مريم مالك بن ربيعة السّلولي، والد بريد، له صحبة.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه بن الحسن، أنا محمّد بن الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال:

أبو مريم السّلولي اسمه مالك بن ربيعة، صحابي.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد، و عن أبي نعيم محمّد بن عبد الواحد، أنا علي بن محمّد بن خزفة (4)،قالا: نا محمّد ابن الحسين، نا ابن أبي خيثمة قال:

و أبو مريم، اسمه مالك بن ربيعة، و قال بعضهم: مالك بن حريث، حدّثنا بذلك أحمد ابن حنبل.

قرأت على أبي الفضل البغدادي، عن [أبي] جعفر المكّي، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم، أخبرني أبي أبو عبد الرّحمن قال:

ص: 450


1- التاريخ الكبير للبخاري 300/7.
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 209/7.
3- بالأصل: يزيد، و المثبت عن الجرح و التعديل.
4- بدون إعجام بالأصل.

أبو مريم مالك بن ربيعة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر الأنباري، أنا أبو القاسم بن الصوّاف، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال: سمعت معاوية بن صالح، و العبّاس بن محمّد، قالا: قال يحيى بن معين: أبو مريم السّلولي مالك بن ربيعة والد بريد.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، نا يزيد بن محمّد ابن إياس قال: سمعت أبا عبد اللّه المقدمي يقول: أبو مريم السّلولي مالك بن ربيعة.

أنبأنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد قال:

أبو مريم مالك بن ربيعة السّلولي، أبو بريد، سكن الكوفة و البصرة، و روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو مريم مالك بن ربيعة السّلولي والد بريد، من بني صعصعة بن معاوية بن بكر و يعرفون بسلول، و هي من ذهل بن شيبان بن ثعلبة، هي أمهم، و أبوهم مرة بن صعصعة، له صحبة من النبي صلّى اللّه عليه و سلم، حديثه في البصريين و ولده بها.

أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنا شجاع بن علي، أنا محمّد بن إسحاق العبدي قال:

مالك بن ربيعة أبو مريم السّلولي له صحبة، عداده في أهل الكوفة، سمّاه أحمد بن حنبل، و يحيى بن معين فيما ذكر عنهما ابن أبي خيثمة، و قال يحيى بن معين: أبو بريد بن أبي مريم كوفي ثقة، شهد الشجرة مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم.

أنبأنا أبو علي الحدّاد قال: قال لنا أبو نعيم:

مالك بن ربيعة السّلولي، يكنى أبا مريم، والد بريد، شهد الشجرة، سكن الكوفة، له غير حديث عند ابنه بريد (1).

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أنا أبو عمر

ص: 451


1- بالأصل: عند أبيه يزيد.

ابن حيّوية، نا أبو القاسم علي بن موسى الأنباري الكاتب - قدم علينا من الأنبار - نا أبو زيد عمر بن شبة بن عبيدة النميري، نا إسحاق بن إدريس، حدّثني يحيى بن بريد بن مالك بن ربيعة السّلولي، نا بريد بن مالك بن ربيعة، عن أبيه.

أنه شهد مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يوم الشجرة، يوم رد الهدي معكوفا، و أن رجلا جاء يومئذ فقال: يا محمّد، ما يحملك على أن تدخل علينا هؤلاء، و نحن لهم كارهون من القبائل؟ فقال:«هو لأخير منك، و ممن أخذ أخذك يؤمنون باللّه و اليوم الآخر، و الذي نفس محمّد بيده، لقد رضي اللّه قولهم».

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن عبد العزيز [بن] (1) أحمد بن إسحاق بن الطّبيز (2)،أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عيسى بن الحسن التميمي المعروف بابن العلاّف (3)-قراءة عليه بحلب - نا أبو العبّاس محمّد ابن يونس، نا إسحاق بن إدريس الأسواري، نا يحيى بن بريد بن أبي مريم السّلولي، عن أبيه، عن جده قال:

شهدت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يوم فتح مكة، و الهدي معكوفا، فجاءه الحارث بن هشام فقال:

يا محمّد جئتنا بأوباش من أوباش الناس تقابلنا بهم، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«اسكت، هؤلاء خير منك و ممّن أخذ بأخذك، هؤلاء يؤمنون باللّه و رسوله»[11873].

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه العبدي، أنا الحسين بن الحسن بن أيوب، نا أبو يحيى بن أبي مسرّة، نا العلاء بن عبد الجبّار، نا حبّان (4) بن يسار (5)،حدّثني بريد بن أبي مريم عن أبيه أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم دعا لأبيه أن يبارك له في ولده[11874].

فولد له ثمانون ذكرا.

7170 - مالك بن زكير المرّي

له ذكر في عصبية أبي الهيذام (6).

ص: 452


1- سقطت من الأصل.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 497/17.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 520/15.
4- بدون إعجام بالأصل.
5- بالأصل: بشار، تصحيف.
6- تحرفت بالأصل إلى: الهندام.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي مما أفاده بعض أهل دمشق عن أبيه عن جده و أهل بيته من المريّين مما قيل من الأراجيز في هذه العصبية قال: و قال مالك بن زكير المرّي:

هل فارس يدعو إلى البراز

فالموت عندي ساكن الأهواز

ها أنا ذا أهجم بارتجاز

7171 - مالك بن زياد أبو هاشم

7171 - مالك بن زياد أبو هاشم (1)

حرسي عمر بن عبد العزيز.

روى عن: عاصم بن حميد السّكوني، و مكحول، و عمر بن عبد العزيز.

روى عنه معاوية بن صالح.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنا أبو نعيم الحافظ، نا سليمان بن أحمد (2)،نا بكر بن سهل، نا عبد اللّه بن صالح، حدّثني معاوية ابن صالح عن مالك بن زياد (3)،عن عاصم بن حميد السّكوني - صاحب معاذ بن جبل - عن معاذ بن جبل قال:

أتينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم لصلاة العشاء ليلة، فأخر بها حتى ظنّ الظانّ أن قد صلّى و ليس بخارج، ثم إنه خرج بعد فقال له قائل: يا رسول اللّه، لقد ظننا أنك صلّيت، أ و لست بخارج (4)؟فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«أعتموا بهذه الصلاة، فإنكم قد فضّلتم [بها] (5) على سائر الأمم» (6)[11875].

أنبأنا أبو سعد بن الطّيّوري، عن أبي عبد اللّه الصوري، نا عبد الغني بن سعيد، نا أبو محمّد عبد اللّه بن جعفر بن الورد، نا هارون بن كامل، نا أبو صالح، حدّثني معاوية بن صالح، عن مالك بن زياد، و كان من حرس عمر بن عبد العزيز، قال:

ص: 453


1- مرّ قريبا باسم: مالك بن دينار.
2- أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 120/20 رقم 240.
3- ورد بالأصل هنا:«دينار» و المثبت عن المعجم الكبير.
4- كذا بالأصل:«أ و لست بخارج» و في المعجم الكبير: و لست بخارج.
5- زيادة عن المعجم الكبير.
6- زيد بعدها في المعجم الكبير: و لم يصلها أحد قبلكم.

صلى لنا عمر بن عبد العزيز، فلما (1) سلّم أعلن فقال: لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، له الملك، و له الحمد، و هو على كلّ شيء قدير - ثلاث مرات - و فعل ذلك أياما، و التفت إلينا فقال: إنما أعلنت التهليل لتعلموه و تفعلوه، فإنها من تمام الصّلاة أن لا يقوم أحدكم إذا صلّى و سلّم حتى يقولهن ثلاث مرّات.

قال أبو هاشم: فلقيت مكحولا، فأخبرته بالذي قال أمير المؤمنين، قال: و قد أعلن به أمير المؤمنين؟ قال: قلت: نعم، قال: وفق اللّه أمير المؤمنين، إن كان من مخبّئاتنا التي نخبأه.

قال عبد الغني: وهم فيه البخاري، فجعله مالك بن دينار (2)،و ذكره على أثر مالك بن دينار أبي يحيى الزاهد، و لمجاورته جاء الوهم، و غفل عنه، فلم يصلحه، و وهم بوهمه مسلم ابن الحجّاج، و أحمد بن شعيب، رحمة اللّه عليهم، و نسأل اللّه حسن التوفيق.

أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد بن يوسف، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد بن الفضل الأزجي، نا أبو سعيد الحسين بن جعفر بن الوضّاح السمسار، و أبو محمّد عبيد اللّه بن محمّد بن سليمان المخرمي، قالا: نا جعفر بن محمّد الفريابي، نا قتيبة بن سعيد، نا معن، عن معاوية بن صالح، عن مالك بن زياد (3) قال:

صلى بنا عمر بن عبد العزيز بعض الصلوات، فلمّا سلم قال: لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد، و هو على كلّ شيء قدير، قالها ثلاث مرات رافعا بها صوته، ثم قال لنا: إنّي إنّما رفعت صوتي لتعلموهن، فإنّه من تمام الصلاة، أن لا يقوم الرجل من صلاته حتى يقولهن ثلاث مرّات.

قال مالك: فذكرت ذلك لمكحول، فقال: أوقد أظهرهن أمير المؤمنين؟ فقلت: نعم، فقال: و اللّه إن كان لمن مخبّئاتنا.

قالا: و نا جعفر، حدّثني إسحاق بن سيّار (4)،نا عبد اللّه بن صالح، حدّثني معاوية، عن مالك بن زياد، و كان من حرس عمر بن عبد العزيز، قال:

صلّى لنا عمر بن عبد العزيز، فلمّا سلّم أعلن و قال: لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له،

ص: 454


1- بالأصل: فلم.
2- راجع التاريخ الكبير 310/7 رقم 1321.
3- كذا ورد هنا بالأصل: دينار.
4- هو إسحاق بن سيار بن محمد، أبو يعقوب النصيبي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 194/13.

له (1) الملك و له الحمد، و هو على كلّ شيء قدير - ثلاث مرات - و فعل ذلك أياما، ثم التفت إلينا فقال: إنّما أعلنت التهليل لتعلموه و تفعلوه، فإنّها من تمام الصلاة، فذكر نحوه.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (2):

مالك بن زياد أبو هاشم، شامي، و كان من حرس عمر بن عبد العزيز، روى عن مكحول، و عمر بن عبد العزيز، روى عنه معاوية بن صالح، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال:

في تسمية نفر يحدّثون عن عمر بن عبد العزيز: أبو هاشم، مالك بن زياد، روى عنه معاوية بن صالح.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الربعي، أنا أبو الحسين الكلابي، أنا أبو الحسن بن عمير - قراءة - قال:

سمعت أبا الحسن بن سميع قال في الطبقة الرابعة: مالك بن زياد، من أصحاب عمر.

7172 - مالك بن زيد بن مالك بن كعب بن عليم الكلبي

أحد المشهورين.

شهد وقعة مرج راهط (3)،كان مع مروان بن الحكم فقتل يومئذ فيما ذكره أبو حسّان الحسن بن عثمان الزيادي (4).

ص: 455


1- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 209/7.
3- مرج راهط: موضع في الغوطة من دمشق في شرقيه بعد مرج عذراء (معجم البلدان). هذه الوقعة كانت بين مروان ابن الحكم و الضحاك بن قيس، و انتهت بمقتل الضحاك.
4- هو الحسن بن عثمان بن حماد، أبو حسان الزيادي البغدادي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 496/11.

7172 م - مالك بن أبي السمح جابر بن ثعلبة، و يقال: مالك بن أبي السمح

ابن سليمان بن أوس بن سعد بن أوس ابن عمرو بن درماء،

و يقال: مالك بن أبي السمح بن سلمة بن أوس بن سماك (1) بن سعد

ابن أوس بن عمرو بن عدي بن وائل بن عوف بن ثعلبة بن سلامان بن ثعل

ابن عمرو بن الغوث بن طيّئ أبو الوليد الطّائيّ، ثم أحد بني درماء (2)

كان يتيما في حجر عبد اللّه بن جعفر، و كانت له في بني مخزوم خئولة (3).

و كان قدم المدينة في حطمة أصابت طيّئا بالجبلين (4)،فأقام بها مدة، و أخذ الغناء عن معبد، و مهر فيه.

و قدم على يزيد بن عبد الملك، ثم على الوليد بن يزيد.

حكى عنه عبد اللّه بن محمّد بن عروة بن الزبير بن العوّام.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر علي بن هبة اللّه قال (5):

أما سمح بسين و حاء مهملتين، فهو مالك بن أبي السمح، مغن مشهور، و له أخبار مع الوليد بن يزيد و غيره.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه، فيما قرأ عليّ إسناده به و ناولني إيّاه و قال: اروه عنّي، أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا (6)،نا المظفّر بن يحيى بن أحمد المعروف بابن الشرابي (7)،أنا أبو العباس المرثدي، نا أبو إسحاق الطلحي (8)،أخبرني أحمد بن إبراهيم (9)،أخبرني أبي عن حكم الوادي (10) قال:

ص: 456


1- بالأصل:«سما» و المثبت عن جمهرة ابن حزم ص 401.
2- ترجمته في جمهرة أنساب العرب ص 401 و الأغاني 101/5.
3- كانت أم أبيه قرشية من بني مخزوم، و قيل: أمّه، و صوّب أبو الفرج الأصفهاني الأول.(الأغاني 101/5).
4- يعني جبلا أجأ و سلمى في بلاد طيئ (راجع معجم البلدان).
5- الاكمال لابن ماكولا 357/4.
6- رواه المعافى بن زكريا الجريري في الجليس الصالح الكافي 318/2 و ما بعدها.
7- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل، و المثبت عن الجليس الصالح.
8- كذا بالأصل، و في الجليس الصالح: الثلجي.
9- قوله:«أخبرني أحمد بن إبراهيم» ليس في الجليس الصالح.
10- هو حكم بن ميمون، أو حكم بن يحيى بن ميمون، مغن، عاش في زمن الدولتين، أدرك الرشيد، و مات نحو سنة 180 ه. راجع الأغاني 62/6.

قال الوليد بن يزيد بن عبد الملك لجلسائه من المغنيين: إنّي لأشتهي غناء أطول من أهزاجكم، و أقصر من الغناء الطويل، قالوا جميعا: قد أصبته يا أمير المؤمنين، بالمدينة رجل يقال له: مالك بن أبي السمح الطّائيّ، حليف لقريش، و هذا غناؤه، و هو أحسن الناس خلقا، و أحسنهم حديثا، قالوا: أرسلوا إليه، فأرسل إليه فشخص حتى (1) وافاه و هو بالشام بدمشق.

قال: فلما دخلنا عليه دخل معه فقال له الوليد: غنّه، فاندفع فضرب فلم يطاوعه حلقه، و لم يصنع قليلا و لا كثيرا، فقال له الوليد: قم فاخرج.

قال: و أقبل علينا يعنفنا، و قال: ما تزالون تغرونني بالرجل و تزعمون بعض ما أشتهيه حتى أدخله و أطلعه على ما لم أكن أحبّ أن يطّلع عليه أحد، ثم لا أجد عنده ما أريد، فقلنا له: يا أمير المؤمنين، و اللّه ما كذبنا، و لكن عسى الرجل قد تغيّر بعدنا قال: و لم نزل حتى استرسل و طابت نفسه و غنيناه حتى نام، و انصرفنا، فجعلنا طريقنا على مالك، فافترينا عليه و كدنا نتناوله قال: فقال: ويحكم، دخلتني هيبة منعتني من الغناء و من الكلام أردته فأعيدوني إليه، فإني أرجو أن يرجع إلى حلقي و غنائي.

قال: فكلما الوليد، فدعا به، فكان [في] الثانية أسوأ حالا منه في الأولى، فصاح به أيضا، فخرج، و فعلنا كفعلنا، قال: فقال: أعيدوني إليه، فامرأته طالق و ما يملك في سبيل اللّه إن لم أستنزله عن سريره إن هو أنصفني، قال: فجئنا إلى الوليد، فأخبرناه، قال: فقال:

و عليّ مثل يمينه إن هو لم يستنزلني أن أنفذ فيه ما حلف به فهو أعلم.

قال: فأتيناه، فأخبرناه بمقالة الوليد و يمينه فقال: قد رضيت (2)،قال: فحضر معنا (3) دارا يكون فيها إلى أن يدعى بنا، فمرّ به صاحب الشراب فأعطاه دينارا على أن يأتيه بقدح جيشاني (4) مملوءا شرابا من شراب الوليد، فأتاه بقدح، ثم بقدح، ثم بقدح،- بثلاثة أقداح - فأعطاه ثلاثة دنانير، ثم أدخلناه عليه، فقال له الوليد: هات، قال: فقال: لا و اللّه، أو ترجع إليّ نفسي و أطرب، و أرى للغناء موضعا، قال: فذاك لك، قال: فاشرب يا أمير المؤمنين، قال: فشرب، و جعل هو يشرب و يغنّي المغنون، حتى إذا ثمل الوليد و ثمل هو سلّ صوتا

ص: 457


1- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
2- في الجليس الصالح: قبلت.
3- في الجليس الصالح: فحضرنا معه دارا.
4- في الجليس الصالح:«حبشاني» و جيشاني: نسبة إلى جيشان: مخلاف باليمن، بها تعمل الأقداح (معجم البلدان).

فأحسنه، و جاء بما نعرف (1)،فطربنا و طرب الوليد، و تحرّك، و قال: اسقني يا غلام، فسقي، و تغنّى مالك صوتا آخر [فجاء] (2) بالعجب، فقال له الوليد: أحسنت أحسنت، أحسن اللّه إليك، فقال: الأرض، الأرض، يا أمير المؤمنين، قال: ذاك له، و نزل فحيّاه، و أحسن إليه، و لم يزل معه، حتى قتل الوليد.

أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالوا: أنا [أبو] (3) جعفر المعدّل، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار قال:

و مما يروى لحسين بن عبد اللّه - يعني - ابن عبيد اللّه بن العبّاس بن عبد المطّلب في شبابه (4):

لا عيش إلاّ بمالك بن أبي *** السمح فلا تلحني و لا تلم

أبيض كالسيف أو كما يل *** مع البارق في حالك الظلم

يصيب من لذّة الكريم و لا *** ينهك حقّ الإسلام و الكرم (5)

[يا] (6) ربّ ليل لنا كحاشية *** البرد و يوم كذاك لم يدم

قد كنت فيه يا مالك بن أبي *** السمح كريم الأخلاق و الشّيم

ليس يعاصيك إن رشدت و لا *** جهل آي (7) الترخيص في اللّمم

و رويت لنا هذه الأبيات عن الزبير من وجه آخر، و قال: لا يهتك.

أنبأنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، عن القاضي أبي تمام علي بن محمّد العبدي، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أبو بكر محمّد بن خلف بن المرزبان، حدّثني أحمد بن حرب، حدّثني أبو عبد اللّه القرشي - و هو الزبير بن بكّار - حدّثنا أبو غسّان قال:

ص: 458


1- في الجليس الصالح: يغرب.
2- زيادة لازمة عن الجليس الصالح.
3- زيادة لازمة.
4- الأبيات الثلاثة الأولى في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 34 منسوبا للحسين في شبابه، و الأبيات في الأغاني 110/5.
5- في الأغاني، ورد البيت ملفقا من بيتين: من ليس يعصيك إن رشدت و لا يهتك حق الإسلام و الحرم يصيب من لذة الكريم و لا يجهل آي الترخيص في اللمم و انظر البيت الأخير بالأصل.
6- زيادة لازمة لتقويم الوزن عن الأغاني.
7- بالأصل:«إلى» و المثبت عن المختصر، و الأغاني.

كان سبب وفاة مالك بن أبي السّمح أنه لما كبر ضمّ إليه رجل من قريش يقوم عليه، ففرش له سريرا، و خرق فيه خرقا للوضوء، فأتته الجارية يوما ببخور، فتبخّر، فوقعت الجارية بقلبه فأهوى إليها ليقبّلها، و تنحّت عنه فسقط عن السرير، فاندقت عنقه، فمات.

عاش مالك حتى أدرك دولة بني العباس، رحمه اللّه تعالى.

7173 - مالك بن شبيب الباهليّ

كان أميرا لهشام بن عبد الملك على ملطية (1).

أنبأنا أبو تراب حيدرة بن أحمد، و أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد الأنصاريّان، قالا: نا عبد العزيز بن أبي طاهر، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، نا محمّد بن عائذ، عن الوليد قال: و أخبرني عبد الرّحمن ابن جابر.

أن هشاما تابع إغزاء معاوية (2) بن هشام الصائفة سنتين، يفتح له فيها الفتوح حتى توفي معاوية بن هشام، ثم ولي بعده [سليمان بن] (3) هشام الصوائف، سنيات لا يليها غيره، فخرج في سنة من ذلك في بعث كثيف، و وجه مقدمته في ثمانية آلاف عليها مالك بن شبيب و أصحبه البطّال (4)،و أمره بمشاورته و الأخذ برأيه، فخرج معه حتى و غل في أرض الروم.

قال ابن جابر: و أخبرني بعض من غزا معه أنه سمع عبد الوهّاب بن بخت (5) المكي و هو يقول: و اللّه لقد كنا نسمع أن سريّة ثمانية آلاف و نحوها يليها رجل..... (6) و آية ذلك أنها خيل جريدة ليس معهم إلاّ راحلة، فانظروا هل ترون إبلا أو راحلة؟ قال: فركب بعض أهل المجلس، فجال في العسكر فقال: لم أر إلاّ راجل عند آل فلان.

قال: و لقينا العدو، فقتلوا مالكا، و البطّال، و عبد الوهّاب بن بخت المكي.

قال ابن جابر:

ص: 459


1- ملطية: بلدة من بلاد الروم تتاخم الشام (معجم البلدان).
2- راجع نسب قريش للمصعب ص 168.
3- زيادة استدركت عن هامش الأصل. و راجع نسب قريش للمصعب الزبيري ص 168.
4- تقدمت ترجمته في كتابنا: تاريخ مدينة دمشق-401/33 رقم 3647 و اسمه عبد اللّه، أبو يحيى.
5- بدون إعجام بالأصل، و هو عبد الوهاب بن بخت القرشي الأموي، أبو عبيدة المكي، ترجمته في تهذيب الكمال 138/12.
6- بياض بالأصل، و استدرك هنا في المختصر: من قيس، فيقتل و من معه إلاّ الشريد.

فحدّثني من سمع البطّال بخبر مالك بن شبيب و هو بأقرن (1) أن بطريق أقرن أرسل إليه (2) لصهره بينه و بينه أن يأتيه حتى يكلّمك بكلام لا تحتمله الرسالة، قال: فخرجت إليه حتى كلّمني من بين شرافتين و هو يحسب أني أمير الجيش، قال: و في كم أنت؟ فقلت: في كذا و كذا ألفا؛ و زدت. فقال: ما أدري ما تقول إلاّ أن أصحابك أقل مما قلت، و بيننا و بينك من الصهر ما قد علمت، و هذا إليون قد أقبل في نحو من مائة ألف، و هو يريدك لما بلغه من قلة جيشك، فما كنت صانعا فاصنعه في يومك هذا، فإنّي قد أخبرتك الخبر، فانظر لنفسك، و ها أنا قد أخبرتك الخبر فانظر لنفسك و من معك، قال: فما الرأي؟ قال: الرأي أن تأتي إسنادة (3) فإنها مثغرة مفتوحة، فتدخل فيها و تشدّ من ثغرها و تقاتلهم من وجه واحد حتى يأتيك سليمان بن هشام بالصائفة، فقال من عند مالك من قومه: أراد - و اللّه - العلج أن يلحق بك سماعها و عيبها. فأخذ مالك بقولهم.

