تاریخ مدینه دمشق المجلد 42

هویة الکتاب

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

تفاصيل النشر: بیروت: دارالفکرالمعاصر؛ دمشق: دارالفکر دمشق: معهد الفتح الاسلامي، 1420ق.= 1999م.= 1378 -

دراسة و تحقيق علي شيري

عدد المجلدات: 80

لسان: العربية

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

تصنيف الكونجرس: DS99 /د8 1378 الف243015

تصنيف ديوي: 956/9144

موضوع: تاريخ الإسلام | التاريخ والجغرافيا المحلية | الترجمة الجماعية | رجال

ص: 1

اشارة

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

دراسة و تحقيق علي شيري

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

ص: 2

الجزء الثاني و الأربعون

[تتمة حرف العين]

[تتمة ذكر من اسمه علي]

حرف الطاء في آباء من اسمه علي

4933 - علي بن أبي طالب - و اسمه عبد مناف - بن عبد المطلب

و اسمه شيبة - بن هاشم -

و اسمه عمرو - بن عبد مناف -

و اسمه المغيرة - بن قصي - و اسمه زيد -

أبو الحسن الهاشمي

ابن عم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و ختنه على ابنته.

من المهاجرين الأولين، شهد بدرا، و أحدا، و المشاهد كلها، و بويع له بالخلافة بعد قتل عثمان بن عفّان.

و قدم الجابية مع عمر بن الخطّاب.

و ذكر الواقدي أنه لم يخرج مع عمر، فاللّه أعلم.

روى عن: النبي صلى اللّه عليه و سلم فأكثر، و روى عن أبي بكر، و عمر.

روى عنه: بنوه: الحسن و الحسين، و محمّد، و عمر، و عبد اللّه بن مسعود، و عبد اللّه بن عمر، و عبد اللّه بن عباس، و عبد اللّه بن جعفر، و عبد اللّه بن الزبير، و أبو موسى الأشعري، و أبو سعيد الخدري، و أبو رافع (1)،و صهيب، و زيد بن أرقم، و جابر بن عبد اللّه، و أبو أمامة، و جرير بن عبد اللّه، و أبو سريحة


1- بالأصل:«رابع» و التصويب عن م.

و سفينة، و أبو جحيفة، و جابر بن سمرة، و عمرو بن حريث، و أبو ليلى، و البراء بن عازب، و عمارة بن روبية، و بشر بن سحيم، و أبو الطّفيل، و عبد اللّه بن ثعلبة بن صعير، و طارق بن شهاب، و طارق بن أشيم الأشجعي، و عبد الرّحمن بن أبزى الخزاعي، و مروان بن الحكم، و بشر بن سحيم (1) الغفاري، و عبد اللّه بن ثعلبة شداد بن الهاد (2)،و عبد اللّه بن الحارث بن هشام، و سعيد بن المسيّب، و مسعود بن الحكم الزرقي (3)،و قيس بن أبي حازم، و عبيدة بن عمرو (4) السّلماني، و علقمة بن قيس، و الأسود بن يزيد، و مسروق بن الأجدع، و عبد الرّحمن بن أبي ليلى، و الحارث بن سويد، و أبو عبد الرّحمن السلمي، و الأحنف بن قيس، و قيس بن عباد، و أبو الأسود الدّيلي، و أبو رجاء العطاردي، و الحارث بن عبد اللّه الهمداني الأعور، و عبد اللّه بن حنين، و أبو القاسم أصبغ بن نباتة الحنظلي، و جري بن كليب السّدوسي، و حجيّة بن عدي الكندي، و أبو ظبيان حصين بن جندب، و حصين بن قبيصة الفزاري، و أبو ساسان حصين بن المنذر الرقاشي، و ربعي بن حراش العبسي، و أبو مريم زرّ بن حبيش الأسدي، و أبو سليمان زيد بن وهب الجهني، و أبو عبيد سعد مولى ابن أزهر، و سعيد بن علاقة، و شريح بن النعمان، و شتير بن شكل، و شريح بن هانئ، و شقيق بن سلمة الأسدي، و عاصم بن ضمرة السّلولي، و عامر بن شراحيل الشعبي، و عابس بن ربيعة، و أبو معمر عبد اللّه بن سخبرة، و عبد اللّه بن سلمة المرادي، و خلق كثير سواهم.

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى الموصلي، نا أبو خيثمة، نا مروان بن معاوية الفزاري، نا منصور بن حيّان، نا أبو الطّفيل عامر بن واثلة قال:

كنت عند علي بن أبي طالب، فأتاه رجل فقال: ما كان النبي صلى اللّه عليه و سلم يسرّ إليك، فغضب ثم قال: ما كان النبي صلى اللّه عليه و سلم يسرّ إليّ شيئا كتمه الناس، غير أنه قد حدّثني كلمات


1- كذا ورد بالأصل و م، و لعله الذي تقدم قبل عدة أسماء، فإن كان، يكون مكررا، و إلا فهو آخر. انظر تهذيب الكمال 76/3.
2- أقحم قبلها في م - فكرر - و عبد اللّه بن ثعلبة بن صغير و طارق بن شهاب.
3- و في المطبوعة: الذرقي، تصحيف ترجمته في تهذيب الكمال 55/18 و هذه النسبة إلى بني زريق.
4- الأصل و م و «ز»، و في المطبوعة: عمر، تصحيف.

قال:«لعن اللّه من لعن والديه، و لعن اللّه من ذبح لغير اللّه، و لعن اللّه من آوى محدثا (1)،، و لعن اللّه من غيّر (2) منار (3) الأرض»[8350].

رواه مسلم (4)الأصل: حجرة، تصحيف و التصويب عن م و «ز» و سنن النسائي.(5) عن أبي خيثمة زهير بن حرب.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو طاهر بن خزيمة، نا جدي أبو بكر محمّد بن إسحاق، نا علي بن حجر السعدي و بشر بن معاذ العقدي، قالا: نا عبيدة بن حميد، قال علي: حدّثني - و قال بشر: نا - الرّكين بن الربيع بن عميلة، عن حصين، عن قبيصة، عن علي بن أبي طالب قال:

كنت رجلا مذّاء، فجعلت أغتسل في الشتاء حتى تشقق ظهري، قال: فذكرت ذلك للنبي صلى اللّه عليه و سلم - أو ذكر له - فقال:«لا تفعل إذا رأيت المذي فاغسل ذكرك، و توضّأ (6) وضوءك للصلاة، فإذا نضحت (7) الماء فاغتسل»[8351].

رواه النّسائي (8) عن علي بن حجر (8).

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو علي الحسن بن غالب بن علي بن المبارك، نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد الجرجرائي (9)،نا أبو عمرو عثمان بن الخطّاب قال:

سمعت علي بن أبي طالب


1- المحدث بكسر الدال: هو من يأتي بفساد الأرض.
2- أقحم بعدها بالأصل لفظ اسم الجلالة.
3- المنار: علم الطريق و حدود الأرض.
4- صحيح مسلم: كتاب الأضاحي(35)، باب
5- ، رقم 1567/3،1978.
6- الأصل:«و توضى» و في م: و توض.
7- كذا، و في م و المختصر:«فصحت» و في «ز» و المطبوعة: فضحت.
8- سنن النسائي 111/1.
9- في م: الجرجاراني.

و قد روي هذا الحديث بإسناد آخر عن علي أمثل من هذا مرفوعا، و الصحيح أنه موقوف من قول عليّ .

قرأت (1) على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو نصر بن الجندي، و أبو القاسم عبد الرّحمن بن الحسين، قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم، نا ابن عائذ (2)،نا الوليد، نا هشام بن سعد، عن نافع أنه حدّثه أن (3) عظيم أنباط الشام، قال:

يا أمير المؤمنين إنا قد صنعنا لك و للمسلمين طعاما، فإن: رأيت أن تحضره، فقال:

و أين ؟ فقال: في الكنيسة، فقال عمر: إنّ في كنائسكم الصور، و الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة، و إنا لا ندخل بيتا لا تدخله الملائكة.

قال الوليد: فحدّثنا عبد اللّه بن زياد بن سمعان - و هشام بن سعد يسمع - أنّ نافعا حدثه نحوا من حديثه هذا، و قال: إنّ نافعا حدّثهم به أنهم قالوا: يا أمير المؤمنين قد أنفقنا عليك نفقة، و كلّفنا فيه مئونة، فقال عمر: يا علي (4) انطلق فتغذّ و غذّ الناس، فقعد علي، فجعل يتغذا، و يغذي الناس، و علي ينظر إلى تلك الصور التي في كنيستهم و يقول: ما كان على أمير المؤمنين أن لو دخل و تغذى ؟ و مما يقوي هذه الحكاية ما.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي


1- الأصل: أنبأنا، و المثبت عن م و «ز».
2- الأصل و م، و في المطبوعة: عابذ.
3- الأصل: عن، و المثبت عن م و «ز» و المطبوعة.
4- بالأصل:«فقال: يا عمر انطلق»، صوبنا العبارة عن م و «ز».

علي بن أبي طالب - و اسم أبي طالب عبد مناف - بن عبد المطّلب - و اسم عبد المطّلب شيبة - بن هاشم - و اسم هاشم عمرو - بن عبد مناف - و اسم عبد مناف المغيرة - بن قصي - و اسم قصي زيد - بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الفضل بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار.

قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنا العباس بن العبّاس بن محمّد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال:

بلغني أسماء نفر من بني هاشم: علي بن أبي طالب، أبو طالب، اسمه عبد مناف بن عبد المطلب، و عبد المطلب اسمه شيبة بن هاشم، و هاشم اسمه عمرو بن عبد مناف بن قصي، و قصي اسمه زيد بن كلاب بن مرّة بن كعب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال.

ح و أخبرنا أبو (1) المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه.

ح و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (2)،قالا:

علي بن أبي طالب أبو الحسن - عليه السّلام - و اسم أبي طالب عبد مناف - بن عبد المطلب - و اسم عبد المطلب شيبة - بن هاشم - و اسم هاشم عمرو - بن عبد مناف - و اسم عبد مناف المغيرة - بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر-.

زاد حنبل عن أبي عبد اللّه: بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر، و لم يكن عليا


1- الأصل:«ابن» تصحيف و التصويب عن م.
2- المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 274/1.

أحمد بن الحسين - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خياط (1) قال:

جعفر، و علي، و عقيل بنو أبي طالب، و أمّهم فاطمة بنت أسد بن هاشم، استشهد علي بالكوفة، قتله ابن ملجم - لعنه اللّه - صبيحة الجمعة لستّ بقين من شهر رمضان سنة أربعين، و صلّى عليه ابنه الحسن، يكنى أبا الحسن (2).

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار (3) قال:

و ولد أبو طالب بن عبد المطلب: طالبا، و عقيلا، و جعفرا، و عليا، كلّ واحد منهم أسنّ من صاحبه بعشر سنين على الولاء، و أم هانئ، و جمانة (4) بنت أبي طالب، و أمّهم كلّهم فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، و هي أول هاشمية ولدت لهاشمي، و قد أسلمت و هاجرت إلى اللّه و إلى رسوله بالمدينة، و ماتت بها، و شهدها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

و علي بن أبي طالب يقال: إنّه أول ذكر آمن باللّه و رسوله، و يقال: أبو بكر الصّدّيق أوّل ذكر آمن باللّه و رسوله.

و عليّ أحد المهاجرين الأوّلين، و آخى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بين المهاجرين و الأنصار يتوارثون، فآخى عليا يوارثه حتى نزلت: وَ أُولُوا الْأَرْحٰامِ بَعْضُهُمْ أَوْلىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتٰابِ اللّٰهِ (5) فرجعت الوراثة إلى الأرحام.

و شهد مع النبي صلى اللّه عليه و سلم بدرا و المشاهد كلها، و هو أحد أصحاب الشورى الستة الذين شهد لهم عمر بن الخطاب أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم توفي و هو عنهم راض.

و له يقول أسيد (6) بن أبي إياس (7) بن زنيم بن مجينة


1- طبقات خليفة بن خيّاط ص 30 الأرقام 5 و 6 و 7.
2- الأصل: الحسين، تصحيف و التصويب عن طبقات خليفة.
3- انظر نسب قريش للمصعب الزبيري فكثيرا ما كان الزبير يأخذ عن عمه المصعب ص 39 و ما بعدها.
4- الأصل و م:«رحمانه» و الصواب ما أثبت، و في المطبوعة: و أم هانئ (و هي) جمانة بنت أبي طالب، و قد وهم محققها و الذي في نسب قريش: أم هانئ و اسمها فاختة و يقولون هند ثم يقول: و جمانة بنت أبي طالب، انظر ترجمة أم هانئ في الإصابة: نساء رقم 1102 و 1532 و ترجمة جمانة في الإصابة: نساء: رقم 223.
5- سورة الأنفال، الآية:57.
6- ضبطت في أسد الغابة 108/1 أسيد بالفتح، و مثله في الاكمال، قال ابن الأثير: و ضبطه المرزباني بالضم، و الأول أصح، يعني بالفتح.
7- أسد الغابة: أناس.

و هو يحرض مشركي قريش على قتله و يعيرهم (1): (2)

في كلّ مجمع غاية أخزاكم *** جذع أبرّ على المذاكي القرّح (3)

للّه درّكم أ لمّا تنكروا *** قد ينكر الحيّ الكريم و يستحي

هذا ابن فاطمة الذي أفناكم *** ذبحا و قتلة قعصة لم يذبح (4)

أفناهم قعصا و ضربا يقترى (5) *** بالسيف يعمل حدّه لم يصفح (6)

أعطوه خرجا و اتّقوا بمصيبة (7) *** فعل الذّليل و بيعة لم تربح (8)

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر، نا علي بن أحمد بن أبي قيس.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو منصور محمّد بن محمّد بن عبد العزيز، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو الحسين عمر بن الحسن، قالا: أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني إبراهيم بن سعيد، عن أبي أسامة - و في حديث ابن السمرقندي: نا أبو أسامة - عن زكريا بن أبي زائدة، عن الشعبي قال:

أم علي بن أبي طالب فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد (9) مناف.

قال الزبير بن أبي بكر: و هي أوّل هاشمية ولدت لهاشمي، و قد أسلمت و هاجرت إلى اللّه و إلى رسوله بالمدينة، و ماتت بها، و شهدها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني أحمد بن محمّد بن يحيى القطان


1- في المختصر: و يغريهم.
2- الأبيات في أسد الغابة 595/3.
3- الغاية: المدى، و الراية. و الجذع بفتحتين الشاب الحدث، و المذاكي: الخيل التي أتى عليها بعد قروحها سنة أو سنتان.
4- البيت في اللسان «قعص» و قعصته و أقعصته: إذا قتلته قتلا سريعا.
5- بدون إعجام بالأصل و م، و في المطبوعة: يفتري، و في أسد الغابة: يفرى، و المثبت عن المختصر. يقتري بالسيف: يطلب ضيافته به (القاموس).
6- أصفحه بالسيف: ضربه بعرضه.
7- الأصل: بمضيعة، و في الأزهرية: بنصيبه، و في أسد الغابة: بضريبة، و المثبت عن م و المختصر.
8- زيد في م و الأزهرية و أسد الغابة: أين الكهول ؟ و أين كل دعامة في المعضلات ؟ و أين زين الأبطح و في المطبوعة:«ابن» بدل «أين».
9- ترجمتها في الإصابة: نساء 731.

زكريا، عن عامر قال: أمّ علي فاطمة بنت أسد بن هاشم.

و ذكر مصعب الزبيري (1):أن أمّ علي فاطمة بنت أسد بن هاشم، و هي أوّل هاشمية ولدت هاشميا، أسلمت و هاجرت إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم، و ماتت، و شهدها النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا محمّد بن جعفر، أنا عبيد اللّه بن سعد الزهري، عن عمّه يعقوب بن إبراهيم، قال: أمّ علي بن أبي طالب فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، نا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا (2)،نا محمّد بن سعد قال:

علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، و يكنى أبا الحسن، و أمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، قتل - يرحمه اللّه - بالكوفة صبيحة ليلة الجمعة لسبع عشرة (3) ليلة خلت من شهر رمضان سنة أربعين، و هو ابن ثلاث و ستين، و يقال: بضع و خمسين، و دفن بالكوفة عند مسجد الجماعة في قصر الإمارة؛ و الذي ولي قتله عبد الرّحمن بن ملجم المرادي، و قد روى عن أبي بكر الصّدّيق.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (4).

قال في تسمية من شهد بدرا من بني هاشم: علي بن أبي طالب، و اسم أبي طالب عبد مناف بن عبد المطّلب، و اسمه شيبة بن هاشم، و اسمه عمرو بن عبد مناف، و اسمه المغيرة بن قصي، و اسمه زيد، و يكنى علي: أبا الحسن، و أمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن هاشم.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي


1- انظر هنا نسب قريش للمصعب الزبيري ص 40.
2- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
3- كذا بالأصل و م، و سيجيء في قتله خلاف ما ورد هنا، و أنه ضرب يوم التاسع عشر من رمضان.
4- طبقات ابن سعد 19/3.

الحسن بن علي الجوهري، أنا أبو الحسن بن المظفر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي قال:

علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة، و أمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم، و أمّها فاطمة بنت هزم بن رواحة بن الحجر بن عبد بن معيص (1) بن عامر - فيما أخبرنا ابن هشام - و أمّها حربة بنت وهب بن ثعلبة بن وائلة، عن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر، يدعى أبا الحسن، و كان يدعى أبا تراب، و يقال: إنه كان ربعة آدم، و قد قيل: أحمر ضخم المنكبين، طويل اللحية، أصلع، عظيم البطن، أبيض الرأس و اللحية.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أمية صراد (2)،أخا محمّد بن الحسن (3)،قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (4):

علي بن أبي طالب بن عبد المطّلب بن هاشم أبو الحسن القرشي، قتل في رمضان بالكوفة سنة أربعين.

قال يحيى بن بكير عن ليث، عن أبي الأسود، عن عروة: يقال: أسلم علي و هو ابن ثمان سنين.

و قال محمّد بن الصّلت: عن ابن عيينة، عن جعفر، عن أبيه [قال:]


1- كذا رسمها بالأصل و م، و في المطبوعة: معيفر.
2- فوقها في الأصل ضبتان.
3- في م: قالوا: أنا أبو أمية و بعدها بياض، و السند معروف الذي يأخذ فيه المصنف إلى محمد بن إسماعيل البخاري: قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمد بن الحسن، قالا: أنا أحمد بن عبدان. قارن مع أسانيد مماثلة، و يتكرر هذا السند كثيرا، كلما أخذ المصنف عن البخاري في تاريخه الكبير.
4- التاريخ الكبير للبخاري 259/6.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (1) قال: علي بن أبي طالب بن عبد المطّلب، قتل في شهر رمضان بالكوفة سنة أربعين، و اسم أبي طالب عبد مناف، و كان من المهاجرين الأوّلين، أسلم و هو ابن ثمان سنين، و يقال: ابن سبع سنين، روى عنه بنوه: الحسن و الحسين، و محمّد، و عمر، و ابن أخيه عبد اللّه بن [جعفر، و ابن عمه عبد اللّه بن عباس، و طلحة بن عبيد اللّه، و عبد اللّه بن مسعود، و عبد اللّه بن] (2) عمر و عبد اللّه بن الزبير (3)،و أبو رافع مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم، و أبو سعيد الخدري، و صهيب بن سنان، و زيد بن أرقم، و أبو موسى الأشعري، و جرير بن عبد اللّه البجلي، و أبو أمامة الباهلي، و جابر بن عبد اللّه، و حذيفة بن أسيد، و سفينة مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم، و أبو هريرة، و أبو جحيفة، و أبو ليلى، و جابر بن سمرة، و عمرو بن حريث، و عمارة بن رويبة (4)،و بشر بن سحيم، و أبو الطّفيل عامر بن واثلة، و عبد اللّه بن ثعلبة بن صعير، و طارق بن شهاب.

أخبرنا أبو الفتح نصر (5) اللّه بن محمّد، أنا أبو الفتح (6) المقدسي، أنا أبو الفتح الرازي، أنا أبو نصر الموصلي، أنا أبو القاسم الجوزي، أنا أبو زكريا يزيد بن محمّد بن إياس، قال: سمعت أبا عبد اللّه المقدّمي يقول: علي بن أبي طالب بن عبد المطلب، و اسم أبي طالب: عبد مناف، و علي أبو الحسن.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن ماهان، أنا أبو منصور شجاع بن علي، أنا محمّد بن إسحاق بن مندة قال:

علي بن أبي طالب بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف أبو الحسن القرشي، ختن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أخوه، و ابن عمه، و أبو سبطيه: الحسن و الحسين، أمه فاطمة بنت أسد (7) بن هاشم بن عبد مناف، كنّاه النبي صلى اللّه عليه و سلم أبا تراب (8).

و قال زهير بن معاوية: كان علي يكنى أبا قاسم (9)،و كان رجلا أدم، شديد


1- الجرح و التعديل 191/6.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن م و الجرح و التعديل.
3- في الجرح و التعديل: و ابن الزبير.
4- الأصل و م: روبية، و التصويب عن الجرح و التعديل، و انظر ترجمته في تهذيب الكمال 10/14. الترجمة(4767) ط دار الفكر.
5- ما بين الرقمين استدرك على هامش م و بعده صح.
6- ما بين الرقمين استدرك على هامش م و بعده صح.
7- الأصل و م: لبيد، و التصويب عن أسد الغابة و المطبوعة.
8- «أبا تراب» مكانه في م بياض.
9- بالأصل: قسم، و فوقها ضبة، و في م:«قصم» و في المختصر: قضم، و المثبت عن المطبوعة.

ثقيل (1) العينين، عظيمهما، ذا (2) بطن، أصلع، و هو إلى القصر أقرب، و كان أبيض الرأس و اللحية، قتل بالكوفة (3) لسبع عشر ليلة مضت من رمضان يوم الجمعة سنة أربعين و هو يومئذ ابن ثلاث و ستين، و يقال: ابن ثمان و خمسين، و كانت خلافته أربع سنين و ثمانية أشهر، و ثلاثة (4) عشر يوما، و دفن بالكوفة ليلا، و غمط (5) قبره، و يقال: دفن عند المسجد الجامع في قصر (6) الإمارة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل المقدسي، نا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال (7):

علي بن أبي طالب - و اسمه عبد مناف - بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، أبا الحسن القرشي الهاشمي، الكوفي (8)،و أمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي و اسمه (9):زيد (10)،سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم، و روى عنه أبو جحيفة، و أبناؤه (11)[الحسن و] (12) الحسين، و محمّد الذي يقال له ابن الحنفية (13)،و مروان بن (14) الحكم، و أبو عبد الرّحمن السلمي، و عبد الرّحمن بن أبي ليلى، و ربعي بن حراش في العلم، و غير موضع.

ذكر الواقدي: أنه (15) استخلف بعد قتل عثمان، و ذلك يوم الجمعة لثمان عشرة خلت من ذي الحجة سنة خمس و ثلاثين، و قتل


1- ما بين الرقمين بياض في م.
2- الأصل و م و المطبوعة: ذو بطن.
3- ما بين الرقمين بياض في م.
4- الأصل و م و المطبوعة: و ثلاث عشر.
5- غير واضحة بالأصل و رسمها:«و عفط » و مكانها بياض في م. و المثبت عن المطبوعة. و غمط قبره أي غطّي بالتراب، و سوّي بحيث لم يبق له أثر.
6- «في قصر الامارة» بياض في م.
7- راجع كتاب الجمع بين رجال الصحيحين 352/1-353.
8- كذا بالأصول و المطبوعة و الجمع بين رجال الصحيحين.
9- «و اسمه» استدرك عن هامش الأصل و بعده صح.
10- الأصل:«زيدا» و مكان «و اسمه: زيد» في م:«شهد بدرا» و هو المثبت أيضا في كتاب الجمع بين رجال الصحيحين.
11- الأصل و م: و ابناه.
12- زيادة لازمة منا للإيضاح، و الذي في الجمع بين رجال الصحيحين: روى عنه ابناه الحسن و محمد.
13- الذي بالأصل:«ابن الحمطة» و في م: ابن الحميد.
14- الأصل:«روى عن الحكم» و مكان «و مروان» بياض فى م.
15- «أنه» مكانها بياض في م.

رمضان سنة أربعين (1)،و كانت خلافته أربع سنين، و تسعة أشهر و ستة أيام، و يقال: ثلاثة أيام، و يقال: أربعة عشر يوما، هكذا قال خليفة (2)،و يقال: مات و هو ابن ثلاث و ستين سنة، و يقال: مات و هو ابن ثمان و خمسين سنة، و يقال: ابن سبع و خمسين سنة.

و قال الواقدي: قتل في شهر رمضان سنة أربعين و هو ابن ثلاث و ستين سنة، و يقال:

ابن سبع و خمسين سنة.

و قال الواقدي في التاريخ: قتل ليلة الجمعة لسبع عشرة خلت من شهر رمضان سنة أربعين (3)،فكانت إمرة علي أربع سنين، و ثمانية أشهر، و تسعة و عشرين يوما.

و ذكر ابن أبي شيبة: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قبض و علي بن أبي طالب ابن سبع و عشرين سنة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو (4) منصور بن زريق، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (5):

أمير المؤمنين، و ابن عمّ خاتم النبيين: علي بن أبي طالب، و اسم أبي طالب عبد مناف بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان، يكنى أبا الحسن، و أبا تراب.

و أمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، و هي أوّل هاشمية ولدت لهاشمي.

و علي أوّل من صدّق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من بني هاشم، و شهد المشاهد معه، و جاهد معه (6)،و مناقبه أشهر من أن تذكر، و فضائله أكثر من أن تحصى (7).

أخبرنا أبو السعود بن المجلي


1- ما بين الرقمين سقط من م.
2- انظر تاريخ خليفة ص 199 (حوادث سنة 40).
3- ما بين الرقمين سقط من م.
4- الأصل:«و أنا» تصحيف و التصويب عن م و «ز».
5- تاريخ بغداد 133/1.
6- في تاريخ بغداد: و جاهد بين يديه.
7- تاريخ بغداد: تحصر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (1) قال: أبو الحسن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو الحسن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب شهد بدرا مع النبي صلى اللّه عليه و سلم.

قرأت (2) على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو الحسن علي بن أبي طالب بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر الأنباري، أنا أبو القاسم بن الصّوّاف، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي (3) قال: كنية علي بن أبي طالب أبو الحسن، و أبو تراب.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي في كتابه، أنا أبو بكر الصّفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم (4) قال:

أبو الحسن علي بن أبي طالب، و اسم أبي طالب عبد مناف بن عبد المطلب، و عبد المطلب اسمه شيبة بن هاشم، و هاشم اسمه عمرو بن عبد مناف، و عبد مناف اسمه المغيرة، و قيل الحارث بن قصي، و [قصي] (5) اسمه زيد (6)،و إنما سمي قصيا لأنه كان قاصيا عن قومه في قضاعة، ثم قدم و قريش متفرقة في القبائل فجمعها حول الكعبة، و سمّي أيضا مجمّعا (7) بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر القرشي الهاشمي، و أمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، توفيت مسلمة قبل الهجرة


1- المعرفة و التاريخ 274/1.
2- الأصل: أخبرنا، و المثبت عن م.
3- الكنى و الأسماء للدولابي 8/1.
4- الاسامي و الكنى للحاكم 270/3 رقم 1357.
5- الزيادة عن الأسامي و الكنى، للإيضاح.
6- الذي في الأسامي و الكنى: يزيد، تصحيف.
7- الأصل و م و الأسامي و الكنى: و مجمع.

و كان علي أصغر بني أبي طالب، و كان أصغر من جعفر بعشر سنين، كان علي من النبي صلى اللّه عليه و سلم بمنزلة هارون من موسى، و صلّى القبلتين جميعا، و هاجر الهجرة الأولى، و شهد المشاهد كلّها إلاّ تبوك، ردّه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال:«أخلفني في أهلي»، قال:«أ لا ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى (1)»[8353].

و قال يوم خيبر:«لأعطينّ الراية رجلا يحب اللّه و رسوله، و يحبه اللّه و رسوله»، فتطاول لها أصحاب محمّد صلى اللّه عليه و سلم، فقال:«ادعوا لي عليا»، فأتي به أرمد، فبصق في عينيه (2)،و دفع إليه الراية، ففتح اللّه عليه[8354].

و لما نزلت نَدْعُ أَبْنٰاءَنٰا وَ أَبْنٰاءَكُمْ (3) دعا (4) عليا و فاطمة و حسنا و حسينا و قال:

«اللّهم هؤلاء أهلي»[8355].

و قال صلى اللّه عليه و سلم:«أنه أقضى الأمّة»[8356].

