تاریخ مدینه دمشق المجلد 43

هویة الکتاب

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

تفاصيل النشر: بیروت: دارالفکرالمعاصر؛ دمشق: دارالفکر دمشق: معهد الفتح الاسلامي، 1420ق.= 1999م.= 1378 -

دراسة و تحقيق علي شيري

عدد المجلدات: 80

لسان: العربية

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

تصنيف الكونجرس: DS99 /د8 1378 الف243015

تصنيف ديوي: 956/9144

موضوع: تاريخ الإسلام | التاريخ والجغرافيا المحلية | الترجمة الجماعية | رجال

ص: 1

اشارة

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

دراسة و تحقيق علي شيري

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

ص: 2

الجزء الثالث و الأربعون

[تتمة حرف العين]

[تتمة ذكر من اسمه علي]

تتمة حرف الطاء في آباء من اسمه علي

4934 - علي بن أبي طالب بن صبيح

أبو الحسن

روى عن أبي يعقوب المنجنيقي.

روى عنه تمّام.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمّام بن محمّد، أخبرني أبو الحسن علي بن أبي طالب بن صبيح - قراءة عليه - نا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن يونس البغدادي - بمصر - نا سويد بن سعيد، نا المفضّل بن عبد اللّه (1)،عن جابر بن يزيد، عن عبد الحارث المرادي، عن عبد اللّه بن أبي أوفى قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول، فذكر حديث الغار بطوله.

لم يزد تمّام على هذا.

قال تمّام: و قال غيره: المفضّل بن صالح (2) و هو [أبو] جميلة (3) الأسدي، و هو الصواب [و اللّه أعلم] (4).

ص: 3


1- هو المفضل بن عبد اللّه الكوفي، ترجمته في تهذيب الكمال 327/18.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 327/18.
3- الأصل:«جمله» و التصويب و الزيادة السابقة عن تهذيب الكمال.
4- «و اللّه أعلم» استدرك على هامش الأصل.
4935 - علي بن طاهر بن جعفر بن عبد اللّه

أبو الحسن القيسي السّلمي النحوي (1)

سمع أبا عبد اللّه بن سلوان، و أبا القاسم السّميساطي، و أبا نصر أحمد بن علي بن الحسن الكفرطابي، و أبا موسى عيسى بن أبي عيسى بن نزار القابسي، و أبا الحسين بن مكي المصري، و أبا الحسن علي بن الخضر السّلمي، و أبا الحسن علي بن الحسين بن صدقة بن الشرابي، و أبا علي الحسين بن محمّد بن عتبة بن مساور، و أبا نصر بن طلاّب، و أبا عبد اللّه الحسين بن علي بن أبي الرضا، و عبد الدائم بن الحسن، و أبا القاسم بن الحنّائي، و أبا علي الحسن بن علي بن نير بن عبد اللّه الكناني، و عبد العزيز الكناني.

روى عنه غيث بن علي، و حدّثنا عنه الفقيه أبو الحسن السّلمي، و خالي أبو المعالي القاضي، و جميل بن تمام المقدسي، و حفاظ بن الحسن الغسّاني.

و كان ثقة، و كانت له حلقة في الجامع وقف فيها خزانة فيها كتبه.

أخبرنا أبو الحسن جميل بن تمام المقدسي، نا أبو الحسن علي بن طاهر النحوي، نا عبد العزيز بن أحمد الحافظ ، نا القاضي أبو الفرج الحسين بن عبد اللّه الصابوني الموصلي - بها - أنا أبو علي خلف بن مسلمة، نا علي بن إبراهيم بن الهيثم، نا الحسن بن عرفة، نا عبّاد بن العوّام، عن الحجّاج بن أرطأ، عن أبي الزبير، عن جابر قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لا يكاد يدع أحدا من أهله يوم عيد إلاّ أخرجه[9068] أخبرناه عاليا أبو الحسن الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد التميمي فذكره.

ذكر أبو محمّد بن الأكفاني: أن أبا الحسن بن طاهر النحوي في يوم الثلاثاء الحادي و العشرين من شهر ربيع الأول سنة خمس مائة (2).

4936 - علي بن طاهر بن محمّد

أبو الحسن القرشي المقدسي الصوفي

أصله من شيراز.

سمع: عبد الوهاب بن الحسن الكلابي بدمشق، و أبا العباس أحمد بن

ص: 4


1- ترجمته في إنباه الرواة 283/2 و بغية الوعاة 339/1 و معجم الأدباء 257/13.
2- إنباه الرواة 283/2.

محمّد بن زكريا النسوي الصوفي، و أبا القاسم أحمد بن محمّد بن عثمان بن محمّد العثماني بالمدينة، و أبا بكر أحمد بن بندار بن الحسن الشيرازي، و أبا الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس، و أبا يعقوب يوسف بن إبراهيم السهمي الجرجاني، و أبا محمّد الحسن بن عمر بن إبراهيم المصري بمكة، و أبا العباس أحمد بن الحسن الرازي، و عبيد اللّه بن محمّد بن جعفر السقطي، و أبا بكر محمّد بن أحمد بن نوح.

روى عنه نصر بن إبراهيم الزاهد، و إبراهيم بن يونس، و علي بن محمّد بن شجاع بن أبي الهول، و أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد الطوسي الصوفي.

و ذكر ابن يونس أنه كان له أربعون وقفة.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، نا نصر بن إبراهيم، أنا أبو الحسن علي بن طاهر بن محمّد القرشي، أنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن زكريا النسوي - بمكة - نا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن أبي الحسن المعدل - بنيسابور - نا أبو أحمد حامد بن أبي حامد الأشروسني قدم علينا نيسابور، نا عبد العزيز بن حاتم المعدل المروزي، نا خلف بن يحيى، نا عبّاد بن العوّام، عن داود بن أبي هند، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اطلبوا الحوائج إلى ذوي الرحمة من أمتي ترزقوا و تنجحوا، فإن اللّه يقول: رحمتي في ذوي الرحمة من عبادي، و لا تطلبوا الحوائج عند القاسية قلوبهم، فلا ترزقوا و لا تنجحوا، فإنّ اللّه يقول: إنّ سخطي فيهم»[9069].

4937 - علي بن أبي طاهر

أبو الحسن القزويني (1)

سمع بدمشق: محمود بن خالد، و هشام بن عمار، و إسماعيل بن توبة القزويني، و أبا تقي اليزني (2)،و العباس بن الوليد.

روى عنه أبو محمّد علي بن أحمد القزويني المعروف ببادويه، و أبو سعد ميسرة بن علي الهمداني.

ص: 5


1- سير أعلام النبلاء 87/14.
2- الأصل: البرني، تصحيف، و هو هشام بن عبد الملك بن عمران، أبو التقي الحمصي الحافظ ترجمته في سير أعلام النبلاء 303/12.

أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد، و حدّثنا أبو البركات الخضر بن شبل الفقيه عنه، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن محمّد بن نصر الستوري، نا علي بن أحمد القزويني، نا أبو الحسن علي بن أبي طاهر القزويني - بقزوين - نا محمود بن خالد، نا مروان بن محمّد الدمشقي، نا مالك - يعني ابن أنس - حدّثني يحيى بن سعيد.

أن أنس بن مالك تزوج بالمدينة، قال: فبعث إليها أن تأتيه بالبصرة، قال:

فأبت، فكتب إليها: بسم اللّه الرّحمن الرحيم، أما بعد، فإنّ لكل عمل جزاء، و السلام عليك.

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمّد (1)،أنا أبو الفرج سهل بن بشر بن أحمد بن سعيد (2)،نا أبو الحسن علي بن الحسن بن أحمد بن إدريس، نا أبو سعيد ميسرة بن علي، نا علي بن أبي طاهر، نا إسماعيل بن توبة، نا إسماعيل بن جعفر، عن عبد اللّه بن دينار، عن عبد اللّه بن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«السواك مطهرة للفم، مرضاة للربّ »[9070] أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن عبد اللّه بن عمر العمري (3)-بأرجاه (4)- و أبو الحسن علي بن سهل بن محمّد بن علي الشاشي (5)-قراءة - و أبو النّضر عبد الرّحمن بن عبد الجبار بن أبي سعيد القاضي (6)-لفظا بهراة - قالوا: أنا أبو سهل نجيب بن ميمون بن علي الواسطي، أنا أبو علي منصور بن عبد اللّه بن خالد الذهلي، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن محمّد القزويني، أنا أبو الحسن علي بن أبي طاهر القزويني، نا العباس بن الوليد، نا عبد الجبار بن مطهر الحسمي، حدّثني معمر بن راشد قال: سمعت الزهري يقول: تعلّم سنة أفضل من عبادة مائتي سنة (7).

ص: 6


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 246/20.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 162/19.
3- مشيخة ابن عساكر 127/أ.
4- أرجاه من ناحية خابران من نواحي أبيورد (راجع مشيخة ابن عساكر 127/أ).
5- مشيخة ابن عساكر 143/ب.
6- مشيخة ابن عساكر 107/ب.
7- و ذكر الخليلي أنه مات سنة نيّف و تسعين و مائتين.(سير أعلام النبلاء 88/14).

[حرف العين في آباء من اسمه علي]

4938 - علي بن عاصم بن أبي العاص

ابن إسحاق بن مسلمة بن عبد الملك

ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية

أبو الحسين الأموي

من أهل دمشق.

حدّث بمصر.

و ذكره أبو محمّد علي بن أحمد بن حزم في كتاب النسب (1).

روى عن عامر بن سيار التميمي.

روى عنه أحمد بن محمّد بن الحجاج بن رشدين (2) أبو سعد المهري (3).

أنبأنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا أبو الحسين علي بن الحسن بن علي الربعي، أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن، نا محمّد بن عبد اللّه بن عبد السلام، أنا أحمد بن محمّد بن الحجاج، أنا أبو الحسين علي بن عاصم الأموي، حدّثني عامر بن سيّار التميمي الخراساني، نا عثمان بن عبد الرّحمن القرشي، عن مكحول، عن أبي أمامة - أو واثلة - قال أحمد بن الحجاج:

كذا أملى عليّ قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«إذا كان يوم القيامة يجمع اللّه العلماء فيقول: إنّي لم استودع قلوبكم الحكمة، و أنا أريد أن أعذبكم ثم يدخلهم الجنة»[9071] كتب إليّ أبو زكريا بن عبد الوهاب بن مندة، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمّي أبو القاسم عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس.

علي بن عاصم بن أبي العاص بن إسحاق بن مسلمة بن عبد الملك بن مروان بن الحكم دمشقي، قدم مصر سنة أربع و ستين و مائتين، و نزل دار نصر التي يباع فيها الجوهر، و حدّث، و حدّثنا عنه جماعة.

ص: 7


1- راجع جمهرة أنساب العرب ص 103 قال ابن حزم عنه: محدث، دخل مصر.
2- الأصل:«رشد بن».
3- الأصل: المهوي، تصحيف، راجع ترجمة رشدين بن سعد في تهذيب الكمال 206/6.
4939 - علي بن أبي العاص بن الربيع بن عبد العزى

ابن عبد شمس بن

عبد مناف بن قصي (1)

ذكر بعض أهل العلم بالنسب أنه قتل يوم اليرموك.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، حدّثني الزبير بن بكار قال: و كانت زينب بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عند أبي العاص بن الربيع بن عبد العزّى بن عبد شمس فولدت له: عليا، و أمامة، و كان علي مسترضعا في بني غاضرة، فافتصله رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أبوه يومئذ مشرك، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من شاركني في شيء فأنا أحق به، و أيما كافر شارك مسلما في شيء فهو أحق به منه» (2)[9072] قال: و نا الزبير بن بكار، حدّثني عمر بن أبي بكر الموصلي، قال:

توفي علي بن أبي العاص بن الربيع من زينب بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و قد ناهز الحلم، و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أردفه على راحلته يوم الفتح (3).

و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يحمل أمامة على عاتقه و يضعها إذا سجد، و أم أبي العاص بن الربيع هالة بنت خويلد بن أسد أخت خديجة بنت خويلد لأبيها و أمّها.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، نا أبو عبد اللّه بن مندة قال:

علي بن أبي العاص بن الربيع ابن بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، أمه زينب بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، توفي و هو غلام كبير في عهد النبي صلى اللّه عليه و سلم (4).

ص: 8


1- له ذكر في جمهرة أنساب العرب لابن حزم 16 و 77 و نسب قريش للمصعب الزبيري ص 158 و أسد الغابة 622/3 و الاستيعاب ترجمة 1857(1134/3) و الإصابة 510/2 رقم 5690.
2- أسد الغابة 623/3 و الإصابة 510/2.
3- الإصابة 510/2 و أسد الغابة 623/3.
4- الإصابة 510/2.

أخبرنا أبو علي الحداد، قال: قال لنا أبو نعيم الحافظ : علي بن أبي العاص بن الربيع أمّه زينب بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، له ذكر، و ليس له حديث.

4940 - علي بن عامر

سمع بدمشق هشام بن عمّار.

روى عنه أبو جعفر محمّد بن عمرو العقيلي.

4941 - علي بن العبّاس بن أحمد بن العبّاس

أبو الحسن الثّغري النّيسابوري

قدم دمشق و حدّث بها عن أبي محمّد الحسن بن علي بن المؤمّل، و الأستاذ أبي إسحاق إبراهيم بن محمّد الأسفرايني، و الحاكم أبي عبد اللّه بن البيّع (1)، و عبد الرّحمن بن محمّد القطان، و أبي صادق محمّد بن أحمد الصيدلاني (2)،و أبي القاسم عبد الرّحمن بن حبيب، و إسحاق بن محمّد السوسي.

روى عنه عبد العزيز الكتاني، و علي بن الخضر السلمي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو الحسن علي بن العبّاس بن أحمد بن العبّاس الثّغري النيسابوري، قدم علينا، نا أبو محمّد الحسن بن علي بن المؤمل، نا محمّد بن يعقوب الأصم، نا إبراهيم بن منقذ، نا إدريس - يعني ابن يحيى - عن الفضل بن المختار، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«الدعاء مستجاب ما بين النداء و الإقامة»[9073].

4942 - علي بن العبّاس بن الحسن بن الحسين

أبي الجن بن علي بن محمّد بن علي بن إسماعيل بن جعفر

ابن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب

أبو الحسن بن أبي الفضل الحسيني

أخو أبي محمد الحسن.

ولي قضاء بعلبك.

ص: 9


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 162/17.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 401/17.
4943 - علي بن العبّاس بن عبد اللّه بن جندل

أبو الحسن القرشي القزويني

حدّث سنة سبع و أربعين و ثلاث مائة عن أبوي الحسن: علي بن إبراهيم الفقيه، و علي بن محمّد بن أحمد بن مهرويه القزويني (1)،و أبي عبد اللّه الحسين بن محمّد بن سعيد المطبّقي البزاز، و الحسين بن إسماعيل المحاملي، و أبي القاسم عبد اللّه بن محمّد بن إسحاق المروزي الحامض (2)،و أبي بكر محمّد بن حمدون الضرير (3)،و أبي حامد أحمد بن محمّد بن يحيى بن بلال (4) النيسابوريين، و أبي نصر أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، و أبي القاسم علي بن خربان الصفار.

روى عنه: أبو الحسن عبد اللّه بن الحسن الوراق إمام جامع دمشق، و أبو عبد الرّحمن السلمي، و أبو عمرو أحمد بن أبي الفراتي، و تمّام بن محمّد الرازي.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، نا نصر بن إبراهيم، أنا أبو الفضل أحمد بن محمّد الفراتي، أنا جدي - هو أبو عمرو بن أبي [الفراتي]- أنا أبو الحسن علي بن جندل، نا أبو نصر أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، نا مالك بن سليمان، أنا مالك بن أنس، عن نافع، عن ابن عمر قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في قوله: يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَ تَسْوَدُّ وُجُوهٌ (5)«فأما الذين ابيضّت وجوههم فأهل السنّة و الجماعة، و أمّا الذين اسودّت وجوههم فأهل البدع و الأهواء»[9074].

أنبأنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمرو، حدّثنا أبو الحسن علي بن سليمان بن أحمد عنه، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، أنا محمّد بن الحسين البيهقي، أنا محمّد بن الحسين السلمي، أنا علي بن جندل القزويني على باب الأصم، نا أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرّحمن الهمذاني - بجرجان - قال: وجدت في بعض كتب أصحابنا، سمعت الربيع يقول: سمعت الشافعي - رحمه اللّه - ينشد:

ص: 10


1- ترجم له السمعاني في الأنساب (القزويني).
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 287/15.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 60/15.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 284/15.
5- سورة آل عمران، الآية:106.

صن النّفس و احملها على ما يزينها *** تعش سالما و القول فيك جميل

و لا تولينّ الناس إلاّ تجمّلا *** نبا بك دهر أو جفاك خليل

و إن ضاق رزق اليوم فاصبر إلى غد *** عسى نكبات الدهر عنك تحول

فيغني غنيّ النفس إن قلّ ماله *** و يغني فقير النفس و هو ذليل

و لا خير في ودّ امرئ متلوّن *** إذا الرّيح مالت مال حيث تميل

و ما أكثر الخلان حين نعدّهم (1) *** و لكنهم في النائبات قليل

4944 - علي بن عبد اللّه بن أحمد بن عبد الصمد بن هشام بن الغاز

أبو الحسن الجرشي الصّيداوي

حدّث بصيدا عن العبّاس بن الوليد.

روى عنه: أبو بكر بن المقرئ، و أبو يعلى عبد اللّه بن محمّد بن حمزة بن أبي كريمة.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي (2) الرجاء، أنا منصور بن الحسين (3)، و أحمد بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا علي بن عبد اللّه بن أحمد بن عبد الصمد بن هشام بن الغاز الجرشي، نا العبّاس بن الوليد بن مزيد (4) البيروتي، حدّثني محمّد بن عبد الوهاب، عن أبيه عبد وهاب بن هشام، عن جده هشام بن الغاز، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:

«من كان ذا وصلة لأخيه المسلم إلى ذي سلطان (5) في منفعة، عسر أو يسر أعين على إجازة الصراط يوم دحض (6) الأقدام»[9075]

ص: 11


1- في مختصر ابن منظور: و ما أكثر الإخوان حين تعدهم
2- مشيخة ابن عساكر 71/ب.
3- الأصل: الحسن، تصحيف، و الصواب ما أثبت. و هو أبو الفتح منصور بن الحسين بن علي بن القاسم بن رواد الكاتب، كما في مشيخة ابن عساكر 71/ب
4- الأصل: يزيد، تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 471/12.
5- الأصل: سلطانه.
6- غير واضحة بالأصل و صورتها:«يحقن» و المثبت عن المختصر.

قرأت على أبي القاسم بن السمرقندي، عن محمّد بن أحمد بن محمّد الخطيب، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد بن جميع، أنا أبو يعلى عبد اللّه بن محمّد بن حمزة قال: سمعت علي بن الغاز يقول لعلي بن بلال أمير الساحل: جدي أوّل من سوّد لهذه الدولة، و قد قيل كان ينسب إلى أنه راهب العرب، و أنشدت لإسحاق بن محمّد الأنصاري و كان من الأدب بمنزلة و مكان، إلى أبي الحسن علي بن عبد اللّه بن الغاز هذا أبياتا يقول فيها:

أبا الحسن بن الغاز يا ذروة الأدب *** و نجل الأولى عوفوا من الطعن في النسب

و يا من الذي قد أجمع الناس أنه *** بفضل التقى في زهده راهب العرب

آخر الجزء الرابع بعد الخمس مائة من الفرع.

4945 - علي بن عبد اللّه بن أحمد بن أبي شعبة

أبو الحسن

روى عن أبي القاسم علي بن محمّد بن كاس النخعي الكوفي قاضي دمشق، و أبي سعيد محمّد بن أحمد بن عبيد بن فياض (1).

روى عنه تمام بن محمّد، و أبو نصر بن الجبّان.

قرأنا على جدي القاضي أبي المفضل يحيى بن علي، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو نصر المرّي (2)،أنا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن أحمد بن أبي شعبة - قراءة عليه - نا القاضي علي بن محمّد بن كاس النّخعي، نا إسحاق بن إبراهيم الحراري، نا إبراهيم بن محمّد المقدسي، نا محمّد بن عبد الرّحمن، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن علي قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«طلب العلم فريضة على كلّ مسلم»[9076] أنبأنا أبو محمّد عبد (3) اللّه بن أحمد بن عمر، و أبو تراب حيدرة بن أحمد

ص: 12


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 230/14.
2- و هو عبد الوهّاب بن عبد اللّه بن عمر، أبو نصر المري الأذرعي الدمشقي، ابن الجبان. ترجمته في سير أعلام النبلاء 468/17.
3- مشيخة ابن عساكر 89/أ.

الأنصاري، قالا: نا عبد العزيز بن أحمد، نا تمّام بن محمّد، أخبرني أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن أحمد بن أبي شعبة - قراءة عليه - نا محمّد بن أحمد بن عبيد أبو (1) سعيد، نا.

دحيم، نا ابن أبي فديك، نا ابن أبي ذئب، عن نافع، عن ابن عمر، أن النبي صلى اللّه عليه و سلم لم يكن يصلي بعد المغرب، و لا بعد الجمعة إلاّ في بيته[9077] أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، نا عبد الوهاب بن عبد اللّه بن الجبان، نا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن أحمد بن أبي شعبة - قراءة عليه من كتابه سنة ثلاث و ستين و ثلاثمائة - بحديث ذكره.

4946 - علي بن عبد اللّه بن بحر الكاتب

رجل أديب، كان يكتب للأمير لؤلؤ أمير دمشق.

قال يرثي أبا علي الحسين بن محمد بن الحسين بن النصيبي، و أنشدها أباه الشريف القاضي أبا عبد اللّه:

أعزيك يا فرد المكارم و الفضل *** و إن كان قد عزاك مجدك من قبلي

و ما خفت أن تأسى و فضلك بارع *** لأنه الأسى لا يستقر مع الفضل

و منك تعلمت التعزي و إنما أنا *** اليوم أملي بعض ما كنت أستملي

مضى ابنك محمود الطرائف لم يشن *** بعيب و لم يأثم بقول و لا فعل

رأى [أنه] (2) إن عاش ساواك في العلى *** فآثر أن تبقى فريدا بلا مثل

على مثله في فضله يحسن الأسى *** و لكنكم يسليكم شرف الأصل

و نحن على الحالات نعلم أننا *** غوت و لكن نستريح إلى الجهل

و لو فكر الإنسان في الموت لم يكن *** مدى الدهر ملتذا بشرب و لا أكل

تسلّ احتسابا عنه تغنم ثوابه *** و إلاّ ففي مرّ الحوادث ما يسلي

لكم في رسول اللّه أحسن أسوة *** فقد مات و هو المصطفى خيرة الرسل

تأسوا به إذ كنتم أهل بيته *** فلا خلق أولى بالتأسي من الأهل

ص: 13


1- مشيخة ابن عساكر 58/ب.
2- الزيادة لتقويم الوزن عن المختصر.

و إني لأدري أنكم أهل صفوة *** تردون كل الحادثات إلى العدل

4947 - علي بن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب

ابن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف

أبو الحسن القرشي الهاشمي (1)

قرأت بخطّ أبي محمّد عبد اللّه بن سعد القطربلي فيما حكاه عن غيره قال:

كان علي بن عبد اللّه بن العبّاس، و علي بن الحسين بن علي، و علي بن عبد اللّه بن جعفر يقدمون على الوليد بن عبد الملك فيقول الوليد للعبّاس ابنه: جالس عمومتك.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار (2)قال:

فولد عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب جعفر الأكبر، به كان يكنى، انقرض (3)، و عونا الأكبر انقرض، قتل بالطائف (4)،قال ذلك إبراهيم بن موسى بن صديق، و كان يجد به وجدا شديدا، و حزن عليه حزنا عرف فيه حتى أبصر (5) بعد و رجع، و علي بن عبد اللّه و فيه البقية من ولده، و أمّهم زينب بنت علي بن أبي طالب، و أمّها فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أمّها خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصي، و العقب من ولد عبد اللّه بن جعفر لعلي، و معاوية، و إسحاق، و إسماعيل بني عبد اللّه بن جعفر.

قال: و نا الزبير، حدّثني عمّي مصعب بن عبد اللّه قال: حمل علي بن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب أهل أبيات من قريش زمان الوليد بن عبد الملك في

ص: 14


1- نسب قريش ص 82 و جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص 68.
2- الخبر في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 82 فكثير ما كان الزبير يأخذ عن عمه المصعب.
3- تقرأ بالأصل:«القرض» و التصويب عن نسب قريش.
4- كذا بالأصل. و في المختصر: بالطفّ ، و في نسب قريش أن الذي قتل بالطف هو عون الأصغر، و محمد الأصغر، و الذي في جمهرة ابن حزم: أن عون الأكبر مات في حياة أبيه،(و لم يذكر المكان).
5- تقرأ بالأصل: أقصر، و المثبت عن نسب قريش، و في المختصر أيضا: أقصر.

السنيات البيض، و كن سنيات اشتددن على أهل المدينة، فقال مساحق بن عبد اللّه بن مخرمة له:

أبا حسن إنّي رأيتك و اصلا *** لهلكى قريش حين غيّر حالها (1)

سعيت لهم سعي الكريم ابن جعفر *** أبيك و هل من غاية لا تنالها

فما أصبحت في ابني لؤي فقيرة *** مدقعة إلاّ و أنت ثمالها (2)

4948 - علي بن عبد اللّه بن الحسن بن جهضم بن سعيد

أبو الحسن الهمذاني الجبلي الصوفي (3)

نزيل مكة.

حدّث بها عن أبي الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة من بحر القطان (4)،و أبي سهل أحمد بن محمّد بن زياد القطان، و أبي بكر محمّد بن محمّد بن داود الكرجي، و أبي العباس أحمد بن الحسن بن عتبة الرازي، و أبي بكر محمّد بن الحسين بن صالح السّبيعي، و أبي أحمد الحسين بن محمّد بن إبراهيم الزيات، و أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن الحداد التنيسي، و أبي الحسين أحمد بن عثمان الآدمي، و عبد الرّحمن بن حمدان الجلاّب الهمذاني (5)،و أبي بكر محمّد بن العبّاس بن الفضل بن فضيل البراز، و أبي جعفر محمّد بن عبد اللّه بن برزة البزاز الروذراوري (6).

و سمع بدمشق: أبا بكر (7) محمّد بن داود الدّقّي، و أبا بكر بن أبي دجانة، و جمح بن القاسم (8) المؤذن، و الحسن بن منير التنوخي، و أبا هاشم المؤدب، و أبا سليمان بن زبر الرّبعي، و علي بن يعقوب بن أبي العقب.

ص: 15


1- الأصل: غير حالهم.
2- أي عمادها، و الذي يقوم بأمرها (راجع اللسان: ثمل).
3- انظر ترجمته و أخباره في: تذكرة الحفاظ 1057/3 و المنتظم 14/8 و ميزان الاعتدال 142/3 و لسان الميزان 238/4 و سير أعلام النبلاء 275/17 و شذرات الذهب 200/3 و العبر 116/3.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 463/15.
5- الأصل: الهمداني، ترجمته في سير أعلام النبلاء 477/15.
6- بالأصل:«الوودزاوري» تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 165/16.
7- أقحم بعدها بالأصل:«بن» ترجمته في سير أعلام النبلاء 138/16.
8- ترجمته في سير أعلام النبلاء 77/16.

روى عنه عبد الغني بن سعيد الحافظ المصري، و أبو سعد عبد الملك بن محمّد بن الفراء، و القاضي إبراهيم الواعظ ، و إبراهيم بن الحنّائي، و أبو الحسن بن أبي الحديد، و علي بن الخضر، و أبو الغنائم محمّد بن محمّد الفراء، و القاضي أبو نصر أحمد بن محمّد بن الحسين البخاري (1)،و أبو حازم عمر بن إبراهيم العبدوي الحافظ النيسابوري (2)،و أبو الحسن علي بن مكي بن عثمان الأزدي أخو أبي الحسين، و أبو علي الأهوازي، و علي بن محمّد بن شجاع الرّبعي، و القاضي أبو عبد اللّه القضاعي (3)،و علي الحنّائي (4)،و أبو القاسم عبد العزيز بن بندار بن علي الشيرازي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن الحسن بن جهضم الهمذاني - قراءة عليه في داره في ذي الحجة من سنة سبع و أربعمائة بمكة - أنا علي بن إبراهيم بن سلمة القطان، أنا أبو حاتم محمّد بن إدريس، نا قبيصة.

ح قال: و أنا ابن جهضم.

قال: و نا علي بن إبراهيم، نا جعفر بن محمّد بن شاكر قال: سألت قبيصة، قال: نا سفيان الثوري، عن زيد بن أسلم، عن عياض بن عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح، عن أبي سعيد الخدري قال: كنا نورثه على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يعني الجدّ.

قال: و نا علي بن جهضم، أنا القطان، نا محمّد بن المغيرة - يعرف بحمدان السكري - نا هشام بن عبيد اللّه الرازي، نا مالك بن أنس عن الزهري، عن أنس بن مالك.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«مثل أمتي مثل المطر، لا يدرى أوّله خير أم آخره»[9078] أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، نا نصر بن إبراهيم الزاهد، أنا أحمد بن علي بن عبيد اللّه السلمي، أنا علي بن عبد اللّه بن جهضم، حدّثني أبو

ص: 16


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 94/17.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 333/17.
3- هو محمد بن سلامة بن جعفر بن علي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 92/18.
4- هو علي بن محمد بن إبراهيم بن حسين، أبو الحسن الدمشقي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 565/17.

عبد اللّه محمّد بن جابان، حدّثني أبو عمرو بن علوان الرحبي، قال:

كنت قبل أن أصحب جنيد بن محمّد و أعاشر الفقراء لي جارية، و كنت مشغوفا بها، و أميل إليها جدا، فلما انتزعت من جميع ما كان لي من الدنيا بعت الجارية أيضا، و أنفقت ثمنها على الفقراء، و كان لي بيت أخلو فيه للعبادة، فبينا أنا ذات يوم أصلّي خامر قلبي هوى سامره بذكر الجارية التي كانت لي، حتى تولدت مني شهوة الرجل، فنظرت إلى ثيابي التي عليّ ، و قد اسودّ جميع ما كان عليّ ، فأخرجت يدي فإذا قد اسودّت، و نظرت إلى رجلي و سائر بدني فإذا هو أسود (1)،فاستترت في البيت، و لم أخرج، فدخلت عليّ أمي، و نظرت إلى وجهي و ثيابي و يدي و رجلي، قد اسودّ ذلك كله عليّ فقالت: يا أبا عمرو، أيش أصابك ؟ فسكتّ ، فعالجوا الثياب بالصابون و ألوان الغاسول (2) فلم تزد إلاّ سوادا، و دخلت الحمام و دلّكوني بالأشنان و غير ذلك، فلم أزدد إلاّ سوادا، ثم انكشف عني السواد بعد ساعات من النهار بقدرة اللّه، و رجعت إلى لون البياض، و عادت ثيابي كما كانت بياضا، فحمدت اللّه تعالى على جميل ستره، و استغفرت اللّه مما خامر سرّي، فلمّا كان بعد أيام دخل عليّ والدي و بيده كتاب، ذكر أنه ورد عليه من الجنيد بن محمّد يستدعي قدومي عليه، فقال: يا بني قم و اخرج إلى حضرة أستاذك، فقد أكّد في كتابه خروجك إليه، قال: فانحدرت إلى بغداد، فساعة وافيتها قصدت الشيخ، فدخلت عليه و هو يصلي، فسلّمت عليه، و وقفت حتى سلّم من صلاته، فنظر إليّ شزرا، و قال بغضب: ما استحييت من اللّه جلّ ثناؤه كنت قائما بين يديه، فسامرت نفسك شهوة استولت عليك برهة، فأخرجتك من بين يديه تعالى باللعن و الطرد، لو لا أنّي دعوت اللّه تعالى لك، و تبت عنك بظهر الغيب للقيت اللّه و أنت بذلك الوصف، لا تفيق إلاّ بمودة من إذا أذنبت تاب، و إذا مرضت عادك.

قال ابن جهضم: ذكرت هذه الحكاية لبعض العلماء فقال:

هذا رفق من اللّه تعالى به، و خيره له إذ لم يسوّد قلبه و ظهر السواد على يديه، و ما ذنب يرتكبه العبد يصرّ عليه إلاّ اسودّ القلب منه قبل سواد الجسم، لا يجلوه إلاّ التوبة

ص: 17


1- في المختصر: فإذا هو قد اسودّ.
2- كذا بالأصل و المختصر، و الذي في تاج العروس بتحقيقنا: الغاسول: جبل بالشام ؟ و لم أعثر على معنى آخر لها. فيما لدي من معاجم.

النّصوح، و العقوبة من اللّه تعالى فليست على قدر الذنب لكنها على قدر إرادة المعاقب، و ربما كانت في القلب، و هو إمراض القلوب، و ربّما كانت في الجسد، و ربما تكون في الأموال و الأهل و الأولاد، و قد تكون مؤجلة في الآخرة، نعوذ باللّه من سخطه و عقوباته، إلاّ أنّ اللّه جلّ ثناؤه يخوف عباده بمن يشاء من عباده الأعلين يجعلهم نكالا للأدنين، و يخوف العموم من خلقه بالتنكيل ببعض الخصوص من عباده، حكمة له تعالى، و حكم منه.

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، أنا أبو القاسم الحنّائي (1)،أنا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن الحسن بن جهضم بن سعيد الهمذاني - بمكة - في المسجد الحرام. قال: و أنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن زياد القطان (2)-ببغداد - نا إبراهيم بن حميد، نا الرّياشي قال: رأيت أحمد بن المعدّل في الموقف في يوم صائف، فقلت له: يا أبا الفضل، إنّ هذا أمر قد اختلف فيه، فلو أخذت بالتوسعة، فأنشأ يقول:

ضحوت له كي أستظلّ بظله *** إذا الظل أضحى في القيامة قالصا

فيا حسرتا إن كان سعيك خائبا *** و يا حسرتا إن كان حجك ناقصا

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة - فيما قرأت عليه - عن أبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد.

و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا إبراهيم بن يونس بن محمّد، أنا أبو زكريا.

ح و أخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة بن يحيى، أنا سهل بن بشر، أنا رشأ بن نظيف، قالا: نا عبد الغني بن سعيد قال:

و أما الهمذاني بفتح الميم و الذال المعجمة فجماعة. منهم: علي بن عبد اللّه بن جهضم أبو الحسن الصوفي الهمذاني، كتبت عنه بمكة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (3) قال: أما الجبلي بفتح

ص: 18


1- هو الحسين بن محمد بن إبراهيم بن الحسين، ترجمته في سير أعلام النبلاء 130/18.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 521/15.
3- الاكمال لابن ماكولا 224/3.

الجيم و الباء المخففة المعجمة بواحدة: علي بن عبد اللّه الجبلي، عن محمّد بن علي الوجيهي، روى عنه أبو حازم العبدوي هو علي بن عبد اللّه بن جهضم الهمذاني نسبه إلى الجبل، لأن همذان (1) من الجبل.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا علي بن محمّد الحنّائي، أنا أبو الحسن علي بن عبد اللّه الهمذاني - بمكة - الشيخ النبيل الفاضل الصالح فذكر حديثا.

أنبأنا أبو عبد اللّه التائي المقرئ، نا سهل بن بشر، أنا أبو الحسن علي بن عبيد اللّه بن محمّد الهمذاني القاضي - بمصر - أنا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن جهضم الهمذاني الشيخ الصّالح بمكة فذكر حكاية.

قرأت بخط أبي الفضل بن خيرون، و ممن ذكر أنه مات سنة أربع عشرة أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن جهضم الهمذاني (2) بمكة، صاحب كتاب:«بهجة الأسرار» (3)،و قد تكلم فيه.

4949 - علي بن عبد اللّه بن الحسن بن عبد المحسّن الصّوري

شاعر سكن دمشق، و مدح خالي أبا المعالي بقصيدة وجدتها بخطه فيما أحسب:

من عدت بعد الأنيس يحرم *** و معالم بصبابتي لا تعلم

يا دار دار عليك غائلة النوى *** فاليوم ربعك للكآبة موسم

قف بالطّلول مسائلا عن أهلها *** فلعلها تنبئك أو تتكلم

عن كلّ فاتنة الجمال خريدة *** تفتر عن كالأقحوان و تبسم

ترقوا فيضيء السحر من لحظاتها *** فلكلّ صب عند مقتلها دم

غدرت غدائرها بوصلي في الهوى *** تيها و عاجلنا الفراق المؤلم

فجعلت قصدي للمكارم أروعا *** و كففت جيش الشوق و هو عرمرم

قاض بثقف بالحجى ما أفاد *** من حكم إذا خطب عرابا مبهم

ص: 19


1- بالأصل:«لأن هذا من الجبل» و المثبت عن الاكمال.
2- انظر سير أعلام النبلاء 276/17 و ميزان الاعتدال 143/3.
3- الكتاب في أخبار الصوفية و قصص المتصوفين و عجائبهم.

غيث لإيراد الحقائق مقحم *** بحر لمخترع البصائر مفعم

كم صادر عن ورده بعجائب *** كاد الزمان بفضلها يتكلم

وضحت مآثره فهنّ مع الضحى *** شمس و هن مع الدياجي أنجم

هذا ضياء الدين موئل خائف *** أظماه ريب الليالي مؤلم

لولاه عون للشريعة عطّلت *** سبل الحقائق و استحلّ المحرم

أبدا نعيد (1) غرائبا من علمه *** و رعائبا لم يبق منها معدم

غمر يكاد من الفصاحة و الحجى *** ينبي الأنام بعلم ما لا يعلم

تأتي المعالي في المعالي منزل *** كلّ امرئ بفنائه... (2)

أثنى عليه و كم لسان معرب *** يثني عليه بما أقول و يفحم

تاللّه بحدي الدهر مثلك آخرا *** إنّ النساء يحمل مثلك عقم

إن الأولى راموا محلك فوفت بهم *** المراقي في السّموّ فاحجموا

أ فما رأوك بمنزل الشرف الذي *** هو فوق أعلى النيرين مخيم

لكنهم نظروا بغير تبصّر *** و عقولهم عن كنه مجدك نوّم

فضلك سهامك بالبراهين التي *** تفنى بها نهج الضلال و يحسم (3)

ما زال سيف الدين نطقت عربه *** و ثنا اليقين لها لسانك لهزم

حتى أمر الدين و الحسوب جلابيب *** الدّجى و أضاء الزمان المظلم

كم قد حسمت من الضلالة بالهدى *** ما ليس يحسمه الحسام المحزم

لم تبق مكرمة تعدّ لحاكم إلاّ *** و فضلك بينها يتسنم

و لقد رأيت المجد يقسم أنه بك *** دون شعر أولى النباهة مغرم

منك اشتقاق المكرمات بأسرها *** و محاسن الدنيا بذكرك تختم

شغلتك أيام المكارم أن ترى *** إلاّ و أنت بحبّهن متيّم

فاسلم مدى الأعياد و ابق بنعمة *** تحوي المفاخر و الحسود مرغم

ص: 20


1- تقرأ:«نعيد»، و قد تقرأ: يعيد.
2- غير مقروءة بالأصل.
3- غير واضحة بالأصل، و لعل الصواب ما قرأناه.
4950 - علي بن عبد اللّه بن أبي الهيجاء بن حمدان

ابن حمدون بن الحارث بن لقمان بن راشد

أبو الحسن الأمير التغلبي

المعروف بسيف الدولة (1)

أصله من الجزيرة.

روى عنه أبو الحسن محمّد بن علي الحسيني، و أبو بكر عبد اللّه بن أحمد روزبه.

و قدم الشام سنة ثلاث و ثلاثين و ثلاثمائة، و ملك حلب، ثم توجه منها إلى حمص، فلقيه عسكر الإخشيد محمّد بن طغج بن جفّ أمير الشام و مصر مع غلامه كافور الإخشيد (2) الذي مدحه المتنبي، فكان الظفر لسيف الدولة، و جاء إلى دمشق فنزل عليها، فلم يفتحوا له، فرجع، و كان الإخشيد قد خرج من مصر إلى الشام، فالتقى هو و سيف الدولة بأرض قنّسرين، فلم يظفر أحد العسكرين بصاحبه، و رجع سيف الدولة إلى الجزيرة، فلما رجع الإخشيد إلى دمشق رجع سيف الدولة إلى حلب، ثم مات الإخشيد سنة أربع - و يقال: سنة خمس - و ثلاثين و ثلاثمائة، و صار (3) كافور إلى مصر، فقصد سيف الدولة دمشق، فملكها، و أقام بها، فذكر أنه كان يسامر الشريف العقيقي بها، فقال: ما تصلح هذه الغوطة إلاّ لرجل واحد، فقال له العقيقي: هي لأقوام كثير، فقال له سيف الدولة: لئن أخذتها القوانين (4) لينبرون (5) منها، فأعلم العقيقي أهل دمشق بهذا القول، فكاتبوا كافورا فجاءهم، و أخرجوا سيف الدولة من دمشق سنة

ص: 21


1- انظر أخباره في: البداية و النهاية (الجزء الحادي عشر - الفهارس) الكامل لابن الأثير - بتحقيقنا-(الفهارس)، يتيمة الدهر طبعة بيروت 37/1 المنتظم 41/7 وفيات الأعيان 401/3 النجوم الزاهرة 16/4 شذرات الذهب 20/3 سير أعلام النبلاء 187/16 و العبر 305/2 و زبدة الحلب 111/1.
2- كذا بالأصل، و في المختصر: كافور الإخشيدي.
3- كذا بالأصل.
4- في الكامل لابن الأثير: القوانين السلطانية.
5- أي ينالون منها.

خمس و ثلاثين، و يقال: سنة ست، و وليها كافور.

و ذكر علي بن المهذب بن أبي حامد المعري: أن سيف الدولة ولد في سنة إحدى و ثلاثمائة، و ذكر ثابت بن سنان: أنه ولد في يوم الأحد لثلاث عشرة ليلة بقيت من ذي الحجة من سنة ثلاث و ثلاثمائة (1).

ذكر أبو منصور الثعالبي في كتاب يتيمة الدهر (2) فصلا في ذكر ابن حمدان، فقال:

كان بنو حمدان ملوكا، و أمراء أوجههم للصباحة، و ألسنتهم للفصاحة، و أيديهم للسماحة، و عقولهم للرجاحة، و سيف الدولة مشهور بسيادتهم، و واسطة قلادتهم، و كان غرة الزمان، و عماد الإسلام، و من به سداد الثغور، و سداد الأمور، و كانت وقائعه في عصاة العرب، يكف بأسها، و تفلّ (3) أنيابها و يذل صعابها، و يكفي الرعية سوء آدابها، و غزواته تدرك من طاغية الروم الثار، و يحسم شرة (4) المنار، و يحسن في الإسلام الآثار و حضرمة مقصد الوفود، و مطلع الجود، و قبلة الآمال، و محط الرحال، و موسم الأدباء (5)،و حلبة الشعراء، و يقال: إنه لم يجتمع بباب أحد من الملوك - بعد الخلفاء - ما اجتمع ببابه من شيوخ الشعر، و نجوم الدهر، فإنما السلطان سوق يجلب إليها ما ينفق لديها، و كان أديبا شاعرا، محبا لجيد الشعر، شديد الاهتزاز لما يمدح به.

أنبأنا أبو منصور شجاع بن فارس الذّهلي، و حدّثني أبو المعمر الأنصاري عنه، حدّثني الرئيس أبو علي محمّد بن وشاح بن عبد اللّه الزيني (6)،حدّثني أبو الحسن السلامي الشاعر قال: مدح الخالديان سيف الدولة بن حمدان بقصيدة أولها:

تصدّ و دارها صدد *** و توعده و لا تعد

و قد قتلته ظالمة *** فلا عقل و لا قود

ص: 22


1- انظر وفيات الأعيان 405/3 و سير أعلام النبلاء 188/16.
2- يتيمة الدهر للثعالبي 37/1 و ما بعدها.
3- غير واضح إعجامها، و المثبت عن يتيمة الدهر.
4- كذا بالأصل، و في يتيمة الدهر: و يحسم شرهم المثار.
5- الأصل:«الأدبار» و المثبت عن يتيمة الدهر.
6- كذا رسمها بالأصل.

و قال فيها في مدحه:

فوجه كلّه قمر *** و سائر جسمه أسد

فلما أنشده إياها أعجب بها سيف الدولة و استحسن منها هذا البيت و جعل يردد إنشاده، فدخل عليه الشيظمي الشاعر، فقال له: اسمع هذا البيت، و أنشده إياه، فقال له الشيظمي: احمد ربك، فإنه جعلك من عجائب البحر.

قرأت بخط أبي محمّد عبد اللّه بن محمّد بن سعيد بن سنان الحلبي الشاعر لسيف الدولة في أخيه ناصر الدولة (1):

وهبت لك (2) العليا و قد كنت أهلها *** و قلت لهم بيني و بين أخي فرق

و ما كان بي عنها نكول و إنما *** تجاوزت (3) عن حقي فتمّ لك الحق

أ ما كنت ترضى (4) أن أكون مصلّيا *** إذا كنت أرضى أن يكون لك السبق

و مما يستحسن من شعر (5) سيف الدولة، ما قرأته بخط أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي (6):

و ساق صبيح للصبوح دعوته *** فقام و في أجفانه سنة الغمض

يطوف بكاسات العقار كأنجم *** فمن بين منقضّ علينا و منفضّ

و قد نشرت أيدي الجنوب مطارفا (7) *** على الأفق (8) دكنا و الحواشي على الأرض

يطرزها قوس السحاب (9) بأصغر *** على أحمر في أخضر إثر (10) مبيضّ

كأذيال خود أقبلت في غلائل *** مصبغة و البعض أقصر من بعض

و قرأت بخطه أيضا (11):

ص: 23


1- الأبيات الثلاثة في يتيمة الدهر 56/1 و البداية و النهاية.
2- في يتيمة الدهر: رضيت إليك العليا.
3- في يتيمة الدهر: و لم يك بي... تجافيت. و النكول: الهرب و الابتعاد.
4- في اليتيمة: و لا بد لي من أن أكون مصليا. و المصلى: هو من فرسان السباق الذي يجيء الثاني في السباق، بعد الأول، و الفرس الأول الفائز يسمى السابق.
5- الأصل: شعره.
6- الأبيات في يتيمة الدهر 53/1 و وفيات الأعيان 402/3.
7- الأصل: مطارقا، و المثبت عن اليتيمة.
8- في يتيمة الدهر و وفيات الأعيان: على الجوّ.
9- في يتيمة الدهر: قوس الغمام.
10- في يتيمة الدهر: تحت مبيض.
11- الأبيات في يتيمة الدهر 54/1 و وفيات الأعيان 403/3.

أقبله على جزع *** كشرب الطائر الفزع

رأى ماء فأطمعه *** و خاف عواقب الطّمع

فصادف فرصته (1) فدنا (2) *** و لم تلتذّ بالجرع

و مما ينسب أيضا إليه (3):

قد جرى في دمعه دمه *** فإلى كم أنت (4) تظلمه ؟

ردّ عنه الطرف منك فقد *** جرّحته منك أسهمه

كيف يستطيع التّجلّد من *** خطرات الوهم تؤلمه ؟

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني قال:

و فيها يعني سنة ست و خمسين و ثلاثمائة توفي كافور الاخشيدي و سيف الدولة أبو الحسن بن حمدان، و ذكر غيره أنه توفي يوم الجمعة العاشر من صفر من هذه السنة بحلب، و حمل في تابوت إلى ميّافارقين، و مات بالفالج، و ذكر غيرهما: أنه مات يوم الجمعة لخمس بقين من صفر من السنة بعسر البول (5).

4951 - علي بن عبد اللّه بن خالد

ابن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان صخر

ابن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف

أبو الحسن الأموي السّفياني المعروف بأبي العميطر (6)

بويع له بالخلافة بدمشق في ولاية الأمين في ذي الحجة سنة خمس و تسعين و مائة.

ص: 24


1- في يتيمة الدهر: و صادف فرصة. و في وفيات الأعيان: و صادف خلسة.
2- الأصل:«فدما» و المثبت عن وفيات الأعيان و يتيمة الدهر.
3- الأبيات في يتيمة الدهر 55/1.
4- الأصل:«فإلى أنت كم نظلمه» و المثبت عن يتيمة الدهر.
5- انظر وفيات الأعيان 405/3 و سير أعلام النبلاء 188/16.
6- انظر أخباره في: تاريخ الطبري (الفهارس العامة)، الكامل لابن الأثير (الفهارس)، البداية و النهاية (الفهارس)، نسب قريش ص 131، العبر 317/1 سير أعلام النبلاء 284/9 شذرات الذهب 342/1.

و غلب على دمشق و بقي متغلبا عليها مدة، و كانت داره بدمشق غرب رحبة الزبيب كما تدور إلى الدرب الذي ينفذ إلى حمام السلم إلى دار بني ححيحة إلى الدرب الذي ينفذ إلى سوق الدقيق منها إلى الحمام المعروف بحمام الرحبة.

حكى عن المهدي، و محمّد بن عبد اللّه بن علاثة القاضي (1).

حكى عنه أبو مسهر الغسّاني.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو عبد اللّه الأصبهاني (2)،و هو محمّد بن أحمد بن بطة، نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن راشد بن معدان الأصبهاني، قال: سمعت الهيثم بن مروان يقول:

سمعت أبا مسهر يقول: سمعت شيخا من قريش أثق به يقول:

سأل المهديّ ابن علاثة: لم رددت شهادة محمّد بن إسحاق بن يسار؟ قال: لأنه كان لا يرى جمعة و لا جماعة، فسألت أبا مسهر حين خلا: من الرجل ؟ فقال: أبو الحسن، علي بن عبد اللّه بن خالد بن يزيد بن معاوية (3)،و كان مع المهدي في تلك السفرة، فلقيت عبد اللّه بن يعقوب فقال: سمعته من أبي مسهر، فسألت أصحاب محمّد بن إسحاق فقالوا: كان يروي حديث علي بن أبي طالب: لا جمعة إلاّ في مصر مع إمام عادل.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار قال (4):

فمن ولد عبد اللّه بن خالد بن يزيد: علي بن عبد اللّه بن خالد، غلب على دمشق و أمير المؤمنين المأمون بخراسان، و أمه نفيسة بنت عبيد اللّه بن العبّاس بن علي بن أبي طالب.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو طالب عقيل بن عبيد اللّه بن أحمد بن عبدان، أنا أبو الميمون بن راشد قال:

ص: 25


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 308/7.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 404/14.
3- إلى هنا الخبر في سير أعلام النبلاء 284/9-285.
4- انظر نسب قريش للمصعب ص 131.

و سأل أبو عمرو الجمحي أبا (1) زرعة عن اسم السفياني الذي خرج بدمشق سنة خمس و تسعين فقال: اسمه علي بن عبد اللّه بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، فأخبرني محمّد بن الأشعث قال: فجعل عليّ يوما يفتخر فقال: أنا ابن العير، و النفير، و ابن شيخي صفّين، أنا علي بن عبد اللّه بن خالد بن يزيد بن معاوية، و أمي نفيسة بنت العبّاس بن علي بن أبي طالب (2).

قرأت بخط أبي الحسين الرازي، حدّثني أبو الحسين محمّد بن أحمد بن غزوان الدمشقي، نا أحمد بن المعلّى بن يزيد الأسدي، نا محمّد بن علي بن عتاب، حدّثني محمّد بن عبد الرّحمن الجرشي قال:

كان علي بن عبد اللّه بن خالد بن يزيد بن أبي معاوية بن أبي سفيان، و كنيته أبو الحسن، يجالسنا، فكنا يوما نتحدث إلى أن ذكرنا كنى البهائم، فقال لنا علي بن عبد اللّه: أي شيء كنية الحرذون (3)؟فقلنا: ما ندري، فقال: كنيته أبو العميطر، قال:

فلقبناه بذلك، فكان يغضب (4)،فقال لنا شيخ من القدماء: ترون هذا اللقب سيخرجه إلى أمر عظيم.

قال: و أخبرني أبو محمّد عبيد اللّه بن أحمد ابن ابنة أبي زرعة الدمشقي، نا جدي أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو، حدّثني أبي عمرو بن عبد اللّه بن صفوان قال:

لما خرج علي بن عبد اللّه بن خالد بن يزيد بن معاوية فادّعى الخلافة و قاتل عليها و بويع له و ذلك في سنة خمس و تسعين و مائة فقال يفتخر: أنا ابن العير و النفير، و أنا ابن شيخي صفين، أنا علي بن عبد اللّه بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، و أمي نفيسة ابنة عبيد اللّه بن العبّاس بن علي بن أبي طالب - يعني شيخي صفين: عليا و معاوية و قد ولداه جميعا.

قال و سمعت أبا الميمون عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عمر بن راشد الدمشقي يقول: سمعت أبي يقول:

ص: 26


1- الأصل: أبو زرعة.
2- انظر سير أعلام النبلاء 285/9.
3- الحرذون: دويبة، تشبه الضب، و يقال: هو ذكر الضب (اللسان).
4- سير أعلام النبلاء 285/9.

كان أبو العميطر يسكن المزة (1) و كان له دار بمدينة دمشق في رحبة البصل، و خرج يوم خرج بالمزة (2) و دعا لنفسه بالخلافة و هو ابن تسعين سنة.

قال و سمعت أبا الحسن أحمد بن عمير بن جوصا الدمشقي يقول (3):سمعت أبا عامر موسى بن عامر بن عمارة المرّي يقول: سمعت الوليد بن مسلم غير مرة يقول:

لو لم يبق من سنة خمس و تسعين و مائة إلاّ يوم واحد لخرج السفياني، قال أبو عامر:

فخرج أبو العميطر في هذه السنة.

قال: و حدّثني أبو الحسن أحمد بن حميد بن أبي العجائز الدمشقي قال: سمعت محمّد بن إسحاق بن الحريص يقول: سمعت هشام بن عمار يقول: سمعت الوليد بن مسلم يقول: و اللّه ليخرجن السفياني سنة خمس و تسعين و مائة، و و اللّه ليلين قضاءه ابن أبي دارمة، يعني أبا مسهر عبد الأعلى بن مسهر، فخرج أبو العميطر السفياني في (4)سنة خمس و تسعين و مائة، و كان الوليد قد حج في سنة أربع و تسعين و مائة، و جاور بمكة، و مات بها.

قال: و أخبرني أبو العباس محمود بن محمّد بن الفضل الرافقي، حدّثني عبد الملك بن عبد الحميد الميموني قال (5):قال أبو عبد اللّه أحمد بن حنبل للهيثم بن خارجة: كيف كان مخرج السفياني بدمشق أيام ابن زبيدة بعد سليمان بن أبي جعفر؟ فوصفه بهيئة جميلة، و اعتزال الشر (6) قبل خروجه، ثم وصفه حين خرج بالظلم، فقال: أرادوه على الخروج مرارا فأبى. فحفر له خطاب الدمشقي المعروف بابن وجه الفلس و أصحابه تحت بيته سربا ثم دخلوه في الليل، و نادوه، أخرج، فقد آن لك، فقال: هذا شيطان، ثم أتوه في الليلة الثانية، فوقع في نفسه، ثم أتوه في الليلة الثالثة، فلما أصبح خرج. فقال أبو عبد اللّه أحمد بن حنبل: أفسدوه.

قال: و حدّثني أحمد بن محمّد بن الجعد، حدّثني عبد الحميد الميموني، قال:

ولّى محمّد ابن زبيدة سليمان بن أبي جعفر حمص و دمشق فوثب به الخطاب ابن وجه

ص: 27


1- رسمها بالأصل: المدة.
2- رسمها بالأصل: المدة.
3- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 285/9.
4- كتبت بالأصل فوق الكلام بين السطرين.
5- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 285/9.
6- غير مقروءة بالأصل و المثبت عن سير أعلام النبلاء، و فيها:«و عزلة للشر».

الفلس، فخلع سليمان بن [أبي] (1) جعفر و بايع لعلي بن عبد اللّه بن خالد بن يزيد بن معاوية.

قال ابن سراج: وجه الفلس هذا مولى الوليد بن عبد الملك، و كان ابن الخطاب خرج بعيدا من ساحل دمشق، فضبطها و دعا لنفسه في أيام أبي العميطر، فاستأمن بعد ذلك إلى عبد اللّه بن طاهر، فحمله عبد اللّه بن طاهر إلى خراسان مع مكرز بن حفص العامري، و كان قد خرج أيضا في ساحل دمشق فماتا بخراسان.

قال: و حدّثني شيخ لنا يقال له: أبو العباس محمّد بن جعفر بن أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة [الحضرمي، نا جدي أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة، نا أبي عن أبيه يحيى بن حمزة] (2) بن يزيد، حدّثني شيخ لنا يقال له: أبو معبد كان يسكن الجميزيين قال: جاورنا شيخ من خولان ذا عبادة و علم، يكنى أبا مذكور، قال:

أخذ بيدي يوما فوقف لي إلى طريق المزّة الأحد إلى باب دمشق، فقال: أراني أبو إدريس عائذ اللّه بن عبد اللّه الخولاني هذا الموضع، كما أريتك فقال: يتداعى الناس بدمشق بدعوى جاهلية، يقطع فيها الأرحام و تركب فيها الآثام، و يضاع فيها الإسلام، كأنكم بالخيل تعدو.... (3) في هذا النقب لا يرعون للّه حلاله، و لا تخافون معادا، قال أبو معبد: فقلت للرجل: هل لذلك وقت ؟ قال: نعم، اعدد خمس ولاة من بني العبّاس، قال أبو العبّاس: كان هذا ما رأت فتنة أبي العميطر و هو الذي خرج بالمزة في أيام الخامس من بني العبّاس محمّد بن زبيدة.

هذا وهم من أبي العبّاس، فإن الخامس من بني العبّاس هو الرشيد، و في أيامه كانت فتنة أبي الهيذام، و هي أشدّ من فتنة أبي العميطر.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز أحمد، أنا عبد الوهاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمّد بن جرير (4) قال:

ص: 28


1- زيادة لازمة.
2- ما بين معكوفتين استدرك على هامش الأصل.
3- كلمة غير واضحة بالأصل.
4- راجع تاريخ الطبري 415/8 حوادث سنة 195.

و في هذه السنة يعني سنة خمس و تسعين و مائة ظهر بالشام السفياني علي بن عبد اللّه بن خالد بن يزيد بن معاوية، فدعا إلى نفسه، و ذلك في ذي الحجة منها، و طرد عنها سليمان بن أبي جعفر بعد حصره إياه بدمشق، و كان عامل محمّد عليها، فلم يفلت (1) منهم إلاّ بعد اليأس، فوجه إليه محمّد المخلوع الحسين (2) بن علي بن عيسى بن ماهان، فلم ينفذ إليه، و لكنه لما صار إلى الرقة أقام بها.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي، أخبرني أبو الفضل العبّاس بن أحمد بن محمّد بن صالح بن بيهس الكلابي، حدّثني أبي، عن أبيه، عن جده قال:

كان بدو أمر محمّد بن صالح بن بيهس بن زميل بن عمرو بن هبيرة بن زفر بن عامر بن عوف بن كعب بن أبي بكر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة أن سليمان بن أبي جعفر ولي دمشق عقب فتنة و عصبية كانت بين قيس و اليمن، و كان علي بن عبد اللّه أبو (3) العميطر من ولد يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، و كان بنو أمية يرون (4) فيه الروايات و يذكرون أن فيه علامات السفياني، و أن أموره لا تتم له إلاّ بكلب و أنهم أنصاره فمالوا إليهم، و توددوهم، و أيقنوا أنه لا يتم لهم أمر مع محمّد بن صالح، و أن تمام أمر السفياني إنّما هو بسباء نساء قيس و سفك (5) دمائهم، فاندسوا إلى سليمان بن أبي جعفر، فقالوا له: إن هذا الفساد في عملك بسبب هذه الزواقيل (6) و إن رؤساءهم و صناديدهم و من معهم من الضّباب - و هم عشيرة ابن بيهس - تجنبهم، و احتالوا له حتى أخذه فاحتبسه (7)،فلما أشغلوه أحكموا أمرهم، و اجتمعوا على أبي العميطر، فبايعوه، و بعثوا إلى زواقيلهم، فلم يشعر سليمان بن أبي جعفر و هو في قصر الحجّاج خارج دمشق حتى أحاطت به

ص: 29


1- في تاريخ الطبري: منه.
2- الأصل و المختصر: الحسن، و المثبت عن تاريخ الطبري، و الكامل لابن الأثير.
3- الأصل: عبد اللّه بن العميطر.
4- كذا بالأصل، و في المختصر:«يروون».
5- تقرأ بالأصل: و سفط .
6- الزواقيل: قوم بناحية الجزيرة و ما والاها (اللسان: زقل).
7- كذا بالأصل، و في المختصر: أخذه و احتبسوه.

الرّجّالة، فحصروه فبعث إلى ابن بيهس و هو محبوس معه في القصر (1).

فقال له (2):قد أخذنا المصّيصة فخرّ أبو المعيطر ساجدا و هو يقول: الحمد للّه الذي ملكنا الثغر توهّم أنهم قد أخذوا المصّيصة التي عند طرسوس.

قال: و حدّثني أبو محمّد عبيد اللّه بن أحمد ابن ابنة أبي زرعة الدمشقي، نا جدي لأمي أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو بن عبد اللّه النّصري قال: سمعت أبي يقول: دخلت على أبي العميطر فسلمت عليه بالخلافة، فردّ عليّ ، فقلت: يا أمير المؤمنين حوانيت لي ورثتها من أبي أخذت من يدي، فقال: من قريش أنت ؟ قلت:

لا، قال: فمن مواليهم ؟ قلت: لا، قال: ليس كلّ من قال حوانيتي يقبل منه، قال:

ففزعت إلى أبي مسهر - و هو يومئذ يلي له القضاء - فكتب له: يا أمير المؤمنين بلغنا عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:«لا قدّست أمة لا يقضى فيها بالحق، فيأخذ ضعيفها حقه من قويها غير متعتع (3)»[9079].

فأوصلنا إليه الكتاب، فقال: اذهبوا خذوا حوانيتكم، قال: فجئنا فكسرنا الأقفال عنها و أخذناها.

قال: و حدّثني محمّد بن أحمد بن غزوان، نا أحمد بن المعلّى، نا سعيد بن سليمان بن عتاب، قال:

كان الركبي (4) يأخذ البيعة على الناس لأبي العميطر في الأسواق و كان يدور على منازل أهل دمشق، فمن خرج إليه أخذ عليه البيعة و من لم يخرج قال: يا غلام سمر بابه، و أشمت به جاره.

ص: 30


1- كذا بالأصل و يبدو أن ثمة سقط في الكلام، و تمام الخبر في مختصر ابن منظور: فقال له: ما ترى ما يصنع أهل بلدك ؟ قال: هذا الذي أراد القوم بتحميلهم إياك عليّ ، و الآن الذي أرى أن تخرج معي إلى حوران، فأخرج بك في البرية إلى الكوفة، و أنشأ أبياتا فحمله سليمان خيرا، و قال: لا تسامعت العرب أني هربت، و قال شعرا يجيب به محمد بن صالح، ثم خرج سليمان بن أبي جعفر هاربا من دمشق، متوجها إلى العراق، و خرج معه ابن بيهس حتى أجازه ثنية العقاب، و لحقه الغوغاء و الرعاع و نهبوا مواخر عسكره، و انصرف ابن بيهس إلى حوران. و ذكر بعده في المختصر عدة أخبار عن أبي العميطر، راجعها فيه 112/18.
2- كذا بالأصل و ثمة سقط من أول الخبر، و قد جاء أوله في مختصر ابن منظور 113/18: و لما أخذ أبو العميطر المصيصة - قرية بناحية على باب دمشق - دخل عليه بعض أصحابه.
3- متعتع أي من غير أن يصيبه أي أذى يزعجه و يقلقه (اللسان).
4- كذا رسمها بالأصل، و في المختصر:«الركيني» و كتب محققه بالهامش أنها عن ابن عساكر.

قال: و حدّثني محمّد بن أحمد بن غزوان، نا أحمد بن المعلّى، نا شيبة بن الوليد قال:

لما خرج أبو العميطر اتّخذ حرسا على بابه، و على سور مدينة دمشق، فكانوا ينادون بالليل و النهار: يا علي، يا مختار، يا من اختاره الجبّار على بني هاشم الأشرار.

قال: و نا أبو معلّى، نا محمّد بن محمّد بن قادم قال: سمعت أبي يقول:

كان أصحاب أبو العميطر يوم ادّعى الخلافة يدور في أسواق مدينة دمشق و يقول للناس: قوموا بايعوا مهدي اللّه.

قال ابن معلّى: و نا سعيد بن جرير بن زبر قال: سمعت أبي يقول:

أخذني أصحاب أبي العميطر، فأدخلوني إليه فقالوا لي: بايع، فقلت: إنّي قد عاهدت اللّه ألاّ أقبض ديوانا من أيام هارون، فقال لي: ذاك ديوان أهل بيت اللعنة.

قال ابن معلّى: و أنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن قادم، قال: سمعت عمّي يحيى بن قادم يقول:

كان أصحاب أبي العميطر يدورون على الناس و يقولون: قوموا بايعوا الرضا من آل محمّد، فقال لهم: الرضا من آل محمّد من بني العبّاس ليس من بني حرب، فضربوه، و أفلت من أيديهم، فلم يزل مختفيا حتى دخل ابن بيهس دمشق.

قال ابن معلّى: و نا كثير بن أبي صابر القنّسريني قال: كنت يوما عند إسحاق بن قضاعة التنوخي و هو جد بني العصيص، فدعا بسيوف، فجعل يقلبها فقال لي: يا كثيرة هذه سيوف آبائنا التي قاتلوا بها يوم صفّين، و هي عندنا مدّخرة حتى يقوم القائم من آل أبي سفيان فنقاتل بها معه.

قال كثير بن أبي صابر: فلما خرج أبو العميطر بدمشق خرج إليه إبراهيم بن إسحاق بن قضاعة في جماعة من أصحابه.

قال ابن معلّى: نا الحسن بن علي بن حسن الأطرابلسي، حدّثني أبي قال:

لما أتى أهل أطرابلس رسول أبي العميطر يدعوهم إلى طاعته و البيعة له طردوه بعد أن بايع له جميع أهل ساحل دمشق، و كان بأطرابلس نبطية يقال لها

ص: 31

اسطاوا (1) فسمت.... (2) أبا العميطر، و كانت تقول لجيرانها إذا شكوا النار يريدون أعمركم أبا العميطر.

قال ابن معلّى: و نا يزيد بن خالد أبو مسوت (3) قال: رأيت أبا العميطر إذا خرج من الخضراء و هو راكب يمشي بين يديه خمس مائة رجل على رءوسهم القلانس الشاميّات، و في أيديهم المقارع.

قال ابن معلّى: و سمعت عمرو بن عثمان يقول: كان محمّد بن المصفّى و محمّد بن سلام أبو بور (4) العطار، و يزيد بن خالد ممن خرج من حمص إلى أبي العميطر، فكانوا يمشون بين يديه، و على رءوسهم القلانس الطوال.

قال: و نا ابن معلّى: نا أبو محمّد عبد الصمد بن عبد اللّه بن عبد الصمد قال:

سمعت أبي يقول.

لما صعد أبو العميطر منبر دمشق قام إليه مجنون كان في المسجد فقال له:

أسحق اللّه عينك يا أبا العميطر، فقد ألقيت نفسك، و ألقيتنا معك في حفرة سوء.

قال ابن معلّى: و نا محمّد بن محمّد بن قادم، قال: سمعت عمّي يحيى بن قادم يقول: أخذت أنا و أخي فأدخلنا إلى أبي العميطر فقال لنا: من أنتما؟ قلنا: من موالي بني هاشم، قال: أي بني هاشم ؟ قلنا: من موالي بني العبّاس، فالتفت إلى الركنين (5)و هو جالس عن يمينه فقال: ما تقول في هذين الغلامين ؟ فقال له: هما يا أمير المؤمنين من الأرجاس الأنجاس، فاقتلهما فإنهما يكتبان بأخبارك إلى البلدان، و دخل المعتمر، فقال له: يا أبا موسى ما تقول في هؤلاء الأرجاس الأنجاس ؟ فقال له: يا أمير المؤمنين إن كانا بايعا فلا سبيل لك عليهما و إلاّ فليؤخذ عليهما البيعة، و يكون همك في هذا الحي من قيس فقد أعدوا لك السيوف و ما أملت منهم الساعة.... (6) بناحية كنيسة مريم، فقال أبو العميطر لرجل واقف بين يديه: امض بهذين إلى اتى الير (7) و كان يتولى

ص: 32


1- كذا رسمها بالأصل.
2- غير مقروءة بالأصل، و صورتها: مطا لحفا.
3- كذا صورتها بالأصل.
4- كذا رسمها بالأصل.
5- كذا بالأصل هنا، و قد مرّ في المختصر:«الركيني» و هو الذي كان يأخذ البيعة لأبي العميطر على الناس.
6- الذي بالأصل:«الا مراكصّا».
7- كذا بالأصل، و لعل الصواب:«الركبي» أو «الركيني» و قد مرّ أنه الذي كان يأخذ البيعة لأبي العميطر على الناس.

أخذ البيعة عن الناس، فصرنا إليه، فأخذ البيعة علينا و خلا سبيلنا.

قال ابن معلّى: و لما اتصل بأبي العميطر قتل ابنه القاسم أنشأ يقول:

أزرى بدارق فالهم موصول *** فالواح مهجورة و الجسم مدخول

يا ليت شعري، و ليت غير نافعة *** و للأمور بما يجري عقابيل

هل يأتي بظهر الغيب مالكه *** بهلك قيس و أن الكل مقتول

أو هل أرى الخيل تعدو في ديارهم *** و البيض مزرقة و العيش منقول

جرى قتلهم بالأمس ربهم *** و الظلم لا شك و العدوان مخذول

لو أن قيسا صغرى (1) قاسم قتلت *** كانت بوار أو بعض القتل مطلول

بني أمية إن الرأي مشترك *** و النصح عند ذوي الألباب مقبول

حتى أتى أنتم في كل حادثة *** زاد قتيل و عان ثم معلول

هذا ابن بيهس قد أبدى عداوتكم *** فالحرب قائمة و السيف مسلول

و أنتم دبر عن ملككم جدل *** و فيكم السادة الغر البهاليل

بحمى ابن بيهس ملكا لا لعترته *** لكن لدنيا لها بالعرض تعجيل

و قال أبو العميطر:

بني أمية إنكم *** أصبحتم غنم الذباب

و أرى بني عبد أن طرا *** و الزمان إلى انقلاب

يسقونكم ما كنتم *** تسقون من سلع وصاب

إن كان دهركم التجادل *** في الملمات الصعاب

فدعوا الشام لرحلة *** ليست تحور إلى إياب

و ترفعوا سلب السواد *** عن العقيلة و الجباب

و ثوائب الأعداء فيما *** بينكم من كل باب

لستم أمية في قريش *** بالصريح و لا اللباب

إن لم تدع صولاتكم قيسا *** متقطع التراب

قطعت بقتل بني أمية *** قيس أسباب العتاب

ص: 33


1- كذا رسمها.

يوم البضيع و مثله *** أيام سكا (1) و القباب

قال ابن معلى: و نا سعيد بن سليمان قال: قال عبد اللّه بن طاهر لمحمّد بن حنظلة: عندك من عظام أبي العميطر شيء؟ فقال: أصلح اللّه الأمير، أبو العميطر و أهله أقل عندنا من أن نراهم بهذه العين، و لكنه رجل هرب إلينا، و خلع نفسه مما كان يسمّى به فسترناه.

و سيأتي في ترجمة محمّد بن صالح بن بيهس ذكر هربه إلى المزّة، و في ترجمة مسلمة بن يعقوب (2) ذكر موته بها.

4952 - علي بن عبد اللّه بن رجاء

أبو الحسن الخوارزمي

حدّث عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمّد بن أحمد بن أبي ثابت.

روى عنه شيخ لرشإ بن نظيف.

رأيت حديثه بخط رشأ، و قد بيّض مكان اسمه شيخه.

4953 - علي بن عبد اللّه بن سيف

أبو الحسن

المعروف بعلويّة المغنّي (3)

مولى بني أميّة.

كان جده سيف صغديا (4) للوليد بن عثمان بن عفّان، و قدم دمشق مع المأمون.

حكى عنه أحمد بن يونس بن (5) المسيّب بن زهير الضّبي.

ص: 34


1- كذا رسمها بالأصل.
2- و هو مسلمة بن يعقوب بن علي بن محمّد بن سعيد بن مسلمة بن عبد الملك راجع الكامل لابن الأثير - حوادث سنة 195(113/4).
3- انظر أخباره في الأغاني 333/11، و في مواضع أخرى منها، راجع الفهارس العامة فيها.
4- هذه النسبة إلى الصغد، و ربما قيل فيها: السغد بالسين. و السغد: ناحية كثيرة البساتين و الأشجار بها قرى كثيرة بين بخارى و سمرقند، و يقال لسكانها «السغد» أو «الصغد».
5- بالأصل:«أحمد بن يونس بن زهير عن المسيب الضبي» انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 595/12.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمّد بن جرير (1) قال:

ذكر أبو خشيشة (2) محمّد بن علي بن أمية بن عمرو قال: كنا مع المأمون بدمشق، فركب يريد جبل الثلج، فمرّ ببركة عظيمة من برك بني أمية، و على جوانبها أربع سروات، و كان الماء يدخلها سيحا و يخرج منها، فاستحسن المأمون الموضع، فدعا ببزماورد (3) و رطل (4) و ذكر بني أمية، فوضع منهم و تنقصهم، فأقبل علوية على العود فاندفع يغني:

أولئك قومي بعد عزّ و ثروة *** تفانوا فإلاّ أذرف الدمع (5) أكمد

فضرب مأمون الطعام برجله و وثب و قال لعلوية: يا ابن الفاعلة، لم يكن لك وقت تذكر فيه أولئك (6) إلاّ في هذا الوقت، فقال: مولاكم زرياب عند مواليّ يركب في مائة غلام، و أنا عندكم أموت من الجوع، فغضب عليه عشرين يوما، ثم رضي عنه.

قال: و زرياب مولى المهدي، صار إلى الشام، ثم صار إلى المغرب إلى بني أمية هناك.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه - إذنا و مناولة و قرأ علي إسناده - أنا محمّد بن الحسين المعافى بن زكريا القاضي (7)،نا الحسين بن القاسم الكوكبي، نا

ص: 35


1- الخبر في تاريخ الطبري 656/8-657 حوادث سنة 218. و انظر الأغاني 353/4-354 تحت عنوان: ذكر من قتل أبو العباس السفاح من بني أمية.
2- في الطبري: أبو حشيشة.
3- البزماورد: و في شفاء الغليل: زماورد، كلمة فارسية استعملتها العرب للرقاق الملفوف باللحم. و البزماورد: طعام يسمى لقمة القاضي، و فخذ الست، و لقمة الخليفة، و هو مصنوع من اللحم المقلي بالزبد و البيض.
4- كذا بالأصل و تاريخ الطبري، و في الأغاني: و رطل نبيذ.
5- كذا بالأصل، و في الطبري و الأغاني: العين.
6- كذا بالأصل، و في الطبري:«مواليك» و في الأغاني: أ لم يكن لك وقت تبكي فيه على قومك إلاّ هذا الوقت.
7- الخبر رواه المعافى بن زكريا في الجليس الصالح 30/3-31 و انظر الخبر في الأغاني 345/11-346 و 84/21، و انظر مصارع العشاق 152/2.

الفضل بن العباس أبو الفضل الربعي، نا إبراهيم بن عيسى الهاشمي قال: قال علوية:

أمرني المأمون و أصحابي أن نغدو عليه بعد قرب، فلقيني عبد اللّه بن إسماعيل صاحب المراكب (1) فقال: يا أيها الرجل الظالم المعتدي، أ ما ترحم و لا ترقّ و لا تستحي من عريب هي هائمة بك و تحتلم عليك في كل ليلة ثلاث مرات ؟ قال علوية:

و كانت عريب أحسن الناس وجها، و أظرف الناس و أفكه و أحسن غناء مني و من صاحبي مخارق؛ فقلت له: مرّ حتى أجيء معك، فحين دخلت قلت له: استوثق من الأبواب فإنّي أعرف الناس بفضول الحجاب، فأمر بالأبواب، فأغلقت، و دخلت فإذا عريب جالسة على كرسي بين يديها ثلاث قدور زجاج، فلمّا رأتني قامت إليّ ثم قالت: ما تشتهي تأكل ؟ قلت: قدرا من هذه القدور، فأفرغت قدرا منها بيني و بينها فأكلنا، ثم قالت: يا أبا الحسن أخرجت البارحة شعرا لأبي العتاهية، فاخترت منه شعرا، قلت: ما هو؟ قالت (2):

و إنّي لمشتاق إلى ظلّ صاحب *** يروق (3) و يصفو إن كدرت عليه

عذيري من الإنسان لا إن جفوته *** صفا لي و لا إن كنت طوع يديه

فصيرناه فجلسنا، فقالت: بقي عليّ فيه شيء، فأصلح، قلت: ما فيه شيء، قالت: بلى في موضع كذا، فقلت: أنت أعلم، فصححناه جميعا، ثم جاء الحجاب فكسروا الباب، فاستخرجت فأدخلت على المأمون، فأقبلت أرقص من أقصى الصحن و أصفق بيدي و أغني الصّوت، فسمع، و سمعوا ما لم يعرفوه، فاستظرفوه. فقال المأمون: أدن يا علوية، فدنوت، فقال: ردّ الصوت، فرددته سبع مرات، فقال: أنت الذي تشتاق إلى ظلّ صاحب يروق و يصفو إن كدرت عليه ؟ فقلت: نعم، فقال: خذ مني الخلافة و أعطني هذا الصاحب بدلها، و سألني عن خبري فأخبرته فقال: قاتلها اللّه فهي أجل أبزار من أبازير الدنيا.

ذكر أبو علي الحسين بن الفهم الكوكبي، أنا ابن أبي سعد، نا عيسى بن

ص: 36


1- في الأغاني: صاحب المراكبي، مولى عريب.
2- البيتان ليسا في ديوان أبي العتاهية، و هما في الجليس الصالح 31/3 و الأغاني 346/11 و هما في ربيع الأبرار 472/1 منسوبين لعبيد اللّه بن عبد اللّه بن طاهر.
3- الأصل:«صاحبي فيروق» و المثبت لتقويم الوزن عن المصادر.

محمّد بن عيسى بن أبي خالد، حدّثني إسماعيل بن إبراهيم المعروف بابن الحمّامي قال: قال علوية في مخارق:

أبو المهنا أبدا ذو غرام *** يموت من حبّ طعام الكرام

قد و سم التطفيل في وجهه *** هذا حبيس في سبيل الطعام

4954 - علي بن عبد اللّه بن العبّاس بن عبد المطّلب

ابن هاشم بن عبد مناف أبو محمّد

و يقال: أبو عبد اللّه، و يقال: أبو الفضل الهاشمي (1)

أمه زرعة بنت مشرح بن معدي كرب بن ربيعة الكندية.

سكن الشّراة من أعمال البلقاء.

و قدم دمشق، و كان له بها دار في قبلي سوق الدواب بين طريق السقليين و طريق الراهب، و يقال: إن الفندق الذي كان في أول محلة الراهب كان داره.

روى عن أبيه، و سمع أبا سعيد الخدري.

و حكى عن عبد الملك بن مروان.

روى عنه بنوه: محمّد، و عبد الصمد، و داود، و سليمان، و صالح، و الزهري، و إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر، و منصور بن المعتمر الكوفي، و أبان بن صالح و هارون (2) بن سعيد، و سعد بن إبراهيم الزهري، و فضالة أبو المبارك بن فضالة، و الحسن بن سعد، و محمّد بن الزبير، و عبد اللّه بن أبي بكر بن محمّد بن عمرو، و عبد اللّه بن طاوس، و المنهال بن عمرو.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو بكر عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا عبد اللّه بن سعيد، نا عبدة،

ص: 37


1- ترجمته في تهذيب التهذيب 345/13 و تهذيب التهذيب 224/4 و الجرح و التعديل 193/6 و سير أعلام النبلاء 252/5 و أعادها في صفحة 284، و شذرات الذهب 148/1 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 101 - 102) ص 428 و حلية الأولياء 207/3 و صفة الصفوة 107/2 و التاريخ الكبير 282/6 و تقريب التهذيب 40/2.
2- الأصل: و هزان بن سعيد، و المثبت عن تهذيب الكمال.

عن هشام بن عروة، عن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن عباس، عن أبيه، عن ابن عباس أن النبي صلى اللّه عليه و سلم أكل من كتف شاة ثم صلّى و لم يتوضأ[9080] قال: و نا عبد اللّه بن سعيد، نا عبدة، عن هشام بن عروة، عن الزهري، عن علي بن عبد اللّه بن عباس، عن أبيه، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم بمثله.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، نا أبو القاسم البجلي، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال: و ممن قدم دمشق، فنزل بها علي بن عبد اللّه بن عباس له عدة أحاديث.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (1) قال:

و فيها - يعني سنة أربعين - ولد علي بن عبد اللّه بن عباس ليلة قتل علي بن أبي طالب في صبيحتها.

قرأنا على أبي غالب، و أبي عبد اللّه (2) ابني البنّا، عن أبي الحسن محمّد بن محمّد بن مخلد، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن خزفة (3)،نا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة قال:

أخبرني مصعب بن عبد اللّه قال (4):علي بن عبد اللّه بن العبّاس، و كنيته أبو محمّد، ولد ليلة قتل علي بن أبي طالب في شهر رمضان سنة أربعين، فسمّي باسمه، و كان أصغر ولد عبد اللّه سنا، و كان أجمل قرشي، و أوسمه، و البقية من ولد عبد اللّه بن عباس في ولده، توفي علي بن عبد اللّه سنة ثمان عشرة و مائة.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار قال:

ص: 38


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 199.
2- الأصل: أبي عبيد اللّه، تصحيف، و السند معروف.
3- إعجامها مضطرب بالأصل.
4- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 28.

ولد عبد اللّه بن العباس: علي بن عبد اللّه، كنيته أبو محمّد، ولد ليلة قتل علي بن أبي طالب في شهر رمضان سنة أربعين، فسمّي باسمه، و كان أصغر ولد عبد اللّه سنا، و كان أجمل قرشي و أوسمه، و أقرأه و كان يقال له السجّاد، و له يقول الشاعر (1):

يا أيّها السائل عن عليّ *** تسل عن بدر لنا بدريّ

عبنّك (2) في العيص أبطحيّ *** سائلة (3) عن عمه مضيّ

أغلب في العلياء هاشمي (4) *** و ليّن الشيمة سمري (5)

ليس بفحّاش و لا بذيّ *** مردّد في الحسب الزكيّ

حلّ محل البيت زمزمي *** قرم لنا مبارك عباسي

زمزم (6) يا بوركت من طويّ *** بوركت للساقي و للمسقيّ

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز الكتاني، نا تمام بن محمّد، أنا أبو الميمون البجلي - إجازة-.

قال: قال أبو زرعة: و علي بن عبد اللّه جدّ الخلائف ولد سنة أربعين ليلة قتل علي بن أبي طالب، و باسمه سمّي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو محمّد الميموني، نا أبو زرعة قال:

منزل علي بن عبد اللّه بن العبّاس: دمشق و بها داره، توفي في خلافة هشام سنة ثمان عشرة و مائة، و مولده سنة أربعين (7).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن

ص: 39


1- بعض الأرجاز في الأغاني 183/16 منسوبة للفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب.
2- الرجل العبنك: الصلب و الشديد.
3- كذا هذا الشطر بالأصل، و في المختصر: سنائله عزته مضيّ .
4- الأغاني: غالبي.
5- كذا بالأصل، و في الأغاني:«هاشمي»، و في المختصر:«شمري».
6- الشطر في الأغاني: زمزمنا بوركت من ركيّ
7- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 714/2.

الحسن - زاد أبو البركات و أبو الفضل بن خيرون قالا: أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا أبو الحسين الأهوازي، نا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خياط (1)،قال:

علي بن عبد اللّه بن العبّاس بن عبد المطلب أمه زرعة بنت مشرح بن معدي كرب بن وليعة بن معاوية بن عمرو بن صخر، و صخر هو الفرد (2) بن الحارث بن عمرو بن معاوية بن الحارث بن معاوية من كندة، يكنى أبا محمّد، توفي سنة ثمان عشرة و مائة.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا يوسف بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، أنا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة و محدّثيهم: علي بن عبد اللّه بن عبّاس، مات سنة ثمان عشرة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر (3)بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال:

فولد عبد اللّه بن العبّاس: علي بن عبد اللّه و هو أصغر ولده (4) و كان أجمل قرشي على الأرض، و أوسمه و أكثره صلاة، و كان يدعى السجّاد، و له عقب، و في ولده الخلافة، و الفضل بن عبد اللّه، لا بقية له، و محمّد بن عبد اللّه لا بقية له، عبد اللّه (5) بن عبد اللّه لا بقية لهم، و أمّهم زرعة بنت مشرح بن معدي بن وليعة بن شرحبيل بن معاوية بن حجر الفرد (6) بن الحارث الولاّدة بن عمرو بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن

ص: 40


1- طبقات خليفة بن خيّاط ص 418 رقم 2049 و تهذيب الكمال 346/13 عن خليفة بن خيّاط .
2- بدون إعجام بالأصل، و المثبت عن تهذيب الكمال، و في طبقات خليفة «القرد» و في نسب قريش:«القود».
3- الأصل: أبو عمرو بن حيوية، تصحيف.
4- لم أعثر على الخبر في طبقات ابن سعد الكبرى المطبوع، و هو في تهذيب الكمال 346/13 نقلا عن ابن سعد.
5- في تهذيب الكمال:«عبيد اللّه بن عبد اللّه». و في نسب قريش أيضا «عبيد اللّه».
6- بدون إعجام بالأصل، و المثبت عن تهذيب الكمال، و قد مرّ عن خليفة «القرد» و في طبقات ابن سعد 312/5 «القرد» أيضا.

حيويّة، أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق الجلاب، نا حارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (1) قال: في الطبقة الثالثة من أهل المدينة: علي بن عبد اللّه بن عبّاس بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، و يكنى أبا محمّد، ولد ليلة قتل علي بن أبي طالب في شهر رمضان سنة أربعين، فسمّي باسمه، و كني بكنيته، أبا الحسن، فقال له عبد الملك بن مروان: لا و اللّه لا احتمل لك الاسم و الكنية جميعا، فغيّر أحدهما فغيّر كنيته، فصيرها أبا محمّد، و كان علي بن عبد اللّه أصغر ولد أبيه سنا، و قد روى عنه عبد اللّه بن طاوس، و كان ثقة، قليل الحديث، قال أبو معشر و غيره: توفي بالشام سنة سبع عشرة و مائة.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (2)قال: علي بن عبد اللّه بن العباس بن عبد المطّلب بن هاشم، و يكنى أبا محمّد، قال الهيثم ابن عدي: ولد ليلة قتل علي بن أبي طالب في رمضان سنة أربعين، فسمّي باسمه، و مات بالشام سنة سبع عشرة و مائة.

قال الواقدي: توفي سنة ثمان عشرة و مائة.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر، نا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي يعقوب قال:

علي بن عبد اللّه أمه زرعة بنت مشرح بن معدي كرب بن وليعة بن شرحبيل بن معاوية بن حجر الفرد (3) أو الفرد بن الحارث الولاّدة بن عمرو بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع بن ثور، و هو كندي، و مشرح بن معدي كرب أحد الملوك الأربعة، و هم إخوة: مخوس (4) و جمد، و مشرح و أبضعة (5).

ص: 41


1- الطبقات الكبرى لابن سعد 312/5 و 314 و عنه في تهذيب الكمال 346/13.
2- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
3- كذا بالأصل بالفاء، و ضبطت الأولى و فوق الفاء فتحة، و ضبطت الثانية و تحتها كسرة. و قد مرّ عن ابن سعد و خليفة بن خياط : القرد.
4- الأصل:«نحوس» و المثبت عن تهذيب الكمال.
5- عن تهذيب الكمال، و بالأصل تقرأ:«انصعه».

و قال مصعب الزبيري و غيره: كان مولد علي بن عبد اللّه ليلة قتل علي بن أبي طالب في شهر رمضان سنة أربعين، فسمّي باسمه، و كني بكنيته، أبا الحسن، قال:

فيقال: إن عبد الملك بن مروان قال له: و اللّه لا أحتمل لك الاسم و الكنية، فغيّر أحدهما، فغيّر كنيته فصيّرها أبا محمّد، و كان أصغر ولد أبيه سنا، و كان و سيما، جميلا، كثير الصلاة، و كان يقال له السجّاد لعبادته و فضله، و البقية من ولد أبيه في ولده، و كان قليل الحديث، روى عن أبيه، و روى عنه ابن طاوس.

قال يعقوب: و علي بن عبد اللّه يعد في الطبقة الثالثة من أهل المدينة بعد الصّحابة مع من روى عن أبي هريرة، و أبي سعيد، و ابن عباس، و ابن عمر.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (1):

علي بن عبد اللّه بن عباس بن عبد المطّلب الهاشمي، و يقال: كنيته أبو عبد اللّه، حجازي، يحدّث عن أبيه، روى عنه [ابنه] (2) محمّد، و الزهري.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (3):

علي بن عبد اللّه بن عبّاس الهاشمي، حجازي، و كنيته أبو عبد اللّه (4) روى عن أبيه، روى عنه بنوه: عبد الصّمد، و سليمان، و محمّد، سمعت أبي يقول ذلك.

قرأنا على أبي غالب، و أبي عبد اللّه ابني البنّا، عن أبي الحسن محمّد بن

ص: 42


1- رواه البخاري في التاريخ الكبير 282/3/2.
2- زيادة لازمة للإيضاح عن التاريخ الكبير.
3- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 192/6.
4- بالأصل: أبو محمد عبد اللّه، ثم شطبت «محمد» بخط أفقي.

محمّد بن مخلد، أنا علي بن محمّد، أنا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة قال:

سمعت أبي يقول: علي بن عبد اللّه بن عبّاس أبو محمّد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، نا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو محمّد علي بن عبد اللّه بن عباس بن عبد المطّلب، و يقال: أبو عبد اللّه.

قرأت على أبي الفضل محمّد بن ناصر، عن أبي الفضل ابن الحكاك، أنا أبو نصر الوائلي، أخبرني أبو الحسن الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي (1) قال: أبو عبد اللّه علي بن عبد اللّه بن عباس.

و قال في موضع آخر: أبو محمّد علي بن عبد اللّه بن عباس.

قرأنا على أبي الفضل بن ناصر أيضا عن أبي طاهر بن ابن أبي الصقر، أنا أبو القاسم الصواف، أنا أبو بكر المهندس، أنا أبو بشر الدولابي قال (2):

أبو محمّد علي بن عبد اللّه بن العباس بن عبد المطلب.

أخبرنا أبو الفتح الفقيه، أنا أبو الفتح الفقيه (3)،أنا أبو الفتح الفقيه، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان نا علي بن إبراهيم بن أحمد نا يزيد بن محمّد بن إياس قال:

سمعت أبا عبد اللّه المقدمي يقول: علي بن عبد اللّه بن العباس يكنى أبا محمّد.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن المجلي، أنا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، نا أبي أبو يعلى.

قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد قال: قرأت على علي بن عمرو، حدثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عبّاس: علي بن عبد اللّه، يكنى أبا عبد اللّه.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد قال:

ص: 43


1- يعني أبا عبد الرحمن النسائي.
2- الكنى و الأسماء للدولابي 100/2.
3- فوقها علامة تحويل إلى الهامش، و كتب عليه «كذا».

أبو الفضل، و يقال: أبو عبد اللّه، و يقال: أبو محمّد علي بن عبد اللّه بن عباس بن عبد المطّلب الهاشمي، يعد في أهل الحجاز، و أمّه زرعة بنت مشرح بن كندة، سمع أباه أبا العبّاس عبد اللّه بن عباس الهاشمي، روى عنه أبو بكر محمّد بن مسلم بن شهاب الزهري، و أبو محمّد عبد اللّه بن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم الأنصاري، و هشام بن عروة، و روى عن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف عنه إن كان ذلك محفوظا، ولد ليلة قتل علي بن أبي طالب في رمضان سنة أربعين، فسمّي باسمه، حديثه في أهل المدينة، و مات بالشام.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمّد، أنا محمّد بن عبد اللّه بن زبر قال:

سنة أربعين فيها ولد علي بن عبد اللّه بن عبّاس ليلة قتل علي بن أبي طالب.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه - إذنا و مناولة و قرأ علي إسناده - أنا محمّد بن الحسين، أنا أبو الفرج المعافى بن زكريا، نا عبيد اللّه بن مسلم العبدي، نا أبو الفضل الربعي، حدّثني أبي، و سمعته يقول: ولد أبو محمّد علي بن عبد اللّه سنة أربعين بعد قتل علي بن أبي طالب، فسمّاه عبد اللّه بن العباس عليا، و كنّاه بأبي الحسن، و ولد معه في تلك السنة لعبد اللّه بن جعفر غلام فسمّاه عليا، و كنّاه بأبي الحسن، فبلغ ذلك معاوية، فوجّه إليهما أن انقلا اسم أبي تراب و كنيته عن ابنيكما، و سمياهما باسمي، و كنّياهما بكنيتي و لكلّ واحد منكما ألف ألف درهم، فلما قدم الرسول عليهما بهذه الرسالة سارع في ذلك عبد اللّه بن جعفر، فسمّى عبد اللّه بن جعفر (1) ابنه معاوية و أخذ ألف ألف درهم.

و أما عبد اللّه بن عباس فإنه أبى ذلك قال: و حدّثني علي بن أبي طالب عن النبي عليه السّلام أنه قال:«ما من قوم يكون فيهم رجل صالح فيموت فتخلّف فيهم بمولود فيسمّونه باسمه إلاّ خلفهم اللّه بالحسنى»[9081] و ما كنت لأفعل ذلك أبدا، فأتى الرسول معاوية فأخبره بخبر ابن عباس، فردّ الرسول و قال: فانقل الكنية عن كنيته و لك خمس مائة ألف ألف، فلما رجع الرسول إلى ابن عبّاس بهذه الرسالة قال: أما هذا فنعم، فكنّاه بأبي محمّد.

ص: 44


1- أقحم بعدها بالأصل: فسمى.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي قال: و ذكر أبو علي بن عروة عن عبد اللّه بن سليمان بن علي، عن عيسى بن موسى قال:

لما قدم علي بن عبد اللّه بن عباس على عبد الملك بن مروان من عند أبيه قال له عبد الملك: ما اسمك ؟ قال: علي، قال: أبو من ؟ قال: أبو الحسن، قال:

أ يجمعهما (1) عليّ حوّل كنيتك، و لك مائة ألف، قال: أما أبي حي فلا (2) قال: فلما مات عبد اللّه بن عباس كنّاه عبد الملك أبا محمّد.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم الحافظ (3)،نا أبو حامد بن جبلة، نا أبو العبّاس السّراج قال: سمعت عبيد اللّه بن محمّد بن سليمان بن جعفر يقول:

حدّثني أبي، عن أبيه، عن جعفر بن سليمان قال:

كان علي بن عبد اللّه بن العبّاس يكنى أبا الحسن، فلما قدم على عبد الملك قال له: غيّر اسمك و كنيتك فلا صبر لي على اسمك و كنيتك، فقال: أمّا الاسم فلا، و أمّا الكنية فتكنى (4) بأبي محمّد، فغيّر كنيته.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، نا أبو منصور بن شكرويه، أنا إبراهيم بن عبد اللّه، أنا أبو عبد اللّه المحاملي - إملاء - نا الحسين بن أبي زيد الدّبّاغ، نا عبيد اللّه - يعني ابن تمام - نا خالد الحذّاء عن عكرمة قال:

قال ابن عبّاس لي و لعلي ابنه انطلقا إلى أبي سعيد فاسمعا من حديثه، قال:

فأتيناه، فإذا هو في ظل حائط (5) له، قال: فلما رآنا خرج إلينا، و ذكر الحديث.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو يعلى بن الفراء، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن مالك البيع، نا محمّد بن أحمد بن محمّد بن إسحاق بن راهوية قال:

ص: 45


1- كذا بالأصل و في المختصر: لا تجمعهما عليّ .
2- بالأصل كتب «لا» صغيرة فوق الكلام بين السطرين، و المثبت عن المختصر.
3- رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 207/3.
4- حلية الأولياء: فاكتتى.
5- الحائط : الحديقة، أو البستان.

وجدت في كتاب أخي الحسين بن محمّد بخطه، نا الحسن بن خالد - بواسط - نا عبيد اللّه (1) بن تمام أبو عاصم، نا خالد الحذّاء، عن عكرمة قال:

قال لي ابن عبّاس و لعلي ابنه: انطلقا إلى أبي سعيد الخدري فاسمعا من حديثه، فأتيناه و هو في حائط له، فلما رآنا قام إلينا، فقال: مرحبا بوصية رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، ثم أنشأ يحدثنا، فلما رآنا نكتب قال: لا تكتبوا و احفظوه كما كنا نحفظ ، و لا تتخذوه قرآنا.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،نا أبي، نا محبوب بن الحسن، عن خالد، عن عكرمة أن ابن عبّاس قال له و لابنه علي:

انطلقا إلى أبي سعيد الخدري و اسمعا من حديثه، قال: فانطلقنا فإذا هو في حائط له، فلما رآنا أخذ رداءه فجاء فقعد، فأنشأ يحدّثنا حتى أتى على ذكر بناء المسجد، قال: كنا نحمل لبنة لبنة، و عمّار بن ياسر يحمل لبنتين قال: فرآه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فجعل ينفض التراب عنه و يقول:«ويح (3) عمّار أ لا تحمل لبنة كما يحمل أصحابك»؟ قال:

إني أريد الأجر من اللّه، قال: فجعل ينفض التراب عنه و يقول:«ويح عمار تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة، و يدعونه إلى النار»، قال: فجعل عمار يقول:

أعوذ بالرّحمن من الفتن.

آخر الجزء الخامس بعد الخمسمائة من الفرع.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه، و أبو نصر قالا: نا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (4):علي بن عبد اللّه بن العبّاس تابعي ثقة.

ص: 46


1- الأصل هنا عبد اللّه، تصحيف، و الصواب ما أثبت، و قد تقدم صوابا في الخبر السابق. و في ترجمة خالد بن مهران الحذاء في تهذيب الكمال 416/5 ذكر من أسماء الرواة عن خالد: عبيد اللّه بن تمام.
2- رواه أحمد بن حنبل في مسنده 180/4-181 رقم 11861.
3- في مسند أحمد: و يقول: يا عمار أ لا تحمل...
4- رواه العجلي في كتابه: تاريخ الثقات ص 349.

أخبرنا أبو الحسين بن الأبرقوهي - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلاّل - مشافهة - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (1):

سئل أبو زرعة عن علي بن عبد اللّه بن عباس فقال: مديني ثقة.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي بن البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلص، نا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزبير بن بكّار قال:

و كان عبد الرّحمن بن أبان بن عثمان من خيار (2) المسلمين، و كان كثير الصّلاة، رآه علي بن عبد اللّه بن عباس فأعجبه هديه و نسكه، فقال: أنا أقرب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رحما، و أولى بعده بالحال، كان (3) علي مجتهدا حتى مات (4).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق الجلاّب، أنا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد، أنا مصعب بن عبد اللّه الزبيري، عن مصعب بن عثمان قال (5):

كان عبد الرّحمن بن أبان يعني ابن عثمان - يشتري أهل البيت ثم يأمر بهم فيكسون (6) و يدهنون ثم يعرضون (7) عليه، فيقول: أنتم أحرار لوجه اللّه، أستعين بكم على غمرات الموت، قال: فمات و هو نائم في السجدة بعد السّبحة (8).

قال مصعب (9):و سمعت رجلا من أهل العلم يقول: إنّما كان سبب عبادة

ص: 47


1- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 192/6.
2- بالأصل:«بن حبان السلمي» خطأ فاحش، و المثبت عن مختصر ابن منظور، و نسب قريش.
3- في نسب قريش: فما زال.
4- رواه مصعب الزبيري في نسب قريش ص 120.
5- الخبر في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 120.
6- بالأصل: فيكسو، و المثبت عن نسب قريش.
7- قوله:«و يدهون و يعرضون عليه» مكانه في نسب قريش:«ثم يدخلون عليه».
8- السبحة: خرزات للتسبيح تعدّ، و الدعاء، و صلاة التطوع (القاموس المحيط : سبح).
9- رواه في تهذيب الكمال 346/13.

علي بن عبد اللّه أنه نظر إلى عبد الرّحمن بن أبان فقال: و اللّه لأنا أولى بهذا منه، و أقرب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رحما، قال: فتجرّد للعبادة.

أخبرنا أبو علي الحدّاد في كتابه، أنا أبو نعيم الحافظ (1)،نا محمّد بن أحمد بن محمّد، نا الحسن بن أحمد، نا أبو زرعة، نا صفوان بن صالح، نا الوليد بن مسلم، نا أحمد بن محمّد بن كريب قال: كان علي بن عبد اللّه بن العبّاس يصلي في كل يوم ألف سجدة، يريد خمسمائة ركعة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، نا أبو الميمون.

قال: و نا الكتاني، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي.

قالا: نا أبو زرعة (2)،حدّثني أبي قال: سمعت الوليد بن مسلم يقول: كان علي بن عبد اللّه بن عباس يسجد في كل يوم و ليلة ألف سجدة.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر الطبري.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، حدّثني سعيد بن (3).

ح و أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي.

ح و أخبرنا أبو محمّد أيضا، نا عبد العزيز، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون.

قالا: نا أبو زرعة (4)،حدّثني محمّد بن وزير، نا صبرة - و في حديث زاهر: عن ضمرة - عن علي بن أبي حملة، و الأوزاعي (5)،قالا: كان علي بن عبد اللّه بن عباس

ص: 48


1- رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 207/3.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 713/2.
3- كذا بالأصل، و فوقها ضبة. و لم أعثر على الخبر في المعرفة و التاريخ المطبوع.
4- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 714/2.
5- في تاريخ أبي زرعة: حدّثني محمد بن وزير، قال: حدثنا ضمرة عن الأوزاعي قال:.

يسجد كل يوم ألف سجدة، و لم يذكر الكندي: علي بن أبي حملة.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد، نا هارون بن معروف، نا ضمرة، عن الأوزاعي - قال ضمرة: و حدّثني ابن أبي حملة - عن علي بن عبد اللّه و كان قد أدركه قال: كان علي بن عبد اللّه بن عبّاس يسجد كل يوم ألف سجدة.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أحمد بن علي المروزي، نا عبد الرحيم بن واقد، نا ضمرة، عن الأوزاعي، و علي بن أبي حملة قال:

كان علي بن عبد اللّه بن عباس يصلي كل يوم ألف سجدة.

قال ابن أبي حملة: فدخلت عليه منزله بدمشق و كان آدم جسيما، رأيت له مسجدا كبيرا في وجهه (1).

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ أنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن شهريار، أنا أبو حفص الفلاس، حدّثني ميمون بن زياد العدوي (2)،نا أبو سنان. قال:

كان علي بن عبد اللّه بن عباس معنا بالشام و كانت له لحية طويلة، و كان يخصب بالوسمة، و كان يصلي كل يوم ألف ركعة.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي يعقوب، حدّثني صاحبنا أحمد بن أبي موسى - نا محمّد بن يحيى الأزدي، نا هشام بن سفيان، عن ابن المبارك قال:

كان لعلي بن عبد اللّه بن عباس خمسمائة أصل شجرة، فكان يصلّي كل يوم إلى شجرة ركعتين (3).

ص: 49


1- رواه المزي في تهذيب الكمال 346/13 و سير أعلام النبلاء 284/5.
2- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 347/13 و سير أعلام النبلاء 253/5.
3- سير أعلام النبلاء 253/5 و أعاده ص 284 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 101-102 ص 429).

قال: و نا يعقوب، نا شريح بن النعمان، و أنا محمّد بن معاوية، قالا: نا سفيان - يريدان - ابن عيينة، عن ذرّ مولى ابن عباس - و قال ابن معاوية: مولى آل العباس - قال:

كتب إلي علي بن عبد اللّه بن عباس أن أرسل إليّ بلوح من المروة أسجد عليه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا عبد الرّحمن بن محمّد الحنفي، نا أبي، عن إسماعيل بن إبراهيم من ولد طلحة بن عبيد اللّه، عن محمّد بن زيد بن المهاجر قال (1):

كان علي بن عبد اللّه بن عباس بن عبد المطّلب جميلا، و تعجّب الناس من طوله، فقال رجل سمعهم: يا سبحان اللّه كيف نقص (2) الناس، لقد أدركنا العبّاس بن عبد المطلب يطوف بهذا البيت كأنه فسطاط أبيض لطوله، فحدّثت بذلك علي بن عبد اللّه فقال: كنت إلى منكب أبي، و كان أبي إلى منكب جدي.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق، نا حارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (3)،أنا الفضل بن دكين، نا هشيم بن هشام أبي ساسان، عن أبي المغيرة قال: إن كنا لنطلب الخفّ لعلي بن عبد اللّه بن العبّاس بن عبد المطّلب فما نجده حتى نصنعه له صنعة، و النعل فما نجدها حتى نصنعها له صنعة، و إن كان ليغضب فيعرف ذلك فيه ثلاثا، و إن كان ليصلي في اليوم و الليلة ألف ركعة.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا عبد الرّحمن بن عمر، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي يعقوب قال: و يقال إنه كان عظيم القدم جدا، يروي عن أبي المغيرة من حديث هشيم بن هشام مما رواه أبو نعيم قال:

ص: 50


1- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 347/13.
2- بالأصل بدون إعجام، و المثبت عن تهذيب الكمال، و في المختصر: يقص.
3- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 313/5.

إن كنا لنطلب لعلي بن عبد اللّه الخفّ فما نجده حتى نصنعه له صنعة، و النعل فما نجدها حتى نصنعها له صنعة، و إن كان ليغضب فيعرف فيه ذلك ثلاثا، و يقال: إنه أوصى إلى ابنه سليمان فقيل له توصي إلى ابنك سليمان و تدع محمّدا؟ قال: إنّي أكره أن أدنسه بالوصاة، و كان علي يخضب بالسواد.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن الفضل بن محمّد الأبيوردي المنقري (1)،و أبو بكر وجيه بن طاهر الشحامي، قالا: أنا أبو حامد أحمد بن الحسن الأزهري، أنا أبو سعيد محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن الحسن بن الشرقي (2)،نا محمّد بن يحيى الذهلي، نا أبو سيد يحيى بن سليمان الجعفي، حدّثني ابن وهب، أخبرني يونس عن ابن شهاب قال:

سأل عبد الملك بن مروان علي بن عبد اللّه بن عباس عن هذه الآية مٰا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ (3) فقال علي بن عبد اللّه: الحرج: الضيق، جعل اللّه الكفارات مخرجا من ذلك، سمعت ابن عبّاس يقول ذلك.

قال: و نا محمّد بن يحيى، نا أحمد بن شبيب بن سعيد الحنفي، نا أبي، عن يونس قال: قال ابن شهاب مثله في هذا الإسناد.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ (4)،نا أحمد بن محمّد بن الفضل، نا محمّد بن إسحاق الثقفي، نا محمّد بن زكريا، نا محمّد بن عبد الرّحمن التيمي، حدّثني أبي، عن هشام بن سليمان المخزومي أن علي بن عبد اللّه بن العبّاس كان إذا قدم مكة حاجا أو معتمرا عطلت قريش مجالسها في المسجد الحرام، و هجرت مواضع حلقها و لزمت مجلس علي بن عبد اللّه إعظاما و إجلالا و تبجيلا، فإن قعد قعدوا، و إن نهض نهضوا، و إن مشى مشوا جميعا حوله، و كان لا يرى لقرشي في المسجد الحرام مجلس ذكر يجتمع إليه فيه حتى يخرج علي بن عبد اللّه من الحرم (5).

ص: 51


1- مشيخة ابن عساكر 206/ب.
2- غير مقروءة بالأصل، و المثبت قياسا إلى أسانيد مماثلة، و قد مرّ التعريف به.
3- سورة الحج، الآية:78.
4- رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 207/3.
5- الأصل:«مسجد الحرام» و المثبت عن حلية الأولياء.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسن العلوي، أنا أبو جعفر الشعراني الهروي، نا الحسن بن أبي علي.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن الحسين البوشنجي، و أبو القاسم عبد الجبار بن محمّد بن أبي القاسم القايني (1)،و أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل قالوا: أنا موسى بن عمران - بنيسابور - أنا محمّد بن الحسين بن داود، نا محمّد بن محمّد بن سهل بن نوح الهروي الشعراني، نا أبو الحسين بن أبي علي الجلادي، نا محمّد بن موسى بن حمّاد بن إسحاق بن إبراهيم الموصلي، قال:

قال علي بن عبد اللّه بن عبّاس: سادة الناس في الدنيا الأسخياء، و في الآخرة الأتقياء.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، و أبو محمّد بن حمزة، و أبو المعالي الحسين بن حمزة بن الشعيري، قالوا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، قال: سمعت أبا العبّاس محمّد بن يزيد المبرّد يقول:

يروى عن الوليد بن مسلم قال: سمعت مرزوق بن أبي الهذيل يقول: قال علي بن عبد اللّه بن عبّاس: إنّ اصطناع المعروف قربة إلى اللّه و حظ في قلوب العباد، و شكر باقي (2).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا محمّد بن العبّاس، نا علي بن عبد اللّه، عن سفيان بن عيينة قال:

جاء رجل إلى علي بن عبد اللّه بن عبّاس بن عبد المطّلب في حاجة، فقال:

جئتك في حاجة لا تبكتك و لا ترزأك، قال: فغضب علي بن عبد اللّه و قال: إذا لا نقضي لك حاجة، أمثلي يسأل حاجة أو يؤتى في حاجة لا تنكيني و لا ترزؤني ؟ أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا عبد اللّه بن محمّد بن أبي الدنيا،

ص: 52


1- رسمها مضطرب بالأصل و قد تقرأ:«القائلي» و المثبت عن مشيخة ابن عساكر 102/أ.
2- كذا بإثبات الياء بالأصل.

حدّثني محمّد بن حمّاد الأزدي، عن سليمان بن عبد العزيز الدهلوي قال: قال علي بن عبد اللّه بن عبّاس:

و زهّدني في كلّ خير صنعته *** إلى الناس ما جوزيت من قلة الشكر (1)

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن العسكري، نا زكريا بن يحيى المنقري، نا الأصمعي قال: قال سليمان بن علي الهاشمي: قلت لأبي: يا أبة من أكفاؤنا؟ قال: أعداؤنا.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، نا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (2):

و في سنة أربع عشرة و مائة مات الحكم بن عتيبة (3)،و علي بن عبد اللّه بن عبّاس (4).

و قال في موضع آخر: و في سنة ثمان عشرة و مائة مات علي بن عبد اللّه بن عبّاس بالشام.

قرأت في كتاب أظنه من تصنيف الصولي: و في سنة سبع عشرة و مائة و يقال:

سنة ثمان عشرة و مائة توفي علي بن عبد اللّه بن عبّاس، و يكنى أبا الحسن، و أبا محمّد، و هو ابن سبع و سبعين سنة، و يقال: ثمان و سبعين، و كان مولده في الليلة التي أصيب فيها علي بن أبي طالب (5).

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد بن عبد اللّه، أنا محمّد بن أحمد بن البراء قال: قال علي بن المديني:

ص: 53


1- ورد البيت بالأصل نثرا.
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 346.
3- بالأصل: عيينة، و التصويب عن تاريخ خليفة.
4- لم يذكر خليفة في حوادث سنة 114 أن عليا المذكور مات فيها. و قد ذكر المزي في تهذيب الكمال 347/13 خبر موته في هذه السنة نقلا عن خليفة.
5- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 349.

مات علي بن عبد اللّه بن عبّاس، و يكنى أبا محمّد سنة سبع عشرة و مائة، و يقال: ولد ليلة قتل علي بن أبي طالب في رمضان سنة أربعين.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد، أنا محمّد بن الحسين بن شهريار، أنا أبو حفص الفلاّس قال:

و مات علي بن عبد اللّه بن عبّاس سنة ثمان عشرة و مائة، و يكنى أبا محمّد، و مات بالشام، و ولد ليلة قتل علي بن أبي طالب، و كان من خيار الناس، و كان يخضب بالوسمة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلام قال:

سنة ثماني عشرة و مائة فيها مات علي بن عبد اللّه بن عباس و كان مولده ليلة أصيب علي بن أبي طالب.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا عبد الرّحمن بن عمر، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي، قال: سمعت محمّد بن عبد اللّه بن نمير يقول:

توفي علي بن عبد اللّه بن عبّاس سنة ثمان عشرة و مائة، و يكنى أبا محمّد.

قال: و سمعت الحسن بن عثمان يقول: حدّثني عدة من الفقهاء و أهل العلم قالوا: توفي علي بن عبد اللّه بن عبّاس و كان يكنى أبا محمّد بالحميمة (1) من أرض الشام من أرض البلقاء، و هو ابن ثمان - أو تسع - و سبعين سنة، تسع عشرة و يقال: سنة ثمان عشرة [و مائة].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو الميمون - إجازة - قال أبو زرعة (2):و مات علي بن

ص: 54


1- ضبطت عن معجم البلدان بلفظ تصغير الحمّة، راجع فيه ما ذكره ياقوت بشأنها 307/2.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 714/2 و الزيادة التالية عنه.

عبد اللّه بن عبّاس في إمارة هشام سنة ثمان عشرة [و مائة].

قرأت على أبي محمّد بن حمزة عن (1) أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال:

و علي بن عبد اللّه بن عبّاس بالحميمة - يعني مات - سنة ثمان عشرة، و يكنى أبا محمّد، مات و هو ابن ثمان و سبعين.

4955 - علي بن عبد اللّه بن العبّاس

ابن حميد بن العبّاس

أبو طالب الحمصي

المعروف بابن أبي السّجيس

والد مسدّد بن علي.

حدّث عن: عبد الصمد بن سعيد القاضي، و أبي العباس المؤدب النحوي.

روى عنه ابنه أبو المعمّر مسدّد بن علي (2)،و أبو محمّد عبد اللّه بن عطية بن حبيب.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو المعمر المسدّد بن علي بن عبد اللّه بن العبّاس المعروف بابن أبي السّجيس الأملوكي الحمصي بدمشق، أنا أبي أبو طالب علي بن عبد اللّه، نا أبو القاسم عبد الصمد بن سعيد القاضي، نا ابن عوف، نا محمّد بن إسماعيل، عن أبيه، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح (3) بن عبيد، نا أبو بحرية (4)،عن مالك بن يسار السّكوني.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«إذا سألتم اللّه فاسألوا ببطون أكفكم»[9082] كذا في هذه الرواية، و شريح لم يسمعه من أبي بحرية.

ص: 55


1- الأصل:«بن» تصحيف، و السند معروف.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 518/17.
3- الأصل:«سريح بن عبيد» ترجمته في تهذيب الكمال 324/8.
4- غير واضحة بالأصل، و الصواب ما أثبت و هو عبد اللّه بن قيس الكندي التراغمي الحمصي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 594/4.

و قد أخبرناه عاليا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا سهل بن السّري، نا إبراهيم بن معقل النّسفي، نا عبد الوهاب بن الضحاك، نا إسماعيل بن عياش عن (1) ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، حدّثني أبو طيبة الحمصي أن أبا نجدة السّكوني حدّثه عن مالك بن يسار السكوني ثم العوفي.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«إذا سألتم اللّه فاسألوه ببطون أكفكم، و لا تسألوه بظهورها»[9083] قال ابن مندة: رواه غيره عن ابن عبّاس، يقال عن أبي محذورة، عن مالك بن يسار، و أبو نجدة، و أبو محذورة جميعا وهم، و الصواب أبو بحريّة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني أحمد بن سعد الزهري، نا محمّد بن إسماعيل بن عيّاش، نا أبي، نا ضمضم بن زرعة، عن شريح بن (2) عبيد، نا ظبيان أنّ أبا بحرية حدثه عن مالك بن يسار السّكوني.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«إذا سألتم اللّه مسألة فسلوه ببطون أكفكم و لا تسلوه بظهورها»[9084] و هذا وهم أيضا، و الصواب ما.

أخبرناه عاليا أبو علي الحسن بن محمّد في كتابه، و حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا عمرو بن إسحاق، نا محمّد بن إسماعيل، حدّثني أبي، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد قال:

حدّث أبو طيبة أن أبا بحرية السّكوني حدّثه عن مالك بن يسار السّكوني أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«إذا سألتم اللّه فسلوه ببطون أكفكم، و لا تسألوه بظهورها (3)»[9085].

ص: 56


1- الأصل:«بن».
2- بالأصل:«عن» تصحيف.
3- أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 319/10-320 رقم 10779 من طريق آخر، عن ابن عباس عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

و أخبرناه أبو غالب الماوردي، و أبو القاسم عبد الملك بن عبد اللّه بن داود، قالا: أنا أبو علي التّستري، أنا أبو عمر الهاشمي، أنا أبو علي اللؤلؤي، أنا أبو داود السّجستاني، نا سليمان بن عبد الحميد البهراني قال: فذكر نحوه.

4956 - علي بن عبد اللّه بن علي بن السقا البيروتي

حدّث عن العبّاس بن الوليد.

روى عنه أبو العبّاس محمّد بن موسى بن الحسين بن السمسار و سمع منه ببيروت، و أبو القاسم عبد السلام بن محمّد بن أبي موسى المخرمي شيخ لأبي الحسن بن جهضم، و أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عبد الغفار بن ذكوان، و عبد الوهاب الكلابي، و أبو العبّاس الحسن بن سعيد بن جعفر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الحسن البروجردي، نا الشيخان أبو الفتح أحمد بن عبد اللّه بن أحمد [بن] علي الأديب، و أبو منصور محمّد بن عبد اللّه بن عبد الواحد الشروطي، قالا: أنا الإمام أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس الحسن بن سعيد بن جعفر، نا علي بن السقا ببيروت، نا العبّاس بن الوليد بن مزيد البيروتي، نا أبي، نا الأوزاعي، نا يحيى بن أبي كثير، نا أبو سلمة بن عبد الرّحمن، حدّثني عبد اللّه بن سلام قال:

كنا جلوسا على باب النبي صلى اللّه عليه و سلم فقلنا: وددنا أن علمنا أي الأعمال أحبّ إلى اللّه تعالى ؟ فعملناه فأنزل اللّه سَبَّحَ لِلّٰهِ مٰا فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ مٰا فِي الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ إلى قوله: بُنْيٰانٌ مَرْصُوصٌ (1)،فخرج علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقرأ علينا السورة من أولها إلى آخرها. قال أبو سلمة: و قرأها علينا عبد اللّه بن سلام من أولها إلى آخرها، قال يحيى بن أبي كثير: و قرأها علينا أبو سلمة من أولها إلى آخرها، قال الأوزاعي: و قرأها عليّ يحيى من أولها إلى آخرها، قال الوليد: و قرأها عليّ الأوزاعي من أوّلها إلى آخرها، قال العبّاس: و قرأها عليّ أبي من أوّلها إلى آخرها، قال عليّ :

و قرأها علينا العبّاس (2) من أوّلها إلى آخرها، قال أبو العبّاس: و قرأها علينا علي السّقّا

ص: 57


1- سورة الصف، الآيات من 1 إلى 4.
2- يعني العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي.

من أوّلها إلى آخرها، قال أبو نعيم: و قرأها علينا أبو العباس من أوّلها إلى آخرها، قال أبو الفتح و أبو منصور و قرأها علينا أبو نعيم من أوّلها إلى آخرها، قال أبو بكر: و قرأها علينا الشيخان أبو الفتح و أبو منصور من أوّلها إلى آخرها، قال[ (1) الحافظ : و قرأها علينا الحافظ من أوّلها إلى آخرها]، قلت: و قرأها علينا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن الحسن فقيه الشام من أوّلها إلى آخرها.

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، عن القاضي أبي عبد اللّه الحسن بن أحمد بن أبي الحديد، أنا أبو طاهر الحسين بن محمّد بن أبي الحسين بن عامر المقرئ - إمام الجامع بدمشق - أنا القاضي أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عبد الغفار بن ذكوان، حدّثني علي بن عبد اللّه بن علي المعروف بابن السّقّا، أنا العبّاس بن الوليد بن مزيد، أخبرني أبي قال: سمعت الأوزاعي يقول: حدّثني هارون بن رئاب قال:

دخل الأحنف بن قيس مسجد دمشق فإذا برجل يكثر الركوع و السجود، فقال:

و اللّه لا أبرح حتى انظر على شفع انصرفت أم على وتر، فقال: إلاّ أكون أدري، قال اللّه هو يدري، إني سمعت خليلي أبا القاسم صلى اللّه عليه و سلم يقول:«ما من عبد يسجد للّه سجدة [إلاّ] (2) رفعه اللّه بها (3) درجة، و حطّ عنه بهذا خطيئة».

قال الأحنف: قلت: من أنت يرحمك اللّه، قال: أنا أبو ذرّ، فتقاصرت إليّ نفسي مما وقع في نفسي عليه[9086]

4957 - علي بن عبد اللّه بن عيسى بن محمّد، و يقال: ابن بحر

أبو الحسن البغدادي (4)

حدّث بدمشق عن الحسن بن عرفة.

روى عنه: أبو أحمد بن عدي، و جمح بن القاسم المؤذن.

ص: 58


1- كذا ما بين الرقمين بالأصل، و في المختصر: قال المصنف: و قرأها علينا الحافظ من أولها إلى آخرها.
2- زيادة للإيضاح عن المختصر.
3- رسمها غير واضح بالأصل، و أثبتنا «بها» عن المختصر.
4- ترجمته في تاريخ بغداد 4/12.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن أبي الفضل، نا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، نا علي بن عبد اللّه بن عيسى بن بحر أبو الحسن البغدادي بدمشق، نا الحسن بن عرفة، أنا أبو حفص الأبّار، عن محمّد بن جحادة (1)،عن محمّد بن عجلان (2)،عن بنت مرة، عن أبيها.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«أنا و كافل اليتيم له أو لغيره - إذا أتقى - معي - في الجنة هكذا» و أشار بإصبعيه المسبّحة و الوسطى.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، و أبو الحسن بن سعيد قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (3):

علي بن عبد اللّه بن عيسى بن محمّد أبو الحسن البغدادي يحدّث عن الحسن بن عرفة، روى عنه عبد اللّه بن عدي الجرجاني، و ذكر أنه سمع منه بدمشق.

4958 - علي بن عبد اللّه بن القاسم

أبو الحسن الخيّاط (4) المؤدب

إمام مسجد السقطيين.

حدّث عن أبي عمر محمّد بن العبّاس بن الوليد بن كوذك.

روى عنه: أبو سعد السّمّان، و علي الحنّائي، و عبد العزيز الكتّاني.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو الحسن علي بن عبد اللّه الخيّاط - قراءة عليه - نا أبو عمر محمّد بن العبّاس بن الوليد بن صالح بن عمرو بن كوذك، نا أبو العبّاس محمّد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، نا محمّد بن أبي السّري، نا عمرو بن أبي سلمة، عن صدقة بن عبد اللّه القرشي، عن موسى بن عقبة، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللّه قال:

ص: 59


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 174/6.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 317/6.
3- تاريخ بغداد 4/12.
4- بدون إعجام بالأصل، و قد تقرأ:«الحماط » و المثبت عن مختصر ابن منظور، و سيرد في الخبر التالي: «الخياط ».

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ للّه ملائكة و هم الكروبيون (1) من شحمة أذن أحدهم إلى ترقوته مسيرة سبع مائة عام للطائر السريع في انحطاطه»[9087] روى إبراهيم بن طهمان عن موسى بن عقبة شيئا من هذا.

أخبرناه عاليا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي، أنا محمّد بن أحمد السليطي، نا أبو حامد بن الشّرقي، نا أحمد بن حفص بن عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثني إبراهيم بن طهمان، عن موسى بن عقبة، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أذن لي أن أحدّث عن ملك من ملائكة اللّه من حملة العرش، ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبع مائة»[9088]

4959 - علي بن عبد اللّه بن محمّد

أبو الحسن البيروتي

حدّث ببيروت عن هشام بن عمار.

روى عنه أبو القاسم إسماعيل بن القاسم بن إسماعيل الحلبي.

4960 - علي بن عبد اللّه بن محمّد بن يحيى بن حمزة

أبو الحسين الحضرمي

حكى عن أبيه عبد اللّه بن محمّد.

حكى عنه: أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن سليمان.

4961 - علي بن عبد اللّه بن محمّد

أبو الحسن بن الصّبّاغ النيسابوري الواعظ

نزيل أصبهان.

سمع بنيسابور أبا عثمان الصّابوني، و عبد الغافر بن محمّد الفارسي، و أبا حفص عمر بن أحمد بن مسرور (2).

ص: 60


1- كذا بالأصل و المختصر، و جاء في تاج العروس: كرب: و الكروبيون مخففة الراء، و حكي التشديد فيه: سادة الملائكة، أو المقربون منهم: انظر مقدمة ابن كثير في البداية و النهاية (ج 27/1) طبعة دار الفكر و منهم: جبريل و ميكائيل و إسرافيل، هم المقرّبون.
2- هو عمر بن أحمد بن محمد بن مسرور، أبو حفص النيسابوري ترجمته في سير أعلام النبلاء 10/18.

و سمع بدمشق أبا القاسم الحنّائي.

و حدث ببيت المقدس فروى عنه نصر المقدسي، و حدّثنا عنه أبو الحسن زيد بن حمزة بن زيد الموسوي الطوسي، و أبو غانم بن زينة، و أبو الفضل محمّد بن حمزة بن إبراهيم الزّنجاني.

و أجاز لي جميع حديثه سنة عشر و خمسمائة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن الصبّاغ النيسابوري (1) في كتابه إلينا من أصبهان، و حدّثني أبو غانم محمّد بن الحسين بن الحسن بن الحسين بن زينة الأصبهاني (2)-ببغداد - عنه أنا أبو القاسم الحسين بن محمّد الحنائي الدمشقي - بها - نا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أبو بكر محمّد بن خريم، نا هشام بن عمار، نا مالك بن أنس، نا سمي مولى أبي بكر، عن أبي صالح عن أبي هريرة.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«السفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم نومه و طعامه و شرابه، فإذا قضى أحدكم نهمته من سفره فليعجل إلى أهله»[9089].

أخبرناه أبو محمّد بن الأكفاني و جماعة قالوا: أنا أبو القاسم الحنائي، فذكره.

أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد اللّه في كتابه، و أخبرني أبو الفضل، و أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، و إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر ح و أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العبّاس قالوا: أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن مسرور، نا الشيخ أبو عمرو إسماعيل بن نجيد السّلمي، نا أبو مسلم إبراهيم بن عبد اللّه الكجّي، نا أبو عاصم، عن أيمن بن نابل، عن قدامة بن عبد اللّه قال:

رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم على ناقة صهباء يرمي الجمرة لا ضرب و لا طرد و لا جلد و لا إليك إليك.

و قلب شيخنا أبو الفضل نسب أبي الحسن فقال: علي بن محمّد بن عبد اللّه، و وهم في ذلك.

ص: 61


1- راجع مشيخة ابن عساكر 143/ب.
2- مشيخة ابن عساكر 184/أ.

حدّثنا أخي أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن الفقيه قال: قال لي أبو طاهر:

محمّد بن سلفة.

أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن محمّد الصّبّاغ المعروف بالنّيسابوري أصبهاني الأصل، سمع في صغره بنيسابور أبا حفص عمر بن أحمد بن مسرور الراوي عن إسماعيل بن نجيد السلمي، و أبا عثمان إسماعيل بن عبد الرّحمن الصابوني، و أبا الحسين عبد الغافر بن محمّد بن عبد الغافر الفارسي راوي كتاب مسلم بن الحجّاج، و رحل إلى الشام، فسمع بدمشق أبا القاسم الحنّائي و غيره، ذكر لي أنه يعرف بنيسابور بالأصبهاني، و بأصبهان بالنّيسابوري، كان يعقد المجلس في جامع أصبهان، ثقة.

4962 - علي بن عبد اللّه

المعروف بابن المهزول (1) القرمطي (2)

أخو صاحب الخال (3).

خرج بالشام، و كانت له به وقائع.

أخبرنا أبو الحسين أحمد بن كامل قال: كتب إليّ أبو جعفر بن المسلمة يذكر أن أبا عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى المرزباني أجاز لهم قال:

علي بن عبد اللّه الخارج بالشام مع أخيه أحمد بن عبد اللّه المعروف بصاحب الخال، و كانا ينتميان إلى الطالبيين، و يشك في نسبهما، و كانت الرئاسة في أول خروجهما لعلي، فقتل بالشام، فقام أخوه أحمد مقامه إلى أن أخذ و قتل بمدينة السلام على الدّكّة في سنة إحدى و تسعين و مائتين، و يروى لهما أشعارا أنا أشك في صحتها، فمما يروى لعلي بن عبد اللّه:

أنا ابن الفواطم من هاشم *** و خيرة سلالة ذا العالم

ص: 62


1- بدون إعجام بالأصل، و المثبت عن تاريخ أخبار القرامطة لثابت بن سنان.
2- انظر أخباره في تاريخ أخبار القرامطة ص 70 و أماكن متفرقة.
3- اسمه: أحمد بن عبد اللّه بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه و قيل غير ذلك. انظر أخباره في تاريخ أخبار القرامطة ص 69 و ما بعدها.

وطئت الشام برغم الأنام *** كوط ء الحمام بني آدم

و يروى له:

تقاربت النجوم و حان أمر *** قران قد دنا منه النّذير (1)

فمر بخ الذبائح مستهل *** قويّ ما لوقدته فتور

و عيون (2) الحروف له احمرار *** و سعد الذابحين له بدور

فبشّر رحبتي طوق بيوم *** من الأيام ليس له قدير (3)

و رافقه الضلالة ليس يغني *** إذا ما جئتها باب و سور

و بغداد فليس بها اعتياص *** على امرئ و ليس بها نكير

أصبحها فأتركها هشيما *** و أحوي ما حوته بها القصور

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن جنيقا، أنا إسماعيل بن علي الخطبي، قال:

و قد خرج بالشام في خلافة المكتفي باللّه في سنة تسعين و مائتين رجل يعرف بابن المهزول، انتهى بنسبه إلى الطالبيين، و زعم أنه من ولد محمّد بن إسماعيل بن جعفر بن محمّد بن علي، فعاث بالشام عيثا قبيحا، و قتل قتلا ذريعا، و أفسد إفسادا عظيما، و تسمّى بالخلافة، و كانت بينه و بين أصحاب السلطان وقائع كثيرة، و أخرب مدنا و قرى من بلاد الشام، و قتل طغج أمير دمشق، و حاصر مدينة دمشق، و لم يصل إلى دخولها، و سارت إليه جيوش من مصر، فكانت بينهم و بينه وقائع... (4) في المعركة من سنة تسعين و كان يسمى صاحب الجمل (5)،فهلك و قام مقامه أخ له في وجهه خال يعرف به يقال له: صاحب الخال (6)،فأسرف في سوء الفعل، و قبح

ص: 63


1- الأصل: التدبر، و المثبت عن المختصر.
2- كذا، و في المختصر: و عيوق الحروب له احمرار. و بهامشه: و العيوق: كوكب أحمر مضيء بحيال الثريا.
3- كذا بالأصل، و في المختصر: نذير.
4- كلمة غير واضحة بالأصل.
5- هو محمد بن عبد اللّه بن يحيى من ولد إسماعيل بن جعفر العلوي، و كان قد جعل علامته، ركوب جمل من جماله، و ترك ركوب الدواب، فسمي بصاحب الجمل (انظر تاريخ أخبار القرامطة ص 72 و 73).
6- خبر صاحب الخال من هذا الطريق في تاريخ أخبار القرامطة ص 82.

السيرة، و كثرة القتل حتى تجاوز ما فعله أخوه، و تضاعف قبح (1) فعله على فعله، و قتل الأطفال و نابذ الإسلام و أهله و لم يتعلق منه بشيء، فخرج المكتفي باللّه إلى الرقة، و سيّر إليه الجيوش، فكانت له وقائع، و زاد بأيامه على أيام أخيه في المدة و البلاء حتى هزم و هرب، فظفر به في موضع يقال له: الدالية (2) بناحية الرّحبة، فأخذ أسيرا، و أخذ معه ابن عم له يقال له المدّثّر، كان قد رشّحه للأمر بعده، و ذلك في المحرم سنة إحدى و تسعين، و انصرف المكتفي باللّه إلى بغداد، و هو معه، فركب المكتفي ركوبا ظاهرا في الجيش، و التعبئة و هو بين يديه على الفيل و جماعة من أصحابه على الجمال مشهرين بالبرانس و ذلك يوم الاثنين غرّة ربيع الأول من سنة إحدى و تسعين، ثم بنيت له دكّة في المصلّى و حمل إليها هو و جماعة أصحابه، فقتلوا عليها جميعا في ربيع الآخر بعد أن ضرب بالسياط و كوي جبينه (3) بالنار، و قطعت منه أربعة، ثم قتل، و نودي في الناس، فخرجوا مخرجا عظيما للنظر إليه، و صلب بعد ذلك في رحبة الجسر، و قيل: إنه و أخوه من قرية من قرى الكوفة يقال لها الصّوّان، و هما فيما ذكر ابنا زكرويه بن مهرويه القرمطي الذي خرج في طريق مكة في آخر سنة ثلاث و تسعين و مائتين، و تلقى الحاج في المحرم سنة أربع و تسعين فقتلهم قتلا ذريعا لم يسمع قبله بمثله، و استباح القوافل، و أخذ شمسه البيت الحرام و قيل ذلك ما دخل الكوفة يوم الأضحى بغتة و أخرج منها، ثم لقيه جيش للسلطان بظاهر الكوفة بعد دخوله إياها و خروجه عنها، فهزمهم و أخذ ما كان معهم من السلاح و العدة، فقوي (4) بها، و عظم أمره في النفوس و هلك (5)السلطان، و أجلبت معه كلب و أسد و كان يدعى السيد، ثم سير إليه السلطان جيشا عظيما فلقوه بذي قار بين البصرة و الكوفة في الفراض (6) فهزم و أسر جريحا ثم مات، و كان أخذه أسيرا يوم الأحد لثمان بقين من ربيع الأول سنة أربع و تسعين بعد أن أسر،

ص: 64


1- في تاريخ أخبار القرامطة: قبيح.
2- الدالية: مدينة على شاطئ الفرات في غربيه، بين عانة و الرحبة (معجم البلدان).
3- في تاريخ أخبار القرامطة: و كوي جميعه بالنار.
4- في تاريخ أخبار القرامطة: فتقوى بها.
5- كذا بالأصل، و في تاريخ أخبار القرامطة: و هال السلطان.
6- غير واضحة بالأصل و صورتها: العواص، و المثبت عن تاريخ أخبار القرامطة، و في معجم البلدان: الفراض جمع الفرضة و هي المشرعة، و الفراض موضع بين البصرة و اليمامة قرب فليج.

فقدم به إلى بغداد مشهورا في ربيع الآخر ميتا، و شهرت الشّمسة بين يديه ليعلم الناس أنها قد استرجعت و طيف به ببغداد، و قيل إنه خرج يطلب بثأر ابنه المقتول على الدّكّة.

4963 - علي بن عبد اللّه

أبو الحسن الجرجاني الصوفي

سمع بدمشق علي بن يعقوب.

روى عنه: أبو حاتم محمّد بن عبد الواحد الرازي.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو القاسم رضوان بن محمّد بن الحسن الدّينوري، أنشدني أبو حاتم بن عبد الواحد الشاهد - بالري - أنشدني أبو الحسن علي بن عبد اللّه الجرجاني الصوفي، أنشدني علي بن يعقوب بدمشق، أنشدني عبد اللّه بن المعتز لنفسه:

لو كانت الأرزاق مقسومة *** بقدر ما يستوجب العبد

لكان من يخدم مستخدما *** و غاب نحس و بدا سعد

و اعتذر الدهر إلى أهله *** و انتعش السؤدد و المجد

لكنها تجري على سمتها *** كما يريد الواحد الفرد

4964 - علي بن عبد الرّحمن بن محمّد

ابن عبد اللّه بن علي بن عياض بن أبي عقيل

أبو طالب بن أبي البركات بن أبي الحسن بن أبي محمّد الصّوري

المعروف ببهجة الملك (1)

ولد بصور بعد ستين و أربعمائة، و سمع بها الفقيه نصر المقدسي، ثم سمع بمصر: أبا الحسن علي بن الحسن الخلعي، و أبا الحسن محمّد بن عبد اللّه بن علي بن داود، و ببغداد أبا طالب الزينبي، و أبا نصر بن الطوسي.

و سكن دمشق، و كان من أعيان من فيها، و قبلت شهادته، و كان كثير الصلاة و الصوم، ذا صيانة و أمانة.

ص: 65


1- انظر ترجمته في الأنساب (الصوري)، و سير أعلام النبلاء 108/20 و النجوم الزاهرة 273/5 و مشيخة ابن عساكر 144/ب.

كتبت (1) عنه و كان كثير الدرس للقرآن.

أخبرنا أبو طالب بن أبي عقيل، نا أبو الحسن علي بن الحسن الخلعي الفقيه، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عمر بن النحاس، أنا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن زياد بن الأعرابي، نا الحسن بن محمّد بن الصّبّاح الزّعفراني، نا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن الحسن بن محمّد، و عبد اللّه بن محمّد، عن أبيهما أن عليا قال لابن عبّاس:

أ ما علمت أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نهى عن المتعة و عن لحوم الحمر الأهلية ؟ توفي أبو طالب بن أبي عقيل يوم السبت آخر النهار، و دفن يوم الأحد السابع أو السّادس و العشرين من شهر ربيع الأوّل سنة سبع و ثلاثين و خمسمائة بمقبرة باب الصغير (2) في مقبرة جده لأمه ابن المصيص، و حضرت دفنه و الصلاة عليه، و حكى لي عتيقه نوشتكين أنه سمعه يقول في مرض موته أنه قرأ أربعة آلاف ختمة (3).

4965 - علي بن عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة

أبو الحسن المخزومي المصري

المعروف بعلاّن (4)

سمع بدمشق هشام بن عمّار، و بغيرها: آدم بن [أبي] (5) أياس، و فضالة بن الفضل (6) بن فضالة، و العوّام بن عباد بن العوّام، و علي بن حكيم الأودي، و عبد اللّه بن صالح كاتب الليث، و عبد اللّه بن يوسف التّنّيسي و أبا الأسود النّضر بن عبد الجبار، و سعيد بن أبي مريم.

ص: 66


1- تقرأ بالأصل:«كتب» و لعل الصواب ما أثبت، ورد في سير أعلام النبلاء: روى عنه ابن عساكر.
2- بالأصل: باب الصغيرة.
3- سير أعلام النبلاء 109/20.
4- انظر ترجمته في: تهذيب الكمال 354/13 و تهذيب التهذيب 226/4 و خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ص 276، تقريب التهذيب، اللباب لابن الأثير(367/2) سير أعلام النبلاء 141/13 و علان: بفتح المهملة و تشديد اللام (تقريب التهذيب).
5- زيادة لازمة عن تهذيب الكمال و سير أعلام النبلاء.
6- كذا بالأصل: الفضل، و في تهذيب الكمال:«المفضل» تصحيف، ترجمته في تهذيب الكمال 59/15.

روى عنه: أبو جعفر الطّحاوي، و أبو الحسن بنان (1) بن محمّد الواسطي الحمّال الزاهد، و عيسى بن أحمد الصّدفي، و أبو بكر (2) أحمد بن مسعود بن عمرو بن إدريس بن (3) عكرمة الزنبري (4)،و الحسن بن حبيب الحصائري، و أبو علي أحمد بن محمّد بن فضالة، و محمّد بن يوسف بن بشر الهروي، و أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن زياد النيسابوري.

و لم يذكره أبو سعيد بن يونس في تاريخ المصريين (5).

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو علي أحمد بن محمّد بن فضالة الصّفّار الحمصي، نا أبو الحسن علي بن عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة علاّن - بمصر - نا العوّام بن عبّاد بن العوّام، حدّثني أبي، نا عمر بن إبراهيم، عن قتادة، عن الحسن، عن الأحنف بن قيس، عن العبّاس بن عبد المطّلب قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا تزال أمّتي على الفطرة ما لم يؤخروا المغرب إلى اشتباك النجوم»[9090].

أخبرنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي بن محمّد.

ص: 67


1- مضطربة بالأصل، و المثبت عن تهذيب الكمال، ترجمته في سير أعلام النبلاء 488/14.
2- أقحم بعدها بالأصل:«بن».
3- الأصل «عن» و المثبت عن تهذيب الكمال.
4- إعجامها مضطرب بالأصل، و قد تقرأ: الزبيري، و المثبت عن تهذيب الكمال و سير أعلام النبلاء. و الزنبري بفتح الزاي و سكون النون و فتح الباء، كما في اللباب. و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 333/15.
5- كذا بالأصل و سير أعلام النبلاء، و ذكر ابن حجر في تهذيب التهذيب: قال المزي: لم يذكره ابن يونس في تاريخ مصر و لا الغرباء، قال ابن حجر: كأنه سقط من نسخة الشيخ، و إلاّ فقد ذكره ابن يونس في تاريخ مصر بما نصه: علي بن عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة بن نشيط ، يكنى أبا الحسن ولد بمصر، و كتب الحديث و حدّث و كان ثقة حسن الحديث، توفي بمصر يوم الخميس لعشر خلون من شعبان سنة 72.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (1):

علي بن عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة المعروف بعلاّن بن المغيرة المصري المخزومي روى عن العوّام بن عبّاد بن العوّام، و فضالة بن الفضل (2)،و آدم العسقلاني، و ابن أبي مريم، و علي بن حكيم الأودي، كتبت عنه بمصر، و هو صدوق.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال:

قال أبو جعفر الطحاوي: فيها - يعني سنة اثنتين و سبعين و مائتين - مات علي بن عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة في شعبان (3).

4966 - علي بن عبد السّلام بن محمّد بن جعفر

أبو الحسن الأرمنازي (4)

و الدغيث بن علي الصّوري الكاتب.

أصله من أرمناز (5) قرية من نواحي أنطاكية، له شعر مطبوع.

و سمع عبد الرّحمن بن محمّد التككي (6).

و قدم دمشق في صغره، و أدرك بها أبا بكر بن أبي الحديد و غيره، و لم يسمع منهم.

و روى عنه ابنه غيث، و أبو الفضل محمّد بن طاهر المقدسي.

ص: 68


1- الجرح و التعديل 195/6.
2- كذا بالأصل: الفضل، و في الجرح و التعديل: المفضل.
3- رواه في سير أعلام النبلاء 140/13 و تهذيب الكمال 355/13.
4- أخباره في معجم البلدان «أرمناز» و الأنساب (الأرمنازي).
5- في معجم البلدان: أرمناز بالفتح ثم السكون و فتح الميم و النون و ألف و زاي، بليدة قديمة من نواحي حلب بينهما خمسة فراسخ. و نقل ياقوت قول أبي سعد السمعاني أنها: من قرى بلدة صور، و صور من بلاد ساحل الشام.
6- إعجامها غير واضح بالأصل، و المثبت و الضبط بكسر التاء و فتح الكاف عن الأنساب.

أخبرنا أبو الفرج غيث بن علي، و نقلته من خطه، نا والدي بلفظه، حدّثني عبد الرّحمن بن محمّد التككي، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن العدل، نا أبو عبد اللّه محمّد بن العبّاس العصمي، نا محمّد بن محمّد بن معاذ، نا إبراهيم بن عبد الحميد، نا المسيّب بن شريك، عن محمّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا نكاح إلاّ بوليّ » قيل: يا رسول اللّه من الوليّ ؟ قال:

«رجل من المسلمين»[9091] أنشدنا أبو نصر الحسن بن محمّد بن إبراهيم اليونارتي (1)-ببغداد - أنشدنا الحافظ أبو الفضل المقدسي، أنشدنا أبو الحسن علي بن عبد السّلام الأديب الأرمنازي لنفسه - بصور - و أنا سألته ذلك:

ألا إن خير النّاس بعد محمّد *** و أصحابه و التابعين بإحسان

أناس أراد اللّه إحياء دينه *** بحفظ الذي يروي عن الأول و الثاني

إذا عالم عالي الحديث تسامعوا *** به جاءه القاصي من القوم و الدّاني

و ساروا مسير الشمس في جمع علمه *** فأوطانهم أضحت لهم غير أوطان

و هذه الأبيات أكثر من هذه، وجدها بخط ابنه أبي الفرج غيث، و هي فيما أجازه لي غيث، قال: أنشدني أبي لنفسه:

ألا إنّ خير النّاس بعد محمّد *** و أصحابه و التابعين بإحسان

أناس أراد اللّه إحياء دينه *** بحفظ الذي يروي عن الأول الثاني

أقاموا حدود الشرع شرع محمّد *** بما أوضحوه من دليل و برهان

و ساروا مسير الشمس في جمع علمه *** فأوطانهم أضحت لهم غير أوطان

سلوا عن جميع الأهل و المال و الهوى *** و ما زخرفت دنياهم أيّ سلوان

إذا عالم عالي الحديث تسامعوا *** به جاءه القاصي من القوم و الدّاني

و جالت خيول العلم و الفضل بينهم *** كأنّهم منها بساحة ميدان

إذا أرهفوا أقلامهم و أتوا بها *** إلى زبر محجوبة ذات أدان

و ألقوا بها الأقلام جمعا حسبتها *** قلبا بها مسرحات بأشطان

ص: 69


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 621/19.

فلست ترى ما بينهم غير ناطق *** بتصحيح علم أو تلاوة قرآن

فذلك أحلا عندهم من تنادم *** على قينة حسّانة ذات ألحان

و أحسن من نزار أرض إذا جرت *** عليه الصبا فاهتز أو زهر بستان

و أطرب من ترجيع أصوات فيزهر *** تجاوبها بالحسن أوتار عبدان

ترددهم حسن الحديث و حفظهم *** أسانيد ما يعني به كل إنسان

فهذا هو العيش الشهي إليهم *** و كل امرئ عما يخلفه فان

قرأت بخط غيث بن علي سألت والدي عن مولده فقال: ولد في جمادى الأولى من سنة ست و تسعين و ثلاثمائة.

و قرأت بخطه أيضا: توفي والدي - رحمه اللّه و نضّر وجهه - يوم الأحد قبل الظهر الثامن - و قال مرة أخرى: التاسع - من شهر ربيع الآخر من سنة ثمان و سبعين (1)،و دفن من غد بعد صلاة الفجر، و صلّى عليه باذني الفقيه نصر و دفنته بالخربة، سمع من الحديث شيئا على كبر، و أدرك في صغره بدمشق، و لم يسمع منه أبا بكر بن أبي الحديد فمن بعده، و قال الشعر و هو ابن بضع عشرة سنة.

قرأت عليه مما سمعه من الحديث شيئا يسيرا، و أكثر ما نظمه إن لم يكن جميعه، و كان مولده في جمادى الآخرة سنة ست و تسعين و ثلاثمائة - رحمه اللّه-.

4967 - علي بن عبد الغالب بن جعفر بن الحسن بن علي

4967 - علي بن عبد الغالب (2) بن جعفر بن الحسن بن علي

أبو الحسن بن أبي معاذ البغدادي الضّرّاب

المعروف بابن القنّي

رفيق الخطيب أبي بكر.

سمع بدمشق أبا محمّد بن أبي نصر، و أبا (3) محمّد عبد الرّحمن بن عمر بن النحاس، و ببغداد: أبا أحمد عبيد اللّه بن محمّد بن أبي مسلم الفرضي، و أبا الحسن

ص: 70


1- في معجم البلدان: سنة 478.
2- كذا وقعت هذه الترجمة بالأصل هنا، و يقتضي سياق التنظيم الذي أثبته المصنف أن تأتي بعد الترجمة التالية: علي بن عبد الصمد.
3- بالأصل:«و نصر أبا محمد» ترجمته في سير أعلام النبلاء 313/17.

أحمد بن محمّد بن موسى بن الصلت المجبّر، و أبا عمر بن مهدي، و أبا الحسن الحمّامي، و أبا الحسن بن رزقويه، و أبا محمّد عبد اللّه بن عبيد اللّه بن يحيى البيع (1)،و أبا عبد اللّه أحمد بن محمّد بن يوسف بن العلاف الحافظ (2)،و أبا الحسين بن الفضل، و أبا الحسين بن بشران، و أبا الفتح بن أبي الفوارس، و بخراسان: أبا سعيد الصّيرفي.

و حدّث ببغداد و مصر، و آمد.

روى عنه أبو بكر الخطيب و الشريف أبو الحسن علي بن أحمد بن ثابت العثماني، و أبو القاسم عمر بن أحمد بن محمّد الآمدي، و علي بن محمّد بن شجاع بن أبي الهول، و القاضي أبو عبد اللّه القضاعي، و أبو الوليد سليمان بن خلف الباجي (3).

و لم يذكره الخطيب في تاريخه مع أنه قد روى عنه.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، و أبو الفضل أحمد بن الحسين بن أحمد بن عمر بن القاسم الصوري، قالا: أنا أبو القاسم عمر بن أحمد بن عمر الآمدي - بصور - نا أبو الحسن علي بن عبد الغالب بن جعفر الضّرّاب البغدادي بآمد، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن موسى القرشي.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري، و أبو محمّد أحمد بن علي بن الحسن قالوا: أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن موسى بن الصّلت، نا إبراهيم بن عبد الصمد، أنا الحسين بن الحسن المروزي - بمكة - أنا ابن المبارك، نا حيوة (4) بن شريح، عن الوليد بن أبي الوليد، عن عبد اللّه بن دينار، عن ابن عمر قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ أبر البرّ أن يصل الرجل أهل ود أبيه بعد أن يولي الأب»[9092]].

ص: 71


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 221/17.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 322/17.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 535/18.
4- الأصل: حيوية.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، قال:

علي بن عبد الغالب أبو الحسن كان رفيقي في رحلتي إلى خراسان، و نعم الرفيق كان، و حدث و علقت عنه أحاديث، و سمع بمصر من أبي محمّد بن النحاس، و بدمشق: من أبي محمّد بن أبي نصر.

أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن أبي العلاء و غيره، قالوا: أنا أبو القاسم أحمد بن سليمان بن خلف بن سعد الباجي قال: قال أبي أبو الوليد: أبو الحسن الضّرّاب شيخ ثقة، كتب الحديث، له بعض.... (1).

4968 - علي بن عبد الصمد بن عثمان بن سلامة بن هلال

4968 - علي بن عبد الصمد (2) بن عثمان بن سلامة بن هلال

أبو الحسن العسقلاني

يعرف بالمفيد

ذكر أنه سمع بدمشق من أبي الحسن بن السمسار (3) صحيح البخاري، و من أبي الحسن علي بن الحسن بن علي بن ميمون الرّبعي (4)،و سليم بن أيوب بصور، و أبي بكر محمّد بن جعفر بن علي الميماسي، و أبي عبد اللّه بن نظيف الفراء، و أبي صالح محمّد بن أبي عدي السمرقندي بمصر، و إسماعيل بن النحاس، و أبي الفضل أحمد بن محمّد بن أبي الفراتي النيسابوري، و عثمان بن أبي بكر السّفاقسي بعسقلان.

سمع منه عبيد بن علي بعسقلان، و أجازه بني صابر، و سأل أبو محمّد بن صابر غيبا عنه فقال: ما علمت من أمره إلاّ خيرا.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي - و نقلته من خطه - أنا أبو الحسن علي بن عبد الصمد بن عثمان بن سلامة بن هلال العسقلاني - بها - في ذي القعدة سنة ثمان و ثمانين و أربعمائة، نا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل بن نظيف الفراء (5)-بمصر - نا

ص: 72


1- كلمة إعجامها مضطرب و صورتها:«الميزابني».
2- كذا ورد هذه الترجمة بالأصل، و يقتضي سياق التنظيم التي اتبعه المصنف أن تأتي قبل الترجمة التي سبقت: علي بن عبد الغالب.
3- هو علي بن موسى بن الحسين، أبو الحسن الدمشقي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 506/17.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 580/17.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 476/17.

أبو الفضل العبّاس بن محمّد بن نصر بن السري الرافقي (1)-بمصر - نا أبو جعفر محمّد بن الخضر بن علي البزار، نا مخلد بن أبان، نا مالك بن أنس، عن سمي مولى أبي بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من قال سبحان اللّه و بحمده مائة مرة حطت خطاياه و لو كانت مثل زبد البحر»[9093].

قال غيث: ذكر لي أنه كان سنة الزلزلة، و هي سنة خمس و عشرين و أربعمائة، غير بالغ إلى هنا.

4969 - علي بن عبد الغفار بن حسن

أبو الحسن المغربي القابسي المقرئ النّجّار (2)

سكن دمشق مدة، و كان يقرأ القرآن في المسجد الجامع، و حضر السماع مني كثيرا، و كان ذا صيانة، متصونا، عفيفا، ثم خرج من دمشق متوجها إلى بلده، و انقطع عني خبره، و كان قد كتب لي بخطه حكايات منها ما حكاه لي عن الشيخ أبي محمّد عبد المعطي بن إسماعيل بن عتيق الناصري المقيم بمدينة فاس (3)،قال:

بلغني عن حرز اللّه الخراط و كان ساكنا ببشتري (4) مدينة من مدائن التمر (5)، و كان رجلا حاذقا بالنحو و اللغة و القراءات السبع، فقرأ عليه القارئ يوما في سورة الأنبياء: وَ ارْجِعُوا إِلىٰ مٰا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَ مَسٰاكِنِكُمْ (6) فقال له المقرئ: ارفع مساكنكم، و توهم أنها فاعلة، فقال: المعنى: فارجعوا إلى ما أترفتم فيه و مساكنكم ترجع معكم، قال الشيخ أبو محمّد عبد المعطي - رحمه اللّه - فلمّا بلغني ذلك شقّ عليّ ، إذ كان مثل هذا الرجل على علمه و صلاحه وهم في هذا الحرف و هو خطأ عظيم، و كان صديقا له

ص: 73


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 45/16.
2- ترجمته في الأنساب (القابسي). و القابسي نسبة إلى قابس، و هي بلدة من بلاد المغرب، بين الاسكندرية و القيروان.
3- كذا بالأصل، و الذي في المختصر:«قابس».
4- كذا رسمها بالأصل، و في المختصر:«بنشتوي». و في معجم البلدان: بشترى بالفتح ثم السكون و فتح التاء المثناة، و القصر، مدينة بافريقية.
5- كذا رسمها بالأصل، و الذي في المختصر: مدينة من مدائن اليمن.
6- سورة الأنبياء، الآية:13.