فقام عنه البطال و مضى مالك يومه ذلك و من الغد، فبينا هو يسير إذ أشرف على أرض رأى فيها سوادا، فقال: غيضة، فقال البطّال: كلا و لكن ليون في جيشه، و ما ترى من السواد الرماح و آلة الحرب، قال: الرأي؟ قال: اليوم، و قد تركته بالأمس، قال: الرأي أن تلقاه فتقاتله حتى يحكم اللّه قال: و لقيناه، فقاتل مالك و من معه حتى قتل في جماعة من المسلمين، و البطّال عصمة لمن [بقى] (4) من (5) الناس و وال عليهم، ثم ذكرنا باقي الحديث، و هو مذكور في ترجمة عبد اللّه البطال.

7174 - مالك بن طوق بن مالك بن عتاب بن زافر بن شريح ابن مرّة بن عبد اللّه

ابن عمرو بن كلثوم بن مالك بن عتاب بن سعد بن زهير بن جشم بن بكر

ابن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى

ابن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار التغلبي (6)

أحد أجواد العرب و ممدحيهم.

ص: 460


1- أقرن: لم أعثر عليه في كتب البلدان التي بيدي.
2- بالأصل: إليه أرسل، و فوقهما علامتا تقديم و تأخير.
3- موضع، لم أعثر عليه.
4- زيادة عن المختصر.
5- بالأصل:«في» و كتب فوقها: من.
6- ترجمته في فوات الوفيات 231/3 و معجم البلدان 34/3 و جمهرة ابن حزم ص 304 و العبر 20/2 و البداية و النهاية (الجزء الحادي عشر: الفهارس)، و تحفة ذوي الألباب 287/1.

ولي إمرة دمشق و الأردن في ولاية الواثق، ثم في ولاية المتوكل، و قدم عليه أبو تمام (1) و امتدحه بدمشق.

حكى عنه أبو تمام الطائي، و أبو عبد اللّه نوح بن عمرو بن حويّ السكسكي.

قرأت بخط أبي الحسين الرّازي، حدّثني بكر بن عبد اللّه قال: قال علي بن حرب:

و في سنة اثنتين و ثلاثين ولي مالك بن طوق دمشق، و فيها مات الواثق باللّه، و ولي المتوكل الخلافة، و مالك بن طوق التغلبي (2) أمير على جندي دمشق و الأردن، فأقرّه المتوكل عليه مدة ثم عزله.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم النسيب، و أبي الوحش سبيع ابن المسلّم عنه، أخبرني أبو الحسن عبد الرّحمن بن أحمد بن معاذ - بمصر - أنا أبو العباس أحمد بن محمّد الكاتب (3)،أنا أبو الطيّب محمّد بن إسحاق بن يحيى بن..... (4) النحوي المعروف بابن الوشّاء (5) قال: قال بكر بن النطاح (6) في مالك بن طوق (7):

أقول لمرتاد الندى عند مالك *** كفى كل هذا الخلق بعض عداته (8)

و لو خذلت (9) أمواله جود كفه *** لقاسم من يرجوه شطر حياته

و لو لم يجد في العمر قسما لسائل *** و جاز له الإعطاء من حسناته

لجاد بها من غير كفر بربه *** و أشركنا في صومه و صلاته

و قول أبي جعفر محمد بن يزيد الأموي في مالك بن طوق، و قد عزل عن عمله:

ليهنك أن أصبحت مجتمع الحمد *** و راعي المعالي و المحامي عن المجد

و أنك صنت المال فيما وليته *** و فرّقت ما بين الغواية و الرشد

ص: 461


1- هو حبيب بن أوس الطائي، الشاعر المشهور. تقدمت ترجمته في كتابنا تاريخ مدينة دمشق 16/12 رقم 1183.
2- تحرفت بالأصل إلى: الثعلبي.
3- مكررة بالأصل.
4- كلمة غير واضحة بالأصل.
5- ترجمته في تاريخ بغداد 253/1 و بغية الوعاة 18/1.
6- تحرفت بالأصل إلى:«الصاح» و هو بكر بن النطاح، شاعر من فرسان بني حنيفة، مات أيام الرشيد في بغداد، ترجمته في تاريخ بغداد 90/7.
7- الأبيات في تحفة ذوي الألباب 288/1.
8- في تحفة ذوي الألباب:«عياله».
9- في تحفة ذوي الألباب: بذلت.

و لا يحسب الأعداء عزلك مغنما *** فإن إلى الأصدار عاقبة الورد

و ما كنت إلا السيف جرّد في الوغى *** فأحمد فيه ثم ردّ إلى الغمد

أنبأنا أبو محمّد بن صابر، أنا أبو الفرج سهل بن بشر، أنا علي بن بقاء الورّاق، أنا المبارك بن سالم، أنا الحسن بن رشيق، نا يموت بن المزرّع، حدّثني أبو عبد اللّه نوح بن عمرو بن حويّ الكسكي قال:

وجه إليّ مالك بن طوق، و هو أمير دمشق و الأردن: بلغني أن دعبلا عندك، فوجّه به إليّ، و قد كان دعبل مكنّا في منزلي، فركبت إليه، فخبّرته أن عيني ما وقعت عليه، و ذلك أني خفته عليه، فقال: بلى يا عبد اللّه، ما أردناه لمكروه، و إن أفرط و تمادى في هجونا. الغلام مصيّر إليك بكيس فيه ألف دينار و برذون ندب (1) بسرجه و لجامه، فإن لا يكن عندك احتلت في إيصاله إليه حيث كان، و اللّه أن لو هجاني إلى أن يموت ما رفعت رأسا بهجوه، و هو الذي يقول في بني خالد بن يزيد بن مزيد:

تراهم إذا ما جئت يوما تجدهمو *** كأنهم أولاد طوق بن مالك

قرأت في كتاب أبي الحسين الرّازي، حدّثني أبو الحسين علي بن الحسين بن السفر بن إسماعيل بن سهل بن بشر بن مالك بن الأخطل الشاعر التغلبي (2)،حدّثني أبي عن أبيه السفر ابن إسماعيل - و كان يحضر مجلس [مالك بن] (3) طوق التغلبي، و هو على الإمارة بدمشق - قال:

كان الواثق ولّى مالك بن طوق إمارة دمشق و الأردن، فمات الواثق و هو عليها، فأقرّه المتوكل مدة، ثم عزله، قال: و كان إذا جاء شهر رمضان نادى منادي مالك بن طوق بدمشق كل يوم على باب الخضراء بعد صلاة المغرب - و كانت دار الإمارة في الخضراء في ذلك الزمان:- الإفطار، رحمكم اللّه، الإفطار، رحمكم اللّه، و الأبواب مفتّحة، فكلّ من شاء دخل بلا إذن، و أكل، لا يمنع أحد من ذلك.

قال: و كان مالك بن طوق من الأسخياء المشهورين.

قال السفر بن إسماعيل:

ص: 462


1- البرذون الندب: النجيب.
2- تحرفت بالأصل إلى: الثعلبي.
3- زيادة لازمة للإيضاح.

و توفي ابن لمالك بن طوق و هو بدمشق، فدفنه في وطأة الأعراب، خارج باب الصغير، فلمّا رجع من المقابر أمر بنصب الموائد للناس؛ فقال له نوح بن عمرو بن حويّ السكسكي: أيها الأمير، ليس هذا وقت أكل، هذا وقت مصيبة، فقال مالك بن طوق:

المصيبة نجزع لها ما لم تقع، فإذا وقعت لم يكن لها إلاّ الصبر عليها، فأكل، و أكل الناس.

قال السّفر بن إسماعيل (1):

و حضرنا مالك بن طوق في وقت علة أصابته عندنا بدمشق فأنشد:

و ليس من الرزية فقد مال *** و لا شاة تموت و لا بعير

و لكن الرزية فقد شخص *** يموت لموته ناس كثير

قال: و دخل سهل بن بشر بن مالك بن الأخطل التغلبي (2) على مالك بن طوق - و هو نصراني - و في عنقه صليب، فقال له مالك بن طوق: من أنت؟ فانتسب له و عرّفه أنه من ولد الأخطل الشاعر التغلبي، و أنه ابن عم الأمير، فقال له مالك بن طوق: صدقت، أنت ابن عمي، و اللحم و الدم واحد، و لكن ما تقدم من الكفر فألغوه، فلا تعتقدوه، فقد جاء الحق و زهق الباطل، و أمر بأثواب فأحضرت، فألبسه إيّاها، و أمر بجائزة فدفعت إليه، و لم يفارقه حتى أسلم، و ضمن له أن يجمع ولد جده فيأخذهم بالإسلام، ففعل، و أسلموا كلهم بين يدي مالك بن طوق.

قال: و كان السّفر (3) يقول لابنه:

يا بني، ما لبسنا الثياب السرية من الدراريع (4) و غيرها، و ضحينا الضحايا إلاّ من مالك ابن طوق، و كنا ندلّ عليه بالعشيرة.

أخبرنا أبو جعفر حنبل بن علي بن الحسين بن الحسن السجزي المعروف بالبخاري - إذنا فيما ناولني إيّاه و قرأ عليّ إسناده - أنا أبو محمّد أحمد بن محمّد بن أحمد المتوثي، أنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد الشروطي - ببست - أنا أبو حاتم محمّد بن حبّان بن أحمد البستي، حدّثني محمّد بن علي الجلادي، نا محمّد بن أبي يعقوب الربعي، نا عبد الكريم بن محمّد

ص: 463


1- الخبر و الشعر في ترجمة السفر بن مالك، تقدمت ترجمته في كتابنا تاريخ مدينة دمشق 340/21 رقم 2580.
2- تحرفت بالأصل إلى: الثعلبي.
3- السفر بكسر السين و سكون الفاء، كما في تقريب التهذيب.
4- الدراريع واحدتها دراعة، و هي جبة مشقوقة المقدم (راجع تاج العروس: درع).

الموصلي، نا أبي قال: سمعت أبا تمام حبيب بن أوس الطّائيّ يقول:

وقفت على باب مالك بن طوق الرحبي أشهرا فلم أصل إليه، و لم يعلم بمكاني، فلما أردت الانصراف قلت للحاجب: أ تأذن لي عليه أم أنصرف؟ فقال: أما الإذن فلا سبيل إليه، قلت: فإيصال رقعة؟ قال: و لا يمكن هذا، و لكن هو خارج اليوم إلى بستانه، فاكتب الرقعة و ارم بها في موضع أرانيه الحاجب، فكتبت (1):

بعمري لئن حجبتني العبي *** د عنك فلن تحجب القافية

سأرمي بها من وراء الجدا *** ر شنعاء تأتيك بالداهية

تصمّ السميع و تعمي البصي *** ر و من بعدها تسأل العافية

فكتبت بها، و رميت في المكان الذي أرانيه، فوقعت بين يديه، فأخذها و نظر فيها و قال: عليّ بصاحب الرقعة، فخرج الخدم، فقالوا: من صاحب الرقعة؟ قلت: أنا، فأدخلت عليه، فقال لي: أنت صاحب الرقعة؟ فقلت: نعم، فاستنشدها، فأنشدته، فلما بلغت: و من بعدها تسأل العافية، قال: لا، بل نسأل العافية من قبلها، ثم قال: حاجتك، فأنشأت أقول (2):

ما ذا أقول إذا انصرفت و قيل لي *** ما ذا أصبت من الجواد المفضل

إن قلت: أغناني، كذبت، و إن أقل *** ضنّ الجواد بما له لم يجمل

فاختر لنفسك ما أقول فإنني *** لا بد أخبرهم و إن لم أسأل

فقال: إذا و اللّه لا أختار إلاّ أحسنها، كم أقمت ببابي؟ قلت: أربعة أشهر، قال: تعطى بعدد أيامه ألوفا، فقبضت مائة و عشرين ألف درهم.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي - و نقلته من خطه - أنا أبو منصور عبد المحسن بن محمّد ابن علي البغدادي، أخبرني أبو القاسم خلف بن أحمد الحرقي، أنا أبو علي صالح بن إبراهيم ابن رشدين، حدّثني أبو عيسى العروضي، حدّثني أبو الغوث بن أبي عبادة البحتري.

أن أبا تمام حبيب بن أوس حدّثه أنه حضر مجلس مالك بن طوق و قد عرضت عليه خيل له، فيها برذون حسن أعجب أبا تمام، فسأله أن يحمله عليه، فأراد مالك أن يولع به،

ص: 464


1- لم أجد الأبيات في ديوانه ط بيروت.
2- الأبيات ليست في ديوانه.

فأخرجه عنه، فلمّا علم اختياره له قال (1) أبو تمام: اسمع ما جاء، فقال: و على هذه السرعة؟ قال: نعم، و أنشده (2):

اسمع مقالي و خير القول أصدقه *** و إنّما لك من ذي اللّبّ منطقه

و بابك الدهر مفتوح لطارقه *** غيري و يطرق دوني حين أطرقه

إنّي أحبّك فاسمع قول ذي ثقة *** ما المال مالك إلاّ خير تنفقه

و الناس شتّى فذو لؤم و ذو كرم *** و العرض سور و بذل العرف خندقه

و السور ما لم يكن ذا خندق غدق *** بالماء هان على الراقي تسلّقه

ها قد هززت و ما في الهزّ منقصة *** و المسك يزداد طيبا حين تنشقه

بل قد كشفت قناع العتب معتذرا *** إلى السؤال فقل لي كيف أغلقه

فقال له: أغلقه، و اقطع القول، و خذ البرذون بسرجه و لجامه.

قرأت في كتاب أبي الحسين الرّازي، حدّثني علي بن الحسين بن السفر، حدّثني أبي عن أبيه قال:

لمّا صرف مالك بن طوق عن دمشق قال (3):ففي وقت رحيله عنها خرج إلى المسجد و جلس في القبّة التي في وسط جامع دمشق، و دعا بالذين لهم عليه الديون، و كان عليه لتجار أهل دمشق ثلاثون ألف دينار دينا، فقال لهم و لجميع الناس: إنّي دخلت دمشق و معي أموال كثيرة، و هائذا (4) أخرج عنها، و عليّ ثلاثون ألف دينار، دين لحقني في بلدكم، لأني صرفت هذا المال كله في الناس في بلدكم على الغني و الفقير، ثم قال للدائنين (5):من شاء منكم أن يقيم في موضعه و أنفذ (6) نفذ إليه ماله فعل، و من شاء أن يخرج معي أكرمته، و وفّيته حقه، و ينصرف شاكرا، إن شاء اللّه.

قال: فوفى لهم بما قال.

ذكر أبو الحسن محمّد بن أحمد بن.... (7).

ص: 465


1- بالأصل: فقال.
2- الأبيات ليست في ديوان أبي تمام - ط بيروت.
3- الخبر في تحفة ذوي الألباب 288/1-289.
4- بالأصل و المختصر: و هو ذا.
5- بالأصل:«للمداينين».
6- مكررة بالأصل.
7- كلمة غير واضحة و نميل إلى قراءتها:«الفراس» و لعل الصواب: ابن أبي الفوارس.

أن مالك بن طوق مات في شهر ربيع الأول سنة ستين و مائتين بالرّحبة (1) كانت وفاته.

و كذا ذكر أبو بكر بن كامل وفاته و لم [يتعرض للشهر] (2).

7175 - مالك بن عبد اللّه بن سنان بن سرح بن وهب بن الأقيصر

ابن مالك بن قحافة بن عامر بن ربيعة بن عامر بن سعد بن مالك بن بشر

ابن وهب بن شهران بن عفرس أبو حكيم الخثعمي (3)

من أهل فلسطين، قيل إن له صحبة، و هو المعروف بمالك السرايا، كان كثير الغزو.

سمع عثمان بن عفّان.

و قدم على معاوية برسالة عثمان، و قاد الصوائف أربعين سنة، و كسر على قبره أربعون لواء.

روى عنه الوليد بن هشام المعيطي، و المتوكّل بن الليث النصري، و يقال: ليث بن المتوكل، و هو وهم.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (4)،نا وكيع، نا محمّد بن عبد اللّه الشعيثي (5) عن ليث (6) بن المتوكّل، عن مالك بن عبد اللّه الخثعمي، قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«من أغبرت قدماه في سبيل اللّه حرّمه اللّه على النار»[11876].

رواه غيره عن وكيع هكذا، و زاد فيه عن مالك، و كانت له صحبة من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم.

[قال ابن عساكر:] (7) كذا قال، و الصواب: متوكل بن الليث، قلبه وكيع، و مالك لم

ص: 466


1- الرحبة: مدينة أحدثها مالك بن طوق بين الرقّة و بغداد على شاطئ الفرات أسفل من قرقيسيا (معجم البلدان).
2- الزيادة استدركت عن هامش الأصل.
3- ترجمته في جمهرة ابن حزم ص 368 و أسد الغابة 255/4 و الإصابة 347/3 رقم 7647 و سير أعلام النبلاء 4/ 109 و الكامل لابن الأثير (بتحقيقنا: الفهارس).
4- مسند أحمد بن حنبل 224/8 رقم 22022 (ط. دار الفكر) و 226/5 (ط. الميمنية).
5- تحرف في مسند أحمد إلى: الشعبي، و هو محمد بن عبد اللّه بن أبي المهاجر الشعيثي النصري، ترجمته في تهذيب الكمال 463/16.
6- كذا بالأصل:«ليث بن المتوكل» و سينبه المصنف في آخر الحديث إلى الصواب.
7- زيادة منا للإيضاح.

يسمع الحديث من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، إنّما سمعه من رجل من الصحابة (1) غزا معه حين كان يلي المغازي.

أخبرنا بذلك أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي التميمي، أنا أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه، حدّثني أبي (2)،نا الوليد بن مسلم، نا ابن جابر أن أبا المصبح الأوزاعي حدّثهم قال: بينا نحن نسير في درب قلمية (3) إذ نادى الأمير مالك بن عبد اللّه الخثعمي رجلا (4) يقود فرسه في عراض الخيل: يا عبد اللّه (5)،أ لا تركب؟ قال: إنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:

«من اغبرت قدماه في سبيل اللّه ساعة من نهار فهما حرام على النار»[11877].

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا سريح بن يونس، نا الوليد بن مسلم، نا عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر أنّ أبا المصبح حدثه قال:

بينا نحن في درب قلميه إذ نادى أميرنا مالك بن عبد اللّه الخثعمي رجلا يقود فرسه في عراض الخيل: يا أبا عبد اللّه، يا أبا عبد اللّه، أ لا تركب؟ فقال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«من اغبرت قدماه في سبيل اللّه ساعة من نهار فهما حرام على النار» و أصلح دابتي لتغنيني على عشيرتي، أو تغنني عن عشيرتي، فنزل مالك، و نزل الناس فمشوا، فما رأينا يوما أكثر ماشيا من ذلك اليوم[11878].

و أبو عبد اللّه هذا هو جابر بن عبد اللّه، و ذلك فيما:

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن فورك، أنا.

ح و أخبرنا أبو علي الحدّاد - في كتابه - ثم أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا يوسف بن الحسن الزنجاني.

قالا: أنا أبو نعيم الحافظ، نا عبد اللّه بن جعفر بن أحمد، نا يونس بن حبيب، نا أبو

ص: 467


1- هو جابر (بن عبد اللّه) كما يفهم من عبارة أسد الغابة 256/4.
2- رواه أحمد بن حنبل في المسند 224/8 رقم 22021 (ط. دار الفكر).
3- بدون إعجام بالأصل، و في المسند:«قلمتة» و المثبت عن معجم البلدان، و هي كورة واسعة برأسها من بلاد الروم قرب طرسوس، و نص ياقوت أنها بفتح أوله و ثانيه و سكون الميم و ياء خفيفة.
4- في المسند: رجل.
5- في المسند: يا أبا عبد اللّه.

داود، نا عبد اللّه بن المبارك، نا عتبة بن حكيم، عن حرملة، عن أبي المصبح الحمصي قال:

كنا نسير في صائفة، و على الناس مالك بن عبد اللّه الخثعمي، فأتى عليّ جابر بن عبد اللّه و هو يمشي يقود بغلا له، فقال له: أ لا تركب و قد حملك اللّه؟ فقال جابر: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«من اغبرت قدماه في سبيل اللّه حرمهما اللّه على النار» أصلح لي دابتي، و أستغني عن قومي، فوثب الناس عن دوابهم، فما رأيت نازلا أكثر من يومئذ.

و في حديث أبي نعيم: حرّمه اللّه.

كذا رواه أبو داود الطيالسي، و أخطأ فيه في موضعين.

قوله عتبة بن حكيم، و إنما هو ابن أبي حكيم (1)،و قوله حرملة و إنما هو حصين بن حرملة (2).

أخبرناه عاليا على الصواب أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن الآبنوسي، نا إبراهيم بن محمّد بن الفتح، نا أبو يوسف محمّد بن سفيان، نا سعيد ابن رحمة بن نعيم قال: سمعت عبد اللّه بن المبارك، عن عتبة بن أبي حكيم، حدّثني حصين ابن حرملة المهري، حدّثني أبو مصبح الحمصي قال:

بينا نحن نسير بأرض الروم في صائفة عليها مالك بن عبد اللّه الخثعمي إذ مرّ مالك [بجابر] (3) بن عبد اللّه و هو يمشي، يقود بغلا له، فقال له مالك: أي أبا عبد اللّه اركب، فقد حملك اللّه، قال جابر: أصلح دابتي، و أستغني عن قومي، و سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:

«من اغبرت قدماه في سبيل اللّه حرّمه اللّه على النار»، فأعجب مالكا قوله، فسار حتى إذا كان حيث يسمع الصوت ناداه بأعلى صوته: أي أبا عبد اللّه اركب، فقد حملك اللّه، فعرف جابر الذي أراد، فأجابه، فرفع صوته، فقال: أصلح دابتي، و أستغني عن قومي، و سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«من اغبرت قدماه في سبيل اللّه حرّمه اللّه على النار»، فتواثب الناس عن دوابهم، فما رأيت يوما أكثر ماشيا منه[11879].

ص: 468


1- هو عتبة بن أبي حكيم الهمداني الشعباني، أبو العباس الشامي ترجمته في تهذيب الكمال 359/12.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 5/5.
3- استدركت عن هامش الأصل، و بعدها صح.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا نصر المقدسي، أنا أبو الحسن بن عوف، نا محمّد بن موسى بن الحسين، أنا أبو بكر بن خريم، نا حميد بن زنجويه، نا عبد اللّه بن يوسف، نا عيسى بن يونس، نا صالح بن أبي الأخضر، نا الوليد بن هشام المعيطي، عن مالك بن عبد اللّه الخثعمي قال: كنا عند عثمان فقال: من هاهنا من أهل الشام؟ فقمت، فقال: أبلغ معاوية إذا غنم غنيمة فليأخذ خمسة أسهم، فليكتب على سهم منها:«للّه»، فليقرع، فحيث خرج فليأخذه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار بن إبراهيم، أنا أبو العلاء محمّد بن علي بن يعقوب، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا أبو محمّد الأحوص بن المفضّل ابن غسّان، حدّثني أبي، نا أبو عمران، نا صالح، عن الوليد بن هشام، عن مالك بن عبد اللّه الخثعمي قال:

قال عثمان: من هاهنا من أهل الشام؟ قلت: أنا، قال: أبلغ معاوية: إذا غنم غنيمة فخذ خمسة أسهم، فاكتبوا على أحدها:«للّه»، ثم أقرع، فحيث ما خرج فليأخذه.

قال أبي: قلت ليحيى بن معين: إنّ صالح بن أبي الأخضر حدّث عن الوليد بن هشام عن مالك بن عبد اللّه الخثعمي قال:

قال عثمان بن عفّان: من هاهنا من أهل الشام؟ قلت: أنا، قال: أبلغ معاوية إذا غنم غنيمة: فخذ خمسة أسهم و اكتبوا على أحدها:«للّه»، ثم أقرع، فحيث ما خرج فليأخذ.

قال يحيى: لم نسمعه من مالك، الحديث مرسل.

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو نصر عبد الوهّاب بن عبد اللّه المزكي، نا الفضل بن جعفر، نا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرّحمن دحيم، نا أبي، نا الوليد، حدّثني إسماعيل، عن بشر بن عبد اللّه بن يسار، عن الوليد بن هشام، عن مالك بن عبد اللّه الخثعمي.

