تاریخ مدینة دمشق المجلد 5

هویة الکتاب

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

تفاصيل النشر: بیروت: دارالفکرالمعاصر؛ دمشق: دارالفکر دمشق: معهد الفتح الاسلامي، 1420ق.= 1999م.= 1378 -

دراسة و تحقيق علي شيري

عدد المجلدات: 80

لسان: العربية

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

تصنيف الكونجرس: DS99 /د8 1378 الف243015

تصنيف ديوي: 956/9144

موضوع: تاريخ الإسلام | التاريخ والجغرافيا المحلية | الترجمة الجماعية | رجال

ص: 1

اشارة

ص: 2

الجزء الخامس

بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ و به نستعين

تتمة حرف الالف

تتمة ذكر من اسمه احمد

باب العين في آباء الاحمدين

1 - أحمد بن عتبة بن مكين

أبو العباس السّلامي الجوبري (1)

المطرّز الأطروش الأحمر

روى عن أبي العباس عبد اللّه بن عتّاب ابن الزفتي (2) و ابن جوصا (3)، و هشام بن أحمد الغازي، و علي بن شيبان بن بنان الجوهري، و أبي هشام محمد بن عبد الأعلى بن عليل، و أبي سعيد محمد بن أحمد بن عبيد بن فياض، و أبي الليث صالح بن معاذ التميمي، و علي بن محمد بن كاس النخعي، و أبي الجهم بن طلاّب، و محمد بن خريم، و محمّد بن بركة برداعس الحلبي، و أبي الحارث بن سعيد، و سليمان بن محمّد الخزاعي، و أحمد بن علي بن الحسن البصري، و علي بن إسحاق بن رد الطبراني، و أحمد بن يوسف بن موسى، و أبي القاسم عمّار بن الخزر (4) بن عمرو بن عمار الجسريني (5)،و عمرو بن عصيم (6) بن يحيى بن زكريا

ص: 3


1- بالأصل «الجريري» تحريف، و المثبت عن معجم البلدان «جوبر» و ترجم له، و هذه النسبة - بفتح الجيم و سكون الواو و فتح الباء - إلى جوبر، من قرى غوطة دمشق (انظر معجم البلدان - الأنساب للسمعاني).
2- بالأصل «أبي العباس محمد عبد اللّه بن عتّاب و ابن الرمنى» تحريف و الصواب ما أثبت عن معجم البلدان «جوبر» و فيه «غياث» بدل «عتاب» و المثبت يوافق ما جاء عنه في الأنساب:«الزفتي».
3- بالأصل «ابن حوصا» و المثبت عن معجم البلدان «جوبر» و اسمه أحمد بن عمير بن يوسف أبو الحسن الكلابي، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 5/15(8).
4- بدون نقط بالأصل، و المثبت و الضبط عن تبصير المنتبه.
5- هذه النسبة إلى جسرين قرية من قرى غوطة دمشق (معجم البلدان).
6- في مطبوعة ابن عساكر (أحمد بن عتبة. أحمد بن محمد بن المؤمل) ص 1: عاصم.

الصوري، و سعيد بن عبد العزيز الحلبي، و محمد بن جعفر الخرائطي، و محمد بن جعفر بن ملاّس، و طاهر بن الحكم الإمام، و أبي الفضل العباس بن الفضل الدّينوري.

روى عنه تمام الرّازي، و أبو الحسن بن السمسار، و علي بن أبي زروان (1)، و عبد الوهّاب بن الجبان، و أبو بكر محمد بن الجرمي المقرئ.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا أبو الحسن بن السّمسار، نا أبو العباس أحمد بن عتبة بن مكين، نا أبو سعيد محمد بن أحمد بن فياض، نا عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم، نا محمد بن أبي فديك (2)،عن أبي حميد محمد بن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة أنه حدثه:

أن أبا سعيد صنع طعاما فدعا النبي صلى اللّه عليه و سلم و أصحابه فقال: كلوا فقال: رجل منهم: أنا صائم، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«تكلف لك أخوك و صنع طعاما فأفطر و صم يوما غيره إن أحببت»[1150].

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، قال: توفي أبو العبّاس أحمد بن عتبة بن مكين السلامي الأطروش في شهر رمضان سنة اثنتين و ثمانين و ثلاثمائة.

كذا وجدته بخطّ نجاء بن أحمد السويقي (3).

حدّث عن ابن فياض و ابن خريم و غيرهما و كان ثقة نبيلا مأمونا، حدّثنا عنه نمام بن محمد، و أبو الحسن الربعي.

ص: 4


1- في ياقوت «جوبر»: «علي بن أبي ذر».
2- غير واضحة بالأصل، و الصواب عن الكاشف للذهبي.
3- بالأصل «الشريفي» و المثبت عن تاريخ مولد العلماء و وفاتهم ص 115.
ذكر من اسم أبيه عثمان
2 - أحمد بن عثمان بن إبراهيم

أبو بكر البغدادي الغلفي (1)

حدّث بدمشق عن محمّد بن عبد الملك الدقيقي، و عبد اللّه بن محمّد بن أبي الدنيا.

روى عنه أبو بكر محمد بن سليمان البندار.

أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد، أنا أبو المعمّر المسدّد بن علي بن عبد اللّه (2) بن العباس بن بكار، نا عبد اللّه بن المثنى الأنصاري، عن عمّه ثمامة بن عبد اللّه بن أنس بن مالك، عن أمّه أمّ سليم قالت:

لم ير لفاطمة رضي اللّه عنها دم (3) في حيض و لا نفاس.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه، قال: قال لنا أبو بكر الخطيب (4):

ص: 5


1- بالأصل «العلقي» و الصواب ما أثبت عن تاريخ بغداد 298/4 و الأنساب للسمعاني و عنها ضبط بضم الغين المعجمة و سكون اللام و آخرها فاء. قال: و هذه النسبة إلى غلف، و لم يحله. و فيه ترجمة قصيرة له.
2- كذا ورد السند بالأصل، و في مختصر ابن منظور 164/3 رواه عن ابن أبي الدنيا بسنده عن أم سليم، فثمّة نقص في الأصل و تمام السند في مطبوعة ابن عساكر ص 2: علي بن عبد اللّه بن أبي السجيس الحمصي، نا أبو بكر محمد بن سليمان الربعي، نا أحمد بن عثمان نا ابن أبي الدنيا، نا إسحاق الأشقر نا العباس بن بكار...
3- الأصل و مختصر ابن منظور و المطبوعة، و في تهذيب ابن عساكر 392/1 لم نر لفاطمة رضي اللّه عنها دما.
4- تاريخ بغداد 298/4 ترجمته.

أحمد بن عثمان بن إبراهيم أبو بكر الغلفي البغدادي، حدث بدمشق عن [محمد بن] (1)عبد الملك الدقيقي، روى عنه محمد بن سليمان بن يوسف الربعي.

3 - أحمد بن عثمان بن سعيد بن أبي يحيى

أبو بكر بن أبي سعيد - و يقال: ابن أبي سعد،

الأحول يعرف بكرنيب

سمع بدمشق أحمد بن أبي الحواري، و بغيرها: أبا همّام الوليد بن شجاع، و أحمد بن حنبل، و علي بن بحر بن برّي القطّان، و منصور بن أبي مزاحم، و محمد بن داود الحراني (2) و كثير بن يحيى صاحب البصري، و محمد بن حميد الرازي، و سفيان بن وكيع، و إبراهيم بن الحجاج.

روى عنه: أبو عبد اللّه بن مخلد، و محمد بن جعفر المطيري (3).

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه بن كادش، أنا أبو الحسين بن حسنون النّرسي، أنا أبو الحسن الدّارقطني، نا محمد بن مخلد بن حفص، نا أحمد بن أبي يحيى - و هو أحمد بن عثمان بن سعيد الأحول - نا إبراهيم بن الحجاج، نا مزاحم بن العوّام القيسي، نا الأوزاعي، عن الزّهري، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة قال:

قلت: يا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم - في غزوة حنين و الخيل تمزع (4) بنا في أدبار الخيل (5):- أ كان سيرنا هذا في الكتاب السّابق ؟ قال:«نعم»، و قلت: يا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إني شاب و ليس لي طول (6) أتزوج به النساء أو أنكح به النساء، و أنا أخاف العنت فسكت عني، ثم قلت له الثانية فسكت عني، ثم قلت له الثالثة فأقبل عليّ بوجهه ثم قال:«يا أبا هريرة - أو

ص: 6


1- الزيادة عن تاريخ بغداد، و مكانها بالأصل «أبي».
2- في تاريخ بغداد 297/4 «الحداني» و ضبطت في الأنساب و ياقوت بضم الحاء و تشديد الدال. و في ياقوت نسبة إلى حدّان إحدى محال البصرة، و في الأنساب إلى حدّان و هم من الأزد و عامتهم بصريون؛ و لعلّ المحلة سميت باسمهم.
3- هذه النسبة إلى مطيرة قرية من قرى سرّ من رأى.
4- مزع البعير في عدوه يمزع مزعا: أسرع في عدوه، و كذلك الفرس و الظبي (اللسان: مزع).
5- في مختصر ابن منظور 165/3 و مطبوعة ابن عساكر: القوم.
6- الطول: فضل ما ينكح به حرة، و قيل: الغنى.

يا أبا هرّ - جفّ القلم بما أنت لاق، فاختصّ علي ذاك أو دع»[1151].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن علي بن أحمد بن الحسن بن أبي عثمان، أنا محمد بن بكران بن عمران الرازي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن مخلد بن حفص، حدثني أبو بكر بن أبي سعيد صاحبنا في رجب سنة خمس و ستين و مائتين، حدثني أحمد بن أبي الحواري بدمشق، نا الوليد بن مسلم، عن ابن (1) جابر - يعني عبد الرّحمن عن (2) بسر بن عبيد اللّه الحضرمي قال: إن كنت لأرحل إلى البلدة من البلدان في الحديث الواحد لأسمعه.

كذا قال، ابن أبي سعيد، و من أصل ابن أبي عثمان نقلته كذلك.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس قال: قال لنا أبو بكر الخطيب (3):أحمد بن عثمان بن سعيد بن أبي يحيى، أبو بكر الأحول، المعروف بكرنيب سمع علي بن بحر القطان، و محمّد بن داود الحداني (4)،و كثير بن يحيى صاحب البصري، و منصور بن أبي مزاحم، و محمّد بن حميد الرازي، و أحمد بن حنبل.

روى عنه محمد بن مخلد، و محمد بن جعفر المطيري و كان ثقة حافظا.

و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا أبو بكر الخطيب (5):أنا السّمسار، أنا الصّفّار، نا ابن قانع أن أبا بكر، المعروف بكرنيب، مات في سنة ثلاث و سبعين و مائتين.

4 - أحمد بن عثمان بن عبد الرحمن

أبو عبد الرحمن النّسوي

سمع: هشام بن عمّار، و دحيما، و العباس بن الوليد بن مزيد، و قتيبة، و أبا

ص: 7


1- بالأصل «أبي» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر ترجمة بسر بن عبيد اللّه الحضرمي في تهذيب التهذيب و فيه «روى عنه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر».
2- بالأصل «بن» تحريف، انظر الحاشية السابقة.
3- تاريخ بغداد 297/4 ترجمته.
4- عن تاريخ بغداد و بالأصل «الخزاعي».
5- تاريخ بغداد 297/4.

مصعب، و أبا كريب، و أحمد بن إبراهيم الدّورقي، و عيسى بن حمّاد زغبة (1)،و أبا الجوزاء أحمد بن عثمان البصري، و إسحاق بن الحصين الرقّي ابن ابنة معمر بن سليمان، و الحسن بن أحمد بن عبد اللّه بن أبي شعيب الحرّاني.

روى عنه أبو حامد [بن] (2) الشرقي، و أبو بكر أحمد بن علي الرازي، و محمد بن أحمد بن يوسف النسوي، و أبو عبد اللّه محمد بن يعقوب الشيباني، و أبو القاسم يوسف بن يعقوب النّسوي (3)،و أبو محمد يحيى بن منصور القاضي، و أبو القاسم علي بن المؤمل بن الحسن بن عيسى، و أبو العباس محمد بن إسحاق بن (4) أيّوب الصّبغي (5)،و أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم - و هو من أقرانه - و أبو عثمان عمرو بن عبد اللّه البصري (6)،نزيل نيسابور، و أبو بكر أحمد بن محمّد السحيمي (7)قاضي همذان.

أخبرنا أبو محمد عبد الجبّار بن محمّد بن أحمد الفقيه، أنا علي بن أحمد بن محمّد الواحدي، أنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى، أنا يحيى بن منصور القاضي، نا أحمد بن عثمان النسوي، نا هشام بن عمار، نا الوزير بن صبيح، نا يونس بن حلبس، عن أمّ الدّرداء عن أبي الدّرداء عن النبي صلى اللّه عليه و سلم في قوله [تعالى]: كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (8) قال: من شأنه أن يغفر ذنبا، و يفرج كربا، و يرفع قوما (9)،و يضع آخرين»[1152].

ص: 8


1- بالأصل «رغبة» و الصواب و الضبط عن تقريب التهذيب، و هو لقبه و لقب أبيه أيضا.
2- سقطت من الأصل، و الصواب استدراكها و هو أحمد بن محمد بن الحسن انظر ترجمته سير أعلام النبلاء 37/15(21).
3- كذا بالأصل و في الأنساب «السوسي المعدل».
4- بالأصل «و أيوب» و الصواب ما أثبت انظر سير أعلام النبلاء 489/15(275).
5- رسمها بالأصل «الصيفي» و الصواب ما أثبت. انظر الحاشية السابقة، و الأنساب الصبغي (له ترجمة قصيرة فيه) و هذه النسبة إلى الصبغ و الصباغ المشهور، و يمكن عمل الألوان التي ينقش بها أو يستعملها الخراط .
6- بالأصل «المصري» خطأ، و الصواب ما أثبت انظر سير أعلام النبلاء 364/15(188).
7- السحيمي هذه النسبة إلى سحيم و هو بطن من بني حنيفة نزل اليمامة.(الأنساب و ترجم له قال: قدم همذان على قضائها).
8- سورة الرحمن، الآية:29.
9- الأصل و مختصر ابن منظور و المطبوعة، و في تهذيب ابن عساكر: أقواما.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلال، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو طاهر بن سلمة الهمذاني، أنا أبو الحسن الفأفاء ح.

قال و أنا ابن منده، أنا أحمد بن عبد اللّه الأصبهاني إجازة.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (1):قال أحمد بن عثمان النسائي أبو عبد الرّحمن، رفيق أبي بمصر في الرحلة الثانية، روى عن قتيبة، و هشام بن عمّار، و عيسى بن حمّاد زغبة، و دحيم، سمعت منه، و هو صدوق ثقة.

قرأت على أبي القاسم الشّحّامي، عن أبي بكر البيهقي، أنا الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ قال: أحمد بن عثمان بن عبد الرحمن، أبو عبد الرحمن النسوي، كتب بخراسان و الحجاز و العراق. سمع قتيبة بن سعيد، و أبا مصعب الزهري، و هشام بن عمّار، و دحيم بن اليتيم، و أبا كريب. حدّث بنيسابور سنة أربع و ثمانين و مائتين روى عنه أبو حامد بن الشرقي، و أبو بكر بن علي الرازي، و مشايخنا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف في «تاريخ جرجان» قال (2):أحمد بن عثمان أبو عبد الرحمن النسوي، حدّث بجرجان في سنة إحدى و سبعين و مائتين؛ روى عن قتيبة بن سعيد، و حرملة بن يحيى، و دحيم بن اليتيم. روى عنه محمد بن يزداد البكرآباذي (3).

5 - أحمد بن عثمان بن الفضل، و يقال: ابن أبي الفضل بن بكر

أبو بكر الربعي البغداذي المقرئ

المعروف: بغلام السّبّاك

قرأ القرآن العظيم، بقراءة أبي عمرو بن العلاء، على أبي علي الحسن بن الحسين الصّواف، و أبي علي الحسن بن الحباب الدقاق، و قرءا جميعا على أبي عمر حفص بن عمر الدوري، و قرأ الدوري على أبي محمد اليزيدي (4).

ص: 9


1- الجرح و التعديل 63/1/1.
2- تاريخ جرجان ص 49.
3- بالأصل «البكرابازي» و في م: البكراناري و المثبت عن تاريخ جرجان، و الأنساب، و هذه النسبة إلى بكراباذ محلة معروفة بجرجان.
4- اسمه يحيى بن المبارك بن المغيرة، أبو محمد البصري، ترجم له في سير أعلام النبلاء 562/9.

قرأ عليه أبو القاسم تمام بن محمد، و أبو الحسين عبد القاهر بن عبد العزيز بن إبراهيم الجوهري، و أبو الحسن بن داود الدّاراني، و أبو محمد بن أبي نصر، و أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن الجبني، الدمشقيون.

ذكر لي أبو محمّد بن الأكفاني، أن أبا الحسن (1) عبد القاهر بن عبد العزيز الصائغ قرأ على أبي بكر أحمد بن عثمان بن أبي الفضل بن بكر الرّبعي البغداذي المعروف بغلام السبّاك بقراءة أبي عمرو بن العلاء.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد التميمي (2) قال: سمعت أبا الحسن عبد القاهر بن عبد العزيز الصّائغ يقول: سمعت غلام السّبّاك المقرئ يقول:

ثقل عليّ سمعي، و كان أبو الفتح بن المقرئ يقرأ عليّ ، و كان جميل الوجه، فكنت أصرف بصري إلى فمه، و لسانه مراعاة لقراءته (3) و كان الناس يقفون ينظرون إليه لجماله، فاتهمت فيه، فساءني ذلك، فسألت اللّه عز و جل أن يردّ عليّ سمعي، فردّه علي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد قال: قال لنا أبو بكر الخطيب (4):أحمد بن عثمان بن الفضل، أبو بكر الربعي المقرئ، المعروف بغلام السّبّاك، سكن دمشق و أقرأ بها القرآن، و كان قرأ حرف (5) أبي عمرو بن العلاء من طريق اليزيدي، عن أبي علي الحسن بن الحسين الصوّاف؛ و على أبي علي الحسن بن الحباب الدقاق و قرءا جميعا على أبي عمرو (6) الدوري، و قرأ أبو عمرو (7) على اليزيدي.[و] (8) قرأ على غلام السّباك علي بن داود، و أبو محمد بن أبي نصر الدمشقيان؛ و تمام بن محمد الرّازي.

و ذكر لي عبد العزيز بن أحمد أنه مات في سنة خمس و أربعين و ثلاثمائة.

ص: 10


1- كذا بالأصل و م و في المطبوعة:«الحسين» و يرد فيها في الخبر التالي:«الحسن».
2- في المطبوعة «التيمي» و الصواب ما أثبت انظر سير أعلام النبلاء 248/18(122).
3- تاريخ بغداد 299/4 ترجمته.
4- بالأصل «لقرائه» و المثبت عن مختصر ابن منظور 166/3.
5- تاريخ بغداد: بحرف.
6- عن تاريخ بغداد، و بالأصل «عمر».
7- عن تاريخ بغداد، و بالأصل «عمر».
8- زيادة عن تاريخ بغداد.
6 - أحمد بن عثمان بن يحيى

ابن عمرو بن بيان بن فرّوخ

أبو الحسين البغدادي المقرئ العطشيّ (1)

البزاز (2) المعروف بالأدمي (3)

سمع محمد بن عيسى بن حيان المدائني. و أحمد بن عبد الجبّار العطاردي، و محمّد بن ماهان زنبقة السّمسار، و عباس بن محمد الدوري، و عبد الملك بن محمد الرقاشي، و محمّد بن الحسين بن أبي الحسين الحنيني (4) و موسى بن سهل الوشاء، و محمّد بن أبي العوّام الرياحي، و أبا إسماعيل محمّد بن إسماعيل الترمذي، و أبا الأحوص محمّد بن الهيثم قاضي عكبرا (5)،و أحمد بن محمّد البرتي (6) و إبراهيم بن الهيثم البلدي، و أحمد بن سعيد الجمال، و محمّد بن عثمان بن أبي شيبة.

و قدم دمشق فسمع بها أبا سعيد محمد بن يحيى البغداذي المعروف بحامل كفنه.

روى عنه: الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو الحسن بن زرقويه (7)،و إبراهيم بن مخلد الباقرحي (8)،و أبو الفتح هلال بن محمّد الحفار، و محمود بن عمر العكبري، و أبو الحسين بن الفضل القطان، و أبو عبد اللّه الحسين بن عمر بن برهان، و أبو الحسين بن بشران، و أبو علي بن شاذان، و محمّد بن أحمد بن أبي طاهر الدّقّاق، و أبو القاسم طلحة بن علي بن الصّقر الكتاني.

ص: 11


1- العطشي بفتح العين و الطاء المهملتين، هذه النسبة إلى سوق العطش، موضع ببغداد في الجانب الشرقي. و سمي بالعطشي لأنه كان ينزل به (الأنساب).
2- كذا بالأصل و تاريخ بغداد 299/4 و مختصر ابن منظور 166/3، و كتب محقق المطبوعة «البزار» نقلا عن المختصر خطأ.
3- ضبطت بفتح الهمزة، و بغير مدّ عن تاريخ بغداد و الأنساب (العطشي).
4- زيادة عن الأنساب (العطشي) و تاريخ بغداد للإيضاح.
5- عكبرا: بضم أوله و سكون ثانية و فتح الباء، و قد يمد و يقصر، اسم بليدة من نواحي دجيل قرب صريفين.
6- غير منقوطة بالأصل، و المثبت عن الأنساب (البرتي) و هذه النسبة. بكسر الباء و سكون الراء. إلى برت مدينة بنواحي بغداد. و المشهور بهذه النسبة أحمد بن محمّد بن عيسى، القاضي أبو العباس. و في م: البوتي.
7- كذا بالأصل و م و الصواب بتقديم الراء،«رزقويه» و اسمه: محمد بن أحمد انظر تاريخ بغداد، و الأنساب (العطشي).
8- هذه النسبة إلى باقرح، قرية من نواحي بغداد (الأنساب).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد الصّوفي إملاء قال: قرأت على أبي القاسم طلحة بن علي بن الصّقر بن عبد المجيب البغداذي بها، قلت له: قرئ [على] (1) أبي الحسين أحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي و أنت تسمع، نا محمد بن عيسى بن حيان المدائني أبو عبد اللّه، نا سفيان بن عيينة، نا عبد اللّه بن أبي بكر، عن خلاّد بن السّائب، عن أبيه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«أتاني جبريل صلى اللّه عليه و سلم فأمرني أن آمر أصحابي أن يرفعوا أصواتهم بالإهلال»[1153].

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن عبد الملك الفقيه، أنا أبو بكر أحمد بن علي الأديب، نا الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أحمد بن عثمان بن يحيى المقرئ ببغداذ، نا عباس بن محمّد الدّوري، نا الحسن بن بشر الهمداني، نا الحكم بن عبد الملك، عن منصور بن زاذان، عن الحسن، عن عمران بن حصين قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من (2) نيح عليه يعذّب»[1154].

قال الحاكم: تفرد به الحكم عن منصور.

أخبرنا أبو نصر أحمد بن عمر بن محمّد الغازي في كتابه، أنا أبو إسماعيل عبد اللّه بن محمّد بن علي الأنصاري، أنا أحمد بن محمّد بن خزيمة، أنا محمد (3) بن محمد بن عبد اللّه، أنا أحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي، نا أبو سعيد محمّد بن يحيى البغذاذي المعروف بحامل كفنه بدمشق، نا عبيد بن محمد الورّاق قال:

كان بالرّملة رجل يقال له عمّار و كانوا يقولون إنه من الأبدال، فاشتكى بطنه، فذهبت أعوده، و قد بلغني عنه رؤيا رآها. فقلت له: رؤيا حكوها عنك! فقال لي: نعم، رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم في النوم، فقلت: يا رسول اللّه ادع لي بالمغفرة، فدعا لي. ثم رأيت الخضر بعد ذلك؛ فقلت له: ما تقول في القرآن ؟ فقال: كلام اللّه؛ ليس بمخلوق، فقلت: فما تقول في النبيذ؟ فقال: انه الناس عنه. فقلت: هؤلاء أنهاهم فليس ينتهون، قال: من قبل فقد قبل، و من لم يقبل فدعه، قلت: فما تقول في بشر بن الحارث ؟ قال:

ص: 12


1- زيادة للإيضاح عن م.
2- كذا بالأصل و المختصر، و في م و المطبوعة:«ينح» بالبناء للمجهول مشتق من النياحة.
3- في مطبوعة ابن عساكر (أحمد بن عتبة - أحمد بن محمد بن المؤمل ص 7): أحمد.

مات بشر يوم مات، و ما على ظهر الأرض أتقى للّه منه. قلت: و أحمد بن حنبل ؟ فقال لي: صدّيق. قلت له: فالحسن (1) الكرابيسي ؟ فغلظ في أمره فقلت: فما تقول في أمّي ؟ فقال: تمرض و تعيش سبعة أيّام ثم تموت. فكان كما قال.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ (2)،قال:

أحمد بن عثمان بن يحيى بن عمرو بن بيان بن فروخ، أبو الحسين البزّاز (3)العطشي يعرف بالأدمي.

سمع محمّد بن ماهان زنبقة، و عباس بن محمد الدوري، و أحمد بن عبد الجبار العطاردي، و محمد بن الحسين الحنيني، و موسى بن سهل الوشاء، و محمد بن عيسى بن حيّان المدائني، و أبا قلابة الرقاشي، و محمّد بن أبي العوّام الرياحي، و أبا الأحوص محمّد بن الهيثم القاضي، و إبراهيم بن الهيثم البلدي، أحمد بن سعيد الجمّال (4)،و أبا إسماعيل الترمذي.

حدثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه (5)،و إبراهيم بن مخلد بن جعفر، و هلال الحفّار، و محمّد (6) بن عمرو العكبري (7)،و أبو علي بن شاذان، و كان ثقة حسن الحديث. ينزل سوق العطش بالجانب (8) الشرقي. سألت أبا بكر البرقاني عن أبي بكر الأدمي (9) القارئ فقال: لا أعرف حاله، لكن أحمد بن عثمان الأدمي ثقة.

و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ (10)،نا أبو

ص: 13


1- في المختصر:«فالحسين».
2- تاريخ بغداد 299/4 ترجمته.
3- و بالأصل و م «البزار» و المثبت عن تاريخ بغداد.
4- عن م و تاريخ بغداد و بالأصل «الحمال».
5- عن تاريخ بغداد، و بالأصل و م «زرقويه» بتقديم الزاي.
6- في تاريخ بغداد: و محمود بن عمر العكبري. و في م: و محمود بن عمرو العكبري.
7- بعدها في تاريخ بغداد: و ابن الفضل القطان، و الحسين بن عمر بن برهان الغزال، و محمد بن أحمد بن أبي طاهر الدقاق و أبو الحسين بن بشران.
8- رسمت «بالخانق» بالأصل، و الصواب عن تاريخ بغداد.
9- يعني أبا بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل أبو بكر الأدمي (انظر طبقات القرّاء لابن الأثير 106/1).
10- تاريخ بغداد 299/4-300.

الحسين محمّد بن الحسين القطان إملاء قال: توفي أحمد بن عثمان الأدمي في شهر ربيع الآخر (1) سنة تسع و أربعين و ثلاثمائة.

و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا أبو بكر الخطيب (2) قال: قال محمّد بن أبي الفوارس: توفي أحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي يوم الأحد، و دفن يوم الاثنين لثلاث عشرة خلت من شهر ربيع الآخر سنة تسع و أربعين و ثلاثمائة و هو يوم النيروز المعتضدي، و مولده سنة خمس و خمسين و مائتين (3).

7 - أحمد بن عثمان بن البقّال

أبو سعيد البغداذي الفقيه

حدث بدمشق عن أبي القاسم البغوي، و يحيى بن محمد بن صاعد، و أبي بكر بن أبي داود، و أبي بكر عبد اللّه بن محمد بن زياد.

روى عنه أبو محمد بن أبي نصر، و أبو نصر بن الجبّان، و أبو الحسين بن جميع.

أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو نصر المريّ ، نا أبو سعيد أحمد بن عثمان بن البقّال البغداذي الفقيه - من حفظه - نا عبد اللّه بن محمد البغوي - ببغداد - نا مصعب بن عبد اللّه الزبيري، نا إبراهيم بن سعد، نا سفيان الثوري عن عبد الملك (4) بن عمير، عن هلال مولى ربعي، عن حذيفة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر و عمر رضي اللّه عنهما»[1155].

سقط منه:«عن ربعي» و لا بد منه.

أخبرناه عاليا على الصواب أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه العمري، نا عبد الرحمن بن أحمد بن أبي شريح، أنا أبو القاسم البغوي، نا مصعب، نا

ص: 14


1- عن تاريخ بغداد 299/4 و بالأصل «ربيع الأول».
2- تاريخ بغداد 300/4.
3- زيد في م: آخر الحادي و الستين بعد المائة.
4- بالأصل «عبد اللّه» و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في تهذيب التهذيب. و فيه أنه روى عن ربعي بن حراش و عنه الثوري.

إبراهيم بن سعد، عن سفيان بن سعيد عن (1) عبد الملك بن عمير، عن هلال مولى ربعي عن ربعي، عن حذيفة عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«اقتدوا باللذين من بعدي: أبي (2) بكر و عمر»[1156].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنا أبو نصر الحسين بن محمّد بن طلاّب، نا أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع، نا أحمد بن عثمان أبو (3) سعيد، نا يحيى بن محمد بن صاعد، و عبد اللّه بن محمد النيسابوري قالا: نا إسماعيل بن إسحاق، نا علي بن المديني، عن أبيه، عن مالك، عن داود بن الحصين و عبد اللّه (4) بن يزيد مولى الأسود بن سفيان عن (5) زيد أبي عياش، عن من سمعه:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سئل عن بيع الرطب بالتمر، فقال:«أ ينقص إذا يبس ؟» فقالوا:

نعم قال:«فلا إذا»[1157].

قال إسماعيل قال علي: أظن أني سمعت هذا الحديث من مالك قديما و كان قد علقه من داود بن الحصين ثم سمعه من عبد اللّه بن يزيد.

كذا قال: عن من سمعه؛ و الحديث محفوظ من حديث أبي (6) عياش عن سعد بن أبي وقاص.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس قال: قال لنا أبو بكر الخطيب (7):أحمد بن عثمان البقّال أبو سعيد الفقيه البغدادي. نزل دمشق و حدث بها عن أبي القاسم البغوي، و يحيى بن صاعد، و أبي بكر بن [أبي] (8) داود. روى عنه عبد الوهّاب بن عبد اللّه

ص: 15


1- بالأصل «بن» خطأ و الصواب ما أثبت. عن م.
2- بالأصل و م «أبو بكر» و الصواب ما أثبت.
3- بالأصل و م «بن» تحريف و الصواب ما أثبت.
4- بالأصل:«الحصين بن عبد الله» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمة داود بن الحصين.
5- بالأصل «بن» تحريف، و الصواب ما أثبت انظر ترجمة عبد اللّه بن يزيد في تهذيب التهذيب.
6- بالأصل و م «ابن» و الصواب ما أثبت، انظر أول الحديث.
7- تاريخ بغداد 300/4.
8- سقطت من الأصل و استدركت عن تاريخ بغداد.

المرّي الدّمشقي، و ذكر أنه سمع منه في سنة اثنتين و ستين و ثلاثمائة.

8 - أحمد بن عطاء بن أحمد بن محمّد بن عطاء

أبو عبد اللّه الرّوذباري (1) الصّوفي

سكن صور. و حدّث: عن محمد بن مخلد الدوري، و الحسين بن إسماعيل المحاملي، و أبي صالح عبد اللّه بن صالح الصوفي، و محمّد بن الزبرقان، و محمّد بن العباس بن الحسين العبسي، و محمّد بن عبد اللّه الدولابي، و علي بن عبد اللّه الفاسي (2)،و أبي بكر محمّد بن الحسين القنطري، و أبي الحسن علي بن [محمد] (3) بن عبيد الحافظ ، و أبي بكر بن أبي داود، و أبي القاسم البغوي، و أحمد بن إبراهيم بن مالك، و محمّد بن حميد الأخباري.

روى عنه أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد بن عثمان بن الطيان الدمشقي، و أبو الحسين بن جميع، و ابنه أبو محمد الحسن بن أبي الحسين، و أبو الحسن عبيد اللّه بن القاسم بن علي بن القاسم بن زيد بن إسماعيل القاضي، و عبد الرحمن بن عمر بن نصر، و أبو القاسم بكير بن محمّد المنذري الطرسوسي، و أبو علي محمّد بن سعيد بن هاشم الرّقّي (4)،و أبو بكر محمّد بن خميس بن جميل البغداذي، و أحمد بن محمد بن زكريا النسوي، و أبو الحسين أحمد بن الحسين الواعظ ، و أبو عبد اللّه (5) بن منيقير الحلبي، و أبو أحمد عبد اللّه بن بكر الطبراني، و أبو الحسن بن جهضم، و أبو يعقوب إسحاق بن أحمد بن الحسين بن جعفر الكندي، و أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن باكويه، و عبد اللّه بن أحمد بن أبي السّري، و القاضي أبو الحسن علي بن عياض بن أحمد بن أيوب بن أبي عقيل الصوري.

أخبرنا أبو الفرج غيث بن علي بن عبد السلام الصوري قراءة عليه و أنا أسمع،

ص: 16


1- بالأصل:«الزوزبادي» و الصواب ما أثبت، انظر تاريخ بغداد 336/4 و حلية الأولياء 383/10 و الوافي بالوفيات 184/7 و بحاشيته مصادر ترجمته.
2- في مطبوعة ابن عساكر 10/7 «القايني» نقلا عن طبقات الصوفية للسلمي.
3- سقطت من الأصل و استدركت عن م و انظر سير أعلام النبلاء 286/15 و 356.
4- بالأصل «الدقي» و الصواب ما أثبت.
5- بالأصل «أبو عبيد اللّه» و الصواب ما أثبت و سيأتي صوابا.

أنا أبو الفتح محمّد بن الحسن بن محمّد الأسدآباذي بصور، أنا أبو عبد اللّه الحسن بن محمّد بن أحمد الحلبي البزار المعدل المعروف بابن المنيقير (1)،[أنا] (2) أبو عبد اللّه أحمد بن عطاء الرّوذباري (3) الصوفي قراءة عليه، و أنا أسمع (4)،أنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، نا مصعب بن عبد اللّه الزبيري، نا مالك بن أنس، عن عبد اللّه بن دينار، عن عبد اللّه بن عمر قال:

نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن بيع الولاء وهبته[1158].

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو عثمان البحيري، أنا زاهر بن أحمد، نا عبد اللّه بن محمد البغوي فذكره و قال:

إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نهى، إلى (5)...

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس الفقيه، نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب (6)،قال: و حدّثني محمد بن أبي الحسين (7)،أنا عبد اللّه بن أحمد بن أبي السّري، نا أبو عبد اللّه أحمد بن عطاء بن أحمد الروذباري (8) قال: حضرت باب أبي سعيد (9) الحسن بن علي العدوي سنة خمس عشرة و ثلاثمائة و أنا يومئذ ابن اثنتي عشرة سنة و ذكر أنه سمع منه أحاديث خراش عن أنس كلها.

أخبرنا أبو القاسم بن قبيس، و أبو محمّد بن الأكفاني، و أبو السّعادات أحمد بن أحمد المتوكلي، و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، و أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الحسين بن الفراء و أبو منصور بن زريق قالوا: حدثنا أبو بكر الخطيب (10) ح.

ص: 17


1- بالأصل «المتيقر» و الصواب ما أثبت، و قد تقدم.
2- سقطت من الأصل، و استدركت للإيضاح.
3- بالأصل «الروزبادي» و الصواب ما أثبت.
4- في المطبوعة 11/7 مكان العبارة:«قراءة عليه، و أنا أسمع»: «إملاء بصور» و انظر مختصر ابن منظور 168/3.
5- كذا بالأصل.
6- تاريخ بغداد 336/4.
7- في تاريخ بغداد: بن أبي الحسن.
8- بالأصل «الروزبادي» و الصواب ما أثبت.
9- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن تاريخ بغداد.
10- تاريخ بغداد 337/4.

و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل الحافظ ، أنا سليمان بن إبراهيم قالا: أنا أبو الحسين بن السمّاك (1) الواعظ قال: سمعت أبا عبد اللّه الروذباري (2)-و في حديث إسماعيل: قال: سمعت أحمد بن عطاء الروذباري (3)- يقول: من (4) خرج إلى العلم نفعه قليل العلم (5).انتهى حديث سليمان؛ و زاد الخطيب قال: و سمعت أبا عبد اللّه الرّوذباري (6) يقول: العلم موقوف على العمل، و العمل موقوف على الإخلاص، و الإخلاص للّه يورث الفهم عن اللّه عزّ و جل.

سمعت أبا المظفر بن القشيري يقول: سمعت أبي الأستاذ أبا القاسم يقول:

سمعت منصورا المغربي يقول: سمعت أحمد بن عطاء الروذباري (7) يقول: كان (8)مني استقصاء في أمر الطهارة، فضاق صدري ليلة من كثرة ما صببت من الماء، و لم يسكن قلبي، فقلت: يا رب محفوظ محفوظ (9)،فسمعت هاتفا يقول: العفو في العلم فزال عني ذلك.

قال: و سمعت أبا عبد الرحمن السّلمي يقول: دخل أبو عبد اللّه الروذباري دار بعض أصحابه، فوجده غائبا، و باب بيته مقفل و قال: صوفي و له باب (10) مقفل، اكسروا القفل، فكسروا، فأمر بجميع ما وجدوا في الدار و البيت، و ألقوه (11) إلى السّوق و باعوه، و أصلحوا وقتا من الثمن، و قعدوا في الدّار. فدخل صاحب المنزل و لم يمكنه أن يقول شيئا، فدخلت امرأته بعدهم الدار، و عليها كساء، فدخلت بيتا و رمت الكساء و قالت: يا أصحابنا هذا أيضا من جملة المتاع فبيعوها. فقال الزوج لها: لم تكلفي (12)

ص: 18


1- في تاريخ بغداد: أبو الحسين أحمد بن الحسين بن أحمد الواعظ .
2- بالأصل «الروزبادي» و الصواب ما أثبت. عن م.
3- بالأصل «الروزبادي» و الصواب ما أثبت. عن م.
4- العبارة في تاريخ بغداد: من خرج إلى العلم يريد العلم لم ينفعه العلم، و من خرج إلى العلم يريد العمل بالعمل نفعه قليل العلم.
5- العبارة في تاريخ بغداد: من خرج إلى العلم يريد العلم لم ينفعه العلم، و من خرج إلى العلم يريد العمل بالعمل نفعه قليل العلم.
6- بالأصل «الروزبادي» و الصواب ما أثبت. عن م.
7- في مختصر ابن منظور 168/3 «فيّ ».
8- في المختصر: يا رب العفو العفو.
9- بالأصل «الروزبادي» و الصواب ما أثبت. عن م.
10- في المختصر: و له باب بيت مغلق.
11- في المختصر: و أنفذه.
12- في المختصر: تكلّفت.

هذا باختيارك ؟ فقالت: اسكت مثل الشيخ يباسطنا و يحكم علينا و يبقى لنا شيء نؤخّره (1) عنه.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، عن أبي الفرج سهل بن بشر الأسفرايني، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الكريم الجزري بمكة، نا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن جهضم الهمذاني (2) قال: و سمعت أبا عبد اللّه أحمد بن عطاء يقول:- و سئل عن معنى قول النبيّ صلى اللّه عليه و سلم:«إن اللّه خلق آدم على صورته» فقال - إن اللّه جل ثناؤه خلق الخلق مرتبة بعد مرتبة و نقله من حال إلى حال كما قال تعالى: وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسٰانَ مِنْ سُلاٰلَةٍ مِنْ طِينٍ ، ثُمَّ جَعَلْنٰاهُ نُطْفَةً فِي قَرٰارٍ مَكِينٍ إلى قوله: فَتَبٰارَكَ اللّٰهُ أَحْسَنُ الْخٰالِقِينَ (3) و خلق آدم بلا انتقال (4) من حال إلى حال، و إنما خلق صورته كما هي، ثم نفخ فيه من روحه، فلأجله قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«إن اللّه تعالى خلق آدم على صورته»[1159].

سمعت أبا المظفّر بن أبي القاسم القشيري يقول: سمعت أبي يقول سمعت حمزة بن يوسف يقول: سمعت أبا طاهر الرّقّي يقول: سمعت أحمد بن عطاء يقول:

كلمني جمل (5) في طريق مكة: رأيت الجمال (6) و المحامل عليها و قد مدّت أعناقها في الليل، فقلت: سبحان اللّه من يحمل عنها ما هي فيه ؟ فالتفت إليّ جمل فقال لي: قل جلّ اللّه، فقلت: جلّ للّه.

قال: و سمعت محمّد بن الحسين يقول: سمعت علي بن سعيد المصيصي يقول:

سمعت أحمد بن عطاء الروذباري (7) يقول: كنت راكبا جملا، فغاصت رجلا الجمل في الرمل فقلت: جلّ اللّه، فقال الجمل: جلّ اللّه.

ص: 19


1- في المختصر: ندخره.
2- في المطبوعة 12/7 الهمداني.
3- سورة «المؤمنون» الآيات 12-14.
4- في المختصر 169/3 «نقلات» و في المطبوعة 13/7 نقلان.
5- بالأصل «حمل» بالحاء المهملة، و المثبت عن م.
6- بالأصل «الحمال» بالحاء المهملة، و الصواب عن م.
7- بالأصل «الروذبادي» و قد تقدم.

قال: و كان أبو عبد اللّه الروذباري (1) إذا دعي أصحابه إلى دعوة في دور السوقة و من ليس من أهل التصوف، لا يخبر الفقراء، و كان يطعمهم شيئا، فإذا فرغوا أخبرهم و مضى بهم، فكانوا قد أكلوا في الوقت، و لا يمكنهم مدّ أيديهم إلى طعام الدّعوة إلاّ بالتعذّر، و إنما كان يفعل ذلك لئلا يسوء (2) ظنون الناس بهذه الطائفة فيأثمون (3)بسببهم.

و قيل: كان أبو عبد اللّه يمشي على إثر الفقراء يوما - و كذا كانت عادته أن يمشي على أثرهم - و كانوا يمضون إلى دعوة فقال إنسان بقّال (4):هؤلاء المتسحلون. و بسط لسانه فيهم و قال: إن واحدا منهم استقرض مني مائة درهم، و لم يردّه (5)،و لست أدري أين أطلبه ؟ فلما دخلوا دار الدّعوة قال أبو عبد اللّه الروذباري لصاحب الدار - و كان من محبّي هذه الطائفة:- ائتني بمائة درهم إن أردت سكون قلبي، فأتاه بها في الوقت، فقال لبعض أصحابه: أحمل هذه المائة إلى البقال الفلاني، و قل له هذه المائة التي استقرض منك بعض أصحابنا، و قد وقع له في التأخير عذر، و قد بعثه (6) الآن فاقبل عذره؛ فمضى الرّجل و فعل، فلما رجعوا من الدعوة اجتازوا بحانوت البقال، فأخذ البقال في مدحهم و يقول: هؤلاء السّادة الثقات الأمناء الصّلحاء، و ما في هذا الباب.

و قال أبو عبد اللّه الرّوذباري: أقبح من كل قبيح، صوفيّ شحيح.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنا أبو نصر بن طلاّب، أنا أبو الحسين (7) بن جميع، أنشدنا أحمد بن عطاء الرّوذباري الصّوفي، أنشدني محمّد بن الزبرقان:

ص: 20


1- بالأصل «الروذبادي» و قد تقدم.
2- كذا بالأصل. و في م: تسوء.
3- كذا بالأصل. و م.
4- بالأصل «فقال» و في المختصر:«يقال» و سقطت اللفظة من تهذيب ابن عساكر، و المثبت عن م. و سيأتي ما يؤكد صحة ما أثبتنا.
5- كذا بالأصل و المختصر، و في تهذيب ابن عساكر: يردها.
6- كذا بالأصل و المختصر و المطبوعة، و في التهذيب: بعثها.
7- بالأصل «أبو الحسن» و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل، و انظر سير أعلام النبلاء 152/17.

دين النبي محمّد مختار *** نعم المطية للفتى الآثار

لا تخدعنّ عن الحديث و أهله *** فالرأي ليل و الحديث نهار

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب (1)، أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمّد بن عبد اللّه السراج - بنيسابور-، أنشدني عبيد اللّه (2) بن أبي الحسين (3) السراج قال: أنشدني أبو عبد اللّه أحمد بن عطاء الروذباري (4)-رحمه اللّه-:

إذا أنت صاحبت الرّجال فكن فتى *** كأنك مملوك لكلّ رقيق (5)

و كن مثل طعم الماء عذبا و باردا *** على الكبد الحرّى لكلّ صديق

أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز المكي، أنا أبو عبد اللّه مصعب بن يحيى بن إبراهيم الحكاك - بمكة-، أنا الحسن بن علي بن محمّد الشيرازي، أنا علي بن عبد اللّه بن جهضم، أنشدني أبو عبد اللّه أحمد بن عطاء بن أحمد بن عطاء الروذباري (6)-رحمه اللّه - لنفسه:

أهلا بمن زار فما وارد *** أحقّ بالإكرام من زائر

و نحن لا نسأم من أمّنا *** و نضمر الحزن على السّائر

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي، أنا أبو بكر محمّد بن يحيى بن إبراهيم بن محمّد المزكي، أنا أبو عبد الرحمن السلمي، قال: أحمد بن عطاء بن أحمد أبو عبد اللّه الروذباري ابن أخت أبي على الروذباري، يرجع إلى أنواع من العلوم، منها: علم القرآن (7)،و علم الشريعة، و علم الحقيقة، و إلى أخلاق في التجريد يختص بها، يربو على أقرانه من تعظيم الفقر، و أهله، و رياضة الفقراء

ص: 21


1- تاريخ بغداد 337/4.
2- في تاريخ بغداد: عبد اللّه.
3- تاريخ بغداد: الحسن.
4- بالأصل:«الروزبادي» خطأ.
5- في تاريخ بغداد و المختصر: رفيق.
6- بالأصل:«الروزبادي» خطأ.
7- الأصل و المختصر، و في تهذيب ابن عساكر و المطبوعة: القراءات.

و مراتبهم؛ و هو أوحد مشايخ وقته في بابه و طريقته. توفي في ذي الحجة سنة تسع و ستين و ثلاثمائة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد و أبو منصور بن زريق، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):أحمد بن عطاء بن أحمد بن محمد [بن عطاء] (2)،أبو عبد اللّه الروذباري (3).شيخ الصّوفية في وقته؛ نشأ ببغذاذ و أقام بها دهرا طويلا، ثم انتقل عنها فنزل صور - من بلاد ساحل الشام - و حدّث عن أبي بكر بن أبي داود،[و] (4) القاضي المحاملي، و يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول، و غيرهم. و فيما روى أحاديث وهم فيها و غلط غلطا فاحشا، فسمعت أبا عبد اللّه محمّد بن علي الصّوري يقول:

حدثونا عن أبي عبد اللّه الروذباري عن إسماعيل بن محمد الصفار، عن الحسن بن عرفة أحاديث لم يروها الصّفار عن (5) ابن عرفة. قال الصّوري: و لا أظنه ممن كان يتعمد الكذب. لكنه شبّه (6) عليه.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري قال: قال والدي الأستاذ أبو القاسم: و منهم أبو عبد اللّه أحمد بن عطاء الروذباري (7) شيخ الشام في وقته مات بصور سنة تسع و ستين و ثلاثمائة.

قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي الصّوري: أحمد بن عطاء بن أحمد بن محمّد بن عطاء، أبو عبد اللّه الروذباري (8)،الصّوفي أحد الصّلحاء المشهورين و الأتقياء المذكورين، ذو همّة في التصوف عالية، و طريقة راجحة وافية، و له فيه عدة تصانيف. طاف و سمع، و استوطن صور.

أخبرنا أبو (9) الحسن بن قبيس نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب (10):أخبرني أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد، أنا أبو عبد الرحمن السلمي،

ص: 22


1- الخبر في تاريخ بغداد 336/4.
2- سقطت من الأصل، و استدركت عن تاريخ بغداد.
3- بالأصل «الروذبادي» خطأ.
4- سقطت من الأصل، و استدركت عن تاريخ بغداد.
5- بالأصل «بن» و المثبت عن م و تاريخ بغداد.
6- في تاريخ بغداد: اشتبه.
7- بالأصل «الروذبادي» خطأ.
8- بالأصل «الروذبادي» خطأ.
9- بالأصل «سمع بها» و الصواب ما أثبت عن م و المطبوعة 15/7.
10- الخبر في تاريخ بغداد 337/4.

قال: توفي أبو عبد اللّه الروذباري (1) في ذي الحجة سنة تسع و ستين و ثلاثمائة.

قال الخطيب: و قال لي أبو عبد اللّه الصوري توفي أبو عبد اللّه الروذباري (2) في سنة تسع و ستين و ثلاثمائة في قرية يقال لها منواث (3) من عمل عكار (4) و حمل إلى صور فدفن بها.

قال لي أبو محمّد بن الأكفاني: رأيت في كتاب عتيق:

توفي أبو عبد اللّه الروذباري (5) الصّوفي - رحمه اللّه - فجاءة.

و قيل إنه سقط من سطح، و كان دفنه بصور في «الخربة» يوم الاثنين لخمس خلون من ذي الحجة سنة تسع و ستين و ثلاثمائة.

و ذكر أبو نعيم أنه توفي سنة تسع و خمسين (6) و هو وهم.

9 - أحمد بن عقيل بن محمد بن علي بن أحمد بن رافع

أبو الفتح بن أبي الفضل القيسي (7) الفارسي

المعروف بابن أبي الحوافر

أصله من بعلبك.

سمع أباه و عبد العزيز الكتاني و الفقيه أبا الفتح نصرا المقدسي و صحبه مدة، و كتب عنه.

كتبت عنه شيئا يسيرا ببغداد و بدمشق، و كان شيخا خيرا، كثير التلاوة للقرآن، صحيح السّماع، حسن الاعتقاد.

أخبرنا أبو الفتح أحمد بن عقيل بن محمّد بن علي بن أحمد بن رافع الشافعي

ص: 23


1- بالأصل «الروذبادي».
2- بالأصل «الروذبادي».
3- بالأصل «منوات» و الصواب عن معجم البلدان و تاريخ بغداد، و منواث بالفتح ثم السكون بليدة بسواحل الشام قرب عكا.
4- كذا بالأصل و في أصل تاريخ بغداد، و هو خطأ و الصواب «عكا» فهي قرية من قراها. انظر الحاشية السابقة.
5- بالأصل «الروذبادي».
6- انظر حلية الأولياء 383/10.
7- في المختصر: العبسي.

ببغداذ - قدمها حاجا إذ كنت بها - نا أبو الفضل، ح، و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمد عبيد (1) بن إبراهيم بن كبيبة (2)النجار بدمشق.

قالا: أنا أبو بكر محمّد بن عبد الرحمن بن عبيد بن يحيى القطان، أنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة الأطرابلسيّ في سنة أربعين و ثلاثمائة، أنا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي، أنا محمد بن شعيب، نا شيبان بن عبد الرحمن التميمي، أنا الحسن بن (3) دينار، عن هشام بن عروة، عن أبيه عروة بن الزبير أن رجلا قال: سألت عائشة عن الرجل يقبّل امرأته، أ يعيد الوضوء؟ قالت: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقبل بعض نسائه لا يعيد الوضوء، قال: فقلت لها: فإن كان ذلك ما كان إلاّ منك، قال:

فسكتت[1160].

توفي أبو الفتح أحمد بن عقيل ليلة الخميس، و دفن يوم الخميس التاسع أو الثامن و عشرين من شهر ربيع الأول سنة إحدى و ثلاثين و خمسمائة، و دفن بباب الصغير، و كنت إذ ذاك غائبا في رحلتي إلى خراسان.

ص: 24


1- في تبصير المنتبه: عبيد اللّه.
2- ضبطت عن تبصير المنتبه 1185/3.
3- بالأصل «عن» و الصواب ما أثبت عن م انظر ميزان الاعتدال 487/1.
ذكر من اسم أبيه علي من الأحمدين
10 - أحمد بن علي بن أحمد بن عمر بن موسى

أبو الحسن البصري

قدم دمشق و سمع بها من تمام بن محمّد الرازي، و حدّث بها عن جده أحمد بن عمر، و علي بن سعيد الصّوفي.

روى عنه عبد العزيز الكتاني، و علي بن الخضر السلمي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا أبو الحسن أحمد بن علي بن أحمد بن عمر البصري - قدم علينا - نا جدي أحمد بن عمر بن موسى، نا أبو أحمد إسماعيل بن موسى بن إبراهيم بن المبارك الحاسب البلخي، نا أبو الحسن علي بن وهب الميري (1)،نا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الراسبي، نا نصر بن علي الجهضمي، نا نوح بن قيس عن حبة بن خالد بن قيس، عن قتادة، عن أنس بن مالك قال: قال رجل:

يا رسول اللّه كم افترض اللّه عليّ من صلاة ؟ قال:«خمس صلوات»، قال: هل عليّ قبلهن أو بعدهن شيء؟ قال:«افترض اللّه على عباده صلوات خمسا»، قال: فحلف الرجل باللّه لا يزيد عليهن و لا ينقص، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن صدق دخل الجنة»[1161].

كذا في الأصل. و قوله عن حبّة بن خالد وهم فاحش و صوابه عن (2) أخيه

ص: 25


1- كذا، و في المطبوعة 17/7 «الشرقي»؟ و شكك بها محققها أيضا.
2- غير مقروءة بالأصل، و الصواب ما أثبت عن م.

خالد بن قيس، و قد وقع لي على الصّواب أعلى منه بثلاث درجات، يكون من يسمعه مني بمنزلة الكتاني.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور و أبو القاسم بن البسري، و أبو نصر الزينبي ح.

و أخبرنا أبو المكارم أحمد بن عبد الباقي بن الحسن بن مبارك القزّاز، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو نصر الزينبي ح.

و أخبرنا أبو المظفّر محمّد بن محمّد بن عبد الواحد بن زريق، أنا [أبو] (1) نصر الزينبي (2) قالوا: أنا أبو طاهر المخلّص - قال الزينبي و أنا حاضر - نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا نصر بن علي الجهضمي، نا نوح بن قيس عن أخيه خالد بن قيس، عن قتادة، عن أنس قال: قال رجل لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: كم افترض اللّه على عباده من الصّلاة ؟ قال:«خمس صلوات» قال: هل قبلهن أو بعدهن شيء؟ قال:«افترض اللّه على عباده صلوات خمسا» فحلف الرجل باللّه عز و جل لا يزيد عليهن و لا ينقص، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن صدق دخل الجنة»[1162].

11 - أحمد بن علي بن أحمد

أبو العباس البصري

حدث بدمشق عن أبي طلحة عبد الجبّار بن محمّد الطلحي، و محمّد بن محمويه الماوردي.

روى عنه علي بن الخضر السلمي. إن لم يكن المذكور آنفا، فهو غيره.

أنبأنا أبو القاسم عبد المنعم بن علي بن أحمد الكلابي الورّاق، أنا علي بن الخضر السّلمي، أنا الشيخ أبو العباس أحمد بن علي بن أحمد البصري (3)،نا أبو طلحة عبد الجبّار بن محمّد الطلحي - قراءة عليه في مسجد طلحة بالبصرة - نا أبي محمّد بن

ص: 26


1- سقطت من الأصل و م و قد تقدم.
2- العبارة من أولها «و أخبرنا إلى هنا» تقدمت مكررة، فحذفناها.
3- بالأصل «المصري» تصحيف و الصواب عن م.

الحسن الطلحي، نا أحمد بن الحسن الطلحي، عن أبيه، عن جده موسى بن طلحة بن عبيد اللّه، قال: دخلت مع أبي طلحة بن عبيد اللّه بعض المجالس، فأوسعوا له من كل ناحية، فجلس في أدناها ثم قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إن التواضع للّه تبارك و تعالى، الرضا بالدّون من شرف المجالس»[1163].

12 - أحمد بن علي بن أحمد بن صالح بن الحسن

و يقال ابن علي بن منصور

أبو الحسين (1) الطائي

المعروف بابن الزيات

سمع الكثير و كتب الحديث عن عبد العزيز بن أحمد، و أبي الحسن بن أبي الحديد، و أبي نصر بن طلاّب، و أبي العباس بن قبيس.

سمع منه أبو محمّد بن صابر.

و حدّث بشيء يسير، و كان خيّرا تقدمت وفاته.

روى عنه غيث بن علي بيتين أنشده إيّاهما.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي و نقلته من خطّه، أنشدني أحمد بن علي الطائي بمسجد القدم - ظاهر دمشق-:

كفى حزنا أنّي مقيم ببلدة *** أخلاّي عنها نازحون بعيد

أقلّب طرفي في البلاد فلا أرى *** وجوه أخلاّي الذين أريد (2)

ذكر شيخنا أبو محمّد بن الأكفاني - و لم أسمعه منه - أن أبا الحسين أحمد بن علي بن منصور الطائي توفي يوم الأربعاء السّادس عشر من شهر ربيع الآخر من سنة ثلاث و تسعين و أربعمائة بدمشق.

و هكذا ذكره أبو محمّد بن صابر إلاّ أنه قال: توفي يوم الثلاثاء، و دفن يوم الأربعاء

ص: 27


1- بالأصل و تهذيب ابن عساكر:«أبو الحسن» و المثبت عن م و المختصر و المطبوعة 18/7.
2- البيتان في المختصر 172/3 و تهذيب ابن عساكر.

و ذكر أنه ثقة، و أنه سأله عن مولده فقال: لستة (1) أيّام بقين من سنة ثلاث و أربعين و أربعمائة.

13 - أحمد بن علي بن أحمد بن سعيد

ابن بكران بن شعيب بن ليث

أبو الحسين بن الأرتاحي (2) التغلبي القاضي النيربي (3)

سمع أبو الحسن الحنّائي.

سمع منه أبو محمّد بن صابر.

و ذكر أنه سأله عن مولده فقال: ولدت سنة عشر و أربعمائة. و قال: هو ثقة، لم يكن الحديث من شأنه.

ذكر أبو محمّد بن الأكفاني، أن أبا الحسين أحمد بن علي بن أحمد الأرتاحي التغلبي توفي يوم الأحد السّادس و العشرين من صفر بدمشق سنة ست و ثمانين و أربعمائة، و كذا ذكر أبو محمد بن صابر.

14 - أحمد بن علي بن إبراهيم

أبو الحسين الأنصاري

حدث عن أبي محمّد جعفر بن أحمد بن عاصم بن الروّاس، و أبي العباس أحمد بن عامر بن المعمّر الأزدي، و أبي محمّد عبد الرحمن بن إسماعيل الكوفي، و أبي يحيى محمد بن سعيد الخزيمي (4).

روى عنه عبد الغني بن سعيد [الحافظ ، و عبد الوهاب الميداني، و أبو نصر بن الجبّان، و أبو الحسن بن السمسار، و أبو علي الحسين بن سعيد] (5) بن مهنّد الشيزري، و أبو سعد الماليني.

ص: 28


1- بالأصل «لست».
2- هذه النسبة إلى أرتاح، حصن منيع من العواصم من أعمال حلب (ياقوت).
3- هذه النسبة إلى النيرب، قرية (انظر معجم البلدان). و في تهذيب ابن عساكر: الشيرازي.
4- بالأصل «الحريمي» و الصواب و الضبط عن الأنساب، و ترجم له ترجمة قصيرة.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني (1)،أنا أبو الحسين أحمد بن علي الأنصاري، نا أبو محمّد بن الروّاس، نا هشام بن خالد، نا الوليد بن مسلم، نا أبو بكر الهذلي أنه سمع ابن شهاب الزهري يحدث عن سالم بن عبد اللّه بن عمر، عن أبيه قال:

صلّيت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم صلاة العيد بلا أذان و لا إقامة ثمّ صلّيت مع أبي بكر فصلّى بلا أذان و لا إقامة، ثم صلّيت مع عمر فصلّى بلا أذان و لا إقامة، ثم صليت مع عثمان فصلّى بلا أذان و لا إقامة.

15 - أحمد بن علي بن إسحاق

أبو حامد الجرجاني الحافظ

قدم دمشق و انتقى بها على أبي الميمون بن راشد، و حدّث ببيت المقدس، عن هميم (2) بن همّام الطبري.

روى عنه أبو الفضل نصر بن محمد بن أحمد الطوسي الصّوفي.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو الفضل بن أبو نصر، قال: سمعت أبا حامد أحمد بن علي بن إسحاق الجرجاني الحافظ في مسجد بيت المقدس يقول: سمعت هميم (3) بن همّام الطبري يقول: سمعت حرملة بن عبد اللّه بن عمران التجيبي يقول: سمعت الشافعي يقول: كان فلان يفتي، و يضمن و يقول: ما كان فيه من إثم فهو عليّ .

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا، قال: قال لي أبو إسحاق الحبّال بمصر أن عبد الغني بن سعيد قال: جئت يوما إلى أبي الحسن علي بن زريق فقال: أ لا أعجبك من أبي حامد الجرجاني ؟ ذاكرني بحديث ليحيى بن سعيد القطان، عن يحيى بن سعيد:«الأعمال بالنية»، فأنكرت عليه ذلك فقلت أنا: أن

ص: 29


1- بعدها في م و المطبوعة: أنا أبي أبو الحسين، أنا أبو الحسن بن السمسار.
2- عن تاريخ جرجان للسهمي ص 484 و بالأصل «هشيم».
3- بالأصل «هيثم» و المثبت عن م.

هذا الحديث أخطأ فيه الأعشى بخراسان. فقال لي أبو الحسن بن زريق: سمعت أبا عبد الرحمن النسوي يقول حديث:«الأعمال بالنية» حديث جليل تفرد به يحيى بن سعيد الأنصاري.

قلت (1):مات يحيى القطان. رواه أبو حامد أحمد بن حمدون بن خالد الأعشى - و يعرف بأبي تراب - عن عبد اللّه بن هاشم الطوسي، عن يحيى القطان. و قول عبد الغني: إن الأعشى أخطأ فيه، خطأ، فقد رواه غيره عن ابن هاشم.

أخبرناه أبو محمد السّيدي، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن العلاء القبابي (2) ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا أبو سعيد محمّد بن علي بن محمّد الخشّاب، أنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة، حدثني أبو الحسن علي بن محمّد بن القبابي (3)،نا عبد اللّه بن هاشم، نا يحيى بن سعيد القطان، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن محمّد بن إبراهيم التيمي عن (4) علقمة بن وقّاص الليثي (5) قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«إنما الأعمال بالنية و إنما للمرء ما نوى» الحديث[1164].

و كذا رواه أبو جعفر محمّد بن سليمان بن داود المنقري البصري، عن مسدّد بن مسرهد، عن يحيى القطان، عن يحيى بن سعيد فبرئت عهدة الجرجاني منه.

ص: 30


1- بالأصل «مات» و الصواب عن مطبوعة ابن عساكر 21/7.
2- بالأصل «القباني» و المثبت و الضبط عن تبصير المنتبه 1152/3 و ذكره، و قال: من قباب نيسابور عن إسحاق بن منصور الكوسج، و في الأنساب هذه النسبة إلى قباب و هو موضع بنيسابور و سمرقند، أما قباب نيسابور و هي أقصى محلة من نيسابور على طريق العراق، و ذكره من المنتسبين إليها.
3- غير واضح تعجيمها بالأصل، و الصواب ما أثبت، انظر ما مرّ فيه.
4- بالأصل «بن» تحريف. و الصواب ما أثبت، انظر سير أعلام النبلاء ترجمة علقمة بن وقاص الليثي 61/4.
5- بالأصل «البتي» و في م: العيشي و الصواب ما أثبت، و انظر الحاشية السابقة.
16 - أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي

16 - أحمد بن علي بن ثابت (1) بن أحمد بن مهدي

أبو بكر بن أبي الحسن الخطيب البغدادي الفقيه الحافظ

أحد الأئمة المشهورين، و المصنفين المكثرين، و الحفاظ المبرّزين، و من ختم به ديوان المحدّثين.

كان أبوه أبو الحسن حافظا للقرآن؛ قرأ على أبي حفص الكتاني، و كان خطيبا بدربيجان (2)-قرية من قرى بغداد - نحوا من عشرين سنة.

سمع أبو بكر: أبا عمر بن مهدي، و أنا الحسن أحمد بن محمّد بن الصلت الأهوازي، و أبا الحسن محمّد بن أحمد بن رزقويه (3)،و أبا الحسين (4) أحمد بن محمّد بن أحمد بن حمّاد بن المتيّم (5) و أبا الفتح هلال بن محمّد الحفّار، و أبا إسحاق إبراهيم بن مخلد الباقرحي (6)،و أبا عبد اللّه أحمد بن محمّد بن دوست البزّار، و أبا الحسين بن بشران، و أبا محمّد عبد اللّه بن يحيى السّكري، و خلقا كثيرا ببغداذ. و أبا عمر القاسم بن جعفر الهاشمي، و أبا الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم البزّار (7)،و أبا الحسن علي بن محمّد الطرازي، و أبا سعيد الصّيرفي، و أبا القاسم عبد الرحمن بن محمّد السراج بنيسابور، و أبا نعيم الحافظ و غيره بأصبهان؛ و سمع بالري، و بالدّينور و بالكوفة و غيرها. قدم دمشق سنة خمس و أربعين و أربعمائة حاجا؛ فسمع بها أبا (8)الحسن بن أبي نصر، و الأهوازي و غيرهما، و توجه منها إلى الحج، ثم قدمها سنة إحدى و خمسين، فسكنها مدة، و حدّث بها بعامّة مصنفاته.

ص: 31


1- غير واضحة بالأصل، و استدركت عن هامشه.
2- كذا بالأصل و في ياقوت:«درزيجان» قرية كبيرة تحت بغداد على دجلة بالجانب الغربي، منها كان والد أبي بكر أحمد بن ثابت الخطيب البغدادي، و كان أبوه يخطب بها.
3- الصواب بتقديم الراء، و بالأصل بتقديم الزاي.
4- بالأصل «الحسن» و الصواب ما أثبت عن م انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 288/17.
5- بالأصل «التيم» و الصواب ما أثبت عن م انظر سير أعلام النبلاء 288/17.
6- هذه النسبة - بفتح الباء و القاف و سكون الراء - نسبة إلى باقرح، و هي قرية من نواحي بغداد (الأنساب).
7- بعده في م و مطبوعة ابن عساكر 22/7، و أبا الحسن علي بن القاسم بن الحسن السابوري و غيرهم. بالبصرة، و أبا بكر الحيري.
8- بالأصل «أبو».

روى عنه من شيوخه أبو بكر البرقاني، و أبو القاسم الأزهري، و عبد العزيز الكتاني، و أبو القاسم بن أبي العلاء، و عمر بن عبد الكريم الدّهستاني و حدثنا عنه: الشريف النسيب، و أبو الحسن بن قبيس، و أبو محمد بن الأكفاني، و أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، و أبو عبد اللّه محمد بن علي بن أبي العلاء، و أبو طاهر بن الجرجاني (1)،و أبو تراب حيدرة بن أحمد، و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، و أبو المعالي بن الشّعيري، و أبو محمّد طاهر بن سهل، و أبو الفرج غيث بن علي، و أبو الحسن بركات بن عبد العزيز النّجّاد، و أبو الحسن بن سعيد، بدمشق.

و حدّثنا عنه ببغداد: أبو بكر محمد بن عبد الباقي، و أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو بكر بن المزرفي، و أبو السعادات المتوكلي، و أبو القاسم [هبة اللّه بن عبد اللّه] الواسطي الشروطي، و أبو منصور بن خيرون، و ابن زريق، و أبو العباس أحمد بن عبد الواحد بن زريق، و أبو السعود [بن] (2) المجلي، و أبو النجم بدر بن عبد اللّه الشيحي، و حدّثنا عنه بمرو: أبو يعقوب يوسف بن أيّوب الهمذاني رحمه اللّه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني، و أبو محمّد بن الأكفاني، و أبو الفرج غيث بن علي الخطيب، و أبو محمد عبد الكريم بن حمزة قالوا: أنا أبو بكر الخطيب البغداذي بلفظه، أنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللّه بن مهدي البزّاز (3) القاضي [أنا] (4) أبو عبد اللّه الحسين بن إسماعيل المحاملي، نا أحمد بن إسماعيل المدني - هو أبو حذافة (5) السّهمي - نا مالك بن أنس، عن يزيد بن عبد اللّه بن الهاد، عن محمّد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، عن أبي سعيد الخدري قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يعتكف العشر الأوسط من شهر رمضان. فاعتكف عاما، حتى إذا كانت ليلة إحدى و عشرين، و هي الليلة التي

ص: 32


1- كذا بالأصل، و في م: الجرجرائي.
2- سقطت من الأصل و استدركت عن تبصير المنتبه. و م.
3- بالأصل «البزار» و المثبت عن سير أعلام النبلاء 222/17.
4- زيادة اقتضاها السياق، عن م انظر ترجمة عبد الواحد في السير و فيها: سمع كثيرا من القاضي، المحاملي، و انظر الحاشية السابقة.
5- بالأصل «أبو خلافة» و الصواب ما أثبت عن م انظر سير أعلام النبلاء 24/12.

يخرج فيها من صبيحتها من اعتكافه فقال:«من كان اعتكف معي (1)،فليعتكف العشر الأواخر، فقد رأيت هذه الليلة ثم أنسيتها، و قد رأيتني أسجد من صبيحتها في ماء و طين، فالتمسوها في العشر الأواخر، و التمسوها في كل وتر»[1165].

قال أبو سعيد: فأمطرت السّماء من تلك الليلة، و كان المسجد على عريش فوكف فأبصرت عيناي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم انصرف علينا، و على جبهته أثر الماء و الطّين من صبيحة إحدى و عشرين.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن زريق، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (2):كنت كثيرا أذاكر البرقاني بالأحاديث فيكتبها عني و يضمنها جموعه. و لقد حدثني أبو الفضل عيسى بن أحمد الهمذاني، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن غالب الخوارزمي - في سنة عشرين و أربعمائة - حدثني أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، أنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفي - بنيسابور - نا محمد بن يعقوب الأصم، نا محمّد بن إسحاق الصغاني، أنا أبو زيد (3) الهروي، نا شعبة، عن محمّد بن أبي النوار قال: سمعت رجلا من بني سليم يقال له خفاف قال: سألت ابن عمر عن صوم ثَلاٰثَةِ أَيّٰامٍ فِي الْحَجِّ وَ سَبْعَةٍ إِذٰا رَجَعْتُمْ (4) قال: إذا رجعت إلى أهلك.

قال أبو بكر - يعني الصغاني - لم يرو هذا الحديث إلاّ أبو زيد الهروي. ثم سمعت (5) أبا بكر البرقاني يرويه عني بعد أن حدثنيه عيسى عنه. و كان أبو بكر قد كتبه عني في سنة تسع عشرة و أربعمائة، و قال لي: لم أكتب هذا الحديث إلاّ عنك. و كتب عني بعد ذلك شيئا كثيرا من حديث الثوري (6) و مسعر و غيرهما مما (7) كنت أذاكره به.

قال لنا أبو منصور بن خيرون، و أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد. قال لنا أبو

ص: 33


1- عن المختصر 173/3 و بالأصل «يعني».
2- تاريخ بغداد 374/4 ترجمة أبي بكر الخوارزمي المعروف بالبرقاني.
3- في تاريخ بغداد:«أبو يزيد» تحريف، و سيأتي فيها صوابا بعد أسطر.
4- سورة البقرة، الآية:196 و فيها: ثلاثة أيام.
5- في تاريخ بغداد 374/4:«سمعت أنا».
6- في تاريخ بغداد:«التوزي» خطأ.
7- عن تاريخ بغداد، و بالأصل «ما».

بكر الخطيب: أوّل ما سمعت الحديث و قد بلغت إحدى عشرة سنة، لأني ولدت في يوم الخميس لست بقين من جمادى الآخرة سنة اثنتين و تسعين و ثلاثمائة و أوّل ما سمعت في المحرم من سنة ثلاث و أربعمائة.

قرأت بخطّ أبي الفرج غيث بن علي الصّوري و أجازه لي قال: سألت أبا بكر الحافظ عن مولده فقال: ولدت في يوم الخميس لست بقين من جمادي الآخرة سنة اثنتين و تسعين و ثلاثمائة، و كتبت عن شيخنا الأزهري سنة اثنتي عشرة و أربعمائة (1).

سمعت أبا عبد اللّه الحسين بن محمّد البلخي يحكي عن بعض شيوخه - و أظنه أبا الفضل بن خيرون - أن أبا بكر الخطيب كان يذكر أنه لما حجّ شرب من ماء زمزم ثلاث شربات، و سأل اللّه عزّ و جل ثلاث حاجات آخذا بقول رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ماء زمزم لما شرب له»[809] فالحاجة الأولى: أن يحدث بتاريخ بغداد ببغداد، و الثانية: أن يملي الحديث بجامع المنصور، و الثالثة أن يدفن إذا مات عند قبر بشر الحافي. فلما عاد إلى بغداد حدّث بالتاريخ بها، و وقع إليه جزء فيها (2) سماع الخليفة القائم بأمر اللّه، فحمل الجزء و مضى إلى باب حجرة الخليفة، و سأل أن يؤذن له في قراءة الجزء، فقال الخليفة:

هذا رجل كبير في الحديث، و ليس له إلى السماع مني حاجة، و لعل له حاجة أراد أن يتوصّل إليها بذلك، فسلوه ما حاجته ؟ فسئل فقال: حاجتي أن يؤذن لي أن أملي بجامع المنصور، فتقدم الخليفة إلى نقيب النقباء بأن يؤذن له في ذلك، فحضر النقيب و أملى الخطيب في جامع المنصور.

و لما مات أرادوا دفنه عند قبر بشر، فجري في ذلك ما ذكر شيخنا أبو البركات إسماعيل بن أبي سعد الصّوفي المعروف بشيخ الشيوخ.

قال: لما توفي أبو بكر الخطيب الحافظ أوصى أن يدفن إلى جانب بشر بن الحارث رحمه اللّه، و كان الموضع الذي بجنب بشر قد حفر فيه أبو بكر أحمد بن علي الطريثيثي (3) قبرا لنفسه، و كان يمضي إلى ذلك الموضع، و يختم فيه القرآن و يدعو،

ص: 34


1- بعدها في م و مطبوعة ابن عساكر 24/7 و سقط من الأصل: و أنا ابن عشرين سنة، و أقلّ ما سمعت الحديث؛ و لي إحدى عشرة سنة، في سنة ثلاث و أربعمائة.
2- كذا، و في المختصر:«من» و في تهذيب ابن عساكر و المطبوعة «فيه».
3- هذه النسبة إلى طريثيث: ناحية كبيرة من نواحي نيسابور.

فمضى على ذلك عدة سنين، فلما مات الخطيب سألوه أن يدفنوه فامتنع و قال: هذا قبري قد حفرته و ختمت فيه عدة ختمات، لا أمكن أحدا من الدّفن فيه، و هذا ممّا لا يتصور، فانتهى الخبر إلى والدي رحمه اللّه فقال له: يا شيخ لو كان بشر بن الحارث الحافي في الأحياء، و دخلت أنت و الخطيب عليه، أيّكما كان يقعد إلى جانبه أنت أو الخطيب ؟ قال: لا، بل الخطيب، فقال: كذا ينبغي أن يكون في حالة الممات، فإنه أحق به منك (1).فطاب قلبه، و رضي بأن يدفن الخطيب في ذلك الموضع، فدفن (2) فيه.

و سمعت أبا عبد اللّه البلخي يحكي نحو هذا عن بعض شيوخه في دفنه.

قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي نصر علي بن هبة اللّه بن علي بن جعفر الحافظ ، قال: إنّ أبا بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي كان آخر الأعيان ممّن شاهدناه معرفة و إتقانا، و حفظا و ضبطا لحديث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و تفننا في علله (3) و أسانيده، و خبرة، برواته و ناقليه، و علما بصحيحه و غريبه، و فرده و منكره و سقيمه و مطروحه؛ و لم يكن للبغداديين بعد أبي الحسن علي بن عمر الدّارقطني رحمه اللّه من يجري مجراه، و لا قام بعده منهم بهذا الشأن سواه. و قد استفدنا كثيرا من هذا اليسير الذي نحسنه به و عنه. و تعلّمنا شطرا من هذا القليل الذي نعرفه بتنبيهه و منه فجزاه اللّه عنا الخير، و لقاه الحسنى، و لجميع مشايخنا و أئمتنا و لجميع المسلمين.

سمعت أخي أبا الحسن هبة اللّه بن الحسن الحافظ رحمه اللّه يقول: سمعت أبا طاهر أحمد بن محمّد الحافظ - و أجازه لي أبو طاهر - يقول: سمعت المؤتمن بن أحمد بن علي الحافظ ببغداد يقول: ما أخرجت بغداد (4) بعد الدّارقطني أحفظ من أبي بكر الخطيب.

قال: و سألت أبا علي أحمد بن محمّد البرداني الحافظ الحنبلي ببغداد: هل رأى الشيخ مثل أبي بكر الخطيب في الحفظ؟ فقال: لعل الخطيب لم ير مثل نفسه.

ص: 35


1- عن المختصر و بالأصل «مثله».
2- عن المختصر و بالأصل «يدفن».
3- عن المختصر و بالأصل «علته».
4- بالأصل «ببغداد».

قال أبو طاهر: و سمعت أبا القاسم محمود بن يوسف البرزنديّ الحاكم بثغر تفليس (1) يقول: سمعت الشيخ أبا إسحاق إبراهيم بن علي الفيروزآباذي يقول: أبو بكر الخطيب يشبّه بأبي الحسن الدّارقطني و نظرائه في معرفة الحديث و حفظه.

أخبرنا أبو حفص عمر [بن] (2) محمّد بن الحسن بمرو، أنا أبو الفتيان عمر بن عبد الكريم الرؤاسي الدهستاني الحافظ ، أنا أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الحافظ البغداديّ ، أبو بكر، و كان إمام هذه الصّنعة، ما رأيت مثله، و ذكر عنه حديثا.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي الصّوري، نا أبو الفرج الأسفرايني قال: كان الشيخ أبو بكر الحافظ معنا في طريق الحج، فكان يختم كل يوم ختمة إلى قرب الغياب، قراءة بترتيل، ثم يجتمع عليه الناس و هو راكب، يقولون: حدّثنا، فيحدّثهم أو كما قال.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد السّمرقندي، و أبو الحسن بن مرزوق قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب أحمد بن علي بن ثابت: كتب معي (3) أبو بكر البرقاني إلى أبي نعيم أحمد بن عبد اللّه الأصبهاني الحافظ كتابا يقول في فصل منه: و قد نفد إلى ما عندك، عمدا متعمدا، أخونا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، أيّده اللّه و سلّمه، ليقتبس من علومك، و يستفيد من حديثك، و هو بحمد اللّه ممّن له في هذا الشأن سابقة و حسنة، و قدم ثابت، و فهم به حسن، و قد رحل فيه، و في طلبه، و حصل له منه ما لم يحصل لكثير من أمثاله الطالبين له، و سيظهر لك منه عند الاجتماع من ذلك، مع التورّع و التحفّظ و صحّة التحصيل، ما يحسن لديك موقعه، و يجمل عندك منزلته، و أنا أرجو إذا صحت لديك منه هذه الصّفة، أن يلين لك (4) جانبه، و أن تتوفر، و تحتمل منه ما عساه يورده من يتقبل في الاستكثار، و زيادة (5) في الاصطبار، فقدما حمل السّلف من الخلف ما ربما ثقل، و توفروا على المستحق منهم بالتخصيص، و التقديم و التفضيل، ما لم ينله الكل منهم.

ص: 36


1- تفليس بفتح أوله و يكسر، بلد بأرمينيا الأولى (انظر معجم البلدان).
2- سقطت من الأصل. و أضيفت عن م.
3- عن م و بالأصل «يعني».
4- في المختصر: له جانبك. و في م: له جانبك.
5- في م: أو زيادة.

أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن أبي العلاء و غيره قالوا: أنا أبو القاسم أحمد بن سليمان بن خلف بن سعيد الباجي (1)،أنا أبي أبو الوليد قال: أبو بكر الخطيب رجل حافظ متقن.

أنشدنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني (2) سنة سبع و خمسمائة، أنشدنا الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي لنفسه في جمادى الأولى (3) سنة إحدى و خمسين و أربعمائة:

لا تغبطن أخا الدنيا لزخرفها *** و لا للذة وقت عجّلت فرحا

فالدهر أسرع شيء في تقلّبه *** و فعله بيّن للخلق قد وضحا

كم شارب عسلا فيه منيته *** و كم تقلّد سيفا من به ذبحا (4)

أنشدني أخي أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن الحافظ للرئيس أبي الخطاب بن الجراح في الخطيب:

فاق الخطيب الورى صدقا و معرفة *** و أعجز الناس في تصنيفه الكتبا

حمى الشريعة من غاو يدنّسها *** بوضعه، و نفى التدليس و الكذبا

جلا محاسن بغداذ فأودعها *** تاريخه مخلصا للّه محتسبا

و قال في الناس بالقسطاس منزويا *** عن الهوى و أزال الشكّ و الرّيبا

سقى ثراك، أبا بكر على ظمأ *** جون (5) ركام يسحّ الواكف السربا

و نلت فوزا و رضوانا و مغفرة *** إذا تحقق وعد اللّه و اقتربا

يا أحمد بن عليّ طبت مضطجعا *** و باء شانيك (6) بالأوزار محتقبا

قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي الخطيب قال: قال لي أبو القاسم مكي بن

ص: 37


1- هذه النسبة إلى باجة بلدة من بلاد الأندلس (الأنساب). و فيه ترجم لوالده أبي الوليد سليمان بن خلف بن سعد الباجي.
2- بالأصل «الحسني» و الصواب ما أثبت عن م انظر سير أعلام النبلاء 358/19.
3- في المختصر: جمادى الآخرة.
4- الأبيات في المختصر و تهذيب ابن عساكر.
5- جون من أسماء الأضداد يطلق على الأسود و الأبيض، و المراد هنا السحاب الأسود.
6- أي مبغضك.

عبد السلام المقدسي: كنت نائما في منزل الشيخ أبي الحسن بن الزعفراني، ببغداذ، ليلة الأحد، الثاني عشر من شهر ربيع الأول سنة ثلاث و ستين و أربعمائة، فرأيت في المنام - عند السحر - كأنّا اجتمعنا عند الشيخ الإمام أبي بكر الخطيب في منزله - بباب المراتب - لقراءة التاريخ على العادة، فكأن الشيخ الإمام أبو بكر جالس (1)،و الشيخ الفقيه أبو الفتح نصر بن إبراهيم عن يمينه، و عن يمين الفقيه نصر رجل جالس لم أعرفه، فسألت عنه، فقلت: من هذا الرجل الذي لم تجر عادته بالحضور معنا؟ فقيل لي: هذا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم جاء ليسمع التاريخ، فقلت في نفسي: هذه جلالة الشيخ أبي بكر، إذ يحضر النبي صلى اللّه عليه و سلم مجلسه، و قلت في نفسي: و هذا أيضا رد لقول من يعيب التاريخ، و يذكر أن فيه تحاملا على أقوام، و شغلني التفكير في هذا عن النهوض إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و سؤاله عن أشياء كنت قد قلت في نفسي أسأله عنها، فانتبهت في الحال و لم أكلمه.

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني، حدثني أبو القاسم مكي بن عبد السلام المقدسي - بدمشق - قال: مرض الشيخ أبو بكر الخطيب أحمد بن علي بن ثابت - رحمه اللّه - ببغداذ في النصف من شهر رمضان، إلى أن اشتد به الحال غرّة ذي الحجة و آيسنا (2) منه، و أوصى إلى أبي الفضل بن خيرون، و وقف كتبه على يده، و فرق جميع ماله في وجوه البرّ، و على أهل العلم و الحديث، و توفي رحمه اللّه يوم الاثنين، رابع ساعة، السابع من ذي الحجة، و أخرج الغد يوم الثلاثاء طلوع الشمس، و عبروا به من الجانب الشرقي، على الجسر، إلى الجانب الغربي، إلى مسجد معروف إلى نهر طابق (3)،و حضر عليه خلق كثير من أماثل الناس: النقباء و الأشراف و القضاة و الشهود و الفقهاء و أهل العلم، و الصوفية، و المستورين، و العامة، و تقدم الشريف القاضي أبو الحسين بن المهتدي باللّه و كبّر عليه أربعا، و حمل إلى باب حرب فصلى عليه ثانيا أبو سعد بن أبي عمامة بأهل النصرية (4) و الحربية (5)،و دفن إلى جانب قبر بشر بن الحارث الحافي

ص: 38


1- كذا بالأصل و المختصر، و في المطبوعة:«فكان... جالسا».
2- غير واضحة بالأصل، و في تهذيب ابن عساكر:«و استاء منه» و لعل الصواب ما أثبتناه.
3- نهر طابق: محلة ببغداد بالجانب الغربي (معجم البلدان).
4- النصرية: محلة بالجانب الغربي من بغداد في طرف البرية (معجم البلدان).
5- الحربية: محلة كبيرة مشهورة ببغداد عند باب حرب، قرب مقبرة بشر الحافي و أحمد بن حنبل و غيرهما (معجم البلدان).

-رحمهما اللّه - في مقبرة باب حرب، رحمه اللّه، و غفر لنا و له و لجميع المسلمين، آمين.

قرأت بخط أبي الفضل بن خيرون:

سنة ثلاث و ستين و أربعمائة مات أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب الحافظ ضحوة نهار الاثنين، و دفن يوم الثلاثاء ثامن (1) ذي الحجة بباب حرب إلى جانب بشر بن الحارث، و صلّى عليه في جامع المنصور، و صلى عليه القاضي أبو الحسين محمد بن علي بن المهتدي باللّه، و تصدّق بجميع ماله، و هو مائتا دينار، فرّق ذلك على أصحاب الحديث و الفقهاء و الفقراء في مرضه، و وصّى أن يتصدّق بجميع ما يخلّفه من ثياب و غيرها، و أوقف جميع كتبه على المسلمين، و أخرجت جنازته من حجرة تلي المدرسة النظامية من نهر معلى (2)،و تبعها الفقهاء و الخلق العظيم، و حملت الجنازة و عبروا بها على الجسر و حملت إلى الجامع المنصور، و كان بين يدي الجنازة جماعة ينادون، هذا الذي كان يذبّ عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، هذا الذي كان ينفي الكذب عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، هذا الذي كان يحفظ حديث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و عبرت الجنازة في الكرخ و معها الخلق العظيم، فكان اجتماع الناس في جامع المنصور، و حضر جميع الفقهاء و أهل العلم، و نقيب الأشراف، و تبع الجنازة خلق عظيم إلى باب حرب و ختم على القبر ختمات جماعة (3) رضي اللّه عنه، و غفر لنا و له بشفاعة عباده الصالحين، و قد انتهى إليه علم الحديث و حفظه. له ستة و خمسون مصنفا في علم الحديث: فمنها تاريخ بغداد مائة و ستة أجزاء. ولد سنة إحدى (4) و تسعين و ثلاثمائة.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، قراءة عليه، نا عبد العزيز الكتاني قال:

ورد كتاب جماعة من بغداد إلى دمشق في شهر ربيع الأول سنة أربع و ستين و أربعمائة. كل واحد يذكر في كتابه أن الإمام الحافظ أبا بكر أحمد بن علي بن ثابت بن

ص: 39


1- بالأصل و م «من» و المثبت عن مطبوعة ابن عساكر 29/7.
2- نهر معلى: محلة ببغداد (معجم البلدان).
3- كتبت بين السطرين.
4- كذا ورد هنا، و ذكر هو أنه ولد يوم الخميس لست بقين من جمادى الآخرة من سنة اثنتين و تسعين و ثلاث مائة (انظر ما تقدم، و انظر المختصر 176/3).

أحمد بن مهدي الخطيب البغداذي، توفي يوم الاثنين ضحى نهار السابع من ذي الحجة سنة ثلاث و ستين و أربعمائة، و حمل يوم الثلاثاء إلى الجانب الغربي، و صلّى عليه، و دفن بالقرب من قبر أحمد بن حنبل - رحمة اللّه عليه - عند قبر بشر بن الحارث، و كان أحد من حمل جنازته الفقيه الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي، و أنه كان معه مائتا دينار فتصدّق بها في علته و انتهى فراغها بموته، و كان رحمه اللّه يذكر أنه ولد يوم [الخميس] لستّ بقين من جمادى الآخرة من سنة اثنتين و تسعين و ثلاثمائة، و أنه بدأ بسماع الحديث في سنة ثلاث و أربعمائة و أول من كتب عنه الحديث، و سمع منه أبو الحسن بن رزقويه و محمد بن أحمد البزاز البغدادي رحمه اللّه، و أنه سمع الحديث و هو ابن عشرين سنة. و كتب عنه شيخه أبو القاسم الأزهري عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان الصيرفي في سنة اثنتي عشرة، و كتب عنه شيخه أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب البرقاني الخوارزمي الحافظ في سنة تسع عشرة و أربعمائة، و روى عنه، و كان علّق الفقه على القاضي أبي الطّيّب طاهر بن عبد اللّه بن طاهر الطبري رحمه اللّه، و أبي نصر بن الصبّاغ و كان يذهب إلى مذهب أبي الحسن الأشعري رحمه اللّه.

و كان قد رحل إلى نيسابور و أصبهان و ما والاها، و البصرة و غيرها، و كان مكثرا من الحديث. ثم خرج إلى دمشق يوم الاثنين الثامن عشر من صفر سنة تسع و خمسين و أربعمائة قاصدا إلى صور و أقام بها، و كان يسافر إلى القدس و يعود إليها، ثم خرج من صور في أواخر شهور سنة اثنتين و ستين و أربعمائة، و توجه إلى طرابلس و إلى حلب، و أقام في كل واحد من البلدين أياما يسيرة، ثم انتقل إلى بغداد، و توفي بها ضحى نهار يوم الاثنين السابع من ذي الحجة سنة ثلاث و ستين و أربعمائة.

و كان ثقة حافظا متقنا متيقظا متحرّزا مصنّفا رحمه اللّه و رضي عنه.

حدثنا أبو الحجاج يوسف بن مكي الشافعي - إمام جامع دمشق - لفظا، أنا أبو الحسن محمد بن مرزوق بن عبد الرّزّاق الزعفراني، حدثني أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسين النهرمنهالي (1) البصري الفقيه الصالح قال: رأيت الشيخ أبا بكر الخطيب - رحمه اللّه - في المنام و عليه ثياب بيض حسان، و عمامة بيضاء حسنة، و هو

ص: 40


1- كذا بالأصل و المختصر و في م: المهد منها لي و لم أحلّه.

فرحان يبتسم (1)،فلا أدري: قلت له: ما فعل اللّه بك ؟ أو هو بدأني، فقال: غفر اللّه لي، أو رحمني، و كلّ من يجب (2)-فوقع لي أنه يعني: بالتوحيد - اللّه يرحمه أو يغفر له، فابشروا.

و حدثني في هذا الفن (3) بأشياء لا أتحققها الآن، و انتبهت فرحانا (4) بذلك فرحانا شديدا و ذلك بعد وفاته بأيّام رحمه اللّه.

17 - أحمد بن علي بن جعفر بن محمّد

أبو بكر الحلبي الورّاق

المعروف بالواصلي

مؤدب أبي محمد بن أبي نصر، سكن دمشق.

و حدث عن أبي بكر أحمد بن عبد اللّه بن الفرج البرامي (5)،و أبي بكر أحمد بن محمّد بن أبي إدريس الإمام، و أحمد بن إسحاق القاصي الحلبيّين، و أبي بكر محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه بن يعقوب بن زوزان (6) الأنطاكي، و أبي عبد اللّه البغداذي المقرئ الضرير، و أحمد بن محمّد بن زكريا الرّبعي.

حدث عنه أبو محمّد بن أبي نصر، و أبو نصر بن الجبّان، و مكي بن محمّد بن الغمر (7)،و أبو الحسن أحمد بن محمّد بن القاسم بن مرزوق البصري.

اشتكت عيني، فشكوت إلى أبي الحسن علي بن المسلّم الفقيه فقال: انظر في المصحف، فإن عيني اشتكت، فشكوت إلى أبي محمّد [عبد العزيز بن أحمد فقال:

ص: 41


1- في المطبوعة: يتبسم.
2- كذا، و في المختصر:«يجيء به» و في المطبوعة «نجّى».
3- كذا و في المختصر: المعنى.
4- كذا بالأصل و المختصر منونة، و الصواب عدم تنوينها.
5- قال ابن نقطة: و أما البرامي بكسر الباء المعجمة بواحدة و فتح الراء الخفيفة و بعد الألف ميم فهو أبو محمد عبد اللّه بن الفرج بن عبد اللّه القرشي حدّث بدمشق عن القاسم بن عثمان الجوعي حدث عنه ابن المقرئ في معجمه (حاشية الاكمال 538/1) و انظر المطبوعة 31/7 و ما كتب في الحاشية.
6- عن تبصير المنتبه 645/2 بالأصل «عروران».
7- بالأصل:«بن أبي الغمر» و المثبت و الضبط عن تبصير المنتبه 971/3.

انظر في المصحف، فإن عيني اشتكت، فشكوت إلى أبي محمّد] (1) عبد الرحمن بن عثمان فقال: انظر في المصحف فإن عيني اشتكت، فشكوت إلى أبي بكر أحمد بن علي المؤدّب الواصلي الحلبي فقال: انظر في المصحف، فإن عيني اشتكت فشكوت إلى أبي بكر أحمد بن عبد اللّه بن الفرج القرشي - يعرف بابن البرامي - فقال: انظر في المصحف، فإن عيني اشتكت فشكوت إلى أبي القاسم عيسى بن موسى بن الوليد الطائي، فقال: انظر في المصحف، فإن عيني اشتكت فشكوت إلى أبي بكر محمد بن علي السّلمي، فقال: انظر في المصحف، فإن عيني اشتكت فشكوت إلى يوسف بن موسى القطان فقال: انظر في المصحف، فإن عيني اشتكت فشكوت إلى جرير بن عبد الحميد فقال: انظر في المصحف، فإن عيني اشتكت فشكوت إلى مغيرة فقال:

انظر في المصحف، فإن عيني اشتكت فشكوت إلى إبراهيم، فقال: انظر في المصحف، فإن عيني اشتكت فشكوت إلى علقمة، فقال: انظر في المصحف، فإن عيني اشتكت فشكوت إلى عبد اللّه بن مسعود فقال: انظر في المصحف، فإن عيني اشتكت، فشكوت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:

«انظر في المصحف، فإن عيني اشتكت فشكوت إلى جبريل صلى اللّه عليه و سلم، فقال: انظر في المصحف»[1166].

أنشدنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه بن كادش، أنشدنا أبو محمّد الجوهري، أنشدنا أبو القاسم الخنبشي (2)-يعني عبد الصّمد بن أحمد بن خنبش بن القاسم الحمصي - أنشدني ابن واصل بحلب لنفسه:

قالت و مدّت يدا نحوي تودّعني *** و خيرة (3) البين تأبى أن نمدّ يدا

أ ميّت أنت أم حي ؟ فقلت لها: *** من لم يمت يوم بين لم يمت أبدا

ص: 42


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
2- هذه النسبة إلى رجل اسمه خنبش (انظر الأنساب، و له فيه ترجمة قصيرة).
3- في المطبوعة 32/7 و حيرة.
18 - أحمد بن علي بن الحسن بن محمّد بن شاهمرد

أبو عمرو الصيرفي الفقيه البصري

المعروف بابن خميرة. و يقال: ابن خميرويه

حدّث بدمشق عن جعفر بن محمّد بن عامر، و إبراهيم بن فهد، و محمد بن عطية الشامي، و علي بن داود القنطري، و محمّد بن عبد اللّه بن المنادي، و أبي داود السّجستاني، و محمّد بن عثمان العقيلي القزاز، و إبراهيم بن ماهان، و علي بن عبد الحميد الفرواني، و موسى بن سفيان الجنديسابوري، و أبي البختري عبد اللّه بن محمد بن شاكر، و أحمد بن الوليد الفحام، و يعقوب بن إسحاق القلوسي.

روى عنه أبو حاتم عدي بن يعقوب بن إسحاق بن تمام الطائي الخطيب، و أحمد بن عتبة بن مكين، و أبو هاشم المؤدب، و محمّد و أحمد ابنا (1) موسى بن السّمسار، و عبد الوهّاب الكلابي، و أبو الحسين الرازي، و أبو القاسم نصر بن أحمد بن محمّد بن الخليل بن المرجّى الموصلي الفقيه، و يوسف بن القاسم الميانجي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا تمام بن محمّد الرّازي، أخبرني أبو العبّاس أحمد بن عتبة بن مكين الجوبري (2)الأطروش، نا أحمد بن علي بن الحسن البصري، نا علي بن عبد الحميد الفراوي (3)،نا المسيّب بن واضح، نا يوسف بن أسباط عن (4) سفيان الثوري، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«لو أنّ ابن آدم يفرّ من رزقه كما يفرّ من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت»[1167].

أخبرنا أبو الفتح بن محمّد الفقيه، نا نصر بن إبراهيم الزاهد، أنا أبو الحسن محمّد بن عوف - بدمشق - أنا محمّد و أحمد ابنا (5) موسى السّمسار، قالا: نا أبو عمرو

ص: 43


1- بالأصل «بن» تحريف، و الصواب ما أثبت عن م.
2- بالأصل «الحريري» و الصواب ما أثبت، و قد تقدمت ترجمته قريبا.
3- كذا بالأصل، و تقدم قريبا برسم «الفرواني» و لم أصل إليه.
4- بالأصل «بن» تحريف و الصواب عن م.
5- بالأصل «بن» تحريف، و الصواب ما أثبت عن م.

أحمد بن الحسن بن محمّد (1) بن خميرة الصيرفي، نا أحمد بن الوليد الفحّام، نا نوح بن ميمون المضروب (2)،أنا قيس، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن أبيه قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«لا نكاح إلاّ بوليّ و شهود»[1168].

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، نا أبو بكر الخطيب (3)،أنا أبو بكر البرقاني، نا الحسين بن أحمد الصّفّار،- بهراة - نا أحمد بن علي البغدادي الوراق أبو الحسين الحافظ بالمصيصة بخبر غريب، نا أبو بكر بن أبي العوام ح، قال الخطيب:

و أنا محمّد بن الحسين القطان، أنا أحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي، نا محمّد بن أحمد بن أبي العوّام الرياحي - و اللفظ لحديث البرقاني - نا عبد العزيز بن أبان، نا سفيان الثوري، عن أيّوب، عن ابن سيرين، عن ابن عمر، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«إذا مسّ أحدكم ذكره فليتوضأ»[1169].

قال الخطيب (4):لا أحسب الشّمّاخي ضبط كنية ابن خميرة و لا أصاب في نسبته إيّاه إلى بغداذ و اللّه أعلم. و الشماخي سيئ الحال في الرّواية (5).

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد الشاهد - و ذكر أنه نقله من خطّ أبي الحسين الرّازي. في تسمية من كتب عنه بدمشق من الغرباء:- أبو عمرو أحمد بن علي بن الحسن بن محمّد بن شاهمرد البصري و يعرف بابن خميرويه الصّيرفي. قدم دمشق في سنة اثنتي و عشرين و ثلاثمائة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن قبيس، قال: قال لنا أبو بكر الخطيب (6):

أحمد بن علي أبو الحسين الوراق المعروف بابن خميرة. نزل المصيصة و حدّث بها عن عباس الدوري، و محمّد بن أبي العوّام الرياحي؛ و كان فيما يقال أحد الحافظ . روى عنه

ص: 44


1- بالأصل:«مكي بن حمزة» و الصواب ما أثبت. و في م: أحمد بن علي بن الحسن بن خميرة
2- غير واضحة بالأصل و في م: المصروف و المثبت عن المطبوعة 33/7.
3- الخبر في تاريخ بغداد 310/4.
4- ما بين الرقمين سقط من تاريخ بغداد.
5- ما بين الرقمين سقط من تاريخ بغداد.
6- تاريخ بغداد 310/4.

أبو عبد اللّه الشّمّاخي الهروي، و أبو بكر محمّد بن عبد اللّه الأبهري، و إبراهيم بن محمّد (1) بن الجلي المصّيصي.

19 - أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان

أبو حامد المقرئ التاجر

المعروف بالحسنوي (2) النّيسابوري

ذكر أنه سمع بدمشق محمد بن هشام بن ملاّس، و الحسن بن جرير بصور، و أحمد بن شيبان بالرملة، و أبا فروة يزيد بن سنان الرّهاوي، و فهد بن سليمان بمصر، و محمد بن يحيى بن كثير الحرّاني، و قطن بن إبراهيم، و أبا الأزهر، و أحمد بن يوسف السلمي، و أبا ياسين بن عبد الأحد بن زرارة القتباني (3)،و عيسى بن أحمد العسقلاني ببلخ، و مسلم بن بشر بن عروة الغوجري (4)،و إسحاق بن إبراهيم الدبريّ (5) باليمن.

روى عنه أبو أحمد بن عدي الجرجاني، و الحاكم أبو عبد اللّه، و أبو الحسن علي بن محمّد بن محمّد الطرازي (6)،و أبو القاسم عبد الرحمن بن محمّد بن عبد اللّه السرّاج، و أبو عبد الرحمن السّلمي، و أبو علي (7) منصور بن عبد اللّه بن خالد الخالدي، و أبو الفضل أحمد بن أبي عمران الهرويان.

أخبرنا أبو سعد عطاء بن أبي الفضل بن أبي سعد (8) المعلم بهراة، نا أبو إسماعيل عبد اللّه بن محمّد بن علي الأنصاري، نا علي بن محمّد بن محمّد الطرازي بنيسابور، نا أحمد بن علي (9) بن حسنويه المقرئ، نا أبو جعفر أحمد بن الفضل العسقلاني،

ص: 45


1- سقطت من تاريخ بغداد.
2- في طبقات القراء 85/1 أحمد بن علي بن حسنويه أبو حامد النيسابوري.
3- رسمت بالأصل «الفتياني» و المثبت يوافق المطبوعة، و انظر الأنساب.
4- كذا بالأصل، و ورد في سير أعلام النبلاء 548/15 نقلا عن ابن عساكر: مسلم بن الحجاج.
5- هذه النسبة إلى الدبر قرية من قرى صنعاء اليمن.(الأنساب: و ترجم له ترجمة قصيرة).
6- بالاصل و م «الطواري» و الصواب عن سير أعلام النبلاء.
7- بالأصل «أبو عبد اللّه» تحريف، و الصواب ما أثبت عن م انظر سير أعلام النبلاء 114/17.
8- في المشيخة: سعيد.
9- بالأصل و م «محمد» و الصواب ما أثبت، فهو صاحب الترجمة.

و محمّد بن هشام بن ملاّس بدمشق.

و أخبرنا أبو المعالي فضل اللّه بن محمّد بن الجنيد الحنفي، و أبو مسلم روح بن شجاع بن محمّد الزغرتاني، و أبو صالح أشرف بن صالح بن حمزة بن عبد اللّه الجيلي، و أبو القاسم محمود، و أبو الفتح عبد العزيز، ابنا أبي ثابت عبد اللّه بن يحيى الفارسي، و أبو طالب المطهّر بن يعلى بن عوض العلوي بهراة، و أبو علي الحسن بن عبد اللّه بن عبد الرحمن الشعيبي، و أبو الفتح سيار بن محمّد بن الحسن الشعيبي ببوشنج، قالوا:

أنا القاضي أبو العلاء صاعد بن سيار بن يحيى - قراءة عليه - أنا أبو الحسين علي بن محمّد بن محمد بن أحمد (1) بن عثمان الطرازي الأديب بنيسابور، حدثني أبو حامد أحمد بن علي بن حسنويه المقرئ، نا أبو جعفر أحمد بن الفضل الصّائغ بعسقلان - و أصله من مرو - و أبو جعفر محمّد (2) بن هشام بن ملاّس بدمشق.

قالا: نا مروان بن معاوية الفزاري، نا يحيى بن سعيد عن محمّد بن إبراهيم، عن علقمة، قال: سمعت عمر بن الخطاب على المنبر يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (3):

«إنّما الأعمال بالنية و إنما لامرئ ما نوى»[1170].

قرأت على أبي القاسم الشّحّامي عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: قصدت أبا حامد الحسنوي - يعني أحمد بن علي بن الحسن المقرئ - للنصف من المحرم من سنة ثمان و ثلاثين و ثلاثمائة، فسألته عن سنّه فقال: أنا اليوم ابن ستّ و ثمانين سنة. قلت: في أي سنة دخلت الشام ؟ قال: دخلت الشام سنة ستّ و ستّين و مائتين. قلت: ابن كم كنت ؟ قال: ابن اثنتي عشرة سنة. و قد كنت سمعت أبا حامد يذكر مولده سنة ثمان (4) و أربعين و مائتين.

و دخلت على أبي حامد يوما فوجدته ضيق الصدر، فقال: أ لا تراقبون اللّه في توقير المشايخ ؟ أ ما لكم حياء يحجزكم عن تحقير المشايخ ؟ فسألته ما أصابه ؟ فقال: جاءني

ص: 46


1- بالأصل «محمد» و الصواب ما أثبت انظر سير أعلام النبلاء 409/17.
2- بالأصل «أحمد» و الصواب ما أثبت و قد مرّ.
3- بالأصل:«يقول: قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول» و الصواب ما أثبت عن م.
4- كذا جاء هنا بالأصل و م و انظر ما تقدم قبل أسطر. فثمة اختلاف.

أبو علي المعروف بالحافظ و أنكر عليّ روايتي عن أحمد بن أبي رجاء المصّيصي، و هذا كتابي و سماعي منه. ثم قال: رأيت - و اللّه - أكبر من أحمد بن أبي رجاء، فقد كتبت عن ثلاثة: عن عبد الرحمن بن مهدي، و عن ثلاثة عن مروان بن معاوية الفزاري، و هذا حفيدي - و أشار إلى كهل واقف - ابن نيّف و ستين سنة.

قال: و سمعت أبا حامد يقول يوما: قد أخرجت من شيوخي من اسمه أحمد، فخرج مائة و عشرين (1) شيخا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف بن إبراهيم، قال: بحضرتي سئل ابن منده عن أحمد بن علي بن الحسن المقرئ فقال: كان شيخا أتى عليه مائة و عشر سنين و لم يزد عليه.

قال: و سألت أبا زرعة محمد بن يوسف الجرجاني المعروف بالكشي عن أحمد بن علي بن الحسن المقرئ الحسنوي: حدّث بجرجان. فقال: هو كذاب.

قرأت على أبي القاسم الشّحّامي، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا حامد الحسنوي يقول: ما رأيت أعجب من أمر هذا الأصم (2)،كان يختلف معنا إلى الرّبيع [بن] (3) سليمان و كان منزل ياسين بن عبد الأحد القتباني (4)لزيق منزل الرّبيع و لم يسمع منه الأصم، فكتبت قوله هذا و ناولته أبا العباس الأصم، فصاح و قال: يا معشر المسلمين، بلغني أن ابن حسنويه يروي عن الرّبيع بن سليمان، و ابن عبد الحكم و غيرهما من شيوخي من أهل مصر، و يذكر أنه كان معي بمصر، و و اللّه ما التقينا بمصر قط ، و لا عرفته إلاّ بعد رجوعي من مصر.

قال الحاكم: فسمعت أبا جعفر محمّد بن صالح بن هانئ، الثقة المأمون يقول (5):كان أحمد بن علي بن حسنويه يديم الاختلاف معنا إلى السري بن خزيمة

ص: 47


1- كذا، و الصواب: و عشرون.
2- اسمه محمد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان/ترجمته في سير أعلام النبلاء 452/15.
3- عن م، و انظر سير أعلام النبلاء 550/15.
4- بالأصل «الفتياني» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ أثناء الترجمة.
5- الخبر في سير أعلام النبلاء 550/15.

و أقرانه، ثم شيعناه يوم خروجه إلى الري إلى أبي حاتم الرازي.

قال الحاكم: فإنما المنكر من حاله روايته عن قوم تقدم موتهم. حدث من المصريين: عن محمّد بن أصبغ بن الفرج، و أزهر بن زفر، و أقرانهم. و من الشاميين:

عن علي بن بكار المصّيصي، و يوسف بن سعيد، و عمران البزاز و أقرانهم. و من النيسابوريين: عن أبي الأزهر، و أحمد بن يوسف السّلمي، و محمّد بن يزيد و أقرانهم.

و هو في الجملة غير محتجّ (1) بحديثه على أن النفس تأبى عن ترك مثله، و اللّه المستعان.

قال الحاكم: أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان المقرئ، أبو حامد التاجر و يعرف بالحسنوي. و كان أحد المجتهدين في العبادة باللّيل و النّهار، و من البكّائين من الخشية، الملازمين مسجد محمّد بن عقيل الخزاعي. سمع بنيسابور أبا أحمد محمّد بن عبد الوهّاب العبدي، و السري بن خزيمة و أقرانهما. و بالري أبا حاتم و أقرانه. و ببغداذ الحارث بن أبي أسامة و أقرانه. و رحل إلى أبي عيسى محمّد بن عيسى الترمذي، فكتب عنه جملة من مصنفاته. و لو اقتصر على هذه السماعات الصحيحة التي ذكرتها كان أولى به. غير أنه لم يقتصر عليها و حدّث عن جماعة من أئمة المسلمين، أشهد باللّه أنه لم يسمع منهم. و كنت أغار عليه بعد أن عقلت، و كنت أسأله عن لقاء أولئك الشيوخ.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، نا أبو بكر الخطيب، قال: قرأت على محمّد بن أحمد بن يعقوب، عن محمد بن عبد اللّه بن نعيم النيسابوري قال: قصدت أبا حامد أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان المقرئ و يعرف بالحسنوي للنصف من المحرم سنة ثمان و ثلاثين و ثلاثمائة، فسألته عن سنه فقال: أنا اليوم ابن ستّ و ثمانين سنة (2).

قال الخطيب: و يغلب على ظني أنه عاش إلى (3) بعد سنة أربعين و ثلاثمائة و اللّه أعلم.

ص: 48


1- رسمها بالأصل «غير صحيح» و لعل الصواب ما أثبت عن م انظر المطبوعة 36/7.
2- تكرر الخبر بالأصل.
3- في المختصر:«عاش بعد سنة..».
20 - أحمد بن علي بن الحسن

أبو بكر الأطرابلسي

يعرف بابن أبي السّنديان

حدث عن عبد الرزاق بن محمّد، و أبي محمّد عبد اللّه بن الحسن بن غالب بن الهيثم القاضي، و خيثمة بن سليمان.

روى عنه أبو علي الأهوازي.

أنبأنا أبو طاهر بن الحنّائي، أنا أبو علي الأهوازي - قراءة، و نقلته من خطه - نا أبو بكر أحمد بن علي بن الحسن (1) الأطرابلسي، نا عبد الرزاق بن محمّد، نا أحمد بن شعيب النّسائي، نا يحيى بن حبيب بن عربي، عن حمّاد - يعني - ابن زيد، عن عمرو بن دينار، عن جار بن عبد اللّه، قال: لما نزلت: قُلْ هُوَ الْقٰادِرُ عَلىٰ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذٰاباً مِنْ فَوْقِكُمْ (2) قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«أعوذ بوجهك، و مدّ (3) بها صوته أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ (4) قال: أعوذ بوجهك أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَ يُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ (5) قال:«هذا أهون، و هذا أيسر»[1171].

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد السوسي، أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن أبي العلاء - سنة ست و ثمانين و أربعمائة - أنا أبو علي (6) الحسن بن علي بن إبراهيم المقرئ، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن الحسن بن أبي السّنديان بأطرابلس، نا خيثمة بن سليمان، نا سعيد بن سهيل بن عبد الرحمن العكّاوي، نا أبي، نا شيبان بن عبد الرحمن، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«يذهب مذمّة (7) الرّضاع العبد و الأمة»[1172].

ص: 49


1- بالأصل «الحسين» تصحيف، و هو صاحب الترجمة.
2- سورة الأنعام، الآية:65.
3- بالأصل «أو مدّ» و المثبت عن مختصر ابن منظور 179/3.
4- سورة الأنعام، الآية:65.
5- سورة الأنعام، الآية:65.
6- كتبت بالأصل بخط مغاير بين السطرين.
7- مذمة: قيل هي بالكسر و الفتح (يعني الذال) الحق و الحرمة التي يذم مضيعها، و المراد بمذمة الرضاع الحق اللازم بسبب الرضاع.
21 - أحمد بن علي بن الحسن

21 - أحمد بن علي بن الحسن (1)

أبو منصور الأسدآباذي (2) المقرئ

قدم دمشق و حدث بها عن أبي القاسم الصّيدلاني، و القاضي أبي عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الجعفي، و أبي زرعة عبيد اللّه بن عثمان بن علي الصيدلاني.

روى عنه عبد العزيز الكتاني، و نجا بن أحمد العطار.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو منصور أحمد بن علي بن الحسن الأسدآباذي المقرئ - قدم علينا - نا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن علي المقرئ المعروف [بابن الصيدلاني] (3)،نا أبو محمّد يحيى بن محمّد بن صاعد، نا لوين محمّد بن سليمان، نا أبو إسماعيل القنّاد إبراهيم بن عبد الملك، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«لا صاعي تمر بصاع، و لا صاعي حنطة بصاع، و لا درهمين بدرهم»[1173].

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي و أبو البركات عبد الباقي بن أحمد بن إبراهيم بن النّرسي ببغداذ قالا: أنا أبو القاسم عبد اللّه بن الحسن بن محمّد الخلاّل، أنا أبو الفتح عبيد اللّه بن أحمد بن علي الصّيدلاني.

فذكره بإسناده مثله.

روى نجا بن أحمد العطار عن هذا الشيخ فقال: أخبرنا الشيخ الأديب أبو منصور أحمد بن علي بن يحيى الأسدآبادي قدم علينا دمشق حاجّا. و سنعيد ذكره.

قرأت بخط أبي الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون:

و ممن ذكر أنه توفي سنة اثنتين و ستين و أربعمائة: أبو منصور أحمد بن علي الأسدآباذي بتبريز، و كان شيخا كذابا، يدّعي ما لم يسمع، و يسمّع لنفسه فيما لم يسمع،

ص: 50


1- سيعاد باسم: أحمد بن علي بن يحيى.
2- هذه النسبة إلى أسدآباذ، و هي بليدة على منزل من همذان إذا خرجت إلى العراق.
3- سقطت من الأصل و الزيادة و استدركت للإيضاح عن م.

و يدّعي سنّا و يخلق شيوخا. و قد حدّث بشيء يسير عن الصيدلاني و غيره. سمعت منه.

ولد بالكرج (1) سنة ست و ستّين و ثلاثمائة.

22 - أحمد بن علي بن الحسن بن أبي الفضل

أبو نصر بن الكفرطابى (2) المقرئ

روى عن أبي بكر عبد اللّه بن محمّد الحنّائي و عبد الوهّاب الكلابي.

روى عنه علي بن طاهر النحوي، و نجا بن أحمد العطار، و عبد المنعم بن علي بن أحمد الورّاق، و أبو طاهر بن الحنّائي، و حدّثنا عنه الشريف أبو القاسم النّسيب.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني (3)،أنا أبو نصر أحمد بن علي بن الحسن الكفرطابي، و أبو القاسم الحسين (4) بن محمّد بن إبراهيم الحنّائي قالا: أنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن هلال الحنّائي، نا أبو يوسف يعقوب بن أحمد بن عبد الرحمن الجصّاص الدّعّاء، نا علي بن آدم بن بلال، نا يونس بن محمّد المؤدّب، نا مستورد بن عبّاد، عن أبان، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«و الذي نفسي بيده ليجيئنّ الفقير متعلقا بجاره الغني يقول: يا ربّ سل هذا لم أغلق بابه دوني و منعني فضله»[1174].

كان في الأصل «مستورد» و هو خطأ. و صوابه «مستور» بغير دال. و هو أبو همّام الهناني البصري و اللّه أعلم.

قال: و نا الدعّاء، نا علي بن عمرو الأنصاري، نا ابن عيينة، عن منصور عن (5)إبراهيم، عن همّام بن الحارث قال: كنا مع حذيفة فمرّ رجل فقالوا إن هذا يبلّغ الأمراء

ص: 51


1- بالأصل و المختصر «بالكرخ» و الصواب ما أثبت، و الكرج: بفتحتين مدينة بين همذان و أصبهان (معجم البلدان).
2- الكفرطابي نسبة إلى كفرطاب: بلدة بين المعرة و مدينة حلب (معجم البلدان).
3- بالأصل «الحسني» و الصواب ما أثبت، عن م.
4- بالأصل و م «الحسني» و الصواب ما أثبت. انظر سير أعلام النبلاء 130/18.
5- بالأصل «بن» خطأ، و الصواب ما أثبت عن م.

الحديث فقال حذيفة: أشهد، أو قال: و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا يدخل الجنّة قتّات (1)»[1175].

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، قال: سنة إحدى و خمسين و أربعمائة فيها توفي أبو نصر أحمد بن علي بن الحسن بن أبي الفضل الكفر طابي المقرئ يوم الأحد الخامس و العشرين من جماد الآخرة. حدّث عن عبد الوهّاب الكلابي بحديث مالك بن أنس، عن ابن خريم، عن هشام بن عمار، عنه.

و حدث عن أبي بكر عبد اللّه بن محمّد بن هلال الحنّائي بجزء من فوائد يعقوب بن عبد الرّحمن الجصّاص و جزء المواقف. مضى على سداد و أمر جميل لم يكن عنده غيره. و ذكر أبو بكر محمّد بن علي بن موسى الحدّاد: أنّه مات سنة اثنتين و خمسين.

23 - أحمد بن علي بن الحسين

أبو علي الخيّاط (2)

سمع الرّبيع بن سليمان و حكى عن أبي عبد اللّه أحمد بن يحيى بن الجلاّء، و أبي بكر الحسين بن علي بن يزدان يار الأرموي (3).

حكى عنه أبو الفضل نصر بن أبي نصر الطوسي العطّار، و أبو الحسين الفارسي؛ شيخا السّلمي، و جعفر بن محمد بن الحارث المراغي.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب، أنا عبد الكريم بن هوازن القشيري، قال: سمعت السّلمي.

ح و أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي، أنا يحيى بن إبراهيم بن محمّد المزكّي، أنا أبو عبد الرحمن السّلمي قال: سمعت أبا الفضل العطّار يقول سمعت أحمد بن علي الدمشقي يقول: قال أبو عبد اللّه بن الجلاّء: رأيت ذا النون و كانت له

ص: 52


1- القتات: النمام (اللسان: قتت). يقال: قتّ الحديث يقتّه إذا زوّره و هيّأه و سوّاه.
2- سقطت الترجمة من المختصر.
3- هذه النسبة بضم الألف و سكون الراء و فتح الميم إلى أرمية من بلاد أذربيجان.

العبارة، و رأيت سهلا و كانت له الإشارة، و رأيت بشر بن الحارث و كان له الورع. فقيل له: فإلى من كنت تميل ؟ فقال: بشر بن الحارث أستاذنا. قال الخطيب: هكذا قال في هذه الحكاية. و أحمد بن يحيى الجلاّء لم ير بشرا و لم يدركه، و إنما أبوه يحيى أدركه و صحبه.

أنبأنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، و حدّثنا أبو الحسن علي بن سليمان بن أحمد المرادي الفقيه بدمشق عنه، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، قال: سمعت عبد الرحمن بن عبد اللّه الدّيناري يقول: سمعت أبا علي أحمد بن علي الدّمشقي يقول: سمعت الرّبيع بن سليمان يقول: سمعت الشافعي - و سئل ما الظرف ؟- قال: الوقوف مع الحق كما وقف.

و ذكر أبو عبد الرّحمن السّلمي في موضع آخر قال: سمعت جعفر بن محمّد بن الحارث المراغي يقول: أنا أحمد بن علي بن الحسين الخياط بدمشق - و كان ثقة-، نا صدقة بن الرّبيع، عن المزني قال: سمعت الشافعي. فذكر حكاية.

24 - أحمد

24 - أحمد (1) بن علي بن الحسين بن أحمد

ابن إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل بن جعفر بن محمّد

ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب؛ العلوي

أمّه أمّ ولد، و هو أخو الشريف العابد لأبيه و أمه و أخو عر (2) لأبيه، رحل إلى بغداد، حكى عنه أخوه أبو الحسين محمّد بن علي العابد.

25 - أحمد بن علي بن الحسين

أبو زرعة الرازي

روى عن جعفر بن محمّد البلخي، و أبي حرب محمّد بن أحمد البلخي و محمد بن حمدويه الخراساني.

روى عنه تمام بن محمّد الرازي، و عبد الرحمن بن عمر بن نصر.

ص: 53


1- سقطت ترجمته من المختصر.
2- كذا بالأصل و في م: عسى و في المطبوعة «عمر» و لم يطمئن لها محققها.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا تمام بن محمّد، حدثني أبو زرعة أحمد بن علي بن الحسين الرازي في سنة سبع و أربعين و ثلاثمائة، نا جعفر بن محمّد البلخي، نا عبد الصّمد بن الفضل، نا خلف بن أيوب، نا المبارك بن مجاهد البلخي، عن عبيد اللّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«إن بلالا ينادي بليل، فكلوا و اشربوا حتى يؤذّن ابن أمّ مكتوم»[1176].

و إنما كان بينهما قدر ما ينزل هذا و يرقى هذا.

روى الأهوازي، عن تمام، عن أبي زرعة هذا حديثا فقال في نسبه: أحمد بن الحسين بن علي، و هو الصواب، و سيأتي فيما بعد (1).

26 - أحمد بن علي بن الحسين

أبو العباس الطبري الغازيّ

سمع بمرو: أبا عبد اللّه عبد الرحمن بن محمّد بن أحمد بن النّضر المروذي.

كتب عنه نجا بن أحمد العطّار، و سمع منه شيخنا أبو طاهر بن الحنّائي.

أنبأنا أنا أبو طاهر بن الحنّائي، أنا أبو العباس أحمد بن علي الطبري - قدم علينا في شهور سنة ثلاث و أربعين و أربعمائة - أنا أبو عبد اللّه عبد الرحمن بن محمّد بن أحمد بن النّضر المروزي الغازي، نا الشيخ أبو العباس الهمداني المروزي بمرو، أنا أبو سعيد الحسن بن علي بن زكريا بن يحيى بن عاصم بن زفر البصري ببغداذ، نا خراش بن عبد اللّه، نا مولاي أنس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«الصّوم جنّة» (2)[1177].

أخبرناه عاليا أبو غالب بن البنا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية.

ح و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو سعد الجنزروذي، أنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن أحمد الطرازي.

ص: 54


1- انظر فيما سيأتي ترجمة أبي الحسن علي بن إبراهيم الأهوازي.
2- الجنة بالضم: الوقاية. يريد أنه وقاية من الآثام.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن المزرفي و أبو السّعود بن المجلي (1)قالا: نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا علي بن عمر الحربي.

قالا: نا و قال الطرازي: أنا أبو سعيد الحسن بن علي بن صالح العدوي، نا خراش بن عبد اللّه، نا مولاي أنس بن مالك - و في حديث الحربي: عن أنس بن مالك - قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

ح و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصريفيني (2)،نا أبو حفص عمر بن إبراهيم المقرئ الكتاني، أنا أبو سعيد الحسن بن علي العدوي، نا خراش بن (3) عبد اللّه، عن أنس بن مالك، أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«الصّوم جنّة»[1178].

27 - أحمد بن علي بن الحسين بن زيد

27 - أحمد بن علي بن الحسين بن زيد (4)

أبو الحسين بن أبي الحسن

المعروف بابن الكوفي العطّار

سمع أبا البركات بن طاوس.

سمع منه أبو سعد بن السمعاني، و لم أسمع منه شيئا، و لم يكن الحديث من شأنه.

مات ليلة الأربعاء ثاني عشر رجب سنة سبع و ثلاثين و خمسمائة و دفن من الغد في مقبرة باب الفراديس. و كان مولده سنة تسع و سبعين و أربعمائة.

28 - أحمد بن علي بن سعيد بن إبراهيم

أبو بكر الأموي

من أنفسهم، المروزي القاضي

تولى القضاء بدمشق نيابة عن أبي زرعة محمّد بن عثمان بن زرعة و كان يلي

ص: 55


1- بالأصل «المحلى» بالحاء المهملة، و الصواب ما أثبت، انظر التبصير، و الضبط عنه.
2- الصريفيني: هذه النسبة إلى صريفين، قريتين: إحداهما بواسط ، و الأخرى ببغداد، و أبو محمد بن صريفين بغداد و اسمه عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه بن عمر بن المجمع بن هزار مرد، خطيب صريفين (الأنساب).
3- بالأصل «عن» خطأ.
4- سقطت ترجمته من المختصر.

القضاء قبل ذلك بحمص (1).

و حدث بدمشق: عن يحيى بن معين، و القواريري، و علي بن الجعد، و محمّد بن بكّار بن الريّان، و زهير بن حرب، و الوليد بن شجاع، و محرز بن عون، و عبد اللّه بن عون، و منصور بن أبي مزاحم، و إبراهيم بن الحجاج، و سويد بن سعيد، و عبد اللّه بن الدّوسي، و أبي كريب، و زياد بن يحيى الحسّاني، و الحكم بن موسى، و شريج (2) بن يونس، و موسى بن عبد اللّه صاحب السلعة، و أحمد بن إبراهيم الموصلي، و سعيد بن مهران الشروطي، و كامل بن طلحة، و أبي نصر التمّار، و يحيى بن أيّوب، و الحارث بن سريج النّقال (3)،و أبي بكر و عثمان ابني أبي شيبة.

روى عنه أبو عبد الرحمن النّسائي في سننه و قال في تسمية شيوخه: أبو بكر بن علي، مروزي لا بأس به. و يحيى بن عبد اللّه بن الحارث بن الزجاج، و إبراهيم بن محمّد بن صالح، و أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن مروان، و أبو الطيّب أحمد بن محمّد بن أبي زرعة، و أبو القاسم بن أبي العقب، و أبو علي الحضائري (4)،و أبو علي بن آدم الفزاري، و أبو علي بن شعيب، و أبو القاسم الحسن بن علي بن علي البجلي، و أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن محمد بن أبي ثابت، و أبو الحسن بن جوصا، و أبو طالب محمّد بن صبيح بن رجاء الدّمشقيون و عبد الرحمن بن حبيش (5)الفرغاني، و محمد بن سهل بن أبي سعيد القطان، و أبو بكر محمّد بن بركة برداعس (6)القنّسريّان، و أبو علي الحسن بن بلال المقرئ، و أحمد بن عبيد بن أحمد الحمصي، و موسى بن عبد الرحمن البيروتي الصبّاغ المقرئ، و أبو بكر محمّد بن الحسين بن عمر بن حفص القرشي و أبو عوانة الأسفرايني و أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمويه العسكري.

ص: 56


1- اقتصر في تهذيب التهذيب على أنه «قاضي دمشق» و في تاريخ بغداد 304/4 وليّ قضاء حمص.
2- بالأصل «شريح» و المثبت و الضبط عن تقريب التهذيب، و الكاشف.
3- بالأصل «شريح البقال» و المثبت و الضبط عن الأنساب (النقال) و ترجم له ترجمة قصيرة. قال السمعاني: و ظني أنه اشتهر بالنقال لنقله رسالة الشافعي إلى عبد الرحمن بن مهدي.
4- في المطبوعة 44/7 الحصائري.
5- بالأصل و م «جيش» و الصواب ما أثبت، انظر التبصير 539/2 و المطبوعة 44/7.
6- بالأصل «برداغش» و في م: برداعش و الصواب ما أثبت انظر سير أعلام النبلاء 81/15(48).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا أبو محمّد عبيد اللّه بن إبراهيم بن سيما إمام مسجد نعيم، نا أبو علي محمّد بن محمّد بن عبد المجيد (1) بن آدم الفزاري، نا أبو بكر أحمد بن علي بن سعيد القاضي، نا يحيى بن أيّوب، نا حمّاد بن زيد، نا عبيد اللّه بن أبي بكر بن أنس، عن جدّه أنس: أن رجلا اطّلع في بعض حجر النبي صلى اللّه عليه و سلم. فقام النبي صلى اللّه عليه و سلم بمشقص (2) أو مشاقص، ثم مشى نحوه. قال: فكأني انظر إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم يتختل له ليطعنه.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي في كتابه إليّ ، ثم حدثنا أبو بكر يحيى بن سعدون بن تمام القرطبي بدمشق عنه، أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن علي الفارسي بمصر، أنا أبو أحمد عبد اللّه بن محمّد بن الناصح المعروف بابن المفسّر - بالمعافر (3)-نا أبو بكر أحمد بن علي بن سعيد القاضي المروزي بدمشق، نا الهيثم بن خارجة، نا سعيد بن ميسرة البكري، عن أنس بن مالك أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«المسح على الخفّين للمسافر ثلاث، و للمقيم يوم و ليلة»[1179].

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني - لفظا - أنا تمام - إجازة - أنا ابن مروان، نا محمّد بن فيض، قال: توفي عمر - يعني ابن أحمد بن علي أبا الحارث - سنة تسعين و مائتين، فاستخلف أبو زرعة أحمد بن علي بن سعيد المروزي الحمصي فأقام أكثر من سنة.

قرأت بخطّ أبي القاسم بن صابر، و ذكر أنه نقله من خط عبد العزيز بن أحمد الكتاني ممّا وجده في كتاب عبيد بن أحمد بن محمّد بن فطيس، أنا أبو علي محمد بن القاسم.

نا أبو بكر أحمد بن علي بن سعيد بن إبراهيم المروزي القاضي القرشي و كان قاضيا على المصرين: دمشق و حمص، و هو من بني أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف

ص: 57


1- كذا، و في المطبوعة عبد الحميد.
2- المشقص كمنبر، النصل العريض و النصل الطويل أو سهم يرمى به الوحش (القاموس: شقص).
3- المعافر: مخلاف باليمن.

من أنفسهم. و كانت وفاته سنة اثنتين و تسعين و مائتين، و كان قد بلغ التسعين سنة أو دونها.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس قال: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):أحمد بن علي بن سعيد، أبو بكر أصله من مرو. و ذكر لي من أثق به من العلماء أنه بغدادي، ولي قضاء حمص و نزلها، و حدّث بها عن علي بن المديني، و أحمد بن حنبل، و أبي الرّبيع الزهراني، و محمد بن أبي بكر المقدّمي، و صالح بن مالك الخوارزمي، و إبراهيم بن محمّد بن عرعرة، و عبد الجبار بن عاصم، و الحكم بن موسى، و أبي خيثمة زهير بن حرب (2).روى عنه أبو عبد الرحمن النسائي، و محمد بن بركة المعروف ببرداعس (3)الحافظ ، و محمّد بن أحمد بن محمويه العسكري، و أبو القاسم الطبراني و غيرهم؛ و ذكر النسائي أنه ثقة و كان يقول في روايته عنه: حدّثنا أبو بكر بن علي.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد التميمي، أنا أبو الحسن مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال: و فيها توفي أحمد بن علي بن سعيد القاضي - يعني سنة اثنتين و تسعين و مائتين-.

و ذكر أبو أحمد (4) عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن الناصح: أن أحمد بن علي مات بدمشق يوم الأربعاء، و دفن يوم الخميس بعد العصر لخمس عشرة ليلة خلت من ذي (5) الحجّة سنة اثنتين و تسعين و مائتين، و صلينا عليه في مصلى العيد، و الذي صلى عليه أبو حفص عمر بن الحسن، و هو يومئذ القاضي بدمشق، و كبّر عليه خمسا، فسألنا القاضي عن تكبيره خمسا فقال: له فضل (6) العلم، و ذكر أنه بلغ تسعين سنة أو دونها.

ص: 58


1- انظر تاريخ بغداد 304/4-305.
2- عن تاريخ بغداد و بالأصل «جويبر».
3- بالأصل:«برداغش» و قد مرّ.
4- و بالأصل و م:«أبو محمد» و الصواب ما أثبت انظر سير أعلام النبلاء 282/16.
5- في سير أعلام النبلاء 528/13 عن أبي أحمد بن الناصح: توفي في نصف ذي الحجة.
6- في المختصر: فقال: لفضل العلم.
29 - أحمد بن علي بن طاهر

أبو البركات البغداذي المقرئ

المعروف بابن القيّار (1)

قدم دمشق و سمع بها أبا بكر الخطيب. كتب عنه القاضي أبو إسحاق إبراهيم بن الشهرزوري.

قرأت بخطّ أبي إسحاق إبراهيم بن محمّد بن عقيل بن زيد الشهرزوري الواعظ ، أنشدني الشيخ أبو البركات أحمد بن علي بن القيّار البغدادي المقرئ؛ لمكرم البغداذي:

أخفي هواك، و ما يخفى له أثر *** من دمع عينيه يجري؛ كيف يستتر؟

فإن أبح أخش (2) من واش ينم بنا *** بين الورى حسدا منه فيبتهر

و إن كتمت أمت في حبّكم كمدا *** يعيش مثلي لا يصفو له كدر

30 - أحمد بن علي بن عبد اللّه بن محمّد بن مهران

أبو جعفر الكوفي

روى عن أبي عبيد اللّه أحمد بن الحسن السّكري.

روى عنه تمام.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد الرّازي، أنا أبو جعفر أحمد بن علي بن عبد اللّه بن محمّد بن مهران الكوفي، أنا أبو عبيد اللّه أحمد بن الحسن السّكوني، نا أحمد بن بديل، نا عبد العزيز - يعني ابن أبان - عن سفيان، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«أعطوا الأجير أجره قبل أن يجفّ عرقه»[1180].

ص: 59


1- سقطت ترجمته من المختصر.
2- بالأصل «أخشى» و الصواب ما أثبت.
31 - أحمد بن علي بن عبد اللّه بن سعيد بن أحمد

أبو الخير الكلفي الحمصي الحافظ

حدّث بدمشق عن أبي العباس محمّد بن أحمد بن الأبحّ الكندي، و محمود بن محمّد الرافقي، و أحمد بن محمد بن خالد بن خليّ (1)،و أبي الحسن علي بن أحمد القزويني، و محمّد بن بركة، و أبي بكر محمّد بن سعيد بن محمّد الترخمي (2)،و أبي بكر الخرائطي، و أبي عبد اللّه محمّد بن الحكم البصري الحمصي، و أبي بكر أحمد بن محمّد الدّبيلي (3)،و أبي الفضل العبّاس بن محمّد الرقي، و أبي يعقوب إسحاق بن أحمد بن إسحاق الحلبي، و أبي عبد اللّه أحمد بن سهل الأخباري، و أبي علي الحسن بن عبد الرحمن بن محمّد بن عوف، و أبي محمّد عبد اللّه بن محمّد الكلاعي، و أبي بكر محمد بن إبراهيم الحنوي (4)،و أبي بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الكتاني (5)،و أبي الحسين محمّد بن علي بن عبيد اللّه بن عبيدة الكلاعي، و أبي الأغرّ أحمد بن جعفر الملطي، و غيرهم.

روى عنه تمام بن محمّد الرازي، و عبد الوهّاب الميداني، و علي بن موسى بن السّمسار، و أبو نصر بن الجبّان، و مكي محمّد بن الغمر، و أبو القاسم عبد المنعم بن عبد الواحد، و أبو القاسم عبد الرزاق بن عبد العزيز بن عبد الصّمد، و محمّد بن عوف المزني، و عبد الرحمن بن عمر بن نصر، و أحمد بن الحسن بن أحمد بن الطيان.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو الحسن محمّد بن عوف بن أحمد المزني، أنا أبو الخير أحمد بن علي الحافظ الحمصي (6)- قراءة عليه و أنا أسمع - نا محمّد بن أحمد الكندي، نا عمرو بن أيّوب الطائي، نا جدّي، نا مبشّر بن عبيد، عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

ص: 60


1- ضبطت عن تبصير المنتبه 343/1 و بالأصل «حلى».
2- ضبطت عن تبصير المنتبه 136/1.
3- رسمها بالأصل «الذيلي» و المثبت و الضبط عن تبصير المنتبه 575/2.
4- الحنوي: هذه النسبة إلى حنا: مدينة من ديار بكر.
5- في المطبوعة «الطائي».
6- بالأصل «الجصي» و الصواب ما أثبت عن م و هو صاحب الترجمة.

«الإحصان إحصانان: إحصان عفاف، و إحصان نكاح»[1181].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتّاني، نا أبو الحسين عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، أنا أبو الخير أحمد بن علي بن سعيد الحمصي الحافظ - قدم علينا - نا أبو المعمّر أحمد بن العبّاس الكاتب، حدثني أبو عبد اللّه صالح بن عبيد البغداذي: أن ثلاثة نفر خرجوا من بغداذ فجمعتهم طريق البصرة، فقعدوا في بعض الطّريق يتحدثون، فقال أحدهم: أي شيء أجود ما يجتنيه الإنسان في الدنيا؟ فقال بعضهم: المزاح، و قال الآخر: التيه و الصّلف، و قال الآخر: الاستخفاف بالناس؛ فقال أحدهم: ليخبرنا كلّ واحد بما لحقه، و قال صاحب المزاح: أنا أخبركم خبري، و بكى.

كنت رجلا بزازا في الكرخ (1) و كان لي دكان فيها غلمان و أجراء، و أنا بخير من اللّه عز و جل، فخرجت إلى دكاني يوما، فقعدت فيها فلم أشعر إلاّ بمخنّث قد عبر بي، فحملني البطر و الغرة باللّه على المجون فقلت: كيف أصبحت يا أختي ؟ فأجابني بجواب مسكت، فأسقط في يدي، و خجلت، و ضحك كلّ من سمعه. فشاع ذلك في البلد حتّى تحدّث به النساء على مغازلهن، و الصّبيان في الكتاتيب، و كنت لا أعبر بشارع إلاّ قالوا هذا التاجر، و صاحوا خلفي: كيف باتت أختك ؟ فلم أطق الكلام و خرجت على وجهي، و تركت كلما أملكه و كان ذلك بسبب (2) مزاحي، و ها أنا معكم نادم و ما تنفعني الندامة.

و قال صاحب التيه و الصلف: أخبركم خبري؛ إني كنت أتقصف، و كان عليّ من اللّه نعم، فما أخذتها بشكر، و كان لي ندماء أفضل عليهم، فخرجت يوما، و هم حولي، فرأيت على الطريق أعمى يفسّر المنامات، فقلت لأصحابي: تعالوا بنا حتى نسخر من هذا الأعمى، فسلّمت عليه فردّ السلام فقلت: يا أعمى، إني رأيت رؤيا أريد أن أفسّرها (3) عليك فقال: سل عمّا بدا لك. فقلت: رأيت كأني آكل سمكا طريا، فلمّا شبعت منه جعلت كأني أدخله في دبري فصفق الأعمى بيديه و قال كلاما قبيحا. فلما شاع ذلك في الناس، و تحدث به الناس، فكنت لا أعبر في طريق إلاّ قالوا لي ذلك الكلام،

ص: 61


1- انظر معجم البلدان 447/4.
2- عن المختصر و بالأصل و م «سبب».
3- كذا بالأصل، و في المختصر: أريد أفسرها و في المطبوعة: أريد أقصها عليك.

فلم أطق الكلام، و خرجت على وجهي، و كان ذلك سبب (1) التيه و الصلف الذي كان لي، و تركت كلما أملكه و ها أنا معكم.

فقال صاحب الاستخفاف بالنّاس: إني كنت حاجبا لشداد و الي الجسرين، و كان إذا أراد أن يأكل أمرني بأخذ بابه، و أن لا يدخل إليه أحد. فلم أشعر يوما إلاّ قد جاءني رجل يريد أن يدخل إليه، فمنعته استخفافا به، و لما دخل تقدّم إليّ صاحبي (2) فقال: يا هذا أنا أبو العالية و صاحبك تقدّم إليّ أن أجيئه في هذا الوقت. فرددته، فقال: ما أبرح، فحملني استخفافي به أن ضربته بعصا كانت في يدي، فولّى عني و أنشأ يقول:

مدحت شدّادا فقال: ائتني *** باللّه في المنزل يا راويه

فجئت أسعى و إذا به قد *** شد (3) و الحاجب في زاويه

فقال: من أنت الذي جئته *** وقت الغدا؟ قلت: أبو العاليه

فقام يجري (4) بعصا ضخمة *** و كاد أن يكسر أضلاعيه

فطرت مرعوبا و ناديته *** أمّ الذي يحجبه زانيه

فسمع غلمانه و ردّوا عليه، فأمر بضرب عنقي، فخرجت مرعوبا و تركت كلما أملكه، و كان ذلك بسبب (5) استخفافي بالرّجل و عجبي بنفسي و ها أنا معكم. و لو كنت رفقت لم يصبني هذا، و كل ما نحن فيه بقضاء اللّه عزّ و جل.

فقدم القوم و صاروا إلى البصرة و تفرقوا و أغناهم اللّه عزّ و جل.

32 - أحمد بن علي بن عبيد اللّه بن علي

أبو نصر السّلمي الدّينوري الصّوفي المقرئ

سمع بدمشق، أبا محمّد بن أبي نصر، و أبا الحسن محمّد بن عوف بن أحمد المدني، و بغيرها أبا الحسن علي بن محمّد بن عبد اللّه بن بندار القزويني، و أبا عبد اللّه

ص: 62


1- في المختصر: و كان سبب ذلك التيه.
2- كذا بالأصل و المختصر، و في المطبوعة:«صاح بي» بدل «صاحبي».
3- في المختصر:«و إذا بابه قد سدّ».
4- المختصر: نحوي.
5- بالأصل و م و المختصر:«سبب» و لعل الصواب ما أثبت.

محمد بن الحسين بن يوسف الأصبهاني نزيل مكّة، و أبا الحسن علي بن عبد اللّه بن الحسن بن جهضم بمكة، و أبا سعد أحمد بن محمّد بن أحمد الماليني، و أبا محمّد عبد الرحمن بن عمر بن النحاس بمصر.

روى عنه: الفقيه نصر بن إبراهيم الزّاهد، و أبو القاسم مكي بن عبد السلام بن الحسين بن الرميلي (1) المقدسيّان، و أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الباقي بن الخاضنة البغدادي.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، نا نصر بن إبراهيم المقدسي، أنا أبو نصر أحمد بن علي الدّينوري الصّوفي السّلمي - ببيت المقدس - أنا أبو محمّد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم المعروف بابن أبي نصر الدّمشقي - بها قراءة - أنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة القرشي، نا أبو يحيى عبد اللّه بن أحمد بن أبي مسرّة، نا أبو عبد الرحمن المقرئ، نا أبو حنيفة، عن إبراهيم بن محمّد بن المنتشر، عن أبيه، عن حبيب بن سالم، عن النعمان بن بشير، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم:

«أنه كان يقرأ في العيدين ب سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (2) و هَلْ أَتٰاكَ حَدِيثُ الْغٰاشِيَةِ (3)»[1182].

أخبرناه عاليا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر فذكره.

و أخبرنا أبو الفتح نصر [اللّه] (4) بن محمّد، نا نصر بن إبراهيم، أنا أبو نصر أحمد بن علي بن عبيد اللّه السّلمي، أنا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن الحسن بن جهضم، نا أبو الطيب محمّد بن جعفر بن سليمان، نا إسحاق بن الحسن المصري، نا علي بن معبد عن (5) سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، قال: كان من بني إسرائيل

ص: 63


1- هذه النسبة - بضم الراء و فتح الميم و سكون الياء - إلى الرميلة و هي من قرى الأرض المقدسة-(الأنساب، و ترجم له ترجمة قصيرة).
2- سورة الأعلى، الآية الأولى.
3- سورة الغاشية الآية الأولى.
4- سقط اسم الجلالة من الأصل. و استدرك عن الرواية السابقة.
5- بالأصل «بن» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمة علي بن معبد في تهذيب التهذيب و فيه:«روى عن... و ابن عيينة».