و بينهما مكاتبة، فعملت رسالة شافية مشبعة، و بيّنت له فيها وجه الصواب، و معاني الإعراب، و إن كان جائزا ما قاله من غير القرآن و تصاريف الكلام، لكن القراءة سنّة، و محجّة متبعة، و كتب إليه جماعة من أهل العلم في ذلك من سفاقس و من المهدية، و من سائر مدائن إفريقية، إذ أهل العلم عندنا بالمغرب متحسسون متيقظون لحفظ الشريعة، و تصحيح القوانين، فمن سمعت منه كلمة خارجة عن قانون كتب إليه، أو قيل له، فإن قال: و همت (1) أو نسيت قبل ذلك منه، و إن ناظر عليها اجتمعت جماعة الفقهاء و حرر معه الكلام و لا يترك و رأيه.

قال الشيخ عبد المعطي: و ضمنت في آخر الرسالة هذا المقطوع، قال الشيخ:

فلمّا وصل إلى المقرئ حرز اللّه جميع ما كتب إليه به قال: ما انتفعت إلاّ برسالة الشيخ أبي محمّد عبد المعطي الناصري، و رجع عن مقالته، و اهتدى إلى الصواب، و الأبيات:

توكّلت في أمري على اللّه وحده *** و فوّضت أمري كله لإلهي

و لست كمن إن قال رأيا يقوله *** و باهى به يا ويح كلّ مباهي

أسائل عند المشكلات إذا اعترت *** أولي العلم عما هي لأعرف (2) ما هي

و أجتنب الدعوى اجتناب امرئ له *** من العقل عن طرق الغواية ناهي

تناهى لعمري في الجهالة كلّ من *** رأى أنه في علمه متناهي

4970 - علي بن عبد القادر بن بزيع بن الحسن بن بزيع

4970 - علي بن عبد القادر بن بزيع (3) بن الحسن بن بزيع (4)

أبو الحسن الطّرسوسي الصّوفي (5)

سكن مسجد أبي صالح.

و حدّث عن أبي النضر محمّد بن يوسف الفقيه، و أبي الفضل محمّد بن أحمد بن محمّد الجارودي الحافظ الهروي (6)،و أبي بكر أحمد بن محمّد بن عبدوس النسوي (7)،و أبي عبد اللّه الحسين بن محمّد بن فنجوية، و أبي عبد اللّه محمّد بن

ص: 74


1- بالأصل:«و هممت»، و المثبت يوافق عبارة المختصر.
2- كذا بالأصل، و في المختصر: لأعلم.
3- في المختصر: بزيغ.
4- في المختصر: بزيغ.
5- بعدها زيد في المختصر: الصيمري.
6- ترجمته في سير أعلام النبلاء 538/14.
7- ترجمته في سير أعلام النبلاء 58/17.

أحمد بن إسماعيل الورّاق الحافظ الأردبيلي، و أبي حفص عمر بن أحمد الصائغ، و أبي الحسن بن محمّد البيروتي، و أبي بكر أحمد بن علي بن لال الهمداني، و أحمد بن إبراهيم بن تركان (1).

روى عنه: محمّد بن علي بن حميد.... (2)،و علي بن الخضر و سمع منه بدمشق، و عبد العزيز الكتاني، و أبو القاسم الكتاني، و أبو نصر بن الجبّان.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو الحسن علي بن عبد القادر بن بزيع بن الحسن الصّيمري (3) بأرزن (4)-قراءة عليه - نا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن محمّد الجارودي الهروي، نا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن سهل القراب - إملاء - نا محمّد بن موسى الحلواني، نا أبو غسّان مالك بن الخليل، نا عبد الرحيم أبو الهيثم، نا الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللّه قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لكلّ نبيّ خاصّ من أصحابه، و إنّ خاصتي من أصحابي أبو بكر و عمر»[9094]].

أنبأنا أبو القاسم عبد المنعم بن علي بن أحمد الوراق، أنا علي بن الخضر السلمي، أنا الشيخ أبو الحسن علي بن عبد القادر بن بزيع الطّرسوسي - قدم علينا دمشق - بمسجد أبي صالح، فذكر حديثا.

4971 - علي بن عبد القاهر بن عبد العزيز بن إبراهيم

ابن علي بن عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن خالد

أبو الحسن الأزدي، ابن الصائغ

حدّث عن القاضي الميانجي (5)،و أبي القاسم إسماعيل بن القاسم الحلبي.

روى عنه أبو سعد السّمّان، و علي الحنّائي، و عبد العزيز الكتاني.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو الحسن علي بن

ص: 75


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 115/17.
2- مطموسة بالأصل.
3- الصيرمي نسبة إلى صيمرة، و هي أحد موضعين (راجع الأنساب و معجم البلدان).
4- أرزن أحد ثلاثة مواضع (راجع معجم البلدان).
5- الأصل: المنائحي، تصحيف.

عبد القاهر بن عبد اللّه (1) الأزدي الصائغ، حدّثني مؤذني إسماعيل بن القاسم الحلبي، أنا أبو العبّاس الوليد بن أبان الأنطاكي، نا أبو الوليد بن مرة، نا هيثم بن جميل (2)،نا ابن ثوبان، عن عبدة بن أبي لبابة (3)،عن شقيق (4) بن سلمة قال: رأيت عليا، و عثمان توضّيا ثلاثا و يقولان: هكذا توضأ النبي صلى اللّه عليه و سلم.

4972 - علي بن عبد الملك بن بدر بن الهيثم بن خليفة

أبو حصين القاضي

أظنه من أهل جبيل

حدّث عن أبي بكر محمّد بن يحيى بن الحسن العمي البصري.

روى عنه ابنه أبو عبد اللّه عبد الحميد بن علي قاضي جبيل.

4973 - علي بن عبد الملك بن سليمان بن دهثم

أبو الحسن الطّرسوسي الفقيه الأديب (5)

نزيل نيسابور.

ذكر أنه سمع بدمشق و غيرها أبا (6) الحسن بن جوصا، و أبا بكر محمّد بن علي بن داود الكتاني - بأذنة، و أبا عروبة الحرّاني.

روى عنه الحاكم أبو عبد اللّه، و أبو سعد الجنزرودي، و أبو القاسم الحسن بن محمّد بن حبيب (7) المفسّر، و أبو معاذ عبد الرّحمن بن محمّد بن علي بن محمّد بن رزق السّجستاني المزكّي.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو الحسن علي بن عبد الملك بن دهثم الطّرسوسي، نا أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف الدمشقي - بدمشق - نا أبو التّقي

ص: 76


1- كذا بالأصل هنا.
2- الهيثم بن جميل، أبو سهل الأنطاكي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 396/10.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 229/5.
4- بالأصل: سفيان، تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 161/4.
5- ترجمته في ميزان الاعتدال 143/3.
6- بالأصل: أبو.
7- ترجمته في سير أعلام النبلاء 237/17.

هشام بن عبد الملك اليزني (1)،نا بقية بن الوليد، حدّثني ورقاء بن عمرو بن ثوبان، عن عمرو بن دينار، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلاّ المكتوبة»[9095]].

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو الحسن علي بن عبد الملك بن دهثم الطّرسوسي، أنا أبو بكر محمّد بن علي بن داود التميمي الكتّاني الأذني - بأذنة - نا محمّد بن سليمان لوين، نا مالك، عن الزهري، عن أنس قال:

دخل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم الفتح مكة، و على رأسه المغفر، فقيل له: هذا ابن خطل متعلقا بالأستار، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«اقتلوه»[9096] قال لوين: ما كان النبي صلى اللّه عليه و سلم ليظلم إنّما كان رجلا أسلم ثم ارتد، فقال:

«اقتلوه».

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت الأستاذ أبا سهل محمّد بن سليمان (2) يقول: قدم علينا الطّرسوسي الدّهثمي بغداد سنة اثنتين و عشرين و ثلاثمائة، قال الحاكم: فقلت لأبي الحسن كيف رويت عن هؤلاء و إنّما وردت العراق بعد العشرين ؟ فقال: قد كان أبي حملني إلى العراق، و أنا صغير للسّماع منهم، ثم ردّني إلى طرطوس.

قال الحاكم: علي بن عبد الملك بن سليمان بن إبراهيم الفقيه الطّرسوسي، أبو الحسن، و كان أديبا فصيحا، كان يتكلم في الفقه على مذهب الشافعي، و الكلام على مذهب المعتزلة، و كان فصيح اللسان، بديع الخط ، إلاّ أنه كان متهاونا بالسماع و الرواية، روى عن أبي خليفة الفضل بن الحباب الجمحي و أبي يعلى الموصلي، و عمر بن سعيد بن سنان المنبجي و أقرانهم، و لمّا ورد نيسابور شهد له الأستاذ أبو سهل بالعلم و التقدم و لم يزل يحرم إلى أن حجر، و اللّه نسأل العافية. سكن نيسابور، و بها توفي لخمس بقين من شوال سنة أربع و ثمانين و ثلاثمائة.

ص: 77


1- إعجامها ناقص بالأصل و صورتها: البرني.
2- هو أبو سهل محمّد بن سليمان بن محمّد بن سليمان بن هارون الحنفي الصعلوكي ترجمته في سير أعلام النبلاء 236/16.
4974 - علي بن عبد الملك

أبو القاسم القرشي

حدّث عن مكحول البيروتي.

روى عنه عبد الرّحمن بن عمرو بن نصر.

4975 - علي بن عبد الواحد بن الحسن بن علي بن الحسن بن شوّاس

أبو الحسن بن أبي الفضل بن أبي علي المعدل (1)

أصلهم من أرتاح (2).

سمع أبا العبّاس بن قبيس، و أبا القاسم بن أبي العلاء، و الفقيه أبا الفتح نصر بن إبراهيم.

و كان أمينا على المواريث و وقف الأشراف و كان ذا مروءة.

سمعت منه جزءا واحدا، و كان ثقة، لم يكن الحديث من صناعته.

أخبرنا أبو الحسن بن شوّاس، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا القاضي أبو بكر أحمد بن جرير بن أحمد بن خميس السلاسي - قراءة عليه بدمشق في دار الحجارة سنة ثمان و عشرين و أربعمائة، قدم علينا حاجا، أنا أبو علي الحسين بن محمّد بن يوسف اللحياني، نا أحمد بن علي الشقيري، نا إبراهيم - يعني ابن هانئ - نا ابن أبي ذئب، نا أبو الوليد، عن أبي هريرة قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إذا كان أحدكم إماما فليخفّف، فإنّ فيهم السقيم، و الضعيف، و الصّبي، و الشيخ، فإذا صلّى وحده فليطل ما شاء»[9097] توفي أبو الحسن يوم الاثنين الثالث و العشرين (3) من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث و عشرين و خمسمائة و دفن في مقبرة الباب الصغير.

ص: 78


1- ترجمته في معجم البلدان (أرتاح)، و مشيخة ابن عساكر 146/ب.
2- أرتاح: بالفتح ثم السكون، و تاء فوقها نقطتان. مدينة من أعمال حلب.
3- في معجم البلدان - نقلا عن ابن عساكر في ثالث عشر.
4976 - علي بن عبد الواحد بن محمّد بن أحمد بن الحرّ

و يعرف: بحيدرة بن سليمان بن هزّان بن سليمان بن حبان بن وبرة

أبو الحسين المرّي (1) الأطرابلسي

قاضي أطرابلس.

حدّث عن خيثمة بن سليمان، و أبي العبّاس أحمد بن إبراهيم بن جامع السكري، و أبي محمّد بن عبد اللّه بن جعفر بن محمّد بن الورد المصريين، و أبي طاهر أحمد بن محمّد بن عمرو الخامي (2)،و أبي الحسن علي بن أحمد بن إسحاق، و أبي القاسم إسماعيل بن يعقوب الجراب (3)،و أبي بكر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن وردان العامري، و أبي عيسى عبيد اللّه بن الفضل بن محمّد بن هلال الطائي، و أحمد بن بهرام بن هلال السيرافي، و أبي القاسم جعفر بن محمّد بن إبراهيم العلوي.

روى عنه: علي الحنّائي، و أبو علي الأهوازي، و عبد الرّحمن بن محمّد بن محمّد بن أحمد بن سعيد البخاري.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو علي الأهوازي - قراءة - أنا القاضي أبو الحسين علي بن عبد الواحد بن حيدرة، نا أبو الحسن خيثمة بن سليمان، نا أبو عتبة أحمد بن الفرج، نا محمّد بن خميس، نا سعيد البجلي، عن عمر بن صبح، عن يونس، عن عبيد، عن الحسن، عن عمران بن حصين، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«من غزا البحر غزوة في سبيل اللّه - و اللّه أعلم بمن في سبيله - فقد أدّى إلى اللّه طاعته كلها، و طلب الجنّة كلّ مطلب، و هرب من النار كلّ مهرب»[9098] أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا جدي مقاتل بن مطكود بن أبي نصر، نا أبو علي الأهوازي، أنا القاضي أبو الحسين علي بن عبد الواحد بن حيدرة بأطرابلس،

ص: 79


1- له ذكر في العبر للذهبي 199/2 في وفيات سنة 401 و قد ورد فيها:«البرّي» ضبطت بضم الباء و تشديد الراء، بالقلم.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 430/15.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 497/15.

أنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة، نا عمر بن عمرو الحنفي، حدّثني أبي، نا خليد بن دعلج، عن قتادة في قوله: وَ أَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي (1) قال: حلاوة في عيني موسى، لم ينظر إليه خلق إلاّ أحبّه.

قرأت بخط عبد المنعم بن علي بن النحوي، وصل الخبر إلى دمشق من طرابلس بأنّ قائدا (2) من القوّاد و خادمين وصلوا إلى طرابلس، و أنهم أخذوا رأس القاضي أبي الحسين (3) بن حيدرة و رجعوا إلى مصر - يعني في ذي الحجة سنة إحدى و أربعمائة.

و ذكر غيره أن سبب قتل ابن حيدرة: أن الملقّب بالحاكم بعثه إلى مرتضى الدولة أبي نصر منصور بن لؤلؤ السمي (4) والي حلب نجدة له على أبي الهيجاء (5) بن حمدان، فتسلم ابن حيدرة أعزاز (6) من بعض غلمان صاحب حلب، و كتب فيها إلى الملقّب الحاكم، فخبره بذلك ثم سلّمها إلى صاحب حلب قبل أن يأذن له الملقّب بالحاكم في ذلك.

4977 - علي بن عبد الواحد بن محمّد بن أحمد

ابن عبد الرّحمن بن علوية

أبو الحسن السّاوي العميدي

سمع أبا عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد بن الحسين الساوي الكامخي (7)صاحب أبي بكر أحمد بن الحسن الحيري - بساوة (8)-و أبا علي الحسن بن أحمد صاحب الحافظ أبي نعيم، و أبا الحسين علي بن عبد اللّه بن محمّد الصّبّاغ الأصبهاني المعروف بالنيسابوري - بأصبهان-.

ص: 80


1- سورة طه، الآية:39.
2- بالأصل: ثان قائد من القواد.
3- الأصل:«أبي الحسن» تصحيف.
4- كذا بالأصل و فوقها ضبة.
5- بالأصل:«أبي الميجا بن محمدان» تصحيف.
6- بالأصل: أعرار، و الصواب عن معجم البلدان، و فيه: عزاز بفتح أوله و تكرير الزاي، و ربما قيلت بالألف في أولها. و عزاز: بليدة فيها قلعة و لها رستاق شمالي حلب بينهما يوم.
7- ترجمته في سير أعلام النبلاء 184/19.
8- ساوة بلدة بين الري و همذان (الأنساب).

و قدم دمشق (1) عنها في رحلتين الأولى إلى بغداد قاصدا لزيارة بيت المقدس، و نزل بالمدينة الأمينية، و نقل نسخة من المصحف المنسر (2) إلى أمير المؤمنين عثمان بن عفّان بدمشق، و حمله إلى ساوة، و بلغني أن أهل ساوة تلقّوه حتى رجع إليهم إلى ظاهر البلد، و أسروا (3) بما نقل إليهم منه.

و لقيته ببغداد في حانوت أبي عبد اللّه الحسين بن محمّد بن خسرو (4) غير مرة قبل قدومه دمشق و بعده، فلما سمع منه شيئا سمع منه بعض أصحابنا بدمشق، حدّثهم علي بن علي الحداد، و حدّث بمختصر متفق.... (5) يعني محذوف.... (6) بإسناد نازل.

لم يكن الحديث من صنعته، و كان رجلا مستورا، حسن المعتقد (7)،و مات بعد عوده إلى ساوة بيسير، قتل سنة خمس و عشرين و خمسمائة.

4978 - علي بن عبد الوهاب بن علي

أبو الحسن الأنصاري المقرئ

سكن صور و حدّث بها عن أبي محمّد بن أبي نصر.

كتب عنه رشأ بن نظيف.

و روى عنه غيث بن علي.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أنا أبو الحسن علي بن عبد الوهاب بن علي الأنصاري المقرئ الدمشقي، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر، نا أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك الحصائري - إملاء - علينا سنة ست و ثلاثين و ثلاثمائة - بدمشق - نا الربيع بن سليمان، نا ابن وهب، أخبرني مالك بن أنس عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«إنّ أهل الجنة ليتراءون أهل الغرفة فوقهم كما تراءون

ص: 81


1- بياض بالأصل.
2- كذا رسمها بالأصل، و فوقها ضبة.
3- كذا رسمها بالأصل و فوقها ضبة.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 592/19.
5- بياض بالأصل.
6- بياض بالأصل.
7- فوقها بالأصل ضبة.

الكوكب الدرّي العابر في الأفق من المشرق و المغرب ليفاضل ما بينهما».

قالوا: يا رسول اللّه تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم ؟ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«بل و الذي نفسي بيده، رجال آمنوا باللّه، و صدّقوا المرسلين»[9099].

قرأت بخط رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم عنه، أنشدني أبو الحسن علي بن عبد الوهاب الحداد قال: سمعت أبا (1) القاسم بن الأصبغ الصوفي ينشد:

ثلاثة أحوال تمر على الفتى *** صعاب عليه ثم تستوطن البلد

صاب و قبل الموت.... (2) *** و حل بذي.... (3) عقدة البردى

قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي: سألت علي بن عبد الوهاب عن مولده فقال: في سنة خمس و تسعين و ثلاثمائة، و توفي يوم الأربعاء لأربع بقين من المحرّم من سنة ثلاث و ستين و أربعمائة، و لم يكن بن بأس، و كان ثقة، و ما أظنّه - و اللّه أعلم - حدّث بشيء إلاّ بصور، و لا سمع منه غيري، و غير رجل آخر.

4979 - علي بن عبد الوهاب

أبو الحسن بن السمري

كتب عنه شيخنا الفقيه أبو الحسن.

قرأت بخط أبي الحسن الفقيه السّلمي، أنشدني أبو الحسن علي بن عبد الوهاب بن السمري - رحمه اللّه-:

فليتم لنا ظهر المجن و لم يكن *** لنبدأكم بالمحوال ستان (4)

لثلاثة العشرين من سورة النساء *** مراس (5) ما في النحل بعد ثمان

ص: 82


1- بالأصل: أبو القاسم.
2- كلمة رسمها غير واضح بالأصل.
3- كلمة رسمها بالأصل: خعارة، أو «حفارة» أو «غعارة» أو: عفارة.
4- كذا بالأصل:«بالمحوال ستان».
5- كذا رسمها بالأصل.
4980 - علي بن عبيد اللّه بن قدامة

أبو الحسن الملطي (1) المؤدب بأطرابلس

عن أبي يوسف [يعقوب] (2) بن مسدّد بن يعقوب القلوسي (3).

روى عنه أبو علي الأهوازي، و علي بن محمّد الحنّائي.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، أبو الفتح نصر بن إبراهيم - بصور - أنا أبو علي الحسن بن علي الأهوازي، أنا أبو الحسن علي بن عبيد اللّه بن قدامة الملطي المؤدب بأطرابلس، نا أبو يوسف يعقوب بن مسدّد بن يعقوب القلوسي، نا أبو الحسن أحمد بن محمّد الرشيدي، أنا أحمد بن عبد الوهاب الحوطي، نا يحيى بن يزيد الخوّاص، نا ميسرة، عن موسى بن عبيدة، و سفيان الثوري، عن زيد بن أسلم عن أبيه، عن عمر بن الخطاب، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:

«يصيح صائح يوم القيامة: أين الذين أكرموا الفقراء و المساكين في الدنيا؟ ادخلوا الجنة، لا خوف عليكم و لا أنتم تحزنون، و يصيح صائح: أين الذين عادوا المرضى و الفقراء و المساكين في الدنيا؟ فيجلسون على منابر من نور، يحدّثون اللّه تعالى، و الناس في الحساب»[9100]

4981 - علي بن عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد بن جعفر

أبو الحسن المعروف بابن الشيخ الصّيني

أصلهم من الكوفة.

حدّث عن أبي القاسم المظفر بن حاجب، و أبي محمّد الحسن بن محمّد بن داود المؤدب الثقفي، و أبي عمر بن فضالة، و جمح بن القاسم المؤذن، و أبي الحسين عثمان بن عبد اللّه بن أحمد الخرقي.

ص: 83


1- ضبطت بفتح الميم و اللام، عن الأنساب، و هذه النسبة إلى الملطية و هي من ثغور الروم مما يلي أذربيجان.(الأنساب).
2- زيادة للإيضاح عن الأنساب.
3- ضبطت بضم القاف و اللام بعدها، هذه النسبة إلى القلوس فيما أظن، و هو جمع قلس، و هو الحبل الذي يكون في السفينة قاله السمعاني في الأنساب.

روى عنه أبو سعد السّمّان، و علي الحنّائي، و عبد العزيز الكتاني.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو الحسن بن عبيد اللّه المعروف بابن الشيخ - قراءة عليه - نا أبو القاسم المظفر بن حاجب بن أركين الفرغاني (1)،نا محمّد بن يزيد بن عبد الصمد، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا موسى بن عيسى القرشي، نا عطاء الخراساني، عن نافع، عن ابن عمر قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من سحب ثيابه لم ينظر اللّه إليه يوم القيامة».

قال أبو ريحانة: لقد أمرضني ما حدّث لي أني لأحب الجمال حتى إنّي لأجعله في نعلي، و علاق (2) سوطي، أ فمن الكبر ذلك ؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ اللّه جميل يحب الجمال، و يحبّ أن يرى أثر نعمته على عبده؛ الكبر من سفّه الحق و غمص الناس أعمالهم»[9101].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني قال: توفي شيخنا أبو الحسن علي بن عبيد اللّه ابن الشيخ يوم الخميس للنصف من شهر رمضان من سنة ثمان عشرة و أربعمائة، حدّث عن أبي عمر محمّد بن عيسى بن فضالة، و جمح بن القاسم، و أبي الحسين عثمان بن عبد اللّه بن أحمد الحوفي (3)،و كانت له أصول حسنة، لم يكن الحديث من صنعته.

4982 - علي بن عبيد اللّه بن محمّد بن إبراهيم

أبو الحسن الكسائي الهمذاني القاضي الصّوفي (4)

سمع بدمشق عبد الوهاب بن الحسن، و أبا محمّد عبد اللّه بن عطية المفسّر، و أبا سعيد عبد الرّحمن بن أحمد بن حيران، و نصر بن الخليل بالموصل، و أحمد بن عبدان الحافظ (5)،و أبا الفتح محمّد بن أحمد بن علي النحوي الرملي، و عبد الغني الحافظ ، و أبا الحسن عبد الرحيم بن فراس، و أبا علي الحسن بن علي بن محمّد بن

ص: 84


1- الأصل: القرعاني، تصحيف، راجع ترجمة حاجب بن مالك بن أركين في سير أعلام النبلاء 258/14.
2- كذا بالأصل، و في المختصر: و علاقة سوطي.
3- كذا بالأصل هنا، و مرّ في أول الترجمة.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 652/17.
5- أقحم بعدها بالأصل: نا عبيد اللّه. و انظر ترجمة أحمد بن عبدان في سير أعلام النبلاء 489/16.

سيّار الهمداني، و يانس بن عبد اللّه المصقلي، و بكير بن محمّد بن المنذري، و أبا عمر منير بن عمر بن صالح بن عطية الطرسوسي (1)-بقيسارية - و عبد اللّه بن عمر العوني، و أبا الحسن عبد الرّحمن بن محمّد، و أبا الفضل صالح بن أحمد بن صالح، و أبا نصر عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن التميمي، و أبا بكر أحمد بن علي بن لال الفقيه، و أبا نصر شعيب بن علي بن شعيب الهمذانيين، و أبا القاسم عبد الواحد بن سعيد النيسابوري، و أبا القاسم عبد الواحد بن الحسين الصّيمري (2)،و أبا محمّد الحسن بن إسماعيل الضّرّاب - بمصر-.

روى عنه أبو الحسن محمّد بن عبد اللّه بن أبي داود الفارسي، و أبو عبد اللّه بن الحطّاب، و أبو سعيد عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الرّحمن الأبهري، و سهل بن بشر الأسفرايني، و أبو طالب عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الرّحمن الشيرازي، و أبو محمّد عبد الساتر بن عبيد اللّه الزّيادي، و عبد المحسن بن محمّد البغدادي.

أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم الرازي، و حدّثنا أبو بكر يحيى بن سعدون القرطبي عنه، أنا أبو الحسن علي بن عبيد اللّه بن محمّد الهمذاني - بمصر - أنا أبو بكر أحمد بن عبدان الحافظ الشيرازي - بالأهواز - نا أبو بكر محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، نا عبد الأعلى بن حمّاد، نا حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس بن مالك أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«المرء مع من أحبّ »[9102] أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا أبو الفرج الأسفرايني، أنا أبو الحسن علي بن عبيد اللّه الكسائي الهمذاني، نا أبو القاسم نصر بن أحمد بن الخليل المرجي - بالموصل - نا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنّى، نا إبراهيم بن الحجاج السامي (3)، نا عبد الواحد بن زياد، نا عاصم الأحول، نا النضر بن أنس،- و أنس يومئذ حي - قال: قال أنس: لو لا أني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لا يتمنّين أحدكم الموت لتمنّيته»[9103].

ص: 85


1- بالأصل: بقيسارية الطرسوسي.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 14/17.
3- بالأصل: الشامي، تصحيف، مرّ التعريف به.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد بن أحمد، أنا عبد المحسن بن محمّد - من لفظه - أنا أبو الحسن علي بن عبيد اللّه بن محمّد القاضي المعدل - بمصر - أنا أبو الفتح بن النحوي، أخبرني محمّد بن محمّد بن صالح، أخبرني محمّد بن عبد الرّحمن، حدّثني عبد اللّه بن آدم، عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن قال:

لقيت غورك (1) المجنون في جماعة الصبيان منصرفا من تشييع الحاج ممن كان بهم به، و هو يحدّثهم و يلطم خده و يقول: يا إخوتاه ما أحرّ الفراق، فقلت: يا أبا محمّد من أين أقبلت ؟ قال: أقبلت من تشييع الحاج، فقلت: هل قلت فيهم شيئا؟ قال لي: نعم، ثم أرمضت عيناه بالبكاء ثم أنشأ يقول:

هم رحلوا يوم الخميس غدية *** و ودعتهم يوم استقلوا و ودعوا

فلما تولوا ولّت العيس فيهم *** فقلت: ارجعوا، قالوا: إلى أين نرجع

إلى جسد ما فيه لحم و لا دم *** و لا فيه إلاّ أعظم تتقعقع

و عينان قد أعماهما الحبّ بالبكا *** و أذنان من طول الجوى ليس تسمع

ثم تركني و مضى.

كتب إليّ أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم، و نا عنه أبو بكر الأزدي قال:

أبو الحسن علي بن عبيد اللّه بن محمّد بن إبراهيم الكسائي الهمذاني المدعو بالقاضي، كان قد جال في طلب الحديث، روى لنا عن أحمد بن عبدان الحافظ الشيرازي، و ذكر جماعة من مشايخه ثم قال: كتب عنه عبد العزيز النّخشبي و غيره بمصر، و سمع عليه أبو بكر الأردستاني، و أبو نصر السّجزي (2)-بمكة - و أقرانهما، و قد أجاز لي ما سمعه - رحمه اللّه - على شيوخه.

قرأت على أبي الفضل محمّد بن ناصر قلت له: أجاز لكم أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد الحبّال (3) قال: سنة خمس و أربعين و أربعمائة أبو الحسن علي بن عبيد اللّه الهمذاني القاضي الصّوفي في جمادى الأولى - يعني مات-.

آخر الجزء السادس بعد الخمس مائة من الفرع.

ص: 86


1- مهملة بدون إعجام بالأصل، و المثبت عن عقلاء المجانين لابن حبيب ص 255.
2- الأصل: الشجري، تصحيف، و التصويب عن سير أعلام النبلاء.
3- تقرأ بالأصل: الحيال، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 495/18.
4983 - علي بن عبيد اللّه

أبو الحسن الجعفري الهاشمي

من وجوه الأشراف بدمشق له ذكر.

قال لنا أبو محمّد بن الأكفاني: فيها - يعني سنة سبع و خمسين و ثلاثمائة توفي الشريف أبو الحسن علي بن عبيد اللّه الجعفري في يوم الاثنين لعشر بقين من شهر ربيع الأول.

4984 - علي بن عبدوس

والد أبي الطيب طاهر بن علي.

ذكر أبو الحسين الرازي فيما نقلته من خط نجاء بن أحمد، و ذكر أنه نقله من خطه أنه كان محدثا.

4985 - علي بن عثمان بن محمّد بن سعيد

ابن عبد اللّه بن عثمان بن نفيل

أبو محمّد الحرّاني النّفيلي (1)

سمع بدمشق: أبا مسهر، و هشام بن إسماعيل، و محمّد بن بكّار بن بلال، و بغيرها عبد اللّه بن يوسف، و يعلى بن عبيد، و أبا صالح كاتب الليث، و عبيد بن جنّاد، و المعافى بن سليمان، و آدم بن أبي إياس، و يزيد بن عبد ربه، و المثنّى بن معاذ بن معاذ، و خالد بن مخلد القطواني (2)،و علي بن عياش الحمصي، و سعيد بن عيسى من تليد الرّعيني، و محمّد بن موسى بن أعين.

روى عنه: يعقوب بن سفيان الفارسي، و أبو محمّد يحيى بن محمّد بن صاعد، و أبو بكر أحمد بن عمرو بن جابر الرّملي، و أبو بكر محمّد بن حمدون بن خالد بن يزيد، و عبد اللّه بن محمّد بن مسلم، و أبو العبّاس أحمد بن عبد اللّه بن نصر بن

ص: 87


1- ترجمته في تهذيب الكمال 364/13 و تهذيب التهذيب 229/4 و خلاصة تذهيب ص 276 و سير أعلام النبلاء 142/13.
2- هذه النسبة إلى قطوان، و هو موضعان، إلى أحدهما ينسب خالد بن مخلد، و هو بالكوفة. و القطواني بفتح القاف و الطاء و الواو (الأنساب).

بجير (1) الذهلي، و أبو نعيم عبد الملك بن محمّد بن عدي، و أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن ربيعة بن زبر، و محمود بن محمّد بن الفضل الرّافقي، و محمّد بن محمّد بن داود الكرجي، و أبو عوانة الأسفرايني، و أبو عبد الرّحمن النسائي في سننه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، و أبو القاسم بن البسري، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن نصر بن بجير (2)،نا علي بن عثمان بن نفيل الحرّاني أبو محمّد - بحرّان - نا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر، نا إسماعيل بن عياش، حدّثني عمارة بن غزيّة، عن أنس بن مالك، عن عمر بن الخطاب قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من صلّى في مسجد جماعة أربعين ليلة لا تفوته (3) الركعة الأولى من صلاة الظهر كتب له منها عتق من النار»[9104] قرأت بخط أبي الحسين الرازي، سمعت أبا العبّاس محمود بن محمّد بن الفضل المازني الرافقي يقول: سمعت علي بن عثمان النّفيلي الحرّاني يقول: كنا بدمشق على باب أبي مسهر، فذكر الحكاية و قد تقدمت في ترجمة أبي مسهر.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو محمّد علي بن عثمان النّفيلي الحرّاني، سمع أبا محمّد عبيد اللّه بن موسى العبسي (4)،و أبا عبد اللّه محمّد بن بكار بن بلال العاملي (5)،روى عنه أبو يوسف يعقوب بن سفيان الفارسي، و أبو محمّد يحيى بن محمّد بن صاعد الهاشمي (6) كنّاه لنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن مسلم (7).

ص: 88


1- إعجامها مضطرب بالأصل، و المثبت عن تهذيب الكمال 364/13 طبعة دار الفكر.
2- إعجامها مضطرب بالأصل، و المثبت عن تهذيب الكمال 364/13 طبعة دار الفكر.
3- بالأصل: لا يفوته.
4- الأصل: العيسي، تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 553/9.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 114/11.
6- ترجمته في سير أعلام النبلاء 501/14.
7- نقل المزي عن أبي العباس بن عقدة أنه مات سنة 272 و انظر سير أعلام النبلاء 142/13.
4986 - علي بن عروة

4986 - علي بن عروة (1)

من أهل دمشق.

روى عن ميمون بن مهران، و محمّد بن المنكدر، و يونس بن يزيد الأيلي، و عاصم بن قتادة (2)،و سعيد المقبري، و عبد الملك بن أبي سليمان، و الزهري، و عطاء بن أبي رباح، و ابن جريج.

روى عنه: العلاء بن برد بن سنان، و خالد بن حيّان (3) الرّقّي، و عثمان بن عبد الرّحمن، و إبراهيم بن أعين، و سالم (4) بن سالم، و أبو سعيد البجلي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، قال: قرئ على أبي محمّد الجوهري، أنا أبو حفص عمر بن محمّد بن علي بن الزيات (5)،نا أبو حفص عمر بن محمّد بن نصر بن الحكم الكاغدي، أنا محمّد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي.

ح و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، و أبو العزّ بن كادش، قالا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ، نا أبو إسحاق محمّد بن سويد الزيات، نا محمّد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي، نا عثمان بن عبد الرّحمن.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه بن الشّخير الصّيرفي، نا علي بن محمّد بن مهرويه القزويني، نا الحسن بن علي بن عفّان العامري، نا عثمان بن عبد الرّحمن الحرّاني.

و أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، أنا ابن عفّان - يعني الحسن - نا

ص: 89


1- ترجمته في تهذيب الكمال 365/13 و تهذيب التهذيب 229/4 و ميزان الاعتدال 145/3 و الكامل لابن عدي 208/5 و الجرح و التعديل 198/6.
2- هو عاصم بن عمر بن قتادة، كما في تهذيب الكمال. ترجمته في سير أعلام النبلاء 240/5.
3- الأصل: حبان، تصحيف، و التصويب عن تهذيب الكمال. و انظر ترجمته فيه 337/5.
4- كذا بالأصل، و في تهذيب الكمال: و سلم بن سالم البلخي.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 323/16.

عثمان بن عبد الرّحمن الحرّاني، نا علي بن عروة، عن المقبري، عن أبي هريرة قال:

أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - و في حديث ابن كادش: النبي صلى اللّه عليه و سلم - الأغنياء باتّخاذ الغنم، و أمر الفقراء باتّخاذ الدجاج، و قال:«عند اتّخاذ الأغنياء الدجاج يأذن اللّه بهلاك القرى»[9105] أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ.

قالا: أنا أبو يعلى، نا يحيى بن أيوب، نا سالم (1) بن سالم، عن علي بن عروة، عن محمّد بن المنكدر، عن ابن عمر، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«من قاد أعمى أربعين خطوة وجبت له الجنّة» (2)[9106].

أخبرنا أبو طالب بن أبي عقيل، أنا علي بن الحسن الفقيه، أنا عبد الرّحمن بن عمر، أنا أحمد بن محمّد بن زياد، نا يحيى بن إسحاق بن سافري، نا إسماعيل بن أبان الورّاق، حدّثني عثمان بن عبد الرّحمن القرشي، عن علي بن عروة القرشي بحديث ذكره.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا محمّد بن عبد اللّه بن خميرويه، نا الحسين بن إدريس، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمّار قال: علي بن عروة، سألت عنه بدمشق ؟ فقالوا: هو ثقة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو القاسم السهمي، أنا أبو أحمد بن عدي (3)،نا عثمان بن سعيد.

ح و أخبرناه أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب، أنا

ص: 90


1- رسمها غير واضح بالأصل.
2- رواه الذهبي في ميزان الاعتدال 145/3.
3- الخبر رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 209/5 و نقله عن عثمان بن سعيد الدارمي في تهذيب الكمال 365/13.

أحمد بن محمّد بن إبراهيم قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس قال: سمعت عثمان بن سعيد يقول:

قلت ليحيى بن معين: علي بن عروة عن محمّد بن المنكدر؟ قال: قال: (1)

عليّ ، قال: ليس بشيء.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو النّضر محمّد بن محمّد بن يوسف الفقيه (2) قال: و سئل صالح - يعني جزرة - عن حديث لعلي بن عروة فقال: حديثه كله كذب (3).

أخبرنا أبو بكر الحاسب، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو الحسن محمّد بن العبّاس بن الفرات - إجازة - أنا أبو عبد اللّه محمّد بن العباس بن أحمد الضّبّي، نا أبو الفضل يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيه، أنا صالح بن محمّد الحافظ قال:

عثمان بن عبد الرّحمن القرشي الوقّاصي كان يضع الحديث، و علي بن عروة الدمشقي أكذب منه (4).

ذكر أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الكتاني الأصبهاني أنه سأل أبا حاتم الرازي عن علي بن عروة، عن محمّد بن المنكدر؟ فقال: متروك الحديث (5).

أخبرنا أبو الحسين (6) القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن أبي عبد اللّه، أنا أحمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (7):

علي بن عروة روى عن المنكدر بن محمّد بن المنكدر، روي (8) عنه، سألت أبي عنه فقال: متروك الحديث.

ص: 91


1- كذا بالأصل:«قال: قال علي» و في الكامل لابن عدي: ما حال علي ؟.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 490/15، و بالأصل:«أبو النصر».
3- تهذيب الكمال 365/13 و ميزان الاعتدال 145/3.
4- رواه المزي أيضا في تهذيب الكمال 365/13.
5- المصدر السابق أيضا 365/13 و ميزان الاعتدال 145/3.
6- الأصل:«الحسن» تصحيف، و السند معروف.
7- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 198/6.
8- كذا بالأصل، و «روي عنه» ليستا في الجرح و التعديل.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد (1) قال:

و علي بن عروة هذا كما قال يحيى بن معين: ليس حديثه بشيء، و هو ضعيف، عن كل من روى عنه.

قال: و أنا أبو أحمد (2) قال: علي بن عروة دمشقي، منكر الحديث.

4987 - علي بن عساكر بن سرور

أبو الحسن المقدسي الخشّاب الكيّال (3)

سمع الفقيه نصر بن إبراهيم ببيت المقدس، و أبا عبد اللّه بن أبي الحديد (4)بدمشق، و كان جاء إليها في تجارة قبل أخذ بيت المقدس، ثم سكنها بعد أخذها و كان يصحب الفقيه أبا الفتح نصر اللّه بن محمّد.

و كتبت عنه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن عساكر بن سرور، أنا [أبو] (5) عبد اللّه الحسن بن أحمد السّلمي بدمشق سنة ثمانين و أربعمائة، أنا أبو المعمّر المسدّد بن علي بن عبد اللّه الأملوكي الحمصي - بدمشق - أنا أبو القاسم إسماعيل بن القاسم بن إسماعيل الحلبي - بحمص - نا علي بن عبد الحميد الغضائري (6)،نا حميد بن مسعدة، نا حصين بن نمير، عن الحسين، عن قيس، عن عطاء، عن ابن عمر، عن ابن مسعود، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«لا تزول قدما العبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، و عن شبابه فيما أبلاه، و عن ماله من أين اكتسبه و فيما أنفقه، و عن علمه ما ذا عمل به»[9107].

أخبرنا أبو الحسن الخشّاب، نا نصر بن إبراهيم بن نصر - لفظا - ببيت المقدس في شهر رمضان سنة سبعين و أربعمائة، أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد الأنماطي، أنا أبو

ص: 92


1- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 209/5.
2- الكامل في ضعفاء الرجال 208/5.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 355/20 و النجوم الزاهرة 329/5 و العبر 152/4 و شذرات الذهب 4/ 167 و انظر مشيخة ابن عساكر 147/أ.
4- و هو الحسن بن أحمد بن أبي الحديد.
5- زيادة استدركت عن هامش الأصل.
6- الأصل بدون إعجام، و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 432/14.

إسحاق إبراهيم بن محمّد المطهّري، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن أبي يحيى الإمام، نا أبو يعقوب البحري الجرجاني، نا علي بن نصير، نا سويد بن سعيد، حدّثني عبد الرحيم بن زيد العمّي عن أبيه عن وهب بن منبّه، عن معاذ بن جبل، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«من أحيا الليالي الأربع و جبت له الجنة»، ليلة التروية، و ليلة عرفة، و ليلة النحر، و ليلة الفطر[9108].

قال: و نا نصر، أنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن علي الهاشمي بعسقلان، نا أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرّحمن العسقلاني الخطيب، نا أبو الميمون محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن مطرّف، نا ابن قتيبة، نا بقية بن الوليد، حدّثني عبد الرّحمن بن عثمان بن عمر، عن أنس بن مالك قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا يزال صيام العبد معلّقا بين السّماء و الأرض حتى يؤدي زكاة ماله»[9109].

سألت أبا الحسن الخشّاب عن مولده فقال: سنة ثمان و خمسين و أربعمائة - ببيت المقدس - و مات في شوال سنة ثلاث و خمسين و خمسمائة، و قد بلغ خمسا و تسعين سنة، و هو صحيح الجسم و الذهن.

4988 - علي بن عمر بن أحمد بن مهدي

ابن مسعود بن النعمان بن دينار بن عبد اللّه

أبو الحسن الدّار قطني البغدادي الحافظ (1)

أوحد وقته في الحفظ .

روى عن أبي القاسم البغوي، و يحيى بن محمّد بن صاعد، و أبوي بكر: ابن

ص: 93


1- ترجمته في: الأنساب (الدار قطني)، و اللباب، و تاريخ بغداد 34/12 و تذكرة الحفاظ 991/3 و سير أعلام النبلاء 448/16 طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 462/3 طبقات القراء للجزري 558/1 العبر 28/3 و معجم البلدان (دارقطن). و الدار قطني بفتح الدال المهملة بعدها الألف ثم الراء و القاف المضمومة نسبة إلى دارقطن، و هي محلة ببغداد كبيرة، خربت (الأنساب).

أبي داود، و محمّد بن إبراهيم بن نيروز (1)،و أبي إسحاق إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم (2) العمري الكوفي، و أبي الحسن علي بن عبد اللّه بن مبشّر (3) الواسطي، و أبي عثمان سعيد بن محمّد بن أحمد الخياط أخي زبير الحافظ (4)،و أبي بكر بن زياد النيسابوري، و محمّد بن منصور بن النّضر بن إسماعيل المروزي المعروف بالشيعي، و محمّد بن عبد اللّه بن غيلان الحرار، و أبي عبد اللّه، و أبي عبيد المحامليين، و أبي عبد اللّه محمّد بن القاسم بن زكريا المحاربي، و أبي حامد محمّد بن هارون الحضرمي، و القاضي أبي عمر محمّد بن يوسف بن يعقوب الأزدي (5)،و أبي القاسم عبد الوهاب بن عيسى بن أبي حيّة، و أبي علي محمّد بن سليمان المالكي البصري، و أبي روق (6) أحمد بن محمّد بن بكر الهزّاني، و أبي طلحة أحمد بن محمّد بن عبد الكريم الفزاري و جماعة سواهم.

قدم دمشق مجتازا إلى مصر، و حدّث بها فروى عنه من أهلها: تمام بن محمّد، و أبو نصر بن الجندي، و ابن الجبّان، و أبو الحسن بن السّمسار، و أبو الحسين الميداني، و مكي بن محمّد بن الغمر، و أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد بن الطّيّان، و من غيرهم أبو نعيم الحافظ ، و أبو بكر البرقاني، و أبو القاسم بن بشران، و أبو الحسن العتيقي، و القاضي أبو الطّيّب الطبري، و أبو الغنائم بن المأمون، و أبو الحسين بن المهتدي، و ابن الآبنوسي (7) و غيرهم.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون، أنا أبو الحسن الدار قطني، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، نا داود بن عمرو المسببي، نا رافع بن عمر الجمحي، عن أمية بن صفوان، عن أبي بكر بن زهير الثقفي، عن أبيه قال:

ص: 94


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 8/15.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 469/16.
3- الأصل: بشر، تصحيف، و التصويب عن سير أعلام النبلاء. ترجمته في سير أعلام النبلاء 23/15.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 23/15.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 55/14.
6- الأصل: رزق، تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 285/15.
7- هو محمد بن أحمد بن محمد، أبو الحسين ابن الآبنوسي.

خطبنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بالنباة (1)-أو بالنباوة من أرض الطائف - فقال:«توشكون أن تعرفوا أهل الجنّة من أهل النّار» فقال رجل من المسلمين: بم يا رسول اللّه ؟ قال:

«بالثناء الحسن، و الثناء السيّئ، أنتم شهداء اللّه بعضكم على بعض»[9110].

قال الدار قطني: هذا حديث غريب من حديث أبي بكر بن أبي زهير الثقفي عن أبيه، تفرّد به أمية بن صفوان بن عبد اللّه بن صفوان بن أميّة بن خلف الجمحي عنه، و تفرّد به نافع بن عمر الجمحي عن أمية.

أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب الهمذاني، و أبو بكر محمّد بن الحسين، و أبو الحسن علي بن محمّد بن الحسين البزاز - ببغداد - قالوا: أنا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي - قراءة عليه - و أنا أسمع قال: قرئ على أبي القاسم البغوي و أنا أسمع، حدّثكم يحيى بن أيوب، نا إسماعيل بن جعفر، نا عمرو بن أبي عمرو، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«بعثت من خير قرون بني آدم قرنا فقرنا، حتى بعثت من القرن الذي كنت منه»[9111].

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو نصر المرّي، نا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي البغدادي الدار قطني الحافظ ، قدم علينا، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي - إملاء - بحديث ذكره.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (2) قال: سمعت عبد الملك بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران يقول: ولد الدار قطني في سنة ست و ثلاثمائة.

أنبأنا أبو المظفّر بن القشيري، عن أبي سعيد محمّد بن علي بن محمّد، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال: قال الشيخ أبو الحسن: ولدت في هذه السنة - يعني سنة ست و ثلاثمائة-.

ص: 95


1- كذا بالأصل، قال ياقوت: النّباء بالضم و المد: موضع بالطائف و في موضع آخر قال: النباوة بالفتح: موضع بالطائف. و في الحديث: خطب النبي صلى اللّه عليه و سلم يوما بالنباوة من الطائف.
2- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 39/12.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره عن أحمد بن الحسين، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال (1):

أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي الحافظ الدّار قطني رضي اللّه عنه:

صار واحد عصره في الحفظ و الفهم و الورع، و إماما في القرّاء و النحويين، أول ما دخلت بغداد كان يحضر المجالس و سنه دون الناس (2)،و كان أحد الحفّاظ ، ثم صحبنا في رحلتي الثانية و قد زاد على ما كنت شاهدته، و حج شيخنا أبو عبد اللّه بن أبي ذهل سنة ثلاث و خمسين و ثلاثمائة، و انصرف فكان يصف حفظه و تفرده بالتقدم حتى استنكرت وصفه إلى أن حججت سنة سبع و ستين، فلما انصرفت إلى بغداد أقمت بها زيادة على أربعة شهر، و كثر اجتماعنا بالليالي و النهار، فصادفته فوق ما كان وصفه الشيخ أبو عبد اللّه، و سألته عن العلل و الشيوخ، و دوّنت أجوبته عن سؤالاتي و قد سمعها مني أصحابي، سمع أبا القاسم بن منيع و أقرانه بالعراقين، ثم دخل الشام و مصر على كبر السن، و حجّ و استفاد و أفاد، و له مصنفات كثيرة مفيدة يطول ذكرها.

آخر الجزء الثامن و الخمسين بعد الثلاثمائة من الأصل.

أخبرنا أبو منصور محمّد بن عبد الملك بن خيرون، و أبو الحسن علي بن الحسن قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (3):

علي بن عمر بن أحمد بن مهدي بن مسعود بن النعمان بن دينار بن عبد اللّه أبو الحسن الحافظ الدّار قطني، سمع أبا القاسم البغوي، و أبا بكر بن أبي داود، و يحيى بن صاعد، و بدر بن الهيثم القاضي، و أحمد بن إسحاق بن البهلول، و عبد الوهاب بن أبي حيّة، و الفضل بن أحمد الزّبيدي، و أبا عمر محمّد بن يوسف القاضي، و أحمد بن القاسم أخا أبي الليث الفرائضي، و أبا سعيد العدوي، و يوسف بن يعقوب النيسابوري، و أبا حامد محمّد بن هارون الحضرمي، و سعيد بن محمّد أخا زبير الحافظ ، و محمّد بن نوح الجنديسابوري، و أحمد بن عيسى بن السّكين البلدي،

ص: 96


1- انظر سير أعلام النبلاء 450/16.
2- في سير أعلام النبلاء: و سنة دون الثلاثين.
3- الخبر في تاريخ بغداد 34/12.

و إسماعيل بن العبّاس الورّاق، و إبراهيم بن حمّاد القاضي، و عبد اللّه بن محمّد بن سعيد الجمّال، و أبا طالب أحمد بن نصر الحافظ ، و خلقا كثيرا من هذه الطبقة، و من بعدهم.

حدّثنا عنه أبو نعيم الأصبهاني، و أبو بكر البرقاني، و أبو القاسم بن بشران، و حمزة بن محمّد بن طاهر، و الأزهري، و الخلاّل، و الجوهري، و التّنوخي، و عبد العزيز الأزجي، و أبو بكر بن بشران، و العتيقي، و القاضي أبو الطّيّب الطبري، و جماعة غيرهم.

و كان فريد عصره، و قريع دهره، و نسيح وحده و إمام وقته، انتهى إليه علم الأثر و المعرفة بعلل الحديث، و أسماء الرجال، و أحوال الرواة مع الصدق و الأمانة، و الثقة (1)و العدالة، و قبول الشهادة، و صحة الاعتقاد، و سلامة المذهب، و الاضطلاع بعلوم سوى علم الحديث؛ منها القراءات فإنّ له فيها كتابا مختصرا موجزا جمع الأصول في أبواب عقدها أول الكتاب. و سمعت بعض من يعتني بعلوم القرآن يقول: لم يسبق أبو الحسن إلى طريقته التي سلكها في عقد الأبواب المقدمة في أوّل القراءات و صار القرّاء بعده يسلكون طريقته في تصانيفهم، و يحذون حذوه، و منها المعرفة بمذاهب الفقهاء، فإن كتاب السنن الذي صنفه يدل على أنه كان ممن اعتنى بالفقه لا يقدر على جمع ما تضمن ذلك الكتاب إلاّ من تقدمت معرفته بالاختلاف في الأحكام، و بلغني أنه درس فقه الشافعي على أبي سعيد الإصطخري، و قيل بل درس الفقه على صاحب لأبي سعيد، و كتب الحديث عن أبي سعيد نفسه، و منها أيضا المعرفة بالأدب و الشعر، و قيل: إنه كان يحفظ دواوين جماعة من الشعراء؛ و سمعت حمزة بن محمّد بن طاهر الدّقّاق (2) يقول: كان أبو الحسن الدّار قطني يحفظ ديوان السيد الحميري في جملة ما يحفظ من الشعر، فنسب إلى التشيّع لذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - نا عبد العزيز التميمي قال: كتب إليّ أبو ذرّ عبد بن أحمد الهروي، و حدّثني عبد الغفار بن عبد الواحد الأرموي (3) عنه

ص: 97


1- كذا بالأصل، و في تاريخ بغداد: و الفقه.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 443/17.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 447/17.

قال: سمعت القوّاس يقول (1):كنا نمر إلى ابن منيع و الدّارقطني صبي يمشي خلفنا بيده رغيف عليه كامخ (2) فدخلنا إلى ابن منيع و منعناه فقعد على الباب يبكي.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا (3)-و أبو الحسن بن سعيد، أنا (4)-أبو بكر الخطيب (5)،نا الأزهري قال: بلغني أن الدّار قطني حضر في حداثته مجلس إسماعيل الصّفّار، فجلس ينسخ جزءا كان معه، و إسماعيل يملي، فقال [له] بعض الحاضرين لا يصح سماعك و أنت تنسخ، فقال الدّار قطني: فهمي للإملاء خلاف فهمك، ثم قال:

تحفظ كم أملى (6) الشيخ من حديثه إلى الآن، فقال: لا، فقال الدّار قطني: أملى (7)ثمانية عشر حديثا، فعدّت الأحاديث فكانت كما قال أبو الحسن، الحديث الأول منها عن فلان عن فلان و متنه كذا، و الحديث الثاني عن فلان عن فلان و متنه كذا، و لم يزل يذكر أسانيد الأحاديث و متونها على ترتيبها في الإملاء حتى أتى على آخرها، فتعجب الناس منه - أو كما قال-.

قال (8):و أنا البرقاني، قال: سمعت أبا الحسن الدار قطني يقول: كتبت ببغداد من أحاديث السوداني (9) أحاديث يتفرّد بها، ثم مضيت إلى الكوفة لأسمع منه، فجئت إليه و عنده أبو العبّاس بن عقدة، فدفعت إليه الأحاديث في ورقة، فنظر فيها أبو العباس ثم رمى بها و استنكرها و أبى أن يقرأها، و قال: هؤلاء البغداديون يجيئونا بما (10) لا نعرفه، قال أبو الحسن: ثم قرأ أبو العباس عليه فمضى في جملة ما قرأ حديث منها، فقلت له: هذا الحديث من جملة الأحاديث، ثم مضى آخر فقلت له: و هذا أيضا من جملتها ثم مضى ثالث فقلت: و هذا أيضا منها، و انصرفت و انقطعت عن العود إلى المجلس لحمّى نالتني، فبينا أنا في الموضع الذي كنت نزلته إذا بداقّ يدقّ على الباب، فقلت:

ص: 98


1- الخبر في سير أعلام النبلاء 452/16.
2- الكامخ، لفظ أعجمي عربوه: إدام (تاج العروس بتحقيقنا: كمخ، و انظر القاموس).
3- كذا بالأصل في الموضعين:«أنا».
4- كذا بالأصل في الموضعين:«أنا».
5- الخبر رواه البغدادي في تاريخ بغداد 36/12.
6- بالأصل:«املاء».
7- بالأصل:«املاء».
8- القائل: أبو بكر الخطيب، و انظر الخبر في تاريخ بغداد 37/12.
9- كذا بالأصل و تاريخ بغداد، و كتب مصححه على الهامش:«كذا في الأصلين و لعله السوذجاني».
10- بالأصل:«بلا معرفة» و المثبت:«بما لا نعرفه» عن تاريخ بغداد.

من هذا؟ فقال: ابن سعيد، فخرجت و إذا بأبي العباس، فوقعت في صدره أقبله، و قلت: يا سيّدي لم تجشّمت المجيء؟ فقال: ما عرفناك إلاّ بعد انصرافك، و جعل يعتذر إليّ و قال لي: ما الذي أخّرك عن الحضور، فذكرت له أنّي حممت، فقال:

تحضر المجلس لتقرأ ما أحببت فكتب بعد إذا حضرت أكرمني و رفعني في المجلس - أو كما قال-.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - قراءة - نا عبد العزيز الكتاني قال: كتب إليّ أبو ذرّ عبد بن أحمد الهروي من مكة: و حدّثني عبد الغفّار بن عبد الواحد عنه قال:

سمعت بعضهم يقول: إنه قرأ كتاب «النسب» على مسلم العلوي، فقال له - بعد القراءة - المعيطي الأديب: يا أبا الحسن أنت أجرأ من خاصي الأسد، تقرأ مثل هذا الكتاب مع ما فيه من الشعر و الأدب، فلا يؤخذ عليك فيه لحنة و أنت رجل من أصحاب الحديث، و تعجّب منه (1).

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا - و أبو الحسن بن سعيد: نا - أبو بكر الخطيب (2)،حدثني الأزهري أن أبا الحسن الدار قطني، لما دخل مصر، كان بها شيخ علوي من أهل مدينة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقال له مسلم بن عبيد اللّه، و كان عنده كتاب النسب عن الخضر بن داود عن الزبير بن بكار، و كان مسلم أحد الموصوفين بالفصاحة، المطبوعين على العربية، فسأل الناس أبا الحسن أن يقرأ عليه كتاب «النسب»، و رغبوا في سماعه بقراءته، فأجابهم إلى ذلك، و اجتمع في المجلس من كان بمصر، من أهل العلم، و الفضل (3) فمرصوا على أن يحفظوا على الحسن لحنة، أو يظفروا منه بسقطة، فلم يقدروا على ذلك، حتى جعل مسلم يعجب و يقول له: و عربية أيضا، و عربية أيضا (4).

قال (5):و نا محمد بن علي الصوري، قال: سمعت أبا محمّد رجاء بن

ص: 99


1- رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 453/16 من طريق أبي ذر الهروي.
2- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 35/12.
3- في تاريخ بغداد: من أهل العلم و الأدب و الفضل.
4- «و عربية أيضا» ذكرت مرة واحدة في تاريخ بغداد.
5- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر رواه في تاريخ بغداد 35/12.

محمد بن عيسى الأنصناوي (1) المعدل يقول: سألت أبا الحسن الدار قطني، فقلت له:

رأى الشيخ مثل نفسه ؟ فقال لي: قال اللّه تعالى: فَلاٰ تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ (2) فقلت له: لم أرد هذا، و إنما أردت أن أعلمه لأقول رأيت شيخا لم ير مثله. قال لي: إن كان في فن واحد، فقد رأيت من هو أفضل مني، و أما من اجتمع فيه ما اجتمع فيّ فلا.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - قراءة - نا عبد العزيز الكتّاني قال: كتب إليّ أبو ذرّ عبد بن أحمد الهروي، و حدّثني عنه عبد الغفار بن عبد الواحد قال: قال لي رجاء بن عيسى الأنصناوي (3)-مصري - قلت لأبي الحسن الدار قطني: رأيت مثل نفسك فقال: قال اللّه عز و جل: فَلاٰ تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ (4)؛فألححت عليه، فقال: أما إذ ألححت فلم أر أحدا جمع ما جمعت.

قال أبو ذرّ: و كان يعلم جميع علوم الحديث، و القراءات، و العربية قال أبو ذرّ:

قلت لابن البيّع: رأيت مثل الدار قطني ؟ فقال: هو لم ير مثل نفسه، فكيف رأيت أنا؟ أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (5)،حدّثني أبو الوليد سليمان بن خلف الأندلسي، قال: سمعت أبا ذرّ الهروي يقول: سمعت الحاكم أبا عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه و سئل عن الدار قطني ؟ فقال: ما رأى مثل نفسه.

قال (6):و أنا البرقاني قال: كنت أسمع عبد الغني بن سعيد الحافظ ، كثيرا إذا حكى عن أبي الحسن الدار قطني شيئا يقول: قال أستاذي، و سمعت أستاذي. فقلت له في ذلك، فقال: و هل تعلمنا هذين الحرفين من العلم إلاّ من أبي الحسن الدار قطني ؟.

قال لنا البرقاني: و ما رأيت بعد الدار قطني أحفظ من عبد الغني بن سعيد.

ص: 100


1- هذه النسبة إلى أنصنا بالفتح ثم السكون و كسر الصاد المهملة و النون مقصور: مدينة من نواحي الصعيد على شرقي النيل (معجم البلدان).
2- سورة النجم، الآية:32.
3- الأصل:«الأنصاري» تصحيف.
4- سورة النجم، الآية:32.
5- الخبر رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 35/12.
6- المصدر السابق:36/12.

قال (1):و حدثني الصوري، قال سمعت عبد الغني (2) بن سعيد الحافظ بمصر يقول: أحسن الناس كلاما على حديث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثلاثة: علي بن المديني في وقته، و موسى بن هارون في وقته، و علي بن عمر الدارقطني في وقته.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا، قال: سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن علي الصّوري الحافظ يقول: سمعت عبد الغني بن سعيد الحافظ يقول: أحسن الناس كلاما على حديث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثلاثة: علي بن المديني في وقته، و موسى بن هارون في وقته، و علي بن عمر في وقته.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب قال (3):

سمعت القاضي أبي الطيب طاهر بن عبد اللّه الطّبري يقول: كان الدّار قطني أمير المؤمنين في الحديث، و ما رأيت حافظا ورد بغداد إلاّ مضى إليه، و سلّم له، يعني سلم له التقدمة في الحفظ ، و علو المنزلة في العلم.

قال: (4) و قال لي الأزهري: كان الدار قطني ذكيا إذا ذكر (5) شيئا من العلم أي نوع كان وجد عنده منه نصيب وافر، و لقد حدّثني محمّد بن طلحة النّعالي (6) أنه حضر مع أبي الحسن في دعوة عند بعض الناس ليلة، فجرى شيء من ذكر الأكلة، فاندفع أبو الحسن يورد أخبار الأكلة و حكاياتهم و نوادرهم حتى قطع ليلته - أو أكثرها - بذلك.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد، أنا أبو بكر الخطيب قال:

كان أبو الحسن الدار قطني في الشيوخ نسيج وحده، و فريد وقته، و واحد عصره،

ص: 101


1- القائل أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 36/12.
2- بعدها بالأصل علامة تحويل على الهامش: و عليه كتب:«باقي ترجمة الدارقطني ص 519 السطر الأخير، و بداية ترجمة القزويني ص 522. الطرهوني». و نحن الآن بالأصل المعتمد، و هو النسخة الظاهرية - المسماة بالسليمانية - ص 481، و حتى لا تبقى ترجمة الدار قطني و القزويني ضائعة بين الصفحات، قدمنا و أخرنا لتأتي ترجمته كاملة هنا.
3- الخبر في تاريخ بغداد 36/12 و انظر سير أعلام النبلاء 454/16.
4- القائل: أبو بكر الخطيب، تاريخ بغداد 36/12 و سير أعلام النبلاء 454/16.
5- في تاريخ بغداد: إذا ذوكر شيئا.
6- تقرأ بالأصل: البناني، تصحيف، و التصويب عن تاريخ بغداد و سير أعلام النبلاء.

و غرة دهره، خصّ من محل العلم بأرفعه و أعلاه، و قسم له من الفهم أجزل الحظ و أوفاه، حتى أدركه من سبقه يتقدم زمانه، و يبرز على من عاصره من شيوخه و أقرانه، و أما عبد الغني بن سعيد فيه تبصّر، و غرف من بحره استقى و اغترف.

سمعت أبا نصر محمّد بن سعيد المؤدب الشيباني المعروف بابن الفرج يقول:

قلت لأبي بكر الخطيب عند لقائي إياه: أنت الشيخ الحافظ أبو بكر؟ فقال: انتهى الحفظ إلى أبي الحسن الدار قطني.

أخبرنا أبو منصور محمّد بن عبد الملك، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (1)،حدّثني الأزهري قال: رأيت محمّد بن أبي الفوارس - قد سأل أبا الحسن الدار قطني - عن علّة حديث، أو اسم فيه، فأجابه، ثم قال له: يا أبا الفتح ليس بين الشرق و الغرب من يعرف هذا غيري.

قال (2):و سمعت القاضي أبا الطّيّب الطّبري يقول: حضرت أبا الحسن الدارقطني و قد قرأت عليه الأحاديث التي جمعها في الوضوء من مس الذكر فقال: لو كان أحمد بن حنبل حاضرا لاستفاد من هذه الأحاديث.

قال (3):و سألت البرقاني قلت له: هل كان أبو الحسن الدار قطني يملي عليك العلل من حفظه ؟ فقال: نعم، ثم شرح لي قصة جمع العلل، فقال: كان أبو منصور ابن الكرخي يريد أن يصنّف (4) مسندا معللا، فكان يدفع أصوله إلى الدار قطني يعلّم له على الأحاديث المعلّلة، ثم يدفعها أبو منصور إلى الورّاقين فينقلون كل حديث منها في رقعة، فإذا أردت تعليق كلام الدار قطني على الأحاديث نظر فيها أبو الحسن ثم أملى علي الكلام من حفظه فيقول: حديث الأعمش عن أبي وائل عن عبد اللّه بن مسعود الحديث الفلاني، اتفق فلان و فلان على روايته و خالفهما فلان، و يذكر جميع ما في ذلك الحديث، فأكتب كلامه في رقعة مفردة، و كنت أقول له: لم تنظر قبل إملائك الكلام في الأحاديث، فقال: أتذكر ما في حفظي بنظري، ثم مات أبو منصور و العلل

ص: 102


1- تاريخ بغداد 39/12 و سير أعلام النبلاء 454/16.
2- القائل أبو بكر الخطيب، و الخبر رواه في تاريخ بغداد 38/12.
3- تاريخ بغداد 37/12.
4- إعجامها مضطرب بالأصل، و المثبت عن تاريخ بغداد.

في الرقاع، فقلت لأبي الحسن بعد سنين من موته: إنّي قد عزمت على أن أنقل الرقاع إلى الأجزاء و أرتبها على المسند، فأذن لي في ذلك، و قرأتها عليه في (1) كتابي، و نقلها الناس من نسختي. قال أبو بكر البرقاني: و كنت أكثر ذكر الدار قطني و الثناء عليه بحضرة أبي مسلم بن مهران الحافظ ، فقال لي أبو مسلم: أراك تفرط في وصفه بالحفظ ، فسله عن حديث الرضراض عن ابن مسعود، فجئت إلى أبي الحسن فسألته عنه، فقال: ليس هذا من مسائلك، و إنّما قد وضعت عليه، فقلت: نعم، فقال: و من الذي وضعك على هذه المسألة ؟ فقلت: لا يمكنني أن أسميه، فقال: لا أجيبك أو تذكره، فأخبرته، فأملى عليّ أبو الحسن حديث الرضراض (2) باختلاف وجوهه، و ذكر خطأ البخاري فيه، فألحقته بالعلل و نقلته إليها، أو كما قال.

قال (3):و حدّثني الخلاّل، قال: كنت في مجلس بعض شيوخ الحديث - سمّاه الخلاّل و أنسيته - و قد حضره أبو الحسين بن المظفر، و القاضي أبو الحسن الجرّاحي، و أبو الحسن الدار قطني و غيرهم من أهل الحديث (4)،فحلّت الصّلاة، فكان الدار قطني إمام الجماعة، و هناك شيوخ أكبر أسنانا منه، فلم يقدم أحدا غيره، قال الخلال: و غاب مستملي أبي الحسن الدّار قطني في بعض مجالسه، فاستمليت عليه، فروى حديث عائشة أن النبي صلى اللّه عليه و سلم أمرها أن تقول:«اللهم إنّك عفوّ تحبّ العفو فاعف عني»، فقلت:

اللهم إنّك عفو و خففت الواو؛ فأنكر ذلك و قال: عفوّ بتشديد الواو[9112].

قال (5):و حدّثني الصوري، قال: سمعت رجاء بن محمّد الأنصناوي (6) يقول:

كنا عند الدار قطني يوما و القارئ يقرأ عليه و هو قائم يصلي نافلة، فمرّ حديث فيه ذكر نسير بن ذعلوق فقال القارئ: بشير بن ذعلوق فقال الدار قطني: سبحان اللّه، فقال

ص: 103


1- في تاريخ بغداد: من كتابي.
2- الرضراض: الرجل الكثير اللحم. جاء في النهاية: في مادة رضرض: أن رجلا قال له: مررت بجبوب بدر، فإذا برجل أبيض رضراض، و إذا رجل أسود بيده مرزبة من حديد يضربه بها الضربة بعد الضربة، فقال: ذاك أبو جهل.
3- القائل أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 38/12.
4- في تاريخ بغداد: أهل العلم.
5- القائل أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 38/12.
6- بالأصل:«الأنصناني» و في تاريخ بغداد «الأنصاري» و قد مرّ «الأنصناوي» نسبة إلى أنصنا، و هو ما أثبتناه.

القارئ: بشير بن ذعلوق فقال الدار قطني: سبحان اللّه، فقال القارئ: يسير بن ذعلوق، فقال الدار قطني: ن وَ الْقَلَمِ وَ مٰا يَسْطُرُونَ (1)،فقال القارئ: نسير بن ذعلوق، و مرّ في قراءته أو كما قال.

قال: و حدّثني حمزة بن محمّد بن طاهر قال: كنت عند أبي الحسن الدار قطني و هو قائم يتنفل، فقرأ عليه أبو عبد اللّه بن الكاتب حديثا لعمرو بن شعيب، فقال:

عمرو بن سعيد فقال أبو الحسن: سبحان اللّه، فأعاد الإسناد، و قال: عمرو بن سعيد، و وقف، فتلا أبو الحسن: يٰا شُعَيْبُ أَ صَلاٰتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مٰا يَعْبُدُ آبٰاؤُنٰا (2) فقال الكاتب: عمرو بن شعيب.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب قال (3):.

و قرأت بخط حمزة بن محمّد بن طاهر الدقاق في أبي الحسن الدار قطني:

جعلناك فيما بيننا و رسولنا *** وسيطا فلم تظلم و لم تتحوّب

فأنت الذي لولاك لم يعلم (4) الورى *** -و لو جهدوا - ما صادق من مكذّب

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (5)،حدّثني العتيقي قال: حضرت أبا الحسن الدار قطني و قد جاءه أبو الحسين البيضاوي ببعض الغرباء فسأله أن يقرأ له شيئا، فامتنع و اعتلّ ببعض العلل، فقال: هذا غريب و سأله أن يملي عليه أحاديث، فأملى عليه أبو الحسن من حفظه مجلسا يزيد عدد أحاديثه على العشرة متون جميعها:«نعم الشيء الهدية أمام الحاجة» (6)[9113] فانصرف الرجل، ثم جاءه بعد و قد أهدى له شيئا، فقرّبه و أملى عليه من حفظه سبعة عشر حديثا متون جميعها:«إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه» (7)[9114].

ص: 104


1- سورة القلم، الآية الأولى، و بالأصل و تاريخ بغداد:«نون».
2- سورة هود، الآية:87 و بالأصل:«أ صلواتك».
3- تاريخ بغداد 39/12 و سير أعلام النبلاء 460/16.
4- في تاريخ بغداد: لم يعرف الورى.
5- تاريخ بغداد 39/12 و سير أعلام النبلاء 456/16.
6- سير أعلام النبلاء، و انظر تخريجه بهامش سير أعلام النبلاء.
7- سير أعلام النبلاء، و انظر تخريجه فيها.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي، عن أبي بكر أحمد بن الحسين الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه قال: ورد علي كتاب شيخنا أبي عبد الرّحمن السلمي - سلّمه اللّه - من مدينة السلام يذكر بخط يده وفاة الشيخ الحافظ أبي الحسن علي بن عمر الدار قطني يوم الخميس لثمان خلون من ذي القعدة من سنة خمس و ثمانين، و قد قعدت للإملاء و كثر الدعاء و البكاء، ثم أمليت عنه حديثا، و ذكرت بعده تاريخ وفاته من خط أبي عبد الرّحمن ثم شهدت باللّه أنه لم يخلف على أديم الأرض مثله في معرفة حديث رسول رب العالمين صلوات اللّه عليه و على آله أجمعين، و ذلك في حديث أصحابه المنتخبين، و الأئمة من التابعين، و أتباع التابعين رضي اللّه عنهم أجمعين (1).

أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب بن الحسين، و أبو بكر محمّد بن الحسين، و أبو الحسن علي بن محمّد بن الحسين بن حسنون البزاز - ببغداد - قالوا: قال لنا أبو الحسين بن المهتدي.

توفي أبو الحسن الدّار قطني في ذي القعدة (2).

سنة (3) خمس و ثمانين و ثلاثمائة في يوم جمعة: يا أبا الحسن [اليوم] (4) دخلت في السنة التي توفي لي ثمانين، قال ابن الفضل: و توفي في ذي القعدة من هذه السنة.

قال (5):و حدّثني عبد العزيز الأزجي قال: توفي الدّار قطني يوم الأربعاء لثمان خلون من ذي القعدة سنة خمس و ثمانين و ثلاثمائة.

قال (6):و نا العتيقي قال: سنة خمس و ثمانين و ثلاثمائة فيها توفي أبو الحسن الدار قطني يوم الأربعاء الثاني من ذي القعدة و مولده سنة خمس و ثلاثمائة، قال لي العتيقي مرة أخرى: توفي الدار قطني ليلة الأربعاء، و دفن يوم الأربعاء الثامن من ذي

ص: 105


1- سير أعلام النبلاء 457/16.
2- كذا بالأصل و يبدو أن ثمة سقط هنا أخلّ بسياق هذا الخبر.
3- كذا بالأصل، و ثمة سقط بالكلام، و هذا الخبر أخذه المصنف عن أبي الخطيب، من تاريخ بغداد 40/12 و فيها قال الخطيب: حدثنا أبو الحسن بن الفضل، قال: قال لي الدار قطني في المحرم سنة خمس و ثمانين و ثلاثمائة في يوم جمعة يا أبا الحسن... (و الباقي مثله).
4- زيادة عن تاريخ بغداد.
5- القائل: أبو بكر الخطيب.
6- القائل: أبو بكر الخطيب.

الحجة سنة خمس و ثمانين و قد بلغ ثمانين سنة و خمسة أيام.

قال الخطيب: و قوله الأول هو الصحيح، و قد ذكر مثله أبو الفتح بن أبي الفوارس، و دفن أبو الحسن في مقبرة باب الدير قريبا من قبر معروف الكرخي.

قرأت على أبي الحسن الفرضي، و أبي الفضل بن ناصر قلت لهما: أجاز لكم إبراهيم بن سعيد بن عبد اللّه الحبّال قال: سنة خمس و ثمانين و ثلاثمائة أبو الحسن علي بن عمر الدار قطني ببغداد يوم الأربعاء لثمان خلون من ذي القعدة - يعني مات-.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (1)،حدّثني أبو نصر علي بن هبة اللّه بن علي بن جعفر بن ماكولا، قال:

رأيت في المنام ليلة من ليالي شهر رمضان كأنّي أسأل عن حال أبي الحسن الدار قطني في الآخرة و ما آل إليه أمره، فقيل لي: ذاك يدعى في الجنة إمام.

4989 - علي بن عمر بن محمّد بن الحسن

أبو الحسن البغدادي الحربي (2)

المعروف بابن القزويني (3) الزاهد المقرئ الشافعي

سمع عمر بن محمّد الناقد، و أبا عمر بن حيّوية، و أبا العباس بن مكرم، و علي بن الحسن الجرّاحي، و محمّد بن زيد بن موسى (4)،و أبا بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان، و أبا بكر محمّد بن علي بن سويد المؤدب، و علي بن عمر الحربي السكري (5)،و يوسف بن عمر القوّاس، و أبا حفص عمر بن أحمد الآجري، و أبا الحسن علي بن عمر بن سهل الجريري، و أبا الحسين بن سمعون و غيرهم.

ص: 106


1- تاريخ بغداد 40/12.
2- الحربي نسبة إلى الحربية محلة ببغداد، غربي بغداد.
3- ترجمته في تاريخ بغداد 43/12 الأنساب (القزويني) و اللباب، التدوين في تاريخ قزوين 387/3 طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 260/5 البداية و النهاية (بتحقيقنا 62/12)، النجوم الزاهرة 49/5 المنتظم 8/ 146 و سير أعلام النبلاء 609/17 شذرات الذهب 268/3.
4- في تاريخ بغداد: محمد بن زيد بن مروان.
5- سير أعلام النبلاء 538/16.

و قرأ القرآن على أبي حفص عمر بن إبراهيم الكتاني و غيره، و علق الفقه على أبي القاسم الداركي (1).

روى عنه أبو بكر الخطيب.

و حدثنا عنه أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد بن العبّاس (2)،و كانت له كرامات ظاهرة و كلام على الخواطر، و دخل دمشق كما أنبأني أبو السعود بن المجلي.

أخبرني أخي أبو نصر هبة اللّه بن علي بن المجلي، حدّثني أبو سعد أحمد بن هبة اللّه بن علي بن غريبان، حدّثني حسين الغسّال، حدّثني أبو القاسم بن دجلة الزاهد، صحاب القزويني قال:

صلّيت خلف القزويني ليلة عشاء الآخرة، فسلّم و جلس حتى لم يبق أحد، ثم أخذ بيدي فأخرجني من الحربية و قال: بسم اللّه، فمشيت صحبته إلى أن انتهينا إلى موضع فيه عقدان، فدخل أحدهما، و إذا على يمينه مسجد و فيه قنديل، قال: و رجل قائم يصلّي، فجلس حتى قضى صلاته، ثم سلّم كل واحد منهما على صاحبه و تحادثا ساعة، ثم قال له ذلك الرجل: كنت أسأل اللّه أن يجمع بيني و بينك، فالحمد للّه على ذلك، ثم ودّعه، و نهضت معه، فأخذ بيدي على السيرة الأولى، فلم أعقل بشيء إلاّ و أنا بعقد الحربيّة فسألته عن الموضع و الرجل فكأنه كره أن يجيبني، فكررت المسألة عليه، فقال: ذلك الموضع دمشق، و المسجد على بابها، و لم يخبرني من الرجل.

أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد بن العبّاس، نا الشيخ الزاهد أبو الحسن علي بن عمر بن محمّد بن الحسن القزويني - إملاء - في مسجده بالحربية، نا أبو حفص عمر بن علي بن محمّد بن الزيات الصيرفي يوم الأحد الثالث عشر من شوال سنة أربع و سبعين و ثلاثمائة، أنا أبو بكر جعفر بن محمّد بن الحسن الفريابي سنة ثلاثمائة، نا قتيبة بن سعيد أبو رجاء، نا حمّاد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة عن مالك بن الحويرث.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«إذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم و ليؤمكم أكبركم»[9115].

ص: 107


1- هو عبد العزيز بن عبد اللّه بن محمد، أبو القاسم الأصبهاني، ترجمته في سير أعلام النبلاء 404/16.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 525/19 و انظر مشيخة ابن عساكر 146/أ.

قال و نا أبو الحسن بن القزويني - إملاء - سنة سبع و ثلاثين و أربعمائة قال: قرأت على يوسف بن عمر قلت: حدثكم أبو عيسى حمزة بن الحسين السمسار قراءة من لفظه، أخبرني محمّد بن علي، عن محمّد بن يوسف قال: قال بشر رحمه اللّه: قال عمر رضي اللّه عنه: كم من جار متعلّق بجاره يقول: يا ربّ أغلق بابه دوني و منعني رفده.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، و أبو الحسن بن سعيد، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):

علي بن عمر بن محمّد بن الحسن أبو الحسن الحربي المعروف بابن القزويني سمع أبا حفص بن الزيات، و أبا العبّاس بن مكرم، و القاضي الجرّاحي، و أبا عمر بن حيّوية، و محمّد بن زيد بن مروان، و أبا بكر بن شاذان، و هذه الطبقة، كتبنا عنه و كان أحد الزهّاد المذكورين و من عباد اللّه الصالحين، يقرأ القرآن، و يروي الحديث و لا يخرج من بيته إلاّ للصلاة، و كان وافر العقل، صحيح الرأي، و سألته عن مولده فقال:

ولدت في ليلة الأحد الثالث من المحرّم سنة ستين و ثلاثمائة.

أنبأنا أبو السعود بن المجلي، أخبرني أخي قال: سمعت أبا محمّد عبد اللّه بن سبعون القيرواني يقول:

أبو الحسن القزويني ثقة ثبت، فوق الثبت، و ما رأيت أعقل منه (2).(3) قال أخي: و سمعت أبا علي أحمد بن محمّد الحنبلي - يعني البرداني الحافظ - و قد ذكر القزويني فقال: كان ثقة، و فوق الثقة، و ليته حدث بما سمع.

قال: و قال أخي: سمعت أبا الفضل أحمد بن الحسن المعدّل، و ذكر القزويني، فقال: ثقة، ثقة، زاهد نبيل، و لقد جئته يوما بكتاب الحيض للعرباني و فيه سماعه من

ص: 108


1- تاريخ بغداد 43/12.
2- سير أعلام النبلاء 611/17.
3- كتب على هامش هنا:«باقي ترجمة القزويني ص 481، و هذه تتمة ترجمة علي بن محمد و انظر صفحة 519 الطرهوني». هذه الصفحة من الأصل هنا ص 523 و نعود بعد قوله:«قال أخي» إلى صفحة 481 و نتابع منها تتمة ترجمة علي بن عمر القزويني و باقي التراجم التي تلي.

مخلد الباقر حتى مع جماعة سنة تسع و ستين فأخذه و تأمله و ردّه علي و قال: لا أحدث به، فقلت له: أيش العلة في ذلك ؟ فقال: هو سماعي صحيح و الجماعة الذين سمعوا معي أعرف غير أني لست أثبت الشيخ و لم يحدث به، و قال لي: أول ما كتبت الحديث بيدي سنة سبعين و ثلاثمائة، قال أبو الفضل المعدل: و حدثت أن بعض أصحاب الحديث جاءه بجزء فيه سماعه من أبي الفضل الشيباني ليسمعه منه فلم يسمعه إياه، فقال: يقال عنه إنه رافضي و مبتدع لا أحدث عنه.

قال: و قال أخي، حدّثني أحمد بن محمّد بن أحمد الأمين (1) قال: كتبت عن أبي الحسن القزويني مجالس إملاء (2) في مسجده، فما كان يخرّج المجلس لنفسه عن شيوخه و لا يدع أحدا يخرجه له إنّما كان يدخل إلى منزله أي جزء وقع بيده خرّج و أملى منه عن شيخ واحد جميع المجلس، و يقول: حديث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لا ينتقى (3).

سمعت أبا البركات عبد الوهاب بن المبارك يحكي عن بعض شيوخه: أن أبا عبد اللّه الصوري جاء إلى أبي الحسن بن القزويني بجزء فيه اسم يوافق اسمه في تاريخ كان يسمع فيه الحديث، فقال ابن القزويني: ليس هذا الجزء سماعي، و لم أسمع من هذا الشيخ، فقال له الصوري: هذا أيضا من باب الكرامات، فقال: لم أسمع من هذا الشيخ، فتأمل بعض تلك الأجزاء، فوجد فيه أنه سمع بمصر، فقال: أنا لم أدخل مصر قط ، أو كما قال، سمعت ببغداد من يحكي عن من أدرك من البغداديين.

أن رجلا أصابته جنابة من الليل و نسي أن يغتسل فدخل إلى مسجد ابن القزويني ليصلي خلفه الصبح، فقرأ: يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاٰ تَقْرَبُوا الصَّلاٰةَ وَ أَنْتُمْ سُكٰارىٰ حَتّٰى تَعْلَمُوا مٰا تَقُولُونَ وَ لاٰ جُنُباً إِلاّٰ عٰابِرِي سَبِيلٍ (4) و كان قبل ذلك قد قرأ غير هذه الآية، فلم يفطن الرجل، فأعاد قراءتها ففهم، فخرج ليغتسل، و عاد ابن القزويني إلى الموضع الذي انتهى إليه من القراءة، أو كما قال.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، قالا (5):قال: أنا - و أبو الحسن بن سعيد [نا - أبو

ص: 109


1- رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 611/7 و انظر طبقات الشافعية للسبكي 261/5.
2- في سير أعلام النبلاء: أملاها في مسجده.
3- كذا بالأصل و طبقات الشافعية و في سير أعلام النبلاء: لا ينفى.
4- سورة النساء، الآية:43.
5- كذا بالأصل.

بكر الخطيب قال:] (1) مات (2) يعني ابن القزويني في ليلة الأحد، و دفن في منزله بالحربية يوم الأحد لخمس خلون من شعبان سنة اثنتين و أربعين و أربعمائة، و صلّى عليه في الصحراء بين الحربية و العتابيين و حضرت الصلاة عليه، و كان الجمع متوفرا (3) يفوق الإحصاء، لم أر جمعا على جنازة أعظم منه، و غلّق جميع البلد في ذلك اليوم.

4990 - علي بن عمر بن نصر

أبو الحسن البغدادي الدقاق الحافظ (4)

ابن الرحالة.

سمع بالشام و مصر و العراق.

و حدث عن مكحول البيروتي، و أبي عروبة، و علي بن أحمد بن سليمان علاّن (5)،و أبي القاسم البغوي، و يحيى بن محمّد بن صاعد، و أبي عبيد المحاملي، و أحمد بن محمّد بن ياسين الهروي (6).

و سكن خراسان فروى عنه الحاكم أبو عبد اللّه النيسابوري.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا الحاكم أبو عبد اللّه قال:

علي بن عمر بن نصر الدقاق أبو الحسن البغدادي و كان يحفظ ، جال أكثر الدنيا في طلب الحديث، ثم نزل نيسابور سنين ثم سكن في آخر عمره مرو الروذ، سمع بالعراق أبا القاسم بن منيع، و ابن صاعد و طبقتهما، و بالجزيرة: أبا عروبة و طبقته، و بالشام أبا عبد الرّحمن مكحول و أقرانه، و بمصر: علي بن أحمد بن سليمان و طبقته، توفي بمرو الروذ سنة سبع و أربعين و ثلاثمائة.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، و أبو الحسن بن سعيد، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (7):

ص: 110


1- كذا بالأصل و سقط منه (نا - أبو بكر الخطيب قال) و ما استدرك قياسا إلى أسانيد مماثلة.
2- الخبر في تاريخ بغداد 43/12.
3- في تاريخ بغداد: متوافرا جدا.
4- ترجمته في تاريخ بغداد 33/12.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 496/14.
6- ترجمته في سير أعلام النبلاء 339/15.
7- رواه في تاريخ بغداد 33/12-34.

علي بن عمر بن نصر أبو الحسن الدقاق، سمع أبا القاسم البغوي، و أبا محمّد بن صاعد، و أبا عروبة الحراني، و مكحولا البيروتي، و علي بن أحمد بن سليمان المصري و طبقتهم، و انتقل إلى خراسان فسكنها، و حدّث بها، فحصل حديثه عند أهلها، و روى عنه الحاكم أبو عبد اللّه بن البيّع النيسابوري، حدّثنا محمّد بن علي المقرئ عن أبي عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الحافظ النيسابوري، قال: علي بن عمر بن نصر الدقّاق أبو الحسن البغدادي، و كان يحفظ ، نزل نيسابور سنين، ثم سكن في آخر عمره مرو الرّوذ، توفي سنة تسع و أربعين و ثلاثمائة (1).

4991 - علي بن عمر الدمشقي

4991 - علي بن عمر الدمشقي (2)

حدّث عن أبيه، عن واثلة بن الأسقع.

روى عنه بقية بن الوليد.

ذكره أبو الفضل محمّد بن طاهر المقدسي.

4992 - علي بن عمرو بن سهل بن حبيب بن خلاّد

ابن حمّاد بن إبراهيم بن نزار بن حاتم

أبو الحسن السّلمي الحريري البغدادي (3)

ابن عم العبّاس بن مرداس.

سمع بدمشق أبا الحسن بن جوصا، و أبا الحسن محمّد بن أحمد بن عمارة، و صاعد بن عبد الرّحمن، و سعيد بن عبد العزيز، و سليمان بن محمّد الخزاعي، و هشام بن أحمد، و أبا الدحداح، و أبا الجهم بن طلاّب، و طاهر بن محمّد الإمام، و أبا العبّاس بن الرقي، و أبا علي بن حبيب الحصائري، و أبا عروبة بحرّان، و أحمد بن القاسم بن نصر، و محمّد بن هارون الحضرمي، و سعيد بن محمّد أخا زبير، و أبا عبد (4) المحاملي، و أبا جعفر محمّد بن سليمان الباهلي النّعماني، و علي بن محمّد بن

ص: 111


1- زيد في تاريخ بغداد: بمرو الروذ.
2- ترجمته في ميزان الاعتدال 148/3.
3- ترجمته في تاريخ بغداد 21/12.
4- كذا بالأصل.

كاس النّخعي، و مكحولا البيروتي، و عبد اللّه بن أبي سفيان السعراني - بالموصل - و عبد الرّحمن بن عبيد اللّه ابن أخي الإمام (1)-بحلب - و أبا جعفر محمّد بن رباح الكوفي، و محمّد بن القاسم بن زكريا المحاربي (2)-بالكوفة-.

روى عنه أبو بكر بن شاذان، و هو من أقرانه، و أحمد بن علي الباذا، و علي بن المحسّن التّنوخي، و أبو الحسن بن القزويني الزاهد، و أبو بكر محمّد بن أحمد بن (3) الصيّاد، و أبو إسحاق إبراهيم بن عمر البرمكي، و أبو محمّد الحسن بن محمّد الخلاّل، و أبو بكر البرقاني، و أحمد بن عمر بن روح النّهرواني.

أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد بن العبّاس الدّينوري، نا أبو الحسن علي بن عمر بن محمّد بن الحسن بن القزويني الزاهد - إملاء - سنة ست و ثلاثين و أربعمائة، نا أبو الحسن علي بن عمرو بن سهل بن حبيب السلمي الحريري سنة أربع و سبعين و ثلاثمائة، نا محمّد بن أحمد بن عمارة أبو الحسين العطار بدمشق، نا عبد اللّه بن عبد الرحيم الخراساني المروزي، نا سفيان بن عيينة، عن سفيان الثوري، عن الحسن بن عطاء، عن عبد الرّحمن بن يعمر الدّيلي قال:

سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:«عرفات الحجّ ، عرفات الحجّ ، من أدرك عرفة قبل أن يطلع الفجر فقد أدرك، و أيام منى ثلاثة»[9116].

كذا قال، و صوابه أبو الحسن، و بكير بن عطاء، و عبدة بن عبد الرحيم.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو القاسم التّنوخي، أنا أبو الحسن علي بن عمرو بن سهل بن حبيب بن خلاد بن حمّاد بن إبراهيم بن نزار بن حاتم السّلمي المعروف بابن الحريري - قراءة عليه - و أنا أسمع، نا محمّد بن رباح الكوفي أبو جعفر، نا عبّاد بن يعقوب، نا شريك، عن أبي إسحاق، عن البراء قال: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في حلة حمراء مترجلا، فما رأيت أحدا كان أجمل منه.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر

ص: 112


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 307/14.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 73/15.
3- كلمة غير مقروءة بالأصل.

الخطيب (1)،حدّثني التّنوخي، قال: وجدت بخط أبي: سألت علي بن عمرو الحريري: في أيّ سنة ولدت ؟ فقال: بعد التسعين و مائتين، إما بسنتين أو ثلاث.

قالا: و قال لنا أبو بكر الخطيب: (2)

علي بن عمرو بن سهل أبو الحسن الحريري، حدّث عن أبي عروبة الحرّاني، و أحمد بن عمير بن جوصا الدمشقي، و محمّد بن عبد اللّه بن عبد السّلام المعروف بمكحول البيروتي، و أحمد بن إسحاق بن البهلول التنوخي، حدّثنا عنه الخلاّل، و البرقاني، و أحمد بن عمر بن روح النهرواني، و التنوخي.

قال الخطيب (3):و أخبرني أحمد بن علي التّوّزي، نا محمّد بن أبي الفوارس قال: كان علي بن عمرو الحريري جميل الأمر، ثقة، مستورا، حسن المذهب.

قال الخطيب (4):و نا العتيقي قال: سنة ثمانين و ثلاثمائة فيها توفي علي بن عمرو الحريري، جارنا في شهر ربيع الأول، فجأة و هو يصلّي، و كان ثقة، قال الخطيب: قال لي الخلاّل: مات علي بن عمرو الحريري فجأة في سلخ صفر سنة ثمانين و ثلاثمائة.

4993 - علي بن عميرة و هو علي بن حامد بن سلطان بن علي

أبو الحسن الطائي الحمصي

يعرف بابن عميرة

شاعر، قدم دمشق غير مرة، و امتدح رئيسها أبا الفوارس المسيب بن علي بن الصوفي، و كان ينزل العقيبة، و قد سمع منه بها صديقنا أبو الندى يعمر بن ألف سارح إمام العقيبة أشياء من شعره، رأيته غير مرة و لم أسمع منه شيئا و هو حي إلى الآن بحمص، كتب من شعره جزء كتب خطه عليه منه:

و مريضة الأجفان حتى تجتلا *** مطروقة بخيال خل قادم

فتخالها وحشية ترعى طلا فردا *** تلاحظه بمقلة هائم

أتبعتها نظرا و كان ممنعا *** بحجاب أملوذ الشباب الناعم

ص: 113


1- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 22/12.
2- المصدر السابق 21/12.
3- المصدر السابق 22/12.
4- المصدر السابق 22/12.

حتى إذا ضرب المشيب رواقه *** المبيض في وجف الأثيث الغائم

نقشت بهجرى فص خاتم قلبها *** و تنقشت مخفرات نقش الخاتم

و منه:

عاقل أنت و الهوى في قضاء القلب *** معير و الشوق فيه كمين

و اليمين التي أخذت بها العهد *** على الصبر قد محتها يمين

بح فقد أزمع الخليط على البين *** فخاب الداجي و خاب الأمين

و الجفون الوطف استحال بها الدمع *** و فاضت من العيون عيون

و منها:

قد جئتكم مستخبرا عني *** هل عائد ما قد مضى مني

هيهات ظن الشيب أن تلتقي *** و زاد فيكم حسنا ظني

يا ما لكي رقى أطالت بكم *** عيني فراق الجفن للجفن

و زاد إذا زاد يقيني بكم *** إن سبقني بيعه الفين

ارعيت عمري في حمامكم *** و لي شرح شباب حسن مغني

لا تقطعوا حبل رجائي *** بما قد حطت السبعون من ركني

و تتركوني تحت أسر الوفاء *** الخوف قيدي و الأسى سجني

بي عن تقاضي كل شغل بكم *** شغل و ظفري قارع سني

و كلما أسمع داعيكم *** زدت حنينا نحوكم بدني

فأطرق الباب و قد استلمت *** بحور دمعي غرقا سبقني

إذا هدى الليل و سماره *** فاستخبروا أبوابكم عني

و منه، و قد سأله إنسان رمدت عينا مملوك له، و كيف انتقلت حمرة خده إلى عينه:

و لما اكتسب عيناه صبغة خده *** و جال القذى ما بين أجفانها الرمد

حكت نرجسا حل الندا في جفونه *** و قارن وردا فاكتست حمرة الورد

و سئل أن يصف بيضة.... (1) و اختلاف ظاهرها و باطنها فقال:

و مخضوبة ظهرت للبراز *** تبرح في حلة كاللهب

ص: 114


1- كلمة غير واضحة بالأصل.

بجسم ند في بياض اللجين *** و قلب حكى كرة من ذهب

4994 - علي بن عياش بن مسلم

أبو الحسن الألهاني (1) الحمصي (2)

روى عن شعيب بن أبي حمزة، و محمّد بن مطرف، أبي غسان، و عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، و أبي مطيع معاوية بن يحيى، و المهلب بن حجر البهراني، و اسماعيل بن عياش، و عطّاف بن خالد، و الليث بن سعد، و عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون، و سعيد بن عمارة بن صفوان، و الوليد بن كامل، و أبي معاوية صدقة بن عبد اللّه السمين، و محمّد بن مهاجر، روى عنه: أحمد بن حنبل، و يحيى بن معين، و يحيى بن أكثم القاضي، و محمد بن إسماعيل البخاري، و محمد بن يحيى الذهلي، و محمد بن مسلم الرازي، و محمد بن عوف، و أبو زرعة الدمشقي، و علي بن عثمان النّفيلي، و عبد السلام بن عتيق، و أبو عتبة أحمد بن الفرج، و موسى بن سهل الرملي، و العباس بن الوليد الخلال، و إسحاق بن سويد الرملي، و إسماعيل بن عبد اللّه سمويه، و إبراهيم بن الهيثم البلدي.

و استقدمه المأمون دمشق لأجل قضاء حمص. و قد تقدم ذكر ذلك في ترجمة خالد بن خلي.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا أبو إسحاق إبراهيم بن الهيثم البلد، نا علي بن عياش الحمصي، نا شعيب بن أبي حمزة، عن محمد بن المنكور، عن جابر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«من قال حين يسمع النداء: اللهم ربّ هذه الدعوة التامة، و الصلاة القائمة، آت

ص: 115


1- تقرأ بالأصل: الأكفاني، و المثبت عن مصادر ترجمته. و الألهاني: بفتح الهمزة و سكون اللام،(كما في تقريب التهذيب). و هذه النسبة إلى ألهان بن مالك، و هو أخو همدان بن مالك.
2- انظر ترجمته و أخباره في: تهذيب الكمال 372/13 و تهذيب التهذيب 231/4 و خلاصة تذهيب الكمال ص 276، و تقريب التهذيب، و طبقات ابن سعد 473/7 و تذكرة الحفاظ 384/1 و سير أعلام النبلاء 338/10 و التاريخ الكبير 290/6 و الجرح و التعديل 199/6 و شذرات الذهب 45/2.

محمدا (1) الوسيلة و الفضيلة، و ابعثه مقاما محمودا الذي وعدته إلاّ حلت له الشفاعة يوم القيامة»[9117].

أخرجه البخاري (2)بالأصل: الأكفاني، و المثبت عن التاريخ الكبير، و الجرح و التعديل.(3)بالأصل: الأكفاني.(4) عن علي بن عياش. و أبو داود (5) عن أحمد بن حنبل، و الترمذي (6) عن محمد بن سهل بن عسكر و غيره، و النسائي (7)بالأصل: جرير بن عثمان.(8) عن عمرو بن منصور السلمي، كلهم عن علي.

قرأت على أبي غالب ابن البنا عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد (9) قال: في الطبقة السابعة من أهل الشام:

علي بن عياش الحمصي. و يكنى أبا الحسن، روى عن حريز (7) بن عثمان، و شعيب بن أبي حمزة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن علي، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي، عن يحيى بن معين قال: و علي بن عياش الألهاني (8).

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، نا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (10) قال: علي بن عياش الألهاني (10) الحمصي، سمع شعيب بن أبي حمزة.

ص: 116


1- بالأصل: محمد.
2- أخرجه البخاري في
3- كتاب الاذان
4- باب،(ح:614) و في(65) كتاب تفسير القرآن (ح:4719).
5- أخرجه أبو داود في السنن(2) كتاب الصلاة،(38) باب، الحديث 529.
6- سنن الترمذي(2) أبواب الصلاة (الحديث 211).
7- النسائي في
8- كتاب الاذان،(38) باب، الحديث 680.
9- طبقات ابن سعد 473/7.
10- التاريخ الكبير للبخاري 290/6.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (1).

علي بن عياش الحمصي الألهاني: روى عن شعيب بن أبي حمزة، و عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان، و محمّد بن مطرّف، و أبي مطيع، و المهلّب بن حجر، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد: روى عنه أحمد بن حنبل، و يحيى بن معين، و محمّد بن عوف الحمصي، و أبو زرعة الدمشقي، و محمّد بن مسلم الرازي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني (2)،نا أبو القاسم تمّام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال: في تسمية أهل حمص عن أصحابهم: علي بن عيّاش.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو صادق الأصبهاني، أنا أحمد بن محمّد بن زنجويه، أنا أبو أحمد العسكري، قال:

و أما (3) عيّاش تحت الياء نقطتان، و الشين منقوطة، فمنهم علي بن عياش الحمصي (4) الألهاني، روى عن شعيب بن أبي حمزة، و ابن ثوبان، روى عنه أحمد بن حنبل، و يحيى بن معين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال:

علي بن عيّاش الألهاني الحمصي، سمع شعيب بن أبي حمزة، و حريز (5) بن عثمان، و أبا غسّان محمّد بن مطرّف، روى عنه البخاري في الصّلاة و البيوع، و ذكر بني إسرائيل.

ص: 117


1- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 199/6.
2- رسمها بالأصل: الكسائي.
3- الأصل: و أنا.
4- بالأصل: الحمسي.
5- بالأصل: حويز بن عثمان.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:

أبو الحسن، علي بن عيّاش، حمصي، ثقة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصّقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي (1) قال: أبو الحسن، علي بن عياش.

أخبرنا أبو القاسم التيمي، و أبو الفضل السلامي - إذنا - قالا: أنا المبارك بن عبد الجبار، أنا إبراهيم بن عمر، أنا محمّد بن عبد اللّه الدقاق، نا عمر بن محمّد الجوهري، نا أحمد بن محمّد بن هانئ، عن أحمد بن حنبل قال: كان علي بن عياش سمع منه - يعني - شعيب بن أبي حمزة-.

أنبأنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي جعفر بن المسلمة، أنا عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد - إجازة - أنا أبو عمر حمزة بن القاسم بن عبد العزيز الهاشمي، نا أبو علي حنبل بن إسحاق بن حنبل قال: سمعت أبا عبد اللّه يقول:

علي بن عياش أثبت من عصام بن خالد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الحسن العتيقي.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا أبو مسلم العجلي، حدّثني أبي قال (2):علي بن عيّاش الحمصي الألهاني ثقة.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: قلت للدارقطني: فعلي بن عيّاش الحمصي ؟ قال: ثقة، حجة.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنا أبو القاسم العبدي، أنا أبو علي - إجازة-.

ص: 118


1- الكنى و الأسماء للدولابي 147/1.
2- رواه في كتاب تاريخ الثقات 349.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (1):

سمعت أبي يقول: كنت أفيد الناس عن علي بن عيّاش و أنا مقيم بدمشق فيخرجون (2) و يسمعون منه و يرجعون و أنا بدمشق حتى ورد نعيه.

أخبرنا أبو البركات أيضا، أنا أبو طاهر أحمد بن علي بن عبيد اللّه بن عمر بن سوار، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي الكوفي.

ح ثم قرأت على أبي غالب [بن] البنّا، عن عبيد اللّه الكوفي، أنا أحمد بن محمّد بن عمران، أنا عبد اللّه بن أبي داود قال: سمعت ابن (3) مصفى يقول: مات علي بن عيّاش سنة ثمان عشرة و مائتين.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال: سمعت سليمان البهراني قال: قال علي بن عيّاش: ولدت سنة ثلاث و أربعين و مائة، و مات سنة تسع عشرة و مائتين (4).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (5) قال: و فيها - يعني سنة تسع عشرة و مائتين - مات علي بن عيّاش الحمصي، و مولده سنة ثلاث و أربعين و مائة.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال: و فيها يعني سنة تسع عشرة و مائتين مات علي بن عيّاش، و هو ابن ست و سبعين سنة (6).

ص: 119


1- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 199/6.
2- في الجرح و التعديل: فيخرجوا و يسمعوا منه و يرجعوا.
3- بالأصل: أبا مصفى، و الصواب ما أثبت، و هو محمد بن مصفى، انظر تهذيب التهذيب 232/4.
4- لم أعثر على الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي، و رواه المزي في تهذيب الكمال 373/13 عن سليمان بن عبد الحميد البهراني.
5- رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة و التاريخ 203/1. و عنه في تهذيب الكمال 373/13 و سير أعلام النبلاء 340/10.
6- تهذيب الكمال 374/13.
4995 - علي بن عيسى بن داود بن الجرّاح

أبو الحسن البغدادي (1)

وزير المقتدر و القاهر.

سمع أحمد بن بديل الكوفي، و أبا زيد عمر بن شبّة النّميري، و القاسم بن عبّاد المهلّبي، و حميد بن الربيع، و الحسن بن محمّد الزّعفراني.

روى عنه: ابنه عيسى بن علي، و سليمان بن أحمد الطّبراني، و أبو طاهر محمّد بن أحمد الذهلي القاضي، و قدم دمشق.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو البركات يحيى بن عبد الرّحمن بن حبيش الفارقي المعدل، أنا أبو الحسين بن النّقّور، نا عيسى بن علي - إملاء - قال:

قرأت على أبي علي بن عيسى بن داود بن الجرّاح أبي الحسن رحمه اللّه فأقر به في سنة سبع عشرة و ثلاثمائة، نا عمر بن شبّة، نا عبد الوهاب قال: سمعت يحيى أخبرني محمّد بن إبراهيم قال: سمعت علقمة بن وقاص الليثي يقول: سمعت عمر بن الخطاب يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«إنّما الأعمال بالنية، و إنّما لامرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى اللّه و إلى رسوله فهجرته إلى اللّه و إلى رسوله، و من كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه»[9118].

قال أبو زيد: كان علقمة هذا حليفا لطلحة.

أنشدنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنشدنا أبو الحسين بن النّقّور، أنشدنا عيسى بن علي، أنشدني أبي أبو الحسن علي بن عيسى - رحمه اللّه - و لا أعرف لمن الشعر:

أبا موسى سقى ربع *** ك دان مسبل القطر

و زاد اللّه في عمرك *** ما أفنيت من عمري

ص: 120


1- انظر ترجمته و أخباره في: معجم الأدباء 68/14 الكامل في التاريخ (الفهارس) البداية و النهاية (الفهارس)، تاريخ بغداد 14/12 سير أعلام النبلاء 298/15 النجوم الزاهرة 288/3، الفخري ص 236.

مواعيدك ما أحببت *** سراب المهمة القفر

فمن يوم إلى يوم *** و من شهر إلى شهر

لعل اللّه أن يصنع لي *** من حيث لا تدري

فألقاك بلا شكر *** و تلقاني بلا عذر

و لا أرجوك للحالين *** لا العسر و لا اليسر

قرأت في كتاب أبي الحسين (1) الرازي سنة يعني سنة ثلاث عشرة و ثلاثمائة: قدم علي بن عيسى الوزير دمشق مرتين.

و ذكر أبو محمّد عبد اللّه بن جعفر الفرغاني: أن أمر الوزارة ردّ إلى علي [بن] عيسى و هو بالشام، فصار على طريق دمشق، و دخلها و نظر في أموالها، و ناظر ابن عبد الوهاب و غيره.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون و أبو الحسن بن سعيد، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (2):

علي بن عيسى بن داود بن الجراح أبو الحسن وزير المقتدر باللّه، و القاهر باللّه، سمع أحمد بن بديل الكوفي، و الحسن بن محمّد الزعفراني، و حميد بن الربيع، و عمر بن شبّة، روى عنه ابنه عيسى، و سليمان بن أحمد الطّبراني، و القاضي أبو الطاهر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن بجير الذّهلي، و كان صدوقا، ديّنا، فاضلا، عفيفا في ولايته، محمودا في وزارته، كثير البرّ و المعروف، و قراءة القرآن، و الصّلاة، و الصّيام، يحب أهل العلم، و يكثر مجالستهم و مذاكرتهم، و أصله من الفرس، و كان داود جده من دير (3) قنّى و كان من وجوه الكتاب، و كذلك أبوه عيسى، و لم يزل علي بن عيسى من حداثته معروفا بالستر و الصيانة و الصّلاح و الديانة.

أخبرنا أبو منصور أيضا،- أنا أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (4)،

ص: 121


1- الأصل: الحسن.
2- تاريخ بغداد 14/12.
3- دير قنّى: بضم أوله و تشديد ثانيه، مقصور، و يعرف بدير مرماري السليخ، و هو على ستة عشر فرسخا من بغداد منحدرا من النعمانية و هو في الجانب الشرقي معدود في أعمال النهروان (معجم البلدان).
4- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 14/12-15.

أنا علي بن المحسّن التّنوخي، نا أبي، حدّثني القاضي أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن المعروف بابن قريعة (1)،و أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن داسة البصري، قالا: نا أبو سهل بن زياد القطان - صاحب علي بن عيسى - قال: كنت مع علي بن عيسى لما نفي إلى مكة، فدخلنا في حر شديد و قد كدنا نتلف، فطاف علي بن عيسى و سعى، و جاء فألقى بنفسه و هو كالميت من الحرّ، و التعب، و قلق قلقا شديدا و قال: أشتهي على اللّه شربة ماء مثلوج، فقلت له: سيدنا أيّده اللّه تعلم أن هذا ما لا يوجد بهذا المكان، فقال:

هو كما قلت، و لكن نفسي ضاقت عن ستر (2) هذا القول فاستروحت إلى المنى (3) قال:

و خرجت من عنده فرجعت إلى المسجد الحرام، فما استقررت فيه حتى نشأت سحابة و كثفت، فبرقت و رعدت رعدا متصلا كثيرا شديدا، ثم جاءت بمطر يسير، و برد (4)، فبادرت إلى الغلمان، فقلت: اجمعوا، قال: فجمعنا منه شيئا عظيما، و ملأنا منه جرارا (5) كثيرة، و جمع أهل مكة منه شيئا عظيما، قال: و كان علي بن عيسى صائما، فلما كان وقت المغرب خرج إلى المسجد الحرام ليصلي المغرب، فقلت له: أنت و اللّه مقبل و النكبة زائلة، و هذه علامات الإقبال فاشرب الثلج كما طلبت، قال: و جئته إلى المسجد بأقداح مملوءة من أصناف الأسوقة و الأشربة، مكبوسة بالبرد قال: فأقبل يسقي ذلك من القرب منه من الصوفية، و المجاورين في المسجد الحرام، و الصفا (6) و يستزيد و نحن نأتيه بما عندنا من ذلك و أقول له: اشرب، فيقول: حتى يشرب الناس، فخبأت مقدار خمسة أرطال، و قلت له: لم يبق شيء، فقال: الحمد للّه، ليتني كنت تمنيت المغفرة بدلا من تمنّي الثلج، فلعلي كنت أجاب، فلما دخل البيت حلفت عليه أن يشرب منه، و ما زلت أداريه (7) حتى شرب منه بقليل سويق و تقوّت ليلته بباقيه.

قرأت على (8) ابن (9) رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم النسيب، و أبو الوحش المقرئ عنه، أنا.... (10) إبراهيم علي بن سيبخت، قال: قال لنا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي:

ص: 122


1- الحرف الأول لم يعجم بالأصل، و المثبت عن تاريخ بغداد.
2- تاريخ بغداد: عن غير هذا القول.
3- بالأصل:«المى» و فوقها ضبة، و المثبت عن تاريخ بغداد.
4- في تاريخ بغداد: و برد كثير.
5- الأصل: جرار.
6- كذا رسمها بالأصل، و في تاريخ بغداد: و الضعفاء.
7- تقرأ بالأصل:«أدان به» و المثبت عن تاريخ بغداد.
8- بياض بالأصل.
9- كذا بالأصل.
10- بياض بالأصل.

كان أبو بكر بن مجاهد يأتي كل جمعة إلى الوزير علي بن عيسى فيجلسه في مرتبته و يجلس بين يديه يقرأ عليه، و يأمر الحاجب أن لا يأذن عليه لأحد في ذلك اليوم و لو أنه من كان، و كان يسميه بأستاذ، فسأله أبو بكر أن يجعل موضع ذلك: يا سيدي، فلما كان جمعة من الجمع دخل الحاجب فقال له: يا مولاي بالباب إنسان جندي يريد الدخول على سيدنا الوزير، فانتهره الوزير فخرج الحاجب و رجع فقال: يا مولاي إنّه يقول إنّها حاجة مهمة و يكره الفوت، فيلحقنا من هذا ما نكره (1)،فأمر بإحضاره، فدخل فوقف بين يديه، فقال له: هيه، ما هذه الحاجة المهمة، فقال: اعلم سيدنا الوزير أن لي ثلاثا ما طعمت طعاما لا من عوز حتى لقد نتن فمي، فلما كان البارحة صلّيت ما كتب اللّه و نمت، فرأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم في المنام، فكأني قد وقفت عليه، فسلّمت ثم قلت: يا رسول اللّه هذا علي بن عيسى قد منع رزقي، و أتعبني في ملازمته، و الغدو و البكور إليه، فقال لي النبي صلى اللّه عليه و سلم:«امض إليه برسالتي فإنه يدفع إليك رزقك»، فقال له علي بن عيسى: ما رأيت أغثّ فضلا منك، فقال الجندي: بقي - أيّد اللّه الوزير - تمام الرؤيا، فقال له: هيه، قال: فقلت له يا رسول اللّه علي بن عيسى رجل فيه بأو، و كبر، و لا يجوز عليه شيء، و أنا أخشى يتهمني في هذا؟ فقال لي: قل له بعلامة أنك تعلقت سنة من السنين بأستار الكعبة، فسألت اللّه ثلاث حوائج، فقضى لك اثنتين و بقيت واحدة، قال: فاندفع الوزير بالبكاء، فبكى معه أبو بكر بن مجاهد، ثم قال: و اللّه لو لا ما أتيت من هذا الحديث و أطعته لاتّهمتك في قولك، لأنه ما علم بهذا إلاّ اللّه عزّ و جل، و أمر للجندي بألف دينار، و أطلق له أرزاقه، و أضعف ما كان يدفعه إليه، و صار من خواصّ أصحابه.

أنبأنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن طاهر بن سعيد المهيني، أنا أبو شجاع محمّد بن سعدان بشيراز، أنا أبو الحسن علي بن بكران الصوفي، أنا أبو الحسن علي الدّيلمي قال: سمعت الشيخ يعني أبا عبد اللّه محمّد بن خفيف يحكي قال: لمّا عزل علي بن عيسى الوزير خرج إلى مكة و نوى المجاورة، و حجّ معه في تلك السنة الماذرائي (2)،و ابن زنبور، فقال لهما: اعزما على المجاورة، فقال الماذرائي (3):أنا لا

ص: 123


1- الأصل: يكره.
2- الأصل: الماذراني، بالنون، و هذه النسبة إلى ماذرايا (راجع ما جاء فيها الأنساب، و معجم البلدان).
3- بالأصل: المادراني.

أصبر على حرّ مكة، و قال ابن زنبور: أنا أقيم معك، قال ابن زنبور: أخذ علي بن عيسى في التعبّد العظيم، قال: فكنت يوما في الطواف و علي بن عيسى قد بسط كرّه (1)في حاشية الطواف و هو يصلّي، فإذا شيخ يسلّم عليّ و قال: من هذا؟ قلت: علي بن عيسى، قال: أيش يعمل ؟ قلت: يتعبّد، فقال: ليس للّه فيه شيء، قال ابن زنبور:

فاستجهلته و قلت في نفسي: يقول مثل هذا في رجل يعبد اللّه بمثل هذه العبادة ؟ قال:

فلما كان بعد أيام و كنت في الطواف فإذا بالرجل جذبني من خلفي و قال: من هذا؟ فقلت: أ ليس أخبرتك مرة ؟ هو علي بن عيسى، فقال كما قال في الأولى، فلما قعدنا نفطر مع علي بن عيسى ذكرت قول الرجل لي فضحكت فقال: ما هذا الضحك ؟ فقلت: رأيت مرتين شيخا من حاله و قال كذا و كذا، قال: فترك لقمته و أطرق ساعة، ثم قال: إن عاودك فسله، و قل: و ما ذا؟ قال: فلما كان بعد أيام رأيته فسألني عنه كما سأل، فقلت له: بم ذا (2)؟فقال: وجد مناه، لا بارك اللّه له فيه، قال: فجئت فأخبرته فقال: ويحك ما رأيت أعجب منك، قد رأيت الخضر ثلاث مرات و لم تعرفه ؟ قال:

فما كان إلاّ أيام قلائل حتى ورد حاجب الخليفة، معه خمسمائة راحلة، و كتاب الوزارة إلى علي بن عيسى، فما رئي بعد ذلك في المسجد.

سمعت أبا المظفّر بن القشيري يقول: سمعت أبي يقول: سمعت الشيخ أبا عبد الرّحمن السلمي يقول: سمعت أبا بكر الرازي يقول: سمعت أبا عمر الأنماطي يقول:

ركب علي بن عيسى الوزير في مركب عظيم، فجعل الغرباء يقولون: من هذا؟ من هذا؟ فقالت امرأة قائمة على الطريق: إلى متى يقولون من هذا من هذا؟ هذا عبد سقط من عين اللّه فابتلاه بما ترون، فسمع علي بن عيسى ذلك، فرجع إلى منزله، و استعفى من الوزارة، و ذهب إلى مكة، و جاور بها.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ .

ح و أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر

ص: 124


1- الكرّ: منديل يصلى عليه، و الكساء (القاموس المحيط ).
2- كذا بالأصل، و لعل الصواب:«فقلت له: ثم ما ذا؟» كما في مختصر ابن منظور.

الخطيب (1)،حدّثني محمّد بن أحمد بن يعقوب، أنا محمّد بن نعيم الضّبّي (2)، حدّثني أحمد بن زيد (3)-زاد البيهقي: بن محمّد، و قال: الطوسي - قال: سمعت الحسين بن الحسن بن أيوب يقول: دخل شاعر على علي بن عيسى بعد أن ردت إليه الوزارة، فأنشأ يقول:

بحسبك إنّي لا أرى لك غائبا *** سوى حاسد، و الحاسدون كثير

و إنّك مثل الغيث أما سحابه *** فمزن، و أما ماؤه فطهور

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن عبد اللّه السّنجي المؤذن، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد المديني المؤذن، نا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي - إملاء - أنشدني أبو القاسم ابن الوزير علي بن عيسى، أنشدني أبي، و كان كثيرا يتمثل بهذا البيت:

و اللّه ما صان وجهه رجل *** كافي لئيما بسوء ما صنعا

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر.

و أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الخطيب (4)،أنا القاضي أبو العلاء الواسطي، أنشدنا القاضي أبو عبد اللّه بن أبي جعفر، أنشدني أبي قال: أنشدني الوزير أبو الحسن علي بن عيسى لنفسه:

فمن كان عنّي سائلا بشماتة *** لما نابني (5) أو شامتا غير سائل

فقد أبرزت مني الخطوب ابن حرّة *** صبورا (6) على أهوال تلك الزلازل

قال (7):و أنا الحسن بن علي الجوهري، نا عيسى بن علي قال: حضر أبو الحسين عمر بن أبي عمر القاضي، عند أبي فرأى أبي عليه ثوبا استحسنه، فأدخل (8)

ص: 125


1- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 15/12.
2- «الضبي» ليست في تاريخ بغداد.
3- كذا بالأصل، و في تاريخ بغداد: أحمد بن يزيد الطوسي.
4- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 15/12-16.
5- رسمها مضطرب بالأصل، و المثبت عن تاريخ بغداد.
6- الأصل:«صبور» و المثبت عن تاريخ بغداد.
7- القائل أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 16/12.
8- الأصل: دخل، و المثبت عن تاريخ بغداد.

يده فيه يستشفه و قال: بكم اشترى القاضي هذا الثوب ؟ فقال: بسبعين دينارا، فقال أبي: لكني لم ألبس ثوبا يزيد ثمنه على ما بين ستة دنانير إلى سبعة، فقال أبو الحسين:

ذاك لأن الوزير يجمّل الثياب، و نحن نتجمل بلبس الثياب.

قال (1):و أخبرني الأزهري قال: قال لي أبو الحسن محمّد بن أحمد بن رزقويه قال لي ابن كامل القاضي: سمعت علي بن عيسى الوزير يقول: كسبت سبع مائة ألف دينار، أخرجت منها في هذه الوجوه - يعني وجوه البرّ - ستمائة ألف و ثمانين ألفا.

آخر الجزء السابع بعد الخمسمائة من الفرع.

أخبرنا أبو محمّد خالد بن أبي عثمان بن أبي عبد اللّه - بقراءتي عليه بهراة - أنا أبو سهل يزداد بن محمّد بن الحسن القايني، أنا أبو علي الحسن بن غالب بن منصور المباركي - ببغداد - قال: سمعت عيسى بن علي بن عيسى الوزير يقول:

كان للصولي على [علي بن عيسى] (2) رسم (3) في كل سنة شيء يعطيه، فشغل عنه، فكان يتردد فلا يصل فكتب رقعة يقول فيها (4).

و كتب إلي أبو المكارم المبارك بن فاخر بن محمّد بن يعقوب النحوي، حدّثني أبو علي الحسن بن غالب الحربي المقرئ الزاهد، أنا أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى الوزير قال: كان للصولي على أبي (5) رسم في كل سنة، فكان يتردد في بعض السنين، و الوزير مشتغل، فكرر المجيء دفعات و لم يتفق وصول، فكتب رقعة فيها:

خلفت على باب (6) ابن عيسى كأنني *** «قفا نبك من ذكرى حبيب و منزل»

إذا جئت أشكو طول فقر و فاقة *** «يقولون لا تهلك أسى و تجمّل»

ففاض دموع العين من طول ردّهم *** «على النحر حتى (7) بلّ دمعي محملي»

ص: 126


1- القائل أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 16/12.
2- «علي بن عيسى» مكانه بالأصل:«بن أبي» و المثبت عن المختصر.
3- استدركت اللفظة عن هامش الأصل.
4- كذا بالأصل.
5- تقرأ بالأصل:«بن» و لعل الصواب ما أثبت «أبي» و يصح أيضا:«على علي بن عيسى» و هي عبارة المختصر.
6- كذا بالأصل، و في المختصر: على دار ابن عيسى.
7- بالأصل:«حي» و المثبت عن المختصر.

لقد طال تردادي و شوقي إليكم *** «فهل عند رسم دارس من معوّل»؟

أخبرنا أبو منصور بن خيرون،- أنا و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (1)،أنا السمسار، أنا الصّفّار، أنا ابن قانع: أن علي بن عيسى الوزير مات سنة خمس و ثلاثين و ثلاثمائة.

قال الخطيب: و قال لي هلال بن المحسن: مات علي بن عيسى الوزير يوم الجمعة لليلة (2) بقيت من ذي الحجة [سنة أربع و ثلاثين و ثلاثمائة، و كان مولده في جمادى الآخرة] (3) سنة خمس و أربعين و مائتين.

ص: 127


1- رواه في تاريخ بغداد 16/12.
2- بالأصل: ليلة، و المثبت عن تاريخ بغداد.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن تاريخ بغداد.

حرف الغين في آباء من اسمه علي

4996 - علي بن غالب بن سلام

أبو الحسن السّكسكي البتلهي

مولى بني حولى (1).

روى عن: علي بن المديني، و إسحاق بن أبي إسرائيل، و عبد الأعلى بن حمّاد النّرسي.

روى عنه يحيى بن عبد اللّه بن الحارث بن الزجاج، و أبو بكر أحمد بن محمّد بن سعيد بن فطيس، و أبو علي بن آدم الفزاري، و أبو علي بن شعيب، و أبو أحمد عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن الناصح (2)،و أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن سهل بن حية، و أبو الحسن أحمد بن حميد بن سعيد بن أبي العجائز.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو النعمان تراب بن عمر بن محمّد بن عبيد (3) الكاتب - بمصر في جامع عمرو بن العاص - أنا أبو أحمد عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن الناصح بن شجاع الفقيه الشافعي، نا أبو الحسن علي بن غالب بن سلام السكسكي في ذي القعدة من سنة إحدى و تسعين و مائتين، في مسجد بيت لهيا من أصل كتابه قراءة علينا و أنا انظر في كتابي، نا علي بن عبد اللّه بن جعفر بن نجيح المديني، نا عبد الوهّاب بن

ص: 128


1- كذا رسمها بالأصل، و في المختصر: مولى بني حويّ .
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 282/16.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 502/17.

عبد المجيد، نا يونس، عن الحسن عن (1) عبد الرّحمن بن سمرة قال: قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«لا تسل الإمارة، فإنك إن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها، و إن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها، و إذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها فائت الذي هو خير، و كفّر عن يمينك»[9119].

4997 - علي بن الغدير الغنوي

هو علي بن منصور، يأتي فيما بعد.

4998 - علي بن غنائم بن عمر بن إبراهيم

أبو الحسن الأنصاري الأوسي الخرقي المالكي البصري

قدم دمشق مجتازا إلى بغداد، و حدّث بها عن أبي عبد اللّه محمّد بن الفضل بن نظيف، و أبي القاسم صلة بن المؤمل بن خلف البغدادي، نزيل مصر، و القاضي أبي الحسن محمّد بن علي بن صخر، و أبي الحسن علي بن ربيعة البزار، و أبي محمّد الحسن بن عمر بن علي بن الجلباتي التّنّيسي، و أبي خازم (2) محمّد بن الحسين بن الفراء، و علي بن منير الخلاّل، و أبي الحسن محمّد بن المغلّس البزار، و أبي محمّد عبد اللّه بن يوسف بن عبد اللّه بن نصر التّنّيسي، و أبي محمّد عبد اللّه بن عمر بن العباس بن الطويل، و سليم بن أيوب.

روى عنه علي بن ظاهر، و حدّثنا عنه الفقيه أبو الحسن بدمشق، و أبو القاسم بن السّمرقندي ببغداد، و بها سمع منه.

و ذكر أبو محمّد بن الأكفاني أنه ثقة، ديّن.

أخبرنا أبو الحسن الفقيه الشافعي، نا أبو الحسن علي بن غنائم بن عمر الخرقي المصري المالكي، قدم علينا دمشق سنة خمس و ستين، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل بن نظيف الفراء - قراءة عليه و أنا أسمع - نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن

ص: 129


1- بالأصل:«بن» تصحيف، انظر ترجمة عبد الرحمن بن سمرة في تهذيب الكمال 220/11.
2- الأصل: حازم، تصحيف.

الحسين بن السّندي المعروف بأبي الفوارس الصّابوني (1)-إملاء - أنا المربي و هو أبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى، نا الشافعي، عن مالك، عن نافع، عن عبد اللّه بن عمر.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نهى عن الوصال، فقيل: إنك تواصل، قال:«إنّي لست مثلكم، إنّي أطعم و أسقى»[9120].

ص: 130


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 541/15.

حرف الفاء في آباء من اسمه علي

4999 - علي بن الفتح

أبو الحسين البغدادي الكاتب

المعروف بالمطوق.

حكى عن أبي عبد اللّه محمّد بن عمرو بن حوي.

حكى عنه أبو الحسين الرازي منقطعا.

5000 - علي بن الفضل بن أحمد بن محمّد

ابن الحسن بن طاهر بن الفرات

أبو القاسم المقرئ

إمام جامع دمشق.

سمع عبد الوهّاب الكلابي، و أبا نصر ابن الجندي، و أبا علي أحمد بن محمّد بن أحمد بن الحسن الأصبهاني (1)،و أبا علي الحسن بن عبد اللّه بن سعيد الفقيه البعلبكي، و أبا بكر محمّد بن مسلم بن السمط ، و أبا الفرج العبّاس بن محمّد بن حبّان، و أبا عمر بن مهدي - ببغداد - و القاضي أبا عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الجعفي بالكوفة، و أبا علي الحسن بن محمّد بن الحسن بن القاسم بن درستويه، و أبا القاسم عبد الجبار بن أحمد بن عمر بن الحسن الطّرسوسي (2)المقرئ بمصر.

ص: 131


1- ترجمته في معرفة القراء الكبار 374/1 رقم 302.
2- ترجمته في معرفة القراء الكبار 382/1 رقم 314.

روى عنه إبراهيم بن محمّد البوسنجي (1)،و أبو بكر الخطيب، و ابنه أبو الفضل بن الفرات، و أبو القاسم عبد المنعم بن علي بن أحمد بن الغمر، و محمّد بن الحسن الموازيني، و أبو طاهر بن الحنّائي، و حدّثنا عنه أبو القاسم علي بن إبراهيم، و ذكر أنه ثقة، و أبو الحسن الموازيني.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو القاسم علي بن الفضل بن الفرات المقرئ، أنا عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي، نا أحمد بن عمير بن يوسف، نا سعيد بن رحمة بن نعيم، نا محمّد بن جبير، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال:.

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من أعان ظالما بباطل ليدحض بباطله حقا فقد برئ من ذمة اللّه و رسوله»[9121].

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو القاسم علي بن الفضل بن طاهر بن الفرات المقرئ بدمشق، و كان إمام جامعها، أنا أبو الحسين الكلابي، فذكر عنه رواية.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني قال:

توفي أبو القاسم علي بن الفضل بن طاهر المقرئ إمام جامع دمشق يوم الخميس التاسع و العشرين من رجب سنة ست و أربعين و أربعمائة، حدّث عن عبد الوهّاب بن الحسن بن الوليد، و ذكر غيره، و ذكر أبو محمّد بن صابر عن أبي القاسم النسيب أنه مات ليلة الخميس سلخ رجب من السنة، و ذكر أنه دفن في الباب الصغير، و ذكر أبو علي الأهوازي أنه مات يوم الخميس لستّ خلون من شعبان سنة ست و أربعين و دفن بباب الصغير، و صلّى عليه في قبلة المصلّى في جمع كثير و خلق، و كان له مشهد حسن.

5001 - علي بن الفضل الهاشمي اللّهبي

كان من أقران أبي سليمان الدّاراني.

ص: 132


1- كذا بالأصل: بالسين المهملة، و هو البوشنجي.

حكى عنه: أحمد بن أبي الحواري.

أنبأنا أبو القاسم عبد المنعم بن علي بن أحمد، و حدّثنا أبو الحسن علي بن مهدي بن المفرّج عنه، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو نصر بن الجبّان، نا الفضل بن جعفر، نا محمّد بن العباس بن الدّرفس، نا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت علي بن الفضل اللّهبي يقول: لكأن أبا سليمان دخل القلوب فشقها فاطلع على ما فيها ثم خرج يصف (1) ما فيها.

5002 - علي بن الفضل الحضرمي

حدّث عن محمّد بن تمّام البهراني (2).

روى عنه أبو العباس البتلهي.

حدّثنا أبو الحسن السلمي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا القاضي أبو العبّاس البتلهي، نا علي بن الفضل الحضرمي، نا محمّد بن تمّام البهراني، نا عمرو بن عثمان، نا أبي، نا محمّد بن مهاجر، حدّثني الزبيدي عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: يا ويح لبيد حيث يقول:

ذهب الذين يعاش في أكنافهم *** و بقيت في خلف كجلد الأجرب

فقالت عائشة: فكيف لو أدرك زماننا هذا؟ قال عروة: رحم اللّه عائشة كيف لو أدركت زماننا هذا؟ قال الزهري: رحم اللّه عروة كيف لو أدرك زماننا هذا؟[قال الزبيدي: رحم اللّه الزهري كيف لو أدرك زماننا هذا؟ قال محمد بن مهاجر: رحم اللّه الزبيدي كيف لو أدرك زماننا هذا؟ قال عثمان: رحم اللّه محمد بن مهاجر، كيف لو أدرك زماننا هذا؟] (3) قال عمرو: رحم اللّه أبي كيف لو أدرك زماننا هذا؟ قال محمّد بن تمام: رحم اللّه عمرا، كيف لو أدرك زماننا هذا؟ قال علي: رحم اللّه محمّدا كيف لو أدرك زماننا هذا؟ قال القاضي: رحم اللّه عليا، كيف لو أدرك زماننا هذا؟ قال عبد العزيز: رحم اللّه القاضي كيف لو أدرك زماننا هذا؟ قال الفقيه: رحم اللّه

ص: 133


1- كذا بالأصل، و في المختصر: ثم خرّج نصف ما فيها.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 468/14.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك لتقويم المعنى، عن مختصر ابن منظور.

عبد العزيز كيف لو أدرك زماننا هذا؟ قال الحافظ : رحم اللّه الفقيه أبا الحسن كيف لو أدرك زماننا هذا؟ قال شيخنا أبو البركات: رحم اللّه الحافظ كيف لو أدرك زماننا هذا.؟

5003 - علي بن فلاح

هو علي بن جعفر بن فلاح، تقدم ذكره.

ص: 134

حرف القاف في آباء من اسمه علي

5004 - علي بن القاسم بن محمّد

أبو الحسن التميمي المغربي القسنطيني (1) المتكلم الأشعري (2)

قدم دمشق، و سمع بها صحيح البخاري من الفقيه نصر بن إبراهيم المقدسي، و خرج إلى العراق و قرأ على أبي عبد اللّه محمّد بن عتيق القيرواني (3)،و لقي الأئمة، ثمّ عاد إلى دمشق، و أكرمه رئيسها أبو الداود المفرج (4) بن الصوفي، و ما أظنه روى شيئا من الحديث، لكن قرئ عليه من كتب الأصول بعد ما كان قد قرأه على القيرواني، و لم أجالسه، و لم أسمع منه شيئا، و كان يذكر عنه أنه كان يعمل كيمياء الفضة، و رأيت له تصنيفا في الأصول سمّاه:«كتاب تنزيه الإلهية (5) و كشف فضائح المشبّهة الحشوية».

توفي بدمشق يوم الأحد الثامن عشر من شهر رمضان سنة تسع عشرة و خمسمائة، و دفن في ذلك اليوم، و صلّى عليه الفقيه أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد.

ص: 135


1- رسمها مضطرب بالأصل، و الصواب ما أثبت، و هذه النسبة إلى قسطنطينية و هي قلعة كبيرة جدا حصينة عالية، و هي من حدود إفريقية مما يلي المغرب (معجم البلدان).
2- ترجمته في معجم البلدان (قسطنطينية) و فيه: علي بن أبي القاسم محمد.
3- ترجمته في معرفة القراء الكبار 467/1 رقم 411.
4- في معجم البلدان: المضرج بن الصوفي.
5- في معجم البلدان:«تنزيه الإله».
5005 - علي بن القاسم بن المظفر بن علي....

5005 - علي بن القاسم بن المظفر بن علي.... (1)

أبو الحسن بن الشهرزوري (2) الشافعي القاضي

ولي القضاء بواسط في أيام البرسقي، و بالرحبة، ثم ولي قضاء الموصل و البلاد الجزرية، و الشامية التي في ولاية ابن قسيم الدولة، و قدم معه دمشق حين حاصرها الحصر الأول، و دخلها حتى استقر الصلح بينه و بين صاحبها محمود بن بوري، و كان حسن الاعتقاد، رجلا من الرجال، له تقدم، و فيه شهامة، و توفي يوم السبت السادس عشر من شهر رمضان سنة اثنتين و ثلاثين و خمسمائة بحلب، و حمل تابوته إلى الرافقة، فدفن في المشهد المنسوب إلى علي بن أبي طالب بظاهر الرقّة.

5006 - علي بن قدامة

مولى بني أمية.

اجتاز بالشراة و حكى بها عن بعض بني أمية حكاية حكاها عنه ابنه الحسين بن علي.

أنبأنا أبو منصور بن خيرون، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر محمّد بن العبّاس، نا أبو بكر محمّد بن خلف المحولي، أخبرني أبو بكر العامري، حدّثني الحسين بن علي بن قدامة مولى بني أميّة عن أبيه قال:

خرجت إلى الشام، فلما كنت بالشراة و دنا الليل إذا قصر، فهويت إليه، فإذا بين بابي القصر امرأة لم أر مثلها قط هيئة و جمالا، فسلّمت فردّت، ثم قالت: من أنت ؟ قلت: رجل من بني أمية، من أهل الحجاز، فقالت: مرحبا بك، و حيّاك اللّه، أنزل، فأنت في أهلك، قلت: و من أنت عافاك اللّه ؟ قالت: امرأة من قومك، فأمرت لي بمنزل، و فراء (3) و بتّ في خير مبيت، فلما أصبحت أرسلت إليّ تقول: كيف مبيتك ؟ قلت: خير مبيت و اللّه ما رأيت أكرم منك، و لا أشرف من فعالك، قالت: فإنّ لي إليك

ص: 136


1- بياض بالأصل عدة كلمات، و كتب في وسط البياض «كذا في الأصل».
2- بالأصل:«الشهرروى».
3- كذا بالأصل، و في المختصر: و قرى.

حاجة تمضي حتى تأتي ذلك الدير - إلى دير أشارت إليه ميح (1)-فإن فيه ابن عمّي، و هو زوجي، قد غلبت عليه نصرانية في ذلك الدير، فهجرني و لزمها فتنظر إليه و إليها، و تخبره عن مبيتك و عما قلت لك، فقلت: أفعل، و نعمى عين، فخرجت حتى انتهيت إلى الدير، فإذا أنا برجل في فنائه جالس كأجمل ما يكون من الرجال، فسلّمت، فردّ و سألني فأخبرته من أنا و أين بتّ ، و ما قالت لي المرأة، فقال: صدقت أنا رجل من قومك من آل الحارث بن الحكم ثم صاح، يا قسطا (2)،فخرجت إليه نصرانية عليها ثياب حمر (3) و زنانير ما رأيت مثلها، فقال: قسطا و تلك أروى، و أنا الذي أقول:

تبدّلت قسطا بعد أروى و حبّها (4) *** كذاك لعمري الحبّ يذهب بالحبّ

ص: 137


1- كذا رسمها و إعجامها بالأصل، و كتبها في المختصر: منيح.
2- في المختصر: قصطا.
3- كذا رسمها بالأصل، و في المختصر: ثياب حبر.
4- تقرأ بالأصل:«وجها» و لا مكان لها، و المثبت عن مختصر ابن منظور.

حرف الكاف في آباء من اسمه علي

5007 - علي بن كيسان

من (1) فر... (2) الأطرابلسي.

حدّث عن إسماعيل بن أبي أويس.

روى عنه: أبو بكر محمّد بن حمدون بن خالد النيسابوري.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشّحّامي، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد الجنزرودي، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن مهروان الأصبهاني المقرئ، أنا محمّد بن حمدون، نا علي بن كيسان الأطرابلسي، نا ابن أبي أويس، نا سليمان بن بلال، عن يونس، عن يزيد، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«صلاة أحدكم في بيته أفضل من صلاته في مسجدي هذا إلاّ المكتوبة»[9122].

حرف اللام [في آباء من اسمه علي]

فارغ

ص: 138


1- كذا رسمها بالأصل:«بن فر» و الذي في المختصر: علي بن كيسان الأطرابلسي.
2- بياض بالأصل.

حرف الميم في آباء من اسمه علي

5008 - علي بن محمّد بن أحمد

ابن محمّد بن الخليل بن حمّاد بن سليمان

أبو الحسن الخشني البلاطي (1)

روى عن أبيه، و عامر بن محمّد.

روى عنه أبو هاشم المؤدب، و أحمد بن عبد اللّه بن الفرج بن البرامي، و أبو سليمان بن زبر، و كتب عنه أبو الحسين الرازي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - قراءة - نا عبد العزيز بن أحمد - من لفظه - نا تمّام بن محمّد، أنا أبو هاشم عبد الجبّار بن عبد الصّمد السلمي المكتب (2)،أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن الخليل الخشني البلاطي، نا عامر بن محمّد، نا محمّد بن الخليل، نا مسلمة بن علي، عن مروان، عن أبان، عن أنس بن مالك قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من طلب بابا من العلم ليصلح به نفسه أو لمن بعده كتب اللّه له من الأجر مثل رمل عالج» (3)[9123].

ص: 139


1- البلاطي بكسر الباء الموحدة، نسبة إلى البلاط و هي قرية من غوطة دمشق (الأنساب) و انظر معجم البلدان. و الخشني: نسبة إلى قبيلة و قرية (انظر الأنساب).
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 152/16.
3- عالج باللام المكسورة و الجيم، قال السكوني: عالج: رمال بين فيد و القريات و هي متصلة بالثعلبية على طريق مكة، لا ماء بها (معجم البلدان).

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد، و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه في قرى دمشق.

أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن الخليل بن حمّاد الخشني - من أهل قرية يقال لها بلاط - وجد أبيه محمّد بن الخليل الخشني، و هو محدّث مشهور، روى عنه الناس، مات في جمادى الآخرة سنة أربع و ثلاثين و ثلاثمائة.

5009 - علي بن محمّد بن أحمد

أبو الحسين المرّي المقرئ

قرأ على أبيه محمّد بن أحمد، و أبي عبد اللّه هارون بن موسى بن شريك الأخفش (1).

قرأ عليه: أبو الخير سلامة بن الربيع بن سليمان المطرّز، و أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد بن الجبني (2)،و هو علي بن أحمد بن محمّد بن الوليد الذي تقدم ذكره.

5010 - علي بن محمّد بن أحمد بن إسماعيل

أبو الحسين النحوي (3) الطبري

سمع بدمشق عبد الصمد بن عبد اللّه، و بمصر: أبا عبد اللّه الحسين بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، و أبا عبد الرّحمن أحمد بن شعيب النسائي.

روى عنه أبو عبد اللّه الحسين (4) بن محمّد بن الحسين الحناطي الجرجاني، و أبو حاتم محمّد بن عبد الواحد اللبّان الرازي.

ص: 140


1- ترجمته في معرفة القراء الكبار 247/1 رقم 153.
2- تقرأ بالأصل:«الحبي» تصحيف، و الصواب ما أثبت، ترجمته في معرفة القراء الكبار 373/1 رقم 303 و كان أبوه إمام مسجد سوق الجبن، فلهذا قيل له: الجبني.
3- كذا بالأصل، و في المختصر:«البحري». و سيرد رسمها في الخبر:«النحرى».
4- بالأصل:«الحسني» و سيرد في الخبر التالي:«الحسين».

أخبرنا أبو البيان محمّد بن عبد [الرزاق بن] (1) أبي حصين بن (2)عبد اللّه بن المحسن المقرئ، نا أبي أبو غانم عبد الرزاق القاضي (3)... (4) نا القاضي أبو الحسن بن أبي زرعة قاضي آمل طبرستان، نا الشيخ الإمام أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد الحناطي، نا أبو الحسين علي بن محمّد بن أحمد بن إسماعيل البحري (5)،نا أبو محمّد عبد الصّمد بن عبد اللّه الدمشقي - بدمشق - نا هشام بن عمّار، نا حفص بن سليمان، نا كثير بن شنظير، عن محمّد بن سيرين، عن أنس قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«طلب العلم فريضة على كلّ مسلم، و واضح العلم عند غير أهله كمعلّق الدرّ و الذهب و اللؤلؤ في أعناق الخنازير»[9124].

5011 - علي بن محمّد بن أحمد بن الحسين

أبو الحسن القزويني

سمع بدمشق أبا بكر محمّد بن سهل بكيرا القنّسريني.

روى عنه حمزة بن يوسف السهمي (6).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف (7)،أخبرني أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن الحسين القزويني - بالبصرة - نا محمّد بن سهل بن أبي سعيد التنوخي - بدمشق - نا أحمد بن إبراهيم بن فيل البالسي بأنطاكية، نا عبد اللّه بن محمّد بن الرّبيع الجرجاني، نا عبد الحميد الحمّاني، عن النضر أبي عمر (8)،عن عكرمة، عن ابن عبّاس.

ص: 141


1- ما بين معكوفتين مكانه مطموس بالأصل، و المثبت عن المشيخة 193/ب.
2- الأصل: عن، تصحيف، و المثبت عن المشيخة.
3- الكلمة مطموسة بالأصل، و المثبت عن المشيخة.
4- مطموس بالأصل.
5- رسمها بالأصل:«البحري».
6- ترجمته في سير أعلام النبلاء 469/7 و هو صاحب تاريخ جرجان.
7- رواه في تاريخ جرجان ص 263 رقم 433.
8- هو النضر بن عبد الرحمن، أبو عمر الخزاز، ترجمته في تهذيب التهذيب 441/10.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم رأى رجلا يصلي خلف الصّف وحده فقال:«أيها المنفرد بصلاتك، أعد صلاتك»[9125].

5012 - علي بن محمّد بن أحمد بن إدريس بن خثعم

أبو الحسن الهمداني الرّملي الأنماطي

روى عن خيثمة بن سليمان، و محمّد بن حميد بن معيوف، و أبي بكر محمّد بن علي بن الحسن العطوفي، و أبي الميمون بن راشد، و أبي عبد اللّه محمّد بن مروان، و أبي الحسين إبراهيم بن أحمد بن حسنون، و خالد بن محمّد الحضرمي، و عبد الرّحمن بن جيش الفرغاني، و جعفر بن محمّد الكندي، و أبي يعقوب الأذرعي، و الضحّاك بن يزيد بن أبي كبشة، و أبي الحسن بن حذلم القاضي، و أبي علي محمّد بن القاسم بن أبي نصر، و أبي القاسم عبد اللّه بن أحمد بن فتان البغدادي.

روى عنه: أبو الحسن بن السمسار، و علي بن محمّد الحنّائي، و أبو علي الأهوازي، و محمّد بن علي الحداد، و رشأ بن نظيف، و أبو القاسم بن الفرات.

أخبرنا أبو الحسن الفقيه الشافعي، نا عبد العزيز التّميمي، أنا أبو الحسن بن السّمسار، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن إدريس الأنماطي، نا خيثمة بن سليمان، نا محمّد بن عبد الوهاب - بعسقلان - نا سليمان بن داود، نا عمرو بن جرير، نا محمّد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«إذا كان يوم الخميس بعث اللّه عزّ و جلّ ملائكة معهم صحف من فضّة، و أقلام من ذهب يكتبون يوم الخميس و ليلة الجمعة أكثر الناس (1) صلاة على النبي صلى اللّه عليه و سلم»[9126].

أنبأنا أبو طاهر بن الحنّائي، أنا أبو علي الأهوازي، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن إدريس الخثعمي، نا أبو بكر محمّد بن علي بن الحسن العطوفي، نا الحسن بن سفيان، نا محمّد بن عبد اللّه بن نمير، نا أبي، نا الأعمش، عن يزيد بن أبان الرقاشي، عن أنس بن مالك قال:

ص: 142


1- قسم من اللفظة مطموس بالأصل، و المثبت عن المختصر.

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يكثر أن يقول:«اللّهم ثبّت قلبي على دينك»، فقال رجل: يا رسول اللّه تخاف علينا و قد آمنا بك و صدّقنا بما جئت به، فقال:«إنّ القلوب بين إصبعين من أصابع الرّحمن، يقلّبها» و أشار الأعمش بإصبعيه[9127].

ذكر أبو بكر الحداد: أنه ثقة مأمون.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، قال: سمعت أبا علي الحسن بن علي المقرئ يقول:

توفي أبو الحسن علي بن محمّد الرملي يوم السبت لأربع خلون من شهر ربيع الآخر سنة اثنتين و أربعمائة، قال عبد العزيز: حدّث عن خيثمة بن سليمان، و عبد الرّحمن بن راشد و غيرهما، لم أسمع منه.

أخبرنا أبو الحسن الشافعي، و أبو محمّد بن طاوس، و أبو المعالي الفضل بن سهل، قالوا: أنا سهل بن بشر، أنا أبو علي الأهوازي.

أنّ أبا الحسن علي بن محمّد المعروف بابن الرملي المقرئ المحدّث مات يوم السّبت لأربع خلون من شهر ربيع الآخر سنة اثنتين و أربعمائة، و دفن بباب الصغير.

قال: و ذكر لي أنه ولد سنة اثنتين و عشرين و ثلاثمائة، عاش ثمانين سنة - رحمه اللّه-.

5013 - علي بن محمّد بن أحمد بن داود بن محمّد بن الوليد

أبو الحسن بن النحوي الخطيب الشاهد

والد عبد المنعم بن النحوي.

حدّث عن أبي القاسم بن أبي العقب.

روى عنه: علي بن محمّد الحنّائي.

قرأت بخط أبي الحسن الحنّائي، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد النحوي الخطيب الشاهد، نا علي بن يعقوب بن إبراهيم، نا أحمد بن نصر بن شاكر، نا الحسين بن علي بن الأسود العجلي، نا يحيى بن آدم، نا أبو بكر بن عياش، نا

ص: 143

الأجلح، عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبزى (1)،عن أبيه، عن أبيّ بن كعب، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«إني أمرت أن أقرئك القرآن» قلت: يا رسول اللّه و ذكرني و سمّاني باسمي ؟ قال:

«نعم»، قال: فجعل أبيّ يبكي و يضحك، ثم قال: بِفَضْلِ اللّٰهِ وَ بِرَحْمَتِهِ ، فَبِذٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا (2)قال: قرأها بالتاء.

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، نا يحيى بن سعيد، عن أجلح، نا عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبزى، عن أبيه، عن أبيّ بن كعب قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ اللّه أمرني أن أعرض القرآن عليك»، قال: و سمّاني لك ربي ؟ قال: بِفَضْلِ اللّٰهِ وَ بِرَحْمَتِهِ فَبِذٰلِكَ فلتفرحوا هكذا قرأها أبيّ .

قرأت بخط عبد المنعم بن علي بن النحوي، مات أبو الحسن بن النحوي بدمشق في يوم الاثنين لثلاث بقين من المحرم سنة أربعمائة.

5014 - علي بن محمّد بن أحمد

أبو الحسن البلخي الحنيفي القاضي

قدم دمشق حاجا سنة أربع و عشرين و أربعمائة.

و حدّث بها عن أبي عمر بن مهدي، و أبي صالح شعيب بن إدريس.

روى عنه: عبد العزيز الكتاني.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا القاضي أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد البلخي الحنيفي، قدم علينا، نا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن مهدي قال: قرئ على أبي عبد اللّه محمّد بن مخلد، نا طاهر بن خالد بن نزار بن المغيرة بن سليمان، يعرف بالأيلي - حدّثني أبي، نا إبراهيم بن طهمان، نا محمّد بن زياد، عن أبي هريرة قال:

ص: 144


1- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل، و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 274/10.
2- سورة يونس، الآية:58.
3- مسند أحمد بن حنبل 23/8 رقم 21194 طبعة دار الفكر.

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّي خبأت دعوتي شفاعة لأمّتي يوم القيامة»[9128].

أخبرناه عاليا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، و أبو محمّد بن طاوس، و أبو محمّد محمود بن محمّد بن مالك المراحمي عن جماعة قالوا: أنا أبو محمّد التميمي، أنا أبو عمر بن مهدي فذكر بإسناده مثله.

و قال في نسب طاهر: سليم بدل سليمان و هو الصواب، كذا قال عبد العزيز.

و هو علي بن محمّدان.

قرأت بخط أبي محمّد بن الأكفاني، قلت لعبد العزيز الكتاني في ذلك، فقال:

كذلك وقع في كتابي، و هو هو يعني علي بن محمّد، أن ابن محمّد الذي حدّث عنه أبو العبّاس بن قبيس.

5015 - علي بن محمّد بن إبراهيم

أبو الحسن البجلي البلّوطي

حدّث عن أبي إسحاق إبراهيم بن حاتم بن مهدي البلوطي.

روى عنه علي بن محمّد بن إبراهيم الحنّائي.

قرأت بخط أبي الحسن الحنائي، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن إبراهيم البجلي البلّوطي، نا أبو إسحاق إبراهيم بن حاتم بن مهدي البلّوطي، نا علي بن الحسين بن إسحاق، نا أبي، نا أبي، نا محمّد بن إبراهيم الشامي، عن محمّد بن يوسف الفريابي، عن سفيان الثوري، عن ليث، عن مجاهد، عن سلمان قال: سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقلت: يا رسول اللّه الأربعين حديثا الذي ذكرت، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من حفظها على أمّتي دخل الجنة، و حشره اللّه مع الأنبياء و العلماء»[9129].

5016 - علي بن محمّد بن إبراهيم بن الحسين

ابن عبد اللّه بن عبد الرّحمن

أبو الحسن الحنّائي الزاهد المقرئ (1)

سمع الكثير من عبد الوهّاب الكلابي، و أبي بكر بن الحديد، و أبي محمّد بن

ص: 145


1- انظر ترجمته و أخباره في: سير أعلام النبلاء 565/17 و العبر 166/3 و شذرات الذهب 238/3.

أبي نصر، و تمام بن محمّد، و أبي الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس، و ابنه أبي محمّد الحسن بن أحمد، و أبي علي أحمد بن عمر بن خرّشيد قوله الأصبهاني (1)، و أبي الحسن أحمد بن عبد العزيز بن ثرثال (2)،و أبي عبد اللّه بن أبي كامل، و أبي القاسم صدقة بن محمّد بن أحمد بن الدّلم (3)،و أبي الحسن علي بن عبد اللّه بن جهضم، و أبي الحسن علي بن داود المقرئ الدّاراني، و أبي الحسين الميداني، و أبي نصر بن الجبّان، و أبي محمّد عبد الرّحمن بن عمر بن النحاس، و أبي الحسين بن جميع و غيرهم من شيوخ دمشق و مصر و مكة.

و قد خرّج معجما لأسماء شيوخه الذين سمع منهم في خمسة أجزاء.

روى عنه: علي بن محمّد بن شجاع الرّبعي، و هو من أقرانه، و أبو سعد إسماعيل بن علي الرازي، و سعد بن علي الزّنجاني، نزيل مكة، و إبراهيم بن شكر بن محمّد بن الحامي، و عبد العزيز بن أحمد الكتاني، و أبو بكر محمّد بن علي بن أحمد الطوسي، و أبو القاسم علي بن محمّد بن علي الكوفي، و أبو الحسين أحمد بن محمّد الفلسطيني، و أبو الرجاء سعد اللّه بن صاعد بن المرجّى الرحبي، و عبد اللّه بن الحسن بن حمزة بن أبي فجّة.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن إبراهيم الحنّائي، نا عبد الوهّاب بن الحسن، نا طاهر بن محمّد بن الحكم الإمام، نا هشام بن عمّار، نا البختري (4) بن عبيد - قال هشام:

و ذهبنا إليه إلى القلزم في موضع يقال له الأفاعي (5)-نا أبي، نا أبو هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«سموا أسقاطكم فإنهم من فرطكم»[9130].

قوله: إلى القلزم تصحيف من عبد العزيز، و إنّما هو إلى القلمون (6).

ص: 146


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 562/16.
2- تقرأ بالأصل: توبال، تصحيف، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 220/17.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 266/17.
4- الأصل:«البحتري بن عبيد» و مثله في معجم البلدان (الأفاعي)، و المثبت عن ترجمته في تهذيب الكمال 14/3.
5- الأفاعي: واد قرب القلزم من أرض مصر، ذكره في حديث هشام بن عمار.
6- عقب ياقوت على قول ابن عساكر - بعد ما ذكر الحديث و التعقيب-«قلت أنا، و الصواب ما قاله عبد العزيز، سألت عنه من رآه و عرفه».

أخبرناه عاليا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو محمّد السّيّدي، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا الحاكم أبو أحمد، أنا محمّد بن محمّد الباغندي، نا هشام بن عمّار، نا البختري بن عبيد، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«سمّوا أولادكم فإنهم من أطفالكم»[9131].

كذا قال، و لفظ الأول هو الصواب.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا علي بن محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن الكلابي، أنا أحمد بن الحسين بن طلاّب، أبو الجهم المشغراني، نا محمّد بن مصعب الصّوري، نا مؤمّل، نا عكرمة بن عمّار اليمامي، نا هرماس بن زياد الباهلي (1) قال:

رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم يخطب - يعني يوم النحر - على بعير.

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو القاسم التنوخي، نا القاضي أبو القاسم عبيد اللّه بن بكار، نا الحسين بن جعفر بن أبي موسى الموصلي، نا أبو يعلى أحمد بن علي الموصلي، نا عبد اللّه بن بكار بالبصرة إملاء، نا عكرمة بن عمّار، عن الهرماس بن زياد قال:

رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم يوم الأضحى يخطب على بعير.

قرأت على أبي الحسن علي بن المسلّم، و أبي الفضل محمّد بن ناصر قلت لهما: أجاز لكم إبراهيم بن سعيد بن عبد اللّه الحبّال (2)؟قال: سنة ثمان و عشرين - يعني و أربع مائة - أبو الحسن الحنّائي بدمشق في شهر الأول - يعني مات-.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو المعالي الفضل بن سهل، قالا: أنا سهل بن بشر، نا أبو علي الأهوازي قال:

مات أبو الحسن علي بن محمّد الحنّائي رحمه اللّه ليلة الجمعة لعشر خلون من شهر ربيع الأول من سنة ثمان و عشرين و أربعمائة، و دفن يوم الجمعة بعد الظهر في باب

ص: 147


1- ترجمته في تهذيب الكمال 230/19 طبعة دار الفكر - بيروت.
2- نميل إلى قراءتها بالأصل:«الحمال» تصحيف، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 18/ 495.