أنه مرّ بعثمان بن عفّان فقال له: إذا قدمت على معاوية فقل له: إذا أفاء اللّه عليك غنيمة فجزأها خمسة أجزاء، ثم أقرع منها بخمسة أسهم، و قد كتبت على سهم منها الخمس، فما خرج عليه الخمس أخذته و قسمت أربعة أخماس على أصحابك، فبلّغت ذلك معاوية، فكان يعمل به.

ص: 469

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الفضل بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو العزّ ثابت بن منصور، أنا أبو طاهر.

قالا: أنا محمّد بن الحسن الأصبهاني، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص، نا خليفة قال (1) في تسمية الصحابة، قال: و من بني عمرو بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد ابن كهلان، ثم من خثعم، و هو أفتل بن أنمار بن أراش بن عمرو بن الغوث: مالك بن عبد اللّه، روى: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«من اغبرت قدماه في سبيل اللّه»[11880].

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقا، نا محمّد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمّد قال: سمعت يحيى يقول: مالك بن عبد اللّه الخثعمي، كذا يقول أهل الشام، ليس يقول أحد غير هذا، قلت ليحيى: إن بعضهم يقول غير هذا، قال: لا، ليس أحد يقول غير هذا.

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أبو الفضل: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (2):

مالك بن عبد اللّه الخثعمي له صحبة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد ابن عبد اللّه، أنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد، أنا أبو زرعة قال في تسمية من ولي السرايا من أهل الشام: مالك بن عبد اللّه الخثعمي.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي (3) بن عمير - قراءة - قال:

سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الثالثة: مالك بن عبد اللّه الخثعمي، أمّره معاوية على الصوائف، فلسطيني.

ص: 470


1- طبقات خليفة بن خيّاط ص 195 رقم 729.
2- التاريخ الكبير للبخاري 303/7.
3- بياض بالأصل، و لعل السقط:«نا أحمد».

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين (1) بن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب قال:

و مالك بن عبد اللّه الخثعمي صاحب الصوائف.

أنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد قال:

و مالك بن عبد اللّه الخثعمي، يقال: له صحبة.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال:

مالك بن عبد اللّه الخثعمي فرّق البخاري بينه و بين الأول يعني: مالك بن عبد اللّه الخزاعي (2)،روى عنه ليث بن المتوكل، روى حديثه وكيع، فذكر الحديث الأوّل، و قال ابن مندة: هكذا قال وكيع عن ليث بن المتوكّل، و قال صدقة بن خالد و الوليد بن مسلم عن الشعبي عن المتوكّل بن الليث، و هو الصواب.

أنبأنا أبو سعد المطرز، و أبو علي الحدّاد، قالا: قال لنا أبو نعيم:

مالك بن عبد اللّه الخثعمي له صحبة، صاحب السرايا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر، و أبو نصر محمّد بن الحسن، قالا: أنا الوليد بن بكر بن مخلد، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا أبو صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (3):

مالك بن عبد اللّه الخثعمي، شامي، تابعي، ثقة.

ص: 471


1- تحرفت بالأصل إلى: الحسن.
2- ليس له ترجمة في التاريخ الكبير، و قد ورد قبل ترجمة مالك بن عبد اللّه الخثعمي، ترجمة برقم 1289 مالك بن يقظة الخزاعي والد أبي الأحوص، له صحبة (و لم يزد البخاري على هذا). و عقب ابن الأثير في أسد الغابة على قول ابن منده قال: قلت قول ابن منده «فرق البخاري بينه و بين مالك بن عبد اللّه الخزاعي، يدل على أنه ظن أنهما واحد، و نقل التفرقة عن البخاري ليبرأ من عهدته، فإن ظنهما واحدا فهو وهم، و هما اثنان لا شبهة فيه، و ابن خثعم من خزاعة، و الخثعمي أشهر من أن يشتبه بغيره، و إنما اختلفوا في صحبته لا غير.
3- تاريخ الثقات للعجلي ص 418.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، أنا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (1):

قال ابن الكلبي: فيها - يعني - سنة ست و أربعين شتّى مالك بن عبد اللّه أبو حكيم بأرض (2) الروم، و يقال: بل شتّى بها (3) مالك بن هبيرة و قال (4):سنة ثمان و خمسين فيها شتّى مالك بن عبد اللّه الخثعمي بأرض (5) الروم.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه.

قالا: أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، نا ابن بكير قال: قال الليث:

و في سنة ست و خمسين غزوة عابس بن سعيد، و مالك بن عبد اللّه الخثعمي اصطاذنة (6)،و ذلك بعد قتل عبد اللّه بن قيس، و كريب بن مشكم بأقريطية (7)،فلما قتلا جعل عابس على أهل مصر و جنادة بن أبي أمية على الشام، و مالك بن عبد اللّه على الجماعة، فشتوا بأقريطية سنة الجوع من بعد مرجعهم من اصطاذنة.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أحمد بن محمود الثقفي، أنا محمّد بن إبراهيم بن المقرئ، أنا محمّد بن جعفر المنبجي، نا عبيد اللّه بن سعد، نا عمي، نا أبي قال:

سنة ست و أربعين فيها شتّى مالك أبو حكيم بأرض الروم، ثم قال: سنة ثمان و خمسين شتّى مالك بن عبد اللّه بأرض الروم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - بقراءتي عليه - نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم بن بشر، نا محمّد بن عائذ، حدّثني الوليد، عن زيد بن ذعلبة البهراني قال:

ص: 472


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 208 (ت. العمري).
2- الأصل: أرض، و المثبت عن تاريخ خليفة.
3- بالأصل: شتاها، و المثبت عن تاريخ خليفة.
4- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 225.
5- الأصل: أرض، و المثبت عن تاريخ خليفة.
6- اصطاذنة: ناحية بالمغرب (معجم البلدان).
7- بدون إعجام بالأصل، أعجمت عن المختصر، و في معجم البلدان: أقريطش: و هي جزيرة في بحر المغرب فيها مدن و قرى (معجم البلدان).

ولي مالك بن عبد اللّه سنة سبع و خمسين، و حدّثني غير زيد: أن مالك بن عبد اللّه الخثعمي شتى بالناس بأرض الروم سنة ست و خمسين بأرض الروم.

قال الوليد: حدّثني منير بن الزبير، عن عبادة بن مكي.

أن مالكا ولي الصوائف حتى سمّاه المسلمون: مالك الصوائف.

قال: و نا الوليد بن مسلم، حدّثني ابن جابر.

أن مالك بن عبد اللّه كان يلي الصوائف حتى عرفته الروم بذلك.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا نصر بن إبراهيم - لفظا - و علي بن محمّد - قراءة - قالا: أنا أبو الحسن بن عوف، نا محمّد بن موسى بن الحسين، أنا ابن خريم، نا حميد بن زنجويه، نا أبو اليمان، نا أبو بكر، عن عطية بن قيس أن رجلا نفقت دابته، فأتى مالك بن عبد اللّه الخثعمي و بين يديه برذون من المغنم، فقال: احملني أيها الأمير على هذا البرذون، فقال: ما أستطيع حمله، فقال الرجل: إنّي لم أسألك حمله، و إنّما سألتك أن تحملني عليه، قال مالك: إنّه من المغنم، و اللّه يقول: وَ مَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمٰا غَلَّ يَوْمَ الْقِيٰامَةِ (1) فما أطيق حمله، و لكن سل جميع الجيش حظوظهم، فإن أعطوكها فحظّي لك معها.

أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي، قالت: أنا سعيد بن أحمد بن محمّد، أنا عبد اللّه بن أحمد بن محمّد الصيرفي، نا أبو العباس السرّاج، نا قتيبة، نا ابن لهيعة، عن عيّاش بن عبّاس (2) عن رجل حدّثهم.

أنهم كانوا مع مالك بن عبد اللّه الخثعمي فأصابوا قدر حديد عظيمة، فقيل له: لو جعلت هذه - أصلحك اللّه - للصناعة، قال: لا أجعلها للصناعة، و فيها حظ اليتيم و الأرملة و الأعرابي، فأحلّها الناس له، فقال: كيف بمن قد مات.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - قراءة - نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم، نا ابن عائذ قال: قال محمّد بن شعيب: نا نصر بن حبيب السلامي قال:

كتب معاوية إلى مالك بن عبد اللّه الخثعمي، و عبد اللّه بن قيس الفزاري يصطفيان له

ص: 473


1- سورة آل عمران، الآية:161.
2- هو أبو عبد الرحيم عياش بن عباس القباني الحميري، ترجمته في تهذيب الكمال 514/14.

من الخمس، فأمّا عبد اللّه فأنفذ كتابه، و أما مالك فلم ينفذه، فلمّا قدما على معاوية بدأه في الإذن، و فضّله في الجائزة، و قال له عبد اللّه: أنفذت كتابك و لم ينفذه، و بدأته في الإذن و فضّلته في الجائزة، فقال: إنّ مالكا عصاني و أطاع اللّه، و إنك عصيت اللّه و أطعتني، فلمّا دخل عليه مالك قال: ما منعك أن تنفذ كتابي؟ قال: ما كان أقبح بك و بي أن نكون في زاوية من زوايا جهنم تلعنني و ألعنك، و تلومني و ألومك، و تقول لي: هذا عملك، و أقول: هذا عملك.

قال: و نا ابن عائذ، نا إسماعيل بن عياش، عن عطية بن قيس، عن بعض من كان يلزم مالك بن عبد اللّه الخثعمي بأرض الروم قال:

أيقنته فما وجدت منه ريح طيب في شيء من أرض الروم حتى أجاز الدرب (1) قافلا، فذكرت ذلك له. قال مالك: و حفظت مني؟ قال: نعم، قال: ما كان يسوغ لي أن أتطيّب لما يهمني من أمر رعيتي حتى سلّمهم اللّه، فلمّا سلّمهم اللّه و أمنت تطيّبت.

أخبرنا أبو عبد اللّه بن أبي العلاء، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن النصر، نا معاوية، عن أبي إسحاق الفزاري، عن صفوان بن عمرو، عن سليم بن عامر قال:

قام مالك في الناس و هو على الصائفة فقال: إنا قد حدّثنا بجمع العدو، و إنّي مغذّ (2)السير إليهم حتى يحكم اللّه بيننا و بينهم، ثم أنا بعد ذلك سائر بكم سيرا رفيقا يبرأ فيه الدّبر، و تسمن فيه العجفاء (3)،و يسمن فيه الظالع (4).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - بقراءتي عليه - نا أبو محمّد التميمي (5)،أنا أبو محمّد العدل، أنا أبو القاسم الهمداني، نا أحمد بن إبراهيم، نا ابن عائذ، نا عبد الأعلى بن مسهر، عن عقبة، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني عن أبيه قال:

ص: 474


1- الدرب: بالفتح، الطريق الذي يسلك، مواضع و منها، قال ياقوت: و إذا أطلقت لفظ الدرب أردت به ما بين طرسوس و بلاد الروم لأنه مضيق كالدرب،(راجع معجم البلدان).
2- بدون إعجام بالأصل.
3- العجف: ذهاب السمن، و هو أعجف، و هي عجفاء، ج عجاف (القاموس).
4- ظلع البعير و كذا الإنسان ظلعا: غمز في مشيه و عرج و في الأساس: أدبر مطيته و أظلعها: أعرجها (راجع تاج العروس: ظلع).
5- بالأصل: ابن التميمي.

غزونا مع مالك، فحاصرنا حصنا، ففتحه اللّه، و أصيب رجل من المسلمين، فجعل الناس يهنئونه و هو يقول: يا ليت الرجل لم يقتل، و يا ليت الحصن لم يفتح [و كان صائما، لم يفطر، و أصبح صائما و الناس يعزّونه و هو يقول: يا ليت الرجل لم يقتل، و يا ليت الحصن لم يفتح] (1).

قال: و نا ابن عائذ، نا إسماعيل بن عيّاش، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن عطية بن قيس، عن مالك بن عبد اللّه أنه كان معه يغزو، فإذا هو بشجرة الفاكهة، فضرب بسوطه ثم قال:..... (2) الفاكهة، و لا تقطعوا شجرا مثمرا، فإنه لكم منفعة في غزوكم قابل.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد بن عبد اللّه (3)،أنا محمّد بن أحمد بن النّضر، نا معاوية بن عمرو (4)،عن أبي إسحاق الفزاري، عن الأوزاعي.

أن وفدا للروم قدموا على معاوية، فأمر بهم أن يدخلوا على مالك بن عبد اللّه، فدخلوا عليه، فتناول صاحبهم ساعد مالك كأنه يريد أن ينظر إلى ما بقي من قوته، فاجتذب مالك ساعده بقوته، قال: كيف تصنع إذا دخلت بلاد الروم؟ قال: أكون بمنزلة التاجر الذي يخرج فيلتمس و ليس له همّ إلاّ رأس ماله، فإذا أحرزه فما أصاب من شيء بعد فهو فضل، قال:

فقال الرومي لأصحابه بالرومية: ويل للروم من هذا و أصحابه، ما كان فيهم من يرى هذا الرأي.

قال: و كان مالك يركب بغلا بإكاف (5)،و هو أمير الجيش و يعتم على قلنسوة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا محمّد بن علي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، حدّثني أبي نا أبو اليمان الحكم بن نافع، نا أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي مريم، عن عطية بن قيس.

ص: 475


1- الزيادة بين معكوفتين استدركت عن هامش الأصل، و بعدها صح.
2- كلمة غير واضحة بالأصل.
3- أبو عمرو ابن السماك البغدادي الدقاق، ترجمته في سير أعلام النبلاء 333/15.
4- هو معاوية بن عمرو بن المهلب بن عمرو، أبو عمرو الأزدي المعني البغدادي، ترجمته في سير الأعلام 214/10 و تاريخ بغداد 197/13.
5- الاكاف: البردعة.

أن امرأة أربعين ذراعا كانت تهدي لمالك بن عبد اللّه الخثعمي الجزر و الطعام و العلف، و هو على الجيش، و تقول: هو أخي من العرب، فيقبل ذلك منها، و لا يرى به بأسا.

قال:«أربعين ذراعا» بطريق من بطارقة الروم معروف، و هو مالك بن عبد اللّه بن سنان، ولي الصوائف زمن معاوية بن أبي سفيان، و يزيد بن معاوية، و عبد الملك بن مروان، و كسر على قبره أربعون لواء.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ، نا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، نا أبو بكر بن راشد، نا أبو عمير بن النحّاس، نا ضمرة، عن علي - هو ابن أبي حملة - قال: ما ضرب الناقوس ببلد قط إلاّ و مالك بن عبد اللّه الخثعمي قد جمع ثيابه و قام يصلّي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1)،حدّثني سعيد بن أسد، نا ضمرة، عن علي بن أبي حملة قال:

ما ضرب الناقوس قط ببلد - قال: و كانوا يضربون نصف الليل - إلاّ و قد جمع مالك - يعني: ابن عبد اللّه الخثعمي - ثيابه عليه، و دخل مسجد بيته يصلّي.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو طاهر الثقفي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو الطيب المنبجي، أنا أبو الفضل الزهري، نا هارون بن معروف، نا ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة قال:

أحصي صيام مالك بن عبد اللّه الخثعمي فوجدوه ستين سنة.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (2)،نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو أحمد بن أبي مسلم، أنا عثمان بن أحمد بن السمّاك، نا إسحاق بن إبراهيم بن سنين الختّلي، نا محمّد بن إبراهيم بن العلاء الشامي، نا ضمرة بن ربيعة قال جابر بن أبي مسلمة حدّثنا عن حسّان مولى مالك بن عبد اللّه الخثعمي قال:

كان في ساقه مكتوب:«للّه»، فجعلت انظر إليه و هو يتوضأ، فقال..... (3) أي شيء تنظر؟ أما أنه لم يكتبه كاتب.

ص: 476


1- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 380/2.
2- إعجامها ناقص بالأصل.
3- كلمة غير واضحة بالأصل.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا عمران بن موسى الجزري، نا عيسى، عن ضمرة، عن رجاء، عن حسّان مولى مالك قال:

رأيت مالك بن عبد اللّه الخثعمي يتوضأ، و كان في ساقه مكتوب:«للّه»، فجعلت انظر إليه، فقال: أيش تنظر، أما إنه لم يكتبه كاتب.

أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا محمّد بن إبراهيم بن علي، أنا محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه الزهري، نا هارون بن معروف، نا ضمرة قال رجاء حدّثنا، عن حسّان مولى مالك بن عبد اللّه قال:

كان في ساقه عرق مكتوب:«للّه»، فجعلت انظر إليه و هو يتوضأ، فقال: أي شيء تنظر، أما إنه لم يكتبه كاتب.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - قراءة - نا عبد العزيز، أنا ابن أبي نصر، أنا ابن أبي العقب، أنا أحمد، نا ابن عائذ سمعت محمّد بن شعيب يحدّث.

أن مولى لمالك بن عبد اللّه دخل الحمّام معه، و أنه نظر إلى كتاب في فخذ مالك:

مالك عدّة للّه، قال: فلمّا رآني أجمح نحوه قال: ما تنظر، و اللّه ما كتبه بشر.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العباس النهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل قال: و قال غيره: يعني غير أبي مسهر:

ولي مالك بن عبد اللّه بن سنان الخثعمي الصوائف زمن معاوية، و يزيد، و عبد الملك ابن مروان، و كسر على قبره أربعون لواء (1).

7176 - مالك بن عدي

سمع أبا الدّرداء حين استفتاه، له ذكر.

قرأت على أبي عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن جعفر، عن سهل بن بشر، أنا رشأ بن نظيف، أنا أبو الحسين الكلابي، أنا أبو الحسن بن جوصا، نا العبّاس بن الوليد بن مزيد، أخبرني أبي، نا سعيد بن عبد العزيز، عن بلال بن سعد قال:

ص: 477


1- أسد الغابة 256/4.

دخل رجل الحمّام و عليه برنس، فألقاه، فجاء رجل فأخذ برنسه، فخرج إليه، فأتى به أبا الدّرداء، فقال: السارق سرق برنسي، فأقم فيه كتاب اللّه، فقال أبو الدّرداء: أيا مالك بن عدي أنا باللّه منك، قال: أ فأدعه؟ قال أبو الدّرداء: دعه.

رواه سفيان الثوري عن سعيد نحوه، و إنّما لم ير عليه أبو الدّرداء قطعا لأنه لم ير الحمام حرزا لاشتراك الناس في دخوله.

7177 - مالك بن عمارة بن عقيل

وفد على عبد الملك.

كتب إليّ أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن محمّد بن عبد الباقي العقيلي، أنا أبو الفضل أحمد بن علي بن عبد اللطيف - من أهل معرّة النعمان - و يعرف بابن زريق - بحلب - نا أبو العلاء أحمد بن عبد اللّه بن محمّد بن سلمان التنوخي المعرّي، حدّثني أبو الفرج عبد الصّمد ابن أحمد بن عبد الصّمد الضرير الحمصي، نا أحمد بن عبد اللّه النحوي، نا جماعة من أهل العلم عن مالك بن عمارة بن عقيل، قال:

كنت أجالس عبد الملك بن مروان بفناء الكعبة و هو صبي، فقال لي يوما: يا مالك، إن أنا عشت فسترى الأعناق إليّ مائلة، و الآمال نحوي سامية، فإذا كان ذلك كذلك فما عليك أن تجعلني لرجائك بابا، و لأملك سببا، فو اللّه لأملأنّ يديك مني عطية، و لأكسونّك مني نعمة.

ثم أتى على هذا دهر إلى أن أفضت الخلافة إليه، فسرت إليه من مكة و هو مقيم بدمشق، فأقمت ببابه أسبوعا لم يأذن لي، فلمّا كان في يوم الجمعة بكرت إلى المسجد حتى جلست قريبا من المنبر، فلمّا كان وقت الصلاة إذا أنا بعبد الملك قد أقبل، فصلّى ركعتين، ثم رقا المنبر، فأقبلت عليه بوجهي، فأعرض عنّي، ثم أقبلت عليه الثانية، فأعرض عنّي، ثم أقبلت عليه الثالثة فأعرض عنّي، ثم خطب خطبة أوجز فيها، ثم نزل فصلّى بالناس ثم انصرف، و إنّي لكئيب حسران لما تجشمت من بعد الشقة، فبينا أنا كذلك إذ دخل عليّ رجل من باب المسجد فقال: أين مالك بن عمارة؟ فقلت (1):ها أنا ذا، فقال: أجب أمير المؤمنين، فقمت مبادرا حتى دخلت على عبد الملك، فسلّمت، فردّ عليّ السلام، و قال:

ادن مني، فدنوت، ثم قال: ادن مني حتى تجلس معي على السرير، ثم أقبل عليّ يسألني عن خبري، و خبر مخلّفي، و عن أهل مكة، و ما كان منهم، و قال لي: يا مالك، لعله قد ساءك ما

ص: 478


1- بالأصل: فقال.

رأيت مني، فقلت: و اللّه لقد ساءني ذلك، فقال: لا يسوؤك، إنّ ذلك مقام لا يجوز فيه إلاّ ما رأيت، و هاهنا قضاء حقك.

ثم أمر فأخلي لي منزل إلى جانب قصره، و أقيم فيه جميع ما أحتاج إليه، و كنت أحضر غداءه و عشاءه (1)،فأقمت عنده ثلاثة أشهر، فتبيّن فيّ الملل، فقال: يا مالك، أراك متململا، لعلك قد اشتقت إلى أهلك؟ فقلت: و اللّه يا أمير المؤمنين لقد وعدت إليهم (2) بسرعة الأوبة، فقال: يا غلام، عليّ بعشر بدر، و عشرة أسفاط من دق (3) مصر، و عشر جواري (4)،و عشرة غلمان، و عشرة أفراس (5)،و عشرة أبغل.

فلما حضر ذلك بين يديه قال لي: يا مالك، أ رأيت هذا؟ قلت: نعم، قال: هو لك، أ تراني ملأت يديك عطية و كسوتك مني نعمة؟ فقلت: يا أمير المؤمنين، و إنّك لذاكر لذاك؟ فقال: و ما خير فيمن لا يذكر ما وعد به و ينسى ما أوعد به، و اللّه لم يكن ذلك عن شيء سمعناه و لا خبر رويناه، و لكن تخلّقت أخلاقا في الصبا، كنت لا أساري و لا أباري، و لا هتكت سترا حظره اللّه عليّ، و كنت أعرف للأدب حقّه، و أكرم العالم، فبهذه الخلال رفع اللّه درجتي، و بالصالحين من أهلي ألحقني، فإن أقمت يا مالك فبالرحب و السعة، و إن مضيت ففي حفظ اللّه و الدعة.

7178 - مالك بن عمرو السّاعدي، ثم العاملي القضاعي

شاعر، له أبيات يذكر فيها قتله لقاتل أخيه سماك بن عمرو بين ضمير (6) و دمشق؛ تقدم ذكر أبياته في ترجمة أخيه سماك.

7179 - مالك بن عوف بن سعيد - و يقال: سعد - بن ربيعة بن يربوع بن وائلة بن

7179 - مالك بن عوف بن سعيد - و يقال: سعد - بن ربيعة بن يربوع بن وائلة (7) بن

دهمان بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن أبو علي النصري (8)

كان أميرا على المشركين لما قاتلوا النبي صلّى اللّه عليه و سلم في غزوة حنين، ثم أسلم، و كان من

ص: 479


1- بالأصل: و عشاؤه.
2- كذا بالأصل: وعدت إليهم.
3- نوع من الثياب.
4- كذا بالأصل.
5- أفراس جمع فرس، للذكر و الأنثى.(القاموس).
6- ضمير قرية قرب دمشق (معجم البلدان).
7- واثلة ضبطت بالمثلثة في نسبه عند أبي، و لكنها بالمثناة التحتانية عند ابن سعد (راجع الإصابة 352/3).
8- ترجمته في سيرة ابن هشام (الفهارس)، و مغازي الواقدي (الفهارس) و أسد الغابة 266/4 و الإصابة 352/3 رقم 7673.

