تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها
تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر
499 ه-571 ه
تفاصيل النشر: بیروت: دارالفکرالمعاصر؛ دمشق: دارالفکر دمشق: معهد الفتح الاسلامي، 1420ق.= 1999م.= 1378 -
دراسة و تحقيق علي شيري
عدد المجلدات: 80
لسان: العربية
ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش
دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع
تصنيف الكونجرس: DS99 /د8 1378 الف243015
تصنيف ديوي: 956/9144
موضوع: تاريخ الإسلام | التاريخ والجغرافيا المحلية | الترجمة الجماعية | رجال
ص: 1
ص: 2
الجزء الخامس و الخمسون
سمع أبا الفرج سلامة بن بحر القاضي ببيروت، و أبا نصر بن أبي الفرج بن أبي الفتح كشاجم بصيدا (1)،و أبا الحسين علي بن أحمد التّلعفري (2) بنصيبين، و علي بن محمّد، السّلماسي بميافارقين، و أبا محمّد عبد اللّه بن محمّد بن الفياض كاتب سيف الدولة بحلب، و أبا الحسن المشرق، صاحب المتنبي، و أبا نواس الأنطاكي الشعراء.
روى عنه: أبو منصور الثعالبي.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا الأمير أبو محمّد الحسن بن عيسى بن المقتدر قال: و قال الزاهي:
ريحانة اطلعت في غصنها فحلت *** من حسنها مقلة ترنو إلى الزنب
فالساق منها قضيب من زمرّدة *** و الجفن من فضّة و العين من ذهب
كأنّ رشح الثدي من حول ناظرها *** دمع يجير في أجفان منتحب
لم يسمّ ابن المنذر: الزاهي، و يعرف بهذا اللقب اثنان أحدهما صاحب الترجمة، و الآخر أبو الحسن علي بن إسحاق بن خلف القطان (3)،و هو أقدم من أبي علي، و لا أرى هذه الأبيات إلاّ للمتقدم، و اللّه أعلم.
ص: 3
6857 - محمّد بن عمرو (1) بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء
أبو بكر بن أبي عبد اللّه الزبيدي المعروف بابن زبريق (2) الحمصي
قدم دمشق، و حدّث بها عن أبيه.
روى عنه أبو الحسين الرازي، و ابنه تمام بن محمّد، و أبو العباس بن السمسار.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - بقراءتي عليه - ثنا علي بن الحسين بن أحمد بن صصري.
ح و أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، ثنا عبد العزيز [بن] أحمد، قالا: أنبأنا تمام بن محمّد، أنبأنا أبو بكر محمّد بن عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزبيدي الحمصي، يعرف بابن زبريق بدمشق، زاد عبد الكريم: سنة تسع و ثلاثين و ثلاثمائة.
و قال ابن الأكفاني: قراءة عليه - ثنا - و في حديث ابن الأكفاني: أخبرني - أبو عمرو بن إسحاق، ثنا عمرو بن عثمان، ثنا الوليد بن سلمة (3)،حدّثني الأوزاعي، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول - و قال عبد الكريم: قال:- «إيّاكم و مشارّة (4)الناس فإنها تدفن الغرّة (5) و تظهر العرّة (6)»[11576].
ابن مالك بن النجار أبو عبد الملك،- و يقال: أبو سليمان،
و يقال: أبو القاسم النجاري الأنصاري المدينيّ (7)
ولد في حياة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و هو كنّاه أبا عبد الملك على قول.
ص: 4
روى عن عمر بن الخطّاب، و عمرو بن العاص، و أبيه (1) عمرو بن حزم.
روى عنه: ابنه أبو بكر بن محمّد.
و وفد على معاوية هو و أخوه عمارة بن عمرو، و قيل: إنّ القادم أبوه و عمّه عمارة ا [بن] (2) حزم، و لم يصح ذلك، و قد وفد محمّد بن عمرو بن حزم على يزيد بن معاوية، و ذكر وفوده في ترجمة رجل من بني سراقة، يأتي إن شاء اللّه.
أخبرنا أبو الحسن بن البقشلان، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، ثني هارون بن عبد اللّه أبو موسى، ثنا إسماعيل بن عبد اللّه ابن أويس (3)،حدّثني قيس أبو عمارة مولى سودة بنت زمعة عن عبد اللّه بن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم عن أبيه، عن جده أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من عاد مريضا لا يزال يخوض في الرحمة حتى إذا قعد عنده استنقع بها، و إذا قام من عنده لا يزال يخوض فيها حتى يرجع من حيث خرج، و من عزّى أخاه المؤمن بمصيبة كساه اللّه حلل الكرامة يوم القيامة»[11577].
[قال ابن عساكر:] (4) كذا قال في إسناده، و محمّد لم يسمع من النبي صلى اللّه عليه و سلم، و إنما ولد قبل وفاته بيسير، وجده عمرو بن حزم لا يعرف لأبي بكر سماع منه، و لعله سقط منه عن أبيه.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنبأنا أبو الحسن اللنباني (5)،ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني أبو جعفر العكلي، ثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن ابن عون، حدّثني عمر بن كثير بن أفلح قال: خرج محمّد بن عمرو ابن حزم و أخوه عمارة بن حزم فقدما على معاوية فرآهما ذات يوم فقال: متى قدمتما؟ قالا:
منذ كذا و كذا، قال: أ فلا تلقياني بحاجتكما؟ قالا (6):وددنا، قال: فميعادكما غدا بالغداة، فلمّا أصبحا جعل محمّد يتهيّأ للغدوّ و يقول عمارة: اذكر كذا، اذكر كذا، قال: فحضرا الباب، فأذن لهما، و معاوية جالس (7) على كرسي، فتشهد محمّد ثم قال: أمّا بعد، فإنه و اللّه
ص: 5
ما في الأرض اليوم [نفس] (1) هي أعزّ عليّ من نفسك سوى نفسي، و ما في الأرض اليوم نفس أحبّ إليّ رشدا من نفسك سوى نفسي، و إن يزيد بن معاوية قد أصبح غنيّا إلاّ عن [كل خير، أصبح واسط الحسب في قريش، و أصبح غنيّا في المال، و أن اللّه سائل كل راع عن رعيته، و أنك] (2) مسئول عن رعيتك، فانظر عباد اللّه من تولّي أمرهم، ثم استغفر. فلقد رأيت معاوية أخذه بهر و إنّا لفي يوم شات، ثم تنفس، ثم تشهّد ثم قال: أمّا بعد، فإنك امرؤ ناصح، و إنّما قلت برأيك، و اللّه ما كان عليك إلاّ ذلك، و إنّما بقي ابني و أبناؤهم، فابني أحقّ من أبنائهم، ارتفعا راشدين.
فلمّا خرجا أقبل عمارة على أخيه، فقال: فما ضربنا أكباد الإبل من المدينة إلاّ لهذا.
أ في يزيد بن معاوية ؟ ما كنت تستقبله بشيء أشد مما استقبلته به، فلما أكثر عليه، قال:
حسبك، أ كل هذا ليظنك أنك ستعطى ؟ قال: فتركنا كذا و كذا لا يلتفت إلينا، ثم أرسل إلينا:
أن ارفعا حوائجكما؛ قال: فرفعنا حوائجنا و أعطانا ما شاء لنا و زادنا.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنبأنا أبو طاهر الباقلاني - زاد أبو البركات: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنبأنا أبو الحسين الأصبهاني، أنبأنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، ثنا عمر بن أحمد، ثنا خليفة بن خيّاط (3) قال: محمّد بن عمرو بن حزم بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار، قتل يوم الحرّة، سنة ثلاث و ستين، يكنّى أبا عبد الملك.
أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن (4)،أنبأنا أبو محمّد يوسف بن رباح، أنبأنا أبو بكر المهندس، ثنا أبو بشر الدولابي، ثنا معاوية بن صالح قال:
سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة و محدّثيهم: محمّد بن عمرو بن حزم.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا أبو محمّد بن يوة، أنبأنا أبو الحسن، ثنا أبو بكر، ثنا ابن سعد (5) قال في الطبقة الأولى من أهل المدينة: محمّد
ص: 6
ابن عمرو بن حزم، ولد بنجران قبل وفاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، سنة عشرة من الهجرة، و يكنى أبا عبد الملك، لقي عمر، و روى عنه، قتل يوم الحرّة بالمدينة في خلافة يزيد بن معاوية سنة ثلاث و ستين.
أ - خبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد (1) بن معروف، ثنا الحسين بن فهم، ثنا محمّد بن سعد قال: فولد عمرو ابن حزم: محمّدا قتل يوم الحرة، و أمّ كلثوم و أمّهما عمرة بنت عبد اللّه بن الحارث بن جماز ابن غسّان حليف لبني ساعدة.
قرأت على أبي غالب بن علي، عن أبي محمّد الحسن بن علي، أنبأنا محمّد بن العبّاس، أنبأنا أبو الحسن الساجي، ثنا أبو علي الفقيه، ثنا ابن سعد (2) قال في الطبقة الأولى من أهل المدينة: محمّد بن عمرو بن حزم بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد بن عوف بن غنم ابن مالك بن النجّار، و يكنى أبا عبد الملك، و أمّه عمرة بنت عبد اللّه بن الحارث بن جمّاز من بني حبالة (3) بن غنم من غسّان، حليف بني ساعدة من الخزرج، كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قد استعمل عمرو بن حزم على نجران اليمن، فولد له هنالك على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سنة عشر (4) من الهجرة غلام، فأسماه محمّدا، و كنّاه أبا سليمان، و كتب بذلك إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فكتب إليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن سمّه محمّدا، و اكنه أبا عبد الملك، ففعل، قال محمّد بن عمر: و قد روى محمّد بن عمرو،[عن عمر] (5) و سمع منه، و كان ثقة قليل الحديث، و لمحمد بن عمرو بن حزم عقب بالمدينة، و ببغداد.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالا: أنبأنا أبو أحمد الواسطي، أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد بن إسماعيل قال (6):محمّد بن عمرو بن حزم أبو عبد الملك الأنصاري، عن عمرو بن حزم، و عمرو بن العاص، قال ابن عيينة عن أيوب، عن عكرمة ولت الخزرج أمرها يوم الحرة محمّد بن عمرو بن حزم.
ص: 7
أنبأنا (1) أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا حمد - إجازة-.
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (2):
محمّد بن عمرو بن حزم الأنصاري أبو عبد الملك، و يقال أبو القاسم: روى عن عمرو (3) بن العاص، و عن أبيه [روى عنه ابنه] (4) أبو بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم (5)، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا (6) أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف، أنبأنا أبو سعيد ابن حمدون، أنبأنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو عبد الملك محمّد بن عمرو ابن حزم عن أبيه، و عمرو بن العاص، روى عنه ابنه أبو بكر.
قرأت (7) على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأنا أبو نصر الوائلي، أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عبد الملك محمّد بن عمرو بن حزم.
أخبرنا (8) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو طاهر الخطيب، أنبأنا أبو القاسم بن الصوّاف، أنبأنا أبو بكر المهندس، ثنا أبو بشر الدولابي قال: أبو عبد الملك محمّد بن عمرو ابن حزم.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأنا أبو بكر الصفّار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال أبو عبد الملك محمّد بن عمرو بن حزم بن زيد بن لوذان ابن عمرو بن عبد بن عوف بن غنم بن مالك بن النجار بن لوذان بن حارثة بن محمّد بن زيد ابن ثعلبة بن زيد مناة، و هو من بني مالك بن جشم بن الخزرج، ثم من بني ثعلبة بن زيد مناة ابن حبيب بن عبد بن حارثة بن مالك الأنصاري (9)،المديني، ولد بنجران قبل وفاة [النبي صلى اللّه عليه و سلم
ص: 8
سنة عشر من الهجرة، يروي عن أبي عبد اللّه عمرو بن العاص] (1) السهمي، و أبي الضحاك عمرو بن حزم الأنصاري روى عنه ابنه أبو بكر بن محمّد الأنصاري، قتل يوم الحرة بالمدينة.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة قال: محمّد بن عمرو بن حزم الأنصاري، ولد في عهد النبي صلى اللّه عليه و سلم، يكنى (2) أبا القاسم، و قيل أبو سليمان، و قيل أبو عبد الملك، ذكره محمّد بن إسماعيل البخاري فيمن أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم.
أنبأنا أبو سعد المطرز، و أبو علي الحداد، قالا: قال لنا أبو نعيم الحافظ : محمّد بن عمرو بن حزم الأنصاري، اختلف في كنيته، فقيل: أبو القاسم، و قيل: أبو سليمان، و قيل:
أبو عبد الملك، ذكر فيمن أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم، ذكره البخاري، و يقال: إنه ولد في عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في سنة عشر من الهجرة، و قتل يوم الحرة سنة ثلاث و ستين.
قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر علي بن هبة (3)،قال: أما حزم أوّله حاء مهملة بعدها زاي: محمّد بن عمرو بن حزم، ولد في عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و كنّاه أبا عبد الملك.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأنا عبد الرّحمن بن أحمد الجلاّب بهمذان، ثنا هلال بن العلاء، ثنا أبو جعفر عبد اللّه بن محمّد بن علي النفيلي، ثنا محمّد بن سلمة، عن محمّد بن إسحاق، عن عبد اللّه بن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده قال: كنت أتكنّى بأبي القاسم، فجئت أخوالي فسمعوني أتكنى بها فنهوني و قالوا: إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«من تسمّى باسمي فلا يكنى (4) بكنيتي» فتكنيت بأبي عبد الملك[11578].
تابعه هارون بن معروف عن محمّد بن سلمة.
أخبرنا أبو محمّد السيدي، و أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العبّاس، قالا: أنبأنا أبو سعد الأديب، أنبأنا أبو أحمد الحاكم، أنبأنا محمّد بن مروان، ثنا هشام بن عمّار، ثنا
ص: 9
سعيد بن يحيى، ثنا ابن إسحاق، عن عبد اللّه بن أبي بكر، عن أبيه قال: كانت كنية أبي [أبا] (1) القاسم، فزار أخواله في بني ساعدة فقالوا: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«من تسمّى باسمي فلا يكتن (2) بكنيتي»، قال: فغيّرت كنيتي، فتكنيت بأبي عبد الملك[11579]، و قد روي أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كنّاه أبا عبد الملك.
أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، ثنا أحمد بن إسحاق، ثنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، ثنا يونس بن عبد الأعلى، ثنا ابن وهب، ثني أبو طاهر - يعني - القاضي الحزمي أن أباه محمّد بن أبي بكر حدّثه أن جدّه عمرو بن حزم ولد له محمّد بن عمرو بن حزم فسمّاه محمّدا (3)،و كنّاه أبا (4) القاسم، فبلغ ذلك النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من تسمّى باسمي فلا يتكنّى بكنيتي»، قال: فكنّاه النبي صلى اللّه عليه و سلم بأبي عبد الملك[11580].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النقور، و أبو منصور بن العطّار، قالا: أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا عبد اللّه (5) بن عبد الرّحمن السكري، ثنا زكريا المنقري، ثنا الأصمعي، ثنا ابن أبي الزناد، عن أبيه قال: ولد محمّد بن عمرو بن حزم سنة عشر من الهجرة، و كان أبوه بنجران، فكتب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بأن يسميه و يكنيه، فسمّاه محمّدا، و كنّاه بأبي عبد الملك.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، أنبأنا أبو الحسين (6) بن الآبنوسي، أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد قال: رأيت في كتاب محمّد بن عمر الأسلمي أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعث عمرو بن حزم عاملا على نجران، و ولد فيها محمّد بن عمرو بن حزم، و كتب إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم بخبره انه ولد له ولد سمّاه محمّدا، و كنّاه أبا (7) سليمان، فكتب إليه النبي صلى اللّه عليه و سلم:«سمّه محمّد، و كنّه أبا عبد الملك» (8)،ففعل، و ذلك في سنة عشر - يعني من الهجرة - قال: و قتل محمّد بن عمرو بن حزم سنة ثلاث و ستين[11581].
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، أنبأنا القاضي أبو العلاء
ص: 10
الواسطي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد البابسيري، أنبأنا أبو أميّة الأحوص بن المفضّل بن غسّان الغلابي، أنبأنا أبي، حدّثني رجل من آل حزم أن عمرو بن حزم كتب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو عامله بالسراة أنه ولد له غلام، فسأله أن يسمّيه و يكنّيه، فسمّاه محمّدا، و كنّاه أبا عبد الملك، و كلّ حزمي اسمه محمّد فهو أبو عبد الملك.
أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنبأنا محمّد بن الحسين بن شهريار، ثنا أبو حفص الفلاس، قال:
و قتل محمّد بن عمرو بن حزم يومئذ - يعني - يوم الحرّة، و كانت الحرّة في ذي الحجّة سنة ثلاث و ستين، و كان يكنى أبا عبد اللّه، و ولد بنجران سنة عشر من الهجرة، و أبوه عمرو ابن حزم، فكتب إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه ولد لي مولود فسميته محمّدا، و كنيته أبا سليمان، فكتب إليه النبي صلى اللّه عليه و سلم:«أن سمّه محمّدا، و كنّه أبا عبد الملك»؛ فليس يولد من أهل هذا البيت مولود فيسمى محمّدا إلاّ كنّي أبا عبد الملك.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن فهم، ثنا محمّد بن سعد (1)،أنبأنا عثمان بن عمر و عبيد اللّه ابن موسى، قالا: أنبأنا أسامة بن زيد، عن أبي بكر بن محمّد بن عمرو (2) بن حزم أن عمر بن الخطّاب جمع كل غلام اسمه اسم نبي، فأدخلهم الدار ليغيّر أسماءهم، فجاء آباؤهم، فأقاموا البيّنة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سمّى عامّتهم، فخلّى عنهم. قال: و كان أبي فيهم.
قرأنا على أبي غالب، و أبي عبد اللّه ابني البنّا، عن أبي الحسن (3) محمّد بن محمّد بن مخلد، أنبأنا علي بن محمّد بن خزفة، أنبأنا محمّد بن الحسن، ثنا ابن أبي خيثمة قال:
سمعت مصعبا يقول:[كان] (4) مالك يرى محمّد بن عمرو بن حزم مقنعا.
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنبأنا أبو منصور النهاوندي، أنبأنا أبو القاسم بن الأشقر، أنبأنا أبو عبد اللّه البخاري، ثنا إبراهيم بن المنذر، عن عبّاس بن أبي سلمة، حدّثني موسى بن يعقوب، عن عباد بن إسحاق، عن حبيب مولى أسد بن الأخنس قال: بعثني عثمان
ص: 11
ابن عفّان إلى محمّد بن عمرو بن حزم أنّا نرمى من قبلك بالليل، فقال: ما نرميه و لكن اللّه يرميه، فأخبرت عثمان فقال: كذب، لو رماني اللّه عزّ و جل ما أخطأني.
أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، ثنا أبو بكر الخطيب.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب [نا] (1) عبيد اللّه بن معاذ، ثنا أبي، ثنا ابن عون، عن محمّد، و ذكر يوم الحرّة فقال:
كان تحت راية الأنصار يومئذ أقلّ من مائة، فقتل منهم أكثر من تسعين، قال ابن عون لما كانت تلك الوقعة لم يشخص محمّد بن حزم حتى قدم عليه رجل صحب أهل الشام، فأخبره أنه فارقهم بمكان كذا و كذا، و أنهم يريدون السبي، فلما رأى محمّد شخص و تجهيز الناس، فسمعت ابن عفير أو غيره إن شاء اللّه يقول: قتل يوم الحرة عبد اللّه بن زيد بن عاصم، و معقل بن سنان الأشجعي، و محمّد بن عمرو بن حزم.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيوية، أنبأنا أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن الفهم، ثنا محمّد بن سعد (2)،أنبأنا محمّد بن عمر، حدّثني عبد الجبّار بن عمارة بن عمرو بن حزم عن عبد اللّه بن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم قال: كان محمّد بن عمرو بن حزم قد أكثر أيام الحرة في أهل الشام القتل، و كان يحمل على الكردوس (3) منهم فيفضّ جماعتهم، و كان فارسا قال: فقال قائل من أهل الشام: قد أحرقنا هذا، و نحن نخشى أن ينجو على فرسه، فاحملوا عليه حملة (4) واحدة، فإنه لا يفلت من بعضكم، فإنا نرى رجلا ذا بصيرة و شجاعة، قال: فحملوا عليه حتى نظموه في الرماح، فلقد مال ميتا و رجل من أهل الشام كان اعتنقه حتى وقعا جميعا، فلما قتل محمّد بن عمرو انهزم الناس في كل وجه، حتى دخلوا المدينة، فجالت خيلهم فيها ينتهبون و يقتلون.
قال (5):و أنبأنا محمّد بن عمر (6)،حدّثني عبد الجبّار بن عمارة، عن محمّد بن أبي بكر
ص: 12
ابن حزم قال: صلى محمّد بن عمرو بن حزم يوم الحرّة و إنّ جراحه لتثعب دما، و ما قتل [إلاّ نظما] (1) بالرماح.
قال (2):و أنبأنا محمّد بن عمر، حدّثني إسماعيل بن مصعب بن إسماعيل بن زيد بن ثابت، عن إبراهيم (3) بن زيد بن ثابت قال: يقول محمّد بن عمرو يومئذ رافعا صوته: يا معشر الأنصار أصدقوهم الضرب فإنهم قوم يقاتلون على طمع الدنيا، و أنتم تقاتلون على الآخرة، قال: ثم جعل يحمل على الكتيبة منهم فيفضّها حتى قتل.
قال (4):و أنبأنا محمّد بن عمر، حدّثني عتبة بن جبيرة، عن عبد اللّه بن أبي سفيان مولى ابن أبي أحمد بن جحش عن أبيه قال:
جعل الفاسق مسرف بن عقبة يطوف على فرس له في القتلى و معه مروان بن الحكم، فمرّ على محمّد بن عمرو بن حزم و هو على وجهه واضعا جبهته بالأرض، فقال: و اللّه لئن كنت على جبهتك بعد الممات لطال ما افترشها حيّا، فقال مسرف: و اللّه ما أرى هؤلاء إلاّ أهل الجنّة، لا يسمع هذا منك أهل الشام فتكركرهم عن الطاعة، قال مروان: إنهم بدّلوا و غيّروا.
قال محمّد بن عمر: كانت وقعة الحرّة بالمدينة في ذي الحجّة سنة ثلاث و ستين في خلافة يزيد بن معاوية.
أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا أبو الحسين الطّيّوري، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد بن محمّد المعدّل، أنبأنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن شيبة (5) بن أبي شيبة، أنبأنا أبو جعفر أحمد بن الحارث الخرّاز، عن أبي الحسن علي بن محمّد بن أبي سيف (6) المدائني عن علي بن مجاهد، عن محمّد بن عمارة قال:
قدمت الشام في تجارة، فقال لي رجل: من أنت ؟ قلت: رجل من أهل المدينة، قال:
خبثة، قال: سبحان اللّه يسمّيها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم طيبة، و تقول أنت خبيثة، قال: إنّ لي و لها لشأنا، لما خرج الناس إلى قتال الحرة مع مسلم رأيت في منامي أني أقتل رجلا يقال له:
ص: 13
محمّد، أدخل بقتلي إيّاه النار، فجعلت جعالة أن لا أخرج فلم يقبل مني ذلك فخرجت فلم أطعن برمح، و لم أرم بسهم حتى انفضّ الأمر، فإنّي لفي القتلى إذ مررت برجل و به رمق، فقال لي: تنحّ أيها [الكلب] (1) نحن عندكم بعد بمنزلة الكلاب، فأسفت، فقتلته، و نسيت رؤياي ثم ذكرتها فجئت برجل من أهل المدينة، فجعل يتصفح القتلى، فيقول: هذا فلان، و هذا فلان، و جعلت أحيد به عن صاحبي، فنظر فرآه، فقال: إنا للّه و إنا إليه راجعون، لا يدخل قاتل هذا الجنّة و اللّه أبدا، قلت: و من هذا؟ قال: محمّد بن عمرو بن حزم، سمّاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم محمّدا، و كنّاه أبا عبد الملك، فأتيت أهله، فعرضت عليهم أن يقتلوني به، فأبوا فقلت: هذه ديته فخذوها، فأبوا.
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز [بن] (2) أحمد (3)،أنبأنا محمّد بن عبيد اللّه بن أبي عمرو، أنبأنا محمّد بن إبراهيم [بن مروان، أنا أحمد بن إبراهيم] (4) القرشي، ثنا سليمان بن عبد الرّحمن، ثنا علي بن عبد اللّه التميمي قال: محمّد بن عمرو بن حزم يكنى أبا عبد الملك، قتل بالحرّة، و كانت الحرة في ذي الحجّة سنة ثلاث و ستين، و ولد سنة عشر من الهجرة.
أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا أبو الحسن السيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، ثنا أحمد بن عمران، ثنا موسى، ثنا خليفة (5) قال في تسمية من قتل يوم الحرّة من الأنصار:
محمّد بن عمرو بن حزم.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا محمّد بن هبة اللّه، أنبأنا علي بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران، أنبأنا عثمان بن أحمد، ثنا محمّد بن أحمد بن البراء قال: مات محمّد بن عمرو بن حزم سنة ثلاث و ستين.
أخبرنا أبو الحسن بن البقشلان، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد قال: محمّد بن عمرو بن حزم ولد على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و قتل يوم الحرّة.
ص: 14
و قال أبو موسى هارون بن عبد اللّه: محمّد بن عمرو بن حزم أبو عبد الملك، قتل بالمدينة يوم الحرّة في زمن يزيد بن معاوية، و قال غير أبي موسى: قتل و هو ابن ثلاث و خمسين، و قال غير أبي موسى: ولد محمّد بن عمرو بن حزم على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و سمّاه النبي صلى اللّه عليه و سلّم محمّدا (1).
قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي محمّد التميمي، أنبأنا مكي بن محمّد، أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال: قال المدائني: و عمرو: فيها وقعت الحرّة سنة ثلاث و ستين قتل محمّد بن عمرو بن حزم، و يكنى أبا عبد الملك، و ذكر ابن زبر: أن أباه أخبره عن أحمد بن عبيد بن ناصح عن المدائني و المصعبي مصعب بن إسماعيل - أخبره عن محمّد بن أحمد بن ماهان عن عمرو بذلك.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا أبو محمّد الكتّاني، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الميمون، ثنا أبو زرعة قال (2):قال أبو عبد اللّه أحمد بن حنبل: و كانت الحرّة يوم الأربعاء لليلتين بقيتا (3) من ذي الحجّة سنة ثلاث و ستين.
6859 - محمّد بن عمرو بن الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطّلب بن هاشم ابن عبد مناف بن قصي أبو عبد اللّه الهاشميّ العلويّ (4)من أهل المدينة.
حدّث عن عبد اللّه بن عبّاس، و جابر بن عبد اللّه، و عمّة أبيه زينب بنت علي.
روى عنه: سعد بن إبراهيم الزهري، و محمّد بن عبد الرّحمن بن سعد بن زرارة الأنصاري، و عبد اللّه بن ميمون، و أبو الجحّاف داود بن أبي عوف.
و قيل: إنه شهد كربلاء مع عمّ أبيه الحسين بن علي، فإن كان شهدها فقد أتى به يزيد ابن معاوية بدمشق مع من أتى به من أهل بيته و المحفوظ أن أباه عمرو (5) بن الحسن هو الذي كان بكربلاء، و لم يكن محمّد ولد إذ ذاك، و اللّه أعلم.
ص: 15
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أحمد بن جعفر، ثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، ثنا أبي (1)،ثنا إسماعيل، عن شعبة، عن محمّد بن عبد الرّحمن ابن سعد بن زرارة، عن محمّد بن عمرو بن الحسن بن علي أنه سمع جابر بن عبد اللّه يقول:
بينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في سفر فرأى زحاما و رجل قد ظلّل عليه فسأل عنه فقالوا: هذا صائم، قال:«ليس البرّ أن تصوموا في السّفر»[11582].
أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا يوسف ابن الحسن، قالا: أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، ثنا عبد اللّه بن جعفر بن أحمد، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود سليمان بن داود، ثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم قال: سمعت محمّد بن عمرو بن الحسن يقول: لما قدم الحجّاج بن يوسف كان يؤخّر الصلاة، فسألني جابر بن عبد اللّه عن وقت الصّلاة فقال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يصلّي الظهر بالهجير أو حين تزول الشمس، و يصلّي العصر و الشمس مرتفعة و يصلّي المغرب حين تغرب الشمس، و يصلّي العشاء و يؤخر أحيانا، إذا اجتمع الناس عجّل، و إذا تأخروا أخّر، و كان يصلّي الصبح بغلس، أو قال: كانوا يصلونها بغلس، قاله أبو داود.
هكذا قال شعبة.
أنبأنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد بن محمّد بن أحمد الفقيه، و حدّثنا أبو الحسن علي بن سليمان عنه، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، أنبأنا أبو علي الحسين بن محمّد الروذباري، أنبأنا إسماعيل بن محمّد الصفّار، حدّثنا محمّد بن يونس بن موسى، ثنا أبو أحمد الزبيري - بالبصرة - حدّثني عمّي فضيل بن الزبير عن عبد اللّه بن ميمون، عن محمّد ابن عمرو بن الحسن قال: كنا مع الحسين (2) بن علي بنهر كربلاء، و نظر إلى شمر (3) بن [ذي] (4) جوشن و كان أبرص فقال: اللّه أكبر، اللّه أكبر، صدق اللّه و رسوله، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«كأني انظر إلى كلب أبقع (5) يلغ في دم أهل بيتي»[11583].
ص: 16
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو طاهر الباقلاني، و أبو الفضل بن خيرون.
ح و أخبرنا أبو العزّ الكيلي، أنبأنا أبو طاهر، قالا: أنبأنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسين الأهوازي، أنبأنا أبو حفص الأهوازي، ثنا خليفة بن خيّاط (1) قال:
محمّد بن عمرو بن حسن بن علي بن أبي طالب، أمّه رملة بنت عقيل بن أبي طالب، يكنى أبا عبد اللّه.
أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلص، ثنا أحمد بن سليمان، ثنا الزبير بن بكّار، قال (2):و أما عمرو بن الحسن فولد: محمّدا (3)،و أمّه رملة بنت عقيل بن أبي طالب لأمّ ولد، و عمرو بن عمرو، و أمّ سلمة بنت عمرو، كانت عند عبد اللّه بن هاشم بن المسور بن مخرمة لم تلد، و هما لأمّ ولد، و قد انقرض ولد عمرو بن الحسن بن علي.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر (4) بن حيوية، أنبأنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا محمّد بن سعد قال (5) في الطبقة الرابعة من تابعي أهل المدينة: محمّد بن عمرو بن الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطّلب، و أمّه رملة بنت عقيل بن أبي طالب، فولد محمّد بن عمرو. حسن (6)ابن محمّد، و رقية بنت محمّد، و أمّهما حميدة بنت محمّد بن أبي سعيد الأحول بن عقيل بن أبي طالب، و أمّها فاطمة الصغرى بنت علي بن أبي طالب، و عمرو بن محمّد، و عبد اللّه، و عبيد اللّه، و أمّهم خديجة بنت علي بن حسين بن علي بن أبي طالب، و محمّد بن محمّد، و أمّه رملة بنت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل من بني عدي بن كعب، و جعفر بن محمّد، و أمّه أمّ ولد، و داود بن محمّد، و أمّه أمّ ولد، و قد انقرض ولد عمرو بن حسن بن علي بن أبي طالب، و درجوا فلم يبق منهم أحد.
أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي في كتابه، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أبو
ص: 17
الحسين الطّيّوري، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالا: أنبأنا عبد الوهّاب بن محمّد، أنبأنا أحمد ابن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا البخاري (1) قال: محمّد بن عمرو بن الحسن بن أبي طالب الهاشمي المدني قال لنا آدم: ثنا شعبة، ثنا محمّد بن عبد الرّحمن الأنصاري قال:
سمعت محمّد بن عمرو بن الحسن بن علي، عن جابر بن عبد اللّه عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«ليس من البرّ الصوم (2) في السفر» و رأى رجلا قد ظلّل عليه[11584].
و قال لي نعيم: ثنا عبد العزيز بن محمّد، عن عمارة بن غزيّة، عن محمّد بن عبد الرّحمن بن سعد بن زرارة عن جابر خرجنا مع النبي صلى اللّه عليه و سلّم نحوه.
و روى عنه سعد بن إبراهيم و سمع منه.
قال: و حدّثنا البخاري (3) قال: محمّد بن عمرو الهاشميّ عن زينب، و روى عنه أبو الجحّاف.
[قال ابن عساكر:] (4) فرّق بينهما و تابعه على ذلك ابن أبي حاتم فيما:
أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا حمد - إجازة-. ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم (5) قال:
محمّد بن عمرو بن الحسن بن علي بن أبي طالب، روى عن جابر بن عبد اللّه، روى عنه محمّد بن عبد الرّحمن بن أسعد بن زرارة، و سعد بن إبراهيم، سمعت أبي يقول ذلك، و سئل أبو زرعة عنه فقال: مدني ثقة.
أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا الحسن بن علي الجوهري، أنبأنا علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ، أنبأنا محمّد بن الحسين بن شهريار، ثنا عمرو بن علي بن بحر في تسمية من روى عن ابن عبّاس ممّن سكن المدينة قال: محمّد بن عمرو بن الحسن بن علي بن أبي طالب.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأنا أبو بكر الصفّار، أنبأنا أحمد بن علي بن
ص: 18
منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال أبو عبد اللّه محمّد بن عمرو بن حسن بن علي بن أبي طالب الهاشميّ المديني، و أمّه رملة بنت عقيل بن أبي طالب.
أنبأنا محمّد، ثنا موسى، ثنا خليفة قال: محمّد بن عمرو بن الحسن، يكنى أبا عبد اللّه.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل المقدسي، أنبأنا مسعود بن ناصر، أنبأنا عبد الملك بن الحسن، أنبأنا أبو نصر البخاري، قال: محمّد بن عمرو بن الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشميّ المدني، حدّث عن جابر بن عبد اللّه، روى عنه سعد بن إبراهيم، و محمّد بن عبد الرّحمن الأنصاري في الصلاة و الصّوم.
قرأت على أبي القاسم بن عبدان عن محمّد بن علي بن أحمد الفرّاء، أنبأنا رشأ بن نظيف، أنبأنا أبو الفتح الطرسوسي، أنبأنا محمّد بن محمّد بن داود الكرجي، ثنا عبد الرّحمن ابن يوسف بن سعيد بن خراش قال: محمّد بن عمرو بن حسن، حدّث عنه (1) سعد بن إبراهيم، مدني، ثقة.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنبأنا أبو الحسن ابن السّقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: حدّثنا محمّد بن يعقوب، ثنا عباس بن محمّد قال:
قال يحيى: و قد روى عمرو بن دينار عن محمّد بن عمرو بن حسن (2) بن علي بن أبي طالب.
6860 - محمّد بن عمرو [بن] (3) حويّ أبو عبد اللّه السّكسكي البتلهيّ (4)
حكى قصة تظلّم أهل دمشق من أحمد بن محمّد بن المدبر في الساحة في أيّام المتوكل.
حكى عنه أبو الحسن علي بن الفتح الكاتب البغدادي.
قرأت بخط أبي الحسين الرازي:
ذكر أبو الحسن علي بن الفتح الكاتب البغدادي المعروف بالمقلّد قال: كنت بدمشق في سنة إحدى و ستين و مائتين، و سمعت شيخا من شيوخ دمشق و ثقاتها يقال له أبو عبد اللّه
ص: 19
محمّد بن عمرو بن حوي البتلهيّ قد أتى له مائة سنة و تسع سنين، و كان في إقليم من أقاليم غوطة دمشق، يعرف ببيت لهيا (1)،و بينها و بين دمشق نحو ميل، و كان له في هذا الإقليم عدة قصور مبنية بالحجارة و الخشب الصنوبر و العرعر، في كلّ قصر منها بستان و نهر يسقيه، و كان كلّ خليل يقدم من الحضرة أو من مصر يريدها ينزل عنده، و في قصوره، و ممن وقفت عليه أنه نزل عنده عبيد اللّه بن يحيى بن خاقان، و أبو محمّد الحسن بن مخلد، و أبو الحسن أحمد ابن محمّد بن المدبر، و أمثال لهم، و كان أبو القاسم عيسى بن داود بن الجرّاح ينزل في بعض قصوره، و هو يتقلد الخراج بجندي دمشق و الأردن، قال علي بن الفتح: فكان محمّد بن عمرو بن حوي يدخلني إليه و يحادثني و يسألني عن أخبار الحضرة، و كان يصف أبا محمّد الحسن بن مخلد بالكفاية و الرحلة، و كان فيما حدّثني به أن أحمد بن محمّد بن المدبر كان عدل أموال الخراج و الضياع - يعني - مسح الأرضين بجندي دمشق، و الأردن على اجتهاد، و تقصّي و قصد الإنصاف إلاّ أن الناس لم يقنعهم ذلك، و إذا رأوا الحيلة و المسامحة فحفظوا عليه ما تسامح به أصحابه و ما وقع فيه السهو، و ما تهيّأ لأصحاب المصانعة عليه، فلمّا قدم المتوكل دمشق في آخر سنة ثلاث و أربعين و مائتين اجتمعوا من أقطار الأجناد و شكوا (2)تحامل ابن المدير عليهم و مسامحة أصحابه الرؤساء منهم، و أخذهم المصانعات على ذلك، و استقصائه على الضعفاء،[و زيادتهم عليهم في خراجهم و أشغلوا المتوكل بالتظلم عما قصد له من النزهة] (3) و اتصل بظلمهم على أن عزم على الرجوع إلى العراق، فأمر عبيد اللّه بن يحيى بن خاقان بالاجتماع مع الكتّاب و ابن المدبّر في مسجد جامع دمشق، و النظر في أمور الناس، و ما يتظلّمون منه، فلم يحضر تخلّصا، و كان يحب الإيقاع بابن المدبّر و إفساد حاله، و حضر أبو الحسن موسى بن عبد الملك صاحب ديوان الخراج و أبو محمّد الحسن بن مخلد صاحب ديوان الضياع، و قد واطأهم عبيد اللّه بن يحيى على معارضة ابن المدبّر و حضر أبو الحسن أحمد بن محمّد بن المدبّر، و حضر مع ابن المدبّر أبو الفضل نجاح بن سلمة، و هو يتقلد ديوان التوقيع و ميله مع ابن المدبر، و حضر غيرهم من أصحاب الدواوين و حضر الناس، فذكر المتظلمون ظلاماتهم فقيل لهم: تراضوا برجل منكم يكون الرجوع إلى قوله في المسألة، فتراضوا أي - يعني - بمحمّد بن عمرو بن حوي، و شكوا ما لحقهم و دعوا إلى
ص: 20
استخلاف المساح و الأدلاّء و من يقلد التعديل من أصحاب ابن المدبر، فدعا هؤلاء القوم إلى اليمين، فتلكّأ بعضهم و قصد المتظلمون الأسباب التي كانوا وقعوا عليها و ما وقعت فيه المسامحة، و ما وقعت عليه المصانعة و غير ذلك، فسأل أبو محمّد الحسن بن مخلد أحمد بن محمّد بن المدبّر عمّا تظلموا منه و نسبوه إليه، فقال: قد علمت في أمر التعديل بما بلغه مجهودي و ما قصرت فيما أمكنني من اختبار العمال و المساح و غيرهم، و أزحت علتهم في الأرزاق، فقال له الحسن بن مخلد قد صدقت، و لكن الفساد قد وقع و ظهر في العقود، و وقعت السلوك في جميعها فقال له ابن المدبر: إذا كانت السلوك قد وقعت عندك و الفساد قد ظهر فأعد المساحة فقال له الحسن بن مخلد: فإذا أعدنا المساحة وجب عليك يا أبا الحسن ردّ ما ارتزقته و أصحابك و أنفقته، فقال له ابن المدبر: لم أظن أنك بلغت من الصناعة و التقدم في الأحكام فيها إلى ما قد بلغت، فقال له الحسن بن مخلد: دع عنك هذا القول الفارغ فليس هو بما نحن فيه من شيء فقد علم كل من في هذا المجلس أن هذا القول منك استراحة إلى دفع ما تظلم القوم منه، و الواجب أن تعاد المساحة بأقوام ثقات تلزمك أرزاقهم إلى أن يصح عقد مال البلد، و ينقطع التظلم و لا يلحق أمير المؤمنين إثم فيما يجتنى له مما قد أحله اللّه له، فإن الأمر متى ما ترك على هذا لا يزال أهل البلد يتظلمون على الأيام. و يتقاعدون بأداء ما عليهم و يلزمهم من الخراج الصحيح.
قال أبو عبد اللّه بن حوي: فرأيت و اللّه أبا الحسن ابن المدبر، و أبا الفضل نجاح بن سلمة و قد انقطعا في يده فبرزت من جملة الناس، و قلت: عندي قول يرضى به، و يمشي أمورهم، و يتم العقد، فقالوا: هات ما عندك فقلت: أقرب ما يمشي به هذا الأمر، تناظر القوم على ما يتظلمون منه، و يحصى مبلغه، و يستماح أمير المؤمنين لهم ببعضه، و يوضع ذلك من مال العقد، فرضيت الجماعة بذلك، و أنهى ما قلته إلى أمير المؤمنين. فاستصوبه (1)و وقع عنده أحسن موقع و سرّ (2) عبيد اللّه بن يحيى بما جرى على ابن المدبر في نقصه له و النجاح، و وقع ذلك عند ابن المدبر أعظم موقع، و انقطع عنه التظلم.
قال علي بن الفتح: و لما قدمت العراق. حدثني بعض مشايخ الكتاب بخبر هذا المجلس عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن حفص، و ذكر أنه كان حاضرا له، قال ابن
ص: 21
الفتح: و وجدت في بعض نسخ كتب أحمد بن محمد ابن المدبر إلى (1) المتوكل بعد قدومه إلى العراق بخبر هذا المجلس، قال: ثم حرض علي جماعة من رعاع أهل البلد، و سوقته و سكان حوانيت و مشتغلات في ربض مدينة دمشق، و قوم من سواهم من أهل الخراج عند اعتزام أمير المؤمنين على الانصراف من دمشق على الكلام في التعديل و التظلم من أبواب منه بأسباب أكره شرحها اليوم و حملوا على ذلك حين وجهه إليهم في الليلة التي عزم أمير المؤمنين في صبيحتها على الرحيل من يطوف على مواضعهم و يأمرهم بالبكور، و كان الأمر في ذلك ظاهرا مشهورا في البلد فاعترضوا أمير المؤمنين و تظلموا، و حضرت منهم و معهم جماعة انتفعت بالتعديل و زال عنها الظلم بكذبهم، و ببطل أقوالهم فلم يفهم عنهم لكثرتهم و كثرة اختلافهم بأمر أيده اللّه بجمع كتاب دواوينه و من كان في عسكره من سائر كتابه النظر فيما تكلم فيه أهل البلد، و ما احتج به، فإن اتفقنا على أمر أمضى ما يتفق عليه، و إن اختلفنا أنهى ذلك إليه أيده اللّه لما مر فيه بأمره، فجمع لذلك صاحبا ديوان الخراج و الضياع و هما ذلك الوقت موسى بن عبد الملك و الحسن بن مخلد و نجاح بن سلمة صاحب ديوان التوقيع و المعلى بن أيوب و الفضل بن مروان و أحمد بن إسرائيل و داود بن محمد بن أبي العباس الطوسي، و هو يتولى ديوان المظالم و عبد اللّه بن محمد بن يزداد، و حضر القضاة و جماعة من فقهاء البلد، و وجوه أهله، و نظر فيما تظلم المتظلمون فأنهى ذلك، و ما احتجت به إلى أمير المؤمنين، و أعلمه عبيد اللّه بن يحيى اجتماع أهل البلد على الحمد و وهب اللّه من السير، و أسقط من أمر التعديل و الأبواب التي تظلموا فيها إليه أيّده اللّه و أمر أعزّه اللّه بإسقاط بعض الأبواب التي تظلموا فيها، و المغير لهم عن بعض ما وجب عليهم، فبلغ ما أمر ما بلغ بإسقاطه، و الصفح لهم عنه، مع ما وجب إسقاطه عن أهل جند الأردن من بعض الأبواب التي أسقطت عن أهل دمشق تسعة و ثلاثين ألفا و خمسمائة و ستة و ثلاثين دينارا تفضلا منه - أيّده اللّه - عليهم و إحسانا إليهم.
ابن أميّة بن عبد شمس الأمويّ (2)
و أبوه عمرو الأشدق الذي قتله عبد الملك بدمشق.
ص: 22
كان مع أبيه حين قتل، و قد تقدم ذلك في ترجمة أخيه سعيد بن عمرو، ثم قدم الشام غازيا و نزل على عمّته زوج خالد بن يزيد بن معاوية بدمشق.
روى عنه: عمرو بن دينار.
أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو نصر بن قتادة، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، أنبأنا أحمد بن نجدة، أنبأنا سعيد بن منصور، ثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن محمّد بن عمرو بن سعيد.
أن بني سعيد بن العاص كان لهم غلام فأعتقه كلّهم إلاّ رجل واحد، فذهب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يستشفع به على الرجل، فوهب الرجل نصيبه للنبي صلى اللّه عليه و سلّم فأعتقه، فكان العبد يقول:
أنا (1) مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و الرجل يقال له: رافع أبو البهي.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنبأنا أبو الحسين، و أبو الغنائم و هذا لفظه، قالا: أنبأنا أبو أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا البخاري (2)،ثنا علي بن عبد اللّه، ثنا سفيان قال عمرو: و سمعت محمّد بن عمرو بن سعيد بن العاص: أعتق بنو سعيد بن العاص قلت لسفيان: فإنّ حمّاد بن سلمة يقول: محمّد بن عمرو بن سعيد، فقال: لم يحفظ إنّما مرّ بعمرو و حفظه هكذا، و قال البخاري في موضع آخر بهذا الإسناد:
قال علي: ثنا سفيان قال عمرو: سمعت محمّد بن عمرو بن سعيد بن العاص كان غلام لبني سعيد بن العاص الأكبر فأعتقوه إلاّ رجل واحد فانطلق العبد إلى النبي صلى اللّه عليه و سلّم يستشفع به على الواحد، فوهب نصيبه للنبي صلى اللّه عليه و سلّم و هو رافع أبو البهي.
قرأت بخط الحسين (3) بن الحسن بن علي بن ميمون، أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن عطية ابن حبيب، أنبأنا أبو علي محمّد بن القاسم، أنبأنا عمرو (4) بن محمّد، ثنا محمّد بن الحسن الأزدي، أنبأنا الرياشي عن العتبي عن رجل من قريش، عن مطير مولى يزيد بن عبد الملك.
أن محمّد بن عمرو بن سعيد بن العاص قدم الشام غازيا فأتى عمّته ابنة سعيد بن العاص و هي عند خالد بن يزيد بن معاوية، فدخل خالد فرآه فقال: ما يقدم علينا قادم من الحجاز إلاّ اختار المقام عندنا على المدينة، فظنّ محمّد أنه تعرّض به فقال: و ما يمنعهم، و قد قدم قوم
ص: 23
من أهل المدينة على النواضح، فنكحوا أمّك و سلبوك، ملكك، و فرغوك لطلب لطلب الحديث و قراءة الكتب، و طلب ما لا يقدر عليه - يعني - الكيمياء.
أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنبأنا أبو جعفر المعدّل، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، ثنا أحمد بن سليمان [نا] (1) الزبير (2) قال في تسمية ولد عمرو بن سعيد: و إسماعيل، و محمّد، و أمّ كلثوم، و أمّهم أمّ حبيب بنت حريث بن سليم من بني عذرة.
قرأت على أبي غالب الحريري، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية - إجازة - أنبأنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق الجلاّب، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا محمّد بن سعد (3) قال:
فولد عمرو بن سعيد: أميّة، و سعيدا، و إسماعيل، و محمّدا (4)،و أمّ كلثوم، و أمّهم أمّ حبيب بنت حريث بن سليم بن عمر (5) بن لبيد بن عداء بن أميّة بن عبد اللّه بن رزاح بن ربيعة ابن حرام بن ضنّة بن عبد بن كبير بن عذرة من قضاعة.
أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنبأنا أبو الحسين، و أبو الغنائم، قالا: أنبأنا أبو أحمد، أنبأنا أحمد، أنبأنا أحمد، أنبأنا محمّد، أنبأنا البخاري (6) قال: محمّد بن عمرو بن سعيد بن العاص القرشي الأمويّ ، حجازي، أراه أخا موسى و سعيد و أميّة.
6862 - محمّد بن عمرو بن إبراهيم بن عمرو بن حفص بن شليلة أبو الحسن الثقفي حدّث عن أبي بكر محمّد بن عبد اللّه بن بكّار السلمي (7)روى عنه: أبو هاشم المؤدّب، حدّثني أبو محمّد بن الأكفاني فيما شافهني به عن أبي بكر محمّد بن علي الحداد، أنبأنا تمام بن محمّد، و نقلته من خط تمام، أنبأنا أبو هاشم عبد الجبّار بن عبد الصّمد
ص: 24
المؤدّب، أخبرني أبو الحسن محمّد بن عمرو بن سليمان بن عمرو بن حفص بن شليلة، ثنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن بكّار الدمشقي، يعرف بأبي هريرة المعلّم، ثنا محمّد بن الخليل الخشني، ثنا ابن عيّاش، عن الوليد بن عباد عن عامر الأحول عن أبي هريرة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«لا تزال عصابة من أمّتي يقاتلون على أبواب دمشق و ما حولها، و على أبواب بيت المقدس و ما حولها، لا يضرّهم خذلان من خذلهم ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة»[11585].
ابن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي القرشيّ السّهميّ (1)
من أبناء الصحابة.
سمع أباه، و معاوية و غيرهما، و قدم مع أبيه دمشق بعد قتل عثمان، و شهد [صفين،] (2)و له شعر في شهوده صفّين (3).
أخبرنا (4) أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلص، ثنا أحمد بن سليمان، ثنا الزبير قال (5):فولد عمرو بن العاص: عبد اللّه بن عمرو، و محمّد بن عمرو بن العاص لا عقب له، و أمّه من بليّ .
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية (6)،أنبأنا أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن فهم، ثنا محمّد بن سعد قال:
و كان لعمرو بن العاص من الولد: عبد اللّه و أمّه ريطة بنت منبه بن الحجّاج بن عامر بن حذيفة بن سعد بن سهم بن عمرو، و محمّد بن عمرو، و أمّه من علي.
أخبرنا أبو محمّد بن الآبنوسي في كتابه، و أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسين بن المظفّر، أنبأنا أبو علي المدائني، أنبأنا أبو بكر أحمد ابن عبد اللّه بن عبد الرحيم قال: ولد عمرو بن العاص: محمّدا (7)،أمّه خولة بنت حمزة بن السليل بن قيس بن طيئ.
ص: 25
أخبرنا أبو بكر الحاسب، أنبأنا الحسن بن علي، أنبأنا محمّد بن العباس، أنبأنا أحمد ابن معروف، ثنا الحسين بن فهم، ثنا ابن سعد، أنبأ محمّد بن عثمان، ثنا عبد اللّه بن جعفر (1)،عن أبي عون مولى المسور قال: و حدّثنا عبد الحميد بن جعفر عن أبيه قال:
و حدّثنا أسامة بن زيد الليثي عن يزيد بن أبي حبيب قالوا:
عزل عثمان بن عفّان عمرو بن العاص عن خراج مصر، و أقرّه على الجند و الصّلاة، و ولى عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح الخراج فتباغيا (2) فكتب عبد اللّه بن سعد إلى عثمان أن عمروا قد كسر على الخراج و كتب عمرو بن العاص إلى عثمان أن عبد اللّه بن سعد قد كسر على مكيدة الحرب، فعزل عثمان عمرو بن العاص عن الجند و الصلاة، و ولّى ذلك عبد اللّه ابن سعد مع الخراج، فانصرف عمرو مغضبا، فقدم المدينة، فجعل يطعن على عثمان و يعيبه، و دخل عليه يوما و عليه جبّة له يمانية محشوّة بقطن فقال له عثمان: ما حشو جبّتك هذه يا عمرو؟ قال: حشوها عمرو و لم أرد هذا يا بن النابغة، ما أسرع ما قمل جربّان جبّتك، و إنّما عهدك بالعمل عام أول، تطعن، عليّ و تأتيني بوجه و تذهب عني بآخر، فقال عمرو: إنّ كثيرا مما ينقل الناس إلي و لا تهم باطل، فقال عثمان: قد استعملتك على ظلعك فقال عمرو:
و قد كنت عاملا لعمر بن الخطّاب ففارقني و هو عليّ راض، فخرج عمرو من عند عثمان و هو محتقن (3) عليه، فجعل يؤلّب عليه الناس و يحرّضهم فلما حصر عثمان الحصر الأول خرج عمرو من المدينة حتى انتهى إلى أرض له بفلسطين يقال لها السبع (4) فنزل في قصر يقال له العجلان، فلما أتاه قتل عثمان قال: أنا أبو عبد اللّه إذا أحك قرحة نكأتها، يعني أني قتلته بتحريضي عليه، و أنا بالسبع، و قال: أتربص أياما و انظر ما يصنع الناس.
فبلغه (5) أن عليا قد بويع له، فاشتد ذلك عليه. ثم بلغه أن عائشة و طلحة و الزبير ساروا إلى الجمل فقال: أستأني و انظر ما يصنعون، فلم بشهد الجمل و لا شيئا من أمره. فلما أتاه الخبر بقتل طلحة و الزبير أرتج عليه أمره. فقال له قائل: إن معاوية لا يريد أن يبايع لعلي فلو
ص: 26
قاربت معاوية، فقال: ارحل يا وردان - فدعا ابنيه عبد اللّه و محمدا، فقال: ما تريان، فقال عبد اللّه: توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و هو عنك راض، و توفي أبو بكر و هو عنك راض، إني أرى أن تكف يدك، و تجلس في بيتك حتى يجتمع الناس على إمام فتبايعه. فقال: حط يا وردان و قال له ابنه محمد بن عمرو: أنت ناب من أنياب العرب فلا أرى أن يجتمع هذا الأمر و ليس لك فيه صوت و لا ذكر. فقال: أما أنت يا عبد اللّه فأمرتني بالذي هو خير لي في آخرتي و أسلم في ديني. و أما أنت يا محمد فأمرتني بالذي هو أنبه لي في دنياي، و شرّ لي في آخرتي، و إن عليّا قد بويع له و هو يدل لسابقته و هو غير مشركي في شيء من أمره. ارحل يا وردان. ثم و معه ابناه حتى قدم على معاوية بن أبي سفيان، فبايعه على الطلب بدم عثمان و كتبا بينهما كتابا نسخته:
بسم اللّه الرحمن الرحيم هذا ما تعاهد عليه معاوية بن أبي سفيان و عمرو بن العاص ببيت المقدس من بعد قتل عثمان بن عفان، و حمل كل واحد منهما الأمانة أن بيننا عهد اللّه على التناصر و التخالص و الناصح في أمر اللّه و الإسلام، و لا يخذل أحدنا صاحبه بشيء و لا يتخذ من دونه وليجة، و لا يحول بيننا ولد و لا والد أبدا ما حيينا فيما استطعنا فإذا فتحت مصر فإن عمرا على أرضها و إمارته التي أمره عليها أمير المؤمنين و بيننا التناصح و التوازر و التعاون على ما نابنا من الأمور، و معاوية أمير على عمرو في الناس و في عامة الأمر حتى يجمع اللّه الأمة، فإذا اجتمعت الأمة فإنهما يدخلان في أحسن أمرها على أحسن الذي بينهما في أمر اللّه، و الذي بينهما من الشرط في هذه الصحيفة.
و كتب وردان سنة ثمان و ثلاثين.
قال: و بلغ ذلك عليّا، فقام فخطب أهل الكوفة فقال: أما بعد، فإنه قد بلغني أن عمرو ابن العاص الأبتر ابن الأبتر بايع معاوية على الطلب بدم عثمان، و حضهم عليه، فالعضد - و اللّه - الشّلاّء عمرو و نصرته.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو طاهر المخلص، أنا أحمد بن عبد اللّه بن سعيد بن سيف، نا السري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف (1) بن عمر نا عن أبي حارثة و أبي عثمان، قالا: و بينا عمرو بن العاص جالس
ص: 27
بعجلان (1) و معه ابناه، يعني عبد اللّه و محمدا، إذ مرّ به راكب، فقالوا: من أين ؟ فقال: من المدينة. فقال عمرو: ما اسمك ؟ قال: حصيرة. قال عمرو: حصر الرجل أو قتل [قال:] فما الخبر؟ قال: تركت الرجل محصورا. فقال عمرو: يقتل، ثم مكثوا أياما، فمرّ بهم راكب، فقالوا: من أين ؟ قال: من المدينة؛ قال عمرو: ما اسمك ؟ قال: قتال ؟ قال عمرو:
قتل الرجل، فما الخبر؟ قال: قتل الرجل، ثم لم يكن إلاّ ذلك إلى أن خرجت، ثم مكثوا أياما فمرّ بهم راكب، فقالوا: من أين ؟ قال: من المدينة، قال عمرو: ما اسمك ؟ قال:
حرب. قال عمرو: يكون حرب، فما الخبر؟ قال: قتل عثمان و بويع علي، فقال عمرو: و أنا أبو عبد اللّه، تكون حرب من حط فيها قرحة نكأها، رحم اللّه عثمان و غفر له، فقال سلمة (2)بن زنباع الجذامي: يا معشر قريش، إنه قد كان بينكم و بين العرب باب، فاتخذوا بابا إذا كسر [الباب، فقال عمرو: و ذاك الذي نريد، و لا يصلح الباب إلاّ أشاف (3) تخرج الحق من حافرة الباطل، و يكون] (4) الناس في العدل سواء، و تمثل عمرو في بعض ذلك:
بالهف نفسي على مالك *** و هل يصرف اللهف حفظ القدر
أبرع من الجن (5) أزرى بهم *** فاعذرهم أم بقومي سكر
ثم ارتحل داخلا إلى الشام، و معه ابناه، يبكي كما تبكي المرأة، و يقول: وا عثماناه، أنعى الحياء (6) و الدين حتى قدم دمشق، و كان قد سقط إليه من الذي يكون علم، فعمل عليه.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّاء، قالا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلص، أنبأنا أحمد بن سليمان، ثنا الزبير بن بكّار، حدّثني عمر بن أبي بكر المؤمّلي، عن زكريا بن عيسى، عن ابن شهاب أن محمّد بن عمرو بن العاص شهد القتال يوم صفّين و كان أهل الشام يوم صفّين خمسة و ثلاثون ألفا، و كان أهل العراق عشرين أو ثلاثين و مائة ألف، فما التقوا بصفّين قال محمّد بن عمرو في ذلك أبيات شعر و أبلى في ذلك اليوم (7).
ص: 28
لو شهدت جمل مقامي و مشهدي *** بصفين يوما، شاب منها الذّوائب
غداة أتى أهل العراق كأنّهم *** من البحر لجّ ، موجه متراكب
و جئناهم نمشي كأنّ صفوفنا *** شهاب (1) حريق رفعته الجنائب
فقالوا لنا: إنّا نرى أن تبايعوننا (2) *** فقلنا: بل نرى أن نضارب
فطاروا إلينا بالرماج كأنهم (3) *** و طرنا إليهم، بالأكف قواضب (4)
إذا ما أقول: استهزموا اعترضت لنا *** كتائب منهم و ارجحنّت (5) كتائب
فلا هم يولّون الظهور فيدبروا *** فرارا كفعل الخادرات الدوائب (6)
قال ابن شهاب: فأنشدت عائشة أبياته هذه، فقالت: ما سمعت بشاعر أصدق شعرا منه.
أخبرنا أبو عبد اللّه الحسن بن محمّد بن خسرو، أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسين بن [أيوب، أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو الحسن: أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين بن] (7) علي الكسائي الهمذاني، ثنا أبو سعيد يحيى بن سليمان الجعفي.
قال: و حدّثني نصر هو ابن مزاحم، حدّثني عمر بن سعد قال: و قال محمّد بن عمرو بن العاص: شعر (8):
فلو شهدت جمل مقامي و مشهدي *** بصفين يوما شاب منها الذوائب
غداة غدا أهل العراق كأنهم *** من البحر موج موجه (9) متراكب
و جئناهم نمشي صفوفا تخالنا (10) *** سحاب خريف صفقته الجنائب
فطارت إلينا بالرماح كماتهم *** و طرنا إليهم بالرماح (11) القواضب
ص: 29
فدارت رحانا و استدارت رحاهم *** و منا (1) و منهم ما تزول المناكب
إذا قلت قد استهزموا (2) برزت لنا *** كتائب حمر و ارجحنت كتائب
و قالوا: نرى من رأينا أن تبايعوا *** عليّا فقلنا: بل (3) عليّا نضارب
فأبنا و قد نالوا سراة رجالنا *** و ليس لما لاقوا سوى اللّه حاسب
فلم أر يوما كان أكثر باكيا *** و أكثر حريبا كميّا يكالب (4)
كأنّ تلالي البيض فينا و فيهم *** تلألؤ برق تهامة ثاقب
قال: فرد عليه محمّد بن علي بن الحنفية فقال (5):
لو شهدت جمل مكانك (6) أبصرت *** مقام لئيم وسط تلك الكتائب
أتذكر (7) صفّينا و موقف خيلنا *** و لم نشهد الصفّين عند التضارب
و تذكر يوما لم يكن لك فخره *** و قد ظهرت فينا عليك الجلائب
فأعطيتمونا ما نقمتم أذلّة *** على غير تقوى اللّه و الضّرب (8) واصب (9)
و قد روي هذا الشعر لابيه عمرو بن العاص.
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر، أنبأنا أبو بكر الخرائطي، ثنا أبو عاصم - يعني - النبيل قال: قال عمرو بن العاص:
و لو شهدت جمل مقامي و مشهدي *** بصفّين يوما شاب منها الذوائب
عشية جاء أهل العراق كأنهم *** من البحر موج صفقته الجنائب
فقالوا: نرى في رأينا أن تبايعوا *** عليّا فقلنا إنّنا سنضارب
[قال ابن عساكر:] (10) كذا وجدته، و الخرائطي لم يدرك أبا عاصم [و] روي هذا الشعر لعبد اللّه بن عمرو بن العاص، و قد تقدّم في ترجمته.
ص: 30
6863 م - محمّد بن عمرو بن عبد اللّه بن رافع بن عمرو الطائي الحجراوي (1)
حدّث عن أبيه، عن جده.
روى عنه: ابن ابنه يحيى بن عبد الحميد بن محمّد، و قد تقدم حديثه.
سمع خيثمة بن سليمان بأطرابلس.
روى عنه: أبو بكر البرقاني.
أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل بن بشر، ثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن غالب الفقيه، ثنا أبو بكر محمّد بن عمرو بن علي بن عمروية الأسفرايني - بها - إملاء قال: سمعت خيثمة بن سليمان بأطرابلس يقول: سمعت ابن أبي الخناجر يقول:
كنا في مجلس يزيد بن هارون فلما نظر إليه قال و الناس قد اجتمعوا فيه فمرّ المتوكل مع خيثمة فنظر إلى مجلس يزيد بن هارون، فلما نظر إليه قال: هذا الملك.
قال الخطيب: هكذا روى هذا الخبر خيثمة و فيه وهم فاحش و خطأ ظاهر، و ذلك أن يزيد بن هارون مات في سنة ست و مائتين، و ولد المتوكل في سنة سبع و مائتين، و لعل المارّ بيزيد في جيشه كان المأمون، و اللّه أعلم.
حكى عن أبيه. حكى عنه أحمد بن المعلّى.
قرأت بخط أبي الحسين (2) الرّازي، حدّثني محمّد بن أحمد بن غزوان، ثنا أحمد بن المعلّى، ثنا محمّد بن عمرو بن عيسى، حدّثني أبي قال: لما ورد كتاب ابن بيهس على المأمون بخبر أبي العميطر و يستأذنه في غازيته دعاني المأمون فقال: ما في إخوتك من يصلح للقيام بطاعتنا؟ قلت: نعم، قال: فاكتب إليه، قال محمّد: فكتب أبي إلى عمي الحارث بن عيسى، فدخل مسجد دمشق يوم الجمعة، و دعا للمأمون فخالف عليه إسحاق بن سعيد بن عمارة، فوقعت الحرب بين كهلان و حمير، فخرج الحارث بن عيسى إلى صور لمّا طرد ابن
ص: 31
بيهس مسلمة، و أبا العميطر عن دمشق، فضبطها و دعا للمأمون و أجرى المراكب في الحرب، فلم يزل كذلك حتى قدم عبد اللّه بن طاهر دمشق.
6866 - محمّد بن عمرو بن مسعدة - و يقال: ابن مسلمة - أبو الحارث البيروني، و يعرف بابن فروة حدّث بدمشق سنة خمس و ثلاثمائة، و ببغداد عن العباس بن الوليد بن مزيد، و محمّد ابن عقبة بن علقمة، و مسلمة بن إبراهيم البيروتيين، و أحمد بن صاعد، و محمّد بن محمّد بن مصعب المعروف بوحشي الصوريين، و محمّد بن الوزير بن الحكم، و عبد الوهّاب بن عبد الرحيم الجويري، الدمشقيين، و أبي النضر إسماعيل بن عبد اللّه بن ميمون العسكري، و أبي زهرة يزيد بن السّميدع الأنطاكي.
روى عنه: أبو علي الحسن بن حبيب، و أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن أبي دجانة، و أبو أحمد بن عدي، و سعد بن محمّد بن أحمد الصيرفي، و أحمد بن جعفر بن سلم (1) الختّلي.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا إسماعيل بن أبي الفضل، قدم بغداد حاجا - قراءة عليه، و أنا أسمع - قيل له: أخبركم حمزة السّهمي، ثنا عبد اللّه بن عدي، ثنا محمّد بن عمرو بن مسعدة البيروتي بدمشق، ثنا محمّد بن عقبة بن علقمة البيروتي، حدّثني أبي، حدّثني الأوزاعي، ثني العلاء بن عبد الرّحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«لا صيام بعد النصف من شعبان حتى يدخل رمضان»[11586].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا علي بن أحمد بن محمّد، و محمّد بن محمّد ابن علي العكبري، قالا: أنبأنا أبو الحسن بن عثمان العطّار، أنبأنا أبو إسحاق سعد بن محمّد ابن إسحاق الصيرفي، حدّثنا أبو الحارث محمّد بن عمرو بن مسعدة، ثنا العباس بن الوليد بحديث ذكره.
أخبرنا أبو القاسم النسيب، و أبو الحسن المالكي، و أبو منصور بن زريق، قالوا: قال لنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ (2):محمّد بن عمرو بن مسعدة أبو الحارث البيروتي، قدم بغداد، و حدّث بها عن محمّد بن وزير الدمشقي، و العباس بن الوليد البيروتي، روى عنه
ص: 32
أحمد بن جعفر بن سلم الختّلي، و ذكر أنه سمع منه في سنة خمس و تسعين و مائتين.
أبو بكر المعروف بابن عمرون القرشيّ
دمشقي.
روى عن أبيه، عن جده، و أبي غسان مالك بن إسماعيل النهدي.
روى عنه: جعفر ابن بنت عدبّس (1)،و أبو إسحاق بن سنان (2)،و محمّد بن هارون بن عبد الرّحمن القيني، و أحمد بن عمير بن جوصا.
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، ثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن محمّد، أنبأنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد بن جعفر بن هشام بن عدبّس الكندي الكوفي - قراءة عليه - و حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن صالح بن سنان، و محمّد بن هارون بن عبد الرّحمن القيني، قالوا: أنبأ أبو بكر محمّد بن عمرو بن نصر بن الحجّاج في ربيع الآخر سنة [ثلاث] (3) و ثمانين و مائتين، حدّثني أبي (4) عمرو بن نصر عن أبيه نصر بن الحجّاج، ثنا الأوزاعي، عن الزهري، ثنا أنس بن مالك الأنصاري قال: بينا نحن مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم هبطنا ثنية و رأوا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يسير وحده، فلمّا أسهلت به الطريق ضحك و كبّر، فكبّرنا، ثم سار ربوة ثم ضحك و كبّر، فكبّرنا لتكبيره، ثم أدركته فقال القوم: كبّرنا لتكبيرك يا رسول اللّه، و لا ندري ممّا ضحكت ؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«قاد الناقة جبريل فلما أسهلت التفت إليّ (5) فقال:
أبشر و بشّر أمّتك أنه من قال: لا إله إلاّ اللّه دخل الجنة، و قد حرّم اللّه عليه النار، فضحكت و كبّرت»[11587].
أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين - قراءة - أنبأنا أبو القاسم بن الفرات، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي، ثنا ابن (6) جوصا، حدّثني محمّد بن عمرو بن نصر، حدّثني أبي
ص: 33
عن أبيه أنه حدّثه، ثنا الأوزاعي، حدّثني محمّد بن مسلم عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، أن أبا هريرة حدّثه، قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«بينما رجل يسوق بقرة قد حمل عليها، التفتّ إليه فكلّمته فقالت: إنّي لم أخلق لهذا، و لكن خلقت للحرث، فقال الناس: سبحان اللّه»، قال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«فإنّي أؤمن بذلك أنا و أبو بكر و عمر»[11588].
قال أبو الحسن بن عمير: رأيت في أصل كتاب قديم أخرجه إليّ ابن أبي نصر و حدّثني أن أباه حدّثه به عن جده عن الأوزاعي.
قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن عبد العزيز [بن] (1) أحمد، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، ثني محمّد بن هارون بن شعيب، ثنا محمّد بن عمرو بن نصر بن الحجّاج يعرف بابن عمرون، دمشقي، حدّثني أبي عن أبيه بحديث ذكره.
و قال أبو عبد اللّه بن مندة: حدّث عن أبيه بغرائب [قال ابن عساكر] (2) إلاّ أن ابن مندة أخطأ في نسبه فقال: محمّد بن أحمد بن عمرو بن نصر، و الصواب ما تقدّم.
أبو جعفر الكوفي الثعلبي (3) المعروف بالسوسي (4)
قدم دمشق و حدّث بها، ثم خرج إلى مصر فحدّث بها عن عبد اللّه بن نمير، و أبي معاوية الضرير، و يعلى بن عبيد، و وكيع بن الجرّاح، و أسباط بن محمّد، و محمّد بن عبيد، و يحيى بن عيسى الرملي، و عبيد اللّه بن موسى، و الحسن بن يزيد الكوفي.
روى عنه: أبو الأصيد محمّد بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن الإمام، و أبو العباس محمّد بن جعفر بن محمّد (5) بن هشام بن ملاّس، و محمّد بن الربيع بن سليمان الجيزي، و صالح بن علي الدمشقي، و أبو الجهم بن طلاّب، و عبد الرّحمن بن إسماعيل الكوفي، و أبو بكر محمّد ابن أحمد بن الوليد بن أبي هشام، و محمّد بن العبّاس بن الدّرفس، و أبو الحسن بن جوصا، و أحمد بن محمّد بن الحجّاج بن رشدين بن سعد، و إبراهيم بن لبيب، و أحمد بن زكير (6)المصريون.
ص: 34
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنبأنا أبو القاسم الحنّائي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد ابن عثمان بن الوليد بن الحكم - قراءة عليه - أنبأنا أبو العبّاس محمّد بن جعفر بن محمّد بن هشام بن ملاّس، ثنا أبو جعفر محمّد بن عمرو السوسي النّميري، ثنا عبد اللّه بن نمير، عن عبيد اللّه، عن نافع، عن ابن عمر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«لا تمنعوا إماء اللّه مساجد اللّه»[11589].
أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، أنبأنا أبو القاسم الحسين بن محمّد، أنبأنا محمّد بن أحمد بن أبي الحديد، أنبأنا أبو العبّاس محمّد بن جعفر النّميري، ثنا أبو جعفر محمّد بن عمرو السوسي النّميري، ثنا وكيع، عن الأعمش، عن عمارة (1) بن عمير، عن عبد الرّحمن ابن يزيد، عن ابن مسعود قال: قال لنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنّه أغضّ للبصر، و أحصن للفرج، و من لم يستطع منكم، فعليه بالصوم فإنه له و جاء»[11590].
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو بكر الشامي، أنبأنا أبو الحسن العتيقي، أنبأنا أبو يعقوب الصيدلاني، أنبأنا أبو جعفر العقيلي (2) قال: محمّد بن عمرو السوسي، كوفي، كان بمصر، و كان يذهب إلى الرفض، و حدّث بمناكير.
كتب إليّ أبو زكريا بن مندة، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنبأنا عمي أبو القاسم عن أبيه، ح و حدّثني أبو بكر أيضا، أنبأني أبو عمرو بن مندة عن أبيه، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: محمّد بن عمرو بن يونس بن عمران بن دينار الثعلبي (3) المعروف بالسوسي، يكنى أبا جعفر كوفي، قدم مصر و كانت وفاته بمحوس (4) من مناهل طريق مصر إلى مكة بعد انصرافه من الحج لهلال المحرم سنة تسع و خمسين و مائتين.
قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد الصوفي، أنبأنا أبو الحسن المؤدّب، أنبأنا أبو سليمان الربعي (5)،ثنا أبو جعفر الطحاوي قال: مات أبو جعفر محمّد بن عمرو بن يونس السوسي في المحرم سنة تسع و خمسين و مائتين في طريق مكة منصرفا من الحجّ ، مات ساجدا، و قد استوفى مائة سنة.
ص: 35
و ذكر أبو جعفر الطحاوي [قال:] حدّثني أبو علي محمّد بن محمّد بن الأشعث الكوفي أنه كان معه و أنه قال له: انظر أ ترى الهلال ؟ قال: فنظرت، فرأيته فقلت له: قد رأيته، فقال لي: استوفيت مائة سنة، ثم نزل فقال: وضّئني لصلاة المغرب، فوضّأته لها، و دخل فيها فسجد سجدة فطال عليّ أمره فيها فوجدته ميتا.
حدّث عن يزيد بن أحمد بن يزيد السّلمي.
روى عنه:[أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن صالح القرشي] (1).
أبو عمر - و يقال: أبو عمرو، و يقال: أبو علي - الجهني مولاهم
ابن بنت محمّد بن هشام بن ملاّس النّميري.
روى عن محمّد بن سليمان ابن بنت مطر، و يونس بن عبد الأعلى.
روى عنه: أبو علي بن شعيب، و أبو الحسين (2) الرازي، و اختلفا في كنيته، و أبو سليمان بن زبر، و أبو سعيد سالم بن بندار بن الحسين الشبوي، و أبو بكر بن أبي الحديد (3)، و أبو الحسين الكلابي، و أبو الحسن أحمد بن عبد اللّه بن رزيق (4) البغدادي.
قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن محمّد، أنبأنا أبو علي بن شعيب، ثنا أبو عمر محمّد بن عمير الجهنيّ ، ثنا محمّد بن سليمان المطري (5)، ثنا عبد اللّه نمير، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمرو (6) قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إنّ اللّه لا يقبض العلم انتزاعا»، الحديث[11591].
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن عقيل بن بندار الكريدي، ثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد السّلمي - إملاء من حفظه - ثنا أبو عمر
ص: 36
محمّد بن عمير الجهنيّ بدمشق، و أبو الحسين بن أبي الحديد - بفسطاط مصر - قالا: ثنا يونس ابن عبد الأعلى الصّدفي، ثنا أنس بن عياض الليثي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«إنّ اللّه لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس و لكن يقبض العلماء بعلمهم، حتى إذا لم يبق عالما اتّخذ الناس رؤساء جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلّوا و أضلّوا»[11592].
أخبرناه أبو شريف صالح بن حمزة الجبلي (1)-بهراة - أنبأنا القاضي أبو العلاء صاعد ابن سيار بن يحيى، أنبأنا أبو سعيد محمّد بن موسى بن الفضل الصيرفي، ثنا محمّد بن يعقوب الأصم، ثنا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، ثنا أنس بن عياض فذكر نحوه.
قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد، و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية مشايخه الذين سمع منهم بدمشق: أبو علي محمّد بن عمير بن أحمد بن سعيد بن عمير ابن محمّد بن مسلّم بن عبد اللّه الجهنيّ ، و كان جده لأمّه محمّد بن هشام بن (2) ملاّس النّميري، مات في شهر رمضان سنة إحدى و ثلاثين و ثلاثمائة.
قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي محمّد الصوفي، أنبأنا مكي بن محمّد [أنا محمد] (3) بن عبد اللّه الربعي، قال: و في شهر رمضان - يعني - من سنة إحدى و ثلاثين توفي أبو عمرو بن عمير.
سمع هشام بن عمّار بدمشق.
روى عنه: أبو بكر بن المقرئ.
أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأنا أبو طاهر الثقفي، أنبأنا محمّد بن إبراهيم بن المقرئ، ثنا عبدان بن أحمد الجواليقي، و محمّد بن عمير بن عبد السّلام الرّملي، و عدة، قالوا: حدّثنا هشام بن عمّار الدمشقي أبو الوليد، ثنا مالك بن أنس، عن الزهري، عن أنس أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم دخل مكة و على رأسه المغفر[11593].
ص: 37
ابن عدس بن زيد بن عبد اللّه بن دارم بن مالك بن زيد مناة بن تميم
أبو عمير - و يقال: أبو عمر - الدّارميّ التميميّ الكوفي (1)
روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم مرسلا، و قيل عن أبيه.
روى عنه: أبو عمران عبد الملك بن حبيب الجوني، و كان سيّد أهل الكوفة و أجواد مصر، صاحب ربع تميم، و همدان (2)،و كان مع علي بصفّين، و استعمله على تميم الكوفة.
و وفد على عبد الملك بن مروان، ثم خرج إلى مصر وافدا على عبد العزيز بن مروان، ثم رجع إلى دمشق، و أقام بالشام إلى أن مات كراهية لولاية الحجّاج.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر بن إسماعيل، قالا: ثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، ثنا الحسين بن (3) الحسن المروزي، أنبأنا عبد اللّه بن المبارك، أنبأنا حمّاد بن سلمة (4)،عن أبي عمران الجوني، عن محمّد بن عمير بن عطارد بن حاجب أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم كان في ملأ من أصحابه فأتاه جبريل، فنكت (5) في ظهره قال:«فذهب [بي] (6) إلى شجرة فيها مثل وكري الطير، فقعد في أحدهما (7) و قعدت في الأخرى، فنشأت بنا حتى ملأت الأفق، فلو بسطت يدي إلى السماء لنلتها، ثم دلّي بسبب فهبط النور، فوقع جبريل مغشيا عليه، كأنه حلس (8) فعرفت فضل خشيته على خشيتي فأوحي إليّ أ نبيّا عبدا أو نبيا ملكا؟ و إلى الجنة ما أنت، فأومأ إليّ جبريل و هو مضطجع: بل نبي عبد»[11594].
أنبأنا أبو سعد محمّد بن محمّد، و أبو علي الحسن بن أحمد، قالا: أنبأنا أبو نعيم
ص: 38
الحافظ ، ثنا محمّد بن أحمد بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا إبراهيم بن الحجّاج، ثنا حمّاد، عن أبي عمران الجوني، عن محمّد بن عمير بن عطارد أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم كان في نفر من أصحابه، فجاء جبريل فنكث في ظهره فذهب إلى شجرة فيها مثل و كري الطير، فقعد في أحدهما و أقعد [ني] (1) في الآخر (2)،ثم نشأت بهما حتى ملأت الأفق، قال: فلو بسطت يدي إلى السماء لنلتها فدلّي بسبب و هبط النور، فوقع جبريل مغشيا عليه كأنه حلس، قال:
«فعرفت فضل خشيته على خشيتي، فأوحي إليّ : أ نبي عبد أو نبي ملك و إلى الجنّة ؟ ما أنت، فأومى إليّ جبريل أن تواضع، فقلت: نبيا عبدا»[11595].
هذا هو المحفوظ ، و رواه يزيد بن هارون عن حمّاد، فقال: عن محمّد عن أبيه.
أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الزاهد الأصبهاني، ثنا أبو السّري موسى بن الحسن بن عباد، ثنا حسين بن مبشر الفقيه قال: كنا عند يزيد بن هارون فذكر قصة ثم قال يزيد: ثنا حمّاد بن سلمة، أنبأنا أبو عمران الجوني، عن محمّد بن عمير بن عطارد بن حاجب التميميّ عن أبيه، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«لما أسري بي كنت أنا في شجرة فغشينا من أمر اللّه بعض ما أغشينا فخرّ جبريل مغشيا عليه، و بتّ على أمري فعرفت فضل إيمان جبريل عليه السّلام على إيماني»[11596].
أخبرنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنبأنا المبارك، و محمّد - و اللفظ له - قالا: أنبأنا أبو أحمد، أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا البخاري قال (3):
محمّد بن عمير بن عطارد بن حاجب الدّارميّ مرسل عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم أنه خيّر، قال: بل عبدا نبيا[11597].
قاله لنا موسى بن إسماعيل عن حمّاد بن سلمة، عن أبي عمران الجوني.
أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلال، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (4):محمّد بن عمير
ص: 39
ابن عطارد بن حاجب بن زرارة (1) الدّارميّ عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم مرسل.
روى حمّاد بن سلمة عن أبي عمران الجوني عنه، سمعت أبي يقول.
أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفرّاء، أنبأنا أبي أبو يعلى، ح و أخبرنا أبو السعود بن المجلي، حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي، قالا: أنبأنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنبأنا ابن مخلد قال: قرأت على علي بن عمرو الأنصاري: حدثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عياش محمّد بن عمير التميميّ يكنى أبا عمرو، كذا قال.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: محمّد بن عمير [التميمي أبو عمر].
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد اللّه بن منده قال: محمد بن عمير] (2) بن عطارد ذكر في الصّحابة، و لا تعرف له صحبة، و لا رؤية (3)، روى حديثه حمّاد بن سلمة عن أبي عمران الجوني عن محمّد بن عمير بن عطارد أنّ النبي صلى اللّه عليه و سلّم كان في نفر من أصحابه...
أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحدّاد، قالا: قال لنا أبو نعيم الحافظ : محمّد بن عمير بن عطارد يعدّ في الصحابة، و لا تصح له صحبة.
أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي، أنبأ بن إسحاق، أنبأنا أحمد ابن عمران، ثنا موسى، ثنا خليفة (4) قال في تسمية أمراء أصحاب علي يوم صفين: قال أبو عبيدة: على تميم الكوفة، محمّد بن عمير بن عطارد الدّارميّ .
قال خليفة (5):و في سنة أربع و ستين انتفض (6) أهل الرّي فوجه إليهم عامر بن مسعود و هو وال على الكوفة محمّد بن عمير بن عطارد الدّارميّ من بني تميم، و إصبهبذ (7) الري
ص: 40
يومئذ الفرخان فانهزم محمّد بن عمير، فبعث عامر بن مسعود عتاب بن ورقاء الرياحي، و معه ثلاثة بنين: محشرج أحد بني ثعلبة بن يربوع فقاتلوا معه يومئذ قتالا شديدا فقتل أحدهم الفرخان (1) الرازي، و انهزم المشركون.
قرأت بخط أبي الحسين الميداني في سماعه من أبي سليمان بن زبر، أنبأنا أبي، أنبأنا محمّد بن عبد السّلام، حدّثني محمّد بن أبي السّري، ثنا هشام بن محمّد الكلبي (2)،أخبرني أبو عبد اللّه النخعي قال: لمّا فرغ الحجّاج بن يوسف من دير الجماجم وفد على عبد الملك ابن مروان و معه أشراف أهل الكوفة و أهل البصرة فأدخلهم على عبد الملك، فبينما هم عنده يوما، إذ تذاكروا البلدان (3)،فقال محمّد بن عمير بن عطارد: أصلح اللّه أمير المؤمنين، نحن أوسع منهم [برية، و أسرع منهم] (4) في السّرية، و أكثر منهم نقدا (5) و قندا و عاجا و ساجا، و يأتينا ماؤنا عفوا صفوا، و لا يناله غيرنا إلاّ بقائد و سائق، و ناعق، فقال الحجّاج: أصلح اللّه أمير المؤمنين إنّ لي بالبلدين خبرا، و قد أوطنتهما جميعا قال له: قل و أنت عندنا مصدّق، فقال: أما البصرة فعجوز شمطاء و فراء، غرّاء (6) أوتيت من كل زينة، و أمّا الكوفة فشابّة حسنة جميلة لا حليّ لها و لا زينة، فقال عبد الملك: فضّلت الكوفة على البصرة.
أنبأنا أبو منصور موهوب بن أحمد بن محمّد، و أبو الفضل محمّد بن ناصر، قالا:
أنبأنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الطيب عثمان ابن عمرو بن المنتاب، أنبأنا محمّد بن جعفر بن محمّد بن نصير الخوّاص، ثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن مسروق، ثنا محمّد بن الحسين البرجلاني، ثني يوسف بن الحكم أن أبا عبد السّلام بن سليم مولى مسلمة بن هشام قال: قدم محمّد بن عمير بن عطارد بن حاجب بن زرارة التميميّ على عبد الملك بن مروان، فأنزله على نفسه و كان من سمّاره و حدّاثه، قال محمّد بن عمير: فبينا نحن عند عبد الملك ليلة نتحدث إذ قرع الحاجب الباب، فقال له عبد الملك: ما وراءك ؟ قال: رسول موسى بن نصير، أرسل إليه بجارية أندلسية لم ير بالمغرب مثلها، فقال: أدخلها عليّ ، فأدخلت، فرفع عبد الملك رأسه إليها و أكببنا قال: فقال عبد
ص: 41
الملك: يا محمّد ارفع رأسك فتأمّلها، و انظر إليها، قال: فرفعت رأسي و نظرت إليها، فقال:
ما ترى يا محمّد؟ قال: فقلت:
أرى وجهها سيقتلني سقاما *** فكشّف كربة الرّجل السقيم
وهبها لي فداك أبي و أمّي *** فمثلك جاد بالأمر الجسيم
فإنّك في الذوائب من قريش *** و أصحاب المعارف و الحطيم
قال: فطأطأ عبد الملك رأسه ثم رفعه و هو يقول:
بئس المستشار أخو تميم *** و نعم الحيّ حيّ بني تميم
أ أقطع لذتي و تقرّ عينا *** لقد راودت عن أمر جسيم
فلست بأهلها فارجع سقيما *** أطال اللّه سقمك من سقيم
فإن هتفوا بذي لؤم سقاما *** ملأت يديك من رجل لئيم
قال: فغمزنا الحاجب فقمنا، فلمّا كان بعد ثلاثة (1) دعانا (2) فقال: يا محمّد قلت:
لبيك يا أمير المؤمنين، قال: ما رأيك في الجارية ؟ قال: قلت: قد أخبرتك، قال: قد أمرت لك بها، قال: قلت: أوطأتها يا أمير المؤمنين ؟ قال: نعم، قال: قلت: فما أرجو بها، فو اللّه لأنا بعد وط ء أمير المؤمنين إياها أهون عليها من بعض الكساحين (3)،قال: في الطرق، و لكن قومي قد رحلوا، فإن رأى أمير المؤمنين أن يحملهم. فأمر لهم بمائة فرس فحمل عليها مائة رجل من بني تميم.
و قد تقدمت هذه الحكاية مختصرة، و سمّي فيها محمّد بن عمر (4) التميمي و لم ينسب.
أنبأنا أبو القاسم النسيب و غيره، عن أبي بكر الخطيب، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا أحمد بن محمّد بن جعفر الجوزي، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن (5) أبي الحسين، حدّثني يوسف بن الحكم، حدّثني عبد السّلام مولى مسلمة بن عبد الملك التميمي قال: قال عبد الملك بن مروان لمحمّد بن عطارد التميميّ : يا محمّد احفظ عني هذه الأبيات و اعمل بهن، قال: هاتها يا أمير المؤمنين، فقال:
إذا أنت جاريت السفيه كما جرى *** فأنت سفيه مثله غير ذي حلم
ص: 42
إذا أمن الجهّال حلمك مرّة *** فعرضك للجهّال غنم من الغنم
فلا تعترض عرض السفيه و داره *** بحلم فإن أعيا (1) عليك فبالصّرم
و عضّ عليه الحلم و الجهل و القه *** بمرتبة بين العداوة و السّلم
فيرجوك تارات و يخشاك تارة *** و يأخذ فيما بين ذلك بالحزم
فإن لم يجد بدّا من الجهل فاستعن *** عليه [بجهّال] (2) و ذاك من العزم
و في محمّد يقول بعض الشعراء:
علمت (3) معدّ و القبائل كلها *** أنّ الجواد محمّد بن عطارد
حدّث عن أبي قصي إسماعيل بن محمّد.
روى عنه: أبو الحسين الميداني.
أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنبأنا جدي أبو محمّد، ثنا أبو علي الأهوازي، ثنا أبو الحسين عبد الوهّاب بن جعفر بن علي الميداني (4)-بدمشق - ثنا أبو بكر محمّد بن عمير بن ملاّس، ثنا أبو قصي إسماعيل بن محمّد بن قيراط العذري، ثنا زهير بن عبّاد، ثنا محمّد بن عثمان بن عطاء، عن أبيه، عن جده عطاء الخراساني قال: كان بالكوفة رجل من القرنين (5)يقال له أويس يجلس في ناحية المجلس، و كان فتى من قومه يؤذيه و يصبر عليه؛ فذكر الحديث.
6874 - محمّد بن عمير بن هشام أبو بكر الرّازي الحافظ المعروف بالقماطري (6)
سمع أبا هبيرة محمّد بن الوليد، و إسماعيل بن محمّد بن قيراط - بدمشق - و أبا زيد يحيى بن أيوب الكلبي، و يونس بن عبد الأعلى بمصر، و أحمد بن منيع، و محمّد بن مهران
ص: 43
الرّازي،[و] (1) محمّد بن زنبور المكي، و عبد الجبّار بن العلاء العطار، و محمّد بن خالد الإفريقي، و أحمد بن عيسى المصري، و عبد الرّحمن بن مسلم الواقدي، و أحمد بن إبراهيم ابن فيل، و أبا بكر بن السميدع الأنطاكي، و الحسن بن جرير الصوري، و النضر بن سلمة المروزي، المعروف بشاذان بمدينة الرسول.
روى عنه أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، و أبو العباس السّيّاري، و أبو الفضل محمّد بن أحمد السلمي الحاكم الوزير،[و] (2) أبو عبد اللّه محمّد بن يعقوب، و أبو بكر أحمد بن علي الرّازي الحافظ ، و أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن عمروية المروزي، و أبو علي بن شعيب الدمشقي، و أبو بكر محمّد بن عيسى بن إسحاق بن جمعة التميمي الخراساني، و أبو بكر زكريا يحيى بن محمّد العنبري.
أخبرنا أبو النضر عبد الرّحمن بن الجبار بن عثمان بن سعيد المعدل، و أبو المظفّر عبد الجامع بن لامع بن أحمد الواعظ ، و أبو محمّد جولى بن عبد اللّه الرومي، قالوا: أنبأنا نجيب ابن ميمون بن سهل، ثنا أبو علي منصور بن عبد اللّه بن خالد.
أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن عمروية المروزي، ثنا أبو بكر محمّد بن عمير ابن هشام الرّازي، ثنا محمّد بن خالد الإفريقي، ثنا سهل بن عثمان، ثنا ابن (3) السماك، عن محمّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«لا يزال البلاء بالمؤمن و المؤمنة في جسده و ماله و ولده حتى يلقى اللّه و ما عليه خطيئة»[11598] إسناد غريب، و متن معروف.
كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب بن مندة، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنبأنا عمّي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:
محمّد بن عمير بن هشام، يكنّى أبا بكر، من أهل الرّيّ ، قدم مصر، و كتب بها، و كتب عنه.
أنبأنا أبو القاسم النسيب، ثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو بكر البرقاني، أنبأنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، حدّثني أبو بكر محمّد بن عمير بن هشام الرّازي الحافظ الصدوق بجرجان بحديث ذكره.
ص: 44
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم الإسماعيلي، أنبأنا حمزة بن يوسف - إجازة - قال: سمعت الإسماعيلي يقول: حدّثني أبو بكر محمّد بن عمير بن هشام الرّازي الحافظ الصدوق بجرجان، و ربما قال: الثقة المأمون.
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا العبّاس السيّاري يقول: سمعت محمّد بن عمير الحافظ يقول: كنا نلقّب أبا بكر صاحب التاريخ أبا القماطر، و ذلك أن الناس يسرقون حديثا و حديثين، و كان يسرق قمطرا قمطرا (1)،و هو الذي ألّف له الكتاب: حلالي الدم.
قال: و أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: محمّد بن عمير بن هشام الحافظ أبو بكر الرّازي، سمع بالرّي محمّد بن مهران و طبقته، و بالعراق: أحمد بن منيع و طبقته، و بالحجاز عبد الجبّار العطار و طبقته، و بمصر: يونس بن عبد الأعلى و طبقته، و بالشام: أبا هبيرة الدمشقي و طبقته، أقام بنيسابور سنين، و كتبوا بانتخابه، ثم خرج إلى مرو و سكنها إلى أن توفي بها في نيّف و تسعين و مائتين، روى عنه جماعة من أئمة الحديث منهم: أبو بكر الإسماعيلي، و أبو العبّاس السّيّاري، و أبو الفضل الحاكم الوزير السّلمي، و من شيوخنا أبو عبد اللّه بن يعقوب، و أبو بكر بن علي الحافظان و غيرهما.
كان بدمشق، ثم حدّث عن أبي اليمان، و سلام بن سليمان.
ذكره ابن مندة.
حدّث عن أبي علي الحسن بن منير، و أبي هاشم المؤدّب، و أبي علي بن أبي الزمزام، و أبي العبّاس بن السمسار، و الفضل بن جعفر المؤذّن، و أبي (1) بكر محمّد بن سليمان بن يوسف الربعي، و يوسف الميانجي، و أبي القاسم الحسن بن علي بن علي البجلي، و عبد اللّه ابن عمر بن الجبّان، و أبي بكر محمّد بن حميد بن معيوف، و أبي الخير أحمد بن علي بن سعيد الحمصي، و أبي الحسين محمّد بن عبد الكريم بن سليمان الجوهري، و أبي سليمان بن زبر، و أبي الحسين عثمان بن الحسين بن عبد اللّه (2).
روى عنه: أبو محمّد الكتاني، و أبو القاسم بن أبي العلاء، و أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، و أبو الفتح نصر بن إبراهيم، و أبو القاسم شبل بن علي بن شبل الصويتي، و أبو الحسن علي بن بكّار بن أحمد بن بكار الصوري، و أبو المرجّى سعد اللّه بن صاعد بن المرجّى بن الخلاّل، و أبو علي عبد اللّه بن محمود بن أحمد الثوري، و أبو طاهر بن أبي الصّقر الأنباري.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا أبو الحسن محمّد (3) بن عوف بن أحمد المزني، أنبأنا أبو الخير أحمد بن علي الحافظ الحمصي - قراءة عليه و أنا أسمع - حدّثني أبو علي الحسن بن عبد الرّحمن بن محمّد بن عوف، حدّثني جدي محمّد بن عوف بن سفيان الطائي، ثنا عثمان بن سعيد، و محمّد بن المبارك، و منصور بن أبي نويرة، و أبو مسهر كلهم عن مالك، عن الزهري، عن أنس أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم دخل مكة و على رأسه المغفر، الحديث[11599].
حدّثناه عاليا (4) أبو عبد اللّه بن البنّا من لفظه، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن أحمد البزاز (5)،أنبأنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد بن كثير الكتاني، ثنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز البغوي، ثنا خلف بن هشام، و منصور بن أبي مزاحم، و محمّد ابن سليمان الأسدي، قالوا: ثنا مالك بن أنس، عن الزهري، عن أنس قال: دخل النبي صلى اللّه عليه و سلّم مكّة و على رأسه المغفر، فلما نزعه قيل: هذا ابن خطل متعلق بأستار الكعبة، فقال:
«اقتلوه»[11600].
ص: 46
[قال ابن عساكر:] (1) و للحديث عندنا طرق كثيرة بعلو.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا أبو محمّد الكتّاني قال: توفي شيخنا أبو الحسن محمّد بن عوف المزني (2) ليلة الخميس الرابع و العشرين من شهر ربيع الآخر سنة إحدى و ثلاثين و أربعمائة، حدّث عن الحسن بن منير التنوخي، و الحسين بن إبراهيم بن جابر بن أبي الزمزام الفرائضي، و الميانجي و غيرهم، و كان ثقة، نبيلا، مأمونا، و ذكر أبو بكر الحدّاد أنه صالح ثقة.
و ذكر أبو علي الأهوازي أنه صلّى عليه في الجامع القاضي أبو تراب بن أبي الجن العلوي، و في المصلّى الشريف قاضي مكة، و صلّى عليه خلق كثير، و دفن في باب الصّغير [في مقبرة بني عوف] (3).
6877 - محمّد بن عوف بن سفيان أبو جعفر الطّائي الحمصيّ الحافظ (4)
قدم دمشق سنة سبع عشرة و مائتين.
روى عن أبيه، و محمّد بن يوسف الفريابي، و أحمد بن يونس، و آدم بن أبي إياس، و أبي المغيرة الحمصيّ ، و عبد السّلام بن عبد الحميد السكوني (5)،و علي بن قادم [و الربيع] (6) بن روح، و أبي اليمان، و عبد اللّه بن صالح، و أبي النضر إسحاق بن إبراهيم، و مروان بن محمّد، و أبي مسهر، و إسحاق الحنيني، و يسرة بن صفوان، و محمّد بن المبارك الصوري، و سلم (7) بن ميمون الخوّاص، و سليمان بن عبد الرّحمن، و هشام بن عمرو شقران، و العبّاس بن إسماعيل، و إبراهيم بن العلاء الزّبيدي، و محمّد بن إسماعيل بن عيّاش، و عتبة بن سعيد بن الرخص، و هشام بن عمّار، و أبي الجماهر، و أبي عبد الرّحمن المقرئ، و عصام بن خالد، و إسماعيل بن عبد الكريم الصنعاني، و منصور بن أبي نويرة، و عثمان بن سعيد (8) المرّيّ .
ص: 47
روى عنه: أبو زرعة، و أبو حاتم الرازيان، و أبو داود السّجستاني، و ابنه أبو بكر، و عبد الرّحمن بن أبي حاتم، و يحيى بن محمّد بن صاعد، و أبو زرعة الدمشقي، و أبو الحارث بن سعيد، و أبو الحسن بن جوصا، و خيثمة بن سليمان، و محمّد بن يوسف الهروي، و أبو علي أحمد بن محمّد بن فضالة الحمصيّ ، و مكحول البيروتي، و أبو بشر الدّولابي، و محمّد بن عمرو بن جابر الرّملي، و محمّد بن الحسن بن قتيبة، و أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الطّائي الحمصيّ ، و أبو عروبة الحرّاني، و أبو محمّد عبيد بن أحمد بن عبيد الصفّار الحمصيّ ، و إبراهيم بن دحيم، و محمّد بن بركة، و عبد الغافر بن سلامة، و ابن ابنه أبو علي الحسن بن عبد الرّحمن بن محمّد بن عوف، و أبو بكر محمّد بن أحمد الأبحّ الكندي، و سالم بن معاذ التميمي، و أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن مسلم الأسفرايني، و أبو عمران موسى بن العبّاس الجويني، و جعفر بن محمّد بن موسى الحافظ .
أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن الموازيني، أنبأنا أبو القاسم بن الفرات، أنبأنا أبو الحسين الكلابي، ثنا أبو الحسن بن جوصا، ثنا شعيب [بن شعيب] (1) و محمّد بن عوف قالا: ثنا أبو المغيرة، ثنا الأوزاعي، حدّثني الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إذا سهى أحدكم في صلاته فلا يدري أ زاد أم نقص فليسجد سجدتين و هو جالس»[11601].
أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد المزكي، و عبد الكريم بن حمزة، قالا: حدّثنا عبد العزيز الكتاني.
ح و أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، أنبأنا أبو القاسم عبيد اللّه بن عبد اللّه بن هشام بن سوار، قالا: أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، قال: أملى علينا خيثمة بن سليمان بن حيدرة في المسجد الجامع بدمشق.
ح و أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، ثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن محمّد، ثنا خيثمة بن سليمان من حفظة، ثنا محمّد بن عوف الحمصيّ ، ثنا أبي عوف بن سفيان، ثنا سفيان (2) مولى العباس قال: سمعت الهدّار (3) و كان من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلّم يقول للعباس بن
ص: 48
الوليد - و رأى إسرافه في خبز السميذ (1) و غيره - لقد رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و ما شبع من خبز برّ حتى فارق الدنيا (2)[11602].
لفظ تمام، و قال ابن أبي نصر: رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في الموضعين.
و قال: حدّثني أبي، حدّثني سفيان، و قال: خبز البرّ، سمعه أحمد بن حنبل من محمّد ابن عوف.
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، حدّثني جدي أبو محمّد، أنبأنا أبو الحسن (3) علي بن محمّد بن شجاع الربعي - إجازة - أنبأنا عبد الوهّاب بن جعفر، حدّثني أبو هاشم عبد الجبّار بن عبد الصّمد الإمام، ثنا عبد الصّمد بن سعيد القاضي (4) قال: سمعت محمّد بن عوف بن سفيان يقول: كنت ألعب في الكنيسة بالأكرة و أنا حدث، فدخلت الكرة في المسجد حتى وقعت بالقرب من المعافى بن عمران، فدخلت لآخذها فقال لي: يا فتى، [ابن] (5) من أنت ؟ فقلت: أنا ابن عوف، قال: ابن سفيان ؟ قلت: نعم، فقال: أما إن أباك كان من إخواننا، و كان ممّن يكتب معنا الحديث و العلم، و الذي كان يشبهك (6) أن تتبع ما كان عليه والدك، فصرت إلى أمّي فأخبرتها، فقالت: صدق يا بني، هو صديق لأبيك، فألبستني ثوبا من ثيابه، و إزارا من أزره ثم جئت إلى المعافى بن عمران و معي محبرة و ورق، فقال لي: اكتب حديث إسماعيل بن عياش عن عبد ربّه بن سليمان، قال: كتبت لي (7) أمّ الدرداء في لوحي مما تعلّمني: اطلبوا العلم صغارا تعملوا به كبارا، فإنّ لكلّ حاصد ما زرع خيرا كان أم شرا، فكان أوّل حديث سمعته.
أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا حمد - إجازة-.
ص: 49
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (1):محمّد بن عوف ابن سفيان الحمصيّ الطّائي، روى عن مروان بن محمّد الطاطري، و إسماعيل بن عبد الكريم الصنعاني، و عبد اللّه بن يزيد المقرئ، و إسحاق بن إبراهيم الحنيني، و عصام بن خالد، روى عنه أبي و أبو زرعة، و كتبت عنه، و سئل أبي عنه فقال: صدوق.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأنا أبو بكر الصفّار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم (2) قال أبو جعفر محمّد بن عوف بن سفيان الطّائي الحمصيّ ، سمع أبا عبد اللّه الفريابي، و الهيثم بن جميل (3)،روى عنه أبو بكر عبد اللّه بن سليمان السجستاني، و يحيى بن صاعد، كنّاه لنا أبو بكر الأسفرايني.
أنبأنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو الحسين بن أبي الحديد، قالا: أنبأنا أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد، أنبأنا أبو علي بن الحسن الربعي، ثنا أحمد بن عتبة، ثنا الهروي، ثنا محمّد ابن إدريس الأنطاكي، حدّثني بعض أصحابنا قال: ذكر عند يحيى بن معين حديث من حديث الشام قال: فردّه و قال: ليس هو كذا، قال: فقال له رجل من الحلقة: يا أبا زكريا ابن عوف تذكره كما ذكرناه ؟ قال: فإن كان ابن عوف ذكره، فإن ابن عوف أعرف بحديث أهل بلده (4)، و روى محمّد بن بركة برداغس عن ابن عوف فقال: حدّثني محمّد بن عوف بن سفيان الطّائي قرة العين، فذكر حديثا (5).
بلغني أن محمّد بن عوف ذكر عند عبد اللّه بن أحمد بن حنبل في سنة ثلاث و سبعين و مائتين فقال: ما كان بالشام منذ أربعين سنة مثل محمّد بن عوف (6).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة،[حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي قال: محمد بن عوف الحمصي، عالم بحديث الشام صحيحا و ضعيفا، و كان] (7) أحمد بن عمير بن جوصا عليه اعتماده، و منه يسأل، و خاصة حديث حمص (8).
ص: 50
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، ثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا السّمسار، أنبأنا الصفّار، حدّثنا ابن قانع: أن محمّد بن عوف مات سنة تسع و ستين و مائة.
قال: و حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر، ثنا محمّد بن العباس قال: قرأ علي ابن المنادي و أنا أسمع قال: و مات محمّد بن عوف في وسط هذه السنة - يعني - سنة اثنتين و سبعين و مائتين (1).
6878 - محمّد بن عون (2) أبو الحسن التوحيدي
روى عن عمّه محمّد بن الحسن، و هشام بن عمّار، و أحمد بن أبي الحواري، و الوليد ابن عتبة، و دحيم، و أبي الدرداء، و هاشم بن محمّد بن يزيد بن يعلى، مؤذن بيت المقدس.
روى عنه: أبو الوليد بكر بن شعيب بن بكر القرشي، و أبو بكر بن المقرئ الأصبهاني، و حمزة بن محمّد الكتّاني، و جمح بن القاسم، و أبو هاشم المؤدّب، و محمّد بن سليمان بن يوسف البندار، و محمّد بن عبد اللّه بن داود الطرسوسي، و أبو الحسن علي بن الحسن بن علاّن الحراني الحافظ ، و الحسن بن إسحاق بن بلبل المعري، و أبو محمّد إبراهيم ابن محمّد الساري (3) الحافظ ، من أهل سارية مدينة من طبرستان.
أخبرنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبيد اللّه الخطيبي، أنبأنا عبد الرزّاق بن عمر ابن موسى بن شمّة، أنبأنا أبو بكر [بن] المقرئ، ثنا عبدان الأهوازي، و محمّد بن الحسن (4)ابن قتيبة، و عبد اللّه بن سلام (5) المقدسي، و موسى بن سهل أبو عمران الجوني، و محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، و محمّد بن عمير بن عبد السّلام الرملي، و أحمد بن هشام بن عمّار، و محمّد بن عون الدّمشقي، و محمّد بن صالح بن أبي عصمة الدّمشقي.
قالوا: أنا هشام بن عمّار، ثنا مالك بن أنس عن الزهري عن أنس بن مالك أن النّبي صلى اللّه عليه و سلّم دخل مكّة و على رأسه المغفر[11603].
و قال أحمد بن هشام بن عمّار: ثنا أبي، ثنا مالك.
ص: 51
أدرك الأوزاعي، و سعيد بن عبد العزيز، و عثمان بن أبي العاتكة.
و حكى عن مروان بن محمّد الطاطري، و معروف الخيّاط .
روى عنه: أبو زرعة الدمشقي، و أبو علي الحسن بن إبراهيم بن حلقوم، و أحمد بن المعلّى، و أحمد بن إبراهيم بن ملاّس.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الميمون، ثنا أبو زرعة (1)،حدّثني محمّد بن العلاء [بن زهير] (2) شيخ من أهل المسجد قد أدرك الأوزاعي و سعيد بن عبد العزيز قديم (3)،قال: رأيت عثمان بن أبي العاتكة يقص على الناس.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأنا أبو نصر الوائلي، أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أنبأنا أحمد بن المعلى بن يزيد، ثنا أبو عبد اللّه محمّد بن العلاء بن زهير القرشي، و حديثه قال: أدركت أربعة من التابعين: يزيد بن أبي مريم، و السّري، و أبو الخطّاب الدّمشقي، و معروف أبو الخطّاب، و قال أبو عبد اللّه بن مندة: ضعّفه النسائي.
6880 - محمّد بن العلاء بن كريب أبو كريب الهمداني (4) الكوفي (5)
حدّث عن شعيب بن إسحاق الدّمشقي، و سمع منه بدمشق، و سمع بالكوفة عبد اللّه بن المبارك المروزي، و عبد اللّه بن إدريس، و حفص بن غياث، و عبد اللّه بن نمير، و يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، و أبا بكر بن عيّاش، و عبد الرحيم بن سليمان، و عبدة بن سليمان، و أبا أسامة حمّاد بن أسامة، و أبا معاوية محمّد بن خازم، و وكيع بن الجراح، و محمّد بن بشر، و أبا خالد سليمان بن حيّان الأحمر، و قبيصة بن ليث، و سويد بن عمرو الكلبي، و عمر بن
ص: 52
عبيد، و يحيى بن آدم، و إبراهيم بن يوسف بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، و معاوية بن هشام، و حسين بن علي الجعفي، و يونس بن بكير، و زيد بن الحباب، و غيرهم.
روى عنه: محمّد بن يحيى الذهلي، و عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، و أبو يعلى الموصلي، و الحسن بن سفيان النسوي، و أبو عبد اللّه البخاري، و مسلم بن الحجّاج، و أبو داود السجستاني، و أبو عيسى الترمذي (1)،و أبو عبد الرّحمن أحمد بن علي بن شعيب النسائي، و أبو عبد اللّه بن ماجة القزويني، و محمّد بن هارون الروياني، و إبراهيم بن محمّد ابن إبراهيم العمري الكوفي، و أبو عروبة الحرّاني، و أبو جعفر أحمد بن يحيى بن زهير التستري، و جعفر بن أحمد بن سنان الواسطي، و أبو جعفر أحمد بن إسحاق [بن] البهلول الأنباري (2)،و عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش، و أبو العباس محمّد بن إسحاق السّراج، و عثمان بن خرّزاد، و قاسم بن زكريا المطرز، و أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن الأزهر بن حريث السجزي، و عبد اللّه بن محمّد بن ناجية، و جعفر بن محمّد الفريابي، و محمّد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري، و القاضي أبو القاسم بدر بن الهيثم، و علي بن محمّد بن هارون الحميري (3)،و عبد اللّه بن زيدان بن بريد (4) البجلي، و أبو جعفر محمّد بن الحسين الخثعمي، و محمّد بن القاسم بن زكريا المحاربي، و أبو جعفر محمّد بن عبد اللّه الحضرمي الكوفيون (5)،و شعيب بن محمّد الذراع، و خلق سواهم.
أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر ابن المقرئ، ثنا أبو عروبة الحراني.
ح و أخبرنا (6) أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف.
ح و أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح، أنبأنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن علي الطبري، قالا: أنبأنا أبو محمّد المخلدي.
ص: 53
ح و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنبأنا أبي أبو القاسم، أنبأنا أبو الحسين الخفّاف، قالا: ثنا محمّد بن إسحاق السّراج، قالا: ثنا أبو كريب، ثنا ابن أبي زائدة، عن أبيه عن خالد ابن سلمة، عن البهي عن عروة، عن عائشة قالت: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يذكر اللّه في (1) كل أحايينه - و في حديث أبي عروبة: كان النبي صلى اللّه عليه و سلّم يذكر اللّه على كل أحواله-[11604].
رواه مسلم، و أبو داود، و الترمذي، عن أبي كريب.
أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد الدينوري، ثنا علي بن عمر بن محمّد ابن الحسن بن القزويني - إملاء - ثنا محمّد بن علي بن سويد المؤدّب.
ح و أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي، أنبأنا أبو الفتح منصور بن الحسين ابن علي بن القاسم الكاتب، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: ثنا أبو عروبة الحرّاني، ثنا محمّد بن العلاء (2)،ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مسعود بن مالك، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«نصرت بالصبا و أهلكت [عاد] (3) بالدبور».
رواه مسلم و النسائي عن أبي كريب.
أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - و أبو الحسن بن سعيد، ثنا - أبو بكر الخطيب (4)، أنبأنا عبيد اللّه بن عمر الواعظ ، ثنا أبي قال: وجدت في كتاب جدي أحمد بن شاهين، حدّثني أبو علي المخرمي (5) قال: سألت أبا كريب عن أبي همّام فقال: ما له، ما له، قلت:
يحدث عن ابن أبي زائدة و عن ابن المبارك، و عن يحيى بن حمزة، قال: أمّا يحيى بن حمزة فخرجت أريد إفريقية و كان أبو همّام قد خرج إلى الشام، فجئت إلى دمشق، فسألت عنه فقالوا: قد كان هاهنا، و سمع من يحيى بن حمزة، و قد خرج و رأيت؛ يحيى بن حمزة و عليه سواد القضاء، فلم أسمع منه، و ذكر تمام الحكاية، و سيأتي في ترجمة أبي همّام الوليد بن شجاع إن شاء اللّه.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ ثابت بن منصور الكيلي، قالا: أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسين - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون قالا: أنبأنا محمّد بن الحسن، أنبأنا
ص: 54
محمّد بن أحمد بن إسحاق، ثنا عثمان بن أحمد بن إسحاق، ثنا خليفة بن خيّاط قال: في الطبقة الحادية عشرة (1) من أهل الكوفة: محمّد بن العلاء بن كريب، أبو كريب الهمداني (2).
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن الفهم، ثنا محمّد بن سعد (3) قال في الطبقة التاسعة من أهل الكوفة: محمّد بن العلاء، و يكنى أبا كريب، ينزل في المطمورة، بالكوفة قرب منزل أبي أسامة بالحفر.
أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل السلامي، أنبأنا أبو الحسين الصيرفي، و أبو الغنائم - و له اللفظ - قالا: أنبأنا أبو أحمد الواسطي، أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد ابن سهل، أنبأنا محمّد بن إسماعيل (4) قال: محمّد بن العلاء بن كريب، أبو كريب الهمداني الكوفي، يسمع أبا بكر بن عيّاش، و عمر بن عبيد، مات سنة ثمان و أربعين و مائتين.
أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب - إذنا - قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا أبو الحسن، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (5):محمّد بن العلاء بن كريب، أبو كريب الهمداني، روى عن ابن المبارك، و أبي بكر بن عيّاش، و عبد الرحيم بن سليمان، و يحيى بن أبي زائدة، و عبدة بن سليمان، و ابن إدريس، و حفص بن غياث، سمعت أبي يقول ذلك.
روى عنه أبي، و أبو زرعة، سئل عنه أبي فقال: صدوق.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف، أنبأنا أبو سعيد بن حمدون، أنبأنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو كريب محمّد بن العلاء بن كريب الهمداني، سمع أبا بكر بن عيّاش، و عمر بن عبيد.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأنا أبو نصر الوائلي، أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو كريب محمّد بن العلاء بن كريب.
ص: 55
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأنا أبو بكر الصفّار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو كريب محمّد بن العلاء الهمداني الكوفي، سمع أبا عبد الرّحمن عبد اللّه بن المبارك الحنظلي، و أبا محمّد عبد اللّه بن إدريس الأودي، روى عنه محمّد بن يحيى الذهلي، و مسلم بن الحجّاج، كنّاه و نسبه أبو العبّاس الثقفي.
أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنبأنا أبو محمّد بن طاهر، أنبأنا مسعود بن ناصر، أنبأنا عبد الملك بن الحسن، أنبأنا أبو نصر الكلاباذي قال: محمّد بن العلاء بن كريب، أبو كريب الهمداني الكوفي، سمع عبد اللّه بن المبارك بالكوفة، و محمّد بن فضيل، و حسين بن الجعفي، و أبا أسامة، روى عنه البخاري في النكاح، و العلم و غير موضع، مات يوم الثلاثاء لأربع بقين من جماد الآخر سنة ثمان و أربعين و مائتين، قاله البخاري.
قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (1) قال: أما خمر بفتح الخاء و الميم فهو خمر بن دومان بن بكيل بن جشم بن خيران (2) بن نوف بن همدان، و هم رهط أبي كريب محمّد بن العلاء البكيلي.
أخبرنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي، أنبأنا أبو روح ياسين بن سهل بن محمّد قال: سمعت أبا منصور محمد بن أحمد بن منصور القايني.
ح و قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، قالا: أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا علي الحافظ يقول: سمعت أبا العبّاس بن سعيد يقول: ظهر لأبي كريب بالكوفة ثلاثمائة ألف حديث (3).
قرأت على أبي القاسم أيضا، عن أبي بكر، أنبأنا أبو عبد اللّه قال: سمعت أبا علي [حسين بن علي يقول: سمعت أبا العباس بن عقدة يقدم أبا كريب في الحفظ و الكثرة على جميع مشايخهم و يقول: ظهر لأبي] (4) كريب بالكوفة ثلاثمائة ألف حديث (5).
أنبأنا أبو نصر القشيري، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت
ص: 56
أبا عبد اللّه محمّد بن يوسف بن إبراهيم يقول: سمعت أبا الحسن علي بن نصر بن (1) عمّار يقول: سمعت أبا عمرو (2) الخفاف يعني أحمد بن نصر يقول: ما رأيت من المشايخ بعد إسحاق بن إبراهيم أحفظ من أبي كريب (3).
قال: و أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت إسحاق بن سعد يقول: سمعت جدي - يعني - الحسن بن سفيان يقول: سمعت محمّد بن عبد اللّه بن نمير يقول: ما بالعراق أكثر حديثا من أبي كريب الهمداني، و لا أعرف بحديث بلدنا منه (4).
قال: و أنبأ أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا الفضل محمّد بن إبراهيم يقول:
سمعت إبراهيم بن أبي طالب يقول: قال لي محمّد بن يحيى: من أحفظ من رأيت بالعراق ؟ قلت: لم أر بعد أحمد بن حنبل مثل أبي كريب (5).
قال: و أنبأنا أبو عبد اللّه، قال: سمعت محمّد بن صالح - يعني - ابن هانئ الورّاق النيسابوري يقول: سمعت أبا سعد يحيى بن منصور الهروي (6) يقول: قال لي محمّد بن عبد اللّه بن نمير: تختلف إلى مشايخنا؟ قلت: نعم، إلى من اختلف ؟ قال: إلى هنّاد، و إلى أبي كريب، و إلى الأشج، و إلى سفيان بن وكيع، قلت: أسمع منه مصنفات أبيه ؟ قال: نعم، كان أصحابنا يختلفون إليه و لا يحدّث، فالآن بلغني أنه يحدّث، دفع إلى أبو الحسن سعد الخير ابن محمّد بن سهل جزءا فقرأت فيه.
أخبرنا محمّد بن أحمد بن شاكر، أنبأنا أبو عيسى عبد الرّحمن بن إسماعيل بن عبد اللّه الخولاني قال: أملى علينا أبو عبد الرّحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائي قال: محمّد ابن العلاء أبو كريب كوفي ثقة.
أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل و غيره، عن أبي بكر أحمد بن الحسين، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه الحاكم، حدّثني أبو زرعة الرازي - يعني - أحمد بن الحسين، حدّثني شبل ابن علي بن روحان، ثنا عبد اللّه بن محمّد الورّاق قال: جئنا إلى مجلس أحمد بن حنبل،
ص: 57
فقال: من أين أقبلتم ؟ قلنا: من مجلس أبي كريب، فقال: اكتبوا عنه، فإنه شيخ صالح، فقلنا له: إنه يطعن عليك، قال: فأيّ شيء حيلتي، شيخ صالح، قد بلي بي.
قال: و أنبأنا الحاكم عن من ذكره، قال: سمعت زكريا بن يحيى السجزي (1) يقول:
سمعت حجاج بن الشاعر (2) يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: لو حدثت عن أحد ممّن أجاب (3) لحدّثت عن اثنين: أبو معمر، و أبو كريب، أما أبو معمر فلم يزل بعد ما أجاب يذمّ نفسه على إجابته و امتحانه و يحسّن أمر الذي لم يجب و يغبطهم، و أما أبو كريب أجري عليه ديناران، فتركهما و هو محتاج إليه، لما علم أنه أجري عليه لذلك.
سقط اسم شيخ الحاكم من هذه الحكاية.
قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أنبأنا أبو بكر عبد اللّه بن علي ابن حموية بن أبراك الهمذاني - بقراءتي عليه بها-.
أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد بن موسى الشيرازي قال:
سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن أحمد المستملي ببلخ يقول: سمعت أبا حفص محمّد بن حامد ابن إدريس البخاري يقول: سمعت صالح بن محمّد جزرة (4) يقول: غلبت اليبوسة (5) مرة رأس أبي كريب قال: فجيء بالطبيب، فقال: ينبغي أن يغلف رأسه بالفالوذج، قال: ففعلوا، قال: فتناوله من رأسه و وضعه في فيه، و قال: بطني أحوج إلى هذا من رأسي (6).
قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنبأنا مكي بن محمّد، أنبأنا أبو سليمان بن زبر، و قال سنة سبع و أربعين و مائتين قال الحسن بن علي: فيها توفي أبو كريب محمّد بن العلاء الهمداني (7)،ثم أعاد ذكر وفاته بهذا الإسناد في سنة ثمان و أربعين و مائتين.
قرأت على أبي الفضل البغدادي عن جعفر بن يحيى، أنبأنا عبيد اللّه بن سعيد بن حاتم، أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني أبو موسى، أخبرني أبي أبو عبد الرّحمن، أنبأنا
ص: 58
عبد اللّه بن أحمد، عن محمّد بن إسماعيل قال: مات محمّد بن العلاء بن كريب أبو كريب الهمداني الكوفي سنة ثمان و أربعين و مائتين، يوم الثلاثاء لأربع بقين من جمادى الآخر.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو علي بن المسلمة، و أبو القاسم بن العلاّف قالا: ثنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنبأنا الحسن بن محمّد بن الحسن، ثنا محمّد بن عبد اللّه الحضرمي قال: مات أبو كريب يوم الثلاثاء لثلاث بقين من جمادى الأولى سنة ثمان و أربعين و مائتين، و أوصى أن تدفن كتبه، فدفنت (1).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عدي قال: سمعت محمّد بن أحمد بن حمّاد يقول: مات أبو كريب محمّد بن العلاء يوم الثلاثاء لستّ بقين من جمادى الأولى سنة ثمان و أربعين و مائتين جاء نعيه و نحن عند بندار.
كتب إليّ أبو سعيد محمّد بن محمّد، و أبو علي الحسن بن أحمد، و أبو القاسم غانم بن محمّد بن عبيد اللّه، ثم أخبرناه أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد الحلواني، أنبأنا أبو علي، قالوا: أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، أنبأنا أحمد بن جعفر بن سالم، ثنا أحمد بن علي الأبّار قال: و مات أبو كريب في سنة ثمان و أربعين في شهر جمادى الآخر.
كان من أعيانهم، و كانت له مجاهدات.
حكى عنه أبو حمزة محمّد بن إبراهيم الصّوفي.
أنبأنا أبو القاسم النسيب و غيره عن أبي بكر أحمد بن علي، ثنا علي بن أيوب العمي، ثنا المرزباني، حدّثني عمر بن يوسف الباقلاني قال: قال أبو حمزة محمّد بن إبراهيم.
قلت لمحمّد بن العلاء الدمشقي، و كان سيّد الصوفية، و قد رأيته يماشي غلاما وضيئا مدة، ثم فارقه فقلت: لم هجرت ذلك الفتى الذي كنت أراه معك بعد أن كنت له مواصلا، و إليه مائلا؟ قال: و اللّه لقد فارقته عن غير قلى و لا ملل، قلت: فلم فعلت ذلك ؟ قال: رأيت قلبي يدعوني إلى أمر إذا خلوت به، و قرب مني لو أتيته سقطت من عين اللّه تعالى، فهجرته
ص: 59
لذلك تنزيها للّه تعالى و لنفسي عن مصارع الفتن، و اللّه إنّي لأرجو (1) أن يعقبني (2) سيّدي عن مفارقته ما أعقب الصابرين عن محارمه عند صدق الوفاء بأحسن الجزاء، ثم بكى حتى رحمته.
6882 - محمّد بن عيسى بن أحمد بن عبيد اللّه أبو (3) عمر القزوينيّ الحافظ (4)
قدم دمشق، و سكن بيت لهيا، و حدّث بها و بمصر عن أبي عمرو، يوسف بن يعقوب القزويني، و علي (5) بن الحسين بن الجنيد الرازي، و موسى بن هارون بالكوفة، أبو محمّد بن أيوب بن يحيى بن الضريس، و إبراهيم بن هاشم أبي إسحاق البغوي، و محمّد بن عبد اللّه مطيّن، و أبي عمرو أحمد بن محمّد بن عنبسة الحمصي، و إدريس بن جعفر العطار، و معاذ بن المثنّى، و أبي شعيب الحرّاني، و بهلول بن إسحاق بن بهلول، و القاسم بن محمّد بن حمّاد الكوفي السمسار، و الحسن بن حميد العكي، و أبي عبد الرّحمن النسائي.
روى عنه: تمام بن محمّد، و وثّقه، و أبو محمّد بن النحّاس، و أبو العبّاس منير بن أحمد بن الحسن بن علي بن منير.
أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، ثنا أبو محمّد الكتاني، أنبأنا [تمام] (6) ابن محمّد، أنبأنا أبو عمر محمّد بن عيسى بن أحمد القزويني الحافظ ، و أبي رحمه اللّه، قالا: ثنا محمّد بن أيوب بن يحيى بن الضريس الرازي، ثنا داود بن إبراهيم العقيلي - قاضي قزوين - ثنا خالد بن عبد اللّه الواسطي، عن الحريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إذا بويع للخليفتين فاقتلوا الآخر منهما»[11605].
قال: و أنبأنا تمام بن محمّد، أنبأنا أبو عمر محمّد بن عيسى [بن] (7) عبيد اللّه القزوينيّ الحافظ - ببيت لهيا (8)-ثنا إدريس بن جعفر العطار ببغداد، ثنا أبو بدر شجاع بن الوليد، عن محمّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«لو لا أن أشقّ على
ص: 60
أمّتي لأمرتهم بالسّواك عند كل صلاة» (1)[11606].
أخبرنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي، أنبأنا أبو الحسن الخلعي، أنبأنا أبو محمّد البزاز (2)،ثنا أبو عمر (3) محمّد بن عيسى القزوينيّ سنة ثمان و ثلاثين و ثلاثمائة بحديث ذكره (4)(5).
6883 - محمّد بن عيسى بن الحسن بن إسحاق أبو عبد اللّه التميميّ البغداديّ (6)
حدّث بدمشق، و مصر، و حلب، و طرسوس عن علي بن الحسن بن بيان المقرئ الباقلاني، و أحمد بن عبيد اللّه النرسي، و محمّد بن يونس بن موسى السامي، و محمّد بن سليمان الواسطي الباغندي، و إسحاق بن إبراهيم بن سنين (7) الختّلي، و الحارث بن أبي أسامة، و محمّد بن غالب بن حرب، تمتام، و محمّد بن شاذان الجوهري، و علي بن محمّد ابن أبي الشوارب، و عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، و أبي إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي، و أبي جعفر محمّد بن هشام بن البختري بن أبي الدميك، و أبي جعفر محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، و إسحاق بن الحسن الحربي.
روى عنه: أبو محمّد عبد الغني بن سعيد الحافظ ، و عبد الرّحمن بن عمر بن النحّاس المصريّان، و أبو القاسم عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، و عبد الرّحمن بن عبد العزيز بن أحمد
ص: 61
ابن الطّبيز، و القاضي أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن ديزويه الخيّاط .
أخبرنا أبو الحسن السّلمي الفقيه، و أبو الحسين بن أبي الحديد، قالا: أنبأنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن عبد العزيز بن أحمد بن إسحاق السراج الحلبي المعروف بابن الطبيز، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن عيسى بن الحسن التميميّ المعروف بابن العلاّف، قراءة عليه بحلب في جمادى الأولى سنة ثلاث و أربعين و ثلاثمائة.
ثنا أبو بكر أحمد بن عبيد اللّه النرسي، ثنا أبو بدر شجاع بن الوليد، ثنا علي بن عبد الأعلى عن أبي سهل عن سسه (1) الأزدية عن أمّ سلمة قالت: كانت النفساء تجلس على عهد النبي صلى اللّه عليه و سلّم أربعين يوما، و كنا نطلي وجوهنا بالورس (2) من الكلف.
قرأت بخط عبد الواحد بن محمّد بن جبريل الهروي (3)،أنبأنا أبو القاسم عبد الرّحمن ابن عمر بن نصر، ثنا أبو عبد اللّه محمّد بن عيسى بن الحسن بن إسحاق التميميّ ، قدم علينا دمشق فذكر حديثا.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (4):محمّد بن عيسى بن الحسن بن إسحاق أبو عبد اللّه التميميّ العلاّف البغداديّ ، حدّث بحلب، و مصر عن أحمد بن عبيد اللّه (5) النّرسي، و محمّد ابن سليمان الباغندي، و أبي العباس الكديمي، و إسحاق بن إبراهيم بن سنين الختّلي، و الحارث بن أبي أسامة، و محمّد بن غالب التمتام، و محمّد بن شاذان الجوهري، و علي بن الحسن (6) بن بيان الباقلاني، و علي بن محمّد بن أبي الشوارب، و عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، روى عنه عبد الغني بن سعيد، و أبو محمّد بن النّحاس المصريان و غيرهما.
و قال لي محمّد بن علي الصوري: قدم محمّد بن عيسى العلاف البغدادي مصر و حدّث بها مجلسا واحدا يوم الجمعة، و مات في أثر ذلك، فجأة يوم الاثنين لثمان عشرة خلت من جمادى الآخرة من سنة أربع و أربعين و ثلاثمائة، ذكر ذلك لنا ابن النّحاس و غيره، و صلّى عليه بعد العصر في مصلّى بني مسكين بمصر.
ص: 62
6884 - محمّد بن عيسى بن عبد الكريم بن حبيش (1) بن طماح (2) بن مطر
أبو بكر التميميّ الطّرسوسي المعروف ببكير الخرّاز (3)
حدّث بدمشق و طرسوس عن أبي بكر الرافقي المعروف برميس، و عمر بن محمّد بن عبد اللّه، و أبي الطيب أحمد بن عبيد اللّه الدارمي، و أبي بكر محمّد بن علي بن أحمد بن داود الأدبي، و عبد الرّحمن بن شجور (4) الرملي، و أبي الحسن محمّد بن إبراهيم بن حفص ابن شاهين، و محمّد بن حصن بن خالد الألوسي، و عبد الرّحمن بن إسماعيل الكوفي، و أبي الطيب محمّد بن أحمد بن حمدان الرسعني، و يوسف بن يعقوب النيسابوري، صاحب أبي بكر بن أبي شيبة، و أبي القاسم البغوي، و أبي بكر محمّد بن أحمد بن موسى العصفري، و سعيد بن عبد العزيز الحلبي، و أحمد بن عمير بن يوسف، و محمّد بن الفيض الغسّاني، و سليمان بن أيوب الخزاعي، و أبي الحسن محمّد بن أحمد بن عمارة، و عمر بن سعيد بن سنان المنيجي، و أبي الليث سالم بن معاذ الدمشقي.
روى عنه: تمام بن محمّد، و أبي محمّد بن أبي نصر، و أبو نصر بن الجندي، و عبد الوهّاب الميداني، و هو نسبه، و أبو الحسين بن جميع، و عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، و محمّد بن الخضر بن عمر الفارضي، و أبو الفرج محمّد بن عبد اللّه بن محمّد السّلمي الطّرسوسي، و محمّد بن أحمد بن رزق اللّه المنيني، و علي بن بشرى بن عبد اللّه العطّار.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنبأنا تمام بن محمّد [حدثني أبو بكر محمد] (5) بن عيسى بن عبد الكريم الطّرسوسي، ثنا أبو الطيّب أحمد بن عبيد اللّه (6)الدارمي، ثنا علي بن محمّد، ثنا محمّد بن يحيى بن كثير الحرّاني، عن الحسن بن علي الكوفي، ثنا الفضل بن الربيع صاحب هارون الرشيد، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«اللّهم بارك لأمّتي في بكورها»[11607].
ص: 63
أخبرناه عاليا أبو محمّد أيضا، ثنا عبد العزيز، أنبأنا تمام، حدّثني أبي و أبو الحسين عبد الوهّاب بن الحسن، قالا: ثنا مكحول البيروتي، ثنا محمّد بن يحيى بن كثير الحرّاني، ثنا الحسن بن علي الكوفي، ثنا الفضل بن الربيع، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«اللهمّ بارك لأمّتي في بكورها»[11608].
قرأنا على جدي أبي المفضل يحيى بن علي القاضي، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو الحسين بن الميداني، ثنا أبو بكر محمّد بن عيسى بن عبد الكريم بن حبيش بن طماح بن مطر الطّرسوسي، قدم علينا بعد الفتح سنة خمس و خمسين و ثلاثمائة، ثنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمّد الآمدي - بطبرية - ثنا عبد الرحيم بن يحيى الدّبيلي بحديث ذكره.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنبأنا أبو نصر الحسين بن محمّد بن أحمد بن طلاّب الخطيب، أنبأنا أبو نصر محمّد بن أحمد بن هارون بن الجندي، أنبأنا [محمد بن] (1) عيسى ابن عبد الكريم الطّرسوسي، و يعرف ببكير الخرّاز - قراءة عليه و أنا أسمع في سنة تسع و خمسين و ثلاثمائة فذكر عنه حديثا.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس (2)،و أبو منصور بن خيرون، قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (3):محمّد بن عيسى بن عبد الكريم بن حبيش بن الطماح (4) بن مطر أبو بكر التميميّ الطّرسوسي، قدم بغداد في سنة ستة و أربعين و ثلاثمائة، و حدّث بها عن علي بن عبد اللّه النسائي (5) أخبارا مجموعة في فضائل طرسوس، سمع منه محمّد بن أحمد بن رزقويه، و ذكر أبو القاسم بن الثلاج: أنه حدّثه عن عمر (6) بن سعيد بن سنان المنبجي.
روى عن زيد بن واقد، و إبراهيم بن سليمان الأفطس، و حميد الطويل، و عبيد اللّه بن عمر، و روح بن القاسم، و هشام بن عروة، و ابن أبي ذئب، و معاوية بن سلمة النصري الكوفي، و الأوزاعي، و زهير بن محمّد، و محمّد بن أبي الزّعيزعة، و محمّد بن الوليد الزبيدي.
روى عنه: هشام بن عمّار، و عبد الرّحمن بن يحيى بن إسماعيل بن عبيد اللّه، و العبّاس بن الوليد بن صبح الخلاّل، و هارون بن محمّد بن بكّار، و عبد الرزّاق بن عمر بن مسلم العابد، و الهيثم بن مروان بن الهيثم بن عمران.
أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا [أبو] (1)بكر بن المقرئ، ثنا أبو بشر محمّد بن أحمد بن حمّاد الأنصاري الرازي، ثنا الهيثم بن مروان الدمشقي، ثنا محمّد بن عيسى بن سميع عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«إنّ من الشعر حكمة»[11609].
أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمّد بن حمدي الخرقي، ثنا أبو العباس أحمد بن عمر بن زنجويه، ثنا أبو الوليد هشام بن عمّار بن نصير الدّمشقي، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا أبو عبيدة حميد الطويل، عن أنس بن مالك عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلاّ اللّه و أنّ محمّدا عبده و رسوله، فإذا شهدوا بها و صلوا صلاتنا، و استقبلوا قبلتنا، و أكلوا ذبيحتنا فقد حرم (2) علينا دماؤهم و أموالهم إلاّ بحقها، و حسابهم على اللّه عزّ و جلّ »[11610].
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عدي (3)،ثنا إبراهيم بن عبد الواحد العبسي، ثنا جدي الهيثم بن مروان بن الهيثم بن عمران، أنبأنا محمّد بن قاسم بن عيسى بن سميع بن سفيان القرشي قال ابن عدي: محمّد بن عيسى بن القاسم بن سميع الدمشقي القرشي، يكنّى أبا سفيان.
قال ابن عدي: هذا هو الصواب، و قد نسبه في حديث الهيثم بن مروان.
ص: 65
أنبأنا أبو الغنائم الحافظ ، ثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أبو الحسين بن عبد الجبّار، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالا: أنبأنا أبو أحمد الغندجاني، أنبأنا أبو بكر الشيرازي، أنبأنا أبو الحسن (1) المقرئ، أنبأنا أبو عبد اللّه البخاري (2) قال: محمّد بن عيسى بن عيسى بن سميع القرشي، سمع زيد بن واقد، عن بسر (3) بن عبيد اللّه، عن أبي إدريس، عن أبي الدّرداء عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«الجنّة مائة درجة أعدّها اللّه للمجاهدين»[11611].
قاله عبد الرّحمن بن يحيى، سمع محمّد بن عيسى الدمشقي، يقال: هذا هو الأوّل (4)و يقال: إنه لم يسمع من ابن أبي ذئب هذا الحديث - يعني - حديث مقاتل عثمان الطويل.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا أبو القاسم السهمي، أنبأنا عبد اللّه بن عدي (5)،ثنا الجنيدي، ثنا البخاري قال: محمّد بن عيسى بن القاسم، شامي، عن ابن أبي ذئب، عن الزهري في مقتل عثمان، سمع منه هشام بن عمّار.
أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (6):
محمّد بن عيسى بن القاسم بن سميع الدمشقي، مولى معاوية القرشي، روى عن زيد ابن واقد، و حميد الطويل، و عبيد اللّه بن عمرو (7)،و روح بن القاسم، و ابن أبي ذئب، و إبراهيم بن سليمان الأفطس، روى عنه هشام بن عمّار، و عبد الرّحمن بن يحيى بن إسماعيل، و العبّاس بن الوليد بن صبح الدمشقي، و هارون بن محمّد بن بكّار، سمعت أبي يقول ذلك، سئل أبي عنه فقال: شيخ دمشقي (8) يكتب حديثه و لا يحتج به.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف، أنبأنا أبو سعيد بن حمدون، أنبأنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو سفيان محمّد بن عيسى بن القاسم سمع زيد بن واقد، روى عنه هشام بن عمّار.
ص: 66
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأنا أبو نصر الوائلي، أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو سفيان محمّد بن عيسى بن القاسم بن سميع دمشقي.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنبأنا أبو القاسم بن محمّد، أنبأنا أبو عبد اللّه الكندي، أنبأنا أبو زرعة قال: و نفر متقاربون: صدقة بن يزيد، و صدقة بن المنتصر، و صدقة بن عبد اللّه، و خالد بن أبي خالد السّلمي، و محمّد بن عيسى بن سميع، و ذكر سواهم.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو القاسم بن عتّاب، أنبأنا أحمد بن عمير - إجازة-.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأنا أبو الحسن الربعي، أنبأنا أبو الحسين الكلابي، أنبأنا أحمد - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة السادسة: محمّد بن عيسى بن القاسم بن سميع القرشي.
قرأنا على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي طاهر الخطيب، أنبأنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنبأنا أبو بكر المهندس، حدّثنا أبو بشر الدّولابي قال: أبو سفيان (1) محمّد بن عيسى بن القاسم بن سميع يحدّث عن الأوزاعي.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأنا أبو بكر الصفّار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال أبو سفيان: محمّد بن عيسى بن القاسم بن سميع القرشي الشامي، سمع أبا عبيدة حميد الطويل، و محمّد بن الوليد أبا الهذيل، مستقيم الحديث إلاّ أنه روى عن ابن أبي ذئب حديثا منكرا و هو حديث مقتل عثمان، و يقال كان في كتابه عن إسماعيل بن يحيى التيمي عن ابن (2) أبي ذئب، فأسقطه و إسماعيل ذاهب الحديث، روى عنه هشام بن عمّار، و هارون بن بكّار.
و بلغني عن يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد أنه قال: محمّد بن عيسى شيخ ثبت.
أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري.
ص: 67
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد، و أبو منصور أحمد ابنا محمّد بن أحمد بن السلال (1)، قالا: أنبأنا أبو علي محمّد بن وشاح، قالا: أنبأنا أبو حفص بن شاهين قال: محمّد بن عيسى ابن سميع شيخ من أهل الشام، ثقة.
و قال أبو حاتم بن حبان فيما حكاه أبو الفضل المقدسي عنه: هو مستقيم الحديث إذا بيّن السماع في خبره، فأمّا خبره الذي روي عن ابن أبي ذئب عن الزهري عن سعيد بن المسيّب في قتل عثمان لم يسمعه من ابن أبي ذئب، سمعه (2) من إسماعيل بن يحيى بن عبيد اللّه، عن ابن أبي ذئب، فدلس عنه، و إسماعيل ضعيف.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، أنبأنا أبو المظفّر هنّاد بن إبراهيم بن محمّد النسفي، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد بن سليمان بن كامل الغنجار، ثنا خلف بن محمّد، ثنا صالح بن محمّد، ثنا هشام بن عمّار، ثنا محمّد بن عيسى بن القاسم (3)، عن ابن أبي ذئب، عن الزهري حديث مقتل عثمان بن عفّان، قال: فجهدت به الجهد أن يقول حدّثنا ابن أبي ذئب، فأبى أن يقول إلاّ عن ابن أبي ذئب، قال صالح بن محمّد، فقال لي محمود ابن ابنة محمّد بن عيسى هو في كتاب جدي عن إسماعيل بن يحيى بن عبيد اللّه عن ابن أبي ذئب، قال: صالح، و إسماعيل بن يحيى هذا يضع الحديث، قال: و هو ابن يحيى ابن عبيد اللّه الذي يروي عن أبيه عن أبي هريرة تلك الأحاديث الذي يروي عنه يعلى بن عبيد الطنافسي، و هؤلاء.
قال: و حدّثنا خلف بن محمّد، قال: سمعت أبا علي صالح بن محمّد يقول: فحدّثت بهذه القصة محمّد بن يحيى الذهلي فقال: اللّه المستعان.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عدي (4)،قال: سمعت عبدان يقول: سمعت ابن أبي سميع يقول: لم يسمع أبي حديث مقتل عثمان من ابن أبي ذئب، إنما هو في كتاب أبي عن قاصّ .
ص: 68
قال ابن (1) عدي: و ابن سميع لا بأس به، دمشقي (2)،و لابن سميع (3) أحاديث حسان عن عبيد اللّه، و عن روح بن القاسم و جماعة من الثقات، و هو حسن الحديث، و الذي أنكر عليه حديث مقتل عثمان أنه لم يسمعه من ابن أبي ذئب.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو بكر الشامي، أنبأنا أبو الحسن العتيقي، أنبأنا يوسف بن أحمد، أنبأنا جعفر العقيلي في كتابه في الضعفاء (4) قال: محمّد بن عيسى بن سميع الدمشقي عن ابن أبي ذئب.
قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنبأنا مكي بن محمّد، أنبأنا أبو سليمان بن زبر، ثنا الخزاعي - يعني - سليمان بن محمّد، ثنا الخلاّل - يعني - العباس بن الوليد بن صبح، قال: مات محمّد بن سميع سنة أربع و مائتين.
قرأت على أبي محمّد أيضا، عن أبي محمّد، أنبأنا تمام بن محمّد، أخبرني أبي، ثنا أبو العبّاس بن ملاّس، ثنا الحسين بن محمّد بن بكّار قال: توفي أبو سفيان محمّد بن عيسى بن سميع القرشي في سنة ست و مائتين، و كان مولده في سنة أربع عشرة و مائة، و كانت وفاته و هو ابن ثنتين و تسعين سنة.
أبو عبد اللّه الأنصاري الأندلسي الثّغري البلغي المقرئ (5)
أحد حفّاظ القرآن المجوّدين.
قدم دمشق و أقرأ بها السبعة عن شيخه أبي داود سليمان بن أبي القاسم نجاح الأموي الأندلسيّ البلنسي مولى المؤيد باللّه أبي الوليد هشام بن المستنصر باللّه أبي العاص الحكم الأموي المستولي على الأندلس (6).
ص: 69
قرأ عليه جماعة من الدمشقيين، و كان شيخا فاضلا حافظا للحكايات، قليل التكلف في اللباس، رأيته و سمعته ينشد قصيدة يوم خرج الناس إلى المصلّى للاستسقاء على المنبر أوّلها:
أستغفر اللّه من ذنبي و إن كبرا *** و أستقل له الشكر و إن كثرا
و كان يسكن في دار الحجارة، و يقرئ في المسجد الجامع و بات (1) عند خالي أبي المكارم في دار جدي، و بت معهم، و أنشد قطعة من الأشعار، و لم أحفظ منه شيئا، و كان كثير الاستفادة قلّ ما يسمع شيئا يستفيده إلاّ علقه على المفتاح أو في يده إلى أن ينقله.
حدّثني أبو الفضل إسماعيل بن علي الغسّاني البجاوي، و كتبه لي بخطه، أخبرني الشيخ الصالح الإمام العالم أبو عبد اللّه محمّد بن عيسى بن محمّد بن بقاء الأنصاري المقرئ الأندلسيّ الثّغري البلغي، رحمه اللّه، أنه ولد في الثاني و العشرين من شعبان سنة أربع و خمسين و أربعمائة، و كانت وفاته يوم الأربعاء صلاة العصر، و دفن يوم الخميس صلاة الظهر الثامن من ذي القعدة سنة اثنتي عشرة و خمسمائة، و دفن في مقابر الصحابة بالقرب من قبر أبي الدرداء، رحمة اللّه عليهم أجمعين، و شهدت أنا غسله و الصلاة عليه و دفنه.
6887 - محمّد بن عيسى بن يزيد أبو بكر الطرسوسي التميمي ثم السّعدي (2)
رحّال، من أهل المعرفة.
سمع بدمشق: سليمان بن عبد الرّحمن، و صفوان [بن] صالح، و بحمص و غيرها: أبا اليمان، و أبا توبة، و سنيد بن داود المصّيصي، و نعيم بن حمّاد، و إسحاق بن إبراهيم الحنيني، و بمكة: أبا عبد الرّحمن المقرئ، و العلاء بن عبد الجبّار، و عيسى بن مينا قالون، بالمدينة، و عبد اللّه بن نافع الصائغ، و إبراهيم بن حمزة، و عتيق بن يعقوب الزبيريين، و إسماعيل بن أبي أويس، و بالكوفة: أبا نعيم، و مالك بن إسماعيل النهدي، و بالبصرة:
سليمان بن حرب، و عفّان بن مسلم، و عياشا (3) الرقام، و الربيع بن يحيى، و محمّد بن حميد الرازي و غيرهم.
روى عنه: أبو مسعود أحمد بن الفرات الرازي، و أبو بكر بن خزيمة، و الجارود، و أبو
ص: 70
العباس الدّغولي، و عمر بن علي الجوهري، و أبو عوانة الأسفرايني، و أحمد بن الخضر الخزاعي المروزي، و محمّد بن أحمد بن يزيد، و أبو صالح محمّد بن الحسن بن المهلّب، و عبد اللّه بن محمّد بن علي بن طرخان البلخي، و مكي بن عبدان، و أحمد بن الحارث بن محمّد بن عبد الكريم المروزي، و أبو العباس محمّد بن أحمد المحبوبي البلخي.
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنبأنا أبو القاسم، أنبأنا عبد الملك بن الحسن بن محمّد، أنبأنا أبو عوانة، ثنا أبو حميد الحمصي، ثنا عثمان بن سعيد قال: و حدّثنا يوسف بن مسلم، و أبو عمر محمّد بن عامر المصيصيان، و أبو بكر الطّرسوسي محمّد بن عيسى قالوا:
أنبأنا أبو توبة الربيع بن نافع، قالا: ثنا معاوية بن سلام قال: سمعت أخي زيد بن سلاّم أنه سمع أبا سلاّم يقول: حدّثني أبو أمامة الباهلي قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«اقرءوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لصاحبه - و قال بعضهم: لأصحابه - اقرءوا الزهراوين:
سورة البقرة و سورة آل عمران، فإنهما يأتيان كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان (1)،أو كأنهما فرقان من طير صوافّ يحاجان عن صاحبهما - و قال بعضهم: أصحابهما - اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة و تركها حسرة، و لا تستطيعها البطلة»[11612]- زاد أبو توبة: قال معاوية بن سلام: فبلغني: أن البطلة هم السحرة.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن [أبي] (2) علي، أنبأنا أبو بكر الصفّار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم [قال (3):أبو بكر محمد بن عيسى الطرسوسي سمع أبا عبد الله إسماعيل بن أبي أويس الأصبحي، و أبا اليمان الحكم] (4) بن نافع، روى عنه محمّد بن بدل، كنّاه لي أحمد بن محمّد بن الشرقي (5).
أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد المعدل عنه قال: قال لنا أبو نعيم الحافظ (6):محمّد بن عيسى بن يزيد السعدي أبو بكر الطرسوسي، روى عنه أبو مسعود، و قال: حدّثنا محمّد بن عيسى، و ليس بابن الطباع، روى عن عيسى
ص: 71
قالون، و سليمان ابن بنت شرحبيل، و محمّد بن حميد، و سليمان بن داود، و عياش الرقام، قدم أصبهان و خرج منها إلى خراسان.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عدي قال (1):محمّد بن عيسى الطرسوسي، عامة ما يرويه لا يتابعونه عليه، و هو في عداد من يسرق الحديث، كنيته أبو بكر.
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، و عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:
محمّد بن عيسى بن يزيد الطرسوسي أبو بكر التميمي، و كان من المشهورين بالطلب و الرحلة و الكثرة و الفهم و التثبت (2)،ورد خراسان بعد الخمس و المائتين و نزل نيسابور، و أقام بها، و كتب عنه من كان في عصره، ثم خرج إلى مرو فأقام بها مدة و أكثر أهل مرو عنه بعد الستين، ثم دخل بلخ و توفي ببلخ بلا شك و لا مرية، و من زعم أنه مات بنيسابور فقد وهم، سمع [ثم] (3) ذكر بعض من سمع منه، و بعض من روى عنه.
قال: و أنبأنا أبو عبد اللّه، حدّثني أبو عثمان سعيد بن محمّد الصوفي عن أبي أحمد محمّد بن أحمد الحنفي القاضي قال: سمعت أحمد بن الخضر يقول: توفي أبو بكر الطرسوسي ببلخ سنة ست و سبعين و مائتين.
6888 - محمّد بن عيسى أبو جعفر البغدادي النقّاش (4)
مولى عمر بن عبد العزيز.
حدّث بدمشق عن شبابة بن سوّار، و داود بن مهران الدّبّاغ، و يحيى بن أبي بكير الكرماني، و مكي بن إبراهيم البلخي، و يزيد بن هارون، و عبد اللّه بن أبي علاج الموصلي.
روى عنه: إبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان، و الحسين بن عبد اللّه بن يزيد الرقي، و عبد الرحيم بن عمر المازني، و القاسم بن عيسى العصار (5)،و أبو عبد الرّحمن النسائي في سننه.
أخبرنا أبو العلاء صاعد بن أبي الفضل بن أبي عثمان الشعبي الماليني - بمالين هراة -
ص: 72
أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن أبي بكر بن أحمد السّقطي المقرئ، ثنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن محمّد بن الجارود (1) الهروي الحافظ ، أنبأنا أبو الفتح محمّد بن الحسين بن أحمد الموصلي الحافظ - ببغداد - ثنا الحسين بن عبد اللّه بن يزيد القطّان الرقي، ثنا محمّد بن عيسى النقّاش بدمشق، ثنا ابن أبي علاج الموصلي، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:
«إنّ اللّه لا يغضب، فإذا غضب سبّحت الملائكة لغضبه، فإذا اطّلع إلى الأرض فنظر إلى الولدان يقرءون القرآن تملّأ رضى»[11613].
6889 - محمّد بن عيسى أبو بكر الأقريطشي (2)
حدّث بدمشق عن محمّد بن القاسم المالكي.
روى عنه: عبد اللّه بن محمّد النسائي المؤدب.
قرأت بخط أبي الفتيان عمر بن أبي الحسن الدّهستاني، أنبأنا أبو بكر محمّد بن علي لحداد، أنبأنا أبو محمّد إبراهيم بن الخضر الصائغ، ثنا عبد اللّه بن محمّد النسائي المؤدّب، لنا أبو بكر محمّد بن عيسى الأقريطشي بدمشق، ثنا محمّد بن القاسم المالكي، ثنا إسحاق بن إبراهيم بن يزداد قال: قال بعض الصالحين:
ننافس في الدنيا و نحن نعيبها *** لقد حذّرتنا لعمري خطوبها
و ما نحسب الساعات تقلع (3) لذة *** على أنها فينا سريع دبيبها
كأنّي برهط يحملون جنازتي *** إلى حفرة يحثى عليّ كثيبها
فكم لي من مسترجع مسترجع *** و باكية يعلو عليّ نحيبها
و إنّي لممن يكره الموت و البلى *** و يعجبني روح الحياة و طيبها
فحتى متى حتى متى و إلى متى *** يدوم طلوع الشمس لي و غروبها
فيا هادم اللّذّات ما منك مهرب *** تحاذر نفسي منك ما سيصيبها
رأيت المنايا قسّمت بين أنفس *** و نفسي سيأتي بعدهنّ نصيبها
ص: 73
حدّث عن خيثمة.
ذكر الشريف أبا الغنائم عبد اللّه بن الحسن بن محمّد الريدي النسابة أنه سمع منه بدمشق.
6891 - محمّد بن غزوان (1)
روى عن الوضين بن عطاء، و علي بن محمّد، و الأوزاعي.
روى عنه: سليمان بن عبد الرّحمن.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأنا أبو الحسن بن السّمسار، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مروان، أنبأنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم ابن بسر (2) القرشي، ثنا سليمان بن عبد الرّحمن، ثنا محمّد بن غزوان الدمشقي، حدّثنا علي ابن محمّد، عن سالم، عن ابن عمر قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«من صلّى ست ركعات بعد المغرب غفر له بها ذنوب خمسين سنة»[11614].
أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب قالا:
أنبأنا أبو القاسم العبدي، أنبأنا حمد إجازة.
ح قال و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (3):محمّد بن غزوان (4) الدمشقي الذي يروي عن الوضين بن عطاء منكر الحديث.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني قال: محمّد بن غزوان يروي عن الأوزاعي، يروي عنه سليمان بن شرحبيل.
ص: 74
قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (1):أما غزوان بغين معجمة مفتوحة و زاي: محمّد بن غزوان، يروي عن الأوزاعي، روى عنه سليمان بن شرحبيل، و قال أبو حاتم بن حبّان فيما حكاه أبو الفضل المقدسي عن محمّد بن غزوان شيخ من أهل الشام، يقلب الأخبار و يسند الموقوف، لا يحل الاحتجاج به.
و ذكر أبو الحسين محمّد بن عبد اللّه الرازي فيما نقلته من خط نجا بن أحمد و ذكر أنه نقله من خطه: أن محمّد بن غزوان روى عن الأوزاعي حديثا منكرا في ماء البحر، و هم أهل بيت القدر.
6892 - محمّد بن الغمر بن عثمان أبو بكر الطّائي (2)
من ساكني بيت أرانس من قرى الغوطة.
حدث عن: محمد بن جعفر الراموزي، و محمّد بن إسحاق بن يزيد الضبي (3)، و عاصم بن بشر بن عاصم.
حدّث عنه أبو الحسين الرازي، و عبد الوهّاب بن الحسن، و أبو بكر (4) محمّد بن زهير ابن محمّد الكلابيان.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أبي الكرام حمزة بن أبي محمّد عبد اللّه بن الحسن بن حمزة العطّار، أنبأنا جدي القاضي أبو محمّد عبد اللّه بن الحسن - قراءة عليه - أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن إبراهيم بن الحسين الحنائي - قراءة عليه - أنبأنا عبد الوهّاب بن علي (5)، أنبأنا محمّد بن الغمر، أنبأنا محمّد بن جعفر الراموزي، ثنا علي بن جرير، عن سلام، عن معمر، عن الجرّاح، عن ميسرة، عن بعض إخوانه يرفع الحديث إلى النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:
قام النبي صلى اللّه عليه و سلّم بين صف الرجال و النساء فقال:«يا معشر النساء إذا سمعتن هذا الحبشي يؤذّن و يقيم - يعني بلالا» (6)-فقلن كما يقول، فإنّ اللّه يكتب لكن بكلّ كلمة مائة ألف حسنة، و يرفع لكنّ ألف درجة، و يحطّ عنكنّ ألف سيّئة»، قال: فقلن: يا رسول اللّه، هذا للنساء، فما
ص: 75
للرجال ؟ قال:«للرجال ضعفين» (1)[11615].
أنبأنا أبو طاهر محمّد بن الحسين بن الحنائي، أنبأنا أبو علي الأهوازي - قراءة عليه - أنبأنا عبد الوهّاب بن الحسن - إجازة - ثنا محمّد بن الغمر، و يكنى أبا بكر، من أهل قرية بيت أرانس، ثنا محمّد بن إسحاق بن يزيد الضبي، ثنا (2) يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري، ثنا أبي عن محمّد بن إسحاق، ثنى معاذ بن رفاعة عن محمّد بن عبد الرّحمن بن عمرو بن الجموح، عن جابر بن عبد اللّه قال: لما دفن سعد و نحن مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، سبّح رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فسبّح الناس معه طويلا، ثم كبّر، فكبّر الناس، فقالوا: يا رسول اللّه، ممّا سبّحت، فقال:«لقد تضايق على هذا الرجل قبره حتى فرّج اللّه عنه»[11616].
قرأت بخط نجا بن أحمد فيما ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه في قرى دمشق: أبو بكر محمّد بن عمر بن الغمر بن عثمان الطّائي، من أهل قرية يقال لها بيت أرانس، مات و أنا بدمشق في سنة إحدى و عشرين و ثلاثمائة،[قال ابن عساكر:] (3) أظن:«عمر» مزيدا فيه، و قد حكى أبو محمّد بن الأكفاني عن بعض أصحاب الحديث في تسمية من كتب عنه بدمشق محمّد بن الغمر من بيت أرانس.
حدّث بصيدا عن محمّد بن إسماعيل بن عبد اللّه بن أبي البختري الأسدي الصّيداوي.
روى عنه: أبو علي الحسين بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن الحسين بن عيسى بن ماسرجس الماسرجسي النيسابوري الحافظ .
كتب إليّ أبو نصر القشيري، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنبأنا أبو (4) عبد اللّه الحافظ ، حدّثني أبو علي الحسن بن محمّد الماسرجسي، ثنا أبو الحسن (5) محمّد بن الفتح
ص: 76
الصّيداوي - بصيدا - أنبأنا محمّد بن إسماعيل بن عبد اللّه بن البختري، حدّثني أبي عن جدي وهب بن وهب القرشي، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم: قال:«صلاة الجماعة تفضل على صلاة الفذّ (1) بسبع و عشرين درجة»[11617].
أبو عبد اللّه الحميدي الأندلسي الحافظ (2)
سمع الحديث بالأندلس و مصر، و مكة، و دمشق، و بغداد، و استوطنها، و حدّث بدمشق و ببغداد، و سمع خلقا لا يحصى كثرة، و كان مواظبا على سماع الحديث و كتابته، و يخرجه مع تحرّز و صيانة و ورع و صيانة، و كان يقال: إنه داودى المذهب، غير أنه لم يكن يتظاهر بذلك، و كان مختصّا بصحبة أبي محمّد علي بن أحمد بن حزم الظاهري ملازما له، حمل عنه أكثر كتبه.
حدّثنا عنه أبو محمّد بن الأكفاني، و سمع منه بدمشق، و أبو القاسم بن السّمرقندي، و صدقة بن السياف ببغداد، و أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل الحافظ ، و أبو بكر صدّيق بن عثمان بن إبراهيم الدّيباجي بتبريز، و أبو السير عطاء بن نبهان بن محمّد الأسدي الأبهري - بأبهر-.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا الشيخ أبو عبد اللّه محمّد بن أبي نصر الحميدي - من لفظه بدمشق - قال: أخبرتنا كريمة (3) بنت أحمد بن محمّد بن حاتم المروزية قالت: أنبأنا أبو علي زاهر بن أحمد الفقيه بسرخس، أنبأنا أبو لبيد محمّد بن إدريس السامي، ثنا أبو كريب، ثنا أبو بكر عن عاصم، عن زرّ عن علي قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«ستكون عليّ رواة يروون الحديث فأعرضوا القرآن، فإن وافقت القرآن فخذوها و إلاّ فدعوها»[11618].
أخبرناه عاليا أبو محمّد بن الأكفاني، أخبرتنا كريمة - إجازة - قالت: أنبأنا أبو علي زاهر بن أحمد فذكره.
أخبرنا أبو القاسم صدقة بن محمّد بن الحسن بن المحلبان، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد
ص: 77
ابن أبي نصر الحميدي (1)-قراءة - أنبأنا أبو محمّد علي بن أحمد بن حزم، حدّثني أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه المعروف بابن الفرضي أن الأمير أبا الجيش مجاهد بن عبد اللّه العامري وجّه إلى أبي (2) غالب - يعني - تمام بن غالب التيّاني (3) أيام غلبته على مرسية، و أبو غالب ساكن بها ألف دينار على أن يزيد في ترجمة هذا الكتاب - يعني: كتابا جمعه في اللغة - مما ألّفه تمام بن غالب لأبي الجيش مجاهد، فردّ الدنانير و أبى ذلك و لم يفتح في هذا بابا البتة، و قال: و اللّه لو بذل لي الدنيا على ذلك ما فعلت و لا استجزت الكذب، فإن لم أجمعه له خاصة، و لكن لكلّ طالب عامة، فأعجب لهمّة هذا الرئيس و علوها، و أعجب لنفس هذا العالم و نزاهتها.
قال: و أنبأنا الحميدي (4)،أخبرني أبو الوليد - يعني: الحسين بن محمّد الكاتب (5)- يعرف بابن الفرّاء قال: حضرت عند عمي و عنده أبو عمر (6) القصطلي و أبو عبد اللّه المعيطي فغنى المعيطي:
مروّع فيك كلّ يوم *** محتمل فيك كلّ لوم
يا غايتي و المنى (7) و سولي *** ملكت رقّي بغير سوم
فأعجبنا بهذين (8) البيتين فقال أبو عمر: أنا أضيف لهما ثالثا لا يتأخر عنهما، ثم قال:
تركت قلبي بغير صبر *** فيك و عيني بغير نوم
قال: فسرّنا بقوله، و قلنا: لا تتم القطعة إلاّ به.
سألت أبا القاسم بن السّمرقندي عن مولد الحميدي فقال: قبل العشرين و أربعمائة (9).
أنبأنا أبو بكر بن طرخان (10) قال: سألنا أبا عبد اللّه الحميدي عن مولده فقال: ولدت
ص: 78
قبل العشرين و أربعمائة، و كنت أحمل السماع على الكتف سنة خمس و عشرين و أوّل ما سمعت من الفقيه أبي القاسم أصبغ بن راشد بن أصبغ اللخمي، و كنت أفهم ما يقرأ عليه و كان قد أتى ابن أبي زيد، و قرأ عليه و تفقّه، و روى عنه الرسالة و مختصر المدونة، قال الحميدي:
و أصل أبي من قرطبة من محلة يقال لها الرّصافة، و سكن أبي الجزيرة، و ولدت أنا بها، و الجزيرة شرقي الأندلس، و قرطبة نحو غربيها و هي كانت مسكن بني أمية.
أنشدنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن محمّد، أنشدنا محمّد بن أبي نصر، أنشدني أبو محمّد علي بن أحمد بن سعيد الحافظ بالأندلس لنفسه:
أقمنا ساعة ثم افترقنا *** و ما يغني المشوق وقوف ساعة
كأن الشمل لم يك ذا اجتماع *** إذا ما شتت الدهر اجتماعه
أنبأنا أبو الفضل محمّد بن محمّد بن عطاف، أنشدنا أبو عبد اللّه الحميدي لنفسه (1):
طريق الزهد أفضل ما طريق *** و تقوى اللّه تأدية الحقوق
فثق باللّه يكفيك و استعنه *** يعنك و ذر بنيات الطريق
و لا يغررك من يدعى صديقا *** فما في الأرض أعون من صديق
سألنا عن حقيقته قديما *** فقيل سألت عن بض الأنق
سمعت أبا عبد اللّه يحيى بن الحسن بن البنّا (2) يحكي [أن] (3) الحميدي كان من حرصه على السماع كان ينسخ بالليل في حرّ بغداد، فكان يجلس في إجّانة (4) فيها ماء يتبرد به [و ينسخ] (5) و هو على تلك الحال، أو كما قال، سمعت أبا عبد اللّه الحسين بن محمّد بن خسرو (6) ببغداد يقول: قصد أبو بكر بن ميمون الدباس أبا عبد اللّه الحميدي فدقّ عليه بابه، فسمعه يهمهم، فظنه قد أذن له، فدخل عليه، فجاءه فوجده مكشوف الفخذ، فبكى الحميدي بكاء شديدا و قال: و اللّه لقد نظرت إلى موضع لم ينظره أحد منذ عقلت، أو كما قال.
قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا قال: أخبرني صديقنا أبو عبد اللّه محمّد بن أبي نصر الحميدي و هو من أهل العلم و الفضل و التيقظ ، فذكر عنه حكاية.
ص: 79
حدّثني أبو بكر يحيى بن إبراهيم بن أحمد السلماسي، قال: قال الأمير أبو نصر علي بن الوزير أبي القاسم هبة اللّه بن علي في كتاب الإكمال (1) أبو عبد اللّه محمّد بن أبي نصر فتوح بن عبد اللّه بن فتوح بن حميد بن يصل (2) الحميدي الأندلسي الجزيري الرّصافي القرطبي، مولد أبيه بالرصافة، محلة من قرطبة، و قرطبة دار مملكة بني أميّة بالأندلس، و الجزيرة بليدة من جملة الأندلس، أندلسي من أهل الخير و الفضل، سمع الحديث الكثير ببلده، و سمع بمصر أصحاب المهندس و الأدبي (3) و ابن أبي غالب، و ابن الدجيل، و بمكة أصحاب ابن فراس و غيره، و سمع بالشام من أصحاب ابن جميع، و ابن أبي الحديد، و ابن أخي تبوك، و ورد بغداد، فسمع أصحاب الدارقطني، و ابن شاهين، و ابن حبابة، و ابن عبدان، و علي بن عمر الحربي (4)،و طبقتهم، و صنف تاريخا لأهل الأندلس (5)،و لم (6) أر مثله، و عفته و ورعه، و تشاغله بالعلم.
قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي: محمّد بن أبي نصر، أبو عبد اللّه الحميدي، أصله من مدينة ميورقة (7) من الأندلس، طاف قطعة من البلاد وافرة، و سمع بها ثم انتقل إلى بغداد، و أقام بها و كان يذهب مذهب داود، و له يد في العربية و الأدب، و رأيت له مصنفا قد سمّاه:«أدب الأصدقاء»، سلك فيه ما يقال في الصباح و المساء و التهاني و التعازي، و التسلية، و غير ذلك مما جرى هذا المجرى، أحسن فيه بألفاظ عذبة منثورة مليحة التطبيق و الترصيع و التجنيس.
حدّثني أبو بكر يحيى بن إبراهيم قال (8):و قال والدي الشيخ الإمام أبو طاهر إبراهيم ابن أحمد بن محمّد السّلماسي، و كان قد لقي الأئمة بالعراق، و خراسان، و أذربيجان، و اران: لم تر عيناي مثل أبي (9) عبد اللّه الحميدي رضي اللّه عنه في فضله و نبله، و غزارة
ص: 80
علمه، و نزاهة نفسه، و حرصه على نشر العلم، و بثه في أهله، و كان ورعا تقيا، إماما في علم الحديث و علله، و معرفة متونه، و رواته، محققا في علم التحقيق و الأصول على مذهب أصحاب الحديث بموافقة الكتاب و السّنّة، فصيح العبارة، نظيف الإشارة، متبحرا في علم الأدب و العربية و الشعر و الرسائل (1)،له التصانيف الكبيرة منها:«تجريد الصّحيحين للبخاري و مسلم، و الجمع بينهما»، «و تاريخ الأندلس»، و حمل تاريخ الإسلام، و كتاب:«فيمن ادّعى الإيمان لأهل الإيمان» (2)،و كتاب:«الذهب المسبوك»«في وعظ الملوك»، و كتاب:«تسهيل السّبيل إلى تعليم الترسيل» (3)،كتاب:«مخاطبات الأصدقاء في المكاتبات و اللقاء»«و ما جاء من النصوص و الآثار في حفظ الجار و كتاب:«ذمّ النميمة» و غير ذلك، و له شعر حسن رصين في المواعظ و الأمثال، و فضل العلم و العلماء.
مات ببغداد في ذي الحجّة سنة ثمان و ثمانين و أربعمائة، و دفن في مقبرة باب أبرز، و كان أوصى إلى الأجلّ مظفر بن رئيس الرؤساء أن يدفنه عند بشر الحافي - رحمة اللّه عليه - فخالف وصيته، فلمّا كان بعد مدة رآه مظفر في النوم كأنه يعاتبه على مخالفة وصيته، فنقل في صفر سنة إحدى و تسعين و أربعمائة إلى مقبرة باب حرب، و دفن عند قبر بشر بن الحارث، و كان كفنه جديدا (4)،و بدنه طريّا يفوح منه رائحة الطيب، و وقف كتبه على أهل العلم (5).
قال يحيى: و كانت وفاته ليلة الثلاثاء السابع عشر من ذي الحجّة، و صلى عليه الفقيه أبو بكر الشاشي في جامع القصر.
قال لي أبو الفضل محمّد بن محمّد بن محمّد بن عطاف توفي أبو عبد اللّه الحميدي يوم الثلاثاء سابع عشر ذي الحجّة من سنة ثمان و ثمانين و أربعمائة، و دفن بباب بيرز ثم حوّل إلى باب حرب، و دفن بجنب بشر بن الحارث.
حكى عن الوليد بن عتبة.
ص: 81
حكى عنه أبو علي الحصائري.
أنبأنا أبو الحسن محمّد بن مرزوق الزّعفراني، و أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد المزكي، و عبد اللّه بن أحمد بن عمر قالوا: أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أحمد بن محمّد بن أحمد المجهّز، ثنا محمّد بن أحمد بن علي الكاتب - بمصر - أنبأنا الحسن بن حبيب - بدمشق - أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن فراس العطّار قال: كان الوليد بن عتبة يقرأ علينا في مسجد باب الجابية مصنّفات الوليد بن مسلم، فكان رجل يجيء و قد فاته ثلث المجلس، ربع المجلس أو أقل أو أكثر، فكان الشيخ يعيده عليه، فلمّا كثر ذلك على الوليد بن عتبة منه قال له: يا هذا، أيّ شيء بليت بك، اللّه محمود لئن لم تجئ مع الناس من أوّل المجلس لا أعدت عليك شيئا، قال: يا أبا العباس، أنا رجل معيل، و لي دكان في بيت لهيا، فإن لم أشتر لها حويجاتها من غدوة، ثم أغلق و أجيء أغدو (1)،و إلاّ خشيت أن يفوتني معاشي (2)،فقال له الوليد بن عتبة:
لا أراك هاهنا مرة أخرى، فكان الولد بن عتبة يقرأ علينا المجلس و يأخذ الكتاب و يمرّ إلى بيت لهيا حتى يمرّ يقرأ عليه المجلس في دكانه.
حدّث بمصر عن أبيه.
كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنبأنا عمي أبو القاسم عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: محمّد بن الفرج بن الأسود (3) مولى بني هاشم، يكنى أبا جعفر، قدم مصر، يروي عن أبيه.
إمام الجامع.
حدّث عن خالد بن عمرو بن محمّد القرشي، و حجّاج بن محمّد الأعور، و الحجّاج بن منهال.
روى عنه: أبو الدّحداح (4)،أخبرنا أبو بكر محمّد بن علي بن أبي ذرّ الصّالحاني في
ص: 82
كتابه، أنبأنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن عبد الرحيم، أنبأنا أبو حفص عمر بن محمّد بن جعفر المغازلي، أنبأنا أبو الدّحداح أحمد بن محمّد بن إسماعيل، ثنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفرج بن الضّحّاك الفردي - إمام مسجد دمشق سنة إحدى و خمسين و مائتين - ثنا خالد بن عمرو بن محمّد بن عبد اللّه بن سعيد بن العاص بالمصّيصة، ثنا سفيان الثوري، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ميمون بن أبي شبيب، عن المغيرة بن شعبة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«من حدّث بحديث و هو يرى أنه كذب فهو أحد الكذّابين»[11619].
أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن علي بن هبة اللّه بن عبد السّلام، قالا: أنبأنا أبو محمّد الصّريفيني، أنبأنا أبو القاسم [بن حبابة، نا أبو القاسم] (1)البغوي، ثنا علي بن الجعد، أنبأنا شعبة و قيس، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ميمون بن أبي شبيب، عن المغيرة بن شعبة عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«من حدّث بحديث و هو يرى أنه كذّب فهو أحد الكذّابين»[11620].
[قال ابن عساكر:] (2) كذا قال: محمّد بن الفرج، و المعروف أحمد، و قد تقدم.
6898 - محمّد بن الفرج بن يعقوب أبو بكر الرّشيديّ المعروف بابن الأطروش (3)
من أهل رشيد (4) من أعمال مصر.
سمع بدمشق: أبا محمّد بن أبي نصر، و أبا حفص عمر بن أحمد بن عثمان البزاز، و أبا علي الحسن بن شهاب العكبريين - بعكبرا-.
و حدّث بالمعرّة و كفر طاب سنة سبع عشرة و أربعمائة، و كتب كثيرا.
روى عنه: القاضيان أبو سعد عبد الغالب، و أبو حمزة عبد القاهر ابنا عبد اللّه بن المحسن بن أبي حصين التنوخيّان المعريان.
أخبرنا أبو البيان محمّد بن عبد الرّزاق بن عبد اللّه بن أبي حصين في كتابه، أنبأنا عمّاي القاضيان أبو سعد عبد الغالب، و أبو حمزة عبد القاهر ابنا عبد اللّه بن المحسن سنة ثمان و ستين و أربعمائة بالمعرة قالا: أنبأنا محمّد بن الفرج بن يعقوب المعروف بابن الأطروش الرّشيديّ - بمعرة النعمان - في شوّال من سنة سبع عشرة و أربعمائة قال: قرأت على الشيخ أبي
ص: 83
حفص عمر بن أحمد بن عثمان البزاز العكبري - بعكبرا - ثنا أبو جعفر محمّد بن يحيى بن عمر ابن علي بن حرب الطائي الموصلي، حدّثني أبو جدي علي بن حرب، ثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه، عن ابن عبّاس عن عمر قال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:
«لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم، فإنّما أنا عبد، فقولوا عبد اللّه و رسوله»[11621].
أخبرناه عاليا أبو محمّد محمود بن أحمد بن عبد اللّه بن الحسن الحللي (1) بأصبهان، ثنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن إبراهيم بن يحيى الكروني (2)-إمام جامع أصبهان - إملاء، ثنا عمر بن محمّد بن عمر العكبري، أنبأنا أبو جعفر محمّد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب، فذكره (3).
أبو الحسن (4)
و يقال: إنّه من موالي يزيد بن معاوية من حفرة النهر (5)،فتبنّى جدهم العباس بن سالم، فادّعوا انه ابن أخيه.
روى عن أبيه فضالة، و محمود بن خالد، و هشام بن عمّار، و مؤمّل بن إهاب، و سعيد ابن زياد بن فائد بن زياد بن أبي هند الداري.
روى عنه: ابن أخيه أبو حنتل (6) بشر بن أحمد بن فضالة، و ابن ابن أخيه أبو قابوس النعمان بن جميل بن أحمد بن فضالة [و محمد بن سليمان الربعي، و أبو أحمد الحاكم، و أبو سليمان بن زبر، و أبو جارية حنتل (7).و أبو القاسم فضالة ابنا] (8) أحمد بن فضالة، و جمح بن القاسم المؤذن.
ص: 84
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي، حدّثنا عبد العزيز الصّوفي، أنبأنا عبد الوهّاب بن عبد اللّه بن عمر المرّي، أنبأنا أبو سليمان محمّد بن عبد اللّه بن زبر، ثنا أبو الحسن محمّد بن فضالة بن الصّقر بن فضالة اللّخميّ في سنة اثنتي عشرة و ثلاثمائة، ثنا محمود بن خالد، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا ابن جابر، ثني أبو الهذيل الربعي قال: لقيت أبا داود الرّبعي فسلّمت عليه و أخذ بيدي و قال: تدري لم أخذت بيدك ؟ فقلت: أرجو أن لا تكون أخذت بها إلاّ لمودّة في اللّه عزّ و جلّ ؟ قال: أجل، إنّ ذاك كذلك، و لكن أخذت بيدك كما أخذ بيدي (1) البراء بن عازب، و قال لي كما قلت لك، فقلت له كما قلت لي، فقال:
أجل و لكن أخذ بيدي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و قال:
«ما من مؤمنين يلتقيان فيأخذ كلّ واحد منهما بيد أخيه لا يأخذها إلاّ لمودّة في اللّه عز و جل فتفترق أيديهما حتى يغفر لهما»[11622].
و مما وقع لي عاليا من حديثه ما أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، و أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس، قالا: أنبأنا أبو سعد الجنزرودي، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن فضالة بن الصّقر الدمشقي - بها - ثنا هشام بن عمّار، ثنا يحيى بن حمزة، ثنا ثور بن يزيد أنه سمع ابن جريج يحدّث عن أبي الزبير المكي مولى حكيم بن حزام عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«من باع ثمرة أرضه فأصابه جائحة فلا يأخذ من أخيه شيئا على ما يأكل أحدكم مال أخيه المسلم»؟ [11623] أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنبأنا أبو أحمد الحاكم، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن فضالة بن الصّقر الدّمشقي - بها - ثنا هشام بن عمّار، ثنا يحيى بن حمزة، ثنا عتبة بن أبي حكيم أن عبد الرّحمن بن أبي قيس (2) حدّثه عن ابن رفاعة ابن رافع بن خديج عن أبيه عن جده قال: قلت: يا رسول اللّه إنا أكثر الأنصار أرضا، قال:
«ارزع»، قلت: هي أكثر من ذلك، قال:«فبوّر» (3)[11624].
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأنا أبو بكر الصفّار، أنبأنا أحمد بن علي بن
ص: 85
منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم (1) قال أبو الحسن محمّد بن فضالة بن الصّقر الدّمشقي، كان يروي عن هشام بن عمّار كتاب يحيى بن حمزة، فيه نظر.
قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي محمّد التميمي، أنبأنا مكي بن محمّد، أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال:
و فيها يعني سنة خمس عشرة و ثلاثمائة مات أبو الحسن بن فضالة اللّخميّ .
تقدم ذكر وفوده في ترجمة أبان (2) بن عبد الرّحمن.
أوفده يوسف بن عمر الثقفي على هشام بن عبد الملك.
حدّث عن أبيه.
روى عنه: ابنه يعقوب بن محمّد بن فضالة.
كتب إليّ أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن الحطاب (3)،أنبأنا أبو الحسن عبد الملك بن عبد اللّه بن محمود بن مسكين الفقيه الشافعي، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل المهندس، ثنا أبي محمّد بن إسماعيل، ثنا أبو علي الحسن بن سليمان العسكري، ثنا محمّد بن وهب بن عطية الدمشقي، ثنا يعقوب بن محمّد بن فضالة بن عبيد عن أبيه عن جده فضالة بن عبيد قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«لا يزال العبد آمنا من عذاب اللّه ما استغفر اللّه».
رواه المهندس أيضا عن الدّولابي عن الحسن بن سليمان.
6901 - محمّد بن فضاء أبو أحمد [الدمشقي] (4)
حدّث عن موسى بن سعيد الراسبي.
روى عنه: إبراهيم بن هانئ النيسابوري.
قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد، عن أبي الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي،
ص: 86
أخبرني أبو الفرج عبيد اللّه بن محمّد بن يوسف النحوي - إجازة - ثنا عيسى بن عبيد اللّه المصاحفي، ثنا علي بن جعفر بن محمّد الرازي، ثنا أبو العبّاس الفضل بن مهاجر المقدسي - ببيت المقدس - ثنا جنيد بن خلف السّمرقندي، ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن هانئ النيسابوري - ببغداد - ثنا أبو أحمد محمّد بن فضاء (1) الدّمشقي، ثنا موسى بن سعيد الراسبي الشعبي قال:
بينا شريح في مجلس قضائه، إذ أقبل فتى و شيخ يختصمان إليه، قال: فكلّ ما تكلّم الشيخ بكلمة أفلج عليه الفتى في حجته، فأغاظ ذلك شريحا، فقال للفتى: اسكت، قال: لا و اللّه يا قاضي، ما لك أن تسكتني، قال: لأنك فتى و هذا شيخ، قال: يا قاضي و ما تنقم على قوم أثنى اللّه عليهم في القرآن فقال: إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ (2) و قال سَمِعْنٰا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقٰالُ لَهُ إِبْرٰاهِيمُ (3)وَ إِذْ قٰالَ مُوسىٰ لِفَتٰاهُ (4) لو لا أنه فتى صدق ما صحبه موسى، قال: يا فتى أنت قاض (5)؟تعال اقعد اقض، قال: لا و اللّه ما لي ذاك دون أن أطعم قصعتك (6)و أستوفي منّتك (7) قال: ثم استنطقه فإذا بفتى كامل العقل وضيء الوجه، قال: يقول شريح في نفسه: و اللّه لوددت لو أن لهذا الفتى أختا فأتزوجها، قال: لو تمنّيت الجنة كان أفضل، قال (8):و اللّه إنّي لا قبلت يوما من جنازة مظهرا (9) فأصابني الحر قال: و رأيت سقيفة قال:
فقلت: لو عدلت إلى هذه السقيفة، فاستظللت و استسقيت ماء، فلمّا صرت إلى السقيفة إذا باب دار، و إذا امرأة نصف قاعدة خلفها جارية شابة رود (10)،عليها ذؤابة لها قد تستّرت بها قال: قلت: اسقوني ماء، قالت: يا عبد اللّه، أيّ الشراب أعجب إليك النبيذ أم اللبن أم الماء؟ قلت: أيّ ذلك تيسّر عليكم، قالت: اسقوا الرجل لبنا فإنّي إخاله غريبا (11) قال: فلما
ص: 87
أن شربت حمدت اللّه، قلت لها: من الجارية خلفك ؟ قالت: ابنتي، قال: قلت: و من هي ؟ قالت: زينب بنت حدير، قال: فقلت: ممّن ؟ قالت: من نساء بني تميم، قال: فقلت: من أيّها؟ قالت: من بني حنظلة، ثم من بني طهيّة، قال: قلت لها: فارغة أم مشغولة ؟ قالت: لا بل فارغة، قال: قلت: تزوّجينها؟ قالت: نعم، إن كنت لها كفؤا قلت: فمن يلي أمرها؟ قالت: عمّها، قال: فانصرفت إلى منزلي، فامتنعت من القائلة، قال: فأرسلت إلى إخواني قالت: عمّها، قال: فانصرف إلى منزلي، فامتنعت من القائلة، قال: فأرسلت إلى إخواني من القرّاء الأشراف فأرسلت إلى مسروق بن الأجدع، و إلى سليمان بن نجيّة، و إلى الحجاج ابن عرفطة، فتوافينا عند عمّها العصر، فقال لي عمّها: يا أبا أمية، أ لك حاجة ؟ قال: قلت:
ابن عرفطة، فتوافينا عند عمّها العصر، فقال لي عمّها: يا أبا أمية، أ لك حاجة ؟ قال: قلت:
إليك عمدت، قال: و فيم ذاك ؟ قال: جئت خاطبا، قال: من ؟ قلت: زينب بنت حدير، قال:
و اللّه ما بها عنك رغبة و لا تقصير، قال: فحمدت اللّه و صلّيت على النبي صلى اللّه عليه و سلّم، و ذكرت حاجتي، قال: فحمد اللّه أيضا، و صلّى على النبي صلى اللّه عليه و سلّم و زوّجني، قال: فو اللّه ما بلغت منزلي حتى ندمت، قلت: ما صنعت، تزوّجت امرأة من بني طهيّة من حيّ حفاة. قال: فأردت أن أفارقها ثم قلت: سقطتين في يوم واحد، لا و اللّه، و لكني أجمعها إليّ ، فإن رأيت الذي أحبّ ، و إلاّ كنت قادرا قال: فأرسلت إليها بصداقها و كرامتها، قال: فزفّت إليّ مع نساء أتراب لها، فلمّا أن صارت بالباب، قال: قالت: السلام عليكم و رحمة اللّه، و أقبلن النساء ينخسنها و يقلن لها: هذا منك جفاء، قالت: سبحان اللّه، السّلام و البركة فيه، فلمّا أن توسطت البيت قالت: يا قاضي موضع مسجد البيت، فإنّ من السنّة إذا دخلت المرأة على الرجل أن يقوم فيصلي ركعتين، و تصلّي خلفه ركعتين، و يسألان اللّه خير ليلتهما تلك و يتعوّذان باللّه من شرّها، قال: قلت خير و ربّ الكعبة، قال: فقمت أصلّي، فإذا بها خلفي تصلّي، فلمّا أن سلّمت وثبت وثبة فإذا هي في قبتها وسط فراشها قاعدة، قال: و دخلت إليها، فوضعت يدي على ناصيتها و دعوت لها بالبركة، قالت: نعم، فبارك اللّه لك و لنا معك، قال: فأردت ما يريد الرجل فقالت لي: هيه، هيه، على رسلك، على حاجتك ما قدرت، الحمد للّه أحمده و أستعينه، و صلّى على محمّد، أمّا بعد، فإنّي امرأة غريبة لم أنشأ معك، و ما سرت مسيرا أشدّ عليّ من هذا المسير، و ذلك أنّي لا أعرف أخلاقك، فأخبرني بأخلاقك التي تحبّ أكن معها، و أخلاقك التي تكره أزدجر عنها، أقول قولي هذا و يغفر اللّه لي و لك، قال: فاستطرت فرحا، ثم قلت: أمّا بعد، قدمت خير مقدم على أهل دار زوجك سيّد رجالهم، و أنت إن شاء اللّه سيّدة نسائهم، أنا أحب من الأخلاق كذا و كذا، و أكره من الأخلاق كذا، قالت: حدّثني عن أختانك، أ تحبّ أن يزوروك ؟ قال: قلت لها: إنّي رجل
ص: 88
قاض، ما أحبّ أن يكثروا فيملّوني، و لا يطيلون فيهجروني، قالت: وفّقك اللّه، قال: فبت بأنعم ليلة باتها عروس، ثم الليلة الأخرى أنعم منها، فليس من ليلة إلاّ و أنا أنعم من صاحبتها، حتى إذا كان بعد سبع قالت لأمّها: يا أمتاه انصرفي إلى منزلك و لا تأتيني إلى حول قابل في هذا الأوان، و لا تتركيني من الهدايا، قال: فكان الرسول يجيء بالأطباق الملاء، و يأخذ الفارغ شبه الطير الخاطف، حتى إذا كان رأس الحول أتتها أمّها و قد ولدت غلاما.
قال الشعبي: و كان شريح رجلا غيورا، فإذا بامرأة تأمر و تنهى في بيته، فقال: يا زينب من هذه المرأة ؟ قالت له: هذه ختنتك فلانة أمّي، قال شريح: سبحان اللّه، قد و اللّه آن لك؛ قالت العجوز: يا أبا أمية كيف ترى زوجتك ؟ قال: قلت: بالخير، قالت لي: يا أبا أميّة إن الرجال لم يبتلوا بشيء مثل الخرقة الورهاء، و لا تكون المرأة عند زوجها بأسوإ حال منها في حاليه، إذا حظيت عند زوجها أو ولدت له غلاما، فإن رابك من أهلك ريب فالسوط ، قال لها: قد و اللّه كفيت الرياضة، و أحسنت الأدب، أنا أشهد أنها ابنتك، قالت له العجوز: يا أبا أمية أخوها بالباب يطلب الإذن عليها، تأذن له ؟ قال: أي و اللّه فليدخل، فلمّا أن دخل إذا بالفتى الذي كان يخاصم الشيخ، قال: و إنّك لهو؟ قال الفتى: نعم، قال: أما إني لو تمنيت الجنّة كان أفضل، تذكر يوم كنت تخاصم الشيخ ؟ قال: أذكره، قال: فإنّي تمنيت أن يكون أخت لك عندي، قال: يا قاضي، فإنّ الذي أعطاك مناك قادر أن يعطيكها في الآخرة، قال:
ثم إنّه ضمّ الصبي و نحله ذهبا، قال: أرشد اللّه أمركم، و وفّقكم لحظّكم، و مضى.
قال شريح: فلبثت معي عشرين سنة و ما عبت (1) عليها في تلك السنين إلاّ يوما واحدا كنت لها ظالما أيضا، قالوا: و كيف ؟ قال: كنت إمام قومي، و صلّيت ركعتي الفجر، و سمعت الإقامة، فبادرت فأبصرت عقربا، فكرهت أن أضربها فتنضح (2) عليّ منها، فأكفيت عليها الإناء ثم قلت لها: يا زينب لا تعجلي بتحريك الإناء حتى أقبل، فأقبلت، فإذا هي تلوّى (3)، قلت لها: ما لك ؟ قالت: ضربتني العقرب، قال: أ و لم ننهك (4)؟قالت: هكذا من خالف، لي في ذا عظة و عبرة، قال: فلو رأيتني يا شعبي و أنا أمغث (5) إصبعها بالماء و الملح و أقرأ
ص: 89
عليها بفاتحة الكتاب و المعوّذتين، قال: و كان لي جار من كندة يقال له ميسرة (1) بن عدي لا يزال يقرّع مريّة له و ذلك حيث يقول:
رأيت رجالا يضربون نساءهم *** فشلّت يميني يوم أضرب زينبا
6902 - محمّد بن الفضل بن ابرن (2)
حدّث بدمشق عن من لم يسمّ .
قرأت بخط أبي محمّد بن الأكفاني فيما وجده بخط بعض أصحاب الحديث في تسمية كتب عنه بدمشق سنة ثلاث عشرة و ثلاثمائة: محمّد بن الفضل بن ارن (3).
أبو ذرّ التّميميّ الجرجاني الفقيه (4)
سمع بدمشق: الحسن بن علي بن خلف الصيدلاني، و الحسن بن جرير الصّوري بصور، و أحمد بن إبراهيم بن فيل، و الفضل بن محمّد بن العباس بأنطاكية، و أبا زيد أحمد بن عبد الرحيم الحوطي بجبلة، و حفص بن عمر بن الصباح سنجة (5) بالرقة، و بكر بن سهل الدّمياطي بدمياط ، و محمّد بن مشكان، و حملة (6) بن محمد (7) بغزة، و أبا إسماعيل محمّد بن إسماعيل الترمذي، و موسى بن الحسن الشيباني.
روى عنه: أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم بن سهل، و أسهم بن إبراهيم السّهمي عم حمزة بن يوسف السّهمي، و ابن [أبي] (8) عمران و غيرهم.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف (9).
قال:
ص: 90
أبو ذرّ محمّد بن الفضل بن عبد اللّه بن مخلد بن ربيعة التّميميّ الفقيه، كان رئيس جرجان في زمانه، و كان له أفضال و عطاء، و داره مجمع الفضلاء، و العلماء، و داره في سكة عبد الواسع بن أبي طيبة (1)،و في جواره، و كان قد رحل (2) إلى الشام و مصر و الثغور، و العراق، و كتب الحديث الكثير، و تفقّه لمذهب الشافعي، توفي سنة أربع و عشرين (3)و ثلاثمائة، روى عن بكر بن سهل الدّمياطي، و الحسن بن علي بن خلف الدمشقي، و محمّد ابن مشكان، و حفص بن عمر الصّباح، و أحمد بن إبراهيم بن فيل، و الفضل بن محمّد بن العباس بأنطاكية، و ابن جرير الصّوري، و أبي إسماعيل الترمذي، و موسى بن الحسن الشيباني، و أبي زيد أحمد بن عبد الرحيم الجيلي، و حملة بن محمد (4) بن حفص بغزة، و جماعة، روى عنه ابن أبي عمران الوكيل، و إبراهيم بن محمّد بن سهل، و أسهم بن إبراهيم و غيرهم.
زاد كان مع عبد اللّه بن طاهر حين توجّه من دمشق إلى مصر، و حكى عنه و عن المعلّى الطائي الشاعر.
حكى عنه عبيد اللّه بن فرقد شيخ لعبد اللّه بن أبي سعد.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا حمزة بن علي بن محمّد، و محمّد بن محمّد بن أحمد، قالا: أنبأنا أبو الفرج أحمد بن عمر بن عثمان بن أحمد بن الحسن بن جعفر العصاري (5) قال: أنبأنا جعفر بن محمّد بن نصير (6)،ثنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن مسروق، حدّثني عبيد اللّه بن فرقد، أخبرني محمّد بن الفضل بن محمّد بن منصور قال:
لما افتتح عبد اللّه بن طاهر مصر و نحن معه، سوّغه المأمون خراجها سنة، فصعد المنبر، فلم ينزل حتى أجاز بها كلّها، ثلاثة آلاف ألف دينار - أو نحوها - فقبل (7) أن ينزل أتاه
ص: 91
معلّى الطائي، و قد أعلموه ما صنع عبد اللّه بن طاهر بالناس في الجوائز، و كان عليه واجدا، فوقف بين يديه تحت المنبر، فقال: أصلح اللّه الأمير، أنا معلّى الطائي، ما كان مني (1) من جفاء و غلظة (2) فلا يغلظ عليّ قبلك، و لا يستخفّنّك ما قد بلغك، أنا الذي أقول:
يا أعظم الناس عفوا عند مقدرة *** و أظلم الناس عن الجود للمال
لو يصبح النيل يجري ماؤه ذهبا *** لما أشرت إلى خزن بمثقال
تعنى (3) بما فيه رق الحمد تملكه *** و ليس شيء أعاض الحمد بالغالي
تفك باليسر كف العسر من زمن *** إذا استطال على قوم بإقلال
لم تخل كفك من جود لمختبط *** أو مرهف قاتل في رأس قتال
و ما بثثت رعيل الخيل في بلد *** إلاّ عصفن بأرزاق و آجال
هل (4) من سبيل إلى أذن فقد ظمئت *** نفسي إليك فما تروى إلى حال
إن كنت منك على بال مننت به *** فإن شكرك من حمدي على بال
ما زلت مقتضيا لو لا مجاهرة *** من ألسن خضن في صبري بأقول
قال: فضحك عبد اللّه بن طاهر و سرّ بما كان منه، و قال: يا أبا القاسم (5)،أبا للّه أقرضني عشرة آلاف دينار، فما أمسيت أملكها، فدفعها إليه.
رواها محمّد بن خلف وكيع.
أخبرني عبد اللّه بن أبي سعد، حدّثني عبد اللّه (6) بن فرقد، أخبرني محمّد بن الفضل ابن محمّد بن منصور، فذكرها.
رحل و سمع بدمشق، و الجزيرة، و مصر، و العراق، و خراسان.
و سمع أبا الجهم بن طلاب، و أبا عروبة، و محمّد بن زبّان (1) بن حبيب، و أبا بكر بن خزيمة، و أبا العباس السّرّاج، و أبا القاسم البغوي، و أبا العباس الدّغولي، و أبا علي بن أبي رزين (2) الهروي الباساني، و أبا عبد اللّه محمّد بن سليمان البزار، الأدبي (3)،و محمّد بن أحمد [بن] (4) المستنير المصّيصي و غيرهم.
روى عنه: الحاكم أبو عبد اللّه.
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:
محمّد بن الفضل بن محمّد بن أحمد بن مطر (5)-و في نسخة مطرف - الكرابيسي أبو أحمد الورّاق، و كان من المعروفين في طلب الحديث في الشرق و الغرب، فأما أبوه فكرابيسي، و هو يورّق على باب الأصم، و قد حدّث.
سمع بنيسابور، و بغداد، و الجزيرة، و الشام، و مصر، و بعد قعوده عن الرحلة خرج إلى سرخس و كتب مصنفات الدّغولي، و خرج إلى هراة و كتب عن الباساني و أقرانه، توفي يوم الاثنين العاشر من شهر ربيع الآخر سنة ثمان و أربعين و ثلاثمائة.
أنبأنا أبو غالب أحمد بن الحسن - مشافهة - أنبأنا أبو طالب محمّد بن علي بن الفتح الحربي - إجازة - أنبأنا أبو سهل محمود بن عمر العكبري، أنبأنا أبو طالب عبد اللّه بن محمّد ابن شهاب - إجازة - أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد الدينوري (6)،حدّثني أبو حمزة محمّد بن إبراهيم الصّوفي.
قال: و حدّثني سليمان بن داود اليحصبي قال: رأيت محمّد بن الفضل الدّمشقي و كان من نبلاء الصّوفية و رؤسائهم، فضرب ابنا صغيرا (7)،فقمت إليه لأتخلصه منه، فقال: إليك
ص: 93
عنّي، فإنّي أحبّ أن أبلغ من عقوبته اليوم أمرا (1) أرضي اللّه به، فقلت: و ما قصّته (2)،قال:
رأيته يضحك إلى غلام من أقرانه. فقلت: و ما أنكرت من ذلك ؟ صبي (3) ضحك إلى تربه ؟ فقال: إنّي أكره أن أجريه على معاصي اللّه، فيأتي اليوم صغيرة و يركب غدا كبيرة، و إنّما الحدث على ما ينشأ عليه من الخير و الشرّ، فإن زجر عن الشرّ في صغره تحاماه في كبره، و إن هو ترك عليه تمادى في غيّه، و لم يشك [إلاّ] (4) أنه الأمر الذي ندب إليه.
6907 - محمّد بن الفضل الجرجرائيّ الوزير (5)
استوزره المتوكل، ثم غضب عليه و قبض عليه يوم الأحد لاثنتي عشرة ليلة بقيت من شهر رمضان سنة ست و ثلاثين، و صيّر مكانه عبيد اللّه بن يحيى بن خاقان.
قرأت بخط عبد اللّه بن محمّد الخطابي الشاعر في أسماء من شخص مع المتوكل إلى دمشق قبل وزارته في صحبة المتوكل محمّد بن الفضل الجرجرائي، و كان من أهل الأدب، و له شعر حسن، و ولي ديوان الفض و الخاتم للمستعين، فممّا ذكره أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي في كتاب الوزراء من شعره (6):
تعجّل إذا ما كان أمن و غبطة *** و أبط إذا ما استعرض من الخوف و الهرج
و لا تيأسن (7) من فرجة أن تنالها *** لعلّ الذي ترجوه من حيث لا ترجو (8)
قال: و تأخر إسحاق الموصلي عن محمّد بن الفضل و قد وعده الحضور فقال (9):
خلّ أتى ذنبا إليّ و إنّني *** لشريكه في الذنب إن لم أغفر
فمحا بإحسان إساءة فعله *** و أزال بالمعروف قبح المنكر
ص: 94
قد كان يا إسحاق صبري فيك ذا *** حسنا و أحسن منه إذ لم أصبر
مذ لم ألاقك في السرور ثلاثة *** فكأنها كانت ثلاثة أشهر
و ذكر أبو بكر أحمد بن كامل القاضي قال: و تقلد الوزارة - يعني بعد ابن الزيات - محمّد ابن الفضل الجرجرائي، يقول فيه عصابة الجرجرائي:
محمّد بن الفضل لا قدّست *** روح له من كاتب حائك
و ابن خصيب تربت كفّه *** فليس بالبرّ و لا الناسك
كلاهما - و اللّه يخزيهما *** أكفر للنعمة من بابك
قال ابن كامل: و كان المتوكل يسمي محمد بن الفضل المضبّب، كانت أسنانه منقطعة، فكان يشدها، و كان محمد بن الفضل متمكنا عند المعتصم جريئا عليه.
قال الصولي: ولد عبل في محمد بن الفضل:
محمد يا بن الفضل نقصك ذاهب *** بما كان في فضل أبيك من الفضل
رأيتك غفلا من سماح و سؤدد *** و قد لاح رسم الجهل فيك مع البخل
و ذكر أبو بكر بن كامل قال: و فيها - يعني - سنة خمسين و مائتين مات محمّد بن الفضل الجرجرائي الكاتب.
سمع أبا مسهر الغسّاني.
حكى عنه ابن ابنه محمّد بن الفيض بن محمّد بن الفيّاض، و أحمد بن الأسود (1).
سمع الهقل بن زياد ببيروت أو بدمشق، و وعظ بعض حاضرته.
حكى عنه منصور الحمصي.
قرأت بخط أبي الفتيان عمر بن عبد الكريم الدهستاني فيما سمعه من أبي العيش محمّد ابن علي بن العيش (2)،أنبأنا أبو محمّد بن النحاس، ثنا أبو يعقوب الرّملي الصّوفي، حدّثني
ص: 95
أحمد بن محمّد الدينوري، ثنا جعفر بن عبد اللّه الخياط البغدادي، ثنا محمّد بن إبراهيم ابن (1) حمزة الصّوفيّ ، حدّثني محمّد بن منصور الحمصي، حدّثني أبي قال: كنا في مجلس الهقل بن زياد و معنا محمّد بن الفيرزان الصّوفيّ ، فنظر إلى رجل من أصحاب الحديث بين يديه محبرة، و هو ينظر في دفتر يلاحظ غلاما جميلا و يضحك أحيانا في وجهه، فقال له: يا فتى أقبل إليّ ، فأقبل، قال: هل كتبت الحديث ؟ قال: نعم، قال: قد كتبت منه كثيرا و وعيت منه علما جمّا. قال: أ فما تحفظ في تكرار النظر شيئا؟ قال: لا، قال: سبحان اللّه، فنسيت ما يجب عليك أن تذكره، و ضيّعت ما ينبغي عليك أن تحفظه، هل تحفظ ما سأل عنه جرير البجلي النبي صلى اللّه عليه و سلّم عن نظرة الفجاءة ؟ قال: فأمرني أن أصرف بصري عنه، و في بعض الحديث أنه قال:«الأولى لك و الأخرى عليك»[11625]، قال: صدقت، قال: أ فما لك في رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أسوة و في قوله قدوة ؟ إنّي لك من الناصحين، و عليك من المشفقين، إنّ كنت تحبّ أن تنظر إلى الحور الحسان، و تسكن القصور و الخيام، و تطوف عليك الغلمان و الولدان، فاحفظ طرفك عن نظر لا تأمن عاقبة ضرره عليك في معادك.
6910 - محمّد بن الفيض بن محمّد بن الفياض (2) أبو الحسن -
و يقال: أبو الفيض - الغسّاني (3)
روى عن جده محمّد بن الفيّاض، و صفوان بن صالح، و عبد اللّه بن يزيد بن راشد الغازي، و أحمد بن أبي الحواري، و دحيم (4) عبد الرّحمن بن إبراهيم، و أبي الفتح المظفر بن رجاء، و أحمد بن عبد اللّه الصفّار الكوفي، و محمّد بن المبارك البصري (5)،و أحمد بن عاصم الأنطاكي، و إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى، و محمّد بن عبد الملك الواسطي، و المسيّب بن واضح، و هشام بن عمّار، و هشام بن خالد الأزرق، و الوليد بن عتبة، و صالح ابن أحمد بن حنبل، و أبي عامر موسى بن عامر، و محمود بن خالد، و هارون بن محمّد بن
ص: 96
بكّار بن بلال، و محمّد بن يحيى بن حمزة، و إبراهيم بن عبد اللّه بن همّام، و إبراهيم بن محمّد بن سليمان بن بلال بن أبي الدرداء، و أبي عمرو دواس بن سليم بن منصور بن عمّار، و نوح بن حبيب القومسي.
روى عنه: موسى بن سهل، و هو أكبر منه، و ابنه أحمد بن موسى، و محمّد بن سليمان ابن يوسف البندار، و أبو سليمان بن زبر، و أبو عمر بن فضالة، و الحسن بن منير، و أبو أحمد ابن عدي، و كنّاه أبا (1) الفيض، و أبو أحمد الحاكم، و أبو بكر بن المقرئ، و جمح بن القاسم المؤذن، و أبو سعيد إسماعيل بن أحمد بن الخلاّل الجرجاني، و أبو حفص عمر بن علي العتكي الأنطاكي، و أحمد بن عبد اللّه بن الفرج البرامي، و بكر بن شعيب القرشي.
أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين (2) بن عبد الملك، أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، ثنا محمّد بن الحسن بن قتيبة، و محمّد بن فيض الدمشقي، و حسين بن عبد اللّه بن يزيد بن الأزرق القطّان الرّقّي (3)،قالوا: أنبأنا إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغسّاني، ثنا سويد بن عبد العزيز، ثنا أبو الزبير، عن جابر قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«لا تسبّوا الدّهر، فإن اللّه هو الدهر»[11626].
قال ابن المقرئ: هكذا قالوا سويد، و الصحيح: سعيد بن عبد العزيز، و سويد لا يحفظ له شيء عن أبي الزبير، و قد حدّث غير هؤلاء عن إبراهيم بن هشام، و قال عن سعيد ابن عبد العزيز.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر (4)،أنبأنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنبأنا الحاكم أبو أحمد محمّد بن محمّد - إملاء - أنبأنا أبو الحسن محمّد بن الفيض الغسّاني - بدمشق - ثنا هشام بن خالد الأزرق، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا سعيد بن عبد العزيز أنّ هشام بن عبد الملك قضى عن الزهري سبعة آلاف دينار، فقال هشام للزهري: لا تعد لمثلها تدّان، فقال الزهري: يا أمير المؤمنين، ثني سعيد بن المسيّب عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:
«لا يلسع المؤمن من جحر مرتين»[11627].
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي عن المشرف بن علي بن الخضر، أنبأنا محمّد بن الفضل
ص: 97
ابن نظيف الفرّاء، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن عمر بن عفّان، قال: قال لنا محمّد - يعني ابن الفيّاض (1)-ولدت لعشر خلون من صفر سنة تسع عشرة و مائتين، أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأنا أبو بكر الصّفّار، أنبأنا أحمد بن علي، أنبأنا أبو أحمد قال (2) أبو الحسن محمّد بن الفيض بن محمّد بن فياض الغسّاني، يروي عن إبراهيم بن هشام الغسّاني، و صفوان بن صالح.
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا تمام بن محمّد، ثنا محمّد ابن سليمان، ثنا محمّد بن الفيض، ثنا عيسى بن حكيم (3) بن مسيح المتطبب النسطوري، حدّثني أبي حكم بن مسبح قال: سألت محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى عن الخمر أضطر إليه فأجعله في الأدوية، فقال لي: لا أرى بذلك بأسا، ثم سألت عنه ابن سمعان فقال لي مثل ما قال لي ابن أبي ليلى.
قال أبو الحسن: سمع مني موسى بن سهل، و ابنه أحمد بن موسى بن سهل الرّملي هذا الحديث و حدّثنا به عني، ثم جاءني ابن الصنام الرملي فسألني عنه فحدثته به، و قد كنت ذكرته لصالح جزرة و لمظفر بن مرجى الأعور أبي الفتح، و ذهبت بهما إلى عيسى بن حكم فكتباه عنه.
قرأت على أبي محمّد السّلمي عن أبي محمّد التميمي، أنبأنا مكي بن محمّد، أنبأنا أبو سليمان بن زبر، قال:
و فيها - يعني - سنة خمس عشرة و ثلاثمائة، مات أبو الحسن محمّد بن الفيض بن الفيّاض الغسّاني في شهر رمضان (4).
حكى شيئا من أمر أبي العميطر.
حكى عنه ابنه أبو الحسن محمّد بن محمّد.
ص: 98
قرأت بخط أبي الحسين الرّازي، حدّثني محمّد بن أحمد بن غزوان، ثنا أحمد بن المعلّى، ثنا محمّد بن محمّد بن قادم (1) قال: سمعت أبي يقول: كان أصحاب أبي العميطر يوم ادّعى الخلافة يدورون في أسواق دمشق و يقولون للناس: قوموا بايعوا مهدي اللّه.
أبو حفص الكندي المؤذن الخصيب
روى عن محمّد بن عقبة بن علقمة أبي عبد اللّه البيروتي، و أحمد بن عبد الواحد بن عبود، و عبد اللّه بن سلام الفزاري، و محمّد بن إسماعيل بن عليّة القاضي، و عبد السّلام بن عتيق، و محمّد بن الوزير السّلمي.
روى عنه: أبو القاسم الحسن بن علي بن الحسن بن سلمة الطبري، و أبو العبّاس عمر ابن محمّد بن العبّاس بن مروان الفزاري، و أبو هاشم المؤدّب، و أبو أحمد بن عدي الجرجاني.
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا أبو نصر بن الجبّان (2)،أنبأنا أبو القاسم الحسن بن علي بن الحسن بن سلمة بن الطبري المربي (3)،ثنا أبو حفص محمّد بن القاسم بن عبد الخالق المؤذّن، ثنا أبو عبد اللّه محمّد بن عقبة البيروتي، ثنا أبي، حدّثنا الأوزاعي، حدّثني الزهري، عن سالم بن عبد اللّه، حدّثني عبد اللّه بن عمر أن عمر تصدّق على رجل بفرس، ثم وجده بعد ذلك يباع في السوق فأتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فذكر ذلك له فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«لا ترتدّ في صدقتك»[11628].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عدي، ثنا أبو حفص محمّد بن القاسم بن عبد الخالق بن يزيد بن نبهان الكندي بدمشق بحديث ذكره.
روى عنه: أبو القاسم بن أبي العقب (4).
ص: 99
أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنبأنا جدي أبو محمّد، ثنا أبو علي الأهوازي، حدّثنا عبد الرّحمن بن محمّد الجوبري (1).
و قرأنا على جدي أبي (2) المفضل يحيى بن علي القاضي، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد بن يحيى بن ياسر الجوبري، و أبو الحسن محمّد بن عبيد اللّه بن أبي عمرو الأسود، قالا: ثنا أبو القاسم بن أبي العقب (3)،أنشدني (4) أبو بكر محمّد بن القاسم بن فضالة المعروف بالحبيشي الصّوفيّ في صحّته قبل أن يمتحن قال: بلغني أن رجلا كتب إلى صديق له يذمّه:
فلمّا رأيتك لا فاتكا *** قويا و لا أنت بالزّاهد
و ليس عدوّك بالمتّقي *** و ليس صديقك بالحامد
دخلت بك السوق سوق العبيد *** فناديت: هل فيك من زائد
على رجل مفسد للصّديق *** كفور لنعمائه جاحد
فما جاءني رجل واحد *** يزيد على درهم واحد
سوى رجل زادني درهما *** و آلى بأن ليس بالزائد
فبعتك منه بلا شاهد *** مخافة ردّك بالشاهد
و أبت إلى منزلي رابحا *** و حلّ البلاء على الناقد
أنشدنا أبو المعمر المبارك بن أحمد بن عبد العزيز الأنصاري، أنبأنا المبارك بن عبد الجبّار، ثنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي الصوري قال: قرأت على أبي الحسن عبيد اللّه بن القاسم بن علي القاضي، ثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن طالب البغدادي، ثنا ابن الأنباري - و هو محمّد بن القاسم بن بشار - قال: قرأنا على أحمد بن يحيى لبعض الشعراء:
فلما رأيتك لا فاسقا *** ظريفا و لا أنت بالعابد
و ليس عدوك بالمتقيك *** و ليس صديقك بالحامد
عرضتك بالسوق سوق الرقيق *** و ناديت: هل فيك من زائد
ص: 100
على رجل مفسد للصّديق *** كفور لنعمائه جاحد
فما جاءني رجل واحد *** يزيد على درهم واحد
فبعتك منه بلا شاهد *** مخافة ردّك بالشاهد
فرحت (1) إلى منزلي غانما *** و حلّ البلاء على الناقد
أبو بكر بن أبي أحمد بن الشّهرزوريّ الإربليّ ثم الموصلي (2)
سمع أبا القاسم عبد العزيز بن علي الأنماطي، و أبا (3) نصر الزينبي، و النقيب أبا الفوارس طراد بن محمّد، و أبا الفضل عمر بن عبيد اللّه بن البقّال، و أبا بكر إسماعيل بن علي النيسابوري الخطيب - بالري - و أبا عمرو عثمان بن محمّد بن عبيد اللّه المحمي، و أبا بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي، و أبا الحسن علي بن أحمد بن محمّد المديني بنيسابور، و أبا القاسم أحمد بن محمّد بن منصور الخليلي، و الشريف أبا عدنان القاسم بن علي القرشي الهروي (4)،و أبا حامد أحمد بن محمّد الشجاعي، و أبا المظفّر منصور بن أحمد البسطامي، و أبا القاسم طاهر بن عبد اللّه التميمي، و أبا هريرة عبد الرّحمن بن عبد الملك بن يحيى بن أحمد بن عبد اللّه القلانسي، و السّيّد أبا الحسن حمزة بن حمزة الموسوي (5) كلّهم ببلخ، و ناصر بن بندار بن محمّد الأرموي بإربل، و أبا القاسم عبد العزيز بن عمر الكازروني بشهرزور.
و درس الفقه ببغداد على أبي إسحاق الشيرازي و غيره، و قدم علينا دمشق مرارا، و حدّثنا في القدمة التي جاء فيها رسولا من الخليفة المسترشد باللّه أبي منصور الفضل بن أحمد المستظهر باللّه يأخذ البيعة له بدمشق.
حدّثنا أبو بكر محمّد بن القاسم بن المظفّر بن الشّهرزوريّ - لفظا بدمشق - سنة اثنتي عشرة و خمسمائة، أنا (6) الرّئيس أبو (7) عمرو عثمان بن محمّد بن عبد اللّه المحمي بنيسابور،
ص: 101
أنا الشيخ أبو نعيم عبد الملك بن الحسن الأزهري، أنبأنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الحافظ ، أخبرني العباس بن الوليد بن مزيد، أخبرني [أبي] (1) ثنا الأوزاعي، حدّثني الزهري، حدّثني أبو سلمة و ابن المسيّب، و أبو بكر بن عبد الرّحمن، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«لا يزني الزاني و هو حين يزني مؤمن، و لا يسرق السارق و هو حين يسرق مؤمن، و لا يشرب الخمر و هو حين يشربها مؤمن، و لا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع المؤمنون إليه فيها أبصارهم و هو حين ينتهبها مؤمن»[11629].
سئل أبو بكر عن مولده و أنا أسمع فقال: في ذي الحجّة سنة أربع و خمسين و أربعمائة، و سئل أيضا ببغداد و أنا أسمع فقال: في ذي الحجّة سنة أربع و خمسين.
و قال أبو الفضل محمّد بن محمّد بن محمّد بن عطاف: سألت أبا بكر الشّهرزوريّ عن مولده فقال:
غالب الظن سنة أربع و خمسين و أربعمائة، و قال لي أبو سعد بن السّمعاني: سألت أبا بكر بن الشّهرزوريّ عن مولده فقال: في أواخر سنة أربع و خمسين و أربعمائة، و سألته نوبة أخرى فقال: في سنة ثلاث و خمسين بإربل - بلدة قريبة من الموصل-.
قرأت بخط أبي (2) بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب: مات أبو بكر محمّد بن القاسم ابن الشّهرزوريّ سنة ثمان و ثلاثين و خمسمائة (3)،و دفن بباب أبرز.
أبو علي عمّ أبي محمّد بن أبي نصر (4)
روى عن أحمد بن علي القاضي، و أبي حامد محمّد بن هارون الحضرمي، و أبي عبد اللّه أحمد بن علي (5) الجوزجاني، و الحسين بن إسماعيل المحاملي، و أبي العباس إسحاق بن محمّد الزيّات، و أبا بكر محمّد بن بشر بن موسى القراطيسي، و أبي الحسن علي بن الحسن
ص: 102
الأنصاري، و القاضي زكريا بن أحمد بن يحيى البلخي، و أبي (1) العباس أحمد بن محمّد بن الفضل الزيّات، و أبي الطيب علي بن محمّد الصوري، و أبي عمر محمّد بن يوسف بن يعقوب القاضي، و جعفر بن أحمد بن بيان المصري، و عمرو بن محمّد، و علي بن بكر، و أبي الحسن الرازي.
روى عنه: ابن أخيه أبو محمّد، و أبو علي بن مهنا الداراني (2)،و عبد اللّه بن عطية بن حبيب، و عبد الغني بن سعيد الحافظ ، و أبو الحسن علي بن محمّد بن إسحاق و أحمد بن إدريس الرملي، و أبو الحسن عبيد اللّه (3) بن الحسن بن أحمد الورّاق - إمام جامع دمشق-.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنبأنا أبو العبّاس أحمد بن منصور بن محمّد الفقيه المالكي - قراءة عليه - أنبأنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان بن أبي نصر، أنبأنا عمي أبو علي محمّد بن القاسم بن معروف، ثنا أحمد بن علي، ثنا يحيى بن معين، ثنا هشيم، أخبرني أبو الجهم الواسطي، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«امرؤ القيس صاحب لواء الشعراء إلى النار»[11630].
أخبرناه عاليا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس الجرجاني، أنبأنا أبو سعد الجنزرودي، أنبأنا أبو عمرو محمّد بن أحمد بن حمدان، أنبأنا أبو يعلى الموصلي، ثنا يحيى - يعني ابن معين - ثنا هشيم عن [أبي] (4) الجهم الواسطي، فذكر بإسناده مثله.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنبأنا أبو العبّاس بن قبيس، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا عمّي أبو علي محمّد بن القاسم، حدّثني علي بن بكر، أنبأنا ابن (5) عبد العزيز - يعني أحمد - ثنا ابن زيد، ثنا علي بن الصّباح، ثنا هشام بن محمّد قال: قال لي أبو السّائب المخزومي: قال جدي عبد اللّه بن السّائب و هم عند حمزة بن عبد المطلب:
ألا يا حمز للشرف النّواء *** و هنّ معقّلات بالفناء
ضع السكين باللّبات (6) منها *** يضرجهنّ حمزة بالدّماء
ص: 103
و عجّل من أطايبها لشرب *** قديرا من طبيخ أو شواء
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا عبد العزيز الكتّاني قال: و ذكر لي أن أبا علي محمّد ابن القاسم بن معروف عم شيخنا أبي محمّد عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم بن معروف بن أبي نصر، توفي سنة سبع - و قال غيره: سنة تسع - و أربعين و ثلاثمائة.
قال عبد العزيز: حدّث عن أبي بكر أحمد بن علي بن سعيد القاضي المروزي بأكثر كتبه، اتّهم في ذلك و ذكر أن أكثرها إجازة، و كان يحبّ الحديث و أهله، و يكرمهم؛ كان صاحب دنيا، و صنّف كتبا كثيرة من الأخبار و الحكايات [و النوادر] (1) و غير ذلك (2)،حدّثنا عنه ابن أخيه عبد الرّحمن بن عثمان، و أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن القطّان و غيرهما، و ذكر عبيد بن أحمد بن فطيس أن أبا (3) علي محمّد بن القاسم حدّثه أن مولده سنة ثلاث و ثمانين و مائتين، و أنه سمع من (4) القاضي أبي (5) بكر أحمد بن علي بن سعيد قاضي دمشق و حمص من بني أميّة في سنة اثنتين و تسعين و مائتين (6).
6916 - محمّد بن القاسم بن يزيد أبو عبد اللّه الإسكندرانيّ المقرئ (7)
قرأ القرآن بدمشق بحرف عبد اللّه بن عامر على عبد اللّه بن أحمد بن بشير بن ذكوان (8)سنة أربعين و مائتين.
قرأ عليه أبو العبّاس الحسن (9) بن سعيد الفارسي الحرزي (10) المقرئ المفسّر.
حدّث بدمشق فيما قرأت بخط أبي محمّد بن الأكفاني، و حكى أنه وجده بخط بعض أصحاب الحديث في تسمية من سمع منه بدمشق في سنة ست عشرة و ثلاثمائة.
حكى عنه أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن الحسين بن إسحاق بن الصوري الأديب.
أنبأنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد المزكي، و عبد اللّه بن أحمد بن عمر، قالا: حدّثنا
ص: 104
عبد العزيز بن أحمد، أنشدنا أبو بكر محمّد بن الدوري، أنشدني محمّد بن القاسم الصّوري:
منها تعلّم طيفها العتبا *** فأتى الكرى غضبان عن غضبى
ألقت عداوة وصل يقظته *** بين الكرى و جفونه حربا
فإذا تنبّه (1) كان في ألم *** و إذا غفا [لم] (2) يعدم الكربا
و كأنّ ذا قلبين ما سلمت *** فمتى (3) يصحّ و قد حوى قلبا
له ذكر في كتاب أحمد بن حميد بن أبي العجائز الأزدي.
حدّث عن أبيه (4) أبي أحمد محمّد بن سليمان القاضي العسقلاني.
ذكر الشريف أبو الغنائم عبد اللّه بن الحسن بن محمّد الزيدي النسّابة أنّه سمع منه بدمشق.
شاعر من أهل دمشق.
ذكره بعض الدّمشقيين فيما قرأته بخطه، و لم يقع إليّ شيء من شعره.
سمع بدمشق: هشام بن عمّار، و بغيرها: إسحاق بن راهويه، و أبا عمّار الحسين بن حريث، و نصر بن علي الجهضمي، و أبا كريب، و المسيّب بن واضح، و سعيد بن سيف الحرّاني، و بشر بن المبارك العبدي الراسبي (5).
روى عنه: أبو حامد بن الشرقي، و محمّد بن يعقوب بن الأخرم، و أبو الطيب محمّد ابن عبد اللّه بن المبارك الشعيري، و أبو العبّاس الفضل (6)،و أبو النّضر بكر ابنا (7) محمّد بن إسحاق بن خزيمة.
ص: 105
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل القطّان، أنبأنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عيسى المستملي، حدّثنا أبو العبّاس الفضل بن محمّد بن إسحاق بن خزيمة، ثنا محمّد بن قبيصة الأسفرايني، ثنا بشر العبدي قال:
ذهبت مع أبي إلى وليمة فيها غالب القطان، فوضع الخوان، فأمسكوا أيديهم، فقال:
ما لكم ؟ فقالوا: حتى يجيء؟ فقال غالب: حدثتني كريمة بنت هشام الطائية عن عائشة أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«أكرموا الخبز» قال:«و من كرامته أن لا ينتظر الأدم»[11631].
و من عالي حديثه ما أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر القاري، أنبأنا عمر بن أحمد بن عمر بن مسرور، أنبأنا أبو طاهر بن خزيمة، أنبأنا عمّي بكر بن محمّد، ثنا قبيصة، ثنا الحسن بن عبد الرّحمن، ثنا محمّد بن يزيد بن سنان الجزري، عن محمّد بن أيوب الرّقّي عن ميمون بن مهران قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«أقل (1) ما يوجد في أمّتي في آخر الزمان درهم حلال و أخ يوثق به»[11632].
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا الحاكم أبو عبد اللّه قال: محمّد بن قبيصة بن عبد اللّه بن موسى النّيسابوريّ أبو بكر الأسفرايني، سمع بخراسان إسحاق بن إبراهيم، و أبا عمّار، و بالعراق: نصر بن علي الجهضمي، و أبا كريب، و أقرانهما، و بالشام: هشام بن عمّار، و المسيّب بن واضح و أقرانهما، روى عنه أبو حامد بن الشرقي فمن بعده من مشايخنا.
6923 - محمّد بن قطن الأذنيّ الصّوفيّ (2)
حدّث عن معلّى الرفا، و حكى عن الشافعي، و أظنه لم يسمع منه.
روى عنه: محمّد بن جعفر المصّيصي، و عبد اللّه بن محمّد بن سليمان الدّمشقي، و أحمد بن أبي الجواري، و موسى بن حبيب، و أبو حمزة الصّوفيّ .
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا تمام بن محمّد، أخبرني أبو طالب علي بن الحسن بن إبراهيم بن سعد الحلبي - قراءة عليه - ثنا أبو العبّاس أحمد بن عيسى الوشاء بتنيس، ثنا محمّد بن جعفر المصّيصي، ثنا محمّد بن قطن، ثنا معلى الرفا عن
ص: 106
معروف الخياط عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«بكاء الصّبي إلى سنتين: لا إله إلاّ اللّه، ثم من بعد ذلك استغفار لأبويه، فما عمل من حسنة فلأبويه، و ما عمل من سيئة فلا عليه و لا على أبويه»[11633].
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسن بن مردك، أنبأنا أبو محمّد بن حاتم، ثنا أبي، ثنا أحمد بن أبي الحواري قال: و حدّثنا محمّد بن قطن عن الشافعي، عن فضيل، عن سفيان قال: قال داود عليه السّلام: إلهي كن لابني سليمان من بعدي كما كنت لي، قال: فأوحى اللّه إليه: يا داود، قل لابنك سليمان: يكون لي حتى أكون له، كما كنت لك.
قال: و حدّثني محمّد بن قطن عن الشافعي قال: دخل سفيان على فضيل بن عياض رحمهما اللّه يعوده فقال: يا محمّد أيّ نعمة في المرض لو لا العوّاد، فقال سفيان: و أيّ شيء تكره من العوّاد؟ قال: الشّكيّة.
أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد في كتابه (1)،أنبأنا عبد الرّحمن بن أحمد بن عمر بن يزيد الصفّار - إجازة - أنبأنا جدي أبو بكر عبد اللّه بن أحمد بن القاسم، و أخبرنا [أبو] (2)منصور محمود بن إسماعيل الصيرفي (3) في كتابه، أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن أحمد ابن (4) شاذان الأعرج - إجازة - أنبأنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن محمّد المقرئ، قالا: ثنا إبراهيم بن محمّد بن الحسن بن نصر بن متويه (5)،ثنا عبد اللّه بن محمّد بن سليمان قال: قال لي محمّد بن قطن، و ابن أبي الجواري حاضر، عن الشافعي قال: قال الفضيل: كم ممّن يطوف بهذا البيت و بعيد منه أعظم أجرا منه.
أخبرتنا شهدة بنت أحمد بن الفرج الإبري (6) في كتابها قالت: أنبأنا جعفر بن أحمد بن الحسين المقرئ، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد بمصر، و أنبأنا أبو الحسن الفرضي، و أبو
ص: 107
الفضل بن ناصر و غيرهما، قالوا: أجاز لنا إبراهيم بن سعيد (1)،ثنا أبو صالح السّمرقندي الصوفي، ثنا الحسن بن القاسم بن اليسع، ثنا أبو بكر أحمد بن محمّد (2) بن عمرو الدينوري، ثنا أبو محمّد جعفر بن عبد اللّه الصوفي الخيّاط قال: قال أبو حمزة: رأيت مع محمّد بن قطن الصوفي غلاما جميلا، فكانا لا يفترقان في سفر و لا حضر، فمكثا بذلك زمنا طويلا، فمات الغلام، فكمد عليه محمّد بن قطن حتى عاد جلدا و عظما، فرأيته يوما و قد خرج إلى المقابر فاتبعته حتى وقف على قبره قائما يبكي و ينظر إليه و السماء تمطر بالمطر، فما زال واقفا من وقت الضحى إلى أن غربت الشمس لم يبرح و لم يجلس، و يده على خده، فانصرفت عنه و هو كذلك واقف، فلما كان من الغد خرجت لأعرف خبره و ما كان من أمره فصرت إلى القبر، فإذا هو مكبوت لوجهه ميت، فدعوت من كان بالحضرة فأعانوني على حمله فغسلته و كفّنته في ثيابه و دفنته إلى جانب القبر.
أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل، أنبأنا محمّد بن يحيى بن إبراهيم، أنبأنا أبو (3) عبد الرّحمن السّلمي قال: محمّد بن قطن من أهل أذنة، صحب ذا النون المصري و غيره.
و يقال: أبو إبراهيم المدينيّ (4)
قاصّ (5) عمر بن عبد العزيز، مولى يعقوب القبطي.
روى عن أم هانئ بنت [أبي] (6) طالب، و أبي هريرة مرسلا، و جابر بن عبد اللّه، و أبي صرمة صاحب أبي أيّوب، و عمر بن عبد العزيز، و سليمان بن عبد الملك بن مروان الأمويين.
روى عنه: الليث بن سعد، و سعيد بن عبد الرّحمن الجمحي، و محمّد بن إسحاق، و نجيح أبو معشر (7)،و موسى بن عبيدة، و عمر بن عبد الرّحمن بن محيص، و عبد العزيز بن
ص: 108
عيّاش (1)،و حرب بن قيس، و حمّاد (2) بن سلمة، و زيد بن حيّان الرقّي، و سليمان التيمي (3)، و الحكم بن عبد اللّه الأيلي.
و كان مع عمر بن عبد العزيز لما ولي الخلافة في الشام.
أخبرنا أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد بن خالد (4)،أنبأنا أبو الطيّب عبد الرزّاق بن عمر بن موسى بن شمّة، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، ثنا أبو العبّاس بن قتيبة، ثنا عيسى - هو ابن حمّاد - ثنا الليث عن محمّد بن قيس قاصّ (5) عمر، عن أبي صرمة، عن أبي أيّوب أنه قال حين حضرته الوفاة: قد كتمت عنكم شيئا سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«لو لا أنكم تذنبون، لخلق اللّه خلقا يذنبون يغفر لهم»[11634].
أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنبأنا الفضل عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن، أنبأنا أبو مسلم محمّد بن أحمد بن علي الكاتب، ثنا أبو بكر عبد اللّه بن أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني، ثنا عيسى بن حمّاد، ثنا الليث، ثنا محمّد بن قيس - قاصّ (6) عمر - عن أبي صرمة، عن أبي أيّوب أنه قال حين حضرته الوفاة: لقد كتمت عنكم شيئا سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«لو لا أنكم تذنبون لخلق اللّه مذنبين يغفر لهم»[11635].