كيسان، و ذكر لي أن مولده سنة سبعين و ثلاثمائة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني الحافظ ، قال:

توفي شيخنا و أستاذنا أبو الحسن علي بن محمّد بن إبراهيم الحنّائي الشيخ الصالح يوم الجمعة التاسع من شهر ربيع الأول سنة ثمان و عشرين و أربعمائة، كان يحدّث عن عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي و غيره، كتب الكثير، و حدّث بشيء يسير، و كان من العبّاد، و كانت له جنازة عظيمة، ما رأيت مثلها، و لم يزل يحمل من بعد صلاة الجمعة إلى قريب العصر، و انحلّ كفنه، ذكر أن مولده سنة سبعين و ثلاثمائة (1).

5017 - علي بن محمّد بن إسحاق بن محمّد بن يزيد

أبو الحسن الحلبي القاضي الفقيه الشافعي (2)

سمع جدّه إسحاق بن محمّد بن يزيد الحلبي، و خيثمة بن سليمان، و أبا المعمّر الحسين بن محمّد بن سنان، و أبا الرضا الحسين بن عيسى الخزرجي العرقي بأطرابلس، و أبا الحسن علي بن عبد الحميد الغضائري، و أبا محمّد جعفر بن أحمد بن مروان الوزّان، و أبا محمّد عبد الرّحمن بن عبيد اللّه بن أخي الإمام، و أبا بكر محمّد بن منصور الشيعي، و أبا عبد اللّه المحاملي، و محمّد بن نوح الجنديسابوري، و أبا بكر بن زياد النيسابوري ببغداد، و أبا عبيد اللّه محمّد بن الربيع بن سليمان الجيزي بالمدينة، و أبا محمّد بكر بن عبد اللّه الطائي، و أبا القاسم عبد الصمد بن سعيد بن يعقوب، و أبا القاسم يعقوب بن أحمد بن ثوابة، و أبا عبد اللّه محمّد بن الوليد بن عرق الحمصيين بحمص، و أبا علي محمّد بن سعيد الحافظ بالرقة، و أبا علي الحسن بن علي الرافقي بالرافقة، و أبا الحسن أحمد بن زكريا بن يحيى بن يعقوب المقدسي ببيت المقدس، و محمّد بن أحمد بن صفرة المصيصي، و محمّد بن مخلد، و الحسن بن يحيى بن عيّاش، و أحمد بن محمّد بن سالم الكاتب، و أبا عبد اللّه أحمد بن علي بن العلاء الجوزجاني، و محمّد بن

ص: 148


1- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 566/17.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 553/16 غاية النهاية للجزري 564/1 العبر 61/3 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 381-400) ص 335، و النجوم الزاهرة 315/4 و شذرات الذهب 147/3.

عبد اللّه بن غيلان الخرار (1)،و عبد اللّه بن سليمان بن عيسى الورّاق ببغداد، و طلحة بن عبيد اللّه العمري بالرملة، و إسماعيل بن يعقوب بن إبراهيم الجراب، و أحمد بن عبد اللّه الناقد بمصر، و جماعة سواهم.

روى عنه الأستاذ أبو سعد عبد الملك بن أبي عثمان الزاهد، و أبو الحسن رشأ بن نظيف، و أبو عبد اللّه الحسين بن عتيق بن الحسين بن الرّوّاس التّنّيسي، و أبو القاسم علي بن عبد الواحد النّجيرمي، و أبو الفتح عبد الملك بن عمر بن خلف الرّزّاز البغدادي.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد المزكي، و طاهر بن سهل بن بشر، قالا:

أنا أبو الحسين بن مكي، أنا القاضي أبو الحسن علي بن محمّد بن إسحاق بن يزيد الحلبي، نا خيثمة بن سليمان، نا أبو عبيدة السّري بن يحيى، نا قبيصة، نا سفيان، و ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة قال:

مرّ بي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أنا أوقد تحت قدر لي، فقال:«أ يؤذيك هوام رأسك ؟» قلت: نعم، قال: فدعا حجاما فحلقه، ثم قال:«صم ثلاثة أيام، أو أطعم فرقائين (2)ستة مساكين، أو انسك (3) شاة»[9132].

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، و طاهر بن سهل، قالا: أنا محمّد بن مكي بن عثمان، أنا القاضي أبو الحسن علي بن محمّد بن إسحاق بن يزيد الحلبي، قال: قرئ على أبي عبد اللّه أحمد بن علي بن العلاء الجوزجاني و أنا أسمع، نا أبو الأشعث، نا محمّد بن عبد الرّحمن، نا أيوب، عن زيد بن أسلم، عن عبد اللّه بن عمر.

أنه دخل على النبي صلى اللّه عليه و سلم و عليه إزار يتقعقع فقال:«من هذا؟» قال: أنا عبد اللّه، قال:«إن كنت عبد اللّه، فارفع إزارك»، فرفع إزاره، ثم قال:«إن كنت عبد اللّه فارفع

ص: 149


1- كذا رسمها بالأصل.
2- فرقائين: مثنى فرقاء، و الفرقاء الشاة البعيدة ما بين الطبيين (القاموس المحيط ).
3- الأصل:«انسط » و المثبت عن المختصر.

إزارك». فرفع إزاره، و قال:«إن كنت عبد اللّه، فارفع إزارك» حتى بلغ نصف الساقين، قال: فلم تزل إزرة عبد اللّه حتى مات.

أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم، نا أبو القاسم علي بن عبد الواحد بن عيسى بن موسى النّجيرمي الكاتب، نا القاضي أبو الحسن علي بن محمّد بن إسحاق - إملاء - أنا أبو المعمّر الحسين بن محمّد الموصلي بطرابلس، دلنا عليه خيثمة بن سليمان، أنا أحمد بن محمّد بن أبي الخناجر، نا خالد، نا مسعر، عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة قال:

قالت امرأة لعيسى بن مريم: طوبى للبطن الذي حملك، و طوبى للثدي الذي أرضعك، فقال: طوبى لمن قرأ كتاب اللّه ثم اتّبعه.

حدّثنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد بن أحمد بن المجلي، نا عبد المحسن بن محمّد بن علي - من لفظه - نا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أبي قدومة، أنا القاضي أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن الحسن الدّينوري، أنشدني أبو الحسن علي بن محمّد بن إسحاق المعروف بابن يزيد الحلبي لأبي بكر الصنوبري:

يزيد الفقه و الفقهاء حبا *** إلى قلبي فقيه بني يزيد

تناهى ثم زاد على التناهي *** و حاول أن يزيد على المزيد

أبا الحسن ابتدل عمرا مداه *** مدى أمد و ليس مدى لبيد

و عش عيشا جديدا كلّ يوم *** فريد العين بالعيش الجديد

فكم من مستفاد منه علما *** يمد إليك كفّ المستفيد

أخبرنا أبو الحسن الشافعي، و أبو الفضل بن ناصر، قالا: أجاز لنا أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد الحبّال قال:

سنة ست و تسعين و ثلاثمائة القاضي أبو الحسن علي بن محمّد بن يزيد الحلبي - يعني مات - يقال إنه ولد سنة خمس و تسعين و مائتين (1).

ص: 150


1- و ذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء 553/17 أنه عمّر عمرا طويلا حتى نيّف على عشر و مائة سنة. و انظر تاريخ الإسلام (حوادث سنة 380-400 ص 334.
5018 - علي بن محمّد بن إسماعيل العلوي

حدّث عن أبيه.

روى عنه: أبو بكر أحمد بن إسحاق بن إبراهيم الملحمي (1).

كتب إليّ الشريف أبو طالب الحسن بن محمّد بن علي الزينبي، و حدّثنا أبو طاهر إبراهيم بن الحسن بن طاهر عنه، أنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسّن التنوخي، نا أحمد بن عبد اللّه بن أحمد الدوري الورّاق، نا أحمد بن إسحاق بن إبراهيم القاضي الملحمي، حدّثني علي بن محمّد بن إسماعيل العلوي - بدمشق - حدّثني أبي، نا يحيى بن أكثم القاضي، نا المأمون أمير المؤمنين، حدّثني علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن الحسين بن علي، عن ابن عبّاس، عن علي بن أبي طالب، و عن العبّاس عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«إذا بويع لخليفتين فاقتلوا (2) الآخر منهما»[9133].

5019 - علي بن محمّد بن إسماعيل بن محمّد بن سلام

أبو الحسين بن البصّال

مولى بني هاشم.

حدّث عن أبيه.

روى عنه أبو الحسين الرازي.

5020 - علي بن محمّد بن إسماعيل

أبو الحسن الطّوسي الكارزي (3). (4)

من قرية من قرى طوس.

رحل و سمع بدمشق جماهر بن محمّد بن أحمد (5) الزّملكاني، و أبا العبّاس

ص: 151


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 247/15.
2- كذا بالأصل:«فاقتلوا»، و في المختصر:«فاقبلوا».
3- الكارزي بفتح الكاف و كسر الراء و الزاي، و قال ابن ماكولا: بفتح الراء. كما في الأنساب. و هذه النسبة إلى كارز، قرى بنواحي نيسابور، على نصف فرسخ منها.(و انظر معجم البلدان).
4- ترجمته في الأنساب (الكارزي)، و معجم البلدان (كارز).
5- في معجم البلدان: كارز: جماهير بن أحمد بن محمد الزملكاني.

محمّد بن الحسن بن قتيبة بالرملة، و أبا بكر محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي بالعراق، و أبا بكر بن خزيمة، و أبا العبّاس السراج.

روى عنه أبو عبد اللّه الحاكم، و أبو نعيم الأصبهاني، و سمع منه بمكة، و أبو علي منصور بن عبد اللّه بن خالد الذهلي الخالدي (1)،و أبو سعد عبد الملك (2) بن أبي عثمان.

كتب إليّ أبو سعد محمّد بن محمّد بن محمّد، و أبو علي الحسن بن أحمد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا علي بن محمّد بن إسماعيل الطوسي، نا جماهر بن محمّد بن أحمد، نا مؤمل بن إهاب، نا جعفر بن عون، نا أبو العميس.

ح قال: و نا ابن إسحاق عبد اللّه بن جعفر الموصلي، نا محمّد بن أحمد بن المثنّى الموصلي، نا جعفر بن عون، نا أبو عميس.

قال: و نا أحمد بن بندار بن إسحاق، نا محمّد بن العبّاس، نا أحمد بن عبيد اللّه بن الحسن، نا سفيان بن عيينة، عن مالك (3) بن مغول.

قال: و نا أبو محمّد بن حيّان، نا محمّد بن يحيى بن مندة، نا القاسم بن زكريا بن دينار، نا حسين الجعفي، عن زائدة، نا مالك بن مغول كلاهما عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم صلّى إلى عنزة[9134].

و اللفظ لزائدة.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن محمّد بن المتولي النيسابوري - ببغداد - نا أبو بكر بن خلف، أنا الأستاذ الإمام أبو سعد عبد الملك بن أبي عثمان الواعظ ، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن إسماعيل الطوسي الفقيه، نا المفضّل بن (4) محمّد

ص: 152


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 114/17.
2- في معجم البلدان: عبد اللّه بن أبي عثمان.
3- بالأصل:«عن» تصحيف.
4- بالأصل:«أبو» تصحيف، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 257/14.

الجندي، نا علي بن زياد اللحجي، نا أبو قرة قال: ذكر ابن جريج، أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد اللّه.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم نهى عن الصور في البيت، و أن النبي صلى اللّه عليه و سلم أمر عمر بن الخطاب زمان الفتح و هو بالبطحاء أن يأتي الكعبة فيمحو كل صورة فيها، فلم يدخل البيت حتى محيت كل صورة فيها (1)[9135].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، أنا أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد المقرئ الخياط ، نا أبو علي الحسن بن الحسين بن.... (2) الهمذاني، نا أبو الحسن علي بن محمّد بن إسماعيل الطوسي قدم حاجا بهمذان، نا أبو الحسن راجح بن الحسين - بحلب - نا يحيى بن معين، عن عبد الرزّاق، عن معمر، عن الزهري، عن السائب بن يزيد، عن عمر قال:

سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:«الفقر أمانة فمن كتمه كان عبادة، و من باح به فقد قلد إخوانه المسلمين»[9136].

أخبرنا أبو النضر عبد الرّحمن بن عبد الجبار بن أبي سعيد القايني - لفظا - و أبو الحسين علي بن سهل بن محمّد الفقيه بهراة، و أبو القاسم عبد الملك بن عبد اللّه بن عمر العمري الهروي - بأرجاه - قراءة عليهما - قالوا: أنا أبو سهل نجيب بن ميمون بن علي الواسطي، نا أبو علي منصور بن عبد اللّه بن خالد الهروي، نا أبو الحسن علي بن محمّد بن إسماعيل الطوسي - بمكة - نا محمّد بن الحسن بن قتيبة، نا محمّد بن خلف، نا أبو بكر بن أخي عبد الرزّاق قال: سمعت عبد الرزّاق بن همّام يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: كلما طال الإسناد فهو أحسن للحديث.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

علي بن محمّد بن إسماعيل أبو الحسن الكارزي الطوسي رحل في طلب الحديث إلى العراق و الحجاز و الشام، سمع بالعراق أبا بكر الباغندي، و أقرانه،

ص: 153


1- كذا بالأصل، و في المختصر: فيه.
2- كلمة رسمها غير واضح بالأصل و صورتها:«لكان».

و بالشام: أبا العباس بن قتيبة و أقرانه، و حدّث بنيسابور غير مرة، و آخرها خرج من عندنا سنة إحدى و ستين إلى مكة، و حجّ ، ثم توفي بمكة رحمه اللّه سنة اثنتين و ستين و ثلاثمائة (1).

5021 - علي بن محمّد بن إسماعيل بن محمّد بن بشر

أبو الحسن الأنطاكي المقرئ الفقيه الشافعي (2)

قرأ القرآن على أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الرزاق بن الحسن بن عبد الرزّاق المقرئ (3) بأنطاكية و حدّث عنه.

قرأ عليه أبو الفرج الهيثم بن أحمد الصبّاغ الفقيه (4) بقراءة ابن عامر، و قراءة عاصم، و أبو إسحاق إبراهيم بن مبشر (5) المقرئ.

روى عنه أبو الحسين عبد اللّه بن أحمد معاذ الدّاراني، و صنف كتاب الأصول في قراءة ورش.

أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الموازيني، أنا (6).

ح و أنبأنا أبو الحسن علي بن بركات الخشوعي، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، قالا: أنا أبو الحسين عبد اللّه بن أحمد بن معاذ - بداريا - نا أبو الحسن علي بن محمّد بن إسماعيل بن محمّد بن بشر الأنطاكي، نا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرزّاق بن الحسن بن عبد الرزّاق العجلي، نا الحسن بن جرير الصّوري، نا عمر بن عمر العسقلاني، نا سفيان الثوري، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.

ص: 154


1- معجم البلدان (كارز) نقلا عن ابن عساكر، و الأنساب (الكارزي).
2- انظر ترجمته في: تذكرة الحفاظ 973/3 و معرفة القراء الكبار 342/1 رقم 268 و طبقات القراء للجزري 564/1 و إنباه الرواة 308/2 و بغية الملتمس 414 و طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 468/3 و العبر 3/ 5 و تاريخ الإسلام للذهبي حوادث سنة 351-380 ص 613.
3- ترجمته في معرفة القراء الكبار 287/1 رقم 202.
4- ترجمته في معرفة القراء الكبار 378/1 رقم 309.
5- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن تاريخ الإسلام.
6- كذا بالأصل.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«لا تجالسوا أولاد الملوك فإنّ لهم فتنة كفتنة العذارى»[9137].

ذكره أبو الوليد عبد اللّه بن محمّد بن يوسف بن الفرضي القاضي في:«تاريخ الأندلس» (1)،فقال:

علي بن محمّد بن إسماعيل بن محمّد بن بشر الأنطاكي (2) يكنى أبا الحسن، قدم الأندلس في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين و خمسين و ثلاثمائة، و كان عالما بالقراءات رأسا فيها، لا يتقدمه أحد في معرفتها في وقته، قرأ على إبراهيم بن عبد الرزّاق المقرئ بأنطاكية، و جوّد عليه السّبعة، و أخذ عنه علما كثيرا و رواية، قرأ على جماعة، و روى حديثا كثيرا عن الشاميين و المصريين و غيرهم، و أدخل الأندلس علما جمّا من القراءات، و كان بصيرا بالعربية، و الحساب، و له حظّ من الفقه على مذهب الشافعي، قرأ الناس عليه، و كتبوا عنه، و سمعوا منه، و سمعت أنا منه، و كان مولده - فيما ذكره - سنة تسع و سبعين (3) و مائتين بأنطاكية، و توفي - رحمه اللّه - بقرطبة يوم الجمعة يوم تسعة و عشرين من شهر ربيع الأول سنة سبع و سبعين و ثلاثمائة، و دفن ذلك اليوم بعد صلاة العصر في مقبرة الرّبض، و صلّى عليه [محمد] (4) ابن يبقى بن زرب القاضي.

5022 - علي بن محمّد بن جعفر

أبو الحسن المصري المالكي القاضي المعروف بالشواربي (5)

سمع أبا حازم عبد المؤمن بن المتوكل ببيروت، و يونس بن أحمد الرّافقي.

روى عنه أبو بكر البرقاني، و أبو منصور بن عبد العزيز العكبري.

و سكن بغداد، و ولي القضاء بعكبرا.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (6)،نا البرقاني، أنا القاضي أبو الحسن علي بن محمّد بن جعفر المالكي، نا

ص: 155


1- كذا سماه بالأصل «تاريخ الأندلس» و كتاب ابن الفرضي اسمه: تاريخ علماء الأندلس ص 316 رقم 934.
2- مكانها في تاريخ علماء الأندلس: من أهل أنطاكية، كثير القراءات.
3- كذا بالأصل، و في تاريخ علماء الأندلس، و تاريخ الإسلام و معرفة القراء الكبار: تسع و تسعين و مائتين.
4- زيادة عن تاريخ علماء الأندلس.
5- ترجمته في تاريخ بغداد 96/12 و كنيته فيه: أبو الحسين.
6- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 333/6 في ترجمة إسحاق بن نجيح الملطي.

أبو حازم عبد المؤمن بن المتوكل بن مشكان ببيروت، أنا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاّب، نا إبراهيم (1) بن يعقوب الجوزجاني قال: إسحاق بن نجيح الملطي غير ثقة، و لا من أوعية الأمانة.

أخبرنا أبو منصور بن زريق (2)،و أبو الحسن بن سعيد، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (3):

علي بن محمّد بن جعفر أبو الحسن (4) المالكي المقرئ (5) يعرف بالشواربي، ولي القضاء بعكبرا، و حدّث بها عن يونس بن أحمد الرافقي - شيخ يروي عن هلال بن العلاء - حدّثني عنه (6) محمّد بن محمّد بن عبد العزيز العكبري، و سمعت التنوخي ذكر هذا الشواربي فأثنى عليه، و قال: قيل له: هل الشواربي نسبة إلى ابن أبي الشوارب ؟ فقال: لا، ذاك قرشي، و لست من قريش.

قال الخطيب: قال لي أبو منصور [بن] (7) عبد العزيز: مات الشواربي بعكبرا بعد سنة أربع مائة.

5023 - علي بن محمّد بن حاتم بن دينار بن عبيد

أبو الحسين - و يقال: أبو الحسن - القومسي (8) الحدادي (9)

من أهل قرية حدادة قرية بقرب بسطام على طريق خراسان. مولى بني هاشم.

سمع ببيروت العبّاس بن الوليد، و بحمص: أبا عمر أحمد بن الغمر بن أبي جهاد (10)،و بعسقلان: محمّد بن حمّاد الطهراني (11)،و أبا قرصافة (12) محمّد بن

ص: 156


1- الأصل: أبو إبراهيم، و المثبت عن تاريخ بغداد.
2- الأصل: رزيق تصحيف، و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
3- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 96/12.
4- تاريخ بغداد: أبو الحسين.
5- تقرأ بالأصل: المصري، و المثبت عن تاريخ بغداد.
6- في تاريخ بغداد: أبو منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز العكبري.
7- زيادة لازمة عن تاريخ بغداد.
8- صورتها بالأصل:«العرننى» و المثبت عن المختصر و تاريخ بغداد.
9- ترجمته في تاريخ بغداد 65/12، و معجم البلدان (الحدادة) و الحدادي نسبة إلى حدادة (في معجم البلدان: الحدادة: بالفتح و التشديد قرية بين دامغان و بسطام من أرض قومس).
10- كذا رسمها بالأصل:«أحمد بن الغمر بن أبي جهاد»، و في معجم البلدان: أبا عمرو أحمد بن المعمر.
11- ترجمته في سير أعلام النبلاء 628/12.
12- في معجم البلدان: أبا قرفاصة.

عبد الوهّاب، و أحمد بن زبرك الصّوفي، و إبراهيم بن عقبة بن موسى العسقلانيين، و يحيى بن محمّد بن خشيش القيرواني بعسقلان، و بقيسارية: عمرو بن ثور الجذامي، و بالرملة: محمّد بن عبد الحكم القطري، و هاشم بن سعيد القيسراني، و بمنبج:

علي بن الحسين المنبجي، و بأيلة: محمّد بن عزيز، و بمصر: الربيع بن سليمان، و إبراهيم بن مرزوق البصري، و عبد الحميد بن سليمان الصيمري، و أبا أميّة محمّد بن إبراهيم الطّرسوسي (1)،و إسماعيل بن حمدوية، و بمكة: محمّد بن إسماعيل بن سالم الصائغ (2)،و أبا يحيى عبد اللّه بن أحمد بن أبي مسرّة (3)،و أبا أحمد زكريا بن دريد الكندي بعسقلان.

روى عنه: أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الجرجاني (4) في صحيحه، و محمّد بن إسماعيل بن العبّاس الورّاق، و أبو الحسن علي بن عمر بن محمّد الحربي المعروف بالسكري، و علي بن أحمد بن موسى الأسترابادي، و أبو القاسم عبد اللّه بن إبراهيم بن يوسف الآبندوني (5)،و أبو أحمد بن عدي، و أبو محمّد عبد الرّحمن بن محمّد بن حمدان القاضي الجرجاني، و أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن جهضم، و أم الفضل هبة العزيز بنت أحمد بن عبد الرّحمن بن عبد المؤمن المهلّبي الجرجاني.

أخبرنا أبو الفرج قوام (6) بن زيد بن عيسى، و أبو القاسم بن السمرقندي، قالا:

أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمّد الحربي، نا أبو الحسن علي بن محمّد بن حاتم، نا أبو عبيد الصوفي أحمد بن زيرك (7) بعسقلان، نا إسحاق بن وهب الطهرمسي، نا عبد اللّه بن وهب، عن مالك بن أنس، عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«مرد دانق (8) حرام يعدل عند اللّه سبعين حجة»[9138].

ص: 157


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 91/13.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 161/13.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 632/12.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 292/16.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 261/16.
6- الأصل: قدام، تصحيف، قارن مع مشيخة ابن عساكر.
7- بالأصل: زيوك، تصحيف، مرّ صوابا في بداية الترجمة.
8- كذا بالأصل و المختصر:«مرد دانق».

كنّاه أبو الحسن، و قد روى عنه الحاكم حديثا فكنّاه أيضا أبا الحسن.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، و أبو الحسن بن سعيد، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):

علي بن محمّد بن حاتم بن دينار بن عبيد أبو الحسين القومسي، مولى بني هاشم، سكن قزوين، و قدم بغداد حاجا، و حدّث بها عن محمّد بن عزيز الأيلي، و علي بن الحسين المنبجي، و أحمد بن زيرك العسقلاني، و يحيى بن محمّد بن خشيش القيرواني، روى عنه محمّد بن إسماعيل الورّاق، و علي بن عمر السكري، أنا العتيقي، نا علي بن عمر الحربي، نا أبو الحسين علي بن محمّد بن حاتم القومسي قدم علينا حاجا في سنة سبع و ثلاثمائة، فذكر حديثا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف السهمي (2)،قال: سمعت أبا بكر الإسماعيلي يقول: نا علي بن محمّد بن حاتم بن دينار القومسي أبو الحسين (3)،و كان صدوقا، فذكر حديثا.

قال حمزة بن يوسف (4):

علي بن محمّد بن حاتم بن دينار بن عبيد مولى بني هاشم، أبو الحسن يقال له القومسي و الحدّادي، روى عنه جماعة من أهل جرجان، و أهل العراق، حدثنا عنه أبو الحسين بن مظفر الحافظ ، و علي بن عمر الختّلي، و غيرهما من أهل بغداد، و أهل الكوفة، و من أهل جرجان حدثنا عنه أبي، و أبو بكر الإسماعيلي، و ابن عدي، و الغطريفي و غيرهم. مات في شهر رمضان سنة اثنتين و عشرين و ثلاثمائة.

ص: 158


1- تاريخ بغداد 65/12.
2- رواه في تاريخ جرجان ص 302.
3- في تاريخ جرجان: أبو الحسن.
4- ذكره السهمي في تاريخ جرجان ص 301 ترجمة رقم 518.
5024 - علي بن محمّد بن الحسن

ابن محمّد بن عمر بن سعد (1) بن مالك

ابن يحيى بن عمرو بن يحيى بن الحارث

أبو القاسم النّخعي الكوفي

المعروف ابن كاس (2). (3)

ولي القضاء بدمشق، و حدّث بها و ببغداد عن أحمد بن يحيى بن زكريا الأودي، و عبد اللّه بن روح المدائني، و إبراهيم بن إسحاق بن أبي العنبس الزهري (4)، و الحسن بن مكرم البزّاز، و أحمد بن حازم بن أبي غرزة، و أحمد بن إسماعيل الحلبي، و إسحاق بن إبراهيم الجرادي، و علي بن موسى الأودي، و جعفر بن عنبسة اليشكري، و حريث بن محمّد الحارثي، و أحمد بن أيوب بن بزيع البصري، و أحمد بن عبد الحميد الحارثي، و جعفر بن محمّد الصّائغ، و الحسين بن الحكم الحبري، و محمّد بن الحسين بن أبي الحنين، و إبراهيم بن عبد اللّه القصّار العبسي، و الحسن بن علي بن عفّان.

روى عنه: أبو سليمان بن زبر، و أحمد بن عتبة بن مكين، و أبو علي بن شعيب، و أبو الحسن الدارقطني، و علي بن عبد اللّه بن أحمد بن أبي شعبة، و أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عبد الغفار بن ذكوان، و أبو هاشم المؤدب، و المعافى بن زكريا الجريري (5)،و أبو العبّاس محمّد و أبو بكر أحمد ابنا موسى بن السمسار، و عبد الوهاب الكلابي، و أبو الحسن علي بن عمرو بن سهل الحريري، و محمّد بن سليمان الربعي، و سليمان بن أحمد الطبراني، و أبو حفص بن شاهين، و أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن التّلاّج، و كتب عنه أبو الحسين الرازي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد، أنا أبو القاسم السّميساطي، أنا

ص: 159


1- في تاريخ بغداد: سعيد.
2- زيد بعدها في المختصر: و هو من ولد الأشتر.
3- ترجمته في تاريخ بغداد 70/12.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 198/13.
5- الأصل: الحريري، تحريف.

عبد الوهّاب الكلابي، نا علي بن محمّد بن كاس القاضي، نا الحسن بن علي بن عفّان، نا ابن نمير، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن جرير قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من لا يرحم الناس لا يرحمه اللّه»[9139].

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد، و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق من الغرباء: أبو القاسم علي بن محمّد بن الحسن الكوفي، و يعرف بابن كاس النخعي، من ولد الأشتر، و كان على قضاء دمشق، ثم خرج عنها.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا (1)-أبو الحسن بن سعيد، أنا (2)-أبو بكر الخطيب قال (3):

كتب إليّ محمّد بن محمّد بن الحسين المعدّل من الكوفة - و حدّثنيه الصّوري عنه - نا أبو الحسن بن سفيان الحافظ ، قال: سنة أربع و عشرين و ثلاثمائة فيها مات أبو القاسم علي بن محمّد بن كاس النخعي القاضي، و كان من المتقدمين في الفقه من الكوفيين الثقات، و كان خرج من الكوفة قبل الثلاثمائة، و ولي ولايات بالشام، ثم قدم إلى بغداد، ثم ولي الرملة، فخرج إليها و قدم بعد ذلك بغداد، و ركب في سمارية فغرق و أخرج حيا، فمات، و كان مقدما في علم أبي حنيفة، و مقدّما في علم الفرائض.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، و أبو الحسن بن سعيد، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (4):

علي بن محمّد بن الحسن بن محمّد بن عمر بن سعد (5) بن مالك بن يحيى بن عمرو بن يحيى بن الحارث، أبو القاسم (6) القاضي المعروف بابن كاس، نسبه الدار قطني، و وافقه ابن الثّلاّج على نسبه إلى مالك، و قال: ابن كامل بن كميل بن زياد بن نهيك بن هيثم بن سعد بن مالك بن النّخع، و هو كوفي، سكن بغداد،

ص: 160


1- كذا بالأصل «أنا» في الموضعين.
2- كذا بالأصل «أنا» في الموضعين.
3- رواه في تاريخ بغداد 70/12-71.
4- تاريخ بغداد 70/12.
5- في تاريخ بغداد: سعيد.
6- في تاريخ بغداد: أبو القسم النخعي القاضي.

و حدّث بها عن أحمد بن يحيى بن زكريا، و يعقوب بن يوسف بن زياد الضّبّي، و الحسن و محمّد ابني علي بن عفّان و إبراهيم بن أبي العنبس، و سليمان بن الربيع النهدي، و محمّد بن عبيد بن عتبة الكندي، و الحسين بن الحكم الحبري، و سوادة بن علي الأحمسي، و الحارث بن أبي أسامة، و كان ثقة، فاضلا، عارفا بالفقه على مذهب أبي حنيفة، يقرئ القرآن، روى عنه الدارقطني، و ابن شاهين، و علي بن عمرو الحريري، و ابن الثّلاّج.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال:

سنة أربع و عشرين و ثلاثمائة في المحرم توفي أبو القاسم علي بن محمّد النخعي، ركب في سمارية (1) ببغداد فغرق في الماء.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا و أبو الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الخطيب (2)،أنا السمسار، أنا الصفّار، نا ابن قانع: أن أبا القاسم بن كاس الفقيه، غرق يوم عاشوراء سنة أربع و عشرين و ثلاثمائة، و مات من ذلك [اليوم] (3).

5025 - علي بن محمّد، و يقال: ابن أحمد

ابن الحسن بن محمّد بن عبد العزيز

أبو الفتح البستي (4)

شاعر، سائر الشعر، له أسلوب في التجنيس عجيب، ربما أفضى به طلب التجنيس إلى التكلّف. و بست مدينة بالمشرق.

ص: 161


1- كذا بالأصل، و في تاج العروس - بتحقيقنا - في مادة سمر: و السّميرية: ضرب من السفن، و سمّر السفينة أيضا: أرسلها.
2- تاريخ بغداد 71/12.
3- الزيادة عن تاريخ بغداد.
4- انظر أخباره في وفيات الأعيان 376/3 و يتيمة الدهر 345/4 و ما بعدها (طبعة بيروت)، و المنتظم 72/7 (وفيات سنة 363)، و الأنساب (البستي)، و البداية و النهاية بتحقيقنا 315/11 طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/4، شذرات الذهب 159/3 سير أعلام النبلاء 147/17 العبر للذهبي 75/3، و معجم البلدان (بست). و البستي بضم الباء و سكون السين، نسبة إلى بست، بلدة من بلاد كابل بين هراة و غزنة (الأنساب).

روى عنه بعض أشعاره الحاكم أبو عبد اللّه، و أبو عثمان الصّابوني، و أبو علي (1) الحسين بن علي بن محمّد البردعي، و هو نسبه، قيل: إنه قدم دمشق و مات بها.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

علي بن أحمد الأديب الكاتب النحرير أبو الفتح البستي، و هو واحد عصره، ذكر لي سماعه بتلك الديار من أصحاب علي بن عبد العزيز و أقرانه، و أكثر عن أبي حاتم - يعني محمّد بن حبّان البستي - و أهل عصره، ورد نيسابور غير مرة، و أفاد حتى أقرّ له الجماعة بالفضل.

كتب إليّ أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي يخبرني عن تذييله تاريخ نيسابور، قال:

علي بن أحمد البستي، أبو الفتح الكاتب الشاعر، أوحد عصره في الفضل و الافضال و المروءة، طبقت بلاغته في النثر و النظم طبق الأرض، و ذاع ذكره في الآفاق، و سار شعره في البلاد، و طريقته في الحكمة معنى، و في التجنيس لفظا معجزة لا ينكرها أحد، توفي بما وراء النهر سنة إحدى و أربعمائة.

أنشدني أبو غالب بن البنّا، أنشدني أبي الفقيه أبو علي الحسن بن أحمد، أنشدني أبو عمران موسى بن محمّد بن عمران الطولقي (2) لنفسه في البستي:

إذا قيل: أيّ الأرض في الناس زينة ؟ *** أجبنا، و قلنا: أبهج الأرض بستها

فلو أنّني أدركت يوما عميدها *** لزمت (3) يد البستي دهري (4) و بستها

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد بن أحمد الفقيه، قال: سمعت الإمام أبا سعيد عبد الواحد بن عبد الكريم بن هوازن القشيري يقول: سمعت أبا عبد اللّه

ص: 162


1- أقحم بعدها:«بن» بالأصل.
2- البيتان في معجم البلدان «بست» نسبهما إلى عمران بن موسى بن محمد بن عمران الطولقي.
3- الأصل: لزقت، و المثبت عن معجم البلدان.
4- في معجم البلدان: دهرا.

محمّد بن عبد اللّه الكرماني من لفظه يقول: سمعت أبا الفتح الكاتب البستي يقول:

بالممالحة تتم المصالحة.

قال: و سمعته (1) يقول: الانقباض طليعة الإعراض.

قال: و سمعته يقول: إذا صح الاعتقاد بطل الانتقاد.

سمعت أبا بكر محمّد بن أحمد بن الحسن بن أحمد البروجردي يقول: سمعت الفقيه أبا نصر عبد اللّه بن الحسين الأنصاري يقول: سمعت أبا عثمان الصّابوني يقول: سمعت أبا الفتح البستي يقول: المزح في الكلام كالملح في الطعام.

أنشدنا أبو حفص عمر بن علي بن أحمد النّوقاني الفاضلي، أنشدنا الإمام أبو سعد عبد الواحد بن عبد الكريم بن هوازن، أنشدنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الكرماني، أنشدنا أبو الفتح البستي لنفسه:

الناس أكثرهم إذا فتّشتهم *** بعداء عن سنن التقيّة و الهدى

فاحذرهم ما استطعت إنّ وراءهم *** شرّا أحد من الأسنّة و المدى

و إذا سلمت على امرئ فاشكر له *** ما كفّ عنك من الأذى فهو الندى

قال: و أنشدنا أبو عبد اللّه الكرماني، أنشدنا أبو الفتح البستي لنفسه:

إذا لم يفتني عقل و دين *** و صحة جسم و أمن و قوت

فلا خلق أسوأ منّي اختيارا *** إذا ما أنسيت (2) لحظّ يفوت

أنشدنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الجنيد الخطيب، أنشدنا الفقيه أبو نصر عبد اللّه بن أبي أحمد الحسين بن محمّد بن هارون الورّاق - بنيسابور - أنشدنا الشيخ الأستاذ شيخ الإسلام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرّحمن الصّابوني، أنشدني أبو الفتح البستي لنفسه:

أعلّل بالمنى نفسي لعلّ (3) *** أروّح بالأماني الهمّ عنّي

ص: 163


1- قسم من اللفظة مطموس بالأصل.
2- كذا، و في المختصر: أسيت.
3- كذا بالأصل، و في المختصر: لعلي.

و أعلم أنّ وصلك لا يرجّى *** و لكن لا أقلّ من التّمنّي

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن علي البيهقي، أنشدنا الشيخ الإمام أبو الفضل محمّد بن علي السّهلكي - ببسطام - أنشدنا الفقيه أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الكرماني في مجلس الإمام أبي عبد الرّحمن النيلي، أنشدنا أبو الفتح البستي لنفسه:

يا من له في كلّ شيء رغبة *** و على هواه كلّ شيء شاهد

إن كنت تعلم أنّ قلبك واحد *** فليكفه أبدا حبيب واحد

أنشدنا أبو شجاع ناصر بن محمّد بن أحمد بن محمّد النّوقاني الفاضلي (1)- بنوقان - أنشدنا أبو سعيد عبد الواحد بن عبد الكريم بن هوازن - بنيسابور - أنشدنا الشيخ أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الكرماني، أنشدنا أبو الفتح البستي لنفسه:

توقّ معاداة الرّجال فإنها *** مكدّرة للصّفو من كلّ مشرب

و لا تستثر حربا (2) و إن كنت واثقا *** بشدّة ركن أو بقوّة منكب

فلن يشرب السمّ الزّعاف أخو حجى *** مدلا بترياق لديه مجرّب

أنشدنا أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الفاضلي (3)،أنشدنا أبو سعيد القشيري، أنشدنا الشيخ أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الكرماني، أنشدنا أبو الفتح البستي لنفسه:

يا من يسرح قوله متعسفا *** من غير تمييز و لا تحصين

قل ما تشاء فإنّما تملي على ملك *** لذا ملك السماء مكين

قال: و أنشدنا أبو الفتح لنفسه:

تقنّع بالقناعة فهو أولى *** بوجه المرء من ذلّ القنوع

و من ماء وجهك لا ترقه *** و لا تبذله للنّذل المنوع

فأهون من سؤال الحر تدلا *** ممات الحرّ من جوع و نوع

قال: و أنشدنا أبو الفتح لنفسه:

ص: 164


1- قارن مع مشيخة ابن عساكر 230/أ.
2- كذا بالأصل و في المختصر: حزنا.
3- قارن مع مشيخة ابن عساكر 156/أ.

يا من تكبّر عين ساعده *** إقباله بزخارف النّعم

مهلا فقد أوجدت من عدم *** و تصير عن كثب إلى عدم

قال: و أنشدنا أبو الفتح لنفسه:

سرورك بالدنيا غرور فلا تكن *** بدنياك مسرورا فتصبح مغرورا

و لا تأمن الأحداث و اخش بياتها *** فكم نسفت دورا و كم كشفت (1) نورا

و أخسر أهل الأرض من عاش غافلا *** فلم يحيي مشكورا و لم يفن معذورا

أنشدنا أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد بن أحمد، أنشدنا أبو سعيد عبد الواحد بن القشيري، أنشدنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم، أنشدنا أبو الفتح البستي لنفسه (2):

إذا ما اصطنعت (3) امرأ فليكن *** شريف النّجاز زكي النّسب

فنذل الرّجال كنذل النّبات *** فلا للثمار و لا للحطب

قال: و أنشدنا أبو الفتح لنفسه:

يا من يؤمّل أن يفوز بصاحب *** متناسب الإعلان و الإضمار

يرعى الزمان فلا يخون و لا *** يرى ما عاش إلاّ راعيا لذمار

هيهات لست بواجد رطبا *** بلا شوك و لا خمرا بغير خمار

قال: و أنشدنا لنفسه:

أخ لي جرّبته برهة *** فندّمني طول تجريبه

و هل كان بريح (4) تجري به *** و فلك التّكبّر تجري به

قال: و أنشدنا لنفسه (5):

ص: 165


1- كذا بالأصل، و في المختصر: كسفت نورا.
2- البيتان في يتيمة الدهر 379/4.
3- في اليتيمة: اصطفيت.
4- كذا في الأصل: و هل كان بريح تجري به و في المختصر: و هل كان يربح تجريبه
5- البيتان في يتيمة الدهر 378/4-379.

من شاء عيشا رخيصا (1) يستفيد به *** في دينه ثم في دنياه اقبالا

فلينظرن إلى ما (2) فوقه أدبا *** و لينظرنّ إلى من دونه مالا

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - عن أبي القاسم سعيد بن محمّد بن الحسن المروروذي الادريعي، أنشدنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبدان السّيرجاني، أنشدنا أبو الفتح الكاتب لنفسه:

إذا أحببت أن تبقى *** مصون الجاه و القدر

و أن تأمن ما في الناس *** من مكر و من غدر

فلا تحرص على مال *** و لا تطمح إلى الصدر

و أكثر قول لا أدري *** و إن كنت امرأ تدري

أخبرنا أبو محمّد - شفاها - أيضا أنا أبو بكر الخطيب. إجازة. و أظنه قد سمعه منه، أنشدني أبو رجاء هبة اللّه بن محمّد بن محمّد علي الشيرازي، أنشدني علي الداوري لأبي الفتح البستي:

تنازع الناس في الصوفي و اختلفوا *** قدما و ظنوه مشتقّا من الصوف

و لست أبخل هذا الاسم غير فيّ *** صافي فصوفي حتى لقب الصوفي

أنشدنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، نا أبو بكر بن خلف، أنشدنا الشيخ أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين السلمي، أنشدنا أبو سعيد (3)عبد الصمد البستي، أنشدنا أبو الفتح البستي (4):

عفاء على هذا الزمان فإنه *** زمان عقوق لا زمان حقوق

و كلّ رقيق فيه غير موافق *** و كل صديق فيه غير صدوق

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو عثمان الصابوني سنة ثمان و أربعين و أربعمائة، قال: قرأت على أبي الفتح علي بن محمّد البستي - رحمه اللّه - في جملة ما قرأته عليه من أشعاره و أذن لي في إنشاده عنه:

ص: 166


1- في يتيمة الدهر: رخيّا.
2- في اليتيمة: من فوقه.
3- أقحم بعدها: عن.
4- البيتان في يتيمة الدهر 369/4.

زيادة المرء في دنياه نقصان *** و ربحه غير محض الخير خسران

و كلّ وجدان حظّ لا ثبات له *** فإنّ معناه في التحقيق فقدان

يا عامرا لخراب الدار مجتهدا *** باللّه هل لخراب العمر عمران

و يا حريصا على الأموال تجمعها *** أقصر فإنّ سرور المال أحزان

دع الفؤاد عن الدنيا و زخرفها *** فصفوها كدر و الوصل هجران

و لا تكن عجلا في الأمر تطلبه *** فليس يحمد قبل النصح بحران

كفى من العيش ما قد سدّ من عوز *** و فيه للمرء وتمان (1) و غنيان

و ذو القناعة راض من معيشته *** و صاحب الحرص إن أثرى مغضبان

سعيد (2) القشيري. أنشدنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الكرماني، أنشدنا أبو الفتح البستي لنفسه (3):

يا من يرجّى أن يعيش مسلّما *** جذلان لا يدهى بخطب يحزن

ليس الأمان من الزمان بممكن *** و من المحال وجود ما لا يمكن

معنى الزمان (4) على الحقيقة كاسمه *** فعلام ترجو أنّه لا يزمن (5)

أنشدنا أبو حفص عمر بن علي بن أحمد القاضي، أنشدنا أبو سعيد القشيري، أنشدنا أبو عبد اللّه الكرماني، أنشدنا أبو الفتح لنفسه:

أكثر الناس إذا *** جرّبت جهّال و هوج

فاعتصم اللّه برشد *** ودع الناس تموج

قال: و أنشدنا أبو الفتح لنفسه:

أعنف أقواما بلومي و لا أرى *** ملامي و تعنيفي يحررهم غيا

و ذاك لأن الجهل و الموت واحد *** و لن يعلم الإنسان ما لم يكن حيا

قال: و أنشدنا أبو الفتح أيضا:

ص: 167


1- كذا رسمها بالأصل.
2- كذا بالأصل و يبدو أن ثمة سقط في الكلام أخل بالسند، و كتب على هامش الأصل:«كذا».
3- الأبيات في يتيمة الدهر 382/4.
4- في اليتيمة: معنى للزمان.
5- تقرأ بالأصل:«نرمن» و المثبت عن اليتيمة، و يزمن: أي يمرض.

إن كنت ترغب في السعادة *** و الإحاطة بالحقائق

و تريد أن تقضي إلى *** سعد الفضا من المضائق

فأرح فؤادك من مطالعة *** العلائق و العوائق

و افزع إلى اللّه الكريم *** ودع مواصلة الخلائق

إنّ السعيد هو الغني *** عن العوائق و العلائق

أنشدنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الجنيد المحتاجي الخطيب (1)،أنشدنا أبو سعيد عبد الواحد بن عبد الكريم القشيري - إملاء بنيسابور. أنشدنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الكرماني، أنشدنا أبو الفتح البستي لنفسه:

إذا لم يكن للمرء نفس كريمة *** تهشّ إذا أوحت إليه النصائح

فلا تطمع في رشده و صلاحه *** و إن صاح يوما بالنصائح ناصح

أخبرنا أبو بكر عبد الغفّار بن محمّد بن الحسين الشّيروي في كتابه، و أخبرنا أبو سعد بن السّمعاني عنه، أنشدنا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرّحمن الصّابوني، أنشدني أبو الفتح البستي لنفسه:

أبا الفتح لو ناصحت نفسك لم *** تسمع بمنتظر من بعد ما هو محتضر

نصحت الورى فانصح لنفسك ساعة *** مضى أمس فاسمع اليوم إن غدا غدر

أنشدنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد بن أحمد، أنشدنا أبو سعيد عبد الواحد بن عبد الكريم، أنشدنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الكرماني، أنشدنا أبو الفتح البستي لنفسه:

إذا كنت ذا عقل صحيح فلا تكن *** عشيرك إلاّ كلّ من كان ذا عقل

فذو الجهل إن عاشرته أو صاحبته *** يصدك عن عقل و يغريك بالجهل

قال: و أنشدنا أبو الفتح لنفسه:

إذا شئت أن يصطاد حبّ أخي لب *** و تملك منه حورة القلب و الخلب

فاشركه في الخير الذي قد رزقته *** و حصّله بالإحسان في شرك الحبّ

أ لم تر طير الجو يهوي... (2) *** لحب كقطر من ذرى الجو منصب

ص: 168


1- قارن مع مشيخة ابن عساكر 169/أ.
2- غير واضحة و رسمها: متمة.

كذلك لا يصطاد ذو الرأي *** و الحجا محبات حيات القلوب بلا حبّ

قال: و أنشدنا أبو الفتح لنفسه:

بنيت القصور رجاء الخلود *** و أنسيت هدم الزّمان المعير

و من قصر الرأي أن الفتى *** يشيّد القصور لعمر قصير

قال: و أنشدنا أبو الفتح لنفسه:

و من الدليل على انتكاس أمورنا *** في هذه الدنيا لمن يتأمل

إنّ الأجنّة في الولاد رءوسهم *** تهوي إلى سفل و تعلو الأرجل

كتب إليّ أبو بكر الشّيروي، و أخبرني أبو بكر محمّد بن عبد اللّه العامري عنه، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الكرماني، أنشدنا أبو الفتح البستي لنفسه (1):

نصحتك حامل الاخوان طرّا *** على عذب سقوه أو أجاج

و لا ترج الصّفاء بغير مذق *** و لا يخلو السراج من السّناج (2)

قال: و أنشدنا أبو الفتح لنفسه:

تجلد و اصطبر إن ناب دهر *** بمكروه يضيق له الصّدور

فإنّ الدّهر عسر ثم يسر *** و من بعد الدّجى صبح و نور

و لو لا الداء لم يحمد شفاء *** و لو لا الحزن لم يعشق سرور

قال: و أنشدنا أبو الفتح لنفسه:

كم نعمة للّه سبحانه *** في نفس يصعد أو ينحدر

لو عدم اللطف بها ساعة *** لعاد صفو العيش منه كدر

و المرء مثل النّجم بيّناه *** في آفاقه يشرق إذ ينكدر

فقل لمن غرّته أيامه *** و غشّه عقل و رأي سدر

لا تأمن الأيام و انظر إلى *** ما حلّ بالمنصور و المقتدر

أنبأنا أبو غالب شجاع بن فارس، و أبو السعادات أحمد بن أحمد المتوكلي،

ص: 169


1- البيتان في يتيمة الدهر 380/4.
2- المذق: المزج، و السناج: أثر دخان السراج في الحائط .

و أبو الحسن بن مرزوق، قالوا: أنشدنا أبو بكر الخطيب، أنشدني أبو الحسن علي بن طاهر بن إبراهيم الخبّاز لأبي الفتح البستي:

أفدي الذي نادمني ليلة *** راحا و قد صبّت أباريقه

سألت وردا فأبى خده *** و رمت راحا فأبى ريقه

أنبأنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، و حدّثنا أبو الحسين أحمد بن حمزة عنه، أنشدنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي الصّقر (1)،أنشدنا أبو معشر عبد الكريم بن عبد الصّمد بن محمّد الطّبري، أنشدنا أبو الحسن علي بن عبد اللّه الرازي المستملي، أنشدني أبو يحيى زيد بن بدر البلخي، أنشدني أبو الفتح علي بن محمّد البستي:

كتبت فلم تجبني عن كتابي *** فأهلني لتسريح الجواب

ترحني بالإجابة عن هموم *** أحاطت من تباريح الجوابي

قال: و أنشدنا أبو الفتح لنفسه (2):

دعوني و نفسي (3) في عفافي فإنّني *** جعلت عفافي في حياتي ديدني

و أعظم من قطع اليدين على الفتى *** صنيعة برّ نالها من يدي دني

كتب إليّ أبو بكر الشيروي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن عبدان، أنشدنا أبو الفتح البستي لنفسه:

ما أجهل الإنسان بالدنيا و أعجب أمره *** أضحى يشيد قصره و الموت يهدم عمره

قال لي الشريف أبو المعمر المبارك بن أحمد بن عبد العزيز الأنصاري، و نقلته من خطه، ذكر أبو محمّد الحسن بن علي البرمكي.

أن أبا الفتح البستي الشاعر كانت له رئاسة و صحبة للسلطان، ثم طالت بعد ذلك عطلته، و خانه دهره، و خرج هاربا حتى صار بدمشق، فتوفي بها مستترا.

ص: 170


1- تقرأ بالأصل: الصفر، تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 578/18.
2- البيتان في المنتظم لابن الجوزي 232/14 (وفيات سنة 363) طبعة بيروت.
3- في المنتظم: و سمتي.

أنبأنا أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه قال:

توفي أبو الفتح رحمه اللّه ببخارى سنة إحدى و أربعمائة، و هذا أشبه بالصواب من قول انه مات بدمشق، و اللّه أعلم.

5026 - علي بن محمّد بن الحسن

أبو الحسن الفارسي

سمع بدمشق عبد الدائم بن الحسن.

روى عنه عمر بن عبد الكريم الدّهستاني.

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمّد بن الحسن الدّهستاني (1)،نا عمر بن عبد الكريم الدّهستاني (2)،أنا علي بن محمّد بن الحسن الفارسي أبو الحسن - بالجحفة وطنه (3) بمنزل بين حورا و أيلة - أنا أبو القاسم بن أبي الحسن الحوراني بدمشق، نا أبو الحسين الكلابي، نا محمّد بن خريم (4)،نا هشام بن عمّار، نا مالك، عن الزهري، عن أنس أن النبي صلى اللّه عليه و سلم دخل مكّة و على رأسه المغفر.

أخبرناه عاليا أبو سهل بن سعدوية، أنا عبد الرّحمن بن الحسين بن الحسن، نا أبو الحسين الكلابي، فذكره.

و هذا الحديث لم يسمعه عبد الدائم بن الكلابي و إنّما له إجازة منه.

5027 - علي بن محمّد بن الحسن بن الشام الأطرابلسي

حدّث بدمشق في ذي القعدة سنة تسع و خمسمائة.

سمع منه قريبه أبو القاسم علي بن محمّد بن عبد الصّمد بن الشام.

ص: 171


1- قارن مع مشيخة ابن عساكر 156/ب.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 317/19.
3- كذا بالأصل:«بالحجعة وطنه بمنزل بين حورا و أيلة». و لم أهتد إلى ما يريد، راجع معجم البلدان:«الجحفة» أو «حوراء» أو «حوران» و أيلة.
4- الأصل: خزيم، تصحيف، و الصواب ما أثبت:«خريم» مرّ التعريف به.
5028 - علي بن محمّد بن حفص بن عمر بن رستم

أبو الحسن الفارسي البعلبكي الإمام

حدّث عن أبي عمرو موسى بن عيسى بن المنذر، و الحسين بن السّميدع، و العبّاس بن الوليد بن مزيد، و أبي علي الحسن بن سعيد بن مرزوق بن عبد اللّه.

روى عنه: أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الغفّار بن ذكوان البعلبكّي، و سليمان بن أحمد الطّبراني.

أخبرنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن الحسن، أنا جدي أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو طاهر الحسين بن محمّد بن الحسين بن عامر المقرئ إمام جامع دمشق (1)،نا القاضي أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عبد الغفّار المعروف بابن ذكوان، نا علي بن محمّد بن حفص، حدّثني العبّاس بن الوليد بن مزيد، أخبرني أبي، نا الأوزاعي قال:

أنبئت أن سعيد بن المسيّب لقي أبا هريرة، فقال أبو هريرة: أسأل اللّه أن يجمع بيني و بينك في سوق الجنة، و ذكر الحديث بطوله لم يزد عليه.

أنبأنا أبو علي الحداد و جماعة قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة (2)،أنا سليمان بن أحمد، نا علي بن محمّد بن حفص الفارسي بمدينة بعلبك، نا العبّاس بن الوليد بن مزيد، حدّثني أبي، نا الأوزاعي، عن عبد الواحد بن قيس، عن نافع، عن ابن (3) عمر أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«كل مسكر خمر و كل مسكر حرام».

قال الطبراني: لم يروه عن الأوزاعي إلاّ الوليد.

5029 - علي بن محمّد بن خلف بن موسى

أبو الحسن البغدادي الفقيه الشافعي الفرائضي

سكن نيسابور.

ص: 172


1- تقدمت ترجمته في كتابنا: تاريخ مدينة دمشق 309/14 رقم 1602.
2- بالأصل:«ابن ريده» تصحيف، و الصواب ما أثبت و ضبط ، و قد مرّ التعريف به.
3- بالأصل:«أبي عمر» تصحيف.

و كان قد سمع بدمشق جعفر بن أحمد بن عاصم بن الرّوّاس، و أبا بكر يوسف بن القاسم الميانجي، و ببغداد: أبا بكر محمّد بن إبراهيم الشافعي، و أبا محمّد بن ماسي (1)،و أبا الحسن علي بن محمّد بن لؤلؤ، و علي بن الحسن الجرّاحي، و أبا الحسين بن المظفر، و أبا بكر أحمد بن يوسف بن خلاّد النّصيبي (2)، و مخلد بن جعفر الباقرحي (3)،و أبا الفتح محمّد بن الحسين الأزدي الموصلي (4)، و بكّار بن أحمد بن بكّار المقرئ، و بغيرها: أبا بكر أحمد بن إسحاق بن السّنّي الدّينوري، و محمّد بن أبي الخطّاب الحمصي.

روى عنه: أبو عبد اللّه القاسم بن الفضل الثقفي رئيس أصبهان.

و لم يذكره الخطيب في تاريخ بغداد.

أخبرنا أبو القاسم يقيمان (5) بن محمّد بن الفضل الشاهد، و أبو سعيد شيبان بن عبد اللّه بن شيبان المؤدب (6)،و أبو الفتوح بندار (7) بن غانم بن محمّد المعروف بهمرجي بأصبهان قالوا: أنا الرئيس أبو عبد اللّه القاسم بن الفضل بن محمود (8)الثقفي، نا أبو الحسن علي بن محمّد بن خلف بن موسى البغدادي - بنيسابور - أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم النيسابوري، حدّثني موسى بن سهل الوشّاء، نا إسحاق الأزرق، نا عبد اللّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر.

أنه كان يجمع بين المغرب و العشاء، يجمع إذا غاب الشفق، و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يجمع بينهما إذا جدّ به السير[9140].

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل في تذييله تاريخ نيسابور، قال:

ص: 173


1- هو عبد اللّه بن إبراهيم بن أيوب، أبو محمد بن ماسي البغدادي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 16/ 252.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 69/16.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 254/16.
4- هو محمد بن الحسين بن أحمد بن عبد اللّه، أبو الفتح الأزدي الموصلي ترجمته في سير أعلام النبلاء 347/16.
5- كذا رسمها بالأصل، و فوقها ضبة. و الذي في مشيخة ابن عساكر 34/ب «بيتمان».
6- قارن مع مشيخة ابن عساكر 80/أ.
7- قارن مع مشيخة ابن عساكر 34/أ.
8- في مشيخة ابن عساكر 34/أ و ب: أبو عبد اللّه القاسم بن الفضل بن أحمد المحمودي.

علي بن محمّد بن خلف بن موسى البغدادي، أبو الحسن الفقيه الفرائضي من فقهاء أصحاب الشافعي و وجوه الناظرين، حسن اللسان، جيد النظر، قدم نيسابور سنة ثمان و أربعمائة، و حدّث عن أبي بكر الشافعي [و] (1) بكار بن أحمد بن بكار المقرئ، و أبي محمّد بن ماسي، و أبي الحسن الجرّاحي، و أبي الحسن بن لؤلؤ (2)، و أبي الحسين بن المظفر، و مخلد الباقر حي و طبقتهم، و أبي بكر بن خلاّد، و أبي الفتح الأزدي الحافظ ، و أبي بكر السّنّي (3)،و جعفر بن أحمد بن عاصم الدمشقي، و أبي بكر يوسف بن القاسم القاضي، و محمّد بن أبي الخطاب الحمصي و طبقتهم من أهل الشام.

5030 - علي بن محمّد بن دنهش

أبو الحسن

أصلهم من أهل الكتاب، أسلموا على يد الوليد بن عبد الملك.

حدّث عن أبي الجهم بن طلاّب.

روى عنه: أحمد بن الحسن بن أحمد بن الطّيّان.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، و أبو نصر غالب بن أحمد بن المسلّم، قالا: أنا علي بن أحمد بن زهير التميمي، نا أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد بن عثمان بن سعيد بن القاسم الغسّاني، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن دنهش بدمشق، نا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاّب، نا هشام بن عمّار، نا عمرو بن واقد، نا يونس بن حلبس، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذرّ الغفاري، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«ليس الزهادة في الدنيا بتحريم الحلال و لا إضاعة المال، و لكن الزهادة في الدنيا ألاّ تكون (4) بما في يديك أوثق منك ما بيد اللّه عز و جل، و أن تكون (5) في ثواب المصيبة إذا أصبت بها أرغب منك فيها لو أنها بقيت لك»[9141].

ص: 174


1- زيادة منا للإيضاح.
2- بالأصل:«الولو».
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 255/16 و سماه: أحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم.
4- الأصل: يكن، و المثبت عن المختصر.
5- الأصل: يكون.
5031 - علي بن محمّد بن راهوية

أبو الحسن القاضي

حدّث بأطرابلس، عن أبي بكر بن دريد.

روى عنه: أبو القاسم عبيد اللّه بن القاسم المراغي.

أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسين بن أحمد الصوري، أخبرتنا العالمة أم العز فاطمة بنت القاضي أبي الحسن عبد العزيز بن عبد الرّحمن بن أحمد القزويني - بقراءتي عليها بصور - قالت: نا أبو الحسين أحمد بن علي الجوهري الموصلي بأطرابلس، نا أبو الحسن عبيد اللّه بن القاسم المراغي، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن راهوية القاضي بطرابلس، نا أبو بكر بن دريد، نا الحسن بن الخضر، نا الحجّاج بن نصير، نا صالح المرّي، عن مالك بن دينار، عن الأحنف بن (1) قيس قال:

قال عمر بن الخطّاب: يا أحنف من كثر ضحكه قلّت هيبته، و من مزح استخفّ به، و من أكثر من شيء عرف به، و من كثر كلامه كثر سقطه، و من كثر سقطه قلّ حياؤه، و من قلّ حياؤه قلّ ورعه، و من قلّ ورعه مات قلبه.

5032 - علي بن محمّد بن أبي سليمان أيوب بن حجر

أبو الطّيّب الرّقّي ثم الصّوري

سمع أباه محمّد بن أبي سليمان، و أبا القاسم يزيد بن محمّد بصور، و أبا الجماهر محمّد بن عثمان بدمشق، و أحمد بن محمّد بن يزيد بن أبي الخناجر (2)- بأطرابلس - و أبا عبد اللّه محمّد بن محمّد بن مصعب الصّوري، و إبراهيم بن معاوية القيسراني، و المؤمّل بن إهاب، و أحمد بن شيبان الرّملي، و إسماعيل بن حمدوية البيكندي، و يونس بن عبد الأعلى، و أبا يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن يونس، و أبا عتبة الحجازي، و أبا جعفر محمّد بن علي بن راشد الطبري، و الحسن بن جرير، و أبا هاشم خالد بن يزيد الإمام، و أبا غسّان مالك بن يحيى الهمداني (3)،و أبا بكرة

ص: 175


1- بالأصل:«عن» تصحيف.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 240/13.
3- سير أعلام النبلاء 22/13.

بكّار بن قتيبة (1)،و إبراهيم بن مرزوق، و الربيع بن سليمان المؤذن، و أبا جعفر محمّد بن عوف الطائي، و أبا جعفر محمّد بن الوليد بن أبان البغدادي، و بحر بن نصر، و محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، و أحمد بن عيسى الخشّاب، و جماعة سواهم.

روى عنه: أبو حفص بن شاهين، و أبو بكر بن شاذان، و أبو عمرو أحمد بن محمّد بن مزاحم الصّوري، و عبد اللّه بن علي بن أبي العجائز الأزدي، و أبو الحسين بن جميع، و أبو الحسين محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن الملطي، و أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن أيوب القطان الحافظ ، و أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن علي بن هارون البردعي، و أبو طالب علي بن الحسن بن إبراهيم الحمصي المعروف بالقسل (2)،و أبو الحسن الرازي،.

و كان ثقة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا:

أنا أبو نصر بن طلاّب، أنا أبو الحسين بن جميع، نا علي بن محمّد الصّوري - بصور - أنا أحمد بن عيسى الخشّاب، نا عمرو بن أبي سلمة، عن الأوزاعي، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم، عن عائشة قالت: كنت أفرك المني من ثوب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: سألت أبا الطيّب علي بن محمّد بن أبي سليمان الصّوري متى ولدت ؟ فقال: ولدت في أوّل سنة أربعين و مائتين.

5033 - علي بن محمّد بن سلامة بن الخضر

أبو الحسن بن البالسي

بلغني أنه ولد بالعراق لاثني (3) عشر يوما من رمضان سنة إحدى و خمسين

ص: 176


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 599/12.
2- كذا رسمها بالأصل.
3- بالأصل: لاثنتي.

و أربعمائة، و انتقل إلى دمشق و هو صغير، و نشأ بها، و أقام بها إلى أن مات.

حدّث عن أبي البركات بن طاوس.

سمع منه بعض أصحابنا، و لم أسمع منه شيئا.

و مات سابع شوال سنة أربعين و خمسمائة، و دفن بمقبرة الكهف.

5034 - علي بن محمّد بن شيبان

أبو الحسن الحبراني (1)

سمع بدمشق: أبا بكر أحمد بن عبد اللّه بن أبي دجانة، و أبا علي الحسن بن حبيب، و الحسن بن أحمد بن غطفان الفزاري، و أبا القاسم بن [أبي] (2) العقب، و محمّد بن العبّاس بن يونس بن زلزل، و إبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان، و محمّد بن جعفر الخرائطي، و بتنيس: علي بن جعفر بن مسافر، و بفلسطين:

محمّد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني.

روى عنه: أبو صالح محمّد بن أبي عدي بن الفضل السمرقندي نزيل مصر.

5035 - علي بن محمّد بن صافي بن شجاع بن محمّد بن هارون

أبو الحسن الرّبعي

المعروف بابن أبي الهول (3)

حدّث عن عبد الوهّاب الكلابي، و تمّام بن محمّد، و أبي الفرج الهيثم بن أحمد الإمام، و أبي الفتح محمّد بن إبراهيم بن يزيد البصري الجحدري، و أبي محمّد عبد الواحد بن أحمد بن محمّد الهمداني، و أبي بكر محمّد بن عبيد اللّه بن إسحاق بن جابر التّنّيسي، و عبد الوهّاب الميداني، و أبي نصر بن الجبّان، و علي بن بشرى، و أبي بكر بن أبي الحديد، و عبد الوهّاب بن عمر بن نصر، و أبي محمّد بن أبي نصر، و أبي الحسن محمّد بن علي بن صخر، و أبي العبّاس أحمد بن محمّد بن

ص: 177


1- الحبراني بضم الحاء المهملة و الباء المعجمة بواحدة و الراء المهملة، هذه النسبة إلى حبران (انظر الأنساب).
2- سقطت من الأصل، و قد وضع بعد «بن» ضبة، كأنها إشارة إلى اضطراب الاسم.
3- ترجمته في ميزان الاعتدال 155/3.

زكريا النّسوي، و أبي ذرّ الهروي، و أبي محمّد الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فراس، و أبي الحسن علي بن طاهر القرشي، و أبي أحمد عبد اللّه بن بكر الطّبراني الزاهد، و أبي علي أحمد بن عمر بن محمّد بن خرّشيد قوله، و أبي الحسن بن جهضم، و صدقة بن محمّد بن أحمد بن الدّلم، و أبي الحسن علي بن عبد الغالب الضرّاب، و أبي عبد اللّه الحسين بن علي بن محمّد الصّيمري، وفاتك بن عبد اللّه المراحمي (1)،و عبد الوهّاب بن علي المالكي القاضي، و أبي بكر عبد اللّه بن الحسين بن عفان، و أبي نصر عبيد اللّه بن سعيد الوائلي، و عبد العزيز بن بندار، و أبي القاسم بن الطّبيز، و أبي عثمان الصّابوني، و أبي بكر محمّد بن عبد الرّحمن القطّان، و منصور بن رامش، و عبد العزيز بن علي الشهرزوري.

روى عنه عبد العزيز الكتاني، و أبو سعيد إسماعيل بن علي الرازي، و نجا بن أحمد، و سهل بن بشر، و علي بن أحمد بن زهير المالكي، و أبو طاهر بن الحنّائي.

أنبأنا أبو طاهر محمّد بن الحسين بن الحنّائي.

و أخبرنا أبو المكارم الأزدي عنه، أنا جدّي لأمي أبو محمّد عبد اللّه بن الحسين بن عبدان، و أبو الحسن علي بن محمّد بن صافي الرّبعي، و أبو القاسم علي بن الفضل بن الفرات، قالوا: أنا أبو الحسين عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي، نا أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا، نا يونس بن عبد الأعلى، أنا عبد اللّه بن وهب أن مالكا أخبره (2).

ح قال: و نا عيسى بن إبراهيم، أنا ابن القاسم، حدّثني مالك.

عن نافع، عن عبد اللّه بن عمر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«إنّما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة، إن عاهد عليها أمسكها، و إن أطلقت ذهبت»[9142].

أخبرناه عاليا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو القاسم علي بن محمّد السّلمي السّميساطي، أنا عبد الوهّاب فذكره.

ص: 178


1- كذا بالأصل بإهمال الراء.
2- كذا.

أنبأنا أبو محمّد بن صابر قال: قال أبو القاسم علي بن إبراهيم:

توفي أبو الحسن ابن محمّد بن شجاع بن أبي الهول في ذي القعدة سنة أربع و أربعين و أربعمائة بدمشق، كذّاب جاءني بكتاب هواتف (1) الجنّ ، قد ألصق عليه و سماعه من الورقة الملصقة فلم أسمعه.

قال: و حكى ابن صابر عن ابن الأكفاني: أنه وجد له مثل ذلك في كتاب الأسماء و الكنى لمسلم، و كأنه كذّبه فيه.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني قال:

سنة أربع و أربعين و أربعمائة فيها توفي أبو الحسن علي بن محمّد بن شجاع الرّبعي المعروف بابن (2) الهول ليلة الخميس لسبع خلون من ذي القعدة، حدّث عن عبد الوهّاب بن الحسن و غيره.

و ذكر أبو عبد اللّه بن قبيس: أنه مات سنة ثلاث و أربعين.

5036 - علي بن محمّد بن طغج بن جفّ المعروف بابن الإخشيد

ذكر أبو الحسن محمّد بن أحمد بن القوّاس الورّاق قال: مات علي بن الإخشيد (3) بطرسوس يوم الخميس لتسع بقين من ذي القعدة سنة ست و ثمانين و مائتين.

5037 - علي بن محمّد بن طوق بن عبد اللّه

أبو الحسن بن الفاخوري

المعروف بالطّبراني (4)

روى عن أبي علي الحسين بن إبراهيم بن جابر الفرائضي (5)،و أبي سليمان محمّد بن عبد اللّه بن زبر، و أبي علي عبد الجبّار بن عبد اللّه بن محمّد بن

ص: 179


1- في ميزان الاعتدال: هواتف الجنّان.
2- كذا بالأصل، و مرّ: ابن أبي الهول.
3- بالأصل: الإخشاد.
4- في المختصر: المعروف بالطبراني الداراني. انظر تاريخ داريا ص 117.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 140/16.

عبد الرحيم بن مهنا الدّاراني، و أحمد بن علي الحلبي الحبّال، و أبي الحسين أحمد بن عمرو بن معاذ الدّاراني، و أبي حفص عمر بن عبد اللّه بن محمّد الأصبهاني، و أبي بكر عبد السّلام بن محمّد القطان العقيلي.

روى عنه: عبد العزيز بن أحمد الكتاني، و أبو سعد إسماعيل بن علي السّمّان.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني - لفظا - أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن طوق بن عبد اللّه بن الفاخوري الطّبراني الدّاراني، أنا أبو علي الحسين بن إبراهيم بن جابر الفرائضي - إملاء بدمشق - نا أبو محمّد جعفر بن أحمد بن عاصم، نا هشام بن عمّار، نا ابن عياش، نا محمّد بن يزيد الرحبي عن مغيث بن سمي الأوزاعي، و عيسى بن ربيعة، عن ابن مسعود.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«لا تبادروا الإمام بالركوع حتى يركع، و لا في السجود حتى يسجد، و لا ترفعوا حتى يرفع، فإنّما جعل الإمام ليؤتم به»[9143].

أخبرنا أبو محمّد أيضا، نا عبد العزيز قال:

توفي شيخنا أبو الحسن علي بن طوق الطّبراني المعلم و كان بداريا، و توفي بدمشق يوم الجمعة سلخ شعبان سنة خمس عشرة و أربعمائة، و كان عنده شيء كثير لم يحدّث إلاّ بشيء يسير، حدث عن الحسين بن إبراهيم بن جابر المعروف بابن أبي الزمزام الفرائضي و غيره، و كان ثقة، سمعنا منه بداريا.

5038 - علي بن محمّد بن عامر بن عمرو

أبو الحسن النّهاوندي

إمام جامع نهاوند.

سمع بدمشق و غيرها: أبا الجهم عمرو بن حازم القرشي، و طاهر بن عيسى الخطيب، و سعد بن محمّد القاضي ببيروت، و أبا عبد الملك بن إبراهيم، و بكر بن سهل بن إسماعيل الدّمياطي (1)،و أحمد بن يحيى بن إسحاق الحلواني، و ميمون بن أحمد بن عمّار بن نصير السّلمي الدمشقي، و إبراهيم بن عبد الرّحمن بن إبراهيم

ص: 180


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 425/13.

دحيم، و بشر بن موسى، و أبا الحسن علي بن المبارك، و الحسن بن غليب بمصر، و إسحاق بن إبراهيم الدّبري، و أحمد بن خالد بن حبان (1) الرّقّي، نزيل مصر، و أبا علي إسماعيل بن محمّد بن قيراط ، و محمّد بن أحمد بن الوليد بن برد (2)، و محمّد بن الحارث بن عبد الحميد، و أحمد بن يحيى الحضرمي، و أبا عبد اللّه عبد الكريم بن إبراهيم بن حبان بمصر.

روى عنه: أبو بكر أحمد بن علي بن لال الفقيه، و أبو الحسن بن جهضم، و أبو غانم المظفّر بن الحسين بن علي النّهاوندي، و أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسحاق السّنّي، و أبو الحسن علي بن إبراهيم المعروف بعلاّن الكرخي، و أبو علي أحمد بن محمّد بن مردمر (3) النهاوندي، و أبو منصور محمّد بن يونس بن الحسن بن يونس النهاوندي، و المظفّر بن أحمد بن بندار، و أبو نصر شعيب بن علي النهاوندي، و أبو بكر أحمد بن محمّد بن خالد البروجردي، و السيد أبو الحسن محمّد بن علي بن الحسين الهمداني، و إسماعيل بن عبد اللّه الهمداني المقرئ، و أبو أحمد عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الغفّار العفصي.

أخبرنا أبو علي أحمد بن سعد بن علي العجلي الهمذاني (4) المعروف ببديع الزمان ببغداد، أنا الشيخ العفيف أبو علي أحمد بن محمّد بن بندار - قراءة عليه - أنا أبو بكر أحمد بن علي بن لال الفقيه، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن عامر النهاوندي، نا محمّد بن عجلان، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن أوس، عن عنبسة بن أبي سفيان، عن أم حبيبة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم قالت:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من صلّى ثنتي عشرة ركعة بني اللّه له بيتا في الجنة، أربعا قبل الظهر و اثنتان بعدها، و اثنتان قبل العصر و اثنتان بعد المغرب، و اثنتان قبل الصّبح»[9144].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي قال: قرأت على عبد اللّه بن عطاء الهروي

ص: 181


1- بدون إعجام بالأصل.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 311/13.
3- كذا رسمها بالأصل.
4- الأصل: الهمداني، قارن مع مشيخة ابن عساكر 6/أ.

قال: قرأت على أبي طاهر أحمد بن عبد الرّحمن بن علي بن عبد اللّه الصائغ الهمذاني بهمذان قلت له: أخبركم أبو غانم المظفر بن الحسين بن علي بن سليمان السّمسار النّهاوندي بنهاوند، نا أبو الحسن علي بن محمّد بن عامر - يعني النهاوندي - نا عمرو بن حازم القرشي أبو الجهم - بدمشق - بحديث ذكره.

أنبأنا أبو الحسن الفقيه الشافعي، و أبو يعلى حمزة بن الحسن بن مفرّج قالا:

أنا سهل بن بشر، أنا أبو الحسن علي بن عبيد اللّه بن محمّد الكسائي الهمذاني (1)- بمصر - قال: سمعت أبا نصر عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسين الأنماطي يقول:

علي بن عامر أبو الحسن النهاوندي كتبت عنه بنهاوند قديما، و لم أكتب عنه لما قدم علينا، و قدم سنة تسع و عشرين للتحديث، و سمع منه ثم عاد سنة ثمان و ثلاثين - يعني و ثلاثمائة - و البلد أسكن مما كان، فجمع له أبو منصور الإمام، و مال إليه و موّله علم كثير، و لم يكن بحسن، كان من الجملة الثقات.

5039 - علي بن محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم بن أعين

أبو الحسن المصري

حدّث عن محمّد بن رمح، و قدم دمشق مع أحمد بن طولون سنة تسع و تسعين و مائتين لما قدمها لخلع أبي أحمد الموفق كما ذكر أبو عمر (2) محمّد بن يوسف التّجيبي.

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العبّاس بن علي، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن، ثم حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا: أنا أحمد بن الفضل بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال لنا أبو سعيد بن يونس:

علي بن محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم يكنى أبا الحسن، يروي عن محمّد بن رمح، توفي يوم الأحد لليلتين بقيتا من صفر سنة سبع و ثمانين و مائتين، حدّثني بذلك ابنه عبد الرّحمن بن علي.

ص: 182


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 652/17.
2- أقحم بعدها بالأصل: بن.
5040 - علي بن محمّد بن عبد اللّه

أبو (1) الحسن القزويني القاضي

قدم دمشق سنة خمس و ستين و ثلاثمائة، و حدّث بها و بمصر عن: علي بن محمّد بن مهرويه، و إسماعيل بن عبد الوهّاب القزوينيين، و أبي أحمد محمّد بن قريش بن سليمان المروروذي، و أبي أحمد محمّد بن أحمد البلخي، و أبي أحمد سعيد بن محمّد بن سعيد بن خالد بن عطاء بن دينار الذهلي، و أبي عبد اللّه محمّد بن علي بن محمّد الخياط .

روى عنه أبو نصر بن الجبّان [و] (2) عبد الوهّاب الميداني، و عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، و علي بن موسى بن السمسار، و تمام بن محمّد.

قرأنا على جدي أبي المفضّل يحيى بن علي القرشي، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو نصر المرّي، نا أبو الحسن علي بن محمّد بن عبد اللّه القزويني القاضي، قدم علينا، نا علي بن محمّد بن مهرويه، و إسماعيل بن عبد الوهّاب القزوينيان، قالا: نا داود بن سليمان الغازي، حدّثني علي بن موسى الرضا، حدّثني أبي موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«الإيمان إقرار باللسان، و معرفة بالقلب، و عمل بالأركان»[9145].

5041 - علي بن محمّد بن عبد اللّه بن مفلح

أبو الحسن القزويني

سكن نسا.

و سمع بدمشق أبا علي بن شعيب، و أبا القاسم بن أبي العقب، و خيثمة بن سليمان بأطرابلس، و أبا عبد اللّه بن مخلد، و يعقوب بن عبد الرّحمن الجصّاص، و أبا

ص: 183


1- بالأصل:«بن» تصحيف. و المثبت عن المختصر.
2- زيادة للإيضاح.

القاسم عمر بن محمّد بن أحمد بن هارون العسكري، و جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي، و أبا عبد اللّه المحاملي، و أحمد بن محمود الزّنجاني ببغداد.

روى عنه: الحاكم أبو عبد اللّه، و أبو حازم العبدوي الحافظ ، و أبو عبد اللّه بن باكويه، و أبو سعد عبد الملك بن محمّد بن إبراهيم الزاهد، و أبو نعيم الحافظ ، و أبو بكر محمّد بن عمر بن بكير النّجّار المقرئ (1) البغدادي، و أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن زكريا النّسوي، و أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد اللّه السّرّاج، و أبو حفص بن مسرور.

أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد بن عبد اللّه الحلواني الأصولي (2)،نا أبو بكر بن خلف - إملاء بنيسابور - نا الأستاذ الزاهد أبو سعد عبد الملك بن أبي عثمان الواعظ ، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن مفلح القزويني الصّوفي، نا الحسين بن إسماعيل، نا أبو هشام الرفاعي، أنا يحيى بن يمان، نا سفيان الثوري، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ميمون بن أبي شبيب، عن عائشة قالت: أمرنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن ننزل الناس منازلهم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الحسن البروجردي، أنا علي بن عبد اللّه بن أبي صادق الحيري، أنا محمّد بن عبد اللّه بن باكويه، نا أبو الحسن علي بن محمّد القزويني، نا أبو علي محمّد بن هارون الأنصاري - بدمشق - نا محمّد بن نصر بن شاكر، نا أبو بكر بن رزق اللّه، نا معروف الكرخي، أبو محفوظ (3)،عن أبيه، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن ابن عبّاس قال:

النظر في وجوه الاخوان المشتاقين ساعة أحبّ إليّ من ألف ركعة من صلاة.

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، نا أبو بكر الخطيب، نا أبو حازم الأعرج (4)- بنيسابور إملاء - أنا علي بن محمّد بن مفلح القزويني، أنا أبو القاسم علي بن يعقوب - بدمشق - نا يزيد بن أحمد، نا عبد الرّحمن بن يحيى، نا الوليد بن مسلم قال:

ص: 184


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 472/17.
2- قارن مع مشيخة ابن عساكر 89/ب.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 339/9.
4- هو عمر بن أحمد بن إبراهيم بن عبدويه النيسابوري، ترجمته في سير أعلام النبلاء 333/17.

كان الأوزاعي يعطي كتبه إذا كان فيها لحن لمن يصلحها.

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه السّنجي، أنا أبو العباس الفضل بن عبد الواحد بن الفضل بن عبد الصّمد التاجر، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد اللّه السّراج... (1)،أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن مفلح القزويني، نا أبو الحسين بن مهدي، أنا محمّد بن عبد الوهاب، عن علي بن عثام (2)،عن الأصمعي قال: قال سلم (3) بن قتيبة:

الدنيا العافية، و الشباب الصحة، و المروءة الصّبر على الرجال.

أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر (4)،أنا عمر بن أحمد بن عمر بن محمّد بن مسرور (5)،أنا أبو الحسن علي بن محمّد القزويني، أنا أبو العبّاس محمّد بن أحمد بن عمرو بن عبد الخالق بن خلاّد العتكي، حدّثني أبي، نا محمّد بن عبد الرحيم قال: سمعت عفّان يقول: قال شعبة: من كتبت عنه أربعة أحاديث فأنا عبده حتى أموت.

أخبرنا أبو محمّد أيضا، أنا عمر، أنا أبو الحسن القزويني، أنا أبو علي محمّد بن هارون بن شعيب الدمشقي، حدّثني عبد اللّه بن جعفر الخراساني، نا زكريا بن يحيى، عن الأصمعي قال: سمعت أبا عمرو بن العلاء يقول: كان يقال: إذا تأكدت المعرفة سمجت الحشمة.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

علي بن محمّد بن عبد اللّه [الصوفي أبو الحسن القزويني نزيل نسا، قدم نيسابور غير مرة، و حدث بها. سمع بالعراق أبا عبد اللّه] (6) بن مخلد و طبقته، و بالشام خيثمة بن سليمان و طبقته، و بمصر: مشايخ عصره.

ص: 185


1- رسمها غير واضح بالأصل.
2- هو علي بن عثام بن علي، أبو الحسن الكلابي الكوفي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 569/10.
3- بالأصل: سالم بن قتيبة، تصحيف، و هو سلم بن قتيبة، أبو قتيبة الخراساني الفريابي الشعيري، ترجمته في سير أعلام النبلاء 308/9.
4- قارن مع مشيخة ابن عساكر 28/أ.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 10/18.
6- ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل.

قال لنا أبو منصور بن خيرون و أبو الحسن بن سعيد: قال لنا أبو بكر الخطيب:

علي بن محمّد بن عبد اللّه أبو الحسن القاضي من أهل قزوين (1).

قرأت على أبي القاسم الشحامي عن أبي بكر الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه الحاكم قال: جاء نعيه - يعني القزويني - من نسا سنة سبع و ثمانين و ثلاثمائة.

5042 - علي بن محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي

أبو الحسن البغدادي (2)

قدم دمشق سنة ثمان و ثمانين و ثلاثمائة، و حدّث بها عن جده أبي محمّد عبد اللّه بن إبراهيم، و أبي أحمد حمزة بن محمّد بن العبّاس الدهقان.

روى عنه: علي بن محمّد الحنّائي، و أبو بكر البرقاني.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا علي بن محمّد الحنّائي و قرأته بخطه، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن إبراهيم بن ماسي البغدادي، قدم علينا، نا جدي أبو محمّد عبد اللّه بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي.

ح و أخبرنا أبو بكر بن عبد الباقي قال: قرئ على أبي إسحاق إبراهيم بن عمر البرمكي، أنا أبو محمّد بن ماسي، نا إبراهيم بن عبد اللّه الكشّي (3)،نا محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، نا إسماعيل بن مسلم، عن الحسن، عن سمرة بن جندب.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«لا تحرّوا بصلاتكم طلوع الشمس و غروبها، فإنها تطلع في قرني شيطان، و تغرب في قرني شيطان»[9146].

لفظهما سواء.

أخبرنا [أبو] (4) منصور بن زريق، و أبو الحسن بن سعيد، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (5):

ص: 186


1- انظر تاريخ بغداد 85/12.
2- ترجمته في تاريخ بغداد 97/12 و سماه: علي بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 423/13 و فيها: إبراهيم بن عبد اللّه بن مسلم، أبو مسلم البصري الكجي.
4- زيادة لازمة، و السند معروف.
5- تاريخ بغداد 97/12.

علي بن محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي أبو الحسن البزار (1)، حدّث عن حمزة بن محمّد بن العبّاس الدهقان، حدّثنا عنه أبو بكر البرقاني، و كان ثقة.

5043 - علي بن محمّد بن عبد اللّه بن مزاحم

أبو الحسن الدّاراني المقرئ (2)

صهر الأطروش المعروف بابن بجيلة الخراساني.

روى عن أبي علي عبد الجبّار بن عبد اللّه بن محمّد بن مهنّى الدّاراني.

روى عنه: أبو سعد الرازي السمّان، و عبد العزيز بن أبي طاهر.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن عبد اللّه الخراساني الدّاراني، يعرف بابن بجيلة قراءة عليه، نا القاضي أبو علي عبد الجبّار بن عبد اللّه بن مهنّى الخولاني، نا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن علي الأنطاكي الخلاّل - بأنطاكية - نا سهل بن صالح، نا عاصم، نا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن نافع، عن صفية امرأة ابن عمر عن عائشة قالت:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن للقبر لضغطة لو كان أحد منها ناجيا لنجا سعد بن معاذ»[9147].

قرأت بخط عبد الوهّاب بن عبد اللّه بن عمر المرّي، سمعت أبا محمّد عبد الرّحمن بن عثمان يقول: قال لي أبو حفص بن البرّي: أبو الحسن بن الخراساني يزورني من داريا، فإذا كان عندي قوم استأذن، و إذا لم يكن عندي إنسان انفتح له الباب و طلع إليّ .

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني قال:

توفي شيخنا أبو الحسن علي بن بجيلة الدّاراني سنة خمس عشرة، و كان شيخا صالحا، حدّث بشيء يسير عن ابن مهنّا (3) قاضي داريا.

ص: 187


1- رسمها بالأصل:«البواد» و المثبت عن تاريخ بغداد.
2- له ذكر في تاريخ داريا ص 117.
3- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل، و لعل الصواب ما أثبت، و هو عبد الجبار بن عبد اللّه بن محمد بن مهنى الداراني.

أخبرنا أبو محمّد أيضا قال: علي بن بجيلة أبو الحسن المقرئ يعرف بصهر الأطروش، توفي في سنة خمس عشرة و أربعمائة ذكره الحداد في الوفيات - يعني محمّد بن موسى.

5044 - علي بن محمّد بن عبد الصّمد بن حمزة

ابن عبد اللّه بن الحسين بن عبد اللّه بن الشام

أبو القاسم الأطرابلسي

سكن دمشق، و حجّ فسمع ببغداد سنة سبع و خمسمائة أبا علي محمّد بن سعيد بن نبهان الكاتب، و الشريف أبا طالب الحسين بن محمّد الزينبي، و أبا القاسم علي بن أحمد بن محمّد بن بيان الرّزّاز، و أبا بكر محمّد بن أحمد بن الحسن الشاشي الفقيه، و أبا بكر محمّد بن أحمد الحبوشاني الصوفي، و كتب الحديث بخط حسن.

سمع منه شيء يسير و قد رأيته غير مرة و لم أسمع منه شيئا، و رأيت بخطه عدة أجزاء يترجم فيها على الصحابة و على أمهات المؤمنين، و كان شيخا بهيا، مات قبل سنة أربعين و خمسمائة.

5045 - علي بن محمّد بن عبيد اللّه بن حمزة

ابن علي بن أحمد بن علي بن العباس

ابن سليمان بن صالح بن علي

ابن عبد اللّه (1) بن العبّاس بن عبد المطّلب

أبو الحسن الهاشمي الصّالحي الفقيه الشافعي

ولي القضاء بصور نيابة عن ابن أبي عقيل.

و سمع بدمشق أبا محمّد بن أبي نصر (2)،و أبا الحسن بن السمسار، و أبا علي بن أبي نصر.

حدّثنا عنه: أبوا (3) الحسن الفقيهان، و أبو الفرج بن زرعة.

ص: 188


1- الأصل: عبد.
2- بالأصل: نصير، تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 366/17.
3- بالأصل: أبو.

أخبرنا أبو الفرج أحمد بن الحسن بن زرعة، أنا الشريف أبو الحسن علي بن محمّد بن عبيد اللّه الهاشمي القاضي الفقيه - بصور قراءة عليه - سنة ثمان و ستين و أربعمائة، أنا الشيخ أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر - قراءة عليه - سنة تسع عشرة و أربعمائة، أنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة القرشي الأطرابلسي، نا العبّاس بن الوليد بن مزيد، حدّثني أبي، نا الأوزاعي، حدّثني يحيى بن أبي كثير، حدّثني أبو سلمة بن عبد الرّحمن بن عوف، حدّثني أبو سعيد الخدري قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إذا رأيتم الجنازة فقوموا لها، فمن تبعها فلا يجلس حتى توضع»[9148].

قرأت نسبه كما ذكرا بخط غيث بن علي إلاّ أنه قال:

علي بن عبيد اللّه، و الصّواب: علي بن عبد اللّه، قال غيث: تفقه بدمشق على الرّبعي، و سمع بها من أبي محمّد بن أبي نصر، و ولده أبي علي (1)،و أبي الحسن بن السمسار و غيرهم، و قدم علينا في سنة ثمان و خمسين، و خلف بن الحكم بها، و كان له مجلس في كل يوم يذكر فيه نوبة من الفقه.

و حدّث عن الشيوخ المذكورين، كتبنا عنه، و كان شديد المحبة للعلم و أهله، مثابرا على قضاء حوائجهم، مؤديا لحقوقهم، و لم يزل بها إلى أن مات بعد عصر يوم الأحد الرابع و عشرين من ربيع الآخر سنة ثلاث و سبعين و أربعمائة، و دفن صبيحة الاثنين جوار مسجد عتيق في حجرة القاضي، و كنت إذ ذاك غائبا بدار (2) مصر، قدمت بعد موته بأيام، و حدّثني بذلك جماعة، و كان قد نيّف على الستين.

5046 - علي بن محمّد بن علي

أبو الحسن الأزدي القطّان

المعروف بابن الخراساني

حدّث عن يونس بن عبد الأعلى، و بحر بن نصر الخولاني، و أحمد بن الفرج

ص: 189


1- هو أحمد بن عبد الرحمن، أبو علي التميمي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 649/17.
2- كذا.

الحجازي، و عبد اللّه بن عبيد السّلمي، و محمّد بن الوليد بن أبان القلانسي، و محمّد بن عوف الحمصي، و شعيب بن عمرو الضبعي (1)،و الحسن بن نصر البغدادي، و إسحاق بن محمّد بن عرعرة، و إبراهيم بن مرزوق المصري، و أبي العبّاس عبد اللّه بن عبيد بن أبي حرب السّلماني، و الربيع بن سليمان المرادي، و بكّار بن قتيبة.

كتب عنه أبو الحسين الرازي، و روى عنه أبو هاشم المؤدّب، و أبو الحسين الكلابي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد، أنا أبو القاسم السّميساطي، أنا عبد الوهاب الكلابي، نا علي بن محمّد الخراساني، أنا يونس بن عبد الأعلى، نا سالم بن ميمون الخوّاص، عن زاهر قال:

كتب عمر بن عبد العزيز: أما بعد، فلا تأمنن تعجيل عقوبة اللّه، فإنّما يعجل من يخاف الفوت.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو القاسم السّميساطي، أنا عبد الوهاب الكلابي - إجازة - أنا علي بن محمّد بن علي الأزدي ابن الخراساني - قراءة عليه - نا يونس بن عبد الأعلى الصّدفي، نا محمّد بن إدريس الشافعي، نا محمّد بن خالد الجندي عن أبان بن صالح، عن الحسن، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«لا يزداد الأمر إلاّ شدة، و لا الدنيا إلاّ إدبارا، و لا الناس إلاّ شحّا، و لا تقوم السّاعة إلاّ عن (2) شرار الناس، و لا مهدي إلاّ عيسى بن مريم».

أخبرنا أبو سعد عبد اللّه بن أسعد بن حيّان النّسوي (3) في جماعة قالوا: أنا أبو الفضل محمّد بن عبيد اللّه الصّرّام (4)،أنا القاضي أبو عمر محمّد بن الحسين

ص: 190


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 304/12.
2- كذا بالأصل، و في المختصر:«على».
3- تقرأ بالأصل: النسري، قارن مع مشيخة ابن عساكر 90/أ.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 483/18.

البسطامي (1)،أنا أحمد بن عبد الرّحمن بن الجارود الرّقّي، أنا يونس بن عبد الأعلى، أنا الشافعي فذكر مثله سواء.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبي أبو العبّاس، أنا أبو نصر بن الجبّان (2)،أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا علي بن محمّد الخراساني، نا يونس، حدّثني خالد بن نزار، عن مالك بن أنس، عن يحيى بن سعيد قال: كان أكثر دعاء سعيد بن المسيّب:

الذي كنت أسمع منه: اللّهم سلمني و سلّم مني.

قرأت بخط أبي الحسن نجاء بن أحمد فيما أضاف نقله إلي خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق: أبو الحسن علي بن محمّد بن علي القطان، و يعرف بابن الخراساني، مات سنة عشرين و ثلاثمائة.

5047 - علي بن محمّد بن علي بن سوار

ابن عبد اللّه بن الحسين بن محمّد

أبو الحسن التميمي البزّاز النّيسابوري

سكن دمشق.

و حدّث عن أبي القاسم عبيد بن إسحاق بن سهل السّنجاري (3).

روى عنه: علي الحنّائي، و عبد العزيز الكتّاني، و علي بن الخضر.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، نا أبو الحسن علي بن محمّد بن علي بن سوار البزاز - قراءة عليه من لفظه - نا أبو القاسم عبيد بن إسحاق بن سهل السّنجاري، نا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي، نا هدبة بن خالد، عن همّام، عن قتادة، عن أنس قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من وعده اللّه على عمل ثوابا فهو منجزه له، و من وعده

ص: 191


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 320/17.
2- الأصل: أبو نصر بن الحيان، تصحيف، و الصواب ما أثبت، تقدم التعريف به.
3- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى سنجار، بكسر السين، مدينة مشهورة من نواحي الجزيرة (معجم البلدان).

على عمل عقابا فهو فيه بالخيار»[9149].

و قال أبو القاسم: يا أبا يعلى ما سمعنا هذا الحديث منك منذ عرفناك، فقال:

ادّخرته لهذا الوقت، ثم قضى.

رواه البغوي عن هدبة (1) بن خالد عن سهيل بن أبي حزم عن ثابت عن أنس و هو الصواب.

و أبو القاسم هذا هو عبيد بن إسحاق، و قد أوردته عاليا فيما تقدم على الصّواب.

5048 - علي بن محمّد بن علي بن الأحنف

أبو الحسن الخطيب البغدادي

قدم دمشق، و حدّث بها عن أبي محمّد عبد اللّه بن محمّد الأكفاني القاضي.

روى عنه عبد العزيز الكتاني، و علي بن الخضر.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن علي بن الأحنف الخطيب البغدادي قدم علينا، نا القاضي أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم الأسدي الأكفاني، نا الحسين بن إسماعيل، نا أحمد بن عثمان بن حكيم، نا علي بن قادم، نا شريك، عن عاصم بن عبيد اللّه، عن عبد اللّه بن عامر بن ربيعة عن أبيه.

عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«يقول اللّه: الرحم شجنة (2) فمن وصلها وصلته، و من قطعها قطعته».

ص: 192


1- بعدها مباشرة، الكلام في المخطوط المعتمد لدينا من آخر سطر ص 519 إلى صفحة 523 تابع لترجمة أبي الحسن الدار قطني، و قد ألحقنا هذا الجزء من الترجمة الموجود في هذه الصفحات بترجمته المتقدمة في هذا الجزء، و قد أشرنا إلى هذا في موضعه.
2- الشجنة: مثلثة و هي شعبة من غصن من غصون الشجرة و منه الحديث: الرحم شجنة معلقة بالعرش تقول: اللهم صل من وصلني، و اقطع من قطعني. قال أبو عبيدة: يعني قرابة من اللّه تعالى، مشتبكة كاشتباك العروق شبهها بذلك مجازا و اتساعا. و أصل الشجنة: الشعبة من الغصن (تاج العروس: مادة شجن).
5049 - علي بن محمّد بن علي

أبو الحسن الرازي المقرئ الحافظ الزاهد

قدم دمشق، و حدّث بها عن أبي علي حمد بن عبد اللّه الأصبهاني (1)،و أبي سعيد أحمد بن محمّد بن الخليل الماليني، و سمع منه بآمد.

روى عنه عبد العزيز بن أحمد، و علي بن الخضر، و سمّاه في بعض المواضع علي بن عبد اللّه الرازي.

أنبأنا أبو محمّد هبة اللّه بن الأكفاني، و عبد اللّه بن السّمرقندي، قالا: نا عبد العزيز بن أحمد قال: سمعت أبا الحسن علي بن محمّد الرازي، قدم علينا طالب علم مذاكرة على درج مسجد الجامع بدمشق، قال: سمعت حمد بن عبد اللّه الأصبهاني يقول: حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم - إجازة - نا محمود بن آدم في كتابه إليّ ، عن الفضل بن موسى السيناني (2) أنه قال: ديرااود رشا (3) تفسيره ينبط (4)و يحيى و أنت صحيح.

قرأت بخط أبي الحسن علي بن الخضر السلمي، نا الشيخ الفاضل أبو الحسن علي بن محمّد بن علي الرازي، قدم علينا دمشق لفظا، نا أبو سعد أحمد بن محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بآمد، فذكر حديثا.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني قال: توفي أبو الحسن علي بن محمّد الرازي المقرئ في ذي الحجة سنة اثنتين و أربعين و أربعمائة، و كان يحفظ .

5050 - علي بن محمّد بن علي بن داود

أبو الرّضا الأنطاكي

والد القاضي أبي عبد اللّه الحسين بن علي.

ص: 193


1- و هو حمد بن عبد اللّه بن أحمد يحنة الأصبهاني، له ذكر في سير أعلام النبلاء 241/19.
2- إعجامها مضطرب بالأصل، ترجمته في سير أعلام النبلاء 103/9. و سينان: قرية من أعمال مرو (سير الأعلام).
3- كذا بالأصل: ديرا اود رشا.
4- كذا رسمها بالأصل: تنببط ، و اللفظة التالية فيه بدون إعجام.

بلغني أنّ أبا الرضا توفي و دفن في الوراقة التي خارج باب الفراديس عقيب صلاة الجمعة الثامن من رجب سنة إحدى و خمسين و أربعمائة.

5051 - علي بن محمّد بن علي بن محمّد بن عبد اللّه

أبو الحسن القرشي البكري

المعروف بابن المصحح

حدّث عن أبي محمّد بن أبي نصر.

كتب عنه أبو محمّد بن الأكفاني، و ابن السّمرقندي.

أخبرنا أبو محمّد بن السّمرقندي، و نقلته من خطه، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن علي بن محمّد بن عبد اللّه القرشي البكري المعروف بابن المصحّح، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان الشاهد، أنا إبراهيم بن محمّد بن أحمد البغدادي، نا الربيع بن سليمان صاحب الشافعي، نا محمّد بن إدريس الشافعي، نا سفيان بن عيينة عن جامع (1) و عبد الملك (2) سمعا أبا وائل يخبر عن عبد اللّه بن مسعود.

عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«من حلف على يمين يقتطع بها مال امرئ مسلم لقي اللّه يوم القيامة و هو عليه غضبان»، قيل: يا رسول اللّه، و إن كان شيئا يسيرا؟ قال:«و إن كان سواكا من أراك»[9150].

أخبرناه أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، أنا أبي و عبد العزيز بن أحمد، و غنائم بن عبيد اللّه الخياط و غيرهم، قالوا: أنا أبو محمّد بن أبي نصر، فذكره.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد قال:

و فيها - يعني سنة ثلاث و ستين و أربعمائة - توفي علي بن محمّد بن المصحح في جمادى الأولى، حدّث عن أبي محمّد بن أبي نصر بشيء يسير.

ص: 194


1- هو جامع بن أبي راشد، راجع ترجمة سفيان بن عيينة في تهذيب الكمال 369/7.
2- هو عبد الملك بن أعين، راجع ترجمة سفيان بن عيينة في تهذيب الكمال 369/7 و ترجمة أبي وائل شقيق بن سلمة فيه 388/8.
5052 - علي بن محمّد بن علي بن محمّد بن الحسين

أبو الحسن بن الدّوري

حدّث عن أبي محمّد بن أبي نصر بجزء ابن أبي ثابت.

سمع منه أبو محمّد بن السمرقندي، و عمر بن عبد الكريم الدّهستاني.

5053 - علي بن محمّد بن علي بن الأزهر

أبو الحسن العليمي المقرئ القطّان

المعروف بالجدّي

سمع أبا محمّد بن أبي نصر، و أبا الحسن أحمد بن محمّد العتيقي، و أبا بكر محمّد بن عبد الرّحمن القطان.

روى عنه عبد اللّه بن السمرقندي، و طاهر الخشوعي.

و حدّثنا عنه أبو محمّد بن الأكفاني.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا أبو الحسن علي بن محمّد القطان الصّفّار المعروف بالجدّي، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد العتيقي (1) قال: سمعت أبا بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان (2) يقول: سمعت إبراهيم بن محمّد بن عرفة النحوي (3) يقول: دخلت على محمّد بن داود الأصبهاني في مرضه الذي مات فيه، فقلت: ما بك يا سيدي ؟ فقال: حبّ من تعلم أورثني ما ترى، فقلت: ما منعك من الاستمتاع به مع القدرة عليه ؟ فقال: الاستمتاع على وجهين: أحدهما: النظر المباح، و الثاني: اللذة المحظورة، فأمّا النظر المباح فأورثني ما ترى، و أما اللذة المحظورة فمنعني منها ما حدّثني أبي عن سويد بن سعيد عن علي بن مسهر، عن أبي يحيى القتّات عن مجاهد، عن ابن عبّاس.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«من عشق و كتم و عفّ و صبر، غفر اللّه له و أدخله الجنة»[9151].

ص: 195


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 602/17.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 429/16.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 75/15.

و أنشدني له:

ما لهم أنكروا سوادا بخدّيه *** و لا ينكرون ورد الغصون

إن يكن عيب خدّه بدّد الشعر *** فعيب العيون شعر الجفون

قرأت بخط أبي محمّد بن السمرقندي، ولد أبو الحسن العليمي القطان سنة تسعين و ثلاثمائة.

قال لنا أبو محمّد بن الأكفاني سنة ثمان و ستين (1) و أربعمائة فيها توفي أبو الحسن علي بن محمّد بن أزهر القطان المقرئ في ذي الحجة، حدّث عن أبي محمّد بن أبي نصر و غيره.

5054 - علي بن محمّد بن علي بن محمّد بن موسى

أبو الحسن بن أبي بكر السّلمي الحدّاد

حدّث عن أبي الحسن العتيقي.

سمع منه عمر الدّهستاني، و أبو محمّد بن السمرقندي.

أنبأنا أبو محمّد بن السمرقندي، أنا علي بن محمّد بن علي بن موسى السّلمي أبو الحسن بدمشق، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن ميمون المجهر (2)،أنا علي بن محمّد بن سعيد الرزاز، نا أبو شعيب الحرّاني، نا عفّان بن مسلم، نا همّام، عن أبي جمرة (3) قال:

كنت أدفع الزحام - يعني عن ابن عبّاس - فاحتبست عنه أياما، فقال لي: ما حبسك ؟ قلت: الحمى، فقال: إنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«الحمّى من فيح جهنم فأبردوها عنكم بماء زمزم».

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو القاسم التنوخي، أنا علي بن محمّد بن سعيد فذكره.

ص: 196


1- في المختصر: سنة ثمان و تسعين و أربعمائة.
2- كذا بالأصل و المختصر: المجهر، بالراء.
3- تقرأ بالأصل:«أبي حمزة» و المثبت عن المختصر: و هو أبو جمرة نصر بن عمران الضبعي البصري، ترجمته في سير أعلام النبلاء 243/5.
5055 - علي بن محمّد بن علي بن محمّد بن أحمد

أبو القاسم التيمي الكوفي

المعروف بابن الأذلاني

سكن نيسابور مدة، و سمع بها القاضي أبا بكر الحيري، و أبا زكريا يحيى بن محمّد بن إبراهيم المزكي، و أبا بكر أحمد بن علي بن منجويه الحافظ (1)،و أبا سعيد الصيرفي (2)،و أبا القاسم عبد الرّحمن بن محمّد السراج، ثم قدم بغداد حاجا، و حدّث بها، و كان قد سمع بدمشق: أبا الحسن بن الحنّائي، و سمع بمصر: أبا عبد اللّه محمّد بن جعفر بن محمّد بن الفضل المارستان، و أبا القاسم عبد الملك بن الحسن بن إبراهيم، و إسماعيل بن عمرو بن إسماعيل بن راشد المقرئ، و بصيدا:

أبا مسعود صالح بن أحمد بن القاسم الميانجي.

روى عنه الشريف أبو البركات عمر بن إبراهيم الزيدي، و أحمد بن سعد البديع، و أبو بكر أحمد بن أبي الخطاب بن إبراهيم الطبري.

و حدّثنا عنه أبو البركات إسماعيل بن أحمد شيخ الشيوخ، و أبو المظفر بن القشيري، و أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو عبد اللّه محمّد بن طلحة بن علي الرازي الصّوفي.

أخبرنا أبو القاسم المظفر بن القشيري، أنا أبو [القاسم] (3) علي بن محمّد بن علي الكوفي (4) بمكة، أنا أبو زكريا يحيى بن محمّد، أنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن زياد القطان، نا محمّد بن غالب بن حرب، نا سعيد بن عبد الحميد، نا محمّد بن مروان، عن داود بن أبي هند، عن أبي نضرة، عن جابر بن عبد اللّه قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من صلى ركعتين لا يراه إلاّ اللّه عزّ و جلّ و الملائكة كانت له براءة من النار»[9152].

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن علي

ص: 197


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 438/17.
2- هو محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان، أبو سعيد النيسابوري ترجمته في سير أعلام النبلاء 350/17.
3- زيادة لازمة للإيضاح.
4- بالأصل: بالكوفي.

التيمي (1) و يعرف بابن الأذلاني بالكوفة، و كان ينزل مرو قدم حاجا، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن إبراهيم الحنّائي بدمشق، نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد، نا أبو بكر الخرائطي، نا علي بن حرب، نا القاسم بن يزيد، عن الثوري، عن عيسى بن عبد الرّحمن، عن القاسم، عن أبيه عن ابن مسعود قال: أربع قد فرغ منهن: الخلق، و الخلق و الرّزق و الأجل.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن طلحة بن علي بن يوسف الرازي - قراءة عليه ببغداد - أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن علي الكوفي، نا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمّد بن يحيى (2)،أخبرني أبو بكر بن داود الزاهد، حدّثني إبراهيم بن عبد الواحد العبسي، نا وريزة بن محمّد الغسّاني، أنشدني ابن الأعرابي:

سأصبر مغلوبا و إن شئت طائعا *** و أعصى على من كان من حدث الدهر

و ليس اصطباري عن وصالك رغبة *** و لكن رأيت الصّبر يذهب بالهجر

بلغني: أن أبا القاسم مات في سنة سبعين و أربعمائة بالكوفة، رحمه اللّه.

5056 - علي بن محمّد بن علي بن أحمد

أبو القاسم بن أبي العلاء السّلمي المصّيصي الفقيه الشافعي (3)

سمع بدمشق أبا محمّد بن أبي نصر، و أبا بكر محمّد بن عبد الرّحمن بن عبيد اللّه، و أبوي نصر: ابن الجندي، و ابن الجبّان (4)،و أبا عبد اللّه محمّد بن حمزة بن محمّد الحرّاني، و أبا القاسم بن الطّبيز، و أبا الحسن محمّد بن عوف، و أبا القاسم ثريا بن أحمد بن الحسن الألهاني، و أبا الحسين الميداني، و أبا علي بن شواش، و أبا زكريا أحمد بن محمّد بن أحمد الصّائغ الصوفي، و عبد الرّحمن بن محمّد بن يحيى بن ياسر الجوبري، و أبا بكر محمّد بن الحسين الدّوري، و بمصر: أبا

ص: 198


1- بالأصل هنا: التميمي.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 295/17.
3- انظر ترجمته و أخباره في: الأنساب (المصيصي)، معجم البلدان (المصيصة) سير أعلام النبلاء 12/19، العبر 317/3، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 290/5 شذرات الذهب 381/3. و المصيصي: اختلفوا في ضبطها، ضبطناها بالفتح و تشديد الصاد عن ياقوت.
4- الأصل: ابن الحبان، تصحيف.

عبد اللّه بن نظيف، و نزار بن عمر بن عبيد، و ببغداد: أبا الحسن بن الحمّامي، و أبا القاسم بن بشران، و أبا الحسن أحمد بن علي بن البادي (1)،و القاضي أبا الطيب الطبري و أبا القاسم اللاّلكاني، و أبا القاسم عبد الرّحمن بن عبيد اللّه الحرفي (2).

روى عنه أبو بكر الخطيب، و الفقيه أبو الفتح المقدسي، و عمر بن عبد الكريم الدّهستاني، و حدّثنا عنه أبو القاسم النّسيب، و أبو القاسم الحسن الفقيهان، و أبو محمّد بن الأكفاني، و جدي القاضي أبو المفضّل، و خالاي أبو المعالي و أبو المكارم، و الفقيه أبو الفتح المصّيصي، و أبو محمّد بن طاوس، و أبو يعلى بن حبيش (3)،و أبو القاسم بن السّوسي، و أبو القاسم بن عبدان، و أبو عبد اللّه النشائي، و أبو إسحاق الخشوعي، و أبو العشائر الكردي، و أبو الحسن علي بن أحمد السّوسي، و هو آخر من حدّث عنه، و جماعة سواهم.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو [القاسم] (4) الحسن، الفقيهان، و القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى القرشي، و أبو الفتح ناصر بن عبد الرّحمن، و أبو يعلى حمزة بن علي، و أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمّد، و أبو القاسم نصر بن أحمد، و أبو العشائر محمّد بن خليل، قالوا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء الفقيه، أنا عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم التميمي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن أحمد بن أبي ثابت (5)،نا محمّد بن حمّاد الطهراني (6)،نا سهل، عن عبد الرّحمن أبو الهيثم الرازي، عن عبد اللّه بن عبد اللّه المديني (7) و هو أبو أويس عن (8) عبد الرّحمن بن حرملة (9)،عن سعيد بن المسيّب، عن أبي لبابة بن عبد المنذر الأنصاري قال:

ص: 199


1- تقرأ بالأصل:«الباذا» و المثبت عن سير أعلام النبلاء. و في تبصير المنتبه 56/1:«و أحمد بن علي البادي، و أخطأ من يقول: البادا، روى عنه الخطيب».
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 411/17.
3- كذا رسمها بالأصل، و في سير أعلام النبلاء: و أبو يعلى حمزة بن الحبوبي.
4- زيادة للإيضاح.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 460/15.
6- بالأصل: الظهراني، ترجمته في سير أعلام النبلاء 628/12 و تهذيب الكمال ط دار الفكر 217/16، و هو من طهران الري.
7- ترجمته في تهذيب الكمال 258/10.
8- بالأصل: عند.
9- ترجمته في تهذيب الكمال 158/11.

استسقى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم الجمعة فقال:«اللّهم اسقنا»، فقال أبو لبابة: يا رسول اللّه إنّ التمر في المرابد، قال: و ما في السماء سحاب نراه قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«اللّهم اسقنا» قالها ثلاثا، و قال في الثالثة:«حتى يقوم أبو لبابة عريانا يسدّ ثعلب مربده بإزاره»، قال: فاستهلت السماء، و أمطرت مطرا شديدا، و صلّى بنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: فأطافت الأنصار بأبي لبابة يقولون له: يا أبا لبابة إنّ السماء لن تقلع حتى تقوم عريانا فتسدّ ثعلب مربدك بإزارك كما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال: فقام أبو لبابة عريانا فسدّ ثعلب مربده بإزاره فأقلعت السماء.

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل مناولة، قال: قال أبي أبو الفرج الأسفرايني، سمعت أبا القاسم بن أبي العلاء يقول: ولدت في رجب سنة أربع مائة (1).

قرأت بخط أبي عبد اللّه محمّد بن علي بن (2) الفقيه: أبو القاسم علي بن محمّد في ليلة الثلاثاء الحادي عشر من جمادى الآخرة سنة سبع و أربعين (3) و أربعمائة بدمشق، و دفن بباب الفراديس بجنب المروزي الفقيه، و صلّى عليه ولده، و كان فقيها و مرضيا (4) من أصحاب القاضي أبي الطّيّب، و كان مسندا في الحديث، و كان مولده بمصر.

5057 - علي بن محمّد بن علي بن الحسن بن أبي المضاء

أبو الحسن بن أبي المضاء الفقيه الشافعي البعلبكي (5)

سمع أباه، و أبا عبد اللّه بن أبي الحديد، و الفقيه أبا الفتح المقدسي، و صحبه مدة.

سمعت منه جزءا واحدا، و كان قدم علينا دمشق.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أبي المضاء محمّد بن علي البعلبكي الفقيه بدمشق سنة ست و عشرين و خمسمائة، أنا القاضي أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد بن

ص: 200


1- سير أعلام النبلاء 12/19.
2- بياض بالأصل.
3- كذا بالأصل، و في المختصر و سير أعلام النبلاء نقلا عن ابن عساكر: سبع و ثمانين و أربعمائة.
4- كذا رسمها بالأصل، و في المختصر و سير أعلام النبلاء نقلا عن ابن عساكر: كان فقيها فرضيا.
5- مشيخة ابن عساكر 150/أ.

عبد الواحد السّلمي بدمشق في شعبان سنة ثمانين و أربعمائة، أنا أبو الحسن محمّد بن عوف بن أحمد بن محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي عوف المزني، أنا أبو القاسم الفضل بن جعفر بن محمّد التميمي، نا أبو بكر عبد الرّحمن بن القاسم بن الروّاس، نا عبد الرّحمن بن يحيى بن إسماعيل، حدّثني الوليد بن محمّد قال: و قال الزهري:

حدّثني أنس بن مالك.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان يصلّي العصر و الشمس مرتفعة حية، فيذهب الذاهب إلى العوالي، فيأتيها، و الشمس مرتفعة، و بعض العوالي بين المدينة على أربعة أميال، أو ثلاثة.

توفي أبو الحسن بن أبي المضاء في شهر ربيع الأول سنة خمس و ثلاثين و خمسمائة ببعلبك، حدّثني بذلك ابن أخيه أبو البيان محمّد بن الحسن.

5058 - علي بن محمّد بن علي بن عاصم

أبو الحسن الجويني (1) ثم النّيسابوري

شيخ شافعي من أهل الفضل و الأدب، فصيح، متوسّع في الكلام نظما و نثرا.

سمع أبا القاسم إسماعيل بن الحسين بن علي الفرائضي السّنجبستي (2)،لقيته بنيسابور.

و كتبت عنه شيئا من حديثه و شعره، و ذكر لي أنه قدم دمشق في شبيبته و كان يستحسنها و يستطيبها.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن علي الجويني الأديب بنيسابور، أنا القاضي أبو القاسم إسماعيل بن الحسين بن علي الفرائضي السّنجبستي، أنا الشيخ الخطيب أبو علي الحسن بن أحمد بن محمّد بن الحسن بن حمزة بن الحسين

ص: 201


1- ضبطت عن معجم البلدان: و هي كورة جليلة نزهة على طريق القوافل من بسطام إلى نيسابور (ضبطت في الأنساب، بفتح الجيم).
2- هذه النسبة إلى: سنجبست (ضبطت في الأنساب: سنج بست بفتح السين، و هو منزل معروف بين نيسابور و سرخس) و في معجم البلدان بكسر السين. ذكره السمعاني و ترجم له.

البلخي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن شاذان الفقيه، نا أبو شهاب معمر بن محمّد بن معمر العوفي، نا أبو السكن المكي بن إبراهيم، نا عبد الحكم، عن أنس بن مالك قال:

كنا إذا صلينا مع النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«سمع اللّه لمن حمده» لم نزل قياما حتى نرى النبي صلى اللّه عليه و سلم ساجدا[9153].

أنشدني أبو الحسن علي بن محمّد بن علي لنفسه:

صبت نحوي و مالي في نمائه *** و روق شيبتي (1) مني بمائه

فلما أن كبرت و قلّ مالي *** تولّت و اكتست أثواب تائه

كذا من ودّ صاحبه لشيء *** تولى الودّ منه بانقضائه

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي في تذييله تاريخ نيسابور قال:

علي بن محمّد بن علي بن عاصم الجويني الشيخ الرئيس أبو الحسن شيخ فاضل من وجوه الأفاضل نظما و نثرا، أما النظم فسائق، و أما النثر فرائق، ينسج على منوال واحد من صباه إلى الكهولة في التحصيل و المطالعة، و تحصيل النسخ و الأصول مع التلفع بجلباب المروءة و الثروة و النعمة، مرحبا أكثر أوقاته في المسجد، مواظبا على العبادات خرجت من نيسابور سنة إحدى و ثلاثين و خمسمائة، و خلفت أبا الحسن الجويني حيا، و توفي بعد ذلك بيسير.

5059 - علي بن محمّد بن علي بن محمّد بن زيد

أبو الحسن التّنوخي الحلبي

قدم دمشق غير مرّة.

أنشدنا أبو اليسر شاكر بن عبد اللّه بن محمّد بن سليمان، و كتب لي بخطه، أنشدني علي بن محمّد لنفسه بحلب في شهر ربيع الآخر سنة إحدى و ستين و خمسمائة، و كتب بها إلى دمشق:

طيف سرى موهنا و الليل ما انقضيا *** إلي سرّا و نجم الغرب ما غربا

ص: 202


1- كذا رسمها بالأصل و في المختصر: شبيبتي.

فلي الفلا و جلا جنح الدجى و جلا *** من الرقيب و ولى ممعنا هربا

ظن الدجنّة تخفيه و كيف و قد *** وشى بمسراه نور مزق الحجبا

كأنه بدر تم لاح في غسق و هنا *** فلما رأته الأعين احتجبا

أفديه من زائر زور زيارته بيد *** و العيني و تخفى خيفة الرقبا

أردى بصبري و أشجاني و أرقني *** لمامه و أراق الدمع فانسكبا

و أودع الروع أحشائي و أذهب *** ما أبقى الفراق و ما ردّ الذي ذهبا

و كنت أحسبه وافى يبشرني *** فلمّ شمل شتيت طال ما انشعبا

و إن قد قرب الترحال عن حلب *** و الدار عما قليل تجمع الغربا

فكان لمح سراب لاح بارقه *** فاشتداد بصر الطاهي به طلبا

حتى إذا جاءه لم يلق موضعه *** ما يسكن من أحشائه لهبا

فعاد بالياس و النفس النفيسة *** قد طارت شعاعا و انض جسمه تعبا

كذاك حظي من الأحباب إن وصلوا *** صدوا و إن سئلوا ضنوا بما طلبا

بحزون بالعرف نكرا من أجبهم (1) *** و بالقطيعة لا بالقرب من قربا

و إن هم مرة سروا بوصلهم *** ضروا بهجرهم أضعافه حقبا

كالدهر يرضى بما يولي و شيمته *** أن يسترد الذي أعطى كما وهبا

و عاذل عادل عن مذهبي سفها *** يروم بالعدل تسهيل الذي صعبا

يقول لي هو فيما قال متهم *** عندي و لو كان صدقا خلته كذبا

الام يشتاق دارا بان ساكنها *** عنها و يندب ربعا دارسا خربا

إذا رآه الخلي البال مرّ به *** بكى له رحمة بالدمع فانتحبا

مستبدلا من ظباء الأنس وحش *** فلا و كم أوانس أنسنا بها عربا

عينا تصيد أسود الغيل أعينها *** تلك الظباء اللواتي لحظهن ظبا

فقلت و الشوق يطويني و ينشرني *** طي السجل إذا ما فض أو كتبا

أجنح بسمعك نحوي و اجتنب نفسي *** تسمع حديثا له في الخافقين نبا

ما كنت أول مشتاق إلى وطن *** بكى و حن إلى أحبابه وصبا

و لا لأول من لج الغرام به *** فباح لما شكى قلبه وصبا

ص: 203


1- كذا صدره بالأصل.

صبب إذ لاح برق من ديارهم *** كأنما خليه من قلبه حلبا

بجانب النوم إن مرت بجانبه *** ريح الجنوب و يصبو إن تهب صبا

و يستطير اشتياقا كلما لمع *** البرق اليماني من تلقائهم و خبا

فهل يعين لذي عين... (1) *** عين من الدمع منها الماء ما نضبا

بادي الصبابة لا يصبو إلى عذل *** خلق الكآبة لا ينفك مكتئبا

أغراه بالوجد من أغراه بعدهم *** من التصبر عنهم فاستحال هبا

يريك ظاهره بالعين باطنه *** فغير خاف سوى ما في الضمير خبا

قد كان يأمل أن يفضي الزمان له *** إليهم رجعة يقضي بها أربا

فعاقه قدر عما يحاوله *** فإن قضى بهم وجدا فلا عجبا

لو خير الخلد من أوطانه بدلا *** لم يرضها بدلا منها فدع حلبا

و لو تزف إليه الأرض قاطبة *** لم يرض أرضا سواها مسرحا وربا

و كيف أرضى بأرض ما وجدت بها *** صديق صدق حوى فضلا و لا أدبا

إلا أناسا بسمت العيش بعدهم *** إذا عدى الناس رأسا خلتهم ذنبا

لا يأمرون بمعروف كذاك و لا *** ينهون عن منكر خوفا و لا رغبا

إذا بلوتهم ألفيتهم خفرا *** و إن بلوتهم ألفيتهم أدبا

و إن نثرت عليهم كلما انتظموا *** درّ القريض جزوني عنه مختلبا

و كلما حضروا أحضرت من أدبي *** مأدبا حار في آدابها الأدبا

طلس الدباب (2) أضل اللّه سعيهم *** تطيلسوا اللوم لما استعذبوا العذبا

و شرفا نالني فيها و أعجبه *** إني اتخذت الأعادي صلة قربا

أقمت حولين في أكناف أكنفها *** حلف السقام أقاسي الهم و الوصبا

لم أحظ منهم بحظ مذ حللت بها *** أغنى من الود لا مالا و لا نشبا

فقرب اللّه في الترحال عن بلد *** فيه الأجانب لي خير من القربا

و باعد اللّه داري من ديارهم *** و لا لقى لي إن سميتهم نسبا

و مزقت يد دهر الشر (3) شملهم *** في كل شعب كشمل فرقت شعبا

ص: 204


1- رسمها بالأصل:«مسمهدة».
2- كذا.
3- غير واضحة بالأصل.

فما أقلهم نفعا و أكثرهم قطعا *** لذي رحم ثوب الغنى سلبا

5060 - علي بن محمّد بن عيسى

أبو الحسن الهروي الجكّاني (1)

و جكّان محلة على باب هراة.

رحل إلى الشام، و سمع أبا اليمان، و يحيى بن صالح الوحاظي بحمص، و آدم بن أبي إياس الخراساني، و محمّد بن أبي السّري العسقلاني، و زيد بن المبارك، و سلام بن سليمان، و محمّد بن وهب بن عطية بدمشق.

روى عنه: أحمد بن إسحاق الهروي، و أبو الفضل محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن خميرويه السّيّاري (2) الكرابيسي، و أبو محمّد أحمد بن عبد اللّه (3)،و أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن محمّد المزنيان، و أبو علي حامد بن محمّد الرّفّاء.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد بن أحمد (4)،و أبو علي عبد الحميد بن محمّد (5) الخواريان، قالوا: أنا أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو محمّد أحمد بن عبد اللّه المرّي، أنا علي بن محمّد بن عيسى، نا أبو اليمان أخبرني شعيب عن الزهري، أخبرني أبو سلمة بن عبد الرّحمن قال: قال أبو هريرة: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«و اللّه إنّي لأستغفر و أتوب في اليوم أكثر من سبعين مرة»[9154].

أخبرنا أبو سعد بن أبي صالح الكرماني، و أبو نصر أحمد بن علي بن محمّد بن إسماعيل بن العراقي الطوسي (6)،قالا: أنا أبو بكر بن خلف، أنا الحاكم

ص: 205


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 454/13 و معجم البلدان (جكان) و الجكاني نسبة إلى جكان بالفتح و التشديد و هي محلة على باب هراة. و وقع في سير أعلام النبلاء: الحكاني. تصحيف، و نسبه إلى حكان، مصحفة أيضا.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 311/16.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 181/16.
4- مشيخة ابن عساكر 101/أ، و ترجمته في سير أعلام النبلاء 71/20.
5- مشيخة ابن عساكر 104/أ.
6- مشيخة ابن عساكر 11/أ.

أبو عبد اللّه، نا أبو محمّد أحمد بن عبد اللّه المزني، نا علي بن محمّد بن عيسى، نا أبو اليمان، أخبرني شعيب، عن الزهري، أخبرني سالم بن عبد اللّه بن عبد اللّه بن عمر قال:

رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا عجّل به السير في السفر يؤخر صلاة المغرب، حتى يجمع بينها و بين العشاء[9155].

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، نا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال (1):سمعت أبا عبد اللّه بن أبي ذهل يقول: سمعت أبا تراب - يعني محمّد بن إسحاق الموصلي - يقول: كنا في مجلس عبد اللّه بن أحمد بن حنبل ببغداد، فحدّثنا عن أبيه عن أبي اليمان بحديث و إلى جنبي رجل هروي لم يكتب ذلك الحديث، فقلت: لم لا تكتب ؟ فقال: حدّثنا شيخ عن أبي اليمان فقلت له: و من هذا الشيخ ؟ قال: شيخ ثقة مأمون، و هو حيّ ، فكان هذا سبب خروجي إلى خراسان، فلما دخلت هراة سألت عن منزل علي بن محمّد بن عيسى الجكّاني، فدلّوني على منزله، فبقيت استأذن عليه كلّ يوم و لا يأذن لي، إلى أن قعدت يوما على بابه، فأذن لجماعة من جيرانه فدخلت معهم، فكلّموه، فلمّا قاموا التفت إليّ فقال: لم دخلت داري بغير إذني ؟ فقلت: قد استأذنت غير مرّة فلم يؤذن لي، فلما أذن للقوم دخلت معهم، قال:

و كان على فراش و تحته بساط عليه من التراب ما اللّه به عليم، فقال لي: و لم جلست على تكرمتي بغير إذني فمددت يدي و قلبتها (2) على الفراش فنثرت من ذلك التراب عليه و قلت هذه تكرمة، فوجد عليّ و أسمعني، فاستشفعت إليه بأبي الفضل بن أبي سعد فقال: ليس له عندي إلاّ طبق بواحد، فليجمع فيه ما شاء من حديثي، فكتب لي أبو الفضل بخط يده طبقا من حديثه جمع فيه كلّ حديث كبير على (3) الكبير فأتيته به فقال: هيه اقرأ، فكنت أقرأ و هو ينقطع إلى أن قرأته، فقال: قم الآن، و لا أراك بعد هذا.

أخبرنا أبو الفرج غيث بن علي، أنا أبو طالب عبد الرّحمن بن محمّد الشيرازي

ص: 206


1- الخبر من طريق الحاكم أبي عبد اللّه رواه ياقوت في معجم البلدان (جكان).
2- تقرأ بالأصل:«و قلت به» و المثبت عن معجم البلدان.
3- بدون إعجام و صورتها:«الحنمعانى» و في معجم البلدان: على الورق الجيهاني الكبير.

الصوفي، أنا أبو ذرّ عبد [بن] (1) أحمد الهروي - إجازة - أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن الحسين بن محمّد بن مقاتل المزكي، أنا أبو إسحاق أحمد بن محمّد بن يونس البزار قال: علي بن محمّد بن عيسى و كان كتب عن آدم بن أبي إياس، و أبي اليمان، و زيد بن المبارك، و يحيى بن صالح الوحاظي و نظرائهم، و مات علي سنة ثلاث (2) و تسعين و مائتين.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد قال: كتب إليّ أبو ذرّ الهروي، و حدّثني عنه أبو النجيب الأرموي، قال: سنة اثنتين و تسعين فيها مات الجكّاني (3).

5061 - علي بن محمّد بن غالب

أبو فراس العامري المعروف بمجد العرب

شاعر بغدادي.

قدم دمشق و أنا (4) إذ ذاك ببغداد، و سمع منه بها شيئا من شعره صديقنا أبو الندى يعمر بن... (5) المقرئ إمام مسجد العقيبة، و كان يذكره لي كثيرا، و يثني عليه، و يصفه بالبلاغة و الكرم.

أنشدنا أبو سعد ثابت بن جبير العليمي، أنشدنا مجد العرب أبو فراس علي بن محمّد بن غالب العامري بهمذان في جمادى الأولى سنة تسع و أربعين و خمسمائة لنفسه:

أ متعب مارق من جسمه *** بحمل السيوف و نقل الرّماح

علام تكلّفت حملا لها *** و بين جفونك أمضى السلاح

قال: و أنشدنا أيضا لنفسه:

ص: 207


1- زيادة لازمة.
2- بالأصل: ثلاثين.
3- سير أعلام النبلاء 454/13 و معجم البلدان (جكان).
4- الأصل: و نا.
5- غير مقروءة بالأصل و صورتها: الف سارق.

قالوا: بوجه الذي أحببته كلف *** فقلت: بدر و ما يخلو من الكلف

قالوا: فلا وصل قلت: الآن اطمعني *** فقال: يا عشاق اللام و الألف

قال: و أنشدنا لنفسه:

كلفت به، و قلت: بياض وجهه *** فقيل: اسكت فاكلف بالنهار

فلمّا حف بالإصباح ليل *** و عذر قام عذري بالعذار

قال: و أنشدنا أيضا لنفسه:

تركتك بالمعصن (1) فيك على القذى *** و أشفقت من لؤم اللوائم فيك

و إنّي و إن قلبت قلبي على لظى *** لأدفع نفسي عن هوى شريك

قال: و أنشدنا أيضا لنفسه و هو مطلع قصيدة طويلة:

هي المعالم بين العار و البان *** محب و عال جديدها الجيّدان

فاحبس بها العيش تطلق مدمعا *** فسمت دموعه بين مسكون و سكّان

الجزء التاسع بعد الخمس مائة من النسخة الثانية.

5062 - علي بن محمّد بن الفتح

ابن (2) عبد اللّه السّامري القلانسي

حدّث بدمشق عن عمر بن محمّد بن عثمان البغراسي (3)،و أبي عمر بن فضالة، و أبي الحسن محمّد بن اليمان، و أبي الحسن علي بن أحمد المصّيصيين، و عبيد اللّه بن محمّد الرملي، و أبي القاسم سليمان بن بشر بن منصور بن ثابت العين زربي، و أبي بكر الميانجي (4)،و الفضل بن جعفر المؤذن (5)،و أبي عبد اللّه بن

ص: 208


1- كذا رسمها بالأصل بدون إعجام و فوقها ضبة.
2- بالأصل:«عن عبد» و التصويب عن مختصر ابن منظور.
3- بدون إعجام بالأصل، و الصواب ما أثبت و ضبط عن الأنساب، و هذه النسبة إلى بغراس: من بلاد الشام، قال السمعاني: و أظن أنها على الساحل. و في معجم البلدان: مدينة بين أنطاكية و حلب.
4- بالأصل:«المنانحى» تصحيف، و هو أبو بكر يوسف بن القاسم بن يوسف بن فارس، ترجمته في سير أعلام النبلاء 361/16.
5- بالأصل:«و المؤذن»، و هو الفضل بن جعفر بن محمد بن أبي عاصم، أبو القاسم التميمي الدمشقي الطرائفي المؤذن. ترجمته في سير أعلام النبلاء 338/16.

مروان، و الحسين بن أحمد بن أبي ثابت.

روى عنه أبو الحسن الحنّائي، و أبو علي الأهوازي، و أبو بكر محمّد بن علي بن موسى الحداد، و أبو زكريا البخاري الحافظ .

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمّد بن الحسن الدّهستاني بمرو، نا أبو الفتيان عمر بن أبي الحسن الدّهستاني الحافظ ، أنا عبد اللّه بن بوط (1) بن حوس بن مصعب الشافعي أبو سحمة (2) الدّربندي بمكة في المسجد الحرام، أنا أبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد بن نصر الحافظ (3) بمصر، نا علي بن محمّد بن الفتح السامري بدمشق، نا عمر بن محمّد بن عثمان البغراسي (4)،نا أبو عمر سلامة بن سعيد بن زياد، نا أبي و عمي إبراهيم، أنا زياد بن قيد قالا: نا أبو زياد بن قيد بن زياد، عن أبيه قيد، عن جده زياد، بن (5) أبي هند، عن أبي هند الداري (6) قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«من لم يرض بقضائي، و يصبر على بلائي فليلتمس له ربّا سواي» (7)[9156].

كذا قال، و الصواب: قائد في المواضع كلها، و قد وقع لي هذا الحديث على الصواب أعلى مما هنا بثلاث درجات.

أخبرناه أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز العبّاسي المكي، أنا أبو علي الحسن بن عبد الرّحمن بن الحسن المكي الشافعي، أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس - في المسجد الحرام - أنا أبو جعفر محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه المكي الدّيبلي، نا سعيد بن زياد، حدّثني أبي زياد بن قائد، عن أبيه قائد بن زياد، عن جده زياد بن أبي هند، عن أبيه أبي هند الداري قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«قال اللّه عزّ و جلّ : من لم يرض بقضائي، و يصبر على بلائي فليلتمس له ربّا سواي»[9157].

ص: 209


1- كذا رسمها بالأصل بدون إعجام.
2- كذا رسمها بالأصل.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 257/18.
4- بدون إعجام بالأصل، مرّ التعريف به قريبا.
5- رسمت بالأصل:«عن».
6- كذا بالأصل:«أبو هند الداري» و في المختصر:«الداراني» تصحيف و هو من بني الدار بن هانئ بن حبيب بن نمارة بن لخم ترجمته في أسد الغابة 323/5.
7- رواه ابن الأثير في أسد الغابة 323/5 في ترجمة أبي هند الداري.

كذا رواه لنا أبو جعفر، و إنّما يرويه ابن فراس عن عبّاس بن محمّد بن قتيبة، عن سعيد.

أنبأنا أبو طاهر بن الحنّائي، أنا أبو علي الأهوازي - قراءة عليه - نا أبو الحسن علي بن محمّد بن فتح بن عبد اللّه البزّاز - بدمشق - نا أبو عمر محمّد بن موسى بن فضالة، نا عيسى بن إدريس، نا محمّد بن يحيى، حدّثني سعيد بن عبد الحميد، أنا عبد الرّحمن بن أبي الزناد، عن عبد الرّحمن بن الحارث، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خطب الناس في يوم شديد الحرّ، و رجل أعرابي قائم في الشمس حتى فزع، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما شأنك ؟» قال: نذرت أن لا أزال قائما في الشمس حتى تفرغ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ليس هذا بنذر، إنّما النذر ما ابتغى به وجه اللّه»، ثم أمر به فأجلس[9158].

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا جدي مقاتل بن مطكود بن أبي نصر السّوسي، نا الحسن بن علي المقرئ، نا أبو الحسن علي بن محمّد بن فتح بن عبد اللّه، نا أبو عمر محمّد بن موسى بن فضالة، نا أحمد بن أنس بن مالك، نا سليمان بن الحجّاج، نا إسماعيل بن عياش، عن سهيل بن أبي صالح، عن الحارث بن محمّد الزّرقي، عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«الذي يأتي المرأة في دبرها لا ينظر اللّه إليه»[9159].

الصواب: الحارث بن محمّد (1).

5063 - علي بن محمّد بن القاسم بن بلاغ

أبو الحسن المقرئ

إمام جامع دمشق.

سمع أبا بكر محمّد بن علي المراغي، و أبا بكر أحمد بن محمّد بن سعيد بن

ص: 210


1- كذا عقب المصنف، و مرّ في متن الحديث: الحارث بن محمد. و الذي في المتن و تعقيب المصنف، كلاهما تصحيف، و الصواب:«الحارث بن مخلّد الزّرقي» انظر ترجمة أبي هريرة في تهذيب الكمال 92/22 و انظر أسماء الرواة عنه.

عبيد اللّه بن فطيس، و أبا الدحداح أحمد بن محمّد بن أحمد بن الطيان، و علي بن موسى السّمسار.

قرأت بخط أبي الحسين الميداني، و أخبرناه أبو محمّد عبد اللّه بن أسد بن عمّار قراءة عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهّاب الميداني، حدّثني أبو الحسن علي بن محمّد بن بلاغ - إمام الجامع بدمشق - نا أبو بكر محمّد بن علي المراغي، نا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي، نا عبد الأعلى بن حمّاد النّرسي، نا حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس بن مالك قال:

دخل عليّ النبي صلى اللّه عليه و سلم في يوم الجمعة، و أنا أفيض عليّ شيئا من الماء، فقال لي:

«يا أنس، غسلك للجمعة أم للجنابة ؟» فقلت: يا رسول اللّه بل للجنابة، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«يا أنس عليك بالحبيك (1) و الفنيك و الضاغطين و المثنين و الميسين و أصول البراجم، و أصول الشعر، و اثني عشر نقبا، منها: سبعة في وجهك و رأسك، و اثنتين (2)منها في سفليك، و ثلاث (3) في صدرك و صرتك، فو الذي بعثني بالحق نبيا لو اغتسلت بأربعة أنهار الدنيا: سيحان و جيحان و النيل و الفرات، ثم لم تنقهم للقيت اللّه يوم القيامة و أنت جنب»، قال أنس: فقلت: يا رسول اللّه و ما الحبيك و ما الفنيك و ما الضاغطين، و ما المثنين و ما الميسين، و ما أصول البراجم ؟ فأومأ إليّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بيده أن الحقني، فلحقته، فأخذ بيدي، فأجلسني بين يديه و قال لي:«يا أنس أما الحبيك فلحيك الفوقاني، و أما الفنيك ففكك السفلالي و أما الضاغطين و هما المثنين فهما أصول أفخاذك، و أما الميسين فتفريش أذناك، و أما أصول البراجم، فأصول أظافيرك، فوالذي بعثني بالحق نبيا لتأتي الشعرة كالبعير المربوق، حتى تقف بين يدي اللّه فتقول: إلهي و سيدي خذ لي بحقي من هذا»، فعندها نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن يحلق الرجل رأسه و هو جنب، أو يقلم ظفرا أو ينتف جناحا و هو جنب[9160].

هذا حديث منكر بمرة لم أكتبه من وجه من الوجوه، و قد سمعت مسند أبي يعلى من طريق ابن حمدان، و طريق ابن المقرئ، و لم أجد هذا الحديث فيه، و رجاله من أبي يعلى إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم معروفون ثقات، و لا أدري على من الحمل فيه أعلى المراغي ؟

ص: 211


1- كذا بالأصل.
2- كذا بالأصل.
3- كذا بالأصل.

أم على ابن بلاغ ؟ و غالب الظن أن الآفة من المراغي.

أخبرنا أبو نصر غالب بن أحمد بن المسلّم، و أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، قالا: أنا علي بن أحمد بن زهير، نا أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد، نا أبو الحسن علي بن بلاغ - إمام مسجد الجامع بدمشق - أنا أبو علي الحسين بن محمّد بن... (1) التنوخي، نا يونس بن عبد الأعلى، نا أنس بن عياض، نا الضحاك بن عثمان، عن محمّد بن الأخنس، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة.

عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«من جعل قاضيا فقد ذبح بغير (2) سكين»[9161].

كذا قال، و إنما هو عثمان (3) بن محمّد الأخنسي، من ولد الأخنس بن شريق.

أنبأنا أبو طاهر بن الحنّائي، و أبو الحسن الموازيني، قالا: أنا أبو علي الأهوازي - قراءة عليه - نا عبد الوهّاب بن عبد اللّه بن عمر المرّي، نا أبو الحسن علي بن محمّد بن بلاغ المقرئ، و محمّد بن مسلم بن السمط ، قالا: نا أبو الدحداح أحمد بن محمّد التميمي، نا عبد الوهّاب بن عبد الرحيم الأشجعي، نا الوليد بن المسلم، نا الأوزاعي، حدّثني عبد الرّحمن بن حرملة، عن سعيد بن المسيّب.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم استوى على ناقة حمراء في غزوة تبوك ثم قال:«أيّها الناس الأيدي ثلاث: فيد اللّه العليا، و يد المعطي الوسطى، و يد المعطى أسفل، أيها الناس تعففوا عن مسائل الناس، و لو بحزم الحطب، اللّهم هل بلّغت، اللّهم اشهد» - ثلاثا-[9162].

أخبرناه عاليا أبوا (4) الحسن الفقيهان، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو الدحداح، فذكر بإسناده مثله إلاّ أنه قال: السفلى بدل أسفل.

قال لنا أبو محمّد بن الأكفاني:

ص: 212


1- غير واضحة بالأصل و نميل إلى قراءتها:«عريث».
2- رواه المزي من غير طريق في ترجمة عثمان بن محمد الأخنسي 478/12.
3- يعني بدل قوله:«محمد بن الأخنس» و انظر ترجمة عثمان بن محمد الأخنسي في تهذيب الكمال 12/ 477.
4- الأصل:«أبو».

مات أبو الحسن بن بلاغ إمام الجامع بدمشق يوم الاثنين لسبع خلون من شهر ربيع الآخر سنة سبع و سبعين و ثلاثمائة، و صلّى عليه في الجامع بعد صلاة العصر، رأيت ذلك في كتاب عتيق.

5064 - علي بن محمّد بن كنوس الكتامي

الصّقلّي (1) المطارحي المقرئ

قدم دمشق، و ذكر أنه سمع بالقيروان و بمكة و بغداد من أبي عبد اللّه محمّد بن أحمد بن علي القزويني، و أبي عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن أحمد القيسي، و أبي إبراهيم إسماعيل بن يونس... (2) و غيرهم إجازة بني صابر بدمشق في جمادى الأولى سنة أربع و ثمانين و أربعمائة.

5065 - علي بن محمّد بن مسلمة بن لجاج

أبو الحسن الأزدي

والد أبي علي الحسين بن علي.

سمع أبا محمّد بن أبي نصر.

و ما أراه حدّث، له ذكر.

بلغني أن أبا الحسن بن لجاج توفي ببعلبك في العشر الأخير من جمادى الأولى سنة اثنتين و أربعين و أربعمائة، و ورد الخبر بذلك إلى أهله.

5066 - علي بن محمّد بن معيوف

أبو الحسن المعيوفي

كان رجلا صالحا.

جاور بمكة، و هو من أهل قرية عين ثرماء (3).

ص: 213


1- ضبطت بفتح الصاد و القاف، عن الأنساب.
2- غير واضحة بالأصل و صورتها:«الحبرنى».
3- عين ثرماء: قرية في غوطة دمشق.(معجم البلدان).

حكى عن عمه أبي محمّد المعيوفي، و عبد العزيز المطرّز، و أبي الحسن المنبجي المقرئ.

حكى عنه: أبو أحمد بن بكر الطّبراني نزيل الأكواخ.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا سهل بن بشر، نا محمّد بن إسماعيل بن القاسم بن الحسن الحداد - ببانياس - نا أبو علي محمّد بن الحسين بن أحمد بن بكر، نا عمي عبد اللّه بن بكر، حدّثني علي بن محمّد المعيوفي قال:

كان عبد العزيز المطرّز صاحب قلب طيّب لا يقدر أن يسمع شيئا إلاّ وجد وجدا عظيما، تعود (1) بركته على الحاضرين معه.

رأيت استجازة بخط أبي علي الأهوازي له، و لرشإ بن نظيف، و علي و إبراهيم ابني محمّد بن الحنّائي من أبي الحسن المعيوفي، هذا أجاز لهم بمكة سنة ست و تسعين و ثلاثمائة كتاب أبي الحسن المنبجي أحمد بن الصقر في القراءات، و ذكر عبدان بن عمر المنبجي: أن أبا الحسن المنبجي لم يكمل قراءة هذا الكتاب لأحد إلاّ أبي الحسن علي بن محمّد العين ثرمائي (2).

5067 - علي بن محمّد بن أبي هشام

أبو الحسن الشاهد

من أهل بيت تقدم، و ثروة له ذكر.

5068 - علي بن محمّد بن وهب

أبو الحسن

سمع عبد الصّمد بن سعيد القاضي الحمصي (3) بأطرابلس، و بالبصرة:

عبد العزيز بن يحيى.

ص: 214


1- بالأصل: يعود.
2- ذكر في المختصر أنه مات بعد سنة ست و تسعين و ثلاثمائة.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 266/15.

و حدّث بالرملة، روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن أبي بكر محمّد بن عبد اللّه بن يزداد بن علي بن عبد اللّه الرازي.

5069 - علي بن محمّد بن يحيى بن محمّد

ابن عبد اللّه بن محمّد بن زكريا

أبو القاسم السّلمي الحبيشي (1)

المعروف بالسّميساطي (2)

صاحب دويدة (3) الصوفية.

روى عنه أبيه، و عبد الوهّاب بن الحسن، و كان جده يحيى بن محمّد قد كتب الحديث عن عثمان بن محمّد بن علاّن الذّهبي.

روى عنه أبو بكر الخطيب، و عبد العزيز بن أحمد، و أبو طالب أحمد بن محمّد الزّنجاني الصوفي، و إبراهيم بن يونس المقدسي، و أبو الحسن بن طاهر.

و حدّثنا عنه أبو القاسم النسيب، و ذكر أنه ثقة أمين، و أبو الحسن بن قبيس، و أبو القاسم أحمد بن المسلّم الهاشمي، و أبو الحسن بن سعيد.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو القاسم علي بن محمّد بن يحيى السّلمي السّميساطي، أنا عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي، أنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن عبد اللّه بن عبد السّلام مكحول، نا أبو الحسين أحمد بن سليمان الرّهاوي، نا زيد بن الحباب، نا حسين بن واقد، حدّثني عبد اللّه بن بريدة، عن أبيه قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يخطبنا، فأقبل الحسن و الحسين - عليهما السّلام - عليهما قميصان أحمران، يمشيان و يعثران و يقومان، فنزل فأخذهما فوضعهما بين يديه ثم قال:

ص: 215


1- كذا بالأصل، و في سير أعلام النبلاء:«الحبشي» و في معجم البلدان: المعروف بالجميش. و نقل عن ابن عساكر: الحبيش. و في لب اللباب: الحبشي و ضبطت بفتح الحاء و الباء نسبة إلى الحبشة.
2- انظر ترجمته في معجم البلدان (سميساط )، و الأنساب (السميساطي)، و سير أعلام النبلاء 71/18، و النجوم الزاهرة 70/5 و العبر 229/3 و شذرات الذهب 291/3.
3- في المختصر: دويرة الصوفية.

«صدق اللّه و رسوله، إِنَّمٰا أَمْوٰالُكُمْ وَ أَوْلاٰدُكُمْ فِتْنَةٌ (1)رأيت هذين فلم أصبر»[9163].

ذكر أبو محمّد بن صابر، عن أبي القاسم النسيب أنه سأل أبا القاسم السّميساطي عن مولده فقال: في شهر رمضان سنة سبع و سبعين و ثلاثمائة.

و ذكر أبو المجد محمّد بن عبد اللّه بن أبي سراقة أنه سمع أبا محمّد بن الأكفاني يذكر أن مولد السّميساطي سنة ثمان و سبعين و ثلاثمائة (2).

أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الواحد، أنا أبو بكر الخطيب قال:

علي بن محمّد بن يحيى أبو القاسم السّلمي الدمشقي المعروف بالسّميساطي، سمع عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي، كتبت عنه بدمشق.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر علي بن هبة اللّه قال (3):

أما السّميساطي بسينين مهملتين و بعد الميم ياء فهو: علي بن محمّد بن يحيى أبو القاسم السّميساطي الدمشقي، سمع عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي، و كان متقدّما في الهندسة و علم الهيئة.

قرأت بخط أبي الحسن علي بن طاهر، حضرت يوما عند شيخنا في الحديث أبي القاسم علي بن محمّد السّميساطي - رحمه اللّه - و كان قد اطّلع على علوم الشريعة، و على أقاويل الأوائل، و إن كان ما علمناه غير قائل بشيء سوى الإسلام و السنّة، و ذكر عنه كلاما في التكذيب بأحكام المنجمين.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني قال:

توفي أبو القاسم علي بن محمّد السّميساطي السلمي المعروف بالحبيشي يوم الخميس بعد صلاة العصر، العاشر من شهر ربيع الآخر من سنة ثلاث و خمسين و أربعمائة، و دفن من الغد في داره باب الناطفانيين (4)و كان قد وقفها على الفقراء

ص: 216


1- سورة التغابن، الآية:15.
2- نقل الذهبي عن عبد العزيز الكتاني قوله: أنه ولد في رمضان سنة أربع و سبعين و ثلاثمائة (سير أعلام النبلاء 72/18).
3- الاكمال لابن ماكولا 141/5-142.
4- تقرأ بالأصل:«الناطفبين»، و المثبت عن معجم البلدان.

الصّوفية، و وقف علوها على الجامع، و وقف أكثر نعمته على وجوه البرّ، و كان قد حدّث عن عبد الوهّاب بن الحسن بحديث ابن خريم عن هشام عن مالك و غيره، و حدّث بالموطأ لابن وهب، و ابن القاسم، و حدّث بشيء من حديث الأوزاعي، جمع ابن جوصا وجد بلاغة فيه مع ابن الفرات، و حدّث بغير ذلك عن عبد الوهّاب بن الحسن، و حدّث عن والده بجزء ابن زيان و غير ذلك - زاد ابن الأكفاني: و كان يذكر أن مولده في شهر رمضان سنة أربع و سبعين و ثلاثمائة.

و ذكر ابن الأكفاني في موضع آخر: أنه مات في ربيع الأوّل، و ذكر أبو محمّد بن صابر عن أبي القاسم النسيب العاشر من شهر ربيع الآخر، و عن سهل بن بشر العاشر من شهر ربيع الأول (1).

قرأت بخط سهل فيما دفع إليّ ابنه طاهر بن سهل، و قرأت بخط أبي القاسم بن صابر أنه توفي يوم الخميس الحادي و العشرين من محرم سنة اثنتين و خمسين و أربعمائة.

و هذا وهم واضح.

5070 - علي بن محمّد - أبو الغنائم - بن يحيى

ابن الحسين بن علي بن حمزة بن يحيى بن الحسين

ابن زيد بن علي بن الحسين بن علي

أبو الحسن العلوي الحسني الكوفي

حدّث بدمشق عن الشريف أبي عبد اللّه محمّد بن علي بن الحسن العلوي.

كتب عنه نجاء بن أحمد.

قرأت [بخط ] (2)أبي الحسن نجا بن أحمد و أخبرنيه أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها عنه - أنا الشريف الجليل أبو الحسن علي بن محمّد بن (3)أبي الغنائم بن يحيى بن حمزة العلوي الحسيني أن الشريف السيّد أبا (4)عبد اللّه محمّد بن علي بن

ص: 217


1- انظر معجم البلدان (سميساط )، و سير أعلام النبلاء 72/18.
2- زيادة منا للإيضاح.
3- كذا بالأصل هنا، و مرّ في أول الترجمة: علي بن محمد أبو الغنائم بن يحيى...
4- بالأصل: أبو.

الحسن بن عبد الرّحمن العلوي (1)في مسجده بالكوفة في شارع القلعة، أنا أبو الطّيّب محمّد بن الحسين بن التيملي - قراءة عليه - أنا أبو محمّد عبد اللّه بن زيدان البجلي (2)،نا سفيان بن وكيع، نا جرير، عن مغيرة، عن الشعبي، عن جابر بن عبد اللّه قال:

توفي أو استشهد عبد اللّه بن عمرو بن حرام و عليه دين، فاستعنت برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، الحديث.

5071 - علي بن محمّد بن يزيد العماني

سمع العبّاس بن الوليد بن مزيد (3)ببيروت.

روى عنه: أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الجندي (4).

قرأت على أبي القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، عن أبي القاسم بن أبي العلاء، عن أبي القاسم هبة اللّه بن الحسن بن منصور الطبري، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عمران بن موسى بن عروة بن الجرّاح، نا علي بن محمّد بن يزيد العماني - بشاطئ عثمان (5)بن أبي العاص - نا العباس بن الوليد بن مزيد (6)ببيروت، نا محمّد بن شعيب، نا عبد الرّحمن بن سليمان بن أبي الجون العنسي، أنه حدّثه عن مقاتل بن سليمان، عن عبد اللّه بن دينار، و أبي عبيدة عن أنس بن مالك.

أن نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«من قرأ قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ مائة مرة في خلاء لا يخبر بها أحدا غفر اللّه له ذنوب خمسين سنة إلاّ الدماء و الأموال، و بنى له بكل مرة قصرا في الجنّة، طوله فرسخ و عرضه فرسخ، ارتفاعه في السماء مائة - سقط كلمة (7)-بعده بعد

ص: 218


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 636/17.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 436/14.
3- بالأصل: يزيد، تصحيف.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 555/16.
5- كذا بالأصل:«شاطئ عثمان بن أبي العاص». ورد في معجم البلدان 310/3 شاطئ عثمان و شاطئ الوادي و النهر: ضفته و جانبه يراد به هاهنا شاطئ دجلة، و هو بالبصرة، كان عثمان بن عفان رضي اللّه عنه أخذ دار عثمان بن أبي العاص الثقفي بالمدينة و أضافها إلى الجامع و كتب بأن يعطى بالبصرة أرضا عوضا عنها فأعطي أرضه المردفة لشاطئ عثمان حيال الأبلّة.
6- بالأصل: يزيد، تصحيف.
7- كذا بالأصل:«سقط كلمة».

أربعة آلاف مصراع من ذهب، في كل مصراع سرير من ياقوت، على كل سرير حجلة من حرير أخضر، في كل حجلة زوجة من الحور العين، بين يدي كل زوجة منهن تسعون (1) غلاما، و تسعون خادما يضيء وجه أحدهم كضوء الشمس و القمر»، قال أبو بكر: إذا نستكثر من السرر و الأزواج و الخدم، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اللّه أكثر و أطيب، اللّه أكثر و أطيب»[9164].

5072 - علي بن محمّد المصري

قدم دمشق.

حكى عنه أبو عمر محمّد بن يوسف بن يعقوب الكندي المصري.

قرأت في كتاب أخبار أهل مصر جمع أبي عمر الكندي، أخبرني علي بن محمّد المصري أنه رآه - يعني أبا محمّد عبد اللّه بن أحمد بن ربيعة بن زبر القاضي بدمشق و قد اجتاز - و هو قاض - بسوق الأساكفة، فشغبوا عليه، و دفعوا برءوس شفارهم على تخوتهم، يقولون عن يمينه و شماله، فذكر كلاما قبيحا و هو يسلّم عليهم يمينا و شمالا و يتطارش، و يظهر أنهم يدعون له.

5073 - علي بن محمّد الحلبي الورّاق

سمع أبا سعيد عثمان بن أحمد الدّينوري، وراق خيثمة، و انتخب على خيثمة بدمشق.