المؤلفة، و أعطاه مائة من الإبل، و عقد له لواء، و شهد فتح دمشق، و الدار التي تعرف بدار بني نصر داره.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال في الطبقة الرابعة:

مالك بن عوف بن سعد بن ربيعة بن يربوع بن وائلة بن دهمان بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن، و هو الذي قاد هوازن يوم حنين.

أخبرنا أبو محمّد بن الآبنوسي.

ح و أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي قال:

و من بني نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن: مالك بن عوف بن سعد بن ربيعة بن يربوع ابن وائلة بن دهمان بن نصر، و كان قائد المشركين يوم حنين.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال:

مالك بن عوف بن سعد بن ربيعة، ذكره في المؤلفة، عقد له النبي صلّى اللّه عليه و سلم لواء.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحدّاد، قالا: قال لنا أبو نعيم الحافظ:

مالك بن عوف النصري، يكنى أبا علي، كان رئيسا مقداما، و كان على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يوم هوازن، و هو رئيس المشركين يومئذ، ثم أسلم، و شهد القادسية مسلما مع سعد بن أبي وقّاص، و هو مالك بن عوف بن مالك (1) بن سعد بن ربيعة بن يربوع بن وائلة بن دهمان بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر علي بن هبة اللّه قال (2):في باب النصري: أوله نون مالك بن عوف النصري، صاحب يوم حنين.

ذكر أبو الحسين الرّازي عن شيوخه الدمشقيين.

ص: 480


1- كذا بالأصل هنا، و ليست «بن مالك» في مصادر ترجمته.
2- الاكمال لابن ماكولا 389/1-390.

أن الدار التي على شارع دار البطيخ الكبيرة التي فيها البنّا القديم يعرف بدار بني نصر، كانت كنيسة للنصارى، فنزلها مالك بن عوف النصري أول ما فتحت دمشق، و خاصم النصارى فيها إلى عمر بن عبد العزيز، فردّها عليهم، فلما ولي يزيد بن عبد الملك ردّها على بني نصر، و يقال: إنّ معاوية أقطعه إيّاه، و كان مالك بن عوف قائد المشركين يوم حنين، ثم أسلم، و يقال: مالك بن عبد اللّه بن عوف النصري.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، و أبو نصر بن الجندي، قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم القرشي، نا ابن عائذ، و أنا الوليد بن مسلم، عن عبد اللّه بن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة قال:

ثم خرج قائد الجيش و رئيس المشركين مالك بن عوف النصري، فذكر القصة في هزيمة هوازن و إتيانهم النبي صلّى اللّه عليه و سلم و إعطائه إياهم سبيهم، ثم قال: و أرسلهم إلى مالك بن عوف:«إني قد عزلت ذريته، فإن جاءني مسلما رددت إليه أهله، و له عندي مائة من الإبل»، فبلغوه، فأتى مسلما، و ذكر الحديث[11881].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (1)،أنا أبو عبد اللّه الحافظ، نا [أبو] (2) العبّاس محمّد بن يعقوب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد بن جالينوس.

قالا: نا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس، عن ابن (3) إسحاق، حدّثني أبو وجزة قال:

و قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم لوفد هوازن - و سألهم عن مالك بن عوف-: «ما فعل؟» فقالوا: هو بالطائف، فقال:«خبّروا (4) مالكا أنه إن أتاني مسلما رددت إليه أهله (5)،و أعطيته مائة من الإبل»، فأتي مالك بذلك، فخرج إليه من الطائف، و قد كان مالك خاف على نفسه من ثقيف أن يعلموا أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، قال له ما قال فيحبسوه، فأمر براحلة له، فهيّئت و أمر بفرس له

ص: 481


1- أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 198/5-199.
2- استدركت عن هامش الأصل.
3- تحرفت بالأصل إلى: أبي، و الحديث في سيرة ابن هشام 133/4 و من هذا الطريق رواه ابن كثير في البداية و النهاية(348/4).
4- في دلائل النبوة: أخبروا.
5- في دلائل النبوة: أهله و ماله.

فأتى به الطائف، ثم خرج - و قال ابن السمرقندي: فخرج - ليلا، فجلس على فرسه و ركضه، حتى أتى راحلته حيث أمر بها، فجلس عليها، ثم لحق برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فأدركه بالجعرانة (1)أو بمكة، فردّ عليه أهله و ماله، و أعطاه مائة من الإبل، فقال مالك بن عوف حين أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

ما إن رأيت و لا سمعت بمثله *** في الناس كلهم بمثل محمّد

أوفى و أعطى الجزيل إذا احتدى *** و إذا تشأ يخبرك عما في غد

و إذا الكتيبة عرّدت أبناؤها (2) *** أمّ العدى فيها بكل مهند

فكأنه ليث لدى أشباله *** وسط الهباءة خادر في مرصد

فاستعمله رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم على من أسلم من قومه، و تلك القبائل من ثمالة و سلمة (3)و فهم (4)،كان يقاتل ثقيفا، فلا يخرج لهم سرح إلاّ أغار عليه حتى يصيبه - زاد ابن السّمرقندي بإسناده: فقال: أبو محجن الثقفي (5):

هابت الأعداء جانبنا *** ثم تغزونا بنو سلمة

و أتانا مالك بهم *** ناقض للعهد و الحرمة

و أتونا في منازلنا *** و لقد كنا أولي نقمة

ثم اتفقا فقالا:- قال ابن إسحاق: و قال مالك بن عوف يذكر مسيرهم بعد إسلامه (6):

اذكر مسيرهم للناس إذا جمعوا *** و مالك فوقه الرايات تختفق

و مالك مالك ما فوقه أحد *** يومي (7) حنين عليه التاج يأتلق

حتى لقوا الباس حين الباس يقدمهم *** عليهم البيض و الأبدان و الدرق (8)

ص: 482


1- الجعرانة: ماء بين الطائف و مكة، و هي إلى مكة أقرب (معجم البلدان).
2- في دلائل النبوة للبيهقي:«أنيابها» و بهامشها عن إحدى النسخ: أبناؤها.
3- سلمة قيدها السهيلي بكسر اللام، و سلمة في قبائل قيس بالفتح، و سلمة في قبائل الأزد بالكسر، و المراد هنا من الأزد. فثمالة حي من الأزد، و فهم أيضا من دوس، و هم من الأزد.
4- كذا بالأصل و سيرة ابن هشام و المختصر، و في دلائل النبوة: و فيهم.
5- هو مالك بن حبيب بن عمرو بن عمير الثقفي، و الأبيات في سيرة ابن هشام 134/4.
6- الأبيات في سيرة ابن هشام 118/4 و نسبها لقائل في هوازن.
7- في السيرة: يوم.
8- الأبدان جمع بدن، و هي الدرع. و الدرق جمع درقة: و هي الترس من جلد بلا خشب و لا عقب.

فضاربوا الناس حتى لم يروا أحدا *** حول النبي و حتى جنّه الغسق

حتى تنزل جبريل بنصرهم *** فالقوم (1) منهزم منهم و معتنق

منا و لو غير جبريل يقاتلنا *** لمنعتنا إذن أسيافنا الفلق

و قال ابن السّمرقندي: العتق (2).

و قد وفى (3) عمر الفاروق إذ هزموا *** بطعنة بلّ منها سرجه العلق

و قد رويت هذه الأبيات لغير ذلك، و ذلك فيما قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي غالب محمّد بن أحمد بن سهل، أنا أبو الحسين ابن دينار، أنا أبو القاسم الآمدي (4):قال عتيبة بن الحارث بن مدرك بن حبيب بن وائلة بن دهمان بن نصر بن معاوية بن بكر، فارس شاعر، قال في يوم حنين و كان مع المشركين في قصيدة:

أذكر (5) مسيرهم للناس إذا جمعوا *** و مالك فوقه الرايات تختفق

و مالك مالك ما فوقه أحد *** يومي حنين عليه التاج يأتلق

في كل جأواء جمهور مسومة *** تعشى إذا هي سارت دونها الحدق

و قيس عيلان طرّا تحت رايته *** إن سار ساروا و إن لاقى بهم صدقوا

حتى لقوا الناس خير الناس يقدمهم *** عليهم البيض و الأبدان و الدرق

فضاربوا الناس حتى لم يروا أحدا *** حول النبي و حتى جنّه الغسق

ثمّ تنزّل جبريل بنصرهم *** فالقوم منهزم منهم و معتنق

منا و لو غير جبريل يقاتلنا *** لمنعتنا إذا أسيافنا العتق

وفاتنا عمر الفاروق إذ هزموا *** بطعنة بلّ منها سرجه العلق

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص.

ص: 483


1- في السيرة: ثمت نزل...... من السماء فمهزوم و معتنق
2- و هي رواية السيرة، و العتق جمع عتيق: و هو النفيس.
3- في سيرة ابن هشام:«وفاتنا» بدل «و قد وفى».
4- الأبيات في المؤتلف و المختلف للآمدي ص 155.
5- في المؤتلف و المختلف: و اذكر.

أنا رضوان بن أحمد، أنا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس بن بكر، عن ابن إسحاق قال: و قال مالك بن عوف (1):

منع الرقاد فما أغمض ساعة *** نعم بأجزاع السدير (2) مخضرم

سائل هوازن هل أضرّ عدوّها *** و أعين غارمها إذا لم يغرم

و كتيبة لبّستها بكتيبة *** فيبين منها حاسر و ملأم

و مقدم تعيا النفوس لضيقه *** قدمته و شهود قومي أعلم

فرددته و تركت إخوانا (3) له *** يردون غمرته و غمرته الدّم

فإذا انجلت غمراته أورثنني *** مجد الحياة و مجد غنم يقسم

كلفتموني ذنب آل محمّد *** و اللّه أعلم من أعقّ و أظلم

و خذلتموني إذ أقاتل في البرا *** يا و خذلتموني إذ تقاتل خثعم

فإذا بنيت المجد يهدم بعضكم *** لا يستوى بان و آخر يهدم

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر أحمد بن (4) الحسين.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا أبو بكر بن عتّاب العبدي، نا القاسم بن عبد اللّه ابن المغيرة، نا إسماعيل بن أبي أويس، نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمّه موسى بن عقبة قال:

و زعموا أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أمر رجلا أن يقدم مكة و يشتري للسبي ثياب المعقّد (5)،و لا يخرج الحر - و قال ابن الأكفاني: أحد - منهم إلاّ كاسيا و قال:«احبس أهل مالك بن عوف بمكة عند عمتهم أم عبد اللّه بن أبي أمية (6)»، فقال الوفد: يا رسول اللّه، أولئك سادتنا و أحبنا إلينا، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إنّما أريد بهم الخير»، و أرسل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إلى مالك بن

ص: 484


1- الأبيات في سيرة ابن هشام 117/4 قالها مالك بن عوف و هو يعتذر يومئذ من فراره (يعني يوم حنين).
2- في السيرة: الطريق.
3- بالأصل:«أحواله» بدلا من «إخوانا له» و المثبت عن سيرة ابن هشام.
4- رواه أبو بكر البيهقي في دلائل النبوة 191/5 و 193.
5- المعقد: ضرب من برود هجر.
6- في دلائل النبوة: أم عبد اللّه بن أمية.

عوف، و كان قد فرّ إلى (1) حصن الطائف، فقال:«إن جئتني مسلما رددت إليك أهلك، و لك عندي مائة ناقة»[11882].

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا محمّد بن يعقوب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد، قالا: أنا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، حدّثني عبد اللّه بن أبي بكير و غيره أنهم قالوا:

كان ممن أعطى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم من أصحاب المئين من المؤلفة قلوبهم: مالك بن عوف النصري مائة من الإبل (2).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو القاسم عبد الوهّاب بن أبي حيّة، نا محمّد بن شجاع، نا محمّد بن عمر الواقدي (3)،نا محمّد بن عبد اللّه، و عبد اللّه بن جعفر، و ابن أبي سبرة، و محمّد بن صالح، و أبو معشر، و ابن أبي حبيبة، و محمّد بن يحيى بن سهل، و عبد الصّمد بن محمّد السعدي، و معاذ بن محمّد، و بكير بن مسمار، و يحيى بن عبد اللّه بن أبي قتادة، فكلّ قد حدّثنا بطائفة، و غير، هؤلاء قد حدثنا ممن لم أسمّه، أهل ثقة، فكلّ قد حدّثنا بطائفة من أهل الحديث، و بعضهم أوعى له من بعض، و قد جمعت كل ما (4) حدثوني، قالوا:

لما افتتح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم مكة مشت أشراف هوازن بعضها إلى بعض، و ثقيف بعضها إلى بعض، و حشدوا و بغوا و أظهروا أن قالوا: و اللّه ما لاقى محمّد قوما يحسنون القتال، فاجمعوا أمركم، فسيروا إليه قبل أن يسير إليكم، فأجمعت (5) هوازن أمرها، و جمعها مالك بن عوف، و هو يومئذ ابن ثلاثين سنة، و كان سيّدا فيها، و كان مسبلا (6) يفعل في ماله و يحمد، فاجتمعت

ص: 485


1- بالأصل:«تولى» بدلا من «فرّ إلى» و المثبت عن دلائل النبوة.
2- سيرة ابن هشام 136/4.
3- رواه الواقدي في مغازيه 885/3 و ما بعدها.
4- بالأصل:«كلما» و المثبت عن مغازي الواقدي.
5- بالأصل: فاجتمعت.
6- المسبل: الذي يطول ثوبه و يرسله إلى الأرض إذا مشى، و إنما يفعل ذلك كبرا و اختيالا (النهاية).

هوازن كلها، و كان مالك قد قدم على ثقيف بالطائف فدعاهم إلى المسير، و أخبرهم أن قومه قد أجمعوا المسير إلى محمّد، فوجد ثقيفا إلى ذلك سراعا، فذكر الحديث في هزيمة هوازن.

قال (1):و وقف مالك بن عوف على ثنية من الثنايا معه فرسان من أصحابه، فقال: قفوا حتى يمضي ضعفاؤكم و يلتئم أخراكم، و قال: انظروا ما ذا ترون؟ قالوا: نرى قوما على خيولهم واضعين رماحهم على آذان خيولهم، قال: أولئك إخوانكم بنو سليم، و ليس عليكم منهم بأس، انظروا ما ذا ترون؟ قالوا: نرى رجالا أكفالا (2) قد وضعوا رماحهم على أكفال (3)خيولهم، قال: تلك الخزرج و ليس عليكم منهم بأس، و هم سالكون طريق إخوانكم، قال:

انظروا، ما ذا ترون؟ قالوا: نرى أقواما كأنهم الأصنام على الخيل، قال: تلك كعب بن لؤي و هم مقاتلوكم، فلمّا غشيته الخيل نزل عن فرسه مخافة أن يؤسر، ثم طفق يلوذ بالشجر حتى سلك في يسوم - جبل بأعلى نخلة فأعجزهم هاربا، و يقال: قال: ما ترون؟ قالوا: نرى رجلا بين رجلين، معلما (4) بعصابة صفراء يخبط (5) برجليه الأرض، واضعا (6) رمحه على عاتقه، قال: ذاك ابن صفية الزبير، و أيم اللّه ليزيلنكم عن مكانكم، فلما بصر بهم الزبير حمل عليهم حتى أهبطهم من الثنية، و هرب مالك بن عوف فتحصن في قصره بليّة (7)،و يقال: دخل حصن ثقيف.

و قال (8) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم للوفد - يعني وفد هوازن - حين أتوه يسألونه السبي: ما فعل مالك؟ قالوا: يا رسول اللّه هرب، فلحق بحصن الطائف مع ثقيف، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

«أخبروه أنه إن يأت مسلما رددت إليه أهله و ماله، و أعطيته مائة من الإبل»، و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أمر بحبس أهل مالك بمكة عند عمتهم أم عبد اللّه بنت أبي أمية، فقال الوفد: يا رسول اللّه، أولئك سادتنا و أحبّتنا إلينا، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إنّما أريد بهم الخير»، فوقف مال مالك [فلم يجر فيه السهم] (9) فلمّا بلغ مالك بن عوف الخبر، و ما صنع في قومه، و ما وعده

ص: 486


1- مغازي الواقدي 916/3.
2- الأكفال، واحده كفل، و الكفل من الرجال هو الرجل الذي يكون في مؤخر الحرب.
3- أكفال الخيول: جمع كفل محركة، و هو العجز.
4- بالأصل: معلم، و المثبت عن مغازي الواقدي.
5- بالأصل: بحط، و المثبت عن مغازي الواقدي.
6- بالأصل: واضع، و المثبت عن مغازي الواقدي.
7- لية: من نواحي الطائف (معجم البلدان).
8- مغازي الواقدي 54/3-955.
9- بياض بالأصل، و الزيادة استدركت عن مغازي الواقدي.

رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و إن أهله و ماله موقوفون، و قد خاف مالك ثقيفا على نفسه أن يعلموا أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال له ما قال فيحبسونه، فأمر براحلته فقدّمت له حتى وضعت بدحنا (1)،و أمر بفرس له، فأتي به ليلا، فخرج من الحصن، فجلس على فرسه ليلا، فركضه حتى أتى دحنا، [فركب على] (2) بعيره فلحق برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فتداركه قد ركب من الجعرانة، فردّ عليه أهله و ماله، و أعطاه مائة من الإبل، و أسلم فحسن إسلامه، و يقال: لحقه بمكة، و استعمله رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم على من أسلم من قومه، و من تلك القبائل حول الطائف من هوازن، و فهم، و كان قد ضوى إليه قوم مسلمون، و اعتقد لواء، فكان يقاتل بهم من كان على الشرك، و يغير بهم على ثقيف، فيقاتلهم، بهم و لا يخرج لثقيف سرح إلاّ أغار عليه، و قد رجع حتى رجع و قد سرح الناس مواشيهم، و أمنوا فيما يرون حيث انصرف عنهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فكان لا يقدر على سرح إلاّ أخذه، و لا على رجل إلاّ قتله، فكان قد بعث إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلم بالخمس مما يغير، مرة مائة بعير، و مرة ألف شاة، و لقد أغار [على] (3) سرح لأهل الطائف، فاستاق لهم ألف شاة في غداة واحدة، فقال في ذلك [أبو] (4) محجن بن حبيب بن عمرو بن عمير الثقفي:

تهاب (5) الأعداء جانبنا *** ثم تغزونا بنو سلمة

و أتانا مالك بهم *** ناقضا (6) للعهد و الحرمة

و أتونا في منازلنا *** و لقد كنا أولي نقمة

[فقال مالك بن عوف:] (7)

ما إن رأيت و لا سمعت به *** في الناس كلهم بمثل محمّد

أوفى و أعطى الجزيل إذا اجتدي *** و متى تشأ يخبرك ما بك في غد

و إذا الكتيبة عرّدت (8) أنيابها *** بالمشرفيّ (9) و ضرب كلّ مهنّد

ص: 487


1- دحنا: من مخاليف الطائف (معجم البلدان).
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن مغازي الواقدي.
3- زيادة عن مغازي الواقدي.
4- سقطت من الأصل، و استدركت عن مغازي الواقدي.
5- بالأصل: ترب، و المثبت عن مغازي الواقدي.
6- بالأصل: ناقض، و المثبت عن مغازي الواقدي.
7- الزيادة لازمة للإيضاح عن مغازي الواقدي.
8- عردت أي عرجت.
9- المشرفي أراد به السيف، و السيوف المشرفية نسبة إلى مشارف، و هي قرى من أرض العرب تدنو من الريف (هامش المغازي).

فكأنه ليث على أشباله *** وسط الهباءة خادر في مرصد

قال الواقدي: و أعطى - يعني - رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم من غنائم حنين مالك بن عوف مائة من الإبل.

أخبرنا أبو العزّ السّلمي - مناولة و إذنا، و قرأ عليّ إسناده - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا (1)،نا محمّد بن الحسن بن دريد، نا أحمد بن عيسى العكلي، عن الحرمازي، عن أبي عبيدة قال:

وفد مالك بن عوف بن سعد (2) بن ربيعة بن يربوع بن وائلة بن دهمان بن نصر بن معاوية، و هو رئيس هوازن يوم حنين بعد إسلامه إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلم فأنشده:

ما إن رأيت و لا سمعت بواحد *** في الناس كلّهم كمثل محمّد

أوفى و أعطى للجزيل (3) لمجتد *** و متى تشأ يخبرك عما في غد

و إذا الكتيبة عرّدت (4) أنيابها *** بالسمهريّ و ضرب كلّ مهند

فكأنه ليث على أشباله *** وسط الأباءة خادر في مرصد

فقال له النبي صلّى اللّه عليه و سلم خيرا، و كساه حلة.

قال القاضي: الأباءة: الغيضة، و القطعة من القصب، و الأباء: القصب، قال الشاعر (5):

يا من ترى ضربا يرعبل بعضه *** بعضا كمعمعة الأباء المحرق

و الخادر: المستكن في غيضته أو غابته و هي كالخدر له، قالت الخنساء فيما ترثي به أخاها صخرا (6):

فتى كان أحيا من فتاة حيية *** و أشجع من ليث بخفان خادر

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد

ص: 488


1- الخبر و الأبيات في الجليس الصالح الكافي للمعافى 187/4.
2- في الجليس الصالح: سعيد.
3- بالأصل: الجزيل، و المثبت عن الجليس الصالح.
4- كذا و في الجليس الصالح: حددت.
5- البيت في سيرة ابن هشام 261/3 منسوبا لكعب بن مالك، و في اللسان «رعبل» نسبة إلى ابن أبي الحقيق.
6- البيت في الأغاني 227/11 منسوبا لليلى الأخيلية في رثاء توبة.

ابن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (1) في تسمية عمّال النبي صلّى اللّه عليه و سلم: على الصدقات و على عجز هوازن: جشم، و نصر، و ثقيف، و سعد بن مالك: عوف بن مالك النّصري.

[قال ابن عساكر:] (2) كذا قال، و الصواب مالك بن عوف (3).

7180 - مالك بن عياض، المعروف بمالك الدّار، المدني

7180 - مالك بن عياض، المعروف بمالك الدّار، المدني (4)

مولى عمر بن الخطّاب، و يقال: الجبلاني (5).

سمع أبا بكر الصّدّيق، و عمر بن الخطّاب، و أبا عبيدة بن الجرّاح، و معاذ بن جبل.

و روى عنه: أبو صالح السمّان، و عبد الرّحمن بن سعيد بن يربوع، و ابناه عون بن مالك، و عبد اللّه بن مالك.

و قدم مع عمر بن الخطّاب الشام، و شهد معه فتح بيت المقدس، و خطبته بالجابية.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد ابن عبيد بن الفضل - إجازة - أنا محمّد بن الحسين بن محمّد، نا ابن أبي (6) خيثمة، نا أبي، نا محمّد بن خازم أبو معاوية الضرير، نا الأعمش، عن أبي صالح، عن مالك الدّار قال (7):

أصاب الناس قحط في زمان عمر بن الخطّاب، فجاء رجل إلى قبر النبي صلّى اللّه عليه و سلم فقال: يا رسول اللّه، استسق اللّه لأمّتك، فأتاه النبي صلّى اللّه عليه و سلم في المنام فقال: ائت عمر، فأقرئه السّلام، و قل له: إنكم مسقون، فعليك بالكيس (8)،قال: فبكى عمر، و قال: يا رب ما آلو إلاّ ما عجزت عنه.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا داود بن عمرو الضبّي، نا زهرة بن عمرو بن معبد التيمي، عن أبي حازم،

ص: 489


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 99 (ت. العمري).
2- زيادة منا للإيضاح.
3- العبارة في تاريخ خليفة: و سعد بن بكر: مالك بن عوف النصري.
4- ترجمته في الجرح و التعديل 213/7 و التاريخ الكبير 304/7 و الإصابة 484/3 رقم 8356 و طبقات ابن سعد 5/ 12.
5- بدون إعجام بالأصل، و الجبلاني نسبة إلى جبلان بطن من حمير (الأنساب).
6- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
7- الإصابة 484/3.
8- في الإصابة: الكفين.