رجل قائم على ساحل البحر فرأى رجلا و هو ينادي بأعلى صوته: ألا من رآني فلا يظلم أحدا. قال: فدنوت منه و قلت له: يا عبد اللّه ما قصتك و ما الذي بك ؟ فقال: ادن مني أخبرك. كنت رجلا شرطيا فجئت إلى هذا السّاحل فرأيت رجلا صيّادا قد اصطاد سمكة، فسألته أن يهبها لي فأبى، فسألته أن يبيعنيها فأبى، فضربت رأسه بسوط كان معي و أخذت منه السمكة و حملتها إلى منزلي و قد ضربت (1) عليّ إصبعي التي علقت بها السّمكة، و أصلحوها، و قدّمت إليّ فضربت عليّ إصبعي حتى صحّت و بكيت، و كان لي جار معالج فأتيته، و قلت: إصبعي فقال: هو أكلة (2) إن أنت رميت بها و إلاّ هلكت، فرميت بها فوقع الضربان (3) في عضدي، فخرجت من منزلي هاربا على وجهي أصيح و أبكي، فبينا أنا أسيح في البلاد وقعت (4) لي شجرة دوحاء فأويت إليها و نعست، و أتاني آت فقال لي: لم تقطع أعضاؤك (5) و ترميها؟ ردّ الحق إلى أهله و انج. قال: فانتبهت فعلمت أن ذاك من قبل اللّه عز و جل، فأتيت الصياد، فوجدته قبل يخرج شبكته، فانتظرته حتى أخرجها و إذا فيها سمكة كبيرة فدنوت منه و قلت: يا عبد اللّه إني مملوكك فأعتقني. فقال: ما أعرفك، قلت: أنا الشرطي الذي ضربت رأسك بالسّوط ، و أخذت سمكتك، و أريته يدي. فلما رآني على تلك الحالة رق لي و قال: أنت في حلّ ، فأقبل الدود يتناثر من يدي و يسقط على الأرض. فهاله ذلك، و انصرف. فاستوقفته و أخذته إلى منزلي، و دعوت بابني، و قلت له احفر في هذه الزاوية. فأخرج منها جرة فيها ثلاثون ألف درهم. فقلت: اعدد منها عشرة آلاف [خذها] (6) فاستعن بها ثم قلت: خذ منها عشرة آلاف أخرى اجعلها في فقراء جيرانك و قراباتك. فقام لينصرف، فقلت: أخبرني دعوت عليّ فقال: أنا أخبرك. لما أخذت السّمكة مني و ضربت رأسي، رفعت رأسي إلى السماء و بكيت و قلت: يا رب خلقتني و خلقته و جعلته قويا و جعلتني ضعيفا، ثم سلّطته

ص: 64


1- ضرب الجرح، و ضربه العرق ضربانا: آلمه (اللسان: ضرب).
2- الأكلة: داء يقع في العضو فيأتكل منه (اللسان: أكل).
3- بعدها في المختصر 184/3: في كفي قال: فجئت إليه فعرفته، و أنا أصيح فقال: إن أنت رميت بها و إلاّ هلكت، فرميت بها، فوقع الضربان.
4- في المختصر: رفعت.
5- في المختصر: تقطع أعضاءك.
6- زيادة عن المختصر، اقتضاها السياق.

عليّ فلا أنت منعتني من ظلمه، و لا أنت جعلتني قويا فأمتنع من ظلمه، فأسألك بالذي خلقته قويا و جعلتني ضعيفا أن تجعله عبرة لخلقك، فبكيت و قلت: لقد سمع اللّه عزّ و جلّ دعاءك و جعلني عبرة.

33 - أحمد بن علي

33 - أحمد بن علي (1) بن الفرج

أبو بكر الحلبي الحبّال الصوفي

حكى عن الريّان المعروف بالمدلّل، و روى عن البغوي، و يحيى بن علي بن هاشم الكندي، و أبي أيّوب سليمان بن محمّد بن زونط (2) الحلبيين، و أبي القاسم الزّجّاجي، و أبي العبّاس أحمد بن جعفر المقرئ، و علي بن عبد الحميد الغضائري (3).

روى عنه تمام الرازي، و أبو الفرج محمّد بن أحمد العين زربي (4)،و أبو نصر بن الجبّان، و عبّد الوهّاب الميداني، و مكي بن محمّد بن الغمر، و عبد الرحمن بن عمر بن نصر، و أبو سعد الماليني.

أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو نصر بن الجبّان (5)،نا أبو بكر أحمد بن الفرج بن علي (6) الصّوفي الحلبي يعرف بالحبال، نا عبد اللّه بن محمد البغوي، نا أحمد بن حنبل، عن يحيى بن سعيد القطان بن عبيد اللّه عن (7) نافع، عن ابن عمر أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«كلّ مسكر حرام و كلّ مسكر خمر»[1183].

أخبرناه عاليا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن الحصين، أنا أبو القاسم علي بن المحسّن التنوخي، أنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن

ص: 65


1- قوله:«علي بن» كتب فوق السطر بخط مغاير.
2- كذا، و في م و المطبوعة:«رويط » و لم أحلّه.
3- بالأصل «العضائري» و المثبت عن تبصير المنتبه 1012/3.
4- هذه النسبة إلى عين زربى، و هي بلد بالثغر من نواحي المصيصة (معجم البلدان).
5- اضطرب إعجامها بالأصل و م و الصواب ما أثبت، و قد تقدم.
6- كذا ورد اسمه بالأصل في هذا الخبر، و هو صاحب الترجمة.
7- بالأصل «بن» خطأ. و الصواب عن م.

محمّد، نا أحمد بن حنبل (1)،أخبرني يحيى بن سعيد عن (2) عبيد اللّه، أخبرني نافع عن ابن عمر قال: لا أعلمه إلاّ عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«كلّ مسكر حرام و كلّ مسكر خمر»[1184].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني قراءة، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو الفرج محمّد بن أحمد العين زربي، نا أبو بكر أحمد بن علي الحبّال الصّوفي، نا الريّان المعروف بالمدلّل قال: سمعت محمّد بن كثير العبدي يقول: سمعت سفيان الثوري يقول: إن الرّجل ليحدثني بالحديث قد سمعته أنا قبل أن تلده أمّه، فيحملني حسن الأدب أن أسمعه منه.

34 - أحمد بن علي بن الفضل بن طاهر بن الحسين

ابن جعفر بن الفضل بن جعفر بن موسى بن الفرات

أبو الفضل

سمع أباه، و أبا محمد بن أبي نصر، و أبا عبد اللّه محمّد بن عبد السلام بن عبد الرحمن بن سعدان، و أبا نصر منصور بن رامش (3)،و أبا الحسن العتيقي، و أبا الحارث النمر بن عبد السلام الحميري الحمصي، و رشأ بن نظيف.

حدّثنا عنه أبو محمّد بن طاوس، و أبو الحسين أحمد بن سلامة الأبّار، و أبو نصر غالب بن المسلّم، و أبو القاسم نصر بن السوسي، و أبو علي الحسين بن علي بن أشليها، و ابنه أبو الحسن علي.

و كان من أهل الأدب و الفضل إلاّ [أنه] (4) كان يتهم برقة الدين، و كان له شعر.

و هو واقف خزانة الكتب التي في الجامع في حلقة شيخنا أبي الحسن بن الشهرزوري.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، و أبو الحسن أحمد بن سلامة الأبّار،

ص: 66


1- انظر مسند أحمد 16/2.
2- بالأصل «بن» خطأ.
3- إعجامها غير واضح بالاصل و م و الصواب ما أثبت، انظر سير أعلام النبلاء 540/17.
4- زيادة عن مختصر ابن منظور 185/3 و من قوله: إلاّ إلى الدين سقط من م.

و أبو نصر (1) غالب بن أحمد بن المسلّم الأدمي قالوا: أنا أبو الفضل أحمد بن علي بن الفرات، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، نا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن حذلم، نا بكّار بن قتيبة، نا أبو أحمد محمّد بن عبد اللّه بن الزبير، نا عبيد اللّه بن عبد الرحمن بن موهب، حدثني عمّي عبيد اللّه بن عبد اللّه، عن أبي هريرة قال: راح عثمان حاجّا و معه علي بن أبي طالب، و أدخلت على محمد بن جعفر امرأته فبات معها حتى أصبح، ثم غدا فلحق النّاس بملل (2) فرآه عثمان - رضي اللّه عنه - و عليه ردع (3)العصفر، و ريحه طيبة، فانتهره و أفّف به، و قال: أ تلبس المعصفر و قد نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عنه ؟ فقال له علي: إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لم ينهك و لا إيّاه إنما نهاني.

قرأت بخطّ أبي محمّد بن صابر:

سألته عن مولده فقال: في العشر الأول من ذي الحجة سنة إحدى عشرة و أربعمائة بدمشق - و هو رافضي - و سألته عن نسبه فانتمى (4) إلى ابن الفرات الوزير، و ليس هو من ولده. ثقة في روايته.

سمعت خالي أبا المعالي محمّد بن يحيى بن علي القرشي يحكي: أنه كان يجلس في أكثر الليالي في الجامع مع أبي محمّد بن البرّي فإذا قرب وقت الأذان للمغرب يقول أحدهما لصاحبه: أنت على وضوء؟ فيقول: لا، فيقول: و لا أنا، فيقومان يخرجان يتمشيان في اللبادين رائحين، و النّاس دخول إلى الصّلاة؛ أو كما قال.

قرأت بخطّ أبي القاسم السّلمي أنشدنا أبو الفضل أحمد بن علي بن الفرات لنفسه:

و قالوا: لم سلوت قضيب بان *** رشيق القدّ (5) جلّ عن القياس ؟

ص: 67


1- سقطت من الأصل، و كتبت في م فوق الكلام.
2- ملل اسم موضع في طريق مكة بين الحرمين (معجم البلدان) و في المختصر: بملك و هو واد بمكة (انظر معجم البلدان).
3- الردع: اللطخ من الطيب و أثره (قاموس).
4- في المختصر: فانتهى.
5- بالأصل بحاء مهملة، و المثبت عن م و المطبوعة 53/7.

فقلت: سلوته و صبرت لما *** عسى يعسو (1) عسوّا فهو عاس

أنشدنا أبو عبد اللّه محمّد بن المحسن بن أحمد بن الملحي لأبي طاهر جعفر بن دوّاس الكتامي في أبي الفضل بن الفرات:

ابن الفرات خيال في تبختره *** يمشي فوا عجبا للميّت الماشي

كأن أثوابه من فوقه كفن *** و الشيخ جاءوا به من عند نبّاش

كالغصن ماس، لحاه كي يقشّره *** دهر، و لكن لعمري غصن طرّاش

ذكر أبو محمّد بن الأكفاني: أن أبا الفضل توفي يوم السبت الثاني عشر من صفر سنة أربع و تسعين و أربعمائة بدمشق.

35 - أحمد بن علي بن محمد بن بطّة

أبو بكر البغدادي الأديب

قدم دمشق و حدث بها عن أبي بكر محمّد بن الحسن بن دريد الأزدي.

سمع منه: أبو بكر أحمد بن محمّد بن سرّام (2) الغسّاني، و أبو علي الحسن بن علي السّقلّي (3) النحويان، و أبو محمّد عبد اللّه بن عطية بن حبيب المفسّر.

قال لي أخي أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن الفقيه:

أخرج إليّ أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن الأكفاني؛ الأول من أخبار أبي بكر محمّد بن الحسن بن دريد بن عتاهية بن حنتم بن الحسن بن حمامي بن جرو بن واسع بن سلمة بن حاضر الأزدي، إملاء أبي بكر أحمد بن علي بن محمّد بن بطّة البغدادي بدمشق سنة ثلاث و خمسين و ثلاثمائة في جمادى الآخرة عن ابن دريد بخط ابن شرّام و فيه بلاغاته عليه، و الحسن بن علي السّقلي (4) و غيرهما.

ص: 68


1- عسا: كبر و أسنّ .
2- بالأصل «بشرام» تحريف و الصواب ما أثبت، و ستأتي ترجمته في هذا الجزء. انظر ترجمته في أنباه الرواة للقفطي 139/1 و في تلخيص ابن مكتوم ص 17 شرام بالشين. و سيأتي شرام بالشين بعد أسطر.
3- في أنباه الرواة للقفطي 122/1 الصّيقلي بالصاد، و هذه النسبة إلى صقلية انظر معجم البلدان.
4- في أنباه الرواة للقفطي 122/1 الصّيقلي بالصاد، و هذه النسبة إلى صقلية انظر معجم البلدان.

قال لي أخي أبو الحسين، رحمه اللّه، و من شعر ابن بطّة هذا - و قد روى قول ميمون بن مهران (1):«من رضي من صلة الإخوان بلا شيء فليواخ أهل القبور» فنظمه ابن بطّة:

إذا كنت ترضى من أخ ذي مودّة *** إخاء بلا شيء فواخ المقابرا

فلا خيرها يرجى و لا الشر يتّقى *** و لا حاسد منها يظل محاذرا (2)

قال: و من شعره:

لا تصنعنّ إلى اللئام صنيعة *** فيضيع ما تأتي من الإحسان

وضع الصنائع في الكرام فشكرها *** باق عليك بقية الأزمان (3)

قال: و من شعره:

ما شدة الحرص و هو قوت *** فكلّ ما بعده يفوت

لا تجهد النفس في ارتياد *** فقصير (4) ما أننا نموت

36 - أحمد بن علي بن محمّد

أبو الحسين الدولابي البغداذي الخلاّل (5)

حدث بدمشق عن القاضي أبي محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عبد الغفار بن أحمد بن ذكوان البعلبكّي.

روى عنه أبو القاسم الحسين بن محمّد بن إبراهيم الحنّائي، و أبو محمّد عبد العزيز الكتاني.

أنبأنا أبو القاسم النسيب، و أبو محمّد بن الأكفاني و غيرهما قالوا: نا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الحسين أحمد بن علي بن محمّد الدولابي البغداذي

ص: 69


1- في الأصل «صفوان» و المثبت عن المختصر. و ليست في م.
2- كذا بالأصل و المختصر، و عجزه في أنباه الرواة 122/1. و لا حاسدا منها تظل محاذرا.
3- البيتان في أنباه الرواة 123/1.
4- في أنباه الرواة و المختصر: فقصرنا.
5- سقطت ترجمته من المختصر.

الخلاّل في رجب سنة عشرين و أربعمائة بدمشق في دار البطح بمسجد الأكّافين، أنا القاضي أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عبد الغفار بن أحمد بن ذكوان، حدثني أبو يعقوب إسحاق بن عمّار بن حسن بن محمّد بن حسن بالمصّيصة، نا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن مهدي، نا عبد اللّه بن محمّد بن ربيعة القدّامي، نا صالح بن مسلم أبو هاشم الواسطي، عن عبد اللّه بن عبيد، عن محمّد بن يوسف الأنصاري، عن سهل بن سعد، عن أبي بكر: أن سورة: إِذٰا جٰاءَ نَصْرُ اللّٰهِ وَ الْفَتْحُ (1) حين أنزلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم علم أن نفسه نعيت إليه.

لم يخرج عبد العزيز الكتاني عنه في معجم شيوخه شيئا.

37 - أحمد بن علي بن محمّد

أبو عبد اللّه النحوي الرّمّاني (2)

المعروف بالشرابي (3)،الأديب

حدث بكتاب «إصلاح المنطق» ليعقوب بن السّكّيت.

و سمع عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي، و أبا الفرح الهيثم بن أحمد الفقيه، و أبا القاسم عبد الرحمن بن الحسين بن الحسن بن علي بن يعقوب بن أبي العقب.

روى عنه أبو نصر بن طلاّب الخطيب.

قال لنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، قال: توفي أبو عبد اللّه أحمد بن علي بن محمّد الرمّاني الشرابي النحوي يوم الجمعة ليومين مضيا من شهر ربيع الآخر من سنة خمس عشرة و أربعمائة. و كان قد سمع من عبد الوهّاب بن الحسن بن الوليد الكلابي و غيره. لم أسمع منه (4).

و قرأت أنا بخط ابن طلاّب:

ص: 70


1- السورة 110.
2- الرماني هذه النسبة إلى الرمان و بيعه.
3- الشرابي هذه النسبة إلى الشراب.
4- بعدها في المطبوعة و م: قال ابن الأكفاني: و روى عنه الحسين بن محمد بن طلاب «إصلاح المنطق» لابن السكيت، و سمعته منه.

أنه توفي عند إشراق الشمس من هذا اليوم؛ و دفن في آخر نهاره، خارج باب الفراديس. و كان يروي «إصلاح المنطق» عن أبي جعفر محمد بن أحمد الجرجاني عن (1) أبي علي الحسن (2) بن إبراهيم الآمدي: و قال الآمدي: إنه سمعه من أبي الحسن (3)علي بن سليمان الأخفش مرارا نحو عشرين مرة عن ثعلب، عن ابن السّكّيت.

قال أبو عبد اللّه الشرابي: و قال لي أبو جعفر: إنه سمعه من أبي الحسين المهلّبي مرتين. و قال المهلّبي: قرأته على أبي القاسم عيسى بن موسى الورّاق، و على أبي [محمّد] القاسم بن المختار بن شيبان؛ و قالا جميعا: أملاه علينا أبو الفوارس داود بن محمّد المرورّودي و قال: أنا أبو يوسف يعقوب بن إسحاق السّكّيتي.

و قال أبو عبد اللّه الشرابي: و قال لي الجرجاني أيضا: قال لي المهلّبي: إنه قرأه أيضا على أبي إسحاق إبراهيم بن عبد اللّه النجيرمي (4)،و قرأه أبو إسحاق على أبي محمّد القاسم بن محمّد بن بشار الأنباري، و قرأه القاسم بن محمّد على أبي محمّد عبد اللّه بن محمد بن رستم صاحب يعقوب عن يعقوب.

38 - أحمد بن علي بن محمّد بن الحسين بن عبيد اللّه

ابن الحسين بن إبراهيم بن علي بن عبيد اللّه

ابن الحسين بن عليّ بن الحسين بن علي بن أبي طالب

أبو الحسين بن أبي القاسم بن أبي عبد اللّه الحسيني (5) النصيبي (6)

قاضي دمشق في أيام أبي تميم معدّ الملقّب بالمستنصر، و هو آخر قضاة المصريين (7) بدمشق، ولي بعد الشريف أبي الفضل بن أبي الجنّ .

ذكر أحمد: أنه سمع جدّه، أبا عبد اللّه محمّد بن الحسين القاضي، و أبا عبد اللّه

ص: 71


1- عن أنباه الرواة 123/1 و بالأصل «بن».
2- عن أنباه الرواة 123/1 و بالأصل و م «الحسين».
3- عن أنباه الرواة و بالأصل «الحسين».
4- النجيرمي: نسبة إلى نجيرم بليدة على ساحل البحر مما يلي البصرة.
5- بالأصل «الحسين» و الصواب عن الوافي بالوفيات 218/7.
6- سقطت ترجمته من المختصر.
7- في الوافي: العبيديين.

الحسين بن عبد اللّه بن أبي كامل، و كان يرمى بالكذب.

سمع منه من شيوخنا أبو محمّد بن الأكفاني.

سمعت أخي أبا الحسين هبة اللّه بن الحسن الفقيه يحكي عن الشريف أبي القاسم النسيب شيخنا، عن الأمير أبي الفتيان بن حيّوس (1)،أنه كان يوما مع الشريف أحمد، فقال الشريف أحمد: وددت أني كنت في الشجاعة مثل عليّ و في السخاء مثل حاتم و ذكر غيرهما، فقال له أبو الفتيان: و في الصّدق مثل أبي ذرّ الغفاري، يعرّض له بأنه كذّاب.

قال لنا أبو محمّد بن الأكفاني: سنة ثمان و ستين و أربعمائة فيها توفي القاضي [الشريف جلال الدولة أبو الحسين أحمد بن أبي القاسم علي ابن القاضي] (2) أبي عبد اللّه محمّد بن الحسين الحسيني (3) النّصيبي، و هو يومئذ يتولى القضاء بدمشق و أعمالها في يوم الجمعة الرابع من ذي القعدة من سنة ثمان و ستين و أربعمائة و دفن في داره، ثم نقل إلى «باب الصغير»؛ و كان يذكر أنه سمع من أبي عبد اللّه بن أبي كامل، و من جدّه أبي عبد اللّه الحسيني القاضي. لم أسمع منه حديثا مسندا، و سمعت منه حكايات متقطعة، و اللّه تعالى أعلم.

39 - أحمد بن علي بن مسلم

أبو العبّاس الأبّار الخيوطي، النخشبي، ثم البغداذي

سمع بدمشق: هشام بن عمّار، و إسحاق بن سعيد بن الأركون، و إبراهيم بن أيّوب الحوراني، و هشام بن خالد الأزرق، و إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى، و عمر بن سعيد، و العباس بن عثمان المؤدّب، و الوليد بن عتبة، و عبد اللّه بن أحمد بن بشير بن ذكوان، و محمود بن خالد، و دحيما الدّمشقيين؛ و بغيرها: عبد اللّه بن محمّد بن أسماء، و يحيى بن عبد الحميد الحمّاني، و عثمان بن أبي شيبة، و هدبة (4) بن خالد، و شيبان بن فرّوخ، و علي بن عثمان اللاحقي، و هشام بن يزيد، و علي بن

ص: 72


1- بالأصل «حيوش» و المثبت و الضبط عن تبصير المنتبه 400/1.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
3- بالأصل «الحسني» و الصواب ما أثبت و قد مرّ.
4- ضبطت عن تقريب التهذيب.

حجر (1) المروزي، و علي بن الجعد، و سويد بن سعيد، و عبد الجبار بن عاصم النسائي، و أمية بن بسطام، و محمّد بن المنهال الضرير، و محمّد بن مصفّى، و عبيد بن هشام، و محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة الحلبي (2)،و خلقا سواهم.

روى عنه دعلج بن أحمد، و أبو بكر الشافعي، و أبو بكر بن مالك، و أحمد بن سليمان (3) النّجّاد، و إسماعيل الخطبي، و جعفر بن محمّد بن الحكم الواسطي المؤدّب، و أبو هريرة أحمد بن عبد اللّه بن أبي العصام العدوي، و إسماعيل بن محمّد الصفّار، و أبو العباس السّراج، و أبو محمّد الحسن بن حكيم المروزي، و أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد بن إبراهيم المقابري، و يحيى بن محمّد بن صاعد، و أبو سهل بن زياد، و أحمد بن جعفر بن سلم و غيرهم.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، و أبو نصر بن رضوان، و أبو علي بن السّبط ، و أبو غالب بن البنّا، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا أحمد بن علي الأبّار، نا محمّد بن المنهال الضرير، نا يزيد بن زريع، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، عن ثوبان عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«من فارق الروح الجسد، و هو بريء من ثلاث دخل الجنة: الكبر، و الغلول، و الدين»[1185].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا أبو بكر الخطيب (4)،أخبرني محمّد بن الحسين القطان، و الحسن بن أبي بكر، قالا: أنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن زياد قال: سمعت أبا العبّاس أحمد بن علي الأبّار يقول: رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم في المنام فبايعته على إقام الصّلاة، و إيتاء الزكاة، و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر.

قال الأبّار: فذكرت ذلك لأبي بكر المطوعي فقال [لي] (5):لو رأيت هذا في

ص: 73


1- ضبطت عن تقريب التهذيب.
2- بالأصل «الحليس» و الصواب ما أثبت انظر لسان الميزان 131/1.
3- بالأصل «سلمان» و الصواب ما أثبت، انظر سير أعلام النبلاء 502/15.
4- الخبر في تاريخ بغداد 306/4.
5- زيادة عن تاريخ بغداد.

المنام ما باليت أن أقتل.

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل بن بشر الصائغ، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو بكر محمّد بن عمر بن جعفر (1) الخرقي، أنا أحمد بن جعفر بن محمّد (2) بن سلم الختّلي (3)،نا أبو العباس أحمد بن علي الأبّار قال: رأيت بالأهواز رجلا قد حفّ شاربه، و أظنه قد اشترى كتبا و تعبّى (4) للفتيا، فذكروا أصحاب الحديث فقال: ليسوا بشيء و ليس يسوون شيئا. فقلت له: إنك لا تحسن تصلّي. قال: أنا؟ قلت: نعم، إيش تحفظ عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا افتتحت و رفعت يديك ؟ فسكت. فقلت له: فأيش تحفظ عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا وضعت يديك على ركبتيك ؟ فسكت، قلت: إيش تحفظ عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا سجدت، فسكت، قلت: ما لك لا تكلّم ؟ أ لم أقل لك إنك لا تحسن تصلّي، أنت إنما قيل: تصلي الغداة ركعتين و الظهر أربعا فالزم ذا خيرا لك من أن تذكر أصحاب الحديث، فلست بشيء، و لا تحسن شيئا.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، قال: قال لنا أبو بكر الخطيب (5):أحمد بن علي بن مسلم، أبو العباس النخشبي المعروف بالأبّار، سكن بغداد و حدث بها عن مسدّد، و عبد اللّه بن محمّد بن أسماء، و أمية بن بسطام، و علي بن عثمان اللاحقي، و العباس بن الوليد النرسي، و محمود بن غيلان، و يعقوب بن حميد بن كاسب، و علي بن حجر، و أبي قدامة السّرخسي و غيرهم. روى عنه أبو العبّاس السّرّاج النيسابوري [و يحيى بن محمد بن صاعد] (6) و أبو سهل بن زياد القطان، و إسماعيل بن علي الخطبي (7)،و دعلج بن أحمد، و جعفر بن محمّد بن الحكم الواسطي، و أحمد بن جعفر بن سلم في آخرين. و كان ثقة حافظا متقنا، حسن المذهب.

ص: 74


1- في تاريخ بغداد:«درهم».
2- في الأنساب:«أحمد».
3- هذه النسبة:- بضم الخاء و التاء المنقوطة باثنتين مشددة - إلى ختل، و انظر الأنساب.
4- تعبّى:«تهيّأ» و في تهذيب ابن عساكر: تصدّر.
5- تاريخ بغداد 306/4.
6- الزيادة عن تاريخ بغداد.
7- عن تاريخ بغداد، و الضبط عن الأنساب و الاكمال 259/3، و بالأصل «الحطبي» بالحاء المهملة.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (1):أما الخيوطي - بضمّ الخاء المعجمة و بالياء المعجمة باثنتين من تحتها المضمومة أيضا - فهو أبو العباس أحمد بن علي بن مسلم الأبّار يعرف بالخيوطي، يروي عن علي بن عثمان اللاحقي، و مسدّد و عبد اللّه بن محمّد العيشي (2)،روى عنه إسماعيل الخطبي (3)، و دعلج بن أحمد، و أحمد بن سلمان النجاد و غيرهم.

أخبرنا أبو الحسين بن قبيس، نا أبو بكر الخطيب (4)،أنا محمّد بن عمر بن درهم الخرقي، قال: قال أبو بكر أحمد بن جعفر بن سلم: توفي أبو العبّاس ح..

ح و أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني و أبو الحسن بن قبيس، قالا: نا أبو بكر الخطيب (5)،أنا محمّد بن أحمد بن رزق، أنا إسماعيل بن علي الخطبي قال:

مات أبو العبّاس أحمد بن علي الأبّار يوم الأربعاء النصف من شعبان سنة تسعين و مائتين.

قال الخطيب لفظهما سواء.

40 - أحمد بن علي بن الهيثم

من أهل دمشق له ذكر.

قرأت بخط أبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي:

أحمد بن علي بن الهيثم الدّمشقي، قال عمرو بن دحيم: مات بدمشق يوم الاثنين في قرية العنب (6) لسبع ليال بقين من المحرّم سنة ثلاث و سبعين و مائتين.

و ذكر أنه سمع وفاته من أبي عمرو بن مندة عن أبيه، عن محمّد بن إبراهيم بن مروان، قال: قال عمرو بن دحيم: فذكرها.

ص: 75


1- الاكمال لابن ماكولا 259/3.
2- عن الاكمال، و بالأصل «القيسي».
3- كذا بالأصل و الاكمال 260/3 و هو تصحيف، و قد تقدم تصويبه انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 502/15.
4- انظر تاريخ بغداد 306/4.
5- انظر تاريخ بغداد 306/4.
6- كذا، و لم أعثر عليها.
41 - أحمد بن علي بن يزيد

أبو جعفر العكبري السوادي

و يعرف بخسرو (1)

حدّث عن: هشام بن عمّار، و سليمان بن عبد الرحمن، و هارون بن عمر (2)الدمشقيين، و أبي نعيم الفضل بن دكين، و الحسن بن الرّبيع البوراني، و مؤمّل بن الفضل الحرّاني، و أبي بكر بن عفان الصّوفي.

روى عنه أبو القاسم بن أبي العقب، و محمّد بن أبي علي، و يحيى بن محمّد بن صاعد، و محمّد بن مخلد الدّوري، و محمّد بن عيسى بن الوليد العكبري.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل الحافظ ، أنا أبو عمرو عبد الوهّاب بن محمّد بن إسحاق، أنا والدي، أنا علي بن يعقوب بن إبراهيم الدّمشقي، نا أحمد بن علي بن يزيد، نا سليمان بن عبد الرحمن، نا عبد ربه بن ميمون، نا الرّبيع بن حظيان، عن عاصم بن بهدلة، عن زرّ بن حبيش، عن ابن مسعود قال: ينادي مناد عند حضرة كل صلاة: يا بني آدم، قوموا فأطفئوا ما أوقدتم على أنفسكم، فينادي [ملك] (3) عند صلاة الصبح فيقول: يا بني آدم قوموا فأطفئوا ما أوقدتم على أنفسكم، فيتطهرون و يصلّون فيغفر لهم، ثم ينادي عند صلاة الأولى: يا بني آدم قوموا فأطفئوا ما أوقدتم على أنفسكم، فيتطهرون و يصلّون، فيغفر لهم ما بينهما، فإذا صلّى العصر مثل ذلك. فينامون و لا ذنب لهم ثم يصبحون، فمدلج في خير و مدلج في شرّ.

أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد المعروف بابن فطيمة البيهقي، عن أبي سعيد مسعود بن ناصر بن أبي زيد السّجزي، أنا أبو سعيد عثمان بن محمّد بن أحمد النوقاني السّجستاني،[نا] (4) والدي أبو عمر محمّد بن أحمد بن محمّد بن سليمان، نا محمّد بن أحمد بن إبراهيم الخياط ، نا محمّد بن أبي علي، نا أحمد بن علي بن يزيد السوادي، نا

ص: 76


1- الأصل و المختصر، و في تاريخ بغداد 306/4:«بخسروا».
2- بالأصل و م «عمير» و المثبت عن تاريخ بغداد.
3- زيادة عن المختصر.
4- سقطت من الأصل، و استدركت للإيضاح عن م.

هشام بن عمّار، نا الوليد - يعني ابن مسلم - أخبرني سعيد بن عبد العزيز: أن رفيقا لحبيب بن مسلمة ضاق يوما في شيء فقال له حبيب: إن استطعت أن تغيّر خلقك بأحسن منه فافعل و إلا فسيسعك من أخلاقنا ما ضاق عنا من خلقك.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا أبو بكر الخطيب (1)،أخبرني أبو الفرج الحسين بن علي الطناجيري، نا أحمد بن منصور النوشري (2)،نا محمّد بن مخلد، نا أبو جعفر أحمد بن على - المعروف بخسرو - قال: سمعت الحسن بن الرّبيع قال:

عاتبت بشر بن الحارث في مقامه ببغداذ فقال: إني لأمشي فيها (3) و كأني أمشي في النار.

قال لنا أبو الحسين بن قبيس قال لنا أبو بكر الخطيب (4):أحمد بن علي بن جعفر العكبري يعرف بخسرو، حدث عن أبي نعيم الفضل بن دكين، و الحسن بن الرّبيع البوراني، و أبي بكر محمّد بن عفّان الصّوفي، و هارون بن عمر الدّمشقي. روى عنه محمّد بن مخلد، و محمّد بن عيسى بن الوليد العكبري، و زاد غير ابن قبيس عن الخطيب - في تسمية شيوخه - مؤمّل بن الفضل الحرّاني؛ و في تسمية من روى عنه يحيى بن محمّد بن صاعد.

42 - أحمد بن علي بن يحيى بن العباس

42 - أحمد بن علي بن يحيى بن العباس (5)

أبو منصور الأسدآباذي الأديب

قدم دمشق حاجا سنة اثنتين و ثلاثين و أربعمائة و حدّث بها و ببغداد، عن:

عبيد اللّه بن أحمد الصيدلاني المقرئ، و أبي زرعة عبيد اللّه بن عثمان بن علي البنا، و القاضي أبي عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن الحسين الجعفي الكوفي.

روى عنه أبو بكر الخطيب، و عبد العزيز بن أحمد الكتاني، و أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن أحمد بن المبارك الفراء، و نجاء بن أحمد العطّار.

ص: 77


1- تاريخ بغداد 306/4.
2- عن م و تاريخ بغداد و بالأصل البوشري.
3- عن تاريخ بغداد و بالأصل «إليها».
4- تاريخ بغداد 306/4.
5- سبق أن ترجم له ابن عساكر باسم أحمد بن علي بن الحسن.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا أبو بكر الخطيب (1)،أنا أحمد بن علي الأسدآباذي، نا عبيد اللّه بن أحمد بن علي [المقرئ] (2)،نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسن بن حمّاد الحضرمي - سجّادة-[حدّثنا] (3) عمرو بن هاشم، عن عبيد اللّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: كانت امرأة (4) تأتي قوما تستعير منهم الحليّ ثم تمسكه قال: فرفع ذلك إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:

«لتتب هذه المرأة إلى اللّه و إلى رسوله، و تردّ على الناس متاعهم، قم يا فلان و اقطع يدها»[1186].

أخبرناه عاليا أبو البركات يحيى بن الحسن بن الحسين المدائني سبط أبي القاسم بن البسري، و أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن أحمد المقرئ، و أبو بكر محمّد و أبو عمرو عثمان ابنا أحمد بن عبيد اللّه السّقلاطونيان، و أبو القاسم بن السّمرقندي قالوا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، نا عيسى بن علي بن عيسى إملاء قال: قرئ على يحيى بن محمّد بن صاعد - و أنا أسمع - قيل له: حدثكم الحسن بن حمّاد - سجّادة - و عبد اللّه بن الوضاح اللؤلؤي قالا: نا عمرو بن هاشم أبو مالك الجنبي (5) ح.

و أخبرناه أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنا قالا: أنا أبو سعد محمّد بن الحسين الفقيه.

و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن محمّد البزّاز (6).

قالا: أنا أبو طاهر المخلصي، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسن بن حمّاد الحضرمي - سجاده - نا عمرو بن هاشم ح.

و أخبرناه أبو الفتح محمّد بن علي بن عبد اللّه المضري، أنا أبو عبد اللّه

ص: 78


1- تاريخ بغداد 326/4.
2- زيادة عن تاريخ بغداد.
3- زيادة مقتبسة عن تاريخ بغداد (في تاريخ بغداد: نا).
4- هي فاطمة بنت أبي أسد أو بنت الأسود بن عبد الأسد.
5- هذه النسبة - بفتح الجيم و سكون النون - إلى جنب قبيلة من اليمن.(الأنساب و ترجم له ترجمة قصيرة).
6- بالأصل و م «البزار» و المثبت عن سير أعلام النبلاء 372/18.

محمّد بن عبد العزيز الفارسي، أنا أبو محمّد عبد الرحمن بن أحمد بن أبي شريح، نا يحيى بن محمّد، نا الحسن بن حمّاد الحضرمي - سجّادة-، نا أبو مالك الجنبي عمرو بن هاشم ح.

و أخبرنا أبو البركات عبد الباقي بن أحمد بن إبراهيم المحتسب ببغداذ، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنا عبد اللّه (1) بن الحسن الخلاّل ح.

و أخبرنا أبو القاسم زاهر و أبو بكر وجيه، ابنا طاهر قالا: أنا أبو نصر عبد الرحمن بن علي بن محمّد بن موسى.

قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد المقرئ المعروف بابن الصيدلاني، نا يحيى بن محمّد بن صاعد،- إملاء - نا الحسن بن حمّاد الحضرمي - سجّادة-، نا عمرو بن هاشم، عن عبيد اللّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: كانت امرأة تأتي قوما فتستعير منهم الحلي ثم تمسكه فوقع - و في حديث ابن أبي شريح و ابن أبي علاّنة و ابن موسى: قال: فرفع - ذلك إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«لتتب هذه المرأة إلى اللّه و إلى رسوله و تردّ على الناس متاعهم، قم يا فلان فاقطع يدها»[1187].

و سقط من حديث البزّاز (2):«و إلى رسوله». رواه النسائي في سننه: عن عثمان بن خرّزاذ (3) الأنطاكي، عن الحسن بن حمّاد.

قال لنا أبو الحسن بن قبيس قال لنا أبو بكر الخطيب (4):أحمد بن علي بن يحيى بن العبّاس، أبو منصور الأسدآباذي المعروف بالمقرئ، قدم بغداذ و حدثنا بها عن أبي القاسم الصيدلاني، و أبي زرعة عبيد اللّه بن عثمان البنا، من أصل صحيح، و كان يذكر أنه سمع الكثير من أبي بكر بن شاذان، و أبي الحسن الدارقطني، و كان يجزّف في كلامه، و يذكر أشياء تدل على تخليطه، و قلة تحصيله، و اشترى و هو عندنا أصل أبي بكر بن شاذان لكتاب التفسير لأبي سعيد الأشجّ ، و سمع عليه لنفسه، و رأيت

ص: 79


1- بالأصل و م «عبيد اللّه» و الصواب ما أثبت، سير أعلام النبلاء 368/18.
2- بالأصل و م «البزار» و المثبت عن سير أعلام النبلاء 372/18.
3- المثبت و الضبط عن تقريب التهذيب، و بالأصل «خرزاد».
4- تاريخ بغداد 325/4.

التسميع [طريّا] (1) بخطه. قال الخطيب: و سألت أبا منصور عن مولده فقال: ولدت بالكرج في سنة ست و ستين و ثلاثمائة. و خرج من بغداذ في سنة أربع و أربعين و أربعمائة، و بلغنا كونه بتبريز حيا في سنة خمسين و أربعمائة.

أنبأنا أبو المحاسن محمّد بن الحسين بن الطبري، أنا أبو بكر الخطيب قال:

بلغني أن أبا منصور مات في سنة إحدى و ستين و أربعمائة.

نسبه عبد العزيز خلاف هذا النسب، فقال: أحمد بن علي بن الحسن. و قد تقدم ذكره.

43 - أحمد بن علي بن يعقوب

أبو الحسين النصري المقرئ

قدم دمشق و استوطنها، و سمع بها أبا أحمد حامد بن يوسف بن الحسين التفليسي.

و استجاز منه أبو محمّد بن صابر لنفسه و لابنه أبي المعالي، و سمعا منه سنة إحدى عشرة و خمسمائة.

و كان يقرأ بالصّوت في الأعزية.

أدركته و رأيته كثيرا، و لم أسمع منه شيئا، و لم يكن الحديث من شأنه، و كان يقرأ القرآن بألحان غير مستطابة، رحمه اللّه.

44 - أحمد بن علي بن يوسف

أبو بكر الخرّاز المرّي

روى عن أبي المغيرة، و مروان بن محمّد، و محمّد بن يوسف الفريابي، و محمّد بن المبارك الصّوري، و أحمد بن خالد الوهبي (2).

روى عنه الحسن بن حبيب، و زكريا بن يحيى السّجزي، و محمّد بن جعفر بن

ص: 80


1- زيادة عن تاريخ بغداد.
2- بالأصل «الوهيبي» و الصواب ما أثبت، انظر سير أعلام النبلاء 539/9.

محمّد بن ملاّس، و أبو الحسن بن جوصا، و أحمد بن عبيد اللّه بن نصر بن هلال، و بنت ابنه لبانة (1) بنت يحيى بن أحمد، و أبو عوانة الأسفرايني، و أبو الطيب أحمد بن إبراهيم بن عبد الوهّاب بن عبادل، و عبد الرحمن بن إسحاق بن إبراهيم بن الصّامدي.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو علي الحسن بن حبيب، نا أبو بكر أحمد بن علي بن يوسف الدّمشقي الخرّاز، نا مروان بن محمّد الطّاطري الأسدي، نا عبد اللّه بن العلاء بن زبر، نا الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب (2)،عن أبي هريرة، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«أوّل ما يحاسب به العبد يوم القيامة أن يقال: أ لم أصحّ جسمك، و أروك من الماء البارد؟» [1188].

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا (3) قال: و أمّا الخرّاز أوله بخاء معجمة و بعدها راء و آخره زاي - أحمد بن علي بن يوسف، أبو بكر الخرّاز. دمشقي حدث عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، و مروان بن محمّد الطاطري، حدّث عنه الحسن بن حبيب بن عبد الملك (4) الحصائري (5) الفقيه و غيره.

45 - أحمد بن علي - أظنه أبا عمر - الصّوفي

45 - أحمد بن علي - أظنه أبا عمر - الصّوفي (6)-

حكى عن أبي بكر الحسين بن علي بن يزدان يار الأرموي.

حكى عنه أبو الحسين الفارسي.

أنبأنا أبو الحسن (7) عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي [أنا أبو بكر محمّد بن يحيى بن إبراهيم المزكي، أنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين السلمي

ص: 81


1- في المطبوعة: لبابة.
2- ضبطت عن تبصير المنتبه 1003/3.
3- الاكمال 186/2.
4- بالأصل «عبد اللّه» و المثبت عن م و انظر سير أعلام النبلاء 383/15.
5- بالأصل و الاكمال «الحضائري» و المثبت عن سير أعلام النبلاء 383/15.
6- زيد في المختصر: الدمشقي.
7- بالأصل «أبو الحسين» و المثبت عن م و انظر سير أعلام النبلاء 16/20.

قال: سمعت أبا الحسين الفارسي] (1) يقول: سمعت أحمد بن علي الدمشقي يقول:

سمعت ابن يزدان يار يقول: الملائكة حرّاس السّماء، و أصحاب الحديث حراس السّنة، و الصّوفية حرّاس اللّه.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و أبو القاسم الشّحّامي، قالا: أجاز لنا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد الصّابوني، أنا الأستاذ أبو القاسم الحسن بن محمّد بن حبيب قال: سمعت محمّد بن علي بن حاتم الرازي الصوفي [يقول: سمعت أحمد بن علي الدمشقي] (2) يقول: سألت سمنون عن أول مقام يستحق به العبد أن يقال له عارف فقال: هو أن يكون واقفا بعلمه على همّه، يعرف كل همّ يخطر على قلبه.

قال: و سمعت منصور بن عبد اللّه يقول: سمعت أبا عمر الدمشقي يقول:

سمعت سمنون يقول إذا بسط الجليل غدا بساط المجد، دخل ذنوب الأولين و الآخرين في حواشيه، و إذا بدت ذرة من عين (3) المجد ألحقت المسيء بالمحسن.

46 - أحمد بن علي

أبو العبّاس السكّري

إمام الجامع بدمشق، له ذكر و لا أعلم له رواية.

قال لي أبو محمّد بن الأكفاني: في يوم الأحد لستّ عشرة ليلة مضت من ذي الحجة من سنة ثمان و خمسين و ثلاثمائة توفي أبو العبّاس أحمد بن علي السكّري.

47 - أحمد بن علي

أبو بكر المروروذي الصّفّار

حدث بدمشق في سنة اثنتين و عشرين و أربعمائة، عن أبي محمّد جعفر بن علي المرورّوذي بكتاب «العزلة» تأليف أبي سليمان الخطابي.

سمع منه سعد بن علي بن محمّد الزنجاني، و أبو خازم (4) محمد بن الحسين بن

ص: 82


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
3- في المختصر:«من غير الجود» و في المطبوعة:«من عين الجود».
4- بالأصل و م «أبو حازم» و الصواب عن سير أعلام النبلاء 604/19.

الفراء، و أبو العبّاس أحمد بن إبراهيم الرازي المعروف بابن الحطّاب (1) و جماعة سواهم.

48 - أحمد بن علي

أبو الحسين الموصلي الجوهري

المقرئ الأديب

حدث بأطرابلس عن أبي الحسين (2) عبيد اللّه بن القاسم المراغي.

روت عنه أمّ العزّ فاطمة بنت القاضي [أبي الحسن القزويني.

أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسين بن أحمد ابن بنت الكاملي الصوري قال:

أخبرتنا العالمة أم العزّ فاطمة بنت القاضي] (3) أبي الحسن (4) عبد العزيز بن أحمد بن عبد الرّحمن - بقراءتي عليه بصور - قالت: نا الشيخ أبو الحسين أحمد بن علي الجوهري المقرئ الأديب الموصلي بقراءة والدي عليه بطرابلس في ربيع الأول من سنة ست و عشرين و أربعمائة - نا أبو الحسين (5) عبيد اللّه بن القاسم المراغي، نا أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن أحمد البصري و يعرف بالحنّائي - قدم علينا مدينة دمشق في ذي القعدة سنة ست و أربعين و ثلاثمائة - نا أبو مسلم إبراهيم بن عبد اللّه الكشيّ ، نا محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، نا حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«انصر أخاك ظالما أو مظلوما» قلت: يا رسول اللّه: أنصره مظلوما. فكيف انصره ظالما؟ قال:«تمنعه من الظلم، فذلك نصرك إيّاه»[1189].

أخبرناه عاليا أبو بكر الأنصاري قال: قرئ على أبي إسحاق إبراهيم بن عمر

ص: 83


1- بالأصل «الخطاب» و المثبت و الضبط عن التبصير 507/2.
2- في المطبوعة: الحسن.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
4- عن م و بالأصل «أبي الحسين».
5- و في م و المطبوعة: الحسن.

البرمكي، أنا أبو محمّد بن ماسي (1)،أنا أبو مسلم الكجّي.

فذكره، و قال: فذاك.

49 - أحمد بن عمّار بن نصير السّلمي

49 - أحمد بن عمّار بن نصير السّلمي (2)

أخو هشام بن عمّار

روى عن مالك بن أنس.

روى [عنه] (3) أبو الفضل جعفر بن أبي الليث البغدادي نزيل قزوين.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (4)، أنا أبو محمّد جعفر بن محمّد الأبهري - بهمذان - أنا علي بن أحمد بن حمدان (5)المقرئ - و ما كتبته إلاّ عنه - نا أبو الفضل جعفر بن عامر البغداذي ح.

قال: و حدّثني أبو النجيب عبد الغفّار بن عبد الواحد الأرموي، حدثني محمّد بن الحسن الطيبي - بقزوين - نا علي بن أحمد بن صالح المقرئ، نا أبو الفضل جعفر بن عامر بن أبي الليث البغداذي الصغدي (6)-سنة تسع و تسعين و مائتين (7)-نا أحمد بن عمار بن نصير الشامي، نا مالك عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«ليس للدين دواء إلاّ القضاء و الوفاء و الحمد»[1190].

قال الشيخ أبو بكر الخطيب: أحمد بن عمّار بن نصير الشامي، شيخ مجهول.

و هذا حديث منكر.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن خسرو (8) البلخي، أنا أبو ياسر

ص: 84


1- بالأصل «ماشي» و الصواب و الضبط عن التبصير 1245/4 و فيه: عبد اللّه بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي البزاز، عن أبي مسلم الكجي، مشهور.
2- في مختصر ابن منظور 189/3 الشامي.
3- زيادة للإيضاح.
4- تاريخ بغداد 198/7 في ترجمة جعفر بن عامر البغدادي.
5- كذا بالأصل، و كتب فوقها بكتب أصغر و مغاير:«حماد» و في تاريخ بغداد: حماد.
6- رسمها بالأصل الصفدي بالفاء، و المثبت عن تاريخ بغداد.
7- بالأصل «و ما» و باقي اللفظة بياض، و المثبت عن تاريخ بغداد.
8- كذا بالأصل و سير أعلام النبلاء 592/19 و انظر بحاشيته مصادر ترجمته، و في المطبوعة:«خسروا».

محمّد بن عبد العزيز بن عبد اللّه الخيّاط (1)،أنا أبو بكر البرقاني، إجازة قال: هذا ما وافقت عليه أبا الحسن الدار قطني من المتروكين.

ح و أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق بن بشرى، أنا أبو تمام علي بن محمد بن الحسن، و أبو الغنائم محمّد بن علي بن ميمون (2)-في كتابيهما - عن الدّار قطني، قال: أحمد بن عمار بن نصير، عن مالك.

قال البلخي: مقلّ ، و قال ابن بطريق: أخو هشام بن عمّار متروك الحديث.

أنبأنا أبو القاسم النسيب، نا أبو بكر الخطيب قال: ذكر أبو الحسن الدار قطني:

أن أحمد هذا هو أخو هشام بن عمّار، و قال: هو متروك الحديث.

50 - أحمد بن عمّار

أبو بكر الأسدي

رجل من المتعبدين.

صحب أبا بكر بن سيد حمدويه، و لقي أبا عبد اللّه أحمد (3) بن عطاء الروذباري و حكى عنه.

روى عنه عثمان بن سعيد الأسدي.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغداذي، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن مليح بن محمّد بن سليم، نا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن يوسف بن مردة، أنا أبو أحمد عبد اللّه بن بكر الطبراني، حدثني عثمان بن سعيد الأسدي، عن أحمد بن عمّار قال:

خرجنا مع المعلم في جنازة و معه جماعة من أصحابه، فرأى في طريقه كلابا مجتمعة، بعضها يلعب مع بعض و يتمرغ عليه و يلحسه، فالتفت إلى أصحابه فقال:

انظروا إلى هذه الكلاب ما أحسن أخلاق بعضها مع بعض! قال: ثم عدنا من الجنازة،

ص: 85


1- الضبط عن سير أعلام النبلاء 185/19.
2- بالأصل «علي» و المثبت عن تذكرة الحفاظ 1260/4.
3- سقطت من الأصل و كتبت بين السطرين بخط مغاير.

و قد طرحت جيفة، و تلك الكلاب مجتمعة عليها؛ و هي تتهارش بعضها مع (1) بعض، و يخطف هذا من هذا، و يهرّ (2) عليه، و هي تتقاتل على تلك الجيفة. فالتفت المعلّم إلى أصحابه فقال لهم: قد رأيتم يا أصحابنا، متى لم يكن بينكم الدنيا فأنتم إخوان، و متى ما وقعت الدنيا بينكم تهارشتم عليها تهارش الكلاب على الجيفة.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه [بن محمّد بن عبد القوي الفقيه، أنا نصر] (3) بن إبراهيم المقدسي، أخبرني القاضي أبو الحسن علي بن عبيد اللّه الهمداني في كتابه، نا أبو القاسم بكير بن محمّد المنذري، نا أبو عبد اللّه أحمد بن عطاء الروذباري، نا أبو بكر أحمد بن عمّار الأسدي - و كان مسكنه في قرية قريبة من قرية أبي عبيد (4) اللّه البسري (5)-فسمعته يقول: قال أبو عبيد البسري: النفاق خبث السّريرة، فاتّق اللّه عز و جل أن يرى الناس أنك تخشى اللّه عزّ و جل، و قلبك فاجر.

ذكر أبو أحمد عبد اللّه بن بكر الطبراني، حدثني إسحاق بن محمّد المؤذن، عن أبي بكر الهلالي قال: كان ابن عمّار ينصرف إلى منزله فيجد أهله قد ناموا و تركوا له في نويعيرة (6) ما يأكله، فكان إذا وافى ثرد خبزه في قصيعة، و صبّ عليه ما في النويعيرة.

فأصلحوا في بعض الأيام دجاجة، و تركوا له في النويعيرة جزء منها، و كانوا قد عجنوا، و بقي بعضه فضلة ماء العجين في نويعيرة أخرى. فوافى ليلا و قد ناموا، فثرد الخبز على عادته، و اتفق أنه أخذ النويعيرة التي فيها ماء العجين، فصبّه على الخبز و أكل. فلما أصبحوا وجدوا سهمه من الدّجاجة على حاله، فذكروا له ذلك فقال: ما أكلت إلاّ الذي كان في قسمي.

ص: 86


1- في المختصر:«على».
2- بالأصل:«و بهو» و المثبت عن المختصر 190/3.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن م و سير أعلام النبلاء 118/20 ترجمة «نصر اللّه» و المستدرك يوافق عبارة المطبوعة 70/7.
4- كذا بالأصل، و الصواب:«أبي عبيد» و سيأتي صوابا،(انظر الأنساب: البسري، و معجم البلدان «بسر»).
5- هذه النسبة إلى «بسر» قرية من قرى حوران، و نسبه السمعاني في الأنساب إلى بصرى قرية من قرى الشام، فأبدل الصاد بالسين. و أنكر ابن الأثير و ياقوت هذا القول و استبعداه، و انظر ياقوت فقد ترجم له: أبو عبيد محمد بن حسان البسري الحساني الزاهد (بسر). و انظر مختصر ابن منظور 190/3.
6- نويعيرة تصغير ناعورة، دلو يستقى بها.
51 - أحمد بن أبي عمران

أبو الفضل الهروي الصّوفي

سمع بدمشق: محمّد بن داود الدّقّي، و الفرج بن عبد اللّه النّصيبي، و أبا العبّاس أحمد بن علي البردعي، و حدث بدمشق عن: أبي بكر محمّد بن إبراهيم بن المقرئ، و عبد السلام بن محمّد البغداذي، و أحمد بن عطاء الروذباري، و أبي بكر محمّد بن أحمد البخاري، و أبي محمّد عبد اللّه بن موسى بن كعب النيسابوري، و أبي العبّاس محمد بن أحمد بن محبوب المروزي، و أبي بكر محمد بن أحمد بن حرب (1)البخاري، و أبي جعفر محمد بن محمّد بن عبد اللّه البغداذي، و دعلج بن أحمد السّجزي، و إسماعيل بن أحمد الزاهد، و أحمد بن محمّد بن دارم الكوفي، و أبي عبد اللّه محمّد بن العبّاس بن الفضل الموصلي، و يوسف بن القاسم الميانجي، و أبي عمرو محمّد بن إسحاق السّمرقندي العصفري، و أحمد بن بندار الفقيه، و سليمان الطبراني.

روى عنه تمام بن محمّد، و أبو سعد عبد الملك بن أبي عثمان الخركوشي (2)، و أبو محمد عبد اللّه بن يوسف بن بامويه (3) الأصبهاني، و أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم القرّاب (4) الهروي، و أبو علي الأهوازي، و أبو الفرج عمر بن عبد اللّه بن جعفر الرّقي، و أبو نعيم الحافظ ، و علي بن محمد الحنّائي.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السوسي، أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن أبي العلاء، أنا أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم الأهوازي، أنا أبو الفضل أحمد بن أبي عمران الهروي الحافظ - بمكة - نا دعلج بن أحمد، نا محمّد بن سليمان بن الحارث الواسطي، نا محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، نا حميد، عن أنس قال: جاء رجل إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:

ص: 87


1- عن الأنساب (الحربي) و بالأصل «خت» و ذكر اسمه: أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن حرب البخاري الحربي. و قد تكرر ذكره.
2- الضبط عن الأنساب، و هذه النسبة إلى خركوش و هي سكة نيسابور كبيرة.
3- بالأصل «مامويه» و الصواب ما أثبت عن سير أعلام النبلاء 239/17.
4- بالأصل «الفرات الفري» و المثبت و الضبط عن تبصير المنتبه 1068/3. و في م: القراب القروي.

يا رسول اللّه أ من العصبية أن يعين الرّجل قومه على الحق ؟ قال:«لا»[1191].

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو الفضل أحمد بن أبي عمران الهروي، نا أبو العباس محمّد بن أحمد بن محبوب، نا أحمد بن سيّار (1) المروزي، نا محمد بن كثير، نا الثوري، عن أبي الزبير، عن جابر قال: رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم إذا صلّى الظهر رفع يديه إذا كبر و إذا ركع و إذا رفع رأسه من الركوع[1192].

قال أبو نعيم أحمد بن أبي عمران، أبو الفضل الهروي الصّوفي. قدم علينا سنة خمس و خمسين و ثلاثمائة.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني (2)،نا أبو علي الأهوازي، أنا أبو الفضل أحمد بن أبي عمران الهروي الحافظ بمكة، نا الزاهد إسماعيل بن أحمد، نا إبراهيم بن عبد اللّه الكشّي، نا محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، نا سليمان التيمي، نا أنس بن مالك، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«لا هجرة بين المسلمين فوق ثلاثة أيّام أو ثلاث ليال»[1193].

أخبرناه عاليا أبو بكر الأنصاري قال: قرئ على أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو محمّد بن ماسي، نا إبراهيم بن عبد اللّه الكجّي. فذكره.

قرأت بخط أبي القاسم تمام بن محمّد الرازي، أخبرني أبو الفضل أحمد بن أبي عمران الهروي بدمشق، نا محمّد بن إبراهيم الأصبهاني، نا ابن عبدوس، نا الحسين بن الحسن المروزي، نا ابن المبارك، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«الدنيا سجن المؤمن (3) و جنّة الكافر»[1194].

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو محمّد بن يوسف قال:

ص: 88


1- بالأصل «بشار» الصواب و المثبت عن م، انظر سير أعلام النبلاء 609/12.
2- بالأصل «الحسني» و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
3- سقطت من الأصل و كتبت بين السطرين بخط مغاير.

سمعت أحمد بن أبي عمران الهروي بمكة قال: سمعت محمّد بن داود بدمشق ح.

قال البيهقي: و أنا أبو سعد الماليني، أنا أبو العباس أحمد بن منصور قال: سمعت أبا بكر محمد بن داود يقول: سمعت أبا بكر الزّقّاق (1) يقول: كنت مارا في تيه بني إسرائيل فخطر بقلبي - و قال ابن يوسف: بخاطري - أنّ علم الحقيقة مباين للشريعة، فهتف بي هاتف من تحت شجرة: يا أبا بكر، كل حقيقة لا يتبعها شريعة فهي كفر.

أخبرنا أبو سهل بن سعدويه، أنشدنا أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي، أنشدنا أبو الفضل أحمد بن أبي عمران الهروي - بمكة سنة خمس و تسعين - أنشدنا خيثمة بن سليمان، أنشدنا هلال بن العلاء:

اقبل معاذير من يأتيك معتذرا *** إن برّ عندك فيما قال أو فجرا

فقد أطاعك من أرضاك ظاهره *** و قد أجلّك من يعصيك مستترا (2)

بلغني أن أبا الفضل الصّوفي كان حيا سنة تسع (3) و تسعين و ثلاثمائة.

ص: 89


1- بالأصل و المختصر «الرقاق» و الصواب و أثبت عن م و انظر الأنساب للسمعاني، و هذه النسبة إلى الزق و بيعه و عمله و إصلاحه.
2- البيتان في مختصر ابن منظور 191/3.
3- في المختصر: سبع.
ذكر من اسم أبيه عمر من الأحمدين
52 - أحمد بن عمر بن أبان بن الوليد بن شداد

أبو جعفر الفارسي

من أهل صور (1).

روى عن محمّد بن عبد العزيز البغدادي، و عمر بن الوليد الصّوري، و أبي إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم بن بسّام الترجماني، و عبد الوهّاب بن نجدة، و موسى بن أيّوب النصيبي، و عثمان بن سعيد الصيداوي.

روى عنه محمّد بن جعفر بن ملاس، و أبو الحسن بن جوصا، و عبد السّلام بن عثمان الفزاري، و محمّد بن يوسف الهروي، و محمّد بن أحمد بن الوليد بن أبي هشام.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الموازيني، أنا علي بن الفضل بن طاهر بن الفرات، أنا عبد الوهّاب الكلابي، نا أبو الحسن بن جوصا، حدثني أحمد بن عمر بن أبان، نا أبو حفص عمر بن الوليد، حدثني علي بن ربيعة، حدثني أبو عمرو الأوزاعي، حدثني يحيى بن أبي كثير [و] (2) الزهري أنهما سمعا أبا (3) سلمة بن عبد الرحمن يقول: حدثني أبو هريرة قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«التقى موسى و آدم - عليهما السلام - قال: فقال موسى لآدم: أنت أبو الناس الذي

ص: 90


1- بالأصل «مصر» و المثبت عن م
2- زيادة اقتضاها السياق.
3- بالأصل «أنا» و الصواب ما أثبت.

أغويتهم و أخرجتهم من الجنة ؟ قال: فقال آدم: أنت موسى الذي اصطفاك اللّه برسالته و بكلامه، و ألقى عليك محبة منه ؟- فذكر هذا و نحوه ممّا فضّله اللّه به - قال موسى: نعم، قال آدم: فلم تلومني على عمل قد كتبه اللّه عليّ أن أعمله، قبل أن أخلق ؟ قال: فحجّ آدم موسى»[1195].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد نا عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد العزيز، أنا أحمد بن عبد الوهّاب بن محمّد، نا محمّد بن جعفر بن محمّد بن هشام، نا أبو جعفر أحمد بن عمر بن أبان بن الوليد بن شدّاد الفارسي، نا محمّد بن عبد العزيز البغدادي. بحديث ذكره.

53 - أحمد بن عمر بن الأشعث، و يقال ابن أبي الأشعث

أبو بكر السّمرقندي

سكن دمشق مدة، و كان يكتب بها المصاحف، و يقرئ القرآن.

و سمع بدمشق أبا علي بن أبي نصر، و أبا عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني.

روى عنه أبو الفضل كباذ (1) بن ناصر بن نصر المراغي الحداد، و حدثنا عنه ابنه أبو القاسم.

سمعت أبا الحسن بن قبيس يذكر أن أبا بكر السّمرقندي كان يكتب المصاحف من حفظه، فكان إذا فرغ من الوجه كتب الآخر إلى أن يجفّ ، ثم يكتب الوجه الذي بينهما، فلا يكاد أن يزيد و لا أن ينقص. قلت له لعله كان يكتب في مقدار واحد فلا يختلف عليه، فقال: بل كان يكتب في قطع كبير و قطع صغير.

و كان لجماعة من أهل دمشق فيه رأي حسن، فسمعت أبا الحسن بن قبيس يذكر أنه خرج مع جماعة إلى ظاهر البلد في فرجة، فقدموه يصلي بهم و كان مزّاحا فلما سجد بهم تركهم في الصّلاة، و صعد في شجرة فلما طال عليهم انتظاره، رفعوا رءوسهم فلم

ص: 91


1- كذا بالأصل، و في المطبوعة 75/7 كناز. و في م: كمار.

يجدوه في مصلاّه و إذا به في الشجرة يصيح صياح السنانير، فسقط من أعينهم، فخرج إلى بغداد، فترك أولاده بدمشق.

فسمعت أبا عبد اللّه الحسين بن محمّد البلخي ببغداذ يقول: إن أبا بكر لما وصل إلى بغداد اتصل بعفيف القائمي الخادم فكان يكرمه، و أنزله في موضع من داره، فكان إذا جاءه الفرّاش بالطعام يذكر أولاده بدمشق و يبكي، فحكى الفرّاش ذلك لعفيف.

فقال: سله عن سبب بكائه فسأله فقال: إن لي بدمشق أولادا في ضيق، فإذا جاءني شيء من الطعام تذكرتهم، فأخبره الفرّاش بذلك، فقال: سله أين يسكنون بدمشق (1)،و بمن يعرفون، فسأله فأخبره فأخبر عفيفا بذلك، فبعث إليهم من حملهم من دمشق إلى بغداد، فما أحسّ بهم أبو بكر حتى قدم عليه ابنه أبو محمد، و قد خلّف أمّه و أخويه عبد الواحد و إسماعيل بالرّحبة (2)،ثم قدموا بعد ذلك بغداد فلم يزالوا في ضيافة عفيف حتى مات.

و سألت ابنه أبا القاسم بن السّمرقندي عن وفاته فقال: في شهر رمضان سنة تسع و ثمانين و أربعمائة ببغداذ و ذلك في يوم الأحد السّادس عشر منه.

54 - أحمد بن عمر بن العبّاس بن الوليد بن سليمان بن الوليد

المعروف بابن الجليد

روى عن: مروان بن محمّد، و أبي مسهر الغساني.

روى عنه: إبراهيم بن مروان.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي الحسن عبد الدائم بن الحسن القطان، عن عبد الوهّاب بن الوليد الكلابي، نا إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن مروان، نا أحمد بن عمر بن الجليد، نا مروان - يعني بن محمّد - نا مروان الفزاري، عن برد بن سنان، عن سليم بن عامر الكلاعي، عن المقدام بن معدي كرب أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«يحشر الناس ما بين السّقط (3) إلى الشيخ الفاني»[1196].

ص: 92


1- في المختصر: من دمشق.
2- انظر معجم البلدان.
3- السقط : الولد لغير تمام.

قال ابن مروان: كذا في أصل كتابي:«برد بن سنان».

قرأت بخط أبي الفضل محمّد بن طاهر المقدسي:

أحمد بن عمر بن الجليد الدّمشقي. حدّث عن أبي مسهر، قال عمرو بن دحيم:

مات يوم الأربعاء لعشر بقين من رجب سنة أربع و خمسين و مائتين، أخبره بوفاته أبو عمرو بن مندة، عن أبيه، أنا محمّد بن إبراهيم بن مروان قال: قال عمرو بن دحيم.

فذكر ذلك.

55 - أحمد بن عمر بن عطية

أبو الحسين (1) الصقلّي (2) المقرئ المؤدب

سمع أبا القاسم علي بن محمّد السميساطي، و عبد العزيز الكتاني، و أبا الحسن بن أبي الحديد.

و كان يؤدب في مسجد رحبة البصل، و أدركته، و لم يتفق لي السماع منه، و قد أجاز لي جميع حديثه.

أخبرنا أبو الحسين (3) أحمد بن عمر بن عطية السّقلّي (4) المؤدب إجازة، و أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه بقراءتي عليه قالا: أنا أبو الحسن (5) أحمد بن عبد الواحد بن محمّد بن أبي الحديد السّلمي، أنا جدي أبو بكر محمّد بن أحمد بن عثمان، أنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن محمّد بن سهل الخرائطي، نا علي بن حرب، و أحمد بن عبد الجبار العطاردي، قالا: نا أبو معاوية الضرير، نا أبو إسحاق الشيباني، عن يزيد بن الأصم، عن ابن عباس قال: جاء رجل إلى عمر يسأله، فجعل عمر ينظر إلى رأسه مرة و إلى رجليه أخرى هل يرى عليه من البؤس شيئا؟ فقال له عمر: هل لك من مال ؟ قال: نعم، أربعون من الإبل. قال ابن عباس: صدق اللّه و رسوله:«لو كان لابن آدم و اديان من ذهب لابتغى ثالثا، و لا يملأ جوف ابن آدم إلاّ التراب، و يتوب اللّه على من

ص: 93


1- بالأصل «أبو الحسن» و المثبت عن م.
2- الصقلي: بثلاث كسرات، هذه النسبة إلى صقلية. و هي جزيرة من جزائر بحر المغرب قريبة من القيران و المهدية. و بعضهم يقول بالسين.
3- بالأصل «أبو الحسن» و المثبت عن م.
4- الصقلي: بثلاث كسرات، هذه النسبة إلى صقلية. و هي جزيرة من جزائر بحر المغرب قريبة من القيران و المهدية. و بعضهم يقول بالسين.
5- بالأصل «أبو الحسين» و الصواب ما أثبت عن م و سير أعلام النبلاء 418/18.

تاب»، فقال عمر: ما هذا؟ فقال: هكذا أقرأنيها أبيّ بن كعب، قال: فاكتبتها؟ قال: نعم فاكتبتها (1).

ذكر أبو محمّد بن صابر: أنه سأله عن مولده فقال: في يوم الثلاثاء السابع عشر من جمادى الآخرة، سنة ثلاث و ثلاثين و أربعمائة بدمشق؛ ثقة، لم يكن الحديث من شأنه.

ذكر أبو محمّد بن الأكفاني: أن أبا الحسين أحمد بن عمر بن عطية الصّقلّي المدني المقرئ توفي يوم الجمعة الرابع عشر من شهر ربيع الآخر سنة خمس و خمسمائة بدمشق. و ذكر غيره أنه توفي ليلة الجمعة الخامس عشر من الشهر و دفن بباب الصغير، رحمه اللّه.

56 - أحمد بن عمر بن محمّد بن خرّشيد

56 - أحمد بن عمر بن محمّد بن خرّشيد (2)،قوله

أبو علي الأصبهاني

قدم دمشق و حدّث بها و بمصر: عن أبي حفص عمر بن أحمد القطان الدربي (3)، و أبي بكر عبد اللّه بن محمّد بن زياد النيسابوري، و محمّد بن مخلد العطّار، و الحسين المحاملي.

روى عنه عبد الوهّاب الميداني، و رشأ بن نظيف، و أبو الحسن علي بن محمّد بن شجاع الربعي، و تمام بن محمّد الرازي، و علي الحنّائي، و أبو محمد إسماعيل بن رجاء بن سعيد بن عبيد اللّه العسقلاني - و قال: الشيخ الصالح - و أبو القاسم منصور بن النعمان بن منصور بن أحمد الصيمري، و أبو الحسين بن مكي، و أبو نعيم الأصبهاني الحافظ ، و أبو عبد اللّه الحسين بن عتيق بن الرواس التنّيسي، و أبو القاسم خلف بن جعفر بن أحمد الحوفي (4).

ص: 94


1- في المختصر:«فاكتتبتها؟ قال: نعم، فاكتتبها» و في المطبوعة:«فاكتبنيها... فاكتتبها».
2- في المختصر:«خرّشيذ» و المثبت يوافق عبارة:«أخبار أصبهان 161/1»، و ضبطت اللفظة فيها بالقلم بضمة فسكون الراء.
3- إعجامها غير واضح بالأصل، و المثبت و الضبط عن الأنساب، و هذه النسبة إلى موضع ببغداد، و له فيه ترجمة قصيرة. و قد ورد اسمه خطأ بالأصل: أبي حفص أحمد بن عمر القطّان، و المثبت يوافق ما جاء في الأنساب و المطبوعة 78/7.
4- بالأصل «الخرقي» خطأ، و الصواب ما أثبت عن الأنساب و ذكره باسم: خلف بن أحمد بن الفضل بن - جعفر بن يعقوب الحوفي الحنفي.. قال ابن ماكولا: سمع أحمد بن عمر خرشين قوله. قال السمعاني: و هذه النسبة إلى حوف و ظني أنها قرية بمصر حتى قرأت تاريخ البخاري الحوفي ناحية عمان.(كذا و ليست البخاري). و في م: الحوفي.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، و طاهر بن سهل الصائغ قالا: أنا أبو الحسين محمّد بن مكي، أنا أبو علي أحمد بن عمر بن محمّد بن خرّشيد قوله - قراءة عليه فأقرّ به - نا محمّد بن عمرو بن أبي مذعور، نا أبو معاوية الضرير، نا الأعمش، عن أبي رزين، عن أبي هريرة قال: رأيته يضرب جبهته و يقول يا أهل العراق تزعمون أني أكذب على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فيكون لكم المهنى و عليّ الإثم ؟ أشهد لسمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«إذا انقطع شسع أحدكم فلا يمشي في الأخرى، حتى يصلحها، و إن ولغ الكلب في إناء أحدكم فلا يتوضأ فيه حتى يغسله سبع مرات»[1197].

أنبأناه أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - نا عبد العزيز بن أحمد، أنا علي بن محمّد بن إبراهيم الحنّائي (1)،أنا أبو علي أحمد بن عمر بن محمّد الأصبهاني الشيخ الفاضل الفقيه.

أنبأنا أبو علي الحدّاد و حدثني عبد الرحيم (2) بن علي بن حمد عنه، أنا أبو نعيم الحافظ قال (3):أحمد بن عمر بن خرّشيد قوله، أبو علي التاجر سكن بغداد قدم علينا سنة أربع و ثمانين و ثلاثمائة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن قبيس قال: قال لنا أبو بكر الخطيب (4):

أحمد بن عمر بن محمّد بن خرّشيد قوله، أبو علي الأصبهاني، سمع محمّد بن منصور الشعبي (5)،و أبا حامد محمّد بن هارون الحضرمي، و عبد اللّه بن محمّد بن زياد النيسابوري، و أحمد بن علي بن العلاء (6) الجوزجاني. حدثنا عنه أحمد بن محمّد

ص: 95


1- بالأصل «الجبئي» و الصواب ما أثبت، انظر سير أعلام النبلاء 562/17.
2- بالأصل «عبد الرحمن» خطأ و الصواب ما أثبت عن م انظر سير أعلام النبلاء 575/20.
3- كتاب ذكر أخبار أصبهان 161/1.
4- تاريخ بغداد 292/4-293.
5- في تاريخ بغداد: الشيعي.
6- بالأصل «القلا» و المثبت عن تاريخ بغداد.

العتيقي، و كان قد سكن بغداد دهرا طويلا و حدّث بها، ثم انتقل إلى مصر فنزلها و أقام بها حتى مات.

قال لي العتيقي (1):سمعت منه ببغداد في سنة اثنتين و تسعين (2) و ثلاثمائة ثم سمعت منه بعد ذلك بمكة و بمصر [و كان يحضر] (3) في كل سنة بمكة في موسم الحاج إلى أن توفي بمصر في سنة أربع و تسعين و ثلاثمائة، و كان ثقة حسن الأصول انتهت الرواية؛ و زاد غير ابن قبيس عن الخطيب: و ذكر [غير] (4) العتيقي: أنه مات يوم الثلاثاء الثاني عشر من جمادى الأولى.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد البلخي، أنا عبد المحسّن بن محمّد بن علي، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد العتيقي قال سنة أربع و تسعين و ثلاثمائة فيها توفي بمصر أبو علي بن خرّشيد قوله الأصبهاني ثقة.

قرأت على أبي الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبي الفضل محمد بن ناصر الحافظ قلت لهما: أجازكما أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد بن عبد اللّه الحبّال قال: سنة أربع و تسعين، يعني مات أبو علي أحمد بن عمر بن خرّشيد قوله البغدادي يوم الثلاثاء لاثنتي عشرة خلت من جمادى الأولى.

57 - أحمد بن عمر بن موسى بن زنجويه

أبو العباس البغدادي المخرّمي (5) القطان

سمع بدمشق: هشام بن عمّار، و إسماعيل بن عبد اللّه الرقّي قاضي دمشق، و دحيما، و محمّد بن ذكوان، و بغيرها: عبد الوهّاب بن الضحاك، و محمّد بن المتوكل العسقلاني، و إبراهيم بن المنذر الحزامي (6)،و محمّد بن بكار بن الريّان، و عبد

ص: 96


1- تاريخ بغداد 292/4-293.
2- في تاريخ بغداد: و سبعين.
3- الزيادة عن تاريخ بغداد.
4- الزيادة عن تاريخ بغداد.
5- هذه النسبة بضم الميم و فتح الخاء المعجمة و تشديد الراء المكسورة - نسبة إلى المخرّم محلة كبيرة ببغداد (الأنساب - معجم البلدان).
6- بالأصل «الحرامي» و المثبت عن م و انظر الأنساب، و ترجم له ترجمة قصيرة.

الأعلى بن حمّاد النرسي، و نصر بن علي الجهضمي، و خلف بن سالم المخرّمي، و محمد بن سليمان لوين، و عثمان بن عبد اللّه العثماني.

روى عنه أبو الحسن الحربي، و عثمان بن الحسن الخرقي، و أبو بكر محمّد بن غريب البزار، و أبو الحسن علي بن الحسن بن محمّد بن هاشم البغدادي، و أبو الحسين بن المظفّر، و محمّد بن محمّد بن أحمد المفيد، و أبو القاسم عبد اللّه بن الحسن بن سليمان بن النحاس المقرئ، و عبد العزيز بن جعفر بن محمد الخرقي (1)، و أبو أحمد بن عدي الجرجاني، و سليمان الطبراني، و إبراهيم بن أحمد القرميسيني (2)، و أبو بكر محمّد بن الحسين الآجري، و أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الجرجاني، و أبو صالح سهل بن إسماعيل الجرجاني الطرسوسي القاضي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي و أبو الفرج قوام بن زيد المرّي، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا علي بن عمر الحربي، نا أحمد بن زنجويه بن موسى، نا هشام بن عمّار أبو الوليد، نا شعيب بن إسحاق، عن سعيد بن أبي عروبة، عن عاصم بن بهدلة، عن ذكوان أبي صالح، عن معاوية أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«إذا شربوا الخمر فاجلدوهم، ثم إذا شربوا فاجلدوهم، ثم إذا شربوا فاجلدوهم، ثم إذا شربوا فاقتلوهم» (3)[1198].

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمد الخرقي، نا أبو العباس أحمد بن عمر بن زنجويه، نا عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم، نا الوليد، نا الأوزاعي، حدثني الزهري عن سالم، عن أبيه، عن زيد بن ثابت:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رخّص في بيع العرايا (4) و لم يرخّص في غير ذلك[1199].

ص: 97


1- ضبطت عن الأنساب و هذه النسبة إلى بيع الثياب و الخرق، و ترجم له ترجمة قصيرة.
2- القرميسيني: هذه النسبة إلى قرميسين مدينة بجبال العراق (الأنساب).
3- كتب عبد القادر بدران في تهذيب ابن عساكر بحاشية صفحة 418 الجزء الثاني: نقلا عن الترمذي:«و إنما كان هذا في أوّل الأمر ثم نسخ بعد».
4- العرايا جمع عرية و هي النخلة يعريها صاحبها رجلا محتاجا، و الإعراء أن يجعل له ثمرة عامها.(اللسان: عرا).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه، و أبو منصور بن زريق قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):أحمد بن زنجويه بن موسى، أبو العباس القطان المخرّمي، سمع محمّد بن بكار بن الريّان، و عبد الأعلى بن حمّاد، و بشر بن الوليد، و داود بن رشيد، و خلف بن سالم، و عثمان بن عبد اللّه العثماني، و محمّد بن أبي (2) السري العسقلاني، روى عنه أبو بكر الشافعي، و سعد بن محمّد بن إسحاق الصّيرفي، و أبو بكر بن الجعابي (3)،و محمد (4) بن مخلد، و عبد العزيز بن جعفر الخرقي (5)،و ابن (6) لؤلؤ الوراق، و محمّد بن المظفر و غيرهم. و كان ثقة. و نسبه بعض من روى عنه فقال: حدّثنا أحمد بن عمر بن موسى بن زنجويه. و سنعيد ذكره (7)بعد إن شاء اللّه.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس قال: قال لنا أبو بكر الخطيب (8):أحمد بن عمر بن موسى بن زنجويه، أبو العباس القطان المخرّمي؛ سمع إبراهيم بن المنذر الحزامي، و خلف بن سالم، و محمد بن بكار بن الريّان، و دحيما الدّمشقي، و محمّد بن أبي السّري العسقلاني، و هشام بن عمّار الدّمشقي، و عبد الوهّاب بن الضحاك العرضي و نحوهم. روى عنه أبو الحسين الزينبي (9)،و عبد العزيز بن جعفر الخرقي، و محمّد بن المظفر في آخرين، و كان ثقة.

قال: و أنا السّمسار، أنا الصّفّار، نا ابن قانع: أن أبا العباس بن زنجويه مات في سنة أربع و ثلاثمائة.

و أخبرنا أبو القاسم النسيب و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: نا و أبو منصور بن

ص: 98


1- تاريخ بغداد 164/4.
2- في تاريخ بغداد: بن السري.
3- بالأصل «الجفاني» و المثبت عن تاريخ بغداد.
4- في تاريخ بغداد: و مخلد بن جعفر.
5- في تاريخ بغداد: الحربي.
6- عن تاريخ بغداد و بالأصل «أبو».
7- انظر تاريخ بغداد 287/4.
8- في تاريخ بغداد: و مخلد بن جعفر.
9- عن تاريخ بغداد، و بالأصل «الراسبي».

زريق، أنا أبو بكر الخطيب (1)،أنا أبو بكر البرقاني، قال: قرأت على أبي القاسم بن النحاس قال: توفي أبو العباس أحمد بن زنجويه بن موسى القطان في ذي القعدة سنة أربع و ثلاثمائة.

58 - أحمد بن عمر

أبو علي بن الهلالي (2)

إمام جامع دمشق حكى عن أبي العباس أحمد بن محمّد بن النّجّاد.

و حكى عنه علي الحنّائي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني قال: مات أبو علي بن الهلالي (3) أحد الأئمة الذين كانوا يصلّون في جامع دمشق يوم الأحد لسبع و عشرين ليلة خلت من جمادى الآخرة سنة خمس و تسعين و ثلاثمائة.

ص: 99


1- تاريخ بغداد 165/4.
2- في المطبوعة 82/7 البلالي. و في م:«البلالى».
3- في المطبوعة 82/7 البلالي. و في م:«البلالى».
ذكر من اسم أبيه عمرو من الأحمدين
59 - أحمد بن عمرو بن أحمد بن معاذ

أبو الحسن العبسي (1) الداراني (2)

روى عن أبيه عمرو بن أحمد.

حدث عنه ابنه أبو الحسين عبد اللّه بن أحمد، و أبو الحسن علي بن محمّد بن طوق الداراني الفاخوري.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد الحافظ ، أنا أبي، أنا أبو الفضل العباس بن محمّد بن عبد اللّه بن ربيعة السلمي، أنا أبو موسى ح، قال عبد العزيز: و أنا أبو الحسين عبد اللّه بن أحمد بن عمرو بن معاذ العبسي (3)الداراني، أنا أبي أحمد، أنا أبي عمرو، أنا أبو موسى عمران بن موسى، أنا أبو محمّد عبيد (4) بن داود، نا حجاج، عن أبي بكر قال: حدثني أبو مليح بن جابر بن عبد اللّه أن اللّه عزّ و جلّ أنزل صحف إبراهيم في أوّل ليلة (5) خلت من شهر رمضان و أنزل القرآن على محمّد صلى اللّه عليه و سلم و عليهم لأربع و عشرين ليلة خلت من رمضان.

ص: 100


1- كذا بالأصل و المختصر، و في تاريخ داريا «العشي» بالنون.
2- الداراني نسبة إلى داريا و هي قرية كبيرة حسنة من قرى غوطة دمشق.
3- كذا بالأصل و المختصر، و في تاريخ داريا «العشي» بالنون.
4- كذا بالأصل، و هو خطأ و الصواب: سنيد، بالتصغير كما في تقريب التهذيب، و اسمه حسين، و انظر سير أعلام النبلاء 627/10.
5- بعدها في م: من رمضان، و انزل التوراة على موسى لست ليال خلون من رمضان و انزل الإنجيل على عيسى لثماني عشرة (مختصر 195/3).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني في تسمية من روى العلم من أهل داريا: أحمد بن عمرو بن معاذ العبسي (1).

60 - أحمد بن عمرو بن إسماعيل بن عمر

أبو جعفر الفارسي المقعد الوراق

قدم دمشق و روى عن هشام بن عمّار، و أحمد بن أبي الحواري، و هدبة (2) بن خالد، و شيبان بن فرّوخ، و محمّد بن أبي السريّ ، و أبي خيثمة مصعب بن سعيد الحرّاني، و أبي سليم عبد الرحمن بن الضحاك البعلبكي، و أحمد بن النعمان، و حامد بن يحيى، و محمّد بن عبد الرحمن بن سهم، و عباس العنبري، و أحمد بن عمر بن يونس اليماني، و إسماعيل بن يحيى المزني، و محمّد بن رمح التّجيبي.

روى عنه أبو الحسن بن حذلم، و أبو القاسم بن أبي العقب، و جعفر بن محمّد الكندي، و الحصائري (3)،و محمد بن جعفر بن محمّد بن ملاّس، و أبو علي بن شعيب الأنصاري، و إبراهيم بن سنان، و أحمد بن عمير بن جوصا الدمشقيون، و خيثمة بن سليمان الأطرابلسيّ ، و محمّد بن يوسف بن بشر الهروي.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، حدثني تمام بن محمّد الرازي، أنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد بن جعفر بن هشام الكندي، نا أبو جعفر أحمد بن عمرو بن إسماعيل الفارسي المقعد، نا أبو خيثمة مصعب بن سعيد، نا عبيد اللّه بن عمرو بن زيد بن أبي أنيسة، عن القاسم بن عوف الشيباني، عن علي بن حسين، عن أمّ سلمة قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«من قتل دون ماله فهو شهيد»[1200].

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، حدثني تمام بن محمّد، نا أبو علي الأنصاري محمّد بن هارون، نا أبو جعفر الفارسي المقعد أحمد بن عمرو بن إسماعيل الفارسيّ الوراق بدمشق، نا ابن أبي السري: بحديث ذكره.

ص: 101


1- كذا بالأصل و المختصر، و في تاريخ داريا «العنسي» بالنون.
2- بالأصل «هدية» و الصواب و الضبط عن تقريب التهذيب.
3- هو الحسن بن حبيب بن عبد الملك، أبو علي، مفتي دمشق(383/15).

قرأت بخطّ أبي محمّد عبد العزيز بن أحمد: و أنبأنيه أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز، أنا تمام بن محمّد، أنا خيثمة، نا أبو جعفر أحمد بن عمرو بن إسماعيل الفارسيّ الورّاق بدمشق ثقة ثقة.

61 - أحمد بن عمرو بن جابر

أبو بكر الطحّان الحافظ

نزيل الرّملة.

سمع بدمشق: أبا زرعة، و يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد، و ببيروت: العباس بن الوليد. و بغيرها: محمّد بن عوف الحمصي، و جعفر بن محمّد بن حمّاد القلانسي، و محمّد بن حماد الطهراني (1)،و أحمد بن الأسود الحنفي، و بكار بن قتيبة، و عبد اللّه بن أسامة الحلبي، و هلال بن العلاء، و أبا داود سليمان بن سيف الحرّاني، و محمّد بن أحمد بن برد، و محمّد بن غالب الأنطاكيين، و أبا عقيل أحمد بن مسلمة بن الريّان، و بالعراق: عبد اللّه بن روح الكندي المدائني، و الحارث بن أبي أسامة، و أحمد بن محمّد البرتي (2)،و أحمد بن سعيد الجمّال (3)،و جعفر بن محمّد الطيالسي، و إبراهيم بن عبد اللّه القصّار، و إبراهيم بن إسحاق بن أبي العنبس الكوفيين، و أحمد بن رشد بن خثيم الهلالي، و محمّد بن إسماعيل بن يوسف السلمي، و أبا زيد أحمد بن محمّد بن ظريف.

روى عنه القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي، و أبو الحسين الرازي والد تمام، و أبو سليمان بن زبر، و أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن حيان القطّان، و أبو بكر بن أبي الحديد، و أبو بكر بن المقرئ، و أبو الحسن أحمد بن عبد اللّه بن حميد بن رزيق البغداذي، و عبد اللّه بن محمّد بن إبراهيم الحنظلي (4) الرازي، و أبو حفص بن شاهين، و أبو مسلم محمّد بن أحمد بن علي الكاتب، و أبو الحسين محمّد بن أحمد بن

ص: 102


1- ضبطت عن سير أعلام النبلاء 628/12، قال: و طهران: محلة أظن. و في المطبوعة بالظاء المشالة.
2- البرتي بكسر الباء نسبة إلى برت قرية بنواحي بغداد (الأنساب).
3- بالأصل «الحمال» و المثبت و الضبط عن المشتبه ص 171. و م.
4- بالأصل «الحنظي». و في م: و عبد اللّه بن ابراهيم بن محمد الحنظلي.

جميع الصيداوي، و عمر بن علي بن حسن الأنطاكي العتكي، و أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان، و محمّد بن المظفّر الحافظ ، و أبو بكر محمّد بن أحمد بن عمران الجشنسي (1) المطرّز.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد بدمشق، أنا جدي أبو بكر محمّد بن أحمد، أنا أبو بكر أحمد بن عمرو بن جابر الرّملي، نا أبو موسى عمران بن بكار البرّاد، نا الربيع بن روح، نا محمّد بن حارث، نا الزبيدي، عن داود، عن عائشة قالت:

قلت: يا رسول اللّه، أ رأيت يا رسول اللّه إذا بدّلت الأرض غير الأرض و السّماوات، و برزوا للّه الواحد القهّار، فأين الناس يومئذ؟ قال:«على الصّراط »[1201].

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل بن بشر، أنا أبو الحسين بن مكي، أنا جدي أبو الحسن أحمد بن عبد اللّه بن حميد بن رزيق البغداذي بمصر، نا أحمد بن عمرو بن جابر، نا علي بن عثمان و إبراهيم بن إسحاق، قالا: نا يعلى بن عبيد، نا الأعمش عن (2)أبي صالح، عن أبي سعيد، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«إذا دخل أهل الجنّة الجنة، و أهل النار النار، يجاء بالموت كأنه كبش أملح، فينادي منادي: يا أهل الجنة هل تعرفون هذا؟ فيشرئبّون و ينظرون - و كلهم قد رآه - فيقولون: نعم، هذا الموت ثم يؤخذ فيذبح، ثم يقال: يا أهل الجنة خلود فلا موت، و يا أهل النّار خلود فلا موت. و ذلك قوله عزّ و جلّ : وَ أَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ ، إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَ هُمْ فِي غَفْلَةٍ (3) قال: أهل الدنيا في غفلة»[1202].

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي محمّد عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال: سنة ثلاث و ثلاثين و ثلاثمائة، فيها مات أبو بكر أحمد بن عمرو بن جابر.

ص: 103


1- بالأصل «الحسني» و الصواب ما أثبت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى جشنس، اسم جدّ أبي بكر بن محمد بن أحمد بن جشنس المعدل. و في م:«الخشي المطرزي».
2- بالأصل «بن» خطأ. و الصواب ما أثبت.
3- سورة مريم، الآية:39.
62 - أحمد بن عمرو بن الضحّاك أبي عاصم النبيل

ابن مخلد بن مسلم بن رافع بن رفيع

أبو بكر الشيباني، الفقيه القاضي

محدّث بن محدّث بن محدّث، أصله من البصرة، و سكن أصبهان و ولي قضاءها، و كان مصنّفا في الحديث، مكثرا منه، رحل منها إلى دمشق و غيرها.

و سمع هشام بن عمّار، و دحيما، و أحمد بن عبد الواحد بن عبود، و محمّد بن مصفّى، و عمرو بن عثمان، و غيرهم من الشاميّين، و هو مسند عن شيوخ البصرة، يروي عن جده لأمّه أبي سلمة التبوذكي، و أبي الوليد الطيالسي، و عمرو بن مرزوق، و محمّد بن كثير، و هدبة بن خالد، و نصر بن علي، و أبي كامل الجحدري (1)، و محمد بن بكّار، و أبي بكر بن أبي شيبة، و يعقوب بن كاسب و غيرهم.

روى عنه أحمد بن جعفر بن معبد، و محمد بن إسحاق بن أيّوب، و القاضي أبو أحمد محمّد بن أحمد بن إبراهيم العسّال، و أبو الشيخ (2)،و عبد الرحمن بن محمّد بن سياه، و أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد الكسائي، و أحمد بن بندار بن إسحاق الشعّار.

كتب إليّ أبو علي الحداد، ثم حدثني أبو مسعود عبد الرّحيم بن علي بن حمد عنه، أنا أبو القاسم بن أبي بكر بن أبي علي عبد الرحمن بن محمّد بن أحمد بن عبد الرحمن بن محمّد بن عمر - قراءة عليه - نا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن جعفر بن حيان أبو الشيخ، نا ابن أبي عاصم، نا هشام بن عمّار، نا يحيى بن حمزة، نا نصر بن علقمة، عن جبير بن نفير بن عبد اللّه بن حوالة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن اللّه عزّ و جل قد تكفّل لي بالشام و أهله»[1203].

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا عبد الرحمن بن مندة، أنا أبو طاهر الحسين بن سلمة الهمذاني، أنا علي بن محمّد الفأفاء.

قال: و أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي حمد بن عبد اللّه الأصبهاني إجازة.

ص: 104


1- هو الفضيل بن الحسين بن طلحة، أبو كامل البصري الحافظ الجحدري سير أعلام النبلاء 111/11.
2- هو عبد اللّه بن محمد بن جعفر بن حيان، أبو محمد محدث أصبهان سير أعلام النبلاء 276/16.

قالا: أنا عبد الرحمن بن أبي حاتم (1) قال: أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل قاضي أصبهان، روى عن عبد الوهّاب بن نجدة الحوطي و شيبان، و أبي الرّبيع، و عبد الرّحيم بن مطرف و الأزرق بن علي، و إبراهيم بن الحجاج.

سمعت منه؛ و كان صدوقا.

أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن طاهر بن سعيد الميهني (2)،أنا أبو شجاع محمّد بن سعدان المقاريضي، أنا أبو الحسن علي بن بكران الصّوفي، أنا أبو الحسن علي الديلمي قال: سمعت الشيخ - يعني محمد بن خفيف - يحكي عن أبي بكر بن أبي عاصم أنه قال: صحبت أبا تراب زمانا، و كان يقول لي: كم تشقى ؟ لا تجيء منك إلاّ قاضي (3).

قال: و كان بعد ذلك، لما ولي القضاء إذا سئل عن مسئلة في التصوّف يقول:

القضاء و الدنية و الكلام في علوم الصّوفية محال.

قال: و سمعت الشيخ يقول: سمعت الحكيم يقول:

ذكر عند ليل (4) الديلمي أن أبا بكر بن أبي عاصم ناصبي (5).قال: فبعث غلاما له، معه سيف و مخلاة و قال: ائتني برأسه. فجاء الغلام و أبو بكر يروي الحديث، فقال:

أمرني أن أحمل إليه رأسك. قال: فنام على قفاه، و وضع الكتاب في يده على وجهه؛ فقال: افعل ما شئت. فلحقه آخر فقال: أمرك الأمير أن تقتله. قال: فقام أبو بكر، و رجع إلى الحديث الذي قطعه، و تعجب الناس منه، و تحير الرّسول في أمره.

و سمعته يقول: كان أبو بكر بن أبي عاصم مارا في السّوق مع أبي العبّاس بن

ص: 105


1- الجرح و التعديل 67/1/1.
2- هذه النسبة إلى ميهنة و هي إحدى قرى خابران، ناحية بين سرخس و أبيورد.
3- كذا.
4- كذا بالأصل و المختصر، و الصواب «ليلى» و هو ليلى بن النعمان الديلمي، من قادة أولاد الأطروش العلوش، انظر الكامل لابن الأثير، حوادث سنة 309.
5- الناصبي نسبة إلى النواصب و هم الذين يدينون ببغضة علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه سمّوا بذلك لأنهم نصبوا له العداء و الخلاف. راجع الملل و النحل للشهرستاني.

شريح، فقال أبو بكر لأبي العبّاس: لو لم يكن في ترك الدنيا إلاّ إسقاط الكلف و راحة القلب لكفى.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو محمّد بن حيّان، قال: سمعت عبد الرزّاق ابني يحكي عن أبي عبد اللّه محمد بن أحمد الكسائي المقرئ قال: كنت جالسا عند أبي بكر بن أبي عاصم و عنده قوم. فقال رجل: أيها القاضي، بلغنا أن ثلاثة نفر كانوا بالبادية يقلبون الرمل، فقال أحدهم: اللّهم إنّك قادر على أن تطعمنا خبيصا على لون هذا الرّمل، فإذا هم بأعرابي بيده طبق فسلّم عليهم و وضع بين أيديهم طبقا عليه خبيص حارّ. فقال ابن أبي عاصم: قد كان ذاك.

قال أبو عبد اللّه: و كان الثلاثة: عثمان بن صخر الزاهد أستاذ أبي تراب، و أبو تراب، و أحمد بن عمرو بن أبي عاصم، و كان هو الذي دعا.

أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن علي البيهقي.

و أخبرنا أبو الحسن علي بن سليمان بن أحمد المرادي عنه أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو الطيب عبد اللّه بن محمّد الفقيه، نا محمّد بن عبد الرحمن الأصبهاني قال: سمعت أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل يقول: لا أحب أن يحضر بمجلسي مبتدع و لا طعّان و لا لعّان و لا فاحش و لا بذيء، و لا منحرف عن الشافعي و لا عن أصحاب الحديث.

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ قال (1):أحمد بن عمرو بن أبي عاصم الضحاك بن مخلد بن مسلم بن رافع بن رفيع من ذهل بن شيبان الشيباني النبيل، أبو بكر كان فقيها ظاهري المذهب، ولي القضاء بأصبهان ثلاث عشرة سنة بعد وفاة صالح بن أحمد.

توفي سنة سبع و ثمانين و مائتين و صلى عليه ابنه الحكم بن أحمد و دفن بمقبرة دوشاباذ (2) و كان جده من قبل أمّه أبو سلمة موسى بن إسماعيل التبوذكي سمع من جده

ص: 106


1- ذكر أخبار أصبهان 100/1-101.
2- أخبار أصبهان، و بالأصل «روسايار».

كتب حمّاد بن زيد (1) و سمع (2) من أبي الوليد الطيالسي، و عمرو بن مرزوق (3)، و محمّد بن كثير. صحب عثمان بن صخر الزاهد أستاذ أبي تراب، و صحب أبا تراب.

أخبرنا أبو سعد محمّد بن محمّد بن المطرز و أبو علي الحسن بن أحمد، و أبو القاسم غانم بن محمّد بن عبيد اللّه - إجازة - ثم أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد البزار - بمرو - أنا أبو علي الحداد قالوا أنا أبو نعيم الحافظ قال:

سمعت أبا محمّد عبد اللّه بن محمد بن جعفر بن حيان يقول: و مات أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل بأصبهان، في ربيع الآخر من سنة سبع و ثمانين يعني و مائتين.

أخبرني أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب.

و أنبأنا أبو علي الحداد، و حدثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه.

قالا: أنا أبو نعيم الحافظ قال (4):سمعت أبا محمد بن حيان يقول: سمعت ابني عبد الرزاق يحكي عن أبي عبد اللّه الكسائي قال: رأيت ابن أبي عاصم - فيما يرى النائم - كأنه جالس في المسجد الجامع عند الباب، و هو يصلي من قعود. فدنوت منه فسلمت عليه، فردّ علي فقلت: أنت أحمد بن عمرو؟ قال: نعم، قلت: ما فعل اللّه بك ؟ قال: يؤنسني ربي. قلت: يؤنسك ربك ؟ قال: نعم، فشهقت شهقة فانتبهت.

63 - أحمد بن عمرو البغداذي

المعروف بالرّومي

حكى عن أبي بكر محمد بن إبراهيم الدّينوري الصّوفي، و أبي علي بن أبي السمراء الأطرابلسي.

حكى عنه أبو محمّد الحسن بن إسماعيل بن الضرّاب المصري.

و دخل أطرابلس من ساحل دمشق.

ص: 107


1- في أخبار أصبهان: سلمة.
2- لفظة «سمع» سقطت من أخبار أصبهان.
3- بعدها في أخبار أصبهان:«و الحوضي».
4- أخبار أصبهان 136/2 و الوافي بالوفيات 269/7.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني (1)-و حدث أخي الفقيه أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن عنه (2)-أنشدني أحمد بن عمرو الرومي - بغدادي - أنشدني أبو بكر محمّد بن إبراهيم الدّينوري الصّوفي لبعض أهل الأدب:

رأيت قوما عليهم سمة الخير *** تحمل الركائب مبتهلة (3)

معتزلي الناس في مساجدهم *** سألت عنهم فقيل: متّكله

الوقت و الحال و الحقيقة *** و البرهان، و العكس عندهم مسله

فلم أزل خادما لهم زمنا *** حتى تبيّنت أنهم أكلة

قال لي أحمد بن عمرو: فأنشدتها أبا علي بن أبي السمراء بأطرابلس - و كان ضريرا شاعرا - فقال لي: قد عارضتها و أنشدني:

عجبت من عصبة نمت و سمت *** باسم التقى و النهى و هم جهلة

وساوس النفس علمهم و لهم *** مقالة في الحلول مفتعلة

تصوّف القوم كي تبلغهم *** لباسهم ما تبلّغ المسلة

لو أن ما هم عليه عن رعة (4) *** ما جعل القوم زيّهم مثله

و قد تأتى لهم بزيّهم *** من الورى ما تعاطت القتلة

إذا تأملتهم رأيتهم *** نوكى كسالى أذلّة أكلة

هذا في حق من تشبّه بهم و ليس منهم، و خالفهم في الأخلاق المرويّة عنهم.

64 - أحمد بن عمرو

أبو الفرج

إمام مسجد الباب الشرقي.

حكى عن أبي بكر بن الفريابي.

حكى عنه أبو الحسن علي بن محمّد الحنّائي.

ص: 108


1- بالأصل «الحسني» و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند سابق.
2- بعدها في المطبوعة 90/7 أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا أبو محمد الحسن بن إسماعيل بن محمد الضراب.
3- في المطبوعة 90/7: بحمل الركاء مبتهلة.
4- الرّعة: الورع.
65 - أحمد بن عمير بن يوسف بن موسى بن جوصا

أبو الحسن الحافظ

مولى بني هاشم، و يقال مولى محمّد بن صالح بن بيهس الكلابي - شيخ الشام في وقته-.

رحل و صنّف، و ذاكر. و روى عن: محمّد بن وزير بن الحكم، و موسى بن عامر بن خريم المريّ ، و أبي هبيرة محمّد بن الوليد، و شعيب بن شعيب بن إسحاق، و حميد بن منبّه بن عثمان، و يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد، و محمّد بن عبد اللّه بن أبي مسهر الغسّاني، و أحمد بن عبد الواحد بن عبود، و أبي زرعة النصري، و بشر بن عبد الوهّاب بن بشير الأموي، و أسلم (1) بن يحيى الحجراوي (2)،و أبي الحسن محمود بن إبراهيم بن محمّد بن عيسى بن القاسم بن سميع، و عبد الحميد بن محمود بن خالد، و خالد بن روح بن أبي حجير الدمشقيين. و محمّد بن هاشم البعلبكّي، و العبّاس بن الوليد بن مزيد البيروتي، و عمرو و يحيى ابني عثمان الحمصيّين، و أبي عمير عيسى بن محمّد النحاس، و أبي حفص عمر بن حفص الخيّاط ، و عبد الجبّار بن يحيى بن الفضل، و العباس بن محمد بن حاتم، و إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، و محمّد بن خلف، و عصام بن روّاد بن الجراح العسقلانيّين، و صالح بن عمرو بن شهاب و محمّد بن عمرو بن نصر بن الحجّاج، و كثير بن عبيد، و علي بن سهل الرملي، و عمرو بن ثور القيسراني، و أحمد بن عبد الرحيم بن البرقي، و محمّد بن عوف، و نصر بن مرزوق، و الحسن بن علي بن عياش، و عثمان بن خرّزاذ (3)، و عبد اللّه بن زيد البهراني، و أبي عميرة أحمد بن عبد العزيز، و محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، و يونس بن عبد الأعلى، و عيسى بن إبراهيم بن مثرود الغافقي، و الرّبيع بن سليمان، و أبي أمية الطرسوسي، و إسماعيل بن حصين الجبيلي، و يوسف بن سعيد بن مسلم، و سهل بن صالح، و أبي التّقي هشام بن عبد الملك، و محمّد بن خالد بن خليّ (4)،و إبراهيم بن الحسن بن الهيثم، و إبراهيم بن منقذ،

ص: 109


1- في المطبوعة: السلم.
2- الحجراوي نسبة إلى حجرا بالكسر ثم السكون وراء و ألف مقصورة: من قرى دمشق.
3- بالأصل «خرزاد» و المثبت و الضبط عن تقريب التهذيب.
4- ضبطت بوزن علي عن تقريب التهذيب.

و محمد بن ميمون الإسكندراني، و الزبير بن بكار، و محمّد بن حمزة بن زياد، و جماعة سواهم.

روى عنه: أبو الحسين الرازي، و أبو العبّاس محمد و أبو بكر أحمد ابنا موسى ابن السّمسار، و أبو القاسم الطبراني، و أبو بكر بن المقرئ، و أبو علي الحسين بن علي النيسابوري، و حمزة الكناني الخياط (1)،و أبو علي بن مهنا، و أبو علي بن أبي الزمزام، و تبوك و عبد الوهّاب ابنا الحسن الكلابي، و عبد اللّه بن عمر بن أيّوب بن الجبّان، و أبو سليمان بن زبر، و أبو محمد عبيد اللّه بن أحمد بن محمّد بن فطيس، و أبو القاسم محمود بن الحسن بن أحمد الربعي، و أبو بكر محمد بن يوسف بن يعقوب الصوّاف البغدادي، و أبو أحمد بن عدي الجرجاني، و أبو القاسم بن طعان، و الزبير بن عبد الواحد، و أبو محمّد بن ذكوان البعلبكي، و أحمد بن عبد الوهّاب اللهبي، و أبو هاشم اللهبي، و أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق السنّي، و محمّد بن سليمان الربعي و غيرهم.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف المقرئ، أنا أبو الحسين عبد الوهّاب بن الحسن بن الوليد الكلابي، نا أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا، نا أيّوب بن علي بن الهيصم الكناني، نا زياد بن سيار، عن أبي قرصافة أنه سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«ابنوا المساجد، و أخرجوا القمامة منها، فمن بنى للّه مسجدا بنى اللّه له بيتا في الجنة» فقال رجل: يا رسول اللّه و هذه المساجد التي تبنى [في الطرق ؟ قال:«و هذه المساجد التي تبنى في الطرق».] (2) قال:«و إخراج القمامة منها مهور حور العين»[1204].

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أحمد بن عمير بن جوصا الدمشقي، نا هشام بن عبد الملك أبو التّقيّ ، نا بقية، حدثني ورقاء بن عمر اليشكري و ابن ثوبان، عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن أبي هريرة أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

ص: 110


1- في المطبوعة: الحافظ .
2- ما بين معكوفتين زيادة عن م.

«إذا أقيمت الصّلاة فلا صلاة إلاّ المكتوبة»[1205].

أخبرناه أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد، أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن يحيى السّميساطي، أنا عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي.

ح و أخبرناه أبو محمّد هبة اللّه بن سهل الفقيه، و أبو القاسم تميم بن أبي سعيد الجرجاني، قالا: أنا أبو سعد (1) الجنزرودي، أنا الحاكم أبو أحمد.

قالا: أنا أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا الدّمشقي - بها - أنا أبو تقيّ هشام بن عبد الملك اليزني، نا بقية بن الوليد، حدثني ورقاء بن عمر، و ابن ثوبان، عن عمرو بن دينار، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«إذا أقيمت الصّلاة فلا صلاة إلاّ المكتوبة»[1206].

أخبرناه أبو نصر محمّد بن حمد بن عبد اللّه الكبريتي، أنا أبو مسلم محمّد علي بن محمّد بن الحسن بن مهرابزد (2) النحوي، أنا أبو بكر بن المقرئ، حدثنا أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا، نا أبو التّقيّ ، نا بقية بن الوليد، نا ورقاء و ابن ثوبان، عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم مثله.

و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن، أنا أبو الحسن علي بن عبد الملك بن دهثم الطرسوسي، نا أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف الدّمشقي بها، نا أبو التّقيّ هشام بن عبد الملك اليزني، نا بقية بن الوليد، نا ورقاء و ابن ثوبان، عن عمرو بن دينار، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«إذا أقيمت الصّلاة فلا صلاة إلاّ المكتوبة»[1207].

أخبرنا أبو علي الحدّاد في جماعة إجازة قالوا: أنا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن ريذة (3)،نا سليمان بن أحمد الطبراني (4)،نا أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا الدّمشقي: فذكر بإسناده مثله.

ص: 111


1- بالأصل و م «أبو سعيد» و الصواب ما أثبت، انظر معجم البلدان «جنزرود».
2- ترجم له في أنباه الرواة للقفطي، و فيه «الحسين» بدل «الحسن»194/3.
3- ضبطت عن تبصير المنتبه.
4- المعجم الصغير للطبراني 16/1.

قال الطبراني (1):لم يروه عن ابن ثوبان إلاّ بقية و لم يروه عن بقية إلاّ أبو تقيّ ، تفرّد به ابن جوصا. و كان من ثقات المسلمين و أجلتهم.

كذا ذكر الطبراني. و قد أنكر على ابن جوصا ذكر ابن ثوبان في إسناده غير واحد من الحفّاظ ، و قد وجدت له متابعا.

أخبرنا أبو نصر محمّد بن حمد الكبريتي، أنا أبو مسلم بن مهرابزد، أنا أبو بكر بن المقرئ، حدثني أبو علي الحسين بن تقيّ بن أبي التّقيّ الحمصي، نا جدي أبو التّقيّ هشام بن عبد الملك، نا بقية، عن ورقاء و ابن ثوبان، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:

«إذا أقيمت الصّلاة فلا صلاة إلاّ المكتوبة»[1208].

قال ابن المقرئ: سقط على الحسين بن تقي: عمرو (2).

و حدث به ابن أبي زينب الحمصي أيضا مثل ما حدّث أحمد بن عمير.

أخبرناه أبو محمّد عبد الكريم السلمي، نا عبد العزيز التميمي، أنا تمام الرازي، أنا أبو عمر محمّد بن عيسى القزويني الحافظ - قراءة عليه - و أبو الطيّب أحمد بن محمّد بن أبي زرعة بن عمرو النصري، قالا: نا أبو عمرو أحمد بن حمدان بن محمّد بن عنبسة الحمصي - يعرف بابن أبي زينب - نا أبو التّقيّ هشام بن عبد الملك اليزني، نا بقية بن الوليد عن (3) ورقاء بن عمر، و بن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن عمرو بن دينار، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«إذا أقيمت الصّلاة فلا صلاة إلاّ المكتوبة»[1209].

قال أبو عمر القزويني: قال ابن أبي زينب: كان هذا الحديث عند أبي التّقيّ في موضعين: موضع عن بقية عن ورقاء، و موضع عن بقية، عن ابن ثوبان؛ فجمعتهما؛ و هما صحيحان.

ص: 112


1- المعجم الصغير للطبراني 16/1.
2- يعني: عمرو بن دينار، انظر الروايات السابقة.
3- بالأصل «بن» و الصواب ما أثبت، عن م.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني - فنقلته من خطه - نا عبد العزيز بن أحمد - لفظا - أنا أبو نصر عبد الوهّاب بن عبد اللّه بن عمر المريّ الجبّان، نا محمّد بن سليمان الربعي البندار: أن محمّد بن الفيض الغسّاني حدّثهم، نا أبي - رحمه اللّه - قال: صلينا في المسجد مع مروان بن محمّد بن حسان الطاطري، فلما انقضت الصّلاة قام رجل عند باب الساعات فقال: يا معشر المسلمين، أنا جوصا، كنت يهوديا فأسلمت فصرت أعيّر باليهودية، فلا تعيّروني بها، فأرجع إليها.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي الفتح عبد الكريم بن محمّد المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال: أحمد بن عمير بن يوسف بن موسى بن جوصا المحدّث الدّمشقي. يروي عن أبي التّقيّ هشام بن عبد الملك، و محمّد بن وزير الدّمشقي و غيرهما من الشاميّين و من البغداديين و الكوفيين؛ و كان قد رحل.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا (1) قال: و أمّا جوصا - بالجيم - فهو أحمد بن عمير بن يوسف بن موسى بن جوصا. يروي عن أبي تقيّ هشام بن عبد الملك، و محمد بن وزير الدّمشقي، و غيرهما من البغداديين و الشاميّين و الكوفيين. (2)

قرأت على أبي القاسم الشّحّامي عن أبي بكر البيهقي، أنا الحاكم أبو عبد اللّه قال: سمعت أبا علي الحافظ يقول: سمعت أحمد بن عمير الدّمشقي - و كان من أركان الحديث - يقول: إسناد بخمسين سند من موت الشيخ إسناد علوّ.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - قراءة - نا عبد العزيز بن أحمد قال: كتب إليّ أبو ذرّ عبد بن أحمد الهروي من مكة - و حدثني عبد الغفار بن عبد الواحد عنه - قال:

سمعت أبا الفتح بن أبي الفوارس الحافظ يقول سمعت أبا مسلم بن محمّد البغدادي الزاهد يحسن الثناء على ابن جوصا.

زاد ابن الأكفاني - في موضع آخر، ممّا لم أجد عليه سماعي بعد - قال: و سمعت أبا مسعود الدّمشقي أو غيره يقول: إن أبا أحمد النيسابوري الحافظ كان حسن الرأي فيه.

ص: 113


1- الاكمال لابن ماكولا 200/3.
2- بعدها فى م: آخر الثالث و الستين.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - قراءة - نا عبد العزيز - لفظا - قال: و كتب إليّ أبو ذرّ عبد بن أحمد،- و حدّثني أبو النجيب عبد الغفار بن عبد الواحد عنه - قال: سمعت أبا مسعود الدّمشقي يقول: جاء رجل بغداذي إلى ابن جوصا، فقال له ابن جوصا كلما أغربت عليّ حديثا من حديث الشام أعطيتك درهما. فلم يزل الرّجل يلقي عليه ما شاء اللّه، و لم يغرب عليه شيئا. فاغتمّ الرجل فقال ابن جوصا: لا تجزع، و أعطاه بكل حديث ذاكره درهما، و كان ابن جوصا ذا مال كثير.

قرأت على أبي القاسم الشّحّامي، عن أبي بكر البيهقي، نا أبو عبد اللّه الحافظ قال: انصرف أبو علي الحافظ إلى دمشق، و قد لحق أحمد بن عمير من الغرباء ما لحق.

و أحمد بن عمير إمام أهل الحديث و رئيس الشام.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - قراءة - نا عبد العزيز بن أحمد، نا العلاء بن حزم، نا علي بن بقاء، نا عبد الغني بن سعيد قال: سمعت حمزة بن محمّد يقول:

سمعت أحمد بن عمير بن جوصا يقول: كنا ببغداذ فرأيت أصحاب الحديث يتذاكرون بحديث أيوب السّختياني و أشباهه، فاطلعت لهم رأسي، فقلت لهم: أيش أسند جنادة عن عبادة ؟ فسكتوا، ثم قلت لهم: أيش أسند عمرو بن عمرو بن عبدة الأحموسي ؟ فلم يجيبوا بشيء.

قال: و نا عبد الغني قال: سمعت أبا الفضل جعفر بن محمّد بن الفضل يقول:

سمعت أبا الحسن علي بن عمر يقول: أجمع أهل الكوفة أنه لم ير من عهد (1)عبد اللّه بن مسعود إلى زمان أبي العباس بن عقدة أحفظ من ابن عقدة.

قال عبد الغني: و سألت أبا القاسم حمزة عنه، فما قال إلاّ خيرا، و قال: هذا رجل يعرف ما عند الناس، و لا يعرفون ما عنده.

قال عبد الغني: و سمعت أبا همّام الكرخي - و اسمه محمّد بن إبراهيم - يقول:

أحمد بن عمير بن جوصا بالشام كأبي العبّاس بن عقدة بالكوفة.

قال عبد الغني: و أبو سعيد بن يونس بمصر كهؤلاء في موضعهم. قال عبد الغني: يعني كهؤلاء في موضعهم: متحقّق بعلمهم.

ص: 114


1- في المطبوعة 96/7 «زمن».

قرأت على أبي (1) القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا عمرو الصغير يقول:

نزلنا بعض الخانات بدمشق قرب القصر، فصلّينا العصر، و نحن على أن نبكّر إلى أحمد بن عمير، فإذا الخانيّ آت (2) يعدو و يقول: أين أبو علي الحافظ؟ فقلت: هاهنا.

فقال: قد حضره الشيخ زائرا. فغدوت فإذا الشيخ راكب على بغلة في الخان. فنزل عن البغلة، و صعد الغرفة التي نزلنا فيها، و سلّم على أبي عليّ ، و رحّب به و أظهر الفرح بوروده، و أخذ في المذاكرة معه إلى أن قربت العتمة، ثم قال: يا أبا علي؛ جمعت حديث عبد اللّه بن دينار؟ فقال أبو علي: نعم. فقال: أخرجه إليّ ، فأخرجه أبو علي، فأخذه و وضعه في كفّه (3)،و قام فركب. فلما أصبحنا جاءنا رسوله و حملنا إلى منزله، فقرأ على أبي عليّ ، و كان أبو علي يذاكره و ينتخب عليه إلى أن أمسينا فانصرفنا إلى رحلنا، و جماعة من الغرباء من الرحّالة ينتظرون أبا علي، فسلّموا عليه، ثم ذكروا شأن أحمد بن عمير و ما نقموا عليه من الأحاديث التي أنكروها، و أبو علي يسكّنهم (4)و يقول: لا تفعلوا، هذا إمام من أئمة المسلمين، و قد جاز القنطرة. و كان زعيمهم و النائب عنهم في الكلام الزبير بن عبد الواحد الأسدآباذي؛ فقال: يا أبا علي؛ إنه ألحق بخطه الجديد في أصل كتابه، في حديث ورقاء، عن عمرو بن دينار:- ورقاء و ابن ثوبان - عن عمرو بن دينار. فقال أبو علي: ليس في هذا الحديث ابن ثوبان. إنما رواية ابن ثوبان: حدّثونا عن أبي القتى، نا بقية، عن ابن ثوبان، عن عطاء بن يسار. و ليس فيه عمرو بن دينار. فبلغ أحمد بن عمير ما جرى بين أبي علي و بينهم في تلك الليلة - و كان يهاب أبا عليّ ، و لا يبالي بهم - فلما كان بعد ثلاثة أيام بعث بوكيل له إلى أبي علي، و معه عشرون دينارا، فقال: يا أبا علي، ينبغي أن تفارق الناحية، فإن السلطان قد طلبك.

فخرج أبو علي، و خرجنا معه.

قال الحاكم: و سمعت أحمد بن محمّد بن عيسى يقول: راسله أحمد بن عمير بأنه قد أنهي إلى السلطان أنك استصحبت غلاما حدثا من أهل خراسان، و أن أباه قد خرج في

ص: 115


1- سقطت من الأصل و كتبت بين السطرين بخط مغاير و صغير.
2- بالأصل «الخانيان» و المثبت يوافق عبارة المطبوعة 97/7.
3- في سير أعلام النبلاء 17/15 «كمه».
4- إعجامها غير واضح بالأصل، و لعل الصواب ما أثبت. و نقرأ في م: يسكتهم.

طلبه - و هو يعني أبا عمرو الصغير - فخرج أبو علي فزعا من هذا الحديث. فسمعت الزبير بن عبد الواحد الأسدآباذي يقول: حكم اللّه بيننا و بين أبي علي. قصدناه [بدمشق] (1)،و صوّرنا له حال أحمد بن عمير، و أقمنا فيه الحجج و البراهين، فأخذ عطاءه و خرج. قلت للزبير: لو كتبت إلى أبي علي بهذا حتى أوصله. فكتب كتابا بخط يده، و أوصلته إلى أبي علي - و الكتاب عندي بخط الزبير - فقرأ أبو علي الكتاب ثم قال لي: يا أبا عبد اللّه، لا تشتغل [بذا] (2)؛فإن الزبير طبل.

قال: و سمعت أبا عبد اللّه الزبير بن عبد الواحد الأسدآباذي الحافظ بأسداباذ يقول (3):

ما رأيت لأبي علي زلّة قطّ إلاّ روايته عن عبد اللّه بن وهب الدّينوري، و أحمد بن عمير بن جوصا.

قال: و سمعت أبا عبد اللّه بن منده يقول: سمعت حمزة الكناني بمصر يقول:

عندي عن ابن جوصا مائتا (4) جزء؛ ليتها كانت بياضا. قال: و ترك الرواية عنه أصلا.

أنبأنا أبو المظفّر عبد المنعم بن القشيري، أنا محمّد بن علي بن محمّد الخشّاب - إجازة - أنا أبو عبد الرّحمن السلمي. قال:

و سألته - يعني الدارقطني - عن أحمد بن عمير بن جوصا فقال: تفرّد بأحاديث؛ و لم يكن بالقوي. سمعت دعلج بن أحمد يقول: دخلت دمشق، و كتب لي عن ابن جوصا جزء، و لست أحدّث عنه؛ فإني رأيت في داره جرو كلب صيني، فقلت: روي عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه نهى عن اقتناء الكلب، و هذا قد اقتنى كلبا[1210].

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال:

ص: 116


1- سقطت من الأصل و استدركت عن المطبوعة 98/7.
2- زيادة عن سير أعلام النبلاء 19/15.
3- الخبر في سير أعلام النبلاء 20/15.
4- عن ميزان الاعتدال 125/1 و بالأصل «مائتي» خطأ، و جاء في الميزان:«حمزة الكتاني» تحريف.

سنة عشرين و ثلاثمائة: توفي أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف بن موسى بن جوصا؛ يوم الأربعاء، وقت صلاة الظهر. و دفن يوم الخميس، بعد (1) صلاة العصر، لثلاث بقين من جمادى الأولى.

و ذكر غيره أنه صلّى عليه ابن أخيه أبو القاسم، و دفن في مقابر باب الصغير.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب بن منده - و حدثني أبو بكر محمّد بن أبي نصر اللفتواني (2)،و أبو مسعود عبد الجليل بن محمّد عنه - أنا عمّي، عن أبيه محمّد بن إسحاق قال: قال لنا ابن يونس:

أحمد بن عمير بن جوصا، أبو الحسن الدمشقي. كتب بمصر قديما، و قدم علينا بعد ذلك، و كتبت عنه. توفي بدمشق سنة عشرين و ثلاثمائة.

قرأت بخطّ أبي الحسن نجا (3) بن أحمد الشاهد؛ قال: وجدت بخط أبي الحسين الرازي - في تسمية من كتب عنه بدمشق في الكرّة الثانية-:

أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف بن موسى، مولى بني هاشم، و يعرف بابن جوصا. مات، و أنا بدمشق، في سنة عشرين و ثلاثمائة.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد السوسي، أنا سهل بن بشر بن أحمد، أنا أبو بكر الخليل بن هبة اللّه بن الخليل التميمي، أنا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي قال:

توفي أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا يوم الأربعاء؛ لثلاث بقين من جمادى الأولى من سنة عشرين و ثلاثمائة.

66 - أحمد بن عون اللّه بن حدير

66 - أحمد بن عون اللّه بن حدير (4)

أبو جعفر الأندلسي القرطبي

سمع ببلده. و رحل فسمع بدمشق أبا الميمون بن راشد، و أبا يعقوب إسحاق بن

ص: 117


1- بالأصل «وقت» و المثبت عن المطبوعة.
2- هذه النسبة إلى لفتوان، إحدى قرى أصبهان.
3- بالأصل: أبي الحسن رشأ بن نظيف و نجا».
4- ضبطت عن تبصير المنتبه 420/1.

إبراهيم الأذرعي، و أبا الحسن أحمد بن سليمان بن حذلم، و أبا القاسم بن أبي العقب، و بأطرابلس خيثمة بن سليمان، و بمكة أبا سعيد بن الأعرابي، و محمّد بن نافع الخزاعي، و بمصر: عبد اللّه بن جعفر بن الورد، و أبا العباس أحمد بن إبراهيم.

روى عنه أبو عمر (1) أحمد بن محمّد الطلبنكي (2).

ذكر أبو عمر أحمد بن محمّد بن عبد اللّه (3) الأندلسي: أنه أبو جعفر أحمد بن عون اللّه بن حدير بن يحيى بن تبيع بن سليمان بن حدير المعروف بالمذبوح بن عبد اللّه بن عمرو بن حدير المجبر، و اسمه سليمان بن جندل بن نهشل (4) بن دارم التميمي. كان رجلا صالحا شديد الانقباض عن أهل الدنيا، لا يمضي إلى أحد، و لا يداخل أحدا، إنما كان من داره إلى مسجده، و من مسجده إلى داره، قاعدا للنّاس لإسماع الحديث من غدوة إلى الليل، و كانت عدة شيوخه الذين روى عنهم، على تفصيل البلاد التي لقيتهم (5) فيها على ما ثبت في دفتره اثنين و سبعين رجلا و امرأتين.

و قال أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن مفرّج:

كان أبو جعفر أحمد بن عون اللّه محتسبا على أهل البدع، غليظا عليهم مذلا لهم، طالبا لمساوئهم، مسارعا في مضارّهم، شديد الوطاءة عليهم، مشرّدا لهم إذا تمكن منهم غير مبق عليهم، و كان كل من كان منهم خائفا منه على نفسه متوقيا، لا يداهن أحدا منهم على حال، و لا يسالمه، و إن عثر لأحد منهم على منكر، و شهد عليه عنده بانحراف عن السنّة نابذه و فضحه و أعلن بذكره و البراءة منه، و عيره بذكر السّوء في المحافل، و أغرى به حتى يهلكه، أو ينزع عن قبيح مذهبه و سوء معتقده، و لم يزل دءوبا على هذا جاهدا فيه ابتغاء وجه اللّه إلى أن لقي اللّه عز و جل. له في الملحدين آثار مشهورة و وقائع مذكورة.

ص: 118


1- بالأصل و معجم البلدان «طلمنكة»«أبو عمرو» و الصواب ما أثبت، انظر سير أعلام النبلاء 566/17.
2- كذا بالأصل، و في سير أعلام النبلاء:«الطلمنكي»، و هو الصواب، و هذه النسبة إلى طلمنكة مدينة بالأندلس (ياقوت) و في سير أعلام النبلاء: طلمنك.
3- بالأصل «عبيد» و الصواب ما أثبت و هو المتقدم، انظر سير أعلام النبلاء و معجم البلدان (طلمنكة».
4- بالأصل «سهل» و المثبت عن هامش الأصل.
5- كذا، و الصواب: لقيهم.

أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن أبي العلاء و غيره، قالوا: أنا أبو القاسم أحمد بن أبي الوليد سليمان بن خلف بن سعد الباجي قال: قال أبي: أبو جعفر بن عون اللّه رجل معروف.

قرأت على أبي الحسن سعد الخير بن محمّد بن سهل الأنصاري، عن محمّد بن أبي نصر الحميدي (1)-في تاريخ الأندلس - قال: أبو جعفر أحمد بن عون اللّه بن حدير قرطبي الدار، يروي عن أبي بكر محمّد بن علي بن الحسين و غيره، و من القادمين إليها:

من أبي القاسم أحمد بن محمّد بن عثمان بن محمّد بن عبد اللّه بن عزيز بن عبد اللّه بن سعيد بن المغيرة بن عمرو بن عثمان بن عفّان العثماني. و من أبي القاسم عبد الرحمن بن الحسن بن محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن العبّاس بن عبد اللّه الشافعي، و من أبي بكر أحمد بن محمّد بن أحمد البزار المكي. روى عنه أبو عمر (2)أحمد بن محمّد الطلنكي المقرئ.

و ذكره القاضي أبو الوليد عبد اللّه بن محمّد بن يوسف بن الفرضي الأندلسيّ فيما قرأته من كتابه في تاريخ [علماء] الأندلس فقال (3):أحمد بن عون اللّه بن حدير البزار (4)،من أهل قرطبة يكنى أبا جعفر، سمع من قاسم بن أصبغ، و محمّد بن عبد اللّه بن (5) أبي دليم و غيرهما من أهل قرطبة، و رحل فسمع بمكة: من ابن الأعرابي، و ابن (6) فراس، و أبي الحسن محمّد بن جبريل بن الليث العجيفي، و أبي رجاء محمّد بن حامد البغدادي المقرئ و غيرهم جماعة. و سمع بأطرابلس الشام: من خيثمة بن سليمان بن حيدرة الأطرابلسي، و بدمشق: من الأذرعي أبي يعقوب، و أبي الميمون الدّمشقي، و ابن أبي العقب و غيرهم. و سمع بمصر: من أحمد بن سلمة بن (7)الضحّاك الهلالي، و عبد اللّه بن جعفر بن الورد البغذادي، و بكر بن العلاء القشيري

ص: 119


1- لم يرد في كتابة «ولاة الأندلس».
2- تقدم أنه: أبو عمر أحمد بن محمد الطلمنكي.
3- تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي ص 54.
4- عند ابن الفرضي: حدير بن يحيى بن تيع بن تبيع البزاز.
5- ابن الفرضي: بن دليم.
6- عن ابن الفرضي و بالأصل «أبي».
7- ابن الفرضي: سلمة الضحاك.

القاضي المالكي، و سعيد بن السّكن في جماعة يكثر تعدادهم. و كان شخصا صدوقا صارما في السنّة، متشددا على أهل البدع، و كان لهجا بهذا النوع صبورا على الأذى فيه.

كتب عنه الناس قديما و حديثا و كتبت عنه.

توفي رحمه اللّه ليلة السبت لثلاث عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الآخر سنة ثمان و سبعين و ثلاثمائة و دفن بمقبرة الربض، و صلّى عليه القاضي محمّد بن يبقى و شهدت جنازته.[قال لي أبو جعفر: ولدت سنة ثلاثمائة] (1).

67 - أحمد بن العلاء بن هلال بن عمر

أبو عبد الرحمن الرّقّي القاضي

أخو هلال بن العلاء

حدث عن عبد اللّه بن جعفر، و عبيد بن جنّاد (2)،و محمّد بن زيد بن أبي أسامة.

روى عنه أبو بكر محمّد بن حمدون بن خالد النيسابوري، و أحمد بن سليمان بن حذلم، و أبو الميمون بن راشد، و خيثمة بن سليمان، و أبو المغيث محمّد بن أحمد بن عبد الواحد الصفار، و أبو الحسن محمّد بن نوح الجنديسابوري، و أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن بن محمّد الرّقي الجارودي، و جبير بن محمّد.

و قدم دمشق في أيّام أحمد بن طولون و كان ممن خلع الموفق بن المتوكل بن المعتصم بها في سنة تسع و ستين و مائتين.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر الشّحّامي، أنا أحمد بن الحسن بن محمّد الأزهري، أنا أبو محمّد الحسن بن أحمد بن محمّد المخلدي، أنا أبو بكر محمّد بن حمدون بن خالد بن يزيد بن زياد، نا أحمد بن العلاء بن هلال الرّقّي قاضي الرّقة - بحمص - نا عبد اللّه بن جعفر، نا عبيد اللّه بن عمرو عن (3) إسحاق بن راشد، عن الزهري، عن عروة و سعيد بن المسيّب و علقمة بن (4) وقاص، و عبيد اللّه بن (5)

ص: 120


1- ما بين معكوفتين زيادة عن ابن الفرضي.
2- كذا بالأصل و سير أعلام النبلاء 310/13 و في المطبوعة 102/7 حماد.
3- بالأصل «بن» خطأ. و المثبت عن م.
4- بالأصل «عن» خطأ و المثبت عن م، و انظر صحيح مسلم كتاب التوبة ح رقم 2770.
5- بالأصل «عن» خطأ و المثبت عن م، و انظر صحيح مسلم كتاب التوبة ح رقم 2770.

عبد اللّه بن عتبة - كلهم - عن عائشة فيما قال لها أهل الإفك فبرأها اللّه ممّا قالوا. و كلهم حدثني طائفة من حديثها، و بعضهم كان أوعى لحديثها من بعض و أثبت لها (1)اقتصاصا، و قد وعيت عن كل واحد منهم الحديث الذي حدثني عنها، و بعض حديثهم يصدّق بعضا، و إن كان بعضهم أوعى له من بعض قالت:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا أراد أن يخرج في سفر أقرع بين أزواجه فأيتهن خرج سهمها خرج بها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم [معه] (2) فقالت عائشة: فأقرع بيننا في غزاة غزاها، فخرج [بها] (3) سهمي، فخرجت مع النبي صلى اللّه عليه و سلم [و ذلك] (4) بعد ما أنزل الحجاب، فأنا أحمل في هودجي، فأنزل فيه، حتى إذا فرغ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من غزوته تلك، و دنوا من المدينة، نودي بالرحيل، فخرجت حين أذنوا بالرحيل، فتبرّزت لحاجتي حتى جاوزت الجيش، فلما قضيت شأني أقبلت إلى رحلي، فلمست صدري فإذا عقد لي من جزع (5) أظفار - و صوابه ظفار - قد انقطع فخرجت في التماسه فحبسني ابتغاؤه، و جاء (6) الرهط الذين يرحلون لي، و احتملوا هودجي فحملوه على بعيري الذي كنت أركب عليه، و هم يحسبون أني فيه، و كان النساء إذ ذاك لم يهبّلهنّ اللحم (7)،إنما تأكل إحدانا العلقة (8)من الطعام فلم يستنكر القوم خفة الهودج حين رفعوه، و كنت جارية حديثة السن فبعثوا الحمل و ساروا، فوجدت عقدي بعد ما استمر الجيش، و جئت مبادرة و ليس بها منهم داع و لا مجيب، فتيممت منزلي الذي كنت فيه، و ظننت أنهم سيفقدوني فيرجعون إليّ ، فبينا أنا كذلك في منزلي إذ غلبتني عيناي (9) فنمت، و كان صفوان بن المعطّل السّلمي من وراء الجيش، فأدلج فأصبح عند منزلي فرأى سواد إنسان نائم فأتاني فعرف (10) حين رآني، و قد كان يراني قبل الحجاب (11)،فاستيقظت باسترجاعه، فخمرت وجهي

ص: 121


1- أي أحفظ و أحسن سردا و إيرادا للحديث.
2- الزيادة عن مسلم.
3- الزيادة عن مسلم.
4- الزيادة عن مسلم.
5- الجزع ضرب من الخرز، و قيل هو الخرز اليماني. و ظفار: مدينة باليمن قرب صنعاء (معجم البلدان).
6- عند مسلم:«و أقبل» و الرهط الجماعة دون العشرة.
7- أي يثقلن باللحم و الشحم. يقال: هبله اللحم و أهبله: إذا أثقله و كثر لحمه و شحمه.
8- أي القليل من الطعام.
9- في مسلم: عيني.
10- في مسلم: فعرفني.
11- مسلم: قبل أن يضرب الحجاب عليّ .

بجلبابي، و اللّه ما تكلمنا بكلمة، و لا سمعت من كلامه غير استرجاعه، حين أناخ راحلته فوطئ على يديها فانطلق بالراحلة حتى أتينا الجيش بعد ما نزلوا موغرين في نحر (1)الظهيرة، و قد هلك من أهل الإفك من هلك، و كان الذي تولى كبر الإفك عبد اللّه بن أبيّ ، فاشتكيت حين قدمت المدينة شهرا، و الناس يفيضون في قول الإفك (2) لا أشعر بشيء من ذلك، و هو يريبني في وجعي أني لا أعرف من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم اللطف الذي كنت أراه منه حين أشتكي، إنما يدخل فيقول:«كيف تيكم ؟» ثم ينصرف فذاك الذي يريبني منه، و لا أشعر بشيء (3) حتى خرجت بعد ما نقهت (4) أنا و أم مسطح (5)-و هي بنت أبي رهم بن عبد المطلب بن عبد مناف و أمّها بنت صخر بن عامر خالة أبي بكر، و ابنها مسطح بن أثاثة (6) بن المطّلب، فأقبلت أنا و أمّ مسطح، فقلت: فرغنا من شأننا، فعثرت أمّ مسطح في مرطها (7)،فقلت فيما ذا؟ قالت: فأخبرتني بقول أهل الإفك، فازددت مرضا على مرضي، فلما رجعت إلى بيتي دخل علي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«كيف تيكم ؟» فقلت: أ تأذن لي فآتي أبويّ ؟- و حينئذ أريد أن استيقن الخبر من قبلهما - قالت: فأذن لي من الغد، فجئت أبوي، فقلت لأمي: يا أمّه ما ذا يتحدث الناس به ؟ قالت: يا بنية هوّني عليك، فو اللّه لقلّ ما كانت امرأة وضيئة، عند رجل يحبها و لها ضرائر إلاّ كثّرن عليها. قلت: سبحان اللّه! و لقد تحدث الناس بهذا، فمكثت تلك الليلة أبكي حتى أصبحت لا يرقى (8) لي دمع و لا أكتحل بنوم، قالت: ثم أصبحت أبكي، فدعا

ص: 122


1- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن مسلم. و نحر الظهيرة: وقت القائلة و شدّة الحرّ. و قوله: موغرين: الموغر، النازل في وقت الوغرة و هي شدة الحر.
2- يفيضون في قول أهل الإفك: أي يخوضون فيه. و الإفك: بكسر فسكون، و حكى القاضي عياض فيهما الفتح: الكذب.
3- في مسلم: بالشر.
4- نقهت: يقال نقه ينقه نقوها فهو ناقه، و نقه ينقه نقها فهو ناقه هو الذي أفاق من المرض و برأ منه، و هو قريب عهد به.
5- بعدها في مسلم:- و سقطت العبارة من الأصل-. قبل المناصع، و هو متبرزنا، و لا نخرج إلا ليلا إلى ليل. و ذلك قبل أن نتخذ الكنف قريبا من بيوتنا. و أمرنا أمر العرب الأول في التنزه. و كنا نتأذى بالكنف أن نتخذها عند بيوتنا. فانطلقت أنا و أم مسطح.
6- في مسلم: أثاثة بن عباد بن المطلب.
7- المرط : كساء من صوف، و قد يكون من غيره. و بعدها في مسلم: فقالت: تعس مسطح، فقلت لها: بئس ما قلت. أ تسبّين رجلا قد شهد بدرا. قالت: أي هنتاه أ و لم تسمعي ما قال ؟.
8- في مسلم:«لا يرقأ» أي لا ينقطع.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أسامة بن زيد و عليا حين استلبث الوحي يستشيرهما في فراق أهله، فأمّا أسامة فأشار على النبي صلى اللّه عليه و سلم بما يعلم من براءة أهله و بالذي في نفسه من الودّ لهم. فقال:

يا رسول اللّه ما نعلم إلاّ خيرا. و أمّا علي فقال: يا رسول اللّه لم يضيّق اللّه عليك النساء، و النساء سواها كثير. فإن تسأل الجارية تصدقك، فدعا بريرة فقال:«يا بريرة رأيت شيئا يريبك ؟» قالت: و الذي بعثك بالحق ما رأيت عليها أمرا قط أغمصه (1) قط أكثر من إنها حديثة السن تنام عن عجين أهلها فيأتي الداجن فيأكله، فقام النبي صلى اللّه عليه و سلم فاستعذر من عبد اللّه بن أبيّ فقال:«من يعذرني من رجل بلغ في أهلي أذاه، فو اللّه ما علمت إلاّ خيرا، و لقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلاّ خيرا، و ما كان يدخل على أهلي إلاّ معي».

فقام سعد بن معاذ فقال: يا رسول اللّه، أنا أعذرك منه، إن كان من إخواننا الأوس ضربت عنقه، و إن كان من إخواننا الخزرج أمرتنا ففعلنا ما أمرتنا، فقام سعد بن عبادة:

و هو سيّد الخزرج و قد كان قبل ذلك رجلا صالحا و لكن استحملته (2) الحميّة فقال لسعد بن معاذ: كذبت لعمر و اللّه لا تقتله و لا تقدر على قتله، فقام أسيد بن حضير و هو ابن عم سعد بن معاذ فقال:- يعني لسعد بن عبادة-: كذبت لعمر اللّه لنقتلنه، فإنك منافق تجادل عن المنافقين، و تبادر الحيان - الأوس و الخزرج - حتى همّوا أن يقتتلوا و النبي صلى اللّه عليه و سلم قائم على المنبر، فلم يزل يسكتهم (3) حتى سكتوا، فمكثت يومي ذلك لا يرقى لي دمع و لا اكتحل بنوم، و بت ليلتي لا ترقى لي دمع و لا أكتحل بنوم، فأصبح أبواي عندي، و قد لبثت ليلتي و يومي لا يرقى لي دمع، و هما يظنان أن البكاء فالق كبدي فبينما هما جالسان و أنا أبكي إذ (4) استأذنت امرأة من الأنصار عليّ ، فأذنت لها، فجلست تبكي فبينا نحن كذلك إذ دخل علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و جلس - فلم يجلس قبل ذلك منذ قيل ما قيل، و لقد لبث شهرا لا يوحى إليه شيء - فتشهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثم جلس جلسة فقال:

«أمّا بعد يا عائشة ؟ فإنه قد بلغني كذا و كذا، فإن كنت بريئة فسيبرّئك اللّه، و إن كنت ألممت بذنب فاستغفري اللّه ثم توبي إليه، فإن العبد إذا أذنب ثم تاب إلى اللّه تاب اللّه عليه»، فلما قضى النبي صلى اللّه عليه و سلم مقالته قلص دمعي حتى ما أحسّ منه قطرة، فقلت لأبي:

ص: 123


1- عن مسلم و بالأصل «أغمضه» و في مسلم «عليها» بدل «قط » و أغمضه عليها: يعني أعيبها به.
2- في مسلم: اجتهلته.
3- في مسلم: يخفضهم.
4- بالأصل «إذا» خطأ، و اللفظة لم ترد في مسلم.

أجب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فيما قال، فقال: و اللّه ما أدري ما أقول لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقلت لأمّي: أجيبي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقالت: و اللّه ما أدري ما أقول لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم [فقلت] (1)و إني جارية حديثة السّن لم أقرأ كثيرا من القرآن و اللّه لقد علمت أنكم قد سمعتم هذا الحديث حتى استقرّ في أنفسكم، فصدّقتم به، و لئن قلت: إني بريئة - و اللّه يعلم أني بريئة - لا تصدّقوني، و اللّه ما أجد لي و لكم مثلا إلاّ أبا يوسف: فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَ اللّٰهُ الْمُسْتَعٰانُ عَلىٰ مٰا تَصِفُونَ (2) قالت: ثم تحولت فاضطجعت على فراشي و أنا حينئذ أعلم أني بريئة.

و ما كنت أظن أن اللّه ينزل في شأني و حيا يتلى، لشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم اللّه فيّ بأمر، و لكني كنت أرجو أن يري اللّه نبيه صلى اللّه عليه و سلم في النوم رؤيا يبرّئني اللّه بها، فو اللّه ما رام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مجلسه، و لا خرج أحد من أهل البيت حتى أخذه ما كان يأخذه من البرحاء (3)،قالت: و هو العرق حين ينزل عليه الوحي، و كان إذا أوحي إليه يأخذه من البرحاء حتى أنه لينحدر عليه مثل الجمان (4) من العرق في اليوم الشاتي من ثقل القرآن الذي أنزل عليه. فسري عن النبي صلى اللّه عليه و سلم و هو يضحك، فكانت أول كلمة تكلم بها أن قال:«يا عائشة، أمّا بعد فقد برّأك اللّه» فقالت أمّي قومي إليه فقلت: و اللّه لا أقوم إليه و لا أحمد إلاّ اللّه عزّ و جل [و أنزل اللّه تعالى]: إِنَّ الَّذِينَ جٰاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ (5) إلى آخر العشر آيات كلها، فلما أنزل اللّه هذا كله في براءتي. قال أبو بكر - و كان ينفق على مسطح لقرابته منه و فقره - و اللّه لا أنفق على مسطح شيئا أبدا بعد الذي قال لعائشة فأنزل اللّه تعالى: وَ لاٰ يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ ، وَ السَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبىٰ وَ الْمَسٰاكِينَ وَ الْمُهٰاجِرِينَ (6) الآية، فقال أبو بكر: و اللّه إنّي لأحب أن يغفر اللّه، لي فرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه، و قال: لا أنزعها منه أبدا، و كان النبي صلى اللّه عليه و سلم سأل زينب بنت جحش فقال:«يا زينب ما ذا علمت و رأيت ؟» فقالت له زينب: ما

ص: 124


1- زيادة عن مسلم.
2- سورة يوسف، الآية:18 و فيها:«و اللّه».
3- البرحاء: الشدة.
4- الجمان: الدرّ.
5- سورة النور، الآية:11.
6- سورة النور، الآية:22.

علمت و لا رأيت إلاّ خيرا أحمي سمعي (1) و بصري. قالت: و هي التي كانت تساميني (2)من أزواج النبي صلى اللّه عليه و سلم فعصمها اللّه بالورع، فطفقت أختها حمنة بنت جحش تحارب لها، فهلكت فيمن هلك من أهل الإفك[1211].

فقال الزهري: فهذا ما انتهى إلينا من خبر هؤلاء الرهط من أهل الحديث.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو (3) سليمان بن زبر قال: و فيها - يعني سنة اثنتين و تسعين و مائة - ولد أحمد بن العلاء أخو هلال.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي، أنا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو أحمد محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن القاسم بن جامع الدّهّان، نا أبو علي محمّد بن سعيد بن عبد الرحمن الحافظ الرّقي - في تاريخ الرّقة - قال: أحمد بن العلاء، كنيته أبو عبد الرحمن، مات و هو قاضي ديار مضر (4) سنة أربع و سبعين و مائتين.

هذا وهم و المحفوظ ما أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم فيما قرأته عليه عن أبي العباس أحمد بن إبراهيم الرازي، أنا أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر الصوّاف، أنا القاضي أبو الحسن علي بن الحسين بن بندار الأذني (5)،أنا أبو عروبة الحسين بن محمّد بن مودود - في الطبقة الثامنة من أهل الجزيرة - قال: أحمد بن هلال الرّقّي يكنى أبا عبد الرحمن، لا يخضب، مات بالرقة في سنة ست و سبعين و مائتين و هو على القضاء.

قرأت بخط أبي القاسم تمام بن محمّد، و أنبأني أبو القاسم النسيب، عن أبي علي الأهوازي، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علاّن الحرّاني

ص: 125


1- أي أصون سمعي و بصري من أن أقول: سمعت و لم أسمع، و أبصرت و لم أبصر.
2- أي تفاخرني و تضاهيني بجمالها و مكانها عند النبي صلى اللّه عليه و سلم، و هي مفاعلة من السمو، و هو الارتفاع.
3- بالأصل:«بن سليمان» و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
4- بالأصل و مختصر ابن منظور 203/3 و تهذيب ابن عساكر 426/1، و المثبت عن سير أعلام النبلاء: ترجمته 310/13.
5- الأذني بفتح الألف و الذال، هذه النسبة إلى أذنة و هي من مشاهير البلدان بساحل الشام عند طرسوس. (الأنساب).

الحافظ ، قال: أحمد بن العلاء بن هلال بن عمر مولى بني [باهلة] (1) أخو هلال بن العلاء، أخبرني محمود قال: أبو عبد الرّحمن أحمد بن العلاء مات سنة ست و سبعين و مائتين.

قال أبو الحسن: و سمعت محمد بن سعيد يقول: أحمد بن العلاء، كنيته أبو عبد الرحمن. مات و هو قاضي ديار مضر سنة أربع و سبعين و مائتين.

أنبأنا أبو القاسم النسيب، عن أبي علي الأهوازي، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علاّن، أنا محمود، عن هلال - يرثي أخاه و أبا الهيثم بن أخيه - توفيا في عشرين يوما، مات أبو عبد الرحمن قبل:

أيا أيها القبران شوقي إليكما *** طويل و قد أفنيت دمعي عليكما

تضمّنتما دوني حبيبين فالطفا *** و شخصين حلاّ أمس في (2) حفرتيكما

حبيبين كانا مؤنسين فأصبحا *** مرعى (3) على طول البلا مؤنسيكما

سلام و رضوان و روح و رحمة *** و مغفرة المولى على ساكنيكما

ص: 126


1- سقطت من الأصل و استدركت عن مطبوعة ابن عساكر 107/7.
2- غير واضحة بالأصل، و في تهذيب ابن عساكر 426/1 «حلاّ بين حفرتيكما» و المثبت يوافق المطبوعة.
3- في المطبوعة 107/7 فأضحيا برغمي.
ذكر من اسم أبيه عيسى من الأحمدين
68 - أحمد بن عيسى بن علي بن ماهان

أبو جعفر الرازي المعروف بالجوّال (1)

سمع بدمشق: هشام بن عمّار، و دحيما و حدث عنهما، و عن عبد العزيز بن يحيى المدني، و أبي غسان محمّد بن عمرو زنيج (2)،و محمّد بن أبان البلخي، و عبد الرحمن بن مسلم الواقدي.