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر، أنبأنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنبأنا محمّد بن الحسين، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب (7)،حدّثنا حرملة، أنبأنا ابن وهب، حدّثني الليث، عن سعيد بن عبد الرّحمن [الجمحي] (8)،عن محمّد بن قيس - قاصّ (9) عمر بن عبد العزيز - قال: خرج علينا يوما مزاحم فقال: لقد احتاج أهل أمير المؤمنين إلى نفقة، و لا أدري من أين آخذها، و لا أدري ممن أستلفها، قال: قلت: لو لا قلة
ص: 109
ما عندي لعرضت عليك، قال: و كم عندكم ؟ قلت: خمس الدنانير (1)،قال: و اللّه إنّ في خمس الدنانير لبلاغا فأعطني، فدفعتها إليه، ثم أتاه مال من أرض عمر باليمن (2)،قال: فمرّ عليّ مزاحم مسرورا، قال: جاءنا مال من أرض لنا نقضيك الآن تلك الخمس دنانير، قال:
فدخل ثم خرج و إحدى يديه على رأسه: أعظم اللّه أجر أمير المؤمنين [قال: قلت: أجل فأعظم اللّه أجره] (3)،و ما ذاك ؟ قال: أمر بهذا المال الذي جاء من أرضه أن يدخل بيت المال، فلا أدري كيف تمحّل (4) لي في الخمسة حتى قضاني.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الفضل بن خيرون، و أخبرنا أبو العزّ ثابت بن منصور، أنبأنا أبو طاهر، قالا: أنبأنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنبأنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنبأنا عثمان بن أحمد بن إسحاق، ثنا خليفة بن خيّاط قال (5):محمّد بن قيس، مولى آل أبي سفيان بن حرب، توفي في أيام الوليد بن يزيد (6).
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون، أنبأنا أبو العلاء محمّد بن علي بن يعقوب الواسطي، أنبأنا أبو بكر [محمد بن] (7) أحمد بن محمّد بن موسى البابسيري (8)،أنبأنا أبو أميّة الأحوص بن المفضّل الغلاّبي، ثنا أبي المفضّل قال: قال يحيى - هو ابن معين - محمّد بن قيس بن مخرمة، و محمّد بن قيس النخعي، و محمّد بن قيس قاصّ (9) عمر بن عبد العزيز مولى يعقوب القبطي، هذا مدني، روى عنه أبو معشر (10)، و محمّد بن قيس [الزيات مدني أيضا. روى عنه أبو عامر و عثمان بن عمر بن فارس، و محمد ابن قيس] (11) مولى سهل بن حنيف روى عن سهل أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم بعثه إلى أهل مكة.
ص: 110
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا أبو محمّد بن يوة، أنبأنا أبو الحسن اللنباني (1)،أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا، ثنا محمّد بن سعد (2) قال في الطبقة الرابعة: محمّد بن قيس مولى لآل أبي سفيان بن حرب، توفي في فتنة الوليد بن يزيد بالمدينة، و روى عنه أبو معشر نجيح، و كان كثير الحديث عالما.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا محمّد ابن سعد قال في الطبقة الرابعة (3) من أهل المدينة: محمّد بن قيس مولى معاوية بن أبي سفيان ابن حرب بن أميّة، توفي بالمدينة في فتنة الوليد بن يزيد، روى عن أبي معشر نجيح، و كان كثير الحديث، عالما (4).
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل السلامي، أنبأنا المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالا: أنبأنا أبو أحمد، أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا البخاري (5) قال: محمّد بن قيس الزيّات روى عنه أبو عامر، و عثمان ابن عمر، قال علي: لقينا ابنه يحيى بن محمّد بن قيس، سمع سعيد بن المسيّب قوله روى عنه ابنه يحيى، و قال غيره: هو المديني قاص (6) عمر بن عبد العزيز عن أبي صرمة، و عمر ابن عبد العزيز، روى عنه الليث، و عبد العزيز بن عيّاش (7)،و حرب بن قيس، و محمّد بن إسحاق، و قال لنا موسى: ثنا حمّاد، أنبأنا محمّد بن قيس قاص أو قاضي عمر بن عبد العزيز، و كان شيخا كبيرا عن أم هانئ: صلّى النبي صلى اللّه عليه و سلّم الضحى في بيتي ثمان.
و قال أبو معشر: عن محمّد بن قيس قال لي عمر بن عبد العزيز: يا أبا عثمان [حدثني] (8) عبيد اللّه بن سعيد، ثنا عمّي، ثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدّثني محمّد بن قيس مولى يعقوب القبطي، و كان قاصّا (9)،قال: قصصت على عمر بن عبد العزيز و هو أمير
ص: 111
المدينة، فقال عمر بن عبد العزيز: حدّثني أبو سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم أنه سجد في إِذَا السَّمٰاءُ انْشَقَّتْ (1).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف، أنبأنا أبو سعيد بن حمدون، أنبأنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو عثمان محمّد بن قيس الزيّات عن ابن المسيّب، و أبي صرمة، و عمر بن عبد العزيز، روى عنه ابنه محمّد، و أبو عامر، و عثمان بن عمر.
كذا جمعهما البخاري و مسلم و فرّق بينهما ابن أبي حاتم عن أبيه، فقال ما أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الأديب - مشافهة - قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا حمد - إجازة-.
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (2):محمّد بن قيس الزيّات والد أبي زكير، روى عن سعيد بن المسيّب، روى عنه ابنه يحيى بن محمّد، و عثمان بن عمر، و أبو عامر العقدي، و أبو عاصم النبيل، سمعت أبي يقول ذلك، و سألته عنه فقال مجهول.
قال (3):و حدّثنا محمّد بن أحمد بن البراء قال: قال علي بن المديني: محمّد بن قيس الزيّات روى عنه أبو بكر الحنفي، و أبو زكير، و أبو عامر. قال أبو محمّد (4):روى هو عن زرعة ابن عبد الرّحمن الكندي ثم قال بعده: محمّد بن قيس قاص عمر بن عبد العزيز، مدني، روى عن أبي هريرة و جابر مرسل، و أبي سلمة بن عبد الرّحمن، و أبي صرمة، و عمر بن عبد العزيز روى عنه سليمان التيمي، و الليث بن سعد، و ابن إسحاق، و حرب بن قيس، و أبو معشر نجيح، و عمر بن عبد الرّحمن [بن] (5) محيص، و موسى بن عبيدة، سمعت أبي يقول ذلك.
[قال ابن عساكر] (6) و قول ابن أبي حاتم هو الصواب.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأنا أبو نصر الوائلي، أنبأنا
ص: 112
الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال أبو أيوب محمّد ابن قيس قاص عمر بن عبد العزيز، يروي عنه أبو معشر.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن [أبي] (1) علي، أنبأنا أبو بكر الصفّار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم (2) قال أبو أيوب - و يقال: أبو عثمان - محمّد بن قيس القاص، قاص (3) عمر بن عبد العزيز المديني، عن أمّ هانئ، و جابر بن عبد اللّه، و سعيد بن المسيّب، و أبي صرمة، و عمر بن عبد العزيز روى عنه الليث بن سعد الفهمي، و محمّد بن إسحاق القرشي، و أبو معشر نجيح السندي.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنبأنا أبو الحسن ابن السقّا، ثنا محمّد بن يعقوب الأصم، ثنا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى يقول:
محمّد بن قيس القاص، قاص (4) عمر بن عبد العزيز، و هو أبو أيّوب الذي يروي عنه أبو معشر.
أنبأنا أبو القاسم النسيب و غيره، عن أبي بكر الخطيب، أنبأنا عبد اللّه بن يحيى بن عبد الجبّار (5)،أنبأنا محمّد بن عبد اللّه الشافعي، أنبأنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، ثنا المفضل بن غسّان (6) الغلاّبي قال: محمّد بن قيس، قاص (7) عمر بن عبد العزيز، مولى يعقوب القبطي، هذا مديني، روى عنه أبو معشر.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن اللالكائي، أنبأنا محمّد بن الحسين، أنبأنا عبد اللّه، ثنا يعقوب (8) قال: محمّد بن قيس القاص، قاص (9) عمر بن عبد العزيز، مدني، ثقة [قال: و نا يعقوب بن سفيان (10) عن محمد بن قيس الأسدي، قاص (11)
ص: 113
عمر بن عبد العزيز، و هو ثقة] (1) متقن و حدّثنا عنه أبو نعيم [قال ابن عساكر:] (2) الأسدي كوفي، و هو غير القاصّ ، و هذا وهم من يعقوب.
قال: و حدّثنا يعقوب (3)،حدّثنا عبد اللّه بن عثمان قال: قال عبد اللّه - يعني: ابن المبارك - قال عمر بن عبد العزيز: إنّي نظرت في أمري و أمر الناس فلم أر شيئا خيرا من الموت - قال عبد اللّه: يعني لفساد الناس و ما دخلهم - و قال لقاصّه محمّد بن قيس: ادع لي بالموت فأبيت و أبى عليّ ، قال: فدعوت له و عمر رافع يديه يؤمّن على دعائي و هو يبكي، قال: و حضر ابن له صغير، فلمّا رأى عمر يبكي بكى، قال: فقال عمر: و هذا معنا، قال:
فدعوت بذاك أيضا.
قال: و يقول محمّد بن قيس: و استحييت، فدعوت لنفسي معهم أيضا، قال: فعرف اللّه الصدق من عمر فلم يلبث إلاّ قليلا حتى مات، و مات ابنه ذلك، و بقي (4) محمّد بن قيس حتى كان بعد.
6925 - محمّد بن كامل العمّاني (5)(6)
.
من أهل البلقاء.
حدّث عن أبان بن يزيد البصري العطّار.
روى عنه: أبو غانم محمّد بن محمّد بن زكريا الأضاخي (7) النّجدي.
أخبرنا أبو العباس أحمد بن عبد الواحد بن الحسن القزاز، و ابن أخيه أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الواحد، قالا: أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو الحسن علي بن
ص: 114
شجاع بن محمّد المصقلي الأصبهاني بنيسابور، ثنا أبو الفضل محمّد بن جعفر بن محمّد بن بديل الخزاعي بالخان على باب أصبهان، ثنا أبو العباس الحسن بن سعيد بن جعفر المقرئ بفيروزآباد، ثنا أبو غانم محمّد بن زكريا الأضاخي - من قرى نجد (1)-ثنا محمّد بن كامل العمّاني بعمّان، ثنا أبان العطار، عن ثابت البنّاني، عن أنس بن مالك قال: صافحت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فلم أر خزّا و لا قزّا كان ألين من كفّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، قال ثابت: أنا صافحت (2) أنس ابن مالك، قال أبان:[أنا] (3) صافحت ثابت البنّاني، قال محمّد بن كامل: أنا صافحت أبان العطار، قال أبو غانم: أنا صافحت محمّد بن كامل، قال الحسن بن سعيد: أنا صافحت أبا غانم، قال أبو الفضل: أنا صافحت المصقلي (4)،قال ابنا رزيق (5):نحن صافحنا الخطيب، قال الحافظ : و أنا صافحت أبا العبّاس و أبا منصور، قال لنا أبو منصور: قال لنا أبو بكر الخطيب: أما الثاني بفتح العين و تشديد الميم محمّد بن كامل العمّاني حدّث عن أبان بن يزيد العطّار، روى عنه محمّد بن زكريا الأضاخي ثم ساق الحديث.
قرأت على أبي محمّد السّلمي عن أبي نصر علي (6) ابن هبة اللّه قال (7):و أمّا العمّاني بفتح الميم و تشديدها (8) فهو محمّد بن كامل العمّاني، حدّث عن أبان بن يزيد العطار، روى عنه محمّد بن زكريا الأضاخي. أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ميمون، أنبأنا الشريف أبو عبد اللّه بن عبد الرّحمن، ثنا أبو الفضل محمّد بن جعفر بن محمّد بن عبد الكريم الخزاعي المقرئ، بالكوفة، حدّثني أبو العبّاس الحسن بن سعيد بن جعفر المقرئ، حدّثنا أبو غانم محمّد بن محمّد بن زكريا الأضاخي، ثنا محمّد بن كامل العمّاني بعمّان من بلد البلقاء من الشام، و عاش مائة و عشرين سنة، و مات في سنة إحدى و سبعين و مائتين، فذكر الحديث.
حكى عنه أحمد بن أبي الحواري.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و حدّثنا عنه أخي أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن الفقيه - رحمه اللّه - ثنا عبد العزيز [بن] (1) أحمد، أنبأنا أبو عبد اللّه شعيب بن عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، ثنا الفضل بن جعفر التميمي المؤذّن، ثنا أبو (2) عبد الرّحمن بن الدّرفس، ثنا ابن أبي الحواري، ثنا محمّد بن كامل قال: جئت إلى عراك بن خالد و هو جالس في مسجد أيام ابن (3) محرز، فقلت: يا أبا الضحّاك، طاب الموت، فقال: يا بن أخي لا تفعل، لساعة تعيشها تستغفر اللّه خير لك من موت الدهر.
6927 - محمّد بن كامل بن ديسم بن مجاهد أبو الحسين النضري (4) المقدسي
سمع أباه أبا الحسن كامل بن ديسم الفقيه، و أبا الفتح نصر بن إبراهيم الزاهد - بصور - و صحبه مدة للتفقّه، فلم يحظ من الفقه إلاّ بالاسم، و استجيز له من أبي [بكر] (5) الخطيب و غيره، و قدم دمشق بعد أخذ بيت المقدس، و استشهده القاضي أبو عبد اللّه البركي، و كان يتّهم بشهادة الزور، و أسقط خالي أبو المعالي القاضي شهادته.
كتبت عنه شيئا يسيرا، و لم يكن الحديث من شأنه، و كان يتعمل للخادم المتغلب على صرخد، و يتولّى ختم المتاع و دار الوكالة، و يرتزق ممّا يؤخذ من المكوس، و كان اسمه أحمد، فسمّى نفسه محمّدا (6).
أخبرنا أبو الحسين بن كامل [بدمشق، أنا أبي الفقيه أبو الحسن كامل] (7) بن ديسم بن مجاهد النّضري العسقلاني ببيت المقدس سنة سبع و ستين و أربعمائة، أنبأنا أبو الحسين محمّد ابن الحسين (8) بن محمّد بن علي بن التّرجمان - قراءة عليه - حدّثنا عبد الوهّاب بن الحسن بن الوليد، ثنا أبو الجهم أحمد بن الحسين، ثنا هشام بن عمّار، ثنا سعيد بن يحيى، ثنا محمّد
ص: 116
ابن إسحاق، عن محمّد بن إبراهيم، عن سعيد بن مرجانة، عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:
«إذا صلّى أحدكم على جنازة و لم يمش معها فليقم لها حتى تغيب عنه، و إن مشى معها فلا يقعد حتى توضع»[11636].
أخبرناه عاليا أبو محمّد السّيدي، و أبو القاسم تميم بن أبي سعيد، قالا: أنبأنا أبو سعد الأديب، أنبأنا محمّد بن محمّد [الحافظ ] (1)،أنبأنا أبو بكر محمّد بن مروان البزاز، ثنا هشام ابن عمّار، فذكر بإسناده مثله إلاّ أنه قال: على الجنازة، توفي أبو الحسين بن كامل يوم الاثنين ثاني عشر ذي القعدة من سنة ست و ثلاثين و خمسمائة، و دفن في مقبرة باب الصغير (2).
وفد على عمر بن عبد العزيز.
روى عنه: محمّد بن كثير المصّيصي، و أحمد بن سعيد الأسدي.
أخبرنا أبو سعد عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن الفقيه - بالريّ - أنبأنا الخطيب أبو زيد واقد بن خليل بن عبد اللّه القزويني، أنبأنا أبي (3) يعلى، حدّثني عبد اللّه بن محمّد القاضي، ثنا عبد الرّحمن بن أحمد بن زيد الجيلي الحافظ بالبصرة، ثنا علي بن (4) الحسين الصابوني، ثنا أحمد بن سعيد الأسدي، ثنا محمّد بن كثير أبو إسماعيل الكوفي قال:
سمعت عمر بن عبد العزيز يخطب بخناصرة، فذكر الدنيا فذمّها فقال: و اللّه فقد حدّثني أبو سلمة بن عبد الرّحمن عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«إنّ اللّه تعالى لمّا خلق الدنيا نظر إليها ثم أعرض عنها ثم قال: و عزّتي لا أنزلتك إلاّ في أشرار خلقي»[11637].
ص: 117
6929 - محمّد بن كثير بن كثير بن أبي عطاء أبو يوسف المصّيصي (1)
صنعاني (2) الأصل.
سكن المصّيصة، و سمع من الأوزاعي (3)،و معمر، و ابن شوذب، و زائدة، و حمّاد بن سلمة، و الوليد بن حسنويه (4)،و أبي المعلّى صخر بن جندل البيروتي، و سفيان بن عيينة.
روى عنه: الحسن بن الربيع، و شهاب بن عبّاد (5)،و الحسن بن الصّبّاح، و علي بن محمّد الرقّي، و أحمد بن عبد الواحد بن عبود، و إبراهيم بن يعقوب، و يوسف بن سعيد بن مسلم، و نصر بن قتيبة القيني، و أبو عبيد القاسم بن سلاّم، و محمّد بن عوف، و أبو عمير عيسى بن محمّد بن إسحاق، و محمّد بن عامر، و أحمد بن محمّد بن يزيد بن أبي الخناجر، و علي بن سهل، و مهران بن محمّد، و فهد بن سليمان الدلاّل، و عبيد اللّه بن النصر، و عباس التّرقفي، و إبراهيم بن الهيثم البلدي، و محمّد بن يحيى الذهلي، و زهير بن محمّد بن قمير (6)،و محمّد بن الهيثم بن حمّاد - قاضي عكبرا (7)-.
و ذكر أبو جعفر محمّد بن عمرو العقيلي أنه من صنعاء دمشق (8)،و ذكر أبو محمّد بن الأكفاني: أنه من مصيصة دمشق، و ليس بشيء (9).
أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين السّلمي، أنبأنا أبو القاسم بن الفرات، أنبأنا أبو الحسين الكلابي، ثنا أبو الحسن بن جوصا، ثنا يوسف بن سعيد بن مسلم، ثنا محمّد بن كثير، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«لا تسمّوا العنب الكرم، فإنّ الكرم المؤمن»[11638].
ص: 118
تابعه سويد بن عبد العزيز، و الحارث بن عطية عن الأوزاعي.
و كذلك رواه معمر بن راشد عن الزهري، و خالفهم الوليد بن مسلم فرواه عن الأوزاعي عن الزهري عن سعيد بن المسيّب.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا أبو محمّد [الكتاني، نا أبو العباس فضل بن سهل ابن محمد] (1) بن أحمد المروزي الصفّار - قدم علينا قراءة عليه - ثنا محمّد بن عمر البصري، ثنا أبو عمر أحمد بن الحسين، ثنا أبو علي الحسن بن أحمد بن محمّد بن يونس بن الحسن الطائي، ثنا محمّد بن كثير، ثنا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«تجافوا عن زلّة السّخيّ فإنه إذا عثر أخذ الرّحمن بيده»[11639].
ثم أنشد محمّد بن كثير لنفسه:
كن سخيا و لا تبال ابن من كنت *** فما النّاس غير أهل السّخاء
لن ينال البخيل مجدا و لو نال *** بيافوخه نجوم السّماء
و أعلى ما وقع إلى من حديثه:
ما أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو طالب بن غيلان، أنبأنا أبو بكر الشافعي، ثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي، ثنا محمّد - يعني ابن كثير المصّيصي - ثنا الأوزاعي عن الزهري، عن القاسم، عن عائشة قالت: أدرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في ثوب حبرة ثم أخذ عنه[11640].
أخبرنا أبو الحسن السلمي الفقيه، أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر، أنبأنا أبو الدحداح، حدّثنا أحمد بن عبد الواحد بن عبود، ثنا محمّد بن كثير، عن الأوزاعي قال:
كان عندنا ببيروت صيّاد يخرج يوم الجمعة يصطاد النّينان (2) و لا ينتظر الجمعة قال:
فخرج يوما فخسف به و ببغلته فلم يبق منها إلاّ أذنها و يديها.
قال ابن كثير: رأيت ذلك المكان كأنه شيء حول (3).
ص: 119
أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنبأنا أبو الحسن رشأ المقرئ، أنبأنا أبو محمّد المصري، أنبأنا أبو بكر المالكي، ثنا أحمد بن بكر البغدادي، ثنا أحمد بن إبراهيم، عن محمّد بن كثير، عن الأوزاعي قال: كان عندنا صيّاد يصطاد النّينان، فكان يخرج إلى الجمعة لا يمنعه مكان الجمعة من الخروج، فخسف به و ببغلته، فخرج الناس و قد ذهبت بغلته في الأرض، فلم يبق منها إلاّ آذانها و ذنبها.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنبأنا أبو طاهر الباقلاني - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنبأنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنبأنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، ثنا عمر بن أحمد بن إسحاق، ثنا خليفة بن خيّاط (1) قال: محمّد بن كثير يكنى أبا يوسف من أهل صنعاء، و نشأ بالشام، و نزل المصّيصة.
أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنبأنا يوسف بن رباح، أنبأنا أبو بكر المهندس، ثنا أبو بشر الدولابي، ثنا معاوية بن صالح قال في تسمية أهل الثغور: محمّد بن كثير.
أخبرنا أبو بكر بن شجاع، أنبأنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا أبو محمّد بن يوة، أنبأنا أبو الحسن اللنباني (2)،ثنا أبو بكر بن أبي الدّنيا، ثنا محمّد بن سعد (3) قال: محمّد بن كثير يكنّى أبا يوسف، و هو من أهل صنعاء، و نشأ بالشام، و نزل المصّيصة، روى عن الأوزاعي، و معمر و غيرهما مات في سنة ست عشرة و مائتين.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن فهم، ثنا محمّد بن سعد (4) قال: محمّد بن كثير، و يكنّى أبا يوسف، و كان من أهل صنعاء، و نشأ بالشام، و نزل المصّيصة، و كان ثقة، روى عن معمر و الأوزاعي و غيرهما، و يذكرون أنه اختلط في آخر عمره، و مات في آخر سنة ست عشرة و مائتين في خلافة عبد اللّه بن هارون.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل السّلامي، أنبأنا المبارك بن عبد
ص: 120
الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالا: أنبأنا أبو أحمد الغندجاني، أنبأنا أبو بكر الشيرازي، أنبأنا أبو الحسن المقرئ، أنبأنا البخاري (1) قال: محمّد بن كثير أبو يوسف المصّيصي و يقال: الصّنعاني، مولى لثقيف، نزل المصّيصة، سمع معمرا و الأوزاعي، ضعفه أحمد و قال: بعث إلى اليمن فأتي بكتاب بعد، فأخذه فرواه.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة، ثنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عدي (2)،ثنا الجنيدي، ثنا البخاري قال: محمّد بن كثير أبو يوسف المصيصي، مولى ثقيف، عن معمر، و الأوزاعي، أصله من ناحية اليمن، ضعّفه أحمد، قال: بعث إلى اليمن، فأتي بكتاب فرواه، و أصله من ناحية اليمن، مات سنة [ست] (3) عشرة و مائتين.
أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي قالا: أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم (4) قال: محمّد ابن كثير المصّيصي، صنعاني الأصل، أبو يوسف، روى عن الأوزاعي، و معمر، و ابن شوذب، و الوليد بن حسنويه، و زائدة، و حمّاد بن سلمة، روى عنه الحسن بن الربيع، و شهاب بن عبّاد (5)،و الحسن بن (6) الصباح، و علي بن ميمون (7) الرقّي، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف، أنبأنا أبو سعيد بن حمدون، أنبأنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو يوسف محمّد بن كثير الصّنعاني، سمع معمر بن راشد، و الأوزاعي.
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر - بقراءتي عليه عن أبي الفضل بن الحكاك - أنبأنا أبو نصر
ص: 121
الوائلي، أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:
أبو يوسف محمّد بن كثير ليس بالقوي كثير الخطأ.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنبأنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنبأنا أبو بكر المهندس، ثنا أبو بشر الدولابي قال: أبو يوسف محمّد بن كثير بن أبي عطاء كان يسكن الثغور، يروي عن الأوزاعي، و معمر، و ابن شوذب.
أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي في كتابه، أنبأنا أبو بكر الصفّار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو يوسف محمّد بن كثير بن [أبي] (1) عطاء اليمامي، مولى ثقيف، سكن المصّيصة، يروي عن معمر بن راشد، و الأوزاعي، ليس بالقوي عندهم، روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، و أبو جعفر محمّد بن عوف بن سفيان الطائي قال: و أنبأنا أبو أحمد، ثنا أبو عبد اللّه بن البطال، أنبأنا إبراهيم بن الحسن، ثنا أبو عبد العزيز الجرشي قال: حججت فلقيت ابن عيينة فقال لي: من أين ؟ فقلت: من المصّيصة، قال لي: ما فعل الشيخ الصالح الحارث بن عطية يحدّث اليوم ؟ قلت: نعم، قال:
احتاج الناس إليه ؟ قال: فما فعل الشيخ العابد علي بن بكار، هو في عبادته اليوم ؟ قلت:
نعم، و أشدّ، قال: أما إنّي أعرفه في هذه العبادة و هو غلام، فما فعل الشيخ الصالح صاحب الجمة محمّد بن كثير؟ يحدّث ؟ قلت: نعم، قال: احتاج الناس إليه.
أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنبأنا عبد الرّحمن بن محمّد، أنبأنا حمد - إجازة-.
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم (2)،حدّثني أبي قال:
سمعت الحسن بن الربيع يقول: محمّد بن كثير المصّيصي (3) اليوم أوثق الناس، و كان يكتب عنه، و أبو إسحاق الفزاري حي، دوكان يعرف بالخير مذ كان ينبغي لمن يطلب الحديث للّه أن يخرج إليه.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبراني (4)،أنبأنا أبو الحسين بن
ص: 122
الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب (1)،ثنا الفضل بن زياد قال: قال له - يعني لأحمد بن حنبل - أبو جعفر الفاريابي (2) أحبّ إليك (3) أو محمّد بن كثير في سفيان ؟ قال:
الفريابي كثير الخطأ، و ما أصح حديث محمّد بن كثير، و كان الفريابي رجلا صالحا، قال:
و محمّد بن كثير سمع منه بمكة.
قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد، عن أبي الحسين بن الطّيّوري، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا محمّد بن القاسم بن جعفر، ثنا إبراهيم بن الجنيد قال: سئل يحيى بن معين عن محمّد بن كثير المصّيصي فقال: كان صدوقا.
قرأت بخط أبي الحسين محمّد بن عبد اللّه الرازي، أنبأنا زكريا بن أحمد بن يحيى البلخي، ثنا عبيد بن محمّد الكشوري قال: سمعت يحيى بن معين يقول: محمّد بن كثير الصنعاني ثقة، و حدّثنا عنه (4) يحيى، أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي و غيره، عن أبي إسحاق البرمكي، أنبأنا محمّد بن العباس بن الفرات - إجازة - أنبأنا محمّد بن العبّاس بن أحمد ابن محمّد بن عاصم الضبي، أنبأنا يعقوب بن إسحاق بن محمود الهروي، أنبأنا أبو علي صالح بن محمّد الحافظ قال: محمّد بن كثير المصّيصي صدوق، كثير الخطأ.
أنبأنا أبو جعفر الهمذاني، أنبأنا أبو بكر الصفّار، أنبأنا أبو بكر بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم، أنبأنا أبو العباس الثقفي، ثنا الجوهري - يعني - حاتم بن الليث، ثنا أحمد بن حنبل، و ذكر محمّد بن كثير قال: ليس بشيء، يحدّث بأحاديث مناكير ليس لها أصل (5).
أخبرنا أبو الحسين (6) هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك - شفاها - قالا: أنبأنا أبو القاسم العبدي، أنبأنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم (7)،ثنا صالح بن أحمد ابن [محمد بن] حنبل، قال: قال أبي: محمّد بن كثير لم يكن عندي ثقة، بلغني أنه قيل له:
كيف سمعت من معمر؟ قال: سمعت منه باليمن، بعث بها إلى إنسان من اليمن.
ص: 123
قال (1):و أنبأنا عبد اللّه بن أحمد بن محمد بن حنبل - فيما كتب إليّ - قال: ذكر أبي محمّد بن كثير المصّيصي فضعّفه جدا، و ضعّف حديثه عن معمر جدا و قال: منكر الحديث و قال: يروي أشياء منكرة.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو بكر الشامي، أنبأنا أبو الحسن العتيقي، أنبأنا يوسف بن أحمد، أنبأنا أبو جعفر العقيلي (2)،ثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال: و ذكر أبي محمّد بن كثير المصّيصي و هو الصنعاني، فضعّفه جدا و قال: سمع من معمر، ثم بعث إلى اليمن فأخذها و رواها، و ضعّف حديثه عن معمر جدا، و قال: هو منكر الحديث.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد (3)،ثنا ابن حمّاد، حدّثني عبد اللّه بن أحمد قال: سمعت أبي و ذكر محمّد بن كثير المصّيصي فضعّفه جدا و قال: سمع معمر، ثم بعث إلى اليمن بعد فأخذها و رواها - يعني - أحاديث معمر، و قال: هو منكر الحديث، أو قال: هو يروي أشياء منكرة.
قال أبو أحمد (4):و محمّد بن كثير له روايات عن معمر و الأوزاعي خاصّة أحاديث عداد مما لا يتابعه أحد عليه.
أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنبأنا ابن مندة، أنبأنا حمد - إجازة-.
ح قال: و أنبأنا ابن مسلمة، أنبأنا ابن الفأفاء، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم (5)[قال:] سمعت يونس بن حبيب قال: ذكرت لعلي بن المديني محمّد بن كثير المصّيصي و أنه حدّث عن الأوزاعي عن قتادة عن أنس قال: نظر النبي صلى اللّه عليه و سلّم إلى أبي بكر و عمر فقال:«هذان سيّدا كهول أهل الجنّة»، قال علي: كنت أشتهي أرى هذا الشيخ، فالآن لا أحب أن أراه.
قال ابن أبي حاتم: و سئل أبي (6) عن محمّد بن كثير المصّيصي، فقال: دفع إليه كتاب
ص: 124
الأوزاعي في كلّ حديث كان مكتوب حدثنا محمّد بن كثير فقرأه إلى آخره يقول: حدّثنا محمّد بن كثير عن الأوزاعي و هو محمّد بن كثير.
أنبأنا أبو محمد (1) بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتّاني، أنبأنا أبو نصر بن الجبّان - إجازة - أنبأنا أحمد بن القاسم - إجازة - حدّثني أحمد بن طاهر بن النجم، أنبأنا سعيد بن عمرو أبو عثمان البردعي (2) قال: و قال لي أبو حاتم: دفع إلى محمّد بن كثير المصيصي كتاب الأوزاعي في كلّ حديث حدّثنا به محمّد بن كثير عن الأوزاعي، فقرأه إلى آخره: حدّثنا محمّد ابن كثير عن الأوزاعي؛ و جعل يقول في كلّ حديث منها: حدّثنا محمّد بن كثير و هو محمّد بن كثير.
ذكر أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الكناني (3) الأصبهاني أنه سأل أبا حاتم الرازي عن محمّد بن كثير أبو يوسف المصّيصي قال: كان رجلا صالحا يسكن المصّيصة، و أصله من صنعاء اليمن، و في حديثه بعض الإنكار.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، حدّثنا - و أبو منصور محمّد بن عبد الملك، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (4)،أنبأنا علي بن أحمد بن محمّد الرزّاز، أنبأنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي، أنبأنا أبو العباس محمّد بن إسحاق السراج قال: سمعت أحمد (5) بن سعيد الدّارمي يقول: عادني محمّد بن كثير الصنعاني فقال لي: أقالك اللّه عثرتك، و رفع جثتك (6)،و فرغك لعبادة ربّك.
قال أبو العبّاس السرّاج: كتب عني هذه الحكاية أبو حاتم الرازي.
قال الخطيب: فأخبرنا (7) أبو القاسم رضوان بن محمّد بن الحسن الدينوري، أنبأنا أحمد (8) بن عبد اللّه الأصبهاني، ثنا العباس بن أحمد الأردستاني، ثنا أبو حاتم الرازي، ثنا
ص: 125
أبو العبّاس محمّد بن إسحاق الثقفي فذكر مثله سواء غير أنه قال: و رفع جنبك.
كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال:
سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمّد بن يحيى يقول: سمعت أبا العباس محمّد بن إسحاق يقول: دخلت على ابن أبي حاتم الرازي و هو عليل، فقلت: يا أبا حاتم (1) رفع اللّه جنبك و غفر ذنبك، قال: و إسناده أحسن منه، فقلت: حدّثنا أحمد بن سعيد الدارمي (2) قال:
سمعت محمّد بن كثير يقول: دخلت على الأوزاعي و أنا عليل، فقال: رفع اللّه جنبك، و غفر ذنبك، و فرغك لعبادة ربّك، فقام أبو حاتم و كتبه بيده.
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا منصور الحسن بن أحمد المعادي يقول: سمعت أبا عمران موسى بن العبّاس الجويني و هو نازل في دارنا، و كان يقوم بالليل و يصلّي ثم يبكي طويلا و ينشد أبياتا، فسئل عن تلك الأبيات التي ينشدها بالليل فقال: سمعت محمّد بن عوف يقول: سمعت محمّد بن كثير المصيصي يقول (3):
بنيّ (4) كثير كثير الذنوب *** ففي (5) الحل و البل من كان سبه
بنيّ كثير دهته اثنتان *** رياء و عجب يخالطن قلبه
بنيّ كثير أكول نؤوم *** و ما ذاك من فعل من خاف ربه
بنيّ كثير يعلّم علما *** لقد أعوز الصوف من جز كلبه
أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي قالت: أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، ثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا عبيد اللّه بن سعد قال: مات محمّد بن كثير المصيصي سنة ست عشرة و مائتين.
أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنبأنا أبو الحسين (6) الصيرفي، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالا: أنبأنا أبو أحمد، أنبأنا أبو بكر الشيرازي، أنبأنا أبو الحسن المقرئ، أنبأنا البخاري (7) قال: مات يوم السّبت لتسع عشرة مضت من ذي الحجّة سنة [ست] (8) عشرة و مائتين.
ص: 126
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا أبو علي بن المسلمة، و أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن محمّد، قالا: أنبأنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنبأنا الحسن بن محمّد بن الحسن، ثنا محمّد بن عبد اللّه بن سليمان قال: و مات محمّد بن كثير بن [أبي] (1) عطاء المصيصي - يعني - سنة ست عشرة و مائتين.
ذكر أبو بكر أحمد بن كامل القاضي قال: سنة [ست] (2) عشرة و مائتين فيها مات أبو يوسف محمّد بن كثير بالمصّيصة، و كان أصله من صنعاء، و منشؤه بالشام، قال البخاري:
مات لتسع عشرة مضت من ذي الحجّة منها، ليّن جدا.
قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنبأنا مكي بن محمّد، أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال: قال أبو موسى: مات محمّد بن كثير المصّيصي سنة سبع عشرة و مائتين، و ذكر ابن زبر أن أباه أخبره عن أبيه عن أبي موسى محمّد بن المثنى بذلك.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب قال: و نعي إلينا محمّد بن كثير المصّيصي قبل أن يقدم مصر على مرحلة من مصر - يعني - سنة سبع عشرة و مائتين.
6930 - محمّد بن كرام بن عراق بن حزابة بن البراء [أبو] (3) عبد اللّه السّجستاني (4)
شيخ الطائفة المعروفة بالكرّامية (5).
حدّث عن علي بن حجر المروزي، و علي بن إسحاق الحنظلي السّمرقندي، و إبراهيم ابن يوسف الماكياني البلخي، و مالك بن سليمان الهروي، و أحمد بن حرب، و عتيق بن محمّد الحرسي، و أحمد بن الأزهر النيسابوري، و أحمد بن عبد اللّه الجويباري، و محمّد بن تميم الفاريابي، و غيرهم.
ص: 127
روى عنه: محمّد بن إسماعيل بن إسحاق، و أبو إسحاق إبراهيم بن سفيان، و عبد اللّه ابن محمّد القيراطي، و إبراهيم بن الحجّاج النيسابوريون (1).
أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، ثنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد الصوفي - بنيسابور - ثنا أحمد بن محمّد بن موسى الجرجاني، ثنا محمّد بن إسماعيل بن إسحاق، ثنا محمّد بن كرّام - بالريّ - ثنا مالك بن سليمان الهروي، ثنا مالك بن أنس عن الزهري، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«كلّ مسكر خمر، و كلّ مسكر حرام».
قال الخطيب: لا يثبت عن مالك هذا الحديث، و اللّه أعلم.
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا الحاكم أبو عبد اللّه قال: محمّد بن كرّام [اثنان أحدهما:] (2) العابد أبو عبد اللّه السّجزي، قيل إنه من بني نزار من قرية من قرى زرنج (3) و نشأ بسجستان ثم دخل بلاد خراسان و أكثر الاختلاف إلى أحمد بن حرب الزاهد، و سمع التفسير من علي بن إسحاق الحنظلي السّمرقندي عن محمّد بن مروان عن الكلبي، و سمع ببلخ من إبراهيم بن يوسف الماكياني، و بمرو من علي بن حجر، و بهراة من عبد اللّه بن مالك بن سليمان، و بنيسابور من أحمد بن حرب، و عتيق بن محمّد الحرشي، و محمّد بن الأزهر، و قد أكثر الرواية عن أحمد الجويباري، و محمّد بن تميم الفاريابي، و لو عرفهما لأمسك عن الرواية عنهما، و لما ورد محمّد بن كرّام نيسابور بعد المجاورة بمكة خمس سنين، و انصرف إلى سجستان، و باع بها ما كان يملكه. انصرف إلى نيسابور فحبسه طاهر بن عبد اللّه، ثم لما أطلق عنه خرج إلى ثغور الشام ثم انصرف إلى نيسابور فحبسه محمّد بن طاهر بن عبد اللّه و طالت محنته فكان يغتسل كل جمعة و يتأهب للخروج إلى الجمعة ثم يقول للسجّان: أ تأذن في الخروج ؟ فيقول: لا، فكان أبو عبد اللّه يقول: اللهمّ إنك تعلم أني قد بذلت مجهودي، و المنع فيه من غيري (4).
قال لنا أبو منصور بن زريق، قال لنا أبو بكر الحافظ : و أمّا الثاني بنصب الكاف و تشديد الرّاء، فهو محمّد بن كرّام أبو عبد اللّه الذي ينسب إليه في المذهب الطائفة المعروفة بالكرّامية، كان ببلاد خراسان، ثم انتقل فسكن بيت المقدس، و هناك مات، و لم يقع إلي عنه، حكى حديث واحد.
ص: 128
قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي نصر علي بن هبة اللّه قال (1):
و أما كرّام بفتح الكاف و تشديد الراء فهو محمّد بن كرّام بن عراق بن حزابة بن البراء أبو عبد اللّه السّجزي، سمع علي بن إسحاق الحنظلي، و إبراهيم بن يوسف الماكياني، و علي بن حجر، و عبد اللّه بن مالك بن سليمان، و أحمد بن حرب، و عتيق بن محمّد، روى عنه إبراهيم بن محمّد بن سفيان، و إبراهيم بن الحجّاج، و عبد اللّه بن محمّد القيراطي، و مات بالقدس في صفر سنة خمس و خمسين و مائتين.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي - قراءة - عن أبي بكر أحمد بن الحسين، قال: سمعت الحاكم أبا عبد اللّه قال: سمعت الأستاذ أبا سهل محمّد بن سليمان الحنفي يقول:
سمعت أبا العباس محمّد بن إسحاق السراج يقول: شهدت محمّد بن إسماعيل البخاري رحمه اللّه، و دفع إليه كتاب من محمّد بن كرّام يسأله عن أحاديث منها: سفيان بن عيينة عن الزهري، عن سالم، عن أبيه عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«الإيمان يزيد و لا ينقص»، و معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«الإيمان لا يزيد و لا ينقص»، فكتب محمّد ابن إسماعيل على ظهر كتابه: من حدّث بهذا استوجب الضرب الشديد و الحبس الطويل (2).
أنبأني أبو محمّد بن الفرج الأسفرايني عن أبيه، أنبأنا مشرف (3) بن مرجّى بن إبراهيم المقدسي (4)،أخبرني أبي عن أبيه أن أبا عبد اللّه بن كرّام دخل بيت المقدس و قعد على العمود المنصوب، و هو اليوم على باب المهد في جامعها (5) شرقي باب القسس، و تكلم، فجاءه رجل غريب بعد ما سمع أهل القدس (6) منه حديثا كثيرا فسأله ذلك الإنسان عن الإيمان، فأمسك عن الجواب فيه، فسأله ثاني مرة فاشتغل عنه، ثم سأله ثالث مرة و قال: هذا أمر عظيم يسألك إنسان عن مسألة ثلاث مرات فتشاغل عنه، ما تقول في الإيمان ؟ فأجابه و قال: الإيمان قول، فلمّا سمعوا ذلك منه حرّقوا الكتب التي قد كتبوا عنه، و نفاه والي
ص: 129
الرّملة، و اسمه يانس المؤنسي إلى زغر (1)،و مات بها، و حمل إلى بيت المقدس.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال (2):
و حدّثني الثقة من أصحابهم عن عبد الرّحمن بن محمّد قال: قال أحمد بن محمّد بن يحيى الدهان: خرج أبو عبد اللّه محمّد بن كرّام بن عراق بن حزابة بن البراء النزاري الزاهد من نيسابور في شوال سنة إحدى و خمسين و مائتين (3).
قال الحاكم: قالوا: و توفي أبو عبد اللّه ببيت المقدس من الليل فحمل بالغداة و لم يعلم بموته إلاّ خاصته، و دفن في مقابر الأنبياء، صلوات اللّه عليهم، بباب أريحا بقرب زكريا، و يحيى بن زكريا و غيرهما من الأنبياء، و توفي و أصحابه ببيت المقدس نحو عشرين ألفا (4)، و كان لأصحاب ابن كرّام رباط ببيت المقدس، فسمعت أبا عبد اللّه محمّد بن أحمد المقدسي العثماني يحكي أنه كان بذلك الرباط جماعة من أصحابه مظهرين للنسك (5)،و كان ببيت المقدس رجل يقال له هجّام، يحبهم، و يحسن ظنه بهم، فنهاه الفقيه أبو الفتح نصر بن إبراهيم عن إحسانه بهم الظن فقال: المال منهم ما ظهر لي، فلمّا كان بعد ذلك رأى هجام في المنام كأنه اجتاز برباطهم، فرأى كأن حائطه كله نبات النرجس فاستحسنه، فمدّ يده ليتناول منه شيئا فوجد أصوله في العذرة، فقصّ رؤياه على الفقيه نصر فقال: هذا تصديق ما قلت لك إنّ ظاهرهم حسن و باطنهم خبيث.
عبّاس، و جابر بن عبد اللّه، و زيد بن أرقم، و أنس بن مالك، و أبي هريرة، و البراء بن عازب، و أبي ذرّ، و كعب بن عجرة، و المغيرة بن شعبة، و عبد اللّه بن يزيد الخطمي، و عبد اللّه بن شداد بن الهاد، و رأى ابن عمر و سأله.
روى عن محمّد بن المنكدر، و زيد بن أسلم، و الحكم بن عتيبة، و عثمان بن حكيم، و عاصم بن كليب، و محمّد بن عجلان، و أبو صخر حميد بن زياد، و خصيف، و موسى بن عبيدة، و أبو مودود عبد العزيز بن سليمان، و أيوب بن موسى، و عبد اللّه بن إسحاق، و عمر مولى غفرة، و يزيد بن عبد اللّه بن أسامة بن الهاد، و أسامة بن زيد الليثي، و عمرو (1) بن سعد الفدكي، و صالح بن حسان، و عمير بن هانئ المرّي (2)،و عبد الرّحمن بن أبي الموال.
أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد، أنبأنا أبو علي الحسن بن علي، أنبأنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، ثنا هاشم - يعني: ابن القاسم - ثنا شعبة عن الحكم قال: سمعت محمّد بن كعب القرظي قال: سمعت زيد بن أرقم قال: لما قال (3) عبد اللّه بن أبيّ ما قال: لا تنفقوا على من عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم (4) و قال: لئن رجعنا إلى المدينة؛ قال:
فسمعته، فأتيت النبي صلى اللّه عليه و سلّم فذكرت ذلك له، قال: فلامني ناس من الأنصار قال: و جاء هو فحلف ما قال ذاك، فرجعت إلى المنزل، فنمت، قال: فأتاني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أو بلغني، فأتيت النبي صلى اللّه عليه و سلّم فقال:«إنّ اللّه عزّ و جل قد صدّقك و عذرك»، فنزلت هذه الآية: هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لاٰ تُنْفِقُوا عَلىٰ مَنْ عِنْدَ رَسُولِ (5) اللّٰهِ (6).
قال: و حدّثنا عبد اللّه بن أحمد (7)،حدّثنا عبيد اللّه بن معاذ، ثنا أبي، ثنا شعبة، عن الحكم، عن محمّد بن كعب القرظي، عن زيد بن أرقم عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم [نحوه] (8) أخرجه البخاري و مسلم من حديث شعبة.
أخبرنا أبو العلاء زيد، و أبو المحاسن مسعود ابنا (9) علي بن منصور بن علي، قالا: أنبأنا
ص: 131
أبو منصور محمّد بن الحسين بن أحمد بن الهيثم المقومي، أنبأنا أبو الحسن عبد الجبّار بن أحمد، أنبأنا أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن يوسف الأصبهاني، ثنا عبد اللّه بن محمّد بن النعمان، ثنا بشر ابن حجر السامي، ثنا أبو المقدام هشام بن زياد، عن محمّد بن كعب القرظي قال (1):
عهدت عمر بن عبد العزيز و هو أمير علينا بالمدينة، و هو شاب ممتلئ الجسم، حسن البضعة، فلمّا استخلف أرسل إليّ و أنا بخراسان فأتيته بخناصرة، فدخلت عليه فرأيته قد تغيّر حاله و نحل جسمه فجعلت انظر إليه لا أكاد أصرف بصري عنه، فقال: إنّك لتنظر إليّ نظرا ما كنت تنظره إليّ من قبل يا بن كعب، قال: قلت: لعجبي، قال: و ما أعجبك ؟ قلت: لما حال من لونك، و نفى (2) من شعرك، و نحل من جسمك، فقال: كيف لو رأيتني يا بن كعب بعد ثالثة في قبري، حيث تقع حدقتاي على وجهي، و يسيل منخراي و فمي صديدا و دودا؟ كنت لي أشد نكرة، أعد عليّ الحديث الذي كنت حدثتنيه عن ابن عبّاس قال: قلت: حدّثنا ابن عبّاس يرفعه إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إنّ لكل شيء شرفا و إن أشرف المجالس ما استقبل به القبلة، و إنّما تجالسون بالأمانة فلا تصلّوا خلف النائم و المتحدث، و اقتلوا الحيّة و العقرب، و إن كنتم في صلاتكم، و لا تستروا الجدر بالثياب، و من نظر في كتاب أخيه بغير إذن أخيه فكأنما نظر في النار، و من أحبّ أن يكون أكرم الناس فليتّق اللّه، و من أحبّ أن يكون أقوى الناس فليتوكّل على اللّه، و من أحبّ أن يكون أغنى الناس فليكن بما في يد اللّه عز و جل أوثق منه بما في يده (3)،أ لا أنبئكم بشراركم ؟» قالوا: بلى يا رسول اللّه، قال:«من نزل وحده و منع رفده و جلد عبده، أ فلا أنبئكم بشر من هذا؟» قالوا: بلى يا رسول اللّه قال:«من يبغض الناس و يبغضونه، أ فلا أنبئكم بشر من هذا؟» قالوا: بلى يا رسول اللّه، قال:«من لا يقيل عثرة، و لا يقبل معذرة، و لا يغفر ذنبا، أ فلا أنبئكم بشر من هذا؟» قالوا: بلى يا رسول اللّه، قال:«من لا يرجى خيره، و لا يؤمن شرّه، إن عيسى بن مريم قام في قومه فقال: يا بني إسرائيل لا تكلموا بالحكمة عند الجهّال فتظلموها، و لا تمنعوها أهلها فتظلموهم، و لا تظالموا، و لا تكافئوا (4) ظالما فيبطل فضلكم عند ربّكم، يا بني إسرائيل إنّما الأمر ثلاثة: أمر
ص: 132
بيّن رشده فاتّبعوه، و أمر بيّن غيه فاحتلبوه، و أمر اختلف فيه فردّوه إلى اللّه عزّ و جلّ »[11641].
أخبرنا أبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى بن شعيب، أنبأنا أبو صاعد يعلى بن هبة [الله] (1).و أخبرنا أبو محمّد الحسن بن [أبي] (2) بكر، أنبأنا الفضيل بن أبي منصور، قالا:
أنبأنا عبد الرّحمن بن أبي شريح، أنبأنا محمّد بن عقيل بن الأزهر، ثنا عيسى بن أحمد، ثنا كثير بن هشام، أبو (3) سهل، ثنا هشام بن المقدام عن محمّد بن كعب القرظي قال: قدمت على عمر بن عبد العزيز و هو بخناصرة، و كان عهدي به و هو أمير علينا بالمدينة حسن الجسم، فكنت انظر إليه، فقال لي: يا بن كعب، إنّك تنظر إليّ نظرا لم تكن تنظره إليّ من قبل ؟! قال: قلت: يعجبني، قال: و ما يعجبك ؟ قال: قلت: لما حال (4) من لونك، و نحل من جسمك، و نفي (5) من شعرك، قال: فكيف لو رأيتني بعد ثالثة في قبري، و قد سالت حدقتاي على وجنتي، و امتلأ فمي و منخري دودا و صديدا؟ كنت لي أشد نكرة، أعد عليّ حديث ابن عبّاس الذي حدثتنيه به، قلت: حدّثني ابن عبّاس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«إنّ لكل شيء شرفا و إن أشرف المجالس ما استقبل القبلة، و إنّما تجالسون بالأمانة و لا تصلّوا خلف النائم و لا المتحدّث، و اقتلوا الحية و العقرب، و إن كنتم في صلاتكم، و لا تستروا الجدر بالثياب، و من نظر في كتاب أخيه بغير إذنه فإنّما ينظر في النار، و من سرّه أن يكون أقوى الناس فليتوكّل على اللّه، و من سرّه أن يكون أكرم الناس فليتق اللّه، و من سرّه أن يكون أغنى الناس فليكن بما في يد اللّه أوثق بما في يده» (6)،ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«أ لا أنبئكم بشراركم»؟ قالوا: بلى يا رسول اللّه، قال:«من نزل وحده، و منع رفده، و جلد عبده»، ثم قال:«أ لا أنبئكم بما هو شرّ منه ؟» قالوا: بلى يا رسول اللّه، قال:«من يبغض الناس و يبغضونه» ثم قال:«أ لا أنبئكم بما هو شرّ منه ؟» قالوا: بلى يا رسول اللّه، قال:«من لا يقيل عثرة، و لا يقبل معذرة، و لا يغفر ذنبا»، ثم قال:«أ لا أنبئكم بمن هو شرّ منه» قالوا: بلى يا رسول اللّه، قال (7):«من لا يرجى خيره، و لا يؤمن شرّه، إنّ عيسى بن مريم قام في قومه فقال: يا بني إسرائيل لا تكلّموا بالحكمة عند الجهّال فتظلموها، و لا تمنعوها أهلها
ص: 133
فتظلموهم، و لا تظلموا و لا تكافئوا ظالما فيبطل فضلكم عند ربكم، الأمر ثلاثة: أمر بيّن رشده فاتّبعوه، و أمر بيّن غيه فاجتنبوه، و أمر مختلف [فيه فردوه إلى اللّه عز و جل]». [11642] قال: و أنا عبد الرحمن بن أبي شريح، أنا عبد اللّه بن عبد العزيز البغوي] (1) المنيعي، حدثنا عبيد اللّه بن محمّد (2)،ثنا هشام (3) أبو المقدام عن محمّد بن كعب القرظي بهذا الحديث.
أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، و أبو محمّد بن طاوس، قالا: أنبأنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمّد العتيقي، حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان، ثنا الحسن بن محمّد الدقّاق، ثنا الحسين بن الأسود قال: و سمعت سفيان بن عيينة يقول:
لما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة بعث إلى محمّد بن كعب و إلى رجاء (4) بن حيوة (5)،و إلى سالم بن عبد اللّه قال: فحضروا فقال لهم: قد ترون ما ابتليت به، و ما قد نزل بي، الحكاية.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا أبو محمّد الكتّاني، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الميمون، ثنا أبو زرعة (6)،حدّثني أبو الجماهر، ثنا ابن عياش، عن عمرو بن مهاجر قال:
كان مع عمر بن عبد العزيز: سالم بن عبد اللّه، و أبو قلابة، و محمّد بن كعب، و عراك ابن مالك، و ابن شهاب.
أخبرتنا أمّ البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، ثنا محمّد بن جعفر، ثنا عبيد اللّه بن سعد، ثنا عمّي، ثنا أبي عن ابن إسحاق قال:
محمّد بن كعب القرظي القاص (7):محمّد بن كعب بن سليمان بن عمرو بن إياس بن حيّان بن قرظة بن عمران بن عمرو بن قرظة بن الخزرج بن كعب بن آدم بن محمّد، و نوح بن محمّد.
قرأنا على أبي غالب، و أبي عبد اللّه ابني البنّا، عن أبي الحسن محمّد بن محمّد بن
ص: 134
مخلد، أنبأنا علي بن محمّد بن خزفة، أنبأنا محمّد بن الحسين بن محمّد، ثنا ابن أبي خيثمة، ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي (1)،ثنا عمر بن عثمان، أخبرني من رأى على محمّد بن كعب ثوبين موردين و هو داخل على عمر بن عبد العزيز، و هو محمّد بن كعب بن سليم بن عمرو ابن إياس بن حيّان بن قرظة بن عمران بن عمرو بن قريظة بن الحارث القرظي القاضي (2).
أخبرنا ذاك الفضل بن غانم عن سلمة بن الفضل، عن ابن إسحاق.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو طاهر الباقلاني.
ح و أخبرنا أبو العزّ ثابت بن منصور، أنبأنا أبو طاهر الباقلاني، قالا: أنبأنا أبو الحسين الأصبهاني، أنبأنا أبو الحسين الأهوازي، أنبأنا أبو حفص، ثنا خليفة بن خياط (3) قال: محمّد ابن كعب القرظي من حلفاء الأوس بن حارثة (4)،يكنى أبا حمزة، توفي سنة سبع عشرة و مائة.
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري،[أنا أبو بكر البيهقي] (5) أنبأنا أبو عثمان الصابوني، أنبأنا أبو محمّد محمّد بن أحمد الهروي، أنبأنا أبو بكر الجنيد، ثنا أبو عبد الرّحمن عبد اللّه ابن أحمد بن حنبل قال: أملى علي أبي إملاء من كنيته أبو حمزة فذكرهم، و قال: أبو حمزة محمّد بن كعب القرظي.
أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنبأنا أبو محمّد بن رباح، أنبأنا أبو بكر المهندس، ثنا أبو بشر الدولابي، ثنا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى ابن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة و محدّثيهم: محمّد بن كعب القرظي.
أخبرنا أبو البركات أيضا، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، أنبأنا القاضي أبو العلاء الواسطي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد البابسيري، أنبأنا أبو أميّة الأحوص بن المفضّل بن غسّان الغلاّبي، أنبأنا أبي قال: قال يحيى - هو ابن معين - محمّد بن كعب القرظي أبو حمزة.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنبأنا أبو الحسن
ص: 135
ابن السقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: ثنا محمّد بن يعقوب، ثنا عباس بن محمّد قال:
سمعت يحيى بن معين يقول: محمّد بن كعب أبو حمزة، قد سمع من معاوية.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا أبو محمّد بن يوة، أنبأنا أبو الحسن اللنباني (1)،ثنا أبو بكر بن أبي الدّنيا، ثنا محمّد بن سعد (2) قال في الطبقة الثالثة من أهل المدينة: محمّد بن كعب القرظي حليف الأوس، يكنى أبا حمزة.
قال الهيثم بن عدي: توفي سنة عشرين و مائة.
قال الواقدي: توفي بالمدينة سنة سبع عشرة و مائة، و قال لي أبو نعيم الفضل بن دكين:
توفي سنة ثمان و مائة.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا محمّد بن سعد قال (3) في الطبقة الثالثة من أهل المدينة:
محمّد بن كعب بن حيّان بن سليم بن أسد القرظي حلفاء الأوس، و يكنى أبا حمزة.
أنبأنا محمّد بن إسماعيل بن أبي فديك، أخبرني عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن موهب أن محمّد بن كعب القرظي كان يكنى أبا حمزة، قال محمّد بن سعد: و كان ثقة، عالما، كثير الحديث، ورعا، رحمه اللّه و رضي عنه.
أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد، ثنا أبو الحسين بن المهتدي، أنبأنا عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، ثنا جدي قال: و محمّد ابن كعب القرظي من حلفاء الأوس، يكنّى أبا حمزة، توفي بالمدينة سنة سبع عشرة و مائة، و هو ابن ثمان و سبعين سنة، و قال الفضل بن دكين: توفي سنة ثمان و مائة.
قال أبو يوسف: و هو يعد في الطبقة الثالثة ممن روى عن أبي هريرة، و أبي سعيد الخدري، و ابن عمر، و ابن عبّاس، و قد سمع محمّد بن كعب من زيد بن أرقم، و لم يسمع من العبّاس، توفي العباس في خلافة عثمان، و ولد محمّد بن كعب آخر خلافة علي بن أبي طالب في سنة أربعين (4).
ص: 136
أنبأنا أبو الغنائم أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل البغدادي، أنبأنا أبو الحسين (1)الصيرفي، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالا: أنبأنا عبد الوهّاب بن محمّد، أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا البخاري قال (2):محمّد بن كعب أبو حمزة القرظي مدني، سمع ابن عبّاس، و زيد بن أرقم، قال أبو نعيم: مات سنة ثمان و مائة، سمع منه الحكم بن عتيبة، و ابن عجلان، يقال: محمّد بن كعب بن سليم، و كان أبوه ممّن [لم] (3)ينبت (4) يوم قريظة، فترك.
قال: و حدّثني يحيى بن سليمان، عن ابن وهب، حدّثني أبو صخر أنه سأل محمّد بن كعب القرظي فقال: سمعت عبد اللّه بن عبّاس في صيد البحر ما نبذه.
قال: و حدّثني ابن بشار (5)،ثنا أبو بكر، ثنا الضحاك بن عثمان، عن أيوب بن موسى، سمعت محمّد بن كعب القرظي سمعت عبد اللّه بن مسعود عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم «من قرأ حرفا من كتاب اللّه فله حسنة»، قال محمّد: لا أدري حفظه أم لا[11643].
قال: و حدّثني ابن أبي الأسود، ثنا حميد بن الأسود عن قدامة بن موسى، عن عبد اللّه ابن إسحاق، عن محمّد بن كعب القرظي رأيت ابن عمر بقباء، فقلت: ما جاء بك ؟ أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (6):محمّد بن كعب القرظي أبو حمزة، سكن الكوفة، و تحوّل إلى المدينة، روى عن أبي هريرة، و أنس بن مالك، و زيد بن أرقم، و البراء بن عازب، و جابر بن عبد اللّه، و ابن عبّاس، روى عنه محمّد ابن المنكدر، و زيد بن أسلم، و الحكم بن عتيبة، و عاصم بن كليب، و عثمان بن حكيم، و يزيد بن زياد القرظي، و محمّد بن عجلان، و أبو مودود، و أبو معشر، و موسى بن عبيدة، و أبو صخر، سمعت أبي يقول ذلك، سئل أبو زرعة عن محمّد بن كعب فقال: مدني ثقة.
ص: 137
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف، أنبأنا أبو سعيد بن حمدون، أنبأنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو حمزة محمّد بن كعب القرظي سمع ابن عبّاس، و زيد بن أرقم، روى عنه الحكم بن عتيبة، و موسى بن عبيدة.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأنا أبو نصر الوائلي، أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو حمزة محمّد بن كعب القرظي.
أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، أنبأنا نصر بن إبراهيم الزاهد، أنبأنا سليم ابن أيوب الفقيه، أنبأنا طاهر بن محمّد بن سليمان، ثنا علي بن إبراهيم الجوزي، ثنا يزيد بن محمّد بن إياس قال: سمعت أبا عبد اللّه المقدمي قال: محمّد بن كعب القرظي أبو حمزة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو طاهر الخطيب، أنبأنا أبو طاهر الخطيب، أنبأنا أبو القاسم الصوّاف، أنبأنا أبو بكر المهندس، ثنا أبو بشر الدولابي قال أبو حمزة محمّد بن كعب القرظي.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأنا أبو بكر الصفّار، أنبأنا أبو بكر بن منجويه، أنبأنا محمّد بن محمّد الحاكم (1) قال: أبو حمزة محمّد بن كعب بن سليم القرظي المديني، من حلفاء الأوس بن حارثة، و كان أبوه حمزة محمّد بن كعب من سبي قريظة الذين حكم فيهم سعد بن معاذ، كان بالكوفة، ثم خرج إلى المدينة بماله فاشترى بها مالا، سمع ابن عبّاس، و زيد بن أرقم، و يقال: سمع ابن مسعود، و رأى ابن عمر، روى عنه عمرو بن دينار، و نافع بن مالك أبو (2)سهيل الأصبحي، و الحكم بن عتبية، و أيوب بن موسى.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني قال: أما القرظي: فهو محمّد بن كعب القرظي رأى علي بن أبي طالب، و روى عن أبي هريرة، و ابن عبّاس و غيرهما، كان يجالس عمر بن عبد العزيز، و يأخذ عمر عنه.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا محمّد بن طاهر، أنبأنا مسعود بن ناصر، أنبأنا عبد الملك بن الحسن، أنبأنا أبو نصر البخاري قال: محمّد بن كعب القرظي حليف الأوس، أبو حمزة المديني، سمع زيد بن أرقم، روى عنه الحكم بن عتيبة في تفسير سورة المنافقين،
ص: 138
و قال أبو نعيم: مات سنة ثمان و مائة، قاله البخاري، و محمّد بن سعد عنه، و قال الذهلي:
و فيما كتب إليّ أبو نعيم مثله، و قال ابن أبي شيبة مثل أبي نعيم، و قال عمرو بن علي: مات سنة سبع عشرة و مائة، و قال أبو عيسى: مات سنة ثمان و مائة، و قال أبو عيسى: سمعت قتيبة ابن سعيد يقول: بلغني أن محمّد بن كعب القرظي ولد في حياة النبي صلى اللّه عليه و سلّم، و قال الواقدي:
توفي بالمدينة سنة سبع عشرة و مائة، و هو ابن ثمان و سبعين سنة، و قال ابن أبو سعد: توفي سنة عشرين و مائة، و قال ابن عمير: مات سنة تسع عشرة و مائة.
أخبرنا أبو محمّد بن حمزة - قراءة - عن أبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن يونس بن محمّد، أنبأنا أبو زكريا.
ح و أخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة بن يحيى، أنبأنا سهل بن بشر، أنبأنا رشأ بن نظيف، قالا: ثنا عبد الغني بن سعيد قال: فأمّا محمّد بن كعب بالقاف و الظاء المعجمة، فهو محمّد بن كعب أبو حمزة القرظي.
قرأت على أبي محمّد بن حمزة عن أبي نصر بن ماكولا (1)،قال: أمّا القرظي بضم القاف، و فتح الراء و بالظاء المعجمة، فهو محمّد بن كعب بن سليم القرظي أبو حمزة، رأى عليا، روى عن ابن عباس، و أبي هريرة، و زيد بن أرقم، سمع منه الحكم بن عتيبة، و ابن عجلان و غيرهما.
أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد اللّه الكروخي، أنبأنا أبو عامر محمود بن القاسم، و أبو نصر عبد العزيز بن محمّد، و أبو بكر أحمد بن عبد الصّمد، قالوا: أنبأنا عبد الجبّار بن محمّد، أنبأنا محمّد بن أحمد بن محبوب، أنبأنا أبو عيسى الترمذي قال: سمعت قتيبة بن سعيد يقول: بلغني أن محمّد بن كعب ولد في حياة النبي صلى اللّه عليه و سلّم (2)،قال أبو عيسى: و محمّد بن كعب القرظي يكنى أبا حمزة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب (3)،ثنا سعيد بن أبي مريم، ثنا نافع بن يزيد، ثنا
ص: 139
أبو صخر عن عبد اللّه بن معتّب - أو مغيث - بن أبي بردة، عن أبيه، عن جده قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«يخرج من أحد الكاهنين رجل يدرس القرآن دراسة لا يدرسه أحد بعده»[11644].
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا سليمان بن إسحاق الجلاّب، ثنا الحارث بن [أبي] أسامة، ثنا محمّد بن سعد قال:
أخبرت عن سعيد بن أبي مريم، عن نافع بن يزيد، حدّثني أبو صخر عن عبد اللّه بن معتّب - أو مغيث-، فذكره، قال: قال نافع: قال ربيعة: فكنا نقول: هو محمّد بن كعب القرظي، و الكاهنان قريظة و [النضير] (1) و أخوهما الهذل، و لهم بقية.
أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسن، أنبأنا علي بن أحمد بن عبدان، أنبأنا أحمد بن عبيد الصّفّار، ثنا أبو حكيم الأنصاري، ثنا حرملة (2)،ثنا ابن وهب، أخبرني أبو صخر عن عبد اللّه بن مغيث بن أبي بردة الظفري، عن أبيه، عن جدّه قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«يخرج في أحد الكاهنين رجل يدرس القرآن دراسة لا يدرسها أحد يكون من بعده»[11645].
رواه أصبغ بن الفرج عن ابن وهب، فأدخل بينه و بين أبي صخر عمرو بن الحارث (3).
أخبرناه أبو علي الحدّاد في كتابه، أنبأنا أبو بكر بن ريذة (4)،أنبأنا سليمان بن أحمد، ثنا يحيى بن عثمان بن صالح، ثنا أصبغ بن الفرج، ثنا عبد اللّه بن وهب، عن عمرو بن الحارث، قال: أخبرت أبو صخر حميد بن زياد، عن عبد اللّه بن معتّب بن أبي بردة، عن أبيه، عن جده قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«يكون في الكاهنين رجل يدرس القرآن دراسة لا يدرسه أحد يكون بعده»[11646].
و قد روي عن ابن وهب بإسناد آخر.
أخبرناه أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، ثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، ثنا أبو ثابت، ثنا
ص: 140
ابن وهب، حدّثني عبد الجبّار بن عمر، عن ربيعة بن أبي عبد الرّحمن قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:
«يكون في أحد الكاهنين رجل يدرس القرآن دراسة لا يدرسها أحد غيره»، قال: فكانوا يرون أنه محمّد بن كعب القرظي، قال أبو ثابت: الكاهنان قريظة، و النّضير.
أخبرنا أبو عبد اللّه أيضا، أنبأنا البيهقي، أنبأنا أبو محمّد السّكري ببغداد، أنبأنا أبو بكر الشافعي، ثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر.
ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، أنبأنا أبو العلاء الواسطي، أنبأنا أبو بكر [محمد بن] (1) أحمد بن محمّد البابسيري، أنبأنا [أبو] (2) أمية الأحوص بن المفضل، قالا: نا المفضل بن غسان الغلاّبي، ثنا مصعب بن عبد اللّه - زاد ابن الأزهر بن مصعب بن ثابت الزبيري، حدّثني أبي عن موسى قال: بلغني أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«يخرج في - و قال ابن الأزهر: من - الكاهنين رجل أعلم الناس بكتاب اللّه»[11647].
قال سفيان: يرون أنه محمّد بن كعب القرظي (3).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب.
و أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الميمون، ثنا أبو زرعة.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا علي بن أحمد ابن عبدان، أنبأنا أبو بكر محمّد بن محمويه العسكري، ثنا جعفر بن محمّد القلانسي، قالوا:
حدّثنا سعيد بن منصور، ثنا يعقوب بن عبد الرّحمن (4)،أخبرني أبي - و في حديث يعقوب:
عن أبيه - قال: سمعت عون بن عبد اللّه يقول: ما رأيت أحدا أعلم بتأويل القرآن من القرظي.
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتّاني، أنبأنا علي بن الحسن الربعي،
ص: 141
و رشأ بن نظيف، قالا: أنبأنا محمّد بن محمّد بن داود، ثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد ابن خراش، قال:
محمّد بن كعب القرظي لم يسمع من علي، و روى عن علقمة عن عبد اللّه، و عن شبث (1) بن ربعي عن علي.
قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبّار، أنبأنا أبو الفضل عبيد اللّه بن أحمد بن علي الكوفي، أنبأنا أبو الحسين بن عبد الرّحمن ابن عمر بن أحمد بن حمّة، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدّثني جدّي يعقوب قال: سمعت علي بن المديني يقول: محمّد بن كعب ثقة.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنبأنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد العتيقي.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأنا ثابت بن بندار، أنبأنا الحسين بن جعفر، قالوا:
أنبأنا الوليد بن بكر، أنبأنا علي بن أحمد بن زكريا، أنبأنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (2):محمّد بن كعب القرظي مدني، تابعي، ثقة، رجل صالح، عالم بالقرآن.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب، ثنا زيد بن بشر، أخبرني ابن وهب قال: سمعت ابن زيد يقول: كان أبي - يعني زيد بن أسلم - يقول: رأيت محمّد بن كعب القرظي يرقق قليلا يخفف عن نفسه.
قال يعقوب: و محمّد أبو (3) حمزة.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا علي بن محمّد (4) الخطيب، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا أبو علي بن صفوان، حدّثنا ابن أبي الدنيا، حدّثني سلمة بن شبيب، عن زهير بن عباد (5)،حدّثني أبو كثير (6) البصري قال: قالت أمّ محمّد بن كعب القرظي لمحمّد: يا بني،
ص: 142
لو لا أني أعرفك صغيرا طيبا و كبيرا طيبا لظننت أنك أذنبت ذنبا موبقا لما أراك تصنع بنفسك بالليل و النهار، قال: يا أمّتاه، و ما يؤمنني أن يكون اللّه قد اطّلع عليّ و أنا في بعض ذنوبي فمقتني، فقال: اذهب لا أغفر لك، مع أن عجائب القرآن ترد بي على أمور حتى إنه لينقضي (1) الليل و لم أفرغ من حاجتي.
أنبأنا أبو [علي] (2) الحسن بن أحمد، أنبأنا أبو سعيد عبد الرّحمن بن أحمد بن عمر بن يزيد الصّفّار - إجازة - ثنا جدي أبو بكر عبد اللّه بن (3) أحمد، و أنبأنا أبو منصور محمود بن إسماعيل الصيرفي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن شاذان الأعرج - إجازة - أنبأنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن محمّد المقرئ، قالا: أنبأنا إبراهيم بن محمّد بن الحسن بن متّويه، ثنا أبو الرّبيع سليمان بن داود - هو المهري (4)-ثنا ابن أبي مليح قال: قالت أمّ محمّد ابن كعب القرظي لابنها: يا بني، لو لا أني (5) أعرفك صغيرا طيبا، و كبيرا طيبا لظننت أنك تحدث في كلّ يوم حدثا، فقال: يا أمّة، إنّي إذا دخلت للصلاة وقفت من القرآن على عجائب حتى إن ليلي يذهب قبل أن أقضي منه حاجتي، قال: و قالت أمّ منصور بن المعتمر لابنها منصور: هل قتلت قتيلا، هل أكلت مال يتيم ؟ فقال: يا أمة، قتل منصور نفسه.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر بن إسماعيل، قالا: حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، ثنا الحسين بن الحسن، أنبأنا ابن المبارك (6)،ثنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن موهب قال: سمعت محمّد بن كعب القرظي يقول: لأن أقرأ في ليلتي حتى أصبح ب إِذٰا زُلْزِلَتِ (7) و اَلْقٰارِعَةُ (8) لا أزيد عليهما و أتردد فيهما و أتفكّر، أحبّ إليّ من أهذّ القرآن ليلتي هذّا (9)،أو قال: أنثره نثرا.
أخبرنا أبو الحسن الفرضي، ثنا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر،
ص: 143
و ابنه أبو علي، و أبو الحسين الميداني، و أبو نصر بن الجبّان، قالوا: أنبأنا أبو سليمان بن زبر، ثنا الحسن بن حبيب، ثنا عبد الرّحمن بن عمرو، ثنا يسرة بن صفوان، ثنا أبو معشر عن محمّد بن عبيد قال: رجع محمّد بن كعب إلى منزله من الجمعة، فلمّا كان ببعض الطريق جلس هو و أصحاب له فقال لهم: ما تمنّون أن تفطروا عليه، فقالوا كلهم: طبيخ، قال:
تعالوا ندعو اللّه عز و جل أن يرزقنا طبيخا، قال: فدعوا اللّه عز و جل فإذا خلفهم مثل رأس الجزور يفور، فأكلوا.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا رشأ بن نظيف، أنبأنا أبو محمّد المصري، أنبأنا أبو بكر المالكي، حدّثنا أحمد بن عباد، ثنا عبد الصّمد، ثنا الفضيل، عن عبد اللّه بن رجاء، عن موسى بن عبيدة، عن محمّد بن كعب قال: إذا أراد اللّه بعبد خيرا زهّده في الدّنيا و فقّهه في الدّين، و بصّره عيوبه.
أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنبأنا أبو القاسم القشيري، و أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف، ح و أخبرتنا أم عبد الكريم (1) لطيفة بنت مسعود بن المظفر الشجاعي (2)، قالت: أنبأنا جدي أبو المظفّر محمّد بن إسماعيل بن علي، قالوا: أنبأنا أبو الحسن محمّد بن الحسين بن علي بن داود العلوي، أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن الحسن بن الشرقي، ثنا عبد اللّه بن هاشم بن حيّان الطوسي - بطوس - ثنا وكيع بن الجراح، ثنا موسى بن عبيدة، عن محمّد بن كعب القرظي، قال: إذا أراد اللّه بعبد خيرا زهّده في الدنيا، و فقّهه في الدين، و بصّره عيوبه، و من أوتيهن (3) أوتي خير الدنيا و الآخرة (4).
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا أبو الحسن المقرئ، أنبأنا أبو محمّد الصري، أنبأنا أبو بكر المالكي، ثنا إسحاق بن ميمون، ثنا الحميدي قال: سمعت الفضيل بن عياض يقول: قال محمّد بن كعب القرظي: إذا أراد اللّه بعبد خيرا زهّده في الدنيا، و فقّهه في الدين، و بصّره عيوبه، قال: ثم التفت الفضيل إلينا فقال: و لما قال الرجل: لا إله إلاّ اللّه فأخشى عليه النار، و قيل: و كيف ذاك ؟ قال: يغتاب بين يديه رجل فيعجبه فيقول: لا إله إلاّ اللّه
ص: 144
و ليس (1) هذا موضعها، إنما هذا موضع أن ينصح له في نفسه، و يقول له: اتّق اللّه.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني سعيد بن نصر أبو عثمان الأندلسي، ثنا إبراهيم بن محمّد بن عبيد المقدسي (2)،ثنا يزيد بن عبد الصّمد، ثنا نعيم بن حمّاد، ثنا عبد اللّه بن المبارك، عن عبد العزيز قال: أصاب محمّد بن كعب القرظي مالا، فقيل له: ادّخر لولدك من بعدك ؟ قال: لا، و لكن أدّخر لنفسي عند ربي، و أدّخر ربي لولدي (3).
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنبأنا أبو نعيم (4)،ثنا أبي، ثنا أحمد بن محمّد بن عمر ثنا عبد اللّه بن محمّد بن عبيد، حدّثني الحسن بن علي أنه حدّث عن عباية (5) بن كليب عن محمّد بن نصر الحارثي قال: كان محمّد بن كعب يقول: الدنيا دار فناء، و منزل قلعة (6)رغبت عنها السعداء و انتزعت (7) من أيدي الأشقياء، فأشقى الناس بها أرغب الناس فيها، و أزهد الناس فيها أسعد الناس بها، هي المعونة (8) لمن أطاعها، المهلكة لمن اتّبعها، الخائنة لمن انقاد لها، علمها جهل، و غناها فقر، و زيادتها نقصان، و أيامها دول.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا علي بن محمّد بن محمّد بن الأخضر، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا أبو علي بن صفوان، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، ثنا يوسف بن موسى، ثنا عبد اللّه بن وهب، عن خالد بن وردان، عن محمّد بن كعب أنه كان يقول: اللهمّ إنك سألتنا من أنفسنا ما لا نملك، فأعطنا من أنفسنا ما يرضيك عنا حتى نأخذ رضا نفسك من أنفسنا إنك على كل شيء قدير.
أخبرنا أبو بكر محمّد [بن] الحسين، أنبأنا أبو بكر [محمد] (9) بن علي بن محمّد
ص: 145
الخيّاط المقرئ، أنبأنا [أبو] (1) علي الحسن بن الحسين بن حمكان الفقيه الشافعي، ثنا أبو بكر عمر بن خرجة (2)-بنهاوند - ثنا أبو بكر محمّد بن الحسن (3)،ثنا محمّد بن مروان، عن عيسى بن يونس قال: كنا عند محمّد بن كعب القرظي فأتاه رجل فقال: يا أبا عبد اللّه ما تقول في التوبة ؟ قال: ما أحسنها قال: أ فرأيت إن أعطيت اللّه عهدا أن لا أعصيه أبدا، قال: فقال له محمّد (4):فمن حينئذ أعظم جرما منك، تألّى على اللّه أن لا ينفذ فيك أمره.
أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنبأنا أبو بكر البيهقي.
ح و أخبرنا أبو محمّد عبد السّيّد بن عبد اللّه بن أبي الفضل البنّا - بهراة - ثنا محمّد بن علي بن محمّد بن العميري، قالا: أنبأنا أبو القاسم الحرفي (5)،ثنا أحمد بن سليمان، ثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، ثنا عفّان، حدّثنا حمّاد، أنبأنا أبو جعفر الخطمي أن الفضل الرقاشي قعد إليه فذاكره شيئا من القدر، فقال له - زاد العميري: محمّد و قالا:- تشهد، فلمّا بلغ: من يهده اللّه فلا مضلّ له، و من يضلل فلا هادي له، رفع محمّد عصا معه، فضرب بها رأسه، و قال: قم، فلمّا قام - زاد العميري: فذهب و [قالا-:] (6) قال - لا يرجع هذا عن رأيه أبدا.
أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا القاضي أبو بكر الحيري، ثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب الأصم، ثنا أبو عتبة أحمد بن الفرج، ثنا بقية، ثنا ابن ثوبان عن بكر بن أسيد، عن أبيه قال: حضرت محمّد بن كعب و هو يقول: إذا رأيتموني أنطق في القدر فغلّوني فإني مجنون، فو الذي نفسي بيده ما أنزلت هؤلاء الآيات إلاّ فيهم، ثم قرأ: إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلاٰلٍ وَ سُعُرٍ إلى آخر الآية (7).
أخبرنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد بن أحمد، أنبأنا علي بن أحمد بن محمّد، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد التميمي، ثنا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر بن حيّان، ثنا الوليد بن أبان، ثنا الفضل بن حمّاد، ثنا عبد اللّه بن صالح، حدّثني خالد بن حميد، عن أبي صخر
ص: 146
حميد بن زياد قال: قلت لمحمّد بن كعب القرظي يوما: أ لا تخبرني عن أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فيما كان من رأيهم، و إنّما أريد الفتن فقال: إنّ اللّه قد غفر لجميع أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلّم، و أوجب لهم الجنّة في كتابه، محسنهم و مسيئهم، قلت: في أيّ موضع أوجب اللّه لهم الجنّة في كتابه ؟ فقال (1):سبحان اللّه، أ لا تقرأ قوله: وَ السّٰابِقُونَ الْأَوَّلُونَ إلى آخر الآية (2)، فأوجب اللّه لجميع أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلّم الجنّة و الرضوان، و شرط على التابعين شرطا لم يشرطه عليهم،[قلت: و ما اشترط عليهم ؟] (3) قال: اشترط عليهم أن يتبعوهم بإحسان، يقول:
يقتدون بأعمالهم الحسنة، و لا يقتدون بهم في غير ذلك، قال أبو صخر: فو اللّه لكأنّي (4) لم أقرأها قطّ ، و ما عرفت تفسيرها حتى قرأها عليّ محمّد بن كعب.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النقور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنبأنا أبو طاهر المخلص، ثنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، ثنا زكريا بن يحيى المنقري، ثنا الأصمعي، ثنا أبو المقدام هشام بن زياد، عن محمّد بن كعب القرظي أنه سئل: ما علامة الخذلان ؟ قال: أن يستقبح الرجل ما كان يستحسن، و يستحسن ما كان قبيحا (5).
أخبرنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي قال: قرأت على أبي القاسم عبد المحسن بن عثمان بن غانم بتنيس قلت له: أخبركم أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن محمّد بن إسحاق، ثنا أبو مسلم محمّد بن أحمد الكاتب، ثنا أبو بكر بن دريد، أنبأنا أبو حاتم عن الأصمعي قال: قال لنا يونس: كتب عمر بن عبد العزيز إلى محمّد بن كعب القرظي، فكتب إليه: إنّ ابن آدم مطبوع على أخلاق شتى، كيس، و حمق، و جرأة، و جبن، و حلم، و جهل، فداو بعض ما فيك ببعض، و إذا صحبت فاصحب من كان ذا نية في الخير يعنك على نفسك و يكفيك مئونة الناس، و لا تصحب من الأصحاب من خطرك عنده على قدر حاجتك إليه، فإذا انقطعت انقطعت أسباب مودتك من قلبه، و إذا غرست غرسا من المعروف فلا يضق (6)ذرعك أن تربّيه.
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن السّوسي، أنبأنا علي بن الحسن بن عبد السّلام،
ص: 147
أنبأنا علي بن موسى بن الحسين، أنبأنا أبو أحمد عبد اللّه بن بكر، ثنا أبو بكر محمّد بن الفرج ابن نصر الأديب، ثنا محمّد بن سليمان الجوهري، ثنا العتبي قال: قال أبو الحسن المدائني:
دخل محمّد بن كعب القرظي على عمر بن عبد العزيز حين استخلف، فقال له عمر: يا عمّ عظني، قال: يا بن أخي، فيك كيس، و فيك حمق، و فيك جرأة (1)،و فيك جبن، و فيك حلم، و فيك جهل، فداو بعض ما فيك ببعض، فإذا صحبت فاصحب من الإخوان من يكفيك مئونة نفسك، و يعينك على نفسك، و لا تصحبنّ من الإخوان من قدر منزلتك عنده على قدر حاجته إليك، فإذا انقطعت أسباب حوائجه منك انقطعت أسباب مودّته عنك، و إذا غرست غرسا فلا تبغين (2) غرسك أن تحسن تربيته.
أخبرنا أبو (3) الحسن الفقيهان، قالا: أنبأنا أبو الحسن (4) بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر الخرائطي، ثنا الحسن بن عرفة، ثنا النضر بن إسماعيل، عن محمّد بن أبان، عن محمّد بن كعب القرظي قال: أوصى عمر بن عبد العزيز فقال له: يا عمر بن عبد العزيز، أوصيك بأمّة محمّد خيرا، من كان منهم دونك فاجعله بمنزلة ابنك، و من كان منهم فوقك فاجعله بمنزلة أبيك، و من كان منهم لسنّك فاجعله بمنزلة أخيك، فبرّ أباك، و صل أخاك، و تعاهد ولدك، فقال له عمر: جزاك اللّه يا محمّدا خيرا (5).
أخبرنا أبو الفضل عبد الرحيم بن غانم بن عبد الواحد الشاهد، و أبو زيد شكر بن أحمد بن حمد الأبهري، قالا: أنبأنا أبو عبد اللّه القاسم بن الفضل بن أحمد الثقفي، حدّثنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد الفقيه، ثنا أبو عمرو أحمد بن محمّد بن إبراهيم، ثنا أبو عبد اللّه محمّد بن مسلم بن وارة، ثنا سعيد بن سليمان، ثنا أنس (6) بن عياض، ثنا صالح بن حسّان عن محمّد بن كعب القرظي قال: قال لي عمر بن عبد العزيز: صف لي العدل، قلت:
بخ، بخ، سألت عن أمر جسيم، كن لصغير الناس أبا، و لكبيرهم ابنا، و للمثل منهم أخا، و للنساء كذلك، و عاقب الناس بقدر ذنوبهم على قدر أجسامهم، و لا تضربن بغضبك أحد سوطا واحدا فتعدى، فتكون من العادين.
ص: 148
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنبأنا أبو محمّد المصري، أنبأنا أبو بكر المالكي، ثنا محمّد بن عبد الرّحمن، ثنا إبراهيم بن المنذر، ثنا سفيان بن عيينة قال (1):دخل محمّد بن كعب القرظي على عمر بن عبد العزيز يوم ولي فقال:
يا أمير المؤمنين إنّما الدنيا سوق من الأسواق، فمنها خرج الناس بما ربحوا منها لآخرتهم، و خرجوا منها بما يضرّهم، فكم من قوم غرّهم مثل الذي أصبحنا فيه حتى أتاهم الموت فاستوعبهم، و خرجوا من الدنيا مرملين لم يأخذوا من أمر الدنيا و الآخرة، فاقتسم مالهم من لم يحمدهم، و صاروا إلى من لم يعذرهم، فانظر الذي تحب أن يكون معك إذا قدمت فابتغ به البدل حيث يجوز البدل، و لا تذهبن إلى سلعة قد بارت على غيرك ترجو جوازها عنك، يا أمير المؤمنين؛ افتح الأبواب و سهّل الحجاب، و انصر المظلوم.
أخبرنا أبو علي سهل بن محمّد بن أحمد بن الحسين الحاجي، و أبو غالب محمّد بن عمرو بن أحمد الشيرازي، و أبو الفتوح إسماعيل بن بختمير (2) بن الفتكين الذهبي، و أبو عبد الرّحمن معاوية بن طاهر بن أبي القاسم الصّبّاغ، قالوا: أنبأنا أبو المغير شيبان بن عبد اللّه بن أحمد الأسدي المحتسب، ثنا أبو عبد اللّه بن مندة - إملاء - قال: حدّثت عن يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب عن زيد بن أسلم قال: قيل لمحمّد بن كعب: أ لا نعدّ لك حروفا من حروف الرفع و الاضجاع تتكلم بها؟ قال: أ رأيتم ما أعلمتكم به أ تفهمونه ؟ قالوا: بلى، قال:
فما أصنع بها؟ قال: و قيل لمحمّد بن كعب: إنّك تلحن في كلامك، و لست تعرب في قرآنك، قال:
إنّما سأل موسى عليه السلام أن يحلل عقدة من لسانه حتى يفهموا قوله.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب (3) قال: و سمعت محمّد بن فضيل يقول: كان لمحمّد بن كعب جلساء كانوا من أعلم الناس بتفسير القرآن، و كانوا مجتمعين في مسجد الرّبذة (4)، فأصابتهم زلزلة، فسقط عليهم المسجد، فماتوا جميعا تحته.
ص: 149
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنبأنا أبو الحسن ابن السّقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: ثنا محمّد بن يعقوب، ثنا عباس بن محمّد قال:
سمعت يحيى يقول: ثنا حجاج الأعور قال: قال أبو معشر: مات محمّد بن كعب القرظي سنة ثمان و مائة (1).
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا سليمان بن إسحاق الجلاّب، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا محمّد بن سعد، أنبأنا سعيد ابن سليمان، قال: سمعت أبا معشر يقول:
مات محمّد بن كعب القرظي سنة ثمان و مائة، قال: و سمعت غير أبي معشر يقول:
قال: كان محمّد بن كعب القرظي يقص فسقط عليه و على أصحابه مسجد فقتلهم، و كذلك قال أبو نعيم الفضل بن دكين: أن محمّد بن كعب مات سنة ثمان و مائة، و أمّا محمّد بن عمر و غيره من أهل العلم فخالفوهما و قالوا: مات ابن كعب سنة سبع عشرة أو ثمان عشرة و مائة، فاللّه أعلم.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الفضل بن البقّال، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا عثمان بن أحمد، ثنا حنبل بن إسحاق، ثنا سعيد بن سليمان قال: سمعت أبا معشر يقول لهيثم: أنا من أكبر أهل الأرض، مات محمّد بن كعب سنة ثمان و مائة.
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا: أنبأنا أحمد بن علي بن خلف، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأ أبو عبد الله محمّد بن عبد اللّه الصفّار، أنبأنا أبو إسماعيل محمّد بن إسماعيل السّلمي قال: سمعت أبا نعيم يقول: و أنبأنا أبو سعد المطرز، و أبو علي الحداد و أبو القاسم غانم بن محمّد بن عبد الواحد، ثم أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد البزاز (2)،أنبأنا أبو علي الحداد، قالوا: أنبأنا أبو نعيم، حدّثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن مالك، ثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، حدّثني أبو نعيم.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الفضل بن البقّال، أنبأنا أبو الحسين بن
ص: 150
بشران، أنبأنا عثمان بن أحمد [نا حنبل بن إسحاق قال: نا أبو نعيم.
و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا نصر بن أحمد بن نصر، أنا محمد بن أحمد] (1)الجواليقي.
و أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو طاهر بن سوار، قالا: أنبأنا أبو الفرج الطناجيري، قالا:[أنا محمد بن زيد بن علي] (2) أنبأنا محمّد بن محمّد ابن عقبة، ثنا هارون بن حاتم (3).
ح و أخبرنا أبو البركات أيضا، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، أنبأ أبو العلاء الواسطي، أنبأنا أبو بكر البابسيري (4)،أنبأنا الأحوص بن المفضّل، أنبأنا أبي، قالا: ثنا أبو نعيم.
ح و أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي في كتابه، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنبأنا أبو الغنائم - و اللفظ له - و المبارك بن عبد الجبّار، قالا: أنبأنا أبو أحمد، أنبأنا أبو بكر بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا البخاري (5).
ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنبأنا أبو منصور النهاوندي، أنبأنا أبو العبّاس أحمد بن الحسين، أنبأنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد، أنبأنا البخاري قال: قال أبو نعيم.
ح و أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الميمون، ثنا أبو زرعة قال: و قال أبو نعيم.
ح و أخبرنا أبو الحسن الفرضي، ثنا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا أبو حازم (6) بن الفراء، أنبأنا أبو يوسف بن عمر، ثنا محمّد بن مخلد، ثنا عباس بن محمّد، ثنا أبو نعيم قال: و مات محمّد بن كعب القرظي في سنة ثمان و مائة.
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، أنبأنا الحسن بن الحسين بن العبّاس، ثنا إسحاق بن محمّد، قالا: أنبأنا أبو محمّد المدائني، ثنا قعنب بن المحرّر، قال:
و مات محمّد بن كعب سنة ثمان و مائة بالمدينة.
ص: 151
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا عبد العزيز بن أحمد [أنا محمد] (1) بن عبد اللّه (2)، أنبأنا محمّد بن إبراهيم، أنبأنا أحمد بن إبراهيم القرشي، ثنا سليمان بن عبد الرّحمن، ثنا علي ابن عبد اللّه التميمي قال: محمّد بن كعب القرظي مات سنة سبع عشرة و مائة و هو ابن ثمان و سبعين سنة (3).
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، أنبأنا أبو القاسم بن بشران، أنبأنا أبو علي بن الصوّاف، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: قال أبي: مات محمّد بن كعب سنة ثمان و مائة.
قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنبأنا مكي بن محمّد، أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال: قال أبو نعيم و غيره: مات محمّد بن كعب القرظي في سنة ثمان - يعني - و مائة.
قال: و قال أبو موسى و الهيثم: مات عبد الرّحمن الأعرج، و محمّد بن كعب أبو حمزة سنة سبع عشرة و مائة، و ذكر أن أباه أخبره عن أبيه عن أبي موسى، و أباه أخبره عن أحمد بن عبيد بن ناصح عن الهيثم.
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنبأنا محمّد بن الحسين بن شهريار، ثنا أبو حفص الفلاّس قال: و مات محمّد بن كعب القرظي سنة سبع عشرة و مائة، و يكنّى أبا حمزة.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسن (4) السيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، ثنا أحمد بن عمران، ثنا موسى، ثنا خليفة (5) قال: سنة سبع عشرة و مائة مات محمّد بن كعب القرظي.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا علي بن أحمد بن محمّد، أنبأنا أبو طاهر المخلص - إجازة - ثنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن (6) المغيرة، أخبرني
ص: 152
أبي، حدّثني أبو عبيد قال: سنة سبع عشرة و مائة فيها توفي محمّد بن كعب القرظي.
أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأنا محمّد بن هبة اللّه بن الحسن، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا عثمان بن أحمد، أنبأنا محمّد بن أحمد بن البراء (1) قال: قال علي بن المديني:
مات محمّد بن كعب القرظي حلفاء الأوس سنة عشرين (2) و مائة.
أخبرنا أبو السعود بن المجلي، ثنا أبو الحسين بن المهتدي.
ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنبأنا أبو يعلى، قالا: أنبأنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنبأنا محمّد بن مخلد بن حفص قال: قرأت على علي بن عمرو: حدثكم الهيثم بن عدي.
ح و أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، أنبأنا أبو القاسم بن بشران، أنبأنا أبو علي الصوّاف، ثنا محمّد بن عثمان، ثنا هاشم بن محمّد، ثنا الهيثم بن عدي قال: مات محمّد بن كعب سنة عشرين و مائة.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا - قراءة - عن أبي الحسن محمّد بن مخلد، أنبأنا أبو الحسن بن خزفة، أنبأنا الزعفراني (3)،ثنا أحمد بن زهير قال: سمعت يحيى بن معين يقول: محمّد بن كعب القرظي مات سنة عشرين و مائة.
حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم السّلماسي (4)،أنبأنا نعمة اللّه بن محمّد المرندي (5)، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، ثنا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنبأنا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني عمّي الحسن بن سفيان، ثنا محمّد بن علي عن محمّد بن إسحاق قال:
سمعت أبا عمر الضرير يقول: محمّد بن كعب القرظي أبو حمزة، توفي محمّد بن كعب سنة تسع و عشرين و مائة (6).
هو محمّد بن محمّد بن كوثر، يأتي بعد.
ص: 153
هو محمّد بن عبد اللّه بن لبيد، تقدم ذكره.
حدّث عن هشام بن عمّار.
روى عنه أبو القاسم الفضل بن جعفر بن محمّد بن حمّاد المؤذن.
[قال ابن عساكر:] (1) إن لم يكن ابن الفيض، و قد صحف فهو غيره.
حدّث بصيدا سنة تسع و ثمانين و ثلاثمائة عن محمّد بن عبد اللّه بن مضاء.
روى عنه: أبو عبد اللّه الصوري، و ذكر أنه أوّل شيخ سمع منه.
6936 - محمّد بن الليث الجرشي (2) الصّيداوي
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنبأنا محمّد السّوسي جدي - قراءة - أنبأنا أبو علي الأهوازي - إجازة - قال: قال لنا عبد الوهّاب الكلابي في تسمية شيوخه: محمّد بن الليث من ولد هشام بن الغاز بن ربيعة، و يكنّى أبا الليث، فإن كان أراده فقد تقدم ذكره، و ذكر من روى عنه، و ذكر من سمع منه.
العزيز، و محمّد بن الفيض بن فضالة بن الصّقر، و محمّد بن عبد الحميد الفرغاني، و أبا الحسن بن جوصا، و أبا عبيدة أحمد بن عبد اللّه بن ذكوان، و أبا العبّاس بن عتّاب الزّفتي (1)، و أبا بكر محمّد بن عبد السّلام بن عثمان الفزاري، و محمّد بن يوسف بن بشر بن النضر الهروي، و أبا بكر القاسم بن عيسى العصّار، و أبا الهيثم بن محمّد بن أبي ثابت، و بحمص:
أبا علي الحسين بن محمّد السكوني، و عبد الرّحمن بن عبيد اللّه بحلب، و ببغداد: أبا القاسم البغوي، و أبا بكر الباغندي، و محمّد بن حميد بن المجدّر (2)،و أبا بكر بن أبي داود، و أبا عمرو عبد اللّه بن عثمان العثماني، و يحيى بن محمّد بن صاعد، و بمكّة: أبا جعفر الديبلي، و أبا الحسن القاسم بن محمّد الجدي، و بالريّ : أبا القاسم العباس بن الفضل بن شاذان المقرئ، و أبا العبّاس أحمد بن عبد الرّحمن بن خالد القلانسي، و بالكوفة: عبد اللّه بن زيدان، و محمّد بن الحسين الخثعمي، و أبا العبّاس محمد بن عبيد بن يوسف الصّفّار، و أبا الطيّب الحسين بن موسى بأنطاكية، و أبا عروبة الحرّاني بحرّان، و محمّد بن إبراهيم بن شعيب الغازي بطبرستان.
روى عنه: علي بن حمشاد العدل، و أبو العباس أحمد بن سعيد المعداني، و أبو بكر أحمد بن عبد الواحد بن أحمد البجلي المكّي، و أبو يعلى العلوي، و أبو عبد الرّحمن السّلمي، و الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو الفضل محمّد بن أحمد الجارودي الحافظ الهروي، و أبو بكر بن منجويه، و أبو سعد الجنزرودي.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنبأنا الحاكم أبو أحمد، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف الدّمشقي بدمشق، حدّثنا عمرو (3) بن عثمان، و محمّد بن هاشم، قالا: حدّثنا سويد - و هو ابن عبد العزيز - ثنا يحيى بن الحارث، عن القاسم، عن أبي هريرة قال: أوصاني خليلي أبو القاسم صلى اللّه عليه و سلّم بثلاث: لا أترك صلاة الضحى في حضر و لا سفر، و صيام ثلاثة أيام من كل شهر، و لا أنام إلاّ على وتر.
أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، و أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس، قالا: أنبأنا أبو سعد الأديب، أنبأنا الحاكم أبو أحمد محمّد بن محمّد بن أحمد بن
ص: 155
إسحاق الحافظ ، أنبأنا أبو العبّاس عبد اللّه بن عتّاب الخزاعي بدمشق، حدّثنا عيسى بن حمّاد - يعني - ابن الزّغبة التّجيبي، أنبأنا الليث - يعني: ابن سعد - عن يزيد بن أبي حبيب، عن يزيد ابن محمّد، عن محمّد بن جعفر، عن عبد اللّه بن واقد أن (1) عبد اللّه بن عمر قال: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«لا تمنعوا النساء خطاهن من المساجد»[11648].
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر - بقراءتي عليه - عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال (2):قال محمّد بن محمّد بن أحمد بن إسحاق القاضي أبو أحمد الحافظ إمام عصره في الصنعة، و كان من الصالحين الثابتين على سنن السلف المعتصمين بسنن المصطفى صلى اللّه عليه و سلّم، المذابين عن حريمهم، و المنصفين (3) فيما يعتقده في أهل بيته و صحابته، شهد نيسابور سنة خمس عشرة و ثلاثمائة، فعدله أبو عمرو الحيري، و لم يزل من المقبولين إلى أن قلّد القضاء في مدن كثيرة بخراسان، و إنما سمع الحديث أوّل ما سمع و هو ابن نيّف [و عشرين] (4)سنة، فسمع بنيسابور ثم رحل إلى طبرستان، ثم دخل الرّيّ ، و سمع ببغداد، و سمع بالحجاز، و سمع بالجزيرة و الشام، و صنّف رحمه اللّه على كتاب البخاري و مسلم في الصّحيح، و على كتاب أبي عيسى الترمذي، و صنّف كتاب الأسامي و الكنى (5)،و العلل، و المخرّج على كتاب المزني، و كتاب الشروط ، و كان عارفا به، و صنّف الشيوخ و الأبواب.
أنبأنا أبو نصر القشيري، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال (6):
و كان مقدّما - يعني - أبا أحمد في العدالة أوّلا، ثم ولي القضاء سنة ثلاث و ثلاثين و ثلاثمائة إلى أن قلّد قضاء الشاش، فحكم بها أربع (7) سنين و أشهرا (8) و آخره قلّد قضاء طوس، فدخلتها و هو على القضاء، فكنت أدخل عليه و المصنّفات بين يديه، فيقضي بين اثنين، فإذا تفرغ أقبل على التصنيف (9)،ثم انصرف إلى نيسابور سنة خمس و أربعين و ثلاثمائة، و لزم
ص: 156
مسجده و منزله مفيدا مقبلا على العبادة و التصنيف، و أريد غير مرة على القضاء و التّزكية فاستعفى، إلى أن كفّ بصره سنة ست و سبعين و ثلاثمائة، و هو حافظ عصره بهذه الديار.
قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد (1)-إجازة - و حدّثني أبو النجيب عبد الغفّار بن عبد الواحد الأرموي عنه قال: و سمعت أبا عبد الرّحمن السّلمي يقول (2):سمعت أبا أحمد الحافظ يقول: حضرنا مع الشيوخ عند نوح بن نصر أمير خراسان فقال الشيوخ: من يحفظ منكم حديث أبي (3) بكر في الصدقات (4)؟فلم يكن فيهم من يحفظه، و كان عليّ خلقان في آخر الناس، فقلت: للوزير أنا أحفظ الحديث، فقال:
هاهنا فتى من نيسابور يحفظه، قال: فخطوني على أصحاب الطيالسة، فرويت الحديث، فقال:
مثل هذا لا يضيّع، و ولاّني قضاء الشاش.
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر أحمد بن الحسين (5)،أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: كنا مع أبي علي في الجامع سنة و أربعين و ثلاثمائة، فقال أبو الحسين الحجاجي (6):يا أبا علي، قد وافى أبو أحمد الكرابيسي على قضاء طوس، قال: متى ؟ قال:
أمس، فينبغي أن تزوره، فتكلم أبو علي بشيء فقالوا له: لا بدّ من زيارته، فقام و معه أبو الحسين و أبو العباس الدقّاق، و أبو إسحاق الأبزاري (7)،و أحمد بن طاهر و جماعتنا؛ فلما دخلنا على أبي أحمد، قال لهم أبو أحمد (8):قد غبت عنكم سبع (9) عشرة سنة، اذكروا بكلّ سنة منها حديثا أستفيده، فاستعجل بعضهم فقال: عن شعبة عن حبيب بن عبد الرّحمن عن حفص بن عاصم عن أبي سعيد عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«سبعة يظلّهم اللّه في ظله» (10)[11649]، فقال
ص: 157
أبو أحمد: حدّثنا أبو أحمد بن عمير الدّمشقي، ثنا أحمد بن موسى بن صاعد، ثنا مؤمل بن إسماعيل، عن شعبة فقال السائل: عندنا (1) عن عمرو بن مرزوق عال. فقال أبو أحمد:
عمرو بن مرزوق طريق غير معتمد، و قد أجبت في الحديث. فأخذ أبو علي يذكر الباب و كلنا سكوت حتى فرغ منه، ثم أخذوا (2) جماعتهم يعيرون أبا أحمد بأنّك لم تدخل مصر، فقال أبو أحمد: أنتم كلكم قد دخلتم مصر، اذكروا ما فاتني بمصر، فقال بعضهم: الليث عن عبيد اللّه ابن عمر (3) عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قصّة الغار (4)،فقال أبو أحمد: يا سبحان اللّه، حدّثنا الكيس أبو بكر بن أبي داود [نا] (5) عيسى بن حمّاد، ثم ذكر أبو علي أحاديث استفادها، فقلت: أنبأنا عن أبي العميس (6) عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس قصة الجساسة (7)،فقال أبو أحمد: هذا نعم، هذا من غرر الحديث، و قد فاتني، فلمّا خرجنا قلت لأبي علي: ليس فيما ذكرتم أضيق من حديثي الذي ذكرته و لم يذكره له فضحك و قال: هو كما قلت يا أبا عبد اللّه، إنّما أمسكت عنه لأن الحديث ليس عندي عن علاّن، حدّثنيه جعفر المراغي عن علاّن، فإنّه مما فاتني بمصر.
قال: و أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: قلت لأبي أحمد الحافظ : إنّ أبا عبد اللّه بن أبي ذهل قد ألقى إليه ما كان جرى بينك و بين أبي علي الحافظ في سماعك من محمّد بن أحمد ابن الحسن [بن] (8) خراش، فلو أذنت في حمله إلى هاهنا و أمليت تلك الأحاديث من أصلك، فشكرني على قولي، و قال: و كرامة، فحملت أبا عبد اللّه إليه و معه جماعة من أهل الحديث، فأخرج كتابه بخط يده الأصل العتيق المؤرّخ، و أخرج أصل أخيه أبي الحسن بخطه الذي كان أبو علي يقول: إن المجلس إنّما سمعه معي و مع أبي بكر بن الجعابي أبو الحسن قبل ورود أبي أحمد بغداد، فأملّه علينا و تأمل أبو عبد اللّه، فلمّا خرجنا قال لي أبو عبد اللّه:
ص: 158
و اللّه لو عرض هذا الأصل على أحمد بن حنبل، و على ابن المديني لرضياه، هذا أو نحوه.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو سعد الأديب، حدّثنا أبو أحمد (1) محمّد بن محمّد الحافظ - إملاء - و هو آخر مجلس أملاه، و مات بعده بأربعة أيام، و هو يوم الخميس من أربع بقين من شهر ربيع الأوّل سنة ثمان و سبعين و ثلاثمائة.
قرأت على أبي القاسم المستملي، عن أبي بكر الحافظ ، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ قال: توفي أبو أحمد يوم الخميس الرابع و العشرين من شهر ربيع الأوّل سنة ثمان و سبعين و ثلاثمائة، و هو (2) ابن ثلاث و تسعين سنة (3)،و صلّى عليه الرئيس أبو الفضل المحمي في ميدان الحسين بن معاذ، و خرج الأمير أبو الحسن للصّلاة عليه، و دفن في داره في موضع كتبه و جلوسه للتصنيف، و قد كان أبو أحمد كفّ قبل ذلك بعشرين شهرا و تغيّر (4)حفظه، و لم يختلط قط .
قال: و أنبأنا محمّد بن عبد اللّه قال: سمعت أحمد بن إبراهيم بن محمّد بن يحيى الزاهد المزكي يقول: رأيت أبا أحمد الحافظ في المنام كأنه في موضع عال مرتفع من الأرض، فقلت: ما ينتظر الحاكم ؟ قال: مشايخ لنا قد تقدموا و أنا أنتظرهم، قال: فلم ألبث إلاّ ساعة حتى رأيت شيخا قد أقبل، فقلت: من هذا؟ قال (5):أبو حامد بن الشّرقي.
قال: و أنبأنا محمّد بن عبد اللّه قال: سمعت إسماعيل بن إبراهيم الفقيه يقول: رأيت أبا أحمد الحافظ في المنام فقلت: أيّ الفرق أكثر أو أسرع نجاة عندكم ؟ فأشار إليّ بإصبعه السّبابة فقال: أنتم.
الدينوري، و أبا الفضل عمر (1) بن إبراهيم الزاهد الهروي، و أبا الحسن علي بن الحسين بن عثمان بن عبيد اللّه بن جابر بتنيس.
روى عنه: القاضي أبو المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل بن أحمد الروياني الطبري (2)،و حدّثنا عنه عمر بن أحمد بن منصور، و أبو البركات بن الفراوي، و سمع منه جماعة ممن أدركت بنيسابور.
حدّثنا أبو الفضل محمّد بن محمّد بن محمّد بن عطاف الموصلي، أنبأنا القاضي أبو المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل بن أحمد الروياني بآمل طبرستان، أنبأنا الرئيس أبو نصر محمّد بن محمّد بن رامش، أنبأنا أبو علي أحمد بن عبد الرّحمن بن عثمان - بدمشق - بحديث ذكره، أخبرني أبو حفص عمر بن أحمد بن منصور الصفّار (3)،أنشدنا الشيخ أبو نصر محمّد ابن محمّد بن هميماة الرامشي إملاء، أنشدني أبو العلاء أحمد بن سليمان المعري لنفسه:
رغبت إلى الدنيا زمانا فلم تجد *** بغير عناء و الحياة بلاغ
و ألقى ابنه الياس المربح و بنته *** لديّ فعندي راحة و فراغ
و زاد بلاء الناس في كل بلدة *** أحاديث مما يفترى و يصاغ
تأملتها عصر الشباب فلم يسع *** و ليس لها بعد المشيب مصاغ
و من شر ما أسرجت في الصبح و الدجى *** كميت لها بالراكبين مراغ
أنشدنا أبو البركات بن أبي عبد اللّه الفراوي - إملاء - أنشدنا الرئيس أبو نصر بن رامش لنفسه:
أدين بدين خيار (4) الورى *** محمّد المصطفى الشافع
و معتصمي حب أصحابه *** و معتقدي مذهب الشافعي
أنشدنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل في تذييل تاريخ نيسابور (5) قال: محمّد بن محمّد بن أحمد بن هميماة أبو نصر الرامشي المقرئ، شيخ، نسيب، هو ابن بنت الرئيس
ص: 160
[أبي نصر] منصور بن رامش، سمع الحديث من أصحاب الأصم (1)،و سمع بالعراق و مكة، فلما طعن في السّن برز في القراءات و علوم القرآن، و كان له حظ صالح من النحو، و هو إمام في فنه (2)،و له شعر (3) كثير، سمع الحديث حضرا و سفرا، ولد سنة أربع و أربعمائة و عقد له مجلس الإملاء بنيسابور و أملاه سنين.
أبو عبد اللّه الطوسي المقرئ (4)
من أهل قرية جابق (5).
سكن دمشق و حدّث بها عن أبي علي الأهوازي المقرئ.
روى عنه: عمر الدّهستاني، و طاهر بن بركات الخشوعي، و عبد اللّه بن أحمد بن عمر.
أخبرنا أبو حفص عمر بن محمّد بن الحسن الدّهستاني، و أبو (6) محمّد بن السّمرقندي، قالا: أنبأنا محمّد بن محمّد بن الحسين الطوسي، أبو (7) عبد اللّه - بجلق بالشام - أنبأنا أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم المقرئ، أنبأنا هبة اللّه بن موسى بن الحسين الموصلي - بها - ثنا أحمد بن علي بن المثنى، ثنا شيبان بن فروخ، عن سعيد بن سليمان الضبّي، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إنّ اللّه تعالى يطّلع في العيدين إلى الأرض، فأبرزوا من المنازل تلحقكم الرحمة»[11650].
[قال ابن عساكر:] (8) لم أجد هذا الحديث في مسند أبي يعلى لا من رواية ابن حمدان و لا رواية ابن المقرئ.
ص: 161
6940 - محمّد بن محمّد بن رجاء بن السّنديّ أبو بكر الحنظلي الأسفرايني (1)
سمع بدمشق و غيرها: صفوان بن صالح، و محمّد بن المصفّى، و موسى بن عبد الرّحمن المسروقي، و أبا الربيع الزاهراني، و أبا بكر، و عثمان ابني أبي شيبة، و سويد بن سعيد، و جدّه (2) رجاء بن السّنديّ ، و إسحاق بن راهوية، و عمرو بن زرارة، و أحمد بن حنبل، و أحمد بن عيسى المصري، و عبّاس بن الوليد النّرسي، و محمّد بن عبد اللّه بن نمير، و إبراهيم بن المنذر، و يعقوب بن حميد، و محمّد بن يحيى بن أبي عمرو، و يحيى بن عثمان الحربي، و علي بن المديني، و محمّد بن بكّار [بن] (3) الريّان.
روى عنه: أبو محمّد يحيى بن منصور القاضي، و أبو النضر (4) محمّد بن محمّد بن يوسف الفقيه، و أبو جعفر محمّد بن صالح بن هانئ، و أبو طاهر محمّد بن عبد اللّه الجويني، و أبو عبد اللّه محمّد بن يعقوب بن الأخرم الشيباني، و أبو حامد بن الشرقي، و المؤمّل بن الحسن، و أبو العبّاس محمّد بن عبد اللّه بن النعمان الأسفرايني، و أبو الطيب محمّد بن عبد اللّه بن المبارك.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني يحيى بن منصور القاضي، ثنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن رجاء، ثنا صفوان بن صالح الدّمشقي، حدّثنا الوليد بن مسلم، ثنا زهير بن محمّد التميمي، ثنا زيد بن أسلم قال:
رأيت ابن عمر يصلّي محلول إزاره (5) فسألته عن ذلك فقال: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يفعله.
ح قال البيهقي: تفرّد به زهير بن محمّد.
أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب - قراءة - أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم (6) قال: محمّد ابن محمّد بن رجاء بن السّنديّ أبو بكر الحنظلي، قدم علينا حاجا، روى عن إبراهيم بن
ص: 162
محمّد الشافعي، و إسحاق بن راهوية، و أبي (1) عمّار الحسين بن حريث، كتبت (2) عنه بمحضر أبي في مجلسه، و هو صدوق.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: ثنا - و أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب قال: قرأت على محمّد بن علي بن أحمد المعدّل، عن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الحافظ النيسابوري.
ح و أنبأنا أبو نصر بن القشيري، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن يعقوب الحافظ يقول: رجاء بن السّنديّ ، و ابنه أبو عبد اللّه، و ابنه أبو بكر ثلاثتهم ثقات (3).
أنبأنا أبو نصر، أنبأنا أبو بكر، أنبأنا أبو عبد اللّه قال: محمّد بن محمّد (4) بن رجاء بن السّنديّ أبو بكر النيسابوري من أهل أسفراين، و قد تقدم ذكر جده و أبيه، و أعلمهم بالحديث، و أحفظهم له أبو بكر بن محمّد بن رجاء هذا، و كان ثبتا، ديّنا، مقدما في عصره، سمع جده و إسحاق بن إبراهيم، و عمرو بن زرارة و أقرانهم بخراسان، و سمع بالعراق: أحمد بن حنبل الإمام، و أبا الربيع الزهراني، و أبا بكر بن أبي شيبة، و عبّاس النرسي، و محمّد بن عبد اللّه بن نمير و أقرانهم، و سمع بالحجاز: إبراهيم بن المنذر الحزامي، و محمّد بن يحيى بن أبي عمر، و يعقوب بن حميد و أقرانهم، و سمع بمصر أو بمكة: أحمد بن عيسى، صنّف المسند الصحيح على شرط مسلم، و قد نظرت في أكثره فوجدته قد جهد أن لا يخالف شرطه، و هو يشاركه في أكثر شيوخه، روى عنه أبو حامد بن الشرقي، و المؤمّل بن الحسن (5) فمن بعدهم من أكابر شيوخنا، سمعت بشر بن أحمد الأسفرايني يقول: توفي أبو بكر بن رجاء سنة ستّ و ثمانين و مائتين.
قدم دمشق غازيا، و حدّث بها عن إبراهيم بن يوسف الماكياني، و أبي جعفر محمّد بن جعفر الكرابيسي البلخيين.
ص: 163
روى عنه: أبو محمّد الحسن بن محمّد بن جعفر بن جبارة، و أبو الحسن بن السّمسار، و تمّام (1) الرازي، و عبد الواحد بن أحمد بن محمّد بن مشماش.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنبأنا أبو الحسين (2)،أنبأنا أبو الحسن بن السّمسار، أنبأنا أبو نصر محمّد بن محمّد بن زكريا البلخي، قدم علينا مع نفير خراسان في شهر ربيع الآخر سنة ستّ و خمسين و ثلاثمائة.