عن عبد الرّحمن بن سعيد بن يربوع المخزومي عن مالك الدّار قال (1):

دعاني عمر بن الخطّاب يوما، فإذا عنده صرة ذهب فيها أربع مائة دينار، فقال: اذهب بهذه إلى [أبي] (2) عبيدة بن الجرّاح، فقل له: أرسل بهذه إليك أمير المؤمنين صلة لك، تعود بها على عيالك.

قال: فذهبت بها، فسلّمت، فوجدته في مسجد بيته و هو يصلّي فيه، فقلت له كما قال لي عمر، فقال: افتحها، ففتحت الصّرّة، فوضعتها، فقال: ادع لي فلانا و فلانا - ناسا من أهله - فطفق يرسلهم بها، اذهب به إلى فلان و فلان، حتى لم يبق في الصرّة شيء، ثم رجعت إلى أمير المؤمنين، و قد كان أمرني أن أرجع إليه بما يصنع فيها.

قال: فأخبرته أنه لم يبق عنده منها دينار، و وجدت عنده صرة مثلها، فقال: اذهب بها إلى معاذ بن جبل الأنصاري، فقل له مثل ما قلت لصاحبه، و انظر ما يصنع بها.

قال: فجئته، فاستأذنت عليه، فوجدته يصلّي في مسجد له في بيته، فقلت له: هذه أمر لك بها أمير المؤمنين، قال: و ما هي؟ قلت: صلة تعود بها على عيالك و أهلك، قال: حلّها وضعها مكانها، ادع لي فلانا و فلانا - كما قال صاحبه - فلم يزل يرسل منها، و يقسم حتى لم يبق في الصرة إلاّ دينارين، فقالت امرأته من وراء الستر في البيت: يا هذا - لزوجها - إنّا مساكين، فتقسم للناس و تدعنا، و اللّه ما لنا شيء، قال: فإن كان ليس لك شيء فهاك هذين الدينارين، قال: فرجعت إلى عمر فأخبرته ما رأيت، فقال له: و اللّه الذي جعلهم هكذا، و جعل بعضهم من بعض.

رواه أبو غسّان محمّد بن مطرف، عن أبي حازم، عن عبد الرّحمن بن سعيد، عن مالك نحوه إلاّ أنه قال: ثم قال للغلام: اذهب بها إلى أبي عبيدة، و هي في ترجمة معاذ.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن محمّد بن عبد الرّحمن، نا محمّد بن سعد (3)، أنا محمّد بن عمر، حدّثني عبد اللّه بن عون بن مالك الدّار، عن أبيه عن جده قال:

صاح عليّ عمر يوما و علاني بالدرّة، فقلت: أذكرك باللّه، قال: فطرحها، و قال: لقد ذكّرتني عظيما.

ص: 490


1- مختصرا في الإصابة 484/3.
2- سقطت من الأصل.
3- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 309/3 في ترجمة عمر بن الخطاب.

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنبأني أبو عبد اللّه الحافظ - إجازة - عن أبي العباس، عن الربيع، عن الشافعي أنا بعض أصحابنا عن محمّد ابن عبد اللّه بن مالك الدّار عن يحيى بن عبد اللّه بن مالك، عن أبيه أنه سأله:

أ رأيت الإبل التي كان يحمل عليها عمر الغزاة، و عثمان بعده؟ قال: أخبرني أنها إبل الجزية التي كان يبعث بها معاوية و عمرو بن العاصي، قلت: و فيمن كانت تؤخذ؟ قال: من جزية أهل الذمة، و تؤخذ من صدقات بني تغلب فرائض على وجوهها، فتبعث فيباع بها إبل جلة، فيبعث بها إلى عمر فيحمل عليها.

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا أبي علي، قالا: أنا [أبو] (1) الحسين ابن الآبنوسي، أنا أبو بكر بن بيري (2)-إجازة - أنا أبو عبد اللّه محمّد بن الحسن، نا ابن أبي خيثمة، نا الأثرم، عن أبي عبيدة قال (3):

مالك الدّار مولى عمر بن الخطّاب، ولاّه عمر وكلة (4) عيال، فلما قام عثمان ولي مالك الدّار القسم، فسمّي مالك الدّار.

قال: و سمعت مصعب بن عبد اللّه يقول:

مالك الدّار مولى عمر بن الخطّاب، روى عن أبي بكر الصّدّيق، و عمر بن الخطّاب، و قد انتسبت ولده إلى جبلان.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون، قالا: أنا محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص، نا خليفة بن خيّاط (5) قال: مالك الدّار مولى عمر بن الخطّاب.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو طاهر الباقلاني، أنا يوسف بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة و محدّثيهم: مالك الدّار مولى عمر بن الخطّاب.

ص: 491


1- سقطت من الأصل، و السند معروف.
2- بالأصل: بري، تصحيف، و السند معروف.
3- الإصابة 484/3.
4- تقرأ بالأصل:«ولاه عمل كيله عيال» و المثبت عن الإصابة.
5- طبقات خليفة بن خيّاط ص 411 رقم 2010.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنا عبد الواحد ابن محمّد، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق عن (1) إسماعيل قال: سمعت علي بن المديني يقول (2):كان مالك الدّار خازنا لعمر.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، حدّثني أبي قال:

مالك الدّار مولى عمر بن الخطّاب، و قد انتسب ولده إلى جبلان.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللّنباني (3)،أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (4) قال.

في الطبقة الأولى من أهل المدينة: مالك الدّار مولى عمر بن الخطّاب، و قد انتموا إلى جبلان، من حمير، و روى عن أبي بكر.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (5) قال.

في الطبقة الأولى من أهل المدينة: مالك الدّار مولى عمر بن الخطّاب، و قال: انتموا إلى جبلان من حمير، و روى مالك الدّار عن أبي بكر الصّدّيق، و عمر، و روى عنه أبو صالح السمّان، و كان معروفا.

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (6):

مالك بن عياض الدار أن عمر قال في قحط: يا ربّ، لا آلوا إلاّ ما عجزت عنه.

ص: 492


1- بالأصل:«بن» راجع ترجمة علي بن المديني في تهذيب الكمال 329/13 و ترجمة إسماعيل بن إسحاق القاضي في سير الأعلام 339/13.
2- الإصابة 484/3-4385 من طريق إسماعيل القاضي.
3- اضطرب إعجامها بالأصل، بتقديم الباء.
4- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
5- طبقات ابن سعد 12/5.
6- التاريخ الكبير للبخاري 304/7.

قاله علي - يعني - ابن المديني عن محمّد بن خازم، عن الأعمش (1)،عن أبي صالح عن مالك الدّار.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب - إذنا - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (2):

مالك بن عياض مولى عمر بن الخطّاب، روى عن أبي بكر الصّدّيق، و عمر بن الخطّاب، روى عنه أبو صالح السمّان، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم الزاهد، أنا أبو الفتح سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد ابن محمّد بن إياس قال: سمعت أبا عبد اللّه المقدمي يقول:

مالك الدّار خازن عمر بن الخطّاب، هو مالك بن عياض، حميري.

7181 - مالك بن قادم

7181 - مالك بن قادم (3)

ممن شهد حصار دمشق مع عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه بن عبّاس، له ذكر.

7182 - مالك بن كعب الهمداني ثم الأرحبي

7182 - مالك بن كعب الهمداني ثم الأرحبي (4)

وجهه علي بن أبي طالب إلى دومة الجندل (5) لقتال مسلم بن عقبة حين بعثه معاوية إلى أهلها حين بلغه توقفهم عن البيعة لعلي، فوصل إليها، و هزم مسلم بن عقبة، و دعا أهل دومة إلى البيعة فامتنعوا و قالوا: لا نبايع حتى يجتمع الناس على إمام، فانصرف راجعا إلى الكوفة.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد ابن إسحاق، أنا حمد - إجازة-.

ص: 493


1- قوله:«عن الأعمش» سقط من التاريخ الكبير.
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 213/7.
3- ذكره الطبري في تاريخه 441/7.
4- ترجمته في الجرح و التعديل 215/7 و تاريخ الطبري (الفهارس).
5- دومة الجندل: تقدم التعريف بها.

ح قال: و أنا ابن سلمة، أنا ابن الفأفاء.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (1) قال:

مالك بن كعب الأرحبي، روى عن (2) روى عنه،..... (3) سمعت أبي يقول ذلك.

قال المصنّف: كذا رأيته في نسختين مبيضا.

7183 - مالك بن أبي مريم الحكمي من حكم بن سعد العشيرة

7183 - مالك بن أبي مريم الحكمي (4) من حكم بن سعد العشيرة

حدّث عن عبد الرّحمن بن غنم.

روى عنه حاتم بن حريث.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد بن أحمد الفقيهان، قالا: أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد الصفّار، نا أبو إسماعيل الترمذي، نا أبو صالح معاوية بن صالح، عن حاتم بن حريث عن مالك بن أبي مريم.

أن عبد الرّحمن بن غانم (5) الأشعري وفد دمشق فاجتمع إليه عصابة منا، فذكرنا الطّلاء (6)،فمنا المرخّص فيه، و منا الكاره له، قال: فأتيته بعد ما خضنا فيه، فقال: إنّي سمعت أبا مالك الأشعري صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يحدّث عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم أنه قال:

«ليشربنّ أناس من أمّتي الخمر، يسمّونها بغير اسمها، و تضرب على رءوسهم المعازف و المغنيات، يخسف اللّه بهم الأرض، و يجعل منهم القردة و الخنازير»[11883].

أخبرنا أبو علي الحدّاد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنا أبو نعيم

ص: 494


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 215/7.
2- بياض بالأصل و الجرح و التعديل.
3- الكلام متصل بالأصل، و في الجرح و التعديل: بياض.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 406/17 و تهذيب التهذيب 360/5 و الجرح و التعديل 216/7 و التاريخ الكبير 7/ 307.
5- كذا بالأصل و المختصر هنا، و مرّ:«غنم» و هو عبد الرحمن بن غنم الأشعري الشامي، ترجمته في تهذيب الكمال 331/11.
6- الطلاء: الشراب المطبوخ من عصير العنب،(و انظر ما جاء في النهاية لابن الأثير).

أحمد بن عبد اللّه، نا سليمان بن أحمد (1)،نا بكر بن سهل، نا عبد اللّه بن صالح، حدّثني معاوية بن صالح، عن حاتم بن حريث عن مالك بن أبي مريم الحكمي.

أن عبد الرّحمن بن غنم (2) الأشعري قدم دمشق فاجتمع عليه عصابة منا، فذكرنا الطّلاء، فمنا المرخّص [فيه] (3) و منا الكاره له، فقال: إنّي سمعت أبا مالك الأشعري يحدّث عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم أنه قال:

«ليشربنّ أناس من أمّتي الخمر، يسمونها بغير اسمها، و يضرب على رءوسهم بالمعازف و القينات، يخسف اللّه بهم الأرض، و يجعل منهم القردة و الخنازير»[11884].

رواه زيد بن الحباب العكي، و عبد اللّه بن وهب، و معن بن عيسى، عن معاوية.

فأمّا حديث زيد:

فأخبرناه أبو النجم هلال بن الحسين بن محمود، أنا أبو منصور محمّد بن محمّد بن أحمد بن الحسين.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه، و أبو محمّد، و أبو الغنائم ابنا أبي عثمان.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا محمّد بن عبد اللّه ابن عبيد اللّه بن يحيى المؤدب، نا القاضي الحسين بن إسماعيل المحاملي، نا محمّد بن خلف، نا زيد بن الحباب، حدّثني معاوية بن صالح، عن حاتم بن حريث، عن مالك بن أبي مريم الحكمي قال:

كنا عند عبد الرّحمن بن غنم (4) و معنا ربيعة الجرشي، فذكروا الشراب، فقال عبد الرّحمن بن غنم: حدّثني أبو مالك الأشعري أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«ليشربن طائفة من أمّتي الخمر، يسمونها بغير اسمها، تغدو عليهم القيان، و تروح عليهم المعازف، يمسخ آخرهم قردة - أو قال: طائفة منهم قردة - أو خنازير»[11885].

و أمّا حديث ابن وهب:

ص: 495


1- رواه الطبراني في المعجم الكبير 283/3 رقم 3419.
2- بالأصل:«غانم» و المثبت عن المعجم الكبير.
3- زيادة عن المعجم الكبير.
4- بالأصل:«غانم» هنا و فيما يلي.

فأخبرناه أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد، أنا أبو بكر بن خلف، أنا الحاكم أبو عبد اللّه، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، أنا ابن وهب، أخبرني معاوية بن صالح، عن حاتم بن حريث، عن مالك بن أبي مريم، عن عبد الرّحمن بن غنم الأشعري عن أبي مالك الأشعري عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أنه قال:«ليشربنّ ناس من أمّتي الخمر، يسمونها بغير اسمها، يضرب على رءوسهم المعازف، يخسف اللّه بهم الأرض، و يجعل منهم قردة و خنازير»[11886].

و أمّا حديث معن:

فأخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني هارون بن عبد اللّه، و الحسن بن الصباح البزاز، قالا: نا معن بن عيسى، نا معاوية بن صالح، عن حاتم بن حريث، عن مالك بن أبي مريم، عن عبد الرّحمن ابن غنم قال:

سمعنا و نحن نتذاكر الطّلاء، فقال: سمعت أبا مالك الأشعري يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«ليشربنّ أناس من أمتي الخمر، يسمونه بغير اسمه، يعزف على رءوسهم بالمعازف و القينات، يخسف اللّه بهم، و يجعل منهم القردة و الخنازير»[11887].

أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت: أنا إبراهيم بن منصور - قراءة - أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا محمّد بن إسحاق هو المسيبي (1)-نا معن، عن معاوية بن صالح، عن حاتم بن حريث، عن مالك بن أبي مريم عن عبد الرّحمن بن غنم الأشعري قال:

سمعت أبا مالك الأشعري يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ليشربنّ ناس من أمّتي الخمر يسمونه بغير اسمه، يضرب على رءوسهم بالمعازف و القينات، يخسف اللّه بهم الأرض، و يجعل منهم القردة و الخنازير»[11888].

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (2):

ص: 496


1- بدون إعجام بالأصل، له ذكر في سير أعلام النبلاء 36/11 و 102.
2- التاريخ الكبير للبخاري 307/7.

مالك بن أبي مريم الحكمي يعد في أهل الشام، سمع عبد الرّحمن بن غنم (1).

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (2):

مالك بن أبي مريم الحكمي، شامي، روى عن عبد الرّحمن بن غنم (3)،روى عنه حاتم [بن حريث] (4) سمعت أبي يقول ذلك.

7184 - مالك بن مسمع بن شيبان بن شهاب بن قلع، و قلع لقب و اسمه علقمة

ابن عمرو بن عباد، و يقال: ابن عباد بن عمرو، و هو جحدر بن عمرو بن ربيعة

ابن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل

أبو غسّان الربعي (5)

من وجوه أهل البصرة.

ولد على عهد النبي صلّى اللّه عليه و سلم.

و وفد على معاوية، و ذكر مالك في أخبار عبد اللّه بن جعفر، و أخبار الجارود، و كان مالك بن مسمع سيد ربيعة في زمانه، مقدما معروفا بذلك، حليما رئيسا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: مالك بن مسمع، أبو غسّان.

قرأت في كتاب أحمد بن محمّد الدّلّوي (6) مما نقله من خطّ أبي سعيد السكري، مما حكاه عن غيره، نا حفص بن أسلم بن وردان، عن قتادة بن دعامة قال:

ص: 497


1- بالأصل: غانم، و المثبت عن التاريخ الكبير.
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 216/7.
3- بالأصل: غانم، و المثبت عن الجرح و التعديل.
4- زيادة عن الجرح و التعديل.
5- جمهرة أنساب العرب ص 320 و الإصابة 485/3 و فيها: ابن قليع بدل «قلع».
6- ترجمته في سير أعلام النبلاء 582/17.

لما وفد أهل البصرة إلى معاوية بن أبي سفيان، خرج آذنه فنظر إلى وجوه الناس، فقال للأحنف بن قيس: أدخل، فدخل، ثم أذن للمنذر بن جارود، ثم أذن لشقيق بن ثور، و في القوم مالك بن مسمع لا يأذن له، لما كان منه إلى عامله بالبصرة زياد، لفعلته به في تثبيت العطاء، فلم يزل يأذن لرجل رجل حتى أذن للجملة، فدخلوا، و فيهم مالك، فجعل الناس يسرعون و مالك يمشي على رسله، فأخذوا أمكنتهم، و أقبل مالك يمشي حتى وقف بين يدي معاوية، فقال له معاوية: أبو غسّان، قال: نعم، قال: هاهنا، فأجلسه معه على سريره، فقام رجل من بكر بن وائل، أحد بني ذهل، فقال: يا أمير المؤمنين، أ تجلس هذا معك على السرير و هو عمل بعاملك على العراق ما عمل من خروجه عليه في أمر العطاء؟ فقال أبو غسّان: و ما يمنع أمير المؤمنين أن يجلسني معه و أنت ابن عمي، فخرج الناس يومئذ و مالك سيّدهم بحلمه، و إكرام معاوية له، و معرفته بفضله.

قرأت بخط أبي الحسن عبد الرّحمن بن أحمد بن معاذ، أنا أبو العباس أحمد بن محمّد البغوي، أنا أبو الطيّب محمّد بن إسحاق بن يحيى بن الأعرابي بن الوشاء قال: قال حضين (1)بن المنذر في مالك بن مسمع (2):

حياة أبي غسّان خير لقومه *** لمن كان قد قاسى الأمور و جرّبا

و نعتب أحيانا عليه و لو مضى *** لكنّا على الباقي من الناس أعتبا

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه - فيما قرأ عليّ إسناده و ناولني إيّاه و قال: اروه عني - أنا محمّد بن الحسين بن محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا القاضي، نا محمّد بن القاسم الأنباري، حدّثني أبي، نا محمّد بن أحمد، نا عمرو بن علي بن بحر بن كثير السقا، مولى باهلة، أبو حفص، نا محمّد بن عباد المهلبي، عن أبي بكر الهذلي.

أنه قال لأبي العباس السفّاح: يا أمير المؤمنين، هل كان في بكر بن وائل بالكوفة مثل مالك بن مسمع الذي يقول له الشاعر:

إذا ما غشينا من أمير ظلامة *** دعونا أبا الأيتام يوما فعسكرا

و هل كان في قيس عيلان الكوفة مثل قتيبة بن مسلم الذي يقول له الشاعر:

ص: 498


1- بالأصل و الإصابة هنا: حصين، بالصاد، و الصواب: حضين، بالضاد المعجمة، ترجمته في المؤتلف و المختلف للآمدي ص 87.
2- البيت الأول في الإصابة 485/3.

كلّ يوم يحوي قتيبة نهبا *** و يزيد الأموال مالا جديدا

باهلي قد عصب التاج حتى *** شاب منه مفارق كنّ سودا

و يروى: كلّ يوم يجري قتيبة قهرا.

و يروى: دعونا أبا غسّان، و هو أصح.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، أنا أبي أبو يعلى.

قالا: أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد قال: قرأت على علي بن عمرو، حدّثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عيّاش في تسمية العور:

مالك بن مسمع، ذهبت عينه يوم الجفرة (1) بالبصرة.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال: و فيها - يعني - سنة ثلاث و سبعين مات مالك بن مسمع أبو غسّان (2).

قال: و نا خليفة (3) قال: فحدّثني عبد الملك (4) بن المغيرة عن أبيه قال:

شهدت دار الإمارة بواسط يوم جاء قتل يزيد بن المهلّب - يعني - في صفر سنة اثنين و مائة، و معاوية بن يزيد قاعد، فأتي بعدي بن أرطأة و ابنه محمّد بن عدي، و مالك، و عبد الملك ابني مسمع، فضرب أعناقهم.

و بلغني من وجه آخر أن مالك بن مسمع توفي سنة أربع و سبعين، و كان كسنّ عبد اللّه ابن الزبير.

ص: 499


1- الجفرة بالضم، موضع بالبصرة. و يوم الجفرة كان بين خالد بن عبد العزيز بن خالد بن أسيد و كان من قبل عبد الملك بن مروان، و بين أهل البصرة من أصحاب مصعب بن الزبير، و كان مالك بن مسمع بالبصرة من أتباع عبد الملك بن مروان، و كان الوقعة على جند أهل الشام، و هرب مالك بن مسمع إلى تاج و لحق بنجدة الحروري بعد أن فقئت عينه.
2- الخبر ليس في تاريخ خليفة الذي بيدي بتحقيق العمري.
3- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 325 (ت. العمري).
4- في تاريخ خليفة: عبد اللّه.

7185 - مالك بن المنذر بن الجارود، و اسمه بشر بن حنش بن المعلّى

7185 - مالك بن المنذر بن الجارود، و اسمه بشر بن حنش (1) بن المعلّى

ابن الحارث بن زيد بن حارثة أبو غسّان العبدي

و أمّه عمرة بنت مالك بن مسمع.

وفد على سليمان بن عبد الملك، و شهد بيعة عمر بن عبد العزيز.

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، عن الحسن بن أحمد بن عبد الواحد السّلمي، أنا المسدّد بن علي بن عبد اللّه، أنا أبي، نا عبد الصّمد بن سعيد القاضي، نا عبد السّلام بن العبّاس بن الزبير، نا عمرو بن عثمان، نا الحوطي، نا زيد بن عبد القاهر، عن من حدّثه عن عمر بن عبد العزيز.

كتب إلى مالك بن المنذر: أما بعد، فإن هذا الصليب علامة من علامة أهل الشرك، لا يرون أنه يقوم لهم أمر إلاّ به، و قد كانوا يظهرون منه أمرا كرهته و رأيت غيره، فلا تدعن صليبا ظاهرا إلاّ أمرت به أن يكسر إن شاء اللّه، فافعل ذلك فيما كان بأرضك من صلب أهل الشرك.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، و أبو العز ثابت بن منصور، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد ابن المبارك: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا محمّد بن محمّد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط قال (2):

الجارود اسمه بشر (3) بن حنش (4) بن النعمان.

قال أبو عمرو: و قال ابن الكلبي: أبو المعلى هو الحارث بن زيد بن حارثة بن معاوية ابن ثعلبة بن جذيمة بن عوف بن بكر بن عوف بن أنمار بن عمرو بن وديعة بن بكر (5) بن أفصى بن عبد القيس، أمه درمكة بنت رويم من بني شيبان بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي [بن] بكر بن وائل، ثم من بني هند؛ يعرفون ببني هند، و هي هند بنت ذهل من بني تغلب بن وائل، يكنى أبا غسّان، قتل بعقبة الطين من ناحية فارس سنة إحدى و عشرين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال:

ص: 500


1- بالأصل: خشن، و المثبت عن المختصر.
2- طبقات خليفة بن خيّاط ص 117 رقم 427.
3- في طبقات خليفة: بشر بن عمرو بن حنش.
4- بالأصل: خشن، و المثبت عن طبقات خليفة.
5- في طبقات خليفة: لكيز.