كان ابن عمّ نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و ختنه على ابنته، و أبا سبطيه، شهد له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بالجنّة، و مات و هو عنه راض، رحمه اللّه و حشرنا في زمرته.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل بن مروان، نا محمّد بن الفرج الأزرق، نا أبو النّضر، عن عكرمة بن (5) عمّار، عن أياس بن سلمة، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب أنه قال يوم خيبر (6):

أنا الذي سمتني أمي حيدرة

كليث غابات كريه المنظرة

أو فيهم بالصاع كيل السندرة


1- هذا حديث مشهور و معروف، و قد جاء من طرق كثيرة أخرجها الشيخان و غيرهما.
2- في الأسامي و الكنى: في عينه.
3- سورة آل عمران، الآية:61.
4- في الأسامي و الكنى: دعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عليا...
5- الأصل:«عن» و التصويب عن م، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 159/13.
6- ديوان علي ط بيروت ص 77 و انظر تخريجها فيه.

ذكروا أن علي بن أبي طالب ولد و أبو طالب غائب، و سمّته أمه فاطمة بنت أسد، و هي أم علي عليه السلام، أسدا باسم أبيها، فلما قدم أبو طالب كره هذا الاسم الذي سمّته به أمّه، [و سماه عليا، فلما رجز علي يوم خيبر، ذكر الاسم الذي سمته به أمه] (1) و حيدرة اسم من أسامي الأسد، و هي أشجعها، كأنه قال: أنا الأسد. و السندرة شجر يعمل منها القسي، و النبل، قال الهذلي (2):

إذا أدركت أولاهم أخرياتهم *** حنوت في بالسّندري الموتر

يعني القسي، نسبها إلى الشجر التي يعمل منها القسي.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل الفقيه و الحسين (3) بن عبد الملك الأديب، قالا:

أنا سعيد بن أحمد بن محمّد بن نعيم.

ح و أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح: أحمد بن عبد الملك الفقيه، و أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد الفرضي، و أبو القاسم زاهر بن طاهر المعدّل، قالوا: أنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف، قالا: أنا أبو الفضل عبيد اللّه (4) بن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن حفص الفامي، نا أبو العبّاس محمّد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي، نا قتيبة بن سعيد، نا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد قال:

استعمل على المدينة رجل من آل مروان قال: فدعا سهل بن سعد فأمره أن يشتم عليا - زاد ابن خلف: فأبى سهل - فقال له: و قالا - أما إذا أبيت فقل لعن اللّه أبا تراب، فقال سهل: ما كان لعلي اسم أحبّ إليه من أبي تراب، و إن كان ليفرح إذا دعي به، فقال له: أخبرنا عن قصته لم سمّي أبا تراب ؟ قال: جاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بيت (5) فاطمة فلم يجد عليا في البيت، فقال:«أين ابن عمّك ؟» فقالت: كان بيني و بينه شيء، فغاظني - و قال ابن نعيم: فغاضبني - فخرج و لم يقل عندي


1- ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل.
2- هو أبو جندب الهذلي، و البيت في شرح أشعار الهذليين للسكري 359/1 ضمن شعر أبي جندب الهذلي.
3- الأصل:«أبو الحسين» تصحيف، و الصواب عن م، و كنيته: أبو عبد اللّه، قارن مع مشيخة ابن عساكر 52/أ.
4- الأصل: عبد اللّه، و التصويب عن م و المطبوعة.
5- «بيت» استدركت على هامش الأصل و بعدها صح.

المسجد راقد، فجاءه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقه، فأصابه تراب، فجعل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يمسحه عنه و يقول:«قم أبا تراب، قم أبا تراب»[8357].

رواه مسلم عن قتيبة (1).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو محمّد الحسن بن عيسى بن المقتدر، أنا (2) أبو العبّاس أحمد بن منصور اليشكري، نا الصّولي، نا أبو علي هشام بن علي العطار، نا عمر بن عبيد اللّه التيمي، نا حفص بن جميع، حدّثني سماك


1- صحيح مسلم:(44) كتاب الفضائل،(4) باب، الحديث رقم 2409(1874/4).
2- الأصل:«و أنا» و المثبت عن م.

شيء؟» قالت: نعم، غضب فخرج إلى المسجد، فأتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم المسجد، فإذا هو نائم في التراب، فقال له:«يا أبا تراب ما ينيمك في التراب ؟ و اللّه حجرة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خير من التراب» فقام[8360].

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم، أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي، نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو، نا أحمد بن خالد الوهبي (1)،نا محمّد بن إسحاق، عن عبد اللّه بن أبي بكر، عن عبد الرّحمن بن أبي لبيبة (2)،عن محمّد بن علي بن الحنفية قال:

لقد رأيت علي بن أبي طالب يوم الجمل يكنى بأبي القاسم.

كذا في هذه الرواية، و لعله: يكنيني بأبي القاسم، فإن محمّد بن علي كان يكنى بأبي القاسم.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أحمد بن الحسن بن عتبة، نا عبد اللّه بن عيسى المديني، نا إبراهيم بن المنذر، نا حسين بن زيد، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه قال: توفي علي بن أبي طالب و هو ابن ثلاث و ستين.

قال إبراهيم بن المنذر: و نا محمّد بن طلحة، نا إسحاق بن يحيى بن طلحة، عن عمّه موسى بن طلحة قال: كان علي بن أبي طالب، و الزبير بن العوّام، و سعد بن أبي وقّاص عذار عام واحد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء، أنا أبو بكر، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي، نا وهب بن جرير، نا أبي قال: سمعت أبا رجاء العطاردي قال (3):رأيت علي بن أبي طالب شيخا أصلع، كثير الشعر، كأنّما اجتاب


1- الأصل:«الوهني» و في م:«الدهني» كلاهما تصحيف، و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 133/1.
2- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل، و المثبت عن م.
3- رواه الذهبي في تاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشدين) ص 623.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن محمّد بن عبد العزيز، أنا علي بن محمّد بن بشران، أنا أبو الحسين الأشناني.

قالا: أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني إبراهيم بن سعيد الجوهري، نا الحسين بن محمّد، نا جرير بن حازم، عن أبي رجاء العطاردي قال:

رأيت علي بن أبي طالب ربعة - و قال ابن الأكفاني: رجلا - ربعة ضخم البطن، عظيم اللحية قد ملأت صدره، في عينيه خفش، أصلع شديد الصّلع، كثير شعر الصّدر و الكتفين، كأنما اجتاب إهاب شاة.

قالا: و نا ابن أبي الدنيا، حدّثني أبو هريرة الصيرفي، نا يزيد بن هارون، أنا - و قال ابن الأكفاني: نا (1)-إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي (2) قال:

رأيت عليا يخطب الناس - و قال ابن السّمرقندي: يخطب - أبيض الرأس و اللحية، عظيم البطن، قد أخذت لحيته ما بين منكبيه، أصلع، على رأسه زغبات (3).

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحدّاد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو محمّد بن حيّان، نا حاجب بن أبي بكر، نا أحمد بن محمّد الصّيرفي، نا عمرو بن عبد الغفّار، نا إسماعيل بن أبي خالد، و مالك بن مغول أنهما سمعا الشعبي يقول:

رأيت علي بن أبي طالب يخطب على المنبر، شيخا مربوعا، أسمر، أبلج


1- في م:«أنا» في الموضعين، و في المطبوعة أيضا:«أنبأنا» في الموضعين.
2- تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص 624.
3- الزغبات: الشعرات الخفيفات.

نا إسماعيل بن أبي خالد، حدّثني عامر قال: ما رأيت رجلا أعظم لحية من عليّ ، قد ملأت ما بين منكبيه بيضاء، و في الرأس زغبات.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، نا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (1)،نا يحيى بن صالح، نا زهير بن معاوية، نا أبو إسحاق قال:

رأيت علي بن أبي طالب يخطب يوم الجمعة، و كان أبيض اللحية، أصلع.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن علي بن هبة اللّه بن عبد السلام، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا أحمد بن زهير، نا خلف بن الوليد، نا إسرائيل، عن أبي إسحاق قال: قال أبي: قم فانظر إلى أمير المؤمنين، فإذا هو على المنبر شيخ أبيض الرأس و اللحية، أجلح، ضخم البطن، ربعة، عليه إزار و رداء، و ليس عليه قميص.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،نا محمّد بن بشار، نا عبد الرّحمن (3)،نا إسرائيل، عن أبي إسحاق (4) قال:

كنت مع أبي يوم الجمعة فقال لي: أي بني، أ تريد أن ترى أمير المؤمنين ؟ قال: فقمت قائما، فرأيت عليا يخطب الناس، عليه إزار و رداء، أنزع


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 668/1-669.
2- الخبر في المعرفة و التاريخ 621/2 و مختصرا في تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص 624 و انظر طبقات ابن سعد 25/3.
3- هو عبد الرحمن بن مهدي بن حسان.
4- هو عمرو بن عبد اللّه السبيعي الهمداني.

قال أبي: يا بني تريد أن ترى أمير المؤمنين - يعني عليا-؟ قلت: نعم، قال: فرفعني على يده، فإذا أنا برجل أبيض الرأس و اللحية، أصلع، عظيم البطن، عريض ما بين المنكبين.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبيد اللّه بن عثمان بن يحيى، أنا إسماعيل بن علي الخطبي (1)،نا عبد اللّه بن أحمد [بن حنبل] (2) حدّثني أبي، نا حجاج قال: قال شعبة: قد رأى أبو إسحاق عليا، و كان يصفه لنا: عظيم البطن، أجلح.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو منصور بن شكرويه، و محمّد بن أحمد بن علي السمسار، قالا (3):أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا خلاّد بن أسلم، نا السيد بن عيسى قال:

رحت مع أبي إلى الجمعة، فخرج أمير المؤمنين يخطب على المنبر، فقال لي: يا بنيّ أ تريد أن تنظر إلى أمير المؤمنين ؟ قال: قلت: نعم، فأخذ بعضدي فأقامني بين يديه، فاستقبلته، فإذا رجل آدم، أجلح، أشيب، ضخم البطن، عريض ما بين منكبيه.

كذا قال خلاّد، و أظن السّيّد يرويه عن أبي إسحاق السّبيعي، و قد سقط ذكره.

[أخبرنا] (4) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا داود بن عمرو، نا مكرم بن حكيم أبو عبد اللّه الخثعمي، حدّثني مهران بن عبد اللّه قال:

لقيت علي بن أبي طالب و هو مقبل من قصر المدائن، و حوله المهاجرون حتى بلغ قنطرة بردان (5) فتوزّر على صدره من عظم بطنه، و قد رفع (6) يديه على إزاره، ضخم البطن، ذو (7) عضلات و مناكب، أصلع، أجلح، قد خرج الشعر من أذنيه، و أنا أمشي بجنباته (8)، و هو يريد أسبانبر فجاء غلام فلطم وجهي، فالتفت علي، فلما التفت رفعت يدي فالطم


1- الأصل و م: الخطيبي، تصحيف و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 522/15.
2- زيادة عن م، و سقطت من المطبوعة أيضا.
3- الأصل:«قال» و المثبت عن م، و المطبوعة.
4- ما بين معكوفتين زيادة عن م، و «ز»، و المطبوعة.
5- الأصل و م:«بهردن» و لعل الصواب ما أثبت، و في معجم البلدان: قنطرة البلدان محلة ببغداد. و فيه في مادة: البردان: بالتحريك مواضع كثيرة، منها: البردان قرية من قرى بغداد على سبعة فراسخ منها.
6- في م و «ز»: و قد وقع يديه على إزاره.
7- بالأصل: و عضلات، و المثبت عن م.
8- في:«ز»، بجنبانيه.

وجه الغلام، فقال: حر انتصر، فكأنّما صوّت علي في أذني السّاعة.

أخبرنا (1) أبو سعد (2) المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو عمرو بن حمدان، نا محمّد (3) بن الحسين الموصلي، نا جعفر بن محمّد، نا الفضيل، نا أبو نعيم، نا زرارة (4) بن سعيد، قال:

سمعت أبي ينعت عليا قال: كان رجلا عظيما (5)،طويل اللحية، إن شئت قلت إذا نظرت إليه قلت لآدم، و إن تبينته من قريب قلت أن يكون أسمر أدنى من أن يكون آدم.

كذا قال زرارة، و إنّما هو رزام (6).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (7)،أنا الفضل بن دكين، نا رزام بن سعد (8) الضّبّي، قال:

سمعت أبي ينعت عليا، قال: كان رجلا فوق الربعة، ضخم المنكبين، طويل اللحية، و إن شئت قلت إذا نظرت إليه قلت: آدم، و إن تبينته من قريب قلت: أن يكون أسمر أدنى من أن يكون آدم.

قال: و نا محمّد بن سعد (9)،أنا عفان بن مسلم، أنا أبو عوانة، عن مغيرة، عن قدامة بن عتّاب (10)،قال: كان علي ضخم البطن، ضخم مشاشة المنكب، ضخم عضلة الذراع، دقيق مستدقها، ضخم عضلة الساق، دقيق مستدقها


1- الأصل: قرأت، و في م و «ز»: أنبأنا.
2- الأصل و م و «ز»: «أبو علي» تصحيف، و الصواب ما أثبت و الاسم معروف و السند مشهور.
3- كذا بالأصل، و يقرأ أيضا في «ز»: «محمد» و في م: أحمد.
4- كذا بالأصل و م و «ز»: زرارة بن سعيد، و هو تصحيف، و الصواب رزام، و سينبه المصنف إلى الصواب. و انظر ترجمته في تهذيب الكمال 197/6.
5- الأصل و م: عظيم.
6- ضبطت بكسر أوله ثم زاي عن تقريب التهذيب.
7- طبقات ابن سعد 26/3.
8- كذا بالأصل و م و «ز» و المطبوعة و ابن سعد، و هو: رزام بن سعيد الضبي، انظر تهذيب الكمال 197/6.
9- طبقات ابن سعد 26/3.
10- الأصل و م و «ز» و المطبوعة: غياث، و المثبت عن ابن سعد.

من أيام الشتاء، عليه قميص قهز (1) و إزاران قطريان معتما بسبّ (2) كان (3) مما ينسج في سوادكم.

أخبرنا أبو بكر أيضا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم الفقيه.

ح و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (4)،أنا علي بن محمّد المعدّل، أنا الحسين بن صفوان البردعي.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أبو الحسن اللنباني (5).

قالا: أنا عبد اللّه بن محمّد بن أبي الدنيا.

قالا (6):نا محمّد بن سعد (7)،أنا محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة، عن إسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة قال:

سألت أبا جعفر محمّد بن علي - زاد البردعي: كم كان سن علي يوم قتل ؟ قال: ثلاث و ستين سنة، قلت: ما كانت صفته ؟ و قالا:- قلت: ما كان صفة علي ؟ قال: رجل آدم، شديد الأدمة، ثقيل العينين عظيمهما


1- القهر بالفتح و يكسر، و القهزي: ثياب تتخذ من صوف أحمر كالمرعزى و ربما يخالطها الحرير (تاج العروس قهز).
2- السبّ : الخمار و العمامة (تاج العروس بتحقيقنا: سبب).
3- كذا بالأصل و م و «ز» و المطبوعة، و في ابن سعد: كتان.
4- تاريخ بغداد 134/1.
5- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل، و بدون إعجام في م، و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
6- في م و المطبوعة: قال.
7- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 27/3.

قلت: ما كانت صفته ؟ فقال: كان آدم، شديد الأدمة، عظيم البطن و العينين، أصلع، إلى القصر [أقرب] (1) ما هو، دقيق الذراعين، لم يصارع أحدا قطّ إلاّ صرعه.

أخبرنا أبو سعد المطرز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم، نا أبو محمّد بن حيّان، أنا محمّد بن سليمان، نا نصر بن علي، أنا ابن داود، نا مدرك قال: رأيت عليا له و فرة، و كان من أحسن الناس وجها.

أخبرنا أبو محمّد المزكي، نا أبو بكر الخطيب، نا علي بن أحمد بن عمر، نا علي بن أحمد بن [أبي] (2) قيس.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن محمّد بن عبد العزيز، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عمر بن الحسن بن علي.

قالا: أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني أبو هريرة، نا عبد اللّه بن داود، نا مدرك أبو الحجّاج قال: رأيت علي بن أبي طالب يخطب، و كان من أحسن الناس وجها.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن جنيقا، أنا إسماعيل بن علي الخطبي (3)،نا محمّد بن موسى البربري (4)،عن محمّد بن أبي السّري، عن الخوارزمي في صفة علي، قال:

كان آدم، شديد الأدمة، ثقيل العينين، عظيمهما، بطين، أصلع، إلى القصر أقرب منه إلى الطول، كأنما كسر ثم جبر، لا يغيّر شيبه (5)،عظيم البطن، خفيف المشي على الأرض، ضحوك السّن.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني أحمد بن منصور، نا يحيى بن بكير، أخبرني الليث بن سعد أن أبا الأسود حدّثه قال: قال عروة: إن عليا أسلم و هو ابن ثمانى (6) سنين


1- الزيادة عن ابن سعد 27/3.
2- زيادة عن م.
3- في م: الخطيبي، تصحيف.
4- الحرف الأول بدون إعجام في الأصل، و المثبت عن م، ترجمته في تاريخ بغداد 243/3 و سير أعلام النبلاء 14/ 91. و في المطبوعة: الثوبري، تصحيف.
5- في المطبوعة: شيبته.
6- في المطبوعة: ثمان.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، أنا محمّد بن سعد (1)،أنا إسماعيل بن عبد اللّه بن أبي أويس، حدّثني أبي، عن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب أن علي بن أبي طالب حين دعاه النبي صلى اللّه عليه و سلم إلى الإسلام كان ابن تسع سنين.

قال الحسن بن زيد: و يقال: دون التسع سنين، و لم يعبد الأوثان قطّ لصغره.

قال: و أنا ابن سعد (2)،أنا محمّد بن عمر، حدّثني عمرو بن عبد اللّه بن عتبة، عن عمارة بن غزيّة، عن محمّد بن عبد الرّحمن بن زرارة، قال: أسلم علي و هو ابن تسع سنين.

قال: و أنا محمّد بن سعد (3)،أنا محمّد بن عمر، نا إبراهيم بن نافع، و إسحاق بن حازم، عن ابن (4) أبي نجيح، عن مجاهد قال: أوّل من صلّى علي


1- طبقات ابن سعد 21/3 و تاريخ الإسلام ص 624.
2- المصدر السابق.
3- المصدر السابق.
4- عند ابن سعد: عن أبي نجيح.

سفيان، حدّثني عيسى بن محمّد، و أبو بشر قالوا: أنا عبد الرّزّاق (1)،أنا معمر، عن قتادة، عن الحسن و غيره: و كان أوّل من آمن به علي بن أبي طالب و هو ابن خمس عشرة، أو ست عشرة. لفظ حديثهما.

و في حديث أحمد بن منصور قال: عن الحسن و غير واحد قال: أوّل من أسلم علي بعد خديجة، و هو ابن خمس عشرة سنة، أو ست عشرة سنة (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني أحمد بن منصور، نا عبد الرّزّاق،، نا معمر، عن قتادة، عن الحسن قال: أول من أسلم علي، و هو ابن خمس عشرة (3) أو ست عشرة.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (4)،حدّثني علي، عن عبد الرّزّاق، عن معمر، عن قتادة، عن الحسن: أن عليا أسلم و هو ابن خمس عشرة سنة.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو الحيري، أنا محمّد بن أحمد بن المؤمّل الصّيرفي - ببغداد - نا أبي، نا بشر بن محمّد اليشكري


1- المصنف الجامع لعبد الرزّاق ج 325/5.
2- تهذيب الكمال 300/13.
3- الأصل: خمس عشر، و التصويب عن م.
4- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 199 (حوادث سنة أربعين).

كذا قال؛ و جده أبو رافع و ذلك فيما.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا يحيى بن عبد الحميد، نا علي بن هاشم، عن محمّد بن عبيد اللّه بن أبي رافع، عن أبيه، عن جده أبي رافع قال:

صلّى النبي صلى اللّه عليه و سلم أول يوم الاثنين، و صلّت خديجة آخر يوم الاثنين، و صلّى علي يوم الثلاثاء من الغد، و صلّى مستخفيا قبل أن يصلّي مع النبي صلى اللّه عليه و سلم أحد سبع سنين و أشهرا (1).

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو الفضل الباقلاني، أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمّد، أنا محمّد بن أحمد بن الحسن، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا المنجاب، أنا زيد (2) بن الحباب، حدّثني يونس بن أرقم الكندي، حدّثني يونس بن خباب، حدّثني رجل من أهل مكة، عن أنس بن مالك قال:

أنزلت النبوّة على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم الاثنين، و بعث يوم الاثنين، و أسلمت خديجة يوم الاثنين، و أسلم عليّ يوم الثلاثاء ليس بينهما إلاّ ليلة.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن محمّد بن الحسن، أنا الحسن بن أحمد (3) بن محمّد المخلدي، أنا أبو بكر الأسفرايني - يعني عبد اللّه بن محمّد بن مسلم - نا موسى بن سهل [نا موسى] (4) بن داود، نا حبان بن علي، أخبرني مسلم الأعور، عن أنس بن مالك قال:

نبّئ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم الاثنين، و أسلم علي من الغد يوم الثلاثاء و صلّى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن محمّد البزاز


1- بالأصل و م: و أشهر.
2- الأصل: يزيد، تصحيف و المثبت عن م، ترجمته في تهذيب الكمال 242/6.
3- الأصل: محمد، تصحيف، و التصويب عن م و المطبوعة.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك لتقويم السند عن م، و انظر المطبوعة ص 50.

بعث النبي صلى اللّه عليه و سلم يوم الاثنين، و أسلم عليّ يوم الثلاثاء.

أخبرنا أبو طالب محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن أبي الوفاء الفقيه - بالحيرة - أنا أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الشيرازي الفقيه - بنيسابور - أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان، أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد اللّه بن السّمّاك، نا أحمد بن الخليل، نا يونس بن محمّد، نا سليمان بن قرم، عن مسلم، عن أنس قال:

بعث النبي صلى اللّه عليه و سلم يوم الاثنين، و أسلم عليّ يوم الثلاثاء.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا (1)-و أبو منصور بن زريق، أنا (2)-أبو بكر الخطيب (3)،أنا أبو الحسن علي بن القاسم بن الحسن الشاهد - بالبصرة - نا أبو الحسن علي بن إسحاق بن محمّد بن البختري (4) المادرائي (5)،نا أحمد بن حازم (6) بن أبي غرزة


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«أنبأنا.. أنبأنا».
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«أنبأنا.. أنبأنا».
3- الخبر في تاريخ بغداد 134/1.
4- بالأصل الحثري، و في م: الحري، و في المطبوعة: الحثري، و المثبت عن تاريخ بغداد، ترجمته في سير أعلام النبلاء 334/15.
5- الأصل:«الماودراي» و في م: الماوردي، و في المطبوعة: الماودرائي، و المثبت عن تاريخ بغداد. انظر الحاشية السابقة.
6- تاريخ بغداد: خازم.

رواه الترمذي عن إسماعيل (1).

و قد خولف علي ابن عابس في إسناده فروي عن مسلم، عن حبة، عن علي.

أخبرنا (2) أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو سهل بن سعدوية، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا أبو هشام، و عثمان بن أبي شيبة، قالا: نا يحيى بن يمان، نا سليمان بن قرم، عن مسلم، عن حبة، عن علي قال: بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم الاثنين، و أسلمت يوم الثلاثاء.

و المحفوظ حديث سلمة بن كهيل عن حبّة.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري قال: قرئ على أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي (3) البزّاز (4)،نا أبو عبد اللّه أحمد بن عبد الرّحمن بن مرزوق بن أبي عوف (5)،نا إسماعيل بن إبراهيم بن بسام، نا شعيب - يعني ابن صفوان - عن أجلح، عن سلمة بن كهيل، عن حبّة، بن (6) جوين قال:

سمعت عليا يقول: عبدت اللّه مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قبل أن يعبد [ه]


1- سنن الترمذي، كتاب الفضائل رقم 3728.
2- الخبر التالي و الذي يليه سقطا من م.
3- الأصل:«فاسي» تصحيف و الصواب ما أثبت، ترجمته في تاريخ بغداد 408/9 و سير أعلام النبلاء 252/16.
4- الأصل: البزار، و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 531/12.
6- الأصل: عن، تصحيف، و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 105/4.

خمس سنين أو سبع، و قال ابن المقرئ: أو قال: سبع سنين.

أخبرنا أبو الحسن فيروز بن عبد اللّه الكرجي، أنا محمّد بن أحمد بن عمر بن المسلمة، نا قاضي القضاة أبو محمّد عبيد اللّه بن أحمد بن معروف - إملاء - أنا أبو عمرو يوسف بن يعقوب بن يوسف النيسابوري - قراءة عليه و أنا أسمع - نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا شبابة بن سوّار، نا شعبة، عن سلمة بن كهيل، عن حبّة العرني قال: سمعت عليا يقول: أنا أوّل من صلّى مع النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا عبد اللّه بن عبيد اللّه بن يحيى، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا محمّد بن عثمان بن كرامة، نا عبيد اللّه، عن سفيان و شعبة عن سلمة بن كهيل، عن حبّة عن علي قال: أنا أوّل من أسلم.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا خيثمة بن سليمان، نا إسحاق بن سيّار (1)،نا عبيد اللّه بن موسى، نا سفيان الثوري، و شعبة بن الحجاج، عن سلمة بن كهيل، عن حبّة بن جوين، عن علي بن أبي طالب قال: أنا أوّل من أسلم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن علي بن هبة اللّه بن عبد السّلام، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، نا أبو القاسم بن حبابة.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي (2) يقول: أنا أول رجل صلّى، أو أسلم - مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم-.

و في حديث ابن حبابة: سمعت حبّة العرني يقول: سمعت عليا: أنا أوّل من أسلم - أو صلّى - مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

تابعه النّضر بن شميل، عن شعبة.

كتب إليّ أبو (3) القاسم علي بن أحمد بن بيان، ثم أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو


1- إعجامها مضطرب بالأصل و م قد تقرأ: سيار، و تقرأ: يسار، و في المطبوعة: يسار تصحيف، و الصواب ما أثبت ترجمته في سير أعلام النبلاء 194/13.
2- كذا ورد السند بالأصل و م و «ز»، و هو مضطرب و ثمة سقط فيه، و تتمة محقق المطبوعة بزيادة: عن سلمة بن كهيل قال: سمعت حبة بن جوين العرني يقول: سمعت علي بن أبي طالب.
3- ما بين الرقمين ليس في م.

جعفر محمّد بن عثمان العبسي، نا المنجاب - هو ابن الحارث - نا علي بن هاشم بن البريد، عن محمّد، و يحيى ابني سلمة بن كهيل، عن أبيه (1)،عن حبّة العرني قال رأيت عليا يوما ضحك ضحكا - لم أره ضحك ضحكا أشد منه - حتى أبدى ناجذه، ثم قال: اللّهمّ لا أعرف أنّ عبدا من هذه الأمة عبدك قبلي غير نبيّها عليه السلام.

ثم قال: لقد رأيتني أنا و نبي للّه صلى اللّه عليه و سلم و نحن نرعى ببطن نخلة، فنحن نصلي إذ وجدنا أبو طالب فقال: ما تصنعون (2) يا ابن أخي ؟ فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أسلم يا عمّ »، و كلّمه، فقال: ما بما تقولان بأس، و لكن لا تعلوني استي أبدا، قال: فتعجبنا لقوله، ثم أسلم زيد بن حارثة مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و كان أول ذكر أسلم و صلّى بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم[8361].

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل الفضيلي، أنا أبو القاسم أحمد بن محمّد الخليلي، نا أبو القاسم علي بن أحمد بن الحسن الخزاعي، نا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي، نا الحسن بن علي بن عفّان، نا الحسين بن عطية، نا يحيى بن سلمة، عن أبيه، عن حبة العرني قال:

رأيت عليا ضحك ضحكا لم أره ضحك ضحكا قط أكثر منه حتى بدت نواجذه و هو على المنبر، فقال: بينا أنا و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نرعى ببطن نخلة فنحن نصلي إذ وجدنا أبو طالب، فقال: ما ذا تصنعان يا ابن أخ ؟ فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أسلم»، و كلّمه فقال: ما أدري ما تقول و لكن و اللّه لا تعلوني استي، قال: فضحك لقول أبيه، ثم قال: اللّهم لا أعرف عبدا لك من هذه الأمة عبدك قبلي غير نبيّها صلى اللّه عليه و سلم، ثلاث مرار (3)،ثم قال: لقد صلّيت قبل أن يصلّي أحد سبعا.

قال: و اللّه ما قال سبعة أيام و لا سبعة أشهر و لا سبع سنين.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو محمّد السّيّدي، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالوا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن الجنزرودي، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الوهاب، نا يوسف بن عاصم الرازي، نا سويد بن سعيد، نا


1- كذا بالأصل و م، و «ز»، و مقتضى السياق: أبيهما.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و المطبوعة، و في المختصر:«تصنعان» و سترد في الرواية التالية.
3- المرة الفعلة الواحدة جمع مرّ و مرار و مرر بكسرهما و مرور (القاموس المحيط ).