روى عنه أبو الفتح محمّد بن الحسن بن محمّد بن أحمد بن روح المصري.

5074 - علي بن محمّد [الدمشقي]

5074 - علي بن محمّد [الدمشقي] (2)

حكى عنه سليمان بن جعفر الطبري.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (3)،أنا علي بن سلمان أبو الحسن الشوكي، أنا علي بن الحسن الجرّاحي (4)-إملاء - نا الحسين بن محمّد

ص: 219


1- في المختصر: سبعون غلاما.
2- زيادة للإيضاح.
3- رواه في تاريخ بغداد 435/11 في ترجمة علي بن سلمان أبي الحسن الشوكي.
4- ترجمته في تاريخ بغداد 387/11.

البصري، نا سليمان بن جعفر الطبري، عن علي بن محمّد الدمشقي قال:

كان رجل يتبع (1) شيل القراطيس من الأرض فيقول: بسم اللّه إكراما لوجه اللّه عز و جل، فوجد في قرطاس أبيض مكتوبا: و أنت أكرم اللّه وجهك.

قال الخطيب: كان هذا الشيخ قد سمع حديثا كثيرا، و ذهب كتابه و علق بحفظه هذه الحكاية فلم يكن عنده عن الجرّاحي و لا عن غيره سواها.

5075 - علي بن محمّد

أبو الحسن - و يقال: أبو القاسم - الكوفي الحافظ

روى عن: أبي جعفر محمّد بن أحمد بن صالح بن أحمد بن حنبل، و أبي بكر محمّد بن عمران الهمداني، و علي بن محمّد بن أبي فروة الرّهاوي، و أحمد بن عبد اللّه بن... (2).

روى عنه تمّام بن محمّد، و كنّاه بالكنيتين جميعا.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو الحسن علي بن محمّد الكوفي الحافظ ، نا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن صالح بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي أحمد بن صالح، حدّثني جدي أحمد بن حنبل، نا روح - يعني ابن عبادة - نا مالك بن أنس، عن سفيان الثوري، عن ابن جريج، عن عطاء، عن عائشة قالت: كنت أغتسل أنا و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من إناء واحد.

5076 - علي بن محمّد

أبو الحسن التّهامي الشاعر (3)

كان من أهل تهامة، و خرج إلى الشام، و قدم دمشق و امتدح بها الشريف أبا

ص: 220


1- في تاريخ بغداد: يتتبع شيل القراطيس.
2- رسمها و إعجامها مضطربان و صورتها:«البيربى».
3- انظر أخباره في: وفيات الأعيان 378/3 البداية و النهاية 25/12، تتمة يتيمة الدهر 48/1 سير أعلام النبلاء 381/17 و فيها: علي بن محمد بن فهد و النجوم الزاهرة 363/4 و العبر للذهبي 122/3 و شذرات الذهب 204/3.

عبد اللّه محمّد بن الحسين بن النّصيبي، و أبا غانم محمّد بن الحسين بن البابلي الكاتب، و امتدح بأطرابلس أبا القاسم هبة اللّه بن علي بن حيدرة القاضي، و أبا الحسين علي بن عبد الواحد بن حيدرة، و أبا محمّد الحسين بن حيدرة، و امتدح جماعة من آل الجرّاح الطائيين منهم المفرّج بن دغفل، و ابنيه... (1) و محمود ابني المفرّج، و بدر بن ربيعة، و حسّان بن [مفرج] (2).

و كان حافظا للقرآن و منّته (3) نفسه طلب الخلافة و خرج معه جماعة و آزروه على أمره (4) ثم غدر به آل الجرّاح و حملوه إلى مصر فألقي في خزانة البنود إلى أن مات بها، و قيل: بل عفي عنه و خلّي سبيله.

و بلغني أنه كان في مدة كونه في الحبس يعلم جماعة من المسجنين (5) القرآن.

سمعت أبا الفضل محمّد بن محمّد بن عطاف الموصلي ببغداد يقول: سمعت أبا الكرم حميس بن علي بن أحمد بن علي الجوزي الواسطي يقول: سمعت أبا الحسن محمّد بن علي بن الحسن بن عمر الأديب الواسطي يقول: سمعت أبا علي الحسن بن نجم بن... (6) الموصلي يقول: بتّ مع أبي (7) الحسن التهامي الشاعر في خان بميّافارقين، فلسعته عقرب في بعض الليل، فسكت إلى الغداة، فلما انتشر الناس صاح و تألم، فقلت: ما لك ؟ قال: لسعتني عقرب في الليل، فقلت: فكيف أمسكت إلى الآن ؟ فقال: فعلت ذلك لئلا ينزعج الناس بي في نومهم، و يتنغصوا به.

أنشدنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن خسرو، أنشدنا أبو الحسن علي بن محمّد بن محمّد بن الخطيب الأنباري، أنشدنا أبو الحسن علي بن محمّد التّهامي الشاعر لنفسه بالأنبار:

ص: 221


1- كلمة غير مقروءة و صورتها:«الحعى».
2- بياض بالأصل، و استدركت اللفظة:«المفرج» عن سير أعلام النبلاء، و وفيات الأعيان و فيها: حسان بن مفرج بن دغفل البدوي.
3- إعجامها مضطرب بالأصل، و تقرأ:«و متنه» و في المختصر: و فتنته نفسه.
4- بالأصل:«امراة» و المثبت عن المختصر.
5- كذا بالأصل، و في المختصر: من المسجونين.
6- إعجامها ناقص بالأصل و صورتها:«نبال» و في المختصر:«نبال».
7- بالأصل: أبا.

جازك البين حين أصبحت بدرا *** إنّ للبدر في التنقل عذرا

ارحلي إن أردت أو فأقيمي *** أعظم اللّه للهوى فيّ أجرا

لا تقولي لقاؤنا بعد عشر *** لست ممن يعيش بعدك عشرا

و سقام الجفون أمرض قلبي *** ليت أنّ الجفون تبرأ فأبرا

لم يزدنا على هذا، و هي طويلة، عددها سبعون بيتا يمدح بها الشريف أبا عبد اللّه بن النصيبي يقول فيها فيه:

فإذا قابلت محمدا العي *** س فقبّل مناسم العيس شكرا

من إذا شمت وجهه بعد عسر *** قلب اللّه ذلك العسر يسرا

فإذا قلّ نيله كان بحرا *** و إذا ضاق صدره كان برا

و إذا فاض في نوال و بأس *** غرّق الخافقين نفعا و ضرّا

و منها:

يخبر البشر منه عن عنق أصل *** إن في الصارم العتيق لأثرا

صحة من ولادة عنونته *** بحروف من النبوة تقرا

فله رؤيه تقود إليه *** طاعة العالمين طوعا و قسرا

هو بعض النبي و اللّه قد صا *** غ جميع النبي و البعض طهرا

و ابن بنت النبي مشبهه علما *** و حلما و اسما و سرّا و جهرا

نسيب ليس فيه إلا نبي أو *** إمام من الذنوب مبرّا

أنشدنا جدي أبو المفضل يحيى بن علي القرشي لأبي الحسن التهامي يرثي ابنا له، مات صغيرا (1).

حكم المنية في البرية جاري *** ما هذه الدنيا بدار قرار

بينا ترى الإنسان فيها مخبرا *** حتى ترى خبرا من الأخبار

طبعت على كدر و أنت تريدها (2) *** صفوا من الأقذاء و الأكدار

ص: 222


1- بعض الأبيات في وفيات الأعيان 379/3-380 و البداية و النهاية بتحقيقنا 25/12.
2- في البداية و النهاية: جبلت على كدر و أنت ترومها

و مكلف الأيام ضد طباعها *** متطلب في الماء جذوة نار

و إذا رجوت المستحيل فإنما *** تبني الرجاء على شفير هار

و العيش نوم و المنية يقظة *** و المرء بينهما خيال ساري

و النفس إن رضيت بذلك أو أبت *** منقادة بأزمّة المقدار

و هي طويلة عددها نيّف و ثمانون بيتا.

و في ابنه هذا أيضا يقول:

أبا الفضل طال الليل أم خانني صبري *** فخيل لي أن الكواكب لا تسري

و عددها ثمانية و سبعون بيتا.

5077 - علي بن محمّد

أبو الحسن المؤذن

حكى عنه أبو الحسن علي بن محمّد الحنّائي.

قرأت بخط أبي الحسن الحنّائي، سمعت أبا الحسن علي بن محمّد المؤذن يقول:

كنت في مسجد باب الصغير أخدمه، و كان الغرباء يبيتون فيه، و يقولون: من عجائب الدنيا قيّم مسجد حسن الخلق، و كان جماعة من العاميين يقولون: إذا رأيت من هؤلاء الغرباء إنسانا لا يتبذل فأعلمنا به، و كنت إذا رأيت من نعى (1) يكون بهذه الصفة أعلمتهم، فيدخلون عليه رفقا، فجاء في بعض السنين رجل مستور لا يتبذل، و لا يخرج من المسجد، فأعلمتهم به، فعرضوا عليه شيئا فأبى أن يقبله، و سمعني في بعض الأيام أقول: كنت أشتهي أن أزور القدس لو أنّ لي من يحملني إلى الرملة، فقال لي: أنا أحملك، فلمّا صلينا العشاء الآخرة قال لي: أنت على النية ؟ قلت: نعم، قال:

بسم اللّه، فخرجت إلى السوق، فأخذت سلجن (2) و عنب سماقي و جبن سنيري (3)و وصّيت بالمسجد، و خرجت معه، فأخذني نحو الوطاة (4) و قال لي: طأ موضع

ص: 223


1- كذا بدون إعجام بالأصل، و سقطت اللفظة من المختصر.
2- كذا بالأصل، و سقطت اللفظة من المختصر.
3- كذا، و في المختصر: و جبن ستبري.
4- في المختصر: فأخذ بي نحو الوطاء.

قدمي، ففعلت، فسرنا إلى أن انفجر الصّبح، فغاب عني، فصحت به، فلم يجبني أحد، فأخذت أطبق عليه و أقول: هؤلاء الغرباء من حالهم، أخرجني من بلدي و ذهب و تركني، و في ظني أنّي في بعض الضياع، فلما اكثرت الكلام، فإذا رجل يقول: أيش أنت ؟ فقلت: من أهل دمشق، و قصصت عليه قصّتي، فقال: يا هذا، تدري أين أنت ؟ فقلت: لا، قال: أنت في شرب (1) الحمام، تدّعي أنك البارحة خرجت من دمشق، أيش ذهب عقلك ؟ فقلت: يا هذا، معي علامة، فأخرجت ما كان معي من الطعام، فعلم أن ذلك لا يكون إلاّ بدمشق، فقال لي: هذا من أولياء اللّه، فوردت (2) القدس، فإذا صاحبي، فسلّم علي و قال: ما هذا، كم تشنع عليّ أ لم تقل: كنت أشتهي أن أصل إلى الرملة، قد وصّلناك، و دفع إليّ صرة اشتريت بها هدية، و كانت مباركة، حججت، و بقيتها معي.

5078 - علي بن محمّد

أبو الحسن الحوطي

كان بصيدا.

حكى عنه أبو نصر بن طلاّب.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، و أبو محمّد بن الأكفاني، و أبو الحسن الشافعي، قالوا: أنا أبو نصر بن طلاّب، أنا أبو الحسن علي بن محمّد الحوطي بصيدا في سنة خمس و سبعين و ثلاثمائة، قال:

روي لنا أن عصام بن المصطلق قال: دخلت الكوفة، فأتيت المسجد، فرأيت الحسين بن علي جالسا فيه، فأعجبني سمته و رواه، فقلت: أنت ابن أبي طالب ؟ قال:

أجل، فأثار مني الجسد ما كنت أجنّه (3) له و لأبيه، فقلت: فيك و بأبيك و بالغت في سبّهما، و لم أكنّ ، فنظر إليّ نظر عاطف رءوف و قال: أ من أهل الشام أنت ؟ فقلت:

أجل شنشنة أعرفها من أخزم (4) فتبيّن فيّ الندم على ما فرط مني إليه، فقال: لاٰ تَثْرِيبَ

ص: 224


1- كذا، و في المختصر: سرب الحمام.
2- في المختصر: فزرت القدس.
3- بدون إعجام بالأصل، و المثبت عن المختصر.
4- مثل، مرّ في كتابنا الحديث عن مناسبته.

عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّٰهُ لَكُمْ (1) ،انبسط إلينا في حوائجك لدينا تجدنا عند حسن ظنك بنا، فلم أبرح و على وجه الأرض أحبّ إليّ منه و من أبيه، و قلت: اَللّٰهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسٰالَتَهُ (2)،ثم أنشأت أقول:

أ لم تر أنّ الحلم زين لأهله *** و لا سيما إن زان حلمك منصب

سليل رسول اللّه يقتصّ هديه *** عليه خباء المكرمات مطنّب

قريب من الحسنى بعيد من الخنا *** صفوح إذا استعتبته فهو معتب

صفوح على الباغي و لو شاء لاقه *** بشنعاء فيها لامرئ متأدب

فقل لمسامي الشمس أنّى تنالها *** تأمّل سناها و انظرن كيف تعرب

5079 - علي بن محمّد

أبو الحسن الحمصي الصّوفي

حدّث عن عبد الوهّاب الكلابي.

روى عنه عبد العزيز الكتاني.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو الحسن علي بن محمّد الحمصي، نا عبد الوهّاب بن الحسن.

ثم أخبرناه عاليا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا أبو القاسم الحنّائي، أنا أبو الحسين عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي، نا أحمد بن عمير، نا عيسى بن إبراهيم، نا عبد الرّحمن بن القاسم، نا مالك. زاد الحنّائي: قال: و نا أحمد بن عمير، نا أبو موسى يونس بن عبد الأعلى، أنا ابن وهب أن مالكا أخبره (3).

ثم أخبرناه عاليا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو علي زاهر بن أحمد، أنا إبراهيم بن عبد الصّمد، أنا أبو مصعب، نا مالك، عن ابن

ص: 225


1- سورة يوسف، الآية:92.
2- سورة الأنعام، الآية:124، و قد جاءت في التنزيل العزيز: برسالته و هي قراءة حفص و ابن كثير، و قرأ نافع: رسالاته بالجمع، كما ورد بالأصل.
3- كذا.

شهاب، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه (1) بن عتبة بن مسعود، عن أبي هريرة و زيد بن خالد أنهما أخبراه.

أنّ رجلين اختصما إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال أحدهما: يا رسول اللّه اقض بيننا - قال الكتاني: و ساق الحديث و ساقه الآخران، فقالا:- بكتاب اللّه، و قال الآخر - و كان أفقههما و قال ابن.... (2):الأخير - أجل يا رسول اللّه، فاقض بيننا بكتاب اللّه، و ائذن لي في أن أتكلم، فقال:«تكلم»، فقال: إنّ ابني كان عسيفا على هذا، فزنى بامرأته، فأخبروني أن على ابني الرجم، فافتديت بمائة شاة و جارية لي، ثم إنّي سألت أهل العلم، فأخبروني إنّما على ابني جلد مائة و تغريب عام، و إنّما الرجم على امرأته، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أما و الذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب اللّه:

أما غنمك و خادمك فيردّ (3) إليك»، و جلد ابنه مائة و غرّبه عاما، و أمر أنيس الأسلمي أن يأتي امرأة الآخر، فإن اعترفت رجمها، فاعترفت فرجمها[9165]. قال مالك: العسيف الأجير.

قال ابن منزود (4):و سمعته من سفيان نسقا، و اللفظ لحديث ابن وهب و ابن القاسم.

5080 - علي بن محمّد القرنوي

ولي قضاء دمشق في أيام تتش بن ألب رسلان المعروف بتاج الدولة.

وجدت بخط شيخنا أبي الحسن بن قبيس أخذ القاضي القرنوي يوم الخميس الخامس عشر - يعني من المحرّم - سنة سبع و سبعين و أربعمائة و ضرب ضربا عظيما و حبس و قيل: إن سبب ذلك أنه ذكر السلطان عن قوم من السلارية الخواص أنهم أرادوا تسليمه إلى ابن قريش فطلب منه البينة على ذلك فلم يقدر، و جعل ابن أبي الحديد

ص: 226


1- بالأصل: عبيد اللّه، تصحيف انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 475/4 و تهذيب الكمال 212/12 طبعة دار الفكر - بيروت.
2- غير مقروءة بالأصل.
3- بالأصل: فردّ إليك.
4- كذا.

يحكم بين الناس إلى حين مجيء نجم القضاة من الحجّ ، و حكى القاضي القرنوي بعد المسلة يوم الخميس أو الجمعة، و أعطى القضاء لنجم القضاة.

5081 - علي بن محمّد

أبو الحسن الدمشقي

حدّث ببغداد في رجب سنة تسع و تسعين و أربعمائة عن أبي نصر أحمد بن عبيد اللّه العاري الآمدي.

سمع منه أحمد بن محمّد بن الحسن الباجسري (1) و غيره.

5082 - علي بن مافتة الحجازي

مولى بني أميّة.

حكى عنه ابنه الحسين.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، نا عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان الصيرفي - إجازة - أنا محمّد بن العبّاس الخزّاز أخبرني أبو بكر العامري، حدّثني الحسين بن علي بن مافتة مولى بني أميّة عن أبيه (2) قال:

خرجت إلى الشام فلما كنت بالشراة و دنا الليل إذا قصر فهويت إليه، فإذا بين بابي القصر امرأة لم أر مثلها قط هيبة و جمالا، فسلّمت فردّت فقالت: من أنت ؟ قلت:

رجل من بني أمية من أهل الحجاز (3)،فقالت: مرحبا بك، و حيّاك اللّه، انزل، فأنت في أهلك، قلت: و من أنت عافاك اللّه ؟ قالت: امرأة من قومك، فأمرت لي بمنزل و قرى، و بت في خير مبيت، فلمّا أصبحت أرسلت إليّ تقول: كيف أصبحت، كيف مبيتك ؟ قلت: خير مبيت، و اللّه ما رأيت أكرم منك، و لا أشرف من فعالك، قالت:

فإنّ لي إليك حاجة: تمضي حتى تأتي ذلك الدير - إلى دير أشارت إليه منجى (4)-فإنّ

ص: 227


1- كذا بالأصل.
2- تقدمت هذه الحكاية في كتابنا، في هذا الجزء - في ترجمة علي بن قدامة: رواها من طريق الحسين بن علي بن قدامة مولى بني أمية عن أبيه.
3- كذا و لعلهما واحد، صحف أحدهما عن الآخر، و لم ترد ترجمة المذكور هنا بالأصل: علي بن مافتة في المختصر، و وردت فيه ترجمة علي بن قدامة، و الحكاية أيضا.
4- كذا رسمها هنا، و في المختصر: منيح.

فيه ابن عمي و هو زوجي، و قد غلبت عليه نصرانية في ذلك الدير، فهجرني و لزمها فتنظر إليه و إليها و تخبره عن مبيتك و عما قلت لك، فقلت: أفعل، و نعمة عين، فخرجت حتى انتهيت إلى الدير، فإذا أنا برجل في فنائه جالس كأجمل ما يكون من الرجال، فسلّمت عليه، فردّ و سألني، فأخبرته من أنا، و أين بتّ ، و ما قالت لي المرأة، قال: صدقت، أنا رجل من قومك من آل الحارث بن الحكم، ثم صاح: يا قسطا، فخرجت إليه نصرانية عليها ثياب حمر (1)،و زنانير، ما رأيت قبلها و لا بعدها أحسن منها، فقلت: هذه قسطا و تلك أروى، و أنا الذي أقول:

تبدّلت قسطا بعد أروى و حبها *** كذاك لعمري الحبّ يذهب بالحبّ

5083 - علي بن مأمون

أبو الحسن المصّيصي الشاعر

طوف بالشام.

و حكى عن أبي العهد هاشم بن محمّد الصوري، و عبيد اللّه بن أحمد البلدي النحوي.

روى عنه أبو منصور الثعالبي.

5084 - علي بن المبارك

حكى عن أبيه.

حكى عنه أحمد بن المعلّى.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي، حدّثني محمّد بن أحمد، نا أحمد بن المعلّى، نا علي بن المبارك قال:

سمعت أبي يقول لما خرج أبو العميطر بدمشق هربنا إلى بيت لهيا، قال: فوجه أبو العميطر إلى بني الغمر وردوا على عبيدي قال: فمنعونا منه، فلم نزل بها إلى أن دخل ابن بيهس دمشق و أظهر السواد.

ص: 228


1- كذا بالأصل هنا و في ترجمته علي بن قدامة، و في المختصر: حبر.
5085 - علي بن محارب بن علي

أبو الحسن المقرئ الأنطاكي المعروف بالسّاكت

قرأ القرآن على أبي الفرج الهيثم بن أحمد الصباغ (1)،و أبي علي أحمد بن محمّد بن أحمد الأصبهاني (2)،و أبي طاهر محمّد بن الحسن بن علي المقرئ الأنطاكي (3).

قرأ عليه: أبو الفضل المحسن بن طاهر بن الحسن الفقيه المالكي القزّاز، و سمع علي بن محمّد الحنائي.

و حكى عن أبي الحسن الفجة (4)،قيّم مسجد أبي صالح.

حكى عنه علي بن محمّد الحنّائي، و قد سقت له حكاية في ترجمة أبي صالح.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني قال:

توفي أبو الحسن علي بن محارب المقرئ المعروف بالسّاكت يوم الخميس الرابع و العشرين من شهر رمضان سنة سبع و عشرين و أربعمائة.

ذكر أبو بكر الحداد: أنه ثقة مأمون، رجل صالح يصوم الدهر.

و ذكر أبو علي الأهوازي: أنه دفن بباب الصغير يوم الجمعة بعد العصر.

5086 - علي بن المحسن

أبو الحسن العلوي

له ذكر.

بلغني أن الشريف أبا الحسن توفي يوم الأحد بعد العصر الثاني عشر من شهر رمضان سنة خمس و خمسين و أربعمائة من جراحات أصابته من قوم من العرب، و كان خرج إلى قرية له فلقيته العرب في الطريق.

ص: 229


1- ترجمته في غاية النهاية 357/2 و معرفة القراء الكبار 378/1.
2- ترجمته في غاية النهاية 101/1 و معرفة القراء الكبار 374/1.
3- ترجمته في غاية النهاية 118/2 و معرفة القراء الكبار 345/1.
4- كذا بالأصل.
5087 - علي بن محمّدان بن محمّد

أبو الحسن القاضي البلخي (1)

قدم دمشق حاجا، و حدّث بها عن أبي بكر محمّد بن الحسن المفسّر، و القاضي أبي زيد عبد الرّحمن بن محمّد، و الخطيب أبي بكر إسماعيل بن محمّد بن أحمد، و الفقيه أبي صالح شعيب بن إدريس.

روى عنه أبو العباس بن قبيس، و أبو الحسن علي بن بكار بن أحمد الصّوري، و عبد الرّحمن بن بكران، و أبو المنجّا حيدرة بن علي بن أبي تراب الأنطاكي، و عبد العزيز الكتاني.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا والدي أبو العباس، أنا القاضي الإمام أبو الحسن علي بن محمّدان بن محمّد، قدم علينا دمشق حاجا، قراءة عليه في سنة أربع و عشرين و أربعمائة، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن المفسر، نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم، نا الربيع بن سليمان، نا عبد اللّه بن وهب:

أخبرني ابن لهيعة عن إسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة، عن عياض بن عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح (2)،عن أبي سعيد الخدري.

عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«من صام يوم عرفة غفر اللّه له سنة أمامه و سنة خلفه»[9166].

أخبرنا أبو منصور بن زريق، و أبو الحسن بن سعيد قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (3):

علي بن محمّدان بن محمّد أبو الحسن القاضي البلخي، ثم الطايقاني (4)،قدم علينا حاجا، و حدّث عن شعيب بن إدريس البلخي، و إبراهيم بن عبد اللّه بن داود الرازي، كتبنا عنه و ما علمنا من حاله إلاّ خيرا.

ص: 230


1- ترجمته في تاريخ بغداد 114/12 و الأنساب (الطايكاني).
2- ترجمته في تهذيب الكمال 521/14 طبعة دار الفكر - بيروت.
3- رواه في تاريخ بغداد 114/12.
4- بالأصل «الطالقاني»، و في تاريخ بغداد:«الطايقاني» و هو ما أثبت و في الأنساب: الطايكاني. قال السمعاني: و هذه النسبة إلى الطايكان و هي بليدة بنواحي بلخ من كور طخارستان، و هي قصبتها.
5088 - علي بن محمود بن إبراهيم بن ماخرّة

5088 - علي بن محمود بن إبراهيم بن ماخرّة (1)

أبو الحسن الزوزني (2) الصوفي (3)

سمع بدمشق أبا الحسين الكلابي، و بغيرها أبا الحسن علي بن المثنى الأسترابادي، و محمّد بن محمّد بن ثوابة.

روى عنه أبو بكر الخطيب، و أبو منصور عبد المحسن بن محمّد بن علي، و أبو سعيد عبد الواحد بن القشيري، و أبو محمّد جعفر بن أحمد السراج، و أبو الغنائم محمّد بن علي بن ميمون، و حدّثنا عنه ابن كادش.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه السلمي، أنا أبو الحسن علي بن محمود الزوزني (4)،و أبو الحسين محمّد بن أحمد بن محمّد بن حسنون النّرسي، قالا: أنا أبو الحسين عبد الوهّاب بن الحسن بن الوليد الكلابي، أنا أبو بكر محمّد بن خريم (5) بن محمّد العقيلي، نا هشام بن عمّار بن نصير بن ميسرة السلمي، نا مالك بن أنس، حدّثني أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إذا توضأ أحدكم فليجعل في فيه ثم يستنشق»[9167].

أخبرنا أبو منصور بن زريق، قال: قال لنا أبو بكر الخطيب (6):

علي بن محمود بن إبراهيم بن ماخرّة أبو الحسن الزوزني (7) الصوفي سكن بغداد، و حدّث بها عن عبد الوهّاب بن الحسن الدمشقي، و علي بن المثنى الأسترآباذي و غيرهما، كتبت عنه، و كان لا بأس به، و قال لنا: كان جدي ماخرّة

ص: 231


1- في مختصر ابن منظور:«ماحوه» و المثبت يوافق تاريخ بغداد، ضبطت عن تبصير المنتبه بضم الخاء المعجمة و تشديد الراء.
2- بالأصل:«الزورني» و في تاريخ بغداد:«الروزني» و في المختصر:«المروذي»، و المثبت عن تبصير المنتبه.
3- ترجمته في تاريخ بغداد 115/12 و تبصير المنتبه 1243/4 و فيه: علي بن محمد، و الأنساب (الزوزني) و هذه النسبة إلى زوزن: بلدة كبيرة حسنة بين هراة و نيسابور.
4- بالأصل هنا: الروزي.
5- بالأصل: خزيم، تصحيف.
6- تاريخ بغداد 115/12.
7- بالأصل و تاريخ بغداد: الروزني.

مجوسيا، و سألته عن مولده فقال: في سنة ست و ستين و ثلاثمائة، و مات في شهر رمضان من سنة إحدى و خمسين و أربعمائة (1).

5089 - علي بن مرضى بن علي

ابن محمّد بن عبد اللّه بن سليمان

أبو الحسن التّنوخي

ولد بمعرّة النعمان، و قدم دمشق و سكنها مدة بدرب كراز عند دار ابن الغسّال، لقيته كثيرا و سمعت منه إنشادات غير أني لم أضبط منها شيئا، و عاد إلى حماه و توفي بها في الزلزلة التي أخربت حماه، و كان شاعرا مكثرا، فمن شعره ما أنشدنيه أبو اليسر شاكر بن عبد اللّه بن محمّد بن سليمان الكاتب بدمشق:

تولى الشباب و حان الممات *** و قرّب لي الشيب إتيانه

و يعلم ما في الكتاب الزكي *** من حيث ينظر عنوانه

إذا متّ جاورت من لم يزل *** يجير من النار جيرانه

فأسأل توفيقه في المعاد *** و رحمته لي و غفرانه

فليس الموفّق إلاّ الذي *** يوفقه اللّه سبحانه

و أنشدني له أيضا:

لا تفعلن بعض الجميل *** مع امرئ و افعله كلّه

و إذا أتم جميله *** امرؤ و دام فما أجله

و عليك في الاكرام لمن *** شرط و ما في الشرط علّه

و أنشدني له:

لا تقدمن على التظالم *** و اقض عنك الظّلم بعدا

فالدهر قد يعدي على *** من كان فيه قد تعدّا

و أنشدني له أيضا:

إذا لم يكن لعمري عقل لقيته *** كمثل اللقاء في أعين و قلوب

ص: 232


1- زيد في الأنساب نقلا عن الخطيب: و دفن بباب الرباط .

يعد غريبا و هو في دار هذه *** على كونه من الدار غير غريب

و أنشدني له أيضا:

سأجعل نفسي في مكان يعزها *** و أرفعها عن قرب من هو دونها

و ما أنا ممن يقبل الضيم.... (1) *** و لا بت في بيت أرى فيه هونها

و إني لذو نفس على الضيم تنطوي *** لئن أنا لم أنف لمعا أن يهينها

و أنشدني له:

كل الأنام مخوف لا تلم به *** فقرب ذلك بردي في عواقبه

و اسأل.... (2).... تعيش به *** و لا تسأل لسواه من مواهبه

و أنشدني له:

لقد عفت دنياي المعنف أهلها *** فأعفاني الرحمن سبحانه منها

و زهدي فيها الا هي عناية *** خصصت بها منه فالمعي به عنها

و أنشدني له:

أجب دعوتي يا سميع الدعاء *** و كن يا مغيثا على نشدتي

فما لي غيرك من راحم *** يفرج ما اشتد من كربتي

إذا رحت مرتهنا بالذنوب *** أسأل عنهن في حفرتي

فيا دمعتي فاجر حزنا *** على جري السحائب يا دمعتي

و أنشدني له:

أجدد عهدا بالديار التي خلت *** و ما ذا ترى تجديد عهد بها يجدي

نعم إنها تجدي علي صبابة *** و مر الصبى فيها و تزدادي و جدي

فيا رحمن لي من وقوفي برسمها *** و يا أسفا من قبل ذاك و من بعدي

و أنشدني به أيضا:

إذا كنت في نيه من الأرض سالكا *** و لا ماء فيه تلتقيه و لا مرعى

ص: 233


1- كلمة غير مقروءة.
2- كلمات غير واضحة.

رحلت و لا زادا به يقطع المدى *** المخوف و لم يملك إلى الماء من الرجعى

كذا هذه الدنيا إذا لم تكن بها *** إلى طاعة اللّه سبحانه تسعى

فيا رب من دنياي جربى مسلما *** إليك بعد الموت أحسن بي الصنعا

و ذرني بعيدا عن أناس علمتهم *** من الظلم قد صارت صحابتهم سبعا

أجالس منهم ضاري الأسد *** و انبا على الضبع سا (1) أو.... (2) الأفعى

أنا كلا ناس و لا فضل عندهم *** إلى الخفض قد مالوا فما عرضوا الربعا

و أنشدني له أيضا:

عليك بفعل الخير فاقبل وصيتي *** فإني بما قلت جد خبير

فإنك في الدنيا على ذاك قادر *** و أنك بعد الموت غير قدير

إذا عميت عين البصيرة ضاعت *** الوصاة و ما الأعمى مثل البصير

و كم ذي أغنى بالظلم مكتسب *** الغنى فما حواه ما محور فقير

فيا من لذي الدنيا بوطن إنما *** توطنت من دنياك دار غرور

و أنشدني له، و كتب بهذا إليّ ابن عمه القاضي أبي المجد

لقد شتّ هذا البين شملا تالفا *** و بلغ مني هذا البين نباشا فاشتفا

و إني قد استوكفت دمعي يطفأ به *** النار من بيني فشب الذي انطفأ

و من عجب الأشياء إني مغرم أطأ *** و قد سار الخليط تخلفا

سروا و أقام القلب بعد رحيلهم *** و من شرها حفظ العهد أن لا توقفا

و ليس اختيارا ذاك مني و إنما *** دعاني إليه الاضطرار مكلفا

لعمري لئن باتوا فإني لو أجد بهم *** بدلا مولى حبّا و تعطفا

كريم إذا أعطى رحيم لمن رأى *** أديب متى ما تلقه تلق منصفا

به اللّه أعطاني مرادي و خصني *** بنيل الغنى ما لديه و اتحفا

سعادته قد انطقتني و أسعدت *** بما لم يطق غيري له أن يؤلفا

و كم قائل من ذا يمدحك تنتحي *** فقلت له: مجد القضاة أخا الوفا

ص: 234


1- كذا رسمها بدون إعجام.
2- كلمة غير مقروءة.

فقال: لقد وقفت فأبشر فإنما *** تؤمم غيثا لم يزل متوكفا

و إني لسيف قد تغمده الصدى *** منى ما جلاه بالندى عاد مرهنا

أرى السيد المفضال أنعم فاقتي *** بذلك جلباب الثناء الذي صفا

جزى اللّه عني الخير من مات محسنا *** و ألطف بي من والديّ و أرأفا

ألا أ بهذا القاضي أبا المجد إنني *** رجوتك لي عونا على زمن جفا

فغثني بنعما منك و أردد لي الغنا *** بعدم الغنى بي قد أصر و أجحفا

و قد شرف الناس المديح و إنما بك *** المدح لما قيل فيك تشرفا

كأني إذا أنشدت مدحي واصفا به *** فضلك المشهور أقرأ مصحفا

و ما سار إلاّ أذله اسمك و اسم *** و إذ هو مرسوم به كيف صرفا

و إنك من ما زال ينعم أنفا بمثل *** جميل كان من قبل أسلفا

لك المثل الأعلى و للغير دونه *** و ما تضرب الأمثال إلا لتعرفا

و إني بك استكفيت أمرا أخافني *** كفاني فيك اللّه ما بك قد كفا

و مثلك من يولى على قدر قدره *** و مثلي من يولى الجميل و يصطفا

و لم تزل الأنعام منك متمما *** و غيرك أبداه مني و سوّفا

و ما لي في التنقيل عادة ملحف *** و لكنني من عادتي أن أخففا

فلا هدّت الأيام مجدا بنيته *** و لا كدرت من وعد عليتك ما صفا

قال لنا أبو بشر: توفي علي بن مرضي في زلزلة حماة يوم الاثنين رابع رجب سنة اثنتين و خمسين و خمسمائة. إلى هنا.

5090 - علي بن مسلم البكري

روى عن أبي صالح الأشعري.

روى عنه عبد الرّحمن بن [يزيد] (1) بن تميم.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا جدي أبو محمّد، نا أبو علي الأهوازي، نا أبو القاسم عبد الرّحمن بن عمر بن نصر بن محمّد الشيباني (2)،حدّثني

ص: 235


1- كلمة غير واضحة بالأصل. و سيرد خلال الخبر التالي: عبد الرحمن بن يزيد بن تميم.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 262/17.

أبو بكر محمّد بن سعيد بن إبراهيم الحجري، نا أحمد بن عامر بن النعمان بن حمّاد الأزدي، نا علي بن معبد، نا أبو يعلى المعلّى بن منصور الرازي (1)،حدّثني أبو سلمة الخشني، نا عبد الرّحمن بن يزيد بن تميم (2)،نا علي بن مسلم الكندي (3)،عن أبي صالح الأشعري، عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يحمل هذا العلم من كلّ خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين و انتحال المبطلين، و تأويل الجاهلين»[9168].

5091 - علي بن المسلّم بن محمّد بن علي

أبو الحسن بن أبي الفضل السّلمي الفقيه الشافعي الفرضي (4)

سمع أبا الحسن بن أبي الحديد، و أبا نصر الحسين بن محمّد بن طلاّب، و عبد العزيز بن أحمد الصوفي، و أبا القاسم غنائم بن أحمد بن عبيد اللّه الخياط ، و أبا الحسن علي بن الخضر بن عبدان، و أبا العبّاس بن قبيس، و أبا علي الحسن بن عقيل بن بريش، و أبا القاسم بن أبي العلاء، و أبا عبد اللّه بن أبي الحديد، و نجاء بن أحمد العطار، و أبا الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي، و أبا نصر الطّريثيثي (5)،و أبا الفرج الأسفرايني، و أبا البركات بن طاوس، و جعفر بن أحمد السراج، و أبا بكر محمّد بن عمر الكرجي، و خاله أبا إسحاق بن الشّهرزوري و غيرهم.

و تفقه على القاضي أبي المظفر المروزي و على الفقيه أبي الفتح المقدسي، و أعاد له الدروس.

و جالس الشيخ الإمام أبا حامد الفران و سأله من مسائل.

و بلغني أن الغزّالي كان يثني عليه و يصفه بالعلم و قال: خلّفت بالشام شابا إن

ص: 236


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 365/10.
2- بالأصل: نعيم، تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 177/7 و تهذيب الكمال 418/11 طبعة دار الفكر.
3- كذا ورد بالأصل هنا «الكندي» و قد مرّ في أول الترجمة «البكري» و في تهذيب الكمال في ترجمة عبد الرحمن بن يزيد بن تميم «البكري» أيضا.
4- انظر ترجمته في تبيين كذب المفتري ص 326 طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 235/7 تاريخ ابن القلانسي ص 424 سير أعلام النبلاء 31/20 العبر 92/4 شذرات الذهب 102/4 طبقات المفسرين للداودي 435/1 و مشيخة ابن عساكر 152/ب.
5- رسمها مضطرب بالأصل.

عاش كان له شأن، فكان كما تفرّس فيه - رحمه اللّه - و درّس في حلقته في الجامع مدة، ثم ولي المدرسة الأمينية (1) سنة أربع عشرة و خمسمائة (2)،و لم يزل يدرس بها إلى أن مات.

سمعنا منه الكثير، و كان ثقة ثبتا عالما بالمذهب، و الفرائض، يتكلم في مسائل الخلاف، و يكثر من إيراد الأحكام و كان قد حفظ كتاب «تجريد التجريد» الذي صنفه أبو حاتم القزويني (3)،و كان حسن الخط ، موفقا في الفتاوى، و على فتاويه كان اعتماد أهل الشام، و اشتهر ذكره في العراق اشتهارا كثيرا حتى كانت تأتيه الفتاوى منها، و كان مواظبا على قضاء الحقوق من حضور عقود الأنكحة، و عيادة المرضى، و شهود الجنائز، مثابرا على التدريس و الإفادة، محبا للرواية و نشر الحديث، محببا إلى أصحابه لحسن خلقه، و جميل طريقته و له مصنفات في الفقه و الفرائض، و التفسير، أكبرها كتاب سمّاه «الاستغناء في المذهب»، مات قبل أن يتمه و كتاب في التفسير سمّاه:«التجريد في تفسير القرآن المجيد»، مات و لم يتمه، و كان يعقد مجلس التذكير و يورد فيه إيرادا كثيرا، و يذكر أشياء مستحسنة مستفادة، و يظهر السنّة و يردّ على من أنكر الحقّ - رحمة اللّه عليه و رضوانه - فإنّه لم يخلف بعده مثله (4).

أخبرنا أبو الحسن الفقيه الشافعي، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو الدحداح أحمد بن محمّد بن إسماعيل التّميمي، نا أبو عبد اللّه عبد الوهّاب بن عبد الرحيم الجوبري، نا سفيان بن عيينة الهلالي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب.

أن عمر كان يقول: الدية للعاقلة، و لا ترث المرأة من دية زوجها شيئا حتى أخبره الضحاك بن سفيان الكلابي: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كتب إليه أن يورث امرأة أشيم الضبابي من دية زوجها، فرجع عنه عمر[9169].

أخبرنا أبو الحسن أيضا، أنا أبو نصر الحسين بن محمّد بن طلاّب الخطيب،

ص: 237


1- بناها بدمشق، أمين الدين كمشتكين بن عبد اللّه الطغتكي و هي مدرسة للشافعية.
2- سير أعلام النبلاء 32/20.
3- هو محمود بن حسن الطبري القزويني الشافعي، أبو حاتم، ترجمته في سير أعلام النبلاء 128/18.
4- طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 236/7 و سير أعلام النبلاء 33/20.

أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن محمّد بن جميع، نا محمّد بن مخلد الشيخ الصّالح ببغداد، نا عيسى بن أبي حرب، نا يحيى بن أبي بكير، نا سفيان، عن فطر، عن أبي الطّفيل، عن أبي ذرّ قال: لقد تركنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و ما طائر يقلب جناحيه في السّماء إلاّ و هو يذكرنا منه علما.

سألت أبا الحسن الفقيه عن مولده فقال: كان خالي يذكر أن مولدي سنة خمسين، و كانت والدتي تذكر: أن مولدي سنة اثنتين و خمسين و أربعمائة.

سمعت بعض أصحابنا يذكر أن الفقيه أبا الحسن مرض مرضة شديدة أيس (1) منه فيها، فدخل عليه بعض الفقهاء فأنشده:

يا ربّ لا تبقني إلى أمد *** أكون فيه كلا على أحد

خذ بيدي قبل أن أقول لمن *** أراه عند القيام خذ بيدي

فاستحسن البيتين و كتبهما بخطه و كرر قراءتهما فاستجيب له، فمات بعد أن أبلّ من تلك العلة بمدة، من غير أن يمرض مرضا يحتاج فيه إلى أحد، فتوفي صباح يوم الأربعاء ثالث عشر ذي القعدة سنة ثلاث و ثلاثين و خمسمائة ساجدا في الركعة الأخيرة من صلاة الصّبح، و كان قد صلّى ورده في تلك الليلة من قيام اللّيل، و دفن بمقبرة الباب الصغير عند قبور الصّحابة، شهدت دفنه و الصّلاة عليه - رحمه اللّه - و كان له مشهد حسن.

5092 - علي بن مرشد بن علي بن المقلّد بن نصر

5092 - علي بن مرشد (2) بن علي بن المقلّد (3) بن نصر

ابن منقذ بن محمّد بن منقذ بن نصر بن هاشم

أبو الحسن بن أبي سلامة

المعروف بعز الدولة الكناني

كان أكبر اخوته.

ص: 238


1- بالأصل: أويس.
2- كذا وقعت هذه الترجمة هنا، و حقها أن تكون قبل الترجمة السابقة كما يقتضيه التنظيم الذي اتبعه المصنف في ترتيب الأسماء.
3- في سير أعلام النبلاء 553/18 في ترجمة جده: علي بن منقذ بن نصر.

بلغني أنه ولد سنة سبع و ثمانين و أربعمائة بشيزر (1).

سمع الحديث ببغداد من أبي بكر محمّد بن عبد الباقي، و أبي القاسم بن السمرقندي، و كتب الحديث بخط حسن، و كان فهما شاعرا، قدم دمشق غير مرة، و حضر عندي في سماع بعض كتاب دلائل النبوة، و كتاب الجهاد لابن المبارك، ثم خرج إلى عسقلان، فقتل بها شهيدا، فمن شعره ما كتب به إلى أخيه أبي المظفر أسامة بن مرشد جوابا عن أبيات وردت منه في صدر كتاب أولها:

أ يحمل عنّي الرائحون تحيّة *** تضوع كنشر المسك شبيت به الخمر

فأجابه بهذه الأبيات:

لقد حمل الغادون عنك تحية *** إليّ كنشر المسك شبيت به الخمر

تريد صدى قلبي و إن شئت الصدى *** ففي ناظري در و في كبدي جمر

فأرجى منها كلّ أرض مرّت بها *** ففي كل قطر من أماكنها نشر

فيا ساكنا قلبي على خفقانه *** و طرفي و إن روّاه من أدمعي بحر

لك الخير همي منذ نأيت مروح *** و صبري غريب لا ينهنه الزجر

و لو رام قلبي سلوة عنك صده *** خلائقك الحسنى و أفعالك الغرّ

صبغت سروري بالهموم فلا أرى *** نصولا له يبدو كما ينصل الخطر

و ألبست أيامي من الليل حلّة *** فصبحي كليلي ليس بينهما فجر

و كتب إلى أخيه:

أبى القلب إلاّ أن يبيت مكلما *** كئيبا على عهد مضى و تصرّما

فيا ويحه من لاعج الشوق إن بدا *** سنا البرق علويا له و تبسّما

و كم قد رما أ يخفى اللسان صبابة *** إذا ما لسانا الدمع و الوجد ترجما

خليلي لو فارقتما من هويتما *** و شاهدتما يوم النوى ما عزلتما

عدتني نوى لما اطمأنت تقلقلت *** حشاي و أضحى القلب مني مقسّما

ص: 239


1- شيزر بتقديم الزاي على الراء، و فتح أوله: قلعة تشتمل على كورة بالشام قرب المعرة، بينها و بين حماة يوم (معجم البلدان).

نوى من أخ في العين أحلى من الكرى *** و في القلب أعلى منه قدرا و أكرما

أخ هو كالسم الزعاف على العدى *** و للخلّ كالماء الزلال على الظما

ترحّل عن عيني و حلّ بمهجتي *** فأثرى به وجدي و صبري أعدما

أسامة ما رمت السلى لأنّني أرى *** مغنم اللّذات مذ غبت مغرما

أجلك أن أدعو علاك ملقبا *** لأن اسمك المحمود ما زال أعظما

و ما نظرت من بعدك العين قرّة *** كأنك قد ألبست إنسانها العما

و أي لنفسي لذّة و مسرّة *** و قد جهل القلب السّبيل اليهما

و طيف سرى غمر الدّجى فأناخ *** بي سحيرا و ما أن خلت جفني هوّما

فحلّ بطرفي من فؤادي و لم أكن *** عهدت إلى طرفي من القلب سلّما

أطال عليّ الليل همّ أضلني *** و وجد أراني أبيض الصّبح مظلما

فعشت كما تهوى بعيدا و دانيا *** قريبا من الحسنى كريما مكرّما

و لا زلت هدام الجيوش و بانيا *** بفعلك مجدا قد عفا و تهدّما

ذكر لي أخوه الأمير أبو عبد اللّه أنه استشهد بعسقلان سنة ست و أربعين و خمسمائة، و كان قد اكتتب في جمادها.

آخر المجلد السادس و الثلاثين من الأصل، و هو آخر الجزء الستين بعد الثلاثمائة من الأصل.

5093 - علي بن مشرق بن بركات بن محمّد

أبو الحسن

الشاعر المعروف بالقاضي.

سكن دمشق مدة طويلة، و امتدح بها جماعة، و جالسته و سمعت منه شيئا من شعره، و لكن لم أكتب عنه شيئا، و كان يمتدح الأمير طرخان الشيباني و غيره، و ينظم أشعارا يكتبها على صور الحيوان، و أشعارا يقرأ بعض ألفاظها من كلّ بيت لفظة، فينتظم مجموعها فيصير بيتا، و كانت له مروءة و كان مشتهرا بشرب المسكر.

ص: 240

5094 - علي بن المظفّر بن علي

أبو الحسن المنبجي (1) المعلّم

حدّث بدمشق عن أبي القاسم عبدان بن حميد بن عبدان المنبجي (2)،و أبي بكر الشّبلي (3).

روى عنه علي الحنّائي، و شعيب بن عبد الرّحمن بن عمر بن نصر.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز بن أحمد، نا أبو عبد اللّه شعيب بن عبد الرّحمن بن محمّد بن نصر، نا علي بن المظفر بن علي (4) قال:

سمعت الشّبلي يحدث قال: سمعت محمّد بن علي الدّامغاني يحدّث قال: سمعت علي بن حمزة الصّوفي يحدّث عن أبيه قال: سمعت موسى بن جعفر يقول: قال لي أبي الصّادق جعفر بن محمّد: سمعت أبي يحدّث عن أبيه عن علي بن أبي طالب عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قال لي:«يا عليّ إنّ الإسلام عريان، لباسه التقوى، و رياشه الهدى، و زينته الحياء، و عماده الورع، و ملاكه العمل الصّالح، و أساس الإسلام حبي و حبّ أهل بيتي»[9170].

قرأت بخط أبي الحسن علي بن محمّد الحنّائي، أنا أبو الحسن علي بن المظفّر بن علي المنبجي معلمي - رحمه اللّه - نا أبو القاسم عبدان بن حميد بن عبدان المنبجي، نا أبو بكر عمر بن سعد، نا إبراهيم بن سعيد، نا أبو عمر الحوضي (5)،عن المنذر بن ثعلبة، عن أبي عثمان الأنصاري.

أن عثمان بن عفّان دعا بوضوء فغسل كفّيه ثلاثا، ثم تمضمض ثلاثا، و استنشق

ص: 241


1- ضبطت عن الأنساب؛ و هذه النسبة إلى منبج و هي مدينة كبيرة واسعة ذات خيرات كثيرة، بينها و بين الفرات ثلاثة فراسخ (معجم البلدان).
2- له ذكر في معجم البلدان: أبو القاسم عبدان بن حميد بن رشيد الطائي المنبجي.
3- الشبلي بكسر الشين و سكون الباء، هذه النسبة إلى الشّبلية قرية من قرى أشروسنة:(الأنساب) و قد اختلفوا في اسمه و اسم أبيه: انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 367/15 و سير أعلام النبلاء 389/14.
4- ورد بالأصل: نا علي بن علي بن المظفر.
5- هو حفص بن عمر بن الحارث بن سخبرة، أبو عمر الأزدي الحوضي النمري، ترجمته في سير أعلام النبلاء 354/10.

ثلاثا (1)،و غسل ذراعيه ثلاثا، و غسل قدميه ثلاثا، ثم تبسّم عثمان فقال: هكذا رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فعل، ثم قال:«إذا غسل المؤمن كفّيه تساقط ذنوبه من أطراف أنامل كفيه، و إذا غسل وجهه تساقط ذنوبه من أطراف لحيته، و إذا غسل يديه تساقط ذنوبه من أسفل مرفقيه، و إذا مسح برأسه تساقط ذنوبه من أطراف شعره، و إذا غسل قدميه تساقط ذنوبه من أسفل قدميه، و صارت الصلاة نافلة»[9171].

5095 - علي بن المنجّى

أبو الحسن المعروف بالشيخ

صاحب الحسن بن أحمد القرمطي

ولي دمشق هو و ابنه أبو عبد اللّه بن علي، و سيأتي ذكر تاريخ ولايته في ترجمة ابنه.

5096 - علي بن معبد بن نوح

أبو الحسن البغدادي (2)

نزيل مصر.

حدّث عن عبد الوهّاب بن عطا، و علي بن معبد بن شدّاد الكعبي (3)،و زيد بن يحيى بن عبيد، و هشام بن عمّار، و شبابة بن سوّار، و أسود بن عامر شاذان، و يعقوب بن إبراهيم بن سعد، و مكي بن إبراهيم، و أبي النّضر هاشم بن القاسم، و أبي أحمد الزّبيري، و خالد بن عمرو الكوفي، و معلّى بن منصور، و علي بن الحسن بن شقيق الخلاطي، و أبي عبد الرّحمن المقرئ.

روى عنه أبو جعفر أحمد بن محمّد بن سلامة (4) الطّحاوي، و أبو العلاء محمّد بن أحمد بن جعفر الوكيعي الكوفي، و موسى بن هارون، و محمّد بن إسماعيل والد المهندس، و محمّد بن إسحاق بن خزيمة، و علي بن سعيد بن بشير الرازي،

ص: 242


1- زيد بعدها في المختصر:«و غسل وجهه ثلاثا» و قد استدركت فيه بين معكوفتين.
2- انظر ترجمته و أخباره في: تاريخ بغداد 109/12 و تهذيب الكمال 405/13 و تهذيب التهذيب 242/4 و سير أعلام النبلاء 632/10 و الجرح و التعديل 205/6 و ميزان الاعتدال 157/3.
3- في تهذيب الكمال:«علي بن معبد بن شداد العبدي». و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 631/10 و تهذيب الكمال 403/13.
4- بالأصل: سالمة، و المثبت عن تهذيب الكمال.

و إبراهيم بن إسماعيل الغافقي، و أبو العبّاس القاسم بن عبد اللّه بن إبراهيم الكلاعي.

و اجتاز بدمشق أو بأعمالها متوجها إلى بلاد الروم للمهاداة بالأسرى.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر قال: قرئ على أبي عثمان سعيد بن محمّد بن أحمد البحيري (1) و أنا حاضر، قالا: أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن جعفر بن بحير البحيري (2)،نا محمّد بن إسحاق بن خزيمة، نا علي بن معبد، نا زيد بن يحيى الدمشقي، نا مالك بن أنس، عن نافع، عن سالم، عن ابن عمر عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«الذي يجرّ ثوبه من الخيلاء لا ينظر اللّه إليه يوم القيامة» (3)[9172].

غريب من هذا الوجه.

أخبرنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبيد اللّه الخطيبي (4)،و أبو العباس أحمد بن الفضل بن أحمد الخياط (5)،و أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالوا: أنا أبو الطّيّب عبد الرزّاق بن عمر بن موسى بن شمة، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن علي بن المقرئ، نا أبو علي أحمد بن محمّد بن يحيى بن جرير الهمداني المصري - بمصر - نا علي بن معبد بن نوح، نا علي بن الحسن بن شقيق، نا الحسين بن واقد، عن محمّد بن زياد، عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أ ما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحوّل اللّه رأسه رأس حمار»[9173]؟ أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا جدي أبو محمّد، نا الحسن بن علي بن إبراهيم، نا أبو نصر عبد الوهّاب بن عبد اللّه بن عمر بن أيوب المرّي، نا

ص: 243


1- بالأصل: الحيري، تصحيف، و الصواب ما أثبت، مرّ التعريف به.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 366/16.
3- رواه الذهبي من هذه الطريق في ترجمة أحمد بن محمد بن جعفر البحيري 367/16.
4- تقرأ بالأصل: الحطبي، و المثبت عن مشيخة ابن عساكر 93/أ.
5- مشيخة ابن عساكر 12/ب.

أبو الخير أحمد بن علي بن عبد اللّه الحمصي، حدّثني أبو بكر محمّد بن سعيد التّرخمي (1)-بحمص - قال:

كنا عند محمّد بن عوف الطائي (2) بحمص، فجاءه رجل، فقال: يا أبا جعفر هذا علي بن معبد قد جاء ماضيا إلى الغداء، فقال لنا أبو جعفر محمّد بن عوف: امضوا بنا نسلّم عليه، فقام، و قمنا معه، فلقيه، فسلّم عليه و قال له: يا أبا الحسن حدثنا حديث الحية، فقال لنا علي بن معبد: حدّثنا رزق اللّه بن عبد اللّه أبو عبد اللّه، نا محمّد بن عبيد اللّه العرزمي، عن أبي إسحاق السّبيعي، عن الأصبغ بن نباتة، عن علي بن أبي طالب قال:

كنا عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال له عبد اللّه بن سلام: يا رسول اللّه أ لا أحدّثك بحديث عجيب كان في بني إسرائيل، قال:«و ما ذاك ؟» قال: خرج حمير بن عبد اللّه متصيدا، فلما أقفرت به الأرض إذا حية قد انسابت بين قوائم دابته حتى قامت على ذنبها، فقالت له: يا حمير أعدني أظلك اللّه في ظل عرشه يوم لا ظل إلاّ ظله، الحديث بطوله، أنا اختصرته.

أخبرنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلال - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (3):

علي بن معبد المصري الصغير، روى عن الأسود بن عامر، و أبي أحمد الزّبيري، و علي بن معبد الرقي، كتبت (4) أشياء من حديثه بمكة في سنة خمس و خمسين و مائتين، و كان حاجا، فلم يقض السماع منه و كان صدوقا.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب (5)،نا الصّوري، أنا محمّد بن

ص: 244


1- بالأصل: البرحمي، و فوقها ضبة، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 14/15. و ترخم بطن من يحصب.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 632/12.
3- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 205/6.
4- في الجرح و التعديل: كتبنا شيئا من حديثه.
5- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 110/12.

عبد الرّحمن الأزدي، نا عبد الواحد بن محمّد بن مسرور، نا أبو سعيد.

ح و أخبرنا أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب بن مندة في كتابه، و حدّثني أبو بكر محمّد بن شجاع عنه، أنا عمي عبد الرّحمن، عن أبيه أبي عبد اللّه، أنا أبو سعيد بن يونس قال:

علي بن معبد بن نوح، يكنى أبا الحسن بغدادي، قدم مصر - زاد أبو عبد اللّه:

مع أبيه و قالا:- و حدّث بها عن عبد الوهّاب بن عطاء الخفّاف و غيره، كان تاجرا، توفي بمصر يوم الخميس لخمس خلون من رجب سنة تسع و خمسين و مائتين. آخر من حدّث عنه إبراهيم بن ميمون العسكري (1).

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب (2) قال: حدثت عن أحمد بن محمّد بن علي الآبنوسي، نا القاضي أبو بكر بن الجعابي قال: علي بن معبد بن نوح نزل مصر، و أخوه عثمان بن معبد بن نوح نزل بغداد عند علي عجائب.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، و أبو الحسن بن سعيد، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (3):

علي بن معبد (4) بن نوح أبو الحسن و هو أخو عثمان بن معبد، سكن مصر، و حدّث بها عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، و مكي بن إبراهيم، و عبد الوهّاب بن عطاء، و أبي النضر هاشم بن القاسم، و أبي أحمد الزّبيري، و أسود بن عامر، و خالد بن عمرو الكوفي، و معلّى بن منصور، و علي بن الحسن بن شقيق، و زيد بن يحيى بن عبيد، روى عنه موسى بن هارون و أبو جعفر الطحاوي و جماعة من المصريين.

و ذكره ابن أبي حاتم فقال: كتبنا شيئا من حديثه بمكة، و كان حاجا فلم يقض السماع منه و كان صدوقا (5).

ص: 245


1- في تاريخ بغداد: إبراهيم بن ميمون بن إبراهيم العسكري.
2- تاريخ بغداد 110/12 و تهذيب الكمال 406/13 و سير أعلام النبلاء 633/10.
3- تاريخ بغداد 109/12.
4- بالأصل هنا: سعيد، تصحيف، و هو صاحب الترجمة، و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- تاريخ بغداد 110/12 رواه الخطيب نقلا عن ابن أبي حاتم. و قد وردت العبارة قريبا عن الجرح و التعديل. و انظر تهذيب الكمال 406/13 و سير أعلام النبلاء 633/10.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر أحمد بن علي (1)،أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد الواحد.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر قالوا:

أنا الوليد بن بكر الأندلسي، نا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، نا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد اللّه بن صالح، حدّثني أبي قال: علي بن معبد يكنى أبا الحسن، سكن مصر، ثقة، صاحب سنّة، و كان أبوه واليا على أطرابلس المغرب (2).

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر، نا أبو جعفر الطحاوي، قال: و مات علي بن معبد بن نوح في رجب سنة تسع و خمسين و مائتين (3).

5097 - علي بن معضاد بن ماضي

أبو الحسن المقرئ الدّبّاغ في الفراء (4)

سمع أبا عبد اللّه بن أبي الحديد.

و كان حافظا للقرآن، جيد القراءة، و كان يقرأ بالألحان، و يخطب في الأعزية.

سمعت منه شيئا يسيرا و كان طفيليا.

أخبرنا أبو الحسن علي بن معضاد، أنا القاضي أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد الخطيب، أنا أبو الحسن علي بن موسى بن الحسين بن السمسار، أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم، نا أبو زرعة، نا آدم بن أبي إياس أنه سمع ابن أبي ذئب، عن قارظ بن شيبة (5)،عن أبي غطفان، عن

ص: 246


1- تاريخ بغداد 110/12.
2- تهذيب الكمال 406/13 و سير أعلام النبلاء 633/10.
3- تهذيب الكمال 406/13 و سير أعلام النبلاء 634/10.
4- مشيخة ابن عساكر 153/أ.
5- ترجمته في تهذيب الكمال 134/15.

ابن عبّاس، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال في الاستنشاق: ثنتين بالغتين أو ثلاثا[9174].

توفي أبو الحسن بن معضاد - و يعرف بهروي - و دفن يوم الأربعاء الرابع أو الثالث من جمادى الأولى سنة ثمان و أربعين و خمسمائة، و دفن بعد صلاة الظهر بمقبرة باب الفراديس شهدت دفنه.

5098 - علي بن المغيرة

أبو الحسن البغدادي المعروف بالأثرم (1)

روى عن أبي عبيدة معمر بن المثنّى، و أبي سعيد عبد الملك بن قريب الأصمعي.

روى عنه الزبير بن بكّار، و أبو بكر بن أبي خيثمة، و الحسن بن مكرم بن حسن (2)،و أبو العبّاس أحمد بن يحيى ثعلب، و أبو علي سهل بن علي الدّوري، و أبو عبد اللّه محمّد بن يحيى المقرئ المعروف بالكسائي، و أبو بكر أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري.

و قدم دمشق و سمع بها رجلا من جهينة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه بن البحير، نا أحمد بن الحسن بن علي المقرئ، حدّثني محمّد بن يحيى الكسائي المقرئ، نا علي بن الأثرم، نا معمر بن المثنى، عن أبي عمرو بن العلاء، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: ما فسّر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من القرآن إلاّ آيات يسيرة، قوله: وَ تَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ (3) قال:

شكركم.

ذكر أبو الفرج علي بن الحسين الأصبهاني قال: قال الأثرم: الحبرى ؟؟؟ (4) رجل من جهينة، فذكر حكاية.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر

ص: 247


1- ترجمته في تاريخ بغداد 107/12.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 192/13.
3- سورة الواقعة، الآية:82.
4- كذا بالأصل بدون إعجام.

الخطيب (1)،أنا عبد الملك بن محمّد بن عبد اللّه الواعظ ، أنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن زياد القطان، نا الحسن بن مكرم، نا علي بن المغيرة الأثرم عن أبي عبيدة البصري قال: مرّ أبو عمرو بن العلاء بالبصرة، فإذا أعدال مطروحة مكتوب عليها:«لأبو» فلان، فقال أبو عمرو: يا ربّ يلحنون و يرزقون.

قال لنا أبو منصور بن زريق و أبو الحسن بن سعيد: قال لنا أبو بكر الخطيب (2):

علي بن المغيرة أبو الحسن الأثرم صاحب النحو و الغريب و اللغة، سمع أبا عبيدة معمر بن المثنى، و أبا سعيد الأصمعي، روى عنه الزبير بن بكّار، و الحسن بن مكرم، و أحمد بن أبي خيثمة، و أبو العباس ثعلب و غيرهم.

قال الخطيب (3):و أنا هلال بن المحسن، أنا أحمد بن محمّد بن الجراح (4)،نا أبو بكر بن الأنباري قال: و كان ببغداد من رواة اللغة: اللحياني، و الأصمعي، و علي بن المغيرة الأثرم.

و قال الخطيب (5):أنبأنا الحسين بن محمّد بن جعفر الرافقي، أنا أحمد بن كامل، أنا ثعلب، حدّثني أبو مسحل قال: كان إسماعيل بن صبيح أقدم أبا عبيدة في أيام الرشيد من البصرة إلى بغداد، و أحضر الأثرم - و كان وراقا في ذلك الوقت - و جعله في دار من دوره و أغلق عليه الباب، و دفع إليه كتب أبي عبيدة، و أمره بنسخها، قال:

فكنت أنا و جماعة من أصحابنا نصير إلى الأثرم، فيدفع إلينا الكتاب من تحت الباب، و يفرّقه علينا أوراقا، و يدفع إلينا ورقا أبيض من عنده و يسألنا نسخه و تعجيله، و يوافقنا على الوقت الذي نردّه عليه فيه، فكنا نفعل ذلك، و كان الأثرم يقرأ على أبي عبيدة و يسمعها قال: و كان أبو عبيدة من أضنّ الناس بكتبه، و لو علم بما فعله الأثرم لمنعه منه، و لم يسامحه.

قال الخطيب (6):و أنبأنا إبراهيم بن مخلد، نا عبد اللّه بن إسحاق البغوي، نا

ص: 248


1- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 107/12.
2- تاريخ بغداد 107/12.
3- المصدر السابق 107/12-108.
4- في تاريخ بغداد: أحمد بن محمد بن الجراح الخزاز.
5- تاريخ بغداد 108/12.
6- تاريخ بغداد 108/12.

الحارث بن محمّد قال: سنة اثنتين و ثلاثين و مائتين فيها مات أبو الحسن الأثرم علي بن مغيرة في جمادى الأولى.

آخر الجزء العاشر بعد الخمس مائة من الفرع.

5099 - علي بن المقلد بن نصر بن منقذ

5099 - علي بن (1) المقلد (2) بن نصر بن منقذ

ابن محمّد بن منقذ بن نصر بن هاشم

أبو الحسن الغسّاني الأمير (3)

المعروف بسديد الملك صاحب شيزر (4)

أديب فاضل، له شعر حسن سائر ورد دمشق غير مرة، و أقام بأطرابلس سنوات، و عمّر حصن الجسر ثم اشترى حصن شيزر من الروم، و له في الأدب يد طولى و ترسّل حسن.

حدّثني الأمير أبو عبد اللّه محمّد بن الأمير أبي سلامة (5) بن منقذ و كتبه له بخطه قال: كان جدي سديد الملك أبو الحسن علي بن مقلّد بن نصر بن المنقذ (6) اللّه ممن ينسب إلى عمل الشعر، و كان من أبلغ أهل الشام في معرفة اللغة و النحو، و كان (7) محمّد و علي بن عمار مودّة وكيدة، و كان بينهما تكاتب و كان سبب ذلك أنه كان [له] (8) مملوك أرمني [يسمى] (9) رسلا (10) و كان زعيم عسكره فبلغه عنه ما أنكره فقال: اذهب على (11) من على نيسابور فذهب إلى طرابلس و قصد ابن

ص: 249


1- بالأصل: علي بن محمد المقلد.
2- كذا بالأصل و المختصر و وفيات الأعيان، و في سير أعلام النبلاء: منقذ.
3- ترجمته في وفيات الأعيان 409/3 و النجوم الزاهرة 113/5 و سير أعلام النبلاء 553/18.
4- بالأصل:«شيزار» تصحيف، تقدم التعريف بها قريبا.
5- بياض بالأصل.
6- بياض بالأصل.
7- كذا بالأصل و فوقها ضبة، و في المختصر: كان سديد الملك علي بن مقلد بن نصر بينه و بين ابن عمار مودة وكيدة...
8- زيادة للإيضاح عن المختصر.
9- بياض بالأصل، و استدركت اللفظة عن المختصر.
10- كذا بالأصل، و في المختصر: رسلان.
11- كذا بياض بالأصل، و العبارة في مختصر ابن منظور: فقال: اذهب عني، و أنت آمن مني على نفسك، فذهب إلى طرابلس.

عمار، فنفد إلى جدي فسأله في [حرمه] (1) إلى ماله فأمر بإطلاقهم، و ما اقتناه من دوابه (2)،فلما خرج لحقه جدي، فقال له الرسول: غدرت [بعبدك] (3) و رغبت [في ماله] (4) فقال: لا، و لكن كل أمر له حقيقة، حطّوا عن الجمال أحمالها، و عن البغال أثقالها، ففعلوا، فقال:[أثبتوا] (5) كلما معه لنعرف أخي قدر ما قد فعلته، فكان ما أخرج له من ذهب عين خمسة و عشرون ألف دينار في قدور نحاس، و كان له من الديباج و الفضة ما يزيد على القيمة، فقال للرسول: أبلغ ابن عمّار سلامي، و عرّفه بما ترى لأن لا يقول رسلان أخذته بغير علم مولاي، و لو درى (6) لم يمكنني منه، فزاره (7)في بعض السنين جدي، فلما فارقه كتب إليه من الجسر الحصن الذي عمره لمحاصرة شيزر حتى ملكها:

أجابنا لو لقيتم في مقامكم *** من الصّبابة ما لاقيت في ظعني

لأصبح البحر من أنفاسكم يبسا *** كالبرّ من أدمعي ينشقّ بالسفن

و له أشعار كثيرة لا يحتمل الوقت ذكرها.

و كان بينه و بين محمود بن صالح صاحب حلب مودة، فكانا أخوين من الرضاع، فشكا إليه محمود قبل اختلاط عقله هوى به من شخص يهواه، و كان كثير الضرب له، و يظن أن بذلك ينال حظوة فعمل إجابة لسؤاله (8):

أسطو عليه و قلبي لو يكن (9) *** من بدني غلّهما غيظا إلى عنقي

و أستعير إذا عاتبته (10) حنقا *** و أين ذلّ الهوى من عزة الحنق

أنشدني الأمير أبو المغيث منقذ بن مرشد بدمشق، أنشدني والدي الأمير أبو

ص: 250


1- بياض بالأصل، و استدركت اللفظة عن المختصر، و فيه: في حرمه و ماله.
2- تقرأ بالأصل:«دولتيه» و المثبت عن المختصر.
3- بياض بالأصل، و المثبت عن المختصر.
4- بياض بالأصل، و المستدرك عن المختصر، و فيه: و رعيت في ماله.
5- بياض بالأصل، و المثبت عن المختصر.
6- بالأصل:«و أو ذرا» و فوقها ضبة، و المثبت عن المختصر: و لو درى.
7- الأصل: فرار، و المثبت:«فزاره» عن المختصر.
8- البيتان في وفيات الأعيان 409/3-410.
9- روايته في الوفيات: أسطو عليه و قلبي لو تمكن من كفي غلهما غيظا إلى عنقي
10- وفيات الأعيان: إذا عاقبته.

سلامة مرشد بن علي بن المقلد بشيزر، قال: قال لي أبي أبو الحسن: ما عرفت أني أعمل الشعر حتى قلت:

يجني و يعرف ما يجني فأنكره *** و يدّعي أنه الحسنى فأعترف

و كم مقام لما يرضيك قمت على *** جمر الغضا و هو عندي روضة أنف

و ما بعثت رجائي فيك مستترا *** إلاّ خشيت عليه حين ينكسف

قال: و أنشدنا لنفسه:

في كل يوم من تجنيك لي *** تعنت يعزب معناه

إني لأرثي لك من طول ما *** تفكر فيما تتجناه

و وجدت بخط أبي المغيث لجده:

لو أن قلبي معي فرقت به *** في الحب بين الإنصاف و الغبن

تملكته فاقسم ما أدري *** أ يحنو عليه أم تجنى

و لجده:

تدعت الهوى فاعذل وحدي *** ليت وجد العشاق أجمع وجدي

عندها أو بهما على قدم العهد *** كتابي من الغرام وعيدي

يا ابنة القوم بين جنبي قوم *** يتلظى ما بين وصل و صدي

أنشدني أبو عبد اللّه ابن الأمير أبي سلامة مرشد بن علي، أنشدني أبي أبو سلامة، أنشدني أبو الحسن لنفسه:

إني لنميض (1) جلالتكم *** منكم و ما لي عنكم صبر

و تحدث روحي بهجركم *** إنّ الملون دواؤه الهجر

و ما وجد له من شعره ما كتب به إلي سابق بن محمود بن نصر بن صالح صاحب حلب شفاعة في أبي نصر بن النحاس الكاتب الحلبي:

إيها أبا نصر يقيك بنفسه *** خلّ يجلّك أن يقيك بماله

سل ما بقلبك عن ذخائر قلبه *** فلسان حالك مخبر عن حاله

كيف استسرّ ضياء فضلك كاملا *** ما يستسرّ البدر عند كماله

ص: 251


1- كذا رسمها.

لا تجزعن إذا غربت فإنه *** ليل دجا سيضيء من أذياله

أ تخاف من عز الملوك جناية *** و خصيمه فيها كريم خلاله

حاشاه يسلب ما كسا إحسانه *** فكثير وجدك من قليل نواله

ملك يحب العدل في أحكامه *** إلاّ مع الراجي على أقواله

لو تنصف الدنيا لكان ملوكها *** عماله و الأرض من أعماله

يا أيها الملك الذي آياته *** في المجد بين يمينه و شماله

فيد تشب النار من سطواته *** و يد تصب الغيث من أفضاله

ارجع بعبدك صافحا عن جرمه *** فالملك مفتقر إلى أمثاله

عقم النساء فما يلدن نظيره *** في فضل صنعته و فضل مقاله

دع رتبة لم تلفه أهلا لها *** و ازدده في المعروف من أشغاله

قال لي أبو المغيث: توفي الأمير أبو الحسن سنة تسع و سبعين و أربعمائة في المحرم (1)،كما حكى لي والدي أبو سلامة.

5100 - علي بن مكي

أبو الحسن الكاساني الفقيه الحنفي

تفقه بما وراء النهر. و قدم دمشق و سكنها، و كان يدرس في المدرسة الصادرية، و يفتي على مذهب أبي حنيفة، و يشهد و يناظر في مسائل الخلاف.

و ما أظنه سمع الحديث.

5101 - علي بن منصور بن قيس بن حجوان

ابن لابي (2) بن مطيع (3) بن حبيب بن كعب بن ثعلبة

ابن سعد بن عوف بن كعب بن جلاّن

ابن غنم بن غني الغنوي المعروف: بعلي بن الغدير (4)

شاعر فارس.

ص: 252


1- ذكر في وفيات الأعيان أن وفاته كانت في سنة خمس و سبعين و أربعمائة 410/3 و انظر سير أعلام النبلاء 554/18.
2- كذا بالأصل، و المؤتلف و المختلف للآمدي: لأي.
3- كذا بالأصل، و في المؤتلف:«مطمع» و في جمهرة ابن حزم: مطعم.
4- ترجمته في جمهرة ابن حزم ص 247، و المؤتلف و المختلف للآمدي ص 164 و معجم الشعراء للمرزباني ص 280 و الاكمال لابن ماكولا 7/7.

مدح عبد الملك بن مروان، و يقال: علي بن الغدير بن مضرّس بدل منصور بن قيس.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (1) قال:

و أما غدير بفتح الغين المعجمة و يليها دال مهملة مكسورة و آخره راء، فهو:

علي بن الغدير الغنوي، و هو علي بن منصور بن قيس بن حجوان (2) بن لأي بن مطيع (3) بن حبيب بن كعب بن ثعلبة بن سعد بن عوف بن كعب بن جلاّن بن غنم بن غنيّ شاعر فارس كان في دولة بني أمية و مدح عبد الملك.

ذكر أبو علي الحسين بن القاسم الكوكبي، نا الكرانى (4)-يعني محمّد بن سعد - نا سهل بن محمّد، عن الأصمعي، عن أبيه قال: قال عبد الملك بن مروان لعلي بن الغدير: أنت القائل لشعر كان قاله حين اعتزل حاتم بن النعمان:

خلّوا قريشا تقتتل إنّ ملكها *** لها و عليها بغيها و اختصامها

فقال له علي: ما قلت أنت سوء (5) قال: و ما ذاك ؟ قال: مررت برجل من قيس يتشحط في دمه فقلت: ما على هذا الجاهل من قيس لمن كان الملك، و هذه أبيات منها (6):

فمن مبلغ قيس بن عيلان كلّها *** بما حاز منها (7) أرض نجد و شامها

فلا تهلكنّكم فتنة كلّ أهلها *** كجيران في طخياء (8) داج ظلامها

و خلّوا قريشا تقتتل إنّ ملكها *** لها و عليها برّها و آثامها

فإن وسعت أحلامها وسعت لها *** و إن عجزت لم تدم إلاّ كلامها

و إنّ قريشا مهلك من أطاعها *** تنافس دنيا قد أحمّ انصرامها

ص: 253


1- الخبر في الاكمال لابن ماكولا 7/7.
2- في الاكمال و المؤتلف: جحوان.
3- في الاكمال: مطمع.
4- كذا رسمها بالأصل.
5- في المختصر: ما قلت أنت شر.
6- الأبيات في معجم الشعراء للمرزباني ص 280 - باختلاف - و جمهرة ابن حزم ص 247.
7- في معجم الشعراء: من اجتاز منهم.
8- الطخياء: الليلة المظلمة.
5102 - علي بن موسى بن أبي بكر

أبو المظفّر الختّلي

قدم دمشق و حدّث بها عن الأمير أبي أحمد خلف بن أحمد السّجستاني (1).

روى عنه: أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسين، و عبد العزيز الكتاني.

أخبرنا أبو محمّد (2) بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو المظفر علي بن موسى الختّلي، قدم علينا قراءة، نا الأمير أبو أحمد خلف بن أحمد سجستان (3)،نا أبو حامد أحمد بن الليث بن سهل الكرميني - ببخارى - نا أبو عبد اللّه محمّد بن الضوء الشيباني، نا محمّد بن بكار البغدادي، نا إبراهيم بن زياد القرشي - من أهل الشام - عن الزهري، عن أنس بن مالك.

أنّ رجلا مرّ بمجلس في عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فردّوا عليه، فلما جاوز قال أحدهم: إنّي لأبغض هذا، قالوا: مه، فو اللّه لننبئنّه (4) بهذا، انطلق يا فلان فأخبره بما قال له، قال: فانطلق فأخبره، قال: فانطلق الرجل إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم، فحدّثه بالذي كان، و بالذي قال الرجل: يا رسول اللّه أرسل إليه فاسأله لم يبغضني، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«لم تبغضه ؟» قال: يا رسول اللّه أنا جاره، فأنا به خابر، فما رأيته يصلي صلاة إلاّ هذه الصلاة التي يصليها البر و الفاجر، فقال له الرجل: يا رسول اللّه سله هل أسأت لها وضوءا أو أخّرتها عن وقتها؟ فقال: لا، ثم قال له: يا رسول اللّه أنا له جار، و أنا به خابر، ما رأيته يطعم مسكينا قط إلاّ هذه الزكاة التي يؤديها البر و الفاجر، فقال له: يا رسول اللّه سله هل رآني منعت منها طالبها؟ فسأله، فقال: لا، فقال: يا رسول اللّه أنا له جار، و أنا به خابر، ما رأيته يصوم يوما قط إلاّ الشهر الذي كان يصومه البر و الفاجر، فقال الرجل: يا رسول اللّه سله هل رآني أفطرت يوما قط لست فيه مريضا و لا على سفر، فسأله عن ذلك فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«قم فإنّي لا أدري لعله خيرا منك»[9175].

ص: 254


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 116/17.
2- الأصل: أبو أحمد.
3- كذا بالأصل، و لعل الصواب إما:«ملك سجستان» أو «صاحب سجستان» أو «السجستاني».
4- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن المختصر.
5103 - علي بن موسى بن الحسين

أبو الحسن بن السّمسار (1)

حدّث عن أبيه، و أخويه: أبي العبّاس محمّد و أبي بكر، أحمد،[و أحمد] (2) بن عبد اللّه بن أبي دجانة، و أبي علي محمّد بن محمّد بن آدم، و أبي نصر محمّد بن محمّد بن زكريا البلخي، و أبي زيد محمّد بن أحمد المروزي الفقيه، و أبي عمر محمّد بن موسى بن فضالة، و أبي بكر محمّد بن حميد بن معيوف بن أبي بكر البيت سواني (3)،و يوسف بن القاسم الميانجي، و المظفّر بن حاجب بن أركين، و الفضل بن جعفر التميمي، و أبي الحسين أحمد بن علي بن إبراهيم الأنصاري، و أبي بكر محمّد بن سليمان الرّبعي، و أبي سليمان بن زيد، و أبي القاسم بن طعان، و أبي الحسن حميد بن الحسن الورّاق، و أبي بكر محمّد بن عبد الرّحمن الرحبي القاضي، و أبي محمّد الحسن بن محمّد بن داود الثقفي الحرّاني، و أبي الحسن الدارقطني، و أبي العبّاس أحمد بن عتبة بن مكين، و أبي القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن محمّد السرّاج الحلبي، و عبد الوهّاب الكلابي، و أحمد بن عبد الواحد البجلي المكي، و أبي الحسن محمّد بن يوسف البغدادي، و أبي الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن إدريس البغدادي، و أبي بكر بن أبي الحديد، و أبي القاسم عبيد اللّه بن إسحاق بن سهل السّنجاري، و العباس بن محمّد بن حبان.

روى عنه: أبو محمّد الكتاني، و أبو الفتح نصر بن إبراهيم، و أبو القاسم بن أبي العلاء، و القاضي القضاعي، و أبو نصر بن طلاّب، و أبو الحسن بن أبي الحديد، و ابنه أبو عبد اللّه، و أبو الحسين أحمد بن محمّد الأكفاني، و علي بن الخضر السلمي، و أبو الحسن علي بن الحسن بن أبي الحزوّر، و أحمد بن عبد المنعم بن الكريدي، و أبو سعد السّمّان.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو الحسن بن

ص: 255


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 506/17 و العبر 179/3 و لسان الميزان 264/4 و ميزان الاعتدال 158/3 و شذرات الذهب 252/3.
2- زيادة للإيضاح عن سير أعلام النبلاء.
3- هذه النسبة إلى بيت سوا: بالفتح و القصر، كما في معجم البلدان و ذكره ياقوت فيمن سكنها و نسب إليها. و هي من قرى الغوطة (انظر غوطة دمشق لمحمد كردعلي ص 143 و 150).

السّمسار، نا علي بن يعقوب، نا أبو زرعة، نا يحيى بن صالح، نا معاوية بن سلام، عن يحيى بن أبي كثير، عن السائب بن يزيد، عن سفيان بن أبي زهير أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من أمسك الكلب فإنه ينقص من أجره كل يوم قيراط ، إلاّ كلب صيد، أو كلب حرث، أو كلب ماشية»[9176].

أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن أبي العلاء و غيره، قالوا: أنا أبو القاسم أحمد بن سليمان بن خلف بن سعد الباجي (1)،أنا أبي أبو الوليد، قال:

أبو الحسن بن السمسار شيخ فيه تشيع، و تشيعه يتجاوز به حدّ التشيع، و يفضي به إلى الرفض المحض، فلقد رأيت بخطه في مواضع عند ذكر النبي صلى اللّه عليه و سلم فكتب صلى اللّه عليه و سلم، و يكتب عند ذكر علي رضي اللّه عنه صلوات اللّه عليه، و عارضت بجزء بخطه إلى نسخة عندي فجاء ذكر أبي بكر الصديق، فبعد أن كتب:«الصّدّ» (2) ضرب عليه و هو مكتوب في نسختي فظننت أن قلمه سبقه إلى ذلك، و لم يكن في الأصل، فضرب عليه حتى وجدت الأصل الذي نقل منه فيه:«الصّدّيق»، و رأيت من أصوله أجزاء سقيمة تدل على قلّة معرفته بهذا الشأن و ضبطه له (3).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني قال:

توفي شيخنا أبو الحسن علي بن موسى بن السمسار يوم الثلاثاء طلوع الفجر لسبع خلون من صفر سنة ثلاث و ثلاثين و أربعمائة، و ذكر أن مولده سنة ثلاث و أربعين و ثلاث مائة.

حدّث عن علي بن يعقوب بن أبي العقب، و أبي عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن مروان، و أبي بكر أحمد بن عبد اللّه بن أبي دجانة و غيرهم، و حدّث بكتاب الجامع الصحيح للبخاري عن أبي زيد محمّد بن أحمد المروزي، عن محمّد بن يوسف الفربري (4) كان فيه تساهل في الحديث، يذهب إلى التشيّع، و كذا ذكر أبو علي الأهوازي، و قال: عاش تسعين سنة كاملة، قال: و صلّى عليه القاضي أبو تراب بن أبي

ص: 256


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 545/18.
2- كذا بالأصل، و هو يريد:«الصدّيق» كما يتضح من السياق.
3- انظر ميزان الاعتدال 158/3 و سير أعلام النبلاء 507/17.
4- بالأصل: البربري، و هو أبو عبد اللّه محمّد بن يوسف بن مطر بن صالح الفربري، راوي الصحيح، ترجمته في سير أعلام النبلاء 10/15.

الجن، و دفن في باب كيسان، و ذكر أبو بكر الحداد: أنه ثقة.

5104 - علي بن المهدي بن المفرّج بن عبد اللّه

أبو الحسن الهلالي الطبيب (1). (2)

سمع بدمشق أبا الفضل بن الكريدي، و الشريف أبا القاسم النّسيب، و أبا الحسن و أبا الفضل الموازينيّين، و أبا طاهر بن الحنّائي، و حيدرة بن أحمد الأنصاري، و عبد المنعم بن علي الكلابي، و أبا الحسن أحمد بن عمر بن عطية الصّقلّي المؤدب و غيرهم، و ببغداد: أبا بكر محمّد بن عبد الباقي، و أبا منصور بن خيرون.

و قرأ ببغداد شيئا من الهندسة على أبي بكر محمّد بن عبد الباقي، و شيئا من الطب على ابن التلميذ.

سألته عن مولده فقال: في ليلة الجمعة تاسع عشر ذي الحجة سنة خمس و ثمانين و أربعمائة، و كان يحفظ القرآن و يقرأ في السبع و يعرف الطب، و يطبب في البيمارستان، و كتب حديثا كثيرا و غيره، ذهبت كتبه.

و سمعت منه (3).

أخبرنا أبو الحسن بن مهدي، أنا أبو الفضل أحمد بن عبد المنعم بن الكريدي، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد العتيقي، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن صالح الأبهري، أنا محمّد بن الحسين الأشناني، نا عبيد بن إسماعيل الهباري القرشي، نا أبو أسامة، عن عبيد اللّه، عن نافع، عن ابن عمر قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«مثل المنافق مثل الشاة العابرة بين الغنمين (4) إلى هذه مرة، و إلى هذه مرة، لا تدري أيهما تتبع»[9177].

مات أبو الحسن بن مهدي و دفن يوم الخميس الخامس من ذي الحجة سنة اثنتين و ستين و خمسمائة بمقبرة الباب الصغير.

ص: 257


1- بالأصل تقرأ: الطيب، و التصويب عن المختصر و سير أعلام النبلاء و هو طبيب المارستان.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 491/20.
3- الذي في سير أعلام النبلاء: حدث عنه: أبو القاسم بن عساكر، و أبو نصر بن الشيرازي، و مكرم القرشي، و كريمة الزبيرية، و آخرون.
4- في المختصر: الغنمتين.
5105 - علي بن ميمون

أبو الحسن الرّقّي (1) العطّار (2)

حدّث عن أبي يزيد خالد بن حيّان الحرار، و معمّر بن سليمان، و عروة بن مروان الرقيين، و محمّد بن سلمة (3)،و مخلد بن يزيد، و عثمان بن عبد الرّحمن الطّرائفي الحرانيين، و سعيد بن مسلمة الأموي.

روى عنه: أبو زرعة، و أبو حاتم الرازيان، و أبو عبد الرّحمن النّسائي، و أبو عبد الرّحمن بن ماجة في سننهما، و الحسين بن محمّد بن مودود الحرّاني، و أبو العباس أحمد بن محمّد بن سالم (4) الضّرّاب، و محمّد بن الحسن بن علي بن حرب، و الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل، و عبد العظيم بن عبد الرّحمن الرّقّي.

و اجتاز بدمشق حين رحل من الرّقّة إلى محمّد بن يوسف الفريابي إلى قيسارية.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، و إسماعيل بن أبي القاسم، و أبو القاسم تميم بن أبي سعيد الجرجاني، قالوا: أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن مسرور، أنا أبو عمرو إسماعيل بن نجيد بن أحمد بن يوسف بن خالد السّلمي (5)،نا أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن مهران الإسماعيلي (6)، نا علي بن ميمون العطار، نا خالد بن حيّان، نا سليمان بن عبد اللّه بن الزبرقان، عن يعلى بن أوس الأنصاري، قال: سمعت معاوية يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«كل مسكر على كل مؤمن حرام»[9178].

أخبرناه أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة الحرّاني، و محمّد بن أحمد بن سالم الرّقي، و محمّد بن الحسن بن علي بن حرب، و الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل، و عبد العظيم بن عبد الرّحمن الرّقّي، قالوا: نا علي بن ميمون الرّقّي، نا خالد بن

ص: 258


1- في المختصر:«البرقي» تصحيف.
2- ترجمته في: تهذيب الكمال 411/13 و تهذيب التهذيب 244/4 و الجرح و التعديل 206/6.
3- بالأصل: مسلمة، تصحيف و التصويب عن تهذيب الكمال، ترجمته في سير أعلام النبلاء 49/9.
4- في تهذيب الكمال: سلم.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 146/16.
6- ترجمته في سير أعلام النبلاء 117/14.

حيّان، عن سليمان بن عبد اللّه بن الزبرقان، عن يعلى بن أوس، عن معاوية قال: لو نشأ أن نقول لقلنا سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:«كلّ مسكر على كلّ مؤمن حرام»[9179].

كذا قال علي بن ميمون: يعلى بن أوس و لم يقل: يعلى بن شدّاد.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (1)،نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو أحمد الدهان، نا أبو علي محمّد بن سعيد قال: عبد الصمد بن الزينبي كان مع علي بن ميمون حين رحلوا إلى قيسارية إلى الفريابي (2).

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب - إذنا - قالا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا ابن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا:

أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (3):

علي بن ميمون الرّقّي العطّار أبو الحسن، روى عن خالد بن حيّان، و محمّد بن سلمة، و مخلد بن يزيد، و معمّر بن سليمان، و عثمان بن عبد الرّحمن الطّرائفي، و سعيد بن مسلمة الأموي، و عروة بن مروان الرّقّي، روى عنه أبي، و أبو زرعة (4)، سئل أبي عنه، فقال: ثقة.

قرأت على أبي الحسن علي بن المسلّم السلمي، عن أحمد بن إبراهيم الرازي، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر بن الصوّاف، أنا علي بن الحسين بن بندار، أنا أبو عروبة الحسين بن محمّد قال: علي بن ميمون الرّقّي لا يخضب، كنيته أبو الحسن، مات سنة خمس و أربعين و مائتين.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا محمّد بن علي بن عبيد بن عبد الصّمد، أنا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد، نا محمّد بن سعيد قال: علي بن ميمون العطار الرّقّي يكنى أبا الحسن مات سنة ست و أربعين و مائتين (5).

ص: 259


1- بدون إعجام بالأصل.
2- بالأصل: الفيريابي.
3- راجع الجرح و التعديل 206/6.
4- يعني أبا زرعة الرازي، عبيد اللّه بن عبد الكريم الرازي.
5- تهذيب الكمال 412/13.

حرف النون في آباء من اسمه علي

5106 - علي بن ناشي الثملي

أجاز ببيروت لعبد الوهّاب بن الجبّان (1)،و لأبي علي الأهوازي، و علي، و إبراهيم، و الحسن بني محمّد بن إبراهيم الحنّائي، جميع ما سمعه و رواه من سائر العلوم في جمادى الآخرة سنة سبع و أربعمائة.

5107 - علي بن نجا بن أسد

أبو الحسن المعروف بابن محمود

المؤذن في مئذنة العروس من مآذن المسجد الجامع

سمع أبا الفرج سهل بن بشر الأسفرايني، و أبا عبد اللّه سلمان بن.... (2)

القيسراني الفقيه، و لزم شيخنا الفقيه نصر اللّه، و سمع منه كثيرا، سمعت منه جزءا واحدا، و كان صحيح العقيدة، و أقام يؤذن في الجامع و يقيم أكثر من خمسين سنة، و كان يكبّر بين يدي (3) الجنائز، و لو لم يفعل ذلك كان خيرا له.

أخبرنا أبو الحسن علي بن نجا بن أسد المؤذن - بقراءتي عليه - أنا أبو الفرج (4)سهل بن بشر بن أحمد الأسفرايني - بدمشق - في صفر سنة إحدى و تسعين و أربعمائة،

ص: 260


1- الأصل: الحبان تصحيف، و هو عبد الوهاب بن عبد اللّه بن عمر، أبو نصر المري، ابن الجبان، ترجمته في سير أعلام النبلاء 468/17.
2- كلمة غير واضحة و قد تقرأ: بدا.
3- في المختصر: بين تكبيرتي الجنائز.
4- استدركت على هامش الأصل.

أنا أبو الحسن علي بن منير بن أحمد بن الحسن بن علي بن منير الخلاّل (1)-بمصر - نا أبو الحسن محمّد بن عبد اللّه بن زكريا النيسابوري، أنا أبو عبد الرّحمن أحمد بن شعيب بن علي النّسائي، أنا قتيبة بن سعيد، عن مالك، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة.

أن سعدا قال: يا رسول اللّه أ رأيت إن وجدت مع امرأتي [رجلا] (2) أمهله حتى آتي بأربعة شهداء؟ قال:«نعم»[9180].

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو نصر بن الطوسي، قالا: أنا أبو الحسين بن النقور - زاد ابن السمرقندي: و أبو محمّد الصّريفيني قالا:- أنا أبو القاسم بن حبابة، نا (3).

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر العمري.

ح و أخبرنا أبو الفتح محمّد بن علي، و أبو نصر عبيد اللّه بن أبي عاصم، و أبو محمّد عبد السّلام بن أحمد، و أبو عبد اللّه سمرة، و أبو محمّد عبد القادر ابنا جندب قالوا: أنا محمّد بن عبد العزيز الفارسي، أنا عبد الرّحمن بن أبي شريح، قالا: أنا أبو القاسم البغوي، نا مصعب بن عبد اللّه، حدّثني مالك بن أنس.

ح و أخبرناه أبو محمّد هبة اللّه بن سهل أنا أبو عثمان البحيري أنا أبو علي زاهر بن أحمد أنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر، نا مالك بن أنس.

عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة.

أن سعد بن عبادة قال: يا رسول اللّه إن وجدت - و في حديث أبي مصعب:

أ رأيت لو وجدت - مع امرأتي رجلا أمهله حتى آتي بأربعة شهداء؟ قال:«نعم»[9181].

و رأيت عليا هذا يبول على حرف حوض السقاية مكشوفة عورته غير مرة.

توفي أبو الحسن بن محمود ليلة الخميس، و دفن يوم الخميس النصف من صفر سنة سبع و أربعين و خمسمائة بمقبرة الباب الصغير، حضرت دفنه و الصّلاة عليه.

ص: 261


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 619/17.
2- سقطت من الأصل و استدركت عن المختصر للإيضاح.
3- كذا.

حرف الهاء في آباء من اسمه علي

5108 - علي بن هارون بن بندار

أبو الحسن

سمع خيثمة بن سليمان.

روى عنه أبو حاتم محمّد بن إبراهيم.

5109 - علي بن هاشم العكّاوي

5109 - علي بن هاشم العكّاوي (1)

سمع محمّد بن شعيب بن شابور.

روى عنه: الفضل بن محمّد بن عبد اللّه بن الحارث الأنطاكي الأحدب.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو بكر الخطيب، نا الحسن بن أبي بكر، أنا أبو سليمان محمّد بن الحسين بن علي الحرّاني، نا الفضل بن محمّد بن عبد اللّه بن الحارث بن سليمان العطار الأنطاكي - بأنطاكية - نا علي بن قاسم العكّاوي، نا محمّد بن شعيب بن شابور، قال: كان المطعم بن المقدام يحدث عن سعيد بن أبي عروبة عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كفّن في ثلاثة أثواب بيض سحولية.

ص: 262


1- هذه النسبة بفتح العين، و الكاف المشددة نسبة عكا، مدينة كبيرة من بلاد الثغور على ساحل بحر الروم (الأنساب).
5110 - علي بن هبة اللّه بن علي بن جعفر بن علّكان

5110 - علي بن هبة اللّه بن علي بن جعفر بن علّكان (1)

ابن محمّد بن دلف (2) بن أبي دلف القاسم بن عيسى

أبو نصر بن أبي القاسم العجلي الأمير الحافظ البغدادي

المعروف بابن ماكولا (3)

أصلهم من أهل جرباذقان (4) من نواحي أصبهان، و وزّر أبوه أبو القاسم للخليفة القائم بأمر اللّه، و ولي عمه أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر قضاء القضاة ببغداد، و قدم أبو نصر دمشق، فسمع بها أبا الحسن بن أبي الحديد، و أبا محمّد الكتّاني، و أبا القاسم الحنّائي، و جماعة سواهم، و رحل إلى مصر، فسمع بها أبا إبراهيم أحمد بن القاسم بن الميمون الحسني، و كان قد سمع ببغداد أبا محمّد الجوهري، و أبا الحسن العتيقي، و أبا طالب بن غيلان، و أبا منصور محمّد بن محمّد بن عثمان بن عمران السوّاق (5)،و أبا الحسن محمّد بن عبد العزيز بن التّككي الأزجي، و بكر بن محمّد بن حيدر النيسابوري.

روى عنه أبو بكر الخطيب الحافظ ، و الفقيه أبو الفتح نصر بن إبراهيم، و عمر بن عبد الكريم الدّهستاني.

و كتب عنه عبد العزيز الكتاني، و كان مولده على ما ذكره أبو بكر محمّد بن طرخان البغدادي: في اليوم الخامس من شعبان سنة إحدى و عشرين و أربعمائة بقرية عكبرا من سواد بغداد (6).

سمعت أخي أبا الحسين هبة اللّه بن الحسين الحافظ يقول: سمعت أبا طاهر

ص: 263


1- في سير أعلام النبلاء: علي بدل علكان.
2- في المختصر: خلف بن أبي خلف.
3- ترجمته في معجم الأدباء 102/15 البداية و النهاية (الجزء الثاني عشر: الفهارس)، الكامل لابن الأثير (الفهارس)، وفيات الأعيان 305/3، فوات الوفيات 110/3 النجوم الزاهرة 115/5 سير أعلام النبلاء 569/18 المستفاد من ذيل تاريخ بغداد ص 201.
4- في معجم البلدان: بلدة قريبة من همذان بينها و بين الكرج و أصبهان.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 622/17.
6- تذكرة الحفاظ 1203/4 و سير أعلام النبلاء 574/18.

أحمد بن محمّد بن سلفة يقول: سمعت محمّد بن سعدون بن المرجى القرشي العبدري الحافظ يقول: و أظن أنا سمعته من أبي عامر و إلاّ فهو لي إجازة منه قال:

سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن أبي نصر الحميدي الحافظ يقول: ما راجعت أبا بكر الخطيب في شيء إلاّ و أحالني على الكتاب و قال: حتى أبصره، و ما راجعت الأمير أبا نصر علي بن هبة اللّه بن ماكولا في شيء إلاّ و أجابني حفظا كأنه يقرأه من كتاب (1).

و سمعت أخي أبا الحسين الفقيه يقول: قال لي الشيخ الفقيه أبو الحسن محمّد بن مرزوق بن عبد الرزّاق الزعفراني لما بلغ الإمام أبا بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ - رضي اللّه عنه - أنّ ابن ماكولا أخذ عليه في كتابه المؤتلف و صنّف في ذلك تصنيفا و حضر عنده ابن ماكولا سأله الشيخ الإمام أبو بكر عن ذلك فأنكر و لم يقر به، و قال: ينسبني الناس إلى ما لست أحسنه، فاجتهد الشيخ الإمام أبو بكر في أن يعترف في بذلك، و حكى له ما كان من عبد الغني بن سعيد الحافظ في تتبعه أوهام أبي عبد اللّه بن البيع في كتاب المدخل، و حكايات عدة في هذا المعنى، و قال: أرني إيّاه، فإن يكن صوابا استبعدته منك و لا أذكره إلاّ عنك، فأصرّ على الإنكار، و قال: لم يخطر هذا ببالي قط ، و لست أبلغ هذه الدرجة، أو كما قال، فلما مات الخطيب أظهر كتابه، و هو الذي سمّاه كتاب:«مستمر الأوهام على ذوي النهي و الأحلام» أبي الحسن الدارقطني، و أبي محمّد عبد الغني بن سعيد، و أبي بكر أحمد بن علي الخطيب، و هو في عشرة أجزاء لطاف (2).

أنشدنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي (3) قال: وجدت بخط أخي أبي نصر علي بن الوزير أبي القاسم هبة اللّه بن جعفر لنفسه:

أقول لنفسي قد سلا كل واحد *** و نفّض (4) أثواب الهوى عن مناكبه

و حبط (5) بما يزداد إلاّ تجدّدا *** فيا ليت شعري ذا الهوى من مناك به

ص: 264


1- المستفادة من ذيل تاريخ بغداد 202، و سير أعلام النبلاء 574/18 و تذكرة الحفاظ 1204/4 و معجم الأدباء 110/15.
2- انظر سير أعلام النبلاء 574/18 و معجم الأدباء 110/15 و تذكرة الحفاظ 1204/4.
3- الأصل: المحلى، تصحيف.
4- بدون إعجام بالأصل، و المثبت عن المختصر.
5- كذا بالأصل، و في المختصر: و حبك ما يزداد.

قال: و أنشدنا لنفسه و كتبهما بخطه (1):

و لما تواقفنا (2) تباكت قلوبنا *** فممسك دمع يوم ذاك كساكبه

فيا كبدي (3) الحرّى البسي ثوب حسرة *** فراق الذي تهوينه قد كساك به

قال: و أنشدنا لنفسه (4):

أ ليس وقوفنا بديار هند *** و قد سار القطين من الدواهي

و هند قد غدت داء لقلبي *** إذا صدّت و لكن الدّوا هي

سمعت أبا القاسم بن السمرقندي يذكر أن ابن نصر كان له غلمان أحداث من الترك فقتلوه بجرجان سنة نيف و سبعين و أربعمائة (5).

5111 - علي بن هبة اللّه بن محمّد بن أحمد

أبو الحسن بن أبي البركات بن البخاري البغدادي الفقيه الشافعي

سمع أباه، و تفقه على الشيخ أسعد الميهني (6)،و أبي منصور بن الرّزّاز (7)و غيرهما من البغداديين، و كان يناظر مناظرة حسنة.

و قدم دمشق، فأقام بها مدة و ولي القضاء بقونية من ناحية بلاد الروم، و لم يكن محمود السيرة فيه، بلغني أنه مات في شعبان سنة خمس و ستين و خمسمائة.

ص: 265


1- البيتان في سير أعلام النبلاء 577/18 و معجم الأدباء 104/15 و فوات الوفيات 111/3 و تذكرة الحفاظ 1206/4.
2- في معجم الأدباء و الفوات: تفرقنا.
3- في معجم الأدباء و الفوات: فيا نفسي.
4- البيتان في معجم الأدباء 105/15.
5- و نقل عن السمعاني قوله أنه خرج من بغداد إلى خوزستان، و قتل هناك بعد الثمانين - راجع سير أعلام النبلاء 576/18. و قال الجوزي في المنتظم: أنه قتل سنة خمس و سبعين، و قيل: سنة ست و ثمانين (و قد ذكره في وفيات السنتين المذكورتين).
6- هو أبو الفتح أسعد بن الفضل القرشي العمري الميهني، ترجمته في سير أعلام النبلاء 633/19.
7- هو سعيد بن محمد بن عمر، أبو منصور البغدادي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 169/20.
5112 - علي بن هشام بن فرخسرو

أبو الحسن (1) المروزي

أحد قواد المأمون، له شعر حسن، و قدم على المأمون دمشق، و كان له نديما، ثم وجد عليه في بعض أمره فقتله.

حكى عنه دعبل بن علي.

أخبرنا أبو الحسن محمّد بن كامل قال: كتب إليّ أبو جعفر بن المسلمة يذكر أن أبا عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى أخبرهم إجازة قال:

علي بن هشام بن فرخسرو القائد المروزي، قدم مع المأمون من خراسان، و خصّ به، و كان المأمون يزوره و يأنس به، ثم قتله و أخاه الجنيد بن هشام بالشام في آخر عمره في سنة سبع عشرة و مائتين و كان علي أديبا شاعرا فاضلا، و هو القائل:

يا موقد النار يذكيها فيخمدها *** قرّ الشتاء بأرياح و أمطار

قم فاصطل (2) النار من قلبي مضرّمة *** بالشوق تغن بها يا موقد النار (3)

رد بالعطاش على عيني و محجرها *** ترو العطاش بدمع واكف جاري

إن غاب شخصك عن عيني فلم تره *** فإنّ ذكرك مقرون (4) باضماري

و له:

هبني جمعت المال ثم خزنته *** فحانت وفاتي هل أزاد به عمرا؟

إذا اختزن المال البخيل فإنه *** يورثه قوما و يحتقب الوزرا

و له:

لعمرك إنّ الحلم زين لأهله *** و ما الحلم إلاّ عادة و تحلم

إذا لم يكن صمت الفتى من قدامة *** وعي فإنّ الصمت أهدأ و أسلم

و له في رواية عبد اللّه بن المعتز:

ص: 266


1- في المختصر: أبو الحسين.
2- بالأصل: فاصطلي.
3- استدركت اللفظة عن هامش الأصل.
4- قسم من الكلمة سقط ، و الذي بالأصل:«مقر» و المثبت عن المختصر.

فإن كان هذا منك حقا فإنني *** مداوي الذي بيني و بينك بالصّبر

و منصرف عنك انصراف ابن حرّة *** طوى ودّه و الطيّ أتقى من النشر (1)

و ذكر غيره أن أخاه الذي قتل معه اسمه الحسين بن هشام.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين المقرئ، أنا أبو منصور محمّد بن محمّد بن أحمد بن الحسين، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الصلت، نا أبو الفرج علي بن الحسين الأصبهاني الكاتب (2)،أخبرني أبو العبّاس الهشامي المعروف بالمشك قال:

غضبت مراد شاعرة علي بن هشام عليه و هجرته فكتب إليها:

فإن كان هذا منك حقا فإنّني *** مداوي الذي بيني و بينك بالهجر

و منصرف عنك انصراف ابن حرّة *** طوى ودّه و الطيّ أبقى من النشر (3)

إذا كنت في رقي هوى و تملّك *** فلا بدّ من صبر على غصص الصّبر (4)

و إغضاء (5) أجفان طوين على القذا *** و إذعان مملوك على الذلّ و القسر

فذلك خير من معاصاة مالك *** و صبر (6) على الإعراض و الصدّ و الهجر

و خرجت إليه.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني و ابن السمرقندي - إذنا - قالا: أنا أبو بكر الخطيب (7)،أخبرني أبو الحسن علي بن أيوب القمي، أنا أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى المرزباني، حدّثني علي بن هارون عن أبيه قال: قال العبّاس بن الأحنف:

ما أسمج الناس في عيني و أقبحهم *** إذا نظرت فلما بصرك في الناس

لو كنت أدعو بما أدعو به و علا *** أجابني من أعالي الشاهق الراسي

يا قادح الزند قد أعيت مقادحه *** اقبس إذا شئت من قلبي بمقياس

ص: 267


1- الخبر رواه الأصفهاني في كتابه الاماء الشواعر ص 87-88.
2- الخبر رواه الأصفهاني في كتابه الاماء الشواعر ص 87-88.
3- في المختصر:«من الشر» و في الإماء الشواعر: على النشر.
4- في الإماء الشواعر: على مضض الصبر.
5- في الإماء الشواعر: و اعفاء أجفان.
6- في الإماء الشواعر: من معاداة مالك صبور على الاعراض.
7- من أول السند إلى هنا مكرر بالأصل.

قال: فسرق هذا المعنى علي بن هشام فقصر عن إحسان عباس، و عبّر من المعنى دون عبارته، و إن كان عند نفسه قد زاد عليه، قال علي:

يا موقد النار يذكيها و يخمدها *** قرّ الشتاء بأرواح و أمطار

قم فاصطل النار من قلبي مضرمة *** بالشوق يغن به يا موقد النار

و يا أخا الذود قد طال الظمأ بها *** ما تعرف الري من جدب و إقتار

رد بالعطاش على عيني و محجرها *** ترو العطاش بدمع واكف جاري

قال المرزباني: حدّثني الحكيمي، حدّثني يموت بن المزرّع، حدّثني أبو هفّان، حدّثني دعبل بن علي الخزاعي، أنشدني علي بن هشام المروزي العابد لنفسه:

يا موقد النار يذكيها و يخمدها و ذكر الأبيات، و زاد في آخرها، قال دعبل فعارضه رجل فقال:

يا من شكا الماء للحبّ تشبّهه *** بالنار في الصّدر من همّ و تذكار

إنّي لأكبر ما بي أن أشبهه شيئا *** يقاس إلى مثل و مقدار

و اللّه و اللّه و الرّحمن ثالثه *** و ما بمكة من حجب و أستار

لو أن قلبي في نار لأحرقها *** لأنّ إحراقه أذكى من النار

و مما يستحسن من شعره بيتان قالهما في جاريته (1):

فليت يدي بانت غداة مددتها *** إليك و لم ترجع بكفّ و ساعد

فإن يرجع الرحمن ما كان بيننا *** فلست إلى يوم التّناد بعائد

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، أنا أبو منصور بن عبد العزيز، أنا أبو الحسن بن الصّلت، أنا أبو الفرج علي بن الحسين الكاتب (2)،حدّثني الهشامي قال:

كتبت متيم و بذل كتابا إلى علي بن هشام و هو بالجبل يتشوقانه (3)،فقالت لهما مراد

ص: 268


1- البيتان في الأغاني 298/7 في أخبار متيم الهشامية، و ذكر الأصبهاني سبب قولهما قال: كلم عليّ بن هشام متيم فأجابته جوابا لم يرضه، فدفع يده في صدرها، فغضبت و نهضت، فتثاقلت عن الخروج إليه، فكتب إليها.
2- الخبر و الشعر في الإماء الشواعر للأصفهاني ص 88-89.
3- بالأصل: يتشوقه، و المثبت عن الإماء الشواعر.

اتركا لي في آخره موضعا، فتركاه لها، فكتبت فيه:

نفسي الفداء و قلبي للذي رحلا *** عنا ففارقنا و استوطن الجبلا

نادى (1) السرور و ولّى يوم ودّعنا *** و خلّف الهمّ فينا بعده (2) بدلا

فغنت فيه متيم لحنا من خفيف الرمل.

قال: و أنا أبو الفرج (3):أخبرني جحظة قال: قال لي هبة اللّه بن إبراهيم بن المهدي حدثني أبي قال: كانت متيم جارية علي بن هشام شاعرة، فلما حبس المأمون مولاها علي بن هشام كتبت إليه بهذه الأبيات، و سألتني أن أوصلها و أستعطفه على علي، ففعلت، فما عطف عليه، و الأبيات:

قل لمأمون هاشم (4) ذنب مولاك *** عليّ إن كان فوق الذنوب

فأرى ارتفاعك فوقه بالعفو *** كفضل الملك المحجوب

و يجشم كظما لغيظك تسعد *** بثواب من الجواد المثيب

و تغنم دعاء معولة حرّ *** ى تقرّبك من قريب (5) مجيب

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا الأمير أبو محمّد الحسن بن عيسى المقتدر، قال: و قال علي بن هشام في يوم مهرجان، و لجاريته متيم لحن منه من خفيف الثقيل:

علّلاني بالراح و الريحان *** و اسقياني في غرة المهرجان

ثم لا تساما و قد وافق *** الست لسعد بن وافقا بعران (6)

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران نا موسى، نا خليفة قال (7):

و فيها - يعني سنة سبع عشرة و مائتين - قتل علي بن هشام. و كذا ذكر أبو حسان

ص: 269


1- غير مقروءة بالأصل و صورتها:«نأنى» و المثبت عن الإماء الشواعر.
2- الإماء الشواعر: بعده بعلا.
3- الخبر و الأبيات في الإماء الشواعر للأصفهاني ص 92 في ترجمة متيم الهشامية.
4- سقطت الكلمة من الإماء الشواعر.
5- في الإماء الشواعر: من دعاء مجيب.
6- كذا عجزه بالأصل.
7- تاريخ خليفة ص 475.

الزيادي و زاد أنه قتله في جمادى الأولى بأذنة - من الثغور - و قتل أخوه الحسين بن هشام.

و ذكر أبو جعفر الطبري: أن قتله كان بأذنة من الثغور في جمادى الأولى سنة سبع عشرة و مائتين لسوء سيرته في ولايته الجبال - فأقدم على المأمون فقتله (1).

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن كامل بن مجاهد، أنا محمد بن أحمد المعدل في كتابه، أنا محمّد بن عمران إجارة، أخبرني محمد بن يحيى، نا محمد بن يزيد النحوي قال: مرت جارية لعلي بن هشام بقصره، بعد ما قتل، فبكت، و قالت: (2)

يا منزلا لم تبل أطلاله *** حاشى لأطلالك أن تبلى

لم أبك أطلالك لكنني *** بكيت عيشي فيك إذ ولّى

قد كان لي فيك هوى مرة *** غيّبه الترب و ما ملاّ

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (3)،أنا أبو منصور محمد بن محمد، أنا أحمد بن محمد بن الصلت - أنا أبو الفرج الأصبهاني (4):أخبرني أبو العباس الهشامي (5) قال:

و هي القائلة - يعني مرادا شاعرة علي بن هشام - ترثي مواليها:

هل (6) مسعد لبكائي *** بعبرة أو دماء

و ذاك (7) مني قليل (8) *** لسادتي النجباء (9)

ابكيهم في صباحي *** بلوعة و مساء

قال (10):و قالت متيم لمراد: قولي أشعارا ترثين بها مولاي حتى ألحنها ألحان النوح، و أندبه بها. فقالت عدة أشعار في مراثيه، و ناحت بها متيم، منها قولها:

ص: 270


1- راجع سبب قتله في تاريخ الطبري 627/8 حوادث سنة 217.
2- هي متيم الهشامية، كما يفهم من العبارة في الأغاني 302/7 و الإماء الشواعر ص 92، و الأبيات في الأغاني تمثلت بها متيم.
3- الخبر و الشعر في الإماء الشواعر ص 88 في ترجمة مراد.
4- الأصل: الشامي، تصحيف، و التصويب عن الإماء الشواعر، و الأغاني.
5- الأصل: الشامي، تصحيف، و التصويب عن الإماء الشواعر، و الأغاني.
6- و الأول أيضا في الأغاني 303/7.
7- و الأول و الثاني أيضا في الأغاني 304/7.
8- في الأغاني: و ذا لفقد خليل.
9- في الإماء الشواعر:«للسادة النجباء» و في الأغاني: لسادة نجباء.
10- الخبر و الشعر في الإماء الشواعر ص 88-89.

عين جودي بعبرة و عويل *** للرزيات لا لعافي الطلول

لعلي و أحمد و حسين *** ثم نصر و قبله (1) للخليل

و صنعت فيها متيم ألحانا لم تزل جواريها و نساء آل هشام ينحن بها عليهم (2).

فحدّثني بعض عجائز أهلها، قالت: لأني لأذكر و قد توفي بعض آل هشام فجاء أهله بنوائح فنحن عليه، فلم يبلغن ما أرادوا، فقام جواري متيم فنحن بشعر مراد، و ألحان متيم في النوح فاشتعل المأتم، و اشتد البكاء و الصراخ، و كانت ريق جارية إبراهيم بن المهدي قد جاءتنا قاضية للحق، فإني لأذكر من نوحهن (3):

لعلي و أحمد و حسين *** ثم نصر و قبله للخليل

فبكت ريق بكاء شديدا، ثم قالت: رضي اللّه عنك يا متيم، فقد كنت علما في السرور، و أنت الآن علم في المصائب.

5113 - علي بن هشام الرّقّي

سمع بدمشق هشام بن خالد الأزرق (4).

روى عنه أبو جابر إبراهيم بن عبد العزيز الموصلي.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، نا علي بن محمّد بن إبراهيم الحنّائي، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن محمّد بن خلف الرقي قدم علينا دمشق، نا القاضي عبد اللّه بن حبان بالموصل، نا عمي إبراهيم بن عبد العزيز أبو جابر، نا علي بن هشام الرّقّي، نا هشام بن خالد الأزرق، نا الوليد بن مسلم عن (5) عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، عن إسماعيل بن عبيد اللّه عن أبي الدرداء.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«إنّ الرزق ليطلب العبد كما يطلبه أجله»[9182].

ص: 271


1- في الإماء الشواعر: و بعده للخليل.
2- الأصل: عليه، و المثبت عن الإماء الشواعر.
3- في الإماء الشواعر:«فإنني لأذكر من مرحض قولها».
4- ترجمته في تهذيب الكمال 249/19 طبعة دار الفكر.
5- بالأصل:«بن» تصحيف. راجع ترجمة الوليد بن مسلم، أبي العباس الدمشقي في سير أعلام النبلاء 211/9. و ترجمة عبد الرحمن بن يزيد بن جابر في سير أعلام النبلاء 176/7.

حرف الياء [في آباء من اسمه علي] في أسماء آبائهم

5114 - علي بن يحيى بن رافع بن العافية

أبو الحسن النابلسي

المعروف بأبي الطّيّب المؤذن في منارة باب الفراديس

سمع الفقيه أبا الفتح نصر بن إبراهيم بصور.

و قدم دمشق فاستوطنها بعد أخذ الفرنج - خذ لهم اللّه - نابلس، و سمع بها أبا الفضل أحمد بن عبد المنعم بن بندار، و أبا الحسن علي بن علي بن الحسن بن عبد السّلام، و علي بن طاهر النحوي، و علي بن الحسن الموازيني، و أبا طاهر بن الحنّائي، و أبا القاسم النّسيب، و غيرهم، و كان ملازما للحضور في حلقتي.

سمعت منه شيئا يسيرا، و كان رجلا مستورا، لم يكن الحديث من شأنه.

أخبرنا أبو الحسن النّابلسي، أنا أبو الفضل أحمد بن عبد المنعم بن الكريدي بدمشق، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد العتيقي، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن صالح الفقيه، أنا أحمد بن الحسين الأشناني، نا عبيد بن إسماعيل الهباري، نا أبو أسامة عن عبيد اللّه، عن خبيب بن عبد الرّحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«سيحان و جيحان و الفرات و النيل كلّ من أنهار الجنّة»[9183].

توفي أبو الطيب النابلسي يوم السبت وقت العصر سلخ جمادى الآخرة سنة ست

ص: 272

و أربعين و خمسمائة، و دفن يوم الأحد مستهل رجب بعد صلاة الظهر في مقبرة باب الفراديس، و كان سقط من المنارة فبقي بعد سقطته ثلاثة أيام ثم مات.

5115 - علي بن يحيى بن علي بن محمّد

ابن أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين (1)

ابن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب

أبو الحسن العلوي الزّيدي

عم القاضي أبي الحسين الزيدي.

يحدث عن أبي بكر الميانجي.

روى عنه علي الحنّائي.

قرأت بخط أبي الحسن الحنّائي، أنا أبو الحسن علي بن يحيى بن علي العلوي الزّيدي، نا أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي القاضي سنة سبع و ستين و ثلاثمائة، نا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي (2) بالبصرة، نا عثمان بن عبد اللّه الشامي، نا سلمة بن شيبان، عن عطية الصوفي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«إنّ أهل الجنة ليرون من في عليين، كما يرون أهل الدنيا الكوكب في أفق السماء، و إنّ أبا بكر و عمر منهم، و أنعما»[9184].

ذكر أبو الغنائم النسّابة: أن علي بن يحيى توفي بمصر.

5116 - علي بن يحيى بن أبي منصور

5116 - علي بن يحيى بن أبي منصور (3)

[أبو الحسن الأخباري الشاعر] (4)

حكى عن إسحاق بن إبراهيم الموصلي.

ص: 273


1- في المختصر: الحسن.
2- رسمها مضطرب بالأصل، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 7/14.
3- ترجمته و أخباره في: الأغاني 369/8 و معجم الأدباء 144/15 و سير أعلام النبلاء 282/13 و تاريخ بغداد 121/12 و وفيات الأعيان 373/3 و معجم الشعراء للمرزباني ص 286.
4- زيادة منا للإيضاح.

حكى عنه: أحمد بن منصور المروزي.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن كامل بن ديسم قال: كتب إليّ أبو جعفر بن المسلمة يذكر أن أبا عبيد اللّه محمّد بن عمران المرزباني أجاز لهم قال (1):

أبو الحسن علي بن يحيى بن أبي منصور المنجّم و نسبه يتصل في الفرس إلى ابن شام (2) البروخ مرمذار، و كان وزير أردشير و صاحب أمره، و أسلم يحيى بن أبي منصور على يد المأمون، و خص به و هم من فارس. و أبو الحسن أديب شاعر فاضل مفنن في علوم العرب و العجم، و كان جوّادا ممدحا، و نادم المتوكل و علت منزلته عنده، ثم لم يزل مع الخلفاء يكرمونه واحدا بعد واحد إلى أيام المعتمد، و مات في سنة خمس و سبعين و مائتين و له أربع و سبعون سنة، و رثاه عبد اللّه بن المعتز، و عبيد اللّه بن عبد اللّه بن طاهر، و جماعة من الشعراء. و هو و أهله و ولده و أولادهم في البيت الخطير و الأدب و الشعر و الفضل، لا أعلم بيتا اتصل فيه من هذه الأنواع الشريفة ما اتصل لهم و فيهم، و أبو الحسن هو القائل في نفسه: (3)

علي بن يحيى جامع لمحاسن *** من العلم مشغوف يكسب المحامد

فلو قيل: هاتوا فيكم اليوم مثله *** لعزّ عليهم أن يجيئوا بواحد

و له (4):

سيعلم دهري إذ تنكر أنني *** صبور على نكرائه (5) غير جازع

و أنّي أسوس النّفس في حال عسرها *** سياسة راض بالمعيشة قانع

كما كنت في حال اليسار أسوسها *** سياسة عفّ في الغنى متواضع

و أمنعها الورد الذي لا يليق بي *** و إن كنت ظمآنا بعيد الشرائع (6)

و له في الطيف و له فيه لحن من خفيف الثقيل (7):

ص: 274


1- الخبر في معجم الشعراء للمرزباني 286-287.
2- كذا بالأصل:«ابن شام البررخ مرمذار» و في معجم الشعراء:«أبرسام البزرج فرمذار».
3- البيتان في معجم الشعراء ص 287 و معجم الأدباء 155/15.
4- الأبيات في معجم الشعراء ص 287 و معجم الأدباء 155/15.
5- الأصل:«نكراته» و في معجم الشعراء: نكرانه، و المثبت عن معجم الشعراء.
6- الشرائع جمع شريعة: و هي مورد الماء.
7- الأبيات في معجم الشعراء ص 287 و وفيات الأعيان 374/3 و معجم الأدباء 156/15.

بأبي و اللّه من طرقا *** كابتسام البرق (1) إذ خفقا

زادني شوقا برؤيته *** وحشا قلبي بها حرقا

من لقلب هائم كلف *** كلما سكّنته قلقا

زارني طيف الحبيب فما *** زاد أن أغرى بي الأرقا

أخبرنا أبو منصور بن زريق، و أبو الحسن بن سعيد قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (2).

علي بن يحيى بن أبي منصور المنجم كان رواية للأخبار و الأشعار، شاعرا محسنا، أخذ عن إسحاق بن إبراهيم الموصلي الأدب، و صنعة الغناء، و نادم جعفر المتوكل، و كان من خاصّة ندمائه، و تقدم عنده، و عند من بعده من الخلفاء إلى أيام المعتمد، و توفي آخر أيام المعتمد، و دفن بسرّمن رأى.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه - إذنا و مناولة و قرأ علي إسناده-.

ح و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (3).

قالا: أنا أبو علي محمّد بن الحسين الجازري، أنا المعافي بن زكريا (4)،نا أبو النّضر العقيلي، نا أبو أحمد يحيى بن علي بن يحيى المنجم، حدّثني أبي قال:

خرجنا مع المتوكل إلى دمشق، فلحقنا (5) ضيقة بسبب المؤن و النفقات التي كانت تلزمنا قال: فبعثت إلى بختيشوع و كان لي صديقا أسأله أن يقرضني عشرين ألف درهم، قال: فأقرضنيها، فلما كان بعد يوم أو يومين دخلت مع الجلساء إلى المتوكل، فلمّا جلسنا بين يديه قال: يا علي لك عندي ذنب و هو عظيم، قلت؛ يا سيدي ما هو؟ فإنّي لا أعرف لي ذنبا و لا خيانة (6)،قال: بل أضقت فاستقرضت من بختيشوع عشرين ألف درهم، أ فلا أعلمتني ؟ قال: قلت: يا مولاي صلات أمير المؤمنين عندي

ص: 275


1- في معجم الأدباء: الصبح.
2- تاريخ بغداد 121/12.
3- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 168/7 في ترجمة الخليفة المتوكل.
4- رواه المعافى بن زكريا في الجليس الصالح الكافي 177/3.
5- الأصل و تاريخ بغداد، و في الجليس الصالح: فلحقتنا ضيفة.
6- الأصل و تاريخ بغداد، و في الجليس الصالح: جناية.

متوافرة (1)،و أرزاقه و أنواله (2) عليّ دارّة، و استحييت مع ما قد أنعم اللّه علينا به من هذا التفضل أن أسأله - زاد أبو العز: شيئا و قالا:- و لم ؟ إياك أن تستحي من مسألتي أو الطلب مني و أن تعاود مثل ما كان منك، ثم قال: مائة ألف درهم - بغير صروف - فأحضرت عشر بدر فقال: خذها و اتّسع بها.

أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (3)،حدّثني الحسن بن أبي طالب، نا أحمد بن محمّد بن عمران، حدّثني الغمر بن محمّد، نا أبو بكر الحسن بن علي بن بشار العلاّف الشاعر في مجلس أبي الحسن الأخفش قال: صك لي على علي بن يحيى برزق، فأعطاني دنانير و أمر أن لا أحتسب بها عليه، فكتبت إليه بهذه الأبيات، و ذكر أن أبا هفان كتبها بيده:

أبا الحسن لما سبقت إلى العلا *** تفرّدت فيها بالفضيلة و السبق (4)

فصيّرت لي حقا بفضلك واجبا *** و أعطيتني شيئا سوى ذلك الحقّ

فقدت به قلبي إليك و إن تسل *** خبيرا به يخبرك صدقك عن صدقي

ملكت قيادي يا ابن يحيى بنعمة *** فإن زدتني أخرى ملكت بها رقي

فمن أين لي مثلك في الخلق سيدا (5) *** إذا كان لم يسمع بمثلك في الخلق

و قد سار شعري فيك غربا و مشرقا *** كجودك لما سار في الغرب و الشرق

فإن قابلوا شعري بجودك سائرا *** فما بين أشعاري وجودك من فرق

فليتك - إن خلدت حمدك - باقيا *** على غابر الأيام، تبقى كما تبقي

أخبرنا أبو الفرج الخطيب و غيره عن أبي بكر أحمد بن علي الحافظ ، أنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن المظفر الدقّاق المعروف بابن السّرّاج، أنا أبو عبيد اللّه محمّد بن موسى بن عمران بن موسى المرزباني الكاتب، حدّثني علي بن هارون، أخبرني أبي قال: من بديع قوله - يعني البحتري - لعلي بن يحيى المنجم (6):

ص: 276


1- كذا بالأصل، و في المصدرين: متواترة.
2- في المصدرين:«و أنزاله» و كلمة: و أرزاقه سقطت من الجليس الصالح.
3- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 379/7 في ترجمة الحسن بن علي بن أحمد بن بشار بن زياد، أبي بكر، الشاعر.
4- في تاريخ بغداد: أبا حسن... في السبق.
5- صدره في تاريخ بغداد: فمن أين لي في الخلق مثلك سيّد.
6- الأبيات من قصيدة في ديوان البحتري 187/1 طبعة بيروت يمدح علي بن يحيى.

إلى (1) الأريحي الغمر و الماجد الذي *** أطاع العليّ في قوله و فعاله

عليّ بن يحيى إنّه انتسب النّدى *** إلى عمّه عمّ الكرام و خاله

أقام به في منتهى كلّ سؤدد *** فعال أقام الناس دون امتثاله

فإن قصّرت أكفاؤه عن محلّه *** فإنّ يمين (2) المرء فوق شماله

فإنّ الجبال الرّاسيات تعلّمت *** رواجحها (3) من حلمه و خلاله

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم عنه، نا عبيد اللّه بن محمّد الفرضي، نا محمّد بن يحيى الصولي، أنشدني أحمد بن يزيد، أنشدني علي بن يحيى لنفسه:

بأبي أنت جفاني خيال لك *** قد كنت أستريح إليه

أرشدته إلى خيالي كيما *** تتقاضاه من عيالي عليه

و علي بن يحيى القائل (4):

زار من ليلى (5) خيال موهنا *** حبّذا ذاك الخيال الطارق

جاد في النوم بما ضنّت به *** ربّما يغنى بذاك العاشق

بأبي و اللّه من طرقا *** كابتسام البرق إذ خفقا

زادني وجدا برؤيته *** و ملأ قلبي به حرقا

5117 - علي بن يزيد بن الوليد

ابن عبد الملك بن مروان بن الحكم

كان يسكن ربض باب الجابية، و أمه امرأة من كلب من ولد زبّان يقال لها الحضرمية.

ذكره أبو الحسن بن أبي العجائز في تسمية من كان بدمشق من بني أميّة.

ص: 277


1- البيت التالي ليس في الديوان.
2- رسمها بالأصل:«ننى» و المثبت عن الديوان.
3- تقرأ بالأصل:«رواحها» و المثبت عن الديوان.
4- البيتان في معجم الأدباء 163/15.
5- في معجم الأدباء: سلمى.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز بن أحمد، نا تمّام بن محمّد، حدّثني أبي، نا أبو معد عدنان بن أحمد بن طولون المصري، نا أبو أحمد محمّد بن موسى بن حمّاد البربري، نا سليمان بن أبي شيخ، حدّثني الحكم عن عوانة قال:

كان بالكوفة رجل من أهل البصرة يقال له عمر كسرى، و كان مولى لبني سليم (1)،و كان يتعاطى علم الفرس، و أمر كسرى، فسمّي لذلك عمر كسرى، قال عوانة: كان عمر هذا الذي يقال له عمر كسرى قاعدا عند أبي بالكوفة فمرّ به علي بن يزيد الناقص، فسلّم على أبي و وقف عليه، فقال عمر كسرى لأبي بعد ما مضى: يا أبا الحكم، ما رأيت أحدا أشبه بصفة كسرى من هذا، فقال له أبي: فتعرفه ؟ قال: لا، قال: هذا علي بن يزيد الناقص.

قال سليمان بن أبي شيخ، و حدّثني نضلة بن سليمان قال:

كان عمر كسرى هذا بالأهواز عند عامل عليها يقال له سعيد بن عبد اللّه الكوفي، فجعل عمر يحدث عن كسرى و عن نسائه فقال له العامل: فكم أمهات المؤمنين اللائي قبض النبي صلى اللّه عليه و سلم عنهن ؟ قال: لا أدري، قال: أنت رجل من المسلمين تعرف نساء كسرى و لا تعرف نساء النبي صلى اللّه عليه و سلم ؟ لا و اللّه لا تخرج من الحبس حتى تأتيني بأسمائهن و أنسابهن و معرفتهن، قال: فحبسه حتى يعلم ذلك.

أم يزيد الناقص بنت فيروز بن يزدجرد بن كسرى، فمن هنالك أتى عليا شبهه.

5118 - علي بن يزيد بن أبي هلال

أبو عبد الملك - و يقال: أبو الحسن - الألهاني (2)

من أهل دمشق.

روى عن القاسم (3) بن عبد الرّحمن، و مكحول.

ص: 278


1- في المختصر: لبني سالم.
2- ترجمته في ميزان الاعتدال 161/3 و تهذيب الكمال 424/13 و تهذيب التهذيب 249/4، و تقريب التهذيب، و الجرح و التعديل 208/6.
3- في تهذيب الكمال و ميزان الاعتدال: القاسم أبي عبد الرّحمن.

روى عنه يحيى بن الحارث الذّماري، و عثمان بن أبي العاتكة، و عبيد اللّه بن زحر، و مطرح بن يزيد، و معان بن رفاعة، و عمرو بن واقد، و مدرك بن أبي سعد، و الوليد بن سليمان بن أبي السائب، و بكر بن عمرو المعافري.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك - قراءة عليه و أنا أسمع - نا العبّاس بن الوليد بن مزيد (1) البيروتي، أنا محمّد بن شعيب بن شابور، أخبرني عثمان بن أبي العاتكة عن علي بن يزيد، عن القاسم أبي عبد الرّحمن، عن أبي أمامة الباهلي.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«عليكم بهذا العلم قبل أن يقبض و قبل أن يرفع العلم» ثم جمع بين إصبعيه الوسطى و التي تليها الإبهام ثم قال:«فإنّ العالم و المتعلم كهاته من هاتين، شريكان في الخير، و لا خير في سائر الناس»[9185].

رواه خيثمة بن سليمان، عن عباس، و لم يرفعه.

أخبرناه أبو محمّد بن حمزة، نا عبد العزيز، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا عبّاس بن الوليد، أنا ابن شعيب، أنا عثمان بن أبي العاتكة، عن علي بن يزيد، عن القاسم أبي عبد الرّحمن عن أبي أمامة الباهلي صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه قال: عليكم بهذا العلم قبل أن يقبض العلم، قبل أن يرفع العلم، ثم جمع بين إصبعيه الوسطى و التي تلي الإبهام ثم قال: فإنّ العالم و المتعلم هما كهاته من هاته، شريكان في الخير، و لا خير في سائر الناس بعد.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي، أنا أبو الحسين عبد اللّه بن إبراهيم بن جعفر، نا جعفر بن محمّد بن الحسن بن المستفاض، نا هشام بن عمّار، نا صدقة بن خالد، نا عثمان بن أبي العاتكة، عن علي بن يزيد، عن القاسم عن (2) أبي أمامة.

عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه كان يقول:«ما استفاد المسلمون فائدة بعد تقوى اللّه عز و جل خير له من زوجة صالحة، إن أمرها أطاعته، و إن نظر إليها سرّته، و إن أقسم عليها

ص: 279


1- بالأصل: يزيد، تصحيف، و الصواب ما أثبت.
2- بالأصل:«بن» تصحيف.

أبرّته، و إن غاب عنها نصحته في نفسها و ماله»[9186].

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب، أنا أبو منصور النّهاوندي، أنا أبو العباس النّهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل قال:

علي بن يزيد أبو عبد الملك الألهاني الدّمشقي عن القاسم يروي عنه عبيد اللّه بن زحر، و عثمان بن أبي عاتكة، و مطرح. منكر الأحاديث.

أنبأنا أبو الحسين القاضي و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو (1) علي - إجازة-.

[ح] (2) قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (3):

علي بن يزيد الألهاني الدمشقي أبو عبد الملك، روى عن مكحول، و القاسم (4)بن عبد الرّحمن، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير قال:

سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: علي بن يزيد أبو عبد الملك الألهاني، و قال ابن الآبنوسي: الهلالي.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا نصر بن إبراهيم، أنا سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال: سمعت أبا عبد اللّه المقدّمي يقول: علي بن يزيد الذي يروي عن القاسم

ص: 280


1- استدركت «أبو» على هامش الأصل.
2- «ح» حرف التحويل سقط من الأصل.
3- الجرح و التعديل 208/6-209.
4- في الجرح و التعديل: القاسم أبي عبد الرحمن.

عن (1) أبي أمامة - يعني أبا الحسن - هلالي.

كتب إلي أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب بن مندة، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:

علي بن يزيد الألهاني، يكنى أبا عبد الملك، دمشقي قدم مصر، روى عنه من أهل مصر عبيد اللّه بن زحر، و بكر بن عمرو، و فيه نظر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا علي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول:

أبو عبد الملك علي بن يزيد الهلالي عن القاسم أبي عبد الرّحمن، روى عنه عبيد اللّه بن زحر.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، قال:

أبو عبد الملك علي بن يزيد ليس بثقة (2).

قرأت على أبي الفضل أيضا، عن أبي طاهر بن أبي الصّقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، أنا أبو بشر الدولابي قال (3):

أبو عبد الملك علي بن يزيد الدمشقي صاحب القاسم.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو عبد الملك علي بن يزيد الألهاني الدّمشقي عن القاسم أبي عبد الرّحمن، روى عنه عبيد اللّه بن زحر المصري، و أبو المهلّب مطرح بن يزيد الكناني، ذاهب الحديث، سمعت الغازي يقول: سمعت البخاري يقول: علي بن يزيد أبو عبد الملك الألهاني ضعيف.

ص: 281


1- بالأصل:«بن» تصحيف.
2- تهذيب الكمال 425/13 و ميزان الاعتدال 161/3.
3- الكنى و الأسماء للدولابي 71/2.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،نا علي بن إسحاق بن رداء، نا عمر بن يزيد المستملي قال: قلت لأبي مسهر: فعلي بن يزيد؟ قال: ما أعلم إلاّ خيرا، انظر من يروي عنه: ابن أبي العاتكة ليس من أهل الحديث، و نظراؤه.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب - إذنا - قالا: أنا أبو القاسم العبدي، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (2)،أنا حرب بن إسماعيل الكرماني (3) فيما كتب إليّ قال: قلت لأحمد بن حنبل: علي بن يزيد؟ قال: هو دمشقي، كأنه ضعفه.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبّار، أنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر الشيرازي، أنا أبو الحسين بن عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد الخلاّل، نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي يعقوب (4)،حدّثني عبد اللّه بن شعيب، قال: قرئ على يحيى بن معين: علي بن يزيد الشامي ضعيف.

قال: و نا جدي (5)،حدّثني محمّد بن عمر، قال: قال يحيى بن معين: علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة هي ضعاف كلّها.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي قال (6):سمعت ابن حمّاد يقول: قال السعدي:

علي بن يزيد أبو عبد الملك.

ح و أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أبي طاهر، أنا أبو الحسين

ص: 282


1- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 179/5.
2- رواه في الجرح و التعديل 209/6 و تهذيب الكمال 425/13.
3- لفظ «الكرماني» ليست في الجرح و التعديل. و هو حرب بن إسماعيل، أبو محمّد الكرماني الفقيه. ترجمته في سير أعلام النبلاء 244/13.
4- تهذيب الكمال 424/13.
5- تهذيب الكمال 424/13.
6- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 178/5-179.

عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، أنا أبو هاشم عبد الجبّار بن عبد الصّمد المؤدب، أنا القاسم بن عيسى، أنا أبو إسحاق السعدي (1) قال (2):

أبو عبد الملك علي بن يزيد الدمشقي رأيت غير واحد - زاد ابن السمرقندي:

من الأئمة، و قالا:- ينكر أحاديثه التي يرويها عنه عبيد اللّه بن زحر، و عثمان بن أبي العاتكة، ثم رأينا أحاديث جعفر - و قال ابن السمرقندي: ثم رأيت جعفر بن الزبير و بشر بن نمير يرويان عن القاسم أحاديث تشبه تلك الأحاديث، و كان القاسم خيارا فاضلا ممن أدرك أربعين رجلا من المهاجرين و الأنصار، و أظننا أتينا من قبل علي بن يزيد على أن بشر بن نمير و جعفر بن الزبير ليسا ممن يحتج (3) بهما على أحد من أهل العلم.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي قال: علي بن يزيد واهي الحديث كثير المنكرات (4).

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب.

ح و حدّثني أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين بن هريسة، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن غالب، أنا أبو يعلى حمزة بن محمّد بن علي بن هاشم، نا محمّد بن إبراهيم بن شعيب.

ح و أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، قالا: أنا محمّد بن إسماعيل البخاري (5).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة، أنا

ص: 283


1- هو إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق السعدي، أبو إسحاق الجوزجاني ترجمته في تهذيب الكمال 454/1.
2- و الخبر أيضا رواه المزي في تهذيب الكمال 424/13-425.
3- بالأصل:«يجتمع» و المثبت عن تهذيب الكمال و ابن عدي.
4- تهذيب الكمال 424/13.
5- التاريخ الكبير للبخاري 301/6.

أبو أحمد (1) قال: سمعت ابن حمّاد يقول: قال البخاري: علي بن يزيد أبو عبد الملك الألهاني الدمشقي منكر الحديث.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه بن عبد الملك، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (2):و سألت أبي عن علي بن يزيد فقال:

ضعيف الحديث أحاديثه منكرة (3)،فإن كان ما روى علي بن يزيد عن القاسم على الصحة فيحتاج أن ينظر في أمر علي بن يزيد، و سألت أبا زرعة عن علي بن يزيد؟ فقال: ليس بقوي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو يعلى الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري - بواسط - أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: قال أبو زكريا: و أحاديث عبيد اللّه بن زحر و علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعة ضعيفة (4).

قال: و أنا ثابت بن بندار قال: أنا أبو العلاء بإسناده قال: قال أبو زكريا (5):

علي بن يزيد يضعف.

و قال الغلاّبي (6):نا أبي قال: علي بن يزيد الهلالي صاحب القاسم منكر الحديث.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال: شيوخ معناهم واحد: علي بن يزيد الهلالي، و كثير بن الحارث، و سليمان بن عبد الرّحمن الدمشقي، هؤلاء نفر من

ص: 284


1- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 179/5.
2- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 209/6.
3- في الجرح و التعديل المطبوع:«حديثه منكر» و بهامشه عن إحدى نسخه كالأصل: أحاديثه منكرة.
4- تهذيب الكمال 424/13.
5- يعني يحيى بن معين.
6- يعني الأحوص بن المفضّل.

أصحاب القاسم، موقعهم أحسن ظاهرا من أحاديثهم عن القاسم (1).

أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد اللّه الكروخي، أنا القاضي أبو عامر محمود بن القاسم بن محمّد، و أبو نصر عبد العزيز بن محمّد التّرياقي، و أبو بكر أحمد بن عبد الصمد التاجر قالوا: أنا عبد الجبّار بن محمّد بن عبد اللّه الجرّاحي، أنا أبو العبّاس المحبوبي، أنا أبو عيسى الترمذي و قال: و قد تكلم بعض أهل العلم في علي بن يزيد و ضعّفه، و هو شامي (2).

و قال في موضع آخر: و علي بن يزيد يضعف في الحديث، و يكنى أبا عبد الملك.

و قال في موضع آخر: قال محمّد - يعني البخاري:- القاسم ثقة، و علي بن يزيد يضعف.

و قال أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الكتاني الأصبهاني: قلت لأبي حاتم: ما تقول في أحاديث علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة ؟ قال: ليست بالقوية هي ضعاف (3).

أخبرنا أبو الحسن الفقيه الشافعي، و أبو يعلى بن الحبوبي، قالا: أنا أبو الفرج سهل بن بشر، أنا علي بن منير، أنا الحسن بن رشيق، نا أبو عبد الرّحمن النسائي، قال: علي بن يزيد الدمشقي أبو عبد الملك، يروي عن القاسم، متروك الحديث.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم يوسف بن الحسن، أنا الحسن بن علي بن بندار، أنا أبو سعيد القاسم بن علقمة، أنا أبو علي الحسن بن علي بن نصر الطوسي قال: و قد تكلم بعض أهل العلم في علي بن يزيد و ضعّفه (4).

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي قال (5):و لعلي بن يزيد أحاديث و نسخ، و عبيد اللّه بن زحر يروي عن

ص: 285


1- من طريق أبي زرعة، رواه في تهذيب الكمال 425/13.
2- تهذيب الكمال 425/13.
3- تهذيب الكمال 425/13.
4- تهذيب الكمال 425/13.
5- رواه ابن عدي في الكامل 179/5.

علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة أحاديث (1)،و هو في نفسه صالح، إلاّ أن يروي عنه ضعيف فيؤتى من قبل ذلك الضعيف.

أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق، أنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن علي، و أبو تمام علي بن محمّد بن الحسن في كتابيهما عن أبي الحسن الدار قطني.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو ياسر محمّد بن عبد العزيز بن عبد اللّه، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن غالب - إجازة - قال: هذا ما وافقت عليه أبا الحسن الدار قطني من المتروكين:

علي بن يزيد الدمشقي، أبو عبد الملك عن القاسم - زاد ابن بطريق: بن عبد الرّحمن-.

أخبرنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: قال لنا أبو نعيم الحافظ :

علي بن يزيد أبو عبد الملك الألهاني الدمشقي منكر الحديث، قاله البخاري.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد الشافعي، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار، أنا عبد الباقي بن عبد الكريم، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد، نا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي قال: و سمعت إبراهيم بن منصور الصغير قال: رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم في المنام، أو حدّث عن رجل من أصحابهم أنه رآه ينكر علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة.

5119 - علي بن يعقوب بن إبراهيم بن شاكر بن زامل

أبو القاسم الهمداني

المعروف بابن أبي العقب (2)

مولى ابن (3) معيوف، أحد الثقات.

روى عن أبي زرعة الدمشقي، و الحسن بن جرير الصوري، و القاسم بن

ص: 286


1- من قوله: و عبيد اللّه... إلى هنا، ليس في الكامل لابن عدي. و هي موجودة في تهذيب الكمال 425/13 -426 نقلا عن ابن عدي.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 38/16 و العبر 298/2 و النجوم الزاهرة 339/3 و شذرات الذهب 13/3.
3- في المختصر: مولى بني معيوف.

موسى بن الحسن الأشيب، و أحمد بن أنس بن مالك، و أحمد بن المعلّى بن يزيد، و محمّد بن يزيد بن عبد الصّمد، و الحسين بن محمّد بن جمعة، و أبي الجهم عمرو بن حازم القرشي، و أبي عمرو محمّد بن علي بن خلف الصّرّار، و أبي قصيّ العذري، و أبي جعفر أحمد بن عمرو بن إسماعيل المقعد، و يوسف بن موسى المروزي، و محمّد بن حصن الألوسي، و إبراهيم بن دحيم، و جعفر بن محمّد بن عاصم، و محمّد بن خريم (1)،و أنس بن سالم (2) الخولاني، و سالم بن معاذ التميمي، و أحمد بن سعيد ابن أم سعيد، و أبي عبد الملك أحمد بن إبراهيم، و أبي الحسن أحمد بن محمّد بن السكن القرشي العامري، و محمّد بن إدريس بن الحجّاج بن أبي حمادة، و عبد اللّه بن أحمد بن حنبل. و سمع منه بمكة، و أبي عبد اللّه محمّد بن أحمد الواسطي، و جعفر الفريابي، و أحمد بن نصر بن شاكر و قرأ عليه القرآن بحرف عاصم عن الحسين بن علي العجلي، عن يحيى بن آدم، عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم.

قرأ عليه أبو الفتح المظفّر بن أحمد بن إبراهيم بن برهان الدّينوري.

و كتب عنه أبو الحسين الرازي، و روى عنه تمّام بن محمّد الرازي، و أبو محمّد بن أبي نصر، و ابن ابن ابنه عبد الرّحمن بن الحسن بن الحسن بن علي، و أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه القطان، و أبو نصر بن الجندي، و عبد الرّحمن بن ياسر الجوبري، و أبو علي بن مهنّا، و أبو الحسين عبد اللّه بن أحمد بن عمرو بن أحمد بن معاذ الدّاراني، و عبد اللّه بن أبي كامل، و أبو الحسن بن السّمسار، و أبو بكر بن أبي دجانة، و عبد الواحد بن أحمد بن محمّد بن مشماش، و أبو بكر محمّد بن رزق اللّه بن أبي الأسود المنيني، و أبو علي الحسن بن محمّد بن طيب الورّاق، و أبو الحسن محمّد بن عبيد اللّه بن أبي الأسود، و أبو علي عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، و أحمد بن محمّد بن محمّد بن عبد الرّحمن بن عوف، و أبو الحسن عبد الواحد بن محمّد بن أحمد الكتاني، و أبو الحسن عبد القاهر بن عبد العزيز بن إبراهيم الصائغ، و أبو بكر أحمد بن محمّد بن عبدوس، و أبو الحسن عبيد اللّه بن

ص: 287


1- بالأصل: خزيم، تصحيف.
2- كذا، و في سير أعلام النبلاء: أنس بن السّلم.

الحسن بن أحمد بن الورّاق، و عبد الواحد بن بكر الورثاني، و أبو القاسم بكير بن محمّد المنذري الطّرسوسي، و أبو عبد اللّه الحسن بن عثمان بن أحمد البيروذي (1)، و أبو الحسن علي بن محمّد بن شيبان، و أبو عبد اللّه بن مندة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، و أبو محمّد بن نصر، و أبو القاسم عبد الرّحمن بن الحسين (2) بن الحسن بن علي بن يعقوب، و القاضي أبو نصر محمّد بن أحمد بن هارون، و أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن بن عبيد اللّه القطان.

ح و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبي أبو العباس الفقيه، أنا أبو محمّد بن أبي نصر.

قالوا: أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن أبي العقب، نا أبو زرعة، نا أبو نعيم، نا عصام بن قدامة، نا مالك بن نمير الخزاعي - من أهل البصرة - أن أباه حدّثه.

أنه رأى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قاعدا في الصّلاة واضعا ذراعه اليمنى على فخذه اليمنى رافعا إصبعه السّبّابة، قد حناها شيئا و هو يدعو.

قرأت بخط أحمد بن إبراهيم بن تمام، سمعت أبا القاسم بن أبي العقب قال:

ولدت سنة إحدى و ستين و مائتين.

أنبأنا أبو عبد اللّه بن أبي العلاء و غيره، قالوا: أنا أبو القاسم أحمد بن سليمان بن خلف بن سعد الباجي قال: قال أبي أبو الوليد الباجي (3):أبو القاسم بن أبي العقب بفتح القاف شامي، و محدّث مشهور ثقة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، نا جدي أبو محمّد، نا أبو علي.

ح و أنبأنا أبو القاسم العلوي، أنشدنا أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم الأهوازي، أنشدنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، أنشدنا أبو القاسم بن أبي

ص: 288


1- هذه النسبة بتقديم الباء، إلى بيروذ من نواحي أهواز (الأنساب).
2- كذا بالأصل هنا، تقدم: الحسن.
3- بالأصل: أبو الوليد نا الباجي.

العقب لنفسه:

أنست بوحدتي و قصدت ربّي *** فدام العزّ لي و نما السرور

و أدّبني الزمان فما أبالي *** هجرت فلا أزار و لا أزور

متى تقنع تعش (1) ملكا عزيزا *** يذلّ لعزك الملك الفخور (2)

و لست بقائل ما عشت يوما *** أ سار الجند أم ركب الأمير

و في رواية ابن السّوسي: ما دمت حيا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا جدي، أنا أبو علي الأهوازي، أنشدنا أبو القاسم العطار، أنشدنا أبو القاسم بن أبي العقب لنفسه:

امنع جفونك أن تذق مناما *** إلاّ خفيفات تكنّ غرارا

و احرص لصيد غنيمة ما مثلها *** تذكار ربك جهرة و سرارا

..... (3) به يوم القيامة رابحا *** و يكون قوم الغافلين خسارا

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني (4)،نا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان بن أبي نصر، و أبو القاسم علي بن بشري العطار و غيرهما قالوا: توفي أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن شاكر المعروف بابن أبي العقب يوم الأحد آخر النهار لسبع عشرة ليلة خلت من ذي الحجة من سنة ثلاث و خمسين و ثلاثمائة، قال عبد العزيز: حدث عن أبي زرعة بن عمرو بفوائده و غير ذلك، و كان ثقة مأمونا، حافظا، مشهورا، حدّثنا عنه أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن القطان، و أبو محمّد عبيد اللّه بن الحسن بن أحمد الورّاق و غيرهما خلق كثير.

قرأت بخط نجاء بن أحمد و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق في الدفعة الثانية: أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم، و يعرف بابن أبي العقب الورّاق، شيخ معدّل، مات سنة ثلاث و خمسين و ثلاثمائة.

ص: 289


1- بالأصل: تعيش، خطأ.
2- بالأصل: الملك الفجور، و المثبت عن مختصر ابن منظور.
3- كلمة غير واضحة لسوء التصوير بالأصل.
4- بالأصل: الكناني، تصحيف.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: مات أبو القاسم بن أبي العقب سنة أربع و خمسين.

آخر الجزء الحادي عشر بعد الخمس مائة من الفرع.

5120 - علي بن يعقوب بن عمرو بن يعقوب بن عيسى بن منصور

أبو الحسن الرّبعي

قدم دمشق.

و حدّث عن يحيى بن بشير القرقساني، و زهير بن محمّد بن قمير (1)، و محمّد بن إسماعيل الأحمسي، و عثمان بن يحيى القرقساني (2).

روى عنه محمّد بن سليمان الربعي.

أخبرنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا أبو المعمّر المسدّد بن علي بن عبد اللّه بن العباس بن أبي السّجيس الحمصي، قدم علينا، أنا أبو بكر محمّد بن سليمان بن يوسف الرّبعي، نا أبو الحسن علي بن يعقوب بن عمرو بن يعقوب بن عيسى بن منصور الرّبعي الرقي، قدم علينا في جمادى الأولى سنة أربع و ثلاثمائة، نا زهير بن محمّد قمير، نا أبو (3) عاصم الضحاك بن مخلد، عن ثور بن يزيد، عن حصين الحبراني (4)،عن أبي سعيد، عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من أتى الغائط فليستتر، و من لم يجد إلاّ كثيبا من رمل، فليجمعه فليستتر به، فإنّ الشيطان يتلاعب بمقعدة ابن آدم»[9187].

ص: 290


1- بالأصل: نمير، تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 360/12.
2- ترجمه السمعاني في الأنساب (القرقساني). و القرقساني: هذه النسبة بفتح القافين بينهما راء ساكنة (اللباب)، هذه النسبة إلى قرقيسيا، بالجزيرة على ستة فراسخ من رحبة مالك بن طوق قريبة من الرقة (كما في الأنساب).
3- «أبو» استدرك على هامش الأصل.
4- تقرأ بالأصل:«الحيري» و المثبت عن تهذيب الكمال 274/3 في ترجمة ثور بن يزيد الكلاعي، فقد ذكره المزي من شيوخ ثور. و في ترجمته في تهذيب الكمال 23/5 حصين الحميري، و يقال: الحبراني و حبران بطن من حمير.
5121 - علي بن يعقوب بن يوسف بن عمران

أبو الحسن القزويني

المعروف بالبلاذري

قدم دمشق في سنة أربع و سبعين و ثلاثمائة، و حدّث بها عن أبي سعيد الحسن بن أحمد بن المبارك الطوسي.

حكى عنه عبد العزيز الكتاني منقطعا.

أخبرنا أبو الحسن السلمي، نا عبد العزيز بن أحمد قال: ذكر أبو الحسن علي بن يعقوب بن يوسف بن عمران القزويني المعروف بالبلاذري، قدم دمشق أربع و سبعين و ثلاثمائة و حدّثهم بها: نا أبو سعيد الحسن بن أحمد بن المبارك الطوسي - بتستر - إملاء يوم الجمعة بعد الصلاة سنة أربع و أربعين و ثلاثمائة، نا العباس بن إبراهيم القراطيسي بالموصل (1)،نا محمّد بن زرارة السّليطي، نا محمّد بن عمرو الأنصاري، عن مالك بن دينار، و أبان، عن أنس بن مالك قال:

خطبنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قبل رجب بجمعة فقال:«أيها الناس إنه قد أظلّكم شهر عظيم، شهر رجب، شهر اللّه الأصمّ ، تضاعف فيه الحسنات، و تستجاب (2) فيه الدعوات، و تفرج فيه الكربات، لا ترد للمؤمن فيه دعوة، فمن اكتسب فيه خيرا ضوعف له فيه أضعافا مضاعفة، وَ اللّٰهُ يُضٰاعِفُ لِمَنْ يَشٰاءُ (3) فعليكم بقيام ليله، و صيام نهاره، فمن صلّى في يوم فيه خمسين صلاة، يقرأ في كل ركعة ما تيسّر من القرآن أعطاه اللّه من الحسنات بعدد الشفع و الوتر، و بعدد الشعر و الوبر، و من صام يوما كتب له به صيام سنة، و من خزن فيه لسانه لقنه اللّه حجته عند مساءلة منكر و نكير، و من تصدّق فيه بصدقة كان بها فكاك رقبته من النار، و من وصل فيه رحمه وصله اللّه في الدنيا و الآخرة، و نصره على أعدائه أيام حياته، و من عاد فيه مريضا أمر اللّه كرام ملائكته بزيارته و التسليم عليه، و من صلّى فيه على جنازة فكأنما أحيا مؤودة، و من أطعم مؤمنا

ص: 291


1- بالأصل: الموصل.
2- بالأصل: و يستجاب... و يفرج.. يرد.
3- سورة البقرة، الآية:261.