مالك بن المنذر بن الجارود أبو غسّان.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (1):

و كان على شرطة البصرة - يعني - للقسري (2):مالك بن المنذر بن الجارود العبدي، ثم عزله و ولى بلال بن أبي بردة بن أبي موسى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، أنا عبيد اللّه السكري، نا زكريا المنقري، نا الأصمعي، نا سلمة ابن بلال، عن مجالد قال:

ثم ولي العراق خالد بن عبد اللّه القسري، فكان على شرطته بواسط عمرو بن عبد الأعلى الحكمي، و استعمل على البصرة مالك بن المنذر بن الجارود العبدي ثم عزله، و استعمل بعده مسمع بن مالك بن المنذر بن الجارود.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عبد الوهّاب بن علي بن عبد الوهّاب، أنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز قال: قرئ على أحمد بن جعفر بن محمّد بن سلم، أنا أبو خليفة الفضل بن الحباب، نا محمّد بن سلاّم (3) قال:

فلمّا قدم - يعني: خالد بن عبد اللّه القسري - العراق أميرا، أمّر على شرطه مالك بن المنذر، و كان عبد الأعلى بن عبد اللّه بن عبد اللّه بن عامر بن كريز يدّعي على مالك قرية (4)فأبطلها خالد،[و حفر النهر] (5) و الذي سمّاه المبارك، فانتقض عليه، فقال الفرزدق:

و أهلكت (6) مال اللّه في غير كنهه (7) *** على نهرك المشئوم غير المبارك

أ تضرب أقواما براء ظهورهم *** و تترك حق اللّه في ظهر مالك

ص: 501


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 351.
2- يعني خالد بن عبد اللّه القسري، والي البصرة من قبل هشام بن عبد الملك.
3- الخبر في طبقات فحول الشعراء ص 116 و معجم البلدان في مادة «المبارك» و الأغاني 313/21.
4- كذا بالأصل و معجم البلدان و الأغاني، و في طبقات فحول الشعراء:«فدية» و في المختصر: فرية.
5- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن الأغاني.
6- بالأصل:«و أهلك» و المثبت عن معجم البلدان.
7- في المصادر: حقه.

أ إنفاق مال اللّه في غير كنهه *** و منعا لحقّ المرملات الضرائك (1)

فكتب خالد إلى مالك بن المنذر: أن احبس الفرزدق، فإنه هجا نهر أمير المؤمنين، فأرسل مالك إلى أيوب بن عيسى فقال: ائتني بالفرزدق، فلم يزل يعمل فيه حتى أخذه، فطلب إليهم الفرزدق أن يمروا به على بني حنيفة.

فلما قيل لمالك: هذا الفرزدق انتفخ و ربا فلما أدخل عليه قال:

أقول لنفسي حين غصّت بريقها *** ألا ليت شعري ما لها عند مالك؟

لها عنده أن يرجع اللّه روحها *** إليها و تنجو من عظام المهالك

و أنت ابن حبّاري ربيعة أدركا *** بك الشمس و الخضراء ذات الحبائك (2)

فسكن مالك، و أمر به إلى السجن، فقال يهجو أيوب بن عيسى الضبّي (3):

مددت له بالرحم بيني و بينه *** فألفيته مني بعيدا أواصره

و قلت: امرؤ من آل ضبة فانتمى *** إلى غيرهم جلد استه و مناخره

فلو كنت ضبّيا (4) عرفت قرابتي *** و لكنّ زنجيّا غليظا مشافره

فسوف يرى الزنجيّ (5) ما اكتدحت له *** يداه إذا ما الشعر عيّت نوافره

ثم مدح خالدا و مالكا و هو محبوس مديحا كثيرا، فأنشدني له يونس في كلمة طويلة (6):

يا مال (7) هل هو مهلك ما لم أقل *** و ليعرفن من القصائد قيلي

يا مال هل لك في كبير قد أتت *** تسعون فوق يديه غير قليل

فتجرّ ناصيتي و تفرج كربتي *** عني و تطلق لي يداك كبولي

و لقد نمت بك المعالي ذروة *** رفعت بناءك في أشمّ طويل

و الخيل تعلم في جديلة أنّها *** تردى بكل سميدع بهلول

إنّ ابن جبّاري ربيعة مالكا *** للّه سيف صنيعه مسلول

و كاتب أم مالك بنت مالك بن مسمع فقال (8):

قرم بين أولاد المعلّى *** و أولاد المسامعة الكرام

ص: 502


1- الضرائك: جمع ضريكة، و هي الفقيرة.
2- الحبائك: جمع حبيكة: و هي مسير النجم.
3- من أبيات في الأغاني 332/21.
4- الأغاني: قيسيا إذا ما حبستني.
5- الأغاني: النوبي.
6- الأبيات في الأغاني 333/21.
7- يا مال: مرخم مالك.
8- البيتان في الأغاني 333/21.

تخمّط في ربيعة بين بكر *** و عبد القيس في الحسب اللّهام

فلما لم ينفعه مديحه خالدا و مالكا قال يمدح هشام بن عبد الملك و يعتذر إليه (1):

ألكني إلى راعي البرية و الذي *** له العدل في الأرض العريضة نوّرا

فإن تنكروا شعري إذا خرجت له *** بوادر لو ترمى بها لتفقّرا

ثبير (2) و لو مسّت حراء لحركت *** به الراسيات الصمّ حتى تكوّرا (3)

إذا قال غاو من معدّ قصيدة *** بها حرب كانت وبالا مدمرا (4)

لئن صبرت نفسي لقد أمرت به *** و خير عباد اللّه من كان أصبرا

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطّار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، أنا عبيد اللّه السكري، نا زكريا بن المنقري، نا الأصمعي، نا أبو عاصم النبيل قال:

صلى مالك بن المنذر بن الجارود و كان على أحداث البصرة في ثوب رقيق، فقال له عثمان البتّي: لا تصلّ في ثوب رقيق، فلما ولّى من عنده أرسل إليه فضربه عشرين سوطا، فقال له البتّي: علام تضربني؟ فقال: إنك تأمر الناس بترك - يعني - الصلاة.

ذكر أبو علي الحسين بن القاسم الكوكبي، نا أحمد بن عبيد الحرمازي (5) قال: قال عبد اللّه بن الأعور بن قراد (6) يمدح مالك بن المنذر بن الجارود (7):

يا مالك بن المنذر بن الجارود *** أنت الجواد بن الجواد المحمود

سرادق المجد عليك ممدود

و قال أيضا:

أنت لها منذر من بين البشر *** داهية الدّهر و صمّاء الغير

أنت لها إذ عجزت عنها مضر

ص: 503


1- الأبيات في الأغاني 333/21-334.
2- ثبير و حراء: جبلان معروفان (راجع معجم البلدان).
3- تكور: تهدم.
4- بالأصل:«كانت علي تزويرا» و المثبت عن الأغاني.
5- بالأصل: الحرماني، و المثبت عن المختصر.
6- ترجمته في المؤتلف و المختلف ص 170، و يقال له: الكذاب الحرمازي.
7- الرجز في الشعر و الشعراء قالها الكذاب الحرمازي يمدح حكم بن المنذر بن الجارود.

فقال له: حكمك يا أبا سعيد مشتطا. قال: مائة. قال: اغد يا غلام فوفّه إياها بالمربد، قال: قل له جعلني فداك يجعلها بيضاء، قال: قد خبّرتك. و إنما طلبت الدراهم، لك مائة و مائة و مائة حتى بلغ ألفا. فلامه قومه، و قالوا له: حكّمك سيد العرب فاحتكمت مائة درهم، فقال: و اللّه ما ألقاني في ذلك إلاّ سوء عادتكم، أمدح أحدكم فيعطيني الجدي و الفطيمة.

7186 - مالك بن مهران أبو بشر

7186 - مالك بن مهران أبو بشر (1)

من أهل دمشق.

روى عن إبراهيم بن أبي عبلة.

روى عنه: علي بن حجر المروزي، و الوليد بن مسلم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا سهل بن بشر، أنا أبو الحسن علي بن منير بن أحمد ابن منير الخلاّل، أنا أبو الحسن محمّد بن عبد اللّه بن زكريا، نا أحمد بن شعيب في سننه أنا علي بن حجر، أنا مالك بن مهران الدمشقي، عن إبراهيم بن أبي عبلة عن رجل قال:

قلنا لواثلة (2):حدّثنا حديثا ليس فيه زيادة و لا نقصان، فغضب و قال: إنّ أحدكم ليعلّق الصحف في بيته ينظر فيه طرفي النهار و لا يحفظ السورة.

قال: ثم أقبل على القوم يحدّثهم، قال: فقلت له: حدّثنا، عافاك اللّه، قال: كنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في غزوة تبوك، فأقبل نفر من بني سليم فقالوا: يا رسول اللّه، إنّ صاحبنا قد أوجب، قال:«فلتعتق رقبة، فإنّ بكلّ عضو عضوا من النار» (3)[11889].

الرجل الذي لم يسمّه هو الغريف (4) بن عيّاش، سمّاه ابن المبارك و غيره عن ابن أبي عبلة.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد، قال (5):

ص: 504


1- ترجمته في تهذيب الكمال 409/17 و تهذيب التهذيب 361/5 و الأسامي و الكنى 303/2 رقم 839.
2- بالأصل:«وائلة» و الصواب ما أثبت، و هو واثلة بن الأسقع، صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم.
3- رواه أبو داود في سننه(23) كتاب العتق،13 باب: في ثواب العتق، رقم 3964. و الحديث في تهذيب الكمال 11/15 في ترجمة الغراف بن عياش بن فيروز الديلمي.
4- بالأصل: العريف، و الصواب: الغريف، بالغين المعجمة، راجع الحاشية السابقة.
5- الأسامي و الكنى 303/2 رقم 839.

أبو بشر مالك بن مهران الدمشقي عن أبي إسماعيل إبراهيم بن أبي عبلة، روى عنه أبو العباس الوليد بن مسلم، و علي بن حجر.

7187 - مالك بن ناعمة أبو ناعمة الصّدفي المصري

7187 - مالك بن ناعمة أبو ناعمة الصّدفي المصري (1)

شهد الفتح بالشام، ثم شهد فتح مصر، له ذكر.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (2):

مالك بن ناعمة، أبو ناعمة الصدفي المصري (3)،لقي عمرو بن العاص، و روى عنه عبد اللّه بن عمرو بن العاص، سمعت أبي يقول ذلك.

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العبّاس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن، ثم أخبرني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال:

قال لنا أبو سعيد بن يونس:

مالك بن ناعمة الصدفي، يكنى أبا ناعمة، من ولد عبدان بن صهابة بن حوار بن الصّدف، شهد فتح مصر، من أصحاب عمر بن الخطّاب، و هو صاحب الفرس الذي يقال له: أشقر صدف، السابق المذكور.

ذكر عيسى بن لهيعة بن عقبة الحضرمي، أنا ابن عفير عن أشياخ مصر.

أن (4) مالك بن ناعمة قدم (5) من اليمن بأمه - يعني أمّ الأشقر - فكان يعقر عليها الوحش في طريقه، فإذا نزل الناس حلّ عنها، و مرّحها في عشب الأودية حتى رحل، فبينا هو ذات يوم قاعد في أصحابه إذ قيل له: أدرك فرسك، فنظر، فإذا بفحل قد خرج إليها من ذلك

ص: 505


1- ترجمته في الجرح و التعديل 217/7 و فتوح مصر و أخبارها لابن عبد الحكم (الفهارس).
2- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 217/7.
3- قوله:«أبو ناعمة الصدفي المصري» ليس في الجرح و التعديل و ليس فيه إلاّ: الصدفي.
4- بالأصل: ابن.
5- بالأصل:«مد» و المثبت عن المختصر.

الوادي، طويل أهلب، لم ير مثله، أوثق خلقا، فنزاها، و بادر ليطرده عنها، و كره عقاقها (1)و هو في سفر، فلم يلحقه حتى نزل عنها، و قد اشتملت على الأشقر.

و قدم ابن ناعمة على الناس بالشام، فأقام معهم في محاربة الروم حتى وضعت فرسه الأشقر في يوم هزيمتهم، و هو في الطلب، فلم يزل يركض مع أمه يومه، ما تفوته حتى منعه الليل من الطلب، ثم دخل ابن ناعمة مصر، فسبق الناس به - و زاد: فكانوا يظنون أن أباه شيطان.

7188 - مالك بن نافرة - و يقال: ابن ناشرة - الجذامي، ختن فروة بن نفاثة الجذامي

كان بمعان (2) من أرض البلقاء.

و سمع عثمان، و معاوية، و قدم عليه.

حكى عنه الزهري، و أظنه لم يلقه.

حدّثنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد الأزهري، أنا محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا محمّد بن أحمد بن الحسن، نا محمّد بن يحيى، نا أبو الأصبغ عبد العزيز بن يحيى الحرّاني، أنا محمّد - يعني - ابن سلمة، عن محمّد بن إسحاق، عن الزهري، عن مالك ابن النافرة، و كان رجلا من جذام، يسكن معان و ما يليها، قال:

كنت جالسا مع امرأتي، فدخل عليّ ابن عمّ لي، و في يده سواك يستنّ به، فأخذه، فوضعه، فأخذته فاستنيت به، فعرفت أنهما لم يصنعا ذلك إلاّ لميعاد بينهما، فقلت لها:

جهزيني، فإنّي أريد أن أنطلق إلى كذا و كذا، فقامت مسرعة، فجهّزتني، ثم أحقبت بعيري، و تقلّدت سيفي، ثم ركبت حتى أتيت واديا، فأنخت فيه، ثم كمنت، حتى إذا كان الليل و اختلط الظلام عقلت بعيري و تقلّدت سيفي ثم أقبلت.

قال: و في ظهر بيتي كوة ضخمة يدخل منها الرجل، فقمت تحت الكوة، فإذا في البيت سراج يزهر، و إذا هو جالس معها يحدّثها، فتمالكت حتى تدخل بنية لي منها قد تحركت، فقال: اخرجي بنتك عنا، فأبت أن تخرج و لاذت بأمها و لزمتها، فنترها نترة وقعت على بطنها، فلم أملك نفسي أن وثبت فتسوّرت من الكوة، ثم دخلت عليه فضربته حتى هدأ، ثم ملت عليها فضربتها حتى هدأت.

ص: 506


1- عقاقها: حملها.
2- معان: مدينة في طرف بادية الشام تلقاء الحجاز من نواحي البلقاء (معجم البلدان).

فرفع أمره إلى عثمان، فقال لطلبة الدم: تحلفون باللّه خمسين يمينا، أنّ الأمر ليس كما ذكر، و نسلّمه إليكم برمّته، فإن أبيتم حلف خمسين يمينا و أدّى إليكم الدية.

قال: و حدّثني هذا الحديث عاصم بن عمر بن قتادة، و ذكر أن عثمان أبطله.

قال: و نا محمّد بن يحيى، نا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، نا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب:

حدّثني رهط من علمائنا أنّ رجلا من جذام يقال له ابن ناشرة كانت تحته بنت فروة بن نفاثة الجذامي، و كان يدخل عليها رجل من قومه بغير إذن و يؤذيه فيها، فركب ابن ناشرة إلى معاوية، و هو أمير الشام، فاستعداه على ذلك الرجل، فدعا معاوية ذلك الرجل، فنهاه، و تقدم إليه و أوعده، فلبثوا ما شاء اللّه أن يلبثوا، ثم زعم ابن ناشرة أنه وجده مع امرأته يزني، فضربهما بالسيف، فقطع رأس المرأة و عضل (1) الرجل، فوثب الرجل، فأدركه ابن ناشرة عند رأس السلم قبل أن ينزل، فعلاه بالسيف حتى قتله، ثم ركب ابن ناشرة إلى معاوية، فأخبره فقال معاوية: إنّي لست أغني عنك شيئا، و لكن الحق بأمير المؤمنين عثمان،..... (2) لك شهادتي، فلحق ابن ناشرة بعثمان، فأخبره خبره، و قدم على عثمان أولياء المرأة و أولياء الرجل، فقضى أمير المؤمنين عثمان بينهم أن يحلف أولياء المرأة و أولياء الرجل خمسين يمينا قسامة الدم باللّه الذي لا إله إلاّ هو إنهما لبريئان مما قال لهما ابن ناشرة و ما وجدهما على ما قال، فإن حلفوا اقتادوا (3) ابن ناشرة، و إن نكلوا فعلى ابن ناشرة ديتهما.

7189 - مالك بن الوليد المزّي

7189 - مالك بن الوليد المزّي (4)

من أصحاب الضحّاك بدمشق، له ذكر.

أنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (5):

ص: 507


1- عضل عليه: ضيّق، و عضل به الأمر: اشتد.
2- غير واضحة بالأصل.
3- أقاد القاتل بالقتيل: قتله به.
4- في المختصر: المري.
5- الخبر ليس في تاريخ خليفة المطبوع الذي بيدي بتحقيق العمري، و لا ذكر فيه لمالك بن الوليد المزي أو لثور بن معن.

و في سنة أربع و ستين وقعة مرج [راهط] بالشام. قال أبو الحسن - يعني - المدائني: قتل الضحّاك بن قيس، و قتل من فرسان قيس: ثور بن معن، و مالك بن الوليد المزّي.

7190 - مالك بن الوليد

من أصحاب يزيد بن الوليد الذين قاموا بأمره حين غلب على دمشق، له ذكر يأتي إن شاء اللّه تعالى.

7191 - مالك بن هبيرة بن خالد بن مسلم بن الحارث بن المخصف

ابن حاج و اسمه مالك بن الحارث بن بكر بن ثعلبة بن عقبة بن السّكون

أبو سعيد - و يقال: أبو سليمان - السّكوني (1)

له صحبة.

و روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم حديثا.

و ولاّه معاوية حمص، و غزا الروم.

روى عنه أبو الخير مرثد بن عبد اللّه اليزني، و قيل: الحارث بن مالك، و شرحبيل بن شفعة (2)،و أبو الأزهر المغيرة بن فروة (3).

و كانت له بدمشق دار عند الباب الشرقي، و كان بدمشق حين قتل حجر بن عدي، و كان مع مروان بن الحكم بالجابية حين بويع بالخلافة، و شهد معه المرج، و كان على الرجالة.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، قالا:

أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي،

ص: 508


1- ترجمته في أسد الغابة 278/4 و تهذيب الكمال 410/17 و تهذيب التهذيب 362/5 و الإصابة 357/3 رقم 7697 و الجرح و التعديل 217/7.
2- بدون إعجام بالأصل، و هو شرحبيل بن شفعة الرحبي العنسي أبو يزيد الشامي، ترجمته في تهذيب الكمال 8/ 310.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 317/18.

أنا عبد اللّه بن محمّد، قالا: نا داود بن عمرو الضبّي، نا أبو شهاب - زاد أبو يعلى: الحناط - عن محمّد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد اللّه، عن مالك بن هبيرة.

أنه كان إذا اتّبع - و قال ابن حمدان: تبع - جنازة و استقلّ أهلها جزّأهم ثلاثة أجزاء: ثلاثة صفوف، ثم صلّى عليها، و أخبرهم - و قال ابن حمدان: أخبر - أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«ما صلّى على ميّت ثلاثة صفوف إلاّ وجبت»[11890].

هكذا رواه حمّاد بن زيد، و جرير بن حازم، و محمّد بن أبي عدي البصري، و عبد اللّه ابن المبارك، و يونس بن بكير، و يزيد بن هارون، عن ابن إسحاق.

و خالفهم يعقوب بن إبراهيم بن سعد فرواه عن أبيه عن ابن إسحاق، و زاد في إسناده الحارث بن مالك بين أبي الخير، و مالك بن هبيرة، و وقف الحديث.

فأمّا حديث حمّاد بن زيد:

فأخبرناه أبو غالب بن البنّا، أنا أبو يعلى محمّد بن الحسين بن الفرّاء، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن علي المقرئ، أنا أبو حامد محمّد بن هارون الحضرمي، نا إسحاق بن أبي إسرائيل، نا حمّاد بن زيد، عن محمّد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عبد اللّه اليزني عن مالك بن هبيرة قال: و كانت له صحبة، ذكر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ما من مسلم يموت فيصلّي عليه ثلاثة صفوف من المسلمين إلاّ أوجب»، فكان مالك إذا استقلّ الجنازة جزأهم ثلاثة صفوف[11891].

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، أنا إسحاق بن إبراهيم المروزي، و ليث بن حمّاد الصفّار، قالا: نا حمّاد ابن زيد، عن محمّد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد اللّه اليزني، عن مالك بن هبيرة و كانت له صحبة، ذكر النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«ما من مسلم يموت فيصلّي عليه ثلاثة صفوف إلاّ أوجب»، فكان مالك بن هبيرة إذا استقل أهل الجنازة جزأهم ثلاثة صفوف[11892].

الحديث.

و اللفظ لإسحاق (1)،و كان في الأصل عمر بن إسحاق، و هو وهم، و صوابه محمّد بن إسحاق.

ص: 509


1- يعني إسحاق بن أبي إسرائيل.

و قد رواه محمّد بن عبيد بن حساب، عن حمّاد بن زيد، عن محمّد بن إسحاق.

و أمّا حديث جرير بن حازم:

فأخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي - و أنا أبو رجاء يحيى بن عبد اللّه بن أبي رجاء، و ابنا أخيه أبو نهشل عباد و أبو الفتوح محمّد ابنا محمّد بن عبد اللّه بن أبي الرجاء، قالوا: أنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن علي بن أبي الرجاء - إملاء - قال محمّد و أنا حاضر قالا: أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا محمّد بن الحسين بن الحسن، أنا أحمد بن الأزهر، نا وهب بن جرير بن حازم، نا أبي قال: سمعت محمّد بن إسحاق يحدّث عن يزيد ابن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد اللّه، عن مالك بن هبيرة قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ما صلّى ثلاثة صفوف من المسلمين على رجل - زاد شجاع:

مسلم - فيستغفرون له إلاّ أوجب»، فكان مالك إذا صلّى على جنازة - زاد ابن شجاع: فتقالّ أهلها (1) و قالا:- صفّهم صفوفا ثلاثة، ثم صلّى عليها[11893].

و أمّا حديث ابن أبي عدي:

فأخبرناه أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرّازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا عمرو بن علي، نا محمّد بن أبي عدي، عن محمّد بن إسحاق، حدّثني يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد اللّه، عن مالك بن هبيرة و كانت له صحبة، و كان إذا أتى بالجنازة ليصلّي عليها فذكر محمّد بن إسحاق شيئا معناه: فيفرّق أهلها حوائجهم ثلاثة صفوف، ثم يصلّي عليها و يقول: إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«ما صفّ صفوف ثلاثة من المسلمين على جنازة إلاّ أوجبت»[11894].

[قال ابن عساكر:] (2) صوابه: فتقالّ أهلها، جزّأهم.

و أمّا حديث ابن المبارك و يونس:

فأخبرناه أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي، أنا أبو عامر محمود بن القاسم الأزدي، و أبو نصر عبد العزيز محمّد الترياقي، و أبو بكر أحمد بن عبد الصّمد التاجر، قالوا: أنا عبد الجبّار بن محمّد بن عبد اللّه، أنا أبو العباس محمّد بن أحمد بن محبوب، نا

ص: 510


1- أي رآهم قليلا.
2- زيادة منا للإيضاح.

أبو عيسى الترمذي (1)،نا أبو كريب، نا عبد اللّه بن المبارك، و يونس بن بكير، عن محمّد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد اللّه اليزني قال: كان مالك بن هبيرة إذا صلّى على الجنازة فتقالّ الناس عليها جزأهم ثلاثة أجزاء، ثم قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«من صلّى عليه ثلاثة صفوف فقد أوجب»[11895].

قال أبو عيسى: هكذا رواه غير واحد عن محمّد بن إسحاق، و روى إبراهيم بن سعد عن محمّد بن إسحاق هذا الحديث، و أدخل بين مرثد و مالك بن هبيرة رجلا (2).

[قال ابن عساكر:] (3) و رواية هؤلاء أصح عندنا.

و أمّا حديث يزيد بن هارون:

فأخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أنا أبو العباس محمّد بن أحمد المحبوبي - بمرو - نا سعيد بن مسعود، نا يزيد بن هارون، أنا محمّد بن إسحاق.