روى عنه: مكرم بن أحمد القاضي، و عبد الرحمن بن محمّد بن أحمد بن سياه، و أحمد بن إسحاق الشعّار الأصبهانيان، و موسى بن محمّد بن علي بن عبد اللّه.

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم حدّثنا أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنا أبو نعيم الحافظ (3)،نا عبد الرحمن بن محمّد بن أحمد بن سياه المذكر، نا أحمد بن عيسى بن ماهان، نا عبد الرحمن بن مسلم، نا علي بن ثابت الجزري، عن الوازع بن نافع، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أسامة بن زيد قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«من كذب عليّ متعمّدا فليتبوأ مقعده من النار»[1212].

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن منجويه الدّينوري، نا موسى بن محمّد بن علي بن عبد اللّه، نا أحمد بن عيسى بن ماهان الرازي ببغداد، نا هشام بن عمّار، نا مروان بن معاوية، عن أبي

ص: 127


1- بالأصل «الحوال» و المثبت عن م، و انظر ذكر أخبار أصبهان 111/1.
2- ضبطت بالتصغير عن تقريب التهذيب.
3- الخبر في ذكر أخبار أصبهان 112/1.

عبد اللّه الثقفي، نا عرفجة الثقفي قال: كان علي بن أبي طالب يأمر الناس بقيام رمضان، و يأمر (1) للرجال إماما و للنساء إماما. قال عرفجة: فكنت أنا إمام النساء.

أنبأنا أبو علي الحداد ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه قال: قال أبو نعيم الحافظ (2):أحمد بن عيسى بن ماهان الرازي، أبو جعفر الجوّال قدم علينا سنة تسع و ثمانين و مائتين، أملى علينا في الجامع، عن عبد العزيز بن يحيى المدني، و هشام بن عمّار، و دحيم و الشاميين، انتقى عليه الوليد بن أبان و مشايخنا، و انتخب عليه (3) ببغداذ أبو الأذان (4)،صاحب غرائب و حديث كثير.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس قال: قال لنا أبو بكر الخطيب (5):أحمد بن علي بن عيسى بن ماهان، أبو جعفر الرازي، قدم بغداد و حدث بها عن أبي غسان زنيج و غيره.

روى عنه مكرم بن أحمد القاضي، سمعت أبا نعيم الحافظ يقول: أحمد بن عيسى بن ماهان الرازي، أبو جعفر الجوال صاحب غرائب و حديث كثير، حدّث بأصبهان بن عبد العزيز بن يحيى المديني (6)،و هشام بن عمّار، و دحيم، و انتخب عليه ببغداد أبو الأذان.

69 - أحمد بن عيسى بن يوسف

أبو جعفر

سمع بدمشق: هشام بن عمّار.

روى عنه أبو أحمد بن عدي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، نا أبو جعفر أحمد بن عيسى بن يوسف - ببيت المقدس - نا

ص: 128


1- في مختصر ابن منظور 203/3 و يجعل.
2- ذكر أخبار أصبهان 111/1-112.
3- عن أخبار أصبهان، و بالأصل «عنه».
4- عن أخبار أصبهان و بالأصل «الانان».
5- تاريخ بغداد 278/4.
6- تاريخ بغداد: المدني.

هشام بن عمّار بن نصير - بدمشق سنة أربع و أربعين و مائتين - نا عمر بن المغيرة، نا الرّبيع بن لوط ، عن البراء بن عازب:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لقيه و أخذ بيده قلت: يا رسول اللّه ما كنت أحسب هذه المصافحة إلاّ من أخلاق الأعاجم و سنّتهم [قال:«لا،] (1) إن المسلمين إذا التقيا فتصافحا لم يتتاركا حتى يغفر لهما»[1213].

70 - أحمد بن عيسى

أبو سعيد الخرّاز (2) الصّوفي البغدادي

حدث عن: إبراهيم بن بشّار الخراساني صاحب إبراهيم بن أدهم، و محمّد بن منصور الطوسي.

روى عنه: أبو الحسن علي بن محمّد المصري الواعظ ، و أبو جعفر الصيدلاني، و علي بن حفص الرازي، و أبو محمّد الجريري (3) الصّوفيّ ، و أبو بكر أحمد بن الحسن الدقاق (4)،و محمّد بن علي الكتاني، و محمد بن أحمد بن مقاتل. و اجتاز بصيدا من ساحل دمشق في سياحته.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا أبو بكر الخطيب (5)،أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو الفتح يوسف بن عمر القوّاس، نا علي بن محمّد المصري، نا أبو سعيد أحمد بن عيسى الخرّاز البغدادي الصّوفي، نا عبد اللّه بن إبراهيم الغفّاري، نا جابر بن سليم، عن يحيى بن سعيد، عن محمّد بن إبراهيم، عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«سوء الخلق شؤم، و شراركم أسوأكم خلقا»[1214].

قال الخطيب: و هكذا رواه أبو عبد الرحمن السّلمي عن القوّاس.

ص: 129


1- ما بين معكوفتين زيادة عن مختصر ابن منظور 203/3.
2- هذه النسبة إلى خرز الأشياء من الجلود كالقرب و السطائح و السيور و غيرها.
3- بالأصل «الحريري» و الصواب و الضبط عن تبصير المنتبه 320/1 و فيه: شيخ الصوفية ببغداد بعد الجنيد أبو محمد الجريري.
4- كذا و في المطبوعة 110/7 «الزقاق».
5- تاريخ بغداد 276/4.

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي، أنا أبو بكر محمّد بن يحيى بن إبراهيم المزكّي، قال: قال أبو عبد الرّحمن السّلمي أحمد بن عيسى الخرّاز أبو سعيد. إمام القوم في كلّ فنّ من علومهم. بغداديّ الأصل، له في مبادئ أمره عجائب و كرامات مشهورة. ظهرت بركته عليه، و على من صحبه، و هو أحسن القوم كلاما خلا الجنيد فإنه الإمام. و قيل: إن أوّل من تكلم في علم الفناء و البقاء أبو سعيد الخرّاز.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس قال: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):أحمد بن عيسى، أبو سعيد الخرّاز الصّوفيّ من كبار شيوخنا (2) كان أحد المذكورين بالورع و المراقبة، و حسن الرعاية و المجاهدة، و حدّث شيئا يسيرا عن إبراهيم بن بشار صاحب إبراهيم بن أدهم و عن غيره، روى عنه علي بن محمّد المصري.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري قال: قال لنا أبي الأستاذ أبو القاسم رحمه اللّه:

و منهم أبو سعيد أحمد بن عيسى الخرّاز من أهل بغداد صحب ذا النون المصري، و النّباجي (3) و أبا عبيد البسري، و السّري، و بشرا و غيرهم. مات سنة سبع و سبعين و مائتين.

قال أبو سعيد الخرّاز: كل باطن يخالف ظاهر فهو باطل.

و قال أبو سعيد الخرّاز: صحبت الصّوفية ما صحبت، فما وقع بيني و بينهم خلف، قالوا: لم ؟ قال: لأني كنت معهم على نفسي.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا (4) قال: و أما الخرّاز - أوله خاء معجمة و بعدها راء و آخره زاي - أبو سعيد أحمد بن عيسى الخرّاز، الصوفي، له تصانيف.

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل، أنا محمّد بن يحيى بن إبراهيم ح.

ص: 130


1- الخبر في تاريخ بغداد 276/4.
2- في تاريخ بغداد: شيوخهم.
3- اسمه سعيد بن بريد الصوفي، له ترجمة مطولة في حلية الأولياء 310/9 و تحرف فيها إلى:«سعيد بن يزيد الساجي».
4- الاكمال لابن ماكولا 186/2.

و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا أبو بكر الخطيب (1)،أنا إسماعيل بن أحمد الحيري (2) قالا: أنا محمّد بن الحسين السّلمي قال: سمعت أبا بكر بن الطرسوسي يقول: أبو سعيد الخرّاز قمر الصّوفية.

و أخبرنا أبو الحسين بن قبيس، نا أبو بكر الخطيب (3)،أنبأنا أبو سعد الماليني، قال: سمعت علي بن عمر الدّينوري يقول: سمعت إبراهيم بن شيبان يقول: قال الجنيد: لو طالبنا اللّه بحقيقة ما عليه أبو سعيد الخرّاز لهلكنا، قال علي: فقلت لإبراهيم:

و إيش كان حاله ؟ فقال: أقام كذا و كذا سنة يخرز ما فاته [ذكر] (4) الحق بين الخرزتين.

سمعت أبا المظفّر بن القشيري يقول: سمعت أبي يقول: سمعت محمّد بن الحسين يقول: سمعت أحمد بن علي بن جعفر يقول: سمعت الكتّاني يقول: سئل أبو سعيد الخرّاز هل يصير العارف إلى حال يجفو عليه البكاء؟ فقال: نعم إنما البكاء في أوقات سيرهم إلى اللّه، فإذا نزلوا بحقائق القرب، و ذاقوا طعم الوصول من برّه، زال عنهم ذلك.

أنبأنا أبو الحسن الفارسي، أنا محمّد بن يحيى، أنا أبو عبد الرحمن السّلمي قال: سمعت أبا الحسن علي بن نصر الشيروي ببغذاذ يقول: سمعت المرتعش يقول:

الخلق كلهم عيال على أبي سعيد الخرّاز، إذا تكلم هو في شيء من الحقائق.

قال: و سمعت أبا علي الأهوازي يقول: سمعت الجلاّء بمكة يقول: بلغني أن أبا سعيد الخرّاز كان مقيما بمكّة و كان من أفقه الصّوفية، و كان له ابنان، فمات أحدهما قبله فرآه في المنام، فقال له: يا بني أوصني، فقال: يا أبة لا تعامل اللّه على الحمق. قال: يا بني زدني، قال: لا تخالف اللّه فيما يريد، قال: يا بني زدني، قال: لا تطيق، قال: قل، قال: لا تجعل بينك و بين اللّه قميصا، قال فما لبس القميص ثلاثين سنة. فقال لإبراهيم الخوّاص ذلك، فقال: أحجب ما كان من ربه في ذلك الوقت.

ص: 131


1- تاريخ بغداد 276/4.
2- بالأصل:«الحرى» و المثبت عن تاريخ بغداد.
3- تاريخ بغداد 276/4-277.
4- زيادة عن تاريخ بغداد، و هي أيضا مستدركة على أصله.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد الرحمن السّلمي قال: سمعت محمّد بن عبد اللّه بن شاذان يقول: سمعت محمد بن علي الكتّاني يقول: سمعت أبا سعيد الخرّاز يقول: الاشتغال بوقت ماض تضييع وقت ثان.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس أنا أبو بكر الخطيب (1)،حدّثني أبو نصير إبراهيم بن هبة اللّه بن إبراهيم الجرباذقاني (2)-بها لفظا - نا أبو منصور معمر بن أحمد الأصبهاني ح.

و حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل - إملاء - بأصبهان، أنا أبو مطيع محمد [بن عبد] (3) الواحد الصحّاف، أنا أبو منصور معمر - يعني ابن أحمد الأصبهاني - قال: سمعت أبا الفتح الفضل بن جعفر قال: سمعت أبا الفضل بن العباس.- و قال الخطيب: أنا الفضل العباس، و قالا: ابن الشاعر يذكر عن تلميذ - و قال الخطيب تلميذة - لأبي سعيد الخرّاز قال: و قال الخطيب: قالت: كنت أسأله مسألة قالا: و الإزار بيني بينه مشدود فأستقرى حلاوة كلامه فنظرت في بقية الإزار. و قال الخطيب: في ثقب (4) من الإزار - فرأيت شفته فلما وقعت عيني عليه سكت. و قال:

جرى هاهنا حدث فأخبريني ما هو؟ فعرفته أني نظرت إليه. فقال: أ ما علمت أن نظرك إليّ معصية! و هذا العلم لا يحتمل التخليط ، فلذلك حرمت هذا العلم.

و الصواب ما في رواية الخطيب.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، نا أبو سعد (5) الماليني، نا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه الرازي، قال: سمعت محمّد بن علي الكتاني يقول: سمعت أبا سعيد الخرّاز يقول: من ظن أنه ببذل المجهود يصل فمتعنّ ، و من ظن أنه بغير بذل المجهود يصل فمتمنّ (6).

ص: 132


1- تاريخ بغداد 277/4.
2- هذه النسبة إلى جرباذقان، بلدتان، الأولى بين جرجان و أسترآباذ، و الثانية: بين أصبهان و الكرج.(انظر ياقوت - و الأنساب).
3- بياض بالأصل و المثبت عن م، و انظر سير أعلام النبلاء:176/19 ترجمته.
4- عن تاريخ بغداد و بالأصل «نقب».
5- بالأصل «أبو سعيد» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر سير أعلام النبلاء 30/17 و اسما: أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد اللّه.
6- بالأصل «فمتعني... فمتمنّي» بإثبات الياء، و هو جائز، و الأصح ما أثبت.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا أبو بكر الخطيب (1)،أنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي بنيسابور، قال: سمعت أبا بكر محمّد بن عبد اللّه الرازي.

ح و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبي، قال: سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن يقول: سمعت محمد بن عبد اللّه يقول: سمعت أبا جعفر الصيدلاني يقول: سمعت أبا سعيد الخرّاز يقول: من ظنّ أنه ببذل الجهد يصل، فمتعنّ (2)،و من ظن أنه بغير الجهد - و قال العبدوي: بذل الجهد - يصل فمتمنّي (3).

أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن زريق - أنا و أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد - نا أبو بكر الخطيب (4)،حدثني عبد العزيز بن علي الأزجي، قال:

سمعت علي بن عبد اللّه الهمداني بمكة يقول: حدثنا محمّد بن الحسن، نا أبو القاسم بن مردان ببغداذ قال: كان عندنا بنهاوند فتى يصحبني، و كنت أنا أصحب أبا سعيد الخرّاز، فكنت إذا رجعت حدثت ذلك الفتى ما أسمع من أبي سعيد، فقال لي ذات يوم: إن سهل اللّه لك الخروج خرجت معك حتى أرى هذا الشيخ الذي تحدّثني عنه، فخرجت و خرج معي و وصلنا إلى مكة، فقال لي: ليس نطوف حتى نلقى أبا سعيد، فقصدناه و سلمنا عليه، فقال الشاب مسألة - و لم يحدثني أنه يريد أن يسأل عن شيء - فقال له الشيخ: سل، فقال: ما حقيقة التوكل ؟ فقال الشيخ: أن لا يأخذ الحجة من حمولا، و كان الشاب قد أخذ حجة من حمولا - و هو رئيس نهاوند - و ما علمت به أنا، فورد على الشاب أمر عظيم و خجل، فلما رأى الشيخ ما جاء (5) به عطف عليه و قال:

ارجع إلى سؤالك، ثم قال أبو سعيد: كنت أراعي شيئا من هذا الأمر في حداثتي، فسلكت بادية الموصل فبينا أنا سائر إذ سمعت حسّا من ورائي، فحفظت قلبي عن الالتفات، فإذا الحس قد دنا مني، و إذا سبعين قد صعدا على كتفي فلحسا خدّيّ ، فلم انظر إليهما حيث بعدا و لا حيث نزلا.

سمعت أبا المظفّر بن القشيري يقول: سمعت أبي يقول: سمعت الشيخ أبا عبد

ص: 133


1- تاريخ بغداد 277/4.
2- كذا بالأصل بإثبات ياء المنقوص في الرفع، و تقدم أنه جائز، و الذي في تاريخ بغداد:«فمتمنّ ... فمتعنّ » تقديم و تأخير، و بالتنوين في اللفظتين.
3- كذا بالأصل بإثبات ياء المنقوص في الرفع، و تقدم أنه جائز، و الذي في تاريخ بغداد:«فمتمنّ ... فمتعنّ » تقديم و تأخير، و بالتنوين في اللفظتين.
4- تاريخ بغداد 400/14 في ترجمة أبي القاسم بن مردان (وقع في تاريخ بغداد: مروان).
5- في تاريخ بغداد: ما حلّ به.

الرّحمن السّلمي يقول: سمعت محمّد بن عبد اللّه يقول: سمعت أبا جعفر الصّيدلاني يقول: سمعت أبا سعيد الخرّاز يقول: قال لي بعض مشايخي عليك بمراعاة سرّك و المراقبة، قال: فبينا أنا يوما أسير في البادية فإذا أنا بخشخشة خلفي، فهالني ذلك و أردت أن ألتفت فلم ألتفت، فرأيت (1) شيئا واقفا على كتفي فانصرف، و أنا مراعي لسرّي، ثم التفتّ فإذا سبع عظيم.

و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبي قال: و حكي عن أبي سعيد الخرّاز أنه قال: كنت في بعض أسفاري و كان يظهر لي (2) كل ثلاثة أيام شيئا فكنت آكله و أشتغل، فمضى ثلاثة أيّام وقتا من الأوقات و لم يظهر شيء، فضعفت و جلست فهتف بي هاتف:

أيما أحبّ إليك سبب أو قوة ؟ فقلت: القوة، فقمت من وقتي، و مشيت اثني عشر يوما لم أذق شيئا و لم أضعف.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد الرحمن السّلمي قال: و سمعت أبا المظفّر بن القشيري يقول: سمعت أبي يقول: سمعت محمّد بن الحسين يقول: سمعت أبا نصر الأصبهاني يقول: سمعت محمّد بن عيسى البياضي يقول: قال أبو سعيد الخرّاز: العلم ما استعملك، و اليقين ما حمّلك.

رواها الخطيب: عن القشيري عن السّلمي.

سمعت أبا المظفّر القشيري يقول: سمعت أبي يقول: سمعت محمّد بن الحسين يقول: سمعت أبا عبد اللّه الرازي يقول: سمعت أبا العباس الصيّاد يقول: سمعت أبا سعيد الخرّاز يقول: رأيت إبليس في النوم و هو يمرّ عني ناحية، فقلت: تعال. فقال:

إيش أعمل بكم ؟ أنتم طرحتم عن نفوسكم ما أخادع به الناس. قلت: و ما هو؟ قال:

الدنيا، فلما ولى عني (3) التفت إليّ و قال: غير أن لي فيكم لطيفة، قلت: و ما هي (4)؟ قال: صحبة الأحداث.

ص: 134


1- بالأصل «فرأينا».
2- كتبت بين اللفظتين فوق السطر.
3- عن م و بالأصل «مني»
4- عن م، و بالأصل «هو»

أخبرنا أبو الحسن زيد بن الحسين بن زيد بن حمزة الموسوي - بطوس - أنا أبو شجاع محمّد بن سعدان الشيرازي المقاريضي قال: سمعت علي بن بكران يقول:

سمعت [الشيخ أبا الأزهر يقول: سمعت أبا الحسن علي بن محمّد البصري المعروف بالحمال يقول: سمعت] (1) أبا محمّد بن جعفر يقول: سمعت أبا سعيد الخرّاز قال:

رأيت إبليس في منامي، و كان بيده عصا فرفعته حتى أضربه بها، فقال لي قائل: هذا لا يفزع من العصا. فقلت له: من أيّ شيء يفزع ؟ قال: من نور مكنون (2) في القلب.

أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمّد الحافظ ، أنا أحمد بن علي بن الحسين بن زكريا الطريثيثي (3)،أنا أبي، أنا أبو سعد (4) الماليني، قال: سمعت أبا الحسين محمّد بن أحمد بن سمعون يقول: سمعت أبا الحسن علي بن محمّد بن أحمد المصري يقول:

سمعت أبا سعيد الخرّاز يقول: ليس في طبع المؤمن قول لا، و ذلك أنه إذا نظر إلى ما بينه و بين ربّه من أحكام الكرم استحيا أن يقول لا.

قال: و أنا أبو سعد قال: سمعت أبا إسحاق عبد الملك بن حيّان المرادي يقول:

سمعت الحسن بن عبد العزيز يقول: جاء أبو سعيد الخرّاز إلى رجل من أبناء الدنيا فقال: جئتك من عنده، و أنا أعرف (5) به منك و أنت تشهد لي بذلك فلا تردني إليه.

أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز المكي، أنا الحسين بن يحيى بن إبراهيم المكي، نا الحسين بن علي بن محمد الشيرازي، أنا علي بن عبد اللّه بن جهضم، نا أبو العباس محمد بن الحسن، نا أبو القاسم عثمان بن مردان - قدم علينا بغداذ - قال: سمعت أحمد بن عيسى يقول: إذا صدق المريد في بدايته أيّده اللّه بالتوفيق، و جعل له واعظا من نفسه، كما روي في الحديث و ذلك أني أصبت ميراثا فآخذ منه القوت، و أتقلل منه شيئا موزونا كل يوم معلوما، و لزمت العزلة مع ذلك، فكأني خوطبت في سرّي، ثم سمعت قائلا يقول: إذا أنت أكلت الطعام في كل ليلة فبما ذا

ص: 135


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
2- في مختصر ابن منظور 206/3 يكون.
3- الطريثيثي نسبة إلى طريثيث ناحية و قرى من أعمال نيسابور، و طريثيث قصبتها.
4- بالأصل «سعيد» خطأ، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ قريبا.
5- عن مختصر ابن منظور 206/3 و بالأصل «أعوذ به».

تفضل على سائر الناس ؟ و لكن اجعله في كل ليلتين أكلة، فلزمت ذلك وقتا، و صعب عليّ جدا، و ذلك لا من طريق نفسي و امتناعها عليّ ، و لكن لعلمي بأنّ الطيّ منزلة عظيمة عالية، و هبة من اللّه جزيلة رفيعة لا يعطيها إلاّ من عرف قدرها، فرغبت إلى اللّه تعالى فيها، فسألته إدامتها لي و التفضّل بها عليّ ، فوهبها إليّ بفضله و منّه، فكنت آكل ذلك القوت الذي كنت آكله في (1) ليلة واحدة، أتناوله في ليلتين، و كنت الليلة التي أطويها يأتيني شخص جميل حسن البشرة نظيف الثياب، بجام أبيض فيه عسل فيقول لي: كل فألعقه و أصبح شبعان - و هذا في المنام - ثمّ فني القوت الذي ادّخرته، فكنت أجيء بعض الطرقات إذا اختلط الظلام إلى موضع أصحاب البقل و أتقمّم (2) منه ما سقط منهم، و بقيت على ذلك أيضا وقتا كبيرا (3)،ثم كنت أخيط القميص في القرية لقوم مساكين، و أكتفي بأجرته أياما. فبينا أنا يوما مارا أريد القرية في طلب الخياطة، رأيت مسجدا في وسط مقبرة، و فيه سدرة كبيرة و فيها نبق أخضر مباح، فقلت في نفسي: هذا المباح هاهنا و أنت تريد معاشرة الناس و معاملتهم ؟ فلزمت المقابر أتعلّل (4) من ذلك النبق، و آخذ منه دوين البلغة حتى فني النبق، و لم يبق منه شيء، ثم بقيت بعد ذلك سنين و قوتي العظام، ثم مكثت بعد العظام، و قوتي الطين اليابس و الرطب من الأنهار، فكنت أحيانا لا أفرق بين الطين الرطب إذا أخذته من النهر و بين الخبيص من طيبه عندي، و ما وجدت لاختلاف هذه الأحوال - صيفا و لا شتاء - ضيقا من عقل و لا ضعفا في (5) بدن، و كنت عند البقل أضعف إذا تناولته.

و قال ابن جهضم: سمعت أبا بكر محمّد بن داود يقول: سمعت أبا بكر الكتاني يقول: تكلم أبو سعيد أحمد بن عيسى الخرّاز بمكة في مسألة علم، فأنكروا عليه، فوجّه إليه الأمير: قم فاخرج من مكة، فتناول نعله و قام ليخرج، فقلنا له: اجلس يا أبا سعيد حتى ندخل على الأمير و نخاطبه [بما يصلح] (6)،و نعرفه بمكانك فقال: معاذ للّه!

ص: 136


1- بالأصل: آكله في كل ليلة.
2- تقمم تتبع الكناسات.
3- الأصل و المختصر، و في المطبوعة: كثيرا.
4- في المختصر: أتقلل.
5- المختصر: من.
6- بياض بالأصل و الزيادة عن م.

اسكتوا فلو قال غير هذا اتهمت حالي فيما بيني و بين اللّه عزّ و جل. هذا ضد، من أين يقبلني إلا لعلّة فيّ و خرج.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس الفقيه، نا أبو بكر الخطيب (1)،أنا الحسن بن الحسين النعّال (2)،أنا أحمد بن نصر الذارع (3) قال: سمعت أبا محمّد الحسن بن ياسين يقول: سمعت علي بن حفص الرازي يقول: سمعت أبا سعيد الخرّاز يقول: ذنوب المقربين حسنات الأبرار.

كتب إليّ أبو سعد أحمد بن عبد الجبّار بن الطيوري يخبرني عن عبد العزيز بن الأزجي، أنا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن جهضم، نا علي بن العروس القيرواني قال: ذكر أحمد بن شاكر القيرواني قال: ذكر عند المعلّم أبي سعيد أحمد بن عيسى الخرّاز أقوام يظهر عليهم سرعة الانتساب إلى اللّه عزّ و جل عند الحوادث و نزول الأحكام.

فقال أبو سعيد: إن أبعد الناس من اللّه عزّ و جل من يدّعي الإشارة (4) و القرب، و أكثرهم إليه إشارة أمقتهم عنده.

أخبرنا أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الفاضلي - بنوقان - قال: سمعت أبا سعيد عبد الواحد بن عبد الكريم القشيري يقول: سمعت أبا الحسن علي بن محمود الزوزني ببغداذ قال: سمعت أبا الحسن علي بن مثنى قال: سمعت الحسين بن علي الصّوفي بمكة يقول: قال أبو سعيد الخرّاز: أقلّ ما يلزم المسافر في سفره أربعة أشياء:

يحتاج إلى علم يسوسه، و ذكر يؤنسه، و ورع يحجزه، و نفس تحمله، فإذا كان هكذا لم يبال أ كان بين الأحياء أم بين الأموات.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو سعد الماليني، أنا علي بن الحسن المصري قال: سمعت عثمان بن سعيد بن عثمان يقول: سمعت أبا سعيد الخرّاز يقول الرّضا قبل القضاء تفويض، و الرّضا مع القضاء تسليم.

ص: 137


1- تاريخ بغداد 277/4.
2- في تاريخ بغداد: النعالي.
3- عن تاريخ بغداد و بالأصل «الذراع». و في م: الذراع.
4- في م و المطبوعة: المعرفة.

قال و أنا [أبو] (1) سعد الماليني قال: سمعت أبا القاسم عمر بن أحمد بن محمد البغداذي - بشيراز - يقول: سمعت أبا الحسن علي بن محمّد الواعظ يقول: سمعت أبا سعيد الخرّاز يقول: هَلْ جَزٰاءُ الْإِحْسٰانِ إِلاَّ الْإِحْسٰانُ ؟ (2) هل جزاء من انقطع عن نفسه إلا التعلّق بربّه ؟ و هل جزاء من انقطع عن أنس المخلوقين إلاّ الأنس بربّ العالمين ؟ و هل جزاء من صبر علينا إلاّ الوصول إلينا؟ و من وصل إلينا هل يجمل به أن يختار علينا؟ و هل جزاء التعب في الدّنيا و النصب فيها إلاّ الراحة في الآخرة ؟ و هل جزاء من صبر على البلوى إلاّ التقرّب إلى المولى ؟ و هل جزاء من سلّم قلبه إلينا أن يجعل توليته إلى غيرنا؟ و هل جزاء من بعد عن الخلق إلا التقرّب إلى الحق ؟ أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي و أبو المظفّر بن القشيري و أبو القاسم الشّحّامي قالوا أنا سعيد بن محمّد البحيري قال: سمعت محمّد بن الحسين السّلمي قال: سمعت أبا الحسين الفارسي ح.

و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد الرحمن السّلمي قال: سمعت أبا الحسين الفارسي يقول: سمعت أبا محمّد البحيري يقول: سمعت أبا سعيد الخرّاز يقول، في معنى هذا الحديث - و قال البحيري في معنى قول النبي صلى اللّه عليه و سلم يعني:«جبلت القلوب على حبّ من أحسن إليها»[1215].

زاد البيهقي: فقال:- و قالا وا عجبا ممّن لا يرى محسنا غير اللّه كيف لا يميل بكليته إليه ؟ رواها الخطيب (3) عن أحمد بن علي [بن الحسين] (4) المحتسب عن السّلمي.

أخبرنا أبو منصور بن زريق - أنا، و أبو الحسن بن سعيد - نا أبو بكر الخطيب (5)، أنا أبو منصور محمّد بن عيسى بن عبد العزيز البزّاز - بهمذان - نا علي بن الحسن بن

ص: 138


1- سقطت من الأصل و استدركت عن م و فيها: أبو سعيد.
2- سورة الرحمن، الآية:60.
3- تاريخ بغداد 277/4.
4- زيادة عن تاريخ بغداد.
5- تاريخ بغداد 439/14 في ترجمة الحوارية أخت أبي سعيد الخراز.

محمّد الصّيقلي (1) القزويني قال: سمعت فاطمة بنت أحمد السّامرية تقول:[سمعت الحوّارية أخت أبي سعيد الخراز تقول:] (2) سمعت أبي أبا سعيد الخراز - و سئل عن قوله تعالى: وَ لِلّٰهِ خَزٰائِنُ السَّمٰاوٰاتِ (3) قال؛ خزائنه في السّماء العفو (4)،و في الأرض القلوب، لأن اللّه تعالى جعل قلب المؤمن بيت خزائنه (5)،ثم أرسل رياحا فهبّت فكنسته من الشرك و الكفر و النفاق و الغش و الخيانة ثم أنشأ سحابة فأمطرت، ثم أنبت (6) فيه شجرة، فأثمرت الرّضا و المحبّة و الشكر و الصّفوة و الإخلاص و الطاعة؛ فهو قوله تعالى: أَصْلُهٰا ثٰابِتٌ (7).

كتب إليّ أبو سعد بن الطيوري، يخبرني عن عبد العزيز بن علي الأزجي.

ح و أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن الموازيني، عن عبد العزيز بندار الشيرازي ح.

و أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز المكي، أنا الحسين بن يحيى بن إبراهيم بن الحكاك بمكّة، أنا الحسين بن علي بن محمّد الشيرازي.

قالوا: أنا علي بن عبد اللّه بن جهضم قال: سمعت أبا علي الحسن بن أحمد بن عبد العزيز يقول: سمعت الزّقّاق يقول: قال لي سعيد بن أبي سعيد الخرّاز: طلبت من أبي دانق فضة، فقال لي: يا بني اصبر فلو أراد أبوك يركب (8) الملوك إلى بيته ما تأبّوا عليه.

و أنبأنا أبو جعفر المكي، أنا الحسين بن يحيى، أنا الحسين بن علي الشيرازي، أنا علي بن عبد اللّه بن جهضم، نا أبو القاسم يحيى بن المؤمّل قال: سمعت شيخي أبا

ص: 139


1- بالأصل الصقلي، و المثبت عن تاريخ بغداد.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ بغداد.
3- سورة المنافقون، الآية:7.
4- في تاريخ بغداد و المختصر: العبر.
5- عن تاريخ بغداد و بالأصل «خزانته».
6- عن تاريخ بغداد و بالأصل «أنبتت».
7- سورة إبراهيم، الآية:24.
8- عن المختصر، و بالأصل «تركب».

بكر محمّد بن عبد الرّحمن (1) الشّقّاق يقول: سمعت أبا سعيد الخرّاز يقول: بقيت إحدى عشرة سنة أتردّد من مكة إلى المدينة، و من المدينة إلى مكة؛ أريد أحجّ حجّة، لا أرى مكة و أرى ربّ مكة، فما صحّ لي منه يقين، فلما كان بعد إحدى عشرة سنة، [و] (2) أنا راجع من المدينة إلى مكة تراءى لي بعض الجنّ فقال لي: يا أبا سعيد قد و اللّه رحمتك من كثرة تردادك في هذا الموضع، و قد حضرني فيك أبيات فاسمع، قلت:

هات، فأنشأ يقول:

أتيه فلا أدري من التيه من أنا *** سوى ما يقول الناس فيّ و في جنسي

أتيه على جنّ البلاد و إنسها *** و إن لم أجد خلقا أتيه على نفسي

قال أبو سعيد: فقلت له: اسمع يا من لا يحسن يقول، إن كنت تحسن تسمع و قلت:

أيا من يرى الأسباب أعلى وجوده *** و يفرح بالتيه الدّنيّ و بالأنس

فلو كنت من أهل الدنوّ لغبت عن *** مباشرة الأملاك و العرش و الكرسي

و كنت بلا حال مع اللّه واقفا *** تصان عن التذكار للجنّ و الإنس

فاسمع صفاتي في الوجود فإنني *** إذا غبت عن نفسي كغيبوبة الشمس

و قامت صفاتي للمليك بأسرها *** و غابت صفاتي حين غبت عن الحسّ

و غاب الذي من أجله كان غيبتي *** فذاك فنائي فافهموا يا بني جنسي

فهذا وجودي في المغيب بحاله *** أقرّ به حتى يواري الثرى رمسي

و لست أبالي بعد موتي بصرعتي *** و لو صيّر المحبوب دار الشقا حبسي

إذا كان ودي في ضميري ثابتا *** و كان يراني في العذاب فهو عرسي

قال ابن جهضم: و حدثني أبو الحسن علي بن محمّد الخوارزمي المصري قال أبو سعيد السّكري: قال أحمد بن عيسى الخرّاز: كنت في البادية فنالني جوع شديد، فغلبتني نفسي أن أسأل اللّه عزّ و جلّ طعاما. فقلت: ليس هذا من أفعال المتوكلين،

ص: 140


1- كذا بالأصل، و الذي في الأنساب (الشقاق) أن الذي صحب الخراز هو أبو بكر محمد بن عبد اللّه الشقاق الصوفي. و في حلية الأولياء: الدقاق.
2- الزيادة ضرورية لاستقامة المعنى.

فطالبتني أن أسأل اللّه صبرا، فلما هممت بذلك سمعت هاتفا يقول:

و يزعم أنه منّا قريب *** و أنّا لا نضيّع من أتانا

و يسألنا القوى (1) جهدا و صبرا *** كأنا لا نراه و لا يرانا

قال أبو سعيد: و أخذني الاستقلال من ساعتي و قمت و مشيت.

و قال ابن جهضم: سمعت محمد بن بسام المؤذن يقول: سمعت الزّقّاق يقول:

سمعت أبا سعيد الخرّاز يقول: الزهد أن لا يرغب قلبك في مرغوب (2) الدنيا، و لا يسكن إلى موجودها.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا أبو بكر الخطيب (3)،أنا أبو حازم العبدوي، حدثني علي بن عبد اللّه بن جهضم بمكة، حدثني أبو بكر السّنجاري (4)،حدثني أبو بكر الزقاق، حدثني أبو سعيد الخرّاز قال: كنت بمكة و معي رفيق لي من الورعين، فأقمنا ثلاثة أيام لم نأكل شيئا، و كان بحذائنا فقير معه كويزة (5) و ركوة مغطاة بقطعة خيش، و ربما كنت أراه يأكل خبز حوّارى (6) فقلت في نفسي: و اللّه لأقولن لهذا: نحن الليلة في ضيافتك فقلت له، فقال لي: نعم و كرامة. فلما جاء وقت العشاء جعلت أراعيه و لم أر معه شيئا، فمسح يده على سارية، فوقع على يده شيء، فناولني فإذا درهمين (7)ليس يشبه الدراهم، فاشترينا خبزا و إداما. فلما مضى لذلك مدة جئت إليه و سلّمت عليه، و قلت: إني ما زلت أراعيك تلك الليلة، أنا أحبّ أن تعرّفني بما وصلت إلى ذلك ؟ فإن كان يبلغ بعمل حدثتني، فقال: يا أبا سعيد ما هو إلاّ حرف واحد، قلت: ما هو؟ قال:

تخرج قدر الخلق من قلبك تصل إلى حاجتك.

ص: 141


1- في المختصر 309/3: القرى.
2- في المطبوعة 120/7 مفقود.
3- تاريخ بغداد 277/4.
4- بالأصل «السخاوي» و المثبت عن تاريخ بغداد، و هذه النسبة إلى سنجار مدينة بالجزيرة (انظر معجم البلدان، و الأنساب).
5- عن تاريخ بغداد، و بالأصل «كريزة».
6- الدقيق الأبيض، و هو لباب الدقيق (قاموس).
7- في تاريخ بغداد:«درهم».

سمعت أبا المظفّر بن القشيري يقول: سمعت أبي يقول: سمعت محمّد بن عبد اللّه الصيرفي يقول: سمعت نصر بن أبي نصير العطّار يقول: سمعت علي بن محمّد المصري يقول: سمعت أبا سعيد الخرّاز يقول: دخلت البادية مرة بغير زاد فأصابتني فاقة، فرأيت المرحلة من بعيد، فسررت بأن وصلت، ثم أفكرت في نفسي أني سكنت، و اتّكلت على غيره، فآليت أن لا أدخل المرحلة إلاّ أن أحمل إليها. فحفرت لنفسي في الرّمل حفيرة و واريت (1) جسدي فيها إلى صدري، فسمعوا صوتا في نصف اللّيل عاليا:

يا أهل المرحلة إن للّه وليا حبس نفسه في هذا الرّمل بالحفرة، فجاء جماعة فأخرجوني و حملوني إلى القرية.

أخبرنا أبو سعد عبد اللّه بن أحمد بن محمّد بن حيّان النسوي، أنا أبو بكر بن خلف، أنا (2) أبو عبد الرّحمن السّلمي قال: سمعت علي بن سعيد الثغري (3) قال:

سمعت أبا العبّاس الطّحّان يقول: قال أبو سعيد الخرّاز: المحبّ يتعلل إلى محبوبه بكل شيء، و لا يسل (4) عن شيء، و يتبع آثاره و لا يدع استخباره و أنشدنا:

أسائلكم عنها فهل من مخبر؟ *** فما لي بنعمى (5) بعد مكثنا علم

فلو كنت أدري أين خيّم أهلها *** و أيّ بلاد اللّه إذ ظعنوا أمّوا

إذا لسلكنا مسلك الريح خلفها *** و لو أصبحت نعمى (6) و من دونها النجم

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبي قال: قال رويم: حضرت وفاة أبي (7) سعيد الخرّاز و هو يقول في آخر نفسه:

حنين قلوب العارفين إلى الذكر *** و تذكارهم وقت المناجاة للسرّ

أديرت كئوس للمنايا عليهم *** فأغفوا عن الدنيا كإغفاء ذي السكر

ص: 142


1- بالأصل «واريت».
2- ما بين الرقمين في حلية الأولياء 248/10 سمعت محمد بن الحسين يقول سمعت علي بن عبد اللّه يقول: سمعت أبا العباس الصمان...
3- ما بين الرقمين في حلية الأولياء 248/10 سمعت محمد بن الحسين يقول سمعت علي بن عبد اللّه يقول: سمعت أبا العباس الصمان...
4- في الحلية: و لا يتسلى عنه بشيء.
5- في الحلية: فما لي بنعم مذ نأت دارها علم
6- في الحلية: نعم.
7- بالأصل:«أبا». و الصواب عن م.

همومهم جوّالة بمعسكر *** به أهل ودّ اللّه كالأنجم الزهر

و أجسامهم في الأرض تبلى بحبّه *** و أرواحهم في الحجب نحو العلى تسري (1)

فما عرّسوا إلاّ بقرب حبيبهم *** و ما عرّجوا عن مسّ بؤس و لا ضرّ

أنبأنا أبو الحسن الفارسي، أنا محمّد بن يحيى بن إبراهيم، أنا أبو عبد الرحمن السلمي ح.

و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا أبو بكر الخطيب (2)،أنا إسماعيل بن أحمد الحيري، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، أخبرنا أحمد (3) بن محمّد بن الفضل (4) قال:

سألت أبا بكر بن أبي العجوز عن موت أبي (5) سعيد الخرّاز فقال: مات سنة سبع و أربعين و مائتين أو سنة سبع و سبعين و مائتين.

قال: أبو عبد الرحمن: و أظن أن هذا أصح.

قال أبو بكر الخطيب: لا شك أن القول الأوّل باطل - و هو سنة سبع و أربعين - و أمّا القول الثاني: فهو أقرب إلى الصواب إن كان محفوظا و قد قيل في موت أبي سعيد غيره.

قال (6):و أنبأنا أبو سعد الماليني، قال: سمعت أبا أسامة الحارث بن عدي يقول:

سمعت أبا القاسم بن مردان (7) يقول: صحبت أبا سعيد الخرّاز أربع عشرة سنة، و مات سنة ستّ و ثمانين (8) و مائتين.

ص: 143


1- بالأصل:«تسر».
2- تاريخ بغداد 278/4.
3- مطموسة بالأصل و المثبت عن تاريخ بغداد.
4- في تاريخ بغداد «المفضل».
5- بالأصل «أبا».
6- القائل هو الخطيب، انظر تاريخ بغداد 278/4.
7- في تاريخ بغداد هنا:«وردان» و في ترجمته فيه «مروان» و قد تقدم التعليق عليه.
8- بالأصل «و ثلاثين» و الصواب عن تاريخ بغداد.
71 - أحمد بن عيسى

أبو جعفر القمّيّ

نزيل بيروت.

حدث عن أبي عبد الرّحمن النسائي، و أحمد بن بكر.

روى عنه: ابن مندة، و أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمد بن يحيى بن مفرّج القرطبيّ الأندلسيّ ، و عبد الوهّاب الكلابي.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد الحافظ ، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبي، أنا محمّد بن سعد، و حمزة بن محمّد، و أحمد بن عيسى البيروتي، قالوا: أنا عبد الرّحمن أحمد بن شعيب النسائي، نا علي بن حجر (1)،نا عيسى بن يونس، عن الأعمش، عن خيثمة، عن عدي بن حاتم، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«ما منكم من أحد إلاّ سيكلمه اللّه عزّ و جل؛ ليس بينه و بينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى إلاّ ما قدّم من عمله، و ينظر أيسر منه فلا يرى إلاّ ما قدّم من عمله، و ينظر بين يديه فلا يرى إلاّ النار تلقاء وجهه، فاتقوا النّار و لو بشق تمرة»[1216].

قال سليمان الأعمش: و حدّثني عمرو بن مرّة الجملي (2) مثله، و زاد فيه:«و لو بكلمة طيبة».

أخبرنا عاليا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدثني أبي، نا وكيع و أبو معاوية المعني قالا: نا الأعمش، عن خيثمة، عن عدي بن حاتم، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما منكم من أحد إلاّ سيكلمه اللّه عزّ و جل ليس بينه و بينه ترجمان، فينظر (4) عن أيمن منه فلا يرى إلاّ شيئا قدّمه، و ينظر (5) عن أشأم منه فلا يرى إلاّ شيئا قدّمه، و ينظر أمامه (6) فتستقبله النار، فمن استطاع منكم أن يتّقي النّار و لو بشق تمرة فليفعل»[1217].

ص: 144


1- ضبطت عن تقريب التهذيب.
2- بالأصل «الحملي» و الصواب ما أثبت، و الضبط عن تقريب التهذيب.
3- الحديث في مسند أحمد 357/4.
4- في المسند: ثم ينظر أيمن منه.
5- سقطت من المسند.
6- في المسند: ثم ينظر تلقاء وجهه.

حرف الغين في آباء الأحمدين

72 - أحمد بن غارم بن نيّار

أبو حامد البخاري

روى عن دحيم، و صفوان بن صالح، و محمّد بن المتوكل العسقلاني، و معلّل بن نفيل الحرّاني.

روى عنه: محمّد بن صابر البخاري.

و أحمد هذا يلقّب حمدان و سنذكره في حرف الحاء، إن شاء اللّه.

73 - أحمد - و يقال محمّد - بن الغمر

و يقال - ابن أبي الغمر - الدّمشقي

حكى عن أبي بكر بن عيّاش، و عمر بن أبي بكر المؤمّلي العدوي القاضي.

روى عنه يونس بن عبد الأعلى الصّدفي، و سعد بن كثير بن عفير، و سمّاه محمّدا.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرّجاء، أنا أبو طاهر بن محمود و منصور بن الحسين، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا بيان الزاهد بمصر أبو الحسن، نا يونس بن عبد الأعلى، نا أحمد بن أبي الغمر قال: سمعت أبا بكر بن عياش:[يقول] (1) من أمن أن يستثقل ثقل.

ص: 145


1- زيادة عن م.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني مخلد بن جعفر الباقرحي (1)،حدثني محمّد بن جرير الطبري، حدّثني يونس بن عبد الأعلى قال: و حدّثني أحمد بن الغمر قال: قال مسلمة لجلسائه: أيّ بيت في الشعر أحكم ؟ قالوا الذي [يقول] (2):

صبا ما صبا حتى علا الشيب رأسه *** فلما علاه قال للباطل: ابعد

قال: فقال مسلمة إنه و اللّه ما وعظني شعر قط ما وعظني شعر [عمران] بن حطان حين يقول (3):

أ في كل عام مرضة ثم نقهة *** و تنعى و لا تنعى متى ذا؟ إلى متى ؟

فيوشك (4) يوم أو توافق ليلة *** يسوقان حتفا راح نحوك أو غدا

قال: فقال له رجل من جلسائه: إنّي و اللّه ما سمعت بأحد أجلّ الموت ثمّ أفناه قبله حيث يقول:

لم يعجز الموت شيء دون خالقه *** [و الموت] (5) فان إذا ما ناله الأجل

و كلّ كرب أمام الموت متّضع *** للموت، و الموت فيما بعده جلل

قال: فقال عبد الأعلى:

من كان حين تصيب الشمس جبهته *** أو الغبار يخاف الشين و الشّعثا

و يألف الظلّ كي تبقى بشاشته *** فسوف يسكن يوما راغما جدثا

في قعر مقفرة غبراء مظلمة *** يطيل تحت الثرى في جوفها اللبثا

كتب إليّ أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم الرازي، و حدّثنا أبو بكر يحيى بن سعدون بن تمام عنه، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن الحسن العدّاس

ص: 146


1- هذه النسبة إلى باقرح، قرية من نواحي بغداد.
2- زيادة عن المختصر، و قد ورد البيت بالأصل نثرا، و نظمناه عن المختصر.
3- البيتان في شعر الخوارج صفحة 174.
4- في شعر الخوارج: و لا بد من يوم يجيء و ليلة
5- زيادة عن م لاستقامة الوزن.

-بمصر - أنا عبد الرّحمن بن عمر التجيبي، نا أحمد بن عمرو المديني، نا يونس بن عبد الأعلى الصّدفي، نا أحمد بن غمر الدمشقي في قوله عزّ و جلّ : لاٰ فٰارِضٌ وَ لاٰ بِكْرٌ، عَوٰانٌ (1) قال: الفارض: الكبيرة المسنة التي ليس فيها ركوب، و البكر هي الصّغيرة، و أنشدنا (2):

و أنت الذي أعطيت ضيفك فارضا *** تساق إليه، ما تقام على رجل (3)

و لم تعطه بكرا - فيرضى - سمينة *** فكيف يجازي بالمودّة و الفضل ؟ (4)

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي زكريا عبد الرّحيم بن أحمد البخاري،[ح] (5).

و حدثنا خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى القرشي، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي، أنا عبد الرحيم البخاري قال: قال لنا عبد الغني بن سعيد الحافظ :

فأما غمر - بالغين المعجمة - فهو أحمد بن الغمر الدّمشقي، و يقال - محمّد - روى عنه يونس بن عبد الأعلى.

74 - أحمد بن الغمر بن أبي حمّاد

أبو عمر - و يقال: أبو عمرو - الحمصي

حدث بأنطرطوس (6)-من عمل دمشق - عن: محمد بن [أبي] (7) السّري العسقلاني، و رجاء بن محمّد السقطي، و عبيد بن رزيق (8) الألهاني، و محمّد بن وهب الحرّاني، و إبراهيم بن المنذر الحزامي المدني، و يحيى بن عثمان بن كثير

ص: 147


1- سورة البقرة، الآية:68.
2- في اللسان (فرض) قال علقمة بن عوف، و قد عنى بقرة هرمة.
3- البيت في اللسان: لعمري قد أعطيت ضيفك فارضا تجر إليه ما تقوم على رجل
4- في اللسان: و الفعل.
5- زيادة اقتضاها السياق.
6- بلد من سواحل بحر الشام و هي آخر أعمال دمشق من البلاد الساحلية و أوّل أعمال حمص (معجم البلدان).
7- سقطت من الأصل، و استدركت عن م و سير أعلام النبلاء 161/11.
8- عن الأنساب (الألهاني) و بالأصل و م «رزين».

[و عمر] (1) بن حفص الوصّابي الحمصيين، و محمود (2) بن محمود، و سليم بن منصور بن عمار، و محمّد بن بهلول، و سليمان بن عبد الرّحمن، و سعيد بن منصور (3)،و عيسى بن سليمان الشيزري.

روى عنه محمّد بن جعفر بن ملاّس النميري، و الوليد و عبد الرّحمن، ابنا محمّد بن الدرفس، و أبو الحسن بن جوصا، و وريزة (4) بن محمّد، و أبو يعقوب الأذرعي، و خيثمة بن سليمان، و عبد الصّمد بن سعيد القاضي، و علي بن حاتم القومسي، و أبو الطيّب محمّد بن أحمد بن حمدان الرسعني.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو يعلى حمزة بن الحسن بن المفرّج بن أبي خيش قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان. قال ابن طاوس، نا أبو عمرو أحمد بن الغمر بن أبي حمّاد الحمصي بأنطرطوس. و قال حمزة: نا أبو عمرو بن أبي حمّاد الحمصي - نا عيسى بن سليمان - و قال حمزة: بن سليمان الشيزري - نا عبيد اللّه بن عمرو، عن خلف بن حوشب عن أبي إسحاق، عن طلحة بن مصرّف، قال: قال علي: أ لا أخبركم بخير الناس بعد نبيّكم صلى اللّه عليه و سلم ؟ أبو بكر و عمر، ثم الناس مستوون.

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه العكبري، أنا أبو طالب محمّد بن علي بن الفتح الحربي، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين، نا الحسن بن عبد الرّحمن الثقفي - بحمص - نا أحمد بن الغمر، نا يحيى بن يزيد الخوّاص، نا ميسرة، عن موسى بن عبيدة، و سفيان الثوري، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:

«يصيح صائح يوم القيامة: أين الذين أكرموا الفقراء و المساكين في الدنيا؟[ادخلوا الجنّة لا خوف عليكم و لا أنتم تحزنون.

ص: 148


1- سقطت من الأصل. و في م: عمرو، و المثبت عن المطبوعة.
2- في م و المطبوعة: و محمد.
3- في م:«نصير» و سيرد بعد أسطر «نصير»
4- ضبطت عن تبصير المنتبه 1471/4.

و يصيح صائح: أين الذين عادوا المرضى و الفقراء و المساكين في الدنيا؟] (1)فيجلسون على منابر من نور يحدثون اللّه عزّ و جلّ و النّاس في الحساب»[1218].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني قراءة، أنا أبو القاسم الحنّائي قراءة عليه، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد بن عبد اللّه بن جعفر بن الجنيد الرازي - قراءة عليه و أنا أسمع - أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن زامل الأذري، نا أبو عمر أحمد بن الغمر بن أبي حمّاد الحمصي - بحمص - نا سعيد بن نصير قال: سمعت سيار بن حاتم يقول:

سمعت جعفر بن سليمان الضبعي يقول: سمعت محمّد بن المنكدر يقول: سمعت جابر بن عبد اللّه يقول: قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«مرّ رجل ممن كان قبلكم بجمجمة، فوقف عليها و جعل يفكر فقال: يا ربّ أنت أنت و أنا أنا، أنت العوّاد بالمغفرة، و أنا العواد بالذنوب، فقيل له: ارفع رأسك فأنت العواد بالذنوب، و أنا العواد بالمغفرة، قال فغفر له»[1219].

و كذا كنّاه ابن أبي كامل عن خيثمة فاللّه أعلم.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا (2) قال: أما غمر - بغين معجمة مفتوحة - أحمد بن الغمر بن [أبي] (3) حمّاد، أبو عمرو (4)الحمصي، حدث عن عيسى بن سليمان الشيزري، و محمّد بن وهب الحرّاني. روى عنه أبو الطيب محمّد بن أحمد الرسعني و خيثمة بن سليمان.

ص: 149


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
2- الاكمال لابن ماكولا 33/7.
3- الزيادة عن الاكمال.
4- في الاكمال: أبو عمر.

حرف الفاء في آباء الأحمدين

75 - أحمد بن فارس بن أحمد

أبو بكر القرشي (1)

حدث عن من لم يقع إليّ اسمه.

كتب عنه أبو الحسين الرازي.

قرأت بخطّ أبي الحسن نجا بن نظيف بن أحمد العطار، و ذكر أنه نقله، من خطّ أبي الحسين الرازي: في تسمية من كتب عنه من شيوخ مدينة دمشق:

أبو بكر أحمد بن فارس بن أحمد القرشي. مات في رجب سنة إحدى و ثلاثين و ثلاثمائة.

76 - أحمد بن الفرات بن خالد

أبو مسعود الضبّي الرازي الحافظ

أحد الأئمة الثقات و الحفّاظ الأثبات.

سمع بدمشق و غيرها: هشام بن إسماعيل العطار، و أبا اليمان الحكم (2) بن نافع، و أبا صالح عبد اللّه بن صالح، و عبد اللّه بن نمير (3)،و أبا أسامة [حمّاد بن أسامة] (4)

ص: 150


1- سقطت الترجمة من المختصر.
2- بالأصل «الحاكم» و الصواب عن تقريب التهذيب.
3- عن تقريب التهذيب و ضبط مصغرا، و بالأصل «عمير».
4- الزيادة عن تاريخ بغداد 343/4.

و محمّدا و يعلى ابني عبيد، و جعفر بن عون، و محمّد بن بشر العبدي، و أزهر بن سعد، و يزيد بن هارون، و عبد الرزّاق بن همّام، و محمّد بن إسماعيل بن أبي فديك، و أبا داود الطيالسي، و شبابة بن سوّار، و وهب بن جرير بن حازم، و أبا عامر العقدي، و أبا بكر الحنفي، و أبا أحمد الزبيري، و عثمان بن عمر بن قارب، و عبيد اللّه بن موسى، و حسين بن علي الجعفي، و أبا النضر هاشم بن القاسم، و مؤمّل بن إسماعيل، و يحيى بن آدم، و معاوية بن هشام القصار، و عمر بن سعد - أبا داود الحفري (1)-و أبا نعيم، و عفان بن مسلم، و محمّد بن مسلم الفريابي، و أبا عبد الرّحمن المقرئ، و غيرهم.

روى عنه أبو داود في سننه. و أبو خليفة الفضل بن الحباب، و جعفر بن محمد الفريابي، و أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن عفير الأنصاري، و أحمد بن عمرو بن أبي عاصم، و عبد اللّه بن جعفر بن أحمد بن فارس، و أبو حامد أحمد بن جعفر بن سعد الأشعري، و جماعة من أهل أصبهان.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو العباس أحمد بن عبد الرّحمن بن يوسف الأسدي، أنا أبو حامد أحمد بن جعفر بن سعد الأشعري، أنا أبو مسعود أحمد بن الفرات الرازي، نا محمّد بن عبد اللّه بن [أبي] (2) جعفر، عن أبيه، عن أبي جعفر الرازي، عن الرّبيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبيّ بن كعب قال:

كسفت الشمس على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم صلّى بهم، فقرأ بسورة من الطوال، ثم ركع خمس ركعات، و سجد سجدتين ثم قام الثانية، فقرأ بسورة من الطول ثم ركع خمس ركعات ثم سجد سجدتين، و جلس كما هو مستقبل القبلة، حتى انجلى كسوفها[1220].

أخرجه أبو داود في سننه (3) عن أبي مسعود.

أخبرنا أبو علي الحداد، و أبو القاسم غانم بن محمّد بن عبيد اللّه - في

ص: 151


1- ضبطت بفتح المهملة و الفاء عن تقريب التهذيب. و فيه: و هذه النسبة إلى موضع بالكوفة.
2- الزيادة عن ترجمته في تقريب التهذيب و سنن أبي داود 307/1.
3- سنن أبي داود، كتاب الصلاة - باب من قال أربع ركعات حديث رقم 1182.

كتابيهما - ثم أخبرني أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو علي الحداد.

ح، و أخبرنا أبو أحمد معمر بن عبد الواحد بن رجاء بن الفاخر - بجرباذقان - قال أبو علي الحداد و غانم بن محمّد بن عبيد اللّه قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا عبد اللّه بن جعفر بن أحمد بن فارس، نا أبو مسعود، نا يعلى بن عبيد، نا الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر بن عبد اللّه:

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم دخل على عائشة و عندها صبي يسيل (1) منخراه دما فقال:«ما هذا» قالوا: به العذرة (2).فقال:«ويلكن لا تقتلن أولادكنّ . أيّما امرأة أصاب ولدها العذرة، أو وجع في رأسه فلتأخذ قسطا (3) هنديا فلتحكّه بماء ثم تسعطه به» قال: فأمرت عائشة فصنعت ذلك فبرأ - و لم يقل معمر: بماء-[1221].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العياش الشّقّاني (4)،أنا أبو بكر أحمد بن منصور المغربي، أنا أبو سعيد محمّد بن عبد اللّه، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو مسعود أحمد بن الفرات بن خالد الأصبهاني. سمع أبا داود الطيالسي.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى المكي، أنا عبيد اللّه بن سعيد، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أحمد بن شعيب، أخبرني أبي أبو عبد الرّحمن النسائي، قال: أبو مسعود أحمد بن الفرات الرازي سكن أصبهان، عن عبد الرزاق.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا عبد الرّحمن بن مندة، أنا أبو طاهر الحسين بن سلمة الهمذاني، أنا أبو الحسين الفأفاء.

ح، قال: و أنا ابن مندة، أنا أبو علي حمد بن عبد اللّه إجازة.

ص: 152


1- بالأصل «تسيل» و المثبت عن مختصر ابن منظور.
2- العذرة: وجع في الحلق من الدم. و قيل: قرحة تخرج في الخرم الذي بين الأنف و الحلق (اللسان و النهاية: عذر).
3- القسط : عود يجاء به من الهند، يجعل في البخور و الدواء (اللسان: قسط و كسط ).
4- هذه النسبة إلى شقان (بالفتح، و أهلها يقولون بالكسر، و اشتهر الفتح) من قرى نيسابور.

قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم (1) قال: أحمد بن الفرات، أبو مسعود الضبيّ الرازي روى عن ابن نمير، و أبي أسامة، و أسباط . سكن أصبهان يعد في الرازيين.

سمعت أبي و أبا زرعة يقولان ذلك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، قال: أحمد بن الفرات، أبو مسعود الرازي، سكن أصبهان.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب (2)، قال: حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الختّلي، أنا أحمد بن محمد بن هارون الخلال، أخبرني يزيد بن عبد اللّه الأصبهاني [قال: سمعت أحمد بن عمرو] (3) قال: سمعت أبا مسعود الأصبهاني قال: كنا نتذاكر الأبواب، قال: فخاضوا في باب، فجاءوا فيه بخمسة أحاديث، قال: فجئتهم أنا بآخر فصار سادسا، قال: فنخس أحمد بن حنبل في صدري - يعني لإعجابه به-.

قال (4):و أخبرني يزيد بن عبد اللّه الأصبهاني عن أحمد بن دلويه الأصبهاني - من خيار الناس - قال: دخلت على أحمد بن حنبل فقال لي: من فيكم ؟ قلت:

محمّد بن النعمان فلم يعرفه، فذكرت له أقواما فلم يعرفهم، فقال: أ فيكم أبو مسعود؟ قلت: نعم، قال: ما أعرف اليوم - أظنه قال: أسود الرأس - أعرف بمسندات رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم منه.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، قال: سمعت أبا عروبة يقول: أبو مسعود الأصبهاني في عداد ابن أبي شيبة في الحفظ ، و أحمد بن سليمان الرهاوي في التثبّت، و ما رأيت بالبصرة أثبت من أبي موسى الزمن، و يحيى بن حكيم.

ص: 153


1- الجرح و التعديل 67/1/1.
2- تاريخ بغداد 343/4.
3- ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ بغداد.
4- يعني الخلال، المذكور في بداية سند الخبر السابق، و انظر تاريخ بغداد 343/4.

رواها الخطيب (1)،عن أبي القاسم إبراهيم بن محمّد بن سليمان المؤدب، عن أبي بكر بن المقرئ، و ليس فيها ذكر أبي موسى، و يحيى بن حكيم.

حدثني أبو بكر يحيى بن إبراهيم بن أحمد السلماسي (2)،عن أبيه أبي طاهر، قال: حدّثني أبو الحسن نعمة اللّه بن محمّد المرندي (3)،أنا أبو مسعود أحمد بن محمّد بن عبد اللّه البجلي قال: سمعت أبا العبّاس أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن جامع التميمي بهمذان يقول: سمعت أبا القاسم نصر بن خازم يقول: سمعت إبراهيم بن محمّد الطيّان يقول: سمعت أبا مسعود يقول: كتبت عن ألف و سبعمائة و خمسين رجلا، أدخلت في تصنيفي ثلاثمائة و عشرة، و عطّلت سائر ذلك، و كتبت ألف ألف حديث و خمس مائة ألف حديث، فأخذت من ذلك ثلاثمائة ألف في التفاسير و الأحكام و الفوائد و غيره (4).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (5)،أنا أبو القاسم إبراهيم بن محمّد بن سليمان المؤدب، أنا أبو بكر بن المقرئ، قال: سمعت أبا بشر الدّولابي يقول: سمعت حميد بن الرّبيع يقول: قدم أبو مسعود الأصبهاني مصر فاستلقى على قفاه فقال لنا: خذوا حديث مصر. قال: فجعل يقرأ علينا شيخا شيخا من قبل أن يلقاهم (6).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو محمّد طاهر بن سهل الأسفرايني، قالا: و نا أبو النجم بن بدر بن عبد اللّه الشّيحي، أنا أبو بكر الخطيب قال (7):سمعت أبا محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن الأصبهاني يقول: قال لي أبو بكر بن المقرئ:

سمعت أبا صالح صاحب أبي مسعود أحمد بن الفرات يقول: أتعجب من إنسان يقرأ

ص: 154


1- انظر تاريخ بغداد 344/4.
2- هذه النسبة - بثلاث فتحات - إلى سلماس و هي من بلاد أذربيجان على مرحلة خوى (الأنساب).
3- بالأصل «الموندي» و المثبت عن المطبوعة 131/7.
4- الخبر في سير أعلام النبلاء 483/12.
5- تاريخ بغداد 344/4.
6- و الخبر أيضا في سير أعلام النبلاء 483/12 و عقب الذهبي بقوله: يعني: كان قد نظر في حديث مشايخ مصر من كتب الرحالين، و وعاه.
7- الخبر في تاريخ بغداد 144/10.

سورة و المرسلات عن ظهر قلب لا يغلط فيها، و حكى أن أبا مسعود ورد أصبهان و لم يكن كتبه معه فأملى كذا كذا ألف حديث عن ظهر قلبه. فلما وصلت الكتب إليه قوبلت بما أملى فلم يختلف إلاّ في مواضع يسيرة.

سمعت أبا أحمد معمر بن عبد الواحد بن رجاء بن الفاخر - بجرباذقان - يقول: أنا أبو الفتح التاجر السّراج و أجازه لي أبو الفتح، أنا أبو بكر الباطرقاني، نا عبد اللّه بن عمر، أنا عمر بن أحمد، أنا أحمد بن محمود بن صبيح قال: سمعت أبا مسعود الرازي يقول: وددت أنّي (1) أقتل في حبّ أبي بكر و عمر.

أخبرنا أبو المعالي أحمد بن أبي الحسن بن أبي أحمد بن أبي منصور الشاة البامنجي (2)-ببامئين: من نواحي هراة - أنا الحافظ أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عبد الوارث بن علي بن أحمد الشيرازي - ببنج ده (3)-قال: سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن علي المقرئ يقول: سمعت أبا الحسين محمّد بن علي البصري يقول:

سمعت أبا سعيد الحسن بن عثمان العجلي يقول: سمعت أبا العبّاس أحمد بن عبد الرّحمن - بأصبهان - يقول: سمعت أبا صالح محمّد بن الحسن بن المهلّب يقول:

سمعت أبا مسعود الرازي يقول: حضرت مجلس يزيد بن هارون فأملى ثلاثين حديثا فحفظتها، فجئت إلى منزلي أعلّق فعلّقت منها ثلاثة، فجاءتني الجارية و قالت: مولاي فني الدقيق، فنسيت سبعة و عشرين، و بقيت ثلاثة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، قال: سمعت أحمد بن محمّد بن سعيد يقول: سمعت ابن خراش - و هو عبد الرّحمن بن يوسف - يحلف باللّه أن أبا مسعود أحمد بن الفرات يكذب متعمدا.

قال ابن عدي: و هذا الذي قاله ابن خراش لأبي مسعود هو تحامل، و لا أعرف

ص: 155


1- بالأصل «أن» و المثبت عن سير أعلام النبلاء 484/12.
2- البامنجي هذه النسبة إلى بامئين، و هي مدينة من أعمال هراة و هي قصبة ناحية باذغيس (معجم البلدان: بامئين»).
3- انظر معجم البلدان.

لأبي مسعود رواية منكرة و هو من أهل الصّدق و الحفظ (1).

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، و حدّثني عبد الرّحيم بن علي بن حمد عنه قال: قال لنا أبو نعيم الحافظ (2):أحمد بن الفرات بن خالد الضبّي الرازي أبو مسعود من الطبقة السابعة، حدث عنه الفريابي، و أبو خليفة، و ابن أبي عاصم، أقام بأصبهان يحدث بها خمسا (3) و أربعين سنة توفي في شعبان سنة ثمان و خمسين يعني و مائتين، و صلّى عليه القاضي إبراهيم بن أحمد الخطّابي، و دفن بمقبرة موذقان (4)،و غسله محمد بن عاصم. روى عن أبي أسامة، و يعلى، و ابن نمير، و ابن أبي فديك و غيرهم من الكوفيين و الشاميّين؛ أحد الأئمة و الحفاظ صنّف المسند و الكتب، قدم أصبهان قديما قبل أن يخرج إلى العراق أيام الحسين بن حفص فكتب عنه ثم ارتحل إلى العراق، و رجع إلى أصبهان فاستوطنها.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن زريق، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (5):أحمد بن الفرات بن خالد أبو مسعود الأصبهاني (6) الضبّي الرازي، أحد حفاظ الحديث و من كبار الأئمة [فيه] (7) يسمع الحسين (8) بن علي الجعفي، و أبا أسامة حمّاد بن أسامة، و يعلى و محمّدا ابني عبيد، و عبيد اللّه بن موسى، و أبا داود الطيالسي، و جعفر بن عون، و شبابة بن سوّار، و يزيد بن هارون، و محمّد بن يوسف الفريابي، و أبا عامر العقدي، و عبد الرزّاق بن همّام، و أزهر بن سعد السّمان، و أبا اليمان الحمصي، و أبا صالح كاتب الليث في أمثالهم؛ و كان قد سافر كثيرا، سمع و جمع في الرّحلة بين البصرة، و الكوفة، و الحجاز، و اليمن، و الشام، و مصر، و الجزيرة، و لقي علماء عصره، و ورد بغداد في حياة أبي عبد اللّه أحمد بن حنبل، و ذاكر حفّاظها

ص: 156


1- الخبر في سير أعلام النبلاء 487/12 و ميزان الاعتدال 128/1.
2- انظر أخبار أصبهان 82/1.
3- عن ذكر أخبار أصبهان، و بالأصل «خمسة».
4- في ذكر أخبار أصبهان:«مردبان» و في المطبوعة 133/7 مردنان.
5- تاريخ بغداد 343/4.
6- ليست في تاريخ بغداد.
7- زيادة عن تاريخ بغداد.
8- عن تاريخ بغداد و بالأصل «الحسن».

بحضرته، و كان أحمد يقدمه و يكرمه، و استوطن أبو مسعود بعد ذلك أصبهان إلى آخر عمره، و كانت بها وفاته. و روى عنه كافة أهلها علمه، و لا أعلمه (1) حدّث ببغداد شيئا إلاّ على سبيل المذاكرة.

أنبأنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الأصبهاني - شفاها - أنا منصور بن الحسين بن علي بن القاسم بن روّاد الكاتب، و أبو طاهر بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ قال: سمعت عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن يزيد بن أخي عبد الرّحمن بن عمر رستة (2) يقول: مات أبو مسعود سنة ثمان و خمسين.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي محمّد عبد العزيز بن أحمد، أنا مكّي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال: سمعت أحمد بن العبّاس البغداذي يقول: سمعت عبد اللّه بن جعفر بن فارس الأصبهاني يقول: توفي أبو مسعود أحمد بن الفرات الرازي سنة ثمان و ستين و مائتين.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب (3)، قال: سمعت أبا نعيم الحافظ يقول: أحمد بن الفرات الضبّي الرازي أبو مسعود أحد الأئمة و الحفاظ توفي في شعبان سنة ثمان و خمسين - يعني و مائتين - و غسله محمد بن عاصم.

حدّثنا أبو أحمد معمر بن الفاخر، أنا إبراهيم بن الحسن بن الرويدشتي (4)-في كتابه - نا أحمد بن الفضل - إملاء - نا عبد اللّه بن عمر القاضي، نا أبو محمّد عبد اللّه بن إبراهيم الواعظ ، قال: سمعت عبد اللّه بن أحمد النجار يقول: سمعت محمّد بن يوسف البنا يقول: رأيت أبا مسعود أحمد بن الفرات في النوم فجعل يقول:

حدثنا و أخبرنا فقلت: يا أبا مسعود، و في الآخرة أيضا حدثنا و أخبرنا؟ قال: نعم، و في الآخرة حدّثنا و أخبرنا.

ص: 157


1- في تاريخ بغداد: أعلم.
2- ضبطت عن تقريب التهذيب، و رستة لقبه.
3- تاريخ بغداد 344/4.
4- هذه النسبة إلى رويدشت و هي من قرى أصبهان.(الأنساب).
77 - أحمد بن الفرج بن سليمان

أبو عتبة الكندي الحمصي

المعروف بالحجازي المؤذّن

قدم دمشق حاجّا.

روى عن بقية بن الوليد، و محمّد بن سعيد الطائفي، و ضمرة بن ربيعة، و أبي المغيرة الحمصي، و محمد بن يوسف الفريابي، و محمّد بن إسماعيل بن أبي فديك، و أيوب بن سويد الرملي، و سلمة بن عبد اللّه العوضي (1)،و عقبة بن علقمة البيروتي، و يحيى بن صالح الوحاظي (2)،و علي بن عباس الألهاني، و عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار، و شريح بن يزيد، و محمّد بن حمير، و حرملة بن عبد العزيز بن (3) الرّبيع بن سبرة، و سليم بن عثمان الفوزي (4)،و زيد بن (5) يحيى بن عبيد، و عمر بن عبد الواحد، الدمشقيين.

روى عنه أبو عبد الرّحمن النسائي، و عبد اللّه بن الحسين بن محمّد بن جمعة، و الحسن بن أحمد بن غطفان الدّمشقيان، و محمّد بن يوسف الهروي - نزيل دمشق-، و محمّد بن عبد اللّه بن عبد السلام - مكحول - البيروتي (6)،و خيثمة بن سليمان، و أبو التريك (7) محمّد بن الحسين (8) بن موسى الأطرابلسيّان (9)،و محمّد بن أيّوب بن مشكان، و أبو العباس محمّد بن يعقوب، و أبو بكر محمد بن حمدون بن خالد، و موسى بن العباس الجويني، و أبو العبّاس السرّاج النيسابوريّون، و أبو محمّد بن

ص: 158


1- كذا بالأصل «سلمة بن عبد اللّه العوضي» و ذكره في التبصير 1004/3 و ابن ماكولا في الاكمال 162/2 سلمة بن عبد الملك العوصي بالصاد المهملة. و الذي بالضاد المعجمة سلمة بن داود العوضي.
2- إعجامها غير واضح بالأصل و المثبت عن م سير أعلام النبلاء 453/10.
3- بالأصل «عن» و المثبت و الصواب عن ما نظر ترجمته في تهذيب التهذيب.
4- هذه النسبة إلى فوز من قرى حمص (اللباب).
5- بالأصل «عن» و المثبت عن تاريخ بغداد 339/4.
6- كذا بالأصل.
7- ضبطت عن التبصير 80/1.
8- بالأصل «الحسن» المثبت عن تبصير المنتبه 80/1.
9- نسبة إلى طرابلس الشام.

صاعد، و الهيثم بن خلف الدوري، و أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن نيروز (1) الأنماطي، و أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن حبيب - الزّرّاد - و أبو بكر يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن بهلول البغداذيون، و أبو القاسم يعقوب بن أحمد بن ثوابة، و أبو الحسين إسحاق بن يوسف بن عمرو بن نصر القرشي، و أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الطائي، و أبو عمرو عبد الرّحمن بن عمرو بن عبد الرّحمن الرّحبي الحمصيون، و أبو زرارة أحمد بن عبد الملك الشيبي (2) المكي، و أبو الحسن أحمد بن الفضل بن صالح الطّبراني، و أبو أمية أحمد بن عبد الملك، و بكر بن أحمد بن حفص الشعراني، و أبو الليث سلم (3) بن معاذ، و محمّد بن جعفر بن محمّد بن هشام النميري، و أبو الحسن بن جوصا، و أبو الدّحداح أحمد بن محمّد بن إسماعيل الدمشقيون، و النضر بن الحارث الحمصي.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، نا خيثمة بن سليمان، نا أبو عتبة أحمد بن الفرج الحجازي - بحمص - نا بقية بن الوليد، نا هشام بن حسّان، عن الحسن، عن أنس بن مالك قال: خرج علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:

«عليكم بالباءة، فمن لم يستطع فعليه بالصّيام، فإنه له و جاء»[1222].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن علي بن أبي ذرّ الصالحاني - في كتابه من أصبهان - أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرّحيم، أنا أبو حفص عمر بن محمّد بن جعفر المغازلي، أنا أبو الدّحداح أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا أبو عتبة أحمد بن الفرج بن سليمان المعروف بالحجازي الحمصي - قدم علينا دمشق نا بقية بن الوليد:

بحديث ذكره.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى التميمي، أنا أبو نصر

ص: 159


1- غير واضحة بالأصل و م و لعل الصواب ما أثبت.
2- الشيبي هذه النسبة إلى شيبة بن عثمان بن أبي طلحة الحجبي، من بني عبد الدار بن قصي، من سدنة الكعبة.
3- في المطبوعة 135/7 سالم.

الوائلي (1)،نا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أحمد، أخبرني أبي أبو عبد الرّحمن النسائي قال: أبو عتبة أحمد بن الفرج الحجازي الحمصي.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو طاهر الحسين بن سلمة الهمذاني، أنا علي بن محمّد الفأفاء ح.

قال: و أمّا ابن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه الأصبهاني إجازة.

قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم (2) قال: أحمد بن الفرج أبو عتبة الحمصي المعروف بالحجازي الكندي، روى عن بقية بن الوليد، و محمّد بن حمير، و محمّد بن حرب، و عمر بن عبد الواحد، و ضمرة، و أبي حيوة، و ابن أبي فديك. كتبنا عنه، و محله عندنا محل (3) الصدق.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم ابن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، قال: أحمد بن الفرج أبو عتبة الكندي، مؤذن مسجد جامع حمص. قال لنا عبد الملك بن محمّد [كان محمّد] (4) بن عوف يضعفه، قال ابن عدي: و أبو عتبة مع ضعفه، قد احتمله النّاس و رووا عنه، و أبو عتبة وسط ليس ممن يحتج بحديثه، أو يتديّن به إلاّ أنه يكتب حديثه.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن زريق، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (5):أحمد بن الفرج بن سليمان، أبو عتبة الكندي الحمصي، و يعرف بالحجازي، ورد بغداذ غير مرة، و حدّث بها عن بقية بن الوليد و محمّد بن جبير (6)، و ضمرة بن ربيعة، و محمّد بن إسماعيل بن أبي فديك، و محمّد بن حرب الأبرش، و عمر بن عبد الواحد، و زيد بن يحيى بن عبيد، و عثمان بن عبد الرّحمن الطرائفي.

ص: 160


1- اسمه عبيد اللّه بن سعيد بن حاتم بن أحمد، أبو نصر الوائلي السجزي ترجم له في سير أعلام النبلاء 654/17.
2- الجرح و التعديل 67/1/1.
3- عن الجرح و التعديل و بالأصل: على.
4- زيادة عن المطبوعة 136/7.
5- تاريخ بغداد 339/4.
6- كذا بالأصل، و في تاريخ بغداد:«حمير» و قد تقدم فيمن روى عنه أبو عتبة «حمير».

روى عنه عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، و محمّد بن عبد اللّه بن سليمان الحضرمي، و موسى بن هارون الحافظ ، و محمّد بن جرير الطبري، و قاسم بن زكريا المطرّز، و عبد اللّه بن محمد البغوي، و يحيى بن محمد بن صاعد، و الحسين بن إسماعيل المحاملي، و يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول و غيرهم. و ذكر ابن أبي حاتم الرازي أنه كتب عنه و قال: محله عندنا الصّدق.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب (1)، أخبرني أحمد بن علي اليزدي - في كتابه - أنا أبو أحمد الحافظ النيسابوري قال: أبو عتبة أحمد بن الفرج الحمصي قدم العراق فكتبوا عنه، و أهلها حسن و الرأي فيه. لكن أبو جعفر محمّد بن عوف بن سفيان الطائي كان يتكلم فيه. و رأيت أبا الحسن أحمد بن عمير يضعّف أمره.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا (2)،قال: أما الحجازي - بالزاي - فجماعة كثيرة منهم: أحمد بن الفرج أبو عتبة الحمصي يعرف بالحجازي، روى عن بقية بن الوليد، و ضمرة بن ربيعة، و سليم بن عثمان الفوزي و غيرهم، روى عنه ابن صاعد، و المحاملي، و الأصم، و جماعة غيرهم. ولد سنة تسع و ثلاثين و مائتين، و مات مستهل ذي القعدة سنة إحدى و عشرين و ثلاثمائة.

هذا وهم في وفاته، و الصواب ما يأتي بعد.

أخبرنا أبو جعفر الهمذاني إجازة، أنا أبو بكر الصّفار، أنا أحمد بن علي الحافظ ، أنا الحاكم أبو أحمد الحافظ ، قال: أبو عتبة أحمد بن الفرج بن سليمان الحجازي الحمصي، عن أبي عبد اللّه ضمرة بن ربيعة الدّمشقي (3)،و أبي مسعود أيوب بن سويد الحميري، قدم العراق فكتبوا عنه، و رأي أهلها حسن فيه، لكن أبو جعفر بن عوف الطائي كان يتكلم فيه، و رأيت أبا الحسن بن عمير ضعّف أمره، و روى عنه موسى بن

ص: 161


1- تاريخ بغداد 340/4.
2- الاكمال لابن ماكولا 91/3.
3- كذا، و في تقريب التهذيب:«الفلسطيني، أصله دمشقي» و في المطبوعة: القرشي. و انظر ترجمته و في سير أعلام النبلاء 325/9 و في م: القرشي.

هارون الجمال و أبو القاسم البغوي، كناه لنا البغوي.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب (1)، قال: قرأت في كتاب أبي الفتح أحمد بن الحسن بن محمّد بن سهل المالكي الحمصي، أنا أبو هاشم عبد الغافر بن سلامة بحمص قال: قال محمّد بن عوف: و الحجازي كذّاب، كتبه التي عنده لضمرة و ابن أبي فديك من كتب أحمد بن النضر وقعت إليه، و ليس عنده في حديث بقية بن الوليد الزبيدي (2) أصل، هو فيها أكذب خلق اللّه، إنما هي أحاديث وقعت إليه في ظهر قرطاس كتاب صاحب حديث في أوّلها مكتوب: نا يزيد بن عبد ربّه، نا بقية، و رأيته عند بئر (3) أبي عبيدة في سوق الرستن، و هو يشرب مع فتيان و مردان و هو يتقيؤها (4)-يعني الخمر - و أنا في كوة مشرف عليه في بيت كان لي فيه تجارة، سنة تسع عشرة و مائتين، و كأني أراه و هو يتقيؤها و هي تسيل على لحيته، و كان أيام أبي الهرماس (5) يسمونه الغداف، و كان له ترس فيه أربع مسامير [كبار] (6) إذا أخذوا رجلا يريدون قتله صاحوا به: أين الغداف فيجيء، فإنما (7) يضربه بها أربع ضربات حتى يقتله، قد قتل غير واحد بترسه ذاك، و ما رأيته و اللّه عند أبي المغيرة قط ، و إنما كان يتفتى (8) في ذلك الزمان، و حدث عن عقبة بن علقمة، بلغني أن عنده كتابا وقع إليه فيه مسائل ليست من حديثه، فوقفه عليها فتى من أصحاب الحديث و قال: اتق اللّه يا شيخ.

قال محمّد بن عوف: و بلغني أنه حدّث حديثا عن أبي اليمان، عن شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«الحرب خدعة»[1223].

ص: 162


1- تاريخ بغداد 340/4.
2- كذا بالأصل و تاريخ بغداد و بحاشيته: و بقية بن الوليد هذا كلاعي حميري. و انظر ترجمته في تهذيب التهذيب، و ليس فيه: الزبيدي.
3- عن تاريخ بغداد و بالأصل: بني.
4- في تاريخ بغداد: يتقايؤها.
5- في تاريخ بغداد: الهرناس.
6- الزيادة عن تاريخ بغداد، و قوله «أربع» كذا بالأصل و تاريخ بغداد، و الصحيح «أربعة».
7- بالأصل «قائما» و المثبت عن تاريخ بغداد.
8- رسمها غير واضح بالأصل، و المثبت عن تاريخ بغداد.

فأشهد عليه باللّه أنه كذّاب، و لقد نسخت كتب أبي اليمان لشعيب ما لا أحصيه، و أخذت عليها من الدّراهم غير مرّة، و كنت أكتب (1) الجزء بثلاثة دراهم صحاح. فكيف يحدّث الحجازي عنه بهذا الحديث حديث أبي الزناد؟ فينبغي أن يكون شيطان لقّنه إياه.

قال أبو هاشم: و كان أبو عتبة جارنا و كان يخضب بالحمرة، و كان مؤذن مسجد الجامع، و كان عمّي و أصحابنا يقولون: إنه كذاب، فلم نسمع منه شيئا.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، نا أبو بكر الخطيب، قال: قرأت في بعض الكتب القديمة: توفي أبو عتبة أحمد بن الفرج في سنة إحدى و سبعين و مائتين.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن زريق قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (2):بلغني أن أبا عتبة مات بحمص في سنة إحدى و سبعين و مائتين.

78 - أحمد بن فضالة بن الصّقر بن فضالة

ابن سالم بن جميل بن عمرو بن ثوابة بن الأخنس بن مالك بن النعمان بن مالك بن النعمان بن امرئ القيس اللّخمي.

حدث عن أبيه فضالة.

روى عنه بنوه أبو حارثة جميل، و أبو القاسم فضالة، و أبو حنتل (3) بشر: بنو أحمد.

قرأت على أبي الفضائل ناصر بن محمود بن علي الصّائغ، عن أبي الفتح نصر بن إبراهيم المقدسيّ ، أنا أبو الحسن محمّد بن عوف بن أحمد المزني - إجازة - أنا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصّمد السّلمي المؤدب، أنا أبو حارثة جميل، و أبو القاسم فضالة، و أبو حنتل بشر: بنو أحمد بن فضالة بن الصّقر بن فضالة بن سالم بن جميل بن عمرو بن ثوابة بن الأخنس بن مالك بن النعمان بن امرئ القيس - قراءة عليهم - قالوا:

نا أبونا أحمد، و عمّنا محمّد ابنا فضالة بن الصّقر، قالا: نا أبونا فضالة بن الصّقر،

ص: 163


1- في تاريخ بغداد: أكتبها.
2- تاريخ بغداد 341/4.
3- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن م و سيرة بعد أسطر، صوابا.

حدثني أبي الصّقر عن عمّه العباس بن سالم، أن عمير بن ربيعة حدّثه أن مغيث بن سمي الأوزاعي حدّثه: أن عمر بن الخطاب أرسل إلى كعب فقال: يا كعب، كيف تجد نعتي ؟ قال: أجد نعتك قرن حديد، قال: و ما قرن حديد؟ قال: لا تخاف في اللّه لومة لائم.

قال: ثم مه ؟[قال:] ثم يكون خليفة من بعدك تقتله أمته ظالمين له، قال: ثم مه ؟ قال:

ثم يقع البلاء بعد.

79 - أحمد بن الفضل بن العباس

أبو بكر البهراني (1) الدّينوري المطّوّعي (2)(3)

سمع خيثمة بن سليمان بأطرابلس، و كان قبل ذلك سمع أبا خليفة القاضي، و أبا بكر الفريابي، و أبا جعفر الطبري، و أبا سعيد الحسن بن علي بن زكريا العدوي، و محمّد بن يوسف بن بشر الهروي.

روى عنه: أبو عمر أحمد بن محمّد بن سعيد بن الجسور، و أبو القاسم خلف بن هانئ؛ الأندلسيان، و أبو الفتح عبد المنعم بن الخضر بن العباس الغسّاني، و أبو عمر أحمد بن هشام بن أمية بن بكير الأموي، و أبو الفضل أحمد بن قاسم بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه التميمي التاهرتي (4) البزار.

و حدّث بدمشق.

قرأت على أبي الحسن سعد الخير بن محمّد الأنصاري، عن أبي عبد اللّه محمّد بن أبي نصر الحميدي في تاريخ الأندلس (5) قال: أحمد بن الفضل بن العبّاس الدّينوري، أبو بكر المطّوعي، سمع من جعفر بن محمّد الفريابي، و من أبي جعفر محمّد بن جرير الطبري كتابه في التاريخ المعروف «بذيل المذيّل» و كتاب «صريح السنة» و «فضائل الجهاد» و رسالته إلى أهل طبرستان المعروفة بالتبصرة (6)،و سمع من أبي بكر

ص: 164


1- هذه النسبة إلى بهراء، قبيلة من قضاعة نزلت أكثرها بلدة حمص (الأنساب).
2- المطّوّعي، ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى المطوعة و هم جماعة فرغوا أنفسهم للغزو و الجهاد و رابطوا في الثغور (الأنساب).
3- سقطت ترجمته في المختصر.
4- هذه النسبة - بفتح التاء و الهاء و سكون الراء - إلى تاهرت و هو موضع بإفريقية (الأنساب).
5- جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس ص 140.
6- في جذوة المقتبس: بالتبصير.

محمّد بن أحمد بن محمد بن عبد اللّه بن إسماعيل البغدادي، يعرف بابن أبي الثلج، كتابه في الحول، و سمع من أبي سعيد الحسن بن علي بن زكريا بن يحيى بن صالح بن عاصم بن زفر بن العلاء بن أسلم العدوي البصري، أحاديثه عن خراش مولى أنس بن مالك، و هي أربعة عشر حديثا. و دخل الأندلس قبل (1) الخمسين و ثلاثمائة، و حدث بهذه الكتب، و آخر من حدث عنه بها أبو الفضل أحمد بن قاسم بن عبد الرّحمن التاهرتي (2)،و أبو عمر أحمد بن محمّد بن الجسور. أنا أبو عمر بن عبد البر [قال:] (3)حدثاني بأحاديث خراش، عن [الدينوري، عن] (4) العدوي، عن (5) خراش، و قد حدث عنه أبو القاسم خلف بن هاني الأندلسي في سنة اثنتين و أربعمائة، و رأيت سماعه عليه سنة ست و أربعين و ثلاثمائة في جامع قرطبة، و هو يومئذ ابن ثمان و سبعين سنة.

و ذكره أبو الوليد عبد اللّه بن محمّد بن يوسف بن الفرضي القاضي في كتاب تاريخ [علماء] الأندلس (6)،فقال: أحمد بن الفضل بن العباس البهراني (7) الدّينوري، الخفّاف، يكنى أبا بكر، قدم الأندلس في شهر ربيع الأول (8) سنة إحدى و أربعين و ثلاثمائة. و كان يخبر أن مولده بالدّينور، و أنه تحول إلى بغداد، و أنه أقام برهة لا يكتب و أنه تعلم الكتابة بالراموز. فكان يكتب كتابا ضعيفا يخل بالهجاء. سمع الحديث من جماعة ببغداد و البصرة و الشام. و لزم محمد بن جرير الطبري و خدمه، و تحقق به و سمع منه مصنفاته فيما زعم و لم يكن ضابطا لما روى. و كان إذا أتى بكتاب من كتب الطبري قال: قد سمعته منه، و سمعته يقرأ عليه و يحدّث به عنه.

سمع ببغداد: من أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصّوفي، و أحمد بن العباس الطوسي صاحب الزبير بن بكار، و ابن مجاهد صاحب القراءات، و جعفر بن محمّد بن المستفاض الفريابي، و أبي بكر عبد اللّه بن أبي داود بن الأشعث السّجستاني. و سمع

ص: 165


1- عن جذوة المقتبس و بالأصل «فبلغ».
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن جزوة المقتبس.
3- بالأصل الماهرتي و المثبت عن جذوة المقتبس.
4- بالأصل الماهرتي و المثبت عن جذوة المقتبس.
5- بالأصل «بن» و المثبت عن جذوة المقتبس.
6- ترجم رقم 203 ح 61/1-62.
7- عن ابن الفرضي و بالأصل «الهزاني».
8- بالأصل «الآخر» و المثبت عن ابن الفرضي.

من أبي خليفة الفضل (1) بن الحباب. و سمع بالشام: من خيثمة بن سليمان و غيره جماعة يطول ذكرهم.

و كان عنده مناكير، و قد تسهل الناس فيه و سمعوا منه كثيرا. حدث عنه جماعة من شيوخنا.

قال لي أبو عبد اللّه محمّد (2) بن يحيى: لقد كان الدّينوري بمصر يلعب به الأحداث، و يتغامزون عليه، و يسرقون كتبه. و ما كان ممّن يكتب عنه بحال (3).ثم قدم الأندلس فأجفل (4) الناس إليه، و ازدحموا عليه أو كما قال.

و توفي أبو بكر الدّينوري بقرطبة ليلة الثلاثاء لخمس خلون من المحرّم سنة تسع و أربعين و ثلاثمائة و قد بلغ من السن اثنتين (5) و ثمانين سنة و أياما. من كتاب محمد بن أحمد بن يوسف (6) بخطّه: يعني: ذكر وفاته-.

80 - أحمد بن الفضل بن عبيد اللّه

أبو جعفر الصائغ (7)

أصله مروزي، سكن عسقلان (8).

سمع بدمشق سليمان بن عبد الرّحمن، و بديار مصر يحيى بن غسان (9)،و بشر بن بكر التنّيسي، و بالشام روّاد بن الجراح العسقلاني، و فديك بن سلمان (10) القيسراني، و آدم بن أبي إياس الخراساني، و مروان بن معاوية الفزاري.

ص: 166


1- بالأصل «بن الحباب، الفضل» صوبنا العبارة بما يوافق عبارة ابن الفرضي.
2- في ابن الفرضي: محمد بن أحمد بن يحيى.
3- في ابن الفرضي:«محلل» و بهامشه: هكذا بالأصل، و لعله مصحف عن «المائل» فليحرر.
4- في ابن الفرضي: فانجفل.
5- بالأصل «اثنين» و الصواب عن ابن الفرضي.
6- بالأصل:«أحمد بن محمد بن يوسف» و المثبت عن ابن الفرضي.
7- في المختصر 215/3 و الجرح و التعديل 67/1/1 و المطبوعة 141/7 «الصائغ».
8- عسقلان: مدينة بالشام من أعمال فلسطين على ساحل البحر بين غزة و بيت جبرين.
9- في معجم البلدان «تنيس»: يحيى بن أبي حسان و في المطبوعة 142/7:«بن حسان».
10- كذا بالأصل و في معجم البلدان «قيسارية»: و يقال ابن سليمان بن عيسى، أبو عيسى العقيلي القيسراني.

روى عنه أبو بكر بن خزيمة، و ابن صاعد، و أبو بكر النيسابوري، و أبو الحسن أحمد بن محمّد، و عبد الرّحمن بن أبي حاتم، و أبو حامد أحمد بن علي بن الحسن بن حسنويه المقرئ، و موسى بن العباس الجويني، و أبو العباس الأصم، و أبو الحسن بن جوصا (1).

أخبرنا أبو الفتح محمّد بن علي بن عبد اللّه المضري، و أبو رشيد علي بن عثمان بن محمّد بن الهيصم الهيثمي الكرامي - الواعظان - و أبو الحسن علي بن أبي طالب أحمد بن محمّد بن عوانة القايني (2)،و أبو صالح ذكوان بن سيار بن محمّد بن القاسم الدهان - بهراة - قالوا: أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أبي مسعود عبد العزيز بن محمّد الفقيه الفارسي، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد بن أبي شريح، نا أبو محمّد يحيى [بن محمّد] (3) بن صاعد، نا أحمد بن الفضل بن عبيد اللّه الصائغ، نا سليمان بن عبد الرّحمن أبو أيّوب الدّمشقي، نا إسماعيل بن عياش، نا ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«الرهن لا يغلق»[1224].

قال سعيد: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«له غنمه و عليه غرمه»[1225].

رواه غيره عن ابن [عياش عن] عباد بن كثير، عن ابن أبي ذئب.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا عبد الرّحمن بن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه الأصبهاني (4)-إجازة - قال: و أنا طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد الفأفاء.

قالا: أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي حاتم (5) قال: أحمد بن الفضل

ص: 167


1- بالأصل «حوصا» بالحاء المهملة، و الصواب ما أثبت.
2- هذه النسبة إلى «قاين» بلدة قريبة من طبس بين نيسابور و أصبهان.
3- زيادة للإيضاح، انظر ترجمته في تقريب التهذيب.
4- بالأصل «الأنصاري» المثبت عن م، سير إعلام النبلاء ترجمته 241/19.
5- الجرح و التعديل 67/1/1.

العسقلاني أبو جعفر، و يعرف بالصائغ (1)،روى عن بشر بن بكر، و روّاد بن الجراح، و يحيى بن حسان، و كتبنا عنه.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي بن محمّد الهمذاني - إجازة - أنا أبو بكر الصفّار، أنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ ، أنا أبو أحمد محمّد بن محمّد الحاكم. قال:

أبو جعفر أحمد بن الفضل بن عبيد اللّه الصائغ المروزي العسقلاني سمع أبا عيسى فديك بن سلمان، و روّاد بن الجرّاح. روى (2) عنه الخزيمي (3)،و كناه لنا أبو الحسن أحمد بن محمّد.

81 - أحمد بن فيّاض بن إسماعيل بن الفيّاض بن عبد الرّحمن

أبو جعفر القرشي (4)

روى عن هشام بن عمّار، و مؤمّل بن إهاب، و هارون بن سعيد الأيلي، و محمّد بن مصفّى.

روى عنه أبو عمر بن كودك، و أبو علي بن شعيب، و أبو بكر بن فطيس.

قرأت على جدي أبي المفضّل يحيى بن علي القرشي القاضي، عن عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا عبد الوهاب الميداني، حدثني أبو عمر بن كودك، نا أبو جعفر أحمد بن فيّاض، نا هشام بن عمّار، نا عمرو بن واقد (5) عاليا.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا تمام بن محمّد الرازي، أنا أبو علي بن شعيب، نا أبو سعيد بن فيّاض، و أبو جعفر أحمد بن فيّاض القرشي، قالا: نا هشام بن عمّار، نا عيسى بن يونس، نا هشام بن عروة

ص: 168


1- عن الجرح و التعديل، و بالأصل «الصائغ».
2- بالأصل «رواه».
3- بالأصل «الحزامي» صواب ما أثبت عن م، يريد: أبا بكر بن خزيمة.
4- سقطت ترجمته من المختصر.
5- كذا بالأصل، و ثمة سقط في الكلام و تمام العبارة في المخطوطة م: نا عمر بن يزيد النصري، عن الزهري، عن عروة عن عائشة عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: إن ثلاثة دخلوا في مغارة... الحديث بطوله. و قد سقته في ترجمة عمر بن واقد عاليا.

مثل حديث قبله - يعني عن أبيه - عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«إن اللّه لا يقبض العلم انتزاعا» الحديث[1226].

و قرأت على أبي محمّد عن عبد العزيز، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال: سنة ست و تسعين و مائتين، فيها مات أبو جعفر أحمد بن فيّاض القرشي الدّمشقي.

82 - أحمد بن الفيض

أظنه أخا محمّد بن الفيض بن محمّد الغساني، إن لم يكن محمّدا، و سمّاه الراوي عنه أحمد، لأن أحمد أو محمّدا عند بعض الناس سواء.

حدث عن عبد الرّحمن بن إبراهيم دحيم.

روى عنه محمّد بن يوسف الربعي البندار، و قد روى البندار عن محمّد بن الفيض، فاللّه أعلم.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني - بقراءتي عليه - نا أبو علي الحسين بن محمد بن المظفر بن أبي حريصة (1) الفقيه الشاهد - من لفظه - أنا أبو الحسن علي بن موسى بن الحسين بن علي بن السّمسار - قراءة عليه - في منزله بدمشق من سنة أربع و عشرين و أربعمائة - نا محمّد بن سليمان بن يوسف الربعي البندار، نا أحمد بن الفيض، نا عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم، نا الوليد بن مسلم، نا ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبيه، أن أبا هريرة و مروان كانا مع جنازة فجلسا قبل أن توضع، فجاء أبو سعيد الخدري فأخذ بيد مروان فقال: قم فو اللّه لقد علم هذا - لأبي هريرة - أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا كان في جنازة لم يجلس حتى توضع، قال أبو هريرة: صدق[1227].

ص: 169


1- في المطبوعة «خويصة».

حرف القاف في آباء الأحمدين

83 - أحمد بن القاسم بن عبيد اللّه

83 - أحمد بن القاسم بن عبيد اللّه (1) بن مهدي

أبو الفرج البغدادي ابن الخشّاب الحافظ

سكن طرسوس و حدث بدمشق: عن محمّد بن الرّبيع، و أبي عبيد اللّه محمّد بن عبدة القاضي، و حامد بن أحمد المروزي، و بكر بن أحمد البصري، و نصر بن القاسم الفرائضي، و أبي القاسم البغوي، و أبي العباس أحمد بن عبد اللّه بن سابور الدمشقي، و محمّد بن محمّد الباغندي، و الحسين بن محمّد البزاز، و أبي بكر بن أبي داود، و أبي جعفر محمّد بن جرير الطبري، و الحسين بن أحمد بن بسطام، و أبي محمّد القاسم بن مهاجر الأرّجاني (2)،و الحسن بن فرج الشيرازي، و إبراهيم بن عبد الصّمد، و أسامة بن علي، و محمّد بن سليمان المالكي، و أحمد بن الهيثم البصري، و محمّد بن العباس بن منصور الفقيه، و أبي جعفر الطحاوي، و عبد اللّه بن إسحاق المدائني، و أبي يعلى محمّد بن زهير الأيلي، و فقير بن موسى بن فقير، و إبراهيم بن ميمون بن عبد الصّمد الصوّاف، و عبد الرّحمن بن أحمد المهري المصريين.

روى عنه أبو الحسن الدارقطني، و تمام بن محمّد الرازي، و عبد الوهّاب الميداني، و مكيّ بن محمّد بن الغمر، و أبو نصر بن الجبّان (3)،و أبو الحسن بن عوف، و بقاء بن إسحاق الخولاني.

ص: 170


1- في تاريخ بغداد 353/4 «عبد اللّه».
2- هذه النسبة إلى أرجان من كور الأهواز من بلاد خوزستان.
3- إعجامها غير واضح بالأصل و الصواب ما أثبت، و اسمه عبد الوهّاب بن عبد اللّه بن عمر، أبو نصر بن الجبّان المري الأذرعي الدمشقي سير أعلام النبلاء 468/17.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، نا أبو الفرج أحمد بن القاسم بن مهدي البغدادي، نا محمّد بن الرّبيع بن سليمان، نا أبي، نا طلق بن السمح، عن يحيى بن أيّوب، عن حميد الطويل قال: كنا إذا أتينا أنس بن مالك قال لجاريته: قدّمي لأصحابنا و لو كسرا فإني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«إن مكارم الأخلاق من أعمال الجنة»[1228].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن زريق، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):أحمد بن القاسم بن عبد اللّه (2) بن مهدي، أبو الفرج، يعرف بابن الخشاب، حدث بدمشق: عن علي بن عبد الوارث الصنعاني، و محمّد بن جرير الطبري، و الهيثم بن أحمد الباذاوردي (3)،و عبد اللّه بن محمّد البغوي، و محمّد بن هارون بن حميد البيع، و محمّد بن عبدة القاضي، و محمّد بن محمّد الباغندي، و نصر بن القاسم الفرائضي، و بكر بن أحمد بن مقبل البصري. روى عنه أبو الحسن الدار قطني، و بقاء (4) بن إسحاق الخولاني، و عبد الوهّاب بن عبد اللّه المرّي الدّمشقي، و تمام بن محمّد الرازي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، نا عيسى بن علي الوزير قال: كتب إليّ أحمد بن القاسم الخشّاب لخمس و عشرين ليلة خلت من جمادى الآخرة سنة ثلاث و ستين و ثلاثمائة كتابا قال فيه:«و لقد سمعت أبا جعفر أحمد بن محمّد بن سلامة الطحاوي يقول: سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن أبي عمران يقول: قال هلال الرأي: أوثق المودّات ما كان في اللّه عزّ و جلّ ».

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا أبو نصر عبد الوهّاب بن عبد اللّه المري قال: توفي أحمد بن القاسم بن الخشاب في صفر من سنة أربع و ستين و ثلاثمائة.

ص: 171


1- تاريخ بغداد 353/4.
2- كذا و قد تقدمت في بداية الترجمة و في المختصر 216/3 عبيد اللّه.
3- بالأصل «الباذراوردي» و المثبت عن تاريخ بغداد، و هذه النسبة إلى باذورد و هي مدينة كانت قرب واسط ، بينها و بين البصرة.
4- في تاريخ بغداد «تقى» و في الاكمال لابن ماكولا 343/1 «بقاء».

قال عبد العزيز: و هو أبو الفرج أحمد بن القاسم بن عبد اللّه بن مهدي البغدادي الحافظ ، و كان قد نزل طرسوس و قدم دمشق، و أقام بها، و حدث عن جماعة منهم عبد اللّه بن محمّد البغوي (1)،و أبو بكر بن أبي داود.

84 - أحمد بن القاسم بن عبد الوهّاب بن أبان بن خلف

أبو الحسن الجمحي، أخو جمح بن القاسم المؤذّن

حدث عن: أبي عبد اللّه الحسين بن محمّد بن الضحاك، و يوسف بن عبد الأحد القمّني (2)،و أبي سلمة أسامة بن أحمد بن أسامة المصريين.

روى عنه أبو الحسين الرازي والد تمام.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن الأكفاني، و عبد الكريم بن حمزة - قراءة - قالا: نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد بن عبد اللّه الرازي، أخبرني أبي - رحمه اللّه - نا أحمد بن القاسم بن عبد الوهّاب الجمحي - أخو جمح المؤذّن - نا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن الضحاك المصري قال: سمعت أبا إبراهيم المؤذّن المزني يقول قال الشافعي: رأيت بالمدينة أربع عجائب ابنة إحدى و عشرين سنة جدة (3)،و رأيت رجلا فلّسه القاضي في مدّين نوى، و رأيت شيخا كبيرا يدور على بيوت القيان راجلا يعلّمهم الغناء، فإذا حضرت الصلاة صلّى قاعدا، و رأيت رجلا يكتب بالشمال أسرع (4) من اليمين.

85 - أحمد بن القاسم بن عطية

أبو بكر الرازي البزاز الحافظ

سمع بدمشق و بغيرها: هشام بن عمّار، و هشام بن خالد الأزرق، و محمّد بن عبد الرّحمن بن سهم الأنطاكي، و أبا الربيع سليمان بن داود الزهراني (5)،و محمّد بن

ص: 172


1- بالأصل «البغدادي» و الصواب ما أثبت عن م، انظر تاريخ بغداد 353/4.
2- هذه النسبة - بكسر القاف و تشديد الميم المفتوحة - إلى قمن، و هي قرية بنواحي مصر (الأنساب ترجم له ترجمة قصيرة) و في ياقوت: قرية من قرى مصر نحو الصعيد.
3- في المختصر: جدة ابنة إحدى و عشرين سنة.
4- في المختصر: أسرع مما يكتب باليمين.
5- بالأصل «الزاهراني» و الصواب عن م، و انظر تقريب التهذيب.

أبي بكر المقدمي، و أبا الوليد النهرواني، و أحمد بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه الدّشتكي (1).

روى عنه عبد (2) الرّحمن بن حمدان (3) الجلاب، و أبو يعقوب يوسف بن إبراهيم المقرئ الهمذانيان، و أبو بكر محمّد بن داود بن يزيد بن حازم الرازي الخطيب (4)المعروف باليماني.

أخبرنا أبو العلاء زيد و أبو المحاسن مسعود، ابنا علي بن منصور بن علي بن منصور بن الرّاوندي الرازيان الشروطيان - بالري - قالا: أنا أبو منصور محمّد بن الحسين بن أحمد بن الهيثم المقوّمي القزويني - قدم علينا - أنا قاضي القضاة أبو الحسن عبد الجبّار بن أحمد، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن حمدان الجلاّب - بهمذان - نا أبو بكر أحمد بن القاسم بن عطيّة الرازي، نا محمّد بن عبد الرّحمن بن سهم الأنطاكي، نا أبو إسحاق الفزاري، عن شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمرو، عن النبيّ صلى اللّه عليه و سلم قال:

«رضا الربّ في رضا الوالد، و سخطه في سخط الوالد»[1229].

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد بن أحمد، أنا علي بن أحمد بن محمّد الواحدي، أنا أبو بكر التميمي، أنا أبو الشيخ الحافظ ، نا الوليد بن أبان، أنا أحمد بن القاسم، نا أبو مروان هشام بن خالد الأزرق، نا الحسن بن يحيى الخشني (5)،حدثني أبو عبد اللّه مولى بني أميّة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

ص: 173


1- بالأصل «الدستكي» و الصواب ما أثبت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى دشت قرية بالري، و ترجم له ترجمة قصيرة.
2- قبله في سير أعلام النبلاء 53/13 «الوليد بن أبان و عبد الرحمن بن أبي حاتم» و في المطبوعة 147/7 روى عنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم، و أبو العباس الوليد بن أبان بن بونة، و أحمد بن محمد إبراهيم الأصبهانيان.
3- بالأصل «حمران الحلاب» و المثبت عن م، و سيأتي صوابا. تي صوابا.
4- بالأصل «الخصيب» و المثبت عن م.
5- بالأصل «الحسني» و الصواب ما أثبت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى «خشين» بطن من قضاعة.

«إن أوّل شيء خلقه اللّه القلم ثم خلق النون - و هي الدواة - ثم قال: اكتب ما هو كائن من عمل أو أثر أو رزق أو أجل فكتب ما يكون و ما هو كائن إلى يوم القيامة، ثم ختم على القلم فلم ينطق، و لا ينطق إلى يوم القيامة»[1230].

أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم القارئ، أنا عمر بن أحمد بن عمر بن مسرور، نا أبو العبّاس أحمد بن محمّد البالوي، نا عبد اللّه بن محمّد بن مسلم قال:

سمعت مهران بن هارون الرازي قال: سمعت أبا بكر أحمد بن القاسم بن عطية، نا عبيد اللّه بن عمر القواريري قال: قال ابن عيينة: من طلب الحديث فقد بايع اللّه عز و جلّ .

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد الفأفاء ح.

قال: و أنا حمد بن عبد اللّه الأصبهاني إجازة.

قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم (1) قال: أحمد بن القاسم بن عطية البزاز (2)، أبو بكر، المعروف بأبي بكر بن القاسم الحافظ ، روى عن أبي الرّبيع الزهراني. كتبنا (3)عنه، و هو صدوق ثقة.

86 - أحمد بن القاسم بن معروف أبي نصر بن حبيب بن أبان

أبو بكر التميمي

ولد بسامرّاء و قدم مع أبيه دمشق فسكناها.

روى عن أبي زرعة الدمشقي، و أبي العباس محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم الكتاني، و أبي الطاهر عبد الواحد بن عبد الجبّار الإمام اليافونيين، و سمع منهما بيافا.

روى عنه أخوه أبو علي محمّد بن القاسم، و ابن أخيه أبو محمد بن أبي نصر، و تمام الرازي، و عقيل بن عبيد اللّه بن عبدان، و أبو عبد اللّه بن مندة، و عبد الرّحمن بن عمر بن نصر الشيباني، و أبو العبّاس محمّد بن موسى بن السّمسار.

ص: 174


1- الجرح و التعديل 67/1/1.
2- في الجرح و التعديل: البزار.
3- في الجرح و التعديل: و كتبنا.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا تمام بن محمّد، و أبو محمد بن أبي نصر (1) قالوا: أنا أبو بكر أحمد بن القاسم، أنا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو النصري، نا أبو مسهر، و محمّد بن المبارك قالا: نا خالد بن بريد بن صالح بن صبيح المرّي، نا يونس بن ميسرة بن حلبس، عن أمّ الدّرداء عن أبي الدّرداء، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«فرغ اللّه إلى كل عبد من خلقه من خمس: من أجله، و عمله، و أثره، و مضجعه، و رزقه»[1231].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني (2)،حدثني أبو الحسين الميداني، قال: توفي أبو بكر أحمد بن القاسم بن معروف يوم الأحد لثلاث خلون من شعبان من سنة ثمان و أربعين و ثلاثمائة.

قال عبد العزيز: و كان شيخا مسنا، حدّث عن أبي زرعة عبد الرّحمن بن عمرو بثلاثة أجزاء من فوائده، و عن اليافوني، لم يكن عنده حديث كثير. كان ثقة مأمونا، حدثنا عنه ابن أخيه أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان، و تمام بن محمّد، و غيرهما.

87 - أحمد بن القاسم بن يوسف بن فارس بن سوّار

أبو عبد اللّه الميانجي (3) القاضي أخو يوسف بن القاسم

روى عن أبي علي الحسن بن علي بن نصر الطوسي، و أبي الحسن مروان بن عبد الملك بن سعيد القرشي، و عبد الرّحمن بن محمّد بن إدريس، و أحمد بن طاهر بن النجم، و عثمان بن محمّد الذهبي، و محمّد بن سليمان بن الحواري، و أبي الحسن بن مبشّر الواسطي، و الحسين بن المحاملي، و الحسين بن إبراهيم الخلاّل، و أبي العباس (4) أحمد بن علي بن الحسن بن محمّد بن ولاء، و أبي بكر أحمد بن محمّد بن

ص: 175


1- بعدها في المطبوعة 149/7: و عقيل بن عبيد اللّه ح و أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني و عبد الكريم بن حمزة السلمي قالا: أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر.
2- بالأصل «الكتاني بن أحمد» تقديم و تأخير، و الصواب ما أثبت و قد مرّ كثيرا.
3- إعجامها غير واضح بالأصل، و الصواب ما أثبت عن الأنساب و هذه النسبة إلى موضع بالشام يسمى ميانج بفتح الميم و الياء و النون.
4- كذا بالأصل، و في م: و أبي العباس أحمد بن محمد بن ولاد.

أبي دجانة المصريين، و أبي علي أحمد بن علي بن الحسن بن شعيب المدائني، و إبراهيم بن يوسف الهسنجاني (1)،و محمّد بن داود بن سليمان بن الأشجّ ، و عبد اللّه بن أحمد بن زبر، و عثمان بن محمّد السّمرقندي، و أحمد بن مروان المالكي، و غيرهم.

روى عنه ابنه أبو مسعود صالح بن أحمد، و أبو نصر بن الجبّان، و أبو الحسن بن السّمسار، و أبو القاسم (2) حمزة بن محمّد بن الحسن بن علي بن نزار البعلبكي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي الصّقر الخطيب الأنباري - ببغداذ - أنا أبو نصر عبد الوهّاب بن عبد اللّه بن عمر المرّي الدّمشقي - بها - نا القاضي أحمد بن القاسم، نا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، نا أحمد بن محمّد بن سفيان - و صوابه: شقير الأطرابلسي - نا مؤمل بن إسماعيل، عن شعبة، نا يعلى بن (3) عطاء، عن وكيع بن عدس (4)،عن عمه أبي رزين قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«مثل المؤمن مثل النحلة (5) لا تأكل إلاّ طيّبا، و لا تضع إلاّ طيّبا»[1232].

قال: و حدثني حنبل قال: و سمعت هارون الحمّال (6)-و ذكر هذا الحديث، حديث مؤمّل - لأبي عبد اللّه، فقال أبو عبد اللّه: إنما حدثنا غندر، عن شعبة، عن يعلى بن عطاء عن (7) عبد اللّه بن عمرو، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«مثل المؤمن مثل النحلة»[1233].

قال أبو عبد اللّه: ما كان يعني حرميّا متقنا كان كتابه رديئا جدا، و كان رديء الأخذ، إنما كان يخرج إلينا رقاعا فنكتبها.

سمع ابن الشام من أبي عبد اللّه الميانجي بأطرابلس سنة أربع و ستّين و ثلاثمائة.

ص: 176


1- هذه النسبة - بكسر الهاء و السين و سكون النون - إلى هسنكان، عربت إلى هسنجان، قرية من قرى الري.
2- و يقال «أبو يعلى» كما في المطبوعة، و زيد فيها فيمن روى عنه: أبو القاسم حمزة بن عبد اللّه بن الحسين بن الشام الأطرابلسي.
3- بالأصل «عن» و الصواب ما أثبت، انظر تقريب التهذيب.
4- ضبطت بضم أوله و ثانيه عن تقريب التهذيب، قال: و قد يفتح ثانيه، و يقال: بالحاء بدل العين.
5- عن المختصر 217/3 و بالأصل «النخلة».
6- بالأصل «الجمال» و الصواب عن تقريب التهذيب، و هو هارون بن عبد اللّه بن مروان البغدادي أبو موسى الحمال، بالحاء المهملة: البزاز.
7- بالأصل «بن» خطأ.

حرف الكاف في آباء الأحمدين

88 - أحمد بن كثير

أحد الصالحين (1)

حكى عنه أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن هاشم الأذرعي.

أخبرنا أبو الفضائل، ناصر بن محمود بن علي، نا علي بن أحمد بن زهير، نا علي بن محمّد بن شجاع، أنا تمام بن محمّد، نا أبو يعقوب الأذرعي، نا أحمد بن كثير، قال: صعدت إلى موضع الدّم في جبل قاسيون، فسألت اللّه عز و جل الحجّ فحججت، و سألته الجهاد فجاهدت، و سألته الرباط فرابطت، و سألته الصّلاة [في بيت المقدس] (2) فصلّيت، و سألته أن يغنيني عن البيع و الشراء فرزقت ذلك كله. و لقد رأيت في المنام كأني انظر في ذلك الموضع قائما أصلّي فإذا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أبو بكر، و عمر، و هابيل بن آدم. فقلت له: أسألك بحق الواحد الصّمد و بحق أبيك آدم، و بحق هذا النبيّ ، هذا دمك ؟ قال: إي و الواحد الصمد، إن هذا دمي جعله اللّه آية للناس، و إني دعوت اللّه ربّ أبي آدم، و أمّي حواء، و محمّد النبيّ المصطفى: اجعل دمي مستغاثا لكلّ نبيّ و صدّيق و مؤمن، دعا فيه فتجيبه، و سألك فتعطيه، فاستجاب اللّه لي، و جعله طاهرا آمنا، و جعل هذا الجبل آمنا و مغنيا (3) ثم وكل اللّه عز و جلّ به ملكا، و جعل معه من الملائكة بعدد النجوم يحفظون من أتاه، لا يريد إلاّ الصّلاة فيه. فقال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم

ص: 177


1- بالأصل «الصالحي» و المثبت «أحد الصالحين» عن م.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن م.
3- كذا بالأصل و المختصر، و في المطبوعة 152/7 و مغيثا و في م:«معيثا».

في المنام: قد فعل اللّه ذلك كرما و إحسانا، و إني آتيه كل خميس و صاحباي و هابيل فنصلي فيه.

و رواه تمام أيضا، عن أبي بكر أحمد بن عبد اللّه بن الفرج (1) البرامي (2) قال:

و روى عن أحمد بن كثير قال: صعدت إلى موضع دم ابن آدم فذكر نحوه. و زاد في آخره: فقلت: يا رسول اللّه، ادع اللّه لي أن أكون مستجاب الدعوة، و علّمني دعاء لكل ملمّة و حاجة. فقال لي: افتح فاك، ففتحت، فتفل فيه ثم قال لي: رزقت فالزم رزقت فالزم.

89 - أحمد بن كعب بن خريم

أبو جعفر المرّي

كان يسكن بالراهب (3):محلة خارج باب الجابية قبلي المصلّى و مسجد فلوس من شرقيه.

روى عن أبيه أبي حارثة كعب بن خريم، و أبي مسهر الغسّاني.

روى عنه أبو الحسن بن جوصا، و الحسن بن حبيب، و أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الواحد بن إبراهيم العبسي، و علي بن سراج المصري (4).

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه الشروطي، أنا أبو بكر الخطيب، أخبرني أحمد بن محمّد العتيقي، نا تمام ح.

و ثم أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا الحسن (5) بن حبيب، نا أحمد بن كعب بن خريم المرّي - زاد الكتاني بالراهب - حدثني أبي أبو حارثة كعب بن خريم، نا سليمان بن سالم الحراني، عن

ص: 178


1- بالأصل «الفراج» و الصواب ما أثبت عن الإكمال 538/1 في استدرك ابن نقطة.
2- ضبطت عن الإكمال 538/1 انظر الحاشية السابقة.
3- تقدم في كتابنا (الجزء الثاني) الراهب من منازل دمشق القبلية. و هي: قبلة المصلى عن يسار المار إلى عقبة شحورا قبل المسجد الجديد بعد مسجد فلوس.
4- بالأصل «المضري» و المثبت عن م و انظر في سير أعلام النبلاء 283/14.
5- بالأصل «الحسين» خطأ، و الصواب ما أثبت، عن م.

الزهري، عن أنس بن مالك، قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«إن اللّه قد أعطى كل ذي حقّ [حقه] (1)،ألا لا وصية لوارث، و الولد للفراش و للعاهر الحجر»[1234].

قال الخطيب: سليمان هذا هو ابن أبي داود، والد محمّد الملقب بالبومة (2).

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (3) قال: أما خريم أوّله خاء معجمة مضمومة ثم راء مفتوحة أحمد بن كعب بن خريم، حدث عن أبيه، روى عنه الحسن بن حبيب.

ذكر أبو الفضل محمّد بن طاهر المقدسي - فيما نقلته من خطه - ممّا سمعه من أبي عمرو بن منده، عن أبيه، أنا محمّد بن إبراهيم بن مروان قال: قال عمرو بن دحيم:

مات - يعني، أحمد بن كعب - بدمشق يوم الثلاثاء لأربع عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع [الآخر] (4) سنة اثنتين و سبعين و مائتين.

90 - أحمد بن كليب الطرسوسي

حدث بأطرابلس: عن أحمد بن محمّد بن سلام الطرسوسي.

روى عنه: أبو الحسن عتيق بن أحمد بن إبراهيم بن الكاتب الإسكندراني.

91 - أحمد بن كيغلغ

أبو العباس (5)

ولي أمرة دمشق غير مرة في أيام المقتدر. أوّل ذلك سنة اثنتين و ثلاثمائة، و قدم تكين الخاصّة واليا لها في المحرم سنة ثلاث و ثلاثمائة، ثم وليها مرة أخرى سنة اثنتي عشرة و ثلاثمائة في المحرم، ثم عزل عنها سنة ثلاث عشرة.

ص: 179


1- زيادة عن م.
2- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن م، و انظر تقريب التهذيب.
3- الإكمال لابن ماكولا:132/3.
4- سقطت من الأصل و استدركت عن م.
5- ترجم له في الوافي بالوفيات 301/7 و كنّاه بأبي القاسم، و في المختصر كالأصل: أبو العباس، و في الولاة للكندي ذكر ابنا له اسمه العباس ص 297.

و كان قبل ذلك قد ولي غزو الصائفة فغزا بلاد الروم من طرسوس في أوّل المحرم سنة أربع و تسعين و مائتين، فأخذ من العدو أربعة آلاف رأس سبي، و دوابّ ، و مواشي كثيرة و أمتعة، و صار إليه أحد البطارقة بالأمان.

و ولي إمرة مصر من قبل المقتدر مستهل جمادى الأولى سنة إحدى عشرة و ثلاثمائة،[ثم صرف عن مصر في ذي القعدة سنة إحدى عشرة و ثلاثمائة] (1) ثم ولي مصر من قبل القاهر باللّه في مستهل شوال سنة إحدى و عشرين و ثلاثمائة، و جرت بينه و بين محمّد بن تكين الخاصة حروب، ثم خلص الأمر لأحمد بن كيغلغ إلى أن قدم محمّد بن طغج بن جفّ الإخشيد أميرا على مصر من قبل الراضي باللّه سنة ثلاث و عشرين و ثلاثمائة فسلّم إليه مصر (2).

و كان أديبا، ممّا بلغني من شعره:

أو ما يكن (3) للكأس في *** كفك يوم الغيم (4) لبث

أ و ما تعلم أن الغيم *** (5) ساق مستحثّ

و من شعره أيضا:

بدت من خلل الحجب *** كمثل اللؤلؤ الرطب

و أدمى خدّها لحظي *** و أدمى لحظها قلبي (6)

من شعره أيضا:

وا عطشي إلي فم *** يمج خمرا من برد

إن قسم الناس فحسبي *** بك من كلّ أحد (7)

و مات أخوه إبراهيم بن كيغلغ مستهل ذي القعدة سنة ثمان و ثلاثمائة.

ص: 180


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
2- انظر ولاة مصر للكندي من صفحة 297 إلى 304 عند ما كفّ أحمد بن كيغلغ عن القتال و سلم إلى محمد طغج.
3- في الوافي:«لا يكن» و مثله في المختصر.
4- في الوافي:«الغيث» و مثله في المختصر.
5- في الوافي:«الغيث» و مثله في المختصر.
6- البيتان في المختصر.
7- البيتان في الوافي 301/7.

حرف اللام في آباء الأحمدين

92 - أحمد بن لبيب بن عبد المنعم،

أبو (1) قابوس

- و يقال: أبو الفتح - البزّاز (2) المعدّل

حدث عن أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي بكتاب زهير بن عباد الرّواسي، و عن أبي يحيى زكريا بن أحمد بن موسى البلخي، و أبي عبد اللّه محمّد بن أحمد بن خالد بن يزيد الأعدالي.

روى عنه: أبو نصر بن الجبّان، و هو كناه أبا الفتح، و سمع منه إبراهيم بن خضر بن الصائغ، و أحمد بن الحسن بن أحمد بن الطيّان، و عبد العزيز و عبد الواحد ابنا محمّد بن عبدويه الشيرازيان و غيرهم.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل بن السوسي، و أبو نصر غالب بن أحمد بن المسلّم الأدمي قالا: أنا علي بن أحمد بن زهير التميمي المالكي، نا أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد بن عثمان بن سعيد بن قاسم الغسّاني، أنا أبو قابوس أحمد بن لبيب المعدّل بدمشق، نا أبو يحيى زكريا بن أحمد بن موسى البلخي، نا إسحاق بن عباد، أنا عبد الرزّاق، أنا معمر حدثني عطاء بن السائب، عن عبد اللّه بن عبيد بن عمير، عن ابن عمر أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«من شرب الخمر لم تقبل صلاته أربعين ليلة، فإن تاب تاب اللّه عليه - قالها ثلاثا -

ص: 181


1- بالأصل «ابن» و الصواب عن م.
2- بالأصل «البزار» و المثبت عن المختصر. و في م:«البرار».

فإن عاد كان حقا على اللّه أن يسقيه من نهر الخبال قيل: و ما نهر الخبال ؟ قال: صديد أهل النار»[1235].

93 - أحمد بن أبي الليث المصري

و هو أحمد بن نصر.

يأتي ذكره إن شاء اللّه تعالى في حرف النون من آباء الأحمدين.

ص: 182

حرف الميم في آباء الأحمدين من اسم أبيه محمّد مع مراعاة أسماء الأجداد من الأحمدين

94 - أحمد بن محمّد بن أحمد

ابن أبي كلثم سلامة بن بشر بن بديل

أبو بكر العذري

حدث عن أبيه، عن جد أبيه.

روى عنه: أبو الحسين الرازي، و ابنه تمام بن محمّد.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن أحمد بن أبي كلثم سلامة بن بشر بن بديل العذري - قراءة عليه في سنة ثمان و ثلاثين و ثلاثمائة - حدثني أبي عن جده أبي كلثم - سلامة بن بشر - نا صدقة بن عبد اللّه، عن إبراهيم بن أبي بكرة و يونس، عن أبان، عن أنس، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«ما طلعت الشمس في يوم قط أفضل من يوم الجمعة، و لا أحبّ إلى اللّه عزّ و جلّ منه»[1236].

هذا حديث غريب.

95 - أحمد بن محمّد

95 - أحمد بن محمّد (1)

أبو بكر الكوفي الكندي المصّيصي (2) ثم الصّيداوي (3)

حدث عن أبي عمرو سلامة بن سعيد بن زياد، و أبي العباس محمّد بن عثمان بن

ص: 183


1- زيد في م: بن أحمد بن محمد.
2- المصيصي هذه النسبة إلى بلدة كبيرة على ساحل الشام يقال لها المصيصة.
3- هذه النسبة إلى صيدا و هي بلدة على ساحل بحر الشام قريبة من صور.

سعيد بن مسلم الصيداوي، و أبي سعيد الحسن بن علي بن عمر البغدادي.

روى عنه: القاضي أبو مسعود صالح بن أحمد بن القاسم الميانجي، و الحسن بن محمّد بن أحمد بن جميع.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا جدي أبو محمّد، نا أبو علي الأهوازي، نا أبو مسعود الميانجي، نا أبو بكر أحمد بن محمّد الكندي المصّيصي، نا أبو عمرو سلامة بن سعيد بن زياد [حدثني أبي سعيد بن زياد] (1) بن فائد (2) بن زياد بن أبي هند الداري صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، عن أبيه، عن جده، حدثني عمّي تميم بن أوس الدّاري قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:

«كفّارة كلّ مجلس تقول: سبحانك اللّهمّ و بحمدك، أستغفرك و أتوب إليك، لا إله إلاّ أنت وحدك»[1237].

أنبأنا أبو محمّد بن صابر، أنا أبو علي الحسين بن علي بن محمّد بن الحاج الأذني (3) قال: كتب إليّ الحسن بن محمّد بن أحمد بن جميع، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد الكوفي - بصيدا في صفر سنة تسع و خمسين و ثلاثمائة - بحديث ذكره.

96 - أحمد بن محمد بن أحمد

ابن الرّبيع بن يزيد بن معيوف

أبو الحسن الهمداني

من أهل عين ثرماء (4).

حدث عن: محمّد بن أحمد بن عبيد بن فيّاض، و السلام (5) بن معاذ بن السّلم، و سلمان بن محمّد الخزاعي، و إبراهيم بن عبد الواحد العبسي.

روى عنه أبو نصر بن الجبّان، و مكي بن محمد بن الغمر، و تمام الرازي.

ص: 184


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
2- بالأصل «فيد» و المثبت تبصير المنتبه 646/2 و زيادة بالتشديد عنه ضبطت في الموضعين.
3- بالأصل:«لجاج الأدنى» و المثبت عن المطبوعة 158/7 و لعله الصواب. و في م: لحاج الادبي.
4- عين ثرماء: قرية في غوطة دمشق (معجم البلدان).
5- في م: و السّلم.

أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو نصر المرّي، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن الرّبيع بن يزيد بن معيوف - قراءة عليه - نا محمّد بن أحمد بن عبيد بن فيّاض، نا صفوان بن صالح، نا الوليد، نا أبو عمرو عيسى بن يونس، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«الإمام ضامن، و المؤذّن مؤتمن، اللّهم أرشد الأئمة، و اغفر للمؤذّنين»[1238].

97 - أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن يحيى بن جميع

أبو بكر الغسّاني الصيداوي العابد والد أبي الحسين

حدث عن محمّد بن عبدان المكّي بكتاب الموطّأ، و محمّد بن المعافا، و أبي كريمة عبد العزيز بن محمّد بن عبد العزيز الصيداويّين، و ريّان الأسود، و أحمد بن محمّد بن أبي أحمد الكوفي.

روى عنه: ابنه أبو الحسن، و ابن ابنه الحسن بن محمّد - المعروف بسكن - و الحسين بن جعفر بن محمّد الجرجاني.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنا أبو نصر بن طلاّب، أنا أبو الحسين بن جميع، نا أبي أحمد بن محمد، نا محمّد بن عبدان، نا أبو مصعب، عن مالك، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قضى باليمين مع الشاهد[1239].

أخبرنا عاليا أبو محمّد السّيّدي، أنا أبو عثمان البحيري، أنا زاهر بن أحمد، أنا إبراهيم بن عبد الصّمد، نا أبو مصعب، نا مالك فذكره.

حدثني أبو طاهر إبراهيم بن الحسن بن طاهر بن الحصني الحموي، أنا أبو الحسن الموازيني - و أجازه لي أبو الحسن - قال: كتب إليّ السكن بن محمّد بن أحمد بن جميع الصّيداوي، عن طلحة بن أبي السنّ خادم جده أبي بكر أحمد بن محمّد بن جميع الغسّاني قال: كان الشيخ أبو بكر يقوم الليل كله، فإذا صلّى الفجر نام

ص: 185

الضحى، فإذا صلّى الظهر يصلي (1) إلى العصر، فإذا صلى العصر قام (2) إلى قبل صلاة المغرب، فإذا صلّى العشاء قام إلى الفجر، و كانت هذه عادته.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي الصوري - و نقلته من خطه - قال: قرأت على علي بن عبد اللّه (3) الشاهد، عن أبي محمّد الحسن بن جميع، عن طلحة بن أبي السنّ - خادم جدّه، و كان زوج ابنة أخيه - قال: كان الشيخ أبو بكر يقوم اللّيل فذكره، و زاد - بعد قوله: فكانت هذه عادته - فجاءه رجل ذات يوم يزوره بعد العصر، فغفل فتحدث معه، و ترك عادة النوم. فلما انصرف سألته عنه فقال: هذا عريف الأبدال، يزورني في السنة مرة، يعني فلم أزل أرصد إلى مثل ذلك الوقت حتى جاء الرّجل، فوقفت حتى فرغ من حديثه ثم سأله الشيخ: أين تريد؟ فقال: أزور أبا محمّد الضرير في مغار - عند مجد (4) العنز - قال طلحة: فسألته أن يأخذني معه فقال: بسم اللّه، فمضيت معه فخرجنا حتى صرنا عند قناطر الماء، فأذّن المؤذّن عشاء المغرب، قال ثم أخذ بيدي و قال: قل:

بسم اللّه، قال: فمشينا دون العشر خطا، فإذا نحن عند المغار مسيرة إلى بعد الظهر، قال: فسلمنا على الشيخ و صلينا عنده، و تحدث عنده (5)،فلما ذهب نحو ثلث اللّيل قال لي: تحب تجلس هاهنا أو ترجع إلى بيتك ؟ فقلت: أرجع، فأخذ بيدي و سمى ببسم اللّه، و مشينا نحو العشر خطا فإذا نحن على باب صيدا، فتكلم بشيء فانفتح الباب، و دخلت، ثم عاد الباب.

حدّثني أبو طاهر إبراهيم بن الحسن الفقيه، أنا أبو الحسن الموازيني - و هو لي منه إجازة - قال: كتب إليّ السّكن بن محمّد، عن طلحة بن أبي السنّ : أن أبا الفتح بن الشيخ حبسه في القلعة و أن زوجة طلحة اشتكت إلى عمّها أبي بكر أحمد بن جميع حاله، فقال لها: نعم، العصر يكون عندك إن شاء اللّه، فقالت له: أنت لم تسأل في بابه؛ كيف يخلونه ؟ فقال: اسكتي، فانصرفت. قال طلحة: فكنت جالسا في القلعة إذ

ص: 186


1- في سير أعلام النبلاء 319/16 يركع.
2- كذا بالأصل و المختصر، و العبارة في المطبوعة 159/7: نام إلى قبيل صلاة المغرب.
3- في م: عبد الملك.
4- كذا، و في المطبوعة «مجد الغمر» و لم نوفق إليه.
5- المختصر: معه.

انفلق (1) القيد من رجلي، و إذا قائل يقول: أين طلحة بن أبي السّنّ ؟ فقلت: ها أنا.

فقال: أخرج لا بأس عليك، و إن كانت لك حاجة قضيت، فانصرفت إلى بيتي قبل العصر أو العصر، فلما صلّى الشيخ العصر جاء إلى بيتي يتوكأ على عكّازه، فاختبأت (2)داخل البيت، فقال: أين هو؟ فقالت المرأة: أ ليس كنت عندك، و ما سألت فيه، و لا مضيت إلى أحد؟ فقال: تخرج أو أجيء أخرجك ؟ فخرجت و بست رأسه.

قال و كتب إليّ السكن: أن جده أبا بكر عاش سبعا و تسعين سنة، و والده سبعا و تسعين سنة، و جدّ جدّه سبعا و تسعين سنة، قال: و مات جده سنة إحدى و سبعين و ثلاثمائة.

زاد غيره عن السكن: أن جدّه مات في شعبان من هذه السنة.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أنا أبو منصور منجا بن سليم بن عبيد الكاتب قال: قال لي سكن بن محمّد بن جميع: صام جدي و له اثنتا (3) عشرة سنة (4) إلى أن توفي يعني سنة إحدى و سبعين و ثلاثمائة.

[آخر الجزء الثامن و الاربعين من الأصل].

98 - أحمد بن محمّد بن أحمد بن الحسن بن سعيد

أبو علي الأصبهاني المقرئ (5)

سكن دمشق و صنّف تصانيف في القراءات.

و قرأ القرآن على أبي القاسم زيد بن علي بن أحمد بن [أبي] (6) بلال الكوفي، و أبي (7) بكر النقاش، و أبي العباس الحسن بن سعيد الفارسي، و أبي عبد اللّه صالح بن مسلم بن عبيد اللّه (8) المقرئ، و أبي الفتح المظفر بن أحمد بن إبراهيم بن برهان،

ص: 187


1- رسمها غير واضح بالأصل، و المثبت عن م.
2- بالأصل:«فاختبيت» و المثبت عن المختصر.
3- بالأصل و م «اثنا عشر» و الصواب عن سير أعلام النبلاء 319/16.
4- بعدها في سير الأعلام: يعني: و سرد الصوم.
5- سقطت ترجمته من المختصر، ترجم له في معرفة القرّاء الكبار للذهبي 374/1 و غاية النهاية في طبقات القراء للجزري 100/1.
6- سقطت من الأصل و الزيادة عن م، و انظر معرفة القراء للذهبي 231/1.
7- بالأصل «و أبو» خطأ. و الصواب عن م.
8- في طبقات القراء: عبد اللّه.

و أبي بكر أحمد بن صالح بن عمر البغدادي.

و كان قد سمع بدمشق: أبا محمّد عبد اللّه بن عطية، و عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي، و الحسين بن علي بن عبيد اللّه الرهاوي، و حدّث عنهم، و عن أبي بكر أحمد بن محمّد بن جعفر الخبّاز، و أبي بكر محمّد بن علي بن سلامة الخياط الرمليّين، و سلامة بن جعفر الجندري (1)،و علي بن أحمد بن عبد اللّه بن حميد بن الربيع، و أحمد بن نصر الشّذائي (2)،و سليمان بن أحمد الطبراني، و أبي الحسين علي بن الحسين بن إسحاق الفرغاي، و إبراهيم بن علي الهجيمي البصري، و أبي بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، و أبي أحمد بن عدي الجرجانيين، و أبي الشيخ عبد اللّه بن محمّد بن جعفر الأصبهاني، و أحمد بن محمّد بن إسحاق العكبري، و أحمد بن إبراهيم بن تمام قاضي بعلبك.

روى عنه: تمام، و أبو القاسم بن الفرات، و أبو نصر بن الجبّان، و علي بن الحسن بن أبي زروان الربعي، و الحسين بن علي بن عبيد اللّه، و إسماعيل بن رجاء العسقلاني. و سمع منه أبو الحسن علي بن داود الداراني.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد قال: سمعت أبا علي [الحسن] بن علي المقرئ قال: و مات في هذه السنة - يعني سنة اثنتين و تسعين و ثلاثمائة - أبو علي الأصبهاني المقرئ، و هو أحمد بن محمّد بن أحمد بن الحسن بن سعيد، و كان شيخا فاضلا عالما مصنفا. و ذكر غيره: أنه مات سنة ثلاث و تسعين و ثلاثمائة، و دفن في مقبرة باب الفراديس.

و كذلك قرأته بخطّ أبي علي الأهوازي.

و أنبأنيه أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا سهل بن بشر، أنا أبو علي الأهوازي.

و قال لنا أبو محمّد الأكفاني (3):و فيها - يعني سنة ثلاث و تسعين و ثلاثمائة - توفي أبو علي الأصبهاني المقرئ بدمشق، في يوم الجمعة لثمان بقين من شهر ربيع الآخر

ص: 188


1- غير واضحة بالأصل، و المثبت و الضبط عن تبصير المنتبه 518/2 و فيه «حندر: من قرى عسقلان».
2- عن تبصير المنتبه 729/2.
3- عن المطبوعة:«ابن الأكفاني» و بالأصل «الكتاني».

منها، و أخرجت جنازته إلى باب الفراديس، و كان له مشهد عظيم، و كان من عبّاد اللّه الصّالحين.

و هكذا قرأت بخطّ عبد المنعم بن علي بن النحوي، و لا شك أن شيخنا منه نقل هذه الوفاة.

99 - أحمد بن محمّد بن أحمد بن سلمة

أبو بكر بن أبي العبّاس الغسّاني

المعروف بابن شرّام (1) النحوي

سمع أبا بكر الخرائطي، و أبا الدّحداح أحمد بن محمّد بن إسماعيل التميمي، و أبا الحسن (2) أحمد بن جعفر (3) بن محمّد الصّيدلاني، و عبد الغافر بن سلامة الحمصي، و أبا القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجّاجي، و أبا بكر أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبيد اللّه بن فطيس، و الحسن بن حبيب الحصائري (4)،و أبا الطيب أحمد بن إبراهيم بن عبادل الشيباني، و إبراهيم بن محمّد بن أبي ثابت، و أبا علي محمّد بن القاسم بن أبي نصر.

روى عنه رشأ بن نظيف، و أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد بن الطيّان (5)،و أبو الحسن الرّبعي، و أبو نصر بن الجبّان.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني، أنا رشأ بن نظيف المقرئ، أخبرني أبو بكر أحمد بن محمّد بن شرّام، أنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن محمّد بن سهل السامريّ ، نا الحسن بن ناصح القطان - بكرخ سرّ من رأى - نا مكي بن إبراهيم، نا عبد اللّه بن سعيد بن أبي هند، عن أبيه، عن ابن عباس، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«الصّحة و الفراغ نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس»[1240].

ص: 189


1- في أنباه الرواة: ابن سرام، بالسين المهملة.
2- بالأصل «و أبا الحسين» و المثبت عن معجم الأدباء 263/4 نقلا عن ابن عساكر.
3- بالأصل «جعد» و المثبت عن معجم الأدباء نقلا عن ابن عساكر.
4- بالأصل «الحضائري» و الصواب عن سير أعلام النبلاء 383/15 و في معجم الأدباء 264/4 الحظائري.
5- في معجم الأدباء 264/4 «الطّبّال».

قال: و أنا محمّد بن جعفر قال: أنشدونا لمحمود الوراق:

إذا كان شكري نعمة اللّه نعمة *** عليّ له في مثلها يجب الشكر

فكيف بلوغ الشكر إلاّ بفضله *** و إن طالت الأيام و اتصل العمر

قال لنا أبو محمّد بن الأكفاني: رأيت في كتاب عتيق: توفي أبو بكر بن شرّام في يوم الثلاثاء لعشر خلون من شعبان سنة سبع (1) و ثمانين و ثلاثمائة، و هو أحمد بن محمّد بن أحمد بن سلمة الغسّاني النحوي.

100 - أحمد بن محمّد بن أحمد

أبو الحسين البغدادي الزعفراني

سكن (2) دمشق و سمع بها: أبا سلمان بن زبر.

حكى ابن ابنته نجا بن أحمد العطّار عن وجوده في كتابه.

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد، و أنبأنيه أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها عنه - قال: وجدت في كتاب جدّي لأمّي أبي الحسين أحمد بن محمّد بن أحمد الزعفراني البغدادي - بخطّ يده - قال: قرأت على أبي سليمان محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن ربيعة بن سليمان بن خالد بن عبد الرحمن بن زبر، فأقرّ به - بدمشق؛ في العشر الآخر من رجب سنة ثمان و ستين و ثلاثمائة، نا ابن أبي داود، فذكر حديثا.

101 - أحمد بن محمّد بن أحمد

أبو الحسن الواسطي (3)

كتب عنه عبد الرحمن بن بكر الدّينوري.

حدّثنا أبو القاسم بن السّمرقندي - لفظا - قال: وجدت في كتاب جدّي لأمّي عبد الرحمن بن بكران (4) المقرئ: أنشدني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد

ص: 190


1- بالأصل «تسع» و المثبت عن أنباه الرواة 140/1 و معجم الأدباء 264/4.
2- سقطت ترجمته من المختصر.
3- سقطت ترجمته من المختصر.
4- في م: بن بكران الدّربندي.

الواسطي قال: أنشدت لأبي العباس بن سريج (1) في كتاب المزني:

لضيق فؤادي منذ عشرين حجة *** و صيقل ذهني و المفرّج عن همّي

عزيز على مثلي إعارة مثله *** لما فيه من نسج لطيف و من نظمي

جموع لأصناف العلوم بأسرها *** و آيته أن لا يفارقه كمّي

102 - أحمد بن محمّد بن أحمد بن سليمان

أبو زكريا النيسابوري الصّوفي

المعروف بابن الصائغ (2)

قدم دمشق و حدث بها: عن أبي عمرو أحمد بن محمّد بن أبي منصور العمركي، و أبي نصر محمّد بن أحمد بن تميم السرخسي.

روى عنه: عبد العزيز الكتاني، و المحسّن بن طاهر بن الحسن المالكي، و أبو القاسم بن أبي العلاء، و أبو سعد إسماعيل بن علي الرازي السمّان.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا أبو زكريا أحمد بن محمّد بن أحمد بن سليمان النيسابوري الفقير - المعروف بابن الصائغ - قدم علينا قراءة عليه، نا أبو عمرو أحمد بن محمّد بن أبي منصور العمركي السّرخسي، نا أبو علي الحسين بن محمّد بن مصعب، نا علي بن خشرم، نا عيسى بن يونس، عن عمران - يعني العمّي (3)-عن الشعبي عن جابر بن سمرة، قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في حجة الوداع يقول:

«لا يزال أمر هذه الأمة عاليا على من ناوأها، حتى يملك اثنا (4) عشر خليفة» ثم قال كلمة خفية (5) لم أسمعها، فسألت أبي - و هو أقرب إليه مني - ما قال ؟ قال:«كلّهم من قريش»[1241].

ص: 191


1- بالأصل «شريح» و المثبت و الضبط عن تبصير المنتبه 779/2 و فيه: و ابن سريج شيخ الشافعية أبو العباس أحمد بن عمر الفقيه.
2- عن المختصر و بالأصل «الصائغ» و هذه النسبة إلى عمل الصياغة، و هو صوغ الذهب (الأنساب).
3- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن تهذيب التهذيب، و هو عمران بن داور العمي أبو العوام القطان البصري.
4- بالأصل «اثني» و الصواب عن م.
5- في المختصر: خفيفة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني قال: توفي شيخنا أبو زكريا أحمد النيسابوري الصّوفي المعروف بابن الصائغ قدم علينا دمشق مع حاجّ خراسان في سنة خمس عشرة و أربعمائة، حدث عن العمركي السرخسي و غيره، بشيء يسير لم أر شيخا للصوفيّة أحسن خلقة (1) منه.

و قرأت بخط أبي الحسن الحنائي: أنه توفي ليلة الجمعة لعشر بقين من شهر رمضان.

103 - أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد اللّه بن حفص بن الخليل

أبو سعد الهروي الماليني

الصّوفي الحافظ طاوس الفقراء

سمع بدمشق محمّد بن سليمان الربعي، و يوسف بن القاسم الميانجي، و أبا عمر عثمان بن عمر بن عبد الرحمن بن أخي النّجّاد، و أبا العباس أحمد بن محمّد بن هارون البردعي، و أبا بكر أحمد بن علي بن الفرج الحمّال الصّوفي، و الفضل بن جعفر الصّوفي المؤذّن، و أبا القاسم بن طعّان المحتسب، و أبا الفتح المظفّر بن أحمد بن برهان المقرئ، و أبا الحسين أحمد بن علي بن إبراهيم الأنصاري، و أبا الحسين علي بن أحمد بن عبد اللّه الحضرمي البتلهي (2) المعروف بحضرمي، و أبا علي محمّد بن جعفر بن محمّد بن أبي كريمة الصّيداوي، و بغيرها أبا أحمد الحسن (3) بن عبد اللّه بن سعيد النحوي العسكري، و أبا علي منصور بن عبد اللّه بن خالد الخالدي الهروي، و أبا الفتح محمّد بن أحمد بن علي بن النعمان النحوي بالرّملة، و أبا القاسم عبد العزيز بن عبد اللّه بن محمّد بن هارون الهاشمي بالبصرة.