طعاما أجلسه اللّه يوم القيامة على مائدة عليها إبراهيم و محمّد صلى اللّه عليهما، و من سقى شربة من ماء سقاه اللّه من الرحيق المختوم، و من كسا مؤمنا كساه اللّه تعالى ألف حلة من حلل الجنة، و من أكرم يتيما و مسح يده على رأسه غفر اللّه له بعدد كل شعرة مسّتها يده، و من استغفر اللّه عز و جل فيه مرة واحدة غفر اللّه عز و جل له، و من سبّح اللّه تسبيحة أو هلّله تهليلة كتب عند اللّه من الذاكرين اللّه كثيرا و الذاكرات، و من ختم فيه القرآن مرة واحدة ألبس هو و والداه يوم القيامة كلّ واحد منهم تاجا مكللا باللؤلؤ و المرجان، و أمن من فزع يوم القيامة».

هذا حديث منكر بمرة، لم أكتبه إلاّ من هذا الوجه.

5122 - علي بن يوسف بن عبد اللّه بن يوسف

أبو الحسن الجويني (1)

أخو الشيخ أبي محمّد (2)،و عم الإمام أبي المعالي الجويني (3) يعرف بشيخ الحجاز، نيسابوري.

قدم دمشق و سمع بها: أبا محمّد بن أبي نصر، و بمصر: أبا محمّد بن النحاس، و بغزة: تمّام أبا الحسن، و بأسفراين: عبد الملك بن الحسن، و أبا محمّد محمّد بن علي الشافعي، و أبا بكر محمّد بن أحمد بن عبد الوهّاب الحديني الحافظ ، و أبا الحسن علي بن محمّد بن علي بن السقا، و أبا العبّاس أحمد بن إبراهيم بن محمّد الفقيه، و بالبصرة أبا عمر الهاشمي، و بمرو: أبا العبّاس أحمد بن محمّد بن سراج الطّحّان، و بنيسابور: أبا محمّد بن بامويه، و القاضي أبا عمر محمّد بن الحسين البسطامي، و أبا سعد محمّد بن منصور الحولكي، و أبا عبد الرّحمن السلمي، و أبا بكر محمّد بن يوسف بن الفضل الجرجاني، و أبا منصور محمّد بن أحمد بن محمّد القرميسيني - بها-، و حدّث بنيسابور عنهم، و عقد له مجلس الإملاء.

ص: 292


1- ترجمته في الأنساب (الجويني)، و اللباب (الجويني)، و معجم البلدان (جوين).
2- و هو عبد اللّه بن يوسف بن عبد اللّه بن يوسف الجويني، إمام عصره بنيسابور ترجم له في: الأنساب (الجويني) و معجم البلدان (جوين).
3- و هو أبو المعالي عبد الملك بن عبد اللّه بن يوسف، إمام الحرمين، ترجمته في سير أعلام النبلاء 18/ 468.

روى عنه: قاضي دمشق أبو عبد اللّه الشّهرستاني، و حدّثنا عنه أبو سعد إسماعيل الكرماني، و محمّد الفراوي، و عبد الجبّار بن محمّد بن أحمد، و أبو القاسم، و أبو بكر الشّحّاميان.

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد بن أحمد، نا أبو الحسن علي بن يوسف بن عبد اللّه الجويني - إملاء - أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم - رحمه اللّه - بدمشق، نا أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك، نا بكّار بن قتيبة، نا أبو داود الطيالسي، نا المسعودي، عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة، عن أبيه.

أن رجلا قال للنبي صلى اللّه عليه و سلم: يا رسول اللّه أ في الجنة خيل، فإنّ الخيل تعجبني ؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّك إن تشأ تركب الخيل تؤت (1) بفرس من ياقوتة حمراء فتطير بك في الجنة حيث شئت» فقال رجل آخر: يا رسول اللّه أ في الجنة إبل ؟ فإنه يعجبني الإبل ؟ فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«إنّك إن دخلت الجنة فإنّ فيها ما اشتهت نفسك و لذّت عينك»[9188].

أخبرنا أبو نصر إبراهيم بن الفضل بن إبراهيم في كتابه، أنا أبو عبد اللّه الحسن بن محمّد الكتبي الحاكم - بهراة - قال: سنة ثلاث و ستين و أربعمائة ورد الخبر بوفاة أبي الحسن علي بن يوسف الجويني بنيسابور في ذي القعدة.

5123 - علي بن يوسف

سمع أبا علي بن أبي نصر.

روى عنه الفقيه أبو الفتح نصر بن إبراهيم.

ص: 293


1- بالأصل: تؤتى.

ممن ينسب لنا ممن اسمه علي

5124 - علي الجرجراني

رجل من العبّاد، كان يكون بجبل لبنان.

حكى عنه بشر بن الحارث.

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر، أنا أبو بكر محمّد بن يحيى بن إبراهيم بن محمّد المزكي، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي، قال: سمعت عبد الواحد بن علي يقول: سمعت القاسم بن القاسم يقول:

بلغني أن بشر الحافي لقي علي الجرجرائي بجبل لبنان على عين ماء، قال: فلما أبصرني قال: بذنب مني لقيت اليوم إنسيا، فغدوت خلفه، و قلت: أوصني، فالتفت إليّ و قال: أ مستوص أنت ؟ عانق الفقر، و عاشر الصّبر، و عاد (1) الهوى، و عف (2)الشهوات، و اجعل بيتك أخلى من لحدك يوم تنقل إليه، على هذا طاب المسير إلى اللّه.

قال: و أنا أبو عبد الرّحمن قال: علي الجرجرائي كان من أستاذي بشر بن الحارث، و كان ينزل جبل لبنان، و قلّ ما يخالط الناس و يعاشرهم، و كان مستوحشا من الخلق.

ص: 294


1- بالأصل: و عادي الهوى.
2- بالأصل: و عاف الشهوات.
5125 - علي أبو الحسن المعروف بالفجة

قيّم مسجد أبي صالح.

حكى عن أبي صالح.

حكى عنه أبو الحسن علي بن محارب، سمعت له حكاية في ترجمة أبي صالح.

ص: 295

ذكر من اسمه عمارة

5126 - عمارة بن أحمر المازني

5126 - عمارة (1) بن أحمر المازني (2)

له صحبة و وفادة على النبي صلى اللّه عليه و سلم.

و اجتاز بموضع يعرف بالقريتين، و غالب ظني أن القريتين التي كان بها ببادية البصرة لا القريتين التي عند حوارين.

روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم حديثا.

روى عنه حنيف (3) أبو يزيد.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، قالا:

أنا عيسى بن علي، نا عبد اللّه بن علي محمّد البغوي قال: بلغني عن الجرّاح بن مخلد القزّاز، حدثتني قتيلة ابنة جميع المازنية قالت: حدّثني يزيد بن حنيف عن أبيه أنه سمع عمارة بن أحمر المازني قالت قتيلة و أنا من ولده - قال: كنت في إبل لي في الجاهليّة أرعاها فغارت علينا خيل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فجمعت إيلي و ركبت الفحل فتفاجّ يبول فنزلت - و قال ابن النقور: فنزعت - عنه و ركبت ناقة، فنجوت عليها، و استاقوا الإبل، فأتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأسلمت، فردّها علي، و لم يكونوا اقتسموها، قال

ص: 296


1- عمارة بضم العين، و في آخره هاء، نص عليه ابن الأثير في أسد الغابة.
2- ترجمته في أسد الغابة 632/3 رقم 3799 و الإصابة 513/2.
3- ضبطت بفتح المهملة و سكون النون و فتح المثناة بعدها عن الإصابة، و في أسد الغابة: حنيفة.

جوّاب بن عمارة: فأدركت أنا و أخي الناقة التي ركبها عمارة يومئذ إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

قال الجرّاح: و سمعت بعض المازنيين يقول: الماء الذي كانوا عليه عجلز (1)فوق القريتين.

و اللفظ لابن النقور.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أبو علي الحسين بن علي، نا أحمد بن المثنّى، نا الجرّاح بن مخلد، حدثتني قتيلة بنت جميع، حدّثني يزيد بن حنيف، عن أبيه قال:

سمعت عمارة بن أحمر المازني يقول: أغارت علينا خيل النبي صلى اللّه عليه و سلم، فطردوا الإبل، فأتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم فأسلمت، فردّها عليّ ، و لم يكونوا اقتسموها بعده (2).

أحمد بن المثنّى هو أحمد بن علي بن المثنّى الموصلي (3)،نسبه إلى جده و قد روى عنه أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي.

أخبرناه أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، نا أبو بكر الإسماعيلي، أنا أبو يعلى أحمد [بن] علي، نا أحمد بن الجرّاح بن مخلد، حدثتني قتيلة بنت جميع قالت: حدّثني أبي، عن أبيه قال: سمعت عمارة بن أحمر المازني قالت: و هو أحد بني رستة (4) بن مازن قال:

كنت في إبل أرعاها في الجاهلية، فغارت علينا خيل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أو خيل أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فجمعت إبلي و ركبت الفحل، فحقب (5) فتفاجّ (6) يبول، فركبت ناقة منها، فنجوت عليها، فطردوا الإبل، فأتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أسلمت، فردّها عليّ و لم يكن اقتسموها بعد.

ص: 297


1- الأصل بالأصل:«عحار» و لم أقف عليها، و الذي أثبتناه «عجلز» عن المختصر. و بهامشه: الكثيب العجلز: الضخم الصلب.
2- رواه ابن الأثير في أسد الغابة 633/3 و الإصابة 513/2.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 174/14.
4- كذا رسمها بالأصل.
5- حقب: تعسر عليه البول من وقوع الحقب على ثيله (القاموس المحيط ).
6- تفاج ما بين رجليه، أفج: فتحها.

أخبرنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد بن يوسف، أنا إبراهيم بن عمرو، حدّثنا أبو المعمّر المبارك بن أحمد الأنصاري، أنا المبارك بن عبد الجبّار، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن الحسن، و أبو إسحاق البرمكي، قالا: أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد السكري، نا عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة قال:

و الحديث أن يحقب البعير ببوله: و ذلك أن يصيب الحقب - و هو الحبل - ثيله (1)فيحتبس بوله، يقال: حقب البعير يحقب حقبا، و لا يصيب ذلك الإناث لأن الجمل لا يبلغ حياء الناقة، و منه قول عبّاد (2) بن أحمد المازني: كنت في إبلي أرعاها فأغارت علينا خيل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أو خيل أصحابه، فجمعت إبلي و ركبت الفحل فحقب فتفاجّ يبول، فنزلت عنه و ركبت ناقة منها فنجوت عليها، فطردوا الإبل.

كذا قال، و الصّواب عمارة كما تقدم.

أخبرتنا به عاليا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا الجرّاح بن مخلد، حدثتني قتيلة بنت جميع قالت: حدّثني يزيد بن حنيف عن أبيه قال:

سمعت عمارة بن أحمر المازني قال: و هو أحد بني رشه (3) من بني مازن، قال:

كنت في إبل لي أرعاها في الجاهلية، فغارت علينا خيل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أو خيل أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فجمعت إبلي و ركبت الفحل فحقب فتفاجّ يبول، فنزلت عنه و ركبت ناقة منها، فنجوت عليها، و طردوا الإبل، فأتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فردّها علي، و لم يكن اقتسموها بعد.

أنبأنا أبو طالب بن يوسف، أنا أبو محمّد الجوهري - قراءة - أنا أبو عمر بن حيّوية - إجازة - أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال (4)

ص: 298


1- إعجامها مضطرب بالأصل و الصواب ما أثبت، و الثيل: وعاء القضيب، راجع تاج العروس بتحقيقنا: مادة حقب.
2- كذا بالأصل، و فوقها ضبة، و في تاج العروس:«عبادة» و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب: عمارة.
3- كذا رسمها بالأصل.
4- انظر الطبقات الكبرى لابن سعد 73/7.

في تسمية من نزل البصرة من الصحابة: عمارة بن أحمر المازني.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا أبو القاسم البغوي قال في تسمية الصحابة: عمارة بن أحمر المازني عداده في أهل البصرة، ذكره محمّد بن إسماعيل البخاري في الوحدان من الصحابة.

أنبأنا أبو علي الحداد قال: قال لنا أبو نعيم: عمارة بن أحمر المازني يعدّ في البصريين، ذكره البخاري في الصّحابة في الوحدان.

كذا قالا، و لم يذكره البخاري، و لا له كتاب الوحدان

5127 - عمارة بن بشر

5127 - عمارة بن بشر (1)

أظنه من أهل دمشق.

سمع عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و الأوزاعي، و معاوية بن يحيى الصّدفي الدمشقيين.

روى عنه: يوسف بن سعيد بن مسلّم (2).

و لم يذكره البخاري، و لا ابن أبي حاتم في كتابيهما.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمّد الخرقي، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا يوسف بن سعيد، نا عمارة بن بشر، عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، نا أبو الأشعث الصّنعاني عن أوس بن أوس الثقفي قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من غسل يوم الجمعة و اغتسل، و غدا و اقترب، و مشى و لم يركب، و أنصت و لم يلغ، كتب اللّه له بكل خطوة عبادة سنة صيامها و قيامها»[9189].

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن الموازيني - قراءة عليه - أنا علي بن الفضل بن طاهر بن الفرات، أنا عبد الوهّاب الكلابي، نا أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا، نا يوسف بن سعيد بن مسلم، نا عمارة بن بشر، عن

ص: 299


1- ترجمته في ميزان الاعتدال 173/3 و تهذيب الكمال 4/14، و تهذيب التهذيب 258/4.
2- يوسف بن سعيد بن مسلم، أبو يعقوب المصيصي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 622/12.

الأوزاعي، عن الزهري قال (1):خبّرني أبو سلمة بن عبد الرّحمن أخبرني أبو هريرة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما من أمير إلاّ و له بطانتان من أهله: بطانة تأمره بالمعروف و تنهاه عن المنكر، و بطانة لا يألوه خبالا و هو من التي تغلب عليه منهما»[9190].

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا عبد العزيز بن جعفر، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا يوسف بن سعيد المصّيصي، نا عمارة بن بشر، عن أبي بشر شيخ من أهل البصرة قال:

كنت آتي معاذة العدوية و أحفّ بها فأتيتها يوما، فقالت لي: يا أبا بشر أ لا أعجبك ؟ شربت دواء للمشي فاشتدّ بطني، فنعت لي نبيذ الجرّ فائتني منه بقدح، فأتيتها بقدح نبيذ جرّ، فدعت بمائدتها فوضعت القدح عليها، ثم قالت: اللّهم إن كنت تعلم أنّي سمعت عائشة تقول: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم ينهى عن نبيذ الجرّ فاكفنيه بما شئت، قال:

فانكفأ القدح فأهراق بما فيه، و أذهب اللّه ما كان في بطنها، قال: و أبو بشر حاضر لذلك.

رواها أبو نعيم الجرجاني، عن يوسف بن سعيد حدّثنا علي فقال: عن علي بن بكار بدلا من عمارة.

أخبرنا بها أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو أحمد عبد الرّحمن بن إسحاق العامري، أنا أبو عمرو أحمد بن أبي الفراتي، قال: سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن مخلد بن عبيد اللّه الجرجاني قال: سمعت أبا نعيم عبد الملك بن محمّد الأسترآباذي (2) يقول: سمعت يوسف بن سعيد يقول: حدّثنا علي بن بكّار (3)،عن أبي بشر - شيخ من أهل البصرة - قال: كنت أخالط معاذة العدوية (4) فذكر مثلها إلاّ أنه قال: ما في بطنها من الأذى، و لم يقل: و أبو بشر حاضر لذلك.

ص: 300


1- فوقها بالأصل ضبة.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 541/14.
3- هو علي بن بكار أبو الحسن البصري، ترجمته في سير أعلام النبلاء 584/9.
4- هي معاذة بنت عبد اللّه، أم الصهباء العدوية البصرية، ترجمتها في سير أعلام النبلاء 508/4.

و أخبرنا أبو بكر، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا عبد العزيز بن جعفر، نا يحيى بن صاعد، نا يوسف بن سعيد المصّيصي، نا عمارة بن بشر سنة مائتين فذكر حديثا.

5128 - عمارة بن تميم اللّخمي، و يقال: القتبي

5128 - عمارة بن تميم (1) اللّخمي، و يقال: القتبي

وفد على عبد الملك مع الحجاج بن يوسف، و ولاّه فلسطين، و كان من عقلاء العرب، و ولي سجستان للحجاج.

ذكر أبو محمّد بن زبر فيما نقلته من كتاب ابنه أبي سليمان قال: و أنا أحمد بن عبد اللّه عن المدائني قال:

كان الحجاج رجلا حسودا لا يتم له صنيعة حتى يكدرها أو يفسدها، فلما وجّه عمارة بن تميم اللّخمي إلى ابن الأشعث و معه محمّد بن الحجّاج بالفتح فحسده الحجاج و عرف عمارة ذلك منه، و كره منافرته، و كان عاقلا، فجعل يداريه و يقول:

أنت و اللّه - أصلح اللّه الأمير - أشرف العرب من شرّفته شرف، و من وضعته اتضع، و ما من العرب أحد ينكر أنّ شرفه و سؤدده بك و إنما كان الذي كان من الفتح بيمينك و بركتك و مشورتك و تدبيرك، و ليس أحد أشكر لبلائك مني، فلما عزم الحجاج على الوفادة إلى عبد الملك أخرج معه عمارة بن تميم، فلما يزل عمارة يلطف الحجاج في مسيره، و يعظمه حتى قدموا على عبد الملك، فقامت الخطباء بين يدي عبد الملك في أمر الفتح، ثم قام عمارة فقال: سل الحجاج عني يا أمير المؤمنين، و عن طاعتي و بلائي، فقال الحجاج: من بأسه يا أمير المؤمنين و عنائه و نجدته و مكيدته، أيمن الناس نقيبة، و أرفعهم تدبيرا و سياسة، و جعل يقرظه و لا يترك، فقال عمارة: أرضيت يا أمير المؤمنين ؟ قال: نعم، فرضي اللّه عنك، قال عمارة: فلا رضي اللّه عن الحجّاج و لا عافاه، فهو و اللّه الأخرق السيّئ التدبير، الذي أفسد عليك العراق خرقه، و قلة عقله، و ضعف رأيه، و لك و اللّه يا أمير المؤمنين أمثالها إن لم تعزله، فقال الحجاج: مه يا عمارة، فقال: لا مه و لا كرامة، يا أمير المؤمنين كل امرأة له طالق، و كلّ مملوك له حرّ إن سار تحت راية الحجاج أبدا، قال عبد الملك: ما عندنا أوسع لك، فلمّا انصرف

ص: 301


1- بالأصل هنا:«نعيم» و المثبت عن المختصر، و تاريخ خليفة بن خيّاط .

عمارة إلى منزله أرسل إليه الحجاج أنّي قد علمت أنه لم يخرج هذا الكلام إلاّ لمعتبة فانصرف معنا و لك العتبى، فأرسل إليه عمارة: ما ظننت أنّ السخف يبلغ بك ما أرى، أ تتوهم أنّي أرجع معك بعد قولي لك عند أمير المؤمنين ما قلت ؟ فولاّه عبد الملك فلسطين.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى عن (1) خليفة (2) قال: ولاها الحجاج - يعني سجستان - عبد الرّحمن بن محمّد بن الأشعث سنة ثمانين، فخلع الحجّاج و سار إلى العراق، و استخلف، و ذلك في آخر سنة إحدى و ثمانين، ثم ولي الحجاج عمارة بن تميم القتبي (3) أو اللخمي (4) ثم عزله، و ولّى عبد الرّحمن بن سليم و ذلك سنة أربع و ثمانين.

5129 - عمارة بن ثابت، و الصحيح بن نابت

و هو عمارة بن أبي حفصة، يأتي في حرف النون من أسماء آبائهم.

5130 - عمارة بن حزم بن زيد بن لوذان بن عمرو

ابن عبد (5) عوف بن غنم بن مالك بن النّجّار

أبو عبد اللّه الأنصاري النجّاري (6)

له صحبة.

شهد بدرا و العقبة.

روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم حديثا.

ص: 302


1- بالأصل: بن، تصحيف.
2- راجع تاريخ خليفة بن خيّاط ص 295 تحت عنوان: تسمية ولاة عبد الملك.
3- كذا بالأصل، و في تاريخ خليفة المطبوع الذي بين يدي: القيني.
4- كذا بالأصل و تاريخ خليفة، و كتب محققه بالهامش:«في الحاشية: هو لخمي ثم من بني غنم بن أريش بن أراش بن جذيلة بن لخم».
5- في أسد الغابة و جمهرة ابن حزم: عبد بن عوف.
6- ترجمته في: أسد الغابة 634/3 و جمهرة ابن حزم ص 348 و الإصابة 513/2 و الاستيعاب ترجمة رقم 1865 و سيرة ابن هشام (الفهارس) فيمن شهد العقبة. و التاريخ الكبير 494/6 و الجرح و التعديل 6/ 364.

روى عنه على ما قيل زياد بن نعيم الحضرمي، و قيل: إنه وفد على معاوية، و لم يصح ذلك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، حدّثني جدي، نا الحسين بن موسى، نا ابن لهيعة، نا بكر بن سوادة، حدّثني زياد بن نعيم.

أن (1) ابن حزم - إمّا عمارة و أمّا عمرو - قال: رآني النبي صلى اللّه عليه و سلم و أنا متكئ على قبر فقال:«قم لا تؤذ (2) صاحب القبر أو يؤذيك»[9191].

كذا جاء في هذه الرواية، و قد روى أبو بكر بن حزم عن النبي صلى اللّه عليه و سلم عن عمرو بن حزم حديثا في هذا الباب، سيأتي في موضعه.

أخبرنا أبو الفتح عبد الوهّاب بن محمّد بن الحسين بن علي الصّابوني، و أبو طاهر خليل بن علي بن خليل المقرئ الجوسقي (3)،و أبو المعمّر خزيفة بن سعد بن الحسين بن العطار، قالوا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن محمّد بن... (4)

النّعالي، قال: قرئ على القاضي أبي القاسم الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر (5)،أنا أبو القاسم علي بن دينار - إملاء - أنا أحمد بن الحجّاج بن رشدين، نا يحيى بن عبد اللّه بن بكير، نا ابن لهيعة:

حدّثني يزيد بن محمّد القرشي، عن زياد بن نعيم، عن عمارة بن حزم عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«أربع من جاء بهن مع إيمان كان مع المسلمين، و من لم يأت بواحدة لم ينفعه الثلاثة»[9192].

قلت لعمارة بن حزم: ما هن ؟ قال: الصّلاة، و الزكاة، و صوم رمضان (6).

ص: 303


1- «أن» كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
2- بالأصل: لا تؤذي.
3- بدون إعجام بالأصل، و المثبت عن مشيخة ابن عساكر 62/ب و زيد فيها: من جوسق النهروان.
4- غير مقروءة بالأصل و صورتها: ضخة.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 338/17.
6- كذا بالأصل، لم يذكر إلاّ ثلاثا، و لم يذكر الرابعة، و الحديث رواه ابن الأثير في أسد الغابة 634/3 و فيه: قال: الصلاة، و الزكاة، و صيام رمضان، و الحج.

قال القاضي أبو القاسم: في كتابي بخط أبي حامد بن نعيم.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، حدّثني أحمد بن شبّويه، حدّثني سليمان بن صالح، حدّثني عبد الملك بن المبارك، حدّثني الجمحي: أن عمارة بن حزم و أخاه عمرو بن حزم قدما على معاوية.

كذا جاء في هذه الرواية، و المحفوظ عند أهل السيرة: أن عمارة استشهد في حياة أبي بكر سنة اثنتي عشرة قبل فتح الشام، و قبل ولاية معاوية بسنتين، و أما القادم على معاوية فهو عمارة بن عمرو بن حزم ابن أخي عمارة بن حزم، و أخوه محمّد بن عمرو بن حزم، و سيأتي ذكر ذلك.

و قد رواه غير أبي زرعة عن أحمد بن شبّويه، فلم يسم أخا عمارة عمرا، و قال:

إنّ عمارة بن حزم و أخاه قدما فنسب عمارة إلى جده و هو عمارة بن عمرو بن حزم.

أخبرنا أبو البركات، و أبو الفضل بن خيرون، قالا: أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص، نا خليفة قال (1):

عمرو (2)،و عمارة و معمر بنو حزم بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد (3)عوف بن غنم بن مالك بن النجار، أمهم خالدة بنت أنس بن سنان بن وهب بن لوذان بن عبد (4) عوف بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة، عمارة شهد العقبة، و بدرا، و أحدا و المشاهد، و استشهد يوم اليمامة سنة إحدى عشرة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا (5)،نا محمّد بن سعد قال: في الطبقة الثانية في تسمية من شهد بدرا: عمارة بن حزم بن زيد بن لوذان أحد بني غنم بن مالك بن النجّار، و هو أخو عمرو بن حزم، قتل بالمدينة شهيدا سنة اثنتي عشرة، و قال غيره: يكنى أبا عبد اللّه.

ص: 304


1- طبقات خليفة بن خيّاط ص 157 رقم 565.
2- أقحم بعدها بالأصل:«و معمر» و قد ذكر بعد:«عمارة».
3- في طبقات خليفة: عبد بن عوف.
4- في طبقات خليفة: عبد بن عوف.
5- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

كذا فيه، و إنما هو باليمامة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال في الطبقة الأولى من بني غنم بن مالك بن النجار و هو تيم اللّه بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج:

عمارة بن حزم بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن غنم هو أخو عمرو بن حزم، و أمهما خالدة بنت أبي (1) أنس بن سنان بن وهب بن لوذان من بني ساعدة، و شهد عمارة العقبة مع السبعين من الأنصار في رواية موسى بن عقبة، و محمّد بن إسحاق، و أبي معشر، و محمّد بن عمر. و كان عمارة بن حزم، و أسعد بن زرارة، و عوف بن عفراء حين أسلموا يكسرون أصنام بني مالك بن النجار، و آخى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بين عمارة بن حزم، و محرز بن نضلة، و شهد عمارة بدرا و أحدا و الخندق و المشاهد كلها مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و كانت معه راية بني مالك بن النجار في غزوة الفتح، و خرج مع خالد بن الوليد إلى أهل الردّة، فقتل يوم اليمامة شهيدا في خلافة أبي بكر الصّدّيق سنة اثنتي عشرة، و ليس لعمارة عقب.

أخبرنا أبو محمّد بن الآبنوسي.

و أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، نا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي قال.

في تسمية من شهد بدرا من الأنصار: عمارة بن حزم بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار، استشهد يوم اليمامة فيما ذكر عروة، جاء عنه ثلاثة أحاديث في إسنادها انقطاع.

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي في كتابه، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ عنه، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا:

أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (2) قال:

ص: 305


1- كذا بالأصل:«بنت أبي أنس» و قد مرّ عن خليفة بن خيّاط :«بنت أنس».
2- رواه البخاري في التاريخ الكبير 494/6.

عمارة بن حزم الأنصاري ثم النجاري له صحبة، قال عبد اللّه بن محمّد عن إبراهيم بن المنذر عن محمّد بن فليح، عن موسى بن عقبة: قتل يوم اليمامة و ذلك في عهد أبي بكر، هو المدني.

أخبرنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن، و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك - إذنا - قالا: أنا أبو القاسم العبدي، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (1) قال: عمارة بن حزم الأنصاري النجاري أخو عمرو بن حزم، له صحبة، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال:

عمارة بن حزم بن زيد بن لوذان، و قيل: ابن زيد بن النجّار أخو عمرو بن حزم، قتل يوم اليمامة، بايع النبي صلى اللّه عليه و سلم و شهد بدرا، و استشهد يوم اليمامة، روى عنه زياد بن نعيم الحضرمي.

أنبأنا أبو علي الحداد، قال: قال لنا أبو نعيم الحافظ :

عمارة بن حزم الأنصاري عقبي، بدري، استشهد باليمامة سنة إحدى عشرة، أمه و أم أخويه عمرو و معمر خالدة بنت أنس بن سنان بن وهب بن لوذان.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطّبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان قال في تسمية أصحاب العقبة في المرة الثانية: حدّثنا عمرو بن خالد، و حسان بن عبد اللّه، و عثمان بن صالح، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة قال: و من بني النجار عمارة بن حزم و قد شهد بدرا.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا علي بن أحمد بن إسحاق، نا جعفر بن سليمان، نا إبراهيم بن

ص: 306


1- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 364/6.

المنذر، نا محمّد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن الزهري قال: و ممن شهد بدرا عمارة بن حزم بن زيد بن النّجّار.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا أبو بكر الخطيب، نا أبو الحسين بن الفضل، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن عتّاب، أنا القاسم بن عبد اللّه الجوهري، نا إسماعيل بن أبي أويس، نا إسماعيل بن إبراهيم، عن عمه موسى بن عقبة قال في تسمية من شهد العقبة، و في تسمية من شهد بدرا من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من بني مالك بن النجار: عمارة بن حزم بن زيد بن لوذان.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن ريذة (1)،أنا سليمان بن أحمد الطّبراني، نا محمّد بن عمرو الحرّاني، نا أبي، نا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة في تسمية من شهد بدرا من الأنصار: عمارة بن حزم بن زيد بن لوذان.

أخبرنا أبو الفتح، أنا شجاع، أنا ابن مندة، أنا محمّد بن عمر بن حفص، نا إسحاق بن إبراهيم شاذان، نا وهب بن جرير، نا أبي، عن محمّد بن إسحاق: في أسماء السبعين الذين بايعوا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بالعقبة: عمارة بن حزم بن زيد بن لوذان (2).

أخبرتنا أم البهاء ابنة البغدادي قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو الطيب المنبجي، نا عبيد اللّه بن سعد، نا عمي، عن أبيه، عن ابن إسحاق في تسمية من شهد بدرا من بني عمرو بن عبد عوف: عمارة بن حزم بن زيد بن لوذان (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا أبو القاسم البغوي، حدّثني هارون الفروي، نا ابن فليح عن موسى بن عقبة، عن الزهري ممن شهد بدرا و العقبة عمارة بن حزم بن زيد (4) بن لوذان.

ص: 307


1- بالأصل: زيدة، تصحيف.
2- راجع سيرة ابن هشام 100/2.
3- سيرة ابن هشام 359/2.
4- بالأصل: يزيد.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو الحسين رضوان بن أحمد، أنا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال في تسمية من شهد العقبة الثانية (1)،قال: و شهدها من الخزرج: ابن حارثة (2) بن ثعلبة بن عمرو بن عامر [ثم من بني النجار، و هو] (3)تيم اللّه بن ثعلبة: عمارة (4) بن حزم بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج، شهد بدرا و أحدا و الخندق و المشاهد كلها مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قتل يوم اليمامة شهيدا في خلافة أبي بكر.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه قال: قال سفيان:

عمارة بن حزم بدري.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه.

قال: و أنا محمّد بن يعقوب، نا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس بن بكير، عن محمّد بن إسحاق قال (5):و ممن شهد بدرا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من بني عمرو بن عبد عوف: عمارة بن حزم بن زيد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا عبد الوهّاب بن أبي حيّة، أنا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر (6) قال في تسمية من شهد بدرا من بني عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار:

عمارة بن حزم بن زيد.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، حدّثني موسى بن يعقوب، عن عمّته، عن أم سلمة قالت:

ص: 308


1- راجع سيرة ابن هشام 97/2 و 100.
2- تقرأ بالأصل: جارية، و التصويب عن ابن هشام و جمهرة ابن حزم.
3- بالأصل:«بن» و المثبت عن ابن هشام، و الزيادة عن السيرة.
4- بالأصل: ثعلبة بن عمارة.
5- سيرة ابن هشام 359/2.
6- مغازي الواقدي 162/1.

كانت الأنصار الذين يكثرون ألطاف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: سعد بن عبادة، و سعد بن معاذ، و عمارة بن حزم، و أبو أيوب، و ذلك لقرب جوارهم من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و كان لا يمرّ يوم إلاّ و لبعضهم هدية تدور مع النبي صلى اللّه عليه و سلم حيث دار، و جفنة سعد بن عبادة تدور حيث دار لا يغبّها ليلة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا محمّد بن العبّاس، أنا أبو القاسم بن أبي حيّة، أنا أبو عمارة عبد اللّه الثلجي، نا محمّد بن عمر قال (1):قالوا:

و عبّأ (2) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أصحابه و صفّهم يعني يوم حنين و وضع الرايات و الألوية في أهلها، فذكر من حملها و قال: و راية يحملها عمارة بن حزم في بني (3) مالك بن النجّار.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور النّهاوندي، أنا أبو العبّاس، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل، حدّثني إسحاق بن العلاء، حدّثني عمرو، حدّثني عبد اللّه بن سالم، عن الزّبيدي، حدّثني محمّد بن مسلم، عن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم الأنصاري.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال لعمارة بن حزم:«اعرض عليّ رقيتك»[9193]، فلم ير بها بأسا فهم يعرفون بها إلى اليوم، و عمارة عم ابن حزم، و لم يكن له ولد، و كان شهد بدرا.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن أحمد، أنا سليمان بن أحمد، أنا محمّد بن عمرو الحرّاني، نا أبي، نا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة في تسمية من استشهد يوم اليمامة من الأنصار ثم من بني مالك بن النجار: عمارة بن حزم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن

ص: 309


1- راجع مغازي الواقدي 895/3 و 896 تحت عنوان: غزوة حنين.
2- رسمها بالأصل:«و عبار» و التصويب عن الواقدي.
3- «في بني» مكانها بالأصل:«بن» و المثبت عن مغازي الواقدي.

الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا حسّان بن عبد اللّه، نا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة في تسمية من قتل يوم اليمامة من بني مالك بن تيم اللّه:

عمارة بن حزم بن زيد.

أخبرنا أبو محمّد الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين محمّد بن الحسين، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عتّاب، أنا القاسم بن عبد اللّه، نا إسماعيل بن أبي أويس، نا إسماعيل بن إبراهيم، عن عمه موسى بن عقبة قال: و قتل يوم اليمامة من بني النجّار ثم من بني مالك: عمارة بن حزم بن زيد (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد، أنا أبو طاهر المخلص، أنا رضوان بن أحمد، نا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس بن بكير، عن محمّد بن إسحاق قال في تسمية من قتل باليمامة من بني النّجار ثم من بني مالك:

عمارة بن حزم بن زيد.

قال: و أنا المخلّص، نا أحمد بن عبد اللّه بن سعيد، نا السّري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر قال في تسمية من قتل يوم اليمامة من الأنصار من بي النجار: عمارة بن حزم.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال:

قال علي بن محمّد عن أبي معشر في تسمية من استشهد يوم اليمامة من بني مالك بن النجار: عمارة بن حزم بن زيد، بدري.

و ذكر أبو بكر البلاذري (2) أن عمارة بن حزم استشهد يوم اليمامة، قال: و يقال:

إنه أدرك خلافة معاوية و مات فيها، و قد ذهب بصره.

آخر الجزء الحادي و الستين بعد الثلاثمائة من الأصل.

ص: 310


1- تقرأ بالأصل:«ربيع» و ليس في عامود نسبه من اسمه «ربيع» و المثبت عن جمهرة ابن حزم ص 348.
2- راجع فتوح البلدان للبلاذري ص 108 طبعة دار الفكر، تحت عنوان: اليمامة.

5131 - عمارة بن راشد بن مسلم

- و يقال: ابن راشد بن كنانة - الليثي مولاهم (1)

من أهل دمشق.

روى عن أبي هريرة، و أبي إدريس الخولاني، و جبير بن نفير، و عمر بن عبد العزيز، و عراك بن مالك، و عبد الأعلى السّلمي، و عبادة بن نسيّ ، و ربيعة الجرشي.

روى عنه: ابن أبي حكيم (2)،و عبد الرّحمن بن زياد الأفريقي، و عبد اللّه بن عيسى بن أبي ليلى (3).

و من ولد ولد عمارة: أبو الحارث بن عمارة الليثي الذي روى عنه تمام بن محمّد، و ابن أبي نصر.

أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنا الفضيل بن يحيى الفضيلي، أنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر، نا عبد الصّمد هو البلخي (4)،نا المقرئ، عن عبد الرّحمن بن زياد، عن عمارة بن راشد بن مسلم الكناني، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ شرار أمّتي الذين غذّوا بالنّعيم، و نبتت عليه أجسامهم»[9194].

أخبرناه أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا هارون بن معروف، نا أبو عبد الرّحمن، حدّثني عبد الرّحمن، حدّثني عمارة بن راشد، عن أبي هريرة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه كان يقول:«إنّ شرار أمّتي الذين غذوا بالنعيم و نبتت أجسامهم عليه»[9195].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد بن موسى، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا ابن أبي

ص: 311


1- ترجمته في ميزان الاعتدال 176/3 و التاريخ الكبير 499/6 و الجرح و التعديل 365/6.
2- هو عتبة بن أبي حكيم الهمداني الشعباني، أبو العباس الشامي، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 12/ 359.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 405/10.
4- هو عبد الصمد بن سليمان بن أبي مطر العتكي، أبو بكر البلخي ترجمته في تهذيب الكمال 474/11.

الدنيا، نا أبو طالب عبد الجبّار بن عاصم، نا إسماعيل بن عيّاش، عن عبيد اللّه بن عبيد، عن أبي العباس الهمداني، عن عمارة بن راشد، عن الغاز بن ربيعة - رفع الحديث - قال ليمسخن قوم، و هم على أريكتهم قردة و خنازير بشربهم الخمر، و ضربهم بالبرابط و القيان.

أبو العباس هو عتبة بن أبي حكيم.

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد في كتابه، و أخبرني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا إبراهيم بن عرق، نا عمرو بن عثمان، نا بقية، حدّثني عتبة، هو ابن أبي حكيم:

حدّثني عمارة بن راشد الليثي عن عبد الأعلى السّلمي، حدّثني أبو أمامة قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«ما من عبد يموت فيترك أصفر أو أبيض إلاّ كوي به»[9196].

و من أعلى حديثه:

ما أخبرنا أبو نصر بن رضوان، و أبو علي بن السبط ، و أبو غالب بن البنّا، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، نا أحمد بن جعفر، نا بشر بن موسى، نا أبو عبد الرّحمن المقرئ، نا عبد الرّحمن بن زياد، نا عمارة بن راشد الكناني (1) من أهل دمشق، عن أبي هريرة.

عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه سئل هل يمس أهل الجنّة أزواجهم ؟ فقال:«نعم، بذكر لا يمل، و فرج لا يحفى، و شهوة لا تنقطع»[9197].

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، نا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال:

ص: 312


1- بالأصل: الكتاني، تصحيف.

عمارة (1) بن راشد بن كنانة، و يقال: عمارة (2) بن راشد بن مسلم سمع أبا هريرة، روى عنه عبد الرّحمن الأفريقي، و روى بقية عن عتبة بن أبي حكيم عن عمارة بن راشد [الليثي، سمع أبا إدريس قوله، و عن عمارة بن راشد] (3) عن زياد، عن معاذ قوله، و سمع عمارة عمر بن عبد العزيز، و عبد الأعلى، و عراك (4).

أخبرنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلاّل - مشافهة - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (5) قال:

عمارة بن راشد بن كنانة الليثي، و يقال: ابن راشد بن مسلم، روى عن أبي هريرة مرسل، و سمع أبا إدريس، و جبير بن نفير، روى عن زياد عن معاوية (6)،روى عنه عتبة بن أبي حكيم [و] (7) الأفريقي، و عبد اللّه بن عيسى، سمعت أبي يقول ذلك، و سألته عنه فقال: هو مجهول.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو القاسم البجلي، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في الطبقة الثالثة: عمارة بن راشد الليثي.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال في تسمية الاخوة من أهل الشام: يحيى بن راشد، و عمارة بن راشد الليثي.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد، أنا أبو الحسن علي بن الحسن، أنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ص: 313


1- كذا بالأصل، و في التاريخ:«عمار» و كتب محققه بالحاشية:«و كان في الأصل: عمارة، بالهاء، خطأ» و راجع لسان الميزان.
2- كذا بالأصل، و في التاريخ:«عمار» و كتب محققه بالحاشية:«و كان في الأصل: عمارة، بالهاء، خطأ» و راجع لسان الميزان.
3- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن التاريخ الكبير.
4- كذا بالأصل، و في التاريخ الكبير: و عراكا.
5- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 365/6.
6- بالأصل:«زياد بن معاوية» و المثبت عن الجرح و التعديل. و مرّ عن التاريخ الكبير: زياد عن معاذ.
7- زيادة لازمة عن الجرح و التعديل.

ح و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين علي بن الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد - قراءة-.

قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة: و عمارة بن راشد بن مسلم الليثي مولى، دمشقي جدّ أبي الخطاب الحرستاني.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب بن مندة، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمّي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه بن مندة قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: عمارة بن راشد الكناني (1) ثم الليثي من أهل دمشق، يحدّث عن أبي هريرة، قدم مصر، حدّث عنه عبد الرّحمن بن زياد بن أنعم، و قد حدّث عنه أهل الشام أيضا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو الحسين بن المهتدي، نا أبو الحسن الحربي، نا عبد اللّه بن سليمان بن أبي داود، نا عيسى بن أحمد العسقلاني، نا بقية، نا عتبة بن أبي حكيم، حدّثني عمارة بن راشد الطائي (2)،قال:

كنت عند عمر بن عبد العزيز في حرسه فأتى بمزودين من دنانير و دراهم، بعث بها صاحب بيت الضرب بدمشق لينظر إليها قال: و كذلك كانوا يفعلون عند رأس كل سنة، فقال عبد العزيز (3):يا أمير المؤمنين لو أمرت به فصبّ على نطع، فننظر إليه، فنحمد اللّه تعالى، قال: نعم، فأمر بنطع، فبسط ثم صبّ كلّ واحد منهما على حدة، فنظر إليه القوم ثم قال عبد الأعلى: يا أمير المؤمنين أ لا أحدّثك حديثا حدّثنيه أبو أمامة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال أبو أمامة: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«ما من عبد يموت فيترك أصفر أو أبيض إلاّ كوي به»[9198].

فقال عمر: اللّهمّ غفرا إنّما كان ذلك قبل أن تنزل الزكاة، إنّي لأحتسب من اللّه، لا يرزق عبد مؤمن مالا فيؤدي زكاته أن يعذّبه عليه، و قال: و في السّماط عراك بن مالك، فوثب على ركبتيه فاستقبل القوم فقال: يا أمير المؤمنين بل ذلك لا شك، فردّدها مرتين - أو ثلاثا - مصدّقا لعمر بن عبد العزيز.

ص: 314


1- بالأصل: الكتاني، تصحيف.
2- كذا بالأصل «الطائي» و سينبه المصنف إلى الصواب في آخر الخبر.
3- كذا بالأصل، و في المختصر:«عبد الأعلى» و سيرد بعد قليل بالأصل:«عبد الأعلى».

كذا قال الطائي، و صوابه: الكناني (1).

5132 - عمارة بن سلمان

5132 - عمارة بن سلمان (2)

سمع عبد اللّه بن مسعود بدمشق.

روى عنه: أبو إدريس عائذ اللّه بن عبد اللّه الخولاني.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، نا أبو بكر محمّد بن أبي عمرو - بمنين - أنا محمّد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن القرشي (3)،نا أحمد بن المعلّى بن يزيد الأسدي (4)،نا عبد الرّحمن - يعني دحيما - نا الوليد، نا محمّد بن مهاجر، عن العبّاس بن سالم، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني قال:

ما رأيت فنسيت فإنّي لم أنس عبد اللّه بن مسعود على درج كنيسة دمشق في يوم خميس قائما و هو يقول: يا أيها الناس عليكم بالعلم قبل أن يرفع، و إنّ من رفعه أن يقبض أصحابه، و إياكم و التبدّع و التنطّع، و عليكم بالعتيق، فإنه سيكون في آخر هذه الأمة أقوام يدعون إلى كتاب اللّه، و قد تركوه خلف ظهورهم.

قال ابن المعلّى: و قال سليمان بن عبد الرّحمن، عن ابن عيّاش (5)،عن عبد العزيز بن عبيد اللّه بن بسر بن عبيد اللّه، عن أبي إدريس عن عمارة بن سلمان قال:

قام فينا عبد اللّه بن مسعود مثل ذلك.

5133 - عمارة بن صالح

5133 - عمارة بن صالح (6)

حكى عن مكحول.

حكى عنه: محمّد بن الحجّاج بن يوسف القرشي الدمشقي.

قرأت على أبي محمّد عبد اللّه بن أسد بن عمّار، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا

ص: 315


1- بالأصل: الكتاني، تصحيف، و الصواب: الكناني، بالنون.
2- ميزان الاعتدال 177/3.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 62/15.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 263/1.
5- بالأصل:«ابن عباس» تصحيف، راجع ترجمة سليمان بن عبد الرحمن أبي أيوب الدمشقي في تهذيب الكمال 79/8: و هو إسماعيل بن عياش.
6- ترجمته في ميزان الاعتدال 177/3.

تمّام بن محمّد، أنا أبو الحسن بن حذلم (1)،نا يزيد بن محمّد بن عبد الصمد، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا محمّد بن الحجّاج، نا عمارة بن صالح أن مكحولا قال:

يصنع المري من العصير حين يعصر، يقول: العصير حلال.

5134 - عمارة بن الصعق بن كعب

وجّهه أبو عبيدة من مرج الصّفّر بعد وقعة اليرموك إلى فحل (2) فيما.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو بكر بن سيف، أنا السّري بن يحيى، أنا شعيب بن إبراهيم، أنا سيف بن عمر، عن أبي عثمان يزيد بن أسيد الغسّاني، عن خالد و عبادة بذلك.

5135 - عمارة بن عقيل

أبو إسحاق العقيلي

وفد على عبد الملك بن مروان.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا القاضي (3)،نا محمّد بن الحسن بن دريد، نا أبو حاتم، عن العتبي و عن أبي عبيدة، عن عمارة بن عقيل ح - و في نسخة: عن عمارة العقيلي (4)-أو عن رجل عن عمارة قال:

كنا نجلس عند الكعبة و عبد الملك بن مروان يجالسنا من رجل عذب اللسان، لا يملّ جليسه حديثه، فقال لي ذات يوم: يا أبا إسحاق إنّك إن عشت فسترى الأعناق إليّ مادة، و الآمال إليّ سامية.

ص: 316


1- تقرأ بالأصل: خريم أو حزيم، و نراه تصحيف: حذلم و هو ما أثبت. راجع تمام بن محمد في سير أعلام النبلاء 289/17 فقد ذكر من شيوخه أبا الحسن بن حذلم. و راجع ترجمة يزيد بن محمد بن عبد الصمد في تهذيب الكمال 371/20 فقد ذكر في أسماء الرواة عنه: أبا الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم.
2- ذكر الطبري في تاريخه 438/3 في حوادث سنة 13 أنا أبا عبيدة سرح إلى فحل عشرة قواد، فذكرهم و منهم عمارة بن الصّعق بن كعب.
3- الخبر رواه المعافى بن زكريا في الجليس الصالح الكافي 306/2-307.
4- و هو المثبت في الجليس الصالح المطبوع.

ثم قام فنهض من عندنا، فأقبلت على جلسائي، فقلت: أ لا تعجبون من هذا القرشي ؟ يذهب بنفسه إلى معالي الأمور، و إلى أشياء لعله لا ينالها، قال: فلا و اللّه ما ذهبت الأيام حتى قيل لي: إنه قد أفضت الخلافة إليه، فذكرت قوله، فتحمّلت إليه، فوافيت دمشق يوم جمعة، فدخلت المقصورة فإذا أنا و قد خرج عليّ من الخضراء، فصعد المنبر، فحمد اللّه و أثنى عليه، فبينما هو يخطب إذ نظر إليّ ثم أعرض عني، فساءني ذلك، فنزل و صلّى و دخل الخضراء.

فما جلست إلاّ هنيّة (1) حتى خرج غلامه: أين عمارة العقيلي ؟ قلت: ها أنا ذا، قال: أجب أمير المؤمنين، فدخلت إليه، فسلّمت عليه بالخلافة فقال لي: أهلا و سهلا، و ناقة و رحلا، كيف كنت بعدي ؟ و كيف كنت في سفرك ؟ و كيف من خلّفت ؟ لعلك أنكرت إعراضي عنك، فإن ذلك موضع لا يحتمل إلاّ ما صنعت، يا غلام بوّئ له بيتا معي في الدار، فأنزلني بيتا فكنت آكل معه و أسامره حتى مضت لي عشرون يوما، فقال لي: يا أبا إسحاق قد أمرنا لك بعشرين ألف دينار، و أمرنا لك بحملان و كسوة فلعلك أحببت الإلمام بأهلك، ثم الاذن في ذلك إلينا، أ تراني حققت أملك أبا إسحاق، قال: قلت: يا أمير المؤمنين، و إنّك لذاكر لذلك ؟ قال: أي و اللّه، و إن تمادى به عهد، قلت: يا أمير المؤمنين أ كان عندك فيما قلت عهد؟ أو بما ذا؟ قال: بثلاث اجتمعن فيّ ، منها: إنصافي لجليسي في مجلسي، و منها أنّي ما خيّرت بين أمرين قط إلاّ اخترت أيسرهما، و منها: قلة المراء.

5136 - عمارة بن عمرو بن حزم

ابن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد بن غنم

ابن مالك بن النّجّار الأنصاري النّجّاري (2)

روى عن عبد اللّه بن عمرو، و أبيّ بن كعب.

روى عنه: أبو حازم الأعرج، و يحيى بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن سعد بن زرارة (3).

ص: 317


1- كذا بالأصل، و في الجليس الصالح: هنيهة.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 17/14 و تهذيب التهذيب 264/4 و انظر جمهرة ابن حزم ص 348.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 143/20.

و وفد على معاوية مع أخيه محمّد بن عمرو.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو عثمان سعيد بن محمّد البحيري - قراءة عليه و أنا حاضر - أنا جدي أبو الحسين، أنا أبو العباس السّرّاج، نا قتيبة، نا يعقوب، عن أبي حازم، عن عمارة بن حزم (1)،عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«يوشك أن يأتي زمان تغربل فيه الناس غربلة، و تبقى حثالة من الناس، قد مرجت عهودهم و أماناتهم، و اختلفوا فكانوا هكذا» فشبك أصابعه قالوا: كيف بنا يا رسول اللّه ؟ قال:«تأخذون ما تعرفون و تدعون ما تنكرون، و تقبلون على خاصتكم، و تذرون أمر عامتكم»[9199].

رواه عبد اللّه بن وهب، عن يعقوب، و قال: عمارة بن عمرو بن حزم.

و كذلك رواه عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه.

أخبرنا أبو البقاء هبة اللّه بن عبد اللّه بن الحسن بن أحمد بن البصيدائي (2)،نا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن عبد الوهّاب، و أبو غالب بن البنّا، قالا: أنا أبو علي الحسن بن غالب بن المبارك الحربي، قالا: أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد الزهري.

ح و أخبرنا أبو الفتح محمّد بن علي بن عبد اللّه، أنا محمّد بن عبد العزيز، أنا أبو محمّد بن أبي شريح، قالا: نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا عبد اللّه بن عمران العائدي، نا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن عمارة بن عمرو هو ابن حزم، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«كيف بكم و بزمان أوشك - و في حديث ابن أبي شريح:

يوشك أن يأتي زمان - يغربل فيها الناس غربلة تبقى حثالة من الناس قد مرجت عهودهم

ص: 318


1- كذا نسبه إلى جده.
2- كذا رسمها بالأصل و مشيخة ابن عساكر 236/ب «البصيداني» و البصيدائي: نسبة إلى بصيدا قرية من قرى بغداد و ضبطت بفتح الباء المنقوطة بواحدة و كسر الصاد عن الأنساب. ترجم له السمعاني في الأنساب.

و أماناتهم و اختلفوا - و قال ابن أبي شريح: و اختلفت، فكانوا هكذا» و شبك بين أصابعه، فقالوا: كيف - زاد الزهري: بأمرنا؟ و في حديث ابن أبي شريح: فقال: كيف بنا؟ و قالا:- يا رسول اللّه إذا كان ذلك ؟ قال:«تأخذون ما تعرفون و تدعون ما تنكرون، و تقبلون على أمر خاصتكم (1)،و تذرون أمر عامتكم»[9200].

و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا أبو عمرو عبد الوهّاب بن محمّد بن إسحاق، أنا والدي أبو عبد اللّه، أنا عبد اللّه بن يعقوب بن إسحاق، نا محمّد بن أبي يعقوب الكرماني، نا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن عمارة بن عمرو بن حزم، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«كيف بكم و بزمان يوشك أحدكم أن يأتي عليه زمان يغربل فيه الناس، فيبقى حثالة من الناس قد مرجت عهودهم و أماناتهم، و اختلفوا، فكانوا هكذا» و شبّك بين أصابعه، قالوا: كيف بنا يا رسول اللّه إذا كان ذلك ؟ فقال:

«تأخذون ما تعرفون، و تذرون ما تنكرون، و تعملون على أمر خاصّتكم، و تذرون أمر عامتكم»[9201].

أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن منصور بن هبة اللّه بن الموصلي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن حمّة الخلاّل، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي، نا أحمد بن شبّويه المروزي، نا سليمان بن صالح، حدّثني عبد اللّه بن المبارك، حدّثني الجمحي.

أن عمارة بن حزم و أخاه قدما في وفد على معاوية، فلما أذن لهم قالا: إنّا نحبّ أن ندخل عليه خاليا نذكر له حاجتنا، فقيل له، فقال: نعم، فليأتيانا في ساعة كذا و كذا، فدخل أكبرهما فقال: يا أمير المؤمنين قد كبرت سنّك، و رقّ عظمك، و اقترب أجلك، فأحببت أن أسألك عن رجال قومك و عن الخليفة من بعدك، و كان معاوية يشتدّ عليه أن يقال كبرت سنك، أو يشكّ في الخليفة بعده أنه يزيد.

فقال معاوية: نعيت لأمير المؤمنين نفسه و سألته عن خبيّ سرّه، و شككت في

ص: 319


1- الأصل:«حوبصتكم» كذا؟.

الخليفة بعده، أخرجوه، فلما خرج قال له أخوه: ما أردت بهذا ما لهذا قدمت [قال معاوية: نبئوه يرجع إلى أهل المدينة، فيقول: سألت أمير المؤمنين عن شيء يعنى به، فقال: أدخلوه، فدخل] (1) فقال: سألتني عن رجال قومي، فأعظمهم حلما الحسن بن علي و فتاهم عبد اللّه بن عامر، و أشدهم خبّا هذا الضّبّ - يعني ابن الزبير - و الخليفة بعدي يزيد.

قال: و قال له أبو أيوب الأنصاري: اتّق اللّه و لا تستخلف يزيد، قال: امرؤ ناصح، و إنما أشرت برأيك، و إنّما هم أبناؤهم، فابني أحبّ إليّ من أبنائهم، ثم قال:

يا أبا أيوب، أ رأيت الفرس البلقاء التي كان من أمرها يوم كذا و كذا، من قتل صاحبها؟ قال: أنا قتلت صاحبها، و أنت و أبوك يومئذ بأيديكما لواء الكفر، قال معاوية:

عمرك اللّه ما أردت هذا (2).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، نا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال: فولد عمرو بن حزم عمارة، و أمّه سالمة بنت حنتم بن هشام بن خلف بن قوالة بن ظريف، من بني ليث.

أخبرنا أبو الغنائم بن النّرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك، و ابن النّرسي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (3)قال:

عمارة بن عمرو بن حزم الأنصاري النّجّاري مدني (4).

قال محمّد بن عبادة: نا يعقوب بن محمّد قتل مع (5) ابن الزبير يحدّث عن أبيّ بن كعب، روى عنه يحيى بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن سعد.

ص: 320


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك للإيضاح عن المختصر.
2- في المختصر: ما أردت بهذا.
3- رواه البخاري في التاريخ الكبير 497/6.
4- في التاريخ الكبير: مديني.
5- «مع» كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الأديب - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم العبدي، أنا أبو علي - إجازة-.

[ح] (1) قال: و أنا أبو طاهر، أنا أبو الحسن.

قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم (2) قال: عمارة بن عمرو بن حزم الأنصاري النّجّاري، روى عن عبد اللّه بن عمرو، و روى عنه أبو حازم المديني، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر قالوا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي (3) قال: عمارة بن عمرو (4) بن حزم مدني تابعي ثقة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور محمّد بن الحسن، أنا أحمد بن الحسين بن زنبيل، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن بن الخليل، نا محمّد بن إسماعيل، حدّثني زهير بن حرب، نا يعقوب، حدّثني أبي، عن أبي إسحاق، حدّثني عبد اللّه بن أبي بكر عن يحيى بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن سعد بن زرارة، عن عمارة بن عمرو بن حزم قال: حين كانت ولاية معاوية و أمّر مروان على المدينة بعثني مصدّقا على جميع بني سعد بن هذيم بن قضاعة.

أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، أنا عبد الرّحمن بن صالح الأزدي، نا يونس بن بكير، نا محمّد بن إسحاق، عن أبي بكر بن عبد اللّه بن محمّد بن عمرو بن حزم عن عمارة بن حزم (5)،عن أبيّ بن كعب قال:

ص: 321


1- «ح» حرف التحويل سقط من الأصل.
2- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 366/6.
3- تاريخ الثقات للعجلي ص 354 رقم 1215.
4- بالأصل:«عمارة بن عامر» تصحيف، و التصويب عن تاريخ الثقات.
5- «عن عمارة بن حزم» مكرر بالأصل.

بعثني النبي صلى اللّه عليه و سلم على صدقة بليّ و عذرة، فمررت برجل من بليّ له ثلاثون بعيرا، فقلت: إنّ عليك في إبلك هذه ابنة مخاض، فقال: ذاك ما ليس فيه ظهر و لا لبن، و ما قام في مالي لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يأخذ منه، قال: و إنّي لأكره أن أقرض اللّه شرّ مالي فتخبره فقال أبيّ بن كعب: ما كنت لآخذ فوق ما عليك، و هذا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فائته، فأتاه، فقال نحو ما قال لأبيّ ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«هذا ما عليك، فإن جئت فوقه قبلنا منك»، فقال: يا رسول اللّه هذه ناقة عظيمة سمينة فمن يقبضها، فأمر من يقبضها، و دعا له في ماله بالبركة.

قال عمارة: فضرب الدهر من ضرباته و لأنّي مروان صدقة بليّ و عذرة في زمن معاوية فمررت بهذا الرجل، فصدّقت ماله ثلاثين حقّة فيها فحلها، على ألف و خمسمائة بعير.

قال ابن إسحاق: قلت لابن أبي بكر ما فحلها؟ قال: إلاّ أن تكون في السنة إذا بلغ صدقة الرجل ثلاثين حقّة أخذ معها فحلها.

كذا قال، و الصواب: عبد اللّه بن أبي بكر كما تقدم.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (1):في تسمية من قتل من الأنصار بالحرّة: عمارة بن عمرو بن حزم، و كانت الحرة سنة ثلاث و ستين.

أخبرنا أبو الحسن الخطيب، أنا أبو منصور، أنا أبو العبّاس، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل، حدّثني محمّد بن عبادة، نا يعقوب بن محمّد أبو يوسف قال: قتل أراه مع عبد اللّه بن الزبير عبد اللّه بن صفوان، و عمارة بن عمرو بن حزم هو الأنصاري المديني النّجّاري، و قتل ابن الزبير سنة ثلاث و سبعين (2).

ص: 322


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 248 و تهذيب الكمال 18/14 نقلا عن خليفة بن خيّاط .
2- رواه المزي في تهذيب الكمال 18/14 من طريق البخاري.

5137 - عمارة بن عمرو بن [أبي] كلثم، و اسم أبي كلثم خالد

5137 - عمارة بن عمرو بن [أبي] (1) كلثم، و اسم أبي كلثم خالد

ابن معمر بن وهب بن زهير بن عامر بن عبد غنم بن غنام

بن أسامة بن مالك بن عامر بن حرب بن سعد بن ثعلبة بن سليم

ابن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن دوس بن عبد اللّه بن زهران

ابن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد اللّه بن مالك بن نصر

ابن الأزد الدّوسي الأزدي

من أهل دمشق، كانت له بها أملاك، فيما حكاه أبو الحسين الرازي عن شيوخه الدمشقيين، و أبوه الذي نزل عليه أبو هريرة حين قدم دمشق، و كان عمارة على رجالة عسكر عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك الذي وجهه معه يزيد بن الوليد الناقص لقتال الوليد بن يزيد، له ذكر.

حكى عمارة شيئا من أمر يزيد بن الوليد، و دعا به إلى نفسه.

حكى عنه حفص بن عمر السّكسكي، و كان يزيد بن الوليد قد أرسله و يعقوب بن عبد الرّحمن بن سليم الكلبي، و حميد بن نصر اللّخمي ليأتوه ببيعة مروان بن محمّد، و كان إذ ذاك أمير الجزيرة و أرمينية، و أذربيجان.

و بلغني أن عمارة بن عمرو (2) قال عند قتل الوليد بن يزيد: لئن انتضيت سيفي لا أغمده و في الأرض قرشي حتى أقتله، فأخذه مروان بن محمّد فقتله صبرا (3).

5138 - عمارة بن مخشّ بن خويلد

5138 - عمارة بن مخشّ بن خويلد (4)

أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم، و شهد اليرموك، و أمّر على بعض الكراديس، و وجّهه أبو عبيدة على جيش إلى فحل من مرج الصّفّر بعد وقعة اليرموك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو بكر بن سيف، أنا السّري بن يحيى، أنا شعيب بن إبراهيم، أنا

ص: 323


1- زيادة لازمة للإيضاح عن جمهرة ابن حزم ص 382.
2- بالأصل:«عمر» تصحيف.
3- الخبر في جمهرة الأنساب لابن حزم ص 382.
4- ترجمته في الإصابة 517/2 و فيها:«عمارة بن مخشى» و في الطبري: مخشّى.

سيف بن عمر قال (1):و كان في الميمنة - يعني يوم اليرموك - عمارة بن مخشّ بن خويلد على كردوس.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الفتح بن المحاملي - إجازة - أنا أبو الحسن الدار قطني قال: عمارة بن مخشّ بن خويلد كان على كردوس في ميمنة خالد يوم اليرموك، قاله سيف بن عمر، قال: و هو قائد الفوارس العشرة الذين سرّحهم أبو عبيدة بن الجرّاح إلى فحل (2).

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (3):

أما مخشّ بتشديد الشين من غير ياء فهو عمارة بن مخشّ بن خويلد، ذكر سيف أنه كان على كردوس في ميمنة خالد بن الوليد يوم اليرموك.

5139 - عمارة بن نابت - و يقال: ثابت - بن أبي حفصة

أبو روح - و يقال: أبو الحكم - الأزدي البصري (4)

مولى العتيك، قبيلة من الأزد.

روى عن عكرمة مولى ابن عباس، و الضّحّاك بن مزاحم، و عمر بن عبد العزيز - و وفد عليه - و أبي عثمان عبد الرّحمن بن مل النهدي، و الحسن البصري، و أبي عثمان صاحب أبي أمامة.

روى عنه: شعبة بن الحجّاج، و محمّد بن مروان العقيلي، و يعرف بالعجلي، و يزيد بن هارون الواسطي، و يزيد بن زريع أبو معاوية، و مرجّى بن رجاء البصري، و الحسين بن واقد قاضي مرو.

أخبرنا أبو الحسن عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد البيهقي، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمر العمروي الهروي، أنا أبو محمّد بن أبي شريح، نا يحيى بن

ص: 324


1- الخبر في تاريخ الطبري 396/3 حوادث سنة 13.
2- راجع تاريخ الطبري 438/3 حوادث سنة 13 تحت عنوان: ذكر غزوة فحل و فتح دمشق.
3- الاكمال لابن ماكولا 176/7.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 8/14 و تهذيب التهذيب 260/4 و طبقات ابن سعد 21/7 و سير أعلام النبلاء 138/6 و التاريخ الكبير 502/6 و الجرح و التعديل 363/6.

محمّد بن صاعد، نا بندار محمّد بن بشّار، نا حرميّ بن عمارة بن أبي حفصة، نا شعبة، عن عمارة بن أبي حفصة، عن عكرمة عن عائشة قالت:

لما فتحت خيبر قلنا: الآن نشبع من التمر.

قال لنا حرميّ بن عمارة: كان شعبة يخصني بحديث أبي عمارة بن أبي حفصة.

رواه البخاري عن بندار.

أخبرنا أبو الفتح محمّد بن علي بن عبد اللّه المصري، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أبي مسعود عبد العزيز بن محمّد الفارسي الفقيه (1)،أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد بن أبي شريح، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا عمرو بن علي، نا يزيد بن زريع، نا عمارة بن أبي حفصة، نا عكرمة، عن عائشة قالت:

كان على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بردان قطريان (2) غليظان فكان إذا قعد فيهما عرق، ثقلا عليه، و قدم فلان - يهودي - ببزّ من الشام، قالت عائشة: لو بعثت إليه فاشتريت منه ثوبين إلى الميسرة (3)،فبعث إليه فقال: قد علمت ما يريد إنما يريد أن يذهب بهما أو يذهب بمالي فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«كذب، قد علم أنّي من أتقاهم للّه و أدّاهم للأمانة»[9202].

رواه النسائي عن عمرو بن علي (4).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو يعلى إسحاق بن عبد الرّحمن الصابوني، أنا أبو سعيد محمّد بن الحسين السمسار، نا الإمام أبو بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة قال: سمعت محمّد بن معمر بن ربعي القيسي (5) يقول: سمعت حرمي يقول: كنا عند شعبة فحدّثنا عن عمارة بن أبي حفصة عن عكرمة عن عائشة.

ص: 325


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 376/18.
2- القطري بكسر القاف: ضرب من البرود فيه حمرة و لها أعلام فيها بعض الخشونة.
3- الميسرة: أي إلى وقت معلوم يتوقع فيه انتقال الحال من العسر إلى اليسر.
4- سنن النسائي: كتاب البيوع، باب البيع إلى الأجل المعلوم 294/7 و في طبعة أخرى الحديث رقم 4628.
5- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 9/13.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم بعث إلى رجل يشتري منه ثوبين إلى الميسرة، فقال بعض القوم:

هاهنا ابن عمارة ؟ فقال: لا أتمّ لكم الحديث حتى تقبّلوا رأسه، فما بقي أحد في المجلس إلاّ قبّل رأسي.

أخبرنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا محمّد بن علي - يعني ابن المقرئ - نا محمّد بن الحسن بن قتيبة، نا محمّد بن أبي السّري، نا محمّد بن مروان العجلي، أنا عمارة بن أبي حفصة قال:

دخلت على عمر في مرضه و عليه قميص قد اتّسخ جيبه و تخرّق، فدخل مسلمة، فقال لأخته فاطمة بنت عبد الملك امرأة عمر: ناوليني (1) قميصا غير هذا حتى يلبسه أمير المؤمنين، فإن الناس يدخلون عليه، فقال عمر: دعها يا مسلمة، فما أصبح و لا أمسى لأمير (2) المؤمنين ثوب غير الذي يرى عليه.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن، أنا أبو الفرج الأسفرايني، و أبو نصر الطّريثيني، قالا: أنا أبو الفضل السعدي، نا منير بن أحمد بن الحسن، أنا جعفر بن أحمد بن إبراهيم، نا أحمد بن الهيثم قال: قال أبو نعيم الفضل بن دكين: عمارة بن أبي حفصة؛ عمارة بن نابت.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل الغلاّبي، نا أبي قال أبو زكريا: عمارة بن أبي حفصة عمارة بن نابت، و ابنه حرمي، أبو روح.

و أخبرنا أبو البركات أيضا، أنا أبو طاهر الباقلاني، أنا يوسف بن رباح البصري، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل البصرة: عمارة بن أبي حفصة.

أخبرنا أبو الأعزّ الأزجي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، نا محمّد بن الحسن بن شهريار، نا عمرو بن علي قال: عمارة بن أبي حفصة أبو روح،

ص: 326


1- بالأصل: ناولني.
2- بالأصل: أمير المؤمنين.

و هو عمارة بن نابت سألت ابنه حرميا فقال: بها يكنون أسماء العبيد أي شيء يقولون اسمه ؟ قلت: عمارة بن نابت، قال: صحّفوا (1) و اللّه.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: عمارة بن أبي حفصة، أبو حفصة: نابت.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد الحسن بن محمّد، أنا أبو الحسن اللّنباني (2)،أنا أبو بكر بن أبي الدنيا.

ح و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف الساجي، أنا الحسين بن الفهم، قالا:

نا محمّد بن سعد (3) قال في الطبقة الرابعة من تابعي أهل البصرة: عمارة (4) بن أبي حفصة، يكنى أبا روح، انتهت رواية ابن أبي الدنيا، و زاد ابن الفهم: و كان ثقة، روى عنه شعبة، و إسماعيل بن عليّة (5).

أخبرنا أبو الغنائم بن ميمون في كتابه، ثم حدّثنا أبو الفضل السلامي، أنا أبو الفضل و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل:

و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال:

عمارة بن أبي حفصة، و اسم أبي حفصة نابت (6) مولى عتيك الأزدي أبو روح، يعدّ في البصريين، سمع عكرمة، سمع منه شعبة، قال عمرو بن علي: سألت ابنه عن اسم أبي حفصة فقال: نابت (7)،كنّاه عبد الوارث.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الخلاّل - إذنا - قالا: أنا أبو

ص: 327


1- بالأصل:«صفحوا» تصحيف.
2- إعجامها مضطرب بالأصل، و الصواب بتقديم النون.
3- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 257/7.
4- «عمارة بن» مكرر بالأصل.
5- التاريخ الكبير للبخاري 502/6.
6- كذا بالأصل، و كانت في أصل التاريخ الكبير:«بابت» بدون إعجام الحرف الأول، فوضعها محققه: ثابت.
7- في التاريخ الكبير: ثابت.

القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا أبو الحسن.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (1) قال: عمارة بن أبي حفصة، و اسم أبي حفصة ثابت مولى عبيد (2) الأزدي أبو روح بصري، روى عن عكرمة و الضّحّاك، روى عنه شعبة، و محمّد بن مروان العقيلي، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو الفتح الفقيه، أنا أبو الفتح الفقيه، أنا أبو الفتح الفقيه، أنا طاهر بن محمّد، أنا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال: سمعت أبا عبد اللّه المقدّمي يقول: عمارة بن أبي حفصة يكنى أبا روح.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل المقدسي، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري (3) قال:

عمارة بن أبي حفصة، و اسمه نابت (4) أبو روح الأزدي العتكي، مولاهم البصري، و هو ابن عمّ عبد العزيز بن أبي روّاد (5)[و] أبو حفصة، و أبو روّاد اخوان، سمع عكرمة، روى عنه شعبة في غزوة خيبر.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن علي بن هبة اللّه قال (6):

و أمّا عمارة بن أبي حفصة البصري، أبو حزمي، اسم أبي حفصة نابت، روى عن عكرمة، و أبي عثمان النهدي، روى عنه شعبة، و يزيد بن هارون و غيرهما.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو روح عمارة بن أبي حفصة عن أبي مجلز، و عكرمة، روى عنه شعبة، و عبد الوارث.

ص: 328


1- الجرح و التعديل 363/6.
2- كذا بالأصل:«عبيد» و في الجرح و التعديل:«عبد» و بهامشه عن نسخة: عبيد.
3- راجع كتاب الجمع بين رجال الصحيحين 397/1.
4- في كتاب الجمع بين رجال الصحيحين: ثابت.
5- ضبطت بفتح الراء و تشديد الواو عن تقريب التهذيب.
6- راجع الاكمال لابن ماكولا 550/1 في باب: ثابت نابت.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم، أخبرني أبي أبو عبد الرّحمن قال: أبو روح عمارة بن أبي حفصة خراساني، و اسم أبي حفصة ثابت.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصّقر، أنا أبو القاسم الصّوّاف، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال (1):أبو روح عمارة بن أبي حفصة.

و قيل: إنه يكنى أبا الحكم، و ذلك فيما.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا (2) الباقلاني - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا محمّد بن أحمد الأصبهاني، أنا محمّد بن أحمد الأهوازي، أنا عمر بن أحمد الأهوازي، نا خليفة بن خياط (3) قال في الطبقة الخامسة من أهل الكوفة قال: عمارة بن أبي حفصة، و اسم أبي حفصة نابت (4)، يكنى أبا الحكم مولى المغيرة بن المهلّب بن أبي صفرة.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم (5) قال:

أبو روح، و يقال: أبو الحكم عمارة بن أبي حفصة نابت (6)،و هو ابن عمّ عبد العزيز بن أبي رواد أبو حفصة، و أبو رواد أخوان، سمع أبا مجلز لاحق بن حميد السّدوسي، و عكرمة أبا عبد اللّه (7)،روى عنه شعبة، و عبد الوارث بن سعيد، و روى عنه (8) الثوري إن كان محفوظا.

ص: 329


1- الكنى و الأسماء للدولابي 171/1.
2- كلمة غير واضحة بالأصل لسوء التصوير.
3- طبقات خليفة بن خيّاط ص 371 رقم 1803.
4- كذا بالأصل، و في طبقات خليفة: ثابت.
5- رواه الحاكم النيسابوري في الأسامي و الكنى 31/4 رقم 1683 تحت باب أبي الحكم.
6- الذي في الأسامي و الكنى في هذا الباب: أبو الحكم و يقال: أبو روح عمارة بن أبي حفصة الأزدي مولى عتيك و يقال مولى المغيرة بن المهلب بن أبي صفرة يعد في البصريين، و اسم أبي حفصة ثابت.
7- كذا بالأصل هنا:«عكرمة أبا عبد اللّه» و في الأسامي و الكنى: و أبا سهل عبد اللّه بن بريدة الأسلمي.
8- في الأسامي و الكنى: روى عن أبي عبد اللّه سفيان بن سعيد الثوري عنه.

حدّثنا محمّد بن يعقوب بن يوسف، نا محمّد بن عبيد اللّه المنادي، نا علي بن عاصم، نا أبو روح عمارة بن أبي حفصة.

قرأت على أبي الفضل عبد الواحد بن إبراهيم بن القرّة، عن أبي الحسن علي بن محمّد بن الخطيب، أنا محمّد بن الحسين بن الفضل القطّان، أنا دعلج بن أحمد، أنا أحمد بن علي الأبّار، حدّثني عوّام بن إسماعيل قال: سمعت علي بن عاصم يقول: قال لي شعبة: عليك بعمارة بن أبي حفصة فإنه غنيّ لا يكذب، قال:

فقلت: كم غنيّ يكذب (1).

قرأت على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمّام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم، أنا أبو بكر بن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين:

ابن أبي حفصة ثقة (2).

أنبأنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن محمّد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس الطّريقي يقول: سمعت عثمان بن سعيد بن خالد الدّارمي يقول: و سألته يعني يحيى بن معين عن عمارة بن أبي حفصة فقال: ثقة (3).

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (4)،نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل - فيما كتب إليّ - قال: سألت أبي عن عمارة بن أبي حفصة، فقال: شيخ ثقة، قال: و سألت أبي عن عمارة بن أبي حفصة فقال: أثنى (5) عليه سليمان بن شعبة (6) اليمامي، قال: و سئل أبو زرعة عن عمارة بن أبي حفصة فقال: بصري ثقة.

ص: 330


1- رواه في تهذيب الكمال 9/14.
2- تهذيب الكمال 9/14.
3- تهذيب الكمال 9/14.
4- الجرح و التعديل 363/6 و تهذيب الكمال 9/14.
5- الأصل: افتى، و المثبت عن الجرح و التعديل و تهذيب الكمال.
6- بالأصل:«سعيد» و المثبت عن الجرح و التعديل و تهذيب الكمال.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي [أنا أحمد بن إسحاق] (1) أنا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (2) قال: و فيها - يعني سنة اثنتين و ثلاثين - مات عمارة بن أبي حفصة.

5140 - عمارة العذري

أدرك معاوية بن أبي سفيان، و كان في جيش مسلم بن عقبة الذين أصابوا أهل الحرّة.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمّد (3)،أخبرني عبيد اللّه بن محمّد الرازي (4)،نا أحمد بن الحارث الخرّاز، عن المدائني عن أبي بكر الهذلي قال:

لما قدم مسرف بن عقبة المرّي (5) المدينة فأوقع بأهل الحرّة أتاه قومه من بني مرّة فهنئوه بالظفر، و استرفدوه فطردهم و نهرهم، و قال أرطأة بن سهيّة ليمدحه فتجهمه بأقبح قول و طرده، و كان في جيش مسرف رجل من أهل الشام من عذرة يقال له عمارة، قد كان رأى أرطأة عند معاوية بن أبي سفيان و سمع شعره و عرف إقبال معاوية عليه و رفده له، فأومأ إلى أرطأة فقال له: لا يغرّنك ما بدا لك من الأمير، فإنه عليل ضجر، و لو قد صح و استقامت (6) الأمور لزال عما رأيت من قوله و فعله و أنا بك عارف، و قد رأيتك عند أمير المؤمنين - يعني معاوية - و لن تعدم مني ما تحب، و وصله و كساه و حمله على ناقة، فقال أرطأة يمدحه و يهجو مسرفا (7):

لحا اللّه فودي مسرف و ابن عمه *** و أثار نعلي مسرف حيث أثرا

مررت على ربعيهما فكأنني *** مررت (8) بجبارين من سرو حميرا

ص: 331


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك قياسا إلى سند مماثل.
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 405 و عنه في سير أعلام النبلاء 139/6 و تهذيب الكمال 9/14.
3- الخبر في الأغاني 42/13 في ترجمة أرطأة بن سهية.
4- في الأغاني: عبد اللّه بن محمد اليزيدي.
5- تقرأ بالأصل: المدني، و التصويب عن الأغاني «المري»، و اسمه مسلم، و مسرف لقب، لقب به لإسرافه في قتل أهل المدينة في وقعة الحرة.
6- بالأصل:«و استقا» و المثبت:«و استقامت» عن الأغاني.
7- الأبيات في الأغاني 42/13.
8- الأصل: تضيفت حبارين، و المثبت عن الأغاني. و سرو حمير: محلتهم.

على أن ذا العليا عمارة لم أجد *** على البعد حسن العهد منه تغيرا

حباني ببرديه و عنس (1) كأنما *** بنى فوق متنيها (2) الوليدان قهقرا

آخر الجزء الثاني عشر بعد الخمسمائة من الفرع.

5141 - عمارة القرشي البصري

وفد على عمر بن عبد العزيز.

حدث عن أبي بردة.

روى عنه علي بن زيد بن جدعان.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، نا أبو علي بن المذهب، نا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي (3)،نا حسن بن موسى و عفان قالا: نا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عمارة عن أبي بردة عن أبي موسى الأشعري قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«بجمع اللّه الأمم في صعيد واحد يوم القيامة، فإذا بدا اللّه أن يصدع بين خلقه مثّل لكل قوم ما كانوا (4) يعبدون، يتبعونهم حتى يقحمونهم (5) النار، ثم يأتينا ربنا عز و جل و نحن على مكان رفيع فيقول: ما (6) أنتم ؟ فنقول: نحن المسلمون، فيقول: ما تنتظرون ؟ فيقولون: ننتظر ربنا عز و جل، فيقول: و هل تعرفونه إن رأيتموه ؟ فيقولون: نعم، فيقول: كيف تعرفونه و لم تروه ؟ فيقولون: نعم إنه لا عدل (7) له فيتجلى لنا ضاحكا، يقول: أبشروا أيها المسلمون (8) فإنه ليس منكم أحد إلاّ جعلت مكانه في النار يهوديا أو نصرانيا»[9203].

ص: 332


1- تقرأ بالأصل:«عيش» و المثبت عن الأغاني، و العنس: الناقة الصلبة القوية.
2- بالأصل:«متنهيا» و المثبت عن الأغاني.
3- رواه أحمد بن حنبل في مسنده 155/7 رقم 19674 طبعة دار الفكر.
4- الأصل: كادوا، و المثبت عن المسند.
5- الأصل:«تقحمهم النار» و المثبت عن المسند.
6- كذا، و في المسند: من أنتم.
7- الأصل: عدال، و المثبت عن المسند.
8- بالأصل:«أبشروا معشر المسلمين»، و المثبت عن المسند.

قال (1):و نا عفان، نا حماد بن سلمة، نا علي بن زيد بن جدعان عن عمارة القرشي، قال:

وفدنا إلى عمر بن عبد العزيز، و فينا أبو بردة فقضى حاجتنا فلما خرج أبو بردة رجع، فقال عمر بن عبد العزيز: أذكر الشيخ ما ردك ؟ أ لم أقض حوائجك ؟ قال: فقال أبو بردة: لا إلاّ حديثا حدثنيه أبي عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«يجمع اللّه الأمم يوم القيامة» قال: فذكر الحديث، قال: فقال عمر لأبي بردة: آللّه لسمعت أبا موسى يحدث به عن النبي صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: نعم، لأنا سمعته من أبي يحدثه عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم[9204].

أخبرنا أبو العز بن كادش، أنا أبو طالب محمد بن علي، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا يوسف بن يعقوب النيسابوري، نا نصر بن علي نا الحسين بن عروة و الحجاج بن المنهال و المهدي أبو شبل قالوا: حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عمارة القرشي، عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«يتجلى لنا ربنا ضاحكا»[9205].

رواه داود بن شبيب عن حماد بن سلمة بإسناده و تمامه.

أخبرنا أبو بكر خلف بن عطاء بن أبي عاصم النجار - بهراة - نا أبو روح ثابت بن أبي محمد بن أحمد السعدي الواعظ ، أنا أبي أبو محمد، أنا أبو عبد اللّه محمد بن إسحاق القرشي، أنا أبو عثمان بن سعيد بن خالد الداري السجزي، نا موسى بن إسماعيل، نا حماد يعني ابن سلمة عن علي بن زيد عن عمارة القرشي أنه كان عند عمر بن عبد العزيز فأتاه أبو بردة بن أبي موسى الأشعري، فقضى له حوائجه، فذكر الحديث.

و قد وقع إليّ هذا الحديث أعلى من هذه الأحاديث و أتمّ ، إلاّ أنه لم يذكر فيه وفود عمارة.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الفتح مفلح بن أحمد بن محمّد الدّومي، قالا: أنا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو القاسم بن حبابة، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، نا هدبة بن خالد، نا حمّاد - يعني ابن سلمة - عن علي بن زيد، عن عمارة القرشي عن أبي بردة قال:

ص: 333


1- مسند أحمد بن حنبل 156/7 رقم 19675.

و قدمنا إلى الوليد بن عبد الملك و كان الذي يفعل في حوائجي عمر بن عبد العزيز، فلما قضيت حوائجي أتيته فودّعته و سلّمت عليه ثم مضيت، فذكرت حديثا حدّثني به أبي سمعه من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأحببت أن أحدّثه به، فرجعت إليه، فلما رآني قال: لقد ردّ الشيخ حاجة، فلمّا قربت منه قال: ما ردّك أ ليس قد قضيت حوائجك ؟ قال: قلت: بلى، و لكن حديثا سمعته من أبي سمعه من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأحببت أن أحدّثك به لما أوليتني، قال: و ما هو؟ قال: حدّثني أبي قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«إذا كان يوم القيامة مثّل لكل قوم ما كانوا يعبدون من الدنيا و يبقى أهل التوحيد فيقال لهم: ما تنتظرون و قد ذهب الناس ؟ فيقولون: إنّ لنا ربّا كنا نعبده في الدنيا لم نره قال: و تعرفونه إذا رأيتموه ؟ فيقولون: نعم، فيقال لهم: و كيف تعرفونه و لم تروه ؟ قالوا: إنه لا شبه له، قال: فيكشف لهم الحجاب فينظرون إلى اللّه تبارك و تعالى فيخرّون له سجّدا و يبقى أقوام في ظهورهم مثل صياصي البقر فيريدون السجود فلا يستطيعون، فذلك قول اللّه عز و جل يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سٰاقٍ وَ يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلاٰ يَسْتَطِيعُونَ (1)و يقول اللّه عز و جل و تعالى: عبادي ارفعوا رءوسكم فقد جعلت بدل - و قال ابن السمرقندي: فداء - كلّ رجل منكم رجلا من اليهود و النصارى في النار»[9206].

فقال عمر بن عبد العزيز: اللّه الذي لا إله إلاّ هو، لحدّثك أبوك بهذا الحديث سمعه من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ فحلفت له ثلاثة أيمان في ذلك، فقال عمر: ما سمعت في أهل التوحيد حديثا هو أحبّ إليّ من هذا.

5142 - عمارة الضّبابي

من بني كلاب من خيل ابن بيهس الذي قام بأمر المأمون بدمشق عند خروج أبي العميطر بها، و عمارة هذا هو الذي قتل القاسم بن أبي العميطر، و قال في ذلك رجزا وجدته بخط أبي الحسين الرازي فيما أخبره به محمّد بن أحمد بن غزوان، نا أحمد بن المعلّى، نا صالح بن البختري، حدّثني النضر بن يحيى قال:

ص: 334


1- سورة القلم، الآية:42.

و وقفا لقاسم في كبكبة خيل بحمى الضعفاء و الرجالة فمرّ به عمارة الضّبابي فطعنه طعنة أداره عن فرسه، و قال: خذها إليك طعنة خوّارة ثم جعل يرتجز و يقول:

أنا ابن أبناء الوغا و الغارة *** أنا الذي يدعونني عمارة

أيام لا يمنع جار جاره

و ابتدره أصحاب ابن بيهس فاحتزوا رأسه.

ص: 335

ذكر من اسمه عمّار

5143 - عمّار بن الحسن بن عمر

أبو القاسم التّنوخي المعري

قدم دمشق، و أنشد بها من شعر خاليه: أبي الحسن علي، و أبي سالم عبد اللّه ابني أحمد بن الدويرة المعريين.

سمع منه أبو القاسم بن صابر السّلمي.

قرأت بخط أبي القاسم بن صابر، أنشدني الشيخ أبو القاسم عمار بن الحسن بن عمر التنوخي المعري لخاله أبي الحسن علي بن أحمد بن دويرة المعري:

دعوني و خذ مقلتى يا رسول *** عينا لا ظفر بالحالتين

فقد برح الدمع من مقلتي *** و موحيه طول صدّ و بين

فأبكي و يضحكنا شجو عيني *** يحف و ينظر فوا يعيني (1)

قال: و أنشدنا أبو القاسم لخاله أبي سالم عبد اللّه بن أحمد بن دويرة:

أخي و ابنه قد أوعداني و عرسه *** على فقلت الروح و الأب و الابن

و ما لي يد تقوى بدفع ثلاثة *** و أجلى هم من يستظن به الجبن

فصرت كأنّي يوسف بين إخوتي *** و لكن بعدتني النبوة و الحسن

سلاحي فراري منهم و تباعدي *** و خير السلاح الفرار خطر الطعن

ص: 336


1- كذا، هذا البيت بالأصل.

5144 - عمّار بن الحسين

حدّث عن: أبي هدبة إبراهيم بن هدبة.

روى عنه: محمّد بن جعفر النسائي.

قرأت بخط أبي الحسن علي بن محمّد الحنّائي، أنا أبو الحسن علي بن محمّد الرملي، نا محمّد بن حميد بن يعقوب، نا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد الهمداني - ببيت المقدس - نا محمّد بن جعفر، نا عمّار بن الحسين الدمشقي، عن إبراهيم بن هدبة، عن أنس قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إذا رأيتم صاحب بدعة فاكفهرّوا في وجهه، فإنّ اللّه يبغض كلّ مبتدع، و لا يجوز أحد منهم الصراط ، و لكن يتهافتون في النار مثل الجراد و الذّبّان»[9207].

5145 - عمّار بن الخزز بن عمرو بن عمّار - و يقال ابن عمارة -

5145 - عمّار بن الخزز (1) بن عمرو بن عمّار - و يقال ابن عمارة -

أبو القاسم العذري الجسريني (2)

قاضي الغوطة.

حدّث عن أبي عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن يزيد بن زفر الأحمري البعلبكي، و عطية بن أحمد الجهني الجسريني، و أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة، و أحمد بن إبراهيم البسري، و أحمد بن المعلّى القاضي.

كتب عنه أبو الحسين الرازي، و أبو العبّاس أحمد بن عتبة بن مكين الأطروش، و عبد الوهّاب الكلابي.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب قال: عمّار بن الخزر بن عمرو بن عمار الجسريني، و جسرين: ضيعة من ضياع دمشق.

حدّث عن عطية بن أحمد الجهني الجسريني، و أحمد بن محمّد بن يحيى بن

ص: 337


1- ضبطت عن ابن ماكولا. و في معجم البلدان: الجزر.
2- ترجمته في معجم البلدان «جسرين». و الجسرين بكسر الجيم و الراء و بينهما سين مهملة ساكنة، نسبة إلى جسرين: من قرى غوطة دمشق (معجم البلدان).

حمزة، و أحمد بن إبراهيم البسري، و أحمد بن المعلّى الدمشقيين، و محمّد بن عبد اللّه بن يزيد بن زفر الأحمري.

روى عنه محمّد بن عبد اللّه بن جعفر والد تمّام الرازي، و أحمد بن عتبة بن مكين الأطروش.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (1)،قال:

و أما خزز أوله خاء مضمومة معجمة و بعدها زاي مفتوحة و زاي أخرى، عمّار بن الخزز بن عمرو بن عمار الجسريني، و جسرين: ضيعة من ضياع دمشق، حدّث عن عطية بن أحمد الجسريني، و أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة، و أحمد بن إبراهيم البسري، و أحمد بن المعلّى الدمشقيين، و محمّد بن عبد اللّه بن يزيد بن زفر الأحمري البعلبكي، روى عنه محمّد بن عبد اللّه بن جعفر والد تمّام الرازي، و أبو العبّاس (2) أحمد بن عتبة بن مكين.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد الكتاني، أنا أبو الحسن المؤدب، أنا أبو سليمان بن زبر قال: سنة تسع و عشرين و ثلاثمائة: و عمار الجسريني - يعني مات فيها-.

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد فيما ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين (3)الرازي في تسمية من كتب عنه في قرى دمشق: أبو القاسم عمّار بن الخزز بن عمرو بن عمّار العذري من أهل قرية يقال لها جسرين، و كان شيخا جليلا، يقضي بين أهل القرى من غوطة دمشق مات في شهر رمضان سنة تسع و عشرين و ثلاثمائة (4).

5146 - عمّار بن عبد اللّه

أبو اليقظان الكلبي

من شعراء كلب.

ص: 338


1- الاكمال لابن ماكولا 456/2-457.
2- بالأصل:«و أبو العباس بن أحمد» و التصويب عن الاكمال.
3- بالأصل: الحسن، تصحيف.
4- رواه ياقوت في معجم البلدان «جسرين».

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن كامل بن ديسم قال: كتب إليّ أبو جعفر بن المسلمة يذكر أن أبا عبيد اللّه المرزباني أخبرهم إجازة قال:

عمّار بن عبد اللّه الكلبي يكنى أبا اليقظان كان خرج مع غطيف بالشام، و له فيه مديح كثير، و هو القائل:

آذن جيرانك بالرحيل و قربوا *** أيانق الحمول من رامتي حومل فالدّخول

ثمّ غدوا بقلبك.... (1) و خلّفوا *** جسمك في الطلول و حومل

و الدّخول: من نواحي دمشق.

5147 - عمّار بن عبد اللّه

أبو القاسم الرّحبي الصّوفي

حدّث بدمشق عن: أبي الحسن علي بن حمد (2) بن محمّد الحرمي (3)الطّرسوسي الصّوفي.

سمع منه: الحسن بن علي بن عمّار بن المصحّح النهمي.

5148 - عمّار بن أبي عمّار

أراه من أهل دمشق، أخذ العلم عن مكحول أبي عبد اللّه الدمشقي الفقيه.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا (4) جعفر بن محمّد بن جعفر، نا أبو زرعة قال: في طبقات أهل الشام في تسمية أصحاب مكحول: عمّار بن أبي عمّار.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو بكر الخطيب قال: عمّار بن أبي عمّار الشامي، ذكره أبو زرعة الدمشقي في أصحاب مكحول.

أخبرنا أبو القاسم الأزهري، أنا علي بن عمر الحافظ ، أنا محمّد بن إسماعيل الفارسي، أنا أبو زرعة بذلك في كتاب الطبقات.

ص: 339


1- كلمة غير واضحة و رسمها:«المبثول».
2- كذا بالأصل.
3- كذا بالأصل.
4- غير واضحة بالأصل، انظر ترجمة أبي زرعة الدمشقي، عبد الرحمن بن عمرو، في تهذيب الكمال 11/ 309.

5149 - عمّار بن محمّد بن الحسن

أبو القاسم الدّاراني

حدّث عن خيثمة بن سليمان.

روى عنه أبو بكر الحدّاد.

أنبأنا أبو محمّد بن السمرقندي، أنا محمّد بن علي بن محمّد بن موسى بن عبد اللّه السلمي أبو بكر - قراءة عليه في الجامع بدمشق - أنا أبو القاسم عمّار بن محمّد بن الحسن الدّاراني في جامع دمشق، نا خيثمة بن سليمان بن حيدرة الأطرابلسي (1)،أنا أبو الفضل أحمد بن ملاعب، حدّثني عبد الصّمد بن النعمان، حدّثني ياسين بن معاذ الزيات عن العلاء بن المسيّب، عن أبي داود، عن البرّاء بن عازب، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«إذا أراد اللّه عزّ و جل بعبده خيرا علّمه هؤلاء الكلمات ثم لم ينسهن: اللّهم إنّي ضعيف فقوّ فيّ رضاك ضعفي، و خذ إلى الخير بناصيتي، و اجعل الإسلام منتهى رضاي، اللّهمّ إنّي ضعيف فقوّني، و ذليل فأعزّني، و فقير فاغنني و ارزقني»[9208].

5150 - عمّار بن محمّد بن مخلد بن جبير

ابن عبد اللّه بن إسماعيل بن سعد بن ربيعة بن كعب بن مرة

أبو ذرّ التّميمي البغدادي (2)

نزيل بخارى.

سمع بدمشق و بغداد و خراسان.

و حدّث عن الحسن بن حبيب الحصائري، و يحيى بن محمّد بن صاعد، و أبي الحسن علي بن عبد اللّه بن مبشّر الواسطي، و أبي الحسن علي بن عبد اللّه بن أبي مطر الإسكندراني، و عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، و أبي سعيد أحمد بن محمّد بن زياد بن الأعرابي، و محمّد بن يوسف الهروي، و عبد الغافر بن سلامة

ص: 340


1- كذا بالأصل.
2- ترجمته في تاريخ بغداد 256/12.

الحمصي، و أبي عبد اللّه محمّد بن مخلد، و محمّد بن يحيى الصولي، و أبي العبّاس بن عقدة، و محمّد بن هارون الحضرمي، و أبي بكر أحمد بن نصر بن سندويه، و أبي جعفر محمّد بن سليمان الباهلي النعماني، و أبي عبيد القاسم، و أبي عبد اللّه الحسين، ابني إسماعيل المحامليين و غيرهم.

روى عنه: الحاكم أبو عبد اللّه، و الإمام أبو سهل أحمد بن علي الأبيوردي، و أبو سهل عبد الواحد بن محمّد اللّحياني الخشّاب، و أبو محمّد عبد الواحد بن عبد الرّحمن بن أبي القاسم الزبيري (1)،و هو آخر من حدّث عنه، إلى (2).

أخبرنا أبو المحامد محمود بن أبي القاسم بن محمّد بن أبي القاسم المستملي (3)،أنا أبو محمّد عبد الواحد بن عبد الرّحمن الزبيري، نا أبو ذرّ عمّار بن محمّد بن مخلد البغدادي سنة ست و ثمانين و ثلاثمائة، نا محمّد بن هارون الحضرمي، نا نصر بن علي - ببغداد - نا عيسى بن يونس، عن الأعمش، عن سالم، عن كريب، عن ابن عبّاس قال:

حدّثتني خالتي ميمونة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم قالت: سكبت لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم وضوءا من الجنابة فغسل يديه مرتين أو ثلاثا، فأفرغ على فرجه فغسل شماله، و ضرب بشماله الأرض فدلكهما دلكا شديدا، ثم توضّأ وضوءه للصّلاة، ثم أفرغ على رأسه ثلاث حفنات ملء كفيه، ثم غسل سائر جسده، ثم تنحّى عن مقامه فغسل رجليه ثم أتيته بالمنديل فردّه.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي - إجازة - أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا عمّار بن محمّد، نا محمّد بن يوسف بن بشر الهروي - بدمشق - نا إبراهيم بن المبارك بن سليمان البلدي بحديث ذكره.

قرأت على أبي القاسم الشّحّامي، عن أبي بكر البيهقي، نا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

عمّار بن محمد بن مخلد بن جبير بن عبد اللّه بن إسماعيل بن سعد بن

ص: 341


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 104/19.
2- كذا بالأصل.
3- قارن مع مشيخة ابن عساكر 228/أ.

ربيعة بن كعب بن مرّة التميمي أبو ذرّ البغدادي، نزل خراسان، سمع ببغداد و الشام و كتب بالجزيرة و ورد خراسان فكتب بها بعد الثلاثين، و نزل نيسابور غير مرّة واحدة.... (1) جاءنا نعيه على لسان أبي الحسن النّسفي، ذكر أنه مات ببخارى في سنة ثمان و ثمانين و ثلاثمائة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن زريق، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (2):

عمّار بن محمّد بن مخلد بن جبير بن عبد اللّه أبو ذرّ التميمي، سكن بخارى، و حدّث بها عن يحيى بن محمّد بن صاعد، و أبي حامد محمّد بن هارون الحضرمي، و أحمد بن إسحاق بن البهلول، و إبراهيم بن حمّاد بن إسحاق، و إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، و الحسين، و القاسم ابني إسماعيل المحاملي، و يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول، و محمّد بن مخلد العطار، و محمّد بن يوسف بن بشر الهروي، و عبد الغافر بن سلامة الحمصي، و غيرهم.

روى عنه: أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد الغنجار، و الحاكم أبو عبد اللّه البيّع النيسابوري، و جماعة من أهل خراسان، و ما وراء النهر. و قال الغنجار: هو عمّار بن محمّد بن (3) مخلد بن جبير بن عبد اللّه بن إسماعيل بن سعد بن ربيعة بن كعب بن مرة بن غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال بن محمّد بن سفيان بن مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن عمرو بن تميم بن مرّ بن أدّ بن طابخة بن الياس بن مضر.

قال الخطيب (4):و أنا أبو الوليد الحسن بن محمّد الدّربندي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد بن سليمان الحافظ - ببخارى - قال: توفي أبو ذرّ عمّار بن محمّد بن مخلد التميمي البغدادي - ببخارى - يوم الثلاثاء الحادي عشر من صفر سنة سبع و ثمانين و ثلاثمائة.

قال الخطيب: و هذا أصحّ من الأول (5)،و اللّه أعلم.

ص: 342


1- كلمة بدون إعجام بالأصل و صورتها:«بحارا؟؟؟».
2- تاريخ بغداد 256/12.
3- بالأصل:«نا ابن مخلد» و التصويب عن تاريخ بغداد.
4- تاريخ بغداد 257/12.
5- كذا بالأصل، و قد ذكر الخطيب البغدادي قبله خبرا أنه مات سنة 338 و انظر ما يلي.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (1)،أخبرني محمّد بن علي المقرئ، عن الحاكم أبي عبد (2) اللّه محمّد بن عبد اللّه الحافظ قال: عمّار بن محمّد بن مخلد أبو ذرّ التميمي البغدادي، ذكر أنه مات ببخارى في سنة ثمان و ثمانين و ثلاثمائة.

ذكر أبو بكر محمّد بن منصور بن محمّد السمعاني أن أبا ذرّ هذا ثقة، كثير الحديث، و أنه توفي سنة سبع و ثمانين و ثلاثمائة.

5151 - عمّار بن معاوي العدوي

أوفده الجنيد بن عبد الرّحمن المرّي أمير خراسان على هشام بن عبد الملك يبشره بفتح فتح له على الترك.

له ذكر في تاريخ الطبري (3).

5152 - عمّار بن المغيرة القرشي

من أهل دمشق، له ذكر في كتاب أبي الحسن أحمد بن حميد بن العجائز.

5153 - عمّار بن فهد الأزدي من أنفسهم

كان قاضيا على دمشق، و له دار في زقاق كنيسة اليهود، و الصغيرة، كما ذكره أبو الحسين (4) الرازي عن شيوخه من أهل دمشق، و لم أجد ذكره من غير هذا الوجه.

5154 - عمّار بن نصر

أبو ياسر السّعدي المروزي (5)

سمع بالشام محمّد بن شعيب بن شابور البيروتي، و بقية بن الوليد، و عثمان بن عبد الرّحمن، و بغيرها: سفيان بن عيينة، و جرير بن عبد الحميد، و وكيع بن

ص: 343


1- تاريخ بغداد 257/12.
2- في تاريخ بغداد: أبي عبيد اللّه.
3- ذكر الطبري في تاريخه باسم:«عمارة بن معاوية العدوي» في حوادث سنة 111(69/7).
4- الأصل: الحسن.
5- ترجمته في ميزان الاعتدال 171/3 و تاريخ بغداد 255/12 و تهذيب الكمال 444/13 و تهذيب التهذيب 255/4 و الجرح و التعديل 394/6.

الجرّاح، و مسافع بن عمرو (1) الأسدي، و عبد اللّه بن المبارك، و الفضل بن موسى السّيناني (2)،و عبد الرزّاق بن همّام.

روى عنه علي بن سهل بن المغيرة، و أبو حاتم الرازي، و أبو بكر بن أبي الدنيا، و محمّد بن الحسن (3) الأنماطي، و صالح بن محمّد جزرة، و أبو القاسم البغوي، و أبو عمرو أحمد بن حازم بن أبي غرزة (4)،و أحمد بن يونس بن سنان الأنماطي.

أنبأنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا أبو ياسر عمّار بن نصر، أخبرني بقية عن أبي سفيان الأنماري، عن حبيب بن عبد اللّه بن أبي كبشة، عن أبيه، عن جده قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يعجبه النظر إلى الأترج و إلى الحمام الأحمر[9209].

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر أبو سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمد (5) بن أبي حاتم قال (6):عمّار بن نصر المروزي أبو ياسر، روى عن جرير بن عبد الحميد، و محمّد بن شعيب بن شابور، و وكيع بن الجرّاح (7)،سمع منه أبي ببغداد في الرحلة الأولى، و سألته عنه فقال: هو صدوق.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو ياسر عمّار بن نصر السعدي، سمع الفضل بن موسى، و ابن المبارك.

ص: 344


1- في تهذيب الكمال: و مسافع بن حمزة الأسدي.
2- تقرأ بالأصل: الشيباني، و التصويب عن تهذيب الكمال و تهذيب التهذيب.
3- في تهذيب الكمال و تاريخ بغداد محمد بن الحسين الأنماطي.
4- بالأصل:«عزره» تصحيف و التصويب عن تهذيب الكمال.
5- بالأصل: أبو بكر، تصحيف.
6- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 394/6.
7- زيد بعدها في الجرح و التعديل: و عبد اللّه بن عيسى.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:

أبو ياسر عمّار بن نصر.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو ياسر عمّار بن نصر السعدي سمع أبا عبد الرّحمن عبد اللّه بن المبارك الحنظلي، و أبا عبد اللّه الفضل بن موسى السّيناني، كنّاه مسلم.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن زريق، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):

عمّار بن نصر أبو ياسر المروزي، سكن بغداد، و حدّث بها عن جرير بن عبد الحميد، و سفيان بن عيينة، و وكيع بن الجرّاح، و محمّد بن شعيب بن شابور، و بقية بن الوليد، روى عنه: علي بن سهل بن المغيرة، و أبو حاتم الرازي، و أبو بكر بن أبي الدنيا، و محمّد بن الحسين الأنماطي، و صالح بن محمّد جزرة، و أبو القاسم البغوي، و قال أبو حاتم: كتبت (2) عنه ببغداد و هو صدوق.

قال (3):و أنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر، نا محمّد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي، نا عبد الرّحمن بن سهل بن حليمة (4) قال: سمعت يحيى بن معين - غير مرة - يقول: عمّار بن نصر ثقة.

أخبرنا أبو الحسن، نا - و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (5)، أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب، أنا محمّد بن نعيم الضّبّي.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر فيما قرأت عليه عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ .

ص: 345


1- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 255/12.
2- بالأصل:«كتب عنه» و المثبت عن تاريخ بغداد.
3- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 256/12 و تهذيب الكمال 442/13.
4- اللفظة غير واضحة بالأصل، و المثبت عن المصدرين.
5- تاريخ بغداد 256/12.

أخبرني علي بن محمّد أبو أحمد الحبيبي قال: و سألته - يعني صالح بن محمّد جزرة الحافظ - عن أبي ياسر عمّار بن نصر فقال: كتبت عنه، لا بأس به عندي، و كان يحيى بن معين سيّئ الرأي فيه.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (1)،قال: بلغني عن إبراهيم بن عبد اللّه بن الجنيد قال: سئل يحيى بن معين عن أبي ياسر عمّار فقال: ليس بثقة، ثم قال: هو صديق لي.

أخبرنا أبو الحسن، نا - و أبو منصور، أنا - أبو بكر الخطيب (2).

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمّد بن المظفر القاضي.

قالا: أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد الصّيدلاني، نا محمّد بن عمرو العقيلي، قال (3):قال لي: موسى بن هارون عمّار أبو ياسر متروك الحديث.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، قال: قال أبو بكر الخطيب (4):و في البصريين عمّار أبو ياسر المستملي و اسم أبيه هارون سمع منه أبو حاتم الرازي، و لم يرو عنه، و قال: هو متروك الحديث، و لعل ما حكاه ابن الجنيد عن يحيى بن معين و ما قاله له موسى بن هارون إنّما هو فيه لا في البغدادي، فاللّه أعلم.

و قرأت في كتاب محمّد بن علي بن عمر بن الفيّاض، عن أبي الحسن عبيد اللّه بن محمّد بن.... (5)،نا موسى بن هارون الحمّال قال: مات عمّار بن نصر أبو ياسر ببغداد يوم الاثنين لخمس بقين من شهر رمضان من سنة تسع و عشرين و مائتين، و كان لا يخضب.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (6)،أنا العتيقي، أنا محمّد بن المظفر قال: قال عبد اللّه بن محمّد البغوي:

مات عمّار بن نصر أبو ياسر ببغداد في رمضان سنة تسع و عشرين و مائتين.

ص: 346


1- تاريخ بغداد 255/12.
2- تاريخ بغداد 255/12.
3- راجع الضعفاء الكبير للعقيلي 319/3 و سماه: عمار بن هارون أبو ياسر.
4- تاريخ بغداد 255/12-256 و تهذيب الكمال 441/13.
5- كلمة غير واضحة بالأصل و رسمها:«بوزين ؟؟؟».
6- تاريخ بغداد 256/12.

5155 - عمّار بن نصير بن ميسرة بن أبان السّلمي ثم الظّفري

5155 - عمّار بن نصير (1) بن ميسرة بن أبان السّلمي ثم الظّفري (2)

والد هشام بن عمّار.

روى عن يونس بن عبد الملك الخثعمي، و بشير بن أبي سليم، و عبّاد بن كثير، و ضرار بن عمرو، و أبي دوس عثمان بن عبيد اليحصبي، و عمرو بن سعيد الخولاني.

روى عنه ابنه هشام بن عمّار.

و أحاديثه تدل على لينه.

أخبرنا أبو الحسن الشافعي، و أبو الحسن بن دريد، قالا: أنا نصر بن إبراهيم - زاد الشافعي: و أبو محمّد بن فضيل قالا:- أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو علي بن منير، أنا أبو بكر محمّد بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا أبي عمّار بن (3) نصير بن ميسرة بن أبان الظّفري، نا عبّاد بن كثير، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«لا يزال الجهاد حلوا خضرا ما أمطرت السماء، و أنبتت الأرض، و سينشو نشو (4)من قبل المشرق يقولون: لا جهاد و لا رباط أولئك هم وقود النار، بل رباط يوم في سبيل اللّه خير من عتق ألف رقبة و من صدقة أهل الأرض جميعا»[9210].

أنبأنا أبو علي الحداد، و أبو سعد المطرّز، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا محمّد بن علي اليقطيني، نا عمر بن سعيد بن سنان المنبجي.

ح قال: و نا أبو عمرو بن حمدان، نا الحسن بن سفيان، قالا: نا هشام بن عمّار، نا أبي عمّار بن نصير، عن عمرو بن سعيد الخولاني، عن أنس بن مالك، عن سلامة حاضنة إبراهيم بن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنها قالت:

يا رسول اللّه إنك تبشّر الرجال بكل خير و لا تبشّر النساء، قال:«أ صويحباتك

ص: 347


1- في المختصر: نصر.
2- ترجمته في ميزان الاعتدال 171/3.
3- بالأصل: نا.
4- بالأصل:«نشوا» و نشا لغة في نشأ.

دسسنك لهذا؟» قالت: أجل، هن أمرنني، قال:«أ ما ترضى إحداكن أنها إذا كانت حاملا من زوجها و هي عنها راض أنّ لها مثل أجر الصائم القائم في سبيل اللّه عزّ و جلّ ؟ و إذا أصابها الطلق لم يعلم أهل السّماء و الأرض ما أخفي لها من قرة أعين، فإذا وضعت لم يخرج من لبنها جرعة، و لم يمصّ من ثديها مصّة إلاّ كان لها بكلّ جرعة و بكلّ مصّة حسنة، فإن أسهرها ليلة كان لها مثل أجر سبعين رقبة تعتقهم في سبيل اللّه عزّ و جلّ ، سلامة، تدرين من أعني بهذا؟ هذه للمتتبعات (1) الصالحات المطيعات لأزواجهن اللواتي لا يكفرن العشير».

أخبرناه أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا مسدّد بن علي الأملوكي، أنا أبو حفص عمر بن علي العتكي، أنا الفضل بن محمّد العطار، نا هشام بن عمّار، نا أبي عمّار بن نصير، حدّثني عمرو بن سعيد الخولاني، حدّثني أنس بن مالك قال: جاءت سلامة حاضنة إبراهيم، فذكر معناه.

5156 - عمّار بن ياسر

ابن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن الحصين بن الوديم

ابن ثعلبة بن عوف بن حارثة بن عامر الأكبر بن يام (2) بن عنس

و هو زيد بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب

ابن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان

أبو اليقظان العنسي (3)

مولى بني مخزوم، صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قديم إسلامه، طويلة صحبته، شهد بدرا و المشاهد بعدها.

و حدّث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

روى عنه علي بن أبي طالب، و عبد اللّه بن عبّاس، و أبو موسى الأشعري، و أبو أمامة الباهلي، و جابر بن عبد اللّه، و عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب،

ص: 348


1- كذا بالأصل، و في المختصر: للمتقنعات.
2- في المختصر: تامر.
3- انظر ترجمته و أخباره في: تهذيب الكمال 443/13 تهذيب التهذيب 256/4 و تقريب التهذيب، و أسد الغابة 627/3 و الإصابة 512/2 رقم 5704 و الاستيعاب رقم 1862 و حلية الأولياء 139/1 و تاريخ بغداد 150/1 و تاريخ خليفة (الفهارس) و سير أعلام النبلاء 406/1.

و عبد الرّحمن بن أبزى، و أبو لاس الخزاعي، و أبو الطفيل الليثي الصحابيون، و ابنه محمّد بن عمّار، و سعيد بن المسيّب، و أبو بكر بن عبد الرّحمن، و محمّد بن علي بن الحنفية، و أبو وائل شقيق بن سلمة، و علقمة بن قيس، و زرّ بن حبيش، و همّام بن الحارث، و ميمون بن أبي شبيب، و نعيم بن حنظلة.

و قدم مع عمر الجابية فيما حكاه محمّد بن جعفر بن خالد الدمشقي في كتابه في فتوح الشام عن سعيد بن محمّد بن عبد الرّحمن بن الحارث الحارثي عن أبيه، عن عبد اللّه بن ربيعة في حديث ذكره فيه، ذكر قول نصراني اجتمعوا به بالشام و أخبرهم بصفة الخلفاء بعد النبي صلى اللّه عليه و سلم، و أنه بلغ عمر بن الخطّاب خبره فسألهم عما ذكر لهم النّصراني، فكره لهم سؤالهم النصراني عن ذلك، ثم قال: علي بعمّار بن ياسر، فجاء في إزار و خفّين على عاتقه عمامة فقال له عمر: حدّثني حديث النصراني، فذكر حكاية عن نصراني قدم في وفد أهل نجران على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كره لهم سؤال أهل الكتاب.

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: أنا إبراهيم بن منصور، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا شريك، عن الرّكين بن الربيع (1)،عن نعيم بن حنظلة، عن عمّار - زاد ابن المقرئ: بن ياسر - عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«من كان ذا وجهين في الدنيا كان له لسانان من نار يوم القيامة»[9211].

رواه أبو داود عن أبي بكر بن أبي شيبة.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرازي، أنا أبو مسلم محمّد بن أحمد بن علي (2) الكاتب - بمصر-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، قالا: نا أبو القاسم البغوي، نا عثمان بن أبي شيبة، نا شريك، عن الرّكين بن الربيع بإسناده عن النبي صلى اللّه عليه و سلم مثله.

ص: 349


1- هو الركين بن الربيع بن عميلة الفزاري، أبو الربيع الكوفي، ترجمته في تهذيب الكمال 227/6.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 558/16.

و كذا رواه يحيى بن عبد الحميد الحمّاني، و عبد اللّه بن عامر الحضرمي عن شريك.

و أمّا حديث يحيى:

فأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو نصر الزينبي، أنا أبو بكر محمّد بن عمر بن علي بن زنبور (1) الورّاق، نا أبو القاسم البغوي، نا يحيى الحمّاني قال:

سمعت شريك بن عبد اللّه يقول:

و أخبرناه أبو سهل المزكي، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن، أنا أبو مسلم، أنا البغوي، نا يحيى، نا شريك بن عبد اللّه قال أبو بكر: سمعت شريكا يقول: حدّثنا الركين بن الربيع عن نعيم بن حنظلة عن عمّار - زاد أبو مسلم: بن ياسر - قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من كان له وجهان في الدنيا كان له لسانان من نار يوم القيامة».

و أمّا حديث الحضرمي:

فأخبرناه أبو المظفر ابن الأستاذ أبي القاسم، أنا محمّد بن عبد الرّحمن، أنا محمّد بن أحمد بن حمدان.

ح و أخبرتناه أم المجتبى قالت: قرئ على أبي القاسم السلمي، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم.

قالا: أنا أبو يعلى، نا عبد اللّه بن عامر بن زرارة (2)،نا شريك، عن الرّكين، عن ابن حنظلة، عن عمّار قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من كان ذا وجهين في الدنيا، كان له لسانا (3) من نار يوم القيامة»[9212].

ص: 350


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 554/16.
2- بالأصل:«زراه» تصحيف، ترجمته في تهذيب الكمال 244/10.
3- كذا بهذه الرواية بالأصل:«لسانا».

و كذا رواه عن شريك، القدماء من أصحابه كأبي أحمد محمّد بن عبد اللّه الزّبيري (1)،و أبي نعيم الفضل بن دكين.

و أمّا حديث أبي أحمد:

فأخبرناه أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا أحمد بن منصور الرمادي.

ح و أخبرناه أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا القاضي أبو المظفر هنّاد بن إبراهيم بن محمّد بن نصر، أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه، نا إسماعيل بن محمّد - يعني الصّفّار - نا أحمد بن منصور - يعني الرمادي - نا أبو أحمد الزّبيري، نا شريك، عن الرّكين بن الربيع، عن نعيم بن حنظلة، عن عمّار بن ياسر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من كان ذا وجهين في الدنيا كان له لسانان من نار يوم القيامة»[9213].

و أمّا حديث أبي نعيم:

فأخبرنا به أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد، نا تمتام - و هو محمّد بن غالب بن حرب-.

ح و أخبرتنا به أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم، أنا أبو يعلى، نا أبو خيثمة، قالا: نا الفضل بن دكين، نا شريك، عن الركين بن الربيع، عن نعيم بن حنظلة عن عمّار - زاد تمتام: بن ياسر - عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«من كان ذا وجهين في الدنيا كان له لسانان من نار يوم القيامة»[9214].

و سقط من حديث فاطمة ذكر الرّكين و لا بدّ منه.

و كذا رواه علي بن الجعد، عن شريك إلاّ أنه لم يرفعه إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم، و وقفه على عمّار.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرازي، أنا أبو مسلم

ص: 351


1- هو محمد بن عبد اللّه بن الزبير بن عمر بن درهم، أبو أحمد الزبيري ترجمته في تهذيب الكمال 16/ 417.

الكاتب.

ح و أخبرنا به أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، قالا: نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، نا - و في حديث ابن حبابة: أنا - شريك، عن الرّكين بن الربيع، عن نعيم بن حنظلة، عن عمّار قال: من كان ذا وجهين في الدنيا، كان له يوم القيامة لسانان من نار.

قال أبو القاسم: لم يرفعه لنا علي بن الجعد، و رفع الحديث صحيح فقد رواه الأسود بن عامر شاذان، و محمّد بن سعيد بن الأصبهاني، عن شريك مرفوعا إلاّ أنهما ربما قالا فيه، و ربما قال النعمان بدل نعيم.

و كذلك رواه إسحاق عن عيسى بن الطباع عن شريك و قال: و ربما قال:

النّعمان بن ميسرة و الصحيح نعيم بن حنظلة كما قالت الجماعة.

و رواه أبو داود الطيالسي عن شريك عن الرّكين فخالف الجماعة فيه، فقال عن حصين بن قبيصة بدلا من نعيم عن عمّار و ذلك وهم، و هو مما حدّث به بأصبهان من حفظه، فخانه حفظه، و الحفظ خوّان.

أخبرنا بحديثه أبو علي الحسن بن أحمد في كتابه، و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا يوسف بن الحسن بن محمّد الزّنجاني، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا عبد اللّه بن جعفر، نا يونس بن حبيب، نا أبو داود الطيالسي، نا شريك، عن الرّكين بن الربيع، عن حصين بن قبيصة، عن عمّار بن ياسر رفعه قال:«إن ذا الوجهين في الدنيا يوم القيامة له وجهان في النار»[9215].

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا الحسن بن أبي سهل الأسيوطي - بمكة - نا إسحاق بن إبراهيم بن يونس، نا صالح بن قطن البخاري، نا محمّد بن عمّار بن محمّد بن عمّار بن ياسر، حدّثني أبي عن جدي قال: رأيت أبي عمّار بن ياسر (1) رفعه: صلى بعد المغرب ست ركعات فقلت: يا أبة ما هذه الصّلاة ؟ فقال: رأيت حبيبي صلى اللّه عليه و سلم صلى

ص: 352


1- بالأصل: قال: رأيت أبي عمار بن ياسر، حدّثني أبي عن جدي قال: رأيت أبي عمار بن ياسر.

بعد المغرب ست ركعات، ثم قال:«من صلّى بعد المغرب ست ركعات غفر له ذنوبه، و إن كانت (1) مثل زبد البحر»[9216].

قال ابن مندة: غريب لا يعرف إلاّ من هذا الوجه، تفرّد به صالح بن قطن.

أخبرناه أبو علي المقرئ في كتابه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا إبراهيم بن موسى التوزي، نا صالح بن قطن البخاري، نا محمّد بن عمّار بن محمّد بن عمّار بن ياسر، حدّثني أبي عن جدي قال: رأيت عمّار بن ياسر صلى بعد المغرب ست ركعات فقال له: ما هذه الصّلاة ؟ قال: رأيت حبيبي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم صلى بعد المغرب ست ركعات و قال:«من صلّى بعد المغرب ست ركعات غفرت له ذنوبه و لو كانت ذنوبه مثل زبد البحر»[9217].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص، نا خليفة بن خيّاط قال (2):

و من حلفاء بني مخزوم: عمّار بن ياسر بن كنانة بن قيس بن لوذيم بن ثعلبة بن عوف بن حارثة بن عمّار بن يام (3) بن عنس (4) بن مالك بن أدد، أمه سميّة بنت خياط (5)،أمة لبني مخزوم، و يكنى أبا اليقظان، قتل بصفّين سنة سبع و ثلاثين.

و قال في موضع آخر (6):من بني عنس بن مالك بن أدد: عمّار بن ياسر بن كنانة بن قيس بن الحصين بن الوديم، و ذكر ما تقدم، ثم قال حليف لبني مخزوم، ثم ذكر أمه، و قال: قدم البصرة، و شهد الجمل، و شهد صفّين.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (7)،أنا ابن بشران، أنا الحسين بن صفوان.

ص: 353


1- بالأصل: كان.
2- طبقات خليفة بن خيّاط ص 55 رقم 116.
3- بالأصل: ياسر، و المثبت عن طبقات خليفة.
4- عنس بنون ساكنة، كما نص في الإصابة.
5- بالأصل:«خياط » و المثبت عن طبقات خليفة ص 55 و 136 و في الإصابة: خياط : بمعجمة مضمومة و موحدة ثقيلة، و يقال: بمثناة تحتانية. و يقال: خبط بفتح أوله بغير ألف.
6- طبقات خليفة بن خيّاط ص 136 رقم 499.
7- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 152/1-153 في ترجمة عمار بن ياسر.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر.

قالا: نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد قال: عمّار بن ياسر بن عنس من اليمن حليف لبني مخزوم، و يكنى أبا اليقظان، قتل بصفّين مع علي بن أبي طالب سنة سبع و ثلاثين و هو ابن ثلاث و تسعين سنة، و دفن هناك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال (1):

و من حلفاء بني مخزوم: عمّار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن الحصين بن الوذيم (2) بن ثعلبة بن عوف بن حارثة بن عامر الأكبر بن يام (3) بن عنس، و هو زيد بن مالك بن أدد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، و بنو مالك بن أدد بن مذحج، كان قدم ياسر بن عامر، و أخواه الحارث و مالك من اليمن إلى مكة يطلبون أخا لهم، فرجع الحارث و مالك إلى اليمن، و أقام ياسر بمكة و حالف أبا حذيفة بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم، زوّجه أبو حذيفة أمة له يقال لها سمية بنت خيّاط (4) فولدت له عمّارا، فأعتقه أبو حذيفة و لم يزل ياسر و عمّار مع أبي حذيفة إلى أن مات، و جاء اللّه بالإسلام، فأسلم ياسر و سميّة و عمّار و أخوه عبد اللّه بن ياسر، و كان لياسر ابن آخر أكبر من عمّار، و عبد اللّه يقال له حريث فقتله بنو الديل في الجاهلية.

و خلف على سمية بعد ياسر الأزرق، و كان روميا غلاما للحارث بن كلدة الثقفي، و هو ممن خرج يوم الطائف إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم مع عبيد أهل الطائف، و فيهم أبو بكرة، فأعتقهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فولدت سمية للأزرق سلمة بن الأزرق و هو أخو عمّار لأمه، ثم ادعى ولد سلمة و عمرو و عقبة بني الأزرق أنّ الأزرق بن عمرو بن

ص: 354


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 246/3 و 247، و عنه في تهذيب الكمال 444/13-445، و انظر سير أعلام النبلاء 407/1.
2- في تهذيب الكمال: الورد.
3- بالأصل: ياسر، و المثبت عن ابن سعد، و في تهذيب الكمال: ثامر.
4- كذا بالأصل و ابن سعد و تهذيب الكمال، و مرّ: خباط .

الحارث بن أبي شمر من غسّان، و أنه حليف لبني أمية و شرفوا بمكة، و تزوج الأزرق و ولده في بني أمية، و كان له منهم أولاد، و كان عمّار يكنى أبا اليقظان.

و كان بنو الأزرق في أول أمرهم يدعون أنهم من بني تغلب، ثم من بني عكبّ ، و تصحيح هذا أن جبير بن مطعم تزوج إليهم امرأة و هي بنت الأزرق فولدت له بنية تزوجها سعيد بن العاص فولدت له عبد اللّه بن سعيد فمدح الأخطل [عبد اللّه] بن سعيد بكلمة له طويلة فقال فيها (1):

و تجمع نوفلا و بني عكبّ *** كلا الحيين أفلح من أصابا

ثم أفسدتهم خزاعة و دعوهم إلى اليمن و زيّنوا لهم ذاك، و قالوا: أنتم لا يغسل عنكم ذكر الروم إلاّ أن تدّعوا أنكم من غسّان، فانتموا إلى غسّان بعد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصّقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال: سمعت أبا بكر بن البرقي يقول:

عمّار بن ياسر بن عامر بن مالك عنسي كنيته أبو اليقظان و هو حليف بني مخزوم، و أمه سمية بنت سالم (2) بن لخم قتل عمّار مع علي بصفّين.

أخبرنا أبو محمّد بن الآبنوسي، ثم أنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي قال:

عمّار بن ياسر ذكر عن عطاء قال: خرج أبو سلمة و أم سلمة و خرج معهم عمّار بن ياسر و كان حليفا لهم، و يقال إنه مولى أبي حذيفة بن المغيرة، و يقول من ينسبه: عمّار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن الحصين بن ثعلبة بن عمرو بن حارثة بن يام (3) بن مالك بن عنس بن زيد، و هذا النسب في غير موضع،

ص: 355


1- البيت في ديوان الأخطل ص 198 طبعة بيروت، من قصيدة طويلة يمدح عبد اللّه بن سعيد (و رقمه 34) و مطلعها: أ لم تعرض فتسأل آل لهو و أروى، و المدلة و الربابا
2- في تهذيب الكمال: سمية بنت سلم من لخم.
3- بالأصل: ياسر، و المثبت عن تهذيب الكمال 445/13.

و هو المشهور، يكنى أبا اليقظان، و أمّه سمية بنت سالم (1) بن لخم.

قال: و نا ابن هشام - يعني عبد الملك - قال: عمّار بن ياسر عنسي من مذحج.

قال ابن البرقي: و كان أصلع، في مقدم رأسه شعرات، و في قفاه شعرات، ذكر ذلك محمّد بن ثور، عن معمر، عن زياد بن جبل، عن أبي كعب الحارثي، قال ابن البرقي: شهد بدرا و المشاهد كلها، و قتل عمّار بن ياسر مع علي بصفّين سنة سبع و ثلاثين، و يقال: إنه كان يومئذ ابن سبعين سنة، قتله ابن هرم و شريك بن سمي اشتركا فيه، و يقال: إنّ الذي قتله أبو غادية الجهني، جاء عنه من الحديث بضعة و عشرون، و أكثرها لأهل الكوفة، و ثلاثة أحاديث لأهل المدينة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، و أبو طاهر القصّاري، و أبو محمّد و أبو الغنائم ابنا أبي عثمان، و أبو الحسن عاصم بن الحسن، و أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن محمّد بن طلحة قالوا: أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي يعقوب قال:

عمّار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن الحصين بن الوذيم بن ثعلبة بن عوف بن حارثة بن عامر الأكبر بن يام بن عنس، و هو زيد بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان و بنو مالك بن أدد بن مذحج.

يقال: كان قدم أبو عمّار بن ياسر بن عامر و أخواه الحارث و مالك من اليمن إلى مكة يطلبون أخا لهم، فرجع الحارث و مالك إلى اليمن و هما عمّا عمّار، و أقام أبوه ياسر بمكة، فحالف أبا حذيفة بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم فزوّجه أبو حذيفة أمة له يقال لها سمية بنت خيّاط ، فولدت له عمّارا فأعتقه أبو حذيفة، و لم يزل ياسر و عمّار مع أبي حذيفة إلى أن مات، و جاء اللّه بالإسلام، فأسلم ياسر و سميّة و عمّار و أخوه عبد اللّه بن ياسر، و كان لياسر ابن آخر أكبر من عمّار و عبد اللّه يقال له حريث، قتلته بنو الدّيل في الجاهلية.

ص: 356


1- في تهذيب الكمال: سلم.

و خلف على سميّة بعد ياسر الأزرق، و كان روميا غلاما للحارث بن كلدة الثقفي، و هو ممن خرج يوم الطائف إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم مع عبيد أهل الطائف و فيهم أبو بكرة، فأعتقهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فولدت سميّة للأزرق سلمة بن الأزرق، و هو أخو عمّار بن ياسر لأمه، ثم ادّعى ولد سلمة و عمرو و عقبة بنو الأزرق أنّ الأزرق بن عمرو بن الحارث بن أبي شمر من غسّان، و أنه حليف لبني أمية و شرفوا بمكة، و تزوّج الأزرق و ولده في بني أمية، و كان له منهم أولاد، كان بنو الأزرق في أول أمرهم يدّعون أنهم من بني تغلب، ثم من بني عكبّ ، و الذي يصحح هذا أن جبير بن مطعم تزوج إليهم امرأة، ابنة الأزرق، فولدت له ابنتا (1) تزوجها سعيد بن العاص، فولدت له عبد اللّه بن سعيد، فمدح الأخطل عبد اللّه بن سعيد (2) بكلمة له طويلة:

و تجمع نوفلا و بني عكبّ *** كلا (3) الحيّيين أفلح من أصابا

ثم أفسدتهم خزاعة و دعوهم إلى اليمن، و زيّنوا لهم ذلك، فقالوا: أنتم لا يغسل عنكم ذكر الروم إلاّ أن تدّعوا أنكم من غسّان، فانتموا إلى غسّان بعد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان قال (4):

و عمّار بن ياسر يكنى أبا اليقظان، مولى أبي حذيفة بن المغيرة المخزومي، يقال: إنه عنسي (5)،أصابه سباء.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسن، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (6):

عمّار بن ياسر أبو اليقظان مولى بني مخزوم، شهد بدرا مع النبي صلى اللّه عليه و سلم، قتل يوم

ص: 357


1- كذا.
2- بالأصل هنا: عبد اللّه بن سعد، تصحيف.
3- بالأصل هنا،«كل» و المثبت عن الديوان. مرّ البيت قريبا.
4- رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة و التاريخ 168/3.
5- في المعرفة و التاريخ: عبسي، أصابه سبي.
6- رواه البخاري في التاريخ الكبير 25/7 رقم 107.

صفّين، قال أبو حفص بن علي: سمعت أبا عاصم يقول: قتل عمّار بن ياسر و هو ابن ثلاث و تسعين سنة.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب - إذنا - قالا: أنا أبو القاسم العبدي، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا أبو الحسن.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (1):

عمّار بن ياسر أبو اليقظان مولى بني مخزوم، بدري، قتل و هو ابن ثلاث و تسعين سنة، له صحبة، روى عنه محمّد [بن] (2) علي ابن الحنفية، و عبد الرّحمن بن أبزى، و عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، وصلة بن زفر، و سلمان الأغر، و أبو مالك الغفاري، و السائب بن فرّوخ، و قيس بن عبّاد، و ابنه محمّد بن عمّار، و أبو حسّان الأعرج، و يزيد بن خثيم، و نعيم بن حنظلة، و ناجية بن كعب، سمعت بعض ذلك من أبي، و بعضه من قبلي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو القاسم عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي قال:

عمّار أبو اليقظان عمّار بن ياسر بن مالك بن ناجية بن حصين بن ثعلبة بن مالك بن أدد، سكن المدينة، ثم خرج مع علي إلى صفّين فقتل بصفّين.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا سليم بن أيوب، أنا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس، أنا محمّد بن أحمد المقدّمي قال: عمّار بن ياسر مولى بني مخزوم، و يكنى أبا اليقظان.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال:

عمّار بن ياسر بن مالك بن حصين بن ثعلبة بن مالك أبو اليقظان، مولى بني

ص: 358


1- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 389/6.
2- زيادة عن الجرح و التعديل.

مخزوم، شهد بدرا، و سكن المدينة، و قتل يوم صفّين سنة سبع و ثلاثين، و هو ابن نيّف و تسعين سنة، روى عنه علي بن أبي طالب، و عبد اللّه بن عبّاس، و من ولده: محمّد و أبو عبيدة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال (1):

عمّار بن ياسر أبو اليقظان القرشي المخزومي مولاهم، قال عمرو بن علي:

يختلفون فيه، زعم أهله أنه رجل من الأنصار، و هو الكوفي، و قال الواقدي: هو من العنس، من اليمن، حليف بني مخزوم، شهد بدرا مع النبي صلى اللّه عليه و سلم، روى عنه عبد الرّحمن بن أبزى، و أبو وائل، و همّام في التيمّم، و المناقب، و الفتن، قتل يوم صفّين و هو يذبّ عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، و ذلك يوم الأربعاء لسبع خلون من صفر سنة سبع و ثلاثين، و هو ابن ثلاث و تسعين سنة.

و قال الذهلي: قال يحيى بن بكير نحو ذلك، و قال عمرو بن علي نحو ذلك، و قال الواقدي نحوه، و قال ابن نمير: قتل بصفّين سنة سبع و ثلاثين.

أخبرنا أبو علي الحدّاد في كتابه، قال: قال لنا أبو نعيم الحافظ :

عمّار بن ياسر حليف بني مخزوم، و قيل هو مولاهم، و هو عمّار بن ياسر بن مالك بن حصين بن ثعلبة بن مالك بن أدد، و قال ابن الكلبي: هو من عنس بن يزيد بن مذحج من السّابقين الأوّلين و المعذّبين في اللّه، ذو الهجرتين، مختلف في هجرته إلى الحبشة، بدري، لم يشهد بدرا من المؤمنين (2) غيره، أسلم أبوه ياسر و أمّه سميّة، و كانت سميّة أول شهيدة في الإسلام، و هي سميّة بنت سالم بن لحيي يكنى أبا اليقظان، كان آدم، طوالا، أصلع، في مقدم رأسه شعرات، و في مؤخره شعرات، مجدع الأنف، سمّاه النبي صلى اللّه عليه و سلم الطّيّب المطيّب، و رحب به و قال:«مليء إيمانا إلى مشاشه» (3)[9218]، و ضرب خاصرته و قال:«هذه خاصرة مؤمنة»[9219]، و قال:«من

ص: 359


1- انظر كتاب الجمع بين رجال الصحيحين 399/1-400.
2- كذا بالأصل: لم يشهد بدرا من المؤمنين غيره» و هو خطأ فاحش، و الذي في المختصر:«لم يشهد بدرا ابن مؤمنين غيره» و هو أشبه بالصواب.
3- المشاس هي رءوس العظام كالمرفقين و الكتفين و الركبتين، راجع النهاية لابن الأثير: مشش.

حقّر عمارا حقّره اللّه»[9220]، شهد المشاهد كلها، بعثه عمر بن الخطاب إلى الكوفة أميرا، و قتل مع علي بصفّين و هو ابن نيّف و تسعين سنة، و كانت صفّين سنة سبع و ثلاثين، روى عنه من الصحابة: علي بن أبي طالب، و أبو موسى الأشعري، و عبد اللّه بن عبّاس، و أبو أمامة الباهلي، و جابر، و عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب، و أبو الطّفيل، و أبو لاس الخزاعي، و عبد الرّحمن بن أبزى، و من التابعين: ابنه محمّد بن عمّار، و محمّد بن الحنفية، و سعيد بن المسيّب، و أبو بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث، و علقمة بن قيس، و همّام بن الحارث، و أبو وائل، و زرّ بن حبيش، و نعيم بن حنظلة، و ميمون بن أبي شبيب في آخرين.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن زريق، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):

و عمّار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن الحصين بن الوذيم بن ثعلبة بن عوف بن حارثة بن عامر الأكبر بن يام (2) بن عنس، و هو زيد بن مالك بن زيد (3) بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، و يكنى أبا اليقظان، تقدّم إسلامه و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بمكة، و هو معدود في السّابقين الأوّلين من المهاجرين، و ممن عذّب في اللّه بمكة. أسلم هو و أبوه و أمّه سميّة مولاة أبي حذيفة بن المغيرة، و هي أول شهيدة في الإسلام، طعنها أبو جهل بحربة في قبلها فقتلها، و مرّ النبي صلى اللّه عليه و سلم بعمّار و أبيه و أمّه و هم يعذبون، فقال:«اصبروا يا آل ياسر، فإنّ موعدكم الجنّة»، و شهد عمّار مع رسول (4) اللّه صلى اللّه عليه و سلم بدرا و أحدا و الخندق، و مشاهده كلها، و نزل فيه آيات من القرآن، فمن ذلك أنّ المشركين أخذوه و عذّبوه حتى سبّ النبي صلى اللّه عليه و سلم، ثم جاءه و ذكر ذلك له فأنزل اللّه فيه إِلاّٰ مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمٰانِ (5)الآية[9221].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن

ص: 360


1- تاريخ بغداد 150/1 رقم 6.
2- بالأصل: نام، و التصويب عن تاريخ بغداد.
3- في تاريخ بغداد:«مالك بن أدد» و سقطت منها «بن زيد» و الصواب حذفها، انظر ما مرّ في عامود نسبه.
4- بالأصل:«النبي» ثم شطبت بخط فوقها، و «رسول اللّه» استدركت عن هامش الأصل.
5- سورة النحل، الآية:106.

علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا أبو الربيع سليمان بن داود الزّهراني (1)،نا جعفر بن سليمان، نا مالك بن دينار، عن خلاس (2)قال: سمعت رجلا قال لعمّار: يا أبا اليقظان.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، نا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول:

أبو اليقظان عمّار بن ياسر مولى بني مخزوم، صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:

أبو اليقظان عمّار بن ياسر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصّقر، أنا أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر الصوّاف، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بشر الدولابي (3)قال: أبو اليقظان عمّار بن ياسر.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو اليقظان عمّار بن ياسر بن مالك بن كنانة بن الحصين بن قيس بن ثعلبة بن عوف بن يام بن عنس بن يزيد بن مالك بن أدد، و يقال: ابن كنانة بن قيس بن لوذيم بن ثعلبة بن عوف بن حارثة بن عامر بن يام بن عنس بن مالك بن أدد المخزومي، حليف بني مخزوم، شهد بدرا مع النبي صلى اللّه عليه و سلم، و أمّه سمية بنت خيّاط ، أمة لبني مخزوم، آخى المصطفى عليه السلام بينه و بين حذيفة بن اليمان (4)،قتل يوم صفّين.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن

ص: 361


1- تقرأ بالأصل:«الرهواني» تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 676/10.
2- هو خلاس بن عمرو الهجري البصري، ترجمته في سير أعلام النبلاء 491/4.
3- الكنى و الأسماء للدولابي 62/1.
4- تهذيب الكمال 446/13.

المقرئ، أنا أبو الطّيّب محمّد بن جعفر الزّرّاد - بمنبج - نا أبو الفضل عبيد اللّه بن سعيد الزهري، نا عمّي - يعني يعقوب بن إبراهيم - عن أبيه قال: بلغنا أن عمّار بن ياسر قال: كنت تربا لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لسنه، لم يكن أقرب به سنا مني (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا علي بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا عمرو بن مرزوق، أنا شعبة، عن عمرو (2)بن مرّة، عن عبد اللّه بن سلمة قال: رأيت عمّار بن ياسر، يوم صفّين، شيخا آدم طوالا (3)،و أن الحربة في يده لترعد.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (4)،نا محمّد بن جعفر، نا شعبة، عن عمرو بن مرة قال: سمعت عبد اللّه بن سلمة يقول: رأيت عمارا يوم صفّين شيخا كبيرا آدم طوالا، آخذ الحربة بيده، و يده ترعد، فقال: و الذي نفسي بيده لقد قاتلت بهذه الراية مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثلاث مرات و هذه الرابعة، و الذي نفسي بيده لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر لعرفت أنّ مصلحتنا على الحقّ ، و أنهم على الضّلالة.

أخبرنا محمّد بن عبد الباقي الأنصاري، أنا الحسن بن علي الجوهري، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن فهد الأزدي الموصلي.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبي العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم قالوا: أنا أبو حمد بن علي، نا محمّد بن بشار - و قال ابن حمدان و ابن فهد: نا بندار،.... (5)بن جعفر قال ابن حمدان محمّد يعني غندر، نا شعبة، عن عمرو بن مرة قال: سمعت عبد اللّه بن سلمة يقول: رأيت عمّارا - زاد ابن

ص: 362


1- سير أعلام النبلاء 407/1 و المستدرك للحاكم 385/3.
2- رواه من هذه الطريق في تهذيب الكمال 445/13.
3- بالأصل:«شيخ آدم طوال»، و التصويب عن تهذيب الكمال.
4- رواه أحمد بن حنبل في مسنده 480/6 رقم 18906 (طبعة دار الفكر)، و انظر سير أعلام النبلاء 1/ 408.
5- كلمة مطموسة بالأصل.

حمدان و ابن فهد: بن ياسر و قالوا:- يوم صفّين شيخا طوالا آدم، آخذ الحربة - و قال ابن فهد: الراية - بيده، و يده ترعد، فقال: و الذي نفسي بيده لقد قاتلت بهذه الراية مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثلاث مرات - و قال أبو بكر: مرار - و هذه الرابعة، و الذي نفسي بيده لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر لعرفنا أن مصلحتنا على الحق و أنهم على الضلالة - و قال أبو بكر: على الباطل-.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرازي، أنا أبو مسلم محمّد بن أحمد بن علي الكاتب، نا البغوي، نا عبد الرّحمن بن صالح، نا علي بن غراب، نا الأعمش، عن عمرو بن مرّة، عن عبد اللّه بن سلمة قال:

رأيت عمارا يوم صفّين شيخا آدم طوالا في يده حربة ترعش، و هو يقول: إنّ هذه قاتلت بها مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مرتين و هذه الثالثة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو القاسم عيسى بن علي، أنا أبو القاسم البغوي، حدّثني محمّد بن الفرج مولى بني هاشم، نا حجّاج بن محمّد، حدّثني شعبة.

ح قال: و أنا عبد اللّه البغوي قال: و حدّثني أحمد بن إبراهيم الدّورقي، نا أبو داود، أنبأنا شعبة، عن عمرو بن مرة قال: سمعت عبد اللّه بن سلمة قال: رأيت عمّار بن ياسر يوم صفّين شيخا آدم طوالا، آخذ الحربة بيده، و يده ترعش.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد بن أبي علي، و أبو طاهر بن القصّاري.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه بن القصّاري، أنا أبي قالا: أنا إسماعيل بن الحسن، أنا أبو عبد اللّه المحاملي، نا زياد بن أيوب، نا الحارث بن محمّد الحنفي، نا كليب بن منفعة (1)،عن سليط بن سليط الحنفي قال:

كنت مع علي بن أبي طالب و أنا يومئذ حدث السن، و لحداثتي لا أعرف عمّارا، فبينا أنا ذات يوم قاعد بالكناسة إذ خرج علينا رجل آدم طوال، جعد الشعرة، فيه حبشية، فسلّم ثم تأمّل الناس، قال: وَ مِنْ آيٰاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرٰابٍ ثُمَّ إِذٰا أَنْتُمْ بَشَرٌ

ص: 363


1- من طريقه رواه في تهذيب الكمال 445/13-446.

تَنْتَشِرُونَ (1) ما أحسن أن يقول العبد سبحان اللّه عدد كلّ ما خلق، فتليت (2) كما قال، ثم انصرف، فوصفت صفته، فقالوا: هذه صفة عمّار أو قالوا: هذا عمّار.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر (3)بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسن بن الفهم.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد الحسن بن محمّد، أنا أبو الحسن اللّنباني (4)،أنا أبو بكر بن أبي الدنيا قالا:

نا محمّد بن سعد (5)،أنا محمّد بن عمر، نا عبد اللّه بن أبي عبيدة - زاد ابن الفهم: بن محمّد بن عمّار و قالا:- عن أبيه، عن لؤلؤة مولاة أم الحكم بنت عمّار أنها وصفت لهم عمّار فقالت: كان رجلا آدم طوالا، مضطربا، أشهل العينين، بعيد ما بين المنكبين، و كان لا يغيّر - زاد ابن الفهم: شيبه-.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، نا أبو القاسم بن البسري، و أبو طاهر القصّاري، و أبو محمّد و أبو الغنائم ابنا أبي عمّار، و أبو الحسين عاصم بن الحسن، و أبو عبد اللّه النّعالي قالوا: أنا أبو عمرو بن مهدي، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي قال: و أخبرني الحسن بن عثمان، أخبرني عدة من الفقهاء و أهل العلم قالوا: كان عمّار بن ياسر عنسيا (6) حليفا لبني مخزوم يكنى أبا اليقظان، لا يغيّر شيبة، آدم، طوالا، مضطربا (7) أشهل العينين، بعيد ما بين المنكبين.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن، أنا أبو مسلم محمّد بن أحمد بن علي الكاتب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين البزّاز، أنا عيسى بن

ص: 364


1- سورة الروم، الآية:20.
2- كذا بالأصل، و في المختصر:«فقلت كما قال» و في تهذيب الكمال: فنكتب كما قال.
3- بالأصل: أبو عمرو، تصحيف.
4- بالأصل: اللبناني، تصحيف، و الصواب بتقديم النون.
5- الخبر رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 264/3.
6- بالأصل: عنسي حليف.
7- بالأصل: مضطرب.

علي بن عيسى قالا: نا عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن حسّان السّمتي (1)،نا إسماعيل بن مجالد، نا بيان أبو بشر (2)-و في حديث عيسى: عن بيان عن وبرة - زاد الكاتب: ابن عبد الرّحمن (3) و قالا:- عن همّام بن الحارث قال:

قال عمّار بن ياسر: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - و في حديث الكاتب قال: سمعت عمّار بن ياسر يقول: لقد رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم - و ما معه إلاّ خمسة أعبد و امرأتان و أبو بكر (4).

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، نا الحسن بن علي، أنا محمّد بن العباس، أنا أبو الحسن الخشاب، أنا أبو علي الفقيه، نا محمّد بن سعد (5)،أنا محمّد بن عمر، نا عبد اللّه بن أبي عبيدة بن محمّد بن عمّار بن ياسر عن أبيه قال: قال عمّار بن ياسر:

لقيت صهيب بن سنان على باب دار الأرقم و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فيها، فقلت له: ما تريد؟ قال لي: ما تريد أنت ؟ فقلت: أردت أن أدخل على محمّد فأسمع كلامه، قال:

و أنا أريد ذلك، فدخلنا عليه، فعرض علينا الإسلام فأسلمنا، ثمّ مكثنا يومنا على ذلك حتى أمسينا، ثم خرجنا و نحن مستخفون. فكان إسلام عمّار و صهيب بعد بضعة و ثلاثين رجلا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، و أبو طاهر القصّاري، و أبو محمّد، و أبو الغنائم، و أبو الحسين عاصم، و أبو عبد اللّه قالوا: أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد، نا جدي يعقوب، نا يحيى بن أبي بكير، نا زائدة، عن عاصم، عن زرّ (6) عن عبد اللّه قال:

أول من أظهر إسلامه سبعة: رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أبو بكر، و عمّار، و أمه سميّة، و صهيب، و بلال، و المقداد.

ص: 365


1- ترجمته في تهذيب الكمال 196/16.
2- هو بيان بن بشر الأحمسي البجلي، أبو بشر الكوفي ترجمته في تهذيب الكمال 197/3.
3- هو وبرة بن عبد الرّحمن المسلي، أبو خزيمة، ترجمته في تهذيب الكمال 369/19.
4- رواه ابن الأثير في أسد الغابة 627/3 و تهذيب الكمال 446/13.
5- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى المطبوع 247/3.
6- غير مقروءة بالأصل.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد أحمد بن إبراهيم بن موسى المقرئ - إملاء - أنا أبو محمّد الحسن بن أحمد المخلدي، أنا أبو الوفاء المؤمّل بن الحسن بن عيسى، نا أحمد بن منصور الرّمادي، نا يحيى بن أبي بكير الكرماني، نا زائدة، نا عاصم بن أبي النّجود، عن زرّ، عن عبد اللّه قال (1):

كان أوّل من أظهر الإسلام سبعة: رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أبو بكر، و عمّار، و أمّه سميّة، و صهيب، و بلال، و المقداد، فأمّا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فمنعه اللّه بعمّه أبي طالب، و أما أبو بكر فمنعه اللّه بقومه، و أما سائرهم فأخذهم المشركون فألبسوهم أدراع الحديد و صفدوهم في الشمس، و ما منهم أحد إلاّ و قد واتاهم على ما أرادوا إلاّ بلال، فإنه هانت عليه نفسه في اللّه، و هان على قومه، فأعطوه الولدان يطوفون به في شعاب مكة و هو يقول: أحد أحد.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الغنائم، و أبو محمّد ابنا أبي عثمان، و أبو القاسم بن البسري، و أبو طاهر القصّاري، و أبو الحسن عاصم بن الحسن، و أبو عبد اللّه النّعالي قالوا: أنا أبو عمر الفارسي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد، نا جدي يعقوب، نا حسين بن محمّد المرورّوذي، نا شيبان، عن منصور، عن مجاهد.

و حدّثنا جدي، نا عبد اللّه بن محمّد بن أبي شيبة، نا جرير عن منصور، عن مجاهد.

و حدّثنا جدي، نا علي بن حفص المدائني الأشجعي، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد (2) قال:

أول من أظهر إسلامه سبعة: رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أبو بكر، و بلال، و خبّاب، و صهيب، و عمّار، و سميّة أم عمّار، فأمّا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فمنعه اللّه بعمّه، و أمّا أبو بكر فمنعه اللّه بقومه، و أما الآخرون فأخذهم المشركون فألبسوهم أدراع الحديد و صهروهم في الشمس - زاد شيبان و جرير في حديثهما: حتى بلغ الجهد منهم كلّ مبلغ. زاد شيبان: خاصة حتى جعل يسيل منهم الصديد، و زاد جرير: فأعطوهم ما سألوا، فجاء

ص: 366


1- رواه في تهذيب الكمال 446/13 و سير أعلام النبلاء 408/1-409.
2- تهذيب الكمال 446/13 و سير أعلام النبلاء 409/1 و انظر أسد الغابة 627/3.

إلى كلّ رجل منهم قومه بأنطاع الأدم فيها الماء فألقوهم فيها ثم حملوا بجوانبه إلاّ بلال، فلما كان العشي جاء أبو جهل فجعل يشتم سميّة و يرفث - و قال شيبان في حديثه: فجاء أبو جهل عدوّ اللّه بحربته فجعل يقول (1) بها في قبل سميّة حتى قتلها، و كانت أول شهيدة قتلت في الإسلام، إلاّ بلال فإنه هانت عليه نفسه في اللّه عز و جل، فجعلوا في عنقه حبلا، ثم أمروا صبيانهم فاشتدوا به بين أخشبي مكة، و جعل يقول:

أحد أحد.

قال شيبان في حديثه: فقال القوم: ما أرادوا منهم غير بلال، فلما أعياهم كتفوه و جعلوا في عنقه حبلا من ليف و أعطوه غلمانهم، فجعلوا يجرّونه بمكة و يلعبون به، فلما أعياهم و أملّهم تركوه، فقال عمّار: كلنا قد قال ما أريد منه غير بلال، هانت عليه نفسه في اللّه، و لكن اللّه تداركنا منه برحمة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (2)،أنا محمّد بن عمر، نا معاوية بن عبد الرّحمن بن أبي مزرّد، عن يزيد بن رومان، عن عروة بن الزبير قال:

كان عمّار بن ياسر من المستضعفين الذين يعذبون بمكة ليرجع عن دينه، قال محمّد بن عمر: و المستضعفين (3) قوم لا عشائر لهم بمكة، و ليست لهم منعة و لا قوة، فكانت قريش تعذّبهم في الرّمضاء بأنصاف النهار ليرجعوا عن دينهم.

قال (4):و أنا محمّد بن عمر، حدّثني عثمان بن محمّد، عن عبد الحكيم بن صهيب، عن عمر بن الحكم قال:

كان عمّار بن ياسر يعذّب حتى لا يدري ما يقول (5)،و بلال و عامر بن فهيرة و قوم من المسلمين، و فيهم نزلت هذه الآية

ص: 367


1- كذا بالأصل و تهذيب الكمال، و في سير أعلام النبلاء:«يطعن» و في المختصر:«يبوك».
2- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 248/3.
3- كذا، و في ابن سعد: و المستضعفون.
4- طبقات ابن سعد 248/3 و سير أعلام النبلاء 409/1.
5- زيد بعدها في طبقات ابن سعد: و كان صهيب يعذب حتى لا يدري ما يقول، و كان أبو فكيهة يعذب حتى لا يدري ما يقول.

وَ الَّذِينَ هٰاجَرُوا فِي اللّٰهِ مِنْ بَعْدِ مٰا ظُلِمُوا (1) .

أخبرنا أبو صالح عبد الصمد بن عبد الرّحمن الحنوي، و أبو بكر اللفتواني، قالا: أنا أبو محمّد التميمي، أنا أبو الحسين بن المتيّم، نا علي بن محمّد بن عبيد.

ح و أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنا شجاع بن علي، أنا محمّد بن إسحاق بن مندة، نا خيثمة بن سليمان، قالا: نا أحمد بن حازم الغفاري، أنا عمرو بن حمّاد، نا حسين بن عيسى بن زيد، عن أبيه، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن عثمان قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول لعمّار و لأبيه و لأمّه و هم بمكة و المشركون يعذبونهم:«اصبروا آل ياسر، فإنّ موعدكم الجنة»، و في حديث خيثمة: موعدكم (2)- و لم يقل فإن، و ليس فيه: و لأمّه[9222].

أخبرنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان، أنا أبو الفرج أحمد بن عثمان بن الفضل المحبوبي، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن محمّد بن إسحاق بن حبابة، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، نا أحمد بن محمّد الصوفي، نا عمرو بن طلحة القنّاد، نا حسين بن عيسى بن زيد، عن الأعمش، عن سالم، عن عثمان - يعني ابن عفّان - قال: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول لعمّار و لأبيه و أمّه و هم يعذّبون بمكة:«اصبروا آل ياسر، موعدكم الجنة»[9223].

قال: و نا عبد اللّه، نا عبّاس بن محمّد، نا محمّد بن الصّلت، نا منصور بن أبي الأسود، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد قال: قال عثمان:

مررت مع النبي صلى اللّه عليه و سلم بعمّار و أبيه و أمه و ذكر نحو حديث حسين بن عيسى (3).

قال: و نا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني الحسن بن محمّد بن الصباح، نا أبو قطن، و هو عمرو بن الهيثم (4)،نا القاسم بن الفضل، عن عمرو بن مرّة، عن سالم بن أبي الجعد، عن عثمان قال:

ص: 368


1- سورة النحل، الآية:41 و بالأصل و ابن سعد: فتنوا» بدل «ظلموا».
2- كذا بالأصل هنا، و الذي تقدم: موعدكم، أيضا.
3- سير أعلام النبلاء 409/1-410.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 359/14.