سمعت عليا على منبر البصرة يخطب يقول: أنا الصدّيق الأكبر، آمنت قبل أن يؤمن أبو بكر، و أسلمت قبل أن يسلم.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد قال (1):سمعت ابن حمّاد يقول: قال البخاري: سليمان بن عبد اللّه، عن معاذة العدوية سمعت عليا قال: أنا الصّدّيق الأكبر.

لا يتابع عليه، و لا يعرف سماع سليمان من معاذة.

قال: و أنا أبو أحمد (2)،نا إسحاق بن عبد اللّه الكوفي، نا الحسين بن منصور الدّبّاغ، نا بهلول بن عبيد الكوفي، نا أبو إسحاق السّبيعي، عن الحارث قال: سمعت عليا يقول:

أوّل من أسلم من الرّجال أبو بكر، و أوّل من صلّى القبلة من الرجال مع النبي صلى اللّه عليه و سلم علي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو العباس بن عقدة، نا أحمد بن يحيى الصوفي، نا عبد الرّحمن بن شريك، نا أبي، نا جابر، عن عبد اللّه بن نجي (3) قال: سمعت علي بن أبي طالب يقول:

صلّيت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قبل أن يصلي معه أحد من الناس، ثلاث سنين، و كان مما عهد إليّ أن لا يبغضني مؤمن، و لا يحبني كافر أو منافق، و اللّه ما كذبت و لا كذّبت، و لا ضللت و لا ضلّ بي، و لا نسيت ما عهد إليّ .

أخبرنا أبو الفتح نصر بن القاسم بن الحسن، أنا الحسن بن علي بن عبد الواحد (4).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو محمّد الحسن بن علي بن البرّي (5)،و أبو الفضل بن الفرات.

ح و أخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة بن يحيى، و أبو نصر غالب بن أحمد بن المسلم، قالا: أنا أبو الفضل بن الفرات، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو علي محمّد بن هارون، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا زكريا بن يحيى


1- الخبر في الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 274/3 ضمن ترجمة سليمان بن عبد اللّه.
2- الخبر في الكامل لابن عدي 65/2 (ط . دار الفكر) ضمن ترجمة بهلول بن عبد اللّه الكندي.
3- الأصل و م و «ز»: «يحيى» تصحيف، و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 586/10.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 568/18.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 568/18.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو عمرو عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي، أنا أبو أحمد عبد اللّه بن عدي الجرجاني (1)،نا أحمد بن الحسن السّكوني الكوفي، نا أحمد بن بديل، قالا: نا مفضّل بن صالح، نا جابر - زاد ابن بديل: ابن يزيد الجعفي - عن عبد اللّه بن نجيّ (2)-زاد زكريا الحضرمي:- قال:

سمعت علي بن أبي طالب على المنبر - و في حديث ابن بديل: سمعت عليا و قالا:- يقول: صلّيت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سنين (3) صلاة قبل أن يصلّي معه أحد فقلت:- و قال زكريا قال: قلت - لعبد اللّه بن نجيّ (4):و إلاّ فصمت أذناك - زاد ابن بديل: ثلاثا؟ و قالا:- قال:

و إلاّ فصمّت أذناي.

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر (5) قالت قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا عبد الرّحمن بن صالح الأزدي، نا سعيد بن خثيم (6)الهلالي، عن أسد بن عبد اللّه (7) البجلي، عن أبي (8) يحيى بن عفيف الكندي، عن أبيه، عن جده عفيف قال (9):

جئت في الجاهلية إلى مكة، و أنا أريد أن ابتاع لأهلي من ثيابها و عطرها، فأتيت العبّاس بن عبد المطلب، و كان رجلا تاجرا، و أنا عنده جالس حيث انظر إلى الكعبة


1- رواه ابن عدي في الكامل، ضمن ترجمة عبد اللّه بن نجي الحضرمي 234/4 ط دار الفكر.
2- الأصل و م و «ز»: يحيى، تصحيف، و التصويب عن ابن عدي.
3- في ابن عدي و م ستين صلاة.
4- الأصل و م و «ز»: يحيى، تصحيف، و التصويب عن ابن عدي.
5- الأصل و «ز»: فاطمة بنت محمد ناصر، و التصويب عن م.
6- بالأصل و م: خيثم تصحيف، و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 178/7.
7- الأصل و م: عبيد اللّه، تصحيف، تقدمت ترجمته في كتابنا هذا، راجع ج 312/8 رقم 688.
8- في «ز»: ابن يحيى بن عفيف.
9- تقدم الخبر في ترجمة أسد بن عبد اللّه راجع 313/8.

هذا الغلام ؟ هذا ابن أخي علي، تدري من هذه المرأة ؟ هذه خديجة بنت خويلد زوجته، إن ابن أخي هذا حدّثني أنّ ربه ربّ السّماوات و الأرض أمره بهذا الدين الذي هو عليه، و اللّه (1)ما على الأرض كلها أحد من هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة.

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، ثم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا يوسف بن الحسن، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا عبد اللّه بن جعفر بن أحمد، أنا يونس بن حبيب، نا أبو داود الطيالسي.

و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني (3) أبي، حدثنا سليمان بن داود، نا أبو عوانة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عبّاس قال: أوّل من صلّى مع النبي صلى اللّه عليه و سلم بعد خديجة علي - زاد أحمد: و قال مرة: أسلم-.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، و أبو الفضل محمّد بن أحمد بن علي بن عبد الواحد الشروطي، قالا: أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو القاسم بن حبابة.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي.

قالا: نا أبو القاسم ابن بنت منيع البغوي (4)،نا محمّد بن حميد، نا إبراهيم بن المختار، نا شعبة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس قال: أوّل من صلّى علي رضي اللّه عنه.

رواه الترمذي (5) عن محمّد بن حميد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عاصم بن الحسن بن محمّد بن علي، أنا عبد الواحد بن محمّد بن عبد اللّه، نا أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة، نا أحمد بن محمّد بن يحيى الجعفي، نا أبي، نا الحسن بن عبد الكريم - و هو ابن هلال الجعفي - حدّثني جابر بن الحرّ الجعفي، حدّثني عبد الرّحمن بن ميمون أبي


1- في ترجمة أسد بن عبد اللّه: و لا و اللّه.
2- مسند أحمد بن حنبل 799/1 رقم 3542 ط دار الفكر.
3- بالأصل و م و «ز»: «حدثني أحمد سليمان بن أحمد» قومنا السند عن مسند أحمد، حذفا و زيادة.
4- هو عبد اللّه بن محمد بن عبد العزيز بن المرزبان، أبو القاسم البغوي البغدادي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 440/14.
5- سنن الترمذي، باب مناقب علي رقم 3734.

قال: سمعت ابن عبّاس يقول: أوّل من آمن برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم علي، و من النساء خديجة.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر أحمد بن علي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا يحيى بن عبد الحميد - يعني الحمّاني - نا الحكم - يعني ابن ظهير - عن السّدّي، عن أبي مالك، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«علي أوّل من آمن بي و صدّقني»[8362].

قال: و قال ابن عبّاس: علي أوّل من أسلم.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو عبيد الصيرفي محمّد بن أحمد بن المؤمّل، نا أحمد بن عبد اللّه بن يزيد، نا عبد اللّه بن عبد الجبّار الثّمالي (1)،أنا إبراهيم بن أبي يحيى، عن سهيل بن أبي صالح، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«صلّت الملائكة عليّ و على علي بن أبي طالب سبع سنين»، قالوا: و لم ذاك يا رسول اللّه ؟ قال:«لم يكن معي من الرجال غيره»[8363].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، نا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني زهير بن محمّد المروزي، نا عبد الرّزّاق (2)،عن معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عبّاس قال: أوّل من أسلم علي.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا عبد اللّه بن الحسن بن محمّد الخلال، أنا عبيد اللّه (3) بن أحمد بن علي الصّيدلاني، نا أبو محمّد يزداد بن عبد الرّحمن بن عمر الكاتب، نا أبو سعيد الأشج، نا عبد اللّه بن إدريس، عن شعبة عن (4) عمرو بن مرّة، عن أبي حمزة الأنصاري، عن زيد بن أرقم قال: قال: علي أول من أسلم.

قال عمرو: فذكرته لإبراهيم


1- كذا بالأصل، و في م:«اليماني»، و في «ز»: «العمالي».
2- المصنف الجامع لعبد الرزّاق 325/5.
3- الأصل: عبيد، و المثبت عن م.
4- الأصل:«بن» تصحيف و التصويب عن م.

أنا أبو أحمد بن عدي (1)،أنا ابن زيدان، نا الحسين (2) بن علي، نا عمران بن أبان، عن مالك بن الحسن بن الحويرث حدّثني أبي، عن مالك بن الحويرث قال:

كان عليّ أوّل من أسلم من الرجال، و خديجة أوّل من أسلم من النساء.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا محمّد بن بشار، نا محمّد بن جعفر، نا شعبة، عن عمرو بن مرّة، عن أبي حمزة، عن زيد بن أرقم قال:

أوّل من أسلم على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: علي بن أبي طالب، فذكرت (3) ذلك لإبراهيم فأنكره، قال: أوّل من أسلم مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أبو بكر.

رواه التّرمذي (4) عن محمّد بن بشّار.

و أخبرنا أبو عبد اللّه أيضا، أنا إبراهيم، أنا أبو بكر، أنا أبو يعلى، نا زهير، نا وهب، نا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي حمزة، عن زيد قال:

أوّل من صلّى مع النبي صلى اللّه عليه و سلم علي.

فذكرت ذلك لإبراهيم، فقال: أبو بكر رضي اللّه عنه.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه، حدّثني أبي (5)،نا محمّد بن جعفر، نا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي حمزة، عن زيد بن أرقم قال:

أوّل من أسلم مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم علي بن أبي طالب.

فذكرت ذلك للنخعي فأنكره، و قال: أبو بكر أوّل من أسلم مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

قال


1- الخبر رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 381/6 ضمن ترجمة مالك بن الحسن بن الحويرث.
2- كذا بالأصل، و في م، و «ز»، و الكامل لابن عدي: الحسن بن علي.
3- القائل: عمرو بن مرة كما يفهم من الرواية السابقة.
4- سنن الترمذي باب فضائل علي رقم 3735 و في سنن الترمذي محمد بن بشير.
5- مسند أحمد بن حنبل 83/7 رقم 19325 ط دار الفكر.

قال: قال (1):و حدّثني أبي، نا يزيد بن هارون، أنا شعبة، عن عمرو بن مرة قال:

سمعت أبا حمزة يحدث عن زيد بن أرقم، قال: أوّل من صلّى مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم علي، قال عمرو: فذكرت ذلك لإبراهيم فأنكر ذلك،[و] قال: أبو بكر.

قال (2):و حدّثني أبي، نا حسين، نا شعبة، عن عمرو بن مرة، قال: سمعت أبا حمزة رجلا من (3) الأنصار قال: سمعت زيد بن أرقم يقول: أوّل من صلّى مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عليّ ، قال عمرو: فذكرت ذلك لإبراهيم فأنكره، و قال: أبو بكر رضي اللّه عنه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن علي بن هبة اللّه بن عبد السلام، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، نا شعبة، عن عمرو بن مرة، قال: سمعت أبا حمزة الأنصاري يقول:[سمعت] (4)زيد بن أرقم يقول: أوّل من صلّى مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عليّ ، قال عمرو: فذكرت ذلك لإبراهيم فأنكره، و قال: أبو بكر.

و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، نا عيسى بن علي، قال: قرئ على أبي القاسم البغوي و أنا أسمع، قيل له: حدّثكم علي بن الجعد، أنا شعبة، عن عمرو بن مرة قال: سمعت أبا حمزة الأنصاري يقول: سمعت زيد بن أرقم يقول: أوّل من صلّى مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم علي.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم - إجازة - أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن علي الفارسي.

ح و أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم، نا سهل بن بشر، أنا علي بن منير بن أحمد الخلاّل، قالا: أنا أبو الطاهر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الذهلي، أنا القاسم بن زكريا بن يحيى، نا أحمد بن محمّد بن سعيد الصيرفي، نا أبو الجوّاب، نا عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه، عن إبراهيم القرظي


1- مسند أحمد بن حنبل 79/7 رقم 19304.
2- مسند أحمد بن حنبل 82/7 رقم 19322 ط . دار الفكر.
3- مسند أحمد بن حنبل 82/7 رقم 19322 ط . دار الفكر.
4- زيادة منا للإيضاح.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الفرج عبد الوهاب بن الحسين (1) بن (2) عمر (3) بن برهان البغدادي - بصور - نا محمّد بن المظفر، نا أبو جعفر محمّد بن الحسين بن (4) حفص الخثعمي بالكوفة، نا عبّاد بن يعقوب، نا علي بن هاشم، عن ابن أبي رافع، عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن الحرمي (5)،عن أبيه، عن أبي أيوب قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لقد صلّت الملائكة عليّ و على علي سبع سنين لأنا كنا نصلّي ليس معنا أحد يصلّي غيرنا»[8364].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، و أبو العزّ بن كادش، قالا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ، نا عمر بن محمّد بن بكار، نا محمّد بن خلف الحداد، نا عبد الرّحمن بن قيس أبو معاوية، نا عمرو بن ثابت، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرّحمن بن سعد مولى أبي أيوب، عن أبي أيوب الأنصاري قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«صلت الملائكة عليّ و على عليّ سبع سنين، و ذلك أنه لم يصلّ معي أحد غيره»[8365].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي (6)،نا محمّد بن دبيس بن بكار، نا السّري بن يزيد (7)،نا سهل بن صالح، نا عبّاد بن عبد الصمد، عن أنس قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«صلى عليّ الملائكة و على علي بن أبي طالب سبع سنين، و لم يصعد أو ترتفع شهادة أن لا إله إلاّ اللّه من الأرض إلى السّماء إلاّ مني و من علي بن أبي طالب»[8366].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو عمرو عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي، أنا أبو أحمد عبد اللّه بن عدي


1- في المطبوعة: الحسن تصحيف.
2- بالأصل:«عن عمرو بن برهان» تصحيف، انظر ترجمته في تاريخ بغداد 34/11.
3- ما بين الرقمين سقط من م.
4- ما بين الرقمين سقط من م.
5- في م نقطة فوق الراء، تقرأ: الحزمي.
6- الحديث في الكامل في ضعفاء الرجال 342/4-343 ضمن ترجمة عباد بن عبد الصمد (ط . دار الفكر).
7- كذا بالأصل و م و «ز»، و ابن عدي، و في المطبوعة: زيد.

يزيد، نا إسماعيل بن عبد اللّه بن ميمون، أنا أبو معاوية الزّعفراني: عبد (1) الرّحمن بن قيس، نا سفيان الثوري، عن سلمة بن كهيل، عن أبي صادق، عن سلمان قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أوّلكم ورودا على الحوض أوّلكم إسلاما علي بن أبي طالب»[8367].

قال ابن عدي: و هذا يرويه أبو معاوية، عن الثوري، و رواه [مع] أبي (2) معاوية سيف بن محمّد ابن أخت الثوري، و سيف، لعله أشرّ (3) من أبي معاوية الزعفراني.

قلت: و قد رواه يحيى بن يمان عن الثوري، و زاد في إسناده عليا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو محمّد بن أبي عثمان، و أبو القاسم بن البسري، قالوا: أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن موسى بن القاسم بن الصّلت المجبّر، نا أبو بكر محمّد بن القاسم بن بشار، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا (4) محمّد بن عثمان بن أبي شيبة (5)،نا أبي، نا ابن يمان، عن سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن أبي صادق، عن عليم، عن سلمان قال:

إن أوّل هذه الأمة ورودا على نبيّها صلى اللّه عليه و سلم الحوض يوم القيامة أوّلهم إسلاما علي بن أبي طالب.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدار قطني، قال: عليم (6) بن قعير و يقال عليم بن قعبر (7).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين عاصم بن الحسن، أنا عبد الواحد بن محمّد بن عبد اللّه، أنا أحمد بن محمّد بن سعيد بن (8) عقدة،[نا]


1- الأصل و م:«نا عبد الرحمن» تصحيف، و التصويب عن ابن عدي، انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 232/6 ط دار الفكر.
2- بالأصول:«و رواه أبو معاوية» و في المطبوعة:«و رواه أيضا أبو معاوية عن سيف» و التصويب و الزيادة عن ابن عدي.
3- الأصول و المطبوعة:«شرا» و المثبت عن ابن عدي.
4- الأصل و م:«نا عبد الرحمن» تصحيف، و التصويب عن ابن عدي، انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 232/6 ط دار الفكر.
5- كذا ما بين الرقمين مكرر بالأصل و «ز»، و في م: نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، نا محمد بن عثمان نا أبي يمان.
6- عليم ضبطت بالتصغير عن تبصير المنتبه 966/3.
7- كذا بالأصل:«قعير... قعبر» و في «ز» غير واضحتين، و في م:«نعير... قعير» و في التبصير 966/3 قعير.
8- في م: عن.

أحمد بن الحسين بن عبد الملك الأودي، نا إسماعيل بن عامر، حدّثني كامل أبو العلاء، عن عامر بن [السمط ] (1) عن سلمة بن كهيل، عن أبي صادق، عن عليم، عن سلمان قال:

إن أوّل هذه الأمة ورودا على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أوّلها إسلاما: علي بن أبي طالب.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، أنا أبو الحسين بن المهتدي (2)،أنا علي بن عمر بن محمّد الحربي، نا أبو حبيب العبّاس بن محمّد [بن] أحمد بن محمّد البرّي، نا ابن بنت السدي - يعني إسماعيل بن موسى - أنا عمرو (3) بن سعيد البصري، عن فضيل بن مرزوق، عن أبي سخيلة، عن سلمان، و أبي ذرّ قالا:

أخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بيد علي فقال:«ألا إنّ هذا أوّل من آمن بي، و هذا أوّل من يصافحني يوم القيامة، و هذا الصّدّيق الأكبر، و هذا فاروق هذه الأمة، يفرّق بين الحقّ و الباطل، و هذا يعسوب المؤمنين، و المال يعسوب الظالمين»[8368].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو العبّاس بن عقدة، نا محمّد بن أحمد بن الحسن القطواني، نا مخلد بن شدّاد، نا محمّد بن عبيد اللّه، عن أبي سخيلة قال:

حججت أنا و سلمان فنزلنا بأبي ذرّ، فكنا عنده ما شاء اللّه، فلما حان منا حفوف قلت:

يا أبا ذرّ إني (4) أرى أمورا قد حدثت و إنّي خائف أن يكون في الناس اختلاف، فإن كان ذلك فما تأمرني ؟ قال: الزم كتاب اللّه عزّ و جلّ ، و علي بن أبي طالب، فأشهد أني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«عليّ أوّل من آمن بي، و أوّل من يصافحني يوم القيامة، و هو الصّدّيق الأكبر، و هو الفاروق، يفرق بين الحقّ و الباطل»[8369].

آخر الجزء الثامن و الثمانين بعد الأربعمائة من الفرع.

أخبرنا خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى القرشي، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين، أنا أبو العباس أحمد بن الحسين بن جعفر العطار - قراءة عليه و أنا أسمع - في سنة إحدى عشرة و أربعمائة، نا أبو محمّد الحسن بن رشيق العسكري، نا أبو عبد اللّه محمّد بن رزين (5) بن جامع المديني سنة تسع و تسعين


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و فوق بن بالأصل ضبة إشارة إلى هذا السقط ، و في م مكانها بياض.
2- الأصل: الهندي، تصحيف، و التصويب عن م و «ز»، و السند معروف.
3- عن م، و بالأصل:«عمر» تصحيف.
4- الأصل و م:«رآني».
5- تقرأ في «ز»: زريق.

سفيان بن بشر الأسدي الكوفي، نا علي بن هاشم بن البريد، عن محمّد بن عبيد اللّه بن أبي رافع، عن أبيه، عن علي بن أبي رافع، عن أبي ذرّ.

أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول لعلي بن أبي طالب:«أنت أوّل من آمن بي، و أنت أوّل من يصافحني يوم القيامة، و أنت الصّدّيق الأكبر، و أنت الفاروق الذي يفرّق بين الحقّ و الباطل، و أنت يعسوب المؤمنين، و المال يعسوب الكفار»[8370].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا عبد الرّحمن بن عمرو الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،نا علي بن سعيد بن بشير، نا عبد اللّه بن داهر (2) الرازي، نا أبي، عن الأعمش، عن عباية، عن ابن عباس قال:

ستكون فتنة، فمن أدركها منكم فعليه بخصلتين (3):كتاب اللّه، و علي بن أبي طالب، فإني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول و هو آخذ بيد علي:«هذا أوّل من آمن بي، و أوّل من يصافحني، و هو فاروق هذه الأمّة، يفرّق بين الحقّ و الباطل، و هو يعسوب المؤمنين، و المال يعسوب الظّلمة، و هو الصّدّيق الأكبر، و هو بابي (4) الذي أوتى منه، و هو خليفتي من بعدي»[8371].

قال ابن عدي: عامة ما يرويه ابن داهر في فضائل علي هو فيه متهم.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر بن بكران الشامي، نا أبو الحسن أحمد بن محمّد العتيقي، أنا أبو يعقوب محمّد بن يوسف بن أحمد بن الدجيل، نا أبو جعفر محمّد بن عمرو العقيلي (5)،حدّثني علي بن سعيد، نا عبد اللّه بن داهر بن يحيى الرازي، حدّثني أبي، عن الأعمش، عن عباية الأسدي، عن ابن عباس.

عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال لأمّ سلمة:«يا أمّ سلمة، إنّ عليا لحمه من لحمي، و دمه من دمي، و هو مني بمنزلة هارون من موسى غير أنّه


1- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 229/4 ضمن ترجمة عبد اللّه بن داهر بن يحيى بن داهر الرازي.
2- الأصل: زاهر، تصحيف، و التصويب عن م و ابن عدي، ترجمته أيضا في لسان الميزان 416/2 و الضعفاء الكبير 250/2.
3- الأصل:«بخصلة من» و التصويب عن ابن عدي.
4- سقطت من الأصل و استدرك على هامشه:«يأتي» تصحيف، و المثبت عن ابن عدي، و في المطبوعة: بأبي.
5- رواه العقيلي في الضعفاء الكبير 47/2 ضمن ترجمة داهر بن يحيى الرازي.

و بإسناده عن ابن عبّاس قال (1):

ستكون فتنة فإن أدركها أحد منكم فعليه بخصلتين: كتاب اللّه، و علي بن أبي طالب، فإنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول و هو آخذ بيد علي:

«هذا أوّل من آمن بي، و أوّل من يصافحني يوم القيامة، و هو فاروق هذه الأمة، يفرّق بين الحقّ و الباطل، و هو يعسوب المؤمنين، و المال يعسوب الظالمين، و هو الصّدّيق الأكبر، و هو بابي الذي أوتى منه، و هو خليفتي من بعدي»[8373].

قال أبو جعفر: داهر بن يحيى الرازي كان يغلو في الرفض، و لا يتابع على حديثه.

قال: و نا أبو جعفر (2)،حدّثني جدي، نا عبد العزيز بن الخطاب الكوفي، نا علي بن هاشم، عن مطير (3) بن أبي خالد، عن أنس، عن سلمان قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ أخي و خليفتي في أهلي علي بن أبي طالب».

أخبرنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحدّاد في كتابيهما قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين، نا جدي أبو حصين، نا حسين بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى (4) المكفوف، نا عمرو بن جميع البصري، عن محمّد بن أبي ليلى، عن عيسى بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى (5)،عن أبيه، عن أبي ليلى قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«الصّديقون ثلاثة: حبيب النجّار، مؤمن آل ياسين الذي قال يٰا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (6)،و حزقيل مؤمن آل فرعون الذي قال: أَ تَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللّٰهُ (7)و علي بن أبي طالب و هو أفضلهم»[8374].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن المظفّر بن بكران، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد، أنا أبو جعفر العقيلي


1- الضعفاء الكبير 47/2.
2- رواه العقيلي في الضعفاء الكبير 252/4 ضمن ترجمة مطير بن أبي خالد.
3- الأصل: مظفر، تصحيف، و المثبت عن م و العقيلى.
4- ما بين الرقمين ليس في م.
5- ما بين الرقمين ليس في م.
6- سورة يس، الآية:20.
7- سورة المؤمن، الآية:28.

في قوله جلّ و عزّ: وَ السّٰابِقُونَ الْأَوَّلُونَ (1)،قال: هم عشرة من قريش، كان أوّلهم إسلاما: علي بن أبي طالب.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، نا أبو محمّد الجوهري، نا أبو حفص عمر بن محمّد بن علي بن الزيات، نا قاسم بن زكريا، نا إسماعيل بن موسى، نا عمر بن سعد، عن عمر (2) بن عبد اللّه بن يعلى بن مرّة الثقفي، عن أبيه، عن جده قال: أوّل من أسلم علي.

قرأت على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر محمّد بن العبّاس، أنا أبو الطيب محمّد بن القاسم بن جعفر، نا ابن أبي خيثمة، نا عبد اللّه بن صالح، نا علي بن هاشم، عن أبيه، عن موسى بن القاسم التغلبي، حدثتني ليلى الغفارية.

أنها كانت تخرج مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في مغازيه تداوي الجرحى، و تقوم على المرضى، فحدّثت أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال لعائشة:«هذا علي بن أبي طالب أول الناس إيمانا»[8375].

قال: و نا ابن أبي خيثمة، نا عبد السّلام بن صالح (3)،نا عبد العزيز بن محمّد الدّراوردي، حدّثني عمر مولى غفرة قال:

سئل محمّد بن كعب: من أوّل من أسلم، علي بن أبي طالب، أو أبو بكر؟ قال:

سبحان اللّه، عليّ أوّلهما إسلاما، و إنّما اشتبه على الناس، لأن عليا أوّل ما أسلم كان يخفي إسلامه من أبي طالب، و أسلم أبو بكر فأظهر إسلامه، فكان أبو بكر أوّل من أظهر إسلامه، و كان علي أوّلهم إسلاما، فاشتبه على الناس.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا محرز بن سلمة، نا عبد العزيز بن محمّد، عن عمر بن عبد اللّه، عن محمّد بن كعب القرطي


1- سورة التوبة، الآية:101.
2- الأصل: عمرو، ثم شطبت الواو، و وضع فوق العين ضمة.
3- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 299/3 و أسد الغابة 591/3.

أسلما: أبو بكر الصّدّيق، و علي بن أبي طالب، و إنّ أبا بكر الصّدّيق أول من أتى (1)بالإسلام، و كان علي يكتم الإسلام خوفا من أبيه، حتى لقيه أبو طالب فقال: أسلمت ؟ فقال:

نعم، فقال: وازر ابن عمك (2) و انصره (3) و قال: أسلم علي قبل أبي بكر.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر الشامي،[أنا أبو الحسن العتيقي] (4) أنا إسماعيل بن يعقوب الصيدلاني، نا. بو جعفر العقيلي (5)،نا أحمد بن القاسم، نا أحمد بن داود، قالا (6):أنا عبد السّلام بن صالح، نا علي بن هاشم، حدّثني أبي، عن موسى بن القاسم التغلبي، حدثتني ليلى الغفارية قالت:

كنت أخرج مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في مغازيه (7)،فأداوي الجرحى، و أقوم على المرضى، فلما خرج علي (8) بالبصرة خرجت معه، فلما رأيت عائشة واقفة دخلني (9) شيء من الشك، فأتيتها فقلت: هل سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فضيلة في علي ؟ قالت: نعم، دخل عليّ على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو مع عائشة، و هو على فرش (10) لي، و عليه جزء (11) قطيفة، فجلس بينهما، فقالت له عائشة: أ ما وجدت مكانا هو أوسع لك من هذا؟ فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«يا عائشة دعي لي أخي، فإنّه أوّل الناس بي إسلاما، و آخر الناس بي عهدا عند الموت، و أوّل الناس بي [لقيا] (12) يوم القيامة»[8376].

فقال أبو جعفر: و لا يعرف إلاّ به - يعني بموسى-.