روى عنه: عبد الغني بن سعيد الحافظ ، و تمام بن محمّد - و هما أسنّ منه-، و أبو (4) بكر الباطرقاني، و الخطيب، و البيهقي، و أبا الحسن الخلعي (5)،و أبو نصر

ص: 192


1- في المطبوعة 165/7 «خلقا»
2- في المطبوعة:«السلمي». و في م: السهلي.
3- بالاصل «الحسين» و المثبت عن م، و انظر سير أعلام النبلاء 413/16.
4- بالأصل «و أبا» خطأ.
5- ضبطت خطأ في المطبوعة «بالضم فالفتح» و الصواب ما أثبتنا ضبطه راجع تبصير المنتبه 550/2.

محمّد بن أحمد بن شبيب (1) الكاغدي البلخي، و أبو الحسين محمّد بن الحسين بن الترجمان، و القاضي أبو عبد اللّه القضاعي، و عبيد اللّه بن سعيد بن حاتم الوائلي، و أبو نصر عبد الوهّاب بن عبد اللّه بن الجبّان (2).

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أخبرني أبو سعد أحمد بن محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن حفص بن الخليل الماليني - و نعم الشيخ كان - أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب المفيد، نا سعيد بن عبد اللّه بن أبي رجاء الماليني الأنباري - يعرف بابن عجب - نا يزيد بن يعقوب الباجدّائي (3)،نا عفّان، نا حمّاد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أنس بن مالك، قال: حدثني ابني عني: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نهى أن يجعل فصّ الخاتم من غيره[1242].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، حدثني أحمد بن محمّد بن أحمد الهروي، نا أبو أحمد الحسن بن عبد اللّه بن سعيد النحوي، نا علي بن الحسين، نا محمّد بن عبد اللّه بن بسطام، نا ابن عائشة، عن يوسف بن عطية، عن ثابت، عن أنس بن مالك،[قال:] حدّثت الحجّاج بحديث العرنيّين قال: فلما كانت الجمعة قام يخطب قال: تزعمون أني شديد العقوبة، و هذا أنس حدثني عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: أنه قطع أيدي رجال و أرجلهم و سمل أعينهم. قال أنس: فوددت أني متّ قبل أن أحدّثه.

في كتابي عن أبي نصر محمّد بن حمد الكبريتي ممّا لم أر عليه علامة السّماع، و أجازني إيّاه، و بجميع حديثه - نا أبو بكر الباطرقاني - إملاء - نا أحمد بن محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن حفص الهروي، نا أبو بكر محمّد بن سليمان بن يوسف البندار بدمشق، نا محمد بن الفيض: بحديث ذكره.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم الإسماعيلي، أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السّهمي في تاريخ جرجان (4) قال: أحمد بن محمّد بن الخليل بن

ص: 193


1- عن سير أعلام النبلاء 302/17 ترجمة أبي سعد. و بالأصل غير مقروءة.
2- تحرفت في سير أعلام النبلاء إلى «الحبان».
3- الباجدّائي: بفتح الباء و الجيم و الدال مشددة، نسبة إلى باجدا و هي قرية من نواحي بغداد.
4- تاريخ جرجان ص 124 ترجمة 112.

حفص أبو سعد الماليني الهروي قدم جرجان دفعات، و كان أوّل دخوله جرجان في سنة أربع و ستين و ثلاثمائة. سمع من الإمام أبي بكر الإسماعيلي كثيرا من كتبه، و من أبي أحمد بن عديّ الحافظ كتاب «الكامل» و جمعه [أحاديث] (1) مالك و غير ذلك. و رحل رحلات كثيرة إلى أصبهان [و البصرة] (2) و بغداذ و الشام و مصر [و الحجاز] (3) و فارس و خوزستان و خراسان و ما وراء النهر و آخر دخوله جرجان راجعا من خراسان سألته أن يقيم بجرجان فأبى و حمل جميع كتبه التي كانت عندي وديعة من سماعاته بجرجان، و رأى كتابي هذا فاستحسنه و سألني أن أكتب اسمه في هذا الكتاب، فأثبتّ اسمه فيه لما كان بيني و بينه من الصّداقة و الصحبة القديمة بجرجان و بنيسابور و العراق و مصر، و خرج من جرجان في سنة سبع و أربعمائة إلى أصبهان و العراق و الشام و مات بمصر سنة سبع (4)و أربعمائة، و هذا القول في وفاته وهم و سنورد الصواب فيها.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن زريق، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (5):أحمد بن محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن حفص بن الخليل، أبو سعد الأنصاري الماليني الصّوفي. أحد الرحالين في طلب الحديث، و المكثرين منه، كتب ببلاد خراسان و ما وراء النهر، و ببلاد فارس، و جرجان، و الري، و أصبهان، و البصرة، و بغداذ، و الكوفة، و الشامات، و مصر، و لقي عامة الشيوخ و الحفاظ الذين عاصرهم و حدّث عن محمّد بن عبد اللّه السّليطي، و محمّد بن الحسن بن إسماعيل السّراج، و إسماعيل بن نجيد السّلمي، و عبد الرّحمن بن محمّد بن محبور الدهان النيسابوريين، و عن أبي حاتم محمّد بن يعقوب، و أبي سعد (6) محمّد بن أحمد بن يوسف، و عبد الرحمن بن محمّد بن إدريس الهرويين، و عن منصور بن العباس البوشنجي، و عبد اللّه بن عدي، و أبي بكر الإسماعيلي، و محمّد بن عبد اللّه بن شيرويه الفسوي، و أبي بكر القبّاب، و أبي شيخ الأصبهانيين، و أبي بكر بن مالك القطيعي، و أبي محمّد بن

ص: 194


1- زيادة عن تاريخ جرجان.
2- زيادة عن تاريخ جرجان.
3- زيادة عن تاريخ جرجان.
4- في تاريخ جرجان: تسع.
5- تاريخ بغداد 371/4.
6- في تاريخ بغداد: و أبي سعيد.

ماسي، و الحسن بن رشيق المصري، و خلق يطول ذكرهم. و كان قد سمع و كتب من الكتب الطوال، و المصنّفات الكبار، ما لم يكن عند غيره. و قدم بغداد دفعات كثيرة، و آخر ما قدم علينا في سنة تسع و أربعمائة، و سمعنا منه في رباط الصّوفية الذي عند جامع المنصور، فإنه كان نزل هناك، ثم خرج إلى مكة، و مضى منها إلى مصر فأقام بها حتى مات بمصر في يوم الثلاثاء السّابع عشر من شوال سنة اثنتي عشرة و أربعمائة، و كان ثقة صدوقا متقنا خيرا فاضلا (1) صالحا.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا (2)،قال:

أبو سعد أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن حفص بن الخليل الماليني، كان جوّالا مكثرا، قال لي أبو إسحاق الحبّال: كأنّ الإسناد، كان يمسك له في البلاد حتى يدركه، جاء إلى مصر فأدرك ابن رشيق، و عاش و عاد إلى مصر، و حدّث بها كثيرا.

أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمّد بن أحمد الأصبهاني قال: سمعت المبارك بن عبد الجبّار الصيرفي - ببغداذ - يقول: سمعت عبد العزيز بن علي الأزجي يقول:

أخذت من أبي سعد الماليني أجرة النسخ و المقابلة خمسين دينارا في دفعة واحدة.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، نا أبو بكر الخطيب، قال: مات أبو سعد الماليني بمصر في سنة اثنتي عشرة و أربعمائة.

قرأت على أبي الحسن علي بن المسلّم الفقيه و أبي الفضل بن ناصر قلت: أجاز لكم إبراهيم بن سعيد بن عبد اللّه الحبّال قال: سنة ثنتي عشرة و أربعمائة مات أبو سعد الماليني يوم الثلاثاء السّابع عشر من شوّال.

104 - أحمد بن محمّد بن أحمد بن غالب

أبو بكر الخوارزمي

المعروف بالبرقاني (3) الحافظ الفقيه

ذكر لي أبو محمّد الفقيه بن الأكفاني أنه قدم دمشق و سمع بها: من أبي بكر بن أبي

ص: 195


1- اللفظة سقطت من تاريخ بغداد.
2- الإكمال لابن ماكولا 179/3.
3- البرقاني بفتح الباء نسبة إلى برقان، من قرى خوارزم.

الحديد، و سمع بمصر عبد الغني بن سعيد، و كان قد سمع ببلده أبا العبّاس بن حمدان نزيل خوارزم، و محمّد بن علي الحسّاني (1)،و أحمد بن إبراهيم بن حباب (2)الخوارزميين، و سمع بخراسان: أبا عمرو بن حمدان، و أبا أحمد الحافظ ، و أبا الفضل بن خميرويه الهروي، و أبا حاتم محمّد بن يعقوب، و أبا عبد الرحمن عبد اللّه بن عمر بن عليك (3)،و أبا صخر محمّد بن السعدي، و عبد اللّه بن أحمد بن الصّديق المروزيين، و بشر بن أحمد الأسفرايني، و أبا بكر الإسماعيلي الجرجاني، و سمع ببغداذ: أبا علي بن الصوّاف، و أبا بحر بن كوثر البربهاري (4)،و محمد بن جعفر بن الهيثم البندار، و أبا بكر بن مالك القطيعي، و أبا محمّد بن ماسي، و أحمد بن جعفر بن سلم و غيرهم.

روى عنه أبو عبد اللّه الصوري، و أبو بكر البيهقي، و أبو بكر الخطيب، و أبو مسعود سليمان بن إبراهيم بن محمّد الأصبهاني، و أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الشيرازي الفقيه، و عبد العزيز بن أحمد الكتاني، و أبو القاسم بن أبي العلاء، و أبو المعالي ثابت بن بندار البقّال، و أبو منصور محمد بن الحسين بن عبد اللّه البزّاز المعروف بابن هريسة، و أبو الفضل عيسى بن أحمد الهمذاني (5) و جماعة سواهم.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو الحسن عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد البيهقي، قالا: أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن غالب الخوارزمي الحافظ ببغداد، نا أبو العبّاس محمّد بن أحمد النيسابوري، أنا الحسن بن علي، نا منجاب بن الحارث، نا علي بن مسهر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة:

أن الحارث بن هشام سأل النبي صلى اللّه عليه و سلم: كيف يأتيك الوحي ؟ قال:

«كلّ ذلك: يأتي الملك أحيانا في مثل صلصلة الجرس، فيفصم عني و قد وعيت

ص: 196


1- رسمها غير واضح بالأصل، و المثبت عن تاريخ بغداد 373/4 و سير أعلام النبلاء 464/17.
2- في سير أعلام النبلاء: جناب.
3- عن تاريخ بغداد و بالأصل و م «علك».
4- بالأصل «البوبهاري» و المثبت عن تاريخ بغداد، و الضبط عن الأنساب، و هذه النسبة إلى بربهار و هي الأدوية التي تجلب من الهند من الحشيش و العقاقير و الفلوس و غيرها.(الأنساب).
5- بالأصل «الهمداني» و المثبت عن اللباب.

عنه. قال: و هو أشدّه عليّ ، و يتمثل لي الملك أحيانا رجلا، فيكلّمني (1) فيعلمني ما نقول»[1243].

قال لنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن زريق، قال لنا أبو بكر الخطيب (2):

أحمد بن محمّد بن أحمد بن غالب أبو بكر الخوارزمي، المعروف بالبرقاني. سمع ببلده من أبي العباس بن حمدان النيسابوري، و محمّد بن علي الحسّاني (3)،و أحمد بن إبراهيم بن حباب الخوارزميين. ثم ورد بغداذ فسمع من محمّد بن جعفر بن الهيثم البندار، و أبي علي بن الصوّاف، و أبي بحر بن كوثر البربهاري، و أبي بكر بن مالك القطيعي، و أبي محمّد بن ماسي، و أحمد بن جعفر بن سلم، و من بعدهم. ثم خرج إلى جرجان فسمع من أبي بكر الإسماعيلي و نحوه، و كتب بأسفرايين عن بشر بن أحمد و عدة سواه، و كتب بنيسابور عن أبي عمرو بن حمدان، و أبي أحمد الحافظ ، و جماعة غيرهما. و كتب بهراة عن أبي الفضل بن خميرويه، و أبي حاتم محمّد بن يعقوب، و أبي منصور الأزهري. و كتب بمرو عن عبد اللّه بن عمر بن عليّك (4)،و عبد اللّه بن أحمد بن الصّديق، و أبي صخر محمّد بن مالك السّعدي. و سمع في بلاد أخر (5) من خلق يطول ذكرهم، ثم عاد إلى بغداذ فاستوطنها و حدّث بها فكتبنا عنه، و كان ثقة ورعا متقنا متثبتا فهما، لم نر (6) في شيوخنا أثبت منه حافظا للقرآن، عارفا بالفقه، له حظ من علم العربية، كثير الحديث، حسن الفهم له، و البصيرة فيه، و صنّف مسندا ضمّنه ما اشتمل عليه صحيح البخاري و مسلم، و جمع حديث سفيان الثوري، و شعبة، و أيّوب، و عبيد اللّه بن عمرو (7)،و عبد الملك بن عمير، و بيان بن بشر، و مطر الورّاق و غيرهم من الشيوخ. و لم يقطع التصنيف إلى حين وفاته، و مات و هو يجمع حديث مسعر، و كان حريصا على العلم منصرف الهمة إليه، و سمعته يوما يقول لرجل من الفقهاء - معروف

ص: 197


1- في المختصر: فيكلمني فأعي ما يقول.
2- تاريخ بغداد 373/4.
3- عن تاريخ بغداد و بالأصل «الخشابي».
4- عن تاريخ بغداد و بالأصل «علك».
5- تاريخ بغداد: أخرى.
6- تاريخ بغداد:«لم ير» بالبناء للمجهول.
7- عن تاريخ بغداد و بالأصل «عمر».

بالصلاح - و قد حضر عنده: ادع اللّه أن ينزع شهوة الحديث من قلبي، فإنّ حبّه قد غلب عليّ فليس لي اهتمام في اللّيل و النهار إلاّ به، أو نحو هذا من القول، و كنت كثيرا أذاكره بالأحاديث، فيكتبها عني و يضمّنها جموعه.

قال الخطيب: و سمعت البرقاني يقول: ولدت في أوّل (1) سنة ست و ثلاثين و ثلاثمائة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب (2)قال: سمعت أبا القاسم الأزهري يقول: البرقاني إمام، و إذا مات ذهب هذا الشأن - يعني الحديث-.

قال (3) و نا محمّد بن يحيى الكرماني الفقيه قال: ما رأيت في أصحاب الحديث أكثر عبادة من البرقاني.

قال الخطيب (4):و قال لنا - يعني البرقاني:- كان أبو بكر الإسماعيلي يقرأ لكل واحد ممن يحضره ورقة بلفظه، ثم يقرأ عليه، و كان يقرأ لي ورقتين و يقول للحاضرين:

إنما أفضله عليكم لأنه فقيه.

أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن أبي العلاء و غيره قالوا: أنا أبو القاسم أحمد بن سليمان بن خلف بن سعيد الباجي قال: قال أبي أبو الوليد: أبو بكر الخوارزمي حافظ ثقة.

أنبأنا أبو الحسن محمّد بن مرزوق بن عبد الرزاق الزعفراني، أنا أبو بكر الخطيب: أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن غالب الخوارزمي الفقيه غير مرة و ما رأينا شيخا أثبت منه.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب (5)قال: سألت الأزهري قلت: هل رأيت في الشيوخ أتقن من البرقاني ؟ فقال: لا. قال الخطيب: و سمعت أبا محمّد الخلاّل ذكر البرقاني فقال: كان نسيج وحده.

ص: 198


1- في تاريخ بغداد 376/4 آخر.
2- تاريخ بغداد 375/4.
3- في تاريخ بغداد 376/4 آخر.
4- في تاريخ بغداد 376/4 آخر.
5- في تاريخ بغداد 376/4 آخر.

قال الخطيب (1):و نا أبو بكر البرقاني قال: دخلت أسفراين (2) و معي ثلاثة دنانير و درهم واحد، فضاعت الدنانير مني و بقي معي الدّرهم حسب، فدفعتها إلى بقال، و كنت آخذ منه في كل يوم رغيفين، و آخذ من بشر بن أحمد جزءا من حديثه، و أدخل مسجد الجامع فاكتبه و انصرف بالعشي، و قد فرغت منه، فكتبت في مدّة شهر ثلاثين جزءا، ثم نفد (3) ما كان لي عند البقّال فخرجت عن البلد.

قال: و حدثني أحمد بن غانم الحمّامي - و كان شيخا صالحا يديم الحضور معنا في مجالس الحديث - قال: انتقل أبو بكر البرقاني من الكرخ إلى قرب باب الشّعير، فسألني أن أشرف على حمّالي كتبه و قال: إن سئلت عنها في الكرخ فعرّفهم أنها دفاتر لئلا يظنّ أنها إبريسم و كانت ثلاثة و ستين سفطا و صندوقين، كل ذلك مملوء كتبا.

قال: و قال لي عيسى بن أحمد الهمذاني (4) لم ينظر في كتب البرقاني كلها من أصحاب الحديث غير أبي الحسن النعيمي فإنه نظر في جميعها و علّق منها.

قال: و أنشدنا البرقاني لنفسه (5):

أعلل نفسي بكتب الحديث *** و احمل فيه لها الموعدا

و أشغل نفسي بتصنيفه *** و تخريجه دائما سرمدا

فطورا أصنّفه في الشيوخ *** و طورا أصنّفه مسندا

و أقفو البخاري فيما نحاه *** و صنّفه جاهدا مجهدا

و مسلم إذ كان زين الأنام *** بتصنيفه مسلما مرشدا

و ما لي فيه سوى أنني *** أراه هوى صادف (6) المقصدا

و أرجو الثواب بكتب الصّلاة *** على السيّد المصطفى أحمدا

و أسأل ربي إله العباد *** جريا على ما (7) له عودا

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي - في

ص: 199


1- تاريخ بغداد 375/4.
2- تاريخ بغداد: اسفرايين.
3- عن تاريخ بغداد و بالأصل «نفذ».
4- بالأصل «الهمداني» و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- الأبيات في تاريخ بغداد 375/4-376.
6- عن تاريخ بغداد و بالأصل: صادق.
7- تاريخ بغداد: ما به.

كتاب طبقات الفقهاء من الشافعيين - قال: و منهم أبو بكر أحمد بن محمّد بن أحمد بن غالب الخوارزمي المعروف بالبرقاني: ولد سنة ست و ثلاثين و ثلاثمائة، و سكن بغداذ و مات بها في أوّل يوم من رجب سنة خمس و عشرين و أربعمائة، تفقّه (1) و حدّث في حداثته، و كتب في الفقه (2) ثم اشتغل بعلم الحديث، فصار فيه إماما.

قال لنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن زريق، قال لنا الخطيب (3):و مات - يعني البرقاني - رحمه اللّه في يوم الأربعاء أوّل يوم من رجب سنة خمس و عشرين و أربعمائة، و دفن في مقبرة الجامع ممّا يلي باب سكة الخرقي.

و قال لي محمّد بن علي الصوري: دخلت على البرقاني قبل وفاته بأربعة أيّام أعوده فقال لي: هذا اليوم السّادس و العشرون من جمادى الآخرة، و قد سألت اللّه عزّ و جل أن يؤخر وفاتي حتى يهلّ رجب، فقد روي أن للّه فيه عتقاء من النار، عسى أن أكون منهم. قال الصوري: و كان هذا القول يوم السّبت، فتوفي صبيحة يوم الأربعاء مستهل رجب. و دفن في بكرة غد و هو يوم الخميس، و صلّى عليه في جامع المنصور، و حضرت الصّلاة عليه و كان الإمام القاضي أبو علي بن أبي موسى الهاشمي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، قال: توفي شيخنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن أحمد بن غالب الخوارزمي الحافظ الفقيه ببغداد يوم الأربعاء مستهل رجب من سنة خمس و عشرين و أربعمائة. و كان يذكر أن مولده في آخر سنة ستّ و ثلاثين و ثلاثمائة.

105 - أحمد بن محمد بن أحمد بن محمّد بن منصور

أبو الحسن البغدادي المجهّز (4)

المعروف بالعتيقي (5)

قدم دمشق غير مرّة و سمع بها: تمام بن محمّد، و عبد الرّحمن بن عمر بن نصر،

ص: 200


1- العبارة في المطبوعة - بين الرقمين-: تفقه في حداثته، و صنف في الفقه.
2- العبارة في المطبوعة - بين الرقمين-: تفقه في حداثته، و صنف في الفقه.
3- تاريخ بغداد 376/4.
4- المجهّز: هذا لمن يحمل مال التجار من بلد إلى بلد، و يسلمه إلى شريكه، و يرد مثله إليه،(الأنساب) و ذكره في ترجمة قصيرة.
5- العتيقي: بفتح العين المهملة، هذه النسبة إلى عتيق، اسم لبعض أجداد المنتسب إليه (الأنساب) و ذكره في ترجمة قصيرة هنا أيضا.

و حدّث بها و ببغداذ: عن أبي الحسن علي بن محمّد بن سعيد الرزاز، و أبي الحسن محمّد بن محمّد بن سفيان، و أبي حكيم محمّد بن إبراهيم بن السّري بن يحيى، و محمّد بن جعفر بن النجار التميميين، و أبي عبد اللّه الحسين بن محمّد العسكري، و أبي عمر بن حيّوية، و أبي بكر محمّد بن عبيد اللّه بن الشخير، و الحسين بن محمّد بن سليمان الكاتب، و أبي الفضل عبيد اللّه بن عبد الرّحمن الزهري، و أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان، و أبي حفص عمر بن محمّد بن علي الزيات، و أبي يعقوب إسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان، و أبي بكر محمّد بن إسماعيل بن العباس الوراق، و أبي حفص بن شاهين، و أبي عبد اللّه محمّد بن زيد بن علي بن جعفر بن مروان الأبزاري، و أبي القاسم عبد العزيز بن عبد اللّه بن محمّد الفقيه الداركي (1)، و أبي الحسين بن مظفّر، و أبي عبد اللّه الحسين بن أحمد بن فهد الموصلي، و أبي الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ الورّاق، و أبي بكر محمّد بن علي بن سويد المؤدّب.

روى عنه أبو غالب محمّد بن أحمد، و أبو بكر الخطيب، و عبد العزيز الكتاني، و أبو العباس بن قبيس، و أبو القاسم بن أبي العلاء، و أبو الحسن علي بن محمّد بن علي القطان، و القاضي أبو المكارم محمّد بن سلطان بن حيّوس، و أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، و عبد المحسّن بن محمّد بن علي البغداذي، و عبد الرّزّاق بن عبد اللّه بن الفضيل، و ابنه أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرزاق، و أبو الحسن علي بن الحسن بن عبد السلام بن أبي الحزوّر (2)،و أبو علي الحسن بن سعيد بن محمّد العطّار و غيرهم.

أنبأنا أبو علي محمّد بن محمّد بن عبد العزيز بن المهدي.

و أخبرنا أبو طاهر إبراهيم بن الحسن الفقيه عنه، أنا أبو الحسن العتيقي - سنة سبع و ثلاثين و أربعمائة - نا علي بن محمّد الرزّاز، نا أبو شعيب الحرّاني، نا يحيى بن عبد اللّه، نا أيوب بن نهيك، قال: سمعت مجاهدا قال: سمعت ابن عمر قال: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:

ص: 201


1- بالأصل «الواركي» و المثبت عن سير أعلام النبلاء 404/16 و تاريخ بغداد 379/4.
2- ضبطت عن تبصير المنتبه 498/2.

«من قال: الحمد للّه الذي تواضع كلّ شيء لعظمته، و الحمد للّه الذي ذلّ كل شيء لعزّته، و الحمد للّه الذي خضع كلّ شيء لملكه، و الحمد للّه الذي استسلم كلّ شيء لقدرته، فقالها يطلب بها ما عنده، كتب اللّه له بها ألف ألف حسنة، و رفع له بها ألف ألف درجة، و وكل بها سبعين (1) ألف ملك يستغفرون له إلى يوم القيامة»[1244].

أخبرنا جدي أبو المفضّل يحيى بن علي قاضي دمشق، أنا أبو القاسم عبد الرزّاق بن عبد اللّه بن الحسن بن الفضيل ح.

و أخبرنا أبو محمّد بن صابر، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن عبد السّلام بن أبي الحزوّر الأزدي، و أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرزّاق بن عبد اللّه بن الحسن بن الفضيل الكلاعي قالوا: أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد المجهّز البغداذي - المعروف بالعتيقي - قراءة عليه في مسجد الجامع بدمشق سنة ثلاثين و أربعمائة - نا الحسن بن جعفر بن الوضّاح السّمسار، نا محمّد بن الحسن بن سماعة، نا أبو نعيم المخضوب (2)-سنة ست عشرة و مائتين، نا سليمان بن مهران الأعمش، عن إبراهيم النخعي عن الأسود، عن عائشة: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أهدي مرّة غنما.

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا محمّد بن خالد الآجري، و بشر بن موسى الأسدي، قالا: نا أبو نعيم، نا الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم أهدي مرّة غنما.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن زريق قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (3):أحمد بن محمّد بن أحمد بن محمد بن منصور، أبو الحسن المجهّز.

المعروف بالعتيقي روياني الأصل. ولد ببغداذ. و بكّر به في سماع الحديث من علي بن محمّد بن أحمد بن كيسان النحوي، و إسحاق بن سعد النسوي، و علي بن محمّد بن سعيد الرزّاز، و الحسين بن محمّد بن عبيد الدقاق، و إبراهيم بن أحمد بن جعفر الخرقي،[و عبد العزيز بن جعفر الخرقي، و أبي حفص الزيات، و أبي العباس

ص: 202


1- بالأصل «سبعون» و الصواب عن مختصر ابن منظور 226/3.
2- كذا بالأصل، و أبو نعيم هو الفضل بن دكين، و لم أجد في عامود نسبه في المصادر التي ترجمت له هذه اللفظة.
3- تاريخ بغداد 379/4.

عبد اللّه بن موسى الهاشمي، و أبي القاسم الداركي، و أبي بكر الأبهري، و محمد بن المظفر، و أبي حفص بن شاهين] (1) و أبي عمر بن حيّويه، و نحوهم. كتبت عنه (2)، و كان صدوقا. و سألته عن مولده فقال: ولدت صبيحة يوم الخميس التاسع عشر من المحرم سنة سبع و ستين و ثلاثمائة. قلت: فالعتيقي نسبه إلى أيش ؟ فقال: بعض أجدادي كان يسمى عتيقا فنسبنا إليه.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا (3) قال: أنا القطيعي - أوّله قاف مفتوحة و طاء مكسورة - شيخنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن منصور العتيقي، قال لي: إنه روياني الأصل، و انتقل أهله إلى طرسوس، ثم خرجوا عنها بعد. سمع الكثير و خرّج على الصحيحين (4) و كان ثقة متقنا يفهم ما عنده. و كان الخطيب ربما دلّسه، و روى عنه و هو في الحياة، يقول: أخبرني أحمد بن أبي (5) جعفر القطيعي - لسكناه في قطيعة بغداذ (6)-.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب (7)، قال: سمعت الأزهري أبا القاسم ذكر أبا الحسن العتيقي فأثنى عليه خيرا و وثقه.

أنبأنا أبو عبد اللّه بن أبي العلاء و غيره قالوا: أنا أبو القاسم أحمد بن أبي الوليد سليمان بن خلف الباجي قال: قال أبي: أبو الحسن العتيقي بغداذي تاجر لا بأس به.

قال لنا أبو محمّد بن الأكفاني: توفي أبو الحسن أحمد بن محمّد بن العتيقي البغدادي في صفر من سنة إحدى و أربعين و أربعمائة.

و ذكر أبو بكر محمّد بن علي بن موسى الحداد: أنه مات سنة أربعين.

و الصحيح ما تقدم لأن أبا الحسن بن قبيس و أبا منصور بن خيرون قالا لنا: قال لنا

ص: 203


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن تاريخ بغداد 379/4.
2- عن تاريخ بغداد و بالأصل «عنهم».
3- الإكمال لابن ماكولا 116/7-117.
4- في الإكمال: و خرّج الصحيحين.
5- في الإكمال: أحمد بن جعفر.
6- في الإكمال: قطيعة أم عيسى.
7- تاريخ بغداد 379/4.

أبو بكر الخطيب (1):مات العتيقي سحر يوم الثلاثاء الحادي و العشرين من صفر سنة إحدى و أربعين و أربعمائة، و صلّينا عليه في ضحى ذلك اليوم بباب مسجد ابن (2)المبارك، و أمّا القاضي أبو الحسين بن المهتدي باللّه، و دفن في مقبرة الشونيزي.

106 - أحمد بن محمّد بن أحمد بن أبيّ

106 - أحمد بن محمّد بن أحمد بن أبيّ (3) بن أحمد

أبو الفضل المعروف بالفراتي

رئيس نيسابور و هو من أهل أستوا (4):ناحية من نواحي نيسابور.

قدم دمشق حاجّا و حدّث بها: عن جده أبي عمرو، أحمد بن أبيّ الفراتي، و أبيه أبي المظفّر محمّد بن أحمد، و أبي طاهر بن محمش، و أبي القاسم عبد الخالق بن علي المؤذّن، و أبي الحارث محمّد بن عبد الرحيم بن الحسين، و أبي منصور ظفر بن محمّد العلوي، و أبي نصر محمّد بن أحمد بن علي الفقيه البزّار، و أبي محمّد عبد اللّه بن يوسف بن بامويه، و أبي عبد الرّحمن السّلمي.

روى عنه: علي بن محمّد بن أبي العلاء، و نجا بن أحمد العطار، و الفقيه نصر المقدسي، و علي بن محمّد بن شجاع الربعي، و أبو الحسن الموازيني، و أبو طاهر الحنّائي و أبو محمّد عبد اللّه بن ثابت بن يوسف السّهمي الجرجاني.

أنبأنا أبو الحسن الموازيني و أبو طاهر بن الحنّائي، و أبو القاسم عبد اللّه بن الحسن بن هلال، قالوا: أنا الرئيس أبو الفضل أحمد بن محمّد بن أحمد بن أبيّ الفراتي النيسابوري - قدم علينا طالبا للحج سنة أربعين و أربع مائة. في دار الخياط في القصّاعيين (5)،أنا جدّي الإمام أبو عمرو الفراتي، أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي (6)،نا إبراهيم بن عبد اللّه العبسي، نا وكيع بن الجرّاح، عن الأعمش، عن أبي

ص: 204


1- تاريخ بغداد 379/4.
2- عن تاريخ بغداد و بالأصل «بني».
3- عن مختصر ابن منظور 227/3 و بالأصل «بن».
4- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن المختصر. و هي كورة من نواحي نيسابور تشتمل على ثلاث و تسعين قرية و قصبتها خبوشان.
5- بالأصل «القضاعبين» و الصواب ما أثبت، إحدى محال دمشق.
6- بالأصل الهاشمي، و الصواب عن سير أعلام النبلاء 259/15(183).

صالح، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«لا تسبّوا أصحابي فوالذي نفس محمّد بيده، لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مدّ أحدهم و لا نصيفه»[1245].

قال: و أنا أبو الحارث محمد بن عبد الرّحيم بن الحسين، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن عبد الأعلى المقرئ الأندلسي، أنا أبو القاسم بكر بن أحمد الخبّاز (1) بواسط ، نا أبو يوسف يعقوب بن تحيّة (2)،نا يزيد بن هارون، عن حميد، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«من أكرم ذا شيبة فكأنما أكرم نوحا صلى اللّه عليه و سلم في قومه، و من أكرم نوحا في قومه فكأنما أكرم اللّه عز و جلّ »[1246].

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل في تذييل تاريخ نيسابور قال: أحمد بن محمّد بن أحمد بن أبيّ بن أحمد، الرئيس أبو الفضل الفراتي شيخ جليل مشهور، و قلّد رئاسة نيسابور، ثم خرج إلى الحجّ ، و دخل الشام و مصر و عاد إلى بغداذ، ثم عاد إلى نيسابور، و عقد له مجلس الإملاء، و كان حسن العشرة راغبا في صحبة الصّوفية. توفي في شعبان سنة ستّ و أربعين و أربعمائة. حدّث عن أبيه الحاكم أبي المظفّر، و جده الأستاذ أبي عمرو، و أبي يعلى المهلّبي، و عبد اللّه بن يوسف الأصبهاني، و أصحاب الأصمّ (3).

أنبأنا أبو نصر إبراهيم بن الفضل بن إبراهيم البآر (4)،أنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد الكتبي (5) الحاكم بهراة قال: سنة ست و أربعين و أربعمائة ورد الخبر بوفاة الرئيس أبي الفضل الفراتي في الطريق من أسفراين و أستوا، و نقل تابوته إلى أستوا في شعبان.

ص: 205


1- عن المطبوعة و رسمها بالأصل «الحنا».
2- غير واضحة بالأصل، و المثبت و الضبط عن تبصير المنتبه 196/1 و فيه: يعقوب بن إسحاق بن تحية الواسطي سمع يزيد بن هارون و عنه بكر بن أحمد.
3- و انظر المنتخب من السياق لتاريخ نيسابور ص 99.
4- ضبطت عن التبصير 55/1.
5- كذا بالأصل، و في المطبوعة: الكتني. و لم أظفر بتحقيقه.
107 - أحمد بن محمّد بن أحمد

أبو الحسين الكناني الفلسطيني

حدث بدمشق: عن محمّد بن أحمد بن القاسم الغازي الأصبهاني، و علي بن محمّد الجبّان (1).

سمع منه أبو الفتيان الدهستاني (2)،و أبو محمّد بن السّمرقندي، و حيدرة بن أحمد الأنصاري.

أخبرنا أبو محمّد بن السّمرقندي - في كتابه - أنا أحمد بن محمّد بن أحمد الكناني، أبو الحسين من أهل فلسطين، أنا محمّد بن أحمد بن القاسم الغازي، نا محمّد بن القاسم السبّاك بالبصرة، نا أبو خليفة، نا أبو قعنب (3)،عن عبد العزيز بن محمّد عن (4) العلاء بن عبد الرّحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«حقّ المسلم على المسلم ستّ » قالوا: و ما هن (5) يا رسول اللّه ؟ قال:«إذا لقيه سلّم عليه، و إذا دعاه أجابه، و إذا استنصح فانصح له، و إذا مات فاصحبه (6)»[1247].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد قال: سنة أربع و ستين و أربعمائة، توفي أحمد بن محمّد الفلسطيني الكناني في المحرّم منها، حدّث عن علي بن محمّد الحنّائي و غيره.

ص: 206


1- كذا ورد هنا، و سيرد في آخر الترجمة «الحنائي».
2- هذه النسبة - بكسر الدال و الهاء و سكون السين - إلى دهستان بلدة مشهورة عند مازندران و جرجان.
3- في المطبوعة:«أحمد بن قعنب» و بالأصل «أبي».
4- بالأصل «بن» و الصواب ما أثبت، سير أعلام النبلاء 186/6 و المطبوعة 178/7.
5- في المختصر: و ما هي.
6- كذا بياض بالأصل، و قد ورد أربع، و أما الباقيتان:«و إذا عطس فحمد اللّه فسمّته و إذا مرض فعده» عن صحيح مسلم كتاب السلام (ح 5، ج 1705/4).
108 - أحمد بن محمّد بن أحمد بن جعفر

أبو العباس الأكّار النهربيني (1)

أخو أبي عبد اللّه المقرئ

من سواد بغداد.

سمع أبا الحسين بن الطّيّوري.

كتبت عنه.

أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن أحمد بن جعفر النهربيني الفلاح ساكن قرية الحديثة - من قرى الغوطة - بقراءتي عليه في دارنا، أنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبّار بن أحمد الصّيرفي - ببغداد - أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمّد بن شاذان - قراءة عليه - أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد اللّه الدقاق، نا محمّد بن سليمان بن الحارث الواسطي، نا أبو نعيم، نا سفيان، عن عبد اللّه بن دينار عن ابن عمر (2) قال:

«نهى [رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم] عن بيع الولاء و عن هبته (3)»[1248].

أخبرناه عاليا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن نصر بن أبان القرشي الأصبهاني، نا إسماعيل بن عمرو أبو إسحاق البجلي، أنا سفيان و الحسن بن صالح أيضا، عن عبد اللّه بن دينار، عن ابن عمر، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم: أنه نهى عن بيع الولاء و عن هبته[1249].

مات أبو العبّاس بقرية الحديثة (4) بعد سماع منه بيسير، و سمعت منه في جمادى الآخرة سنة سبع و عشرين و خمسمائة (5).

ص: 207


1- هذه النسبة إلى نهربين، طسوج من سواد بغداد متصل بنهر بوق (ياقوت) و في الأنساب: نهر بين من قرى بغداد. و ذكره ياقوت «الأكاف» بدل «الأكار».
2- ما بين معكوفتين عن مختصر ابن منظور 228/3 و كانت العبارة بالأصل:«عن ابن عمر عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: نهى عن بيع الولاء و عن هبته» و ما أثبت يوافق عبارة المختصر و الحديث في صحيح مسلم كتاب العتق ح 1506 ج 1145/2 برواية: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نهى بيع الولاء و عن هبته.
3- ما بين معكوفتين عن مختصر ابن منظور 228/3 و كانت العبارة بالأصل:«عن ابن عمر عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: نهى عن بيع الولاء و عن هبته» و ما أثبت يوافق عبارة المختصر و الحديث في صحيح مسلم كتاب العتق ح 1506 ج 1145/2 برواية: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نهى بيع الولاء و عن هبته.
4- من قرى غوطة دمشق، و يقال لها حديثة جرش (انظر معجم البلدان).
5- في معجم البلدان (نهر بين - و الحديثة): مات بالحديثة سنة 527 و في الأنساب (النهربيني) و توفي في حدود سنة ثلاثين و خمسمائة.
109 - أحمد بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن إبراهيم

أبو طاهر بن أبي أحمد الأصبهاني السّلفي (1) الحافظ

قدم علينا دمشق طالب حديث سنة تسع و خمسمائة و أقام بها مدّة. و كتب بها عن جماعة من شيوخنا: كأبي طاهر بن الحنّائي، و أبي الحسن الموازيني، و أبي الحسن بن قبيس، و أبي محمّد بن الأكفاني، و الفقيه أبي الحسن، و الفقيه أبي الفتح نصر اللّه و غيرهم من طبقتهم؛ و كان قد سمع ببلده الرئيس أبا عبد اللّه القاسم بن الفضل بن محمود الثقفي، و سعيد بن محمّد بن يحيى الجوهري، و أبا الحسن مكي بن منصور بن علاّن الكرجي (2)،و عبد الرّحمن بن محمّد بن يوسف النصري (3)،و أبا الفتح الحداد، و أبا علي المقرئ، و أبا سعد محمّد بن محمّد المطرّز، و ببغداذ أبا الخطاب نصر بن أحمد بن البطر، و محمّد بن عبد الملك الأسدي، و الحسين بن الحسن الفانيدي، و أبا عبد اللّه الحسين بن البسري (4)،و أبا بكر أحمد بن علي الطريثيثي، و علي بن الحسين الربعي، و أبا الحسين بن الطّيّوري، و أبا المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل الروياني بالري، و مسعود بن علي بن الحسن الملحي بأردبيل (5)،و أبا أحمد إبراهيم بن علي بن الحسن النجيرمي، و أبا تمام محمّد بن إدريس بن خلف الفريابي و غيرهما بالبصرة، و أبا البقاء المعمّر بن محمّد بن علي الحبّال بالكوفة، و أبا غالب أحمد بن محمّد بن أحمد المزكّي بهمذان، و أبا طالب محمّد بن علي بن أحمد المقرئ بالأهواز، و محمّد بن المظفّر بن عبيد اللّه بنهاوند، و أبا علاّن سعد بن علي بن حميد المعروف ببصرى (6) و غيره بالمراغة (7)،و إسماعيل بن عبد الجبّار بن ماك المالكي (8) بقزوين،

ص: 208


1- هذه النسبة إلى سلفة، و هي لقب جده أحمد، و معناها الغليظ الشفة (تذكرة الحفاظ 1298/4).
2- ضبطت عن تبصير المنتبه 1209/3 و سير أعلام النبلاء 71/19.
3- بالأصل «البصري» و المثبت و الضبط عن التبصير 161/1 و فيه بعد ما ذكره: شيخ السلفي. و حرف في تذكرة الحفاظ إلى «القصري».
4- ضبطت عن تبصير المنتبه 153/1 و هذه النسبة إلى بيع البسر.
5- من أشهر مدن أذربيجان (معجم البلدان).
6- كذا بالأصل، و في تذكرة الحفاظ 1299/4:«و بمراغة: من سعد بن علي المصري» و في التبصير 1368/4 أبو علاّن سعد بن علي المضري.
7- بلدة مشهورة عظيمة و أعظم و أشهر بلاد أذربيجان (معجم البلدان).
8- كذا بالأصل و تذكرة الحفاظ 1299/4 و في تبصير المنتبه 1339/4 و بلا لام أبو الفتح إسماعيل... ماك المالكي شيخ السلفي.

و علي بن الحسين بن رامك الخطيب بتستر، و محمود بن يوسف البرزندي (1) بثغر تفليس و غيرهم ممّا لا يحصى.

و حدّث بدمشق فسمع منه بعض أصحابنا و لم أظفر بالسماع منه، و قد سمعت بقراءته من شيوخ عدة، ثم خرج إلى مصر فسمع بها و بالإسكندرية، ثم استوطن الإسكندرية و تزوج بها امرأة ذات يسار، فسلّمت إليه مالها فحصلت له ثروة بعد فقر و تصوف و صارت له بالإسكندرية وجاهة و ينى له أبو منصور علي بن إسحاق المعروف بابن السّلاّر المقرئ الملقب بالعادل أمير مصر، مدرسة بالإسكندرية و وقف عليها وقفا.

و أجاز لي جميع حديثه، و حدثني عنه أخي رحمه اللّه.

حدّثني أخي أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن بن هبة اللّه الحافظ ، نا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمّد بن سلفة الأصبهاني السّلفي - قدم علينا دمشق - أنا أبو الخطاب نصر بن أحمد بن عبد اللّه القارئ ببغداذ، أنا عبد اللّه بن عبيد اللّه بن يحيى بن البيّع، نا الحسين بن إسماعيل المحاملي - إملاء - نا محمّد بن المثنى، حدّثني محمّد بن جعفر، أنا شعبة عن عبد الملك بن عمير، عن ربعي بن خراش، عن حذيفة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم:

«أنّ رجلا مات فدخل الجنة فقيل له: ما كنت تعمل - فإما ذكر و إما ذكر (2)- فقال: إني كنت أبايع الناس و كنت انظر المعسر، و أتجاوز في السكة أو في النقد، فغفر له»[1250].

فقال ابن (3) مسعود: أنا سمعته من النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرناه أبو منصور سعيد (4) بن محمّد الرزاز و جماعة قالوا: أنا أبو الخطاب نصر بن أحمد فذكره.

ص: 209


1- إعجامها غير واضح بالأصل و المثبت عن الأنساب (البرزندي) و ترجم له ترجمة قصيرة، و هذه النسبة إلى برزند بليدة من ديار أذربيجان، قال السمعاني: و ظني أنها من نواحي تفليس.
2- كذا بالأصل و المختصر و في المطبوعة: دكر و إما ذكر (و الدكر بالدال المهملة لغة لربيعة في الذكر: اللسان).
3- الأصل و المختصر، و في المطبوعة: أبو مسعود.
4- بالأصل «و سعيد» و المثبت عن سير أعلام النبلاء 257/19 ترجمته.

أنشدنا أبو سعد عبد الكريم بن محمّد السمعاني الفقيه - بدمشق - قال: أنشدنا أبو العزّ محمّد بن علي بن محمّد البستي - ببلقاباذ (1) نيسابور - أنشدنا أبو طاهر أحمد بن محمّد بن أحمد بن إبراهيم الحافظ لنفسه بميافارقين (2):

إنّ علم الحديث علم رجال *** تركوا الابتداع للاتّباع

فإذا اللّيل جنهم كتبوه (3) *** و إذا أصبحوا غدوا (4) للسماع

و أنشدني أخي أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن الفقيه، أنشدنا أبو طاهر بن سلفة لنفسه:

قد قلت إذ رفع الصباح *** ذيول ليل الوصل عنّا

يا ليت هذا الدهر (5) دام ال *** دّهر للصبّ المعنّا

فالليل أستر للمتيّم *** و الظلام عليه أحنا

قال: و أنشدنا أبو طاهر لنفسه (6):

إذا بني فرط تجافيه *** و عذل عذّالى معا فيه

دعوا ملامي و انظروا طرفه *** في طرفه و الدّرّ في فيه

و لاحظوا الحسن بألبابكم *** حتى يعذروا قلب مصافيه (7)

ثم اعذلوني بعد إن كنت (8) *** ما أصابني العقل شافيه

قال: و أنشدني أبو طاهر لنفسه:

أ نأمن إلمام المنية بغتة *** و أمن الفتى جهل و قد خبر الدهرا

ص: 210


1- كذا بالأصل بالباء، و الصواب بملقاباذ كما في معجم البلدان - بالميم - و هي محلة بأصبهان و قيل بنيسابور.
2- البيتان في الوافي 353/7 و تذكرة الحفاظ 1299/4 و سير أعلام النبلاء 36/21.
3- في السير و التذكرة: فإذا جنّ ليلهم كتبوه
4- بالأصل:«غدا» و المثبت عن المصادر السابقة.
5- كذا، و في المطبوعة: الليل.
6- الأبيات في الوافي للصفدي 353/7.
7- في الوافي: كي تعذروا قلب مصافيه.
8- في الوافي: كان.

و ليس يحابي الدهر في دورانه *** أراذل أهليه و لا السادة الزهرا

و كيف و قد مات النبيّ و صحبه *** و أزواجه طرّا و فاطمة الزهرا

قال: و أنشدنا أبو طاهر لنفسه:

يا قاصدا علم الحديث يذمّه *** إذ ضلّ عن طرق الهداية وهمه

إنّ العلوم كما علمت كثيرة *** و أجلّها فقه الحديث و علمه

من كان طالبه و فيه تيقّظ *** فأتمّ سهم في المعالي سهمه

لو لا الحديث و أهله لم يستقم *** دين النبيّ و شذّ عنا حكمه

و إذا استراب بقولنا متحذلق *** فأكلّ فهم في البسيطة فهمه

قال و أنشدنا لنفسه:

قد مال صفوة دهرنا شرّيره *** حتى تزايد تيهه و غروره

و اختصّ خيّره بفقر مدقع *** حتى استذلّ و زال عنه سروره (1)

110 - أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن مدرك

110 - أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن مدرك (2)

حدث عن العباس بن الوليد بن مزيد.

روى عنه علي بن أحمد بن علي المقدسي.

أنبأنا أبو سعد محمد بن محمّد المطرّز، و أبو علي الحسن بن أحمد الحداد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا علي بن أحمد بن علي المقدسي، نا أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن مدرك، نا العباس بن الوليد بن مزيد، حدثني أبو سعيد الأخطل بن المؤمّل الساحلي - من أهل جبيل - و كان من أصحاب الحديث، نا مسلم بن عبيد، عن أسماء بنت يزيد الأنصارية من بني عبد الأشهل:

ص: 211


1- الملاحظ أن ابن عساكر لم يذكر وفاته هنا، و في مختصر ابن منظور 229/3 «توفي الحافظ أبو طاهر بالإسكندرية يوم الجمعة نصف ربيع الآخر سنة ست و سبعين و خمسمائة رحمه اللّه» و في تذكرة الحفاظ 1303/4 توفي السلفي صبيحة الجمعة خامس ربيع الآخر سنة ست و سبعين و خمسمائة و له مائة ست سنين و مات فجأة. قال الذهبي بلغ مائة و سنتين أو نحو ذلك مع الجزم بأنه كمل المائة. و قال ابن خلكان أنه ولد سنة 472 تقريبا.
2- سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور.

أنها أتت النبي صلى اللّه عليه و سلم و هو في أصحابه فقالت: بأبي و أمّي أنا وافدة النساء إليك.

الحديث بطوله. و سيأتي في ترجمة أبي سعيد الأخطل بن المؤمّل الساحلي.

111 - أحمد بن محمّد بن حكيم

111 - أحمد بن محمّد بن حكيم (1) بن إبراهيم بن أسيد

أبو (2) عمرو المديني الأصبهاني

المعروف بابن ممك (3)

من أهل مدينة جيّ (4)سمع أبا علي أحمد بن محمّد بن أبي الخناجر بأطرابلس، و محمّد بن يعقوب بن الفرجي (5) بالرملة، و أبا أسامة عبد اللّه بن محمّد بن أبي أسامة الحلبي، و محمد بن مشكان (6)،و يحيى بن جعفر بن أبي طالب، و محمّد بن مسلم بن وارة، و أبا حاتم، و أبا معين الحسين بن الحسن الرازيين، و أبا أمية الطرسوسي، و محمّد بن عبد الوهّاب بن أبي تمام.

روى عنه: أبو أحمد محمّد بن أحمد بن إبراهيم العسّال، و محمّد بن أحمد بن شبّويه، و علي بن عبد اللّه بن محمّد بن عمر، و أبو الشيخ عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، و أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه، و أبو مسلم عبد الرّحمن بن محمّد بن سهل المديني، و أبو الحسن علي بن محمّد بن سهل المديني، و أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن ميلة الزاهد، و أبو عبد اللّه بن مندة، و أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن جولة (7)الأبهري.

أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن أحمد بن إبراهيم الأصبهاني المقرئ

ص: 212


1- كذا ورد بالأصل بتقديم حكيم على إبراهيم، و في ترجمته في مختصر ابن منظور 230/3 و ذكر أخبار أصبهان 122/1 و سير أعلام النبلاء 301/15 أحمد بن محمد بن إبراهيم بن حكيم.
2- بالأصل «بن» خطأ، و المثبت «أبو» عن مصادر ترجمته.
3- «ممك» ضبطت عن سير أعلام النبلاء، بالقلم، و في المختصر «ممك» بالقلم أيضا.
4- بالفتح ثم التشديد اسم مدينة ناحية أصبهان القديمة، و هي على شاطئ نهر زندروذ (معجم البلدان).
5- ضبطت عن تبصير المنتبه 1102/3 بالنص.
6- ضبطت عن تبصير المنتبه 1292/4.
7- ضبطت عن تبصير المنتبه 542/2.

الكشائي، أنا أبو الخير محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد اللّه الفقيه المعروف بررا، أنا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ ، نا أبو عمرو أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن حكيم المديني إملاء، نا أبو علي أحمد بن محمد بن يزيد بن مسلم المعروف بابن أبي الخناجر بأطرابلس، نا محمّد بن مصعب القرقساني، نا أبو جعفر الرازي، عن الرّبيع [بن أنس] (1)،عن أنس، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم:

«من خرج في طلب العلم فهو في سبيل اللّه حتى يرجع»[1251].

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، ثم حدثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد عنه، أنا أبو نعيم الحافظ (2)،قال: أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن حكيم أبو عمرو الأبرش يعرف محمّد بممك (3) توفي في جمادى الآخرة سنة ثلاث و ثلاثين و ثلاثمائة كان قد شارك (4) أخاه في أكثر سماعه من الشاميين و العراقيين كان أديبا فاضلا حسن المعرفة بالحديث.

112 - أحمد بن محمّد بن إسحاق

أبو بكر الأهوازي الشعراني

المعروف بالجوّال (5)

سمع بدمشق: أبا زرعة عبد الرّحمن بن عمرو النصري (6)،و بغيرها: أبا عمرو عثمان بن خرّزاذ (7) الأنطاكي.

روى عنه: القاضي أبو محمّد الحسن بن عبد الرّحمن بن خلاّد الرامهرمزي.

ص: 213


1- زيادة اقتضاها السياق للإيضاح.
2- ذكر أخبار أصبهان 122/1.
3- عن أخبار أصبهان و بالأصل «بفمك».
4- عن أخبار أصبهان و بالأصل «شارط ».
5- سقطت ترجمته من المختصر.
6- بالأصل «البصري» خطأ و الصواب ما أثبت عن سير أعلام النبلاء 311/13(146).
7- ضبطت عن تقريب التهذيب.
113 - أحمد بن محمّد بن إسحاق بن إبراهيم بن أسباط بن عبد اللّه

ابن إبراهيم بن بديح - مولى عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب

أبو بكر الدّينوري، الحافظ المعروف بابن السّنّي

حافظ مذكور، و مصنّف مشهور.

سمع بدمشق: أبا الحسن بن جوصا، و محمّد بن خريم، و محمّد بن أحمد بن عبيد بن فياض، و الحسن بن حبيب الحصائري (1)،و جماهر بن محمّد الزملكاني الدّمشقيين، و سعيد بن عبد العزيز الحلبي، و محمّد بن عبد الحميد الفرغاني. و سمع بالبصرة و الكوفة و بغداد و مصر و حدّث عن أبي خليفة، و أبي يعلى، و علي بن أحمد بن سليمان علاّن، و أبي عروبة الحرّاني، و عمر بن أبي غيلان الثقفي، و أبي بكر بن أبي داود، و أبي يحيى زكريا بن يحيى السّاجي، و يحيى بن محمّد بن صاعد، و أبي القاسم البغوي، و عبد اللّه بن زيدان البجلي، و أبي صخرة محمّد بن عبد الرّحمن الشامي، و الحسين بن عبد اللّه القطّان، و محمّد بن عبيد اللّه بن الفضيل، و أحمد بن الحسن الصّوفي، و أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن يونس المنجنيقي، و أبي عبد الرّحمن النسائي؛ و جماعة سواهم.

روى عنه: أبو الحسن محمّد بن علي بن الحسين بن الحسن الحسني الهمذاني، و أبو نصر أحمد بن الحسين بن محمد الكسار، و علي بن عمر الأسدآباذي، و أبو علي حمد (2) بن عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه الأصبهاني نزيل الري.

كتب إليّ أبو محمّد عبد الرحمن بن حمد، بن الحسن الدّينوري ثم الدّوني.

و أخبرني أبو طاهر محمّد بن أبي بكر السّنجي المؤذّن بمرو عنه، أنا القاضي أبو نصر أحمد بن الحسين بن محمّد الكسّار الدّينوري، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسحاق السّنّي الحافظ الدّينوري، نا أبو محمّد بن صاعد، نا يحيى بن سليمان بن

ص: 214


1- بالأصل «الحضائري» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ قريبا.
2- كذا بالأصل و تذكرة الحفاظ 939/3 و في السير 256/16 «أحمد».

نضلة، أنا مالك بن أنس، عن خبيب (1) بن عبد الرّحمن عن (2) حفص بن عاصم، عن أبي هريرة أو أبي سعيد قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«سبعة يظلّهم اللّه في ظلّه يوم لا ظلّ إلاّ ظلّه: إمام عادل، و شابّ نشأ بعبادة اللّه تعالى، و رجل كان قلبه معلّقا بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه، و رجلان تحابّا في اللّه اجتمعا على ذلك و تفرّقا، و رجل تصدّق بصدقة فأخفاها حتى لم يعلم (3) شماله، و رجل ذكر اللّه خاليا ففاضت عيناه، و رجل دعته امرأة ذات منصب و جمال فقال: إني أخاف اللّه»[1252].

قرأت علي أبي محمّد عبد الكريم بن عبد الرّحيم بن أحمد بن نصر البخاري.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد السوسي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن يونس بن محمّد الخطيب، أنا أبو زكريا البخاري ح.

و أخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة بن يحيى الأبّار، أنا أبو الفرج سهل بن بشر بن أحمد الأسفرايني، أنا رشأ بن نظيف.

قالا: أنا عبد الغني بن سعيد قال: و أمّا السنّي بالسين المهملة و النون فهو ابن السنّي الحافظ الدّينوري، كان حمزة بن محمّد يرفع به.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا (4)،قال: أمّا السنّي - بضم السّين المهملة و بعدها نون - أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسحاق السنّي الحافظ الدّينوري، حدث عن أبي عروبة و خلق كثير. روى عنه أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن علي بن شاذان الدّينوري. و الخلق بعد.

أنبأنا أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب بن محمّد بن إسحاق بن منده الحافظ قال:

سمعت عمّي أبا القاسم عبد الرّحمن بن محمّد قال: سمعت القاضي أبا زرعة روح بن

ص: 215


1- بالأصل «حبيب» و الصواب و الضبط «مصغرا» عن تقريب التهذيب، و هو خبيب بن عبد الرحمن بن خبيب بن يساف الأنصاري.
2- بالأصل «بن» خطأ، و الصواب ما أثبت، انظر الحاشية السابقة.
3- في المختصر: حتى لم تعلم شماله ما صنعت يمينه.
4- الإكمال لابن ماكولا 500/4.

محمّد (1) بن إسحاق بن أحمد بن إبراهيم السنّي الدّينوري يقول: سمعت عمي (2) أبا علي الحسن بن أحمد بن إسحاق السنّي يقول: كان أبي - رحمه اللّه - يكتب الأحاديث، فوضع القلم في أنبوبة المحبرة و رفع يديه يدعو اللّه عزّ و جل، فمات.

و سئل عن وفاته فقال: في آخر سنة أربع و ستين و ثلاثمائة (3).

114 - أحمد بن محمّد بن أسيد

114 - أحمد بن محمّد بن أسيد (4)

ابن يوسف بن معن بن زيد بن مزيد

أبو الحسن الكلبي الملاعقي

شيخ صالح حدث عن: محمّد بن يوسف بن بشر الهروي، و أبي العباس محمّد بن جعفر بن ملاّس، و معاوية بن محمّد بن دنويه (5)،و أبي بكر الخرائطي، و أبي عمير عدي بن عبد الباقي الأذني (6)،و خيثمة بن سليمان.

روى عنه أبو نصر بن الجبّان، و أبو الحسين بن الميداني.

أنبأنا أبو القاسم عبد المنعم بن علي بن أحمد بن الغمر الكلابي، أنا أبو القاسم علي بن الفضل بن طاهر بن الفرات، نا عبد الوهّاب بن جعفر بن علي الميداني، حدثني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أسد بن يوسف بن معن بن زيد بن مزيد (7)الكلبي الملاعقي، أنا خيثمة بن سليمان، نا ابن أبي مسرة (8)،نا عبد الصّمد بن علي بن عبد اللّه بن عباس، عن أبيه، عن جدّه عبد اللّه بن عباس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«أكرموا الشهود، فإن اللّه يستخرج بهم الحقوق؛ و يدفع بهم الظلم»[1253].

ص: 216


1- في سير الأعلام 256/16 «روح بن محمد الرازي سبط أبي بكر بن السني» و في تذكرة الحفاظ 940/3 قال القاضي أبو زرعة روح بن محمد سبط ابن السني.
2- في سير الأعلام و تذكرة الحفاظ : سمعت عمي علي بن أحمد بن محمد بن إسحاق.
3- في تذكرة الحفاظ :«عاش بضعا و ثمانين سنة» و في سير الأعلام: ولد في حدود سنة ثمانين و مائتين.
4- كذا بالأصل و في المختصر: أسد.
5- كذا، و في المطبوعة:«دستويه» و في المختصر:«دينويه».
6- هذه النسبة إلى أذنة، بلد من الثغور قرب المصيصة (معجم البلدان).
7- بالأصل «يزيد» و الصواب ما أثبت، و هو صاحب الترجمة.
8- في المطبوعة: مرة.

كذا وقع في هذه الرواية و قد سقط منه رجلان.

و قد أخبرناه من حديث خيثمة - على الصواب أعلى من هذا - أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا تمام بن محمّد الحافظ ، و أبو محمّد الحسن بن حمادة الضرّاب ح.

و أخبرناه أبو الحسن بن المسلّم، و أبو يعلى حمزة بن الحسن بن أبي خيش المقرئ قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر.

قالوا: نا خيثمة، نا ابن أبي مسرة (1)،نا عبد الصّمد بن موسى الهاشمي، نا عمّي إبراهيم بن محمّد بن عبد الصّمد بن علي بن عبد اللّه بن عباس، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أكرموا الشهود؛ فإن اللّه يستخرج بهم الحقوق، و يدفع بهم الظلم»[1254].

و أخبرناه - أعلى من هذا:- أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن علي (2) الحريري، أنا إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي، نا محمّد بن عبد اللّه بن خلف بن بخيت (3)العكبري، نا إبراهيم بن عبد الصّمد الهاشمي، حدثني أبي، نا عمّي إبراهيم بن محمّد بن عبد الصّمد بن علي بن عبد اللّه بن عباس، عن أبيه، عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أكرموا الشهود، فإن اللّه يستخرج بهم الحقوق، و يدفع بهم الظلم»[1255].

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو نصر عبد الوهّاب بن عبد اللّه بن عمر المرّي، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد الملاعقي - في مسجد باب توما - نا محمّد بن جعفر الخرائطي، نا ابن الجنيد، نا عبد اللّه بن عبيد الكوفي قال:

قرئ على لوح حجر قبر مكتوب:

صرت بعد النعيم *** في منزل البعد و القلى

و جفاني أحبّتي *** حين غيّبت في الثرى

ص: 217


1- في المطبوعة: مرة.
2- في المطبوعة: عمر.
3- بالأصل «نجيب» و الصواب و الضبط عن تبصير المنتبه 207/1.

أخلق الترب جدّتي *** و محا حسني البلى

أنبأنا أبو محمّد بن صابر، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن الحسين الحنّائي، أنا أبو بكر الحداد، أخبرني أبو نصر بن الجبّان، أنا أبو الحسن (1) أحمد بن محمّد الملاعقي الكلبي قراءة عليه، نا معاوية بن دينويه (2) الواعظ ، نا أبو العباس عبيد اللّه بن عبد اللّه بن أبي حرب قال: سمعت محمّد بن عوف يقول: سمعت مسلم بن النّصر (3)يقول: قرأت على حجر بالفسطاط مكتوب:

الأرض تعجب منا حيث نعمرها *** و يكثر الضحك من أمالنا الأجل

نبني و قد نفدت أيام مدّتنا *** و ليس ندري متى ندعى فترتحل

قال: و أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد الملاعقي، أنا محمّد بن جعفر الخرائطي، نا ابن الجنيد، نا عبد اللّه بن عبيد، نا حسن النجار قال: نقشت على لوح من رخام:

يا أيها البالي المغيّب في الثرى *** زرت القبور فما تحسّ و لا ترى

للّه درّك أيّ كهل غيّبوا *** تحت الجنادل صار رهنا للثرى

لما نقلت إلى المقابر ميّتا *** لم يبق دمع جامد إلاّ جرى

115 - أحمد بن محمّد بن إسماعيل

ابن يحيى بن يزيد بن دينار

أبو الدحداح التميمي

روى عن: أبيه، و أبي عامر موسى بن عامر، و محمود بن خالد، و إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، و عبد الوهّاب بن عبد الرّحيم الأشجعي، و سلم بن يحيى الحجراوي، و محمّد بن هاشم البعلبكّي، و أبي (4) عبد اللّه نوح بن عمرو بن نوح بن عمرو بن حوى، و أبي العباس محمّد بن الحسن بن إسماعيل الهاشمي، و أبي حذيفة

ص: 218


1- بالأصل «أبو محمد» تحريف، و الصواب ما أثبت، و هو صاحب الترجمة.
2- عن مختصر ابن منظور، و بالأصل:«زنيويه» و في المطبوعة:«دنبوية».
3- بالأصل «النصر» و المثبت عن المختصر.
4- بالأصل «و أبو» خطأ.

الهيثم بن عبد الغني، و عبد الوارث بن الحسن بن عمرو البيساني (1)،و أبي عبد اللّه محمّد بن الفرج بن الضحّاك الفروي، و أبي الخير فهد بن موسى الإسكندراني، و أبي عتبة أحمد بن الفرج الحجازي، و أبي أميّة الطرسوسي، و شعيب بن عمرو الضبعي، و العبّاس بن الوليد بن مزيد، و أبي عبد اللّه محمّد بن إسماعيل بن عليّة، و محمّد بن يعقوب بن حبيب، و شعيب بن شعيب بن إسحاق، و عبد السّلام بن عتيق.

روى عنه أبو سليمان بن زبر، و عبد الوهّاب الكلابي، و أبو بكر بن أبي الحديد، و أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن ذكوان، و أبو بكر بن المقرئ، و أبو الحسين الرّازي، و علي بن الحسن بن رجاء بن طعان، و أبو هاشم عبد الجبّار بن عبد الصّمد المؤدب، و أبو النصر محمّد بن أحمد بن سليمان الشرمغولي (2)،و أبو حفص عمر بن محمد بن جعفر المغازلي الأصبهاني، و أبو علي الحسن بن محمّد بن الحسن بن القاسم بن درستويه، و أبو المفضّل محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الشيباني، و أبو بكر الأبهري، و أبو بكر محمّد بن سليمان الربعي، و علي بن عمرو بن سهل الحريري، و أبو الحسن علي بن محمّد بن بلاغ المقرئ، و أبو بكر محمّد بن مسلم بن السمط ، و سليمان بن أحمد الطبراني - و قال في نسبه: العذري - و الزبير بن عبد الواحد الأسدآباذي، و أبو بكر محمّد بن أحمد بن عمران الحسني، و عبد اللّه بن عمر بن أيّوب المزّي.

و كان يسكن بدمشق في ربض باب الفراديس، في طرف العقيبة في الزقاق الذي شرقي المقابر.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور و علي بن المسلّم الفقيهان قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو الدّحداح أحمد بن محمّد بن إسماعيل التميمي، نا عبد الوهّاب بن عبد الرّحيم بن عبد الوهّاب الأشجعي، نا سفيان، نا محمّد بن المنكدر سمع جابر بن عبد اللّه يقول: كانت يهود تقول من أتى امرأته في قبلها من دبرها كان الولد أحول. فأنزل اللّه عزّ و جلّ : نِسٰاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ

ص: 219


1- هذه النسبة - بالفتح و سكون الياء و فتح السين - إلى بيسان من بلاد الغور من الأردن بين الشام و فلسطين (الأنساب، و ذكره و ترجم له ترجمة قصيرة).
2- هذه النسبة - و ضبطت عن الأنساب - إلى شر مغول و هي قرية فيها قلعة حصينة بنسا، على أربعة فراسخ من نسا.

فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنّٰى شِئْتُمْ (1) .

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه الشروطي، أنا أبو بكر الخطيب، قال: اسم أبي الدّحداح أحمد بن محمّد بن إسماعيل بن محمّد بن يحيى بن يزيد التميمي، و كان مليئا (2) بحديث الوليد بن مسلم، روى عن عدّة من أصحابه، فممن حدّث عنه: أبو عامر موسى بن عامر المرّي، و محمود بن خالد، و محمّد بن هاشم البعلبكي، و أحمد بن عبد الواحد بن عبود، و إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، و محمّد بن إسماعيل بن عليّة القاضي، و غيرهم. روى عنه جماعة آخرهم: أبو بكر محمّد بن أحمد المعروف بابن أبي الحديد السّلمي.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا قال (3):أمّا الدحداح - بحاء مهملة - فهو أبو الدّحداح أحمد بن محمّد بن إسماعيل بن محمّد بن يحيى بن يزيد التميمي الدّمشقي. روى عن أبي عامر موسى بن عامر المرّي، و محمود بن خالد، و محمّد بن هاشم، و محمّد بن إسماعيل بن عليّة، و غيرهم. روى عنه الطبراني و من بعده، و آخر من حدث عنه: أبو بكر بن أبي الحديد السّلمي.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي الفتح بن المحاملي قال: قال لنا أبو الحسن الدّارقطني: أبو الدّحداح الدّمشقي شيخ توفي نحو العشرين و الثلاثمائة.

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد الشاهد؛ فيما ذكر أنه وجده بخطّ أبي الحسين الرازي، في تسمية من كتب عنه في الدفعة الثانية بدمشق: أبو الدّحداح بن أبي حصين بن أبي معاذ التميمي، و اسمه أحمد بن محمّد بن إسماعيل بن محمّد بن يحيى بن دينار التميمي مولاهم، فكان أصلهم من العراق فانتقلوا إلى دمشق، و كانوا أهل بيت علم، قد حدّث عن أبيه، و عن جدّه، و عن جدّ جدّه. توفي يوم الأحد لأربع خلون من المحرم سنة ثمان و عشرين و ثلاثمائة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي عن أبي محمّد عبد العزيز بن أحمد ح.

ص: 220


1- سورة البقرة، الآية:223.
2- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن سير أعلام النبلاء 269/15.
3- الإكمال لابن ماكولا 317/3.

و أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، حدثني عبد العزيز بن أبي طاهر أحمد الكتاني، حدثني مكي بن محمّد بن الغمر المؤدّب، حدثني أبو سليمان محمد بن عبد اللّه بن أحمد بن زبر قال: توفي أبو الدّحداح في جمادى الأولى (1) سنة ثمان و عشرين و ثلاثمائة.

و قال عبد الكريم: في المحرم لثلاث خلون منه، توفي أبو الدّحداح أحمد بن محمّد بن إسماعيل.

أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا سهل بن بشر الأسفرايني، أنا الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، نا عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي قال: توفي أبو الدّحداح أحمد بن محمّد بن إسماعيل التميمي، في ذي القعدة من سنة ثمان و عشرين و ثلاثمائة.

116 - أحمد بن محمّد بن الأصم

أبو حامد الأردبيلي (2)

قدم دمشق و حدّث بها، عن أبي بكر محمّد بن موسى بن جابان الواعظ ، و عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه الصيقلي، و أبي الحسن محمّد بن أحمد بن رزقويه (3).

روى عنه عبد العزيز الكتاني، و علي بن الخضر السّلمي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، نا أحمد بن محمّد الأصمّ الأردبيلي - قدم علينا - من لفظه، نا أبو بكر محمّد بن موسى بن جابان الواعظ ، نا جعفر بن الحسن بن المتوكل، نا أبي، نا سلمة بن شبيب، عن عبد الرّزّاق، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«الصّوم قميص كساكم اللّه عزّ و جلّ فلا تمزّقوه بالكذب (4) و الغيبة، و لا ترقعوه بالاستغفار»[1256].

هذا حديث غريب بمرة، و فيه غير واحد من المجاهيل.

ص: 221


1- بالأصل «الأول».
2- الأردبيلي هذه النسبة إلى أردبيل، من أشهر مدن أذربيجان.
3- بالأصل زرقويه، بتقديم الزاي، و الصواب ما أثبت بتقديم الراء، و قد تقدم.
4- في المطبوعة: بالغيبة و الكذب.
117 - أحمد بن محمّد بن بشر

ابن يوسف بن إبراهيم بن حميد بن نافع

أبو الميمون القرشي مولى عثمان بن عفان

المعروف بابن مامويه

حدث عن أبيه، و الرّبيع بن سليمان، و محمّد بن إسماعيل بن عليّة، و بكّار بن قتيبة، و محمّد بن سليمان بن داود المنقري، و يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد، و أبي أميّة الطرسوسي.

روى عنه: أبو الحسين الرازي، و أبو بكر بن أبي الحديد.

أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه الشّيحي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أحمد بن عبد الواحد الدّمشقي، نا جدي أبو بكر محمّد بن أحمد بن عثمان السّلمي، أنا أحمد بن محمّد بن بشر، أبو (1) الميمون، نا محمّد بن سليمان المنقري، نا سليمان بن حرب، نا جرير بن حازم، عن أيّوب، عن عكرمة، عن ابن عباس:

أن جارية بكرا زوّجها أبوها و هي كارهة، فأتت النبي صلى اللّه عليه و سلم فذكرت أن أباها زوّجها و هي كارهة فخيّرها النبي صلى اللّه عليه و سلم.

قرأت بخط أبي الحسين نجا بن أحمد، و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي، في تسمية من كتب عنه بدمشق: أبو الميمون أحمد بن محمّد بن بشر بن يوسف بن إبراهيم بن حميد بن نافع القرشي مولى عمرو (2) بن عثمان بن عفان و يعرف بابن مامويه، و كان أبوه محدّثا مشهورا بدمشق. مات في رجب سنة ثمان و عشرين و ثلاثمائة، و اللّه أعلم.

118 - أحمد بن محمّد بن بكّار بن بلال العاملي

118 - أحمد بن محمّد بن بكّار بن بلال العاملي (3)

حدث عن أبيه.

روى عنه: أبو محمّد جعفر بن محمّد بن موسى النيسابوري الأعرج الحافظ .

ص: 222


1- بالأصل «أنا أبو» تحريف، و الصواب ما أثبت.
2- كذا، و قد تقدم أنه مولى عثمان بن عفّان.
3- عن المختصر و بالأصل «القافلي» تحريف.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (1)، أنا أبو طالب محمّد بن الحسين بن أحمد بن عبد اللّه بن بكير، نا أبو الفتح محمّد بن الحسين الأزدي، نا جعفر بن محمّد بن موسى النيسابوري، نا أحمد بن محمّد بن بكّار بن بلال، نا أبي، نا سعيد بن بشير، عن إدريس، عن الأعمش، عن شهر، عن ابن غنم، عن أبي ذرّ قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«إن اللّه تعالى يقول: يا عبادي كلّكم مذنب إلاّ من عافيت؛ فاستغفروني أغفر لكم»[1257].

المشهور هارون بن محمّد بن بكّار، و أخوه الحسن بن محمّد بن بكّار. و أمّا أحمد فلم يقع له إليّ ذكر إلاّ من هذا الوجه.

119 - أحمد بن محمّد بن بكّار

أبو العباس القرشي

قدم دمشق و حدّث بها عن إسماعيل الصّفار.

روى عنه علي بن محمّد الحنّائي.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي، و أبو محمد هبة اللّه بن أحمد - إجازة - قالا:

أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو الحسن علي بن محمّد الحنّائي، أنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن بكّار القرشي - قراءة عليه - نا إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل بن صالح بن عبد الرّحمن الصّفار ببغداذ، نا عبد اللّه بن أيّوب المخرّمي (2)،نا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن طلحة بن عبد اللّه، عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«من قتل دون ماله فهو شهيد، و من ظلم من أرض شيئا طوّقه من سبع أرضين»[1258].

أخبرناه عاليا أبو سعد هلال بن الهيثم و جماعة قالوا: أنا الحسين بن أحمد بن

ص: 223


1- تاريخ بغداد 203/7 في ترجمة جعفر بن محمد بن موسى، الأعرج.
2- هذه النسبة إلى المخرم، محلة ببغداد مشهورة.(الأنساب - ضبطت عنها).

محمّد بن طلحة النّعالي، أنا محمّد بن أحمد بن رزق، أنا إسماعيل بن محمّد الصّفار. فذكره.

120 - أحمد بن محمّد بن بكر

روى عن سليمان بن عبد الرّحمن، و أحمد بن أبي الحواري، و أبي عبد اللّه النّباجي (1).

روى عنه: أبو الحسن بن جوصا، و إبراهيم بن محمّد بن الحسن بن متّويه (2)الأصبهاني.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن جعفر المقرئ، أنا عبد اللّه بن عبد الرّزّاق بن عبد اللّه بن الفضل (3)،أنا رشأ بن نظيف، أنا عبد الوهّاب الكلابي، نا أحمد بن عمير، نا أبو هبيرة محمّد بن الوليد، و أحمد بن محمّد بن بكر، قالا: نا أبو أيّوب سليمان بن عبد الرّحمن، نا عتبة بن حمّاد أبو خليد الحكمي (4) القارئ، نا الأوزاعي، حدثني يحيى بن سعيد، قال: سمعت محمّد بن إبراهيم بن الحارث التيمي يحدّث عن علقمة بن وقّاص الليثي، قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«إنّما الأعمال بالنية، و إنما لامرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى اللّه و رسوله فهجرته إلى اللّه و رسوله، و من كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه»[1259].

121 - أحمد بن محمّد بن بكر بن خالد بن يزيد

أبو العبّاس النيسابوري الورّاق

مولى بني سليم المعروف بالقصير

سمع بدمشق: هشام بن عمّار، و محمود بن خالد، و دحيما، و القاسم بن عثمان

ص: 224


1- غير واضحة بالأصل، و المثبت و الضبط عن الأنساب، و هذه النسبة إلى النباج و هي قرية في بادية البصرة على النصف من طريق مكة.
2- ضبطت عن تبصير المنتبه 1250/4.
3- في المطبوعة 193/7 «الفضيل».
4- هذه النسبة إلى الحكم و هي قبيلة من اليمن (الأنساب و عنها ضبطت).

الجوعي (1)،و محمّد بن مصفّى الحمصي، و أبا (2) تقيّ هشام بن عبد الملك، و يحيى بن عثمان الحربي، و يزيد بن مهران الخبّاز، و يوسف بن يعقوب الصّفار، و إسماعيل بن موسى الفزاري، و أحمد بن محمّد بن أبي بزّة (3) المكي، و داود بن رشيد، و أيّوب بن محمّد الورّاق، و عبد الرّحمن بن خالد القطان الرّقّيّين، و عبد الوهّاب بن فليح المكي، و أباه محمّد بن بكر بن خالد بن يزيد.

روى عنه أبو العبّاس أحمد بن موسى بن مجاهد، و موسى بن هارون الحافظ ، و محمّد بن مخلد، و أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد الحكيمي، و أبو عمرو بن السّمّاك، و أحمد بن محمّد بن مسروق الطوسي، و يحيى بن محمّد بن صاعد، و أبو جعفر محمّد بن عمرو بن موسى العقيلي (4).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب (5)، أنا عبد العزيز بن محمّد بن جعفر العطّار، نا عثمان بن أحمد (6) بن عبد اللّه الدقاق - إملاء - نا أحمد بن محمّد بن بكر (7) القصير، نا يزيد بن مهران - أبو خالد الخبّاز - نا أبو بكر بن عيّاش، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: أوّل مولود ولد في الإسلام عبد اللّه بن الزبير. قالت: فجئنا به إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم ليحنّكه فقال:

«اطلبوا لي تمرة» فطلبنا له تمرة فو اللّه ما وجدناها.

و قالا: قال الخطيب (8):أحمد بن محمّد بن بكر بن خالد بن يزيد. أبو العباس المعروف بالقصير سماه، و سمع أباه، و يحيى بن عثمان الحربي، و يزيد بن مهران الخباز، و يوسف بن يعقوب الصّفار، و إسماعيل بن موسى الفزاري (9) الكوفيين،

ص: 225


1- هذه النسبة بضم الجيم و سكون الواو - إلى الجوع (اللباب).
2- بالأصل «و أبي».
3- ضبطت عن تاج العروس (بزز).
4- ضبطت عن سير أعلام النبلاء - بالقلم-236/15(93).
5- تاريخ بغداد 399/4.
6- سقطت اللفظة من تاريخ بغداد.
7- في تاريخ بغداد:«بكير» تحريف.
8- تاريخ بغداد 399/4.
9- عن تاريخ بغداد و بالأصل «الفراوي».

و أحمد بن محمّد بن أبي بزّة (1) المكي، و طبقتهم.

روى عنه موسى بن هارون الحافظ ، و محمّد بن مخلد، و أبو عبد اللّه الحكيمي، و أبو عمرو بن السمّاك (2)(3) في بعض (4) المواضع إلى جده (5).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب (6)، أنا محمّد بن عبد الواحد، نا محمّد بن العبّاس قال: قرئ على ابن المنادي - و أنا أسمع - قال: و أحمد بن محمّد بن بكر أبو العباس المعروف بالقصير بن القصير النيسابوري كان ينزل في درب الزعفران (7) النافذ إلى دار عمارة (8) و في هذا الدرب كان ينزل أبو العباس البزاثي، مات لأيام خلت من ربيع الأول سنة أربع و ثمانين - يعني - و مائتين-.

قال الخطيب: ذكر ابن مخلد: أنه مات يوم السّبت لتسع (9) خلون من شهر ربيع الأوّل.

122 - أحمد بن محمّد بن بكر بن الرّملي

122 - أحمد بن محمّد بن بكر بن الرّملي (10)

أبو بكر القاضي الباروذي (11) الفقيه

حدث عن الحسن بن علي الباروذي (12).

ص: 226


1- في تاريخ بغداد «برة» و هي غير مقروءة بالأصل، و قد مرّ في بداية الترجمة.
2- بعدها في تاريخ بغداد 399/4:«و كان ثقة».
3- سقط خبر من الأصل، و هو موجود في المطبوعة 194/7 نقلا عن أبي بكر الخطيب، و تمامه فيها: و أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، و أبو منصور بن خيرون؛ قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب:[تاريخ بغداد:55/4]. أحمد بن بكر الوراق، حدث عن هشام بن عمار الدمشقي، و عبد الوهاب بن فليح المكي و غيرهما. روى عنه أبو عمرو بن السماك.
4- العبارة ما بين الرقمين ليست في تاريخ بغداد.
5- العبارة ما بين الرقمين ليست في تاريخ بغداد.
6- تاريخ بغداد 399/4.
7- في تاريخ بغداد: درب الزاغوني.
8- بالأصل:«درب حماره» و الصواب عن تاريخ بغداد.
9- بالأصل «لسبع» و المثبت عن تاريخ بغداد.
10- في مختصر ابن منظور: بن بكر الرملي.
11- بالأصل «اليازودي» تحريف و الصواب ما أثبت عن معجم البلدان (باروذ) و الأنساب و فيه: أبو بكر أحمد بن محمد بن بكر الباروذي الأزدي و هذه النسبة إلى باروذ و هي قرية من قرى فلسطين عند الرملة.
12- بالأصل «اليازودي» تحريف و الصواب ما أثبت عن معجم البلدان (باروذ) و الأنساب و فيه: أبو بكر أحمد بن محمد بن بكر الباروذي الأزدي و هذه النسبة إلى باروذ و هي قرية من قرى فلسطين عند الرملة.

حكى عنه أسود بن الحسن البردعي، و أبو القاسم علي بن محمّد بن زكريا الصيقلي الرّملي، و أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد الحافظ (1).

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، نا نصر بن إبراهيم المقدسي، أنا أبو القاسم (2) علي بن طاهر بن محمّد القرشي الصّوفي، نا أبو بكر أحمد بن بندار الشيرازي، نا أبو الحسين طاهر بن محمد بن سهلويه بن الحارث، نا أبو نصر محمّد بن حمدويه بن سهل المطّوّعي المروزي.

حدّثني أبو محمّد عبد الرّحمن بن الحسن بن علي بن يحيى بن سلمان الفارسي المطّوّعي، نا أسود بن الحسن البرذعي (3)،نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن الرملي - قاضي دمشق - قال: دخلت العراق فكتبت كتب أهل العراق، و كتبت (4) كتب أهل الحجاز، فمن كثرة اختلافهما لم أدر بأيهما آخذ. فعبرت من باب الطاق (5)،و أنا أريد الكرخ و قطيعة الرّبيع (6) فحضر (7) صلاة المغرب، فدخلت المسجد، فلما أن قلت: اللّه أكبر، تفكّرت في قول أهل العراق:«من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة، و في قول أهل الحجاز: لا صلاة إلاّ بفاتحة الكتاب». قال فمن كثرة اختلافهما تركت الجماعة و خرجت، فأصابني غمّ (8) و بتّ بغمّ فلما كان في جوف الليل قمت و توضأت و صلّيت ركعتين و قلت: اللّهمّ اهدني إلى ما تحبّ و ترضا، ثم أويت إلى فراشي فرأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم - فيما يرى النائم - دخل من باب بني شيبة فأسند ظهره إلى الكعبة و رأيت الشافعيّ و أحمد بن حنبل على يمين النبي صلى اللّه عليه و سلم يتبسم إليهما و رأيت بشر المرّيسي (9) على يسار

ص: 227


1- في الأنساب: يروي عن أبي الحسن حميد بن عياش السافري، روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقري الأصبهاني (الأنساب: الباروذي).
2- في المطبوعة 195/7 أبو الحسن.
3- تقدم في أول الترجمة «البردعي» بالدال المهملة، فإحدى اللفظتين تصحيف للأخرى.
4- في مختصر ابن منظور: و كتب أهل الحجاز.
5- محلة كبيرة ببغداد بالجانب الشرقي، تعرف بطاق أسماء (معجم البلدان).
6- منسوبة إلى الربيع بن يونس حاجب المنصور (معجم البلدان).
7- كذا بالأصل، و هو جائز، و في المختصر: فحضرت.
8- رسمها غير واضح بالأصل، و المثبت عن المختصر.
9- هذه النسبة إلى مريسة قرية بمصر و ولاية من ناحية الصعيد. و هو بشر بن غياث المرّيسي صاحب الكلام، جدّد القول بخلق القرآن و حكي عنه أقوال شنيعة، و كان مرجئا توفي سنة 218 (معجم البلدان).

النبي صلى اللّه عليه و سلم مكلّح الوجه فقلت: يا رسول اللّه من كثرة اختلاف هذين الرجلين لم (1) أدر بأيهما آخذ فأومأ إلى الشافعي و أحمد بن حنبل قال: أُولٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنٰاهُمُ الْكِتٰابَ وَ الْحُكْمَ وَ النُّبُوَّةَ (2) ثم أومأ إلى بشر المرّيسي و قال: فَإِنْ يَكْفُرْ بِهٰا هٰؤُلاٰءِ فَقَدْ وَكَّلْنٰا بِهٰا قَوْماً لَيْسُوا بِهٰا بِكٰافِرِينَ (3).

قال أبو بكر: و اللّه لقد رأيت هذه الرؤيا و تصدّقت من الغد بألف دينار (4)، و علمت أن الحق مع الشيخين لقول النبي صلى اللّه عليه و سلم:«الإيمان يمان و الحكمة يمانية»[903] و لقوله صلى اللّه عليه و سلم:«تعلّموا من قريش و لا تعلّموها»[1260] فوجدنا الشافعي قرشيا مطّلبيا فحقّ على أهل الإسلام أن يتّبعوه في مقالته و باللّه التوفيق.

رواها أبو بكر البيهقي، عن أبي عبد اللّه الحافظ ، عن أبي الطّيّب محمّد بن أحمد الكرابيسي، و أبي بكر محمّد بن إبراهيم بن داود الدربندي، عن أبي الحسن علي بن أحمد بن محمّد الحافظ ، نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد الدمشقي - قاضي ملطية - بنحوها. و روى هذه الحكاية أبو بكر محمد بن عبد اللّه الشيباني الجوزقي، عن أبي نصر بن حمدويه المروزي بهذا الإسناد، و رواها أبو بكر البيهقي، عن أبي عبد الرّحمن السّلمي، عن منصور بن عبد اللّه بن إبراهيم بن أحمد الهروي، حدثني أبو منصور محمد بن جعفر الفقيه، نا أسود بن الحسن البردعي، نا أحمد بن محمّد الرملي القاضي، فذكرها.

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا تمام بن محمّد - إجازة - أنا أبو عبد اللّه بن مروان، نا ابن فيض قال: و كان قد استخلف أبا زرعة (5)على حمص ابن (6) أبي الأسود، و على الأردن أحمد بن محمّد المري، و على فلسطين حملة بن محمد.

قال و أنا ابن مروان قال: ثم ولي محمّد بن العباس الجمحي على دمشق فأقام بها

ص: 228


1- في المختصر: لا أدري.
2- سورة الأنعام، الآية:89.
3- سورة الأنعام، الآية:89.
4- في المختصر:«درهم» و هو أقرب.
5- في المطبوعة:«أبو زرعة... ابن أبي الأسود».
6- في المطبوعة:«أبو زرعة... ابن أبي الأسود».

-يعني المرّي - على خلافته إلى أن قدم الجمحي و صار المرّي إلى طبرية خلافة للجمحي.

123 - أحمد بن محمّد بن جعفر

أبو جعفر المنكدري

حدث - بصيدا - عن محمّد بن إسماعيل الأندلسي الأيلي.

روى عنه ابن جميع.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنا أبو نصر بن طلاّب، أنا أبو الحسن بن جميع، نا أحمد بن محمّد - هو ابن جعفر - أبو جعفر المنكدري بصيدا، أنا محمّد بن إسماعيل الأيلي، حدثني عبد القدوس بن محمّد بن شعيب، حدثني عمي صالح بن عبد الكبير، حدثني عمّي عبد السّلام عن أبيه، عن أنس، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«الأزد أزد اللّه، يريد الناس أن يضعوهم، و يأبى اللّه عزّ و جلّ إلاّ أن يرفعهم، و ليأتين على الناس زمان يقول الرّجل: يا ليت أني كنت أزديا، و يا ليت أمي كانت أزدية»[1261].

124 - أحمد بن محمّد بن حوري

124 - أحمد بن محمّد بن حوري (1)

أبو الفرج العكبري

سمع خيثمة بن سليمان بأطرابلس، و إبراهيم بن عبد اللّه،- و يقال ابن عبد الرّحمن - بن مهران [بالرملة]، و حدّث عن أبي سعيد بن الأعرابي، و أبي جعفر عبد اللّه بن إسماعيل الهاشمي، و الحسن بن محمّد الفسوي، و فاروق بن عبد الكبير الخطابي، و فهد بن إبراهيم [بن] (2) فهد البصريين، و أبي طالب بن شهاب العكبري.

روى عنه: أبو الحسين عبد اللّه بن أحمد بن يعقوب بن البوّاب المقرئ البغداذي، و أبو نعيم الأصبهاني الحافظ .

ص: 229


1- كذا بالأصل و المختصر، و في تاريخ بغداد 410/4 و الميزان 133/1 «جورى» و بحاشيته عن إحدى نسخه:«جوزى».
2- زيادة عن تاريخ بغداد 410/4.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (1)، نا أبو نعيم الحافظ - لفظا - نا أبو الفرج أحمد بن محمّد بن جوري (2) العكبري ببغداذ، نا إبراهيم بن عبد اللّه بن مهران الرملي، نا ميمون بن مهران بن مخلد بن أبان الكاتب، نا أبو النعمان عارم بن الفضل، نا قدامة بن النعمان، عن الزهري قال: سمعت أنس بن مالك يقول: و اللّه الذي لا إله إلاّ هو سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«عنوان صحيفة المؤمن حبّ علي بن أبي طالب»[1262].

قال (3):و أنا علي بن المحسّن، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب المقرئ، حدثني أبو الفرج أحمد بن جوري (4)-من أصله-، نا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرّحمن، نا هارون بن خالد بن أبان الكاتب، نا عارم بن الفضل بإسناده مثله.

و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (5):أحمد بن محمّد بن جوري (6)،أبو الفرج العكبري. نزل بغداد و حدّث بها عن إبراهيم بن عبد اللّه بن مهران الرملي، و القاسم بن إبراهيم الصفّار - شيخ مجهول-، و عن أبي جعفر بن برية (7) الهاشمي، و أبي سعيد أحمد بن محمّد بن زياد بن الأعرابي، و خيثمة بن سليمان الأطرابلسي، و الحسن بن محمّد بن عثمان الفسوي، و فهد بن إبراهيم بن فهد، و الفاروق بن عبد الكبير البصريين، و أبي طالب بن شهاب العكبري و غيرهم. روى عنه أبو الحسين بن البوّاب المقرئ، و حدثنا عنه أبو نعيم الأصبهاني. و في حديثه غرائب و مناكير.

125 - أحمد بن محمّد بن الحاج بن يحيى

أبو العباس الإشبيلي (8) الشاهد

سكن مصر و سمع بدمشق: أبا الحارث أحمد بن محمّد بن عمارة، و أبا

ص: 230


1- تاريخ بغداد 410/4.
2- عن تاريخ بغداد و بالأصل «حورى».
3- القائل هو أبو بكر الخطيب انظر تاريخ بغداد 410/4-411.
4- عن تاريخ بغداد و بالأصل «حورى».
5- تاريخ بغداد 410/4.
6- عن تاريخ بغداد و بالأصل «حورى».
7- عن تاريخ بغداد، و بالأصل نزيه.
8- هذه النسبة بكسر الألف إلى إشبيلية بلدة من بلاد الأندلس من المغرب يقال لها إشبيلية و هي من أمهات البلدان بالأندلس (الأنساب).

القاسم بن أبي العقب، و أبا علي بن هارون بن شعيب، و يوسف بن القاسم الميانجي، و بغيرها: أبا علي الحسن بن مروان بن يحيى القيسراني، و بمصر: أبا الفرج محمّد بن سعيد بن عبدان البغداذي، و أبا العباس أحمد بن الحسن بن إسحاق الرازي، و أبا عمر عثمان بن محمّد بن أحمد بن هارون السّمرقندي، و أبا الفضل العباس (1) بن محمّد بن نصر الرافقي (2)،و أبا بكر (3) أحمد بن محمّد بن أحمد بن أبي الموت المكي (4)،و أبا الحسن ثوابة بن أحمد بن عيسى الموصلي، و أبا بكر محمّد بن أحمد بن خروف، و أبا الفوارس أحمد بن محمّد بن الحسين الصابوني، و أبا الحسن علي بن الحسن بن علاّن (5)في تذكرة الحفاظ 961/3 دران.(6) الحرّاني، و محمّد بن علي بن محمّد بن هارون بن عيسى بن إبراهيم الهاشمي (7)-ببيت المقدس - و أبا الطّيب محمّد بن جعفر بن ذزان (7) غندر، و القاضي أبا الطاهر الذهلي، و أبا بكر محمّد بن أحمد بن يحيى بطبرية، و حظيّ بن أحمد الصّوري بصور.

روى عنه: أبو نصر عبيد اللّه بن سعيد الوائلي، و عبد الرحيم بن أحمد البخاري، و القاضي أبو عبد اللّه القضاعي، و أبو الحسن الخلعي، و أبو سعيد عبد الكريم بن علي بن أبي نصر القزويني، و إبراهيم بن سعيد الحبّال.

أخبرنا خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى بن علي القرشي، أنا أبو الحسن (8) علي بن الحسن بن الحسين الفقيه - بمصر - أنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن الحاج بن يحيى المعدل - قراءة عليه، و أنا أسمع - أنا أبو القاسم علي بن

ص: 231


1- بالأصل:«و أبا العباس الفضل بن محمد» و المثبت عن سير أعلام النبلاء 45/16(30).
2- هذه النسبة إلى الرافقة، و هي الرقة، بلدة كبيرة على الفرات.
3- بالأصل:«و أبا بكر أحمد بن محمد بن خروف و أبا الفوارس أحمد بن محمد بن الفوارس» و المثبت يوافق عبارة المطبوعة 199/7.
4- بالأصل:«و أبا بكر أحمد بن محمد بن خروف و أبا الفوارس أحمد بن محمد بن الفوارس» و المثبت يوافق عبارة المطبوعة 199/7.
5- بالأصل «علي» و الصواب ما أثبت، انظر سير أعلام النبلاء 20/16
6- .
7- بعدها في المطبوعة: و بالرملة: القاضي أبا جعفر أحمد بن إسحاق بن يزيد الحلبي، و أبا الفضل محمد بن عبد الرحمن بن عبد اللّه بن الحارث، و أبا بكر أحمد بن عبد اللّه بن أبي دجانة، و أبا بكر أحمد بن عبيد اللّه بن أحمد الصفار الحمصي، و أبا الحسن محمد بن عبد اللّه بن حمويه، و أبا عبد اللّه الفضل بن عبد اللّه الهاشمي.
8- بالأصل «أبو الحسين» و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 437/19.

يعقوب بن إبراهيم بن شاكر - قرأه قراءة عالية بدمشق و أنا أسمع - نا أبو زرعة و اسمه عبد الرّحمن بن عمرو النصري، نا أبو نعيم الفضل بن دكين، نا مسعر بن كدام عن عدي بن ثابت قال: سمعت البراء بن عازب يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقرأ في العشاء بالتين و الزيتون فما سمعت أحدا أحسن منه، أو قال: أقرأ منه صلى اللّه عليه و سلم[1263].

قرأت على أبي الحسن سعد الخير بن محمّد بن سهل الأندلسي عن أبي عبد اللّه محمّد بن أبي نصر الحميدي صاحب تاريخ الأندلس قال (1):أحمد بن محمّد بن الحاج (2) بن يحيى، أبو العباس الإشبيلي، سكن مصر و حدّث بها، و كان مكثرا، أخرج عليه أبو نصر السّجستاني الحافظ عبيد اللّه بن سعيد أجزاء كثيرة عن عدة مشايخ منهم:

أبو بكر أحمد بن محمّد بن أبي الموت، و محمّد بن جعفر [بن] (3) درّان المعروف بغندر و غيرهما، حدّثنا عنه بمصر القاضي أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الفقيه المصري المعروف بابن الخلعي، و أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد بن عبد اللّه الحبّال، و أثنى عليه و قال لي: مات في اليوم الثالث عشر من صفر سنة خمس عشرة و أربعمائة بالفسطاط .

قرأت على أبي الحسن علي بن المسلّم، و أبي الفضل بن ناصر قلت لهما: أجاز لكم أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد بن عبد اللّه الحبّال قال: سنة خمس عشرة - يعني و أربعمائة - يعني مات أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن الحاج الإشبيلي - زاد ابن ناصر:

الشاهد - و قالا: الثالث عشر من صفر، صلّيت عليه.

216 - أحمد بن محمّد بن الحباب

أبو الحسن الهروي (4)

سكن مصر و سمع بدمشق هشام بن عمّار.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب الأصبهاني، و حدثني أبو مسعود عبد الجليل بن محمّد الأصبهاني، و أبو بكر محمّد بن أبي نصر اللفتواني عنه، أنا عمي

ص: 232


1- جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس ص 108.
2- في البغية: بن الحجاج.
3- زيادة عن جذوة المقتبس.
4- سقطت ترجمته من المختصر.

أبو القاسم، عن أبيه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: أحمد بن محمّد بن الحباب الهروي يكنى أبا الحسن، قدم إلى مصر و حدّث بها عن هشام بن عمّار و غيره. توفي بمصر بعد الثلاثمائة.

127 - أحمد بن محمّد بن حبّان الدّمشقي

127 - أحمد بن محمّد بن حبّان الدّمشقي (1)

حدث عن محمّد بن هشام السدوسي.

روى عنه أبو الحسن علي بن محمّد البغداذي المعروف بالمصري الواعظ .

128 - أحمد بن محمّد بن الحجاج

ابن رشدين بن سعد بن مفلح بن هلال

أبو جعفر المهدي (2) المصري

من أهل بيت حديث، سمع بدمشق: أحمد بن أبي الحواري، و دحيما، و هشام بن خالد الأزرق، و بغيرها: أحمد بن صالح، و خالد بن عبد السلام الصدفي، و زكريا بن يحيى بن صالح، و يحيى بن سليمان الجعفي، و أبا الطاهر بن السرح (3)، و محمد بن أبي السري، و أباه محمّد بن الحجاج بن رشدين، و محمّد بن وهيب بن مسلم الدّمشقي نزيل مصر، و محمّد بن سفيان بن زياد العامري، و علي بن محمّد المقدسي، و محمد بن يحيى بن نجيح المكي، و يعقوب بن عبد الرّحمن بن يعقوب بن إسحاق بن كثير بن سفينة مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم، و يحيى بن عبد اللّه بن بكير، و سعد بن كثير بن عفير، و سفيان بن بشر. و قرأ القرآن على أحمد بن صالح المقرئ.

قرأ عليه أحمد بن بهزاذ (4) بن مهران السيرافي، و أحمد بن محمّد بن موسى بن شنبوذ (5).

ص: 233


1- سقطت ترجمته من المختصر.
2- كذا بالأصل و المختصر، و الصواب «المهري» بالراء، و هذه النسبة إلى مهرة، و اختلفوا فيها أبلد أم قبيلة انظر معجم البلدان و اللباب و الأنساب.
3- رسمها غير واضح بالأصل و الصواب ما أثبت و اسمه: أحمد بن عمرو بن عبد اللّه بن عمر بن السرح أبو الطاهر الأموي الفقيه المصري (سير أعلام النبلاء 62/12).
4- بالأصل «بهواد» و المثبت عن سير أعلام النبلاء 518/15 و طبقات القراء للجزري.
5- كذا ورد اسمه بالأصل، و اسمه محمد بن أحمد بن أيوب بن الصلت بن شنبوذ، أبو الحسن شيخ المقرئين (سير أعلام النبلاء 264/15).

و روى عنه أبو العباس محمّد بن أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار، و عبد اللّه بن جعفر بن محمّد بن الورد، و أبو بكر محمّد بن حمدون بن خالد بن يزيد بن زياد البيلي (1)،و محمّد بن الرّبيع الجيزي (2)،و أبو يوسف يعقوب بن المبارك، و أبو أحمد الحسين بن جعفر السّعدي، و أبو القاسم عمر بن دينار، و [أبو] (3) الفضل نصر بن أبي نصر محمّد بن أحمد بن يعقوب الطوسي العطار.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر الشّحّامي، أنا أحمد بن الحسن الأزهري، أنا الحسن بن أحمد المخلدي، أنا أبو [بكر] (4) محمّد بن حمدون بن خالد، حدثني أبو جعفر أحمد بن محمّد بن رشدين، نا يحيى بن سليمان بن يحيى بن سعيد بن مسلم، نا حفص بن غياث، نا الأعمش و مسعر و أشعث عن (5) زياد بن علاقة، عن أسامة بن شريك قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في مسجد منى فإذا أناس من الأعراب قالوا: يا رسول اللّه ما خير ما أوتي المرء المسلم ؟ قال:«الخلق الحسن»[1264].

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا علي بن الحسين بن أحمد بن صصري، نا عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، نا ابن الورد، نا أحمد بن محمّد بن الحجاج، حدثني أحمد بن أبي الحواري - بدمشق - نا حفص بن غياث، قال: سمعت مسعرا يقول:

سمعت إبراهيم السكسكي يحدث عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري عن أبيه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«من مرض أو سافر كان له من الأجر مثل ما كان يعمل و هو صحيح مقيم»[1265].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف،

ص: 234


1- رسمها غير واضح بالأصل و المثبت و الضبط عن التبصير 190/1 و انظر سير أعلام النبلاء 60/15.
2- إعجامها غير واضح بالأصل و المثبت و الضبط عن الأنساب، و ترجم له ترجمة قصيرة. و هذه النسبة إلى جيزة بليدة بفسطاط مصر في النيل.
3- زيادة عن تذكرة الحفّاظ 1016/3.
4- سقطت من الأصل، و الزيادة ضرورية، و قد تقدم قريبا.
5- بالأصل «بن» خطأ، و الصواب ما أثبت انظر ترجمة زياد في سير أعلام النبلاء 215/5.

أنا أبو أحمد بن عدي (1).قال: سمعت محمّد بن سعد الساعدي (2) يقول: سمعت أحمد بن شعيب النسائي يقول: كان عندي أخو ميمون و عدّة (3) فدخل ابن رشدين هذا - يعني أبا جعفر - فصفقوا (4) به و قالوا له: يا كذاب. فقال لي ابن رشدين: أ لا ترى ما يقولون لي، فقال له أخو ميمون: أ ليس أحمد بن صالح إمامك ؟ قال: نعم، فقال:

سمعت علي بن سهل يقول:[سمعت] (5) أحمد بن صالح يقول: إنك كذاب.

قال ابن عدي: و ابن رشدين هذا صاحب حديث كثير يحدث عن الحفاظ بحديث مصر، أنكرت عليه أشياء ممّا رواه، و هو ممن يكتب حديثه مع ضعفه.

و ذكر أبو محمد عبد الغني بن سعيد بن علي المصري الحافظ أنه سمع حمزة بن محمّد الكناني يقول - و قد جرى ذكر أبي جعفر أحمد بن محمّد بن الحجاج بن رشدين - فقال: هو أدخل على أحمد بن سعيد الهمداني حديث بكير بن الأشجّ ، عن نافع، عن ابن عمر حديث الغار.

قال: و سمعت أبا إسحاق عيسى بن إبراهيم بن محمّد الرعيني العدل الرضا يقول: سمعت القاضي أبا بكر محمّد بن أحمد بن الحداد يقول: سمعت أبا عبد الرّحمن البسري (6) يقول: لو رجع أحمد بن سعيد الهمداني عن حديث بكير بن الأشجّ في الغار لحدّثت عنه.

أخبرنا أبو محمّد حمزة بن العباس العلوي، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن بن سليم - في كتابيهما - ثم حدثني أبو بكر محمّد بن أبي نصر اللفتواني عنهما قالا: أنا أبو بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن منده قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: أحمد بن محمّد بن الحجاج بن رشدين بن سعد المهري - يكنى أبا

ص: 235


1- الكامل في الضعفاء 198/1.
2- كذا بالأصل و في الكامل لابن عدي: السعدي.
3- عن الكامل لابن عدي و بالأصل «و عنده».
4- في ابن عدي: فصعقوا به.
5- زيادة عن ابن عدي.
6- في المطبوعة: النسوي.

جعفر - توفي ليلة الأربعاء و دفن يوم عاشوراء، سنة اثنتين و تسعين و مائتين، و كان من حفاظ الحديث و أهل الصنعة.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي محمّد عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال: و أبو جعفر أحمد بن محمّد بن حجاج بن رشدين يعني مات سنة اثنتين و تسعين و مائتين.

129 - أحمد بن محمّد بن الحسن بن السّكن بن عمير بن سيّار

أبو الحسن القرشي العامري البغداذي الحافظ

قدم دمشق و حدث بها: عن محمّد بن موسى الحرشي، و محمّد بن حميد الرازي، و إبراهيم بن عبد اللّه الهروي، و إسحاق بن موسى الأنصاري، و محمّد بن عبد الرّحمن بن سهم الأنطاكي، و أبي ثور إبراهيم بن خالد الكلبي، و محمّد بن سليمان لوين.

روى عنه أبو القاسم بن أبي العقب، و أبو محرز عبد الواحد بن إبراهيم بن عبد الواحد العبسي، و أبو علي بن آدم، و أبو بكر محمّد بن سليمان بن يوسف الرّبعي، و أبو بكر بن أبي دجانة، و أبو أحمد محمّد بن أحمد بن إبراهيم العسّال، و أبو الشيخ عبد اللّه بن محمّد، و عبد اللّه بن أحمد بن إسحاق، و عبد اللّه بن محمود بن محمّد، و أبو حامد أحمد بن الحسين الأصبهاني (1).

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو القاسم علي بن يعقوب، و أبو محرز عبد الواحد بن إبراهيم بن عبد الواحد العبسي، قالا: نا أبو الحسن (2) أحمد بن محمّد بن الحسن بن السكن العامري الحافظ ، نا محمّد بن موسى الحرشي (3)،نا زياد بن الرّبيع اليحمدي، عن عمرو بن دينار عن سالم بن عبد اللّه، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«ما من مسلم يفجأه مبتلى فيقول: الحمد للّه الذي عافاني ممّا ابتلاك به، إلاّ عافه

ص: 236


1- في المطبوعة: الأصبهانيون.
2- بالأصل «أبو الشيخ» و الصواب ما أثبت، و هو صاحب الترجمة.
3- في مختصر ابن منظور 236/3 الخرشي.

اللّه من ذلك البلاء كائنا ما كان، أبدا ما عاش»[1266].

أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو بكر محمّد بن رزق اللّه بن عبد اللّه بن عمرو المقرئ، نا أبو علي محمّد بن محمّد بن عبد الحميد الفزاري، نا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن بن السكن القرشي العامري - قدم علينا - نا إبراهيم بن عبد اللّه الهروي، نا عثمان بن عبد الرّحمن الجمحي بن عبد اللّه بن طاوس، عن أبيه عن أبي هريرة قال:

ذكر الدّجال عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«تلده أمّه و هي مقبورة في قبرها، فإذا ولدته حملته الخطّائين (1)»[1267].

أنبأنا أبو علي الحداد، حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد عنه، أنا أبو نعيم الحافظ (2)،نا أبي، نا أحمد بن محمّد بن السكن إملاء، نا عبيد بن هشام أبو نعيم الحلبي (3)،نا سويد بن عبد العزيز، نا نوح بن ذكوان، عن الحسن، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«من بدأ أخاه بالسلام كتب اللّه له عشر حسنات، و من دعا له بظهر الغيب كتب اللّه له عشر حسنات»[1268].

قال أنس: إن كانت الشجرة لتفرّق بيننا في السفر فنتلاقى بالسلام.

أخبرنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه الحسن بن (4) أحمد، أنا علي بن موسى بن الحسين، نا أحمد بن أبي عبد اللّه بن أبي دجانة، نا أحمد بن محمّد بن السكن، نا صالح بن عبد الكبير

ص: 237


1- كذا بالأصل و المختصر، و في اللسان خطأ: و في حديث الدجال: أنه تلده أمه فيحملن النساء بالخطاءين، يقال: رجل خطاء إذا كان ملازما للخطايا غير تارك لها، و هو من أبنية المبالغة، و معنى يحملن بالخطاءين أي بالكفرة و العصاة الذين يكونون تبعا للدجال، و قوله يحملن النساء على قول من يقول: أكلوني البراغيث.
2- ذكر أخبار أصبهان 129/1.
3- اللفظة ليست في أخبار أصبهان.
4- بالأصل «أبو» خطأ.

المسمعي، نا حمّاد بن زيد، عن عاصم بن بهدلة، عن زرّ، عن عمر بن الخطاب قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«لمقام أحدكم ساعة في سبيل اللّه خير من عبادة غيره سبعين عاما لا يعصي اللّه فيها طرفة عين»[1269].

أنبأنا أبو علي الحداد ثم حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الأصبهاني قال (1):قال أحمد بن محمّد بن السكن بن عمير بن سيّار أبو الحسن البغدادي القرشي - قدم علينا سنة أربع و ثلاثمائة - و كان (2) أبو أحمد: حسن الرأي فيه، و روى عنه، روى عن المتقدمين إسحاق الخطمي، و ابن سهم الأنطاكي و طبقتهما من المصريين و غيرهم. فيه لين فيما ذكره أبو محمّد بن حيّان (3).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس الفقيه و أبو منصور بن خيرون المقرئ، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (4):أحمد بن محمّد بن الحسن بن السكن، أبو الحسن العامري.

سكن برذعة (5) و حدث عن يعقوب بن عبد العزيز الزّهري. روى عنه أبو موسى هارون بن محمّد الموصلي.

و قال الخطيب في موضع آخر من هذا الجزء (6):أحمد بن محمّد بن السكن بن عمير بن سيّار أبو الحسن القرشي. حدّث ببلاد فارس، و بأصبهان عن أبي نعيم الحلبي.

روى عنه أبو حامد أحمد بن الحسين الأصبهاني، و عبد اللّه بن أحمد بن إسحاق - والد أبي نعيم الحافظ - و غيرهما.

قال الخطيب: قال لنا أبو نعيم: قدم أحمد بن محمّد بن السكن البغداذي أصبهان سنة أربع و ثلاثمائة، و كان القاضي أبو أحمد - يعني العسّال - حسن الرأي فيه

ص: 238


1- أخبار اصبهان 129/1.
2- أخبار أصبهان: كان، بدون واو.
3- عن أخبار أصبهان، رسمها غير واضح بالأصل.
4- تاريخ بغداد 425/4.
5- بلد في أقصى أذربيجان (معجم البلدان).
6- تاريخ بغداد 25/5.

[و] (1) روى عنه. و ذكر أبو محمّد بن (2) حيّان أنه لين.

كذا فرّق الخطيب بينهما، و هما واحد، نسبه أبو نعيم إلى جدّ أبيه من غير شك فيه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، قال: سمعت أبا بكر أحمد بن عبدان الشيرازي يقول: قدم علينا بشيراز أبو الحسن أحمد بن محمّد بن السكن القرشي البغداذي في سنة أربع و ثلاثمائة و حضرت مجلسه و سمعت منه، و لا أحدّث عنه، و كان لينا.

130 - أحمد بن محمّد بن الحسن

130 - أحمد بن محمّد بن الحسن (3) بن مرّار

أبو بكر الضبّي المعروف بالصنوبري الحلبي

شاعر محسن أكثر أشعاره في وصف الرياض و الأنوار. قدم دمشق و له أشعار في وصفها و وصف منتزهاتها.

حكى عن علي بن سليمان الأخفش.

قرأت بخطّ أبي الحسن رشأ بن نظيف المقرئ، و أنبأني أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم عن رشأ، أخبرني أبو الحسن عبد الرحمن بن أحمد بن معاذ - الشيخ الصالح بمصر - أنا أبو العباس عبد اللّه بن عبيد اللّه بن عبد اللّه الحلبي الصّفري (4)،قال: و سألت أحمد بن محمّد بن الحسن بن مرّار الصنوبري: ما السبب الذي من أجله نسب جده إلى الصّنوبر حتّى صار معروفا به ؟ فقال لي: كان جدي الحسن بن مرّار صاحب بيت حكمة من بيوت حكم المأمون، فجرت له بين يديه مناظرة، فاستحسن كلامه وحدة مزاجه (5) فقال له: إنّك لصنوبري الشكل، يريد بذلك الذكاء وحدة المزاج.

ص: 239


1- عن تاريخ بغداد.
2- إعجامها غير واضح بالأصل، و المثبت عن تاريخ بغداد.
3- في شذرات الذهب 335/2 «الحسين» و انظر الوافي 379/7 و بهامشه ثبت بمصادر ترجمته، و فيها جميعا «الحسن» كالأصل.
4- كذا و في المطبوعة 206/7 الصيرفي.
5- في الوافي: مزاحه.

أنبأنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو بكر محمّد بن عمر بن محمّد بن أبي عقيل (1)الكرخي ح.

و أنبأنا أبو يعلى بن أبي خيش، أنا أبو الفرج سهل بن بشر الأسفرايني.

قالا: أنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن الترجمان، أنشدنا أبو الطيّب، أنشدني أبو بكر الصنوبري يرثي ابنته، و كتب على قبة قبرها:

بأبي ساكنة في جدث *** سكنت منه إلى غير سكن

نفس فازدادي عليه حزنا *** كلما زاد البلى زاد الحزن

و في الجانب الآخر:

أ ساكنة القبر السّلوّ محرّم *** علينا إلى أن نستوي في المساكن

لئن ضمّن القبر الكريم كريمتي *** لأكرم مضمون و أكرم ضامن

و في الجانب الآخر:

أ واحدتي عصاني الصّبر لكن *** دموع العين سامعة مطيعه

و كنت وديعتي ثم استردّت *** و ليس بمنكر ردّ الوديعه

و في الجانب الآخر:

يا والدي رعاكما اللّه *** لا تهجرا قبري و زوراه

خلّيتما وجهي بجدّته *** للقبر يخلقه و يمحاه

و في الجانب الآخر:

آنس اللّه وحشتك *** رحم اللّه وحدتك

أنت في صحبة البلى *** أحسن اللّه صحبتك

و في الجانب الآخر مقدّم:

أبكيك ربّة قبّة *** تبلى و قبّتها تجدّد

لك منزلان فذا *** يبيّض للبكاء و ذا يسوّد

ص: 240


1- في مطبوعة ابن عساكر 206/7 عليل.

كتب إليّ أبو الحسن علي بن محمّد بن علي بن العلاّف، و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو المعمّر المبارك بن أحمد بن عبد العزيز الأنصاري عنه، أنشدنا أبو القاسم بن بشران، أنشدنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الكندي، أنشدني أبو القاسم عبد العزيز بن عبد اللّه لأبي بكر الصّنوبري ح.

و أنبأنا أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ إجازة، أنشدني أبو الفضل نصر بن محمّد الطوسي، أنشدني أبو بكر الصّنوبري ح.

و أنبأنا أبو علي الحسن بن المظفر بن السبط ، أنا أبي أبو سعد، أنشدني أبو علي الحسن بن عمر بن الزبير، نا الزبيري، قال: أنشدنا أبو الحسن الصّنوبري بالشام - و الصواب - أبو بكر:

دخول النار للمهجور خير *** من الهجر الذي هو يتّقيه

لأن دخوله في النار أدنى *** عذابا من دخول النار فيه (1)

أخبرنا أبو العز بن كادش، أنا أبو محمّد الجوهري، أنشدنا أبو الحسن الغنوي (2)- الشيخ الصّالح - قال: أنشدني الصّنوبري:

لا النوم أدري به و لا الأرق *** يدري بهذين من به رمق

إن دموعي من طول ما استبقت *** كلّت فما تستطيع تستبق

و لي مليك لم تبد صورته *** مذ كان إلاّ صلّت له الحدق

نويت تقبيل نار و جنته *** فخفت أدنو منها فاحترق

أنشدنا أبو الحسن علي بن المسلّم، و أبو القاسم بن السّمرقندي قالا: أنشدنا أبو نصر بن طلاّب، أنشدنا أبو الحسن بن جميع، أنشدني أبو بكر الصّنوبري بحلب:

تزايد ما ألقى فقد جاوز الحدّا *** و كان الهوى مزحا فصار الهوى جدّا

و قد كنت جلدا ثم أوهنني الهوى *** و هذا الهوى ما زال يستوهن الجلدا

فلا تعجبي من غلب ضعفك قوتي *** فكم من ظباء في الهوى غلبت أسدا

غلبتم على قلبي فصرتم أحقّ بي *** و أملك لي منّي فصرت لكم عبدا

ص: 241


1- البيتان في المختصر.
2- في مطبوعة ابن عساكر 208/7 «المصري».

جرى حبّكم مجرى حياتي ففقدكم *** كفقد حياتي لا رأيت لكم فقدا

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمد بن المجلي (1)،نا عبد المحسن بن محمد بن علي - من لفظه - نا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أبي قدومة [حدثنا القاضي أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن الحسن الدينوري، أنشدني أبو الحسن علي بن محمّد بن إسحاق المعروف بابن يزيد] (2) الحلبي، لأبي بكر الصنوبري:

أيها الحاسد المعدّ لذمّي *** ذمّ ما شئت ربّ ذمّ بحمد

لا فقدت الحسود مدّة عمري *** إنّ فقد الحسود أخيب فقد

كيف لا أوثر الحسود بشكري *** و هو عنوان نعمة اللّه عندي ؟

قال: و أنشدني أيضا له:

انظر إلى أثر المداد بخدّه *** كبنفسج الروض المشوب بورده

ما أخطأت نوناته من صدغه *** شيئا و لا ألفاته من قدّه

ألقت أنامله على أقلامه *** شبها أراك فرندها كفرنده

و كأنما أنقاسه (3) من شعره *** و كأنما قرطاسه من خدّه

ما صدّ عني حين صدّ تعمدا *** لو لا المعلّم ما رميت بصدّه

قال: و أنشدني له أيضا:

شمس (4) غدا يشرب شمسا غدت *** و حدّها في النور (5) من حدّه

تغيب (6) في فيه و لكنها *** من بعد ذا تطلع في خدّه

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب: أنا علي بن المحسّن، نا محمد (7) بن سليمان

ص: 242


1- ضبطت عن التبصير 1344/4.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن مطبوعة ابن عساكر 208/7.
3- بالأصل «أنفاسه» خطأ، و الصواب ما أثبت، و الأنقاس جمع نقس: و هو المداد.
4- في الوافي و الفوات: بدر.
5- الوافي و الفوات: الوصف.
6- الوافي و الفوات: تغرب.
7- العبارة في مطبوعة ابن عساكر: نا الحسين بن محمد بن سليمان الكاتب، أنشدني أبو الحسن بن حسن الكاتب.

الكاتب، أنشدني أبو الحسن بن حبش الكاتب (1)،قال: شرب أبي دواء فكتب إليه جحظة يسأله عن حاله رقعة مكتوب فيها:

ابن لي كيف أمسيت *** و ما كان من الحال ؟

و كم سارت بك الناق *** ة نحو المنزل الخالي ؟

قال أبو بكر: و في غير هذه الرواية، إن أبا بكر الصنوبري شرب بحلب دواء، فكتب إليه صديق بهذين البيتين، فأجابه الصنوبري:

كتبت إليك و النعلان ما إن *** أقلّهما من السير العنيف

فإن رمت الجواب إليّ فاكتب *** على العنوان: يدفع في الكنيف

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا الحاكم أبو عبد اللّه، أنشدني أبو الفضل نصر بن محمد الطوسي، قال: أنشدني أبو بكر الصنوبري لنفسه:

هدم الشيب ما بناه الشباب *** فالغواني و ما غضبن غضاب

قلب الآبنوس عاجا فللأعين *** منه و للقلوب انقلاب

و ضلال في الرأي أن يشنأ البازي *** على حسنه و يهوى الغراب

قال: و أنشدني لنفسه:

ملأت وجهها عليّ عبوسا *** فاستثارت من المآقي الرسيسا

و رأتني أسرّح العاج بالعا *** ج فظلّت تستحسن الآبنوسا

ليس شيبي إذا تأمّلت شيبا *** إنما الشيب ما أشاب النفوسا

أنشدنا أبو القاسم محمود بن عبد الرّحمن البستي، أنشدنا أبو الحسن علي بن أحمد المديني، أنشدنا الشيخ أبو عبد الرّحمن السلمي، أنشدنا علي بن حمدان، أنشدنا الصنوبري لنفسه:

ما الدهر إلاّ الربيع المستنير إذا *** أتى الربيع أتاك النور و النور

فالأرض ياقوتة و الجو لؤلؤة *** و النبت فيروزج و الماء بلّور

ص: 243


1- العبارة في مطبوعة ابن عساكر: نا الحسين بن محمد بن سليمان الكاتب، أنشدني أبو الحسن بن حسن الكاتب.

و هذان البيتان من أبيات.

أخبرنا بها أبو السعود بن المجلي، أنا أبو علي محمد بن و شاح بن عبد اللّه الكاتب، نا أبو القاسم عبد الصمد بن أحمد الخولاني المعروف بابن حبيش، أنشدني أبو بكر الصنوبري لنفسه:

إن كان في الصيف ريحان و فاكهة *** فالأرض مستوقد و الجوّ تنّور

و إن يكن في الخريف النخل مخترفا (1) *** فالأرض محسورة و الجو مأسور

و إن يكن في الشتاء الغيث متصلا *** فالأرض عريانة و الجوّ مقرور

ما الدهر إلاّ الربيع المستنير إذا *** جاء (2) الربيع أتاك النور و النور

فالأرض ياقوتة و الجوّ لؤلؤة *** و النبت فيروزج و الماء بلّور

ما يعدم النبت كأسا من سحائبه *** فالنبت ضربان: سكران و مخمور

فيه لنا الورد منضود مورّده *** بين المجالس و المنثور منثور

و نرجس ساحر الأبصار ليس لما *** كانت له من عمى الأبصار مسحور

هذا البنفسج هذا الياسمين و ذا *** النسرين مذ قرنا (3) فالحسن مشهور

يظل ينثر فيه السحب لؤلؤها *** فالأرض ضاحكة و الطير مسرور

حيث التفتّ فقمريّ و فاختة *** يغنيان و شفنين (4) و زرزور

إذا الهزاران فيه صوّتا فهما *** بحسن صوتيهما عود و طنبور

تطيب فيه الصحارى للمقيم بها *** كما تطيب له في غيره الدور

من شم ريح تحيات الربيع يقل *** لا المسك مسك و لا الكافور كافور

كتب إليّ أبو سعد بن أبي بكر السمعاني، قال: أنشدني أبو القاسم الخضر بن الفضل بن محمد المؤدب (5)،من حفظه، إملاء بالدسكرة، للصنوبري:

تقول لي و كلانا عند فرقتنا *** ضدان أو معنا درّ و ياقوت

ص: 244


1- خرف النخل يخرفه خرفا و خرافا و اخترفه: صرمه و اجتباه (اللسان: خرف).
2- تقدم برواية:«أتى».
3- بدون نقط بالأصل، و المثبت عن المطبوعة 210/7.
4- شفنين: طائر.
5- في مطبوعة ابن عساكر: المؤذن.

أقم بأرضك هذا العام قلت لها: *** كيف المقام و ما في منزلي قوت ؟

و لا بأرضك حرّ يستجار به *** إلاّ لئيم و مذموم و ممقوت

[فاستعبرت ثم قالت: فالإياب متى ؟ فقلت: ما قدّر الرّحمن موقوف] (1)أنبأنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبي أبو البركات، أنا أبو القاسم التنوخي، أنشدنا أبو الحسن المعنوي (2)،أنشدنا أبو بكر الصنوبري لنفسه:

أفنيت يومي هكذا باطلا *** منتظرا للدعوة الباطلة

همّي للرسل و أنبائهم *** همّ الذي تطلق بالقابله

يا دعوة ما حصلت في يدي *** بل ذهبت بالدعوة الحاصله

قال: و أخبرنا أبو القاسم التنوخي، أنشدنا أبو الحسن علي بن محمّد الحلبي المؤدب، قال: قال لي أبو بكر الصنوبري: أول شعر قلته و ارتضيته قولي:

ما حلّ بي منك وقت منصرفي *** ما كنت إلاّ فريسة التلف

كم قال لي الشوق: قف لتلثمه *** فقال خوف الرقيب: لا تقف

فكان قلبي في زيّ منعطف *** و كان جسمي في زيّ منصرف

قال: و أنا أبو القاسم التنوخي، أنشدنا أبو الحسن المعنوي (3)،أنشدنا أبو بكر الصنوبري لنفسه:

علليني بموعد *** و امطلي ما حييت به

و دعيني أفوز من *** ك بنجوى تطلّبه

فعسى يعثر الزما *** ن ببختي فينتبه

أخبرنا أبو المظفر سعيد بن سهل بن محمّد بن عبد اللّه النيسابوري الفلكي - بدمشق-، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد بن عبد اللّه النيسابوري، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد المديني المؤذن (4)،إملاء بنيسابور، قال: سمعت

ص: 245


1- سقط البيت من الأصل استدرك عن مختصر ابن منظور 238/3.
2- كذا، و لم أعثر عليه.
3- كذا بالأصل.
4- في مطبوعة ابن عساكر: المؤدب.

الإمام أبا (1) منصور عبد القاهر بن طاهر بن محمّد التميمي يقول: سمعت علي بن حمدان الفارسي يقول: كان للصنوبري ابن مسترضع ففطم، فدخل الصنوبري يوما داره و الصبيّ يبكي فقال: ما لا بني ؟ فقالوا: فطم. قال: فتقدم إلى مهده و كتب عليه:

منعوه أحبّ شيء إليه *** من جميع الورى و من والديه

منعوه غذاه و لقد كان *** مباحا له و بين يديه

عجبا منه ذا على صغر *** السن هوى فاهتدى الفراق إليه

131 - أحمد بن محمّد بن الحسن بن مالك

أبو (2) العباس الجرجاني

قدم الشام، و سمع أبا بكر أحمد بن صالح بن عمر البغداذي بأطرابلس.

روى عنه: أبو طالب يحيى بن علي بن الطّيّب الدّسكري نزيل حلوان (3).

و أخشى أن يكون الذي روى عنه الميداني غيّر اسم جده.

أخبرنا أبو القاسم النسيب و أبو الحسن بن قبيس، قالا: نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب (4)،نا يحيى بن علي أبو طالب الدّسكري - لفظا-، أنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن الحسن بن مالك الجرجاني - بها - حدثني أبو بكر أحمد بن صالح بن عمر المقرئ البغدادي - بأطرابلس - نا أبو عبد اللّه محمّد بن الحكم العتكي (5)،نا سليمان - يعني ابن سيف-، نا أحمد بن عبد الملك، نا أبو بكر بن عياش، عن أبي حصين، عن أبي بردة قال: كنت جالسا عند عبيد اللّه بن زياد فقال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«إن عذاب هذه الأمة في دنياها»[1270].

ص: 246


1- بالأصل «أبو».
2- عن مختصر ابن منظور و بالأصل «بن».
3- حلوان: انظر معجم البلدان 290/2.
4- تاريخ بغداد 205/4 في ترجمة أحمد بن صالح المقرئ.
5- عن تاريخ بغداد و بالأصل «القبلي».

قال الخطيب: و هكذا حدثناه أبو طالب من أصل كتابه، و قد سقط منه ألفاظ كثيرة ففسد بذلك و صوابه:

ما أخبرناه أبو عبد اللّه الحسين بن الحسن بن محمّد بن القاسم المخزومي، نا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي (1)-إملاء-، نا أبو جعفر محمّد بن يوسف التركي، نا إسحاق بن موسى قال: سألت أبا بكر بن عياش - و عنده هشام بن الكلبي - فأخبرنا عن أبي (2) حصين، عن أبي بردة، قال: كنت عند عبيد اللّه بن زياد فأتي برءوس من رءوس الخوارج، فجعلت كلما أتى برأس أقول: إلى النار إلى النار، فعيّرني عبد اللّه بن يزيد الأنصاري و قال: يا ابن أخ و ما تدري ؟ ما سمعت (3) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«جعل عذاب (4) هذه الأمة في دنياها»[1271].

132 - أحمد بن محمّد بن الحسن بن علي بن ملوك

أبو بكر السمندي الكرماني (5)

سكن عسقلان و حدّث عن: أبي نصر عبد الوهّاب بن عبد اللّه بن عمر المرّي، و أبي محمّد بن أبي نصر، و أبي الحسين بن الميداني.

روى عنه: أبو القاسم هبة اللّه بن عبد الوارث الشيرازي، و أجاز لأبي الحسين بن كامل في جمادى الأولى سنة إحدى و ستين و أربعمائة.

133 - أحمد بن محمّد بن الحسين

أبو بكر السحيمي (6)،قاضي همذان

سمع بدمشق: أحمد بن محمّد بن حمزة، و بمصر: يحيى بن عثمان بن صالح،

ص: 247


1- عن تاريخ بغداد و بالأصل «الخالدي».
2- بالأصل «ابن» خطأ، و قد تقدم.
3- في تاريخ بغداد «سمعت» بدون «ما».
4- سقطت من الأصل و استدركت على هامشه و بجانبها كلمة صح.
5- سقطت ترجمته من المختصر.
6- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى سحيم، و هو بطن من بني حنيفة نزل اليمامة. و ترجم له ترجمة قصيرة قال: قدم همذان على قضائها.

و مقدام بن داود الرعيني المصريّين، و أحمد بن عبد الرّحيم الحوطي (1) بجبلة، و أحمد بن إبراهيم بن فيل الأنطاكي، و بالعراق: إبراهيم بن الهيثم بن المهلّب البلدي، و إسماعيل بن إسحاق القاضي، و أحمد بن محمّد بن عيسى البرتي (2)،و جعفر بن محمّد بن شاكر الصّائغ، و عمر بن الحسن بن مالك الأشناني، و بغيرها: علي بن عبد العزيز البغوي، و أحمد بن داود السّمناني، و محمّد بن صالح الأشج الهمذاني، و أبا عبد الرّحمن أحمد بن عثمان النسائي، و إسحاق بن إبراهيم الدبري (3).

روى عنه أبو الفرج المعافا بن زكريا بن يحيى النهرواني، و أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن الثلاج الشاهد، و أبو الفضل صالح بن أحمد بن محمّد الهمذاني، و أبو علي الحسن بن أحمد بن سليمان الرّبعي (4) بن البغدادي الأصبهاني.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنا محمود بن جعفر بن محمّد، و أبو منصور بن شكرويه، قالا: أنا أبو علي الحسن بن علي بن سليمان، نا القاضي أحمد بن محمّد السّحيمي - بهمذان-، نا يحيى بن عثمان بن صالح السهمي، نا عبد اللّه بن صالح، حدثني الليث بن سعد، حدثني ابن أبي ذئب، عن ابن شهاب، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي أيّوب الأنصاري أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«من ذهب منكم إلى الغائط فلا يستقبل القبلة، و لا يولها ظهره. شرّقوا أو غرّبوا»[1272].

أنبأنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنا سهل بن بشر الأسفرايني، أنا القاضي أبو الحسن علي بن عبيد اللّه الكسائي (5) الهمذاني - بمصر - قال: سمعت أبا نصر عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسين الأنماطي يقول: أحمد بن محمّد القاضي المعروف بالسبخي، قدم قاضيا سنة ثمان عشرة. روى عن جعفر بن محمّد الصّائغ،

ص: 248


1- هذه النسبة - بفتح الحاء و سكون الواو - إلى حوط . و ظني أنها من قرى حمص أو جبلة (الأنساب).
2- البرتي بكسر الباء و سكون الراء هذه النسبة إلى برت مدينة بنواحي بغداد (الأنساب).
3- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى الدبر: قرية من قرى صنعاء اليمن.
4- كذا في عامود نسبه «الربعي» و لم ترد في مصادر ترجمته انظر سير أعلام النبلاء 112/17 و أخبار أصبهان 274/1.
5- إعجامها غير واضح، و المثبت عن سير أعلام النبلاء 652/17(443).

و علي بن عبد العزيز، و إسحاق الدبري، و غيرهم. ما كتبت عنه شيئا.

كذا فيه و الصواب: السحيمي.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن خيرون قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):أحمد بن محمّد بن الحسين أبو بكر السحيمي قاضي همذان، كان أحد من رحل و كتب و سمع. و حدّث عن إبراهيم بن الهيثم البلدي، و إسماعيل بن إسحاق القاضي، و أحمد بن محمد بن عيسى البرتي، و جعفر بن محمّد بن شاكر الصّائغ، و علي بن عبد العزيز البغوي، و أحمد (2) بن عبد الرّحيم الحوطي، و أحمد بن داود السمناني، و أحمد بن إبراهيم بن فيل الأنطاكي (3)،و أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة الدمشقي، و يحيى بن عثمان بن صالح، و مقدام بن داود المصريين، و محمّد بن صالح الأشج الهمذاني. روى عنه المعافا بن زكريا، و أبو القاسم بن الثلاج، و ذكر ابن الثلاج أنه سمع منه بعد انصرافه من مجلس أحمد بن محمّد بن الجراح الضرّاب.

قال أبو بكر الخطيب، و أنا أبو منصور محمد بن عيسى البزاز (4) بهمذان: نا أبو الفضل صالح بن أحمد بن محمّد الحافظ قال: أحمد بن محمّد القاضي المعروف بالسّحيمي قدم علينا قاضيا سنة ثمان عشرة. كتبنا عنه و كان صدوقا واسع العلم.

134 - أحمد بن محمّد بن الحسين

أبو العباس

حدث عن محمّد بن عبد الكريم الطواويسي.

حدث عنه عبد الوهاب الميداني.

و أظن أنه الخليلي الطبري، فإن كان هو فقد روى عن إسحاق بن أحمد الخزاعي، روى عنه علي بن بشرى.

حدّثنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد، نا عبد الوهاب بن

ص: 249


1- تاريخ بغداد 434/4.
2- ما بين الرقمين ورد في تاريخ بغداد بعد «المصريين».
3- ما بين الرقمين ورد في تاريخ بغداد بعد «المصريين».
4- عن تاريخ بغداد و بالأصل «البزار».

جعفر، نا أبو العباس أحمد بن محمّد بن الحسين، نا محمّد بن عبد الكريم بن محمّد الخطيب الطواويسي - قرية (1) من قرى بخارا بها-، نا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن سلامة، نا سليمان بن شعيب الكيساني، نا سعيد الأدم، نا شهاب بن خراش الحوشبي، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«لا يؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر خيره و شره حلوه و مرّه»[1273].

و قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يده على لحيته و قال:

«آمنت بالقدر خيره و شره حلوه و مرّه»[1274].

و قبض أنس بيده على لحيته و قال: آمنت بالقدر خيره و شره حلوه و مرّه، و قبض سعيد على لحيته و قال: آمنت بالقدر خيره و شره حلوه و مره، و قبض الكيساني على لحيته و قال: آمنت بالقدر خيره و شره حلوه و مرّه، و قال (2) الطواويسي: و قبض الطحاوي بيده على لحيته و قال: آمنت بالقدر خيره و شره حلوه و مرّه.

و قال أبو العباس و قبض الطواويسي على لحيته و قال: آمنت بالقدر خيره و شره، حلوه و مرّه.

قال أبو الحسين: و قبض أبو العبّاس بيده على لحيته و قال: آمنت بالقدر خيره و شرّه، حلوه و مره.

قال عبد العزيز و أخذ أبو الحسين عبد الوهّاب بن جعفر يده على لحيته و قال:

آمنت بالقدر خيره و شره، حلوه و مرّه (3).

و قبض أبو الحسن علي بن المسلّم بيده على لحيته و قال: آمنت بالقدر خيره و شرّه، حلوه و مرّه.

و أخذ الحافظ بيده على لحيته و قال: آمنت بالقدر خيره و شره حلوه و مره.

ص: 250


1- يعني قرية «الطواويس».
2- بالأصل «و قبض» و المثبت عن المختصر.
3- بعدها في مختصر ابن منظور 239/3: قال الفقيه: و أخذ عبد العزيز بيده على لحيته و قال: آمنت بالقدر خيره و شره، حلوه و مره.

أخبرناه - أعلى من هذا بدرجتين - خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عمر البزاز - في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة و أربعمائة - أنا أبو بكر محمّد بن أحمد العامري، نا سليمان بن شعيب بن سليم بن سليمان (1) بن كيسان الكيساني أبو محمّد، نا سعيد الآدمي (2)،نا شهاب بن خراش - و لقيته في أصحاب السكر (3)-، نا يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«ما أخاف على أمتي تصديق بالنجوم و تكذيب بالقدر، و لا يؤمن عبد باللّه حتى يؤمن بالقدر خيره و شرّه حلوه و مرّه»[1275].

و أخذ أنس بلحيته و قال: آمنت بالقدر خيره و شره حلوه و مره.

و أخذ الرقاشي بلحيته و قال: آمنت بالقدر خيره و شره حلوه و مره.

و أخذ شهاب بلحيته و قال: آمنت بالقدر خيره و شره حلوه و مره.

و أخذ سعيد الأدم بلحيته و قال: آمنت بالقدر خيره و شره حلوه و مره.

و أخذ سليمان بن شعيب بلحيته و قال: آمنت بالقدر خيره و شره حلوه و مره.

و أخذ أبو بكر بلحيته و قال: آمنت بالقدر خيره و شره حلوه و مره.

و أخذ أبو محمّد عبد الرّحمن بلحيته و قال: آمنت بالقدر خيره و شره حلوه و مره (4).

و أخذ القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى بلحيته و قال: آمنت بالقدر خيره و شره حلوه و مره.

و كان سليمان بن شعيب يصفر لحيته.

ص: 251


1- في مطبوعة ابن عساكر 216/7 بتقديم سليمان على سليم.
2- كذا بالأصل «الآدمي» و قد تقدّم «الأدم» و انظر ترجمته في تهذيب التهذيب «سعيد بن زكريا الأدم».
3- كذا بالأصل.
4- سقط «أبو الحسن الخلعي» انظر إسناد الحديث.
135 - أحمد بن محمّد بن الحسين

أبو محمّد (1)

أظنه أصبهانيا. سمع بدمشق: أبا بكر محمّد بن الحسن بن أبي الذّيّال (2)الأصبهاني، و محمّد بن جعفر بن ملاّس النميري، و محمد بن عبد اللّه بن عبد الحكم البالسي ببالس (3).

روى عنه أبو نعيم الحافظ .

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، ثم حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ (4):نا أبو حامد أحمد بن محمّد بن الحسين، نا أبو بكر محمد بن الحسن بن أبي الذيال الأصبهاني بدمشق، نا عثمان بن خرّزاذ (5) بن عبد اللّه الأنطاكي، نا أحمد بن الدّهقان، نا فرات بن محبوب، عن أبي بكر بن عياش، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال:

لما مات أبو طالب ضرب النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«ما أسرع ما وجدت فقدك يا عمّ »[1276].

136 - أحمد بن محمّد بن حنبل بن هلال بن أسد

ابن إدريس بن عبد اللّه بن حيّان بن عبد اللّه بن أنس

ابن عوف بن قاسط بن مازن ابن شيبان بن ذهل بن ثعلبة

بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل أبو عبد اللّه الشيباني الإمام

أصله من مرو و مولده ببغداد و منشؤه بها.

أحد الأعلام من أئمة الإسلام.

سمع من أهل دمشق: من الوليد بن مسلم، و زيد بن يحيى بن عبيد - و أظنه سمع

ص: 252


1- كذا بالأصل، و في ذكر أخبار أصبهان 307/2 و مختصر ابن منظور 240/3 أبو حامد.
2- عن مختصر ابن منظور و ذكر أخبار أصبهان 307/2 و بالأصل «الذبان».
3- بالس: بلدة بالشام بين حلب الرقة.
4- ذكر أخبار أصبهان 307/2 في ترجمة ابن أبي الذيال.
5- عن أخبار أصبهان و بالأصل «خرزاد».

منهما بمكّة - و من أبي مسهر الغساني - و أراه سمع منه بدمشق أو ببغداد - و سمع سفيان بن عيينة، و هشيم بن بشير (1)،و إسماعيل بن عليّة، و أبا عبيدة عبد الواحد بن واصل الحداد، و يحيى بن سعيد القطان، و عبد الرّحمن بن مهدي، و بشر بن المفضل (2)،و إبراهيم بن سعد الزّهري، و وكيع بن الجرّاح، و عبد اللّه بن نمير، و أبا معاوية الضرير، و أبا أسامة حمّاد بن أسامة، و عبد الرّزّاق بن همّام، و أبا قرّة موسى بن طارق الزبيدي اليمانيين، و يحيى بن سليم الطائفي، و محمّد بن يزيد، و يزيد بن هارون الواسطيين، و جماعة سواهم يطول ذكرهم..

روى عنه: ابناه عبد اللّه و صالح (3)،و ابن عمه حنبل بن إسحاق بن حنبل، و الحسن بن الصباح البزار، و محمّد بن إسحاق الصّنعاني (4)،و أحمد بن الحسن الترمذي، و أبو بكر محمّد بن طريف الأعين، و أبو داود السّجستاني، و أبو عبد اللّه البخاري، و أبو الحسين مسلم بن الحجاج، و إبراهيم بن إسحاق الحربي، و موسى بن هارون الحمال، و أبو زرعة، و أبو حاتم الرازيان، و عباس الدّوري، و محمّد بن عبيد اللّه بن المنادي، و بقيّ بن مخلد، و أحمد بن يحيى الحلواني، و إدريس بن عبد الكريم الحداد المقرئ، و محمّد بن يحيى المروزي، و إبراهيم بن هاشم البغوي، و محمّد بن عبد اللّه الحضرمي مطيّن، و يعقوب بن شيبة البصري، و أبو بكر الأثرم، و أبو بكر المروزي، و أبو [زرعة] (5) الدمشقي في جماعة آخرهم أبو القاسم البغوي.

و كان قد خرج إلى الشام قاصدا لمحمد بن يوسف الفريابي إلى قيسارية، فبلغته وفاته في الطريق فعدل إلى حمص، فسمع بها أبا اليمان الحكم بن نافع، و يزيد بن عبد ربّه الجرجسي، و بشر بن شعيب بن أبي حمزة، و علي بن عباس، و اجتاز بدمشق أو بأعمالها في طريقه.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر القطيعي، نا

ص: 253


1- بالأصل «بشر» و الصواب ما أثبت انظر سير أعلام النبلاء 287/8.
2- بالأصل «الفضل» و الصواب ما أثبت انظر سير أعلام النبلاء 36/9.
3- بالأصل:«بن صالح» خطأ.
4- كذا و الصواب «الصغاني» انظر سير أعلام النبلاء 592/12(224).
5- سقطت من الأصل، و استدركت عن مطبوعة ابن عساكر 218/7.

عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي (1)،نا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«أخنع اسم عند اللّه عزّ و جل يوم القيامة رجل تسمّى ملك (2) الأملاك»[1277].

قال عبد اللّه: قال أبي: سألت أبا عمرو الشيباني عن أخنع اسم عند اللّه عز و جل فقال: أوضع اسم عند اللّه عز و جل.

أخرجه مسلم (3) و أبو داود (4).

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو [بكر] الخطيب (5)،أنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي، و أبو سعيد محمّد بن موسى الصيرفي ح.

و أخبرنا أبو المظفّر القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو بكر أحمد بن الحسن، و أبو سعيد بن أبي عمرو.

قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب الأصم قال: سمعت العباس بن محمّد الدوري يقول: و كان أحمد رجلا من العرب من بني ذهل بن شيبان.

قال الخطيب: و أنا عبيد اللّه بن أبي الفتح، أنا علي بن محمّد بن أحمد الوراق، أنا عبد اللّه بن أبي داود، قال: أحمد بن حنبل من بني مازن بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار، أخي مضر بن نزار. و كان في ربيعة رجلان لم يكن في زمانهما مثلهما، لم يكن في زمان قتادة، مثل قتادة، و لم يكن في زمان أحمد بن حنبل مثله.

ص: 254


1- مسند أحمد بن حنبل 244/2.
2- المسند: بملك.
3- صحيح مسلم: كتاب الآداب(4 باب تحريم التسمّي بملك الأملاك ح 2143).
4- سنن أبي داود: كتاب الأدب - باب في تغيير الاسم القبيح ح 4961 عن أبي هريرة.
5- تاريخ بغداد 413/4.

أخبرناه عاليا أبو بكر بن المزرفي، أنا أبو جعفر بن المسلمة [أنا] (1) أبو عمرو عثمان بن أحمد بن القاسم المعروف بابن الأدمي، نا أبو بكر بن أبي داود قال:

أحمد بن حنبل من بني مازن بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار، أخي مضر بن نزار، و كان في ربيعة رجلان لم يكن في زمانهما مثلهما لم يكن في زمان قتادة مثل قتادة، و لم يكن في زمان أحمد بن حنبل مثله، و هما جميعا سدوسيان.