حدّثنا محمّد بن جعفر أبو جعفر [الكرابيسي البلخي سنة ثلاثمائة نا إبراهيم بن يوسف البلخي نا إسماعيل بن جعفر] (3) المدني، عن العلاء بن عبد الرّحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«اتّقوا اللاعنين» قالوا: و ما اللاعنان يا رسول اللّه ؟ قال:«الذي يتخلّى في طريق الناس و في ظلّهم»[11651].
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - قراءة - حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن جعفر بن جبارة، ثنا أبو نصر محمّد بن محمّد بن زكريا البلخي، ثنا أبو جعفر محمّد بن جعفر الكرابيسي، ثنا إبراهيم بن يوسف، ثنا إسحاق بن منصور، عن عقبة، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبير قال: إني لأعجب ممّن يصلي معي و لا يسألني عن شيء، لأن أحدّثكم أحبّ إليّ من أن أدخله معي القبر.
أبو غانم النجديّ ،- و يقال: اليمامي - الأضاخي (4)
من قرية من قرى اليمامة.
سمع محمّد بن كامل العمّاني - بعمّان البلقاء - و المقدام بن داود الرعيني المصري.
روى عنه: أبو العباس الحسن بن سعيد بن جعفر الفيروزآباذي المقرئ، و أبو الفهد الحسين بن محمّد بن الحسن، و أبو بكر عتيق بن عبد الرّحمن بن أحمد السّلمي العبّاداني.
أنبأنا أبو غالب محمّد بن عبد الواحد بن الحسن بن زريق (5)،و شجاع بن فارس بن
ص: 164
الحسين الذهلي، قالا: صافحنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد بن الملطي السراج قال:
صافحني أبو الحسين محمّد بن أحمد المحاملي قال: صافحني محمّد بن حمدان العبّاداني لما قرأ علي هذا الحديث، ثنا أبو الفهد الحسين بن محمّد بن الحسن بن محمّد بن الحسن (1)،ثنا أبو غانم محمّد بن محمّد بن زكريا، ثنا محمّد بن كامل العمّاني (2) بعمان، و هي مدينة (3)البلقاء بالشام - و عاش مائة و عشرين سنة، و مات في سنة إحدى و سبعين و مائتين - ثنا أبان العطار، عن ثابت البنّاني، عن أنس بن مالك قال:
صافحت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فلم أر خزا و لا قزّا ألين من كفّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.
قال ثابت: و أنا صافحت أنس بن مالك، و قال أنس: و أنا صافحت ثابت البنّاني، و قال محمّد بن كامل: و أنا صافحت أبان العطار، و قال محمّد بن محمّد بن زكريا: و أنا صافحت محمّد بن كامل، و قال أبو الفهد: أنا صافحت محمّد بن محمّد بن زكريا، و قال محمّد بن أحمد بن حمدان: أنا صافحت أبا الفهد.
و قد سقته في ترجمة محمّد بن كامل مسموعا مسلسلا (4).
أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنبأنا أبو بكر الخطيب، حدّثنا علي بن أحمد بن الحسن النعيمي - لفظا - حدّثني عتيق بن عبد الرّحمن بن أحمد أبو بكر السّلمي - إمام مسجد أبي عاصم العبّاداني (5) بها - ثنا محمّد بن محمّد بن زكريا اليمامي، أبو (6) غانم، قدم علينا، ثنا المقدام بن داود، ثنا عبد الرّحمن بن القاسم، ثنا أشهب، عن مالك بن أنس، عن الزهري، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في قوله تعالى: وَ يَخْلُقُ مٰا لاٰ تَعْلَمُونَ (7)قال: البراذين»[11652].
قال الخطيب: كذا حدّثنا به النّعيمي، و ليس يروي مقدام عن عبد الرّحمن بن القاسم، و إنّما يروي عن عمّه سعيد بن عبّاس بن بليد و غيره عنه.
ص: 165
أبو بكر الأزدي الباغندي الحافظ الواسطي ثم البغدادي (1)
سمع بدمشق: هشام بن عمّار، و دحيما، و عمران بن خالد بن أبي (2) جميل، و أحمد بن أبي الحواري، و إسحاق بن عقيل بن عبد الرزّاق بن عمر، و محمود بن خالد، و محمّد بن الوزير، و هشام بن خالد الأزرق، و روى عنهم و عن أبيه و مسيّب بن واضح، و أبي بكر، و عثمان ابني أبي شيبة، و محمّد بن أبان الواسطي، و شيبان بن فرّوخ، و محمّد بن عقبة بن علقمة، و محمّد بن مصفّى، و عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عبد الحكم، و هارون بن حاتم، و كثير بن عبيد، و إبراهيم بن سلاّم المؤدّب، و علي بن المديني، و علي بن سهل الدقّاق، و أحمد بن محمّد بن عمر بن يونس، و محمّد بن الصّبّاح الجرجرائي، و وهب بن بقية وهبان الواسطي (3)،و محمّد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، و عمّار بن خالد الأشقر، و عبد الملك ابن شعيب بن الليث، و إسماعيل بن عبد اللّه السكري، و محمّد زنبور المكي، و عبد الرّحمن ابن عبيد اللّه الحلبي، و زياد بن أيوب، و لوين محمّد بن سليمان، و الصلت بن مسعود الجحدري، و إبراهيم بن سعيد الجوهري، و أبي حذافة السّهمي، و عبد السّلام بن عبد الحميد الإمام، و أبي هشام الرفاعي، و القاسم بن يزيد بن خليد، و أحمد بن سنان الواسطي، و عبد اللّه بن عمر بن أبان (4)،و أحمد بن عبيد اللّه العنبري، و سالم بن إبراهيم بن أبي بكر بن عيّاش، و أبي نعيم عبيد بن هشام الحلبي، و سويد بن سعيد الحدثاني و غيرهم.
روى عنه: أبو بكر بن المقرئ، و الحاكم أبو أحمد، و أبو الفرج أحمد بن القاسم بن مهدي الخشّاب، و أبو الحسين بن المظفّر، و أبو أحمد الحسين بن علي بن محمّد بن يحيى التميمي، و أبو الحسين أحمد بن محمّد بن جعفر البحيري، و محمّد بن مخلد الدوري، و الحسين بن إسماعيل المحاملي، و أبو بكر الشافعي، و دعلج بن أحمد السجزي، و أبو علي
ص: 166
محمّد بن أحمد بن الحسن (1) بن الصوف (2)،و أبو عمر محمّد بن العباس بن حيوية، و أبو حفص بن شاهين، و أبو الحسن علي بن عمر الحربي (3)،[و أبو عبد اللّه الحسين] (4) بن عمران بن حبيش الضّرّاب، و أبو القاسم موسى بن عيسى بن عبد اللّه السراج و غيرهم.
أخبرنا أبو العزّ بن كادش، أنبأنا القاضي أبو الطيّب الطبري، أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر السكري، ثنا أبو بكر محمّد بن محمّد الواسطي الباغندي، ثنا هشام بن عمّار الدمشقي، و سويد بن سعيد الحدثاني، و محمّد بن سليمان بن حبيب الأسدي، و أبو نعيم عبيد بن هشام الحلبي، قالوا: أنبأنا مالك بن أنس، عن ابن شهاب الزهري، عن أنس بن مالك قال:
دخل النبي صلى اللّه عليه و سلّم مكة و على رأسه المغفر - زاد سويد و هشام في حديثهما قالوا: يا رسول اللّه، هذا ابن خطل (5) متعلق بأستار الكعبة فقال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«اقتلوه»[11653].
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسين بن مظفر الحافظ ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، ثنا شيبان بن فرّوخ، ثنا أبو عوانة، عن منصور بن المعتمر، عن إبراهيم، عن مسروق، عن عائشة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم كان إذا عاد (6) مريضا يقول:«أذهب البأس ربّ الناس، اشف أنت الشافي لا شفاء إلاّ شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما»[11654].
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا عاصم بن الحسن، أنبأنا أبو عمر بن مهدي، أنبأنا محمّد بن مخلد العطّار، و حدّثني محمّد بن محمّد بن سليمان أبو بكر صاحبنا - في سنة سبعين و مائتين - فذكر حديثا.
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ .
و أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: ثنا - و أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (7) قال: حدّثت عن أبي عمرو محمّد بن أحمد بن حمدان النيسابوري، قال: سمعت عبدان الأهوازي و ذكر أبا بكر الباغندي فقال: لم يزل معروفا بالطلب، كان معنا عند هشام بن عمّار، و دحيم.
ص: 167
أخبرنا أبو القاسم و أبو الحسن، و أبو منصور، قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):
محمّد بن محمّد بن سليمان بن الحارث بن عبد الرّحمن، أبو بكر الأزدي الواسطي المعروف بابن الباغندي، سمع محمّد بن عبد اللّه بن نمير، و أبا بكر، و عثمان ابني أبي شيبة الكوفيين، و شيبان بن فرّوخ الأيلي، و علي بن المديني، و محمّد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، و سويد بن سعيد الحدثاني، و دحيما الدمشقي، و هشام بن عمّار، و الحارث بن مسكين، و غيرهم. من أهل الشام، و مصر، و الكوفة، و بغداد و البصرة، و كان كثير الحديث، رحل فيه إلى الأمصار البعيدة، و عنى به العناية العظيمة، و أخذ عن الحفّاظ ، و الأئمة، و سكن بغداد، و حدّث بها، فروى عنه الحسين بن إسماعيل المحاملي، و محمّد بن مخلد الدوري، و أبو بكر الشافعي، و دعلج بن أحمد، و أبو علي بن الصّوّاف، و محمّد بن المظفر، و أبو عمر بن حيّوية، و أبو حفص بن شاهين، و خلق يطول ذكرهم، و كان فهما حافظا، عارفا، و بلغني أنّ عامّة ما حدّث به كان يرويه من حفظه.
قال (2):و أخبرني عبيد اللّه بن أبي الفتح، ثنا محمّد بن عبد اللّه بن المطّلب الشيباني - بحضرة الدارقطني - ثنا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، حدّثنا عمرو بن سواد السّرحي، ثنا عبد اللّه بن وهب، أخبرني جرير بن حازم، عن سليمان بن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن شتير (3) بن شكل، عن علي بن أبي طالب قال: شغل المشركون عن صلاة العصر حتى غربت الشمس، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«ملأ اللّه قبورهم و بيوتهم نارا، كما شغلونا عن الصلاة حتى غربت الشمس»[11655].
قال أبو بكر الباغندي: قلت لعمرو بن سواد: هذا يذكر عند الأعمش عن أبي الضحى عن شتير بن شكل فأخرج إليّ أصل كتابه، فإذا فيه كما حدّثناه، ثم حدّث من بعد في مجلسه بالحديث و أنا حاضر، فلما ذكره قال: و أخبرني بعض أصحابنا ممن يرجع إلى معرفته من أهل العراق أن هذا الحديث يذكر عندهم عن الأعمش عن أبي الضّحى عن شتير بن شكل عن علي، قال الباغندي: فكتبت كلامه، و إنّما حدّث به عني، قال: و حدّثني أحمد بن علي البادا (4) من حفظه في المذاكرة قال: سمعت أبا بكر الأبهري يقول: سمعت أبا بكر الباغندي
ص: 168
يقول: أنا أجيب عن ثلاثمائة ألف مسألة في حديث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.
قال الأبهري: و سمعت أبا العبّاس بن عقدة يقول: أحفظ ثلاثين ألف حديث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و أهل البيت، قال ابن البادا: فجئت إلى أبي الحسين بن المظفر فأخبرته بقول الأبهري فقال: صدق، أنا سمعت هذا القول منهما جميعا.
قال (1):و سمعت هبة اللّه بن الحسن الطبري يذكر: أنّ الباغندي كان يسرد الحديث من حفظه و يهذّه، مثل تلاوة القرآن للسريع القراءة، قال: و كان يقول: حدثنا فلان، حدّثنا فلان، و حدّثنا فلان و هو - يحرك رأسه - حتى تسقط عمامته.
أخبرنا أبو الحسن الفرضي، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنبأنا أبو نصر بن طلاّب (2)،أنبأنا أبو الحسين بن جميع، ثنا أحمد بن محمّد - و هو ابن شجاع - أبو بكر بالأهواز قال: كنا عند إبراهيم بن موسى الجوزي - ببغداد - و كان عنده أبو بكر الباغندي ينتقي عليه فقال له إبراهيم بن موسى: هو ذا تضجرني أنت أكثر حديث مني، و أعرف و أحفظ للحديث فقال لي: قد حبّب إليّ هذا الحديث، بحسبك إنّي رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلّم في النوم فلم أقل له: ادع اللّه لي، و قلت: يا رسول اللّه أيما أثبت في الحديث منصور أو الأعمش ؟ فقال لي:
منصور، منصور.
أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: ثنا - و أبو منصور بن زريق، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (3)،حدّثني أحمد بن محمّد العتيقي (4) قال: سمعت عمر بن أحمد الواعظ يقول: قام أبو بكر الباغندي ليصلي، فكبّر، قال: ثم حدّثنا محمّد بن سليمان لوين فسبّحنا به، فقال: بسم اللّه الرّحمن الرحيم، الحمد للّه رب العالمين.
قال (5):و أنبأنا عبيد اللّه [بن] (6) عمر بن أحمد الواعظ ، ثنا أبي، ثنا عمر بن الحسن بن علي بن مالك قال: سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن أحمد بن أبي خيثمة، و ذكر عنده أبو بكر
ص: 169
محمّد بن محمّد بن سليمان بن الحارث الباغندي فقال: ثقة كثير الحديث، لو كان بالموصل لخرجتم إليه، و لكنه يتطرح عليكم و لا تريدونه.
أخبرنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنبأنا المبارك بن عبد الجبّار بن أحمد، أنبأنا محمّد ابن عبد الواحد بن محمّد بن جعفر، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني.
ح و قرأت على أبي القاسم بن السّمرقندي، عن أبي تمّام علي بن محمّد، و أبي الغنائم محمّد بن علي بن علي، عن أبي الحسن الدارقطني (1).
[حد] ثني أبي رحمه اللّه أنّه سمع أبا بكر الباغندي أملى عليهم في الجامع في حديث ذكره: وَ عِبٰادُ الرَّحْمٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ (2)«هويا» (3)،بضم الهاء و الياء قالها.
أنبأنا أبو المظفّر بن القشيري، عن محمّد بن علي بن محمّد، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني قال: و سألته - يعني الدارقطني - عن محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي فقال (4):
هو مخلط ، مدلّس، يكتب عن بعض من حضره من أصحابه، يسقط بينه و بين شيخه ثلاثة، و هو كثير الخطأ، ترى حديثا عنه عن بعضهم حدثنا فلان، و عند آخر ذكر فلان، و عند آخر بينه و بين شيخه رجل.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس (5)،قالا: ثنا - و أبو منصور ابن زريق، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (6)،أنبأنا البرقاني قال: سألت أبا بكر الإسماعيلي، عن الباغندي أبي بكر محمّد بن محمّد، فقال: لا أتهمه في قصد الكذب، و لكنه خبيث التدليس و مصحّف أيضا، أو قال: كثير التصحيف، ثم قال: حكي لي عن سويد أنه كان يدلّس، قال الإسماعيلي: كأنه تعلّم من سويد (7) التدليس.
ص: 170
قال (1):و سمعت أبا الفتح محمّد بن أحمد بن أبي الفوارس يقول: كان محمّد بن محمّد الباغندي مدلّسا.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا إسماعيل (2) بن مسعدة بن إسماعيل، أنبأنا حمزة بن يوسف بن إبراهيم، قال (3):سألت أبا الحسن علي بن عمر الحافظ ، عن محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، فحكى عن [الوزير] (4) أبي الفضل [جعفر] (5) بن حنزابة حكاية، قال الشيخ حمزة بن يوسف: ثم دخلت مصر، و سألت الوزير أبا الفضل جعفر بن الفضل، عن الباغندي هذا، و حكيت له ما كنت سمعت من الدارقطني، فقال لي الوزير: لحقت الباغندي محمّد بن محمّد بن سليمان و أنا ابن خمس سنين، و لم أكن سمعت منه شيئا، و كان للوزير الماضي حجرتان، إحداهما (6) للباغندي يجيبه يوما و يقرأ له، و الأخرى لليزيدي (7)، قال أبو الفضل: سمعت أبي يقول: كنت يوما مع الباغندي في الحجرة فقرأ لي كتب أبي بكر ابن أبي شيبة، فقام الباغندي إلى الطهارة، فمددت يدي إلى جزء من حديث أبي بكر بن أبي شيبة، فإذا على ظهره مكتوب: مربّع، و الباقي محكوك، فرجع الباغندي و رأى الجزء في يدي، فتغيّر وجهه، و سألته فقلت: أيش هذا؟ مربّع (8)؟فغيّر ذلك و لم أفطن له، لأنّي أول ما كنت دخلت في كتابة الحديث ثم سألته عنه، فإذا الكتاب لمحمّد بن إبراهيم مربّع، سمع من أبي بكر بن أبي شيبة، فحكّ محمّد بن إبراهيم و بقي مربّع (9)،فبرد عليّ قلبي، و لم أخرّج عنه شيئا، و سألت أبا بكر بن عبدان عن محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي: هل يدخل في الصحيح ؟ قال: لو خرّجت الصحيح لم أدخله فيه، قيل له: لم ؟ قال: لأنه يخلّط و يدلّس، قال: و ليس ممّن كتبت عنه آثر عندي، و لا أكثر حديثا منه إلاّ أنه شره (10).
قال: و الباغندي أحفظ من أبي داود (11)،قال حمزة: و سألت الدارقطني عن محمّد بن
ص: 171
محمّد بن سليمان الباغندي قال: كان كثير التدليس، يحدث ما لم يسمع، و ربما سرق، و قال: أشدّ ما سمعت فيه من الوزير بن حنزابة.
رواهن الخطيب (1) عن علي بن محمّد بن نصر عن حمزة بن يوسف.
قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد قال: كتب إليّ أبو ذرّ عبد ابن أحمد، و حدّثني أبو النجيب عبد الغفّار بن عبد الواحد عنه، قال: سمعت ابن (2) عبدان - يعني - أبا بكر أحمد يقول: سمعت بعض المشايخ نسيت اسمه يقول:
قال لي عبدان الأهوازي: قل للباغندي إذا رأيته أنّ عبد اللّه بن موسى يقرأ عليك السّلام و يقول: إن شئت فاسرق، و إن شئت فاكذب، و إن شئت فدلّس، لا بدّ من أن يفوتك، قال أبو ذرّ: و سمعت أبا بكر البرقاني يقول: سمعت أبا بكر الإسماعيلي يقول: كان الباغندي خبيث التدليس.
قال: و سمعت أحمد بن عبدان يقول: قال أبو طالب الحافظ : قلت للباغندي: أعطني فراعك، و هذا الذي لا يحتاج إليه حتى أخرقه، و أصيّرك مثل أبي بكر بن أبي شيبة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن جعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف قال: سمعت أبا بكر بن عبدان يقول: سمعت أبا عمرو الرّاسبي يقول: دخلت على الباغندي أنا و ابن مظاهر، فأخرج إلينا أصوله فكتبنا منه ما كتبنا، ثم أخرج إلينا تخريجه، قال له ابن مظاهر: يا أبا بكر اقبل نصيحتي، ادفع إليّ تخريجك هذا أغرقه (3) و أخرج لك ما تصير به أبا (4) بكر بن أبي شيبة، قال ابن الراسبي: قال لي ابن مظاهر: هذا الرجل لا يكذب، و لكن يحمله الشره على أن يقول: حدّثنا. و وجدت في كتبه في مواضع ذكره فلان، و في كتابي عن فلان ثم رأيته يقول: أخبرنا.
قال: و أنبأنا حمزة قال: و سمعت الدارقطني يقول: في كتاب محمّد بن محمّد الباغندي: حدّثنا، قال: ذكر سليمان بن سيف، عن حجّاج، عن شعبة، عن عبد اللّه بن [أبي] السّفر، عن الشعبي، عن قرظة بن كعب قال: شيعنا عمر.
ص: 172
و أخطأ فيه، و إنّما رواه سليمان عن (1) حجّاج، عن سعيد، عن سيّار (2)،فأخطأ، فخطأ ابن الباغندي على خطأ ابن سيف، لأن ابن سيف روى [عن] (3) شعبة عن سيار (4) و هو غلط ، و روى الباغندي عن شعبة عن عبد اللّه بن أبي السفر و هو غلط أيضا، و إنّما الصواب شعبة عن بيان، فوهم ابن سيف (5) في بيان فجعله سيارا، و ابن الباغندي حدّث من حفظه فغلط ، قال أبو الحسن: و كان كثير الغلط و له مثل هذا كثير.
قرأت على أبي القاسم بن السمرقندي، عن أبي القاسم الإسماعيلي، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا عبد اللّه بن عدي قال: و قال إبراهيم بن الأصبهاني أبو بكر ثلاثة كذابون: أبو بكر أحمد بن أبي يحيى، و أبو بكر بن أبي داود السجستاني، و أبو بكر بن الباغندي (6).
قال ابن عدي: كان الباغندي شيطان في التدليس، و أما ابن أبي داود فإنّ أباه كان كذّبه (7)،و له قال ابن صاعد: يكفينا ما قال أبوه فيه.
أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأنا أبو القاسم الإسماعيلي، أنبأنا حمزة بن يوسف قال:
سمعت أبا مسعود الدمشقي يقول: سمعت الزينبي ببغداد يقول: دخلت على محمّد بن محمّد الباغندي فسمعته يقول: لا تكتبوا عن ابني، فإنه يكذب، فدخلت على ابنه أبي ذرّ فسمعته يقول: لا تكتبوا عن أبي فإنه يكذّب.
قال: و أنبأنا حمزة، أنبأنا أبو أحمد بن عدي قال (8):سمعت موسى بن القاسم بن موسى بن الحسن (9) بن موسى الأشيب يقول: حدّثني أبو بكر قال: سمعت إبراهيم الأصبهاني يقول: أبو بكر الباغندي كذّاب.
قال: و أنبأنا حمزة قال: قال ابن عدي (10):و للباغندي أشياء أنكرت عليه من
ص: 173
الأحاديث، و كان مدلسا يدلّس على ألوان، و أرجو أنه لا يتعمّد الكذب.
أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن بن قبيس، ثنا - و أبو منصور بن رزيق، أنبأنا - أبو بكر الخطيب قال (1):لم يثبت من أمر الباغندي ما يعاب به سوى (2) التدليس، و رأيت كافة شيوخه يحتجون بحديثه (3) و يخرجونه في الصحيح.
قال الخطيب (4):و أخبرني أبو الفضل عبيد اللّه (5) بن أحمد بن علي الصيرفي، ح و أخبرني أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن علي بن عبيد اللّه بن سوار، أنبأنا أبو الفضل عبيد اللّه بن أحمد بن علي الكوفي.
ثم قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفضل الكوفي الصيرفي قال: قال لنا أحمد ابن محمّد بن عمران بن الجندي: مات محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي سنة ثلاث عشرة و ثلاثمائة.
قال الخطيب: و هذا وهم، و الصواب ما حدّثني عبيد اللّه بن أبي الفتح عن طلحة بن محمّد بن جعفر.
قال: و أنبأنا السّمسار، أنبأنا الصفّار، ثنا ابن قانع: أنّ أبا بكر الباغندي مات في سنة اثنتي عشرة. قال ابن قانع: لأيام بقيت من السنة.
قال الخطيب (6):و أنبأنا عبيد اللّه بن عمر الواعظ عن أبيه، قال: مات أبو بكر محمّد ابن محمّد بن سليمان الباغندي يوم الجمعة بالعشي، و دفن (7) يوم السبت لعشر بقين من ذي الحجّة سنة اثنتي عشرة و ثلاثمائة.
حدّث بصور عن أبي الحسن بن زوج الحرة.
ص: 174
روى عنه: غيث بن علي.
أنبأنا أبو الفرج الصوري و نقلته من خطّه، أخبرني محمّد بن محمّد بن طاهر، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد بن جعفر. أنبأنا علي بن عمر الحافظ ، ثنا أبو القاسم زيدان بن محمّد بن زيدان الكاتب، ثنا أحمد بن منصور الرمادي، ثنا العباس بن الفضل، ثنا هزيل الباهلي - أخو علي بن مسعدة الباهلي و كان أسن من علي - حدّثني شعبة بن وجار الذهلي عن أبيه عن رجل من هذيل قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إنّ هذا الشعر جزل من كلام العرب، به يعطى السائل، و به يكظم الغيظ ، و به يؤتى القوم في ناديهم»[11656].
قال أبو الفرج غيث بن علي:
سألت أبا بكر عن مولده فقال: في سنة خمس عشرة و أربعمائة، سمعت الحديث و لي أربع عشرة سنة، و كان حسن الطريقة حافظا لكتاب اللّه، علقت عنه شيئا يسيرا، و ما أظن سمع منه بها غيري، و كتب لي بالإجازة بحديثه، و كان قد سمع ببغداد كثيرا، حدّثني أبو منصور بن [السفر] (1)،عن من حدّثه، أنّ أبا بكر محمّد بن محمّد بن طاهر البغدادي توفي بطرابلس يوم الجمعة التاسع من رجب من سنة اثنتين و ستين و أربعمائة.
ابن بدر بن سليمان بن النفّاح - أبو الحسن - و يقال: أبو العباس - الباهليّ (2)
من أهل سامرّاء، و يعرف بالبغدادي.
سمع بدمشق: محمود بن خالد، و بالعراق: إسحاق بن أبي إسرائيل، و أبا (3) عمر حفص بن عمر الدوري، و أبا بكر أحمد بن إبراهيم الدورقي.
روى عنه: أبو القاسم حمزة بن محمّد الكناني، و أبو بكر محمّد بن علي بن الحسن النقاش، نزيل تنيس، و أبو بكر بن المقرئ، و محمّد بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد الصفّار، و أبو القاسم عبد اللّه بن إبراهيم الآبندوني (4) الجرجاني، و أبو سعيد بن يونس.
ص: 175
أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، ثنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن بدر بن النفّاح الباهليّ ، ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، ثنا عبيد اللّه بن موسى، ثنا شيبان، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«من صلّى عليه مائة من المسلمين غفر له»[11657].
قال: و أنبأنا ابن المقرئ [نا] (1) محمّد بن محمّد بن بدر بن النفّاح الباهليّ البغدادي - نزيل مصر، و كان عدلا ثقة - ثنا عبد الرّحمن بن خالد الرّقّي، ثنا معاوية بن هشام، حدّثنا مالك بن أنس، عن الزهري، عن أنس أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم دخل مكة و عليه مغفر من حديد[11658].
قال ابن المقرئ: هكذا حدّثنا به (2).
قال: و أنبأنا ابن المقرئ، ثنا محمّد بن محمّد بن بدر بن النفّاح الباهليّ الثقة الأمين بمصر، فذكر عنه حديثا.
أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: ثنا - و أبو منصور بن زريق، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (3)،ثنا محمّد بن علي الصوري قال: سمعت عبد الغنيّ بن سعيد الحافظ يقول: سمعت حمزة بن محمّد يقول: سمعت محمّد بن محمّد الباهليّ يقول:
بضاعتي قليلة، و اللّه يجعل فيها البركة، قالوا: و قال لنا الخطيب (4):محمّد بن محمّد بن عبد اللّه بن النفّاح بن بدر أبو الحسن الباهليّ ، سامرّي الأصل، سمع أبا عمر حفص بن عمر الدوري، و إسحاق بن أبي إسرائيل، و أحمد بن إبراهيم الدورقي، و سافر إلى الشام، فكتب عن شيوخها، و دخل مصر فاستوطنها، و حدّث بها، فحديثه عند أهلها.
قال الخطيب: و أنبأنا أبو بكر البرقاني، أنبأنا محمّد بن إسحاق الصغاني (5)،ثنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن عبد اللّه بن النفّاح بن بدر الباهليّ ، قال لنا البرقاني: و سألت محمّد بن إسحاق عن ابن النفاح فأثنى عليه و قال: سمعت منه بمصر، و كان [من] (6) سامرّاء، و قال لنا البرقاني أيضا: سمعت أبا القاسم الآبندوني يقول: أنبأنا أبو العبّاس محمّد بن محمّد الباهلي البغدادي بمصر، لا بأس به.
قال الخطيب: و حدّثني الصوري، أنبأنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزدي، ثنا ابن
ص: 176
مسرور، و كتب إليّ أبو زكريا بن مندة، و حدّثني أبو بكر محمّد بن شجاع عنه، أنبأنا عمّي عبد الرّحمن عن أبيه محمّد بن إسحاق، قالا: ثنا أبو سعيد بن يونس قال: محمّد بن محمّد ابن عبد اللّه - زاد ابن مسرور: بن نفّاح، و قالا:- ابن بدر الباهليّ - زاد ابن مسرور: يكنى - أبا الحسن، و قالا: بغدادي قدم مصر قديما، و كتب بها نحو سنة خمسين و مائتين، و حدّث عن إسحاق بن أبي إسرائيل، و أبي عمر الدوري، و أحمد بن إبراهيم الدورقي و نحوهم، و عن أهل مصر عن أبي الربيع ابن أخي رشدين - زاد ابن مندة: بن سعد، و قالا:- و نحوه، و كان صاحب حديث، ثقة،[ثبتا] (1) متقلّلا من أهل الصيانة، و توفي بمصر يوم الثلاثاء لعشر بقين من ربيع الآخر سنة [أربع] (2) عشرة و ثلاثمائة.
6946 - محمّد بن محمّد بن عبد اللّه بن حمزة بن جميل أبو جعفر البغداديّ (3)
نزيل سمرقند.
سمع بدمشق: أبا زرعة [الدمشقي] (4)،و بغيرها بكر بن سهل الدّمياطي، و بمصر: أبا علاثة محمّد بن عمرو بن خالد الحرّاني، و يحيى بن عثمان بن صالح السّهمي، و أبا الطاهر خير (5) بن عرفة، و هاشم بن يونس العصّار، و يحيى بن أيوب (6) بن بادي العلاّف، و بالعراق: عبد اللّه بن روح المدائني، و أحمد بن محمّد بن عيسى البرتي، و أحمد بن عبيد اللّه (7) النّرسي، و جعفر بن محمّد بن شاكر الصائغ، و أبا بكر بن أبي الدنيا، و أبا (8) بكر بن أبي العوّام الرّياحي، و عبد الكريم بن الهيثم، و باليمن: أحمد بن محمّد بن زريق الصنعاني المعروف بابن الأعجم، و عبيد بن محمّد الكشوري، و علي بن المبارك الصنعاني، و إسماعيل ابن محمّد بن أبي كثير الغسوني (9) القاضي، و أحمد بن خليد بحلب.
ص: 177
روى عنه: أبو عبد اللّه الحاكم، و ابن مندة، و محمّد بن إبراهيم بن جعفر الجرجاني، و أبو سعد عبد الرّحمن بن محمّد الإدريسي.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأنا خال والدي أبو الفضل العبّاس بن محمّد بن عبد الواحد الراراني (1) المقرئ، و أبو مسعود سليمان بن إبراهيم بن محمّد الحافظ ، و أبو الحسن سهل بن عبد اللّه بن علي الغازي، و أبو الخير محمّد بن أحمد بن محمّد بن هارون، و أبو الحسين أحمد بن عبد الرّحمن بن محمّد، و أبو الفتح عبد الرزّاق بن عبد الكريم.
ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، ثنا سليمان بن إبراهيم، قالوا: حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن جعفر البغدادي، ثنا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو الدمشقي، ثنا الوليد ابن النضر المسعودي، حدّثنا مسرّة بن معبد اللّخمي (2)،عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«اقتلوا الحيّات و ذا الطّفيتين (3) فإنهما يلتمسان البصر، و يسقطان الحبل»[11659].
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: ثنا - و أبو منصور بن زريق، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (4)،حدّثني الحسين بن محمّد المؤدّب، عن أبي سعد (5) عبد الرّحمن بن محمّد الإدريسي قال: محمّد بن محمّد بن عبد اللّه بن جميل أبو جعفر البغداديّ ، سكن سمرقند، و حدّث بها عن أبي بكر بن أبي الدنيا، و أبي بكر بن أبي العوّام الرياحي، و جعفر بن محمّد بن شاكر الصائغ، و عبد الكريم بن الهيثم، و أحمد بن عبيد اللّه النرسي، و عبيد بن محمّد الكشوري، و علي بن المبارك الصنعانيين (6)،و أبي علاثة [محمد] (7) بن عمرو بن خالد، و يحيى بن عثمان بن صالح، و هاشم بن يونس العصّار المصريين، و سهل بن بكر الدّمياطي، و أبي زرعة الدمشقي، و أحمد بن خليد الحلبي، و غيرهم من أهل مصر، و الشام، و العراق، كتبنا عنه بسمرقند، كان ثقة في الحديث، فاضلا، انتخب عليه أبو علي
ص: 178
الحافظ النيسابوري، و كتب عنه الحفاظ ، مات في سنة خمس و أربعين و ثلاثمائة.
كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:
محمّد بن محمّد بن عبد اللّه بن خالد أبو جعفر التاجر، محدّث خراسان في عصره، و أكثر مشايخنا رحلة و أثبتهم أصولا، و أصحهم سماعا، قد كان عند منصرفه من مصر و الشام إلى بغداد اتّجر للرّي فسكنها فقيل له أبو جعفر الرازي، و كان صاحب جمال فلقب بالجمّال (1)، و قدم خراسان سنة سبع و عشرين و ثلاثمائة، فنزل نيسابور و سكنها سنين، ثم خرج إلى ما وراء النهر، فسكن سمرقند، و قد كان أبو علي الحافظ انتقى عليه أربعين جزءا لنفسه (2)، فسمعها منه القوم الذين أدركوه بنيسابور سنة سبع و عشرين، ثم إنه ورد نيسابور على أبي محمّد المري سنة سبع و ثلاثين، فسمعنا منه المغازي، و أجزاء من الفوائد، و شيئا من علل علي بن المديني، سمع ببغداد أحمد بن عبيد اللّه النّرسي، و عبد اللّه بن روح، و جعفر بن محمّد بن شاكر، و أبا إسماعيل الترمذي، و أبا الأحوص القاضي، و أبا بكر بن أبي العوّام الرياحي، و أمثالهم، و بالشام بكر بن سهل الدّمياطي و أقرانه، و بمصر: هاشم بن يونس العطّار (3)،و يحيى بن عثمان بن صالح السهمي، و يحيى بن أيوب العلاّف، و أبا علاثة محمّد ابن عمرو بن مالك، و خير بن عرفة، و جعفر بن إلياس، و أبا الزّنباع روح بن الفرج، و أحمد ابن داود و أقرانهم، و بالجزيرة أحمد بن خليد الحلبي، و سليمان بن المعافى بن سليمان، و يعقوب بن نصر الحرّاني و أقرانهم، و باليمن: الحسن بن عبد الأعلى البوسي (4)،و إبراهيم ابن محمّد بن برّة (5)،و آخر، و هم ثلاثة من أصحاب عبد الرزّاق، و عبد العزيز بن الحسن بن بكر الشرود، و علي بن بشر بن هلال، و علي بن المبارك، و إبراهيم (6) بن محمّد بن معمر، و الحسن بن أحمد بن سلم (7) و أقرانهم، و بالحجاز: عبد اللّه بن محمّد البردي، و علي بن عبد العزيز، و محمّد بن إسماعيل المخزومي المدني، و محمّد بن علي بن زيد المكي و أقرانهم.
ص: 179
أخبرنا أبو القاسم النسيب، و أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور الشيباني، قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):محمّد بن محمّد بن عبد اللّه بن حمزة بن جميل، أبو جعفر؛ سكن سمرقند، و حدّث بها عن أحمد بن عبيد اللّه النّرسي، و جعفر بن محمّد بن شاكر الصائغ، و طبقتهما من البغداديين و الغرباء، و كان ثبتا، صحيح السماع، حسن الأصول، سافر الكثير، و كتب بالشام، و مصر، و الحجاز، و اليمن، و ليس للبغداديين عنه رواية لأنه خرج عن بغداد قديما، و حصّل حديثه عند الخراسانيين، و أهل ما وراء النهر.
قال (2):و أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب، عن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الحافظ النيسابوري قال: توفي أبو جعفر البغداديّ بسمرقند في ذي الحجّة من سنة ست و أربعين و ثلاثمائة في السّنة التي مات فيها أبو العبّاس الأصم، و هكذا ذكر غير (3) محمّد بن عبد اللّه وفاته.
أخبرنا (4) أبو نصر بن القشيري في كتابه، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، فذكره.
الوهّاب أبو عمر السّلمي الأصبهانيّ
من أهل بيت حديث، و تقدّم بأصبهان.
قدم دمشق و حدّث بها عن أبي بكر الحيري، و إسحاق بن أبي إسحاق القراب الهروي الحافظ .
روى عنه: عبد العزيز الكتّاني، و علي بن الخضر.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا أبو محمّد الكتّاني، ثنا أبو عمر محمّد بن محمّد بن أبي عمر عبد اللّه بن أبي بكر محمّد بن أحمد بن عبد الوهّاب السّلمي الأصبهانيّ ، قدم علينا، ثنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحرشي (5)-بنيسابور - ثنا أبو علي محمّد بن أحمد بن محمّد بن معقل الزيادي، ثنا أبو عبد اللّه محمّد بن يحيى الذّهلي، أنبأنا أبو قتيبة
ص: 180
سلم (1) بن قتيبة، عن يونس - يعني - ابن أبي إسحاق عن الشعبي (2)،عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«إنّ الرجل يشرف على أهل الجنّة كأنه كوكب دريّ ، و إنّ أبا بكر و عمر لمنهم»[11660].
[حدثناه (3) عاليا عبد الخالق بن زاهر بن طاهر لفظا، و أبو علي الحسن بن أحمد بن محمد الموسياباذى - بهمذان - قالا: أنا أبو القاسم الفضل بن أبي حارث فرجاني، أنا القاضي أبو بكر الحيري، أنا أبو علي المعقلي، نا محمد بن يحيى، نا أبو قتيبة عن يونس بن أبي إسحاق عن الشعبي عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:
«إن الرجل يشرف على أهل الجنة كأنه كوكب دري و إن أبا بكر و عمر لمنهم و أنعما»[11661].
رحّال، سمع بدمشق: محمّد بن الفيض الغسّاني، و بالرّقّة: الحسين بن عبد اللّه بن يزيد القطّان.
روى عنه: أبو منصور حمزة بن علي بن منصور الهرويّ (4).
عمرو بن أبي زرعة، و أبي الحسن علي بن غالب بن سلام السكسكي، و أبي (1) سعيد (2)محمّد بن يحيى حامل كفنه، و أبي الحسن أحمد بن محمود بن مقاتل الهروي، و أبي الجهم عمرو بن حازم القرشي، و محمّد بن يزيد بن عبد الصّمد، و أبي حفص عمر بن الحسن الحلبي، و إسماعيل بن محمّد بن قيراط ، و أبي يحيى الجنيد بن خلف بن حاجب، و إبراهيم ابن دحيم، و أبي موسى عيسى بن إدريس البغدادي، و عبيد اللّه بن أحمد بن (3) الصنام، و عبد الرّحمن بن إسحاق بن الصامدي الثقفي.
روى عنه: تمام بن محمّد، و عبد الوهّاب الميداني، و هو نسبه (4)،و أبو محمّد عبد اللّه بن إبراهيم بن عبد اللّه بن سيما المؤدّب، و أبو الحسن بن السّمسار، و أبو بكر محمّد بن رزق اللّه المنيني، و عبد الرّحمن بن عمر بن نصر الشيباني، و علي بن بشري بن عبيد اللّه العطّار، و أبو نصر حديد بن جعفر بن محمّد الزمّاني، و القاضي أبو القاسم حوي بن علي بن صدقة بن حوي السّكسكي، و عبد الوهّاب الكلابي.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا أبو بكر محمّد بن رزق اللّه بن عبد اللّه المعروف بابن أبي عمرو الأسود المقرئ في ذي الحجّة سنة اثنتين و عشرين و أربعمائة، ثنا أبو علي محمّد بن محمّد بن عبد الحميد بن آدم الفزاري - بدمشق - ثنا أبو الحسن محمّد بن حامد - أملاه علينا - ثنا أبو حفص عمرو (5) بن علي، ثنا يحيى بن سعيد، حدّثنا هشام - يعني - ابن عروة، حدّثني أبي: أن أبا مراوح الغفاري أخبره: أنّ أبا ذرّ أخبره أنه سأل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: أيّ العمل أفضل ؟ قال:«إيمان باللّه، و جهاد في سبيله»، قال:
فأيّ الرقاب أفضل ؟ قال:«أغلاهما ثمنا، و أنفسها عند أهلها»، قال: أ رأيت إن لم أفعل ؟ قال:
«تعين صانعا، أو تصنع لأخرق»، قال: أ رأيت إن ضعفت، قال:«تدع الناس من الشرّ، فإنّها صدقة تصدّق بها على نفسك»[11662].
[قال ابن عساكر:] (6) كذا قال، و الصواب: أبو الحسين، و قد ذكرناه في ترجمته على الصواب.
قرأنا على جدّي أبي المفضل يحيى بن علي القاضي، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا عبد
ص: 182
الوهّاب الميداني، ثنا أبو علي بن آدم الفزاري العدل - قراءة عليه في مسجده في القصابين (1)، و أنا أسمع في سنة سبع و خمسين و ثلاثمائة، و فيها مات رحمه اللّه، بحديث ذكره.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتّاني، حدّثني أبو الحسين عبد الوهّاب بن جعفر الميداني قال: توفي القاضي أبو علي محمّد بن محمّد بن آدم الفزاري بدمشق يوم الاثنين لثلاث خلون من جمادى الآخرة سنة سبع و خمسين و ثلاثمائة.
قال عبد العزيز: حدّث عن أحمد بن علي القاضي و غيره، و كان ثقة مأمونا، حدّثنا عنه عبد الوهّاب بن جعفر الميداني و غيره.
أبو أحمد القيسرانيّ (2)
سمع خيثمة بن سليمان بأطرابلس، و أبا علي عبد الواحد بن أحمد بن أبي الخصيب بتنيس، و أبا بكر الخرائطي، و طلحة بن عبيد اللّه العمري، و أبا الحسن أحمد بن صدقة بالرملة، و أبا القاسم عمر بن عبد الرحيم بن الواثق، و أبا أحمد عمرو بن عثمان بن جعفر السبيعي، و أبا الحسن علي بن العبّاس بن عبد اللّه بن الأشعث، و أبا بكر عيسى بن موسى بن عمران، و أبا الحسن محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن صفوة (3) بالمصّيصة، و أبا القاسم جعفر ابن محمّد بن كامل البغدادي بقيساريّة، و جماعة سواهم.
روى عنه: أبو بكر محمّد بن أحمد الواسطي، و أبو الحسن جميل بن محمّد بن جميل الأرسوفي (4)،و سمع منه سنة ثمانين و ثلاثمائة، و أبو الفرج عبيد اللّه بن محمّد بن يوسف النحوي المراغي.
أخبرنا أبو الفتح ناصر بن عبد الرّحمن بن محمّد، ثنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم الزاهد، أنبأنا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد بن عمر النّصيبي، قرأت عليه رحمه اللّه.
أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد الواسطي، أنبأنا أبو أحمد محمّد بن محمّد بن عبد
ص: 183
الرّحيم القيسرانيّ ، حدّثنا عمر بن الفتح بن عبد اللّه البزاز (1) الفقيه، حدّثنا جعفر بن محمّد القلانسي، ثنا آدم بن أبي إياس العسقلاني، ثنا حمّاد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، عن معاذ ابن رفاعة بن رافع بن خديج أن جبريل سأل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: كيف أهل بدر عندكم ؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«هم (2) خيارنا»، فقال جبريل: كذلك من شهد بدر من الملائكة، هم خيار الملائكة[11663].
أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، حدّثنا نصر بن إبراهيم الفقيه (3)،أنبأنا أبو الفرج عبيد اللّه بن محمّد النحوي، ثنا أبو أحمد محمّد (4) بن محمّد بن عبد الرحيم القيسراني سنة خمس و سبعين و ثلاثمائة، ثنا محمّد بن جعفر بن محمّد الخرائطي، ثنا نصر بن داود بن طوق، ثنا عبد اللّه بن عبد الوهّاب الحجي، ثنا الحارث بن غسّان المزني، ثنا أبو عمران (5)الجوني، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«يجاء يوم القيامة بصحف مختمة، فتنصب بين يدي اللّه تبارك و تعالى فيقول للملائكة: اقبلوا هذا، و ألقوا هذا، فتقول الملائكة:
و عزّتك، ما رأينا إلاّ خيرا، فيقول - و هو أعلم-: إنّ هذا كان لغير وجهي، و لا أقبل اليوم من العمل إلاّ ما أبتغي وجهي»[11664].
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أنبأنا أبو منصور أحمد بن محمّد بن العبّاس القايني - بصور - أنبأنا أبو محمّد عبد الملك بن عبد الملك اليماني، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الليث المقرئ، أنبأنا أبو أحمد محمّد بن محمّد القيسرانيّ ، ثنا خيثمة بن سليمان بن حيدرة - بأطرابلس - بحديث ذكره.
[أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا جدي أبو محمد، نا أبو علي الأهوازي] (6) أخبرنا أبو القاسم الحسين بن ذكر العكاوي قال: جاءنا (7) أبو أحمد القيسرانيّ ثم إنه رحل عنا فكتب إلينا بهذه الأبيات من قوله:
ص: 184
الحمد للّه على ما قضى *** من فرقة (1) الجمع و من جمعه
ما أحسن الأيام كانت لنا *** في كثرة الذكر (2) و في سمعه
سبحان ربي (3) أمره نافذ *** لا يقدر المرء على دفعه
ما كان عيشي بينكم سادتي *** إلاّ كضوء البرق في لمعه
كذاك ما كان له مدّة *** إذا انقضت أسرع في وضعه
لو كان دمعي مسعدا حرّقني *** لكنت كالسابح (4) في دمعه
وجدا على ما فاتني منكم *** سبحان ذي القدرة في قطعه
لأن حالي دون أحوالكم *** و حالكم يزداد في رفعه
أنبأنا أبو محمّد بن طاوس، و حدّثنا أبو القاسم بن أبي محمّد السلمي عنه، أنبأنا سهل (5) بن بشر، قال: أملى علي الشيخ أبو المعالي مشرف بن المرجّى المقدسي، ثنا محمّد ابن الحسن أبو بكر الشيرازي قال: سمعت أبا أحمد محمّد بن محمّد بن عبد الرّحيم القيسرانيّ يقول: لقيت عبد العزيز بن قنبرة بباب الرحمة فقال لي: أنت اليوم في دعوتي، ففرحت بذلك، فدار في المسجد فلقط (6) بقلا يعرفه (7) و جاءني إلى البيت فقال لي: نقّ البقل، و أخذ قدرا مكسورة و تركها على النار، و صب الماء و البقل، فلمّا نضج قال: كل فإنّي صائم، و قال لي: هذا بقل المسجد و ملح من المعدن جئت به مباح و قدر مكسورة وجدتها على المزبلة قد رماها أصحابها، و هذا حلال ما فيه خلط ، و هذا الزيت في الكوز من السوق ما أدري كيف هو، فإن شئت كل بزيت و إن شئت فلا، قلت: ما آكله إلاّ وحده.
قضاء حلب و أعمالها مدة، ثم تولّى القضاء بالموصل و أعمالها.
أنشدنا لنفسه و نقلته من خطه في مدح دمشق و أهلها:
سقى ربعك العارض المغدق *** و صوب الحياء أيّها الجوسق (1)
و لا زال فيك عليل النسيم *** بعرف خزامى الحمى تعبق
و لا برحتك شموس الجنوب *** من كلّ زاوية تشرق
سكناك حيّنا و غضّ الشباب *** بماء الصّبا نضر مورق
و ظلّك فزنا به و الهجير *** يكاد لو أنه تحرّق
و نحن جميعا لدى بركة *** يروق لنا ماؤها الرقرق (2)
مكان أنابيبها باللّجين *** من كل ناحية تدفق
و فوّارة نارها في السماء *** فهي على مثله تغلق (3)
تردّ على السّحب ما كان جاد *** على الأرض صيّبها المغدق
مدحتك لا أنّني أستطيع *** بشكرك بين الورى أنطق
و ها أنا معترف بالقصور *** مع أنني شاعر مفلق
فيا أهل جلّق حيّاكم *** و جادكم العارض المبرق
فلو لا لطافتكم لم تكن *** تطيب و تعذب لي جلّق
إذا ما الغريب ثوى (4) بينكم *** فكلّ له راحم مشفق
و إن قال أعداؤكم عيبكم *** ملال الصّديق فما صدّقوا
يرى أيّ وقت دعيتم إلى *** لقاء العدوّ فلم تعنقوا؟ (5)
كأنكم لسوى المكرمات *** و الضّرب بالسّيف لم تخلقوا
إذا كنت عاشقكم لا ألام *** فيكم فمثلكم يعشق
نعمت بقربكم برهة *** و جفن النّوى راقد مطبق
ص: 186
و ظلت فلا غرضي فيكم *** يخيب (1) و لا أملي يخفق (2)
كسوتك دمعي طليق القياد *** و قلبي بينكم موثق
فلا تحسبوا أنّ طول البعاد *** من رقّ وجدي بكم يعتق
فإنّي عن عهدكم لا أحول *** و خير المدام الذي يعتق
إذا خفق البرق من نحوكم *** يبيت فؤادي له يخفق
6952 - محمّد بن محمّد بن عمر بن أحمد بن خشيش أبو أحمد البغدادي (3)
سمع بدمشق: محمّد بن بكّار السّكسكي البتلهي، و خيثمة بن سليمان، و بغيرها: أبا علي محمّد بن سعيد الحافظ الحرّاني، و أبوي (4) عبد اللّه: الحسين بن إسماعيل المحاملي، و الحسين بن محمّد بن سعيد المطبقي، و يزداد بن عبد الرّحمن الكاتب.
روى عنه: أبو القاسم اللاّلكائي الحافظ ، و أبو الحسن العتيقي.
أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: أنبأنا - و أبو منصور بن زريق قال: أنبأنا - أبو بكر الخطيب (5)،أنبأنا هبة اللّه بن الحسن بن منصور الطبري، أنبأنا محمّد بن محمّد بن عمر بن أحمد بن خشيش البغدادي - قدم علينا الرّيّ - ثنا يزداد (6) بن عبد الرّحمن الكاتب، ثنا محمّد بن المثنى بن خالد بن الحارث، ثنا عبيد اللّه، عن نافع، عن ابن عمر قال:
ذكر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم اتّخذ خاتما من ذهب فجعل - يعني: فصه - مما يلي كفه، فاتخذ الناس خواتيم، فطرحه النبي صلى اللّه عليه و سلّم و قال:«لا ألبسه»[11665].
قال: و حدّثنا أحمد بن محمّد العتيقي، عن أبي أحمد بن خشيش هذا عن الحسين (7) بن
ص: 187
محمّد بن سعيد المطبقي، و القاضي و أبي (1) عبد اللّه المحاملي، و أبي علي محمّد بن سعيد الحراني، و محمّد بن بكّار السّكسكي، و خيثمة بن سليمان الأطرابلسي و قال لي العتيقي: هذا كان شيخا مجهزا كثير الأسفار، فسألته عن حاله ؟ فقال: ثقة ثقة.
قالوا: و قال لنا الخطيب: محمّد بن محمّد بن عمر بن أحمد بن خشيش أبو أحمد.
6953 - محمّد بن محمّد بن عمرو أبو نصر النيسابوريّ القاضي، و يعرف بالبنص (2)
و نزل بحلب (3)،حدّث بأطرابلس من ساحل دمشق عن محمّد بن أيوب الأصبهاني نزيل طرسوس، و أبي بكر محمّد بن إبراهيم بن نيروز الأنماطي، و محمّد بن موسى السجستاني نزيل أذنة، و محمّد بن أحمد بن أبي مهزول المصّيصي، و أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة، و محمّد بن سعيد بن عبد الرّحمن الحرّاني، و يحيى بن علي بن هاشم الحلبي، و موسى بن القاسم، و أبا بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة و غيرهم.
روى عنه: أبو القاسم حمزة بن عبد اللّه بن الشام، و أبو النمر (4) أحمد بن عبد الرّحمن ابن قابوس (5) الأطرابلسيان، و لاحق بن الحسين المقدسي، و أبو الخير أحمد بن علي الحمصي، و أبو الحسن المهذب بن علي المهذب المعري.
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنبأنا جدي أبو محمّد، حدّثنا أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم، ثنا أبو القاسم حمزة بن عبد اللّه بن الحسين الأديب بأطرابلس، حدّثنا القاضي أبو نصر محمّد بن محمّد بن عمرو النيسابوريّ ، ثنا محمّد بن إبراهيم بن نيروز الأنماطي (6)،حدّثنا جعفر بن محمّد الخراساني، ثنا الفضل بن موسى، عن عيسى بن عبيد، عن غيلان بن عبد اللّه العامري، عن أبي زرعة عن عبد اللّه، عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:
«إنّ اللّه أوحى إليّ : أي هؤلاء نزلت فهي دار هجرتك: المدينة، أو البحرين، أو قنّسرين»[11666].
حدّثنا أبو البركات الخضر بن شبل الفقيه، أنبأنا أبو عبد اللّه التركي القاضي، أنبأنا
ص: 188
القاضي أبو عبد اللّه محمّد بن علي الدامغاني، أنشدنا أبو عبد اللّه الصوري الحافظ ، أنشدني أبو النمر أحمد بن عبد الرّحمن بن قابوس (1) بن محمّد بن خلف بن قابوس (2) اللغوي بطرابلس، أنشدنا أبو نصر محمّد بن محمّد بن عمرو النيسابوريّ المعروف بالبنص لنفسه:
سقطت نفوس بني الكرام فأصبحوا *** يتطلبون (3) مكاسب الأنذال
و لقلّ (4) ما طلب الزمان مساءتي *** إلاّ صبرت و إن أضرّ بحالي
نفسي تراودني و تأبى همتي *** أن أستفيد غنى بذلّ سؤال
قرأت بخط عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، حدّثني أبو القاسم عثمان بن محمّد العراقي قاضي عين زربة (5)،و قد ولي حمص، قال (6):
حضرت مجلس الأمير سيف الدولة بحلب و قد وافاه القاضي أبو نصر محمّد بن محمّد القيسرانيّ الملقب بالبنص (7)،فطرح من كمّه كيسا، فارغا و درجا فيه شعر، و استأذن الأمير في قراءته، فأذن له، فلما فرغ من إنشاده ضحك الأمير ضحكا شديدا و أمر له بألف درهم صحاح، فجعلت في الكيس الذي جاء معه و كانت الأبيات:
حباؤك معتاد و أمرك نافذ *** و عبدك محتاج إلى ألف درهم
و لم أحظ من إنشاد شعري بطائل *** و لم أعط رزقا منذ شهر المحرّم
أروح و أغدو بين عسر و علّة *** و دين و إفلاس و قلب مقسّم
تباعد منّي ما توهّمت قربه *** فلم يبق مني الهمّ إلاّ توهمي (8)
أسائل عن أمري فأبقى لحيرتي *** و طول اكتئابي باهتا مطبقا فمي (9)
لئن قلت: أنشدت الأمير قصيدة *** كوشي رياض جادها صوب مرزم
فأطلق أرزاقي و أسنى عطيتي *** و جاد بأفضال عليّ و أنعم
كذبت و إن أصدق تكذب مقالتي *** جميع البرايا من فصيح و أعجم
ص: 189
و من يلتمس يوما بفضل خصامه *** مغالبة الإجماع يغلب و يخصم
لئن لم تجد لي عاجلا غير آجل *** بألف صحاح لم تشب بمثلّم
رجعت إلى بيتي و صفرت لحيتي *** و سمّيت نفسي لو ردكن ابن رستم
و جئت بسكين و خرج و خنجر *** و ترس و زوبين و قوس و أسهم
و أعصب رأسي بعد ذاك بخرقة *** و أحضر يوم العرض في زيّ ديلم
فتفرض لي في كل شهرين بدرة *** لشدة بأسي في الوغى و تقدمي
فآخذها حتى إذا ما بعثت بي *** مقدمة في ما قط يوم صيلمي (1)
هربت على وجهي فرار من العدى *** و لم آمن الجهال غبّ تعجّمي
و لم يرني الله الجليل محله *** أساعد إنسانا على قتل مسلم
و من شاهد الأبطال في حومة الوغى *** و كان ضعيف القلب لم يتقدم
و من يلتمس روح (2) الحياة و طيبها *** و أحضر للهيجاء لم يتهجم
و لم يك موسى سيئ الرأي ساقطا *** و قد فرّ خوفا من توعّد مجرم
و رامت يهود قتل عيسى ابن مريم *** ففرّ حذار القتل عيسى ابن مريم
و خاف رسول اللّه يوما بمكة *** فسافر يبغي مغنما تبع مغنم
فمن أنا حتى لا أفرّ و إنما *** أفرّ كما فروا حذارا على دلي
تغلغل في الأكراد للحين يحكم *** فما أخطأت أرماحهم بطن يحكم
ألام على أني فررت و لا أرى *** قتيلا و إن لم أخل من مترحم
و للحرب أقوام يلذونها كما *** يلذ بحسن الوعد قلب المتيّم
فدعهم لضرب الهام بالسيف ينعموا *** و دعني لنشر العلم في الناس أنعم
و ما كان ذا ملك يقاتل وحده *** فما لك للأعداء وحدك فاعلم
خصصت بأقدام و بأس و سطوة *** يبين بها للناظر المتوسم
و فتيان (3) صدق لا يبالون من لقوا *** فقاتل بهم من شئت تغلب و تسلم
و ما لي منكم غير أني أودكم *** و أدنو إليكم بالدعاء و أنتمي
و أشكو من الأيام صولة حادث *** لجوج ملحّ دائم اللّزّ مبرم
ص: 190
و أغلظ في الشكوى لكيما ترق لي *** و أحلف إن كذبتني في تظلمي
و حق رسول اللّه و العترة التي *** تحب فتنجي من عذاب جهنم
لقد صمت أياما و ما صمت طائعا *** و لكنني صومت تصويم معدم
و لم يجر لي بالصوم في الدهر عادة *** سوى ذاك الشهر الشريف المعظّم
فصلني بألف رابح غير واثب *** أصلك بشكر واضح غير مبهم
و ها ذاك كيسي فارغا قد حملته *** لتملأه فاملأه يا خير منعم
ابن مسلم بن عبد اللّه أبو بكر الجهني مولاهم
ولاؤهم لبني طلحة، و بنو طلحة من ولد عمرو بن مرة الجهني الصحابي.
روى عن أبي بكر محمّد بن أحمد بن سيد حمدوية الزاهد، و أبي بكر عبد الرّحمن بن القاسم بن الرواس، و أبي قصيّ العذري، و أبي الوليد عبد الملك بن محمود بن سميع.
روى عنه: تمام بن محمّد، و أبو الحسين الرازي، و ابن ابنه أبو القاسم عمير (1) بن محمّد بن محمّد بن محمّد.
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، ثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن محمّد، أنبأنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن عمير الجهني، ثنا محمّد بن أحمد بن سيّد حمدوية (2)،ثنا قاسم بن عثمان الجوعي، ثنا جعفر بن عون، عن مسلم الملائي، عن أنس ابن مالك قال: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم [يوم خيبر (3) و النضير على حمار بإكاف مخطوم بحبل ليف؛ قال أنس سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم] (4) يقول:«يا أيّها الناس دعوا الدنيا - ثلاث مرات - من أخذ من الدنيا فوق ما يكفيه فإنّما يأخذ حتفه و هو لا يشعر»[11667].
ذكره أبو الحسين الرازي في جملة شيوخه الذين سمع منهم بدمشق، فيما قرأته بخط نجا بن أحمد، و ذكر أنه نقله من خطّه.
ص: 191
قدم دمشق، و حدّث بها عن أبي الفوارس أحمد بن محمّد بن الحسين الشيرازي.
روى عنه: علي بن الخضر السّلمي.
قرأت بخط علي بن الخضر السّلمي، و أنبأنيه أبو الوحش سبيع بن المسلم المقرئ، ثنا علي بن الخضر بن سليمان بن سعيد السّلمي - لفظا - سنة اثنتين و أربعين و أربعمائة في الجامع بدمشق، ثنا الشيخ أبو الفضل محمّد بن محمّد بن عيسى بن محمّد الأسفرايني، قدم علينا دمشق - رحمه اللّه - حدّثنا أحمد بن محمّد بن الحسين الشيرازي قال: سمعت الحسين بن جعفر بن محمّد الجرجاني الحافظ بالريّ يقول: سمعت محمّد بن إسماعيل بن هزّان الطبراني بمكة قال: سمعت معمر بن الخطّاب بن عبد اللّه البلوي بمكة قال:
سمعت علي بن أبي طالب يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«كلمة الحكمة ضالّة المؤمن حيث وجدها فهو أحقّ بها»[11668].
[قال ابن عساكر:] (1) كذا سمّى الأشجّ أبا الدنيا (2)،و المحفوظ أنّ اسمه عثمان بن الخطّاب، و قد وقع لي هذا الحديث بعلو.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، ابنا (3) أبي علي، قالا: أنبأنا أبو علي الحسن بن غالب بن علي المقرئ، ثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد المفيد بجرجرايا - إملاء - حدّثنا أبو عمرو عثمان بن الخطّاب، يعرف بأبي الدنيا الأشج المعمّر، قال: سمعت علي بن أبي طالب يقول: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«الحكمة ضالة المؤمن [حيث] (4) وجدها فهو أحق بها»[11669].
حكى عن أبيه، و عمّه يحيى بن قادم.
حكى عنه أبو بكر أحمد بن المعلى الأسدي في أخبار أبي العميطر التي جمعها.
ص: 192
قرأت بخط أبي الحسين الرازي، حدّثني محمّد بن أحمد بن غزوان، ثنا أحمد بن المعلّى، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن قادم قال: سمعت عمي يحيى بن قادم يقول:
كان أصحاب أبي العميطر يدورون على الناس و يقولون لهم: قوموا بايعوا الرضا من آل محمّد، يريدون أبا العميطر، فمروا بمحمّد بن الوليد العنسي الخفّاف فقالوا له: قم، فبايع الرضا من آل محمّد، فقال لهم: الرضا من آل محمّد من بني العباس ليس من بني حرب (1)فضربوه، و أفلت من أيديهم، فلم يزل مختفيا حتى دخل ابن بيهس دمشق.
6957 - محمّد بن محمّد بن القاسم أبي حذيفة بن عبد الغني أبو علي (2)
حدّث عن أحمد بن محمّد بن أبي الخناجر، و محمّد بن هشام بن ملاّس، و أبي أميّة الطرسوسي، و إسماعيل بن حمدوية البيكندي، و عبد اللّه بن الحسين بن جابر المصّيصي، و يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد، و ربيعة بن الحارث [الحمصي] (3)،و أبي أسامة عبد اللّه بن محمّد بن أبي أسامة الحلبي، و بكّار بن قتيبة، و أبي العبّاس الوليد بن مروان الأزدي، و محمّد ابن سليمان بن داود المنقري البصري، و يحيى بن أيوب بن أبي عقال الكلبي، و يزيد بن الغمر بن يزيد السّلمي و غيرهم.
روى عنه: أبو بكر بن أبي الحديد، و أبو الحسين بن سمعون الواعظ ، و أبو حفص بن شاهين.
أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنبأنا أبو طالب (4) محمّد بن علي العشاري، أنبأنا أبو الحسين بن سمعون، ثنا أبو علي محمّد بن محمّد بن أبي حذيفة الدمشقي، حدّثنا أبو علي أحمد بن محمّد بن أبي الخناجر، حدّثنا خالد بن عمرو القرشي، ثنا مسعر، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللّه أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم صلى فزاد أو نقص، فقيل له: أحدث في الصّلاة شيء؟ قال:«لو حدث لأنبأتكم، هل أنا إلاّ بشر مثلكم أنسى كما تنسون، فأيكم زاد في صلاته أو نقص فليتحرّ الصواب، و ليتمّ و ليسجد سجدتي السّهو»[11670].
ص: 193
أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو (1) محمّد الجوهري، ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد، و أبو منصور أحمد ابنا (2) محمّد بن أحمد السلال، قالا: أنبأنا محمّد بن و شاح.
قالا: أنبأنا عمر بن أحمد بن شاهين، حدّثنا محمّد بن محمّد بن أبي حذيفة الدّمشقي - زاد الجوهري: بدمشق - حدّثنا أحمد بن محمّد بن أبي الخناجر، ثنا موسى بن داود، ثنا حمّاد ابن سلمة، عن قتادة، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«طلب العلم فريضة على كل مسلم»[11671].
قرأت بخط نجا بن أحمد، و ذكر أنه نقله من خطّ أبي الحسين الرّازي في تسمية من سمع منه بدمشق من شيوخها.
أبو علي محمّد بن محمّد بن أبي حذيفة، القاسم، مات في ذي القعدة سنة اثنتين و ثلاثين [و ثلاثمائة] (3).
قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنبأنا مكي بن محمّد، أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال: سنة اثنتين و ثلاثين و ثلاثمائة، أبو علي محمّد بن أبي حذيفة - يعني - مات.
حدّث عن أبي بكر محمّد بن [عبد] الأعلى (4) بن مسهر.
أنبأنا عنه: أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الرحيم بن الوليد الكلابي، و يعرف بأبي الزلازل.
6959 - محمّد بن محمّد بن لبيد (5) أبو الحسن الخشاب
حدّث عن أبي محمّد عبد الرّحمن بن إسماعيل الكوفي، و أبي عثمان سعيد بن عبد العزيز الحلبي.
ص: 194
روى عنه: تمام بن محمّد، أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني - و نقلته من خطه - ثنا (1) عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن محمّد الرازي، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن لبيد الخشّاب من حفظه، ثنا عبد الرّحمن بن إسماعيل الكوفي، ثنا يونس بن عبد الأعلى، أنبأنا ابن وهب عن عمرو بن الحارث، عن درّاج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري، قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«أصل كلّ داء البرد»[11672].
[قال ابن عساكر (2):] [كذا] (3) قال: و الصواب: البردة (4)-يعني - التخمة، بزيادة هاء.
حكى حكاية في بناء جامع دمشق.
حكى عنه ابنه الأصبغ بن محمّد، تقدمت حكايته في ترجمة الأصبغ.
6961 - محمّد بن محمّد بن محمد بن الحسين بن علي (5)
أبو الموفق النيسابوريّ (6)
قدم دمشق، و سمع بها أبا الحسين جعفر بن عبد الرزّاق بن عبد الوهّاب، و عبد الوهّاب ابن الحسن الكلابي، و حدث بها عن أبي الحسن بن الجندي البغدادي، و إبراهيم بن محمّد ابن يوسف، و أحمد بن محمّد بن العطاف الإسكندراني.
روى عنه: عبد العزيز الكتاني، و علي بن الخضر، و أبو طاهر أحمد بن عاصم الموصلي، و أبو القاسم بن الفرات.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا أبو محمّد الكتاني، ثنا أبو الموفق محمّد بن محمّد ا [بن محمّد] (7) بن الحسين بن علي النيسابوريّ - قراءة علينا من كتابه في مسجد النيرب - ثنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عمران - ببغداد - ثنا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، و محمّد ابن الحسن بن طازاد، قالا: ثنا علي بن حرب، حدّثنا محمّد بن.... (8) الأعزّ، ثنا أبو معاوية، عن عمرو بن عبد الجبّار، حدّثنا عبد اللّه بن يزيد الأودي، قال: سمعت أنس بن
ص: 195
مالك يقول: سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: من الراسخون في العلم ؟ قال:«من صدق حديثه، و برّ في يمينه، و عفّ بطنه و ظهره، فذلك الراسخون في العلم»[11673].
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن زريق، قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):محمّد بن محمّد بن محمّد (2) أبو الموفق النيسابوريّ ، قدم بغداد [بعد] (3)،سنة تسعين و ثلاثمائة، و كتب عن (4) جماعة من شيوخها، ثم خرج إلى الشام، فسمع بدمشق من أخي تبوك، و كتب بصيدا عن أبي الحسين بن جميع، و بمصر: عن عبد الغني بن سعيد، و أبي محمّد بن النحاس و غيرهما، و رجع إلى بغداد، فأقام بها مدة، و حدّث، و علقت عنه شيئا يسيرا (5)،و خرج من بغداد إلى نيسابور في سنة إحدى و عشرين و أربعمائة، و حدّثني أبو القاسم الأزهري عنه أنه لما قدم بغداد في الابتداء ادّعى أنه هاشمي النسب، فطلبه النقيب فهرب خوفا منه، و لم يعد إلى البلد إلاّ بعد سنين كثيرة.
قال الخطيب: بلغنا خبر وفاة أبي الموفق في سنة تسع و عشرين و أربعمائة.
أبو الغنائم البصري المقرئ، المعروف بابن الغرّاء (6)(7)
سمع بدمشق: محمّد بن عبد الرّحمن بن عبيد اللّه القطان، و أبا محمّد بن أبي نصر، و زيد بن عبد اللّه البلوطي (8)،و سكن بيت المقدس، و حدّث بها بصحيح مسلم عن أبي العباس أحمد بن الحسن الدارمي، و أبا الحسن علي بن عبد اللّه بن جهضم، و عبد الرّحمن ابن عمر بن النحّاس، و أبي أحمد سهل بن أحمد بن محمّد الصفّار المروزي، و جعفر بن محمّد (9) بن أبي الذكر أبي الفضل السّلمي المصري.
روى عنه: الخطيب أبو بكر الحافظ ، و أبو الفتح نصر بن إبراهيم، و محمّد بن عبد اللّه
ص: 196
القروي، و أبو القاسم مكي بن عبد السّلام بن الحسين بن الرّميلي (1)،و أبو القاسم عبد الرّحمن بن الحسن بن محمّد الفارسي.
أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الواحد، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو الغنائم بن الغرّاء، أنبأنا محمّد بن عبد الرّحمن بن عبيد اللّه الكلبي الزاهد بدمشق، حدّثنا خيثمة بن سليمان القرشي، ثنا أبو عتبة أحمد بن الفرج الحجازي، ثنا بقية بن الوليد، ثنا الوليد بن مسلم، عن ابن جابر، عن ابن حلبس قال: سمعت أبا الدرداء يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«قد فرغ اللّه إلى كلّ عبد من خمس: من أثره، و عمله، و رزقه، و أجله، و مضجعه»[11674].
أخبرناه عاليا أبو الحسن بن قبيس، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، حدّثنا خيثمة بن سليمان، حدّثنا أبو عتبة أحمد بن الفرج، ثنا بقية، ثنا الوليد بن مسلم، فذكره.
أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سعد، و أبو بكر [محمد] (2) بن أحمد بن الجنيد الميهنيان - بها - قالا: أنبأنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن الحسن بن محمّد الفارسي، أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن محمّد بن محمّد بن الغرّاء المقرئ البصري بالمسجد الأقصى، أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن جهضم، أنشدنا أبو محمّد جعفر بن محمّد بن نصير، أنشدنا ابن مسرور:
و كلّ خليل ليس في اللّه وده *** فأنّى به في ودّه غير واثق
لعمرك ما شيء من العيش كله *** أقر لعيني من خليل موافق
ألا إنّما الخلاّن عند الحقائق *** و لا خير في ود الخئون الممازق
أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنبأنا أبو بكر الخطيب قال: محمّد بن محمّد بن محمّد ابن أحمد بن منصور، أبو الغنائم المقرئ المصري، يعرف بابن الغرّاء، حدّث عن علي بن عبد اللّه بن جهضم الهمذاني، و أبي محمّد بن النحاس المصري، و نحوهما، كتبت عنه ببيت المقدس.
قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (3):أما الغرّاء بالراء،
ص: 197
فهو أبو الغنائم محمّد بن محمّد بن محمّد بن أحمد بن منصور المقرئ البصري المعروف بابن الغرّاء قال: إنه سمع بهجة (1) الأسرار من علي بن عبد اللّه بن جهضم الهمذاني، و ضاع كتابه، و بقيت عنده الزيادات و هي خمسة أجزاء سمعتها منه بالقدس، و حدّث عن أبي محمّد ابن النحاس المصري، و ابن أبي نصر الدمشقي و غيرهما.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا أبو محمّد الكتّاني، حدّثني أبو الحسن علي بن أحمد الأنصاري الأندلسي قال:
ورد الخبر بوفاة أبي الغنائم محمّد بن محمّد بن محمّد بن الغرّاء البصري المقرئ في هذه السنة - يعني - سنة اثنتين و ستين و أربعمائة، حدّث عن أبي الحسن علي بن عبد اللّه بن جهضم و غيره.
قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي، كتب إليّ مكي بن عبد السّلام المقدسي بخطه يذكر أنه قرأ على حجر بن منصور على أبي الغنائم بن الغرّاء أنه توفي في النصف من شعبان سنة اثنتين و ستين و أربعمائة بالمقدس، و توفي و قد بلغ الثمانين سنة أو جاوزها.
أبو عبد اللّه بن أبي نصر الطالقاني الصوفي (2)
سمع بدمشق: أبا محمّد بن أبي نصر، و أبا الحسن أحمد بن محمّد بن سلامة (3)الستيتي، و حدّث عنهما، و عن أبي عبد الرّحمن السّلمي الصوفي، و أبي (4) محمّد بن جميع.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، و سمع منه بدمشق، و سمع منه أبو عبد اللّه الحميدي بدمشق أيضا، و شيخنا أبو محمّد بن الأكفاني، و عمر بن أبي الحسن الدهستاني و سمع منه بصور، و سكن صور إلى أن مات بها، و ذكر لي أبو طاهر إبراهيم بن شيبان الدمشقي المرتب ببغداد، و كان ابن ابنته، أنه سمع منه كتاب طبقات الصوفية، و لم أسمعه منه على عمد.
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنبأنا أبو عبد اللّه بدمشق سنة تسع و خمسين، أنبأنا أبو
ص: 198
عبد الرّحمن السلمي قال: سمعت أبا بكر محمّد بن عبد اللّه الرازي يقول: سمعت القناد يقول: سمعت أبا الحسين (1) النوري يقول: رأيت غلاما جميلا ببغداد فنظرت إليه ثم أردت أن أردّد النظر، فقلت له: تلبسون النعال الصّرّارة، و تمشون في الطرقات ؟ قال: أحسنت، أتجمّش بالعلم (2)،ثم أنشأ يقول:
تأمل بعين الحق إن كنت ناظرا *** إلى صفة فيها بدائع فاطر
و لا تعط حظ النفس منها لما بها *** و كن ناظرا بالحقّ قدرة قادر
قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي الصوري محمّد بن أبي نصر محمّد بن محمّد بن عبد الرّحمن أبو عبد اللّه الصوفي الطالقاني - طالقان مرو الروذ (3)-سافر قطعة كبيرة من البلاد، و تردّد إلى صور، ثم استوطنها إلى أن مات فيها، و حدّث بها عن أبي عبد الرّحمن السلمي (4) بكتاب طبقات الصوفية تأليفه، و عن أبي محمّد بن أبي نصر (5)،و أبي الحسين أحمد بن محمّد الستيتي، و أبي محمّد بن جميع، و غيرهم، كتبنا عنه، و كان سماعه صحيحا في الأصول الشاميّة، فأمّا كتاب الطبقات فإنّي سمعت غير واحد يتكلم فيه بسببه و ينكر سماعه من أبي عبد الرّحمن، فاللّه أعلم، و حدّثني أن أول دخوله الشام في سنة خمس عشرة، و فيها سمع من الستيتي (6)،و ابن أبي نصر، و رأيت أنا بدمشق و بصور على أصولهما سماعه بعد موته و قبله، و كان خيّرا، كثير الدرس للقرآن، توفي في يوم الثلاثاء لخمس بقين من ذي القعدة سنة [ست] (7) و ستين و أربعمائة، و دفن بالغد في الخربة، رحمه اللّه، و كنت سألت عن مولده قبل وفاته فذكر أنه في عشر الثمانين.
و ذكر أبو الفرج في موضع آخر: أنه كان قد نيّف على الثمانين.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - قراءة - قال: حدّثني أبو الفرج غيث بن علي قال:
توفي أبو عبد اللّه محمّد بن أبي نصر الطالقاني يوم الثلاثاء لخمس بقين من ذي القعدة
ص: 199
من سنة ثلاث و ستين و أربعمائة بصور، و كان قد أقام (1) بدمشق (2)،و حدّث بها عن أبي محمّد عبد الرّحمن بن عثمان بن أبي نصر، و أبي عبد الرّحمن محمّد بن الحسين السّلمي النيسابوري، و لم يكن له بما رواه عن أبي عبد الرّحمن كتاب صحيح (3)،أنكر ذلك الإمام أبو بكر الخطيب، رحمه اللّه.
6964 - محمّد بن محمّد أبو حامد الطوسيّ ، المعروف بالغزالي الفقيه الشافعي (4)
كان إماما في علم الفقه مذهبا و خلافا، و في أصول الدّيانات و الفقه.
و سمع صحيح البخاري من أبي سهل محمّد بن عبيد اللّه الحفصي، و ولي التدريس بالمدرسة النّظّامية (5) ببغداد، ثم خرج إلى الشام زائرا لبيت المقدس، فقدم دمشق سنة تسع و ثمانين و أربعمائة، و أقام بها مدة، و بلغني أنه صنّف بها بعض مصنفاته ثم رجع إلى بغداد و مضى إلى خراسان و درس مدة بطوس، ثم ترك التدريس و المناظرة و اشتغل بالعبادة.
أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي في تذييله تاريخ نيسابور، قال (6):
محمّد بن محمّد بن محمّد أبو (7) حامد الغزالي الطوسي، حجّة الإسلام و المسلمين، إمام أئمة الدّين، من لم تر العيون مثله لسانا و بيانا، و نطقا، و خاطرا، و ذكاء (8)،و طبعا شدا طرفا في صباه بطوس من الفقه على الإمام الراذكاني، ثم قدم نيسابور مختلفا إلى درس إمام الحرمين، و جد و اجتهد، تخرج في مدة قريبة، و بذّ الأقران، و حمل القرآن، و صار انظر أهل زمانه، و واحد أقرانه في أيام إمام الحرمين، و كان الطلبة يستفيدون منه، و يدرّس لهم و يرشدهم، و يجتهد في نفسه، و بلغ الأمر به إلى أن أخذ في التصنيف؛ و كان الإمام مع علو
ص: 200
درجته لا يصفي نظره إلى الغزالي سترا (1) لإنافته عليه في سرعة (2) العبادة، و قوة الطبع، و لا يطيب له تصدّيه للتصانيف، و إن كان منتسبا إليه، كما لا يخفي من طباع البشر، لكنه يظهر التبجح به و الاعتداد بمكانه ظاهرا خلاف ما يضمره (3) ثم بقي كذلك إلى انقضاء أيام الإمام، فخرج من نيسابور و صار إلى المعسكر، و احتل من مجلس نظام الملك محل القبول، و أقبل عليه الصاحب لعلو درجته و ظهور اسمه، و حسن مناظرته، و جري عبارته، و كانت تلك الحضرة محط (4) رحال العلماء، و مقصد الأئمة و الفصحاء (5)،فوقعت للغزالي اتفاقات حسنة من الاحتكاك بالأئمة، و ملاقاة الخصوم اللد و مناظرة الفحول و مناقرة الكبار، فظهر اسمه في الآفاق، و ارتفق بذلك أكمل الارتفاق، حتى أدّت الحال به إلى أن رسم للمصير إلى بغداد للقيام بالتدريس بالمدرسة الميمونة النّظّامية بها، فصار إليها و أعجب الكل بتدريسه و مناظرته، و ما لقي مثل نفسه، و صار بعد إمامة خراسان إمام العراق، ثم نظر في علم الأصول و كان قد أحكمها فصنّف فيها تصانيف و حرر (6) المذهب في الفقه فصنّف فيه تصانيف، و سبك الخلاف فحرر فيه أيضا تصانيف، و علت حشمته و درجته في بغداد حتى كان يغلب حشمة الأكابر و الأمراء، و دار الخلافة، فانقلب الأمر من وجه آخر، و ظهر عليه بعد مطالعة العلوم الدقيقة و ممارسة الكتب المصنّفة فيها طريق التزهّد و التألّه، و ترك الحشمة و طرح ما نال من الدرجة و الاشغال بأسباب التقوى، و زاد الآخرة، فخرج عما كان فيه، و قصد بيت اللّه تعالى، و حجّ ، ثم دخل الشام و أقام في تلك الديار قريبا من عشر سنين يطوف و يزور المشاهد المعظمة، و أخذ في التصانيف المشهورة التي لم يسبق إليها مثل:«إحياء علوم الدين»، و الكتب المختصرة منها مثل:«الأربعين» و غيرها من التي من تأمّلها علم محل الرجل من فنون العلم، و أخذ في مجاهدة النفس، و تغيير الأخلاق و تحسين الشمائل، و تهذيب المعاش، فانقلب شيطان الرعونة، و طلب الرئاسة، و الجاه و التخلق بالأخلاق الذميمة (7)،إلى سكون النفس، و كرم الأخلاق، و الفراغ عن الرسوم و الترغيبات و التزيي بزيّ الصّالحين و قصر الأمل،
ص: 201
و وقف الأوقاف على هداية الخلق و دعا بهم إلى ما يعنيهم من أمر الآخرة، و تبغيض الدنيا و الاشتغال بها على السالكين، و الاستعداد للرحيل في الدار الباقية، و الانقياد لكل من يتوسم فيه أو يشمّ فيه رائحة المعرفة أو التيقّظ لشيء من أنوار المشاهدة، حتى مرن على ذلك و لان.
ثم عاد إلى وطنه لازما بيته، مشتغلا بالتفكّر، ملازما للوقت، مقصودا نفيسا و ذخرا (1)للقلوب و لكلّ من يقصده و يدخل عليه، إلى أن أتى على ذلك مدة، و ظهرت التصانيف، و فشت الكتب، و لم يبد في أيامه مناقضة لما كان فيه و لا اعتراض على أحد على ما .... (2) حتى انتهت نوبة الوزارة إلى الأجل فخر الملك جمال الشهداء، تغمده اللّه برحمته، و تزينت خراسان بحشمته و دولته، و قد سمع و تحقق بمكان الغزالي و درجته، و كمال فضله و حالته و صفاء عقيدته، و نقاء سريرته، فتبرّك به و حضره و سمع كلامه، فاستدعى منه أن لا تبقى أنفاسه و فوائده عقيمة لا استفادة (3) منها، و لا اقتباس من أنوارها، و ألحّ عليه كلّ الإلحاح، و تشدّد في الاقتراح إلى أن أجاب إلى الخروج و حمل (4) إلى نيسابور و كان الليث غائبا عن عرينه و الأمر خافيا في مستور قضاء اللّه و مكنونه، فاشتدّ عليه في التدريس في المدرسة الميمونة النظامية - عمّرها اللّه - فلم يجد بدّا من الإذعان للولاة، و نوى (5) إظهار ما اشتغل به هداية الشداة (6) و إفادة القاصدين دون الرجوع إلى ما انخلع عنه، و تحرّز عن رقة من طلب الجاه و مماراة الأقران، و مكابدة المعاندين، و كم قرع عصاه بالخلاف و الوقوع فيه و الطعن فيما يذره و يأتيه و السعاية به و التشنيع عليه، فما تأثر به و لا اشتغل بجواب الطاعنين، و لا أظهر استيحاشا بغميزة المخلطين و لقد (7) زرته مرارا، و ما كنت أحدّس (8) في نفسي مع ما عهدته في سالف الزمان عليه من الزعارة (9) و الجاش البأس، و النظر إليهم بعين الازدراء، و الاستخفاف بهم كبرا و خيلاء، و اغترارا (10) بما رزق من البسطة في النطق، و الخاطر،
ص: 202
و العبارة، و طلب الجاه، و العلوّ في المنزلة أنه صار على الضدّ (1) و تصفّى عن تلك الكدورات، و كنت أظن أنه متلفع بجلباب التكلف، متنمّس بما صار إليه، فتحققت بعد السّبر و التقتير أن الأمر على خلاف المظنون، و أن الرجل أفاق (2) بعد الجنون، و حكى لنا في ليال له فيه أحواله من ابتداء ما ظهر له سلوكه طريق التألّه و غلبة الحال عليه بعد تبحّره في العلوم، و استطالته على الكل بكلامه و الاستعداد الذي خصّه اللّه به في تحصيل أنواع العلوم، و تمكّنه في البحث و النظر حتى تبرم من الاشتغال بالعلوم العريّة (3) عن المعاملة، و تفكّر في العاقبة، و ما يجري و ينفع في الآخرة، فابتدأ بصحبة الفارمذي (4) و أخذ منه استفتاح الطريقة، و امتثل ما كان يشير به عليه من القيام بوظائف العبادات، و الإمعان في النوافل، و استدامة الأذكار، و الجد و الاجتهاد طلبا للنجاة، إلى أن جاز تلك العقاب، و تكلّف تلك المشاق، و ما يحصل على ما كان يطلبه من مقصود. ثم حكى أنه راجع العلوم و خاض في الفنون، و عاود الجد و الاجتهاد في كتب العلوم الدّقيقة، و التقى بأربابها حتى انفتح له أبوابها، و بقي مدة في الوقائع و تكافؤ الأدلة و أطراف المسائل، ثم حكى أنه فتح عليه باب من الخوف بحيث شغله عن كل شيء، و حمله على الإعراض عمّا سواه، حتى سهل ذلك، و هكذا هكذا إلى أن ارتاض كل الرياضة، و ظهرت له الحقائق، و صار ما كان نظن به ناموسا و تخلقا طبعا و تحققا، و إن ذلك أثر السعادة المقدرة له من اللّه.
ثم سألناه عن كيفية ترعيته و الخروج من بيته و الرجوع إلى ما دعي إليه من أمر نيسابور، فقال معتذرا عنه: ما كنت أجوز في ديني أن أقف عن الدعوة، و منفعة الطالبين بالإفادة، و قد حقّ (5) عليّ أن أبوح بالحق، و أنطق به، و أدعو إليه، و كان صادقا في ذلك، ثم ترك ذلك قبل أن يترك، و عاد إلى بيته و اتخذ في جواره مدرسة لطلبة العلم، و خانقاه للصوفية، و كان قد وزع أوقاته على وظائف الحاضرين من ختم القرآن و مجالسة أهل القلوب و العقود للتدريس بحيث لا تخلو لحظة من لحظاته و لحظات من معه عن فائدة إلى أن أصابه غير و ضن الأيام به على أهل عصره، فنقله اللّه إلى كريم جواره بعد مقاساة أنواع من القصد و المناوأة من الخصوم و السعي به إلى
ص: 203
الملوك، و كفاية اللّه و حفظه و صيانته عن أن تنوشه أيدي النكبات أو ينتهك ستر دينه بشيء من الزلات و كانت خاتمة أمره إقباله على حديث المصطفى صلى اللّه عليه و سلّم و مجالسة أهله و مطالعة الصحيحين للبخاري و مسلم اللذين هما حجة الإسلام و لو عاش لسبق في ذلك الفن بيسير من الأيام يستفرغه في تحصيله، و لا شك أنه سمع الأحاديث في الأيام الماضية، و اشتغل في آخر عمره بسماعها و لم يتفق له الرواية، و لا ضرر فيما خلفه من الكتب المصنفة في الأصول و الفروع و سائر الأنواع، فخلد ذكره، و تقرر عند المطالعين المصنفين المستفيدين منها أنه يخلف مثله بعده، و مضى إلى رحمة اللّه تعالى يوم الاثنين الرابع عشر من جمادى الآخرة سنة خمس و خمسمائة، و دفن بظاهر قصبة طابران (1) و اللّه تعالى يخصه بأنواع الكرامة في آخرته كما خصه بقبول العلم في دنياه بمنّه، و لم يعقب إلاّ البنات، و كان له من الأسباب إرثا و كسبا ما يقوم بكفايته و نفقة أهله و أولاده فما كان يباسط أحدا في الأمور الدنيوية. و قد عرضت عليه أموال فما قبلها، و أعرض عنها و اكتفى بالقدر الذي يصون به دينه و لا يحتاج معه إلى التعرض لسؤال و منال من غيره.
ذكر أبو محمد بن الأكفاني: أن الإمام أبا حامد الغزالي (2) توفي في جمادى الأولى سنة خمس و خمسمائة بمدينة طوس.
أبو حامد الطوسي التروي (3) الفقيه الشافعي
سمع أبا المعالي محمّد بن إسماعيل الفارسي، و أبا محمّد عبد الجبّار (4) بن محمّد البيهقي، و أبا (5) بكر وجيه بن طاهر الشّحّامي، و أبا الفتوح عبد الوهّاب بن شاه الشادياخي، و أبا الأسعد هبة الرّحمن بن عبد الواحد القشيري، و أبا سعيد محمّد بن يحيى الجنزي الفقيه.
و عنه أخذ علم الخلاف و به تخرج، و قدم علينا دمشق في جمادى الأوّلى سنة خمس و ستين و خمسمائة، و نزل (6) دويرة السّميساطي، و كان حسن المناظرة، فقيه النفس، و سألته
ص: 204
عن مولده فقال: يوم الثلاثاء خامس و عشرين ذي القعدة سنة سبع عشرة و خمسمائة، قرئ (1)عليه شيء من أماليه عن شيوخه الذين ذكرتهم، ثم توجّه إلى بغداد، فأقام بها و عقد مجلس التذكير، فحصل له بها قبول عند الخاصّ و العام إلى أن توفي رحمه اللّه في العشر الآخر من شهر رمضان من سنة سبع و ستين و خمسمائة، و دفن بمقبرة باب أبرز بحضرة الشيخ أبي إسحاق و من عنده من الأئمة رحمة اللّه عليهم أجمعين.
حدّث عن أبيه.
روى عنه: أبو محمّد بن أبي حاتم.
قرأت بخط أبي الفتح سليم بن أيوب، و أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم عنه.
أنبأنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن الحسن البصير، ثنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي حاتم، ثنا محمّد بن محمّد بن المبارك الصوري - بمكة - ثنا محمّد بن المبارك، ثنا إسماعيل ابن عيّاش عن عبد العزيز بن عبيد اللّه، عن ابن عقبة - يعني: ثمامة (2)-عن الحارث بن سويد أنه حدّث عن ابن مسعود قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«ما من رجل يكون في قوم فيعمل فيهم بالمعاصي، و هم أكثر منهم و أعزّ ثم لم يدهنوا» (3)[11675].
حدّث عن الوليد بن مسلم.
روى عنه: أبو بكر الباغندي.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن حسنون النّرسي، أنبأنا أبو القاسم موسى بن عبد اللّه السرّاج، ثنا محمّد بن محمّد بن سليمان، ثنا محمّد بن محمّد بن مرزوق البعلبكيّ ، ثنا الوليد بن مسلم، عن زهير بن محمّد، عن سالم الخيّاط ، عن محمّد بن سيرين أنه حدّثهم عن أبي بكرة أنه دخل المسجد و الناس ركوع، فركع، ثم دبّ راكعا حتى دخل الصّف فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«زادك اللّه حرصا و لا تعد»[11676]، قال: فذكرت هذا الحديث لسعيد بن بشير، فأخبرني عن قتادة عن الحسن، عن أبي بكرة بنحو ذلك.
ص: 205
قال: و حدّثنا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، ثنا محمود بن محمّد بن مرزوق، ثنا الوليد بن مسلم، أخبرني عبد الرّحمن بن ثابت، عن مكحول و الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم [قال:] «تفضّل صلاة الرجل في جماعة على صلاته خمسا و عشرين درجة»[11677].
[قال ابن عساكر:] (1) كذا سمّاه في حديث: محمّدا و في حديث: محمودا، و اللّه أعلم بالصواب.
له شعر لا بأس به، فمما وجدت من شعره ما مدح به بعض الكتّاب فقال:
لذاك الصدود و ذاك البعاد (2) *** معفصا الأسى و أضعنا الجلد
و ما طاب بعدك إلاّ السّقام *** و إلاّ الغرام و إلاّ الكمد
فليت الذي من حبكم [بي] (3) إذا *** كان لم ينتقض لم يزد
وليتك إذا لم تجد لم تجز *** وليتك إن لا تفي (4) لم تعد
و قالوا: أ نغشاك (5) عند المنام ؟ *** فقلت: يرى حلما من رقد
و كم طاف طرفي بذاك العذار *** فقال فؤادي فيه (6):لا تعد
أ في كلّ يوم أرى لاعجا *** من الشوق يعتادني محتشد
هوى يتناهى و لا ينتهي *** و يقصدني و هو لا يقتصد
غزاني مع (7) الدهر في عسكر *** كثير العديد كثيف العدد
و إنّي لآمل بالعارفات إلاّ *** أضام و لا اضطهد
أ أخشى و دوني أبا سعيد (8) *** بن معلى المعالي أسد
أغرّ له (9) رغبة في الثّناء *** إذا ما اللئيم (10) أبى أو زهد
و أروع غرّ به (11) للعيون جلاء *** القذى و شفاء الرمد
ص: 206
إذا زرته طالبا للنوال *** أنفذ (1) حلمك فيما وجد
بنى الشرف الفخم فوق النجوم *** و وطّد أركانه و العمد
تعالى إلى رتبة في العلى *** مربعة لم ينلها أحد
و حاز من المجد ما لا يلام *** على مثله حاسد إن حسد
فداؤك مني امرؤ شكره *** يدوم (2) و يبقى بقاء الأبد
أتاك لتصلح من أمره *** بالأيك الغرّ ما قد فسد
و إنّي لأشكر منك الجميل كما *** يشكر الولدين الولد
و لست أرى أنني بالغ *** مداه على أنني مجتهد
و غيرك يأبى الفعال الحميد *** و مثلك جاه بأمر حمد
فلا زال نجمك نجم الفلاح *** و لا زهمك سهم سهم الرشد
أبو المفضّل (3) الأزدي الشاهد
سمعه أبوه في صغره من أبي الفضل بن الفرات، و عبد الكريم بن أبي الفضل الكفر طابي، و سهل بن بشر، و نصر المقدسي.
و سمع هو بنفسه فأكثر السماع، و حصلت له نسخ كثيرة، و كتب حسان مع خلوه من المعرفة، سمع منه بعض أصحابنا شيئا يسيرا، و لم أسمع منه إلاّ حكاية واحدة رواها لي عن [ابن] (4) الأكفاني، و كان مولده عن ما ذكر لي أخوه أبو المكارم عبد الواحد سنة أربع و ثمانين و أربعمائة، و توفي وقت صلاة المغرب ليلة الجمعة الخامس أو السادس من صفر سنة سبع و ثلاثين و خمسمائة، و دفن في داره عند باب الجامع الشامي، ثم نقل بعد مدة إلى مقبرة باب الفراديس.
6970 - محمّد بن محمّد بن مكّي بن يوسف أبو أحمد الجرجاني القاضي (5)
سمع بدمشق أبا الطيّب أحمد بن إبراهيم بن عبادل، و عبد اللّه بن إسماعيل البيروتي،
ص: 207
و أبا العباس محمّد بن عبد الرّحمن الدغولي السرخسي، و إبراهيم بن خريم (1) الشاشي بها، و طاهر بن يحيى النيسابوري، و يحيى بن محمّد بن صاعد (2)،و محمّد بن يوسف الفربري، و حدّث عنه بكتاب الصّحيح، و أبا عبد اللّه الحكيمي، و علي بن محمّد الصائغ الجرجاني.
روى عنه: أبو نعيم الحافظ ، و أبو تمام عبد الملك بن أحمد بن علي بن عبدوس الأهوازي، و أبو الحسن محمّد بن علي بن صخر الأزدي البصري.
كتب إليّ أبو علي الحداد، ثم حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد عنه.
ح و أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: ثنا - و أبو منصور ابن زريق، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (3)،قالا: أنبأنا أبو نعيم الحافظ (4)،ثنا أبو أحمد محمّد ابن محمّد بن مكّي بن يوسف الجرجاني، ثنا علي بن محمّد الصائغ بجرجان، ثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى بن الحارث الكسائي، ثنا مالك بن أنس، عن حميد، عن أنس قال: جاء عليّ إلى النبي صلى اللّه عليه و سلّم و معه ناقة، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«ما هذه الناقة ؟» قال: حملني عليها عثمان، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«اتّق الدنيا فإن من كثر شيئه (5) كثر شغله، و من كثر شغله اشتد حرصه، و من اشتد حرصه كثر همّه و نسي ربّه، فما ظنك يا عليّ بمن نسي ربّه»[11678].
قال الخطيب: هذا حديث منكر بإسناده تفرّد بروايته الصائغ، و هو ضعيف جدا عن الكسائي، و هو مجهول.
كتب إليّ أبو علي الحدّاد، و حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنبأنا أبو نعيم (6)الحافظ ، ثنا أبو أحمد محمّد بن محمّد بن مكّي بن يوسف الجرجاني، ثنا أبو الحسن محمّد ابن إسماعيل المروزي، ثنا علي بن حجر، ثنا عبد اللّه بن جعفر (7)،عن عبد اللّه بن دينار، قال: و لا أعلمه إلاّ ذكره عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إذا دعوتم لأحد من اليهود و النصارى فقولوا: أكثر اللّه مالك و ولدك»[11679].
قرأت بخط أبي القاسم بن صابر، و أخبرناه أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل عنه، ثنا
ص: 208
أبو بكر محمّد بن عمر الكرجي، ثنا الشيخ الفاضل أبو تمام عبد الملك بن أحمد الأهوازي - بالأهواز - ثنا القاضي أبو أحمد محمّد بن محمّد بن مكّي الجرجاني، قدم علينا الأهواز إملاء من لفظه يوم الجمعة للنصف من شهر شعبان سنة اثنتين و سبعين و ثلاثمائة، ثنا أبو الطيّب أحمد بن إبراهيم الشيباني - بدمشق - ثنا أبو اليمن، ثنا سفيان (1) بن عبد الأعلى بحديث ذكره.
[قال ابن عساكر:] (2) كذا في الأصل، و الصواب ياسين بن عبد الأحد، و هو مصري.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف (3)قال: أبو أحمد (4) محمّد بن محمّد بن يوسف بن مكّي الجرجاني، روى عن البغوي، و ابن صاعد، و رحل إلى الشام و مصر، و روى صحيح البخاري عن الفربري بالبصرة، و بشيراز.
أنبأنا أبو علي الحدّاد، و حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، قال: قال لنا أبو نعيم الحافظ (5):محمّد بن محمّد بن يوسف بن مكّي الجرجاني أبو أحمد، قدم علينا سنة خمسين و ثلاثمائة، و رأيته ببغداد سنة تسع و خمسين، سمعنا منه أصل كتاب البخاري عن الفربري عنه.
قال غير عبد الرحيم: سنة سبع.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، و أبو منصور بن زريق، قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (6):محمّد بن محمّد بن مكّي بن يوسف أبو أحمد القاضي الجرجاني، قدم بغداد، و روى بها عن محمّد بن يوسف الفربري كتاب الصحيح للبخاري، و لم يحدّثنا عنه أحمد من شيوخنا البغداديين، لكن حدّثنا عنه أبو نعيم الأصبهاني، و محمّد بن الحسن الأهوازي، قال لي أبو نعيم: سمعت محمّد بن محمّد بن مكّي بأصبهان بعض كتاب الصحيح، و سمعت منه بقيته ببغداد، و قد تكلموا فيه، و ضعّفوه.
قال الخطيب (7):و أنشدني محمّد بن الحسن بن أحمد الأهوازي، أنشدنا القاضي أبو أحمد محمّد بن محمّد بن مكّي الجرجاني لنفسه:
ص: 209
إذا المرء لم يحسن مع الناس عشرة *** و كان - بجهل منه - بالمال معجبا
و لم تره يقضي الحقوق فإنه *** حقيق بأن يقلى و أن يتجنّبا
قال: و أنشدني الأهوازي، أنشدني القاضي أبو أحمد أيضا لنفسه:
مضى زمن و كان الناس فيه *** كراما لا يخالطهم خسيس
فقد دفع الكرام إلى زمان *** أخسّ رجالهم فيه رئيس
تعطلت المكارم يا خليلي *** و صار الناس ليس لهم نفوس
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف أن أبا أحمد مات بأرّجان (1) سنة ثلاث أو أربع و سبعين و ثلاث و مائة.
6971 - محمّد بن محمّد بن علي بن الحسين (2) بن علي بن إبراهيم بن علي بن
عبد (3) اللّه بن الحسين (4) الأصغر (5) بن علي بن الحسين (6) بن علي بن أبي طالب
أبو الحسن بن أبي جعفر العلويّ الحسينيّ النسّابة البغدادي
قدم دمشق سنة ثمان و سبعين و ثلاثمائة.
و ذكره أبو الغنائم النسّابة، و ذكر أنه اجتمع به بدمشق و طبرية و مصر، و سمع منه علما كثيرا، و ذكر أنّ له كتبا كثيرة من تصنيفه، و شعرا، و ذكر أنه انتقل من بغداد إلى الموصل، ثم رجع إلى بغداد سنة خمس و ثلاثين و أربعمائة، و له إذ ذاك مائة سنة إلاّ سنتين، و كان يعرف بين الأشراف بشيخ الشرف، و مولده سنة ثمان و ثلاثين و ثلاثمائة، و توفي سنة سبع و ثلاثين و أربعمائة.
كان (7) من أهل الأدب، و له معرفة بأنساب قريش، و له أشعار مدح بها بني عمّار، و توجه إلى مصر، و مدح بها الأفضل ابن أمير الجيوش، و كان قدم دمشق سنة اثنتين و تسعين و أربعمائة.
ص: 210
أنشدني أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن الحسين بن البقار مما أنشده لنفسه:
بنفسي ممنوع المزار محجب *** و إن لام فيه عاذل أو مؤنب
و قال أسل (1) عنه أو تسلّ بغيره *** و ما كل ملثوم ثناياه أشنب (2)
لي الصّبر إلاّ أن تعود كليلة *** قطعنا دجاها و الرقيب مغيب
جعلنا التشاكي موضع العيب بيننا *** فأصدق في دعوى الغرام و يكذب
و أنشدني له من قصيدة يرثي بها فخر الملك ابن عمّار:
أم المعالي بعد يومك ثاكل *** و الدّهر حرب و التّجلّد خاذل
يا نصل قلل غربة من بعدها *** طلبت به عند الأنام طوائل
الآن بعدك لا أراعي لنازل *** فليفعل الحدثان ما هو فاعل
و قال لي: توفي بمصر بعد سنة عشر و خمسمائة.
أبو علي السّلميّ الحبيشيّ الأديب
أخو أبي القاسم السّميساطي (3).
كتب كثيرا من كتب الأدب، و حدّث عن أبي علي الحسن بن عبد اللّه الكندي.
روى عنه: عبد العزيز بن أحمد.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا أبو علي محمّد بن محمّد ابن يحيى بن محمّد بن عبد اللّه بن زكريّا السّلميّ الحبيشيّ - قراءة عليه - ثنا أبو علي الحسن بن عبد اللّه الكندي (4)،ثنا محمّد بن جعفر [بن] (5) زريق (6) العطّار، ثنا إبراهيم بن العلاء
ص: 211
الزّبيدي، ثنا إسماعيل بن عيّاش، ثنا ليث بن أبي سليم، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد اللّه قال: ما كان نبيّ اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ينام حتى يقرأ: الم السجدة (1)،و تَبٰارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ (2)[11680].
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم قال: سمعت الشريف القاضي مستخصّ الدولة ذا الشرفين أبا الحسين إبراهيم بن العباس الحسيني و الذي نصر اللّه وجهه ينشد هذين البيتين و ذكر لي أنهما لأبي علي السّميساطي أخي شيخنا أبي القاسم السّميساطي و هما:
فضيلة الإنسان في نفسه *** و فعله الصادر عن حسّه
و إنّما الغبطة أو ضدّها *** بعد حلول المرء في رمسه
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا عبد العزيز الكتاني، حدّثني هشام بن محمّد الكوفي قال:
توفي أبو علي محمّد بن محمّد السّلميّ الحبيشيّ بدمشق يوم الجمعة الثامن و العشرين من شعبان سنة سبع عشرة و أربعمائة.
قال عبد العزيز: و كان من أهل الأدب و الشعر، حدّث بشيء يسير عن الحسن بن عبد اللّه الكندي البعلبكي عن محمّد بن جعفر بن رزيق (3) بأحاديث من هذه النسخة نسخة ابن رزيق عن إبراهيم بن العلاء، زبريق، سمعنا منه.
رحل و سمع بدمشق و مصر و العراق، و مكة، و خراسان أبا الهيثم بن طلاب، و أبا الحسن بن جوصا، و أبا علي الحصائري، و محمّد بن يوسف بن بشر الهروي، و علاّن (1) علي ابن أحمد الصّيقل، و عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان، و محمّد بن جرير الطبري، و عبد اللّه بن إسحاق المدائني (2)،و أبا الليث نصر بن القاسم الفرائضي، و علي بن العبّاس المقانعي، و أبا جعفر الدّيبلي، و أبا بكر بن خزيمة، و أبا العبّاس الثقفي، و أحمد بن الحسين الماسرجسي، و أحمد بن محمّد بن الأزهر، و أسامة بن علي الرازي نزيل مصر.
روى عنه: الحاكم أبو عبد اللّه و هو نسبه، و أبو علي الحافظ ، و أبو بكر بن المقرئ، و هو من أقرانه، و أبو بكر البرقاني، و أبو عبد اللّه بن مندة، و أبو عمرو محمّد بن أحمد البحيري، و أبو محمّد إسماعيل بن إبراهيم بن محمّد بن عبد الرّحمن الفقيه الهروي القراب المقرئ، و إسماعيل بن إبراهيم بن محمّد النصرآباذي، و أبو حازم عمر بن إبراهيم العبدوي (3).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الحسن بن أحمد الأسدي، أنبأنا أبو عطاء عبد الأعلى بن عبد الواحد بن أبي القاسم بن محمّد بن أحمد بن داود بن عبد الرّحمن المليحي - بهراة - أنبأنا أبو محمّد إسماعيل بن إبراهيم بن محمّد بن عبد الرّحمن الفقيه المقرئ القراب، أنبأنا أبو الحسين (4) محمّد بن محمّد بن يعقوب الحجّاجي، أنبأنا الحسن بن حبيب بن عبد الملك - بدمشق - ثنا جعفر بن محمّد القلانسي، ثنا عمرو بن الحصين، ثنا يحيى بن العلاء، عن عبد اللّه بن دينار، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«يا معشر الفقراء أ لا أبشركم أن فقراء المسلمين يدخلون [الجنة] (5) قبل أغنيائهم بنصف يوم - خمس مائة عام-» [11681].
أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرّجاء بن أبي منصور، أنا أبو الفتح منصور بن الحسين، و أبو طاهر بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن محمّد بن الحجّاج أبو الحسين الحجاجي على باب أبي عروبة، نا محمّد بن إسحاق السراج، نا هنّاد بن السري، نا أبو الأحوص، عن يحيى بن سعيد، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال عمر: إيّاكم
ص: 213
أن تهلكوا عن آية الرجم، فقد رجم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و رجمنا بعده[11682].
و ذكر الحديث لم يزد عليه.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: ثنا - و أبو منصور بن زريق، أنبأنا - أبو بكر الخطيب، قال (1):فحدّثني محمّد بن أحمد بن يعقوب، أنبأنا محمّد بن نعيم الضبّي، حدّثني محمّد بن محمّد بن يعقوب - يعني: أبا الحسين الحجّاجي - ثنا أبو العباس محمّد بن إسحاق، ثنا هنّاد بن السّري، ثنا أبو الأحوص، عن يحيى بن سعيد، عن نافع، عن ابن عمر قال: خطب عمر بالمدينة فقال: إيّاكم أن تهلكوا الناس يمينا و شمالا، أن تضلوا عن آية الرجم، فيقول قائل: حدّان في كتاب اللّه، فقد رأيتم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم رجم، و رجمنا بعده، الحديث.
قال أبو نعيم: سمعت أبا الحسين يقول: لم نكتبه إلاّ عن أبي العبّاس؛ كتبه عن زبير الحافظ في مجلس ابن أبي داود.
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح، حدّثني أبي، أنبأنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، أنبأنا محمّد بن محمّد بن يعقوب الحافظ ، أنبأنا محمّد بن يوسف الهروي بدمشق بحديث ذكره.
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ [قال: محمد بن محمد بن يعقوب الحافظ ] (2) المقرئ أبو الحسين الحجّاجي العبد الصالح الصدوق، و الثبت، قرأ القرآن على أبي بكر بن مجاهد، و سمع بنيسابور، و الريّ ، و بغداد، و الكوفة، و مكة، و مصر، و الشام، و الجزيرة، و صنّف العلل و الشيوخ و الأبواب.
أخبرنا أبو القاسم الحسيني، و أبو الحسن بن قبيس (3)،و أبو منصور بن زريق، قالوا:
قال لنا أبو بكر الخطيب (4):محمّد بن محمّد بن يعقوب بن إسماعيل بن الحجّاج بن الجرّاح أبو الحسين النيسابوريّ المعروف بالحجّاجي، كان أحد قرّاء القرآن،[قرأ] (5) على أبي بكر بن مجاهد، و سمع أبا بكر بن خزيمة، و محمّد بن إسحاق السراج، و أبا العبّاس الماسرجسي،
ص: 214
و محمّد بن المسيّب الأرغياني، و أحمد بن محمّد الأزهري، و أقرانهم من أهل نيسابور، و سمع بالريّ من أحمد بن جعفر بن نصر، و محمّد بن صالح السروي (1)،و سمع ببغداد من محمّد بن جرير الطبري، و عمر بن أبي غيلان الثقفي، و عبد اللّه بن إسحاق المدائني (2)و طبقتهم، و سمع بالكوفة من علي بن العبّاس المقانعي، و نظرائه، و سمع بمكة: من محمّد ابن جعفر الديبلي، و سمع بمصر من علي بن أحمد [بن سليمان المعروف بعلان و أشباهه، و سمع بالشام من أحمد بن عمير بن جوصا، و أبي الجهم بن طلاب] (3) المشغرائي (4)،و سمع بالجزيرة من أبي عروبة الحراني و غيره، و كان عبدا صالحا، ثبتا حافظا، صنّف العلل و الشيوخ و الأبواب، و حدّث ببغداد قديما في أيّام أبي بكر بن أبي داود، ثنا عن الحجّاجي أبو حازم العبدوي، و أبو بكر البرقاني، أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره عن أبي بكر البيهقي.
أنبأنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، قال (5):كان أبو الحسين الحجّاجي من الصالحين المجتهدين في العبادة، و كان يمتنع و هو كهل عن الرواية، فلمّا بلغ الثمانين لازمه أصحابنا (6)بالليل و النهار حتى سمعوا:«العلل»، و هو نيّف و ثمانون جزءا، و الشيوخ و سائر المصنّفات، صحبت أبا الحسين نيّفا و عشرين سنة بالليل و النهار، فما أعلم أنّي علمت أن الملك كتب عليه خطيئة.
و حدّثنا أبو علي الحافظ في مجلسه للإملاء [قال:] حدّثني أبو الحسين بن يعقوب، و هو أثبت من حدّثنا عنه اليوم، فذكر عنه حديثا (7).
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا علي الحافظ غير مرة يقول: ما في أصحابنا أفهم و لا أثبت من أبي الحسين، و أنا ألقبه بعفّان لثبته، و لعمري أنه كما قال أبو علي، فإن فهمه كان يزيد على حفظه (8).
أخبرنا أبو القاسم، و أبو الحسن قالا: ثنا - و أبو منصور بن زريق، أنبأنا - أبو بكر
ص: 215
الخطيب (1)،قال: و سمعت البرقاني يقول: توفي أبو الحسين محمّد بن محمّد الحجّاجي في سنة ثمان و ستين و ثلاثمائة.
قال الخطيب: و حدّثني محمّد بن أحمد بن يعقوب عن محمّد بن عبد اللّه الحافظ . ح و قرأت على أبي القاسم الشحامي عن أبي بكر البيهقي.
أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: توفي أبو الحسين الحجّاجي ليلة الخميس الخامس من ذي الحجّة سنة ثمان و ستين و ثلاثمائة، و هو ابن ثلاث و ثمانين سنة، و اللّه أعلم.
قدم دمشق و أقام بها في صحبة الفقيه نصر المقدسي مدة.
و سمع أبا القاسم بن أبي العلاء، و كان قد سمع ببيت المقدس أبا عثمان محمّد بن أحمد بن محمّد بن ورقاء الأصبهاني و غيره.
كتب عنه غيث بن علي شيخنا.
و كان ابن مارح صديقا لأبي رحمه اللّه.
قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي، و أجازه لي، أنشدني أبو عبد اللّه محمّد بن مارح لابن أبي السّخباء (2) الأديب:
و مهفهف عبث السقام بطرفه *** و سرى فخيّم في معاقد خصره
يعطيك منطقه قلائد لفظه *** فتكون أثمن من قلائد نحره
مزّقت أثواب الظلام بنحره *** ثمّ انثنيت أحوكهن بشعره
بكر ابن الأنباري عن رجل شكر رجلا في نعمة أنعم بها عليه فقال: إن اللّه عزّ و جل يحبّ من العبد إذا أوتي نعمة أن يشكرها، لأنّ اللّه عزّ و جلّ قال: اُشْكُرُوا لِي وَ لاٰ تَكْفُرُونِ (1)و أنشد:
فلو كان يستغني عن الشكر منعم *** لعزّة مجد أو علوّ مكان
لما أمر اللّه العباد بشكره *** فقال: اشكروا لي أيها الثقلان
أخبرتنا أمّ البهاء البغداديّة قالت: أنبأنا أبو طاهر الثقفي، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو الطيب المنبجي، ثنا عبيد اللّه بن سعد قال سنة أربع و خمسين شتّى محمّد بن مالك بأرض الروم.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسن السيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، ثنا أحمد بن عمران، ثنا موسى، ثنا خليفة قال (2):و فيها - يعني - سنة أربع و خمسين شتى محمّد بن مالك.
أحد الصوفية الصّالحين.
سكن أنطاكية، و حكى عن إبراهيم بن نصر الكرماني (3)،و الحسن بن صالح بن الفضل الرازي.
حكى عنه أبو القاسم بكير بن محمّد المنذري، و أبو الحسن بن جهضم، و أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن محمّد الهمذانيان.
و قدم دمشق و ذكر قدومه في ترجمة إبراهيم بن نصر.