قلت: و عبد السّلام، و علي، و هاشم، و موسى معروفون بالغلوّ في الرفض


1- كذا بالأصل، و اللفظة غير واضحة في «ز»، و في م و تاريخ الإسلام:«أظهر» و هو أشبه و أظهر.
2- في الأصل و م:«ابن عبد» و التصويب عن تاريخ الإسلام.
3- الأصل و م:«و ابصرة» و التصويب عن تاريخ الإسلام.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و غير واضحة في «ز»، و المثبت عن م.
5- رواه العقيلي في الضعفاء الكبير 166/4 ضمن ترجمة موسى بن القاسم التغلبي.
6- الضعفاء الكبير: قال.
7- الأصل: مغازي، و اللفظة غير واضحة في م لسوء التصوير.
8- الضعفاء الكبير: فلما خرج إلى البصرة.
9- الأصل:«أدخلني» و التصويب عن الضعفاء الكبير.
10- الضعفاء الكسر: و هو على قريش، و عليه
11- كذا بالأصل، و في الضعفاء الكبير: جرد قطيفة.
12- الزيادة للإيضاح عن الضعفاء الكبير.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحارث بن أبي أسامة، أنا محمّد بن سعد (1)،أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه بن أبي سيف القرشي، عن يزيد بن (2) عياض بن جعدبة الليثي، عن نافع، عن سالم، عن علي قال:

أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خديجة و هو بمكة و اتّخذت له طعاما ثم قال لعلي:«ادع لي بني عبد المطّلب»، فدعا أربعين، فقال لعلي:«هلمّ طعامك» قال علي: فأتيتهم بثريد ان كان الرجل منهم ليأكل مثلها، فأكلوا منها جميعا حتى أمسكوا ثم قال:«اسقهم»، فسقيتهم بإناء هو ريّ أحدهم، فشربوا منه حتى صدروا، فقال أبو لهب: لقد سحركم محمّد، فتفرقوا و لم يدعهم، فلبثوا أياما، ثم صنع لهم مثله، ثم أمرني فجمعتهم فطعموا ثم قال لهم:«من يؤازرني على ما أنا عليه و يتابعني (3) على أن يكون أخي و له الجنة ؟»، فقلت: أنا يا رسول اللّه، و إنّي لأحدثهم سنا و أحمشهم ساقا، فسكت القوم، ثم قالوا: يا أبا طالب أ لا ترى ابنك ؟ قال: دعوه فلن يألوا من ابن عمّه خيرا.

أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبو محمّد الجوهري المقنّعي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب.

قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (4)،حدّثني أبي، نا عفان، نا أبو عوانة، عن عثمان بن المغيرة، عن أبي صادق، عن ربيعة بن ناجذ، عن علي قال:

جمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أو دعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بني (5) عبد المطلب فيهم رهط كلهم يأكل الجذعة (6) و يشرب الفرق


1- الخبر في طبقات ابن سعد 187/1 تحت عنوان: ذكر علامات النبوة بعد نزول الوحي على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.
2- الأصل:«عن» و الكلمة مطموسة في م لسوء التصوير، و المثبت عن ابن سعد.
3- بدون إعجام بالأصل، و المثبت عن م و المطبوعة، و في طبقات ابن سعد: و يجيبني.
4- مسند أحمد بن حنبل 335/1 رقم 1371 ط دار الفكر.
5- الأصل:«ابن» و التصويب عن م و المسند.
6- الجذع و الجذعة قبل الثني، و قال الليث: الجذع من الدواب و الأنعام، قبل أن يثني بسنة، و هو أول ما يستطاع ركوبه و الانتفاع به. و انظر تفسيرا مشبعا في تاج العروس بتحقيقنا: جذع.

الطعام كما هو كأنه لم يمس ثم دعا بغمر (1) فشربوا حتى رووا، و بقي الشراب كأنه لم يمسّ و لم يشرب، فقال:«يا بني المطّلب إنّي بعثت إليكم خاصة و إلى الناس عامة، و قد رأيتم من هذه الآية ما رأيتم، فأيكم يتابعني (2) على أن يكون أخي و صاحبي ؟» قال: فلم بقم إليه أحد، قال: فقمت إليه و كنت أصغر القوم، قال: فقال:«اجلس»، قال: ثلاث مرات. كل ذلك أقوم إليه، فيقول لي:«اجلس» حتى كان في الثالثة، ضرب بيده على يدي[8377].

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا عبد العزيز بن جعفر بن محمّد، نا محمّد بن محمّد الباغندي، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا شريك بن عبد اللّه، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن عبّاد بن عبد اللّه الأسدي، عن علي بن أبي طالب أنّ النبيّ صلى اللّه عليه و سلم جمع قريشا ثم قال:«لا يؤدي أحد عني ديني إلاّ علي»[8378].

أخبرنا أبو الأعزّ التركي، أنا الحسن بن علي، أنا علي بن محمّد بن أحمد، نا محمّد بن إبراهيم بن أبان السراج، نا يحيى بن عبد الحميد الحمّاني (3)،نا شريك، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن عبّاد بن عبد اللّه الأسدي، عن علي بن أبي طالب قال:

لما نزلت: [وَ أَنْذِرْ] (4) عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (5)دعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رجالا من أهل بيته إن كان الرهط منهم لآكلا الجذعة، و إن كان لشاربا (6)فرقا، فقدّم إليهم رجل


1- الغمر: قدح صغير.
2- في المسند: يبايعني.
3- الأصل:«الحنانى» و المثبت عن م، مرّ التعريف به.
4- زيادة عن م.
5- سورة الشعراء، الآية:214.
6- الأصل: لشارب، و المثبت عن م، و في المطبوعة: لآكل... لشارب.

شاة بصاع من طعام، و أعدّ قعبا (1) من لبن»- و كان القعب: قدر ري رجل - قال: ففعلت، فقال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا عليّ اجمع بني هاشم» و هم يومئذ أربعون رجلا - أو أربعون غير رجل - فدعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بالطعام، فوضعه بينهم، فأكلوا حتى شبعوا، و إنّ منهم لمن يأكل الجذعة بإدامها، ثم تناولوا القدح فشربوا حتى رووا، و بقي فيه عامّته، فقال بعضهم: ما رأينا كاليوم في السحر - يرون أنه أبو لهب-.

ثم قال:«يا علي اصنع رجل شاة بصاع من طعام، و أعدّ بقعب من لبن» قال: ففعلت، فجمعهم، فأكلوا مثل ما أكلوا بالمرة الأولى، و شربوا مثل المرة الأولى، و فضل منه ما فضل المرّة الأولى، فقال بعضهم: ما رأينا كاليوم في السحر.

فقال الثالثة:«اصنع رجل شاة بصاع من طعام، و أعدّ بقعب من لبن»، ففعلت، فقال:

«اجمع بني هاشم»، فجمعتهم، فأكلوا و شربوا، فنذرهم (2) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بالكلام فقال:

«أيكم يقضي ديني و يكون خليفتي و وصيّي من بعدي ؟» قال: فسكت العباس مخافة أن يحيط ذلك بماله، فأعاد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم [الكلام، فسكت] (3) القوم و سكت العباس مخافة أن يحيط ذلك بماله، فأعاد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الكلام الثالثة، قال: و إنّي يومئذ لأسوؤهم هيئة، إنّي يومئذ لأحمش الساقين، أعمش العينين، ضخم البطن، فقلت: أنا يا رسول اللّه، قال:«أنت يا عليّ ، أنت يا عليّ »[8380].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه [نا] (4) عبد اللّه بن أحمد، نا أبو الحسن علي بن موسى بن السّمسار، أنا محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن الفضل الطبري، نا أحمد بن حسين، نا عبد العزيز بن أحمد بن يحيى الجلودي البصري، نا محمّد بن زكريا الغلاّبي، نا محمّد بن عبّاد بن أدم، نا نصر بن سليمان، نا محمّد بن إسحاق، عن عبد الغفّار بن القاسم، عن المنهال بن عمرو، عن عبد اللّه بن الحارث بن عبد المطّلب، عن عبد اللّه بن عبّاس عن


1- القعب: القدح الضخم الجافي، أو إلى الصغر، أو يروي الرجل (القاموس المحيط ).
2- كذا بالأصل، و بدون إعجام في م، و في المختصر و المطبوعة: فبدرهم.
3- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن المختصر و المطبوعة، و في م الكلام متصل، و النقص موجود، و الكلام غير مقروء في «ز».
4- زيدت لتقويم السند، انظر مشيخة ابن عساكر 152/ب، و في م بعد كلمة: الفقيه، فيها:«بن عبد العزيز بن أحمد، نا أبو الحسن...».

لما نزلت هذه الآية: وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ «فضقت (1) بذلك ذرعا، و عرفت أنّي متى أناديهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره، فصمتّ عليها حتى جاءني جبريل، فقال: يا محمّد إنّك إن لم تفعل ما تؤمر به سيعذبك ربك، فاصنع (2) لنا صاعا من طعام، و اجعل عليه رجل شاة، و أمل لنا عسّا (3) من لبن، و اجمع لي بني عبد المطلب حتى أبلّغهم»، فصنع لهم الطعام، و حضروا فأكلوا و شبعوا، و بقي الطعام، قال: ثم تكلم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«يا بني عبد المطلب، أي و اللّه ما أعلم شابا (4) من العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به، إنّي قد جئتكم بخير الدنيا و الآخرة، و إنّ ربي أمرني أن أدعوكم، فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي و وصيّي و خليفتي فيكم ؟» فأحجم القوم عنها جميعا - و إنّي لأحدثهم سنا - فقلت: أنا يا نبي اللّه، أكون وزيرك عليه، فأخذ برقبتي ثم قال:«هذا أخي، و وصيّي، و خليفتي فيكم، فاسمعوا له و أطيعوا»[8381].

فقام القوم يضحكون (5)(6)(7) يقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لعلي، و تطيع.

قال: و أنا محمّد بن يوسف، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن علي بن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، أنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني، أنا أبو الحسن أحمد بن يعقوب الجعفي، نا علي بن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين، نا إسماعيل بن محمّد بن عبد اللّه بن علي بن الحسين بن علي، حدّثني إسماعيل بن الحكم الرافعي عن عبد اللّه بن عبيد اللّه بن أبي رافع عن أبيه قال: قال أبو رافع:

جمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ولد بني عبد المطّلب و هم يومئذ أربعون رجلا، و إن كان منهم لمن يأكل الجذعة، و يشرب الفرق من اللبن، فقال لهم:«يا بني عبد المطّلب إنّ اللّه لم يبعث رسولا إلاّ جعل له من أهله أخا و وزيرا و وارثا و وصيا [و منجزا لعداته، و قاضيا لدينه، فمن منكم يتابعني على أن يكون أخي و وزيري و وصيي]


1- كذا بالأصول، و كأن في العبارة نقصا، و الكلام التالي من كلام النبي صلى اللّه عليه و سلم.
2- كذا بالأصول، و لا يزال الكلام للنبي صلى اللّه عليه و سلم، و هنا يوجه كلامه لعلي بن أبي طالب رضي اللّه عنه، كما أصبح معروفا و مقارنة بالروايات السابقة.
3- الأصل:«غشا» و في م:«غسا» و الصواب ما أثبت، و العسّ : القدح الضخم.
4- الأصل: شبابا، و في م:«شيئا» و التصويب عن المختصر و المطبوعة.
5- كذا بالأصول، و كأن في العبارة نقصا، و الكلام التالي من كلام النبي صلى اللّه عليه و سلم.
6- كذا بالأصول، و لا يزال الكلام للنبي صلى اللّه عليه و سلم، و هنا يوجه كلامه لعلي بن أبي طالب رضي اللّه عنه، كما أصبح معروفا و مقارنة بالروايات السابقة.
7- الأصل:«غشا» و في م:«غسا» و الصواب ما أثبت، و العسّ : القدح الضخم.

علي بن أبي طالب، و هو يومئذ أصغرهم، فقال له:«اجلس»، و قدّم إليهم الجذعة و الفرق [من] (1) اللبن فصدروا عنه حتى أنهلهم و فضل منه فضلة.

فلما كان في اليوم الثاني أعاد عليهم القول، ثم قال:«يا بني عبد المطلب كونوا في الإسلام رءوسا، و لا تكونوا أذنابا، فمن منكم يبايعني على أن يكون أخي و وزيري و وصيي، و قاضي ديني، و منجز عداتي ؟» فقام إليه علي بن أبي طالب فقال:«اجلس».

فلما (2) كان اليوم الثالث أعاد عليهم (3) القول، فقام علي بن أبي طالب، فبايعه بينهم، فتفل في فيه، فقال أبو لهب: بئس ما جبرت (4) به ابن عمك، إذ أجابك إلى ما دعوته إليه، ملأت فاه بصاقا.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن جعفر، أنا أبو الفضل أحمد بن عبد المنعم بن أحمد بن بندار، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا أبو الحسن الدار قطني، نا أحمد بن محمّد بن سعيد، نا جعفر بن عبد اللّه بن جعفر المحمّدي، نا عمر بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن أبيه، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن أبي رافع قال:

كنت قاعدا بعد ما بايع الناس أبا بكر، فسمعت أبا بكر يقول للعبّاس: أنشدك اللّه هل تعلم أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم جمع بني عبد المطلب و أولادهم و أنت فيهم و جمعكم دون قريش، فقال:«يا بني عبد المطّلب إنّه لم يبعث اللّه نبيا إلاّ جعل له من أهله أخا، و وزيرا، و وصيا، و خليفة في أهله، فمن يقوم منكم يبايعني على أن يكون أخي و وزيري و وصيي و خليفتي في أهلي»، فلم يقم منكم أحد، فقال:«يا بني عبد المطلب كونوا في الإسلام رءوسا و لا تكونوا أذنابا، و اللّه ليقومنّ قائمكم أو لتكونن في غيركم ثم لتندمنّ »، فقام علي من بينكم فبايعه على ما شرط له، و دعاه إليه، أتعلم هذا له من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: نعم[8382].

أخبرنا أبو طالب [علي] (5) بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن علي بن الحسن [بن الحسين]


1- زيادة عن المختصر و المطبوعة، و هي فيهما مستدركة بين معكوفتين.
2- من قوله:«اجلس» في المرة الأولى إلى هنا سقط من م.
3- الأصل: إليهم، و المثبت عن م و «ز»، و المختصر.
4- كذا بالأصل و م و المختصر، و في المطبوعة: جزيت.
5- الزيادة عن م.

علي بن عفّان، نا معاوية بن هشام القصّار، نا علي بن صالح، عن حكيم بن جبير، عن جميع بن عمير، عن ابن عمر قال:

حين آخى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بين أصحابه جاء علي تدمع عيناه، فقال: ما لي لم تؤاخ بيني و بين أحد من إخواني ؟ فقال:«أنت أخي في الدنيا و الآخرة»[8383].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم الإسماعيلي، أنا أبو القاسم السهمي، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،نا السّاجي (2)،نا الحسن بن معاوية بن هشام، حدّثني علي بن قادم، عن علي بن صالح، عن حكيم بن جبير، عن جميع بن (3) عمير، عن ابن عمر.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال لعلي بن أبي طالب:«أنت أخي في الدنيا و الآخرة»[8384].

أخبرنا أبو الحسن السّلمي، نا عبد العزيز الشامي، أنا أبو محمّد بن أبي نصر [نا أبو علي محمد بن هارون بن شعيب، حدثني محمد بن هارون بن بلال (4)،نا سليمان بن عبد الرحمن، نا بشر] (5) بن عون، نا بكار بن نعيم.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه، ثم أخبرنا أبو القاسم فضائل بن الحسن بن فتح أن سهل بن بشر قالا: أنا محمّد بن الحسين، أنا محمّد بن أحمد الذهلي، نا الحسين بن عمر بن إبراهيم، نا العلاء بن عمرو الحنفي، نا أيوب بن مدرك، عن مكحول، عن أبي أمامة قال: لما آخى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بين الناس آخى بينه و بين علي.

أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد الحلواني، أنا أبو بكر بن خلف، أنا الحاكم أبو عبد اللّه، نا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه الحفيد


1- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 166/2 في ترجمة جميع بن عمير التيمي.
2- الأصل و المطبوعة: النساجي، تصحيف، و المثبت عن م و الكامل لابن عدي و فيه: زكريا الساجي.
3- الأصل و م:«عن» تصحيف، و التصويب عن ابن عدي. و انظر ترجمته أيضا في تهذيب التهذيب 96/2 ط . دار الفكر.
4- كذا رسمها في م، و في المطبوعة: ابن الفضل.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك لتقويم السند عن م.

يعجبهم أن يجدوا الحديث في الفضائل من رواية أهل الشام.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن الخلاّل، أنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن يوسف بن دوست العلاّف، نا عمر بن الحسن القاضي، أنا جعفر بن محمّد بن سعيد البجلي، نا الحسن بن الحسين العرني، نا عمرو بن ثابت، عن أبي عبد اللّه بياع السّاج، عن الحسن، عن أنس قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول لعلي:«أنت أخي في الدنيا و الآخرة»[8385].

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد، نا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن مطر بن ميمون المحاربي، عن أنس بن مالك قال:

سمعته يقول: آخى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بين المسلمين فقال لعلي:«أنت أخي، و أنا أخوك».

و آخى بين أبي بكر و عمر، و آخى بين المسلمين جميعا.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو بكر محمّد بن عمر النّرسي، أنا محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم الشافعي، نا أحمد بن الحسين أبو الحسن، نا أحمد بن عبد الملك الأودي، نا أحمد بن المفضّل، نا جعفر الأحمر، عن عمران بن سليمان، عن حصين التغلبي، عن أسماء بنت عميس قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«أقول كما قال أخي موسى: رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي، وَ يَسِّرْ لِي أَمْرِي (1)وَ اجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي (2) عليا أخي اُشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (3) إلى آخر الآيات».

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا الحسين بن محمّد الذّارع البصري، نا عبد المؤمن بن عبّاد العبدي، نا يزيد بن معن، عن عبد اللّه بن شرحبيل، عن يزيد بن أبي أوفى.

قال: و نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، حدّثني محمّد بن علي الجوزجاني، نا نصر بن علي الجهضمي، نا عبد المؤمن بن عبّاد بن عمرو العبدي، حدّثني يزيد بن معن، عن عبد اللّه بن شرحبيل


1- سورة طه، الآيتان 25 و 26.
2- سورة طه، الآية:29.
3- سورة طه، الآية:31.

دخلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مسجده فقال:«أين فلان ابن فلان» فجعل ينظر في وجوه أصحابه، فذكر الحديث في المؤاخاة و فيه: فقال علي: لقد ذهب روحي و انقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري، فإن كان هذا من سخط عليّ فلك العتبى و الكرامة ؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«و الذي بعثني بالحقّ ، ما أخّرتك إلاّ لنفسي، و أنت مني بمنزلة (1) هارون من موسى غير أنّه لا نبيّ بعدي، و أنت أخي و وارثي»، قال: و ما أرث منك يا رسول اللّه ؟ قال:«ما ورّثت الأنبياء من قبلي» قال: و ما ورّثت الأنبياء من قبلك ؟ قال:«كتاب ربّهم، و سنّة نبيّهم، و أنت معي في قصري في الجنّة مع فاطمة ابنتي، و أنت أخي، و رفيقي»، ثم تلا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: إِخْوٰاناً عَلىٰ سُرُرٍ مُتَقٰابِلِينَ (2) المتحابين في اللّه ينظر بعضهم إلى بعض»[8387].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، نا أحمد بن محمّد بن النقور، أنا محمّد بن عبد اللّه بن الحسين الدقاق، نا أحمد بن محمّد بن يوسف بن مسعدة الأصبهاني، أنا محمّد بن أيوب الرازي، نا محمّد بن عبد اللّه بن أبي (3) جعفر الرازي، عن أبيه، عن شعبة، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم لعلي:«يا عليّ أنت منّي و أنا منك، و أنت أخي و صاحبي»[8388].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم قال: قرأت على عمّي الشريف الأمير نقيب الطالبيين أبي البركات عقيل بن العبّاس الحسيني قلت: أخبركم أبو عبد اللّه الحسين بن عبد اللّه بن محمّد بن أبي كامل الأطرابلسي - قراءة عليه بدمشق - أنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة القرشي، نا جعفر بن محمّد بن عنبسة اليشكري - بالكوفة - نا يحيى بن (4)عبد الحميد الحمّاني، نا قيس بن الربيع، عن سعد الخفّاف، عن عطية العوفي، عن محدوج بن (5) زيد الذهلي


1- الأصل: منزلة، و المثبت عن م.
2- سورة الحجر، الآية:47، و الذي في المطبوعة: في جنات النعيم على سرر متقابلين و هي الآية 44 من سورة الصّافات.
3- «أبي» استدركت على هامش الأصل.
4- ما بين الرقمين سقط من م.
5- ما بين الرقمين سقط من م.

من يدعى به يوم القيامة يدعى بي، فأقام عن يمين العرش في ظله، فأكسى حلّة خضراء من حلل الجنة، ثم يدعى بأبيك إبراهيم عليه السّلام فيقام عن يمين العرش، فيكسى حلّة خضراء من حلل الجنة، ثم يدعى بالنبيّين و المرسلين بعضهم على إثر بعض، فيقومون سماطين، فيكسون حللا خضرا من حلل الجنة، و أنا أخبرك يا علي أنه أوّل من يدعى بي من أمتي يدعى بك لقرابتك مني، و منزلتك عندي، فيدفع إليك لوائي، و هو لواء الحمد، يستبشر به آدم و جميع من خلق اللّه عزّ و جلّ من الأنبياء و المرسلين، فيستظلّون بظل لوائي، فتسير باللواء بين السماطين، الحسن بن علي عن يمينك، و الحسين عن يسارك حتى تقف بيني و بين إبراهيم في ظل العرش، فتكسى حلّة خضراء من حلل الجنة، فينادي مناد من عند العرش، يا محمّد، نعم الأب أبوك إبراهيم، و نعم الأخ أخوك و هو علي، يا عليّ إنك تدعى إذا دعيت و تحيّا إذا حيّيت، و تكسى إذا كسيت»[8389].

قال أبو بكر الخطيب: تفرّد بروايته سعد بن طريف الخفّاف الكوفي.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو الحسين علي بن أحمد بن حرابخت الجيرفتى النسابة التاجر، نا عبد اللّه بن محمّد بن يعقوب البخاري - بها - نا أبو الحسن [علي] (1) بن إبراهيم بن محمّد بن الحسن العلوي بالكوفة، نا جعفر بن عبد اللّه بن جعفر بن محمّد، حدّثني محمّد بن الحسن الجعفري


1- الزيادة عن م.

طلبني النبي صلى اللّه عليه و سلم - و قال ابن حمدان: رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - فوجدني في جدول نائما - و قال ابن المقرئ: و أنا نائم - فقال:«قم، ما ألوم الناس يسمّونك أبا تراب»، قال: فرآني كأنّي قد وجدت في نفسي من ذلك، فقال:«قم، فو اللّه لأرضينّك أنت أخي و أبو ولدي» تقاتل على - و قال ابن حمدان: عن - سنتي، و تبرئ ذمتي، من مات في عهدي فهو كنز اللّه، و من مات في عهدك فقد قضى نحبه، و من مات يحبك بعد موتك ختم اللّه له بالأمن و الإيمان ما طلعت شمس أو غربت، و من مات يبغضك مات ميتة جاهلية، و حوسب (1) بما عمل في الإسلام»[8391].

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا خيثمة بن سليمان، نا أحمد بن حازم الغفاري، نا عمرو بن حمّاد، نا أسباط بن نصر، عن سماك بن حرب.

ح (2) و أخبرنا أبو طالب بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا محمّد بن الحسين بن أبي الحنين الكوفي، نا عمرو بن حمّاد، نا أسباط يعني ابن نصر، عن سماك (3).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن أبي عثمان، و أحمد بن محمّد بن إبراهيم القصاري.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد القصاري، أنا أبي، قالا: أنا إسماعيل بن الحسن الصرصري، نا أبو القاسم عمر بن محمّد بن أحمد بن هارون العطار، نا أبو جعفر أحمد بن موسى بن يزيد السامري الشّطوي، نا عمرو بن حمّاد القنّاد، نا أسباط بن نصر.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، و أبو محمّد، و أبو الغنائم ابنا أبي عثمان.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، قالوا: أنا أبو محمد عبد اللّه بن (4) عبيد اللّه بن يحيى، نا أبو عبد اللّه المحاملي، أنا الفضل بن سهل، نا طلحة بن عمرو، نا أسباط ، عن سماك، عن عكرمة


1- كذا بالأصل و م و المطبوعة و المختصر، و في «ز»: و حوميت» تصحيف.
2- ما بين الرقمين سقط من م.
3- ما بين الرقمين سقط من م.
4- بالأصل:«قالوا: أنا عمر نا أبي عبيد اللّه» و في م بياض، و المثبت عن المطبوعة. و العبارة غير مقروءة في «ز».

أن عليا كان يقول في حياة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: إنّ اللّه يقول: أَ فَإِنْ مٰاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلىٰ أَعْقٰابِكُمْ (1) و اللّه لا ننقلب - و في حديث أسباط : لا انقلبنا على أعقابنا - بعد إذ هدانا اللّه، و اللّه لئن مات أو قتل لأقاتلنّ على ما قاتل عليه حتى أموت، و اللّه إنّي لأخوه، و وليّه، و ابن عمّه.

أخبرنا أبو الفضل الفضيلي، نا أبو القاسم الخليلي، أنا أبو القاسم الخزاعي، أنا الهيثم (2) بن كليب (3) الشاشي، نا محمّد بن علي، نا يحيى الحمّاني، نا شريك، عن الأعمش، عن المنهال - يعني ابن عمرو - عن عبّاد - يعني ابن عبد اللّه الأسدي، عن علي قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«علي يقضي ديني، و ينجز موعودي، و خير من أخلفه في أهلي»[8392].

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أنا الحسن بن أبي بكر، أنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد اللّه القطان، نا الحسن بن العبّاس الرازي، نا القاسم بن خليفة أبو محمّد، نا أبو (4) يحيى التيمي إسماعيل بن إبراهيم، عن مطير أبي (5) خالد، عن أنس بن مالك قال:

كنا إذا أردنا أن نسأل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أمرنا علي بن أبي طالب أو سلمان الفارسي، أو ثابت بن معاذ الأنصاري لأنهم كانوا أجرأ أصحابه على سؤاله، فلما نزلت: إِذٰا جٰاءَ نَصْرُ اللّٰهِ وَ الْفَتْحُ


1- سورة آل عمران، الآية:144.
2- الأصل: المقسم تصحيف و التصويب عن م و «ز».
3- في الأصل:«كسر» و فوقها ضبة، و اللفظة سقطت من م، و المثبت عن «ز».
4- «أبو» استدركت على هامش م.
5- كذا بالأصول، و مرّ قريبا: مطير بن أبي خالد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا أبو القاسم بن مسعدة، نا حمزة بن يوسف، نا أبو أحمد بن عدي (1)،نا ابن أبي سفيان، نا علي بن سهل، نا عبيد اللّه بن موسى، نا مطر الإسكاف (2)،عن أنس قال:

قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«علي أخي، و صاحبي، و ابن عمي، و خير من أترك بعدي، يقضي ديني، و ينجز موعدي»[8394].

قال: قلت له: أين لقيت أنسا؟ قال: بالخريبة (3).

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، و أبو المظفّر القشيري، قالا: أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو سعيد الكرابيسي، أنا أبو لبيد السامي (4)،نا سويد بن سعيد، نا عمرو بن ثابت، عن مطير، عن أنس قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن خليلي و وزيري و خير من أخلف بعدي يقضي ديني و ينجز موعودي علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه»[8395].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، و أبو القاسم زاهر بن طاهر قالوا: أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الوهاب الرازي، نا يوسف بن عاصم الرازي، نا سويد بن سعيد، نا عمرو بن ثابت، عن مطر، عن أنس قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ خليلي و وزيري و خليفتي في أهلي و خير من أترك بعدي و ينجز موعدي و يقضي ديني علي بن أبي طالب»[8396].

أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد الدّينوري، نا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن الحسن الخلاّل - إملاء - نا أحمد بن إبراهيم، نا عبد اللّه بن علي بن أحمد بن عامر الطائي، حدّثني أبي، حدّثني علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه [محمد بن علي، عن أبيه]


1- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 397/6 ضمن ترجمة مطر بن ميمون المحاربي.
2- هو مطر بن ميمون المحاربي الاسكاف أبو خالد الكوفي، ترجمته في تهذيب التهذيب 154/10 ط . دار الفكر.
3- إعجامها مضطرب بالأصل و م و «ز» و تقرأ فيها: بالحربية، و في ابن عدي: بالحديبية ؟، و المثبت عن المطبوعة، و هو أشبه بالصواب. و الخريبة: موضع بالبصرة.
4- بالأصل و المطبوعة: الشامي، تصحيف.

علي بن أبي طالب قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إذا كان يوم القيامة نوديت من بطنان العرش: نعم الأب أبوك إبراهيم الخليل، و نعم الأخ أخوك علي بن أبي طالب»[8397].