قال لنا أبو الحسن و أبو منصور، قالا: قال لنا الخطيب (2):و قول عباس الدوري و أبي بكر بن أبي داود: أن أحمد بن بني ذهل بن شيبان غلط ، إنّما كان من بني شيبان بن ذهل بن ثعلبة، و ذهل بن ثعلبة هذا هو عم ذهل بن شيبان.

حدّثني من أثق به من العلماء بالنسب قال: مازن بن ذهل بن ثعلبة الحصن هو ابن عكابة بن صعب بن علي، ثم ساق النسب إلى ربيعة بن نزار كما ذكرناه عن ابن أبي داود. قال: و هذه قبيلة أبي عبد اللّه أحمد بن حنبل و هذا هو ذهل المسن (3) الذي منه دغفل بن حنظلة، و القعقاع بن شور، و ابن أخيه عبد الملك (4) بن نافع بن شور الذي يروي حديث الأشربة عن ابن عمر (5)،و منه محارب بن دثار، و منه عمران بن حطان، و هو بطن كثير العلماء و الخطباء و الشعراء و النسابين. قال: و ذهل الأكبر هو ابن أخي هذا، و سمي الأكبر لأن العدد في ولده، و هو ذهل بن شيبان بن ثعلبة الحصن، و منه المثنى بن حارثة، و في ولده العدد و الشرف و الفخر، و له قيل: إذا كنت في قيس فكاثر بعامر بن صعصعة، و حارب بسليم بن منصور، و فاخر بغطفان بن سعد. فإذا كنت في خندف فكاثر بتميم، و فاخر بكنانة، و حارب بأسد. و إذا كنت في ربيعة فكاثر بشيبان، و فاخر بشيبان و حارب بشيبان قال: فإذا قلت الشيباني لم يفد المطلق من هذا إلاّ ولد شيبان بن ثعلبة الحصن، و إذا قلت الذّهلي لم يفد مطلق هذا إلاّ ولد ذهل بن ثعلبة الحصن فينبغي أن يقال أحمد بن حنبل الذهلي: على الإطلاق.

ص: 255


1- زيادة اقتضاها السياق.
2- تاريخ بغداد 413/4.
3- ليست في تاريخ بغداد.
4- عن تاريخ بغداد و بالأصل «عبد اللّه».
5- في تاريخ بغداد: ابن عمرو.

قال الخطيب: و قد ساق عبد اللّه بن أحمد بن حنبل نسب أبيه إلى شيبان بن ذهل بن ثعلبة كما ذكرناه (1).

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري. أنا أبو بكر البيهقي، أنبأني أبو عبد الرحمن السّلمي - إجازة-، نا الحسن بن أحمد، نا عبد اللّه بن محمّد بن مسلم، نا أبو الفضل صالح بن أحمد قال: وجدت بعض كتب أبي نسب أبي: أحمد بن محمّد بن حنبل بن هلال بن أسد بن عبد اللّه بن حيّان بن عبد اللّه بن أنس بن عوف بن قاسط بن مازن بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معدّ بن عدنان بن أدّ بن أدد بن الهميسع بن النبت بن قيدر بن إسماعيل بن إبراهيم صلّى اللّه عليهما و سلّم.

قال البيهقي: هكذا ذكر شيخنا أبو عبد اللّه الحافظ - رحمه اللّه - هذا النسب فيما سمع أبا عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن عمرويه الزاهد قال: سمعت صالحا و عبد اللّه ابني (2) أحمد.

و ذكره شيخنا في روايته عن القطيعي، عن عبد اللّه بن أحمد.

و قد أخبرنا أبو سعد الماليني، أنا أبو أحمد بن عدي الحافظ ، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، نا أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن حنبل بن هلال بن أسد.

قال عبد اللّه: نسبه لنا صالح إلى ذهل بن شيبان.

و أخبرني صالح قال: رأى أبي هذا النسب في كتاب لي فقال: و ما يصنع هذا النسب ؟ و لم ينكر النسب.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، نا أبي: أحمد بن محمّد بن حنبل بن هلال بن أسد بن إدريس بن عبد اللّه (3) بن أنس بن عوف بن قاسط بن مازن بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن

ص: 256


1- عن تاريخ بغداد و بالأصل «ذكرنا».
2- بالأصل «بن» و الصواب ما أثبت.
3- كذا ورد هنا، قارن مع عامود نسبه في بداية الترجمة.

دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معدّ بن عدنان بن أدّ بن أدد بن الهميسع بن حمل بن النبت بن قيذار (1) بن إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا (2) قال: أما حنبل - بفتح الحاء و سكون النون و فتح الباء المعجمة بواحدة - أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن حنبل بن هلال بن أسد بن إدريس بن عبد اللّه بن حيّان بن عبد اللّه بن أنس بن عوف بن قاسط بن مازن بن ذهل بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل.

إمام في النقل و علم في الزهد و الورع، و كان أعلم الناس بمذاهب الصحابة و التابعين. أصله مروزي و قدمت به أمّه بغداذ و هو حمل و ولدته بها.

سمع ابن عيينة و ابن عليّة و هشيم بن بشير، و خلقا كثيرا من الكوفيين و البصريين و أهل (3) الحرمين و اليمن و الشام و الجزيرة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (4)، قال: حدّثت عن عبد العزيز بن جعفر الفقيه، نا أبو بكر الخلاّل، أخبرني عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال: بلغني عن يحيى بن معين، قال: ما رأيت خيرا من أحمد بن حنبل [قط ] (5) ما افتخر علينا قط بالعربية و لا ذكرها.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد الخطيب، أنا محمّد بن الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن الحسين النهاوندي، نا عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن إسماعيل البخاري قال: سمعت عبد اللّه بن محمّد المسندي.

ح و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن عبد الملك بن علي المؤذن، نا علي بن محمّد بن علي، نا أبو العباس الأصم، قال: سمعت العباس بن محمّد الدّوري.

ص: 257


1- كذا، و تقدم «قيدر» و يروى «قيدار» بالدال.
2- الإكمال لابن ماكولا 562/2.
3- ليست في الإكمال.
4- تاريخ بغداد 414/4.
5- زيادة عن تاريخ بغداد و مختصر ابن منظور 241/3.

قالا: سمعنا يحيى بن معين يقول: ما سمعت أحمد بن حنبل يقول أنا من العرب قطّ .

أخبرنا الشريف أبو القاسم العلوي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو محمّد المصري، أنا أبو بكر الدّينوري، نا عباس الدوري، قال: سمعت عارما محمّد بن الفضل يقول: وضع أحمد بن حنبل عندي نفقته فكان يجيء في كل يوم فيأخذ منه حاجته، فقلت له يوما: يا أبا عبد اللّه، بلغني أنك من العرب. فقال: يا أبا النعمان، نحن قوم مساكين فلم يزل يدافعني حتى خرج، و لم يقل لي شيئا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطيوري، أنا أبو الحسين بن الفضل (1)،أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان حدثني الفضل بن زياد قال:

سمعت أبا عبد اللّه يقول: ولدت في سنة أربع و ستين و مائة، في أوّلها، في ربيع.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (2)، أنا محمّد بن [أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي، و أبو علي الصوّاف، و أحمد بن جعفر بن حمدان، قالوا: أخبرنا عبد اللّه بن] (3) أحمد بن حنبل قال: قال لي أبي: ولدت في سنة أربع و ستين و مائة.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، قال: سمعت أبا عبد اللّه يقول: ولدت في سنة أربع و ستين و مائة. قال أبو عبد اللّه: و طلبت الحديث في سنة تسع و سبعين، و أنا ابن ست عشرة.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، قال: سمعت عبد اللّه بن أحمد بن حنبل يقول: سمعت والدي يقول: ولدت سنة أربع و ستين و مائة، في أوّلها، في شهر ربيع الآخر. و يقول: أنا طلبت الحديث و أنا ابن ست عشرة سنة.

ص: 258


1- بالأصل «الفضيل» و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
2- تاريخ بغداد 415/4.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن تاريخ بغداد.

قال: و سمعت أبي يقول: مات هشيم و أنا ابن عشرين سنة، و أوّل سماعي من هشيم سنة تسع و سبعين و مائة.

قرأت على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن بن البنا، عن أبي تمام علي بن محمّد عن (1) أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر، نا ابن أبي خيثمة، قال:

أحمد بن محمّد بن حنبل: ولد أحمد في شهر ربيع الآخر سنة أربع و ستين و مائة. و مات في رجب يوم الجمعة سنة إحدى و أربعين و مائتين، صلى عليه محمّد بن عبد اللّه بن طاهر أمير بغداذ و دفن بباب حرب.

سمعت يحيى بن معين يقول: أحمد هو رجل صالح، ليس هو صاحب شرّ.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (2):

أخبرني عبد الغفار بن محمّد بن جعفر المؤدب، نا عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ ، نا أحمد بن محمّد بن (3) عصمة الخراساني، نا أحمد بن الخضر. قال: سمعت محمّد بن حاتم يقول: أحمد بن محمّد بن حنبل أصله من مرو، و حمل من مرو و أمّه به حامل، وجده حنبل بن هلال ولي سرخس و كان من أبناء الدّعوة، فسمعت إسحاق بن يونس؛ صاحب ابن المبارك يقول: ضرب حنبل بن هلال، و أبا النجم إسحاق بن عيسى السّعدي المسيّب بن زهير الضبّي - ببخارا - في دسّهم إلى الجند في الشغب، و حلقهما.

قال (4):و أنا البرمكي و الأزجي قالا: أنا علي بن عبد العزيز، نا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، نا صالح بن أحمد بن حنبل.- و ذكر أباه - فقال: جيء به حمل من مرو، و توفى أبوه محمد بن حنبل و له ثلاثون سنة، فوليته أمّه.

قال الخطيب: أحسب أن أباه هو الذي مات و سنه ثلاثون [سنة] (5)،و كان أحمد إذ ذاك طفلا و اللّه أعلم.

ص: 259


1- بالأصل «بن» و الصواب ما أثبت، انظر سير أعلام النبلاء 409/16 ترجمة أبي عمر بن حيويه.
2- تاريخ بغداد 415/4.
3- بالأصل «بن عثمان بن عصمة» و المثبت عن تاريخ بغداد.
4- يعني أبا بكر الخطيب.
5- زيادة عن تاريخ بغداد.

أخبرنا أبو المظفّر، أنا أبو بكر، أنبأني [أبو] (1) عبد الرّحمن محمد بن الحسين السلمي - إجازة-، نا الحسن بن أحمد، أنا عبد اللّه بن محمّد بن مسلم الأسفرايني، نا أبو الفضل صالح بن أحمد بن محمّد بن حنبل قال: سمعت أبي يقول: ولدت في سنة أربع و ستين و مائة، في أوّلها، في ربيع الأول.

قال: و جيء به حملا (2)،من مرو، و توفي أبوه محمّد بن حنبل و له ثلاثون سنة، فوليته أمّه.

قال أبو الفضل: و توفي أبي - رحمه اللّه - في يوم جمعة لثنتي عشرة خلت من شهر ربيع الأوّل من سنة إحدى و أربعين و مائتين، فكان سنه من يوم ولد إلى أن توفي سبعة و سبعين.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم، نا أبو بكر بن مالك، نا أبو جعفر بن ذريح العكبري، قال: طلبت أحمد بن محمّد بن حنبل لأسأله عن مسألة، فجلست على باب الدّار حتّى جاء، فقمت فسلّمت عليه (3)،و كان شيخا مخضوبا طوالا أسمر شديد السّمرة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (4)، أنا عبد الغفّار المؤدب، نا عمر بن أحمد الواعظ قال: سمعت محمّد بن العباس بن الوليد النحوي - في مجلس ابن أبي داود - يقول: سمعت أبي يقول: رأيت أحمد بن حنبل رجلا حسن الوجه، ربعة من الرجال، يخضب بالحنّاء خضابا ليس بالقاني في لحيته شعرات سود، و رأيت ثيابه غلاظا إلاّ أنها بيض، و رأيته معتما و عليه إزار.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّويه، أنا أحمد بن معروف بن بشر، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (5)،قال:

أحمد بن محمّد بن حنبل، و يكنى أبا عبد اللّه، و هو ثقة ثبت صدوق كثير الحديث و قد

ص: 260


1- سقطت من الأصل، و الصواب ما أثبت انظر سير أعلام النبلاء 247/17(152).
2- كذا بالنصب هنا، و تقدمت بالرفع في الرواية السابقة.
3- بعدها في مطبوعة ابن عساكر 225/7 فردّ عليّ السلام.
4- تاريخ بغداد 416/4.
5- طبقات ابن سعد 354/7.

كان امتحن و ضرب بالسياط ، أمر بضربه أبو إسحاق أمير المؤمنين، على أن يقول:

القرآن مخلوق، فأبى أن يقول، و قد كان حبس قبل ذلك فثبت على قوله، و لم يجبهم إلى شيء ثم دعي ليخرج إلى الخليفة المتوكل على اللّه، ثم أعطي مالا، فأبى أن يقبل ذلك المال. توفي يوم الجمعة ارتفاع النهار و دفن بعد العصر، و حضره خلق كثير من أهل بغداد و غيرهم.

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن ميمون - في كتابه، و اللفظ له - ثم حدثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر بن علي، أنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبّار بن الطّيوري، و أبو الغنائم بن النّرسي قالا: أنا أبو أحمد عبد الوهّاب بن محمّد بن موسى.

ح قال ابن ناصر: و أنا أبو الفضل بن الحسن بن خيرون، أنا محمّد بن الحسن الأصبهاني، و أبو أحمد الغندجاني قالا: أنا أحمد بن عبدان الشيرازي، أنا محمّد بن سهل المقرئ، أنا أبو عبد اللّه البخاري (1) ح.

و أخبرنا أبو المظفّر، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم الفارسي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد اللّه الأصبهاني، نا أبو أحمد بن فارس قال: قال محمّد بن إسماعيل البخاري (2):أحمد بن محمّد بن حنبل بن هلال، أبو عبد اللّه الشيباني، سكن بغداد.

مات سنة إحدى و أربعين و مائتين. الذهلي من ربيعة. سمع إبراهيم بن سعد، و ابن عيينة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس الشّقّاني (3)،أنا أحمد بن منصور المغربي، أنا أبو سعد (4) محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا أبو حاتم مكي بن عبدان قال: سمعت أبا الحسين (5) مسلم بن الحجاج يقول: أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن حنبل أصله مروزي ولد ببغداذ. سمع شريكا (6)،و هشيما. روى عنه محمّد بن يحيى.

ص: 261


1- التاريخ الكبير للبخاري 5/2.
2- التاريخ الكبير للبخاري 5/2.
3- بالأصل «السقاني» و الصواب ما أثبت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى شقّان (بفتح الشين، و قيل بكسرها)، انظر معجم البلدان.
4- في مطبوعة ابن عساكر 226/7 أبو سعيد.
5- بالأصل «أبا الحسن».
6- كذا بالأصل، و كتب محقق مطبوعة ابن عساكر 226/7 بالحاشية:«فوق شريك في الكنى و الأسماء ضبة،- و تحت السطر تعليق فيه تحقيق جيد و هو:«كذا في النسخ كلها: سمع شريكا، و هو خطأ، أحمد بن حنبل لم يسمع من شريك شيئا».

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسن بن عبد الملك الخلاّل الأديب، أنا عبد الرّحمن بن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه الأصبهاني، إجازة ح.

قال ابن مندة: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا أبو الحسن علي بن محمّد الفأفاء قالا:

أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال (1):أحمد بن محمّد بن حنبل [بن هلال] (2) بن أسد، أبو عبد اللّه الشيباني روى عن إبراهيم بن سعد، و هشيم، و خالد بن الحارث، و ابن عليّة، خطّتهم بمرو، يعدّ في البغداديين، سمعت أبي و أبا زرعة يقولان ذلك، و يقولان:

كتبنا عنه، و رويا عنه.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (3)، أنا إبراهيم بن عمر البرمكي و عبد العزيز بن علي الأزجي قالا: أنا علي بن عبد العزيز بن مردك (4) البردعي، نا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، نا أبو زرعة قال:

أحمد بن محمّد بن حنبل بن هلال بن أسد، أبو عبد اللّه الشيباني أصله بصري، و خطته بمرو.

قرأت على أبي الفضل محمّد بن ناصر، عن أبي الفضل جعفر بن يحيى المكي، أنا أبو نصر عبيد اللّه بن سعيد بن حاتم الوائلي، نا أبو الحسن الخصيب بن عبد اللّه بن محمّد، أخبرني عبد الكريم بن أحمد بن شعيب، قال: سمعت أبي أبا عبد الرّحمن يقول: أبو عبد اللّه أحمد بن حنبل الثقة المأمون، أحد الأئمة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (5):أحمد بن محمّد بن حنبل بن هلال بن أسد، أبو عبد اللّه إمام المحدّثين الناصر للدين، و المناضل عن السنّة، و الصابر في المحنة، مروزي الأصل، قدمت أمّه بغداد و هي حامل به فولدته و نشأ بها، و طلب العلم و سمع الحديث من شيوخها، ثم

ص: 262


1- الجرح و التعديل 68/1/1.
2- زيادة عن الجرح و التعديل.
3- تاريخ بغداد 415/4.
4- عن تاريخ بغداد و بالأصل «مدرك».
5- تاريخ بغداد 412/4.

رحل إلى الكوفة، و البصرة، و مكة، و المدينة، و اليمن، و الشام، و الجزيرة، فكتب عن علماء ذلك العصر، و سمع من إسماعيل بن عليّة، و هشيم بن بشير، و حمّاد بن خالد الخياط ، و منصور بن سلمة الخزاعي، و المظفّر بن مدرك، و عثمان بن عمر بن فارس، و أبي النضر (1) هاشم بن القاسم، و أبي سعيد مولى بني هاشم، و محمّد بن يزيد، و يزيد بن هارون الواسطيين، و محمّد بن أبي عدي، و محمد بن جعفر غندر، و يحيى بن سعيد القطان، و عبد الرّحمن بن مهدي، و بشر بن المفضل، و محمّد بن بكر البرساني، و أبي داود الطيالسي، و روح بن عبادة، و وكيع بن الجراح، و أبي معاوية الضرير، و عبد اللّه بن نمير (2)،و أبي أسامة، و سفيان بن عيينة، و يحيى بن سليم الطائفي، و محمّد بن إدريس الشافعي، و إبراهيم بن سعد الزهري، و عبد الرّزّاق (3) بن همّام، و أبي قرة موسى بن طارق، و الوليد بن مسلم، و أبي مسهر (4) الدمشقي، و أبي اليمان، و علي بن عياش، و بشر بن شعيب بن أبي حمزة الحمصيين، و خلق سوى هؤلاء يطول ذكرهم، و يشق إحصاء أسمائهم.

و روى عنه غير واحد من شيوخه الذين سميناهم (5)،و حدّث عنه أيضا ابناه:

صالح و عبد اللّه، و ابن عمه حنبل بن إسحاق، و الحسن بن الصباح البزار، و محمّد بن إسحاق الصّغاني (6)،و عبّاس بن محمّد الدوري، و محمّد بن عبيد اللّه المنادي، و محمّد بن إسماعيل البخاري، و مسلم بن الحجاج النيسابوري، و أبو زرعة و أبو حاتم الرازيان، و أبو داود السّجستاني، و أبو بكر الأثرم، و أبو بكر المروذي، و يعقوب بن شيبة، و أحمد بن أبي خيثمة، و أبو زرعة الدمشقي، و إبراهيم الحربي، و موسى بن هارون، و عبد اللّه بن محمّد البغوي و غيرهم.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا

ص: 263


1- عن تاريخ بغداد و بالأصل «و أبي النصر».
2- عن تاريخ بغداد و بالأصل «عمير».
3- بالأصل:«و عبد الرحمن» و المثبت عن تاريخ بغداد.
4- بالأصل «مسلم» و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- بالأصل «سماهم» و المثبت عن تاريخ بغداد.
6- في تاريخ بغداد: الصاغاني.

عبد اللّه بن أحمد قال: قال أبي رضي اللّه عنه:[مات] (1) يعني الطحان، و مالك بن أنس، و حمّاد بن زيد، و أبو الأحوص، في سنة تسع و سبعين، إلاّ أن مالكا مات قبل حمّاد بن زيد بقليل. قال أبي: و في تلك السنة طلبت الحديث، كنا على باب هشيم و هو يملي علينا - إما قال الجنائز أو المناسك - فجاء رجل بصري فقال: مات حمّاد بن زيد.

أخبرنا أبو المظفّر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن مهران، نا أبو عمرو بن السماك، نا حنبل بن إسحاق، قال: سمعت أبا عبد اللّه يقول: أنا في مجلس هشيم سنة تسع و سبعين، و هي أول سنة طلبت الحديث، فجاءنا رجل فقال: مات حمّاد بن زيد، و مات مالك بن أنس في تلك السنة.

قال أبو عبد اللّه: ذهبت لأسمع من ابن المبارك فلم أدركه، و كان قدم فخرج إلى الثغر فلم أسمعه.

قال: و أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الحافظ و محمّد بن موسى قالا: نا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، قال: سمعت عبد اللّه بن أحمد بن حنبل يقول: سمعت أبي يقول: مات هشيم سنة ثلاث و ثمانين، و خرجت إلى الكوفة في تلك الأيام، و دخلنا البصرة في أوّل رجب سنة ست و ثمانين و مائة. و مات معتمر في سنة سبع و ثمانين في أوّلها. و دخلت الثانية سنة تسعين، و دخلت الثالثة أربع و تسعين، و خرجت في سنة خمس و تسعين، أقمت على يحيى بن سعيد ستة أشهر، و دخلت سنة ثمانين (2) و لم أدخلها بعد ذلك.

قال: و سمعت أبي يقول: أول قدمة قدمت البصرة سنة ست و ثمانين، و سمعنا من بشر بن المفضّل، و مرحوم، و زياد بن الرّبيع، و شيوخ. و الثانية سنة تسعين، سمعنا من ابن أبي عدي. و الثالثة سنة أربع و تسعين فنزلت عند يحيى بن سعيد ستة أشهر. و الرّابعة سنة مائتين فسمعنا من عبد الصّمد، و أبي داود البرساني (3).

قال و أنا أبو الحسين (4) بن بشران، أنا أبو عمرو بن السماك، نا أبو علي حنبل بن

ص: 264


1- الزيادة عن مطبوعة ابن عساكر 228/7.
2- كذا و لعلها سنة مائتين، و سيرد في الرواية التالية ما يرجح ذلك.
3- البرساني: بضم الباء هذه النسبة إلى بني برسان بطن من الأزد (الأنساب).
4- بالأصل «أبو الحسن» و الصواب ما أثبت، انظر سير أعلام النبلاء 311/17.

إسحاق قال: سمعت أبا عبد اللّه يقول: سمعت سليمان بن حرب بالبصرة سنة أربع و تسعين، و من أبي النعمان عارم في تلك السنة، و من أبي عمر الحوضي أيضا.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (1)، أنا أبو بكر البرقاني قال: قرئ على أبي بكر بن مالك - و أنا أسمع - حدثكم عبد اللّه بن أحمد قال: قال أبي: سمعت من علي بن هاشم بن البريد - سنة تسع و سبعين - في أول سنة طلبت الحديث، ثم عدت إليه المجلس الآخر و قد مات، و هي السنة التي مات فيها مالك بن أنس.

قال: و أنا البرمكي، أنا علي بن عبد العزيز، نا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، نا صالح بن أحمد بن حنبل، قال: قال أبي: أوّل سماعي من هشيم سنة تسع و سبعين، و كان ابن المبارك قدم في هذه السنة و هي آخر قدمة قدمها، و ذهبت إلى مجلسه فقالوا:

قد خرج إلى طرسوس. و توفي سنة إحدى و ثمانين.

أخبرني أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، قال: و فيما أنبأني أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني الحسن بن أحمد المعدل، نا عبد اللّه بن محمّد بن مسلم، نا صالح بن أحمد بن حنبل، قال: قال أبي: طلبت الحديث و أنا ابن ست (2) عشرة سنة، و مات هشيم و أنا ابن عشرين سنة، و أنا احفظ ما سمعت منه، و لقد جاء إنسان إلى باب ابن عليّة و معه كتب هشيم، و أنا (3) ابن عشرين سنة (4)،فجعل يلقيها علي، و أنا أقول هذا إسناد كذا، و هذا إسناد كذا، فجاء المعيطي - و هو كان يحفظ - فقلت له: أجبه فيها، فبقي، و أعرب (5) من حديثه ما لم أسمع. و خرجت إلى الكوفة سنة مات هشيم سنة ثلاث و ثمانين و مائة، و هي أوّل سنة سافرت فيها، و قدم عيسى بن يونس الكوفة بعدي (6)بأيام سنة ثلاث و ثمانين و لم يحج بعدها، قال: و أوّل خرجة خرجت إلى البصرة سنة ست ثمانين.

ص: 265


1- تاريخ بغداد 415/4-416.
2- بالأصل:«ستة عشر» و الصواب ما أثبت.
3- ما بين الرقمين مقحم بالأصل و لا لزوم للعبارة.
4- ما بين الرقمين مقحم بالأصل و لا لزوم للعبارة.
5- في المطبوعة: و أعرف.
6- بالأصل «يعني» و الصواب ما أثبت.

قلت له: أي سنة خرجت إلى سفيان بن عيينة ؟ قال: في سنة سبع و ثمانين، قدمناها و قد مات الفضيل بن عياض، و هي أول سنة حججت. و في سنة إحدى و تسعين حج الوليد بن مسلم، و في سنة ستّ و تسعين. و أقمت بمكة سنة سبع و تسعين، و خرجنا سنة ثمان و تسعين، و أقمت سنة تسع و تسعين عند عبد الرزّاق، و جاءنا موت سفيان، و يحيى بن سعيد، و عبد الرّحمن بن مهدي، سنة ثمان و تسعين. قال: و حججت خمس حجج؛ منها ثلاث راجلا، أنفقت في إحدى هذه الحجج ثلاثين درهما. قال أبي:

و خرجت إلى الكوفة، فكنت في بيت تحت رأسي لبنة. قال أبي: و لو كانت عندي خمسون درهما كنت قد خرجت إلى جرير بن عبد الحميد إلى الري، فخرج بعض أصحابنا و لم يمكّنّي الخروج، لأنه لم يكن عندي.

قال: و أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا علي بن محمّد الحنيني (1) قال: سمعت عبد اللّه بن أحمد بن حنبل يقول: قلت لأبي: ما لك لم ترحل إلى جرير كما رحل أصحابك ؟ لعلك كرهته ؟ فقال: و اللّه يا بني ما كرهته، و بودّي أني رحلت إليه، إنه كان إماما في الرواية. قلت: فما كان السبب ؟ فقال: لو كان معي ثلاثون درهما لرحلت.

فقلت: ثلاثون درهما؟ فقال: لقد حججت في أقلّ من ثلاثين درهما.

قال: و أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السماك، نا حنبل بن إسحاق، قال: سمعت أبا عبد اللّه يقول: حججت سنة سبع و ثمانين، و قد مات فضيل بن عياض قبل ذلك. قال: و رأيت ابن وهب بمكة، و لم أكتب عنه.

قال: و أنا أبو الحسين محمّد بن الحسين بن محمّد بن الفضل القطان ببغداذ، نا محمد بن عبد اللّه بن عمرويه الصّفار ببغداذ يقول: قال لي صالح بن أحمد بن حنبل:

عزم أبي على الخروج إلى مكة يقضي حجة الإسلام، و رافق يحيى بن معين. و قال أبي:

نخرج فنقضي حجّنا إن شاء اللّه، و نمضي إلى صنعاء، إلى عبد الرّزّاق فنكتب عنه و نسمع. فمضينا حتى دخلنا مكة، و جئنا حتى نطوف طواف الورود فإذا عبد الرّزّاق في الطواف - و كان يحيى بن معين يعرفه - فطاف عبد الرّزّاق، و خرج إلى المقام فصلى ركعتين و جلس، فقضينا طوافنا و جئنا إلى عبد الرّزّاق و هو جالس، فسلم عليه يحيى بن

ص: 266


1- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى حنين أو أبو الحنين، جدّ.

معين و قال: هذا أخوك أحمد بن حنبل فقال: حيّاه اللّه و قرّبه، إنه ليبلغني عنه كلما أسرّ به، ثبّته اللّه على ذلك. و قام عبد الرّزّاق لينصرف، فقال له يحيى بن معين: إذا كان غدا إن شاء اللّه بكرنا إليك، و انصرف عبد الرّزّاق فقال له أبي: لم أخذت على الشيخ الموعد؟ قال: نسمع منه و نكتب، و قد أربحك اللّه مسيرة شهر و رجوع شهر و النفقة.

فقال له أبي: ما كان اللّه يراني، و قد نويت إليه نية أن أفسدها بقولك، فمضوا إلى عبد الرّزّاق إلى صنعاء فسمعوا منه.

قال البيهقي: يحتمل أنهم مضوا إلى صنعاء في تلك السنة، و الأشبه أن أحمد بن حنبل إنّما خرج إلى صنعاء بعد ذلك بمدة، كما روينا قبل هذا.

و أخبرنا أبو المظفّر، أنا أبو بكر، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو محمّد بن زياد، نا عبد اللّه بن محمّد بن مسلم، حدثني أبو بكر بن رجاء قال: قال لي ابن رافع:

رأيت أحمد بن حنبل بمكة بعد رجوعه من اليمن، و قد تشقّقت رجلاه، و أبلغ إليه التعب، فقال له: يا أبا عبد اللّه، ما أخلقني أن لا أرحل بعدها في حديث. قال: ثم بلغني أنه صار إلى أبي اليمان بعد اليمن.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عيسى الباقلاني - فيما قرئ عليه، و أنا حاضر - نا أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن العباس الورّاق، نا يحيى بن محمد بن صاعد، نا أبو بكر الأثرم أحمد بن محمّد بن هاني، قال: أخبرني عبد اللّه بن المبارك - و كان شيخا قديما - قال: كنت عند إسماعيل بن عليّة فتكلم إنسان بشيء فضحك بعضنا، و ثمّ أحمد بن حنبل قال: فأتينا إسماعيل بن عليّة فوجدناه غضبان فقال: أ تضحكون و عندي أحمد بن حنبل ؟ قال و نا يحيى بن محمد بن صاعد، نا أبو بكر الأثرم، أخبرني بعض من كان يطلب الحديث مع أبي عبد اللّه أحمد بن حنبل قال: ما زال أبو عبد اللّه نابيا (1) من أصحابه، و لقد كنت يوما عند إسماعيل بن عليّة فدخل أبو عبد اللّه أحمد بن حنبل و هو في أقل من ثلاثين سنة فما بقي في البيت أحد إلاّ وسّع له و قال: هاهنا هاهنا.

أخبرنا أبو المظفّر الصوفي، أنا أبو بكر الحافظ ، قال: و فيما أنبأني أبو عبد اللّه

ص: 267


1- نابيا أي مرتفعا عاليا.

الحافظ ، نا أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن عبيد اللّه الجرجاني، نا أحمد بن محمّد بن الحسن البلخي، نا العباس بن الوليد الخلاّل، نا إبراهيم بن شماس قال: سمعت وكيع بن الجرّاح، و حفص بن غياث يقولان: ما قدم الكوفة مثل ذلك الفتى - يعنيان أحمد بن حنبل-.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ (1)،نا الحسين بن محمّد، نا عمر بن الحسين القاضي، نا محمّد بن يعقوب الكرابيسي، قال: لمّا قدم أحمد بن حنبل البصرة ساء ابن (2) الشاذكوني مكانه. قال: و كأنه ذكره عند يحيى بن سعيد القطان، فقال يحيى بن سعيد: حتى أراه، فلما رأى أحمد بن حنبل قال له: ويلك يا أبا سليمان أ ما اتّقيت اللّه، تذكر حبرا من أحبار [هذه] (3) الأمة ؟ قال و نا الحسين بن محمّد [ثنا أحمد] (4) بن عمر، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، نا عبيد اللّه بن عمر الجشمي قال: قال يحيى بن سعيد القطان: ما قدم عليّ مثل أحمد بن حنبل.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا محمّد دعلج بن أحمد السّجزي، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، نا عبيد اللّه بن عمر القواريري قال: سمعت يحيى بن سعيد - هو القطان - يقول: ما قدم عليّ من بغداد أحد أحبّ إليّ من أحمد بن حنبل.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم (5) قال: و نا الحسين بن محمّد، نا أحمد بن محمّد بن عمر، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال: سمعت أبي يقول: كنت مقيما على يحيى بن سعيد القطان، ثم خرجت إلى واسط . فسأل يحيى بن سعيد عني، فقالوا:

خرج إلى واسط فقال: أي شيء يصنع بواسط؟ قالوا: مقيم على يزيد بن هارون. قال:

و أي شيء يصنع عند يزيد بن هارون ؟

ص: 268


1- حلية الأولياء 172/9.
2- في الحلية «من» تحريف.
3- زيادة عن الحلية.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن حلية الأولياء 167/9.
5- حلية الأولياء 168/9-169.

قال أبو عبد الرّحمن: يعني أبي هو أعلم منه.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، قال: و فيما قرأت بخطّ أبي بكر محمد بن جعفر غندر الحافظ ، سماعه من عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال: و نا أحمد بن سنان قال: ما رأيت يزيد بن هارون لأحد أشد تعظيما منه لأحمد بن حنبل، و كان يقعده إلى جنبه إذا حدّثنا، و مرض أحمد بن حنبل فركب إليه يزيد بن هارون و عاده.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ (1)،نا سليمان بن أحمد، نا الحسن بن علي المعمري قال: سمعت خلف بن سالم يقول: كنا في مجلس يزيد بن هارون، فمزح يزيد مع مستمليه فتنحنح أحمد بن حنبل - و كان في المجلس - فقال يزيد: من المتنحنح ؟ فقيل له: أحمد بن حنبل فضرب يزيد بيده على جنبيه و قال: أ لا أعلمتوني (2) أن أحمد هاهنا حتى لا أمزح.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا حمد بن عبد اللّه إجازة ح.

قال ابن منده: و أنا الحسين بن سلمة، أنا أبو الحسن الفأفاء.

قالا: نا عبد الرّحمن بن أبي حاتم (3)،نا أحمد بن سنان، عن عبد الرّحمن بن مهدي: أنه رأى أحمد بن حنبل أقبل إليه أو قام من عنده، فقال: هذا أعلم الناس بحديث سفيان الثوري.

أخبرنا أبو علي الحداد - في كتابه - أنا أبو نعيم الحافظ (4)،نا أبي، نا أحمد بن محمّد بن أبان، حدّثني محمّد بن يونس، حدثني محمّد بن يزيد الطحان - خادم عبد الرّحمن بن مهدي - قال: قال لي عبد الرّحمن بن مهدي: بعثت إليك فلم توجد.

قال: قلت: غدوت مع أحمد بن حنبل في حاجة له. قال: أحسنت، ما نظرت إلى هذا

ص: 269


1- حلية الأولياء 169/9.
2- الحلية: أعلمتموني.
3- الجرح و التعديل 68/1/1.
4- حلية الأولياء 169/9.

الرّجل إلاّ ذكرت (1) به سفيان الثوري.

أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه الشّيحي، أنا أبو بكر الخطيب، أخبرني عبد الملك بن عمر الرّزاز، أنا علي بن عمر الحافظ ، نا محمّد بن مخلد، نا يزيد بن الهيثم بن طهمان أبو خالد، نا محمّد بن سهل بن عسكر قال: ذكر - يعني عبد الرّزّاق - يحيى بن معين فقال: ما رأيت مثله و لا أعلم بالحديث منه من غير سرد، و أمّا علي بن المديني فحافظ سرّاد، و أمّا أحمد بن حنبل فما رأيت أفقه منه و لا أورع.

أخبرنا أبو المظفّر، أنا أبو بكر قال: و فيما أنبأني أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو بكر بن زكريا، نا أبو العبّاس محمّد بن عبد الرّحمن، نا محمّد بن مشكان قال: سمعت عبد الرّزّاق يقول: ما قدم علينا أحد كان يشبه أحمد بن حنبل.

قال: و أنا أبو عبد اللّه الحافظ - في التاريخ - قال: سمعت أبا الوليد حسان بن محمّد الفقيه يقول: سمعت الرّجل الصالح أبا جعفر بن حمدان يقول: سمعت محمّد بن يحيى يقول: قال لي عبد الرّزّاق: كان (2) أحمد بن حنبل إذا صلّى يذكّرني شمائل السّلف.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (3).

ح، و أنبأنا أبو علي الحداد.

قالا: أنا أبو نعيم الحافظ (4)،نا إبراهيم بن عبد اللّه المعدل، نا محمّد بن إسحاق الثقفي، قال: سمعت محمّد بن يونس يقول: سمعت أبا عاصم - و ذكر الفقه (5)-قال:

ليس ثمّ - يعني ببغداذ - إلاّ ذلك الرّجل - يعني أحمد بن حنبل - ما جاءنا من ثمّ يعني أحد غيره يحسن الفقه، فذكر له علي بن المديني فقال: بيده، و نفضها.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم (6)،نا الحسين بن محمّد، نا عمر بن

ص: 270


1- الحلية: تذكرت.
2- بالأصل «و كان».
3- تاريخ بغداد 419/4.
4- حلية الأولياء 167/9.
5- بالأصل «الفقيه» و المثبت عن تاريخ بغداد و حلية الأولياء.
6- حلية الأولياء 172/9.

الحسن بن علي بن الجعد قال: سمعت أحمد بن منصور يقول: قال لي أبو عاصم حين أردت أن أخرج - أو قال أودّعه - أقر (1) الرّجل الصّالح أحمد بن حنبل السلام.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (2)،حدثني أبو القاسم الأزهري، نا علي بن عمر الحافظ ، نا محمّد بن مخلد، نا أبو بكر المروذي قال: سمعت خضرا بطرسوس (3) يقول: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: سمعت يحيى بن آدم يقول: أحمد بن حنبل إمامنا.

أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (4)،أنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أنا علي بن عبد العزيز البرذعي (5)،نا عبد الرّحمن بن أبي حاتم الرازي، نا إبراهيم بن خالد الرّازي قال: سمعت محمّد بن مسلم يقول: سمعت أبا الوليد الجارودي يقول: قدم علينا الشافعي فقال (6):ما خلفت (7) بالعراق رجلين أعقل منهما:

سليمان بن داود و أحمد بن حنبل.

قال: و حدثني عبد العزيز بن علي الأزجي - بلفظه من كتابه-، أنا علي بن عبد العزيز البرذعي (8)،نا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، نا إبراهيم بن خالد الرازي قال:

سمعت محمد بن مسلم - يعني ابن و تارة - يقول: سمعت الحسن بن محمّد بن الصباح يقول: قال الشافعي: ما رأيت أعقل من رجلين: أحمد بن حنبل و سليمان بن داود الهاشمي.

أخبرنا أبو المعمر المبارك بن أحمد، أنا المبارك بن عبد الجبار، أنا علي بن عمر بن القزويني، و إبراهيم بن عمر، قالا: أنا أبو عمر محمّد بن العبّاس، نا أبو عمر اللغوي - إملاء - يعني محمّد بن عبد الواحد، نا أبو القاسم الأنماطي عثمان بن سعيد بن يسار قال: قال المزني: قال لي الشافعي: رأيت ببغداد ثلاث أعجوبات قال:

ص: 271


1- في حلية الأولياء: أقرئ.
2- تاريخ بغداد 417/4.
3- في تاريخ بغداد: خضر الطرسوسي.
4- تاريخ بغداد 31/9 في ترجمة سليمان بن داود.
5- بالأصل «البردعي» و المثبت و الضبط عن الأنساب، و هذه النسبة إلى برذعة بلدة بأقصى أذربيجان.
6- عن تاريخ بغداد و بالأصل «يقول».
7- بالأصل «خلفنا» و المثبت عن تاريخ بغداد.
8- بالأصل «البردعي» و المثبت و الضبط عن الأنساب، و هذه النسبة إلى برذعة بلدة بأقصى أذربيجان.

قلت: ما هي ؟ قال: رأيت نبطيا ينحو (1) حتى كأني أنا نبطي و هو غلامي، و رأيت أعرابيا لحانا حتى كأنه نبطي و هو غلامي، قلت: من الأول ؟ قال: الزعفراني و هو غلامي، قلت: فمن العربي القح ؟ قال: أبو ثور و هو غلامي، قلت: فما (2) الأخرى ؟ قال: رأيت ببغداد شابا أسود الرأس و اللمّة إذا قال: حدثنا حدثنا، قال الناس كلهم صدق. قلت:

من هو؟ قال: أحمد بن حنبل.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف ح.

و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو سعد الماليني.

قالا: أنا أبو أحمد بن عدي الحافظ ، نا زكريا بن يحيى التنّيسي، نا يوسف بن عبد اللّه الخوارزمي، نا حرملة قال: سمعت الشافعيّ يقول: خرجت من العراق فما خلفت بالعراق رجلا أفضل و لا أعلم و لا أتقى من أحمد بن حنبل.

و لم يقل حمزة: بالعراق.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (3)، أنا أبو القاسم السراج و هو عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد اللّه - بنيسابور - نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم، قال: سمعت أبا يعقوب الخوارزمي - ببيت المقدس - قال:

سمعت حرملة بن يحيى يقول: سمعت الشافعي يقول: خرجت من بغداد و ما خلفت بها أحدا أتقى و لا أورع و لا أفقه - أظنه قال: و لا أعلم - من أحمد بن حنبل.

أخبرناه أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك الكرماني، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب البروجردي، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف، أنا الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا العبّاس محمّد بن يعقوب يقول: سمعت يوسف بن عبد اللّه الخوارزمي ببيت المقدس يقول: سمعت حرملة بن يحيى يقول:

ص: 272


1- بالأصل «ينخو» خطأ.
2- بالأصل «فمن» و الصواب ما أثبت.
3- تاريخ بغداد 419/4.

سمعت الشافعي يقول: خرجت من بغداذ و ما خلّفت بها أفقه و لا أزهد و لا أورع و لا أعلم من أحمد بن حنبل.

رواها الدّارقطني عن أحمد بن محمّد بن أبي عثمان النيسابوري، عن الأصم.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو زكريا (1) يحيى بن إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكّي،- في آخرين - قالوا: أنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال: حدثنا ح.

و أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل بن محمّد بن (2) الحسين الفارسي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو عبد الرّحمن السّلمي، و أبو أحمد عبد اللّه بن محمّد بن الحسن المهرجاني، و أبو عثمان سعيد بن محمّد بن محمّد بن عبدان قالوا: سمعنا أبو العباس محمّد بن يعقوب يقول: سمعت يوسف بن عبد اللّه الخوارزمي - ببيت المقدس - يقول: سمعت حرملة - زاد الفارسي: بن يحيى - يقول:

سمعت الشافعي يقول: خرجت من بغداد و ما خلّفت بها أحدا أتقى و لا أورع و لا أعلم - و أظنه قال: و لا أفقه - من أحمد بن حنبل.

هذا لفظ أكثرهم و في رواية أبي عبد اللّه: و أظنه قال: و لا أعلم من أحمد بن حنبل.

و أخبرني أبو المظفّر بها - في موضع آخر - أنا أبو بكر (3)،أنا أبو سعيد محمّد بن موسى كلاهما (4) عن الأصم بمعناها ثم قال البيهقي: إنما قال هذا إمامنا أبو عبد اللّه محمّد بن إدريس الشافعي عن تجربة و معرفة منه بحال أبي عبد اللّه رحمه اللّه.

و مما نقل إلينا من وقوفه على ورعه و تقواه:

ما أخبرناه أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني نصر بن محمّد بن أحمد، أخبرني

ص: 273


1- بالأصل:«زكريا نا يحيى» و الصواب ما أثبت انظر ترجمة يحيى في سير أعلام النبلاء 295/17(179).
2- بالأصل «محمد بن محمد بن الحسين» و الصواب ما أثبت انظر سير أعلام النبلاء 93/20(53).
3- بعدها في مطبوعة ابن عساكر 236/7: البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أخبرني بها - في موضع آخر - أبو بكر.
4- بالأصل «كليهما» و الصواب ما أثبت.

محمّد بن عمرو البصري، نا محمّد بن إبراهيم بن عاصم - بسجستان - أنا أبو بكر محمّد بن يحيى - خادم المزني - نا أبو إبراهيم المزني، قال: قال الشافعي: لمّا دخلت على هارون الرّشيد قلت بعد المخاطبة: إني خلّفت اليمن ضائعة تحتاج إلى حاكم قال:

فانظر رجلا ممن يجلس إليك حتى توليه قضاءها، فلما رجع الشافعي إلى مجلسه و رأى أحمد بن حنبل من أمثلهم أقبل إليه (1) فقال: إني كلمت أمير المؤمنين أن يولي قاضيا باليمن، و إنه أمرني أن اختار رجلا ممن يختلف إليّ ، و أني قد اخترتك فتهيّأ حتى أدخلك على أمير المؤمنين يوليك قضاء اليمن، فأقبل عليه أحمد بن حنبل و قال: إنّما جئت إليك أقتبس منك العلم، تأمرني أن أدخل لهم في القضاء؟[و وبخه] (2) فاستحيا الشافعي.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ (3)،نا سليمان بن أحمد، نا محمّد بن عبدوس بن كامل، حدثني شجاع بن مخلد، قال: كنت عند أبي الوليد الطيالسي فورد عليه كتاب أحمد بن حنبل فسمعته يقول: ما بالمصرين (4)-يعني البصرة و الكوفة - أحد أحبّ إليّ من أحمد بن حنبل و لا أرفع قدرا في نفسي منه.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين و أبو نصر بن رضوان، و أبو غالب بن البنا، قالوا:

أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا محمّد بن يونس، سمعت أبا الوليد الطيالسي يقول: كنت حاضرا أحمد بن حنبل رحمه اللّه تعالى و قد اجتمع عنده شيوخ أهل البصرة: مالك بن عبد الواحد، و علي بن المديني، و يحيى بن سعيد. فأقبل أبو الوليد على علي فقال: يا أبا الحسن، لقد قام أحمد بن حنبل مقاما عرف اللّه عزّ و جلّ له. و كان يحيى بن سعيد به معجبا.

أخبرنا أبو المظفّر الصّوفي، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه الحافظ - قراءة عليه - نا علي بن عيسى الحيري (5)،نا أبو بكر الجارودي، قال: سمعت أحمد بن

ص: 274


1- في مختصر ابن منظور 243/3 «عليه».
2- سقطت من الأصل و استدركت عن مختصر ابن منظور.
3- حلية الأولياء 171/9.
4- حلية الأولياء: بالبصرتين.
5- هذه النسبة - بكسر الحاء - إلى الحيرة، موضعان: الأول بالعراق عند الكوفة، و الثاني بخراسان عند نيسابور (انظر الأنساب).

الحسن الترمذي يقول: سمعت الحسن بن الرّبيع يقول: ما شبهت أحمد بن حنبل إلاّ بابن المبارك في سمته و هيئته.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (1)، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن شجاع بن الحسن الصّوفي، أنا عمر بن جعفر بن محمّد بن سلم الختّلي (2)،نا يعقوب بن يوسف المطّوعي، نا عبد اللّه بن أحمد بن شبّويه - أبو عبد الرّحمن - قال: سمعت قتيبة يقول: لو لا الثّوري لمات الورع، و لو لا أحمد بن حنبل لأحدثوا في الدين، قلت لقتيبة: تضم (3) أحمد بن حنبل إلى أحد التّابعين ؟ فقال:

إلى كبار التابعين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف ح.

و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أحمد بن محمّد بن الخليل قالا: أنا أبو أحمد بن عدي، أنا محمّد بن يوسف الفربري، و زكريا الساجي قالا: سمعنا عبد اللّه بن أحمد بن شبّويه يقول: سمعت قتيبة يقول: لو لا أحمد بن حنبل لأدغلوا (4) في الدين. زاد الفربري قلت لقتيبة: تضم أحمد بن حنبل إلى التابعين فقال: إلى كبار التابعين.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا الحسين بن سلمة، أنا أبو الحسن الفأفاء ح. قال ابن منده: و أنا حمد بن عبد اللّه إجازة.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (5)،نا أبو بكر بن القاسم بن عطية الرازي، نا عبد اللّه بن أحمد بن شبّويه قال: سمعت قتيبة يقول: لو أدرك أحمد بن حنبل عصر الثوري و مالك

ص: 275


1- تاريخ بغداد 417/4.
2- انظر الأنساب، ثمة اختلاف في هذه النسبة و في ضبط اللفظة. و في الأنساب ذكره باسم:«أبو القاسم عمر بن جعفر بن أحمد بن سلم الختّلي».
3- عن تاريخ بغداد و بالأصل «يضم».
4- أدغل في الأمر: أدخل فيه ما يفسده و يخالفه، و الدغل: دخل في الأمر مفسد (اللسان: دغل).
5- الجرح و التعديل 68/1/1.

و الأوزاعي و الليث بن سعد لكان هو المقدم. قلت لقتيبة: تضم (1) أحمد بن حنبل إلى التابعين.

قال: إلى كبار التابعين.

و قال ابن أبي حاتم: نا أحمد بن سلمة النيسابوري قال: سمعت قتيبة بن سعيد يقول: أحمد بن حنبل إمام الدّنيا.

قال و نا أحمد بن سلمة النيسابوري، قال: ذكرت لقتيبة بن سعيد يحيى بن يحيى، و إسحاق بن راهويه و أحمد بن حنبل، فقال: أحمد بن حنبل أكبر ممّن سمّيتهم (2) كلهم.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (3)، أنا البرمكي و الأزجي، قالا: أنا علي بن عبد العزيز، نا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، نا أحمد بن سلمة النيسابوري قال: سمعت قتيبة يقول: أحمد بن حنبل، و إسحاق بن راهويه إماما الدّنيا.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم (4)،نا أبو جعفر محمّد بن عبد اللّه بن سلم القايني، قال: سمعت عبد اللّه بن أحمد (5) الزوزني يقول: سمعت محمّد بن الفضل بن العباس البلخي يقول: سمعت قتيبة بن سعيد يقول: لو أدرك أحمد بن حنبل عصر الثوري و مالك و الأوزاعي و الليث بن سعد لكان هو المقدّم.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا الأستاذ أبو عثمان الصّابوني، أنا الحاكم أبو عبد اللّه، أخبرني أبو محمّد بن زياد، قال: سمعت عبد اللّه بن محمّد بن مسلم يقول:

سمعت يحيى بن محمّد بن غالب، أبا زكريا العابد النسوي يقول: سمعت قتيبة بن سعيد الأصم (6) يقول: لا يضمّ (7) إلى أحمد بن حنبل أحد، و لو لا أحمد لمات الورع، ما

ص: 276


1- في الجرح: يضم.
2- الجرح: سميتم.
3- تاريخ بغداد 417/4.
4- حلية الأولياء 166/9.
5- بالأصل «سلم» خطأ و الصواب عن الحلية.
6- كذا بالأصل، و لم ترد في عامود نسبه، انظر تهذيب التهذيب، و سير أعلام النبلاء 13/11.
7- بالأصل «نضم» و المثبت عن مختصر ابن منظور.

أعظم منّة أحمد بن حنبل على جميع المسلمين، و ما أحقّ على كل مسلم أن يستغفر له.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنا علي بن الحسن الفقيه، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، قال: سمعت تميم بن عبد اللّه الرازي يقول: سمعت أبا زرعة يقول: سمعت قتيبة بن سعيد يقول: يموت أحمد بن حنبل فتظهر البدع، و مات الشافعي فماتت السنن، و مات سفيان الثوري فمات الورع.

أخبرنا أبو المظفّر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف بن أحمد الأصبهاني، نا أبو الطيّب المظفّر بن سهل الخليلي - بمكة - نا جعفر بن محمّد الفريابي، قال: سمعت قتيبة بن سعيد يقول: لو لا الثوري مات الورع، و لو لا أحمد بن حنبل لأحدث في الدين. فقلت: تقيس أحمد بالثوري ؟ فقال: أقيس أحمد بعلية التابعين، إن أحمد قام في الأمة مقام النبوة.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا محمّد بن الحسين بن عبد اللّه، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد (1) بن غالب قال: سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول: حدثنا أبو طالب - يعني: الحافظ - مرارا قال: سمعت أبا داود السّجستاني يقول: سمعت العباس بن عبد العظيم العنبري يقول: رأيت ثلاثة جعلتهم حجّة لي فيما بيني و بين اللّه تعالى:

أحمد بن حنبل، و زيد بن المبارك الصّنعاني، و صدقة بن الفضل.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ح.

و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (2)،أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، أنا محمّد بن نعيم الضبّي قال: سمعت أبا سعيد عمرو بن محمّد بن منصور يقول: سمعت محمّد بن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول: سمعت أبي يقول: أحمد بن حنبل حجة بين اللّه و بين عبيده في أرضه.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم الحافظ (3)،نا سليمان بن أحمد، نا محمّد بن إسحاق بن راهويه قال: سمعت أبي يقول: قال لي أحمد بن حنبل: تعال حتى أريك

ص: 277


1- بالأصل:«بن أحمد بن أحمد بن غالب» و الصواب ما أثبت انظر سير أعلام النبلاء 464/17(306).
2- تاريخ بغداد 417/4.
3- حلية الأولياء 170/9.

رجلا لم تر مثله، فذهب بي إلى الشافعي. قال محمّد بن إسحاق قال أبي: و ما رأى الشافعيّ مثل أحمد بن حنبل.

قال (1):و سمعت أبي يقول: لو لا أحمد بن حنبل، و بذل نفسه لما بذلها له لذهب الإسلام.

أخبرنا أبو الحسين بن قبيس الفقيه، نا و أبو منصور المقرئ، أنا أبو بكر الخطيب (2)،أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان الطبراني، نا محمّد بن أحمد بن البراء قال: سمعت علي بن المديني يقول: أحمد بن حنبل سيّدنا.

قال: و أنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن إبراهيم الخفاف، نا أبو الحسن علي بن أحمد الصّوفي الواسطي في مجلس ابن مالك القطيعي، قال: حدث أبو يعلى الموصلي - و أنا أسمع - قال: سمعت علي بن المديني يقول: إن اللّه أعزّ هذا الدين برجلين ليس لهما ثالث: أبو بكر الصّدّيق يوم الردّة و أحمد بن حنبل يوم المحنة (3).

أخبرنا أبو المظفّر بن أبي القاسم، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي المقرئ الأسفرايني، أنا أبو عمرو أحمد بن محمّد بن عيسى الصّفار، قال: سمعت أبا عوانة يقول: سمعت الميموني قال: قال علي بن المديني بالبصرة - قبل أن يمتحن عليّ ، و بعدها امتحن أحمد بن حنبل و ضرب و حبس و أخرج - يا ميموني: ما قام أحد في الإسلام ما قام به أحمد بن حنبل، فتعجبت من هذا عجبا شديدا، و أبو بكر الصدّيق رضي اللّه عنه قد قام في الردّة و أمر الإسلام ما قام به.

قال الميموني: و أتيت أبا عبيد القاسم بن سلاّم فتعجّبت إليه من قول علي قال:

فقال لي أبو عبيد مجيبا: إذا يخصمك (4)؟قلت: بأيّ شيء أبا عبيد؟ و ذكرت له أبا بكر قال: إن أبا بكر رضي اللّه عنه وجد أنصارا و أعوانا و إن أحمد بن حنبل لم يجد ناصرا.

و أقبل أبو عبيد يطري (5) أبا عبد اللّه و يقول: لست أعلم في الإسلام مثله.

ص: 278


1- القائل محمد بن إسحاق بن راهويه، انظر حلية الأولياء 171/9.
2- تاريخ بغداد 418/4.
3- الخبر في تاريخ بغداد 418/4.
4- بالأصل «يخصك» و المثبت عن مختصر ابن منظور 244/3.
5- عن مختصر ابن منظور و بالأصل «يطوي».

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا الحسين بن سلمة، أنا الفأفاء ح.

قال: و أنا حمد بن عبد اللّه إجازة ح.

و أنبأنا أبو علي، نا أبو نعيم (1)،نا الحسين بن محمّد، قالوا: نا أبو محمّد بن أبي حاتم (2)،نا الحسن بن الحسين الرازي (3)،قال: سمعت علي بن المديني يقول: ليس في أصحابنا أحفظ من أبي عبد اللّه أحمد بن حنبل، و بلغني أنه كان لا يحدّث إلا من كتاب و لنا فيه أسوة حسنة.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر الحافظ البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا محمّد بن صالح بن هانئ، نا يحيى بن محمّد بن يحيى، قال: سمعت علي بن المديني يقول: عهدي بأصحابنا و أحفظهم أحمد بن حنبل، فلما احتاج أن يحدّث فلا يكاد يحدّث إلاّ من كتاب.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر الحافظ [قال: أنبأني أبو عبد اللّه الحافظ ] (4)،قال: سمعت أبا عبد اللّه بن أبي ذهل يقول: سمعت أحمد بن محمّد بن سعد الفقيه يقول: سمعت محمّد بن نصر الفرّاء يقول: سمعت علي بن المديني يقول:

اتخذت أحمد بن حنبل إماما فيما بيني و بين اللّه عز و جل، و من يقوى على ما قوي عليه أبو عبد اللّه ؟ رحمه اللّه.

قال: و أنا أبو بكر، أنا أبو الحسن علي بن محمّد المقرئ، نا أبو عمرو بن عيسى الصفار، أنا أبو عوانة قال: سمعت محمّد بن علي بن داود البغدادي - بمصر - قال:

سمعت علي بن المديني يقول: إذا ابتليت بشيء فأفتاني أحمد بن حنبل لم أبالي (5) إذا لقيت ربي كيف كان.

ص: 279


1- حلية الأولياء 165/9 و اللفظ لأبي نعيم.
2- الجرح و التعديل 69/1/1.
3- في الجرح:«نا الحسين بن الحسن الرازي، سمعت» و المثبت رواية حلية الأولياء.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن مطبوعة ابن عساكر 241/7.
5- كذا بالأصل و المطبوعة، بإثبات الياء.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن المزرفي، و أبو يعقوب يوسف بن أيوب الهمذاني، قالا: نا أبو الحسين بن المهتدي قال: سمعت أبا نصر أحمد بن الحسن بن محمّد بن علي بن الشاه التميمي يقول، ح، و أخبرنا أبو محمّد السّيدي و أبو القاسم الشّحّامي، قالا: أنا أبو يعلى إسحاق بن عبد الرّحمن الصّابوني، أنا أبو طاهر أحمد بن عبد اللّه بن مهرويه الفارسي يقول: سمعت أحمد بن سعيد المعداني يقول: سمعت صعصعة بن الحسن.- زاد الفارسي الرّقّي - و قالا: يقول: سمعت أبا شعيب الحرّاني يقول: سمعت علي بن المديني يقول: قال سيّدي أحمد بن حنبل: لا تحدّث إلاّ من كتاب.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم الحافظ (1)،نا سليمان بن أحمد ح.

و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (2)،أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد الطبراني، نا محمّد بن الحسين الأنماطي قال: كنا في مجلس فيه يحيى بن معين، و أبو خيثمة زهير بن حرب و جماعة من كبار العلماء، فجعلوا يثنون على أحمد بن حنبل و يذكرون فضائله - و قال الحداد:

فضله - فقال رجل: لا تكثروا، بعض هذا القول. فقال يحيى بن معين: و كثرة الثناء على أحمد بن حنبل تستنكر (3)؟لو جلسنا (4) مجالسنا بالثناء عليه ما ذكرنا فضائله بكمالها.

أخبرنا أبو المظفّر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف الأصبهاني، أنا أبو الطّيّب المظفّر بن سهل الخليلي، نا أبو الوليد الطيالسي، قال:

سمعت يحيى بن معين يقول: كان في أحمد بن حنبل خصال ما رأيتها في عالم قطّ ، كان محدثا، و كان حافظا، و كان عالما، و كان ورعا، و كان زاهدا، و كان عاقلا.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم (5)،قال: و نا الحسين بن محمّد، نا عمر بن الحسن القاضي، نا أحمد بن القاسم بن مساور، قال: كنا عند يحيى بن معين - و عنده

ص: 280


1- حلية الأولياء 169/9.
2- تاريخ بغداد 421/4.
3- بالأصل «بكثير» و المثبت عن تاريخ بغداد، و في الحلية: يستكثر.
4- في تاريخ بغداد:«جلسنا مجلسنا» و في حلية الأولياء:«جالسنا مجالسنا».
5- حلية الأولياء 173/9-174.

مصعب الزبيري - فذكر رجل أحمد بن حنبل فأطراه و زاد، فقال له رجل: يٰا أَهْلَ الْكِتٰابِ لاٰ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ (1) فقال يحيى بن معين: كأن مدح أبي عبد اللّه غلوّ في الدّين ؟ ذكر أبي عبد اللّه من محاسن الذكر، و صاح يحيى بالرّجل.

قال (2):و نا سليمان بن أحمد، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، قال: سمعت عباس بن محمّد الدّوري يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: ما رأيت مثل أحمد بن حنبل، صحبناه (3) خمسين سنة ما افتخر علينا بشيء ممّا كان فيه من الصّلاح و الخير.

قال (4):و نا الحسين بن محمّد بن عمر، نا أبو ذرّ أحمد بن محمّد بن محمّد، قال: سمعت عباس بن محمّد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول - و ذكروا أحمد بن حنبل - فقال يحيى: أراد الناس منّا أن نكون مثل أحمد بن حنبل. لا و اللّه ما نقوى على ما يقوى عليه أحمد بن حنبل، و لا على طريقة أحمد.

أخبرنا أبو القاسم الشريف، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا الحسين بن الفهم قال: كنا عند يحيى بن معين و إذا رسول أحمد بن حنبل قد جاءه فقال له: يا أبا زكريا، أبو عبد اللّه أحمد بن حنبل يقرأ عليكم السلام، و يقول لك: بلغني أنك تقول إسماعيل بن عليّة، و كان يكره أن يقال له ابن عليّة فقال يحيى: أقره مني السّلام و قل له: قد قبلنا منك يا معلم الخير.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا الحسين بن سلمة، أنا أبو الحسين الفأفاء ح.

قال ابن منده: و أنا حمد بن عبد اللّه الأصبهاني إجازة ح.

و أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الأصبهاني الحافظ (5)،نا الحسين بن محمد قالوا: حدثنا أبو محمّد بن أبي حاتم (6)،نا

ص: 281


1- سورة النساء، الآية:171.
2- القائل أبو نعيم الأصبهاني، انظر الخبر في حلية الأولياء 181/9.
3- عن حلية الأولياء و بالأصل «صحبنا».
4- حلية الأولياء 168/9.
5- حلية الأولياء 169/9.
6- الجرح و التعديل 69/1/1.

علي بن الحسين (1) بن الجنيد قال: سمعت أبا جعفر النفيلي يقول: كان أحمد بن حنبل من أعلام الدين.

أخبرنا أبو الحسين علي بن أحمد بن منصور، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (2)،أنا حمزة بن محمّد بن طاهر الدقاق.

ح و أخبرنا أبو البركات بن المبارك الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري و ثابت بن بندار بن إبراهيم، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر بن محمّد بن السّلماسي (3)-زاد ابن الطّيّوري و ابن عمه أبو نصر محمّد بن الحسن (4) بن محمد-.

قالوا: حدثنا الوليد بن بكر، نا علي بن أحمد (5) الخصيب، نا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد اللّه (6) بن صالح العجلي، حدثني أبي قال: و أحمد بن حنبل - يكنى أبا عبد اللّه، سدوسي من أنفسهم، بصري من أهل خراسان. ولد ببغداد و نشأ بها. ثقة ثبت في الحديث، نزه النفس، فقيه في الحديث، متّبع (7) يتبع الآثار، صاحب سنة و خير (8).

أخبرنا أبو الحسن الفقيه، نا و أبو منصور المقرئ، أنا أبو بكر الخطيب، قال (9):حدّثت عن عبد العزيز بن جعفر، نا أبو بكر الخلاّل، نا المروذي قال:

حضرت أبا ثور - و قد سئل عن مسألة - فقال: قال أبو عبد اللّه أحمد بن حنبل شيخنا و إمامنا فيها كذا و كذا.

ص: 282


1- في حلية الأولياء:«علي بن الجنيد» و المثبت يوافق الجرح و التعديل.
2- تاريخ بغداد 414/4.
3- بالأصل «السلامي» خطأ، و الصواب ما أثبت انظر الأنساب، و ترجم له ترجمة قصيرة. و هذه النسبة إلى سلماس و هي من بلاد أذربيجان على مرحلة من خوى.
4- بالأصل «الحسين» و الصواب عن الأنساب (السلماسي).
5- في تاريخ بغداد: أحمد بن الخصيب الهاشمي.
6- بالأصل «عبيد اللّه» و الصواب عن تاريخ بغداد.
7- في تاريخ بغداد: منبغ تبع للآثار.
8- عن تاريخ بغداد و بالأصل «و خبر».
9- تاريخ بغداد 417/4.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ (1)،نا سليمان بن أحمد، نا الحسين بن محمّد بن حاتم بن عبيد، حدثني مهنا بن يحيى الشامي قال: ما رأيت أحدا أجمع لكل خير من أحمد بن حنبل و لقد (2) رأيت سفيان بن عيينة، و وكيعا، و عبد الرزّاق، و بقية بن الوليد، و ضمرة بن ربيعة، و كثيرا من العلماء فما رأيت مثل أحمد بن حنبل في علمه و فقهه و زهده و ورعه.

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين عن (3) عبدان عن محمّد بن علي بن أحمد السّلمي، أنا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرّحمن، أنا أبو محمّد الحسن بن أحمد المخلدي، أنا عبد اللّه بن محمّد بن مسلم الأسفرايني، نا عباس بن الوليد بن مزيد، نا الحارث بن عباس قال: قلت لأبي مسهر: هل تعلم أن أحدا (4) بقي يحفظ .

ح و أخبرني أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد الرّحمن السلمي،- إجازة - أنا محمّد بن محمّد بن داود السجزي، نا عبد الرّحمن بن أبي (5)حاتم، نا العباس بن الوليد بن مزيد، حدثني الحارث بن العباس قال: قلت لأبي مسهر: هل تعرف أحدا يحفظ على هذه الأمة أمر دينها؟ قال: لا أعلمه إلاّ شاب في ناحية المشرق - يعني: أحمد بن حنبل-.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم الأصبهاني (6)،نا محمّد بن إبراهيم، نا أبو بكر بن ماهان، نا علي بن طاهر، نا أبو عثمان الرّقي، عن الهيثم بن جميل، قال:

أحسب هذا الفتى - يعني أحمد بن حنبل-.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الأصبهاني، نا محمّد بن إبراهيم، نا أبو بكر بن ماهان، نا علي بن أبي طاهر، نا أبو عثمان الرّقي، عن الهيثم بن جميل، قال:

أحسب هذا الفتى - يعني أحمد بن حنبل - إن عاش سيكون حجّة على أهل زمانه (7).

ص: 283


1- حلية الأولياء 165/9.
2- في الحلية: و رأيت.
3- بالأصل «بن» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر تذكرة الحفاظ .
4- عن مختصر ابن منظور 245/3 و بالأصل: أحمد.
5- الجرح و التعديل 68/1/1.
6- حلية الأولياء 172/9.
7- كذا ورد الخبر بالأصل مكررا، في الرواية الأولى جاء مبتورا، و تاما في الثانية كرواية حلية الأولياء.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد، أخبرني أبو محمّد بن زياد، نا عبد اللّه بن محمّد الأسفرايني قال: سمعت عبد اللّه بن بشر الطالقاني يقول: سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول: قال الهيثم بن جميل: سمعت شريك بن عبد اللّه يقول: لم يزل لكل قوم حجّة لأهل زمانه، و إن فضيل بن عياض حجة لأهل زمانه. قال أحمد بن أبي الحواري: فقام فتى من مجلس الهيثم، فلما توارى قال الهيثم: إن عاش هذا الفتى يكون حجّة لأهل زمانه. قلت لأحمد بن أبي الحواري: من ذاك الفتى ؟ قال: أحمد بن حنبل.

قال أبو بكر: و رواه غيره عن أحمد بن أبي الحواري، عن أبي عثمان الرّقّي، عن الهيثم بن جميل.

أنبأنا أبو علي، أنا أبو نعيم (1) قال: و نا أبي، نا أحمد بن محمّد بن عمر، حدّثني نصر بن خزيمة، نا محمّد بن مخلد، نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن داود بن سيار قال:

حدث يوسف بن مسلم قال: حدّث هيثم بن جميل بحديث عن هشيم فوهم فيه، فقيل له: خالفوك في هذا، قال: من خالفني ؟ قالوا: أحمد بن حنبل قال: وددت أن (2) نقص من عمري و زاد (3) في عمر أحمد بن حنبل.

قال (4):و نا سليمان بن أحمد، نا محمّد بن جعفر بن سفيان الرّقّي، نا أبو الحسن (5) عبد الملك بن عبد الحميد الميموني ح.

و أخبرنا أبو المظفّر، أنا أبو بكر، أنا أبو الحسن علي بن محمّد المقرئ، أنا أبو عمرو الصفّار، نا أبو عوانة، قال: سمعت أبا الحسن عبد الملك بن عبد الحميد بن ميمون بن مهران الرّقّي قال: قال:- زاد أبو عوانة لي و قالا:- أبو عبيد القاسم بن سلاّم: جالست أبا يوسف - زاد ابن سفيان: القاضي و قالا - و محمّد بن الحسن، و أكثر

ص: 284


1- حلية الأولياء 172/9.
2- حلية الأولياء: أنه لو نقص.
3- حلية الأولياء: و زيد.
4- حلية الأولياء 166/9.
5- في الحلية:«أبو الحسن عن عبد الملك» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر سير أعلام النبلاء 89/13(50).

علمي (1) و قال أبو عوانة: و حسبته - قال: و يحيى بن سعيد، و عبد الرّحمن بن مهدي قال: فما هبت أحدا في مسألة ما هبت أحمد بن حنبل - زاد أبو عوانة قال: و قال لي أبو عبيد: و قد دخلت على أبي عبد اللّه أحمد بن حنبل السّجن، فسألني رجل عن مسألة فما أجبته من هيبته.

أخبرنا أبو المعالي الفارسي، أنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (2).

قالا: أنا أبو سعد الماليني.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف.

قالا: أنا أبو أحمد بن عدي، نا أحمد بن محمّد بن سعيد، نا عبد اللّه بن أسامة الكلبي، نا عبد اللّه بن أبي زياد، عن أبي عبيد القاسم بن سلاّم قال: انتهى الحديث إلى أربعة: إلى أبي بكر بن أبي شيبة، و أحمد بن حنبل، و يحيى بن معين، و علي بن المديني. فأبو بكر أسردهم له، و أحمد أفقههم، و يحيى بن معين أجمعهم له، و علي أعلمهم.

أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه الشّيحي، أنا أبو بكر الخطيب (3)،أنا أبو بكر البرقاني، حدثني محمّد بن أحمد بن محمّد الآدمي، نا محمّد بن علي الإيادي، نا أبو يحيى الساجي، نا أبو أسامة عبد اللّه بن أسامة الكلبي، حدثني عبد اللّه بن أبي زياد القطواني، قال: سمعت أبا عبيد القاسم بن سلاّم يقول: انتهى العلم - يعني علم الحديث - إلى أحمد بن حنبل، و علي بن عبد اللّه، و يحيى بن معين، و أبي بكر بن أبي شيبة [فكان أحمد أفقههم به، و كان علي أعلمهم به، و كان يحيى بن معين أجمعهم له،

ص: 285


1- في الحلية: عليّ .
2- تاريخ بغداد 69/10 في ترجمة أبي بكر بن أبي شيبة.
3- تاريخ بغداد 42/9 في ترجمة سليمان بن داود الشاذكوني.

و كان أبو بكر بن أبي شيبة] (1) أحفظهم له.

قال أبو يحيى: وهم أبو عبيد و أخطأ، أحفظهم له: سليمان بن داود الشاذكوني.

أخبرنا أبو الفرج غيث بن علي الخطيب - قراءة - أنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ بقراءتي. أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان، أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد اللّه - إجازة - أنا الحسن بن عبد الوهّاب - إجازة - نا أبو عبد اللّه بن حبيب، نا أبو بكر الأثرم، قال: قلت يوما - و نحن عند أبي عبيد - في مسألة، فقال بعض من حضر: من قال هذا؟ قال: قلت: من ليس في شرق أو (2) غرب أكبر (3) منه: أحمد بن حنبل. قال أبو عبيد: صدق.

أخبرني أبو المظفّر، أنا أبو بكر، أنبأني أبو عبد اللّه الحافظ ، حدثني أبو بكر محمد بن العباس المستملي ببغداذ، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا أبو بكر الأثرم قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول في مسألة: كلّمت فيها يحيى بن آدم فقلت كذا، فبقي متحيرا.

قال أبو بكر الأثرم و قلت يوما - و نحن عند أبي عبيد - في مسألة، فقال بعض من حضره: من قال هذا؟ فقلت: من ليس في شرق الأرض و لا غربها أكبر (4) منه أحمد بن حنبل، فقال أبو عبيد: صدق.

أخبرني أبو المظفّر، أنا أبو بكر، أنبأني أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني إسماعيل بن أحمد، نا أبو نعيم، نا محمّد بن إسحاق الصغاني، قال: قال لي أبو عبيد:

أفقههم في الحديث أحمد بن حنبل، و أعرفهم بمعرفة الرجال و خطأ الحديث يحيى بن معين.

أخبرني أبو المظفّر، أنا أبو بكر، أنا محمّد بن عبد اللّه، أخبرني أبو محمّد بن زياد العدل، نا عبد اللّه بن محمّد بن مسلم، نا داود بن الحسين بن عقيل - يعني البيهقي - نا علي بن خشرم قال: سئل بشر بن الحارث عن أحمد بن حنبل بعد المحنة،

ص: 286


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن تاريخ بغداد.
2- في مطبوعة ابن عساكر 247/7 و لا غرب.
3- بالأصل «أكثر».
4- بالأصل «أكثر».

قال: ابن حنبل أدخل الكير فخرج ذهبه أحمر.

أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس، نا علي بن عمر بن محمّد بن الحسن القزويني،- إملاء - قال: قرأت على يوسف بن عمر قلت: حدّثكم أبو الفضل أحمد النيسابوري الصّوفي - إملاء من لفظه - نا أحمد بن عبد الرّحمن الكيساني (1)،نا علي بن خشرم قال: سمعت بشر بن الحارث - رحمه اللّه - و سئل عن أحمد بن حنبل فقال: أنا أسأل عن أحمد رحمة اللّه عليه ؟ إن ابن حنبل أدخل الكير فخرج ذهبا أحمر.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا محمّد بن عبد اللّه بن الحسين العلاف،- إملاء - نا محمّد بن يوسف بن عيسى الطباع أبو بكر قال: سمعت أبا عبد اللّه النينوي و كان سعيد يقول: قلت لبشر بن الحارث أ لا صنعت كما صنع أحمد بن حنبل ؟ فقال: تريد مني مرتبة النبيين ؟ لا يقوى بدني على هذا، حفظ اللّه أحمد من بين يديه و من خلفه، و من فوقه و من أسفل منه، و عن يمينه و عن شماله.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه، نا و أبو منصور محمّد بن عبد الملك المقرئ، أنا أبو بكر الخطيب (2)،أنا أبو نعيم (3) الحافظ ، نا سليمان بن أحمد الطّبراني، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدثني أبو يوسف يعقوب بن إسماعيل بن حمّاد بن زيد، حدثني نصر بن علي قال: قال عبد اللّه بن داود الخريبي: كان الأوزاعي أفضل أهل زمانه، و كان بعده أبو إسحاق الفزاري أفضل أهل زمانه. قال نصر بن علي:

و أنا أقول: كان أحمد بن حنبل أفضل أهل زمانه.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (4)،

ص: 287


1- كذا بالأصل و ورد في ترجمة علي بن خشرم في تهذيب التهذيب فيمن روى عنه: أحمد بن عبد الرحمن بن بشار النسائي.
2- تاريخ بغداد 417/4.
3- حلية الأولياء 167/9، المصدران لفظهما سواء.
4- تاريخ بغداد 418/4.

قال: و أخبرني البرقاني، أنا محمّد بن العباس الخزاز (1)،نا جعفر بن محمّد الصّيدلي قال: سمعت خطاب بن بشر يذكر عن عبد الوهاب - يعني الورّاق - قال لما قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«فردّوه إلى عالمه» رددناه إلى أحمد بن حنبل و كان أعلم أهل زمانه[1278].

قال (2):و أخبرني عبد الغفار المؤدب، نا عمر بن أحمد الواعظ ، حدثني محمّد بن إبراهيم الحربي، نا محمّد بن علي بن شعيب قال: سمعت أبي يقول: كان أحمد بن حنبل بالذي (3) قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«كائن في أمتي ما كان في بني إسرائيل، حتّى إنّ المنشار ليوضع على فرق (4) رأسه ما يصرفه ذلك عن دينه» و لو لا أحمد بن حنبل قام بهذا الشأن لكان عارا علينا إلى يوم القيامة. أن قوما سبكوا فلم يخرج منهم أحد[1279].

أخبرنا أبو المظفّر الصّوفي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال:

سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن العباس الضبّي يقول: سمعت أبا إسحاق سعيد يقول:

سمعت أبا جعفر الشامي يقول: سمعت علي بن خلف يقول: سمعت الحميدي يقول:

ما دمت بالحجاز و أحمد بن حنبل بالعراق، و إسحاق بن إبراهيم بخراسان، لا يغلبنا أحد.

قال و أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا الطّيّب محمّد بن محمد بن عبد اللّه بن المبارك يقول: سمعت محمّد بن محمّد بن رجاء يقول: قال لي عباس النرسي: كنا نقول: بخراسان صدقة بن الفضل، و بالعراق أحمد بن حنبل.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ (5)،نا أبي، نا أبو الحسن بن أبان، نا محمّد بن أحمد بن [الحبر] (6) المروزي، قال: سمعت إبراهيم بن منة السّمرقندي، يقول: سألت أبا محمّد عبد اللّه بن عبد الرّحمن الدارمي، عن أحمد بن حنبل؛ قلت:

هو إمام ؟ قال: إي و اللّه و كما يكون الإمام. إن أحمد بن حنبل أخذ بقلوب الناس، إن

ص: 288


1- بالأصل «الخراز» و المثبت عن تاريخ بغداد.
2- القائل أبو بكر الخطيب، انظر تاريخ بغداد 418/4.
3- عن تاريخ بغداد و بالأصل «الذي».
4- بالأصل «فوق» و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- حلية الأولياء 176/9.
6- زيادة عن حلية الأولياء.

أحمد صبر على الفقر سبعين سنة.

أخبرنا أبو الحسن (1) الفقيه، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (2)،أنا علي بن محمّد بن الحسن المالكي، نا عمر بن أحمد بن هارون المقرئ ح.

و أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ (3)،نا عمر بن أحمد بن عثمان.

قالا: نا عبد اللّه بن محمّد بن زياد، نا محمّد بن الحسين بن أبي الحنين (4)، قال: سمعت إسماعيل بن (5) خليل يقول: لو كان أحمد في بني إسرائيل لكان آية.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف ح.

و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو سعد الصّوفي.

قالا: أنا أبو أحمد بن عدي، نا عمر بن محمّد بن عيسى السّذّابي (6)،نا عمر بن حبش، قال: سمعت عبيد بن محمّد يقول: سمعت محمّد بن الحسين الجويني يقول:

سمعت إسماعيل بن الخليل يقول: لو كان أحمد بن حنبل في بني إسرائيل لكان آية - و قال حمزة: كان - عجبا. كذا قال؛ و إنما هو الحنيني (7).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (8)، قال: سمعت أبا الحسن محمّد بن أحمد بن رزق يقول: سمعت القاضي أبا بكر بن

ص: 289


1- بالأصل «أبو الحسين» و الصواب ما أثبت «أبو الحسن» قياسا إلى سند مماثل، و قد مرّ كثيرا.
2- تاريخ بغداد 418/4.
3- حلية الأولياء 166/9.
4- بالأصل و حلية الأولياء «الحسين» و الصواب عن تاريخ بغداد.
5- حلية الأولياء: سعيد بن خليل الخزاز، و المثبت كرواية تاريخ بغداد.
6- بالأصل «السذاني» و الصواب عن الأنساب، و هذه النسبة إلى السذاب و هو نوع من البقول، و ترجم له ترجمة قصيرة.
7- إعجامها غير واضح بالأصل و المثبت عن الأنساب، و هو أبو جعفر محمد بن الحسين بن موسى بن أبي الحنين الكوفي الخزاز الحنيني، و هذه النسبة إلى:«حنين أو أبي الحنين» اسم جدّ.
8- تاريخ بغداد 31/5 في ترجمة أحمد بن محمد بن الشاه بن جرير.

كامل يقول: سمعت أبا العباس بن الشاه (1)-و هو أحمد بن محمّد بن الشاه بن جرير - يقول: سمعت حجاج بن الشاعر يقول: ما رأت عيناي روحا في جسد أفضل من أحمد بن حنبل.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم (2)،نا أبي، نا أبو الحسن بن أبان، نا أبو عمارة - في مجلس الكديمي - نا أبو يحيى الناقد قال: سمعت حجاج بن الشاعر يقول:

ما كنت أحبّ أن أقتل في سبيل اللّه و لم أصلّ على أحمد بن حنبل.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (3)، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، أنا محمّد بن نعيم الضبّي.

ح و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا الفضل محمّد بن إبراهيم بن الفضل يقول: سمعت أحمد بن سلمة يقول: سمعت أحمد بن سعيد الدّارمي يقول: ما رأيت أسود الرأس أحفظ لحديث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - زاد ابن يعقوب: و لا أعلم بفقهه و معانيه و قالا:- من أبي عبد اللّه أحمد بن حنبل.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا حمد بن عبد اللّه إجازة.

ح قال ابن منده: و أنا الحسين بن سلمة، أنا الفأفاء.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (4)،نا يعقوب بن إسحاق قال: سمعت محمّد بن يحيى النيسابوري يقول: إمامنا أحمد بن حنبل (5).

أخبرني أبو المظفّر، أنا أبو بكر، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا سعيد يقول: سمعت زنجويه يقول: سمعت أبا عمرو المستملي يقول: سمعت محمّد بن يحيى يقول: قد جعلت أحمد بن حنبل إماما فيما بيني و بين ربي عزّ و جل.

ص: 290


1- بالأصل: الساعد و الصواب «الشاه» كما أثبت عن تاريخ بغداد.
2- حلية الأولياء 173/9.
3- تاريخ بغداد 419/4.
4- الجرح و التعديل 69/1/1.
5- بالأصل:«أحمد بن حنبل إمامنا» و المثبت عبارة الجرح و التعديل.

قال أبو عبد اللّه، و أخبرني أبو الطاهر الجويني قال: سمعت أبا بكر محمّد بن محمّد بن رجاء يقول: ما رأيت مثل أحمد بن حنبل و لا رأيت من رأى مثله.

حدّثنا أبو القاسم بن الحصين - إملاء و قراءة - أنا أبو طالب بن غيلان، نا أبو إسحاق المزكّي - إملاء - قال: سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه مستملي محمّد بن إسحاق بن خزيمة قال: سمعت محمّد بن إسحاق بن خزيمة يقول:

سمعت محمّد بن سختويه (1) البردعي - سكن عسقلان - يقول: سمعت أبا عمير بن النحاس عيسى بن محمّد بن عيسى - و ذكر عنده أحمد بن حنبل - فقال: رحمه اللّه، عن الدنيا ما كان أصبره، و بالماضين ما كان أشبهه، و بالصّالحين ما كان ألحقه، عرضت له الدنيا فأباها، و البدع فنفاها.

أخبرني أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، قال: و فيما أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ - إجازة - قال: سمعت أبا بكر محمّد بن عبد اللّه بن الشخير - ببغداد - يقول: سمعت أبا بكر بن أبي داود يقول: سمعت أبي يقول: أحمد بن حنبل مقدّم على كل من حمل بيده قلما و محبرة - يعني - في عصره.

قال: و سمعت أبا عبد اللّه محمد بن العباس بن الشهيد يقول: سمعت الحسن بن علي الأصبهاني يقول: سمعت أبا داود سليمان بن الأشعث السجستاني يقول: كانت في (2) مجالسة أحمد بن حنبل مجالسة الآخرة، لا يذكر فيها شيء من أمر الدنيا، ما رأيت أحمد بن حنبل ذكر الدنيا قط .

أنبأنا أبو علي المقرئ، أنا أبو نعيم الأصبهاني (3)،نا سليمان بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد القاضي، قال: سمعت أبا داود السجستاني يقول: لقيت مائتين من مشايخ العلم فما رأيت مثل أحمد بن حنبل، لم يكن يخوض في شيء ممّا يخوض فيه الناس من أمر الدنيا، فإذا ذكر العلم تكلم.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (4)،

ص: 291


1- ضبطت عن تبصير المنتبه 807/2.
2- سقطت من مختصر ابن منظور 246/3.
3- حلية الأولياء 164/9.
4- تاريخ بغداد 416/4.

أنا أبو بكر البرقاني، أنا محمّد بن العباس الخزّاز (1).

ح و أنبأنا أبو علي المقرئ، أنا أبو نعيم الأصبهاني (2) الحافظ ، نا محمّد بن الفتح و عمر بن أحمد قالا: سمعنا.- و في رواية الخطيب نا - عبد اللّه بن محمّد بن زياد (3) قال: سمعت إبراهيم الحربي يقول:- زاد الخطيب: أنا أقول - و قالا: سعيد بن المسيّب في زمانه، و سفيان الثوري في زمانه، و أحمد بن حنبل في زمانه.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الأصبهاني، أنا محمّد بن الحسين الكاتب، و أحمد بن محمود الثقفي، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن محمّد بن إبراهيم الواصلي، أنا محمّد بن إبراهيم البوشنجي، نا أحمد بن حنبل؛ فإنّ ذكره يملأ الفم و يذرف العين.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا الحسين بن سلمة، أنا الفأفاء.

قال ابن منده: و أنا حمد إجازة.

ح و أنبأنا أبو علي بن المقرئ، أنا أبو نعيم (4)،نا الحسين بن محمّد.

قالوا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (5)،قال: سمعت أبا زرعة يقول: لم أزل أسمع (6) الناس يذكرون أحمد بن حنبل و يقدّمونه على يحيى بن معين و أبي خيثمة.

زاد الخلاّل قال: و سمعت أبا زرعة يقول: ما رأيت أحدا أجمع من أحمد بن حنبل. قيل له: إسحاق بن راهويه ؟ فقال: أحمد بن حنبل أكبر من إسحاق بن راهويه.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ (7)،نا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر،

ص: 292


1- بالأصل «الخزار» و المثبت عن تاريخ بغداد.
2- حلية الأولياء 166/9.
3- زيد في تاريخ بغداد: النيسابوري.
4- حلية الأولياء 168/9.
5- الجرح و التعديل 69/1/1.
6- كذا بالأصل و الجرح و التعديل، و في الحلية: لم أزل أرى.
7- حلية الأولياء 164/9.

نا إسحاق بن أحمد، قال: سمعت أبا زرعة يقول: ما رأيت مثل أحمد بن حنبل في فنون العلم، و ما قام أحد مثل ما قام أحمد به.

قال: و نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الكريم قال: سمعت أبا زرعة يقول: ما رأت عيني مثله (1).

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري ثم أخبرني أخوه أبو المظفّر قالا: أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني [عبد اللّه بن محمّد بن علي، نا] (2)عبد اللّه بن محمّد بن مسلم، قال: سمعت أبا محمّد بن أبي حاتم يقول: سمعت أبا زرعة يقول:- زاد أبو نصر: اختيار أحمد بن حنبل و إسحاق بن إبراهيم أحبّ إليّ من قول الشافعي. و اتفقا فقالا:- ما أعرف في أصحابنا أسود الرأس أفقه من أحمد بن حنبل. فقيل له: فإسحاق ؟ قال: حسبك بأبي يعقوب فقيها.

أخبرنا أبو عبد لله الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا الحسين بن سلمة، أنا أبو الحسن الفأفاء. قال: و أنا حمد إجازة؛ أنا ابن أبي حاتم (3) قال: سألت (4) أبي عن أحمد بن حنبل فقال: هو إمام و حجّة.

أخبرنا أبو سعد عطاء بن أبي الفضل بن أبي سعيد المعلم - بهراة-، أنا أبو إسماعيل عبد اللّه بن محمّد بن علي الأنصاري، أخبرني أبو حاتم أحمد بن الحسن البزار الفقيه البستي - بالري - قال: سمعت الإمام الحسين بن علي بن جعفر الأصبهاني الحنبلي - بالري - يقول: سمعت أحمد بن محمّد بن سليل التميمي الرازي ورّاق عبد الرّحمن بن أبي حاتم يقول: سمعت ابن أبي حاتم يقول: سمعت أبي يقول: إذا رأيتم الرّجل يحب أحمد بن حنبل فاعلموا أنّه صاحب سنّة.

ص: 293


1- في حلية الأولياء 164/9 «ما رأت عيناي مثل أحمد بن حنبل». و العبارة في مختصر ابن منظور 246/3 و مطبوعة ابن عساكر 253/7 عن أبي زرعة: ما رأت عيني مثل أحمد بن حنبل فقيل له (في المطبوعة: فقلت له): في العلم ؟ فقال: في العلم، و الزهد، و الفقه، و المعرفة، و كل خير، ما رأت عيني مثله.
2- سقطت من الأصل، و الزيادة عن مطبوعة ابن عساكر 253/7.
3- الجرح و التعديل 70/1/1.
4- في الجرح: سئل.

قال ابن أبي حاتم: و سمعت أبا جعفر محمّد بن هارون المخرّمي الفلاّس (1)يقول: إذا رأيت الرّجل يقع في أحمد بن حنبل فاعلم أنه مبتدع.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (2)، أنا أبو نعيم الحافظ (3)،نا سليمان بن أحمد بن أيّوب الطبراني، نا إدريس بن عبد الكريم المقرئ قال: رأيت علماءنا مثل الهيثم بن خارجة، و مصعب الزبيري، و يحيى بن معين، و أبي بكر بن أبي شيبة، و عثمان بن أبي شيبة، و عبد الأعلى بن حمّاد النرسي، و محمّد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، و علي بن المديني، و عبيد اللّه بن عمر القواريري، و أبي خيثمة زهير بن حرب، و أبي معمر القطيعي، و محمّد بن جعفر الوركاني، و أحمد بن محمّد بن أيّوب صاحب المغازي، و محمّد بن بكار بن الريان، و عمرو (4) بن محمّد الناقد، و يحيى بن أيّوب المقابري (5) العابد، و شريح (6) بن يونس، و خلف بن هشام البزار (7)،و أبي الرّبيع الزهراني (8)،فيمن لا أحصيهم من أهل العلم و الفقه، يعظمون أحمد بن حنبل و يجلونه و يوقرونه و يبجلونه و يقصدونه بالسّلام عليه.

أخبرنا أبو منصور محمّد بن عبد الملك بن خيرون، أنا و أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الخطيب (9)،أنا أبو الوليد الدّربندي، نا محمّد بن أحمد بن محمّد بن سليمان الحافظ ، نا أبو بكر محمّد بن حفص بن أسلم، نا أبو الحسين محمّد بن طالب بن علي النسفي، قال: سمعت صالح بن محمّد يقول:

ص: 294


1- بالأصل «القلاس» و الصواب الفلاس بالفاء، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 327/12 (محمد بن أحمد بن هارون أبو جعفر).
2- حلية الأولياء 171/9.
3- تاريخ بغداد 416/4.
4- عن حلية الأولياء و بالأصل و تاريخ بغداد «عمر».
5- بالأصل «المنابري» و الصواب عن تاريخ بغداد و الحلية.
6- كذا بالأصل و حلية الأولياء و تاريخ بغداد و هو خطأ، و الصواب «سريج» كما في ترجمته (تقريب التهذيب).
7- بالأصل «و البزار» و المثبت يوافق الحلية و تاريخ بغداد.
8- بالأصل «الزاهراني» و المثبت عن تاريخ بغداد و الحلية.
9- تاريخ بغداد 464/11 في ترجمة علي بن عبد اللّه المديني.

أعلم (1) أن من أدركت بالحديث و علله ابن المديني (2)،علي، و أفقههم في الحديث أحمد بن حنبل: و أمهرهم بالحديث سليمان الشاذكوني.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف.

ح و أخبرنا أبو المظفّر، أنا أبو بكر، أنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن الخليل الماليني.

قالا: أنا أبو أحمد بن عدي، نا عبد اللّه بن خيرون (3) بن محمّد بن عبد العزيز، نا أحمد بن حنبل إمام الدنيا.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (4)، أنا البرمكي و الأزجي قالا: أنا علي بن عبد العزيز، نا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، نا أحمد بن سلمة النيسابوري، قال: سمعت إسحاق - يعني ابن راهويه - يقول: كنت أجالس بالعراق أحمد بن حنبل، و يحيى بن معين، و أصحابنا، فكنا نتذاكر الحديث من طريق و طريقين و ثلاثة، فيقول يحيى بن معين من بينهم: و طريق كذا، فأقول: أ ليس قد صحّ هذا بإجماعنا؟ فيقولون: نعم، فأقول: ما مراده ؟ ما تفسيره ؟ ما فقهه ؟ فيقفون (5)كلهم إلاّ أحمد بن حنبل.

أخبرني أبو المظفّر، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه، أخبرني أبو محمّد بن زياد، نا عبد اللّه بن محمّد بن مسلم، نا أحمد بن سلمة، قال: سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول: كنت ألتقي بالعراق مع يحيى بن معين و خلف و أصحابنا، و كنا نتذاكر بالحديث من طريقين و ثلاثة، ثم يقول يحيى بن معين: و طريق كذا، و طريق كذا. فأقول لهم: أ ليس قد صحّ بإجماعنا؟ فيقولون: نعم، فأقول: ما تفسيره ؟ ما مراده ؟ ما فقهه ؟ فيقولون كلهم إلاّ أحمد بن حنبل، فإنه يتكلم بكلام له قوي.

ص: 295


1- ليست في تاريخ بغداد.
2- في تاريخ بغداد: علي بن المديني.
3- كذا في عامود نسبه «بن خيرون» و هي مقحمة، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 440/14.
4- تاريخ بغداد 419/4.
5- عن تاريخ بغداد و بالأصل «فيبقون».

أخبرني أبو الحسن، نا و أبو منصور، أنا أبو بكر الخطيب (1)،قال: و أخبرني إبراهيم بن عمر الفقيه، نا عبيد اللّه بن محمّد بن محمّد بن حمدان العكبري، نا أبو حفص عمر بن محمّد بن رجاء قال: سمعت عبد اللّه بن أحمد بن حنبل يقول: سمعت أبا زرعة الرازي يقول: كان أحمد بن حنبل يحفظ ألف ألف حديث، فقيل له: و ما يدريك ؟ قال: ذاكرته فأخذت عليه الأبواب.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو طاهر الحسين بن سلمة، أنا أبو الحسن الفأفاء.

ح. قال ابن منده: و أنا حمد بن عبد اللّه - إجازة-.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (2)،نا صالح بن أحمد بن حنبل، قال: سمعت أبي يقول:

مات هشيم و أنا ابن عشرين سنة، و أنا أحفظ ما سمعت منه. و لقد جاء إنسان إلى باب ابن عليّة و معه كتب هشيم فجعل يلقيها عليّ و أنا أقول: إسناد هذا كذا، فجاء المعيطيّ - و كان يحفظ - فقلت له: أجبه، فبقي، و لقد عرفت من حديثه ما لم أسمع.

أخبرنا أبو سعد محمّد بن محمّد بن المظفّر (3)،و أبو علي الحداد، و أبو القاسم غانم بن محمّد بن عبيد اللّه - إجازة - ثم أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد المروزي - بمرو، قراءة - أنا أبو علي الحداد، قالوا: أنا أبو نعيم الحافظ (4)،نا سليمان بن أحمد، نا موسى بن هارون، نا نوح بن حبيب القومسي (5)،قال: رأيت أبا عبد اللّه أحمد بن حنبل في مسجد الخيف سنة ثمان و تسعين و مائة، مستندا إلى المنارة، و جاءه أصحاب الحديث و هو مستند، فجعل يعلّمهم الفقه و الحديث، و يفتي الناس في المناسك.

ص: 296


1- تاريخ بغداد 419/4.
2- الجرح و التعديل 68/1/1.
3- كذا، و في المطبوعة: أبو سعد محمد بن محمد بن محمد بن المطرّز، و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 254/19(157) و فيها: محمد بن محمد بن أحمد بن سنده أبو سعد المطرز الأصبهاني.
4- حلية الأولياء 163/9.
5- هذه النسبة إلى قومس على طريق خراسان بين بسطام و سمنان، و المشهور بهذه النسبة نوح بن حبيب القوسي (الأنساب) و جاء في حلية الأولياء النرسي، خطأ.

أخبرنا أبو المظفّر القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا العباس أحمد بن هارون الفقيه يقول: سمعت عبد اللّه بن أحمد بن حنبل يحكي عن أبيه - و ذكر الشافعي رحمه اللّه عنده - فقال: ما استفاد منا أكثر ممّا استفدنا منه.

قال عبد اللّه: كل شيء في كتاب الشافعي:«أنا الثقة»، فهو عن أبي.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إدريس، أخبرني عبد اللّه بن أحمد بن حنبل - فيما كتب إليّ - قال: و سمعت أبي يقول - يعني أحمد بن حنبل - و ذكر الشافعي - فقال: ما استفاد منّا أكثر ممّا استفدنا منه.

قال عبد اللّه: كل شيء في كتب الشافعي: حدثني الثقة، عن هشيم و عن غيره، فهو أبي.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم (1)،نا أبي، نا أحمد بن محمّد بن عمر، قال:

سمعت أبا عبد الرّحمن عبد اللّه بن أحمد يقول: حضر قوم من أصحاب الحديث في مجلس أبي عاصم الضحّاك بن مخلد فقال لهم: أ لا تتفقهون و ليس فيكم فقيه ؟ فجعل يذمّهم، فقالوا: فينا رجل، فقال: من هو؟ فقالوا: الساعة يجيء، فلمّا جاء أبي قالوا:

قد جاء، فنظر إليه فقال له: تقدّم، فقال: أكره أن أتخطّى الناس، فقال أبو عاصم: هذا من فقهه واحد (2)،فقال: وسّعوا له، فوسعوا، فدخل فأجلسه بين يديه، فألقى عليه (3)مسألة فأجاب، و ألقى ثانية فأجاب، و ثالثة فأجاب، و مسائل فأجاب. فقال أبو عاصم:

هذا من دوابّ البحر ليس من دوابّ البر، و من دوابّ البرّ ليس من دوابّ البحر.

أخبرني أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أخبرني أبو علي عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد بن فضالة الحافظ النيسابوري - بالريّ -، نا إبراهيم بن أحمد المستملي - ببلخ - قال: سمعت عبد الرّحمن بن محمّد بن إبراهيم

ص: 297


1- حلية الأولياء 165/9.
2- بالأصل «و أخذ» و في حلية الأولياء «و أخذه» و المثبت عن مطبوعة ابن عساكر 257/7.
3- في حلية الأولياء: إليه.

الحداني البلخي يقول: سمعت قتّاب بن حفص يقول: سمعت حمدان بن سهل يقول:

ما رأيت أعلم من أحمد بن حنبل.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أحمد بن سلمان الفقيه - ببغداد - نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال: سمعت أبي يقول: حججت خمس حجج؛ منها: اثنتين راكبا و ثلاثة (1)ماشيا، أو ثلاثا راكبا و اثنتين ماشيا، فضللت الطريق في حجة و كنت ماشيا فجعلت أقول: يا عباد اللّه دلّوني على الطريق. قال: فلم أزل أقول ذلك حتى وقفت على الطريق. أو كما قال أبي.

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، أنا أبو نعيم (2)،نا سليمان بن أحمد قال:

سمعت عبد اللّه بن أحمد بن حنبل يقول: كنت جالسا عند أبي - رحمه اللّه - يوما فنظر إلى رجليّ و هما لينتان ليس فيهما شقاق فقال لي: ما هذه الرجلان لم لا (3) تمشي حافيا حتى تصير (4) رجلاك خشنتين ؟ قال عبد اللّه: و خرج إلى طرسوس ماشيا على قدميه.

قال عبد اللّه: و كان أبي أصبر الناس على الوحدة، لم يره أحد إلاّ في مسجد، أو حضور جنازة أو عيادة مريض، و كان يكره المشي في الأسواق.

قال (5):و نا أبي، نا أحمد بن محمّد بن عمر، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، قال: خرج أبي إلى طرسوس ماشيا، و خرج إلى اليمن ماشيا، و حجّ خمس حجج: ثلاثا منها ماشيا، و لا يمكن لأحد أن يقول: رأى أبي في هذه النواحي يوما إلاّ إذا خرج إلى الجمعة (6).و كان يخرج إلى ذا ساعة و ذا ساعة.

ص: 298


1- كذا بالأصل:«و ثلاثة» و قد وردت العبارة منصوبة و الصواب: منها اثنتان راكبا و ثلاث ماشيا أو ثلاث راكبا و اثنتان ماشيا.
2- حلية الأولياء 184/9.
3- بالأصل:«لو لم» و المثبت عن حلية الأولياء.
4- بالأصل «يصير» و المثبت عن الحلية، و فيها: رجلين بدل رجلاك.
5- حلية الأولياء 183/9.
6- بعدها في الحلية: و كان أصبر الناس على الوحدة، و بشر رحمه اللّه - فيما كان فيه - لم يكن يصبر على الوحدة.

أخبرني أبو المظفّر الصّوفي، أنا أبو بكر البيهقي، قال: و فيما أنبأني أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو محمّد الحليمي (1)-بمرو - قال: سمعت أبا الموجّه يقول: أخبرني علي بن محمّد بن بدر قال: صلّيت يوم الجمعة فإذا أحمد بن حنبل يقرب (2) مني، فقام سائل فسأل، فأعطاه أحمد قطعة. فلما فرغوا من الصّلاة قام رجل إلى ذلك السّائل فقال: أعطني تلك القطعة، فأبى قال: أعطني و أعطيك درهما، فلم يفعل. فما زال يزيده حتى بلغ خمسين درهما. فقال: لا أفعل فإني لأرجو من بركة هذه القطعة ما ترجوه أنت.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن محمّد بن المجلي، أنا أبو بكر الخطيب، حدثني الحسن بن أبي طالب - لفظا - نا محمّد بن العبّاس بن حيّويه، نا أبو الحسين العبّاس بن العباس بن المغيرة، نا عباس الدوري، نا علي بن أبي فزارة (3)،حدثتني أمّي و أفلجت و أقعدت من رجليها دهرا، فقالت لي يوما: يا بني لو أتيت هذا الرّجل أحمد بن حنبل فسألته أن يدعو اللّه لي. قال: فعبرت إلى أحمد بن حنبل، فدققت عليه الباب و كان في الدهليز فقال: من هذا؟ قلت له: يا أبا عبد اللّه رجل من إخوانك قال: و ما حاجتك ؟ قلت: إن أمّي مريضة قد أقعدت من رجليها و هي تسألك أن تدعو اللّه لها. قال: فجعل يقول: يا هذا فمن يدعو لنا نحن ؟ يا هذا من يدعو لنا نحن ؟ فقال ذلك مرارا، فكأني استحييت فمضيت و قلت: سلام عليكم. فخرجت عجوز من منزله، فقالت: إني قد رأيته يحرك شفتيه بشيء، و أرجو أن يكون يدعو اللّه لك. قال: فرجعت إلى أمّي فدققت الباب فقالت: من هذا؟ فقلت: أنا علي، فقامت إليّ ففتحت الباب فقلت: لا إله إلاّ اللّه إيش القصة ؟ فقالت: لا أدري إلاّ أني قد قمت على رجليّ ، فتعجبت من ذلك و حمدت اللّه عز و جل؛ و ذلك مسافة الطريق.

أنبأنا أبو علي المقرئ، أنا أحمد بن عبد اللّه الحافظ ، قال (4):و نا سليمان بن أحمد، نا الهيثم بن خلف الدوري، نا العباس بن محمّد الدوري، حدثني علي بن أبي

ص: 299


1- هو الحسن بن محمد بن حليم بن إبراهيم بن ميمون الصائغ، الحليمي المروزي، نسب إلى جده حليم (الأنساب: الحليمي).
2- في مختصر ابن منظور 247/3 بقرب.
3- كذا بالأصل و مختصر ابن منظور، و في الإكمال 459/2 «حزارة» و في تبصير المنتبه 437/1 حرازة.
4- حلية الأولياء لأبي نعيم 189/9.

فرازة (1)-جار لنا - قال: كانت أمي مقعدة نحو (2) من عشرين سنة فقالت لي يوما:

اذهب إلى أحمد بن حنبل فسله (3) أن يدعو اللّه لي. فسرت إليه فدققت عليه الباب - و هو في دهليزه - فلم يفتح لي، و قال: من هذا؟ فقلت: أنا رجل من أهل ذاك الجانب، سألتني أمّي، و هي زمنة مقعدة؛ أن أسألك أن تدعو اللّه لها. فسمعت كلامه كلام رجل مغضب، فقال: نحن أحوج إلى أن تدعو اللّه لنا. فوليت منصرفا، فخرجت امرأة عجوز من داره فقالت: أنت الذي كلّمت أبا عبد اللّه ؟ قلت: نعم. قالت: قد تركته يدعو اللّه لها. قال: فجئت من فوري إلى الباب فدققته، فخرجت على (4) رجليها تمشي حتى فتحت الباب، فقالت: قد وهب اللّه لي العافية.

أخبرني أبو المظفّر، أنا أبو بكر قال: و فيما أنبأني أبو عبد اللّه الحافظ ، نا علي بن حمشاذ (5) العدل، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال: كان أبي لا يفتر عن الركعات بين العشاءين و لا بعدها. في ورده من صلاة الليل و كان يسرّ القرآن، و ربما جهر به.

أنبأنا أبو علي المقرئ، أنا أبو نعيم الحافظ (6)،قال: و نا سليمان بن أحمد، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، قال: كان أبي يصلي في كل يوم و ليلة ثلاثمائة ركعة، فلما مرض من تلك الأسواط أضعفته، فكان يصلي في كل يوم و ليلة مائة و خمسين ركعة، و قد كان قرب من الثمانين.

و كان يقرأ في كل يوم سبعا، يختم في كل سبعة أيام. و كانت له ختمة في كل سبع ليال، سوى صلاة النّهار. و كان ساعة يصلّي العشاء (7) الآخرة ينام نومة خفيفة، ثم يقوم إلى الصباح يصلّي و يدعو.

ص: 300


1- كذا ورد هنا، و في الحلية:«حرارة» و انظر ما تقدم فيه قريبا.
2- الصواب «نحوا» و في حلية الأولياء:«نحو عشرين».
3- الحلية: فاسأله.
4- العبارة في حلية الأولياء: قال: فجئت من فوري إلى البيت فدققت الباب فخرجت أمي على رجليها تمشي حتى فتحت الباب.
5- بالأصل «حمشاد» و المثبت عن سير أعلام النبلاء 398/15.
6- حلية الأولياء 181/9.
7- الحلية: عشاء.

قال (1):و نا أبي، و الحسين (2) بن محمّد قالا: نا أحمد بن محمّد بن عمر قال:

سمعت عبد اللّه بن أحمد بن حنبل يقول: مكث أبي بالعسكر عند الخليفة ستة عشر يوما، و ما ذاق شيئا إلاّ مقدار ربع سويق. كل ليلة كان يشرب شربة ماء، و في كل ثلاث ليال يستفّ حفنة من السويق. فرجع إلى البيت و لم ترجع إليه نفسه إلاّ بعد ستة أشهر، و رأيت مؤقيه قد دخلا في حدقتيه.

أخبرنا أبو المظفّر، أنا أبو بكر، أنا أبو الحسين بن بشران، و أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد (3) بن عمر بن حفص المقرئ ابن الحمّامي، و أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن أبي طاهر بن البيّاضي - ببغداذ - قالوا: أنا أحمد بن سلمان، نا محمّد بن يونس، قال: سمعت سليمان بن داود يقول: حضرت أحمد بن حنبل باليمن و قد رهن سطلا (4) عنده عند فامي (5) فجاء يفتكّه فأخرج إليه سطلين و قال: خذ أيّهما سطلك.

قال: لا أدري فلم يأخذه و ترك الفكاك عليه قال سليمان فقلت للفامي: أخرجت سطلين إلى رجل من أهل الورع، و السطول تتشابه حتى شك فيه ؟ فقال: و اللّه إنه لسطله بعينه.

قال: فسمعت أحمد بن حنبل يقول له: أنت في حلّ منه و من الفكاك.

أخبرنا أبو علي المقرئ - في كتابه - أنا أبو نعيم الحافظ (6)،نا الحسين (7) بن محمّد، نا عمر بن الحسن القاضي، نا محمّد بن حاتم بن أبي قماش، قال: قال حمدان بن سنان الواسطي: قدم علينا أحمد بن حنبل و معه جماعة قال: فنفدت (8)نفقاتهم قال: فبررتهم فأخذوا (9).قال: و جاءني أحمد بن حنبل بفروة، فقال لي: قل لمن يبيع هذه فيجئني بثمنها فاتّسع به قال: فأخذت صرة دراهم فمضيت بها إليه فردّها.

ص: 301


1- حلية الأولياء 179/9.
2- عن الحلية و بالأصل «الحسن».
3- كذا بالأصل «بن محمد» في عامود نسبه، و هي مقحمة، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 402/17 (265) و لم ترد لفظة «محمد» في نسبه.
4- بالأصل «سلطا» و قد صححت بتقديم الطاء على اللام في الخبر.
5- الفامي: نسبة إلى بيع الفواكه اليابسة، و يقال لبائعها أيضا البقال (اللباب: الفامي 410/2).
6- حلية الأولياء 179/9.
7- ورد هنا في الحلية «الحسن» خطأ.
8- ما بين الرقمين في حلية الأولياء: قال: فنفدت نفقاتهم فأخذوا.
9- ما بين الرقمين في حلية الأولياء: قال: فنفدت نفقاتهم فأخذوا.

قال: فقالت امرأتي: هذا رجل صالح، لعله لم يرضها فأضعفها. قال: فأضعفتها فلم يقبل، فأخذ الفرو مني و خرج.

قال (1):و نا الحسين بن محمّد قال: سمعت شاكر بن جعفر يقول: سمعت أحمد بن محمّد القشيري (2) يقول: ذكروا أنه أتى (3) عليه - يعني أحمد بن حنبل - ثلاثة أيّام ما كان طعم فيها، فبعث إلى صديق له فاستقرض شيئا من الدقيق، فعرفوا في البيت شدة حاجته إلى (4) الطعام، فخبزوا بالعجلة فلما وضع بين يديه قال: كيف عملتم ؟ خبزتم بسرعة ؟ فقيل له: كان التنّور في دار صالح - ابنه - مسجّرا، و خبزوا بالعجلة. فقال: ارفعوا و لم يأكل، و أمر بسدّ بابه إلى دار صالح.

قال: و نا سليمان بن أحمد، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، نا علي بن الجهم بن بدر قال: كان لنا جار فأخرج إلينا كتابا فقال: أ تعرفون هذا الخط؟ قلنا: نعم، هذا خطّ أحمد بن حنبل. فقلنا له: كيف كتب ذلك ؟ قال: كنا بمكّة مقيمين عند سفيان بن عيينة، ففقدنا أحمد بن حنبل أياما لم نره، ثم جئنا إليه لنسأل عنه، فقال لنا أهل الدار التي هو فيها: هو في ذلك البيت. فجئنا إليه في ذلك البيت و الباب مردود عليه، و إذا عليه خلقان، فقلنا له: يا أبا عبد اللّه ما خبرك لم نرك منذ أيّام ؟ فقال: سرقت ثيابي، فقلت له: معي دنانير، فإن شئت خذ قرضا، و إن شئت صلة. فأبى أن يفعل، فقلت: تكتب لي بأجرة (5)؟قال: نعم فأخرجت دينارا فأبى أن يأخذه، و قال لي: اشتر لي ثوبا و اقطعه بنصفين، فأومئ أن يأتزر بنصف، و يرتدي بالنصف الآخر و قال: جئني ببقيته.

ففعلت، و جئت بورق [و كاغد] (6)،فكتب لي، فهذا خطّه.

أخبرني أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو محمّد بن زياد العدل، قال: سمعت عبد اللّه بن محمّد بن مسلم يقول:

سمعت أبا بكر محمّد بن محمّد بن رجاء بن السّندي يقول: سمعت جدي يقول: قلت

ص: 302


1- حلية الأولياء 179/9.
2- الحلية:«التستري» و في مختصر ابن منظور كالأصل.
3- في الحلية:«مرّ عليه» و بالأصل «أثنى» و المثبت عن مختصر ابن منظور 249/3.
4- عن الحلية و المختصر، و بالأصل «من».
5- كذا بالأصل و المختصر، و في الحلية 177/9 «بأخذه» خطأ.
6- زيادة عن حلية الأولياء 178/9.

لأحمد بن حنبل - و قد عقد شراك نعله شبه التصليب - يا أبا عبد اللّه إن هذا يكره. قال:

فدعا بالسّكين فقطعه، و ما قال لي: كيف ؟ و لا لم ؟ أنبأنا أبو علي الحافظ ، أنا أبو نعيم الحافظ (1)،نا أبي، نا أحمد بن محمّد بن عمر، قال: أملى عليّ عبد اللّه بن أحمد - من حفظه (2)-قال: نزلنا بمكّة دارا، و كان فيها شيخ يكنى بأبي بكر بن سماعة - و كان من أهل مكّة - قال: نزل علينا أبو عبد اللّه في هذه الدّار و أنا غلام، قال: فقالت لي أمّي: الزم هذا الرجل فأخدمه، فإنه رجل صالح.

فكنت أخدمه، و كان يخرج يطلب الحديث، فسرق متاعه و قماشه فجاء يوما فقالت له أمّي: دخل عليك السراق فسرقوا قماشك، فقال: ما فعلت الألواح ؟ فقالت له أمّي: في الطاق، و ما سأل عن شيء غيرها.

قال (3):و نا أبي، نا أحمد بن محمّد، حدثني أبو حفص عمر بن صالح الطرسوسي، قال: وقع من يدي أبي عبد اللّه أحمد بن حنبل مقراض في البئر، فجاء ساكن له فأخرجه، فلما أن أخرجه نا و له أبو عبد اللّه مقدار نصف درهم، أكثر (4) أو أقل فقال: المقراض يساوي قيراطا (5) لا آخذ شيئا فخرج. فلما أن كان بعد أيّام قال له: كم عليك من كراء الحانوت ؟ قال: كراء ثلاثة أشهر - و كراؤه في كل شهر ثلاثة دراهم - فضرب على حسابه، و قال: أنت في حلّ .

قال (6):و نا سليمان بن أحمد، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال: كتب إليّ أبو نصر الفتح بن شخرف (7) الخراساني - بخطّ يده - أنه سمع عبد بن حميد يقول: سمعت عبد الرّزّاق يقول: قدم علينا أحمد بن حنبل هاهنا فأقام سنتين إلاّ شيئا فقلت له: يا أبا عبد اللّه خذ هذا الشيء - دفعته إليه - فانتفع به، فإن أرضنا ليست بأرض متّجر و لا

ص: 303


1- حلية الأولياء 179/9.
2- في حلية الأولياء:«بن حفصة» خطأ.
3- حلية الأولياء 179/9.
4- في الحلية:«نصف درهم» أو أقل أو أكثر.
5- بالأصل:«قيراط » و المثبت عن الحلية.
6- حلية الأولياء 174/9.
7- عن حلية الأولياء و بالأصل «خرف».

مكتسب (1)،و أرانا عبد الرزّاق كفّه و مدّها فيها دنانير فقال أحمد: أنا بخير و لم يقبل مني.

قال (2):و نا أبو جعفر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد القايني قال: سمعت أبا عبد اللّه الحسين بن محمّد الجنابذي قال: سمعت عبد الرحمن بن محمّد بن إدريس يقول: سمعت أحمد بن سنان (3) الواسطي يقول: بلغني أن أحمد بن حنبل رهن نعله عند خبّاز على طعام أخذه منه عند خروجه من اليمن، و أكرى نفسه من ناس من الجمالين عند خروجه، و عرض عليه عبد الرّزّاق دراهم صالحة فلم يقبلها [منه] (4).

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، قال: و فيما أنبأني أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو الحسين محمّد بن أحمد بن تميم القنطري، نا أبو إسماعيل محمّد بن إسماعيل السّلمي قال: قال لي إسحاق بن راهويه: أخبرك عن أبي عبد اللّه بشيء: كنت أنا و هو باليمن عند عبد الرّزّاق، و كنت أنا فوق - في الغرفة - و هو أسفل، و كنت إذا جئت لموضع اشتريت جارية. فنزلت يوما فقلت: يا أبا عبد اللّه:

نحن فوق و أنت أسفل ؟ ربما تحركنا. إن رأيت أن تكون فوق و نحن أسفل ؟ فقال: لا، ذاك أرفق بي، و أنا يسرني ما أنتم فيه. فاطلعت على أن نفقته فنيت فعرضت عليه فأبى.

قلت: يا أبا عبد اللّه إن شئت قرض (5)،و إن شئت صلة فأبى، فنظرت فإذا هو ينسج التكك و يبيع و ينفق.

قال: و فيما أنبأني أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد اللّه البغدادي، نا أبو جعفر محمّد بن محمّد بن الحجاج بن رشدين بن سعد، نا محمّد بن سعيد الترمذي، قال: قدم صديق لنا من خراسان فقال: إنّي اتّخذت بضاعة، و نويت أن أجعل ربحها لأحمد بن حنبل، فخرج ربحها عشرة آلاف درهم، فأردت حملها إليه، ثم قلت: حتى أذهب إليه، فأنظر: كيف الأمر عنده ؟ فذهبت إليه فسلّمت عليه، فقلت:

فلان، فعرفه، فقلت: إنه أبضع بضاعة و جعل ربحها لك، و هو عشرة آلاف درهم.

ص: 304


1- في الحلية: مكسب.
2- حلية الأولياء 175/9.
3- الحلية:«سليمان».
4- زيادة عن الحلية.
5- كذا، و الصواب بالنصب.

فقال: جزاه اللّه عن العناية خيرا، نحن في غنى وسعة، و أبى أن يأخذها.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم (1)،نا محمّد بن جعفر، نا محمّد بن إسماعيل - يعني ابن أحمد - نا صالح بن أحمد، قال: شهدت ابن الجروي - أخا الحسن - و قد جاءه بعد المغرب، فقال: أنا رجل مشهور، و قد أتيتك في هذا الوقت، و عندي شيء قد أعددته لك، فأحبّ أن تقبله، و هو ميراث.[فلم يقبل] (2) فلم يزل به فلما أكثر عليه قام و دخل. قال صالح: فأخبرت عن الحسن قال: قال لي أخي: لما رأيت كلما ألححت عليه ازداد بعدا قلت: أخبره كم هي ؟ قلت: يا أبا عبد اللّه هي ثلاثة آلاف دينار، فقام و تركني. قال صالح و قال لي يوما: أنا إذا لم يكن عندي قطعة أفرح.

قال (3):و نا أبو أحمد الغطريفي، حدثني زكريا الساجي، حدثني محمد بن عبد الرّحمن (4) بن صالح الأزدي، حدثني إسحاق بن موسى الأنصاري قال: دفع المأمون مالا فقال: أقسمه على أصحاب الحديث، فإن فيهم ضعفا، فما بقي أحد إلا أخذ إلاّ أحمد بن حنبل فإنه أبى.

قال (5):و نا سليمان، نا محمّد بن موسى بن حمّاد البربري (6) قال: حمل إلى الحسن بن عبد العزيز الجروي ميراثه من مصر مائة ألف دينار فحمل إلى أحمد بن حنبل ثلاثة أكياس، كلّ كيس ألف دينار، فقال: يا أبا عبد اللّه هذه من ميراث حلال، فخذها فاستعن بها على عيلتك. قال: لا حاجة لي بها، أنا في كفاية، فردّها و لم يقبل منها شيئا.

قال (7):و نا الحسين بن محمد [قال: سمعت شاكر بن جعفر يقول: سمعت أبا جعفر أحمد بن محمّد] (8) التستري يقول: كان غلام من الصيارفة يختلف إلى أحمد بن

ص: 305


1- حلية الأولياء 178/9.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن الحلية.
3- حلية الأولياء 181/9.
4- في حلية الأولياء: عبد الرحيم.
5- حلية الأولياء 175/9.
6- في الحلية «اليزيدي» خطأ، و الصواب ما أثبت انظر سير أعلام النبلاء 91/14.
7- حلية الأولياء 176/9.
8- ما بين معكوفتين سقط من حلية الأولياء، و نبه مصححه إلى هذا النقص بحاشيته:«كذا في الأصل و فيه نقص في السند».

حنبل، فناوله يوما در همين فقال: اشتر بهما (1) كاغدا. فخرج الغلام و اشترى له، و جعل في جوف الكاغد خمس مائة دينار، و شدّه و أوصله في بيت أحمد. فسأل فقال:

حمل إلينا (2) من البياض ؟ فقالوا: بلى، فوضع بين يديه، فلما أن فتحه تناثر الدنانير، فردّها في مكانها، و سأل عن الغلام حتى دلّ عليه، فوضعه بين يديه. فتبعه الفتى و هو يقول الكاغد اشتريته بدراهمك، خذه. فأبى أن يأخذ الكاغد أيضا.

قال (3):و نا أبي، نا أبو الحسن بن أبان، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي قال: عرض عليّ يزيد بن هارون خمس مائة درهم، أو أكثر أو أقل، فلم أقبل منه.

و أعطى يحيى بن معين، و أبا مسلم المستملي فأخذا منه.

قال (4):و نا محمّد بن جعفر بن يوسف، نا محمّد بن إسماعيل بن أحمد، نا صالح بن أحمد بن حنبل قال: دخلت على أبي في أيّام الواثق - و اللّه يعلم في أيّ حالة نحن - و قد خرج لصلاة العصر، و كان له لبد يجلس عليه، قد أتت عليه سنون كثيرة حتى قد بلي، فإذا تحته كتاب كاغد؛ و إذا فيه:«بلغني يا أبا عبد اللّه ما أنت فيه من الضيق، و ما عليك من الدّين، و قد وجهت إليك بأربعة آلاف درهم على يدي فلان، لتقضي بها دينك و توسع بها على عيالك و ما هي من صدقة و لا زكاة، و إنّما هي ميراث ورثته من أبي». فقرأت الكتاب و وضعته فلما دخل قلت: يا أبة ما هذا الكتاب ؟ فاحمرّ وجهه.

و قال: رفعته منك. ثم قال: تذهب بجوابه فكتب إلى الرّجل:« وصل كتابك إلي، و نحن في عافية. فأمّا الدّين فإنه لرجل لا يرهقنا، و أمّا عيالنا فإنهم (5) في نعمة اللّه تعالى و الحمد للّه» فذهبت بالكتاب إلى الرّجل الذي كان أوصل كتاب الرّجل، قال: ويحك لو أن أبا عبد اللّه قبل هذا الشيء و رمى به مثلا في دجلة كان مأجورا، لأن هذا رجل لا يعرف له معروف. فلما كان بعد حين ورد كتاب الرّجل بمثل ذلك، فرد عليه الجواب بمثل ما ردّ، فلما مضت سنة أو أقل أو أكثر ذكرناها، فقال: لو كنا قبلناها كانت قد ذهبت.

ص: 306


1- عن حلية الأولياء و بالأصل «به».
2- عن حلية الأولياء و بالأصل «شيئا».
3- حلية الأولياء 177/9.
4- حلية الأولياء 178/9.
5- في حلية الأولياء: فهم.

قال (1):و نا علي بن أحمد و الحسين بن محمّد قالا: نا محمّد بن إسماعيل، نا صالح بن أحمد بن حنبل قال: قال (2) ثوران أبو محمّد لأبي: عندي خفّ أبعث به إليك. فسكت، فلمّا عاد إليه أبو محمّد قال: يا أبا محمّد لا تبعث بالخفّ (3)،فقد شغل قلبي.

قال صالح و وجه رجل من الصّين إلى جماعة من المحدّثين فيهم يحيى و غيره و وجه بقمطر إلى أبي فردّها.

أخبرنا أبو المظفّر، أنا أبو بكر، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ - في التاريخ - أخبرني أبو محمّد بن زياد، نا عبد اللّه بن محمّد الأسفرايني، قال: سمعت أبا عبد اللّه المقرئ يحكي عن ابن (4) يحيى بن يحيى أن أباه أوصى بثياب جده لأحمد بن حنبل قال: فحملت إليه ببغداذ، و دخلت عليه فأخبرته بوصية شيخي، و استأذنته في حمله إليه فقال: احمل، فحملت فلما نظر إلى الثياب قال: يا بني ليس هذا من لباسي، و لو كان من لباسي لأخذته فلم يأخذه.

قال أبو بكر: و رواه أبو أحمد الفراء، عن زكريا بن يحيى. و زاد فيه: ثم أخذ ثوبا واحدا منه و ردّ الباقي.

أنبأنا أبو علي، أنا أبو نعيم (5)،نا علي بن أحمد و الحسين [بن محمد] (6)،قالا:

نا محمّد بن إسماعيل قال: قال صالح: قال أبي: جاءني ابن يحيى بن يحيى - و ما خرج من خراسان بعد ابن المبارك رجل يشبه يحيى بن يحيى - فجاءني ابنه فقال: إن أبي أوصى بمبطّنة (7) له لك، و قال تذكرني بها فقلت: جئني بها، فجاء برزمة ثياب، فقلت:

اذهب رحمك اللّه. و قلت لأبي: بلغني أن أحمد الدورقي أعطي ألف دينار فقال: يا بني

ص: 307


1- حلية الأولياء 178/9.
2- كذا بالأصل و في الحلية: بوران.
3- في الحلية:«عندي حق... لا تبعث بالحق».
4- بالأصل «أبي» تحريف.
5- حلية الأولياء 179/9.
6- الزيادة عن حلية الأولياء.
7- في حلية الأولياء: بمنطقة.

وَ رِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَ أَبْقىٰ (1) و ذكر عنده رجل يوما فقال: يا بني الفائز من فاز غدا، و لم يكن لأحد عنده تبعة.

و ذكرت له ابن أبي شيبة (2)،و عبد الأعلى النرسي، و من قدم إلى العسكر من المحدثين فقال: إنما كانت أيّام قلائل، ثم تلاحقوا و ما تحلوا منها بكبير (3) شيء.

قال (4):و نا الحسن بن محمّد، قال: سمعت شاكر بن جعفر يقول: سمعت جعفر بن محمّد بن يعقوب يقول: جاءه يوما رسول من داره - يعني أحمد بن حنبل - يذكر له أن أبا عبد الرّحمن عليل و اشتهى الزبد، فناول رجلا من أصحابه قطعة، و قال:

اشتر له بهذا زبدا، فجاء به على ورق سلق، فلما أن نظر إليه قال: من أين هذا الورق ؟ قال: أخذته من عند البقّال، فقال: استأذنته في ذلك ؟ قال: لا، قال: ردّه.

أخبرنا أبو المظفّر، أنا أبو بكر، أنبأني محمّد بن الحسين، نا أبو العبّاس محمّد بن الحسن، نا أبو القاسم بن أبي موسى، نا محمّد بن أحمد، نا أبو يوسف يعقوب بن إسحاق قال: سمعت أحمد بن حنبل - و سئل عن التوكّل - فقال: قطع الاستشراف بالإياس من الخلق. قيل له: فما الحجة فيه ؟ قال: قول إبراهيم عليه السلام لما وضع في المنجنيق ثم طرح في النار، اعترض له جبريل عليه السلام، فقال: هل من حاجة ؟ فقال: أمّا إليك فلا، قال: فسل من لك إليه الحاجة، فقال: أحبّ الأمرين إليّ أحبّهما إليه.

أخبرنا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، أنا أبو بكر البيهقي، قال: و أنبأني أبو عبد الرّحمن السّلمي، نا أبو عبد اللّه بن حمدان، نا ابن مخلد، نا المرورّوذي قال:

سمعت أحمد بن حنبل يقول: إن لكلّ شيء كرما، و كرم القلوب الرّضا عن اللّه عزّ و جل.

قال: و أنبأني أبو عبد الرحمن السّلمي، نا القاسم بن غانم بن حموية الطويل، نا

ص: 308


1- سورة طه، الآية:131.
2- الحلية:«ابن أبي رستة» كذا.
3- في حلية الأولياء: بكثير شيء.
4- حلية الأولياء 181/9.

أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن مهران، نا أحمد بن أبي الحواري، حدثني عبيد القارئ قال: دخل رجل على أحمد بن حنبل - و يده تحت خدّه - فقال له: يا ابن أخي؛ أيش هذا الغم ؟ لأي شيء هذا الحزن ؟ قال: فرفع أحمد رأسه و قال: يا عم طوبى لمن أخمل اللّه ذكره.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد بن كادش - فيما ناولني أباه و قرأ عليّ إسناده و قال:

اروه عني - أنا أبو علي محمّد بن الحسين الجازري (1)،أنا القاضي أبو الفرج المعافا بن زكريا، نا محمّد بن العباس بن الوليد، قال: سمعت أحمد بن يحيى ثعلب يقول:

دخلت على أحمد بن حنبل فرأيت رجلا تهمّه نفسه، لا يحبّ أن تكثر عليه، كأن النيران قد سعّرت بين يديه.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، نا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو الفضل بن أبي نصر قال: سمعت علي بن أحمد بن حشيش يقول: سمعت أبا الحديد الصّوفي بمصر يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبا إبراهيم المديني (2) رحمه اللّه يقول: أحمد بن حنبل [يوم المحنة و] (3) أبو بكر يوم الردّة، و عمر يوم السقيفة، و عثمان يوم الدار، و علي يوم صفّين.

أخبرنا أبو علي المقرئ في كتابه، أنا أبو نعيم الحافظ (4)،أنا أبي و الحسين بن محمّد، قالا: نا أحمد بن محمّد بن أبان، نا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الصّوفي قال:

قال لي رجل من أهل العلم - و كان خيرا (5) فاضلا يكنى بأبي جعفر - في العشية التي دفنّ فيها أبا عبد اللّه أ تدري من دفنّا اليوم ؟ قلت: من ؟ قال: سادس خمسة، قلت: من ؟ قال: أبو بكر الصّديق و عمر بن الخطاب [و عثمان بن عفّان] (6) و علي بن أبي طالب، و عمر بن عبد العزيز و أحمد بن حنبل قال أبو العباس: فاستحسنت ذلك منه و عنى بذلك أن كل واحد في زمانه.

ص: 309


1- هذه النسبة إلى جازرة و هي قرية من أعمال نهروان بالعراق (الأنساب) و سمّاها ياقوت: جازر.
2- في مختصر ابن منظور 250/3 «المزني».
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و المختصر، و استدرك للإيضاح عن مطبوعة ابن عساكر 268/7.
4- حلية الأولياء 166/9.
5- في حلية الأولياء: حبرا.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن الحلية.

قال (1):و سمعت أبا العباس أحمد بن إبراهيم يقول: من دون أحمد، كلّهم في ميزان أحمد، كما أن الناس دون أبي بكر في ميزان أبي بكر الصّدّيق.

قال (2):و نا سليمان بن أحمد، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، قال: كتب إلي الفتح بن شخرف الخراساني بخطّ يده قال: ذكر أبو عبد اللّه أحمد بن حنبل عند الحارث بن أسد المحاسبي، قال الفتح بن شخرف فقلت للحارث: سمعت عبد الرّزّاق يقول: سمعت سفيان بن عيينة يقول: علماء الأزمنة ثلاثة: ابن عبّاس في زمانه، و الشعبي في زمانه، و الثوري في زمانه، قال الفتح: قلت أنا للحارث: و ابن حنبل في زمانه، فقال لي الحارث: أحمد بن حنبل نزل به ما لم ينزل بسفيان [الثوري] (3)و الأوزاعي.

أخبرني أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو محمّد بن زياد، نا عبد اللّه بن مسلم، حدثني أبو بكر بن رجاء قال: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: قال لي عبد اللّه بن طاهر: إني لأحبّ هذين الرّجلين، و إن كانا لا يداخلاني: يحيى بن يحيى، و أحمد بن حنبل.

قال: و أنا أبو عبد اللّه، أخبرني أبو محمّد بن زياد (4)،نا عبد اللّه بن محمّد بن زياد، قال: سمعت أبا محمّد بن الجنيد يقول: سمعت إسحاق بن إبراهيم بن راهويه يقول: سمعت الأمير عبد اللّه بن طاهر يقول: أحبّ يحيى بن يحيى و أحمد بن حنبل، و إن كانا لا يقربان السلطان، ليس لخلاف منهما و لكن لجورهم.

قال: و فيما أجاز لي أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو عبد الرّحمن السّلمي، روايته عنهما، عن الحسن بن أحمد، نا عبد اللّه بن محمّد بن مسلم، نا صالح بن أحمد بن حنبل، قال: كان أبي كتب إلى إسحاق بن راهويه، فكتب إليّ إسحاق: إن الأمير عبد اللّه بن طاهر وجّه إليّ ، فدخلت عليه و في يدي كتاب أبي عبد اللّه، فقال: ما هذا الكتاب ؟ فقلت: كتاب أحمد بن حنبل. فقال: هاته، فأخذه فقرأه، فقال: إني لأحبه،

ص: 310


1- حلية الأولياء 167/9.
2- حلية الأولياء 167/9.
3- زيادة عن الحلية للإيضاح.
4- في المطبوعة: مسلم.

و أحبّ حمزة بن هيصم البوشنجي لأنهما لا يتلطخان بأمر السّلطان. ثم قال: لست آمنك على هذا الكتاب، فأخذه فوضعه تحت مصلاّه.

فقرأت كتاب إسحاق على أبي، فأمسك عن الكتاب إليه.

أخبرني أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم القشيري، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، أنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين (1) بن محمّد بن موسى - قراءة عليه - قال: سمعت محمّد بن عبد اللّه بن شاذان يقول: سمعت أبا القاسم بن صدقة يقول: سمعت علي بن عبد العزيز الطلحي يقول: قال لي الرّبيع: إن الشافعي خرج إلى مصر و أنا معه فقال لي: يا ربيع خذ كتابي هذا، فامض به و سلمه إلى أبي عبد اللّه أحمد بن حنبل، و ائتني بالجواب. قال الرّبيع: فدخلت بغداد و معي الكتاب، فلقيت أحمد بن حنبل صلاة الصّبح، فصلّيت معه الفجر، فلما انفتل من المحراب سلّمت إليه الكتاب، و قلت له: هذا كتاب أخيك الشافعي من مصر، فقال أحمد: نظرت فيه ؟ قلت:

لا، فكسر أبو عبد اللّه الختم و قرأ الكتاب، و تغرغرت عيناه بالدموع، فقلت: إيش فيه يا أبا عبد اللّه ؟ قال: يذكر أنه رأى النبي صلى اللّه عليه و سلم في النوم، فقال له: اكتب إلى أبي عبد اللّه أحمد بن حنبل، و اقرأ عليه مني السلام، و قل: إنك ستمتحن و تدعى إلى خلق القرآن فلا تجبهم، فسيرفع اللّه لك علما إلى يوم القيامة. قال الرّبيع: فقلت: البشارة، فخلع أحد قميصيه الذي يلي جلده و دفعه إليّ ، فأخذته و خرجت إلى مصر، و أخذت جواب الكتاب فسلّمته إلى الشافعي، فقال لي الشافعي: يا ربيع إيش الذي دفع إليك ؟ قلت:

القميص الذي يلي جلده، قال الشافعي: ليس نفجعك به، و لكن بلّه و ادفع إليّ الماء حتى أشركك فيه.

حدّثناها أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد بن أحمد الحواري البيهقي الفقيه - إملاء بنيسابور - نا الإمام أبو سعيد القشيري - إملاء، و هو عبد الواحد بن عبد الكريم - أنا الحاكم أبو جعفر محمّد بن محمّد الصّفار، أنا عبد اللّه بن يوسف قال: سمعت محمّد بن عبد اللّه الرازي قال: سمعت جعفر بن محمّد المالكي يقول: قال الرّبيع بن سليمان: إن الشافعي - رحمه اللّه - خرج إلى مصر فقال لي: يا ربيع خذ كتابي هذا فامض

ص: 311


1- بالأصل «الحسن» و الصواب عن تذكرة الحفاظ .

به و سلمه إلى [أبي] (1) عبد اللّه، و ائتني بالجواب.

قال الرّبيع: فدخلت بغداد و معي الكتاب، فصادفت أحمد بن حنبل في صلاة الصّبح، فلمّا انفتل من المحراب سلّمت إليه الكتاب، و قلت له: هذا كتاب أخيك الشّافعي من مصر، فقال لي أحمد: نظرت فيه ؟ فقلت: لا، فكسر الختم و قرأ فتغرغرت عيناه، فقلت له: إيش فيه يا أبا عبد اللّه ؟ فقال: يذكر فيه أنه رأى النبيّ صلى اللّه عليه و سلم في النّوم، فقال له: اكتب إلى أبي عبد اللّه، فاقرأ عليه السّلام، و قل له: إنك ستمتحن و تدعى إلى خلق القرآن فلا تجبهم، فسيرفع اللّه لك علما إلى يوم القيامة. قال الرّبيع فقلت له:

البشارة يا أبا عبد اللّه فخلع أحد قميصيه الذي يلي جلده فأعطانيه، فأخذت الجواب و خرجت إلى مصر و سلّمت (2) إلى الشافعي فقال: إيش الذي أعطاك ؟ فقلت: قميصه، فقال الشافعي: ليس نفجعك به، و لكن بلّه، و ادفع إليّ الماء لأتبرّك به.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي، قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب قال: سمعت العباس بن محمّد الدوري يقول: سمعت أبا جعفر الأنصاري (3) يقول: لما حمل أحمد بن حنبل يراد به المأمون، اجتزت فعبرت الفرات إليه فإذا هو في الخان، فسلمت عليه، فقال: يا أبا جعفر تعنّيت فقلت: ليس هذا عناء، قال: فقلت له: يا هذا أنت اليوم رأس، و الناس يقتدون بك، فو اللّه إن أجبت إلى خلق القرآن ليجيبن بإجابتك خلق من خلق اللّه، فإن أنت لم تجب ليمتنعنّ خلق كثير من الناس؛ و مع هذا فإن الرّجل إن لم يقتلك فإنك تموت، و لا بدّ من الموت، فاتّق اللّه و لا تجبهم إلى شيء. فجعل أحمد يبكي و هو يقول: ما شاء اللّه، ما شاء اللّه.

قال: ثم قال لي أحمد: يا أبا جعفر، أعد عليّ ما قلت. قال: فأعدت عليه. قال:

فجعل يقول: ما شاء اللّه، ما شاء اللّه.

أخبرنا أبو الفرج غيث بن علي - قراءة - أنا أبو بكر الخطيب، أخبرني الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان، أنا دعلج بن أحمد - إجازة - أنا أبو بكر الشهرزوري

ص: 312


1- سقطت من الأصل.
2- كذا، و في الرواية السابقة: فسلّمته.
3- الأصل و مختصر ابن منظور 250/3 و في مطبوعة ابن عساكر 271/7 الأنباري.

-بمكّة - قال: رأيت أبا ذرّ بشهرزور، و قد قدم مع و اليها، و كان منقطعا بالبرص - يعني: و كان ممن ضرب أحمد بن حنبل بين يدي المعتصم - قال: دعينا في تلك الليلة و نحن خمسون و مائة جلاّد، فلما أمرنا بضربه كنا نغدو حتى نضربه و نمرّ، ثم يجيء الآخر على أثره، ثم يضرب.

قال: و أنا الحسن، أنا دعلج - إجازة - نا الخضر بن داود، أخبرني أبو بكر النجاحي (1) قال: لما كان في تلك الغداة التي ضرب فيها أحمد بن حنبل زلزلنا و نحن بعبادان.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني (2)،أنا رشا بن نظيف المقرئ، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان المالكي، نا عبد الرّحمن بن محمّد الحنفي قال: سمعت أبي يقول: كنت في الدّار وقت أدخل أحمد بن حنبل و غيره من العلماء، فلما أن مدّ أحمد ليضرب بالسّوط دنا منه رجل و قال له: يا أبا عبد اللّه أنا رسول خالد الحداد من الحبس، يقول لك: اثبت على ما أنت عليه، و إيّاك أن تجزع من الضّرب، و اصبر فإني قد ضربت ألف حدّ في الشيطان، و أنت تضرب في اللّه عزّ و جل.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك الأنماطي، أنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبّار الحمامي، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد العتيقي، أنا أبو العباس الوليد بن بكر بن مخلد العمري، نا أبو الحسن علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، نا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد اللّه العجلي، حدّثني أبي أبو الحسن، قال: دخلت إلى أحمد بن حنبل، و أحمد بن نوح، و هما محبوسان بصور، فسألت أحمد بن نوح كيف كان تقييده ؟- يعني أحمد - و أحمد قريب منا يستمع قال: لما امتحن أحمد جمع له كل جهمي ببغداد فقال بعضهم: إنه مشبّه، فقال إسحاق بن إبراهيم - و الي بغداذ - أ ليس يقول لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ ءٌ (3)؟قال: بلى وَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (4)قالوا: شبّه، أيّ شيء أردت بهذا؟ قال: ما أردت به شيئا، قلت كما قال القرآن، فسألوه عن حديث جامع بن شداد:«و كتب في الذكر»[1280]، فقال: كان محمّد بن عبيد يخطئ

ص: 313


1- ضبطت بفتح النون و الجيم عن الأنساب، و هذه النسبة إلى نجاح.
2- بالأصل الحسني خطأ و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
3- سورة الشورى، الآية:11.
4- سورة الشورى، الآية:11.

فيه، فقال: إن كان محمد بن عبيد يقول:«و خلق في الذكر»، ثم تركه. و سألوه عن حديث مجاهد: إِلىٰ رَبِّهٰا نٰاظِرَةٌ (1) و حديث آخر عن مجاهد قال: اختلط بأخرة. قال إسحاق: أ ليس زعمت أنه لا تحسن الكلام ؟ أراك قائما بحجتك! فطرح القيد و خلّى عنه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف.

ح، و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو سعد أحمد بن محمّد الصّوفي.

قالا: أنا أبو أحمد بن (2) عدي، نا محمّد بن عبد اللّه بن الجنيد، نا محمّد بن إسماعيل البخاري قال: قال أبو الوليد الطيالسي: لو كان الذي نزل بأحمد كان في بني إسرائيل لكان أحدوثة.

زاد حمزة: قال البخاري: سمعت بعض أصحابي يقول: قال أحمد: حملت من مرو و أمّي بي حامل.

أخبرنا أبو المظفّر، أنا أبو بكر، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم الفارسي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد اللّه الأصبهاني، نا محمّد بن سليمان الفارسي، قال: سمعت محمّد بن إسماعيل البخاري يقول: لما ضرب أحمد بن حنبل كنا بالبصرة فسمعت أبا الوليد يقول: لو كان هذا في بني إسرائيل لكان أحدوثة.

أنبأنا أبو القاسم عبد المنعم بن علي بن أحمد بن الغمر الوراق، أنا علي بن الخضر بن سليمان بن سعيد، أنا عبد الوهّاب بن جعفر بن علي، نا أبو هاشم عبد الجبّار بن عبد الصّمد بن إسماعيل المؤدب، حدثني أبو عبد اللّه الهروي، حدثني أحمد بن الحسين بن حسان العسكري قال: كنت بالبصرة و كان علي بن المديني يختفي

ص: 314


1- سورة القيامة، الآية:23 و هو يعني قول مجاهد في تفسير قوله تعالى في الآية فقد ورد في تفسير القرطبي 108/19 روي عن مجاهد أن النظر هنا انتظار ما لهم عند اللّه من ثواب، و نقل عنه قول آخر هو: تنتظر أمر ربها.
2- بالأصل: بن أبي عدي.

من أجل المحنة، و لم يكن يوصل إليه، فأخبرني الثقة من أهل الحديث، أن كتاب أحمد بن حنبل ورد عليه في تلك الأيام؛ قال: لما نظر إليه جعل يقول: بأبي بأبي تركة (1) الأنبياء، و قبّله و أحسبه وضعه على عينيه، فقال له رجل من جلسائه: يا أبا الحسن ما نشبّه أحمد بن حنبل في زماننا إلاّ بسعيد بن جبير في زمانه، فقال علي بن المديني: لا بل أحمد بن حنبل في زماننا أفضل من سعيد بن جبير في زمانه قال: فقيل له: و لم ذاك ؟ قال: لأن سعيد بن جبير كان له في زمانه نظراء قال: فقيل: و و اللّه ما يعرف لأحمد بن حنبل نظير في غربها و لا في شرقها.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو يعلى إسحاق بن عبد الرّحمن قال: سمعت الحاكم، أبا عبد اللّه الحافظ يقول.

ح و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي - قراءة عليه قال:- أنا أبو عبد اللّه الحافظ - قراءة عليه - قال: سمعت علي بن حمشاذ العدل يقول: سمعت جعفر بن محمّد بن الحسين يقول: سمعت سلمة بن شبيب يقول: كنا عند أحمد بن حنبل إذ جاءه (2) شيخ معه عكازه (3)،فسلّم و جلس فقال: من منكم أحمد؟ قال أحمد:

أنا، ما حاجتك ؟ قال: صرت - و قال البيهقي: ضربت إليك - من أربعمائة فرسخ، أريت الخضر عليه السلام في المنام، قال لي: قم و صر إلى أحمد بن حنبل، و قل له: إن ساكن العرش و الملائكة راضون عنك بما صبرت نفسك.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ (4)،نا سليمان بن أحمد، نا محمّد بن الفضل السقطي، ح قال: و نا عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن الحسن بن علي بن بحر.