قرأت في كتاب عبد العزيز، و عبد الصّمد ابني محمّد الشيرازيين، سمعت أبا القاسم المنذري (4) قال: قال أبو عبد اللّه بن مانك: ركبت في مركب [في] (5) البحر من يافا و معي
ص: 217
رفيق لي، فلما سار بنا المركب هدأت الريح، فطلبوا مرسى فقرّبوا المركب من الساحل، و كان إلى جنبي شاب حسن الوجه، فخرج من المركب إلى الساحل، فصعد إلى شط البحر، فدخل بين أشجار (1) هناك ثم رجع فدخل في المركب، فلما غابت الشمس قال لي و لصاحبي: إنّي ميت السّاعة و لي إليكما حاجة، قلنا: و ما هي ؟ قال: إذا أنا متّ فكفّنوني بما في هذه الرزمة و هذه الثياب التي عليّ و مخلاتي، إذا دخلتم مدينة صور فأوّل من يلقاكم فيقول لكم: هاتم الأمانة فادفعوها إليه، فلما صلينا المغرب حرّكنا الرجل فإذا هو قد مات، فحملناه إلى الشط ، و أخذنا في غسله ففتحت الرزمة التي فيها الكفن فإذا فيها ثوبان أخضران مكتوبان بالذهب، و ثوب أبيض فيه صرّة فيها شيء كأنه الكافور و رائحته المسك، فغسلناه و كفنّاه في ذلك الكفن، و حنّطناه بما كان في الصرّة من الطيب، و صلّينا عليه، و دفناه - رحمه اللّه - فلمّا صرنا إلى صور استقبلنا غلام أمرد حسن الوجه، عليه ثوب شرب (2) على رأسه منديل دبيقي (3)،فسلّم علينا و قال: هاتم الأمانة، فقلنا: نعم، و لكن تدخل معنا إلى هذا المسجد نسألك عن مسألة، قال: نعم، فدخل معنا، فقلنا له: أخبرنا من الميت ؟ و من أنت ؟ و من أين كان له ذلك الكفن ؟ فقال: أمّا الميّت فكان من البدلاء الأربعين، و أنا بديله، و أمّا الكفن فإنه جاءه به الخضر عليه السلام، و عرّفه بأنه ميّت، ثم لبس الثياب التي كانت معنا، و دفع لنا الكسوة التي كانت عليه، فقال: بيعوها، و تصدّقوا بثمنها إنّ لم تحتاجوا إليه، فأخذناها و دخلنا إلى صور، فدفعنا السراويل و فيه التكة إلى المنادي يبيعه، فلم نشعر إلاّ و المنادي قد جاء و معه جماعة، فأخذونا إلى دار كبيرة، فإذا فيها جماعة، و إذا شيخ يبكي، و صراخ النساء في الدار، فلمّا صرنا إلى الشيخ سألناه عن السراويل و التكة، فحدّثناه الحديث، فخرّ للّه ساجدا، ثم رفع رأسه فقال: الحمد للّه الذي أخرج من صلبي مثله، ثم صاح بأمّه و قال لنا:
حدّثوها، فحدّثناها الحديث، فقال لها الشيخ: احمدي اللّه الذي رزقنا مثله، فلما كان بعد سنين (4) كنت واقفا بعرفات فإذا أنا بشاب حسن الوجه عليه مطرف خزّ، فسلّم عليّ ، و قال:
تعرفني ؟ فقلت: لا، قال: أنا صاحب الأمانة الصوري، ثم ودّعني و قال: لو لا أن أصحابي ينتظروني لأقمت معك، ثم مضى و تركني، فإذا أنا بشيخ خلفي من أهل المغرب كنت أعرفه
ص: 218
يحج كلّ سنة، فقال لي: من أين تعرف هذا الشباب ؟ فقلت: هذا يقال: إنه من الأربعين، فقال لي: هو اليوم من العشرة، و به يغاث العباد.
أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنبأنا أبو نعيم الحافظ قال: و منهم أبو عبد اللّه بن مانك (1) من المرافقين، لزم الثغر ملتزما للشهود و الحضور، سئل عن المراقبة فقال: إذا كنت فاعلا فانظر نظر اللّه إليك، و إذا كنت قائلا، فانظر سمع اللّه إليك، و إذا كنت ساكتا فانظر علم اللّه فيك، قال اللّه تعالى: إِنَّنِي مَعَكُمٰا أَسْمَعُ وَ أَرىٰ (2) و قال: يَعْلَمُ مٰا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ (3)و كان يقول الرجال ثلاثة:[رجل شغل] (4) بمعاشه عن معاده فهذا هالك، و رجل شغل بمعاده عن معاشه فهذا فائز (5)،و رجل اشتغل بهما فهذا مخاطر، مرّة له و مرّة عليه.
حج أبو عبد اللّه هذا سنة تسع و أربعين و ثلاثمائة.
أبو عبد اللّه القرشي الجوبري المعروف بابن أبي ميمون مولى بني أميّة
حدّث عن من [لم] (6) تبلغني روايته عنه.
كتب عنه أبو (7) الحسين الرازي.
قرأت بخط نجا بن أحمد، و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه في قرى دمشق: أبو عبد اللّه محمّد بن المبارك بن عبد الرّحمن بن يحيى بن سعيد القرشي (8)،و يعرف بابن أبي الميمون من موالي بني أميّة، من أهل قرية يقال لها جوبر (9)، مات في ذي الحجّة سنة سبع و عشرين و ثلاثمائة في غوطة دمشق.
6981 - محمّد بن المبارك بن يعلى أبو عبد اللّه القرشيّ الصوريّ (10)
سكن دمشق، و حدّث عن مالك بن أنس، و سعيد بن عبد العزيز، و صدقة بن خالد،
ص: 219
و يحيى بن حمزة، و عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و الهيثم بن حميد، و خالد بن يزيد المرّي، و مسلمة بن علي الخشني، و عبد الرزّاق بن عمر الثقفي، و إبراهيم بن أبي شيبان العبسي (1)،و مدرك بن أبي سعد، و الوليد بن مسلم، و محمّد بن شعيب، و معاوية بن سلام، و أبي مطيع معاوية بن يحيى، و عيسى بن يونس، و إسماعيل بن عياش، و سفيان بن عيينة، و المغيرة بن عبد الرّحمن الحزامي (2)،و بقية بن الوليد، و الحسن بن يحيى الخشني، و هشام ابن يحيى بن يحيى، و أبي كامل يزيد بن ربيعة الرحبي، و عمرو (3) بن واقد، و محمّد بن أيوب بن ميسرة بن حلبس.
روى عنه: يحيى بن معين، و محمّد بن يحيى الذهلي، و أبو النضر إسحاق بن إبراهيم، و شعيب بن شعيب، و أبو زرعة النصري، و يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد، و الهيثم ابن مروان بن الهيثم، و محمّد بن عوف الحمصي، و العباس بن عبد اللّه التّرقفي، و أبو سليم إسماعيل بن حصن الجبيلي، و أبو بكر الحسن (4) بن السّميدع (5) بن إبراهيم البجلي الأنطاكي، و يوسف بن سعيد بن مسلّم، و محمّد بن خلف الداري (6)،و محمّد بن عبد الملك ابن زنجويه، و سعدان بن يزيد البزّار (7)،و أحمد بن يوسف السّلمي، و محمّد بن محمّد بن مصعب، وحشي، و عبد السلام بن عتيق، و أبو الوليد محمّد بن أحمد بن برد، و عمران (8) بن بكّار البرّاد، و أحمد بن أبي الحواري، و أحمد بن عبد الواحد بن عبود، و أبو ثوبان مزداد بن جميل البهراني.
أخبرنا أبو (9) الحسن الفقيهان، و أبو المعالي بن الشعيري، قالوا: أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر، أنبأنا أبو بكر الخرائطي، ثنا سعدان بن يزيد، ثنا محمّد بن المبارك الصوريّ ، ثنا يحيى بن حمزة، عن عبد العزيز [بن عمر بن عبد العزيز] (10)،عن
ص: 220
قزعة قال شيعت ابن عمر فقال: تعال (1) أودّعك كما ودّعني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«أستودع اللّه دينك، و أمانتك، و خواتيم عملك»[11683].
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن صالح، و محمّد بن المبارك الصوريّ قال: و حدّثنا محمّد بن عبد اللّه الحضرمي، و محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قالا: ثنا [يحيى] (2) بن بشر الحريري (3)،قالوا: حدّثنا معاوية بن سلام، عن يحيى بن أبي كثير، عن بعجة بن عبد اللّه بن بدر الجهني (4) أن [أباه] (5) أخبره أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال لهم يوما:«هذا يوم عاشوراء فصوموه»، فقام رجل من بني عمرو بن عوف فقال: يا نبي اللّه، إنّي تركت قومي منهم صائم، و منهم مفطر، فقال:«اذهب إليهم، فمن كان مفطرا فليتم صومه»[11684].
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن محمّد الأزهري، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنبأنا أبو حامد بن الشرقي، ثنا محمّد بن يحيى الذهلي، ثني محمّد بن المبارك الدّمشقي، ثنا يحيى بن حمزة بحديث ذكره.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أحمد بن الحسن ابن خيرون، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد الغندجاني - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن الأصبهاني قالا:- أنبأنا أبو بكر بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، ثنا البخاري (6) قال: محمّد بن المبارك الصوريّ الشامي، سمع صدقة بن خالد، و الهيثم بن حميد، و الوليد، كنيته أبو عبد اللّه، كنّاه إسحاق.
أنبأنا أبو الحسين (7) القاضي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا حمد - إجازة-.
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (8):محمّد بن
ص: 221
المبارك الصوريّ [أبو عبد اللّه، روى عنه صدقة بن خالد، و يحيى بن حمزة، و الهيثم بن حميد، و المغيرة بن عبد الرحمن. روى عنه: أبو النضر] (1) الفراديسي، و شعيب بن شعيب، و أبو زرعة الدّمشقي، و محمّد بن عوف، سمعت أبي يقول ذلك، قال أبو محمّد: و هو ثقة.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا أبو محمّد الكتّاني، ثنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنبأنا أبو عبد اللّه الكندي، ثنا أبو زرعة قال في ذكر نفر من أهل دمشق من أصحاب سعيد (2):
محمّد بن المبارك القرشي، و ذكر غيره.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس الشّقّاني، أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف، أنبأنا أبو سعيد بن حمدون، أنبأنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو عبد اللّه محمّد بن المبارك الدمشقي، سمع الوليد بن مسلم، و صدقة بن خالد، و الهيثم بن حميد.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأنا أبو نصر الوائلي، أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عبد اللّه محمّد بن المبارك الصوريّ ، قرأنا على أبي الفضل أيضا عن أبي طاهر الأنباري، أنبأنا أبو القاسم بن الصّوّاف، ثنا أبو بكر المهندس، ثنا أبو بشر الدولابي، قال أبو عبد اللّه محمّد بن المبارك الصوريّ .
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأنا أبو بكر الصّفّار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو عبد اللّه محمّد بن المبارك الشامي الصوريّ القلانسي، سمع الهيثم بن حميد الغسّاني، و يحيى بن حمزة، روى عنه الذهلي، و الهيثم بن مروان.
كتب إليّ أبو زكريا بن مندة و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنبأنا عمّي أبو القاسم عن أبيه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: محمّد بن المبارك الزاهد الصوريّ قدم مصر، و حدّث بها، ما رأيت أحدا يحدّث عنه غير العبّاس (3) بن محمّد بن العبّاس البصري.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل المقدمي، أنبأنا مسعود بن ناصر، أنبأنا عبد الملك بن الحسن، أنبأنا أبو نصر البخاري قال: محمّد بن المبارك أبو عبد اللّه الصوريّ
ص: 222
الشامي (1)،سمع يحيى بن حمزة، روى البخاري عن إسحاق غير منسوب، هو ابن منصور عنه في الجهاد، قال البخاري: مات بين سنة إحدى عشرة إلى سنة خمس عشرة و مائتين.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا محمّد بن هبة اللّه، أنبأنا محمّد بن الحسين، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب (2) قال: قال عبد الرّحمن - يعني: ابن عمرو - ولد - يعني - محمّد بن المبارك سنة ثلاث و خمسين و مائة.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا أبو محمّد الكتّاني، أنبأنا أبو محمّد الشاهد، أنبأنا أبو الميمون البجلي، ثنا أبو زرعة (3)،حدّثني محمود بن خالد قال: قال يحيى بن معين:
محمّد بن مبارك شيخ الشام بعد أبي مسهر.
قال: و حدّثنا أبو زرعة (4):ثني الوليد بن عتبة قال: سمعت مروان بن محمّد يقول:
ليس فينا مثله - يعني - محمّد بن مبارك.
أنبأنا أبو محمّد عبد الجبّار (5) بن محمّد، و حدّثنا أبو الحسن علي بن سليمان المرادي عنه، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه، حدّثني محمّد بن يعقوب، أنبأنا أبو الجهم أحمد بن الحسين، ثنا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت يحيى بن معين يقول:
محمّد بن مبارك رجل أهل الشام بعد أبي مسهر، لقد حفظ الإسناد.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب (6) قال: سمعت عبد اللّه بن أحمد بن ذكوان قال: قال يحيى بن معين: ابن المبارك شيخ البلد بعد أبي مسهر.
قال: و حدّثنا يعقوب (7)،حدّثني الوليد بن عتبة عن مروان - يعني - ابن محمّد قال:
ليس فينا مثله - يعني - مثل محمّد بن المبارك.
أنبأنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد، و حدّثنا أبو الحسن المرادي عنه، أنبأنا أبو بكر
ص: 223
البيهقي، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه، حدّثني محمّد بن يعقوب، حدّثنا أبو الجهم، ثنا أحمد بن أبي الحواري، قال: سمعت مروان بن محمّد يقول: ما بقي أحد ممّن كان يطلب الحديث معي إلاّ محمّد بن المبارك.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنبأنا أبو عبد اللّه، و أبو نصرة، قالا: ثنا الوليد، أنبأنا علي ابن أحمد [أنا صالح بن أحمد حدثني أبي قال (1):محمد بن المبارك الصوري ثقة.
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد] (2) بن مقاتل، أنبأنا جدي أبو محمّد مقاتل بن مطكود، قال: سمعت أبا علي الحسن بن علي بن إبراهيم المقرئ يقول: سمعت مكي بن محمّد المؤدّب يقول: سمعت أبا بكر أحمد بن عبد الوهّاب اللّهبي يقول: سمعت محمّد بن العبّاس بن الدّرفس يقول: سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن المبارك الصوريّ يقول: اعمل للّه، فإنه أنفع لك من العمل لنفسك (3)،فإذا عملت للّه فاعمل للدار التي تحتاج إلى نزولها غدا عند اللّه عزّ و جلّ .
أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز، أنبأنا الحسين بن يحيى بن إبراهيم، أنبأنا الحسين بن علي بن محمّد الشيرازي، أنبأنا أبو الحسن بن جهضم قال: سمعت أبا محمّد (4) جعفر بن أحمد بن أحمد الجصاص يقول: سمعت محمّد بن يعقوب الفرجي (5)يقول: سئل محمّد بن المبارك: ما علامة المحبة للّه ؟ فقال: المراقبة للمحبوب، و التحرّي لمرضاته (6).
ثم قال: من أعطي من المحبة شيئا فلم يعط من الخشية مثله فهو مخدوع.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الحسن البروجردي، أنبأنا أبو سعد علي بن عبد اللّه الحيري، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن باكويه الشيرازي، أبو الفرج عبد الواحد بن
ص: 224
بكر بن محمّد الورثاني، ثنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم، ثنا أبو عبد الرّحمن بن الدرفس، ثنا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت محمّد بن المبارك يقول: لكلّ شيء ثمرة، و ثمرة المعرفة الإقبال على اللّه عزّ و جل.
قال: و أنبأنا أبو باكويه، ثنا عبد اللّه بن سعيد الموصلي، حدّثني محمّد بن هارون بن شعيب، حدّثني الخطّاب بن سعد الخير، ثنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم قال: قال محمّد بن المبارك الصوريّ : بينا أنا أجول في جبال بيت المقدس إذا أنا بشخص منحدر من جبل، فتأملت الشخص فإذا هي امرأة، و عليها مدرعة من صوف و خمار من صوف، فلمّا دنت مني سلّمت عليّ و رددت عليها السّلام، فقالت: يا هذا، من أين أقبلت ؟ قلت لها: غريب، قالت: يا سبحان اللّه، و تجد مع سيّدك وحشة الغربة، و هو مؤنس الغرباء، و محدّث الفقراء؟ قال: فبكيت، فقالت: يا هذا، ممّ بكاؤك ؟ ما أسرع ما وجدت طعم الدواء؟ قلت: أولا يبكي العليل إذا وجد طعم العافية ؟ قالت: لا، قلت: و لم ذاك ؟ قالت: إنه ما وجد القلب خادما هو أحبّ إليه من البكاء، و لا وجد البكاء خادما هو أحب إليه من الشهيق و الزفير في البكاء، فقلت لها: عظيني، فأنشأت تقول:
دنياك غرّارة فذرها *** فإنها مركب جموح
دون بلوغ الجهول منها *** منيّته نفسه تطوح
لا ترد الشّرّ و اجتنبه *** فإنه فاحش قبيح
و الخير خير فدم عليه *** فإنه واسع فسيح
فقلت لها: زيدي في الموعظة، فقالت: سبحان اللّه، ما كان في موعظتنا من الفائدة ما يغنيك ؟ قال: فقلت لها: لا غناء عن طلب الزوائد، فقالت: يجب أن تحب ربك شوقا إلى لقائه، فإنّ له يوما يتجلّى فيه لأوليائه.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب (1) قال: و فيها - يعني - سنة خمس عشرة و مائتين، مات محمّد بن المبارك الصوريّ .
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنبأنا أبو محمّد بن أبي طاهر، أنبأنا أبو محمّد بن أبي
ص: 225
نصر، أنبأنا أبو الميمون، ثنا أبو زرعة (1) قال: و شهدت جنازة محمّد بن المبارك الصوريّ في شوال سنة خمس عشرة و مائتين، فصلّى عليه أبو مسهر بباب الجابية، فلما فرغ أثنى عليه و قال: يرحمه اللّه، فإنه لم يزل، فذكر جميلا.
حدّث بدمشق عن الفضل بن سعيد الأزرق، و علي بن محمّد البصري، و إسماعيل بن زياد.
روى عنه: محمّد بن الفيض الغسّاني.
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، ثنا [عبد العزيز] (2) بن أحمد، أنبأنا تمام بن محمّد، ثنا محمّد بن سليمان بن يوسف بن سليمان، ثنا محمّد بن الفيض الغسّاني، ثنا (3) أبو عبد اللّه محمّد بن المبارك الصوريّ البصري - بدمشق - ثنا الفضل بن سعيد الأزرق، قال:
أتيت راهبا في جبل الأسود فناديته، فأشرف عليّ ، فقلت له: يا راهب، بأيّ شيء يستخرج الأحزان ؟ قال: بطول الانفراد، و تذكّر الذنوب، و أخبرك أنّي ما رأيت شيئا أجلب لدواعي الحزن من أوكارها من الوحدة، قال: فقلت له: و ما ترى في المكتسب ؟ قال: ذاك زاد المتقين، قال: قلت: إنّما أعني الطلب، قال: و أنا أيضا أعني الطلب، قال: قلت: الرجل يلزم سوقا (4) من الأسواق و يكتسب الشيء يعود به على نفسه، قال: من أمر الدنيا أم من أمر الآخرة ؟ قال: قلت: من أمر الدنيا، قال: ذاك شيء قد كفيه الصّدّيقون، و هل ينبغي للمتّقي أن يتشاغل عن اللّه عز و جل بشيء؟ قال لنا محمّد بن المبارك: قال لي الفضل بن سعيد فلقيت رشدين بن سعد فحدثته حديث الراهب، فقال: صدق، قرأت في كتاب الحكمة: لا ينبغي للصّدّيق أن يكون صاحب حانوت.
قال: و حدّثنا محمّد بن المبارك، حدّثني علي بن محمّد البصري (5)،قال: انتهيت إلى راهب في صومعته، فناديته: يا راهب، متى ترحل الدنيا من القلب ؟ فصاح صيحة خرّ مغشيا
ص: 226
عليه، فارتقبته حتى أحسست إفاقته، فقلت: يا راهب أجبني، قال: أو سألتني عن شيء؟ قلت نعم، قال: و ما هو؟ قال: قلت لك: متى ترحل الدنيا عن القلب ؟ فصاح صيحة أكبر من ذلك، و غشي عليه أكثر من تلك، فلمّا أن أفاق قلت له: يا راهب، أنا منذ اليوم منتظرك، قال: يا هذا [أ و سألتني عن شيء؟ قال قلت: نعم، قال: و ما هو؟ قال: قلت: متى ترحل الدناي من القلب ؟ قال: يا هذا] (1)،و اللّه لا ترحل الدنيا أبدا من القلب، و العين تنظر إلى أهلها، و الأذن تسمع كلامهم، هو و اللّه ما أقول لك، حتى تأوي مريد اللّه إلى أكناف الجبال، و بطون الغيران مع الوحش، يرد مواردها و يرعى مراعيها، لا يرى أن النعمة على أحد أسبغ منها عليه، و كيف و أنّى له بالنجاة و التخلص و قد بقيت بين يديه عقبة صعود كئود؟ قال:
قلت: قال إبليس متصديا على باب اللّه يريد أن يقطع ظهره بالغلبة حتى يقف من اللّه مواقف العابدين.
قال: و حدّثني محمّد بن المبارك، حدّثني إسماعيل بن زياد قال: قدم علينا راهب و نحن بعبّادان (2) و كان من الشام، فنزل دير أبي كبشة (3)،فذكر لي من حسن كلامه ما شوّقني إلى لقائه، فأتيته و هو داخل الدير و حوله أناس و هو يقول: إنّ للّه عبادا سمت بهم هممهم نحو عظيم الذخائر، فاحتقروا ما دون ذلك من الأخطار، و التمسوا من فضل سيّدهم توفيقا يبلّغهم، فإن استطعتم أيها المرتحلون عن قريب أن تأخذوا ببعض هبتهم (4) فإنهم قوم ملأت الآخرة قلوبهم، فلم تجد الدنيا فيها ملتذّا (5)،فالحزن بثهم، و الدموع راحتهم، و الإشفاق سبيلهم، و حسن الظن باللّه قربانهم، يحزنون لطول المكث في الدنيا، إذا فرح أهلها فهم مسجونون، و إلى الآخرة متطلعون، قال: فما سمعت موعظة كانت أحبّ (6) لقلبي منها.
قال: و حدّثني محمّد بن المبارك، حدّثني علي بن محمّد البصري، قال: قال عبد الواحد بن زيد:
نزلنا على راهب بعبّادان فقرانا، فأحسن قرانا، فلمّا أن كان الليل و هدأت العيون وثب
ص: 227
فأخرج مصباحا له فعلقه تجاه القبلة، ثم قام تجاهه يبكي و ينادي: سيّدي لك ترهّب المترهبون، و إليك أخلص المبتهلون، رهبة منك، و رجاء لعفوك فيا إله الحق ارحم دعاء المستصرخين، و اعف عن جرائم الغافلين، و زد في إحسان المنيبين يوم الوفود عليك، برحمتك يا كريم، فلم يزل كذلك حتى أصبح.
قال: و حدّثنا ابن المبارك، حدّثني علي بن محمّد، عن يزيد الحميري قال: ما لقيني حسان الراهب قطّ إلاّ قال لي: يا زيد، احذر لا تطفئ المصباح من بيتك فيدخل عليك اللصوص، فيحاربوك (1)،قلت ليزيد: ما أراد بذلك حسان ؟ قال: أراد [أن] (2) لا تخلى قلبك من ذكر اللّه، فيدخل عليك الشيطان فيفسد عليك أمر دينك.
أبو عبد اللّه العسقلانيّ (3)
مولى بني هاشم.
سمع بدمشق: عمر بن عبد الواحد، و الوليد بن مسلم.
و روى عن: معتمر بن سليمان، و مروان بن معاوية، و إسماعيل بن عبد الكريم، و مخلد بن حسين، و محمّد بن حرب، و بقية، و عبدة بن سليمان، و سفيان بن عيينة، و روّاد ابن الجرّاح، و أيوب بن سويد، و رشدين (4) بن سعد، و عبد اللّه بن رجاء المكي، و ملازم بن عمرو اليمامي، و الفضيل بن عياض، و عمرو بن أبي سلمة، و سويد بن عبد العزيز، و عبد اللّه ابن وهب، و الخليل بن موسى البصري - نزيل دمشق - و رديح بن عطية، و عبد الوهّاب، و عبد الرزّاق ابني همّام، و يحيى بن سعيد الحمصي العطار.
روى عنه: محمّد بن عوف، و أبو زرعة و أبو حاتم الرازيان، و أبو بكر أحمد بن عبد الرحيم بن البرقي، و أبو عبد الرّحمن خالد بن روح الثقفي (5)،و أبو داود في سننه، و أبو
ص: 228
العباس بن قتيبة، و أبو الحسن محمّد بن عمر بن عبد العزيز الديماسي، و إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، و أحمد بن بشر بن حبيب الصوري، و أبو عبيد محمّد بن حسان البسري الزاهد، و عبد اللّه بن وهيب الغزي (1)،و أحمد بن الغمر بن يحيى (2) بن حمّاد، و محمود بن عبد البرّ، و أبو العبّاس محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم اليافوني، و أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم [البسري، و جعفر بن محمد القلانسي، و أبو الأحوص محمد بن الهيثم، و بكر بن سهل الدمياطي، و إبراهيم] (3) بن أبي داود البرلّسي (4)،و أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن سعيد بن النوى (5) الغزي، و محمّد بن إبراهيم بن كثير الصوري، و أبو عبد اللّه محمّد بن يحيى الذهلي، و إسحاق بن إبراهيم بن سنين الختّلي.
أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، ثنا محمّد بن الحسن بن قتيبة، ثنا محمّد بن أبي السّري، ثنا سفيان بن عيينة، عن منصور بن صفية، عن أبيه، عن عائشة قالت: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يضع رأسه في حجر إحدانا و هي حائض ثم يقرأ القرآن[11685].
[قال ابن عساكر:] (6) كذا في الأصل، و الصواب: عن أمّه، و هي صفيّة بنت شيبة بن عثمان الحجبية، مكية.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، أنبأنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد بن الفضل الأزجي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد المفيد، ثنا أبو العبّاس أحمد بن زنجويه بن موسى القطّان، ثنا محمّد بن أبي السّري العسقلاني، ثنا أبو العبّاس الوليد بن مسلم القرشي في مسجد دمشق - إملاء - ثنا محمّد بن حمزة بن يوسف ابن عبد اللّه بن سلام، عن أبيه، عن جده عبد اللّه بن سلاّم، فذكر إسلام زيد بن سعنة (7)بطوله.
ص: 229
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل السّلامي، أنبأنا أحمد بن الحسن، قالا: أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا البخاري قال (1):محمّد بن المتوكّل هو محمّد بن أبي السري، أبو عبد اللّه العسقلانيّ ، سمع الوليد بن مسلم.
أنبأنا أبو الحسين (2) الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلال، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (3):محمّد بن المتوكّل العسقلانيّ المعروف بابن أبي السّري، روى عن معتمر بن سليمان، و رديح بن عطية، و الوليد بن مسلم، و بقية [بن الوليد]، سمعت أبي يقل ذلك، قال أبو محمّد: روى عنه محمّد بن عوف الحمصي، و أبي، و أبو (4) زرعة، سئل أبي عنه فقال: ليّن الحديث.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف، أنبأنا أبو سعيد بن حمدون، أنبأنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو عبد اللّه محمّد بن المتوكّل أبي (5) السّري العسقلانيّ سمع الوليد بن مسلم، و سعيد بن بشير.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأنا أبو نصر الوائلي، أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عبد اللّه محمّد بن المتوكّل العسقلانيّ ، أنبأنا أبو جعفر محمّد بن [أبي] (6) علي، أنبأنا أبو بكر الصفّار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو عبد اللّه محمّد بن المتوكّل هو ابن أبي السّري العسقلانيّ ، سمع الوليد بن مسلم، و المعتمر بن سليمان، روى عنه الذهلي، و أبو زرعة، كنّاه لنا محمّد، ثنا محمّد (7) كتب إليّ أبو زكريا بن مندة، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنبأنا عمّي أبو القاسم، عن أبيه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:
محمّد بن المتوكّل أبي (8) السّري، يكنى أبا عبد اللّه، من أهل عسقلان، قدم مصر سنة سبع و ثلاثين، أو سنة ست و ثلاثين و مائتين، و كتب عنه، و توفي بعسقلان سنة ثمان و ثلاثين و مائتين.
ص: 230
قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد، عن أبي الحسين بن الطّيّوري، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيوية - قراءة - أنبأنا محمّد بن القاسم، ثنا إبراهيم بن الجنيد قال: سألت يحيى بن معين، عن ابن أبي السّري العسقلانيّ فقال: ثقة (1).
ذكر أبو الفضل المقدسي أن أبا حاتم بن حبّان أورده في الثقات، و قال: كان من الحفّاظ (2).
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - قراءة - أنبأنا أبو نصر بن طلاّب، أنبأنا أبو بكر بن أبي الحديد، ثنا عبد اللّه بن أحمد بن زبر، ثنا محمّد بن مسلمة بن الرّيّان الرملي، ثنا محمّد بن أبي السّري قال: رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلّم في المنام فقلت: يا رسول اللّه استغفر لي، فقلت: يا رسول اللّه إنّ ابن عيينة حدّثنا عن الزبير عن جابر: أنك ما سئلت شيئا قط فقلت لا؟ فتبسّم صلى اللّه عليه و سلّم و استغفر لي.
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو عثمان البحيري، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد ابن عقيل، أنبأنا أبو الفضل العبّاس بن حيوية المستملي، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عبيدة، ثنا محمّد بن عوف الحمصي قال: سمعت محمّد بن المتوكّل العسقلانيّ يقول: رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلّم في النوم، فقلت له: يا رسول اللّه إنّ سفيان بن عيينة حدّثني عن الزهري عن سالم عن أبيه: أنك كنت ترفع يديك إذا افتتحت الصلاة و إذا ركعت، و إذا رفعت رأسك من الركوع ؟ فقال صلى اللّه عليه و سلّم: صدق سفيان، صدق الزهري، صدق سالم، صدق ابن عمر، هكذا كنت أصلي.
أخبرنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي، أنبأنا القاضي أبو القاسم علي بن القاسم بن محمّد بن عبيد اللّه بن علي بن الميمون التّنّيسي - بها - أنبأنا أحمد بن محمّد بن أحمد العتيقي قال: سمعت عمر بن أحمد بن شاهين يقول: سمعت أحمد بن نصر بن طالب الحافظ يقول: سمعت عبد اللّه بن وهيب الغزي (3) يقول: سمعت محمّد بن أبي السّري يقول: رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلّم في النوم (4)،فدنوت منه فقلت: يا نبي اللّه، كيف تقرأ هذا الحرف
ص: 231
و العنهم لعنا كثيرا (1) فسكت عني، فقلت: يا رسول اللّه حدّثنا ابن عيينة عن ابن المنكدر عن جابر أنك ما سئلت شيئا قط فقلت لا، فقال: وَ الْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً كبيرا.
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر قال: قرئ على أبي عثمان سعيد بن محمّد بن أحمد قال: سمعت أبا بكر محمّد بن عبد اللّه بن زكريا الشيباني يقول: سمعت محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه المكي يقول: سمعت محمّد بن الحسن بن قتيبة قال: سمعت محمّد بن أبي السّري العسقلانيّ قال: كنت أنا و رجل من أهل عسقلان نطلب المشايخ نقرأ عليهم القرآن، فرأيت فيما يرى النائم كأني و صاحبي اختلفنا في آية رَبَّنٰا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذٰابِ وَ الْعَنْهُمْ لَعْناً كثيرا فقلت أنا: كثيرا، و قال صاحبي: كَبِيراً فلقينا آدم بن أبي إياس فقال:
تسألوني و هذا محمّد صلى اللّه عليه و سلّم قاعد، قال: فتقدمت إلى مجلس فيه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و أبو بكر، و عمر، و عثمان، فقلت: يا رسول اللّه، ادع اللّه لي، فسكت، ثم قلت: يا رسول اللّه ادع اللّه لي، فسكت، ثم قلت: يا رسول اللّه ما لك لا تدعو لي، فو اللّه لقد حدّثني سفيان بن عيينة عن محمّد بن المنكدر عن جابر أنّك ما سئلت عن شيء قط فقلت: لا، قال: فتبسّم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و دعا لي، فقلت: يا رسول اللّه، رَبَّنٰا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذٰابِ وَ الْعَنْهُمْ لَعْناً قال:
كثيرا كثيرا كثيرا.
أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عدي (2) قال: ابن أبي السّري العسقلانيّ كثير الغلط .
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أحمد بن علي بن عبيد اللّه (3) بن عمر، أنبأنا أبو الفضل الكوفي، ثم قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفضل الكوفي (4)،أنبأنا أحمد بن محمّد بن عمران، أنبأنا عبد اللّه بن أبي داود قال: سمعت ابن مصفّى قال: توفي محمّد بن المتوكّل العسقلانيّ في شهر رمضان سنة ثمان و ثلاثين و مائتين.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة، أنبأنا أبو القاسم السهمي، أنبأنا ابن عدي (5) قال: سمعت محمود بن عبد البرّ يقول: حدّثنا ابن أبي السّري
ص: 232
و مات يوم الخميس لخمس ليال خلون من شعبان سنة ثمان و ثلاثين و مائتين.
قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنبأنا مكي بن محمّد، أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال:
و في هذه السنة - يعني - سنة ثمان و ثلاثين و مائتين مات الربيع بن ثعلب (1)،و محمّد بن المتوكّل بن أبي السّري، و كذلك قال ابن حبّان: في وفاة ابن أبي السّري.
شيخ من أهل الأدب، له نظم و نثر، و كان أبوه قد غلب على حلب، و وليها مدة، و كان معه بها ثم عاد إلى دمشق فسكنها إلى أن مات.
و حكى لي أخوه أحمد أن أصلهم من ملح قرية بحوران، فكانوا يعرفون ببني الملحي، ثم قيل: الملحي استخفافا.
و لقي أبو عبد اللّه جماعة من أهل الأدب، و سمع عدة من الدواوين، و كانت عنده كتب أدبية كثيرة.
كتب لي بخطه جزءين سمّى فيهما جماعة ممّن لقيه بدمشق، و أنشدني لهم أشعارا و كان مدمنا لشرب الخمر، و له فيها أشعار.
[فمما] (2) أنشدني لنفسه في أبي طاهر جعفر بن دواس:
لقد فخرت جلّق بالأمير *** أبي طاهر المطلوب المعرب
[تراه المجالس زينا لها *** كذلك تلقاه في الموكب] (3)
فأقسم بالمصطفى أنه *** هو العذر للزمن المذنب
فتى صاغه اللّه من طيب *** فكم في تغنّيه من طيب
و تغنى عن الزمر أوتاره *** غناء الأناب عن المخلب
و أنشدني أبو عبد اللّه قال: و مما أنشدني و كتب لي بخط يده - يعني - أبا محمّد جعفر ابن أحمد بن الحسين السراج قوله في القاضي ابن أبي عقيل:
ص: 233
يا هند هل وصل فيرتقب *** إن كان يحفظ في الهوى سبب
أم هل لهجرك و القلى أمد *** إنى و حبل رضاك منقضب
أنسيت موقفنا بذي سلم *** أيام أثواب الصبا قشب
و حديثنا و الدهر غافله *** عنا الحوادث منه و النوب
نمسي و نصبح في يلهنيه *** من عيشنا و وشاتنا غيّب
لما هجرت بعثت طيف كرى *** ما في زيارته لنا أرب
طيف ألمّ بنا فزودنا *** زور الزيارة و هو محتجب
واصلتنا و الدار نازحة *** و هجرتنا و ديارنا صقب
و مطلتنا ظلما ديون هوى *** حلت فأمرك كله عجب
دع عنك هند فقد أغار على *** فوديك عسكر شبيك اللجب
فاقصد بمدحك ماجدا يده *** تغني إذا ما ضنت السحب
ملكا يقبل عند رؤيته *** في دسته عوض اليد العتب
عتبوه في أسفاره (1) عتبا *** و لو أنهم عقلوا لما عتبوا
من معشر بجميل فعلهم *** تتجمل الأشعار و الخطب
قد زرت بغداد أو حال بها *** عهدي و حرك نحوها (2) سبب
و هي التي أغنتك (3) شهرتها *** عن أن تجددها لك الكتب
دار الملوك و كل من ضربت *** فوق السماك لمجده الطنب
و طلبت مثلك (4) يا نفس بها *** رجلا فأعيا عبدك الطلب
فرجعت أدراجي إلى ملك *** أمواله في الجود تنتهب
في المكرمات بعض قصته *** أبدا و فيها يذهب الذهب
هيهات تسمع في النداء عذلا *** لو أن عاذله عليه أب
توفي أبو عبد اللّه يوم الأحد بين الظهر و العصر الثالث و العشرين من شعبان سنة سبع و أربعين و خمسمائة، و دفن في مقبرة الكهف.
ص: 234
أبو عبد اللّه الأزدي الأذني (1)
نزيل مصر.
سمع بدمشق: أبا الحارث أحمد بن محمّد بن عمارة، و أبا عبد اللّه بن مروان، و أبا عبد اللّه الحسين بن أحمد بن محمّد بن أبي ثابت، و أبا عمر محمّد بن موسى بن فضالة.
روى عنه: يوسف بن رباح البصري، و أبو القاسم عبد الجبّار بن أحمد بن عمر المقرئ الطرسوسي، و أبو محمّد عبد الغني بن سعيد الحافظ .
قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أنبأنا يوسف بن رباح البصري، ثنا أبو عبد اللّه محمّد بن المحسن (2) بن الحسين الأزدي - بمصر - ثنا أبو الحارث أحمد بن محمّد بن عمارة بن أحمد بن أبي الخطّاب - بدمشق - ثنا أبو عبد الملك محمّد بن أحمد بن عبد الواحد بن جرير الصوري الثعلبي، ثنا عمر بن الوليد الصوري الفارسي، ثنا علي بن ربيعة البيروتي، أخبرني الأوزاعي، قال: و أخبرني يحيى بن أبي كثير، حدّثني أبو سلمة بن عبد الرّحمن، حدّثني عبد اللّه بن عمرو بن العاص قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«أ لم أخبر أنك تصوم النهار و تقوم الليل»؟ قلت: بلى (3) يا رسول اللّه، قال:«فلا تفعل، نم و قم، و صم و أفطر، فإنّ لجسدك عليك حقا، و إنّ لعينيك عليك حقا، و إن لزورك عليك حقا، و بحسبك أن تصوم من كلّ شهر ثلاثة أيام، فإنّ بكل حسنة عشر أمثالها، فإذا ذاك صيام الدّهر كله» فشددت فشدّد عليّ ، فقلت: يا رسول اللّه إنّي أجد قوة، قال:«فصم صيام نبي اللّه داود لا تزد عليه» فقلت: و ما كان صيام نبي اللّه داود؟ قال:«نصف الدهر»[11686].
أخبرنا أبو الحسن الفرضي، و أبو الفضل بن ناصر، قالا: أجاز لنا أبو إسحاق الحبّال قال:
أبو عبد اللّه محمّد بن المحسن بن الحسين الأذني يوم الخميس لليلتين خلتا من شعبان - يعني - مات، كتب الكثير.
ص: 235
حكى عن يونس بن عبد الأعلى، و محمود بن خالد.
روى عنه: أبو دفافة أسلم بن محمّد بن سلامة الكتاني، و أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد (1) بن صالح بن سنان.
حكى عن الربيع بن يونس حاجب المنصور.
حكى عنه ابنه الأصبغ بن محمّد والد عبد الملك بن الأصبغ.
6988 - محمّد بن مرزوق (2) بن عبد الرزّاق بن محمّد بن عثمان بن أحمد
أبو الحسن بن الزعفراني الجلاّب الفقيه الشافعيّ (3)
درس الفقه على أبي إسحاق الفيروزآباذي، و سمع الحديث ببغداد من أبي بكر الخطيب، و أبي الحسين بن النقور، و بالبصرة: من أبي الحسن محمّد بن علي بن أحمد بن إبراهيم السيرافي، و أبي طاهر جعفر بن محمّد بن الفضل القرشي، و أبي محمّد نعمة بن الحسين بن بقية بن علاّن المازني المقرئ.
و سمع بصور: من الخطيب أبي بكر الحافظ .
و سمع بدمشق: من أبي نصر بن طلاّب، و كان قدمها في تجارة، و كتب كثيرا، و كان حسن الخط جيّد الضبط ، ثقة، متديّنا، يصلي في مسجد درب السّلسلة.
سمع منه أخي أبو الحسين، و أبو طاهر بن الحصني الحموي، و أبو الحجّاج يوسف بن مكي، و أجاز لي جميع حديثه.
أخبرنا أبو الحسن بن مرزوق في كتابه، و أبو غالب محمّد بن الحسن الماوردي - بقراءتي عليه - قالا: أنبأنا أبو طاهر جعفر بن محمّد بن الفضل القرشي العبّاداني بجامع البصرة، ثنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، ثنا أبو الحسن علي
ص: 236
ابن إسحاق بن محمّد بن البحتري المادرائي، حدّثنا أحمد بن عبد الجبّار العطاردي، ثنا ابن فضيل، عن الهجري، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه قال: قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إن اللّه عزّ و جل يفتح أبواب السماء الدنيا ثم يبسط يده، أ لا عبد يسألني فأعطيه، فلا يزال كذلك حتى يسطع الفجر»[11687].
قال لي أبو الفضل محمّد بن محمّد بن محمّد بن عطاف الموصلي: سألت أبا الحسن ابن مرزوق الزعفراني عن مولده فقال: سنة اثنتين و أربعين و أربعمائة - زاد غير ابن العطاف عنه: في شهر رمضان - قال ابن عطاف: و توفي الشيخ أبو الحسن (1) بن الزعفراني (2)المحدّث رحمه اللّه بباب الأزج ليلة الخميس العشرين من صفر سنة سبع عشرة و خمسمائة (3).
ابن عبد شمس بن عبد مناف الأموي (4)
أخو عبد الملك.
سمع أباه مروان.
روى عنه: الزهري، و ولاّه أخوه على الغزاة، و ولاه الجزيرة.
أنبأنا أبو منصور أحمد بن محمّد بن أحمد الطوسي، و أبو الحسن علي (5) بن عبيد اللّه الزاغوني (6)،قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنبأنا الحسن بن علي بن محمّد بن موسى
ص: 237
الشاموخي، أنبأنا عمر بن محمّد بن سيف، ثنا أبو بكر بن أبي داود، ثنا محمّد بن مسلم بن وارة، حدّثني يزيد بن عبد اللّه، ثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة، حدّثني أبي عن سورة الحج، أ سجدتان فيها أو واحدة ؟ قال الزهري: لم يكن يسجد فيها إلاّ السّجدة الأولى.
و أخبرني محمّد بن مروان أنه رأى مروان (1) سجد فيها سجدتين. قال يزيد يعني الزهري يقول: أخبرني محمد بن مروان بن الحكم قال أبو بكر: هذا حديث غريب، كتبته عن محمّد بن يحيى النيسابوري، عن ابن وارة، ثم لقيت ابن وارة فكتبته عنه، و هذا يزيد بن عبد اللّه الجرجسي، حمصي، ثقة، و ليس يعرف للزهري عن محمّد بن مروان حديث غير هذا، و هو غريب.
قال أبو بكر الجرجسي [أوثق من روى عن بقية، قال و هو يزيد بن عبد ربه] (2).
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنبأنا يوسف بن رباح، أنبأنا أبو بكر المهندس، ثنا أبو بشر الدولابي، ثنا معاوية بن صالح، قال: سألت أبا مسهر عن ولد مروان فقال: محمّد بن مروان من أمّ ولد.
أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلص، أنبأنا أحمد بن سليمان، ثنا الزبير بن بكّار، قال:
فولد مروان بن الحكم: محمّد بن مروان، و أمّه أم ولد (3)،قال الشاعر لعبد الملك بن مروان - يعرض ببشر بن مروان و يمدح محمّد بن مروان:
لا تجعلن مقدّما ذا سرّة *** ضخما سرادقه و طي المراكب
كآخر يتّخذ الرّماح سرادقا *** يمشي برايته كمشي الأنكب (4)
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيوية،
ص: 238
أنبأنا أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن الفهم الفقيه، ثنا محمّد بن سعد قال (1):فولد مروان:
محمّد بن مروان، و أمّه زينب أم ولد.
قال: و أنبأنا أبو عمر - إجازة - أنبأنا سليمان بن إسحاق الجلاّب، ثنا حارث بن أبي أسامة، ثنا محمّد بن سعد قال (2) في الطبقة الثانية من أهل المدينة: محمّد بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس، و قد روى الزهري عن محمّد بن مروان.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنبأنا الفضل و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل: و محمّد بن الحسن قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا موسى بن سهل، أنبأنا البخاري قال (3):محمّد بن مروان بن الحكم بن أبي العاص القرشي الأموي أخو عبد الملك، و عبد العزيز ابني مروان، روى عنه الزهري.
حدّثنا عبدان، أنبأنا عبد اللّه، أنبأنا معمر، عن زيد بن رفيع، عن ميمون بن مهران قال: كنت مع محمّد بن مروان و كان على الجزيرة.
أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قال: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (4):محمّد بن مروان بن الحكم بن أبي العاص القرشي الأموي رأى أباه، روى عنه الزهري، سمعت أبي يقول ذلك، و يقول: هو مجهول.
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنبأنا أحمد بن محمود، أنبأنا محمّد بن إبراهيم بن المقرئ، أنبأنا محمّد بن جعفر المنبجي (5)،ثنا عبد اللّه بن سعد الزهري قال:
قال: و غزا محمّد بن مروان بلدا من أرض الروم - يعني - سنة ست و سبعين.
أخبرنا أبو غالب محمّد [بن] (6) الحسن السيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، ثنا أحمد ابن إسحاق، ثنا أحمد بن عمران، ثنا موسى، ثنا خليفة قال: و فيها - يعني - ثلاث و سبعين،
ص: 239
غزا محمّد بن مروان الصائفة (1).
قال خليفة (2):قال ابن الكلبي: و فيها - يعني - سنة خمس و سبعين غزا محمّد بن مروان الصائفة (3) عند خروج الروم إلى الفنين (4)،من ناحية مرعش.
قال خليفة (5):و فيها - يعني - سنة ست و سبعين غزا محمّد بن مروان أرض الرّوم من ناحية ملطية، و فيها - يعني - سنة اثنتين و ثمانين (6) بعث عبد الملك بن مروان أخاه محمّد إلى أرمينية، فلقيهم فهزمهم، ثم سألوه الصّلح فصالحهم، و ولّى عليهم أبا شيخ (7) بن عبد اللّه [العتري] (8) فغدروا به فقتلوه. و في (9) سنة ثلاث و ثمانين بعث عبد الملك بن مروان أخاه محمّدا (10) إلى أرمينية، فصالحوه، و استعمل عليهم أبا شيخ بن عبد اللّه العبدي (11)، و عمرو (12) بن الصدي الغنوي، فغدروا بهما فقتلوهما، و فيها (13)-يعني - سنة أربع و ثمانين غزا محمّد بن مروان بن الحكم أرمينية، و فيها (14)-يعني - سنة خمس و ثمانين غزا محمّد بن مروان أرمينية فصاف بها و شتى.[و فيها] (15)-يعني - سنة ثمان و ثمانين غزا محمّد بن مروان أرمينية فصاف به و شتى، و فيها (16) يعني سنة إحدى و تسعين عزل (17) الوليد محمّد بن مروان عن الجزيرة، و أرمينية، و أذربيجان، و ولاّها مسلمة بن عبد الملك.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - بقراءتي عليه - ثنا عبد العزيز الكتّاني، أنبأنا أبو محمّد
ص: 240
ابن أبي نصر، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب (1)،أنبأنا أحمد بن إبراهيم القرشي، ثنا ابن عائذ قال:
و في سنة ثلاث و سبعين كانت غزوة محمّد بن مروان سبسطة (2)،فواقع الروم فهزمهم، و في سنة أربع و سبعين غزا محمّد بن مروان اندرلية (3) و في سنة خمس و سبعين غزا محمّد بن مروان الصائفة، و في سنة ثلاث و أربع و ثمانين غزا عبد اللّه بن عبد الملك الصائفة، و غزا محمّد بن مروان فواقع الروم و أهل أرمينية، فهزمهم اللّه، و في سنة خمس و ثمانين غزا محمّد ابن مروان أرمينية، فسار فيها و تطرف، و في سنة ست و ثمانين غزا محمّد بن مروان الشاتية، فأصيب الناس بالمصيصة، و في سنة سبع و ثمانين غزا محمّد بن مروان أرمينية.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب بن سفيان قال: و في سنة تسعين فتح على محمّد ابن مروان الباب و حصونه.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسن السيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، ثنا أحمد بن عمران، ثنا موسى، ثنا خليفة قال (4):الجزيرة ولاّها عبد الملك بن مروان أخاه محمّد بن مروان فلم يزل عليها حتى مات عبد الملك و الوليد. أرمينية و أذربيجان ضمّهما إلى محمّد بن مروان سنة ثلاث و ثمانين حتى مات عبد الملك.
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا عبد العزيز الكتّاني، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب (5)،أنبأنا أحمد بن إبراهيم، ثنا ابن عائذ، أنبأنا الوليد قال: و أنبأنا غير واحد من مشيختنا أن محمّد بن مروان لم يزل واليا لعبد الملك على الجزيرة و أرمينية يقاتل خوارج الجزيرة، و أهل جبال أرمينية، و خزر، و من يليهم من تلك الأمم حتى توفي عبد الملك، و ولي ابنه الوليد بن عبد الملك الخلافة، فدعا إلى عزل محمّد ابن مروان و الولاية إلى عمله من الجزيرة و أرمينية، فلم يقدم عليه أحد منهم، فأجابه إلى ذلك
ص: 241
مسلمة بن عبد الملك، فسار إليها، و غزا كلّ من كان بالباب من الأتراك فحاصرهم و رماهم بالمنجنيق حتى فتحها اللّه، فأخرج أهلها، و ثلم حائطها.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر، أنبأنا أبو محمّد بن زبر (1)،ثنا عبد اللّه بن عمرو بن أبي سعد، ثنا أحمد بن معاوية، ثنا الأصمعي، عن ابن عمر قال: كان محمّد بن مروان قويا في بدنه، شديد البأس، فكان عبد الملك يحسده على ذلك، و على أشياء كان لا يزال يراها منه، و كان يدابره و يساتره حتى قتل (2) مصعب بن الزبير، و انتظمت له الأمور، فجعل يبدي له الشيء ممّا في نفسه، و يقابله بما يكره من القول، و يبلغه عنه أكثر من ذلك، فلما رأى محمّد ما أظهر له عبد الملك تهيّأ للرحيل إلى أرمينية، و أصلح شأنه و جهازه، و رحلت إبله حتى إذا استقلّت للمسير دخل على عبد الملك مودّعا، فلما خاطبه قال عبد الملك: و ما السبب في ذلك ؟ و ما الذي بعثك عليه ؟ فأنشأ يقول:
و إنّك لا ترى طردا لحرّ *** كإلصاق به بعض الهوان
فلو كنا بمنزلة جميعا *** جريت (3) و أنت مضطرب العنان
فقال له عبد الملك: أقسمت عليك إلاّ ما أقمت، فو اللّه لا رأيت مكروها بعدها، فأقام.
أخبرنا أبو غالب البصري، أنبأنا محمّد بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه النهاوندي، أنبأنا أحمد بن عمران الأشناني، أنبأنا موسى التستري، أنبأنا خليفة العصفري قال (4):و فيها - يعني - سنة إحدى و مائة مات ذكوان أبو صالح و محمّد بن مروان بن الحكم.
و كذا ذكره الواقدي في وفاته.
قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنبأنا مكي بن محمّد، أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال: و فيها يعني سنة إحدى و مائة مات محمّد بن مروان بن الحكم.
و ذكر سعيد بن كثير بن عفير: أن وفاته كانت في رجب من هذه السنة.
ص: 242
حدّث عن أبي مسهر.
روى عنه: أبو بكر محمّد بن حمدون بن خالد، و خيثمة بن سليمان، و محمّد بن يوسف بن بشر الهروي (1).
أخبرنا أبو الفتح أحمد بن عقيل بن محمّد بن أبي الحوافر، أنبأنا أبي أبو الفضل.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو محمّد عبيد اللّه بن إبراهيم بن كبيبة النجار، قالا: أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن القطان، أنبأنا خيثمة بن سليمان، ثنا أبو عبد اللّه محمّد بن مروان بن عثمان البيروتي، ثنا أبو مسهر، ثنا صدقة بن خالد، ثنا عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، عن زيد بن أرطأة، عن جبير بن نفير، عن أبي الدّرداء قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«ابغوا لي الضعفاء، فإنما ترزقون و تنصرون (2) بضعفائكم»[11688].
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو الحسن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد ابن أحمد بن جعفر البحيري، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن عبدوس الحيري، أنبأنا أبو بكر بن حمدون، ثنا أبو عبد اللّه (3) محمّد بن مروان بن عثمان البيروتي، ثنا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر، ثنا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن عبد اللّه بن حوالة الأزدي، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«ستجنّدون أجنادا، فجند بالشام، و جند باليمن، و جند بالعراق»، فقال: خر لي يا رسول اللّه، قال:«عليكم بالشام، فمن أبى فليلحق بيمنه و ليسق (4) من غدره (5)،فإنّ اللّه قد تكفّل لي بالشام و أهله»[11689].
قال: و أنبأنا أبو بكر بن حمدون، ثنا أبو عبد اللّه [محمد بن مروان بن عثمان البيروتي، نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز، عن إسماعيل بن عبيد الله] (6)،عن عبد الرّحمن بن غنم قال: سمعت عمر بن الخطّاب يقول: ويل ديّان من في الأرض من ديّان من في السّماء،
ص: 243
يوم يلقونهم إلاّ من أمّ [العدل] (1)،و قضى (2) بالحق، و لم يقض على الهوى، و لا على قرابة، و لا على رغب، و لا على رهب، و جعل كتاب اللّه مرآة بين عينيه.
قال عمرو بن دحيم: توفي سنة ثلاث و سبعين و مائتين لثلاث (3) عشرة ليلة خلت من المحرّم. ذكر ذلك ابن مندة، و اللّه أعلم.
ابن عبد شمس الأموي
من رجالات بني أمية.
غزا مع أبيه مروان بلاد الترك و الخزر في خلافة هشام، فلما قفل أبوه من غزوة وجهه وافدا (4) إلى هشام (5) بالفتح، ذكر ذلك الواقدي.
حدّث عن أبي صالح، مجهول رواه زافر بن الصلت عن عبد العزيز [بن] (6) الجعدا أنّ محمّد الشامي عن محمّد بن مروان الدّمشقي بهذا، قاله ابن مندة.
حكى عنه الحسن بن أبي طالب المصّيصي.
أخبرنا أبو علي الحسن بن الفضل الأدمي الأصبهاني - إجازة - و قد رأيته بأصبهان غير مرة، و لم يقض لي السماع منه. أنبأنا عمر بن أحمد السّمسار، أنبأنا أبو سعيد النقّاش، أنبأنا أبو القاسم زيد بن عبد اللّه بن عبد الكبير البصري برامهرمز، ثنا الحسن بن أبي طالب المصّيصي قال: سمعت محمّد بن مروان الدّمشقي ينشد:
لمحبرة تجالسني نهاري *** أحبّ إليّ من أنس الصّديق
و رزمة كاغد في البيت عندي *** أحبّ إليّ من عدل (7) الدقيق
ص: 244
و لطمة عالم في الخدّ مني *** ألذّ إليّ من شرب الرّحيق
ابن يزيد بن امرئ القيس بن عمرو بن حجر آكل المرار بن عمرو بن معاوية
ابن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع بن معاوية بن كندة
أبو عبد الرّحمن الكنديّ الكوفي (1) قاضي مصر
كان على مذهب أبي حنيفة.
روى عن: عبيد اللّه بن الوليد الوصافي (2)،و إسحاق بن الفرات الكنديّ ، و الوليد بن جميع، و سفيان الثوري، و أبي جناب الكلبي، و مسعر، و محمّد بن عمرو بن علقمة، و أبي معشر نجيح المدني، و شيبان بن عبد الرّحمن، و مهدي بن مروان.
روى عنه: سليمان بن عبد الرّحمن، و محمّد بن الخليل بن حمّاد البلاطي (3)،و هشام ابن عمّار، و موسى بن عبد الرّحمن المسروقي، و عبد اللّه بن وهب، و إسحاق بن الفرات (4)، و سعيد بن أبي مريم، و سعيد بن عفير، و اجتاز بدمشق.
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، ثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن محمّد، ثنا أحمد بن سليمان بن حذلم من حفظه، ثنا أبي (5)،ثنا سليمان بن عبد الرّحمن، ثنا محمّد بن مسروق، ثنا إسحاق بن الفرات الكنديّ عن الليث بن سعد، عن نافع، عن ابن عمر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم كان يرد اليمين على طالب الحق.
قال: و أنبأنا تمام، أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن صالح بن سنان، و أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن مروان، قالا: ثنا سليمان بن أيوب بن حذلم، فذكر مثله.
أخبرناه أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، و أبو محمّد بن طاوس، و أبو القاسم بن عبدان، قالوا: أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو علي محمّد بن
ص: 245
هارون بن شعيب، ثنا أبو أيوب (1) بن حذلم الأسدي، ثنا أبو أيوب سليمان بن عبد الرّحمن، ثنا محمّد بن مسروق، عن إسحاق بن الفرات، عن الليث بن سعد، عن نافع (2)،عن ابن عمر قال: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلّم ردّ اليمين على طالب الحق[11690].
أنبأنا الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (3):محمّد بن مسروق الكنديّ ، روى عن مسعر، و عبيد اللّه الوصافي (4)،و محمّد بن عمرو بن علقمة، و أبي معشر المديني (5) نجيح، و مهدي بن مروان (6)،و شيبان بن عبد الرّحمن النحوي، روى عنه أبي و أبو زرعة (7)،و هشام بن عمّار، و موسى بن عبد الرّحمن المسروقي، و قال: حدّثني جدي محمّد بن مسروق الكنديّ .
كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب بن مندة، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنبأنا عمّي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه قال اللفتواني: و أنبأنا أبو عمرو عن أبيه أبي عبد اللّه، أنبأنا أبو سعيد عبد الرّحمن بن أحمد بن يونس قال محمّد بن مسروق بن معدان بن المرزبان الكنديّ ، يكنى أبا عبد الرّحمن، قاضي مصر، كوفي، قدم مصر على القضاء بعد المفضّل بن فضالة (8) في صفر سنة سبع و سبعين و مائة.
قال أبو سعيد: أخبرنا علي بن الحسن بن قديد، حدّثني عبيد اللّه بن سعيد بن كثير بن عفير، عن أبيه قال: قدم علينا محمّد بن مسروق الكنديّ واليا على القضاء، و كان متحيرا (9)و أعدى على العمال، و أنصف منهم، و أرسل إليه الأمير عبد اللّه بن المسيّب يأمره بحضور مجلسه، فقال لرسوله: لو كنت تقدّمت إليه في هذا لفعلت به، و فعلت كذا و كذا، فانقطع ذلك عن القضاة بعده، و لحق جماعة البلد منه استخفاف.
ص: 246
روى عنه من أهل مصر: عبد اللّه بن وهب، و إسحاق بن الفرات، و سعيد بن أبي مريم، و سعيد بن عفير، و عزل عن القضاء في صفر سنة خمس و ثمانين و مائة كتب إليّ أبو سعد بن الطّيّوري يخبرني عن أبي عبد اللّه الصوري، أنبأنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عمر بن النحّاس قال: قال لنا أبو عمر محمّد بن يوسف الكنديّ : ثم ولي القضاء بها محمّد بن مسروق الكنديّ - و نسبه أبو عمر، فقال: أبو عبد الرّحمن محمّد بن مسروق بن معدان بن المرزبان بن النّعمان بن زيد بن شرحبيل بن يزيد بن امرئ القيس بن عمرو بن حجر آكل المرار بن عمرو بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع بن معاوية بن كندة، من أهل الكوفة - من قبل أمير المؤمنين هارون الرشيد، قدمها يوم السّبت لخمس خلون من صفر سنة سبع و سبعين و مائة، أخبرني بذلك ابن واقد (1) عن أبيه عن عبيد اللّه بن سعيد عن أبيه قال سعيد: فلمّا قدم شدّد في الحكم، و أعدى على العمّال، و أنصف منهم.
قال: و أنبأنا أبو عمر، حدّثني ابن قديد، عن عبيد اللّه، عن أبيه أن محمّد بن مسروق لمّا قدم إلى مصر اتخذ قوما من أهلها للشهادة، و سمهم بها، و أوقف سائر الناس، فوثبوا به، و وثب بهم، و شتموه و شتمهم، و كانت منه هنات إلى أشرافهم إلى هاشم بن خديج، و حويّ ابن حويّ ، و غيرهما.
قال: و أنبأنا أبو عمر، حدّثني ابن قديد، و أبو سلمة، عن يحيى بن عثمان قال: سألت يحيى بن عبد اللّه بن بكير: هل كان خير (2) بن نعيم [يقضى] (3) بين النصارى على باب المسجد؟ فقال يحيى: قد أدركت القضاة يجعلون لهم يوما في منازلهم، و أوّل من أدخلهم المسجد محمّد بن مسروق، قال يحيى: و ما كان بأحكامه بأس، ما كان يتعلق عليه فيها بشيء، و لكنه كان من أعظم الناس تكبرا.
قال: و أنبأنا أبو عمر، أخبرني ابن قديد عن يحيى بن عثمان، و أبي الزقزاق أن هاشم بن خديج خوصم إلى محمّد بن مسروق. فقال له ابن مسروق: إنّما أنت من السكون (4)،و لست من الملوك، فقال هاشم: ليس لهذا حضرنا، و اللّه لا حضرت لك مجلسا أبدا، و من تظلم إليك مني فأعده عليّ و اقض له في مالي بما يدّعيه.
ص: 247
قال: و أنبأنا أبو عمر، ثنا ابن (1) قديد، أخبرني أبو سلمة - يعني - أسامة بن أبي السمح (2)،عن يحيى بن عثمان، حدّثني موسى بن أبي (3) أيوب أخو إبراهيم قال: كانت أموال اليتامى و الأوقاف..... (4) ترد إلى بيت المال منذ زمن المنصور إلى أيام الرشيد، فلما ولي محمّد بن مسروق و تحامل على أهل مصر، فأساءوا عليه الثناء و الذكر، و أشاعوا عنه أنه عزم على حمل ما في بيت المال من هذه الأموال إلى هارون، فقام أبو إسحاق الحوفي (5)و كان متعريا (6)،فنادى في المسجد الجامع، و دعا على محمّد بن مسروق فأحضره ابن مسروق و ناله بمكروه، فزاد مقت أهل مصر لابن مسروق.
قال: و أنبأنا أبو عمر، حدّثني يحيى بن محمّد بن عمروس قال: سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: لما أكثر أهل المسجد في ذمّ محمّد بن مسروق وقف على باب المقصورة و نادى بأعلى صوته: أين أصحاب الأكسية العسلية ؟ أين بنو البغايا؟ لم لا يتكلم متكلمهم بما شاء حتى نرى و نسمع، فما تكلم أحد بكلمة.
قال: و أنبأنا أبو عمر، قال: و أخبرني ابن (7) قديد عن أبي الزقزاق (8) عن الحارث بن مسكين قال:
قد كان هاهنا قاض يذل الجبارين، فما فضحه (9) إلاّ ابنه - يعني - محمّد بن مسروق، و ذلك أن محمّدا كان لا يتعلق عليه شيء حتى قدم ابنه، فكان يأتي إلى من عنده مال من الودائع فيقول: أعطنيه حتى أتجر فيه، و آخذ الفضل، قال: فتلف على يديه شيء كثير.
قال: أنبأنا أبو عمر، أخبرني عمي عن أسد بن سعيد بن عفير، عن أبيه قال: كان محمّد ابن مسروق يروح إلى الجمعة من دار أبي عون بالموقف ماشيا إلى المسجد.
قال: و أنبأنا أبو عمر، أخبرني قيس بن أبي حملة، عن أبي قرة (10) قال: خوصم وكيل السيدة إلى محمّد بن مسروق فأمر بإحضاره، فجلس مع خصمه متربعا، فأمر به محمّد بن مسروق، فبطح و ضرب عشرا.
ص: 248
قال: و أنبأنا أبو عمر، حدّثني ابن أبي فديك عن عبيد اللّه، عن أبيه أن محمّد بن مسروق أقدم على عبد الرّحمن مولى زبيدة و وكيلها على البحيرة، فأنصف منه، فنفاه إلى زبيدة، و كان ابن مسروق قد تشدد على عبد الوهّاب بن موسى بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرّحمن بن عوف فخافه، فشخص (1) إلى الرقّة، فنفاه و رفده القرشيون هناك، و كلم فيه أبا (2)البختري حتى عزله، فبلغ ابن مسروق ذلك، فخرج قبل أن يقدم إليه الذي استقضاه أبو البختري، و استخلف على أهل مصر إسحاق بن الفرات غضبا عليهم، فكان خروجه في سنة أربع و ثمانين و مائة.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا عبد العزيز، أنبأنا أبو نصر بن الجبّان - إجازة - ثنا أحمد بن القاسم الميانجي، ثنا أحمد بن طاهر بن النجم (3)،ثني سعيد بن عمرو البردعي، قال:
قلت - يعني - لأبي زرعة الرّازي: محمّد بن مسروق القاضي ؟ قال: شيخ، حدّث عن الوليد بن جميع، عن أبي الطفيل، عن سعيد بن زيد [بحديث أوهم فيه قلت ما صحيحه نا أبو نعيم نا الوليد بن جميع، حدثني من سمع سعيد بن زيد] (4) يقول: من قتل دون ماله فهو شهيد.
ذكر أبو عبد اللّه بن مندة أنه دمشقي.
حدّث عن محمّد بن شعيب بن شابور.
روى عنه: أحمد بن أبي رجاء الدمشقي، و قاسم بن زكريا المطرّز، و يحيى بن صاعد، و أبو العبّاس السرّاج.
أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو حفص عمر ابن محمّد بن علي الزيّات، ثنا قاسم بن زكريا بن يحيى أبو بكر المطرز، حدّثني محمّد بن مسعدة البزّاز، ثنا محمّد بن شعيب بن شابور. أخبرني الأوزاعي عن أيوب بن موسى أنّه
ص: 249
حدّثه: حدّثني نافع مولى ابن عمر، حدّثني عبد اللّه بن عمر قال: صلينا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم صلاة الخوف طائفة منا خلفه، و طائفة مواجهة العدو (1)،فصلّى بإحدى الطائفتين ركعة.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، أنبأنا أبو الغنائم (2) بن المأمون، أنبأنا أبو القاسم بن حبابة قال: قرأ علي بن صاعد، ثنا محمّد بن مسعدة صاحب الشّطوي، ثنا محمّد بن شعيب ابن شابور، عن الأوزاعي، عن الزهري أنه حدّثه عن عروة عن عائشة أنها حدّثته قالت:
أهللت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بعمرة في حجّة الوداع.
مالك بن الأوس، و يقال: ابن مسلمة بن سلمة بن خالد أبو عبد الرّحمن،
و يقال: أبو سعيد، و يقال: أبو عبد اللّه الأنصاريّ (3)
صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.
روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم أحاديث، و شهد بدرا، و أحدا و غيرهما.
روى عنه: جابر بن عبد اللّه بن عمرو بن حرام، و المغيرة بن شعبة، و سهل بن أبي حثمة (4)،و المسور بن مخرمة، و أبو بردة بن أبي موسى، و ضبيعة بن حصين، و أبو الأشعث الصّنعاني، و الحسن البصري، و ابنه محمود بن محمّد بن مسلمة، و الأعرج.
و استخلفه النبي صلى اللّه عليه و سلّم على المدينة حين خرج إلى بعض غزواته (5).
و شهد الجابية مع عمر بن الخطّاب، و كان على مقدمته يومئذ، و كان مقامه بالمدينة، فاعتزل الفتنة، فلم يدخل فيها.
و قدم دمشق، و شهد وفاة أبي الدّرداء.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أحمد بن جعفر، ثنا
ص: 250
عبد اللّه بن أحمد (1)،ثنا أبي، ثنا وكيع، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن المسور بن مخرمة قال:
استشار عمر بن الخطّاب الناس في ملاص (2) المرأة قال: فقال المغيرة بن شعبة:
شهدت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قضى فيها بغرّة عبد أو أمة، قال: فقال عمر: ائتني بمن يشهد معك، قال: فشهد له محمّد بن مسلمة.
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنبأنا أبو القاسم عبد الرّحمن، و أبو عمرو عبد الوهّاب ابنا (3) محمّد بن إسحاق بن مندة، و أبو منصور بن شكرويه، قالوا: أنبأنا أبو إسحاق بن خرشيد قوله، أنبأنا أبو بكر النيسابوري، ثنا الزعفراني، ثنا وكيع بن الجرّاح، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه عن المسور بن مخرمة قال: استشار عمر بن الخطّاب في إملاص (4) المرأة - يعني: الحامل - تضرب بطنها فتسقط ، فقام المغيرة بن شعبة فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قضى فيه بغرّة عبد أو أمة، فقال عمر: ائتني بمن يشهد معك، قال عبد الرّحمن: فشهد معه محمّد بن مسلمة[11691].
و كذا رواه يزيد بن سنان الرهاوي، و قيس بن الرّبيع الأسدي عن هشام.
أخبرنا بحديثهما أبو الفتح محمّد بن علي بن عبد اللّه المضري، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أبي (5) مسعود الفارسي، و أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن عفيف.
و أخبرنا أبو الفضل محمّد، و أبو عاصم الفضيل ابنا إسماعيل بن محمّد، و أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد، و أبا عبد اللّه محمّد بن إسماعيل بن أبي أحمد المؤذّن، و محمّد بن علي بن محمّد بن إسماعيل الصندوقي، و عبد الرّحمن بن عبد الرحيم بن أبي أحمد الدارمي (6)،و أبو الفضل الضحاك بن أبي سعد بن أبي أحمد الخبّاز، و أبو محمّد عبد الجليل ابن منصور بن إسماعيل، و أبو منصور محمّد بن إسماعيل بن سعيد، و أبو الوقت عبد الأوّل ابن عيى السجزي، و أبو الحسن محمّد بن عبد اللّه بن علي البوسنجي، و أبو سعيد أحمد بن
ص: 251
إسماعيل الحنفي، و أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين الزهري، و أبو سعد منصور بن علي بن عبد الرّحمن، و أبو نصر زهير بن علي بن زهير، و أبو علي الحسن بن محمّد بن أحمد الطوسي، قالوا: أنبأنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن عفيف، قالا: أنبأنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أحمد بن أبي شريح، ثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، ثنا أبو فروة يزيد ابن محمّد بن يزيد بن سنان - بالرها - حدّثني أبي محمّد بن يزيد، حدّثني أبي يزيد بن سنان، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن المسور بن مخرمة قال: استفتى عمر بن الخطّاب أناسا من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلّم في امرأة ضربت فألقت جنينها، فقال المغيرة بن شعبة: قضى فيه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بغرّة عبد أو أمة، فقال عمر: إن كنت صادقا فائت بأحد يعلم ذلك، فشهد محمّد بن مسلمة الأنصاريّ أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قضى بذلك[11692].
قال: و حدّثنا ابن صاعد، ثنا خلف بن محمّد أبو الحسين - بواسط سنة ثلاث و ستين و مائتين - ثنا عاصم بن علي، ثنا قيس بن الرّبيع، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن مسور بن مخرمة.
أن عمر بن الخطّاب استشارهم في إملاص المرأة، فقال المغيرة بن شعبة: قضى فيه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بغرّة عبد أو أمة، فقال عمر: إن كنت صادقا فهات من يعلمه، فشهد له محمّد ابن مسلمة أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قضى به.
تابعهم يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، و محمّد بن سليمان، عن هشام، و خالفهم الليث ابن سعد، و مفضّل بن فضالة المصريّان، و وهيب بن خالد، و زائدة بن قدامة، و أبو معاوية الضرير، و عبد العزيز بن أبي حازم، و عبد العزيز بن مسلم القسملي (1)،عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن المغيرة من غير ذكر المسور.
و كذلك رواه أبو الزناد عن عروة.
فأمّا حديث الليث:
فأخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن أحمد بن عبد اللّه المقرئ، قالا: أنبأنا أبو محمّد الصريفيني.
ص: 252
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو نصر الزينبي،[قالا] (1) أنبأنا أبو بكر محمّد بن عمر بن علي بن خلف الورّاق، ثنا عبد اللّه بن أبي داود.
ح و أخبرنا أبو القاسم غانم بن خالد، أنبأنا عبد الرزّاق بن عمر، أنبأنا أبو بكر (2) بن المقرئ، ثنا أحمد بن عبد الوارث المصري، قالا: ثنا عيسى بن حمّاد، أنبأنا الليث، عن هشام بن عروة، عن أبيه أنه حدّث عن المغيرة بن شعبة بحديث (3) عن عمر أنه استشارهم في إملاص المرأة، فقال المغيرة: قضى فيه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بغرة عبد أو وليدة، فقال عمر: إن كنت صادقا فائتني بأحد يعلم ذلك، فشهد محمّد بن مسلمة الأنصاري أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قضى به.
و أمّا حديث مفضل:
فأخبرناه أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد، أنبأنا أبو الطيّب عبد الرزّاق بن عمر بن موسى، ثنا [محمد] (4) بن إبراهيم بن المقرئ، ثنا محمّد بن زبّان (5) بن حبيب، و إسماعيل بن داود بن وردان، قالا: ثنا زكريا بن يحيى كاتب العمري، قال ابن زبّان (6):
حدّثني - و قال ابن داود: ثنا - مفضّل عن هشام، عن أبيه أنه حدّث عن المغيرة حديثا حدّث به عن عمر أنه استشارهم في إملاص المرأة فقال المغيرة: قضى فيه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بالغرّة عبدا (7)أو وليدة، فقال عمر: إن كنت صادقا فائت بأحد يعلم ذلك، فشهد محمّد بن مسلمة أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قضى به.
و أمّا حديث وهيب:
فأخبرناه أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي، و أبو سهل محمّد بن أحمد الحفصي (8)[قالا: أنا أبو الهيثم محمد بن المكي.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه أيضا، أنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن] (9) محمّد بن العيار،
ص: 253
أنبأنا محمّد بن عمر بن محمّد، قالا: أنبأنا محمّد بن يوسف بن مطر، ثنا أبو عبد اللّه البخاري، ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا وهيب، ثنا هشام، عن أبيه، عن المغيرة بن شعبة، عن عمر أنه استشارهم في إملاص المرأة فقال المغيرة بن شعبة: قضى النبي صلى اللّه عليه و سلّم بغرة عبد أو أمة، فشهد محمّد بن مسلمة أنه شهد النبي صلى اللّه عليه و سلّم قضى به.
و أمّا حديث زائدة:
فأخبرناه أبو المظفّر بن القشيري، أنبأنا أبو القاسم، أنبأنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن، أنبأنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق، ثنا (1) أبو أميّة، ثنا محمّد بن سابق، ثنا زائدة، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه أنه سمع المغيرة بن شعبة يحدّث (2) عن عمر استشارهم [في إملاص المرأة] (3) فقال له المغيرة: قضى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بغرة عبد أو أمة فقال له عمر: لئن كنت صادقا فائت بآخر يعلم ذلك، فشهد محمّد بن مسلمة أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قضى بذلك.
و أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر المغربي، أنبأنا أبو بكر الجوزقي، أنبأنا أبو حامد بن الشّرقي، ثنا محمّد بن يحيى، ثنا محمّد بن سابق، و عبد اللّه بن رجاء، قالا:
حدّثنا زائدة، عن هشام بن عروة، عن أبيه أنه سمع المغيرة بن شعبة يحدّث عن عمر أنه استشارهم في إملاص المرأة فذكر نحوه.
و أمّا حديث [أبي] (4) معاوية:
فأخبرناه أبو سعد بن البغدادي، أنبأنا عبد الرّحمن، و عبد الوهّاب ابنا محمّد بن إسحاق، و أبو منصور بن شكرويه، قالوا: أنبأنا إبراهيم بن خرشيد قوله، أنبأنا أبو بكر النيسابوري، ثنا الحسن بن محمّد الزعفراني، ثنا أبو معاوية، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن المغيرة بن شعبة (5) قال: سألني عمر بن إملاص المرأة: أسمعتم من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم - يعني - فيه شيئا؟ قال المغيرة بن شعبة: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول: فيه غرة عبد أو أمة، قال: لا تبرح حتى تجيء بالمخرج ممّا قلت، قال: فخرجت [فجئت] (6) بمحمّد بن مسلمة قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول فيه غرة عبد أو أمة.
ص: 254
و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا عبد الرّحمن بن أحمد بن علي، أنبأنا أبو محمّد بن أبي مسلم الفرضي، ثنا أبو عيسى أحمد بن إسحاق بن عبد اللّه الأنماطي المعروف بابن قماش، ثنا الحسن بن محمّد بن الصّباح الزعفراني، ثنا أبو معاوية الضرير، ثنا هشام بن عروة، عن عروة، عن المغيرة بن شعبة قال: سئل (1) عمر بن الخطّاب، فذكر نحوه.
و أخبرناه أبو محمّد بن الأكفاني، و أبو المعالي ثعلب بن جعفر، قالا: أنبأنا عبد الدائم ابن الحسن، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي، أنبأنا أبو العبّاس عبد اللّه بن عتّاب، ثنا أحمد بن أبي الحواري، ثنا أبو معاوية، عن هشام، عن أبيه، عن المغيرة بن شعبة قال:
سأل عمر عن إملاص المرأة - و هي التي تضرب بطنها فتلقي جنينا - قال: أيّكم سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول فيه [شيئا؟ فقلت: أنا، فقال: ما هو؟ فقلت: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول] (2) غرة عبد أو أمة قال: لا تبرح حتى تجيء بالمخرج مما قلت، فخرجت فجئته بمحمّد بن مسلمة، فشهد معي أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول فيه غرة عبد أو أمة.
و أمّا حديث ابن أبي حازم:
فأخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النقور، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عمران بن الجندي، ثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، ثنا محمّد بن زنبور المكي، ثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن هشام، عن أبيه، عن المغيرة أن عمر بن الخطّاب استشارهم في إملاص المرأة، فقال المغيرة بن شعبة: قضى فيه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بغرة، فقال عمر: إن كنت صادقا فائت بآخر علم ذلك، فشهد محمّد بن مسلمة الأنصاريّ أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قضى به.
و أمّا حديث عبد العزيز بن مسلم:
فأخبرناه أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، و أبو المواهب أحمد بن محمّد بن عبد الملك، قالا: أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسين بن مظفر، ثنا أبو بكر محمّد بن محمّد الباغندي، ثنا شيبان، ثنا عبد العزيز بن مسلم، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن المغيرة بن شعبة أن عمر بن الخطّاب استفتاهم في إملاص المرأة - يعني السقط - فقال
ص: 255
المغيرة: قضى فيه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم غرة (1)،فقال: إن كنت صادقا فائتني ببيّنة، قال: فأتى ببيّنة محمّد بن مسلمة، فشهد له.
و أمّا حديث أبي (2) الزناد:
فأخبرناه أبو سعد بن البغدادي، أنبأنا أبو منصور بن شكرويه، و محمّد بن أحمد بن علي، قالا: أنبأنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد، ثنا أبو عبد اللّه المحاملي، ثنا محمّد بن إسماعيل البخاري، حدّثني عبد العزيز بن عبد اللّه، حدّثني ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن عروة بن الزبير، عن المغيرة بن شعبة أن عمر بن الخطّاب استشارهم في إملاص المرأة فقال المغيرة: قضى فيه - يعني النبي صلى اللّه عليه و سلّم - بغرة، فقال له: إن كنت صادقا فائت بإنسان يعلم، فشهد محمّد بن مسلمة أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قضى به، فأنفذه عمر.
و كذا روي عن ابن جريج عن هشام.
و روي عنه عن عروة عن ابن المغيرة عن أبيه.
أخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو (3) عبد اللّه ابن مندة، أنبأنا أبو الحسن علي بن العباس بن الأشعث الغزي - بها - ثنا محمّد بن حمّاد الطهراني، أنبأنا عبد الرزّاق، أنبأنا ابن جريج، أخبرني هشام بن عروة [عن عروة] (4) بن الزبير قال: حدّث المغيرة بن شعبة أنه حدّث عن عمر بن الخطاب أنه استشارهم في إملاص المرأة فقال له المغيرة بن شعبة: قضى فيه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: فقال له عمر: إن كنت صادقا فائت بآخر يعلم ذلك، فشهد محمّد بن مسلمة الأنصاريّ أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قضى به (5).
و أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي (6)،أنبأنا أبو بكر المغربي، أنبأنا أبو بكر الجوزقي، أنبأنا أحمد بن محمّد بن الحسن الحافظ ، و مكي بن عبدان، قالا: ثنا عبد الرّحمن بن بشر، ثنا عبد الرزّاق، أنبأنا ابن جريج، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه أنّه حدّث عن ابن (7) المغيرة بن شعبة، عن أبيه أنه حدّث عن عمر أنه استشارهم في إملاص المرأة فقال له المغيرة بن شعبة:
قضى فيه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بالغرة، فقال عمر: إن كنت صادقا فائت بأحد يعلم ذلك، فشهد محمّد بن مسلمة أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قضى به.
ص: 256
و أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أحمد بن جعفر، ثنا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، ثنا عبد الرزّاق، أنبأنا جريج، حدّثني هشام، عن عروة ابن الزبير أنه حدّث عن ابن (2) المغيرة عن عمر أنه استشارهم في إملاص المرأة فقال له المغيرة: قضى فيه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بالغرة فقال له عمر: إن كنت صادقا فائت بأحد يعلم ذلك، فشهد محمّد بن مسلمة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قضى به.
و رواه سفيان بن عيينة، و عبيد اللّه (3) بن موسى العبسي عن هشام، عن أبيه أن عمر.
و أمّا حديث ابن عيينة:
فأخبرناه أبو السعود بن المجلي، أنبأنا أبو الغنائم بن المأمون، أنبأنا أبو القاسم بن حبابة، ثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، ثنا عبد الجبّار بن العلاء، ثنا سفيان بن عيينة، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: نشد عمر بن الخطّاب الناس فقال: اذكروا اللّه من سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قضى في إملاص الجنين ؟ قال: فقام المغيرة بن شعبة فشهد أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم جعل فيه غرة، قال: من شهد معك ؟ قال: محمّد بن مسلمة.
و أمّا حديث عبيد اللّه:
فأخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر المغربي، أنبأنا أبو بكر الجوزقي، أنبأنا أبو علي إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل الصفّار، ثنا محمّد بن إسحاق الصغاني، ثنا عبيد اللّه بن موسى، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه (4) أن عمر سأل الناس: أيّكم سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قضى في السّقط؟ فقال المغيرة بن شعبة: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قضى بغرة عبد أو أمة، قال:
ائتني بمن يشهد معك على هذا، فقال محمّد بن مسلمة: أنا أشهد على النبي صلى اللّه عليه و سلّم بمثل هذا.
قال: و أنبأنا الجوزقي قال: سمعت أبا حامد بن الشّرقي يقول: حديث وكيع وهم، لم يتابعه أحد من أصحاب هشام بن عروة، عن المسور بن مخرمة، و أراد عندي حديث سبيعة.
و قد اجتمع هؤلاء من أصحاب هشام على خلاف ما قال ابن جريج و وكيع. و حديث ابن جريج أوقع على القلب من حديث وكيع؛ و ابن جريج، هو الحافظ المتقن، و مع حفظه
ص: 257
صاحب كتاب؛ يحدّث من الكتاب، فإن كان حفظ فيه عن ابن (1) المغيرة بن شعبة [عن أبيه، فقد أسنده و جوده، و حديث زائدة عن هشام عن أبيه أنه سمع المغيرة بن شعبة] (2) هو عندي وهم غير واقع على القلب، و قد حكى محمّد بن يحيى عن علي بن عبد اللّه أنه قال: لا يعلم أحدا أسند هذا الحديث غير وكيع، و لا أرى وكيعا إلاّ واهما في روايته حيث قال عن المسور ابن مخرمة أخبرنا أبو عبد اللّه أيضا، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن علي بن المؤمّل، ثنا أبو أحمد بن إسحاق الحافظ ، أنبأنا أبو عروبة الحسين بن [أبي] (3) معشر السّلمي، ثنا محمّد بن المثنّى، ثنا عبّاد بن موسى (4)،ثنا يونس، عن الحسن، عن محمّد بن مسلمة قال: مررت فإذا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم على الصّفا واضعا خدّه على خدّ رجل، قال:
فذهبت، فلم ألبث أن ناداني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، قال: فقمت له، فقال:«يا محمّد، ما منعك أن تسلّم ؟» قال محمّد بن مسلمة: يا رسول اللّه، رأيتك فعلت بهذا الرجل شيئا ما فعلته بأحد من [الناس] (5) فكرهت أن أقطع عليك حديثك، من كان يا رسول اللّه ؟ قال:«جبريل» قال:
محمّد بن مسلمة لم يسلم أما أنه لو سلّم لرددنا عليه السلام» قال: و ما قال لك يا رسول اللّه ؟ قال:«ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى كنت أنتظر متى يأمرني فأورثه»[11693].
أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي. و أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، قالا: أنبأنا أبو الحسين (6) بن النقور، ثنا أبو طاهر المخلص، ثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، ثنا بندار، ثنا عباد بن موسى السّعدي، ثنا يونس بن عبيد، عن الحسن، عن محمّد بن مسلمة قال:
مررت فإذا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم واضع يده على يد رجل، فذهبت إليه، فقال:«يا محمّد، ما منعك أن تسلّم» فقلت: يا رسول اللّه، رأيتك فعلت بهذا الرجل شيئا لم تفعله مع أحد من الناس، فكرهت أن أقطع عليك حديثك، فمن كان يا رسول اللّه ؟ قال:«كان جبريل، و قد قال لي: هذا محمّد بن مسلمة لم يسلّم، أما أنه لو سلّم لرددنا عليه السلام» قال: فما قال لك يا رسول اللّه ؟ قال:«لم يزل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه يأمرني فأورثه»[11694].
ص: 258
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، حدّثني عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا عبد الرّحمن بن الحسين (1) بن الحسن بن علي بن يعقوب، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عبد الملك بن مروان، ثني أبو أيوب سليمان بن أيوب بن سليمان بن حذلم الأسدي (2)،حدّثني أبي، ثنا سويد - هو ابن عبد العزيز - ثنا موسى بن أبي كثير، عن زيد بن وهب، عن رجاء بن حيوة، عن أبي الدّرداء أنه مرض، فكان يمرّضه محمّد بن مسلمة، فكثر عوّاد أبي الدّرداء، فحوّل إلى كنيسة، فأغمي على أبي الدّرداء (3)،فقام الناس عنه، و قام محمّد بن مسلمة حتى بقي في أهله، فجعلوا يبكون عليه، فأفاق أبو الدّرداء، فقال: لا يكون من أمري شيء إلاّ أشهدتموه محمّد بن مسلمة، ثم بعث إليه، فأتاه، فقال: أسندني إلى صدرك، قال: فأسنده ثم قال: افتحوا الأبواب، قال: و عليها كثرة من الناس، فدخلوا على أبي الدّرداء، قال: فأقبل محمّد بن مسلمة يجلسهم فقال أبو الدّرداء: إنه لم يكن يمنعني أن أحدّثكم إلاّ أن تسترسلوا، إنّي أبشّركم أنه من مات لا يشرك باللّه شيئا دخل الجنّة.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنبأنا أبو طاهر الباقلاني - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنبأنا أبو الحسين الأصبهاني، أنبأنا أبو الحسين الأهوازي، أنبأنا أبو حفص، ثنا خليفة قال (4):و من بني مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن أوس: محمّد بن مسلمة بن سلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة، أمّه أمّ سهيم خليدة بنت أبي عبيد ابن وهب بن لوذان بن ساعدة، يكنى أبا عبد الرّحمن، مات سنة ثلاث و أربعين.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الفضل بن البقّال، أنبأنا أبو الحسن بن الحمّامي، ثنا إبراهيم بن أبي أميّة قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: محمّد بن مسلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة.
أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن أبي علي، ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسين بن المظفّر، أنبأنا أبو علي أحمد بن علي، أنبأنا أحمد بن
ص: 259
عبد اللّه بن عبد الرحيم قال في تسمية من شهد بدرا من الأنصار: محمّد بن مسلمة بن خالد ابن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن عمرو بن مالك بن الأوس قاله عروة و ابن إسحاق، و كان حليفا لبني عبد الأشهل فيما قال ابن إسحاق، و توفي سنة ثنتين و أربعين بالمدينة، و قال بعض أهل الحديث [توفي في صفر سنة ثلاث و أربعين، صلى عليه مروان، يكنى أبا عبد الرحمن، و يذكر في بعض الحديث:] (1) إنه كان أدم طوالا (2) معتدلا أصلع، حفظ عنه ستة أحاديث.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأنا [أبو عمرو] (3) ابن مندة، أنبأنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عمر، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، ثنا محمّد بن سعد قال: في الطبقة الأولى من الأنصار من الأوس ممّن شهد بدرا: محمّد بن مسلمة بن سلمة بن خالد من بني حارثة، حليف لبني عبد الأشهل، و يكنى أبا عبد الرّحمن (4).
أنبأنا محمّد بن عمر، حدّثني إبراهيم بن جعفر، عن أبيه قال:
مات محمّد بالمدينة في صفر سنة ست و أربعين، و هو يومئذ ابن تسع و سبعين سنة، و صلّى عليه مروان بن الحكم، و كان رجلا طويلا معتدلا أصلع.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا الحسن بن علي، أنبأنا أبو عمر بن حيوية، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحسين بن الفهم، ثنا محمّد بن سعد (5) قال:
في الطبقة الأولى من حلفاء بني بد الأشهل بن جشم: محمّد بن مسلمة بن سلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو، و هو النبيت بن مالك ابن الأوس، و أمّه أم سهم (6)،و اسمها خليدة بنت أبي عبيد بن وهب بن لوذان بن عبد ودّ بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة بن كعب من الخزرج، و أسلم محمّد بن مسلمة بالمدينة على يدي مصعب بن عمير، و ذلك قبل إسلام أسيّد بن الحضير، و سعد بن معاذ، و آخى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بين محمّد بن مسلمة و أبي عبيدة بن الجرّاح، و شهد محمّد بدرا و أحدا، و كان
ص: 260
فيمن ثبت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يومئذ حين ولّى الناس، و شهد الخندق، و المشاهد كلها مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ما خلا تبوك، فإن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم استخلفه على المدينة حين خرج إلى تبوك، و كان محمّد فيمن قتل كعب بن الأشرف، و بعثه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إلى القرظاء، و هم من بني أبي بكر بن كلاب، سرية في ثلاثين راكبا من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فسلّم و غنم، و بعثه أيضا إلى ذي القصّة سرية في عشرة نفر.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالا: أنبأنا أبو أحمد - زاد ابن خيرون: و محمّد بن الحسن قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا أبو عبد اللّه البخاري (1) قال: محمّد بن مسلمة الحارثي الأنصاريّ المدني (2)،قال لي إسماعيل بن أبي أويس عن إبراهيم بن جعفر بن محمود ابن محمّد بن مسلمة، عن أبيه عن جابر بن عبد اللّه أن محمّدا و أبا عبس بن جبر (3) و عباد بن بشر قتلوا كعب بن الأشرف، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلّم حين نظر إليهم:«أفلحت الوجوه»[11695].
و قال لنا حجاج بن منهال عن حمّاد بن سلمة عن علي بن زيد، عن أبي بردة قال:
مررنا بالربذة، فإذا فسطاط محمّد بن مسلمة فقلت: لو خرجت إلى الناس فأمرت و نهيت، فقال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«يا محمّد بن مسلمة ستكون فرقة و فتنة و اختلاف، فاكسر سيفك، و اقطع و ترك، و اجلس في بيتك»، ففعلت الذي أمرني به النبي صلى اللّه عليه و سلّم[11695 م].
و قال لي إسحاق: أنا عبد الرّحمن، ثنا سفيان و شعبة، عن الأشعث، عن أبي بردة، عن ضبيعة - قال شعبة: أو ابن ضبيعة - قال حذيفة: إنّي لأعرف رجلا لا تضرّه الفتنة، فأتينا المدينة، فإذا فسطاط مضروب، و إذا هو محمّد بن مسلمة، فسألناه، فقال: لا يشتمل على شيء من أمصارهم حتى ينجلي الأمر عن ما انجلى، و قال أبو عوانة: عن أشعث، عن أبي بردة، عن ضبيعة بن حصين سمع حذيفة، فلما مات أتينا محمّد بن مسلمة نحوه، قال أبو عبد اللّه: الصحيح ضبيعة بن حصين.
قال: و حدّثنا محمّد (4) بن مرزوق، أنبأنا شعبة، عن أشعث، عن أبي بردة، عن ثعلبة ابن ضبيعة قال أبو عبد اللّه: و مات حذيفة بعد عثمان بأربعين يوما.
ص: 261
[قال ابن عساكر:] (1) كذا فيه، و الصواب: عمرو (2) بن مرزوق.
أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الأديب - شفاها - قالا: أنبأنا أبو القاسم ابن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم (3) قال: محمّد بن مسلمة بن الحارث الحارثي الأنصاريّ المدني، له صحبة، روى عنه [سهل] (4) ابن أبي حثمة (5)،و أبو الأشعث الصنعاني، و أبو بردة بن أبي موسى، و ضبيعة بن الحصين، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل الفضيلي، أنبأنا أبو القاسم أحمد بن محمّد الخليلي، أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد الخزاعي، أنبأنا الهيثم (6) بن كليب الشاشي قال:
محمّد بن مسلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة بن الحارث، كذا قال.
أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، أنبأنا نصر (7) بن إبراهيم، أنبأنا سليم بن أيوب، أنبأنا طاهر بن محمّد بن سليمان، ثنا علي بن إبراهيم بن أحمد، ثنا يزيد بن محمّد بن إياس قال: سمعت محمّد بن أحمد المقدمي يقول: محمّد بن مسلمة الأنصاريّ يكنّى أبا عبد اللّه.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا ثابت بن بندار، أنبأنا محمّد بن علي بن يعقوب، أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد، أنبأنا الأحوص بن المفضّل بن غسّان الغلاّبي، حدّثني أبي قال: و محمّد بن مسلمة أبو عبد الرّحمن.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن [أبي] (8) علي، أنبأنا أبو بكر الصفّار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال أبو عبد اللّه - و يقال: أبو عبد الرّحمن - محمّد بن مسلمة ابن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس، و أمّه أمّ سليم خليدة بنت أبي عبيدة بن وهب بن لوذان بن ساعدة الحارثي الأنصاريّ المديني حليف بني عبد الأشهل، شهد بدرا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.
ص: 262
أنبأنا أبو العبّاس محمّد الثقفي بن إسحاق، حدّثني أبو يونس - يعني - محمّد بن أحمد الحجي (1)،ثنا إبراهيم بن المنذر قال: محمّد بن مسلمة يكنى أبا عبد اللّه.
قال: و حدّثنا ابن الأصبهاني، ثنا ابن رستة، ثنا سليمان المنقري، ثنا الواقدي، ثنا إبراهيم بن جعفر، عن أبيه قال: محمّد بن مسلمة يكنى أبا عبد الرّحمن، و قال في موضع آخر: أمّه أم سهم حدلة (2)،فاللّه أعلم.
أنبأنا أبو محمّد حمزة بن العباس، و أبو الفضل [محمد بن الحسن، و حدثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا: أنا أبو بكر أحمد بن الفضل] (3)،أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأنا أبو سعيد بن يونس قال: محمّد بن مسلمة بن سلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة، و يقال:
مجدعة بن حارثة بن الحارث بن مالك بن الأوس الأنصاريّ ، شهد فتح مصر، و كان فيمن طلع الحصن مع الزبير بن العوّام، و اختطّ بمصر، و رجع إلى المدينة، و قدم مصر مرة أخرى رسولا من عمر بن الخطّاب إلى عمرو بن العاص في المقاسمة، لمّا قاسم عمر العمّال ما في أيدي العمّال (4).
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال:
محمّد بن مسلمة بن خالد بن مجدعة بن حارثة بن الحارث الأنصاريّ ، و قيل: ابن مسلمة بن سلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة (5)،و قيل: ابن مجدعة بن حارثة بن مالك بن الأوس الحارثي، و قال عروة بن الزبير: الأشهلي، و قال الزهري: الأوسي، يكنى أبا عبد الرّحمن، شهد المشاهد كلّها إلاّ تبوك، و كان رجلا طوالا، معتدلا، أصلع، توفي بالمدينة سنة ثلاث و أربعين، و هو ابن سبع و سبعين، و قيل قتل و صلّى عليه مروان، روى عنه عمر بن الخطّاب في جماعة من الصحابة.
[قال ابن عساكر:] (6) قوله: روى عنه عمر وهم، و إنما قضى عمر بروايته.
ص: 263
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل بن طاهر، أنبأنا مسعود بن ناصر، أنبأنا عبد الملك بن الحسن، أنبأنا أبو نصر البخاري قال: محمّد بن مسلمة أبو عبد الرّحمن الأنصاريّ الحارثي حليف بني عبد الأشهل المدني، شهد بدرا، سمع النبي صلى اللّه عليه و سلّم، روى عنه عروة بن الزبير في الديات.
قال الواقدي عن إبراهيم بن جعفر بن محمود بن محمّد بن مسلمة، عن أبيه جعفر قال:
مات محمّد بن مسلمة المدني في صفر من سنة ست و أربعين، و هو ابن سبع و سبعين سنة، و صلّى عليه مروان بن الحكم، و كان رجلا طوالا معتدلا أصلع.
و قال محمّد بن يحيى الذهلي: قال يحيى بن بكير المخزومي: مات محمّد بن مسلمة بالمدينة سنة ثلاث و أربعين، و هو ابن سبع و سبعين سنة، و صلّى عليه مروان.
و قال خليفة بن خياط العصفري: مات بالمدينة سنة ثلاث و أربعين، و قال ابن نمير:
مات في صفر سنة ثلاث و أربعين.
أنبأنا أبو علي الحداد قال: قال لنا أبو نعيم الحافظ : محمّد بن مسلمة بن خالد بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن مالك بن الأوس أبو عبد الرّحمن، و قيل: أبو عبد اللّه، و قيل: محمّد بن مسلمة بن سلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة، حارثي، أوسي، و قال عروة ابن الزبير: أشهلي، شهد بدرا و المشاهد كلها خلا تبوكا، كان معتدلا، أصلع.
أخبرنا أبو بكر الحاسب،[أنبأنا] (1)[الحسن] (2) بن علي، أنبأنا محمّد بن العبّاس، أنبأنا أبو الحسن بن معروف، أنبأنا أبو علي بن الفهم، ثنا محمّد بن سعد (3)،أنبأنا إسماعيل ابن إبراهيم الأسدي، عن أبي حيّان التيمي (4)،عن عباية بن رفاعة بن رافع في حديث رواه، محمّد بن مسلمة و كان رجلا أسود طويلا، عظيما،[قال:] و زادنا محمّد بن عمر في صفته فقال: كان معتدلا أصلع.
أخبرنا أبو الحسن بن البشقلان، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد قال: رأيت في كتاب لمحمّد بن عمر الأسلمي، حدّثني إبراهيم بن
ص: 264
جعفر بن محمّد بن مسلمة، عن أبيه قال: كان محمّد بن مسلمة يكنى أبا عبد الرّحمن، و كان أصلع طوالا، معتدلا، توفي في صفر سنة ثلاث و أربعين بالمدينة، و هو ابن سبع و سبعين، و يقال: صلّى عليه مروان بن الحكم، ثنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي - لفظا - و أبو القاسم بن عبدان - قراءة - قالا: أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو القاسم علي بن يعقوب، أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن بشر، ثنا محمّد بن عائذ، أخبرني الوليد بن عبد اللّه بن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة في تسمية من شهد بدرا قال: محمّد ابن مسلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة بن الحارث.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن (1) عتّاب، أنبأنا القاسم بن عبد اللّه، ثنا إسماعيل بن أبي أويس، ثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن عمّه موسى بن عقبة قال: في تسمية من شهد بدرا من بني حارثة: محمّد بن مسلمة.
أخبرنا أبو الحسن بن الموحد، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا عيسى، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني أبو موسى هارون ابن بنت أبي علقمة الفروي المديني، ثنا محمّد بن فليح بن سليمان، عن موسى بن عقبة، عن الزهري قال: و حدّثني سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي، حدّثني أبي، ثنا محمّد بن إسحاق، قالا: فيمن شهد بدرا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: محمّد ابن مسلمة من بني حارثة، لم يزد الفروي على هذا، و في حديث ابن إسحاق: محمّد (2) بن مسلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث حليف بني عبد الأشهل.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو بكر بن بيري - إجازة - أنبأنا محمّد بن الحسين الزعفراني، ثنا ابن أبي خيثمة، ثنا إبراهيم ابن المنذر، ثنا محمّد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب قال: محمّد بن مسلمة من بني حارثة بن الحارث ممّن شهد بدرا مع النبي صلى اللّه عليه و سلّم، قال ابن أبي خيثمة: قال: و حدّثنا أحمد بن محمّد بن أيوب، ثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق قال: و محمّد بن مسلمة بن سلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث حليف لهم من بني حارثة بن الحارث.
ص: 265
قال: و أنبأنا الفضل بن غانم، ثنا سلمة بن الفضل، عن ابن إسحاق قال:
حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر.
قال ابن أبي خيثمة: كذا قال ابن إسحاق: بن سلمة، و هو وهم، و اللّه أعلم.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النقور، أنبأنا أبو طاهر المخلص، أنبأنا رضوان بن أحمد، أنبأنا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس بن بكير، عن محمّد ابن إسحاق في تسمية من شهد بدرا من بني عبد الأشهل: محمّد بن مسلمة حليف لهم، من بني حارثة (1).
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، ثنا محمّد بن جعفر المنبجي، ثنا عبيد اللّه بن سعد بن إبراهيم الزهري، ثنا عمّي يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن إسحاق في تسمية من شهد بدرا من بني عبد الأشهل محمّد بن مسلمة بن سلامة بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث، حليف لهم من بني حارثة بن الحارث.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر (2) بن حيّوية، أنبأنا أبو القاسم عبد الوهّاب بن أبي حيّة، أنبأنا محمّد بن شجاع الثلجي، أنبأنا محمّد ابن عمر (3) الواقدي قال (4):في تسمية من شهد بدرا من بني حارثة: محمّد بن مسلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث من بني حارثة.
أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، ثنا أبو بكر الخطيب.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب (5) قال: محمّد بن مسلمة بن خالد ابن عدي بن مجدعة بن الحارث بدري.
أخبرنا أبو بكر الحاسب، أنبأنا الحسن بن علي، أنبأنا محمّد بن العباس، أنبأنا عبد
ص: 266
الوهّاب، ثنا محمّد، ثنا الواقدي (1)،حدّثني موسى بن يعقوب عن عمته عن أمّها عن المقداد قال: لما تصاففنا (2) للقتال جلس رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم تحت راية مصعب بن عمير، فلما قتل أصحاب اللواء، هزم المشركون الهزيمة الأولى، و أغار المسلمون على عسكرهم، فانتهبوا، ثم كرّوا على المسلمين، فأتوا من خلفهم، فتفرّق الناس، و نادى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في أصحاب الألوية، فأخذ اللواء مصعب بن عمير، ثم قتل، و أخذ راية الخزرج سعد بن عبادة، و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قائم تحتها، و أصحابه محدقون به، و رفع لواء المهاجرين إلى أبي الروم العبدري آخر النهار، و نظرت إلى لواء الأوس مع أسيد بن حضير، فناوشوهم ساعة، و اقتتلوا على الاختلاط من الصفوف، و نادى المشركون بشعارهم: يا للعزى، يا آل هبل، فأوجعوا و اللّه فينا قتلا ذريعا، و نالوا من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ما نالوا، ألا و الذي بعثه بالحق، إن رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم زال شبرا واحدا، إنه لفي وجه العدو؛ و تثوب إليه طائفة من أصحابه مرة و يتفرق عنه مرة، فربما رأيته قائما يرمي عن قومه أو يرمي بالحجر حتى تحاجزوا. و أثبت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم كما هو في عصابة صبروا معه أربعة عشر رجلا، سبعة من المهاجرين، و سبعة من الأنصار: أبو بكر، و عبد الرّحمن بن عوف، و علي بن أبي طالب، و سعد بن أبي وقّاص، و طلحة بن عبيد اللّه، و أبو عبيدة بن الجرّاح، و الزّبير بن العوّام، و من الأنصار: الحباب بن المنذر، و أبو دجانة، و عاصم بن ثابت، و الحارث بن الصّمّة، و سهل بن حنيف، و أسيد بن الحضير، و سعد بن معاذ، و يقال: ثبت سعد بن عبادة، و محمّد بن مسلمة، فيجعلونهما مكان أسيد بن حضير، و سعد بن معاذ.
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنبأنا أبو سعد الجنزرودي، أنبأنا أبو عمرو بن حمدان، أنبأنا أبو يعلى، ثنا جعفر بن مهران، ثنا عبد الأعلى، عن محمّد بن إسحاق، عن عبد اللّه بن سهل بن أبي ليلى، عن جابر بن عبد اللّه قال:
خرج مرحب بن الحارث اليهودي و هو يقول (3):
قد علمت خيبر أنّي مرحب *** شاكّ السّلاح بطل مجرّب
أطعن أحيانا و حينا أضرب *** إذا الليوث أقبلت تلهّب
ص: 267
و أحجمت عن صولة (1) المجرّب *** كان حماي الحمى لا يقرب
هل من مبارز، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«من لهذا؟»، قال محمّد بن مسلمة: أنا يا رسول اللّه، أنا و اللّه الموتور الثائر، قتلوا أخي بالأمس، فقال:«قم إليه، اللّهم أعنه»، فلما دنا أحدهما من صاحبه عرضت بينهما شجرة، فطفق أحدهما يلوذ بها من صاحبه، فكلما لاذ بها منه اقتطع بسيفه ما دونه حتى رأيتها (2) و أنها كالرجل القائم، حتى خلص كلّ واحد منهما إلى صاحبه، فشدّ عليه مرحب، فضربه فاتقاه بالدرقة فوقع سيفه فيها، فمست و عضت له الدرقة، فأمسكته فضربه محمّد بن مسلمة فقتله.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النقور، أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن محمّد، حدّثنا داود بن عمرو، ثنا أبو راشد مثنى بن زرعة، عن محمّد ابن إسحاق، حدّثني عبد اللّه بن سهل بن عبد الرّحمن بن سهل، أحد بني حارثة، عن جابر ابن عبد اللّه الأنصاري قال:
خرج مرحب اليهودي من حصنهم قد جمع سلاحه يرتجز و يقول:
قد علمت خيبر أنّي مرحب *** شاكّ السّلاح بطل مجرب
أطعن أحيانا و حينا أضرب *** إذا الجيوش أقبلت تجرّب (3)
و هو يقول [هل] (4) من مبارز؟ *** كان حماي الحمى لا يضرب
فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«من لهذا؟» فقال محمّد بن مسلمة: أنا يا رسول اللّه، أنا و اللّه الموتور الثائر، قتلوا أخي بالأمس، قال:«فقم إليه، اللهمّ أعنه عليه»، قال: فلما دنا أحدهما من صاحبه دخلت بينهما شجرة عظيمة عمريّة (5) من شجر العشر (6)،فجعل يلوذ بها من صاحبه، كلّما لاذ بها منه اقتطع بسيفه ما دونه، حتى برز كلّ واحد منهما لصاحبه، و صارت بينهما كالرجل القائم ما فيها فنن، ثم حمل مرحب على محمّد فضربه فاتّقاه بالدرقة، فوقع سيفه فيها، فعضت به، فأمسكته، فضربه محمّد حتى قتله.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و ابن (7) سعيد، قالا: ثنا - و أبو النجم الشّيحي، أنبأنا - أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو البرقاني، و بشري بن عبد اللّه الرومي، قالا: حدّثنا محمّد بن
ص: 268
جعفر بن الهيثم، ثنا ابن أبي العوّام، ثنا عبد اللّه بن عمرو الحمّال - قدم علينا سنة ثلاث عشرة و مائتين - ثنا إبراهيم بن جعفر، عن أبيه، عن سريع مولى محمّد بن مسلمة، عن محمّد بن مسلمة قال: بعثني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في ثلاثين راكبا فيهم عبّاد بن بشر إلى بني أبي بكر بن كلاب، فأمرنا بسير الليل، و نكمن النهار، و أن نشن عليهم الغارات.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا الحسن بن علي، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا [أبو] (1) القاسم بن أبي حيّة، أنبأنا محمّد بن شجاع، أنبأنا محمّد بن عمر (2)،حدّثني عبد اللّه بن الحارث عن أبيه قال: بعث النبي صلى اللّه عليه و سلّم محمّد بن مسلمة - قال الواقدي: إلى ذي القصّة، إلى بني ثعلبة، و عوال في ربيع الآخر سنة ست، ثم رجع إلى الحديث - في عشرة، فورد عليهم ليلا، فكمن القوم حتى نام، و نام (3) أصحابه، فأحدقوا به، و هم مائة رجل، فما شعر القوم إلاّ بالنبل قد خالطتهم، فوثب محمّد و عليه القوس، فصاح بأصحابه (4):السلاح، فوثبوا فتراموا ساعة من الليل، ثم حملت الأعراب بالرماح فقتلوا منهم ثلاثة، ثم انحاز أصحاب محمّد إليه فقتلوا من القوم رجلا، ثم حمل القوم، فقتلوا من بقي، و وقع محمّد بن مسلمة جريحا، فضرب كعبه فلا يتحرك، و جرّدوهم من الثياب، و انطلقوا فمرّ رجل على القتلى، فاسترجع فلمّا سمعه محمّد تحرك له فإذا هو رجل مسلم، فعرض على محمّد طعاما و شرابا، و حمله حتى ورد به المدينة، فبعث النبي صلى اللّه عليه و سلّم أبا عبيدة بن الجرّاح في أربعين رجلا إلى مصارعهم، فلم يجد أحدا، و استاق نعما، ثم رجع. قال أبو عبد اللّه: فذكرت هذه السرية لإبراهيم بن جعفر بن محمود بن محمّد بن مسلمة، فقال: أخبرني أبي أن محمّد بن مسلمة خرج في عشرة نفر: أبو نائلة، و الحارث بن أوس، و أبو عبس بن جبر، و نعمان بن محصن (5)،و محيّصة بن مسعود، و حويّصة، و أبو بردة بن نيار، و رجلان من مزينة، و رجل من غطفان، فقتل المزنيان و الغطفاني، و ارتثّ محمّد في القتلى، قال محمّد: فلمّا كانت غزوة خيبر (6) نظرت إلى أحد النفر الذين كانوا ولوا ضربي يوم ذي القصّة، فلما رآني قال:
أسلمت وجهي للّه، فقلت: أولى.
ص: 269
أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنبأنا أبو محمّد الشيرازي، أنبأنا أبو عمر الخزّاز، أنبأنا أبو الحسن الساجي، أنبأنا أبو علي بن الفهم، ثنا محمّد بن سعد (1)،أنبأنا محمّد بن عمر، حدّثني إبراهيم بن جعفر، عن أبيه قال: كان محمّد بن مسلمة يقول: يا بنيّ سلوني عن مشاهد النبي صلى اللّه عليه و سلّم و مواطنه، فإنّي لم أتخلف عنه في غزوة قط إلاّ واحدة في تبوك، خلّفني على المدينة، و سلوني عن سراياه، فإنه ليس منها سرية تخفى عليّ ، إمّا أن أكون فيها، أو أن أعلمها حين خرجت.
و أنبأنا (2) محمّد بن عمر، أخبرني معاذ بن محمّد، عن عاصم بن عمر بن قتادة قال:
لما خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إلى عمرة القضية فانتهى إلى ذي الحليفة قدّم الخيل أمامه و هي مائة فرس، و استعمل عليها محمّد بن مسلمة.
أخبرنا أبو الحسن بن البقشلان، أنبأنا محمّد بن أحمد بن الآبنوسي، أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني زهير بن محمّد المروزي، ثنا أحمد بن أيوب، ثنا إبراهيم بن سعد، عن سليمان بن محمّد الأنصاري، ثم الخزرجي، عن رجل من قومه يقال له الضحاك، و كان عالما نقابا أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم آخى بين سعد بن أبي وقّاص، و بين محمّد بن مسلمة، و بلغني أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم كان يبعث محمّد بن مسلمة ساعيا على الصدقات.
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنبأنا أبي أبو القاسم، أنبأنا أبو نعيم الأسفراييني، أنبأنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق، ثنا يونس بن عبد الأعلى، ثنا سفيان، عن عمرو، عن جابر قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«من لكعب بن الأشرف، فإنه قد آذى اللّه و رسوله»، فقام محمّد بن مسلمة، فقال: يا رسول اللّه، أ تحب أن أقتله ؟ قال:«نعم»، قال: فائذن لي أن أقول شيئا، فأتاه فقال له: إنّ هذا الرجل سألنا الصدقة، و قد عنانا و قد اتّبعناه و نحن نكره أن ندعه حتى ننظر إلى أيّ شيء يصير أمره، و قد أردت أن تسلفني سلفا، قال: فأيّ شيء ترهنوني، قالوا:
و ما تريد منا؟ قال: ترهنوني نساءكم، قالوا: أنت أجمل العرب، كيف نرهنك نساءنا، قال:
يكون ذلك عارا علينا، قال: ترهنوني أولادكم، قالوا: سبحان اللّه، يسبى ابن أحدنا، فيقال له رهنت بوسق أو وسقين من تمر، قالوا: نرهنك اللّأمة، قال: نعم - يريد السّلاح - فلما أتاه ناجاه، فخرج إليه و هو متطيّب، فلمّا أن جلس إليه و كان قد جاء معه بنفر ثلاثة أو أربعة،
ص: 270
قال: و ريح الطيب ينضح منه، قال: فذكروا له، قال: عندي فلانة و هي من أعطر نساء الناس، قال: تأذن (1) لي فأشم، قال: نعم، قال: فوضع يديه (2) في رأسه فشمّه، قال:
أعود، قال: نعم، فلمّا استمكن من رأسه قال: دونكم، فضربوه حتى قتلوه (3)[11696].