أقبلت أنا و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يمشي إلى البطحاء حتى انتهينا إلى أبي عمّار و أمّه و عمّار فقال: يا رسول اللّه الدهر هكذا، فقال:«اصبر ياسر، اللّهمّ اغفر لآل ياسر، و قد فعلت»[9224].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد بن أبي عثمان، و أبو طاهر أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن القصّاري.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن القصاري، أنا أبي أبو طاهر أحمد بن محمّد بن إبراهيم الخوارزمي.

قالا: أنا أبو القاسم الصّرصري، نا أبو عيسى أحمد بن إسحاق بن عبد اللّه الأنماطي.

ح و أخبرنا أبو صالح الحنوي، و أبو بكر اللفتواني قالا: أنا رزق اللّه بن عبد الوهاب، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد، نا علي بن محمّد بن عبيد، نا علي بن إسماعيل بن الحكم، و أحمد بن حرب، و نا أحمد بن محمّد بن عمّار الكوفي.

قالوا: نا العبّاس بن محمّد، نا محمّد بن الصّلت، نا منصور بن أبي الأسود، عن الأعمش، عن عمرو بن مرّة، عن سالم بن أبي الجعد قال: قال عثمان:

مررت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعمّار و أبيه و أمه و هم - و في حديث ابن عبيد عن عثمان بن عفّان قال: كنت مع النبي صلى اللّه عليه و سلم فمرّ بعمّار بن ياسر و أمه و أبيه - يعذبون، فقال:«اصبروا آل ياسر، فإنّ موعدكم الجنّة»[9225].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا علي بن أحمد بن البسري، و عاصم بن الحسن، و أحمد و محمّد ابنا أبي عثمان، و أحمد بن محمّد بن إبراهيم، و الحسين بن أحمد بن محمّد قالوا: أنا عبد الواحد بن محمّد، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، نا مسلم، نا القاسم بن الفضل (1)-يعني الحدّاني - نا عمرو بن مرّة الجملي (2)،عن سالم بن أبي الجعد، عن عثمان بن عفّان قال:

أقبلت و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم آخذ بيدي نتماشى في البطحاء حتى أتينا على أبي عمّار

ص: 369


1- هو القاسم بن الفضل، أبو المغيرة الأزدي الحداني البصري ترجمته في سير أعلام النبلاء 290/7.
2- رسمها مضطرب بالأصل، و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 334/14.

و أمّه و هم (1)يعذبون، فقال ياسر: الدهر هكذا، فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«اصبر» و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اللّهم اغفر لآل ياسر، و قد فعلت»[9226].

قال: و حدّثني جدي قال: سمعت مسدّد بن مسرهد يقول: لم يكن من المهاجرين أحد أبواه مسلمان غير عمّار بن ياسر (2).

هذا وهم من مسدّد، فإنّ أبوي أبي بكر كانا مسلمين: أبو قحافة، و أم الخير.

أخبرنا أبو صالح عبد الصمد بن عبد الرّحمن بن أحمد بن العبّاس الحنوي - ببغداد - و أبو بكر محمّد بن شجاع اللفتواني، و أبو الفضل محمّد بن عبد الواحد بن محمّد المغازل - بأصبهان - قالوا: أنا أبو محمّد رزق اللّه بن عبد الوهّاب بن عبد العزيز التميمي، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن حمّاد، نا أبو الحسن علي بن محمّد بن عبيد الحافظ ، نا محمّد بن علي الورّاق، و أخبرني جعفر بن محمّد الطنافسي، و نا محمّد بن محمّد بن عيسى قالوا: نا مسلم بن إبراهيم، نا القاسم بن الفضل الحدّاني، نا عمرو بن مرّة، عن سالم بن أبي الجعد قال:

دعا عثمان نفرا من المسلمين فيهم عمّار بن ياسر فقال عثمان: أما إنّي سأحدثكم عنه - يعني عمارا - أقبلت أنا و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم آخذ يدي نتماشى في البطحاء حتى أتينا على أبي عمّار، و عمّار، و أمّه و هم يعذّبون، فقال ياسر للنبي صلى اللّه عليه و سلم: الدهر هكذا، فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«اصبر»، ثم قال:«اللّهمّ اغفر لآل ياسر، و قد فعلت» (3)[9227].

ح قال: و نا علي، حدّثناه أحمد بن أبي خيثمة، نا موسى بن إسماعيل، نا القاسم بن الفضل، نا عمرو بن مرّة، عن سالم بن أبي الجعد أن عثمان قال: أقبلت، و ذكر عن النبي صلى اللّه عليه و سلم نحوه.

و رواه معتمر (4)بن سليمان عن القاسم بن الفضل فقال: عن أبي البختري عن سلمان.

ص: 370


1- كذا بهذه الرواية:«بأبي عمار و أمه» وهم، و عله سقط اسم:«عمار»، كما في الروايات السابقة.
2- سير أعلام النبلاء 410/1.
3- سير أعلام النبلاء 410/1 و انظر تخريجه فيه.
4- في سير أعلام النبلاء: جعثم بن سليمان.

أخبرناه أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر أحمد بن علي الخطيب.

ح و أخبرناه أبو صالح، و أبو بكر، و أبو الفضل، قالوا: أنا أبو محمّد التميمي، أنا أبو الحسين، نا يعقوب بن القاسم، نا عبد الرّزّاق، عن المعتمر بن سليمان، عن القاسم بن الفضل الحدّاني، عن عمرو بن مرّة، عن أبي البختري، عن سلمان قال:

سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم و قال له عمّار و هو يعذّب: يا رسول اللّه هكذا الدهر أبدا، قال: فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اللّهم اغفر لآل ياسر، موعدكم الجنّة»[9228].

أخبرنا أبو صالح، و أبو بكر، و أبو الفضل قالوا: أنا أبو محمّد، أنا أبو الحسين بن المتيّم، نا علي بن محمّد بن عبيد، حدّثني محمّد بن عبد اللّه بن سليمان، نا إبراهيم بن سعيد، نا أسد بن خالد، عن سليمان بن قرم، عن الأعمش، عن عبد الرّحمن بن أبي زياد، عن عبد اللّه بن الحارث، عن عثمان قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول لأبي عمّار، و أمّ عمّار، و عمّار:«اصبروا يا آل ياسر، فإنّ موعدكم الجنّة»[9229].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، نا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا إبراهيم بن عصمة العدل، نا السّري بن خزيمة، نا مسلم بن إبراهيم، نا هشام بن أبي عبد اللّه، عن أبي الزبير، عن جابر.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مرّ بعمّار و أهله و هم يعذّبون فقال:«أبشروا آل عمّار - أو آل ياسر - فإنّ موعدكم الجنّة»[9230].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1)،أنا مسلم بن إبراهيم، نا هشام الدّستوائي، نا أبو الزبير.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم مرّ بآل عمّار و هم يعذّبون فقال لهم:«أبشروا آل عمّار، فإنّ موعدكم الجنة»[9231].

ص: 371


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 249/3.

قال: و أنا محمّد بن سعد (1)نا الفضل بن عنبسة، نا شعبة، عن أبي بشر، عن يوسف المكي.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم مرّ بعمّار و أبي عمّار و أمّه و هم يعذّبون بالبطحاء فقال:«أبشروا يا آل عمّار، فإنّ موعدكم الجنّة»[9232].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد و محمّد ابنا علي بن الحسن، و علي بن أحمد بن البسري، و أحمد بن محمّد بن إبراهيم القصّاري، و عاصم بن الحسن بن محمّد، و الحسين بن أحمد بن محمّد بن طلحة قالوا: أنا عبد الواحد بن محمّد بن مهدي، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي، نا يحيى بن.... (2)،نا أبو عوانة، عن أبي بلج (3)،عن عمرو بن ميمون قال:

عذّب المشركون عمّارا بالنار، فكان النبي صلى اللّه عليه و سلم يمرّ به، فيمر يده على رأسه و يقول:« يٰا نٰارُ كُونِي بَرْداً وَ سَلاٰماً (4)على عمّار، كما كنت على إبراهيم، تقتلك الفئة الباغية»[9233].

عمرو بن ميمون أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم و لم يره (5).

آخر الجزء الثالث عشر بعد الخمسمائة من الفرع.

أخبرنا أبو بكر الحاسب، أنا أبو محمّد المقنّعي، أنا أبو عمر الخزّاز، أنا أبو الحسن الساجي، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (6)،أنا محمّد بن عمر، حدّثني عثمان بن محمّد، عن الحارث بن الفضيل (7)،عن محمّد بن كعب القرظي، أخبرني من رأى عمّار بن ياسر متجردا في سراويل، قال: فنظرت إلى ظهره فيه حبط (8)كثير، فقلت: ما هذا؟ قال: هذا مما كانت تعذبني به قريش في رمضاء مكة.

قال: و نا ابن سعد (9)،أنا إسماعيل بن إبراهيم، عن ابن عون، عن محمّد أن

ص: 372


1- طبقات ابن سعد 249/3.
2- كلمة مطموسة بالأصل، و لعله يحيى بن حماد، انظر طبقات ابن سعد 248/3.
3- من طريقه رواه في سير أعلام النبلاء 410/1 و طبقات ابن سعد 248/3.
4- سورة الأنبياء، الآية:69.
5- ترجمته في تهذيب الكمال 350/14.
6- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 248/3.
7- في ابن سعد: الحارث بن الفضل.
8- كذا بالأصل و ابن سعد، و في المختصر: خيط كبير.
9- الطبقات الكبرى لابن سعد 249/3 و سير أعلام النبلاء 411/1.

النبي صلى اللّه عليه و سلم لقي عمّارا و هو يبكي، فجعل يمسح على عينيه و يقول:«أخذك الكفار فغطوك في النار»، فقلت: كذا و كذا، فإن عادوا فقل ذاك لهم.

قال: و أنا ابن سعد (1)،أنا عبد اللّه بن جعفر الرّقّي، نا عبيد اللّه بن عمرو، عن عبد الكريم، عن أبي عبيدة بن محمّد بن عمّار بن ياسر قال:

أخذ المشركون عمّار بن ياسر فلم يتركوه حتى نال من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و ذكر آلهتهم بخير فلما أتى النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«ما وراءك ؟» قال: شرّ يا رسول اللّه، و اللّه ما تركت حتى نلت منك، و ذكرت آلهتهم، قال:«فكيف تجد قلبك ؟» قال: مطمئن بالإيمان، قال:«فإن عادوا فعد»[9234].

أخبرنا به عاليا أبو القاسم الشحامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا عبد الرّحمن بن حمدان الجلاّب - بهمذان - نا هلال بن العلاء الرّقّي، نا أبي، نا عبيد اللّه بن عمرو، عن عبد الكريم، عن أبي عبيدة ابن محمّد بن عمّار بن ياسر عن أبيه قال:

أخذ المشركون عمّار بن ياسر فلم يتركوه حتى سبّ النبي صلى اللّه عليه و سلم و ذكر آلهتهم بخير ثم تركوه، فلما أتى النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«ما وراءك ؟» قال: شرّ يا رسول اللّه، ما تركت حتى نلت منك، و ذكرت آلهتهم بخير، قال:«كيف تجد قلبك ؟» قال: مطمئنا بالإيمان، قال:«إن عادوا فعد»[9235].

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن علي بن فطيمة (2)قاضي خسروجرد، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، أنا علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد، نا محمّد بن الفضل بن جابر، أنا يحيى بن يوسف، نا عبيد اللّه بن عمرو، عن عبد الكريم، عن أبي عبيدة بن محمّد بن عمّار بن ياسر عن أبيه قال:

أخذ المشركون عمّارا فلم يتركوه حتى سبّ النبي صلى اللّه عليه و سلم، و ذكر آلهتهم بخير، فتركوه، فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«يا عمّار ما وراءك ؟» قال: شرا يا رسول اللّه، ما تركت حتى نلت منك، و ذكرت آلهتهم (3)،فقال:«فكيف تجد قلبك ؟» قال: مطمئنا

ص: 373


1- الطبقات الكبرى لابن سعد 249/3 و سير أعلام النبلاء 411/1.
2- قارن مع مشيخة ابن عساكر 49/ب.
3- كذا بالأصل.

بالإيمان، قال:«إن عادوا فعد»، قال: فأنزل اللّه عز و جل: مَنْ كَفَرَ بِاللّٰهِ مِنْ بَعْدِ إِيمٰانِهِ إِلاّٰ مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمٰانِ (1)قال: ذاك عمّار بن ياسر، وَ لٰكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً (2)عبد اللّه بن أبي سرح.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، و أبو طاهر القصّاري، و أبو محمّد، و أبو الغنائم ابنا أبي عثمان، و أبو الحسين عاصم بن الحسن، و أبو عبد اللّه النعالي قالوا: أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي يعقوب، نا محمّد بن حميد الرازي، نا ابن المبارك، نا معمر، عن عبد الكريم الجزري، عن أبي عبيدة بن محمّد بن عمّار بن ياسر قال:

أخذ المشركون عمّارا فلم يتركوه حتى سبّ النبيّ صلى اللّه عليه و سلم و ذكر آلهتهم بخير، فلما أتى النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«ما وراءك ؟» قال: شرّ يا رسول اللّه، و اللّه ما تركني المشركون حتى نلت منك، و ذكرت آلهتهم بخير، قال:«فكيف تجد قلبك ؟» قال: أجد قلبي مطمئنا بالإيمان، قال:«فإن عادوا فعد»[9236].

أخبرناه عاليا أبو الحسن الفرضي، أنا أحمد بن عبد الواحد بن محمّد، أنا جدي محمّد بن أحمد بن عثمان، أنا محمّد بن يوسف بن بشر، و نا محمّد بن حمّاد الطّهراني، أنا عبد الرزّاق، أنا معمر، أنا عبد الكريم الجزري، عن أبي عبيدة بن محمّد بن عمّار بن ياسر في قوله: إِلاّٰ مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمٰانِ قال: أخذ المشركون عمّار بن ياسر فعذبوه حتى قاربهم في بعض ما أرادوا، فشكا ذلك إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«كيف تجد قلبك ؟» قال: مطمئن بالإيمان، قال:«فإن عادوا فعد»[9237].

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3)،أنا عبد اللّه بن جعفر الرّقّي، نا عبيد اللّه بن عمرو، عن عبد الكريم، عن أبي عبيدة بن محمّد بن عمّار بن ياسر في قوله: إِلاّٰ مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمٰانِ قال: ذلك عمّار بن ياسر [و] (4)

ص: 374


1- سورة النحل، الآية:106.
2- سورة النحل، الآية:106.
3- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 249/3.
4- زيادة لازمة للإيضاح عن ابن سعد.

في قوله: وَ لٰكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً قال: ذاك عبد اللّه بن أبي سرح.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث، أنا أحمد و محمّد ابنا أبي عثمان، و علي بن أحمد بن البسري، و عاصم بن الحسن، و الحسين بن أحمد بن محمّد بن القصّاري قالوا: أنا أبو أحمد بن محمّد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي يعقوب، نا الحسين بن محمّد المرورّوذي، نا شيبان، عن قتادة قوله عز و جل: مَنْ كَفَرَ بِاللّٰهِ مِنْ (1) بَعْدِ إِيمٰانِهِ إِلاّٰ مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمٰانِ قال: ذكر لنا أنها نزلت في عمّار، أخذه بنو المغيرة فغطّوه في بئر ميمون (2) حتى أمسى، فقالوا: أكفر بمحمّد و أشرك، فبايعهم (3) على ذلك و قلبه كاره، فأنزل اللّه هذه الآية وَ لٰكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً يقول: من أتاه على خيار استحبابا له، فعليهم غضب من اللّه و لهم عذاب عظيم.

قال: و نا جدي، نا إبراهيم بن مهدي المصّيصي، نا هشيم، عن حصين، عن أبي مالك قال: نزلت في عمّار إِلاّٰ مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمٰانِ .

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي، أنا يحيى بن إسماعيل بن يحيى، نا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن، نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع بن الجرّاح، أنا إسرائيل، عن جابر، عن الحكم إِلاّٰ مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمٰانِ قال: نزلت في عمّار بن ياسر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد (4)، أنا حجاج بن محمّد قال: قال ابن جريج: سمعت عبد اللّه بن عبيد بن عمير يقول:

نزلت في عمّار بن ياسر إذ كان يعذّب في اللّه قوله: وَ هُمْ لاٰ يُفْتَنُونَ (5).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، و أبو طاهر بن القصّاري، و أبو محمّد، و أبو الغنائم ابنا أبي عثمان، و أبو الحسين عاصم بن الحسن،

ص: 375


1- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
2- من آبار مكة، بأعلاها، راجع معجم البلدان.
3- كذا بالأصل، و في المختصر: فتابعهم.
4- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 250/3.
5- سورة العنكبوت، الآية:2.

و أبو عبد اللّه النّعالي قالوا: أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، نا إسحاق بن أبي إسرائيل: وَ هُمْ لاٰ يُفْتَنُونَ .

قال: نا حجّاج عن ابن جريج قال: سمعت عبد اللّه بن عبيد بن عمير يقول:

نزلت في عمّار بن ياسر إذ كان يعذّب في اللّه عزّ و جلّ .

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد - إجازة - نا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال (1):

فبلغني أن عمّار بن ياسر قال - و هو يذكر بلال بن رباح و أمّه حمامة و أصحابه و ما كانوا فيه من البلاء و عتاقة أبي بكر إياهم - فقال:

جزى اللّه خيرا عن بلال و صحبه *** عتيقا و أخزى فاكها و أبا جهل

عشية هما في بلال بسوأة *** و لم يحذروا (2)ما يحذر المرء ذو العقل

بتوحيده ربّ الأنام و قوله *** شهدت بأنّ اللّه ربّي على مهل

فإن تقتلوني تقتلوني و لم أكن *** لأشرك بالرّحمن من خيفة القتل

فيا ربّ إبراهيم و العبد يونس *** و موسى و عيسى نجني ثم لا تملي

لمن ظل يهوى الغيّ من آل غالب *** على غير برّ كان منه و لا عدل

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو القاسم بن البسري، و أبو طاهر الخوارزمي، و أبو محمّد، و أبو الغنائم، و أبو الحسين عاصم، و أبو عبد اللّه النّعالي قالوا: أنا أبو عمر الفارسي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، نا سنيد بن داود (3)، حدّثني حجّاج، عن ابن جريج، عن عكرمة: وَ أَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخٰافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلىٰ رَبِّهِمْ (4)قال آل شيبة و عتبة ابنا ربيعة و نفر معهما سمّاهم أبا طالب، فقالوا: لو أن ابن أخيك محمّد يطرد موالينا و حلفاءنا فإنّما هم عبيدنا كان أعظم في صدورنا، و أطوع له

ص: 376


1- الخبر و الأبيات في سيرة ابن إسحاق ص 170 رقم 235.
2- بالأصل: يحذر.
3- هو سنيد بن داود المصيصي، أبو علي المحتسب، ترجمته في تهذيب الكمال 155/8.
4- سورة الأنعام، الآية:51.

عندنا (1)،فأتى أبو طالب النبي صلى اللّه عليه و سلم فحدّثه بالذي كلّموه، فأنزل اللّه عزّ و جل: وَ أَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخٰافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلىٰ رَبِّهِمْ وَ لاٰ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدٰاةِ وَ الْعَشِيِّ (2)،قال: و كانوا: بلالا، و عمّار بن ياسر مولى أبي حذيفة بن المغيرة، و سالم مولى أبي حذيفة بن عتبة، و صبيح مولى أسيد، و من الحلفاء: ابن مسعود، و المقداد بن عمرو، و غيرهم.

قال: و نا جدي، حدّثني إسحاق بن أبي إسرائيل، نا حجّاج، عن ابن جريج:

وَ لَوْ أَنّٰا كَتَبْنٰا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيٰارِكُمْ مٰا فَعَلُوهُ إِلاّٰ قَلِيلٌ مِنْهُمْ (3) في عبد اللّه بن مسعود، و عمّار بن ياسر عن عكرمة مولى ابن عباس.

قال: و نا جدي، نا محمّد بن عبد الأعلى بن كناسة، نا الكلبي عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله: أَمَّنْ هُوَ قٰانِتٌ آنٰاءَ اللَّيْلِ سٰاجِداً وَ قٰائِماً (4)قال: نزلت في عمّار بن ياسر.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (5)،نا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور.

قالا: أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا داود بن عمرو، نا المطّلب بن زياد بن [أبي] (6)زهير القرشي، عن ليث، عن مجاهد في قوله: مٰا لَنٰا لاٰ نَرىٰ رِجٰالاً كُنّٰا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرٰارِ (7)قال: يقول أبو جهل في النار: أين عمّار؟ أين بلال ؟ (8)أخبرنا أبو علي بن السبط ، نا أبي أبو سعد، نا أحمد بن إبراهيم بن فراس، أنا محمّد بن إبراهيم الدّيبلي، نا أبو عبيد اللّه المخزومي، نا سفيان، عن بشير بن تيم،

ص: 377


1- بالأصل: عنه، و فوقها ضبة، و المثبت عن المختصر.
2- سورة الأنعام، الآية:52.
3- سورة النساء، الآية:66.
4- سورة الزمر، الآية:9.
5- بالأصل: المزرقي، تصحيف.
6- زيادة لازمة. ترجمته في تهذيب الكمال 149/18 و سير أعلام النبلاء 332/8.
7- سورة ص، الآية:62.
8- بالأصل:«يقول أبو جهل في النار ابن عمار بن بلال» صوبنا العبارة عن مختصر ابن منظور.

عن من حدّثه عن عكرمة في قوله: أَ فَمَنْ يُلْقىٰ فِي النّٰارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيٰامَةِ (1)قال: نزلت في عمّار بن ياسر و في أبي جهل.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أخبرني أبو بكر محمّد بن عبد الملك القرشي، أنا محمّد بن المظفر، أنا عبد اللّه بن صالح النجاري، نا (2)ابن أبي عمر، نا سفيان، عن بشير بن تيم، عن عكرمة أَ فَمَنْ يُلْقىٰ فِي النّٰارِ خَيْرٌ قال: أبو جهل بن هشام أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيٰامَةِ قال: عمّار بن ياسر.

قال: و أنا أبو سعيد الصّيرفي، نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم، نا محمّد بن إسحاق الصّغانيّ ، نا يحيى بن معين، نا ابن عيينة، عن بشير بن تيم، عن رجل، عن عكرمة إن شاء اللّه قال: نزلت في عمّار و أبي جهل أَ فَمَنْ يُلْقىٰ فِي النّٰارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيٰامَةِ و قال في [أبي] (3) جهل و عمّار.

أَ وَ مَنْ كٰانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنٰاهُ وَ جَعَلْنٰا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النّٰاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمٰاتِ لَيْسَ بِخٰارِجٍ (4) مِنْهٰا .

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، و أبو طاهر، و أبو محمّد، و أبو الغنائم، و أبو الحسين، و أبو عبد اللّه قالوا: أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب.

قال: و نا جدي، نا يعلى بن عبيد، نا المسعودي، عن القاسم قال: أول من بنى مسجدا يصلّى فيه: عمّار بن ياسر (5).

أخبرنا أبو نصر محمّد بن حمد بن عبد اللّه الكبريتي، أنا أبو مسلم محمّد بن علي بن محمّد النحوي، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن المقرئ، نا أبو عروبة الحسين بن أبي معشر الحرّاني - بحرّان - نا محمّد بن معدان، و هو الحراني، نا أبو

ص: 378


1- سورة فصلت، الآية:40 و بالأصل:«امن».
2- «نا» كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
3- زيادة لازمة للإيضاح.
4- سورة الأنعام، الآية:122 و بالأصل:«أ فمن».
5- رواه في تهذيب الكمال 446/13 و سير أعلام النبلاء 411/1.

عبد الرّحمن المقرئ، نا المسعودي (1)-و هو عبد الرّحمن بن عبد اللّه - عن القاسم بن عبد الرّحمن قال: أول من بنى مسجدا يصلّى فيه: عمّار بن ياسر.

أخبرني أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو بكر محمّد بن المرسل (2)،نا الفضل بن محمّد، نا أحمد بن حنبل، نا يزيد بن هارون.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا أبو نعيم قالا: نا المسعودي عن القاسم قال:

أول من أفشى القرآن - زاد يزيد: بمكة - من في رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: عبد اللّه بن مسعود، و أوّل من بنى مسجدا يصلى فيه: عمّار بن ياسر، و أوّل من أذّن - زاد يزيد:

للمسلمين - بلال، و أوّل من عدا به فرسه في سبيل اللّه المقداد بن الأسود، و أوّل من رمى بسهم في سبيل اللّه سعد - و في رواية يزيد: بسهم في سبيل اللّه رمى به سعد بن أبي وقّاص - و أول من قتل من المسلمين يوم بدر مهجع مولى عمر بن الخطاب، و أوّل حي ألفوا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم جهينة، و أوّل من أدّى الصدقة - و في حديث يزيد: و أوّل حيّ أدوا الصدقات من قبل أنفسهم طائعين بنو عذرة بن سعد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3)،أنا قبيصة بن عقبة، أنا سفيان، عن أبيه قال: أوّل من اتّخذ في بيته مسجدا يصلّي فيه عمّار.

قالوا: و هاجر عمّار بن ياسر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية.

قال: و أنا ابن سعد (4)،أنا محمّد بن عمر، نا عمر بن عثمان، عن أبيه قال: لما

ص: 379


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 93/7.
2- كذا رسمها بالأصل، و لعله: المؤمل.
3- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 250/3.
4- طبقات ابن سعد 250/3.

هاجر عمّار بن ياسر من مكة إلى المدينة نزل على مبشّر بن عبد المنذر رضي اللّه عنهما.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو محمّد بن زبر، نا إبراهيم بن مهدي الأيلي، نا أبو حاتم سهل بن محمّد السّجستاني، أنا الأصمعي، عن العمري قال:

أوّل من أذّن بلال، و أوّل من بنى مسجدا يصلّى فيه عمّار بن ياسر، و أوّل من رمى بسهم في سبيل اللّه: سعد بن أبي وقّاص، و أوّل من تغنّى بالحجاز المصطلق أبو خزاعة، و إنّما سمّي المصطلق لحسن صوته.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العباس النهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل، نا عبد اللّه بن رجاء، نا إسرائيل عن (1) أبي إسحاق (2)،عن البراء قال:

كان أوّل من قدم علينا من المهاجرين مصعب بن عمير أخو عبد الدار بن قصي فقلت له: ما فعل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: هو مكانه و أصحابه على أثري، ثم أتانا بعده عمرو بن أم مكتوم أخو بني فهر فقال: ما فعل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أصحابه ؟ فقال: هم أولاي على أمري، ثم أتانا بعده عمّار بن ياسر و سعد بن أبي وقّاص، و عبد اللّه بن مسعود، و بلال، ثم أتانا بعده عمر بن الخطاب في عشرين راكبا، ثم أتانا بعدهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أبو بكر معه قال البراء: فلم يقدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم المدينة حتى قرأت سورا من المفصّل، ثم خرجنا نتلقى العير، فوجدناهم قد برزوا (3).

أخبرنا أبو بكر الحاسب، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو الحسن الخشّاب، أنا أبو علي الفقيه، نا محمّد بن سعد (4)،أنا محمّد بن عمر، أنا محمّد بن عبد اللّه، عن الزهري، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة قال: أقطع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عمّار بن ياسر موضع داره.

ص: 380


1- كذا بالأصل:«عن» و هو إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق.
2- يعني أبا إسحاق عمرو بن عبد اللّه السبيعي.
3- تقرأ بالأصل:«ندروا» و المثبت عن المختصر.
4- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 250/3.

قال (1):و أنا محمّد بن عمر، عن عبد اللّه بن جعفر قال: آخى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بين عمّار بن ياسر و حذيفة بن اليمان، قال عبد اللّه بن جعفر: إن لم يكن حذيفة شهد بدرا فإنّ إسلامه كان قديما.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، نا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا زهير بن محمّد، أخبرني صدقة بن سابق، عن محمّد، أنا إسحاق قال:

جاء النبي صلى اللّه عليه و سلم بين عمّار حليف بني مخزوم و بين حذيفة بن اليمان أخي بني عبس حليف بني عبد الأشهل.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر أحمد بن علي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه.

قالا: أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا عمرو بن خالد، و حسّان، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة بن الزبير في تسمية من شهد بدرا من بني مخزوم، فذكرهم، قال: و عمّار بن ياسر.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا محمّد بن الحسين، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عتاب، أنا القاسم بن عبد اللّه بن المغيرة، نا إسماعيل بن أبي أويس، نا إسماعيل بن إبراهيم، عن عمّه موسى بن عقبة قال في تسمية من شهد بدرا قال: و من بني مخزوم: عمّار بن ياسر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسن، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد، أنا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال (2) في تسمية من شهد بدرا من بني مخزوم بن يقظة: عمّار بن ياسر.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الحسين، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني سعيد بن يحيى الأموي، حدّثني أبي، نا محمّد بن إسحاق قال في

ص: 381


1- طبقات ابن سعد 250/3.
2- سيرة ابن هشام 339/2 و عقب ابن هشام على ذكره في بني مخزوم قال: عمار بن ياسر، عنسي، من مذحج.

تسمية من شهد بدرا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: عمّار بن ياسر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر محمّد بن العبّاس، أنا أبو القاسم بن أبي حيّة، أنا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر (1) قال: في تسمية من شهد بدرا من قريش و الأنصار ثم من بني مخزوم: عمّار بن ياسر.

قال: و أنا أبو عمر، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال (2):قالوا: و شهد عمّار بن ياسر بدرا و أحدا و الخندق و المشاهد كلها مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

حدّثنا أبو الحسن الفرضي - لفظا - و أبو القاسم بن عبدان - قراءة - قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا علي بن يعقوب بن إبراهيم، أنا أبو عبد الملك، نا محمّد بن عائذ قال في تسمية من شهد بدرا من بني مخزوم:

عمّار بن ياسر.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو طاهر الفقيه، أنا أبو طاهر محمّد بن الحسن المحمّدآباذي، نا العبّاس الدوري، نا أبو داود الحفري، عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة عن عبد اللّه قال:

اشتركت أنا و عمّار بن ياسر و سعد فيما نصيبه في يوم بدر، فلم أجيء أنا و لا عمّار بشيء، و جاء سعد برجلين (3).

أخبرنا أبو محمّد بن (4)،نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن.

قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا الحسين بن صفوان، نا عبد اللّه بن محمّد القرشي، نا إسحاق بن إسماعيل، نا وهب بن جرير، أنا أبي، عن الحسن، عن

ص: 382


1- مغازي الواقدي 155/1.
2- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 250/3.
3- رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 412/1.
4- كذا بالأصل، و فوق «بن» ضبة.

عمّار بن ياسر قال (1):

قاتلت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الجن و الإنس، قيل: و كيف قاتلت الجن و الإنس ؟ قال: كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في سفر، فنزلنا منزلا، فأخذت قربتي و دلوي لأستقي، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أما إنه سيأتيك على الماء آت يمنعك منه»، فلما كنت على رأس البئر إذا رجل أسود كأنه مرسل (2) فقال: و اللّه لا تستقي منها اليوم ذنوبا واحدا، فأخذني و أخذته فصرعته، ثم أخذت حجرا فكسرت به وجهه و أنفه، ثم ملأت قربتي فأتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«هل أتاك على الماء من أحد؟» فقلت: نعم، فقصصت عليه القصة، فقال:«أ تدري من هو؟» قلت: لا، قال:«ذاك الشيطان»[9238].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن، أنا أبو عمر، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3)،أنا وهب بن جرير بن حازم، و موسى بن إسماعيل قالا: نا جرير بن حازم قال: سمعت الحسن قال: قال عمّار بن ياسر قد قاتلت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الإنس و الجن، فقيل له:[ما] (4) هذا؟ قاتلت الإنس، فكيف قاتلت الجن ؟ قال: نزلنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم منزلا، فأخذت قربتي و دلوي لأستقي فقال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أما إنه سيأتيك آت يمنعك من الماء»، فلما كنت على رأس البئر إذا رجل أسود كأنه مرس، فقال له: و اللّه لا تستقي اليوم منها ذنوبا واحدا، فأخذته و أخذني، فصرعته، ثم أخذت حجرا فكسرت به أنفه و وجهه ثم ملأت قربتي، فأتيت بها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«هل أتاك على الماء من أحد؟» فقلت: عبد أسود، قال:«ما صنعت به ؟» فأخبرته، فقال:«أ تدري من هو؟» فقلت: لا، قال:«ذاك الشيطان جاء يمنعك من الماء»[9239].

و رواه ثابت البناني عن الحسن.

أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسن علي بن محمّد المقرئ، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، أنا يوسف بن يعقوب، نا

ص: 383


1- من طريق جرير بن حازم رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 412/1.
2- كذا بالأصل، و الذي في سير أعلام النبلاء:«مرس» و هو أشبه.
3- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 251/3.
4- زيادة للإيضاح عن ابن سعد.

محمّد بن أبي بكر، نا إسماعيل بن سنان، نا الحكم بن عطية، عن ثابت، عن الحسن قال:

كان عمّار بن ياسر يقول: قد قاتلت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الجن و الإنس فقيل: هذا الإنس قد قاتلت، فكيف قاتلت الجن ؟ قال: بعثني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى بئر أستقي منها، فلقيت الشيطان في صورته حتى قاتلني، فصرعته، ثم جعلت أدمي أنفه بفهر معي أو حجر، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ عمارا لقي الشيطان عند بئر فقاتله»، فلما رجعت سألني فأخبرته بالأمر فقال:«ذاك شيطان»[9240].

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، أنا أبو القاسم أحمد بن محمّد، أنا أبو القاسم علي بن أحمد، أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب، نا أحمد بن حازم بن أبي غرزة (1) أبو عمرو، نا عبيد اللّه بن موسى، أنا فطر، عن كثير النّوّاء، عن عبد اللّه بن مليل قال: سمعت عليا يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما من نبي إلاّ و قد أعطي سبعة نجباء رفقاء وزراء و أعطيت أنا أربعة عشر، سبعة من قريش: علي، و حمزة، و حسن، و حسين، و جعفر، و أبو بكر، و عمر، و سبعة من المهاجرين: عبد اللّه بن مسعود، و سلمان، و أبو ذرّ، و حذيفة، و عمّار، و المقداد، و بلال»[9241].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، و أبو محمّد، و أبو الغنائم ابنا أبي عثمان، و أبو طاهر بن القصّاري، و أبو الحسن عاصم بن الحسن، و أبو عبد اللّه النّعالي، قالوا: قالوا: أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، أنا جدي، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا الفضل بن دكين، عن فطر، عن كثير بياع النّوّاء (2) قال: سمعت عبد اللّه بن مليل قال:

سمعت عليا يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنه لم يكن نبي قط إلاّ و قد أعطي سبعة نجباء رفقاء وزراء و إنّي أعطيت أربعة عشر: حمزة، و أبو بكر، و عمر، و علي، و جعفر، و حسن، و حسين، و عبد اللّه بن مسعود، و أبو ذرّ، و المقداد، و حذيفة، و عمّار بن ياسر، و بلال، و سلمان»[9242].

قال: و نا جدي، نا أبو غسّان، نا جعفر الأحمر، عن كثير أبي إسماعيل، حدّثني

ص: 384


1- بدون إعجام بالأصل، و الصواب ما أثبت و ضبط ، ترجمته في سير أعلام النبلاء 239/13.
2- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 446/13-447 و سير أعلام النبلاء 412/1.

عبد اللّه بن مليل عن علي قال:

لم يكن نبي إلاّ أعطي سبعة رفقاء نجباء و إنّ نبيكم صلى اللّه عليه و سلم أعطي أربعة عشر: أنا و ابنيّ حسنا و حسينا، و حمزة، و جعفر، و أبو بكر، و عمر، و ابن مسعود، و عمّار بن ياسر، و أبو ذرّ، و المقداد بن الأسود، و حذيفة، و سلمان، و بلال.

قال: و نا جدي، نا محمّد بن كثير، أنا سفيان، نا شيخ لنا عن من حدثه عن عبد اللّه بن مليل قال: سمعت عليا يقول:

قال جدي: و حدّث به يحيى بن معين، نا عبد الرزّاق، أنا معمر، عن سالم يعني ابن أبي حفصة عن عبد اللّه بن مليل قال:

سمعت عليا يقول: أعطي كلّ نبيّ سبعة نجباء من أمّته و أعطي النبي صلى اللّه عليه و سلم أربعة عشر نجيبا، منهم: أبو بكر، و عمر، و عبد اللّه بن مسعود، و حمزة، و جعفر، و عمّار بن ياسر، و المقداد، و لم يسم الباقين في حديث ابن كثير، و انتهى حديث يحيى بن معين إلى أبي بكر و عمر فقط .

أخبرنا أبو المظفّر [بن] القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى، نا محمّد بن عبد اللّه بن نمير، نا محمّد بن بشر، نا الحسن بن صالح (1)،عن أبي ربيعة، عن الحسن، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ثلاثة تشتاق إليهم الجنّة: علي، و عمّار، و سلمان»[9243].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا علي بن أحمد، و أبو طاهر الخوارزمي، و أبو محمّد، و أبو الغنائم، و أبو الحسين عاصم، و أبو عبد اللّه قالوا: أنا أبو عمر، أنا أبو بكر، نا جدي، نا يحيى بن أبي بكير، نا ابن حيّ (2)،عن أبي ربيعة عن الحسن، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«الجنّة تشتاق إلى ثلاثة: علي، و عمّار، و سلمان»[9244].

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحدّاد في كتابه، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا

ص: 385


1- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 413/1 و بنفس الإسناد رواه في ترجمة بلال 355/1 و فيه: بلال بدل سلمان. و انظر تهذيب الكمال 447/13.
2- و هو الحسن بن صالح بن صالح بن حي، أبو عبد اللّه الكوفي، ترجمته في تهذيب الكمال 349/4.

علي بن عبد العزيز، نا أبو نعيم، نا الحسن بن صالح، عن أبي ربيعة، عن الحسن، عن أنس، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«ثلاثة تشتاق إليهم الجنّة: علي، و سلمان، و عمّار»[9245].

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا الحسن بن علي، أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد، أنا أبو إسحاق بن شريك الأسدي الكوفي، نا أحمد بن يونس، نا زهير، نا أبو إسحاق (1)،عن هانئ بن هانئ، عن علي بن أبي طالب قال:

استأذن عمّار على النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«من هذا؟» قال: عمّار، قال:«مرحبا بالطيّب المطيّب»[9246].

رواه الترمذي (2) عن بندار عن ابن مهدي عن سفيان عن أبي إسحاق.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبي أبو العبّاس، أنا عبد الرّحمن بن عثمان، أنا خيثمة بن سليمان، نا إسحاق بن سيّار النّصيبي، نا أبو عاصم قال أبو إسحاق عن هانئ بن هانئ سفيان (3) عنه، عن علي قال: استأذن عمّار على النبي صلى اللّه عليه و سلم فعرف صوته قال:«ائذنوا للطيّب المطيّب»[9247].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب، أنا محمّد بن عبد اللّه بن شهريار الأصبهاني، أنا سليمان بن أحمد الطّبراني، نا إبراهيم بن محمّد بن عرفة الأنباري - بالأنبار - نا سويد بن سعيد، نا.... (4) بن الأشعث، عن أبي إسحاق، عن هانئ بن هانئ، عن علي قال:

استأذن عمّار على النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«مرحبا بالطيّب المطيّب»[9248].

أخبرنا أبو القاسم بن الأشعث، أنا أبو طاهر القصاري، و أبو محمّد، و أبو الغنائم ابنا أبي عثمان، و أبو القاسم بن البسري، و أبو الحسين عاصم بن الحسن (5)، و أبو عبد اللّه النعالي، قالوا: أنا أبو عمر، أنا أبو بكر، نا جدي، نا الفضل بن دكين،

ص: 386


1- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 447/13 و الذهبي في سير أعلام النبلاء 413/1.
2- سنن الترمذي(50) كتاب المناقب(35) باب مناقب عمار (الحديث 3798).
3- كذا بالأصل.
4- كلمة غير واضحة بالأصل.
5- بالأصل:«و أبو الحسن عاصم بن الحسين» تصحيف. ترجمته في سير أعلام النبلاء 598/18.

و حدّثنا قبيصة بن عقبة، و حدّثنا النبيل أبو عاصم الضحاك بن مخلد قالوا: نا سفيان، عن أبي إسحاق، عن هانئ بن هانئ - قال قبيصة في حديثه: سمعت هانئ بن هانئ قال:- سمعت عليا يقول: استأذن عمّار على النبي صلى اللّه عليه و سلم، فعرف صوته، فقال:

«مرحبا بالطيّب المطيّب»[9249].

سياق الحديث عن أبي نعيم.

أخبرنا أبو علي بن السّبط ، أنا الجوهري.

ح و أنا أبو القاسم بن الحصين، أنا ابن المذهب قالا: أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي.

ح و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى، نا عبيد اللّه بن عمر قالا: نا عبد الرّحمن.

ح و حدّثنا أبو منصور عبد الخالق بن زاهر - لفظا - و أبو سعيد طاهر بن زاهر أخوه - قراءة - قالا: نا علي بن أحمد بن محمّد المديني - إملاء - نا أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين السلمي، نا أبو العباس الأصم، أنا هارون بن سليمان الأصبهاني، نا عبد الرّحمن بن مهدي، عن - و قال أحمد: نا - سفيان، عن أبي إسحاق، عن هانئ بن هانئ، عن علي قال: جاء عمّار يستأذن على النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«ائذنوا له، مرحبا بالطيّب المطيّب»[9250].

أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبو محمّد الجوهري.

و أخبرنا أبو القاسم الكاتب، أنا ابن المذهب قالا: أنا ابن مالك، نا عبد اللّه، حدّثني أبي (2).

و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي، أنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن، نا عبد اللّه بن هاشم، قالا: نا وكيع، نا سفيان، حدّثني أبو إسحاق - و في حديث ابن هاشم: عن أبي إسحاق - عن هانئ بن هانئ عن علي قال: كنت جالسا عند النبي صلى اللّه عليه و سلم فجاء عمّار، فاستأذن،

ص: 387


1- راجع مسند أحمد بن حنبل 214/1 رقم 779 و 275/1 رقم 1079 طبعة دار الفكر - بيروت.
2- بهذا السند راجع مسند أحمد بن حنبل 214/1 رقم 779.

فقال:- و في حديث ابن هاشم: فاستأذن عمّار فقال - النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ائذنوا له، مرحبا بالطيّب المطيّب»[9251].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (1)،أنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري - بنيسابور - أنا أبو جعفر محمّد بن علي بن دحيم الشيباني - بالكوفة - نا أحمد بن حازم، أنا قبيصة، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن هانئ بن هانئ عن علي قال: استأذن عمّار على (2)النبي صلى اللّه عليه و سلم، فعرف صوته فقال:«مرحبا بالطيّب المطيّب»[9252].

أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، قالا: أنا أحمد بن جعفر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، نا يحيى، عن شعبة، حدّثني أبو إسحاق عن هانئ بن هانئ عن علي أن عمّارا استأذن على رسول (4)اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«الطيّب المطيّب»[9253].

قال (5):و نا محمّد بن جعفر، نا شعبة، عن أبي إسحاق، عن هانئ بن هانئ، عن علي: أن عمّارا استأذن على النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«الطيّب المطيّب، ائذنوا (6)له»[9254].

أخبرنا أبو الوفاء أحمد بن إبراهيم بن عبد الواحد الصّالحاني، أخبرتنا عائشة بنت الحسن بن إبراهيم قالت: حدّثنا أبو الحسين عبد الواحد بن محمّد بن شاه الشيرازي، نا أبو عيسى محمّد بن أحمد بن إبراهيم الشّلاثائي (7)-بالبصرة - نا أبو حفص عمرو بن علي الفلاّس، نا محمّد بن جعفر، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن

ص: 388


1- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 151/1.
2- «على» سقطت من تاريخ بغداد.
3- مسند أحمد بن حنبل 260/1 رقم 999 طبعة دار الفكر.
4- في المسند: على النبي صلى اللّه عليه و سلم.
5- مسند أحمد بن حنبل 290/1 رقم 1160 طبعة دار الفكر.
6- في المسند:«ائذن» بدل «ائذنوا له».
7- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى: شلاثا، قرية من نواحي البصرة. ذكره السمعاني و ترجم له في الأنساب.

هانئ بن هانئ عن علي قال: استأذن عمّار على النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«الطيّب المطيّب، ائذن له»[9255].

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (1)،نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا عبيد اللّه بن أحمد الصّيدلاني، نا أحمد بن محمّد بن سعيد، نا جعفر بن عبد اللّه المخزومي، حدّثني أخي محمّد بن عبد اللّه، حدّثني إسحاق بن جعفر بن محمّد، حدّثني عبد اللّه بن حسين، عن عطاء بن يسار، حدّثني موسى بن عقبة، و صفوان بن سليم، عن أبي إسحاق، عن هانئ بن هانئ عن علي قال: كنت جالسا عند النبي صلى اللّه عليه و سلم فاستأذن عمّار على النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«مرحبا بالطيّب المطيّب»[9256].

أخبرنا أبو سهل بن سعدوية، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ.

ح و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو الفقيه.

قالا: أنا أبو يعلى، نا زكريا بن يحيى - زاد ابن حمدان: الواسطي - نا شريك، عن أبي إسحاق، عن هانئ بن هانئ - أو يزيد بن هانئ - عن علي قال: استأذن عمّار على النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«مرحبا بالطيّب المطيّب»[9257].

قالا: و أنا أبو يعلى، نا إسحاق - يعني ابن أبي إسرائيل (2)-عن شريك بإسناده نحوه و في حديث إسحاق قال: الشك من شريك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد، و أبو الغنائم ابنا أبي عثمان، و أبو القاسم بن البسري، و أبو طاهر الخوارزمي، و أبو الحسين عاصم بن الحسن، و أبو عبد اللّه النعالي قالوا: أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد، نا جدي يعقوب، نا الأسود بن عامر، و نا يحيى بن عبد الحميد الحمّاني، قالا: نا شريك، عن أبي إسحاق، عن هانئ بن هانئ عن علي قال:

استأذن عمّار على النبي صلى اللّه عليه و سلم فأذن له، فلما دخل قال:«مرحبا بالطيّب المطيّب».

قال: و نا جدي، نا يحيى بن أبي بكير، و نا ابن أبي الوزير، و نا أبو غسّان.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن الحسن بن

ص: 389


1- إعجامها ناقص بالأصل.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 476/11.

محمّد بن الخلاّل (1)،أنا أبو الحسن محمّد بن عثمان بن محمّد بن عثمان بن شهاب الدقّاق الثغري (2)،نا أبو الحسن محمّد بن نوح بن عبد اللّه الجنديسابوري (3)،نا هارون - يعني ابن إسحاق الهمداني (4)-نا أبو غسّان قالوا: نا إسرائيل عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ عن علي قال:

استأذن عمّار على النبي صلى اللّه عليه و سلم - و قال هارون: على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - فعرف صوته، فقال:«مرحبا بالطيّب المطيّب»[9258].

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل الفضيلي، أنا أبو القاسم أحمد بن محمّد الخليلي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن الحسين الخزاعي، أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشّاشي، نا عيسى بن أحمد، أنا النضر، أنا إسرائيل، نا أبو إسحاق عن هانئ بن هانئ عن علي قال:

استأذن عمّار على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فعرف صوته، فقال:«مرحبا بالطيّب المطيّب»[9259].

قال: و نا الهيثم، نا الحسن بن علي بن عفّان العامري، نا عبيد اللّه، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ عن علي قال:

استأذن عمّار بن ياسر على النبي صلى اللّه عليه و سلم فعرف صوته فقال:«مرحبا بالطيّب المطيّب»[9260].

أخبرنا أبو منصور محمّد بن عبد الملك بن خيرون المقرئ، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب (5)،أخبرني محمّد بن الفرج البزاز، أنا محمّد بن عبيد اللّه بن الفضل بن قفرجل (6)،نا جعفر بن أحمد بن محمّد بن الصباح، نا جدي، نا نوح بن درّاج، عن الأعمش، عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ.

ص: 390


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 368/18.
2- إعجامها مضطرب بالأصل. و لعل الصواب ما ارتأيناه.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 34/15.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 126/12.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 314/13 في ترجمة نوح بن دراج.
6- ترجمته في تاريخ بغداد 332/2.

أن عمّار بن ياسر استأذن على علي فقال: ائذن له فلقد سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«مرحبا بالطيّب المطيّب»[9261]، هكذا رواه الجماعة عن أبي إسحاق عمرو بن عبد اللّه السّبيعي، و رواه عثام (1) بن علي العامري الكوفي عن سليمان بن مهران الأعمش، عن أبي إسحاق فجعل هذا اللفظ من قول علي، و رفع فيه لفظا آخر.

أخبرناه أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصّيرفي، أنا منصور بن الحسين و أحمد بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن القاسم جماح الواسطي، نا نصر بن علي أبو عمرو الجهضمي، نا عثام بن علي (2)،عن الأعمش، عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ قال:

استأذن عمّار على علي فقال: ائذنوا له مرحبا بالطيّب المطيّب، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«عمّار ملئ إيمانا إلى مشاشه»[9262].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرناه أبو سهل بن سعدوية، نا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ.

قالا: أنا أبو يعلى، نا المقدّمي سماه ابن المقرئ: محمّد بن أبي بكر، و الحسن بن حمّاد - زاد ابن المقرئ: الكوفي - قالا: نا عثّام بن علي، نا الأعمش، عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ قال:

كنا عند علي جلوسا فدخل عمّار، فقال: مرحبا بالطيّب المطيّب، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ عمّارا ملئ إيمانا إلى مشاشه»[9263].

و حدّثناه أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن - لفظا - و أبو القاسم بن السمرقندي، و المبارك بن أحمد بن علي بن القصار الوكيل - قراءة - قالوا: أنا أبو الحسن بن النّقّور، أنا محمّد بن عبد اللّه ابن أخي ميمي، نا عبد اللّه بن محمّد، نا أبو بكر.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا ابن النّقّور، نا عيسى، أنا عبد اللّه،

ص: 391


1- تقرأ بالأصل:«غنام» تصحيف و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 381/12.
2- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 413/1 و تهذيب الكمال 447/13.

نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا عثّام بن علي، عن الأعمش، عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ قال:

استأذن عمّار بن ياسر على علي فقال: ائذنوا له، مرحبا بالطيّب المطيّب، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ عمارا ملئ إيمانا إلى مشاشه»[9264].

و قد روي هذا اللفظ الأخير من وجه آخر مرسلا:

أخبرناه أبو سعد بن البغدادي، أنا المطهّر بن عبد الواحد، أنا أبو عمر بن عبد الوهاب، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عمر، أنا عمّي عبد الرّحمن بن عمر رستة، نا أبو داود، نا سليمان بن معاذ، عن الأعمش، عن رجل، عن عمرو بن شرحبيل عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«لقد ملئ عمار إيمانا إلى مشاشه»[9265].

قال: و أنا عمّي، نا عبد الرّحمن بن مهدي، نا سفيان (1)،عن الأعمش، عن أبي عمارة (2)،عن عمرو بن شرحبيل (3)،عن رجل من أصحاب محمّد قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لقد ملئ عمار إيمانا إلى مشاشه»[9266].

كذا قال، و إنما هو أبو عمّار الهمداني، و اسمه عبد اللّه بن حميد كوفي.

و أخبرناه أبو منصور محمّد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون المقرئ، و أبو القاسم بن السّمرقندي قالا: أنا عبد اللّه بن محمّد الصّريفيني، أنا أم الفتح أمة السّلام بنت أحمد بن كامل القاضي، أنا أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن علي البصلاني البندار، نا أحمد بن عبد اللّه بن علي بن سويد بن منجوف (4)،نا عبد الرّحمن بن مهدي، نا سفيان.

ح و أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا عبد اللّه بن محمّد بن إسحاق، نا علي بن عبد العزيز.

قال ابن مندة: و أنا أحمد بن محمّد بن عاصم، نا عبيد اللّه بن محمّد بن

ص: 392


1- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 413/1.
2- كذا بالأصل، و في سير الأعلام:«أبي عمار الهمداني» و سينبه المصنف إلى أن الصواب: أبي عمار.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 242/14.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 176/1.

النعمان، قالا: نا أبو نعيم جميعا عن الأعمش عن أبي عمّار عن عمرو بن شرحبيل نا رجل من أصحاب محمّد صلى اللّه عليه و سلم قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لقد ملئ عمار إيمانا إلى مشاشه»[9267].

في حديث أبي نعيم عن رجل من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم و رواه وكيع عن سفيان فلم يذكر الرجل الذي من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرناه أبو القاسم الشّحّامي، أنا عبد الرّحمن بن علي، أنا يحيى بن إسماعيل، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن، نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، نا سفيان، عن الأعمش، عن أبي عمّار الهمداني، عن عمرو بن شرحبيل قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«عمار ملئ إيمانا إلى مشاشه»[9268].

آخر الجزء الثاني و الستين بعد الثلاثمائة من الأصل.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا أبو عمر هلال بن العلاء بن هلال الرّقّي (1)،نا أبي، نا إسحاق بن يوسف الأزرق، نا أبو سنان، نا الضحاك بن مزاحم، عن النّزّال بن سبرة الهلالي (2) قال:

واقفنا (3) من علي بن أبي طالب ذات يوم طيب نفس فقلنا له: يا أمير المؤمنين حدّثنا عن عمّار بن ياسر، قال: ذاك امرؤ سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«عمّار خلط اللّه الإيمان ما بين قرنه إلى قدمه، و خلط الإيمان بلحمه و دمه، يزول مع الحق حيث زال، و ليس ينبغي للنار أن تأكل منه شيئا»[9269].

و روي هذا موقوفا على علي.

أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو طاهر القصّاري، و أبو القاسم البسري، و أبو محمّد، و أبو الغنائم ابنا أبي عثمان، و أبو الحسين (4) العاصمي، و أبو

ص: 393


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 309/13.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 54/19.
3- كذا بالأصل، و في المختصر: وافقنا.
4- بالأصل: أبو الحسن، تصحيف، و هو أبو الحسين عاصم بن الحسن بن محمّد بن علي، مرّ التعريف به.

عبد اللّه بن طلحة قالوا: أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي، نا عبيد اللّه بن موسى، نا مسعر، عن عمرو بن مرّة (1)،عن أبي البختري قال:

سئل علي عن عمّار بن ياسر فقال: نسيّ ، و إن ذكّرته ذكر، و قد دخل الإيمان في سمعه و بصره، و ذكر ما شاء اللّه جل و عزّ من جسده.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، نا أبو الفضل عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن علي الكاتب، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، نا محرز، عن عون، أنا أسباط - يعني ابن محمّد - عن سفيان.

و أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (2)،نا أبو الحسين الهاشمي، أنا عبيد اللّه بن أحمد الصيدلاني، نا أحمد بن محمّد بن سعيد، نا أحمد بن محمّد بن يحيى الطّلحي، نا محمّد بن الحسن الأسدي، نا سفيان، عن عبد الملك، عن ربعي، عن حذيفة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - و في حديث ابن المزّي (3) في النبي صلى اللّه عليه و سلم:- «اقتدوا باللّذين من بعدي أبي بكر و عمر، و اهتدوا بهدي عمّار، و تمسّكوا بعهد ابن أم عبد»[9270].

أخبرنا أبو القاسم بن إسماعيل بن أحمد، أنا علي بن أحمد، و أحمد و محمّد ابنا علي بن الحسن، و عاصم بن الحسن، و أحمد بن محمّد بن القصّاري، و الحسين بن أحمد بن محمّد قالوا: أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمّد بن أحمد، نا جدي يعقوب، أنا أبو أحمد الزّبيري، و محمّد بن كثير، قالا: نا سفيان، عن عبد الملك بن عمير، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة.

ح قال: و نا قبيصة بن عقبة، نا سفيان بن سعيد، عن عبد الملك بن عمير عن مولى لربعي (4) عن حذيفة.

ص: 394


1- رواه من طريقه الذهبي في سير أعلام النبلاء 414/1.
2- بالأصل: المرزفي، تصحيف.
3- كذا بالأصل.
4- بالأصل: الربعي.

ح قال: و نا إبراهيم بن حمزة الزّبيري، نا إبراهيم بن سعد، عن سفيان، عن عبد الملك بن عمير - زاد الزبيري عن هلال مولى ربعي عن حذيفة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اقتدوا باللّذين من بعدي - يعني أبا بكر و عمر - و اهدوا بهدي عمّار، و تمسّكوا بعهد ابن أم عبد» (1)[9271].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد أحمد بن علي بن الحسن، و أبو طاهر أحمد بن محمّد بن إبراهيم.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد، أنا أبي أبو طاهر قالا: أنا أبو القاسم الصّرصري، أنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد، نا أحمد بن محمّد بن ظريف، نا أحمد بن محمّد بن عون القوّاس، نا ابن عيينة عن زائدة (2)،عن عبد الملك بن عمير، عن ربعي، عن حذيفة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر و عمر، و اهدوا (3) بهدي عمّار، و تمسّكوا بعهد ابن أم عبد»[9272].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو سعيد محمّد بن بشر الكرابيسي، أنا أبو لبيد محمّد بن إدريس، نا بندار، نا مؤمّل، نا سفيان، عن عبد الملك بن عمير، عن مولى لربعي (4)،عن ربعي بن حراش، عن حذيفة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اقتدوا باللّذين من بعدي أبي بكر و عمر، و اهدوا بهدي عمّار، و تمسّكوا بعهد ابن أم عبد»[9273].

أخبرنا أبو سعد أحمد بن عبد الملك، أنا أبو بكر بن خلف، أنا الحاكم أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن دينار العدل (5)،أنا أحمد بن نصر، نا عمر بن إبراهيم الثقفي، حدّثني سفيان بن سعيد الثوري، و زائدة بن قدامة، و يحيى بن سلمة بن

ص: 395


1- تهذيب الكمال 447/13 و سير أعلام النبلاء 414/1.
2- سير أعلام النبلاء 414/1.
3- كذا.
4- بالأصل: الربعي.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 382/15.

كهيل، و موسى بن عبد الملك بن عمير، عن عبد الملك بن عمير، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اقتدوا باللّذين من بعدي أبي بكر و عمر، و اهتدوا بهدي عمّار، و تمسّكوا بعهد ابن أم عبد» عبد اللّه بن مسعود، قلت: ما هدي عمّار؟ قال:

التقشّف و التشمير.

قال الحاكم: تفرد بروايته أحمد بن نصر النيسابوري.

أخبرنا أبو الفتح أحمد بن محمّد بن أحمد الحداد في كتابه، و أخبرني أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد عنه، أنا أبو علي أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن يزداد، أنا عبد اللّه بن جعفر بن أحمد بن فارس، أنا أحمد بن يونس الضّبّي، نا يعلى و محمّد ابنا عبيد، قالا: نا سالم الأنعمي، عن عمرو بن هرم، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة بن اليمان قال:

بينا نحن عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذ قال:«إنّي لا أدري ما قدر بقائي فيكم، فاقتدوا باللّذين من بعدي - يشير إلى أبي بكر و عمر - و اهتدوا بهدي عمّار، و عهد ابن أم عبد» - يعني عبد اللّه بن مسعود-.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (1)،أنا القاضي أبو عمر الهاشمي، نا علي بن إسحاق المادرائي، نا علي بن حرب، نا أبو عبد اللّه الأغرّ محمّد بن صبيح، نا حاتم بن عبيد اللّه، نا جرير بن حازم، عن الحسن، عن عثمان بن أبي العاص قال رجلان: مات رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو يحبّهما: عبد اللّه بن مسعود، و عمّار بن ياسر.

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد في كتابه.

و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا يوسف بن الحسن، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا عبد اللّه بن جعفر بن أحمد، نا يونس بن حبيب، نا سليمان بن داود الطّيالسي (2)،نا الأسود بن شيبان (3)،نا أبو نوفل بن أبي عقرب قال:

ص: 396


1- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 151/1-152.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 34/8.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 245/2.

جزع عمرو بن العاص عند الموت جزعا شديدا فقال له ابنه عبد اللّه: يا أبا عبد اللّه، ما هذا الجزع و قد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يستعملك و يدنيك ؟ فقال: أي بنيّ ، سأخبرك عن ذلك، قد كان يفعل ذاك، فو اللّه ما أدري أ حبا كان ذلك منه أو تألفا كان يتألّفني ؟ و لكن أشهد على رجلين فارق الدنيا و هو يحبّهما: ابن أم عبد، و ابن سميّة.

أبو نوفل اسمه معاوية بن مسلم بن عمرو.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا أبو القاسم بن البسري، و أبو طاهر بن القصّاري، و أبو محمّد، و أبو الغنائم ابنا أبي عثمان، و أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه النّعالي، قالوا: أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، نا يزيد بن هارون، أنا الأسود بن شيبان، عن أبي نوفل القريحي قال:

لما حضر عمرو بن العاص جزع جزعا شديدا، فجعل يبكي، فقال له ابنه: لم تجزع فقد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يستعملك و يدنيك، قال: قد كان يفعل، و لا أدري أحبّ ذلك منه أو تألف يتألفني، و لكن أشهد على رجلين توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو يحبّهما:

ابن سميّة - يعني عمّارا - و ابن مسعود.

قال: و نا جدي، نا موسى بن إسماعيل، نا جرير بن حازم، نا الحسن قال: قال عمرو بن العاص: رجلين مات رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو يحبّهما: عبد اللّه بن مسعود، و عمّار بن ياسر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1)،أنا يزيد بن هارون، و موسى بن إسماعيل، قالا: نا جرير بن حازم، نا الحسن قال:

قيل لعمرو بن العاص: قد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يحبّك و يستعملك، قال: قد كان و اللّه يفعل، فلا أدري أحبّ أو تألّف يتألّفني، و لكني أشهد على رجلين توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو يحبّهما: عبد اللّه بن مسعود و عمّار بن ياسر قالوا: فذاك و اللّه قتيلكم يوم صفّين، قال: صدقتم، و اللّه لقد قتلناه.

ص: 397


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 263/3.

قال: و أنا ابن سعد (1)،أنا معاذ بن معاذ، أنا ابن عون، عن الحسن قال:

قال عمرو بن العاص: إنّي لأرجو أن لا يكون رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مات يوم مات و هو يحبّ رجلا فيدخله اللّه النار، قال: فقالوا: قد كنا نراه يحبك و كان يستعملك قال: فقال: اللّه أعلم، أحبني أم تألّفني و لكنا كنا نراه يحب رجلا، قالوا: فمن ذلك الرجل ؟ قال: عمّار بن ياسر، قالوا: فذاك قتيلكم يوم صفّين، قال: قد و اللّه قتلناه.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن فيل البالسي الأنطاكي، نا جدي أحمد بن إبراهيم بن فيل، نا عبد الملك بن سعيد الواسطي، نا هشيم بن بشير الواسطي، عن مغيرة و العوّام بن حوشب، عن إبراهيم، عن علقمة، عن خالد بن الوليد قال:

وقع بينه و بين عمّار كلام، فشكاه إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«من يبغض عمّارا يبغضه اللّه عزّ و جلّ »[9274].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد، أنا الحسن بن علي التميمي، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (2)،نا يزيد بن هارون، أنا العوام - يعني ابن حوشب - عن سلمة بن (3) كهيل، عن علقمة، عن خالد بن الوليد قال:

كان بيني و بين عمّار بن ياسر كلام فأغلظت له في القول: فانطلق عمّار يشكوني إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم، فجاء خالد و هو يشكوه إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: فجعل يغلظ له و لا يزيده إلاّ غلظة، و النبي صلى اللّه عليه و سلم ساكت لا يتكلم، فبكى عمّار و قال: يا رسول اللّه أ لا تراه، فرفع النبي صلى اللّه عليه و سلم رأسه و قال:«من عادى عمارا عاداه اللّه، و من أبغض عمّارا أبغضه اللّه» قال خالد: فخرجت فما كان شيء أحبّ إليّ من رضا عمّار، فلقيته فرضي (4)[9275].

ص: 398


1- طبقات ابن سعد 263/3 و رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 414/1 من طريق ابن عون.
2- مسند أحمد بن حنبل 6/6 رقم 16814 طبعة دار الفكر.
3- بالأصل «عن» تصحيف، و التصويب عن المسند، ترجمته في تهذيب الكمال 457/7 و هو سلمة بن كهيل بن حصين الحضرمي، أبو يحيى الكوفي.
4- تهذيب الكمال 448/13 و سير أعلام النبلاء 415/1 و الهيثمي في مجمع الزوائد 293/9 و أسد الغابة 3/ 629.

رواه النّسائي عن محمّد بن أبان البلخي، و أحمد بن سليمان الرّهاوي عن يزيد بن هارون.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن زريق، نا أبو بكر الخطيب (1).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، و أبو طاهر بن القصاري، و أبو محمّد، و أبو الغنائم ابنا أبي عثمان، و أبو الحسين عاصم بن الحسن، و أبو عبد اللّه النّعالي.

قالوا: أنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد اللّه بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي، نا يزيد بن هارون، نا العوّام بن حوشب، عن سلمة بن كهيل، عن علقمة، عن خالد بن الوليد قال:

كان بيني و بين عمّار شيء، فانطلق عمّار يشكو خالدا (2) إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فجعل لا يزيده إلاّ غلظا و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ساكت، فبكى عمّار و قال: يا رسول اللّه أ لا تراه ؟ فرفع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«من أبغض عمّارا أبغضه اللّه، و من عادى عمّارا عاداه اللّه» قال خالد: فخرجت و ليس شيء أحبّ إليّ من رضى عمّار، فلقيته فرضي[9276].

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، و أبو طاهر، و أبو محمّد، و أبو الغنائم، و أبو الحسين عاصم، و أبو عبد اللّه قالوا: أنا أبو عمر، أنا أبو بكر، نا جدي، نا عمرو بن مرزوق، نا شعبة (3)،عن سلمة بن كهيل، عن محمّد بن عبد الرّحمن بن يزيد، عن أبيه، عن الأسود قال:

كان بين خالد بن الوليد و بين عمّار كلام قال: فشكاه خالد بن الوليد إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال رسول اللّه:«من يعاد عمّارا يعاده اللّه، و من يبغض عمّارا يبغضه اللّه، و من يسبّ عمارا يسبّه اللّه»[9277].

قال شعبة: هذا أو نحو هذا.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور،

ص: 399


1- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 152/1.
2- بالأصل: خالد، و التصويب عن تاريخ بغداد.
3- سير أعلام النبلاء 415/1.

أنا محمّد بن إبراهيم بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا الأزرق بن علي، نا حسان هو ابن إبراهيم الكرماني (1)،نا محمّد بن سلمة، عن أبيه أنه سمع أبا يحيى يقول: حدّثني عمران بن أبي الجعد عن عبد الرّحمن بن يزيد عن الأشتر (2) قال:

ابتدأنا خالد بن الوليد من غير أن نسأله، قال: ما عملت عملا أخوف عندي أن يدخلني النار من شأن عمّار، قال: قلنا: يا أبا سليمان و ما هو؟ قال: بعثني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في أناس من أصحابه إلى حيّ من العرب، فأصبتهم و فيهم أهل بيت مسلمون فكلّمني عمّار في أناس من أصحابه، فقال: أرسلهم، فقلت: لا، حتى آتي بهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فإن شاء أرسلهم و إن شاء صنع فيهم ما أراد، فدخلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و استأذن عمّار، فدخل، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اخرج يا عمّار» فخرج و هو يبكي فقال ما نصرني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على خالد، فقال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أ لا أحببت الرجل» فقلت: يا رسول اللّه ما منعني منه إلاّ مخفرة له، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«من يحقّر عمّارا يحقره اللّه، و من يسبّ عمّارا يسبّه اللّه، و من يبغض عمارا يبغضه اللّه»، فخرجت فاتّبعته فكلّمته حتى استغفر لي[9278].

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن الآبنوسي، أنا علي بن عمر الحافظ ، نا أبو محمّد عبد اللّه بن الهيثم بن خالد الخياط الطيبي، و محمّد بن مخلد، قالا: نا الحسن بن عرفة، نا الحكم بن ظهير (3)،عن السّدّي (4)، عن أبي صالح عن ابن عباس قال:

بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خالد بن الوليد بن المغيرة في سرية - قال: و معه في السرية عمّار بن ياسر - إلى حيّ من قريش أو قيس حتى إذا دنوا من القوم جاءهم النذير فهربوا، و ثبت رجل منهم كان قد أسلم هو و أهل بيته فقال لأهله: كونوا على رجل حتى آتيكم قال: فانطلق حتى دخل في العسكر فدخل على عمّار بن ياسر فقال: يا أبا اليقظان إنّي قد أسلمت و أهل بيتي، فهل ذلك نافعي أم أذهب كما ذهب قومي قال:

ص: 400


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 40/9.
2- كذا في هذه الرواية: الأشتر، و هو مالك بن الحارث النخعي انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 34/4.
3- هو الحكم بن ظهير الفزاري، أبو محمّد بن أبي ليلى، ترجمته في تهذيب الكمال 86/5.
4- هو إسماعيل بن عبد الرّحمن السدي.

فقال له: عمّارا قم فأنت آمن، قال: فرجع الرجل فأقام، و صبّحهم خالد بن الوليد، فوجد القوم قد نذروا و ذهبوا فأخذ الرجل فقال له عمّار: إنه ليس لك على الرجل سبيل إنّي قد أمنته، و قد أسلم قال: و ما أنت و ذاك ؟ أ تجير علي و أنا الأمير؟ قال: نعم أجير عليك و أنت الأمير، إنّ الرجل قد أسلم، و لو شاء لذهب كما ذهب قومه. قال: فتنازعا في ذلك حتى قدما المدينة فاجتمعا عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فذكر عمّار للنبي صلى اللّه عليه و سلم الذي كان من أمر الرجل فأجاز أمان عمّار، و نهى يومئذ أن يجير رجل على أمير فتنازع عمّار و خالد عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى تشاتما، فقال خالد بن الوليد: أ يشتمني هذا العبد عندك ؟ أما و اللّه لا (1) ولاك ما شتمني قال: فقال نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«كفّ يا خالد عن عمّار، فإنه من يبغض عمّارا يبغضه اللّه، و من يلعن عمّارا يلعنه اللّه»، قال: و قام عمّار فانطلق فاتّبعه خالد، فأخذ بثوبه فلم يزل يترضاه حتى رضي عنه قال: و فيه نزلت يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّٰهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (2)يعني أمر السرايا فَإِنْ تَنٰازَعْتُمْ فِي شَيْ ءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّٰهِ وَ الرَّسُولِ حتى يكون الرسول هو الذي يقضي فيه إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّٰهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ حتى فرغ من الآية[9279].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا عبد العزيز بن أحمد لفظا، نا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان التميمي قال: و أنا أبو القاسم علي بن محمّد السّلمي، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عبيد اللّه القطان قالا: أنا يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي، نا محمّد بن الخضر بن علي البراز (3)،نا عبيد بن جنّاد (4)،نا عطاء بن مسلم الخفّاف (5)،عن سفيان، عن أبي إسحاق عن أوس بن أوس قال:

كنت عند علي فسمعته يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«دم عمّار و لحمه حرام على النار أن (6) تأكله أو تمسّه»[9280].

ص: 401


1- كذا بالأصل: لا لولاك.
2- سورة النساء، الآية:59.
3- كذا رسمها بالأصل.
4- تقرأ بالأصل: حماد، و الصواب ما أثبت، راجع ترجمة عطاء بن مسلم الخفاف في تهذيب الكمال 13/ 66 و ذكر فيها من أسماء الرواة عنه: عبيد بن جناد الحلبي.
5- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 415/1.
6- «أن تأكله أو تمسه» ليس في سير أعلام النبلاء.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن علي، نا أحمد بن الحسين الجراري ورّاق علي بن حرب، نا محمّد بن أحمد بن أبي المثنى خال أبي يعلى، حدّثني الأسود بن عامر، نا شريك، عن الحسن بن عبيد اللّه، عن مجاهد، عن أسامة بن شريك،- و قال مرة أخرى: أسامة بن زيد - قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ما لهم و لعمّار؟ يدعوهم إلى الجنّة و يدعونه إلى النار، قاتله و سالبه في النار»[9281].

كذا رواه موصولا، و المحفوظ مرسل.

أخبرناه الشريف أبو القاسم النّسيب، نا أبو بكر الخطيب، نا الحسن بن أبي بكر، أنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى بن الحسن بن جعفر العلوي، حدّثني جدي، نا هارون بن موسى - هو الفروي - نا محمّد بن يحيى، حدّثني عبد العزيز بن عمران، عن عبد العزيز بن أبان، عن سفيان بن سعيد، عن سلمة بن كهيل، عن مجاهد عن ابن شريك قال:

رآهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هم يحملون الحجارة على عمّار و هو يبني المسجد فقال:

«ما لهم و لعمّار يدعوهم إلى الجنّة و يدعونه إلى النار، و ذلك فعل الأشقياء الأشرار»[9282].

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، و أبو طاهر و أبو محمّد و أبو الغنائم و أبو الحسين و أبو عبد اللّه قالوا: أنا عبد الواحد بن محمّد، أنا أبو بكر، نا جدي يعقوب، نا يحيى بن الحمّاني، نا شريك، عن الحسن بن عبيد اللّه، عن مجاهد قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما لهم و لعمّار يدعوهم إلى الجنّة و يدعونه إلى النار، قاتله و سالبه في النار».

قال: و نا جدي، نا قبيصة بن عقبة، أنا سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن مجاهد قال:

رأى النبي صلى اللّه عليه و سلم عمّارا و هو يحمل حجارة المسجد فقال:«ما لهم و لعمّار؟ يدعوهم إلى الجنّة و يدعونه إلى النار، و ذلك دأب الأشقياء الفجّار»[9283].

ص: 402

أخبرنا أبو القاسم زاهر الشّحّامي، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي، أنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن، نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، عن سفيان (1)،عن سلمة بن كهيل، عن مجاهد قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ما لهم و ما لعمّار؟ يدعوهم إلى الجنّة و يدعونه إلى النار» قال:«و ذلك دأب الأشقياء الفجّار»[9284].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا علي بن أحمد، و أحمد و محمّد ابنا أبي عثمان، و أحمد بن محمّد، و عاصم بن الحسن، و الحسين بن أحمد بن محمّد قالوا: أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، نا محمّد بن معاوية، نا سفيان - يعني ابن عيينة - عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:

«اللّهم أولعتهم بعمّار، يدعوهم إلى الجنّة و يدعونه إلى النار، و ذلك فعل الأشقياء الفجّار»[9285].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي، قالا: نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، نا أبو بكر محمّد بن إسحاق الصّغاني، نا أبو الجوّاب - و هو الأحوص بن جوّاب (2)-نا عمّار - يعني ابن رزيق (3)-عن عمّار - الدّهني (4)،عن سالم بن أبي الجعد قال (5):

جاء رجل إلى عبد اللّه بن مسعود فقال له: يا أبا عبد الرّحمن إن اللّه قد أمننا من أن يظلمنا و لم يؤمّنا من أن يفتنا، أ رأيت إن أدركت فتنة قال:«عليك بكتاب اللّه»، قال:

ص: 403


1- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 415/1.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 482/1.
3- إعجامها مضطرب بالأصل و تقرأ: زريق بتقديم الزاي، تصحيف، و الصواب بتقديم الراء ترجمته في تهذيب الكمال 430/13.
4- هو عمار بن معاوية الدهني البجلي، أبو معاوية الكوفي، ترجمته في تهذيب الكمال 439/13. و الدهني بضم أوله و سكون الهاء بعدها نون، كما في تقريب التهذيب.
5- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 415/1.

أ رأيت إن كان كلهم يدعو إلى كتاب اللّه، قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إذا اختلف الناس كان ابن سميّة مع الحقّ »[9286].

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمّد، أنا عبد اللّه بن محمّد بن مسلم الأسفرايني، نا أحمد بن حرب، نا قاسم بن يزيد الجرمي، نا سفيان، عن عمّار الدّهني، عن سالم بن أبي الجعد، عن عبد اللّه قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«ما خيّر ابن سمية بين أمرين إلاّ أخذ الأرشد منهما»، و هو عمّار بن ياسر[9287].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا وكيع، عن سفيان.

ح و أخبرنا أبو العزّ بن كادش، أنا أبو محمّد الجوهري، نا علي بن محمّد بن لؤلؤ الورّاق، نا عمر بن أيوب السّقطي، نا عثمان بن أبي شيبة.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو نصر بن علي، أنا يحيى بن إسماعيل، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا عبد اللّه بن هاشم، قالا: نا وكيع، نا سفيان.

عن عمّار - زاد زاهر: بن معاوية - و قال [ابن] (2) الحصين: ابن معاوية الدّهني - عن سالم بن أبي الجعد - زاد ابن الحصين: الأشجعي - عن عبد اللّه بن مسعود قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ابن سميّة - و في حديث أبي العزّ: إنّ ابن سمية - ما عرض عليه أمران قط إلاّ اختار الأرشد منهما».

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، و أبو طاهر بن القصاري، و أبو محمّد، و أبو الغنائم ابنا علي بن الحسن، و أبو الحسين العاصمي، و أبو عبد اللّه النعالي، قالوا: أنا عبد الواحد بن محمّد، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، نا أبو غسّان مالك بن إسماعيل (3)،نا صبّاح بن يحيى، حدّثني

ص: 404


1- مسند أحمد بن حنبل 37/2 رقم 3693 طبعة دار الفكر.
2- زيادة لازمة، و هو: أبو القاسم بن الحصين.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 430/10.

عمّار بن أبي معاوية (1)،عن سالم بن أبي الجعد عن عبد [اللّه] (2) بن مسعود قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لا يعرض على ابن سمية أمران إلاّ اتبع الأرشد منهما»، فلما هاجت الفتنة و قتل عثمان قلت: و اللّه لا لأتبعنّه مع من أحببت، و مع من كرهت، فإذا أنا به مع علي مقبل.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، و أبو المواهب أحمد بن محمّد بن عبد الملك، قالا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا محمّد بن المظفر، نا محمّد بن محمّد بن سليمان، نا محمّد بن حميد، نا حكام بن سالم، نا عنبسة بن سعيد، عن عمّار الدّهني، عن سالم بن أبي الجعد قال:

جاء رجل إلى عبد اللّه بن مسعود قال: ما تأمرني إذا وقع الاختلاف ؟ قال:

عليك بالقرآن، قال: كلهم ينتحل القرآن قال: ما أدري ما أقول لك إلاّ أني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ عمارا لم يخيّر بين أمرين قطّ إلاّ اختار أيسرهما»، قال:

فرأيته حين وقع الاختلاف يضرب بين يدي علي بالسّيف[9288].

قال: و أنا ابن المظفر، نا محمّد بن محمّد، نا أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي، نا هاشم بن عبد الواحد، نا يزيد بن عبد العزيز، عن عمر بن سعيد أخي سفيان بن سعيد، عن عمّار الدّهني عن سالم بن أبي الجعد، عن ابن مسعود قال:

قيل له: يا أبا عبد الرّحمن إنّ اللّه قد أجار العباد أن يظلمهم و لم يجرهم أن يفتنهم، فهل سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول إن كان (3) قال: من تكون، قال: ما سمعت منه في هذا شيئا و لكني سمعته يقول:«لا يخيّر ابن سميّة بين أمرين إلاّ اختار أيسرهما»[9289].

و رواه غيرهم عن عمّار الدّهني بلفظ آخر:

أخبرناه أبو القاسم بن أبي بكر، نا أبو القاسم علي بن أحمد، و أبو طاهر

ص: 405


1- و هو عمار الدهني، يقال فيه: عمار بن معاوية أيضا، و عمار بن صالح. راجع ترجمته في تهذيب الكمال 439/13.
2- لفظ الجلالة أضيف للإيضاح.
3- كلمة غير واضحة بالأصل.

القصاري، و أبو محمّد، و أبو الغنائم ابنا علي، و أبو الحسين العاصمي، و أبو عبد اللّه النعالي، قالوا: أنا أبو عمر، أنا أبو بكر، نا جدي، نا أبو الجوّاب أحوص بن جوّاب، نا عمّار بن رزيق (1)،نا عمّار الدّهني عن سالم بن أبي الجعد قال:

جاء رجل إلى عبد اللّه بن مسعود فقال: يا أبا عبد الرّحمن إنّ اللّه قد أمنا من أن يظلمنا و لم يؤمنا أن يفتنا، أ فرأيت إن أدركت فتنة ؟[قال:] (2) ما أدري ما أقول لك؛ سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إذا اختلف الناس كان ابن سميّة مع الحقّ »[9290].

قال: و نا جدي، نا عبد السّلام بن صالح، نا أبو بكر يعني ابن عيّاش، نا عمر بن سعيد أخو سفيان الثوري، عن عمّار الدّهني، عن سالم بن أبي الجعد قال:

جاء رجل إلى عبد اللّه فقال: إن اللّه أجار أهل الإسلام من الظلم و لم يجرهم من الفتن، فإن وقع فما تأمرني ؟ قال: انظر عمّار بن ياسر أين يكون فكن معه، فإني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«عمّار يزول مع الحق حيث يزول»[9291].

و رواه غيرهم عن عمّار، فأدخل بين عبد اللّه و سالم: علي بن علقمة الأنماري (3).

أخبرناه أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، و أبو المواهب أحمد بن محمّد، قالا:

أنا أبو محمّد الجوهري، أنا محمّد بن المظفر، نا محمّد بن محمّد بن سليمان، نا محمّد بن خلف، نا أبو نعيم ضرار بن صرد، نا علي بن هاشم، نا عمّار بن رزيق (4)، عن عمّار الدّهني عن سالم بن أبي الجعد عن علي بن علقمة الأنماري عن عبد اللّه بن مسعود أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«ابن سمية عمّار ما خيّر بين أمرين إلاّ اختار أيسرهما»[9292].

أخبرنا أبو منصور محمّد بن عبد الملك، أنا - و أبو الحسن علي بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (5).

ص: 406


1- بالأصل: زريق، بتقديم الزاي تصحيف، تقدم التعريف به قريبا.
2- زيادة للإيضاح.
3- بالأصل هنا: الأنباري، تصحيف، و الصواب ما أثبت ترجمته في تهذيب الكمال 366/13.
4- بالأصل: زريق، بتقديم الزاي تصحيف، تقدم التعريف به قريبا.
5- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 288/11 في ترجمة عثمان بن المبارك الأنباري.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا علي بن أحمد، و أحمد بن محمّد، و أحمد و محمّد ابنا علي و عاصم بن الحسن، و الحسين بن أحمد.

قالوا: أنا عبد الواحد بن محمّد، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، نا أبو سعيد عثمان بن المبارك الأنباري، نا عبيد اللّه - يعني ابن موسى - عن عبد العزيز بن سياه، عن حبيب بن أبي ثابت عن عطاء بن يسار، عن عائشة.

قالت: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:«ما خيّر عمّار بين أمرين إلاّ اختار أرشدهما» و قال الخطيب: أيسرهما[9293].

أخبرناه عاليا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا عبد الرّحمن بن علي المزكي، أنا يحيى بن إسماعيل الحربي، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الشرقي، نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، نا عبد العزيز بن سياه (1)،عن حبيب بن أبي ثابت، عن عطاء بن يسار، عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«عمّار ما عرض عليه أمران إلاّ اختار الأرشد منهما»[9294].

رواه الترمذي (2) عن القاسم بن زكريا بن دينار الكوفي.

و رواه النسائي عن أحمد بن سليمان الرّهاوي جميعا عن عبيد اللّه بن موسى، عن عبد العزيز بن سياه.

و قد رواه عبد اللّه بن حبيب بن أبي ثابت عن أبيه (3).

أخبرناه أبو القاسم الشيباني، نا أبو علي التميمي، أنا أبو بكر القطيعي، نا أبو عبد الرّحمن، حدّثني أبي أحمد (4)،نا أبو أحمد - و هو الزّبيري - نا عبد اللّه - يعني ابن حبيب - عن حبيب بن أبي ثابت، عن عطاء بن يسار قال: جاء رجل، فوقع في علي و في عمّار عند عائشة، فقالت: أما علي فلست قائلة لك فيه شيئا، و أما عمّار فإنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لا يخيّر بين أمرين إلاّ ركب أرشدهما»[9295].

ص: 407


1- رواه من طريقه الذهبي في سير أعلام النبلاء 416/1.
2- سنن الترمذي كتاب المناقب، باب في مناقب عمار الحديث 3800.
3- سير أعلام النبلاء 416/1.
4- مسند أحمد بن حنبل 9/رقم 24874 طبعة دار الفكر - بيروت.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، و أبو طاهر القصاري، و أبو محمّد، و أبو الغنائم ابنا أبي عثمان، و أبو عبد اللّه النعالي، و أبو الحسين عاصم بن الحسن قالوا: أنا أبو عمر الفارسي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، نا الفضل بن دكين، نا سعد بن أوس العبسي عن بلال - يعني:

ابن يحيى - أن حذيفة أتى و هو ثقيل، فقيل: قتل هذا الرجل عثمان، فما تأمرنا؟ قال:

أما إن أبيتم فأجلسوني فأسندوا ظهره إلى رجل قال: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:«أبو اليقظان على الفطرة»[9296].

هذا مختصر من حديث.

أخبرناه أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا أبو نعيم (1)،نا سعد بن أوس، عن بلال بن يحيى أن حذيفة أتى و هو ثقيل بالموت فقيل له: إنّ هذا الرجل قد قتل - لعثمان - فما تأمرنا؟ قال: أما إذا أبيتم فأجلسوني، فأسند إلى ظهر رجل فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«أبو اليقظان على الفطرة - ثلاث مرات - لن يدعها حتى يموت أو ينسيه (2) الهرم»[9297].

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو القاسم، و أبو طاهر و أبو محمّد و أبو الغنائم، و أبو عبد اللّه قالوا: أنا أبو عمر، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، نا محمّد بن سعيد بن الأصبهاني، أنا شريك، عن مسلم، عن حبّة (3) قال: قال حذيفة:

الزموا ابن سميّة فإنه يزول مع الحق حيث زال.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، و أبو المواهب أحمد بن محمّد، قالا: أنا

ص: 408


1- سير أعلام النبلاء 417/1.
2- في سير أعلام النبلاء: يلبسه الهرم.
3- إعجامها مضطرب بالأصل، و الصواب ما أثبت و ضبط : حبة بفتح أوله ثم موحدة ثقيلة، كما في التقريب. و هو حبة بن جوين بن علي العرني البجلي ترجمته في تهذيب الكمال 105/4 روى عن: حذيفة بن اليمان، روى عنه:... و مسلم الأعور.

أبو محمّد الجوهري، أنا محمّد بن المظفر، أنا محمّد بن محمّد بن سليمان، نا ابن حميد.

ح و أخبرنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن علي بن عبد الواحد، و أبو غالب أحمد بن الحسن قالا: أنا أبو الغنائم عبد الصّمد بن علي المأموني، أنا عبيد اللّه بن محمّد بن إسحاق بن حبابة، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي (1)،نا محمّد بن حميد الرازي، نا هارون بن المغيرة، نا عمرو بن أبي قيس، عن عمّار الدّهني، عن سالم بن أبي الجعد، عن مسروق، عن عائشة قالت:

انظروا عمّارا فإنه يموت على الفطرة، إلاّ أن تدركه هفوة من كبر.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر الشامي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا أبو يعقوب الصّيدلاني، نا أبو جعفر العقيلي (2)،نا أحمد بن محمّد الحمال (3) الأصبهاني، نا عقيل بن يحيى الأصبهاني، نا شعيب بن إبراهيم أبو العبّاس الكوفي، نا سيف بن عمر التميمي (4)،عن مبشّر بن فضيل، عن محمّد بن سعد بن أبي وقّاص عن أبيه قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«الحقّ مع عمّار ما لم يغلب عليه دلهة الكبر».

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا سليمان بن حرب، نا شعبة، عن المغيرة، عن إبراهيم، عن علقمة قال:

أتينا الشام فقلت: اللّهم ارزقني جليسا صالحا، فجلست إلى أبي الدرداء، فقال:

ممن أنت ؟ فقلت: من أهل الكوفة، فقال: أ ليس كان فيكم صاحب السّواك و الوساد - يعني عبد اللّه بن مسعود - أ و ليس كان فيكم الذي أعاذه اللّه على لسان نبيّه صلى اللّه عليه و سلم من الشيطان - يعني عمّار بن ياسر - أ و ليس كان فيكم صاحب السرّ الذي لا يعلمه غيره، حذيفة، ثم قال: كيف كان عبد اللّه يقرأ: وَ اللَّيْلِ إِذٰا يَغْشىٰ وَ النَّهٰارِ إِذٰا تَجَلّٰى (5)

ص: 409


1- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 417/1.
2- رواه أبو جعفر العقيلي في الضعفاء الكبير 236/4 في ترجمة مبشر بن الفضيل.
3- في الضعفاء الكبير: أحمد بن محمد الجمال الأصبهاني.
4- في الضعفاء الكبير: التيمي، تصحيف، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 249/8.
5- سورة الليل، الآيتان الأولى و الثانية.

قلت: و الذكر و الأنثى، قال: كاد هؤلاء أن يشككوني، و قد سمعتها من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (1).

أخبرنا أبو القاسم بن أبي بكر، أنا ابن البسري و القصاري و ابنا أبي عثمان و عاصم و أبو عبد اللّه النعالي، قالوا: أنا أبو عمر، أنا أبو بكر، نا جدي، نا يزيد بن هارون، أنا شعبة، عن المغيرة، عن إبراهيم، عن علقمة قال:

قدمنا الشام فدخلت المسجد فقلت: اللّهم ارزقني جليسا صالحا، فجلست إلى أبي الدرداء، فقال: من الرجل ؟ فقلت: رجل من أهل الكوفة، قال: أ لم يكن فيكم صاحب السّرّ، و الذي أجير من الشيطان على لسان النبي صلى اللّه عليه و سلم، و صاحب السّواد أو الوساد - يزيد بن هارون شك - قال: صاحب السّرّ: حذيفة، و الذي أجير من الشيطان: عمّار بن ياسر، و صاحب الوساد أو السواد ابن مسعود.

قال: و نا جدي، نا ابن الأصبهاني، نا شريك عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال:

أتينا أبا الدرداء فسألناه عن أشياء فقال: أ ليس فيكم صاحب الوساد و النعلين و المطهر عبد اللّه بن مسعود؟ أ ليس فيكم من أعاذه اللّه على لسان نبيّه صلى اللّه عليه و سلم من الشيطان ابن سميّة ؟ أ ليس فيكم صاحب السرّ الذي لا يعلمه غيره ؟ يريد حذيفة.

أخبرناه عاليا أبو القاسم أيضا، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، و أحمد و محمّد ابنا علي بن الحسن قالوا: أنا أبو محمّد عبد اللّه بن عبيد اللّه بن يحيى المؤدب، نا الحسين بن إسماعيل الضّبّي، نا يوسف بن موسى، نا جرير، عن المغيرة، عن إبراهيم قال:

أتى علقمة الشام فدخل مسجدا يصلي فيه قال: ثم جاء حلقة فجلس فيها جاء رجل فعرفت في تحوش (2) القوم و هيئته أنه، قال: فجلس إلى جنبي فقلت: الحمد للّه إنّي لأرجو أن يكون اللّه عزّ و جلّ قد استجاب دعوتي قال: و ذلك الرجل أبو الدرداء قال: فقال.... (3).قال علقمة: دعوت اللّه أن يرزقني في جليسنا صالحا، فأرجو

ص: 410


1- سير أعلام النبلاء 417/1 و انظر تخريجه فيه.
2- كذا بالأصل:«تحوش القوم و هيئته أنه».
3- كلمة غير مقروءة بالأصل من سوء التصوير.

أن يكون أنت. فقال: ممن أنت ؟ فقلت: من أهل الكوفة، أو من أهل العراق ثم قال:

من أهل الكوفة ؟ قال: فقال أبو الدرداء أ و لم يكن فيكم الذي أجير من الشيطان على لسان النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: يعني عمار بن ياسر. فذكر الحديث.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أحمد و محمّد ابنا أبي عثمان، و أحمد بن محمّد، و علي بن أحمد و عاصم بن الحسن، و الحسين بن أحمد قالوا: أنا أبو عمر الفارسي، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، أنا جدي، نا أبو سلمة، نا حمّاد (1)،نا أبو جمرة (2)،عن إبراهيم، عن خيثمة بن عبد الرّحمن قال:

دخلت مسجد النبي صلى اللّه عليه و سلم فجلست إلى أبي هريرة فقلت: حدّثني، فقال أبو هريرة: من أنت ؟ قلت: من أهل الكوفة، قال: تسألني و فيكم علماء أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و المجار من الشيطان عمّار بن ياسر.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا أحمد بن علي بن خلف، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، أنا محمّد بن عبد اللّه الشيباني - ببغداد - أنا محمّد بن الحسين الخثعمي، نا محمّد بن يحيى الحجري، نا محمّد بن إبراهيم السلمي، نا عيسى بن قرطاس (3)،نا عمرو بن صليع (4) قال:

سمعت عائشة رضي اللّه عنها تقول عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«كم من ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم على اللّه لأبرّه» منهم عمّار بن ياسر.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: نا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو الفقيه.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ.

ص: 411


1- من طريق حماد بن سلمة رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 418/1.
2- تقرأ بالأصل: أبو حمزة، تصحيف و التصويب عن سير أعلام النبلاء، و هو أبو جمرة نصر بن عمران الضبعي، ذكره المزي في شيوخ حماد بن سلمة تهذيب الكمال 177/5 طبعة دار الفكر.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 570/14.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 250/14.

قالا: أنا أبو يعلى، نا أحمد بن المقدام، نا عبد اللّه بن جعفر، نا - و قال ابن حمدان: حدّثني - العلاء بن عبد الرّحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يبني المسجد فإذا نقل الناس حجرا نقل عمّار حجرين، و إذا نقلوا - و في حديث ابن المقرئ: و إذا نقل الناس - لبنة نقل عمار لبنتين فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ويح ابن سميّة تقتله الفئة الباغية»[9298].

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن إبراهيم الفقيه، أنا أبو نعيم عبد الملك بن محمّد بن عدي، أنا أبو زيد عمر بن شبّة، أنا ابن أبي عدي عن داود (1)،عن أبي نضرة، عن أبي سعيد قال:

أمرنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ببناء المسجد فجعلنا ننقل لبنة لبنة، و جعل عمّار ينقل لبنتين لبنتين (2)،فحدّثني أصحابه (3) عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه كان ينفض رأسه و يقول:«ويحك يا ابن سميّة تقتلك الفئة الباغية».

آخر الجزء الرابع عشر بعد الخمس مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (4)،أنا أبي، نا ابن أبي عدي، عن داود، عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال:

أمرنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ببناء المسجد، فجعلنا ننقل لبنة لبنة، و كان عمّار ينقل لبنتين لبنتين، فتترب رأسه قال: فحدّثني أصحابي، و لم أسمعه من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم،[أنه] (5)جعل ينفض رأسه و يقول:«ويحك يا ابن سميّة تقتلك الفئة الباغية»[9299].

قال (6):و نا أبي نا محبوب بن الحسن عن خالد، عن عكرمة أن ابن عبّاس قال له و لابنه علي.

ص: 412


1- من طريق داود بن أبي هند رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 418/1.
2- زيد في سير أعلام النبلاء: فترب رأسه.
3- في سير أعلام النبلاء: أصحابي.
4- رواه أحمد في مسنده 4/رقم 11011 طبعة دار الفكر.
5- الزيادة عن مسند أحمد.
6- رواه أحمد في مسنده 180/4 رقم 11861.

انطلقا إلى أبي سعيد الخدري و اسمعا من حديثه قال: فانطلقنا فإذا هو في حائط له فلما رآنا آخذ رداءه، فجاء فقعد فأنشأ يحدّثنا حتى أتى على ذكر بناء المسجد فقال:

كنا نحمل لبنة لبنة، و عمّار بن ياسر يحمل لبنتين (1) قال: فرآه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فجعل ينفض التراب عنه، و يقول:«يا عمّار أ لا تحمل لبنة كما يحمل أصحابك ؟» قال: إنّي أريد الأجر من اللّه، قال: فجعل ينفض التراب عنه و يقول:«ويح عمّار تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنّة، و يدعونه إلى النار»، قال: فجعل عمّار يقول: أعوذ بالرّحمن من الفتن.

رواه البخاري عن إبراهيم بن موسى، عن الثقفي، و عن مسدّد عن ابن عبد العزيز بن المختار جميعا عن خالد (2).

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر القشيري قالا: أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو.

ح و أخبرتنا أم المجتبى قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ.

قالا: أنا أبو يعلى، نا إسماعيل بن موسى بن ابنة - و قال ابن المقرئ: ابن بنت - السّدّي، نا أسباط بن محمّد، عن الأعمش، عن عبد الرّحمن بن أبي زياد عن عبد اللّه بن الحارث بن نوفل قال:

رجعت مع معاوية من صفّين فكان معاوية و أبو الأعور السّلمي يسيرون من جانب، و عمرو (3) و ابنه يسيرون من جانب، فكنت بينهم ليس أحد غيري، و كنت أحيانا أصغي إلى هؤلاء، و أحيانا أصغي إلى هؤلاء، فسمعت عبد اللّه بن عمرو (4)يقول لأبيه: يا أبة أ ما سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول لعمّار حين كان يبني المسجد:«إنّك

ص: 413


1- في المسند: يحمل لبنتين لبنتين.
2- أخرجه البخاري في 56 كتاب الجهاد،(17) باب، رقم 2812 و في الصلاة باب التعاون في بناء المسجد رقم 447.
3- بالأصل: و عمر، تصحيف، و هو عمرو بن العاص، و قوله: و ابنه، يعني عبد اللّه بن عمرو بن العاص.
4- بالأصل: عبد اللّه بن عمر، تصحيف، انظر الحاشية السابقة.

لحريص على الأجر»، قال: أجل،«و إنّك من أهل الجنة، و لتقتلك الفئة الباغية»، قال: بلى، قد سمعته، قال: فلم قتلتموه، قال: فالتفت إلى معاوية فقال: يا أبا عبد الرّحمن أ لا تسمع ما يقول هذا؟ قال: أ ما سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول لعمّار و هو يبني المسجد:«ويحك إنك لحريص على الأجر، و لتقتلك الفئة الباغية»، قال: بلى، قد سمعته، قال: فلم قتلتموه، و قال (1):ويحك - و قال بن المقرئ: ويلك - ما نراك ترحض في بولك (2) أو نحن قتلناه ؟ إنّما قتله من جاء به[9300].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، نا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو زكريا العنبري، نا محمّد بن سلام، نا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، أنا عطاء بن مسلم الحلبي قال: سمعت الأعمش يقول: قال أبو عبد الرّحمن السلمي.

شهدنا صفّين، فكنا إذا توادعنا دخل هؤلاء في عسكر هؤلاء، و هؤلاء في عسكر هؤلاء، فرأيت أربعة يسيرون: معاوية بن أبي سفيان، و أبو الأعور السّلمي، و عمرو بن العاص و ابنه، فسمعت عبد اللّه بن عمرو يقول لأبيه عمرو: قد قتل هذا الرجل، و قد قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ما قال: قال: أيّ رجل ؟ قال: عمّار بن ياسر، أ ما تذكر يوم بنى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم المسجد، فكنا نحمل لبنة لبنة، و عمّار يحمل لبنتين لبنتين، فمرّ على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«تحمل لبنتين لبنتين، و أنت ترحض، أما إنّك ستقتلك الفئة الباغية، و أنت من أهل الجنة» فدخل عمرو على معاوية فقال: قتلنا هذا الرجل، و قد قال فيه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ما قال، فقال: اسكت، فو اللّه ما تزال ترحض في بولك، أ نحن قتلناه ؟ إنما قتله عليّ و أصحابه، جاءوا به حتى ألقوه بيننا.

و قد روي من وجه آخر مرسلا:

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، و أبو طاهر بن القصاري، و أبو محمّد، و أبو الغنائم ابنا علي بن الحسن، و أبو الحسين العاصمي، و أبو عبد اللّه النعالي، قالوا: أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، نا مسدّد بن مسرهد بن مسربل أبو الحسن (3)،نا عبد الوارث، عن أبي

ص: 414


1- القائل: معاوية بن أبي سفيان.
2- بدون إعجام بالأصل، و فوقها فيه ضبة. و المثبت عن المختصر.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 591/10.

التّيّاح (1)،حدّثني ابن أبي الهذيل (2).

أن عمّار بن ياسر كان رجلا ضابطا، و كان يحمل حجرين حجرين، فبلغ ذلك النبي صلى اللّه عليه و سلم، فتلقاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فربع في صدره، فقام، فجعل ينفض التراب عن رأسه و يقول:«ويحك ابن سميّة تقتلك الفئة الباغية»[9301].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3)،نا عبد اللّه بن نمير، عن الأجلح، عن عبد اللّه بن أبي الهذيل قال:

لما بنى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مسجده جعل القوم يحملون و جعل النبي صلى اللّه عليه و سلم يحمل هو و عمّار، فجعل عمّار يرتجز و يقول:

نحن المسلمون نبني المساجدا

و جعل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«المساجدا» و قد كان عمّار اشتكى قبل ذلك، فقال بعض القوم: ليموتنّ عمّار اليوم، فسمعهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فنفض لبنته و قال:«ويحك» - و لم يقل: ويلك:- «يا ابن سميّة تقتلك الفئة الباغية»[9302].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم البندار، و أبو طاهر القصّاري، و أبو الحسين العاصمي، و أبو محمّد، و أبو الغنائم، ابنا (4) أبي عثمان، و أبو عبد اللّه النعالي قالوا: أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر، نا جدي، نا موسى بن إسماعيل المنقري (5)،نا جرير - يعني ابن حازم - قال: سمعت الحسن يقول:

لما قدم النبي صلى اللّه عليه و سلم المدينة قال:«ابنوا لنا مسجدا» قالوا: كيف يا رسول اللّه ؟ قال: عرش كعرش موسى، ابنوه لنا بلبن فجعلوا يبنون و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يعاطيهم اللبن على صدره، ما دونه ثوب و هو يقول:«اللّهمّ إنّ العيش عيش الآخرة، فاغفر للأنصار

ص: 415


1- هو يزيد بن حميد الضبعي البصري، ترجمته في سير أعلام النبلاء 251/5.
2- هو عبد اللّه بن أبي الهذيل، أبو المغيرة العنزي الكوفي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 170/4.
3- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 251/3.
4- بالأصل: أنبا.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 360/10.

و المهاجرة»، فمرّ عمّار بن ياسر فجعل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ينفض التراب عن رأسه و يقول:

«ويحك يا ابن سميّة تقتلك الفئة الباغية»[9303].

قال: و نا جدي، نا يحيى بن عبد الحميد الحمّاني، نا يعقوب - يعني القمّي (1)- عن جعفر - يعني ابن أبي المغيرة - عن سعيد بن جبير قال:

كان عمّار بن ياسر ينقل الحجارة إلى المسجد، فأتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقيل له:

مات عمّار وقع عليه حجر فقتله، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما مات عمّار، تقتله الفئة الباغية»[9304].

و قد روي أن ذلك كان في حفر الخندق.

أخبرنا الشريف أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب، أنا أبو القاسم الحسن بن الحسين بن علي بن المنذر القاضي (2)،نا أحمد بن محمّد بن السّري بن يحيى التميمي، أنا المنذر بن محمّد، حدّثني أبي، نا يحيى بن محمّد بن عبّاد قال: قال ابن إسحاق، و حدّثني سعيد بن المرزبان عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر بن عبد اللّه.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و المسلمين لما أخذوا في حفر الخندق جعل عمّار بن ياسر يحمل التراب و الحجارة من الخندق فيطرحه على شفيره، و كان ناقها من مرض، صائما، فأدركه الغشي، فأتاه أبو بكر، فقال: اربع على نفسك يا عمّار، قد قتلت نفسك، و أنت ناقه من مرض، فسمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قول أبي بكر فقام، فجعل يمسح التراب عن رأس عمّار و منكبه و هو يقول:«يزعمون أنك متّ و أنك قد قتلت نفسك، كلا و اللّه حتى تقتلك الفئة الباغية»[9305].

أخبرناه أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي - بأصبهان - أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد اللّه الوراق، أنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن زياد، أنا أبو زرعة الرازي، نا عبد الجبّار بن سعيد بن سليمان المساحقي (3)،حدّثني يحيى بن محمّد،

ص: 416


1- تقرأ بالأصل: العمي، تصحيف، و هو يعقوب بن عبد اللّه بن سعد بن مالك أبو الحسن القمي، ترجمته في تهذيب الكمال 437/20.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 338/17.
3- هذه النسبة إلى الجد، ذكره السمعاني و ترجم له (الأنساب: المساحقي).

عن ابن (1) إسحاق، عن سعيد بن المرزبان (2)،عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر بن عبد اللّه قال:

ما أخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و المسلمون معه في حفر الخندق جعل عمّار يحمل التراب و الحجارة من جوف الخندق، قال: و كان ناقها من مرض، قال: و كان صائما، فأدركته العبره ؟؟؟ (3)،فأتاه أبو بكر فقال: يا عمّار ارفق على نفسك، فقد قتلت نفسك و أنت ناقه من مرض، صائم (4)،قال: فسمع ذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من قول أبي بكر، فقام يمسح التراب عن رأس عمّار و يقول:«يزعمون أنّك ميت، و أنك قتلت نفسك، و لا و اللّه ما أنت بميت حتى تقتلك الفئة الباغية»[9306].

و قد روي إخبار النبي صلى اللّه عليه و سلم لقتل عمّار: عن عمّار، و عثمان بن عفّان، و معاوية بن أبي سفيان، و عبد اللّه بن عباس، و عمرو بن العاص، و ابنه عبد اللّه بن عمرو، و أبي رافع القرشيين، و عبد اللّه بن مسعود الهذلي، و حذيفة بن اليمان العنسي، و أبي هريرة الدّوسي، و زيد بن أبي أوفى الأسلمي، و جابر بن سمرة السّوائي (5)،و أبي قتادة، و عمرو بن حزم، و خزيمة بن ثابت، و أبي اليسر كعب بن عمرو (6)،و زياد بن القرد، و كعب بن مالك، و جابر بن عبد اللّه، و أنس بن مالك الأنصاريين، و أبي أمامة الباهلي، و عائشة، و أم سلمة.

و أمّا حديث عمّار:

فأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أحمد بن علي بن الحسن، و أحمد بن محمّد بن إبراهيم.

ح و أخبرنا أبو عبد (7) اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم، أنا أبي أبو طاهر قالا:

ص: 417


1- بالأصل:«أبي إسحاق» و قد مرّ في الرواية السابقة: محمد بن إسحاق. انظر الحاشية التالية.
2- هو سعيد بن المرزبان العبسي، أبو سعد البقال، ترجمته في تهذيب الكمال 289/7.
3- كذا رسمها بالأصل بدون إعجام.
4- كذا بالأصل.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 186/3 و تهذيب الكمال 287/3.
6- ترجمته في تهذيب الكمال 397/15.
7- بالأصل:«عبد اللّه أبو محمد بن أحمد بن إبراهيم» و التصويب عن أسانيد سابقة.

أنا أبو القاسم إسماعيل بن الحسن بن عبد اللّه، أنا أبو العباس بن عقدة، نا جعفر بن أحمد بن دهقان الضّبّي، نا علي بن عبد الحميد الشّيباني، أنا أبو مريم، عن عمرو بن مرّة، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن عمّار بن ياسر قال: قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«تقتلك الفئة الباغية»[9307].

و أخبرناه أبو بكر محمّد بن الحسين بن علي، و أبو غالب أحمد بن الحسن، قالا: أنا عبد الصمد بن علي بن محمّد، أنا علي بن عمر الدار قطني، حدّثني أبو الحسين زيد بن محمّد بن جعفر الكوفي، نا جعفر بن أحمد بن دهقان الضّبّي، نا علي بن عبد الحميد المعني، نا أبو مريم، عن عمرو بن مرّة، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى عن عمّار قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«آخر زادك من الدنيا ضياح (1) لبن» و قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«تقتلك الفئة الباغية»[9308].

تفرّد به أبو مريم عبد الغفّار بن القاسم.

و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد بن أبي عثمان، و أبو طاهر القصاري.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه بن القصاري، أنا أبي أبو طاهر.

قالا: أنا أبو القاسم إسماعيل بن الحسن، أنا أبو العباس بن عقدة، نا الحسن بن علي بن بزيع، نا إسماعيل بن صبيح، نا أبو مريم، عن عمرو بن مرّة، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن عمّار بن ياسر قال: قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«تقتلك الفئة الباغية»[9309].

و رواه أبو مريم أيضا عن يزيد بن أبي زياد.

أخبرناه أبو القاسم أيضا، أنا أبو محمّد، و أبو طاهر.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه، أنا أبي.

قالا: أنا إسماعيل، أنا أبو العباس، نا الحسن بن علي بن بزيع، نا إسماعيل بن

ص: 418


1- ضياح: في القاموس: الضيح كالضّياح: اللبن الرقيق الممزوج، و تضيّح اللبن: صار ضياحا.

صبيح (1)،نا أبو مريم، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن عمّار بن ياسر قال: قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«تقتلك الفئة الباغية»[9310].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبي، نا أبو القاسم، نا أبو نعيم الأسفرايني، أنا أبو عوانة (2) يعقوب بن إسحاق، نا عبد اللّه بن أحمد بن إبراهيم الدّورقي (3)،نا عبيد اللّه بن محمّد بن حفص... (4)،نا حمّاد بن سلمة، عن أبي التّيّاح، عن عبد اللّه بن أبي الهذيل، عن عمّار بن ياسر قال: قال لي النبي صلى اللّه عليه و سلم:«تقتلك الفئة الباغية»[9311].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد بن أبي عثمان، و أبو طاهر القصاري.

و أخبرنا أبو عبد اللّه بن القصاري، أنا أبي.

قال: أنا أبو القاسم الصّرصري، أنا أبو عبد اللّه المحاملي، نا فضل بن سهل، نا حسين بن حسن، نا شريك، عن الأجلح، و أبي سنان عن عبد اللّه بن أبي الهذيل قال أحدهما عن عمّار - و قال الآخر: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال لعمّار:«تقتلك الفئة الباغية»[9312].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا أبو القاسم طلحة بن علي بن الصّقر الكتاني (5)،نا أبو محمّد دعلج بن أحمد بن دعلج السّجستاني (6)،نا محمّد بن يونس بن موسى، نا يوسف بن يعقوب السّدوسي، نا حاتم بن أبي صغيرة، عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي وائل، عن عمّار بن ياسر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعمّار:«ويحك ابن سميّة تقتلك الفئة الباغية»[9313].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ص: 419


1- هو إسماعيل بن صبيح اليشكري الكوفي، ترجمته في تهذيب الكمال 178/2.
2- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 421/1.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 153/13.
4- غير مقروءة بالأصل، و لعله: العيشي، أو العائشي، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 261/12.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 479/17.
6- ترجمته في سير أعلام النبلاء 30/16.

و أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ.

قالا: نا أبو يعلى، أنا القواريري - سماه ابن المقرئ عبيد اللّه بن عمر، نا يوسف بن الماجشون، حدّثني أبي - و قال ابن المقرئ - أخبرني أبي - عن أبي عبيدة بن محمّد بن عمّار بن ياسر عن مولاة لعمّار بن ياسر قالت:

اشتكى عمّار شكوى ثقل منها، فغشي عليه فأفاق و نحن نبكي حوله فقال: ما يبكيكم ؟ أ تخشون (1) أنّي أموت على فراشي ؟ أخبرني حبيبي صلى اللّه عليه و سلم أنه تقتلني الفئة الباغية و أنّ آخر زادي من الدنيا مذقة (2) لبن - و قال ابن حمدان: من لبن-.

أخبرناه أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا علي بن عبد الحميد الغضائري (3)،نا عبيد اللّه بن عمر القواريري، نا يوسف بن يعقوب الماجشون، حدّثني أبي عبيدة بن محمّد بن عمّار بن ياسر عن مولاة لعمّار قالت:

اشتكى عمّار شكوى فثقل منها، فأغمي عليه فأفاق و نحن نبكي حوله فقال: ما يبكيكم ؟ قلنا: ما نرى بك، قال: أ تحسبين (4) أنّي أموت على فراشي، قد أخبرني حبيبي صلى اللّه عليه و سلم أنه تقتلني الفئة الباغية.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، و أبو طاهر القصاري، و أبو محمّد، و أبو الغنائم ابنا أبي عثمان، و أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه النعالي قالوا: أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، نا هاشم بن القاسم، نا عمر بن راشد، عن عبد الكريم بن أمية عن مولاة لعمّار قالت:

اشتكى عمّار شكاة حتى ثقل، فصنعت له حسوا فأتيته به و أنا أبكي، فقال: ما

ص: 420


1- كذا بالأصل، و في المختصر: أ تحسبون.
2- المذقة: الطائفة من اللبن، و مذق له: سقاه المذقة (تاج العروس بتحقيقنا: مذق).
3- إعجامها مضطرب بالأصل، و تقرأ:«القضابري» ترجمته في سير أعلام النبلاء 432/14.
4- كذا بالأصل.

يبكيك ؟ تخافي عليّ أن أموت ؟ إنّي لست ميتا من وجعي هذا، فإنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عهد إليّ أنّي مقتول بين فئتين من المؤمنين عظيمتين تقتلني الباغية منهما (1).

و أمّا حديث عثمان:

فأخبرناه أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبي أبو القاسم القشيري، أنا أبو نعيم الأسفرايني، أنا يعقوب بن إسحاق، أنا [أبو] (2) الأحوص محمّد بن الهيثم بن حمّاد القاضي، حدّثني محمّد بن المتوكل العسقلاني (3)،نا عبد الرزّاق، و عبد الوهّاب ابناهما عن المعتمر بن سليمان عن القاسم بن الفضل، عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد عن عبد اللّه بن محمّد بن الحنفية عن أبيه عن عثمان بن عفّان قال:

سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:«تقتل عمّارا (4) الفئة الباغية (5)»قال ابن البسري: و ذكر فيه حديثا طويلا.

قال: و أنا يعقوب، نا أخو خطاب محمّد بن بشر، نا الفضل بن سخيت، نا أحمد بن محمّد الباهلي (6)،نا يحيى بن عيسى، نا الأعمش، نا زيد بن وهب.

أن عمارا قال لعثمان: حملت قريشا على رقاب الناس، عدوا، فعدوا عليّ فضربوني، فغضب عثمان ثم قال: ما لي و لقريش ؟ عدوا على رجل من أصحاب محمّد صلى اللّه عليه و سلم فضربوه، سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول لعمّار:«تقتلك الفئة الباغية و قاتله في النار»[9314].

أخبرناه عاليا أبو سهل بن سعدوية، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا الفضل بن سكين بن سخيت، نا أحمد بن محمّد، حدّثني يحيى بن عيسى، نا الأعمش، نا زيد بن وهب قال: كان عمّار قد ولع بقريش و ولعت به فعدوا عليه فضربوه، فخرج عثمان مغضبا، فصعد المنبر فحمد اللّه، و أثنى عليه ثم

ص: 421


1- بالأصل: منها.
2- زيادة لازمة للإيضاح، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 156/13.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 161/11.
4- بالأصل: عمار.
5- سير أعلام النبلاء 421/1.
6- من حديثه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 420/1 و انظر تخريجه فيه.

قال: أيها الناس ما لي و لقريش ؟ فعل اللّه بقريش و فعل، عدوا على رجل فضربوه، سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول لعمّار:«تقتلك الفئة الباغية»[9315].

و أخبرناه أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد الأزجي، أنا أبو محمّد الحسن بن علي الجوهري، أنا علي بن محمّد بن أحمد بن نصير، نا أبو يحيى زكريا بن يحيى السّاجي، نا سهل بن محمّد السكري، نا أبو نعيم الربدي، نا محمّد بن شريك، عن عبد اللّه النّخعي، نا - و اللّه - أبي، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن غالب، عن عثمان بن عفّان قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«يقتل عمارا الفئة الباغية»[9316].

و أمّا حديث معاوية:

فأخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر القشيري، قالا: أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ.

قالا: أنا أبو يعلى، نا عثمان بن أبي شيبة قال: سمعت جريرا يقول: سمعت شيخا يحدّث مغيرة عن ابنة هشام بن الوليد بن المغيرة و كانت تمرّض عمارا قالت:

جاء معاوية إلى عمّار يعوده، فلما خرج من عنده قال: اللّهم لا تجعل ميتته بأيدينا، فإنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«تقتل عمّارا الفئة الباغية»[9317].

و أمّا حديث ابن عباس:

فأخبرناه أبو الحسن سعد الخير بن محمّد، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن أحمد بن موسى (1)،أنا محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن (2)،أنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم، حدّثني علي بن العبّاس البجلي، نا حسين بن نصر بن مزاحم، نا خالد بن عيسى، عن حسين بن أبي عبد الرّحمن، عن موسى بن أبي صالح الفرّاء، عن عبد اللّه بن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس قال:

ص: 422


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 207/19.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 433/17.

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعمّار بن ياسر:«تقتلك الفئة الباغية»[9318].

و أمّا حديث عمرو بن العاص (1):

فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا محمّد بن جعفر (3)،و حجاج قالا: نا شعبة بن عمرو بن دينار، عن رجل من أهل مصر يحدث أن عمرو بن العاص أهدى إلى ناس هدايا، ففضل عمّار بن ياسر فقيل له فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«تقتله الفئة الباغية»[9319].

اسم هذا الرجل زيد، و هو مولّى لعمرو بن العاص.

أخبرناه أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ.

قالا: أنا أبو يعلى، نا أبو بكر، نا يحيى بن آدم، عن ورقاء، عن عمرو بن دينار، عن زياد مولى عمرو بن العاص، عن عمرو قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«تقتل عمّارا الفئة الباغية»[9320].

و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزروذي، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى، نا عثمان بن أبي شيبة، نا يحيى بن آدم، نا ورقاء، عن عمرو بن دينار، عن زياد مولى عمرو، عن عمرو بن العاص فذكره.

كذا قال: عثمان بن أبي شيبة.

و رواه قبيصة بن عقبة عن ورقاء فقال: عن زياد بن الحرد.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد أحمد بن علي، و أبو طاهر أحمد بن محمّد.

ص: 423


1- بالأصل: عمرو بن العباس، تصحيف.
2- رواه أحمد في المسند 229/6 رقم 17781 طبعة دار الفكر - بيروت.
3- في المسند: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا شعبة.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه بن القصاري، أنا أبي أبو طاهر.

قالا: أنا إسماعيل بن الحسن، نا أبو العباس بن عقدة، نا إبراهيم بن عبد اللّه بن أبي شيبة، نا قبيصة، نا ورقاء عن عمرو بن دينار، عن الحرد، عن عمرو بن العاص قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«تقتل عمارا الفئة الباغية»[9321].

و أمّا حديث عبد اللّه بن عمرو:

فأخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، و أبو محمّد و أبو الغنائم ابنا أبي عثمان، و أبو طاهر القصاري، و أبو الحسين عاصم بن الحسن، و أبو عبد اللّه بن طلحة قالوا: أنا أبو عمر (1) بن مهدي، نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، نا يزيد بن هارون، أنا العوّام بن حوشب، حدّثني أسود بن مسعود، عن حنظلة بن خويلد العنزي (2) قال:

إنّي لجالس عند معاوية إذ أتى رجلان يختصمان في رأس عمّار، و كلّ واحد منهما يقول: أنا قتلته، فقال عبد اللّه بن عمرو: ليطب به أحدهما نفسا لصاحبه فإنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«تقتله الباغية»، فقال معاوية: لا تغني عنا مجنونك يا عمرو فما بالك معنا؟ قال: إنّي معكم و لست أقاتل، إنّ أبي شكاني إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أطع أباك ما دام حيا و لا تعصه» فأنا معكم، و لست أقاتل[9322].

و أخبرناه أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، و أم المجتبى العلوية قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا أبو خيثمة، نا جرير، عن الأعمش، عن عبد الرّحمن بن أبي زياد، عن عبد اللّه بن عمرو قال:

لما كان يوم صفّين و انصرفوا قال عبد اللّه بن عمرو: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«تقتل عمّارا الفئة الباغية» قال عمرو بن العاص لمعاوية: أ لا تسمع إلى ابن أخيك ما يقول ؟ زعم أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«تقتل عمارا الفئة الباغية»، قال:

ص: 424


1- بالأصل: عمرو، تصحيف، و السند معروف.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 281/5.

أعيذك باللّه من الشّك أو في الشك أنت ؟ أو نحن قتلناه ؟ إنّما قتله من جاء به.

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب - لفظا - أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا أبو معاوية، نا الأعمش، عن عبد الرّحمن بن زياد، عن عبد اللّه بن الحارث قال: إنّي لأسير مع معاوية في منصرفه من صفّين بينه و بين عمرو بن العاص قال: فقال عبد اللّه بن عمرو: يا أبة، ما سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول لعمّار:«ويحك يا ابن سميّة تقتلك الفئة الباغية»؟ قال: فقال عمرو لمعاوية: أ لا تسمع ما يقول هذا؟ فقال معاوية: لا يزال تأتينا بهنة، ما قتلناه (2)إنّما قتله الذين جاءوا به.

كذا قال، و الصواب ابن زياد (3) كما تقدم.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري، و أبو نصر الزينبي.

ح أخبرنا أبو المكارم أحمد بن عبد الباقي بن منازل، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو نصر الزينبي.

و أخبرنا أبو علي نصر بن رضوان، أنا أبو القاسم بن البسري.

ح و أخبرنا أبو المظفّر محمّد بن محمّد بن عبد الواحد بن زريق (4)،و أبو محمّد خداداد بن سلامة خداداد المباركي الحداد، قالا: أنا أبو نصر الزينبي قالوا: أنا أبو طاهر المخلّص.

ح و حدّثنا أبو عبد اللّه بن البنّا - لفظا - و أبو القاسم بن السمرقندي، و المبارك بن أحمد بن علي بن القصار، قالوا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا

ص: 425


1- رواه أحمد بن حنبل في المسند 555/2 رقم 6509 طبعة دار الفكر.
2- في المسند: أ نحن قتلناه ؟.
3- كذا بالأصل ورد تعقيب المصنف، و الذي مرّ في هذا الحديث هنا بالأصل و المسند:«عبد الرحمن بن زياد» و في الرواية السابقة:«ابن أبي زياد» راجع ترجمته في تهذيب الكمال 192/11 و ذكره باسم: عبد الرحمن بن زياد، و يقال: ابن أبي زياد، مولى بني هاشم.
4- قارن مع مشيخة ابن عساكر 211/أ.

محمّد بن عبد اللّه بن أخي ميمي قالوا: نا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني صالح بن حاتم، نا معتمر بن سليمان قال: سمعت ليثا يحدث عن مجاهد عن عبد اللّه بن عمرو قال:

جاء رجلان يختصمان إلى عمرو بن العاص في دم عمّار و سلبه، فقال عمرو:

اتركاه (1)،سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«أولعت قريش بقتل عمّار [قاتل عمار و سالبه] (2) في النار»، و قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«تقتل عمارا الفئة الباغية»[9323].

و أمّا حديث أبي رافع:

فأخبرناه أبو المظفّر بن عبد الكريم، أنا أبي، أنا أبو نعيم الأسفرايني، أنا أبو عوانة الحافظ ، نا أبو الأحوص القاضي، نا ضرار بن صرد.

ح و أخبرنا أبو سهل بن سعدوية، أنا أبو الفضل الرازي، نا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، نا محمّد بن هارون، نا ابن إسحاق - يعني محمّد الصغاني - نا أبو نعيم الطحان قال: نا علي بن هاشم عن محمّد بن عبيد اللّه بن أبي رافع عن أبيه عن جده أبي رافع قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم: لعمّار:«تقتلك الفئة الباغية»[9324].

أخبرنا عاليا أبو محمّد السّيّدي، و أبو القاسم زاهر بن طاهر قالا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن.

ح و أخبرنا أبو محمّد أيضا، أنا أبو عثمان البحيري قالا: أنا أبو عمرو الحيري، أنا أبو يعلى أحمد بن علي، نا سليمان بن داود، نا علي بن هاشم بن البريد، عن محمّد بن عبيد اللّه بن أبي رافع، عن أبيه، عن أبي رافع أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال لعمّار:

«تقتلك الفئة الباغية»[9325].

و أمّا حديث ابن مسعود:

فأخبرناه الفقيه أبو الحسن، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو زرعة، و أبو بكر ابنا أبي دجانة، نا محمّد بن نوح، نا جعفر بن محمّد الواسطي

ص: 426


1- مطموسة بالأصل، و المثبت عن المختصر.
2- ما بين معكوفتين مكانه مطموس بالأصل، و المثبت عن المختصر.

يعرف بكرذان، نا يعقوب بن فرّوخ الدّبّاغ، نا أزهر بن سعد السمان، نا عبد اللّه بن عون عن أبي وائل، عن عبد اللّه بن مسعود قال:

لا نسيت يوم الخندق و هو يناولهم اللبن و قد اغبرّ شعر صدره و هو ينادي:

ألا إنّ الخير خير الآخرة *** فاغفر للأنصار و المهاجرة

قال: جاء عمّار بن ياسر فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ويح عمّارا، و ويح ابن سميّة تقتله الفئة الباغية»[9326].

و أمّا حديث حذيفة:

فأخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن علي بن الحسن، و أحمد بن محمّد.

و أخبرناه أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد، أنا أبي.

قالا: أنا أبو القاسم الصّرصري، أنا أبو العبّاس بن عقدة، أنا الفضل بن يوسف، نا ضرار بن صرد، نا نوح بن درّاج عن مسلم عن حبّة، عن حذيفة عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:«تقتل عمارا الفئة الباغية»[9327].

و أخبرناه أبو القاسم أيضا، أنا علي بن أحمد، و أحمد بن محمّد، و أحمد و محمّد ابنا علي، و عاصم بن الحسن، و الحسين بن أحمد قالوا: أنا عبد الواحد بن محمّد، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، حدّثني أبو بشر هاشم بن عبد الواحد الحشاش (1)،نا عبد العزيز بن سياه (2)،عن مسلم (3)،عن حذيفة.

عليكم بالفئة التي فيها ابن سميّة فإنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«تقتله الفئة الناكثة عن الحق»[9328].

و أخبرناه عاليا أبو الفرج قوام بن زيد، و أبو القاسم بن السّمرقندي قالا: أنا أبو

ص: 427


1- له ذكر في تهذيب الكمال و فيه: الجشاش، راجع الحاشية التالية.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 500/11. و سياه: بكسر المهملة بعدها تحتانية خفيفة كما في تقريب التهذيب.
3- هو مسلم بن كيسان الضبي الملائي الأعور، أبو عبد اللّه الكوفي، ترجمته في تهذيب الكمال 84/18.

الحسين علي بن عمر الحربي، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا سويد بن سعيد أبو محمّد، نا علي بن مسهر، عن مسلم الأعور، عن حبّة بن جوين (1)،عن حذيفة قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يعني يقول لعمّار:«تقتلك الفئة الباغية»[9329].

و أمّا حديث أبي هريرة:

فأخبرناه أبو الحسن علي بن زيد بن علي السّلمي المؤدب، و أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم الدّاراني، قالا: أنا أبو الفرج سهل بن بشر الأسفرايني، أنا أبو الحسن علي بن منير بن أحمد الخلاّل، أنا القاضي أبو الطاهر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن نصر الذهلي، نا أبو خليفة، نا أبو يعلى محمّد بن الصّلت، نا عبد العزيز بن محمّد، عن العلاء، عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قال لعمّار:«تقتلك الفئة الباغية»[9330].

و أمّا حديث ابن أبي أوفى:

فأخبرناه أبو الحسن سعد الخير بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد الأصبهاني، أنا محمّد بن أحمد الأصبهاني، أنا أبو أحمد العسّال (2)،نا محمّد بن أيوب، أنا نصر بن علي، نا عبد المؤمن بن عبّاد بن عمرو العبدي، نا يزيد بن معن، حدّثني عبد اللّه بن شرحبيل، عن رجل من قريش عن زيد بن أبي أوفى أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«يا عمّار تقتلك الفئة الباغية»[9331].

و أمّا حديث جابر بن سمرة:

فأخبرناه أبو سعد عبد الرّحمن بن عبد اللّه الحصيري الفقيه (3)-بالري - نا أبو مسعود سليمان بن إبراهيم بن محمّد الحافظ (4)-بأصبهان - نا القاضي أبو بكر محمّد بن الحسين بن الحسن بن جرير بن يزيد - قراءة - سنة خمس و أربعمائة، نا أبو

ص: 428


1- بالأصل:«حبة عن جوين» و الصواب ما أثبت، مرّ التعريف به قريبا في هذا الجزء.
2- تقرأ بالأصل: الغسال، تصحيف، و هو: محمد بن أحمد بن إبراهيم بن سليمان، أبو أحمد الأصبهاني، ترجمته في سير أعلام النبلاء 6/16.
3- قارن مع مشيخة ابن عساكر 107/أ.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 21/19.

جعفر محمّد بن علي بن دحيم الصائغ (1)-بالكوفة - إلى.

ح و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، نا أحمد بن علي، و أحمد بن محمّد.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه بن القصاري، أنا أبي أحمد بن محمّد.

قالا: أنا إسماعيل بن الحسن، أنا أحمد بن محمّد بن سعيد، نا أحمد بن خالد.

ح و أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد، أنا جدي أبو بكر، أنا محمّد بن يوسف بن بشر الهروي (2) قالا: أنا أحمد بن أبي غرزة (3) نا إسماعيل بن أبان، نا ناصح - زاد الهروي: بن عبد اللّه - و هو المحلّمي (4)-و قال ابن دحيم: نا ناصح أبو عبد اللّه المحلّمي - عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعمّار:«تقتلك - و في حديث أبي سعيد:

تقتل عمّارا - الفئة الباغية»[9332].

و أمّا حديث أبي قتادة:

فأخبرناه أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، و أم المجتبى بنت ناصر، قالا:

أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا عمرو بن مالك، نا خالد بن الحارث، عن شعبة، عن أبي مسلمة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، حدّثني من هو خير مني أبو قتادة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال لعمّار:«ويحك ابن سميّة تقتلك الفئة الباغية» (5)[9333].

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، و أبو القاسم الشّحّامي قالا: أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو الحيري، أنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن أبي خالد الأصبهاني، أنا الهيثم بن خالد بن يزيد، نا أبي، نا خالد بن الحارث، نا شعبة.

ص: 429


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 36/16.
2- بالأصل: الفروي، و المثبت عن ترجمته في سير أعلام النبلاء 252/15.
3- بالأصل:«عرزه» تصحيف، تقدم التعريف به، في هذا الجزء.
4- راجع ترجمة ناصح بن عبد اللّه التميمي المحلمي في تهذيب الكمال 11/19.
5- سير أعلام النبلاء 420/1.

ح قال: و أنا أبو عمرو قال: و أنا أبو يعلى الموصلي، نا عمرو بن مالك، نا خالد بن الحارث، عن شعبة، عن أبي مسلمة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري قال: أخبرني من هو خير مني أبو قتادة: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال لعمّار:«تقتلك الفئة الباغية» و اللفظ لأبي يعلى[9334].

و أخبرناه أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبي، أنا أبو نعيم، أنا أبو عوانة، نا سعيد بن مسعود المروزي السّلمي، و أبو جعفر الدارمي، قالا: نا النّضر بن شميل، نا شعبة، عن أبي مسلمة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد قال: حدّثني من هو خير مني أبو قتادة أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال لعمّار و مسح التراب عن رأسه:«بؤسا لك ابن سميّة تقتلك فئة باغية»[9335].

و أمّا حديث عمرو بن حزم:

فأخبرناه أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفّر بن القشيري قالا: أنا محمّد بن عبد الرّحمن، أنا محمّد بن أحمد بن حمدان.

ح و أخبرناه أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو القاسم السّلمي، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم قالا: أنا أحمد بن علي بن المثنى، نا إسحاق بن أبي إسرائيل، و إبراهيم بن محمّد بن (1) عرعرة و سختة بن سختة (2) إبراهيم.

ح و أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت: أنا إبراهيم بن منصور، أنا ابن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا إبراهيم بن محمّد بن عرعرة.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (3).

قالا: أنا عبد الرزّاق، أنا معمر عن ابن طاوس، عن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم عن أبيه قال:- زاد أحمد بن حنبل: لما قتل عمّار بن ياسر دخل عمرو بن حزم على عمرو بن العاص فقال: قتل عمّار و قد قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«تقتله

ص: 430


1- بالأصل: عن، تصحيف.
2- كذا رسمها بالأصل: و سخته بن سخته إبراهيم.
3- مسند أحمد بن حنبل 232/6 رقم 17793 طبعة دار الفكر.

الفئة الباغية» انتهى حديث ابن حنبل، و زادا - فدخل عمرو (1) على معاوية فقال: قتل عمّار، قال معاوية: قتل عمّار، فما ذا؟ قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«تقتله الفئة الباغية»، قال: دحضت (2) في بولك أو نحن قتلناه ؟ إنما قتله عليّ و أصحابه (3)[9336].

و أخبرناه أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل الفقيه، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحافظ (4)،أنا أبو الحسين بن بشران، نا إسماعيل بن محمّد الصفّار، نا أحمد بن منصور، نا عبد الرزّاق، نا معمر، عن ابن طاوس، عن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم، عن أبيه أنه أخبره قال:

لما قتل عمّار بن ياسر دخل عمرو بن حزم على عمرو بن العاص فقال: لا أدري أ كان معه أم أخبره أبوه فقال: قتل عمّار و قد قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«تقتله الفئة الباغية».

قال: فقام عمرو فزعا يرتجع حتى دخل على معاوية، فقال معاوية: ما شأنك ؟ فقال: قتل عمّار، فقال معاوية: قتل عمّار، فما ذا؟ قال عمرو: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«تقتله الفئة الباغية»، فقال له معاوية: دحضت في بولك أ نحن قتلناه ؟ إنّما قتله علي و أصحابه جاءوا به حتى ألقوه بين رماحنا أو قال سيوفنا[9337].

و أمّا حديث خزيمة [بن ثابت]:

فأخبرناه أبو القاسم الشيباني، أنا أبو علي التميمي، أنا أبو بكر القطيعي، أنا عبد اللّه بن أحمد (5)،حدّثني أبي، نا يونس، و خلف بن الوليد قالا: أنا أبو معشر، عن محمّد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال: ما زال جدي كافّا سلاحه يوم الجمل حتى قتل عمارا بصفّين فسلّ سيفه فقاتل حتى قتل، قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«تقتل (6) عمارا الفئة الباغية»[9338].

ص: 431


1- الذي في مسند أحمد: فقام عمرو بن العاص فزعا يرجّع حتى دخل على معاوية فقال له معاوية: ما شأنك ؟.
2- دحضت في بولك أي زلقت و زللت.
3- زيد في مسند أحمد: جاءوا به حتى ألقوه بين رماحنا، أو كما قال: بين سيوفنا.
4- رواه البيهقي في دلائل النبوة 551/2 طبعة ببيروت.
5- مسند أحمد بن حنبل 202/8 رقم 21932 طبعة دار الفكر.
6- بالأصل: يقتل، و التصويب عن مسند أحمد.

و أمّا حديث أبي اليسر [كعب بن عمرو]:

فأخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، و أبو طاهر القصاري، و أبو محمّد، و أبو الغنائم ابنا أبي عثمان، و أبو الحسين العاصمي، و أبو عبد اللّه بن طلحة قالوا: أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي قال: حدّثوني عن قبيصة بن عقبة، عن يحيى بن سلمة بن كهيل، و أحسبني قد سمعته من بعض المشيخة عن يحيى بن سلمة، عن أبيه عن أبي بكر بن فلان رجل قد سمّاه، قال: سمعت أبا اليسر يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعمّار:«تقتلك الفئة الباغية»[9339].

فأخبرنا أبو المظفّر، أنا أبي، أنا أبو نعيم، أنا أبو عوانة، نا أبو الأحوص القاضي، نا أبو غسّان، نا يحيى بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن أبي بكر بن حفص، عن رجل عن أبي اليسر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«تقتل عمّارا الفئة الباغية»[9340].

و أمّا حديث زياد بن القرد (1):

فأخبرناه أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا محمّد بن أحمد بن أبي البلخ، نا حميد بن الربيع، نا فردوس بن الأشعر، نا مسعود بن سليمان، نا حبيب بن أبي ثابت، عن ابن شهاب عن أبي اليسر و عن زياد بن القرد (2) أنهما سمعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول لعمّار بن ياسر و هو يحمل لبنتين لبناء المسجد:«ما رابك إلى هذا؟» قال: يا رسول اللّه أريد الأجر، قال فجعل يمسح التراب عن منكبه و ظهره و هو يقول:«ويحك يا عمّار تقتلك الفئة الباغية»[9341].

و أمّا حديث كعب بن مالك:

فأخبرنا أبو الحسن السّلمي، نا عبد العزيز الكتاني، أنا تمّام بن محمّد،

ص: 432


1- بدون إعجام بالأصل، ترجمته في أسد الغابة 121/2 طبعة دار الفكر.
2- بالأصل: الفرد، و في الإصابة: الغرد بالغين المعجمة و الراء المكسورة، و قيل: ساكنة، و قيل: قاف بدل الغين و قيل: الفرد بالفاء. و المثبت عن أسد الغابة.

و عقيل بن عبيد اللّه البجلي، نا محمّد بن أيوب، نا إبراهيم بن يحيى بن محمّد بن عبّاد الشّجري (1)،نا أبي، نا محمّد بن إسحاق، عن الزهري، عن عبد اللّه بن كعب بن مالك عن أبيه كعب بن مالك.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال لعمّار بن ياسر و هو ينقل التراب من الخندق:«تقتلك الفئة الباغية، و آخر شرابك ضيّاح من لبن».

و أخبرناه أبو الحسن الأنصاري، أنا أبو بكر بن مردويه، أنا أبو بكر بن أبي علي، أنا أبو أحمد العسّال، نا محمّد بن أيوب، نا إبراهيم بن يحيى بن محمّد بن عبّاد بن هاني الشّجري، حدّثني أبي، عن محمّد بن إسحاق، عن الزهري، عن عبد اللّه بن كعب بن مالك عن أبيه كعب بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعمّار:

«تقتلك الفئة الباغية، و آخر زادك من الدنيا ضيح من لبن»[9342].

و أمّا حديث جابر [بن عبد اللّه].

فأخبرناه أبو محمّد السّيّدي، و أبو القاسم الشّحّامي، قالا: أنا أبو سعد الجنزروذي، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد الحافظ بالكوفة، نا إبراهيم بن محمّد بن إسحاق بن يزيد.

ح و أخبرنا أبو بكر بن المزرفي، نا أبو الحسين بن المهتدي، نا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد الصّيدلاني، نا أحمد بن سعيد، نا إسحاق بن إبراهيم بن يزيد، نا إسحاق بن يزيد قال: نا - و في حديث أبي عمرو: عن - سعيد بن عمرو يعني العنزي، عن عبد العزيز بن أبي روّاد، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر - زاد أبو عمرو: بن عبد اللّه - قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعمّار:«تقتلك الفئة الباغية»[9343].

و أخبرناه أبو الحسن سعد الخير بن محمّد، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد، أنا محمّد بن أحمد، أنا أبو أحمد العسّال (2) الحافظ ، حدّثني الحسين بن إسماعيل، نا عبد اللّه بن شبيب، نا إبراهيم بن يحيى بن هانئ الشّجري (3)،حدّثني أبي، عن

ص: 433


1- ترجمته في تهذيب الكمال 447/1 و تقرأ بالأصل: السجزي.
2- بالأصل: الغسال، تصحيف، تقدّم التعريف به، في هذا الجزء.
3- الشجري: بفتح المعجمة و الجيم كما في تقريب التهذيب.

محمّد بن إسحاق، حدّثني سعيد بن المرزبان، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر بن (1) عبد اللّه قال: كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نحفر الخندق، و عمّار معنا، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنه و اللّه لا يموت حتى تقتله الفئة الباغية»[9344].

و أمّا حديث أنس [بن مالك].

فأخبرناه أبو بكر محمّد بن عبد الباقي الأنصاري، أنا الحسن بن علي الجوهري، أنا أبو حفص عمر بن أحمد الزيّات، نا أبو العباس أحمد بن محمّد بن خالد البراثي (2)،نا علي بن قرين، نا عبد الوارث بن سعيد، عن أبي التّيّاح، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«تقتل عمارا الفئة الباغية»[9345].

و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد بن أبي عثمان، و أبو طاهر القصاري.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه بن القصاري، أنا أبي.

قالا: أنا أبو القاسم الصّرصري، أنا أبو العباس بن عقدة، نا الفضل بن يوسف بن حمزة القرشي، نا ضرار بن صرد، نا نوح بن درّاج، عن مسلم، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«تقتل عمارا الفئة الباغية»[9346].

و أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، و أبو القاسم علي بن إبراهيم قالا: نا - و أبو منصور محمّد بن عبد الملك، أنا - أبو بكر الخطيب (3)،أنا أبو الحسن (4)محمّد بن عبيد اللّه الحنّائي (5)،نا محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم الشافعي - إملاء - حدّثني أبو عبد اللّه محمّد بن سهل بن عبد الرّحمن العطار، حدّثني أبو يحيى عمرو بن عبد الجبار اليمامي (6)،حدّثني أبي، حدّثني أبو عوانة عن أبي عمرو بن العلاء، عن الحسن، عن أنس بن مالك قال: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«ابن سميّة تقتله

ص: 434


1- بالأصل: عن.
2- إعجامها مضطرب بالأصل، و الصواب ما أثبت و ضبط ، ترجمته في سير أعلام النبلاء 92/14.
3- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 315/5 في ترجمة محمد بن سهل العطار.
4- في تاريخ بغداد: أبو الحسن بن محمد.
5- بالأصل: الحناني، و المثبت عن تاريخ بغداد.
6- كذا بالأصل، و في تاريخ بغداد: اليامي.

الفئة الباغية، قاتله و سالبه في النار»[9347].

قال أبو بكر: كذا قال عن الحسن، عن أنس، و المحفوظ عن الحسن عن أمه عن أم سلمة.

و أمّا حديث أبي أمامة:

فأخبرناه أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن بن البنّا، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن محمّد بن الآبنوسي الصّيرفي، أنا أبو الحسن علي بن عمر الدار قطني، نا الحسن بن أحمد بن سعيد الرّهاوي، نا العبّاس بن عبد اللّه بن يحيى، نا عمار بن مطر، نا العباس بن الفضل أبو الفضل المقرئ، عن جعفر بن الزبير، عن القاسم، عن أبي أمامة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعمّار:«تقتلك الفئة الباغية»[9348].

و أمّا حديث عائشة:

فأخبرناه أبو الحسن الأنصاري، أنا أبو بكر بن مردويه، أنا أبو بكر بن أبي علي، أنا أبو أحمد العسّال (1)،نا محمّد بن أيوب، أنا عبد اللّه بن عبد الجليل المرحمي، حدثتني أمة الأعلى بنت خلف، حدثتني خالتي قالت:

دخلنا على عائشة في قصر بني خلف، فحدثتنا أن النبي صلى اللّه عليه و سلم لما أخذ في بناء المسجد و جعل الناس ينقلون حجرا حجرا، و عمّار حجرين حجرين مسح النبي صلى اللّه عليه و سلم يده على ظهر عمّار فقال:«اللّهمّ بارك في عمّار، ويحك ابن سميّة تقتلك الفئة الباغية، و آخر زادك من الدنيا ضيّاح من لبن»[9349].

و أمّا حديث أم سلمة:

فأخبرناه أبو منصور مقرب بن الحسين، نا أبو الحسين بن المهتدي، نا أبو حفص بن شاهين، نا الحسن بن علي البصري - يعني أبا سعيد العدوي - نا عروة بن سعيد الرّبعي، نا ابن عون، عن الحسن، عن أمه، عن أم سلمة قالت: رأى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عمّارا و هو ينقل الحجارة يوم الخندق، قال:«ويح ابن سميّة تقتله الفئة الباغية»[9350].

ص: 435


1- بالأصل: الغسال.

و مات عروة سنة اثنتين و عشرين و مائتين.

و أخبرناه أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفر بن عبد الكريم قالا (1):

أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا محمّد بن أحمد بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ.

قالا: أنا أحمد بن علي الموصلي، نا أبو خيثمة، نا إسماعيل بن إبراهيم، عن ابن عون، عن الحسن، عن أمه عن أم سلمة قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«تقتل عمارا الفئة الباغية»[9351].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن محمّد، و أحمد و محمّد ابنا علي، و علي بن أحمد، و عاصم بن الحسن، و الحسين بن أحمد قالوا: أنا أبو عمر، أنا أبو بكر، نا جدي قال: سمعت أحمد بن حنبل سئل عن حديث النبي صلى اللّه عليه و سلم في عمّار:«تقتلك الفئة الباغية» فقال أحمد: كما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«قتلته الفئة الباغية»، و قال: في هذا غير حديث صحيح عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، و كره أن يتكلم في هذا بأكثر من هذا.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي (2)،أنا يحيى بن إسماعيل، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن، أنا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، نا سفيان، عن أبي قيس الأودي، عن هزيل بن شرحبيل (3) قال: قيل للنبي صلى اللّه عليه و سلم: إن عمارا وقع عليه حائط فمات قال:«ما مات عمار» يعني أنه يقتل[9352].

كتب إليّ أبو القاسم علي بن أحمد بن بنان، أنا أبو البركات بن المبارك، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون قالا: أنا عبد الملك بن محمّد بن بشران، أنا محمّد بن أحمد بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا علي بن المديني، نا يحيى بن سعيد، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي ليلى الكندي قال:

ص: 436


1- كذا بالأصل.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 355/18.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 236/19.

جاء خبّاب إلى عمر فقال: ادنه فما أحد أحقّ بهذا المجلس منك إلاّ عمّار؟؟؟، قال: فجعل خبّاب يريه أثارا بظهره مما عذبه المشركون. (1)

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (2)،أنا وكيع بن الجرّاح، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرّب قال: قرئ علينا كتاب عمر بن الخطاب: أما بعد، فإن بعثت إليكم عمّار بن ياسر أميرا، و ابن مسعود معلما و وزيرا، و قد جعلت ابن مسعود على بيت مالكم، و إنّهما لمن النجباء من أصحاب محمّد من أهل بدر، فاسمعوا لهما و أطيعوا و اقتدوا بهما، و قد آثرتكم بابن أم عبد على نفسي، و بعثت عثمان بن حنيف على السواد و رزقتهم كلّ (3) يوم شاة، فاجعل شطرها و بطنها لعمّار، و الشطر الثاني (4) بين هؤلاء الثلاثة.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو القاسم بن البسري، و أبو طاهر القصاري، و أبو محمّد، و أبو الغنائم ابنا أبي عثمان، و أبو الحسين العاصمي، و أبو عبد اللّه بن طلحة قالوا: أنا أبو عمر الفارسي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، نا الأسود بن عامر، نا شريك، عن أبي إسحاق، عن حارثة قال:

قرئ علينا كتاب عمر: السّلام عليكم، أمّا بعد، فإنّي قد بعثت إليكم عمّارا أميرا، و عبد اللّه قاضيا و وزيرا، و إنهما من نجباء أصحاب محمّد، و ممن شهد بدرا، فاسمعوا لهما و أطيعوا، و قد آثرتكم بهما على نفسي (5).

قال: و نا جدي، نا محمّد بن معاوية، نا سفيان بن عيينة، عن عامر بن شقيق، عن أبي وائل.

أن عمر بعث إليهم عمّارا، و عبد اللّه بن مسعود، و عثمان بن حنيف، و جعل بينهم شاة: ربعا لعبد اللّه، و ربعا لصاحبه و نصفا لعمّار لأنه على الصّلاة و غيرها.

ص: 437


1- سير أعلام النبلاء 421/1.
2- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 255/3 و سير أعلام النبلاء 421/1.
3- بالأصل:«اكل» و المثبت عن ابن سعد.
4- في ابن سعد: و الشطر الباقي.
5- سير أعلام النبلاء 422/1.

أنبأنا أبو علي محمّد بن سعيد الكاتب، ثم أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر الباقلاني، قالا: أنا أبو علي بن شاذان، أنا عبد اللّه بن إسحاق البغوي.

ح قال: و أنا أبو الفوارس الزينبي، أنا أحمد بن علي بن الحسن، أنا حامد بن محمّد الهروي، قالا: أنا علي بن عبد العزيز، أنا أبو عبيد القاسم بن سلاّم، نا خالد بن عمرو، عن إسرائيل، عن عمّار الدّهني، عن سالم بن أبي الجعد: أنّ عمر جعل عطاء ابن ياسر ستة آلاف (1).

أخبرنا أبو بكر القاسم بن أبي بكر، أنا أبو القاسم البندار، و أبو طاهر الخوارزمي، و أبو محمّد، و أبو الغنائم، و أبو الحسين عاصم، و أبو عبد اللّه قالوا: أنا أبو عمر، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، حدّثني عبد اللّه بن الرومي، نا يعقوب بن إبراهيم، نا أبي، عن أبي إسحاق، نا محمّد بن كعب القرظي، عن من حدثه عن عبد اللّه بن مسعود قال:

بينا نحن يوم الجمعة في مسجد الكوفة و عمّار بن ياسر أمير على الكوفة لعمر بن الخطاب، و عبد اللّه بن مسعود على بيت المال، إذ نظر عبد اللّه بن مسعود إلى الظل فرآه قدر الشراك فقال: إن يصب صاحبكم سنة نبيكم صلى اللّه عليه و سلم يخرج الآن قال: فو اللّه ما فرغ عبد اللّه بن مسعود من كلامه حتى خرج عمّار بن ياسر يقول: الصّلاة.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو (2) بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم السّلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ.

قالا: أنا أبو يعلى الموصلي.

ح و حدّثنا أبو عبد اللّه بن البنّا - لفظا - و أبو القاسم المبارك بن أحمد بن علي بن القصار، بقراءتي عليه قالا: أنا أبو الحسن بن النّقّور، أنا محمّد بن عبد اللّه بن الحسين الدقاق.

ص: 438


1- سير أعلام النبلاء 422/1 و بالأصل: ألف.
2- بالأصل: عمر، تصحيف، و السند معروف.

و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا أبو عثمان سعيد بن محمّد البحيري.

ح و أخبرنا أبو السعادات أحمد بن أحمد بن عبد الواحد المتوكلي، نا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن محمّد بن المسلمة قالا: أنا أبو الحسين محمّد بن عبد اللّه بن الحسين الدقاق.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن البقشلان، و أبو غالب أحمد بن الحسن قالا: أنا محمّد بن أحمد بن الآبنوسي.

ح و أخبرنا أبو العلاء الخصيب بن المؤمّل بن محمّد بن علي بن العبّاس بن الخصيب، أنا أبو الحسين بن النقور قالا: أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن كثير.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو حفص عمر بن إبراهيم، و أبو الحسين بن أخي ميمي، و أبو طاهر المخلّص.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و إسماعيل بن محمّد بن الفضل قالا:

أنا محمّد بن محمّد الزينبي، أنا أبو طاهر المخلّص، و أبو بكر محمّد بن عمر بن زنبور.

ح و أخبرنا أبو المكارم مبارك (1)،أنا ابن النقور و الزينبي.

ح و أخبرنا أبو المظفّر محمّد بن محمّد بن عبد الواحد، و أبو محمّد المبارك بن أحمد (2)،و أمة العزيز سعد بنت الحسن بن محمّد قالوا: أنا الزينبي، أنا أبو طاهر المخلّص.

ح و أخبرنا أبو جعفر يحيى بن أحمد بن محمّد، و أبو الحسن علي بن هبة اللّه، و أبو عبد اللّه الحسن بن إبراهيم الدّينوري، و أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو طاهر هبة اللّه بن أحمد بن هبة اللّه بن عطاف (3)،و أبو محمّد عبد الخالق بن

ص: 439


1- تقرأ بالأصل:«منازل» تصحيف، قارن مع مشيخة ابن عساكر 232/أ و فيها: المبارك بن علي بن عبد العزيز، أبو المكارم الخباز.
2- المبارك بن أحمد بن بركة أبو محمّد الخباز، مشيخة ابن عساكر 220/أ.
3- مشيخة ابن عساكر 235/أ.

أحمد بن علي، و أبو الكرم يحيى بن الحسين بن المبارك قالوا: أنا أبو نصر الزينبي، نا أبو بكر الوراق قالوا: أنا أبو القاسم البغوي قالا: نا سريج (1) بن يونس، نا عبد اللّه بن عبد الملك بن أبجر، عن أبيه، عن واصل الأحدب، عن أبي وائل - و في حديث أبي يعلى: عن واصل بن حيان (2)،قال: قال أبو وائل.

خطبنا عمار فأبلغ و أوجز - زاد ابن أخي ميمي و ابن زنبور: فلما نزل قلنا: يا أبا اليقظان، لقد أبلغت و أوجزت - زاد ابن زنبور و أبو يعلى: فلو كنت تنفّست (3) و قالوا - قال: سمعت - و في حديث أبي يعلى فقال: إنّي سمعت - رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ طول صلاة الرجل و قصر خطبته مئنّة (4) من فهمه، فأطيلوا الصلاة و أقصروا الخطبة»[9353]، و قال أبو يعلى و الدّار قطني و ابن الآبنوسي الخطيب و قالوا: فإن من البيان سحرا.

رواه مسلم عن سريج (5) بن يونس و في حديث الدار قطني، حدّثني سريج (6) بن يونس أبو الحارث.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن العبّاس، أنا أبو الحسن بن معروف، أنا أبو علي الفقيه، نا محمّد بن سعد (7)،أنا الفضل بن دكين، و محمّد بن عبد اللّه الأسدي قالا: نا سفيان عن مغيرة عن إبراهيم:

أنّ عمّارا كان يقرأ يوم الجمعة على المنبر بياسين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، و أبو طاهر القصاري، و أبو محمّد، و أبو الغنائم ابنا أبي عثمان، و أبو الحسين (8) العاصمي، و أبو عبد اللّه بن طلحة قالوا: أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، نا شريح بن النعمان، نا سفيان قال: سمعت عبدة بن أبي لبابة

ص: 440


1- بالأصل: شريح، تصحيف.
2- هو واصل بن حيان الأحدب الأسدي الكوفي، ترجمته في تهذيب الكمال 355/19.
3- بدون إعجام بالأصل، و المثبت عن المختصر.
4- بالأصل:«فانه» و المثبت عن المختصر.
5- بالأصل: شريح، تصحيف.
6- بالأصل: شريح، تصحيف.
7- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 255/3 و سير أعلام النبلاء 422/1.
8- بالأصل: الحصين، تصحيف.