قالا: نا سلمة بن شبيب، قال: كنا في أيّام المعتصم يوما جلوسا عند أحمد بن حنبل فدخل رجل فقال: من منكم أحمد بن حنبل ؟ فسكتنا فلم نقل [له] (5) شيئا، فقال أحمد: ها أنا ذا أحمد فما حاجتك ؟ قال: جئت من أربعمائة فرسخ برا و بحرا، كنت ليلة

ص: 315


1- في مطبوعة ابن عساكر 273/7 بركة.
2- عن مختصر ابن منظور 251/3.
3- الأصل و المختصر، و في المطبوعة: عكازة.
4- حلية الأولياء 188/9 باختلاف بعض الألفاظ .
5- الزيادة في المواضع الثلاثة عن حلية الأولياء.

جمعة نائما، فأتاني آت، فقال لي تعرف أحمد بن حنبل ؟ قلت: لا، قال: فأت بغداذ، و سل عنه، فإذا رأيته فقل [له] (1):إنّ الخضر يقرئك السّلام و يقول [لك] (2):إن ساكن السّماء الذي على عرشه راض عنك، و الملائكة راضون عنك بما صبرت نفسك للّه.

زاد ابن بحر في حديثه: فقال له أحمد: ما شاء اللّه، لا قوة إلاّ باللّه، أ لك حاجة غير هذا (3)؟قال: و ما جئتك إلاّ لهذا، فتركه و انصرف.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (4)، نا أبو الفتح محمّد بن أحمد بن أبي الفوارس - إملاء - نا محمّد بن العبّاس بن الخزاز (5)،نا محمّد بن حفص - أبو عبد اللّه الخصيب - نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن داود بن سيّار بن أبي عتّاب المؤدّب، نا سلمة بن شبيب، قال: كنا عند أحمد بن حنبل فجاءه رجل فدق الباب، و كنا قد دخلنا عليه خفيّا فظنّنا أنه قد غمز بنا فدق ثانية، و ثالثة، فقال أحمد: أدخل، قال:[فدخل] (6) فسلم و قال: أيكم أحمد؟ فأشار بعضنا إليه قال:

جئت من البحر من مسيرة أربعمائة فرسخ، أتاني آت في منامي فقال لي: ائت أحمد بن حنبل و سل عنه، فإنك تدلّ عليه، و قل له: إن اللّه عنك راض، و ملائكة سماواته عنك راضون، و ملائكة أرضه عنك راضون. قال: ثم خرج فما سأله عن حديث و لا مسألة.

أخبرني أبو المظفّر، أنا البيهقي، قال: و أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الأصبهاني الزاهد - إملاء - نا أبو عبد اللّه محمّد بن الحسن بن علي بن بحر البرّيّ (7) الحافظ قال: سمعت سلمة بن شبيب يقول: كنا جلوسا يوما عند أحمد بن حنبل في المسجد أيام أبي إسحاق - يريد المعتصم - فجاء رجل فسلّم ثم قال:

أيكم أحمد بن حنبل ؟ فسكتنا، فقال أحمد: أنا ما حاجتك ؟ قال: جاءني الخضر عليه السلام في ليلة جمعة فقال لي: ائت أحمد بن حنبل فاقرئه السّلام، و قل له: ساكن السّماء و الملائكة الذين في السّماء راضون عنك بما صبرت نفسك للّه، قال: قلت: لا

ص: 316


1- الزيادة في المواضع الثلاثة من حلية الأولياء.
2- الزيادة في المواضع الثلاثة من حلية الأولياء.
3- في حلية الأولياء: هذه.
4- تاريخ بغداد 421/4.
5- إعجامها غير واضح بالأصل، و المثبت عن تاريخ بغداد.
6- زيادة عن تاريخ بغداد.
7- غير واضحة بالأصل، و المثبت و الضبط عن تبصير المنتبه 139/1.

أعرفه قال: تأتي بغداذ فتسأل عنه، قال أحمد: ما شاء اللّه، ثم قام و خرجنا من المسجد، و قال للرّجل: لك حاجة ؟ قال: لا، جئت أربعمائة فرسخ، أضرب ظهرا و بطنا، كانت أمانة فأدّيتها.

قال و أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي - قراءة - أنا يوسف بن عمر القوّاس الزاهد، نا أحمد بن إسرائيل الفقيه، نا محمّد بن جمعة القهستاني (1)،نا محمّد بن عمر المكي، نا سلمة بن شبيب: فذكر الحكاية، لم يذكر أبا إسحاق، و قال فيها: قل له: إن أهل السّماء و الملائكة التي حول العرش راضون عنك بما صبرت نفسك للّه - يعني في القرآن-.

أخبرنا أبو القاسم نصر اللّه بن أحمد السوسي، أنا جدي أبو محمّد مقاتل بن مطكود، نا أبو علي الأهوازي، أنا أبو القاسم عبد الجبار بن أحمد بن عمر الطرسوسي بمصر، أنا الحسن بن إسماعيل الضرّاب، نا محمّد بن أحمد الخزاعي، حدثني أبو بكر المروزي بطرسوس قال: رأيت أحمد بن حنبل في المنام و عليه ثوبان مصقولان، و على رأسه تاج له ثمانية أركان، في كل ركن منه ياقوتة تضيء، و كذا في رجله نعل من لؤلؤ رطب، شراكها من زبرجد أخضر فقلت: يا أحمد بما ذا نلت ذا من ربك ؟ قال: بقولي القرآن كلام اللّه و ليس بمخلوق.

أخبرنا أبو المظفّر، أنا أبو بكر، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن يحيى، نا الليث بن محمّد المروزي، نا علي بن محمّد المديني، نا أحمد بن عبد اللّه صاحب أحمد قال: رأيت أحمد بن حنبل في المنام و عليه جبّتان (2)،و في رجليه نعلان شراكهما من المرجان، و على رأسه تاج مكلل بأنواع الجواهر. فقلت: يا أبا عبد اللّه ما الذي فعل اللّه بك ؟ قال: غفر لي، و توّجني و كساني و قال: يا أبا عبد اللّه إنما أعطيتك هذا بمقالتك: القرآن غير مخلوق.

كتب إليّ أبو سعد (3) محمّد بن محمّد المطرّز، و أخبرنا أبو طاهر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه السّنجي (4) عنه، أنا أبو نعيم، نا الطبراني، نا أبو بكر بن صدقة،

ص: 317


1- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى قهستان، و هي ناحية بخراسان بين هراة و نيسابور، فيما بين الجبال.
2- في المطبوعة: جبتان خضراوان.
3- بالأصل «أبو سعيد» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر سير أعلام النبلاء 254/19.
4- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى سنج قرية كبيرة من قرى مرو، على سبعة فراسخ منها.

قال: سمعت هلال بن العلاء يقول: ثنتان لو لم يكونا في الناس لاحتاج الناس إليهما:

محنة أحمد بن حنبل لولاه لصار الناس جهمية (1)،و محمّد بن إدريس الشافعي، فإنه فتح للناس الأقفال.

أخبرنا أبو الفتح عبد الوهّاب بن محمّد بن الحسين بن علي الصابوني الخفّاف، و أبو طاهر خليل بن عبد اللّه بن خليل المقرئ الضرير الجوسقي (2)،و أبو المعمر حذيفة بن سعد بن الحسين الوزان، قالوا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة، أنا القاضي أبو القاسم الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر، نا أبو بكر أحمد بن سلمان النّجّاد - إملاء - قال: سمعت هلال بن العلاء الرّقيّ يقول: منّ اللّه على هذه الأمة بأربعة في زمانهم: بأحمد بن حنبل ثبت في المحنة، و لو لا ذلك لكفر الناس. و بالشافعي تفقه بحديث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم. و بيحيى بن معين نفى الكذب عن حديث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم. و بأبي عبيد القاسم بن سلاّم فسّر الغريب من حديث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و لو لا ذلك لاقتحم الناس في الخطأ.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم (3)،نا سليمان بن أحمد، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل.

ح قال: و نا أبو محمّد بن حيان، نا إسحاق بن أحمد.

قالا: نا عبد اللّه بن أحمد بن شبّويه، نا إبراهيم بن الحارث [العبّادي - من ولد عبادة بن الصامت - قال: قيل لبشر بن الحارث (4):] لو تكلمت أيّام ضرب أحمد بن حنبل فقال بشر: تأمروني (5) أن أقوم مقام الأنبياء؟ إن أحمد بن حنبل قام مقام الأنبياء.

ص: 318


1- هذه النسبة إلى جهم بن صفوان له مذهب في الأصول ينتسب إليه خلق كثير و من قوله إنه كان يزعم أن اللّه تعالى لا يوصف بأنه شيء و لا بأنه حي عالم، و زعم أن وصفه بأنه شيء حي عالم و وصف غيره بذلك يقتضي التشبيه. لما ظهرت مقالة جهم قتله سلم بن أحوز المازني في آخر ملك بني أمية (اللباب 317/1).
2- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى جوسق، قرية من ناحية النهروان من أعمال بغداد. و ذكره السمعاني باسم: الخليل بن علي بن الخليل بن إبراهيم أبو طاهر المقرئ الضرير. ترجم له ترجمة قصيرة.
3- حلية الأولياء 170/9.
4- ما بين معكوفتين سقط من الحلية.
5- في الحلية: أ تأمروني.

قال (1):و نا عبد اللّه بن محمّد، نا إسحاق بن أحمد، قال: سمعت أبا زرعة يقول: سمعت زهير بن حرب يقول: ما رأيت مثل أحمد بن حنبل أشدّ قلبا منه أن يكون قام ذلك المقام، و يرى ما (2) يمر به من الضرب و القتل..

قال: و ما قام أحد مثل ما قام أحمد، امتحن كذا سنة، و طلب فما ثبت أحد على مثل ما ثبت عليه.

قال (3):و نا أبي، نا أبو الحسن بن أبان، قال: سمعت مقاتل بن صالح الأنماطي - صاحب الأثرم - يقول: سمعت محمّد بن مصعب العابد يقول: سوط ضرب (4) به أحمد بن حنبل في اللّه أكثر من أيام بشر بن الحارث.

قال (5):و نا سليمان بن أحمد، نا الحسين بن محمّد (6)-عبيد العجل - نا مهنى بن يحيى، قال: رأيت يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري حين أخرج أحمد بن حنبل من الحبس و هو يقبل جبهة أحمد و وجهه. و رأيت سليمان بن داود الهاشمي يقبّل جبهة أحمد بن حنبل و رأسه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو المعالي الحسن بن حمزة بن الشعيري، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا صالح بن أحمد بن حنبل قال: قلت لأبي يوما: إن فضلا (7) الأنماطي جاء إليه رجل فقال: اجعلني في حلّ فقال: لا جعلت أحدا في حلّ أبدا قال: فتبسّم فلما مضت أيام قال: يا بنيّ مررت بهذه الآية: فَمَنْ عَفٰا وَ أَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللّٰهِ (8)فنظرت في تفسيرها فإذا هو: إذا كان يوم القيامة قام مناد (9) فنادى لا يقوم إلاّ من كان

ص: 319


1- حلية الأولياء 171/9.
2- عن حلية الأولياء و بالأصل «مما».
3- حلية الأولياء 173/9.
4- الحلية:«لسوط ضرب أحمد...».
5- حلية الأولياء 171/9.
6- بالأصل:«محمد بن الحسين بن عبيد العجلي» و الصواب عن تذكرة الحفاظ 672/2 و سير أعلام النبلاء 90/14(49) و الذي في حلية الأولياء «الحسين بن محمد بن جنيد العجلي» خطأ.
7- بالأصل «فضل» و المثبت عن المختصر 252/3.
8- سورة الشورى، الآية:41.
9- عن المختصر و بالأصل «منادي» و هو جائز أيضا.

أجره على اللّه، فلا يقوم إلاّ من عفا». فجعلت الميت في حلّ من ضربه إيّاي، ثم جعل يقول: و ما على رجل لا يعذّب الله أحدا بسببه.

أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن زريق، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ (1)،أخبرني الأزهري، أنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان، نا أبو عيسى عبد الرّحمن بن زاذان بن يزيد بن مخلد البزار (2) في - قطيعة بني جدار (3)-قال:

كنت في المدينة بباب (4) خراسان، و قد صلّينا و نحن قعود، و أحمد بن حنبل حاضر، فسمعته و هو يقول: اللّهمّ من كان على هوى (5) أو على رأي هو يظن أنه على الحق فردّه إلى الحق حتى لا يضلّ من هذه الأمة أحد. اللهمّ لا تشغل قلوبنا بما تكفلت لنا به، و لا تجعلنا في رزقك خولا لغيرك، و لا تمنعنا خير ما عندك بشر ما عندنا، و لا ترانا حيث نهيتنا، و لا تفقدنا من حيث أمرتنا. أعزّنا و لا تذلّنا، أعزّنا بالطاعة و لا تذلّنا بالمعاصي.

و جاء إليه رجل فقال له شيئا لم أفهمه، فقال له: اصبر فإن النصر مع الصبر، ثم قال: سمعت عفان بن مسلم يقول: نا همام عن (6) ثابت عن أنس (7) أنه قال: و النصر مع الصبر، و الفرج مع الكرب، و إن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل الحافظ ، أنا أبو الفتح عبد الكريم بن عبد الواحد الصحّاف، أنا أبو سعيد النقاش - يعني محمّد بن علي بن عمرو - أنا يزيد بن عبد اللّه بن عبد الكبير الخطابي - برامهرمز - نا محمّد بن إبراهيم بن أبي الجحيم (8) الصيرفي، نا أبو حاتم الرازي قال: قلت لأحمد بن حنبل كيف نجوت من سيف الواثق ؟ و عصا المعتصم ؟ فقال لي: يا أبا حاتم، لو وضع الصدق على جرح برأ.

ص: 320


1- تاريخ بغداد 287/10 في ترجمة عبد الرحمن بن زاذان الرزاز.
2- في تاريخ بغداد: الرزاز.
3- عن تاريخ بغداد، و بالأصل «قطيعة بني حدان» و انظر معجم البلدان.
4- عن تاريخ بغداد، و بالأصل و المختصر 252/3 «باب».
5- الأصل و مختصر ابن منظور 252/3 و في تاريخ بغداد: هدى.
6- عن تاريخ بغداد و بالأصل «بن».
7- بعدها في تاريخ بغداد: عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.
8- ضبطت عن التاج: جحيم كأمير. بتقديم الجيم.

أخبرنا أبو المظفّر الصّوفي، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا إمام الدنيا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرّحمن، أنا أبو يعقوب [إسحاق] بن إبراهيم العدل الهروي، أنا أبو الفضل الصّوفي، نا أبو علي الحسين بن جعفر الخطيب، قال: سمعت هارون بن عبد الرّحمن يقول: سمعت تميم بن بهلول الرازي يقول: سمعت أبا زرعة يقول: قلت لأحمد بن حنبل كيف تخلّصت من سيف المعتصم و سوط الواثق ؟ فقال لي: يا أبا زرعة لو جعل الصّدق على جرح لبرأ.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (1)، أخبرني أبو القاسم الأزهري، نا محمّد بن المظفّر، نا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر القاضي القزويني - بمصر - قال: سمعت أبا بكر الصاغاني يقول: أوّل ما تبينت من إسحاق بن أبي إسرائيل أن اللّه يضعه أني سمعته يقول: هاهنا قوم قد اختصموا (2)، يدّعون أنهم سمعوا من إبراهيم بن سعد يعرّض بأحمد بن حنبل.

قال الصاغاني: فكان ذاك أن اللّه وضعه و رفع أبا عبد اللّه.

قال (3):و أنا أبو عبد الرّحمن (4) محمد بن يوسف النيسابوري، أنا محمّد بن حمزة الدّمشقي، أنا يوسف بن القاسم القاضي، قال: سمعت أبا يعلى التميمي يقول:

سمعت أحمد بن إبراهيم - يعني الدورقي-.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا جدي أبو محمّد، نا أبو علي الأهوازي، أنا أبو القاسم نصر بن أحمد، نا أبو يعلى - يعني الموصلي - قال: سمعت (5)أحمد بن إبراهيم يقول: من سمعتموه يذكر أحمد بن حنبل بسوء فاتهموه على الإسلام.

أخبرنا أبو الحسن الغساني، نا أبو منصور الخيروني، أنا الخطيب (6) قال:

و أنا الحسين بن شجاع الصّوفي، أنا عمر بن جعفر بن محمّد بن سلم، نا أحمد بن علي

ص: 321


1- تاريخ بغداد 420/4.
2- في تاريخ بغداد: اختضبوا.
3- القائل هو الخطيب، انظر تاريخ بغداد 420/4.
4- في تاريخ بغداد:«أبو عبد اللّه» تحريف انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 423/17.
5- بالأصل «نا» و الصواب ما أثبت.
6- تاريخ بغداد 420/4.

الأبّار قال: سمعت سفيان بن وكيع يقول: أحمد عندنا محنة، من عاب أحمد عندنا (1)فهو فاسق.

قال (2):و أنا عبد العزيز بن أبي الحسن القرميسيني (3)،نا أبو الفتح يوسف بن عمر بن مسرور القواس، نا أبو الحسن علي بن محمّد المطيري قال: سمعت أبا الحسن الطرخاباذي (4) الهمداني يقول: أحمد بن حنبل محنة - به يعرف المسلم من الزنديق-.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغداذي، أنا أبو القاسم طلحة بن أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن مالك القصار، أنا أبو علي الحسن بن علي بن أحمد بن سليمان بن البغداذي، نا أحمد بن محمّد بن عمر بن أبان، نا نصر بن خزيمة، حدثني أحمد بن علي الأبّار قال: سمعت سفيان بن وكيع يقول: أحمد بن حنبل محنة، من عاب أحمد فهو فاسق.

أنبأنا أبو علي المقرئ، أنا أبو نعيم الأصبهاني (5)،نا الحسين بن محمّد، نا عمر بن الحسن القاضي، نا أبو جعفر أحمد بن القاسم المقرئ، قال: سمعت الحسين الكرابيسي يقول: مثل الذين يذكرون أحمد بن حنبل مثل قوم يجيئون إلى أبي قبيس يريدون أن يهدموه بنعالهم.

أخبرني أبو المظفّر، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو أحمد بكر بن محمّد الصّيرفي - بمرو - نا أبو بكر أحمد بن جرير اللؤلؤي قال: سمعت محمّد بن فضيل البلخي يقول: كنت أتناول أحمد بن حنبل، قال فوجدت في لساني ألما، فاغتممت، ثم وضعت رأسي فنمت، فأتاني آت فقال: هذا الذي وجدت في لسانك بتناولك الرّجل الصّالح. قال: فانتبهت، فجعلت استغفر اللّه و أقول: لا أعود إلى شيء من هذا، قال: فذهب ذلك الألم.

ص: 322


1- كذا وردت العبارة بتقديم و تأخير، و عبارة تاريخ بغداد أدقّ : فهو عندنا فاسق.
2- تاريخ بغداد 420/4.
3- بالأصل «القرميسني» و الصواب ما أثبت عن تاريخ بغداد، و هذه النسبة إلى قرميسين بكسر القاف و الميم، و هي بلدة بجبال العراق على ثلاثين فرسخا من همذان عند دينور.(الأنساب).
4- هذه النسبة إلى طرخاباذ و هي قرية من قرى جرجان، و بالأصل «طرخاناباذ» و الصواب ما أثبتناه عن تاريخ بغداد و معجم البلدان.
5- حلية الأولياء 172/9.

أخبرنا أبو الحسن الفقيه، نا و أبو منصور المقرئ، أنا الخطيب (1)،حدثني الحسن بن أبي طالب، نا أحمد بن إبراهيم بن شاذان، نا محمّد بن علي المقرئ - بالدالية - أنشدنا أبو جعفر محمّد بن بدينا الموصلي [قال] (2):أنشدني ابن أعين في أحمد بن حنبل:

أضحى ابن حنبل محنة مأمونة *** و بحبّ أحمد يعرف المتنسك

و إذا رأيت لأحمد متنقصا *** فاعلم بأنّ ستوره ستهتّك

أخبرني أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنشدنا الحاكم أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه، أنشدني الشيخ الأوحد أبو زكريا يحيى بن محمّد العنبري، أنشدني الشيخ الإمام أبو عبد اللّه البوشنجي في الشيخ الإمام أبي عبد اللّه أحمد بن حنبل رحمه اللّه:

إن ابن حنبل - إن سألت - إمامنا *** و به الأئمة في الأنام تمسكوا

خلف النبيّ محمّدا بعد الألى *** كانوا الخلائف بعده فاستهلكوا

حذو الشراك على الشراك و إنما *** يحذو المثال مثاله المتمسك

أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه الشيحي، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت (3)،أنا أبو بكر أحمد بن علي بن محمّد الأصبهاني - بنيسابور - أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن يعقوب البخاري - إملاء - نا أبو النضر محمّد بن إسحاق الرشادي (4)،قال: سمعت سعيد بن مسعدة يقول: سمعت طلحة بن عبيد اللّه البغدادي - و كان يسكن مصر - يقول: وافق ركوبي ركوب أحمد بن حنبل في السفينة من غير تعبية، فكان يطيل السكوت فإذا تكلم قال: اللهمّ أمتنا على الإسلام و السّنة.

أخبرنا أبو المظفّر، أنا أبو بكر، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدثني أبو بكر محمّد بن جعفر البستي، نا الحسن بن علي بن نصر، نا الحسن بن أيّوب البغدادي،

ص: 323


1- تاريخ بغداد 420/4.
2- سقطت من الأصل و استدركت عن تاريخ بغداد.
3- تاريخ بغداد 349/9 في ترجمة طلحة بن عبيد اللّه البغدادي.
4- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى رشاد، أحد أجداد المنتسب إليه، و ترجم لأبي النضر ترجمة قصيرة.

قال: قيل لأبي عبد اللّه أحمد بن حنبل: أحياك الله يا أبا عبد اللّه، قال: على الإسلام و السنّة.

قال: و أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا بكر محمّد بن عبد اللّه بن ابنة العباس بن حمزة يقول: سمعت جدي يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول:

سبحانك، ما أغفل هذا الخلق عما أمامهم، الخائف منهم مقصّر، و الراجي منهم متوان.

قال: و فيما أنبأني أبو عبد الرّحمن السلمي، أنا أبو الفتح القواس، نا أبو جعفر الحنبلي، نا أحمد بن عبد الخالق نا المرورّوذي، قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول:

الخوف منعني عن أكل الطعام، فما اشتهيه، فإذا ذكرت الموت هان عليّ كلّ شيء.

أخبرنا أبو المظفّر الصّوفي و أبو القاسم الشّحّامي، قالا: أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن الفضل القطان، نا محمّد بن عبد اللّه بن عمرويه، قال: قال لي عبد اللّه بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن عمرويه الصّفار قال: قال لي صالح بن أحمد بن حنبل:

لما حضرت أبي الوفاة فجلست عنده و الخرقة بيدي أشدّ لحييه (1) قال: فجعل يعرق (2) و يفيق - و قال الشّحّامي: ثم يفيق - و يفتح عينيه و يقول بيده هكذا: لا بعد لا بعد لا بعد - و قال أبو المظفّر: ثلاث مرات - ففعل هذا مرة و ثانية، فلما كان في الثالثة قلت:

يا أبة أي شيء - و قال الشحامي: إيش - هذا الذي - زاد أبو المظفّر: قد - و قالا: قد لهجت (3) به في هذا الوقت تقول. و قال أبو المظفّر في هذا اليوم يعرق (4)،حتى نقول:

قد قضيت، ثم تعود فتقول: لا بعد لا بعد؟ فقال له: يا بني ما تدري ؟ فقلت: لا، فقال:

إبليس لعنه اللّه بحذائي، و قال أبو المظفّر: قائم (5) بحذائي - عاضّ على أنامله، يقول: يا أحمد، فتّني، فأقول: لا - زاد أبو المظفّر: بعد - و قالا: لا حتى أموت.

ص: 324


1- عن مختصر ابن منظور 253/3 و بالأصل «لحيته».
2- كذا بالأصل و المختصر، و في مطبوعة ابن عساكر 281/7 يغرق.
3- عن مختصر ابن منظور، و بالأصل «طبخت».
4- كذا بالأصل و المختصر، و في مطبوعة ابن عساكر 281/7 يغرق.
5- في المختصر: قائما.

رواه يوسف القواس عن ابن علم، عن صالح:

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفرّاء و أبو غالب بن البنّا، قالا: أنا أبو يعلى بن الفرّاء، أنا أبو الفتح يوسف بن عمر القوّاس - فيما أذن لنا - نا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن علم - إملاء من لفظه - قال: قال لي صالح: حضرت أبي الوفاة فجلست عنده و بيدي الخرقة لأشدّ بها لحييه (1) فجعل يعرق ثم يفيق و يفتح عينيه و يقول بيده هكذا: لا بعد لا بعد ثلاث مرات، فقلت له: يا أبة إيش هذا الذي قد لهجت به في هذا الوقت ؟ قال: يا بني ما تدري ؟ قلت: لا، قال: إبليس لعنه اللّه قائم (2) بحذائي عاضّا على أنامله يقول لي: يا أحمد فتني، فأقول: لا، حتى أموت.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا أبو محمّد الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، قال: لمّا مرض أبي و اشتد مرضه ما أنّ . فقيل له في ذلك فقال: بلغني عن طاوس أنه قال: أنين المريض شكوى للّه، قال عبد اللّه فما أنّ حتى مات. قال عبد اللّه فلمّا أن كان قرب موته بيوم أخرج من جيبه صريرة فيها مقدار درهمين فضة، فقال: كفّروا عني كفارة يمين واحدة فإني أظن أنّي حنثت في دهري مرة في يمين واحدة.

أخبرني أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحافظ ، قال:

أنبأني أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو عبد الرّحمن السلمي، و أبو بكر بن أبي القاسم - قراءة - قالوا: أنا الحسين بن محمّد، أنا عبد اللّه بن جعفر بن محمّد بن مسلم الأسفرايني، نا أبو الفضل صالح بن أحمد بن حنبل [قال:] (3).

فلما كان في أوّل شهر ربيع الأول سنة إحدى و أربعين حمّ ليلة الأربعاء، فدخلت عليه يوم الأربعاء و هو محموم يتنفس نفسا شديدا ثم أراد القيام فقال: خذ بيدي، فلمّا صار إلى الصّلاة ضعفت رجلاه حتى توكأ عليّ . ثم ذكر قصة في محي العوّاد و دخولهم (4) عليه أفواجا و خروجهم حتى أغلقوا باب الزقاق قال: و كان في خريقته

ص: 325


1- بالأصل لحيته، و الصواب ما أثبت قياسا إلى الرواية السابقة.
2- في المختصر: قائما.
3- زيادة اقتضاها السياق.
4- بالأصل «و دخولهم» و الصواب ما أثبت وفقا لعبارة مطبوعة ابن عساكر 282/7.

قطيعات، فإذا أراد الشيء أعطينا من يشتري له، فقال لي يوم الثلاثاء: انظر في خريقتي، فنظرت فإذا فيها درهم، فقال: وجّه فاشتر تمرا، و كفّر عني كفارة يمين، ففعلت و بقي من ثمن التمر ثلث درهم أو نحو ذلك، فأخبرته فقال: الحمد للّه، و قال: اقرأ عليّ الوصية، فقرأتها عليه فأقرّها على حالها.

قال أبو الفضل و كان أوصى في وصيّته:

بسم اللّه الرّحمن الرحيم هذا ما وصّى به أحمد بن محمّد بن حنبل: أنه يشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، و أن محمّدا عبده و رسوله، أرسله بِالْهُدىٰ وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (1) و أوصى من أطاعه من أهله و قرابته أن يعبدوا اللّه في العابدين، و أن يحمدوه في الحامدين، و أن ينصحوا لجماعة المسلّمين.

و أوصي أنّي قد رضيت باللّه ربّا، و بالإسلام دينا، و بمحمّد صلى اللّه عليه و سلم نبيا».

أنبأنا أبو علي المقرئ، أنا أبو نعيم (2)[حدثنا] (3) سليمان بن أحمد، نا أحمد بن علي الأبّار، قال: سمعت محمّد بن يحيى النيسابوري - حين بلغه وفاة أحمد بن حنبل - يقول: ينبغي لكلّ أهل دار ببغداد أن يقيموا على أحمد بن حنبل نياحة في دورهم.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (4)، أنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه الشافعي، نا أبو غالب ابن ابنة معاوية، نا أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن حنبل [الشيباني] (5)-و ولد سنة أربع و ستين و مائة و ضرب بالسياط في اللّه فقام مقام الصّدّيقين، في عشر الأواخر من شهر رمضان سنة عشرين و مائتين، و مات سنة إحدى و أربعين.

قال (6):و أنا محمّد بن أحمد بن رزق، أنا عثمان بن أحمد الدقاق، نا حنبل بن

ص: 326


1- سورة التوبة، الآية:34.
2- حلية الأولياء 170/9 باختلاف بعض ألفاظه.
3- سقطت من الأصل و استدركت عن حلية الأولياء.
4- تاريخ بغداد 421/4.
5- زيادة عن تاريخ بغداد.
6- تاريخ بغداد 422/4.

إسحاق، قال: و مات أبو عبد اللّه في سنة إحدى و أربعين و مائتين، في يوم الجمعة في ربيع الأوّل، و هو ابن سبع و سبعين سنة.

قال (1):و أنا محمّد بن الحسين بن الفضل القطان، أنا جعفر بن محمّد بن نصير الخالدي (2)،نا محمّد بن عبد اللّه بن سليمان الحضرمي، قال: مات أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن حنبل الشيباني لاثنتي عشرة خلت من شهر ربيع الأول سنة إحدى و أربعين و مائتين.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي محمّد عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الحسن مكّي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا أبي و أبو الحارث، قالا: نا عباس الدوري، قال: توفي أبو عبد اللّه أحمد بن حنبل ببغداذ يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة إحدى و أربعين و مائتين، و مات و له سبع و سبعون سنة و أيام.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلّمة، و أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن محمد (3) بن العلاّف، قالا: أنا أبو الحسن بن الحمّامي (4)،أنا أبو الحسن بن محمّد السّكوني، نا محمّد بن عبد اللّه الحضرمي، قال: مات أحمد بن حنبل الشيباني لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول، سنة إحدى و أربعين و مائتين.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني (5)،نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن رزقويه، أنا عثمان بن أحمد الدقاق، نا حنبل بن إسحاق قال: و مات أبو عبد اللّه سنة إحدى و أربعين و مائتين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر.

ص: 327


1- تاريخ بغداد 422/4.
2- كذا بالأصل و تاريخ بغداد هنا، و هو خطأ و صوابه «الخلدي» و قد تقدم و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 558/15 و تذكرة الحفاظ 869/3 و فيهما «الخلدي».
3- بالأصل «أحمد» و المثبت عن سير أعلام النبلاء 604/18(321).
4- انظر سير أعلام النبلاء 402/17.
5- بالأصل «الحسني» و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.

ح و نا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي.

قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، قال:

مات (1) أبو عبد اللّه سنة إحدى و أربعين و مائتين (2).

أخبرنا أبو (3) الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (4)،أنا الحسين بن علي الطناجيري، نا عمر بن أحمد الواعظ ، نا نصر بن القاسم الفرائضي قال: مات أحمد بن حنبل يوم الجمعة لثلاث عشرة بقين من ربيع الآخر سنة إحدى و أربعين و مائتين.

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، أنا أبو نعيم الحافظ (5)،نا سليمان بن أحمد قال: سمعت عبد اللّه بن أحمد بن حنبل يقول: توفي أبي رحمه اللّه يوم الجمعة ضحوة، و دفناه بعد العصر، و صلى عليه محمّد بن عبد اللّه بن طاهر، غلبنا على الصلاة عليه، و قد كنا صلّينا عليه نحن و الهاشميّون داخل الدار، لاثنتي عشرة ليلة خلت (6) من ربيع الآخر سنة إحدى و أربعين و مائتين، و كان له ثمان و سبعون سنة.

قال عبد اللّه: و خضب أبي رأسه و لحيته بالحنّاء و هو ابن ثلاث و ثلاثين سنة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، قال: سمعت عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز يقول: مات أحمد بن حنبل سنة إحدى و أربعين و مائتين.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو بكر الخطيب، أنا ابن الفضل، أنا علي بن إبراهيم المستملي، نا أبو أحمد بن فارس، نا محمّد بن إسماعيل البخاري، قال: مات أحمد بن محمّد بن حنبل سنة إحدى و أربعين و مائتين.

ص: 328


1- ما بين الرقمين كذا وردت العبارة بالأصل و مكانها في مطبوعة ابن عساكر 284/7: مات - يعني أحمد - في سنة إحدى و أربعين و مائتين، في يوم الجمعة في ربيع الأول، و هو ابن سبع و سبعين سنة.
2- ما بين الرقمين كذا وردت العبارة بالأصل و مكانها في مطبوعة ابن عساكر 284/7: مات - يعني أحمد - في سنة إحدى و أربعين و مائتين، في يوم الجمعة في ربيع الأول، و هو ابن سبع و سبعين سنة.
3- بالأصل:«أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي و أبو...» و الصواب ما أثبت قياسا إلى أسانيد مماثلة تقدمت كثيرا.
4- تاريخ بغداد 422/4.
5- حلية الأولياء 162/9.
6- سقطت اللفظة من الحلية و مطبوعة ابن عساكر 285/7.

و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور المقرئ، أنا أبو بكر الخطيب (1).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن اللاّلكائي.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، حدثني الفضل بن زياد، قال:

توفي أبو عبد اللّه يوم الجمعة (2) لثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الآخر، سنة إحدى و أربعين و مائتين، و قد أتى له سبع و سبعون سنة.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن الماوردي، أنا أبو الحسن محمّد بن علي بن أحمد السّيرافي، أنا أبو عبد اللّه أحمد بن إسحاق النهاوندي، أنا أبو الحسن أحمد بن عمران الأشناني، قال: مات أحمد بن حنبل في ربيع الآخر سنة إحدى و أربعين و مائتين.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي بن الأرمنازي (3)،أنا أبو القاسم رمضان بن علي بن عبد الساتر الزيادي، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عمر، أنا أبو عمرو عثمان بن محمّد بن أحمد السّمرقندي قال: قال أبو أميّة محمّد بن إبراهيم الطرسوسي:

مات أحمد بن حنبل بن هلال سنة اثنتين و أربعين و مائتين.

لم يتابع أبو أميّة على قوله: سنة اثنتين.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو عبد الرّحمن السّلمي، و أبو بكر بن الحسن، و أبو سعيد بن أبي عمرو قالوا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، قال: سمعت العباس بن محمّد الدوري يقول: مات أحمد بن حنبل في سنة إحدى و أربعين و مائتين، و كان بلغ من السن سبعا (4) و سبعين سنة و أياما (5)-أقل من شهر - و قال أبو عبد اللّه و السّلمي في روايتهما - و له سبع

ص: 329


1- تاريخ بغداد 422/4.
2- في مطبوعة ابن عساكر 285/7 يوم الجمعة ضحوة.
3- إعجامها غير واضح بالأصل، و المثبت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى أرمناز: قرية من قرى بلدة صور من بلاد ساحل الشام.(الأنساب) و قال ياقوت أنها بليدة قديمة قرب حلب.
4- بالأصل:«سبعة» و الصواب ما أثبت.
5- بالأصل:«و أيام» و الصواب ما أثبت.

و سبعون سنة و نحو (1) من شهر.

أخبرنا أبو حامد أحمد بن نصر بن علي بن أحمد الطوسي - بها - نا والدي أبو الفتح نصر بن علي، أنا أبو بكر الحيري، نا محمّد بن يعقوب الأصم، قال: سمعت العبّاس بن محمّد يقول: مات أحمد في سنة إحدى و أربعين و مائتين، و كان بلغ من السن سبعا و سبعين سنة و نحوا من شهر، و كان أحمد رجلا من العرب من بني ذهل بن شيبان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال: مات أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن حنبل في شهر ربيع الآخر، يوم الجمعة سنة إحدى و أربعين و مائتين.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، نا الخطيب، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن رزق، أنا أحمد بن إسحاق بن وهب البندار، نا علي بن أحمد بن النضر أبو غالب، قال: و مات أحمد بن حنبل في سنة إحدى و أربعين و مائتين.

قال (2):و أنا القاضي أبو بكر الحيري، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب الأصم، قال: سمعت العباس بن محمّد الدّوري يقول: مات أحمد بن حنبل في سنة إحدى و أربعين و مائتين (3).

قال (4):و أنا السّمسار، أنا الصفّار، نا عبد الباقي بن قانع أن أحمد بن محمّد بن حنبل مات في شهر ربيع الآخر، سنة إحدى و أربعين و مائتين.

قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي محمّد عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: و نا الشعراني - يعني الحسن بن علي - قال: قال أبو أمية: فيها - يعني [سنة] (5) اثنتين و أربعين - مات أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن حنبل بن هلال بن أسد.

أخبرني أبو المظفّر بن القشيري، أنا أحمد بن الحسين، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ،

ص: 330


1- بالأصل:«و نحوا» و الصواب ما أثبت.
2- كرر الخبر في الأصل.
3- القائل هو الخطيب.
4- كرر الخبر في الأصل.
5- زيادة اقتضاها السياق.

حدّثني أبو الحسن علي بن الحسن بن مطرّف القاضي ببغداد، نا أبو محمّد عبد اللّه بن إسحاق بن إبراهيم العدل، نا بيان (1) بن أحمد بن أبي خالد القصباني (2)،قال: حضرت الصّلاة على جنازة أحمد بن حنبل يوم الجمعة سنة إحدى و أربعين و مائتين، و كان الإمام عليه محمّد بن عبد اللّه بن طاهر. فأخرجت جنازة أحمد بن محمّد بن حنبل، فوضعت في صحراء أبي قيراط ، و كان الناس خلفه إلى عمّارة سوق الرقيق. فلما انقضت الصّلاة قال محمّد بن عبد اللّه بن طاهر: انظروا كم صلّى عليه ورائي ؟ قال: فنظروا، فكانوا ثماني مائة ألف رجل، و ستين ألف امرأة، و نظروا من صلّى في مسجد الرصافة العصر، فكانوا نيفا و عشرين ألف رجل.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ (3)،نا أبي، نا أحمد بن محمّد بن عمر، حدثني نصر بن خزيمة، قال: ذكر أن (4) مجمع بن مسلم قال: كان لي جار قتل بقزوين، فلما كان الليلة التي مات فيها أحمد بن حنبل، خرج إلينا أخوه في صبيحتها فقال: إني رأيت رؤيا عجيبة، رأيت أخي الليلة في أحسن صورة راكبا على فرس، فقلت: يا أخي، أ ليس قد قتلت فما جاء بك ؟ قال: إن اللّه عز و جل أمر الشهداء و أهل السموات أن يحضروا جنازة أحمد بن حنبل [فكنت فيمن أمر بالحضور، فأرّخنا تلك الليلة فإذا أحمد بن حنبل مات فيها] (5).

[قال: و حدثنا عبد اللّه بن محمد بن جعفر قال: قرأت على مسبّح بن حاتم العكلي، نا إبراهيم بن جعفر المروزي قال: رأيت أحمد بن حنبل] (6) في المنام يمشي

ص: 331


1- كذا بالأصل و مختصر ابن منظور 254/3 و في التبصير 103/1 بنان (بالضم و نونين) بن أحمد الواسطي عن أبي نعيم الملائي.
2- هذه النسبة إلى القصب و بيعه (الأنساب).
3- حلية الأولياء 190/9.
4- في حلية الأولياء «ابن».
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن الحلية و مختصر ابن منظور 254/3.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن الحلية 189/9، و في الحلية مسلم بدل مسبّح الصواب ما أثبت، انظر التبصير 1288/4. و قوله المروزي و مثله في المختصر، و في المطبوعة: المروذي. و الخبر مثبت في مختصر ابن منظور 254/3 نقلا عن إبراهيم بن جعفر المروزي.

مشية يختال فيها، فقلت: ما هذه المشية يا أبا عبد اللّه ؟ قال: هذه مشية الخدّام في دار السلام.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري الفرضي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر أحمد (1) بن عبيد اللّه بن الشخير الصّيرفي، نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن النحاس (2)قال: و سمعت عبد الوهّاب الورّاق يقول: ما بلغنا أنه كان للمسلمين جمع أكبر منهم على جنازة أحمد بن حنبل إلاّ جنازة في بني إسرائيل. قال أبو بكر بن الروّاس (3):

فحدّثت أبا جعفر بن فرّوخ - صاحب التفسير - بقول عبد الوهّاب فقال: صدق عبد الوهّاب، هذه جنازة كانت في بني إسرائيل.

أخبرني أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو الفضل محمّد بن إبراهيم بن الفضل، نا جعفر بن محمّد بن الحسين، حدثني فتح بن الحجاج، قال: سمعت في دار الأمير محمد بن عبد اللّه بن طاهر: أن الأمير بعث عشرين رجلا فحزروا كم صلّى على أحمد بن حنبل، قال: فحزروا فبلغ ألف ألف و ثمانين ألفا سوى من كان في السفن في الماء.

قال: و سمعت الإمام شيخ الإسلام أبا عثمان يقول: سمعت أبا عبد الرّحمن السّلمي يقول: حضرت جنازة أبي الفتح القواس الزاهد مع الشيخ أبي الحسن الدارقطني فلمّا بلغ إلى ذلك الجمع الكثير أقبل علينا و قال: سمعت أبا سهل بن زياد القطان يقول:

سمعت ابن أحمد بن حنبل يقول: سمعت أبي يقول: قولوا: لأهل البدع بيننا و بينكم يوم الجنازة.

قال أبو عبد الرّحمن على أثر هذه الحكاية: إنه حزر الحزّارون المصلّين على جنازة أحمد فبلغ العدد بحزرهم ألف ألف و سبعمائة ألف، سوى الذين كانوا في السفن.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم (4)،قال: سمعت ظفر بن أحمد يقول: نا أبو

ص: 332


1- كذا بالأصل و هو خطأ، و الصواب «محمد» انظر ترجمته في تاريخ بغداد 33/2.
2- كذا بالأصل «بن النحاس» و ترجم له البغدادي في تاريخ بغداد تحت اسم: محمد بن أحمد أبو بكر النخاس، يعرف بابن الرواس.(381/1).
3- كذا بالأصل «بن النحاس» و ترجم له البغدادي في تاريخ بغداد تحت اسم: محمد بن أحمد أبو بكر النخاس، يعرف بابن الرواس.(381/1).
4- حلية الأولياء 180/9.

سهل بشر بن أحمد الأسفرايني، قال: سمعت محمّد بن خشنام (1) بن سعد يقول:

أخبرني الفتح بن الحجاج - أو غيره - قال: بعث أمير المؤمنين عشرين حازرا (2)ليحزروا (3) كم صلّى على أحمد بن حنبل ؟ فحزروا (4) ألف ألف و ثلاثمائة ألف، سوى من كان في السّفن.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (5):

قال: و أنا البرمكي و الأزجي، قالا: أنا علي بن عبد العزيز، نا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، حدثني أبو بكر محمّد بن عباس المكي، قال: سمعت الوركاني - جار أحمد بن حنبل - قال: أسلم يوم مات أحمد بن حنبل عشرون ألفا من اليهود و النصارى و المجوس.

قال: و سمعت الوركاني يقول يوم مات أحمد بن حنبل وقع المأتم و النوح في أربعة أصناف من الناس: المسلمين و اليهود و النصارى و المجوس (6).

قال (7):و أنا أحمد بن أبي جعفر، قال: سمعت عبد العزيز غلام الزجاج يقول:

سمعت أبا الفرج الهندبائي (8) يقول: كنت أزور قبر أحمد بن حنبل، فتركته مدة، فرأيت في المنام قائلا يقول لي: لم تركت زيارة قبر إمام السنّة.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد الحافظ ، أنا أبو علي الدقاق الحافظ - إجازة - أنا الفضل بن محمّد قال: سمعت أبا الحسن علي بن محمّد بن فورك - و كان شيخا صالحا - يقول: سمعت أبا بكر محمد بن القاسم المعدل المديني يقول: سمعت

ص: 333


1- ضبطت عن الأنساب بضم الخاء و سكون الشين المعجمة، و إعجامها غير واضح بالأصل، و في حلية الأولياء: هشام.
2- في الحلية:«حارزا» و في المختصر: رجلا.
3- في الحلية:«ليحرزوا... فحرزوا» و في مختصر ابن منظور 254/3 «فحرروا... فحرروا».
4- في الحلية:«ليحرزوا... فحرزوا» و في مختصر ابن منظور 254/3 «فحرروا... فحرروا».
5- تاريخ بغداد 423/4.
6- كذا بالأصل و تاريخ بغداد، و عقب محقق مطبوعة ابن عساكر 289/7 بالحاشية:«عقب الذهبي في سير النبلاء بقوله: هذه حكاية منكرة ثم أبان أن الوركاني مات قبل أحمد بن حنبل بثلاث عشرة سنة» و انظر سير أعلام النبلاء 343/11 و تاريخ الإسلام للذهبي وفيات سنة 228 ه .
7- القائل هو الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد 423/4.
8- إعجامها غير واضح بالأصل و المثبت عن تاريخ بغداد.

أبا بكر ايرويه - و كان من الأبدال - يقول: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و معه أحمد بن حنبل فقلت: يا رسول اللّه من هذا؟ فقال: هذا أحمد بن حنبل ولي اللّه و وليّ رسول اللّه.

الحقيقة (1) و أنفق على الحديث ألف دينار، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: يا أبا بكر، اللّه ينظر في كل يوم سبعين ألف نظرة في تربة أحمد بن حنبل رحمة اللّه عليه، و من يزوره (2) غفر اللّه له، و من يحبّه أحبّه اللّه، و من يبغض أحمد فقد أبغضني، و من أبغضني فقد أبغض اللّه.

قال أبو بكر فانتبهت و اغتسلت و صلّيت ركعتين شكرا للّه تعالى، و خلعت ثيابي، و تصدّقت على الفقراء و المساكين لرسول اللّه، و لهذا الأمين الثقة الإمام أحمد بن حنبل رحمة اللّه عليه، ثم حججت بعد ذلك، و سافرت إلى قبر أحمد بن حنبل ببغداذ، وزرت و جلست مقيما عند القبر (3) مدة اسبوع.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني و أبو الحسن بن قبيس، قالا: نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب، حدثني الحسن بن أبي طالب، نا يوسف بن عمر القوّاس، نا أبو مقاتل محمّد بن شجاع، نا أبو بكر بن أبي الدنيا.

ح حدثني أبو يوسف بن بختيان (4)-و كان من خيار المسلمين - قال: لمّا مات أحمد بن حنبل رأى رجل في منامه كأن على كلّ قبر قنديلا. فقال: ما هذا؟ قيل له: أ ما علمت أنه نور لأهل القبور، فنورهم بنزول هذا الرّجل بين أظهرهم، قد كان فيهم من يعذّب فرحم.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (5)، أنا الحسن بن أبي بكر، قال: ذكر عبد اللّه بن إسحاق البغوي أن بيان (6) بن أحمد القصباني أخبرهم أنه حضر جنازة أحمد بن حنبل مع من حضر قال: فكانت الصفوف من الميداني إلى قنطرة ربع القطيعة، و حزر من حضرها من الرجال ثمان مائة ألف، و من

ص: 334


1- كذا وردت العبارة بالأصل، و فيها اضطراب، قد يكون ناتجا عن سقط في الكلام.
2- كذا.
3- بالأصل «منذ» و المثبت يوافق عبارة المطبوعة 290/7.
4- في المختصر 255/3 «تحتان» و في المطبوعة 290/7 «بختان».
5- تاريخ بغداد 422/4.
6- كذا بالأصل، و في تاريخ بغداد «بنان» و قد مرّ قريبا، انظر تعليقنا هناك.

النساء ستين ألف امرأة. و كان دفنه يوم جمعة قال: و صلّى عليه محمّد بن عبد اللّه بن طاهر.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرّحمن الصّابوني، أنا [أبو بكر] (1) بن زكريا الشيباني، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل الفقيه الطوسي، نا أبو عبد اللّه النضر بن الحسين بن محمّد بن أحمد الأسدي، نا محمّد بن محمّد بن صالح العكبري،- بالبصرة - حدثني أحمد (2) بن خزيمة الإسكندراني - بإسكندرية - قال: لما مات أحمد بن حنبل بلغني ذلك فاغتممت من ذلك غمّا شديدا، فلما أن جنّ اللّيل أخذت وردي من الليل، ثم نمت فرأيت أحمد بن حنبل عليه أثواب خضر، و على رأسه تاج من ذهب، و في رجليه نعلان، و هو يمشي مشية يختال فيها فقلت: يا أبا عبد اللّه، أيّ مشية هذه ؟ قال: مشية الخدّام في دار السلام، فقلت: ما فعل اللّه بك ؟ قال: غفر لي و ألبسني هذين النعلين و هذا التاج و قال لي: يا أحمد بن حنبل، هذا بما قلت: القرآن كلامي، ثم دخلت الجنة فإذا سفيان الثوري له جناحان أخضران، و هو يطير بهما من نخلة إلى نخلة و هو يقول: اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذِي ... أَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشٰاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعٰامِلِينَ (3).

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا جدي أبو محمّد السوسي، قال:

سمعت أبا علي الحسن بن علي بن إبراهيم المقرئ يقول: سمعت أبا القاسم عبد الملك بن إسحاق بن إبراهيم الرزيابادي (4) يقول: سمعت أبا الحسن علي بن عبد اللّه بن خفيف يقول: سمعت أبا بكر محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي يقول:

سمعت أبي يقول (5):حججت إلى بيت اللّه الحرام، فلما قضيت حجتي، دخلت المسجد الحرام، فنعست فنمت في المسجد، فرأيت في المنام علما أخضر قد نزل من السّماء إلى الأرض، فيه مكتوب بالبياض:«لا إله إلاّ اللّه محمّد رسول اللّه أحمد بن حنبل بايع اللّه تحت العرش»، و كان ذلك في أيام المحنة.

ص: 335


1- ما بين معكوفتين بياض بالأصل، و المثبت عن مطبوعة ابن عساكر 290/7.
2- كذا، و سيأتي بعد خبرين «محمد» و في مختصر ابن منظور 255/3 «محمد».
3- سورة الزمر، الآية:74 باختلاف.
4- كذا، و لم أصل إليها.
5- قوله:«سمعت أبي يقول» مكررة بالأصل.

حدّثني أبو مسعود عبد الرّحيم بن علي بن حمد، أنا أبو علي الحسن بن علي المقرئ - و أجازه لي أبو علي - أنا أبو نعيم الحافظ قال (1):سمعت أبا جعفر محمّد بن أحمد بن عمر (2) يقول: نا محمّد بن الحسن المقرئ النقاش - ببغداذ - نا أبو أيّوب الخلاّل الموصلي قال: كنت أتمنى أن أرى أحمد بن حنبل في المنام، فرأيته و عليه حلّتان، و على رأسه تاج، و هو يسير (3)،فقلت له: يا أبا عبد اللّه، ما عهدتك (4) في الدّنيا تمشي هذه المشية، فقال: هذه مشية الخدّام في دار السّلام.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي و أبو القاسم الشّحّامي - و غيرهما مكاتبة - أن أبا عثمان الصّابوني أجاز لهم، ثم أخبرني أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، أنا أبو بكر البيهقي، نا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرّحمن الصّابوني، أنا أبو منصور الحمشادي قال: سمعت أبا بكر محمّد بن عبد اللّه الرازي قال: سمعت أبا القاسم عبد اللّه بن محمّد العبد الصالح - بإسكندرية - يقول: حدثني أبو عبد اللّه محمّد (5) بن خزيمة الإسكندراني قال: لما مات أحمد بن حنبل اغتممت غمّا شديدا، فبتّ من ليلتي فرأيته في المنام و هو يتبختر في مشيته فقلت له: يا أبا عبد اللّه، أي مشية هذه ؟ فقال:

هذه مشية الخدّام في دار السلام، فقلت له: ما فعل اللّه بك ؟ قال: غفر لي و توّجني و ألبسني نعلين من ذهب، و قال لي: يا أحمد، هذا بقولك: القرآن كلامي غير مخلوق (6)،ثم قال لي: يا أحمد ادعني بتلك الدعوات التي بلغتك (7) عن سفيان الثوري، التي كنت تدعو بهن في دار الدنيا، قال: قلت:«يا رب كل شيء، بقدرتك على كل شيء، لا تسألني عن شيء، اغفر لي كل شيء». فقال لي: يا أحمد هذه الجنة فقم ادخل إليها، فدخلت فإذا أنا بسفيان الثوري و له جناحان أخضران يطير بهما من نخلة

ص: 336


1- ذكر أخبار أصبهان 309/2 في ترجمة محمد بن أحمد بن عمر الطهراني.
2- بالأصل:«عمرو» خطأ و المثبت عن أخبار أصبهان.
3- في أخبار أصبهان: يشمر.
4- أخبار أصبهان: ما عهدناك في دار الدنيا.
5- تقدم قريبا «أحمد» و في مختصر ابن منظور:«محمد».
6- قوله:«غير مخلوق» لم يرد في مختصر ابن منظور و لا في سير أعلام النبلاء 348/11 و أثبت في رواية حلية الأولياء 190/9.
7- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن المختصر.

إلى نخلة و هو يقول: اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذِي ... أَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشٰاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعٰامِلِينَ (1) قال: فقلت: ما فعل عبد الوهّاب الورّاق ؟ قال: تركته في بحر من نور يزار به إلى الملك الغفور قال: فقلت: ما فعل بشر؟ فقال لي: بخ بخ و من مثل بشر؟ تركته بين يدي الجليل و بين يديه مائدة من الطعام، و الجليل مقبل عليه و هو يقول:

كل يا من لم يأكل، و اشرب يا من لم يشرب، و انعم يا من لا (2) ينعم، أو كما قال.

و قد سقت هذه الرؤيا من وجه آخر عن محمد بن خزيمة في ترجمة بشر بن الحارث الحافي رحمه اللّه.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب، أنا محمّد بن أحمد بن رزق، نا سلامة بن سليمان الباجدّائي (3)،نا محمّد بن أبي شيخ، نا علي بن الحسن التميمي، نا بندار قال: قلت لعبد الرّحمن بن مهدي: صف لي الثوري، قال: فوصفه لي، فسألت اللّه أن يرينيه لي في منامي، فلما أن مات عبد الرّحمن رأيته في منامي، في الصّورة التي وصفها لي عبد الرّحمن، فقلت له: ما فعل اللّه عز و جل بك ؟ قال: غفر لي. قال: فإذا في كمه شيء فقلت: إيش في كمك ؟ قال: اعلم أنه قدم بروح أحمد بن حنبل فأمر اللّه جبريل عليه السلام أن ينثر عليها الدرّ و الجوهر و الزبرجد، و هذا نصيبي منه.

قال الخطيب: يشبه أن يكون هذا المنام رآه بندار عند موت أحمد بن حنبل، و اللّه أعلم.

أنبأنا أبو علي، نا أبو نعيم الحافظ (4)،نا ظفر بن أحمد، نا عبد اللّه بن إبراهيم الحريري، قال أبو جعفر محمد بن صالح - يعني ابن ذريح - قال بلال الخوّاص: رأيت الخضر في النوم، فقلت له: ما تقول في بشر؟ قال: لم يخلّف بعده مثله، قلت: فما تقول في أحمد بن حنبل ؟ قال: صدّيق، قلت: فما تقول في أبي ثور؟ قال: رجل طالب حقّ . قال: فأنا بأيّ وسيلة رأيتك ؟ قال: ببرّك أمك.

ص: 337


1- راجع سورة الزمر، الآية:74.
2- كذا و في المختصر:«لم» و فيه:«لم تأكل... لم تشرب... لم تنعم» بناء المخاطبة في اللفظات الثلاث.
3- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى باجدّا، قرية من نواحي بغداد.
4- حلية الأولياء 187/9.

أخبرنا أبو المظفّر، أنا أبو بكر، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال: سمعت محمّد بن عبد اللّه الرازي يقول: سمعت بلال الخوّاص يقول: كنت في تيه بني إسرائيل، فإذا رجل يماشيني، فتعجبت فألهمت أنه الخضر عليه السلام، فقلت له: بحقّ الحقّ من أنت ؟ فقال: أنا أخوك الخضر قلت: أريد أن أسألك، قال: سل؛ قلت: ما تقول في الشافعي ؟ فقال لي: هو من الأوتاد، قلت: فما تقول في أحمد بن حنبل ؟ فقال: رجل صدّيق، قلت: فما تقول في بشر [بن] (1) الحارث ؟ فقال: رجل لم يخلّف بعده مثله، فقلت له: بأي وسيلة رأيتك قال: ببرّك أمّك.

أخبرني (2) أبو المظفّر، أنا أبو بكر أنا [أبو] عبد الرّحمن السّلمي قال: سمعت محمّد بن عبد اللّه الرّازي (3)،أنا أبو منصور محمّد بن عيسى بن عبد العزيز البزار - بهمذان - قال: سمعت شعيب بن علي القاضي يقول: حدّثنا عبد الرحمن بن حمدان، حدّثنا جعفر بن إبراهيم البغداذي - على باب محمّد بن الجهم السّمري (4)-نا أحمد بن عبد اللّه الحفار قال: رأيت أحمد بن حنبل في النوم فقلت له: يا أبا عبد اللّه ما صنع اللّه عز و جل بك ؟ قال: حباني و أعطاني، و قرّبني و أدناني، قال: قلت: الشيخ الزمن علي بن الموفق ما صنع اللّه عزّ و جل به ؟ قال: الساعة تركته في زلاّل يريد العرش.

أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن التبريزي، أنا أبو الفتح أحمد بن عبد اللّه بن أحمد، نا أبو سعيد محمّد بن علي بن عمرو بن مهدي النقاش، أنا أبو نصر منصور بن محمّد بن إبراهيم - بطوس - أنا علي بن محمّد القصري - بقزوين - قال:

سمعت أحمد بن كثير الدّينوري يقول: سمعت محمّد بن المبارك الصوري (5) يقول:

سمعت عبد اللّه بن جميع (6) يقول: قدم علينا رجل من أهل العراق يقال: إنه من أفاضلهم فقال لي يوما: رأيت رؤيا و قد احتجت أن تدلّني على رجل حسن العبارة يعبّر.

ص: 338


1- زيادة عن مختصر ابن منظور 256/3.
2- ما بين الرقمين كذا ورد الإسناد بالأصل، و في مطبوعة ابن عساكر 293/7 ورد مكانها: أخبرنا أبو منصور بن زريق أنا أبو بكر الخطيب.
3- ما بين الرقمين كذا ورد الإسناد بالأصل، و في مطبوعة ابن عساكر 293/7 ورد مكانها: أخبرنا أبو منصور بن زريق أنا أبو بكر الخطيب.
4- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى سمّر بلد من أعمال كسكر، و هو بين واسط و البصرة.
5- اضطرب رسمها بالأصل، و المثبت عن تذكرة الحفاظ 386/1.
6- كذا بالأصل، و في مختصر ابن منظور 256/3 «حنين» و في مطبوعة ابن عساكر 294/7 «خبيق» و ستأتي «خبيق» في آخر الخبر.

قال: قل، فقال لي: رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم كأنه في فضاء من الأرض و عنده نفر، فقلت لبعضهم: من هذا؟ قال (1):هذا محمّد النبيّ صلى اللّه عليه و سلم، فقلت: و ما تصنعون هاهنا؟ قال:

ينتظر أمّته أن يوافوه، فقلت في منامي: لأقعدنّ حتى انظر ما يكون حاله في أمته، فبينا أنا كذلك إذ اجتمع الناس، و إذا مع كل رجل قناة، فظننت أنه يريد أن يبعث بعثا، قال:

فنظر صلى اللّه عليه و سلم فرأى قناة أطول من تلك القنا كلّها فقال: من صاحب القناة ؟ قالوا: أحمد بن حنبل، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم: ائتوني به، قال: فجيء به و القناة في يده، فأخذها النبي صلى اللّه عليه و سلم فهزها ثمّ ناوله إيّاها و قال له: اذهب فأنت أمير القوم، ثم قال للنّاس: اتبعوه فإنه أميركم، و اسمعوا له و أطيعوا.

قال عبد اللّه بن خبيق: هذه رؤيا لا تحتاج إلى عبارة.

أخبرنا أبو غالب بن البنا و أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفرّاء (2)،أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن عبد الرّحمن الزّهري - فيما أذن لنا - أن عبد اللّه بن إسحاق المدائني حدّثهم، نا أبو الفضل الورّاق، حدثني أحمد بن هانئ، عن صدقة المقابري، قال: كان في نفسي على أحمد بن حنبل قال: فرأيت في النوم كأن النبي صلى اللّه عليه و سلم يمشي في طريق، و هو آخذ بيد أحمد بن حنبل، و هما يمشيان على تؤدة و رفق، و أنا خلفهما أجهد نفسي أن ألحق بهما فما أقدر، فلمّا استيقظت ذهب ما كان في نفسي.

ثم رأيت بعد كأني في الموسم، و كان الناس مجتمعون فنادى مناد (3):الصّلاة جامعة فاجتمع الناس فنادى مناد (4):يؤمكم أحمد بن حنبل، فإذا أحمد بن حنبل، يصلّي (5) بهم، و كنت إذا سئلت عن شيء قلت: عليكم بالإمام - يعني أحمد بن حنبل-.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ (6)،نا عمر بن أحمد بن عثمان، نا حمزة بن الحسين، قال: سمعت أحمد بن الجلد الدّعّاء يقول: اليوم الذي مات أحمد بن حنبل فيه كان يوم الجمعة، فانصرفت فلما أردت أن أنام قلت: اللهمّ أرنيه هذه

ص: 339


1- في المختصر: فقال لي.
2- بعدها في مطبوعة ابن عساكر 294/7 قالا: أنا أبو يعلى بن الفراء.
3- بالأصل «منادي».
4- بالأصل «منادي».
5- في المختصر: فصلى.
6- حلية الأولياء 188/9.

الليلة في منامي، فرأيته كأنه بين السّماء و الأرض على نجيب من نور، و بيده خطام من نور، فضربت يدي إلى الخطام فأخذته فقال لي: قر (1) ليس الخير كالمعاينة، ليس الخبر كالمعاينة، ليس الخبر كالمعاينة، فتركته و انتبهت.

قال: و نا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن علي الأبّار، حدّثني حبيش (2) بن الورد قال: رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم في المنام فقلت: يا نبي اللّه ما بال أحمد بن حنبل ؟[فقال: سيأتيك موسى عليه السلام فاسأله، فإذا أنا بموسى عليه السلام فقلت: يا نبي اللّه، ما بال أحمد بن حنبل ؟] (3) فقال: أحمد بن حنبل بلي في السرّاء و الضرّاء فوجد صادقا (4)فألحق بالصّدّيقين.

أخبرني أبو المظفّر الصّوفي، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، نا أبو بكر بن أبي دارم الحافظ - بالكوفة - حدثني أبو محمّد المقرئ البغدادي، نا جعفر (5) بن محمّد صاحب بشر قال: اعتلّ بشر بن الحارث فعادته آمنة الرّملية من - الرملة - فإنها لعنده إذ دخل أحمد بن حنبل يعوده فقال: من هذه ؟ فقال:

هذه آمنة الرّملية، بلغتها علتي فجاءتني من الرّملة تعودني قال: فسلها تدعو لنا، قالت:

«اللهمّ إنّ بشر بن الحارث و أحمد بن حنبل يستجيرانك من النار فأجرهما». فقال أحمد: فانصرفت فلما كان في الليل طرحت إليّ رقعة فيها مكتوب:«بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، قد فعلنا، و لدينا مزيد».

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، أنا أبو البركات أحمد بن عبد اللّه بن طاوس، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان الأزهري، أنا أبو علي الحسن (6) بن الحسين بن حمكان (7) الفقيه، نا ابن برزة (8) الروذراوري (9)-و هو محمّد بن عبد اللّه -

ص: 340


1- سقطت من الأصل، و أضيفت بين السطرين، و في الحلية: فقال لي: أمر، ليس الخبر كالمعاينة، فتركته فانتبهت.
2- عن حلية الأولياء 189/9 و بالأصل «حبيس» و في سير أعلام النبلاء 352/11 حبيش بن أبي الورد.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن حلية الأولياء 189/9.
4- في حلية الأولياء: صدّيقا.
5- بالأصل «أبو جعفر».
6- بالأصل «الحسين» و الصواب «الحسن».
7- بالأصل «جمكان» و الصواب حمكان.
8- بالأصل:«بردة» و الصواب عن الإكمال 238/2.
9- بالأصل «الرودرواري» و المثبت و الضبط عن الأنساب، و هذه النسبة إلى روذراور بلدة بنواحي همذان.

و النقاش - يعني محمّد بن الحسن بن زياد - قالا: نا الكديمي محمّد بن يونس، نا أحمد بن محمّد الأنماطي السامري المعدّل، حدثني أحمد بن نصر قال: رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم في منامي فقلت له: يا رسول اللّه بمن تأمرنا أن نقتدي من أمتك في عصرنا و نركن إلى قوله و نعتقد مذهبه ؟ فقال: عليكم بمحمّد بن إدريس فإنه مني، و إن اللّه قد رضي عنه، و عن جميع أصحابه، و من يصحبه و يعتقد مذهبه إلى يوم القيامة فقلت له: و بمن ؟ قال:

بأحمد بن حنبل، فنعم الفقيه الورع الزاهد.

أخبرنا أبو الحسن الفقيه، نا و أبو منصور المقرئ، أنا أبو بكر الخطيب (1)، قال: و أخبرني علي بن أحمد الرزاز، نا عثمان بن أحمد الدقاق - إملاء-[نا محمّد بن أحمد المقابري] (2)،نا محمّد بن أحمد المهدي، نا أحمد بن محمّد الكندي، قال:

رأيت أحمد بن حنبل في المنام قال: فقلت: يا أبا عبد اللّه ما صنع اللّه بك ؟ قال: غفر لي، ثم قال: يا أحمد ضربت فيّ ؟ قال: قلت: نعم يا ربّ ، قال: يا أحمد هذا وجهي فانظر إليه، فقد أبحتك النظر إليه.

137 - أحمد بن محمّد بن حمدان

أبو العباس بن أبي صليعة (3) الصّيداوي

حدث عن أبي نصر محمّد بن أحمد بن الليث الرافعي الصيداوي القاضي.

روى عنه أبو سعد الماليني.

قرأت بخط أبي عبد اللّه الطّيّوري (4)-و أنبأنيه أبو سعد أحمد بن عبد الجبّار بن الطّيّوري عنه - أنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن أحمد الماليني - إملاء - أنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن حمدان المعروف بابن أبي صليعة - إمام مسجد عرق بصيدا - نا أبو نصر محمّد بن أحمد بن الليث الرافعي القاضي بصيدا، نا إبراهيم بن إسحاق الأنصاري - من ولد حنظلة الغسيل، غسيل الملائكة - نا بكر بن عبد الوهّاب، نا محمّد بن مسلمة

ص: 341


1- تاريخ بغداد 421/4.
2- ما بين معكوفتين سقط من تاريخ بغداد و مطبوعة ابن عساكر 296/7.
3- اضطرب رسمها و إعجامها بالأصل، و المثبت و الضبط (ضبطت بالقلم) عن مختصر ابن منظور 257/3.
4- في مطبوعة ابن عساكر 296/7 «الصوري» و انظر سير أعلام النبلاء 627/17(424) ترجمة محمد بن علي بن عبد اللّه بن محمد أبي عبد اللّه الشامي الصوري.

المخزومي عن مالك بن أنس، عن يحيى بن سعيد قال: خرجت مع سعيد بن المسيّب في ليلة ظلماء مطيرة و معي سراج أو شمعة فقال سعيد: ما هذا؟ قلت: نستضيء به حتى ندخل منزلنا فقال: لا حاجة لنا في هذا، نور اللّه أفضل من هذا، سمعت أبا هريرة يقول:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«بشّر المشّائين إلى المساجد في الظلم بالنور التام يوم القيامة»[1281].

قال مالك بن أنس: هم عندنا شهداء العتمة.

138 - أحمد بن محمّد بن حمدون بن بندار

أبو الفضل الشرمقاني الفقيه الأديب

و شرمقان (1) من ناحية نسا.

سمع بدمشق و غيرها أبا الحسن بن جوصا، و الحسن بن سفيان، و أبا عروبة، و مسدّد بن قطن القشيري، و جعفر بن أحمد بن نصر الحافظ ، و أبا القاسم البغوي، و أبا محمّد عبد اللّه بن زيدان بن يزيد البجلي (2)،و محمّد بن المسيّب الأرغياني روى عنه الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو سعد أحمد بن محمّد الماليني.

قرأت على أبي القاسم الشّحّامي، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: أحمد بن محمّد بن حمدون الفقيه، أبو الفضل الشرمقاني و كان أحد أعيان مشايخ خراسان في الفقه و الأدب و كثرة طلب الحديث: بخراسان و العراقين و الشام و الجزيرة و الحجاز. سمع المسند الكبير و الأمهات لأبي بكر بن أبي شيبة، من الحسن بن سفيان، و كان يكثر المقام بنيسابور، فلما قلّدت المظالم بنسا جمع إليّ جملة من كتبه، و انتقيت عليه، و آخر ما فارقته بنسا في رجب من سنة إحدى و ستين و ثلاثمائة، ثم توفي بالشرمقان يوم الثلاثاء الخامس عشر من جمادى الآخرة سنة ستّ و ستين و ثلاثمائة.

ص: 342


1- الضبط عن ياقوت، نصا، و هي بليدة بخراسان من نواحي أسفرايين في الجبال، بينها و بين نيسابور أربعة أيام. و ذكر ياقوت ترجمته نقلا عن ابن عساكر.
2- في ياقوت: و أبا عبد اللّه محمد بن زيدان بن يزيد الجبلي.
139 - أحمد بن محمد بن خلف بن محرز بن محمّد

أبو العبّاس الأندلسيّ الشاطبي المالكي المقرئ (1)

من أهل شاطبة مدينة من شرق الأندلس.

قدم دمشق و أقرأ بها القرآن بعدة روايات، و كان قد قرأ على أبي عبد اللّه الحسين بن موسى بن هبة اللّه المقرئ الدّينوري، و أبي الحسن علي بن كموسى (2)الصقلّي، و أبي الحسن يحيى بن علي بن الفرج الخشّاب المصري، و أبي عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن سعيد المالكي المحاربي، المقرئين، و صنّف كتاب المقنع في القراءات السّبع، و قراءة أبي عمرو بن العلاء، و التنبيه على قراءة نافع فيما روى عنه ورش و قالون، و أجاز لي مصنفاته و كتب سماعاته سنة أربع و خمسمائة. سئل أبو العباس عن مولده فقال: في رجب سنة أربع و خمسين و أربعمائة بالأندلس (3).

140 - أحمد بن محمّد بن رميح بن وكيع

140 - أحمد بن محمّد بن رميح بن وكيع (4)

أبو سعيد النخعي النسوي الحافظ

رجل مشهور بخراسان و له رحلة إلى العراق و الشام و مصر.

سمع أبا عبد اللّه محمّد بن أبي حارثة أحمد بن إبراهيم بن هشام الغسّاني بدمشق، و مكحولا بيروت، و عبد اللّه بن محمّد بن سلم، و محمّد بن الحسن بن قتيبة، و أبا بكر بن زبّان (5)،و علاّن الصّيقل، و عبد اللّه بن محمّد بن شيرويه، و أبا بكر بن خزيمة، و عبد اللّه بن محمود المروزي، و عمر بن محمّد بن بجير (6)السّمرقندي، و محمّد بن عقيل بن الأزهر، و إبراهيم بن يوسف الهسنجاني (7)،

ص: 343


1- ترجم له ياقوت في معجم البلدان «شابطة» نقلا عن ابن عساكر، و سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور.
2- في معجم البلدان:«مكوس» و في مطبوعة ابن عساكر 297/7 كموس.
3- كان حيا في ذي الحجة سنة 516 انظر طبقات القراء للجزري 113/1.
4- زيد بعدها في مختصر ابن منظور 258/3 بن رجاء.
5- ضبطت عن التبصير 615/2 و الإكمال 120/4.
6- ضبطت عن سير أعلام النبلاء 402/14 و انظر سير أعلام النبلاء 402/14 و جاء فيه أبو حفص الهمداني السمرقندي.
7- بالأصل «الهجسناني» و المثبت عن تاريخ بغداد 7/5.

و عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان، و عبد اللّه بن إسحاق المدائني، و الباغندي، و أبا خليفة، و زكريّا السّاجي، و عبدان الأهوازي، و عبد اللّه بن زيدان، و محمّد بن الحسين الخثعمي، و المفضل (1) بن محمّد الجندي، و غيرهم.

روى عنه أبو الحسن الدار قطني، و أبو حفص بن شاهين، و علي بن المفضّل بن طاهر البلخي - و هو أكبر منه - و الحاكم أبو عبد اللّه، و أبو عبد الرّحمن السّلمي، و أبو الحسن محمّد بن أحمد بن محمّد بن رزقويه، و أبو علي الحسن بن الحسين بن دوما (2)النّعالي، و أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد السّراج النيسابوري.

أخبرنا أبو المعالي أسعد بن صاعد بن منصور بن إسماعيل بن صاعد النيسابوري ببغداذ، أنا جدي قاضي القضاة أبو القاسم منصور بن إسماعيل بن صاعد النيسابوري، أنا أبو عبد الرحمن محمّد بن الحسين السّلمي، أنا أحمد بن محمّد بن رميح (3)الحافظ ، نا محمّد بن عبد السّلام البيروتي، نا النضر بن سلمة المروزي، نا محمّد بن سلمة المخزومي، عن ابن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل بن سعد الساعدي أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«السّفر قطعة من العذاب»[1282].

أخبرنا أبو الحسن مسافر، و أبو محمّد أحمد، ابنا أبي عبد اللّه محمّد علي البسطامي - بنيسابور - و أبو عبد اللّه محمّد بن الهيصم بن أحمد المطوّعي - ببوشنج - قالوا: أنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمّد بن المظفّر الداودي، أنا الحاكم أبو عبد اللّه، حدثني أبو سعيد أحمد بن محمّد النّسوي، نا محمّد بن الحسن بن قتيبة، نا محمّد بن أبي السري، نا معتمر بن سليمان، نا كهمس، عن عبد اللّه بن بريدة، عن علي بن أبي طالب قال: تزاوروا و أكثروا مذاكرة الحديث فإن لم تفعلوا يندرس الحديث.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (4)،

ص: 344


1- بالأصل و تاريخ بغداد:«الفضل» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر سير أعلام النبلاء 257/14(163).
2- بالأصل «روبا» و الصواب عن تاريخ بغداد و الأنساب (النعالي).
3- بالأصل «زنيح» و الصواب ما أثبت و هو صاحب الترجمة.
4- تاريخ بغداد 8/5.

أنا أبو بكر البرقاني، قال: قال لي أبو الفتح محمّد بن أبي الفوارس: كان أحمد بن محمّد بن رميح النّسوي [ثقة في الحديث.

أخبرنا الحسين بن محمّد أخو الخلال عن أبي سعيد الإدريسي قال: أحمد بن محمّد بن رميح النسوي] (1) لم أرزق السّماع منه ذكر لي أصحابنا حفظه و تيقّظه و معرفته بالحديث (2).

قرأت على أبي القاسم الشّحّامي عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: أحمد بن محمّد بن رميح بن وكيع النخعي، أبو سعيد الحافظ الثقة المأمون، و هو أبو سعيد النسوي، ولادته بالشرمقان (3)،و منشؤه بمرو، و مستقره كان باليمن عند السادة الصعدية (4)،و لذلك يقال له الزيدي. ثم انتقل منها إلى العراق و انصرف إلى خراسان، فأقام بنيسابور ثلاث سنين، ثم انتقل إلى العراق ثانيا و قبله الناس و أكثروا السّماع منه، ثم استدعي إلى صعدة، فأدركته المنية في البادية فتوفي بالجحفة (5) سنة سبع و خمسين و ثلاثمائة (6).سمع بنيسابور، و بمرو، و بما وراء النهر، و ببلخ، و بهراة، و بالري، و ببغداذ، و بالبصرة، و بالأهواز، و بالكوفة، و بمكة، و بمصر، و بالشام، و بالجزيرة. و صنّف و جمع (7) و ذاكر. سألت أبا سعيد المقام بنيسابور فقال: على من أقيم ؟ فو اللّه لو قدرت لم أفارق سدتك، ثم قال: ما الناس بخراسان اليوم إلاّ كما أنشدني بعض مشايخنا:

كفى حزنا أنّ المروءة عطّلت *** و أنّ ذوي الألباب في الناس ضيّع

و أنّ ملوكا ليس يحظى لديهم *** من الناس إلاّ من يغنّي و يصفع

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم الجرجاني، أنا أبو القاسم

ص: 345


1- ما بين معكوفين سقط من الأصل، و استدرك عن تاريخ بغداد.
2- الخبر في تاريخ بغداد 8/5.
3- انظر معجم البلدان، تقدمت قريبا.
4- هذه النسبة إلى صعدة و هي من بلاد اليمن (الأنساب).
5- الجحفة بالضم ثم السكون كانت قرية كبيرة ذات منبر على طريق المدينة من مكة على أربع مراحل (معجم البلدان).
6- بعدها في مختصر ابن منظور: قيل في صفر منها.
7- عن مختصر ابن منظور و بالأصل «و جامع».

حمزة بن يوسف الجرجاني في كتاب تاريخ أهل جرجان قال (1):أحمد بن محمّد بن رميح النسوي الجوّال حدث بجرجان و أقام بها مدة ثم خرج، روى عن محمّد بن الحسن بن قتيبة و غيره من الشاميّين و المصريّين. سألت أبا زرعة الكشي عنه فقال:

ضعيف.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (2):أحمد بن محمّد بن رميح بن عصمة بن وكيع بن رجاء، أبو سعيد النخعي من أهل نسا ولد بالشرمقان، و نشأ بمرو، و سمع العلم بخراسان و غيرها من البلدان، و كتب الكثير و صنّف، و جمع و ذاكر العلماء، و كان معدودا في حفّاظ الحديث و قدم بغداد دفعات، و حدّث بها عن محمّد بن إسحاق بن خزيمة، و محمد بن إسحاق السّراج، و عبد اللّه بن محمّد بن شيرويه النيسابوريين، و عبد اللّه بن محمود المروزي، و محمّد بن الفضل السّمرقندي، و عمر بن محمّد بن بجير (3) الهمداني، و محمّد بن عقيل البلخي و إبراهيم بن يوسف الهسنجاني، و عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان البغداذي، و عبد اللّه بن إسحاق المدائني، و محمّد بن محمّد الباغندي، و أبي خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، و زكريا بن يحيى الساجي، و عبدان الأهوازي، و محمّد بن الحسين الأشناني، و عبد اللّه بو زيدان الكوفيين، و المفضل (4) بن محمّد الجندي و محمّد بن زبّان المصري، و محمّد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، و عبد اللّه بن محمّد بن سلم المقدسي، و الحسين بن عبد اللّه بن يزيد الرّقّي، و غيرهم.

حدّث عنه أبو الحسن الدّار قطني، و أبو حفص بن شاهين و نحوهما من الرفعاء.

و حدثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه، و أبو علي بن دوما، و عبد الرّحمن بن محمّد السّرّاج النيسابوري.

و كان ابن رميح قد أقام بصعدة من بلاد اليمن زمانا طويلا، ثم ورد بغداد حدود

ص: 346


1- تاريخ جرجان ص 122.
2- تاريخ بغداد 6/5.
3- عن تاريخ بغداد و بالأصل: يحيى.
4- في تاريخ بغداد:«الفضل» خطأ، و قد تقدم التعليق حوله.

سنة خمسين و ثلاثمائة،[و] (1) خرج منها إلى نيسابور فأقام بها ثلاث سنين، ثم عاد إلى بغداذ فسكنها مديدة، ثم استدعاه أمير صعدة (2)،فخرج في صحبة الحجاج إلى مكة، فلما قضى حجّه أدركه أجله بالجحفة و دفن هناك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة بن إسماعيل، أنا حمزة بن يوسف بن إبراهيم السهمي، قال: و سألت أبا زرعة محمد بن يوسف: عن أحمد بن محمّد بن رميح النسوي، فأومأ أنه ضعيف أو كذاب الشك مني.

رواها الخطيب، عن علي بن محمّد بن نصر عن حمزة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أبا أبو بكر الخطيب (3)، قال: قال لي أبو نعيم الحافظ : كان أبو سعيد أحمد بن محمّد بن رميح النسوي ضعيفا.

قال الخطيب: و الأمر عندنا بخلاف قول أبي زرعة و أبي نعيم. فإن ابن رميح كان ثقة ثبتا لم يختلف شيوخنا الذين لقوه في ذلك.

قال الخطيب: و أنا محمّد بن علي المقرئ، عن محمّد بن عبد اللّه الحافظ النيسابوري، قال: أحمد بن محمّد بن رميح النخعي، أبو سعيد الحافظ ثقة مأمون، توفي بالجحفة سنة سبع و خمسين و ثلاثمائة و ذكر غيره أنه مات في صفر [و دفن بالجحفة] (4).

141 - أحمد بن محمّد بن روح أبو يحيى

141 - أحمد بن محمّد بن روح أبو يحيى (5)

أحد شيوخ الصّوفيّة حكى عن ذي النون بن إبراهيم الإخميمي، و طاهر المقدسي، و أحمد بن أبي الحواري.

حكي عنه أبو بكر أحمد بن عبيد اللّه الدارابجردي.

ص: 347


1- زيادة عن تاريخ بغداد.
2- في تاريخ بغداد:«ثم استدعاء أمير المؤمنين إلى صعدة». و لفظة «إلى» مستدركة على أصل تاريخ بغداد المطبوع.
3- تاريخ بغداد 7/5.
4- زيادة عن تاريخ بغداد.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن مختصر ابن منظور 259/3.

أنبأنا أبو طاهر محمّد بن إبراهيم بن مكي - يعرف بهاجر (1) الأصبهاني - أنا عبّاس الدّاراني، و أبو زيد و أبو منصور الصقلّيان - سماعا و إجازة - قالوا: أنا أبو منصور معمر بن أحمد بن محمّد بن زياد، أخبرني أبو سعد الماليني، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا أبو بكر أحمد بن عبيد اللّه الدارابجردي، قال: سمعت أبا يحيى أحمد بن محمّد بن روح يقول: قال ذو (2) النون: لو أن الخلق عرفوا ذلّ أهل المعرفة في أنفسهم عند أنفسهم لحثوا التراب في وجوههم. قال: فذكرت ذلك لطاهر فقال: سقى اللّه أبا الفيض حوما (3)،لكني أقول لو أبدا اللّه نور قلوب أهل المعرفة للزاهدين و العابدين لاحترقوا و اضمحلوا، و تلاشوا حتى كأنهم لم يكونوا. قال: فذكرت ذلك لابن أبي الحواري فقال: أمّا ذو (4) النون فقال ذلك في وقت ذكره لنفسه، و أمّا طاهر فقال ذلك في وقت ذكره لربّه عز و جلّ ، و قد أصابا جميعا.

142 - أحمد بن محمّد بن الزبير

و يقال أحمد بن محمّد بن شقير بن الزبير

أبو علي الأطرابلسي المعروف بابن شقير

حدث عن مؤمّل بن إسماعيل، و زيد بن يحيى بن عبيد، و عبد الملك بن إبراهيم الجدّي (5)،و العباس بن الوليد صاحب شعبة، و أيوب بن سويد.

روى عنه عبد الملك (6) بن محمّد بن زياد النيسابوري، و عبد الرّحمن بن أبي حاتم، و أبو علي محمّد بن سليمان بن حيدرة أخو خيثمة، و جده الزبير أبو عبد السلام الذي روى عنه حمّاد بن سلمة.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغداذي، أنا (7) إبراهيم بن مخلد، عن

ص: 348


1- في مطبوعة ابن عساكر 301/7 «ابن هاجر» نقلا عن مشيخة المصنف.
2- بالأصل:«ذي النون».
3- في المختصر:«خيرا» و في مطبوعة ابن عساكر:«حزنا».
4- عن المختصر و بالأصل «ذا».
5- ضبطت عن تبصير المنتبه 309/1، قال الزبيدي (التاج: جدد): بعد ذكره جميع هذه الأسماء المنسوبة: كل هؤلاء بكسر الجيم.
6- كذا و في تذكرة الحفاظ 819/3 عبد اللّه.
7- كذا بالأصل ما بين الرقمين و هو تحريف فاضح، و الصواب: أنا إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الطيّان (انظر - الأنساب: الطيان) و ترجم له ترجمة قصيرة و فيه: يروي عن إسحاق بن إبراهيم قوله... يروي لنا عنه أبو سعيد أحمد بن محمد البغدادي.(الصواب: أبو سعد، كالأصل، انظر سير أعلام النبلاء 119/20).

إبراهيم الطيان (1)،أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن خرّشيذ قوله: أنا أبو بكر بن زياد، أنا أحمد بن محمّد بن شقير، نا مؤمّل بن إسماعيل، عن سفيان، عن الأجلح، عن ابن (2)بريدة، عن أبي الأسود الدؤلي، عن أبي ذرّ قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«أحسن ما غيّرتم به الشيب الحنّاء و الكتم»[1283].

قال: و أنا إبراهيم بن محمّد و عبد الوهّاب بن منده، قالا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه، أنّا أبو بكر، نا أحمد بن محمّد بن الزبير بن شقير، نا زيد بن عبيد، عن سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى، عن عنبسة، عن أمّ حبيبة أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«من ركع قبل الظهر أربعا و بعدها أربعا حرّم الله بدنه على النار»[1284] هو زيد بن يحيى بن عبيد.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي بكر الخطيب، أنا محمّد بن علي بن الفتح، نا علي بن عمر الحافظ ، نا أبو بكر بن زياد النيسابوري، نا أحمد بن محمّد بن شقير بن الزبير: بحديث ذكره.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا عبد الرّحمن بن منده، أنا أبو طاهر الحسين بن سلمة الهمذاني، أنا أبو الحسن الفأفاء، ح.

قال: و أنا ابن منده، نا أبو علي حمد بن عبد اللّه الأصبهاني - إجازة-.

قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال (3):أحمد بن محمّد بن الزبير الأطرابلسي - و يعرف بابن شقير - و جدّه الزبير أبو عبد السلام [الذي] (4) روى عنه حماد بن سلمة.

ص: 349


1- كذا بالأصل ما بين الرقمين و هو تحريف فاضح، و الصواب: أنا إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الطيّان (انظر الأنساب: الطيان) و ترجم له ترجمة قصيرة و فيه: يروي عن إسحاق بن إبراهيم قوله... يروي لنا عنه أبو سعيد أحمد بن محمد البغدادي.(الصواب: أبو سعد، كالأصل، انظر سير أعلام النبلاء 119/20).
2- بالأصل «أبي».
3- الجرح و التعديل 73/1/1.
4- الزيادة عن الجرح و التعديل.

روى عن عبد الملك بن إبراهيم الجدّي، و المؤمّل بن إسماعيل، و زيد بن يحيى بن عبيد. كتبنا عنه؛ و هو صدوق.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدار قطني، قال: أحمد بن محمّد بن شقير بن الزبير يروي عن أيّوب بن سويد الرّملي و غيره. حدثنا عنه أبو بكر النيسابوري.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد الرحيم بن أحمد البخاري، ح.

و حدّثنا خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى القرشي، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا عبد الرّحيم بن أحمد البخاري قال: قال لنا أبو محمّد عبد الغني بن سعيد الحافظ : شقير بالشين المعجمة و القاف و الراء غير معجمة: أحمد بن محمّد بن شقير.

يروي عنه خيثمة (1) بن سليمان، و أبو بكر النيسابوري.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا (2) قال: و أمّا شقير بشين معجمة مضمومة: أحمد بن محمّد بن شقير بن الزبير. يروي عن أيوب بن سويد الرّملي و غيره. روى عنه أبو بكر النيسابوري، و خيثمة بن سليمان.

143 - أحمد بن محمّد بن زكريا

أبو العباس البسري (3) الصّوفي

جاور بمكة و كان شيخ الحرم.

و سمع بدمشق محمّد بن سليمان الرّبعي، و جمح بن القاسم المؤذن، و أبا القاسم بن طعان. و بغيرها: أبا محمّد بن ذكوان البعلبكي، و أبا القاسم إسماعيل بن القاسم المعلم، و أبا طاهر بن بجير (4)،و عبد الواحد بن بكر، و أبا عبد اللّه علي بن

ص: 350


1- تقدم في بداية الترجمة أن الذي يروي «محمد» أخو «خيثمة»، يجوز أن يكونا قد رويا عنه جميعا. و هذا ما أكده ابن ماكولا، انظر ما سيأتي.
2- الإكمال 311/4.
3- كذا بالأصل، و في مختصر ابن منظور 260/3 و تاريخ بغداد 9/5 «النّسوي».
4- في مطبوعة ابن عساكر 303/7 «يحيى».

محمّد السّهروردي، و أبا محمّد المرعشي - بصور - و نصر بن محمّد، و يوسف (1) بن محمّد الصيدلانيين، و أحمد بن عطاء الرّوذباري، و عبد السّلام بن محمّد المخرّمي، و أبا حفص بقاء بن عبيد بن عتيق الإخميمي، و الحاكم أبا عبد اللّه، و أبا عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن سين (2)-بأصبهان - و أبا طاهر بن خزيمة، و أبا أحمد بن عدي، و أبا القاسم جعفر بن محمّد بن الربيع الأندلسي، و أبا حفص بن شاهين، و أبا أحمد بن بكر الطبراني، و أبا الفضل عبيد اللّه بن عبد الرّحمن الزهري، و أبا الحسن علي بن محمّد بن مفلح القزويني، و أبا بكر بن شاذان.

روى عنه: تمام بن محمّد الرازي، و أبو الحسن علي بن محمّد بن أبي الهول، و علي بن الحسن الرّبعي، و أبو نصر بن الجبّان، و أبو علي الأهوازي، و أبو بكر محمّد بن بكران الطرسوسي، و الباطرقاني، و أبو الحسن علي بن طاهر القرشي المقدسي، و أبو مسعود أحمد بن محمّد بن عبد اللّه البجلي الشرمغولي (3)،و أبو عبد اللّه المطهّر بن محمّد بن إبراهيم اللّحافي (4) الصوفي، و أبو الحسين محمّد بن الحسين بن علي بن الترجمان، و أبو عبد الرحمن السّلمي، و أبو الحسن علي بن عبيد اللّه بن محمّد الكسائي الهمذاني (5)،و أبو يعلى الصابوني.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (6)،نا الحسن بن أبي طالب و عبيد اللّه بن أبي الفتح، قالا: نا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن زكريا النسوي - قدم علينا - أنا أبو صالح خلف بن محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن نصر بن عبد الرحمن المعروف بالخيام، نا أبو هارون سهل بن شاذويه (7) الحافظ ، نا جلوان بن سمرة البانبي (8) في منزل أبي بكر بن حريث، نا

ص: 351


1- بالأصل «بن يوسف» و الصواب ما أثبت قياسا إلى عبارة مطبوعة ابن عساكر 303/7.
2- ضبطت عن تبصير المنتبه 710/2.
3- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى شر مغول قرية فيها قلعة حصينة بنسا على أربعة فراسخ من نسا.
4- بالأصل «اللحاقي» بالقاف، و المثبت و الضبط عن الأنساب، و ذكره باسم «المسهر» ترجم له ترجمة قصيرة و فيها: و حدّث عن أبي العباس أحمد بن محمد بن زكريا النسوي.
5- بالأصل «الهمداني» و المثبت عن سير أعلام النبلاء 652/17.
6- تاريخ بغداد 9/5.
7- رسمها غير واضح بالأصل، و المثبت عن تاريخ بغداد.
8- إعجامها غير واضح بالأصل، و المثبت و الضبط عن الأنساب، و هذه النسبة إلى بانب قرية من قرى بخارى.

عصام (1) أبو مقاتل النحوي، عن عيسى بن موسى غنجار، عن عبد العزيز بن أبي روّاد (2)،عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«انزعوا الطسوس (3) و خالفوا المجوس»[1285].

أخبرنا أبو محمّد السّيّدي، و أبو القاسم الشّحّامي، و أبو الحسن عبيد اللّه بن محمّد سبط البيهقي، قالوا: أنا أبو يعلى الصّابوني، أنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن زكريا النسوي - بمكّة حرسها اللّه. و كان شيخ الحرم - قال: سمعت عبد اللّه بن محمّد بن اسفنديار قال: سمعت الحسن بن علوية قال: سمعت يحيى بن معاذ يقول:

إلهي، ذنوبي لها غاية، و ليس لكرمك غاية، فكيف يرفع (4) ما له الغاية، و هو من صفتي ما لا غاية له و هي صفتك ؟ أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (5):أحمد بن محمّد بن زكريا أبو العباس النسوي. قدم بغداذ، و حدّث بها:

عن خلف بن محمّد الخيّام البخاري و نحوه من الخراسانيين، حدثنا عنه أبو القاسم الأزهري و أبو محمّد الخلاّل؛ و كان ثقة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، قال: بلغني وفاة أبي (6) العبّاس أحمد بن زكريا النسوي الصّوفي بعينونا من طريق الحجاز في سنة ثمان و تسعين و دفن هناك رحمه اللّه.

حدّثنا عنه تمام بن محمّد و علي بن الحسن و غيرهما.

و ذكر أبو عبد الرّحمن السّلمي أن أبا العباس النسوي المقيم بالحرم سعى به بعض البغداديّين إلى أبي المعالي بن سيف الدّولة و قال: إنه ناصبي يبغض عليّ بن أبي طالب.

فعرض على سبّ الصحابة فأبى فأمر به أن يحمل إلى جسر منبج و يغرّق في الفرات،

ص: 352


1- بالأصل «أبو عصام» خطأ، و المثبت عن تاريخ بغداد، و الأنساب (البانبي).
2- في تاريخ بغداد:«داود» خطأ.
3- الطسوس جمع طس، لغة في الطست (اللسان: طسس).
4- في مختصر ابن منظور 260/3 «يدفع».
5- تاريخ بغداد 9/5.
6- بالأصل «أبو».

فعطّف اللّه بعض قلوب الموكلين (1) عليه حتى خرقوا الرقعة التي كانت معهم إلى و الي منبج و خلّصه اللّه من أيديهم.

قرأت بخطّ أبي الحسن الحنّائي، و أنبأنيه أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا الحنّائي، أنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن زكريا النسوي الشيخ الفاضل فذكر حديثا.

و روى عنه أبو مسعود البجلي الشر مغولي، فقال: الشيخ الصالح.

أخبرنا أبو الحسن الغسّاني، نا و أبو منصور الخيروني، أنا الخطيب (2):حدثني أحمد بن محمّد العتيقي قال: توفي أبو العباس النسوي بعينونة و نحن بها في سنة ست و تسعين و ثلاثمائة، و عينونة: منزل بالحجاز بين مكة و مصر (3).

144 - أحمد بن محمّد بن زياد بن بشر بن درهم

أبو سعيد بن الأعرابي البصري نزل مكة

سمع بدمشق: من عبد الصّمد بن عبد اللّه بن عبد الصّمد بن أبي يزيد، و محمّد بن العباس بن الوليد بن الدّرفس، و محمّد بن سعيد بن أبي مسعود الخريمي، و محمّد بن عبيد بن وردان، و أحمد بن أنس بن مالك، و إبراهيم بن دحيم، و بالرملة:

محمّد بن عصمة الأطروش، و مصر: أحمد بن محمّد بن نافع الطحّان، و أبا جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز المعروف بابن الرقراق، و أحمد بن حمّاد زغبة، و حدّث عن: الحسن بن محمّد بن الصّباح الزعفراني، و أبي يحيى محمّد بن سعيد بن غالب، و عبد اللّه بن أيّوب المخرّمي، و أبي جعفر محمّد بن عبيد اللّه بن أبي داود المنادي، و محمّد بن إسحاق الصّغاني، و سعدان بن نصر، و محمد بن عبد الملك الدقيقي الواسطي، و عباس بن محمّد الدوري، و عباس بن عبد اللّه الترقفي، و إبراهيم بن عبد اللّه العبسي القصار، و خلقا كثيرا غير هؤلاء.

ص: 353


1- عن مختصر ابن منظور 260/3 و بالأصل «المتوكلين».
2- تاريخ بغداد 9/5.
3- في معجم البلدان «عينون» قال يعقوب: سمعت من يقول هي عين أنا، و هي بين الصلا و مدين على الساحل. و قال البكري: هي قرية يطؤها طريق المصريين إذا حجّوا.

روى عنه أبو عبد اللّه محمّد بن خفيف الشيرازي، و أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن المقرئ، و أبو عبد اللّه محمّد بن إسحاق بن منده، و أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف بن بامويه الأصبهانيّون، و أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد المؤدب بن أيّوب القطان، و أبو القاسم (1) بن الدّلم الدّمشقيان، و أبو محمّد عبد الرّحمن بن عمر بن النحاس، و أبو الحسن علي بن الحسن بن بندار الأسترابادي، و أبو الحسين محمّد بن أحمد بن جميع الصيداوي و غيرهم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا أبو القاسم صدقة بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد الملك بن مروان القرشي، نا أبو سعيد (2) أحمد بن محمّد بن زياد الأعرابي بمكّة إملاء في سنة سبع و ثلاثين و ثلاثمائة، نا الزعفراني.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا إبراهيم بن سعيد بن عبد اللّه الحبّال (3) بمصر، أنا عبد الرحمن بن عمر بن محمّد البزاز - قراءة عليه من أصله العتيق - نا أحمد بن محمّد بن زياد، نا الحسن بن محمّد الزعفراني، نا سفيان بن عيينة، عن عبد اللّه بن دينار، سمع ابن عمر يقول: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نهى - و في حديث أبي بكر: نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - عن بيع الولاء و عن هبته[1286].

أخبرنا أبو طالب [علي بن] (4) عبد الرّحمن بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد عبد الرحمن بن عمر بن محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا أبو قصي إسماعيل بن محمّد العذري - بدمشق - نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا خالد بن يزيد بن أسد البجلي، عن الصلت بن بهرام عن (5) يزيد الفقير عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

ص: 354


1- في سير أعلام النبلاء 408/15 و صدقة بن الدلم.
2- بالأصل «أبو سعد» خطأ و الصواب ما أثبت، فهو صاحب الترجمة.
3- بالأصل «الخلال» و الصواب ما أثبت، انظر سير أعلام النبلاء 495/18 (ترجمته)، و في مطبوعة ابن عساكر 306/7 «الحمال» خطأ.
4- ما بين معكوفتين زيادة عن مطبوعة ابن عساكر 306/7.
5- بالأصل «بن» خطأ، انظر تبصير المنتبه 1082/3.

«من أتى الجمعة فليغتسل»[1287].

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو محمّد بن يوسف، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا عبد الصّمد بن أبي يزيد الدمشقي بدمشق، نا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت أبا سليمان الداراني، فذكر حكاية.

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي - في كتابه - أنا أبو بكر محمّد بن يحيى بن إبراهيم المزكّي، قال: قال أبو عبد الرّحمن السّلمي: أحمد بن محمّد بن سعيد بن زياد بن بشر العنزي المعروف بأبي سعيد بن الأعرابي بصري الأصل، سكن مكّة و مات بها، و كان هو شيخ الحرم في وقته، صحب الجنيد، و عمرو المكي و غيرهما. صنّف للقوم كتبا من شرف الفقر و غيره، و كتب الحديث الكثير و رواه. و كان ثقة.

سمعت أحمد بن محمّد بن زكريا يقول: سمعت أبا عبد اللّه أحمد بن عطاء يقول: كان أبو سعيد بن الأعرابي يتفقه و يميل إلى مذهب أصحاب الحديث و الظاهر.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري قال: قال لنا أبي الأستاذ أبو القاسم: و منهم أبو سعيد الأعرابي و اسمه أحمد بن محمّد بن زياد البصري، جاور الحرم، و مات بها سنة إحدى و أربعين و ثلاثمائة. و صحب الجنيد، و عمرو بن عثمان المكي، و الثوري و غيرهم.

قال ابن الأعرابي: أخسر الخاسرين من أبدى للناس صالح أعماله و بارز بالقبيح من هو أقرب إليه من حبل الوريد.

حدّثني أبو بكر يحيى بن إبراهيم بن أحمد السّلماسي (1) قال: قال الحافظ أبو يعلى الخليل بن عبد اللّه القزويني. فيما أخبرنا عنه أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن جرير (2):أبو سعيد أحمد بن محمّد بن زياد بن بشر بن درهم بن الأعرابي. ثقة، سمع

ص: 355


1- بالأصل «السلامي» و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل. و هذه النسبة إلى سلماس، و هي من بلاد أذربيجان على مرحلة من خوى.
2- في مطبوعة ابن عساكر 307/7 «حريز».

الحسن بن الصباح، و عبد اللّه بن أيوب المخرّمي، و سعدان بن نصر، و الدوري (1)و غيرهم من شيوخ بغداذ، و سمع أبا أمية بكر بن خلف، عن يحيى بن سعيد القطان.

ثقة، متفق عليه.

أخرجه المتأخرون في الصحيح أثنى عليه كل من لقيه من أصحابه (2).

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا سعيد بن أحمد العيار، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن بندار بن المثنى الأسترآباذي قال: سمعت أبا سعيد أحمد بن محمّد بن زياد بن بشر بن درهم العنزي. بصري الأصل، سكن مكة يعرف بابن الأعرابي - في سنة ثلاث و ثلاثين و ثلاثمائة - يقول في مسجده بمكة: إن اللّه عزّ و جل جعل نعمته سببا لمعرفته، و توفيقه سببا لطاعته، و عصمته سببا لاجتناب معصيته، و رحمته سببا للتوبة، و التوبة سببا لمغفرته و الدنو منه.

و سئل أبو سعيد هذا عن أخلاق الفقراء فقال: أخلاق الفقراء السكون عند الفقر، و الاضطراب عند الوجود، و الأنس بالهموم، و الوحشة عند الأفراح.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا السّلمي قال: سمعت أبا بكر الرّازي يقول: سمعت ابن الأعرابي يقول: أخسر الخاسرين من أبدى للناس صالح أعماله و بارز بالقبيح من هو أقرب إليه من حبل الوريد.

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل، أنا محمّد بن يحيى المزكّي قال: قال أبو عبد الرّحمن السّلمي: مات أبو سعيد بن الأعرابي سنة إحدى و أربعين و ثلاثمائة أو سنة أربعين.

ص: 356


1- بالأصل:«نصر الدوري» و الصواب ما أثبت «و الدوري» و هو عباس بن محمد الدوري فقد تقدم في بداية الترجمة أنه ممن سمع منه و روى عنه.
2- بعدها في المطبوعة ورد خبر أثبته محققها عن هامش إحدى النسخ، و قد سقط من أصلنا، و تعميما للفائدة نورده نقلا عنها: أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن علي بن أبي العلاء و غيره، عن أبي القاسم أحمد بن سليمان بن خلف بن سعد الباجي قال قال أبي أبو اليد: أبو سعيد بن الأعرابي، هو أحمد بن محمد بن زياد، و هو ثقة مشهور.

و ذكر أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الهروي أنه مات سنة أربعين (1).

145 - أحمد بن محمّد بن سعيد بن خالد الخشني

145 - أحمد بن محمّد بن سعيد بن خالد الخشني (2)

حدث عن أبي علي الحسن بن علي بن روح بن عوانة الكفربطناني (3).

روى عنه أبو بكر بن أبي الحديد.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد - قراءة عليه في جمادى الآخرة سنة ثمان و خمسين و أربعمائة - أنا جدي أبو بكر، نا أحمد بن محمّد بن سعيد بن خالد الخشني، نا أبو علي الحسن بن عوانة الكلابي من كفربطنا، نا محمّد بن نصر النيسابوري، نا محمّد بن بدر الملطي، نا كثير بن الرّبيع بن مرازم السّلمي، نا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أنس بن مالك، قال: قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا أنس، لا تؤذن عليّ اليوم أحدا» فجاء أبو بكر فاستأذن فلم يؤذن له، ثمّ جاء عمر فاستأذن فلم يؤذن له فرجع (4) علي إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مغضبا فدخل عليه الحجرة و النبي صلى اللّه عليه و سلم يصلي فجلس عليّ محمرّا (5) قفاه، فلما انصرف النبي صلى اللّه عليه و سلم أخذ برقبته فقال له: يا علي لعلك أمكنت الشيطان من رقبتك قال: و كيف لا أغضب و هذا أبو بكر صاحبك و وزيرك استأذن عليك فلم يؤذن له، و هذا عمر بن الخطاب صاحبك و وزيرك استأذن عليك فلم يؤذن له، و أنا ابن عمك و صهرك استأذنت عليك فلم يؤذن لي.

و جاءك رجل من بني سليم فأذنت [له] (6).فقال:«اسكت يا علي أبى [اللّه] لسليم إلاّ حبّا، يا علي إن جبريل أمرني أن أدفع [الراية] إلى بني سليم فإذا لقيتم الشيخ الكبير منهم فسلوه أن يدعو اللّه لكم فإنه تستجاب دعوتهم، يا علي إن بني سليم رضى الإسلام، يا علي إن بني سليم ردء الإسلام؛ يا علي، إن اللّه ادّخر بني سليم إلى آخر الزمان. يا علي،

ص: 357


1- في سير أعلام النبلاء 408/15 أنه:«ولد سنة نيّف و أربعين و مائتين» و ص 410 أنه مات بمكة في شهر ذي القعدة سنة أربعين و ثلاثمائة و له أربع و تسعون سنة و أشهر.
2- سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور.
3- هذه النسبة إلى كفربطنا، قرية من قرى غوطة دمشق.
4- كذا، و ثمة نقص في الأصل اضطرب معه المعنى، و تمام العبارة في المطبوعة: ثم جاء علي فلم يؤذن له...
5- بالأصل «محمر».
6- الزيادة للإيضاح.

إنه إذا كان في آخر الزمان يخرج من النواحي معهم أحياء من العرب من عكّ و سليم و بهرا و جذام و طيّئ فينتهون إلى مدينة يقال لها نصيبين (1)،فيكون من فسادهم أمر عظيم، فينتهون إلى مدينة يقال لها آمد (2) فيغلبون عليها، فيفزع الناس منهم و يدخلون في حصونهم. ثم ينتهون إلى مدينة يقال لها الرّقّة (3)،مدينة يجري على بابها نهر من الجنة، فيغلبون على مدينة إلى جانبها يقال لها الرقة السوداء فيستبيحون (4) ذراري المسلمين و أموالهم، فتنتهي طائفة منهم إلى ناحية من نواحيها فتسبي نساء غيلان فيغضب لذلك رجل من بني سليم خميص البطن أحوص العين يقال له فلان، و يخرج حي من بني عقيل فيلحقون فيدركونهم، فيستنقذون ذراري المسلمين و أموالهم. يا علي رحم اللّه بني سليم، يقتل منهم الثلث و يبقى الثلثان ثم ينتهون من فورهم ذلك إلى مدينة يقال لها ملطية، قد غلب عليها العدو. يا علي رحم اللّه بني سليم، يقتل منهم الثلث و يبقى الثلثان (5).يا علي رحم اللّه بني عقيل يقتل منهم الثلث و يبقى الثلثان. يا علي إن في بني سليم خمس خصال، لو أن خصلة منها في جميع العرب لافتخرت بها، إن فيهم من خصب الفوا (6).و فيهم ثالث ثلاثة، و فيهم من نزلت براءته من السّماء، و فيهم من نصر اللّه و رسوله، و فيهم من اَلثَّلاٰثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا (7) يا علي، لو أن خصلة منها في جميع العرب لافتخرت بها، يا علي لو مالت العرب فرقتين و كانت فرقة منها بني سليم لملت مع بني سليم. يا علي، إن العرب كلها تختلف في حكمهم، و إن بني سليم على الحق. يا علي حبّ بني سليم فإن حبّهم إيمان و بغضهم نفاق. يا علي، لا تخبرهم ما أخبرتك به»[1288].

هذا حديث منكر جدا و فيه غير واحد من المجاهيل.

ص: 358


1- نصيبين: من مدن الجزيرة على جادة القوافل من الموصل إلى الشام (معجم البلدان).
2- آمد: من مدن الجزيرة (انظر معجم البلدان).
3- الرقة: من مدن الجزيرة على الفرات (انظر معجم البلدان).
4- بالأصل «فيفسخون» كذا، و لعل الصواب ما أثبتناه.
5- كذا، و قد مرّ ففي العبارة تكرار، و في المطبوعة:«يقتل منهم الثلثان و يبقى الثلث» و هذا أظهر.
6- كذا، و في المطبوعة: العدا.
7- سورة التوبة من الآية:119.
146 - أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبيد اللّه بن أحمد

ابن محمّد بن سعيد بن أبي مريم

أبو بكر القرشي الورّاق - ورّاق ابن جوصا المعروف بابن فطيس

صاحب الخط المشهور مولى جويرية بنت أبي سفيان.

روى عن أبي الفضل جعفر بن محمّد بن جعفر بن رشيد الكوفي، و محمد بن أيّوب بن مشكان النيسابوري، و أبي يحيى حميد بن خلف بن حاجب السّمرقندي، و أبي الحسن أحمد بن أبي رجاء نصر بن شاكر، و أبي الحسن علي بن غالب بن سلام السكسكي، و أبي يحيى هنبل (1) بن محمّد الحمصي، و أحمد بن علي بن سعيد، و سلم بن معاذ التميمي، و أحمد بن أنس بن مالك، و إبراهيم بن دحيم، و أبي عمرو محمّد بن علي بن خلف الصيدلاني، و أبي جعفر أحمد بن فيّاض، و محمّد بن خريم الدمشقيين.

كتب عنه أبو الحسين الرازي و روى عنه، و ابنه تمام بن محمّد، و أبو بكر بن المقرئ، و أبو الحسين عبد القاهر بن عبد العزيز بن إبراهيم الأزدي، و عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، و أبو الفرج الهيثم بن أحمد الصباغ، و أبو الفتح المظفّر بن أحمد بن إبراهيم بن برهان المقرئ، و أبو بكر أحمد بن محمّد بن أحمد بن شرّام (2)،و أبو محمّد بن أبي نصر.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبيد اللّه يعرف بابن فطيس الورّاق - قراءة عليه - نا أبو الحسن بن أبي رجاء نصر بن شاكر، نا عبد الوهّاب بن الضحاك، نا إسماعيل بن عياش، عن محمّد بن زياد الألهاني، عن أبي أمامة الباهلي قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«من علّم عبدا آية من كتاب الله فهو مولاه، لا يبتغي له أن يخذله و لا يتبرأ منه، فإن فعل، فقد فصم عروة من عرى الإسلام»[1289].

ص: 359


1- ضبطت عن تبصير المنتبه، و فيه: هنبل بن محمد بن يحيى، شيخ لابن عدي، حمصي.
2- تقدم، و قيل فيه: سرام بالسين المهملة.

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد الشاهد - و ذكر أنه نقله من خطّ أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق في الدفعة الثانية: أبو بكر أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبيد اللّه بن أحمد بن محمّد بن سعيد بن أبي مريم القرشي مولاهم و يعرف بابن فطيس الورّاق، و كان كهلا يكتب معنا الحديث، مات سنة خمسين و ثلاثمائة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، قال: وجدت في كتاب عبيد بن فطيس - كتاب سماه:«فتق الافهام»: توفي والدي أبو بكر أحمد بن محمّد بن فطيس القرشي، عند طلوع الفجر - قال غيره: يوم الخميس - لليلتين خلتا من شوّال سنة خمسين و ثلاثمائة.

قال عبد العزيز: حدّث عن أبي عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، عن ابن عائذ بكتاب: الجمل و صفين، و حدّث بتفسير دحيم، و غير ذلك. و كان ثقة مأمونا كان يورّق بدمشق. له خط حسن. حدثنا عنه تمام بن محمّد، و أبو محمّد بن أبي نصر، و ذكر أنه حدّثه أن مولده في شهر رمضان سنة إحدى،- و يقال: سنة اثنتين - و سبعين و مائتين.

147 - أحمد بن محمّد بن سعيد أبي عثمان

ابن إسماعيل بن سعيد بن منصور

أبو سعيد النيسابوري

حدث بدمشق و بصور: عن حامد بن محمّد بن شعيب، و أبي بكر بن خزيمة، و الهيثم بن خلف الدوري، و محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن زياد الأرزناني (1)، و أبي حاتم مكي بن عبدان، و محمّد بن إبراهيم بن هاشم، و محمّد بن يحيى بن سهل المطرّز، و عبد اللّه بن محمّد بن جعفر الأصبهاني، و الحسن بن سفيان، و أبي العباس أحمد بن محمّد بن الأزهر الأزهري، و أبي العباس الدغولي (2)،و أحمد بن محمّد بن عمر البسطامي، و أبي العباس السراج.

ص: 360


1- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى أرزنان قرى من قرى أصبهان، و ذكره باسم أبي جعفر محمد بن عبد الرحمن بن زياد الأصبهاني الأرزناني، و ترجم له ترجمة قصيرة.
2- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى دغول اسم رجل قال السمعاني: هكذا سمعت بعض السرخسيين، و يقال للخبز الذي لا يكون رقيقا بسرخس دغول. و لعل بعض أجداده كان يخبز ذلك. و ذكره باسم: أبي العباس محمد بن عبد الرحمن بن سابور الدغولي.

روى عنه: أبو الحسن الدارقطني، و أبو حفص بن شاهين، و أبو بكر بن شاذان، و أبو القاسم الحرفي (1)،و تمام بن محمّد، و أبو علي الحسن بن الحسين بن حمكان، و أبو عبد اللّه الحافظ .

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام الرازي، أخبرني أبو سعيد أحمد بن محمّد بن أبي عثمان النيسابوري - قدم علينا من طرسوس - نا حامد بن محمّد بن شعيب، نا يحيى بن أيّوب المقابري، و أحمد بن إبراهيم الموصلي، قالا: نا خالد بن خليفة، عن أبي هاشم - يعني الرمّاني - عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«أ لا أخبركم برجالكم من أهل الجنّة: النبيّ في الجنّة، و الصدّيق في الجنة، و الشهيد في الجنّة، و المولود في الجنة، و الرّجل يزور أخاه في ناحية المصر لا يزوره إلاّ للّه، و نساؤكم من أهل الجنة الودود الولود العود على زوجها، التي إذا غضب جاءت حتى تضع يدها في يد زوجها، ثم تقول: لا أذوق غمضا حتى ترضا»[1290].

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سألني أبو بكر بن أبي دارم الحافظ بالكوفة أن أفيده أحاديث يستفيدها من أصحابنا الخراسانيين فأفدته عشرة أحاديث عن أبي سعيد بن أبي عثمان، فاستفادها كلها، و سمعها منه و شكر لي عليها، و ذلك في ذي القعدة من سنة خمس و أربعين و ثلاثمائة.

قال: و قال الحاكم أبو عبد اللّه:

أحمد بن محمّد بن سعيد بن إسماعيل بن سعيد بن منصور الواعظ الحافظ ، أبو سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان - رضي اللّه عنهم - و كان قد جمع الحديث الكثير، و صنّف في الأبواب و الشيوخ، ثم أدركته الشهادة بطرسوس.

سمع بنيسابور: أبا عمرو أحمد بن نصر الخفّاف، و أبا محمّد بن شيرويه، و جعفر الحافظ ، و إبراهيم بن جملة (2) الهروي، و أقرانهم، و بنسا: الحسن بن سفيان بن عامر

ص: 361


1- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة للبقال ببغداد و لم يبيع الأشياء التي تتعلق بالبزور و البقالين و ذكره باسم: أبي القاسم عبد الرحمن بن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن محمد بن الحسين... السمسار الحرفي.
2- ضبطت عن تبصير المنتبه 266/1.

الشيباني، و بالري: محمّد بن صالح البيروتي، و أبا القاسم الفضل بن شاذان المقرئ، و ببغداذ: حامد بن محمد بن شعيب، و الهيثم بن خلف الدوري و أقرانهم.

صنف التفسير الكبير، و خرّج على المسند الصّحيح لمسلم بن الحجاج، و كان من محبته للحديث يكتب بخطه، و يسمع إلى أن استشهد رحمة اللّه عليه. خرج من نيسابور بعسكر كثير و أموال كثيرة، ثم خرج من الري كذلك. و اجتمع عليه ببغداذ خلق عظيم خرجوا معه بعد أن عقدوا عليه المجالس الكثيرة للإملاء و القراءة، و كان يوم خروجه من نيسابور اليوم السّابع من شهر رمضان سنة اثنتين و خمسين و ثلاثمائة، و توفي بطرسوس للنصف من شعبان سنة ثلاث و خمسين و ثلاثمائة، و دفن بطرسوس مع أبي نصر الماسرجسي.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (1)، قال: أحمد بن محمّد بن سعيد بن إسماعيل بن سعيد بن منصور، أبو سعيد النيسابوري المعروف بابن أبي عثمان الغازي، و جده سعيد هو المكنى أبا عثمان، و كان واعظ أهل نيسابور و شيخ الصّوفية، فأمّا أبو سعيد فكان من عبّاد اللّه الصّالحين. و قدم بغداذ حاجّا دفعات عدة، آخرها في سنة ثلاث و خمسين و ثلاثمائة، و حدّث بها عن الحسن بن سفيان النسوي، و محمّد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري، و أبي العباس الأزهري، و محمّد بن عبد الرّحمن الدّغولي، و أحمد بن محمّد بن عمر البسطامي. روى عنه أبو بكر بن شاذان، و الدّار قطني، و ابن شاهين. و حدثنا عنه أبو علي بن شاذان، و عبد الرّحمن بن عبيد اللّه الحربي (2).

و بلغني أن ابن أبي عثمان خرج غازيا إلى طرسوس فمات بها في سنة ثلاث و خمسين و ثلاثمائة.

148 - أحمد بن محمّد بن سعيد بن فورجة

148 - أحمد بن محمّد بن سعيد بن فورجة (3)

أبو طاهر الهروي الصّوفي

حدث بدمشق عن عبد الوهّاب بن محمّد الخطّابي الهروي.

ص: 362


1- تاريخ بغداد 23/5.
2- عن تاريخ بغداد، و بالأصل «الحرفي» و قد مرّ فيمن روى عنه: أبو القاسم بن الحرفي» انظر تعليقنا عليه.
3- ضبطت عن تبصير المنتبه 1087/3.

سمع منه أبو الفتيان الدّهستاني، و أبو محمّد بن السّمرقندي.

أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن عمر السّمرقندي، أنا أحمد بن محمّد بن سعيد بن فورجة الهروي، أبو طاهر الصوفي، سكن دمشق، أنا عبد الوهاب بن محمد الخطابي بهراة، أنا محمّد بن عبد اللّه بن خميرية العدل، نا علي بن محمد] بن عيسى الخزاعي، نا أبو اليمان، أخبرني شعيب بن أبي حمزة عن الزّهري أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«ما من مصيبة تصيب المسلم إلاّ كفّر اللّه بها عنه، حتى الشوكة يشاكها»[1291].

149 - أحمد بن محمّد بن سعيد بن محمّد

ابن الحسن بن حسكة بن عامر بن هشام بن عامر

أبو نصر القيسي الطريثيثي (1) الصّوفي

سمع بمصر: أبا الحسن علي بن منير بن أحمد الخلاّل. و أبا الحسن علي بن عمر بن محمّد الحرّاني (2)،و بدمشق أبا علي بن أبي نصر، و أبا الحسين أخاه، و أبا بكر خليل بن هبة اللّه بن محمّد التميمي، و أبا علي الحسن بن علي بن سواس، و أبا عبد اللّه بن سلوان، و أبا حفص عمر بن أحمد بن محمّد الواسطي ببيت المقدس.

روى عنه عمر بن عبد الكريم الدهستاني، و حدثنا عنه الفقيه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، قال: قرأت على أبي نصر أحمد بن محمّد بن سعيد الطريثيثي بدمشق في جمادى الأولى سنة خمس و سبعين (3) و أربعمائة، و أبي الفرج الأسدي الأسفرايني، قالا: أنا أبو الحسن علي بن منير بن أحمد بن الحسن بن علي بن منير الخلاّل - قراءة عليه - نا أبو محمّد الحسن بن رشيق العسكري، نا أبو علي الحسن بن حميد بن موسى العكلي، نا يحيى بن بكير، حدثني يعقوب بن

ص: 363


1- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى طريثيث ناحية كبيرة من نواحي نيسابور.
2- سقط من الأصل بعض ممن سمع منه بمصر و نستدركه من مطبوعة ابن عساكر 314/7: أبا الحسن محمد بن الحسين بن الطفّال، و أبا علي الحسن بن خلف بن يعقوب بن أحمد المقرئ الواسطي، و عبد الرحمن بن المظفر الكحال.
3- في مختصر ابن منظور 263/3 «و أربعين».

عبد الرّحمن، عن موسى بن عقبة، عن عبد اللّه بن دينار، عن عبد اللّه بن عمر قال:

كان من دعاء النبي صلى اللّه عليه و سلم:

«اللهمّ إني أعوذ بك من زوال نعمتك، و من تحويل عافيتك (1)،و من فجاءة نقمتك، و من جميع سخطك و غضبك»[1292].

قرأت بخطّ أبي الفرج غيث بن علي: سألته عن مولده فقال: يوم الجمعة الثاني عشر من المحرّم سنة إحدى و أربعمائة. و سألت (2) عن كنيته و كنية أبيه (3) فقال: كان يكنى أبا منصور.

قرأت بخطّ أبي محمّد بن صابر: سألته عن مولده، فقال: ولدت لاثنتي عشرة خلت من المحرّم سنة أربعمائة بترشيز (4).

و ذكر أبو محمّد بن الأكفاني فقال: سنة سبع و ثمانين و أربعمائة فيها توفي أبو نصر أحمد بن محمّد بن سعيد الصّوفي الطريثيثي في يوم الثلاثاء التاسع من رجب بدمشق.

قال لي الفقيه أبو الحسن: كانت امرأة قد جنّت فرآها أبو نصر الطريثيثي على باب الجامع مكشوفة الرأس فأمرها أن تغطي رأسها، فضربته بسكين، فمات بعد أيّام.

150 - أحمد بن محمّد بن سليمان

أبو الحسن البغدادي العلاّف

المعروف بابن الفأفاء

سمع بدمشق: هشام بن عمّار، و هارون بن محمّد بن بكّار بن بلال، و بغيرها:

طالوت بن عباد الصيرفي، و محمّد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، و صباح بن مروان.

ص: 364


1- في المختصر: عاقبتك.
2- كذا ورد ما بين الرقمين بالأصل، و قد تقدم في بداية الترجمة أنه يكنى بأبي نصر، و لعل الصواب:«و سألته عن كنية أبيه» و هو الأظهر باعتبار آخر العبارة.
3- كذا ورد ما بين الرقمين بالأصل، و قد تقدم في بداية الترجمة أنه يكنى بأبي نصر، و لعل الصواب:«و سألته عن كنية أبيه» و هو الأظهر باعتبار آخر العبارة.
4- إعجامها غير واضح بالأصل، و المثبت عن الأنساب (الطريثيثي) و هو اسم طريثيث بالعجمية. و في اللباب: «ترتسيز» و في معجم البلدان:«ترشيش» بشينين معجمتين و أوله تاء مثناة من فوق.

روى عنه محمّد بن مخلد الدوري، و عمر بن الحسن بن مالك الأشناني، و إسماعيل بن علي الخطبي.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (1)، أنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر، حدّثني أبو محمّد إسماعيل بن علي الخطبي (2)،نا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن سليمان العلاّف - يعرف بابن الفأفاء، سنة أربع و ثمانين و مائتين - إملاء من كتابه - أنا طالوت بن عبد اللّه (3) الصيرفي، نا فضّال بن جبير (4)،نا أبو أمامة قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«أوّل الآيات طلوع الشّمس من مغربها»[1293].

كذا في الأصل و الصّواب: ابن عباد.

أخبرناه عاليا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن بن الموحد، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو نصر أحمد بن محمّد بن عبد القاهر الفقيه، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو القاسم بن حبابة - زاد ابن السّمرقندي:

و عيسى بن علي بن عيسى قالا:- أنا أبو القاسم البغوي، نا طالوت بن عباد، نا فضّال بن جبير، نا أبو أمامة قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«إن أوّل الآيات طلوع الشّمس من مغربها»[1294].

قال لنا أبو الحسن بن قبيس و أبو المنصور بن خيرون، قال لنا أبو بكر الخطيب (5):

أحمد بن محمّد بن سليمان، أبو الحسن العلاّف المعروف بابن الفأفاء، حدث عن طالوت بن عباد، و محمّد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، و صباح بن مروان،

ص: 365


1- تاريخ بغداد 24/5.
2- عن تاريخ بغداد، و بالأصل «الخطمي».
3- كذا بالأصل، و في تاريخ بغداد «عباد» و لعل المصنف نقل عن نسخة أخرى وقع فيها التحريف، و سينبه المصنف إلى الصواب.
4- في لسان الميزان: جبر.
5- تاريخ بغداد 23/5.

و هشام بن عمّار، روى عنه محمّد بن مخلد، و القاضي أبو الحسين بن الأشناني، و إسماعيل بن علي (1) الخطبي (2)،و ما علمت من حاله إلاّ خيرا، و كان ينزل بسوق يحيى.

قال: و أنا محمّد بن أحمد بن رزق، أنا إسماعيل بن علي الخطبي (3) قال: و مات أحمد بن محمّد بن سليمان بن الفأفاء العلاّف للنصف من المحرّم سنة خمس و ثمانين و مائتين.

151 - أحمد بن محمّد بن سهل

أبو بكر البغداذي، و يعرف ببكير

حدث بدمشق: عن أبي مسلم الكجّي، و محمّد بن يونس المباركي، و أبي السريّ محمّد بن نعيم بن محمّد الأنصاري.

روى عنه أبو الحسن الدّارقطني، و تمام بن محمّد الرازي.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو عمر محمّد بن عيسى القزويني الحافظ - و مسكنه ببيت لهيا (4)-و أبو بكر أحمد بن محمّد بن سهل البغداذي و عبد اللّه بن إبراهيم البغداذي، قالوا: أنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد اللّه البصري، نا محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، و أبو عاصم النبيل، قالا: نا بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جدّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«ويل للّذي يحدّث ليضحك به قومه فيكذب، ويل له ويل له»[1295].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (5):أحمد بن محمّد بن سهل، أبو بكر البغدادي. حدث بدمشق: عن أبي مسلم الكجّي، روى عنه تمام بن محمّد بن عبد اللّه الرازي.

ص: 366


1- في تاريخ بغداد - هنا - علية، تصحيف، و فيها في كل المواضع:«علي».
2- بالأصل في الموضعين «الحطبي» بالحاء المهملة، و الصواب ما أثبت عن تاريخ بغداد.
3- بالأصل في الموضعين «الحطبي» بالحاء المهملة، و الصواب ما أثبت عن تاريخ بغداد.
4- قرية مشهورة بغوطة دمشق.
5- تاريخ بغداد 30/5.
152 - أحمد بن محمّد بن سلامة

ابن سلمة [بن عبد الملك بن سلمة] (1) بن سليم

أبو جعفر الأزدي الحجري المصري الطحاوي الفقيه الحنفي (2)

و طحا (3) قرية من قرى مصر.

سمع هارون بن سعيد الأيلي، و أبا شريح محمّد بن زكريا كاتب العمري، و أبا عثمان بن بشر بن مروان الأزدي، و أبا جعفر عبد الغني بن رفاعة اللّخمي، و أبا بشر عبد الملك بن مروان الرّقّي، و الرّبيع بن سليمان الجيزي (4)،و أبا الحارث أحمد بن سعيد الفهري، و علي بن معبد بن نوح، و عيسى بن إبراهيم الغافقي، و يونس بن عبد الأعلى، و أبا قرّة (5) محمّد بن حميد الرعيني، و مالك بن عبد اللّه التجيبي، و محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، و إبراهيم بن منقذ الخولاني، و إبراهيم بن مرزوق، و بحر بن نصر الخولاني، و سليمان بن شعيب الكيساني (6)،و جماعة غير من سميت.

روى عنه: أبو بكر بن المقرئ، و أبو الحسن الإخميمي، و أبو الفرج أحمد بن القاسم بن الخشّاب.

و خرج إلى الشام سنة ثمان و ستين و مائتين فلقي القاضي أبا خازم (7) قاضي دمشق و أخذ عنه الفقه.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، و ابن حمزة السّلمي، و طاهر بن الأسفرايني، قالوا: أنا أبو الحسين بن مكي، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن العباس الإخميمي، نا

ص: 367


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن هامشه و مختصر ابن منظور.
2- عن المختصر و بالأصل «الحنيفي».
3- طحا: كورة بمصر شمالي الصعيد في غربي النيل. و ترجم ياقوت للمترجم و قال: و ليس من نفس طحا و إنما هو من قرية قريبة منها يقال لها طحطوط فكره أن يقال له طحطوطي فيظن أنه منسوب إلى الضراط .
4- ضبطت عن الأنساب، و بالأصل «الجيري» و هذه النسبة إلى جيزة و هي بليدة بفسطاط مصر في النيل.
5- ضبطت عن التبصير 1128/3.
6- ضبطت عن التبصير 1217/3.
7- عن تذكرة الحفاظ 809/3 و بالأصل «حازم» بالحاء المهملة.

أبو جعفر أحمد بن محمّد بن سلامة، نا يونس، أنا ابن وهب، أنا عبد اللّه بن عمر، عن عبد الرّحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم أنها قالت:

رأيت رجلا يوم الخندق على صورة دحية بن خليفة الكلبي، على دابة يناجي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و عليه عمامة قد سدلها خلفه، فسألت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عنه فقال:

«ذلك جبريل، أمرني أن أخرج إلى بني قريظة»[1296].

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العباس العلويّ ، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن بن سليم، و حدثني أبو بكر بن أبي نصر اللفتواني عنهما، قالا: أنا أحمد بن الفضل، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا أبو سعيد بن يونس قال: أحمد بن محمّد بن سلامة بن سلمة بن عبد الملك بن سلمة بن سليم، أبو جعفر الطحاوي الفقيه، و عداده في حجر الأزد، توفي ليلة الخميس مستهل ذي القعدة سنة إحدى و عشرين و ثلاثمائة.

و كان ثقة ثبتا فقيها عاقلا، لم يخلّف مثله، ولد سنة تسع و ثلاثين و مائتين.

و ذكر بعض أهل العلم أن مولد أبي جعفر ليلة الأحد لعشر ليال خلون من شهر ربيع الأول سنة تسع و ثلاثين و مائتين.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي زكريا عبد الرّحيم بن أحمد البخاري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن يونس بن محمّد الخطيب، أنا أبو زكريا البخاري، ح و أخبرنا أبو الحسين (1) أحمد بن سلامة الأبّار، أنا أبو الفرج سهل بن بشر الأسفرايني، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف المقرئ، قالا: أنا عبد الغني بن سعيد الحافظ ، قال: و أبو جعفر أحمد بن محمّد بن سلامة الطحاوي الأزدي الحجري الفقيه توفي سنة إحدى و عشرين و ثلاثمائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، قال: قال لنا أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الشيرازي في كتاب طبقات الفقهاء من أصحاب أبي حنيفة: منهم أبو جعفر

ص: 368


1- بالأصل «أبو الحسن» و الصواب عن ترجمته في مختصر ابن منظور 97/3.

أحمد بن محمّد بن سلامة الطحاوي، و إليه انتهت رئاسة أصحاب أبي حنيفة بمصر.

أخذ العلم عن أبي جعفر بن أبي عمران، و عن أبي خازم (1) و غيرهما، و كان شافعيا يقرأ على أبي إبراهيم المزني، فقال له يوما: و اللّه لا جاء منك شيء، فغضب أبو جعفر من ذلك، و انتقل إلى أبي جعفر بن أبي عمران، فلما صنّف مختصره قال: رحم اللّه أبا (2)إبراهيم، لو كان حيا لكفّر عن يمينه، و صنّف:«اختلاف العلماء» و «الشروط » و «أحكام القرآن» و «معاني الآثار» ولد سنة ثمان و ثلاثين و مائتين، و مات سنة إحدى و عشرين و ثلاثمائة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي عن أبي نصر بن ماكولا (3) قال: أمّا الحجري - بفتح الحاء و سكون الجيم - من حجر الأزد فجماعة منهم: أبو جعفر أحمد بن محمّد بن سلمة بن سلامة (4) بن عبد الملك بن سلمة بن سليم الفقيه الطحاوي الأزدي الحجري، ولد سنة تسع و ثلاثين و مائتين و مات مستهل ذي القعدة سنة إحدى و عشرين و ثلاثمائة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن عبد العزيز بن أحمد قال: قرأت على أبي الحسن علي بن موسى بن الحسين النيسابوري السّمسار قال: قال لنا أبو سليمان بن زبر، قال لي أبو جعفر الطحاوي: أوّل من كتبت عنه الحديث المزني، و أخذت بقول الشافعي، فلما كان بعد سنين قدم أحمد بن أبي عمران قاضيا على مصر، فصحبته و أخذت بقوله، و كان يتفقّه للكوفيين، و تركت قولي الأول، فرأيت المزني في المنام و هو يقول لي: يا أبا جعفر أعصبتك (5) يا أبا جعفر اعتصبتك (6).و بلغني أن سبب تركه لمذهب الشافعي أنه تكلم يوما بحضرة المزني في مسألة، فقال له المزني: و اللّه لا تفلح أبدا، فغضب من قول المزني، و انقطع إلى أبي جعفر بن أبي عمران، و قال بقول أبي حنيفة حتى صار رأسا فيه، فاجتاز بعد ذلك بقبر المزني فقال: رحمك اللّه يا أبا إبراهيم، أما لو كنت حيّا لكفّرت عن يمينك.

ص: 369


1- بالأصل «أبي حازم» و الصواب ما أثبت و قد مرّ في أول الترجمة. و انظر تذكرة الحفاظ 809/3.
2- بالأصل «أبي».
3- الإكمال لابن ماكولا 85/3.
4- في الإكمال: بتقديم سلامة على سلمة.
5- في المطبوعة 319/7 «اغتصبتك... اغتصبتك» و في معجم البلدان «اعتصبتك... اعتصبتك».
6- في المطبوعة 319/7 «اغتصبتك... اغتصبتك» و في معجم البلدان «اعتصبتك... اعتصبتك».

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العباس العلوي، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن سليم، و حدّثني أبو بكر بن أبي نصر اللفتواني عنهما قالا: أنا أحمد بن الفضل، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا أبو سعيد عبد الرّحمن بن أحمد بن يونس قال: سمعت القاسم بن حمد (1) بن الحارث بن شهاب يقول: حضرت أحمد بن محمّد بن سلامة الطحاوي و أتته امرأة برقعة، فزعمت أنها مسألة بعثت بها إليه، فنظر فيها فإذا فيها (2) مكتوب:

رحم اللّه من دعا لغريب، و جمع بين عاشق و حبيب. قال: فطواها ثم ردّها إليها، و قال لها: ليس هذا المكان الذي بعثت إليه، يا امرأة غلطت.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة عن (3) عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الحسن مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: و فيها - يعني سنة تسع و ثلاثين و مائتين - ولد أبو جعفر الطحاوي.

قال: و في هذه - يعني سنة إحدى و عشرين و ثلاثمائة - توفي أبو جعفر الطحاوي أحمد بن محمّد بن سلامة بمصر.

153 - أحمد بن محمّد بن سلامة أبي كلثم بشر بن بديل

أبو بكر العذري

روى عنه: أبو الحسين الرازي، و ابنه تمام بن محمّد.

و هو أحمد بن محمّد بن أحمد بن سلامة و قد تقدم.

154 - أحمد بن محمّد بن سلامة بن عبد اللّه

أبو الحسين (4) السّتيتي الأديب

ذكر أنه من ولد ستيتة مولاة يزيد بن معاوية و يعرف بابن الطّحّان.

روى عن خيثمة بن سليمان، و أبي القاسم عبد الرّحمن بن إسحاق الزجّاجي، و سمع من أبي الطّيّب المتنبّي شيئا من شعره.

ص: 370


1- في المطبوعة: محمد.
2- بالأصل «فيه».
3- بالأصل «بن» و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
4- كذا بالأصل و المختصر 265/3 و سير أعلام النبلاء 358/17 و سيرد أثناء الترجمة «أبو الحسن» و في م: أبو الحسن.

روى عنه عبد العزيز الكتاني، و علي بن الخضر السّلمي، و أبو القاسم بن أبي العلاء، و أبو الحسن محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن حذلم، و أبو عبد اللّه محمّد بن أبي نصر بن محمّد الطالقاني الصّوفي، و علي بن محمّد بن شجاع الرّبعي، و أبو سعد إسماعيل بن علي الرازي السمّان.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن سلامة بن عبد اللّه الستيتي - قراءة عليه في داره بمدينة دمشق - نا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة القرشي الأطرابلسي، نا محمّد بن عوف بن سفيان الطائي، نا عبيد بن إسحاق العطّار، نا سنان بن هارون، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال:

قالت أمّ حبيبة: يا رسول اللّه المرأة منّا يكون لها زوجان في الدّنيا، ثم تموت، فتدخل الجنّة هي و زوجاها، فلأيهما تكون للأوّل أو للآخر قال:«يا أمّ حبيبة تكون لأحسنهما خلقا كان معها في الدنيا. يا أم حبيبة، ذهب حسن الخلق بخير الدنيا و الآخرة»[1297].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني قال: قال لنا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد، ذكر لنا أبو الحسن بن سلامة أن أباه كان يحضر مجلس خيثمة بن سليمان، و هو صغير.

قال: فكنت أنام فينبهني، فأقوم فأنظر إلى خيثمة شيخ عظيم الهامة، كبير الآذان (1)، كبير الأنف.

أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الواحد بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب، قال أحمد بن محمّد بن سلامة أبو الحسن الدّمشقي السّتيتي حدث عن خيثمة بن سليمان الأطرابلسي، حدّثني عنه عبد العزيز بن أحمد، و غيره، و قال لي عبد العزيز: كان جد هذا الشيخ مولى ستيتة مولاة يزيد بن معاوية، و مات في صفر سنة سبع عشرة و أربعمائة.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا قال (2):أمّا

ص: 371


1- سير أعلام النبلاء: كبير الأذنين و الأنف.
2- الإكمال لابن ماكولا 128/5.

السّتيتي - بسين مهملة مضمومة ثم تاء مفتوحة معجمة باثنتين من فوقها - فهو أبو الحسن أحمد بن محمّد بن سلامة السّتيتي مولى ستيتة مولاة يزيد بن معاوية من أهل دمشق.

روى عن خيثمة بن سليمان. روى عنه شيخنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني و غيره، توفي في صفر سنة سبع عشرة و أربعمائة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني قال: توفي شيخنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن سلامة السّتيتي يوم الاثنين السابع و عشرين من صفر سنة سبع عشرة و أربعمائة.

حدّث عن خيثمة بن سليمان باثني عشر جزءا منها مسند الحميدي سبعة أجزاء، و الباقي أمالي خيثمة، و كانت له أصول حسنة، و حدّث عن أبي القاسم عبد الرّحمن بن إسحاق الزّجّاجي بجزء، و كان يذكر أنه رأى بخط أبيه أن مولده يوم الثلاثاء، قبل الظهر بأقل من ساعة، لخمس خلون من شوال سنة ثمان و عشرين و ثلاثمائة.

و سمع السيفيات من شعر المتنبي منه، و ذكر لنا أنه كان يلقنه ذلك، و كان يتهم بالتشيّع، فحلف لنا أنه بريء من ذلك، و أنه من موالي يزيد، فكيف يتشيّع و قد زار قبر يزيد و اللّه أعلم.

155 - أحمد بن محمّد بن صالح بن محمّد بن صالح بن بيهس بن زميل

ابن عمرو بن هبيرة بن زفر بن عامر بن كعب

ابن أبي بكر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة الكلابي

حكى عن أبيه عن جده.

حكى عنه ابنه أبو الفضل العبّاس بن أحمد (1).

156 - أحمد بن محمّد بن صالح بن النّضر

أبو بكر الأنطاكي الصّوفي

كان من الجوالين. سمع خيثمة بن سليمان بأطرابلس.

و ذكره القاضي أبو الوليد عبد اللّه بن محمّد بن يوسف بن الفرضي الأندلسي في

ص: 372


1- سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور.

تاريخ الأندلس، فقال (1):أحمد بن محمد بن صالح بن النّضر الأنطاكي (2)،يكنى أبا بكر، قدم علينا سنة اثنتين و تسعين (3) و ثلاثمائة. و كان يحدّث عن خيثمة بن سليمان الأطرابلسي و غيره. إلاّ أنه لم يكن معه كتب إذ كان مذهبه التصوف و السياحة. و قد كتبت عنه من حفظه حكايات. و كتب معنا عنه جماعة من شيوخنا. و كان جوّالا في البلاد (4).

157 - أحمد بن محمّد بن طوق

ابن العسعس بن الحريش (5) بن الوزير

أبو عمرو اليعمري

من أهل بيت أرانس (6).

حدث عن بعض الشيوخ.

كتب عنه أبو الحسين الرازي.

ذكر أبو الحسين الرازي - فيما قرأته بخط نجا بن أحمد، و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين - في تسمية من كتب عنه في قرى دمشق، جماعة منهم: أبو عمرو أحمد بن محمّد بن طوق؛ هذا و نسبه، و قال: من أهل قرية يقال لها بيت أرانس (7).

158 - أحمد بن محمّد بن الصّلت بن المغلّس

158 - أحمد بن محمّد بن الصّلت بن المغلّس (8)

أبو العباس الحمّاني،

و يقال أحمد بن الصّلت،

و يقال أحمد بن عطية

ابن أخي جبارة بن مغلّس البغداذي، أصله من الكوفة

ذكر أنه سمع بدمشق: هشام بن عمّار و حدث عنه، و عن ثابت بن محمّد الزاهد،

ص: 373


1- تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي ص 62.
2- زيد بعدها في ابن الفرضي: الصوفي.
3- ابن الفرضي: و سبعين.
4- سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور.
5- في معجم البلدان: جريش.
6- بيت أرانس: من قرى الغوطة (ياقوت).
7- بالأصل و م «أرايس» و الصواب ما أثبت.
8- ترجم له الخطيب في تاريخ بغداد تحت أسماء ثلاثة في ثلاثة مواضع: أحمد بن الصلت 207/4 و أحمد بن - محمد بن الصلت 33/5 و أحمد بن محمد بن المغلس 104/5.

و أبي نعيم، و أبي غسان مالك بن إسماعيل النهدي، و عفّان بن مسلم، و إسماعيل بن أبي أويس، و إبراهيم بن المنذر، و أبي عبيد، و أبي عبد اللّه أحمد بن حنبل، و عمه جبارة بن مغلّس، و مسلم بن إبراهيم، و بشر بن الوليد، و محمّد بن عبد اللّه بن نمير، و أبي بكر بن أبي شيبة.

روى عنه أبو عمرو بن السماك، و أبو علي بن الصوّاف، و أبو الفتح الأزدي الموصلي، و مكرم بن أحمد القاضي، و أحمد بن محمّد بن الحسن بن مقسم، و محمّد بن عمر بن الجعابي (1)،و عيسى بن حامد الرّخّجي (2).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني (3)،و أبو الحسن بن قبيس قالا: نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب (4)،أنا محمّد بن طلحة النعالي، نا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن مقسم العطار، نا أحمد بن الصّلت، نا أبو نعيم الفضل بن دكين، نا الحكم بن عبد الرّحمن بن أبي نعيم، حدثني أبي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«الحسن و الحسين سيّدا شباب أهل الجنّة إلاّ ابني الخالة: عيسى بن مريم، و يحيى بن زكريا عليهم السّلام (5)»[1298].

و قال الخطيب قرأت: في كتاب لأبي الفتح محمّد بن الحسين الأزدي، نا أحمد بن محمّد بن الصّلت، نا - هشام بن عمّار - بحديث ذكره.

أخبرنا أبو الحسن (6) بن قبيس و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (7):أحمد بن محمّد بن الصّلت بن المغلّس بن أخي جبارة بن المغلّس

ص: 374


1- ضبطت عن الأنساب، بالنص، و ترجم له ترجمة قصيرة.
2- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى الرخجية، و هي قرية على نحو فرسخ من بغداد وراء باب الأزج. و ذكره، في ترجمة قصيرة.
3- بالأصل «الحسني» و الصواب ما أثبت، عن م، و قد مرّ...
4- تاريخ بغداد 207/4.
5- قوله:«عليهم السلام» ليست في تاريخ بغداد.
6- بالأصل «أبو الحسين» و الصواب ما أثبت عن م، و قد مرّ كثيرا.
7- تاريخ بغداد 33/5.

الحمّاني يكنى أبا العباس. حدّث عن ثابت بن محمّد الزاهد، و أبي نعيم الفضل بن دكين، و أبي غسان النهدي، و عفان بن مسلم، و إسماعيل بن أبي أويس، و إبراهيم بن المنذر، و أبي عبيد القاسم بن سلاّم، و أحمد بن حنبل و غيرهم. روى عنه: أبو عمرو بن السّماك، و أبو علي بن الصوّاف، و أبو الفتح محمّد بن الحسين الأزدي، و مكرم بن أحمد القاضي، و أحمد بن محمّد بن الحسن بن مقسم، في آخرين. و بعض الناس يقول فيه أحمد بن الصّلت، و بعضهم يقول أحمد بن عطية و قد ذكرناه فيما تقدم (1).