قال يونس: و حدّثناه ابن وهب عن ابن عيينة بمثله.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النقور، أنبأنا أبو طاهر المخلص، أنبأنا رضوان بن أحمد، أنبأنا أحمد بن عبد الجبّار، ثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق (4)،حدّثني عبد اللّه بن المغيث أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«من لي بابن الأشرف ؟» فقال (5) محمّد بن مسلمة - أخو بني عبد الأشهل-: أنا لك به يا رسول اللّه، أنا أقتله، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«فافعل إن قدرت على ذلك»، فرجع محمّد بن مسلمة، فمكث ثلاثا لا يأكل و لا يشرب إلاّ ما تعلق به نفسه، فذكر ذلك لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فدعاه فقال:«لم تركت الطعام و الشراب ؟» فقال: يا رسول اللّه، قلت قولا لا أدري هل أ في (6) لك به أم لا، فقال صلى اللّه عليه و سلّم:«إنما عليك الجهد»، فقال: يا رسول اللّه، لا بدّ لنا أن نقول، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«قولوا ما بدا لكم، فأنتم في حلّ من ذلك»، فاجتمع في قتل كعب بن الأشرف: محمّد بن مسلمة و سلكان ابن سلامة بن وقش، و هو أبو نائلة، أحد بني عبد الأشهل، و كان (7) أخا كعب من الرضاعة، و عبّاد بن بشر بن وقش، أحد بني عبد الأشهل، و الحارث بن أوس بن معاذ أحد بني عبد الأشهل، و أبو عبس بن جبر، أحد بني حارثة (8)،فقدموا إلى عدو اللّه كعب بن الأشرف قبل أن يأتوه، سلكان بن سلامة أبا نائلة، فجاءه فتحدث معه ساعة، و تناشدا أشعارا، و كان أبو نائلة يقول الشعر، ثم قال: ويحك يا ابن الأشرف، إني قد جئتك لحاجة أريد أذكرها لك، فاكتم عليّ (9)،فقال: أفعل، فقال: كان قدوم هذا الرجل - يعني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم - بلاء من
ص: 271
البلاء عادتنا العرب، و رمتنا عن قوس واحدة، و قطعت عنا السبل حتى ضاع العيال و جهدت الأنفس، و أصبحنا قد جهدنا و جهد عيالنا، فقال كعب: أنا ابن الأشرف، أما و اللّه لقد كنت أخبرك يا بن سلامة أنّ الأمر سيصير إلى ما كنت أقول، فقال له سلكان: إنّي قد أردت أن تبيعنا طعاما و نرهنك فنوثق لك، و تحسن في ذلك، فقال: ترهنوني أبناءكم، قال: لقد أردت أن تفضحنا، إنّ معي أصحابا لي على مثل رأيي، و قد أردت أن أجيئك بهم، فتبيعهم و تحسن في ذلك، و نرهنك من الحلقة ما لك فيه وفاء؛ و أراد سلكان أن لا ينكر السلاح إذا جاءوا بها، فقال: إنّ في الحلقة الوفاء، فرجع سلكان إلى أصحابه، فأخبرهم خبره، و أمرهم، فأخذوا السلاح ثم ينطلقون فيجتمعون إليه، فاجتمعوا عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.
كتب إليّ أبو بكر الشيروي (1)،و أخبرني أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن حبيب عنه، أنبأنا أبو سعيد الصيرفي، و أبو بكر الحيري، قالا: ثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب.
ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن محمّد بن النقور، أنبأنا أبو طاهر الذهبي، أنبأنا رضوان بن أحمد، قالا: ثنا أحمد بن عبد الجبّار، ثنا يونس، عن ابن إسحاق (2)، حدّثني ثور بن زيد المدني عن عكرمة عن ابن عباس قال:
فمشى معهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إلى بقيع الغرقد ثم وجههم، و قال (3):«انطلقوا على اسم اللّه، اللهمّ اعنهم».
قال العطاردي: كذا قال يونس:«على اسم اللّه»، قال: كذا قال ابن إسحاق كما قلت، فردّ عليه فقال: من العلو فهو رفع لا خفض، يعني: اسم اللّه، قال: ثم رجع إلى إسناده الأول، قال: ثم رجع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إلى بيته في ليلة مقمرة، فأقبلوا حتى انتهوا إلى حصنه، فهتف به أبو نائلة، و كان حديث عهد بعرس، فوثب في ملحفته، فأخذت امرأته بناحيتها، و قالت: إنك امرؤ محارب، و إن صاحب الحرب لا ينزل في مثل هذه الساعة، فقال أبو نائلة: لو وجدني نائما ما أيقظني: قالت: و اللّه إني لأعرف (4) في صوته الشر، فقال لها كعب: لو يدعى الفتى لطعنه لأجاب.[قال:] فنزل، فتحدث معه ساعة، و تحدثوا معه، ثم قالوا: هل لك بابن الأشرف، إلى أن تماشينا إلى شعب العجوز، فنتحدث به بقية ليلتنا هذه ؟
ص: 272
فقال: إن شئتم. فخرجوا يتماشون فمشوا ساعة. ثم إن أبا نائلة شام يده في فود رأس كعب، ثم شم يده، فقال: ما رأيت كالليلة طيبا (1) عطرا قط ، ثم مشى ساعة ثم عاد لمثلها، حتى اطمأن كعب، ثم مشى ساعة فعاد لمثلها أبو نائلة، فأخذ بفودي (2) رأسه، ثم قال: اضربوا عدو اللّه، فضربوه، فاختلفت عليه أسيافهم، فلم تغن شيئا فقال محمد بن مسلمة: فذكرت مغولا في سيفي حين رأيت أسيافنا لم تغن شيئا فأخذته و قد صاح عدو اللّه كعب صيحة لم يبق حولنا حصن إلاّ أوقدت عليه نار، فوضعته في ثنته (3) ثم تحاملت عليه حتى بلغت عانته، و وقع عدو اللّه، و قد أصيب الحارث بن أوس بن معاذ، فجرح في رأسه و رجله، أصابه بعض أسيافنا، فخرجنا حتى سلكنا على بني أمية بن زيد ثم على بني قريظة ثم على بعاث حتى أسندنا في حرة العريض، و قد أبطأ علينا صاحبنا الحارث بن أوس، و نزفه الدم، فوقفنا له ساعة، ثم أتانا يتبع آثارنا، فاحتملناه فجئنا به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم آخر الليل، و هو قائم يصلّي، فسلمنا عليه، فخرج علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فأخبرناه بقتل عدو اللّه، فتفل على جرح صاحبنا، فرجعنا إلى أهلنا، و قد خافت يهود لوقعتنا بعدو اللّه فليس بها يهودي إلاّ و هو يخاف على نفسه.
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسن محمد بن علي بن أحمد، أنبأنا أبو القاسم علي بن الحسين الشافعي، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن خشنام، ثنا أبو يزيد خالد بن النضر القرشي، ثنا محمّد بن [عبد] الأعلى، ثنا معتمر بن سليمان، ثنا أبي، قال:
فلما رأت (4) اليهود ما لقى أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم من القتل يوم أحد و البلاء شتموا بهم، فأما بنو النضير فأظهروا العداوة للّه و لرسوله، و أما قريظة فتمسكوا بالحلف على غش في أنفسهم و عداوة للّه و لرسوله، فركب كعب بن الأشرف في ستين راكبا من بني النضير إلى قريش من مكة فقال لهم أبو سفيان: ما جاء بكم ؟ قال كعب: أتيناك لنحالفك على قتال هذا الرجل و على عداوته. قال أبو سفيان: مرحبا بكم و أهلا، أحب الناس إلينا من أعاننا على عداوة هذا الرجل و قتاله قاله له كعب: فأخرج ستين رجلا من بطون قريش كلها و أنت فيهم يا أبا سفيان، فلندخل نحن و أنتم بين أستار الكعبة فلنلصق أكبادنا بها ثم لنحلف باللّه جميعا أن لا يخذل (5)
ص: 273
بعضنا بعضا، و لتكون كلمتنا واحدة على هذا الرجل و أصحابه ما بقي منا و منهم رجل، ففعلوا ذلك و تخالفوا، فرجع كعب على قتال محمد صلى اللّه عليه و سلّم إلى المدينة، فواعده أبو سفيان أن يأتيه العام المقبل، فلما قدم كعب و أصحابه إلى المدينة نزل جبريل عليه السلام على نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فأخبره بخبر كعب و أبي سفيان و الذي صنعوا، و أمر جبريل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بقتل كعب، فأرسل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إلى بني عبد الأشهل و هم حي من الأنصار من الأوس حلفاء النضير، فقال:«يا معشر بني عبد الأشهل، أ لا ترون إلى حليفكم ما صنع ؟» قالوا: و ما صنع يا رسول اللّه: فأخبرهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم الخبر، فقال:«اكفونيه، يا بني عبد الأشهل فإن اللّه عز و جل قد أمرني بقتله، فاقتلوه.» قالوا: يا رسول اللّه نفعل و نطيع أمرك، فإن فيهم أخاه من الرضاعة و مولاه في الحلف دوننا محمد بن مسلمة و هو لهم غير متهم، ففعل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ذلك، فانطلق خمسة رهط ، ثلاثة من بني عبد الأشهل أحدهم عمرو بن معاذ أخو سعد بن معاذ، و من بني حارثة ابن الحارث رجلان: محمد بن مسلمة و أبو عبس بن جبر. قالوا: يا رسول اللّه، ائذن لنا، فلننل منك عند الرجل، فأذن لهم، فانطلقوا ليلا، و قام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إلى الصلاة، فأتوا كعبا و قد أخذ مضجعه فنادوه، يا أبا الأشرف، فسمع كعب الصوت، فوثب، و أخذت امرأته بجانب ثوبه، فقالت: إني لأرى حمرة الدم من هذا الصوت، قبل أن يكون؛ إنه لصوت مريب، و أمر محمد بن مسلمة أصحابه فاختبئوا، فضرب كعب يد امرأته، فأرسلته، و قال لها: لو دعي ابن حرة لطعنة بليل أجاب. فأشرف فنظر، فقال: من هذا؟ فقال: أخوك محمد ابن مسلمة، قال لامرأته: لا تخافي هذا أخي محمد بن مسلمة، فقال كعب - و رحب به - ما حاجتك يا أخي ؟ قال: أخذنا هذا الرجل بالصدقة و لا نجد ما نأكل فجئت لتقرضني وسقا من تمر، و أرهنك به رهنا إلى أن يدرك ثمرنا، فضحك كعب، و قال: أم و اللّه إن كنت لأعلم أن أمرك و أمر أصحابه سيصير إلى ما أرى، و ما كنت أحب أن أراه، و لقد كنت تعلم يا محمد أنك كنت من أكرم أهل البلد عليّ و أحبهم إليّ ، و لقد كان الذي من أمرك و ما على الأرض شيء كنت أمنعكه، فأما إذا فعلت الذي فعلت فلست مصيبا عندي خيرا أبدا، ما دمت على الذي أنت عليه، و لقد علمت أنك لن تصيب من هذا الرجل أبدا إلاّ شرا، فأتني برهن وثيق، قال: فخذ من أي تمر شئت. قال: عندي عجوة [يغيب] (1) فيها الضرس. قال: أي الرهن تريد يا أبا الأشرف ؟ قال: تأتيني بامرأتك. قال: لم أكن لأرهنك امرأتي و أنت أشب أهل
ص: 274
المدينة و أحسنهم وجها و أطيبهم ريحا و أكرمهم حسبا، فتدركني الغيرة، و لكن غير هذا، قال:
فارهني انبك ؟ قال محمد: إني لاستحيي أن أعير بذلك، أني رهنت ابني بوسق من تمر، و لكن أرهنك درعي الفلانية؛ قال: أين هي ؟ قال: هي هذه انزل فخذها. فنزل، و كان محمد قال لأصحابه: لا يأتي أحد منكم حتى أوذنه، فنزل كعب، فاعتنقه محمد و قال: لا إله إلا اللّه، فأقبلوا يسعون بأسيافهم، و محمد آخذ شعره فضربوه بأسيافهم فقتلوه، فصاح عدو اللّه عند أول ضربة صيحة فسمعتها امرأته، فصاحت فأسمعت اليهود. فتصايح اليهود، و أخطأ أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم برجل عمرو بن معاذ فقطعوها، فألقى إليهم السيف و قال: لا أحبسكم، أقرءوا نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلّم مني السلام. قالوا: لا و اللّه لننطلقن جميعا أو لنموتن جميعا، فاحتملوا صاحبهم، فأسرعوا به، فاجتمع اليهود إلى امرأة كعب، فأخبرتهم حيث توجهوا، فطلبهم أعداء اللّه، و أخطئوا الطريق، و انطلق أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يحملون صاحبهم، فلما دخلوا بيوت المدينة كبروا، فسمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم الصوت، و هو يصلي، فكبّر، و علم أن أصحابه قد أفلحوا و نجحوا، فأتوا نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فأخبروه الخبر.
أخبرنا أبو الحسن بن البقشلان، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن (1) محمّد، ثنا محمّد بن عبّاد المكي، و سويد بن سعيد - و اللفظ لسويد - ثنا سفيان، عن عمر بن سعيد، عن أبيه، عن عباية بن رفاعة قال:
ذكر كعب بن الأشرف عند رجل - يعني من الأمراء، زاد ابن عباد في حديثه: و عنده محمّد بن مسلمة فقال ابن يامين: ما قتل إلاّ غدرا، فقال محمّد بن مسلمة للرجل: أ يغدر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عندك ؟ و اللّه لا يظلني و إيّاك سقف بيت أبدا، و لا يحلو لي هذا في مكان أستطيع أن أقتله إلاّ قتلته.
رواه ابن وهب عن سفيان بن عيينة.
أخبرنا أبو بكر محمّد (2) بن عبد الباقي، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيوية، أنبأنا أبو القاسم بن أبي حيّة، أنبأنا محمّد بن شجاع، أنبأنا محمّد بن عمر (3)،حدّثني إبراهيم بن جعفر، عن أبيه قال: قال مروان بن الحكم و هو على المدينة، و عنده ابن يامين النضري: كيف كان قتل ابن الأشرف ؟ قال ابن يامين: كان غدرا، و محمّد بن مسلمة جالس،
ص: 275
شيخ كبير، فقال: يا مروان، أ يغدر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عندك ؟ و اللّه ما قتلناه إلاّ بأمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و اللّه لا يؤويني و إيّاك سقف بيت إلاّ المسجد، و أما أنت يا بن يامين، فللّه عليّ إن أفلتّ ، و لا قدرت عليك و في يدي سيف إلاّ ضربت به رأسك، فكان ابن يامين لا ينزل من بني قريظة، حتى يبعث له رسولا ينظر محمّد بن مسلمة، فإن كان في بعض ضياعه فنزل فقضى حاجته ثم صدر، و إلاّ لم ينزل، فبينا محمّد بن مسلمة في جنازة و ابن يامين في البقيع، فرأى محمّد نعشا عليه جرائد رطبة لامرأة، جاء فحلّه فقام إليه الناس، فقالوا: يا أبا عبد الرّحمن، ما تصنع ؟ نحن نكفيك، فقام إليه، فلم يزل يضربه بها جريدة جريدة حتى كسر ذلك الجريد على وجهه و رأسه، حتى لم يترك فيه مصحا، ثم أرسله و لا طباخ (1) به، ثم قال: و اللّه لو قدرت على السيف لضربتك به.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا أبو القاسم البغوي، حدّثني عبد اللّه بن أحمد بن ميسرة المكي، ثنا يعقوب بن محمّد الزهري، ثنا إبراهيم بن جعفر بن محمود بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه محمّد بن مسلمة أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم بعثه إلى بني النضير، و أمره أن يؤجلهم في الجلاء ثلاثا.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسن السيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، ثنا أحمد بن عمران، ثنا موسى، ثنا خليفة (2) قال في تسمية عمّال النبي صلى اللّه عليه و سلّم، قال:
و استخلف محمّد بن مسلمة في غزوة قرقرة الكدر (3)-يعني على المدينة-.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و حدّثنا أبو البركات الخضر بن شبل عنه، ثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا القاضي أبو القاسم عبد الواحد بن محمّد بن عثمان البجلي، أنبأنا أبو علي الحسن بن محمّد بن موسى بن إسحاق الأنصاري، ثنا عبد اللّه بن محمّد بن أبي الدنيا، ثنا سفيان بن محمّد المصيصي، ثني أبو نعيم إسحاق بن الفرات التجيبي - تجيب كندة - ثنا أبو الهيثم العبدي عن مالك بن أنس، عن الزهري، عن أبي حدرد - أو ابن أبي حدرد الأسلمي - قال:
قدمت المدينة في خلافة عمر بن الخطّاب، فأردت الحجّ ، فلمّا أتيت ملل (4) قلت:
ص: 276
اللّهم قيّض لي رجلا من أصحاب نبيك (1) صلى اللّه عليه و سلّم صالحا، كان نبيّك يحبه و كان يحبّ نبيّك صلى اللّه عليه و سلّم، فإذا أنا بغلام أسود على حمار يقود ناقة خلفها شيخ على حمارة، فقلت للأسود: يا غلام، من هذا الشيخ ؟ قال: محمّد بن مسلمة الأنصاريّ صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فرافقت خير رفيق، و نازلت خير نزيل.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر بن إسماعيل، قالا: ثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، ثنا الحسين بن الحسن، أنبأنا عبد اللّه (2) بن المبارك، أنبأنا سفيان بن عيينة، عن موسى بن أبي عيسى قال: أتى عمر بن الخطّاب مشربة (3) بني حارثة، فوجد محمّد بن مسلمة فقال عمر: كيف تراني يا محمّد؟ فقال: أراك و اللّه كما أحبّ و كما يحبّ من يحبّ لك الخير، أراك قويا على جمع المال، عفيفا عنه، عدلا في قسمه، و لو ملت عدلناك كما يعدل السّهم في الثقاف، فقال عمر: هاه، فقال:[لو] (4) ملت عدلناك كما يعدل السهم في الثقاف، فقال عمر: الحمد للّه الذي جعلني في قوم إذا ملت عدلوني (5).
أخبرني الحسن الفرضي، أنبأنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، و أبو القاسم بن أبي العلاء، قالا: أنبأنا أبو الحسن بن عوف، أنبأنا محمّد بن موسى، أنبأنا محمّد بن خريم، ثنا حميد (6) بن زنجويه، ثنا سعيد بن عامر، أنبأنا هشام بن حسّان قال: قال محمّد بن مسلمة:
توجهت إلى المسجد (7)،فرأيت رجلا من قريش عليه حلة، قلت: من كساك هذه ؟ قال: أمير المؤمنين، قال: فجاوزت، فرأيت رجلا من قريش عليه حلة، فقلت: من كساك هذه ؟ قال:
أمير المؤمنين (8)،قال: فدخل المسجد، فرفع صوته بالتكبير، فقال: اللّه أكبر، صدق اللّه و رسوله، اللّه أكبر، صدق اللّه و رسوله، قال: فسمع عمر صوته، فبعث إليه أن ائتني (9)، فقال: حتى أصلّي ركعتين، قال: فردّ عليه الرسول يعزم عليه لمّا جاء، فقال محمّد بن
ص: 277
مسلمة: و أنا أعزم على نفسي أن لا آتيه حتى أصلّي ركعتين، فدخل في الصّلاة، و جاء عمر، فقعد إلى جنبه، فلمّا قضى صلاته قال: شيء أردت أن تخبرني عنه، قال: أو غير ذلك تسألني، فإن شئت أن أخبرك أخبرتك، و إلاّ لم أخبرك، قال: و ذاك أخبرني عن رفعك صوتك في مصلّى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بالتكبير، و قولك: صدق اللّه و رسوله، ما هذا؟ قال: يا أمير المؤمنين، أقبلت أريد المسجد، فاستقبلني فلان بن فلان القرشي، عليه حلة، قلت: من كساك هذه ؟ قال: أمير المؤمنين، فجاوزت، فاستقبلني فلان بن فلان [القرشي عليه حلة، فقلت: من كساك هذه ؟ قال: أمير المؤمنين، فجاوزت فاستقبلني فلان بن فلان] (1) الأنصاري عليه حلة دون الحلتين، فقلت: من كساك هذه ؟ قال: أمير المؤمنين، إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:
«أما إنّكم سترون بعدي أثرة»، و إنّي لم أكن أحبّ أن يكون على يديك يا أمير المؤمنين، قال:
فبكى عمر ثم استغفر اللّه، و اللّه لا أعود، قال: فما رئي بعد ذلك اليوم فضّل رجلا من قريش على رجل من الأنصار.
كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العبّاس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنبأنا أبو بكر الباطرقاني، أنبأنا أبو (2) عبد اللّه بن مندة، أنبأنا أبو سعيد بن يونس، ثنا علي بن الحسن (3) بن قديد، ثنا عبد الرّحمن بن عبد اللّه ابن عبد الحكم، ثنا معاوية بن صالح الأشعري، عن محمّد بن سماعة الرملي، ثنا عبد اللّه بن عبد العزيز - شيخ ثقة - قال: بعث عمر بن الخطّاب محمّد بن مسلمة إلى عمرو بن العاص، و كتب إليه: أمّا بعد، فإنكم معاشر العمّال قعدتم على عيون الأموال، فجبيتم (4) الحرام و أكلتم الحرام، و أوديتم (5) الحرام، و قد بعثت إليك محمّد بن مسلمة ليقاسمك مالك، فأحضره مالك، و السلام.
فلما قدم محمّد بن مسلمة، أهدى إليه عمرو بن العاص هدية، فردّها، فغضب عمرو و قال: يا محمّد، رددت هديتي ؟ فقد أهديت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم مقدمي من ذات السلاسل (6)
ص: 278
فقبل، فقال له محمّد: إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم كان يقبل بالوحي ما شاء، و يمتنع ممّا شاء، و لو كانت هدية الأخ لأخيه لقبلتها، و لكنها هدية إمام شر من خلفها، فقال عمرو: قبح اللّه يوما صرت فيه لعمر بن الخطّاب واليا، و اللّه لقد رأيت العاص بن وائل يلبس الديباج المزرّر بالذهب، و إنّ الخطّاب ليحمل الحطب بمكة على حماره، فقال له محمّد بن مسلمة: أبوه و أبوك في النار، و عمر خير منك، و لو لا اليوم الذي أصبحت تذمّ لألفيت معتقلا عنزا يسوؤك غزرها (1) و يسوؤك بكؤها (2) فقال عمرو: و هي فلتة المغضب و هي عندك أمانة، ثم أحضره ماله، فقاسمه.
أخبرنا أبو الحسن بن البقشلان، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو القاسم عيسى بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني يعقوب بن إبراهيم العبدي، حدّثني عبد الرّحمن بن مهدي، ثنا سفيان، عن أبيه، عن عباية بن رفاعة قال: بعث عمر بن الخطاب محمّد بن مسلمة إلى سعد، و كان يقال من أنهك أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم - يعني: ابن مسلمة-.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر بن إسماعيل، قالا: ثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، ثنا الحسين بن الحسن، أنبأنا عبد اللّه ابن المبارك، أنبأنا سفيان بن عيينة، عن عمر بن سعيد، عن أبيه، عن عباية بن رفاعة بن رافع (3) قال: بلغ عمر بن الخطّاب أن سعدا (4) اتخذ قصرا و جعل عليه بابا، و قال: انقطع الصويت، فأرسل عمر محمّد بن مسلمة و كان إذا أحب أن يؤتي بالأمر كما يريد بعثه، فقال له: ائت سعدا، فاحرق عليه بابه، فقدم الكوفة، فلمّا أتى الباب أخرج زنده فاستورى نارا ثم أحرق الباب، فأتى سعد فأخبر به و وصفت له صفته، فعرفه فخرج إليه سعد، فقال محمّد:
إنه بلغ أمير المؤمنين عنك أنك قلت: انقطع الصويت، فحلف سعد باللّه ما قال ذلك، فقال محمّد: نقصد الذي أمرنا و نؤدّي عنك ما تقول، ثم ركب راحلته، فلمّا كان ببطن الرمة (5)أصابه من الخمص و الجوع ما اللّه به أعلم، فأبصر غنما، فأرسل غلامه بعمامته فقال: اذهب فابتع بها (6) شاة، فجاء الغلام بشاة و هو يصلّي، فأراد ذبحها، فأشار إليه أن يكف، فلمّا قضى
ص: 279
صلاته قال: اذهب فإن كانت مملوكة مسنّمة فاردد الشاة و خذ العمامة، و إن كانت حرة فاردد الشاة، فذهب، فإذا هي مملوكة، فردّ الشاة، و أخذ العمامة، و أخذ بخطام راحلته أو زمامها لا يمر ببقلة إلاّ حطمها حتى أواه الليل إلى قوم، فأتوه بخبز و لبن، و قالوا: لو كان عندنا شيء أفضل من هذا أتيناك به، فقال: بسم اللّه، كلّ حلال، أذهب السّغب (1) خير من مأكل السوء، حتى قدم المدينة، فبدأ بأهله، فابترد من الماء، ثم راح، فلمّا أبصره عمر قال: لو لا حسن الظن بك ما رأينا أنك أدّيت، فذكر أنه أسرع السير و قال: قد فعلت و هو يعتذر و يحلف باللّه ما قال ذلك، فقال عمر: فهل أمر لك بشيء؟ قال: قد رأيت مكانا (2) أن تأمر لي، قال ابن عيينة: أبى أن يأخذ منه، قال عمر: إنّ أرض العراق أرض رفيقة، و إن أهل المدينة يموتون، حولي من الجوع، فخشيت أن آمر لك فيكون لك البارد و لي الحار (3)،أ ما سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«لا يشبع المؤمن دون جاره» أو قال:«الرجل دون جاره»[11697].
قال: و حدّثنا يحيى قال: و حدثناه محمد بن منصور الجواز (4) بمكة، ثنا ابن عيينة عن عمر بن سعيد عن أبيه عن عباية بن رفاعة بن رافع عن عمر بنحوه، و ذكر فيه عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم نحو ما ذكر.
قال: و حدّثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، حدّثناه عبد الرّحمن بن مهدي، ثنا سفيان - يعني الثوري - عن أبيه، عن عباية بن رفاعة، عن عمر بنحوه، و ذكر عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم كما ذكره.
قال يحيى: و حدّثناه زياد (5) بن أيوب أبو هاشم، حدّثناه (6) إسماعيل بن إبراهيم، ثنا أبو حيان (7) التيمي، عن عباية بن رفاعة عن عمر بنحوه، و لم يرفعه.
قال (8) يحيى: و حدّثنا عمرو بن علي، ثنا علي بن سعيد، أنبأنا أبو حيان التيمي، أخبرني عباية بن رافع عن عمر بنحوه، و لم يرفعه.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا أبو طاهر
ص: 280
المخلص، أنبأنا أبو بكر بن سيف، أنبأنا السّري بن يحيى (1)،أنبأنا شعيب بن إبراهيم، أنبأنا سيف بن عمر، عن محمّد و طلحة و المهلب، و عمرو، و سعيد، قالوا: لما أجمعوا أن يضعوا بنيان الكوفة فذكر الحكاية إلى أن قال: و بنى سعد في الذي خطوا القصر،- قصرا بحيال محراب مسجد الكوفة اليوم - و غلّق باب القصر، و كانت الأسواق تكون في موضعه و بين يديه، فكانت غوغاؤهم تمنع من سعد (2)،الحديث.
فلما بنى ادّعى الناس عليه ما لم يقل، و قالوا: قال سعد: سكن الصويت، و بلغ عمر ذلك، و ان الناس يسمّونه قصر سعد، فدعا محمّد بن مسلمة فسرّحه إلى الكوفة فقال: اعمد إلى القصر حتى تحرق بابه، ثم ارجع عودا على بدئك، فخرج حتى قدم الكوفة، فاشترى حطبا، ثم أتى به القصر، فأضرم الباب، و أتى سعد، فأخبر الخبر، فقال: رسول أرسل لهذا من الشأن و بعث لينظر من هو؟ فإذا هو محمّد بن مسلمة، فأرسل إليه: أن أدخل، فأبى، فخرج إليه سعد، فأراده على الدخول، و النزول، فأبى، و عرض عليه نفقة، فلم يأخذ، و دفع كتاب عمر إلى سعد: بلغني أنك بنيت قصرا اتّخذته حصنا و يسمى قصر سعد، و جعلت بينك و بين الناس بابا، فليس بقصرك و لكنه قصر الخيال، انزل منه منزلا مما يلي بيوت الأموال و أغلقه عليك، و لا تجعلن على القصر بابا تمنع الناس من دخوله، و تنفيهم به عن حقوقهم، ليوافقوا مجلسك و مخرجك من دارك إذا خرجت، فحلف له سعد ما قال الذي قالوا؛ فرجع محمّد من فوره، حتى إذا دنا من المدينة فني زاده، فتبلغ بلحاء من لحاء الشجر، فقدم على عمر، و قدم سلق، فأخبره خبره كله، فقال: فهلاّ قبلت من سعد، فقال: لو أردت ذلك كتبت لي به، و أذنت لي فيه، فقال عمر: إنّ أكمل الرجال رأيا من إذا لم يكن عنده عهد من صاحبه أن يعمل بالجزم أو يقول و لا ينكل عليه، و أخبره بيمين سعد و قوله، فصدّق سعدا، و قال:
هو أصدق ممّن روى عنه، و ممّن أبلغني.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا (3) شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأنا أبو سعيد الهيثم بن كليب بن سريج الشاشي ببخارى - إجازة - ثنا أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب عن إبراهيم بن بشار، عن ابن عيينة، ثنا عمرو بن دينار قال: سمعت جابر بن عبد اللّه يقول:
ص: 281
بعثنا عثمان بن عفّان في خمسين راكبا أميرنا محمّد بن مسلمة الأنصاري، فتكلم الذين جاءوا من مصر، فاستقبلنا رجل منهم في يده مصحف متقلدا (1) سيفا، تذرف عيناه، فقال: ها إن هذا يأمرنا أن نضرب بهذا على ما في هذا، فقال محمّد بن مسلمة: اسكت، فنحن ضربنا بهذا على ما في هذا قبلك، أو قبل أن تولد.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد، ثنا محمّد بن علي الجوزجاني، ثنا عبد اللّه بن عبد الوهّاب الحجي (2)،حدّثني إبراهيم بن جعفر الأنصاريّ ، حدّثني رجل منا اسمه سليمان بن محمّد بن محمود بن محمّد بن مسلمة، عن سعد بن زيد بن سعيد الأشهلي أنه أهدى للنبي صلى اللّه عليه و سلّم أو أهدي للنبي صلى اللّه عليه و سلم سيفا (3) من نجران، فلمّا قدم عليه أعطاه محمّد بن مسلمة، فقال:«جاهد بهذا في سبيل اللّه، فإذا اختلفت أعناق الناس فاضرب به الحجر، ثم ادخل بيتك فكن حلسا (4) حتى تقتلك كف خاطئة، أو تأتيك منية قاضية»[11698] أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا ابن (5) الفهم، ثنا محمّد بن سعد (6)،أنبأنا سعيد بن محمّد الثقفي، ثنا إسماعيل بن رافع، ثنا زيد بن أسلم، عن محمّد بن مسلمة قال: أعطاني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم سيفا، فقال:«يا محمّد بن مسلمة، جاهد بهذا السيف في سبيل اللّه حتى إذا رأيت من المسلمين فئتين يقتتلان فاضرب به الحجر حتى تكسره، ثم كفّ لسانك و يديك حتى يأتيك منيّة قاضية أو يد خاطئة»، فلمّا قتل عثمان و كان من أمر الناس ما كان، خرج إلى صخرة في فنائه، فضرب الصّخرة بسيفه حتى كسره[11699].
قال: و أنبأنا ابن سعد (7)،حدّثنا كثير بن هشام، ثنا جعفر بن برقان، ثنا إسحاق بن عبد اللّه (8) بن أبي فروة بنحو هذا الحديث، قال: و كان محمّد بن مسلمة يقال له حارس (9) نبي
ص: 282
اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، قال: فاتخذ سيفا من عود قد نحته و صيره معلقا في البيت، و قال: إنّما علقته أهيب به ذاعرا.
أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي قالت: أنبأنا سعيد بن أحمد، أنبأنا أبو الحسين الخفاف، ثنا أبو حامد بن الشّرقي، ثنا الحسين بن هارون، ثنا محمّد بن القاسم الأسدي، ثنا محمّد بن عبيد (1) اللّه العرزمي، عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد اللّه بن مسعود قال:
أعطى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم محمّد بن مسلمة سيفا، فقال:«قاتل به المشركين ما قاتلوكم، فإذا اقتتل المسلمون فائت بهذا السيف أحدا فاضرب به حتى ينثلم و ينقطع ثم ارجع إلى بيتك، فكن حلسا من أحلاس بيتك حتى تأتيك يد خاطئة أو منية قاضية»[11700].
أخبرنا أبو الحسن (2) بن البقشلان، أنبأنا محمّد بن أحمد، أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني الحكم بن موسى، أنبأنا الهقل بن زياد، عن هشام (3)،عن محمّد ابن سيرين، عن حذيفة قال: ما من أحد إلاّ أنا أخاف عليه الفتنة إلاّ ما كان [من] (4) محمّد بن مسلمة فإني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«لا تضره الفتنة»[11701].
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو علي الروذباري [أنا] (5)أبو طاهر المحمّدآباذي، ثنا محمّد بن عبد الوهّاب، ثنا يعقوب بن محمّد الزهري.
قال: و أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، ثنا علي بن عيسى الحيري، أنبأنا أحمد بن نجدة القرشي، ثنا يحيى بن عبد الحميد، قالا: ثنا إبراهيم بن سعد، ثنا سالم بن صالح عن إبراهيم ابن (6) عبد الرّحمن بن عوف، عن أبيه، عن محمود بن لبيد عن محمّد بن مسلمة أنه قال:[يا رسول اللّه كيف أصنع إذا اختلف المصلون (7)؟قال:] (8)«تخرج بسيفك إلى الحرة فتضربها به ثم تدخل بيتك حتى تأتيك منية قاضية، أو يد خاطئة»[11702].
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أحمد بن جعفر، ثنا
ص: 283
عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (1)،ثنا زيد بن الحباب، أخبرني سهل بن أبي الصلت قال:
سمعت الحسن [يقول:] إن عليا بعث إلى محمّد بن مسلمة فجيء به، فقال: ما خلفك عن هذا الأمر؟ قال: دفع إليّ ابن عمك - يعني: النبي صلى اللّه عليه و سلّم - سيفا فقال:«قاتل به ما قوتل العدو، فإذا رأيت الناس يقتل بعضهم بعضا فاعمد به إلى صخرة، فاضربه بها ثم الزم بيتك حتى تأتيك منية قاضية، أو يد خاطئة»، قال: خلوا عنه[11703].
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنبأنا أبو منصور النهاوندي، أنبأنا أبو القاسم بن الأشقر، ثنا محمّد بن إسماعيل، ثنا الحجاج، ثنا حمّاد بن زيد، عن علي بن زيد، عن أبي بردة قال: مررنا بالرّبذة (2)،فإذا فسطاط محمّد بن مسلمة، فقلنا: لو خرجت إلى الناس فأمرت و نهيت، قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«اجلس في بيتك» هذا مختصر[11704].
أخبرناه بتمامه أبو الفتح [يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه ابن منده، أنا خيثمة بن سليمان أنا الحسن] (3) بن مكرم (4)،ثنا يزيد بن هارون، قال: و أنبأنا محمّد بن محمّد بن الأزهر، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا حجاج بن منهال، قالا: ثنا حمّاد بن سلمة عن علي بن زيد، عن أبي بردة قال:
مررت بالرّبذة فإذا فسطاط و خيمة، فقلت: لمن هذا؟ فقيل: لمحمّد بن مسلمة، فدخلت عليه، فقلت: رحمك اللّه، إنك من هذا الأمر بمكان، فلو خرجت إلى الناس فأمرت و نهيت، فقال: إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال لي:«إنها ستكون في أمّتي فتنة و فرقة و اختلاف، فإذا كان ذلك فائت بسيفك أحدا، فاضرب به عرضه، و اكسر نبلك، و اقطع و ترك»، فقد كان ذلك، و فعلت ما أمرني به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فإذا سيفه معلق بعمود الفسطاط ، فاستنزله ثم انتضاه فإذا السيف من خشب، فقال: قد فعلت ما أمرني به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و اتخذت هذا أهيّب به الناس[11705].
أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أحمد بن جعفر، ثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، ثنا يزيد، أنبأنا حمّاد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أبي
ص: 284
بردة قال: مررت بالرّبذة فإذا فسطاط ، فقلت: لمن هذا؟ فقيل: لمحمّد بن مسلمة، فاستأذنت عليه، فدخلت عليه، فقلت: رحمك اللّه، إنّك من هذا الأمر بمكان، فلو خرجت إلى الناس، فأمرت و نهيت، فقال: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال لي:«ستكون فتنة و فرقة و اختلاف، فإذا كان ذلك فائت بسيفك أحدا فاضرب به عرضه و كسّر نبلك، و اقطع و ترك، و اجلس في بيتك»، فقد كان ذلك، و قال يزيد مرة:«فاضرب به حتى تقطعه ثم اجلس في بيتك حتى تأتيك يد خاطئة أو يعافيك اللّه»، فقد كان ما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و فعلت ما أمرني به، ثم استنزل سيفا كان معلّقا بعمود الفسطاط ، فاخترطه فإذا سيف من خشب، فقال: قد فعلت ما أمرني به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و اتخذت هذا أرهب به الناس.
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، ثنا أبو عبد اللّه الحافظ ، ثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، ثنا إبراهيم بن مرزوق (1) البصري - بمصر - ثنا أبو داود الطيالسي ثنا شعبة (2) عن أشعث بن أبي الشعثاء قال: سمعت أبا بردة يحدّث عن ثعلبة بن ضبيعة قال:
سمعت حذيفة يقول: إنّي لأعرف رجلا لا تضرّه الفتنة، فأتينا المدينة، فإذا فسطاط مضروب، و إذا محمّد بن مسلمة الأنصاريّ ، فسألته فقال: لا استقر بمصر من أمصارهم حتى تنجلي هذه الفتنة عن جماعة المسلمين.
و كذا رواه عمرو بن مرزوق عن شعبة، و رواه ابن مهدي عن شعبة بالشك، و قد تقدم ذلك.
أنبأنا أبو سعد المطرز، و أبو علي الحدّاد، قالا: أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، ثنا أحمد بن محمّد، ثنا محمّد بن إسحاق [نا] (3) سوار بن عبد اللّه بن سوار العنبري، ثنا عبد الرّحمن بن مهدي، ثنا سفيان، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن أبي بردة، عن ضبيعة قال: قال حذيفة:
[إني] (4) لأعرف (5) رجلا لا تضره الفتنة، فأتينا المدينة فإذا فسطاط مضروب، و إذا محمّد بن مسلمة فسألناه فقال: لا يشتمل عليّ شيء من أمصارهم حتى ينجلي الأمر على ما انجلى.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد، أنبأنا أبو منصور بن شكرويه، أنبأنا أبو بكر بن
ص: 285
مردويه، أنبأنا أبو بكر الشافعي، ثنا معاذ بن المثنى، ثنا مسدّد، ثنا أبو عوانة، عن الأشعث بن سليم، عن أبي بردة، عن ضبيعة بن حصين التغلبي (1) قال: كنا جلوسا عند حذيفة بن اليمان، فذكرنا (2) الفتن، فقال حذيفة:[إني لأعلم رجلا لا تضره الفتنة. قلنا: من هو؟ قال:
محمد بن مسلمة. فلما مات حذيفة] (3) وقعت الفتن، خرجت فيمن خرج من الناس فإذا فسطاط مضروب متنحي عن الناس، تضربه الرياح، قال: فقلت: لمن هذا الفسطاط؟ قالوا:
لمحمّد بن مسلمة، قال: فأتيته، فإذا شيخ، قلت: يرحمك اللّه، أراك رجلا من خيار المسلمين، تركت دارك و بلدك و جيرانك، و أهلك، قال: تركتها كراهية الشر، ما أريد أن يشتمل عليّ مصر من أمصارها حتى ينجلي عما انجلت.
و روي عن أبي عوانة عن أشعث عن أبي بردة عن ضبّة بن محصن (4)،و هو وهم.
أخبرنا أبو سهل بن سعدوية، أنبأنا عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن، أنبأنا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، ثنا أبو بكر محمّد بن هارون الروياني، ثنا أبو الربيع خالد بن يوسف بن خالد السّمتي، ثنا أبو عوانة، عن أشعث، عن أبي بردة عن ضبّة بن محصن قال: كنا جلوسا مع حذيفة، فذكرنا الفتن، فقال حذيفة: إنّي لأعلم رجلا لا ينقصه شيء، فقلنا: من هو؟ قال: محمّد بن مسلمة الأنصاريّ ، قال: فلما مات و كان الفتنة خرجت فيمن خرج من الناس، فأتيت أهلي، فإذا أنا بفسطاط مضروب متنحي يضرب به الريح باد، قال: قلت: لمن هذا الفسطاط؟ قال: لمحمّد بن مسلمة، فإذا شيخ، قلت له: يرحمك اللّه، أراك رجلا من خيار المسلمين، تركت بلدك، و دارك، و أهلك، و جيرانك، قال: تركتها كراهية (5) الشر، ما في نفسي أن اشتمل أو يشتمل عليّ مصر من أمصاري حتى تنجلي عما انجلت.
أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب (6)،حدّثني محمّد بن المصفى، ثنا يحيى بن سعيد، عن موسى بن وردان، عن أبيه، عن جابر بن عبد اللّه قال: قدم معاوية و معه أهل
ص: 286
الشام، فبلغ رجلا شقيا من أهل الأردن صنيع محمّد بن مسلمة - جلوسه عن علي و معاوية - فاقتحم عليه المنزل فقتله.
قال: و أرسل معاوية إلى كعب ما يقول في محمّد بن مسلمة ؟- يعني: كعب بن مالك-.
أنبأنا أبو سعد المطرز، و أبو علي الحداد، قالا: أنبأناه أبو نعيم الحافظ ، ثنا سليمان ابن أحمد، ثنا أبو الزنباع، ثنا يحيى بن بكير قال: توفي محمّد بن مسلمة بالمدينة سنة ثلاث و أربعين و سنّه: سبع و سبعون (1).
قال: و حدّثنا أبو حامد أحمد بن محمّد، ثنا محمّد بن إسحاق، أخبرني أبو يونس، ثنا إبراهيم بن المنذر قال محمّد بن مسلمة يكنى أبا عبد اللّه، مات بالمدينة في صفر سنة ثلاث و أربعين، و هو ابن سبع و سبعين، و صلّى عليه مروان، و كان محمّد بن مسلمة رجلا طوالا معتدلا أصلع.
أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو علي بن المسلمة، و أبو القاسم بن العلاّف، قالا: أنبأنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنبأنا الحسن بن محمّد، ثنا محمّد بن عبد اللّه ابن سليمان، ثنا ابن نمير قال: مات محمّد بن مسلمة بالمدينة في صفر سنة ثلاث و أربعين (2).
أنبأنا (3) أبو علي الحداد، و غيره قالوا: أنبأنا أبو بكر بن ريذة، أنبأنا سليمان بن أحمد، ثنا عبيد بن غنّام، ثنا محمّد بن عبد اللّه بن نمير قال: مات محمّد بن مسلمة في صفر سنة ثلاث و أربعين.
أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا أبو الحسن السيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، أنبأنا أحمد بن عمران، ثنا موسى، ثنا خليفة (4) قال: و مات محمّد بن مسلمة الأنصاريّ بالمدينة - يعني - سنة ثلاث و أربعين.
قرأت على أبي محمّد السلمي عن أبي محمّد التميمي، أنبأنا مكي بن محمّد، أنبأنا سليمان بن زبر قال: و قال الهيثم بن عدي: و في سنة ثلاث و أربعين مات عمرو بن العاص، و عبد اللّه بن سلام، و محمّد بن مسلمة الأنصاريّ ، و قال المدائني مثله.
ص: 287
و قال ابن نمير: مات محمّد بن مسلمة في صفر سنة ثلاث و أربعين.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن البسري، أنبأنا أبو طاهر المخلص - إجازة - ثنا أبو محمّد عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد، أخبرني أبي، حدّثني القاسم بن سلاّم، قال: سنة ثلاث و أربعين توفي فيها محمّد بن مسلمة الأنصاريّ (1)،أبو عبد الرّحمن بالمدينة، و صلّى عليه مروان.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي - قراءة - أنبأنا أبو بكر بن بيري (2)-إجازة - أنبأنا محمّد بن الحسين، أنبأنا ابن أبي خيثمة قال: و أنبأنا المدائني قال: محمّد بن مسلمة أبو عبد الرّحمن، كان طويلا، أصلع، مات بالمدينة في صفر سنة ثلاث و أربعين، صلّى عليه مروان بن الحكم، و مات محمّد و هو ابن سبع و سبعين.
حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم الواعظ ، أنبأنا نعمة اللّه بن محمّد المرندي (3)،ثنا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، ثنا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنبأنا سفيان بن محمّد بن سفيان، ثني الحسن (4) بن سفيان، ثنا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق قال: سمعت أبا عمر الضرير قال: توفي محمّد بن مسلمة بالمدينة سنة ثلاث و أربعين، و هو ابن بضع و سبعين، و صلّى عليه مروان.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا الحسن بن علي، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا أبو علي الحسين بن محمّد، ثنا سعد (5)،أنبأنا محمّد بن عمر، ثنا إبراهيم بن جعفر، عن أبيه قال: مات محمّد بن مسلمة بالمدينة في صفر سنة ست و أربعين (6) و هو يومئذ ابن سبع و سبعين سنة، و صلى عليه مروان بن الحكم.
قرأت على أبي محمّد بن عبد الكريم بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا مكي ابن محمّد، أنبأنا أبو سليمان بن زبر.
ص: 288
قال: و أنبأنا أبي، ثنا إبراهيم بن عبد اللّه البغدادي، ثنا محمّد بن سعد، أنبأنا محمّد بن عمر الواقدي، ثنا إبراهيم بن جعفر، عن أبيه قال: محمّد بن مسلمة بالمدينة في صفر سنة [ست] (1) و أربعين و هو يومئذ ابن سبع و سبعين سنة قال ابن زبر: هو محمّد بن مسلمة بن خالد، يكنى أبا عبد الرّحمن، من أهل بدر.
ابن أبي العاص القرشي الأموي (2)
ذكر عن عبد اللّه بن سعيد بن قيس الهمداني أنّه كان مع أبيه مسلمة في غزوة القسطنطينية في الجيش الذي خرج إليها من دمشق، و أن أباه جعله على ميسرته في بعض الحروب التي جرت بينه و بين الروم في تلك الغزاة.
و قد تقدم ذكر الإسناد بذلك في ترجمة الأصبغ بن الأشعث الكندي.
و بلغني أن محمّد بن مسلمة كان من أجمل الناس و أشجعهم، و شهد مع مروان بن محمّد يوم التقى مع عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه بن عبّاس، و كان صديقا له، فأمّنه عبد اللّه، فلحق (3) به [فلما رأى] (4) فعل أهل خراسان في أهل الشام حميت نفسه فقال (5):
ذل الحياة و خزي الممات *** فكلاّ أراه شرابا وبيلا (6)
فإن كان لا بد إحداهما *** فسيرا إلى الموت سيرا جميلا
ثم لحق بمروان (7) فقاتل معه (8) حتى قتل.
و من ولده الحصني (9) الشاعر، و هو محمّد [بن] يزيد بن محمّد بن مسلمة، شاعر محسن، مشهور.
ص: 289
و بلغني من وجه آخر أن محمّد بن مسلمة لم يقتل يومئذ.
ذكر أبو محمّد عبد اللّه بن سعد القطربلي (1) فيما قرأته بخطه قال: و كان اجتمع إلى محمّد بن مسلمة بن عبد الملك جمع و هو بناحية الجزيرة، فسار بهم إلى حران و فيها موسى ابن كعب، فحاصره، و كان عاملا لبني العباس عليها، فبلغ أهل راية بني تميم، قصده لموسى فغضبوا لموسى، و نهضوا إليه، و احتشدوا لنصرته، فقوي موسى بهم على محاربة محمّد بن مسلمة، و امتنع منه، ثم قدم على محمّد بن مسلمة إسحاق بن مسلمة (2) العقيلي في جماعة من قومه مددا، فلمّا رأى قوة موسى صدّ محمّد بن مسلمة عن محاربته و انصرف عنه إلى سميساط فنزلها.
عبد اللّه بن عمر بن مخزوم بن يقظة أبو هشام المخزومي المدني الفقيه (3)
حدّث عن مالك بن أنس، و إبراهيم بن سعد.
روى عنه: إبراهيم بن يعقوب السّعدي، و أبو زرعة الدّمشقي، و أبو حاتم الرازي، و عبد الرّحمن بن عبد الملك بن شيبة الحزامي، و هارون بن عبد اللّه الحمّال (4)،و كان عالما بأنساب بني مخزوم، مقدما في الفقه على مذهب مالك بن أنس، و كانت له دار بدمشق.
أخبرنا أبو الحسن الفقيه الفرضي، و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، و أبو المعالي الحسين بن حمزة، قالوا: أنبأنا أبو الحسن (5) بن أبي الحديد، أنبأنا جدي، أنبأنا الخرائطي، ثنا أحمد بن محمّد بن غالب بن مرداس البصري، ثنا محمّد بن إبراهيم، عن محمّد بن مسلمة ابن هشام القرشي، قال: سمعت عمّي يقول: سمعت محمّد بن المنكدر يقول: سمعت جابر ابن عبد اللّه يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«سمعت جبريل يقول: قال اللّه جل و عزّ:
هذا دين (6) ارتضيته لنفسي و لن يصلحه إلاّ السخاء، و حسن الخلق»[11706].
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - أنبأنا الحسن بن صصرى، أنبأنا تمام، أنبأنا
ص: 290
عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عمر، ثنا أبو زرعة الدمشقي قال: سألت أبا هشام المخزومي من ولد الحارث بن هشام الذي داره بدمشق ينسب إلى دار هشام بن إسماعيل: هل تجد القاسم ابن الحارث في أنساب بني مخزوم.
أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنبأنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أبو الفضل: و محمّد بن الحسن قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا البخاري قال (1):محمّد بن مسلمة أبو (2)هشام المخزومي المدني، قال لي عبد الرّحمن بن شيبة: ثنا محمّد بن مسلمة المدني، سمع مالكا (3)،عن نافع، عن ابن عمر نهى النبي صلى اللّه عليه و سلّم عن القزع (4)[11707]، و قيل لمحمّد بن مسلمة: ما رئي (5) فلان دخل البلاد كلها إلاّ المدينة، فقال: إنه دخل من الدجاجلة، قال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«لا يدخلها الطاعون، و لا الدجّال»[11708].
أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنبأنا ابن مندة، أنبأنا حمد (6)- إجازة-.
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (7):محمّد بن مسلمة أبو هشام المخزومي المديني، و هو ابن مسلمة بن محمّد بن هشام بن إسماعيل بن هشام بن الوليد بن المغيرة، روى عن مالك بن أنس، و إبراهيم بن سعد،[و شعيب بن أبي طلحة] (8) روى عنه عبد الرّحمن بن عبد الملك بن شيبة الحزامي، و أبي، سألت أبي عنه فقال: كان أحد فقهاء المدينة، من أصحاب مالك، و كان من أفقههم، و سئل أبو زرعة عنه فقال: مدني ثقة.
أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنبأنا أبو بكر الصفّار، أنبأنا أحمد بن علي (9)،أنبأنا
ص: 291
أبو (1) أحمد الحاكم قال: أبو هشام محمّد بن مسلمة بن هشام بن إسماعيل المخزومي المدني، سمع أبا عبد اللّه مالك بن أنس الأصبحي، روى عنه أبو بكر عبد الرّحمن بن شيبة الحزامي، و أبو موسى هارون بن عبد اللّه البزاز البغدادي.
أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة قال:
سمعت أبا القاسم حمزة بن محمّد الكتاني (2)،و محمّد بن سعد الأبيوردي قالا (3):سمعنا أبا عبد الرّحمن النسائي، حدّثني إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: سألت أبا هشام المخزومي، و كان علاّمة بأنساب بني مخزوم، عن اسم أبي عمرو بن حفص فقال: اسمه أحمد.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا محمّد بن علي بن الحسن، أنبأنا علي بن محمّد بن عبد اللّه، أنبأنا الحسين بن صفوان، ثنا عبد اللّه بن محمّد، ثنا أبو إسحاق الأزدي قال: قال محمّد بن مسلمة المدني: كنت في غمّ و ضرّ (4) شديد، فرأيت النبي صلى اللّه عليه و سلّم في المنام - أحسبه قال: عند الباب الذي يلي القبر - رافعا يديه، يقول: يا من فلق البحر لموسى، بما فلقت به البحر لموسى، نجني بما نجّيت به موسى، قال محمّد: و رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلّم مرة أخرى في المنام و هو يقول: يا ربّ بمن استغيث إذا لم أستغث بك فتغيثني، يا رب، إلى من أتضرع إذا لم أتضرع إليك فترحمني، يا ربّ من أدعو إذا لم أدعوك فتستجيب لي (5).
6999 - محمّد بن المسلّم بن الحسن بن هلال (6) بن الحسن بن عبد اللّه بن محمّد
أبو طاهر الأزديّ المعدل
سمع أبا بكر الخطيب، و أبا الحسن (7) بن أبي الحديد، و أبا محمّد الكتّاني، و أبا القاسم الحنائي (8)،و أبا الحسين بن مكي، و جدّه لأمّه أبا القاسم بن أبي العلاء، و عبد الدّائم بن (9)الحسن الهلالي، و أبا نصر بن طلاّب، و أبا المظفّر عبد الجليل بن عبد الجبّار المروزي، و أبا
ص: 292
عبد اللّه محمّد بن أبي نصر الحميدي، و أبا القاسم السّمسياطي، و نصر المقدسي، و أبا البركات بن طاوس، و سهل بن بشر، و أبا عبد اللّه بن أبي الحديد، و أبا الفضل بن الفرات، و مقاتل بن مطكود، و حدّث بشيء يسير.
حدّثنا عنه عبد الرّحمن الداراني.
أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم، أنبأنا أبو طاهر محمّد بن المسلم بن الحسن بن هلال الأزديّ سنة إحدى و تسعين و أربعمائة.
أنبأنا أبو القاسم علي بن محمّد بن يحيى السّلمي، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي، ثنا محمّد بن عبد اللّه بن عبد السّلام مكحول، ثنا أحمد بن حرب، ثنا أسباط بن محمّد، عن الشيباني، عن زياد بن علاقة، عن أسامة بن شريك قال: قلنا: يا رسول اللّه، ما خير ما أعطي العبد؟ قال:«الخلق الحسن»[11709].
ولد أبو طاهر بن هلال ليلة السادس عشر من شهر رمضان سنة ثمان و أربعين و أربعمائة.
و ذكر أبو محمّد بن الأكفاني أنّ أبا طاهر محمّد بن المسلّم بن الحسن بن هلال رحمه اللّه توفي في يوم السبت الثاني من صفر سنة ثلاث و تسعين و أربعمائة بدمشق.
مخرب (1) أبو بكر القرشي مولاهم المعروف بابن الدّلاّء المعدل
روى عن أبي عمرو أحمد بن علي بن الحسن بن محمّد بن شاهمرد البصري، و الحسن ابن يوسف بن يعقوب الطرميسيني، و محمّد بن جعفر بن ملاّس، و أبي (2) هاشم محمّد بن عبد الأعلى بن عليل (3)،و أبي الحسن بن جوصا، و عثمان بن محمّد الذهبي، و محمّد بن أحمد بن الوليد بن أبي هشام، و زكريا بن أحمد البلخي القاضي، و محمّد بن منصور بن نصر ابن إبراهيم، و أبي الدّحداح التميمي.
روى عنه: تمام بن محمّد، و علي بن محمّد بن إبراهيم الحنّائي، و أبو نصر بن
ص: 293
الجبّان، و علي بن الفضل بن طاهر بن الفرات، و عبد الوهّاب الميداني، و علي بن أبي زوران الربعي.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - قراءة - حدّثنا عبد العزيز الكتّاني، أخبرني تمام بن محمّد، أنبأنا أبو بكر محمّد بن مسلم بن السّمط ، ثنا محمّد بن جعفر بن ملاّس، ثنا محمّد ابن إسحاق، ثنا أحمد بن أبي سلمة المدائني، حدّثني منصور بن عمّار، عن معروف أبي (1)الخطاب، عن واثلة (2) بن الأسقع، عن أمّ سلمة، قالت: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إذا أتى بعض أهله قنع رأسه (3) و غمض عينيه و قال للتي تكون تحته:«عليك بالسّكينة و الوقار»[11710].
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد التميمي، ثنا أبو الحسن الحنائي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن مسلم بن السّمط الشاهد الثقة، فذكر حديثا.
قال لنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد التميمي، ثنا أبو الحسن الحنائي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن مسلم بن السّمط الشاهد الثقة، فذكر حديثا.
قال لنا أبو محمّد بن الأكفاني: توفي أبو بكر محمّد بن مسلم بن السّمط بن (4) محمّد ابن السّمط بن مسلم بن عياض بن زيد بن زاذان بن محرب (5) القرشي، يعرف بابن الدّلاء بدمشق يوم السبت لأربع خلون من ذي الحجّة سنة إحدى و تسعين و ثلاثمائة، حدّث عن أحمد بن عمير بن جوصا و غيره، روى عنه الحسن بن علي الأهوازي، و علي بن محمّد الحنّائي و غيرهما.
7001 - محمّد بن مسلم بن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن شهاب بن عبد اللّه (6) بن
الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب أبو بكر القرشي الزهريّ (7)
أحد الأعلام من أئمة الإسلام.
روى عن: عبد اللّه بن عمر، و أنس بن مالك. و سمع محمّد منه بدمشق، و سهل بن
ص: 294
سعد، و السائب بن يزيد، و عبد اللّه بن ثعلبة بن صعير، و محمود بن الربيع، و عبد الرّحمن ابن أزهر، و أبي الطفيل عامر بن واثلة، و سنين أبي جميلة، و أبي أمامة بن سهل بن حنيف، و عبد اللّه بن عامر بن ربيعة بن عبّاد الديلي، و رجل من بليّ ، له صحبة، و سعيد بن المسيّب، و عروة بن الزبير، و القاسم بن محمّد بن أبي بكر، و سالم بن عبد اللّه بن عمر، و أبي بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام، و خارجة بن زيد بن ثابت، و عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، و إبراهيم، و أبي سلمة، و حميد بني عبد الرّحمن بن عوف، و علي بن الحسين، و عبد اللّه، و الحسن ابني محمّد بن الحنفية، و كثير بن العباس بن عبد المطّلب، و عبد اللّه بن الحارث بن نوفل، و محمّد بن جبير بن مطعم، و عامر بن سعد بن أبي وقّاص، و المطّلب بن عبد اللّه بن حنطب، و محمّد بن عبّاد بن جعفر، و حمزة بن عبد اللّه بن عمر، و حفص بن عاصم بن عمر، و محمّد بن النعمان بن بشير، و عمر بن ثابت (1)،و عبد اللّه بن كعب بن مالك، و عبّاد بن تميم، و أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم، و عمارة بن خزيمة بن ثابت، و عطاء بن يزيد، و علقمة بن وقّاص الليثي، و قبيصة بن ذؤيب، و أبي إدريس الخولاني، و حنظلة بن علي الأسلمي، و محمّد بن سويد الفهري، و خالد بن سعيد بن عمرو بن عثمان بن عفّان، و سليمان بن يسار، و نبهان مولى أم سلمة، و نافع مولى [ابن] (2) عمر.
روى عنه: عمر بن عبد العزيز، و عراك بن مالك، و عطاء بن أبي رباح، و قتادة بن دعامة، و عمرو (3) بن شعيب، و عمرو (4) بن دينار، و يزيد بن رومان، و عبد اللّه بن أبي بكر ابن محمّد بن عمرو بن حزم، و أيوب السّختياني، و أخوه عبد اللّه بن مسلم، و بكير بن الأشج، و منصور بن المعتمر، و يحيى بن سعيد الأنصاري، و صالح بن كيسان، و مالك بن أنس، و عقيل بن خالد، و يونس بن يزيد، و معمر بن راشد، و سفيان بن عيينة، و محمّد بن الوليد الزّبيدي، و شعيب بن أبي حمزة، و عكرمة بن خالد، و صدقة بن يسار، و عبد اللّه بن دينار، و هشام بن عروة، و موسى بن عقبة، و أبو سهيل نافع بن مالك، و أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين، و صفوان بن سليم، و زيد بن أسلم، و ربيعة بن أبي عبد الرّحمن، و أبو الزبير، و محمّد بن المنكدر، و أبو الزناد عبد اللّه بن ذكوان، و عبد اللّه بن محمّد بن عقيل و غيرهم.
ص: 295
و قدم دمشق غير مرّة، و حدّث عنه من أهل الشام: سليمان بن موسى، و الأوزاعي، و سعيد بن عبد العزيز، و سليمان بن أبي كريمة، و عبد الرّحمن، و يزيد ابنا يزيد بن جابر، و روح بن جناح، و سليمان بن داود الخولاني، و الهيثم بن هزّان الخولاني الداراني، و محمّد ابن الحجّاج بن أبي فتلة الخولاني (1)،و عبد الرّحمن بن حسان الكناني، و الربيع بن حظيان، و عمر بن يزيد النصري، و موسى بن يسار، و عبد اللّه بن يزيد بن تميم، و أبو عيسى الدّمشقي، و عبد الرّحمن بن الحارث السلامي، و ثابت بن ثوبان، و ابنه عبد الرّحمن بن ثابت.
أخبرنا أبو بكر عبد الغفّار بن محمّد الشيرويي (2)،و أخبرني أبو بكر محمّد بن عبد اللّه ابن أحمد بن حبيب، و أبو محمّد بن طاوس عنه، أنبأنا أبو بكر الحيري.
ح و أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن محمّد الخطيب، أنبأنا أبو الفضل محمّد ابن علي بن الحسين بن سهل.
ح و أخبرنا أبو الفضل المحسن بن أبي منصور بن محسن الصوفي، أنبأنا سعيد بن أحمد بن محمّد الواحدي، قالا: أنبأنا أبو بكر الحيري، ثنا أبو العباس الأصم.
ح و أخبرنا أبو علي حمد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن نجا بن شاتيل، و أبو الفرج علي بن محمّد بن محمّد بن الحسين بن الفرّاء، و أبو بكر يحيى بن علي بن داود بن أحمد بن الجمزي، و أبو سعد هلال بن الهيثم بن محمّد بن الهيثم، و أبو المعالي أحمد بن علي بن السّمين، و عبد الصّمد بن بركة بن عبد اللّه، قالوا: أنبأنا الحسين بن أحمد بن محمّد بن طلحة النعالي، أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزقويه، أنبأنا أبو علي إسماعيل بن محمّد الصّفّار، قالا: أنبأنا زكريا بن يحيى المروزي، ثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أنس بن مالك قال:
سقط رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم من فرس فجحش شقه الأيمن، فدخلنا عليه نعوده، فحضرت الصّلاة، فصلّى قاعدا، فصلينا قعودا، فلما قضى الصّلاة قال:«إنّما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبّر فكبّروا، و إذا ركع فاركعوا، و إذا رفع فارفعوا، و إذا قال: سمع اللّه لمن حمده،
ص: 296
فقولوا: ربّنا و لك الحمد، و إذا سجد فاسجدوا، و إذا صلّى قاعدا فصلّوا قعودا أجمعين»[11711].
أخبرنا (1) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنبأنا محمّد بن الحسين، أنبأنا عبد اللّه، ثنا يعقوب، ثنا ابن بكير قال: قال الليث: و في سنة اثنتين و ثمانين قدم ابن شهاب على عبد الملك (2).
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو عثمان سعيد بن محمّد بن أحمد، أنبأنا أبو الحسن (3) أحمد بن أبي إسحاق بن محمّد بن إبراهيم التاجر - بسرخس - ثنا أبو العبّاس [محمد ابن عبد الرحمن: حدثني العباس] (4) بن محمّد بالمدينة، ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي (5)، ثنا يحيى بن محمّد بن حكم قال: سمعت ابن أبي ذئب يقول: كان ابن شهاب قد ضاقت حاله و رهقه دين، فخرج إلى الشام في زمان عبد الملك بن مروان، فجالس قبيصة بن ذؤيب، قال ابن شهاب: فبينا نحن مع قبيصة ذات ليلة نسمر معه إذ جاءه رسول عبد الملك، فقال:
أجب أمير المؤمنين، قال: فذهب إليه، ثم رجع إلينا، فقال: من منكم يحفظ قضاء عمر في أمّهات الأولاد؟ قال: قلت: أنا، فقال لي: قم، فقمت معه، فأدخلني على عبد الملك بن مروان، فإذا هو جالس على نمرقة، بيده مخصرة، عليه غلالة، ملتحف بسبنية (6) بين يديه شمعة، قال: فسلّمت عليه، فلمّا فرغت من سلامي، قال: من أنت ؟ فانتسبت له، قال: إن كان أبوك لنعارا في الفتن (7)،قلت: يا أمير المؤمنين عفا اللّه عما سلف، قال: اجلس، فجلست، قال: أ تقرأ القرآن ؟ قلت: نعم، قال: اقرأ من سورة كذا، و من سورة كذا، قال:
فقرأت، قال: فقال لي: أ تفرض ؟ قلت: نعم، قال: فما تقول في امرأة تركت زوجها و أبويها، قلت: لزوجها النصف، و لأمها السدس، و لأبيها ما بقي، قال: أصبت الفرض و أخطأت اللفظ ، إنّما لزوجها النصف، و لأمها ثلث ما بقي، و هو السدس من رأس المال،
ص: 297
و لأبيها ما بقي، قال: فإنّ الفريضة على حالها، و هو رجل ترك زوجته و أبويه، فقلت: لزوجته الربع و لأمه الربع، و لأبيه ما بقي، قال: فقال لي: أصبت الفرض و أخطأت اللفظ ، أ ليس هكذا الفرض لزوجته الربع و لأمّه ثلث ما بقي و هو الربع من رأس المال، و للأب ما بقي.
ثمّ قال: هات حديثك، قلت: حدّثني سعيد بن المسيّب أنّ فتى من الأنصار كان لزم عمر بن الخطّاب، و كان به معجبا، و أنّه فقده، فقال: ما لي لا أرى فلانا، فأرسل إليه فجاءه، فإذا هو بذ الهيئة (1)،فقال: ما لي أراك هكذا؟ قال: يا أمير المؤمنين إن إخوتي (2) خيروني بين أمي و بين يعني ميراثي (3) من أبي، فاخترت أمي، و لم أكن لأخرجها على رءوس الناس، فأخذتها بجميع ميراثي من أبي. قال: فخرج عمر مغضبا حتى رقي المنبر، فحمد اللّه و أثنى عليه، فقال: أما بعد، أيها الناس، فأي امرئ وطئ امرأة فولدت منه فله أن يستمتع منها ما عاش، فإذا مات فهي حرة، فقال عبد الملك: هكذا حدثني سعيد بن المسيب، فقلت: يا أمير المؤمنين، اقض ديني، قال: قد قضى اللّه دينك، قلت: و يفرض لي أمير المؤمنين، قال: لا و اللّه ما نجمعهما لأحد. قال: فخرجت، فتجهزت حتى قدمت المدينة، فجئت سعيد ابن المسيب في مجلسه في المسجد، فدنوت لأسلم عليه، فدفع في صدري، و قال:
انصرف، و أبى أن يسلّم عليّ ، قال: فخشيت أن يتكلم بشيء يعيبني به فيرويه من حضره.
قال: فتخيت ناحية (4)،قال: و اتبعته ليخلو، فلما خلا و بقي وحده مشيت إلى جنبه، فقلت:
يا أبا محمد ما ذنبي أنا ابن أخيك، و من مؤديك. قال: فما زلت أعتذر إليه و أتنصل إليه، و ما يكلمني بحرف، و ما يرد على كلمة حتى إذا بلغ منزله و استفتح ففتح له فأدخل رجله ثم التفت إليّ فقال أنت الذي ذهبت بحديثي إلى بني مروان ؟.
حدّثنا أبو بكر وجيه بن طاهر بن محمّد (5)،أنبأنا أبو سعيد محمّد بن عبد اللّه بن حمدون (6)،ثنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن الحسن، ثنا محمّد بن يحيى الذهلي، ثنا أبو صالح، حدّثني عطّاف بن خالد المخزومي، عن عبد الأعلى بن عبد اللّه بن أبي فروة، عن
ص: 298
ابن شهاب قال (1):أصاب أهل المدينة حاجة زمان فتنة عبد الملك بن مروان، فعمّت أهل البلد، فقد خيّل إليّ أنه قد أصابنا (2) أهل البيت من ذلك ما لم يصب أحدا من أهل البلد، و ذلك لخبرتي بأهلي، فتذكرت هل من أحد أخرج إليه، ثم قلت: إنّ الرزق بيد اللّه، ثم خرجت حتى قدمت دمشق، فوضعت رحلي، ثم غدوت إلى المسجد، و اعتمدت إلى أعظم مجلس رأيته في المسجد و أكثر أهلا، فجلست إليهم (3)،فبينا نحن على ذلك إذ خرج رجل من عند عبد الملك بن مروان كأحسن الرجال و أجمله، و أحسنه هيئة، فأقبل إلى المجلس الذي أنا فيه، فتحثحثوا له حتى أوسعوا له، فجلس، ثم قال: لقد جاء أمير المؤمنين اليوم كتاب ما جاءه مثله منذ استخلفه اللّه، قالوا: و ما هو؟ قال: كتب إليه عامله بالمدينة هشام بن إسماعيل يذكر أن ابنا لمصعب بن الزبير من أمّ ولد مات، فأرادت أمّه أن تأخذ ميراثها منه، فمنعها عروة بن الزبير، و زعم أنه لا ميراث لها، فتوهم أمير المؤمنين في ذلك حديثا سمعه من سعيد بن المسيّب يذكره عن عمر بن الخطّاب في أمّهات الأولاد، لا يحفظ أمير المؤمنين ذلك الحديث، قال ابن شهاب: فقلت: أنا أحدثكم، فقام إليّ قبيصة بن ذؤيب حتى أخذ بيدي ثم خرج بي حتى دخل بي الدار على عبد الملك، ثم جاء إلى البيت الذي فيه عبد الملك، فقال: السّلام عليكم، فقال له عبد الملك مجيبا: و عليكم السلام، فقال له قبيصة:
أ ندخل (4)؟فقال عبد الملك: ادخل، فدخل قبيصة، و هو آخذ بيدي، فقال: هذا يا أمير المؤمنين يحدّثك الحديث الذي سمعت من سعيد بن المسيّب فذكر أن عمر بن الخطّاب أمر بأمّهات الأولاد أن يقمن في أموال أبنائهن بقيمة عدل، ثم يعتقن، فمكث بذلك صدرا من خلافته، ثم توفي رجل من قريش كان له ابن من [أم] (5) ولد قد كان عمر يعجب بذلك الغلام، فمرّ ذلك الغلام على عمر في المسجد بعد وفاة أبيه بليال، فقال له عمر: ما فعلت يا ابن أخي في أمّك ؟ قال: فعلت يا أمير المؤمنين خيرا، خيرني بين أن يسترقوا أمّي أو يخرجوني من ميراثي من أبي، فكان ميراثي من أبي أهون علي من أن تسترق أمّي، فقال عمر: أ و لست إنما أمرت في ذلك بقيمة عدل (6)،ما أرى رأيا و لا آمر بأمر إلاّ قلتم فيه، ثم قام فجلس على المنبر، فاجتمع الناس إليه حتى إذا رضي من جماعتهم قال: أيها الناس، إني
ص: 299
قد كنت أمرت في أمّهات الأولاد بأمر قد علمتموه، ثم حدث لي رأي غير ذلك فأيما امرئ كانت عنده أمّ ولد يملكها بيمينه ما عاش، فإذا مات فهي حرّة لا سبيل لأحد عليها، فقال عبد الملك: من أنت ؟ قال: قلت: أنا محمّد بن مسلم بن عبيد اللّه بن شهاب، فقال: أمّا و اللّه إن كان لك لأبا نعّارا (1) في الفتنة مؤذيا لنا فيها، قال: فقلت: يا أمير المؤمنين قل كما قال العبد الصالح قال: أجل لاٰ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ (2)،قال: قلت: يا أمير المؤمنين افرض لي، فإني منقطع، قل كما قال العبد الصالح قال: أجل لا تثريب عليكم، قال: قلت: يا أمير المؤمنين افرض لي فإنّي منقطع من الديوان، قال: إنّ بلدك لبلد ما فرضنا فيها لأحد منذ كان هذا الأمر، ثم نظر إلى قبيصة و أنا و هو قائمان بين يديه، فكأنه أومأ إليه أن افرض له، فقال: قد فرض لك أمير المؤمنين، قال: فقلت: وصلة يا أمير المؤمنين تصلنا بها، فإنّي و اللّه لقد خرجت من أهلي، و إنّ فيهم لحاجة ما يعلمها إلاّ اللّه، و لقد عمّت الحاجة أهل البلد، قال:
قد وصلك أمير المؤمنين، قال: قلت: يا أمير المؤمنين و خادم يخدمنا، فإنّي و اللّه قد تركت أهلي و ما لهم خادم إلاّ أختي، إنّها الآن تخبز لهم و تعجن لهم، و تطحن لهم، قال: و قد أخدمك أمير المؤمنين.
قال ابن شهاب: ثم كتب إلى هشام بن إسماعيل مع ما قد عرف من حديثي أن: ابعث إلى ابن المسيّب فسله عن الحديث الذي سمعته يحدّث عن أمّهات الأولاد عن عمر بن الخطاب، فكتب إليه هشام بمثل حديثي ما زاد حرفا و لا نقص حرفا.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا ابن الفضل، أنبأنا عبد اللّه، ثنا يعقوب (3)،حدّثني سعيد بن عفير، حدّثني عطّاف بن خالد، عن عبد الأعلى بن عبد اللّه بن أبي فروة، عن ابن شهاب أنه قال:
أصاب أهل المدينة حاجة زمان فتنة عبد الملك بن مروان، فعمّت أهل البلد، فقد خيّل إليّ أنه قد أصابنا من ذلك - أهل البيت - ما لم يصب أحد من أهل البلد لخبرتي (4) بأهلي، فتذكرت هل من أحد أمتّ إليه برحم أو مودّة أرجو إن خرجت إليه أن أصيب منه شيئا، فما علمت أحدا أخرج إليه، ثم قلت: إنّما الرزق بيد اللّه، ثم خرجت حتى قدمت دمشق،
ص: 300
ق، فوضعت رحلي، ثم غدوت إلى المسجد، فاعتمدت إلى أعظم مجلس رأيته في المسجد و أكثر أهلا، فجلست إليهم، فبينا نحن على ذلك خرج رجل من عند عبد الملك بن مروان، كأجسم (1) الرجال و أجمله و أحسنه هيئة، فأقبل إلى المجلس الذي أنا فيه، فتبحبحوا (2) له حتى أوسعوا له، فجلس ثم قال: لقد جاء أمير المؤمنين كتاب اليوم ما جاءه مثله منذ استخلفه اللّه، قالوا: و ما هو؟ قال: كتب إليه عامله بالمدينة هشام بن إسماعيل يذكر أن ابنا لمصعب ابن الزبير [من] (3) أمّ ولد مات، فأرادت أمّه أن تأخذ ميراثها فمنعها عروة بن الزبير، و زعم أن لا ميراث لها، فتوهم أمير المؤمنين حديثا سمعه من سعيد بن المسيّب يذكر عن عمر بن الخطّاب في أمّهات الأولاد، لا يحفظ أمير المؤمنين ذلك الحديث، قال ابن شهاب: فقلت:
أنا أحدثكه، فقام إليّ قبيصة حتى أخذ بيدي، ثم خرج بي معه حتى دخل بي الدار على عبد الملك، ثم جاء البيت الذي فيه عبد الملك، فقال: السّلام عليكم، فقال عبد الملك مجيبا:
و عليكم السلام، فقال: أدخل،[فقال: أدخل] (4) فدخل و هو آخذ بيدي، فقال: هذا يا أمير المؤمنين يحدّثك الحديث الذي سمعت من سعيد بن المسيّب في أمّهات الأولاد، فقال: إيه، قال: قلت: سمعت سعيد بن المسيّب يذكر: أن عمر بن الخطّاب أمر بأمهات الأولاد أن يقوّمن في أموال أبنائهن بقيمة عدل، ثم يعتقن، فمكث بذلك صدرا من خلافته، ثم توفي رجل (5) من قريش كان له ابن أم ولد، و كان عمر يعجب بذلك الغلام، فمرّ ذلك الغلام على عمر في المسجد بعد وفاة أبيه بليال فقال له عمر: ما فعلت يا بن أخي في أمّك ؟ قال: قد فعلت يا أمير المؤمنين خيرا، خيّرني إخوتي في أن يسترقّوا أمّي أو يخرجوني من ميراثي من أبي، فكان ميراثي من أبي أهون عليّ من أن تسترقّ أمّي، فقال عمر: أ و لست إنّما أمرت في ذلك بقيمة عدل ؟ ما أرى رأيا، و آمر بشيء إلاّ قلتم فيه، ثم قام فيه، فجلس على المنبر، فاجتمع الناس حتى إذا رضي جماعتهم قال: يا أيّها الناس، إنّي قد كنت أمرت في أمّهات الأولاد بأمر قد علمتموه، ثم حدث لي رأي غير ذلك، فأيّما امرئ كانت عنده أم ولد فملكها بيمينه ما عاش، فإذا مات فهي حرّة لا سبيل (6) عليها، ثم قال: من أنت ؟ قال: فقلت: أنا محمّد بن مسلم بن عبيد اللّه بن شهاب الزهريّ ، قال: أمّا و اللّه إن كان لك لأب نعّار في
ص: 301
الفتنة، مؤذي (1) لنا فيها، قال: قلت: يا أمير المؤمنين قل كما قال العبد الصالح، قال:
أجل، لاٰ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ ،قال: قلت: يا أمير المؤمنين افرض لي، فإنّي مقطع من الديوان، قال: إن بلدك لبلد ما فرضنا لأحد فيها مذ كان هذا الأمر، ثم نظر إلى قبيصة و أنا و هو قائمان بين يديه، فكأنه أومأ إليه أن افرض له، قال: قد فرض لك أمير المؤمنين، قلت:
وصلة يا أمير المؤمنين، وصلك اللّه تصلنا بها، فإنّي و اللّه لقد خرجت من أهلي، و إنّ فيهم حاجة ما يعلمها إلاّ اللّه، و لقد عمّت الحاجة أهل البلد، قال: قد وصلك أمير المؤمنين، قلت: و خادم يا أمير المؤمنين يخدمنا، فإنّي و اللّه قد تركت أهلي و ما لهم خادم إلاّ أختي، إنّها التي تخبز لهم، و تعجن و تطبخ لهم، قال: و قد أخدمك أمير المؤمنين.
قال: ثم كتب إلى هشام بن إسماعيل: أن ابعث إلى ابن المسيّب فسله عن الحديث الذي سمعه يحدّث في أمهات الأولاد عن عمر بن الخطّاب، فكتب إليه هشام مثل حديثي ما زاد حرفا و لا نقص حرفا.
أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنبأنا محمّد بن الحسين، أنبأنا المعافى بن زكريا (2)،ثنا الحسين بن القاسم (3) الكوكبي، ثنا ابن أبي سعد (4)، حدّثني أبو عمرو القعنبي، ثنا صفوان بن هبيرة التميمي، عن الصّدفي، عن الزهريّ قال:
أتيت عبد الملك بن مروان فاستأذنت عليه، فلم يؤذن لي، فدخل الحاجب فقال: يا أمير المؤمنين إن بالباب رجلا شابا أحمر، زعم أنه من قريش، قال: صفه، فوصفه له، قال: لا أعرفه إلاّ أن يكون من ولد مسلم بن شهاب، فدخل عليه، فقال: هو من بني مسلم، فدخلت عليه، فقال: من أنت ؟ فانتسبت له و قلت: إنّ أبي هلك و ترك عيالا صبية، و كان رجلا مئناثا (5)،لم يترك مالا، فقال لي عبد الملك: أقرأت القرآن ؟ قلت: نعم، قال: بإعرابه، و ما ينبغي فيه من وجوهه و علله ؟ قلت: نعم، قال: إنّما فوق ذلك فضل، إنّما يعايا و يلغز به، [قلت نعم] (6) قال: أ فعلمت الفرائض، قلت: نعم، قال: الصّلب و الجد و اختلافهما؟ قلت:
أرجو أن أكون قد فعلت، قال: و كم دين أبيك ؟ قال: كذا و كذا، قال: قد قضى اللّه دين
ص: 302
أبيك، و أمر لي بجائزة و رزق يجري، و شراء دار قطيعة بالمدينة، و قال: اذهب فاطلب العلم و لا تشاغل عنه بشيء، فإنّي أرى لك عينا حافظة، و قلبا ذكيا (1)،و ائت الأنصار في منازلهم، قال الزهريّ : و أخذت العلم عنهم بالمدينة (2)،فلما خرجت إليهم إذا علم جمّ فأتبعتهم حتى ذكرت لي امرأة نحو قباء (3) تروي رؤيا، فأتيتها، فقلت: أخبريني برؤياك، فقالت: كان لي ولدان واحد حين حبا و آخر يتبعه، و هلك أبوهما و ترك لي ماهنا (4) و داجنا و نخلات، فكان الداجن نشرب لبنها و نأكل ثمر النخلات، فإنّي لبين النائمة و اليقظانة - قال القاضي: هكذا في الخبر، المشهور في العربية [اليقظى-] (5) و لنا جدي فرأيت كأن ابني الأكبر قد جاء إلى شفرة لنا فأخذها، و قال: يا أمه، قد أضرّت بنا و حبست اللبن عنّا، فأخذ الشفرة و قام إلى ولد الداجن فذبحه بتلك الشفرة، ثم نصب قدرا لنا ثم قطعه و وضعه فيها، ثم قام إلى أخيه فذبحه بتلك الشفرة و انتبهت مذعورة، فإذا ابني الأكبر قد جاء، فقال: يا أمه أين اللبن، فقلت: شربه ولد هذا الداجن، فقال: ما لنا من هذا من شيء، و قام إلى الشفرة فأخذها، ثم أمرّها على حلق ولد الداجن، ثم نصب القدر، قالت: فلم أكلمه، حتى قمت إلى ابني الصغير فاحتضنته و أتيت به بعض بيوت الجيران فخبّأته عندهم، ثم أقبلت مغتمّة لما رأيت، ثم صعد على بعض تلك النخلات، فأنزل رطبا، ثم قال: يا أمه أدنى فكلي، قلت: لا أريد، ثم مضى في بعض حوائجه و أتى (6) القدر، فإنّي لمتّكئة (7) على بلسن عندي إذ ذهب بي النوم، فإذا أنا بآت قد أتاني، فقال: ما لك مغتمة ؟ فقلت: لكذا و كذا، و لأن ابني قد صنع كذا و كذا، فنادى: يا رؤيا يا رؤيا، فجاءت امرأة شابة حسنة الوجه، طيبة الريح، فقال: ما أردت من هذه المرأة الصالحة ؟ قالت: ما أردت (8) منها شيئا، فنادى: يا أحلام يا أحلام، فأقبلت امرأة دونها في السن و اللباس و الطيب، فقال:[ما أردت من هذه المرأة الصالحة ؟ قالت] (9) ما أردت منها
ص: 303
شيئا، فنادى يا أضغاث، يا أضغاث، فأقبلت امرأة سوداء الخلقة، وسخة الثياب دونها فقال:
ما أردت من هذه المرأة ؟ قالت: رأيتها صالحة فأردت أن أغمّها، قال: ثم انتبهت فإذا ابني قد أقبل فقال: يا أمّه أين أخي (1)؟قلت: لا أدري حبا إلى بعض الجيران، قال: فذهب يمشي لهو أهدى إلى موضعه حتى أخذه و جاء به فقبله (2)،ثم قعد فأكل و أكلت معه.
قال القاضي (3):قولها في الخبر: و ترك لي ماهنا و داجنا، الماهن الخادم، و يقال: مهن الرجل [مهنة و مهنة، و فلان في مهنة أهله و مهنة أهله، و الفتح عند كثير من أهل اللغة أعلى، و يقال: مهن] (4)،مهانة من الهوان و من الماهن يعني الخادم، قول الشاعر:
و هزئن مني أن رأين مويهنا *** تبدو عليه شتامة المملوك (5)
و أمّا الداجن فهي الشاة من شياه البيوت التي تعلف، و جمهور الفقهاء لا يرى في دواجن الشاء زكاة، و هو مذهب عامة أهل العراق، و به نقول، و قد أوجب عدد من فقهاء أهل الحجاز الزكاة في دواجن الغنم، كما أوجبها الجميع في سوائمها، و اختلافهم في عوامل الإبل و البقر كاختلافهم في دواجن الغنم، و كلامنا في هذا على استقصاء الحجج فيه مرسوم فيما ألّفناه من كتبنا في الفقه.
و قول المرأة: و إني لمتكئة على بلسن [البلسن:] (6) بعض ما يكون في رحل القوم من المتاع الذي يتكأ عليه، و هو اسم أعجمي لا أعرفه في العربية، و أراه بالرومية، و قد استعمل على تولّده قديما و حديثا، فروي في خبر ذكر أن أبا جعفر الجمحي نظر بين الحسن بن زيد و محمّد بن عبد العزيز فقال: إنه أقامني على البلسن - يعني - الحسن، فكأنه اسم لما يعلّى عليه من كرسي أو ما أشبهه.
و فيما انتهى إلينا من عجائب أخبار الرؤيا ما يتعب (7) جمعه و تصعب الإحاطة به، و إذا
ص: 304
عثرنا منه على شيء و أتينا في مستقبل مجالسنا بما تيسر منه، إذ (1) لم نبن كتابنا على استقصاء نوع نوع مما يشتمل عليه، و إنّما نأتي منه بأبواب ممتزجة، و أجناس موشحة، و الخروج من قصة إلى قصّة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب (2)،ثنا أحمد بن شبيب بن سعيد مصري (3)، حدّثنا أبي عن يونس قال: قال ابن شهاب: قدمت دمشق زمان تحرك ابن الأشعث، قال:
و عبد الملك يومئذ مشغول بشأنه، فجلست في مجلس لا أعرفهم و ذكر نحوا من قصّة أم الولد، قال: فقال عبد الملك: ما مات رجل ترك مثلك.
قال: و حدّثنا يعقوب (4)،حدّثني سعيد بن عفير، ثنا حفص بن عمران بن الرسام، عن السري بن يحيى، عن ابن شهاب قال: قدمت دمشق و أنا أريد الغزو، فأتيت عبد الملك لأسلم عليه، فوجدته في قبة على فرش تفوّت القائم، و الناس تحته سماطان، فسلّمت و جلست، فقال: يا بن شهاب، العلم ما كان في بيت المقدس صباح قتل ابن أبي طالب ؟ قلت: نعم، قال: هلم، فقمت من وراء الناس حتى أتيت خلف القبّة، و حول وجهه فأحنى علي فقال: ما كان ؟ قال: فقلت: لم يرفع حجر في بيت المقدس إلاّ وجد تحته دم، قال:
فقال: لم يبق أحد يعلم هذا غيري و غيرك فلا يسمعنّ منك، قال: فما تحدّثت به حتى توفي.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو محمّد الصريفيني، أنبأنا محمّد بن عمر بن علي بن خلف بن زنبور الورّاق، ثنا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، ثنا أحمد بن صالح، ثنا عنبسة، ثنا يونس، عن ابن شهاب قال: وفدت إلى مروان و أنا محتلم (5).
أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنبأنا محمّد بن الحسن، أنبأنا عبد اللّه، حدّثنا يعقوب (6) قال: و سمعت ابن بكير يقول: مولد ابن شهاب سنة ست و خمسين، قلت لهم: فإنهم يرون أن ابن شهاب قال: وفدت إلى مروان و أنا محتلم، قال:
ص: 305
باطل، إنّما خرج إلى عبد الملك سنة ثنتين و ثمانين، قلت له: يروي عن عنبسة (1) قريب يونس ؟ قال: إنّما روى عن عنبسة مجنون (2)،إنما كان عنبسة فلاطر (3) يخلف العمال و يستخرج الخراج، و كثير ما كان يختبئ في أسفل داري، و لم يكن موضعا لكتابة الحديث منه و سماع العلم منه.
أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد المزكي، حدّثنا عبد العزيز بن أبي طاهر، أنبأنا عبد الرّحمن بن أبي عثمان، أنبأنا أبو الميمون البجلي، حدّثنا أبو زرعة، حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم، و أحمد بن صالح: أن مولد ابن شهاب (4) سنة خمسين من التاريخ، قال لي أحمد بن صالح من بعد قوله في مولد الزهريّ : إنّي لم أسمع للزهري بسنّ أعرفها، قلت لعبد الرّحمن ابن إبراهيم: من أخبرك أن الزهريّ ولد سنة خمسين ؟ قال: بعض الزهريين.
أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا أبو الحسن السيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، ثنا أحمد بن عمران، ثنا موسى، ثنا خليفة قال (5):و فيها - يعني - سنة إحدى و خمسين ولد الزهريّ .
حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم، أنبأنا نعمة اللّه بن محمّد، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، ثنا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنبأنا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني الحسن (6) بن سفيان، ثنا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: محمّد بن شهاب أبو بكر.
أخبرنا أبو البركات بن المبارك، و أبو العزّ بن منصور، قالا: أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد ابن المبارك: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنبأنا محمّد بن الحسن، أنبأنا محمّد ابن أحمد بن إسحاق، أنبأنا عمر بن أحمد بن إسحاق، حدّثنا خليفة بن خيّاط قال (7):محمّد ابن مسلم بن عبيد اللّه بن شهاب بن عبد اللّه بن زهرة بن كلاب، أمّة بنت أهبان بن أفصى بن
ص: 306
عروة بن صخر بن يعمر بن قدامة بن عدي بن الديل بن بكر بن عدي (1) بن عبد مناة بن كنانة، يكنى أبا بكر، توفي سنة أربع و عشرين و مائة.
الصّواب: نفاثة.
أخبرنا أبو الأعزّ الأزجي، أنبأنا الحسن بن علي الجوهري، أنبأنا علي بن محمّد بن أحمد (2) الورّاق، ثنا محمّد بن الحسين بن شهريار، ثنا عمرو بن علي بن بحر قال: و الزهري محمّد بن مسلم بن عبيد اللّه بن شهاب.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة المعدل، أنبأنا أبو طاهر الذهبي، أنبأنا أبو عبد اللّه الطوسي، حدّثنا الزبير بن بكّار قال: و ولد عبد اللّه بن الحارث بن زهرة: شهابا، و أمّه أميمة بنت عامر بن ربيعة بن عمرو بن هلال بن أهيب بن ضبّة بن الحارث بن فهر، و إليه ينسب ابن شهاب المحدّث، و ابن شهاب المحدث اسمه محمّد بن مسلم بن عبيد اللّه (3) الأصغر بن شهاب، و أمّه من بني الدّيل بن عبد مناة (4)ابن كنانة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الفضل بن البقّال، أنبأنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنبأنا إبراهيم بن أحمد، أنبأنا إبراهيم بن أبي أميّة قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: و الزهري محمّد بن مسلم بن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن شهاب، يكنى أبا بكر.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا محمّد بن هبة اللّه، أنبأنا علي بن محمّد بن عبد اللّه، أنبأنا عثمان بن أحمد، ثنا محمّد بن أحمد بن البرّاء قال: قال علي بن المديني: ابن شهاب هو محمّد بن مسلم بن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن شهاب، و يكنى أبا بكر، مات سنة أربع و عشرين و مائة.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنبأنا أبو الحسن بن مخلد في كتابه، أنبأنا أبو الحسن (5) بن خزفة (6)،حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني، ثنا ابن أبي خيثمة، أنبأنا مصعب بن عبد اللّه قال: و ابن شهاب المحدّث، اسمه محمّد بن مسلم بن عبيد اللّه بن عبد
ص: 307
اللّه بن شهاب بن عبد اللّه بن الحارث بن زهرة بن كلاب أخو قصيّ بن كلاب (1)،و أمّه من بني الديل بن عبد مناة بن كنانة.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، أنبأنا أبو العلاء الواسطي، أنبأنا محمّد بن أحمد البابسيري، أنبأنا الأحوص بن المفضّل الغلابي، أخبرني أبي قال:
الزهريّ محمّد بن مسلم بن عبد اللّه (2) بن عبيد اللّه بن [شهاب بن] (3) عبد اللّه بن الحارث ابن زهرة.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، ثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا علي بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران المعدّل، أنبأنا الحسين بن صفوان.
ح و أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنبأنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يوسف، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عمر قالا: حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن أبي الدنيا، ثنا محمّد بن سعد قال: الزهريّ اسمه محمّد بن مسلم بن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن شهاب بن الحارث، و يكنى أبا بكر، مات في أموالة بثلبة بشغب و بدّا (4) لسبع عشرة من شهر رمضان سنة أربع و عشرين و مائة، و هو ابن اثنتين و سبعين سنة، زاد أحمد بن محمّد: و أوصى أن يدفن على قارعة الطريق، و لم يقل: شهرا.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيوية، أنبأنا سليمان بن إسحاق، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا محمّد بن سعد (5) قال في الطبقة الرابعة من أهل المدينة: الزهريّ ، و اسمه محمّد بن مسلم بن عبيد اللّه بن عبد اللّه الأصغر بن شهاب بن عبد اللّه بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة، و أمّه عائشة بنت عبد اللّه الأكبر بن شهاب، و يكنى أبا بكر.
قال محمّد بن عمر: ولد الزهريّ سنة ثمان و خمسين في آخر خلافة معاوية بن أبي
ص: 308
سفيان، و هي السنة التي ماتت فيها عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلّم، و كان الزهريّ قد قدم في سنة أربع و عشرين و مائة إلى أمواله بثلبة (1) بشغب و بدّا فأقام فيها، فمرض هناك، فمات و أوصى أن يدفن على قارعة الطريق، و مات لسبع عشرة من رمضان سنة أربع و عشرين و مائة، و هو ابن خمس و سبعين سنة.
قالوا: و كان الزهريّ ثقة، كثير الحديث و العلم و الرواية، فقيها جامعا.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر أبو المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالا: أنبأنا أبو أحمد الغندجاني، أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل [أنا البخاري] (2) قال:
محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري القرشي، مذلي، أبو بكر، سمع سهل] (3) بن سعد، و أنس بن مالك، و سنين أبا جميلة، و أبا الطفيل، روى عنه صالح ابن كيسان، و يحيى بن سعيد، و عكرمة بن خالد، و صدقة بن يسار، و منصور، و قتادة، أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنبأنا ابن مندة، أنبأنا حمد - إجازة-.
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (4):محمّد بن مسلم ابن عبيد اللّه (5) بن عبد اللّه بن شهاب الزهريّ القرشي أبو بكر، روى عن أنس بن مالك، و سهل بن سعد، و أبي الطفيل، و السائب بن يزيد، و عبد اللّه بن ثعلبة، و محمود بن الربيع، و عبد الرّحمن بن أزهر، و رأى ابن عمر، و روى عن أبان بن عثمان، و لم يسمع منه، و لا يصح (6) حديث أبان بن عثمان في طلاق السكران، روى عنه عراك بن مالك، و أخوه عبد اللّه ابن مسلم، و بكير بن الأشج، و منصور بن المعتمر، و عمرو بن شعيب، و يحيى بن سعيد الأنصاري، و صالح بن كيسان، و سليمان بن موسى، و مالك بن أنس، و سفيان بن عيينة، و معمر بن راشد، و يونس بن (7) يزيد، و عقيل، و الأوزاعي، و الزبيدي، سمعت أبي يقول ذلك.
ص: 309
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف، أنبأنا أبو سعيد بن حمدون، أنبأنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما (1) يقول: أبو بكر محمّد بن مسلم بن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن شهاب الزهريّ ، سمع [أنس] (2) بن مالك، و سهل بن سعد، و رأى ابن عمر، روى عنه قتادة، و عمرو بن دينار، و منصور، و أيوب (3).
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأنا أبو نصر الوائلي، أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو بكر محمّد بن مسلم بن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن شهاب بن الحارث بن زهرة.
أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنبأنا نصر بن إبراهيم - قراءة - أنبأنا سليم بن أيوب، أنبأنا طاهر بن محمّد بن سليمان، حدّثنا علي بن إبراهيم، ثنا يزيد بن محمّد بن إياس قال: سمعت أبا عبد اللّه المقدمي يقول: محمّد بن مسلم بن عبيد اللّه بن شهاب الزهريّ ، أبو بكر.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو طاهر بن أبي الصّقر، أنبأنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنبأنا أبو بكر المهندس، ثنا أبو بشر الدولابي قال أبو بكر محمّد بن مسلم ابن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن شهاب الزهريّ .
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأنا أبو بكر الصفّار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال (4):أبو بكر محمّد بن مسلم بن عبيد اللّه بن [عبد الله بن] (5) شهاب بن عبد اللّه بن الحارث بن زهرة بن كلاب القرشي الزهريّ المدني، و أمّه بنت أهبان بن أفصى بن عروة بن صخر بن يعمر بن قدامة بن عدي بن الديل بن بكر بن علي بن عبد مناة بن كنانة، سمع أبا حمزة أنس بن مالك الأنصاري، و أبا العباس سهل بن سعد الساعدي، و رأى أبا عبد الرّحمن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب العدوي، روى عنه عراك (6)ابن مالك الغفاري، و أبو محمّد عمرو بن دينار الجمحي، و أبو أسامة زيد بن أسلم العدوي.
ص: 310
كتب إليّ أبو زكريا بن مندة، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنبأنا عمّي أبو القاسم عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: محمّد بن مسلم بن عبيد اللّه بن عبد اللّه ابن شهاب الزهريّ ، حجازي، يكنى أبا بكر، قدم مصر على عبد العزيز بن مروان، روى عنه من أهل مصر: بكر بن سوادة، و جعفر بن ربيعة، و عداد من أهل مصر، توفي بأدامى قرب و بدّا (1) من أرض الحجاز في شهر رمضان سنة خمس و عشرين و مائة.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل المقدسي، أنبأنا مسعود بن ناصر، أنبأنا عبد الملك بن الحسن، أنبأنا أبو نصر البخاري قال: محمّد بن مسلم بن عبيد اللّه بن عبد اللّه ابن شهاب بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي أبو بكر الزهريّ القرشي المدني، أخو أبي محمّد عبد اللّه بن مسلم، و كان أصغر من أخيه، و مات عبد اللّه قبله، سمع سهل بن سعد، و أنس بن مالك، و السائب بن يزيد، و محمود بن الربيع، و سنين أبا جميلة الصحابيين، و عروة بن الزبير، و سعيد بن المسيّب، و أبا سلمة، و عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، و عبيد اللّه بن عبد اللّه بن أبي ثور، و عطاء بن أبي رباح، و عبد الرّحمن الأعرج، و سالم، و حمزة، و عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عمر، و روى عنه صالح بن كيسان، و عمرو بن دينار، و يحيى بن سعيد، و منصور بن المعتمر، و مالك، و معمر، و ابن عيينة، و عقيل، و يونس، و شعيب بن أبي حمزة، و محمّد بن الزبيدي، و الليث بن سعد (2)،و ابن أبي ذئب، و الأوزاعي، و ابن جريج في بدء الوحي، و غير موضع. مات - يعني - بالشام سنة أربع و عشرين و مائة.
قال البخاري: حدّثنا علي بن المديني، ثنا ابن عيينة قال: و قال الذهلي: حدّثنا يحيى قال: مات يوم سبعة عشر من شهر رمضان، سنة أربع و عشرين و مائة.
و قال ابن نمير: سمعت يحيى بن بكير يقول: مات سنة أربع و عشرين و مائة.
و قال الواقدي مثل يحيى بن بكير، و زاد: و هو ابن اثنتين و سبعين سنة.
و قال الواقدي في التاريخ: و هو ابن تسعين (3) سنة.
ص: 311
قال الذهلي: و فيما كتب إليّ أبو نعيم قال: مات سنة أربع و عشرين و مائة، و قال عمرو ابن علي مثله.
قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا مكي بن محمّد بن الغمر (1)،أنبأنا أبو سليمان محمّد بن عبد اللّه بن زبر قال: قال دحيم: و في سنة خمسين ولد الزهريّ .
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا أبو محمّد الكتاني، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الميمون، ثنا أبو زرعة قال: قال ابن أبي عمر عن سفيان قال (2):رأيت الزهريّ أحمر الرأس و اللحية، و في حمرتها انكفاء قليلا، كأنه يجعل فيه كتما (3)،قال سفيان: و كان الزهريّ أعيمش و عليه جميمة (4).
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا محمّد بن علي بن الحسن، أنبأنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن مهدي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، ثنا يعقوب بن شيبة قال: قال الحميدي: قال سفيان (5):رأيت الزهري أحمر الرأس و اللحية، و في حمرتها انكفاء (6) كأنه يجعل فيه كتما، و كان رجلا أعيمش، و رأيته حين قدم علينا مجمّما، قدم علينا في سنة ثلاث و عشرين، فأقام إلى هلال المحرم، ثم خرج فاعتمر من الجعرانة و قال: لا يتبعني أحد، قال: و أنا يومئذ ابن ست عشرة سنة، و مات سنة أربع و عشرين و مائة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب بن سفيان (7)،حدّثنا عبد العزيز بن عمران، ثنا ابن وهب، حدّثني يعقوب بن عبد الرّحمن قال: رأيت ابن شهاب رجلا قصيرا (8)،قليل اللحية، له شعيرات طوال، خفيف العارضين.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه بن الحسن، أنبأنا
ص: 312
أبو الحسين محمّد بن الحسين بن الفضل القطّان، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر بن درستويه، حدّثنا يعقوب بن سفيان الفسوي (1)،ثنا إبراهيم بن المنذر، عن معن - يعني: ابن عيسى - عن ابن أخي ابن شهاب قال: جمع ابن شهاب القرآن في ثمانين ليلة.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنبأنا أبو عبد اللّه، و أبو نصر، قالا: ثنا الوليد بن بكر، أنبأنا علي بن أحمد بن زكريا، أنبأنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (2):أدرك الزهريّ من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلّم: أنس بن مالك الأنصاري، و سهل بن سعد الساعدي، و عبد الرّحمن بن أيمن، و محمود بن الربيع الأنصاري، و روى عن: عبد اللّه بن عمر نحوا من ثلاثة (3)أحاديث، و روى عن السائب بن يزيد،[قال ابن عساكر:] (4) كذا قال، و هو ابن أزهر (5).
أخبرنا [أبو القاسم] (6) بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن هبة [الله]، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا عثمان بن أحمد، ثنا محمّد بن أحمد بن البراء قال: نسخت من كتاب و لم أسمعه - يعني - من علي بن المديني، روى الزهري عن أنس بن مالك، و سهل بن سعد، و قد سمع من ابن عمر فيما حدّثنا عبد الرزّاق حديثين، و لم يحفظهما عبد الرزّاق إلاّ أنه ذكر عن الزهريّ أنه شهد ابن عمر مع الحجّاج بعرفات، فرواه مالك، فأدخل بين الزهريّ و بين ابن عمر في هذا الحديث سالم بن عبد اللّه، و روى الزهريّ عن عبد الرّحمن بن أزهر، و روى عن السائب بن يزيد، و قد رأى النبي صلى اللّه عليه و سلّم، و محمود بن الربيع يعقل مجّة مجّها النبي صلى اللّه عليه و سلّم في الدلو، و رأى عبد اللّه بن ثعلبة بن صعير مسح النبي صلى اللّه عليه و سلّم وجهه يوم الفتح، و روى عن سنين أبي جميلة، قد شهد مع النبي صلى اللّه عليه و سلّم حنينا، فهذا ما انتهى إلينا من رواية الزهري عن الصحابة و من له رؤية.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا محمّد بن هبة اللّه، أنبأنا محمّد بن الحسين،
ص: 313
أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب، حدّثني العباس بن الوليد، أخبرني أبي، أخبرني سعيد ابن بشير، عن قتادة قال:
كان [آخر] (1) أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم موتا بمكة عبد اللّه بن عمر، قال ابن بكير:
و الزهري يومئذ ابن ست عشرة سنة.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، و أبو سهل محمّد بن الفضل الأبيوردي، قالا: أنبأنا أحمد (2) بن الحسن بن محمّد، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنبأنا أبو حامد بن الشّرقي، حدّثنا محمّد بن يحيى، حدّثنا عبد الرزّاق قال: قلت لمعمر: هل سمع الزهريّ من ابن عمر؟ قال: نعم، سمع منه حديثين.
أنبأنا أبو القاسم غانم بن محمّد البرجي، ثم أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد البزّاز، أنبأنا أبو علي الحداد قالوا: أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا أحمد بن جعفر بن سالم، ثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثنا محمّد بن عبّاد، ثنا سفيان، عن مالك بن أنس قال:
تبعت (3) سعيد بن المسيّب في طلب حديث مسيرة (4) ثلاث.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النقور، و أبو القاسم بن البسري، قالا: أنبأنا أبو طاهر المخلص، ثنا أحمد (5) بن نصر بن بجير، حدّثنا علي بن عثمان ابن نفيل، ثنا أبو مسهر، ثنا سعيد بن عبد العزيز، عن الزهريّ قال: جالست سعيد بن المسيّب ست سنين (6).
أخبرنا أبو الحسن الفرضي، و أبو محمّد المزكي، قالا: ثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، ثنا أبو الميمون، ثنا أبو زرعة، ثنا أبو مسهر، ثنا سعيد بن عبد العزيز، عن الزهريّ قال: جلست إلى سعيد بن المسيّب ست سنين.
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن المؤمّل، ثنا الفضل بن محمّد، ثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبد الرزّاق، أنبأنا
ص: 314
معمر قال: سمعت الزهريّ يقول: إني كنت لآتي باب عروة، فأجلس ثم انصرف و لا أدخل، و لو شئت أن أدخل لدخلت إعظاما له.
أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر، أنبأنا محمّد بن يوسف الهروي، أنبأنا محمّد بن حمّاد، أنبأنا عبد الرزّاق، أنبأنا معمر قال:
سمعت الزهريّ يقول: مسّت ركبتي ركبة سعيد بن المسيّب ثماني سنين (1).
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أحمد بن الحسن، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه، أنبأنا أبو حامد بن الشرقي، ثنا محمّد بن يحيى، حدّثنا عبد الرزّاق، عن معمر، عن الزهري قال:
جالست سعيد بن المسيّب ثمان سنين، تمس ركبتي ركبته (2).
أخبرنا أبو الحسن السلمي، و أبو محمّد الأنصاري، قالا: ثنا عبد العزيز التميمي، أنبأنا عبد الرّحمن بن عثمان، أنبأنا عبد الرّحمن بن عبد اللّه، ثنا عبد الرّحمن بن عمرو، ثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب عن مالك، عن الزهريّ قال: جلست إلى سعيد بن المسيّب ثمان سنين (3)،فقلت لأحمد بن صالح: أيهما أثبت ؟ قال: هكذا قال معمر و مالك.
أخبرنا أبو عبد اللّه الأديب، أنبأنا سعيد (4) بن أحمد بن محمّد، أنبأنا عبد اللّه بن حامد الأصبهاني، أنا مكي بن عبدان، ثنا عبد اللّه بن هاشم، ثنا عبد الرّحمن بن مهدي، ثنا مالك، عن الزهريّ قال: كنت أجالس ثعلبة بن أبي مالك فقال لي يوما: تريد هذا - يعني - العلم، قال: قلت: نعم، قال: عليك بسعيد بن المسيّب، قال: فجالسته عشر سنين كيوم واحد (5).
أخبرنا أبو البركات، أنبأنا ثابت بن بندار، أنبأنا محمّد بن علي، أنبأنا محمّد بن أحمد البابسيري، أنبأنا الأحوص بن المفضّل، حدّثني أبي، حدّثنا أحمد بن حنبل، حدّثنا عبد الرزّاق قال (6):سمعت عبيد اللّه بن عمر قال: لما نشأت فأردت أن أطلب العلم، فأتى أشياخ آل عمر رجلا رجلا، فأقول ما سمعت من سالم ؟ فكلمّا أتيت رجلا منهم قالوا: عليك بابن شهاب، فإنّ ابن شهاب كان يلزمه، قال: و ابن شهاب بالشام حينئذ، فلزمت نافعا، فجعل اللّه في ذلك خيرا كثيرا.
ص: 315
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني.
ح و أخبرنا أبو العشائر محمد بن الخليل بن فارس أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، قالا:
أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن الحسين بن الدوري.
ح و أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، بإفادة أبي طاهر الحافظ ، ثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو نصر عبد الوهّاب بن عبد اللّه بن عمر الحافظ ، قالا: أنبأنا [أبو] (1) عمر محمّد بن موسى بن فضالة، ثنا عيسى بن إدريس، ثنا الزبير بن بكّار، حدّثني محمّد بن الحسن، حدّثني - و قال الدوري: أخبرني - مالك بن أنس عن الزهريّ - و في حديث أبي نصر و ابن أبي العلاء:
عن ابن شهاب - قال (2):كنت أخدم عبيد اللّه بن عبد اللّه حتى كنت أستقي له الماء المالح و إن كان ليسأل الجارية: من بالباب ؟ و قال الدوري: في البيت ؟ فتقول: غلامك الأعمش (3)، تظن أنّي غلامه - و قال الدوري: تظنني غلاما له-.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أحمد بن سليمان، ثنا الزبير بن بكّار، حدّثنا محمّد بن حسن عن مالك بن أنس، عن ابن (4) شهاب قال: كنت أخدم عبيد اللّه بن [عبد الله بن] (5) عتبة بن مسعود حتى كنت أستقي له الماء المالح، و كان يقول لجاريته: من بالباب ؟ فتقول: غلامك الأعمش.
قال: و حدّثنا الزبير قال: و حدّثني يعقوب بن محمّد بن عيسى الزهريّ قال: لما أخذ ابن شهاب ما عند عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود (6) من العلم و رأى أنه قد نفضه فلم يبق عنده من العلم شيئا إلاّ حواه و استغنى عنه انقطع عنه فقال عبيد اللّه فيه:
إذا شئت أن تلقى خليلا مصالحا *** لقيت و إخوان الثقات قليل
أخبرنا [أبو الحسن بن قبيس، أنا] (7) أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر،
ص: 316
أنبأنا أبو محمّد بن زبر، ثنا إسماعيل بن إسحاق، ثنا نصر بن علي قال: خبّرنا الأصمعي عن ابن أبي الزناد عن أبيه قال (1):
بصر عيني بابن شهاب معه ألواح أو صحف يكتب فيها الحديث، و هو يتعلم يومئذ الأحاديث.
أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا أحمد بن كامل القاضي، ثنا محمّد بن سعيد العوفي، ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد (2)،حدّثني أبي، حدّثني قال: ما سبقنا (3) ابن شهاب بشيء من العلم إلاّ أنه كان يشد ثوبه عند صدره و يسأل عما يريد، و كنا تمنعنا الحداثة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الفضل بن البقال، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا عثمان بن أحمد، ثنا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه.
ح و أخبرنا أبو المظفر الصوفي، أنبأنا أبو (4) بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، ثنا أبو بكر محمّد بن المؤمّل، ثنا الفضل بن محمّد، قالا: ثنا أحمد بن حنبل، ثنا يعقوب بن إبراهيم - زاد الفضل بن سعد قال: قال - يعني - أباه: قال لي أبي: ما سبقنا ابن شهاب من العلم بشيء إلاّ أنا كنا نأتي فنتسلي، و يشد ثوبه عند صدره و يسأل عما يريد، و كنا تمنعنا الحداثة.
أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي قالت: أنبأنا أبو طاهر الثقفي، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو الطيّب المنبجي، أنبأنا أبو عبيد اللّه بن سعد (5)،حدّثني عمّي عن أبيه عن أبيه قال:
ما سبقنا ابن شهاب بشيء إلاّ أنا نأتي المجلس فيستقبل (6) و يشدّ ثوبه على صدره و يدعم على عشراته فلا يبرح حتى يسأل عما يريد.
ص: 317
قال: و حدّثنا عبيد اللّه (1)،ثنا نوح بن يزيد قال: سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن سعد قال: سمعت أبي يقول: ما سبقنا ابن شهاب بشيء و لكنا كنا نحضر المجلس فتدركنا كعاعة (2) الغلمان.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلص، أنبأنا أحمد بن سليمان، حدّثنا الزبير، حدّثني أبو عزية و غيره عن عبد الرّحمن بن أبي الزناد، عن أبيه قال: كنا نكتب الحلال و الحرام، و كان ابن شهاب يكتب كلما سمع، فلما احتيج إليه علمت أنه أعلم الناس (3).
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا أبو محمّد الكتّاني، أنبأنا أبو محمّد بن [أبي] نصر، أنبأنا أبو الميمون، ثنا أبو زرعة قال (4):و قال أحمد بن حنبل: ح و أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي قالت: أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، ثنا محمّد بن جعفر الزّرّاد، ثنا عبيد اللّه (5) بن سعد، ثنا أحمد بن حنبل، ثنا أبو القاسم بن أبي الزناد، أخبرني عبد الرّحمن بن أبي الزناد عن أبيه.
ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس (6)،أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنبأنا أبو عمر ابن مهدي، أنبأنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، ثنا يعقوب بن شيبة قال: و حدّثني أحمد بن حنبل قال: سمعت أبا القاسم بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن أبي الزناد، أخبرني أبي.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه (7)،أنبأنا علي بن محمّد بن بشران، أنبأنا عثمان بن أحمد، ثنا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، ثنا أبو القاسم بن أبي الزناد قال: كنت أطوف أنا و ابن شهاب، و مع ابن شهاب الألواح
ص: 318
و الصحف، قال: فكنا نضحك به،[قال ابن عساكر:] (1) و لم يقل حنبل (2):عن أبيه و لا بدّ منه.
أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، أنبأنا أبو العلاء الواسطي، أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد البابسيري، أنبأنا أبو أميّة الأحوص بن المفضل بن غسّان الغلابي، ثنا أحمد بن حنبل، حدّثنا أبو القاسم بن أبي الزناد، عن عبد الرّحمن بن أبي الزناد، أخبرني أبي قال: كنت أطوف أنا و الزهري، و مع ابن شهاب الألواح و الصحف، قال:
فكنا نضحك.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيوية، أنبأنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق، ثنا الحارث بن أبي أسامة (3)،حدّثنا محمّد بن سعد، أنبأنا محمّد بن عمر، عن عبد الرّحمن بن أبي الزناد، أخبرني أبي قال: كنت أطوف أنا و ابن شهاب، و مع ابن شهاب الألواح و الصحف، قال: فكنا نضحك به، قال: و قال الزهري: لو لا أحاديث سالت علينا من المشرق ننكرها لا نعرفها ما كتبت حديثا و لا أذنت في كتابه (4).
أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي في كتابه، ثم حدّثنا أبو الفضل السلامي، أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالا: أنبأنا أبو أحمد، أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا البخاري قال (5):عبد العزيز بن عبد اللّه: ثنا إبراهيم بن سعد، عن عكرمة قال: كنا نأتي الأعرج و يأتيه ابن شهاب، فنكتب و لا يكتب ابن شهاب، فربّما كان الحديث فيه طول، فيأخذ ابن شهاب ورقة من ورق الأعرج، و كان الأعرج يكتب (6)المصاحف ثم يكتب ثم يقرأ ثم يمحو (7) مكانه، و ربما قام بما معه، فيقرأها ثم يمحوها (8).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن
ص: 319
الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان (1)،حدّثني عبد العزيز بن عبد اللّه الأويسي، ثنا إبراهيم بن سعد، عن عكرمة قال: كنا نأتي الأعرج، و يأتيه ابن شهاب، فنكتب و لا يكتب ابن شهاب، قال: فربما كان الحديث فيه طول، قال: فيأخذ ابن شهاب ورقة من ورق الأعرج، قال: و كان الأعرج يكتب المصاحف، فيكتب ابن شهاب ذلك الحديث في تلك القطعة ثم يقرأه ثم يمحو (2) مكانه، و ربما قام بها، فيقرؤها ثم يمحوها.
[قال ابن عساكر:] (3) كذا قال الأويسي، و إنما هو محمّد بن عكرمة.
أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي، أنبأنا أحمد بن محمود بن أحمد، أنبأنا محمّد بن إبراهيم، أنبأنا أبو الطيب المنبجي، ثنا عبيد اللّه بن سعد، ثنا عمّي عن أبيه.
قال عبيد اللّه: و حدّثنا نوح بن يزيد، ثنا إبراهيم بن سعد (4)،أخبرني محمّد بن عكرمة ابن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام قال: كان ابن شهاب يختلف إلى الأعرج، و كان الأعرج يكتب المصاحف، فيسأله عن الحديث ثم يأخذ قطعة ورقة فيكتب فيها، ثم يتحفظ ، فإذا حفظ الحديث مزّق الرقعة.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي، أنبأنا محمّد بن يوسف، ثنا محمّد بن حمّاد، أنبأنا عبد الرزّاق، أنبأنا معمر (5)،عن صالح بن كيسان قال: كنت أطلب العلم أنا و الزهري، قال: تعال نكتب السنن، قال: فكتبنا ما جاء عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم، ثم قال: تعال نكتب ما جاء عن الصحابة، قال: فكتب و لم أكتب، قال: فأنجح و ضيّعت.
أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا إسماعيل الصفّار، حدّثنا أحمد بن منصور، حدّثنا عبد الرزّاق، أنبأنا معمر، عن الزهريّ قال:
ص: 320
كنا نكره كتاب العلم حتى أكرهنا عليه هؤلاء الأمراء، فرأينا أن لا نعلمه (1) أحدا من المسلمين.
أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي قالت: أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو الطيّب المنبجي، ثنا عبيد اللّه بن سعد الزهريّ ، ثنا يعقوب بن (2) إبراهيم، حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق قال: كان الزهريّ ينصرف من عند عروة أو (3) الأعرج أو بعض العلماء و قد سمع منهم، فيقول لجارية له فيها لكنة: حدّثنا عروة، ثنا الأعرج، ثنا فلان، فإذا أكثر عليها قالت: و اللّه ما أدري ما تقول، فيقول: اسكتي لكاع فإنّي لست أريدك إنّما أريد نفسي.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنبأنا أبو عمر بن مهدي، أنبأنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثنا جدي يعقوب قال: سمعت علي بن عبد اللّه يقول:
الزهريّ لا ينكر له أن يقول في الحديث عن عدة، قال علي مثل الزهريّ و قتادة و الأعمش هؤلاء أصحاب الحديث، قال معمر: ينكر للزهري، و الزهري كان يتمرغ (4) في أصحاب أبي هريرة أنى يروي الحديث عن عدة.
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر ابن المقرئ، ثنا محمّد بن جعفر، ثنا عبيد اللّه بن سعد، حدّثنا عمّي عن أبيه قال: قيل للزهري: زعموا أنك لا تحدّث عن الموالي قال: أخبركم عن ذلك إنّي كنت لقيت نافعا فسمعت منه، ثم لقيت سالما بعده، فسألته عما سمعت من نافع فحدّثنيه، و كان سالم أوثق عندي و أثبت من نافع، فتركت نافعا.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الميمون، حدّثنا أبو زرعة (5)،حدّثني (6) نوح بن حبيب، عن عبد الرزّاق، عن معمر قال: قلت للزهري: ذكروا أنك لا تحدّث عن الموالي، قال: إنّي لأحدّث عنهم، و لكن إذا وجدت أبناء أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم من المهاجرين و الأنصار، قال: فما أصنع بغيرهم.
ص: 321
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنبأنا أبو الحسن (1) بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر، أنبأنا أبو محمّد بن زبر، ثنا عبد الرّحمن - يعني - ابن محمّد بن منصور، ثنا الأصمعي، أنبأنا إسحاق (2) بن يحيى بن طلحة، عن الزهريّ قال: دخلت على عبد الملك بن مروان، فلم أحدّثه إلاّ عن قرشي، فقال لي عبد الملك: و ما لك و الأنصار؟ رأيت الأنصار فإنك تجد عندهم علما، قال: فأتيتهم فوجدت عندهم علما.
قال: و قال لي عبد الملك: من أنت ؟ قلت: أنا ابن شهاب. قال: قد كان لك أبّ نعّار (3) في الفتن، فقلت: قد عفوت عن هذا و شبهه.
أخبرنا أبو بكر محمّد (4) بن عبد الباقي، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا محمّد بن [سعد] (5)،أنبأنا (6) محمّد بن عمر، ثنا عبد الرّحمن بن عبد العزيز قال: سمعت الزهري يقول:
نشأت و أنا غلام لا مال لي مقطع من الديوان، فكنت أتعلم نسب قومي من عبد اللّه بن ثعلبة بن صعير العدوي، و كان عالما بنسب قومي، و هو ابن أختهم و حليفهم، فأتاه رجل فسأله عن مسألة من الطلاق، فعيّ بها، و أشار له إلى سعيد بن المسيّب، فقلت في نفسي: أ لا أراني مع هذا الرجل المسن يعقل أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم مسح على رأسه و هو لا يدري ما هذا؟ فانطلقت مع السائل إلى سعيد بن المسيّب، فسأله فأخبره، فجلست إلى سعيد و تركت عبد اللّه بن ثعلبة، و جالست عروة بن الزبير، و عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، و أبا بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام حتى فهمت (7)،فرحلت إلى الشام فدخلت مسجد دمشق في السّحر، فأممت حلقة، و جاه المقصورة عظيمة فجلست فيها، فنسيني القوم، فقلت: رجل من قريش من ساكني المدينة، قالوا: هل لك علم بالحكم في أمهات الأولاد و خبّرتهم بقول عمر بن الخطّاب في أمّهات الأولاد، فقال لي القوم: هذا مجلس قبيصة بن ذؤيب، و هو
ص: 322
جايئك (1) و قد سأله عبد الملك عن هذا، و سألنا فلم يجد عندنا في ذلك علما، فجاء قبيصة، فأخبروه في ذلك الخبر، فنسبني، فانتسبت (2)،و سألني عن سعيد بن المسيّب و نظرائه فأخبرته قال: فقال: أنا أدخلك على أمير المؤمنين، فصلى الصبح ثم انصرف، فتبعته، فدخل على عبد الملك بن مروان، و جلست على الباب ساعة، حتى ارتفعت الشمس، ثم خرج الآذن، فقال: أين هذا المديني القرشي ؟ قال: قلت: ها أنا ذا، قال: فقمت، فدخلت معه على أمير المؤمنين، قال: فأجد بين يديه المصحف قد أطبقه، و أمر به فرفع، و ليس عنده غير قبيصة جالس (3)،فسلّمت عليه بالخلافة، فقال: من أنت ؟ قلت: محمّد بن مسلم بن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن شهاب بن عبد اللّه بن الحارث بن زهرة، فقال: أوّه، قوم نعّارون (4) في الفتن، قال: و كان مسلم بن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن شهاب بن عبد اللّه مع ابن الزبير، ثم قال: ما عندك في أمّهات الأولاد؟ فأخبرته، فقلت: حدّثني سعيد بن المسيّب فقال: كيف سعيد، و كيف حاله ؟ فأخبرته، ثم قلت: و حدّثني أبو بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام، فسأل عنه، فقلت: و حدّثني عروة بن الزبير فسأل عنه، قلت: و حدّثني عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة فسأل عليه، ثم حدثته الحديث في أمّهات الأولاد عن عمر بن الخطّاب قال:
فالتفت إلى قبيصة بن ذؤيب فقال: هذا يكتب به إلى الآفاق، قال: فقلت: لا أجده أخلى منه السّاعة و لعلّي لا أدخل عليه بعد هذه المرة، فقلت: إنّي أرى أمير المؤمنين أن يصل رحمي، و أن يفرض لي فرائض أهل بيتي، فإنّي رجل مقطع لا ديوان لي فعل، فقال: أيها الآن، امض لشأنك، قال: فخرجت و اللّه مؤيسا من كلّ شيء خرجت له، و أنا و اللّه حينئذ مقلّ مرمل، فجلست حتى خرج قبيصة، فأقبل عليّ لائما لي فقال: ما حملك على ما صنعت من غير أمري ؟ أ لا استشرتني ؟ فقلت: ظننت و اللّه أنّي لا أعود إليه بعد ذلك المقام، قال: و لم ظننت ؟ قال: تعود إليه، فالحق بي، أو قال: ائتني في المنزل، قال: فمشيت خلف دابته و الناس يكلمونه، حتى دخل منزله فقل ما لبث حتى خرج إلى خادم برقعة فيها هذه مائة دينار، قد أمرت لك بها، و بغلة تركبها و غلام يكون معك يخدمك و عشرة أثواب كسوة قال: فقلت للرسول ممن أطلب هذا؟ فقال: لا ترى في الرقعة اسم الذي أمرك أن تأتيه ؟ قال: فنظرت في
ص: 323
طرف الرقعة فإذا فيها: تأتي فلانا، تأتي فلانا (1)،فتأخذ ذلك منه، قال: فسألت عنه فقيل ها هو ذا، هو قهرمانه، فأتيته بالرقعة، فقال: نعم، فأمر لي بذلك من ساعته، فانصرفت و قد ريشني و جبرني، قال فغدوت إليه من الغد، و أنا على بغلة و سرجها فسرت إلى جنبه، فقال لي: احضر باب أمير المؤمنين حتى أدخلك (2) إليه. قال: فحضرت الوقت الذي وعدني له، فأوصلني إليه، و قال: إياك أن تكلمه بشيء حتى يبتدئك و أنا أكفيك أمره، قال: فسلمت عليه بالخلافة فأومأ إليّ أن اجلس، قال (3):فجلست. ابتدأ عبد الملك الكلام فجعل يسألني عن أنساب قريش فلهو أعلم بها مني، قال: و جعلت أتمنى أن بقطع ذلك لتقدمه عليّ في العلم بالنسب، قال: ثم قال لي، قد فرضت لك فرائض أهل بيتك ثم التفت إلى قبيصة فأمره أن يثبت ذلك في الدواوين (4) ثم قال: أين تحب أن يكون ديوانك مع أمير المؤمنين هاهنا أم تأخذه ببلدك ؟ قال: قلت: يا أمير المؤمنين أنا معك فإذا أخذت الديوان أنت و أهل بيتك أخذته، قال:
فأمر باثباتي و نسخة كتابي أن يوقع بالمدينة فإذا خرج الديوان لأهل المدينة قبض عبد الملك و أهل بيته ديوانهم بالشام. قال الزهري فعلت أنا مثل ذلك و ربما أخذته بالمدينة لا أصد عنه، قال: ثم خرج قبيصة بعد ذلك قال إن أمير المؤمنين قد أمر أن يثبت في صحابته و أن يجري عليك رزق الصحابة و أن يرفع فريضتك إلى أرفع منها فأكرم باب أمير المؤمنين. قال: و كان على عرض الصحابة رجل فظ غليظ يعرض عرضا شديدا قال: فتخلفت (5) يوما أو يومين، فجبهني جبها شديدا، فلم أعد لذلك التخلف و كرهت أن أقول لقبيصة شيئا في أول ذلك، و لزمت عسكر عبد الملك، و كنت أدخل عليه كثيرا، قال: و جعلني عبد الملك فيما يسائلني (6)يقول: من لقيت ؟ فجعلت أسمي له و أخبره بمن لقيت من قريش لا أعدوهم. فقال عبد الملك: فأين أنت عن الأنصار؟ فإنك واجد عندهم علما، أين أنت عن ابن سيدهم خارجة بن زيد بن ثابت ؟ أين أنت عن عبد الرحمن بن يزيد بن جارية ؟ قال فسمّى (7) رجالا منهم، قال:
فقدمت المدينة فسألتهم، و سمعت منهم، يعني الأنصار، فوجدت عندهم علما كثيرا.
قال: و توفي عبد الملك بن مروان فلزمت الوليد بن عبد الملك حتى توفي ثم سليمان
ص: 324
ابن عبد الملك و عمر بن عبد العزيز، و يزيد بن عبد الملك فاستقصى يزيد بن عبد الملك على قضائه الزهري و سليمان بن حبيب المحاربي جميعا، قال: ثم لزمت هشام بن عبد الملك.
قال: و حج هشام سنة ست و مائة و حج معه الزهري، فصيره هشام مع ولده يعلمهم و يفقههم و يحدثهم و نجح معهم فلم يفارقهم حتى مات بالمدينة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عدي، ثنا ابن أبي داود، ثنا عبد الملك بن شعيب، ثنا ابن وهب، حدّثني الليث قال: كان ابن شهاب يقول: ما استودعت قلبي شيئا قط فنسيته.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب، حدّثنا زيد بن بشر، أنبأنا ابن وهب قال:
سمعت الليث بن سعد يحدّث أن ابن شهاب يقول: ما استودعت قلبي شيئا قط فنسيته (1).
قال: و حدّثنا يعقوب (2)،ثنا عبد العزيز بن عمران، ثنا ابن وهب، حدّثني الليث، عن ابن شهاب أنه كان يقول: ما استودعت قلبي شيئا قط فنسيته.
قال: و كان يكره أكل التفاح، و سؤر الفأر، و يقول: إنه ينسي، قال: و كان يشرب العسل و يقول: إنه يذكّر (3).
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلص، أنبأنا أحمد بن سليمان، ثنا الزبير بن بكّار، حدّثني إبراهيم بن المنذر الحزامي، عن عبد العزيز بن عمران، عن محمّد بن عبد اللّه بن عبيد بن عمير الليثي قال:
سمعت ابن شهاب يقول: ما أكلت تفاحا، و لا أصبت شيئا فيه خلّ منذ عالجت الحفظ .
قال: و حدّثنا الزبير، ثنا إبراهيم بن المنذر، عن عبد العزيز بن عمران أن عبد الملك بن مروان كتب إلى أهل المدينة يعاتبهم قال: فوصل في كتابه ذلك طومارين قال: فقرئ الكتاب على الناس عند المنبر، فلمّا فرغوا و افترق الناس اجتمع إلى سعيد بن المسيّب جلساؤه (4)فقال لهم سعيد: ما كان في كتابهم ؟ ليت أنّا وجدنا من يعرف لنا ما فيه، قال: فجعل الرجل
ص: 325
من جلسائه يقول: فيه كذا، و يقول الآخر أيضا: فيه كذا، قال: فكأنّ سعيد لم يشتفّ فيما سأل عنه لخبرهم، فبان ذلك لابن شهاب، فقال: أ تحبّ يا أبا محمّد أن تسمع كلما فيه ؟ قال: نعم، قال: فأمسك، فهذّه - اللّه - عليه هذّا حتى كأنما في يده يقرأه حتى جاء عليه كله، قال: و قال ابن شهاب: و اللّه ما استودعت قلبي حفظ شيء قط فنسيته و لا خرج منه.
قال الزبير: و أنشدني البهلول ابن سليمان بن قرضاب البلوي لفائد بن أقرم يمدح ابن شهاب فنسب في أوّلها ثم قال (1):
ذر (2) ذا و أثن على الكريم محمّد *** و اذكر فواضله على الأصحاب
و إذا يقال على الجواد بماله *** قيل: الجواد محمّد بن شهاب
أهل المدائن يعرفون مكانه *** و ربيع باديه (3) على الأعراب
يشري وفاء جفانه و يمدّها *** بكسور أثباج و فتق لباب
أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي قالت: أنبأنا أبو طاهر الثقفي، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو الطيّب المنبجي، أنبأنا أبو الفضل عبيد اللّه بن سعد بن إبراهيم، ثنا عمّي، ثنا أبي عن ابن إسحاق، حدّثني حكيم بن حكيم (4) قال: قلت لابن شهاب: إن ربيعة بن أبي عبد الرّحمن يقول عن سعيد بن المسيّب كذا، فقال: أوهم ربيعة، أنا كنت أحفظ لحديث سعيد بن المسيّب من ربيعة.
قال ابن إسحاق: و سألت ابن شهاب عن شيء فقال: ما بقي أحد فيما بين المشرق و المغرب أعلم بهذا مني، قال: قلت له: فاشفني، قال: أمتع اللّه بك يا أبا بكر.
أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا حمد (5)-إجازة-.
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا:، أنبأنا ابن أبي حاتم (6)،ثنا أحمد بن سنان الواسطي، قال: سمعت عبد الرّحمن بن مهدي يقول: سمعت مالك بن أنس يقول: حدّثني الزهري يوما بحديث، فلما قام قمت، فأخذت بعنان دابته، فاستفهمته، قال: تستفهمني ما
ص: 326
استفهمت عالما قط ، و لا رددت شيئا على عالم قط ، قال: فجعل عبد الرّحمن بن مهدي يعجب يقول: فذيك الطوال و تلك المغازي.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنبأنا أبو عمر بن مهدي، أنبأنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، ثنا جدي يعقوب، حدّثني أحمد بن حنبل، عن ابن مهدي (1)،عن مالك، حدّثني ابن شهاب بحديث فيه طول، فقلت: أعد ما كنت تحبّ أن يعاد عليك، فقال: لا، فقلت: أ ما كنت تكتب ؟ قال: لا.
أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو بكر أحمد ابن يحيى، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، قالوا: أنبأنا عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفّر، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد بن حيوية، أنبأنا عيسى بن عمر بن العباس، أنبأنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن الدارمي، ثنا محمّد بن أحمد بن أبي خلف، ثنا عبد الرّحمن بن مهدي قال: سمعت مالك بن أنس يقول: ثنا الزهري بحديث، فلقيته في بعض الطريق، فأخذت بلجامه، فقلت:
يا أبا بكر أعد عليّ الحديث الذي حدّثتنا به، قال: و تستعيد الحديث ؟ قال: قلت: و ما كنت تستعيد الحديث ؟ قال: لا، قلت: و لا تكتب ؟ قال: لا.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنبأنا أبو عمر بن مهدي، أنبأنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، ثنا جدي قال: سمعت عليا قال: سمعت عبد الرّحمن يقول: قال مالك بن أنس: ثنا الزهري بحديث طويل، فلم أحفظه، فتلقاني على حمار، فأخذت بلجامه، فسألته عن الحديث، فقال: أ ليس قد حدّثناكم به ؟ قلنا: بلى، قال:
ما لك ؟ فأردت أن استخرجه، قلت أ ما كنت تكتب ؟ قال: لا، قلت: أ ما كنت تستعيد؟ قال:
لا (2).
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نضر، أنبأنا أبو الميمون، ثنا أبو زرعة (3)،حدّثني أحمد بن أبي الحواري، ثنا مروان بن محمّد قال: سمعت مالك بن أنس يقول: أخذت بلجام بغلة الزهري فسألته أن يعيد عليّ حديثا، فقال: ما استعدت حديثا قط .
ص: 327
قال: و حدّثنا أبو زرعة قال: و قال الحارث بن مسكين [عن] (1) ابن وهب: قال: و قال مالك: قلت لابن شهاب و أنا أريد أن أخاصمه: ما كنت تكتب ؟ قال: لا، قلت له: و لا تسأل أن يعاد عليك الحديث ؟ قال: لا.
قال مالك: و سألته عن حديث، فقال: الذي أعجبني منه قد حدثتكه، قال مالك:
و أعجبني منه ما قال الزهريّ .
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب (2)،حدّثني محمّد بن أبي زكير، ثنا ابن وهب، عن مالك قال: لقد أخذت بلجام ابن شهاب و هو على بغلته فسألته عن حديث فقال: الذي أعجبني منه قد حدثتكه، قلت: أجل، قال مالك: و أعجبني منه ما قال، قلت له: فأعده عليّ ، قال: لا، قلت - و أنا أرى أن أخاصمه:- أ ما كنت تكتب ؟ قال: لا، قلت: و لا تسأل أن يعاد عليك الحديث (3)؟فقال: لا، فأرسلت الحديث (4).
قال: و حدّثنا يعقوب (5)،حدّثني عبد العزيز بن عبد اللّه الأويسي، حدّثنا مالك، حدّثني ابن شهاب بحديث فيه طول، و أنا آخذ بلجام دابته، فقلت له: أعد عليّ ، فقال: لا، قلت له: أريت أنت أ ما كنت تحب أن يعاد عليك ؟ قال: لا، فقلت له: كنت تكتب ؟ قال:
لا.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر، أنبأنا أبو هاشم عبد الغفّار بن سلامة بن أزهر الحضرمي الحمصي، ثنا أبو سعيد الأشج فيما كتب إلينا، حدّثنا إسحاق بن سليمان، عن مالك بن أنس، عن الزهريّ قال: ما استعدت حديثا قط .
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا عاصم بن الحسن، أنبأنا أبو عمر بن مهدي، أنبأنا أبو عبد اللّه (6) بن مخلد، ثنا الرمادي، ثنا الحكم بن عبد اللّه، أنبأنا أشهب، عن مالك،
ص: 328
حدّثني ابن شهاب حديثا، فقلت: أعده عليّ ، قال: لا، فقلت: أ ما كان يعاد عليك ؟ قال:
لا، فقلت: ما كنت تكتب ؟ قال: لا، قال: فكف الحديدة - يعني: اللجام-.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنبأنا أبي أبو العبّاس، أنبأنا أبو نصر الجبّان (1)،أنبأنا محمّد بن سليمان الربعي، حدّثنا زكريا بن أحمد البلخي القاضي، أخبرني عثمان بن سعيد السجزي (2)-بهراة - أن موسى بن محمّد الشامي من أهل البلقاء حدّثهم، قال: سمعت مالك ابن أنس يقول: حدّث الزهريّ بمائة حديث، ثم التفت إليّ فقال: كم حفظت يا مالك ؟ قلت: أربعين حديثا، قال: فوضع يده على جبهته ثم قال: إنا للّه، كيف نقص الحفظ .
قال: و أنبأنا محمّد بن سليمان الربعي، حدّثنا محمّد بن خريم البزاز، حدّثنا أحمد بن أبي الحواري، ثنا مروان بن محمّد، عن مالك بن أنس قال: خرج علينا الزهريّ على بغل، فأخذت بعنانه، فقلت له: أعد عليّ الحديث الذي سمعته منك، قال: فقال لي: ما استعدت أحدا قط حديثا، فخلّيت العنان.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، ثنا أحمد بن سليمان، ثنا الزبير بن بكّار، حدّثني إسماعيل بن أبي أويس، حدّثني مالك بن أنس، ثنا ابن شهاب بأربعين حديثا، فتوهمت في حديث منها، فانتظرته حتى خرج، فأخذت بلجام بغلته، ثم سألته عن حديث واحد شككت فيه، فقال: أ و لم أحدثكه ؟ قال: قلت: بلى، و لكن توهمت فيه، فقال: لقد فسدت الرواية، خلّ لجام الدابة، فخلّيته، و مضى.
قال (3) إسماعيل بن أبي أويس: أخبرني غير مالك أن هذا الحديث حديث السقيفة.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا أبو الحسين بن النقور، ثنا عيسى بن علي قال: قرئ (4) على أبي بكر بن نيروز و أنا أسمع، قيل له: حدثكم الحسين بن مهدي، حدّثنا عبد الرزّاق، أنبأنا معمر قال: سمعت الزهريّ يقول: ما قلت لأحد قط أعد عليّ (5).
ص: 329
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنبأنا أبو عمر بن مهدي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثني جدي يعقوب، حدّثني أحمد بن حنبل.
ح و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنبأنا أبو بكر البيهقي.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الفضل بن البقّال، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا عثمان بن أحمد، ثنا حنبل بن إسحاق، ح و أنبأنا أبو بكر بن المزرفي (1)،أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو الحسن بن رزقويه، أنبأنا أبو عمرو بن السّماك، ثنا حنبل، حدّثني أبو عبد اللّه.
ح و أخبرنا أبو بكر محمّد (2) بن عبد الباقي، أنبأنا الحسن بن علي، أنبأنا أبو عمر (3)ابن حيوية، أنبأنا سليمان بن إسحاق، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا محمّد بن سعد، أنبأنا عفان، ثنا بشر بن المفضل، ثنا عبد الرّحمن بن إسحاق، عن الزهريّ قال: ما استعدت حديثا قط ، و لا شككت في حديث إلاّ حديثا واحدا، فسألت صاحبي فإذا هو كما حفظت، و في رواية يعقوب: فإذا هو ما حفظت (4).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النقور، أنبأنا أبو طاهر المخلص، ثنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد السكري، ثنا أحمد بن يوسف بن خالد الثعلبي، ثنا صفوان بن صالح، ثنا مروان بن محمّد، ثنا الليث بن سعد قال: جلس الزهريّ ذات ليلة يذكر نفسه الحديث، فما زال ذلك مجلسه حتى أصبح (5).
أخبرنا أبو الفضل الفضيلي، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو بكر أحمد بن يحيى، و أبو الوقت بن عيسى، قالوا: أنبأنا أبو الحسن (6) الداودي، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد بن حيوية، أنبأنا عيسى بن عمر، أنبأنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن، أنبأنا مروان بن محمّد قال:
سمعت الليث بن سعد يقول: تذكر ابن شهاب ليلة بعد العشاء حديثا و هو جالس يتوضأ، قال: فما زال ذاك مجلسه حتى أصبح، قال: قال مروان: جعل يتذاكر الحديث.
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، ثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو نعيم، ثنا أبو حامد بن
ص: 330
جبلة، حدّثنا [محمد] (1) بن إسحاق السراج، ثنا ابن عسكر، ثنا ابن أبي مريم قال: سمعت الليث بن سعد يقول: وضع الطست بين يدي ابن شهاب فتذكر حديثا، فلم تزل يده في الطست حتى طلع الفجر، حتى صححه.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، ثنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الميمون، حدّثنا أبو زرعة (2)،حدّثنا أبو مسهر، ثنا يزيد بن السمط قال: سمعت ابن حيويل (3) و هو قرة بن عبد الرّحمن يقول: لم يكن للزهري كتاب إلاّ كتاب فيه نسب قومه.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب (4) قال: سمعت عبد اللّه بن عثمان يحدّث عن ابن المبارك عن يونس [قال:] قلت للزهري: اخرج إليّ كتبك، فقال: يا جارية، هات ذلك السفط ، قال: فجاءت بسفط ، فإذا فيه شيء من نسب قومه و شعر، فقال: ليس عندي مكتوب أو نحو هذا.
قال: و حدّثنا يعقوب (5)،حدّثنا عبد العزيز بن عبد اللّه الأويسي، ثنا إبراهيم بن سعد قال: سمعت ابن شهاب يحدّث أبي قال: أرسل إليّ هشام: أن اكتب لبني بعض أحاديثك، فقلت له: لو سألتني عن حديثين ما تابعت بينهما، و لكن إن كنت تريده فادع كاتبا، فإذا اجتمع الناس إليّ فسألوني كتبت لهم ما تريد، قال: فأرسل كاتبا، و مكثت سنة، ما يأتي يوم إلا ملأته. فلقيني بعض بني هشام، فقال: يا أبا بكر، ما أرانا إلا قد انقصناك (6) قال ابن شهاب: فقلت له: إنّما كنت في عزاز الأرض (7)،إنّما هبطت بطون الأودية الآن.
أخبرتنا أم البهاء (8) بنت البغدادي قالت: أنبأنا أبو طاهر الثقفي، أنبأنا أبو بكر بن
ص: 331
المقرئ، أنبأنا محمّد بن جعفر، ثنا عبيد اللّه بن سعد الزهري، ثنا نوح بن يزيد (1)،ثنا إبراهيم بن سعد قال: سمعت ابن شهاب يحدّث قال: لقيني سالم كاتب هشام بن عبد الملك فقال: إن أمير المؤمنين يأمرك أن تكتب لولده حديثك، قال: فقلت له: لو سألتني عن حديثين أتبع أحدهما الآخر ما قدرت على ذلك، و لكن ابعث إليّ كاتبا أو كاتبين، فإنه قلّ يوم إلاّ يأتيني قوم يسألوني عما [لا] (2) أسأل عنه بالأمس، قال: فبعث إليّ كاتبين، فاختلفا إليّ سنة على ذنبها قال: ثم لقيني، فقال: يا أبا بكر، ما أرانا إلاّ قد أنقصناك، قال: قلت: كلا، إنّما كنت في عزاز الأرض، الآن هبطت بطون الأودية.
رواها أحمد بن حنبل عن نوح.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب (3)،حدّثنا هشام بن خالد السلامي، ثنا الوليد ابن مسلم، عن سعيد (4).
أن (5) هشام بن عبد الملك سأل الزهريّ أن يملي على بعض ولده، فدعا بكاتب، فأملى عليه أربع مائة حديث، ثم خرج الزهريّ من عند هشام، قال: أين أنتم يا أصحاب الحديث، فحدثهم بتلك الأربعمائة الحديث، ثم أقام هشام شهرا أو نحوه، ثم قال الزهريّ :
إن ذلك الكتاب الذي أمليت علينا قد ضاع، قال: فلا عليك ادع بكاتب [فدعا بكاتب] (6)فحدّثه بالأربعمائة الحديث، ثم قابل هشام بالكتاب (7) الأول فإذا هو لا يغادر حرفا واحدا.
أخبرنا أبو المعالي الفارسي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو (8) عبد اللّه الحافظ ، حدّثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، حدّثنا بحر بن نصر، ثنا ابن وهب.
أخبرنا يعقوب بن عبد الرّحمن الزهري قال:
ص: 332
بلغني عن ابن شهاب أنه كان يبتغي العلم من عروة بن الزبير و غيره، فيأتي جارية له و هي نائمة فيوقظها فيقول [لها] (1):اسمعي، حدثني فلان بكذا، و حدثني فلان بكذا، فتقول: ما لي و لهذا الحديث، فيقول: قد علمت أنك لا تنتفعي به، و لكني سمعت الآن فأردت أن أستذكره (2).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أحمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن بكران بن عمران الرازي، أنبأنا محمّد بن مخلد بن حفص، حدّثني أبو بكر بن أبي سعيد، حدّثني أحمد بن أبي الحواري قال (3):سمعت الوليد بن مسلم قال: خرج الزهريّ من الخضراء، فجلس ذلك العمود من عند عبد الملك، فقال: يا أيها الناس، إنا قد كنا منعناكم شيئا قد بذلناه لهؤلاء، فتعالوا حتى أحدّثكم. قال: فسمعهم يقولون: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، قال: فقال: يا أهل الشام، ما لي أرى أحاديثكم ليس [لها] (4) أزمّة و لا خطم ؟ قال الوليد:- و قبض يده - و قال: تمسك أصحابنا بالأسانيد من يومئذ.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر الشحامي، أنبأنا أبو حامد أحمد بن [الحسن الأزهري (5)،أنا أبو سعيد محمد بن عبد الله بن حمدون، أنا أبو حامد أحمد بن] (6) محمّد ابن الحسن بن الشّرقي، ثنا محمّد بن يحيى، حدّثني محمّد بن وهب بن عطية، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا مرزوق بن أبي الهذيل قال: كان الزهريّ لا يترك أحدا يكتب بين يديه، قال:
فأكرهه هشام بن عبد الملك، فأملى على بنيه، فلمّا خرج من عنده دخل المسجد، فأسند (7)إلى عمود من عمده، ثم نادى: يا طلبة الحديث، قال: فلما اجتمعوا إليه قال: إنّي كنت منعتكم أمرا بذلته لأمير المؤمنين آنفا، هلمّ فاكتبوا، قال: فكتب عنه الناس من يومئذ.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عدي، ثنا أحمد بن الحسين الصوفي، ثنا الحسين بن مهدي، ثنا عبد الرزّاق، ثنا مالك بن أنس قال: مات يوم مات الزهريّ و إنّ كتبه حملت على البغال ما لم يخرجها.
ص: 333
و هذه الحكاية محفوظة عن عبد الرزّاق عن معمر.
أخبرنا بها أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنبأنا أبو عمر بن مهدي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثنا جدي يعقوب، حدّثني أحمد بن حنبل، أخبرني عبد الرزّاق.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الفضل بن البقّال، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا عثمان بن أحمد، ثنا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه.
ح و أخبرنا أبو البركات، أنبأنا ثابت بن بندار، أنبأنا محمّد بن علي المقرئ، أنبأنا محمّد بن أحمد، أنبأنا الأحوص بن المفضّل يقول: كنا نرى أن قد أكثرنا عن الزهريّ حتى قتل الوليد، فإذا الدفاتر قد حملت على الدوابّ من خزانته، يقول: من علم الزهريّ (1).
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر، أنبأنا محمّد بن يوسف، ثنا محمّد بن حمّاد، أنبأنا عبد الرزّاق عن معمر قال: سمعت الزهري يقول (2):كنا نكره الكتاب حتى أكرهنا عليه الأمراء، فرأيت أن لا أمنعه مسلما.
قرأت على أبي غالب، و أبي عبد اللّه ابني البنّا، عن أبي الحسن بن مخلد، أنبأنا أبو (3)الحسن بن خزفة، ثنا محمّد بن الحسين، ثنا ابن أبي خيثمة، أخبرني الزبير بن بكّار، أخبرني محمّد بن الحسن، عن مالك بن أنس قال: أوّل من دوّن العلم ابن شهاب.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: أنبأنا أبو جعفر المعدل، أنبأنا أبو طاهر المخلص، حدّثنا أحمد بن سليمان، ثنا الزبير بن بكّار، حدّثني محمّد بن حسن (4)، عن عبد العزيز بن محمّد الدراوردي قال: أوّل من دوّن العلم و كتبه ابن شهاب.
أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم (5)،حدّثني أبي، ثنا هارون بن سعيد، أخبرني خالد بن نزار، عن سفيان قال: كان الزهريّ أعلم أهل المدينة.
ص: 334
قال ابن أبي حاتم: أنبأنا محمّد بن عوف، ثنا ابن أبي أسامة الرقي، ثنا أبي عن جعفر.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عدي، ثنا يحيى بن زكريا بن حيوية، حدّثني موسى بن عيسى الحمصي، ثنا محمّد بن زيد بن علي، ثنا أبي عن جعفر بن برقان، عن عمرو بن ميمون، عن عمر بن عبد العزيز قال: ما رأيت أحدا أحسن سوقا للحديث إذا حدّث من الزهري (1).
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، قالا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر الذهبي، أنبأنا أحمد بن سليمان، ثنا الزبير بن بكّار، ثني مفضل بن غسّان، عن أبيه، عن عبد الوهّاب بن المجيد (2)،عن يحيى بن سعيد الأنصاري قال: قال عمر بن عبد العزيز: ما ساق الحديث مثل الزهريّ .
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا حمزة بن علي بن محمّد البندار، و محمّد بن محمّد بن أحمد بن الحسين، قالا: أنبأنا أبو الفرج أحمد بن عمر بن عثمان العصاري، أنبأنا جعفر بن محمّد بن نصير الخوّاص، ثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن مسروق، حدّثني محمّد بن إسحاق المسيبي، ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار قال: ما رأيت أحدا آمن في الحديث من ابن شهاب، و ما رأيت أحدا الدينار و الدرهم أهون عليه من ابن شهاب، و ما كانت الدنانير و الدراهم عنده إلاّ بمنزلة البعر.
أخبرنا أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد بن علي، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف، أنبأنا أبو الحسن المزكي، أنبأنا أبو منصور محمّد بن القاسم العتكي، ثنا محمّد بن أشرس، ثنا إبراهيم بن نصر، ثنا ابن عيينة، عن عمرو قال: ما رأيت أحدا أبصر بالحديث من الزهريّ ، و ما رأيت أحدا أهون عليه الدنيا منه، و ما كانت الدنانير (3)عليه إلاّ بمنزلة البعر.
[قال ابن عساكر:] (4) كذا في هاتين الروايتين، و كلاهما تصحيف، و الصواب أنص (5).
ص: 335
أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي، أنبأنا القاضي أبو عامر محمود ابن القاسم، و أبو بكر أحمد بن عبد الصّمد، و أبو نصر عبد العزيز بن محمّد، قالوا: أنبأنا أبو محمّد بن عبد الجبّار بن محمّد الجراحي، أنبأنا أبو العباس محمّد بن أحمد بن محبوب المحبوبي، أنبأنا أبو عيسى محمّد بن عيسى الترمذي، ثنا سعيد بن عبد الرّحمن المخزومي، حدّثنا سفيان (1)،عن عمرو بن دينار قال: ما رأيت أحدا أنصّ (2) للحديث (3) من الزهريّ ، و ما رأيت أحدا الدراهم أهون عليه منه، إن كانت الدراهم عنده بمنزلة البعر.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب (4)،حدّثنا الحميدي، ثنا سفيان بن عيينة، ثنا عمرو بن دينار قال: ما رأيت أحدا أنصّ للحديث من ابن شهاب، و ما رأيت الدنيا (5) و الدرهم أهون منه على ابن شهاب.
أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عدي، أنبأنا القاسم بن عبد اللّه بن مهدي، ثنا أبو عبيد اللّه المخزومي، ثنا سفيان، عن عمرو قال: ما رأيت أحدا أنصّ للحديث من الزهري.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا أبو محمّد الكتاني، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الميمون، ثنا أبو زرعة (6)،حدّثني علي بن الحسن النسائي، ثنا ابن عيينة قال: مرض عمرو بن دينار، فعاده الزهريّ ، فلما قام الزهريّ قال: ما رأيت شيخا أنصّ للحديث الجيّد من هذا الشيخ.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النقور، و أبو منصور بن العطّار، قالا: أنبأنا أبو طاهر المخلص، ثنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، ثنا زكريا بن يحيى المنقري، ثنا الأصمعي، ثنا سفيان، عن عمرو بن دينار قال: ما رأيت الدرهم (7)و الدينار على أحد أهون منه على ابن شهاب، ما كانت عنده إلاّ بمنزلة البعر.
ص: 336
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنبأنا أبو جعفر المعدل، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أبو عبد اللّه الطوسي، ثنا الزبير بن بكّار، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو ابن دينار قال: ما رأيت أحدا أنصّ للحديث من ابن شهاب، و ما رأيت أحدا أهون عليه الدنيا و الدرهم من ابن شهاب، و ما كانت الدنانير و الدراهم عنده إلاّ بمنزلة البعر.
قرأت على أبي غالب، و أبي (1) عبد اللّه ابني البنّا، عن أبي الحسن محمّد بن محمّد بن مخلد، أنبأنا علي بن محمّد بن خزفة، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني، ثنا ابن أبي خيثمة، ثنا أبو سلمة التبوذكي (2)،ثنا ابن (3) عيينة عن عمرو بن دينار قال: جالست جابر بن عبد اللّه، و ابن عمر، و ابن عباس، و ابن الزبير، فلم أر أحدا أيسر (4) للحديث من الزهريّ .
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنبأنا أبو محمّد التميمي، أنبأنا أبو الميمون البجلي، أنبأنا أبو زرعة (5)،أخبرني محمّد بن أبي عمر، عن ابن عيينة قال:
جاء الزهريّ فجلس حذاء الركن، و عمرو بن دينار مما يلي الأساطين، فقال له إنسان: هذا عمرو، فجاء فجلس إليه، فقال له عمرو: أنا (6) مقعد، كأنه يقول: إنّما كان ينبغي أن آتيك، و لا أستطيع، و أقيمت الصلاة.
قال: و حدّثنا أبو زرعة (7)،حدّثني معن (8) بن الوليد بن هشام، حدّثني جنادة (9) بن محمّد المزني (10)،ثنا مخلد (11) بن الحسين، عن الأوزاعي، عن سليمان بن حبيب المحاربي قال: قال لي عمر بن عبد العزيز: ما أتاك به الزهريّ بسنده فاشدد يديك به.
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنبأنا أبو منصور النهاوندي، أنبأنا أبو العباس النهاوندي، أنبأنا أبو القاسم بن الأشقر، ثنا البخاري، حدّثني جنادة بن محمّد، ثنا مخلد بن
ص: 337
حسين، عن الأوزاعي، عن سليمان بن حبيب المحاربي، قال: قال عمر بن عبد العزيز: ما قال الزهريّ مما رواه فاشدد يديك به، و ما أتاك عن رأيه فانبذه.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر [عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر] (1) الوائلي، أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أنبأنا إبراهيم ابن يعقوب، حدّثني علي بن الحسن قال: سمعت عبد اللّه يقول:[حديث] (2) من حديث الزهريّ أحبّ إلي من رأي فلان كله.
أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، أنبأنا أبو الفتح نصر (3) بن إبراهيم، أنبأنا أبو الفتح سليم (4) بن أيوب، ثنا طاهر بن محمّد بن سليمان، أنبأنا علي بن إبراهيم، ثنا يزيد ابن محمّد بن إياس قال: أنبأنا القاضي أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن أبي بكر المقدمي، حدّثني أبي قال: سمعت عليا - يعني - ابن المديني يقول: لا أعرف أحدا أحسن حديثا من ابن شهاب.
قال: و سمعت عليا يقول: توفي الزهريّ سنة أربع و عشرين و مائة.
أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن عبد اللّه، أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنبأنا أبو عمر الفارسي، أنبأنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، ثنا جدي قال: سمعت علي بن عبد اللّه يقول (5):أفتى (6) أربعة الحكم و قتادة و حمّاد و الزهريّ ،[و الزهري] (7) عندي أفقههم.
أخبرنا أبو القاسم بن [أبي] (8) الأشعث، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عدي، ثنا إسحاق بن أحمد بن جعفر، ثنا محمّد بن سهل بن عسكر قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: الزهريّ أحسن الناس حديثا، و أجود الناس إسنادا (9).
ص: 338
أخبرنا أبو الحسن الفرضي، و أبو يعلي (1) البزاز، قالا: أنبأنا سهل بن بشر، أنبأنا علي ابن منير بن أحمد، أنبأ الحسن بن رشيق قال: قال لنا أبو عبد الرّحمن النسائي: أحسن أسانيد تروى عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أربعة، منها: الزهريّ عن علي بن الحسين، عن حسين بن علي، عن علي بن أبي طالب عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و الزهريّ عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود عن ابن عبّاس عن عمر عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم و قال النسائي و في تسمية فقهاء أهل (2) المدينة بعد طبقة سعيد بن المسيّب و محمّد بن مسلم بن شهاب.
أخبرنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب قال: سمعت العباس بن محمّد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: الزهريّ أثبت في عروة من (3) هشام بن عروة في عروة (4).
أخبرنا أبو القاسم الواسطي، ثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس قال: سمعت عثمان بن سعيد يقول: قلت ليحيى:
هشام بن عروة أحب إليك عن أبيه أو الزهريّ عنه ؟ فقال: كلاهما، و لم يفضّل.
أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب - إذنا - قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم (5) قال: ذكره أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين أنه قال: الزهريّ و يحيى بن سعيد أثبت في القاسم ابن محمّد من (6) عبد الرّحمن بن القاسم، و من أفلح من جنيد (7).
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنبأنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد العتيقي.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأنا ثابت بن بندار، أنبأ الحسين بن جعفر، قالوا:
أنبأنا الوليد بن بكر، أنبأنا علي بن أحمد بن زكريا، أنبأنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (8):الزهريّ محمّد بن مسلم بن عبيد اللّه بن شهاب، مدني، تابعي، ثقة.
ص: 339
أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب - إذنا - قالا: أنبأنا ابن مندة، أنبأنا حمد (1)-إجازة-.
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (2):سمعت أبي يقول: الزهريّ أحبّ إليّ من الأعمش، يحتج بحديثه، و أثبت أصحاب أنس الزهريّ .
و سئل أبو زرعة عن الزهريّ ، و عمرو بن دينار فقال: الزهريّ أحفظ الرجلين.
قرأت على أبي القاسم بن عبدان، عن أبي عبد اللّه محمّد بن علي، أنبأنا رشأ بن نظيف، أنبأنا محمّد بن إبراهيم الطرسوسي، أنبأنا محمّد بن محمّد بن داود، ثنا عبد الرّحمن ابن يوسف بن سعيد، قال: ابن شهاب الزهريّ أجلّ رجل بالمدينة، اسمه محمّد بن مسلم بن عبيد اللّه بن شهاب، يكنى أبا بكر.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل (3)،أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب (4)،ثنا حيوة (5)،ثنا أبي، عن شعيب، عن الزهريّ قال: مكثت خمسا و أربعين سنة أختلف من الحجاز إلى الشام و من الشام إلى الحجاز، فما كنت أسمع حديثا استطرفه.
أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عدي، أنبأنا محمّد بن خلف، حدّثنا محمّد بن إسماعيل السلمي، ثنا الربيع بن روح، ثنا أبو حيوة شريح بن يزيد الحضرمي، ثنا شعيب بن أبي حمزة قال: سمعت الزهريّ يقول: مكثت خمسا و أربعين سنة أختلف فيما بين الشام و الحجاز، ما سمعت أحدا يحدّثني بحديث استطرفه.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الميمون، ثنا أبو زرعة (6)،حدّثني حيوة بن شريح، و الوليد بن عتبة، عن أبي حيوة، عن شعيب بن أبي حمزة، عن الزهريّ قال: اختلفت من الحجاز إلى الشام، و من
ص: 340
الشام إلى الحجاز خمسا (1) و أربعين سنة ما استطرفت حديثا واحدا.
قال: و حدّثنا أبو زرعة (2)،قال: و أخبرني محمّد بن أبي مقاتل، ثنا نعيم بن حمّاد، عن بقية، عن شعيب بن أبي حمزة قال: سمعت الزهريّ يقول: ما وجدت أحدا يفيدني - في ترددي إلى الشام - حديثا.
كتب إلي أبو بكر الشيرويي، ثم أخبرني أبو القاسم أحمد بن منصور بن محمّد السمعاني عنه، أنبأنا أبو بكر الحيري، ثنا أبو العبّاس الأصم، ثنا إبراهيم بن سليمان، حدّثنا نعيم - هو ابن حمّاد - ثنا بقية، عن شعيب بن أبي حمزة قال: سمعت الزهريّ يقول: مكثت خمسا و ثلاثين - أو ستا و ثلاثين - سنة أنقل أحاديث أهل الشام إلى الحجاز، و أحاديث أهل الحجاز إلى الشام، فما أجد أحدا يطرفني حديثا لم أسمعه.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد التميمي، أنبأنا أبو محمّد الشاهد، أنبأنا أبو الميمون، ثنا أبو زرعة (3) قال: قال محمّد بن أبي عمر عن ابن عيينة، عن إبراهيم بن سعد قال: سمعت أبي يسأل الزهريّ عن شيء من الخلع (4) و الإيلاء (5)،فقال: إن عندي فيه لثلاثين حديثا ما سألتموني عن شيء منها.
أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل القاري، حدّثنا عثمان بن سعيد الدارمي، ثنا أبو صالح عبد اللّه ابن صالح، حدّثني الليث بن سعد قال: ما رأيت عالما قط أجمع من ابن شهاب، و لا أجمع علما منه، و لو سمعت ابن شهاب بحديث في الترغيب لقلت: لا يحسن إلاّ هذا، و إن حدّث عن الأنبياء و أهل الكتاب قلت: لا يحسن إلاّ هذا، و إن حدّث عن الاعراب و الأنساب قلت:
لا يحسن إلاّ هذا، فإن حدّث عن القرآن و السّنّة كأن حديثه بدعاء جامع.
كذا قال.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن
ص: 341
الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب (1) قال: و قال أبو صالح عبد اللّه بن صالح:
و سمعت الليث بن سعد يقول: ما رأيت عالما قط أجمع من ابن شهاب، و لا أكثر علما منه، و لو سمعت ابن شهاب بحديث (2) في الترغيب قلت: لا يحسن إلاّ هذا، فإن حدّث عن الأنبياء و أهل الكتاب قلت: لا يحسن إلاّ هذا، و إن حدّث عن العرب و الأنساب قلت: لا يحسن إلاّ هذا، قال: و إن حدّث عن القرآن و السّنّة كان حديثه، ثم يتلوه بدعاء جامع يقول (3):اللّهمّ إنّي أسألك من كلّ خير أحاط به علمك في الدنيا و الآخرة، و أعوذ [بك] (4)من كلّ شرّ أحاط به علمك في الدنيا و الآخرة.
قال الليث: و كان ابن شهاب من أسخى من رأيت، كان يعطي كل من جاء و سأله حتى إذا لم يبق (5) معه شيء يستسلف من عبيده فيقول لأحدهم: يا فلان أسلفني كما تعرف، و أضعف لك كما تعلم، فيسلفونه و لا يرى بذلك بأسا.
قال: و ربما جاءه السائل فلا يجد ما يعطيه فيتغير عند ذلك وجهه، و يقول للسائل:
أبشر، فسوف يأتي اللّه بخير، قال: فقيّض (6) اللّه لابن شهاب على قدر صبره و احتماله. إما رجلا يهدي له ما يسمعهم و إما رجلا يبيعه فينظره (7).قال: و كان يطعم الناس بالثريد في الخصب و غيره و يسقيهم العسل، و كان ابن شهاب يسهر على العسل كما يسهر أصحاب الشراب على شرابهم و يقول: اسقونا و حدثونا، فإذا رأى بعض أصحابه قد نعس يقول له: ما أنت من سمار ريش الذين قال اللّه تبارك و تعالى: سٰامِراً تَهْجُرُونَ (8)[قال:] و كانت له [قبة] (9) معصفرة و عليه ملحفة معصفرة و تحته محبس (10) معصفرة قال: و سمعته يبكي على العلم بلسانه، و يقول: يذهب العلم و كثير ممن كان يعمل به، فقلت له: لو وضعت من علمك عند من ترجو أن يكون خلفا في الناس بعدك ؟ قال: و اللّه ما نشر أحد العلم نشري،
ص: 342
و لا صبر عليه صبري، و لقد كنا نجلس إلى ابن المسيب فما يستطيع أحد منا أن يسأله عن شيء إلاّ أن يبتدئ الحديث أو يأتي رجل فيسأله عن أمر قد نزل به، و قد طالت مجالستنا إياه حتى ما كنا نسمع منه إلاّ الجواب.
قال الليث: و سمعته يقول ما استودعت قلبي (1) شيئا قط فنسيته قال: و كره التفاح و سؤر الفار، و قال: إنه ينسي، فكان يشرب العسل و يقول: إنه يذكر.
أخبرنا بها أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنبأنا أبو عمر (2) بن مهدي، أنبأنا أبو بكر بن شيبة، حدّثنا جدي يعقوب، حدّثنا الحسن بن علي، ثنا عبد اللّه بن صالح قال: سمعت الليث بن سعد قال: ما رأيت عالما، فذكر هذه الحكاية أتم منها.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأنا أبو نصر الوائلي، أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أنبأنا محمّد بن عامر، ثنا محمّد بن عيسى قال: سمعت أبا يعقوب يحكي، عن إبراهيم بن سعد قال: قال لي أبي: ما وعى العلم أحد بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ما وعاه ابن شهاب.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، ثنا الحارث بن أبي أسامة، و الحسين بن محمّد بن عبد الرّحمن، قالا: ثنا محمّد سعد.
ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنبأنا أبو عمر الفارسي، أنبأنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثنا جدي قالا: أنبأنا عبد العزيز بن عبد اللّه الأويسي، حدّثني إبراهيم بن سعد، عن أبيه قال: ما أرى أحدا جمع بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ما جمع ابن شهاب (3).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان (4).
حدّثنا يحيى بن عبد اللّه بن بكير، حدّثني الليث قال: قال يحيى بن سعيد: ما بقي
ص: 343
[عند] (1) أحد من العلم ما بقي عند ابن شهاب.
أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، أنبأنا أبو بكر محمّد بن عمر ابن بكير النجّار المقرئ (2)،أنبأنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن سمعان بن أحمد المجاشي، ثنا الهيثم بن خلف بن محمّد الدوري، ثنا محمود بن غيلان، ثنا عبد الرزّاق، ثنا معمر قال:
قال عمر بن عبد العزيز: عليكم بابن شهاب هذا، فإنكم لا تلقون أحدا أعلم بالسنّة الماضية منه (3).
أخبرنا بها عالية أبو الحسن بن قبيس، أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر، أنبأنا محمّد بن يوسف، ثنا محمّد بن حمّاد، أنبأنا عبد الرزّاق، عن معمر قال (4):
قال عمر بن عبد العزيز لجلسائه: هل تأتون ابن شهاب ؟ قالوا: إنّا لنفعل، قال: فأتوه، فإنه لم يبق أحدا أعلم بسنّة ماضية منه، قال معمر: و إن الحسن و ضرباءه (5) يومئذ لأحياء.
رواها غيره عن عبد الرزّاق عن معمر عن رجل من قريش.
أخبرنا بها أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا محمّد بن هبة اللّه، أنبأنا محمّد بن الحسين، أنبأنا عبد اللّه، ثنا يعقوب (6)،ثنا أبو بشر بكر بن خلف، ثنا عبد الرزّاق، عن معمر، عن رجل من قريش (7) قال: قال لنا عمر بن عبد العزيز: أ تأتون الزهريّ ؟ قلنا: نعم، قال: فاتوه، فإني لا أعلم أحدا أعلم بسنّة ماضية منه، قال معمر: و الحسن و نظراؤه يومئذ أحياء.
أخبرنا بها عالية أبو حفص عمر بن ظفر بن أحمد، أنبأنا طراد بن محمّد، أنبأنا عبد اللّه بن يحيى بن عبد الجبّار، ثنا إسماعيل بن محمّد الصفار، ثنا أحمد بن منصور، ثنا عبد الرزّاق، أخبرني رجل أنهم كانوا عند عمر بن عبد العزيز فقال: هل تأتون ابن شهاب ؟ قالوا:
إنّا لنفعل، قال: فائتوه، فإنه لم يبق أحد أعلم بسنّة ماضية منه، قال معمر: و الحسن و نظراؤه أحياء.
ص: 344
أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا حمد - إجازة-.
قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم (1)،ثنا أبي، ثنا هارون بن سعيد الأيلي.
أخبرنا خالد - يعني - ابن نزار، عن سفيان - يعني - ابن عيينة، عن عمرو بن دينار قال:
ما رأيت أحدا أعلم من الزهريّ ، و ألقى (2) رجالا.
أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين - قراءة - أنبأنا أبو عبد اللّه القضاعي - إجازة-.
أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمرو بن شاكر القطّان، ثنا الحسن بن رشيق، ثنا محمّد بن يحيى بن آدم، و محمّد بن رمضان، قالا: أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم (3) أنبأنا الشافعي قال: ذكر الزهريّ يوما عند عمرو بن دينار فقال عمرو: أيّ شيء عند الزهريّ أنا لقيت جابرا و لم يلقه، و لقيت ابن عمر و لم يلقه، فقدم الزهريّ مكة، فقيل لعمرو بن دينار، قد قدم الزهريّ مكة (4)،فقال عمرو: احملوني إليه، و كان عمرو قد قعد، فحمل إليه، فلم يأت إلى أصحابه إلاّ بعد ليل، فقالوا له: كيف رأيت الزهريّ ؟ فقال: و اللّه ما رأيت (5) مثل هذا القرشي قط .
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الميمون، ثنا أبو زرعة (6)،حدّثني أبي، ثنا مروان، ثنا سعيد بن بشير، عن قتادة قال: ما بقي أحد بسنة ماضية من ابن شهاب.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا أبو عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب (7) ثنا عبد الرّحمن بن إبراهيم، ثنا أبو
ص: 345
حفص، عن سعيد بن بشير، عن قتادة قال: ما بقي أحد أعلم بالسنة من الزهري، و رجل آخر - يعني - نفسه.
قال: و حدّثنا يعقوب (1)،ثنا العباس بن الوليد بن صبح، حدّثنا مروان بن محمّد، ثنا سعيد بن عبد العزيز قال: سمعت مكحولا يقول: ما بقي [أحد] (2) أعلم بسنّة ماضية من ابن شهاب الزهريّ ، قال مروان: فحدّثت به سعيد بن بشير، فقال سعيد: سمعت قتادة يقول: ما بقي أحد أعلم بسنّة ماضية من ابن شهاب الزهريّ ، و رجل آخر، قال سعيد: كنا نرى أنه يعني نفسه.
أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم في كتابه، أنبأنا أبو الحسن علي بن عبيد اللّه الهمذاني، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن الحسين اليمني (3)،أنبأنا أبو الفضل جعفر بن أحمد بن عبد السّلام الحميري، ثنا الحسين بن نصر بن المبارك البغدادي، قال: سمعت أحمد بن صالح يقول: سمعت سعيد بن أبي مريم، أنبأنا الليث، عن سعيد بن عبد الرّحمن بن جميل (4) قال الليث: قال لي سعيد بن عبد الرّحمن بن جميل (5):يا أبا الحارث، لو لا ابن شهاب لضاعت أشياء من السنن.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، ثنا أحمد بن سليمان، ثنا الزبير بن بكّار قال: و حدّثني المفضل بن غسّان، عن أبيه، عن بشر بن المفضّل، عن أيوب السختياني، قال: ما رأيت أعلم من الزهريّ .
أخبرنا أبو محمّد المزكي، أنبأنا أبو محمّد الصوفي، أنبأنا أبو محمّد المعدّل، أنبأنا أبو الميمون، ثنا أبو زرعة (6)،حدّثني العبّاس العنبري، حدّثني أحمد بن حنبل، عن عبد الرّحمن ابن مهدي، عن وهيب قال: سمعت أيوب يقول: ما رأيت أحدا أعلم من الزهريّ .
أخبرتنا أمّ البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنبأنا أبو طاهر الثقفي، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو الطيّب المنبجي، أنبأنا أبو الفضل الزهريّ ، حدّثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبد
ص: 346
الرّحمن بن مهدي، عن وهيب (1)،قال: سمعت أيوب قال: ما رأيت أحدا أعلم من الزهريّ ، فقال له صخر بن جويرية: و لا الحسن ؟ فقال: ما رأيت أحدا أعلم من الزهريّ .
أخبرنا أبو القاسم بن [أبي] (2) الأشعث، أنبأنا محمّد بن هبة اللّه، أنبأنا محمّد بن الحسن، حدّثنا عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب (3)،ثنا محمّد بن عبد اللّه بن عمّار، ثنا عبد الرّحمن بن مهدي (4)،عن وهيب قال: سمعت أيوب يقول: ما رأيت أحدا أعلم من الزهريّ ، قال له صخر بن جويرية: و لا الحسن ؟ قال: ما رأيت أحدا أعلم من الزهريّ .
أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين (5) بن محمّد، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، أنبأنا محمّد بن عمر بن بكير، أنبأنا عثمان بن أحمد بن سمعان، ثنا الهيثم بن خلف، ثنا محمود بن غيلان، ثنا أبو داود، عن وهيب قال: سمعت أيوب يقول: ما رأيت أحدا أعلم من الزهريّ ، فقال له صخر: أ لم تر الحسن ؟ أ لم تر ابن سيرين ؟ قال: لم أر أحدا أعلم من الزهريّ .
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عدي، ثنا محمّد بن الربيع الجيزي، ثنا أبو عثمان المقدمي، ثنا علي بن المديني، ثنا فهر بن أسد، عن وهيب قال: سمعت أيوب يقول: ما رأيت أعلم من الزهريّ ، قال: قلت: و لا الحسن ؟ قال: ما رأيت أعلم من الزهريّ .
أخبرنا أبو الحسن الفرضي، حدّثنا عبد العزيز الكتّاني، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد بن جعفر الكندي، أنبأنا أبو زيد أحمد بن عبد الرحيم الحوطي، حدّثنا محمّد بن عيسى - و هو ابن الطباع - قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: قال لي أيوب السختياني: ما أعلم بعد الزهريّ أعلم بعلم أهل الحجاز من يحيى بن أبي كثير، قال: فقال سفيان: لم يكن في الناس أحد أعلم بالسّنّة من الزهريّ .
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب بن سفيان (6)،ثنا ابن أبي عمر قال: قال سفيان:
ص: 347
كانوا يرون الزهريّ مات يوم مات و ليس أحد أعلم بالسّنّة منه.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنبأنا أبو عمر بن مهدي، أنبأنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، ثنا جدي، ثنا محمّد بن معاوية قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول (1):جالست الحسن و غيره، ما رأيت مثل الزهريّ .
أخبرنا أبو بكر الحاسب، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيوية، أنبأنا أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن الفهم، و الحارث بن أبي أسامة، قالا: حدّثنا محمّد بن سعد، أنبأنا سفيان، قال: قال لي أبو بكر الهذلي - و كان قد جالس الحسن و ابن سيرين - أحفظ لي هذا الحديث لحديث حدّث به الزهريّ ، و قال أبو بكر: لم أر مثل هذا قط - يعني - الزهريّ .
أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنبأنا عبد الرّحمن بن محمّد، أنبأنا حمد (2)-إجازة-.
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم (3)،حدّثني أبي، ثنا ابن الطباع، ثنا سفيان، قال: قال أبو بكر الهذلي: لقد جالسنا الحسن، و ابن سيرين، فما رأينا أحدا أعلم منه - يعني - الزهريّ .
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا ابن الفضل، أنبأنا عبد اللّه، ثنا يعقوب بن سفيان (4)،ثنا ابن أبي عمر، حدّثنا سفيان، عن الهذلي (5) قال:
جالست الحسن و ابن سيرين، فما رأيت مثل هذا الرجل يقول: الزهريّ .
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنبأنا أبو محمّد بن [أبي] (6)نصر، أنبأنا أبو الميمون، ثنا أبو زرعة (7)،حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم، ثنا الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز قال: و حدّثنا أبو زرعة، حدّثني أبي، ثنا مروان بن محمّد، عن سعيد أنه سمع مكحولا يقول: ما بقي أحد أعلم بسنّة ماضية من ابن شهاب.
ص: 348
قال: و حدّثنا أبو زرعة (1)،حدّثنا هشام بن خالد، حدّثنا (2).
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا أبو عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب (3)،ثنا هشام بن خالد، ثنا أبي (4) قال:
سمعت الوليد بن مسلم، ثنا - و قال يعقوب: عن - سعيد بن عبد العزيز قال: ما ابن شهاب إلاّ بحر.[قال سعيد:] (5) و سمعت مكحولا يقول: ابن شهاب أعلم الناس.
أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأنا أبو الفضل بن البقّال، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا عثمان بن أحمد، ثنا حنبل بن إسحاق، ثنا أبو عبد اللّه، ح و أنبأنا أبو سعد المطرز، و أبو علي الحدّاد، و أبو القاسم غانم بن محمّد.
ثم أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد، أنبأنا أبو علي الحدّاد، قالوا: أنبأنا [أبو نعيم] (6) الحافظ ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، حدّثني عبد الرّحمن بن مهدي، ثنا حمّاد بن زيد، عن برد، عن مكحول قال: ما أعلم أحدا أعلم بسنّة ماضية من الزهريّ .
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين القطّان، أنبأنا أبو محمّد النحوي، أنبأنا يعقوب، ثنا محمّد بن عبد اللّه بن عمّار، ثنا عبد الرّحمن بن مهدي، عن حمّاد بن زيد.
ح و أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا:
أنبأنا أبو بكر بن خلف، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، ثنا محمّد بن صالح بن هانئ، ثنا إبراهيم ابن أبي طالب، حدّثني نوح بن حبيب، ثنا عبد الرّحمن بن مهدي، ثنا حمّاد بن زيد.
ح و أخبرنا بها عالية أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا أبو الغنائم، أنبأنا أبو عمر، أنبأنا أبو بكر، حدّثنا جدي يعقوب، ثنا أبو بكر بن أبي الأسود، ثنا حمّاد بن زيد، عن برد، عن
ص: 349
مكحول قال: ما رأيت أعلم بسنّة ماضية من الزهريّ .
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة، أنبأنا أبو أحمد، ثنا أحمد بن محمّد بن عنبسة، ثنا كثير بن عبيد، ثنا بقية، عن شعيب بن أبي حمزة قال: قيل لمكحول: من أعلم من لقيت يا أبا عبد اللّه ؟ قال: ابن شهاب الزهريّ . قيل: ثم من ؟ قال: ابن شهاب، قيل: ثمّ من ؟ قال: ابن شهاب (1).
أخبرنا أبو محمّد، ثنا أبو محمّد، ثنا أبو محمّد، أنبأنا أبو الميمون، ثنا أبو زرعة (2)، حدّثني سليمان بن عبد الرّحمن، ثنا إسماعيل بن عيّاش، عن أبي بكر بن أبي مريم قال: قلت لمكحول: من أعلم الناس ؟ قال: ابن شهاب، قال: قلت: ثم من ؟ قال: ابن شهاب، قلت:
ثمّ من ؟ قال: ابن شهاب (3).
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنبأنا محمّد بن الحسين (4)،أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب (5)،حدّثني حيوة بن شريح، ثنا بقية بن الوليد، عن شعيب بن أبي حمزة قال: قيل لمكحول: من أعلم من لقيت يا أبا عبد اللّه ؟ قال:
ابن شهاب، قيل: ثم من ؟ قال: ابن شهاب، قيل: ثم من ؟ قال: ابن شهاب.
أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل - إذنا - قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم (6)،ثنا علي بن الحسن (7)
ص: 350
الهسنجاني، ثنا يحيى بن عبد اللّه بن بكير، أخبرني ابن القاسم قال: سمعت مالكا يقول: بقي ابن شهاب و ما له في الناس (1) نظير.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا الحسن بن علي، أنبأنا أبو عمر بن حيوية، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحسين بن الفهم، و الحارث بن أبي أسامة، قالا: ثنا محمّد بن سعد، أنبأنا مطرف بن عبد اللّه قال: سمعت مالك بن أنس يقول: ما أدركت بالمدينة فقيها محدّثا غير واحد، فقلت: من هو؟ فقال: ابن شهاب الزهريّ .
أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن أبي العلاء، أنبأنا أبي الفقيه أبو القاسم، أنبأنا عبد الوهّاب بن عبد اللّه بن عمر المرّي، أنبأنا محمّد بن سليمان الربعي، ثنا زكريا بن أحمد البلخي، أخبرني عثمان بن سعيد السجزي - بهراة - أن موسى بن محمّد الشامي من أهل البلقاء حدّثهم قال: سمعت مالك بن أنس يقول: كان الزهريّ إذا دخل المدينة لم يحدّث بها أحد من العلماء حتى يخرج الزهريّ .
أخبرنا أبو محمّد طاوس بن سهل، ثنا أبو بكر الخطيب، أخبرني أبو الحسين علي بن حمزة بن أحمد المؤذّن - بالبصرة-، حدّثني أبو العلاء أحمد بن محمود بن أبي سهل الأصبهاني، ثنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن إسماعيل الأيلي، ثنا مقدام بن داود، ثنا ذؤيب ابن عمامة قال: سمعت مالك بن أنس يقول: أدركت مشايخ بالمدينة أبناء سبعين و ثمانين لا يؤخذ عنهم، و يقدم ابن شهاب و هو دونهم في السن (2) فيزدحم الناس عليه.
قال: و حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أنبأنا أحمد بن كامل القاضي، ثنا أبو إسماعيل الترمذي قال: قال: سمعت ابن أبي أويس يقول: سمعت خالي مالك بن أنس يقول: إن هذا العلم دين، فانظروا عمّن تأخذون دينكم، لقد أدركت سبعين عند هذه الأساطين، و أشار إلى مسجد الرسول صلى اللّه عليه و سلّم، يقولون: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فما أخذت عنهم شيئا، و إن أحدهم لو ائتمن على بيت مال لكان أمينا أمينا، لأنهم لم يكونوا من أهل هذا الشأن، و يقدم علينا محمّد بن مسلم بن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن شهاب و هو شاب، فيزدحم على بابه، قال عمرة: قال فلان، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.
ص: 351
أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل الفارسي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن أحمد الحنظلي - ببغداد - ثنا أبو إسماعيل محمّد بن إسماعيل السّلمي، ثنا إسماعيل بن أبي أويس (1) قال: سمعت خالي مالك بن أنس يقول: إن هذا العلم دين، فانظروا عن من تأخذون دينكم، لقد أدركنا في هذا المسجد سبعين، و أشار إلى مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم - ممن يقول: قال فلان، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و إن أحدهم لو ائتمن على بيت مال لكان به أمينا، فما أخذت منهم شيئا، لم يكونوا من أهل - يعني - هذا الشأن، و يقدم علينا محمّد بن مسلم بن عبيد اللّه بن شهاب الزهريّ ، و هو شاب، فنزدحم (2) على بابه (3).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، سمعت أبا حفص بن سليم يقول: سمعت أبا الحسن الإمام يقول: سمعت أبا الحسن المؤذّن يقول: سمعت ابن الجارود يقول: سمعت أحمد بن سنان يقول: سمعت عبد الرّحمن بن مهدي يقول: سمعت مالك بن أنس يقول: قرأت على الزهريّ سبعين حديثا، فلحنت في حديث، فحرّك دابته، و قال: أف، أف، ذهب فهم الناس.
أخبرنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك - شفاها - قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا [علي] (4) قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم (5)،ثنا إسماعيل بن أبي الحارث، ثنا أحمد (6) بن حنبل، عن عبد الرزّاق، قال [قال] معمر: ما رأيت مثل الزهريّ في وجهه قط .
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر، أنبأنا محمّد بن يوسف، ثنا محمّد بن حمّاد، أنبأنا عبد الرزّاق عن معمر قال: ما رأيت مثل
ص: 352
حمّاد بن [أبي] (1) سليمان في الفن الذي هو فيه، و ما رأيت مثل الزهريّ في الفن الذي هو فيه (2).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن علي بن هبة اللّه بن عبد السّلام، و أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصّمد بن علي، قالوا: أنبأنا أبو محمّد الصريفيني، أنبأنا أبو القاسم بن حبابة، ثنا أبو القاسم البغوي، ثنا صالح بن أحمد، ثنا علي - هو ابن المديني - قال: سمعت سفيان يقول: كان معمر يقول: لم أر من هؤلاء أفقه من الزهريّ ، و حمّاد، و قتادة.
أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنبأنا محمّد بن عمر بن بكير قال: قرئ على عثمان بن أحمد بن سمعان، أنبأنا الهيثم بن خلف، ثنا محمود بن غيلان، ثنا عبد الرزّاق قال: قال معمر: كان ابن شهاب يشبه في أصحابه بمنزلة الحكم بن عتيبة (3) في أصحابه (4).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن بن عبد السّلام، قالا: أنبأنا أبو محمّد الصريفيني، أنبأنا أبو القاسم بن حبابة، ثنا أبو القاسم البغوي، ثنا محمود بن غيلان، ثنا عبد الرزّاق، عن معمر قال: كان ابن شهاب يشبه في أصحابه بمنزلة الحكم بن عتيبة في أصحابه.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا محمّد بن هبة اللّه، أنبأنا محمّد بن الحسين، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب (5)،ثنا العبّاس بن عبد العظيم، حدّثنا عبد الرزّاق قال: قال معمر: كان الزهريّ في أصحابه مثل الحكم بن عتيبة (6) في أصحابه، ينقل حديث بعضهم إلى بعض.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنبأنا أبو عمر بن مهدي، أنبأنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، ثنا جدي، حدّثني أحمد بن حنبل، سمع عبد الرزّاق قال: قال معمر: كان الزهريّ في أصحابه مثل الحكم في أصحابه، يروي عن عروة و سالم الشيء كذلك.
ص: 353
قرأنا على أبي غالب، و أبي عبد اللّه ابني البنّا، عن أبي الحسن محمّد بن محمّد بن مخلد، أنبأنا علي بن محمّد بن خزفة، أنبأنا محمّد بن الحسين، حدّثنا ابن أبي خيثمة، ثنا موسى بن إسماعيل قال (1):شهدت وهيبا، و مبشر بن مكسر، و بشر بن المفضّل في آخرين ذكروا الزهريّ ، فقالوا: بمن تقيسونه ؟ فلم يجدوا أحدا يقيسونه به إلاّ الشعبي.
أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم (2)،حدّثني أبي، حدّثنا ابن الطباع قال: سمعت سفيان يقول: لم يكن في الناس أحد أعلم بسنّة منه - يعني - الزهريّ .
قال (3):و حدّثني أبي، ثنا هارون بن سعيد، أخبرني خالد بن نزار، عن سفيان قال:
كان الزهريّ أعلم أهل المدينة.
قرأنا على أبي غالب، و أبي عبد اللّه ابني [البنا، عن أبي الحسن بن مخلد، أنا علي بن محمد، نا محمد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، نا أبو مسلم] (4) عبد الرّحمن بن يونس قال:
قال سفيان: كانوا يقولون: ما بقي من الناس أعلم بالسّنّة منه، قيل لسفيان: الزهريّ ؟ قال:
نعم.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة، أنبأنا أبو أحمد [نا أحمد] (5) بن خالد الرّازي، ثنا محمّد بن يحيى، ثنا هارون بن معروف، قال:
سمعت سفيان يقول: مات الزهريّ يوم مات و ما أحد أعلم بالسّنّة منه.
أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأنا محمّد بن هبة اللّه، أنبأنا محمّد بن الحسين، أنبأنا عبد اللّه، ثنا يعقوب (6)،ثنا ابن أبي عمر قال: قال سفيان: كانوا يرون الزهريّ يوم مات و ليس أحد أعلم بالسّنّة.
أنبأنا أبو محمّد المقرئ، أنبأنا أبو الغنائم الهمذاني، أنبأنا أبو عمر الفارسي، أنبأنا أبو
ص: 354
بكر محمّد بن أحمد، ثنا جدي يعقوب، ثنا محمّد بن معاوية، قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: مات الزهريّ يوم مات و هو أعلم الناس بالسّنّة.
قال: و حدّثنا جدي، ثنا القاسم بن أبي سفيان المعمري قال [سألت] (1) سفيان بن عيينة: قلت: أيما أفقه أو أعلم: إبراهيم النخعي أو الزهريّ ؟ فقال: الزهريّ ، لا أبا لك.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد الأنباري، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن المغلس بن جعفر بن محمّد البغدادي البزاز، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن رشيق العسكري، ثنا أبو القاسم جعفر بن محمّد بن المغلس البزاز، حدّثنا محمّد بن عبد الملك بن زنجويه، ثنا عبد الرزّاق، عن ابن عيينة قال: محدثو أهل الحجاز ثلاثة: ابن شهاب، و يحيى بن سعيد، و ابن جريج.
أخبرنا أبو محمّد المزكي، ثنا أبو محمّد الصوفي، أنبأنا أبو محمّد العدل، أنبأنا أبو الميمون، ثنا أبو زرعة (2)،ثنا أبو مسهر، ثنا سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى قال: إن جاءنا العلم من الحجاز من الزهريّ قبلناه، و إن جاءنا من الشام عن مكحول قبلناه، و إن جاءنا من الجزيرة عن ميمون قبلناه، و إن جاءنا من العراق عن الحسن قبلناه، قال سعيد:
كان هؤلاء الأربعة العلماء في زمان هشام بن عبد الملك.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا محمّد بن هبة اللّه، أنبأنا محمّد بن الحسين، أنبأنا عبد اللّه، ثنا يعقوب (3)،ثنا زيد بن بشر، أنبأنا ابن وهب، أخبرني الليث، عن الجمحي قال: لو لا ابن شهاب لذهب كثير من السنن.
قال: و حدّثنا يعقوب، حدّثني محمّد بن عبد الرحيم قال: قال علي: الذين أفتوا:
الحكم، و حمّاد، و قتادة، و الزهريّ [و الزهري] (4) أفقههم عندي.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا ابن أبي عثمان، أنبأنا أبو عمر، أنبأنا محمّد، حدّثنا جدي يعقوب، قال: سمعت علي بن عبد اللّه - هو ابن المديني - يقول: أفتى أربعة: الحكم، و حمّاد، و قتادة، و الزهريّ [الزهري] (5) عندي أفقههم (6).
ص: 355
قال: و حدّثني يعقوب، قال: سمعت علي بن عبد اللّه يقول: قال: سمعت يحيى بن سعيد يذكر عن شعبة، قال يحيى بن أبي كثير أحسن حديثا من الزهريّ ، قال: قال: ما لشعبة و حديث الزهريّ ، لو لقي شعبة الزهريّ ما رأيت مثل الزهريّ في زمانه، و لو قلت في غير زمانه لو كان رجل يريد أن يضع الحديث كان يحسن أن يجيء به أحسن ممّا كان يجيء به الزهريّ .
أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه قالا: أنبأنا ابن مندة، أنبأنا حمد - إجازة-.
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم (1)،حدّثنا محمّد بن أحمد بن البرّاء قال: قال علي بن المديني: لم يكن بالمدينة بعد كبار التابعين أعلم من ابن شهاب، و يحيى بن سعيد، و ابن أبي الزناد (2)،و بكير بن عبد اللّه بن الأشج، قال: و سمعت أبي يقول: قلت لإبراهيم بن موسى: ابن شهاب الزهريّ عندك فقيه، فقال: نعم فقيه، و جعل يفخّم أمره.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتاني، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الميمون، ثنا أبو زرعة (3)،حدّثني دحيم، ثنا الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز أن يزيد بن عبد الملك جعل الزهريّ قاضيا مع سليمان بن حبيب.
قال: و حدّثنا أبو زرعة (4)،حدّثنا أبو مسهر، ثني يحيى بن حمزة، عن ابن أبي غيلان الفلسطيني، عن الزهريّ قال: ثلاث إذا كنّ في القاضي فليس بقاض: إذا كره اللوائم و أحب المحامد، و كره العزل.
أخبرنا اللفتواني، أنبأنا أبو عمرو العبدي، أنبأنا أبو محمّد المديني، أنبأنا أبو الحسن العبدي، أنبأنا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن إدريس الحنظلي، ثنا هشام بن عمّار، حدّثنا يحيى بن حمزة، ثنا ابن [أبي] (5) غيلان عن الزهريّ قال: ثلاث إذا كنّ في القاضي فليس بقاض: إذا كره اللوائم، و أحب (6) المحمّدة، و كره العزل.
ص: 356
أخبرنا أبو محمّد، ثنا أبو محمّد، أنبأنا أبو محمد أنبأنا أبو الميمون، ثنا أبو زرعة (1)، ثنا محمّد بن المغيرة المخزومي، ثنا معن (2)،عن ابن أخي الزهريّ (3) قال: أجاب الزهريّ بعض خلفاء بني مروان في الخنثى فقال الشاعر عند قضائه بذلك:
و مهمة أعيا القضاة عياؤها *** تذر الحليم يشك شكّ الجاهل
عجلت قبل حنيذها بشوائها *** و أبنت مقطعها بحكم فاصل
فتركتها بعد العماية سنّة *** للمقتدين (4) و للإمام العادل
أخبرنا أبو غالب و أبو عبد الله ابنا البنا قالا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلص، أنبأنا أحمد بن سليمان، ثنا الزبير بن بكار حدثني البهلول بن سليمان بن قرضاب بن نصر بن عدي بن الحارث بن كعب البلوي، أخبرني أبي و عمي مطرف بن قرضاب و جماعة من أهل بيتي.
أن بني غفار بن حرام بن عوف بن معتمر (5) البلويين اقتتلوا هم و بنو عائذ اللّه الجذاميون، فقتل رجل من الصفين من بني عائذ اللّه يقال له: جرهاس، لم يدر من أصابه فتدافعه الفريقان؛ كلّ يقول للآخر: أنتم قتلتموه فاختصموا فيه إلى سلطان بعد سلطان فلم يمض لأحد من السلاطين فيه قضية، ثم خرجوا إلى أمير المؤمنين في الموسم، فالفوا عنده ابن شهاب، فقال لابن شهاب: يا أبا بكر، انظر في أمرهم فقد رددت أمرهم إليك فلما رجع ابن شهاب إلى منزله أتوه، فقال: يا أبا العائذ هلمّ البينة على قتيلكم، فلم يجدوا بيّنة، فقال:
يا بني غفار انفلوا أنفسكم، فلم يجدوا من ينفلهم، فقال: هلمّ يا أبا العائذ قسامة تقسم على دم صاحبكم، فأبوا، قال: هلم يا بني غفار قسامة تقسم على براءتكم، فأبوا، قال: أين وليّ هذا القتيل ؟ قيل: هو ذا، قال ابن شهاب: اذهب فقد قضينا لك بدية مسلمة، و جعلنا نصفها في بلعائذ، و نصفها على بني غفار؛ فانصرف الفريقان، و رضيا، فقال فائد بن الأقرم البلوي:
و مهمة أعيا القضاة قضاؤها *** تدع الفقيه يشك شك الجاهل
بدع معيبة هديت لرتقها *** و ضربت مجردها بحكم فاصل
ص: 357
فيمور رأيك و امتحان من فتى *** وافي الذمام عن الذمار مضاول
أنت أدركت بني غفار بعد ما *** رأوا بأعينهم مكان القاتل
بثنيه مل الموت بهت خلفها *** غنم و تذمرها قبائل وائل
فرجعت في حر الوجوه قناطها *** و رددت خصمهم بأفوق تناصل
و سوالف الخصمين غيد قد حبت *** حبو الجمال بأدرع و كلاكل
فنعشت حقك و الذين تدسموا *** بك غير مجتمع و لا متضائل
قال: و أنشدني أيضا في ذلك بهلول بن سليمان بن قرضاب البلوي لأبي الحنبش مغيث ابن منير بن جابر بن ياسر البلوي ثم العكاري فقال:
و مغيبة عيا القضاة غباؤها *** كما عيت اللص الأحيد المراوم
دعيت لها من بين زمزم و الصفا *** بغراء أمر صدعها متفاقم
و رشت أمورا باليمور و قد بدا *** لمن راشها بالشؤم أنك عالم
و قلت لا بالقتيل و كلهم *** على السّنة القصوى من الغيظ آرم
خذوا الحق ما عن سنّة اللّه معدل *** و من بعدها يرجع لها و هو راغم.
قال: قال ابن شهاب: صدقت يا أبا الخنبش، من بعد سنة اللّه يرجع لها و هو راغم.
أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم الرازي، أنبأنا القاضي أبو الحسن علي ابن عبيد اللّه بن محمّد الهمذاني، أنبأنا محمّد [بن] (1) الحسين بن عمر اليمني، أنبأنا جعفر ابن أحمد بن عبد السّلام الحميري، ثنا الحسين بن نصر المعارك البغدادي قال: سمعت أحمد بن صالح يقول: كان يقال: فصحاء أهل زمانهم: الزهريّ ، و عمر بن عبد العزيز، و طلحة بن عبيد اللّه.
[قال ابن عساكر:] (2) كذا قال، و الصواب: موسى بن طلحة بن عبيد اللّه.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد، ثنا أبو الميمون، ثنا أبو زرعة (3)، حدّثني الوليد بن عتبة، ثنا بقية، عن شعيب (4) بن أبي حمزة قال: كان الزهريّ و أبو الزناد يقرءان القرآن و يحسّنانه بالعربية.
ص: 358
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا: أنبأنا أبو بكر بن خلف، أنبأنا أبو عبد اللّه الحاكم، أنبأنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ ، ثنا محمّد بن سعيد الرازي، ثنا محمّد بن عبد اللّه المدني بعين زربة، ثنا معن بن عيسى، ثنا مالك بن أنس، عن ابن شهاب قال: إن هذا العلم أدب اللّه الذي أدّب به نبيّه عليه السلام، و أدّب النبيّ صلى اللّه عليه و سلّم أمته أمانة اللّه إلى رسوله ليؤدّيه على ما أدّى إليه، فمن سمع علما فليجعله أمامه حجة فيما بينه و بين اللّه.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب (1)،ثنا يزيد بن بشر، و عبد العزيز بن عمران قالا: أنبأنا ابن وهب، عن موسى على أنه سأل ابن شهاب عن شيء؟ فقال ابن شهاب: ما سمعت فيه بشيء، و ما نزل بنا فقلت: إنه قد نزل ببعض إخوانك، فقال: ما سمعت فيه بشيء، و ما نزل بنا، و ما أنا بقائل فيه شيئا.
قال: و حدّثنا يعقوب (2)،حدّثنا ابن بكير، قال: و حدّثني الليث قال: جئت ابن شهاب يوما بشيء من الرأي، فقبض وجهه و قال: الرأي!- كالكاره له - ثم جئته بعد ذلك يوما آخر بأحاديث من السنن، فتهلّل وجهه، و قال: إذا جئتني فائتني بمثل هذا.
أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا زيد بن عبد اللّه بن حيّان، حدّثنا محمّد بن عمر الجعابي، ثنا جعفر بن محمّد القاضي، حدّثنا دحيم، ثنا الوليد، عن الأوزاعي.
ح و أخبرنا أبو المعالي ثعلب بن جعفر، أنبأنا الحسين بن محمّد الحنائي، ثنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد الحنائي، ثنا أبو يوسف الدعاء، ثنا.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو القاسم المستملي، قالا: أنبأنا أبو سعد الجنزرودي، أنبأنا أبو الحسين البحيري، ثنا محمّد بن إسحاق بن إبراهيم السراج، حدّثني إسماعيل بن أبي الحارث، ثنا إسحاق بن عيسى، ثنا - و في حديث السراج: عن - مخلد بن حسين، عن يونس بن يزيد، عن الزهريّ قال: الاعتصام بالسّنّة نجاة.
ص: 359
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا أبو محمّد الكتّاني، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الميمون، ثنا أبو زرعة (1)،ثنا محمّد بن المبارك، ثنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن الزهريّ قال: أمرّوا أحاديث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم كما جاءت.
قال: و حدّثنا أبو زرعة (2)،حدّثنا [محمد بن] (3) أبي أسامة، عن ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة (4)،عن أبي رزين اللخمي قال: سمعت الزهريّ يقول: أعيا الفقهاء و أعجزهم أن يعرفوا [حديث] (5) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ناسخه من منسوخه.
أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي، أنبأنا أبو طاهر الثقفي، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو الطيّب المنبجي، أنبأنا أبو الفضل الزهريّ ، ثنا هارون بن معروف، ثنا ضمرة فذكره، و لم يقل: اللخمي.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أبو حامد الأزهري، أنبأنا أبو سعيد محمّد بن عبد اللّه بن حمدون الشّرقي، ثنا محمّد بن يحيى الذهلي، ثنا يحيى بن عبد اللّه بن بكير قال:
سمعت الليث يقول: قال ابن شهاب: ما صبر أحد على العلم صبري، و ما نشره أحد قطّ نشري، فأمّا عروة بن الزبير فبئر لا يكدرها الدلاء، و أما ابن المسيّب فانتصب للناس فذهب اسمه كلّ مذهب.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا ابن الفضل، أنبأنا عبد اللّه، ثنا يعقوب (6)،ثنا ابن بكير قال: قال الليث.
ح و أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل بن محمّد، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل القطّان، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب بن سفيان، ثنا ابن بكير، و عبد اللّه بن صالح، أبو صالح، قالا: ثنا الليث، قال: ابن شهاب: ما صبر على العلم أحد صبري، و لا نشره أحد نشري، فأمّا عروة فكان بئرا لا يكدره الدلاّء، و أمّا سعيد بن المسيّب فنصب نفسه للناس، فذهب ذكره كل مذهب.
ص: 360
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة، أنبأنا أبو أحمد، ثنا علي بن إبراهيم بن الهيثم، ثنا مالك بن عبد اللّه بن سيف، ثنا يحيى بن عبد اللّه، ثنا الليث قال: قال ابن شهاب: ما صبر أحد قطّ على العلم صبري، و لا نشره أحد قط نشري، فأمّا عروة فبئر لا يكدرها الدلاء، و أمّا ابن المسيّب فانتصب للناس، فذهب اسمه كل مذهب.
أخبرنا أبو بكر الشحامي، أنبأنا أحمد بن الحسن، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه، أنبأنا ابن الشّرقي، ثنا محمّد بن يحيى، ثنا سعيد بن [أبي] (1) مريم، ثنا الليث قال: قلت لابن شهاب:
يا أبا بكر، لو وضعت للناس هذه الكتب و دونتها، و تفرغت، قال: ما نشر أحد من الناس هذا العلم نشري، و لا بذله بذلي، قد كان عبد اللّه بن عمر يجالس فلا يجترئ عليه أحد يسأله عن حديث إلاّ أن يأتيه إنسان فيسأله عن مسألة، فيهيّجه على الحديث أو يبتدئه بالحديث، و كنا نجالس سعيد بن المسيّب فلا نسأله عن حديث حتى يأتيه إنسان فيسأله فيهيّجه ذلك، فيحدّث بالحديث، أو يبتدئ هو من عند نفسه فيحدّث به، قال ابن أبي مريم: هذا أو نحوه.
أخبرنا أبو المعالي الفارسي، أنبأنا البيهقي.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه، ثنا يعقوب (2)،حدّثني ابن بكير، حدّثني الليث، عن جعفر بن ربيعة قال: قلت لعراك بن مالك: من أفقه أهل المدينة ؟ قال: أما أعلمهم بقضايا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و قضايا أبي (3) بكر و عمر و عثمان، و أفقهم فقها و أعلمهم بما مضى من الناس فسعيد بن المسيّب، و أمّا أغزرهم حديثا فعروة بن الزبير، و لا تشأ أن تفجّر من عبيد اللّه بن عبد اللّه بحرا إلاّ فجرته، قال عراك: و أعلمهم عندي جميعا ابن شهاب، فإنه جمع علمهم جميعا إلى علمه.
أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأنا عمر بن عبيد اللّه، أنبأنا علي بن محمّد بن بشران، أنبأنا عثمان بن أحمد، ثنا حنبل بن إسحاق، حدّثنا الحميدي، ثنا سفيان قال: قيل للزهري: لو
ص: 361
أنك سكنت المدينة و رحت إلى مسجد الرسول صلى اللّه عليه و سلّم و قبره تعلم الناس منك، فقال: إنه ليس ينبغي أن أفعل حتى أزهد (1) في الدنيا و أرغب في الآخرة.
قال: و قال سفيان: و من كان مثل الزهريّ .
أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عدي، أنبأ أحمد (2) بن جعفر الإمام، ثنا إسحاق بن إبراهيم المروزي - هو ابن أبي إسرائيل - قال: سمعت سفيان يقول: قيل للزهري: لو جلست إلى سارية، فقال: إنّي إذا فعلت ذلك وطئ الناس عقبي، و لا ينبغي أن يقعد ذلك المقعد إلاّ رجل زهد في الدنيا.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنبأنا أبو عمر بن مهدي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثني جدي، ثنا الحكم بن أسلم، ثنا سفيان بن عيينة قال: قالوا للزهري: لو جعلت آخر عمرك تقيم بالمدينة في مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم تجلس إلى عمد من عمدها و تفتي الناس، فقال: إنّي لو فعلت ذلك وطئ الناس عقبي، و لا ينبغي لي أن أفعل ذلك حتى أزهد في الدنيا و أرغب في الآخرة.
أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد - في كتابه - ثم حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي ابن أحمد عنه، أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن إسحاق الحافظ ، ثنا أبي، ثنا محمّد بن إبراهيم بن سالم، ثنا زيد بن خرشة، ثنا سعيد بن يحيى، عن ابن (3) عيينة قال قائل للزهري: لو جلست في حلقة بالمدينة، فإنه قد احتيج إليك، قال: إذا لوطئ (4) عقبي و ينبغي لمن فعل هذا أن يكون زاهدا في الدنيا، راغبا في الآخرة (5).
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن الحسين، أنبأنا أبو محمّد بن درستويه، أنبأنا يعقوب (6)،ثنا إبراهيم بن المنذر، ثنا سفيان قال: قيل للزهري: لو أنك الآن في آخر عمرك أقمت بالمدينة، و لزمت مسجد رسول
ص: 362
اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقعدت إلى عمود من عمده، و علّمت الناس، فقال ابن شهاب: إنّي لن أفعل ذلك حتى أزهد في الدنيا و أرغب في الآخرة، إنّي إن فعلت ذلك وطئ الناس عقبي.
[قال ابن عساكر:] (1) و يقال: ربيعة الذي قال له ذلك.
قال: و حدّثنا يعقوب (2)،حدّثني محمّد بن يحيى، عن سفيان قال: قال ربيعة للزهري في آخر زمانه: لو أنك سكنت المدينة، و جلست في مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فأفتيت الناس، فقال: لو إنّي فعلت ذلك لوطئ الناس عقبي، و لا ينبغي لي أن أفعل ذلك حتى أزهد في الدنيا، و أرغب في الآخرة.
قال (3):و قال سفيان: مات الزهريّ يوم مات و ليس أحد أعلم بالسنّة منه.
أخبرنا أبو القاسم بن أبي الجن الحسني (4)،أنبأنا رشأ بن نظيف، أنبأنا الحسن بن إسماعيل، أنبأنا أحمد بن مروان، حدّثنا محمّد بن يونس، ثنا قبيصة قال: سمعت سفيان الثوري يقول:
بلغني عن الزهريّ كلام حسن - يعني ابن شهاب - أنه قال: ليس الزهد بتقشف الشعر و تفل الريح (5)،و خشونة الملبس و المطعم [و لكن الزهد] (6) ظلف النفس (7) عن محبوب الشهوات.
أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنبأنا سهل بن بشر، أنبأنا طرفة بن أحمد، أنبأنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنبأنا أبو الجهم، أنبأنا أحمد بن [أبي] (8) الحواري، ثنا الوليد، عن الأوزاعي، عن الزهريّ قال: إنّما يذهب العلم النسيان و ترك المذاكرة.
أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو سعد (9)الماليني.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن
ص: 363
يوسف، قالا:[أبو] (1) أنبأنا أحمد بن عدي الحافظ ، ثنا أحمد بن الحسين الصوفي، ثنا أبو سعيد الأشج، ثنا يونس بن بكير، عن محمّد بن إسحاق، عن الزهريّ قال: إن للعلم غوائل، فمن غوائله أن يترك العالم حتى يذهب علمه، و من غوائله النسيان، و من غوائله الكذب فيه، و هو أشدّ غوائله (2).
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنبأنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث أبو بكر بن أبي داود السجستاني، ثنا سليمان بن معبد (3) السّنجي، ثنا سعيد بن عامر، عن أبي بكر الهذلي قال: قال لي الزهريّ :
يا هذلي، أ يعجبك الحديث ؟ قلت: نعم، قال: أمّا أنه يعجب مذكري الرجال و يكرهه مؤنثوهم.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الميمون، ثنا أبو زرعة (4)،ثنا نعيم بن حمّاد، ثنا محمّد بن ثور، عن معمر قال: سمعت الزهريّ يقول: القراءة على العالم، و السماع منه سواء، إن شاء اللّه.
قال: و حدّثنا أبو زرعة (5)،حدّثني محمّد بن أبي داود الأزدي (6)،ثنا أنس بن عياض، عن عبيد اللّه بن عمر قال: دفعت إلى ابن شهاب كتابا نظر فيه فقال: اروه عني.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي، أنبأنا عبد الغافر بن سلامة بن أزهر الحمصي، أنبأنا [أبو] (7) سعيد الأشج - فيما كتب إلينا - أنبأنا أبو ضمرة أنس بن عياض، ثنا عبيد اللّه بن عمر قال: أتيت الزهريّ بكتاب مدرج فقلت: أروي هذا عنك ؟ قال: نعم.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا ثابت بن بندار، أنبأنا أبو العلاء الواسطي، أنبأنا أبو بكر البابسيري، أنبأنا الأحوص بن المفضل، حدّثني أبي، حدّثنا أبو زكريا - يعني - يحيى بن
ص: 364
معين، عن أبي ضمرة (1)،عن عبيد اللّه (2) بن عمر قال: كنت أرى الزهريّ يعطي الكتاب فلا يقرأه، و لا يقرأ عليه، فيقال له: يروى هذا عنك ؟ فيقول: نعم.
أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر ابن المقرئ، أنبأنا أبو عبد اللّه الحسن بن محمّد بن غوث الدمشقي صاحب المزني، ثنا إبراهيم بن أبي سفيان (3)،ثنا الفريابي قال: سمعت سفيان الثوري يقول: أتيت الزهريّ فتثاقل عليّ ، فقلت له: أ تحبّ لو أنك أتيت أشياخنا فصنعوا بك مثل هذا؟ فقال: كما أنت، و دخل، فأخرج إلي كتابا، فقال: خذ هذا فاروه عني، فما رويت عنه حرفا.
أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنبأنا أبو طالب محمّد بن علي بن الفتح.
ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن علي، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن سمعون، حدّثنا عبد اللّه بن أبي داود (4)،ثنا سلمة بن شبيب، ثنا عبد الرزّاق، أنبأنا معمر، عن الزهريّ قال: إذا طال المجلس كان للشيطان فيه نصيب (5).
أخبرنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن محمّد بن توبة، و أبو ياسر سليمان بن عبد اللّه ابن سليمان، و أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن بن البنّا، قالوا: أنبأنا أبو الحسين بن النقور - زاد ابن البنّا: و أبو يعلى بن الفراء (6) قالا:- أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد، ثنا نعيم بن الهيصم، أنبأنا حمّاد بن زيد، عن محمّد بن إسحاق، عن الزهريّ قال: تأمرنا (7) في ردّ الحديث لهو أشدّ من نقل الصّخر (8).
أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ (9)،
ص: 365
ثنا مفضل بن محمّد، ثنا أبو حمد، ثنا عبد الرزّاق، أنبأنا معمر، عن الزهريّ قال: إعادة الحديث أشدّ من نقل الصخر.
أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو يعلى، حدّثنا إبراهيم بن عرعرة، قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: قال الزهريّ : إعادة الحديث أشدّ من نقل الصّخر.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر، أنبأنا محمّد بن يوسف، حدّثنا محمّد بن حمّاد، أنبأنا عبد الرزّاق، عن معمر، عن الزهريّ قال: سمعته يقول: تكرير الحديث في المجلس أشدّ عليّ من نقل الصّخر.
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن عبد الواحد بن إسماعيل، و أبو الحسن علي بن محمّد بن الحسين، و أبو القاسم عبد الجبّار بن محمّد بن أبي القاسم القايني - بهراة - قالوا: أنبأنا أبو المظفّر موسى بن عمران بن محمّد الصوفي، أنبأنا السّيّد أبو الحسن محمّد بن الحسين بن داود العلوي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن الخليل القطّان، ثنا أبو الأزهر السليطي.
ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن عبد الرّحمن المقرئ الكمالي، ثنا أبو نصر محمّد بن علي بن الفضل الخزاعي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن الحسن بن الخليل القطّان، ثنا أبو الأزهر، ثنا أبو أسامة، عن جرير بن حازم، عن الزبير بن سعيد الهاشمي، عن نافع بن مالك (1) أبي سهيل عمّ مالك بن أنس قال: قلت للزهري: أ ما بلغك أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«من طلب شيئا من العلم الذي يراد به وجه اللّه يطلب [به] (2) شيئا من عرض الدنيا دخل النار» فقال الزهريّ : لا، ما بلغني هذا عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فقلت له: كلّ حديث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بلغك ؟ قال: لا، قلت: فنصفه ؟ قال: عسى، قلت: فهذا في النصف الذي لم يبلغك (3).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة، أنبأنا [أبو] (4) أحمد، ثنا أحمد بن محمّد بن الممتنع، حدّثنا محمّد بن خلف العسقلاني، ثنا رواد
ص: 366
قال: دخل الحسن بن عمارة على الزهريّ ، و قد امتنع من الحديث، فقال: ما له لا يحدّث ؟ قالوا: امتنع، قال له الحسن: حدّث، فإن في القوم من لو يشاء أن يحدّث حدّث، قال:
فليحدّث، فقال الحسن: ثنا الحكم بن عتيبة في قوله: وَ إِذْ أَخَذَ اللّٰهُ مِيثٰاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتٰابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنّٰاسِ (1) فقال: ما أتى اللّه عالما علما إلاّ أخذ عليه الميثاق أن لا يكتمه، قال: فحدّث الزهريّ .
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، ثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو علي الحسن بن الحسين بن العباس النعالي، أنبأنا أبو بكر أحمد بن نصر بن عبد اللّه الذارع قال (2):و مما كتب به إليّ الحارث بن أبي أسامة و أذن لي في روايته عنه يقول: حدّثنا عبد الوهّاب بن عطاء الخفاف، ثنا الحسن بن عمارة قال:
أتيت الزهريّ بعد أن ترك الحديث، فألفيته على باب داره، فقلت: إن رأيت أن تحدّثني، فقال: أ ما علمت أنّي قد تركت الحديث ؟ فقلت: إما أن تحدّثني، و إما أن أحدّثك، فقال: حدّثني، فقلت: حدّثني الحكم بن عتيبة، عن يحيى بن الجزّار قال: سمعت عليا يقول: ما أخذ اللّه على أهل الجهل أن يتعلّموا، حتى أخذ على أهل العلم أن يعلّموا، قال:
فحدّثني بأربعين حديثا.
قال (3):و أنبأنا النعالي مرة أخرى، أنبأنا أحمد بن عبد اللّه بن نصر الذارع، ثنا الحارث ابن [أبي] (4) أسامة، و ما سمعت منه إلاّ هذا الحديث، قال: حدّثنا عبد الوهّاب، و ساق الحديث بطوله كما ذكرته.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، قال: قرئ على أبي عثمان البحيري، أنبأنا أبو أحمد محمّد بن أحمد بن محمّد بن حمدان المراري، أنبأنا محمّد بن يحيى الصولي، ثنا الحارث بن أبي (5) أسامة، ثنا عبد الوهّاب، ثنا الحسن بن عمارة، قال:
أتيت الزهريّ بعد أن ترك الحديث، فألفيته على بابه، فقلت: إن رأيت أن تحدّثني، فقال: أ ما علمت أني قد تركت الحديث ؟ فقلت: إمّا أن تحدّثني، و إمّا أن أحدّثك، فقال:
حدّثني، فقلت: حدّثني الحكم بن عتيبة، عن يحيى بن الجزّار، قال: سمعت علي بن أبي
ص: 367
طالب يقول: ما أخذ اللّه على أهل [الجهل] (1) أن يتعلّموا حتى أخذ على أهل العلم أن يعلّموا، قال: فحدّثني بأربعين حديثا.
أخبرنا أبو الحسن الفقيه المالكي، أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي، أنبأنا أبو محمّد بن زبر، ثنا محمّد بن روح قال: سمعت الأصمعي يقول: سمعت ابن أبي الزناد يحدّث عن هشام بن عروة قال: ما حدّث ابن شهاب عن أبي بحديث فيه طول إلاّ زاد فيه و نقص.
أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسن، أنبأنا [أبو] (2)عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا أحمد محمّد بن أحمد بن شعيب التاجر يقول: سمعت أبا محمّد الحسن بن علي بن مخلد يقول: سمعت أبا قدامة عبيد اللّه بن سعيد يقول: سمعت يحيى بن سعيد يقول: مرسل الزهريّ شر من مرسل غيره، لأنه حافظ ، و كلّ ما قدر أن يسمّي سمّى، و إنّما يترك من لا يحسن أو يستجيز أن يسميه (3).
أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أخبرني عبيد اللّه (4) بن أحمد بن عثمان الصيرفي، أنبأنا علي بن عمر الحافظ ، ثنا أبو عبيد القاسم بن إسماعيل الضبّي المحاملي (5)،ثنا أحمد بن عبد اللّه بن أبي غالب (6)،ثنا أحمد بن أبي شريح الرّازي قال:
سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن إدريس الشافعي الذابّ عن أهل السّنّة و المنكر على أهل البدعة - رضوان اللّه عليه و رحمته - يقول: إرسال الزهريّ عندنا ليس بشيء، و ذلك إنا نجده يروي عن سليمان بن أرقم.
أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا علي بن عبد العزيز بن مردك، أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم، أخبرني أبي، ثنا أحمد بن أبي شريح الرّازي قال: سمعت الشافعي [يقول:] (7) يقولون: نحابي و لو حابينا لحابينا الزهريّ ، و إرسال (8)الزهريّ ليس بشيء، و ذاك إنا نجده يروي عن سليمان بن أرقم.
ص: 368
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنبأنا أبو عمر بن مهدي، أنبأنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، ثنا جدي قال: و سمعت عليا يقول: مرسلات الزهريّ رديئة.
قال: و سمعت عليا يقول: و قيل له: حديث النذر حديث أبي سلمة، فقال: إنّما سمعه الزهريّ من سليمان بن أرقم، قال علي: من ثم قلت: إنّ مرسلات الزهريّ رديئة.
أخبرنا (1) أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ .
ح و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنبأنا أبو الحسن بن السقا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: حدّثنا محمّد بن يعقوب، حدّثنا عبّاس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: مرسل الزهريّ ليس بشيء.
أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل بن بشر، ثنا أبو بكر الخطيب.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنبأنا أبو الحسين محمّد بن الحسين القطّان، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب بن سفيان (2)،قال:
سمعت جعفر بن عبد الواحد الهاشمي يقول لأحمد بن صالح: قال يحيى بن سعيد: مرسل الزهريّ يشبه لا شيء، فغضب و قال: ما ليحيى و معرفة علم الزهريّ ؟ ليس كما قال يحيى.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة السّهمي، أنبأنا ابن عدي، ثنا محمّد بن يحيى بن آدم، ثنا إبراهيم بن أبي داود، ثنا علي بن معبد، ثنا يزيد (3) بن الهذلي، عن مكحول قال: إنما الزهريّ عندنا بمنزلة الجراب يوكل جوف و يلقى ظرفه.
أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنبأنا محمّد بن الحسين، أنبأنا عبد اللّه، حدّثنا يعقوب (4)،ثنا العبّاس بن الوليد بن صبح (5)،ثنا زيد بن يحيى، ثنا علي ابن حوشب الفزاري، قال: سمعت مكحولا و ذكر الزهريّ فقال: كلّ كليله - و كانت به لكنة - قال يزيد: قلّ قليله أيّ رجل هو لو لا أنه أفسد نفسه بصحبة الملوك.
ص: 369
قال: و حدّثنا يعقوب (1)،حدّثنا الحسين بن الحسن المروزي، ثنا سعيد بن عامر، عن سلام بن [أبي] (2) مطيع قال: سمعت أيوب يقول: لو كنت كاتبا عن أحد لكتبت عن ابن شهاب.
أخبرنا أبو محمّد بن أبي البركات المقرئ، أنبأنا محمّد بن أبي عثمان، أنبأنا ابن مهدي، أنبأنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثني جدي، حدّثني إبراهيم بن هاشم (3)،ثنا زكريّا بن عدي، عن [ابن] (4) المبارك، عن سلام بن أبي مطيع قال: سمعت أيوب يقول: لو كنت كاتبا (5) الحديث عن أحد كنت كاتبه عن الزهريّ ، من رجل أحيا علم تلك البلدة، من رجل يصحب السلطان.
أخبرنا أبو محمّد المزكي، ثنا أبو محمّد الصوفي، أنبأنا [أبو] (6) محمّد العدل، أنبأنا أبو الميمون، ثنا [أبو] (7) زرعة (8)،ثنا عبد الرّحمن بن إبراهيم، ثنا أيوب بن سويد، عن الأوزاعي قال: ما ادهن ابن شهاب قط لملك دخل عليه، و لا أدركت خلافة هشام أحدا من التابعين أفقه منه.
أخبرنا (9) أبو البركات الأنماطي، أنبأنا ثابت بن بندار، أنبأنا محمّد بن علي بن يعقوب القاضي، أنبأنا محمّد بن أحمد البابسيري، ثنا الأحوص بن المفضل بن غسّان، ثنا أبي قال:
و حدّثني محمّد بن عبد اللّه الغلابي، عن عمر بن رديح قال: كنت مع ابن شهاب الزهريّ نمشي، فرآني عمرو بن عبيد، فلقيني بعد، فقال: ما لك و لمنديل الأمراء - يعني ابن شهاب-.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا أبو الغنائم الهمذاني، ثنا أبو عمر الفارسي، أنبأنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، ثنا جدي (10)،ثني الحسن بن علي الحلواني، ثنا محمّد بن
ص: 370
إدريس الشافعي، ثنا عمر قال: دخل سليمان بن يسار على هشام فقال له: يا سليمان، [من] (1) الذي تولى كبره منهم ؟ فقال له: عبد اللّه بن أبي بن سلول، فقال له: كذبت، هو علي بن أبي طالب، قال: أمير المؤمنين أعلم بما يقول، فدخل ابن شهاب، فقال: يا بن شهاب، من الذي تولى كبره منهم ؟ فقال له: عبد اللّه بن أبي فقال له: كذبت، هو علي بن أبي طالب، فقال له: أنا أكذب، لا أبا لك، فو اللّه لو ناداني مناد من السماء إنّ اللّه أحلّ الكذب ما كذبت.
[و قال ابن شهاب] (2) حدّثني عروة بن الزبير، و سعيد بن المسيّب، و عبيد اللّه بن عبد اللّه، و علقمة بن وقّاص كلهم عن عائشة أن الذي تولّى كبره منهم عبد اللّه بن أبي، فلم يزل القوم يغرون به، فقال له هشام: ارحل، فو اللّه، فو اللّه ما كان ينبغي لنا أن نحمل على مثلك، فقال له ابن شهاب: و لم ذاك ؟ أنا اغتصبتك على نفسي، أو أنت اغتصبتني على نفسي، فخلّ عني، فقال له: لا، و لكنك استدنت ألفي ألف، فقال: قد علمت، و أبوك قبلك أني ما استدنت هذا المال عليك، و لا على أبيك، فقال هشام: إنّا إن نهيج (3) الشيخ يهيج الشيخ، فأمر، فقضى عنه من دينه ألف ألف، فأخبر بذلك، فقال: الحمد للّه الذي هذا هو من عنده.
قال عمي: و نزل ابن شهاب بماء من المياه، فالتمس سلفا، فلم يجد، فأمر براحلته فنحرت، و دعا إليها أهل الماء، فمرّ به عمّه، فدعاه إلى الغداء، قال: فقال له: يا بن أخي، إنّ مروءة سنة يذهبه بذل الوجه ساعة، فقال له: يا عمّ انزل فاطعم، و إلاّ فامض (4) راشدا.
قال: و نزل ابن شهاب بماء من المياه، فشكا إليه أهل الماء: إنّ لنا ثمان عشرة امرأة عمرية (5)-يعني: لهن أعمار - ليس لهن خادم، فاستسلف ابن شهاب ثمانية عشر ألفا، فأخدم كل واحدة خادما بألف.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتّاني، أنبأنا تمام بن محمّد، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مروان، ثنا أحمد بن المعلّي، ثنا هشام بن خالد، ثنا الوليد.
ح و أخبرنا أبو علي الحدّاد في كتابه، و حدّثني أبو مسعود المعدّل - لفظا عنه - أنبأنا أبو
ص: 371
نعيم الحافظ ، ثنا سليمان بن أحمد الطبراني، ثنا أحمد بن المعلّى الدمشقي، ثنا هشام بن عمّار.
ح قال: و حدّثنا محمّد بن أبي زرعة الدمشقي، ثنا هشام بن خالد الأزرق.
قالا: ثنا الوليد بن مسلم، ثنا سعيد بن عبد العزيز (1) أن هشام بن عبد الملك قضى عن الزهريّ سبعة آلاف دينار، فقال: و قال الطبراني: ثم قال هشام للزهري: لا تعد لمثلها - زاد ابن مروان: تدّان - و قال: فقال الزهريّ : يا أمير المؤمنين، حدّثني سعيد بن المسيّب عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«لا يلدغ المؤمن من جحر - زاد الطبراني: واحد - و قالا:
مرتين»[11712].
و قال هشام بن عمّار في حديثه: أربعة آلاف دينار.
أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين، أنبأنا أبو الحسين بن أبي نصر، أنبأنا أبو بكر الميانجي، ثنا أبو عبد اللّه بن المعافى - بصيدا - رحمه اللّه، ثنا هشام بن خالد، ثنا الوليد، عن سعيد بن عبد العزيز أن هشاما قضى عن الزهريّ سبعة آلاف دينار، ثم قال: لا تعد لمثلها، فقال الزهريّ : حدّثني ابن المسيّب عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«لا يلسع المؤمن من حجر مرتين»[11713].
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن حسنون (2)،أنبأنا علي ابن عمر بن محمّد الحربي، ثنا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، ثنا هشام بن خالد، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا سعيد بن عبد العزيز قال: أدّى هشام بن عبد الملك عن الزهريّ سبعة آلاف دينار و قال له: لا تعد في الدين، فقال: كيف أصنع و قد حدّثني سعيد بن المسيّب عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين»[11714].
أخبرناه أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفّر بن القشيري، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالوا: أنبأنا أبو عثمان البحيري (3).
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنبأنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، ثنا الحاكم أبو أحمد، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن الفيض الغسّاني - بدمشق-.
ص: 372
ح و أخبرناه أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنبأنا أبو الفتح منصور بن الحسين، و أبو طاهر أحمد بن محمود، قالا: أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، ثنا أبو أيوب سليمان بن محمّد بن إسماعيل بن محمّد بن عبد الرّحمن بن القاسم بن يزيد بن مسلم الخزاعي الدمشقي - بدمشق - قالا: ثنا هشام بن خالد الأزرق، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا سعيد بن عبد العزيز أن هشام بن عبد الملك قضى عن الزهريّ سبعة آلاف دينار، فقال هشام للزهري: لا تعد لمثلها تدّان، قال الزهريّ : يا أمير المؤمنين، حدّثني سعيد بن المسيّب عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:
«لا يلسع المؤمن من جحر مرتين»[11715].
رواه صالح بن أبي الأخضر عن الزهريّ ، فجعله عن سالم عن ابن عمر.
أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه السّلمي، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن علي، أنبأنا علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ، أنبأنا عمر بن أيوب السّقطي، ثنا أبو إبراهيم التّرجماني، ثنا مالك بن عمر، ثنا صالح بن أبي الأخضر، عن الزهريّ ، عن سالم، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إنّ المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين»- يعني - لا يدين (1) من مكان (2) مرتين.