يحدث عن زرّ بن حبيش رأى عمّار بن ياسر قرأ إِذَا السَّمٰاءُ انْشَقَّتْ (1) و هو على المنبر، فنزل فسجد (2).

قال: و نا جدي، أنا أبو نعيم الفضل بن دكين، نا شريك، عن عاصم، عن زرّ قال: صلّى عمّار صلاة فيها خفة فذكر ذلك له فقال: إنّي بادرت الوسواس.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، نا صفوان بن عيسى، أنا ابن عجلان، عن سعيد المقبري، عن عمر بن الحكم عن عبد اللّه بن غنمة (4) قال:

رأيت عمّار بن ياسر دخل المسجد، فصلّى، فأخفّ الصّلاة، قال: فلما خرج قمت إليه، فقلت: أبا اليقظان لقد خففت، قال: فهل رأيتني انتقصت من حدودها شيئا؟ قلت: لا، قال: فإنّي بادرت بها سهوة الشيطان، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«إنّ العبد ليصلّي الصّلاة ما يكتب له منها إلاّ عشرها تسعها ثمنها سبعها سدسها خمسها ربعها ثلثها نصفها»[9354].

قال (5):و حدّثني أبي، نا يحيى بن سعيد، عن عبيد اللّه، حدّثني سعيد بن أبي سعيد، عن عمر بن أبي بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث، عن أبيه.

أن عمّارا صلّى ركعتين فقال له عبد الرّحمن بن الحارث: يا أبا اليقظان أ لا أراك إلاّ قد خففتهما، قال: هل نقصت من حدودها شيئا؟ قال: لا، و لكن خففتهما، قال:

بادرت بهما السهو، إنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ الرجل ليصلي و لعله أن لا يكون له من صلاته إلاّ عشرها أو تسعها، أو ثمنها، أو سبعها» حتى انتهى إلى آخر العدد.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث، أنا أبو القاسم البندار، و أبو طاهر

ص: 441


1- سورة الانشقاق، الآية الأولى.
2- سير أعلام النبلاء 422/1.
3- مسند أحمد بن حنبل 483/6 رقم 18916 طبعة دار الفكر.
4- بالأصل: غنمة، تصحيف، و التصويب عن المسند، ترجمته في تهذيب الكمال 393/10 طبعة دار الفكر.
5- القائل عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، مسند أحمد بن حنبل 479/6 رقم 18901 طبعة دار الفكر.

القصاري، و أبو محمّد، و أبو الغنائم ابنا أبي عثمان، و أبو عبد (1) اللّه عاصم بن الحسن، و أبو عبد اللّه النعالي، قالوا: أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، نا مسدّد، نا عبد العزيز بن المختار (2)،نا عبد اللّه الدّاناج (3).

قال: و حدّثني خلاس بن عمرو قال:

شهدت عمّار بن ياسر و سأله رجل عن الوتر فقال: ترضى بما أصنع ؟ قال: إنّ فيك لمقنعا، قال: أما أنا فأوتر من أول الليل، فإن رزقت من آخر الليل شيئا صلّيت شفعا حتى أصبح.

أخبرنا أبو الحسن علي بن هبة اللّه بن عبد السّلام، و أبو القاسم بن السّمرقندي قالا (4):أنا عبد اللّه بن محمّد الخطيب، أنا عبيد اللّه بن محمّد بن إسحاق، نا عبد اللّه بن محمّد بن علي بن الجعد، أنا شعبة، عن قيس بن مسلم قال: سمعت طارقا (5) يقول:

إنّ أهل البصرة غزوا نهاوند و أيدهم أهل الكوفة، و على أهل الكوفة عمّار بن ياسر فظهروا، فأراد أهل البصرة أن لا يقسموا لأهل الكوفة من الغنيمة شيئا، فقال رجل من بني تميم من بني عطارد لعمّار: أيها الأجدع، تريد أن تشركنا في غنيمنا قال: خير أذنيّ سببت، فكتب إلى عمر فكتب عمر إنّ الغنيمة لمن شهد الوقعة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا علي بن أحمد، و أحمد بن محمّد، و أحمد و محمّد ابنا علي، و عاصم بن الحسن، و الحسين بن أحمد قالوا: أنا عبد الواحد بن محمّد، أنا محمّد بن أحمد، نا جدي نا أبو النضر هاشم بن القاسم،

ص: 442


1- كذا بالأصل: كناه:«أبا عبد اللّه» و السند معروف و قد مرّ كثير:«أبو الحسين» و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 598/18.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 528/11.
3- هو عبد اللّه بن فيروز الداناج البصري، ترجمته في تهذيب الكمال 420/10.
4- بالأصل: قال.
5- هو طارق بن شهاب بن عبد شمس البجلي الأحمسي، ترجمته في تهذيب الكمال 204/9 و سير أعلام النبلاء 486/3.

نا شعبة (1)،عن قيس بن مسلم قال: سمعت طارق بن شهاب قال:

إن أهل البصرة غزوا نهاوند، فأمدّهم أهل الكوفة و عليهم عمّار، فظفروا فأراد أهل البصرة أن لا يقسموا لأهل الكوفة، فقال رجل من بني تميم من أهل عطارد: أيها الأجدع تريد أن تشاركنا في غنائمنا، فقال عمّار: خير أذنيّ سببت (2)،كأنّها (3) أصيبت مع النبي صلى اللّه عليه و سلم (4)،قال: فكتب في ذلك إلى عمر، فكتب عمر إنّ الغنيمة لمن شهد الوقعة.

أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا إسماعيل.... (5) سعدان بن نصر (6)،نا وكيع، عن شعبة، عن قيس بن مسلم، عن طارق، بن شهاب الأحمسي قال:

غزت بنو عطارد ماء (7) البصرة، و أمدوا بعمّار من الكوفة، فخرج قبل الوقعة و قدم بعد الوقعة فقال: نحن شركاؤكم في الغنيمة، فقام رجل من بني عطارد فقال: أيها العبد المجدّع تريد أن تقسم لك غنائمنا - و كانت أذنه أصيبت في سبيل اللّه - فقال:

عيرتموني بأحبّ أذنيّ إليّ ، أو خير أذني، قال: فكتب في ذلك إلى عمر رضي اللّه عنه فكتب إنّ الغنيمة لمن شهد الوقعة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، أنا محمّد بن سعد (8)،نا يزيد بن هارون، أنا شعبة، عن قيس بن مسلم، عن طار بن شهاب قال:

ص: 443


1- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 422/1.
2- كذا بالأصل و سير أعلام النبلاء، و في أسد الغابة 630/3 قال عمار: سيّب خبر أذني.
3- كذا بالأصل، و لعل الصواب:«فإنها» أو «و كانت».
4- قال ابن الأثير في أسد الغابة: و الصواب أنها أصيبت يوم اليمامة.
5- كلمتان أو ثلاث غير مقروءة بالأصل من سوء التصوير، و في ترجمة سعدان بن نصر في سير أعلام النبلاء ذكر الذهبي من أسماء الرواة عن سعدان:«إسماعيل الصفار» و ذكره الذهبي من مشايخ أبي الحسين بن بشران (سير أعلام النبلاء 312/17).
6- ترجمته في سير أعلام النبلاء 357/12.
7- الكلمة غير واضحة بالأصل، و المثبت عن المختصر و فيه: ماء للبصرة.
8- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 254/3.

قال رجل من بني تميم لعمّار: أيها الأجدع، فقال عمّار: خير أذنيّ سببت قال شعبة:

إنّها أصيبت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

قال: و أنا ابن سعد (1)،أنا سليمان بن داود الطيالسي، و يحيى بن عبّاد قالا (2):

أنا شعبة، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب قال:

غزا أهل البصرة ماء و عليهم رجل من آل عطارد التميمي فأمدّهم أهل الكوفة و عليهم عمّار بن ياسر فقال الذي من آل عطارد لعمّار: يا أجدع أ تريد أن تشاركنا في غنائمنا؟ فقال عمّار خير أذنيّ سببت، قال شعبة: يعنّي أنها أصيبت مع النبي صلى اللّه عليه و سلم، قال:

فكتب في ذلك إلى عمر، فكتب عمر: إنّما الغنيمة لمن شهد الوقعة.

قال ابن سعد: شعبة لم يدر (3) أنها أصيبت باليمامة.

قال: و نا ابن سعد، أنا محمّد بن عمر، حدّثني عبد اللّه بن نافع، عن أبيه، عن ابن عمه قال: رأيت عمّار بن ياسر يوم اليمامة.

أخبرنا أبو الفضل الفضيلي، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو بكر أحمد بن يحيى، و أبو الوقت عبد الأعلى بن عيسى قالوا: أنا ابن عبد الرّحمن بن المظفر، أنا عبد اللّه بن أحمد، أنا عيسى بن عمر، أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن بهرام، أنا إسحاق بن إبراهيم، أنا أبو هشام المخزومي، نا وهيب، نا داود، عن عامر قال - سئل عمّار بن ياسر عن مسألة فقال: كان هذا بعد قالوا: لا، قال: فدعوها حتى تكون فإذا كان تجشّمناها لكم.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي بكر، أنا أحمد بن محمّد، و علي بن أحمد، و أحمد و محمّد ابنا علي، و عاصم بن الحسن، و الحسين بن أحمد، قالوا: أنا أبو عمر، أنا أبو بكر، نا جدي، نا أبو سلمة موسى بن إسماعيل، نا وهيب، عن داود، عن عامر قال: سئل عمّار عن مسألة فقال: هل كان هذا بعد؟ قالوا: لا، قال: فدعوها حتى تكون، فإذا كان تجشّمناها لكم (4).

ص: 444


1- طبقات ابن سعد 254/3.
2- بالأصل: قال، و التصويب عن طبقات ابن سعد.
3- كذا بالأصل، و في طبقات ابن سعد: قال ابن سعد: قال شعبة: لم ندر أنها أصيبت باليمامة.
4- سير أعلام النبلاء 423/1.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أحمد بن علي، و أحمد بن محمّد.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه بن القصاري، أنا أبي أحمد بن محمّد.

قالا: أنا أبو القاسم الصّرصري، أنا أبو عيسى أحمد بن إسحاق الأنماطي، نا محمّد بن عبد الملك.

ح و أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو سعيد بن أبي عمرو، نا أبو العباس الأصمّ ، نا يحيى بن أبي طالب، قالا: نا يزيد بن هارون، نا قيس - زاد يحيى: بن الربيع - عن محمّد بن عبد اللّه المرادي، عن عمرو بن مرة، عن عبد اللّه بن سلمة قال: مرّ عمّار بن ياسر على ابن مسعود و هو يؤسس (1) داره فقال: كيف ترى يا أبا اليقظان ؟ قال: أراك بنيت (2) شديدا و أملت بعيدا (3)،و تموت قريبا.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو القاسم بن السّمرقندي و أبو طاهر القصاري، و أبو محمّد، و أبو الغنائم ابنا علي و عاصم بن الحسن، و أبو عبد اللّه بن طلحة قالوا:

أنا أبو عمر، أنا أبو بكر، نا جدي، حدّثني مالك بن ثابت، أبو بكر الجمّال، نا جرير بن عبد الحميد، عن أبي سنان عن عبد اللّه بن أبي الهذيل قال:

لما بنى عبد اللّه بن مسعود داره قال لعمّار: هلمّ انظر إلى داري، أو إلى ما بنيت، فانطلق عمّار فقال: بنيت شديدا و تأمل بعيدا، و تموت قريبا.

قال: و نا جدي، نا أبو النّضر هاشم بن القاسم، نا شعبة، عن الحكم، عن هلال بن يساف (4) أو بعض أصحابنا عن الربيع بن (5) عميلة (6) قال:

كنا مع عمّار بن ياسر في المسجد، و عنده أعرابي، فذكروا المرض، فقال الأعرابي: ما مرضت قط ، فقال عمّار: ما أنت ؟ أ و لست منا؟ إن المسلم يبتلى بالبلاء،

ص: 445


1- كذا بالأصل، و في المختصر: يرسس.
2- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن المختصر.
3- تقرأ بالأصل:«بعد» و بعدها «يقرأ:«أو موت» و المثبت:«و أمّلت بعيدا، و تموت قريبا» عن المختصر.
4- إعجامها مضطرب بالأصل، و هو هلال بن يساف الأشجعي، أبو الحسن الكوفي، ترجمته في تهذيب الكمال 328/19.
5- بالأصل «عن» تصحيف، ترجمته في تهذيب الكمال.
6- عميلة بفتح المهملة، نص على ذلك في خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ص 115.

فيكون كفارة خطاياه فتتحاتّ كما يتحاتّ ورق الشجر، و إنّ الكافر يبتلى، فيكون مثله، كمثل البعير عقل، فلا يدري لم عقل، و أطلق فلا يدري لم أطلق.

[أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر، أنا] (1)[أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم] (2) ثنا محمد بن سعد (3)،أنا قبيصة بن عقبة، نا سفيان عن (4) أبي سنان، عن عبد اللّه بن أبي الهذيل.

ح قال: و أنا ابن سعد، أنا الفضل بن دكين، نا سفيان عن الأجلح عن أبي (5)الهذيل، قال: رأيت عمار بن ياسر اشترى قتّا بدرهم فاستزاد حبلا، فأبي فجابذه حتى قاسمه نصفين و حمله على ظهره و هو أمير الكوفة.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، نا أبو القاسم البندار، و أبو طاهر بن القصاري، و أبو محمّد، و أبو الغنائم، و عاصم، و الحسين قالوا: أنا أبو عمر، أنا أبو بكر، نا جدي، نا محمّد بن معاوية، نا سفيان، عن أبي سنان، حدّثنا منذ ستين سنة عن ابن أبي الهذيل قال:

اشترى عمّارا قتّا فلما فرغ أخذ حبلا يستزيده فأبى أن يزيده فلم يزالا يتمادان الحبل حتى انقطع بنصفين فصار في يد عمّار النصف.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو الحسن بن المظفر، أنا محمّد بن محمّد بن سليمان، نا شيبان، نا عبد العزيز بن مسلم القسملي، أنا أبو سنان ضرار بن مرّة عن عبد اللّه بن أبي الهذيل قال:

كان عمار بن ياسر أميرا على الكوفة فخرج فاشترى قتّا بدرهم فرأيته ينازع صاحب العلف حبلا و يقول: زدني و يقول الآخر لا أزيدك فمضيت و لا أدري أيهما غلب صاحبه.

ص: 446


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن هامشه و بعدها صح.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك على هامشه خطأ و المثبت على الهامش:«أنا أحمد بن الحسين» و الذي أثبتناه بين معكوفتين قياسا إلى أسانيد مماثلة.
3- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 255/3.
4- بالأصل:«بن» و التصويب عن ابن سعد.
5- في ابن سعد: عن ابن أبي الهذيل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي محمّد بن محمّد، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا أبو علي بن الصوّاف، أنا الحسن بن علي القطان، أنا إسماعيل بن عيسى العطار، أنا إسحاق بن بشر قال ابن إسحاق و نا الثقة، عن عبد اللّه بن أبي الهذيل قال:

رأيت عمّار بن ياسر و هو أمير الناس بالكوفة خرج فابتاع قتا بدرهم، ثم رأيته ينازع صاحبه جزء... (1) بنصفين فأخذ عمّار نصفا و صاحبه نصفا ثم حمله على عاتقه فأدخله القصر.

قال: و أنا إسحاق، نا موسى بن عبيدة، عن يونس بن عبد اللّه الجرمي، أخبرني من نظر إلى عمّار بن ياسر و هو أمير الناس بالكوفة فيأخذ نصيبه من اللحم الذي كان رزقه عمر فيحمله بيده.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، و أبو طاهر و أبو محمّد، و أبو الغنائم، و أبو الحسين، و أبو عبد اللّه قالوا: أنا أبو عمر، أنا أبو بكر، نا جدي، نا محمّد بن الفضل بن عارم (2)،نا حمّاد بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة أن عمّارا أخذ سارقا قد سرق عيبته (3) فأرسله.

قال: و نا جدي، نا شريح بن النعمان، نا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن يوسف بن ماهك قال: سرقت عيبة لعمّار بن ياسر بالبطحاء فدعا القافة تنظر، فقال:

هذا أثر عمّار فمشى قليلا فعرف أثر اللص فمشى حتى أخذ اللص فأخذ عمّار العيبة و خلا عن اللص.

قال: و نا جدي، نا محمّد بن معاوية، نا سفيان - يعني ابن عيينة - عن أيوب، عن عكرمة: أن عمّارا أخذ سارقا قد سرق عيبته فقال: أستر عليه لعلّ اللّه يستر عليّ .

قال: و نا جدي، نا علي بن عاصم، أنا عطاء بن السّائب، عن أبي البختري الطائي قال:

ص: 447


1- كلمة غير مقروءة بالأصل.
2- تقرأ بالأصل:«عازم» و كذا بالأصل: بن عازم، و هو محمد بن الفضل، أبو النعمان عارم السدوسي البصري، ترجمته في سير أعلام النبلاء 265/10 و تهذيب الكمال 153/17.
3- العيبة: زبيل من آدم، و ما يجعل فيه الثياب (القاموس المحيط ).

قاول عمّار رجلا فاستطال الرجل عليه، فقال عمّار: أنا إذا كمن لا نغتسل يوم الجمعة، فعاد الرجل فاستطال عليه، فقال له عمّار: إن كنت كاذبا فأكثر اللّه مالك و ولدك و جعلك موطّأ عقبك.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أبو قلابة، نا عفان بن مسلم، نا سعيد بن زيد، نا عطاء بن السّائب، نا أبو البختري الطائي قال: كان بين عمّار بن ياسر و بين رجل من أهل الكوفة كلام فقال له عمّار: إن كنت كذبت عليّ فأسأل اللّه ألاّ يميتك من الدنيا حتى يوطأ عقبيك، و يكثر مالك و ولدك.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، نا أبو القاسم عيسى بن علي الوزير قال: قرئ على القاضي أبي عمر محمّد بن يوسف - و أنا أسمع قيل له - عن حارث بن سويد قال: وشى رجل بعمّار عند عمر فقال: اللّهم إن كذب عليّ فابسط له في الدنيا، و اجعله موطّأ العقبين.

أخبرنا أبو القاسم زاهر، و أبو بكر وجيه، ابنا طاهر قالا: أنا أبو نصر بن موسى، أنا أبو زكريا الحربي، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن، نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، نا سفيان، عن الأعمش (1)،عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد.

أن رجلا من أهل الكوفة وشى بعمّار إلى عمر، فقال له عمّار: إن كنت كاذبا، فأكثر اللّه مالك و ولدك، و جعلك موطّأ العقبين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم البندار، و أبو طاهر الخوارزمي، و أبو محمّد و أبو الغنائم ابنا علي، و عاصم بن الحسن، و أبو عبد اللّه النعالي، قالوا: أنا أبو عمر، أنا أبو بكر، نا جدي، نا محمّد بن سعيد بن الأصبهاني، نا يحيى بن عيسى، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد قال:

محل رجل بمولى لعمّار عند عمر فقال: إنّ مولى لعمّار يخاطر بالديوك، فبلغ ذلك عمّارا فشقّ عليه فقال: اللّهمّ إن كان كاذبا فابسط له في الدنيا، و اجعله موطّأ

ص: 448


1- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 423/1.

العقبين.

قال: و نا جدي، نا أبو نعيم الفضل بن دكين، و محمّد بن عبد اللّه الأسدي قالا: نا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد قال: وشى رجل بعمّار إلى عمر، فبلغ ذلك عمّارا فرفع يديه فقال: اللّهمّ إن كان كذب عليّ فابسط له في الدنيا، و اجعله موطّأ العقب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين (1) بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو بكر بن سيف، نا السّري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر قال (2):قالوا: و كتب أهل الكوفة عطارد و أناس معه إلى عمر في عمّار و قالوا: إنّه ليس بأمير، و لا يحمل (3) ما هو فيه و نزا به أهل الكوفة، فكتب عمر يعني إلى عمّار، أن أقبل، فخرج بوفد من أهل الكوفة، و وفّد رجالا ممن كان يرى أنهم معه، فكانوا أشدّ عليه ممن خلّف، فجزع فقيل [له:] يا أبا اليقظان ما هذا الجزع، فقال: و اللّه ما أحمد نفسي عليه، و لقد ابتليت به، فكان سعد بن مسعود الثقفي عمّ المختار و جرير بن عبد اللّه معه، فسعيا به، و أخبرا عمر بأشياء كرهها له عمر، فعزله و لم يؤنبه (4).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا محمّد بن محمّد بن أحمد، أنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أنا محمد بن أحمد بن الحسن، أنا الحسن بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى العطار، نا إسحاق بن بشر، أنا ابن إسحاق قال: إنّ عمارا كان على الكوفة سنتين إلاّ ثلاثة أشهر، ثم خرج وافدا إلى عمر و معه أهل الكوفة.

قال: و نا محمّد بن إسحاق، عن إسماعيل بن أبي خالد البجلي عن قيس بن أبي حازم قال:

وفد جرير بن عبد اللّه إلى عمر بن الخطاب مع عمّار بن ياسر معه ما نزع سعدا قال: فقال عمر: أ لا تخبروني أي منزلتكم أعجب إليكم - يعني الكوفة أو المدائن - مع

ص: 449


1- بالأصل: أبو الحسن بن النقور، تصحيف، و السند معروف.
2- الخبر في تاريخ الطبري 544/2 طبعة بيروت (حوادث سنة 22).
3- في تاريخ الطبري: و لا يحتمل ما هو فيه.
4- في تاريخ الطبري: و لم يوله.

ذلك إني أسألكم عنها، و إنّي لأعرف فضل أحدهما على الآخر في وجوهكم (1) فقال جرير: أصلحك اللّه أما مزلنا هذا الأدنى فهو أدنى محلّة من السواد من البرّ، و أما الآخر بأرض فارس و عكتها وحدها و بعوضها و بقّها و عصبها (2).فقال له عمّار بن ياسر:

كذبت، فقال له عمر: لم تكذب ؟ ثم قال عمر: أ لا تخبروني عن أميركم هذا مجزي هو؟ فقال جرير: هو و اللّه غير مجزي و لا كاف و لا عالم بالسياسة.

و قال سعد بن مسعود الثقفي: و اللّه ما ندري ما (3) استعملته عليه، فقال: ما الذي استعملتك عليه ؟ قال: استعملتني على الحيرة و أرضها، فقال عمر: أما الحيرة فقد سمعنا بها و تجارنا يختلفون إليها، قال: استعملتني على بابل و أرضها قال عمر: قد سمعنا ببابل و ذكرها في القرآن، قال: استعملتني على المدائن، مدائن كسرى، فقالوا:

قد أخبرناك أنه لا يدري ما استعملته (4) عليه، فعزله.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي بكر، أنا أبو القاسم البندار، و أبو طاهر الخوارزمي، و أبو محمّد، و أبو الغنائم، و أبو الحسين عاصم، و أبو عبد اللّه قالوا: أنا أبو عمر، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، نا محمّد بن عبد اللّه بن نمير، نا أبي، عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت (5) قال:

سألهم عمر عن عمّار فأثنوا عليه فقالوا: و اللّه ما أنت أمّرته علينا، و لكن اللّه أمّره، فقال عمر: اتّقوا اللّه و قولوا كما يقال، فو اللّه لأنا أمّرته عليكم، فإن كان صوابا أنه لمن قبل اللّه، و إن كان خطأ إنه لمن قبلي.

أخبرنا أبو القاسم، أنا محمّد بن محمّد، أنا علي بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد، أنا الحسن بن علي، أنا إسماعيل، نا إسحاق بن بشر، نا غياث، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت قال:

لما نزع عمر عمّارا فقدم عليه فجعل عمر يعتذر إليه من فزعه فقال عمّار: اللّه ما

ص: 450


1- تقرأ بالأصل: جومعكم، و المثبت عن تاريخ الطبري 544/2.
2- كذا رسمها بالأصل، و في تاريخ الطبري: و أما الآخر فوعك البحر و غمه و بعوضه.
3- كذا بالأصل، و في تاريخ الطبري: علام استعملته.
4- كذا بالأصل، و في تاريخ الطبري: قد أخبرناك أنه لا يدري علام بعثته.
5- رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 423/1.

أنت استعملتني و لا أنت نزعتني قال: فمن استعملك و من نزعك ؟ قال: اللّه، فقال عمر: أيها الناس قولوا كما قال، و اللّه ما أنت استعملتني و لا أنت نزعتني.

قال: و نا إسحاق قال: قال ابن إسحاق عن الشعبي: أن عمر قال لعمّار بعد ذلك: أ باللّه ساءك حين عزلتك، قال: تاللّه ما فرحت حين استعملتني، و لقد ساءني حين عزلتني (1).

أخبرنا أبو بكر، أنا أبو محمّد، أنا أبو عمر، أنا أبو الحسن، أنا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد (2)،أنا عفان بن مسلم، نا خالد بن عبد اللّه، نا داود عن عامر قال: قال عمر لعمّار: أساءك عزلنا إياك ؟ قال: لئن قلت ذاك لقد ساءني حين استعملتني و ساءني حين عزلتني.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن محمّد، و أبو طاهر أحمد بن محمّد، و أبو القاسم علي بن أحمد، و أبو محمّد، و أبو الغنائم ابنا علي قالوا: أنا أبو عمر الفارسي، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، نا إبراهيم بن المنذر الحزامي، نا ابن عيينة، عن عمرو بن دينار قال: لما أصاب عمّار بن ياسر الذي أصابه قال هشام بن الوليد بن المغيرة لتقتلن به ضخم المنطقة من بني أمية، قال: كأنه يعني عثمان بن عفّان.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو طاهر، و أبو القاسم و أبو محمّد، و أبو الغنائم، و عاصم و الحسين قالوا: أنا عبد الواحد، أنا محمّد، نا جدي، نا وهب بن جرير، نا حازم، نا شعبة، عن ابن إسحاق عن صلة بن زفر، عن عمّار بن ياسر أنه قال:

ثلاث من كن فيه فقد استكمل الإيمان،- أو قال: من كمال الإيمان - الإنفاق في الإقتار، و الإنصاف من نفسك، و بذل السلام للعالم.

قال: و نا جدي، نا الحسن بن موسى الأشيب، نا زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن صلة بن زفر قال: سمعت أبا اليقظان يعني عمّار يقول:

ص: 451


1- تاريخ الطبري 544/2-545.
2- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 256/3 و سير أعلام النبلاء 423/1.

ثلاث من الإيمان من جمعهن جمع الإيمان: الإنفاق من الإقتار، تنفق و أنت تعلم أنّ اللّه سيخلف لك، و إنصاف الناس منك لا تلحيهم إلى قاضي (1)،و بذل السلام للعالم.

أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر بن أبي الرضا الهروي، أنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن أبي شريح، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر، نا حم بن نوح، نا عمر بن هارون، نا سفيان و شعبة بن الحجّاج عن أبي إسحاق، عن صلة بن زفر و قال:

سمعت عمّار بن ياسر يقول: ثلاث من جمعهن جمع الإيمان: الإنفاق من الإقتار، و الإنصاف من نفسك، و بذل السلام للعالم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، و أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد البارع، و أبو علي بن السبط ، و أبو غالب عبد اللّه بن أحمد بن بركة السمسار قالوا: أنا أبو الغنائم بن المأمون.

ح و أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبو الغنائم محمد بن علي بن علي، قال:

أنا أبو الحسن علي بن عمر الحربي، نا أبو الحسن أحمد بن كعب الواسطي، نا عبيد بن مهدي الواسطي - زاد ابن المأمون: العابد - نا عبد الرحيم بن هارون، عن هارون بن سعد عن أبي إسحاق، عن صلة بن زفر عن أبي اليقظان قال:

ثلاثة من الإيمان: الإنفاق من الأقتار، و إنصاف الناس من نفسك، و بذل السلام للعالم.

و روي عن معمر عن أبي إسحاق عن صلة مرفوعا.

أخبرناه أبو علي الحسن بن المظفر، أنا أبو الغنائم بن الدجاجي.

ح و أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين و أبو علي ابن السبط و أبو عبد اللّه البارع و أبو غالب السمسار، أنا أبو الغنائم بن المأمون قالا:

أنا أبو الحسن الحربي، ناه أحمد بن كعب نا الحسين بن عبد اللّه الكوفي،

ص: 452


1- كذا بالأصل بإثبات الياء.

حدثنا - و قال ابن المأمون: أنا - عبد الرزاق، أنا معمر عن أبي إسحاق، عن صلة بن زمر، عن عمار قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مثله. و في رواية ابن المأمون: فذكر مثله.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسن بن الخطيب الأنباري و أبو طاهر بن القصاري، و أبو القاسم بن البسري، و أبو محمد و أبو الغنائم قالوا: أنا أبو عمر، أنا أبو بكر، نا جدي، نا سويد بن سعيد، نا حفص بن ميسرة، عن موسى بن عقبة.

أن عمار بن ياسر فيما بلغه كان يدعو فيقول: اللهم اجعلني من عبادك الصالحين و أعطني من صالح ما تعطي عبادك الصالحين من الأمانة و الإيمان و الأجر و العافية و المال و الولد النافع غير الضار، و لا المضر، و لا الضال و لا المضل.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو طاهر، و أبو القاسم، و أبو محمّد، و أبو الغنائم، و أبو الحسين، و أبو عبد اللّه قالوا: أنا أبو عمر، أنا أبو بكر، نا جدي، نا عبيد اللّه بن عمر القواريري، نا المعتمر قال: سمعت ليثا يحدّث عن رجل عن عمّار قال: ثلاثة لا يستخف بحقهم إلاّ منافق بين نفاقه: الإمام المقسط ، و معلّم الخير، و ذو الشيبة في الإسلام.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا خال والدي أبو الفضل العبّاس بن محمّد بن عبد الواحد الدّاراني المقرئ، و عبد الوهّاب بن محمّد بن مندة، و سليمان بن إبراهيم بن محمّد، و سهل بن عبد اللّه القارئ و أحمد بن عبد الرّحمن الذّكواني (1)، و أبو الخير محمّد بن أحمد الإمام، و عبد الرزّاق بن عبد الكريم الحسناباذي.

ح و أخبرنا أبو البركات عبّاد بن محمّد بن علي، أنا أبو نصر إبراهيم بن عمر بن يونس.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا سليمان بن إبراهيم قالوا: نا محمّد بن إبراهيم بن جعفر الجرجاني، نا أبو علي الحسين بن علي، نا محمّد بن زكريا بن دينار، نا العتبي، نا أبي سليمان قال: كان عمّار بن ياسر يقول: كفى بالموت موعظة، و كفى باليقين غنى، و كفى بالعبادة شغلا.

ص: 453


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 103/19.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الحسن بن علي، أنا محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين، نا محمّد بن سعد (1)،أنا مسلم بن إبراهيم، نا غسّان بن مضر، نا سعيد بن يزيد، عن أبي نضرة عن مطرّف قال:

دخلت على رجل بالكوفة و إذا رجل قاعد إلى جنبه و خيّاط يخيط إما قطيفة سمور أو ثعالب قال: قلت أ لم تر ما صنع علي ؟ صنع كذا و صنع كذا، قال: فقال: يا فاسق أ لا أراك تذكر أمير المؤمنين قال: فقال صاحبي: مهلا يا أبا اليقظان، فإنّه ضيفي، قال:

فعرفت أنه عمّار.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا عبد الصّمد، نا همّام، نا قتادة، عن أبي نضرة، عن قيس بن عبّاد قال:

قلت لعمّار بن ياسر: يا أبا اليقظان أ رأيت هذا الأمر الذي أتيتموه برأيكم أو شيء عهده إليكم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ فقال: ما عهد إلينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ما (3) لم يعهده إلى الناس.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب، أنا أبو منصور النّهاوندي، أنا أبو العباس النّهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل، نا قبيصة، نا سفيان، عن السّدّي، عن البهي قال (4):سمعت ابن عمر يقول: ما أعلم أحدا خرج في (5) الفتنة يريد اللّه إلاّ عمّار بن ياسر، و ما أدري ما صنع.

أخبرتنا أم البهاء بنت ابن البغدادي، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا محمّد بن جعفر المنبجي، نا عبيد اللّه بن سعد، نا عمّي، عن أبيه عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت عن ذر عن صلة بن زفر فيما يحسب سفيان عن حذيفة

ص: 454


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 255/3.
2- مسند أحمد بن حنبل 363/6 رقم 18341 طبعة دار الفكر - بيروت.
3- كذا بالأصل، و في المسند: شيئا لم يعهده إلى الناس.
4- سير أعلام النبلاء 424/1.
5- بالأصل: من، و المثبت عن سير أعلام النبلاء.

قال: إنّ عمّارا لا يصيبه الفتنة حتى.... (1).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (2)،أنا عبيد اللّه بن موسى و الفضل بن دكين، قالا: أنا سعد (3) بن أوس العنسي عن بلال بن يحيى العبسي (4) قال:

لما حضر حذيفة الموت و إنّما عاش بعد قتل عثمان أربعين ليلة، فقيل له: يا أبا عبد اللّه إن هذا الرجل قد قتل - يعني عثمان - فما ترى ؟ قال: أما إذا أبيتم فأجلسوني، فأسندوه إلى صدر رجل ثم قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«أبو اليقظان على الفطرة، أبو اليقظان على الفطرة، أبو اليقظان على الفطرة لن يدعها حتى يموت أو ينسيه (5) الهرم»[9355].

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو نصر بن قتادة، أنا أبو الفضل بن خميرويه الهروي، أنا أحمد بن نجدة، نا سعيد بن منصور، نا خديج بن معاوية، عن أبي إسحاق قال: سمعت صلة بن زفر يقول:

حدّثنا أبو اليقظان عمّار بن ياسر قال: ثلاث من جمعهن جمع: الإنفاق من الإقتار، تنفق و أنت تعلم أن اللّه سيخلف لك، و إنصاف الناس من نفسك، لا (6)يلحى (7) إلى سلطان يذهب بحقه، و بذل السّلام للعالم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، و أبو طاهر بن القصاري، و أبو محمّد، و أبو الغنائم ابنا علي، و أبو الحسين العاصمي، و أبو عبد اللّه النعالي قالوا: أنا أبو عمر، أنا أبو بكر، نا جدي، نا الفضل بن دكين، نا عيسى - يعني

ص: 455


1- كلمة بدون إعجام بالأصل و صورتها:«ننحرف» و فوقها ضبة.
2- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 262/3-263.
3- عند ابن سعد: سعيد بن أوس العبسي.
4- بدون إعجام بالأصل، و المثبت عن ابن سعد.
5- كلمة غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن ابن سعد.
6- كلمة مطموسة بالأصل.
7- كذا رسمها بالأصل، و في المختصر: و انصاف الناس منك لا تلجئهم إلى قاض.

ابن عبد الرّحمن السلمي - حدّثني سيّار أبو الحكم عن رجل قد سمّاه قال: قال ابن عبس لحذيفة:

إنّ أمير المؤمنين عثمان قد قتل، فما تأمرنا؟ قال: الزموا عمّارا، قال: إنّ عمارا لا يفارق عليا، قال: إنّ الحسد هو أهلك للجسد، و إنما ينفركم من عمّار قربه من علي، فو اللّه لعليّ أفضل من عمّار أبعد ما بين التراب و السحاب، و إنّ عمّارا من الأخيار و هو يعلم إن لزموا عمارا كانوا مع علي.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح الفقيه، و أبو المظفّر بن الأستاذ أبي القاسم، و أبو القاسم بن أبي عبد الرّحمن قالوا: أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا محمّد بن الفضل، نا محمّد بن إسحاق بن خزيمة، نا جدي أبو بكر، نا بشر بن هلال، نا جعفر هو ابن سليمان، عن الحسن بن مرة، عن القاسم بن سليمان، عن أبيه، عن جده قال: سمعت عمّار بن ياسر يقول: أمرت أن أقاتل الناكثين، و المارقين، و القاسطين.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا الحسين بن صفوان، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم، عن عبد الرّحمن بن مهدي، عن الأسود بن شيبان قال:

كان عمّار بن ياسر رجلا طويل الحزن و الكآبة، و كانت عامة كلامه عائذ بالرّحمن من فتنة.

كذا قال: و قد أسقط منها: أبو نوفل بن أبي عقرب.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي بكر أنا أبو القاسم البندار، و أبو طاهر القصاري، و أبو محمّد، و أبو الغنائم ابنا علي، و أبو الحسين عاصم، و أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد قالوا: أنا أبو عمر، أنا أبو بكر، نا يعقوب، نا مسلم، نا الأسود بن شيبان (1)،نا أبو نوفل بن أبي عقرب قال:

كان عمّار بن ياسر قليل الكلام، طويل السكوت، و كان عامة أن يقول: عائذ

ص: 456


1- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 424/1 و انظر حلية الأولياء 145/1.

بالرّحمن من فتنة، عائذ بالرّحمن من فتنة قال: فعرضت له فتنة عظيمة.

أخبرنا أبو بكر، أنا أبو محمّد، أنا أبو عمر، أنا أحمد، نا الحسين، نا محمّد (1)،أنا عفان بن مسلم، و مسلم بن إبراهيم، قالا:، نا الأسود بن شيبان، نا أبو نوفل بن أبي عقرب قال: كان عمّار بن ياسر من أطول الناس سكوتا، و أقلّه كلاما، و كان يقول: عائذ باللّه من فتنة، عائذ باللّه من فتنة، قال: ثم عرضت له فتنة عظيمة.

قال: و حدّثنا محمّد بن سعد (2)،أنا محمّد بن عمر (3)،حدّثني يعقوب بن عبد اللّه القمّي، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن عبد الرّحمن بن أبزى، عن أبيه، عن عمّار بن ياسر أنه قال و هو يسير إلى صفّين على شط الفرات:

اللّهم لو أعلم أنه أرضى لك عني أن أرمي بنفسي من هذا الجبل، فأتردى فأسقط فعلت، و لو أعلم أنه أرضى لك أن أوقد نارا عظيمة فأقع فيها فعلت، اللّهم لو أعلم أنه أرضى لك حتى أن القي نفسي في الماء فأغرق نفسي فعلت، و إنّي لا أقاتل إلاّ أريد وجهك، و أنا أرجو أنا لا تخيبني (4)،و أنا أريد وجهك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا ابن البسري، و القصاري، و أبو محمّد، و أبو الغنائم، و عاصم، و الحسين قالوا: أنا أبو عمر، أنا محمّد، نا جدي، نا حجّاج بن محمّد الأعور، حدّثني شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي وائل قال:

دخل أبو موسى الأشعري، و أبو مسعود على عمار و هو يستنفر الناس فقالا له:

ما رأينا منك منذ أسلمت أمرا أكره عندنا من إسراعك في هذا الأمر، فقال لهما: ما رأيت منكما منذ أسلمتما أمرا أكره عندي من إبطائكما عن هذا الأمر، و كساهما حلّة حلّة، و خرجوا إلى الصّلاة يوم الجمعة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو محمّد عبد الخالق بن أحمد بن علي، قالا: أنا أبو نصر محمّد بن محمّد بن علي الزينبي، أنا أبو بكر محمّد بن عمر بن

ص: 457


1- يعني محمد بن سعد، و الخبر في الطبقات الكبرى 256/3.
2- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 257/3-258.
3- بالأصل: محمد بن عقرب، و المثبت عن ابن سعد.
4- إعجامها مضطرب بالأصل، و المثبت عن ابن سعد.

علي، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا إسحاق بن إبراهيم الطالقاني، نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن شمر، عن عبد اللّه بن زياد الأسدي قال:

سمعت عمّار بن ياسر يقول: لقد سارت أمنا مسيرها (1)،و انا لنعلم أنها زوجة نبينا صلى اللّه عليه و سلم في الدنيا و الآخرة، و لكن اللّه ابتلانا بها لنعلم إياه نطيع أو إياها.

فأخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو نصر، أنا أبو بكر، نا عبد اللّه، نا داود بن رشيد، نا مروان بن معاوية الفزاري، أنا سليمان الأعمش (2)،عن عبد اللّه بن زياد قال:

قال عمّار بن ياسر: إنّ أمّنا - يعني عائشة - قد مضت لسبيلها، و اللّه إنها لزوجته صلى اللّه عليه و سلم في الدنيا و الآخرة، و لكن اللّه ابتلانا بها لنعلم إياه نطيع أو إياها.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، و أبو عبد اللّه محمّد بن طلحة بن علي، قالا: أنا عبد اللّه بن محمّد الصّريفيني، أنا عبيد اللّه بن محمّد بن إسحاق، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، نا علي بن الجعد، أنا زهير بن معاوية، عن إسحاق، عن حميد بن عريب، أو عريب بن حميد (3)،قال:

قام رجل فتناول عائشة، فقال عمّار: اسكت، مقبوحا منبوحا أو قال: مذموما مدحورا - الشك من زهير-.

كذا رواه زهير، و رواه شريك:

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو محمّد عبد الخالق بن أحمد بن علي (4)،قالا: أنا أبو نصر الزينبي، أنا أبو بكر محمّد بن علي، نا أبو القاسم البغوي، نا بشار بن موسى، نا شريك، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن غالب قال: سمع عمّار بن ياسر رجلا ينال من عائشة فقال له: اسكت مقبوحا منبوحا، فأشهد أنها زوجة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في الجنّة.

ص: 458


1- صورتها بالأصل:«مميرها» و المثبت عن المختصر.
2- رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 424/1 من طريقه، و انظر تخريجه فيها.
3- هو عريب بن حميد أبو عمار الهمداني ترجمته في تهذيب الكمال 30/13. و عريب بفتح أوله و كسر الراء بعدها تحتانية ثم موحدة، كما في تقريب التهذيب.
4- قارن مع مشيخة ابن عساكر 104/أ.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن، أنا أبو مسلم محمّد بن أحمد بن علي البغدادي الكاتب.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو محمّد عبد الخالق بن أحمد، قالا: أنا أبو نصر محمّد بن محمّد بن علي (1)،أنا أبو بكر محمّد بن عمر بن علي بن محمّد (2).

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن هبة اللّه الكاتب، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنا عبد اللّه بن محمّد الخطيب، أنا عبيد اللّه بن محمّد بن إسحاق قالوا: أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا علي بن الجعد، أنا شعبة، عن الحكم، عن أبي وائل - زاد محمّد بن عمر: شقيق ابن سلمة - قال:

سمعت عمّارا يقول حين بعثه علي إلى الكوفة - و قال محمّد بن عمر: إلى أهل الكوفة - يستنفر الناس: إنّا لنعلم أنها زوجة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و قال محمّد بن عمر:

زوجة النبي صلى اللّه عليه و سلم في الدنيا و الآخرة، و لكن اللّه أبلاكم بها.

صحيح، أخرجه البخاري (3) عن محمّد بن بشّار، عن محمّد بن جعفر، عن شعبة.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي بكر، أنا أحمد بن علي و أخوه محمّد، و علي بن محمّد، و أحمد بن محمّد، و عاصم بن الحسن و الحسين بن أحمد قالوا: أنا أبو عمر، أنا أبو بكر، أنا جدي، نا أحمد بن عبد اللّه بن يونس، نا أبو بكر بن عيّاش، عن أبي حصين، عن عبد اللّه بن رباح قال:

قدم عمّار الكوفة قال: فخطبنا على المنبر فقال: إنّ أم المؤمنين قد صارت إلى البصرة، و و اللّه إنّي لأقول لكم هذا، و و اللّه إنها زوجة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في الدنيا و الآخرة.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو طاهر القصاري، و أبو القاسم بن البسري، و أبو

ص: 459


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 443/18.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 554/16.
3- صحيح البخاري 62 كتاب فضائل أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم،30 (باب) رقم 3772.

محمّد، و أبو الغنائم ابنا أبي عثمان، و أبو الحسن علي بن محمّد بن محمّد قالوا: أنا أبو عمر، أنا أبو بكر، نا جدي، نا عبد اللّه بن محمّد بن أبي شيبة، نا إسماعيل بن عليّة، عن منصور بن عبد الرّحمن، عن الشعبي قال:

لم يشهد الجمل من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من المهاجرين و الأنصار إلاّ علي، و عمّار، و طلحة، و الزبير، فإن جاءوا بخامس فأنا كذاب.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، و أبو عبد اللّه محمّد بن طلحة بن علي، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، أنا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا زهير، نا زياد بن خيثمة - أو جابر إمام الجفر - عن أبي إسحاق.

أن عمّارا قال: يا أمير المؤمنين كيف تقول في أبناء من قتلناه ؟ قال: لا سبيل عليهم، قال: لو قلت غير ذلك خالفناك (1).

رواه الأسود بن عامر شاذان، عن زهير (2)،فلم يذكر بينه و بين [أبي] (3) إسحاق أحدا.

أخبرناه أبو القاسم، أنا أبو القاسم، و أبو طاهر، و أبو محمّد، و أبو الغنائم، و أبو الحسين، و أبو عبد اللّه قالوا: أنا عبد الواحد، أنا محمّد، نا جدي، نا الأسود بن عامر شاذان، نا زهير، عن أبي إسحاق قال:

قال عمّار لعلي: ما تقول في أبناء من قتلنا؟ قال: لا سبيل عليهم، قال: لو قلت غير ذا خالفناك.

قال: و نا جدي، نا أبو أحمد الزّبيري، قال: و نا قبيصة، قالا: نا سفيان عن أبي إسحاق، عن حميد (4) بن مالك قال:

قال عمّار لعلي يوم الجمل: ما ترى في سبي الذرية ؟ قال: ما أرى عليهم

ص: 460


1- سير أعلام النبلاء 424/1.
2- بالأصل:«عن أبي زهير» تصحيف، و هو زهير بن معاوية بن حديج أبو خيثمة الكوفي، ترجمته في تهذيب الكمال 347/6.
3- زيادة منا اقتضاها السياق للإيضاح، و سيرد صوابا في الخبر التالي.
4- تقرأ بالأصل:«حمير» ترجمته في تهذيب الكمال 254/5.

سبيلا (1) إنّما قاتلنا من قاتلنا، قال: فلو قلت غير هذا لخالفناك.

قال: و نا جدي، نا محمّد بن بكّار، نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن سعيد، عن حميد قال: قال عمّار لعلي يوم الجمل: ما تريد أن تصنع بهؤلاء؟ قال: قال له علي: حتى ننظر لمن تصير عائشة، قال: فقال عمّار: و تقسم عائشة ؟ قال: فكيف تقسم هؤلاء؟ فقال له عمّار: أما إنك لو أردت غير هذا ما بايعناك (2).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الفضل الزهري، نا حمزة بن القاسم الهاشمي، نا محمّد بن عثمان، نا أبو بلال الأشعري، نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن سعد (3) بن حميد قال:

سمعت عمّار بن ياسر يقول حين فرغ من أهل الجمل قلت: ما تصنع بهؤلاء و ذراريهم ؟ فقال له علي: حتى ننتظر لمن تصير عائشة أم المؤمنين، قال له عثمان: أما إنّك لو أردت غير هذا ما تابعناك.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو نصر المزكي، أنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن، نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، نا سفيان، عن الأعمش، عن عمرو بن مرّة، عن عبد اللّه بن سلمة قال:

جاء رجلان إلى علي متزلّقين مدهنين قد خرجا من الحمام، قال علي: من أنتما؟ قالا: نحن من المهاجرين، قال علي: إنّما المهاجر عمّار بن ياسر.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث، أنا أبو القاسم بن البسري، و أبو طاهر القصاري، و أبو محمّد، و أبو الغنائم ابنا علي، و أبو الحسين (4) عاصم بن الحسن، و أبو عبد اللّه بن طلحة قالوا: أنا أبو عمر الفارسي، نا محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، نا داود بن عمرو المسيبي، نا مروان بن معاوية، نا محمّد بن أبي زكريا، عن عمّار بن أبي عمّار.

ص: 461


1- بالأصل: سبيل.
2- رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 424/1.
3- كذا بالأصل هنا:«سعد بن حميد» و مرّ في الرواية السابقة: عن سعيد بن حميد.
4- بالأصل: أبو الحسن، تصحيف، مرّ هذا السند كثيرا.

أنّ عليا مرّ بقوم يلعبون بالشطرنج فوثب عليهم فقال: أما و اللّه لغير هذا خلقتم، و لو لا أن يكون سبة لضربت بها وجوهكم، فخرج عليه رجلان من الحمام متزلقين (1)فقال: من أنتما؟ فقالا: من المهاجرين، فقال: بل أنتما من المفاخرين، إنّما المهاجر عمّار بن ياسر.

قال جدي: أحسب أن الرجلين ليسا من الصحابة، و لو كانا من الصحابة عرفهما، و إنّما يعنيان من المهاجرين ممن جاء فقاتل معه.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، قالا: نا - و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (2).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه.

قالا: أنا ابن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا يونس بن عبد الرحيم، نا ضمرة، عن يحيى بن زيد قال: شهد عمّار صفّين و هو ابن تسعين سنة، على رمكة حمائل سيفه نسعة.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، و أبو محمّد عبد الخالق بن أحمد بن علي قالا: أنا أبو نصر محمّد بن محمّد بن علي، أنا أبو بكر محمّد بن عمر بن علي بن محمّد، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، حدّثني جدي، و إسحاق بن إسماعيل الطالقاني، و أبو خيثمة، قالوا: نا يزيد بن هارون، أنا شريك، عن محمّد بن عبد اللّه المرادي، عن عمرو بن مرة، عن عبد اللّه بن سلمة قال:

كنا عند عمّار بصفّين و عنده شاعر ينشده هجاء، فقال له رجل: أ ينشد عندكم الشعر [و أنتم أصحاب] (3) محمّد صلى اللّه عليه و سلم، فقال: إن شئت فاسمع، و إن شئت فاذهب، إنّا لما هجانا المشركون شكونا ذلك إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال لنا:«قولوا لهم كما يقولون لكم، فإن كنّا لنعلّمه الإماء بالمدينة»[9356].

ص: 462


1- تزلق: تزين و تنعم حتى يكون للونه و بيص و لبشرته بريق، و التزليق: صبغة البدن بالادهان و غيرها (القاموس المحيط ).
2- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 152/1.
3- ما بين معكوفتين استدرك عن المختصر، و مكانه بالأصل مطموس.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد بن أحمد البغدادي، قالت: أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب بن فناكي، نا أبو بكر محمّد بن هارون الروياني، نا أبو كريب، نا معاوية بن هشيم، أنا أبو اليقظان بن عروة بن محمّد بن عمّار بن ياسر، حدّثتني لؤلؤة مولاة عمّار قالت:

سمعت عمّارا يقول: إنّي لا أموت في مرضي هذا، إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال لي أقتل بين صفين.

أخبرنا أبو الحسن الخطيب، أنا أبو منصور النّهاوندي، أنا أبو العباس، أنا أبو القاسم بن الأشقر، أنا محمّد بن إسماعيل، حدّثني مكي بن إبراهيم، نا عبيد اللّه بن أبي زياد، حدّثني عبد الكريم بن أبي المخارق، حدّثني سعد، حدّثتني أم عمّار حاضنة لعمّار قالت:

اشتكى عمّار فقال: لا أموت في مرضي هذا، حدّثني حبيبي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنّي لا أموت إلاّ قتيلا بين فئتين مؤمنتين.

قال محمّد بن إسماعيل: عبد الكريم بن أبي مخارق لم يدرك سعد القرظ (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسن بن (2) الأنباري، و أبو طاهر بن القصاري، و أبو القاسم البندار، و أحمد و محمّد ابنا أبي عثمان، قالوا: أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر، نا جدي، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا معاوية بن هشام، نا سفيان، عن الحسن بن الحكم، عن رباح بن الحارث، عن عمّار بن ياسر قال: قبلتنا واحدة و دعوتنا واحدة و لكنهم قوم بغوا علينا فقاتلناهم.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا إبراهيم بن منصور، أنا محمّد بن إبراهيم بن علي بن عاصم، نا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عبيد اللّه ابن أخي الإمام - بحلب - نا إبراهيم بن سعيد الجوهري، نا أبو الجوّاب، نا سليمان بن قرم، عن هارون بن سعد، عن عمران بن ظبيان، عن أبي التحيى قال:

ص: 463


1- مهملة بدون إعجام بالأصل، و هو: سعد بن عمار بن سعد القرظ المدني المؤذن ترجمته في تهذيب الكمال 102/7.
2- كلمة مطموسة بالأصل.

إني لفي الصف بصفّين إذ مرّ علينا علي على بغلة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يسوّي الصفوف، فقام عمّار بن ياسر فأخذ باللجام فقال: يا أمير المؤمنين أ يوم العتيق هو؟ فمضى و لم يردّ عليه شيئا، ثم رجع علينا يسوّيها، فقام إليه فأخذ باللجام فقال: يا أمير المؤمنين أ يوم العتيق هو؟ فقال يا أمير المؤمنين ما لك لا تكلم ؟ أ يوم العتيق هو؟ قال:

نعم، فأرسل اللجام و هو يقول:

اليوم ألقى الأحبة *** محمّدا و حزبه

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسن بن الأنباري، و أبو طاهر الخوارزمي، و أبو القاسم البندار، و أبو محمّد، و أبو الغنائم ابنا علي بن الحسن قالوا:

أنا أبو عمر، أنا أبو بكر، نا جدي، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا إسحاق بن منصور، عن محمّد بن راشد، عن جعفر بن عمرو بن أمية، عن مسلم بن الأجدع الليثي و كان ممن شهد صفّين، قال:

كان عمّار يخرج بين الصفين و قد أخرجت الرايات فينادي حتى يسمعهم بأعلى صوته: روحوا إلى الجنة، قد تزينت الحور العين.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا الحسن بن علي الجوهري، أنا علي بن محمّد بن أحمد بن نصير الورّاق، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن شهريار، نا عمرو بن علي قال: سمعت أبا عاصم يقول: خرج عمرو بن يثربي و هو يقول (1):

أنا لمن أنكرني ابن يثربيّ (2) *** قاتل علباء و هند الجملي

و ابن صوحان على دين علي (3)

قال: فبرز له عمّار و هو ابن ثلاث و تسعين عليه فروة (4) مشدودة الوسط بشريط ، حمائل سيفه تسعة فانتقضت ركبتاه فجثا على ركبتيه فأخذه أسيرا، فأتى به عليا عليه

ص: 464


1- الرجز في تاريخ الطبري 210/5.
2- في الطبري: إن تقتلوني فأنا ابن اليثربي.
3- قتل عمرو بن يثربي من أصحاب علي رضي اللّه عنه علباء بن الهيثم السدوسي و هند بن عمرو الجملي و زيد بن صوحان، و كانوا من خيار أصحاب علي، قتلهم عمرو يوم الجمل راجع تاريخ الطبري 210/5 و الفتوح لابن الأعثم.
4- بدون إعجام بالأصل، و صورتها «مرمره» و المثبت عن تاريخ الطبري.

السلام، فقال: ابن يثربي، أدنى منك و هو يريد أن يثب عليه، فقال: لا، و لكن أقتلك صبرا بالثلاثة الذين قتلتهم على ديني (1).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر، أنا أبو الحسن، أنا أبو علي، نا محمّد بن سعد (2)،أنا الفضل بن دكين، نا موسى بن عيسى (3) الحضرمي، عن سلمة بن كهيل قال: قال عمّار بن ياسر يوم صفين: الجنة تحت البارقة - يعني الظمآن - قد يرد الماء المأمور، و ذا اليوم ألقى الأحبة محمّدا و حزبه، و اللّه لو ضربونا حتى يبلّغوا بنا سعفات هجر لعلمت أنا على الحق، و أنّهم على باطل، و اللّه لقد قاتلت هذه الراية ثلاث مرات مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و ما هذه المرة بأبرّهن و لا أتقاهن (4).

قال: و أنا ابن سعد (5)،أنا محمّد بن عمر، حدّثني من سمع سلمة بن كهيل يخبر عن أبي صادق عن ربيعة بن ناجذ قال: سمعت عمّار بن ياسر و هو بصفّين يقول:

الجنة تحت البارقة، و الظمآن يرد الماء،[و الماء] (6) المورود، اليوم ألقى الأحبة، محمّدا و حزبه، لقد قاتله صاحب هذه الراية ثلاثا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و هذه الرابعة كإحداهن.

قال: و نا ابن سعد (7)،أنا محمّد بن عمر، حدّثني هاشم بن عاصم، عن المنذر بن جهم، حدّثني أبو مروان الأسلمي قال: شهدت صفّين مع الناس، فبينا نحن وقوف إذ خرج عمّار بن ياسر، و قد كادت الشمس أن تغرب و هو يقول: من رائح إلى اللّه، الظمآن يرد الماء، الجنة تحت أطراف العوالي، اليوم ألقى الأحبّة، اليوم ألقى محمّدا و حزبه.

ص: 465


1- العبارة في الفتوح لابن الأعثم: فقال عمرو: يا أمير المؤمنين استبقني حتى أقتل لك منهم كما قتلت منكم، فقال علي: يا عدو اللّه، أبعد ثلاثة من خيار أصحابي استبقيك ؟ لا كان ذلك أبدا.
2- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 257/3.
3- في طبقات ابن سعد: موسى بن قيس الحضرمي.
4- في ابن سعد: أنقاهن.
5- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 258/3.
6- زيادة عن ابن سعد، و فيه: و الماء مورود.
7- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 258/3.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي عبد الرّحمن، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي، أنا يحيى بن إسماعيل، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن، أنا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، نا سفيان (1)،عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي البختري قال: قال عمّار يوم صفّين: ائتوني بشربة لبن، ثم قال: قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ آخر شربة تشربها من الدنيا شربة [لبن»] (2)،ثم تقدم فقتل[9357].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي التميمي، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، نا وكيع، نا سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي البختري قال:

قال عمّار يوم صفين: ائتوني بشربة لبن، فإن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«آخر شربة تشربها من الدنيا شربة لبن» فاتى بشربة لبن فشربها، ثم تقدم فقتل[9358].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد، أنا أبو عمرو بن حمدان الفقيه.

ح و أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا عبيد اللّه بن عمرو - قال الفقيه (4):نا القواريري - نا ابن مهدي، عن سفيان، عن ابن أبي ثابت، عن أبي البختري.

أن عمارا أتى بشربة لبن - و قال الفقيه: من لبن - فضحك، فقيل له: ما يضحكك ؟ قال: إن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«إنه آخر شراب تشربه حتى تموت - و قال ابن حمدان: حين تموت»[9359].

أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الملك بن مسعود الهروي المقرئ (5)،و أبو القاسم السمرقندي - ببغداد - قالا: أنا عبد اللّه بن محمّد الصّريفيني، حدثتنا أمة السلام بنت أحمد بن كامل القاضي قالت: أنا أبو بكر محمّد بن إسماعيل البندار،

ص: 466


1- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 425/1.
2- زيادة لازمة للإيضاح عن سير أعلام النبلاء.
3- مسند أحمد بن حنبل 480/6 رقم 18902 طبعة دار الفكر.
4- يعني أبا عمرو بن حمدان الحيري الفقيه.
5- قارن مع مشيخة ابن عساكر 146/أ.

نا أحمد بن عبد اللّه بن علي بن سويد بن منجوف، نا عبد الرّحمن بن مهدي، نا سفيان، عن حبيب، عن أبي البختري.

أن عمّار بن ياسر أتى بشربة من لبن، فضحك، فقيل له: ما يضحكك ؟ قال:

النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«إنّ آخر شروب يشربه لبن حتى يموت»[9360].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا أبو نعيم، نا سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي البختري قال:

أتى عمار يومئذ بلبن فضحك، و قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ آخر شراب تشربه لبن حتى تموت»[9361].

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه، قالا: أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا قبيصة بن عقبة، نا سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي البختري قال:

أتى عمّار يوم قتل بلبن فضحك، فقيل له: ما يضحكك ؟ قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«آخر شراب تشربه حين تموت لبن»[9362].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (1)،أنا ولاّد بن علي الكوفي، أنا محمّد بن علي بن دحيم الشيباني، نا أحمد بن حازم (2)،نا يحيى - يعني الحمّاني - نا خالد بن عبد اللّه الواسطي، عن عطاء بن السائب، عن أبي البختري، و ميسرة.

أن عمّار بن ياسر يوم صفين أتى بلبن، فشربه ثم قال: إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«آخر (3) شربة تشربها من الدنيا»، ثم تقدم فقاتل حتى قتل.

ص: 467


1- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 152/1.
2- في تاريخ بغداد: أحمد بن خازم.
3- في تاريخ بغداد: هذه آخر شربة.

أخبرناه عاليا أبو المظفّر القشيري، نا أبو سعد، أنا ابن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى قالت: قرئ على أبي القاسم، أنا أبو بكر.

قالا: أنا أبو يعلى، أنا وهب بن بقية، نا خالد، عن عطاء، عن ميسرة و أبي البختري.

أن عمّارا - و قال ابن المقرئ: عمّار بن ياسر - يوم صفين جعل يقاتل - زاد أبو بكر: فلا يقتل، و قالا:- فيجيء إلى علي فيقول: يا أمير المؤمنين أ ليس هذا يوم كذا و كذا؟ فيقول: اذهب عنك، فقال ذلك مرارا، ثم أتى بلبن فشربه فقال عمّار: إنّ هذه لآخر شربة أشربها من الدنيا - زاد أبو بكر: أخبرني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن هذه آخر شربة أشربها من الدنيا و قالا:- ثم تقدم فقاتل حتى قتل.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر أحمد بن علي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه، قالا: أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا عبيد اللّه بن موسى، نا يحيى بن سلمة بن كهيل، عن أبيه قال: استسقى عمارا فأتي بضياح من لبن، فلما رأى قال: اللّه أكبر، إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حدّثني:«أن آخر زادي من الدنيا ضيّاح من لبن»، ثم شربه ثم تقدم فقتل[9363].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، و أبو محمّد أحمد بن علي، و أبو طاهر أحمد بن محمّد.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه بن القصّاري، أنا والدي أبو طاهر قالوا: أنا إسماعيل بن الحسن بن عبد اللّه، أنا أبو عبد اللّه المحاملي، نا فضل الأعرج، نا يعقوب، نا أبي، عن أبيه عن من حدّثه قال:

سمعت عمّار بن ياسر بصفّين في اليوم الذي قتل فيه و هو ينادي: أزلفت الجنان، و زوّجت الحور العين، اليوم نلقى حبيبنا محمّدا، عهد إليّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«أن آخر زادك من الدنيا ضيح من لبن»[9364].

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر الثقفي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا

ص: 468

محمّد بن الحسن بن قتيبة، أنا حرملة بن يحيى، أنا عبد اللّه بن وهب، أخبرني إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف، عن أبيه، عن جده قال (1):

سمعت عمّار بن ياسر بصفّين في اليوم الذي قتل فيه ينادي (2):أزفت الجنان، و زوّجت الحور العين، اليوم نلقى حبيبنا محمّدا صلى اللّه عليه و سلم - يعني أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«إن آخر زادك من الدنيا ضيح - أو ضيح (3) من لبن[9365].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه، أنا علي بن محمّد بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا معلّى بن أسد، نا حاتم بن وردان، نا علي بن زيد، حدّثني رجل من بني سعد قال:

كنت واقفا إلى جنب الأحنف بصفّين قال: و الأحنف إلى جنب عمار،[قال:

فسمعت عمارا يقول:] (4) حدّثني خليلي:«أن آخر زادك من الدنيا ضيحة لبن»، قال:

فبينا نحن وقوفا إذ سطع الغبار و قالوا: جاء أهل الشام، فقام السّقّاء يسقون الناس، فجاءت جارية معها قدح، فناولته لعمّار فشرب، و أعطى الأحنف فضلة فشرب الأحنف، و ناولني فضلة فإذا هو لبن، فأصغيت إلى الأحنف فقلت: إن كان صاحبك صادقا ليقتلنّ الآن، قال: و غشينا الناس فسمعته يقول:

الجنة الجنة *** تحت الأسنة

اليوم ألقى الأحبة *** محمّدا و حزبه

فكان آخر العهد منه.

أخبرتنا به عاليا أم المجتبى قالت: قرئ على أبي القاسم السّلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا صالح بن حاتم بن وردان، حدّثني أبي، حدّثني علي بن زيد، حدّثني رجل من بني سعد قال:

كنت واقفا بصفين إلى جنب الأحنف، و الأحنف إلى جنب عمّار، فسمعت

ص: 469


1- من طريق سعد بن إبراهيم الزهري رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 425/1.
2- استدركت اللفظة عن هامش الأصل و بعدها صح.
3- كذا بالأصل.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن المختصر، كما اقتضاه السياق.

عمّارا يقول: عهد إليّ خليلي: أن آخر زادي من الدنيا ضيحة لبن، قال: فبينا نحن كذلك إذ سطع الغبار و قالوا: جاء أهل الشام، جاء أهل الشام، و قامت (1) السقاة يسقون الناس، فجاءته جارية معها قدح، فناولته عمّارا فشرب، ثم ناول عمّار فضلة الأحنف بن قيس، ثم ناولني الأحنف، فقلت: إن كان صاحبك صادقا فخليق (2) أن يقتل الآن، قال: فغشينا القوم، فتقدم عمّار، فسمعته يقول: الجنة تحت الأسنة، اليوم ألقى الأحبة محمّدا و حزبه، ثم كان آخر العهد.

أخبرنا أبو القاسم بن أحمد، أنا أبو طاهر القصارى، و أبو القاسم البندار، و أبو محمّد، و أبو الغنائم ابنا أبي عثمان، و أبو الحسن بن الخطيب قالوا: أنا أبو عمر، أنا أبو بكر، نا جدي يعقوب، نا خلف بن سالم، نا وهب بن جرير قال: قال جويرية، حدّثني أبي (3) سعيد عن عمه قال:

لما كان اليوم الذي أصيب فيه عمّار كان الرجلان يضطربان بسيفهما حتى يفترا فيجلسا حتى يتروّحا فيعودا، و ربما قال: فانتصف النهار و قد ضرب الناس كلهم، فليس أحد يتحرك، فيختلطون هكذا، و شبّك بين أصابعه، حتى إذا زالت الشمس إذا رجل قد برز بين الصّفين، جسيم، على فرس جسيم، ضخم، على ضخم ينادي: يا عباد اللّه - بصوت موجع (4)-يا عباد اللّه، روحوا إلى الجنة - ثلاث مرات - الجنة تحت ظلال الأسل، فثار الناس، فإذا هو عمّار بن ياسر، فلم يلبث أن قتل - رحمه اللّه-.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسن، نا محمّد بن سعد (5)،أنا محمّد بن عمر، حدّثني عبد اللّه بن أبي عبيدة، عن أبيه عن لؤلؤة مولاة أم الحكم بنت عمّار بن ياسر قالت:

لما كان اليوم الذي قتل فيه عمّار، و الراية يحملها هاشم بن عتبة، و قد قتل أصحاب علي ذلك اليوم حتى كانت العصر، ثم تقرّب عمّار من وراء هاشم يقدّمه و قد

ص: 470


1- كذا بالأصل.
2- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن المختصر.
3- كذا بالأصل، و في مختصر ابن منظور:«ابن سعيد» و في سير أعلام النبلاء يحيى بن سعيد.
4- تقرأ بالأصل:«فرجع كذا»، و المثبت عن سير أعلام النبلاء.
5- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 258/3.

جنحت الشمس [للغروب، و مع عمار ضيح من لبن، فكان وجوب الشمس أن يفطر، فقال حين وجبت الشمس] (1) و شرب الضيح: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«آخر زادك من الدنيا ضيح من لبن»[9366]، قال: ثم اقترب يقاتل، حتى قتل و هو يومئذ ابن أربع و تسعين سنة.

قال (2):و أنا محمّد بن عمر، حدّثني عبد اللّه بن الحارث بن الفضيل، عن أبيه، عن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال:

شهد خزيمة بن ثابت الجمل و هو لا يسلّ سيفا، و شهد صفّين و قال: أنا لا أضل أبدا حتى يقتل عمّارا فأنظر من يقتله، فإنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«تقتله الفئة الباغية»[9367] قال: فلما قتل عمّار بن ياسر قال خزيمة: قد بانت لي الضلالة، ثم اقترب فقاتل حتى قتل.

و كان الذي قتل عمّار بن ياسر أبو غادية المزني (3)،طعنه برمح فسقط ، و كان يومئذ يقاتل في محفّة، فقتل يومئذ و هو ابن أربع و تسعين سنة، فلما وقع أكبّ عليه رجل (4) آخر فاحتز رأسه، فأقبلا يختصمان فيه، كلاهما يقول: أنا قتلته، فقال عمرو بن العاص: و اللّه إن يختصمان إلاّ في النار، فسمعها منه معاوية، فلما انصرف الرجلان قال معاوية لعمرو بن العاص: ما رأيت مثل ما صنعت، قوم بذلوا أنفسهم دوننا تقول لهما: إنكما تختصمان في النار؟ فقال عمرو: هو و اللّه ذاك، و اللّه إنّك لتعلمه، و لوددت أنّي متّ قبل هذا بعشرين سنة.

قال (5):و أنا محمّد بن عمر، حدّثني عبد اللّه بن جعفر، عن ابن أبي عون قال:

قتل عمّار و هو ابن إحدى و تسعين سنة، و كان أقدم في الميلاد من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و كان أقبل إليه ثلاثة نفر: عقبة بن عامر الجهني، و عمر (6) بن الحارث الخولاني،

ص: 471


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن طبقات ابن سعد.
2- القائل: محمد بن سعد، و الخبر في الطبقات الكبرى 259/3.
3- بالأصل:«أبو عاربة المري» و المثبت عن ابن سعد.
4- كذا بالأصل و ابن سعد، و في الاستيعاب: أكب عليه ابن جزء.
5- القائل: محمّد بن سعد، و الخبر في الطبقات الكبرى 259/3.
6- كذا بالأصل و ابن سعد، و في أسد الغابة: عمرو بن الحارث الخولاني.

و شريك بن سلمة المرادي، فانتهوا إليه جميعا و هو يقول: و اللّه لو ضربتمونا حتى تبلغوا بنا سعفات هجر لعلمت أنّا على الحقّ و أنتم على باطل، فحملوا عليه جميعا فقتلوه.

و زعم بعض الناس أن عقبة بن عامر هو الذي قتل عمّارا، و هو الذي كان ضربه حين أمره عثمان بن عفّان، و يقال: بل الذي قتله عمر بن الحارث الخولاني.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبو موسى العنزي محمّد بن المثنى، نا محمّد بن أبي عدي، عن ابن عون، عن كلثوم بن جبر قال:

كنا بواسط القصب عند عبد الأعلى بن عبد اللّه بن عامر، قال: فإذا عنده رجل يقال له أبو الغادية (2) استسقى فأتى بإناء مفضض فأبى أن يشرب، و ذكر النبي صلى اللّه عليه و سلم، فذكر هذا الحديث:«لا ترجعوا بعدي كفارا أو ضلالا»- شك ابن أبي عدي - يضرب بعضكم رقاب بعض» فإذا رجل يسبّ فلانا فقلت: و اللّه لأن أمكنني اللّه منك في كتيبة، فلما كان يوم صفّين إذا أنا به و عليه درع، قال: ففطنت إلى الفرجة في جربان الدرع فطعنته فقتلته، و إذا هو عمّار بن ياسر، قال: قلت: و أي يد كفتاه يكره أن يشرب في إناء مفضض و قد قتل عمّار بن ياسر[9368].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن علي بن الحسن، و أحمد بن محمّد بن إبراهيم القصاري.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه بن القصاري، أنا أبي قالا: أنا إسماعيل بن الحسن الصّرصري.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن السكن، و أبو الفتح عبد الوهّاب بن محمّد بن الحسن (3) الصّابوني المقرئ الخفّاف، قالا: أنا نصر بن

ص: 472


1- مسند أحمد بن حنبل 604/5 رقم 16698 طبعة دار الفكر.
2- راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 544/2.
3- كذا بالأصل، قارن مع مشيخة ابن عساكر 130/ب و فيها: الحسين.

أحمد بن البطر (1) قالا: أنا عبد اللّه بن عبيد اللّه بن يحيى البيّع قالا: أنا أبو عبد اللّه المحاملي، نا عبيد اللّه بن جرير بن جبلة (2)،نا عبد العزيز بن خطّاب (3)،نا عيسى بن مسلم، عن الأعمش، عن عبد الأعلى بن عامر الثعلبي (4)،عن عبد اللّه بن عامر العلوي، عن مسلم بن مخراق (5)،عن مخراق مولى عمرو بن العاص، عن عمرو بن العاص قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«بشّر قاتل ابن سمية بالنار»، أو قاتل ابن سمية في النار[9369].

أخبرنا أبو بكر الحاسب، أنا أبو محمّد الشيرازي، أنا أبو عمر، أنا أحمد، نا الحسين، نا محمّد بن سعد (6)،أنا عفان بن مسلم، نا حمّاد بن سلمة، نا أبو حفص [و] (7) كلثوم بن جبر عن أبي الغادية قال:

سمعت عمّار بن ياسر يقع في عثمان يشتمه بالمدينة قال: فتوعّدته بالقتل، قلت: لئن أمكنني اللّه منك لأفعلن، فلما كان يوم صفّين جعل عمّار يحمل على الناس، فقيل: هذا عمّار، فرأيت فرجة بين الرئتين (8) و بين السّاقين، قال: فحملت عليه، فطعنته في ركبته، قال: فوقع فقتلته، فقيل: قتل عمّار بن ياسر، و أخبر عمرو بن العاص، فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ قاتله و سالبه في النار»، فقيل لعمرو بن العاص: هو إذا أنت قاتله، فقال: إنّما قال: قاتله و سالبه.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، و أبو بكر محمّد بن العبّاس الشّقّاني، و أبو سهل

ص: 473


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 46/19 و فيها: نصر بن أحمد بن عبد اللّه بن البطر، أبو الخطاب البغدادي.
2- كلمة غير واضحة بالأصل، و المثبت عن تهذيب الكمال، ترجمة عبد العزيز بن خطاب.
3- الأصل: حطاب، ترجمته في تهذيب الكمال 490/11.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 6/11 و الثعلبي: بالثاء المثلثة و العين المهملة، نص عليه في تهذيب الكمال.
5- ترجمته في تهذيب الكمال 87/18.
6- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 260/3-261.
7- زيادة لازمة للإيضاح عن ابن سعد، راجع ترجمة كلثوم بن جبر في تهذيب الكمال 406/15 و كناه أبا محمد، و يقال: أبو جبر.
8- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن ابن سعد، و في المختصر: الرأس.

محمّد، و أبو محمّد هبة اللّه ابنا سعد الموفقيان، و أبو بكر أحمد بن سهل المسمعي، و أبو نصر محمّد بن عبد الرّحمن الحوضي، و أبو عبد اللّه الحسين بن علي الدار عقيلي، و أبو سعيد مسعود بن أبي سعد الشعري، و دردانة بنت إسماعيل - بنيسابور - و أبو عمرو إسماعيل بن الحسين الحنيفي - بمرو - قالوا: أنا أبو بكر يعقوب بن أحمد الصيرفي، نا أبو محمّد الحسن بن أحمد المخلدي - إملاء - أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن أبي حمزة البلخي، نا عمرو بن علي، نا معتمر بن سليمان، نا ليث عن مجاهد، عن عبد اللّه بن عمرو قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«قاتل عمّار و سالبه في النار» (1)[9370].

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، و أم المجتبى بنت ناصر، قالا: أنا أبو القاسم السّلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا عمرو بن مالك البصري، نا يوسف بن عطية السعدي، نا كلثوم بن جبر قال:

سمعت أبا غادية الجهني (2) يقول: حملت على عمّار بن ياسر يوم صفّين فدفعته، فألقيته عن فرسه و سبقني إليه رجل من أهل الشام فاحتزّ رأسه فاختصمنا إلى معاوية في الرأس، و وضعناه بين يديه، كلانا يدّعي قتله، و كلانا يطلب الجائزة على رأسه، و عنده عبد اللّه بن عمرو بن العاص، فقال عبد اللّه بن عمرو: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول لعمّار:«تقتلك الفئة الباغية، بشّر قاتل عمّار بالنار»، فتركته من يدي، فقلت: لم أقتله، و تركه صاحبي من يده فقال: لم أقتله، فلمّا رأى ذلك معاوية أقبل على عبد اللّه بن عمرو فقال: ما يدعوك إلى هذا؟ قال: إنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال قولا، فأحببت أن أقوله[9371].

أخبرنا أبو بكر الفرضي، نا الحسن بن علي، أنا أبو عمر، أنا أبو الحسن، أنا أبو علي، نا محمّد بن سعد (3)،أنا عفّان بن مسلم، و مسلم بن إبراهيم، و موسى بن إسماعيل قالوا: نا ربيعة بن كلثوم بن جبر، حدّثني أبي قال:

كنت بواسط القصب عند عبد الأعلى بن عبد اللّه بن عامر فقال (4):الإذن،

ص: 474


1- سير أعلام النبلاء 426/1.
2- كذا بالأصل هنا نسبه من جهينة، و قد مرّ:«المزني» و قيل فيهما جميعا.
3- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 260/3-261.
4- في طبقات ابن سعد: فقلت.

هذا أبو غادية (1) الجهني، فقال عبد الأعلى (2):أدخلوه، فدخل عليه مقطّعات (3) له، فإذا رجل طوال، ضرب (4) من الرجال كأنه ليس من هذه الأمة، فلمّا أن قعد قال:

بايعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قلت: بيمينك ؟ قال: نعم، و خطبنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم العقبة، فقال:«يا أيّها الناس ألا إن دماءكم و أموالكم حرام عليكم إلى أن (5) تلقوا ربّكم كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا هل بلّغت ؟» فقلنا: نعم، فقال:

«اللّهمّ اشهد» ثم قال:«ألا لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض»، قال:

ثم أتبع ذا فقال: إنّا كنا نعدّ عمّار بن ياسر فينا حنانا (6)،فبينا أنا في مسجد قباء إذا هو يقول: ألا إن نعثلا هذا لعثمان، فتلفت فلو أجد عليه أعوانا لوطأته حتى أقتله، قال:

قلت: اللّهم إنك إن تشأ تمكّني من عمّار، فلمّا كان يوم صفّين أقبل يسير (7) أول الكتيبة رجلا حتى إذا كان بين الصّفين فأبصر رجل عورة فطعنه في ركبته بالرمح، فعثر فانكشف المغفر عنه، فضربته، فإذا رأس عمّار قال: فلم أر رجلا أبين ضلالة عندي منه، إنه سمع من النبي صلى اللّه عليه و سلم ما سمع ثم قتل عمارا قال: و استسقى أبو غادية فأتي بماء في زجاج فأبى أن يشرب فيها، فأتي بماء في قدح فشرب، فقال رجل على رأس الأمير قائم بالنّبطية: أوى يد كفتا يتورع من الشراب في زجاج، و لم يتورع من قتل عمّار[9372].

قال: و نا ابن سعد (8)،أنا محمّد بن عمر و غيره، قالوا: لما استلحم القتال بصفّين، و كادوا (9) يتفانون قال (10) معاوية: هذا يوم تفانى فيه العرب إلاّ أن تدركهم فيه

ص: 475


1- تقرأ بالأصل: عاربة، و التصويب عن ابن سعد.
2- بالأصل:«أبو عبد اللّه» ثم شبطت لفظة الجلالة، و استدرك على هامش الأصل:«الأعلى» و بعدها صح. و المثبت عن طبقات ابن سعد.
3- المقطعات: القصار من الثياب، الواحد ثوب، و لا واحد له من لفظه، أبو برود عليها وشي. بالأصل:«الا» و المثبت عن ابن سعد.
4- الضرب بالفتح، و روي عن الزمخشري الكسر أيضا، و هو المثل و الرجل الماضي الندب، و الخفيف اللحم، و الصنف من الشيء.
5- بالأصل:«الا» و المثبت عن ابن سعد.
6- تقرأ بالأصل:«حمانا» و المثبت عن ابن سعد.
7- كذا تقرأ بالأصل، و مثلها في المختصر، و في ابن سعد: يستن.
8- الخبر في طبقات ابن سعد 261/3-262.
9- بالأصل: و كانوا، و المثبت عن ابن سعد.
10- بالأصل: على، و المثبت عن ابن سعد.

خفة العبد، يعني عمّار بن ياسر قال: و كان القتال الشديد ثلاثة أيام و لياليهن، آخرهن ليلة الهرير، فلما كان اليوم الثالث قال عمّار لهاشم بن عتبة بن أبي وقاص و معه اللواء يومئذ: أحمل فداك أبي و أمي، فقال هاشم: يا عمّار رحمك اللّه، إنك رجل تستخفك الحرب، و إنّي إنّما أزحف باللواء زحفا رجاء أن أبلغ بذلك بعض ما أريد، و إنّي إن حففت لم آمن الهلكة، فلم يزل به حتى حمل، فنهض عمّار في كتيبته، فنهض إليه ذو الكلاع في كتيبته فاقتتلوا فقتلا جميعا، و استؤصلت الكتيبتان، و حمل على عمّار حويّ (1) السكسكي، و أبو الغادية المزني فقتلاه، فقيل لأبي الغادية: كيف قتلته ؟ قال:

لما دلف إلينا في كتيبته و ذلفنا إليه، نادى: هل من مبارز؟ فبرز إليه رجل من السكاسك فاضطربا بسيفيهما، فقتل عمّار السكسكي ثم نادى: من يبارز؟ فبرز إليه رجل من حمير، فاضطربا بسيفيهما فقتل عمّار الحميريّ و أثخنه الحميري، و نادى: من يبارز؟ فبرزت إليه فاختلفنا ضربتين، و قد كانت يده ضعفت، فانتحى (2) عليه بضربة أخرى، فسقط ، فضربته بسيفي حتى برد، قال: و نادى الناس: قتلت أبا اليقظان قتلك اللّه، فقلت: اذهب إليك فو اللّه ما أبالي من كنت، و باللّه ما أعرفه يومئذ، فقال له محمّد بن المنتشر: يا أبا الغادية خصمك يوم القيامة مازندر (3)-يعني ضخما - فضحك و كان أبو الغادية شيخا كبيرا جسيما أدلم (4).

قال: و قال علي حين قتل عمّار: إن امرأ من المسلمين لم يعظم عليه قتل ابن ياسر، و يدخل عليه المصيبة الموجعة لغير رشيد، رحم اللّه عمّارا يوم أسلم، و رحم اللّه عمّارا يوم قتل، و رحم اللّه عمّارا يوم يبعث حيا، لقد رأيت عمّارا و ما يذكر من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أربعة إلاّ كان رابعا، و لا خمسة إلاّ كان خامسا، و ما كان أحد من قدماء أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يشكّ أن عمّارا قد وجبت له الجنة في غير موطن و لا اثنين، فهنيئا لعمّار بالجنة، و لقد قيل: إنّ عمّارا مع الحقّ ، و الحقّ معه، يدور عمّار مع الحقّ أينما دار، و قاتل عمّار في النار.

ص: 476


1- بالأصل:«حوين» و المثبت عن ابن سعد.
2- اللفظة مضطربة بالأصل و نميل إلى قراءتها:«فانحنى» و المثبت عن ابن سعد.
3- رسمها بالأصل:«ماربدر» و المثبت عن ابن سعد.
4- الأدلم: الادم، و الشديد السواد منا و من الجبال (القاموس المحيط ).

قال: و أنا ابن سعد (1)،أنا عبيد اللّه بن موسى، أنا عبد العزيز بن سياه، عن حبيب بن أبي ثابت قال: قتل عمّار يوم قتل و هو مجتمع العقل.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو طاهر بن القصاري، و أبو القاسم بن البسري، و أبو محمّد، و أبو الغنائم ابنا أبي عثمان، و أبو الحسن الأنباري، قالوا: أنا أبو عمر، أنا أبو بكر، نا جدي، نا عثمان بن مبارك الأنباري، نا عبيد اللّه - يعني ابن موسى - عن عبد العزيز بن سياه، عن حبيب بن أبي ثابت قال: قتل عمّار مجتمع العقل.

قال: و نا جدي، نا شاذان، و موسى بن داود، و يحيى بن أبي بكير قالوا: نا شعبة عن إسماعيل عن قيس قال: قال عمّار: ادفنوني في ثيابي فإنّي مخاصم (2).

أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو سعيد بن أبي عمرو، قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا أبو القاسم عبد الرّحمن بن عبد الرّحمن الهاشمي - بحلب - نا آدم، نا شعبة، عن إسماعيل بن أبي خالد قال: سمعت قيس بن أبي حازم يقول: قال عمّار: ادفنوني في ثيابي فإنّي مخاصم.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو منصور بن شكرويه، و أبو بكر السمسار، قالا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه الوراق، نا الحسين بن إسماعيل المحاملي - إملاء - نا أبو هشام الرفاعي، نا ابن فضيل، نا إسماعيل، عن قيس قال: قال عمّار: ادفنوني في ثيابي فإنّي رجل مخاصم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا ابن البسري، و أبو طاهر القصاري و ابنا أبي عثمان، و أبو الحسن الأنباري قالوا: أنا ابن مهدي، أنا أبو بكر.

قال: و أنا جدي، نا محمّد بن أبي داود الأنباري، نا عبدة - يعني ابن سليمان - عن إسماعيل، عن يحيى قال: سمعت عمّار بن ياسر يقول: ادفنوني في ثيابي فإنّي مخاصم.

ص: 477


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 262/3.
2- سير أعلام النبلاء 426/1.

قال: و أنا جدي، نا موسى بن داود، نا حفص، و وكيع، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن يحيى بن عابس قال: قال عمّار بن ياسر:

ادفنوني في ثيابي فإنّي مخاصم

قال موسى بن داود: يذكرون أن الإسناد ما جاء به حفص و وكيع، قال: إنّما قال إسماعيل: حدّثني يحيى بن عابس في مجلس قيس بن أبي حازم.

أخبرنا أبو بكر الشاهد، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر، أنا أحمد، نا الحسين، نا ابن سعد (1)،أنا وكيع بن الجراح، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن يحيى بن عابس قال: قال عمّار: ادفنوني في ثيابي فإني مخاصم.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الأديب، أنا الحاكم أبو أحمد، نا أبو عروبة الحسين بن محمّد، نا مخلد بن مالك، نا عيسى بن يونس، عن إسماعيل بن (2) أبي خالد قال: سمعت يحيى بن عابس يحدّث قيس بن أبي حازم قال: قال عمّار بن ياسر: ادفنوني في ثيابي فإنّي مخاصم.

أخبرنا أبو بكر [محمد] (3) بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا ابن سعد (4)،نا الفضل بن دكين، نا شريك، عن أبي إسحاق الشيباني، عن مثنّى العبدي عن أشياخ لهم شهدوا عمارا قال:

لا تغسلوا عني دما، و لا تحثوا عليّ ترابا، فإنّي مخاصم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم.

ح و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (5)،أنا ابن بشران، أنا الحسين بن صفوان.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن

ص: 478


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 262/3.
2- بالأصل:«عن» تصحيف.
3- زيادة منا للإيضاح.
4- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 262/3.
5- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 153/1.

محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، قالا: أنا أبو بكر بن أبي الدنيا.

قالا: نا محمّد بن سعد (1)،أنا محمّد بن عمر، نا الحسن بن عمارة، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة: أن عليا صلى على عمّار، و لم يغسله.

أخبرنا أبو بكر [محمد] (2) بن عبد الباقي، أنا الحسن، أنا أبو عمر، أنا أحمد، نا الحسين، نا ابن سعد (3)،أنا عبد اللّه بن نمير، عن أشعث بن سوّار، عن أبي إسحاق [أن عليا صلى على عمار بن ياسر، و هاشم بن عتبة، رضي اللّه عنهما، فجعل عمار مما يليه و هاشما أمام ذلك، و كبّر] (4) عليهما تكبيرا واحدا خمسا أو ستا أو سبعا - و الشك في ذلك من أشعث-.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أخبرني أبي، أنا أبو العبّاس محمّد بن جعفر بن ملاّس، نا الحسن بن محمّد بن بكّار بن بلال العاملي الدمشقي، حدّثني أبي و عمي عن أبيهما بكّار بن بلال قال:

بلغني أنه لما بلغ أهل الشام يوم صفّين أن عمّار بن ياسر قد قتل بعثوا من يعرفه ليأتيهم بعلمه، فعاد إليهم فأخبرهم أنه قد قتل، فنادى أهل الشام أصحاب علي: إنّكم لستم بأولى بالصّلاة (5) على عمّار بن ياسر منا، قال: فتوادعوا عن القتال حتى صلّوا عليه جميعا.

أخبرنا أبو بكر الحاسب، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، أنا محمّد بن سعد (6)،أنا خالد بن مخلد، حدّثني سليمان بن بلال، حدّثني جعفر بن محمّد قال: سمعت رجلا من الأنصار يحدّث أبي عن هنيّ مولى عمر بن الخطاب قال: كنت أوّل شيء مع معاوية على علي، فكان أصحاب معاوية يقولون: لا و اللّه لا نقتل عمّارا أبدا، إن قتلناه فنحن كما يقولون، فلمّا كان يوم صفين ذهبت انظر في القتلى فإذا عمّار بن ياسر مقتول، قال هنيّ : فجئت

ص: 479


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 262/3 و سير أعلام النبلاء 426/1.
2- زيادة منا للإيضاح.
3- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 262/3.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك لاقتضاء السياق و إيضاح المعنى عن طبقات ابن سعد.
5- بالأصل: فالصلاة.
6- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 253/3.

إلى عمرو بن العاص و هو على سريره، فقلت: أبا عبد اللّه، قال: ما تشاء، قلت:

انظر أكلّمك، فقام إليّ ، فقلت: عمّار بن ياسر ما سمعت فيه ؟ فقال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«تقتله الفئة الباغية»، فقلت: هو ذا و اللّه مقتول، فقال: هذا باطل فقلت: بصر عيني مقتول، قال: فانطلق فأرنيه، فذهبت به، فأوقفته عليه، فساعة رآه امتقع (1) ثم أعرض في شقّ ، و قال: إنّما قتله الذي خرج به.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء بن أبي منصور، أنا أبو الفتح منصور بن الحسين بن علي، و أبو طاهر أحمد بن محمود بن أحمد قالا: أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن المقرئ، نا أبو عبد اللّه محمّد بن نصير بن عبد اللّه بن أبان الأصبهاني سنة ثلاث و ثلاثمائة، نا إسماعيل بن عمرو، أنا سفيان الثوري عن ليث، عن مجاهد قال:

لما قتل عمار قال عبد اللّه بن عمرو: إنّا للّه و إنّا إليه راجعون، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول لعمّار:«تقتلك الفئة الباغية»، قال: فقال معاوية: لا تزال تبول ثم تمرغ في مبالك، نحن قتلناه، إنّما قتله الذين أخرجوه إليّ [9372] مكرر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن القصاري، و أبو القاسم بن البسري، و أبو محمد (2)،و أبو الغنائم ابنا أبي (3) عثمان، و أبو الحسن الأنباري، قالوا:

أنا أبو عمر، أنا أبو بكر، نا يعقوب، نا محمد بن عمران الأخنسي، نا محمّد بن فضيل، أنا مسلم الملائي عن حبّة بن جوين (4) العرني (5) قال: لما قتل عمّار نادى المنادي: أين الشاك (6) في قتال أهل الشام ؟ قد قتل عمّار.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء محمّد بن علي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال:

ص: 480


1- كذا بالأصل، و في ابن سعد: انتقع.
2- مطموسة بالأصل، و المثبت قياسا إلى سند مماثل.
3- بالأصل: بني عثمان.
4- تقرأ بالأصل: حوبن، تصحيف، مرّ التعريف به.
5- رسمها بالأصل:«العنزى» و لعل الصواب ما أثبت، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 105/4.
6- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 253/3.

كان آخر من مات من أهل بدر من المهاجرين عمّار بن ياسر بن مالك بن كنانة بن الحصين بن قيس بن ثعلبة بن عوف بن يام بن عنس (1) بن زيد بن مالك بن أدد، قتل بصفين، و مات بعد عليّ و سعد بن أبي وقاص بعده.

أنبأنا أبو علي المقرئ، أنا أبو نعيم، نا أبو حامد بن جبلة، نا محمّد بن إسحاق، نا سلمان بن توبة، نا عبد الرّحمن بن صالح، نا أبو بكر بن عياش، عن آل عمار: أن عمّارا قتل و هو ابن نيّف و تسعين سنة.

أخبرنا أبو الحسن الخطيب، أنا أبو منصور محمّد بن الحسن، أنا أحمد بن الحسين، نا عبد اللّه بن محمّد بن إسماعيل، نا عمرو بن علي قال: سمعت أبا عاصم يقول: قتل عمّار و هو ابن ثلاث و تسعين سنة، و كنيته أبو اليقظان بن ياسر مولى بني مخزوم.

أخبرنا أبو الأعزّ الأزجي، نا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا أبو بكر بن شهريار، نا عمرو بن علي قال: سمعت أبا عاصم قال: و مات عمّار بن ياسر و هو ابن نيّف و تسعين سنة، و قالوا: ثلاث و تسعين، و كان رجلا طوالا آدم، أشهل العينين، بعيد ما بين المنكبين، سنة سبع و ثلاثين بصفين، فدفن هنالك و كان لا يركب على سرج، و كان يركب راحلته من الكبر (2)،و كان أبيض الرأس و اللحية، و يكنى أبا اليقظان، و صلّى عليه علي بن أبي طالب عليه السّلام.

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3) قال: قال محمّد بن عمر:

و الذي أجمع عليه في قتل عمّار أنه قتل مع علي بن أبي طالب بصفّين في صفر سنة سبع و ثلاثين، و هو ابن ثلاث و تسعين سنة، و دفن هناك بصفّين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، نا أبو القاسم عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا أحمد بن زهير، عن المدائني قال: كان

ص: 481


1- بالأصل:«عبس» تصحيف، راجع ما مرّ في نسبه.
2- راجع سير أعلام النبلاء 426/1.
3- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 264/3 و تهذيب الكمال 450/13.

عمّار بن ياسر قتل بصفين و هو ابن ثلاث و تسعين (1) و حمائل سيفه تسعة.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم، أنا نعمة اللّه بن محمّد المرندي، أنا أبو مسعود حمد بن محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، نا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني عمي الحسن بن سفيان، نا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: قتل عمّار بن ياسر بصفين و هو ابن ثلاث و تسعين (2).

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن محمّد بن علي، أنا أبو عبد اللّه أحمد بن إسحاق، نا أبو الحسن أحمد بن عمران، نا أبو عمران موسى بن زكريا التّستري، نا خليفة بن خياط قال: و في تسمية من قتل مع علي بصفّين في صفر سنة سبع و ثلاثين: عمّار بن ياسر (3).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو طاهر القصاري، و أبو القاسم البسري، و أبو محمّد، و أبو الغنائم ابنا أبي عثمان، و أبو الحسن الأنباري، قالوا: أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، حدّثني الحسن بن عثمان، أخبرني عدة من الفقهاء و أهل العلم قالوا جميعا (4):

كانت وقعة صفّين بين علي و معاوية، فقتلت بينهما جماعة كثيرة يقال (5) إنّهم كانوا سبعين ألفا في صفر، و يقال في ربيع الأول، منهم من أهل الشام: خمسة و أربعون ألفا، و من أهل العراق: خمسة و عشرون ألفا، فكان ممن (6) عرف من أشراف الناس مع علي بن أبي طالب: عمّار بن ياسر العنسي حليف بني مخزوم، يكنى أبا اليقظان و هو ابن ثلاث و تسعين، و كان آدم طويلا مضطربا، أشهل العينين، بعيد ما بين المنكبين، و كان لا يغير شيبه، و دفن هناك، فصلّى عليه علي و لم يغسّله، و قال محمّد بن عمر:

قتل عمّار يوم صفّين و هو يقاتل في محفّة من فتق كان به.

ص: 482


1- تهذيب الكمال 450/13.
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 191 تحت عنوان «وقعة صفين».
3- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 191 تحت عنوان «وقعة صفين».
4- رواه المزي من هذا الطريق في تهذيب الكمال 450/13.
5- بالأصل:«فقال» و المثبت عن تهذيب الكمال.
6- بالأصل:«فكان من أهل عرف» و المثبت عن تهذيب الكمال.

قال: و نا يعقوب (1)،نا عثمان (2) بن محمّد بن يزيد الواسطي، أنا العوّام بن حوشب، عن إبراهيم مولى صخير، عن أبي وائل قال:

رأى أبو ميسرة عمرو بن شرحبيل و كان من أفاضل أصحاب عبد اللّه قال: رأى في المنام أنه أدخل الجنة، فإذا هو بقباب مضروبة، فقلت: لمن هذه ؟ قالوا: لذي الكلاع و حوشب، و كانا قتلا مع معاوية، قال: فأين عمّار و أصحابه ؟ قالوا: أمامك، قال: و قد قتل بعضهم بعضا؟ قالوا: نعم إنهم لقوا اللّه فوجدوه واسع المغفرة، قال:

فما فعل أهل النهر (3)،قال: لقوا برحا.

قال عثمان: قلت ليزيد بن هارون لما حدّثنا بحديث العوّام حديث ذي الكلاع و حوشب أن محمّد بن يزيد حدّثنا به عن إبراهيم مولى صخير، قال يزيد: و هو إبراهيم بن عبد الرّحمن السكسكي (4) أبو إسماعيل.

آخر الجزء الثالث و الستين بعد الثلاثمائة من الأصل.

ص: 483


1- رواه في تهذيب الكمال 450/13.
2- كذا بالأصل، و الذي في تهذيب الكمال: و قال عثمان بن محمد بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن يزيد الواسطي...
3- في تهذيب الكمال: أهل النهروان.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 380/1.

ذكر من اسمه عمران

5157 - عمران بن الحسن بن يوسف

أبو الفرج الختّلي الخفّاف

سمع أبا الطيب أحمد بن إبراهيم، عن عبد الوهاب بن عبادل، و أبا بكر أحمد بن سليمان بن زبّان (1)،و أبا الحسن علي بن داود بن أحمد الورثاني، و محمّد بن بكّار بن يزيد السّكسكي، و الحسن بن حبيب، و عثمان بن محمّد الذّهبي، و محمّد بن محمّد بن أبي حذيفة، و أبا الفضل أحمد بن عبد اللّه بن نصر بن هلال (2)،و أبا إسحاق بن أبي ثابت، و أبا يعقوب الأذرعي، و أبا الأعز أحمد بن جعفر الملطي، و خيثمة بن سليمان، و عبد اللّه بن ضوء الرقي.

روى عنه علي بن محمّد الحنّائي، و أبو العباس أحمد بن محمّد بن يوسف بن مردة الأصبهاني، و علي بن الحسن الرّبعي، و رشأ بن نظيف، و الحسن بن علي الأهوازي، و أحمد بن الحسن بن أحمد الطيان، و أبو محمّد الحسن بن علي بن عمّار بن المصحح.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن محمّد بن سليم، أنا أبو العبّاس بن مردة - إجازة - أنا عمران بن الحسن بن يوسف الختّلي بدمشق، نا أبو بكر أحمد بن سليمان بن زبّان (3) بن الحباب و يعرف بابن أبي هريرة،[نا] (4) هشام بن عمّار، نا حاتم بن إسماعيل، نا إسماعيل

ص: 484


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 378/15.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 310/15.
3- بالأصل: ريان، تصحيف.
4- زيادة لازمة منا.

المؤذن، عن عبد الرّحمن بن غنائم (1) عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من صام ستا بعد الفطر فكأنما صام الدهر أو سنة»[9373].

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا جدي أبو محمّد، نا أبو علي الأهوازي، نا عمران بن الحسن، نا عبد اللّه بن ضوء، نا إبراهيم بن الجنيد، نا وثيمة بن موسى المصري، نا يوسف بن أسباط قال: التقى ملكان في الهواء فقال أحدهما لصاحبه من أين جئت ؟ قال: بعثت لأهريق زيت (2) العابد اشتهاه، فوضعه إلى جانبه ليأكل منه فكفأته، و قال الآخر: جئت من البحر، أخرجت لكافر سمكة اشتهاها فأخرجتها ليأكل منها.

قرأت بخط أبي الحسن الحنائي، و أنبأنيه أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، نا أبو الحسن علي بن محمّد الحنائي، أنا أبو الفرج عمران بن الحسن بن يوسف الختلي الشيخ الصالح صاحب أبي الحسن بن أبي هشام، بحديث ذكره.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، قال: وجدت على ظهر كتاب تمام بن محمد: توفي عمران الخفاف في سنة أربعمائة.

5158 - عمران بن حطان بن لوذان بن الحارث بن سدوس

- و يقال: عمران بن حطان بن ظبيان بن لوذان بن عمرو ابن الحارث

ابن سدوس - بن شيبان ابن ذهل بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر

ابن وائل - و يقال: عمران بن حطان بن ظبيان بن معاوية بن الحارث

ابن سدوس

أبو سماك - و يقال: أبو شهاب، و يقال: أبو معبس (3)،

و يقال: أبو دلان السّدوسي (4)

روى عن أبي موسى الأشعري، و عبد اللّه بن عمر، و عبد اللّه بن عباس، و عائشة.

ص: 485


1- الذي في مختصر ابن منظور: غنام.
2- تقرأ بالأصل: زيد، و المثبت عن المختصر.
3- كذا بالأصل، و في المختصر:«مقعس» و في تهذيب الكمال: معفس.
4- في نسبه اختلاف، قارن مع مصادر ترجمته. ترجمته و أخباره في: تهذيب الكمال 382/14 و تهذيب التهذيب 397/4 و جمهرة ابن حزم ص 318 و التاريخ الكبير 413/6 و الجرح و التعديل 296/6 ديوان شعر الخوارج ص 157.

روى عنه: محمد بن سيرين، و يحيى بن أبي كثير، و صالح بن سرج الشّنّي، و محارب بن دثار.

قدم دمشق مستخفيا من عبد الملك بن مروان و نزل على روح بن زنباع.

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ.

قالا: أنا أبو يعلى، نا عبيد اللّه بن عمر القواريري، نا معاذ بن هشام، حدثني أبي عن يحيى بن أبي كثير عن عمران بن حطان أن عائشة أم المؤمنين حدثته: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لم يكن يترك في بيته شيئا فيه تصليب إلا نقضه.

قال: فحدثتني (1)-زاد ابن المقرئ: ذفرة (2) قالت: بينما أنا أطوف بالبيت مع أم المؤمنين، إذ فطن بها، فقالت: أعطني ثوبا، فأعطيتها ثوبا، فقالت: فيه تصليب ؟- و قال ابن حمدان: تصاوير - قلت: نعم، فأبت أن تلبسه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمد بن المظفر، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد، أنا أبو جعفر العقيلي قال: عمران بن حطان عن عائشة لا يتابع على حديثه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العز الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر - زاد أبو البركات: و أبو الفضل بن خيرون قالا - أنا أبو الحسن محمد بن الحسن، أنا محمد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خياط (3) قال: في تسمية التابعين من أهل البصرة: عمران بن حطان بن سلامة بن عمرو بن لوذان بن الحارث بن سدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة. يكنى أبا شهاب، و يقال: حطان بن ظبيان بن شهاب بن عمرو بن لوذان بن الحارث.

أنبأنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنا قالا: قرئ على أبي محمّد بن

ص: 486


1- بالأصل: فحدثني.
2- بدون إعجام بالأصل و صورتها:«دبرة» و المثبت عن المختصر.
3- طبقات خليفة بن خيّاط ص 358 رقم 1705.

علي الجوهري، عن أبي عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد (1) قال: في الطبقة الثانية من أهل البصرة: عمران بن حطان السدوسي، و كان شاعرا. و روى عن أبي موسى الأشعري و عائشة و غيرهما.

أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي في كتابه، ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي. و اللفظ له، قالوا أنا أبو أحمد زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا: أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن بن المقرئ، أنا أبو عبد اللّه البخاري قال (2):

عمران بن حطان السّدوسي سمع عائشة و ابن عمر (3)،روى عنه محمّد بن سيرين، و يحيى بن أبي كثير، و صالح بن سرج (4)،و قال عمرو بن خالد، نا زهير، عن أبيه، عن محارب قال: زاملت عمران بن حطّان فما سأل واحد منا صاحبه عن الهوى.

أخبرنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (5) قال: عمران بن حطّان السّدوسي سمع عائشة و ابن عباس، و ابن عمر، روى عنه محمّد بن سيرين، و يحيى بن أبي كثير، و صالح بن سرج، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري (6) قال: عمران بن حطّان السّدوسي سمع عائشة، و ابن عمر، و ابن عبّاس، روى عنه يحيى بن أبي كثير في اللباس.

ص: 487


1- طبقات ابن سعد 216/7.
2- التاريخ الكبير 413/6.
3- زيد في التاريخ الكبير «و ابن عباس».
4- بالأصل: سرح، تصحيف و المثبت عن التاريخ الكبير، و انظر ترجمته في التاريخ الكبير 283/2/2.
5- الجرح و التعديل 296/6.
6- كتاب الجمع بين رجال الصحيحين 389/1.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن كامل بن ديسم، أنا أبو جعفر بن المسلمة في كتابه: أن أبا عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى المرزباني أجاز لهم قال:

عمران بن حطّان بن ظبيان بن لوذان بن الحارث بن سدوس. و قيل: هو أحد بني عمرو بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، و عمران يكنى أبا شهاب، و يقال: أبو معفس و هو من قعد الخوارج، شاعر مفلق مكثر، و طلبه الحجاج فأعجزه و له يقول (1):

أسد عليّ و في الحروب نعامة *** فتخاء يفزع من صغير الطائر

و له (2):

يا خمر كيف تذوق الخفض معترف *** بالموت و الموت فيما بعده جلل

كيف أواسيك و الأحداث مقبلة *** فيها لكلّ امرئ عن غيره شغل

قال: و خمر (3) زوجته.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (4):

أما الحروري بحاء مهملة وراء مكررة فعمران بن حطّان الحروري، و جماعة من الخوارج ينسبون إلى طائفة منهم يقال لهم الحرورية.

قرأت على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمّام علي بن محمّد عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أبو الطيب محمّد بن القاسم، نا ابن أبي خيثمة، نا أبو سلمة، نا أبان بن يزيد قال: سألت قتادة فقال: كان عمران بن حطّان لا يتهم في الحديث (5).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن

ص: 488


1- البيت ملفق من بيتين، في ديوان شعر الخوارج ص 184 و هما: أسد عليّ و في الحروب نعامة ربداء تجفل من صفير الصافر هلاّ برزت إلى غزالة في الوغى بل كان قلبك في جناحي طائر
2- البيتان في الأغاني 151/16 و زهر الآداب 6/4 و تهذيب التهذيب 399/4 و ديوان شعر الخوارج ص 167 و 168 باختلاف.
3- كذا بالأصل هنا، و جاء في تهذيب التهذيب 399/4 أنه سماها في رواية أخرى: حمنة.
4- الاكمال لابن ماكولا 31/3.
5- تهذيب الكمال 383/14 طبعة دار الفكر - بيروت.

جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر قالوا: أنا الوليد بن بكر، نا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (1):عمران بن حطّان بصري (2) تابعي ثقة.

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، نا أبو بكر الخطيب، أنا أحمد بن أبي جعفر، أنا محمّد بن عدي بن زحر البصري في كتابه، نا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري قال: سمعت أبا داود سليمان بن الأشعث يقول: ليس في أهل الأهواء أصح حديثا من الخوارج، ثم ذكر عمران بن حطّان، و أبا حسّان الأعرج (3).

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن، أنا سهل بن بشر، أنا عبد الوهّاب بن الحسين بن عمر بن برهان - بصور - أنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن عبيد الدقاق العسكري (4)،نا أبو عبد اللّه محمّد بن العباس اليزيدي، نا العبّاس بن الفرج الرياشي، نا مسدّد، نا بشر بن المفضل، عن سلمة بن علقمة عن محمّد بن سيرين قال: تزوج عمران بن حطّان امرأة من الخوارج فقيل له فيها فقال:

أردها، فذهبت به (5).

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا محمّد بن عبد اللّه بن خميرويه، نا الحسين بن إدريس، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمّار الموصلي، نا عبد الرّحمن - يعني ابن مهدي - عن بشر بن المفضّل، عن سلمة بن علقمة عن محمّد بن سيرين قال: تزوج عمران بن حطّان امرأة من الخوارج، قال: فقيل له: إنها من الخوارج، قال: أردّها، قال: فذهبت به (6).

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي جعفر بن المسلمة، عن محمّد بن عمر بن بهتة، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي يعقوب قال:

ص: 489


1- الخبر في كتاب تاريخ الثقات للعجلي ص 373 و تهذيب الكمال 382/14.
2- في تاريخ الثقات: مصري، تصحيف.
3- تهذيب الكمال 382/14 و سير أعلام النبلاء 214/4.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 317/16.
5- انظر سير أعلام النبلاء 214/4.
6- انظر سير أعلام النبلاء 214/4.

و عمران بن حطّان كان رجلا من بني سدوس، أدرك جماعة من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم، و صار في آخر أمره أن رأى رأي الخوارج، و كان سبب ذلك فيما بلغنا أن ابنة عم له رأت رأي الخوارج فتزوجها ليردّها عن ذلك، فصرفته إلى مذهبها (1).

قال: و نا جدي (2)،قال: حدثت عن الأصمعي، نا المعتمر - هو ابن سليمان - عن عثمان البتّي قال: كان عمران بن حطّان من أهل السنّة، فقدم غلام (3) من عمان كأنه نصل، فغلبه في مجلس.

أنبأنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنا جعفر بن أحمد بن الحسين، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن خلف بن المرزبان، نا محمّد بن عمر، نا محمّد بن صالح النطاح، عن محمّد بن أبي رجاء (4)،أخبرني رجل من أهل الكوفة قال:

تزوج عمران بن حطّان امرأة من الخوارج ليردّها عن دين الخوارج فغيرته إلى رأي الخوارج، و كانت من أجمل الناس و أحسنهم عقلا، و كان عمران من أسمج الناس و أقبحهم وجها، فقالت له ذات يوم: إني (5) نظرت في أمري و أمرك، فإذا أنا و أنت في الجنة، قال: و كيف، فقالت: لأني أعطيت مثلك فصبرت، و أعطيت مثلي فشكرت، فالصّابر و الشاكر في الجنّة، قال: فمات عنها عمران فخطبها سويد بن منجوف فأبت أن تزوجه و كان في وجهها خال كان عمران يستحسنه و يقبّله فشدّت عليه فقطعته و قالت:

و اللّه لا ينظر إليه أحد بعد عمران، و ما تزوجت حتى ماتت.

أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن العلاّف.

ح و أخبرني أبو المعمّر الأنصاري عنه.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن أبي جعفر، و أبو

ص: 490


1- تهذيب الكمال 383/14 من طريق يعقوب بن شيبة.
2- من طريق يعقوب أيضا رواه المزي في تهذيب الكمال 383/14.
3- بالأصل:«غلمان من عمان كأنه يصل» و المثبت عن تهذيب الكمال.
4- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 384/14.
5- بالأصل:«إن» و المثبت عن تهذيب الكمال.

الحسن بن العلاّف، قالا: أنا عبد الملك بن بشران، أنا أحمد بن إبراهيم الكندي، أنا محمّد بن جعفر الخرائطي، نا أحمد بن علي الأنباري، نا الحسن بن عيسى القزّاز، عن أبي الحسن المدائني قال:

دخل عمران بن حطان يوما على امرأته و كان عمران شيخا دميما قصيرا، و قد تزيّنت و كانت امرأة حسناء، فلما نظر إليها ازدادت في عينه حسنا، فلم يتمالك أن يديم النظر إليها، فقالت: ما شأنك ؟ قال: لقد أصبحت و اللّه جميلة، فقالت: أبشر فإنّي و إياك في الجنّة، قال: و من أين علمت ذاك ؟ قالت: لأنك أعطيت مثلي فشكرت، و ابتليت بمثلك فصبرت، و الصّابر و الشاكر في الجنّة (1).

قال: و أنا الخرائطي قال: و سمعت أبا العبّاس محمّد بن يزيد المبرد (2) يقول:

كانت خمرة (3) امرأة عمران بن حطّان جميلة، و ذكر مثل ذلك، فقال لها خجلا: لا بل مثلي و مثلك، كما قال الأحوص:

إنّ الحسام و إن رثّت مضاربه *** إذا ضربت به مكروهة قتلا

فإياك و العودة إلى مثل ما قلت (4) مرة أخرى.

قرأت على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمّام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم، أنا ابن أبي خيثمة، نا سعيد بن سليمان، نا أحمد بن بشير، نا مسعر، نا محارب قال: زاملت عمران بن حطان إلى مكة فما ذاكرني شيئا حتى انصرفنا.

أخبرنا أبو بكر الأنماطي، أنا محمّد بن مظفر الشامي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا أبو يعقوب الصّيدلاني، أنا أبو جعفر العقيلي (5)،نا محمّد بن عمرو بن خالد، نا أبي، نا زهير، عن أبيه، عن محارب بن دثار قال: زاملت عمران بن حطّان، فما سأل أحد منا صاحبه عن شيء - يعني من الهواء-.

ص: 491


1- انظر سير أعلام النبلاء 214/4.
2- من طريقه الخبر و البيت في تهذيب الكمال 384/14.
3- كذا بالأصل و المختصر، و في تهذيب الكمال: حمزة.
4- بالأصل: قالت، و المثبت عن تهذيب الكمال.
5- رواه العقيلي في الضعفاء الكبير 298/3.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوه (1)،أنا أبو الحسن العبدي، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا إسماعيل بن حفص، نا ابن فضيل قال: سمعت ابن شبرمة يقول: كان الفرزدق يقول: كان ابن حطّان من أشعر الناس، قلت: لم ؟ قال: لأنه يقول، و لا يقول ما يقول.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام الواسطي، عن أبي عمر بن حيوية، أنا محمّد بن القاسم الكوكبي، نا ابن أبي خيثمة، نا أبي، نا ابن فضيل (2) قال:

سمعت ابن شبرمة يقول: سمعت الفرزدق يقول: عمران بن حطّان من أشعر الناس، قلت له: لمه ؟ قال: لأنه لو أراد أن يقول مثل ما قلنا لقال، و لسنا نقدر أن نقول مثل قوله.

قرأت على أبي إسحاق إبراهيم بن طاهر بن بركات، عن أبي القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو زكريا أحمد بن محمّد بن الصائغ الصوفي بدمشق، أنا أبو عمرو أحمد بن محمّد العمركي، أنا أبو علي الحسين بن محمّد بن مصعب، نا علي - هو ابن خشرم - نا محمّد بن فضيل، عن ابن شبرمة قال: سمعت الفرزدق يقول: كان ابن حطّان أشعر الناس، قال: قلت: و لم ذاك ؟ قال: لو شاء أن يقول مثل ما قلنا لقال، و لو أردت أن أقول مثل ما قال لم أقدر عليه.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي جعفر بن المسلمة، أنا محمّد بن عمر بن محمّد بن حميد - إجازة - أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي، نا صالح بن عبد اللّه الترمذي، نا محمّد بن فضيل قال: سمعت ابن شبرمة يقول:

سمعت الفرزدق يقول: كان ابن حطّان من أشعر الناس، قلت: و بما؟ قال: لو شاء أن يقول مثل ما نقول، فلو أردنا أن نقول مثل ما قال لم نحسن.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمّام علي بن محمّد، أنا أبو عمر بن حيّوية - إجازة - أنا محمّد بن القاسم الكوكبي، نا ابن أبي خيثمة، نا موسى بن إسماعيل، نا أبو هلال، نا قتادة [قال:] (3) قال سعيد بن أبي الحسن: لوددت أنّي

ص: 492


1- بالأصل تقرأ:«بؤه» تصحيف، و الصواب ما أثبت و ضبط عن تبصير المنتبه.
2- من طريق محمّد بن فضيل رواه المزي في تهذيب الكمال 382/14.
3- زيادة منا للإيضاح.

سمعت رجلا يسمعني من شعر ابن حطّان، فقلت: أنا، فأنشدته، فقال: ما هذا بشعر، قال الحسن: بلى، و لكن علّمه الشيطان.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه - إذنا و مناولة و قرأ علي إسناده - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا قال: قال عمران بن حطّان للفرزدق (1):

أيّها المادح العباد ليعطى *** إنّ للّه ما بأيدي العباد

فسل اللّه ما طلبت إليهم *** و ارج فضل المهيمن (2) العواد

لا تقل في الجواد ما ليس فيه *** و تسمّي البخيل باسم الجواد

أخبرنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحاس، نا أحمد بن محمّد بن إبراهيم الجيلي، حدّثني محمّد بن عبد اللّه بن أحمد الجوهري، حدّثني يحيى بن الفضيل، حدّثني الرياشي عن أبيه قال: وقف عمران بن حطان على الفرزدق و هو ينشد الناس فقال له:

أيّها السّائل العباد ليعطى *** إنّ للّه ما بأيدي العباد

فسل اللّه ما طلبت إليهم *** و ارج فضل المقسّم العواد

لا تقل للئيم ما ليس فيه *** و تسمّي البخيل باسم الجواد

أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن البروجردي، أنا أبو سعد علي بن عبد اللّه بن أبي صادق الحيري، نا محمد بن عبد اللّه بن.... (3) نا محمد بن الحسن بن الفضل بن حباب الجمحي، نا أبو عثمان المازني عن عمر بن توبة.... (4) عمران بن حطان بالفرزدق و هو ينشد، فوقف عليه و أنشأ يقول:

أيها المادح العباد ليعطى *** إن للّه ما بأيدي العباد

فسل اللّه ما طلبت إليهم *** و ارج فضل المهيمن العواد

لا تقل في الجواد ما ليس فيه *** و تسمي البخيل باسم الجواد

فقال الحمد للّه الذي شغل عنا هذا ببدعته، و لو لا ذلك للقينا منه عنتا (5).

ص: 493


1- الأبيات في ديوان شعر الخوارج ص 176 و انظر تخريجها فيه.
2- في ديوان الخوارج: المقسم.
3- كلمة غير مقروءة من سوء التصوير.
4- كلمة غير مقروءة من سوء التصوير.
5- إعجامها مضطرب بالأصل، و المثبت عن المختصر.

أنبأنا أبو محمد بن صابر، أنا أبو القاسم علي بن إبراهيم،.... (1)

إجازة.

ح و أنبأنا أبو القاسم النسيب عن رشأ، أنا الشريف أبو جعفر مسلم و الحسن الجعفري، نا أبو العباس أحمد بن الحسن بن إسحاق بن عتبة الرازي، نا علي بن.... (2) بن يونس-[يعني، قال: نا] (3) الرياشي، نا الأصمعي قال: بلغنا أن عمران بن حطان كان ضيفا لروح بن الزنباع، فذكره روح لعبد الملك بن مروان، فقال له: إن عندي شيخا أعلم الناس بأيام الناس، و أحسنه حديثا و أكثره صلاة، فقال عبد الملك: ينبغي أن يكون ابن حطان، قال: نعم، قال: أعرض عليه أن يأتيني به، فعرض روح عليه ذلك، فأعلمه أنه ذكره لعبد الملك، فأمره أن يعرض عليه المجيء، فهرب عمران من روح بن زنباع و كتب إليه (4):

يا روح كم من كريم قد نزلت به *** قد ظن ظنك من لخم و غسان

حتى إذا خفته فارقت منزله *** من بعد ما قيل: عمران بن حطان

قد كنت ضيفك حولا ما تروعني *** فيه طوارق من انس و لا جان

حتى أردت بي العظمى فأوحشني *** ما يوحش الناس من خوف ابن مروان

فاعذر أخاك ابن زنباع فإنّ له *** في الحادثات هنات ذات ألوان

فإن لقيت يمانيا فمن يمن *** و إن لقيت معديا فعدنان

لو كنت مستغفرا يوما لطاغية *** كنت المقدم في سري و إعلاني

لكن أبق لي آيات مفصلة *** عقد الولاية مذ طه و عمران

آخر الجزء السادس عشر بعد الخمسمائة من الفرع.

ذكر أبو محمد بن زبر فيما نقلته من كتاب ابنه أبي سليمان:

أخبرنا عبد اللّه بن عمرو بن سعد الوراق، نا إبراهيم بن المنذر الحزامي،

ص: 494


1- كلمة غير واضحة بالأصل.
2- كلمة غير واضحة بالأصل.
3- ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل.
4- الأبيات في ديوان شعر الخوارج ص 179-180 و انظر تخريجها فيه.

قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول هذه الأبيات، قال أبو إسحاق: و هي لعمران بن حطان.

قال ابن زبر: و أخبرني بهذا الخبر بطوله أبي رضي اللّه عنه، عن الحسن بن علي بن سعيد، و الشعر خاصة عن ابن عيينة قوله (1):

يا ضربة من تقي ما أراد بها *** إلاّ ليبلغ من ذي العرش رضوانا

إني لأذكره حينا و أحسبه *** أو في البرية عند اللّه ميزانا

أكرم بقوم بطون الطير أقبرهم *** لم يخلطوا دينهم بغيا و عدوانا

قال: فبلغ شعره عبد الملك بن مروان فأدركته الحمية، فنذر دمه و وضع عليه العيون و الرصد، فلم تحمل عمران أرض حتى أتى روح بن زنباع، فأقام في ضيافته، فسأله: ممن أنت ؟ فقال: رجل من الأزد، قال: و كان روح يكون في سمر عبد الملك، فكان يسامره حتى يذهب الليل ثم يجيء إلى منزله، فيجد عمران قائما يصلي، فيدعوه فيحدثه.

و كان عمران يحدث روحا بأحسن ما يكون، فأعجبه إعجابا شديدا، فلما كان بعد سنة سمر روح عند عبد الملك فتذاكرا شعر عمران بن حطان هذا، فلما انصرف روح دعاه كما كان يدعوه يحدثه، فأخبره بالشعر الذي ذكره عبد الملك، فأنشده عمران بقية الشعر.

فلما أتى روح عبد الملك قال: يا أمير المؤمنين، و اللّه إن في ضيافتي رجلا، ما سمعت منك حديثا قط إلاّ حدثني به، و بأحسن منه، و لقد أنشدته البارحة البيتين اللذين قالهما ابن حطان في ابن ملجم، فأنشدني القصيدة كلها. فقال له عبد الملك: صفه لي، فوصفه، فقال: إنك لتصف صفة عمران بن حطان أ و ما لي رأي، أعرض عليه أن يلقاني، قال: نعم، فانصرف روح إلى منزله، فقال لعمران: إني حدثت أمير المؤمنين أنك أنشدتني القصيدة كلها، فسألني أن أصفك له، فوصفتك له، فقال: هذا ابن حطان، أعرض عليه أن يلقاني، قال: معاذ اللّه، لست به، و أنا لاقيه إذا شئت إن شاء اللّه، فلما كان من الغد أصبح هاربا، و كتب إلى روح من زنباع برقعة فيها هذه الأبيات:

ص: 495


1- من أبيات يمدح ابن ملجم، ديوان شعر الخوارج ص 164 و انظر تخريجها فيه.

يا روح كم من أبي (1)[مثوى] (2) نزلت به *** قد ظن ظنك من لخم و غسان

حتى إذا خفته زايلت منزله *** من بعد ما قيل عمران بن حطان

حتى إذا أردت بي العظمى فأوحشني *** ما يوحش الناس من خوف بن مروان

فاعذر أخاك ابن زنباع فإن له *** في الحادثات هنات ذات ألوان

يوما يمان إذا لاقيت ذا يمن *** و إن لقيت معديا فعدناني

لو كنت مستغفرا يوما لطاغية *** كنت المقدم في سري و إعلاني

قال: ثم خرج حتى أتى الجزيرة، فنزل في ضيافة زفر بن عاصم، فسأله: ممن أنت ؟ فقال: أنا رجل من الأوزاع، و كانت له فيهم خئولة، فأقام فيهم حولا، فبينا هو كذلك إذ قدم رجل ممن كان معه في ضيافته روح، فقال لزفر: هل تدري من هذا؟ قال: نعم رجل من الأوزاع فيما ذكر، قال: بل هو رجل من أزد شنوءة، و قد كان عند روح بن زنباع يعرف بذلك. فقال له زفر: أزدي مرة و أوزاعي مرة. إن لك لقصة، فأعلمناها. قال: كنت طريدا آويناك، و إن كنت خائفا أمّناك، و إن كنت فقيرا أغنيناك، فقال عمران: إن اللّه هو المغني، و هو المؤوي، إنما أنا ابن سبيل، ثم خرج من عنده هاربا، و كتب إليه برقعة فيها (3):

إن التي أصبحت يعيا بها زفر *** أعيا عياها على روح بن زنباع

أنشا يسائلني طورا لأخبره *** و الناس من بين مخدوع و خداع

حتى إذا انجذمت مني حبائله *** كفّ السؤال و لم يولع باهلاع

فاكفف كما كف روح أنني رجل *** إما ضريح و إما فقعة القاع

ثم توجه نحو عمان فلقي بريدا للحجاج بن يوسف في طريقه ذلك، فقال له:

أبلغ عني الحجاج هذين البيتين (4):

أسد عليّ و في الحروب نعامة *** زبراء تنفر من صفير الصافر

هلا برزت إلى غزالة في الوغى *** أم كان قلبك في جناحي طائر

ص: 496


1- كذا بالأصل، و في ديوان شعر الخوارج و الأغاني:«أخي» و في سير أعلام النبلاء: كريم.
2- زيادة عن ديوان شعر الخوارج لتقويم الوزن.
3- الأبيات في ديوان شعر الخوارج ص 180-181 و انظر تخريجها فيه.
4- الأبيات في ديوان شعر الخوارج ص 184، و انظر تخريجها فيه.

قرعت غزالة قلبه بفوارس *** تركت مناظره كأمس العابر

ثم انه لحق بعمان فوجد بها أصحابا له، و كان عقيد الشراة و له عندهم قدر عظيم، فصادف بعمان ما يريد، فأقام بها حياته.

أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم، و حدّثنا أبو بكر يحيى بن سعدون بن تمام عنه، أنا أبي أبو العباس، و أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد الحبّال - بمصر - قالا: أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر الصوّاف، نا علي بن الحسين بن عبيد اللّه الأنطاكي، نا محمود بن محمّد الأديب، حدّثني علي بن عثمان النّفيلي (1)، نا أبو مسهر، حدّثني مزاحم بن زفر قال: كان سفيان الثوري ينشد هذين (2):

أرى أشقياء القوم لا يسمونها (3) *** على أنّهم فيها عراة و جوّع

أراها و إن كانت تحبّ فإنها *** سحابة صيف عن قليل تقشع

أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن عمرو، و أبو الحسن علي بن بركات الخشوعي، قالا: نا أبو بكر الخطيب، أنا ابن بشران، نا ابن صفوان، نا ابن أبي الدنيا قال: و حدّثني الحسين بن علي، عن أبي مسهر، عن مزاحم بن زفر قال: سمعت سفيان الثوري ينشد من قول ابن حطان:

أرى أشقياء الناس لا يسمونها *** على أنّهم فيها عراة و جوّع

أراها و إن كانت تحبّ كأنها *** [سحابة] (4) صيف عن قليل تقشع

قال: و نا ابن أبي الدنيا قال: و نا خلف بن هشام البزار، قال: بلغنا أن سفيان الثوري كان يتمثل فذكر البيتين و زادها بيتا ثالثا و هو (5):

ص: 497


1- اللفظة غير واضحة بالأصل، و هو علي بن عثمان بن محمّد بن سعيد، أبو محمد النفيلي الحراني. ترجمته في سير أعلام النبلاء 142/13.
2- البيتان في ديوان شعر الخوارج منسوبان لعمران بن حطان قالهما في تعلق الناس بالحياة الدنيا ص 172، انظر تخريجهما فيه.
3- صدره في ديوان شعر الخوارج: أرى أشقياء الناس لا يسأمونها
4- زيادة عن ديوان شعر الخوارج لإقامة الوزن.
5- ديوان شعر الخوارج ص 173.

كركب قضوا حاجاتهم و ترحّلوا *** طريقهم بادي العلامة مهيع

أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد البسطامي (1)-بنيسابور - أنا أبو.... (2) الزاهد أبو سعد عبد الرّحمن بن منصور بن رامش، نا الزكي أبو محمّد عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد بن بالوية - إملاء - نا أبو عمرو بن مطر، نا حمزة بن داود - بالأيلة - نا الهدادي، نا حلبس الكلبي، عن سعيد، عن قتادة (3) قال:

لقيني عمران بن حطّان فقال لي: يا أعمى إنّي عالم بخلافك غير أنك رجل تحفظ ، فاحفظ عني هذه الأبيات (4):

حتّى متى تسقى النفوس بكأسها *** ريب المنون و أنت لاه (5) ترتع

أفقد رضيت بأن تعلل بالمنى *** و إن المنية كلّ يوم تدفع

أحلام نوم أو كظلّ زائل *** إنّ اللبيب بمثلها لا يخدع

فتزودنّ ليوم فقرك دائما (6) *** و اجمع لنفسك لا لغيرك تجمع

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (7):و قال عمران بن حطان السدوسي يؤنب الحجّاج (8):

أسد علي و في الحروب نعامة *** فتخاء تجفل من صفير الصافر

هلاّ برزت إلى غزالة في الوغا *** بل كان قلبك في جوانح طائر

صدعت غزالة قلبه بفوارس *** تركت مناظره كأمس الدّابر

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن كامل، أنا محمّد بن أحمد بن المسلمة في كتابه،

ص: 498


1- قارن مع مشيخة ابن عساكر 173/أ.
2- كلمة غير واضحة بالأصل.
3- الخبر و الأبيات في سير أعلام النبلاء 216/4.
4- الأبيات في ديوان شعر الخوارج ص 173-174.
5- بالأصل:«لا هي ترتع» و المثبت عن ديوان شعر الخوارج.
6- ديوان شعر الخوارج: دائبا.
7- الخبر و الشعر في تاريخ خليفة ص 274-275 في حوادث سنة 76.
8- الأبيات في ديوان شعر الخوارج ص 184 و انظر تخريجها فيه.

أنا أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى - إجازة - أنشدني محمّد بن الحسن بن دريد، أنشدنا أبو حاتم، أنشدنا أبو عبيدة لعمران بن حطان.

ح قال: و أخبرني محمّد بن أبي الأزهر، نا محمّد بن يزيد النحوي (1) قال: قال عمران بن حطّان أحد بني عمرو بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن مرداس بن أديّة و هي جدته و أبوه حديرا (2)،[و هو أحد بني] (3) ربيعة بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم قال أبو حاتم: و كان أبو عبيدة صفريا و كان يكتم ذلك (4):

يا عين بكّي لمرداس و مصرعه *** يا ربّ مرداس اجعلني كمرداس

تركتني هائما أبكي لمرزئتي *** في منزل موحش من بعد إيناس

أنكرت بعدك من كنت أعرفه *** ما الناس بعدك يا مرداس بالناس

إما (5) شربت بكأس دار أولها *** على القرون فذاقوا نهلة الكاس

و يروى:

ما تكن ذقت كأسا دار أولها *** على القرون فذاقوا جرعة الكاس

كأن من لم يذقها شارب عجلا *** منها بأنفاس ورد بعد أنفاس

و زادني فيها عبيد اللّه بن الحسن بن شقير، عن محمّد بن موسى البربري، عن سليمان بن أبي شيخ (6).

قد كنت أبكيك حينا (7) ثم قد يئست *** نفسي فلو ردّ عني عبرتي بأسي

قال: و أخبرني عبيد اللّه بن الحسن بن شقير، أنا محمّد بن موسى البربري أنشدنا سليمان بن أبي شيخ لعمران بن حطّان (8):

ص: 499


1- الخبر و الشعر في الكامل للمبرد 1082/3-1083.
2- في الكامل للمبرد: حدير.
3- ما بين معكوفتين زيادة عن الكامل للمبرد، و مكانها بالأصل: حدثني.
4- الأبيات في ديوان شعر الخوارج ص 158-159 و الكامل للمبرد 1083/3 و 1182.
5- بالأصل:«ما» و المثبت عن ديوان شعر الخوارج و الكامل للمبرد.
6- سقط البيت من الكامل للمبرد، و هو في ديوان شعر الخوارج ص 159.
7- تقرأ بالأصل:«حيا» و المثبت عن ديوان شعر الخوارج.
8- الأبيات في ديوان شعر الخوارج ص 160-161 قالها عمران يرثي أبا بلال الخارجي.

إن كنت كارهة للموت فارتحلي *** ثم اطلبي أهل أرض لا يموتونا

فلست واجدة أرضا (1) بها بشر *** إلاّ يروحون (2) أفواجا و يغدونا

إلى القبور فما تنفك أربعة *** بذي (3) سرير إلى لحد يمشّونا

يا حمز (4) قد مات مرداس و أخوته *** و قبل موتهم مات النبيونا

يا حمز (5) لو سلمت نفس مطهرة *** من حادث لم يزل يا حمز (6) يعنينا

إذا لدامت بمرداس سلامته *** و ما نعاه بذات الغصن ناعونا

نفسي فداؤك من ملقى بمهملة (7) *** لم يصبح اليوم في الأجداث مدفونا

قد كان مهتديا يهدى الإله به *** ما إن (8) يضل و لا يهوى المضلينا

مشرك الهم (9) لا ينسى المعاد و لا *** يلهو إذا هم بالتكذيب لاهونا

تركتنا كيتامى باد و الدهم *** فلم يروا بعده خفضا و لا لينا

فاللّه يجزيك يا مرداس جنته *** عنا كما كنت في الإرشاد تولينا

بصرتنا شبها كانت تؤلفنا *** إن المؤلف لا ينفك مفتونا

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: قرأت بخط أبي عمرو المستملي و هو أحمد بن المبارك، أنشدنا أبو محمّد و هو محمّد بن عبد الوهاب الفراء لعمران بن حطان (10):

لقد زاد الحياة إليّ حبّا *** بناتي إنّهنّ من الضعاف

مخافة أن يذقن الفقر بعدي *** و أن يشربن كدرا بعد صافى (11)

ص: 500


1- بالأصل:«واحده أرض» و المثبت عن شعر الخوارج.
2- الأصل:«يوحون» و المثبت عن شعر الخوارج.
3- كذا بالأصل:«بذي سرير» و في ديوان الخوارج: تدني سريرا.
4- كذا رسمها بالأصل، و في شعر الخوارج: يا جمر.
5- كذا رسمها بالأصل، و في شعر الخوارج: يا جمر.
6- كذا رسمها بالأصل، و في شعر الخوارج: يا جمر.
7- تقرأ بالأصل: بمسهلة، و المثبت عن ديوان الخوارج.
8- عجزه في ديوان الخوارج: دوما يصلي و لا يهوى المصلينا
9- كذا بالأصل، و في الديوان: من كان... لا ينسى.
10- الأبيات في ديوان شعر الخوارج ص 71 منسوبة إلى عيسى بن فاتك الخطي، و انظر تخريجها فيه.
11- روايته في شعر الخوارج: مخافة أن يرين البؤس بعدي و أن يشربن رنقا غير صاف

و أن يعرين إن كسي الجواري *** فتنبو العين عن كوم عجاف

فلولاهن قد شريت مهري (1) *** و في الرحمن للضعفاء كاف

5159 - عمران بن خالد بن يزيد بن أبي جميل

أبو عمر (2) القرشي، و يقال: الطائي

و يقال: إنه من موالي مالك بن عوف النّصري (3)

روى عن سفيان بن عيينة، و مروان بن معاوية، و عيسى بن يونس، و حاتم بن إسماعيل، و عبد العزيز بن محمّد، و رديح بن عطية، و محمّد بن شعيب بن شابور، و هقل بن زياد، و إسماعيل بن عبد اللّه بن سماعة، و شهاب بن خراش (4)، و مدرك بن أبي سعد، و سليمان بن عتبة الغسّاني، و معروف بن عبد اللّه الخيّاط .

روى عنه أبو عبد الرّحمن النّسائي في سننه، و أحمد بن المعلّى، و خالد بن روح بن أبي حجير الثقفي، و إبراهيم بن دحيم، و أبو بكر الباغندي (5)،و أبو عبد الرّحمن محمّد بن العباس بن الدّرفس، و إسماعيل بن قيراط (6)،و أحمد بن محمّد بن الحجّاج بن رشدين، و أحمد بن أنس بن مالك، و محمّد بن الحسن بن قتيبة، و حمدان بن خالد النيسابوري، و أبو علي الحسن بن علي بن شبيب المعمري.

و كتب عنه أبو زرعة و أبو حاتم الرازيان.

أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس، أنا أبو سعد الأديب، أنا الحاكم أبو أحمد محمّد بن محمّد بن أحمد بن إسحاق الحافظ ، أنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن سليمان الواسطي، نا عمران بن خالد بن يزيد بن أبي جميل الدمشقي، مولى أم حبيبة (7)،نا إسماعيل بن عبد اللّه بن سماعة، نا الأوزاعي، حدّثني أسامة بن

ص: 501


1- صدره في ديوان شعر الخوارج: فلو لا ذاك قد سوّمت مهري
2- في تهذيب الكمال: أبو عمر، و يقال: أبو عمرو.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 385/14 و تهذيب التهذيب 399/4 الجرح و التعديل 307/6.
4- بالأصل: حراش، تصحيف، و التصويب عن تهذيب الكمال.
5- هو محمد بن محمد بن سليمان الباغندي.
6- في تهذيب الكمال: إسماعيل بن محمد بن قيراط العذري.
7- هي أم حبيبة: رملة بنت أبي سفيان، أم المؤمنين، ترجمتها في سير أعلام النبلاء 218/2.

زيد، حدّثني نافع مولى ابن عمر، حدّثني عبد اللّه بن عمر.

أن عمر بن الخطاب سأل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أ ينام أحدنا و هو جنب ؟ فأمره رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن يغسل فرجه و يتوضأ.

رواه النسائي في سننه، عن عمران.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو القاسم السّلمي، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم، نا أبو العباس بن قتيبة، نا عمران بن أبي جميل الدمشقي، نا شهاب بن خراش (1)،نا أبو نصير، عن الحسن، عن أبي رجاء العطاردي قال:

أتيت المدينة فإذا الناس مجتمعون، و إذا في وسطهم رجل يقبّل رأس رجل، و هو يقول: أنا فداؤك، لو لا أنت هلكنا، فقلت: من المقبّل و من المقبّل ؟ قال: ذاك عمر بن الخطّاب يقبّل رأس أبي بكر في قتال أهل الردّة الذين منعوا الزكاة.

أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن الموازيني، و أبو طاهر محمّد بن الحسن بن محمّد بن إبراهيم.

و أخبرنا أبو طاهر الفقيه عنهما قالا: أنا محمّد بن عبد السّلام بن سعدان، أنا أبو عمر محمّد بن موسى بن فضالة، نا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرّحمن دحيم، نا أبو عمر عمران بن يزيد (2) بن أبي جميل في سنة اثنتين و أربعين و مائتين، نا إسماعيل بن عبد اللّه بن سماعة بحديث ذكره.

دفع إلي أبو الحسن سعد الخير بن محمّد الأنصاري جزءا فيه عن محمّد بن أحمد بن شاكر، أنا أبو عيسى عبد الرّحمن بن إسماعيل بن عبد اللّه الخولاني قال:

أملى علينا النسائي في أسماء شيوخه: عمران بن يزيد دمشقي لا بأس به.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ص: 502


1- تقرأ بالأصل: خرشى، تصحيف، و هو شهاب بن خراش بن حوشب بن يزيد، أبو الصلت الشيباني، ترجمته في سير أعلام النبلاء 284/8.
2- كذا نسبه إلى جده.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (1):

عمران بن يزيد بن أبي جميل الدمشقي، روى عن إسماعيل بن عبد اللّه بن سماعة، و هقل بن زياد، و مروان بن معاوية، و عيسى بن يونس، و شهاب بن خراش، و حاتم بن إسماعيل، و عبد العزيز بن محمّد، و مدرك بن أبي سعد (2)،كتب عنه أبي في الرحلة الثانية، و أبو زرعة، سمعت أبا زرعة يقول: كتبت عن عمران بن أبي جميل حديثا واحدا عن رديح بن عطية.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي، أخبرني أحمد بن حميد بن أبي العجائز الدمشقي، حدّثني أبو الحسن عبد اللّه بن عبد الرحيم قال:

بنو أبي جميل الغالب عليهم و الظاهر أنهم موالي لآل أبي سفيان بن حرب، و قد كانوا أخذوا أيام عبد الرّحمن بن حبيب الأمير بدمشق بعبد الرّحمن بن يزيد بن هشام السعيلي فأنكروا و صاح شيخهم عمران بن أبي جميل المحدّث في مجلس السلطان: ما لأبي سفيان علينا ولاء، و لا نحن إلاّ قوم من موالي طيّئ.

ذكر أبو الفضل محمّد بن طاهر المقدسي فيما أخبره أبو عمرو بن مندة عن أبيه أبي عبد اللّه، أنا محمّد بن إبراهيم بن مروان قال: قال عمرو بن دحيم: مات عمران في شهر ربيع الآخر سنة أربع و أربعين و مائتين (3).

5160 - عمران بن صالح الهذلي مولاهم

كان يتولى الخراج و الجند لمروان بن محمّد بن مروان.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (4) قال: في تسمية عمال مروان ديوان الجند و الخراج و بيوت الأموال و الخزائن عمران بن صالح مولى هذيل.

ص: 503


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 307/6.
2- في الجرح و التعديل: مدرك بن أبي سعيد.
3- تهذيب الكمال 386/14.
4- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 408.

5161 - عمران بن طلحة بن عبيد اللّه بن عثمان

ابن كعب بن سعد بن تيم

ابن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي التيمي المدني (1)

ولد على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو سمّاه عمران.

و سمع أباه، و علي بن أبي طالب، و أمه حمنة بنت جحش.

روى عنه: ابنا أخويه إبراهيم بن محمّد بن طلحة، و معاوية بن إسحاق بن طلحة.

و وفد على معاوية.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا يزيد بن هارون، أنا شريك بن عبد اللّه، عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل، عن إبراهيم بن محمّد بن طلحة، عن عمّه عمران بن طلحة، عن أمه حمنة بنت جحش (3) أنها استحيضت على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأتت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقالت: يا رسول اللّه إنّي استحضت حيضة منكرة شديدة، فقال لها:

«احتشي كرسفا» قالت: إنه أشد من ذلك، إنّي أثج ثجا، قال:«تلجمي، و تحيّضي في كلّ شهر في علم اللّه ستة أيام أو سبعة أيام (4) ثم اغتسلي غسلا و صلّى و صومي ثلاثا و عشرين أو أربعا و عشرين و أخّري الظهر، و قدّمي العصر، و اغتسلي لهما غسلا واحدا، و أخّري المغرب، و قدّمي العشاء، و اغتسلي لهما غسلا و هذا أحب الأمرين إليّ »[9374].

قال (5):و حدّثني أبي، نا عبد الملك بن عمرو، نا زهير - يعني ابن محمّد الخراساني - عن عبد اللّه بن محمّد - يعني ابن عقيل بن أبي طالب - عن إبراهيم بن محمّد بن طلحة، عن عمّه عمران بن طلحة عن أمه حمنة بنت جحش قالت:

ص: 504


1- ترجمته في تهذيب الكمال 388/14 و تهذيب التهذيب 401/4 و التاريخ الكبير 416/6 و الجرح و التعديل 299/6 أسد الغابة 779/3 و الإصابة 82/3 و سير أعلام النبلاء 370/4.
2- رواه أحمد بن حنبل في مسنده 414/10 رقم 27545.
3- ترجمتها في سير أعلام النبلاء 2/2 رقم 215.
4- «أيام» سقطت من مسند أحمد.
5- القائل: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل.

كنت أستحاض حيضة شديدة كثيرة، فجئت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أستفتيه و أخبره، فوجدته في بيت أختي زينب بنت جحش، قالت: فقلت: يا رسول اللّه إنّ لي إليك حاجة، فقال:«فما هي ؟» فقلت: يا رسول اللّه إنّي أستحاض حيضة كثيرة شديدة، فما ترى فيها؟ قد منعتني الصّلاة و الصيام، فقال:«أنعت لك الكرسف فإنه يذهب الدم»، قالت: هو أكثر من ذلك، قال[ (1):«فاتخذي ثوبا»، قالت: هو أكثر من ذلك]، قال:

«فتلجّمي» قالت: إنّما أثجّ ثجا، فقال لها:«سآمرك بأمرين أيهما فعلت فقد أجزى عنك من الآخر، فإن قويت عليهما فأنت أعلم» فقال لها:«إنّما هذه ركضة من ركضات الشيطان، فتحيضي ستة أيام أو سبعة أيام (2) في علم اللّه ثم اغتسلي حتى إذا رأيت أنك قد طهرت [و استيقنت و استنقأت] (3) فصلّي أربعا و عشرين ليلة أو ثلاثا و عشرين ليلة و أيامها، و صومي فإنّ ذلك يجزئك، و كذلك فافعلي في كل شهر كما تحيض النساء و كما يطهرن بميقات حيضهن و طهرهن، و إن قويت على أن تؤخري الظهر و تعجّلي العصر فتغتسلين ثم تصلّين الظهر و العصر جميعا، ثم تؤخرين المغرب و تعجّلين العشاء ثم تغتسلين و تجمعين بين الصّلاتين فافعلي و تغتسلين مع الفجر و تصلين، و كذلك فافعلي و صلي و صومي إن قدرت على ذلك»، و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«و هذا أعجب الأمرين إليّ » (4)[9375].

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا عبد الصّمد بن علي بن محمّد، أنا عبيد اللّه بن محمّد بن إسحاق، نا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا عبّاد بن يعقوب، أنا عمرو بن ثابت، عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل، عن إبراهيم بن محمّد بن طلحة، عن عمّه عمران بن طلحة، عن حمنة بنت جحش أنها قالت:

كنت امرأة أستحاض حيضة شديدة كثيرة، فجئت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أستفتيه فوجدته في بيت أختي زينب فقلت: يا رسول اللّه، إن لي حاجة، قال:«و ما هي يا هناه» قلت:

يا رسول اللّه إنه لحديث ما منه بدّ، و إني لأستحيى منك، قال:«و ما هو يا هناه ؟» قلت: يا رسول اللّه، إني امرأة أستحاض حيضة شديدة كبيرة، فما ترى فيها يا نبي اللّه،

ص: 505


1- ما بين الرقمين سقط من مسند أحمد.
2- «أيام» ليست في مسند أحمد.
3- ما بين معكوفتين عن المسند، و مكانها بالأصل: و استعات.
4- مسند أحمد بن حنبل 413/10-414 رقم 27544 طبعة دار الفكر.

قد منعتني الصوم و الصلاة. قال:«إني أبعث لك الكرسف، فإنه يذهب بالدم» قالت:

قلت: إنه أكثر من ذلك، قال:«فالتجمي» (1)،قلت: يا نبي اللّه، هو أكثر من ذلك، [قال:] (2)«فاتخذي ثوبا»، قلت: يا نبي اللّه إنه أكثر من ذلك، إنما أثج ثجّا، قال:

«سآمرك بأمرين، أيهما فعلت أجزأك من الأجر، فإن قويت عليه فأنت أعلم» قال:«إنما هو ركض من ركضات الشيطان، فتحابضي (3) ستة أو سبعة أيام في علم اللّه، ثم اغتسلي، فإذا رأيت أنك قد طهرت و استنقيت فصلّي ثلاثا و عشرين و أيامها، أو أربعا و عشرين و أيامها، و صومي، فإن ذلك يجزيك و كذلك فافعلي في كل شهر كما تحيض النساء، و كما يطهرن، فإن قويت أن تؤخري الظهر و تعجلي العصر، و تغتسلي منهما و تجمعي بينهما فافعلي و تغتسلي مع الفجر، ثم تصلي كذلك فافعلي صلّى و صومي إن قويت على ذلك» قالت:[قلت:] يا نبي اللّه هذا أعجب الأمرين إلي هكذا - قال أبو بكر: و في الحديث: و تؤخرين المغرب و تعجلين العشاء و تجمعين بينهما فسقط من كتابي.

قرأت في كتاب أبي الحسن علي بن طاوس الدير عاقولي الذي نقله من خط أبي عبد اللّه محمّد بن علي الصنوبري الحافظ ، قال: قال الشريف أبو علي محمد بن علي بن الحسين بن علي الزيدي، أنا أبو إسحاق بن تمام، نا أبو حفص العتكي، نا أبو زيد عمر بن شبة، نا علي بن محمد عن حفص بن عبد الملك عن داود قال:

لحق عمران بن طلحة بمعاوية، فقال له معاوية: ارجع إلى علي، فإنه يرد عليك مالك، فرجع عمران فأتى الكوفة فدخل على علي المسجد، فقال له: مرحبا بابن أخي، لم أقبض مالكم لآخذه، و لكني خفت عليه من السفهاء، فانطلق إلى عمك قرظة بن كعب فمره فليرد عليك ما أخذنا من غلة أرضكم، أما و اللّه إني لأرجو أن أكون أنا و أبوك من الذين ذكرهم اللّه في كتابه، و تلا هذه الآية: وَ نَزَعْنٰا مٰا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوٰاناً عَلىٰ سُرُرٍ مُتَقٰابِلِينَ (4) فقال الحارث الأعور: لا و اللّه، اللّه أعدل من أن يجمعنا و إياهم في الجنة. قال: فمن ذا يا أعور؟ أنا و أبوك (5)؟.

ص: 506


1- كذا.
2- زيادة منا للإيضاح.
3- كذا.
4- سورة الحجر، الآية:47.
5- كذا بالأصل.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا محمّد بن إسحاق بن مندة، أنا سهل بن السّري البخاري قال: ذكر محمّد بن عيسى الطّرسوسي (1) عن أحمد بن يعقوب بن محمّد الزهري، حدّثني ظريف بن مورق، حدّثني إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد اللّه التّيمي، عن عمّه موسى بن طلحة، عن أبيه قال: سمى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ابني (2) موسى و عمران إلى (3).

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، و أبو العزّ بن منصور قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد ابن المبارك: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة العصفري (4)قال في الطبقة الثانية من أهل المدينة: عمران بن طلحة بن عبيد اللّه بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة أمه حمنة بنت جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن (5) مرّة بن كبير بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزبير بن بكار، قال (6):

فولد طلحة بن عبيد (7) اللّه: محمّد بن طلحة السجاد و عمران بن طلحة، و أمهما حمنة بنت جحش بن رئاب، و أختهما لأمهما زينب بنت مصعب بن عمير، و أم حمنة بنت جحش أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، و أمّها فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم، و أمها صخرة بنت عبد بن عمران بن مخزوم، و أمّها يحمر بنت عبد بن قصي، و أمها سلمى بنت عميرة بن وديعة بن الحارث بن فهر، و عمران بن طلحة هو الذي قدم على علي بن أبي طالب بعد الجمل فسأله أن يردّ عليه أموال أبيه بالبساستق (8) فقربه عليّ و رحّم على أبيه و قال

ص: 507


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 164/13.
2- بالأصل:«ابنتي» راجع الخبر في الإصابة 82/3.
3- كذا بالأصل.
4- طبقات خليفة بن خيّاط ص 424 رقم 2092.
5- في طبقات خليفة: صبرة بن كثير بن دودان بن غنم بن أسد بن خزيمة بن مدركة.
6- راجع الخبر في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 281 فكثيرا ما كان الزبير بن بكار يأخذ عن عمه المصعب.
7- بالأصل:«ابن أبي عبيد اللّه» و المثبت عن نسب قريش.
8- كذا رسمها بالأصل، و في نسب قريش:«بالنشاستج» راجع ما ورد بشأنها في معجم البلدان.

له: لم نقبض أموالكم إلاّ لنحفظها عليكم، فأمر بها فدفعت إليه بغلاتها و جميع ما اجتمع منها، و كان عمران من رجال ولد طلحة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن محمّد بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1)قال: في الطبقة الأولى من أهل المدينة: عمران بن طلحة بن عبيد اللّه بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم، و أمه حمنة بنت جحش بن رئاب من بني أسد بن خزيمة، فولد عمران بن طلحة: عبد اللّه، و إسحاق، و محمّدا، و حميدا، و أمهم ابنة أوفى بن الحارث بن عوف بن أبي حارثة، و كان لولده ولد فانقرضوا فلم يبق من ولد عمران أحد.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا:- أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري (2) قال:

عمران بن طلحة بن عبيد اللّه القرشي التيمي حجازي، سمع عليا و عن أمه؛ روى عنه إبراهيم بن محمّد بن طلحة. هو أخو عيسى و موسى و محمّد و يحيى.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه - مشافهة - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (3) قال:

عمران بن طلحة بن عبيد اللّه حجازي، سمع عليا، و أمه حمنة بنت جحش، روى عنه إبراهيم بن محمّد بن طلحة، سمعت أبي يقول ذلك.

قال لنا أبو الفتح الماهاني: قال لنا شجاع بن علي قال لنا أبو عبد اللّه بن مندة:

ص: 508


1- طبقات ابن سعد 166/5.
2- التاريخ الكبير للبخاري 416/6-417.
3- الجرح و التعديل 299/6-300.

عمران بن طلحة بن عبيد اللّه التيمي سماه النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو.... (1) أنا ثابت بن بندار بن إبراهيم (2)،و المبارك بن عبد الجبّار، قالا: أنا الحسين بن جعفر السّلماسي و ابن عمه محمّد بن الحسن قالا: أنا الوليد بن بكر الغمري (3)،أنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، نا صالح بن أحمد بن عبد اللّه العجلي، أنا أبي أبو الحسن قال (4):عمران بن طلحة بن عبيد اللّه تابعي ثقة.

5162 - عمران بن عبد اللّه بن أبي عبد اللّه العنسي

حكى عنه ابنه الهيثم بن عمران حكاية تقدمت في ترجمة خالد بن يزيد بن أبي مالك (5).

5163 - عمران بن عصام

أبو عمارة الضّبعي (6). (7)

من أهل البصرة.

حدّث عن عمران بن حصين، و قيل عن شيخ لم يسمّ عن عمران.

روى عنه: قتادة بن دعامة، و ابنه أبو جمرة (8) نصر بن عمران، و المثنّى بن سعيد الضّبعي، و أبو التّيّاح يزيد بن حميد الضّبعي.

و وفد على عبد الملك بن مروان.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن سعدوية، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا نصر بن علي، نا أبي عن خالد بن قيس،

ص: 509


1- كلمة مطموسة بالأصل.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 204/19.
3- بدون إعجام بالأصل، ترجمته في سير أعلام النبلاء 65/17.
4- تاريخ الثقات للعجلي ص 374 رقم 1303 و عن العجلي في سير أعلام النبلاء 370/4 و تهذيب الكمال 389/14.
5- راجع كتابنا: تاريخ مدينة دمشق 296/16 ترجمة خالد بن يزيد بن أبي مالك رقم 1931.
6- الضبعي بضم المعجمة و فتح الموحدة.
7- ترجمته في تهذيب الكمال 392/14 و تهذيب التهذيب 402/4 التاريخ الكبير 417/6 و الجرح و التعديل 300/6.
8- بالأصل: حمزة، تصحيف، و التصويب عن تهذيب الكمال.