أخبرنا أبو علي الحداد [الحسن] (1) بن أحمد، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه (2)،نا إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين، نا محمّد بن عبد اللّه الحضرمي، نا خلف بن خالد العبدي، نا بشر بن إبراهيم الأنصاري، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن معاذ بن جبل قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا علي أخصمك بالنبوة، و لا نبوة بعدي، و تخصم الناس بسبع و لا يحاجك فيه (3) أحد من قريش، اللّهم (4) أنت أوّلهم إيمانا باللّه، و أوفاهم بعهد اللّه، و أقومهم بأمر اللّه، و أقسمهم بالسوية، و أعدلهم في الرعية، و أبصرهم بالقضية، و أعظمهم عند اللّه مزيّة».

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه السلمي، أنا أبو محمّد الحسن بن علي، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن نصير، نا محمّد بن إبراهيم الصلحي، نا أبو سعيد عمرو بن عثمان بن راشد السّوّاق، نا عبد اللّه بن مسعود الشامي، نا ياسين بن محمّد بن أيمن، عن أبي حازم مولى ابن عباس، عن ابن عبّاس قال: قال عمر بن الخطاب:

كفّوا عن علي، فإنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فيه خصالا لو أنّ خصلة منها في جميع آل الخطّاب كان أحبّ إليّ مما طلعت عليه الشمس، إنّي كنت ذات يوم و أبو بكر و عبد الرّحمن، و عثمان بن عفّان، و أبو عبيدة بن الجرّاح في نفر من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فانتهينا إلى باب أمّ سلمة، إذا نحن بعليّ متكئ على نجف (5) الباب، فقلنا: أردنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال:

هو في البيت يخرج عليكم الآن، قال: فخرج علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فثرنا حوله، فاتّكئ على عليّ ، ثم ضرب يده على منكبه و قال:«اكس


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصول، و استدرك للإيضاح.
2- رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 65/1-66 ضمن أخبار علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه.
3- في الحلية: فيها.
4- ليس في الحلية.
5- نجف الباب: عتبته (القاموس المحيط ).

بعهده، و أرأفهم بالرعية، و أقسمهم بالسوية، و أعظمهم عند اللّه مزية»[8398].

و سقطت (1) منه واحدة.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (2)،نا أبو نعيم الحافظ (3)،نا أبو علي بن الصوّاف، و محمّد بن علي بن سهل الإمام، و الحسن بن علي بن الخطاب الوراق البغداديون، و سليمان بن أحمد الطّبراني، قالوا: أنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا زكريا بن يحيى، نا يحيى بن سالم، نا أشعث ابن عمّ حسن بن صالح - و كان يفضل على الحسن - نا مسعر، عن عطية، عن جابر قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«مكتوب على باب الجنّة: لا إله إلاّ اللّه محمّد رسول اللّه، علي أخو رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قبل أن يخلق السّماوات و الأرض بألفي عام»[8399].

أخبرنا أبو (4) الوفاء عمر بن الفضل بن أحمد، نا إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم، نا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد، نا عمر بن الحسن بن علي، نا عبيد بن كثير العامري، نا يحيى بن الحسين بن الفرات، نا عاصم بن عامر، عن نوح بن درّاج، عن داود بن يزيد الأودي، عن أبيه، عن عدي بن حاتم، قال: قال علي بن أبي طالب: إنّي عبد اللّه و أخو رسوله.

أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم بن محمّد بن أبي منصور (5)،و أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن الحسين القيصري الفقيهان، و أبو المجد عبد الواحد بن محمّد بن أحمد السعيدي (6) البسطامي، قالوا: أنا أبو جعفر محمّد بن الحسن بن بندار الحربي الدامغاني


1- تعقيب المصنف.
2- الخبر في تاريخ بغداد 387/7 ضمن ترجمة الحسن بن علي بن الخطاب.
3- رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 256/7 ضمن أخبار مسعر بن كدام.
4- «أبو» استدركت على هامش م.
5- «بن أبي منصور» مكانها بياض في م.
6- «السعيدي» مكانها بياض في م.

ح و أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمّد بن عبد اللّه بن مندويه، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد الحسناباذي، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الصّلت الأهوازي، نا أبو العباس بن عقدة، نا يعقوب بن يوسف بن زياد السري، نا أبو غسّان، قالا: أنا إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن عمار الدهني (1)،عن عبد اللّه بن ثمامة قال: سمعت عليا يقول: أنا عبد اللّه، و أخو رسوله، و لم يقلها أحد قبلي، و لا يقولها أحد بعدي - زاد ابن عقدة: إلاّ كذاب-.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن أبي عثمان، و أحمد بن محمّد بن إبراهيم القصّاري.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه بن القصّاري، أنا أبي أبو طاهر، قالا: أنا إسماعيل بن الحسن بن عبد اللّه، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا يوسف بن موسى، نا مهران بن [أبي عمر] (2)،أنا إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد اللّه بن البهي (3)،قال: قال علي يوم بارز المشركين و قالوا: من أنت ؟ قال: أنا عبد اللّه، و أخو رسوله.

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو سهل بن سعدوية، نا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، أنا عبيد اللّه - زاد ابن حمدان: ابن عمر القواريري - نا جعفر بن سليمان، حدّثني النضر بن حميد الكندي، عن أبي الجارود، عن الحارث الهمداني قال:

رأيت عليا جاء حتى صعد المنبر، فحمد اللّه، و أثنى عليه ثم قال: قضاء قضاه اللّه على لسان نبيكم النبي الأمي صلى اللّه عليه و سلم، أنه لا يحبني إلاّ مؤمن، و لا يبغضني إلاّ منافق، و قد خاب من افترى.

قال: قال النضر: و قال علي: أنا أخو رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و ابن عمّه، لا يقولها أحد بعدي.

أبو الجارود: زياد بن المنذر الثقفي


1- رسمها بالأصل:«الدهني» و في م:«الدهيني» و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 138/6.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و ثمة علامة فيه تشير إلى السقط ، و مكانهما بياض في م، و اللفظتان غير مقروءتين في «ز». و المستدرك عن المطبوعة.
3- في المطبوعة: البهمي، تصحيف.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، و أم المجتبى العلوية، قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا سهل بن زنجلة الرّازي (1)،نا الصّبّاح بن محارب، عن عمرو بن عبد اللّه بن يعلى بن مرّة الثقفي، عن أبيه، عن جده.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم آخى بين الناس، فترك عليا في آخرهم لا يرى أن له أخا، فقال:

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم آخيت بين الناس و تركتني ؟ قال:«و لما ترى تركتك ؟ إنّما تركتك لنفسي، أنت أخي و أنا أخوك،[ثم] قال: فإن حاجّك أحد فقل: إنّي عبد اللّه، و أخو رسوله، لا يدّعيها أحد بعدك إلاّ كذّاب»[8400].

تابعه روح بن عبد المجيب البلدي عن سهل.

أخبرنا أبو البركات عمر بن إبراهيم الزّيدي (2)،أنا محمّد بن أحمد بن علاّن، أنا محمّد بن جعفر بن محمّد، أنا محمّد بن القاسم المحاربي، نا عبّاد بن يعقوب، أنا أبو عبد الرّحمن المسعودي، عن الحارث بن حصيرة، عن زيد بن وهب قال:

كنا ذات يوم عند علي فقال: أنا عبد اللّه، و أخو رسوله، لا يقولها بعدي إلاّ كذّاب.

فقال رجل من غطفان: و اللّه لأقولن لكم كما قال هذا الكذاب، أنا عبد اللّه، و أخو رسوله، قال: فصرع، فجعل يضطرب، فحمله أصحابه، فاتبعتهم حتى انتهينا إلى دار عمارة، فقلت لرجل منهم: أخبرني عن صاحبكم، فقال: ما ذا عليك من أمره، فسألتهم باللّه، فقال بعضهم: لا و اللّه ما كنا نعلم به بأسا حتى قال تلك الكلمة، فأصابه ما ترى، فلم يزل كذلك حتى مات.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس (3)،نا - و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (4)، أنا الحسين بن محمّد أخو الخلاّل، أنا أبو نصر محمّد بن أحمد الإسماعيلي، أخبرني أبو عمر محمّد بن العبّاس بن الفضل بن محمّد بن إبراهيم بن أزهر التميمي الجرار - بجرجان - نا عمران بن سوّار البغدادي، نا عثمان بن عبد الرّحمن، نا محمّد بن علي بن الحسين، عن أبيه (5) عن علي قال: قال أخي (6) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا علي أنت


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 692/10.
2- الأصل و م: الربدي.
3- في المطبوعة: قيس، تصحيف.
4- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 268/12 ضمن ترجمة عمران بن سوار اللاحقي.
5- كذا بالأصول و تاريخ بغداد.
6- «أخي» ليست في م و تاريخ بغداد و المطبوعة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، نا عبد اللّه بن عدي (1)،نا محمّد بن أحمد بن أبي مقاتل، نا عبد اللّه بن أيوب، نا يحيى بن أبي بكر، نا هياج بن بسطام (2)،عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يؤاخي [بين] (3) أصحابه فقال:«علي أخي و أنا أخوه»، و أحسبه قال:«اللّهم وال من والاه»[8402].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (4)،نا حمزة بن داود الثقفي، نا سليمان بن الربيع، نا كادح (5) بن رحمة (6)،نا مسعر (7) بن كدام، عن عطية، عن جابر قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«رأيت على باب الجنة مكتوبا: لا إله إلاّ اللّه، محمّد رسول اللّه، علي أخو رسول اللّه»[8403].

أخبرنا أبو سعد محمّد بن محمّد، و أبو علي الحسن بن أحمد في كتابيهما، قالا: أنا أبو نعيم، نا مخلد بن جعفر، نا الحسن بن علي الآدمي، نا صهيب بن محمّد بن عبّاد، نا إسماعيل بن عمرو الكوفي، عن عمرو بن ثابت، عن عبد الرّحمن بن عابس، عن أبيه قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«خير إخوتي علي، و خير أعمامي حمزة»[8404].

أخبرنا أبو الفتح عبد الرزّاق بن محمّد بن سهل الشرابي، أنا أبو الفضل جعفر بن محمّد بن الفضل القرشي العبّاداني، أنا أبو عمر القاسم بن جعفر بن (8) عبد الواحد الهاشمي، نا أبو العباس محمّد بن أحمد الأثرم (9)،نا علي بن داود - هو القنطري


1- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 132/7 ضمن ترجمة هياج بن بسطام الهروي.
2- ترجمته في تاريخ بغداد 80/14 و تهذيب التهذيب 78/11.
3- الزيادة عن ابن عدي.
4- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 83/6 ضمن ترجمة كادح بن رحمة العرني.
5- كادح بن رحمة العرني الزاهد، ترجمته في لسان الميزان 480/4.
6- أقحم بعدها بالأصل:«نا مسعر بن رحمة».
7- في م: مسعود، تصحيف.
8- الأصل: عن، تصحيف، و المثبت عن م.
9- في م و المطبوعة: محمد بن أحمد بن أحمد الأثرم، ترجمته في سير أعلام النبلاء 303/15.

هانئ، عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا عليّ أنت مني و أنا منك»[8405].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه بن الشّخّير الصّيرفي، نا أبو بكر أحمد بن إسحاق الملحمي (1)،حدّثني إبراهيم بن عبد السّلام الضرير، حدّثني عبد العزيز بن محمّد القرشي، عن اليزيدي، عن المأمون، حدّثني شيخنا عبّاد بن العوام، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قال: قال علي بن أبي طالب: قال لي النبي صلى اللّه عليه و سلم:«أنت منّي و أنا منك»[8406].

أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمّد بن عبد اللّه، أنا علي بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن الصّلت، نا أحمد (2) بن محمّد بن سعيد، نا يعقوب بن يوسف بن (3)زياد الضّبّي، نا عبيد اللّه بن موسى، نا عبد العزيز بن سياه، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ابن بريدة، عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«علي منّي و أنا منه»[8407].

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا سعيد بن أحمد بن محمّد، أنا أبو حفص عمر بن أحمد، أنا أبو عبد اللّه الحسين (4) بن الحسن بن أيوب الطوسي النّوقاني (5)، نا أبو حاتم محمّد بن إدريس الحنظلي الرازي، نا عبيد اللّه بن موسى العبسي (6)،أنا مطر الإسكاف قال: سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«علي منّي و أنا منه»[8408].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس،[نا-] (7) و أبو منصور بن خيرون، أنا (8)-أبو بكر الخطيب


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 247/15.
2- الأصل: حمد، و المثبت عن م.
3- في م:«نا».
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 358/15.
5- تقرأ بالأصل: البرقاني، و بدون إعجام في م، و الصواب ما أثبت، و هذه النسبة إلى نوفان: بفتح النون: إحدى بلدتي طوس (الأنساب).
6- ترجمته في سير أعلام النبلاء 553/9.
7- زيادة لازمة لتقويم السند عن م.
8- في المطبوعة:«أنبأنا... أنبأنا».

عمران، و يحيى بن زكريا، و علي بن أبي طالب، من طينة واحدة»[8409].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - قراءة - أنا أبو نصر الحسين بن محمّد بن أحمد بن طلاّب، أنا أبو بكر بن أبي الحديد، نا عبد اللّه بن أحمد بن ربيعة الرّبعي، نا الحسين بن إسحاق التّستري، نا هارون بن حاتم المقرئ، نا حمّاد بن أبي حمّاد، عن إسحاق العطار - و هو أبو حمزة بن الربيع - عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل، عن جابر بن عبد اللّه قال:

سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول لعلي:«الناس من شجر شتى، و أنا و أنت من شجرة واحدة»، ثم قرأ النبي صلى اللّه عليه و سلم: وَ جَنّٰاتٌ مِنْ أَعْنٰابٍ وَ زَرْعٌ وَ نَخِيلٌ صِنْوٰانٌ وَ غَيْرُ صِنْوٰانٍ يُسْقىٰ بِمٰاءٍ وٰاحِدٍ (1)» بالياء (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا أبو القاسم بن مسعدة، نا حمزة بن يوسف، أنا عبد اللّه بن عدي الحافظ (3)،نا يحيى بن البختري الحنّائي (4)،و علي بن إسحاق بن زاطيا، قالا: نا عثمان بن عبد اللّه الشامي، أنا ابن لهيعة، عن أبي الزبير، عن جابر أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان بعرفة و عليّ تجاهه فقال:

«يا عليّ ادن مني، ضع خمسك في خمسي، يا عليّ خلقت أنا و أنت من شجرة أنا أصلها و أنت فرعها، و الحسن و الحسين أغصانها، من تعلّق بغصن منها أدخله اللّه الجنّة»-.

زاد ابن زاطيا (5):«عليّ (6)لو أن أمتي صاموا حتى يكونوا كالحنايا، و صلّوا حتى يكونوا كالأوتار (7)ثم أبغضوك لأكبّهم اللّه على وجوههم في النار».

قال ابن عدي: و لعثمان بن عبد اللّه أحاديث موضوعات.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين المقرئ، و أبو البقاء


1- سورة الرعد، الآية:4 و قد وردت الآية محرفة بالأصل و م:«و جنات و عيون و زروع و نخل صنوان...».
2- كذا بالأصول، و هي قراءة عاصم و ابن عامر في «يسقى» بالياء، و قرأ الباقون «تسقى» بالتاء، و وردت «نسقى» عند الرازي. راجع تفسير الرازي 460/6.
3- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 178/5 ضمن ترجمة عثمان بن عبد اللّه بن عمرو بن عثمان بن عفان.
4- ترجمته في تاريخ بغداد 229/14.
5- هو علي بن إسحاق بن عيسى بن زاطيا، أبو الحسن المخرمي، ترجمته في تاريخ بغداد 439/11.
6- في ابن عدي: يا علي.
7- العبارة في ابن عدي: صاموا حتى يكونوا كالأوتار.

عبد العزيز الرازي، و أبو بكر أحمد بن علي بن عبد الواحد بن الأشقر الدّلاّل (1)،قالوا: أنا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو الحسن علي بن عمر الحربي، نا أبو العبّاس إسحاق بن مروان القطان، نا أبي، نا عبيد بن مهران العطار، نا يحيى بن عبد اللّه بن الحسن، عن أبيه، و عن جعفر بن محمّد عن أبيهما، عن جدهما قالا:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن في الفردوس لعينا أحلى من الشهد، و ألين من الزبد، و أبرد من الثلج، و أطيب من المسك، فيها طينة خلقنا اللّه منها، و خلق منها شيعتنا، فمن لم يكن من تلك الطينة فليس منّا و لا من شيعتنا، و هي الميثاق الذي أخذ اللّه عزّ و جلّ عليه ولاية علي بن أبي طالب»[8410].

قال عبيد بن مهران (2):فذكرت لمحمّد بن حسين هذا الحديث فقال: صدقك يحيى بن عبد اللّه، هكذا أخبرني أبي عن جدي عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز الصوفي، أنا أبو الحسن بن السمسار، أنا أبو سليمان بن زبر، نا القاضي علي بن محمّد بن كاس النّخعي، نا علي بن موسى الأودي، نا عبيد اللّه بن موسى العبسي، نا أبو حفص العبدي، عن أبي هارون العبدي قال:

سألت أبا سعيد الخدري عن علي بن أبي طالب خاصة فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو يقول:«خلق الناس من أشجار شتى و خلقت أنا و علي من شجرة واحدة، فأنا أصلها و عليّ فرعها، فطوبى لمن استمسك بأصلها و أكل من فرعها»[8411].

قال: و أنا ابن السمسار، أنا علي بن الحسن الصّوري، و نا سليمان بن أحمد بن أيوب الطّبراني اللّخمي - بأصبهان - نا الحسين بن إدريس الحريري التّستري، نا أبو عثمان طالوت (3)بن


1- مشيخة ابن عساكر 10/ب.
2- بالأصل و م و «ز»: عبيد بن يحيى، تصحيف، و قد ورد صوابا في سند الخبر السابق.
3- الأصل: بن طالوت.

عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبىٰ (1) »[8412].

رواه علي بن الحسن الصّوفي مرة أخرى عن شيخ آخر:

أخبرناه أبو الحسن الفقيه السلمي، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو نصر بن الجبّان، نا أبو الحسن علي بن الحسن الطّرسوسي، نا أبو الفضل العبّاس بن أحمد الخواتيمي - بطرسوس - نا الحسين بن إدريس التّستري، نا أبو عثمان الجحدري طالوت بن عبّاد، عن فضال بن جبير، عن أبي أمامة الباهلي قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ اللّه خلق الأنبياء من أشجار شتّى، و خلقني و عليا من شجرة واحدة، فأنا أصلها، و عليّ فرعها، و الحسن و الحسين ثمارها، و أشياعنا أوراقها، فمن تعلّق بغصن من أغصانها نجا، و من زاغ هوى، و لو أنّ عبدا عبد اللّه عزّ و جلّ بين الصّفا و المروة ألف عام، ثم ألف عام، ثم ألف عام و لم يدرك محبتنا إلاّ كبّه اللّه عزّ و جلّ على منخريه في النار»، ثمّ تلا: قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبىٰ .

هذا حديث منكر، و قد وقع إلينا جزء طالوت بن عبّاد،- و بعلو - و ليس هذا الحديث فيه.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن أحمد بن فارس بن كروّس (2)،أنا أبو البركات أحمد بن عبد اللّه بن علي المقرئ، أنا أبو طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد الفقيه الزهري، أنا أبو بكر محمّد بن غريب البزّار (3)،أنا أبو العباس أحمد بن موسى بن زنجويه القطان، نا عثمان بن عبد اللّه بن عمرو بن عثمان، نا عبد اللّه بن لهيعة، عن أبي الزبير المكي قال:

سمعت جابر بن عبد اللّه يقول:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعرفات و عليّ تجاهه، فأومأ إليّ و إلى علي، فأتينا النبي صلى اللّه عليه و سلم و هو يقول:«ادن يا علي»، فدنا منه علي، فقال:«ضع خمسك في خمسي - يعني كفّك في كفّي - يا عليّ خلقت أنا و أنت من شجرة أنا أصلها و أنت فرعها، و الحسن و الحسين أغصانها، فمن تعلّق بغصن منها دخل الجنّة، يا عليّ لو أن أمتي صاموا حتى يكونوا كالحنايا


1- سورة الشورى، الآية:23.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 392/20.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 440/16.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه المعدل، أنا أبو علي الحسين بن صفوان البردعي، نا محمّد بن سهل العطار، حدّثني أبو ذكوان، نا حرب بن بيان الضرير من أهل قيسارية، حدّثني أحمد بن عمرو، نا أحمد بن عبد اللّه، عن عبيد اللّه بن (1) عمرو، عن عبد الكريم الجزري، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:

قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«خلق اللّه قضيبا من نور قبل أن يخلق اللّه الدنيا بأربعين ألف عام، فجعله أمام العرش حتى كان أوّل مبعثي، فشقّ منه نصفا فخلق منه نبيكم و النصف الآخر علي بن أبي طالب»[8414].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو علي محمّد بن أحمد بن يحيى العطشي، نا أبو سعيد العدوي الحسن بن علي، أنا أحمد بن المقدام العجلي أبو الأشعث (2)،أنا الفضيل بن عياض، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن زاذان، عن سلمان قال: سمعت حبي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«كنت أنا و علي نورا بين يدي اللّه مطيعا يسبّح اللّه ذلك النور و يقدّسه قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام، فلمّا خلق اللّه آدم ركز ذلك النور في صلبه، فلم نزل (3) في شيء واحد حتى افترقنا في صلب عبد المطّلب، فجزء أنا و جزء علي»[8415].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو العباس بن عقدة، نا الحسين بن عبد الرّحمن بن محمّد الأزدي، نا أبي، نا عبد النور بن عبد اللّه، عن محمّد بن المغيرة القرشي، عن إبراهيم بن عبد اللّه بن معبد، عن ابن عباس قال:

بات عليّ ليلة خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى المشركين على فراشه ليعمي على قريش و فيه نزلت هذه الآية: وَ مِنَ النّٰاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغٰاءَ مَرْضٰاتِ اللّٰهِ


1- الأصل: عن، تصحيف، و المثبت عن م.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 219/12.
3- الأصل و م: يزل.

سراج، و محمّد بن أحمد بن الحسن القطواني، نا عبّاد بن ثابت، حدّثني سليمان (1) بن قرم، حدّثني عبد الرّحمن بن ميمون أبو عبد اللّه (2)،حدّثني أبي، عن عبد اللّه بن عبّاس أنه سمعه يقول:

أنام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عليا على فراشه ليلة انطلق إلى الغار، فجاء أبو بكر يطلب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأخبره عليّ أنه قد انطلق، فاتّبعه أبو بكر، و باتت قريش تنظر عليا، و جعلوا يرمونه، فلما أصبحوا إذا هم بعلي، فقالوا: أين محمّد؟ قال: لا علم لي به، فقالوا: قد أنكرنا تضررك (3)،كنا نرمي محمّدا فلا يتضرر (4)،و أنت تضرر (5)،و فيه نزلت هذه الآية:

وَ مِنَ النّٰاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغٰاءَ مَرْضٰاتِ اللّٰهِ (6) .

قال: و نا ابن شاهين، نا أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني، نا أحمد بن يوسف، نا محمّد بن يزيد النّخعي، نا عبيد اللّه بن الحسن، حدّثني معاوية بن عبد اللّه بن عبيد اللّه بن أبي رافع، عن أبيه، عن جده، عن أبي رافع. قال عبيد اللّه بن الحسن:

و حدّثني محمّد بن عبيد اللّه بن علي بن أبي رافع عن أبيه، عن جده، عن أبي رافع.

أن عليا كان يجهّز النبي صلى اللّه عليه و سلم حين كان بالغار و يأتيه بالطعام، و استأجر له ثلاث رواحل، للنبي صلى اللّه عليه و سلم و لأبي بكر و دليلهم ابن أريقط (7)،و خلّفه النبي صلى اللّه عليه و سلم، فخرج إليه أهله، فخرج (8)، و أمره أن يؤدي عنه أمانته و وصايا من كان يوصي إليه، و ما كان يؤتمن عليه من مال، فأدّى أمانته كلها، و أمره أن يضطجع على فراشه ليلة خرج، و قال:«إنّ قريشا لن يفقدوني ما رأوك»، فاضطجع [علي]


1- ترجمته في تهذيب الكمال 94/8.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 399/11.
3- كذا، و في م و «ز»: تضورك، و التضوّر هو التلوي من الوجع من ضرب أو جوع أو غيرهما.
4- كذا بالأصل و في م و «ز»: يتضوّر و أنت تضوّر.
5- كذا بالأصل و في م و «ز»: يتضوّر و أنت تضوّر.
6- سورة البقرة، الآية:207.
7- الأصل: أرهط ، تصحيف، و التصويب عن م.
8- كذا بالأصل و م و «ز» و المطبوعة و المختصر.

يمشي] (1) من الليل و يكمن من النهار حتى قدم المدينة، فلما بلغ النبي صلى اللّه عليه و سلم قدومه قال:

«ادعوا لي عليا»[قيل: يا رسول اللّه] (2) لا يقدر أن يمشي، فأتاه النبي صلى اللّه عليه و سلم، فلما رآه النبي صلى اللّه عليه و سلم اعتنقه و بكى [رحمة لما] (3) بقدميه من الورم، و كانتا تقطران (4) دما، فتفل النبي صلى اللّه عليه و سلم في يديه ثم مسح بهما رجليه، و دعا له بالعافية، فلم يشتكهما (5) عليّ حتى استشهد[8416].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد (6)،أنا محمّد بن عمر، حدّثني عبد اللّه بن محمّد - يعني ابن عمر بن علي - عن أبيه، عن عبيد اللّه بن أبي رافع، عن علي قال:

لما خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى المدينة في الهجرة أمرني أن أقيم بعده حتى أؤدّي ودائع كانت عنده للناس، و إنما كان يسمّى الأمين، فأقمت ثلاثا، و كنت أظهر ما تغيبت يوما، ثم خرجت فجعلت أتبع طريق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى قدمت بني عمرو بن عوف و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مقيم، فنزلت على كلثوم بن الهدم، و هنالك منزل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أنبأنا أبو عبد اللّه بن الحطّاب (7)،أنا محمّد بن الحسين بن محمّد بن الطّفّال.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن جعفر النّسائي، أنا سهل بن بشر، أنا علي بن منير بن أحمد، قالا: أنا محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الذهلي، أنا أبو أحمد بن عبدوس، نا عبد اللّه بن سالم، نا إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن البراء أن رجلا قال:

يا أبا عمارة


1- بياض بالأصل و م، و المستدرك عن المختصر.
2- ما بين معكوفتين بياض بالأصل و استدرك للإيضاح عن م.
3- بياض بالأصل و المستدرك بين معقوفتين عن م.
4- الأصل: يقطران، و التصويب عن م.
5- الأصل و م: يشتكها.
6- طبقات ابن سعد 22/3.
7- الأصل و م: الخطاب، تصحيف، و الصواب بالحاء المهملة، و اسمه محمد بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد، أبو عبد اللّه ترجمته في سير أعلام النبلاء 583/19.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه، نا - و أبو منصور بن زريق (1)،أنا - أبو بكر الخطيب (2).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا محمّد بن الحسين بن الفضل القطان، أنا عبد اللّه بن جعفر بن درستويه النحوي، نا يعقوب بن سفيان قال: سمعت سليمان بن حرب يقول: شهد علي بدرا و هو اين عشرين سنة، و شهد الفتح و هو ابن ثمان و عشرين.

حدّثنا أبو الحسن علي بن المسلّم - لفظا - و أبو القاسم بن عبدان - قراءة - قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا علي بن يعقوب بن إبراهيم، أنا أحمد بن إبراهيم بن بسر، نا محمّد بن عائذ (3) القرشي قال: فأخبرني الوليد بن مسلم، عن عبد اللّه بن لهيعة (4)،عن أبي الأسود، عن عروة.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني أحمد بن منصور، نا عمرو بن خالد، نا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة بن الزبير قال في تسمية من شهد بدرا من بني هاشم: علي بن أبي طالب.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا ابن النّقّور، أنا عيسى، أنا عبد اللّه، نا هارون بن موسى الفروي (5)،نا ابن فليح، عن موسى بن (6) عقبة، عن الزهري،[قال:] و حدّثني ابن الأموي، نا أبي، نا ابن إسحاق (7)و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا ابن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد، أنا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن ابن (8) إسحاق.

ح و أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر الزّرّاد، نا عبيد اللّه بن سعد، نا عمّي (9)،عن أبيه، عن ابن


1- في م: رزين، تصحيف، و السند معروف.
2- تاريخ بغداد 134/1 ضمن ترجمة على بن أبي طالب رضي اللّه عنه.
3- في المطبوعة: عابد.
4- الأصل: طبيعة، تصحيف، و التصويب عن م.
5- تقرأ في «ز»: الهروي.
6- الأصل: عن، تصحيف، و التصويب عن م.
7- الأصل: أبي إسحاق، تصحيف، و التصويب عن م.
8- الأصل: أبي إسحاق، تصحيف، و التصويب عن م.
9- الأصل و المطبوعة: عيسى، و المثبت عن م.