أخبرتنا أمّ البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، ثنا محمّد بن جعفر الزّرّاد، ثنا عبيد اللّه بن سعد الزهريّ ، ثنا هارون بن معروف، ثنا ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة قال: قضى هشام بن عبد الملك عن ابن شهاب أربعة آلاف دينار ثم قال: ويحك يا بن شهاب، لعلك عائد، قال: يا أمير المؤمنين، سمعت سعيد بن المسيّب و هو يقول: إنّ المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، قال: فعاد للدين بعد ذلك، فقال: إلاّ أنه كانت في عقده وفاء لدينه.
أخبرناه أبوا (3) الحسن الفقيهان، و أبو المعالي الحسين بن حمزة، قالوا: أنبأنا أحمد ابن عبد الواحد بن أبي الحديد، أنبأنا جدي محمّد، أنبأنا أبو بكر الخرائطي، حدّثنا إبراهيم ابن الجنيد، ثنا سعيد بن أسد بن موسى، ثنا ضمرة بن ربيعة، عن علي بن أبي حملة، و رجاء (4) بن أبي سلمة، قالا: قضى هشام بن عبد الملك عن الزهريّ أربعة آلاف دينار،
ص: 373
فذكر نحوه، و قال: قال رجاء: فعاد إلى الدين، و كان في عقده وفاء (1) لذلك.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيوية، أنبأنا سليمان بن إسحاق الجلاّب، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا محمّد بن سعد (2)، أنبأنا عبد العزيز بن عبد اللّه الأويسي، ثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه أن هشام بن عبد الملك قضى دين ابن شهاب ثمانين ألف درهم، قال: و سمعت أبي و هو يعاتب ابن شهاب في الدّين و يقول له: قد قضى عنك (3) هشام بن عبد الملك ثمانين ألف درهم، و قد عرفت ما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في الدّين، قال ابن شهاب: لأبي: إنّي اعتمدت (4) على مالي، و اللّه لو بقيت لي هذه المشربة ثم ملئت لي إلى سقفها ذهبا أو ورقا - قال إبراهيم: أنا أشك - ما رأيته عوضا من مالي - قال إبراهيم و هما إذ ذاك في مشربة (5).
أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث، أنبأنا محمّد بن هبة اللّه، أنبأنا محمّد بن الحسين (6)،أنبأنا عبد اللّه، حدّثنا يعقوب قال: و فيها - يعني: سنة تسع عشرة و مائة - خرج الزهريّ مع أبي مباكرين [إلى] (7) هشام و وضع عنه هشام سبعة عشر ألف دينار كان الزهريّ يبتاع بها من دين السلطان، و نزل الزهريّ في دار بني الديل بين أخواله لأن أمه نفاثية، و كان يحيى بين سعيد و ربيعة و الناس يختلفون إليه، و يزعم بعض أهل المدينة أن الزهريّ أخدم في قدمته هذه في ليلة واحدة خمس (8) عشرة امرأة من بني زهرة خادم خادم.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر محمّد بن عبد الرّحمن، أنبأنا أحمد بن سليمان، ثنا الزهريّ ، حدّثني مفضل بن غسّان، عن أبيه عن رجل من أهل المدينة قال: أخدم الزهريّ خمس عشرة امرأة من بني زهرة، خمس عشرة وليدة، و اشترى كل وليدة بثلاثين دينارا، و يعين الثمن العشرة خمسة [عشر] (9)يعني بالزهري ابن شهاب.
ص: 374
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا الحسن بن علي، أنبأنا أبو عمر السّوسي، أنبأنا أبو أيّوب الجلاّب، أنبأنا الحارث، ثنا محمّد بن سعد (1)،أنبأنا محمّد بن عمر، أخبرني شيخ من أخوال الزهريّ من بني نفاثة من بني الديل قال: أخدم الزهريّ في ليلة خمس عشرة امرأة، كلّ خادم بثلاثين دينارا تعينه العشرة خمس عشرة.
أخبرنا أبو القاسم بن أبي عبد الرّحمن المستملي، حدّثنا أحمد بن الحسين البيهقي الحافظ ، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا أبو علي الحسين بن محمّد الماسرجسي، ثنا أبو عبد السّلام عبد اللّه بن عبد الرّحمن الرحبي، حدّثني أبو معاذ عبد اللّه بن ضرار بن عمرو الرحبي الملطي، عن أبيه قال: لقي الزهريّ يزيد بن محمّد بن مروان و هو يطوف بالبيت، و كان استقرض منه مالا فأدّاه إلاّ شيئا، فقال: يا أبا عثمان، قد استحيينا من حبس حقك، فإن رأيت أن تأمر قهرمانك أن يكفّ عنّا حتى ييسر اللّه علينا، قال: يا بن شهاب، كم تبقى عليك ؟ قال:
خمسة عشر ألفا، قال: اذهب فإنها لك، و اللّه إنّها لقليل في الإخاء في اللّه عزّ و جلّ .
أخبرنا أبوا (2) الحسن الفقيهان، و أبو المعالي بن الشعيري، قالوا: أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي، أنبأنا أبو بكر الخرائطي، ثنا علي بن داود القنطري، ثنا عبد اللّه بن صالح، ثنا الليث بن سعد قال: كان ابن شهاب من أسخى من رأيت قط ، كان يعطي كل من جاءه و سأله حتى إذا لم يبق معه شيء يستلف من أصحابه، فيعطونه حتى إذا لم يبق معهم شيء حلفوا له أنه لم يبق معهم شيء فيستسلف من عبيده، فيقول لأحدهم: يا فلان اسلفني كما تعرف، و أضعف لك كما تعلم، فيستسلفونه و لا يرى بذلك بأسا، و ربما جاءه السائل فلا يجد ما يعطيه، فيتغير عند ذلك وجهه فيقول للسائل: أبشر فسوف يأتي اللّه بخير، قال:
فيقيض اللّه لابن شهاب على قدر صبره و احتماله.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا ابن الفضل، أنبأنا عبد اللّه، حدّثنا يعقوب (3)،ثنا ابن بكير، حدّثني الليث، ثني عقيل بن خالد، عن ابن شهاب أنه كان يكون معه في السفر، قال: فكان يعطي من جاءه و سأله، حتى إذا لم يبق معه شيء
ص: 375
يستلف (1) من أصحابه فلا يزالون يسلفونه حتى لا يبقى معهم شيء، فيحلفون أنه لم يبق معهم شيء، فيستلف من عبيده، فيقول: أيّ فلان، أسلفني فأضعف لك كما تعلم، فيسلفونه، و لا يرى بذلك بأسا، فربما جاءه السائل، فلا يجد له شيئا (2) يعطيه، فيتغير وجهه عند ذلك و يقول للسائل: أبشر فسيأتي اللّه بخير، فيقيّض (3) اللّه لابن شهاب أحد رجلين: إما رجل يهدي له ما يسعهم. و إمّا رجل يبيعه و ينظره، قال: و كان يطعمهم الثريد، و يسقيهم العسل مع ذلك، قال: و كان ابن شهاب يسمر (4) على العسل كما يسمر (5) أهل الخمر، قال:
فكان يحدّثنا ثم يقول: اسقونا حدّثونا.
قال عقيل: و كان إذا رآني قد نعست قال: ما أنت من سمّار قريش الذين قال اللّه عزّ و جل سٰامِراً تَهْجُرُونَ (6) و كانت له قبة معصفرة، و عليه ملحفة معصفرة و تحته محبس (7)معصفر.
قرأت على أبي الفضل عبد الواحد بن إبراهيم بن القرة، عن أبي الحسن علي بن محمّد ابن الخطيب، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن الحسين القطان، ثنا دعلج بن أحمد بن السجزي، أنبأنا أبو العباس أحمد بن علي الأبّار، ثنا علي بن حجر، ثنا الوليد بن محمّد الموقّري قال (8):قيل للزهري: إنّ الناس لا يعيبون عليك إلاّ كثرة الدّين، قال: و كم ديني، إنّما ديني عشرون ألف دينار، و أنا مليّ (9) المحيا و الممات، لي خمسة أعين، كلّ عين منها ثمن (10)أربعين ألف دينار، و ليس يرثني إلاّ ابن ابني هذا، و ما أبالي أن لا يرث عني شيئا.
قال الوليد: و كان ابن ابنه فاسقا.
أخبرنا أبو القاسم الشحّامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، ثنا أبو
ص: 376
العباس محمّد بن يعقوب، ثنا محمّد بن إسحاق الصغاني، حدّثنا إسحاق بن عيسى الطباع (1)،عن مالك بن أنس قال: قال الزهريّ : وجدنا السخيّ (2) لا تنفعه التجارب.
قال: و أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ (3)،حدّثنا إبراهيم بن الحسين.
و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأنا أبو بكر.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنبأنا أبو الحسين (4) بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب بن سفيان (5)،قالا: حدّثنا إبراهيم ابن المنذر، ثنا داود بن عبد اللّه بن أبي الكرام الجعفري، قال: سمعت مالك بن أنس يقول:
كان ابن شهاب من أسخى الناس، فلمّا أصاب تلك الأموال قال له مولى له - و هو يعظه:- قد رأيت ما مرّ عليك من الضيق و الشدّة، فانظر كيف تكون و أمسك عليك مالك، فقال له ابن شهاب: ويحك، إنّي لم أر الكريم تحكمه التجارب، و في رواية أبي عبد اللّه: ويحك إنّي لم أر السّخي تنفعه أو تحكمه التجارب.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أحمد بن الحسين (6)،أنبأنا أبو عبد اللّه، و أبو الحسن علي بن محمّد بن علي الباشاني (7) الهروي، قدم علينا حاجا، قالا: سمعنا أبا عبد اللّه محمّد بن العباس يقول: سمعت (8) أبا الحسن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن مخلد يقول: حدّثنا يونس بن عبد الأعلى، حدّثني محمّد بن إدريس الشافعي أن رجاء بن حيوة عاتب ابن شهاب في الإسراف و كان يدّان، فقال: لا آمن أن يحبس هؤلاء القوم أيديهم عنك، فتكون قد حملت على أمانتك، قال: فوعده أن يقصر، فمرّ بعد ذلك و قد وضع الطعام و نصب موائد العسل، فوقف به رجاء فقال: يا أبا بكر، هذا الذي افترقنا عليه ؟ فقال له ابن شهاب: انزل، فإنّ السخاء لا تؤدّبه التجارب.
ص: 377
قال أبو عبد اللّه محمّد بن العبّاس: و أنشدني الحسين بن أبي عبد اللّه الكاتب في هذا المعنى:
له سحائب جود في أنامله *** أمطارها الفضّة البيضاء و الذهب
يقول في العسر إن أيسرت ثانية *** أقصرت عن بعض ما أعطي و ما أهب
حتى إذا عاد أيام اليسار له *** رأيت أمواله في الناس تنتهب
أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا علي بن عبد العزيز [بن] (1) مردك، أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم، ثنا أبي قال: سمعت يونس بن عبد الأعلى قال: سمعت الشافعي يقول: عاتب رجاء بن حيوة الزهريّ في الإنفاق و الدّين، و قال له: لا تأمن أن يمسك عنك هؤلاء القوم، فتكون قد حملت على أمانتك، فوعده أن يقصر، فمرّ به رجاء بن حيوة يوما و قد وضع الطعام، و نصب موائد العسل، فقال له رجاء: هذا الذي افترقنا عليه، فقال له الزهريّ : انزل، فإنّ السخاء لا تؤدبه التجارب.
قال: و أخبرني أبي قال: سمعت يونس بن عبد الأعلى قال: سمعت الشافعي يقول: مرّ رجل من التجّار بالزهريّ و هو في قريته، و الرجل يريد الحج، فابتاع منه بزّا بأربع مائة دينار إلى أن يرجع من حجّه، فلم يبرح عنه الرجل حتى فرّقه، فعرف الزهريّ في وجه الرجل بعض ما كره، فلمّا رجع من حجّه مرّ به، فقضاه ذلك، و أمر له بثلاثين دينارا لينفقها (2) في سفره، فقال له الزهريّ : كأنّي رأيتك يومئذ ساء ظنّك ؟ فقال: أجل، فقال الزهريّ : و اللّه لو لم أفعل ذلك إلاّ للتجارة أعطي القليل فأعطى الكثير.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا رشأ بن نظيف، أنبأنا الحسن بن إسماعيل بن محمّد، أنبأنا أبو بكر المالكي، ثنا إبراهيم بن نصر النهاوندي، حدّثني سويد بن سعيد (3)، حدّثني ضمام، عن عقيل بن خالد أنه أخبره أن الزهريّ كان يخرج إلى الأعراب يفقههم و يعطيهم. قال عقيل: فجاءه أعرابي و قد نفد ما في يده، فمدّ الزهريّ يده إلى عمامتي فأخذها من رأسي فأعطاها الرجل و قال: يا عقيل أعطيك خيرا منها.
ص: 378
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأنا [أبو] (1) عمرو (2) بن مندة، أنبأنا [أبو] (3) محمّد ابن يوة، أنبأنا أبو الحسن اللّنباني (4)،ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، ثنا سويد، حدّثني ضمام، عن عقيل بن خالد أنه أخبره أن ابن شهاب كان يخرج إلى الأعراب يفقههم و يعطيهم، فجاءه رجل و قد نفد ما في يده، فمدّ الزهريّ يده إلى عمامة عقيل فنزعها، فأعطاها الرجل، فقال لعقيل: أعطيك خيرا منها.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه، حدّثنا يعقوب (5)،ثنا العبّاس بن عبد العظيم قال: سمعت عبد الرزّاق يقول: قال زياد (6) بن سعد للزهري: إنّ حديثك ليعجبني، و لكن ليست معي نفقة فأتبعك، قال: اتبعني أحدّثك و أنفق عليك.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي (7) علي، قالا: أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أحمد ابن محمّد، أنبأنا أبو طاهر محمّد بن عبد الرّحمن، أنبأنا أحمد بن سليمان، ثنا الزبير بن بكّار، حدّثني عبد الرّحمن بن عبد اللّه الزهريّ عن عمّه موسى بن عبد العزيز قال: كان ابن شهاب إذا أبى أحد من أصحاب الحديث أن يأكل طعامه حلف أن لا يحدّثه عشرة أيام.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا أبو محمّد بن عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو محمّد ابن أبي نصر، أنبأنا أبو الميمون، ثنا أبو زرعة قال (8):حدّثت عن يحيى بن معين، ثنا هشام ابن يوسف (9) قال: قال معمر: قدمت على الزهريّ ، فكان يطعم الطعام، فقلّ ما عنده، فأعطاه بعض الخلفاء فعاد، فقلت: يا أبا بكر، مثلك يفعل هذا؟ و قد كان عليك بالأمس الدّين ؟ قال: إن الجواد لا تبخله (10) التجارب.
ص: 379
قال: و حدّثنا أبو زرعة (1)،ثنا أبو مسهر، ثنا سعيد بن عبد العزيز قال: كنا نأتي الزهريّ بالراهب، فكان يقدّم إلينا من الألوان كذا و كذا (2).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري، قالا: أنبأنا أبو طاهر المخلّص، ثنا أحمد بن نصر بن بحير، ثنا علي بن عثمان بن نفيل الحرّاني، ثنا أبو مسهر، ثنا سعيد قال: كنّا نأتي الزهريّ فيقدّم لنا كذا و كذا لونا.
أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب (3)،ثنا محمّد بن أبي زكير، أنبأنا ابن وهب،[حد] ثني مالك، عن ابن شهاب أنه كان يشقّ الزقّ الذي فيه العسل فيلعق الناس ما فيه، قال مالك: و لم يكن ابن المسيّب و لا غيره يفعل مثل هذا.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنبأنا أبي، أنبأنا عبد الوهّاب بن عبد اللّه المرّي، أنبأنا محمّد بن سليمان [الربعي] (4)،ثنا القاضي أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد البركاني، ثنا أبو زرعة الرّازي، ثنا عبد العزيز بن عبد اللّه العامري، قال: قال مالك بن أنس - و كان ابن شهاب - يجمع الأعراب فيتذكر (5) بهم حديثه، فإذا كان الشتاء شق لهم الكتل و جاءهم بالزبد، و إذا كان الصيف شقّ لهم و جاءهم بالسمن.
أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنبأنا رشأ بن نظيف، أنبأنا أبو محمّد المقرئ، ثنا أحمد ابن مروان، ثنا أحمد بن محرز الهروي (6)،ثنا الحسن بن عيسى، عن ابن المبارك أن شاعرا امتدح ابن شهاب الزهريّ فأعطاه فأجزل، فقيل له في ذلك، فقال: إن من ابتغى (7) الخير اتقى الشر.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الميمون عبد الرّحمن بن عبد اللّه، ثنا وريزة بن محمّد، ثنا عبد الوهّاب بن الضحّاك، ثنا ابن عيينة قال: جلست إلى الزهريّ ، فأنشده رجل مديحه فأعطاه قميصه،
ص: 380
فقيل: أ تعطي على كلام الشيطان، فقال: من ابتغى الخير اتّقى الشر.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، قالا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلص، أنبأنا أحمد (1) بن سليمان، ثنا الزبير بن بكّار قال: و حدّثنا سليمان بن حرب، عن حمّاد بن زيد قال: كان الزهري يحدّث ثم يقول: هاتوا من أشعاركم، هاتوا من أحاديثكم، فإنّ الأذن مجّاجة، و إنّ للنفس حمضة (2).
أخبرنا أبو نصر بن رضوان، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، ثنا أبو بكر محمّد بن خلف بن المرزبان، أخبرني أبو عبد اللّه التميمي قال: قال الزهريّ : ما طلب الناس خير من المروءة، و من المروءة ترك صحبة من لا خير فيه، و لا يستفاد منه عقل، فتركه خير من كلامه.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا الحسن بن علي، أنبأنا أبو عمر بن حيوية، أنبأنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا محمّد بن سعد (3)،أنبأنا محمّد بن عمر، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه ابن أخي الزهريّ ، قال: كان عمي الزهريّ قد اتّعد هو و ابن هشام، إن مات هشام بن عبد الملك أن يلحقا بجبل الدخان، فمات الزهريّ سنة أربع و عشرين و مائة قبل هشام بن عبد الملك بأشهر، و كان الوليد بن يزيد يتلهّف لو قبض عليه.
قال: و أنبأنا ابن سعد (4)،أخبرني الحسين (5) بن المتوكل العسقلاني، قال: رأيت قبر (6) الزهريّ بأدامى (7) و هي خلف شغب و بدّا و هي أوّل عمل فلسطين، و آخر عمل الحجاز، و بها ضيعة الزهريّ التي كان فيها، و رأيت قبره مسنّما مجصّصا أبيض (8).
ص: 381
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنبأنا أبو طاهر عبد الرّحمن بن علّك، أنبأنا أبو الحسين عبد اللّه بن محمّد الفارسي، أنبأنا أبو علي الحسين بن علي البردعي، أنبأنا محمّد بن محمّد بن صابر البخاري، أنبأنا أبو حفص البحيري، ثنا أبو عمير بن النحاس، ثنا كثير بن الوليد، عن الأوزاعي أنه مرّ بقبر الزهريّ فقال: يا قبر كم فيك من حلم و علم.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الفتح نصر بن أحمد بن نصر الخطيب، أنبأنا محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الجواليقي.
ح و أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو طاهر بن سوار، قالا: أنبأنا أبو الفرج الطناجيري (1)،قالا: أنبأنا محمّد بن زيد بن علي، أنبأنا محمّد ابن محمّد بن عقبة، ثنا هارون بن حاتم، ثنا رباح - يعني - ابن خالد قال: سألت سفيان بن عيينة: متى مات الزهريّ ؟ قال: سنة ثلاث و عشرين و مائة، و فيها قتل زيد بن علي.
أنبأنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو علي بن المسلمة، و أبو القاسم بن العلاّف، قالا: أنبأنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنبأنا الحسن بن محمّد، ثنا محمّد بن عبد اللّه بن سليمان، حدّثنا محمّد بن عبد الملك بن زنجويه، ثنا نعيم بن حمّاد قال: قال ضمرة: هلك الزهريّ - قبل موت هشام - سنة ثلاث و عشرين و مائة (2).
أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي، قالت: أنبأنا أبو طاهر الثقفي، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو الطيب المنبجي، ثنا أبو الفضل الزهريّ ، ثنا أحمد بن حنبل قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: مات الزهريّ سنة ثلاث - أو أربع - و عشرين و مائة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الفضل بن البقّال، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا عثمان بن أحمد، ثنا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه قال: سمعت يحيى ابن سعيد يقول: مات الزهريّ في ثلاث - أو أربع - و عشرين.
أخبرني (3) أبو المظفّر بن القشيري، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا علي بن محمّد بن عبد
ص: 382
اللّه، أنبأنا عثمان بن أحمد، ثنا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو (1) عبد اللّه فيما بلغه، قال:
مات الزهريّ سنة ثلاث - أو أربع - و عشرين و مائة.
قرأنا على أبي غالب، و أبي عبد اللّه ابني البنّا، عن أبي الحسن [بن مخلد، أنبأنا أبو الحسن] (2)[بن خزفة أنا محمد بن الحسين] (3) الزعفراني، ثنا ابن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين يقول: توفي الزهريّ سنة ثلاث و عشرين - أو أربع و عشرين - و مائة (4).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا علي بن أحمد بن محمّد، أنبأنا محمّد بن عبد الرّحمن بن العبّاس - إجازة - ثنا عبيد اللّه (5) بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد ابن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد (6) قال: سنة ثلاث و عشرين و مائة هلك فيها ابن شهاب الزهريّ ، و يقال: سنة أربع و عشرين، و هذا أثبت من قول [من قال:] (7) سنة ثلاث.
أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنبأنا محمّد بن الحسن، أنبأنا عبد اللّه، ثنا يعقوب (8)،ثنا حامد بن يحيى، و يوسف بن محمّد، قالا: حدّثنا معن بن عيسى قال: قال لي ابن أخي ابن شهاب: مات ابن شهاب في سنة أربع و عشرين و مائة.
قال يعقوب: و مات الزهريّ في أمواله بشغب (9)،و قد مررت بقبره هناك، و قد دفن في نشز من الأرض، و يقال: مات ليلة الثلاثاء لسبع عشرة خلت من شهر (10) رمضان.
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنبأنا أبو منصور النهاوندي، أنبأنا أبو العباس النهاوندي (11)،أنبأنا أبو القاسم بن الأشقر، ثنا محمّد بن إسماعيل، ثنا علي، ثنا سفيان قال:
مات الزهري محمّد بن مسلم بن عبيد اللّه بن شهاب سنة أربع و عشرين و مائة.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا عبد العزيز التميمي، أنبأنا أبو محمّد التميمي، أنبأنا
ص: 383
أبو الميمون، ثنا أبو زرعة، أخبرني محمّد بن أبي عمر، عن ابن عيينة قال: و مات الزهريّ سنة أربع و عشرين.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا أبو الفضل بن البقال، أنبأنا أبو الحسن بن الحمّامي، ثنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنبأنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوحا يقول: سمعت عليا يقول: عن سفيان: مات الزهري سنة-[أربع و عشرين] (1) يعني - و مائة.
أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن سعدوية (2)،أنبأنا عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس، ثنا محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه الديبلي (3)،ثنا سعيد بن عبد الرّحمن، ثنا سفيان قال: هلك الزهريّ سنة أربع و عشرين و مائة.
أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي قالت: أنبأنا أبو طاهر الثقفي، أنبأنا محمّد بن إبراهيم، أنبأنا أبو الطيّب الزّرّاد، أنبأنا عبيد اللّه بن سعد الزهريّ ، ثنا سليمان بن داود الهاشمي، ثنا إبراهيم بن سعد قال: مات الزهريّ سنة أربع - يعني - و عشرين و مائة.
أخبرنا أبو القاسم العلوي، ثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو القاسم الأزهري، أنبأنا علي ابن عمر الحافظ ، أنبأنا عبد اللّه بن إسحاق بن إبراهيم، أنبأنا الحارث بن محمّد، ثنا محمّد بن سعد، أنبأنا الواقدي قال: سنة أربع و عشرين و مائة فيها مات الزهريّ ، و هو ابن اثنتين و سبعين سنة (4).
أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، أنبأنا أبو القاسم بن بشران، أنبأنا [أبو] (5) علي بن الصوّاف، ثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا القاسم (6) بن محمّد، ثنا الهيثم بن عدي قال: مات الزهريّ محمّد بن مسلم بن عبيد اللّه بن شهاب سنة أربع و عشرين و مائة.
أخبرنا أبو الحسن الفرضي، ثنا عبد العزيز الصوفي، أنبأنا أبو خازم بن الفرّاء، أنبأنا أبو يوسف بن عمر، أنبأنا أبو محمّد بن مخلد، ثنا عبّاس بن محمّد.
ص: 384
ح و أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن [أبي] (1) صالح، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا: أنبأنا أبو بكر بن خلف، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا أبو عبد اللّه الصفّار، أنبأنا أبو إسماعيل الترمذي، قالا: أنبأنا أبو نعيم.
ح و أخبرنا أبو القاسم النسيب، ثنا أبو بكر الخطيب (2).
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب (3) قال: قال أبو نعيم: مات الزهريّ في سنة أربع و عشرين و مائة.
أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأنا أبو الفضل بن البقال (4)،أنبأنا أبو الحسين (5) بن بشران، أنبأنا عثمان بن أحمد، ثنا حنبل بن إسحاق، ثنا أبو نعيم قال: و الزهريّ في سنة أربع و عشرين - يعني - مات.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا محمّد بن علي بن أبي عثمان، أنبأنا أبو عمر الفارسي، أنبأنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، ثني جدي قال: و سمعت عليا، و قيل له: مات الزهريّ سنة أربع و عشرين و مائة ؟ فقال: نعم.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسن السيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، ثنا أحمد بن عمران، ثنا موسى، ثنا خليفة قال (6):و في سنة أربع و عشرين و مائة مات محمّد بن مسلم بن عبيد اللّه بن شهاب الزهريّ ليلة الثلاثاء لتسع (7) عشرة خلت من شهر رمضان.
أخبرنا أبو القاسم النسيب، ثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو سعيد بن حسنويه، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، ثنا عمر بن أحمد الأهوازي، ثنا خليفة بن خياط قال: و محمّد بن
ص: 385
مسلم بن عبيد اللّه بن شهاب الزهريّ ، يكنى أبا بكر، توفي سنة أربع و عشرين و مائة (1).
قال: و أنبأنا علي بن أحمد الرّزّاز، أنبأنا محمّد بن أحمد بن الحسن (2)،ثنا بشر (3) بن موسى، ثنا عمرو بن علي قال: و مات الزهريّ سنة أربع و عشرين و مائة، و اسمه محمّد بن مسلم بن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن شهاب، و يكنى بأبي بكر.
قال: و أنبأنا الجوهري، و أخبرنا أبو الأعز الأزجي، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا علي بن محمّد بن لؤلؤ الورّاق، ثنا محمّد بن الحسين بن شهريار، ثنا عمرو بن علي قال:
و مات الزهريّ سنة أربع و عشرين و مائة، و اسمه محمّد بن مسلم بن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن شهاب - زاد أبو الأعز: يكنى أبا بكر-.
أخبرنا أبو القاسم العلوي، ثنا أبو بكر أحمد بن علي، أنبأنا أبو القاسم الأزهري، أنبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، أنبأنا إبراهيم بن محمّد الكندي، ثنا أبو موسى محمّد بن المثنى، قال: مات الزهريّ سنة أربع و عشرين و مائة.
قرأنا على أبي غالب، و أبي عبد اللّه ابني البنّا، عن أبي الحسن [بن] (4) مخلد (5)، أنبأنا أبو الحسن بن خزفة، ثنا محمّد بن الحسين الزعفراني، ثنا ابن أبي خيثمة قال: قال الزبير بن بكّار:
و توفي ابن شهاب ليلة الثلاثاء لتسع عشرة ليلة خلت من رمضان، و هو ابن اثنتين و سبعين سنة.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا (6)،قالا: أنبأنا أبو جعفر المعدّل، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أحمد (7) بن سليمان، ثنا الزبير بن بكّار قال: و توفي ابن شهاب الزهريّ بشغب في أمواله بها ليلة الثلاثاء لسبع (8) عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة أربع و عشرين و مائة، و هو ابن اثنتين و سبعين سنة، و دفن على قارعة الطريق ليمر مار فيدعو له، و كان يكنى أبا بكر.
ص: 386
حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم، أنبأنا نعمة اللّه بن محمّد، ثنا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، ثنا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنبأنا سفيان بن محمّد بن سفيان (1)،ثني الحسن بن سفيان، ثنا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق قال: سمعت أبا عمر (2) الضرير يقول:
توفي الزهريّ سنة أربع و عشرين و مائة.
قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنبأنا مكي بن محمّد، أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال: و فيها: سنة أربع و عشرين و مائة مات أبو بكر محمّد بن مسلم بن شهاب الزهريّ في أمواله بشغب ليلة الثلاثاء لتسع ليال خلت من شهر رمضان و هو ابن اثنتين و سبعين.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنبأنا أبو الحسن (3) بن السقا، ثنا محمّد بن يعقوب، ثنا عباس بن محمّد، ثنا يحيى، ثنا علي بن معبد بن شداد، ثنا عبيد اللّه بن عمرو قال: توفي الزهريّ سنة خمس و عشرين (4).
قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا مكي، أنبأنا ابن زبر قال: و حدّثنا الهروي، ثنا ابن عوف قال: سمعت أبا مسهر يقول: مات الزهريّ سنة خمس و عشرين و مائة (5).
أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن، أنبأنا سهل بن بشر، أنبأنا أبو بكر الخليل بن هبة اللّه، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي، ثنا أبو الجهم بن طلاب، ثنا هشام بن خالد، ثنا أبو مسهر قال: مات الزهريّ سنة و عشرين و مائة.
قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن عبد العزيز، أنبأنا تمام بن محمّد، أخبرني أبي، ثنا أبو العبّاس بن ملاّس، ثنا الحسن بن محمّد بن بكّار قال (6):و مات الزهريّ و كان قاضيا بين يدي عبد الملك (7)،فتوفي سنة خمس و عشرين و مائة.
ص: 387
أبو عبد اللّه الرازي (1)
أحد الحفّاظ الرحالين.
سمع بدمشق: أبا (2) مسهر الغسّاني، و سليمان بن عبد الرّحمن، و بحمص: أبا المغيرة عبد القدّوس بن الحجّاج، و روى عنهم، و عن عمرو بن عاصم، و الفريابي، و محمّد بن سعيد ابن سابق، و سعيد بن سليمان، و عاصم بن يزيد (3) العمري، و عبيد اللّه (4) بن موسى العبسي، و أبي عاصم النبيل، و بكر بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى القاضي، و يحيى بن حمّاد، و محمّد بن موسى بن أعين الحرّاني.
روى عنه: محمّد بن يحيى الذهلي، و محمّد بن إسماعيل البخاري، و النسائي في سننه، و أبو عوانة الأسفرايني، و يحيى بن محمّد بن صاعد، و عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش، و علي بن الحسين بن الجنيد، و عبد اللّه بن محمّد بن ناجية، و أحمد بن سلمة بن عبد اللّه النيسابوري، و موسى بن العباس بن محمّد الجويني، و أبو بكر محمّد بن حمدون، و أبو علي الحسن بن محمّد الداركي، و أبو عمرو أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن حكيم، و أبو عمرو أحمد بن محمّد [بن أحمد الحيري (5)،و أبو الحسين أحمد بن محمد بن الحسين (6) بن خداش و أبو جعفر محمد بن أحمد بن سعيد الرازي، و أبو بكر أحمد بن] (7) موسى بن العبّاس بن مجاهد المقرئ، و أبو عبد اللّه المحاملي، و محمّد بن مخلد الدوري.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو محمّد (8) الجوهري، أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه بن الشخير، ثنا أحمد بن محمّد بن يزيد الزعفراني، ثنا محمّد بن مسلم
ص: 388
ابن وارة الرّازي، ثنا محمّد بن موسى بن أعين، ثنا أبي عن إسحاق بن راشد، عن الزهريّ ، عن حميد بن عبد الرّحمن، عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى النبي صلى اللّه عليه و سلّم فقال: إنّ وليدتي (1)زنت، فقال:«اجلدها»، قال: فإن عادت ؟ قال:«فعد»، قال: فإن عادت ؟ قال:«فعد»، قال: فإن عادت ؟ قال:«فبعها و لو بضفير» في الرابعة[11716].
رواه النسائي (2) عن ابن وارة.
أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء (3)،أنبأنا منصور بن الحسين (4) بن علي، و أحمد ابن محمود.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الأديب الخلاّل، أنبأنا أحمد بن محمود، قالا: أنبأنا أبو بكر ابن المقرئ، ثنا أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس المقرئ - زاد الخلال: إمام زمانه في القراءة - ثنا محمّد بن مسلم بن وارة، ثنا أبو هاشم بن أبي خداش - زاد الخلال: الموصلي - ثنا المعافى بن عمران، عن سفيان، عن هشام بن حسّان، عن أنس (5) بن سيرين، عن أنس ابن مالك، عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم أنه صلّى المكتوبة في ردعة (6) على حمار.
أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: ثنا - و أبو منصور بن زريق، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (7).
ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا عاصم بن الحسن، قالا: أنبأنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد اللّه بن مهدي، ثنا القاضي أبو عبد اللّه الحسين بن إسماعيل المحاملي - إملاء - ثنا ابن وارة، ثنا محمّد بن سعيد بن سابق، ثنا عمرو بن قيس، عن مطرّف، عن أبي إسحاق عن معاوية بن قرّة، عن بلال قال: حثثت (8) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم للخروج إلى صلاة الغداة، فوجدته يشرب، قال: ثم ناولني فشربت ثم خرجنا، فأقيمت الصلاة.
قال الخطيب: هذا حديث غريب، يستحسن من رواية أبي إسحاق السّبيعي عن معاوية ابن قرّة، و فيه إرسال، لأن معاوية بن قرّة لم يلق بلالا (9).
ص: 389
أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنبأنا ابن مندة، أنبأنا حمد - إجازة-.
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (1):محمّد بن مسلم المعروف بابن وارة الرّازي، أبو عبد (2) اللّه، روى عن أبي عاصم النبيل، و الفريابي، و أبي المغيرة عبد القدّوس بن الحجاج، سمعت منه، و هو صدوق ثقة، و وجدت في كتب أبي زرعة بخطه، قد كتب عنه و رأيته يبجّله و يكرمه.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأنا أبو بكر الصفّار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال أبو عبد اللّه محمّد بن مسلم بن وارة الرّازي سمع سفيان ابن عيينة، و يحيى بن سعيد القطّان، كنّاه لنا أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد النحوي.
أخبرنا أبو القاسم الحسيني، و أبو الحسن الغسّاني، و أبو منصور القزاز، قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (3):محمّد بن مسلم بن عبد اللّه أبو عبد اللّه الرّازي المعروف بابن وارة، سمع عبيد اللّه بن موسى العبسي، و بكر بن عبد الرّحمن (4) القاضي، و أبا (5) عاصم الشيباني (6)،و عمرو بن عاصم الكلابي، و يحيى بن حمّاد، و أبا مسهر الدّمشقي، و محمّد بن يوسف الفريابي، و أبا المغيرة الحمصي، و محمّد بن موسى بن أعين الجزري، و محمّد بن سعيد بن سابق و غيرهم، و كان متقنا عالما حافظا فهما، و قدم بغداد و حدّث بها، فروى عنه عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش، و يحيى بن محمّد بن صاعد، و جماعة آخرهم محمّد بن مخلد الدوري، و حدّث عنه من القدماء محمّد بن يحيى الذهلي، و محمّد بن إسماعيل البخاري.
حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم بن أحمد، عن أبيه قال: حدّثني أبو الحسن نعمة اللّه ابن محمّد المرندي (7)،أنبأنا أبو مسعود أحمد بن محمّد بن عبد اللّه البجلي، أنبأنا أبو
ص: 390
العباس أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن جامع التميمي - بهمذان - قراءة، قال: سمعت الحسين بن الحسين بن علي العفصي (1) يقول: سمعت الحسين بن إسحاق الخلاّل يقول: سمعت فضلك الرازي يقول: سمعت أبا بكر بن أبي شيبة يقول: أحفظ من رأيت في الدنيا ثلاثة: أبو مسعود أحمد بن الفرات، و محمّد بن مسلم، و أبو زرعة.
أخبرنا أبو القاسم النسيب، و أبو الحسن المالكي، قالا: ثنا و أبو منصور، و عبد الرّحمن بن محمّد، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (2)،أنبأنا أبو سعد (3) الماليني، أنبأنا عبد اللّه بن عدي الحافظ ، قال: سمعت محمّد بن الحسين بن مكرم يقول: سمعت حجاج الشاعر و ذكرت له أبا زرعة و أبا حاتم و ابن وارة، و أبا جعفر الدارمي فقال: ما بالمشرق قوم أنبل منهم.
[قال ابن عساكر:] (4) هو جعفر بن أحمد بن سعيد بن صخر.
قال الخطيب (5):كتب إليّ أبو منصور عبد الوهّاب بن عبد اللّه بن عمر المرّي من دمشق، و قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين بن عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو نصر بن الجبّان، أنبأنا القاضي يوسف بن القاسم قال: سمعت أبا جعفر الطحاوي يقول:
ثلاثة من علماء الزمان بالحديث اتفقوا بالرّي لم يكن في الأرض في وقتهم أمثالهم، فذكر أبا (6) زرعة الرّازي، و محمّد بن مسلم بن وارة، و أبا حاتم الرّازي.
أخبرنا أبو القاسم، و أبو الحسن، قالا: ثنا - و أبو منصور بن زريق، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (7) أن محمّد بن علي المقرئ قال: قرأنا على الحسين بن هارون عن ابن سعيد قال:
سمعت عبد الرّحمن بن يوسف يقول: كان محمّد بن مسلم من أهل هذا الشأن المتقنين الأمناء، و قال ابن سعيد أيضا: عبد الرّحمن بن يوسف يقول: كنت ليلة عند محمّد بن مسلم، فذكر أبا إسحاق السبيعي، فذكر شيوخه، فذكر في طلق واحد: سبعين و مائتي رجل، ثم قال: كان ابن مسلم غاية شيئا عجبا.
ص: 391
قال (1):و أخبرني محمّد بن أبي الحسن، أنبأنا عبيد اللّه بن القاسم الهمذاني، أنبأنا عبد الرّحمن بن إسماعيل العروضي، ثنا أبو عبد الرّحمن النسائي قال: محمّد بن مسلم بن وارة ثقة، صاحب حديث.
أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنبأنا أبو بكر البيهقي.
و أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا:
أنبأنا أبو بكر بن خلف، قالا: أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو علي الحسين بن محمّد ابن عبدويه الورّاق - بالرّيّ - ثنا محمّد بن صالح الكيليني، قال سمعت أبا زرعة، و قال له رجل: ما الحجة في تعليلكم الحديث ؟ قال: الحجّة أن تسألني عن حديث له علة فأذكر علته، ثم تقصد ابن وارة - يعني: محمّد بن مسلم بن وارة - فتسأله عنه و لا تخبره بأنك قد سألتني عنه فيذكر علّته، ثم تقصد أبا حاتم فتعلّله ثم تميّز (2) كلامنا على ذلك الحديث، فإن وجدت بيننا خلافا في علته، فاعلم أنّ كلاّ منا تكلم على مراده، و إن وجدت الكلمة متفقة فاعلم حقيقة هذا العلم.
قال: ففعل الرجل ذلك، فاتفقت كلمتهم عليه، فقال: أشهد أن هذا العلم إلهام.
كتب إليّ [أبو] (3) نصر بن القشيري، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا علي بن عبدويه الورّاق - بالريّ - يقول: سمعت عبد الرّحمن بن أبي حاتم يقول: كان ابن وارة إذا اجتمع مع أبي زرعة تقدّمهم لأنه كان أسنّهم و أسندهم.
أخبرنا القاسم العلوي، و أبو الحسن الغسّاني، قالا: حدّثنا - و أبو منصور بن زريق، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (4)،أنبأنا أبو سعد الماليني.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، قالا: أنبأنا أبو أحمد بن عدي قال: سمعت عبد المؤمن بن أحمد بن حوثرة يقول:
كان أبو زرعة الرّازي (5) لا يقوم لأحد و لا يجلس أحدا في مكانه إلاّ لابن وارة، فإني رأيته يفعل ذلك به.
ص: 392
أخبرنا أبو نصر بن القشيري في كتابه، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا علي الحسن بن علي الحافظ يقول: سمعت أبا العباس أحمد بن محمّد بن سعيد يقول: تقدم ابن وارة إلى باب (1) أبي كريب فدقّ عليه الباب فقال أبو كريب (2) من هذا؟ فقال: ابن وارة، أبو الحديث و أمّه (3).
أخبرنا أبو القاسم، أنبأنا أبو القاسم،[أنا أبو القاسم] (4) أنبأنا أبو أحمد قال: و بلغني أن ابن وارة توسل إلى أبي كريب بسفيان بن وكيع ليحدّثه، فلم ير ابن وارة لنفسه من المحلّ عند أبي كريب مع شفاعة، فقال لأبي كريب: لم ينبئوك بنبئي لم يخبروك خبري، أنا (5) ابن وارة الرازي، فجفاه أبو كريب، و كان يدمدم مع نفسه مقدار شهر يقول: وارة وارة من وارة.
أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: ثنا - و أبو منصور بن خيرون، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (6)،أنبأنا أبو نعيم الحافظ قال: سمعت سليمان بن أحمد الطبراني يقول: سمعت زكريا السّاجي (7) يقول: جاء محمّد بن مسلم بن وارة إلى أبي كريب، و كان في ابن وارة بأو (8) فقال لأبي كريب: أ لم يبلغك خبري ؟ أ لم يأتك نبئي ؟ أنا ذو الرحلتين، أنا محمّد بن مسلم بن وارة، فقال أبو كريب: وارة، و ما وارة، و ما أدراك ما وارة، قم فو اللّه لا أحدّثنك و لا حدّثت قوما أنت فيهم.
قال الخطيب (9):أنبأنا أبو سعد الماليني.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، قالا: أنبأنا أبو أحمد بن عدي، ثنا القاسم بن صفوان البردعي، ثنا عثمان بن خرّزاذ قال: سمعت سليمان الشاذكوني يقول: جاءني محمّد بن مسلم بن وارة، فقعد يتقعر (10) في
ص: 393
كلامه، قال: قلت له: من أيّ بلد أنت ؟ قال: من أهل الريّ ، قال: ثم قال: أ لم يأتك خبري ؟ أ لم تسمع بنبئي ؟ أنا ذو الرحلتين، قال: قلت: من روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم «إن من الشعر حكمة، و إن من البيان سحرا»، قال: فحدّثني أصحابنا، قال: قلت: من أصحابك ؟ قال:
قلت: أبو نعيم، و قبيصة، قال: قلت: يا غلام ائتني بالدّبّة (1)،قال: فأتاني الغلام بالدّبّة (2)، فأمر به حتى ضربه الغلام خمسين، فقلت له: أنت تخرج من عندي ما أمر أن يقول حدّثني بعض علمائنا، و قال الماليني: بالدرة في الموضعين (3)[11717].
أخبرنا أبو القاسم الحسيني، و أبو الحسن الغسّاني، قالا: ثنا - و أبو منصور بن زريق، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (4)،أنبأنا محمّد بن عبد الواحد، ثنا محمّد بن العبّاس قال: قرئ على ابن المنادي، و أنا أسمع أن ابن وارة مات بالري في سنة خمس و ستين و مائتين.
قال: و أنبأنا السّمسار، أنبأنا الصفّار، ثنا ابن قانع قال: سنة سبعين و مائتين مات محمّد ابن مسلم بن وارة.
قال: و قرأت في كتاب محمّد بن مخلد بخطّه: سنة سبعين و مائتين فيها أخبرت أن محمّد بن مسلم بن وارة الرّازي مات في شهر رمضان.
و يقال: ابن إدريس - أبو عبد اللّه النيسابوريّ ، ثم الأرغياني الزاهد (5)
رحّال، سمع بدمشق أبا مسعود هاشم بن خالد بن أبي جميل، و الهيثم بن مروان العبسي، و أبا هبيرة محمّد بن الوليد، و بغيرها: محمّد بن هاشم البعلبكيّ ، و سهل بن صالح الأنطاكي، و محمّد بن رافع (6)،و إسحاق بن منصور، و إبراهيم بن سعيد الجوهري، و بندارا، و أبا موسى الزمن (7)،و زيد بن أخزم، و إسحاق بن شاهين، و أبا سعيد الأشج، و عبد الجبّار
ص: 394
ابن العلاء، و أحمد بن عبد اللّه بن علي بن سويد بن منجوف، و عبد اللّه بن محمّد الزهري، و يونس بن عبد الأعلى، و أبا عبيد اللّه أحمد بن عبد الرّحمن الوهبي، و أبا عتبة الحجازي، و مرداد بن جميل.
سمع منه: أبو بكر بن خزيمة و روى عنه، و ابنه أبو عمرو المسيّب بن محمّد، و أبو علي زاهر بن أحمد السرخسي، و أبو عبد اللّه محمّد بن يعقوب بن الأخرم (1)،و أبو حامد بن الشرقي (2)،و أبو عمرو بن حمدان، و أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي، و الحاكم أبو أحمد، و أبو أحمد الحسين بن علي التميمي، و أبو العباس أحمد بن محمّد بن أحمد البالويي (3)،و أحمد بن حرب النيسابوري الزاهد، و أبو الفضل محمّد بن إبراهيم الهاشمي، و أبو الحسين محمّد بن محمّد بن يعقوب الحجاجي، و أبو علي الحسين (4) بن علي الحافظ ، و أحمد بن الخضر الشافعي.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو طالب بن غيلان، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي، بانتقاء الدارقطني، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن المسيّب الأرغياني، ثنا إسحاق بن شاهين، ثنا هشيم بن بشير، عن أبي هارون العبدي قال: كنا نأتي أبا (5) سعيد الخدري فيقول: مرحبا بوصية رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، قلنا: و ما وصية رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ؟ قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«سيأتيكم (6) قوم من أطراف الأرضين يسألونكم عن الدّين، فإذا جاؤكم فأوسعوا لهم و استوصوا بهم خيرا و علّموهم»[11718].
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو القاسم المستملي، قالا: أنبأنا أبو سعد الأديب، أنبأنا أبو العباس أحمد بن محمّد البالويي.
ح و أخبرنا أبو محمّد السيدي (7)،أنبأنا أبو عثمان البحيري، أنبأنا أبو عمرو بن حمدان، أنبأنا محمّد بن المسيّب بن إسحاق - و قال البالويي: أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن المسيّب الأرغياني (8)،ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، ثنا أبو (9) أسامة، ثنا بريد (10) بن عبد
ص: 395
اللّه، ثنا أبو بردة - و في حديث ابن حمدان: عن أبي بردة - عن أبي موسى، عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم - و قال ابن حمدان: قال:- قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إذا أراد اللّه رحمة أمّة من عباده قبض نبيّها، فجعله لها فرطا و سلفا بين يديها، و إذا أراد هلكة أمّة عذّبها و نبيها حيّ ، فأقرّ عينه بهلكتها حتى كذبوه و عصوا أمره» (1)[11719].
قال الأديب: و سمعت أبا العباس يقول: سمعت محمّد بن المسيّب يقول: كتب عني هذا الحديث محمّد بن إسحاق بن خزيمة.
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، و أبو القاسم تميم بن أبي سعيد (2) بن أبي العبّاس، قالا: أنبأنا أبو عثمان البحيري، أنبأنا أبو علي زاهر بن أحمد بن محمّد، أنبأنا محمّد بن المسيّب ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، ثنا أبو أسامة، ثنا بريد (3) بن عبد اللّه، ثنا أبو بردة، عن أبي موسى عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«إنّ اللّه إذا أراد رحمة أمّة من عباده قبض نبيّها قبلها فجعله لها فرطا و سلفا بين يديها، و إذا أراد هلكة أمّة عذّبها و نبيّها حي، فأقر عينه بهلكتها حين كذّبوه و عصوا أمره»[11720].
قال محمّد بن المسيّب: قال لي محمّد بن إسحاق بن خزيمة: اقرأ علي هذا الحديث، فقلت: أنا أستحي منك أن أحدّثك، و أنت أستاذ (4) خراسان، فقال ابن علي الرازي يقول لك الأستاذ: حدّثني و أنت تقول لا، فقلت له: أنا لا أقول لا، و لكن أستحي أن أحدّثه، فقرأت عليه، فقال لي بعد القراءة ثلاث مرّات: بارك اللّه فيك يا أبا عبد اللّه، قال الشيخ - يعني - زاهرا: و بلغني أن محمّد بن إسحاق روى عنه هذا الحديث و قال على رأس الملأ: ثنا محمّد ابن المسيّب الشيخ الصالح، قالوا: من محمّد بن المسيّب ؟ ثم قصده الناس بعد ذلك.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (5):المسيّب ابن محمّد بن [المسيب] (6) بن إسحاق بن عبد اللّه بن إسماعيل بن أبي أويس [أبو عمرو] (7)
ص: 396
الأرغياني (1).قرأت نسبه هذا في كتاب أبي الحسن الدارقطني، و ذكر أنه كتبه بخطّه.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأنا أبو بكر الصفّار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال أبو عبد اللّه محمّد بن المسيّب بن إسحاق النيسابوريّ سكن بعض رساتيقها، سمع محمّد بن المثنّى، و محمّد بن بشّار، سمع منه ابن خزيمة، و أبو قريش محمّد بن جمعة الحافظ ، كان أحد صالحي مشايخنا، أدركناه محجوبا.
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: محمّد بن المسيّب بن إسحاق بن إدريس النيسابوريّ أبو عبد اللّه الأرغياني (2)،و كان من العباد المجتهدين، و من الجوّالين في طلب الحديث على الصدق و الورع، و ذكر بعض من سمع منه (3).
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو عثمان سعيد بن محمّد بن أحمد بن محمّد البحيري، أنبأنا زاهر بن أحمد الفقيه، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن المسيّب الأرغياني الشيخ الصالح بحديث ذكره.
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت غير واحد من مشايخنا يذكرون عنه أنه قال: ما أعلم منبرا من منابر الإسلام بقي عليّ لم أدخله لسماع الحديث.
[حد] ثنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القرشي، أنبأنا أبو روح ياسين بن سهل بن محمّد الصوفي القايني، ثم قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، قالا: أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمّد بن يحيى يقول:
سمعت محمّد بن المسيّب الأرغياني يقول: كنت أمشي بمصر و في كمي مائة جزء، في كل جزء ألف حديث (4).
قرأت على أبي القاسم عن أبي بكر، أنبأنا [أبو] (5) عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا الحسن بن يعقوب الحافظ يقول: كان محمّد بن المسيّب يقرأ علينا، فإذا قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بكى حتى نرحمه.
ص: 397
قال: و سمعت أبا أحمد محمّد بن علي الكلابي يقول: بكى محمّد بن المسيّب حتى عمي (1).
قال: و سمعت أبا علي الحسين بن علي الحافظ يقول: كان محمّد بن المسيّب الأرغياني يمشي بمصر و في كمّه مائة ألف حديث، قيل لأبي: و كيف كان يمكن هذا؟ قال:
كانت أجزاؤه صغارا بخطّ دقيق، في كل جزء ألف حديث معدودة، و كان يحمل معه مائة جزء، فصار هذا كالمشهور من شأنه (2).
قال: و سألت أبا عمرو المسيّب بن محمّد (3) بن المسيّب عن وفاة أبيه فقال لي (4):
توفي أبي يوم السبت النصف من جماد الأول سنة خمس عشرة و ثلاثمائة و هو ابن اثنتين و تسعين (5) سنة، و سمعت أبي يقول غير مرة (6):ولدت سنة ثلاث و عشرين و مائتين (7).
أبو عبد اللّه،- و قيل: أبو الحسن - القرقساني (8)(9)
من أهل قرقيسيا (10).
قدم على الأوزاعي، و سمع منه، و حدّث عنه، و عن مالك بن أنس، و حمّاد بن سلمة، و المبارك بن فضالة، و أبي الأشهب جعفر بن حيان، و أبي مالك عبد الملك بن الحسين النخعي، و سحيم بن هانئ، و إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق.
روى عنه: زهير بن محمّد بن قمير (11)،و أحمد بن حنبل، و أبو بكر بن أبي شيبة، و يعقوب بن إبراهيم الدورقي، و محمّد بن إسحاق الصغاني، و عباس بن محمّد الدوري،
ص: 398
و أحمد بن منصور بن بشار الرمادي، و محمّد بن عبيد اللّه بن أبي داود المنادي، و محمّد بن يوسف بن الطباع، و أحمد بن عبيد بن ناصح أبو عصيدة النحوي، و موسى بن الحسن النسائي، و سعيد بن رحمة المصّيصي، و الحسن بن مكرم البزاز، و أحمد بن محمّد بن يزيد ابن أبي الخناجر الأطرابلسي، و أحمد بن عصام الأصبهاني، و علي بن سعيد بن شهريار، و أبو عمرو عثمان بن يحيى القرقساني و غيرهم.
أخبرنا أبو القاسم، أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو طالب بن غيلان، أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه الشافعي، ثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن عبدويه الخزاز في سنة سبع و سبعين و مائتين، ثنا محمّد بن مصعب القرقساني، ثنا إسرائيل، عن زكريا بن أبي زائدة.
قال: حدّثني من سمع أنس بن مالك يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إنّ اللّه تعالى ليدخل العبد الجنّة بالأكلة (1) و الشربة، يحمد اللّه عليها».
الذي سمع أنسا هو سعيد بن أبي موسى الأشعري.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنبأنا حمزة ابن يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عدي (2)،ثنا محمّد بن أحمد بن سعد بن سميع البالسي، و عبد اللّه (3) بن أبي سفيان الموصلي، قالا: ثنا علي بن سعيد بن شهريار، ثنا محمد بن مصعب، ثنا حماد (4) بن سلمة، عن أبي العشراء (5)،عن أبيه قال: لمّا مرض أبي أتاه النبي صلى اللّه عليه و سلّم فتفل عليه من قرنه (6) إلى قدمه ثلاث، فراقه (7) إلى جسده.
قال أبو أحمد: و هذا عن حمّاد بن سلمة بهذا الإسناد ليس يرويه غير محمّد، و لمحمّد ابن مصعب عن الأوزاعي و عن غيره أحاديث صالحة، و عندي أنه ليس برواياته بأس.
ص: 399
أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: ثنا - و أبو منصور بن زريق، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (1)،أنبأنا ابن الفضل، أنبأنا علي بن إبراهيم، ثنا ابن فارس.
و أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، قالا: ثنا البخاري (2) قال: أبو عبد اللّه محمّد بن مصعب القرقساني كان يحيى بن معين يسيء الرأي فيه.
أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم، قال (3):محمّد بن مصعب القرقساني روى عن الأوزاعي، و أبا بكر بن أبي مريم، و سحيم بن هانئ، روى عنه أبو بكر بن أبي شيبة، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنبأنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف، أنبأنا أبو سعيد بن حمدون، أنبأنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو الحسن محمّد بن مصعب القرقساني عن الأوزاعي، روى عنه أبو بكر بن أبي شيبة.
قرأت على أبي الفضل [بن] ناصر عن جعفر (4) بن يحيى، أنبأنا أبو نصر الوائلي، أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، قال: أخبرني أبي قال أبو الحسن محمّد بن مصعب القرقساني ضعيف.
و قال النسائي في موضع آخر بهذا الإسناد: أبو عبد اللّه محمّد بن مصعب القرقساني.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنبأنا هبة اللّه بن عمر، أنبأنا أبو بكر المهندس، ثنا أبو بشر الدولابي قال: أبو الحسن محمّد بن مصعب القرقساني.
ص: 400
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي طاهر بن أبي الصقر (1)،ثنا هبة اللّه، أنبأنا أبو بكر، ثنا أبو بشر في موضع [آخر] (2) قال: أبو عبد اللّه محمّد بن مصعب القرقساني.
أخبرنا أبو القاسم النسيب، و أبو الحسن المالكي، قالا: ثنا - و أبو منصور بن زريق، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (3).
ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن المظفر بن بكران، قالا:
أنبأنا أحمد بن محمّد العتيقي، أنبأنا يوسف بن أحمد الصيدلاني - بمكة - ثنا أبو جعفر محمّد ابن عمرو بن موسى العقيلي قال: محمّد بن مصعب القرقساني كان ببغداد.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا [أبو] (4) أحمد بن عدي (5) قال: محمّد بن مصعب القرقساني يكنى أبا الحسن.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن [أبي] (6) علي، أنبأنا أبو بكر الصفّار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا [أبو] أحمد الحاكم (7) قال: أبو الحسن، و يقال: أبو (8) عبد اللّه محمّد بن مصعب القرقساني، يروي عن الأوزاعي، و أبي بكر بن أبي مريم، روى عنه الأوزاعي أحاديث منكرة، روى عنه أبو بكر بن أبي شيبة، و مجاهد بن موسى.
قال: و أنبأنا أبو أحمد قال: أبو عبد اللّه، و يقال: أبو الحسن محمّد بن مصعب القرقساني (9) عن الأوزاعي، و أبي بكر بن أبي مريم الغسّاني، ليس بالقوي عندهم، روى عنه أبو بكر بن أبي شيبة، و يعقوب الدورقي، كنّاه لنا محمّد [نا محمد] (10) قال: كان يحيى بن معين سيّئ الرأي فيه.
أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن زريق، قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (11):محمّد بن مصعب بن صدقة، أبو عبد اللّه، و قيل: أبو الحسن
ص: 401
القرقساني، سكن بغداد، و حدّث بها عن الأوزاعي، و مالك بن أنس، و حمّاد بن سلمة، و مبارك بن فضالة، و أبي الأشهب، و أبي مالك النخعي، حدّث عنه أحمد بن حنبل، و يعقوب ابن إبراهيم الدورقي، و أحمد بن منصور الرمادي، و محمّد بن عبيد [اللّه] (1) المنادي، و محمّد ابن إسحاق الصغاني، و عباس الدوري، و محمد (2) بن يوسف بن الطباع، و أحمد بن عبيد بن ناصح، و موسى بن الحسن النسائي و غيرهم.
قال الخطيب (3):و أخبرني علي بن أحمد المؤدّب [نا] (4) القاضي، أبو (5) عبد اللّه أحمد بن إسحاق بن خربان النهاوندي - بالبصرة - أنبأنا الحسن بن عبد الرّحمن الرامهرمزي، حدّثني عبد اللّه بن أحمد الغزاء، حدّثني سعيد بن رحمة، عن القرقساني قال: كنت آتي الأوزاعي فيحدّث بثلاثين حديثا، فإذا تفرق الناس عرضتها عليه، فلا أخطئ فيها، فيقول الأوزاعي: ما أتاني أحفظ منك.
قال الخطيب (6):و قرأت على محمّد بن علي بن يعقوب المعدل، عن أبي يعقوب (7)يوسف بن إبراهيم الجرجاني، أنبأنا أبو نعيم عبد الملك بن محمّد، ثنا أحمد بن محمّد بن يزيد بن أبي الخناجر الأطرابلسي قال: كنا على باب محمّد بن مصعب، فأتاه يحيى بن معين و نحن حضور، فقال له: يا أبا الحسن أخرج إلينا كتابا من كتبك،[فقال له: عليك] (8) بأفلح الصيدلاني، فقام غضبان فقال له: لا ارتفعت لك راية معي أبدا، قال له محمّد بن مصعب:
إن لم ترتفع إلاّ بك فلا رفعها اللّه.
قال أبو علي أحمد بن محمّد بن يزيد: و ما رأينا له كتابا قط ، و إنّما كان يحدّث حفظا - يعني - محمّد بن مصعب.
قال الخطيب: و كان كثير الغلط لتحديثه من حفظه، و يذكر عنه الخير و الصلاح.
أخبرناه أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو بكر الشامي، أنبأنا أبو الحسن العتيقي، ثنا يوسف بن أحمد، أنبأنا أبو جعفر العقيلي (9)،ثنا عبد اللّه بن أحمد قال: سمعت أبي يذكر.
ص: 402
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم الإسماعيلي، أنبأنا حمزة (1)السهمي، أنبأنا عبد اللّه بن عدي (2)،ثنا ابن حمّاد، حدّثني عبد اللّه قال: سمعت أبي ذكر محمّد بن مصعب فقال: لا بأس به، و حدّثنا عنه بأحاديث كثيرة.
أخبرنا أبو القاسم الخطيب، و أبو (3) الحسن المالكي، قالا: حدّثنا - و أبو منصور الشيباني، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (4)،أنبأنا محمّد بن علي المقرئ قال: قرأنا على الحسين ابن هارون، عن ابن سعيد، أخبرني عبد اللّه بن أحمد قال: سمعت أبي - و ذكر محمّد بن مصعب - فقال: لا بأس به، و حدّثنا عنه بأحاديث.
أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنبأنا أبو بكر الخطيب (5)،أنبأنا البرقاني، أنبأنا أحمد بن محمّد بن حسنويه، أنبأنا الحسين بن إدريس، ثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: حديث القرقساني - يعني: محمّد بن مصعب - عن الأوزاعي مقارب، و أمّا عن (6) حمّاد بن سلمة ففيه تخليط ، قلت لأحمد تحدّث عنه ؟ أعني القرقساني - قال:
نعم.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأنا أبو نصر الوائلي، أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أنبأنا عبد اللّه بن أحمد بن محمّد بن حنبل (7)،قال: سألت يحيى بن معين عن محمّد بن مصعب القرقساني قال لي ليس بشيء.
و قال (8):كان لي رفيق و كان صاحب غزو كثير، فحدّثنا يوما عن أبي الأشهب عن أبي رجاء عن عمران بن حصين أنه كره بيع السلاح في الفتنة. قال يحيى: قلت أنا لمحمّد بن مصعب: هذا يروونه عن أبي رجاء قوله، فقال: هكذا سمعته، ثم قال لي يحيى: لم يكن من أصحاب الحديث (9).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا أبو القاسم
ص: 403
السهمي، أنبأنا أبو أحمد بن عدي (1)،ثنا ابن حمّاد، ثني عبد اللّه بن أحمد قال: سألت يحيى بن معين عن محمّد بن مصعب القرقساني، فقال: ليس بشيء، و كان رفيقا (2) لي، و كان صاحب غزو كثير، فحدّثني يوما عن أبي الأشهب عن أبي رجاء، عن (3) عمران بن حصين أنه كره بيع السلاح في الفتنة، قال يحيى: فقلت أنا لمحمّد بن مصعب: هذا يرويه عن أبي رجاء قال: هكذا سمعته، قال يحيى: لم يكن من أصحاب الحديث.
أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن الغسّاني، قالا: ثنا - و أبو منصور بن زريق، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (4)،أنبأنا محمّد بن علي المقرئ قال: قرأنا على الحسين بن هارون، عن أبي سعيد، أخبرني عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، قرأته عليه، قال: سألت يحيى بن معين فذكر نحوه.
أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم (5)،أنبأنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، فيما كتب إليّ - قال: سمعت يحيى بن معين يقول: لم يكن محمّد بن مصعب من أصحاب الحديث كان مغفلا، حدّث عن أبي رجاء عن عمران بن حصين، كره بيع السّلاح في الفتنة، و هو كلام أبي رجاء.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل بن (6) خيرون، أنبأنا أبو العلاء الواسطي، أنبأنا محمّد بن أحمد البابسيري، أنبأنا الأحوص بن المفضّل بن غسّان، حدّثني أبي قال: سألت يحيى بن معين عن محمّد بن مصعب القرقساني (7) فقال: ليس بشيء.
أخبرنا أبو البركات، أنبأنا ثابت بن بندار، أنبأنا محمّد بن علي، أنبأنا أبو بكر
ص: 404
البابسيري، أنبأنا الأحوص بن المفضل، حدّثني أبي قال: و سأل أبو زكريا عن محمّد بن مصعب القرقساني فضعّفه جدا.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو بكر الشامي، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمّد العتيقي، أنبأنا يوسف بن أحمد، أنبأنا أبو جعفر العقيلي (1)،ثنا محمّد بن أحمد، ثنا معاوية قال: قال لي يحيى بن معين: محمّد بن مصعب ليس بشيء، روى عن أبي الأشهب عن أبي رجاء عن عمران بن حصين أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم نهى عن بيع السّلاح في الفتنة، و إنّما هذا عن أبي رجاء أنه نهى عن بيع السّلاح في الفتنة، فقال: هو عن عمران بن حصين عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم، قال أبو جعفر: و قد رواه سلام بن زرير (2) عن أبي رجاء عن عمران، و لم يرفعه.
أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: حدّثنا - و أبو منصور بن زريق، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (3) قال: أنكر يحيى على محمّد بن مصعب حديث أبي رجاء إذ رواه عن عمران بن حصين، قوله: و قد روى عن ابن مصعب مرفوعا إلى النبي صلى اللّه عليه و سلّم. كذلك أخبرناه علي بن أبي علي، أنبأنا محمّد بن علي بن الحسن العنبري، أنبأنا أبو القاسم أصبغ بن خالد بن يزيد بن عثمان القرقساني، ثنا عثمان بن يحيى بن عثمان أبو عمرو القرقساني.
و أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة، أنبأنا حمزة، أنبأنا أبو أحمد (4)،ثنا أحمد بن الحسين بن عبد الصّمد، ثنا عثمان بن يحيى - إمام جامع قرقيسا - ثنا محمّد بن مصعب، ثنا أبو الأشهب، عن أبي رجاء، عن عمران بن حصين قال: نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عن بيع السّلاح في الفتنة[11721].
أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنبأنا أبو بكر الحموي، أنبأنا أبو الحسن المجهز، أنبأنا يوسف بن أحمد، أنبأنا أبو جعفر العقيلي (5) قال: و هذا الحديث يعرف مرفوعا من حديث بحر السّقّاء.
[قال العقيلي:] ثناه محمد بن إسماعيل، ثنا عمر بن سهل المناري (6)،ثنا بحر بن
ص: 405
كثير (1) عن عبد اللّه اللقيطي، عن أبي رجاء، عن عمران بن حصين قال: نهى النبي صلى اللّه عليه و سلّم عن بيع السلام في الفتنة[11722].
قال (2):و حدثناه علي بن عبد العزيز، ثناه عبد الغفار بن عبد اللّه الحداد، ثنا المعافى عن بحر السقاء، عن عبد اللّه بن أبي بشر، عن أبي رجاء عن عمران بن حصين عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم مثله.
قال أبو جعفر: و لا يصح عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم مثله، و لا يصح [إلاّ] (3) عن أبي رجاء.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: ثنا - و أبو منصور بن زريق، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي (4) قال:
دفع [إليّ ] (5) محمّد بن أحمد بن رزق أصل كتابه الذي سمعه من مكرم بن أحمد القاضي فنقلت منه، ثم أخبرني أبو القاسم الأزهري، أنبأنا عبيد اللّه (6) بن عثمان بن يحيى، أنبأنا مكرم، ثني يزيد بن الهيثم أبو خالد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: القرقساني مسلم صاحب غزو، و ليس يدري ما يحدّث.
قال القاضي: قلت لأبي خالد:- تعني بالقرقساني محمّد بن مصعب ؟ قال: نعم.
قال (7):و أخبرني علي بن عبد العزيز الطاهري، أنبأنا عبيد اللّه (8) بن عبد الرّحمن بن محمّد قال: وجدت في كتاب جدي أبي عبد اللّه محمّد بن عبيد اللّه الزهري عن يحيى بن معين قال: محمّد بن مصعب لا شيء.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأنا أبو نصر الوائلي، أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أنبأنا معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين قال: محمّد بن مصعب ليس بشيء.
ص: 406
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد (1)،ثنا ابن حمّاد، ثنا معاوية، عن يحيى قال: محمّد بن مصعب القرقساني ليس حديثه بشيء، لا تبالي أن لا تراه (2).
أخبرنا أبو القاسم النسيب، و أبو الحسن الزاهد، قالا: ثنا و أبو منصور بن رزيق، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (3)،أخبرني عبد اللّه بن يحيى السكري، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه الشافعي، ثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، ثنا ابن الغلابي قال: سألت يحيى بن معين عن محمّد بن مصعب القرقساني فقال: ليس بشيء.
أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنبأنا أبو القاسم، أنبأنا حمد - إجازة-.
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (4):سألت أبي عنه فقال: ليس بالقوي، و سألت أبا زرعة عن محمّد بن مصعب القرقساني فقال: صدوق في الحديث، و لكنه حدّث بأحاديث منكرة، قلت: فليس هذا مما يضعّفه ؟ قال: نظن أنه غلط فيها.
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا أبو (5) محمّد الكتّاني، أنبأنا أبو نصر بن الجبّان - إجازة - ثنا أحمد بن القاسم الميانجي، ثنا أحمد بن طاهر بن النجم، حدّثني أبو عثمان سعيد ابن عمرو قال: قال لي أبو زرعة الرازي: محمّد بن مصعب يخطئ كثيرا عن الأوزاعي و غيره.
أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنبأنا ابن مندة، أنبأنا حمد (6)-إجازة-.
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (7):و سألت أبي عنه فقال: ضعيف الحديث، قلت له: إن أبا زرعة قال و كذا و حكيت له كلامه، فقال: ليس هو عندي كذا ضعف لما حدّث به من المناكير، قلت لأبي زرعة: محمّد بن مصعب و علي بن
ص: 407
عاصم أيّهما أحبّ إليك ؟ قال: محمّد بن مصعب أحبّ إليّ ، علي بن عاصم يتكلم بكلام سوء.
أخبرنا أبو القاسم بن أبي الجن، و أبي الحسن بن قبيس، قالا: ثنا - و أبو منصور بن زريق، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (1)،أنبأنا محمّد بن علي المقرئ، ثنا أبو مسلم بن مهران، ثنا عبد المؤمن بن خلف النسفي، قال: و سألت أبا علي صالح بن محمّد البغدادي عن حديث محمّد بن مصعب عن الأوزاعي عن يحيى (2) عن أبي (3) سلمة عن عمرو أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم مسح على العمامة، فقلت: صحيح ؟ فقال: يحتاج أن يكون بين أبي سلمة و عمرو، و جعفر بن عمرو، أبو سلمة لم يسمع من عمرو، و محمّد بن مصعب ضعيف في الأوزاعي.
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر أحمد بن الحسين، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني خلف بن محمّد قال: سمعت صالح بن محمّد يقول: عامة حديث محمّد بن مصعب عن الأوزاعي مقلوبة، و قد روى عن الأوزاعي غير حديث كلها مناكير ليس لها أصول.
أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: ثنا - و أبو منصور بن زريق، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (4)،ثنا محمّد بن علي الصوري، أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه، أنبأنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النسائي، أخبرني أبي قال: أبو الحسن محمّد بن مصعب القرقساني ضعيف.
قال (5):و أخبرني الحسين بن علي الصيمري، ثنا علي بن الحسن الرازي، أنبأنا محمّد ابن محمّد بن داود الكرجي، ثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش، قال: محمّد بن مصعب القرقساني منكر الحديث.
قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد الخوارزمي، أنبأنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، ثنا عبد اللّه بن محمّد سيار الفرهياني و سألته من أوثق أصحاب الأوزاعي ؟ فقال: عمر بن عبد الواحد لا بأس به، و محمّد ابن مصعب عن الضعفاء، و ابن أبي العشرين ليس بقوي.
ص: 408
أخبرنا أبو القاسم، و أبو الحسن، قالا: ثنا - و أبو منصور، أنبأنا - أبو بكر الخطيب (1)، أنبأنا عبد اللّه بن أبي بكر بن شاذان، أنبأنا أبي، ثنا عثمان بن محمّد السمرقندي، ثنا أبو أميّة الطرسوسي.
قال: و أنبأنا السّمسار، أنبأنا الصفّار، ثنا ابن قانع قالا: سنة ثمان و مائتين (2) مات القرقساني.
قرأت (3) على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنبأنا مكي بن محمّد، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن زبر، ثنا الشعراني، ثنا أبو أميّة قال: مات محمّد بن مصعب القرقساني سنة ثمان و مائتين.
روى عن سليمان بن عبد الرّحمن، و هشام بن عمّار، و كثير بن عبيد، و محمّد بن إسماعيل بن عليّة، و محمّد بن يحيى بن حمزة، و هشام بن خالد، و أبي عمير عيسى بن محمّد النّحاس، و دحيم، و عثمان بن سعيد الحراني، و أبي عتبة الحجازي، و محمّد بن عبيد اللّه (4)السرّاج، و محمّد بن الحارث الكفرتوثي، و خالد بن عمير التجيبي.
روى عنه: أبو بكر الخرائطي.
و لم أجد للدمشقيين عنه رواية، و أظنّه مات في الغربة.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر الخرائطي، ثنا أبو الحارث محمّد بن مصعب الدمشقي، ثنا هشام بن عمّار، ثنا القاسم بن عبد اللّه، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللّه قال: قال [رسول اللّه] (5) صلى اللّه عليه و سلّم:«من شقوة ابن آدم سوء الخلق»[11723].
أخبرنا أبو الحسن السّلمي، و أبو المعالي بن الشعيري، قالا: أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر، أنبأنا أبو بكر الخرائطي، ثنا أبو الحارث محمّد بن مصعب
ص: 409
الدمشقي، ثنا أبو عمير (1) النحّاس عيسى بن محمّد الرّملي (2)،ثنا ضمرة بن ربيعة، عن ابن شوذب، عن ثابت، عن أنس قال: أتى رجل بقاتل (3) وليّه إلى النبي صلى اللّه عليه و سلّم فقال [له] (4) النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«اعف عنه» فأبى، قال:«خذ أرشا» (5)،فأبى، قال:«فاذهب فاقتله فأنت مثله»، قال:
فخلى سبيله، قال:«فرئي يجر نسعته (6) ذاهبا إلى أهله، قال: كأنه قد كان أوثقه»[11724].
قال ابن شوذب عن عبد الله بن القاسم: فليس لأحد بعد النبي صلى اللّه عليه و سلّم يقول فاقتله فإنك مثله.
أخبرناه عاليا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز العباسي، أنبأنا أبو علي الحسن ابن عبد الرّحمن الشافعي، أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد العبقسي، أنبأنا إبراهيم بن محمّد الديبلي (7)،كذا قال لنا أبو جعفر، و إنما هو العباس بن محمّد بن الحسن بن قتيبة، ثنا أبو عمير (8)،ثنا ضمرة، عن ابن شوذب، عن ثابت البناني (9)،عن أنس بن مالك قال: جاء رجل بقاتل وليّه إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«اعف [عنه»] (10)،فأبى، قال:«خذ أرشا» فأبى، فقال:«فاذهب فاقتله فإنك مثله»، فقيل له: ويحك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قد قال:«اقتله فإنك مثله»، قال: فخلّى سبيله فرئي يجر نسعته ذاهبا إلى أهله كأنه قد أوثقه قال ابن شوذب عن عبد اللّه بن القاسم ليس لأحد بعد النبي صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«اقتله فإنك مثله»[11725].
رواه ابن ماجة (11) عن أبي عمير.
7006 - محمّد بن مصفّى بن بهلول أبو عبد اللّه القرشيّ الحمصيّ (12)
قدم دمشق و حدّث بها.
ص: 410
و روى عن سويد بن عبد العزيز، و محمّد بن حرب، و بقية، و مروان بن محمّد الطاطري، و الوليد بن مسلم، و يوسف بن السفر، و محمّد بن حمير، و حفص بن عمر العدني، و محمّد بن شعيب بن شابور، و يحيى بن سعيد الحمصيّ [العطار، و العباس بن الوليد - صاحب لشعبة - و أنس بن عياض، و عصام بن المثنى بن واصل (1) الحمصي] (2)، و شريح بن يزيد، و عبيد اللّه بن موسى، و عبد الرحيم بن سليمان الكوفي، و أبي سلمة موسى ابن إسماعيل التبوذكي، و منبه بن عثمان اللخمي، و المعافى بن عمران الظهري.
روى عنه: أبو حاتم الرّازي، و محمّد بن تمام بن صالح، و زكريا بن يحيى السجزي، و أحمد بن المعلى، و خالد بن روح بن أبي حجير، و أبو عبد الرّحمن محمّد بن العباس بن الوليد بن الدرفس، و جعفر بن أحمد بن عاصم، و حميد بن محمّد بن النضير (3) البعلبكي، و عبد اللّه بن محمّد بن سلّم (4) المقدسي، و أبو عروبة الحراني، و أبو بكر الباغندي، و محمّد ابن يحيى بن رزين (5) العطار، و أبو الطاهر بن فيل، و أبو العباس بن قتيبة، و عمران بن موسى ابن فضالة الموصلي، و عبدان الجواليقي، و إبراهيم بن دحيم، و سعيد بن عبد العزيز الحلبي، و سليمان بن محمّد الخزاعي، و أحمد بن يحيى الأنطاكي، و أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم البسري، و أبو علي بن قيراط ، و أبو زرعة الدمشقي، و محمّد بن بشر بن يوسف بن مامويه (6)(7)،و محمّد بن عبيد اللّه بن الفضيل الكلاعي، و أبو محمّد عبد الصّمد بن عبد اللّه بن عبد الصّمد، و محمّد بن إدريس بن أبي حمادة، و الحسين بن إبراهيم السكوني، و عمر ابن سعيد المنبجي (8).
أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، ثنا عبد اللّه بن محمّد بن سلام (9)،و أبو عروبة، و محمّد بن يحيى بن رزين (10)،و الباغندي،
ص: 411
و عدة، قالوا: أنبأنا محمّد بن مصفّى الحمصيّ ، ثنا محمّد بن حرب، عن ابن جريج، عن مالك، عن الزهري، عن أنس أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم دخل مكة زمن الفتح و على رأسه المغفر[11726].
قال: و أنبأنا ابن المقرئ، أنبأنا أبو الطاهر الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل، و كان يقال: إنه من الأبدال، و عبد اللّه بن محمّد بن سلم (1) المقدسي، و محمّد بن الحسن بن قتيبة، و أبو عروبة، قالوا: أنبأنا محمّد بن مصفّى، ثنا محمّد بن حرب، عن عبيد اللّه، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«ليس من البرّ الصّيام في السّفر»[11727].
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو سعد الأديب، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم ابن عبدويه (2)،ثنا أحمد بن محمّد بن علي، ثنا محمّد بن مصفّى (3)،ثنا محمّد بن حرب، عن عبيد اللّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«ليس من البرّ الصّيام في السّفر»[11728].
أنبأنا أبو طالب بن يوسف، و حدّثني أبو المعمر (4) الأنصاري عنه، أنبأنا الحسن بن علي الجوهري، أنبأنا أبو بكر محمّد بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد الصفّار، ثنا محمّد بن صالح (5) بن عبد الرّحمن بن أبي عصمة، ثنا أبو عبد اللّه محمّد بن مصفّى الحمصيّ بدمشق و هو يريد الحج سنة ست و أربعين و مائة.
أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنبأنا أبو الفضل، و أبو الحسين (6)،و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل: و محمّد بن الحسن قالا: أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا البخاري (7) قال: محمّد بن مصفّى الحمصيّ توفي بمكة في الموسم سنة ست و أربعين و مائتين.
أخبرني أبو محمّد المزكي، ثنا أبو محمّد الصوفي، أنبأنا أبو القاسم البجلي، أنبأنا أبو الميمون البجلي، ثنا أبو زرعة قال في تسمية أهل حمص عن أصحابهم محمّد بن مصفّى.
أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنبأنا ابن مندة، أنبأنا حمد (8)-إجازة-.
ص: 412
ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا ابن أبي حاتم قال (1):محمّد بن مصفّى الحمصيّ روى عن بقية، و محمّد بن حرب، و محمّد بن حمير، و الوليد بن مسلم، و سويد بن عبد العزيز، و شريح بن يزيد، و يحيى بن سعيد العطّار.
كتب عنه أبي، و روى عنه، سمعت أبي يقول ذلك، سئل أبي عن محمّد بن مصفّى فقال: صدوق.
أخبرنا أبو جعفر في كتابه، أنبأنا الصفّار، أنبأنا ابن منجويه، أنبأنا أبو أحمد قال:
أبو عبد اللّه محمّد بن مصفّى بن بهلول القرشيّ الحمصيّ ، سمع محمّد بن حرب الخولاني، و بقية بن الوليد، روى عنه محمّد بن عوف (2) أبو جعفر، و أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو، و أبو عبد الرّحمن النسائي، كنّاه لنا محمّد بن محمّد بن سليمان الواسطي، ذكر محمّد بن أحمد بن شاكر، أنبأنا عبد الرّحمن بن إسماعيل بن عبد اللّه بن سليمان الخولاني قال: أملى علينا أبو عبد الرّحمن أحمد بن شعيب قال: محمّد بن مصفّى بن بهلول صالح.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو بكر الشامي، أنبأنا العتيقي، أنا يوسف بن أحمد، أنبأنا العقيلي (3)،ثنا عبد اللّه بن أحمد قال: سألت أبي عن حديث رواه محمّد بن مصفّى عن الوليد فأنكره أبي جدا و قال: ليس يروى إلاّ عن الحسن.
قرأت على أبي القاسم الشّحّامي، عن البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحاكم، أخبرني علي ابن محمّد المروزي قال:
و سألته - يعني صالح بن محمّد جزرة عن محمّد بن مصفّى فقال: كان مخلطا، أرجو أن يكون صدوقا - زاد غير البيهقي: و قد حدّث بأحاديث مناكير (4).
و قال أبو حاتم بن حبّان: سمعت ابن فضيل يقول: عادلته (5)-يعني - محمّد بن مصفّى من حمص إلى مكة سنة ست و أربعين فاعتلّ بالجحفة (6) و دخلنا مكة و هو لما به، و مات
ص: 413
بمنى، فدخل أصحاب الحديث عليه و هو في النزع فقرءوا عليه حديث ابن جريج عن مالك (1)و حديث ابن حرب عن عبيد اللّه بن عمر، فما عقل ممّا قرئ عليه شيئا.
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أحمد بن الحسين، أنبأنا الحاكم قال:
سمعت أبا العبّاس محمّد بن أحمد الدقّاق يقول: سمعت أبا قريش محمّد بن جمعة يقول:
دخلت أنا و أبو العباس الأزهري مكة و قد حج تلك السّنة محمّد بن مصفّى بن بهلول، فذهبنا جميعا إليه و هو عليل، و لم نمكن من لقائه، ثم انصرفنا إليه جميعا و قد مات، و قد بلغني أن أبا العباس حدّث عنه، و هذه الحجّة كانت سنة ست و أربعين.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أحمد بن علي بن سوار، أنبأنا أبو الفضل الكوفي.
ثم قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن الكوفي، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عمران، ثنا عبد اللّه بن أبي داود قال: و مات محمّد سنة ست و أربعين و مائتين في المحرّم بمكة.
قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنبأنا مكي بن محمّد، أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال:
و فيها - يعني - سنة ست و أربعين و مائتين مات محمّد بن مصفّى الحمصيّ بمكة في موسم [سنة ست و أربعين و مائتين].
قال أبو حاتم محمد بن حبان: و سمعت مكحولا يقول: سمعت] (2) محمّد بن عوف يقول (3):رأيت محمّد بن مصفّى في النوم و كان مات بمكة، فقلت: يا أبا عبد اللّه (4) قد متّ ؟ إلى ما صرت ؟ قال: إلى خير، و مع ذلك فنحن نرى ربنا كلّ يوم مرتين، فقلت: يا أبا عبد اللّه، صاحب سنة في الدنيا، و صاحب سنّة في الآخرة، قال: فتبسّم إليّ (5).
ص: 414
ابن داود بن مطرّف (1) بن عبد اللّه بن سارية أبو غسّان المدني (2)
نزيل عسقلان، من موالي عمر بن الخطّاب، و يقال الليثي
حدّث عن أبي حازم، و زيد بن أسلم، و داود بن فراهيج، و حسّان بن عطية، و سهيل بن أبي صالح، و محمّد بن المنكدر، و صفوان بن سليم، و محمّد بن عجلان.
روى عنه إبراهيم بن أبي عبلة، و سفيان الثوري، و عيسى بن يونس السبيعي، و عبد اللّه ابن المبارك، و ابن وهب، و مبشر بن إسماعيل، و يحيى بن حمزة، و الوليد بن مسلم، و موسى بن [أعين] (3) الجزري، و يزيد بن هارون، و سعيد بن عبد الجبّار بن الزبيدي، و الحسن بن موسى الأشيب، و علي بن عيّاش، و سعيد بن أبي مريم، و آدم بن أبي إياس، و عبد الرّحمن بن زياد الرصاصي، و رواد بن الجراح، و علي بن أبي الجعد، و عثمان بن سعيد ابن كثير بن دينار، و حجّاج بن محمّد الأعور.
و وفد على الوليد بن يزيد، و قد تقدم ذكر وفوده في ترجمة داود بن فراهيج.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو طالب بن غيلان، ثنا أبو بكر الشافعي، ثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي، ثنا علي بن عيّاش، ثنا محمّد بن مطرّف، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن عائشة أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«طهور كل أديم دباغه»[11729].
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو الحسين (4) محمّد بن أحمد بن محمّد ابن حسنون النرسي، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني، أنبأنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد.
ص: 415
ح و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو الغنائم بن المأمون، أنبأنا أبو الحسن (1)الدارقطني، ثنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز - إملاء من لفظه - ثنا علي بن الجعد، أنبأنا أبو غسّان - و هو محمّد بن مطرّف - عن أبي حازم، عن سهل بن سعد قال:
سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«إنّ العبد ليعمل فيما بين الناس - و قال ابن عبد الباقي: فيما يبدو (2) الناس بعمل أهل الجنّة، و إنه لمن أهل النار، و إنّ العبد ليعمل فيما بين الناس بعمل أهل النار و إنه لمن أهل الجنّة، و إنّما الأعمال بالخواتيم» (3)[11730].
قال الدارقطني: ثابت، غريب من حديث أبي حازم سلمة بن دينار، عن سهل بن سعد.
قوله:«إنّما الأعمال بالخواتيم» (4) تفرد بهذا اللفظ أبو غسّان محمّد بن مطرف عنه.
أخبرنا (5) أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن علي بن عبد الملك بن مسعود الهروي المقرئ، قالا: أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، نا أبو غسّان عن أبي حازم قال: سمعت سهل بن سعد يقول:
قال (6)[رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إن العبد ليعمل فيما يرى الناس بعمل أهل النار و إنه لمن أهل الجنة، و إنما] (7) الأعمال بالخواتيم».
رواه ابن حبابة عن البغوي مختصرا، و رواه غيره بتمامه.
أخبرناه أبو محمّد إسماعيل بن القاسم بن أبي بكر، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عمر بن مسرور، أنا أبو أحمد التميمي، أنا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أخبرني أبو غسّان، عن أبي حازم، قال (8):سمعت سهل بن سعد يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:
«إنّ العبد ليعمل فيما يرى الناس بعمل أهل الجنّة و إنه من أهل النار، و إنه ليعمل فيما يرى الناس بعمل أهل النار و إنه لمن أهل الجنّة، و إنّما الأعمال بالخواتيم»[11731].
ص: 416
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال (1):أخبرنا عبيد اللّه (2) بن سعيد، نا يزيد بن هارون، أنا محمّد بن مطرّف أبو غسّان - و كان شيخا مدنيا نزل عسقلان-.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية، قال (3):سمعت نوح بن حبيب يقول: و اسم أبي غسّان المدني الذي كان يكون بعسقلان محمّد بن مطرّف.
أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي (4) الحافظ ، ثم (5) حدّثنا أبو الفضل السلامي، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و ابن النرسي (6)-و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد،[-زاد أحمد:] (7) و أبو الحسن الأصبهاني، قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري (8) قال: محمّد بن مطرّف أبو غسان الليثي المدني، سمع زيد بن أسلم، و أبا حازم، و كان نزل عسقلان، سمع منه ابن المبارك، و يزيد بن هارون، و ابن أبي مريم.
قال لي إسحاق: أنا عيسى بن يونس، عن محمّد بن طريف، أبي (9) غسّان، عن زيد ابن أسلم مرسل، قال أبو عبد اللّه و الأول أصح، تابعه الحكم بن موسى عن مبشر بن إسماعيل على تسمية أبيه طريفا.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو محمّد الصريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا الحكم بن موسى أبو صالح، حدّثنا مبشر بن إسماعيل، عن محمّد بن طريف كذا قال (10) الحكم بن موسى، و يقال: إنه محمّد بن مطرّف أبو غسّان، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، فذكر حديثا.
ص: 417
أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الخلال، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال و أخبرنا أبو طاهر، أنا علي، قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):محمّد بن مطرّف أبو غسان الليثي المديني، سكن عسقلان، روى عن أبي حازم (2)،و زيد بن أسلم، و العلاء ابن عبد الرّحمن، و داود بن فراهيج (3)،و سهيل بن أبي صالح، و عبد الرّحمن بن حرملة، روى عنه عبد الله بن المبارك (4)،و رواد (5) بن الجراح، و عبد اللّه بن وهب، و مبشر بن إسماعيل، و سعيد بن عبد الجبّار الزبيدي، و يزيد بن هارون، و الحسن بن موسى الأشيب، و عبد الرّحمن بن زياد الرصاصي، و علي بن عياش [الحمصي] (6)،و سعيد بن أبي مريم، و آدم العسقلاني، و علي بن الجعد، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو غسّان محمّد بن مطرّف المدني، سمع زيد بن أسلم، و أبا حازم، سمع منه ابن المبارك، و يزيد بن هارون، و ابن أبي مريم.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى (7)،أنا أبو نصر، أنا الخصيب، أخبرني أبو موسى، أخبرني أبي قال: أبو غسّان محمّد بن مطرّف ليس به بأس.
قرأت على أبي الفضل أيضا، عن أبي طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال أبو غسان محمّد بن مطرّف المديني، نزيل (8) عسقلان.
أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا نصر بن إبراهيم، أنا سليم بن أيوب، أنا طاهر
ص: 418
ابن محمّد بن سليمان، حدّثنا علي بن أحمد (1)،نا يزيد بن محمّد بن إياس، قال: سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن أحمد المقدمي يقول: أبو غسان المديني، روى عنه يزيد بن هارون و غيره، اسمه محمّد بن مطرّف (2).
ص: 419
أخبرنا أبو القاسم البلوي، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: نا - و أبو منصور بن زريق (1)، أنا - أبو بكر الخطيب قال (2):قرأت في كتاب أبي الحسن بن الفرات [بخطه] (3) أخبرني أخي أبو القاسم عبيد اللّه (4) بن العبّاس بن أحمد بن الفرات، أنا علي بن سراج الحرشي قال: أبو
ص: 420
غسان محمّد بن مطرّف مولى بني الدّيل، نزل عسقلان، و كان من أهل وادي القرى، قدم على المهدي بغداد، فسمع الناس منه ببغداد.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال أبو غسان محمّد بن مطرّف، و يقال: ابن طريف الليثي، المديني، نزل عسقلان، سمع أبا أسامة زيد بن أسلم العدوي، و أبا حازم سلمة بن دينار المخزومي، حدّث عنه أبو عبد اللّه سفيان بن سعيد الثوري، و أبو عبد الرّحمن عبد اللّه المدني الحنظلي، و أبو عمرو عيسى بن يونس بن أبي إسحاق الهمداني، و أبو خالد يزيد بن هارون السلمي.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو الفضل المقدسي، أنا مسعود بن ناصر، أنا غسان ابن أبي الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال: محمّد بن مطرّف أبو غسّان الليثي المدني، نزل عسقلان، سمع زيد بن أسلم، و أبا حازم سلمة بن دينار، و محمّد بن المنكدر، روى عنه يزيد ابن هارون، و سعيد بن أبي مريم، و علي بن عياش (1) في الصلاة [و الجوع] (2).
أخبرنا أبو القاسم الحسيني، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: نا - و أبو منصور بن زريق.
أخبرنا - أبو بكر (3)[قال: محمد بن مطرّف بن داود بن مطرف بن عبد اللّه بن سارية، يقال: مولى عمر بن الخطاب، و يقال: الليثي، يكنى أبا غسان، من أهل مدينة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم. سمع محمد بن المنكدر،] (4) و زيد بن أسلم، و أبا حازم سلمة (5) بن دينار، و سهيل (6)ابن أبي صالح، و العلاء بن عبد الرّحمن، و حسّان بن عطية، روى عنه سفيان الثوري، و عبد اللّه بن المبارك، و عيسى بن يونس، و عبد اللّه بن وهب، و سعيد بن أبي مريم، و يزيد بن هارون، و الحسن بن موسى الأشيب، و الحسين بن محمّد المروزي، و علي بن الجعد، و كان أبو غسّان قد انتقل إلى عسقلان، فسكنها و قدم بغداد في أيام المهدي، و حدّث بها.
قال الخطيب (7):و قرأت على ابن (8) الفضل عن دعلج بن أحمد، أنا أحمد بن علي الأبّار، نا مجاهد بن موسى، نا يزيد بن هارون، أنا أبو غسّان محمّد بن مطرف الليثي، و كان
ص: 421
ثقة، قال: حدثنا (1) أبو نعيم الحافظ ، نا موسى بن إبراهيم بن النضر، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: و سألته يعني علي بن المديني عن أبي غسّان محمّد بن مطرّف ؟ فقال: كان شيخا وسطا صالحا، قال: و أنا بشرى بن عبد اللّه، أنا أحمد بن جعفر بن حمدان، نا محمّد ابن جعفر الراشدي، نا أبو بكر الأثرم قال: سمعت أبا عبد اللّه يقول: أبو غسان محمّد بن مطرّف المديني ثقة.
أنبأنا أبو الحسين (2) القاضي، و أبو مسلم عبد اللّه الخلال، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر قال: و أنا أبو الحسن، قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (3):سمعت أبي يقول: قال أحمد بن حنبل، و ذكر محمّد بن مطرّف فجعل يثني عليه.
أخبرنا أبو القاسم بن أبي الجن (4)،و أبو الحسن بن قبيس، قالا: نا - و أبو منصور بن زريق، أنا (5)-أبو بكر (6) الخطيب (7)،أخبرني عبد اللّه بن يحيى السكري، أنا محمّد بن عبد اللّه الشافعي، نا جعفر بن محمّد بن الأزهر، نا ابن الغلابي.
ح و أخبرنا أبو البركات، نا أبو المعالي المنهال، أنا أبو العلاء، أنا أبو بكر، أنا أبو أمية، نا أبي.
عن يحيى بن معين قال: أبو غسان المديني شيخ ثبت ثقة.
قال الخطيب (8):و أخبرني أحمد بن عبد اللّه الأنماطي.
أخبرنا محمّد بن المظفر.
أخبرنا علي بن أحمد بن سليمان البصري (9).
أخبرنا أحمد بن سعيد بن أبي مريم، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو غسّان ثقة.
ص: 422
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أنا معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين قال: محمّد بن مطرّف أبو غسان، لا بأس به.
أخبرنا أبو القاسم الحسيني، و أبو الحسن بن قبيس، و أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه الواسطي، قالوا: حدّثنا - و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (1)،أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إبراهيم الأشناني - بنيسابور - قال: سمعت أبا الحسن أحمد بن محمّد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين:
محمّد بن مطرّف ما حاله ؟ فقال: أبو غسان، ليس به بأس.
قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي جعفر بن المسلمة، عن أبي الحسن محمّد ..... (2) بن محمّد، أنبأ محمّد بن يعقوب، نا جدي..... (3) بن عبد اللّه بن نعيم قال:
قرأ علي يحيى بن معين: أبو غسان المدني، اسمه محمّد بن مطرّف، شيخ ليس به بأس، ثقة.
قال يعقوب: و أبو غسّان هذا مدني، ثقة.
أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.
قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (4):و ذكره أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين أنه قال: أبو غسان محمّد بن مطرّف أرجو أن يكون ثقة.
قال: و سألت أبي عن أبي غسّان محمّد بن مطرف ؟ فقال: ثقة.
ذكر أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الكناني الأصبهاني أنه قال لأبي حاتم الرازي: ما تقول في أبي غسّان محمّد بن مطرف ؟ فقال: صالح الحديث.
أخبرنا أبو القاسم الحسيني، و أبو الحسن الغساني، قالا: نا - و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (5)،أخبرني أحمد بن سليمان المقرئ، ثنا عبد الرّحمن بن عمر
ص: 423
الخلال، نا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي قال: أبو غسّان مديني، ثقة.
قال (1):و أنا أحمد بن أبي جعفر، أنا محمّد بن عدي البصري في كتابه، نا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود عن محمّد بن مطرّف ؟ قلت: ثقة، قال: ليس به بأس.
قال: و ثنا محمّد بن علي الصوري، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أنبأنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النسائي، أخبرني أبي قال: أبو غسّان محمّد بن مطرّف ليس به بأس (2).
ص: 424
6856 - محمّد بن عمير أبو علي الزّاهي 3
6857 - محمّد بن عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء أبو بكر بن أبي عبد اللّه الزبيدي المعروف بابن زبريق الحمصي 4
6858 - محمّد بن عمرو بن حزم بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد بن غنم بن مالك بن النجار أبو عبد الملك، و يقال: أبو سليمان، و يقال: أبو القاسم النجاري الأنصاري المدينيّ 4
6859 - محمّد بن عمرو بن الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ابن قصي أبو عبد اللّه الهاشميّ العلويّ 15
6860 - محمّد بن عمرو [بن] حويّ أبو عبد اللّه السّكسكي البتلهيّ 19
6861 - محمّد بن عمرو بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أميّة بن عبد شمس الأمويّ 22
6862 - محمّد بن عمرو بن إبراهيم بن عمرو بن حفص بن شليلة أبو الحسن الثقفي 24
6863 - محمّد بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص ابن كعب بن لؤي القرشيّ السّهميّ 25
6863 - محمّد بن عمرو بن عبد اللّه بن رافع بن عمرو الطائي الحجراوي 31
6864 - محمّد بن عمرو بن علي بن عمروية أبو بكر الأسفرايني 31
6865 - محمّد بن عمرو بن عيسى 31
6866 - محمّد بن عمرو بن مسعدة - و يقال: ابن مسلمة - أبو الحارث البيروتي، و يعرف بابن فروة 32
6867 - محمّد بن عمرو بن نصر بن الحجّاج أبو بكر المعروف بابن عمرون القرشيّ 33
6868 - محمّد بن عمرو بن يونس بن عمران بن دينار أبو جعفر الكوفي الثعلبي المعروف بالسوسي 34
6869 - محمّد بن عمرو أبو بكر السّلمي 36
6870 - محمّد بن عمير بن أحمد بن سعيد بن عمير بن محمّد بن مسلم بن عبد اللّه أبو عمر - و يقال: أبو عمرو، و يقال: أبو علي - الجهني مولاهم 36
6871 - محمّد بن عمير بن عبد السّلام الرّملي 37
ص: 425
6872 - محمّد بن عمير بن عطارد بن حاجب و اسمه: زيد بن زرارة بن عدس بن زيد بن عبد اللّه ابن دارم بن مالك بن زيد مناة بن تميم أبو عمير - و يقال: أبو عمر - الدّارميّ التميميّ الكوفي 38
6873 - محمّد بن عمير بن ملاّس أبو بكر 43
6874 - محمّد بن عمير بن هشام أبو بكر الرّازي الحافظ المعروف بالقماطري 43
6875 - محمّد بن عنبسة أبو جعفر 45
6876 - محمّد بن عوف بن أحمد بن محمّد بن عبد الرّحمن بن أحمد بن عبد الرّحمن بن هشام ابن إسماعيل بن عوف بن أبي عوف أبو الحسن المزني 45
6877 - محمّد بن عوف بن سفيان أبو جعفر الطّائي الحمصيّ الحافظ 47
6878 - محمّد بن عون أبو الحسن التوحيدي 51
6879 - محمّد بن العلاء بن زهير أبو عبد اللّه مولى أبي عبيدة بن الجرّاح 52
6880 - محمّد بن العلاء بن كريب أبو كريب الهمداني الكوفي 52
6881 - محمّد بن العلاء الصّوفي 59
6882 - محمّد بن عيسى بن أحمد بن عبيد اللّه أبو عمر القزوينيّ الحافظ 60
6883 - محمّد بن عيسى بن الحسن بن إسحاق أبو عبد اللّه التميميّ البغداديّ 61
6884 - محمّد بن عيسى بن عبد الكريم بن حبيش بن طماح بن مطر أبو بكر التميميّ الطّرسوسي المعروف ببكير الخرّاز 63
6885 - محمّد بن عيسى بن القاسم بن سميع أبو سفيان القرشي 64
6886 - محمّد بن عيسى بن محمّد بن بقاء أبو عبد اللّه الأنصاري الأندلسيّ الثّغري البلغي المقرئ 69
6887 - محمّد بن عيسى بن يزيد أبو بكر الطرسوسي التميمي ثم السّعدي 70
6888 - محمّد بن عيسى أبو جعفر البغدادي النقّاش 72
6889 - محمّد بن عيسى أبو بكر الأقريطشي 73
حرف الغين في أسماء آباء المحمّدين
6890 - محمّد بن غالب أبو الحسن المعدّل 74
6891 - محمّد بن غزوان 74
6892 - محمّد بن الغمر بن عثمان أبو بكر الطّائي 75
حرف الفاء في أسماء آباء المحمّدين
6893 - محمّد بن الفتح أبو الحسن الصّيداوي 76
6894 - محمّد بن فتوح أبي نصر بن عبد اللّه بن فتوح بن حميد أبو عبد اللّه الحميدي الأندلسي الحافظ 77
6895 - محمّد بن فراس أبو عبد اللّه العطّار 81
ص: 426
6896 - محمّد بن الفرج بن الأسود أبو جعفر الهاشميّ مولاهم 82
6897 - محمّد بن الفرج بن الضّحّاك أبو عبد اللّه الفردي 82
6898 - محمّد بن الفرج بن يعقوب أبو بكر الرّشيديّ المعروف بابن الأطروش 83
6899 - محمّد بن فضالة بن الصّقر بن فضالة بن سالم بن جميل اللّخميّ أبو الحسن 84
6900 - محمّد بن فضالة بن عبيد الأنصاري 86
6901 - محمّد بن فضاء أبو أحمد [الدمشقي] 86
6902 - محمّد بن الفضل بن ابرن 90
6903 - محمّد بن الفضل بن عبد اللّه بن مخلد بن ربيعة أبو ذرّ التّميميّ الجرجاني الفقيه 90
6904 - محمّد بن الفضل بن محمّد بن منصور 91
6905 - محمّد بن الفضل بن محمّد بن أحمد بن مطرف أبو أحمد النيسابوري الكرابيسي 92
6906 - محمّد بن الفضل الصّوفي 93
6907 - محمّد بن الفضل الجرجرائيّ الوزير 94
6908 - محمّد بن الفيّاض الغسّاني 95
6909 - محمّد بن الفيرزان الصّوفيّ 95
6910 - محمّد بن الفيض بن محمّد بن الفياض أبو الحسن - و يقال: أبو الفيض - الغسّاني 96
حرف القاف في أسماء آباء المحمّدين
6911 - محمّد بن قادم 98
6912 - محمّد بن القاسم بن عبد الخالق بن يزيد بن نبهان أبو حفص الكندي المؤذن الخصيب 99
6913 - محمّد بن القاسم بن فضالة أبو بكر الصّوفيّ الحبيشي 99
6914 - محمّد بن القاسم بن المظفّر بن عبد اللّه أبو بكر بن أبي أحمد بن الشّهرزوريّ الإربليّ ثم الموصلي 101
6915 - محمّد بن القاسم بن معروف بن حبيب بن أبان بن إسماعيل أبو علي عمّ أبي محمّد ابن أبي نصر 102
6916 - محمّد بن القاسم بن يزيد أبو عبد اللّه الإسكندرانيّ المقرئ 104
6917 - محمّد بن القاسم القاضي الكرجي 104
6918 - محمّد بن القاسم الصّوفيّ 104
6919 - محمّد بن القاسم 105
6920 - محمّد بن القاسم أبو عبد اللّه العسقلاني 105
6921 - محمّد بن القاسم أبو القاسم 105
6922 - محمّد بن قبيصة بن عبد اللّه بن موسى أبو بكر النّيسابوريّ ثم الأسفرايني 105
ص: 427
6923 - محمّد بن قطن الأذنيّ الصّوفيّ 106
6924 - محمّد بن قيس أبو عثمان، و يقال: أبو أيوب، و يقال: أبو إبراهيم المدينيّ 108
حرف الكاف في أسماء آباء المحمّدين
6925 - محمّد بن كامل العمّاني 114
6926 - محمّد بن كامل 115
6927 - محمّد بن كامل بن ديسم بن مجاهد أبو الحسين النضري المقدسي 116
6928 - محمّد بن كثير أبو إسماعيل الخولاني الكوفي 117
6929 - محمّد بن كثير بن أبي عطاء أبو يوسف المصّيصي 118
6930 - محمّد بن كرام بن عراق بن حزابة بن البراء [أبو] عبد اللّه السّجستاني 127
6931 - محمّد بن كعب بن حيّان بن سليم بن أسد أبو حمزة - و قيل أبو عبد اللّه - القرظي 130
6932 - محمّد بن كوثر 153
حرف اللام في أسماء آباء المحمّدين
6933 - محمّد بن لبيد 154
6934 - محمّد بن كعب بن لقمان أبو الحسن 154
6935 - محمّد بن الليث بن القاسم أبو الحسن الموصلي المعروف بالعنزي المؤدّب 154
6936 - محمّد بن الليث الجرشي الصّيداوي 154
حرف الميم في أسماء آباء المحمّدين
6937 - محمّد بن محمد بن أحمد بن إسحاق أبو أحمد النيسابوريّ الحاكم الكرابيسيّ الحافظ 154
6938 - محمّد بن محمّد بن أحمد بن هميماة أبو نصر النيسابوريّ المعروف بالرامشي 159
6939 - محمّد بن محمّد بن الحسين بن أبي الحسن أبو عبد اللّه الطوسي المقرئ 161
6940 - محمّد بن محمّد بن رجاء بن السّنديّ أبو بكر الحنظلي الأسفرايني 162
6941 - محمّد بن محمّد بن زكريا أبو نصر البلخي 163
6942 - محمّد بن محمّد بن زكريا أبو غانم النجديّ ،- و يقال: اليمامي - الأضاخي 164
6943 - محمّد بن محمّد بن سليمان بن الحارث بن عبد الرّحمن أبو بكر الأزدي الباغندي الحافظ الواسطي ثم البغدادي 166
6944 - محمّد بن محمّد بن طاهر أبو بكر البغدادي التّاجر 174
6945 - محمّد بن محمّد بن عبد اللّه بن النفّاح بن بدر،- و يقال: محمّد بن محمّد ابن بدر بن سليمان ابن النفّاح - أبو الحسن - و يقال: أبو العباس - الباهليّ 175
6946 - محمّد بن محمّد بن عبد اللّه بن حمزة بن جميل أبو جعفر البغداديّ 177
ص: 428
6947 - محمّد بن محمّد بن عبد اللّه أبي عمر بن أبي بكر محمّد بن أحمد بن عبد الوهّاب أبو عمر السّلمي الأصبهانيّ 180
6948 - محمّد بن محمّد بن عبد اللّه أبو العبّاس الهرويّ 181
6949 - محمّد بن محمّد بن عبد الحميد بن خالد بن إسحاق بن إبراهيم بن خالد بن يزيد بن عبد اللّه ابن آدم بن همام أبو علي الفزاري المعروف بابن آدم القاضي المعدّل 181
6950 - محمّد بن محمّد بن عبد الرّحيم بن محمّد بن أبي ربيعة أبو أحمد القيسرانيّ 183
6951 - محمّد بن محمّد بن عبد اللّه بن القاسم بن المظفر بن علي أبو حامد بن أبي الفضل ابن أبي محمّد بن الشهرزوري الموصلي 185
6952 - محمّد بن محمّد بن عمر بن أحمد بن خشيش أبو أحمد البغدادي 187
6953 - محمّد بن محمّد بن عمرو أبو نصر النيسابوريّ القاضي، و يعرف بالبنص 188
6954 - محمّد بن محمّد بن عمير بن أحمد بن سعيد بن عمير بن محمّد بن مسلم بن عبد اللّه أبو بكر الجهني مولاهم 191
6955 - محمّد بن محمّد بن عيسى بن محمّد أبو الفضل الأسفرايني 192
6956 - محمّد بن محمّد بن قادم أبو الحسن 192
6957 - محمّد بن محمّد بن القاسم أبي حذيفة بن عبد الغني أبو علي 193
6958 - محمّد بن محمّد بن الكوثر أبو الأزهر المحاربي 194
6959 - محمّد بن محمّد بن لبيد أبو الحسن الخشاب 194
6960 - محمّد بن محمّد بن لهيعة السكسكي 195
6961 - محمّد بن محمّد بن محمد بن الحسين بن علي أبو الموفق النيسابوريّ 195
6962 - محمّد بن محمّد بن محمّد بن أحمد بن منصور أبو الغنائم البصري المقرئ، المعروف بابن الغرّاء 196
6963 - محمّد بن محمّد بن محمّد بن عبد الرّحمن أبو عبد اللّه بن أبي نصر الطالقاني الصوفي 198
6964 - محمّد بن محمّد أبو حامد الطوسيّ ، المعروف بالغزالي الفقيه الشافعي 200
6965 - محمّد بن محمّد بن محمّد بن أحمد بن إسماعيل أبو حامد الطوسي التروي الفقيه الشافعي 204
6966 - محمّد بن محمّد بن المبارك الصوري 205
6967 - محمّد بن محمّد بن مرزوق البعلبكّي 205
6968 - محمّد بن محمّد، المعروف بالمسلم الهاشمي الملقّب بالمنتضي 206
6969 - محمّد بن محمّد بن المسلم بن هلال بن الحسن أبو المفضّل الأزدي الشاهد 207
6970 - محمّد بن محمّد بن مكّي بن يوسف أبو أحمد الجرجاني القاضي 207
6971 - محمّد بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن إبراهيم بن علي بن عبد اللّه ابن الحسين الأصغر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو الحسن
ص: 429
ابن أبي جعفر العلويّ الحسينيّ النسّابة البغدادي 210
6972 - محمّد بن محمّد بن هبة اللّه أبو جعفر الحسينيّ الافطسي الأطرابلسيّ 210
6973 - محمّد بن محمّد بن يحيى بن محمّد بن عبد اللّه بن زكريّا أبو علي السّلميّ الحبيشيّ الأديب 211
6974 - محمّد بن محمّد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان - صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس ابن عبد مناف القرشي الأموي 212
6975 - محمّد بن محمّد بن يعقوب بن إسماعيل بن الحجّاج بن الجرّاح أبو الحسين النيسابوريّ الحجاجي الحافظ المقرئ 212
6976 - محمّد بن مارح بن محمّد بن جيش أبو عبد اللّه المقدسي الفقيه 216
6977 - محمّد بن ما شاء اللّه أبو الحسن المقرئ الضرير 216
6978 - محمّد بن مالك 217
6979 - محمّد بن مانك أبو عبد اللّه السّجستانيّ 217
6980 - محمّد بن المبارك بن عبد الرّحمن بن يحيى بن سعيد أبو عبد اللّه القرشي الجوبري المعروف بابن أبي ميمون مولى بني أميّة 219
6981 - محمّد بن المبارك بن يعلى أبو عبد اللّه القرشيّ الصوريّ 219
6982 - محمّد بن المبارك أبو عبد اللّه الصوريّ البصري 226
6983 - محمّد بن المتوكّل أبي السّري بن عبد الرّحمن بن حسّان أبو عبد اللّه العسقلانيّ 228
6984 - محمّد بن المحسن بن أحمد أبو عبد اللّه السّلمي، المعروف: بابن الملحى 233
6985 - محمّد بن المحسن بن الحسين بن الحسن بن عبد الرّحمن بن مروان أبو عبد اللّه الأزدي الأذني 235
6986 - محمّد بن محفوظ بن عبد اللّه 236
6987 - محمّد بن مرزوق القرشي البعلبكي 236
6988 - محمّد بن مرزوق بن عبد الرزّاق بن محمّد بن عثمان بن أحمد أبو الحسن ابن الزعفراني الجلاّب الفقيه الشافعيّ 236
6989 - محمّد بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي 237
6990 - محمّد بن مروان بن عثمان أبو عبد اللّه القرشي البيروتي 243
6991 - محمّد بن مروان بن محمّد بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس الأموي 244
6992 - محمّد بن مروان الدّمشقي 244
6993 - محمّد بن مروان الدّمشقي 244
6994 - محمّد بن مسروق بن معدان بن المرزبان بن النّعمان بن زيد بن شرحبيل بن يزيد ابن امرئ القيس بن عمرو بن حجر آكل المرار بن عمرو بن معاوية بن الحارث بن معاوية ابن ثور بن مرتع بن معاوية بن كندة أبو عبد الرّحمن الكنديّ الكوفي قاضي مصر 245
ص: 430
6995 - محمّد بن مسعدة البزّاز 249
6996 - محمّد بن مسلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن مالك بن الأوس، و يقال: ابن مسلمة بن سلمة بن خالد أبو عبد الرّحمن، و يقال: أبو سعيد، و يقال:
أبو عبد اللّه الأنصاريّ 250
6997 - محمّد بن مسلمة بن عبد الملك بن مروان بن الحكم ابن أبي العاص القرشي الأموي 289
6998 - محمّد بن مسلمة بن هشام بن إسماعيل بن هشام بن الوليد بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر ابن مخزوم بن يقظة أبو هشام المخزومي المدني الفقيه 290
6999 - محمّد بن المسلم بن الحسن بن هلال بن الحسن بن عبد اللّه بن محمّد أبو طاهر الأزديّ المعدل 292
7000 - محمّد بن مسلم بن السّمط بن مسلم بن عياض بن زيد بن زاذان بن مخرب أبو بكر القرشي مولاهم المعروف بابن الدّلاّء المعدل 293
7001 - محمّد بن مسلم بن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن شهاب بن عبد اللّه بن الحارث بن زهرة ابن كلاب بن مرة بن كعب أبو بكر القرشي الزهريّ 294
7002 - محمّد بن مسلم بن عثمان بن عبد اللّه، و يعرف بابن وارة أبو عبد اللّه الرازي 388
7003 - محمّد بن المسيّب بن إسحاق بن عبد اللّه بن إسماعيل بن أبي أويس - و يقال: ابن إدريس - أبو عبد اللّه النيسابوريّ ، ثم الأرغياني الزاهد 394
7004 - محمّد بن مصعب بن صدقة أبو عبد اللّه،- و قيل: أبو الحسن - القرقساني 398
7005 - محمّد بن مصعب أبو الحارث 409
7006 - محمّد بن مصفّى بن بهلول أبو عبد اللّه القرشيّ الحمصيّ 410
7007 - محمّد بن مطرّف - و يقال: ابن طريف - و مطرّف أصح - بن داود بن مطرّف بن عبد اللّه ابن سارية أبو غسّان المدني نزيل عسقلان، من موالي عمر بن الخطّاب، و يقال الليثي 415
ص: 431