أخبرنا أبو القاسم الحسيني، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب (2) قال: أحمد بن الصّلت بن المغلّس، أبو العباس الحمّاني، و قيل أحمد بن محمّد بن الصّلت، و يقال أحمد بن عطيّة، و هو ابن أخي جبارة بن المغلّس. كان ينزل الشرقية، و حدث غن ثابت بن محمّد الزاهد، و أبي نعيم الفضل بن دكين، و مسلم بن إبراهيم، و بشر بن الوليد، و محمّد بن عبد اللّه بن نمير، و جبارة بن مغلّس، و أبي بكر بن أبي شيبة، و أبي عبيد القاسم بن سلاّم، أحاديث كثيرة (3) أكثرها باطلة هو وضعها. و يحكي [أيضا] (4) عن بشر بن الحارث، و يحيى بن معين، و علي بن المديني أخبارا جمعها بعد أن صنعها (5) في مناقب أبي حنيفة. روى عنه أبو عمرو بن السماك، و مكرم بن أحمد القاضي، و أبو علي بن الصوّاف، و محمّد بن عمر بن الجعابي، و عيسى بن حامد الرّخّجي، و أبو الحسن بن مقسم، و غيرهم.

و قال الخطيب (6):أنا علي بن المحسّن التنوخي، حدّثني أبي، نا أبو بكر محمّد بن حمدان بن الصّباح النيسابوري بالبصرة، نا أبو علي الحسن بن محمّد الرازي

ص: 375


1- عن تاريخ بغداد و بالأصل «الحناني».
2- انظر تاريخ بغداد 207/4.
3- كذا بالأصل، و لم ترد في تاريخ بغداد.
4- زيادة عن تاريخ بغداد.
5- تاريخ بغداد: صنّفها.
6- تاريخ بغداد 209/4.

قال: قال لي أبو عبد اللّه (1) بن خيثمة، قال لي (2) أحمد بن أبي خيثمة: اكتب عن هذا الشيخ يا بني، فإنه يكتب معنا في المجالس منذ سبعين سنة - يعني أبا العبّاس أحمد بن الصّلت بن المغلّس الحمّاني.

قال الخطيب: لا أبعد أن تكون هذه الحكاية موضوعة. و في إسناده (3) غير واحد من المجهولين، و حال أحمد بن الصّلت أظهر من أن يقع فيه (4) الرّيبة أو يدخل عليها الشبهة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي قال: أحمد بن محمّد بن الصّلت، أبو العباس، كان ينزل الشرقية - ببغداد - رأيته في سنة سبع و تسعين و مائتين يحدّث عن ثابت الزاهد، و عبد الصّمد بن النعمان، و غيرهما من قدماء الشيوخ، قد ماتوا قبل أن يولد بدهر، و ما رأيت في الكذابين أقل حياء منه، و كان ينزل عند أصحاب الكتب يحمل من عندهم رزما فيحدّث بما فيها عن الرّجل الذي اسمه في الكتاب، و لا يبالي ذلك الرّجل متى مات و لعلّه قد مات قبل أن يولد، منهم من ذكرت: ثابت الزاهد، و عبد الصّمد بن النعمان، و نظرائهما. و كان تقديري في سنّه لمّا رأيته سبعين (5) سنة أو نحوه، و أظنّ ثابت الزاهد.

مات قبل العشرين بيسير، أو بعده بيسير، و عبد الصّمد قريب منه، و كانوا قد ماتوا قبل أن يولد بدهر.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (6)قال:

قرأت بخط أبي الحسن الدارقطني - و حدثنيه أحمد بن أبي جعفر عنه - قال:

أحمد بن محمّد بن المغلّس بن أخي جبارة يعرف بابن الصّلت أبو العباس، بغدادي

ص: 376


1- في تاريخ بغداد: عبد اللّه بن أبي خيثمة.
2- تاريخ بغداد: قال لي أبي أحمد.
3- تاريخ بغداد: إسنادها.
4- تاريخ بغداد:«يقع فيها... تدخل عليها».
5- في ميزان الاعتدال 140/1 ستين سنة أو أكثر.
6- تاريخ بغداد 104/5.

يروي عن ثابت الزاهد، و إسماعيل بن أبي أويس، و أبي عبيد القاسم بن سلاّم، و من بعدهم يضع الحديث.

قال الخطيب: و يقال فيه أحمد بن الصّلت، و يقال أحمد بن محمّد بن الصّلت بن المغلّس.

أنبأنا أبو المظفّر بن القشيري عن أبي بكر البيهقي، أنا الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا الدارقطني، قال: أحمد بن الصّلت بن المغلّس الحمّاني، متروك، يضع الحديث.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد البلخي، أنا أبو ياسر محمّد بن عبد العزيز بن عبد اللّه الخياط ، أنا أبو بكر البرقاني - إجازة - قال:«هذا ما وافقت عليه أبا الحسن الدارقطني من المتروكين».

ح و أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق بن بشرى الدمشقي، أنا القاضيان: أبو تمام علي بن محمّد بن الحسن الواسطي، و أبو الغنائم محمّد بن علي بن علي بن الدجاجي - في كتابيهما - عن أبي الحسن الدارقطني قال: أحمد بن محمّد بن المغلّس الحمّاني بن الصلت - و في رواية ابن بطريق: الحمّاني بن أخي جبارة بن المغلّس، يعرف بابن الصّلت - و قالا: أبو العبّاس بغداذي، عن ثابت الزاهد، و إسماعيل بن أبي أويس، و أبي عبيد و من بعدهم. زاد ابن بطريق: يضع الحديث.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (1):

أنا الأزهري، أنا أبو الحسن الدّارقطني، قال: ابن الصّلت هذا يضع الأحاديث.

أخبرنا أبو القاسم النسيب و أبو الحسن بن قبيس، قالا: نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب (2)،حدثني البرقاني، و محمّد بن علي بن الفتح، قالا: قال لنا أبو الحسن الدارقطني: كان أحمد بن الصلت ضعيفا. قال البرقاني: و قال لي (3)محمّد بن أبي الفوارس: و هو ابن أخي جبارة بن مغلّس كان يضع.

ص: 377


1- تاريخ بغداد 34/5.
2- تاريخ بغداد 209/4.
3- سقطت اللفظة من تاريخ بغداد.

قال: و حدثني القاضي أبو عبد اللّه الصّيمري عن محمّد بن عمران المرزباني، حدّثني عبد الباقي بن قانع قال: ابن الصلت في الشرقية، ليس بثقة.

أنبأنا أبو سعد محمّد بن محمّد المطرّز، و أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ، قالا: قال لنا أبو نعيم: أحمد بن محمّد بن الصّلت، أبو العباس الحمّاني يروي عن ابن أبي أويس، و القعنبي، و شيوخ لم يلقهم، بالمشاهير و المناكير. لا شيء، و مات بعد الثلاثمائة.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، و أبو الحسن بن قبيس قالا: نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب (1)،أنا عمر بن إبراهيم الفقيه، قال: قال لنا القاضي أبو الحسين عيسى بن حامد الرّخّجي: مات أبو العباس أحمد بن الصّلت الحمّاني في المحرم سنة اثنتين و ثلاثمائة.

قال الخطيب: و هذا خطأ و الصواب ما أخبرنا السّمسار، أنا الصفار، نا ابن قانع:

أنّ ابن الصّلت مات في شوال من سنة ثمان و ثلاثمائة.

قال: و أخبرني أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد، أنا علي بن عمر الحربي، قال:

وجدت في كتاب أخي: مات ابن الصّلت الذي كان في الشرقية في شوال سنة ثمان و ثلاثمائة.

159 - أحمد بن محمّد بن عاصم الرازي

سمع بدمشق: الوليد بن عتبة، و هشام بن عمّار، و العباس بن عثمان المكتب، و هشام بن خالد، و دحيما، و بغيرها: نصر بن عاصم الأنطاكي، و ابن مصفّى، و المسيّب بن واضح، و بمصر: حرملة بن يحيى، و أبا الطاهر بن السرح، و علي بن المديني، و محمّد بن عبّاد المكي، و أبا مصعب الزّهري، و هارون الفروي (2)، و محمّد بن يحيى بن أبي عمر، و هدبة بن خالد، و محمّد بن أبي بكر المقدّمي، و أبا الرّبيع الزهراني، و محمّد بن أبان الواسطي، و الحسن بن قزعة، و عبد الأعلى بن

ص: 378


1- تاريخ بغداد 209/4.
2- إعجامها غير واضح بالأصل و م و الضبط عن تقريب التهذيب، و هو: هارون بن موسى بن أبي علقمة: عبد الله بن محمد الفروي المدني.

حمّاد، و عاصم بن النضر الأحول، و أبا الأشعث العجلي، و قتيبة بن إسحاق (1) سعيد، و إسحاق بن راهويه، و سهل بن عثمان، و سويد بن نضر، و إسحاق الكوسج.

روى عنه: محمّد بن أحمد بن إبراهيم العسّال (2)،و أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمّد الأنصاري الميموني، و أبو جعفر محمّد بن عمرو بن موسى العقيلي.

أخبرنا أبو الحسن سعد الخير بن محمّد بن سهل الأنصاري، أنا أحمد بن محمّد (3) بن عاصم، نا هشام بن عمّار، و العباس بن عثمان الدمشقيان، قالا: نا الوليد بن مسلم، نا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن عبد اللّه بن الصامت عن أبي ذرّ قال: قلت: يا رسول اللّه، الصّلاة في مسجدك هذا أفضل أم في بيت المقدس ؟ فقال:

«صلاة في مسجدي هذا أفضل من أربع صلوات فيه، و لنعم المصلّى هو، أرض المحشر و المنشر»[1299].

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده (4)،أنا أبو علي حمد بن عبد اللّه الأصبهاني إجازة.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (5) قال: أحمد بن محمّد بن عاصم الرازي. روى عن أبي الرّبيع الزهراني، و محمّد بن أبان الواسطي، و قتيبة، و إسحاق بن راهويه (6).

ص: 379


1- كذا بإقحام «إسحاق» في عامود نسبه بالأصل و م و هو خطأ، انظر ترجمته في تهذيب التهذيب.
2- بالأصل «الغسال» و المثبت و الضبط عن الأنساب، ترجم له ترجمة قصيرة. و العسال هذه اللفظة لمن يبيع العسل و يشتاره.
3- كذا بالأصل، و ثمة سقط في السند، تمامه في م و مطبوعة ابن عساكر: أنا أحمد بن محمد، أنا محمد بن أحمد بن عبد الرحمن، أنا أبو أحمد العسال، نا أحمد بن محمد بن عاصم.
4- بالأصل سقط في الكلام، و تمام السند في م و المطبوعة: أنا أبو طاهر الحسين بن سلمة الهمذاني أنا أبو الحسن الفأفاء.
5- الجرح و التعديل 1/قسم 75/1.
6- بعدها في الجرح و التعديل، و وضعت بين معكوفتين على أنها زيادة عن إحدى نسخه: كتبت عنه و هو صدوق.
160 - أحمد بن محمّد

160 - أحمد بن محمّد (1) بن عامر بن المعمّر بن حمّاد

أبو العباس الأزدي، و يعرف بابن رشاش

روى عن: دحيم، و ابن أبي الحواري، و هشام بن عمّار، و عيسى بن حمّاد زغبة، و محمّد بن نصر النيسابوري، و أبيه محمد بن عامر بن المعمّر بن حمّاد، و أبي موسى عمران بن موسى الطرسوسي، و أبي الحسن علي بن محمّد اليقطيني (2) القورضي (3)، و أبي حاتم الرّازي، و مؤمل بن إهاب، و محمّد بن أيوب الحسراني، و محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن شبير.

روى عنه: ابن أبي الزمزام، و محمّد بن سليمان الربعي، و أبو علي الحسن بن منير، و أبو الحسن أحمد بن علي بن إبراهيم الأنصاري، و أبو هاشم المؤدّب، و أبو القاسم عبد اللّه بن إبراهيم الآبندوني، و أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن الفرج بن البرامي.

أخبرنا أبو طاهر بن الحنّائي و أبو الحسن الموازيني - إجازة - قالا: أنا أبو عبد اللّه محمّد بن [عبد] (4) السّلام بن سعدان، أنا أبو بكر محمّد بن سليمان بن يوسف البندار، نا أبو العباس أحمد بن عامر بن المعمّر الأزدي، نا هشام بن عمّار، نا الوليد بن مسلم، نا زهير بن محمّد، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللّه قال: قرأ علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سورة الرّحمن حتى ختمها ثم قال:

«ما لي أراكم سكوتا؟ للجنّ كانوا أحسن منكم ردا، ما قرأت عليهم هذه الآية من مرة فَبِأَيِّ آلاٰءِ رَبِّكُمٰا تُكَذِّبٰانِ (5) إلاّ قالوا: و لا بشيء من نعمة (6) ربّنا نكذّب. فلك الحمد»[1300].

ص: 380


1- بالأصل «عن» و الصواب عن م.
2- هذه النسبة إلى يقطين أحد أجداده (الأنساب: اليقطيني).
3- كذا بالأصل، و سقطت اللفظة من عامود نسب حفيده في الأنساب (اليقطيني) و لم أجدها و لعلها حرفت عن القورجي نسبة إلى القورج نهر بين القاطول و بغداد. فهم من أهل بغداد.
4- سقطت من الأصل. و الصواب ما أثبت عن م انظر سير أعلام النبلاء 635/17.
5- سورة الرحمن، الآية:13.
6- في المختصر: نعمك.

أخبرناه عاليا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل الفقيه، أنا أبو سعد محمد بن عبد الرّحمن الجنزرودي الأديب، أنا أبو أحمد الحاكم، أنا محمّد بن محمّد بن سليمان الواسطي، نا هشام بن عمّار، نا الوليد بن مسلم، نا زهير بن محمّد، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللّه قال: قرأ علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سورة الرّحمن فلما فرغ منها قال:«ما لي أراكم سكوتا (1)؟للجنّ كانوا أحسن منكم ردّا، ما قرأت عليهم فَبِأَيِّ آلاٰءِ رَبِّكُمٰا تُكَذِّبٰانِ (2) إلاّ قالوا: و لا بشيء من نعمة (3)،ربّنا نكذّب، فلك الحمد»[1301].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف السهمي، أنا أبو أحمد بن عدي الحافظ ، نا أبو العباس أحمد بن عامر بن معمّر بن حمّاد الأزدي - بدمشق - نا هشام بن عمّار، نا إسماعيل بن عياش، نا موسى بن عقبة، عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«أيّما (4) رجل باع سلعة فوجدها بعينها عند رجل قد أفلس، و لم يكن قبض من ثمنها شيئا فهي له. و إن كان قد قبض من ثمنها فهو أسوة الغرماء»[1302].

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي زكريا عبد الرّحيم بن أحمد البخاري، ح.

و أخبرنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي، أنا أبو زكريا عبد الرّحيم بن أحمد البخاري، أنا عبد الغني بن سعيد الحافظ ، قال: و معمّر - بضم الميم و فتح العين و تشديد الميم - جماعة: فمنهم أحمد بن عامر بن المعمّر الدمشقي.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا قال (5):و أمّا

ص: 381


1- بالأصل «سكونا» و المثبت عن الرواية السابقة.
2- سورة الرحمن، الآية:13.
3- في المختصر: نعمك.
4- عن المختصر و بالأصل «أيا».
5- الاكمال لابن ماكولا 269/7.

معمّر - بضم الميم الأولى و فتح العين و تشديد الميم الثانية و فتحها:- أحمد بن عامر بن المعمّر الدّمشقي. روى عنه أحمد بن علي الأنصاري شيخ عبد الغني بن سعيد.

161 - أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن صدقة

أبو بكر الحافظ البغداذي (1)

سمع بالعراق: بسطام بن الفضل أخا عارم بن الفضل، و محمّد بن مسكين اليمامي، و محمّد بن حرب النسائي (2)،و صالح بن محمّد بن يحيى بن سعيد القطان، و نصر بن عبد الرّحمن الوشّاء، و عبّاس بن محمّد الدوري، و إسماعيل بن مسعود الجحدري، و محمّد بن يحيى القطعي (3)،و الهيثم بن مروان بن الهيثم بن عمران، و موسى بن عامر المرّي، و يحيى بن محمّد بن السكن، و الوليد بن شجاع، و زياد بن يحيى الحسّاني، و محمّد بن معمر البحراني.

و سمع بدمشق: بدر بن الهيثم، و أبا زرعة النصري، و أحمد بن محمّد بن عمّار بن نصير بن أخي هشام بن عمّار، و محمّد بن هاشم البعلبكي. و بغيرها: علي بن محمّد بن أبي المضاء المصّيصي، و محمّد بن عمرو بن حنان (4)،و محمّد بن خالد الحمصيين، و هارون بن إسحاق، و خلقا سواهم.

روى عنه أبو بكر أحمد بن محمّد بن هارون الخلاّل الحنبلي، و أبو جعفر محمّد بن عمرو بن موسى العقيلي، و أبو الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي، و عبد الباقي بن قانع، و سليمان الطبراني، و أبو بكر الشافعي، و جعفر بن محمّد بن أحمد ابن بنت حاتم بن ميمون، و أبو محمّد الحسن بن محمّد بن إسحاق الأزهري الأسفرايني، و غيرهم.

ص: 382


1- له ترجمتان في تاريخ بغداد: الأولى ح 221/4 باسم أحمد بن عبد اللّه بن صدقة، و الثانية ج 40/5 تحت اسم أحمد بن محمد بن عبد اللّه بن صدقة.
2- كذا، و في تقريب التهذيب: النّشائي بالمعجمة، و في الأنساب هذه النسبة إلى عمل النشا، و هو النشاستج شيء يستخرج من الحنطة تقصر به الثياب و تطرّى. و ذكره و أخطأ فيه «النسائي» و باقي الأسماء وردت فيه بالشين المعجمة.
3- ضبطت بالنص بضم القاف و فتح المهملة في ترجمته في تقريب التهذيب. و تمام اسمه: محمد بن يحيى بن أبي حزم القطعي البصري.
4- بالأصل و م «حبان» خطأ، و الصواب عن تقريب التهذيب و ضبطت: بفتح المهملة و خفة النون.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، حدثني أحمد بن محمّد بن صدقة الحافظ ، نا صالح بن محمّد بن يحيى القطعي (1)،نا أبي، عن عثمان بن مرة، عن القاسم، عن عائشة:

أنها اشترت نمرقة لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قالت: فألقيتها، قالت: ثم كأني رأيت الغضب في وجهه. فقالت عائشة: أعوذ باللّه من سخط اللّه و سخط رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«ما هذا يا عائشة ؟» قالت: اتّخذتها إذا دخل عليك أو جاءك وافد فقال:«إن أصحاب هذه الصور يعذّبون عذابا، لا يعذّبه أحد من العالمين. يقال لهم: أحيوا ما خلقتم»[1303].

أنبأنا أبو المظفّر بن القشيري و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو الحسن الدار قطني، قال: أبو بكر بن صدقة الحافظ أحمد بن محمّد، ثقة ثقة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن خيرون، قال لنا أبو بكر (2):

أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن صدقة، أبو بكر الحافظ . سمع محمّد بن مسكين اليمامي، و بسطام بن الفضل أخا عارم، و محمّد بن حرب النّشائي، و من في طبقتهم و بعدهم. روى عنه أبو بكر أحمد بن محمّد بن هارون الخلاّل الحنبلي، و أبو الحسين بن المنادى، و عبد الباقي بن قانع، و أبو بكر الشافعي، و غيرهم. و كان ثقة - و في رواية ابن خيرون: و ذكره الدار قطني فقال: ثقة (3).ثم اتفقا و قالا:- و ذكره ابن المنادى في كتاب أفواج القرّاء فقال: كان من الحذق و الضبط على نهاية ترضى بين أهل الحديث كأبي القاسم بن الجبلي (4) و نظرائه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني (5)،و أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن زريق، قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (6):أحمد بن عبد اللّه بن صدقة، أنا

ص: 383


1- كذا بالأصل و م هنا، و تقدم في بداية الترجمة «القطان» و انظر تذكرة الحفاظ 746/3 و فيها «القطان».
2- هو أبو بكر الخطيب صاحب تاريخ بغداد، انظر فيها ج 40/5.
3- في تاريخ بغداد: ثقة ثقة.
4- بالأصل «الجيلي» و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- بالأصل «الحسني» و الصواب ما أثبت عن م.
6- تاريخ بغداد 221/4.

القاضي أبو العلاء محمّد بن علي الواسطي قال: قرأنا على الحسين بن هارون، عن ابن (1) سعيد، قال: أحمد بن عبد اللّه بن صدقة البغدادي. سمع أبا بكر بن أبي شيبة، و محمّد بن بشار (2) و محمّد بن هاشم البعلبكي، و نحوهم. توفي يوم الاثنين، و دفن يوم الثلاثاء لثمان عشرة خلت من المحرّم سنة ثمان و تسعين و مائتين.

كذا فرّق الخطيب بينهما و عندي أنهما واحد نسبه ابن سعيد - و هو ابن عقدة - إلى جده و أخطأ بعض من روى عنه وفاته: أراد أن تكون سنة ثلاث و تسعين فقال: سنة ثمان و تسعين، و قد اتفقا على أنه مات في المحرّم، و مثل هذا يقع لغوا في اللفظ في ثلاث من ثمان.

كتب إليّ أبو سعد محمّد بن محمّد بن محمّد (3) المطرّز، و أبو علي الحداد، و أبو القاسم غانم بن محمّد بن عبيد اللّه البرجي، ثم أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (4).

ح و أخبرني أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد الحلواني - بمرو - أنا أبو علي الحدّاد قالوا: أنا أبو نعيم الحافظ قال: سمعت أبا محمّد عبد اللّه بن محمّد بن جعفر بن حيّان يقول: و مات أبو بكر بن صدقة الحافظ البغداذي في المحرّم سنة ثلاث و تسعين - يعني و مائتين-.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (5):

أنا محمّد بن عبد الواحد، نا محمّد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي و أنا أسمع.

قال: أبو بكر أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن صدقة توفي لأيّام [خلت] (6) من المحرّم سنة ثلاث و تسعين، صلّينا عليه [بالكناس] (7) و حضر أبو محمّد بن أبي العنبر جنازته و الصّلاة عليه، و هو ممن كتب الناس عنه في آخر عمره.

ص: 384


1- بالأصل و م:«أبي» و المثبت عن تاريخ بغداد.
2- بالأصل «يسار» و المثبت عن م، و انظر تاريخ بغداد.
3- كذا بالأصل، و في سير أعلام النبلاء 254/19 «أحمد».
4- تاريخ بغداد 41/5.
5- تاريخ بغداد 41/5.
6- ما بين معكوفتين في الموضعين زيادة عن تاريخ بغداد.
7- ما بين معكوفتين في الموضعين زيادة عن تاريخ بغداد.
162 - أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن هلال بن عبد العزيز

ابن عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن عبد اللّه بن حبيب (1)

أبو الحسن السّلمي المقرئ، يعرف بالجبني

قرأ القرآن على أبي عبد اللّه هارون بن موسى بن شريك الأخفش - صاحب هشام بن عمّار - و عبد اللّه بن أحمد بن بشير بن ذكوان المقرئين.

قرأ عليه ابنه أبو بكر محمّد بن أحمد.

و كان يصلّي في مسجد سوق الجبن فنسب إليه.

163 - أحمد بن محمّد بن عبد اللّه

أبو عبد اللّه الطّبرستاني (2)

قدم دمشق.

و حدّث عن محمّد بن أيّوب بن يحيى البجلي، و علي بن الحسين الرازي، و أحمد بن عيسى بن علي بن الحسين العلوي الطبري، و أبي جعفر محمّد بن عبد اللّه بن مطيّن (3) الكوفي، و الحسن بن علي التميمي، و أحمد بن عبد اللّه الفراء الطبريين، و أبي شعيب الحرّاني، و إسحاق بن أحمد الخزاعي المكي، و المفضل بن محمّد بن إبراهيم الجندي، و جعفر بن محمّد القطان، و عبد اللّه بن زيدان البجلي.

روى عنه: تمام بن محمّد الحافظ ، و أبو القاسم علي بن بشرى العطار، و أبو نصر عبد الوهّاب بن عبد اللّه المزني.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو عمر محمّد بن عيسى القزويني الحافظ - ببيت لهيا - و حدّثني أبي أبو الحسين، و أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد الطبرستاني قالوا: أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أيّوب بن يحيى بن الضريس الرازي، نا أبو زكريا يحيى بن هاشم الكوفي السّمسار

ص: 385


1- سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور.
2- هذه النسبة إلى طبرستان، انظر معجم البلدان و الأنساب.
3- ضبطت عن تبصير المنتبه 1296/4.

الغسّاني، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«نبات الشعر في الأنف أمان من الجذام».

164 - أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن عبد السّلام

أبو علي بن مكحول البيروتي

روى عن: أبيه مكحول، و إسحاق بن إبراهيم بن نبيط ، و جيرون (1) بن عيسى بن يزيد البلوي، و يوسف بن يزيد القراطيسي، و أبي علاثة (2) محمّد بن عمرو بن خالد، و أبي مسلم خير بن موفق، و محمّد بن أحمد بن أبي ظبية المصريين، و يحيى بن أيّوب العلاّف، و علي بن سعيد بن بشير الرازي.

روى عنه: تمام بن محمّد الرازي، و أبو عبد اللّه بن أبي كامل الرازي، و أبو الحسين بن جميع، و أبو عبد اللّه بن منده، و أبو علي الحسين بن علي الحافظان، و أبو الحسن محمّد بن علي بن الحسين العلوي الهمداني، و عبد اللّه بن محمّد بن أيّوب القطان الحافظ ، و أبو سعيد عثمان بن أحمد بن شنبك (3) الدّينوري ورّاق خيثمة، و عبد الوهّاب الكلابي، و أبو الفتح محمّد بن أحمد بن محمّد النحوي نزيل الرملة.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو علي أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن عبد السّلام البيروتي، نا أحمد (4) بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط بن شريط - بالجيزة (5) في ذي الحجة سنة خمس و ثمانين و مائتين، و ذكر أن مولده سنة سبعين و مائة-.

حدّثني أبي إسحاق بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم، عن أبيه نبيط بن شريط ، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

ص: 386


1- بالأصل «خيرون» و المثبت عن المشتبه ص 277.
2- بدون نقط بالأصل، و المثبت و الضبط عن التبصير 962/3.
3- ضبطت عن التبصير 674/2.
4- كذا بالأصل هنا و تقدم في بداية الترجمة أنه يروي عن إسحاق بن إبراهيم والد أحمد، و قد سقط هنا في المختصر اسم «أحمد» و نقله من حديث إسحاق بن إبراهيم.
5- في المختصر «بالحيرة».

«من كذب عليّ متعمّدا فليتبوأ مقعده من النار»[1304].

أخبرنا أبو العباس أحمد بن الفضل بن أحمد سمكويه، أنا أبو بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني، نا محمّد بن إسحاق بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن عبد السّلام البيروتي، نا أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط بن شريط بالجيزة، و ذكر أن مولده سنة سبعين و مائة، حدّثني أبي إسحاق بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن نبيط ، عن أبيه نبيط بن شريط ، قال:

مر عمر على عثمان بن عفّان فسلّم عليه فلم يردّ السّلام، فجاء عمر إلى أبي بكر الصّدّيق فقال: يا خليفة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، أ لا أخبرك بمصيبة نزلت بنا من بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: و ما هي ؟ قال: مررت على عثمان فسلّمت عليه فلم يردّ عليّ السلام، فقال أبو بكر: أو كان ذلك ؟ قال: نعم فأخذ بيده و جاء إلى عثمان فسلما عليه فردّ عليهما السّلام. فقال أبو بكر: جاءك عمر فسلّم عليك، فلم تردّ عليه فقال: و اللّه يا خليفة رسول اللّه ما رأيته. قال: و في أيّ شيء كان فكرتك ؟ قال: كنت مفكرا في رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فارقنا و لم نسأله كيف الخلاص و المخلص من النّار؟ فقال أبو بكر: و اللّه لقد سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأخبرني، فقال عثمان: ففرّج عنّا. قال أبو بكر قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«تمسّكوا بالعروة الوثقى قول لا إله إلاّ اللّه»[1305].

قال الباطرقاني: قال لنا أبو عبد اللّه محمّد بن إسحاق: و هذا حديث غريب. كان أبو علي الحافظ حدثناه عن ابن مكحول - يعني أحمد بن محمد بن عبد السلام - ثم لقيته فحدثني به.

165 - أحمد بن محمّد بن عبد اللّه

أبو الحسين بن المخّ (1) الصيداوي

حدث عن أبي الحسين بن جميع.

روى عنه هبة اللّه بن عبد الوارث الشيرازي.

ص: 387


1- ضبطت عن التبصير 1259/4 و فيه: أبو الحسين عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه بن المخّ الوكيل حدث عن أبي الحسين بن جميع. و انظر الاكمال لابن ماكولا 315/7 و فيه:«و أما المخ بضم الميم و بالخاء المعجمة فهو شيخ سمعنا منه بصيدا، من ثغور الشام و هو أبو الحسين عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه بن المخ الوكيل. حدث عن أبي الحسين بن جميع. قال الحميدي: و سمعت منه، و اللّه أعلم». كذا، و لعل هذا هو اسمه و حرفه النساخ.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي - و نقلته من خطه - أنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد الوارث، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن المخّ الصيداوي، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن جميع، أنا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن زياد بن الأعرابي، أنا محمّد بن سعيد بن غالب، نا أبو قطن، نا شعبة، عن قتادة، عن خلاس (1)،عن أبي رافع، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«لو تعلمون ما في الصّف المقدّم لكانت قرعة»[1306].

قال غيث بن علي ذكرته لابن المخّ فأنكره، و قال: أنا اسمي عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه بن المخّ (2)،ما حدثت بهذا الحديث.

أخبرناه عاليا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، أنا أبو يحيى محمّد بن سعيد بن غالب، نا أبو قطن عمرو بن الهيثم. فذكره.

166 - أحمد بن محمّد بن عبد اللّه

166 - أحمد بن محمّد بن عبد اللّه (3)

أبو بكر بن أبي أحمد الهروي الطبيب

رحل و سمع بدمشق عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي.

روى عنه: أبو سعيد مسعود بن ناصر.

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي، أنا مسعود بن ناصر السّجزي، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عبد اللّه الهروي، أنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنا محمّد بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك قال:

ص: 388


1- ضبطت عن التبصير 275/2 و هو خلاس الهجري عن علي.
2- انظر الحاشية ما قبل السابقة.
3- سقطت ترجمته من المختصر.

دخل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عام الفتح و على رأسه المغفر[1307].

أخبرناه أبو محمّد بن الأكفاني و جماعة قالوا: أنا أبو القاسم الحنّائي، نا عبد الوهّاب بن الحسن. فذكره.

أنبأنا عبد الغافر - في تذييل تاريخ نيسابور - قال: أحمد بن محمّد بن عبد اللّه أبو بكر الهروي يعرف بأبي بكر بن أبي أحمد الطبيب. شيخ صالح سافر الكثير و سمع.

167 - أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن خاك

67 - أحمد بن محمّد (1) بن عبد اللّه بن خاك (2)

أبو طالب الزنجاني (3) الصّوفي

حدث بدمشق عن أبي الفرج بن برهان الغزّال و أبي القاسم السّميساطي، و أبي عبد اللّه محمّد بن عبد الرّحمن بن طلحة الصيداوي.

روى عنه هبة اللّه بن عبد الوارث [و أبو القاسم مكي بن عبد السلام القرشي، و أبو الفرج غيث بن علي، و أبو الفتيان عمر بن عبد الكريم] (4) الدهستاني. و ذكر غيث أنه أحمد بن محمّد بن أحمد فاللّه أعلم.

و حدّثنا عنه أبو محمّد بن الأكفاني.

أنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا أبو طالب أحمد بن محمّد بن خاك (5) الزنجاني - بقراءتي عليه - أنا أبو الفرج عبد الوهّاب بن الحسين بن عمر بن برهان الغزّال - بصور - نا أبو يعقوب إسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان النسوي - قراءة عليه - بانتقاء علي بن عمر الدار قطني الحافظ ، فأقرّ به، نا جدي الحسن بن سفيان، نا أبو خالد يزيد بن صالح، نا خارجة، عن ابن جريج، عن عطاء أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«اسمحوا يسمح لكم»[1308].

ص: 389


1- في المختصر: أحمد بن عبد اللّه بن خاك.
2- بالأصل:«حاك» و المثبت عن المختصر.
3- الزنجاني - ضبطت عن الأنساب - هذه النسبة إلى زنجان و هي بلدة على حد أذربيجان من بلاد الجبل.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
5- بالأصل خالد تحريف، و الصواب ما أثبت، و هو صاحب الترجمة.

قال لنا أبو محمّد بن الأكفاني: هو خارجة بن مصعب الخراساني السرخسي؛ أبو الحجاج الضبعي.

و أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا الشيخ الدّيّن أبو طالب أحمد بن محمّد الزنجاني الصّوفي، أنا عبد الوهّاب بن الحسين، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد الزهري، نا أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن بهلول، نا عبّاد بن يعقوب، أنا شريك، عن منصور، عن ربعي بن حراش (1)،عن علي قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«لا تكذبوا عليّ فإنّه من كذب عليّ ولج النار»[1309].

168 - أحمد بن محمّد بن عبيد اللّه

أبو الحسن بن المدبّر الكاتب

الذي تولى المساحة بدمشق و غيرها في أيّام المتوكل على اللّه سنة إحدى و أربعين و مائتين.

أصله من سامرّاء، ولاه المتوكل خراج جندي دمشق و الأردن.

حكى عن إسحاق بن إبراهيم بن مصعب بن زريق.

حكى عنه القاسم بن أحمد الكاتب، و كان كاتبا أديبا شاعرا.

قرأت بخطّ أبي الحسين الرازي، أخبرني عبيد اللّه بن أحمد بن بنت أبي زرعة قال: سمعت جدي أبا زرعة عبد الرّحمن بن عمرو يقول: قلت:- يعني لابن مدبّر - بعد عوده من مصر: سبحان من أتى بك بعد إبائك على فاقة إليك، و حاجة و خلّة و اختلال.

و لقد أمّلت بمقدمك - مدّ اللّه في طول أيامك - أن تكون بركة، كغيث نزل بأرض قفر أمحلت لفقد الغيث، فلما أغيثت (2) أخرجت بركتها و ظهرت زينتها، و بهجتها و إني لأرجو أن يصلح اللّه بك و على يديك، و أن تعمر الأرض و يزكو الفيء.

قال أبو زرعة: فلما خرجنا عنه قال لي عبد اللّه بن ذكوان: ليته كان قاضيا علينا.

ص: 390


1- بالأصل «خراش» و المثبت و الضبط عن تقريب التهذيب بكسر المهملة و آخره معجمة.
2- بالأصل «أغيث» و الصواب ما أثبت، انظر مطبوعة ابن عساكر 337/7.

أخبرنا أبو السّعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي، نا أبو منصور عبد المحسن بن محمّد بن علي - من لفظه - أنا أبو القاسم يحيى بن القاضي أبي عبد اللّه محمّد بن سلامة بن جعفر، أنا أبو يعقوب يوسف بن يعقوب بن خرّزاد النجيرمي، أنشدنا أبو القاسم جعفر بن شاذان القمّي قال: أنشدنا الصّوري لأحمد بن المدبّر:

صباح الحبّ ليس له مساء *** و داء الحبّ ليس له دواء

و لي نفس تنفّسها اشتياق *** و عين فيض عبرتها الدماء

و ليلي و النهار عليّ ممّا *** أقاسي فيهما أبدا سواء (1)

[أخبرنا] (2) أبو منصور بن خيرون و أبو بكر القاضي.

[و] (3) أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي الخطيب (4) و غيره، عن أبي بكر الخطيب، أنا محمّد بن محمّد بن المظفّر بن السرّاج، أنا محمّد بن عمران بن موسى المرزباني، حدّثني علي بن هارون، أنا أبي قال: و من بديع قوله - يعني البحتري - لابن المدبّر (5):

هل الدّهر إلاّ غمرة و انجلاؤها *** وشيكا و إلاّ ضيقة و انفراجها

فلا أمل إلاّ عليك طريقه *** و لا رفقة إلاّ إليك معاجها

يد لك عندي قد أبرّ ضياؤها *** على الشمس حتى كاد يخبو سراجها

هي الراح تمّت في صفاء و رقّة *** فلم يبق للمصبوح إلاّ مزاجها

فإن تلحق النعمى بنعمى فإنه *** يزين اللآلي في النظام ازدواجها

و كنت إذا مارست عندك حاجة *** على نكد الأيام هان علاجها

ذكر أبو المظفّر محمّد بن أحمد الأبيوردي - و قد أجاز لي أن أروي عنه - قال:

كان أحمد بن المدبّر إذا مدحه شاعر و لم يرض شعره قال لغلامه نجح: امض به إلى

ص: 391


1- الأبيات الثلاثة في الوافي للصفدي 39/8.
2- زيادة اقتضاها السياق.
3- كذا، و يعني خطيب مدينة صور و محدثها، انظر سير أعلام النبلاء 389/19.
4- زيادة «الواو» ضرورية، لاستقامة المعنى، فغيث بن علي الصوري من مشايخ أبي القاسم بن عساكر انظر سير أعلام النبلاء 389/19 ترجمة غيث بن علي الصوري.
5- الأبيات في ديوان البحتري 207/1 من قصيدة يمدح إبراهيم - أخا أحمد.

المسجد الجامع، فلا تفارقه حتى يصلّي مائة ركعة ثم خلّه، فتجافاه (1) الشعراء إلاّ المفرد المجيد (2).فجاءه الجمل (3) الشاعر، فاستأذنه في النشيد فقال: قد عرفت الشرط؟ قال: نعم، قال: فهات إذا، فأنشده:

أردنا في أبي حسن مديحا *** كما بالمدح ينتجع (4) الولاة

فقلنا أكرم الثقلين طرّا *** و من كفاه دجلة و الفرات

و قالوا يقبل المدحات لكن *** جوائزه عليهن الصّلات

فقلت لهم: و ما يغني عيالي *** صلاتي ؟ إنما الشأن الزكاة

فيأمر لي بكسر الصّاد منها *** فتصبح (5)[لي] (6) الصلات هي الصّلاة

فضحك و قال: من أين لك هذا؟ قال: من قول أبي تمام:

هنّ الحمام فإن كسرت عيافة *** من حائهنّ فإنهن حمام (7)

فاستظرفه و وصله.

الجمل هذا مصري، و اسمه الحسين بن عبد السلام و يكنى أبا عبد اللّه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني (8)،نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (9).

قال: محمّد بن إسحاق بن إبراهيم بن أبي العنبس، أبو العنبس الصّيمري، القائل يهجو أحمد بن المدبّر:

أسل الذي عطف الموا *** كب بالأعنّة نحو بابك

ص: 392


1- كذا بالأصل، و في المختصر 269/3 و الوافي 39/8 فتحاماه.
2- في الوافي: إلاّ الأفراد المجيدون.
3- شاعر مصري اسمه الحسين بن عبد السلام المصري، انظر معجم الأدباء 121/10.
4- المختصر و الوافي 39/8 تنتجع.
5- الأصل و المختصر، و في الوافي: فتضحي.
6- زيادة عن م و الوافي.
7- البيت لأبي تمام من قصيدة يمدح المأمون. شرح ديوان أبي تمام ط بيروت ص 263.
8- بالأصل و م «الحسني» خطأ و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
9- تاريخ بغداد 238/1 في ترجمة محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن أبي العنبس الصيمري الشاعر.

و أراك نفسك مالكا *** ما لم يكن لك في حسابك

و أذل موقفي العزيز *** على وقوف في رحابك

أن لا يطيل تجرّعي *** غصص المنيّة من حجابك (1)

قرأت بخط أبي عبد اللّه الحسين بن الحسن بن علي بن الميمون الرّبعي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن عطية، حدثني أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك، حدّثني صالح بن مسافر الكاتب قال: وجّه أحمد بن طولون - و كان بمصر - إلى أحمد بن مدبّر إلى دمشق بغلام يقال له اينح (2) فلما قدم عليه حبسه و ضيق عليه، فكتب إليه رقعة من الحبس، و دفعها إلى من كان يتولى خدمته، و أمره أن لا يدفعها إلاّ في يد ابن طولون فأوصلها إليه، فدعا ابن طولون بكاتبه ابن حدار (3)-و كان شاعرا أديبا - فقال له: اقرأ، فقرأ فإذا فيها مكتوب:

أريت قبيل الصّبح رؤيا كأننا *** جميعا على سطح ينيف بنا السطح

إذا فارس يهوى إلى السطح مقبلا *** أخو شكّة برهانه السيف و الرمح

يلوّح بالبشرى إليك مبادرا *** بعقب كتاب الفتح إذ قرئ الفتح

و قل لي فدتك النفس من كل حادث *** و إن بان بالنفس النفاسة و الشحّ

أ ما كان دون الحبس للمرء معتب *** بتمويه واش شأنه القذف و القدح ؟

يصرّح بالبهتان تصريح مازن *** و يا ربّ جدّ قاده اللعب و المزح

فقال لابن حدار (4):أجبه، فقال: بالرضا أم بالسخط؟ فقال: لا بل بالسخط .

فقلب الرقعة و كتب في ظهرها:

أ أحمد كان السطح يا ابن محمّد *** منيفا و لو غاليته انخسف السطح

متى كنت بالإخلاص للّه موقنا *** فتصدق في رؤياك (5) إذ قرئ الفتح ؟

و لكن أدام اللّه عز أميرنا *** و دام لها النعمى و دام له النّجح

ص: 393


1- الأبيات في تاريخ بغداد 238/1.
2- كذا بالأصل، و في تهذيب ابن عساكر: أنيح. و في م:«انيح»
3- في مطبوعة ابن عساكر 399/7 «جدار» بالجيم.
4- في مطبوعة ابن عساكر 399/7 «جدار» بالجيم.
5- رسمها غير واضح بالأصل، و المثبت عن هامشه بخط مغاير، فوقها علامة صح.

فكم ذبحت كفّاك من ربّ نعمة *** بلا شفرة بل يحتوى (1) الملك و السرح (2)

فأصبح مما خوّل اللّه عاريا *** فلا جاهه يبقى و لا المال و الربح

و من عدلنا أن قد زويت مضيّقا *** عليك فلا عفو يرجّى و لا صفح

فلو جاءنا الناعي بنعيك جاءنا *** بأن جاء نصر اللّه للناس و الفتح

فلمّا قرأها عند ذلك يئس من نفسه.

قال أبو الحسين الرّازي: ذكر أحمد بن يوسف الكاتب عن أحمد بن خاقان أن أحمد بن طولون أشخص أحمد بن محمّد بن مدبّر إلى مصر في سنة خمس و ستين و مائتين، و حبسه في أضيق محبس حتى مات.

فذكر أحمد بن كامل بن خلف أن الخبر ورد بموته في حبس ابن طولون سنة سبعين و مائتين.

و ذكر أبو الحسين محمّد بن أحمد بن القوّاس الورّاق أن الخبر بموته في حبس ابن طولون سنة إحدى و سبعين و مائتين.

169 - أحمد بن محمّد بن عبيد اللّه

أبو بكر

حدث عن: أبي الطّيّب طاهر بن علي الطبراني.

روى عنه أبو الحسين بن المظفّر.

كتب إليّ أبو طالب الحسين بن محمّد بن علي الزينبي - و حدّثنا أبو طاهر إبراهيم بن الحسن الفقيه عنه - أنا أبو القاسم علي بن المحسّن بن علي التنوخي، نا أبو الحسين محمّد بن المظفّر بن موسى - من لفظه - نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عبيد اللّه الدمشقي، أخبرني طاهر بن علي، نا علي بن هاشم، نا ابن الهيثم، نا محمّد بن إبراهيم، أن أمير المؤمنين أبا جعفر، حدّثه عن أبيه عن ابن عباس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

ص: 394


1- بالأصل «تحتوى» و المثبت يوافق عبارة مطبوعة ابن عساكر 340/7.
2- السرح: المال السارح.

«كيف تهلك أمّة أنا أوّلها، و عيسى في آخرها، و المهدي [من أهل بيتي] (1) في وسطها؟» [1310].

170 - أحمد بن محمّد بن عبيد اللّه

أبو بكر البلخي

قدم دمشق، و حدث بها: عن أبي الحسن محمّد بن محمّد كردان.

روى عنه عبد العزيز بن أحمد.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو بكر أحمد (2) بن محمّد بن عبيد اللّه البلخي - قدم علينا - نا أبو الحسن محمّد بن محمّد المعروف بكردان، نا محمّد بن محمّد بن يعقوب، نا أبو عبد اللّه (3) محمّد بن علي المؤذن الترمذي، نا محمّد بن محمّد بن الحسين، حدثتنا حكّامة بنت عثمان بن دينار قالت:

حدّثنا أبي، عن مالك بن دينار، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«الورع سيّد العمل. من لم يكن له ورع يردّه عن معصية اللّه إذا خلا بها لم يعبأ اللّه بسائر عمله شيئا. و ذلك مخافة اللّه في السر و العلانية، و الاقتصاد في الفقر و الغنى، و الصدق عند الرّضا و السّخط ، ألا و إن المؤمن حاكم على نفسه، يرضى للناس ما يرضى لنفسه. المؤمن حسن الخلق. و أحبّ الخلق إلى اللّه عزّ و جل أحسنهم خلقا، ينال بحسن الخلق درجة الصّائم القائم و هو راقد على فراشه؛ لأنه قد رفع لقلبه عمل فهو يشاهده [مشاهدة] (4) القيامة، يعدّ نفسه ضيفا في بيته، و روحه عارية في بدنه. ليس بالمؤمن حقّا حمله على نفسه. الناس منه في شفاء (5) و هو من نفسه في عناء، رحيم في طاعة اللّه، بخيل على دينه، خير مطواع. و أوّل ما فات ابن آدم من دينه الحياء. خاشع القلب للّه، متواضع قد برئ من الكبر. قائم على قدميه، ينظر إلى الليل و النهار يعلم أنهما في هدم عمره، لا يركن إلى الدنيا ركون الجاهل»[1311].

ص: 395


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
2- بالأصل:«أبو بكر محمد حمد بن محمد بن عبيد اللّه» خطأ و الصواب ما أثبت، و هو صاحب الترجمة.
3- بالأصل «أبو عبد الرحمن» و المثبت عن تذكرة الحفاظ 645/2.
4- الزيادة عن مختصر ابن منظور 270/3 و بالأصل:«يشاهده القيامة» و حذفنا «الهاء» في يشاهده لتوافق عبارة المختصر.
5- المختصر: عفاء.

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«لا جرم أنه إذا خلّف الدنيا خلف الهموم و الأحزان، و لا حزن على المؤمن بعد الموت. بلى (1) فرحته و سروره مقيم بعد الموت»[1312].

قال عبد العزيز لم يكن مع هذا الشيخ غير هذا الحديث، وليته لم يكن معه، فإنه منكر بمرة و إسناده إسناد لا تقوم به حجة، و فيه غير واحد من المجهولين.

171 - أحمد بن محمّد بن عبد الرّحمن

أبو عمر الطرسوسي (2) المعروف بابن الجلّ (3)

سمع بدمشق عبد الرّحمن بن عبد الحميد بن إسحاق بن فضالة، و بغيرها:

محمّد بن عبدة بن زيد المصّيصي، و يحيى بن عبد الباقي الأذني، و يحيى بن طالب الأكّاف، و جعفر بن محمّد بن بكر البالسي، و جعفر بن محمّد الفريابي، و الفضل بن محمّد بن عبد اللّه الأنطاكي، و العباس بن أحمد بن الأزهر المستملي، و أحمد بن الهيثم بن حفص القاضي، و محمّد بن حاتم بن نعيم المروزي، و طالب بن قرّة الأذني، و محمّد بن حفص بن خالد الألوسي، و أبا بكر عمر بن إبراهيم الحافظ - المعروف بأبي الآذان - و أحمد بن شعيب النسائي، و الحسن بن أحمد بن حبيب الكرماني، و موسى بن سعيد بن النعمان الطرسوسي الدّنداني (4)،و جماعة سواهم.

روى عنه: أبو بكر محمّد بن عيسى بن عبد الكريم الطرسوسي الخزّاز المعروف ببكير.

أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا محمّد بن عيسى بن عبد الكريم، نا أحمد بن محمّد بن عبد الرّحمن أبو عمر، نا عبد الرّحمن بن عبد الحميد بن إسحاق بن فضالة الدّمشقي، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا عبد الملك بن محمّد الصّنعاني، نا سعيد بن عبد العزيز، عن الزهري،

ص: 396


1- الأصل و المختصر، و في مطبوعة ابن عساكر 342/7 «بل».
2- الضبط عن الأنساب، و هذه النسبة إلى طرسوس و هي من بلاد الثغر بالشام.
3- بالأصل «الحلى» و المثبت عن مختصر ابن منظور 270/3.
4- ضبطت عن تبصير المنتبه 653/2.

عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«استحيوا فإنّ الله لا يستحيي من الحقّ ، لا تأتوا النساء في أدبارهنّ ».

172 - أحمد بن محمّد بن عبد الرحمن

أبو عبد اللّه الخولاني الكتّاني

حدث عن أبيه، عن جده.

روى عنه: أبو هاشم محمّد بن عبد الأعلى بن عليل (1) الإمام.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل الفراوي، و أبو محمّد السّيّدي، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو سعيد عبد اللّه بن محمّد بن عبد الوهّاب القرشي، أنا أبو هاشم محمّد بن عبد الأعلى القرشي - إمام جامع دمشق - نا أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن عبد الرّحمن الكتّاني الخولاني، حدّثني أبي، عن جدي، عن واثلة بن الأسقع، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«شرّبوا شيبكم الحنّاء (2)،فإنه أنضر لوجوهكم، و أنقى لثوبكم، و أطهر لقلوبكم، و أكثر لجماعكم، و أثبت لحجّتكم إذا سئلتم في قبوركم. الحنّاء سيّد ريحان الجنة.

و النائم المختضب بالحنّاء كالمتشحّط (3) بدمه في سبيل اللّه عز و جلّ . الحسنة بعشر أمثالها و الدّرهم بسبع مائة. و اللّه يضاعف لمن يشاء»[1313].

هذا حديث منكر.

173 - أحمد بن محمّد بن عبد الرّحمن

أبي زرعة بن عمرو بن عبد اللّه

أبو الطّيّب النصري (4)

كان يسكن بدار الشّعّارين (5).

ص: 397


1- ضبطت عن سير أعلام النبلاء 529/24 ضبط قلم.
2- المختصر: فهو.
3- المتشحط بدمه: المضطرب المتمرغ فيه (اللسان: شحط ).
4- هذه النسبة إلى بني نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن بن مالك بن عوف (الأنساب).
5- انظر مخطط دمشق 1.

روى عن: عبد اللّه بن ثابت البغدادي، و أبي عمرو أحمد بن محمّد بن عنبسة الحمصي المعروف بابن أبي زينب، و أبي عمران موسى بن سهل الجوني (1)، و عبد الملك بن محمود بن سميع، و عمه أبي سعيد عمرو بن أبي زرعة، و عمه محمود بن عبد الرّحمن بن عمرو، و أحمد بن علي بن سعيد القاضي، و محمّد بن جعفر بن رزين (2) الحمصي، و الحسن بن الفرج (3) الغزّي، و إبراهيم بن دحيم، و وريزة (4) بن محمّد، و الحسين بن عبد اللّه بن يزيد القطان، و عبد اللّه بن محمّد بن سهل بن سلم المقدسي (5)،و محمّد بن الحسن بن قتيبة، و أبي (6) بكر الباغندي، و المفضّل بن محمّد الجندي.

روى عنه أبو العبّاس محمّد بن موسى السّمسار، و تمّام بن محمّد، و عبد الرّحمن بن عمر بن نصر.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمّام الحافظ ، حدثني أبو الطيّب أحمد بن محمّد بن أبي زرعة عبد الرّحمن بن عمرو النصري سنة خمس و أربعين و ثلاثمائة، نا عبد اللّه (7) الجمال، نا ابن أبي فديك، عن عمر بن حفص، عن عثمان بن عبد الرّحمن، عن الزهري، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«من سرّه أن يسلم فليلزم الصّمت (8)»[1314].

ص: 398


1- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى الموجون، بطن من الأزد، و ذكره في ترجمة قصيرة.
2- ضبطت عن تبصير المنتبه 602/2.
3- بالأصل «الفرخ» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 55/14.
4- ضبطت عن تبصير المنتبه 1471/4.
5- في مطبوعة ابن عساكر 343/7 «عبد اللّه بن محمد بن سالم المقدسي». و لعله أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن سلم المقدسي (انظر سير أعلام النبلاء 306/14 و الأنساب: المقدسي).
6- بالأصل «و أبا».
7- كذا بالأصل و ثمة سقط في الكلام، و تمام العبارة في م و مطبوعة ابن عساكر «نا عبد اللّه بن ثابت البغدادي نا هارون بن عبد اللّه الحمال».
8- زيد في م «غريب جدّ».
174 - أحمد بن محمّد بن عبد الرحمن

أبو بكر القرشي الصائغ

حدث عن أبي الفرج صدقة بن المظفّر بن علي بن محمّد الأنصاري الدمشقي، و أبي بكر عبد اللّه - شيخ له لم ينسب.

كتب عنه أبو الحسن نجا بن أحمد بن عمرو العطّار الشاهد؛ و سمع منه:

معضاد بن علي الداراني، و أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن المبارك الفرّاء، مع نجا بن أحمد في سنة أربع و أربعين و أربعمائة.

قرأت بخطّ أبي الحسن نجا بن أحمد، و أنبأنيه أبو محمّد بن الأكفاني عنه، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد القرشي الصائغ، أنا أبو الفرج صدقة بن المظفّر بن علي بن محمّد الأنصاري، أنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاّد العطار النصيبي - ببغداذ - نا أبو محمّد الحارث بن محمّد بن أبي أسامة التميمي، نا يزيد بن هارون، نا أبو نعامة العدوي (1)، عن حميد بن هلال، عن بشير بن كعب، عن عمران بن حصين، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«الحياء خير كلّه»[1315].

175 - أحمد بن محمّد بن عبد الرّزّاق بن عمر

أبو الحسن الثقفي

حدث عن أبي الجماهر محمّد بن عثمان التّنوخي الكفرسوسي (2).

روى عنه أبو بكر محمّد بن حمدون بن خالد النيسابوري.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي بن محمّد الهمذاني - إجازة - أنا أبو بكر الصفّار، أنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ ، أنا أبو أحمد محمّد بن محمّد الحاكم قال:

أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عبد الرزّاق بن عمر الثقفي الدّمشقي. سمع أبا الجماهر محمّد بن عثمان التنوخي. كناه و نسبه لنا أبو بكر بن حمدون (3).

ص: 399


1- هو عمرو بن عيسى العدوي البصري، انظر ترجمته في تهذيب التهذيب.
2- ضبطت عن اللباب، هذه النسبة إلى كفرسوسية قرية بغوطة دمشق.
3- سقطت ترجمته بأكملها من مختصر ابن منظور.
176 - أحمد بن محمّد بن عبد الكريم بن يزيد بن سعيد

أبو طلحة الفزاري (1) البصري المعروف بالوساوسي

سمع سعد بن محمّد ببيروت، و أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة بدمشق، و بالبصرة: نصر بن علي الجهضمي، و زيد بن أخزم (2) الطائي، و زياد بن يحيى الحسّاني (3)،و محمّد بن الوليد البسري، و بالشام عبد اللّه بن خبيق (4) الأنطاكي، و محمّد بن عبد اللّه بن ميمون الإسكندراني، و محمد بن محمّد بن أبي الورد الزاهد، و الربيع بن سليمان بمصر، و أحمد بن سفيان بن علقمة بن عبد الملك بالإسكندرية.

روى عنه أبو الحسن الدار قطني، و أبو بكر بن شاذان، و أبو حفص بن شاهين، و أبو بكر الأبهري الفقيه، و أبو الفضل (5) عبيد اللّه بن عبد الرّحمن الزّهري، و أبو سليمان محمّد بن عبد اللّه بن زبر الحافظ ، و أبو الفتح محمّد بن الحسين بن أحمد الأزدي الموصلي، و أبو عمرو سعيد بن القاسم بن العلاء البرذعي (6)،و أبو الحسن علي بن عمرو بن سهل الحريري، و أبو بكر محمّد بن محمّد بن عثمان الطّرازي، و أبو بكر بن المقرئ، و أبو العباس الفضل بن الفضل الكندي، و أحمد بن محمّد بن رميح النسوي، و محمّد بن أحمد بن إبراهيم الأصبهاني العسّال، و أبو الحسين عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب بن البوّاب المقرئ، و أبو بكر محمّد بن الحسين الآجرّي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد بن العبّاس، نا علي بن عمر بن محمّد بن الحسن بن القزويني،- إملاء - سنة ست و ثلاثين و أربعمائة، نا أبو الحسن علي بن عمرو بن سهل الحريري، نا أبو طلحة أحمد بن محمّد بن عبد الكريم الفزاري، نا زياد بن يحيى الحسّاني (7)،نا مالك بن سعيد بن الحسن، عن الأعمش،

ص: 400


1- عن مختصر ابن منظور و بالأصل «القراري».
2- بالأصل «أخرم» و المثبت عن تذكرة الحفاظ 540/2 و التبصير 8/1.
3- بالأصل:«الخشاني» و المثبت و الضبط عن الأنساب، و له ترجمة قصيرة فيه.
4- ضبطت عن التبصير 524/2.
5- بالأصل:«و أبو الفضل بن عبد الرحمن عبيد اللّه الزهري» خطأ، و الصواب ما أثبت انظر سير أعلام النبلاء 392/16.
6- بالأصل «البردعي» و المثبت عن تذكرة الحفاظ 936/3.
7- بالأصل «الخشام» و الصواب ما أثبت، و قد تقدم في بداية الترجمة.

عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«إنما أنا رحمة مهداة»[1316].

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد الحارثي، أنا علي بن عمر، نا أبو طلحة أحمد بن محمّد بن عبد الكريم، نا سعد بن محمّد - ببيروت - بحديث ذكره.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف السّهمي، قال: سألت الدار قطني عن أبي طلحة أحمد بن محمّد بن عبد الكريم البصري الوساوسي - ببغداذ - فقال: تكلموا فيه.

رواها الخطيب (1) عن علي بن محمّد بن نصر، عن حمزة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (2)، قال: أحمد بن محمّد بن عبد الكريم بن يزيد بن سعيد، أبو طلحة الفزاري البصري المعروف بالوساوسي. سكن بغداذ و حدّث بها عن نصر بن علي الجهضمي، و عبد اللّه بن خبيق الأنطاكي، و زيد بن أخزم (3) الطائي، و محمّد بن عبد اللّه بن ميمون الإسكندراني. روى عنه أبو بكر بن شاذان، و أبو حفص بن شاهين، و أبو بكر الأبهري الفقيه، و أبو الفضل الزّهري، و غيرهم.

قال الخطيب (4):سألت أبا بكر البرقاني عن أبي طلحة الفزاري فقال: ثقة.

قال الخطيب (5):و حدثني عبيد اللّه بن أبي الفتح عن طلحة بن محمّد بن جعفر:

أن أبا طلحة الوساوسي مات في سنة اثنتين و عشرين و ثلاثمائة. قال غيره: لليلتين خلتا من المحرّم.

ص: 401


1- تاريخ بغداد 58/5.
2- تاريخ بغداد 57/5.
3- عن تاريخ بغداد 57/5 و بالأصل «أخرم».
4- تاريخ بغداد 58/5.
5- تاريخ بغداد 58/5.
177 - أحمد بن محمّد بن عبدوس

أبو بكر النسوي الحافظ الفقيه

نزيل مرو الشاهجان (1)،بقرية خنرجرد (2).

رحل و سمع بدمشق: أبا القاسم بن أبي العقب، و أبا بكر محمّد بن الحسن بن عمر بن مرّان، و أبا بكر محمّد بن النعمان بن نصير الإمام - بصور - و أبا بكر أحمد بن موسى الخطيب - ببيسان - و عبد الوارث بن عبد اللّه بن محمّد بن سلم المقدسي، و أبا الحسن علي بن جعفر بن محمّد الرازي - ببيت المقدس - و أبا جعفر أحمد بن عمر بن أبي جعفر الغزّي - بغزّة - و أبا محمّد جعفر بن عثمان الرّقي - بالرّقّة - و أبا بكر محمّد بن علي النقاش - نزيل تنّيس - و أبا عبد اللّه محمّد بن عيسى بن حمّاد بن قادم - بالرملة - و أبا علي الحسين بن محمّد بن الحسين بن مينا (3) الأيلي، و أبا محمّد عبد الرّحمن بن إبراهيم بن يوسف الماوردي، و أبا سهل محمّد بن هارون بن القاسم الطرزي - بطرسوس - و أبا الحسين معروف بن يحيى بن معروف العبّاداني، و أبا القاسم بكير بن الحسن بن عبد اللّه بن سلمة بن دينار الرازي - بمصر - و علي بن جامع الدّيباجي بن عبد اللّه الفقيه.

روى عنه: الفقيه أبو عبد اللّه محمّد بن الحسن المهربندقشاهي (4)،و الإمام أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف الجويني، و أبو علي الحسن بن القاسم المروزي، و أبو منصور محمّد بن عبد الملك بن الحسن التنوخي (5)-المعروف بزافوكة - و أبو الحسن علي بن عبد القاهر بن بزيع (6) بن الحسن بن بزيع الطرسوسي، و عينى (7) بنت

ص: 402


1- هذه مرو العظمى أشهر مدن خراسان و قصبتها، و النسبة إليها مروزي، منها إلى سرخس ثلاثون فرسخا.
2- كذا و رسمها غير واضح بالأصل، و في المطبوعة:«خنزجرد» و لم أجدهما، و الذي في ياقوت:«خرجرد» و هي قرية قرب بوشنج هراة.
3- ضبطت عن التبصير، و في الاكمال: يمد و يقصر.
4- ضبطت عن الأنساب و هذه النسبة إلى مهربندقشاه قرية على ثلاثة فراسخ من مرو.
5- في مطبوعة ابن عساكر 347/7 السرخسي.
6- ضبطت عن التبصير.
7- كذا بالأصل بالقصر، و في مطبوعة ابن عساكر 347/7 و عيناء بالمد، و نبه بالحاشية إلى أنها بالأصول «عينى» بالقصر.

زكريا بن أحمد الهلالي المروزي.

أخبرنا أبو سعد ناصر بن سهل بن أحمد الطرسوسي المعروف بالبغدادي - بنوقان؛ مدينة بطوس - أنا الشيخ الفقيه العالم أبو عبد اللّه محمّد بن الحسن المهربندقشاهي المروزي - قراءة عليه - بمرو سنة أربع و ستين و أربعمائة - نا الشيخ الحافظ أبو بكر أحمد بن محمّد بن عبدوس النسوي، نا أبو القاسم بكير بن الحسن بن عبد اللّه بن سلمة بن دينار الرازي - بمصر - يوم السبت لثمان خلون من رمضان سنة إحدى و خمسين و ثلاثمائة،- نا بكار - يعني ابن قتيبة - نا وهب بن جرير، نا هشام بن أبي عبد اللّه الدّستوائي (1) عن يحيى بن أبي كثير عن محمّد بن إبراهيم، عن خالد بن معدان، عن العرباض بن سارية أن: رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان يستغفر للصفّ المقدّم ثلاثا، و للثاني مرّة[1317].

أخبرني أبو الحسين محمّد بن محمّد بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن بادويه (2)السّهلكي خطيب بسطام - بها - أنا أبو الفضل محمّد بن علي بن الحسين بن سهل السّهلكي البسطامي - بها - أنا الشيخ أبو علي الحسن بن القاسم المروزي، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عبدوس الفقيه، نا أبو القاسم علي بن يعقوب، و أبو بكر محمّد بن الحسين بن عمر القرشي - بدمشق - قالا: نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو النصري.

بحديث ذكره.

178 - أحمد بن محمّد بن عبيدة بن زياد بن عبد الخالق

أبو بكر النيسابوري المعروف بالشعراني

رحال، سمع: العباس بن الوليد بن مزيد ببيروت، و محمّد بن عوف بحمص، و يونس بن عبد الأعلى بمصر، و علي بن خشرم، و أحمد بن حفص، و محمّد بن رافع، و محمّد بن يحيى الذهلي بخراسان، و موسى بن نصر بالري، و يحيى بن حكيم المقوّم (3)،و موسى بن عبد الرّحمن المسروقي، و عمر بن شبّة، و أحمد بن منصور

ص: 403


1- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى دستوا بلدة من بلاد الأهواز.
2- ضبطت عن التبصير 1063/3.
3- ضبطت عن التبصير 1313/4.

الرّمادي، و عمرو بن عبد اللّه الأزدي (1) بالعراق، و يونس بن حبيب بأصبهان، و علي بن حرب الطائي بالموصل.

روى عنه أبو عبد اللّه المحاملي، و أبو بكر الشافعي، و أبو الشيخ الأصبهاني، و محمّد بن عمر بن الجعابي، و أبو الحسين الزينبي و أبو بكر الإسماعيلي.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا أحمد بن محمّد بن عبيدة، نا أحمد بن حفص، حدّثني أبي، نا إبراهيم بن طهمان، عن مطر بن طهمان، عن العلاء بن زياد، عن أبي هريرة، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«إنّ حائط الجنّة لبنة من ذهب، و لبنة من فضّة. و أنه كان يقول: إن مجامرهم اللؤلؤ، و أمشاطهم الذهب»[1318].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (2):أحمد بن محمّد بن عبيدة بن زياد بن عبد الخالق، أبو بكر الشعراني النيسابوري. سافر الكثير، و رحل في الحديث إلى الشام، و العراق، و مصر. و سمع من علي بن خشرم المروزي، و أحمد بن حفص بن عبد اللّه (3) القاضي، و محمّد بن رافع القشيري، و محمّد بن يحيى الذّهلي، و موسى بن نصر الرازي، و يحيى بن حكيم المقوّم، و عمر بن شبّة، و أحمد بن منصور الرمادي، و علي بن حرب الطائي، و يونس (4) بن حرب الأنصاري الأصبهاني، و عمرو (5) بن عبد اللّه الأزدي (6)، و محمّد بن عوف الحمصي، و يونس بن عبد الأعلى المصري، و غيرهم.

و ورد بغداد و حدّث بها. فروى عنه الحسين بن إسماعيل المحاملي، و أبو بكر الشافعي، و محمّد بن عمر [بن] (7) الجعابي، و عبد اللّه بن إبراهيم الزينبي. و كان ثقة.

ص: 404


1- في تاريخ بغداد 56/5 «الأودي» و بعدها بالأصل «المعروف» حذفناها فهي لفظة مقحمة.
2- تاريخ بغداد 55/5.
3- تاريخ بغداد: عبيد اللّه.
4- تاريخ بغداد: و يونس بن حبيب الأصبهاني.
5- في تاريخ بغداد: عمر.
6- تاريخ بغداد: الأودي.
7- زيادة عن تاريخ بغداد.
179 - أحمد بن محمّد بن عبيد السّلمي

179 - أحمد بن محمّد بن عبيد السّلمي (1)

حدث بجونية - من أعمال طرابلس من ساحل دمشق - عن إسماعيل بن حصن (2) بن حسّان الجبيلي (3)،و العباس بن الوليد بن مزيد، و عمرو بن محمّد بن يحيى العثماني بالمدينة، و الحسن بن سعيد بن مرزوق الحداد (4).

روى عنه سليمان الطبراني، و محمّد بن الوليد بن العباس البزار (5) العكّاوي.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ .

ح و أنبأنا أبو الفتح أحمد بن محمّد بن أحمد الحداد، أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن عبيد اللّه الهمذاني (6).

ح و أنبأنا أبو علي الحداد و جماعة قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة (7).

قالوا: أنا سليمان بن أحمد الطبراني، نا أحمد بن محمّد بن عبيد السّلمي - بمدينة جونية - فقال أبو نعيم و الهمذاني (8):بجونية - نا إسماعيل بن حصن بن حسّان القرشي، نا عمرو بن هاشم البيروتي، عن الأوزاعي عن أبي الزبير، عن جابر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«الشفعة في كل شرك في (9) ربع أو حائط ، لا يصلح له أن يبيع حتى يؤذن شريكه فيأخذ أو يدع»[1319].

قال الطّبراني: لم يروه عن الأوزاعي إلاّ عمرو، تفرّد به إسماعيل.

ص: 405


1- زيد في معجم البلدان «جونية»: الجوني، و ترجم له نقلا عن ابن عساكر.
2- بالأصل «خضر» و الصواب عن تبصير المنتبه 304/1 و معجم البلدان «جونية».
3- بالأصل «الحنبلي» و المثبت و الضبط عن التبصير 304/1 و معجم البلدان «جونية».
4- في معجم البلدان: الحذّاء.
5- في معجم البلدان: البزاز.
6- بالأصل و م «الهمداني» تصحيف.
7- بالأصل «زيدة» و في م:«زيده» و الصواب ما أثبت و ضبطت عن التبصير.
8- بالأصل و م «الهمداني» تصحيف.
9- زيادة عن مختصر ابن منظور.
180 - أحمد بن محمّد بن عثمان بن الغمطريق

180 - أحمد بن محمّد بن عثمان بن الغمطريق (1)

أبو عمرو الثقفي

حدث عن: محمّد بن شعيب بن شابور (2)،و الوليد بن مسلم، و مروان بن محمّد، و عثمان بن شمائل، و أبي مسهر الغسّاني.

روى عنه إبراهيم بن مروان، و محمّد بن جعفر بن محمّد بن هشام بن ملاّس، و أبو الحسن بن جوصا، و أبو الحارث أحمد بن سعيد بن أمّ سعيد، و أبو الأصيد محمد بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن الإمام، و أبو عوانة الأسفرايني، و محمّد بن أحمد بن الوليد، و محمّد بن المسيّب بن إسحاق الأرغياني.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبي أبو القاسم، أنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن بن محمّد الأزهري، أنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الحافظ ، نا أحمد بن محمّد بن عثمان الثقفي، نا الوليد بن مسلم، نا أبو عمرو، عن يحيى، عن عبد اللّه بن أبي قتادة، عن أبيه قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:

«إذا أتى أحدكم الخلاء فلا يمسّ ذكره بيمينه، و إذا أتى الخلاء فلا يستنجي بيمينه، و إذا شرب فلا يتنفس في الإناء مرة»[1320].

قال: و أنا أبو عوانة - في موضع آخر - نا محمّد بن عبد اللّه بن ميمون السكري - بإسكندرية - و أحمد بن محمّد بن عثمان الثقفي - بدمشق - قالا: نا الوليد بن مسلم.

بحديث ذكره.

أخبرنا أبو محمّد السّيّدي، أنا أبو عثمان البحيري (3)،أنا أبو عمرو بن حمدان الحيري، أنا محمّد بن المسيّب بن إسحاق، نا أحمد بن محمّد بن عثمان الثقفي الدّمشقي، نا الوليد بن مسلم، نا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، حدثني أبو سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

ص: 406


1- عن مختصر ابن منظور و بالأصل «الغمطرين» بالنون.
2- بالأصل «سابور» و الصواب ما أثبت انظر سير أعلام النبلاء 376/9.
3- بالأصل «النجيرمي» و الصواب ما أثبت انظر سير أعلام النبلاء 103/18 و اسمه سعيد بن محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر، أبو عثمان البحيري.

«يقول اللّه: أنا الرّحمن، و أنا خلقت الرحم فاشتققت لها اسما من اسمي، فمن وصلها وصلته و من قطعها بتتّه»[1321].

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا الحسين بن سلمة الهمذاني، أنا أبو الحسن الفأفاء.

ح قال: و أنا ابن منده، أنا أبو علي حمد بن عبد اللّه الأصبهاني - إجازة-.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (1) قال: أحمد بن محمّد بن عثمان الدمشقي.

روى عن الوليد بن مسلم، و محمّد بن شعيب بن شابور (2).كتبنا عنه، و هو صدوق لا بأس به.

و ذكر أبو الفضل محمّد بن طاهر المقدسي: فيما أخبره أبو عمرو بن منده، عن أبيه، أنا محمّد بن إبراهيم بن مروان قال: قال عمرو بن دحيم: توفي - يعني ابن الغمطريق - بدمشق لعشر بقين من شوال سنة إحدى و ستين و مائتين.

181 - أحمد بن محمّد بن عثمان

روى عن: هشام بن عمّار، و هشام بن خالد، و سليمان بن عبد الرّحمن، و أحمد بن أبي الحواري، و القاسم بن عثمان الجوعي، و عباس بن عثمان المعلّم، و محمود بن خالد.

حكى عنه أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن هاشم (3) الأذرعي.

182 - أحمد بن محمّد بن عجل بن أبي دلف القاسم بن عيسى

أبو نصر العجلي المعروف بابن لجيم (4)

من أهل الكرخ من ولد أبي دلف العجلي.

حدث بدمشق: عن أبي الحسن علي بن إبراهيم - المعروف بعلاّن الكرخي - و أبي

ص: 407


1- الجرح و التعديل 1/قسم 72/1.
2- بالأصل «سابور» و المثبت عن الجرح و التعديل.
3- بالأصل «هشام» و الصواب ما أثبت عن م انظر سير أحلام النبلاء 478/15(271)
4- بالأصل «بجيم» و في م: نجيم و المثبت عن مختصر ابن منظور 273/3.

العباس الفضل بن الفضل الكندي الهمذاني.

روى عنه: ابنه أبو القاسم نصر بن أحمد، و تمام بن محمّد، و علي الحنّائي.

و ولي أيلة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا تمام بن محمّد الرازي، حدّثني أبو نصر أحمد بن أبي دلف العجلي - من أهل الأدب و المعرفة - نا أبو الحسن علاّن بن أحمد الكرخي - بهمذان - نا علي بن محمّد بن شبيب، نا محمّد بن الحسن بن عمر الحلواني، نا أحمد بن عبد اللّه القزويني، عن الفضل بن الرّبيع قال:

حججت مع هارون الرشيد أمير المؤمنين فمررنا بالكوفة في طاق المحامل، فإذا ببهلول المجنون قاعد يهذي، فقلت له: اسكن فقد أقبل أمير المؤمنين، فسكت، فلما جاء الهودج قال: يا أمير المؤمنين؛ حدّثني أيمن بن نابل (1)،نا قدامة بن عبد اللّه العامري، قال: رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم بمنى على جمل و تحته رحل رث، فلم يكن ثمّ طرد و لا ضرب و لا إليك إليك. فقلت: يا أمير المؤمنين إنه بهلول المجنون. قال: قد عرفته و بلغني كلامه، قل يا بهلول فقال: يا أمير المؤمنين هب أنك ملكت العباد طرا، و دان لك العباد فكان ما ذا؟ أ ليس مصيرك إلى قبر يحثو ترابك هذا و هذا؟ فقال: أجدت يا بهلول أ فغيره ؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، من رزقه اللّه جمالا و مالا فعفّ في جماله، و واسى في ماله كتب في ديوان الأبرار. قال: فظن أنه يريد شيئا، قال: فإنا قد أمرنا أن نقضي دينك قال: لا تفعل يا أمير المؤمنين لا تقض دينا بدين، اردد الحقّ إلى أهله، و اقض دين نفسك من نفسك، فإن نفسك (2) هذه نفس واحدة، و إن هلكت و اللّه ما انجبرت (3) عليها. قال: فإنا قد أمرنا أن نجري عليك قال: لا تفعل يا أمير المؤمنين، لا يعطيك و ينساني، أجرى عليّ الذي أجرى عليك، لا حاجة لي في إجرائك و مضى.

هكذا قال؛ و الصواب:

ص: 408


1- في المختصر: نائل.
2- عن مختصر ابن منظور و بالأصل «نفس».
3- كذا بالأصل و المختصر.

هب أنك قد ملكت الأرض طرّا *** و دان لك العباد، فكان ما ذا؟

أ ليس تصير في قبر و يحوي *** تراثك بعد هذا ثم هذا؟

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني قال: و حدثني عبد العزيز، حدّثني بهذا الحديث نصر بن أحمد، عن أبيه.

قال لنا أبو محمّد بن الأكفاني: رأيت بخطّ تمام بن محمّد الرازي مكتوبا: أبو نصر أحمد بن محمّد بن أبي نجيم (1) العجلي من ولد أبي دلف.

قرأت بخطّ عبد المنعم بن علي بن النحوي قال: و في هذا اليوم - يعني يوم السّبت - لأربع خلون من شوال من سنة أربع مائة مات أبو نصر بن أبي لجين (2)،و دفن في مقابر باب الفراديس.

183 - أحمد بن محمّد بن عقيل بن زيد

أبو... (3) بن أبي بكر الشهرزوري

سمع أباه أبا بكر، و أبا عبد اللّه محمّد بن يحيى بن سلوان المازني، أنشدنا عنه ابن أخته الفقيه أبو الحسن علي بن المسلّم.

أنشدنا أبو الحسن الفقيه، أنشدنا خالي أحمد بن محمّد بن عقيل الشهرزوري:

و ما ثناك عن الزورات لي ملل *** و لا نبا بك إكثار و إقلال

لكن سمعت من الواشين في و لم *** تدر الهوى، و الهوى أدناه قتّال

سألت طيفك عن تنميق إفكهم *** فقال معتذرا: لا كان ما قالوا

سعى الوشاة لقطع الودّ بينكما *** و للمودّات بين الناس آجال

سمعت أبا الحسن الفقيه يقول: توفي خالي أحمد بن محمّد بن عقيل الشهرزوري سنة ستين و أربعمائة ببيت المقدس.

ص: 409


1- كذا بالأصل، و قد مرّ أنه لجيم.
2- كذا بالأصل هنا، و انظر الحاشية السابقة.
3- بياض بالأصل و م و بقي بياضا أيضا في مطبوعة ابن عساكر 353/7 و سقطت الترجمة بأكملها من مختصر ابن منظور

و وجدت بخطه في موضع آخر: توفي خالي يوم الاثنين النصف من ذي القعدة من سنة ستّ و ستين و أربعمائة، و جاءنا الخبر بموته يوم الجمعة السّابع و عشرين منه، فاللّه أعلم.

184 - أحمد بن محمّد بن علي

أبو بكر المراغي (1)

سمع بدمشق: أبا الحسن أحمد بن حميد بن سعيد بن أبي العجائز الأزدي، و أبا علي محمّد بن محمّد بن أبي حذيفة، و أبا بكر بن أخت الجوّال، و محمّد بن يوسف بن بشر الهروي. و حدّث بها عن أبي يعلى الموصلي.

روى عنه أبو الحسن علي بن محمّد بن القاسم بن بلاغ - إمام الجامع - و أبو الحسن محمّد بن الحسين بن إبراهيم بن عاصم الآبري (2) السجستاني العاصمي (3).

أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن علي البيهقي، و حدّثنا أبو الحسن علي بن سليمان بن أحمد المرادي عنه أنا أبو بكر البيهقي قال:

قرأت في كتاب أبي الحسن العاصمي (4) عنه فيما وجدته: أبو بكر أحمد بن محمد المراغي بدمشق، عن أبي بكر بن أخت الجوّال الدّينوري، عن خاله أحمد بن الجوّال قال: سمعت الرّبيع بن سليمان يقول: سمعت الشافعي رحمه اللّه ينشد (5):

شهدت بأن اللّه لا شيء (6) غيره *** و أشهد أن البعث حقّ و أخلص

و أنّ عرى الإيمان قول محسّن (7) *** و فعل زكيّ قد يزيد و ينقص

و أن أبا بكر خليفة ربّه *** و كان أبو حفص على الخير يحرص

و أشهد ربّي أن عثمان فاضل *** و أن عليّا فضله متخصّص

أئمّة قوم يهتدى بهداهم *** لحا اللّه من إيّاهم يتنقّص

ص: 410


1- سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور.
2- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى آبر و هي قرية من قرى سجستان و ترجم له بترجمة قصيرة.
3- كذا و لم ترد في عامود نسبه في سير أعلام النبلاء 299/16 و لا في الأنساب، و في المطبوعة:«القاضي».
4- كذا و لم ترد في عامود نسبه في سير أعلام النبلاء 299/16 و لا في الأنساب، و في المطبوعة:«القاضي».
5- الأبيات في ديوان الإمام الشافعي ط بيروت ص 69 تحت عنوان «خلفاء رسول اللّه».
6- الديوان: ربّ .
7- الديوان: مبيّن.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن عبد العزيز بن أبي طاهر الصّوفي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: سنة ثمان و ثلاثين و ثلاثمائة فيها توفي أبو بكر أحمد بن محمّد بن علي المراغي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، قال: و رأيت على كتاب شيخنا أبي محمّد بن أبي نصر: توفي أبو بكر أحمد بن محمّد المراغي في سنة ثمان و ثلاثين و ثلاثمائة.

قال عبد العزيز: صاحب حديث ثقة، كتب الكثير بدمشق. رأيت أكثر كتبه عند أبي محمّد بن أبي نصر، و لم تطل مدته ليحدث، و اللّه أعلم.

185 - أحمد بن محمّد بن علي

أبو حذيفة الدّينوري (1)

روى عن أبي عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن زياد بن ميمون الرازي، و أبي عروبة الحرّاني.

روى عنه تمام الحافظ .

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو بكر يحيى بن عبد اللّه بن الحارث بن الزجّاج العبدري، و أبو حذيفة أحمد بن محمّد بن علي الدّينوري - ورّاق ابن الأعرابي - قالا: نا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن زياد بن ميمون الرازي، نا أحمد بن خليد الكرماني، نا مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك:

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم دخل يوم فتح مكة و على رأسه المغفر، فلما نزعه قيل: هذا ابن خطل متعلق بأستار الكعبة، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اقتلوه»[1322].

كذا قال: أحمد بن خليد، و المعروف: محمّد بن خليد.

أخبرناه عاليا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا الحاكم أبو

ص: 411


1- سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور.

أحمد الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الطيالسي، نا أبو مصعب، و محمّد بن سليمان بن حبيب لوين، و محمّد بن خليد الكرماني، قالوا: نا مالك. فذكره.

186 - أحمد بن محمّد بن علي بن الحسن

أبو الحسن (1) الخزاعي، المعروف بابن الزفتي (2)

سمع من أبي الحسن بن جوصا، و أبي عبيدة أحمد بن عبد اللّه بن ذكوان، و محمّد بن أحمد بن عبيد بن فيّاض، و أبي جعفر محمّد بن إبراهيم الدّيبلي، و مكحول البيروتي، و أبي جعفر محمّد بن عمرو بن موسى العقيلي - نزيل مكة - و أبي الجهم بن طلاّب، و محمّد بن بكار البتلهي (3)،و عبد اللّه بن أحمد بن كيسان، و محمّد بن يوسف بن بشر الهروي، و أحمد بن سعيد بن غيث الصوري الإمام المعدّل، و أبي هاشم محمّد بن عبد الأعلى.

روى عنه أبو نصر بن الجندي (4)،و ابن الجبّان (5)،و عبد الوهّاب الميداني، و الحسن بن علي بن جعفر البغدادي، و تمام بن محمّد الحافظ ، و مكي بن محمّد بن الغمر، و أبو بكر أحمد بن تمام البعلبكي، و أبو العباس أحمد بن محمّد بن زكريا النسوي.

أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو نصر المرّي (6)،أنا أبو علي أحمد بن محمّد بن علي الخزاعي - يعرف بابن الزفتي - نا أبو سعيد محمّد بن أحمد بن عبيد بن فياض، نا عيسى بن هلال السليحي، نا ابن حمير (7)، عن سفيان الثوري، عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرّحمن بن أبي بكرة، أن أبا بكرة كتب إلى ابنه: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

ص: 412


1- في مختصر ابن منظور 274/3 «أبو علي».
2- الزفتي هذه النسبة إلى الزفت، و هو شيء أسود مثل القير.
3- هذه النسبة إلى بيت لهيا، و هي قرية من أعمال دمشق بالغوطة.(اللباب و ضبطت اللفظة عنها).
4- ضبطت عن التبصير 259/1.
5- هو أبو نصر المري الأذرعي الدمشقي عبد الوهاب بن عبد اللّه بن عمر، ترجمته في سير أعلام النبلاء 468/17.
6- يعني ابن الجبّان، انظر الحاشية السابقة.
7- هو أبو عبد اللّه محمد بن حمير السّليحي (انظر الأنساب).

«لا يقضي الحاكم في شيء و هو غضبان»[1323].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، حدّثني أبو الحسين بن الميداني، قال: توفي أبو علي أحمد بن محمّد المعروف بابن الزفتي يوم الثلاثاء لإحدى عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول من سنة ست و ستين و ثلاثمائة.

قال عبد العزيز: حدّث عن أحمد بن عمير بن جوصا و غيره، حدّثنا عنه ابن الميداني و غيره.

187 - أحمد بن محمّد بن علي بن الحكم

أبو بكر النرسي (1)

سمع بدمشق عبد الرّحمن بن إسماعيل الكوفي، و أحمد بن عمير، و محمّد بن يوسف بن بشر الهروي، و إبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان، و أبا الدحداح أحمد بن محمّد التميمي، و بحمص: أبا عصمة محمّد بن علي بن عمّار الدّينوري، و عبد الصّمد بن سعيد القاضي، و أبا الخليل العباس بن الخليل الحمصيّين، و بالموصل: عبد اللّه بن زياد بن أبي سفيان. و بمنبج (2):أبا الطيّب محمّد بن جعفر الزرّاد، و بحرّان: أبا عروبة الحرّاني، و بالعراق: أبا بكر محمّد بن يحيى بن الحسين العمّي (3) البصري، و القاسم بن يحيى بن نصر المخرّمي، و أبا حفص عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان الثقفي، و أبا عمرو عبيد اللّه بن عثمان (4) بن عبد اللّه بن سعيد بن المغيرة بن عمرو بن عثمان بن عفان، و عبد اللّه بن زيدان البجلي، و أبا جعفر محمّد بن الحسين بن حفص الخثعمي، و أبا بكر بن الباغندي، و أبا محمّد عبد اللّه بن إسحاق المدائني، و أبا القاسم البغوي، و إسحاق بن مروان الكوفي، و أبا محمّد عبد اللّه بن علي بن الأخيل بحلب، و أبا الوليد عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن محمّد بن

ص: 413


1- النرسي ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى النرس و هو نهر من أنهار الكوفة عليه عدة قرى ينتسب إليها جماعة من المحدثين.
2- منبج: بلد قديم، و قيل مدينة كبيرة واسعة بينها و بين الفرات ثلاثة فراسخ (معجم البلدان).
3- بالأصل «القمي» و المثبت عن الأنساب. و ضبطت عن الأنساب بفتح العين و تشديد الميم، و هذه النسبة إلى العم و هو بطن من تميم.
4- في تاريخ بغداد 347/10 عثمان بن محمد بن عبد اللّه. و انظر ترجمته فيه و كنّاه باسم:«أبي عمر».

الحارث بن عوف بحمص، و إسماعيل بن محمّد بن سنان بشيزر.

روى عنه: أبو عبد اللّه محمّد بن الحسن بن عمر الناقد، و علي بن منير الخلاّل، و أبو القاسم عبد الجبّار أحمد بن عمر الطرسوسي المقرئ، و انتقى عليه أبو الحسن الدارقطني.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي الخطيب (1)،أنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الرازي بالإسكندرية، أنا أبو الحسن علي بن منير بن أحمد الخلاّل بمصر، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن علي بن الحكم النرسي، نا عبد الرّحمن بن إسماعيل الكوفي بدمشق، نا جعفر بن منقذ بن الزبير العبيدي (2) بملطية، نا عبيد اللّه بن موسى، عن سفيان، عن فراس، عن الشعبي، عن عبد اللّه بن عمرو قال: جاء اعرابي إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا رسول اللّه، ما الكبائر؟ قال:«الإشراك باللّه» قال: و ما ذا؟ قال:

«ثمّ عقوق الوالدين» قال: ثم ما ذا؟ قال:«اليمين الغموس». قلت: و ما اليمين الغموس ؟ قال:«الذي يقتطع مال امرئ مسلم بيمين، هو فيها كاذب»[1324].

كان أبو بكر النرسي حيّا سنة ست و ستين و ثلاثمائة.

188 - أحمد بن محمّد بن علي بن هارون

أبو العباس البردعي (3) الحافظ

حدّث بدمشق عن أبي بكر محمّد بن عمر بن الحكم العتكي (4)،و الحسين بن صفوان البردعي (5)،و أحمد بن محمّد الخوارزمي، و محمّد بن مخلد العطار، و نفطويه، و ابن عقدة، و مكحول البيروتي، و أبي بكر بن زياد النيسابوري، و أبي بكر بن أبي داود، و أبي الحسن علي بن مهرويه القزويني، و علي بن كعب الدقاق، و أبو علي الحسن بن علي بن محمّد الورّاق البغدادي، و محمّد (6) بن نصر البغدادي، و عبد الباقي بن قانع.

ص: 414


1- كذا، و لعله يعني خطيب مدينة صور.
2- كذا، و في مطبوعة ابن عساكر 357/7 العبدي.
3- في مختصر ابن منظور 275/3 «البرذعي».
4- كذا بالأصل و سيرد في الرواية التالية «القبلي» و هو الصواب، و انظر التبصير 1159/3.
5- كذا بالأصل و في تذكرة الحفاظ 855/3 البرذعي بالذال المعجمة.
6- في مطبوعة ابن عساكر: و عثمان.

روى عنه: تمام الحافظ ، و أبو نصر بن الجبّان، و أبو الحسين بن الميداني، و مكّي بن محمّد، و عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، و أبو الحسن بن السّمسار، و أبو بكر محمّد بن الجويني بن الحسين المقرئ، و أبو علي الحسن بن علي بن سواس، و أبو نصر حديد بن جعفر القرماني (1).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أخبرني أبو العباس أحمد بن محمّد بن علي بن هارون البردعي، نا أبو بكر محمّد بن عمر بن الحكم القبلي، نا أبو الحسن علي بن إسماعيل الدّينوري، نا أحمد بن عبد الحميد، عن سيّار، عن جعفر (2)،عن (3) مالك بن دينار قال: دخلت على الحجاج فقال لي: أ لا أحدثك بحديث حسن عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قلت: بلى حدّثني، قال:

حدّثني أبو بردة، عن أبيه، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«من كانت له إلى اللّه حاجة فليدع بها دبر كلّ صلاة مفروضة»[1325].

حدّثنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد الصّوفي، أنا عبد الوهّاب بن جعفر قال: كان البردعي من معادن الصّدق.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، نا أبو القاسم علي بن محمّد بن أبي العلاء، أنا أبو علي الحسن بن علي (4) بن إبراهيم المقرئ، أنا أبو نصر حديد بن جعفر الرمّاني قال: سمعت أبا العبّاس أحمد بن علي البردعي يقول: رأيت أبا الدّرداء في النوم فقلت له: حدّثني حديثا حدّثك به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ليس بينك و بينه أحد، فقال لي:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«أفضل ما يعمله العبد الذي يتخلّق به مع الفقراء»[1326].

ص: 415


1- كذا بالأصل، و سيرد:«الرماني».
2- هو جعفر بن سليمان الضبعي (سمي الضبعي لأنه نزل في بني ضبيعة فنسب إليها) روى عنه سيار بن حاتم، و حدّث عن مالك بن دينار.. انظر تهذيب التهذيب.
3- بالأصل «بن» و الصواب ما أثبت، انظر الحاشية السابقة.
4- بالأصل:«بن أبي علي» و الصواب ما أثبت عن م انظر سير أعلام النبلاء 13/18(11).
189 - أحمد بن محمّد بن علي بن مزاحم

أبو عمرو المزاحمي الصّوري

سمع بدمشق أبا الأزهر جماهر بن محمّد الزملكاني، و حاجب بن أركين الفرغاني، و محمّد بن عبد اللّه بن عبد السلام مكحول، و أبا الطيّب علي بن محمّد بن أبي سليمان الصوري،[و أبا يعقوب إسحاق بن محمّد بن أبي سليمان الصوري] (1)، و أبا يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن يونس المنجنيقي، و أبا عبد الرّحمن عبد الجبّار بن محمّد بن الكوثر الصوري.

روى عنه مولاه فاتك بن عبد اللّه المزاحمي.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن كامل بن ديسم المقدسي، أنا أبو الحسين أحمد بن الحسين بن علي بن السماع الأطرابلسي - في كتابه من عسقلان - أنا أبو شجاع فاتك بن عبد اللّه المزاحمي - بصور - في رجب سنة ست عشرة و أربعمائة، أنا مولاي أبو عمرو أحمد بن محمّد بن مزاحم في منزله في سنة ست و ستين و ثلاثمائة، أنا أبو الأزهر جماهر بن محمّد الزملكاني (2)،نا هشام بن عمّار، نا عبد العزيز بن محمّد الدّراوردي، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«الأرواح جنود مجنّدة، فما تعارف منها ائتلف، و ما تناكر منها اختلف»[1327].

أخبرناه عاليا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا إسحاق بن أحمد بن نافع الخزاعي، نا محمّد بن يحيى بن أبي عمر العدني، نا عبد العزيز بن محمّد الدراوردي. فذكره.

190 - أحمد بن محمّد بن علي بن سلمان بن إبراهيم بن عبد العزيز

أبو طاهر التميمي الكتّاني الصّوفي؛ والد عبد العزيز الحافظ

روى عن الميانجي.

روى عنه ابنه أبو محمد عبد العزيز، و علي بن محمّد الحنّائي (3)،و أبو سعد إسماعيل بن علي الرازي.

ص: 416


1- ما بين معكوفتين سقط من مطبوعة ابن عساكر 358/7.
2- الزملكاني ضبطت عن الأنساب هذه النسبة إلى قرية بدمشق منها أبو الأزهر المذكور (الأنساب).
3- إعجامها غير واضح بالأصل، و المثبت عن تذكرة الحفاظ 1086/4.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتّاني، أنا أبي أبو طاهر أحمد بن محمّد بن علي الكتّاني الصّوفي رحمه اللّه، نا القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي، نا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، نا ابن كثير، نا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة قالت: كنت أفتل قلائد الغنم لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و يبعثه و يمكث حلالا.

سمعت أبا الحسن علي بن المسلّم الفقيه، يحكي عن أبي محمّد عبد العزيز بن أحمد، أو عن أبي القاسم بن أبي العلاء: أن أبا طاهر - والد عبد العزيز - كان قد امتنع من أكل اللحم بالأرزّ خشية أن يبتلع عظما في الأرزّ فيقتله. فلما خرج عبد العزيز إلى بغداذ و اشتاقه أبوه، فخرج إلى بغداذ زائرا له، فصادفه يوما و قد طبخ لحما بأرزّ، فقدّمه بين يديه فقال: قد عرفت عادتي في هذا، فقال: كل فلا يكون إلاّ خيرا (1)،فأكل [فابتلع] (2) عظما فمات ببغداذ.

هذا معنى ما سمعته يحكى، رحمه اللّه.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتّاني قال: توفي والدي أحمد بن محمّد بن علي الكتّاني الصّوفي أبو طاهر - رحمه اللّه تعالى - ببغداذ في ذي القعدة في سنة سبع عشرة و أربعمائة، و صلّى عليه القاضي أبو علي الحسن بن علي البندنيجي (3) في مسجد عتّاب، و دفن في مقابر الشونيزية. حدّث عن القاضي أبي بكر الميانجي،[بشيء] (4) كتبه له مكي بن محمّد المؤدّب بخطّه و قال: هذا سماعك.

191 - أحمد بن محمّد بن علي بن الحسين

أبو بكر الهروي المقرئ الضرير (5)

سكن دمشق. و سمع بها: أبا الحسن رشأ بن نظيف، و أبا علي الأهوازي،

ص: 417


1- في مختصر ابن منظور «الخير».
2- زيادة عن مختصر ابن منظور 276/3.
3- بالأصل «البندنجي» و الصواب ما أثبت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى بندنيجين و هي بلدة قريبة من بغداد بينهما دون عشرين فرسخا.
4- زيادة اقتضاها السياق عن مطبوعة ابن عساكر 360/7.
5- سقطت ترجمته من المختصر.

و علي بن الخضر السّلمي، و أبا الحسين طاهر بن أحمد القايني (1) الفقيه، و أبا بكر الخطيب، و أبا القاسم السّميساطي، و عبد الوهّاب بن برهان بطوس (2).

سمع منه عمر الدّهستاني، و طاهر بن بركات الخشوعي، و أبو طاهر إبراهيم بن حمزة بن نصر الجرجرائي (3)،و أبو طاهر بن هلال، و أبو محمّد، و أبو القاسم ابنا صابر.

و ذكر أبو محمّد بن صابر أنه ثقة، و أنه سأله عن مولده، فقال: سنة سبع و أربع مائة، بهراة.

و صنف أبو بكر هذا كتاب «التذكرة» في القراءات الثمانية الأئمة، ذكر فيه أنه قرأ على أبي علي الأهوازي، و ذكر أبو القاسم بن صابر أنه كان إماما في القراءات.

أنبأنا أبو الحسن علي بن المسلّم - و نقلته من خطه - أنا الشيخ الإمام أبو بكر أحمد بن محمّد بن علي الهروي المقرئ - بقراءتي عليه - قلت له: أخبركم أبو القاسم علي بن محمّد السّميساطي، أنا أبو الحسين عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي، نا أبو الحسن (4) أحمد بن عمير بن جوصا، نا يونس بن عبد الأعلى، أنا ابن وهب أن مالكا أخبره.

ح قال: و أنا عيسى بن إبراهيم، أنا عبد الرّحمن بن القاسم، حدثني مالك، عن نافع، عن عبد اللّه بن عمر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«إذا جاء أحدكم إلى الجمعة فليغتسل»[1328].

أخبرناه عاليا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو القاسم السّميساطي. فذكره.

و أخبرناه أعلى من هذا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو القاسم التنوخي، نا أبو

ص: 418


1- بالأصل «القاني» و الصواب ما أثبت، هذه النسبة إلى قاين: بلدة قريبة من طبس، بين أصبهان و نيسابور (الأنساب).
2- في مطبوعة ابن عساكر 360/7 بصور.
3- في مطبوعة ابن عساكر 360/7 الجرجاني.
4- بالأصل «أبو الحسين» تحريف و الصواب ما أثبت عن م تقدمت ترجمته برقم(65) و انظر تذكرة الحفّاظ 795/3.

يعقوب إسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان، حدّثني جدي، نا قتيبة عن (1) مالك بن أنس. فذكره.

ذكر أبو محمّد بن الأكفاني: أن أبا بكر أحمد بن محمّد الهروي المقرئ الضرير توفي في ليلة الاثنين العاشر من شهر ربيع الآخر سنة تسع و ثمانين و أربعمائة، بالقدس.

192 - أحمد بن محمّد بن علي

192 - أحمد بن محمّد بن علي (2) بن صدقة

أبو عبد اللّه التغلبي الكاتب الشاعر

المعروف بابن الخيّاط

ختم به ديوان الشعر بدمشق، و كان شاعرا مكثرا مجيدا محسنا، حفظة لأشعار المتقدمين و أخبارهم، جالسته مرة عند جدي القاضي أبي المفضل رحمه اللّه، و تفاوضا في معان (3) كثيرة لم أحفظ منها شيئا لقلة اهتمامي في ذلك الوقت بما أورده للصبا، و قد أجاز لي جميع ما قاله من النظم و النثر سنة سبع و خمس مائة.

أنشدني أخي أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن بن هبة اللّه الحافظ - و كتبه لي بخطّه - أنشدني أبو عبد اللّه لنفسه (4):

لم يبق عندي ما يباع بحبّة *** و كفاك شاهد (5) منظري عن مخبري

إلاّ بقية ماء وجه صنتها *** عن أن تباع و أين أين المشتري ؟

قال و أنشدني:

و يعتادني ذكراك في كل حالة *** فيسبقني حتى يهيّج وسواسي

و أشتاقكم و اليأس بين جوانحي *** و أبرح شوق ما أقام مع الياس

و لو لا النوى ما كان بالعيش و صمة *** و لو لا القلى ما كان بالحبّ من باس

قال و أنشدني:

ليت الذي قلبي به مغرم *** يعلم من وجدي كما أعلم

ص: 419


1- بالأصل «بن» تحريف و الصواب ما أثبت.
2- في وفيات الأعيان 145/1 و الوافي 67/8 علي بن يحيى بن صدقة.
3- بالأصل:«معاني».
4- البيتان في ديوانه و الوافي و وفيات الأعيان.
5- في وفيات الأعيان:«علما» و في الديوان: و كفاك مني منظر عن مخبر

لعله إن لم يصل رغبة *** يرقّ للمكروب أو يرحم

أذلّني حبّكم في الهوى *** فما حمتني ذلّتي منكم

و مذهب ما زال مستقبحا *** في الحرب أن يقتل مستسلم

حدّثني أبو عبد اللّه محمّد بن المحسن بن أحمد بن الملحي - لفظا، و كتبه لي بخطه - حدثني السابق، و هو أبو اليمن محمد بن الخضر المعري، قال: اجتمعت بأبي عبد اللّه بن الخياط بطرابلس، و كنت أنا و هو يجلس في دكان إنسان عطّار نصراني يعرف بأبي المفضّل ذكي محبّ للأدب، فخرجنا يوما إلى ظاهر البلد، فاخترنا موضعا جلسنا فيه على غدير هناك، فقال أبو عبد اللّه للسابق: اعمل في هذا المعنى أبياتا عاجلا. فقال: نعم، فعمل ابن الخياط بديها:

أ و ما ترى فلق الغدير كأنه *** يبدو لعينك منه حلي مناطق

مترقرق لعب الشعاع بمائه *** فارتجّ يخفق مثل قلب العاشق

فإذا نظرت إليه راعك لمعه *** و علّلت طرفك من شراب صادق

و لم يفتح اللّه على السابق ببيت و لا لفظة، فقال العطار: قد عملت بيتا واحدا و هو:

قد كنت آمل أن أجيء مصلّيا *** حتى رأيتك سابقا للسّابق

فاستحسنّا ما أتى به، و جعلناه من مأثور الأخبار.

قال أبو عبد اللّه: و كان السّابق لا يحفظ [من] (1) شعره بيتا واحدا، و أبو عبد اللّه بن الخياط بخلافه يحفظ شعره منذ عمله إلى أن مات.

سئل أبو عبد اللّه عن مولده فقال: في سنة خمسين و أربعمائة، و توفي في سنة سبع عشرة و خمسمائة (2)،و لم أشهد جنازته لأجل نوبة كانت لي عند أبي الحسن بن قبيس الفقيه.

ص: 420


1- زيادة اقتضاها السياق.
2- في وفيات الأعيان 147/1:«توفي بدمشق في حادي عشر شهر رمضان». و في الوافي 70/8 توفي في شهر رمضان.
193 - أحمد بن محمّد بن عمارة

ابن أحمد بن أبي الخطاب يحيى بن عمرو أبي عمارة بن راشد

أبو الحارث الليثي الكناني مولاهم

روى عن أبيه، و أبي سهل سعيد بن الحسن الأصبهاني نزيل صور، و عبد الرحمن بن عبد الصّمد بن البرزوز (1)،و أبي عبد الملك البسري، و علي بن أحمد بن مروان الواسطي، و أبي عبد الملك محمّد بن أحمد بن عبد الواحد بن جرير بن عبدوس الصوري، و أبي الحسن علي بن عمرو الرازي الشعراني، و إسحاق بن إبراهيم المعروف بجيش الفرغاني، و أحمد بن علي بن سعيد القاضي، و علي بن أحمد الجرجاني، و أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة، و أبي القاسم البغوي، و زكريا بن يحيى السّجزي (2)،و عبيد اللّه بن أحمد الصّفار المؤملي، و حريث بن أحمد بن أبي حكيم، و يحيى بن محمّد بن صاعد، و إبراهيم بن عبد الرّحمن دحيم، و أبي بكر الباغندي، و محمّد بن يزيد بن عبد الصّمد.

روى عنه تمام بن محمّد، و عبد الوهّاب الميداني، و أبو محمّد بن أبي نصر، و أبو الحسين محمّد بن أحمد بن جميع، و عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، و أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن إسماعيل المؤدّب، و أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن الحاج الإشبيلي.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة السّلمي، نا عبد العزيز بن أحمد الكتّاني، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو الحارث أحمد بن محمّد بن عمارة بن أحمد بن أبي الخطاب يحيى بن عمرو أبي (3) عمارة الليثي - قراءة عليه من كتابه - نا أبو سهل سعيد بن الحسن الأصبهاني - بصور أمام دار العباس - حدّثني أبو مسعود أحمد بن الفرات، نا أبو داود الحفري (4)،نا شعبة، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن عامر العقيلي، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«عرض عليّ أول ثلاثة يدخلون الجنة، و أوّل ثلاثة يدخلون النار. فأمّا أوّل ثلاثة

ص: 421


1- كذا بالأصل و في م البرزوزي.
2- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى سجستان، على غير قياس.
3- بالأصل و م «بن» و الصواب ما أثبت فهو صاحب الترجمة.
4- ضبطت عن التبصير 340/1 بفتحتين، و اسمه عمر بن سعد.

يدخلون الجنة: فالشهيد و عبد مملوك أدّى حقّ اللّه و نصح لمواليه، و عفيف متعفّف. و أمّا أوّل ثلاثة يدخلون النار: فذو ثروة من مال لا يؤدّي فيه حق اللّه عزّ و جل، و فقير فخور، و إمام جائر»[1329] أو قال: مسلّط .

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، نا أبو الحسين بن الميداني قال: توفي أبو الحارث أحمد بن محمّد بن عمارة الكناني يوم الخميس لثمان و عشرين ليلة خلت من شهر ربيع الآخر سنة اثنتين و ستين و ثلاثمائة.

قال عبد العزيز: و حدّث عن أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة، و غيره، حدّثنا عنه: أبو محمّد بن أبي نصر، و تمام بن محمّد و غيرهما، لم أسمع فيه شيئا.

194 - أحمد بن محمّد بن عمّار بن نصير بن أبان بن ميسرة

أبو جعفر السّلمي

ابن أخي هشام بن عمّار

روى عن سليمان بن عبد الرّحمن، و أبي النضر إسحاق بن إبراهيم، و إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى (1) الغسّاني، و جنادة بن محمّد المرّي.

روى عنه: أبو الميمون بن راشد.

أخبرناه أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو الميمون عبد الرّحمن بن عبد اللّه، نا أبو جعفر أحمد (2) بن محمّد بن عمّار بن نصير بن أبان بن ميسرة ابن أخي هشام بن عمّار، نا سليمان بن عبد الرّحمن أبو أيوب، نا سعدان بن يحيى، و محمّد بن مسروق قالا: نا عبيد اللّه بن الوليد، عن محارب بن دثار، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«أبغض الحلال إلى اللّه عزّ و جلّ الطلاق»[1330].

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الحسن مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: قال لنا الهروي - يعني محمّد بن يوسف: فيها - سنة ثمان و سبعين و مائتين مات ابن أخي هشام بن عمّار - يعني أحمد بن محمّد-.

ص: 422


1- كذا بالأصل.
2- بالأصل «حمد» و هو صاحب الترجمة.
195 - أحمد بن محمّد بن عمر بن يونس بن القاسم

أبو سهل الحنفي اليمامي

قدم دمشق مجتازا (1) إلى مصر، و حدّث بها و بمصر و ببغداد و بأصبهان: عن جده عمر بن يونس، و عبد اللّه بن يحيى اليمامي، و يحيى بن عبد العزيز الحارثي اليمامي، و النضر بن محمّد اليمامي، و عبد الرّزّاق بن همّام، و بكر بن عبد اللّه بن الشرود، و أبي داود سليمان بن كرّاز (2)،و بكر بن الحجّاج، و عبد الرّحمن بن محمّد بن سعيد اليمامي، و عثمان بن سعيد الكلاعي، و عبد الرّحيم بن الرّبيع بن سليمان اليمامي، و إسماعيل بن أبي أويس.

روى عنه: عمرو بن دحيم الدّمشقي، و أحمد بن نصر بن شاكر، و عبد اللّه بن محمّد بن سلم المقدسي، و صالح بن محمّد بن صالح بن روزبه البغدادي، و عبد اللّه بن محمّد بن نصر بن طويط الرملي، و أبو بكر بن أبي داود، و القاسم بن الليث الرسعني (3)،و أحمد بن عامر بن عبد الواحد البرقعيدي (4)،و أبو بكر الباغندي، و عبد الصّمد بن عبد اللّه بن عبد الصمد بن أبي يزيد، و أبو عبد الرّحمن محمّد بن العباس بن الدّرفس، و الفتح بن إدريس.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، أنا أبو سعد (5) الجنزرودي، أنا الحاكم أبو أحمد، أنا محمّد بن محمّد الباغندي، نا أحمد بن محمّد بن عمر بن يونس اليمامي، نا بكر بن الحجّاج، نا الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«إنّ في الجنّة شجرة أصلها في منزل رجل من بني هاشم لا أسمّيه لكم، و فرعها في السّماء، سمّاها اللّه عزّ و جل خيرة، فإذا قال الرجل لأخيه: جزاك اللّه خيرا، فإنما يعني تلك الشّجرة»[1331].

و من غرائبه:

ما أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو بكر الخطيب، أخبرني

ص: 423


1- اضطرب إعجامها بالأصل و م و الصواب عن مختصر ابن منظور 277/3.
2- ضبطت عن تبصير المنتبه 1189/3 و فيه: سليمان بن كراز الطفاوي عن مبارك بن فضالة.
3- ضبطت عن تبصير المنتبه 628/2.
4- هذه النسبة إلى بر قعيد و هي بليدة في طرف بقعاء الموصل من جهة نصيبين (معجم البلدان).
5- بالأصل «أبو سعيد» خطأ و الصواب ما أثبت عن م. سند مماثل.

الحسن بن محمّد الخلاّل، و عبد العزيز بن علي الورّاق، قالا: أنا محمّد بن عبد اللّه الشيباني، نا النّعمان بن أبي الدلهاث - ببلد (1)-نا أحمد بن محمّد بن عمر بن يونس اليمامي، نا عمر بن يزيد بن الفتح - من أهل عدن أبين (2)-كان عندنا باليمامة قاضيا، نا حكم بن ربيح الأنصاري - و نزل عندنا بأبين - عن أبيه، عن جده، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«المصلّي بين المغرب و العشاء كالمتشحط بدمه في سبيل اللّه عزّ و جلّ »[1332].

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا عبد الرّحمن بن منده، أنا أبو طاهر الحسين بن سلمة الهمذاني، أنا أبو الحسن الفأفاء.

قال (3):و أنا أبو علي حمد بن عبد اللّه - إجازة-.

قالا: أنا ابن أبي حاتم، قال (4):أحمد بن محمّد بن عمر بن يونس بن القاسم الحنفي اليمامي، سألت أبي عنه فقال: قدم علينا و كان كذابا، و كتبت عنه و لا أحدث عنه بشيء (5).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (6)، حدثني محمّد بن علي الصّوري، أنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزدي، نا عبد الواحد بن محمّد بن مسرور، نا.

ح و أنبأنا أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب بن منده.

و حدثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمي أبو القاسم عن أبيه أبي عبد اللّه قال:

قال لنا أبو سعيد بن يونس:

أحمد بن محمّد بن عمر بن يونس اليمامي قدم (7) مصر و كتب عنه، و قد لقيت جماعة ممن كتب عنه. قال لنا علي بن أحمد بن سليمان علاّن: كان سلمة بن شبيب يكذبه.

ص: 424


1- انظر معجم البلدان 481/1.
2- أبين: مخلاف باليمن منه عدن (معجم البلدان).
3- سقطت علامة التحويل «ح» و وجودها ضروري.
4- الجرح و التعديل 1/قسم 71/1.
5- لفظة «شيء» سقطت من الجرح و التعديل.
6- تاريخ بغداد 66/5.
7- تاريخ بغداد: قدم إلى مصر.

و ليس في رواية ابن مسرور: و كتب عنه (1).

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه. أنا أبو نعيم الحافظ قال (2):أحمد بن محمّد بن عمر بن يونس اليمامي أبو سهل قدم أصبهان و حدث بها، و كتب عن إسماعيل بن عمرو البجلي، يروي عن عبد الرّزّاق.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (3)،قال: أحمد بن محمّد بن عمر بن يونس بن القاسم، أبو سهل الحنفي اليمامي. سكن بغداذ و حدّث بها عن جده عمر بن يونس، و عن محمّد بن شرحبيل الصّنعاني، و النضر بن محمّد اليمامي، و عبد الرّزّاق بن همّام، و غيرهم. روى عنه القاسم بن زكريا المطرّز، و أحمد بن الحسين بن إسحاق الصّوفي، و محمد بن محمّد الباغندي، و أبو بكر بن أبي داود، و كان غير ثقة. ذكر عبد الرّحمن بن أبي حاتم (4) أنه سأل أباه عنه فقال: قدم علينا و كان كذابا، و كتبت عنه و لا أحدّث عنه.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (5):أما الجرشي - بضم الجيم و فتح الراء و كسر السّين المعجمة:- عمر بن يونس بن القاسم الجرشي اليمامي، و هو جد أحمد بن محمّد بن عمر بن يونس.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، أخبرني إسحاق بن إبراهيم، قال: ذكرت اليمامي (6) هذا لعبيد

ص: 425


1- لم ترد في تاريخ بغداد «و كتب عنه».
2- ذكر أخبار أصبهان 91/1.
3- تاريخ بغداد 65/6.
4- انظر ما تقدم عن الجرح و التعديل.
5- الاكمال لابن ماكولا 234/2.
6- كذا بالأصل و يبدو أن ثمة سقط في الكلام و الخبر بتمامه في الكامل لابن عدي 178/1: سمعت عبدان الأهوازي يقول: لم أخرج حديث يحيى بن أبي كثير حتى فاتتني عن اليمامي النسخة التي يرويها، و كان القاسم المطرز يقول: كتبت عن اليمامي هذا خمسمائة حديث بالعسكر ليتها كانت خمسة آلاف ليس عند الناس منها حرف. و هذا الخبر نقله الخطيب في تاريخ بغداد 66/5 عن ابن عدي، و الخبر مثبت في مطبوعة ابن عساكر 367/7. و فيهما و بعد إيرادهما الخبر، يذكران تعقيب ابن عدي كالأصل هنا، و كتاب الضعفاء لابن عدي.

الكشوري (1) فقال: هو فينا كالواقدي فيكم.

و قال ابن عدي (2):أحمد بن محمّد بن عمر بن يونس اليمامي: حدّث بأحاديث مناكير عن الثقات، و حدّث بنسخ عن الثقات بعجائب، و تكثر عجائب اليمامي، و هو مقارب الحديث، و هو إلى الضعف أقرب منه إلى الصّدق.

و قال في موضع آخر: أحمد بن محمّد بن عمر اليمامي: حدّث بأحاديث مناكير عن ثقات، و حدّث بنسخ و عجائب.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (3)، أنبأنا أحمد بن علي بن محمّد الأصبهاني، أنا أبو أحمد محمّد بن محمّد الحافظ النيسابوري، قال: أبو سهل أحمد بن محمّد بن عمر بن يونس اليمامي سكن بغداذ، سمعت يحيى بن محمّد بن صاعد يرميه بالكذب.

و قال الخطيب (4):قرأت بخطّ أبي الحسن الدار قطني و حدّثنيه أحمد بن أبي جعفر القطيعي عنه، قال: أحمد بن محمّد بن عمر بن يونس بن القاسم اليمامي؛ متروك الحديث.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد البلخي، أنا أبو ياسر محمّد بن عبد العزيز بن عبد اللّه الخيّاط .

ح و أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق الدّمشقي، أنا القاضيان أبو تمام علي بن محمّد بن الحسن، و أبو الغنائم محمّد بن علي الدجاجي - في كتابيهما - عن أبي الحسن الدار قطني قال: أحمد بن محمّد بن عمر بن يونس بن القاسم، يمامي، عن جده، و عبد الرّزّاق.

زاد ابن بطريق: ضعيف.

ص: 426


1- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى كشور قرية من قرى صنعاء اليمن (الأنساب - معجم البلدان).
2- الكامل في الضعفاء 178/1.
3- تاريخ بغداد 66/5.
4- تاريخ بغداد 66/5.

و في رواية البلخي: يماني، و هو وهم .

196 - أحمد بن محمّد بن عمر بن عبد الرحمن بن عمر بن محمّد بن المنكدر

عبد اللّه بن الهدير بن محرز

أبو بكر القرشي التميمي (1) المنكدري المدني

سمع ببيروت عبد الحميد بن بكّار، و العباس بن الوليد بن مزيد البيروتيين، و بالحجاز: عبد الجبار بن العلاء (2) المكي، و بمصر: يونس بن عبد الأعلى، و عبد اللّه بن سعيد بن عفير، و بالعراق: هارون بن إسحاق الهمداني، و أبا الخطاب زياد بن يحيى الحسّاني، و إسحاق بن البهلول بن حسان الأنباري. و بغيرها: علي بن حرب الموصلي، و علي بن حارث الجنديسابوري، و إسحاق بن إبراهيم شاذان، و أبا زرعة الرازي.

روى عنه ابنه أبو عمر عبد الواحد بن أحمد، و أبو الحسين محمّد بن علي بن الشاه المرو الرّوذي، و أبو أحمد محمّد بن أحمد الحنفي (3).

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، نا نصر بن إبراهيم المقدسي، أنا أبو الفتح سليم بن أيّوب الرازي، أنا أبو محمّد إسماعيل بن الحسين بن علي، نا أبو أحمد محمد بن أحمد الحنفي، نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عمر المنكدري، نا العباس بن الوليد بن مزيد العذري، نا أبي، عن عبد الوهّاب بن هشام بن الغاز، عن أبيه.

ح و أخبرناه عاليا أبو محمّد بن طاوس، نا سليمان بن إبراهيم بن محمّد الحافظ بأصبهان.

ح و أخبرنا أبو القاسم عبد الرّحمن، و أبو محمّد عبد الرّحيم ابنا محمّد بن الفضل الحداد - بأصبهان - قالا: أخبرتنا كريمة بنت أحمد بن محمّد بن الحسن الكردية. (4)

ص: 427


1- بالأصل:«أحمد بن محمد بن عمر بن محمد بن المنكدر بن عبد الرحمن بن عمر بن عبد اللّه» المثبت عن مختصر ابن منظور 278/3 و تذكرة الحفاظ 793/3 و الأنساب (المنكدري).
2- كذا بالأصل و في م و المصادر المذكورة:«التيمي» نسبة إلى تيم بن مرة.
3- بالأصل «بن العلاء بن العلاء» و المثبت عن تذكرة الحفاظ 793/3.
4- زيد في تذكرة الحفاظ 793/3 في من مروى عنه: و محمد بن مأمون الحافظ ، و محمد بن خالد المطوعي البخاري، و محمد بن صالح بن هانئ.

قالا: نا محمّد بن إبراهيم بن جعفر اليزدي - إملاء - نا محمّد بن يعقوب بن يوسف، نا العباس بن الوليد البيروتي (1)،نا عبد الوهاب بن هشام بن الغاز، عن أبيه هشام بن الغاز، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«من كان وصلة لأخيه المسلم إلى ذي سلطان في منفعة برّ أو تيسير عسير، أعين على إجازة الصّراط يوم دحض الأقدام»[976].

قال العباس: ثم لقيت محمّد بن عبد الوهّاب فحدثني به: عن أبيه، عن جده، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم - مثله - و اللفظ لحديث محمّد بن يعقوب.

أخبرنا أبو صالح ذكوان بن سيّار بن محمّد بن أبي القاسم الدهان - بهراة - أنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى بن الفضيل الفضيلي، أنا أبو القاسم إبراهيم بن محمّد بن علي بن الشاه التميمي المرورّوذي، نا أبو عمر عبد الواحد بن أحمد بن عمر المنكدري، أنا أبي، نا الحسن بن عمر بن عبد الواحد الميموني الرقّي، نا يحيى بن السكن البصري - بالرقة - نا شعبة، حدثني سفيان بن عيينة عن الزهري، عن سالم، عن عبد اللّه بن عمر قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا افتتح الصّلاة رفع يديه حذو منكبيه، و إذا ركع، و إذا أراد السّجود رفعهما، و لم يكن يرفع بين السجدتين[1334].

قرأت على أبي القاسم الشّحّامي، عن أبي بكر البيهقي قال: قال لنا أبو عبد اللّه الحافظ : أحمد بن محمّد بن عمر أبو بكر المنكدري، سألت أبا عمر ابنه عن نسبه فكتبه لي بخطّه: أبو بكر أحمد بن محمّد بن عمر بن عبد الرّحمن بن عمر (2) بن المنكدر بن عبد اللّه بن الهدير بن محرز القرشي التيمي.

قال الحاكم: مولد أبي بكر بالمدينة، و منشؤه بالحرمين، و رحلته الأولى إلى مصر و الشام، ثم أقام بالبصرة إلى أن حدّث بها، ثم دخل الأهواز و أصبهان و حدّث بها، ثم ورد الريّ فحدّث بها.

روايته بالحجاز عن عبد الجبّار بن العلاء و طبقته، و بمصر عن يونس بن عبد الأعلى و طبقته، و بالجزيرة عن علي بن حرب و طبقته، و بالكوفة عن هارون بن

ص: 428


1- كذا بالأصل، و تقدم في السند السابق بعدها:«نا أبي».
2- كذا، و تقدم في بداية الترجمة: عمر بن محمد بن المنكدر.

إسحاق الهمداني و طبقته، و بالشام عن عبد الحميد بن بكّار البيروتي و طبقته، و بالبصرة عن أبي الخطاب الحسّاني و طبقته، و ببغداد عن إسحاق بن بهلول الأنباري و طبقته، و بالأهواز عن علي بن حرب الجنديسابوري و طبقته، و بفارس عن (1) إسحاق بن إبراهيم شاذان و طبقته، و بالري عن أبي زرعة و طبقته، و له أفراد و عجائب. و قد كان أبو جعفر محمّد بن عبد الرّحمن الأرزناني (2)-الحافظ الأصبهاني الثقة المأمون - اجتمع معه بهراة و أنكر عليه.

أخبرنا خالي القاضي أبو المعالي، أنا أبو روح ياسين بن سهل بن محمّد الخشّاب القايني الصوفي - بدمشق - قال: سمعت أبا منصور محمّد بن محمّد بن منصور القايني.

ح و قرأت على أبي القاسم الشّحّامي، عن أبي بكر البيهقي.

قالا: أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن العباس الضبّي - و قال البيهقي: العصمي (3)-يقول:

لما ورد أحمد بن محمّد المنكدري هراة نزل قصر جدنا محمّد بن عصم، فورد على أثره أبو جعفر محمّد بن عبد الرّحمن الأرزناني الحافظ ، فرأى المنكدريّ أحاديث حدّث بها الأرزناني عن رجل من شيوخ المنكدري، فصعد القصر يوما من الأيام و بين يدي المنكدري حديث الأرزناني، و هو يتتبع تلك الأحاديث، و ينقلها إلى درج في يده.

قال البيهقي: و أنا الحاكم أبو عبد اللّه: حدثني أبو حامد أحمد بن الحسين القاضي قال:

توفي أبو بكر المنكدري بمرو سنة أربع و أربعين و ثلاثمائة (4).

ص: 429


1- بالأصل «بن» و الصواب ما أثبت.
2- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى أرزنان و هي من قرى أصبهان.
3- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى عصم اسم رجل من أجداد المنتسب إليه.
4- كذا وردت سنة وفاته بالأصل و المختصر، و في مصادر ترجمته خلاف كبير في سنة وفاته. انظر الأنساب (المنكدري) و اللباب (المنكدري) و الميزان 147/1 و سير أعلام النبلاء 532/14 و تذكرة الحفاظ 793/3-794.
197 - أحمد بن محمّد بن عمر

أبو منصور القزويني المقرئ، المعروف بابن المجدّر

قدم دمشق و سمع بها: أبا الحسين بن أبي نصر، و حدّث بها عن: أبي ذرّ الهروي، و أبي الفوارس غياث بن المقدام بن علي الموصلي الفقيه، و القاضي أبي بكر أحمد بن عبد اللّه بن شاذان الدّينوري، و أبي الفتح المحسن بن الحسين بن عبد اللّه الراشدي، و أبي محمّد عبد اللّه بن الصّفر بن أحمد الأبهري، و أبي حفص عمر بن محمّد بن عيسى بن العدل، و أبي طالب يحيى بن علي الدّسكري، و أبي الحسن علي بن إبراهيم بن سعيد الحوفي (1) المصري النحوي، و القاضي أبي (2) عبد اللّه الحسين بن أحمد بن سلمة المالكي - بآمد - و أبي منصور محمّد بن أحمد بن القاسم الأصبهاني، و أبي الحسن علي بن أحمد بن داود الرّزّاز البغدادي، و أبي العباس أحمد بن علي بن هاشم المصري المقرئ، و أبي داود سليمان بن حمزة بن الحسين التبريزي المقرئ الصفّار.

روى عنه: عبد العزيز الكتّاني، و نجا بن أحمد العطار، و أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن أحمد بن المبارك، و علي بن طاهر النحوي، و أبو القاسم عبد المنعم بن علي بن أحمد بن الغمر الكلابي.

أنبأنا أبو القاسم عبد المنعم بن علي الكلابي، أنا أحمد بن محمّد بن عمر المجدّر المقرئ القزويني - قراءة عليه - و أنا أسمع، بدمشق في صفر سنة اثنتين و أربعين - نا أبو طالب يحيى بن علي بن الطيّب الدّسكري (3)،نا أبو بدر أحمد بن عمر بن محمّد بن الفضل العوفي (4) الدّينوري - بها - نا عبد الرّحمن بن حمدان، نا الحارث بن أبي أسامة، نا يزيد، أنا أبو أمامة العدوي عن حميد بن هلال، عن

ص: 430


1- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى حوف ناحية عمان. و ثمة اختلاف هل هي بالحاء أم بالجيم، انظر الأنساب (الحوفي) و راجع التعليق فيه، و راجع التعليق على الاكمال لابن ماكولا 193/2 و 194 و 382/3.
2- بالأصل «أبو» خطأ، و الصواب ما أثبت عن م.
3- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى الدسكرة، و هي قريتان (انظر الأنساب).
4- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى «عوف» اسم رجل.

بشير (1) بن كعب، عن عمران بن حصين قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«الحياء خير كلّه»[1335].

قال بشير: إنّ فيه ضعفا و إنّ فيه عجزا. فقال: أحدثك عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و تجيبني بالمعاريض ؟ لا حدثتك بحديث ما عرفتك.

كذا قال: أبو أمامة، و الصواب أبو نعامة عمرو بن عيسى بن سويد العدوي، بصري.

قرأت بخط أبي الحسن علي بن طاهر النحوي.

قرأت على أبي منصور أحمد بن محمّد بن عمر القزويني - الشيخ الصّالح، و دلني عليه شيخنا عبد العزيز الكتّاني و أثنى عليه خيرا - فذكر حديثا.

قرأت بخطّ أبي الفضل بن خيرون: و ممن ذكر أنه توفى سنة ثمان و أربعين و أربعمائة: أبو منصور أحمد بن محمّد بن عمر بن المجدّر القزويني المقرئ بدمشق.

سمعت منه ببغداذ من أول كتاب «الواضح» لابن رضوان، الأسانيد و الأصول عن أبي الحسن بن رضوان.

و قرأت بخطّ أبي الحسن علي بن طاهر:

توفي الشيخ أبو منصور رحمه اللّه يوم الثلاثاء لأربع بقين من شهر ربيع الأول من سنة تسع و أربعين و أربعمائة، و دفن في باب الفراديس في الوطاءة (2)،رحمه اللّه.

198 - أحمد بن محمّد بن عمرو

أبو الفرج الفزاري

حدّث عن أبي بكر بن أبي دجانة.

روى عنه: علي الحنّائي، و أبو علي الأهوازي.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني، نا أبو علي الأهوازي، أنا أبو الفرج

ص: 431


1- ضبطت عن تبصير المنتبه 91/1 و فيه: و بالضم بشير بن كعب العدوي.
2- في مطبوعة ابن عساكر 371/7 الوطاة.

أحمد بن محمّد بن عمرو الفزاري، نا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه النصري (1)،نا محمّد بن الحسن بن قتيبة، نا حرملة بن يحيى، أنا ابن وهب، أخبرني أسامة بن زيد، عن أبي حازم، عن عون، عن عبد اللّه بن مسعود أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«المؤمن يألف و لا خير فيمن لا يألف و لا يؤلف»[1336].

أخبرنا عاليا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا ابن قتيبة، نا حرملة، نا ابن وهب، أخبرني أسامة عن أبي حازم، عن عون بن عبد اللّه، عن عبد اللّه بن مسعود أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«المؤمن يألف و لا خير فيمن لا يألف و لا يؤلف»[1337].

قرأت بخطّ أبي الحسن علي بن محمّد الحنّائي، و أنبأنيه أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا علي بن محمّد، أنا أبو الفرج أحمد بن محمّد بن عمرو الفزاري - الشيخ الصّالح - بحديث ذكره.

199 - أحمد بن محمّد بن عمير

حدث عن: إبراهيم بن سعيد الجوهري.

روى عنه: أبو الحسن علي بن محمّد بن صخر النسوي.

و أظنه أحمد بن عمير بن جوصا. فهو يروي عن إبراهيم الكثير، و سيأتي حديثه في ترجمة محمّد بن عمران بن عتبة.

200 - أحمد بن محمّد بن عوف

أبو الحسن المعدّل

حدّث عن أبي الطّيب بن عبادل.

روى عنه أحمد بن الحسن بن أحمد الطيّان.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السوسي، و أبو نصر (2) غالب بن

ص: 432


1- بالأصل «البصري» و المثبت عن م.
2- بالأصل:«أبو نصر بن غالب» و الصواب ما أثبت عن م انظر الأسباب (الأدمي).

أحمد [بن المسلم الأدمي؛ قالا: أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن زهير المالكي، نا أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد] (1) بن عثمان بن القاسم الغسّاني، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عوف المعدّل - بدمشق - أنا أبو الطيّب أحمد بن إبراهيم بن عبد الوهّاب بن بشير - و يعرف بابن عبادل؛ بدمشق - أنا العباس بن الوليد بن مزيد العذري البيروتي، نا أبي، نا الأوزاعي، نا يحيى بن أبي كثير، حدثني عبد اللّه بن أبي الفضل المدني حدثني أبو هريرة قال:

أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بجنازة ليصلّي عليها، فقال الناس: نعم الرّجل فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«وجبت» ثم أتى بجنازة أخرى، فقال الناس: بئس الرّجل، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«وجبت» قال: فقال أبيّ بن كعب: يا رسول اللّه ما قولك وجبت ؟ قال:

« لِتَكُونُوا شُهَدٰاءَ عَلَى النّٰاسِ (2)»[1338].

201 - أحمد بن محمّد بن عيسى

أبو بكر البغداذي

نزيل حمص، صنّف تاريخ الحمصيين.

و سمع بدمشق: إسماعيل بن أبان بن حوي، و أبا زرعة النصري، و أبا القاسم يزيد بن عبد الصمد، و إبراهيم بن يعقوب و حدّث عنهم، و عن: الحسن بن عرفة، و أحمد بن منيع، و أحمد بن نصر بن سعيد الحضرمي، و محمّد بن عوف الطائي، و عبد الرّحمن بن خلف بن عبد الرّحمن بن الضحّاك النصري، و الربيع بن محمّد الكندي اللاّذقي (3) و محمود بن عبد اللّه بن حبيب.

روى عنه: أبو محمّد بكر بن أحمد بن حفص الشعراني التنّيسي (4)،و أبو العباس محمّد بن أحمد بن الأبحّ الحمصي.

أخبرنا أبو طالب الحسين بن محمّد بن علي الزينبي - في كتابه - أنا القاضي أبو

ص: 433


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
2- سورة البقرة، من الآية:143.
3- بالأصل «اللادقي» و الصواب ما أثبت و هذه النسبة إلى اللاذقية بلدة على ساحل بحر الشام (الأنساب).
4- ضبطت عن تبصير المنتبه 806/2 و هذه النسبة إلى تنيس بلدة من بلاد ديار مصر في وسط البحر (الأنساب).

القاسم علي بن المحسّن بن علي التنوخي - قراءة عليه - أنا أبو الحسين محمّد بن المظفّر بن موسى بن عيسى الحافظ ، أنا أبو محمّد بكر بن أحمد بن حفص الشعراني التنّيسي البزار - بمصر - نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عيسى البغدادي بحمص، نا الحسن بن عرفة، نا إسماعيل بن عياش عن عمر بن روبة، عن أبي كبشة (1)،عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«خيركم خيركم لأهله»[1339].

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، نا أحمد بن علي بن سعيد الحافظ ، حدثني أبو العباس محمّد بن أحمد الكندي، نا أبو بكر أحمد بن عيسى البغدادي، أنا إبراهيم بن يعقوب، نا موسى بن داود، نا حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن عبد اللّه بن رباح الأنصاري قال: سمعت راهبا يقول: توضع مائدة يوم القيامة، فأوّل من يأكل منها الصّائمون للّه عزّ و جل في دار الدنيا.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (2):أحمد بن محمّد بن عيسى. أبو بكر البغداذي. كان بحمص و حدّث عن أحمد بن منيع، و الحسن بن عرفة، و غيرهما. و له كتاب مصنّف في تاريخ الحمصيين، رواه عنه بكر بن أحمد بن حفص الشعراني، و لم تقع (3) إلينا أحاديثه و لا عرفناه إلاّ من جهة بكر.

202 - أحمد بن محمّد بن عيسى بن الجرّاح

أبو العباس بن النحاس الربعي المصري الحافظ

سمع بمصر: علي بن أحمد بن سليمان، و أبا بكر بن زبّان، و محمّد بن محمّد بن بدر بن النفّاح (4)،و عبد الجبّار بن أحمد السّمرقندي و أقرانهم، و أبا الحسن بن جوصا بدمشق، و مكحولا البيروتي، و أبا (5) القاسم البغوي، و أبا عروبة الحرّاني، و محمّد بن

ص: 434


1- ضبطت عن التبصير 1183/3.
2- تاريخ بغداد 63/5.
3- تاريخ بغداد: يقع.
4- بالأصل «النفاج» و المثبت و الضبط عن الأنساب «النفاجي».
5- بالأصل «و أبو» خطأ.

عبدان الجواليقي، و أبا بكر بن أبي داود، و أبا إسحاق إبراهيم بن محمّد العسكري، و ابن أبي حاتم، و أبا العباس الدغولي، و علي (1) بن عبدان، و موسى بن العباس الجويني، و أبا نعيم عبد الملك بن محمّد بن عدي الجرجاني و غيرهم. و استوطن نيسابور و بها مات.

روى عنه الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو محمّد عبد الواحد بن محمّد بن أحمد المنيري، و أبو نعيم الحافظ الأصبهاني، و أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي الأعرج، و أبو عبد الرّحمن السلمي، و أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم الواعظ ، و أبو عثمان البحيري (2) و غيرهم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو محمّد عبد الواحد بن محمّد بن أحمد بن جعفر بن منير المنيري البزاز (3)،أنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن عيسى الحافظ المصري، نا أبو بكر محمّد بن زبّان بن حبيب التجيبي، نا محمّد بن رمح بن المهاجر، نا الليث بن سعد، نا مالك بن أنس، عن الزهري، عن عبد الرّحمن الأعرج، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«من سأله جاره أن يغرز خشبة في جداره فلا يمنعه» (4).

ثم قال:«ما لي أراكم عنها معرضين ؟ و اللّه لأرمينّ بها بين أكتافكم»[1340].

قال محمّد بن رمح: قال الليث بن سعد: هذا أول ما عندنا لمالك و آخره.

أخبرناه عاليا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك الخلاّل، و أبو العباس أحمد بن الفضل بن أحمد، و أمّ المجتبى فاطمة بنت ناصر قالوا: أنا أبو الطّيّب عبد الرزّاق بن عمر بن شمّة (5)،أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا محمّد بن زبّان و ابن قتيبة، و إسماعيل بن

ص: 435


1- كذا، و في تذكرة الحفاظ 996/3 «علي بن أحمد بن علان المصري» و في مطبوعة ابن عساكر 374/7 «مكي بن عبدان».
2- ضبطت عن الأنساب، و انظر تذكرة الحفاظ 996/3.
3- في المطبوعة: البزار.
4- الحديث في موطأ مالك في كتاب الأقضية - القضاء في المرفق حديث رقم 1427 برواية: عن أبي هريرة أن رسول اللّه قال: لا يمنع أحدكم جاره خشبة يغرزها في جداره» ثم يقول أبو هريرة: ما لي أراكم عنها معرضين، و اللّه لأرمين بها بين أكتافكم.
5- ضبطت عن تبصير المنتبه 789/2 و فيه: شمة: بالكسر و قيل بالفتح و الميم مفتوحة و ذكره.

داود بن وردان؛ قالوا: أنا محمّد بن رمح، أنا الليث بن سعد، عن مالك، عن ابن شهاب، عن عبد الرّحمن بن هرمز الأعرج، عن أبي هريرة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:

«من سأله جاره أن يغرز خشبة في جداره فلا يمنعه»[1341].

قال الليث: هذا أوّل ما لمالك عندي و آخره.

أخبرنا أبو العباس أحمد بن أبي القاسم الحسن بن أحمد بن محمّد - في كتابه - و أخبرني أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد المروزي - بمرو - عنه، نا أبو نعيم الحافظ - إملاء - نا أبو العباس أحمد بن محمّد بن عيسى بن الجرّاح المصري الرّبعي، نا محمّد بن بدر بن النفّاح الباهلي - بمصر - نا أحمد بن إبراهيم بن كثير الدورقي، نا يحيى بن يعلى المحاربي، نا أبي، عن غيلان بن جامع، عن ابن أبي ليلى، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: أن محرما و قصت (1) به ناقته، فأمرهم النبي صلى اللّه عليه و سلم أن يغسّلوه و يكفّنوه في ثوبيه و لا يغطّوا رأسه، فإنه يبعث يوم القيامة ملبّيا[1342].

قال أبو نعيم: غريب من حديث ابن أبي ليلى عن عمرو، لا أعلم رواه إلاّ يحيى، عن أبيه، عن غيلان.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو عثمان البحيري (2)،أنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن عيسى المصري الحافظ - من حفظه - نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا يحيى بن عبد الحميد الحمّاني (3)،نا الفضل بن أبي الصهباء، عن بكير بن عتيق، عن سالم بن عبد اللّه، عن أبيه، عن عمر أن النبيّ صلى اللّه عليه و سلم قال:

«من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السّائلين»[1343].

قرأت على أبي القاسم الشّحّامي، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: أحمد بن محمّد بن عيسى بن الجرّاح الحافظ ، أبو العباس بن النحاس المصري كتب في بلده، و بالحجاز، و الشام، و العراقين، و خوزستان، و أصبهان، و الجبال. ثم

ص: 436


1- الوقص: كسر العنق.
2- بالأصل «النجيرمي» و المثبت عن الأنساب «البحيري».
3- بالأصل «الحساني» و الصواب ما أثبت، انظر سير أعلام النبلاء 526/10(170) و ضبطت اللفظة عن تبصير المنتبه 349/1.

ورد على أبي نعيم جرجان سنة تسع عشرة و ثلاثمائة، و انحدر منها إلى جوين (1)،و كتب عن أبي عمران، و أدرك الشرقيين بنيسابور، و مكي بن عبدان و أقرانهم، و خرج إلى سرخس و كتب عن أبي العباس (2) أوّل سماعه في بلده سنة خمس و ثلاثمائة، كما حدثني عن علاّن و أقرانه، و أقام على عبد الرّحمن بن أبي حاتم مدة، و كانت سماعاته منه كثيرة، إلاّ أن سماعاته بالعراق و الحجاز و الشام ذهبت عن آخرها. و حدّث عندنا سنين - إملاء و قراءة - و استوطن نيسابور سنة إحدى و عشرين، إلى يوم السبت سلخ ذي القعدة من سنة ست و سبعين و ثلاثمائة، و أخبرني أنه ابن خمس و ثمانين سنة.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال:

سمعت الصفّار - يعني: محمّد بن عبد اللّه الأصبهاني - يدعو في مسجده، و هو رافع باطن كفيه إلى السّماء، و هو يقول: يا رب إنّك تعلم أن أبا العبّاس المصري ظلمني، و خانني و حبس عني أكثر من خمسمائة جزء من أصولي، اللهمّ فلا تنفعه بتلك و بسائر ما جمعه من الحديث، و لا تبارك له فيه. و كان أبو عبد اللّه مجاب الدعوة، و كان السبب في موجدته على أبي العباس المصري ورّاقه أنه قال له: اذهب إلى أبي العباس الأصمّ ، و قل له: قد حضرت معك و مع أبيك قراءة كتاب الجامع للثوري - مجلس أسيد (3) بن عاصم - و قد ذهب كتابي - فإن كان لي في كتابك سماع بخطّي فأخرجه إليّ حتى أنسخه، فذهب فقال أبو العباس: السمع و الطّاعة، و أخرج الكتاب في أربعة أجزاء بخطّ يعقوب، و سماع أبي عبد اللّه فيه بخطه، فدفعه إلى أبي العباس فأخذه و وضعه في بيته، ثم جاء إلى أبي عبد اللّه فقال: إن الأصمّ رجل طمّاع، قد أخرج سماعك بخطك في كتابه، و لم يدفعه إليّ قال: لم ؟ قال: يقول إني لا أدفع هذا السماع إليه حتى يحمل إليّ خمسة دنانير، و كان أبو عبد اللّه قد تراجع أمره و نقصت تجارته فبلغني أنه باع شيئا من منزله فدفع إلى العباس خمسة دنانير، فأخذها و حمل الكتاب إليه، ثم أنهما جميعا دعيا على أبي العباس، فاستجيبت دعوتهما فيه. ثم بعد ذلك كان أبو عبد اللّه يجامل أبا

ص: 437


1- اسم كورة على طريق القوافل من بسطام إلى نيسابور (معجم البلدان).
2- يعني الدغولي.
3- بالأصل «أسد» و الصواب ما أثبت انظر سير أعلام النبلاء 378/12 و الاكمال لابن ماكولا 56/1.

العباس و يجهد في استرجاع كتبه منه فلم يقدر عليه، و كاد (1) أبو العباس يفوّتنا حديث أبي (2) عبد اللّه الصّفار فذهبت أنا إلى أبي محمّد عبد اللّه بن حامد الفقيه، فقلت له: إن هذا الرجل قد فوّتنا هذا الشيخ، و هو يجامله بسبب كتبه عنده، و نحن نعلم أنه لا يفرج قط عن جزء من أصوله، و إن قتل. فإن الشيخ أبا بكر بن إسحاق حبسه و لم يقدر على استرجاع الكتب. فلو نصبت أبا بكر الساوي الورّاق مكانه ليسمع الناس ما بقي عنده من الكتب، و كان أبو عبد اللّه الصّفار يحمل أبا محمّد بن حامد محمل الولد، و كان أبو محمّد يخاطبه بالعم، فقصده و نصحه فقبل نصيحته، و نصبت أبا بكر الساوي مكانه، و عقد أبو بكر في الأسبوع بضعة عشر مجلسا بالغدوات و بعد الظهر و العشاء، و انتفع الناس بما بقي عند أبي عبد اللّه، و كان لا يقعد و لا يقوم إلاّ و يبكي و يدعو على أبي العباس، فإن عيون كتبه كانت عنده، و لم يقرأ قطّ حديثا واحدا من كتب الناس.

و إنما قصصت هذه القصة ليعتبر المستفيد به و لا يتهاون بالشيوخ، فإن محل أبي العباس المصري من هذه الصنعة كان أجلّ محلّ ، و ذهب علمه و ساءت عاقبته بدعاء ذلك الشيخ الصّالح عليه.

قرأت على أبي الفضل عبد الواحد بن إبراهيم بن قرّة، عن أبي الحسين بن عبد الجبّار بن الطّيّوري، أنا أبو مسلم عمر بن علي بن أحمد بن مسلم بن الليث الليثي البخاري قال: سمعت أبا الحسن علي بن أبي بكر الحافظ الجرجاني يقول: سمعت مسعود بن علي السجزي قال: سمعت الحاكم أبا عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الحافظ يقول: أبو العباس المصري أحمد بن محمّد بن عيسى، حافظ قديم الرحلة كثير الطلب.

و لما احتيج إليه و قد ضاعت سماعاته القديمة، حدّث من حفظه بأحاديث ذكر أنه يعرفها، و غير مستبدع لمثله أن يحفظ سؤالات الشيوخ، فأمّا مذاكرته فإنه كان يتحرّى في أكثرها الصّدق، و اطّلعنا على كتبه بعد وفاته فما رأينا إلاّ الخير، و اللّه أعلم.

203 - أحمد بن محمّد بن الفأفاء

أبو نصر الموصلي (3)

قدم دمشق سنة اثنتي عشرة و خمسمائة، و حدّث عن أبي الفتح نصر بن محمّد بن

ص: 438


1- بالأصل «و كان».
2- بالأصل «أبو».
3- سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور.

أحمد بن صفوان الذهلي الموصلي.

سمع منه: أبو محمّد عبد الكريم بن الحصني، و أبو القاسم وهب بن سليمان الفقيه، و أبو منصور بن الموصلي، و أبو محمّد بن أبي الفرج المؤدب. و لم أسمع منه شيئا و لم أره.