إسحاق قال في تسمية من شهد بدرا من بني هاشم: علي بن أبي طالب (1)،و هذا أول من آمن به (2)أنبأنا أبو بكر عبد الغفار بن محمّد، و أخبرني أبو بكر محمّد بن عبد اللّه (3) بن حبيب عنه، أنا أبو بكر الحيري، نا أبو العبّاس الأصم.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد، قالا: أنا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس، عن مسعر بن كدام، عن أبي عون، عن أبي صالح، عن علي أنه قال:

قيل لي يوم بدر و لأبي [بكر] (4) قيل لأحدنا: معك جبريل، و قيل للآخر: معك ميكائيل، و إسرافيل ملك عظيم يشهد القتال و لا يقاتل و يكون في الصّف.

أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمّد بن بيان، و أخبرنا خالي أبو المكارم سلطان بن يحيى بن علي، و أبو سليمان داود بن محمّد عنه، أنا أبو الحسن بن مخلد، أنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، نا الحسن بن عرفة، حدّثني عمّار بن محمّد، عن سعيد بن محمّد الحنظلي، عن أبي جعفر محمّد بن علي، قال: نادى مناد في السّماء يوم بدر يقال له رضوان: لا سيف إلاّ ذو الفقار، و لا فتى إلاّ علي.

هذا مرسل، و إنما تنفل النبي صلى اللّه عليه و سلم ذا الفقار يوم بدر، ثم وهبه بعد ذلك لعلي.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، نا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا علي بن حمشاذ، نا محمّد بن المغيرة، نا القاسم بن الحكم، نا مسعر، عن الحكم بن عتيبة، عن مقسم، عن ابن عبّاس: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم دفع الراية إلى عليّ يوم بدر، و هو ابن عشرين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور عبد الباقي بن محمّد بن غالب، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن محمّد بن أبي شيبة البزار، نا زياد بن أيوب


1- «أبي طالب» بياض مكانه في م.
2- سيرة ابن هشام 333/2.
3- «محمد بن عبد اللّه» مكانه بياض في م.
4- بياض بالأصل، و المستدرك بين معقوفتين عن م.

دفع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الراية إلى علي بن أبي طالب، و هو ابن عشرين سنة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّواف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة (1)،نا عون بن سلاّم (2)،أنا أبو شيبة (3)يوم المهراس: هو يوم أحد، و قد جاء فيه علي بماء من المهراس و هو ماء في أحد (راجع معجم البلدان).

داد 111/6.(4)رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 240/1 ضمن ترجمة إبراهيم بن عثمان العبسي.(5)الأصل: سعيد، تصحيف، و التصويب عن م، قارن مع مشيخة ابن عساكر 16/أ.(6)مضطربة بالأصل، و المثبت عن م و مشيخة ابن عساكر 28/ب، و تقرأ في «ز»، و المطبوعة: الحنائي.(7)الأصل: حرى، تصحيف و التصويب عن م.(8)زيادة للإيضاح عن م.


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 21/14.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 441/10.
3- هو إبراهيم بن عثمان العبسي، أبو شيبة، ترجمته في تهذيب الكمال 390/1 و تاريخ
4- ،عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عبّاس. أن راية المهاجرين كانت مع علي في المواقف كلها، يوم بدر، و يوم أحد، و يوم خيبر، و يوم الأحزاب، و يوم فتح مكة، و لم يزل معه في المواقف كلها. أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف السّهمي، أنا عبد اللّه بن عدي الجرجاني
5- ،نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، نا منصور بن أبي مراجع، نا أبو شيبة، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عبّاس قال: كان علي بن أبي طالب صاحب راية رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم بدر. و كان الحكم يقول: كان صاحب رايته يوم بدر و المشاهد كلها. أخبرنا أبو سعد
6- أحمد بن محمّد بن البغدادي، و أبو القاسم إسماعيل بن علي بن الحسين الحمّامي
7- ،قالا: أنا عبد الجبار بن عبد اللّه بن برزة - بأصبهان - قال ابن البغدادي: و أنا حاضر - نا أبو طاهر محمّد بن محمّد بن محمش الزيادي - إملاء - أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن يحيى بن بلال، أنا محمّد بن إسماعيل الأحمسي، نا مفضّل بن صالح الأسدي، حدّثني سماك بن حرب
8- ،عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال: لعلي أربع خصال: هو أوّل عربي و عجمي صلّى مع النبي صلى اللّه عليه و سلم، و هو الذي كان لواؤه [معه]

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمّد بن الحسن الفرغولي - بمرو (1)-و أبو سعيد عبد اللّه بن مسعود بن محمّد بن منصور، قالا: أنا أبو بكر بن خلف، أنا أبو طاهر بن محمش، أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن يحيى بن بلال (2)،نا أبو جعفر محمّد بن إسماعيل بن سمرة، نا مفضّل بن صالح، حدّثني سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:

لعلي أربع خصال ليس لأحد من العرب غيره: أوّل عربي أو عجمي صلّى مع النبي صلى اللّه عليه و سلم، و هو الذي كان لواؤه معه في كل زحف، و هو الذي صبر معه يوم المهراس انهزم الناس كلهم غيره، و هو الذي غسّله، و أدخله قبره.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوه (3) أنا أبو الحسن اللنباني (4)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، أنا أبو كريب الهمداني، نا علي بن قادم، عن زافر بن سليمان، عن الصّلت بن بهرام، عن الشعبي قال:

رأى أبو بكر عليا، فقال: من سرّه أن ينظر إلى أعظم الناس منزلة من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أقربه قرابة و أفضله دالة و أعظمه غناء عن نبيه فلينظر إلى هذا، فسمع علي قول أبي بكر فقال:

أمّا أنه إن قال ذاك إنّه لأوّاه، و إنه لأرحم الأمة، و إنه لصاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في الغار، و إنه لأعظم الناس غناء عن نبيّه في ذات يده.

قال: و نا ابن أبي الدنيا، حدّثني المثنّى بن عبد الكريم، نا زافر بن سليمان، عن الصّلت، عن الشعبي نحوه.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أبو عبد اللّه النهاوندي، أنا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (5)،نا علي بن محمّد بن سيف (6)،عن سلام بن مسكين، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب قال:

كانت راية رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم أحد مرطا


1- الأصل: عمرو، و مكانها بياض في م، و المثبت عن المطبوعة.
2- الأصل: بدال، و المثبت عن م، ترجمته في سير أعلام النبلاء 284/15.
3- الأصل: بده، و في م: بره، كلاهما تصحيف.
4- الأصل: اللثباني، و مكانها بياض في م.
5- رواه خليفة بن خياط في تاريخه ص 67 تحت عنوان: غزوة أحد.
6- كذا بالأصل و المطبوعة، و في تاريخ خليفة: علي بن محمد بن عبد اللّه بن أبي سيف.

العقاب، و على ميمنته علي بن أبي طالب، و على الميسرة المنذر بن عمرو الساعدي، و الزبير بن العوّام على الرجال، و يقال: المقداد، و حمزة بن عبد المطلب على القلب، و اللواء مع مصعب بن عمير أخي بني عبد الدار بن قصي فقتل (1) فأعطاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (2)[عليا] (3) و يقال: كانت له ثلاثة ألوية: لواء المهاجرين إلى مصعب بن عمير، و لواء علي بن أبي طالب، و المنذر بن عمرو جميعا من الأنصار.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (4)،أنا محمّد بن عمر، أنا موسى بن محمّد إبراهيم، عن أبيه قال: كان علي بن أبي طالب يوم بدر معلّما بصوفة بيضاء.

قال: و أنا ابن سعد (5)،أنا عبد الوهاب بن عطاء، نا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة أن علي بن أبي طالب كان صاحب لواء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم بدر و في كل مشهد.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدّي أبو بكر، نا أبو عبد اللّه محمّد بن يوسف بن بشر الهروي، نا أبو عمرو أحمد بن حازم بن أبي غرزة الكوفي، أنا إسماعيل بن أبان الورّاق، نا ناصح بن عبد اللّه المحلمي، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة قال: قيل: يا رسول اللّه من يحمل رايتك يوم القيامة ؟ قال:«من كان يحملها في الدنيا، علي بن أبي طالب»[8417].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا الأمير المؤيد أبو المكارم حيدرة


1- إعجامها مضطرب بالأصل، و في م:«فقيل» و المثبت عن تاريخ خليفة.
2- «فأعطاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم» مكانه بياض في م.
3- الزيادة عن تاريخ خليفة.
4- طبقات ابن سعد 23/3.
5- المصدر السابق.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أنا أبو بكر الخطيب - إملاء - أنا أبو عمر محمّد بن محمّد بن علي بن حسين (1) النافذ (2)،نا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، نا محمّد بن إسحاق الصّغانيّ ، نا إسماعيل بن أبان، نا ناصح بن عبد اللّه المحلمي، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة قال:

قيل: يا رسول اللّه، من يحمل رايتك يوم القيامة ؟ قال:«من عسى أن يحملها إلاّ من حملها في الدنيا، علي بن أبي طالب»[8419].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن أبي عثمان، و أحمد بن محمّد بن إبراهيم.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا أبي، قالا: أنا أبو القاسم القاسم إسماعيل بن الحسن بن عبد اللّه [نا] (3) أبو العبّاس محمّد بن أحمد بن عمرو البزار، نا أبو بكر محمّد بن خزيمة بن مخلد، بالفرما (4)،نا ابن أبي السّري، نا المعتمر بن سليمان، عن أبيه قال: قال أنس بن مالك:

سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقلت: بأمي و أمي، من صاحب لواءك يوم القيامة ؟ قال:

«صاحب لوائي في دار الدنيا»، و أومأ إلى علي بن أبي طالب[8420].

أخبرنا (5) أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزبير بن بكّار:

قال: و حدّثني علي بن المغيرة، عن معمر بن المثنّى قال: كان لواء المشركين يوم بدر مع طلحة بن أبي طلحة، فقتله علي بن أبي طالب، و في ذلك يقول الحجّاج بن علاط السّلمي


1- في م: حبيس.
2- كذا بالأصل، و الحرفان الأخيران غير معجمين في م، و في المطبوعة: الناقد.
3- زيادة عن م لتقويم السند.
4- عن «ز»، و إعجامها ناقص في الأصل، و بدون إعجام في م و الفرما: مدينة على الساحل من ناحية مصر.
5- الخبر التالي رواه من هذا الطريق المصنف في ترجمة الحجاج بن علاط السلمي 110/12 رقم 101 و البداية و النهاية بتحقيقنا 372/8.

جادت يداك له بعاجل طعنة *** تركت طليحة للجبين مجدّلا

و شددت شدّة باسل فكشفتهم *** بالجر إذ يهوين أخول أخولا

و عللت سيفك بالدماء و لم تكن *** لتردّه حرّان حتى ينهلا

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،نا محمّد بن محمّد بن عقبة، نا الحسن بن علي الحلواني، نا معلّى بن عبد الرّحمن، نا شريك، عن عبد الرّحمن بن محمّد بن عقيل، عن جابر بن عبد اللّه قال:

جاء علي إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم يوم أحد فقال (2) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اذهب»، فقال جبريل: هذه و اللّه المؤاساة يا محمّد (3)،فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا جبريل إنه مني و أنا منه»، فقال جبريل:

و أنا منكما[8421].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي، أنا الأمير المؤيد أبو المكارم حيدرة بن الحسين بن مفلح.

ح و أخبرنا أبو الحسن السّلمي، نا عبد العزيز بن أحمد، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد اللّه بن محمّد بن إسحاق الأطرابلسي، أنا خيثمة بن سليمان، نا يحيى بن إبراهيم الزهري، نا علي بن حكيم، نا حبان بن علي، عن محمّد بن عبيد اللّه بن أبي رافع، عن أبيه، عن أبي رافع قال:

لما كان يوم أحد نظر النبي صلى اللّه عليه و سلم إلى نفر من قريش فقال لعلي:«احمل عليهم»، فحمل عليهم (4)،فقتل هاشم بن أمية المخزومي، و فرّق جماعتهم، ثم نظر النبي صلى اللّه عليه و سلم إلى جماعة من قريش فقال لعلي:«احمل عليهم»، فحمل عليهم ففرق جماعتهم، فقتل فلانا الجمحي


1- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 373/6 ضمن ترجمة معلى بن عبد الرحمن.
2- ما بين الرقمين سقط من الكامل لابن عدي.
3- ما بين الرقمين سقط من الكامل لابن عدي.
4- زيد في «ز» هنا: و فرق جماعة.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، أنا أبو منصور محمّد بن أحمد بن علي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد، نا أبو عبد اللّه الحسين بن إسماعيل بن محمّد المحاملي، نا عبد اللّه بن شبيب (1)،حدّثني إبراهيم بن يحيى، حدّثني أبي، عن محمّد بن إسحاق، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عبّاس قال:

سمعت عمر يقول: جاء عمرو بن عبد ود، فجعل يجول على فرسه حتى جاز الخندق، و جعل يقول: هل من مبارز؟ و سكت أصحاب محمّد صلى اللّه عليه و سلم، ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«هل يبارزه أحد؟» فقام علي فقال: أنا يا رسول اللّه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اجلس»، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«هل يبارزه أحد؟» فقام علي فقال: دعني يا رسول اللّه، فإنّما أنا بين حسنيين، إمّا أن أقتله فيدخل النار، و إمّا أن يقتلني فأدخل الجنّة، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«اخرج يا علي»، فخرج علي [فقال له] (2) عمرو: من أنت يا ابن أخي ؟ فقال: أنا علي، فقال عمرو: إنّ أباك كان نديما لأبي، لا أحب قتالك، فقال علي: إنّك كنت أقسمت لا يسألك أحد ثلاثا إلاّ أعطيته، فاقبل مني واحدة، فقال عمرو: و ما ذلك ؟ قال علي: أدعوك إلى أن تشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أن محمّدا رسول اللّه، قال عمرو: ليس إلى ذلك سبيل، قال: فترجع فلا تكون علينا و لا معنا، ثلاثا قال: إنّي نذرت أن أقتل حمزة فسبقني إليه وحشي، ثم إنّي نذرت أن أقتل محمّدا. قال علي رضي اللّه عنه: فانزل، فنزل، فاختلفا في الضربة، فضربه علي فقتله (3).

> آخر الجزء التاسع و الثمانين بعد الأربعمائة من الفرع. < أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد، أنا أبو طاهر المخلّص، نا رضوان بن أحمد، نا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير قال: ثم رجع ابن إسحاق إلى الإسناد الأول:

[قال:] حدّثني يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير، و حدّثني يزيد بن أبي زياد، عن محمّد بن كعب القرظي، و عثمان بن كعب بن بهود - أحد بني عمرو بن قريظة عن رجال من قومه


1- «بن شبيب» مكانها بياض في م.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م.
3- انظر البداية و النهاية 121/4-122.

أن فوارس من قريش فيهم عمرو بن عبد ودّ، و عكرمة بن أبي جهل، و ضرار بن الخطاب، و هبيرة بن أبي وهب تلبّسوا للقتال و خرجوا على خيولهم حتى مرّوا بمنازل بني كنانة، فقالوا: تهيئوا للحرب يا بني كنانة، فستعلمون من الفرسان اليوم، ثم أقبلوا تعنق (1) بهم خيلهم حتى وقفوا على الخندق، فقالوا: و اللّه إن هذه لمكيدة ما كانت العرب تكيدها.

ثم تيمموا مكانا من الخندق ضيقا، فضربوا خيولهم، فاقتحمت فجالت في سبخة بين الخندق و سلع، و خرج علي في نفر من المسلمين حتى أخذ عليهم الثّغرة (2) التي منها اقتحموا، فأقبلت الفوارس تعنق نحوهم، و كان عمرو بن عبد ودّ فارس قريش، و كان قد قاتل يوم بدر حتى ارتثّ (3) و أثبتته الجراحة فلم يشهد أحدا، فلما كان يوم الخندق خرج معلما (4)ليرى مشهده (5)،فلما وقف هو و خيله، قال له علي: يا عمرو قد كنت تعاهد اللّه لقريش، ألاّ يدعوك رجل إلى خلّتين إلاّ قبلت منه إحداهما، فقال عمرو: أجل، فقال له علي: فإنّي أدعوك إلى اللّه و إلى رسوله و إلى الإسلام، قال: لا حاجة لي في ذلك، فقال: فإنّي أدعوك إلى النزال، فقال له: يا ابن أخي لم، فو اللّه ما أحب أن أقتلك ؟ فقال علي: لكني و اللّه أحبّ أن أقتلك، فحمي (6) عمرو (7) فاقتحم عن فرسه فعقره، ثم أقبل فجاء إلى علي فتنازلا، و تجاولا فقتله علي، و خرجت خيلهم منهزمة هاربة حتى اقتحمت من الخندق.

و كان ممن خرج يوم الخندق: هبيرة بن أبي وهب المخزومي، و اسم أبي وهب جعدة، و خرج نوفل بن عبد اللّه بن المغيرة المخزومي، فسأل المبارزة، فخرج إليه الزّبير بن العوّام، فضربه فشقه باثنتين حتى فلّ في سيفه فلاّ، فانصرف و هو يقول:

إنّي امرؤ أحمي و احتمي *** عن النبي المصطفى الأميّ (8)

و خرج عمرو بن عبد فنادى: من يبارز؟ فقام علي و هو مقنّع في الحديد، فقال: أنا لها يا نبي اللّه، فقال:«إنه عمرو اجلس»، و نادى عمرو: أ لا رجل و هو يؤنبهم


1- أي تسرع بهم.
2- يعني الثلم الذي كان هناك في الخندق.
3- بدون إعجام بالأصل و م، و اللفظة ليست في ابن هشام، و المثبت عن دلائل النبوة للبيهقي. و ارتث: حمل جريحا من المعركة.
4- المعلم: الذي يجعل لنفسه علامة و شعارا يعرف بهما.
5- ابن هشام: مكانه.
6- غير مقروءة بالأصل و م، و المثبت عن ابن هشام و دلائل البيهقي و حمي: يعني اشتد غضبه.
7- الأصل: عمر، تصحيف، و المثبت عن م، و المصادر.
8- البداية و النهاية نقلا عن ابن إسحاق، و دلائل النبوة للبيهقي 437/3.

جنتكم التي تزعمون أنه من قتل منكم دخلها؟ أ فلا تبرزوا إليّ رجلا (1)؟فقام علي فقال:

[أنا] (2) يا رسول اللّه، فقال:«اجلس»، ثم نادى الثالثة، و قال:

و لقد بححت من النداء *** بجمعكم: هل من مبارز؟

و وقفت إذ جبن المشجع *** موقف القرن المناجز

و كذلك إنّي لم أزل *** متسرعا قبل الهزاهز

إنّ الشجاعة في الفتى *** و الجود من خير الغرائز (3)

فقام علي، فقال: يا رسول اللّه أنا، فقال:«إنه عمرو»، فقال: إن كان عمرا (4)،فأذن له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فمشى إليه علي حتى أتاه و هو يقول:

لا تعجلنّ فقد أتاك *** مجيب صوتك غير عاجز

ذو نية (5) و بصيرة *** و الصدق منجا كل فائز

إنّي لأرجو أن أقيم *** عليك نائحة الجنائز

من ضربة نجلاء *** يبقى ذكرها عند الهزاهز

فقال له عمرو: من أنت ؟ قال: أنا علي بن أبي طالب، و قال: أنا ابن عبد مناف (6)، فقال: غيرك يا ابن أخي من أعمامك من هو أسنّ منك، فإنّي أكره أن أهريق دمك، فقال علي: لكني و اللّه ما أكره أن أهريق دمك، فغضب، فنزل و سلّ سيفه كأنه شعلة نار، ثم أقبل نحو عليّ مغضبا و استقبله علي بدرقته فضربه، فضربه عمرو في الدرقة فقدّها و أثبت فيها السيف و أصاب رأسه فجشه، و ضربه علي على حبل العانق فسقط ، و ثار العجاج، و سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم التكبير، فعرف أن عليا قد قتله، فثم يقول علي (7):

أ عليّ تقتحم الفوارس هكذا *** عني و عنهم أخبروا


1- الأصل: رجل، و التصويب عن م.
2- الزيادة عن م.
3- الأبيات في البداية و النهاية بتحقيقنا 121/4 و دلائل النبوة للبيهقي 438/3.
4- الأصل و م و المطبوعة: عمرو، و المثبت عن الدلائل و البداية و النهاية.
5- الأصل و م و المطبوعة: عمرو، و المثبت عن الدلائل و البداية و النهاية.
6- كذا بالأصول، و يفهم أنه من كلام علي، و الذي في الدلائل و البداية و النهاية: قال: ابن عبد مناف ؟ فقال: أنا علي بن أبي طالب.
7- ديوان علي ط بيروت ص 18-19 و البداية و النهاية 122/4 و دلائل النبوة للبيهقي 440/3.

أدى عمير حين أخلص صقله *** صافي الحديدة (1) يستفيض ثوابي

و غدوت التمس القراع بمرهف *** عضب مع البتراء في أقرابي

آلى ابن عبد حين شدّ أليّة *** و حلفت فاستمعوا من الكذّاب

ألاّ أصدّ و لا يهلك (2) فالتقى *** رجلان يضطربان كل ضراب

فصددت حين تركته متجدّلا *** كالجذع بين دكادك و روابي

و عففت عن أثوابه و لو أنني *** كنت المقطّر (3) بزّني أثوابي

عبد الحجارة من سفاهة عقله (4) *** و عبدت ربّ محمّد بصواب

ثم أقبل علي نحو رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و وجهه يتهلل، فقال عمر بن الخطّاب: هلاّ سلبته درعه، فإنه ليس للعرب درع خير منها، فقال: ضربته فاتقاني (5) بسواده (6)،فاستحييت (7) ابن عمي أن أسلبه، و خرجت خيله منهزمة حتى اقتحمت من الخندق.

أخبرنا خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى، أنا علي بن الحسن بن الحسين، أنا أبو محمّد [الحسن بن محمد] (8) بن زريق الكوفي - قراءة عليه و أنا أسمع - نا إسماعيل بن يعقوب المعروف بابن الجراب البغدادي، نا السّري بن (9) يحيى، عن الحسن، عن سمرة بن جندب قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يعجبه الفأل الحسن، فسمع يا و هو يقول: هذه خضرة، فقال: يا لبيك قد أخذنا فألك من فيك، فاخرجوا بنا إلى خضرة، قال: فخرجوا إلى خيبر، فما سن فيها بسيف إلاّ بسيف علي بن أبي طالب.

كذا [فيه]


1- الأصل: الحديد، و المثبت عن م و الديوان.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المطبوعة: يهلل، و روايته في الديوان: أن لا يفر و لا يملل فالتقى أسدان يضطربان كل ضراب
3- المقطر: المصروع صرعة شديدة، و قيل هو الذي ألقي على أحد قطريه، أي جنبيه. و بزني: سلبني
4- في الديوان و البداية و النهاية: سفاهة رأيه.
5- الكلمة بدون إعجام بالأصل و م، و المثبت عن البيهقي و البداية و النهاية.
6- كذا بالأصول، و في البيهقي و البداية و النهاية:«بسوأته» و هو أشبه.
7- عن م، و بالأصل: فاستحيت.
8- بياض بالأصل.
9- «نا السري بن» مكانه بياض في م.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش، أنا أبو محمّد الحسن بن علي (1) بن محمّد بن أحمد بن نصر، أنا أبو يعقوب إسحاق بن عبد اللّه بن إبراهيم الكوفي البزار (2)،نا يحيى بن معلى بن منصور، نا معلى بن منصور، نا معلى بن عبد الرّحمن، عن عبد الحميد بن [جعفر] (3)،عن يحيى بن سعيد، عن سهيل (4) بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم خيبر:«لأعطينّ الراية رجلا يحبّ اللّه و رسوله، و يحبّه اللّه و رسوله»، فقال عمر: ما شئت الإمارة إلاّ يومئذ، فدعا النبي صلى اللّه عليه و سلم علي بن أبي طالب، فدفعها إليه.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا (5)-و أبو الحسن بن سعيد، نا (6)-أبو بكر الخطيب (7)،أنا محمّد بن طلحة النّعالي (8)،نا محمّد بن عمر بن محمّد بن أسلم (9)الحافظ ، نا الحسين بن [أحمد بن] (10) عصمة الوكيل من أصل كتابه، نا محمّد بن سهل الرباطي (11)،نا حبيب كاتب مالك نا (12) مالك عن سهيل


1- في م: الحسن بن علي، أنا علي بن محمد بن أحمد بن نصير.
2- مكانها بياض في م.
3- بياض بالأصل، و المثبت عن م.
4- الأصل: سهل، و المثبت عن م.
5- في المطبوعة:«أنبأنا.. أنبأنا» في الموضعين تصحيف.
6- في المطبوعة:«أنبأنا.. أنبأنا» في الموضعين تصحيف.
7- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 5/8 ضمن ترجمة: الحسين بن أحمد بن عصمة أبو علي الوكيل.
8- كذا بالأصول، و في تاريخ بغداد: سالم.
9- ترجمته في تاريخ بغداد 383/5.
10- الزيادة عن تاريخ بغداد.
11- الأصل: الرباط ، و المثبت عن م و تاريخ بغداد.
12- الأصل: و مالك، و المثبت عن م.

فاخبرناه أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل الفراوي، أنا أبو عثمان سعيد بن محمّد البحيري، أنا جدي أبو الحسين أحمد بن محمّد بن جعفر البحيري، أنا أبو العباس محمّد بن إسحاق السراج.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا سعيد بن أحمد بن محمّد بن نعيم، أنا عبيد اللّه بن محمّد الفامي، أنا محمّد بن إسحاق الثقفي، أنا قتيبة بن سعيد، نا يعقوب بن عبد الرّحمن - زاد الفامي: الاسكندراني - عن سهيل - زاد الفامي: ابن أبي صالح - عن أبيه، عن أبي هريرة.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال يوم خيبر:«لأعطينّ هذه الراية رجلا يحبّ اللّه و رسوله (1)،ثم يفتح اللّه عليه»، قال عمر بن الخطّاب: فما أحببت الإمارة إلاّ يومئذ، قال: فتشارفت لها (2)رجاء أن أدعى لها، قال: فدعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم علي بن أبي طالب فأعطاها إياه، قال:«امش و لا تلتفت حتى يفتح اللّه عليك»، قال: فسار عليّ شيئا ثم وقف و لم يلتفت، فصرخ: يا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على ما ذا أقاتل ؟ قال:«قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلاّ اللّه، و أن محمّدا رسول اللّه، فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم و أموالهم إلاّ بحقّها و حسابهم على اللّه عزّ و جلّ »[8423].

لفظهما قريب، رواه مسلم (3)رواه في الحديث 16 من كتاب الخصائص ص 55.(4) و النسائي (4) عن قتيبة.

و أما حديث جرير:

فأخبرناه أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا محمّد بن إبراهيم بن المقرئ، أنا أحمد بن علي التميمي، نا زهير، نا جرير، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لأعطين الراية غدا رجلا يحبّ اللّه و رسوله، يفتح اللّه على يديه».

قال سهيل:[أحسبه]


1- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المطبوعة: و يحبه اللّه و رسوله.
2- الأصل:«لنا رجلان» و التصويب عن م و «ز».
3- صحيح مسلم(44) كتاب الفضائل
4- باب من فضائل علي بن أبي طالب. الحديث(34) ص 1872.

ما شاء اللّه ثم وقف و لم يلتفت، فقال: علام أقاتل الناس ؟ قال:«قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلاّ اللّه، و أنّ محمّدا رسول اللّه، فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا دماءهم و أموالهم إلاّ بحقّها و حسابهم على اللّه»[8424].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (1)،أنا أبو طاهر الفقيه، أنا أبو محمّد حاجب بن أحمد الطوسي، نا عبد الرحيم بن منيف (2)،نا جرير بن عبد الحميد، أنا سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«لأعطينّ الراية غدا رجلا يحبّ اللّه و رسوله، يفتح (3) عليه»، قال عمر: فما أحببت الإمارة قطّ حتى يومئذ، فدعا عليا، فبعثه ثم قال:«اذهب فقاتل حتى يفتح اللّه عليك، و لا تلتفت بحال (4)»[قال] علي: على ما أقاتل الناس ؟ قال:«قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلاّ اللّه، و أن محمّدا عبده و رسوله، فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم و أموالهم إلاّ بحقها و حسابهم على اللّه»[8425].

و أمّا حديث حمّاد:

فأخبرناه أبو بكر محمّد بن الحسين، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن محمّد بن حبابة.

ح و أخبرناه أبو القاسم بن (5) السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقور، أنا أحمد بن محمّد بن عمران.

ح و أخبرناه أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا عبد الرّحمن.