ح قال: و أنا أبو طاهر الفقيه، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين القطّان، نا أبو الأزهر، نا وهب بن جرير، نا أبي قال: سمعت محمّد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد اللّه، عن مالك بن هبيرة قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ما صلّى ثلاثة صفوف من المسلمين على رجل مسلم يستغفرون له إلاّ أوجب»، فكان مالك إذا صلّى على جنازة يعني فتقالّ أهلها صفّهم صفوفا ثلاثة، ثم يصلّي عليها[11896].

رواه أحمد، عن يزيد بن هارون، فأدخل بينه و بين ابن إسحاق حمّاد بن زيد.

أخبرناه أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن عبد الواحد، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (4)،حدّثني يزيد بن هارون، أنا حمّاد بن زيد، عن محمّد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد اللّه اليزني، عن مالك ابن هبيرة قال:

ص: 511


1- أخرجه الترمذي في كتاب الجنائز، باب ما جاء في الصلاة على الجنازة و الشفاعة للميت رقم 1028 و عن الترمذي في أسد الغابة 278/4.
2- هو الحارث بن مالك بن مخلد الأنصاري، كما في أسد الغابة.
3- زيادة منا للإيضاح.
4- رواه أحمد بن حنبل في المسند 612/5 رقم 16724 طبعة دار الفكر.

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ما من مؤمن يموت فيصلّي عليه أمّة من المسلمين يبلغوا (1) ثلاثة صفوف إلاّ غفر له»، و كان مالك بن هبيرة يتحرّى إذا قلّ أهل الجنازة أن يجعلهم ثلاثة صفوف.

و أمّا حديث يعقوب بن إبراهيم عن أبيه الذي زاد فيه الحارث، و هو الذي أشار إليه أبو عيسى (2):

فأخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع، أنا ابن مندة، أنا محمّد بن الحسين بن الحسن، نا أحمد بن الأزهر، نا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، نا أبي، عن محمّد ابن إسحاق، حدّثني يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد اللّه اليزني، عن الحارث بن مالك، عن مالك بن هبيرة السّكوني، و كانت له صحبة، و كان على حمص أميرا لمعاوية.

و كان مالك إذا أتى بجنازة فتقالّ أهلها جزّأهم صفوفا ثلاثة ثم صلّى بهم عليها، ثم قال: ما صفّت صفوف ثلاثة من المسلمين على ميت إلاّ أوجب.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ ثابت بن منصور، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا أبو الحسن محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط قال (3):

و من عفير بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد، ثم من كندة و هم ولد ثور بن عفير:

مالك بن هبيرة بن خالد بن مسلم - و في نسخة: سلم (4)-بن الحارث بن المخصّف (5) بن مالك، و هو الحاح بن الحارث بن بكر (6) بن ثعلبة بن عقبة بن السكون بن أشرس بن ثور، و هو كندة، روى: ما من مسلم صفّ عليه ثلاثة صفوف إلاّ وجبت له الجنّة، من ساكني مصر.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد

ص: 512


1- في المسند: بلغوا.
2- يعني أبو عيسى الترمذي، و قد تقدم قوله قريبا.
3- طبقات خليفة بن خيّاط ص 131-132 رقم 478.
4- الذي في طبقات خليفة المطبوع:«سلم» و فيها ص 532: سليم.
5- بالأصل هنا: المحصب، و المثبت عن طبقات خليفة.
6- بالأصل هنا: بكير، و المثبت عن طبقات خليفة.

الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، نا أبو علي المدائني، نا أبو بكر بن البرقي قال:

و من كندة، و اسم كندة ثور بن مرتع بن عفير بن عمرو بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن الهميسع بن عمرو بن حريب بن زيد بن كهلان بن سبأ: مالك بن هبيرة السّكوني بن أشرس، له حديث.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (1):مالك بن هبيرة، و قال عارم: نا حمّاد عن محمّد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد اللّه اليزني، عن مالك ابن هبيرة عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«ما من نفس تموت يصلي عليه ثلاثة صفوف إلاّ أوجبت» (2)، فكان مالك إذا كان في الجنازة جزأهم ثلاثة صفوف[11897].

أخبرنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك - مشافهة - قالا: أنا أبو القاسم العبدي، أنا أبو علي (3)-إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (4):

مالك بن هبيرة البصري، له صحبة، روى عنه مرثد بن عبد اللّه اليزني، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في تسمية من نزل الشام من الصحابة من الأنصار و قبائل اليمن: مالك بن هبيرة السكوني، توفي أيام مروان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد قال:

مالك بن هبيرة بن خالد بن مسلم بن الحارث بن بكر (5) بن ثعلبة بن عقبة بن السكون،

ص: 513


1- التاريخ الكبير للبخاري 302/7 و 303.
2- بالأصل: وجب، و المثبت عن التاريخ الكبير.
3- بالأصل: يعلى، و المثبت عن سند مماثل.
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 217/7.
5- تحرفت بالأصل إلى: بكير.

كان سكن مصر، و روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم، كذا في هذه النسخة، و هي بخط من لا يعتمد عليه، و صوابه: السكون (1)،و قد أسقط من نسبه ثلاثة آباء بين الحارث و بكر.

أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمّد، أنا أبو القاسم علي بن المحسن، أنا محمّد بن المظفّر، أنا بكر بن أحمد بن حفص، نا أحمد بن محمّد بن عيسى البغدادي.

قال: في تسمية من نزل حمص من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلم: مالك بن هبيرة السكوني، أحد أمراء حمص، مات في أيام مروان بن الحكم، و قد كان معاوية ولاّه حمص في سنة ست و خمسين، و نزع في المحرم سنة سبع و خمسين.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز بن أحمد، نا المسدّد بن علي بن عبد اللّه، أنا أبي، أنا القاضي أبو القاسم عبد الصّمد بن سعيد الحمصي - صاحب تاريخ حمص - قال (2):

مالك بن هبيرة السّكوني لم يعقب، أخبرني أبو أيوب البهراني بذلك، و يروي عنه مرثد ابن عبد اللّه اليزني، و قال محمّد بن عوف: قال معاوية بن أبي سفيان: ما أصبح عندي من العرب أوثق في نفسي نصحا لجماعة المسلمين و عامتهم من مالك بن هبيرة، قال البهراني: له صحبة، و قال محمّد بن عوف: ما أعلم له صحبة (3)،كان معاوية ولاّه حمص سنة ست و خمسين، و نزع في المحرم سنة سبع و خمسين، و مات في أيام مروان بن الحكم.

كتب إليّ أبو زكريا بن مندة، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:

مالك بن هبيرة السّكوني، حمصي، قد ذكر فيمن قدم مصر من أهل الشام، و ما عرفنا وقت قدومه بصحة، و قد قيل: إنه قدم مع مروان بن الحكم حين قدم إلى مصر لحرب أهلها، روى عنه من أهل مصر: مرثد بن عبد اللّه اليزني.

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العبّاس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أبو سعيد بن يونس قال:

ص: 514


1- كذا بالأصل.
2- راجع الإصابة 358/3.
3- عقب ابن حجر على هذا القول بقوله: و لعله أراد صحبة مخصوصة و إلاّ فقد صرح بها في حديثه و هو في تجزئة الصفوف في الصلاة على الجنازة.

مالك بن هبيرة السكوني يكنّى أبا سعيد، يعد في أهل حمص لأنه ولي حمص لمعاوية ابن أبي سفيان، و روى عنه من أهل حمص غير واحد، و قد ذكر فيمن قدم مصر و ما عرفنا وقت قدومه، و قيل أيضا: إنه ممن حضر فتح مصر، و اللّه أعلم، و قد روى عنه من أهل مصر: مرثد بن عبد اللّه اليزني، روى عنه من أهل حمص غير واحد.

أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنا شجاع المصفى، أنا أبو عبد اللّه العبدي قال:

مالك بن هبيرة السكوني عداده في أهل مصر، له صحبة، روى عنه أبو الخير مرثد بن عبد اللّه اليزني.

أنبأنا أبو علي الحدّاد قال: قال لنا أبو نعيم الحافظ:

مالك بن هبيرة السكوني، يعد في المصريين، حديثه عند أبي الخير اليزني.

أخبرتنا فاطمة بنت أبي الفضل الأصبهانية، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود الأديب، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن المقرئ، أنا أبو الطيب محمّد بن جعفر الزراد المنبجي، نا عبيد اللّه بن سعد الأزهري قال: قال أبي:

و شتا فيها - يعني - سنة ست و أربعين مالك بن هبيرة بأرض الروم (1).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - بقراءتي - نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن عائذ، أخبرني الوليد، عن زيد بن ذعلبة البهراني.

أن معاوية بن أبي سفيان شتا في سنة سبع و أربعين مالك بن هبيرة (2) ثم غزا في سنة خمسين يزيد بن معاوية (3).

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه.

قالا: أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (4) قال: قال ابن بكير:

ص: 515


1- راجع تاريخ خليفة بن خياط ص 208 حوادث سنة 46 (ت. العمري).
2- تاريخ خليفة ص 208.
3- تاريخ خليفة ص 211.
4- الخبر ليس في كتاب المعرفة و التاريخ المطبوع.

قال الليث: و في سنة ثمان و أربعين غزوة عقبة بن نافع، و مالك بن هبيرة مشتاهم بشاموس (1).

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عثمان، نا موسى، نا خليفة قال (2):

سنة تسع و أربعين: قال ابن الكلبي: فيها شتا مالك بن هبيرة (3) بأرض الروم، و يقال:

بل شتى بها (4) فضالة بن عبيد الأنصاري.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (5)،نا علي بن عياش، نا حريز (6) بن عثمان، حدّثني شرحبيل ابن شفعة قال: كنا بأنطرطوس (7) و مالك بن هبيرة وال على الجند، و كانت فيه شدة على الجند، فاشتد بقوله، و هو على المنبر، فقال عمير بن عمي كرب اليحصبي: أيها الرجل إن كنت تريد رياضتنا فقد ذلّلت، و إن كان هذا منك حلقا، فلا صبر عليه.

قال: و نا أبو زرعة (8)،قال: و حدّثت عن ابن عياش عن أبي بكر (9) بن أبي مريم عن ثابت بن عبيد الغسّاني: أن مالك بن هبيرة توفي أيام مروان ببيت راس (10) فسمعت أبا مسهر يقول: أقام مروان تسعة أشهر، فهلك بدمشق.

7192 - مالك بن الهيثم بن عوف بن وهب بن عميرة، و يقال: عمرو بن عمير بن

هاجر بن عبد العزى بن قمير بن سلول بن كعب بن عمرو بن لحيّ بن قمعة بن

إلياس بن مضر بن نزار أبو نصر الخزاعي المروزي (11)

أحد وجوه دعاة بني العباس.

ص: 516


1- كذا بالأصل، و لم أعثر عليه.
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 209 (ت. العمري).
3- أقحم بعدها بالأصل: أرض الروم، قال خليفة سنة تسع و أربعين قال ابن الكلبي فيها شتا مالك بن هبيرة الفزاري.
4- بالأصل:«شتاها» و المثبت عن تاريخ خليفة.
5- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 595/1-596.
6- تحرفت بالأصل إلى: جرير.
7- انطرطوس: بلدة على ساحل الشام، قريبة من طرابلس.
8- تاريخ أبي زرعة 233/1.
9- تحرفت بالأصل إلى: بكير.
10- قال أبو زرعة في تاريخه 595/1 و بيت راس قرية من قرى الشام. و في معجم البلدان: بيت راس؛ قريتان الأولى في نواحي حلب، و الأخرى في بيت المقدس.
11- راجع عامود نسبه في جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص 236 له ذكر في تاريخ خليفة (الفهارس).

وفد على محمّد بن علي بن عبد اللّه بن عباس بالحميمة (1).

و روى عن إبراهيم بن محمّد الإمام.

روى عنه: أبو الحسن علي بن محمّد المدائني.

و كان المنصور حسن الرأي فيه، معظّما لقدره.

أخبرنا سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن الحسين، و أحمد بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو روق أحمد بن محمّد بن بكر الهزّاني - بالبصرة - نا ميمون بن مهدي الكاتب، عن أبي الحسن علي بن محمّد المدائني، عن مالك بن الهيثم قال:

سمعت إبراهيم بن محمّد الإمام يحدّث عن أبيه عن جده عن ابن عبّاس أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«إن الرجل لا يزال في صحة رأيه ما نصح لمستشيره، فإذا غشّ مستشيره سلبه اللّه صحة رأيه»[11898].

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو بكر أحمد بن الفضل بن محمّد، أنا [أبو] (2) عبد اللّه بن مندة، أنا أبو العباس القاسم بن القاسم بن عبد اللّه بن مهدي السّيّاري، قال: قال جدي أحمد ابن سيار في أسماء النقباء الاثني عشر من مرو: سبعة من العرب، و خمسة من الموالي، فأما السبعة من العرب فمنهم: أبو نصر مالك بن الهيثم بن عوف بن زهير بن عمير - و يقال: عمرو - ابن هاجر الخزاعي من ربع السقادم، من قطان الحخفيان (3).

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه السلمي - فيما قرأ عليّ إسناده و ناولني إيّاه و قال اروه عني - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا القاضي (4)،نا محمّد بن الحسن بن دريد، أنا عبد الأول، عن ابن أبي خالد قال:

كان خداش صاحب الخداشية يفسد قوما من أهل الدعوة برأيه، و هو رأي الخرّمية (5)، إباحة المحارم - و كان ممن رأى هذا الرأي مالك بن الهيثم، و الحريش بن سليم الأعجمي، فكان خداش يقول لهم: لا صوم، و لا صلاة، و لا حج، و يقول: إنما تأويل الصوم أن يصام

ص: 517


1- تقدم التعريف بها.
2- سقطت من الأصل.
3- كذا رسمها بالأصل:«من ربع السقادم من قطان الحنخفيان».
4- رواه المعافى بن زكريا القاضي في الجليس الصالح الكافي 293/3.
5- و هم أتباع بابك الخرّمي، و هو رجل فارسي مجوسي الأصل. راجع ما جاء عن هذه الفرقة في الفرق بين الفرق للبغدادي ص 201.

عن ذكر الإمام، و لا يباح باسمه لأحد، و الصلاة الدعاء للإمام و ذكره و طاعته، و الحجّ أن تحجوا الإمام أي يقصدونه، فإنه ليس في الحجّ إلى الكعبة درك، و لا في ترك الأكل و الشرب للصائم منفعة، و لا في الركوع و السجود طائل، فلا ينبغي أن يمنعوا مما يحبّون من طعام أو شراب أو جماع أو غير ذلك في كل حين (1) و لا جناح عليكم فيه، و يتأول لهم من القرآن قوله تعالى: لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّٰالِحٰاتِ جُنٰاحٌ فِيمٰا طَعِمُوا إِذٰا مَا اتَّقَوْا وَ آمَنُوا الآية (2)،و كان خداش نصرانيا بالكوفة، ثم أسلم و لحق بخراسان، و هو الذي يقول فيه الشاعر:

تفرّقت الظّباء على خداش *** فما يدري خداش ما يصيد

قال القاضي (3):و قد كان المنصور عند خروج من خرج عليه و نهدوا لمحاربته تمثّل هذا البيت عند إخبار بعض المخبرين له عنهم.

و أما رأي الخرّمية هذا فقد كثر المتدينون به و العاملون عليه من غير أن يعتقدوه دينا لهم، لكنهم ركبوا المجون و الخلاعة، و انقادوا لداعي نفوسهم الأمّارة بالسوء، الخدّاعة، و انهمكوا في الشهوات الخسيسة، و استثقلوا عبادة اللّه و طاعته المفضية بهم إلى المراتب النفيسة.

7193 - مالك بن يخامر ،و يقال: أخامر الألهاني السكسكي

7193 - مالك بن يخامر (4)،و يقال: أخامر الألهاني السكسكي (5)

قيل إن له صحبة.

روى عن: معاذ بن جبل، و معاوية بن أبي سفيان.

و روى عنه: معاوية بن أبي سفيان، و جبير بن نفير، و مكحول، و خالد بن معدان، و شريح بن عبيد،.

و هو من أهل حمص، و شهد خطبة معاوية بدمشق، و سمع من معاذ بالجابية.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أنا أبو

ص: 518


1- بالأصل: خير، و المثبت عن الجليس الصالح.
2- سورة المائدة، الآية:93.
3- يعني المعافى بن زكريا الجريري.
4- يخامر بتحتانية مثناة، و قد تبدل همزة بعدها خاء معجمة خفيفة و كسر الميم بعدها مهملة، كما في الإصابة.
5- ترجمته في الإصابة 358/3 رقم 7701 و تهذيب الكمال 410/17 و تهذيب التهذيب 362/5 و أسد الغابة 4/ 280 و طبقات ابن سعد 441/7 و التاريخ الكبير 304/7.

عبد اللّه الصفّار، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن إدريس، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا محمّد بن الحجّاج، نا يونس بن ميسرة بن حلبس، عن مالك بن يخامر السكسكي أن قوما دخلوا عليه يعودونه، فقالوا: إن منزلك من المدينة موضع جيد فلو رممته، قال: إنما نحن سفر قائلون نزلنا للمقيل فإذا برد النهار وهبت الريح ارتحلنا فلا أعالج منها شيئا حتى ارتحل منها.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد ابن عبدان، أنا محمّد بن سهل، نا محمّد بن إسماعيل قال (1):

قال عبد الرّحمن بن شيبة: أخبرني ابن أبي فديك، حدّثني موسى بن يعقوب، عن أبي رزين الباهلي أخبره عن مالك بن أخامر أخبره أنه سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ اللّه لا يقبل من الصقور يوم القيامة صرفا و لا عدلا»، فقلنا: و ما الصقور يا رسول اللّه؟ قال: الذي يدخل على أهله الرجال[11899].

[قال ابن عساكر:] (2) كذا قال البخاري، و وهم فيه، إنّما صاحب هذا الحديث مالك ابن أخيمر الجذامي (3).

أنبأنا به أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم الحافظ، نا علي بن محمّد بن عبد اللّه المقدمي، نا عبد اللّه بن محمّد بن سلم، نا دحيم، نا ابن أبي فديك، نا موسى بن يعقوب الزمعي (4)، عن أبي رزين الباهلي، عن مالك بن أخيمر أنه سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«إن اللّه لا يقبل يوم القيامة من الصقور صرفا و لا عدلا»، قلنا: يا رسول اللّه، و ما الصقور؟ قال:«الذي يدخل على أهله الرجال» (5)[11900].

و كذلك رواه عيسى بن مرحوم العطّار.

ص: 519


1- التاريخ الكبير للبخاري 304/7.
2- زيادة منا للإيضاح.
3- رجح ابن حبان أن أباه أخيمر و من قال فيه: أخامر فقد وهم. راجع ترجمته في الإصابة 338/3 و فيها: أخامر بالمعجمة، و يقال ابن أخيمر، بالتصغير، و يقال: بالمهملة مع التصغير. و في الإصابة و أسد الغابة:«الباهلي»، بدلا من «الجذامي».
4- رسمها بالأصل:«الدمعي» و في الإصابة:«الربعي» و الصواب ما أثبت ترجمته في تهذيب الكمال 522/18.
5- الإصابة 338/3 و أسد الغابة 233/4.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن يعلى الورّاق، نا عيسى بن مرحوم العطّار، نا محمّد بن إسماعيل بن أبي فديك، أخبرني موسى بن يعقوب الزمعي، عن أبي رزين الباهلي، عن مالك ابن أخيمر قال:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ اللّه لا يقبل من الصقور يوم القيامة صرفا و لا عدلا» قال: قلنا: يا رسول اللّه، و ما الصقور؟ قال:«الذي يدخل على أهله الرجال»[11901].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الفضل أحمد بن الحسن، و أبو منصور علي بن علي بن سكينة، قالوا: أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا ابن ثوبان، عن أبيه أنه سمع مكحولا يحدّث عن جبير بن نفير، عن مالك بن يخامر، عن معاذ بن جبل.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«عمران بيت المقدس خراب يثرب، و خراب يثرب خروج الملحمة، و خروج الملحمة فتح القسطنطينية، و فتح القسطنطينية خروج الدجّال».

ثم ضرب على فخذ الرجل الذي حدّث معاذا أو (1) على منكبه ثم قال: إن هذا لحقّ كما أنك هاهنا، أو كما أنك قاعد.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو العباس بن قبيس، أنا أبو الحسن محمّد بن عوف، أنا أبو العباس محمّد بن موسى بن الحسين بن السمسار، نا أحمد بن عمير، نا عمرو بن عثمان، نا بقية بن الوليد، حدّثني محمّد بن الوليد الزبيدي، حدّثني راشد بن سعد، عن أبي بشر، عن مالك بن يخامر السكسكي قال:

رأيت النساء حول حجرة معاذ بن جبل بالجابية يوم الأضحى يذبحن لأنفسهم و يكبّرن.

أخبرناه أبو محمّد بن الأكفاني - بقراءتي عليه - نا عبد العزيز بن أحمد - لفظا - أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن عائد، نا الوليد قال: فأما إسماعيل فإنه حدّثني عن محمّد بن الوليد الزبيدي، عن راشد بن سعد، عن مالك بن يخامر السكسكي قال: رأيت المهاجرات يذبحن أضاحيهن حول حجرة معاذ بن جبل بالجابية.

ص: 520


1- بالأصل:«و منكبه» و المثبت عن المختصر.

أخبرناه عاليا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر ابن المقرئ، نا محمّد بن الحسن بن قتيبة، نا محمّد بن أبي السري، نا محمّد بن حرب، و بقية، عن محمّد بن الوليد الزبيدي، عن راشد بن سعد، عن أبي بشر، عن مالك بن يخامر قال: رأيت النسوة حول حجرة معاذ بن جبل يذبحن ضحاياهن بينهن و يكبرن.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، و أبو العز بن منصور، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد ابن المبارك: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص، نا خليفة قال (1):

في الطبقة الأولى من أهل الشامات: مالك بن يخامر السكسكي، مات زمن عبد الملك، حمصي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا أبو محمّد يوسف بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح قال: مالك بن يخامر قال لي أبو مسهر: مات في إمارة عبد الملك، روى عنه معاذ بن جبل.

أخبرنا أبو البركات أيضا، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان، نا هاشم بن محمّد، نا الهيثم قال:

في الطبقة الأولى من أهل الشام الذين بعد [أصحاب] (2) النبي صلّى اللّه عليه و سلم فذكر فيهم: مالك ابن يخامر الألهاني.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن بن اللّنباني (3)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا.

ح و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم.

قالا: نا محمّد بن سعد (4) قال في الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام: مالك بن يخامر الألهاني - و يقال: السكسكي - من أصحاب معاذ.

ص: 521


1- طبقات خليفة بن خيّاط ص 563 رقم 2898.
2- استدركت عن هامش الأصل، و بعدها صح.
3- اضطرب إعجامها بالأصل بتقديم الباء.
4- الخبر الذي في طبقات ابن سعد الكبرى ليس برواية ابن أبي الدنيا، إنما هو برواية الحسين بن الفهم. طبقات ابن سعد 441/7.

قال ابن أبي الدنيا في روايته: و قال الهيثم بن عدي: توفي زمن عبد الملك بن مروان، و قال ابن الفهم في روايته: و كان ثقة إن شاء اللّه، و توفي في خلافة عبد الملك بن مروان.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، نا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال: في الطبقة التي تلي أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و هي العليا: مالك بن يخامر السكسكي.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا أبو الحسين الكلابي، أنا أحمد - قراءة.

قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الأولى: مالك بن يخامر السكسكي، قال أبو سعيد: حمصي.