204 - أحمد بن محمّد بن الفتح - و يقال ابن أبي الفتح - بن خاقان

أبو العباس بن النّجّاد العابد

إمام جامع دمشق، أحد الصّالحين المعروفين.

سمع: أبا علي محمّد بن سليمان أخا خيثمة، و أبا القاسم علي بن الحسين بن السفر، و قرأ القرآن على أبي عبد اللّه هارون بن موسى بن شريك الأخفش.

حكى عنه أبو علي أحمد بن عمر بن البلالي إمام جامع دمشق. و قرأ عليه القرآن أبو بكر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن الجبني (1)،و أبو الحسين عبد القاهر بن عبد العزيز بن إبراهيم الأزدي الصائغ.

قرأت بخطّ أبي الحسن علي بن محمّد بن إبراهيم الحنّائي، أنا أبو علي أحمد بن محمّد بن البلالي إمام جامع دمشق قال: سمع ناس بأبي العباس أحمد بن محمد بن النجاد - رحمه اللّه - و فضله و ما خصّه اللّه به من العلم و الورع، فسافروا من بلد بعيد إليه بنية الزيارة له، فلما وصلوا إلى باب داره سمعوا أنين الشيخ من وراء الباب لوجع كان به ظاهر، أنكروا عليه أنينه لفضله. فلما دخلوا عليه ابتدأهم فقال: إنّ آه اسم من أسماء اللّه يستروح إليه الأعلاّء فزاد في أنفسهم أضعاف ما كان عندهم.

قال لنا أبو محمّد بن الأكفاني: و في يوم الأحد لإحدى و عشرين ليلة خلت من شعبان من سنة ستين و ثلاثمائة توفي العبد الصّالح أبو العباس بن النجاد، و هو أحمد بن محمّد بن الفتح. قرأ على أبي عبد اللّه هارون بن موسى الأخفش، و صلّى عليه بعد العصر في الجامع و المصلّى، و قبر عند قبر أبي العباس بن السكري في باب الصغير.

ص: 439


1- ضبطت عن تبصير المنتبه 299/1 و فيه: محمد بن أحمد الجبني إمام مسجد سوق الجبن، قرأ على ابن الأخرم الدمشقي، و عنه الأهوازي.
205 - أحمد بن محمّد بن فراش

205 - أحمد بن محمّد بن فراش (1) بن الهيثم

أبو عبد اللّه الخطيب الفواشي (2) ابن أخت سليمان بن حرب البصري

سمع بدمشق بشر بن عبد الوهّاب بن بشر الأموي.

روى عنه: علي بن داهر الورّاق، و أبو القاسم عبد الرّحمن بن الحسن بن أحمد بن محمّد بن عبيد القاضي، و أبو الحسن علي بن أحمد المقرئ القزويني، و أبو بكر محمّد بن إسحاق بن إبراهيم الأهوازي، و أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي، و أحمد بن عمران بن موسى الأشناني.

حدّثنا أبو بكر محمّد بن الباقي الأنصاري - لفظا: في يوم أضحى بين الصّلاة و الخطبة - نا القاضي أبو الطيّب طاهر بن عبد اللّه الطبري - من لفظه: في يوم عيد فطر أو أضحى بين الصّلاة و الخطبة - نا أبو أحمد محمّد بن أحمد بن الغطريف بجرجان - في يوم فطر أو أضحى بين الصّلاة و الخطبة - نا علي بن داهر الوراق - في يوم الأضحى بين الصّلاة و الخطبة - حدثني أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد ابن أخت سليمان بن حرب - في يوم عيد فطر أو أضحى بين الصّلاة و الخطبة - نا بشر بن عبد الوهاب الأموي - في يوم عيد فطر أو أضحى بين الصّلاة و الخطبة - نا وكيع بن الجرّاح - في يوم عيد فطر أو أضحى بين الصّلاة و الخطبة (3)-نا ابن جريج - في يوم عيد فطر أو أضحى بين الصّلاة و الخطبة - نا عطاء بن أبي رباح - في يوم عيد فطر أو أضحى بين الصّلاة و الخطبة - نا ابن عباس - في يوم عيد فطر أو أضحى [بين الصلاة و الخطبة - قال: شهدت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في يوم عيد فطر أو أضحى.] (4) فلما فرغ من الصّلاة قال:

«يا أيّها الناس قد أصبتم خيرا، فمن أحبّ أن ينصرف فلينصرف، و من أحبّ أن يقيم حتى يشهد الخطبة فليقم»[1344].

و أنبأنا أبو الحسن (5) علي بن محمّد بن علي بن العلاّف.

ص: 440


1- في المختصر:«فراس» و سيأتي فراس بالسين المهملة أثناء الترجمة.
2- في المختصر: الفراسي.
3- بعدها في مطبوعة ابن عساكر 379/7: نا سفيان الثوري في يوم عيد فطر أو أضحى بين الصلاة و الخطبة.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن مختصر ابن منظور 281/3.
5- بالأصل:«أبو الحسن بن البنا علي بن محمد» و الصواب ما أثبت، انظر سير أعلام النبلاء 242/19 ترجمة أبي الحسن البغدادي، ابن العلاف علي بن محمد بن علي بن محمد بن علي بن محمد.

ثمّ أخبرني أبو الفخر أسعد بن عبد الواحد عنه.

و حدّثني أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن بن البنا - في عيد الفطر بين الصّلاة و الخطبة - حدّثني أبي أبو علي في يوم عيد الفطر بين الصّلاة و الخطبة، قالا: أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر الحمامي، قال ابن العلاّف: في يوم عيد أضحى.

و قال ابن البنّا: في يوم عيد فطر و أضحى بين الصّلاة و الخطبة - ثنا أبو محمّد جعفر بن محمّد بن أحمد الواسطي المؤذن - في يوم فطر و أضحى بين الصّلاة و الخطبة - حدّثني أبو الحسن علي بن أحمد المقرئ القزويني، و قال ابن العلاّف: ابن القرشي الهروي - يوم عيد فطر و أضحى بين الصّلاة و الخطبة - نا أبو عبد اللّه (1) أحمد بن محمّد بن فراس بن الهيثم الخطيب - في يوم عيد فطر و أضحى بين الصّلاة و الخطبة - نا بشر بن عبد الوهّاب الأموي مولى بشر بن مروان - بدمشق في يوم عيد فطر و أضحى بين الصّلاة و الخطبة - فذكر بإسناده نحوه.

206 - أحمد بن محمّد بن فضالة

دمشقي شاعر، ذكره المرزباني في «معجم الشعراء» (2) و قال: ما قرأت على أبي منصور بن خيرون، عن أبي محمّد الجوهري، و أبي جعفر بن المسلمة، عن أبي عبيد اللّه محمّد بن موسى بن عمران المرزباني قال: أحمد بن محمّد بن فضالة الشامي، رشيدي (3) يقول في عمرو بن حويّ السكسكي:

قد علمت سكسك في حربها *** بأنه يضرب بالسّيف

و يطعن القرن غداة الوغى *** و يحضر الجفنة للضّيف

و يملأ الأعساس (4) من قارص (5) *** علّ بماء المزن في الصّيف

ص: 441


1- بالأصل «أبو عبيد اللّه» و الصواب ما أثبت، فهو صاحب الترجمة.
2- لم ترد ترجمة له في معجم الشعراء المطبوع للمرزباني.
3- نسبة إلى هارون الرشيد، يريد أنه كان يعيش على أيام هارون الرشيد (انظر مطبوعة ابن عساكر 380/7 حاشية رقم 6).
4- الأعساس جمع عس و هو القدح الضخم.
5- بالأصل «قارض» و المثبت عن مختصر ابن منظور، و القارص: الحامض من اللبن.

و يؤمن الخائف حتى يرى *** كأنه من ساكني الخيف

عنيت عمرو بن حويّ و لم *** أبغ سوى القصد بلا حيف

207 - أحمد بن محمّد بن فضالة بن غيلان بن الحسين

أبو علي الهمذاني (1) الحاسدي (2) الحمصي الصّفار

المعروف بالسّوسي

قدم دمشق و سمع بها: من أبي زرعة الدمشقي، و أبي هشام إسماعيل بن عبد الرحمن الكناني، و يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد، و أحمد بن المعلّى الأسدي، ثم قدمها بعد ذلك و حدّث بها و بمصر: عن بحر بن نصر الخولاني، و أبي عبد اللّه أحمد بن عبد المؤمن المروزي. نزيل مصر، و عمّ أبيه عيسى بن غيلان السوسي، و أبي شرحبيل عيسى بن خالد بن نافع بن أخي أبي اليمان، و أبي سعيد مالك بن سيف التجيبي، و عمران بن بكّار بن راشد البرّاد، و الرّبيع بن سليمان المرادي، و أبي محمّد سليمان بن شعيب الكيساني، و أبي غسان مالك بن يحيى، و أبي عبد اللّه محمّد بن أحمد بن عصمة الأطروش الرّملي، و فهد بن سليمان، و صالح بن حكيم البصري، و علي بن عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة علاّن، و إبراهيم بن مرزوق، و بكّار بن قتيبة، و أبي بكر أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم، و محمّد بن عوف، و جعفر بن محمّد القلانسي، و هنبل بن محمّد بن يحيى بن السليحي الحمصي.

روى عنه: أبو بكر بن أبي الحديد، و تمام بن محمّد الرازي، و أبو الفتح شجاع بن الفتح بن محمّد بن أحمد العسكري.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني، أخبرني أبو محمّد الحسن بن علي اللبّاد (3).

ح و أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد.

قالا: أنا تمام بن محمّد، أنا أبو علي أحمد بن محمّد بن فضالة بن غيلان بن

ص: 442


1- كذا بالأصل و المختصر، و في م و سير أعلام النبلاء 404/15 الهمداني.
2- كذا بالأصل و م و المختصر و في مطبوعة ابن عساكر 381/7 الحاشدي.
3- بالأصل:«البلاد» و الصواب ما أثبت عن م، و انظر الأنساب، و هذه النسبة إلى بيع اللبود و عملها.

الحسين الحمصي الصّفار - زاد الكتاني: قراءة عليه بدمشق - في رجب سنة ثمان و ثلاثين مجتازا إلى مصر - ثم اتفقا، نا بحر بن نصر بن سابق الخولاني، نا خالد بن عبد الرّحمن، نا مالك بن مغول، عن محمّد بن سوقة، عن نافع، عن ابن عمر قال: إن كنّا لنعدّ لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في المجلس أكثر من مائة مرة أن يقول:«أستغفر اللّه و أتوب إليه»[1345].

كتب إليّ أبو بكر زكريا يحيى بن منده، و حدّثني أبو مسعود عبد الجليل بن محمّد الحافظ ، و أبو بكر محمّد بن أبي نصر اللفتواني عنه، أنا عمي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: أحمد بن محمّد بن فضالة بن غيلان بن الحسين الهمذاني (1) حمصي يعرف بالسوسي. قدم مصر في ذي الحجة سنة ثمان و ثلاثين و ثلاثمائة. و نزل العسكر عند الصاغة بمصر. حدّث عن عم أبيه عيسى بن غيلان، و حدّث عن عمران بن بكّار البرّاد، و محمّد بن عوف بن سفيان، و غيرهم.

و توفي بمصر في شهر رمضان سنة تسع و ثلاثين و ثلاثمائة. و كان ثقة، و كانت كتبه جيادا.

208 - أحمد بن محمّد بن الفضل بن سعيد بن موسى

أبو الحسن السجستاني

نزل دمشق و حدّث بها: عن محمّد بن عبد اللّه بن أبي عبد الرّحمن بن المقرئ، و علي بن خشرم (2)،و عبد اللّه بن عبد الرّحمن الدّارمي، و نصر بن علي الجهضمي، و محمّد بن المثنى العنزي (3)،و عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن بن المسور الزهري، و محمّد بن الفضل أبي سليمان البلخي، و عديّ بن سلام، و محمّد بن إسماعيل البخاري.

روى عنه أبو بكر بن المقرئ، و جمح بن القاسم، و أبو زرعة، و أبو بكر ابنا عبد اللّه بن أبي دجانة، و محمّد بن سليمان الرّبعي، و أبو سليمان بن زبر، و أبو حاتم بن

ص: 443


1- في سير أعلام النبلاء: الهمداني.
2- ضبطت عن تبصير المنتبه 530/2.
3- ضبطت عن التبصير بفتحتين 1027/3.

حبّان، و الحاكم أبو أحمد، و أبو القاسم عبد اللّه بن إبراهيم الآبندوني (1) الجرجاني، و أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن صالح الأبهري.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو محمّد السيّدي، و أبو القاسم الشّحّامي، قالوا: أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا الحاكم أبو أحمد محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الفضل السجستاني بدمشق، نا علي - يعني ابن خشرم - أنا عيسى بن يونس، عن شعبة، عن أبي جعفر قال: سمعت مسلما أبا المثنى يقول:

سمعت ابن عمر يقول: كان الأذان على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مثنى مثنى، و الإقامة واحدة واحدة، غير أنه إذا قال: قد قامت الصّلاة ثنّى بها. فإذا سمعناها توضّأنا و خرجنا إلى الصّلاة.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي محمد (2) عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال: أبو الحسن السجستاني أحمد بن محمّد بن الفضل، في جمادى الأولى. يعني: من سنة أربع عشرة و ثلاثمائة، مات.

209 - أحمد بن محمّد بن القاسم

أبو العبّاس الحرمي (3) إمام المسجد الحرام

سمع بدمشق: أبا بكر محمّد بن سليمان بن يوسف بن يعقوب الربعي، و أبا القاسم الفضل بن جعفر المؤذن، و أبا الحسن علي بن أحمد الحضرمي البتلهي (4)، و بغيرها: أبا الحسن علي بن يوسف بن عبد اللّه البارودي (5)،و أبا الطّيّب العباس بن محمّد الشافعي، و أبا حفص عمر بن عبد اللّه بن الحسين الأصبهاني.

روى عنه: أبو الحسن علي بن محمّد الحنّائي، و أبو علي الأهوازي.

ص: 444


1- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى آبندون قرية من قرى جرجان.
2- بالأصل «عن أبيه» و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند سابق مماثل.
3- في مختصر ابن منظور 282/3 الجرمي و في م: الحزمي.
4- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى بيت لهيا، قرية من أعمال دمشق بالغوطة.
5- كذا بالأصل و في م، و مطبوعة ابن عساكر 383/7 الباوردي.

أنبأنا أبو طاهر محمّد بن الحسين بن محمّد بن إبراهيم الحنّائي، و حدّثنا أبو البركات الخضر بن شبل الفقيه عنه، أنا أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم المقرئ - سنة اثنتين [و أربعين] (1) و أربعمائة - نا أبو العباس (2) أحمد بن محمّد بن قاسم الحرمي إمام المسجد الحرام بمكة، أنا أبو القاسم الفضل بن جعفر بن محمّد التميمي.

ح و أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن سلوان، أنا الفضل بن جعفر، نا أبو بكر عبد الرّحمن بن القاسم بن فرج الهاشمي، نا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر، نا عيسى بن يونس، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن جرير بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«من لا يرحم لا يرحمه اللّه». و في حديث ابن سلوان: من لا يرحم الناس لا يرحمه اللّه[1346].

210 - أحمد بن محمّد بن القاسم بن مرزوق

أبو الحسن المعدّل الأنماطي المقرئ

سمع بدمشق: أبا علي الحسين بن إبراهيم بن جابر الفرائضي، و عبد اللّه بن محمّد بن أيّوب الحافظ ، و أبا بكر أحمد بن عبد الوهّاب بن محمّد الصابوني اللّهبي، و أحمد بن علي الواصلي الحلبي، و علي بن الحسن بن علاّن الحرّاني، و محمّد بن سليمان بن يوسف البندار، و أبا القاسم الفضل بن جعفر المؤذّن، و بمصر: أبا بكر محمّد بن أحمد بن خروف، و أبا الحسن بن حيّوية، و علي بن الحسين بن بندار، و أبا طاهر محمّد بن أحمد بن طاهر بن عبد اللّه الذهلي، و الحسن بن رشيق، و حمزة الكناني، و أبا عيسى عبد الرّحمن بن عبد اللّه الخولاني، و أحمد بن عبيد بن أحمد الصّفّار الحمصي، و ثوابة بن أحمد بن عيسى الموصلي.

روى عنه أبو علي الأهوازي، و أبو الحسن الحنّائي، و مشرّف بن علي بن الخضر بن التمار أبو الطاهر، و أبو نصر عبيد اللّه بن سعيد بن حاتم السجستاني، و أبو الحسن علي بن بقاء الورّاق، و أبو الفضل زهير بن إسماعيل بن أحمد بن محمّد بن

ص: 445


1- زيادة اقتضاها السياق، انظر مطبوعة ابن عساكر 383/7.
2- بالأصل:«أبو العباس بن أحمد» و الصواب ما أثبت و هو صاحب الترجمة.

سبتكين (1)،و أبو القاسم عبد الرّحمن بن علي بن محمّد الطرابلسي، و أبو إسحاق الحافظ الحبّال (2).

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، أنا إبراهيم بن سعيد بن عبد اللّه الحبّال بمصر، أنا أبو الحسن أحمد بن مرزوق، و مسلّم بن الحسين بن علي الحبّال - قراءة عليه - قالا: أنا أبو الحسن محمّد بن عبد اللّه بن زكريا النيسابوري، أنا أحمد بن شعيب، أنا عمّار بن الحسن، نا عبد اللّه بن سعد السعدي، عن إبراهيم - و هو ابن ميمون الصائغ - عن حمّاد - و هو ابن أبي سليمان - نا أبو حنيفة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن الزبير بن العوام، قال: كنا نحمل لحم الصّيد صفيفا (3)،و كنا نتزوّده و نحن محرمون مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

قرأت بخط أبي علي الأهوازي، نا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن مرزوق - بمصر - نا أبو القاسم الفضل بن جعفر المؤذن - بدمشق - بحديث ذكره.

أنبأنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنا أبو محمّد جعفر بن أحمد بن الحسين السّرّاج القارئ البغدادي، أنا أبو علي الحسن بن محمّد بن عيسى القيسي، نا أحمد بن محمّد بن مرزوق، أنا إبراهيم بن علي البغدادي الكاتب أبو الفتح، نا محمّد بن يحيى، نا أبو العيناء، نا الأصمعي، قال: كان رجل من بني تميم يقال له حنظلة، و كان له ابن يقال له مرّة، و كان يكثر الخلاف عليه فكان أبوه ربما قاتله، فقال له ذات يوم: إنك لمرّ (4) فقال لأبيه: أعجبتني حلاوتك يا حنظلة، قال: اسكت فأنت و اللّه خبيث كاسمك، قال أخبث مني و اللّه من أسماني، قال: فو اللّه يا بني لقد تشاءمت بك يوم ولدت قال: ما ورثته عن كلالة قال: ما أظنك من الناس، قال: من أشبه أباه فما ظلم

ص: 446


1- كذا بالأصل و في المطبوعة: مسكين. و في م: سكين.
2- بالأصل «الجمال» و الصواب ما أثبت عن تذكرة الحفاظ 1191/4 و اسمه: إبراهيم بن سعيد بن عبد اللّه النعماني، أبو إسحاق، و سيأتي.
3- بالأصل و المختصر:«صفيقا» و الصواب ما أثبت، جاء في النهاية: و في حديث الزبير:«كان يتزود صفيف الوحش و هو محرم» أي قديدها، يقال: صففت اللحم أصفه صفّا، إذا تركته في الشمس حتى يجفّ .
4- بالأصل «تمر» و المثبت عن المختصر 283/3.

أمّه (1)،و الشوك لا يجتنى منه العنب (2)،قال: لا بل أشبهت أمّك عليها لعنة اللّه قال:

و اللّه ما كانت بأردإ من زوجها قال: ما أحوجك إلى أدب جيد، قال: أحوج مني إليه من أدّبني، قال: لقد كنت حريصا على صلاحك دهري، قال: فو اللّه يا أبة ما أتيت من عجز، و لكن اللّه سبحانه أعطاك على قدر نيّتك، قال: لقد ساءت حالك منذ تركت الدعاء لك و أقبلت على الدعاء عليك، قال: مادح نفسه (3) يقرئك السّلام، قال: دعني من هذا، فو اللّه لاستقبلن من أمرك ما كنت له مضيعا قال: إذا و اللّه لا يترد (4) في بيتك إلاّ الريح قال: و اللّه ما جرأك على هذا أحد غيري، قال: فلم إذا نفسك و لا تلمني، قال: ويحك ما تستحي مني ؟ قال: ما أحسن الحياء في مواضعه (5)،قال: و اللّه لقد اجتمعت فيك خلال رديئة، قال: فضل رداءتك يا أبة، قال: أبوك الشيطان الرجيم، قال: قل لنفسك ما شئت، قال: لقد دفنت أخاك ساعة ولدت قال: أعجبني كثرة أعمامي يا مبارك، قال:

و اللّه إنك لمغيظي بجوابك، قال: من تكلم أجيب و من سكت سلم قال: ويلك قمّ عنّي، قال: إن أعفيتني عن معاتبتك قمت: قال: ما يزداد كلامك إلاّ غلظا، قال: و اللّه ما يقصر عن الجواب إلاّ أحمق، قال: اخسأ ويلك يا كلب، قال: الكلب لا يلده إلاّ كلب، قال:

ليس شيء أحسن من السكوت عنك، قال: إذا لا يدعك كثرة فضولك، قال: قم فو اللّه ما أراك تصلح أبدا، قال: فقام و هو يقول: و كيف يصلح من أنت أبوه ؟ قرأت على أبي الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبي الفضل محمد بن ناصر بن علي الحافظ قلت لهما: أجاز لكم إبراهيم بن سعيد الحبال: سنة ثمان عشرة و أربعمائة - يعني - مات أبو الحسن أحمد بن محمّد بن مرزوق ليلة الجمعة، السابع من ذي القعدة؛ حضرت جنازته.

ص: 447


1- اللفظة سقطت من المختصر، و المثل في مجمع الميداني 300/2 و انظر حاشية المختصر فيها ثبت بمصادر تخريجه.
2- المثل في مجمع الأمثال 53/1 برواية: إنك لا تجني من الشوك العنب. و انظر مصادر تخريجه في مختصر ابن منظور 283/3.
3- عن المختصر و بالأصل «نفسك».
4- كذا، و في المختصر:«لا يبرد» و في المطبوعة: لا يترك.
5- بالأصل «تواضعه» و المثبت عن المختصر.
211 - أحمد بن محمّد بن كيسان

211 - أحمد بن محمّد بن كيسان (1)

[كان] بأطرابلس، و استجازه أبو علي الأهوازي المقرئ سنة ثلاث و تسعين و ثلاثمائة.

212 - أحمد بن محمّد بن محمّد بن عبد الرحمن

212 - أحمد بن محمّد بن محمّد بن عبد الرحمن (2)

أبو الحسن المزني

روى عن أبي القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب: فوائد أبي زرعة، و عن أبي الطيّب أحمد بن إبراهيم بن عبادل.

و سمع منه: ابنه أبو علي عبد الرحمن بن أحمد بن محمّد، و وجدت سماع ابنه منه بخطه على نسخة كانت له بخط ابن أبي العقب، سنة سبعين و ثلاثمائة، و سمع [منه] (3) علي بن الحسن الرّبعي أيضا.

قرأت بخط عبد المنعم بن علي بن النحوي: مات أحمد بن عوف، في يوم الأحد لسبع و عشرين ليلة خلت من جمادى الآخرة سنة ثمان و ثمانين و ثلاثمائة.

213 - أحمد بن محمّد بن محمّد بن عبد اللّه بن إسماعيل

أبو حامد النيسابوري الحيري (4) الكرابيسي، القاضي المحتسب

قدم دمشق حاجا و حدّث بها عن أبي عمرو محمّد بن جعفر بن مطر النيسابوري، و أبي إسحاق إبراهيم بن محمّد بن رجاء، و أبي العباس عيسى بن محمّد بن عيسى المروزي، و أبي القاسم عبد اللّه بن أحمد النسوي، و إسماعيل بن نجيد بن إسماعيل المحتسب، و أبي الحسن محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم بن عبدة السليطي.

روى عنه: عبد العزيز الكتّاني، و علي بن محمّد الحنّائي، و علي بن محمّد بن شجاع.

ص: 448


1- سقطت ترجمته من المختصر.
2- بعدها في المطبوعة:«بن عوف» و سقطت الترجمة من المختصر.
3- سقطت من الأصل، و كتبت فوق السطر بخط مغاير و صغير.
4- بالأصل و المختصر - هنا - وردت الخيري، و سترد أثناء الترجمة: الحيري، و هذه النسبة إلى حيرة: بخراسان بنيسابور (الأنساب).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا الحاكم أبو حامد (1) أحمد بن محمّد بن محمّد بن عبد اللّه بن إسماعيل المحتسب النيسابوري - قدم علينا في حاج خراسان - نا أبو عمرو بن مطر، نا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي - إملاء - نا أحمد بن الفرات، عن عبيد اللّه بن موسى، نا داود عن الشعبي، عن جرير بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلاّ اللّه، و إقام الصّلاة، و إيتاء الزكاة، و حجّ البيت، و صوم رمضان»[1347].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن محمّد بن إسماعيل الحيري النيسابوري الحاكم المحتسب - قدم علينا، قراءة عليه - نا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن رجاء، نا محمّد بن إسحاق بن خزيمة، و جعفر بن أحمد بن نصر الحافظ ، نا علي بن حجر، نا شريك، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن أبي موسى قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«لا نكاح إلاّ بوليّ »[1348].

وقع لي هذا الحديث عاليا من وجوه فمنها: من طريق ابن خزيمة، و جعفر بن أحمد:

أخبرناه أبو المظفّر بن القشيري، و أبو الحسن الشّحّامي قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي، نا أبو عمرو محمّد بن أحمد بن حمدان، نا أبو بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة - زاد أبو المظفّر: و الحسن بن سفيان، و جعفر بن أحمد بن نصر الحافظ ، و غيرهم قالوا:- قال زاهر، نا علي بن حجر بن إياس السّعدي، نا شريك، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة - قال أبو المظفّر: ابن (2) أبي موسى، عن أبيه أبي موسى - و قال زاهر: عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«لا نكاح إلاّ بوليّ »[1349].

ص: 449


1- بالأصل «أحمد» و الصواب ما أثبت فهو صاحب الترجمة.
2- بالأصل «عن» خطأ، و الصواب ما أثبت.
214 - أحمد بن محمّد بن محمّد بن حمد

أبو سهل السجستاني المفسّر

سمع خيثمة بن سليمان.

روى عنه: جعفر بن الفضل بن جعفر الشيرازي (1).

215 - أحمد بن محمّد بن المبارك بن الحسن

أبو بكر الشيرازي، الكاتب الشافعي نزيل مصر

سمع بدمشق: أبا نصر عبد الوهّاب بن عبد اللّه بن عمر بن الجبّان المرّي.

كتب عنه: الحسن بن عبد الرّحمن بن إسحاق القضاعي (2).

216 - أحمد بن محمّد بن متّويه

216 - أحمد بن محمّد بن متّويه (3)

أبو جعفر المرورّوذي المعروف بكاكوا (4)

سمع أبا القاسم بن الطبيز (5) بدمشق، و أبا مسعود صالح بن أحمد بن القاسم الميانجي، و أبا محمّد الحسن بن محمّد بن أحمد بن جميع بصيدا، و أبا الحسين بن الترجمان بالرّملة، و أبا عبد اللّه محمد بن الفضل بن نظيف، و أبا عبد اللّه محمّد بن الحسن بن عمر الصيرفي، و أبا محمّد عبد اللّه بن أحمد بن محمّد الحرّاني، و أبا علي الحسين بن ميمون بن حسنون بمصر، و عبد اللّه بن يوسف بن عبد اللّه بن نصر البغدادي بتنّيس، و أبا عبد اللّه الحسين بن أحمد بن سلمة المالكي بآمد، و أبا القاسم هبة اللّه بن عثمان بن داود الجزري، و أبا الطّيّب سلامة بن إسحاق بن محمّد بميّارفارقين.

ص: 450


1- سقطت ترجمته من المختصر.
2- سقطت ترجمته من المختصر.
3- ضبطت عن التبصير 1250/4 و الإكمال 240/2 و الأنساب (كاكويي).
4- كذا بالأصل و المختصر، و في الأنساب: كاكويه و هي بلسان أهل بلخ الأخ عرف بهذا أحمد بن متّويه، كانوا يقولون له كاكو أحمد.
5- ضبطت بالنص في تبصير المنتبه 864/3 و فيه: أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد العزيز بن الطبيز الدمشقي مات في حدود سنة 430 ه و هو أكبر شيخ لقيه الفقيه نصر المقدسي.

روى عنه: أبو محمّد الحسن بن مسعود البغوي المعروف بالفرّاء، و حدّثنا عنه أبو القاسم و أبو بكر الشّحّاميّان.

أخبرنا أبو القاسم زاهر و أبو بكر وجيه ابنا طاهر بن محمّد، قالا: أنا الشيخ الزاهد أبو جعفر أحمد (1) بن محمّد بن متّويه (2) المرورّودي المعروف بكاكا - قراءة عليه بنيسابور في شعبان سنة أربع و ستين و أربعمائة - أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن عبد العزيز بن أحمد السّرّاج الحلبي بدمشق، أنا محمّد بن عيسى بن إسحاق التميمي بحلب، نا محمّد بن غالب بن حرب، نا عبد اللّه بن هارون، نا أبي، نا محمّد بن إسحاق، حدثني حميد الطويل، عن الحسن، عن سمرة بن جندب، قال: ما قام فينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مقاما إلاّ أمرنا بالصّدقة و نهانا عن المثلة.

217 - أحمد بن محمّد بن مخلد

أبو حامد الهروي

قدم دمشق سنة سبع و خمسين و مائتين، و حدّث بها عن: أبي الوليد هشام بن عبد الملك، و محمّد بن سنان العوفي، و أبي مسلم عبد الرّحمن بن يونس المستملي، و عمر (3) بن عمران بن أبي ليلى.

روى عنه: إبراهيم بن مروان، و محمّد بن جعفر بن محمّد بن ملاّس، و محمّد بن أحمد بن الوليد القسطي.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد الدائم بن الحسن القطان، عن عبد الوهّاب الكلابي، نا إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عبد الملك بن مروان، نا أبو حامد أحمد بن محمّد بن مخلد الهروي - بدمشق قدم علينا أبيض الرأس و اللحية - نا أبو الوليد - يعني الطيالسي - نا شعبة، عن محمّد بن المنكدر قال: سمعت جابر بن عبد اللّه يقول أتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم في دين كان على أبي، فدققت الباب، فقال:«من هذا؟» فقلت:

ص: 451


1- سقطت من الأصل و كتبت بخط أصغر فوق السطر.
2- بالأصل «درستويه» و الصواب ما أثبت و هو صاحب الترجمة.
3- كذا بالأصل و في م: محمد.

أنا [فقال:«أنا أنا]» (1) مرّتين كأنه كرهها[1350].

قال إبراهيم: سمعت أبا حامد يقول: أنا شككت في شعبة، فقلت لأبي الوليد:

من دون محمّد بن المنكدر؟ فقال: أبو بسطام.

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن علي بن هبة اللّه بن عبد السّلام، قالا: أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا البغوي، نا علي بن الجعد، أنا شعبة، عن محمّد بن المنكدر، قال: سمعت جابرا قال: استأذنت على النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«من هذا؟» فقلت: أنا، فقال:«أنا أنا» و كأنه كرهه[1351].

أنبأنا أبو الحسن الموازيني، أنا أبو علي الأهوازي، أنا أبو أحمد الحسين بن محمّد بن الوزير الحافظ ، نا محمّد بن جعفر، نا أبو حامد أحمد بن محمّد الهروي - سنة سبع و خمسين و مائتين؛ في فندق أبي عصمة، نا محمّد بن سنان العوفي: فذكر حديثا.

218 - أحمد بن محمّد بن المسلّم بن الحسن

أبو القاسم الهاشمي

سمع أبا القاسم علي بن محمّد السّميساطي.

سمعت منه جزءا واحدا من موطّأ ابن وهب، و ابن القاسم، و لم أجد له سماعا غيره. و كان شيخا لا بأس به؛ إلاّ أن الحديث لم يكن من صنعته.

أخبرنا أبو القاسم الهاشمي - سنة ست و عشرين و خمسمائة بمسجد سوق الأحد، و دفعة أخرى في دار ابن تميم - أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن يحيى السّلمي السّميساطي - بقراءة أبي بكر الخطيب عليه، في شعبان سنة إحدى و خمسين و أربعمائة - أنا أبو الحسين عبد الوهّاب بن الحسن بن الوليد الكلابي، أنا أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا، نا يونس - هو ابن عبد الأعلى - أنا ابن وهب، أخبرني ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عكرمة، عن ابن عباس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«لا يمنع أحدكم أخاه مرفقا يضعه على جداره»[1352].

ص: 452


1- زيادة عن م. و ابن منظور.

هذا الحديث مما زاده ابن جوصا في أثناء الجزء الذي سمعه الهاشمي من الموطّأ.

توفي أبو القاسم الهاشمي يوم الخميس؛ و دفن بعد صلاة الجمعة الثامن عشر من المحرّم سنة أربع و ثلاثين و خمسمائة، في مقابر الكهف بجبل قاسيون.

219 - أحمد بن محمّد بن موسى بن أبي غسان

أبو جعفر

حدّث عن شعيب بن شعيب بن إسحاق الدّمشقي، و إسماعيل بن حمدويه البيكندي (1).

روى عنه: أبو عمر بن فضالة القرشي (2).

220 - أحمد بن محمّد بن موسى بن داود بن عبد الرّحمن

أبو علي الموقلي (3) المكّي العطّار

قدم دمشق و حدّث بها و بمصر: عن يوسف بن عديّ ، و عمرو بن يحيى الأسواري، و محمد بن معاوية، و إبراهيم بن محمّد بن العباس الشافعي.

روى عنه: أبو بكر محمد بن أحمد بن الوليد بن أبي هشام.

أنبأنا أبو القاسم النسيب، أنا أبو القاسم بن الفرات - إجازة - أنا عبد الوهّاب الكلابي.

ح و أنبأنا أبو القاسم النسيب، أنا أبو القاسم السّميساطي - قراءة - أنا عبد الوهّاب الكلابي،- إجازة - نا محمّد بن أحمد بن [أبي] (4) هشام، نا أبو علي أحمد بن محمّد بن موسى بن داود بن عبد الرّحمن النوفلي المكي العطّار - قدم علينا دمشق سنة ثمان و خمسين و مائتين - نا يوسف بن عدي، نا يوسف بن محمّد بن يزيد بن صيفي، عن أبيه، عن جده، عن أبي جده، عن صهيب، قال: صحبت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم

ص: 453


1- هذه النسبة إلى بيكند بالكسر و فتح الكاف و سكون النون بلدة بين بخارى و جيحون على مرحلة من بخارى (معجم البلدان) و ضبطت في الأنساب بفتح الباء و الكاف.
2- سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور.
3- كذا بالأصل هنا، و في المختصر:«النوفلي» و سيأتي أثناء الترجمة النوفلي.
4- سقطت من الأصل، و الزيادة ضرورية، عن م.

قبل أن يوحى إليه. و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«من كان يؤمن باللّه و اليوم الآخر فليحبّ صهيبا حبّ الوالدة ولدها»[1353].

كان في الأصل: عن أبي حرّة، و الصواب عن أبي جدّه، و هو صيفي بن صهيب بن سنان.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا الحسين بن سلمة، أنا أبو الحسن الفأفاء.

ح قال ابن منده: و أنا حمد بن عبد اللّه الأصبهاني إجازة.

قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال (1):أحمد بن [محمد بن] (2) موسى بن داود بن عبد الرّحمن العطار المكي. روى عن إبراهيم بن محمّد الشافعي، كتب عنه أبي بمكة في المذاكرة.

221 - أحمد بن محمّد بن موسى بن أبي عطاء عبد الرّحمن بن سعد

أبو بكر القرشي؛ مولى عثمان بن عفان؛ المقرئ المعروف بابن ضريرة (3)

حدّث عن أبيه، و بكّار بن قتيبة، و عبد اللّه بن الحسين المصّيصي، و وريزة (4) بن محمّد و كان حافظا للتفسير.

كتب عنه أبو الحسين الرازي، و روى عنه أبو هاشم المؤدب، و عبد الوهّاب الكلابي.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن جعفر المقرئ، أنا مقاتل بن مطكود السوسي، أنا علي بن محمّد بن شجاع إجازة، أنا عبد الوهّاب بن جعفر، نا أبو هاشم المؤدب، أخبرني أحمد بن محمّد بن موسى بن أبي عطاء، نا وريزة بن محمّد بن وريزة، نا سليمان بن عبد الجبّار، نا أبو نعيم الفضل بن دكين، نا عمرو، عن جابر، عن

ص: 454


1- الجرح و التعديل 1/قسم 73/1.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن الجرح و التعديل.
3- كذا، و في مختصر ابن منظور: صريرة.
4- إعجامها غير واضح بالأصل، و قد أثبتت و ضبطت في كل مواضع الترجمة عن تبصير المنتبه 1471/4.

أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب قال: سأل رجل عن حلية السيوف فقال: قد حلى أبو بكر الصدّيق سيفه فقال له: جعلني اللّه فداك، تقول الصدّيق ؟ قال: نعم، الصّدّيق في الدنيا و الآخرة، فمن لم يقل ذلك فلا صدّق اللّه قوله في الدنيا و لا في الآخرة.

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد، و ذكر أنه نقله من خطّ أبي الحسين الرازي:

في تسمية من كتب عنه بدمشق في الدفعة الثانية: أبو بكر أحمد بن محمّد بن موسى بن أبي عطاء القرشي، و اسم أبي عطاء عبد الرحمن بن سعد، مولى عثمان بن عفان، و كان شيخا مقرئا حافظا لتفسير (1) القرآن، و يعرف بابن ضريرة (2)،مات سنة خمس و عشرين و ثلاثمائة.

222 - أحمد بن محمّد بن أبي موسى

أبو بكر الأنطاكي الفقيه

سمع أباه محمّد بن أبي موسى. و بدمشق: هشام بن عمّار، و أحمد بن أبي الحواري، و محمود بن خالد، و هشام بن خالد الأزرق، و قاسم بن عثمان الجوعي، و بغيرها: عبيد بن هشام الحلبي، و محمّد بن آدم، و نصر بن محمّد بن سليمان، و محمّد بن سابق، و محمّد بن عبد الرّحمن بن سهم الأنطاكي، و سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي، و يزيد بن قبيس، و محمد بن يحيى بن فياض الزمّاني (3)،و يعقوب بن كعب الحلبي، و محمّد بن زنبور المكي، و إسحاق بن إبراهيم أبي (4) إسرائيل، و المتوكل بن محمّد بن أبي سورة، و كثير بن عتبة (5)،و إسحاق بن الأخيل (6)، و أيوب بن محمّد الورّاق، و إبراهيم بن الحارث الأنصاري، و غيرهم.

روى عنه أبو محمّد عبد اللّه بن جعفر بن الورد البغدادي نزيل مصر، و أبو الفضل

ص: 455


1- بالأصل: للتفسير.
2- كذا، و في مختصر ابن منظور: صريرة.
3- ضبطت عن تبصير المنتبه 632/2.
4- بالأصل:«بن أبي إسرائيل» و الصواب ما أثبت انظر تذكرة الحفاظ 484/2 و تهذيب التهذيب.
5- في م: عبيد.
6- ضبطت عن تبصير المنتبه 11/1.

محمّد بن عبد الرّحمن بن الحارث الرملي، و عمر بن الرّبيع بن سليمان، و محمّد بن بشر بن عبد اللّه الزبيري (1) العكري، و أبو بكر أحمد بن سعيد بن موضّح الإخميمي، و أبو العباس أحمد بن الحسن بن إسحاق الرازي، و أبو القاسم الطبراني، و أبو العباس محمّد بن ملاق بن نصر بن سلام العثماني، و أبو بكر أحمد بن موسى بن مجاهد، و محمّد بن الحسن بن زياد النقاش، و أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن عتّاب العبدي.

أخبرنا أبو علي الحداد - إجازة - و حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الأصبهاني، نا سليمان بن أحمد الطبراني، نا أحمد بن محمّد بن أبي موسى الأنطاكي، نا يعقوب بن كعب الحلبي، نا الوليد بن مسلم، عن سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة»[1354].

أخبرنا خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى القرشي، أنا علي بن الحسن بن الحسين، أنا أبو محمّد بن النحاس، نا أبو العباس محمّد بن ملاق بن محمّد بن سلام العثماني، نا أحمد بن محمّد بن أبي موسى الأنطاكي - قدم علينا، إملاء - نا محمّد بن زنبور المكي، نا عبد العزيز بن أبي حازم، عن سهيل بن أبي صالح، عن موسى بن عقبة، عن عاصم بن أبي عبيد، عن أمّ سلمة، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

أنه كان يدعو بهؤلاء الكلمات:«اللّهمّ أنت الأول لا شيء قبلك، و أنت الآخر فلا شيء بعدك. أعوذ بك من شرّ كل دابّة أنت آخذ بناصيتها بيدك، و أعوذ بك من الإثم و الكسل، و من عذاب النار و عذاب القبر، و من فتنة العدوّ، و من فتنة الفقر، و أعوذ بك من المأثم و المغرم. اللهمّ نقّ قلبي من الخطايا كما ينقّى الثوب الأبيض من الدنس»[1355].

و ذكر الحديث بطوله؛ كذا في الأصل.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش العكبري - فيما ناولني إيّاه، و قرأ عليّ إسناده - أنا أبو علي محمّد بن الحسين الجازري (2)،أنا أبو الفرج المعافا بن زكريا، نا محمّد بن

ص: 456


1- في المطبوعة:«الزنبري العكري» انظر ما كتب فيه و حققه ابن حجر في تبصير المنتبه 656/2.
2- هذه النسبة إلى جازرة من قرى أعمال نهروان العراق.

الحسن بن زياد النقاش قال: ألقيت رقعة إلى أبي بكر القاضي أحمد بن موسى الأنطاكي؛ مكتوب فيها:

أيّها الفاضل (1) الكثير العدات *** صانك اللّه عن مقام الديات (2)

أ يكون القصاص من فتك لحظ *** من غزال مورّد الوجنات

أم يخاف العذاب من هو ميت *** مبتلى بالزفير و الحسرات

ليس إلاّ العفاف و الصّوم و النس *** ك له زاجر عن الشّبهات

فأخذ الرقعة و كتب على ظهرها:

يا ظريف الصنيع و الآلات *** و عظيم الأشجان و اللوعات

إن تكن عاشقا فلم تأت ذنبا *** بل ترقّيت أرفع الدّرجات

فلك الحقّ واجبا إن عرفنا *** من تعلّقته من الحجرات

أن أكون الرّسول جهرا إليه *** إذ تنكّبت موبق الشهوات (3)

و متى أقض بالقصاص على لحظ *** حبيب أخطئ طريق القضاة

قال المعافا بن زكريا: الفتك بطش الإنسان بغيره على وجه المكر أو الغدر، و فيه ثلاث لغات: فتك و فتك و فتك.

223 - أحمد بن محمّد بن المؤمّل

أبو بكر الصوري (4)

سمع عباس بن الوليد بن مزيد ببيروت، و عبد الواحد بن شعيب بجبلة، و حميد بن سعيد بن أبي دعلج ببغداد، و محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم (5)، و الحسين بن ميمون المفسّر، و الحسن بن عرفة العبدي، و يونس بن عبد الأعلى الصّدفي، و أبا بكر محمّد بن يعقوب البغدادي بصور.

ص: 457


1- على هامش الأصل «القاضي».
2- كذا، و في المطبوعة:«الدناة» و هي أظهر.
3- على هامش الأصل: الشبهات.
4- بالأصل «الطيوري» و المثبت عن م و مختصر ابن منظور 286/3 و تاريخ بغداد 103/5.
5- بالأصل و م «عبد الكريم» و المثبت عن تاريخ بغداد و تذكرة الحفاظ 546/2.

روى عنه عثمان بن أحمد بن السمّاك، و محمّد بن عبد اللّه الشافعي، و عبيد اللّه بن محمّد بن سليمان المخرّمي.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، حدثني أحمد بن محمّد بن مؤمّل، نا عبد الواحد بن شعيب الجبلي بجبلة، نا خالد بن حباب، نا سليمان - يعني التيمي - عن أبي عثمان، عن أبي موسى قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«احتج آدم و موسى، فقال موسى: أنت آدم الذي خلقك اللّه بيده، و أسجد لك ملائكته، عملت الخطيئة التي أخرجتك من الجنة ؟ قال آدم: أنت موسى الذي اصطفاك اللّه برسالته، و أنزل عليك التوراة، و كلّمك تكليما، فبكم خطيئتي سبقت خلقي ؟». قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«فحج آدم موسى»[1356].

رواه أبو بكر الخطيب عن ابن غيلان (1).

أخبرنا أبو القاسم بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (2):أحمد بن محمّد بن المؤمّل، أبو بكر الصوري. قدم بغداد و حدّث بها عن الحسين بن ميمون المفسّر، و عبد الواحد بن شعيب الجبلي، و حميد بن سعيد بن أبي دعلج، و الحسن بن عرفة (3)،و يونس بن عبد الأعلى، و محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم (4)،و عباس بن الوليد البيروتي. روى عنه أبو عمرو بن السّماك، و أبو بكر الشافعي، و عبيد اللّه بن محمّد بن سليمان المخرّمي، و ذكر عبيد اللّه: أنه سمع منه في سنة تسع و تسعين و مائتين.

224 - أحمد بن محمّد بن نفيس

أبو الحسن الملطي (5) الإمام الشاهد

روى عن أبي علي الحصائري (6).

ص: 458


1- انظر تاريخ بغداد 104/5 و اسمه: أحمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزاز.
2- تاريخ بغداد 103/5.
3- بالأصل «سوقة» و المثبت عن تاريخ بغداد.
4- بالأصل «عبد الكريم» و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- بالأصل «الملكي» و المثبت عن مختصر ابن منظور 287/3 و بغية الطلب في تاريخ حلب 1041/3.
6- في بغية الطلب: الحضائري تحريف، و اسمه: الحسن بن حبيب بن عبد الملك انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 383/15.

روى عنه أبو علي الأهوازي، و علي بن محمّد الحنّائي (1).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني، أنا أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم بن يزداد الأهوازي، أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن نفيس الإمام، نا أبو علي الحسن بن حبيب، نا علاّن بن المغيرة بمصر، نا عبد اللّه بن صالح، نا رشدين بن سعد، عن جرير بن حازم، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«من جمع القرآن متّعه الله تبارك و تعالى بعقله حتى يموت» (2)[1357].

قال لنا أبو محمّد بن الأكفاني: سنة أربع و أربعمائة فيها توفي أبو الحسن الملطي.

قرأت بخط أبي محمّد عبد المنعم بن علي بن النحوي: مات أبو الحسن بن نفيس الملطي في يوم الجمعة لثلاث خلون من ذي الحجة سنة أربع و أربعمائة.

225 - أحمد بن محمّد بن الوليد بن سعد

أبو بكر المرّي المقرئ (3)

روى عن هشام بن عمّار، و محمود بن خالد، و محمّد بن وزير السّلمي، و المسيّب بن واضح، و محمّد بن عقبة بن علقمة، و محمّد بن خلف السّلمي الداري، و أبي هشام إسماعيل بن عبد الرّحمن الكتاني، و هشام بن خالد، و محمّد بن عبد الرّحمن الجعفي، و العباس بن الوليد بن صبح السّلمي، و أبي حذيفة القاسم بن عبد الغني بن جمعة الهاشمي، و الوزير بن القاسم الجبيلي، و أبي عبد اللّه أحمد بن الضحاك القردي إمام جامع دمشق، و عبد اللّه بن أحمد بن بشير بن ذكوان المقرئ، و آدم بن أبي إياس، و أبي مسهر، و محمّد بن المبارك، و أحمد بن موسى بن صاعد الصوريين، و عبد اللّه بن صالح، و دحيم، و أبي اليمان البهراني، و إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني.

ص: 459


1- بالأصل الخفاني و الصواب عن بغية الطلب.
2- كنز العمال 518/1 حديث 2318.
3- انظر سير أعلام النبلاء 81/14 و مختصر ابن منظور 287/3.

روى عنه: أبو بكر بن حبة البزار بعقبة الصّوف (1).

نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن الوليد المرّي المقرئ، نا هشام بن عمّار، نا إسماعيل بن عيّاش، نا صالح بن كيسان، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يرفع يديه حذو منكبيه حين يفتتح الصّلاة، و حين يركع، و حين يسجد، و حين يقوم من السجدتين[1358].

أخبرناه عاليا أبو محمّد السّيدي، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا حامد بن محمّد بن شعيب، نا عثمان بن أبي شيبة، نا إسماعيل بن عيّاش، عن صالح بن كيسان، عن الأعرج، عن أبي هريرة، و عن صالح بن كيسان، عن نافع، عن ابن عمر قالا: كان النبي صلى اللّه عليه و سلم إذا افتتح الصّلاة رفع يديه حذو منكبيه، و إذا ركع، و إذا رفع رأسه من الركوع[1359].

أخبرنا أبو علي الحداد و جماعة - إجازة - قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة (2)،نا سليمان بن أحمد بن أيوب، نا أحمد بن الوليد بن سعد المرّي الدّمشقي، نا محمود بن خالد، نا أبي، نا المطعم بن المقدام الصّنعاني، نا نافع قال: كنت ردف ابن عمر إذ مر براع (3) يزمر، فضرب وجه الناقة و صرفها عن الطريق، و وضع إصبعيه في أذنيه و هو يقول: أ تسمع، أ تسمع، حتى انقطع الصوت، فقلت: لا أسمع، فردّها إلى الطريق و قال: هكذا رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يفعل.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - قراءة عليه - نا عبد العزيز بن أحمد، أنا محمّد بن عباس [بن] الحسين الدوري، نا أبو عمر محمّد بن موسى بن فضالة، نا أحمد بن محمّد المرّي المقرئ، و جعفر بن أحمد الرواس قالا: نا محمود بن خالد، نا أبي، نا محمّد - يعني ابن راشد - عن سليمان بن موسى، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

ص: 460


1- في سير أعلام النبلاء 81/14 و عنه: أبو علي بن آدم، و ابن أبي العقب، و أبو أحمد بن الناصح، و الطبراني، و أبو عمر بن فضالة و آخرون.
2- إعجامها غير واضح بالأصل و الصواب ما أثبت، انظر التبصير 617/2.
3- بالأصل: براعي.

«و من قتل متعمدا دفع إلى أولياء القتيل، فإن شاءوا قتلوه، و إن شاءوا أخذوا الدية و هي ثلاثون حقّة (1) و ثلاثون جذعة و ثلاثون خلفة و ذلك عقل الدية العمد ما صالحوا عليه فهو لهم و ذلك تشديد العقل»[1360].

قال الشيخ: كذا في كتابي، و الصّواب: أربعون خلفة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي عن أبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد البخاري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا إبراهيم بن يونس، أنا عبد الرحيم.

ح و أخبرنا أبو الحسن بن سلامة الأبّار (2)،أنا سهل بن بشر، أنا رشأ بن نظيف.

قالا: أنا عبد الغني بن سعيد.

ح و قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا (3).

قالا: في باب المرّي، قالوا: أحمد بن محمّد بن الوليد المرّي؛ زاد عبد الغني:

حدثنا (4) عنه ابن المفسّر.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، و عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال: سنة سبع و ثمانين (5) و مائتين، فيها مات أبو بكر المرّي المقرئ.

226 - أحمد بن محمّد بن هارون

أبو الحسن الزوزي (6)

من أهل خراسان قدم دمشق حاجا. و حدّث عن أبي بكر محمد بن عبد اللّه بن

ص: 461


1- الحقة: الناقة التي لم تستكمل أربعة أعوام فإذا استكملتها و دخلت في الخامسة فهي جذعة، و الخلفة: الحامل من النوق (راجع اللسان المواد: حقق - جذع - خلف).
2- ضبطت عن التبصير.
3- الإكمال 241/7.
4- في الإكمال: حدث.
5- في المختصر 287/3 و سير أعلام النبلاء 81/14 سبع و تسعين.
6- كذا بالأصل و صوبت في مختصر ابن منظور 288/3 الزوزني. و في م: الزوري.

محمّد [بن] (1) جعدة [و] (2) العباس بن حمزة النيسابوري.

روى عنه علي الحنّائي (3).

قرأت بخطّ أبي الحسن الحنّائي: أبو الحسن أحمد بن محمّد بن هارون الزوزي قدم علينا حاجّا، نا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه، نا القاسم الطائي، نا أبي، عن علي بن موسى الرّضا، حدثني أبي موسى بن جعفر، حدثني أبي جعفر بن محمّد، حدثني أبي محمّد بن علي، حدثني أبي علي بن الحسين، حدثني أبي الحسين بن علي، حدثني أبي علي بن أبي طالب قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«أخبرني جبريل عن اللّه تبارك و تعالى: لا إله إلاّ اللّه حصني من دخل حصني أمن عذابي»[1361].

كذا وجدته بخطّ الحنّائي و فيه وهم فاحش. فإن الصّواب: حدثنا أبو القاسم الطائي، و اسمه عبد اللّه بن أحمد بن عامر البصري، و في حديثه ضعف.

و قد أخبرنا بهذا الحديث عاليا على الصواب أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك، أنا الشيخ أبو القاسم أميرك بن أبي أحمد محمّد بن أحمد بن علي بن أحمد البزار الليثي، أنا الأستاذ الإمام أبو القاسم الحسن بن محمّد بن حبيب المفسّر، نا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد [بن] (4) جعدة،[نا] العبّاس بن حمزة، نا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن عامر الكناني البصري، حدّثني أبي، نا علي بن موسى الرّضا، حدّثني أبي موسى بن جعفر، حدّثني أبي جعفر [بن] (5) محمّد، حدثني أبي محمّد بن علي، حدثني أبي علي بن الحسين،[حدّثني أبي الحسين بن علي] (6)،حدثني أبي علي بن أبي طالب قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«يقول اللّه: لا إله إلاّ اللّه حصني فمن دخله أمن عذابي»[1362].

ص: 462


1- زيادة عن مختصر ابن منظور، و في تهذيب ابن عساكر: محمد بن عبد اللّه بن جعدة.
2- سقطت من الأصل و زيادتها ضرورية عن المختصر و تهذيب ابن عساكر.
3- بالأصل «الجفاني» و الصواب ما أثبت و سيرد أثناء الترجمة.
4- زيادة عن مختصر ابن منظور، و في تهذيب ابن عساكر: محمد بن عبد اللّه بن جعدة.
5- سقطت من الأصل، زيادة عن م.
6- سقطت من الأصل، زيادة عن م.

قال لنا أبو سعد إسماعيل في كلام له: لمّا دخل علي بن موسى نيسابور، تعلّق أحمد بن حرب الزاهد بلجام دابّته، و النضر بن ياسين و محمّد بن يحيى. فحدّثهم (1)بهذا الحديث (2).

227 - أحمد بن محمّد بن هبة اللّه بن علي بن فارس

أبو الحسين بن أبي الفضل الأنصاري الأكفاني المعدّل

سمع أبا الحسن بن السّمسار، و أبا القاسم بن الطبيز، و أبا المعمّر (3) الأملوكي.

حدّثنا عنه ابنه أبو محمّد بن الأكفاني.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا أبي أبو الحسين (4)،أنا أبو الحسن علي بن موسى بن الحسين بن السّمسار - قراءة عليه - أنا أبو الغمر علي بن يعقوب بن أبي العقب - في شهر رمضان سنة ثلاث و خمسين و ثلاثمائة - نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو، نا يحيى بن صالح و محمّد بن المبارك، قالا: نا معاوية بن سلام، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، قال: أخبرتني زينب ابنة أمّ سلمة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم أنها سمعت أمّ سلمة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم تقول: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقبّلها و هو صائم، قالت: و كنت أغتسل أنا و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من إناء واحد من الجنابة.

قال لنا أبو محمّد بن الأكفاني وقتها - يعني سنة إحدى و سبعين و أربعمائة - توفي أبي أحمد بن محمّد بن هبة اللّه بن علي الأكفاني أبو الحسين - رحمه اللّه - في شهر ربيع الأوّل. حدث عن أبي الحسن علي بن موسى بن الحسين بن السّمسار، و أبي القاسم

ص: 463


1- بالأصل «يحدثهم».
2- بعده وردت في م ترجمة: أحمد بن محمد بن هاشم بن سعيد البعلبكي. حدث عن أبيه و العباس بن الوليد بن فريد. روى عنه سليمان الطبراني. أخبرنا أبو علي الحداد إجازة، حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ نا سليمان بن أحمد، نا محمد بن عبده نا أبو توبة. ح قال و نا بكر بن سهل، نا عبد اللّه بن يوسف قالا: نا الهيثم بن حميد نا يحيى بن الحارث. ح قال: و أنا أحمد بن محمد بن هاشم البعلبكي، نا أبي قال: و أنا الحسين بن إسحاق، نا علي بن بحر قالا: نا سويد بن عبد العزيز قال: و حدثني يحيى بن الحارث عن القاسم عن أبي أمامة عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.
3- بالأصل «أبا الغمر» تحريف و الصواب ما أثبت و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 518/17 و اسمه المسدد بن علي.
4- كذا بالأصل و سير أعلام النبلاء 506/17 و في المختصر «الحسن» تحريف.

عبد الرّحمن بن عبد العزيز بن الطبيز السّرّاج الحلبي، و أبي المعمّر المسدّد بن علي الأملوكي.

228 - أحمد بن محمّد بن يحيى بن المبارك بن المغيرة

أبو جعفر العدوي النحوي (1)،المعروف أبوه باليزيدي (2)

كان من ندماء المأمون، و قدم معه دمشق و توجه منها غازيا للروم.

و سمع جدّه (3) أبا محمّد يحيى بن المبارك، و أبا زيد سعيد بن أوس الأنصاري، و كان مقرئا.

روى عنه أخواه عبيد اللّه و الفضل ابنا محمّد، و ابن أخيه محمّد بن العباس بن محمّد بن أبي محمّد اليزيدي، و عون بن محمّد الكندي، و محمّد بن عبد الملك الزّيّات.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين الأصبهاني (4)،أنا محمّد بن العباس حدثني أبي عن أخيه أبي جعفر قال: دخلت يوما على المأمون بقارا (5) و هو يريد الغزو فأنشدته شعرا مدحته فيه، أوله:

يا قصر ذا النخلات من بارا (6) *** إنّي حننت (7) إليك من قارا

ص: 464


1- ترجم له في بغية الطلب في تاريخ حلب 1049/3 و مختصر ابن منظور 289/3 و تاريخ بغداد 117/5 و معجم الأدباء 140/4.
2- عرف بذلك لصحبته يزيد بن منصور الحميري خال المهدي، و في بغية الطلب 1049/3 المعروف باليزيدي جده أبو محمد و ليس أباه.
3- بالأصل «أباه» و هو خطأ و الصواب عن بغية الطلب في تاريخ حلب، و قد نبه ابن العديم إلى خطأ ابن عساكر و عزاه إلى السهو.
4- انظر الأغاني 260/20.
5- لم أعثر عليها، و في تاريخ حلب تعليق هنا ننقله على تبعة محققه: لعله أنشده و هو متوجه من دمشق، و إذا صح هذا فقارا البلدة المعروفة القائمة الآن على الطريق العام الذي يصل بين دمشق و حمص.(تاريخ حلب لابن العديم 1049/3) و انظر معجم البلدان (قارة).
6- بالأصل «فارا» و المثبت عن الأغاني، و في ياقوت: باري بكسر الراء: قرية من أعمال كلواذ من نواحي بغداد و كان بها بساتين و متنزهات يقصدها أهل البطالة.(معجم البلدان).
7- في الأغاني: حللت.

أبصرت أشجارا على نهر *** فذكرت أنهارا و أشجارا

للّه أيّام نعمت بها *** بالقفص (1) أحيانا و في بارا

إذ لا أزال أزور غانية *** ألهو بها و أزور خمّارا

لا أستجيب لمن دعا لهدى *** و أجيب شطّارا و دعّارا

أعصي النصيح و كلّ عاذلة *** و أطيع أوتارا و مزمارا

فغضب المأمون و قال: أنا في وجه عدوّ، و أحضّ الناس على الغزو، و أنت تذكّرهم نزهة بغداد؟ فقلت: الشيء بتمامه، ثم قلت:

فصحوت بالمأمون من (2) سكري *** و رأيت خير الأمر ما اختارا

و رأيت طاعته مؤدية *** للفرض إعلانا و إسرارا

فخلعت ثوب الهزل من (3) عنقي *** و رضيت دار الخلد (4) لي دارا

و ظللت معتصما بطاعته *** و جواره و كفى به جارا

إن حلّ أرضا فهي لي وطن *** و أسير عنها حيث ما سارا

فقال له يحيى بن أكثم: ما أحسن ما قال يا أمير المؤمنين! أخبر أنه كان في سكر و خسار، فترك ذلك و ارعوى، و آثر طاعة خليفته، و علم أن الرشد فيها، فسكن و أمسك.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (5):أحمد بن محمّد بن أبي محمّد يحيى بن المبارك، أبو جعفر اليزيدي.

سمع جده يحيى بن المبارك، و أبا زيد سعيد بن أوس الأنصاري. روى عنه أخوه عبيد اللّه و ابن أخيه محمّد بن العباس بن محمّد اليزيدي، و عون بن محمّد الكندي.

و كان أديبا عالما بالنحو شاعرا، مدح المأمون و المعتصم و غيرهما. و مات قبل سنة ستين و مائتين (6) بمدة (7) طويلة.

ص: 465


1- القفص: بالضم ثم السكون قرية مشهورة بين بغداد و عكبرا قريب من بغداد.
2- الأغاني: عن.
3- الأغاني: عن.
4- الأغاني: الجدّ.
5- تاريخ بغداد 117/5.
6- عن تاريخ بغداد و بالأصل: و مائة.
7- عن تاريخ بغداد، و بالأصل «مدة».
229 - أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة بن واقد

أبو عبد اللّه الحضرمي

من أهل بيت لهيا.

روى عن أبيه محمّد بن يحيى، و أبي مسهر، و أبي الجماهر، و أبي اليمان الحكم بن نافع، و عمرو بن هاشم، و يحيى الوحّاظي، و عبيد بن حبان، و أبي النضر إسحاق بن إبراهيم، و محمّد بن عائذ، و محمّد بن خالد بن أبي الهيثم، و منبّه (1) بن عثمان، و علي بن عيّاش الحمصي، و محمود بن خالد السّلمي، و هشام بن عمّار، و حيوة بن شريح، و عبد السّلام بن محمّد بن سعيد الحضرمي الحمصي.

روى عنه ابن ابنته خالد بن محمّد بن خالد بن يحيى بن محمّد بن يحيى بن حمزة، و خيثمة بن سليمان، و أحمد بن حذلم، و إسحاق بن سنان، و أبو علي بن شعيب، و أبو عبد اللّه بن مروان، و أبو الطيّب محمّد بن حميد بن محمّد بن الحواري، و أبو الحسن بن جوصا، و أبو الجهم بن طلاّب، و أبو الحارث أحمد بن محمّد بن عمارة الليثي، و أبو الميمون بن راشد، و أبو طاهر محمّد بن سليمان بن ذكوان، و أبو الطّيب محمّد بن أحمد بن حمدان الرسعني، و سليمان بن أحمد الطبراني، و عبد الرّحمن بن داود بن منصور الفارسي، و جعفر بن محمّد بن موسى النيسابوري الحافظ ، و أحمد بن إبراهيم الحرار، و محمّد بن أيّوب بن حبيب الرّقّي، و جعفر بن محمّد بن هشام الكندي، و أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد التميمي، و ابن أخيه أبو الفضل أحمد بن عبيد بن محمّد، و أبو عوانة الأسفرايني.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو القاسم خالد بن محمّد بن خالد بن يحيى بن حمزة الحضرمي - قراءة ببيت لهيا، سنة خمس و أربعين و ثلاثمائة - نا جدي لأمّي أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة الحضرمي - قراءة عليه ببيت لهيا - نا أبو الجماهر محمد بن عثمان، نا عبد اللّه بن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: سمعت ابن عمر يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

ص: 466


1- إعجامها غير واضح بالأصل، و المثبت عن م، و انظر سير أعلام النبلاء ترجمته 159/10.

«إذا رأيتم المدّاحين فاحثوا في وجوههم التراب»[1363].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبي أبو القاسم، أنا عبد الملك بن الحسن بن محمّد، نا أبو عوانة الأسفرايني، نا أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة الحضرمي، حدثني أبي عن أبيه، أخبرني الزبيدي أن ابن شهاب قال: أخبرني سعيد بن المسيّب أنه سمع أبا هريرة يقول: أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ليلة أسري به بإيلياء بقدحين من خمر و لبن، فنظر فيهما ثمّ أخذ اللبن، فقال له جبريل: هديت الفطرة لو أخذت الخمر لغوت أمّتك[1364].

قال أبو عوانة: سألني أبو حاتم: ما كتبت بالشام قدمتي الثالثة ؟ فأخبرته بكتابتي مائة حديث ليحيى بن حمزة كلها غرائب فساءه ذلك، فقال: سمعت أبا أحمد يقول: لم أسمع من أبي شيئا، فيقول: لا تقول حدثني أبي يقول:- عن أبيه إجازة-.

أخبرنا أبو علي الحداد - في كتابه - و حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد الطبراني، نا أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة الدمشقي، حدثني أبي عن أبيه، عن ابن ثوبان، عن خالد بن معدان، عن المقدام بن معدي كرب أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«إن اللّه يوصيكم بأمهاتكم، إن اللّه يوصيكم بالأقرب فالأقرب»[1365].

أخبرنا أبو جعفر الهمداني - إجازة - نا أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر الأصبهاني، أنا أبو أحمد الحاكم، قال: أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة الحضرمي الدّمشقي عن أبيه. روى عنه أبو الحسن بن عمير، و أبو الجهم أحمد بن الحسين، فيه نظر (1)،كناه لنا سلم بن معاذ؛ و الغالب على أني سمعت أبا الجهم و سألته عن حال أحمد بن محمّد فقال: كان قد كبر، فكان يلقن ما ليس من حديثه فيتلقن.

و أخبرنا أبو الجهم عنه بأحاديث بواطيل (2) عن أبيه عن جده عن مشايخ ثقات لا يحتملونها.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة عن أبي محمّد عبد العزيز بن أحمد،

ص: 467


1- انظر ميزان الاعتدال 151/1.
2- انظر ميزان الاعتدال 151/1.

أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: قال لنا الهروي فيها - يعني سنة تسع و ثمانين و مائتين - مات أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة (1).و هكذا ذكر أبو الحسين أحمد بن جعفر بن محمّد بن عبيد اللّه بن المنادي وفاته. و اللّه تعالى أعلم.

230 - أحمد بن محمّد بن يزيد بن مسلم بن أبي الخناجر

أبو علي الأنصاري الأطرابلسي

روى عن يحيى بن أبي بكير الكرماني، و موسى بن داود، و محمّد بن المبارك الصوري، و محمّد بن كثيّر المصّيصي، و خالد بن عمرو السّلفي الحمصي، و محمّد بن مصعب القرقساني (2)،و إسحاق بن عيسى بن الطباع، و مؤمّل بن إسماعيل، و العبّاس بن الوليد البصري، و معاوية بن عمرو.

روى عنه خيثمة بن سليمان، و الحسن بن حبيب، و أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن زياد النيسابوري الفقيه، و أبو المعمّر الحسين بن محمّد بن سنان الموصلي، و أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الطائي الحمصي، و أبو علي محمّد بن محمّد بن أبي حذيفة، و أبو الحسن بن جوصا، و أبو عمرو أحمد بن محمّد بن عديّ ، و أبو الطيّب علي بن محمّد بن أبي سليمان الصّوري، و أبو الجهم بن طلاّب (3)،و أبو الفضل أحمد بن عبد اللّه بن هلال السّلمي، و أبو العباس [محمد بن الحسن] (4) بن قتيبة، و يحيى بن محمّد بن صاعد، و أحمد بن محمّد بن نصر [بن بحير] (5)(6).

نا (7) خيثمة بن سليمان، نا ابن أبي الخناجر، نا يحيى بن أبي بكير (8) الكرماني، نا إبراهيم بن طهمان، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم عليّ قبل أن أبعث و إنّي لأعرفه الآن»[1366].

ص: 468


1- انظر سير أعلام النبلاء 454/13 و تذكرة الحفاظ 650/2.
2- هذه النسبة إلى قرقيسيا، بلدة بالجزيرة على ستة فراسخ من رحبة مالك بن طوق (الأنساب).
3- بالأصل «كلاب» و الصواب ما أثبت انظر بغية الطلب لابن العديم 1053/3 و معجم البلدان «مشغرى».
4- الزيادة عن ابن العديم.
5- زيادة عن ابن العديم.
6- زيد في ابن العديم في الرواة عنه: و عبد الرحمن بن أبي حاتم، و عبد الملك بن عدي.
7- كذا ورد السند.
8- بالأصل «بكر» و الصواب ما أثبت، و قد تقدم قريبا.

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل بن بشر، أنا أبو القاسم الحنّائي.

ح و أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد.

قالا: أنا تمام بن محمّد، نا خيثمة بن سليمان - من حفظه - نا ابن أبي الخناجر قال: كنت في مجلس يزيد بن هارون - بواسط - فجاء (1) أمير المؤمنين فوقف علينا في المجلس، و في المجلس ألوف، فالتفت إلى أصحابه (2) فقال: هذا الملك.

و لم يقل الحنائي: بواسط .

قرأت على أبي القاسم بن السّمرقندي، عن أبي طاهر محمّد بن أحمد بن أبي الصّقر، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد بن جميع، أنا أبو يعلى عبد اللّه بن محمّد بن حمزة بن أبي كريمة، قال: سمعت محمّد بن الحسن بن قتيبة يقول: ما كتبت في الإسلام عن شيخ أهيأ (3) و لا أنبل منه - يعني الخليل بن عبد القهار (4)-و من ابن أبي الخناجر.

أخبرنا أبو عبد اللّه (5) الخلاّل، أنا عبد الرّحمن بن منده، أنا أبو طاهر الحسن (6) بن سلمة، أنا أبو الحسن الفأفاء.

ح قال ابن منده و أنا حمد - إجازة - قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم (7)، قال: أحمد بن محمّد بن يزيد [بن مسلم] (8) الأنصاري الأطرابلسي، المعروف بابن أبي الخناجر (9).روى عن المؤمّل بن إسماعيل، و يحيى بن أبي بكير (10)،و موسى بن

ص: 469


1- عن ابن العديم 1054/3 و المختصر و بالأصل: جاء.
2- الأصل و ابن العديم، و في المختصر: الصحابة.
3- الأصل و ابن العديم 1054/3 و في التهذيب: أهيب.
4- ابن العديم: عبد اللّه.
5- عن ابن العديم 1054/3 و بالأصل «أبو عبد».
6- ابن العديم: الحسين.
7- الجرح و التعديل 1/قسم 73/1.
8- ما بين معكوفتين زيادة عن الجرح و التعديل.
9- كذا بالأصل و ابن العديم نقلا عن الجرح و التعديل، و في الجرح و التعديل: ابن أبي الحناجر،(بالحاء المهملة).
10- عن الجرح و التعديل، و بالأصل «بكر».

داود. كتبنا عنه، و هو صدوق.

و ذكر أبو الفضل محمّد بن طاهر المقدسي - فيما نقلته من خطّه - ممّا أخبره به أبو عمرو بن منده، عن أبي عبد اللّه، أنا محمّد بن إبراهيم بن مروان، قال: قال عمرو بن دحيم: مات - يعني أحمد بن محمّد بن أبي الخناجر - سنة أربع و سبعين و مائتين في جمادى الآخرة.

231 - أحمد بن محمد بن يعقوب

231 - أحمد بن محمد بن يعقوب (1) بن عبد اللّه

أبو الحسين البغدادي يعرف بابن توتو (2)

روى عن عمر بن يوسف، و جعفر بن محمّد الخالدي، و أبي أحمد عبيد اللّه بن يزيد الطرسوسي، و محمد بن أحمد بن هارون، و عبد الرّحمن بن المبارك بن محمّد، و أبي بكر بن دريد، و أبي بكر محمّد بن عمر الجعابي، و عبد اللّه بن ثابت المحاربي الكوفي، و أبي (3) عمر أحمد بن أحمد بن محمّد بن عبيد اللّه (4) الطالقاني بالبصرة، و أبي يعلى محمّد بن زهير بن الفضل الأيلي، و عبيد اللّه بن الحسن بن عبد الرّحمن الأنطاكي (5).

و صنف كتبا حسنة.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن

ص: 470


1- سقطت من الأصل و استدركت عن م و مختصر ابن منظور ابن العديم 1051/3 و تاريخ بغداد 126/5.
2- إعجامها غير واضح بالأصل، و الصواب ما أثبت عن م و المصادر السابقة.
3- بالأصل:«و أبا».
4- في ابن العديم 1057/3 أحمد بن محمد بن عبد اللّه.
5- ثمة سقط بالأصل يتركز حول أسماء من حدّث عنه المترجم، و من روى عنه، نستدركه عن بغية الطلب لابن العديم 1057/3 و ممن حدث عنه أيضا: أبي حفص بن حرب القصير، و أبي النضر إسماعيل بن عبد اللّه، و أبي بكر المدبر بن الربيع البزاز، و أبي بكر محمد بن إبراهيم بن عبد اللّه، و أبي كثير محمد بن إبراهيم بن محمد بن إسحاق الشيباني، و أبي بكر محمد بن عبد اللّه الورّاق، و محمد بن الحسن الرافقي، و أبي بكر بن الأنباري، و أبي القاسم منصور بن الحسن بن مذحج الأزدي. روى عنه: القاضي أبو طاهر صالح بن جعفر الهاشمي، و أبو بكر أحمد بن علي بن الفرج الصوفي المعروف بابن الحبال، الحلبيان، و محمد بن أحمد الأشعري، و تمام بن محمد الرازي، و محمد بن أحمد الأشعري (كذا مكرر).

محمد الرازي، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن يعقوب البغداذي، حدثني عمر بن يوسف، قال: سمعت أحمد بن محمّد يقول: سمعت سريّا السقطي يقول: قلت لديراني مرة: ما لكم تعجبكم الخضرة ؟ قال: إن القلوب إذا غاصت في بحار الفكر غشيت الأبصار، فإذا نظرت إلى الخضرة عاد إليها نسيم الحياة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):أحمد بن محمّد بن يعقوب أبو الحسين (2) البغدادي المعروف بابن توتو [حدّث] (3) بدمشق عن محمّد بن أحمد بن هارون العسكري، و جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي (4).روى عنه: تمام بن محمّد بن عبد اللّه الرازي.

232 - أحمد بن محمّد بن يعقوب

أبو عياض (5)

سمع أحمد بن محمّد الدّمشقي، و أبا عبد اللّه الفضل بن عبيد اللّه بن صالح الهاشمي ببيت المقدس، و أبا طاهر محمّد بن أحمد بن صالح، و منصور بن أحمد، و علي بن الحسين التاجر، و علي بن محمّد بن إبراهيم البغداذي المعروف بغلام الجلا.

روى عنه: أبو الحسن محمّد بن علي بن صخر الأزدي النصري.

233 - أحمد بن محمّد بن أبي يعقوب بن هارون الرشيد

أبو الحسن الرّشيدي الهاشمي

سمع بدمشق: أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة، و أبا العباس محمّد بن الحسن بن إسماعيل، و أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي بجبلة، و أبا بكر عمرو بن يحيى بن الحارث الزنجاوي (6) بحمص، و بالعراق: أبا جعفر محمّد بن علي

ص: 471


1- تاريخ بغداد 126/5.
2- عن تاريخ بغداد بالأصل «أبو الحسن».
3- الزيادة عن تاريخ بغداد.
4- بالأصل «الخالدي» و الصواب ما أثبت عن تاريخ بغداد.
5- سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور.
6- في ابن العديم 1074/3 نقلا عن ابن عساكر: الرمجاري.

الوراق حمدانا، و محمّد بن غالب بن حرب تمتاما، و أبا النضر (1) إسماعيل بن عبد اللّه بن ميمون بن أبي الرجال العجلي الفقيه، و الحسن بن عليل (2) البصري بسرّمن رأى، و عبد اللّه بن أحمد بن إبراهيم بن كثير الدورقي، و يحيى بن أبي طالب الواسطي، و أبا الحسن علي بن أحمد السوّاق، و العباس بن عبد اللّه الترقفي (3)، و الحسن بن عرفة العبدي (4)،و أبا إسماعيل الترمذي، و غيرهم.

روى عنه أبو حفص عمر بن علي بن الحسن العتكي الأنطاكي، و أبو علي منصور بن عبد اللّه الخالدي الهروي، و أبو يوسف يعقوب بن مسدّد بن يعقوب القلوسي (5).

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن المفضّل بن سيار بن محمّد بن أبي القاسم الدهّان التاجر بهراة، أنا أبو سهل نجيب بن ميمون بن علي الواسطي، أنا أبو علي منصور بن عبد اللّه بن خالد الذهلي الخالدي الهروي، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أبي يعقوب بن هارون الرّشيد، نا أبو العباس محمّد بن الحسن بن إسماعيل بن عبد الصمد بن علي بن عبد اللّه بن عباس قال: سمعت جدي إسماعيل بن عبد الصمد بن علي قال: سمعت أبي يحدث عن أبيه (6) عبد اللّه بن عباس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«للمملوك على مولاه ثلاث خصال: لا يعجله عن صلاته، و لا يقيمه عن طعامه، و يبيعه إذا استباعه»[1367].

كذا قال؛ و قد سقط منه: عن جده.

أنبأنا أبو محمّد بن صابر و غيره قالوا: أنا نصر بن إبراهيم المقدسي، أنا

ص: 472


1- عن ابن العديم و بالأصل «أبا النصر».
2- ضبطت عن التبصير 965/3.
3- ضبطت عن التبصير 207/1.
4- عن ابن العديم و بالأصل «العبيدي».
5- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى القلوس، قال السمعاني: فيما أظن، جمع قلس، و هو الحبل الذي يكون في السفينة. و ترجم له ترجمة قصيرة.
6- كذا، و سيصحح المصنف السند بعد.

مسدّد بن علي بن عبد اللّه الحمصي - بدمشق - نا أبو حفص عمر بن علي بن الحسن بن إبراهيم العتكي، نا أبو الحسن أحمد بن محمّد الرّشيدي - رحمنا اللّه و إيّاه - بانطاكية و قدمها سنة ثلاث عشرة و ثلاثمائة، نا أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة، نا أبو الجماهر، أنا سعيد، نا قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس: سَتُدْعَوْنَ إِلىٰ قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ (1) قال: هوازن، و ثقيف.

234 - أحمد بن محمّد بن يوسف بن عبد اللّه الهيتي

34 - أحمد بن محمّد بن يوسف بن عبد اللّه الهيتي (2)-(3)

سمع بدمشق: أبا الحسين محمّد بن عبد اللّه الرازي.

روى عنه: أبو محمّد عبد اللّه بن سعيد بن عبد الرّحمن البستي. نزيل همذان.

أنبأنا أبو المظفّر بن القشيري، و حدثنا أبو الحسن علي بن سليمان بن أحمد المرادي الفقيه عنه، أنا أحمد بن الحسين البيهقي، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن سعيد بن عبد الرّحمن البستي - بهمذان - نا أحمد بن محمّد بن يوسف، نا أبو الحسين محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الرّازي - بدمشق - نا أبو عبد اللّه محمّد بن يوسف الهروي، نا محمّد بن يعقوب القرحي (4)،قال: سمعت محمد بن علي المديني قال: قال: إني لا أترك للشافعي حرفا واحدا إلاّ كتبته، فإن فيه معرفة.

235 - أحمد بن محمّد بن يوسف

أبو العباس المعروف بابن مردة المؤدّب المقرئ الأصبهاني

سمع بدمشق عبد الوهاب الكلابي، و عمران (5) بن الحسين بن يوسف الختّلي، و أبا بكر بن أبي الحديد، و بغيرها: أبا أحمد عبد اللّه بن بكر الطبراني بالأكواخ، و أبا محمّد عبد اللّه بن جعفر الطبري، و أبا علي الحسن بن عبد اللّه بن سعيد البعلبكي، و أبا الحسين محمّد بن أحمد بن جميع، و أبا الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس المكّي،

ص: 473


1- سورة الفتح، الآية:16.
2- هذه النسبة إلى هيت بكسر الهاء، و هي بلدة فوق الأنبار، من أعمال بغداد.
3- سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور.
4- كذا بالأصل، و في م: الفرحي.
5- في ابن العديم 1062/3 عمران بن الحسن بن يوسف الجبلي.

و قرأ بدمشق: على ابن داود الداراني، و أبي بكر محمّد بن أحمد السّلمي، و ببغداذ:

على أبي حفص عمر بن إبراهيم الكتاني، و أبي القاسم بكر بن شاذان، و بالكوفة:

على (1) محمّد بن عبد اللّه القاضي الجعفي، و بالرقة: على أبي طاهر محمّد بن أسد بن هلال الأشناني الرّقّي، و بمنبج: على أبي العباس أحمد بن علي المنبجي بقراءة أبي عمرو و ابن عامر و حمزة و عاصم بن أبي النجود.

روى عنه أحمد بن الفضل الباطرقاني، و أبو بكر بن سليم (2)،و أبو الفتح أحمد بن محمّد الحداد، و أبو المعمّر شيبان بن عبد اللّه بن أحمد بن شيبان.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن سليم، نا أبو العباس أحمد بن محمّد بن يوسف المكتب و يعرف بابن مردة، أنا عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي، أنا أبو علي الحسين بن محمّد بن غويث التنوخي، نا أحمد بن يحيى الصوفي، أنا عمرو بن حمّاد قال: سمعت إبراهيم يذكر عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: كان فراش رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من أدم حشوه ليف[1368].

أخبرنا أبو الفتح أحمد بن محمّد الحداد في كتابه، و أخبرني أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل عنه، نا أبو العباس أحمد بن محمّد بن يوسف بن مردة، نا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن الكلابي بدمشق، أنا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاّب، نا هشام بن عمّار، نا ابن عياش، نا سليمان بن سليم، عن يحيى بن جابر، عن معاوية بن حكيم، عن عمه محمّد بن معاوية قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«لا شؤم، و قد يكون اليمن في الفرس و المرأة و الدّار»[1369].

و رواه غيره عن إسماعيل بن عياش فقال عن عمه: حكيم (3) بن معاوية و هو الصواب.

أخبرناه عاليا أبو بكر بن المزرفي، نا أبو الحسين بن المهتدي، نا علي بن عمر

ص: 474


1- بالأصل:«علي بن محمد» تحريف و الصواب عن بغية الطلب لابن العديم 1062/3.
2- عند ابن العديم: أبو بكر محمد بن الحسن بن سليم.
3- كذا، و في مختصر ابن منظور 292/3 حكم.

الجرمي، نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار، نا الهيثم بن خارجة، نا إسماعيل بن عياش، عن سليمان بن سليم الطلاع، عن يحيى بن جابر الطائي، عن معاوية بن حكيم، عن عمه حكم بن معاوية قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«لا شؤم، و قد يكون اليمن في المرأة و الدار و الفرس»[1370].

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن سليم، نا أبو العباس بن مردة، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن جعفر الطبري، أنشدني إسماعيل بن محمّد القاري، قال أنشدني بعض الفضلاء:

عفا اللّه عن هذا الزمان فإنه *** زمان عقوق و لا زمان حقوق

فكل صديق فيه غير موافق *** و كل رفيق فيه غير صدوق (1)

عفا على هذا الزمان و أهله *** و كل صديق فيه غير رفيق

236 - أحمد بن محمد بن يونس بن عمير

أبو جعفر الصّدفي الأباوردي (2) المعروف بالإسكاف

قدم دمشق و حدّث بها: عن أبي محمّد بن النحاس المصري، و أبي عبد اللّه محمّد بن الحسين بن يوسف الأصبهاني، و أبي منصور عبد الرّحمن بن عبد اللّه الطبري.

روى عنه: عبد العزيز الكتاني.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن الأباوردي الفقير المعروف بالإسكاف، نا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عمر بن محمّد، نا أبو بكر محمّد بن بشير الزبيري، نا محمّد بن بحر بن مطر، نا عبد الوهّاب - يعني ابن عطايا - نا ابن جريج عن عمرو بن دينار، عن نافع بن جبير، عن بشر بن سحيم (3) أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

ص: 475


1- على هامش الأصل فوق كلمة صدوق كتب: المحفوظ رفيق، صديق.
2- الأباوردي ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى بليدة بخراسان يقال لها باورد و يلحق بأولها الألف، و يقال لها أيضا: أبيورد، و هو الأشهر.
3- سحيم بضم السين مصغرا، عن تقريب التهذيب، له ترجمة في تهذيب التهذيب.

«لا يدخل الجنة إلاّ مؤمن، و أيّام التشريق أيّام أكل و شرب»[1371].

237 - أحمد بن محمّد بن أبي أحمد الجرجاني

تقدم ذكره في أوّل الكتاب.

238 - أحمد بن محمّد، أظنه ابن عبد الباقي

أبو مروان

حكى عن محمّد بن عائذ، و محمّد بن شعيب.

روى عنه: أبو بكر أحمد بن المعلى حكاية، تقدمت في بناء الجامع (1).

239 - أحمد بن محمّد بن التمار

روى عن سليمان بن عبد الرّحمن.

روى عنه: ابن سنان.

أخبرنا أبو الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين الغسّاني، أنا أبو الحسين علي بن طاهر النحوي، نا أحمد بن عبد الرّحمن الطرائفي، أنا أبو القاسم بن محمد الحافظ ، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن سنان، نا سليمان بن أيّوب بن حذلم (2)،و أحمد بن محمّد بن التمار، و أبو بكر عبد الرّحمن بن القاسم بن الرواس، و إسماعيل بن محمّد بن قيراط قالوا: نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا عثمان بن فائد (3)،نا جعفر بن برقان، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«إن العربية كلام أهل الجنة، و العربيّة كلام أهل السّماء، و كلامهم إذا وقفوا بين يدي اللّه عزّ و جل في الموقف»[1372].

كذا قال. و روى عنه أبو علي بن شعيب فقال: أحمد بن الحسين، و قد تقدم.

ص: 476


1- سقطت ترجمته من المختصر.
2- في تقريب التهذيب و التهذيب:«سليمان بن أيوب بن داود بن حذلم» و علي هامش التقريب: و في بعض نسخ النسائي: خديم بالخاء و الدال و الياء و الميم، و لعله محرف.
3- اضطرب رسمها بالأصل، و المثبت عن تقريب التهذيب. و في م: فايد.
240 - أحمد بن محمّد

أبو الحسن (1)

حدّث عن هشام بن عمّار.

روى عنه: أبو محمّد عبد اللّه بن عمر بن أحمد بن قرقر الحافظ .

أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الواحد بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب، حدثني أبو الفتح محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبّد الرّحمن الصوّاف المصري (2)-بلفظه - نا محمّد بن أحمد بن جميع، حدثني أبو محمّد عبد اللّه بن قرقر، حدثني أبو الحسن أحمد بن محمّد - دمشقي - نا هشام بن عمّار، نا عبد اللّه بن الحارث الجمحي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمرو، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«إن اللّه لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس، و لكن يقبض العلماء، حتى إذا لم يترك عالما اتّخذ الناس رءوسا جهالا، فإذا سئلوا أفتوا بغير علم فضلّوا و أضلّوا»[1373].

241 - أحمد بن محمّد العذري

حدّث عن: إبراهيم بن أيّوب الخوارزمي (3).

روى عنه: أبو الحسن محمّد بن نوح الجنديسابوري.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو غالب محمّد بن أحمد بن الحسين بن علي بن عثمان بن قريش القزّاز، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، نا عيسى بن علي بن عيسى - إملاء - نا أبو الحسن محمّد بن نوح الجنديسابوري، نا أحمد بن محمّد العذري الدّمشقي، نا إبراهيم بن الحواري (4)،نا بكّار بن شعيب، عن ابن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل بن سعد قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

ص: 477


1- سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور.
2- اضطرب إعجامها بالأصل، و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
3- كذا بالأصل، و في م: الحواري و في المختصر لابن منظور «الحوراني» و هو الصواب، و انظر سير أعلام النبلاء 383/11 و الأنساب.
4- كذا بالأصل و م، و انظر الحاشية السابقة.

«الناس كأسنان المشط ، و إنما يتفاضلون بالعافية، و لا خير في صحبة من لا يرى لك من الحقّ مثل الذي يرى له»[1374].

هذا هو أحمد بن محمّد بن أحمد بن سلامة و قد تقدّم ذكره.

242 - أحمد بن محمّد

242 - أحمد بن محمّد (1)

حكى عن عبد الصّمد بن يزيد المعروف بمردويه الصائغ (2).

حكى عنه: محمّد بن أحمد بن علي الرافقي (3).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن أسد البروجردي (4)،أنا أبو سعد علي بن عبد اللّه بن أبي صادق الحيري، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن باكويه الشيرازي، نا عبد العزيز بن الفضل، نا محمّد بن أحمد بن علي الرافقي - بنصيبين - نا أحمد بن محمّد الدّمشقي، نا مردويه الصّائغ، قال: سمعت الفضيل بن عياض يقول:

إن لكل شيء ديباجا و ديباج القرّاء ترك الغيبة.

243 - أحمد بن محمّد

أبو عمر الكلبي

حكى عن أحمد بن أبي الحواري.

روى عنه: أبو عبد اللّه بن منده.

أخبرنا أبو نصر محمّد بن حمد بن عبد اللّه الكبريتي، نا أحمد بن الفضل بن محمّد الباطرقاني - إملاء - قال: سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن إسحاق بن منده يقول:

سمعت أبا عمر أحمد بن محمّد الكلبي - بدمشق - يقول سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول:

ص: 478


1- سقطت الترجمة من مختصر ابن منظور.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 446/11 و فيها «الصائغ».
3- هذه النسبة إلى الرافقة، و هي الرقة، من بلاد الجزيرة بالشام.
4- هذه النسبة إلى بروجرد بلدة حسنة من بلاد الجبل على 18 فرسخا من همدان (الأنساب).

من مات على الإسلام و السنّة تقي (1) نقي، دخل الجنة.

و كان إذا جاءه قوم يسمعون منه مسألة سألهم إن كانوا من أهل السنّة حدّثهم، و إلاّ منعهم. و اللّه أعلم.

244 - أحمد بن محمّد

حكى عن أبي هاشم بن تبوك.

روى عنه إسماعيل بن أبي هاشم.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي الخطيب (2)،عن أبي طاهر مشرف بن علي بن الخضر بن عبد اللّه التمّار، أنا أبو أحمد عبد اللّه بن محمّد بن محمّد الدهّان - قراءة عليه - نا أحمد بن الحسن بن محمّد البردعي، نا أبو هريرة أحمد بن عبد اللّه بن أبي العصام العدوي، نا أبو القاسم إسماعيل بن أبي هاشم، حدثني أحمد بن محمّد الدّمشقي، قال: دخلت على أبي هاشم بن تبوك في السّاعة التي قبض فيها فقلت: كيف تجدك يا أبا هاشم ؟ قال فقال لي:

النفس في بدني ما عشت جارية *** و سوف يأخذها مني معيريها

بينا بجهدي أداريها و ألطفها *** حتى توافيها من لا يدانيها

فقمت عنه، فلما صار إلى عتبة الباب، قضى.

245 - أحمد بن محمّد و يقال محمّد بن أحمد

أبو عبد اللّه الواسطي الكاتب

كان كاتب أحمد بن طولون، فلما استولى أبو الجيش خمارويه بن طولون على الإمرة وقعت بينهما وحشة، فكتب أبو عبد اللّه الواسطي إلى أبي العباس المعتضد أشعارا يحرّضه فيها على قتال أبي الجيش.

قرأت (3) بخطّ أبي الحسين الرازي: قال أحمد بن يوسف: اجتمع الحسن بن

ص: 479


1- كذا بالأصل «تقي نقي».
2- كذا، و يريد أنه خطيب مدينة صور و إمامها.
3- الخبر في بغية الطلب لابن العديم 1112/3 و مختصر ابن منظور 293/3.

مهاجر، و أحمد بن محمّد الواسطي للغد من يوم مات أحمد بن طولون على أخذ البيعة لأبي الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون، فبدءوا بالعباس بن أحمد بن طولون قبل سائر الناس لأنه أخوه و أكبر منه سنا، فوجّهوا إليه عدّة من خواص خدم أبيه يستحضرونه لرأي رأوه، فلما وافى العباس قامت الجماعة إليه، و صدّروه، و أبو الجيش داخل قاعد في صدر مجلس أبيه، فعزّاه الواسطي و بكى و بكت الجماعة، ثم أحضر المصحف، و قال الواسطي للعباس: تبايع أخاك، فقال العباس: أبو الجيش فديته ابني و ليس يسومني هذا، و من المحال أن يكون أحد أشفق عليه مني، فقال الواسطي: ما أصلحتك هذه المحنة، أبو الجيش أميرك و سيّدك و من استحق بحسن طاعته لك التقديم عليك، فلم يبايع العباس، فقام طبارجي و سعد الأيسر فأخذا سيفه و منطقته و عدلا به إلى حجرة من الميدان، فلم يخرج منها إلاّ ميتا، و بايع الناس كلهم لأبي الجيش و أعطاهم البيعة، و أخرج مالا عظيما ففرقه على الأولياء و سائر الناس، و صحّت البيعة لأبي الجيش يوم الاثنين لاثنتي عشرة خلت من ذي القعدة سنة سبعين و مائتين.

قال (1):و هذا ما كتب به أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد الواسطي الكاتب، إلى أبي العباس أحمد بن الموفق باللّه يستحثّه على حرب أبي الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون، و الخروج إليه قبل وقعة الطواحين (2) بأيام، و بعد انصراف إسحاق بن كنداجيق، و محمّد بن أبي الساج (3)،و جعفر بن يعامردي (4)،و العساكر معه عنه:

يا أيها الملك المرهوب جانبه *** شمّر ذيول السرى فالأمر قد قربا

كم ذا الجلوس و لم يجلس عدوكم *** عن النهوض لقد أصبحتم عجبا

لا تقعدن على التقريظ (5) معتكفا *** و اشدد فقد قال جلّ الناس: قد رهبا

ليس المريد لما أصبحت تطلبه *** إلاّ المشمّر عن ساق و إن لغبا

ص: 480


1- القائل هو أحمد بن يوسف.
2- موضع قرب الرملة من أرض فلسطين بالشام كانت عنده الوقعة المشهورة بين خمارويه بن طولون و المعتضد باللّه سنة 271 انصرف كل منهما مغلولا، كانت أولا على خمارويه ثم كانت على المعتضد. (معجم البلدان).
3- عن ابن العديم 1113/3 بالأصل السياج.
4- في ابن العديم: يغامردي.
5- ابن العديم و المختصر: التفريط .

فإن نصبت فعقبى ما نصبت له *** ملك تشاد معاليه لمن نصبا

طال انتظاري لغوث منك آمله *** و ما أرى منك ما أصبحت مرتقبا

و لو علمت يقين العلم من خبري *** و ما نهضت له في اللّه محتسبا

لسرت نحو امرئ قد جدّ مجتهدا *** حتى يكون لما يبغونه (1) سببا

أجاد مروان في بيت أراد به *** وجه (2) الصواب و ما أخطأ و ما كذبا

إذ قال حين رأى الدنيا تميد بهم *** بعد الهدوّ و كان الحبل منقضبا:

إني أرى فتنا تغلي مراجلها *** فالملك بعد أبي ليلى (3) لمن غلبا

و له إليه أيضا (4):

قل للأمير ابن الموفّق للهدى *** حتّام عن أهل الضلالة يطرق

جرّد خيول العزم هذا وقتها *** و أخو العزيمة في الخطوب محقق

أصدق بني الأعداء ضربا وقعه *** ينبي الطلى قدما فمثلك يصدق

هذا و أنت أبو الفتوح و أمّها *** و أخو الحروب غداة تحمي الفيلق

لا تجزعنّ فقد جرى لك سانحا *** طير السعادة بالبشارة ينطق

و لقد هتكت جموعهم لك عنوة (5) *** و كشفت رأسي حين خان (6) المصدق

و حسرت جلباب التستر ساحبا *** ذيل النصيحة و النصيح يصدق

و جمعت من صيد القبائل جحفلا *** لو رام يأجوجا إذا لتمزقوا

فأقمت سوقا للضراب بجادها (7) *** بيض الصفائح و الوشيح الأزرق

فالبيض من ظمأ تعج ظماءها *** و لطالما ظلت بها لا تشرق

قد جردت للضرب دون موفق (8) *** أعداؤه في نكثهم ما وفقوا

ص: 481


1- كذا بالأصل و المختصر، و في ابن العديم: تسعونه.
2- ابن العديم و المختصر: عين.
3- يعني: معاوية بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، و لم تطل مدته قيل بقي أربعين يوما و قيل شهرين و قيل أكثر انظر مروج الذهب.
4- الأبيات في بغية الطلب لابن العديم 1114/3.
5- ابن العديم: عنده.
6- ابن العديم: حان.
7- ابن العديم: تجارها.
8- «دون موفق» عن ابن العديم و رسمها غير واضح بالأصل.

بيضاء مصلقة (1) فليت متونها *** بدماء من نكث العهود تخلق

و سنعيد ذكره في باب محمّد بن أحمد.

246 - أحمد بن محمّد الأنصاري الجبيلي

246 - أحمد بن محمّد الأنصاري الجبيلي (2)

حدّث عن أحمد بن إبراهيم، و الفضل بن زياد القطان.

روى عنه: أبو بكر محمّد بن عثمان بن سعيد، و يقال ابن معبد الصيداوي، و أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد الكندي ابن بنت عرس.

حدّثنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد، نا أبو نصر بن الجبّان، نا الحسين بن إبراهيم بن جابر، نا أبو بكر محمّد بن عثمان بن سعيد - بصيدا - نا أحمد بن محمّد الجبيلي، نا أحمد بن إبراهيم، نا غندر محمّد بن جعفر، عن أبي عوانة عن كعب الأحبار قال: خرج (3) بنو يعقوب صلى اللّه عليه و سلم [فرأوا ذئبا، فساقوه] (4) فقالوا: يا أبانا هذا الذي أكل أخانا، قال: حلّوا عنه كتافه، فقال له يعقوب عليه السلام: أكلت حبيبي يوسف ؟ فقال: معاذ اللّه يا نبي اللّه، أ لست تعلم أنه محرّم علينا لحوم الأنبياء؟ قال: صدقت، فمن أين جئت ؟ قال: من مصر، قال: و إلى أين تريد؟ قال: إلى خراسان، قال: و في ما ذا تمر؟ قال: في زيارة أخ لي، قال: و ما بلغك فيه ؟ قال: حدثني أبي عن جدي عن الأنبياء السالفين: أنه من زار أخا له في اللّه كتب اللّه له ألف ألف حسنة، و محا عنه ألف ألف سيئة. فقال يعقوب لبنيه: اكتبوا هذا الحديث من الذئب، فقال: معاذ اللّه أن أملي عليهم لأنهم كذبوا عليّ ، و قالوا عليّ ما لم أقل. و صوابه:

أفعل.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الحسين عبد اللّه بن أحمد بن عمرو بن معاذ العنسي (5)-بداريا - أنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد

ص: 482


1- عن ابن العديم و بالأصل «معلقة».
2- سقطت ترجمته من المختصر. و الجبيلي هذه النسبة إلى جبيل و هي بلدة من بلاد ساحل الشام. و في م: الحنبلي.
3- بالأصل و م خرجوا.
4- ما بين معكوفتين زيادة عن تهذيب ابن عساكر 88/2.
5- بالأصل «العبسي» و الصواب العنسي، انظر تاريخ داريا ص 116.

الكندي، نا أحمد بن محمّد الأنصاري - بجبيل - نا الفضل بن زياد القطان، نا أحمد بن حنبل (1)،نا عبد الرزّاق، عن معمر، عن الزّهري، عن سالم بن عبد اللّه، عن أبيه، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش: أين من له عند اللّه حق» قلنا: يا رسول اللّه و من له على اللّه حق ؟ قال:«من أحبّ أبا بكر و عمر و عثمان و من لم يفضّل عليهم أحد»[1375].

غريب جدا، و العهدة فيه على الجبيلي. رحمه اللّه تعالى.

247 - أحمد بن محمّد العطار

روى عنه الحسين بن علي بن يزيد الصدائي.

روى عنه: أبو بكر محمد بن أحمد بن محمّد بن يعقوب المفيد.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي - و نقلته من خطه - أنا أبو علي جميل بن يوسف بن إسماعيل المادرائي (2)-ببانياس - نا القاضي أبو الحسن محمّد بن القاضي أبي جعفر (3)محمّد بن حامد بن بنيق - بمادرايا - حدّثني أبي أبو جعفر، حدّثني أبي أبو جعفر، حدّثني أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد بن يعقوب، المعروف بابن المارستان الجرجرائي، نا محمّد بن جعفر البزّاز - بحلب - و محمّد بن السمط بن الأسدي، و أحمد بن محمّد العطار الدمشقي، قالوا: نا الحسين بن علي بن يزيد الصّدائي، نا أبي علي بن يزيد الصّدّائي عن زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، عن البراء قال: بينما نحن مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في سفر إذا أعرابي يدعو: يا محمّد بصوت جهوري فقلنا له:

اغضض من صوتك كما أمرت، فلم يفعل حتى لحق به أو حبس عليه فقال: يا رسول اللّه رجل أحبّ قوما لم يلحق بهم و لم يعمل مثل أعمالهم قال:«المرء مع من أحب»[1376].

ص: 483


1- إعجامها غير واضح بالأصل، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في تهذيب التهذيب.
2- كذا بالأصل و هذه النسبة إلى «مادرايا» و الصواب في النسبة إليها مادرائي. و مادرايا قرية فوق واسط من أعمال فم الصلح مقابل نهر سائس (معجم البلدان) و قال السمعاني: و ظني أنها من أعمال البصرة.
3- كذا مكررة بالأصل.

قال المفيد: هذا الحديث ممّا تفرد بروايته علي بن يزيد بن إسحاق و لم [يروه] (1)عنه إلاّ ابنه الحسين. لعل محمّد بن أحمد بن عمّارة العطار وهم فيه بعض الرواة، و اللّه أعلم.

248 - أحمد بن محمّد العورصي

248 - أحمد بن محمّد العورصي (2)

حدّث بدمشق عن بعض أهل العلم.

قرأت بخطّ أبي محمّد بن الأكفاني، و ذكر أنه وجد ذلك بخط بعض أصحاب الحديث في تسمية من سمع منه بدمشق إلى سلخ سنة ثلاث عشرة و ثلاثمائة أحمد بن محمّد العورصي غريب حاجّ .

249 - أحمد بن محمّد

أبو النمر السّلمي القلانسي (3)

حدّث عن أبي بكر محمّد بن إبراهيم بن المنذر الفقيه.

روى عنه أبو الحسين عبد الوهّاب الكلابي.

250 - أحمد بن محمّد

أبو القاسم المؤذن

حدّث عن جعفر بن أحمد بن عاصم بن الروّاس.

روى عنه أبو طاهر الحسين بن محمّد بن عامر بن أحمد بن خراشة المقرئ.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي الصّقر، أنا أبو طاهر الحسين بن محمّد بن عامر بن خراشة المقرئ - بدمشق - نا أبو القاسم أحمد بن محمّد المؤذن، أخبرني جعفر بن محمّد الروّاس، نا محمود بن خالد، نا الوليد بن مسلم، أخبرني ابن ثوبان (4) عن حسان بن عطية، عن أبي كبشة

ص: 484


1- سقطت من الأصل و استدراكها عن م.
2- سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور.
3- سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور.
4- كذا و الذي يروي عن حسان بن عطية هو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، انظر ترجمة حسان في تهذيب التهذيب.

السّلولي (1)،عن ثوبان مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«سدّدوا و قاربوا، و خير أعمالكم الصّلاة، و لا يحافظ على الوضوء و الصّلاة إلاّ مؤمن»[1377].

الصواب: جعفر بن أحمد.

أخبرتنا به عاليا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور سبط بحرويه، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا شريح بن موسى و زهير فرقهما قالا: نا الوليد بن مسلم، نا ابن ثوبان حدّثني حسان بن عطية أن أبا كبشة السّلولي حدّثه أنه سمع ثوبان يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - و في حديث زهير: مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:- «سدّدوا و قاربوا، و اعلموا أن خير أعمالكم الصّلاة، و لا يحافظ على الوضوء إلاّ مؤمن»[1378].

251 - أحمد بن محمّد و يقال محمّد بن أحمد بن محمّد

أبو بكر المقرئ المعروف بالبيساني (2)(3)

قرأ بدمشق القرآن العظيم بحرف ابن عامر.

ذكره أبو علي أحمد بن محمّد بن أحمد الأصبهاني المقرئ نزيل دمشق فيما قرأته بخطه.

252 - أحمد بن محمّد

أبو العباس البعلبكي الأديب المعروف بالشتوي (4)

حدّث عن الحسن بن عبد اللّه بن سعيد الكندي الفقيه.

روى عنه: عبد الرّحمن بن محمّد بن محمّد بن أحمد بن سعيد البخاري.

ص: 485


1- ضبطت عن تقريب التهذيب بفتح المهملة و تخفيف اللام.
2- ترجم له في طبقات القراء 136/1 و كناه: أبا محمد.
3- البيساني ضبطت عن الأنساب و هذه النسبة إلى بيسان من بلاد الغور من الأردن بين الشام و فلسطين.
4- سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور.
253 - أحمد بن محمّد أظنه ابن علي

حكى عن أحمد بن محمّد التميمي، و أبي عمر صاحب ثعلب.

حكى عنه أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن بالويه الشيرازي، و أبو عياض أحمد بن محمّد بن يعقوب.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن الحسن البروجردي، أنا أبو سعد علي بن عبد اللّه بن أبي صادق الحيري (1)-بنيسابور - أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن بالويه، نا أحمد بن محمّد الدّمشقي، نا أحمد بن محمّد التميمي، نا أحمد بن عيسى قال: سمعت يحيى بن معاذ يقول: لا تعذب نفسك بترك الحلال فتجرك إلى الحرام.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي الصوري، أنا أبو محمّد القاسم بن المبارك بن مسلمة التنّيسي السعدي - بصور - أنا القاضي أبو الحسن محمّد بن علي بن محمّد بن عبد اللّه بن صخر الأزدي - بمكة - أخبرني أبو عياض أحمد بن محمّد بن يعقوب قال:

سمعت أحمد بن محمّد الدّمشقي يقول: سمعت أبا عمر (2) يقول: سمعت أبا العباس ثعلب يقول: سمعت أعرابيا يقول: سئل الأحنف بن قيس: أنت أحكم (3) أو معاوية ؟ فقال: معاوية يحكم (4) عن مقدرة، و إن أنا سفهت على إنسان ضربني.

254 - أحمد بن محمّد

أبو العباس البسطامي (5) القاضي

قدم دمشق، و حدّث بها سنة أربع و عشرين و أربعمائة: عن أبي سليمان الخطّابي، و أبي حفص عمر بن أحمد بن محمّد بن عمر الحوري (6)،و أبي محمّد عبد اللّه بن

ص: 486


1- هذه النسبة إلى حيرة، من محال نيسابور.
2- بالأصل «عمير» خطأ، و هو أبو عمر الزاهد البغدادي غلام ثعلب، و اسمه محمد بن عبد الواحد بن أبي هاشم انظر سير أعلام النبلاء 508/15.
3- كذا بالأصل و على هامشه:«لعله باللام» يعني «أحلم» و في مختصر ابن منظور «أحلم».
4- في مختصر ابن منظور: يحلم.
5- ضبطت عن معجم البلدان و اللباب، هذه النسبة إلى بسطام و جزما أنها بالكسر، و هي بلدة بقومس مشهورة.
6- هذه النسبة إلى حورة و هي من قرى الرقة قريبة منها.

محمّد بن زياد السّمذي (1) العدل، و علي بن عبد اللّه القرميسيني، و أبي الحسن علي بن عيسى الرّمّاني النحوي، و أبي الحسين الخفّاف، و بشر بن أحمد الأسفرايني، و أبي محمّد عبيد اللّه بن علي الجرادي، و أبي محمّد المجلدي و الجوزقي.

روى عنه: عبد العزيز بن أحمد، و أبو القاسم عبد الرّحمن بن بكران الدّربندي المقرئ، و حيدرة بن علي بن إبراهيم الأنطاكي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا القاضي أبو العباس أحمد بن محمّد البسطامي - قدم علينا قراءة عليه - نا أبو سليمان حمد بن عبد اللّه الخطّابي، نا أبو بكر محمّد بن بكر، نا أبو داود سليمان بن الأشعث، نا محمّد بن العلاء، نا أبو أسامة، نا عمر بن حمزة، نا سالم بن عبد اللّه، عن أبيه قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من استطاع منكم أن يكون مثل صاحب فرق الأرز فليكن مثله» قالوا: و من صاحب الأرز يا رسول اللّه ؟ فذكر حديث الغار بطوله... سلط عليهم الجبل، فقال كل واحد منهم: اذكروا أحسن أعمالكم، فقال الثالث: إني استأجرت أجيرا بفرق أرز فلما أمسيت عرضت عليه حقّه فأبى أن يأخذه، و ذهب، فثمّرته له حتى جمعت له بقرا و رعاها فلقيني فقال: اعطني حقّي، فقلت: اذهب إلى تلك البقر و رعائها فخذها فذهب فاستقاها[1379].

أخبرناه عاليا أبو غالب محمّد بن الحسن الماوردي، و أبو القاسم عبد الملك بن عبد اللّه بن داود المقرئ، قالا: أنا أبو علي علي بن أحمد البسري، نا أبو علي محمّد بن أحمد اللؤلؤي، نا أبو داود. فذكره.

255 - أحمد بن محمّد

أبو الحسين الحرمي (2)

سمع بدمشق: أبا عبد اللّه جعفر بن محمّد المغربي.

روى عنه أبو بكر الخطيب الحافظ .

ص: 487


1- ضبطت عن الأنساب، و بالأصل «السمذي» و هذه النسبة إلى السمذ و هو نوع من الخبز الأبيض الذي تعمله الأكاسرة و الملوك.
2- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى حرم اللّه تعالى إما لولادة به، أو لسكناه. و ترجم له ترجمة قصيرة.
256 - أحمد بن محمّد

أبو العباس البصري البدجاني

حكى بأطرابلس عن القاضي أبي العباس أحمد بن محمّد العامري.

سمع منه أبو الحسن بن منقذ في سنة أربع و ستين و أربعمائة.

قرأت بخط أبي الحسين علي بن المقلد بن نصر بن منقذ، أنشدني القاضي أبو العباس أحمد بن محمّد البدجاني البصري لنفسه:

يقولون: زرنا، و اقض و اجب حقنا *** و قد اسقطت حالي حقوقهم عني

إذا نظروا حالي و لم يأنفوا لها *** و لم يأنفوا منها أنفت لهم مني

257 - أحمد بن مامويه

257 - أحمد بن مامويه (1)

أبو الحسن المقرئ

قرأ القرآن العظيم بحرف ابن عامر على هشام بن عمّار بدمشق (2).

ذكر أبو علي أحمد بن محمّد الأصبهاني نزيل دمشق فيما قرأته بخطه، و اللّه تعالى أعلم (3).

258 - أحمد بن محبوب بن سليمان

أبو الحسن البغدادي ثم الرّملي الفقيه

يعرف بغلام أبي الأديان

سمع أبا عقيل أنس بن مسلم الخولاني - بأطرابلس - و عبد اللّه بن محمّد بن نصر بن طويط الرّملي، و أبا مسلم إبراهيم بن عبد اللّه الكجّي، و أبا صالح القاسم بن الليث الرسعني، و محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، و محمّد بن يحيى المروزي، و أبا خليفة الجمحي.

روى عنه: الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ و سمع منه بمكة، و أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن جهضم، و أبو العباس أحمد بن محمّد بن الحاجّ الإشبيلي، و أبو الحسن

ص: 488


1- بالأصل «ماهويه» و الصواب عن طبقات القراء 98/1 و 128 و فيه: أحمد بن محمد بن مامويه.
2- زيد في طبقات القراء: و ابن ذكوان.
3- في طبقات القراء 128/1 قرأ عليه أبو بكر محمد بن أحمد بن عمر الداجوني و نسبه و كنّاه قال: و لا نعلم أحدا روى عنه غيره.

أسلم بن إبراهيم بن كليب السّلمي الحرّاني، و أبو محمّد الحسن بن إسماعيل الضرّاب (1)،و عبد الصمد بن زهير بن أبي جرادة الحلبي.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو منصور أحمد بن علي الدامغاني - نزيل بيهق - و أبو سعد الماليني قالا: أنا أبو أحمد بن عدي (2) الحافظ ، أنا أبو عقيل أنس بن سلم بن الحسن الخولاني - بأطرابلس - نا عبيد بن رزيق (3) أبو عبيدة (4) الألهاني قال: سمعت إسماعيل بن عياش يقول: حدّثنا محمّد بن زياد الألهاني عن أبي أمامة الباهلي قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«من علّم عبدا آية من كتاب اللّه فهو مولاه، لا ينبغي له أن يخذله، و لا يستأثر عليه؛ فإن هو فعل فصم (5) عروة من عرى الإسلام»[1380].

و في رواية الماليني:«من علّم رجلا».

و قال أبو أحمد: و هذا الحديث يتفرد به عبيد بن رزيق (6) هذا عن إسماعيل.

قال: و أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو الحسن أحمد بن محبوب الرّملي - بمكة - نا أبو عقيل أنس بن مالك الخولاني - بأطرابلس - فذكره بإسناده مثله، و قال:«من علّم عبدا».

الصواب أنس بن السلم، كما في رواية ابن عدي.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو الحسن أحمد بن محبوب الرملي - بمكة - نا عبد اللّه بن محمّد بن نصر الرملي، نا محمّد بن يحيى بن أبي عمر العدني، نا عبد العزيز بن محمّد بن أبي سهل عم مالك، عن طاوس، عن ابن عباس أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«ليس على المعتكف صيام إلاّ أن يجعله على نفسه»[1381].

ص: 489


1- ضبطت عن التبصير 845/3.
2- بالأصل «علي» و الصواب ما أثبت، انظر الكامل لابن عدي 296/1.
3- عن التبصير 602/2 و الأنساب (الألهاني) و بالأصل و ابن عدي «رزين».
4- في التبصير و الأنساب أن الذي يروي عن إسماعيل بن عياش: أبو عبد اللّه رزيق.
5- الأصل و المختصر، و في ابن عدي:«قصم» بالقاف.
6- عن التبصير 602/2 و الأنساب (الألهاني) و بالأصل و ابن عدي «رزين».

قال البيهقي: تفرد به عبد اللّه بن محمّد بن نصر الرملي، نا محمّد بن يحيى هذا - يعني مرفوعا.

أخبرنا خالي أبو المعالي محمد بن يحيى القاضي، أنا علي بن الحسن بن الحسين الخلعي، أنا أبو العباس بن الحاج، أنا أبو الحسن أحمد بن محبوب بن سليمان الرملي، نا أبو مسلم إبراهيم بن عبد اللّه، نا أبو عاصم، عن أيمن بن نابل، عن قدامة بن عبد اللّه، قال: رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم على ناقة صهباء يرمي الجمرة لا ضرب و لا طرد و لا جلد و لا إليك إليك.

أخبرناه عاليا أبو عبد اللّه الفراوي و جماعة قالوا: أنا أبو حفص بن مسرور، نا أبو عمرو بن نجيد، أنا أبو مسلم الكجّي، عن أبي عاصم، عن أيمن بن نابل، عن قدامة بن عبد اللّه قال: رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم على ناقة صهباء يرمي الجمرة لا ضرب و لا طرد و لا جلد و لا إليك إليك.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن خيرون قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):أحمد بن محبوب بن سليمان، أبو الحسن الفقيه الصّوفي يعرف بغلام أبي الأديان. و كان أبو الأديان من شيوخ الصّوفية، سمع أحمد بن محبوب: أبا مسلم الكجّي، و محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، و محمّد بن يحيى المروزي، و محمّد بن يوسف بن التركي (2)،و الحسن بن علي بن المتوكل، و محمّد بن الحسين بن (3)الأنماطي، و أبا السري محمّد بن نعيم الأنصاري و أبا برزة الحاسب، و يوسف بن يعقوب القاضي، و محمّد بن عبد اللّه الحضرمي، و أبا خليفة الجمحي، و غيرهم من شيوخ الشام و مصر.

حدّثنا عنه محمّد بن أحمد بن إسحاق البزار (4)،و كان ثقة. سكن مكّة و حدّث بها. بلغني أن أحمد بن محبوب مات بمدينة الرسول صلى اللّه عليه و سلم و دفن بها في سنة سبع و خمسين و ثلاثمائة.

ص: 490


1- تاريخ بغداد 172/5.
2- تاريخ بغداد: البركي.
3- سقطت «بن» من تاريخ بغداد.
4- تاريخ بغداد: البزاز.

الفهرس

1 - أحمد بن عتبة بن مكين أبو العباس السلامي الجوبري المطرز الأطروش الأحمر 3

ذكر من اسم أبيه عثمان

2 - أحمد بن عثمان بن إبراهيم أبو بكر البغدادي الغلفي 5

3 - أحمد بن عثمان بن سعيد بن أبي يحيى أبو بكر بن أبي سعيد - و يقال: ابن أبي سعد، الأحول يعرف بكرنيب 6

4 - أحمد بن عثمان بن عبد الرّحمن أبو عبد الرّحمن النسوي 7

5 - أحمد بن عثمان بن الفضل، و يقال: ابن أبي الفضل بن بكر أبو بكر الربعي البغداذي المقرئ المعروف: بغلام السّبّاك 9

6 - أحمد بن عثمان بن يحيى بن عمرو بن بيان بن فروخ أبو الحسين البغدادي المقرئ العطشي البزاز المعروف بالأدمي 11

7 - أحمد بن عثمان بن البقال أبو سعيد البغداذي الفقيه 14

8 - أحمد بن عطاء بن أحمد بن محمد بن عطاء أبو عبد اللّه الروذباري الصوفي 16

9 - أحمد بن عقيل بن محمد بن علي بن أحمد بن رافع أبو الفتح بن أبي الفضل القسي الفارسي المعروف بابن أبي الحوافر 23

ذكر من اسم أبيه علي من الأحمدين 10 - أحمد بن علي بن أحمد بن عمر بن موسى أبو الحسن البصري 25

11 - أحمد بن علي بن أحمد أبو العباس البصري 26

12 - أحمد بن علي بن أحمد بن صالح بن الحسن و يقال ابن علي بن منصور أبو الحسين الطائي المعروف بابن الزيات 27

ص: 491

13 - أحمد بن علي بن أحمد بن سعيد بن بكران بن شعيب بن ليث أبو الحسين بن الأرتاحي التغلبي القاضي النيربي 28

15 - أحمد بن علي بن إسحاق أبو حامد الجرجاني الحافظ 29

16 - أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي أبو بكر بن أبي الحسن الخطيب البغدادي الفقيه الحافظ 31

17 - أحمد بن علي بن جعفر بن محمد أبو بكر الحلبي الورّاق المعروف بالواصلي 41

18 - أحمد بن علي بن الحسن بن محمد بن شاهمرد أبو عمرو الصيرفي الفقيه البصري المعروف بابن خميرة. و يقال: ابن خميرويه 43

19 - أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان أبو حامد المقرئ التاجر المعروف بالحسنوي النيسابوري 45

20 - أحمد بن علي بن الحسن أبو بكر الأطرابلسي يعرف بابن أبي السنديان 49

21 - أحمد بن علي بن الحسن أبو منصور الأسدآباذي المقرئ 50

22 - أحمد بن علي بن الحسن بن أبي الفضل أبو نصر بن الكفرطابي المقرئ 51

23 - أحمد بن علي بن الحسين أبو علي الخياط 52

24 - أحمد بن علي بن الحسين بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن جعفر ابن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب؛ العلوي 53

25 - أحمد بن علي بن الحسين أبو زرعة الرازي 53

26 - أحمد بن علي بن الحسين أبو العباس الطبري الغازي 54

27 - أحمد بن علي بن الحسين بن زيد أبو الحسين بن أبي الحسن المعروف بابن الكوفي العطار 55

28 - أحمد بن علي بن سعيد بن إبراهيم أبو بكر الأموي من أنفسهم، المروزي القاضي 55

29 - أحمد بن علي بن طاهر أبو البركات البغداذي المقرئ المعروف بابن القيّار 59

30 - أحمد بن علي بن عبد اللّه بن محمد بن مهران أبو جعفر الكوفي 59

31 - أحمد بن علي بن عبد اللّه بن سعيد بن أحمد أبو الخير الكلفي الحمصي الحافظ 60

32 - أحمد بن علي بن عبيد اللّه بن علي أبو نصر السّلمي الدينوري الصوفي المقرئ 62

33 - أحمد بن علي بن الفرج أبو بكر الحلبي الحبّال الصوفي 65

34 - أحمد بن علي بن الفضل بن طاهر بن الحسين بن جعفر بن الفضل بن جعفر ابن موسى بن الفرات أبو الفضل 66

ص: 492

35 - أحمد بن علي بن محمد بن بطّة أبو بكر البغدادي الأديب 68

36 - أحمد بن علي بن محمد أبو الحسين الدولابي البغداذي الخلاّل 5

37 - أحمد بن علي بن محمد أبو عبد اللّه النحوي الرماني المعروف بالشرابي، الأديب 70

38 - أحمد بن علي بن محمد بن الحسين بن عبيد اللّه بن الحسين بن إبراهيم ابن علي بن عبيد اللّه بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو الحسين بن أبي القاسم بن أبي عبد اللّه الحسيني النصيبي 71

39 - أحمد بن علي بن مسلم أبو العباس الأبار الخيوطي، النخشبي، ثم البغداذي 72

40 - أحمد بن علي بن الهيثم 75

41 - أحمد بن علي بن يزيد أبو جعفر العكبري السوادي و يعرف بخسرو 76

42 - أحمد بن علي بن يحيى بن العباس أبو منصور الأسدآباذي الأديب 77

43 - أحمد بن علي بن يعقوب أبو الحسين النصري المقرئ 80

44 - أحمد بن علي بن يوسف أبو بكر الخرّاز المري 80

45 - أحمد بن علي - أظنه أبا عمر - الصوفي 81

46 - أحمد بن علي أبو العباس السكري 82

47 - أحمد بن علي أبو بكر المروروذي الصفّار 82

48 - أحمد بن علي أبو الحسين الموصلي الجوهري المقرئ الأديب 83

49 - أحمد بن عمار بن نصير السلمي أخو هشام بن عمّار 84

50 - أحمد بن عمّار أبو بكر الأسدي 85

51 - أحمد بن أبي عمران أبو الفضل الهروي الصوفي 87

ذكر من اسم أبيه عمر من الأحمدين 52 - أحمد بن عمر بن أبان بن الوليد بن شداد أبو جعفر الفارسي 90

53 - أحمد بن عمر بن الأشعث، و يقال ابن أبي الأشعث أبو بكر السمرقندي 91

54 - أحمد بن عمر بن العباس بن الوليد بن سليمان بن الوليد المعروف بابن الجليد 92

55 - أحمد بن عمر بن عطية أبو الحسين الصقلّي المقرئ المؤدب 93

56- أحمد بن عمر بن محمد بن خرّشيد، قوله أبو علي الأصبهاني 94

57 - أحمد بن عمر بن موسى بن زنجويه أبو العباس البغدادي المخرمي القطان 96

58 - أحمد بن عمر أبو علي بن الهلالي 99

ذكر من اسم أبيه عمرو من الأحمدين

59 - أحمد بن عمرو بن أحمد بن معاذ أبو الحسن العبسي الداراني 100

ص: 493

60 - أحمد بن عمرو بن إسماعيل بن عمر أبو جعفر الفارسي المقعد الوراق 101

61 - أحمد بن عمرو بن جابر أبو بكر الطحّان الحافظ 102

62 - أحمد بن عمرو بن الضحاك أبي عاصم النبيل بن مخلد بن مسلم بن رافع ابن رفيع أبو بكر الشيباني، الفقيه القاضي 104

63 - أحمد بن عمرو البغداذي المعروف بالرومي 107

64 - أحمد بن عمرو أبو الفرج 108

65 - أحمد بن عمير بن يوسف بن موسى بن جوصا أبو الحسن الحافظ 109

66 - أحمد بن عون اللّه بن حدير أبو جعفر الأندلسي القرطبي 177

67 - أحمد بن العلاء بن هلال بن عمر أبو عبد الرّحمن الرقّي القاضي أخو هلال بن العلاء 120

ذكر من اسم أبيه عيسى من الأحمدين

68 - أحمد بن عيسى بن علي بن ماهان أبو جعفر الرازي المعروف بالجوّال 127

69 - أحمد بن عيسى بن يوسف أبو جعفر 128

70 - أحمد بن عيسى أبو سعيد الخراز الصوفي البغدادي 129

71 - أحمد بن عيسى أبو جعفر القمّي 144

حرف الغين في آباء الأحمدين 72 - أحمد بن غارم بن نيار أبو حامد البخاري 145

73 - أحمد - و يقال محمد - بن الغمر و يقال - ابن أبي الغمر - الدمشقي 145

74 - أحمد بن الغمر بن أبي حماد أبو عمر - و يقال: أبو عمرو - الحمصي 147

حرف الفاء في آباء الأحمدين 75 - أحمد بن فارس بن أحمد أبو بكر القرشي 150

76 - أحمد بن الفرات بن خالد أبو مسعود الضبّي الرازي الحافظ 150

77 - أحمد بن الفرج بن سليمان أبو عتبة الكندي الحمصي المعروف بالحجازي المؤذن 158

78 - أحمد بن فضالة بن الصّقر بن فضالة 163

79 - أحمد بن الفضل بن العباس أبو بكر البهراني الدينوري المطوعي 164

80 - أحمد بن الفضل بن عبيد اللّه أبو جعفر الصائع 166

81 - أحمد بن فياض بن إسماعيل بن الفياض بن عبد الرّحمن أبو جعفر القرشي 168

82 - أحمد بن الفيض 169

ص: 494

حرف القاف في آباء الأحمدين 83 - أحمد بن القاسم بن عبيد اللّه بن مهدي أبو الفرج البغدادي ابن الخشّاب الحافظ 170

84 - أحمد بن القاسم بن عبد الوهاب بن أبان بن خلف أبو الحسن الجمحي أخو جمح بن القاسم المؤذن 172

85 - أحمد بن القاسم بن عطية أبو بكر الرازي البزاز الحافظ 172

86 - أحمد بن القاسم بن معروف أبي نصر بن حبيب بن أبان أبو بكر التميمي 174

87 - أحمد بن القاسم بن يوسف بن فارس بن سوار أبو عبد اللّه الميانجي القاضي أخو يوسف بن القاسم 175

حرف الكاف في آباء الأحمدين 88 - أحمد بن كثير أحد الصالحين 177

89 - أحمد بن كعب بن خريم أبو جعفر المري 178

90 - أحمد بن كليب الطرسوسي 179

91 - أحمد بن كيغلغ أبو العباس 179

حرف اللام في آباء الأحمدين 92 - أحمد بن لبيب بن عبد المنعم، أبو قابوس - و يقال: أبو الفتح - البزاز المعدل 181

93 - أحمد بن أبي الليث المصري 182

حرف الميم في آباء الأحمدين من اسم أبيه محمّد مع مراعاة أسماء الأجداد من الأحمدين 94 - أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي كلثم سلامة بن بشر ابن بديل أبو بكر العذري 183

95 - أحمد بن محمد أبو بكر الكوفي الكندي المصيصي ثم الصيداوي 183

96 - أحمد بن محمد بن أحمد بن الربيع بن يزيد بن معيوف أبو الحسن الهمداني 184

97 - أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الرّحمن بن يحيى بن جميع أبو بكر الغساني الصيداوي العابد والد أبي الحسين 185

98 - أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسن بن سعيد أبو علي الأصبهاني المقرئ 187

99 - أحمد بن محمد بن أحمد بن سلمة أبو بكر بن أبي العباس الغساني المعروف بابن شرّام النحوي 189

ص: 495

100 - أحمد بن محمد بن أحمد أبو الحسين البغدادي الزعفراني 190

101 - أحمد بن محمد بن أحمد أبو الحسن الواسطي 190

102 - أحمد بن محمد بن أحمد بن سليمان أبو زكريا النيسابوري الصوفي المعروف بابن الصائغ 191

103 - أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد اللّه بن حفص بن الخليل أبو سعد الهروي الماليني الصوفي الحافظ طاوس الفقراء 192

104 - أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب أبو بكر الخوارزمي المعروف بالبرقاني الحافظ الفقيه 195

105 - أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن منصور أبو الحسن البغدادي المجهز المعروف بالعتيقي 200

107 - أحمد بن محمد بن أحمد أبو الحسين الكناني الفلسطيني 206

108 - أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر أبو العباس الأكّار النهربيني أخو أبي عبد اللّه المقرئ 207

106 - أحمد بن محمد بن أحمد بن أبيّ بن أحمد أبو الفضل المعروف بالفراتي 204

109 - أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم أبو طاهر بن أبي أحمد الأصبهاني السّلفي الحافظ 208

110 - أحمد بن محمد بن إبراهيم بن مدرك 211

111 - أحمد بن محمد بن حكيم بن إبراهيم بن أسيد أبو عمرو المديني الأصبهاني المعروف بابن ممك 212

112 - أحمد بن محمد بن إسحاق أبو بكر الأهوازي الشعراني المعروف بالجوّال 213

113 - أحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن أسباط بن عبد اللّه بن إبراهيم بن بديح - مولى عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب أبو بكر الدّينوري، الحافظ المعروف بابن السّنّي 214

114 - أحمد بن محمد بن أسيد بن يوسف بن معن بن زيد بن مزيد أبو الحسن الكلبي الملاعقي 216

115 - أحمد بن محمد بن إسماعيل بن يحيى بن يزيد بن دينار أبو الدحداح التميمي 218

116 - أحمد بن محمد بن الأصم أبو حامد الأردبيلي 221

117 - أحمد بن محمد بن بشر بن يوسف بن إبراهيم بن حميد بن نافع أبو الميمون القرشي مولى عثمان بن عفّان المعروف بابن مامويه 222

119 - أحمد بن محمد بن بكّار أبو العباس القرشي 223

ص: 496

120 - أحمد بن محمد بن بكر 224

121 - أحمد بن محمد بن بكر بن خالد بن يزيد أبو العباس النيسابوري الورّاق مولى بني سليم المعروف بالقصير 224

122 - أحمد بن محمد بن بكر بن الرّملي أبو بكر القاضي الباروذي الفقيه 226

123 - أحمد بن محمد بن جعفر أبو جعفر المنكدري 229

124 - أحمد بن محمد بن حوري أبو الفرج العكبري 229

125 - أحمد بن محمد بن الحاج بن يحيى أبو العباس الإشبيلي الشاهد 230

126 - أحمد بن محمد بن الحباب أبو الحسن الهروي 232

127 - أحمد بن محمد بن حبّان الدمشقي 233

128 - أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين بن سعد بن مفلح بن هلال أبو جعفر المهدي المصري 233

129 - أحمد بن محمد بن الحسن بن السكن بن عمير بن سيار أبو الحسن القرشي العامري البغداذي الحافظ 236

130 - أحمد بن محمد بن الحسن بن مرار أبو بكر الضبي المعروف بالصنوبري الحلبي 239

131 - أحمد بن محمد بن الحسن بن مالك أبو العباس الجرجاني 246

132 - أحمد بن محمد بن الحسن بن علي بن ملوك أبو بكر السمندي الكرماني 247

133 - أحمد بن محمد بن الحسين أبو بكر السحيمي، قاضي همذان 247

134 - أحمد بن محمد بن الحسين أبو العباس 249

135 - أحمد بن محمد بن الحسين أبو محمد 252

136 - أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد بن إدريس بن عبد اللّه بن حيّان ابن عبد اللّه بن أنس بن عوف بن قاسط بن مازن ابن شيبان بن ذهل بن ثعلبة ابن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل أبو عبد اللّه الشيباني الإمامي 252

137 - أحمد بن محمد بن حمدان أبو العباس بن أبي صليعة الصيداوي 341

138 - أحمد بن محمد بن حمدون بن بندار أبو الفضل الشرمقاني الفقيه الأديب 342

139 - أحمد بن محمد بن خلف بن محرز بن محمد أبو العباس الأندلسي الشاطبي المالكي المقرئ 343

140 - أحمد بن محمد بن رميح بن وكيع أبو سعيد النخعي النسوي الحافظ 343

141 - أحمد بن محمد بن روح أبو يحيى 347

142 - أحمد بن محمد بن الزبير و يقال أحمد بن محمد بن شقير بن الزبير أبو علي الأطرابلسي المعروف بابن شقير 348

ص: 497

143 - أحمد بن محمد بن زكريا أبو العباس البسري الصوفي 350

144 - أحمد بن محمد بن زياد بن بشر بن درهم أبو سعيد بن الأعرابي البصري نزل مكة 353

145 - أحمد بن محمد بن سعيد بن خالد الخشني 357

146 - أحمد بن محمد بن سعيد بن عبيد اللّه بن أحمد بن محمد بن سعيد بن أبي مريم أبو بكر القرشي الورّاق - وراق ابن جوصا المعروف بابن فطيس 359

147 - أحمد بن محمد بن سعيد أبي عثمان بن إسماعيل بن سعيد بن منصور أبو سعيد النيسابوري 361

148 - أحمد بن محمد بن سعيد بن فورجة أبو طاهر الهروي الصوفي 362

149 - أحمد بن محمد بن سعيد بن محمد بن الحسن بن حسكة بن عامر بن هشام بن عامر أبو نصر القيسي الطريثيثي الصوفي 363

150 - أحمد بن محمد بن سليمان أبو الحسن البغدادي العلاف المعروف بابن الفأفاء 364

151 - أحمد بن محمد بن سهل أبو بكر البغداذي، و يعرف ببكير 152

- أحمد بن محمد بن سلامة بن سلمة بن عبد الملك بن سلمة بن سليم أبو جعفر الأزدي الحجري المصري الطحاوي الفقيه الحنفي 367

153 - أحمد بن محمد بن سلامة أبي كلثم بشر بن بديل أبو بكر العذري 370

154 - أحمد بن محمد بن سلامة بن عبد اللّه أبو الحسين السّتيتي الأديب 370

155 - أحمد بن محمد بن صالح بن محمد بن صالح بن بيهس بن زميل بن عمرو ابن هبيرة بن زفر بن عامر بن كعب بن أبي بكر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة الكلابي 372

156 - أحمد بن محمد بن صالح بن النضر أبو بكر الأنطاكي الصوفي 372

157 - أحمد بن محمد بن طوق بن العسعس بن الحريش بن الوزير أبو عمرو اليعمري 373

158 - أحمد بن محمد بن الصلت بن المغلس أبو العباس الحماني، و يقال أحمد بن الصّلت، و يقال أحمد بن عطية ابن أخي جبارة بن مغلّس البغداذي، أصله من الكوفة 373

159 - أحمد بن محمد بن عاصم الرازي 378

160 - أحمد بن محمد بن عامر بن المعمر بن حماد أبو العباس الأزدي، و يعرف بابن رشاش 380

161 - أحمد بن محمد بن عبد اللّه بن صدقة أبو بكر الحافظ البغداذي 382

162 - أحمد بن محمد بن عبد اللّه بن هلال المقرئ، يعرف بالجبني 385

163 - أحمد بن محمّد بن عبد اللّه 385

ص: 498

164 - أحمد بن محمد بن عبد اللّه بن عبد السّلام أبو علي بن مكحول البيروتي 386

165 - أحمد بن محمد بن عبد اللّه أبو الحسين بن المخ الصيداوي 387

166 - أحمد بن محمد بن عبد اللّه أبو بكر بن أبي أحمد الهروي الطبيب 388

167 - أحمد بن محمد بن عبد اللّه بن خاك أبو طالب الزنجاني الصوفي 389

168 - أحمد بن محمد بن عبيد اللّه أبو الحسن بن المدبر الكاتب 390

169 - أحمد بن محمد بن عبيد اللّه أبو بكر 394

170 - أحمد بن محمد بن عبيد اللّه أبو بكر البلخي 395

171 - أحمد بن محمد بن عبد الرّحمن أبو عمر الطرسوسي المعروف بابن الجل 396

172 - أحمد بن محمد بن عبد الرّحمن أبو عبد اللّه الخولاني الكتاني 397

173 - أحمد بن محمد بن عبد الرّحمن أبي زرعة بن عمرو بن عبد اللّه أبو الطيّب النصري 397

174 - أحمد بن محمد بن عبد الرّحمن أبو بكر القرشي الصائغ 399

175 - أحمد بن محمد بن عبد الرزّاق بن عمر أبو الحسن الثقفي 399

176 - أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن يزيد بن سعيد أبو طلحة الفزاري البصري المعروف بالوساوسي 400

177 - أحمد بن محمد بن عبدوس أبو بكر النسوي الحافظ الفقيه 402

178 - أحمد بن محمد بن عبيدة بن زياد بن عبد الخالق أبو بكر النيسابوري المعروف بالشعراني 403

179 - أحمد بن محمد بن عبيد السلمي 405

180 - أحمد بن محمد بن عثمان بن الغمطريق أبو عمرو الثقفي 406

181 - أحمد بن محمد بن عثمان 407

182 - أحمد بن محمد بن عجل بن أبي دلف القاسم بن عيسى أبو نصر العجلي المعروف بابن لجيم 407

183 - أحمد بن محمد بن عقيل بن زيد بن أبي بكر الشهرزوري 409

184 - أحمد بن محمد بن علي أبو بكر المراغي 410

185 - أحمد بن محمد بن علي أبو حذيفة الدينوري 411

186 - أحمد بن محمد بن علي بن الحسن أبو الحسن الخزاعي، المعروف بابن الزفتي 412

187 - أحمد بن محمد بن علي بن الحكم أبو بكر النرسي 413

188 - أحمد بن محمد بن علي بن هارون أبو العباس البردعي الحافظ 414

189 - أحمد بن محمد بن علي بن مزاحم أبو عمرو المزاحمي الصوري 416

ص: 499

190 - أحمد بن محمد بن علي بن سلمان بن إبراهيم بن عبد العزيز أبو طاهر التميمي الكتاني الصوفي، والد عبد العزيز الحافظ 416

191 - أحمد بن محمد بن علي بن الحسن أبو بكر الهروي المقرئ الضرير 417

192 - أحمد بن محمد بن علي بن صدقة أبو عبد اللّه التغلبي الكاتب الشاعر المعروف بابن الخياط 419

193 - أحمد بن محمد بن عمارة بن أحمد بن أبي الخطاب يحيى بن عمرو أبي عمارة ابن راشد أبو الحارث الليثي الكناني مولاهم 421

194 - أحمد بن محمد بن عمّار بن نصير بن أبان بن ميسرة أبو جعفر السلمي ابن أخي هشام بن عمّار 422

195 - أحمد بن محمد بن عمر بن يونس بن القاسم أبو سهل الحنفي اليمامي 423

196 - أحمد بن محمد بن عمر بن عبد الرّحمن بن عمر بن محمد بن المنكدر عبد اللّه بن الهدير بن محرز أبو بكر القرشي التميمي المنكدري المدني 427

197 - أحمد بن محمد بن عمر أبو منصور القزويني المقرئ، المعروف بابن المجدر 430

198 - أحمد بن محمد بن عمرو أبو الفرج الفزاري 431

199 - أحمد بن محمد بن عمير 432

200 - أحمد بن محمد بن عوف أبو الحسن المعدّل 432

201 - أحمد بن محمد بن عيسى أبو بكر البغداذي 433

202 - أحمد بن محمد بن عيسى بن الجراح أبو العباس بن النحاس الربعي المصري الحافظ 434

203 - أحمد بن محمد بن الفأفاء أبو نصر الموصلي 438

204 - أحمد بن محمد بن الفتح - و يقال ابن أبي الفتح - بن خاقان أبو العباس بن النجّاد العابد 439

205 - أحمد بن محمد بن فراش بن الهيثم أبو عبد اللّه الخطيب الفواشي ابن أخت سليمان بن حرب البصري 440

206 - أحمد بن محمد بن فضالة 441

207 - أحمد بن محمد بن فضالة بن غيلان بن الحسين أبو علي الهمذاني الحاسدي الحمصي الصفار المعروف بالسوسي 442

208 - أحمد بن محمد بن الفضل بن سعيد بن موسى أبو الحسن السجستاني 443

209 - أحمد بن محمد بن القاسم أبو العباس الحرمي إمام المسجد الحرام 444

210 - أحمد بن محمد بن القاسم بن مرزوق أبو الحسن المعدل الأنماطي المقرئ 445

ص: 500

211 - أحمد بن محمد بن كيسان 448

212 - أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الرّحمن أبو الحسن المزني 448

213 - أحمد بن محمد بن محمد بن عبد اللّه بن إسماعيل أبو حامد النيسابوري الحيري الكرابيسي، القاضي المحتسب 448

214 - أحمد بن محمد بن محمد بن حمد أبو سهل السجستاني المفسر 450

215 - أحمد بن محمد بن المبارك بن الحسن أبو بكر الشيرازي، الكاتب الشافعي نزيل مصر 450

216 - أحمد بن محمد بن متّويه أبو جعفر المروروذي المعروف بكاكوا 450

217 - أحمد بن محمد بن مخلد أبو حامد الهروي 451

218 - أحمد بن محمد بن المسلم بن الحسن أبو القاسم الهاشمي 452

219 - أحمد بن محمد بن موسى بن أبي غسان أبو جعفر 453

220 - أحمد بن محمد بن موسى بن داود بن عبد الرّحمن أبو علي الموقلي المكي العطّار 453

221 - أحمد بن محمد بن موسى بن أبي عطاء عبد الرّحمن بن سعد أبو بكر القرشي مولى عثمان بن عفان؛ المقرئ المعروف بابن ضريرة 454

222 - أحمد بن محمد بن أبي موسى أبو بكر الأنطاكي الفقيه 455

223 - أحمد بن محمد بن المؤمّل أبو بكر الصوري 457

224 - أحمد بن محمد بن نفيس أبو الحسن الملطي الإمام الشاهد 458

225 - أحمد بن محمد بن الوليد بن سعد أبو بكر المرّي المقرئ 459

226 - أحمد بن محمد بن هارون أبو الحسن الزوزي 461

227 - أحمد بن محمد بن هبة اللّه بن علي بن فارس أبو الحسين بن أبي الفضل الأنصاري الأكفاني المعدل 463

228 - أحمد بن محمد بن يحيى بن المبارك بن المغيرة أبو جعفر العدوي النحوي المعروف أبوه باليزيدي 464

229 - أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة بن واقد أبو عبد اللّه الحضرمي 466

230 - أحمد بن محمد بن يزيد بن مسلم بن أبي الخناجر أبو علي الأنصاري الأطرابلسي 468

231 - أحمد بن محمد بن يعقوب بن عبد اللّه أبو الحسين البغدادي يعرف بابن توتو 470

232 - أحمد بن محمد بن يعقوب أبو عياض 471

233 - أحمد بن محمد بن أبي يعقوب بن هارون الرشيد أبو الحسن الرّشيدى الهاشمى 471

ص: 501

234 - أحمد بن محمد بن يوسف بن عبد اللّه الهيتي 473

235 - أحمد بن محمد بن يوسف أبو العباس المعروف بابن مردة المؤدب المقرئ الأصبهاني 473

236 - أحمد بن محمد بن يونس بن عمير أبو جعفر الصدفي الأباوردي المعروف بالإسكاف 475

237 - أحمد بن محمد بن أبي أحمد الجرجاني 476

238 - أحمد بن محمد، أظنه ابن عبد الباقي أبو مروان 476

239 - أحمد بن محمد بن التمار 476

240 - أحمد بن محمد أبو الحسن 477

241 - أحمد بن محمد العذري 477

242 - أحمد بن محمد 478

243 - أحمد بن محمد أبو عمر الكلبي 478

244 - أحمد بن محمد 479

245 - أحمد بن محمد و يقال محمد بن أحمد أبو عبد اللّه الواسطي الكاتب 479

246 - أحمد بن محمد الأنصاري الجبيلي 482

247 - أحمد بن محمد العطار 483

248 - أحمد بن محمد العورصي 484

249 - أحمد بن محمد أبو النمر السلمي القلانسي 484

250 - أحمد بن محمد أبو القاسم المؤذن 484

251 - أحمد بن محمد و يقال محمد بن أحمد بن محمد أبو بكر المقرئ المعروف بالبيساني 485

252 - أحمد بن محمد أبو العباس البعلبكي الأديب المعروف بالشتوي 485

253 - أحمد بن محمد أظنه ابن علي 486

254 - أحمد بن محمد أبو العباس البسطامي القاضي 486

255 - أحمد بن محمد أبو الحسين الحرمي 487

256 - أحمد بن محمد أبو العباس البصري البدجاني 488

257 - أحمد بن مامويه أبو الحسن المقرئ 488

258 - أحمد بن محبوب بن سليمان أبو الحسن البغدادي ثم الرملي الفقيه يعرف بغلام أبي الأديان 488

ص: 502

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.