ح و أخبرناه [ه]


1- رواه البيهقي في دلائل النبوة ط بيروت 206/4.
2- كذا بالأصل و المطبوعة، و في م: و الدلائل: منيب.
3- في دلائل النبوة للبيهقي: يفتح اللّه عليه.
4- كذا بالأصول، و ليست في دلائل البيهقي، و مكانها:«قال» و قد تركناها كما هي، و أضفنا «قال» للإيضاح.
5- الأصل: ابن الحصين السمرقندي.

يومئذ - و قال ابن مكي: إلاّ يومئذ - فتطاولت لها، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا عليّ قم»، فدفع إليه اللواء، فقال:«اذهب و لا تلتفت حتى يفتح اللّه عليك»، فمشى [علي] (1) هنيّة - و قال ابن مكي: هنيهة - و لم يلتفت للعزمة، فقال: يا رسول اللّه، على ما أقاتل الناس ؟ قال:«حتى يشهدوا أن لا إله إلاّ اللّه، و أنّي رسول اللّه، فإذا قالوها منعوا مني - و قال ابن عمران: عصموا مني - دماءهم و أموالهم إلاّ بحقّها و حسابهم على اللّه»[8426].

و أمّا حديث عبد العزيز:

فأخبرناه أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن حسنون، أنا علي بن عمر بن محمّد، نا القاضي أبو عبيد اللّه محمّد بن عبدة بن حرب، نا إبراهيم بن الحجّاج، نا عبد العزيز بن المختار، نا سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم خيبر:

«لأدفعنّ الراية إلى رجل يحبّ اللّه و رسوله»، فقال عمر: ما أحببت الإمارة قبل يومئذ، فتطاولت لها، و استشرفت رجاء أن يدفعها إليّ ، فلما كان الغد دعا عليا، فدفعها إليه فقال:

«قاتل و لا تلتفت حتى يفتح اللّه عليك»، فسار قريبا ثم نادى: يا رسول اللّه (2)،فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا دماءهم و أموالهم إلاّ بحقها و حسابهم على اللّه.

و أمّا حديث خالد:

فأخبرناه أبو عبد اللّه محمد بن الفضل، نا سعيد بن محمد المزكي.

ح و أخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، نا أحمد (3) بن محمد بن أحمد، أنا محمد بن عبد اللّه بن الحسين بن هارون، نا يحيى بن محمد بن (4) صاعد، نا (5)الحسين بن الحسن، نا خالد بن عبد اللّه.

ح و أخبرناه أبو عبد اللّه الحسين بن عبد اللّه، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، و أنا أبو يعلى [أحمد] بن علي


1- زيادة للإيضاح.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و ثمة سقط في الكلام أخلّ بالمعنى، قارن مع الروايات السابقة. و قد استدرك محقق المطبوعة في هذا المكان: علام أقاتلهم ؟ قال: قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلاّ اللّه، و أن محمدا رسول اللّه.
3- في المطبوعة: أنبأنا محمد بن محمد بن أحمد.
4- بالأصل: نا صاعد، و فوق صاعد ضبة، و المثبت عن م، و «ز»، و المطبوعة.
5- في م: نا إسحاق بن (بياض)، نا خالد بن عبد اللّه.

وهب: ابن أبي صالح - عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«لأعطينّ الراية رجلا يحبّ اللّه و رسوله، يفتح اللّه على يديه»- و في حديث وهب بن (1)[بقية:] عليه فقال عمر بن الخطاب - و في حديث إسحاق قال: فقال عمر:- فما أحببت الإمارة قطّ إلاّ يومئذ - و في حديث وهب: قبل يومئذ، فدعا علي بن أبي طالب، فدفعها إليه، فقال:«اذهب و لا تلتفت»- و في حديث إسحاق: فدعا عليا فبعثه، فقال:«اذهب فقاتل حتى يفتح اللّه على يديك و لا تلتفت - حتى ساعة»- و في حديث وهب: فقاتل حتى يفتح اللّه عليك، فمشى هنية و قالا:- ثم وقف و لم يلتفت، فقال: يا رسول اللّه، على ما أقاتل الناس ؟ قال:«قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلاّ اللّه، و أنّ محمّدا رسول اللّه، فإذا فعلوا ذلك منعوا منك دماءهم و أموالهم إلاّ بحقّها، و حسابهم على اللّه عزّ و جلّ »[8427].

و رواه سهل بن سعد السّاعدي عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرناه أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا سعيد بن محمّد البحيري، أنا جدي أحمد بن محمّد بن جعفر، أنا محمّد بن إسحاق الثقفي، نا قتيبة بن سعيد، نا يعقوب، عن أبي حازم.

ح و أخبرناه أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن علي، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف.

ح و أخبرناه أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و الحسين بن (2) عبد الملك، قالا: أنا أبو عثمان سعيد بن أحمد العيّار، قالا: أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن محمّد (3) القاضي (4)،أنا محمّد بن إسحاق الثقفي، نا قتيبة بن سعيد، نا يعقوب بن عبد الرّحمن، و عبد العزيز بن أبي حازم.

و هذا حديث يعقوب عن أبي حازم أخبرني (5) بن سهل بن سعد.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال يوم خيبر:«لأعطينّ هذه الراية رجلا يفتح اللّه على يديه، يحبّ اللّه و رسوله، و يحبّه اللّه و رسوله»، قال: فبات الناس يدوكون


1- في م:«حديث وهب: عليه» و الزيادة التالية للإيضاح.
2- ما بين الرقمين سقط من م.
3- ما بين الرقمين سقط من م.
4- كذا بالاصل، و غير واضحة في م، و في «ز» الفامي.
5- الأصل: أحمد، و التصويب عن م.

أصبح الناس غدوا على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كلهم يرجون أن يعطاها، فقال:«أين عليّ بن أبي طالب ؟» فقالوا: هو يا رسول اللّه يشتكي عينيه، قال:«فأرسلوا إليه»، فأتي به، فبصق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في عينيه، و دعا له، فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية، فقال علي: يا رسول اللّه، أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ قال:«انفد على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، و أخبرهم بما يجب عليهم من حقّ اللّه فيه، فو اللّه لأن يهدي اللّه بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النّعم»[8428].

و أخبرناه أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد، أنا عبد الرّزّاق بن عمر بن موسى بن شمّة، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن محمّد بن الأشعث المصري، نا أبو الشريك يحيى بن يزيد بن ضماد (1) نا يعقوب بن عبد الرّحمن الاسكندراني، عن أبي حازم، عن سهل.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال يوم حنين:«لأعطينّ الراية غدا رجلا يحبّ اللّه و رسوله، يفتح اللّه عز و جل عليه»، فتطاول الناس لها، فقال:«أين عليّ بن أبي طالب ؟» فقالوا: هو يا رسول اللّه يشتكي عينيه، فأرسلوا إليه، فأتي به، فبصق في عينيه، و دعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية، فقال علي: يا رسول اللّه، أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال:

«انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، فادعهم إلى الإسلام، و أخبرهم بما كتب عليهم من حقّ اللّه فيه، فو اللّه لأن يهدي اللّه بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم»[8429].

و أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفر القشيري، قالا: أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرناه أبو عبد اللّه الخلاّل، و أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالا: أنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا سويد بن سعيد، نا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل بن سعد قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول يوم خيبر:«لأعطينّ الراية غدا رجلا يفتح اللّه على يديه»، فبات الناس يدوكون


1- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المطبوعة:«ضمام» انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 459/11.

عليّ بن أبي طالب ؟» فقالوا: يا رسول اللّه هو يشتكي عينيه، و أمر به، فدعي، فبصق في عينيه - و قال ابن المقرئ: عينه - و دعا له فبرأ مكانه، حتى كأنه لم يكن به شيء، فدفع الراية إليه، فقال: يا رسول اللّه، على ما نقاتلهم ؟ فقال صلى اللّه عليه و سلم:«على رسلك، أنفذ حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى اللّه و إلى رسوله، حتى يكونوا مثلنا، و أخبرهم بما يجب عليهم فيه من الحقّ ، فو اللّه لأن يهدي اللّه بهداك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم»[8430].

قالا: و أنا أبو يعلى، نا [أبو] (1) إبراهيم التّرجماني إسماعيل بن إبراهيم، نا عبد العزيز، عن أبيه، عن سهل بن سعد أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«لأعطينّ الراية غدا رجلا يفتح اللّه على يديه»، قال: فبات الناس يدوكون (2) لذلك و يرون أيهم يعطاها، فلما أصبح الناس غدوا على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كلهم يرجو أن يعطاها، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أين علي بن أبي طالب ؟» فقالوا: يا رسول اللّه - زاد ابن حمدان: هو [فقالا:]


1- سقطت من الأصل، و أضيفت عن م.
2- الأصل: يدركون، مرّ تفسيرها.

جئتهم فادعهم إلى اللّه، فو اللّه لأن يسلم على يديك رجل خير لك من أن يكون [لك] (1) حمر النعم[8432].

و أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، و أبو نصر بن رضوان، و أبو غالب بن البنّا، قالوا:

أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا علي بن طيفور بن غالب، نا قتيبة بن سعيد، نا يحيى بن سابق، عن أبي حازم قال: سمعت سهلا يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم خيبر:

«لأعطينّ الراية رجلا يفتح اللّه على يديه»، قال: فبات الناس يخوضون ليلتهم أيهم يعطاها، قال: فلما أصبح الناس غدوا على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كلّهم يرجو أن يعطاها، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أين عليّ بن أبي طالب ؟» قالوا: يشتكي عينيه، فقال:«أرسلوا إليه فائتوني به»، [فأرسلوا إليه، فأتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم]


1- زيادة عن م، و فيها: خير من أن يكون لك حمر النعم.

يفتح اللّه عليه»، فإذا نحن بعليّ ، و ما نرجوه، فقالوا: هذا علي، فأعطاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الراية، ففتح اللّه عليه.

و أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر - فيما قرأت عليه - عن أبي سعد (1)الجنزرودي (2)،أنا الحاكم أبو أحمد، ابنا محمّد بن مروان - بدمشق - نا هشام بن عمّار، نا سعيد بن يحيى، نا موسى بن عبيدة، عن إياس بن سلمة، عن أبيه قال:

لما كان اليوم الأول أعطى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم اللواء عمر بن الخطّاب، فخرج بالناس، فرجع يقول له الناس و يقول لهم، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«لأعطينّ هذا اللواء رجلا يحبّه اللّه و رسوله، أو هو من أهل الجنّة»، و كان علي أرمد، فدعاه، فبصق في عينيه، و دعا له (3) ثم أعطاه اللواء، فخرج بالناس حتى لقي القوم، فجعل يحاربهم (4) و يستبقي، حتى إذا جعل بينه و بين حصنهم ربوة ركب أكتافهم و منحه اللّه دماءهم، فكان الفتح: فتح خيبر على يديه.

و أخبرناه أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا عمرو بن علي، نا عبد اللّه بن هارون، حدّثني أبي، حدّثني محمّد بن إسحاق، حدّثني بريدة بن سفيان بن أبي (5) فروة الأسلمي، عن أبيه، عن سلمة بن (6) عمرو بن الأكوع قال:

بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى أبي بكر الصّدّيق برايته إلى بعض حصون خيبر، فقاتل ثم رجع، و لم يكن فتح، و قد جهد، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لأعطينّ الراية غدا رجلا يحب اللّه و رسوله، يفتح اللّه على يديه، ليس بفرّار»، قال سلمة: فدعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم [عليّا]


1- الأصول و المطبوعة: سعيد، تصحيف.
2- بدون إعجام بالأصل و م، و السند معروف.
3- «و دعا له» استدركت على هامش م.
4- غير مقروءة بالأصل و م و رسمها:«و يتعار بهم ؟؟» و المثبت عن المطبوعة.
5- كذا بالأصل، ترجمته في تهذيب الكمال 32/3 و ليس فيها «أبي» و في م: بريدة بن سفيان، عن أبي فروة.
6- في الأصل:«عن» و المثبت عن م، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 449/7.

قال: فما رجع حتى فتح اللّه على يديه.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا داود بن عمرو، نا المثنّى بن زرعة أبو راشد، عن محمّد بن إسحاق، حدّثني بريدة بن سفيان بن فروة الأسلمي، عن أبيه، عن سلمة بن عمرو بن الأكوع قال:

بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أبا بكر بن أبي قحافة الصّدّيق برايته إلى بعض حصون خيبر، فقاتل فرجع و لم يكن فتحا، و قد جهد، ثم بعث عمر بن الخطاب الغد، فقاتل ثم رجع و لم يكن فتحا، و قد جهد، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لأعطينّ الراية غدا رجلا يحبّ اللّه و رسوله، يفتح اللّه على يديه، ليس بفرّار».

قال سلمة: فدعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عليا و هو أرمد، فتفل في عينيه قال:«خذ هذه الراية فامض بها حتى يفتح اللّه عليك».

قال: يقول سلمة: فخرج رأيته يهرول هرولة، و إنّا لخلفه نتبع أثره، حتى ركّز رايته في رخم من حجارة تحت الحصن، فاطّلع إليه يهودي من رأس الحصن، قال: من أنت ؟ قال:

علي بن أبي طالب، قال: فقال اليهودي: غلبتم و ما أنزل التوراة على موسى، أو كما قال.

قال: فما رجع حتى فتح اللّه على يديه[8434].

أخبرنا (1) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا داود بن عمرو، نا المثنى بن


1- في المطبوعة: و أخبرناه.

رضم (1) من حجارة تحت الحصن، فاطّلع إليه يهودي من رأس الحصن فقال: من أنت ؟ قال:

أنا علي بن أبي طالب، قال: يقول اليهودي: غلبتم و ما أنزل التوراة على موسى، أو كما قال.

فما رجع حتى فتح اللّه على يديه.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا أبو النّضر، حدّثني عكرمة، حدّثني إياس بن سلمة، قال: قال سلمة: ثم إن النبي صلى اللّه عليه و سلم أرسلني إلى علي فقال:«لأعطين الراية اليوم رجلا يحبّ اللّه و رسوله، أو يحبّه اللّه و رسوله»، قال: فجئت به أقوده، أرمد، فبصق نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم في عينيه ثم أعطاه الراية، فخرج مرحب يخطر (3) بسيفه فقال:

قد علمت خيبر أنّي مرحب

شاكي (4) السّلاح بطل مجرّب

إذا الحروب أقبلت تلهّب (5)

فقال علي بن أبي طالب


1- كذا بالأصل و م تقرأ:«رضم» و في المطبوعة:«رخم» و في المختصر:«رجم».
2- مسند أحمد بن حنبل 556/5-557 رقم 16538 ط دار الفكر.
3- يخطر بسيفه أي يرفعه مرة و يضعه أخرى.
4- شاكي السلاح أي تام السلاح، من الشوكة و هي القوة، و الشوكة أيضا السلاح.
5- الرجز في ديوان الإمام علي ط بيروت ص 32 و الثالث برواية: إذا الليوث أقبلت تلتهب

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لأعطينّ الراية اليوم رجلا يحبّه اللّه و رسوله، أو يحب اللّه و رسوله»، قال: فبعثني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى علي، فجئته به، قال: و كان أرمد، فتفل في عينيه.

و رواه بريدة بن الحصيب الأسلمي (1)،عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي التيمي (2)،نا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، نا محمّد بن إسماعيل، نا علي بن الحسن بن شقيق، نا الحسين بن واقد، عن عبد اللّه بن بريدة، عن أبيه، عن أبي هريرة.

أنّ النبي صلى اللّه عليه و سلم تفل في عين علي و هو أرمد، فبرأ، ففتح (3) اللّه عليه خيبر، و هذا مختصر[8435].

و أخبرنا بتمامه: أبو علي الحسن بن المظفّر، أنا محمّد بن علي بن علي الدّجاجي، أنا أبو الحسين (4) علي بن معروف بن محمّد البزار، نا عبد اللّه بن سليمان بن داود، نا محمّد بن عقيل، نا علي بن الحسين بن واقد، حدّثني أبي، حدّثني ابن بريدة، قال: سمعت أبي بريدة يقول:

حاصرنا خيبر، فأخذ اللواء أبو بكر، فانصرف و لم يفتح، ثم أخذه من الغدّ عمر، فانصرف و لم يفتح له، و لقي الناس يومئذ شدّة و جهد (5)،فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّي دافع اللواء غدا إلى رجل يحبّ اللّه و رسوله، و يحبّه اللّه و رسوله، لن يرجع حتى يفتح له»، و بتنا طيبة أنفسنا أنّ الفتح غدا، فلما أصبح رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم صلّى بنا الغداة ثم قام قائما، و دعا باللواء و الناس على مصافّهم، فقلنا


1- ترجمته في تهذيب الكمال 30/3.
2- كذا بالأصل و المطبوعة، و في م: التميمي، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 640/17 و فيها التميمي.
3- الأصل و م: يفتح، و التصويب عن المطبوعة.
4- في م: أبو الحسن.
5- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: و جهدا.

عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (1)،نا زيد [بن الحباب] (2) حدّثني الحسين بن واقد، حدّثني عبد اللّه بن بريدة، حدّثني أبي بريدة، قال:

حاصرنا خيبر، فأخذ اللواء أبو بكر، فانصرف و لم يفتح له، ثم أخذه من الغدّ عمر، فخرج، فرجع و لم يفتح له، و أصاب الناس يومئذ شدة و جهد، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّي دافع اللواء غدا إلى رجل يحبه اللّه عزّ و جلّ و رسوله، و يحبّ اللّه و رسوله، لا يرجع حتى يفتح له»، و بتنا طيبة أنفسنا أنّ الفتح غدا، فلما أن أصبح رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم صلّى الغداة ثم قام قائما، فدعا باللواء و الناس على مصافّهم، فدعا عليا و هو أرمد، فتفل في عينيه، و دفع إليه اللواء، و فتح له، و قال بريدة: و أنا فيمن تطاول فيها.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن بشّار، أنا محمّد، نا عوف، عن ميمون أبي (3) عبد اللّه أن عبد اللّه بن بريدة حدّثه عن بريدة الأسلمي قال:

لما كان خيبر نزل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بحضرة أهل خيبر، أعطى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم اللواء عمر بن الخطاب و نهض معه شيء (4) نهض معه من الناس، و لقوا أهل خيبر، فانكشف عمر و أصحابه، فرجعوا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يجبّنه أصحابه و يجبّنهم (5) قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«لأعطينّ اللواء غدا رجلا يحبّ اللّه و رسوله، و يحبّه اللّه و رسوله»، فلمّا كان الغد تصادر لها أبو بكر و عمر، فدعا عليا و هو أرمد، فتفل في عينه و أعطاه اللواء، و نهض معه من الناس من نهض، قال: فتلقى أهل خيبر، فإذا مرحب يرتجز و يقول:

قد علمت خيبر أنّي مرحب *** شاكي السّلاح بطل مجرّب

أطعن أحيانا و حينا أضرب *** إذا الليوث أقبلت تلهّب

فاختلف هو و علي ضربتين، فضربه علي على هامته حتى غضّ (6) السيف منه بنصّ


1- مسند أحمد بن حنبل 19/9 رقم 23054 ط دار الفكر.
2- الزيادة عن المسند للإيضاح.
3- الأصل:«ابن» تصحيف، و التصويب عن م.
4- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المطبوعة و المختصر:«من».
5- الأصل و م:«بجنبه أصحابه و يحبهم» و التصويب عن المختصر و المطبوعة.
6- الأصل و م: عض، و المثبت عن «ز».

رأسه، و سمع أهل العسكر صوت ضربته، فما تتامّ (1) آخر الناس مع عليّ حتى فتح اللّه لهم و له (2).

أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا عبيد اللّه بن معاذ العنبري، نا أبي، نا عوف، عن ميمون أبي عبد اللّه، عن عبد اللّه بن بريدة، عن أبيه قال:

لما نزل النبي صلى اللّه عليه و سلم بحضرة خيبر، ماج أهلها بعضهم في بعض، و فزعوا فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين» قال: و إنّه عقد اللواء لعمر بن الخطاب، فنهد بالناس إليهم، فكشف عمر و أصحابه، فرجعوا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لأعطينّ اللواء غدا رجلا يحب اللّه و رسوله، و يحبّه اللّه و رسوله»، فلما كان الغدّ تصادى (3) له أبو بكر و عمر، فدعا عليا و هو يومئذ أرمد، فتفل في عينيه، و أعطاه اللواء و نهد بالناس، فلقيني مرحب الخيبري في أول أصحابه و هو يرتجز و يقول:

قد علمت خيبر أنّي مرحب *** شاكي السّلاح بطل مجرّب

إذا الليوث أقبلت تلهّب *** أطعن أحيانا و حينا أضرب

فتلقاه علي، فاختلفا ضربتين، فضربه [علي] (4) على هامته ضربة سمع أهل العسكر ضربته، و عضّ السيف بالأضراس، قال: و ما تتامّ الناس حتى فتح اللّه عزّ و جلّ على آخرهم.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (5)،حدّثني أبي، نا محمّد بن جعفر، و روح المعنى، قالا: نا عوف، عن ميمون أبي (6) عبد اللّه - قال روح: الكردي - عن عبد اللّه بن بريدة عن أبيه بريدة الأسلمي قال:

لما نزل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بحصن أهل خيبر أعطى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم اللواء عمر بن الخطاب، و نهض معه من نهض من المسلمين، فلقوا أهل خيبر (7)،فقال


1- إعجام مضطرب بالأصول، و المثبت عن المطبوعة
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: لأوّلهم.
3- كذا بالأصل، و «ز»، و م. يريد أنهما تصديا له و رفعا رأسيهما راجيين أن يكون كل واحد منهما صاحب اللواء.
4- زيادة منا للإيضاح.
5- مسند أحمد بن حنبل 28/9 رقم 23093 ط دار الفكر.
6- الأصل: بن، تصحيف، و التصويب عن م و المسند.
7- كذا بالأصل و م و «ز»، و مسند أحمد بطبعتيه، و يبدو أن ثمة سقط في الكلام قياسا إلى الروايات السابقة.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لأعطين اللواء غدا رجلا يحب اللّه و رسوله و يحبه اللّه و رسوله» فلما كان الغد دعا عليا و هو أرمد، فتفل في عينيه (1)،و أعطاه اللواء، و نهض معه الناس، فلقي أهل خيبر، و إذا مرحب يرتجز بين أيديهم، و إذا هو يقول:

لقد (2) علمت خيبر أنّي مرحب *** شاكي السلاح بطل مجرّب

أطعن أحيانا و حينا (3) أضرب *** إذا الليوث أقبلت تلهّب

قال: فاختلف هو و عليّ ضربتين، فضربه عليّ على هامته حتى عضّ السيف منها بأضراسه [و] (4) سمع أهل العسكر صوت ضربته، قال: و ما تتامّ (5) آخر الناس مع علي [حتى] (6) فتح له و لهم.

و رواه ابن عمر عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

حدّثناه أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن - لفظا - و أبو القاسم بن السّمرقندي - قراءة - قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا محمّد بن عبد اللّه بن الحسين الدقاق، نا أبو علي إسماعيل بن العبّاس الوراق، نا حمّاد بن الحسن أبو عبيد اللّه الوراق، نا أبي، نا هشيم.

ح و أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنا أبو طالب محمّد بن علي بن الفتح، نا أبو الحسين بن سمعون - إملاء - نا أبو بكر محمّد بن جعفر المطيري (7)،نا حمّاد بن الحسن، نا أبي، عن هشيم، عن العوّام بن حوشب، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ابن عمر قال:

جاء رجل من الأنصار إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - و قال إسماعيل: إن رجلا من الأنصار جاء إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم - فقال: يا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم اليهود قتلوا أخي فقال:«لأدفعنّ الراية غدا إلى - و قال هبة اللّه: الغداة إلى - رجل يحب اللّه و رسوله - و يحبّه اللّه و رسوله، فيفتح اللّه عليه فيمكنك


1- في المسند: في عينه.
2- كذا بالأصول و المسند هنا.
3- الأصل و م: و حين.
4- الزيادة عن المسند.
5- إعجامها مضطرب بالأصل و م، و المثبت عن المسند.
6- زيادة عن المسند، و تقرأ اللفظة التالية بالأصل و م: ففتح. و المثبت كما اقتضاه السياق بعد الزيادة عن المسند.
7- في م: الطبري.

فتفل في عينيه، قال:- و في حديث ابن البنّا، و ابن السمرقندي فتفل النبي صلى اللّه عليه و سلم في عينيه، فقال - علي: فما رمدت بعد يومئذ - زاد ابن البنّا و ابن السمرقندي: فمضى علي لذلك الوجه، و قالوا:- قال العوّام فحدّثني جبلة بن سحيم أو حبيب - زاد أبو القاسم: بن أبي ثابت و قال عن ابن عمر قال:- زاد أبو القاسم فمضى علي بذلك الوجه و قالوا:- ما تتامّ آخرنا حتى فتح لأولنا - و قال أبو القاسم حتى فتح اللّه على أولنا - فأخذ عليّ قاتل الأنصاري فدفعه إلى أخيه فقتله[8436].

أخبرنا أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمّد، أنا محمّد بن أحمد بن علاّن، أنا أبو الحسن محمّد بن جعفر، أنا محمّد بن القاسم بن زكريا، نا عبّاد بن يعقوب، أنا عبد الرّحمن، عن كثير النّوّاء، عن جميع بن عمير، عن ابن عمر قال:

يسرّك أن أحدّثك عن علي ؟ قلت: نعم، قال: إنّا جلوس عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذ قال:

«لأعطينّ الراية اليوم رجلا يحبّ اللّه و رسوله، و يحبّه اللّه و رسوله، ادعوا لي عليا»، فقال بعض القوم: يا رسول اللّه إنّه أرمد، ما يبصر شيئا، فجاء به غلام يقوده حتى أقامه بين يديه، فتفل في عينيه (1)،و أعطاه الراية، فسرنا مع علي و بيعة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال: فو الذي نفسي بيده ما صعد آخرنا حتى فتح اللّه على أولنا.

ثم قال: أحدثك عن علي ؟ قلت: نعم، قال: آخى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بين أصحابه و آخى بين أبي بكر و عمر، و بين فلان و فلان، حتى بقي علي، و كان رجلا شجاعا ماضيا على أمره، إذا أراد شيئا فقال: يا رسول اللّه بقيت أنا، فقال:«أ ما ترضى أن أكون أخاك ؟» قال: بلى، قال:«فأنت أخي في الدنيا و الآخرة».

قال: قلت: فأنت تشهد بهذا على ابن عمر؟ قال: نعم، قال: فشهد ثلاث مرات باللّه الذي لا إله إلاّ هو لسمعه من ابن عمر، و رواه ابن عبّاس عن النبي صلى اللّه عليه و سلم[8437].

أخبرناه أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أنا أبو الحسين محمّد بن مكي بن عثمان الأزدي المصري، أنا أبو مسلم محمّد بن أحمد الكاتب، أنا أبو بكر عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث السّجستاني، نا محمّد بن علي الثقفي، نا المنجاب بن الحارث، حدّثني عبد اللّه بن حكيم بن جبير، عن أبيه، عن سعيد بن جبير


1- الأصل: عينه، و المثبت عن م.

بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أبا بكر إلى خيبر فهزم، فرجع [فبعث] (1) عمر فهزم فرجع يجبّن (2)أصحابه، و يجبّنه (3) أصحابه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لأدفعنّ الراية إلى رجل يحبّ اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله، يفتح اللّه عليه»، فدعا عليا فقيل له [إنه أرمد، قال: ادعوه، فدعوه فجاءه] (4) فدفع إليه الراية ففتح (5) اللّه عليه (6)[8438].

و أخبرتنا به أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو يعلى، نا يحيى بن عبد الحميد، نا أبو عوانة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«لأعطينّ الراية غدا رجلا يحبّ اللّه و رسوله، و يحبّه اللّه و رسوله»، فقال:«أين علي ؟» قالوا: يطحن، قال: و ما كان أحد منهم يرضى أن يطحن، فأتي به، فدفع إليه الراية، فجاء بصفية بنت حيي.

هذا مختصر من حديث:

أخبرناه بتمامه (7) أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو محمّد بن أبي عثمان، و أبو طاهر القصّاري.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه بن القصّاري، أنا أبي أبو طاهر.

قالا: أنا أبو القاسم إسماعيل بن الحسين (8) بن هشام، نا أبو عبد اللّه الحسين بن إسماعيل المحاملي، أنا أبو موسى محمّد بن المثنّى، نا يحيى بن حماد (9)،نا الوضاح، نا يحيى أبو بلج، نا عمرو بن ميمون قال:

إنّي لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط ، فقالوا: إما أن تقوم معنا يا ابن عباس، و إمّا أن تخلونا بأهواء


1- الزيادة للإيضاح.
2- الأصل: يخبر، تصحيف، و المثبت عن م.
3- بالأصل إعجامها مضطرب، و المثبت عن م.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و في م مكانها بياض، و المثبت عن المطبوعة.
5- على هامش الأصل: يفتح، و التصويب عن م.
6- من قوله: فدعا عليا... إلى هنا استدرك على هامش الأصل، و بعده صح.
7- تقرأ بالأصل لتمامه، و المثبت عن م.
8- في م: الحسن.
9- رسمها غير واضح بالأصل، و المثبت عن م.