أخبرنا أبو طالب الحسين بن محمّد في كتابه، أنا علي بن المحسن التنوخي، أنا محمّد ابن المظفّر، أنا بكر بن أحمد بن حفص، نا أحمد بن محمّد بن عيسى قال في تسمية أصحاب أبي عبيدة، و معاذ، و الذين حضروا خطبة عمر بالجابية، فمنهم: مالك بن يخامر السكسكي، من أصحاب معاذ، و بلغني أن وفاته في خلافة عبد الملك.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال: مالك بن يخامر ذكر في الصحابة، و لا يثبت.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال:

مالك بن يخامر الشامي، عن معاذ بن جبل، روى عنه معاوية بن أبي سفيان في التوحيد: إنما أمرنا لشيء.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحدّاد، قالا: قال لنا أبو نعيم الحافظ:

مالك بن يخامر ذكر في الصحابة، و لا يثبت (1)،حديثه عند صفوان بن عمرو عن

ص: 522


1- الإصابة 359/3.

عمرو بن مالك بن يخامر، عن أبيه أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«الدّين شين (1) الدّين»[11902].

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر، نا ابن أبي خيثمة، أخبرني أبو محمّد صاحب لي من بني تميم ثقة، قال: قال أبو مسهر: و كان أصحاب معاذ أكبرهم: مالك بن يخامر السكسكي، و كان رأس القوم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن بن محمّد، قالا: أنا الوليد (2) بن بكر، أنا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (3):مالك ابن يخامر، شامي، تابعي، ثقة.

قرأت على أبي القاسم بن عبدان، عن أبي عبد اللّه محمّد بن علي، أنا رشأ بن نظيف، أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد، أنا محمّد بن محمّد بن داود، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد قال:

مالك بن يخامر من أصحاب معاذ، سمع منه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمّد الهلالي قال: قال الهيثم بن عدي:

مات مالك بن يخامر الألهاني زمن عبد الملك حين صار إلى مصعب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا علي بن أحمد بن محمّد، أنا أبو طاهر المخلص - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم قال:

سنة تسع و ستين توفي فيها مالك بن يخامر السكسكي.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلم، عن رشأ بن نظيف، أنا أبو شعيب عبد الرّحمن بن محمّد، و أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرّحمن، قالا: أنا الحسن

ص: 523


1- بالأصل: شقيق، و المثبت عن الإصابة.
2- بالأصل: أبو الوليد.
3- تاريخ الثقات للعجلي ص 419 رقم 1531 و عن العجلي في الإصابة 359/3.

ابن رشيق، أنا أبو بشر الدولابي، أخبرني محمّد بن سعدان عن الحسن بن عثمان قال: في سنة سبعين مات مالك بن يخامر السكسكي.

7194 - مالك الفزاري

ممن شهد وقعة الحرّة، من أهل الشام، و أرسله مسرف (1) بن عقبة المرّي (2) إلى يزيد يخبره بظفره بأهل المدينة، فأجازه يزيد و ردّه إلى قتال ابن الزبير، فقتل في الحصر الأوّل مع حصين بن نمير سنة أربع و ستين.

تقدم ذكره في ترجمة عبد اللّه بن حنظلة.

ص: 524


1- تحرفت بالأصل إلى:«مشرف» و هو مسلم بن عقبة، و لقبه: مسرف، و لقب به لإسرافه في استباحة المدينة و قتل أهلها.
2- تحرفت بالأصل إلى: المزي.

الفهرس

ص: 525

ص: 526

>الفهرس <

7008 - محمّد بن مظفّر بن موسى بن عيسى بن محمّد بن عبد اللّه أبو الحسين الحافظ البغدادي البزاز 3

7009 - محمّد بن مظفّر أبو غانم الأزدي الفقيه الأديب 9

7010 - محمّد بن مظفّر أبو بكر الدمشقي 10

7011 - محمّد بن معاذ بن عبد الحميد بن حريث بن أبي حريث القرشي مولاهم أخو عبد اللّه 10

7012 - محمّد بن المعافى بن أحمد بن محمّد بن بشير بن أبي كريمة أبو عبد اللّه الصيداويّ [و يقال البيروتي]12 7013-[محمّد بن معاوية بن بحير بن ريسان المعامري المصري 14

7014 - محمّد بن معاوية بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي 14

7015 - محمد بن معبد 14

7016-[محمد بن معبد..... البابباسى 16

7017 - محمّد بن معمر أبو بكر الهلاليّ 16

7018 - محمّد بن معن بن نضلة بن عمرو و يقال: ابن معن بن محمّد بن نضلة بن عمرو أبو عبد اللّه الغفاري المدينيّ 17

7019 - محمّد بن معيوف بن يحيى الهمداني الحجوري 21

7020 - محمّد بن المغيرة الكوفي 21

7021 - محمّد بن المغيرة المخزوميّ 21

7022 - محمّد بن مقاتل البيروتي 22

7023 - محمّد بن أبي المقدام 22

7024 - محمّد بن مكرم 23

7025 - محمّد بن أبي مكرم 23

7026 - محمّد بن مكّي بن عثمان بن عبد اللّه أبو الحسين الأزدي المصريّ 23

7027 - محمّد بن المنذر بن الزبير بن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب [أبو زيد القرشي الأسدي...... و وفد على] عبد الملك بن مروان 25

ص: 527

7028 - محمّد بن المنذر بن سعيد بن عثمان بن مرداس [أبو عبد الرحمن - و يقال:

أبو جعفر السلمي الهروي المعروف بشكّر 31

7029 - محمّد بن منصور بن بطيش أبو بكر الغسّاني البسري 34

7030 - محمّد بن منصور بن زياد 34

7031 - محمّد بن منصور بن محمّد أبو النجيب المراغي 35

7032 - محمّد بن منصور بن نصر بن إبراهيم، و يقال: ابن نصر بن منصور - أبو بكر الأسواري، يعرف بابن أبي عيسى 36

7033 - محمّد بن منصور الهاشميّ 37

7034 - محمّد بن المنكدر بن عبد اللّه بن الهدير بن محرز بن عبد العزّى بن عامر بن الحارث ابن حارثة بن سعد بن فهم بن مرة أبو عبد اللّه - و يقال: أبو بكر - التيميّ المدني 37

7035 - محمّد بن منير بن محمّد بن عنبسة بن منير بن عبد الملك أبو جعفر المصري مولى [قريش 71

7036 - محمّد بن موسى بن [حبشون] أبو بكر المراغي ثم الطرسوسي 72

7037 - محمّد بن موسى بن الحسين أبو العبّاس بن السّمسار الحافظ 73

7038 - محمّد بن موسى بن عامر بن عمارة بن خريم المرّي 75

7039 - محمّد بن موسى بن عبد اللّه أبو عبد اللّه البلاساغونيّ، الترك، الحنفي، يعرف باللاّمشيّ القاضي 75

7040 - محمّد بن موسى بن عبد الرّحمن - أبي عطاء - بن سعد القرشي 76

7041 - محمّد بن موسى بن عبد الرّحمن المقرئ [أبو العباس الصوري]76

7042 - محمّد بن موسى بن عمران العسكري 77

7043 - محمّد بن موسى بن فضالة بن إبراهيم بن فضالة بن كثير بن عبد اللّه أبو عمر القرشي 78

7044 - محمّد بن موسى بن محمّد أبو عبد اللّه بن الفحّام 80

7045 - محمّد بن موسى بن هارون أبو بكر العسكري 81

7046 - محمّد بن موسى المنجم 82

7047 - محمّد بن موسى أبو موسى، مولى بني هاشم البغدادي 82

7048 - محمّد بن موسى الموصلي الملقب بزيرك 84

7049 - محمد بن أبي موسى 84

7050 - محمّد بن المؤمّل بن أحمد بن الحارث بن عمرو بن الحارث بن عمرو بن المؤمّل بن حبيب ابن تميم بن عبد اللّه بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب أبو جعفر العدوي المؤمّلي 89

7051 - محمّد بن مهاجر بن دينار بن أبي مسلم الأنصاري 90

7052 - محمّد بن مهران بن أحمد بن محمّد بن مهران [أبو عبد اللّه] الجوني 97

7053 - محمّد بن ميمون - و يقال: ميمون بن عياش بن الحارث - الغطفاني التغلبي 98

7054 - محمد بن نافع بن نجبة البربري 98

ص: 528

7055 - محمّد بن نافع أبو بشر الدّمشقيّ 98

7056 - محمّد بن نباتة بن حنظلة الكلابي 99

7057 - محمّد بن نجيح أبو جعفر 99

7058 - محمّد بن نصر بن أحمد أبو طاهر الغرابيلي الموصلي 99

7059 - محمّد بن نصر بن إبراهيم أبو علي السجزي الصوفي المعروف بالكيّال 100

7060 - محمّد بن نصر، هو محمّد بن عبد اللّه أبي نصر بن محمّد 101

7061 - محمّد بن نصر بن صغير بن خالد أبو عبد اللّه القيسرانيّ 101

7062 - محمّد بن نصر بن عبد الرّحمن أبو جعفر الهمداني، يعرف بمموّس العطّار 103

7063 - محمّد بن نصر بن منصور أبو سعد القاضي الهروي 107

7064 - محمّد بن نصر أبو عبد اللّه المروزيّ الفقيه 107

7065 - محمّد بن نصر 116

7066 - محمّد بن أبي نصر أبو عبد اللّه الطالقاني الصوفيّ 116

7067 - محمّد بن نصر، و يقال: ابن نصير أبو صادق الطّبري 117

7068 - محمّد بن نصر أبو طاهر الأسبيجاني الخطيب 118

7069 - محمّد بن أبي نصر أبو بكر المروذي الصّوفيّ 119

7070 - محمّد بن نصير [بن جعفر] يعرف بابن أبي حمزة أبو بكر التميميّ 119

7071 - محمّد بن النّضر بن مر بن الحرّ أبو الحسن الرّبعي المقرئ المعروف بابن الأخرم [الدمشقي]120

7072 - محمّد بن النعمان بن بشير بن سعد الأنصاري 124

7073 - محمّد بن النعمان بن بشير أبو عبد اللّه السّقطي 129

7074 - محمد بن النعمان بن نصير، و يقال: نصر [بن النعمان بن يحيى بن مالك أبو بكر العبسي 130

7075 - محمد بن أبي نعيم بن علي بن منصور أبو عبد اللّه النسوي الشافعي المقرئ المعروف بالبويطي 131

7076 - محمد بن نمير البيروتي 132

7077 - محمد بن نوح بن عبد اللّه - و يقال: ابن أحمد أبو الحسن الجنديسابوري 133

7078 - محمّد بن النّوجشان أبو جعفر البغدادي، المعروف بالسويدي 135

> حرف الواو في أسماء آباء المحمّدين <

7079 - محمّد بن وارد أبو خلاّد الحميريّ الفلسطينيّ 137

7080 - محمّد بن واسع بن جابر بن الأخنس بن عائد بن خارجة بن زياد بن شمس من ولد عمرو ابن نصر بن الأزد أبو عبد اللّه - و يقال: أبو بكر - الأزديّ البصريّ 138

7081 - محمّد بن الورد [الدمشقي]175

7082 - محمّد بن الوزير بن الحاكم أبو عبد اللّه السّلمي 176

ص: 529

7083 - محمّد بن الوزير أبو الحسين الحافظ 178

7084 - محمد بن وضاح بن بزيع أبو عبد اللّه 179

7085 - محمّد بن الوضيء بن بلال بن فزارة أبو الوضيء السرخسي 183

7086 - محمّد بن أبي الوفاء بن محمّد بن القاسم أبو عبد اللّه السمرقندي المقرئ المعروف بقوت القلوب 184

7087 - محمّد بن الوليد بن أبان أبو جعفر الهاشمي مولاهم البغدادي المعروف بالقلانسيّ 185

7088 - محمّد بن الوليد بن أبان بن حيّان أبو الحسن العقيلي المصري 188

7089 - محمّد بن الوليد بن عامر أبو الهذيل الزّبيدي الحمصي 189

7090 - محمّد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي [العاصي] بن أمية ابن عبد شمس الأموي 198

7091 - محمّد بن الوليد بن عتبة بن أبي سفيان - صخر - بن حرب بن أمية بن عبد شمس الأموي العتبي 200

7092 - محمّد بن الوليد بن هبيرة أبو هبيرة الهاشميّ القلانسيّ 202

7093 - محمّد بن الوليد أبو بكر الرّملي المعروف بالأميّ 204

7094 - محمّد بن الوليد الجرجاني 204

7095 - محمّد بن وهب بن سعد بن عطيّة أبو عبد اللّه السلميّ 205

7096 - محمّد بن وهب بن مسلّم أبو عمرو القرشي الدّمشقيّ 207

> حرف الهاء في أسماء آباء المحمّدين <

7097 - محمّد بن هارون بن إبراهيم أبو جعفر الربعي البغداديّ الحربي المعروف بأبي نشيط الفلاّس 209

7098 - محمّد بن هارون بن عبد الرّحمن بن عبيد بن زكريا أبو عبد اللّه العنسيّ الدّاراني 211

7099 - محمّد بن هارون بن كثير الشيباني 212

7100 - محمّد بن هارون بن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن عبّاس ابن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف أبو عبد اللّه - و يقال: أبو موسى - الأمين ابن الرشيد بن المهدي بن المنصور 213

7101 - محمّد بن يحيى بن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن زكريا أبو عبد اللّه السّلمي المعروف بابن السميساطي 231

7102 - محمّد بن يحيى بن موسى أبو عبد اللّه بن أبي زكريا الأسفرايني، المعروف بابن حيّوية 232

7103 - محمّد بن يحيى بن ياسر أبو بكر الجوبري، و أبو عبد الرّحمن 235

7104 - محمّد بن يحيى الأطرابلسي، إن كان اسمه محفوظا 236

7105 - محمّد بن يحيى 237

7106 - محمّد بن يحمد أبي أمية الشّعباني 237

ص: 530

7107 - محمّد بن يزداد بن سويد المروذي 237

7108 - محمّد بن يزداد الشّهرزوري 238

7109 - محمّد بن يزيد بن سعيد أبو سعيد، و يقال: أبو إسحاق، و يقال: أبو يزيد - الكلاعي، و يقال: مولى خولان الواسطي-239 7109م - محمّد بن يزيد بن عبد اللّه 246

7110 - محمّد بن يزيد بن عبد الأكبر بن عمير بن حسّان بن سليم بن سعد بن عبد اللّه بن زيد ابن مالك بن الحارث بن عامر بن عبد اللّه بن بلال بن عوف - و هو ثمالة - ابن أسلم بن كعب أبو العباس الأزدي الثمالي البصري النحوي المعروف بالمبرّد 246

7111 - محمّد بن يزيد بن عفيف 268

7112 - محمّد بن يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد أبو الحسن بن أبي القاسم مولى بني هاشم 269

7113 - محمّد بن يزيد بن ماجة أبو عبد اللّه القزوينيّ الحافظ 270

7114 - محمّد بن يزيد بن محصن الأزدي 272

7115 - محمّد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس الأموي 273

7116 - محمّد بن يزيد الناقص بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم ابن أبي العاص الأموي 273

7117 - محمّد بن يزيد أبو بكر الرحبي 274

7118 - محمّد بن يزيد الأنصاري مولاهم البصري 277

7119 - محمّد بن يزيد البصري 280

7120 - محمّد بن يزيد أبو جعفر المقابري الحزاز الأدمي العابد 281

7121 - محمّد بن يزيد الأموي المسلمي الحصني [أبو الأصبغ]283

7122 - محمّد بن يعقوب بن أزهر بن علي بن سعيد أبو عبد اللّه الطائي الحمصي 285

7123 - محمّد بن يعقوب بن حبيب أبو جعفر الغسّاني 286

7124 - محمّد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان بن عبد اللّه أبو العباس المعقلي الشيباني النيسابوري الأصم 287

7125 - محمّد بن يعقوب [الدمشقي]297

7126 - محمّد بن يعقوب، و يقال: محمّد بن علي أبو جعفر الكليني 297

7127 - محمّد بن يعقوب الحافظ 298

7128 - محمّد بن يعقوب أبو بكر التّستري 299

7129 - محمّد بن أبي يعقوب أبو بكر الدّينوري 300

7130 - محمّد بن يوسف بن أحمد أبو الحسن البغدادي الاخباري الأديب 301

7131 - محمّد بن يوسف بن أحمد بن يوسف بن عبد الرّحمن أبو عبد الرّحمن النيسابوري الأعرج القطّان 302

ص: 531

7132 - محمّد بن يوسف بن إبراهيم أبو عبد اللّه الأنباري الكاتب المعروف بابن حلحان 304

7133 - محمّد بن يوسف بن بشر القرشي 304

7134 - محمّد بن يوسف بن بشر بن النّضر بن مرداس أبو عبد اللّه الهروي الحافظ الفقيه الشافعي 305

7135 - محمّد بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل الثّقفي أخو الحجّاج بن يوسف 308

7136 - محمّد بن يوسف بن سليمان بن سليم أبو عبد اللّه البغدادي الجوهري 316

7137 - محمّد بن يوسف بن صبح و الصحيح: محمّد بن صبح بن يوسف أبو الحسن البزار الصيداوي 318

7138 - محمّد بن يوسف بن عبد اللّه 318

7139 - محمّد بن يوسف بن علي أبو عبد اللّه الحوراني الفقيه الحنيفي 319

7140 - محمد بن يوسف بن عمر بن علي أبو عبد اللّه الكفرطابي 319

7141 - محمد بن يوسف بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن أبو عبد اللّه الأفشيني 321

7142 - محمّد بن يوسف بن نهار أبو الحسن البغدادي المقرئ 321

7143 - محمّد بن يوسف بن واقد أبو عبد اللّه الضبي الفريابي 322

7144 - محمّد بن يوسف بن يعقوب بن محمّد بن يحيى أبو بكر الصوّاف البغدادي 336

7145 - محمّد بن يوسف بن يعقوب بن إبراهيم أبو عبد اللّه - و يقال: أبو بكر - الرّقّي 337

7146 - محمّد بن يوسف [الدمشقي]340

7147 - محمّد بن يوسف أبو بكر البغوي 341

7148 - محمّد بن يوسف 341

7149 - محمّد بن يوسف بن هاشم أبو بكر المقرئ العين زربي المعروف بالإسكاف 342

7150 - محمّد خال مروان بن الحكم 343

7151 - محمد والد هارون 343

7152 - محمّد الكوفي 343

7153 - محمّد الكناني ثم الليثي شاعر من خيل أبي الهيذام المزني 344

7154 - محمّد أبو عبد اللّه و يعرف باليسع 344

7155 - ماجد ابن النائحة أبو بكر الشاعر 344

7156 - ماجد بن العلائلي 345

> [ذكر من اسمه] ما شاء اللّه <

7157 - ما شاء اللّه 345

> ذكر من اسمه مالك <

7158 - مالك بن أدهم السّلاماني 345

ص: 532

7159 - مالك بن أدهم بن محرز بن أسيد بن أخشن بن رياح بن أبي خالد بن ربيعة بن زيد بن عمرو ابن سلامة بن ثعلبة بن وائل بن معن بن مالك ابن أعصر - و هو منبه - بن سعد بن قيس ابن عيلان بن مضر الباهلي 346

7160 - مالك بن أسماء بن خارجة 348

7161 - مالك بن أوس بن الحدثان بن الحارث بن عوف بن ربيعة بن يربوع بن وائلة بن دهمان ابن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن - و يقال: بن أوس بن الحدثان، و سعد بن يربوع ابن وائلة بن دهمان بن نصر أبو سعيد - و يقال: أبو سعد - النصريّ 360

7162 - مالك بن بحدل بن أنيف بن دلجة بن قنافة بن عدي بن زهير بن جناب بن هبل بن عبد اللّه ابن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة الكلبي 371

7163 - مالك بن البرصاء 372

7164 - مالك بن بسطام العبسي الحرستانيّ 372

7165 - مالك بن الحارث بن عبد يغوث بن مسلمة بن ربيعة بن الحارث بن جذيمة بن سعد بن مالك ابن النخع - و اسمه جسر - بن عمرو بن علة بن جلد بن مالك - و هو مذحج بن أدد بن زيد ابن يشجب الأشتر النخعي 373

7166 - مالك بن خالد الدمشقي 393

7167 - مالك بن دينار أبو يحيى البصريّ الزّاهد 393

7168 - مالك بن دينار أبو هاشم الحرسي 443

7169 - مالك بن ربيعة، و يقال: بن حريث أبو مريم السّلولي 444

7170 - مالك بن زكير المرّي 452

7171 - مالك بن زياد أبو هاشم 453

7172 - مالك بن زيد بن مالك بن كعب بن عليم الكلبي 455

7172 م - مالك بن أبي السمح جابر بن ثعلبة، و يقال: مالك بن أبي السمح بن سليمان بن أوس ابن سعد بن أوس ابن عمرو بن درماء، و يقال: مالك بن أبي السمح بن سلمة بن أوس بن سماك ابن سعد بن أوس بن عمرو بن عدي بن وائل بن عوف بن ثعلبة بن سلامان بن ثعل بن عمرو ابن الغوث بن طيّئ أبو الوليد الطّائيّ، ثم أحد بني درماء 456

7173 - مالك بن شبيب الباهليّ 459

7174 - مالك بن طوق بن مالك بن عتاب بن زافر بن شريح ابن مرّة بن عبد اللّه بن عمرو بن كلثوم ابن مالك بن عتاب بن سعد بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب ابن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار التغلبي 460

7175 - مالك بن عبد اللّه بن سنان بن سرح بن وهب بن الأقيصر بن مالك بن قحافة بن عامر ابن ربيعة بن عامر بن سعد بن مالك بن بشر بن وهب بن شهران بن عفرس أبو حكيم الخثعمي 466

7176 - مالك بن عدي 477

ص: 533

7177 - مالك بن عمارة بن عقيل 478

7178 - مالك بن عمرو السّاعدي، ثم العاملي القضاعي 479

7179 - مالك بن عوف بن سعيد - و يقال: سعد - بن ربيعة بن يربوع بن وائلة بن دهمان بن نصر ابن معاوية بن بكر بن هوازن أبو علي النصري 479

7180 - مالك بن عياض، المعروف بمالك الدّار، المدني 489

7181 - مالك بن قادم 493

7182 - مالك بن كعب الهمداني ثم الأرحبي 493

7183 - مالك بن أبي مريم الحكمي من حكم بن سعد العشيرة 494

7184 - مالك بن مسمع بن شيبان بن شهاب بن قلع، و قلع لقب و اسمه علقمة بن عمرو بن عباد، و يقال: ابن عباد بن عمرو، و هو جحدر بن عمرو بن ربيعة بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكابة ابن صعب بن علي بن بكر بن وائل أبو غسّان الربعي 497

7185 - مالك بن المنذر بن الجارود، و اسمه بشر بن حنش بن المعلّى بن الحارث بن زيد بن حارثة أبو غسّان العبدي 500

7186 - مالك بن مهران أبو بشر 504

7187 - مالك بن ناعمة أبو ناعمة الصّدفي المصري 505

7188 - مالك بن نافرة - و يقال: ابن ناشرة - الجذامي، ختن فروة بن نفاثة الجذامي 506

7189 - مالك بن الوليد المزّي 507

7190 - مالك بن الوليد 508

7191 - مالك بن هبيرة بن خالد بن مسلم بن الحارث بن المخصف بن حاج و اسمه مالك بن الحارث ابن بكر بن ثعلبة بن عقبة بن السّكون أبو سعيد - و يقال: أبو سليمان - السّكوني 508

7192 - مالك بن الهيثم بن عوف بن وهب بن عميرة، و يقال: عمرو بن عمير بن هاجر بن عبد العزى ابن قمير بن سلول بن كعب بن عمرو بن لحيّ بن قمعة بن إلياس بن مضر بن نزار أبو نصر الخزاعي المروزي 516

7193 - مالك بن يخامر، و يقال: أخامر الألهاني السكسكي 518

7194 - مالك الفزاري 524.

ص: 534

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.