عن قتادة، عن عمران بن عصام، عن عمران بن حصين عن النبي صلى اللّه عليه و سلم في الشفع و الوتر قال:«هي الصّلاة منها شفع و منها وتر»[9376].

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح أحمد بن عبد الملك، و أبو المظفّر بن القشيري، و أبو القاسم الشّحّامي قالوا: أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو طاهر محمّد بن الفضل بن محمّد بن إسحاق بن خزيمة، نا جدي أبو بكر، نا نصر بن علي، خبّرني أبي، نا خالد بن قيس، عن قتادة، عن عمران بن عصام عن عمران بن حصين عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال في الشفع و الوتر قال:«الصّلاة فيها شفع و منها وتر»[9377].

و رواه همّام عن قتادة فزاد فيه رجلا غير مسمّى.

أخبرناه أبو سهل المزكي، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا محمّد بن بشّار، نا عفّان بن مسلم، نا همّام بن يحيى، عن قتادة.

أنه سئل عن الشفع و الوتر فقال: أخبرني عمران بن عصام الضّبعي عن شيخ من أهل البصرة عن عمران قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«في الصّلاة منها شفع و منها وتر»[9378].

قال: و قال الحسن: العدد (1)،و قال عكرمة عن ابن عباس قال: الشفع يوم النحر، و الوتر يوم عرفة.

قال: و قال آخرون: اللّه الوتر، و خلقه الشفع.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا أبو داود، نا همّام، عن قتادة، عن عمران بن عصام.

أن شيخا حدّثه من أهل البصرة عن عمران بن حصين أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سئل عن الشفع و الوتر؟ فقال:«هي الصّلاة بعضها شفع و بعضها وتر»[9379].

قال: و حدّثني أبي (3)،نا بهز، نا همّام قال: سئل قتادة عن الشفع و الوتر فقال:

ص: 510


1- كذا بالأصل، و في المختصر: العيد.
2- مسند أحمد بن حنبل 214/7 رقم 19940 طبعة دار الفكر.
3- مسند أحمد بن حنبل 216/7 رقم 19955 طبعة دار الفكر.

حدّثنا عمران بن عصام الضّبعي عن شيخ من أهل البصرة عن عمران بن حصين أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«هي الصّلاة منها شفع و منها وتر»[9380].

ذكر أبو محمّد بن زبر فيما نقلته من كتاب أبيه أبي سليمان، أنا العبدي، عن المدائني قال: لما أبى (1) عبد العزيز بن مروان أن يجيب عبد الملك إلى ما أراد قال عبد الملك: اللّهمّ إنه قطعني فاقطعه، فلما مات عبد العزيز قال أهل الشام: إنه ردّ على أمير المؤمنين أمره، فدعا عليه فاستجيب له، و قال عبد الملك لابنيه الوليد و سليمان: هل قارفتما حراما قط؟ قال: لا و اللّه، قال: اللّه أكبر نلتماها إذا و ربّ الكعبة.

قال (2):و كتب الحجاج إلى عبد الملك يزيد له بيعة الوليد، و أوفد وفدا في ذلك عليهم عمران بن عصام العمري (3)،فقام عمران خطيبا فتكلم، و تكلم الوفد و حثوا عبد الملك و سألوه ذلك و أنشأ عمران يقول (4):

أمير المؤمنين إليك نهدي (5) *** على النأي التحية و السلاما

أجبني في بنيك يكن جوابي *** لهم عادية (6) و لنا قواما

فلو أن الوليد أطاع فيه *** جعلت له الخلافة (7) و الذماما

شبيهك حول قبته قريش *** به يستمطر الناس الغماما

و مثلك في التقى لم يصب يوما *** لدن خلع القلائد و التماما

قال: فقال عبد الملك: يا عمران إنه عبد العزيز؟ قال: احتل له يا أمير المؤمنين.

ص: 511


1- بالأصل:«أتى» و لعل الصواب ما ارتأيناه.
2- الخبر و الشعر في تاريخ الطبري 413/6 في حوادث سنة 85.
3- كذا ورد بالأصل هنا، و مرّ في عامود نسبه: الضّبعي و زيد في تهذيب الكمال فيه: و يقال: العنزي.
4- من أبيات وردت في تاريخ الطبري 413/6 و بعضها في الأغاني 275/17 ضمن خبر لابن قيس الرقيات.
5- الأغاني: إليك أهدي على الشحط .
6- في الأغاني و المختصر: لهم أكرومة.
7- الأغاني: جعلت له الإمامة و الذماما.

كتب إليّ أبو القاسم يحيى بن ثابت بن بندار بن إبراهيم (1) الوكيل من بغداد، نا أبي أبو المعالي البقّال، أنا أبو العباس أحمد بن عمر بن أحمد البرمكي الحنبلي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن علي بن عبد الرحمن بن منصور المروزي الكاتب، نا أبو بكر محمد بن القاسم بن محمد بن بشار النحوي (2)،نا أحمد بن سعيد، نا الزبير - هو ابن بكار (3)-حدثني كثير بن جعفر عن أبيه قال:

قال الحجاج بن يوسف يوما لأهل ثقته من جلسائه، ما من أحد من بني أمية أشد نصبا إليّ من عمر (4) بن عبد العزيز بن مروان، و ليس يوم من الأيام إلاّ و أنا أتخوف أن تأتيني منه قارعة، فهل من رجل تدلوني عليه، له لسان و شعر و جلد؟ قالوا: نعم عمران بن عصام العنزي (5)،قال: فدعاه فأخلاه، ثم قال: أخرج بكتابي إلى أمير المؤمنين، فاقدح في قلبه من ابنه شيئا في الولاية، فقال له عمران: رش (6) إليّ أيها الأمير رشا، فقال له الحجاج: إن العوان لا تعرّف (7) الخمرة.

فخرج بكتاب الحجاج، فلما دخل على عبد الملك و دفع إليه الكتاب، و سأله عن الحجاج و أمر العراق اندفع يقول:

أمير المؤمنين إليك نهدي *** على الشحط التحية و السلاما

أجبني عن بنيك يكن جوابي *** لهم أكرومة و لنا نظاما

و لو أن الوليد أطاع فيه *** جمعت له الخلافة و الذماما

قال: فكتب عبد الملك إلى عبد العزيز يسأله أن يجعل الولاية بعده للوليد، فكتب إليه عبد العزيز: إن ابني مثل ابنك، و ابني أحب إليّ من ابنك.

ص: 512


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 505/20.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 274/15.
3- من طريقه روى الخبر أبو الفرج الأصبهاني في الأغاني 274/17.
4- في الأغاني: أشد نصبا لي من عبد العزيز بن مروان.
5- مهملة بدون إعجام بالأصل و صورتها:«العنرى» و المثبت عن الأغاني.
6- في الأغاني:«دس أيها الأمير إليّ دسّا» و في المختصر:«رسّ إليّ أيها الأمير رسيسا» و سيرد قريبا بالأصل: الرس و الرسيس و سيفسر المصنف اللفظتين.
7- في الأغاني: تعلم مثل، يريد أن المجرب عارف بأمره، راجع المستقصى للزمخشري.

فأعاد إليه عبد الملك الكتاب، فكتب إليه عبد العزيز:

إن رأيت ألاّ تعجل عليّ بالقطيعة، و لا يأتي عليّ الموت إلاّ و أنت لي واصل، فافعل، و ذكر قرب الأجل، قال: فرقّ عبد الملك رقة شديدة لكتابه، ثم قال: لا يكون إلى الصلة أسرع مني، و كف عن ذكر ذلك، و ما لبث عبد العزيز إلاّ ستة أشهر حتى مات.

فلما كان زمان ابن الأشعث خرج عمران بن عصام مع ابن الأشعث على الحجاج، فأتي به الحجاج حين قتل ابن الأشعث فقتله، فبلغ ذلك عبد الملك، فقال:

قطع اللّه يد الحجاج أقتله و هو الذي يقول (1):

و بعثت من ولد الأغر و معتّب *** صقرا يلوذ حمامه بالعوسج (2)

و إذا طبخت بناره أنضجتها (3) *** و إذا طبخت بغيره لم تنضج

قال أحمد بن سعيد - و هو الدمشقي - معتّبا: هو جد الحجاج، و قال أحمد:

و الرس و الرسيس (4) المضمر في القلب، و الرسيس: أيضا الداخل من الحبّ .

و الخمرة: بكسر الخاء ليس الخمار، و الخمرة بضم الخاء كالمسجد.

و قال أبو بكر: و معنى قوله: إنّ العوان لا تعلّم الخمرة: أن المرأة الثيّب لا تعلّم لبس الخمارة لأنها قد عرفت من ذلك، ما لم تعرفه العاتق.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط (5) قال: في تسمية التابعين من أهل البصرة قال: و من قبائل ربيعة بن نزار عمران بن عصام من ولد صعب بن وهب بن جلّ (6) بن أحمس بن ضبيعة بن

ص: 513


1- البيتان في الأغاني 275/17 و العقد الفريد 54/5 مع بيت ثالث و روايته: و هو الهزبر إذا أراد فريسة لم ينجها منه صريخ الهجهج
2- العوسج: شجر، له شوك.
3- بالأصل:«بنار أنضجت» و المثبت عن الأغاني و العقد الفريد.
4- كذا بالأصل هنا:«الرس و الرسيس» و مر: رش... رشا.
5- طبقات خليفة بن خيّاط ص 350 رقم 1651.
6- الأصل:«حد» و المثبت عن طبقات خليفة.

ربيعة بن نزار، قتله الحجاج بن يوسف بعد ابن الأشعث سنة أربع أو خمس و ثمانين، يكنى أبا عمارة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء، أنا أبو بكر، أنا أبو أمية، نا أبي قال: عمران بن عصام ضبعي، قاله يحيى، و هو عنزي، قتله الحجاج.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن و المبارك و محمّد - و اللفظ [له] (1)-قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (2):

عمران بن عصام الضّبعي البصري روى عنه قتادة، و المثنّى (3) بن سعيد، و روى (4) أبو جمرة نصر بن عمران: عن أبيه قال: عمران بن ميسرة بن عبد الوارث عن أبي التّيّاح. عن عمران بن عصام قاض (5) كان عندهم، و قال حجّاج: نا حمّاد عن أبي جمرة عن أبيه: عاش النبي صلى اللّه عليه و سلم ثلاثا و ستين سنة.

و قال عارم: نا معتمر، نا أبي، عن عبد الرّحمن صاحب السقاية قال: دعا الحجاج أنسا فلم يكلفه ما يكلف الناس غير أنه شتمه، فسمعت أنسا يقول: إنا للّه و إنا إليه راجعون، ثم دعاني، فقلت: لم أنكث بيعتي، فما أعلم أحدا من الناس نجا منه، كما نجا عبد الرّحمن، و جيء بعمران بن عصام الضّبعي و كان يذكر قال: ربما سمعته يقول: اللّهم اغفر لنا حتى يبكي، فقتله.

قال أبي: و جيء بأبي السوار فقال: ما تقول ؟ قال: كافر منافق، قال: و اللّه ما عنى غيره.

أنبأنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن، و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك

ص: 514


1- زيادة لازمة، قياسا إلى أسانيد مماثلة.
2- التاريخ الكبير 417/6.
3- في التاريخ الكبير: و المثنى الضبعي.
4- في التاريخ الكبير: و يقال، بدل: و روى.
5- كذا بالأصل و التاريخ الكبير، و الذي في تهذيب الكمال:«القاصّ ».

قالا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا أبو الحسن.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (1):عمران بن عصام الضّبعي والد أبي (2)جمرة نصر بن عمران و كان قاضيا بالبصرة، روى عن عمران بن حصين، روى عنه قتادة، و مثنى الضّبعي، و ابنه نصر بن عمران، و أبو التّيّاح، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن كامل المقدسي، قال: كتب إليّ أبو جعفر بن المسلمة يذكر أن أبا عبيد اللّه محمّد بن عمران المرزباني أخبرهم إجازة قال (3):

عمران بن عصام العنزي الأشلّ من بني هميم كان أعور شريفا بعثه الحجاج إلى عبد الملك بن مروان يحضه على توكيد بيعة الوليد و خلع أخيه عبد العزيز فقال لعبد الملك.

أمير المؤمنين إليك نهدي *** على الناي التحية و السلاما

فلو أنّ الوليد أطاع فيه *** لقدت له الخزامة و الذّماما

فلا تك ما حلبت لقوم غدا *** و بعد غد بنوك هم العياما

ثم قتله الحجاج بعد ذلك لخروجه مع ابن الأشعث، و اختصم سويد بن منجوف و مسمع في الرئاسة إلى عمران فجعل الرئاسة لسويد، فقال شاعر منهم:

و حكّم عمران الهميمي قومكم *** و أخّر عن عقد الرئاسة مسمعا

و لعمران:

فتح (4) اللّه عداوة لا تتّقى *** و قرابة يدلى بها لا تنفع

و له يعاتب عامر بن مسمع:

عذيري من أخ إن أدن شبرا *** يزدني في مباعدة ذراعا

ص: 515


1- الجرح و التعديل 300/6.
2- بالأصل:«والد ابن حمزة».
3- ليس لعمران بن عصام أي ذكر في معجم الشعراء المطبوع الذي بين يدي، و الخبر - نقلا عن المرزباني في طبقات الشعراء - في تهذيب الكمال 392/14.
4- في المختصر:«قبح الإله» و في تهذيب الكمال: فتح الإله.

أبت نفسي له إلاّ وصالا *** و تأبى نفسه إلاّ انقطاعا

كلانا جاهد أدنو و ينأى *** كذلك ما استطعت و ما استطاعا

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي الجوهري، أنا إبراهيم بن أحمد بن جعفر الحرقي، نا جعفر بن محمد بن الحسن الفريابي نا رجاء السقطي، نا سعيد بن عامر، نا المثنى بن سعيد، قال: أدركت هذا المسجد - يعني مسجد بني ضبيعة - و إمامهم يصلي بهم في رمضان، يختم بهم في كل ثلاث رجل يقال له عمران بن عصام. قال: و صلى فيهم قتادة بعده، فكان يختم في كل سبع.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي الفتح عبد الملك بن عمر بن خلف، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الحسين بن الطيوري أنا أبو الفتح الرزاز، نا أبو حفص بن شاهين أنا محمد بن مخلد.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه أيضا، أنا ابن الطيوري، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا عثمان بن محمّد، نا إسماعيل بن محمد، قالا: أنا العباس بن محمد بن حاتم، نا أبو بكر بن أبي الأسود، نا سعيد بن عامر عن المثنى بن سعيد قال:

أدركت عمار (1) بن عصام الضبعي يختم القرآن في مسجد بني ضبيعة في كل ثلاث يؤمهم، قال: ثم أمّهم قتادة من بعده فجعل يختم في كل سبع، ثم جعلها بعد ذلك عشرا.

أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، نا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (2)،[قال:] حدثني علي بن محمد عن عبيد اللّه بن عمر البكراوي قال: كتب عبد الملك إلى الحجاج أن أدع الناس إلى البيعة فمن أقرّ بالكفر فخلّ سبيله إلاّ رجل نصب راية أو شتم أمير المؤمنين، فدعا الناس إلى البيعة على ذلك حتى جاءت بنو ضبيعة، فقرأ عليهم الكتاب، فنهض

ص: 516


1- كذا بالأصل هنا:«عمار» و هو عمران صاحب الترجمة.
2- الخبر في تاريخ خليفة بن خيّاط ص 282 في حوادث سنة 82 تحت عنوان: وقعة الزاوية.

عمران بن عصام، فدعا به الحجاج، فقال: أشهد (1) على نفسك بالكفر، قال: ما كفرت باللّه مذ آمنت (2)،فقتله. قال خليفة (3):

فحدثني أبو اليقظان عامر... (4) حدثني سالم (5) بن الجارود بن أبي سبرة الهذلي، قال:

أتى الحجاج بعمران بن عصام، فقال: عمران بن عصام ؟ قال: نعم، قال: أ لم أقدم من العراق و أوفدتك إلي أمير المؤمنين و لا يوفد مثلك ؟ قال: بلى، قال:

و زوجتك سيدة قومها ماوية بنت مسمع و لم تكن لها بأهل ؟ قال: بلى، قال: فما حملك على الخروج مع عدو اللّه ابن الأشعث ؟ قال: أخرجني بأذان، قال: فأين كنت عن حجلة أهلك ؟ قال: أخرجني بأذان، قال: فأين كنت عن خرب البصرة، قال:

أخرجني بأذان، قال: فكشط رجل العمامة عن رأسه فإذا محلوق، قال: و محلوق أيضا؟! لا أقالني اللّه إن أقتلك، فأمر به (6) فضربت عنقه.

قال: فسأل عبد الملك [بن مروان] بعد ذلك عن عمران بن عصام، فقيل: قتله الحجاج، فقال: و لم ؟ قيل خرج مع ابن الأشعث، قال: ما كان ينبغي أن يقتله بعد قوله:

و بعثت من ولد الأغر معتّب *** صقرا يلوذ حمامه بالعوسج

فإذا طبخت بناره أنضجتنا *** و إذا طبخت بغيرها لم تنضج

و هو الهمام إذا أراد فريسة *** لم ينجها منه صريخ الهجهج

و بلغني عن الزبير بن بكار، عن كثير بن جعفر، عن أبيه قال: لما كان زمان ابن الأشعث خرج عمران بن عصام معه على الحجاج فأتي به حين قتل ابن الأشعث، فقتله فبلغ ذلك عبد الملك، فقال: قطع اللّه يد الحجاج، أقتله و هو الذي يقول:

ص: 517


1- في تاريخ خليفة: أتشهد.
2- في تاريخ خليفة: آمنت به.
3- تاريخ خليفة ص 283.
4- كلمة غير مقروءة بالأصل و فوقها ضبة.
5- في تاريخ خليفة: سلم.
6- بالأصل:«فأمر اللّه» و المثبت عن تاريخ خليفة.

و لقيت من ولد الأغرّ معتّب *** صقرا يلوذ حمامه بالعوسج

و إذا طبخت بناره أنضجتها *** و إذا طبخت بغيرها لم ينضج

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّاء، و أبو محمّد بن بالوية قالا: نا محمّد بن يعقوب الأصم، نا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول (1).

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسّان الغلاّبي نا أبي قال: قال أبو زكريا.

عمران بن عصام الضّبعي قتله الحجاج - زاد الغلابي و قال غيره:- عمران عنزي من عنزة بن أسد بن ربيعة، و هذا خطأ من قول يحيى.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (2) قال: و أتى الحجاج بعمران بن عصام الضّبعي فقتله صبرا - يعني يوم وقعة الزاوية (3)-في محرم سنة اثنتين و ثمانين.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور النّهاوندي، أنا أبو العبّاس، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل قال:

يقال عمران بن عصام العنزي الشاعر أتى به الحجاج أسيرا بدير الجماجم (4)فقتله البصري قال محمّد: العنزي بن عبد القيس، و العنز عامر بن ربيعة العنزي من اليمن.

5164 - عمران بن أبي كثير الحجازي

حدّث عن رجل من أهل العراق.

ص: 518


1- كذا بالأصل.
2- تاريخ خليفة بن خيّاط 286 تحت عنوان: تسمية القراء الذين خرجوا مع ابن الأشعث.
3- الزاوية: عدة مواضع، منها موضع قرب البصرة كانت به الوقعة المشهورة بين الحجاج و ابن الأشعث قتل فيها خلق كثير (معجم البلدان).
4- دير الجماجم: بظاهر الكوفة على سبعة فراسخ منها على طرف البر للسالك إلى البصرة (معجم البلدان).

و حكى عن سعيد بن المسيّب، و قبيصة بن ذؤيب.

روى عنه محمّد بن إسحاق.

و وفد على عبد الملك بن مروان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1) قال: قرأت على محمّد بن حميد حدثكم سلمة و علي (2) عن ابن إسحاق، عن عمران بن أبي كثير قال:

قدمت الشام فإذا قبيصة بن ذؤيب قد جاء برجل من أهل العراق فأدخله على عبد الملك بن مروان فحدثه عن أبيه عن المغيرة بن شعبة.

أنه سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ الخليفة لا يناشد» قال: فأعطي و كسي و حبي قال:

فحك في نفسي شيء، فقدمت المدينة فلقيت سعيد بن المسيّب، فحدثته فضرب يده بيدي ثم قال: قاتل اللّه قبيصة كيف باع دينه بدنيا فانية، و اللّه ما من امرأة من خزاعة قعيدة في بيتها إلاّ قد حفظت قول عمرو بن سالم الخزاعي لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (3):

اللّهم (4) إني ناشد محمّدا

حلف أبينا و أبيه الأتلدا.

أ فيناشد (5) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و لا يناشد الخليفة ؟ قاتل اللّه قبيصة كيف باع دينه بدنيا فانية.

و قد أخبرنا بحديث عمرو بن سالم - الذي ذكره سعيد بن المسيّب - أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أحمد بن محمّد بن زياد، و محمّد بن يعقوب قالا: نا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن

ص: 519


1- الخبر رواه يعقوب بن سفيان النسوي في المعرفة و التاريخ 557/1.
2- في المعرفة و التاريخ:«و علي بن إسحاق» سقطت منه لفظة:«عن» و هي ضرورية، فقد مرّ: روى عنه محمد بن إسحاق.
3- الرجز في أسد الغابة 721/3 في ترجمة عمرو بن سالم الخزاعي و المعرفة و التاريخ 557/1.
4- في أسد الغابة: لا همّ .
5- بالأصل: فيناشد، و المثبت عن المعرفة و التاريخ.

بكير (1)،عن محمّد بن إسحاق، حدّثني الزهري، عن عروة بن الزبير، عن مروان بن الحكم، و المسور بن مخرمة فيما أخبراه جميعا.

أن عمرو بن سالم ركب إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم عند ما كان من أمر خزاعة و بني بكر بالوتير (2) حتى قدم المدينة إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يخبره الخبر و قد قال أبيات شعر، فلما قدم على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنشده إياها (3):

اللّهم (4) إنّي ناشد محمّدا *** حلف أبينا و أبيه الأتلدا

كنا والدا و كنت (5) ولدا *** ثمت أسلمنا فلم ننزع يدا

فانصر رسول اللّه نصرا عتدا

و ادع عباد (6) اللّه يأتوا مددا *** فيهم رسول اللّه قد تجردا

في فيلق كالبحر يجري مزبدا *** إنّ قريشا أخلفوك الموعدا

و نقضوا ميثاقك المؤكدا *** و زعموا أن لست تدعو أحدا

فهم أذلّ و أقلّ عددا *** قد جعلوا لي بكدا (7) مرصدا (8)

هم بيّتونا بالوتير هجّدا *** فقتّلونا ركّعا و سجّدا

فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«نصرت يا عمرو بن سالم» فما برح حتى مرت عنانة (9)في السماء، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن هذه السحابة لتستهل بنصر بني كعب».

ص: 520


1- رواه من هذه الطريق ابن الأثير في أسد الغابة 721/3. في ترجمة عمرو بن سالم الخزاعي، و انظر الاستيعاب 540/2 (هامش الإصابة)، و سيرة ابن هشام 36/4 ت مصطفى السقا.
2- الوتير: اسم ماء بأسفل مكة لخزاعة.(معجم البلدان).
3- الأبيات في المصادر السابقة.
4- في سيرة ابن هشام و الاستيعاب: يا ربّ .
5- في أسد الغابة: كنت لنا أبا و كنا ولدا و في سيرة ابن هشام: قد كنتم ولدا و كنا والدا
6- في سيرة ابن هشام: هداك اللّه.
7- كداء بوزن سحاب، موضع بأعلى مكة (معجم البلدان).
8- في الاستيعاب و سيرة ابن هشام:«رصّدا».
9- أي سحابة.

و أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الناس بالجهاز (1)،و كتمهم مخرجه، و سأل اللّه أن يعمي على قريش خبره حتى يبغتهم في بلادهم.

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (2) قال: عمران بن أبي كثير سمع سعيد بن المسيّب و قبيصة بن ذؤيب، سمع منه محمّد بن إسحاق؛ مرسل.

أخبرنا أبو الحسين القاضي إذنا، و أبو عبد اللّه الأديب - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم العبدي، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (3):عمران بن أبي كثير سمع سعيد بن المسيّب، و قبيصة بن ذؤيب، سمع منه محمّد بن إسحاق سمعت أبي يقول ذلك.

5165 - عمران بن أبي مدرك

5165 - عمران بن أبي مدرك (4)

حكى عن القاسم بن مخيمرة الهمداني الكوفي نزيل دمشق.

حكى عنه أبو خالد يزيد بن يحيى القرشي الدمشقي.

قرأت على أبي محمّد عبد اللّه بن أسد بن عمار، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم، نا يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا يزيد بن يحيى، نا عمران بن أبي مدرك قال: قال رجل للقاسم بن مخيمرة: متعني اللّه بك، قال: متعك اللّه بحمارك.

5166 - عمران بن معروف السّدوسي البصري

ولي قضاء الأردن.

ص: 521


1- كذا بالأصل و أسد الغابة، و في المختصر: بالجهاد.
2- التاريخ الكبير 424/6.
3- الجرح و التعديل 303/6.
4- ترجمته في ميزان الاعتدال 242/3.

و اجتاز بدمشق.

و حدّث عن سليمان بن أرقم، و أبي هلال محمّد بن سليم الراسبي.

روى عنه هشام بن عمار، و سليمان بن عبد الرّحمن الدمشقيان.

و لم يذكره البخاري، و لا ابن أبي حاتم في كتابيهما.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر، و أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن البارع، و أم أبيها فاطمة بنت علي بن الحسين بن جدا، قالوا: أنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن علي، أنا علي بن محمّد الحربي، نا أبو بكر محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، نا هشام بن عمّار، نا عمران بن معروف السّدوسي، نا سليمان بن أرقم، عن الحسن، عن عقيل بن أبي طالب.

أنه تزوج فقيل له: بالرّفاء و البنين، قال: لا تقولوا هكذا، و لكن قولوا كما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«على الخير و البركة، بارك اللّه لك و بارك عليك»[9381].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا حيدرة بن علي بن إبراهيم، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الحسن بن حذلم، نا يزيد بن محمّد.

ح و أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا تمام بن محمّد، و عبد الوهاب الميداني (1)،قالا: أنا أبو عبد اللّه بن مروان، حدّثني الحسن بن علي بن خلف الصّيدلاني قالا: سليمان بن عبد الرّحمن، نا عمران بن معروف - زاد الأكفاني: قاضي الأردن - نا أبو هلال الراسبي قال: سألت ابن سيرين عن كرى الأرض فقال: قال رافع بن خديج نهى - و قال الأكفاني: نهانا - نبينا - أو نبيّ اللّه - صلى اللّه عليه و سلم عن كرى الأرض[9382].

5167 - عمران بن موسى

حدّث عن مكحول الدمشقي.

روى عنه زيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي.

أنبأنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا أبو الحسن

ص: 522


1- غير واضحة بالأصل من سوء التصوير، و المثبت قياسا إلى سند مماثل.

علي بن الحسن بن علي الربعي الحافظ ، أنا أبو الحسين عبد الوهّاب بن الحسن، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عبد السّلام، نا علي بن معبد، نا زيد بن يحيى الدمشقي، نا عمران بن موسى، عن مكحول قال: قال عبد اللّه بن عمرو:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«قيدوا العلم بالكتاب»[9383].

5168 - عمران بن موسى بن المهرجان

أبو الحسن النيسابوري

حدّث بدمشق و بمصر عن: محمّد بن يزيد السّلمي، و الحسن بن سعيد البغدادي البزّاز، و أحمد بن حفص بن عبد اللّه، و علي بن سعيد بن جرير النّسوي، و محمّد بن يحيى الذهلي، و أحمد بن الحسن الكوفي، و محمّد بن عزيز الأيلي، و يونس بن عبد الأعلى الصّدفي، و محمّد بن عبد اللّه بن ميمون.

روى عنه أبو الحسن بن الفيض، و محمّد بن عبد اللّه بن زكريا بن حيّوية النيسابوري (1)،و أبو محمّد الحسن بن رشيق العسكري، و أبو بكر محمّد بن سليمان البندار.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء بن أبي منصور، أنا أبو الفتح منصور بن الحسين، و أبو طاهر أحمد بن محمود قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو الحسن عمران بن موسى المهرجاني النيسابوري بمكة، نا محمّد بن يحيى النيسابوري، نا عبد الصمد بن عبد الوارث، نا شعبة، عن خالد الحذّاء، عن عبد اللّه بن شقيق، عن أبي هريرة قال:

قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«إذا استيقظ أحدكم من منامه فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثا فإنه لا يدري أين باتت يده منه»[9384].

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا سهل بن بشر الأسفرايني، أنا علي بن منير بن أحمد الخلاّل، أنا الحسن بن رشيق، نا أبو الحسن عمران بن موسى بن المهرجان النيسابوري، نا محمّد بن يحيى، نا محمّد بن عبد اللّه بن المثنى

ص: 523


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 160/16.

الأنصاري (1)،عن الصّلت بن دينار (2) أبي شعيب، نا عطاء، عن ابن الزبير.

أنه خطب الناس فقال: حدثتني عائشة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«لو لا أنّ قومك حديث عهد بالكفر لأعدت البيت على بنائه، و لجعلت لها بابين شرقيا و غربيا، فقد أوسع اللّه من المال»[9385].

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب بن مندة، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمّي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس.

عمران بن موسى النيسابوري قدم مصر، فحدّث عن أهل خراسان عن أحمد بن حفص بن عبد اللّه النيسابوري (3) و غيره.

5169 - عمران بن موسى

أبو موسى الطّرسوسي

حدّث بدمشق عن عفّان بن مسلم، و إسحاق بن إبراهيم الخشني، و أبي جابر محمّد بن عبد الملك الأزدي، و أحمد بن أبي الحواري، و روّاد بن الجرّاح، و فيض بن إسحاق الرقي، و عبد الصمد بن يزيد خادم الفضيل بن عياض، و عبدة بن سليمان المروزي، و عبّاس بن الوليد بن مزيد (4)،و سنيد بن داود، و محمّد بن مصعب، و أبي توبة الربيع بن نافع (5).

و حكى عن النّباجي (6).

روى عنه أبو حاتم الرازي، و أبو الطّيّب الرّسعني الوراق، و عمرو بن معاذ الدّاراني، و العباس بن أحمد بن محمّد الصباغ، و إسماعيل بن قيراط ، و أبو الأصيد محمّد بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن، و مخلص بن موحد، و محمّد بن عثمان بن

ص: 524


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 532/9.
2- تقرأ بالأصل:«دثير» تصحيف، و هو الصلت بن دينار الأزدي الهنائي أبو شعيب البصري، ترجمته في تهذيب الكمال 131/9.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 383/12.
4- الأصل: يزيد، تصحيف.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 653/10.
6- هو أبو عبد اللّه سعيد بن بريد الصوفي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 586/9.

حمّاد الأنصاري الكفرسوسي، و أبو الجهم بن طلاّب، و سعيد بن عمرو البردعي، و أبو العباس أحمد بن عامر بن المعمّر الأزدي، و إبراهيم بن محمّد بن الحسن بن متّويه (1)،و الحسن بن علي بن عوانة الكفربطناني.

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل بن بشر، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، و أبو محمّد بن أبي نصر، و أبو الحسين الميداني، قالوا: أنا أبو بكر محمّد بن عيسى الطّرسوسي.

ح قال: و أنا تمام بن محمّد، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علاّن الحرّاني الحافظ (2)،قالا (3):أنا أبو الطيب محمّد بن أحمد بن حملان الرّسعني، نا أبو موسى عمران بن موسى الطّرسوسي. بدمشق - نا عبد الملك بن سليمان، حدّثني عثمان بن عمر بن فارس، نا معاذ بن العلاء، عن نافع، عن ابن عمر.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خطب على المنبر فقال:«من جاء منكم الجمعة فليغتسل»[9386].

أنبأنا أبو العساف محمّد بن الحسن بن محمّد العلوي الأصبهاني (4)،أنا أبو سعد (5) عبد الرّحمن بن أحمد بن عمر بن يزيد الصفّار - قراءة عليه - نا جدي أبو بكر عبد اللّه بن أحمد بن القاسم، نا إبراهيم بن محمّد بن الحسن بن متويه، نا عمران بن موسى الدمشقي أن عبدة بن سليمان المروزي حدثه قال: سمعت محمّد بن أبي منصور المصّيصي يقول:

مهلا أيها العبد، مهلا أيها العبد الجاهل المغرور، التائه الضال عن قصد السبل.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الأديب - مشافهة - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ص: 525


1- بالأصل: مثوبه، تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 142/14.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 20/16.
3- كذا بالأصل.
4- قارن مع مشيخة ابن عساكر 182/ب.
5- بالأصل: سعيد، تصحيف، و المثبت «أبو سعد» عن مشيخة ابن عساكر 183/أ. راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 585/17.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (1):عمران بن موسى الطّرسوسي و هو أبو موسى روى عن روّاد بن الجرّاح و فيض بن إسحاق، و عبد الصمد بن يزيد خادم الفضيل، روى عنه أبي، سئل أبي عنه فقال: صدوق ثقة.

5170 - عمران بن النعمان الكلاعي

من أهل دمشق.

استخلفه يزيد بن أبي كبشة على ولاية السند حين مات (2)،و ذلك في ولاية سليمان بن عبد الملك، له ذكر و كان يزيد واليا لها.

5171 - عمران بن هلباء الكلبي

شاعر.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهّاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمّد بن جرير (3)،حدّثني أحمد بن زهير، عن علي بن محمّد بن سعيد (4) العامري عامر كلب قال: قال عمران بن هلبا الكلبي يجيبه يعني الشاعر اليماني الذي قال الشعر (5) على لسان الوليد بن يزيد:

ففي صدر المطية يا جلالا *** و حدّي بحبل من قطع الحبالا

أ لم يجزيك (6) أنّ ذوي يمان *** يرى من جاز قتلهم حلالا

جعلنا للقبائل من نزار *** غداة المرج أياما طوالا

ص: 526


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 306/6.
2- كذا بالأصل، و ورد في تاريخ خليفة ص 318 أن يزيد بن أبي كبشة أقام على خراج السند أقل من شهر، ثم مات و استخلف أخاه عبيد اللّه بن أبي كبشة، فعزله صالح [بن عبد الرحمن] و ولى عمران بن النعمان الكلاعي.
3- الخبر و الشعر في تاريخ الطبري 234/7-235 حوادث سنة 126.
4- كذا بالأصل: و في تاريخ الطبري: عن علي بن محمد، عن محمد بن سعيد العامري.
5- انظر الشعر الذي قاله بعض شعراء اليمن على لسان الوليد يحرض عليه اليمانية في تاريخ الطبري 234/7.
6- في تاريخ الطبري: أ لم يحزنك... يرى من حاذ قيلهم جلالا.

بنا ملك المملّك من قريش *** و أودى جدّ من أودى فزالا

متى تلق (1) السّكون و تلق (2) كلبا *** بعبس تخش (3) من ملك زوالا

كذلك المرء ما لم يلق (4) عدلا *** يكون عليه منطقه وبالا

أعدوا آل حمير إذ دعيتهم *** سيوف الهند و الأسل النهالا

و كل مقلص نهد (5) القصيرى *** و ذا فودين و القبّ الجبالا

يذرن بكل معترك قتيلا *** عليه الطير قد مذل السؤالا

لئن عيرتمونا (6) ما فعلنا *** لقد قلتم وجدكم مقالا

لا خوان الأشاعث قتلوهم *** فما وصلوا (7) و لا لاقوا نكالا

و أبناء المهلب نحن صلنا *** وقائعهم و ما وصلتم مصالا

و قد كانت جذام على أخيهم *** و لخم يقتلونهم شلالا

هربنا أن نساعدكم عليهم *** و قد أخطأ مساعدكم و فالا

فإن عدتم فإن لنا سيوفا *** صوارم نستجد لها الصقالا

سنبكي خالدا بمهندات *** و لا تذهب صنائعه ضلالا

أ لم يك خالد غيث اليتامى *** إذا حضروا و كنت لهم هزالا

يكفّن خالد موتى نزار *** و يثري حيهم نشبا و مالا

لو أن الجائرين عليه كانوا *** بساحة قومه كانوا نكالا

ستلقى إن بقيت مسوّمات *** عوابس لا يزايلن الحلالا

ص: 527


1- الأصل: نلق، و المثبت عن الطبري.
2- الأصل: نلق، و المثبت عن الطبري.
3- بالأصل:«تعيس يحش» و المثبت عن الطبري.
4- الطبري: يلف.
5- الأصل:«يهد القصدى» و المثبت ن الطبري.
6- الأصل:«عمرتونا» و المثبت عن الطبري.
7- في الطبري: وطئوا.

ذكر من اسمه عمر

حرف الألف في آباء من اسمه عمر

5172 - عمر بن أحمد بن بشر بن السري

أبو بكر البغدادي المعروف بالسّنّي (1)

سمع شعيب بن شعيب بن إسحاق الدّمشقي (2)-بدمشق - و العبّاس بن الوليد بن مزيد (3) ببيروت، و محمّد بن هاشم ببعلبك، و جعفر بن مسافر بتنيس، و أحمد بن عبدة الضّبّي، و محمّد بن عبد الملك بن أبي الشوارب (4)،و محمّد بن عبد الأعلى الصنعاني (5)،و محمّد بن مرداس البصري (6) بالبصرة، و عبد الحميد بن بيان السكري.

روى عنه عبد اللّه بن محمّد بن محمّد المقرئ، و أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن عطاء، و أحمد بن جعفر بن معبد.

كتب إليّ أبو علي الحسن بن أحمد، و حدثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد عنه، أنا أبو نعيم الحافظ (7)،نا أحمد بن جعفر بن معبد، نا عمر بن أحمد السّنّي، نا نصر بن علي، نا زياد بن عبد اللّه، عن موسى الجهني، عن نافع، عن ابن عمر قال:

ص: 528


1- ترجمته في تاريخ بغداد 217/11 و كناه بأبي الحسين.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 304/12.
3- بالأصل: يزيد، تصحيف.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 103/11.
5- ترجمته في تهذيب الكمال 475/16.
6- ترجمته في تهذيب الكمال 203/17.
7- ذكر أخبار أصبهان 353/1.

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلاّ المسجد الحرام»[9387].

قال: و قال ابن عمر: إنّما بين القبر و المنبر روضة من رياض الجنّة.

أنبأنا أبو محمّد بن صابر، أنا أبو عبد اللّه سلمان بن بدا بن طراد بن مطر القيسراني التّغلبي بدمشق، نا أبو سهل غانم بن محمّد بن عبد الواحد بن عبيد اللّه الأصبهاني - إملاء - بها - نا عبد الرزّاق بن أحمد بن عبد الرّحمن، نا عبد اللّه بن محمّد بن محمّد المقرئ، نا أبو بكر عمر بن أحمد السّنّي البغدادي، نا العباس بن الوليد بن مزيد (1) البيروتي - بها - أخبرني أبي عن عبد الوهّاب بن هشام، عن أبيه هشام بن الغاز عن نافع، عن ابن عمر.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«من كان وصلة لأخيه المسلم إلى ذي سلطان في منفعة بر، أو تيسيره أعين على إجازة الصراط يوم تحض الأقدام»[9388].

كتب إليّ أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم (2).

ح و أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (3) قال: سمعت أبا نعيم الحافظ يقول:

عمر بن أحمد بن بشر بن السري البغدادي - زاد الحداد: أبو الحسين و قالا:- يعرف بالسّنّي، قدم أصبهان سنة ست و تسعين و مائتين.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، و أبو الحسن بن سعيد قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (4).

عمر بن أحمد بن بشر بن السري (5)،نا أبو الحسين المعروف بابن السّنّي، سكن أصبهان، و حدّث بها عن أحمد بن عبدة الضّبّي، و عبد الحميد بن بيان السكري، و محمّد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، و محمّد بن عبد الأعلى

ص: 529


1- بالأصل: يزيد، تصحيف.
2- تاريخ بغداد 218/11 و ذكر أخبار أصبهان 353/1.
3- تاريخ بغداد 218/11 و ذكر أخبار أصبهان 353/1.
4- تاريخ بغداد 217/11.
5- بالأصل هنا: البسري، تصحيف، و التصويب عن تاريخ بغداد.

الصنعاني، و هارون بن سعيد الأيلي، و محمّد بن هاشم البعلبكي، و محمّد بن مرداس البصري، و جعفر بن مسافر التّنّيسي و يعقوب الدّورقي، و أبي هشام الرفاعي، و أبي يحيى محمّد بن سعيد العطار، و إسحاق بن سيار النّصيبي و غيرهم، روى عنه أحمد بن جعفر بن معبد، و عامة الأصبهانيين أحاديث مستقيمة.

قال لنا أبو القاسم الواسطي: قال لنا أبو بكر الخطيب: عمر بن أحمد بن السّنّي بضم السين البغدادي سكن أصبهان، و حدّث بها عن هارون بن سعيد الأيلي، و أحمد بن عبدة البصري، و عبد الحميد بن بيان الواسطي و طبقتهم، روى عنه أحمد بن جعفر بن معبد و غيره.

5173 - عمر بن أحمد بن الحسين بن أحمد

أبو حفص الهمذاني (1) الصوفي الورّاق

سمع أبا الحسين بن الطّيّوري، و الحاجب أبا الحسن علي بن محمّد بن علي بن العلاّف (2) ببغداد، و أبا الفتح أحمد بن محمّد بن أحمد، و أبا علي الحسن بن أحمد الحدادين، و أبا المعالي عبّاد بن منصور بن المظفر بن أبي الوحش الأسود بأصبهان، و أبا بكر أحمد بن محمّد بن زنجويه الزنجوني (3)-بزنجان - و أبا الوحش سبيع بن المسلّم بدمشق.

و سكن دمشق مدة في دويرة السميساطي.

و قرأ القرآن على أبي الوحش، و ذكر لي أنه كان يحمله على ظهره.

كتبت عنه بهمذان، و كان شيخا صالحا يؤم في بعض المساجد.

أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد بن الحسين الورّاق - بهمذان - أنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي - ببغداد - أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن

ص: 530


1- بالأصل و المختصر: الهمداني، بالدال المهملة. و التصويب عن مشيخة ابن عساكر 154/أ.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 242/19.
3- هذه النسبة إلى زنجونة، اسم أحد أجداده. ذكره السمعاني و ترجمه و قال: من أهل بلدة زنجان. و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 236/19.

إبراهيم بن شاذان البزاز، أنا أبو بكر أحمد بن سليمان بن أيوب العبّاداني، نا علي بن حرب، نا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن طلحة، عن عبد اللّه بن عوف، عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل.

عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«من ظلم من الأرض شيئا طوّقه من سبع أرضين، و من قتل دون ماله فهو شهيد»[9389].

5174 - عمر بن أحمد بن عثمان بن أحمد بن محمّد

ابن أيوب بن ازداد بن سراح بن عبد الرّحمن

أبو حفص البغدادي الواعظ

المعروف بابن شاهين (1)

سمع بدمشق: أبا علي محمّد بن أبي حذيفة، و هشام بن أحمد بن هشام، و أحمد بن سليمان بن زبّان (2)،و الحسن بن حبيب، و أحمد بن إبراهيم بن عبد الوهّاب بن عبادل (3)،و إبراهيم بن محمّد بن أحمد بن أبي ثابت (4)،و خيثمة بن سليمان بأطرابلس، و محمّد بن سليمان المالكي، و أحمد بن إبراهيم بن حميد بن حكيم بالبصرة.

و روى عنهم و عن أبي القاسم البغوي، و أبي محمّد بن صاعد، و أبي بكر بن أبي داود، و أبي يعلى محمّد بن زهير بن الفضل الأبلّي (5) و محمّد بن هارون بن حميد، و علي بن أبي القاسم بن مبشر، و الحسين بن محمّد بن عفير، و أبي بكر الباغندي... (6) و أبي خبيب العباس بن أحمد بن محمد البرتي (7)،و أحمد بن محمد بن هيثم الدقاق، و أحمد بن محمد بن هاني (8) الشطوي، و أحمد بن

ص: 531


1- ترجمته في تاريخ بغداد 256/11 و تذكرة الحفاظ 987/3 العبر 29/3 المنتظم 182/7 شذرات الذهب 117/3 سير أعلام النبلاء 431/16 و لسان الميزان 283/4.
2- بالأصل: ريان، تصحيف، و التصويب عن سير أعلام النبلاء مرّ التعريف به.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 332/15.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 460/15.
5- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى الأبلّة (راجع معجم البلدان و الأنساب).
6- اسم غير مقروء من سوء التصوير بالأصل.
7- ترجمته في سير أعلام النبلاء 257/14.
8- «هاني الشطوي» غير واضحتين بالأصل و المثبت عن تاريخ بغداد.

مسعود بن عمرو العكبرى (1)،- بمصر - و إبراهيم بن عبد اللّه الزينبي بعسكر مكرم.

روى عنه: أبو بكر محمّد بن إسماعيل الوراق، و هو من أقرانه، و ابنه عبيد اللّه بن عمر بن أحمد، و أبو الحسن العتيقي، و أبو القاسم التّنوخي، و أبو سعد الماليني، و أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن زكريا النّسوي، و أبو محمّد الجوهري، و أبو الفتح بن أبي الفوارس، و أبو بكر البرقاني، و أبو القاسم الأزهري، و أبو محمّد الخلاّل، و عبد العزيز الأزجي، و هلال بن محمّد الحفّار، و جماعة آخرهم أبو الحسين بن المهتدي، و أبو علي محمّد بن وشاح الزينبي، و كان من الثقات المكثرين الجوالين.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان المعروف بابن شاهين - قراءة عليه - سنة أربع و سبعين و ثلاثمائة، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز البغوي، نا محمّد بن عبد الوهّاب، نا محمّد بن أبان عن دريك بن عمرو، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب قال:

أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رجل فشكا إليه الوحشة فقال:«أكثر أن تقول سبحان الملك القدوس، ربّ الملائكة و الروح، جللت السموات و الأرض بالعزة و الجبروت»[9390].

فقالها ذلك الرجل فذهبت عنه الوحشة.

قال ابن شاهين: تفرّد بهذا الحديث محمّد بن أبان عن دريك، لم يحدث به غيره فيما أعلم، و هو حديث غريب حسن عال.

و حدّثنا ابن أبي داود عن عيسى الطيالسي عن عاصم بن يوسف عن محمّد بن أبان.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه بن كادش، نا أبو طالب محمّد بن علي بن الفتح، نا أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين الواعظ ، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا قطن بن نسير، نا جعفر بن سليمان، نا ثابت، عن أنس قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ليسأل أحدكم ربّه - عز و جل - حاجته كلّها حتى يسأله شسع نعله إذا انقطع»[9391].

ص: 532


1- كذا، ترجمته في سير أعلام النبلاء 333/15 و فيها: أبو بكر أحمد بن مسعود بن عمرو بن إدريس، الزنبري المصري.

رواه الترمذي عن أبي داود السّجستاني عن قطن بن نسير.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر، أنا الحسن بن علي الجوهري، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين، نا أحمد بن إبراهيم بن عبد الوهّاب الدمشقي - بدمشق - نا أحمد بن عيسى الخشّاب، نا عمرو بن أبي سلمة، نا مصعب - يعني ابن ماهان - عن سفيان الثوري، عن محمّد بن المنكدر عن جابر بن عبد اللّه.

عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«دخلت الجنة فإذا أكثر أهلها البله»[9392].

قال ابن شاهين: تفرّد بهذا الحديث مصعب بن ماهان عن الثوري، و لا أعرفه بهذا الإسناد إلاّ من هذا الطريق، و هو حديث غريب إن صح.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، و أبو الحسن بن سعيد قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):

عمر بن أحمد بن عثمان بن أحمد بن محمّد بن أيوب بن أزداد بن سراح (2)بن عبد الرّحمن أبو حفص الواعظ المعروف بابن شاهين. سمع شعيب بن محمّد الذّارع، و أبا خبيب البرتي، و أحمد بن محمّد بن الهيثم الدقاق، و أبا عبد اللّه بن عفير، و محمّد بن هارون [بن] المجدر (3)،و محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، و أحمد بن محمّد بن هلال (4) الشّطوي (5)،و أحمد بن محمّد بن الحسن الربعي، و أبا القاسم البغوي، و أبا بكر بن أبي داود، و أحمد بن محمّد بن المغلّس، و أحمد بن محمّد بن أبي شيبة في أمثالهم ممن يتسع ذكره.

حدّثنا (6) عنه ابنه عبيد اللّه، و أبو الفتح بن أبي الفوارس، و هلال الحفّار،

ص: 533


1- تاريخ بغداد 265/11.
2- في تاريخ بغداد: سراج، بالجيم.
3- بالأصل: المجدور، و التصويب عن تاريخ بغداد، و الزيادة السابقة أيضا عن الخطيب. انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 436/14.
4- في تاريخ بغداد: هانى.
5- الشطوي بفتح الشين المعجمة و الطاء المهملة، نسبة إلى جنس من الثياب التي يقال لها الشطوية و بيعها، و هي منسوبة إلى شطا من أرض مصر.(الأنساب، و انظر معجم البلدان: شطا).
6- في تاريخ بغداد:«أخبرنا».

و البرقاني، و الأزهري، و الخلال (1) و الأزجي، و العتيقي، و التنوخي، و الجوهري، و خلق كثير غيرهم، و كان ثقة أمينا يسكن الجانب الشرقي ناحية المعترض.

أخبرني أبو القاسم هبة بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب قال:

عمر بن أحمد بن عثمان بن أحمد بن محمّد بن أيوب بن أزداد بن سراح (2)بن عبد الرّحمن بن شاهين، نسبه لنا (3) عبد الكريم بن محمّد بن أحمد بن القاسم المحاملي.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا قال (4):

و أما سراح بسين مهملة مفتوحة و حاء مهملة فهو: أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن أحمد بن محمّد بن أيوب بن أزداد بن سراح بن عبد الرّحمن يعرف بابن شاهين، الثقة المأمون، كتب الكثير، و سمع بالعراق (5)،و الشام، و البصرة، و فارس، و جمع الأبواب و التراجم، و صنّف كثيرا.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا (6)-أبو الحسن بن سعيد، أنا - أبو بكر الخطيب (7)،أخبرني أبو الفتح عبد الكريم بن محمد بن أحمد المحامي قال: ذكر لنا أبو حفص بن شاهين أنه: عمر بن أحمد بن عثمان بن أحمد بن أيوب بن أزداد بن سراح (8) بن عبد الرّحمن، و قال: كذا وجدت نسبي في كتب أبي، و أصلنا من مروروذ من كور خراسان. و جدي لأمي (9) اسمه: أحمد بن محمد بن يوسف بن شاهين الشيباني، و مولدي وجدته في كتب أبي على ظهر كتاب حدثه بما فيه محمد بن علي بن عبد اللّه الوراق، عن أبي نعيم عن مسعر فقرأت مولدي على كتابه: ولد ابني

ص: 534


1- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن تاريخ بغداد.
2- في تاريخ بغداد: سراج.
3- تقرأ بالأصل:«أنا».
4- الاكمال لابن ماكولا 291/4.
5- زيد بعدها في الاكمال: و مصر.
6- كذا بالأصل في الموضعين:«أنا».
7- تاريخ بغداد 265/11.
8- في تاريخ بغداد: أزداذ بن سراج.
9- بالأصل: لامه، و المثبت عن تاريخ بغداد.

عمر في صفر سنة سبع و تسعين و مائتين، و أول ما كتبت الحديث مما عقلته - و كتبت بيدي - في سنة ثمان و ثلاثمائة و كان لي إحدى عشرة (1) سنة، و كذا كتب ثلاثة من شيوخنا في هذا السن، فتبركت بهم. فأما شيخنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، فأملى علينا إملاء قال: وجدت في كتاب جدي أحمد بن منيع: ولد ابني أبو القاسم عبد اللّه بن محمد يوم الاثنين في شهر رمضان سنة أربع عشرة و مائتين و مات يوم الفطر سنة سبع عشرة و ثلاثمائة و صليت عليه و دفن بباب التبن، و أول ما كتب سنة خمس و عشرين عن إسحاق الطالقاني و غيره، فكان ابتداء كتبه للحديث - يعني و له إحدى عشرة (2) سنة - و أما أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد فإنه بلغني أنه ولد في سنة ثمان و عشرين و مائتين، و ما في آخر سنة ثمان عشرة و ثلاثمائة، و كان عمره تسعين سنة، و أول ما كتب فيما بلغني عن الحسن بن عيسى بن ماسرجس الخراساني سنة تسع و ثلاثين، و صليت عليه و دفن بباب الكوفة، و أما عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث فإنه ذكر أنه قال: ولدت سنة ثلاثين و مائتين، و سمعته يقول: رأيت جنازة إسحاق بن راهويه و كنت مع ابنه في الكتاب. و أول ما كتب عن محمد بن سلمة المرادي بمصر، سنة إحدى و أربعين و مائتين. قال: فقال لي أبي: يا بني أول ما كتبت، كتبت عن رجل صالح، و مات في آخر سنة ست عشرة و ثلاثمائة في أيام التشريق، و صليت عليه و دفن بباب البستان.

قال الخطيب: قوله: إن أول ما كتب عبد اللّه بن سليمان عن محمد بن سلمة وهم، و إنما هو عن محمد بن أسلم الطوسي، و قد ذكره أبو حفص في مواضع أخر على الصواب. و أوردناه في أخبار أبي بكر بن أبي داود.

قال الخطيب (3):و حدّثنا التّنوخي قال: قال لنا ابن شاهين: ولدت في صفر سنة سبع و تسعين و مائتين، و أول سماعي في سنة ثمان و ثلاثمائة، فتفاءلت في ذلك بشيوخي النبلاء، و رجوت أن أكون مثلهم.

آخر الجزء السّابع عشر بعد الخمس مائة من الفرع.

ص: 535


1- بالأصل: أحد عشر.
2- بالأصل: أحد عشر.
3- تاريخ بغداد 266/11.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر (1)،أنا القاضي أبو الحسين محمّد بن علي بن محمّد الهاشمي قال: قال لنا أبو حفص بن شاهين: ولدت في صفر سنة سبع و تسعين و مائتين، و أول ما كتبت الحديث سنة ثمان و ثلاثمائة و صنّفت ثلاثمائة مصنف، و ثلاثين مصنفا، أحدها التفسير الكبير ألف جزء و المسند (2) ألف و خمسمائة (3) جزء، و التاريخ مائة و خمسين جزءا، و الزهد مائة جزء، و أول ما حدثت بالبصرة سنة اثنتين و ثلاثين و ثلاثمائة، قال: و سمعت ابن الساجي.

القاضي (4) يقول: سمعت من ابن شاهين شيئا كثيرا و كان يقول: كتبت بأربع مائة رطل حبر.

قال (5):و نا القاضي أبو بكر محمّد بن عمر بن إسماعيل الداودي، قال: سمعت أبو حفص بن شاهين يقول يوما: حسبت ما اشتريت به الحبر إلى هذا الوقت فكان سبعمائة درهم، قال الداودي: و كنا نشتري الحبر أربعة أرطال بدرهم، قال: و قد مكث ابن شاهين بعد ذلك يكتب زمانا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف بن إبراهيم قال: سمعت الدار قطني يقول: أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين يلح على الخطأ و هو ثقة (6).

أنبأنا أبو عبد اللّه بن أبي العلاء و غيره، قالوا: أنا أبو القاسم أحمد بن سليمان بن خلف بن سعد الباجي، قال: قال أبي أبو الوليد: أبو حفص شيخ لأبي ذرّ ثقة (7).

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (8)،حدّثني أحمد بن علي المحتسب، أنا محمّد بن أحمد بن أبي الفوارس

ص: 536


1- تاريخ بغداد 266/11-267.
2- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن تاريخ بغداد.
3- في سير أعلام النبلاء نقلا عن الخطيب: ألف و ثلاثمائة جزء.
4- في تاريخ بغداد:«القاص».
5- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 267/11.
6- سير أعلام النبلاء 433/16.
7- سير أعلام النبلاء 433/16.
8- تاريخ بغداد 267/11.

قال:- كان ابن شاهين ثقة مأمونا، و قد جمع و صنّف ما لم يصنّف أحد.

قال (1):و سمعت الأزهري ذكر ابن شاهين فقال: كان ثقة، و كان عنده عن البغوي سبع مائة - أو ثمان مائة جزء،- و الشك من الأزهري.

قال (2):و ذكرت لأبي مسعود الدمشقي: أن ابن شاهين لا يخرج إلينا أصوله و إنّما يحدث من فروع، فقال: إن أخرج إليك ابن شاهين حديثا مكتوبا على خرقة فاكتبه.

قال (3):و سمعت محمّد بن عمر الداودي يقول: كان ابن شاهين شيخا ثقة يشبه الشيوخ إلاّ أنه كان لحانا، و كان أيضا لا يعرف من الفقه قليلا (4) و لا كثيرا، و كان إذا ذكر له مذاهب الفقهاء كالشافعي و غيره يقول: أنا محمّدي المذهب، و رأيته يوما اجتمع مع أبي الحسن الدار قطني، فلم ينبس أبو حفص بكلمة واحدة هيبة، و خوفا أن يخطئ بحضرة أبي الحسن. فقال لي الداودي و قال لي الدار قطني يوما: ما أعمى قلب ابن شاهين حمل إلي كتابه الذي صنفه في التفسير، و سألني أن أصلح ما أجد فيه من الخطأ، فرأيته قد نقل تفسير أبي الجارود و فرقه في الكتاب و جعله عن أبي الجارود عن زياد بن المنذر، و إنّما هو عن أبي الجارود زياد بن المنذر.

قال (5):و حدّثني أبو عبد اللّه محمّد بن عمر بن يزداد - إمام جامع الكرخ بها، قال: قال لي أبو بكر بن البقال: كان ابن شاهين يسألني عن كلام الدار قطني على الأحاديث، فأخبره فيعلقه، ثم يذكره بعد ذلك في أثناء تصانيفه.

قال: و قال لي ابن يزداد: و كان ابن شاهين عند ابن البقال ضعيفا، و ذكر ابن البقال عنه قال: رجعت من بعض سفري، فوجدت كتبي قد ذهبت، فكتبت من حفظي عشرين ألف حديث - أو قال ثلاثين ألف حديث - استدراكا مما ذهب.

قال: و سمعت محمّد بن عمر الداودي يقول: سمعت ابن شاهين يقول: أنا أكتب و لا أعارض.

ص: 537


1- تاريخ بغداد 268/11.
2- تاريخ بغداد 268/11.
3- تاريخ بغداد 267/11 و عن الخطيب في سير أعلام النبلاء 433/16.
4- في المصدرين: لا قليلا و لا كثيرا.
5- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 267/11.

قال: و أنا البرقاني قال: قال لي ابن شاهين: جميع ما خرّجته و صنّفته من حديثي لم أعارضه بالأصول يعني ثقة بنفسه فيما ينقله، قال البرقاني فلذلك لم أستكثر منه زهدا فيه.

أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب بن الحسين الهمداني - بمرو - و أبو بكر محمّد بن الحسين بن علي، و أبو الحسن علي بن محمّد بن الحسين بن حسنون البزّاز، قالوا: قال لنا القاضي أبو الحسين بن المهتدي: توفي أبو حفص بن شاهين يوم الأحد عاشر ذي الحجة سنة خمس و ثمانين و ثلاثمائة.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد العتيقي قال: سنة خمس و ثمانين و ثلاثمائة فيها توفي أبو حفص بن شاهين في ذي الحجة (1).

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب قال (2):

سمعت أبا نعيم الحافظ بأصبهان يقول: توفي أبو حفص بن شاهين يوم الأحد الحادي عشر من ذي الحجة سنة خمس و ثمانين و ثلاثمائة، و دفن بباب حرب عند قبر أحمد بن حنبل.

قال: و أنا العتيقي قال: توفي أبو حفص بن شاهين فذكر مثل قول أبي نعيم غير أنه قال: لاثنتي عشرة (3) خلون من ذي الحجة، قال: و كان صاحب حديث، ثقة، مأمونا.

قال: و نا عبد العزيز الأزجي، قال: توفي ابن شاهين يوم الأحد الثاني عشر من ذي الحجة سنة خمس و ثمانين و ثلاثمائة.

5175 - عمر بن أحمد بن علي

أبو الحارث

قاضي دمشق، ولي القضاء بها نيابة عن القاضي أبي زرعة محمّد بن عثمان بن زرعة (4).

ص: 538


1- سير أعلام النبلاء 434/16.
2- تاريخ بغداد 268/11.
3- بالأصل: عشر.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 231/14.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن الكتاني، أنا تمّام بن محمّد - إجازة - أنا أبو عبد اللّه بن مروان، نا ابن فيض، قال: استخلف أبو زرعة على دمشق أحمد بن المعلّى، و عمر بن أحمد بن علي أبا الحارث، و فارس بن أحمد، فتوفي فارس و بقي أحمد بن المعلّى، و أبو الحارث بن علي، و توفي أحمد بن المعلّى في سنة ست و ثمانين و مائتين، فأقام عمر بن أحمد بن علي خليفته وحده إلى أن توفي عمر في سنة تسعين و مائتين فاستخلف أبو زرعة أحمد بن علي بن سعيد المروزي (1).

5176 - عمر بن أحمد بن لبيد البيروتي

إمام الجامع ببيروت، المعروف بورد.

حدّث عن أبي النضر إسماعيل بن إبراهيم العجلي.

روى عنه أبو محمّد بن زبر.

و أظنه محمّد بن أحمد بن لبيد تصحّف محمّد بعمر إن لم يكن لمحمّد أخ و يسمّى عمر، و اللّه أعلم.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و حدّثنا أبو البركات بن أبي طاهر الفقيه عنه، نا أبو بكر الخطيب، حدّثني الأزهري، نا أبو الحسن الدار قطني قال: ذكر عبد اللّه بن أحمد بن ربيعة القاضي، نا عمر بن أحمد بن لبيد يعرف بورد، إمام الجامع ببيروت، نا أبو النّضر إسماعيل بن إبراهيم العجلي، نا مالك، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن طلحة بن عبيد اللّه بن كريز.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«ما يرى الشيطان يوما هو فيه أصغر، و لا أدحر، و لا أحقر، و لا أغيظ منه يوم عرفة، و ذلك لما يرى من تنزّل رحمة اللّه، و تجاوزه في ذلك اليوم عن الذنوب العظام»[9393].

ص: 539


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 527/13.
5177 - عمر بن أبان بن عبيد اللّه بن مروان

ابن الحكم بن أبي العاص بن أمية

ابن عبد شمس

له ذكر.

5178 - عمر بن إبراهيم بن سليمان

أبو بكر البغدادي الحافظ

يعرف بأبي الآذان (1)

سكن سرّ من رأى.

و حدث عن معاوية بن صالح الأشعري الدمشقي، و إسماعيل بن مسعود الجحدري، و محمد بن حاتم الزمي، و عبد اللّه بن محمد بن المسور الزهري، و يحيى بن حكيم المقوّم، و محمد بن جبلة الرافقي (2)،و أبي موسى العنزي، و محمد بن حلف العطار، و عصام بن الحكم العكبري، و سليمان بن عبد الخالق، و القاسم بن سعيد بن المسيب بن شريك، و أحمد بن إبراهيم القطيعي، و محمد بن عيسى بن حيان، و سوّار بن عبيد اللّه (3) العنبري.

روى عنه: أحمد بن جعفر بن محمد بن المنادي، و أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ ، و عبد اللّه بن إسحاق البغوي، و عبد الباقي بن قانع، و مظفر بن يحيى الشرابي، و أبو عبد الرحمن النسائي في سننه، و عبد الرحمن بن أحمد الحافظ ، و حاجب بن أركين الفرغاني، و أحمد بن عبيد اللّه (4) بن الأصبغ الحراني، و أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن الجلّي الطرسوسي، و أبو علي الحسن بن هشام بن عمرو البلدي.

ص: 540


1- ترجمته في تهذيب الكمال 24/4 و تهذيب التهذيب 266/4 و تاريخ بغداد 215/11 و تذكرة الحفاظ 2/ 744 و سير أعلام النبلاء 81/14 شذرات الذهب 205/2.
2- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن تهذيب الكمال.
3- كذا بالأصل: عبيد اللّه، تصحيف و الصواب عبد اللّه، ترجمته في سير أعلام النبلاء 543/11 و ورد في تهذيب الكمال هنا: سوار بن عبد اللّه العنبري.
4- بالأصل: عبيد، و المثبت عن تهذيب الكمال.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا - و أبو الحسن بن سعيد نا - أبو بكر الخطيب (1)،أنا عبد الملك بن محمد بن عبد اللّه الواعظ ، أنا أبو بكر عمر بن إبراهيم، نا سليمان بن عبد الخالق، نا أبو شيخ عبد اللّه بن مروان، نا مخلد بن يزيد، نا سفيان عن عبد اللّه بن عيسى، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عمر قال:

صلاة الجمعة ركعتان، و صلاة السفر ركعتان، و صلاة العيدين ركعتان تمام غير قصر على لسان نبيكم صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد المزكي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي بالبصرة، نا عبد الرحمن بن أحمد الحافظ ، نا عمر بن إبراهيم أبو الآذان، نا القاسم بن سعيد بن المسيب بن شريك، نا أبو النضر الأكفاني، نا سفيان الثوري عن جابر - يعني الجعفي - عن عطاء، عن ابن عباس قال:

قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«من سئل عن علم نافع فكتمه جاء يوم القيامة ملجما بلجام من نار»[9394].

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن محمّد بن أحمد بن جعفر المقرئ، أنا أبو القاسم يحيى بن أحمد بن محمّد بن علي بن الحسن السيبي المعروف بابن القصري المقرئ (2)،أنا أبو الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز بن الحارث التميمي (3)،نا أبو محمّد عبد اللّه بن إسحاق الخراساني، نا عمر بن إبراهيم بن سليمان أبو بكر الحافظ يعرف بأبي الآذان، نا إسماعيل بن حفص بن الحكم الأبلّي (4)،نا المعتمر، عن أبيه عن مغيرة، عن عامر، عن عبد اللّه بن عمرو قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«المهاجر من هجر السوء، و المسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده»[9395].

ص: 541


1- تاريخ بغداد 215/11.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 98/19.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 273/17.
4- ضبطت بضم الهمزة و الموحدة و تشديد اللام عن تقريب التهذيب راجع ترجمته في تهذيب الكمال 2/ 153 و سماه: إسماعيل بن حفص بن عمر بن دينار الأبلي، أبو بكر الأودي البصري.

أنبأنا أبو طاهر بن الحنّائي، عن محمّد بن أحمد بن عيسى السعدي، نا عبد الغني بن سعيد، حدّثني عبد اللّه بن علي بن أبي العجائز، نا سالم بن معاذ، نا العبّاس بن الوليد بن مزيد (1) مع عمر أبي الآذان بحديث ذكره.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، و أبو الحسن بن سعيد قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (2).

عمر بن إبراهيم أبو بكر الحافظ المعروف بأبي الآذان كان يسكن سرمن رأى، و حدّث عن محمّد بن حاتم الزّمّي، و أحمد بن إبراهيم القطيعي، و عبد اللّه بن محمّد بن المسور الزهري، و يحيى بن حكيم المقوّم، و إسماعيل بن مسعود الحجدري، و عصام بن الحكم العكبري، و سليمان بن عبد الخالق، و أبي موسى محمّد بن المثنى، و محمّد بن (3) خلف العطّار و غيرهم.

روى عنه أبو الحسين بن المنادي، و عبد اللّه بن إسحاق البغوي، و عبد الباقي بن قانع، و مظفر بن يحيى الشرابي، و كان ثقة.

قال: و أنا أبو بكر البرقاني، أنا أبو بكر الإسماعيلي في حديث لأبي الآذان قال الإسماعيلي هو بغدادي و أثنى عليه جدا، قال الإسماعيلي: يحكى أنه طالت خصومة بينه و بين يهودي - أو غيره - فقال له: أدخل يدك النار، و أنا كذلك، فمن كان محقا لم تحترق يده، فذكر أن يده لم تحترق و احترقت يد اليهودي.

قال (4):و أنا محمّد بن عبد الواحد، نا محمّد بن العبّاس قال: قرئ على ابن المنادي و أنا أسمع قال أبو بكر عمر بن إبراهيم الحافظ المعروف بأبي الآذان توفي بسرّمن رأى في المحرم سنة تسعين.

قال (5):و أنا السمسار، نا الصفّار، أنا ابن قانع: أن عمر بن إبراهيم الحافظ مات بسرّمن رأى في سنة تسعين و مائتين، و له ثلاث و ستون سنة.

ص: 542


1- بالأصل: يزيد، تصحيف.
2- تاريخ بغداد 215/11.
3- في تاريخ بغداد: محمد بن علي بن خلف العطار.
4- القائل: أبو بكر الخطيب، تاريخ بغداد 215/11 و تهذيب الكمال 25/14.
5- المصدر السابق 215/11-216 و سير أعلام النبلاء 82/14.
5179 - عمر بن إبراهيم بن محمّد بن محمّد بن أحمد

ابن علي بن الحسين بن علي بن حمزة بن يحيى

ابن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب

أبو البركات بن أبي علي الحسيني الزيدي الكوفي النحوي (1)

ولد بالكوفة، و سمع بها أباه أبا علي، و أبا الفرج ابن الخازن، و الشريف أبا محمّد يحيى بن محمّد بن الحسن الأقساسي، و المعمّر بن محمّد الحبّال الكوفيين.

و قدم دمشق مع أبيه و سكنها مدة، و سمع بها: أبا محمّد عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسين النيسابوري، و قرأ بها النحو على أبي القاسم زيد بن علي الفارسي النحوي، و سمع ببغداد: أبا بكر الخطيب، و أبا الحسين بن النقور.

كتبت عنه بالكوفة و هو أورع علوي لقيته.

أخبرنا أبو البركات عمر بن إبراهيم الزيدي الفقيه بالكوفة، نا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن أحمد بن النقور، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمّد الحربي، نا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، نا هشام بن عمّار، نا عبد العزيز بن محمد الدراوردي (2)،نا موسى بن عقبة، عن حرب بن قيس، عن نافع، عن ابن عمر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«إنّ اللّه يحبّ أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه»[9396].

و أخبرنا أبو البركات أيضا، أنا أبو الفرج محمّد بن أحمد بن علاّن الخازن (3)بالكوفة، أنا القاضي أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الجعفي، نا أبو الحسن علي بن محمّد بن هارون بن زياد بن عبد الرّحمن الحميري (4)،نا أبو كريب محمّد بن العلاء الهمداني، نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مسلم، عن عبد الرّحمن بن هلال، عن جرير بن عبد اللّه قال:

خطبنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فحثّنا على الصّدقة، فأمسك الناس حتى رئي في وجهه

ص: 543


1- ترجمته في معجم الأدباء 257/15 و ميزان الاعتدال 181/3 لسان الميزان 280/4 انباه الرواة 324/2 بغية الوعاة 215/2 الأنساب، و اللباب، سير أعلام النبلاء 145/20 شذرات الذهب 122/4.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 366/8.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 451/18.
4- ترجمته في تاريخ بغداد 68/12 و سير أعلام النبلاء 13/15.

الغضب، ثم ان رجلا من الأنصار جاء بصرة و أعطاها إياه، ثم تتابع الناس حتى رئي في وجهه السرور، فقال صلى اللّه عليه و سلم:«من سنّ سنّة حسنة كان له أجرها و مثل أجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجرهم شيء، و من سنّ سنّة سيئة كان عليه وزرها و وزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شيء»[9397].

رجاله كلهم كوفيون.

سألت أبا البركات الزّيدي عن مولده فقال: في سنة اثنتين و أربعين بالكوفة، و لم أسمع منه في مذهبه شيئا.

و قرأت عليه حديثا فيه ذكر بعض السّلف فترحّم عليه، فحدّثني صاحبي أبو علي بن الوزير أنه سأله عن مذهبه في الفتوى - و كان مفتي الكوفة - فقال: يفتي بمذهب أبي حنيفة، ظاهرا، و بمذهب زيد تدينا.

و حكى لي أبو طالب بن الهرّاس الدمشقي - و كان حج معنا - أنه صرح له بالقول بالقدر و خلق القرآن (1)،فاستعظم أبو طالب ذلك منه و قال: إنّ الأئمة على غير ذلك، فقال له: إنّ أهل الحق يعرفون بالحق و لا يعرف الحق بأهله... (2)

و حدثني أبو الفتح نصر اللّه... بن محمد بن... بن.. أنه شهد موت الشريف عمر بالكوفة في النصف من شعبان سنة تسع و ثلاثين و خمسمائة، و شهده أهل الكوفة بأسرهم فلم يتخلف منهم أحد.

5180 - عمر بن أيوب المري مولاهم الكاتب

ذكره أبو الحسين الرازي في تسمية كتاب أمراء دمشق.

و ذكر أنه مولى بني مرة، و أنه كان من أهل دمشق.

كان كاتب يزيد بن عمر بن هبيرة، و قتل معه، و كان قتل ابن هبيرة بالعراق سنة اثنتين و ثلاثين و مائة، قتله المنصور في خلافة السفّاح.

ص: 544


1- سير أعلام النبلاء 146/20 نقلا عن ابن عساكر.
2- عدة كلمات غير مقروءة بالأصل لسوء التصوير.

حرف الباء في آباء من اسمه عمر

5181 - عمر بن بحر

أبو حفص الأسدي الصوفي

سمع بدمشق: هشام بن عمّار، و دحيما، و أحمد بن أبي الحواري، و موسى بن عامر المرّي، و أبا رضوان اليمان بن سعيد المصّيصي.

و صحب ذا النون المصري، و علي بن الموفق الأنباري، و أحمد بن أبي الحواري.

روى عنه أبو بكر أحمد بن إسحاق بن إبراهيم العسّال، و أبو الشيخ عبد اللّه بن محمّد بن جعفر بن حيّان، و القاسم بن صالح الهمذاني.

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد في كتابه، و أخبرني أبو مسعود المعدل عنه، أنا أبو نعيم الحافظ (1)،أنا أبو محمّد بن حيّان، نا عمر بن بحر الأسدي قال: سمعت موسى بن عامر الدمشقي، نا عراك بن خالد بن يزيد المري، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن محمّد بن عجلان، عن أبيه، عن زيد بن ثابت قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من تكن الدنيا نيّته جعل اللّه فقره بين عينيه، و شتت اللّه عليه ضيعته، و لا يأتيه منها إلاّ ما كتب له، و من تكن الآخرة نيته يجعل اللّه غناه في قلبه، و يكف عليه ضيعته، و تأتيه الدنيا و هي راغمة»[9398].

أنبأنا أبو علي المقرئ، أنا أبو نعيم (2)،نا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، نا

ص: 545


1- رواه في ذكر أخبار أصبهان 345/1.
2- الخبر في حلية الأولياء 271/2 في ترجمة محمد بن سيرين.

عمر بن بحر الأسدي قال: سمعت أحمد بن أبي الحواري يخبر عن عبد اللّه بن السّري قال: قال ابن سيرين إني لأعرف (1) الذي حمل علي به الدين ما هو؟ قلت لرجل منذ أربعين سنة: يا مفلس، فحدثت به أبا سليمان الدّاراني فقال: قلّت ذنوبهم فعرفوا من أين يؤتون، و كثرت ذنوبي (2) و ذنوبك فليس ندري من أين نؤتى.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن محمّد بن مرزوق و جماعة، قالوا: نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو القاسم رضوان بن محمّد بن الحسن الدّينوري قال:

سمعت أبا بكر أحمد بن علي بن أحمد بن لال بهمذان يقول: سمعت القاسم بن أبي صالح يقول: سمعت عمر بن بحر يقول: سمعت الجاحظ يقول و قد تقاضى تلميذه له كتابا و تقاضى التلميذ أيضا كتابا له فردّ الكتاب عليه ثم أنشأ الجاحظ يقول:

أيها المستعير منّي كتابا *** ارض لي فيه ما لنفسك ترضا

لا تر (3) ردّ ما أعرتك نفلا *** و ترى ردّ ما استعرتك فرضا

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل، أنا محمّد بن يحيى بن إبراهيم المزكي، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي قال عمر بن بحر الأسدي أبو حفص من كبار مشايخ أصبهان و متقدميهم، صحب ذا النون المصري، و أحمد بن أبي الحواري و غيرهم من المشايخ، و هو من المذكورين عندهم بالقوة و الورع.

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني عنه أبو مسعود المعدّل، أنا أبو نعيم الحافظ قال (4):

عمر بن بحر أبو حفص الأسدي قدم أصبهان سنة ثمان و ثمانين و مائتين، حدّث عن دحيم، و هشام بن عمّار، و أحمد بن أبي الحواري.

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر، و أبو الأسعد هبة الرّحمن بن عبد الواحد، و أبو المكارم عبد الرزّاق بن عبد اللّه القشيريان، قالوا:

أنا أبو صالح المؤذن قال:

ص: 546


1- في الحلية: إني لأعرف الذنب الذي حمل علي به الدين ما هو؟.
2- في الحلية: و كثرت ذنوبهم و ذنوبك.
3- بالأصل: لا ترى.
4- رواه في كتاب ذكر أخبار أصبهان 354/1.

عمر بن بحر الأسدي أبو حفص دخل أصبهان و حدّث بها و صحب ذا النون و أحمد بن أبي الحواري، و علي بن المؤذن و أبا سليمان.

5182 - عمر بن أبي بكر بن محمّد بن عبد اللّه بن عمرو

ابن المؤمّل بن حبيب بن تميم بن عبد اللّه بن قرط بن رزاح

ابن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب

أبو حفص العدوي الموصلي (1)

قاضي الأردن

روى عن عبد الرّحمن بن أبي الزناد، و زكريا بن عيسى، و سعيد بن عبد الكبير بن عبد الحميد الخطّابي، و عبد اللّه بن أبي عبيدة بن محمّد بن عمّار بن ياسر، و عثمان بن الضحاك الحزامي، و عثمان بن أبي سليمان، و القاسم بن عبد اللّه بن عمر العمري، و المغيرة بن عبد الرّحمن، و إبراهيم بن محمّد بن أبي يحيى، و سليمان بن بلال.

روى عنه إبراهيم بن المنذر، و الزبير بن بكار، و عبد الرّحمن بن عبد الملك بن شيبة، و عبد اللّه بن أحمد العدوي، و هارون بن موسى الفروي.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا الحسن بن علي، أنا أبو محمّد عبد العزيز بن الحسن بن علي بن أبي صابر الناقد، نا أبو حبيب العباس بن أحمد بن محمّد البرتي (2)،أنا هارون بن موسى الفروي، نا عمر بن أبي بكر الموصلي، عن القاسم بن عبد اللّه العمري، عن كثير المزني، عن نافع، عن ابن عمر.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«صلاة في مسجدي كألف صلاة فيما سواه إلاّ المسجد الحرام، و الجمعة بالمدينة كألف جمعة فيما سواها، و صيام شهر رمضان بالمدينة كصيام ألف شهر رمضان فيما سواها»[9399].

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن

ص: 547


1- ترجمته في ميزان الاعتدال 184/3 و الجرح و التعديل 100/6.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 257/14. و البرتي بكسر الباء و سكون الراء نسبة إلى برت مدينة بنواحي بغداد (الأنساب).

البسري، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا هارون بن موسى الفروي في كتاب مسجد المدينة في الأخبار، نا عمر بن أبي بكر الموصلي، عن القاسم بن عبد اللّه بن عمر، عن كثير بن عبد اللّه المزني، عن نافع، عن عبد اللّه بن عمر قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«صلاة في مسجدي هذا كألف صلاة فيما سواه»- زاد ابن البسري: إلاّ المسجد الحرام، و صيام شهر رمضان بالمدينة كصيام ألف شهر فيما سواها، ثم اتفقا فقالا:- و صلاة الجمعة بالمدينة كألف صلاة فيما سواها»[9400].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر الحافظ ، نا أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف، حدّثني عبد اللّه بن أحمد العدوي، حدّثني أبو حفص عمر بن أبي بكر الموصلي، نا زكريا بن عيسى، عن ابن شهاب، أنا نافع عن عبد اللّه بن عمر.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان يخرج زكاة الفطر صاعا من تمر أو صاعا من شعير[9401].

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه - إذنا و مناولة و قرأ علي إسناده - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا القاضي (1)،نا محمّد بن الحسن بن زياد المقرئ، نا مسبح بن حاتم، أخبرني يعقوب بن إسرائيل، أخبرني محمّد بن علي بن أمية قال:

كنا بحضرة المأمون بدمشق، فغنى علّوية (2):

برئت من الإسلام إن كان ذا الذي *** أتاك به الواشون حقّا كما قالوا

و لكنهم لما رأوك سريعة *** إليّ تواصوا بالنميمة و احتالوا

و قد صرت إذنا للوشاة سميعة *** ينالون عن عرضي و لو شئت ما قالوا

فقال المأمون لعلّويه: لمن هذا الشعر؟ قال للقاضي. قال: أي قاض ؟ قال:

ص: 548


1- الخبر رواه المعافى بن زكريا في الجليس الصالح الكافي 386/1 و ما بعدها، و الأغاني 340/11، و معجم الشعراء ص 225.
2- اسمه علي بن عبد اللّه بن سيف، أبو الحسن، المغني، ترجمته و أخباره في الأغاني 333/11.

قاضي دمشق، فأقبل على أخيه المعتصم، فقال له: يا أبا إسحاق أعزله، قال: قد عزلته، قال: فليحضر الساعة، فأحضر شيخ خضيب ربعة من الرجال فقال له المأمون:

من تكون ؟ فنسب نفسه، فقال: تقول الشعر؟ قال: قد كنت أقوله، قال: يا علوية أنشده الشعر، فأنشده فقال: هذا شعرك ؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، و نساؤه طوالق، و عبيده أحرار، و ماله في سبيل اللّه إن كان قال شعرا منذ ثلاثين سنة إلاّ في زهد أو معاتبة صديق قال: يا أبا إسحاق أعزله، فما كنت لأولي الحكم بين المسلمين من يبدأ في هزله و جدّه بالبراءة من الإسلام. ثم قال: اسقوه، فأتي بقدح فيه شراب فأخذه بيده و هي ترعد، فقال: يا أمير المؤمنين اللّه اللّه، ما ذقته قط ، قال: أ فحرام هو؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين ؟ فقال المأمون: أولى لك أي بها نجوت، ثم قال لعلّويه: لا تقل برئت من الإسلام و لكن قل:

حرمت منائي منك إن كان ذا الذي *** أتاك به الواشون حقّا كما قالوا

قال محمّد بن الحسن المقرئ هذا القاضي [هو] عمر بن أبي بكر الموصلي، روى عنه الزبير بن بكار، و إبراهيم بن المنذر.

قال القاضي (1):مدّ المأمون المنى في هذا و هو مقصور، و كان نحاة البصرة من متقدميهم و متأخريهم لا يجيزون ذلك في شعر و لا نثر، إلاّ الأخفش فإنه كان يجيزه في الشعر، و هو مذهب متقدمي (2) نحاة الكوفيين، و كان الفراء يجيزه في بعض الوجوه و يأباه في بعضها، فأما قصر المعدود في الشعر فجائز عند جميع النحويين، و لو جعل مكان هذا: حرمت رجائي أو شفائي أو ما أشبههما لكان وجها صحيحا لا ينكر و لا يختلف في جوازه.

هكذا قال النقاش المحفوظ أن قاضي دمشق عمرو بن أبي بكر أخو عمر بن أبي بكر، و عمر كان على قضاء الأردن فيحتمل أن تكون القصة و الشعر لعمرو، أو يكون عمر ولي قضاء دمشق أيضا بعد أخيه و الذي يدل على ذلك ما:

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو

ص: 549


1- هو المعافى بن زكريا الجريري. صاحب كتاب الجليس الصالح الكافي.
2- بالأصل: متقدم، و المثبت عن الجليس الصالح.

طاهر المخلص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار قال: و من ولده - يعني أبا بكر بن محمد بن عبد اللّه بن عمرو بن المؤمل:- عمر بن أبي بكر بن محمد، ولي قضاء دمشق لأمير المؤمنين الرشيد و أمه رقية بنت يعقوب بن سعيد بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم و كان أحد من... (1) من القرشيين من أبناء الهاشميات، و أخوه عمر بن أبي بكر ولي قضاء الأردن و أمه أم ولد.

و قد ذكر أبو عبد اللّه محمد بن داود بن الجراح في تسمية من يسمى من الشعراء عمرا هذه القصة لعمرو بن أبي بكر أخي عمر، الذي يروي عنه زبير بن بكار، و هذا هو الصواب. و قول النقاش وهم.

أخبرنا أبو الحسين القاضي إذنا و أبو عبد اللّه الأديب شفاها قالا: أنا أبو القاسم العبدي، أنا أبو علي إجازة.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (2):

عمر بن أبي بكر العدوي الموصلي قاضي الأردن، روى عن ابن أبي الزناد، روى عنه: عبد الرحمن بن عبد الملك بن شيبة، و الزبير بن بكار. سمعت أبي يقول ذلك. و سمعت أبي يقول (3):عمر بن أبي بكر ذاهب الحديث، متروك الحديث.

أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال (4):

أبو حفص عمر بن أبي بكر المؤملي المديني، سمع زكريا بن عيسى الشعبي، و القاسم بن عبد اللّه العمري. روى عنه: أبو موسى هارون بن موسى [الفروي]، و عبد اللّه بن أحمد العدوي.

أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا محمد بن

ص: 550


1- كلمة غير مقروءة بالأصل.
2- الجرح و التعديل 100/16.
3- «و سمعت أبي يقول» ليس في الجرح و التعديل.
4- الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 249/3 رقم 1312.

عوف بن أحمد المزني، أنا أبو محمد... (1) بن عمر بن أيوب بن المعمر المزني الجبان، أنا أحمد بن عمير حدثني.... (2) بن أحمد الفروي، حدثني أبو حفص عمر بن أبي بكر حدثني زكريا بن عيسى الشعبي، فذكر حديثا.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو نصر بن الجبّان - إجازة - أنا أحمد بن القاسم الميانجي، نا أحمد بن طاهر بن النجم، حدّثني سعيد بن عمرو البردعي، قال: سمعت أبا زرعة يقول: ليس على يعقوب الزهري قياس. يعقوب الزهري، و ابن زيالة، و الواقدي، و عمر بن أبي بكر المؤملي يقاربون.

في الضعف في الحديث، و هم و أهين.

قال أحمد بن طاهر: قال لي أبو عثمان: عمر بن أبي بكر المؤملي آفة من الآفات.

5183 - عمر بن بلال

أبو حفص الأسدي

من أصحاب عبد الملك بن مروان له معه حكاية ظريفة.

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه - إذنا و مناولة و قرأ علي إسناده - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى القاضي (3)،نا الحسن بن أحمد الكلبي، نا محمّد بن زكريا، نا عبد اللّه بن الضحاك البصري (4)،حدّثني الهيثم بن عدي الطائي، حدّثني أبي.

أن عبد الملك بن مروان كان من أشدّ الناس حبا لامرأته عاتكة بنت يزيد بن معاوية، و أمها أم كلثوم بنت عبد اللّه بن عامر بن كريز قال: فغضبت على عبد الملك و كان بينهما باب فحجبته و أغلقت ذلك الباب، فشق على عبد الملك فشكا إلى خاصته، فقال له عمر بن بلال الأسدي: ما لي عندك إن رضيت ؟ قال: حكمك. قال:

ص: 551


1- كلمتان غير مقروءتين بالأصل.
2- كلمة غير مقروءة بالأصل.
3- رواها القاضي المعافى بن زكريا في الجليس الصالح الكافي 36/2.
4- في الجليس الصالح: المصري.

فأتى عمر بن بلال بابها (1) فخرجت إليه حاضنتها و مواليها و جواريها، فقلن: مالك ؟ فقال: فزعت إلى عائكة و رجوتها، فقد علمت مكاني من أمير المؤمنين معاوية و من يزيد بعده، فقلن: ما لك ؟ فقال: كان لي ابنان، لم يكن لي غيرهما فقتل أحدهما صاحبه، فقال أمير المؤمنين: أنا قاتل الآخر. فقلت: أنا الولي و قد عفوت. فقال: لا أعوّد الناس هذه العادة، فرجوت أن يحيي اللّه ابني هذا بك، فدخلن عليها، فذكرن ذلك لها، فقالت: فما أصنع مع غضبي عليه، و ما أظهرت له ؟ فقلن: إذا و اللّه يقتل ابنه.

فلم يزلن بها حتى دعت بثيابها فلبستها، ثم خرجت من الباب، و أقبل خديج الخادم فقال: يا أمير المؤمنين عاتكة قد أقبلت. فقال: ويلك ما تقول ؟ قال: قد و اللّه قد طلعت قال: فأقبلت، فسلّمت، فلم يردّ. فقالت له: أما و اللّه لو لا عمر بن بلال ما حييت قط ، و لا بد من أن تهب لي ابنه، فإنه الولي و قد عفا. قال: إنّي أكره أن أعوّد الناس هذه العادة فقال: أنشدك اللّه يا أمير المؤمنين فقد عرفت مكانه من أمير المؤمنين معاوية و من يزيد، و لم تزل به حتى أخذت رجله فقبلتها فقال: هو لك، فلم يبرحا حتى اصطلحا.

قال: ثم راح عمر بن بلال إلى عبد الملك، فقال له: لقد رأينا ذلك الأمر، حاجتك ؟ قال مزرعة بعبيدها و ما فيها، و ألف دينار، و فرائض لولدي و أهل بيتي و إلحاق عمالي (2)،قال: ذلك لك.

حرف التاء

و حرف الثاء

فارغان

ص: 552


1- في الجليس الصالح: فأتى عمر بن بلال بابها باكيا.
2- بالأصل: عيان، و في المختصر: عيالي، و المثبت عن الجليس الصالح.

حرف الجيم

اشارة

[في آباء من اسمه عمر] (1)

5184 - عمر بن أبي الجدير

شاعر رثى أبا الأصبغ عبد العزيز بن مروان و ابنه أبازبان... (2) الوليد بن عبد الملك.

أخبرنا أبو الحسين ابن الفراء و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا محمّد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، أنشدني سليمان بن داود الجمعي (3) لعمر بن أبي الجدير العملاق (4) يرثي عبد العزيز بن مروان، و أبا زبان الأصبغ بن عبد العزيز بن مروان (5):

أبعدك يا عبد العزيز لحاجة (6) *** و بعد أبي زبّان يستعتب الدّهر

فلا صلحت مصر لحيّ سواكما *** و لا سقيت بالنيل بعدكما مصر

و أصبح مجراه من الأرض يابسا *** يموت به العصفور و انجدب (7) القطر

فمن ذا الذي يثني المكارم و العلا *** و من ذا الذي يهدي (8) بعدك الشعر

ص: 553


1- زيادة للإيضاح.
2- كلمتان أو ثلاث غير مقروءة بالأصل من سوء التصوير.
3- كذا رسمها بالأصل.
4- كذا رسمها بالأصل.
5- الأبيات في كتاب ولاة مصر للكندي ص 78 منسوبة إلى سليمان بن أبان بن أبي حدير الأنصاري. و نسب البلاذري في أنساب الأشراف ص 184 الأبيات الثلاثة الأولى إلى أبي بكر بن أبي جهم بن حذيفة العدوي.
6- في ولاة مصر: لحادث.
7- كذا، و في ولاة مصر: و انحرف، و لعل الصواب: و انجذب.
8- في ولاة مصر: يهدي له بعدك السفر.

و بعدك لا يرجى وليد لنفعه *** و بعدك لا يرجى عوان و لا بكر

و أصبحت الرواد بعدك محلوا *** و أكدي باغي الخير و انقطع الشعر

و كنت حليف العرف و المجد *** و الفدا حين غيبك القبر

فقال الوليد بن عبد الملك لعمر بن أبي جدير كنت يوم تقول هذا لعبد العزيز من الظالمين، كذا في كتاب النسب بالحاء.

و قال ابن ماكولا فيما قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي نصر الحافظ (1)و جدير بالجيم قال الزبير بن بكار أنشدني سليمان بن داود المجمعي (2) لعثمان بن أبي الجدير (3) العجلاني يرثي عبد العزيز بن مروان، و أبا زبان الأصبغ بن عبد العزيز بن مروان:

أبعدك يا عبد العزيز لحاجة *** و بعد أبي زبان يستعتب الدهر

و ذكر بيتين آخرين، كذلك ذكره الدار قطني و تحته بخط ابن زوج الحرة: بالحاء أو بالجيم بالشك، و كذا قال عثمان: و قال: الجمعي، فاللّه أعلم.

5185 - عمر بن جميل البيروتي

حكى عن مرجّى بن الوليد بن مزيد.

حكى عنه الحسن بن جرير الصوري (4).

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن أنس الدّينوري المؤدب - قراءة عليه - أنا أبو الحسن علي بن موسى بن الحسين بن السمسار (5) و أجازه أنا أبو سليمان محمّد (6) بن عبد اللّه بن أحمد بن ربيعة بن زبر، أنا أبي، نا الحسن بن جرير، حدّثني عمر بن جميل

ص: 554


1- راجع الاكمال لابن ماكولا 403/2-404.
2- في الاكمال هنا: الجمعي.
3- بالأصل: الحدير، و المثبت عن الاكمال.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 442/13.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 506/17.
6- ترجمته في سير أعلام النبلاء 440/16.

البيروتي، حدّثني مرجّى بن الوليد بن مزيد قال: سمعت أبا إسحاق الفزاري يقول.

لو كان الأوزاعي في أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لكان فيهم وسطا، قال مرجى:

فأخبرت بذلك أبي، فقال: بل هو عندي كان يكون من كبرائهم (1).

قال: و قال أبي: قال الوليد بن مزيد: ما رأينا قط أعبد للّه عز و جل من الأوزاعي، ما أتى عليه وقت زوال قط في صيف و لا شتاء إلاّ و هو قائم يصلي.

5186 - عمر بن الجنيد بن داود بن إدريس بن عيسى القاضي

حدّث عن يعقوب بن إبراهيم الدّورقي (2)،و أحمد بن المقدام العجلي (3)،و عمه إدريس بن عيسى.

روى عنه: أبو علي بن أبي الزّمزام (4) الفرائضي، و أبو علي الحسن بن منير التنوخي، و أبو بكر بن أبي دجانة، و محمّد بن سليمان بن يوسف البندار.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الحسن بن السمسار، أنا أحمد بن عبد اللّه بن أبي دجانة - إملاء في سنة أربع و خمسين و ثلاثمائة - نا عمر بن الجنيد القاضي بدمشق، نا أحمد بن المقدام البصري، نا حمّاد بن زيد، عن ثابت، عن أنس.

أن رجلا سأل النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا رسول اللّه متى السّاعة ؟ قال:«و ما أعددت لها؟» قال: لا، إلاّ أني أحبّ اللّه و رسوله، قال:«فإنّك مع من أحببت»، قال أنس: فما فرحنا بشيء بعد الإسلام فرحنا بقول رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إنّك مع من أحببت[9402].

أخبرناه عاليا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو [بن حمدان].

ح و أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي، و أم المجتبى العلوية قالتا: قرئ على

ص: 555


1- في المختصر: من أكابرهم.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 141/12.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 219/12.
4- بالأصل: الرمرام، تصحيف، و الصواب بزايين، ترجمته في سير أعلام النبلاء 140/16 و اسمه: الحسين بن إبراهيم بن جابر.

إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا أبو الربيع، نا حمّاد بن زيد، عن ثابت، عن أنس قال:

جاء رجل إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا رسول اللّه متى السّاعة ؟ قال:«ما أعددت لها؟» قال: أحبّ اللّه و رسوله - قال ابن المقرئ: حبّ اللّه و رسوله - قال:«فإنّك مع من أحببت»، قال أنس: فأنا أحب اللّه و رسوله[9403].

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا تمام بن محمّد - إجازة - أنا أبو عبد اللّه بن مروان قال: ثم ولي بعده يعني: محمّد بن أحمد بن المرزبان المرزباني - قاضي دمشق عمر بن الجنيد يعني سنة أربع و ثلاثمائة، فاستخلف على دمشق عبد الصمد بن عبد اللّه، و إبراهيم بن محمّد بن أحمد بن أبي ثابت فأقاما على خلافته بدمشق خمسة أشهر، ثم قدم هو فأقام إلى تسع بقين من ذي الحجة من سنة ست و ثلاثمائة، ثم صرف و ولي مكانه محمّد بن أحمد البركاني، و كانت ولاية ابن الجنيد في أيام المقتدر.

ص: 556

حرف الحاء في آباء من اسمه عمر

5187 - عمر بن الحارث الخولاني

شهد صفّين مع معاوية، و يقال: إنه أحد قتلة عمّار بن ياسر، له ذكر، تقدم ذكره في ترجمة شريك بن سلمة المرادي (1).

5188 - عمر بن حبيب بن قليع المدني

5188 - عمر بن حبيب بن قليع (2) المدني

حكى عن سعيد بن المسيّب.

حكى عنه الوليد بن عمرو بن مسافع العامري.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، نا موسى بن يعقوب، عن الوليد بن عمرو بن مسافع العامري، عن عمر بن حبيب بن قليع قال (3):

كنت جالسا عند سعيد بن المسيب يوما و قد ضاقت بي الأشياء و رهقني دين، فجلست إلى ابن المسيّب ما أدري أين أذهب، فجاءه رجل فقال: يا أبا محمّد إنّي رأيت رؤيا، قال: ما هي ؟ قال: رأيت كأنّي أحدّث عبد الملك بن مروان فأضجعته إلى الأرض ثم نطحته، فأوتد في ظهره أربعة أوتاد، قال: ما أنت رأيتها، قال: بلى أنا

ص: 557


1- كذا بالأصل، و قد سقطت ترجمة شريك بن سلمة المرادي من كتابنا: تاريخ مدينة دمشق، المطبوع.
2- رسمها بالأصل:«بلبع» و المثبت و الضبط عن طبعتنا تاريخ مدينة دمشق:43/12 ترجمة حبيب بن قليع رقم 1191.
3- تقدمت الحكاية ببعض اختلاف في ترجمة حبيب بن قليع 43/12-44.

رأيتها، قال: لا أخبرك أو تخبرني. قال ابن الزبير: رآها و هو بعثني إليك، قال: لئن صدقت رؤياه قتله عبد الملك بن مروان، و خرج من صلب عبد الملك أربعة كلهم يكون خليفة، قال: فدخلت إلى عبد الملك بن مروان بالشام فأخبرته بذلك عن سعيد بن المسيّب فسرّه، و سألني عن سعيد و عن حاله فأخبرته و أمر لي بقضاء ديني و أصبت منه خيرا.

رواه محمّد بن زبر، عن الحارث بن أبي أسامة، عن محمّد بن سعد، عن محمّد بن عمر، عن عبد اللّه بن جعفر، عن حبيب بن قليع، و لم يذكر عمر، و قد تقدم في حرف الحاء (1).

5189 - عمر بن حرب بن تمام بن الوليد

ابن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي

من ساكني قرية الجامع (2) من قرى المرج.

ذكره أبو الحسن أحمد بن حميد بن أبي العجائز الأزدي.

آخر الجزء الرابع و الستين بعد الثلاثمائة من الأصل.

5190 - عمر بن الحسن بن محمّد بن الحسن بن القاسم بن درستويه

أبو القاسم الإمام

حدّث عن خيثمة بن سليمان.

روى عنه: علي بن محمّد الحنّائي، و عبد العزيز الكتّاني، و علي بن الخضر.

أخبرنا قراءة (3) عليه نا خيثمة بن سليمان، نا أبو جعفر أحمد بن الهيثم بن خالد البزّار، بسرّمن رأى، نا الخليل بن زكريا، نا الربيع بن صبيح (4)،عن الحسن، عن عمران بن الحصين قال:

ص: 558


1- ترجمة حبيب بن قليع رقم 1191 تاريخ مدينة دمشق 43/12.
2- الجامع: من قرى الغوطة (معجم البلدان).
3- كذا بالأصل:«أخبرنا قراءة عليه» في السند نقص. و الذي جاء في السند التالي: أخبرنا أبو محمد، أنا أبو محمد، أنا أبو القاسم بن درستويه قراءة عليه.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 287/7 و تهذيب الكمال 143/6.

لما توفي ابن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إبراهيم بكى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و دمعتا عيناه فقالوا: يا رسول اللّه تبكي ؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«العين تدمع، و القلب يحزن، و لا نقول إن شاء اللّه إلاّ ما يرضي ربنا، و إنّا بك يا إبراهيم لمحزونون»[9404].

أخبرنا أبو محمّد أيضا، نا أبو محمّد، أنا أبو القاسم بن درستويه - قراءة عليه - أنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة القرشي الأطرابلسي، نا أحمد بن حاتم، نا عبد اللّه بن عمر الكوفي، نا يحيى بن يمان، عن أشعث، عن جعفر، عن سعيد بن جبير في قوله عز و جل إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً (1) قال: أوفاهم عقلا.

5191 - عمر بن الحسن بن نصر بن طرخان

أبو حفص القاضي الحلبي (2)

ولي قضاء دمشق.

و حدّث بدمشق و بغداد عن محمّد بن قدامة المصّيصي (3)،و عقبة بن مكرم (4)، و لوين، و عامر بن سيّار، و محمّد بن أبي سمينة، و أبي خيثمة مصعب بن سعيد، و عمر بن مزيد أبي حفص السّيّاري، و هاشم بن الوليد، و مؤمّل بن إهاب.

روى عنه: أبو علي بن شعيب، و أبو بكر محمّد بن الحسين الآجري، و أبو علي بن آدم، و أبو عبد اللّه بن مروان، و أبو الحسن علي بن عمر الحربي، و أحمد بن يعقوب بن مهران الثقفي، و عبد العزيز بن جعفر بن محمّد الخرقي البغدادي، و أبو بكر الشافعي، و محمّد بن إسماعيل الورّاق، و أبو حفص عمر بن محمّد الزيات، و أبو أحمد بن عدي الجرجاني، و أبو سعيد بن الأعرابي، و أبو بكر الإسماعيلي، و أبو الفتح محمّد بن الحسين بن أحمد الأزدي.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا عمر بن الحسن أبو حفص القاضي، نا أبو طالب هاشم بن الوليد، نا عبد الوهّاب الثقفي، عن أيوب، عن عبد الرّحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة.

ص: 559


1- سورة طه، الآية:104.
2- ترجمته في: تاريخ بغداد 221/11 و سير أعلام النبلاء 254/14 و كناه الخطيب: أبا حفيص.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 163/17.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 178/12.

أن صفية حاضت بعد ما أفاضت، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أ حابستنا؟» فقالت: ما شأنها؟ إنها قد أفاضت قال:«فلا إذا»[9405].

أخبرنا أبو الفرج قوام بن زيد بن عيسى، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو الحسن الحربي، أنا أبو حفص عمر بن الحسن بن نصر القاضي الحلبي - قراءة عليه - نا محمّد بن سليمان لوين، نا محمّد بن جابر، عن أبي إسحاق، عن علقمة، عن عبد اللّه.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم خرج لحاجته قال: فأمرني أن آتيه بثلاثة أحجار، قال: فأتيته بحجرين و روثة، قال: فأخذ الحجرين و ردّ الروثة و قال:«إنّها رجس»[9406].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن بن السمسار، أنا أبو عبد اللّه بن مروان، نا أبو حفص عمر بن الحسن بن نصر القاضي الحلبي بدمشق في شعبان سنة اثنتين و تسعين و مائتين من كتابه، نا محمّد بن قدامة بن أعين المصّيصي، نا عثّام بن علي، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يصلي من الليل ركعتين ثم ينصرف فيستاك[9407].

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، و أبو الحسن بن سعيد، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):

عمر بن الحسن بن نصر بن طرخان أبو حفص (2) القاضي الحلبي، قدم بغداد، و حدّث بها عن أبي خيثمة مصعب بن سعيد المصّيصي، و عامر بن سيّار الحلبي، و محمّد بن سليمان لوين، و عبد الرّحمن بن عبيد اللّه الإمام، و أبي نعيم عبيد بن هشام، و المسيّب بن واضح، و عبد اللّه بن محمّد الأذرمي، و مؤمّل بن أهاب، روى عنه محمّد بن مخلد، و أبو بكر الشافعي، و عبد الخالق بن أبي روبة (3) و مخلد بن جعفر، و محمّد بن المظفر، و محمّد بن إسماعيل الورّاق.

ص: 560


1- تاريخ بغداد 221/11.
2- في تاريخ بغداد: أبو حفيص.
3- تقرأ بالأصل: روية، بالياء، تصحيف، و المثبت عن تاريخ بغداد و فيه:«روبا» ترجمته في سير أعلام النبلاء 81/16 و فيه: عبد الخالق بن الحسن بن أبي روبا، أبو محمد البغدادي السقطي.

أنبأنا أبو محمّد الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني - لفظا - أنا تمّام بن محمّد - إجازة - أنا أبو عبد اللّه بن (1) مروان، نا ابن فيض قال: ثم ولي - يعني قضاء دمشق - بعد أحمد بن علي بن سعيد المروزي خليفة القاضي أبي زرعة محمّد بن عثمان بن زرعة: أبو حفص عمر بن الحسن الحلبي من قبل الخليفة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف قال: و سألته - يعني الدار قطني - عن أبي حفص الحلبي فقال: ثقة.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو الحسن الدار قطني قال: الحسن بن نصر (2).

[أخبرنا أبو منصور] (3) بن خيرون، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (4)،حدثني عبيد اللّه بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر.

ح قال: و أنا السمسار، أنا الصفار، نا ابن قانع أن أبا حفص (5) عمر بن الحسن مات في سنة ست و ثلاثمائة في رجوعه من بغداد إلى حلب.

قال الخطيب: و قيل: إنه مات بهيت في رجب.

و قيل إنه عاش إلى سنة سبع و ذلك فيما:

أخبرنا أبو بكر محمد بن الباقي، أنا أبو الحسن علي بن إبراهيم الباقلاني قراءة عليه و أنا حاضر، نا أبو بكر محمد بن إسماعيل نا عمر بن الحسن بن نصر القاضي سنة سبع و ثلاثمائة.

5192 - عمر بن الحسين بن الحسن

أبو المجد الفتاوي الفقيه

سمع بدمشق: أبا إسحاق إبراهيم بن يونس بن محمّد بن يونس المقدسي الخطيب.

ص: 561


1- كتبت «بن» فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
2- كذا بالأصل: بن نصر بن خيرون، و في الكلام سقط .
3- زيادة منا قياسا إلى أسانيد مماثلة لرفع الخلل في السند، و لم أقف على السقط الذي قبله.
4- تاريخ بغداد 222/11.
5- في تاريخ بغداد: أبا حفيص.

روى عنه: أبو القاسم شريف بن أبي حكيم بن أبي جعفر بن أبي زهير السّجستاني المعروف بالبكري الفقير، و حدّث بأصبهان.

5193 - عمر بن الحسين بن عبد اللّه

أبو القاسم البغدادي الخرقي الفقيه الحنبلي (1)

حكى عن: أبي الفضل بن عبد السميع الهاشمي.

روى عنه: عبد اللّه بن عثمان الصّفّار.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (2)،أخبرني الحسين (3) بن علي الطناجيري، أنا عبد اللّه بن عثمان الصفار، حدّثني أبو القاسم عمر بن الحسين الخرقي الفقيه قال: قال لي أبو الفضل بن عبد السميع الهاشمي: جئت يوما إلى الفتح بن شخرف فقال: اكتبوا رؤيا رأيتها البارحة فقلنا: ما هي ؟ قال: رأيت علي بن أبي طالب فقلت: جعلت فداك يا أمير المؤمنين حدّثني، فقال: ما أحسن تواضع الأغنياء للفقراء، قال: قلت: زدني جعلت فداك يا أمير المؤمنين، قال: و أحسن من ذلك تيه الفقراء على الأغنياء، قلت: زدني جعلت فداك يا أمير المؤمنين، قال: فأراني كفه فإذا فيه أسطر تلوح:

قد كنت ميتا فصرت حيا *** و عن قليل تعود ميتا

فابن بدار البقاء بيتا *** ودع بدار الفناء بيتا

قال لنا أبو منصور و أبو الحسن: قال لنا أبو بكر الخطيب (4).

عمر بن الحسين بن عبد اللّه أبو القاسم الخرقي صاحب الكتاب المختصر في الفقه على مذهب أحمد بن حنبل، قال لي القاضي أبو يعلى محمّد بن الحسين بن الفراء: كانت له مصنفات كثيرة، و تخريجات على المذهب لم تظهر، لأنه خرج عن

ص: 562


1- ترجمته في تاريخ بغداد 234/11 و المنتظم 346/6 و العبر 238/2 وفيات الأعيان 441/3 سير أعلام النبلاء 363/15 شذرات الذهب 336/2. و الخرقي بكسر الخاء و فتح الراء نسبة إلى بيع الثياب و الخرق (الأنساب).
2- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 234/11.
3- كذا، و في تاريخ بغداد:«الحسن» تصحيف، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 618/17.
4- تاريخ بغداد 234/11.

مدينة السّلام لما ظهر سبّ الصحابة و أودع كتبه. قال: فحكى لي عن أبي الحسن التميمي أنه قال: كانت كتبه مودعة في درب سليمان، فاحترقت الدار التي كانت فيها، و أحرقت الكتب أيضا، و لم تكن قد انتشرت لبعده عن البلد.

قال الخطيب: فحدّثت عن أبي عبد اللّه بن بطّة العكبري قال: مات أبو [القاسم الخرقي في سنة أربع و ثلاثين و ثلاثمائة، و دفن بدمشق، و زرت قبره] (1).

[أخبرنا] (2) القاسم بن السّمرقندي قال: قال أبو إسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي في كتاب طبقات الفقهاء من أصحاب أحمد منهم: أبو القاسم عمر بن الحسين بن عبد اللّه الخرقي صاحب المختصر، و خرج من بغداد لما ظهر سبّ السّلف، و مات سنة أربع و ثلاثين و ثلاثمائة بدمشق.

5194 - عمر بن الحسين بن عيسى بن إبراهيم

أبو حفص الدّوني (3) الصّوفي

سكن صور و سمع: أبا محمّد الحسن بن محمّد بن أحمد بن جميع بصيدا، و أبا الفرج عبد الوهّاب بن الحسين بن برهان الغزالي - بصور.

حدّثني عنه شيخنا غيث بن علي.

أخبرنا أبو الفرج غيث بن علي - قراءة - أنا أبو حفص عمر بن الحسين الصّوفي، أنا عبد اللّه بن علي، أنا أبو الحسين بن جميع محمّد بن أحمد (4)،أنا عبد اللّه بن أحمد بن ثابت أبو القاسم البزّاز، نا عبدوس بن بشر، نا عمران بن عيينة (5)،عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن عروة بن مضرس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«المرء مع من أحبّ »[9408].

ص: 563


1- ما بين معكوفتين زيادة اقتضاها السياق عن تاريخ بغداد.
2- زيادة منا للإيضاح.
3- الدّوني بضم الدال المهملة و سكون الواو، نسبة إلى دون من قرى الدينور (اللباب).
4- انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 152/17.
5- ترجمته في تهذيب الكمال 395/14.

أخبرناه عاليا أبو الحسن السلمي، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنا أبو نصر بن طلاّب، أنا أبو الحسين بن جميع، أنا عبد اللّه بن أحمد ببغداد فذكره.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي و نقلته من خطه، أنا عمر بن الحسين بن عيسى بن إبراهيم أبو حفص الدّوني، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد بن جميع بصيدا، أنا جدي أحمد بن محمّد بن جميع، نا محمّد بن عبدان القزاز بمكة، نا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، نا مالك بن أنس عن نافع.

أن عبد اللّه بن عمر قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا أعجل السير جمع بين المغرب و العشاء[9409].

أخبرناه عاليا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، و أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر قالا: أنا أبو عثمان البحيري، أنا زاهر بن أحمد، أنا إبراهيم بن عبد الصمد، نا أبو مصعب (1)،نا مالك، فذكر مثله إلاّ أنه قال: إذا عجل به السير.

قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي: سألت أبا حفص الدّوني عن مولده فقال:

ولدت في شهور سنة أربع مائة.

قرأت بخط أبي الفرج: مات الشيخ أبو حفص الدّوني عشية ليلة السّبت الثامن عشر، و دفن سحر يوم الاثنين العشرين منه يعني من ذي الحجة سنة إحدى و ثمانين و أربعمائة، حضرت دفنه و الصلاة عليه، و كان شيخا صالحا يذهب مذهب سفيان الثوري، و سمعت منه حديثا كثيرا عن ابن عجلان، و سليم الفقيه، و الموطّأ عن سكن بن جميع (2) و غير ذلك، و قد نيّف على الثمانين.

5195 - عمر بن حفص بن سليلة

و الصحيح عمرو بن حفص، يأتي ذكره في باب عمرو.

ص: 564


1- هو أحمد بن أبي بكر، أبو مصعب الزهري، ترجمته في تهذيب الكمال 119/1.
2- هو السكن بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن جميع.
5196 - عمر بن حفص بن عمر بن سعيد

ابن أبي عزيز بن النعمان الأزدي الزّملكاني (1)

حدّث عن أبيه حفص بن عمر.

روى عنه ابنه ظفر بن عمر تقدم حديثه (2).

5197 - عمر بن حفص بن عمر البغدادي

حدّث عن عثمان بن أبي شيبة.

روى عنه أبو علي بن آدم الفزاري.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - أنا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه بن أبي عمرو المنيني قال: قرئ على أبي علي محمّد بن محمّد بن عبد الحميد بن آدم الفزاري، نا عمر بن حفص بن عمر البغدادي، نا عثمان بن أبي شيبة، نا عبد اللّه بن إدريس عن الأجلح بن عبد اللّه الكندي، عن الشعبي، عن زرّ بن حبيش قال:

قال أبيّ بن كعب: قد علمت ليلة القدر، هي ليلة سبع و عشرين، هي الليلة التي أخبرنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: تطلع الشمس في صبيحتها بيضاء، ترقرق ليس لها شعاع[9410].

5198 - عمر بن حفص

أبو حفص الخياط (3)

. (4)

أحد المعمّرين.

روى عن معروف الخياط (5) صاحب واثلة.

ص: 565


1- الزملكاني بفتح الزاي و اللام و سكون الميم، هذه النسبة إلى قريتين إحداهما بدمشق و الثانية ببلخ (الأنساب).
2- راجع ترجمة ظفر بن عمر في كتابنا تاريخ مدينة دمشق 214/25 رقم 3000. و ترجمة أبي عزيز جندب بن النعمان أيضا 319/11 رقم 1094. و يفهم من ترجمتيهما أنهما من زملكا قرية من قرى دمشق.
3- في المختصر: أبو حفص الخياط الدمشقي.
4- ترجمته في ميزان الاعتدال 190/3.
5- هو معروف بن عبد اللّه الخياط ، أبو الخطاب الدمشقي، ترجمته في تهذيب الكمال 251/18.

روى عنه أبو الحسن بن جوصا، و أحمد بن عامر الربعي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا عبد العزيز الكتاني، أخبرني تمام بن محمّد، نا أبي، و أبو العباس محمّد بن موسى الحافظ ، و عبد الوهاب بن الحسن قالوا: أنا أحمد بن عمير بن يوسف، نا أبو حفص عمر بن حفص الخياط ، نا أبو الخطاب معروف الخياط قال: سمعت واثلة بن الأسقع يقول:

سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:«طوبى لمن رآني، و لمن رأى من رآني، و من رأى من رأى من رآني»[9411].

أخبرنا أبو القاسم يحيى (1) بن أبي المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم بن بندار الوكيل، أنا أبي، أنا أبو بكر محمّد بن عمر بن بكير النّجّار (2)-قراءة عليه - نا أبو القاسم المؤدب النّصيبي، نا أحمد بن عامر الربعي، نا عمر بن حفص الدمشقي و كان له ستون و مائة سنة، نا معروف الخياط ، نا واثلة بن الأسقع قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«عليكم بالحنّاء، فإنه ينوّر رءوسكم، و يطهّر قلوبكم، و يزيد في الجماع، و هو شاهد (3) لي في القبر»[9412].

و باسناده: قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لو أنّ قدريا أو مرجئا مات فينبش (4) بعد ثلاث لوجد إلى غير القبلة»[9413].

اسم أبي القاسم المؤدب هذا خلف بن طوق.

5199 - عمر بن حفص

قاضي عمان.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب - إذنا - قالا: أنا أبو القاسم بن محمّد بن إسحاق، أنا أبو علي الأصبهاني - إجازة-.

ص: 566


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 505/20.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 472/17.
3- بالأصل:«شاهدا لي في القبر».
4- في المختصر: فنبش.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا أبو الحسن.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (1) قال: عمر بن حفص قاضي عمان.

روى عن عمار بن يحيى.

روى عنه محمّد بن وهب بن (2) عطية، و سليمان بن شرحبيل، و الهيثم بن خارجة، و هشام بن عمّار، سألت أبي عنه فقال ليس بمعروف، و إسناده مجهول.

كذا قال ابن أبي حاتم، و إنما هو حفص بن عمر و قد تقدم ذكره في حرف الحاء (3).

5200 - عمر بن حفص

5200 - عمر بن حفص (4)

حدّث عن خالد بن يزيد بن عبد الرّحمن بن أبي مالك.

روى عنه إبراهيم بن محمّد بن مروان.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة قالا:

نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن موسى بن الصّلت الأهوازي، أنا محمّد بن مخلد العطّار، نا إبراهيم بن محمّد بن مروان، نا عمر بن حفص الدمشقي، نا خالد بن يزيد، عن أبيه عن سعيد بن المسيّب عن حذيفة بن اليمان قال:

دخلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في مرضه الذي قبض فيه فرأيته يتساند إلى علي، فأردت أن أنحّيه و أجلس مكانه فقلت: يا أبا الحسن ما أراك إلاّ تعبت في ليلتك هذه، فلو تنحّيت فأعنتك، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«دعه فهو أحقّ بمكانه منك، ادن مني يا حذيفة، من شهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، و أن محمّدا عبده و رسوله دخل الجنة، يا حذيفة من أطعم مسكينا للّه عز و جل دخل الجنة»، قال: قلت: يا رسول اللّه أكتم أم أتحدث به ؟ قال:«بل تحدّث به»[9414].

ص: 567


1- الجرح و التعديل 103/6.
2- بالأصل: عن، و التصويب عن الجرح و التعديل، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 669/10.
3- راجع ترجمة حفص بن عمر في تاريخ مدينة دمشق منشورات دار الفكر:421/14 رقم 1667.
4- زيد في المختصر: الدمشقي.
5201 - عمر بن حفص

5201 - عمر بن حفص (1)

مولى قريش.

روى عنه عمر بن شبّة.

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهّاب الميداني، أنا أبو سليمان بن (2) زبر... (3) أحمد بن جعفر، أنا محمّد بن جرير الطبري (4) قال:

قال عمر بن شبّة: حدّثني عمر (5) بن حفص الدمشقي مولى قريش قال: لما ظهر محمّد شاور أبو جعفر شيخا من أهل الشام ذا رأي فقال: وجه إلى البصرة أربعة آلاف من جند أهل الشام، فلها عنه و قال: خرف الشيخ، ثم أرسل إليه، فقال: قد ظهر إبراهيم بالبصرة، قال: فوجّه إليه جندا من أهل الشام، قال: ويحك و من لي بهم ؟ قال: اكتب إلى عاملك عليها يحمل إليك في كل يوم عشرة على البريد، قال: فكتب بذلك أبو جعفر إلى الشام. قال عمر بن حفص: فإنّي لأذكر أبي يعطي الجند حينئذ، و أنا أمسك المصباح و هو يعطيهم ليلا، و أنا يومئذ غلام شاب.

هذا الشيخ الشامي هو جعفر بن حنظلة البهراني، شامي، و روي أن المنصور (6)قال له: كيف خفت البصرة ؟ قال: لأن محمّدا ظهر بالمدينة، و ليسوا بأهل حرب، بحسبهم أن يقيموا شأن أنفسهم، و أهل الكوفة تحت قدمك، و أهل الشام أعداء آل أبي طالب، فلم يبق إلاّ البصرة.

5202 - عمر بن حماد

أبو حفص

حدّث عن عمر بن محمّد المروزي.

ص: 568


1- في المختصر: عمر بن حفص الدمشقي.
2- «بن زبر» مكان اللفظتين مطموس بالأصل، و المثبت قياسا إلى سند مماثل.
3- كلمة مطموسة بالأصل.
4- الخبر في تاريخ الطبري 629/7 في حوادث سنة 145.
5- في تاريخ الطبري:«محمد بن حفص الدمشقي» هنا، و سيرد فيه صوابا خلاف الخبر.
6- راجع تاريخ الطبري 628/7-629.

روى عنه ابن المقرئ.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن الحسين، و أحمد بن محمود قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا عمر بن حمّاد أبو حفص بدمشق، نا عمر بن محمّد المروزي، نا أحمد بن سيّار، نا نصر بن حاجب، أنا مسلم بن خالد الزّنجي، عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن أبي هريرة قال:

قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلاّ المكتوبة»[9415].

قال أحمد بن سيّار: قلنا لنصر بن حاجب قال لكم مسلم بن خالد، حدّثنا عمرو بن دينار قال: نعم، و هذا ما سمعه منه.

5203 - عمر بن حمّاد

أبو حفص (1)

من أهل دمشق.

كان في حرس عمر بن عبد العزيز. روى عنه قوله.

روى عنه هشام بن عمّار.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، و أبو محمّد بن فضيل، قالا: أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو علي بن منير، أنا أبو بكر بن خريم (2)،نا هشام بن (3) عمّار في مشيخة الدمشقيين، نا أبو حفص عمر بن حمّاد قال:

سمعت عمر بن عبد العزيز أمير المؤمنين - و نحن في حرسه - يقول في دبر صلاته: اللّهمّ إنك لم تشهدني خلقي، و لم تؤامرني في نفسي، لكنك خلقتني لما شئت من ذلك، فإن كنت خلقتني في سابق علمك سعيدا فاستعملني في السعادة، و إن كنت خلقتني في سابق علمك شقيا فحوّلني من الشقاء إلى السّعادة، فإنك تمحو ما تشاء و تثبت و عندكم أم الكتاب، اللّهمّ و إن لم أكن أهلا (4) تبلغني رحمتك، فإنّ رحمتك

ص: 569


1- في المختصر: أبو حفص الدمشقي.
2- بالأصل: خزيم، تصحيف.
3- بالأصل: عن، تصحيف.
4- بالأصل: أهل.

أهل أن تبلغني فبلغنيها برحمتك، إنك على كل شيء قدير.

5204 - عمر بن حيان

5204 - عمر بن حيان (1). (2)

روى عن أم الدرداء، و يقال: روى عن من أخبره عن أم الدرداء.

أخبرنا أبو الوفاء عبد الرّحمن بن حمد، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العباس بن قتيبة، نا حرملة، أنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن أبي هلال، عن عمر الدمشقي عن أم الدرداء قالت: حدّثني أبو الدرداء.

أنه سجد مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إحدى عشرة سجدة، منهن: النجم.

تابعه سفيان بن وكيع.

أخبرناه أبو غالب بن البنّا، نا محمّد بن أحمد بن محمّد بن حسنون، أنا أبو القاسم موسى بن عيسى بن عبد اللّه السّرّاج، نا محمّد بن محمّد بن سليمان، نا سفيان بن وكيع، نا عبد اللّه بن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن أبي مالك يعني سعيدا عن عمر الدمشقي، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء.

أنه سجد مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم اثنتي عشرة سجدة منهن في: النجم.

كذا قال، و الصواب ابن أبي هلال.

و رواه الليث بن سعيد عن خالد بن يزيد، عن سعيد، فأدخل بين عمر و أم الدرداء زوايا (3).

أخبرناه أبو الفتح عبد الملك بن عبد اللّه، أنا أبو عامر محمود بن القاسم بن محمّد، و عبد العزيز بن محمّد، و أحمد بن عبد الصّمد قالوا: أنا عبد الجبّار بن محمّد، أنا محمّد بن أحمد بن محبوب، أنا أبو عيسى محمّد بن عيسى بن سورة، نا عبد اللّه بن عبد الرّحمن، أنا عبد اللّه بن صالح، نا الليث بن سعد، عن خالد بن

ص: 570


1- في المختصر: عمر بن حيان الدمشقي.
2- ترجمته في التاريخ الكبير 206/6 و الجرح و التعديل 143/6 و ميزان الاعتدال 192/3 و تهذيب الكمال 49/14 و تهذيب التهذيب 275/4.
3- كذا بالأصل.

يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن من أخبره عن أبي الدرداء.

أنه سجد مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إحدى عشرة سجدة منهن: النجم.

و أسقط أم الدرداء من إسناده.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل السلامي، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين قالا:- أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو عبد اللّه البخاري قال (1):عمر الدمشقي عن أم الدرداء، روى عنه سعيد بن أبي هلال، منقطع.

أخبرنا أبو الحسن الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل - إذنا - قالا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد، أنا حمد - إجازة-.

ح و قال: أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (2):

عمر الدمشقي روى عن أم الدرداء، روى عنه سعيد بن أبي هلال، سمعت أبي يقول ذلك.

ص: 571


1- التاريخ الكبير للبخاري 206/6.
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 143/6.

حرف الخاء في آباء من اسمه عمر

5205 - عمر بن الخضر بن محمد

أبو حفص المعروف بالثمانيني

سمع بدمشق: أبا القاسم فرج بن إبراهيم النصيبي، و بمصر: أبا محمد الحسن بن رشيق، و أبا القاسم هشام بن محمد بن أبي قرة الرعيني، و أبا بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس، و أبا الطيب عبد المنعم بن عبيد اللّه بن غلبون، و أبا بكر عيسى بن هارون الأزدي، و أبا الفتح محمد بن الحسين الأزدي بالموصل و غيرهم.

روى عنه: أبو علي الحسن بن علي الأهوازي، و أبو الحسن علي بن محمد بن شجاع المالكي.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلم، عن أبي علي الحسن بن علي الأهوازي، نا أبو حفص عمر بن الخضر بن محمد الثمانيني، نا أبو القاسم فرج بن إبراهيم النصيبي بدمشق، نا أحمد بن الأسود الحنفي: بحديث ذكره.

ص: 572

فهرس الجزء

الثالث و الأربعين

ص: 573

ص: 574

>الفهرس <

تتمة حرف الطاء في آباء من اسمه علي

4934 - علي بن أبي طالب بن صبيح أبو الحسن 3

4935 - علي بن طاهر بن جعفر بن عبد اللّه أبو الحسن القيسي السلمي النحوي 4

4936 - علي بن طاهر بن محمّد أبو الحسن القرشي المقدسي الصوفي 4

4937 - علي بن أبي طاهر أبو الحسن القزويني 5

حرف العين في آباء من اسمه علي

4938 - علي بن عاصم بن أبي العاص بن إسحاق بن مسلمة بن عبد الملك ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية أبو الحسين الأموي 7

4939 - علي بن أبي العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف ابن قصي 8

4940 - علي بن عامر 9

4941 - علي بن العباس بن أحمد بن العباس أبو الحسن الثغري النيسابوري 9

4942 - علي بن العباس بن الحسن بن الحسين أبي الحن بن علي ابن محمّد بن علي بن إسماعيل بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو الحسن بن أبي الفضل الحسيني 9

4943 - علي بن العباس بن عبد اللّه بن جندل أبو الحسن القرشي القزويني 10

4944 - علي بن عبد اللّه بن أحمد بن عبد الصمد بن هشام بن الغاز أبو الحسن الجرشي الصيداوي 11

4945 - علي بن عبد اللّه بن أحمد بن أبي شعبة أبو الحسن 12

4946 - علي بن عبد اللّه بن بحر الكاتب 13

4947 - علي بن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد

ص: 575

مناف أبو الحسن القرشي الهاشمي 14

4948 - علي بن عبد اللّه بن الحسن بن جهضم بن سعيد أبو الحسن الهمذاني الجبلي الصوفي 15

4949 - علي بن عبد اللّه بن الحسن بن عبد المحسن الصوري 19

4950 - علي بن عبد اللّه بن أبي الهيجاء بن حمدان بن حمدون بن الحارث ابن لقمان بن راشد أبو الحسن الأمير التغلبي المعروف بسيف الدولة 21

4951 - علي بن عبد اللّه بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب ابن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف أبو الحسن الأموي السفياني المعروف بأبي العميطر 24

4952 - علي بن عبد اللّه بن رجاء أبو الحسن الخوارزمي 34

4953 - علي بن عبد اللّه بن سيف أبو الحسن المعروف بعلوية المغني 34

4954 - علي بن عبد اللّه بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف أبو محمّد يقال أبو عبد اللّه و يقال أبو الفضل الهاشمي 37

4955 - علي بن عبد اللّه بن العباس بن حميد بن العباس أبو طالب الحمصي المعروف بابن أبي السجيس 55

4956 - علي بن عبد اللّه بن علي بن السقا البيروتي 57

4957 - علي بن عبد اللّه بن عيسى بن محمّد و يقال ابن بحر أبو الحسن البغدادي 58

4958 - علي بن عبد اللّه بن القاسم أبو الحسن الخياط المؤدب 59

4959 - علي بن عبد اللّه بن محمّد أبو الحسن البيروتي 60

4960 - علي بن عبد اللّه بن محمّد بن يحيى بن حمزة أبو الحسين الحضرمي 60

4961 - علي بن عبد اللّه بن محمّد أبو الحسن بن الصباغ النيسابوري الواعظ 60

4962 - علي بن عبد اللّه المعروف بابن المهزول القرمطي 62

4963 - علي بن عبد اللّه أبو الحسن الجرجاني الصوفي 65

4964 - علي بن عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد اللّه بن علي بن ؟؟؟ عياض بن أبي عقيل أبو طالب بن أبي البركات بن أبي الحسن بن أبي محمّد الصوري المعروف ببهجة الملك 65

ص: 576

4965 - علي بن عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة أبو الحسن المخزومي المصري المعروف بعلان 66

4966 - علي بن عبد السلام بن محمّد بن جعفر أبو الحسن الارمنازي 68

4967 - علي بن عبد الغالب بن جعفر بن الحسن بن علي أبو الحسن ابن أبي معاذ البغدادي الضراب المعروف بابن القني 70

4968 - علي بن عبد الصمد بن عثمان بن سلامة بن هلال أبو الحسن العسقلاني يعرف بالمفيد 72

4969 - علي بن عبد الغفار بن حسن أبو الحسن المغربي القابسي المقرئ النجار 73

4970 - علي بن عبد القادر بن بزيع بن الحسن بن بزيع أبو الحسن الطرسوسي الصوفي 74

4971 - علي بن عبد القاهر بن عبد العزيز بن إبراهيم بن علي بن عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن خالد أبو الحسن الأزدي ابن الصائغ 75

4972 - علي بن عبد الملك بن بدر بن الهيثم بن خليفة أبو حصين القاضي 76

4973 - علي بن عبد الملك بن سليمان بن دهثم أبو الحسن الطرسوسي الفقيه الأديب 76

4974 - علي بن عبد الملك أبو القاسم القرشي 78

4975 - علي بن عبد الواحد بن الحسن بن علي بن الحسن بن شواس أبو الحسن ابن أبي الفضل بن أبي علي المعدل 78

4976 - علي بن عبد الواحد بن محمّد بن أحمد بن الحر و يعرف بحيدرة ابن سليمان بن هزان بن سليمان بن حبان بن وبرة أبو الحسين المري الأطرابلسي 79

4977 - علي بن عبد الواحد بن محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن بن علوية أبو الحسن الساوي العميدي 80

4978 - علي بن عبد الوهاب بن علي أبو الحسن الأنصاري المقرئ 81

4979 - علي بن عبد الوهاب أبو الحسن بن السمري 82

4980 - علي بن عبيد اللّه بن قدامة أبو الحسن الملطي المؤدب بأطرابلس 83

ص: 577

4981 - علي بن عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد بن جعفر أبو الحسن المعروف بابن الشيخ الصيني 83

4982 - علي بن عبيد اللّه بن محمّد بن إبراهيم أبو الحسن الكسائي الهمذاني القاضي الصوفي 84

4983 - علي بن عبيد اللّه أبو الحسن الجعفري الهاشمي 87

4984 - علي بن عبدوس 87

4985 - علي بن عثمان بن محمّد بن سعيد بن عبد اللّه بن عثمان بن نفيل أبو محمّد الحراني النفيلي 87

4986 - علي بن عروة 89

4987 - علي بن عساكر بن سرور أبو الحسن المقدسي الخشاب الكيال 92

4988 - علي بن عمر بن أحمد بن مهدي بن مسعود بن النعمان بن دينار بن عبد اللّه أبو الحسن الدار قطني البغدادي الحافظ 93

4989 - علي بن عمر بن محمّد بن الحسن أبو الحسن البغدادي الحربي المعروف بابن القزويني الزاهد المقرئ الشافعي 106

4990 - علي بن عمر بن نصر أبو الحسن البغدادي الدقاق الحافظ 110

4991 - علي بن عمر الدمشقي 111

4992 - علي بن عمرو بن سهل بن حبيب بن خلاد بن حماد بن إبراهيم بن نزار ابن حاتم أبو الحسن السلمي الحريري البغدادي 111

4993 - علي بن عميرة و هو علي بن حامد بن سلطان بن علي أبو الحسن الطائي الحمصي يعرف بابن عميرة 113

4994 - علي بن عياش بن مسلم أبو الحسن الألهاني الحمصي 115

4995 - علي بن عيسى بن داود بن الجراح أبو الحسن البغدادي 120

حرف الغين في آباء من اسمه علي

4996 - علي بن غالب بن سلام أبو الحسن السكسكي البتلهي 128

4997 - علي بن الغدير الغنوي 129

ص: 578

4998 - علي بن غنائم بن عمر بن إبراهيم أبو الحسن الأنصاري الأوسي الخرقي المالكي البصري 129

حرف الفاء في آباء من اسمه علي

4999 - علي بن الفتح أبو الحسين البغدادي الكاتب 131

5000 - علي بن الفضل بن أحمد بن محمّد بن الحسن بن طاهر بن الفرات أبو القاسم المقرئ 131

5001 - علي بن الفضل الهاشمي اللهبي 132

5002 - علي بن الفضل الحضرمي 133

5003 - علي بن فلاح 134

حرف القاف في آباء من اسمه علي

5004 - علي بن القاسم بن محمّد أبو الحسن التميمي المغربي القسنطيني المتكلم الأشعري 135

5005 - علي بن القاسم بن المظفر بن علي.... أبو الحسن بن الشهرزوري الشافعي القاضي 136

5006 - علي بن قدامة 136

حرف الكاف في آباء من اسمه علي

5007 - علي بن كيسان 138

حرف اللام فارغ حرف الميم

5008 - علي بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن الخليل بن حماد بن سليمان أبو الحسن الخشني البلاطي 139

ص: 579

5009 - علي بن محمّد بن أحمد أبو الحسين المري المقرئ 140

5010 - علي بن محمّد بن أحمد بن إسماعيل أبو الحسين النحوي الطبري 140

5011 - علي بن محمّد بن أحمد بن الحسين أبو الحسن القزويني 141

5012 - علي بن محمّد بن أحمد بن إدريس بن خثعم أبو الحسن الهمداني الرملي الأنماطي 142

5013 - علي بن محمّد بن أحمد بن داود بن محمّد بن الوليد أبو الحسن بن النحوي الخطيب الشاهد 143

5014 - علي بن محمّد بن أحمد أبو الحسن البلخي الحنيفي القاضي 144

5015 - علي بن محمّد بن إبراهيم أبو الحسن البجلي البلوطي 145

5016 - علي بن محمّد بن إبراهيم بن الحسين بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن أبو الحسن الحنائي الزاهد المقرئ 145

5017 - علي بن محمّد بن إسحاق بن محمّد بن يزيد أبو الحسن الحلبي القاضي الفقيه الشافعي 148

5018 - علي بن محمّد بن إسماعيل العلوي 151

5019 - علي بن محمّد بن إسماعيل بن محمّد بن سلام أبو الحسين بن البصال 151

5020 - علي بن محمّد بن إسماعيل أبو الحسن الطوسي الكارزي 151

5021 - علي بن محمّد بن إسماعيل بن محمّد بن بشر أبو الحسن الأنطاكي المقرئ الفقيه الشافعي 154

5022 - علي بن محمّد بن جعفر أبو الحسن المصري المالكي القاضي المعروف بالشواربي 155

5023 - علي بن محمّد بن حاتم بن دينار بن عبيد أبو الحسين و يقال: أبو الحسن القومسي الحدادي 156

5024 - علي بن محمّد بن الحسن بن محمّد بن عمر بن سعد بن مالك بن يحيى ابن عمرو بن يحيى بن الحارث أبو القاسم النخعي الكوفي المعروف ابن كاس 159

ص: 580

5025 - علي بن محمّد و يقال ابن أحمد بن الحسن بن محمّد بن عبد العزيز أبو الفتح البستي 161

5026 - علي بن محمّد بن الحسن أبو الحسن الفارسي 171

5027 - علي بن محمّد بن الحسن بن الشام الأطرابلسي 171

5028 - علي بن محمّد بن حفص بن عمر بن رستم أبو الحسن الفارسي البعلبكي الإمام 172

5029 - علي بن محمّد بن خلف بن موسى أبو الحسن البغدادي لفقيه الشافعي الفرائضي 172

5030 - علي بن محمّد بن دنهش أبو الحسن 174

5031 - علي بن محمّد بن راهويه أبو الحسن القاضي 175

5032 - علي بن محمّد بن أبي سليمان أيوب بن حجر أبو الطيب الرقي ثم الصوري 175

5033 - علي بن محمّد بن سلامة بن الخضر أبو الحسن بن البالسي 176

5034 - علي بن محمّد بن شيبان أبو الحسن الحبراني 177

5035 - علي بن محمّد بن صافي بن شجاع بن محمّد بن هارون أبو الحسن الربعي المعروف بابن أبي الهول 177

5036 - علي بن محمّد بن طغج بن جف المعروف بابن الإخشيد 179

5037 - علي بن محمّد بن طوق بن عبد اللّه أبو الحسن بن الفاخوري المعروف بالطبراني 179

5038 - علي بن محمّد بن عامر بن عمرو أبو الحسن النهاوندي 180

5039 - علي بن محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم بن أعين أبو الحسن المصري 182

5040 - علي بن محمّد بن عبد اللّه أبو الحسن القزويني القاضي 183

5041 - علي بن محمّد بن عبد اللّه بن مفلح أبو الحسن القزويني 183

5042 - علي بن محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي أبو الحسن البغدادي 186

5043 - علي بن محمّد بن عبد اللّه بن مزاحم أبو الحسن الداراني المقرئ 187

ص: 581

5044 - علي بن محمّد بن عبد الصمد بن حمزة بن عبد اللّه بن الحسين بن عبد اللّه بن الشام أبو القاسم الأطرابلسي 188

5045 - علي بن محمّد بن عبيد اللّه بن حمزة بن علي بن أحمد بن علي بن العباس ابن سليمان بن صالح بن علي بن عبد اللّه بن العباس بن عبد المطلب أبو الحسن الهاشمي الصالحي الفقيه الشافعي 188

5046 - علي بن محمّد بن علي أبو الحسن الأزدي القطان المعروف بابن الخراساني 189

5047 - علي بن محمّد بن علي بن سوار بن عبد اللّه بن الحسين ابن محمّد أبو الحسن التميمي البزاز النيسابوري 191

5048 - علي بن محمّد بن علي بن الأحنف أبو الحسن الخطيب البغدادي 192

5049 - علي بن محمّد بن علي أبو الحسن الرازي المقرئ الحافظ الزاهد 193

5050 - علي بن محمّد بن علي بن داود أبو الرضا الأنطاكي 193

5051 - علي بن محمّد بن علي بن محمّد بن عبد اللّه أبو الحسن القرشي البكري المعروف بابن المصحح 194

5052 - علي بن محمّد بن علي بن محمّد بن الحسين أبو الحسن بن الدوري 195

5053 - علي بن محمّد بن علي بن الأزهر أبو الحسن العليمي المقرئ القطان المعروف بالجدي 195

5054 - علي بن محمّد بن علي بن محمّد بن موسى أبو الحسن بن أبي بكر السلمي الحداد 196

5055 - علي بن محمّد بن علي بن محمّد بن أحمد أبو القاسم التيمي الكوفي المعروف بابن الأذلاني 197

5056 - علي بن محمّد بن علي بن أحمد أبو القاسم بن أبي العلاء السلمي المصيصي الفقيه الشافعي 198

5057 - علي بن محمّد بن علي بن الحسن بن أبي المضاء أبو الحسن ابن أبي المضاء الفقيه الشافعي البعلبكي 200

5058 - علي بن محمّد بن علي بن عاصم أبو الحسن الجويني ثم النيسابوري 201

ص: 582

5059 - علي بن محمّد بن علي بن محمّد بن زيد أبو الحسن التنوخي الحلبي 202

5060 - علي بن محمّد بن عيسى أبو الحسن الهروي الجكاني 205

5061 - علي بن محمّد بن غالب أبو فراس العامري المعروف بمجد العرب 207

5062 - علي بن محمّد بن الفتح بن عبد اللّه السامري القلانسي 208

5063 - علي بن محمّد بن القاسم بن بلاغ أبو الحسن المقرئ 210

5064 - علي بن محمّد بن كنوس الكتامي الصقلي المطارحي المقرئ 213

5065 - علي بن محمّد بن مسلمة بن لجاج أبو الحسن الأزدي 213

5066 - علي بن محمّد بن معيوف أبو الحسن المعيوفي 213

5067 - علي بن محمّد بن أبي هشام أبو الحسن الشاهد 214

5068 - علي بن محمّد بن وهب أبو الحسن 214

5069 - علي بن محمّد بن يحيى بن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن زكريا أبو القاسم السلمي الحبيشي المعروف بالسميساطي 215

5070 - علي بن محمّد أبو الغنائم بن يحيى بن الحسين بن علي بن حمزة ابن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي أبو الحسن العلوي الحسني الكوفي 217

5071 - علي بن محمّد بن يزيد العماني 218

5072 - علي بن محمّد المصري 219

5073 - علي بن محمّد الحلبي الوراق 219

5075 - علي بن محمّد أبو الحسن و يقال أبو القاسم الكوفي الحافظ 220

5076 - علي بن محمّد أبو الحسن التهامي الشاعر 220

5077 - علي بن محمّد أبو الحسن المؤذن 223

5078 - علي بن محمّد أبو الحسن الحوطي 224

5079 - علي بن محمّد أبو الحسن الحمصي الصوفي 225

5080 - علي بن محمّد القرنوي 226

5081 - علي بن محمّد أبو الحسن الدمشقي 227

5082 - علي بن مافتة الحجازي 227

ص: 583

5083 - علي بن مأمون أبو الحسن المصيصي الشاعر 228

5084 - علي بن المبارك 228

5085 - علي بن محارب بن علي أبو الحسن المقرئ الأنطاكي المعروف بالساكت 229

5086 - علي بن المحسن أبو الحسن العلوي 229

5087 - علي بن محمّدان بن محمّد أبو الحسن القاضي البلخي 230

5088 - علي بن محمود بن إبراهيم بن ماخرة أبو الحسن الزوزني الصوفي 231

5089 - علي بن مرضى بن علي بن محمّد بن عبد اللّه بن سليمان أبو الحسن التنوخي 232

5090 - علي بن مسلم البكري 235

5091 - علي بن المسلم بن محمّد بن علي أبو الحسن بن أبي الفضل السلمي الفقيه الشافعي الفرضي 236

5092 - علي بن مرشد بن علي بن المقلد بن نصر بن منقذ بن محمّد بن منقذ ابن نصر بن هاشم أبو الحسن بن أبي سلامة المعروف بعز الدولة الكناني 238

5093 - علي بن مشرق بن بركات بن محمّد أبو الحسن 240

5094 - علي بن المظفر بن علي أبو الحسن المنبجي المعلم 241

5095 - علي بن المنجى أبو الحسن المعروف بالشيخ صاحب الحسن بن أحمد القرمطي 242

5096 - علي بن معبد بن نوح أبو الحسن البغدادي 242

5097 - علي بن معضاد بن ماضي أبو الحسن المقرئ الدباغ في الفراء 246

5098 - علي بن المغيرة أبو الحسن البغدادي المعروف بالأثرم 247

5099 - علي بن المقلد بن نصر بن منقذ بن محمّد بن منقذ بن نصر بن هاشم أبو الحسن الغساني الأمير المعروف بسديد الملك صاحب شيرز 249

5100 - علي بن مكي أبو الحسن الكاساني الفقيه الحنفي 252

5101 - علي بن منصور بن قيس بن حجوان بن لابي بن مطيع بن حبيب بن كعب ابن ثعلبة بن سعد بن عوف بن كعب بن جلان بن غنم بن غني الغنوي المعروف: بعلي بن الغدير 252

ص: 584

5102 - علي بن موسى بن أبي بكر أبو المظفر الختلي 254

5103 - علي بن موسى بن الحسين أبو الحسن بن السمسار 255

5104 - علي بن المهدي بن المفرج بن عبد اللّه أبو الحسن الهلالي الطبيب 257

5105 - علي بن ميمون أبو الحسن الرقي العطار 258

حرف النون في آباء من اسمه علي

5106 - علي بن ناشي الثملي 260

5107 - علي بن نجا بن أسد أبو الحسن المعروف بابن محمود المؤذن في مئذنة العروس من مآذن المسجد الجامع 260

حرف الهاء في آباء من اسمه علي

5108 - علي بن هارون بن بندار أبو الحسن 262

5109 - علي بن هاشم العكاوي 262

5110 - علي بن هبة اللّه بن علي بن جعفر بن علكان بن محمّد بن دلف بن أبي دلف القاسم بن عيسى أبو نصر بن أبي القاسم العجلي الأمير الحافظ البغدادي المعروف بابن ماكولا 263

5111 - علي بن هبة اللّه بن محمّد بن أحمد أبو الحسن بن أبي البركات بن البخاري البغدادي الفقيه الشافعي 265

5112 - علي بن هشام بن فرخسرو أبو الحسن المروزي 266

5113 - علي بن هشام الرقي 271

حرف الياء

في أسماء آبائهم 5114 - علي بن يحيى بن رافع بن العافية أبو الحسن النابلسي المعروف بأبي الطيب المؤذن في منارة باب الفراديس 272

ص: 585

5115 - علي بن يحيى بن علي بن محمّد بن أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب أبو الحسن العلوي الزيدي 273

5116 - علي بن يحيى بن أبي منصور أبو الحسن الأخباري الشاعر 273

5117 - علي بن يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم 277

5118 - علي بن يزيد بن أبي هلال أبو عبد الملك و يقال أبو الحسن الألهاني 278

5119 - علي بن يعقوب بن إبراهيم بن شاكر بن زامل أبو القاسم الهمداني المعروف بابن أبي العقب 286

5120 - علي بن يعقوب بن عمرو بن يعقوب بن عيسى بن منصور أبو الحسن الربعي 290

5121 - علي بن يعقوب بن يوسف بن عمران أبو الحسن القزويني المعروف بالبلاذري 291

5122 - علي بن يوسف بن عبد اللّه بن يوسف أبو الحسن الجويني 292

5123 - علي بن يوسف 293

ممن ينسب لنا ممن اسمه علي

5124 - علي الجرجراني 294

5125 - علي أبو الحسن المعروف بالفجة 295

ذكر من اسمه عمارة

5126 - عمارة بن أحمر المازني 296

5127 - عمارة بن بشر 299

5128 - عمارة بن تميم اللخمي، و يقال: القتبي 301

5129 - عمارة بن ثابت، و الصحيح بن نابت 302

5130 - عمارة بن حزم بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك ابن النجار أبو عبد اللّه الأنصاري النجاري 302

5131 - عمارة بن راشد بن مسلم و يقال ابن راشد بن كنانة الليثي مولاهم 311

ص: 586

5132 - عمارة بن سلمان 315

5133 - عمارة بن صالح 315

5134 - عمارة بن الصعق بن كعب 316

5135 - عمارة بن عقيل أبو إسحاق العقيلي 316

5136 - عمارة بن عمرو بن حزم بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد ابن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري النجاري 317

5137 - عمارة بن عمرو بن أبي كلثم، و اسم أبي كلثم خالد بن معمر بن وهب ابن زهير بن عامر بن عبد غنم بن غنام بن أسامة بن مالك بن عامر بن حرب بن سعد بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان ابن دوس بن عبد اللّه بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد اللّه ابن مالك بن نصر بن الأزد الدوسي الأزدي 323

5138 - عمارة بن مخش بن خويلد 323

5139 - عمارة بن نابت و يقال: ثابت بن أبي حفصة أبو روح و يقال: أبو الحكم الأزدي البصري 324

5140 - عمارة العذري 331

5141 - عمارة القرشي البصري 332

5142 - عمارة الضبابي 334

ذكر من اسمه عمار

5143 - عمار بن الحسن بن عمر أبو القاسم التنوخي المعري 336

5144 - عمار بن الحسين 337

5145 - عمار بن الخزز بن عمرو بن عمار و يقال ابن عمارة أبو القاسم العذري الجسريني 337

5146 - عمار بن عبد اللّه أبو اليقظان الكلبي 338

5147 - عمار بن عبد اللّه أبو القاسم الرحبي الصوفي 339

5148 - عمار بن أبي عمار 339

ص: 587

5149 - عمار بن محمّد بن الحسن أبو القاسم الداراني 340

5150 - عمار بن محمّد بن مخلد بن جبير بن عبد اللّه بن إسماعيل بن سعد ابن ربيعة بن كعب بن مرة أبو ذر التميمي البغدادي 340

5151 - عمار بن معاوي العدوي 343

5152 - عمار بن المغيرة القرشي 343

5153 - عمار بن فهد الأزدي من أنفسهم 343

5154 - عمار بن نصر أبو ياسر السعدي المروزي 343

5155 - عمار بن نصير بن ميسرة بن أبان السلمي ثم الظفري 347

5156 - عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن الحصين بن الوديم ابن ثعلبة بن عوف بن حارثة بن عامر الأكبر بن يام بن عنس و هو زيد ابن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ ابن يشجب بن يعرب بن قحطان أبو اليقظان العنسي 348

ذكر من اسمه عمران

5157 - عمران بن الحسن بن يوسف أبو الفرج الختلي الخفاف 484

5158 - عمران بن حطان بن لوذان بن الحارث بن سدوس و يقال عمران بن حطان ابن ظبيان بن لوذان بن عمرو بن الحارث بن سدوس بن شيبان بن ذهل ابن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل و يقال: عمران بن حطان ابن ظبيان بن معاوية بن الحارث بن سدوس أبو سماك و يقال أبو شهاب و يقال أبو معبس و يقال أبو دلان السدوسي 485

5159 - عمران بن خالد بن يزيد بن أبي جميل أبو عمر القرشي و يقال: الطائي و يقال إنه من موالي مالك بن عوف النصري 501

5160 - عمران بن صالح الهذلي مولاهم 503

5161 - عمران بن طلحة بن عبيد اللّه بن عثمان بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة ابن كعب بن لؤي بن غالب القرشي التيمي المدني 504

5162 - عمران بن عبد اللّه بن أبي عبد اللّه العنسي 509

ص: 588

5163 - عمران بن عصام أبو عمارة الضبعي 509

5164 - عمران بن أبي كثير الحجازي 518

5165 - عمران بن أبي مدرك 521

5166 - عمران بن معروف السدوسي البصري 521

5167 - عمران بن موسى 522

5168 - عمران بن موسى بن المهرجان أبو الحسن النيسابوري 523

5169 - عمران بن موسى أبو موسى الطرسوسي 524

5170 - عمران بن النعمان الكلاعي 526

5171 - عمران بن هلباء الكلبي 526

ذكر من اسمه عمر

حرف الألف في آباء من اسمه عمر

5172 - عمر بن أحمد بن بشر بن السري أبو بكر البغدادي المعروف بالسني 528

5173 - عمر بن أحمد بن الحسين بن أحمد أبو حفص الهمذاني الصوفي الوراق 530

5174 - عمر بن أحمد بن عثمان بن أحمد بن محمّد بن أيوب بن ازداد بن سراح ابن عبد الرّحمن أبو حفص البغدادي الواعظ المعروف بابن شاهين 531

5175 - عمر بن أحمد بن علي أبو الحارث 538

5176 - عمر بن أحمد بن لبيد البيروتي 539

5177 - عمر بن أبان بن عبيد اللّه بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية ابن عبد شمس 540

5178 - عمر بن إبراهيم بن سليمان أبو بكر البغدادي الحافظ يعرف بأبي الآذان 540

5179 - عمر بن إبراهيم بن محمّد بن محمّد بن أحمد بن علي بن الحسين بن علي بن حمزة بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب أبو البركات ابن أبي علي الحسيني الزيدي الكوفي النحوي 543

ص: 589

5180 - عمر بن أيوب المري مولاهم الكاتب 544

حرف الباء في آباء من اسمه عمر

5181 - عمر بن بحر أبو حفص الأسدي الصوفي 545

5182 - عمر بن أبي بكر بن محمّد بن عبد اللّه بن عمرو بن المؤمل بن حبيب ابن تميم بن عبد اللّه بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب أبو حفص العدوي الموصلي قاضي الأردن 547

5183 - عمر بن بلال أبو حفص الأسدي 551

حرف التاء و حرف الثاء فارغان حرف الجيم في آباء من اسمه عمر

5184 - عمر بن أبي الجدير 553

5185 - عمر بن جميل البيروتي 554

5186 - عمر بن الجنيد بن داود بن إدريس بن عيسى القاضي 555

حرف الحاء في آباء من اسمه عمر 5187 - عمر بن الحارث الخولاني 557

5188 - عمر بن حبيب بن قليع المدني 557

5189 - عمر بن حرب بن تمام بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي 558

5190 - عمر بن الحسن بن محمّد بن الحسن بن القاسم بن درستويه أبو القاسم الإمام 558

ص: 590

5191 - عمر بن الحسن بن نصر بن طرخان أبو حفص القاضي الحلبي 559

5192 - عمر بن الحسين بن الحسن أبو المجد الفتاوي الفقيه 561

5193 - عمر بن الحسين بن عبد اللّه أبو القاسم البغدادي الخرقي الفقيه الحنبلي 562

5194 - عمر بن الحسين بن عيسى بن إبراهيم أبو حفص الدوني الصوفي 563

5195 - عمر بن حفص بن سليلة 564

5196 - عمر بن حفص بن عمر بن سعيد بن أبي عزيز بن النعمان الأزدي الزملكاني 565

5197 - عمر بن حفص بن عمر البغدادي 565

5198 - عمر بن حفص أبو حفص الخياط 565

5199 - عمر بن حفص 566

5200 - عمر بن حفص 567

5201 - عمر بن حفص 568

5202 - عمر بن حماد أبو حفص 568

5203 - عمر بن حماد أبو حفص 569

5204 - عمر بن حيان 570

حرف الخاء في آباء من اسمه عمر

5205 - عمر بن الخضر بن محمّد أبو حفص المعروف بالثمانيني 572

الفهرس 573

ص: 591

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.