فانتدبوا (1) فتحدثوا فلا أدري ما قالوا، فجاء (2) و هو ينفض ثوبه و هو يقول: أف تف، تقعون في رجل له عشر، وقعوا في رجل قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لأبعثنّ رجلا يحب اللّه و رسوله لا يخزيه اللّه أبدا»، قال: فاستشرف لها من استشرف فقال:«أين علي ؟» قالوا: هو في الرحا يطحن، و ما كان أحدكم ليطحن ؟ فدعاه و هو أرمد ما يكاد أن يبصر، فنفث في عينه، ثم هزّ الراية ثلاثا فدفعها إليه، فجاء بصفية بنت حيي.

و بعث أبا بكر بسورة التوبة، و بعث عليا خلفه، فأخذها منه، فقال أبو بكر: لعل اللّه و رسوله ؟ فقال: لا، و لكن لا يذهب بها رجل إلاّ رجلا هو مني و أنا منه.

و قال لبني عمه:«أيكم يواليني في الدنيا و الآخرة ؟» قال: و علي معهم، فأبوا، فقال علي: أنا أواليك في الدنيا و الآخرة، فقال:«أنت وليي في الدنيا و الآخرة»، فتركه ثم أقبل على رجل رجل منهم، فأبوا، فقال علي: أنا أواليك في الدنيا و الآخرة، فقال:«أنت وليي في الدنيا و الآخرة»[8439].

قال: و دعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الحسن، و الحسين، و عليا، و فاطمة عليهم السلام، و مدّ عليهم ثوبا ثم قال:«اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي و حامّتي (3) فأذهب عنهم الرّجس و طهّرهم تطهيرا»[8440].

قال: و كان أول من أسلم من الناس بعد خديجة.

و شرى علي بنفسه، و لبس ثوب النبي صلى اللّه عليه و سلم و نام مكانه، فجعل المشركون يرمونه كما يرمون رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هم يحسبون أنه نبي اللّه، قال: فجاء أبو بكر فقال: يا نبي اللّه، فقال علي: إنّ نبي اللّه قد ذهب نحو بئر ميمون


1- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المختصر: فابتدءوا.
2- يعني ابن عباس.
3- غير واضحة بالأصل و م، و المثبت عن المطبوعة و المختصر و حامتي: خاصتي.

قال:«و إنك خليفتي في كل مؤمن»[8441].

قال: و سدّ أبواب المسجد غير باب علي، و كان يدخل المسجد و هو جنب و هو طريقه، ليس له طريق غيره.

قال: و قال:«من كنت وليّه فإنّ عليا وليه»[8442].

قال: و قال ابن عباس: و أخبرنا اللّه في القرآن أنه قد رضي عن أصحاب الشجرة (1) فهل حدّثنا بعد أنه سخط عليهم ؟ قال: و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعمر حين قال: ائذن لي فلأضرب عنقه، قال أبو موسى:

يعني حاطب:«و ما يدريك لعل اللّه قد اطّلع على أهل بدر»، فقال:«اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم»[8443].

و أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا زهير، نا يحيى بن حمّاد، نا أبو عوانة، نا أبو بلج، عن عمرو بن ميمون قال:

إني لجالس عند ابن عباس إذ أتاه سبعة (2) رهط ، فقالوا: يا أبا عباس إمّا أن تقوم معنا، و إمّا أن تخلونا بهؤلاء (3) قال: فقال ابن عباس: بل أقوم معكم، قال: و هو يومئذ صحيح قبل أن يعمى، فابتدءوا (4) فتحدثوا فلا يدري ما قالوا، فجاء فنفض ثوبه و هو يقول: إنّ أولئك وقعوا في رجل له عشر:

قال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«لأبعثنّ رجلا لا يخزيه اللّه أبدا، يحبّ اللّه و رسوله»، قال: فاستشرف لها من استشرف، فقال:«أين علي ؟» قال: هو في الرحا يطحن، قال: و ما كان يغني (5)أحدكم ليطحن ؟ قال: فجاء و هو أرمد لا يكاد أن يبصر، قال: فنفث في عينيه ثلاثا، ثم هزّ الراية فأعطاها إياه، فجاء بصفية بنت حيي[8444].

ثم بعث أبا بكر بسورة التوبة، و بعث


1- يشير إلى قوله تعالى: لَقَدْ رَضِيَ اللّٰهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبٰايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مٰا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَ أَثٰابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً (سورة الفتح، الآية:18).
2- كذا بالأصل و م هنا، و في المطبوعة: تسعة.
3- الذي في م:«بحلوبا نا هؤلاء» و غير مقروءة في «ز»، و في المطبوعة: و إما أن تخلو بنا من بين هؤلاء.
4- إعجامها مضطرب بالأصل و م، و المثبت عن المطبوعة.
5- كذا بالأصل، و في «ز» و م: يعني.

و رسوله ؟ قال:«لا، و لكن لا يذهب بها إلاّ رجل هو مني و أنا منه»[8445].

و قال لبني عمه:«أيكم يواليني في الدنيا و الآخرة ؟» قال: و علي معهم، فأبوا، فقال علي: أنا أواليك في الدنيا و الآخرة، ثم أقبل على رجل رجل فقال:«أيكم يواليني في الدنيا و الآخرة ؟» فقال علي: أنا أواليك في الدنيا و الآخرة، فقال:«أنت»[8446].

و كان أول من أسلم من الناس بعد خديجة.

و أخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثوبه فوضعه على علي و فاطمة، و حسن، و حسين فقال: إِنَّمٰا يُرِيدُ اللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1)»[8447].

قال: و شرا عليّ نفسه، لبس ثوب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثم قام مكانه و كان المشركون يرمون رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال: فجاء أبو بكر و علي نائم، قال أبو بكر - يحسب أنه نبي اللّه - فقال: يا نبي اللّه، قال: فقال له علي: إنّ نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم قد انطلق نحو بئر ميمون فأدركه، قال: فانطلق أبو بكر، فدخل معه الغار، قال: و جعل علي يرمي بالحجارة كما كان يرمي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو يتضوّر، و لف رأسه بثوب لا يجرحه حتى أصبح كشف عن رأسه فقالوا: إنك للئيم كان صاحبك نرميه فلا يتضوّر و أنت تتضوّر قد أنكرنا ذلك.

قال: و خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في غزوة تبوك فقال له علي: أخرج معك ؟ قال: فقال له نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا»، قال: فبكى علي، قال: فقال:«أ ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنك لست بنبي، إنّه لا ينبغي أن أذهب إلاّ و أنت خليفة من بعدي»[8448].

قال: و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أنت ولي كل مؤمن من بعدي»[8449].

و سدّ أبواب المسجد غير باب علي، فيدخل المسجد جنبا و هو طريقه ليس له طريق غيره.

قال: و قال:«من كنت مولاه فعليّ مولاه»[8450].

قال: و قال ابن عباس: و قد أخبرنا اللّه عزّ و جلّ في القرآن: أنه رضي عن أصحاب الشجرة، فعلم ما في قلوبهم، فهل حدّثنا أنه سخط عليهم بعد؟ قال: و قال نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعمر حين قال: ائذن


1- سورة الأحزاب، الآية:33.

حاطب (1)-قال:«و كنت فاعلا؟ ما يدريك لعل اللّه اطّلع على أهل بدر [فقال لهم: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم] (2)».

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، نا يحيى بن حمّاد، نا أبو عوانة، نا أبو بلج، نا عمرو بن ميمون قال:

إنّي لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا: يا أبا عباس إمّا أن تقوم و إمّا يخلونا هؤلاء؟ قال: فقال ابن عباس: بل أقوم معكم، قال: و هو يومئذ صحيح قبل أن يعمى، قال:

فابتدءوا فتحدثوا فلا يدري ما قالوا، قال: فجاء ينفض ثوبه و يقول: أف و تف، وقعوا في رجل له عشر، وقعوا في رجل:

قال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«لأبعثن رجلا لا يخزيه اللّه أبدا يحب اللّه و رسوله»، قال: فاستشرف لها من استشرف، قال:«أين علي ؟» قالوا: هو في الرحا يطحن، قال: و ما كان أحدكم ليطحن ؟ قال: فجاء و هو أرمد لا يكاد أن يبصر، قال: فنفث في عينيه ثم هزّ الراية ثلاثا فأعطاها إياه، فجاء بصفية بنت حييّ [8451].

قال: ثم بعث فلانا بسورة التوبة، فبعث عليا خلفه، فأخذها منه، قال:«لا يذهب بها إلاّ رجل مني و أنا منه»[8452].

قال: و قال لبني عمه


1- يعني حاطب بن أبي بلتعة، صحابي، شهد بدرا، و هو الذي أرسل مع امرأة بكتاب إلى ناس من المشركين بمكة يخبرهم ببعض أمر النبي صلى اللّه عليه و سلم. الحديث في أسد الغابة 432/1 ضمن ترجمة حاطب.
2- الزيادة لازمة، و بدونها اختلّ المعنى و اضطربت العبارة، و الزيادة استدركت عن أسد الغابة.
3- مسند أحمد بن حنبل 708/1 و ما بعدها رقم 3062 ضمن مسند عبد اللّه بن عباس (ط دار الفكر - بيروت).

قال: و شرى علي نفسه، لبس ثوب النبي صلى اللّه عليه و سلم ثم قام مكانه، قال: و كان المشركون يرمون رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فجاء أبو بكر و علي نائم، قال: و أبو بكر يحسب أنه نبي اللّه،[قال:

فقال: يا نبي اللّه] (1) قال: فقال له علي: إنّ نبي اللّه قد انطلق نحو بئر ميمون فأدركه، قال:

فانطلق أبو بكر، فدخل معه الغار، قال: و جعل علي يرمى بالحجارة كما كان يرمى نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و هو يتضوّر قد لف رأسه في الثوب لا يخرجه حتى أصبح ثم كشف عن رأسه، فقالوا: إنك لئيم، كان صاحبك نرميه فلا يتضوّر، و أنت تتضوّر و قد استنكرنا ذلك.

و قد خرج في الناس في غزوة تبوك قال: فقال له علي: أخرج معك ؟ قال: فقال له نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا»، فبكى علي، فقال له:«أ ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنك لست نبي، إنّه لا ينبغي أن أذهب إلاّ و أنت خليفتي»[8454].

قال: و قال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أنت وليي في كل مؤمن بعدي».

و قال: سدوا أبواب (2) المسجد غير باب علي، قال: فيدخل المسجد جنبا و هو طريقه ليس له طريق غيره.

قال: و قال:«من كنت مولاه فإنّ مولاه علي»[8455].

قال: و أخبرنا اللّه في القرآن: أنه قد رضي عنهم، عن أصحاب الشجرة، فعلم ما في قلوبهم هل حدّثنا أنه سخط عليهم بعد؟ قال: و قال نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعمر حين قال: ائذن لي فلأضرب عنقه، قال:«و كنت فاعلا،؟ و ما يدريك لعل اللّه قد اطّلع إلى أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم»[8456].

قال: و نا عبد اللّه بن أحمد


1- الزيادة عن م و المسند، للإيضاح.
2- بالأصل و م و المطبوعة:«قال: و سد الأبواب المسجد» و المثبت عن المسند.

التيمي عن منصور، عن ربعي، عن عمران بن حصين قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لأدفعنّ الراية إلى رجل (1) يحبّ اللّه و رسوله، و يحبّه اللّه و رسوله» فبعث إلى علي، فجاء و هو أرمد، فتفل في عينيه، و أعطاه الراية، فما ردّ وجهه حتى فتح اللّه عليه، و ما اشتكاها بعد[8457].

أخبرنا ابن الحسن الفرضي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا عبد الرّحمن بن عبد العزيز بن أحمد السّراج، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عيسى التميمي، نا محمّد بن يونس و هو الكديمي، نا عمر بن عبد الوهاب الرياحي، نا المعتمر بن سليمان قال: سمعت أبي يحدث عن منصور بن المعتمر، عن ربعي بن حراش، عن عمران بن حصين قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لأدفعنّ الراية إلى رجل يحبه اللّه و رسوله، و يحبّ اللّه و رسوله»، فأرسل إلى علي بن أبي طالب و هو أرمد، فتفل في عينيه فبرأ، فدفعها إليه، فسار حتى فتح اللّه عليه[8458].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد بن أبي عثمان، و أبو طاهر بن القصّاري.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه بن القصّاري، أنا أبي، قالا: أنا إسماعيل بن الحسن قالا.

ح و أنا أبو محمّد طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان.

ح و أخبرنا أبو منصور سعيد بن محمّد بن عمرو الرّزّاز، و أبو الطّيّب سعيد بن يخلف بن ميمون الكتامي، و أبو الحسن سعد الخير بن محمّد بن سهل، و أبو محمّد أحمد بن عبد اللّه بن الحسين بن الآمدي، و أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد الخياط المقرئ، و أبو البيضاء


1- في «ز»: «لرجل. و في م كالأصل.

فأعطاها عليا، و فتح اللّه خيبر[8459].

و أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو القاسم عيسى بن علي الوزير، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا أبو موسى الهروي (1)،و هو إسحاق بن إبراهيم (2)،نا علي بن هاشم، عن محمّد بن علي، عن منصور، عن ربعي، عن عمران بن حصين قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لأعطينّ الراية رجلا يحب اللّه و رسوله، و يحبه اللّه و رسوله، لا يردّها حتى يفتح عليه»، قال: فدفعها إلى علي[8460].

و رواه أبو سعيد الخدري:

أخبرناه أبو القاسم الشيباني، أنا أبو علي التّميمي، أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،نا أبي، نا مصعب بن المقدام و حجين بن المثنّى، قالا: نا إسرائيل، نا عبد اللّه بن عصمة العجلي قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول:

إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أخذ الراية فهزّها ثم قال:«من يأخذها بحقّها؟» فجاء (4) فلان:

فقال: أنا، فقال:«امط »، ثم جاء رجل آخر فقال: أنا، فقال:«امط »، ثم قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:

«و الذي أكرم (5) وجه محمّد لأعطينّها رجلا لا يفرّ (6)،هاك يا علي»، فانطلق حتى فتح اللّه عليه خيبر و فدك، و جاء بعجوتهما و قديدهما. قال مصعب: بعجوتها و قديدها[8461].

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى فاطمة [قالت:] (7) قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ.

قالا: أنا أبو يعلى، نا زهير، نا حسين بن محمّد، نا إسرائيل، عن عبد اللّه بن عصمة قال: سمعت أبا سعيد يقول: أخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الراية فهزّها


1- رسمها مضطرب بالأصل، و المثبت عن م، و المطبوعة، ترجمته في تاريخ بغداد 337/6.
2- رسمها مضطرب بالأصل، و المثبت عن م، و المطبوعة، ترجمته في تاريخ بغداد 337/6.
3- مسند أحمد بن حنبل 34/4 رقم 11122.
4- بالأصل: فقال، تصحيف، و التصويب عن م و المسند.
5- كذا بالأصول، و في المسند: كرّم.
6- بالأصل و م و «ز»: «لا هزها فجاء علي فانطلق» و المثبت عن المسند.
7- بياض بالأصل، و المستدرك «قالت» عن م.

فقال: أنا، فقال:«أمط »] (1) ثم اتفقا فقالا:- فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«و الذي كرّم - و قال ابن حمدان: أكرم - وجه محمّد لأعطينّها رجلا لا يفرّ بها هاك يا علي» فقبضها، ثم انطلق حتى فتح اللّه عليه فدك و خيبر، و جاء بعجوتها و قديدها. و قال ابن حمدان: حتى فتح اللّه فدك[8462].

و رواه أبو ليلى الأنصاري عن النبي صلى اللّه عليه و سلم:

أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو القاسم القشيري، و أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف، قالا: أنا السّيد أبو الحسن محمّد بن الحسين بن داود العلوي، أنا أبو نصر محمّد بن حمدوية بن سهل، نا عبد اللّه بن حمّاد، نا محمّد بن عمران بن محمّد بن عبد الرّحمن، حدّثني أبي، حدّثني ابن أبي ليلى، عن المنهال بن عمرو، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى قال:

كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في غزاة فدعا عليا ثم قال:«لأعطينّ الراية اليوم رجلا يحب اللّه و رسوله، يفتح اللّه عليه، ليس بفرّار»، فتطاول الناس لها، و رفعوا رءوسهم، و قال مرة:

فتشرف، فجاء علي فدفع إليه الراية، فتوجه، فقتل مرحب (2) اليهودي، و فتح اللّه عليه.

كذا قال، و المحفوظ أنّ أبا ليلى رواه عن علي.

أخبرناه أبو علي بن السبط ، نا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، نا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، نا وكيع، عن ابن أبي ليلى، عن المنهال، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى قال:

كان أبي يسمر مع عليّ ، و كان علي يلبس ثياب الصيف في الشتاء، و ثياب الشتاء في الصّيف، فقيل له: لو سألته فسأله ؟ فقال: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعث إلىّ و أنا أرمد العين يوم خيبر، فقلت: يا رسول اللّه إنّي أرمد العين، فتفل في عيني، فقال:«اللّهمّ أذهب عنه الحرّ و البرد» فما وجدت حرا و لا بردا منذ يومئذ، و قال:«لأعطينّ الراية رجلا يحب اللّه و رسوله و يحبه اللّه و رسوله،]


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و العبارة غير مقروءة في «ز»: و الزيادة عن م.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: مرحبا.
3- مسند أحمد بن حنبل 214/1 رقم 778 ط . دار الفكر - بيروت.

ح و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي، أنا يحيى بن إسماعيل، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن، نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، نا ابن أبي ليلى، عن المنهال بن (1) عمرو، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى قال:

كان علي يلبس ثياب الشتاء في الصّيف، و ثياب الصيف في الشتاء، فقيل لأبي: لو سألته عن هذا، فسأله، فقال: إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعث إليّ و كنت أرمد العين يوم خيبر، فقلت: يا رسول اللّه إنّي أرمد العين، فتفل في عيني و قال:«اللّهمّ أذهب عنه الحر و البرد»، فما وجدت حرا و لا بردا منذ يومئذ، قال: و قال صلى اللّه عليه و سلم:«لأعطينّ الراية اليوم رجلا يحبه اللّه و رسوله، و يحبّ اللّه و رسوله ليس بفرّار»، قال: فتشرف لها الناس، فبعث إلى عليّ ، فأعطاه الراية[8463].

و رواه يونس بن بكير، عن محمّد بن عبد الرّحمن فزاد في متنه (2).

أخبرنا (3) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد، نا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس بن بكير، عن محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن المنهال بن عمرو، و الحكم عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى قال:

كان [عليّ ] (4) يلبس في الحرّ الشديد القباء المحشوّ الثخين و ما يبالي الحر، فأتاني أصحابي فقالوا: إنّا قد رأينا من أمير المؤمنين شيئا، فهل رأيته ؟ فقلت: و ما هو؟ قالوا (5):

رأيناه يخرج علينا في الحرّ الشديد في القباء المحشوّ الثخين و ما يبالي الحر، و يخرج علينا في البرد الشديد في الثوبين الخفيفين و ما يبالي البرد، فهل سمعت في ذلك شيئا؟ فقلت: لا، ما سمعت فيه بشيء، فقالوا: سل لنا أباك عن ذلك، فإنه يسمر معه، فأتيته فسألته و أخبرته ما قال الناس، فقال: ما سمعت في ذلك شيئا، قلت: فإنهم قد أمروني أن أسألك، فدخل على علي فسمر معه ثم قال: يا أمير المؤمنين إن الناس قد تفقدوا


1- الأصل:«عن» تصحيف، و المثبت عن م.
2- تقرأ بالأصل:«بيته» و المثبت عن م و «ز».
3- كذا بالأصول، و في المطبوعة: و أخبرناه.
4- زيادة عن م للإيضاح.
5- الأصل و م: قال.

البرد، فقال: أ و ما شهدت معنا خيبر، فقلت: بلى، قال: فما رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حين دعا أبا بكر فعقد له و بعثه إلى القوم، فانطلق ثم جاءه بالناس و قد هزموا؟ فقال: بلى، قال: ثم بعث إلى عمر فعقد له ثم بعثه إلى القوم فانطلق و لقى القوم فقاتلهم ثم رجع و قد هزم ؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عند ذلك:«لأعطينّ الراية اليوم رجلا يحبه اللّه و رسوله، يفتح عليه، غير فرّار»، فدعاني، فأعطاني الراية ثم قال:«انطلق»، فقلت: يا رسول اللّه إنّي أرمد، و اللّه ما أبصر، فتفل في عيني ثم قال:«اللّهم أكفه الحرّ و البرد»، فما وجدت بعد يومي ذلك بردا و لا حرا[8464].

و رواه عبيد اللّه بن موسى العبسي، عن ابن أبي ليلى، فقرن بالمنهال الحكم بن عتيبة كما فرّق بينهما....... (1).

أخبرناه أبو المطهّر عبد المنعم بن أحمد بن يعقوب بن أحمد بن علي، أنا جدي لأمي أبو طاهر بن محمود الثقفي - فيما قرئ عليه و أنا حاضر - أنا أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه بن الحسن بن محمّد العدل، نا محمّد بن عمر بن عبد اللّه بن الحسن أنا


1- كذا بياض بالأصل و م.

ح و أخبرنا أبو بكر اللفتواني، و أبو صالح عبد الصمد بن عبد الرّحمن.

قالا: أنا أبو محمّد التميمي، قالا: أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن أحمد بن حمّاد الواعظ ، نا أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد (1) بن عقدة الكوفي - إملاء - نا أحمد بن عبد الرّحمن بن سرّاج أبو عبد اللّه الكندي، حدّثني مخلد بن أبي قريش الطّحّان، نا معاوية بن بشر (2) العبدي، حدّثني الحكم بن عتيبة أنه سمع عبد الرّحمن بن أبي ليلى يقول:

كان أبو ليلى يسمر مع علي قال: اجتمع إليّ القوم (3) من أهل المسجد فقالوا: إنا ننكر من أمير المؤمنين لباسه في الشتاء الثوب الواحد، و في الصيف القباء المحشوّ، فلو سألت أباك أن يسأله إذا سمر عنده، قال عبد الرّحمن: فدخلنا عليه، فسأله أبو ليلى فقال: أ ما كنت معنا بخيبر؟ قال: بلى، قال: فإنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«لأعطينّ الراية رجلا يحب اللّه و رسوله، و يحبه اللّه و رسوله، لا يرجع حتى يفتح اللّه على يديه»، فتشرّف (4) لها أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«أين علي ؟» فقيل: إنّه أرمد، فدعاني، فتفل في عينيّ و قال:«اللّهمّ أذهب عنه الحرّ و البرد»، و أعطاني الراية، ففتح اللّه عليّ ، فما وجدت بعدها حرا و لا بردا[8466].

و اللفظ للخطيب.

و رواه بكير بن سعد، عن ابن أبي ليلى:

أخبرناه أبو القاسم عبد الصمد بن محمّد بن عبد اللّه، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد الحسناباذي (5)،أنا أحمد بن محمّد بن الصلت، نا أحمد بن محمّد بن سعيد، نا الحسين بن عبد الرّحمن بن محمّد الأزدي، نا أبي، حدّثني فضيل بن عثمان، حدّثني أمّي الصيرفي (6) عن بكير بن سعد، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، قال:

كان أبو ليلى يسمر مع علي بن أبي طالب، و أسمر


1- الأصل: معبد، و في م: شعيب، تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 340/15.
2- كذا بالأصل و م: هنا، و في «ز»: بشير، و الذي تقدم قريبا معاوية بن ميسرة، و في المطبوعة هنا أيضا: ميسرة.
3- كذا بالأصل، و في م و «ز»: «نفر».
4- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: فتشوّف له.
5- كذا بالأصول، و في المطبوعة: الحسن آبادي.
6- هو أمي بن ربيعة المرادي، أبو عبد الرحمن الصيرفي، ترجمته في تهذيب الكمال 312/2.

يسأله إذا سمر معه،[قال:] (1) فذكرت ذلك لأبي ليلى فذكره له، فقال له أمير المؤمنين: أ و ما كنت معنا بخيبر؟ قال: بلى، قال: أ فما تعلم أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«لأعطينّ رايتي رجلا يحبّ اللّه و رسوله، و يحبّه اللّه و رسوله، لا يرجع حتى يفتح اللّه عليه»، فتشرّف لها من تشرّف، فأرسل إليّ فدعاني و أنا أرمد، فتفل في عينيّ و دعا لي فأعطاني رايته، ففتح اللّه علي به ؟ فقال أبو ليلى: بلى، قال: فإنّي و اللّه ما وجدت بعد دعوة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حرا و لا بردا حتى جلست مجلسي هذا.

أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي التميمي.

قالا: أنا أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن مغيرة.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر (3) بن عبيد اللّه بن عمر، و أبو محمّد، و أبو الغنائم ابنا أبي عثمان.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم (4) بن (5) أبي عثمان.

قالوا: أنا عبد اللّه بن عبيد اللّه بن يحيى، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا يوسف، نا جرير، عن المغيرة، عن أم موسى قالت:

سمعت عليا يقول: ما رمدت و لا صدعت منذ مسح رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم وجهي، و تفل في عينيّ يوم خيبر حين أعطاني الراية.

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي


1- زيادة للإيضاح.
2- مسند أحمد بن حنبل 169/1 رقم 579 باختلاف.
3- ما بين الرقمين سقط من م.
4- في «ز» تقرأ: أبو القاسم.
5- ما بين الرقمين سقط من م.

عيني يوم خيبر حين أعطاني الراية.

أخبرنا أبو القاسم بن مندويه، أنا أبو الحسن الحسناباذي، أنا أحمد بن محمّد بن الصلت، نا أحمد بن محمّد بن سعيد، نا محمّد بن علي بن عبد (1) الرّحمن، نا أبي، نا محمّد بن صبيح السماك، عن عبد الكريم الجزّار - قال ابن عقدة - و هو عبد الكريم بن عبد اللّه البجلي - عن أبي إسحاق عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن علي قال: ما رمدت و لا صدعت منذ دعا لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن العبّاس، أنا رضوان بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (2)،أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب.

قالا: نا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، حدّثني عبد اللّه بن الحسن (3) عن بعض أهله عن أبي رافع مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

خرجنا مع علي حين بعثه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم برايته، فلما دنا من الحصن خرج إليه أهله، فقاتلهم، فضربه رجل من يهود فطرح ترسه من يده، فتناول عليّ بابا من عند الحصن (4)، فتترس (5) به عن نفسه، فلم يزل في يده و هو يقاتل حتى فتح اللّه عليه، ثم ألقاه من يده، فلقد رأيتني في نفر يعني سبعة أنا ثامنهم نجهد على أن نقلب ذلك الباب فما استطعنا أن نقلبه.

و سقط من حديث البيهقي: عن عبد اللّه بن الحسن.

آخر الجزء الخمسين بعد الثلاثمائة من أصل السماع، و هو آخر المجلد الخامس و الثلاثين منه.

أخبرنا أبو الأعزّ


1- بالأصول و المطبوعة: عبيد الرحمن.
2- رواه البيهقي في دلائل النبوة 212/4 و انظر سيرة ابن هشام 290/3 و البداية و النهاية 189/4.
3- «عبد اللّه بن الحسن» ليس في دلائل النبوة للبيهقي، و سينبه المصنف في آخر الحديث إلى هذا السقط في السند.
4- في دلائل النبوة: باب الحصن.
5- في الدلائل: فترس.

الحربي، نا العباس بن أحمد البرتي (1)،أنا إسماعيل، نا المطّلب بن زياد.

عن ليث، عن أبي جعفر، عن جابر - و قال أبو بكر: حدّثني جابر - بن عبد اللّه.

أن عليا حمل الباب - زاد أبو بكر: على ظهره و قالا:- يوم خيبر حتى صعد المسلمون عليه ففتحوها، و أنه جربوه بعد - و قال أبو بكر: فإنّهم جربوه بعد - ذلك فلم يحمله إلاّ أربعون رجلا.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا محمّد بن سليمان بن بنت مطر، نا أبو معاوية، نا موسى بن مسلم، عن ابن سابط ، عن سعد قال:

سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لأعطينّ الراية رجلا يحبّه اللّه و رسوله و يحبّ اللّه و رسوله»، قال: فدفعها إلى علي[8467].

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا سعيد بن أحمد بن محمّد العيّار.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن علي، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا أحمد بن منصور بن خلف، قالا (2):أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه الفامي (3)،أنا أبو العباس السّراج، نا قتيبة بن سعيد، نا حاتم بن إسماعيل، عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعيد بن أبي وقاص عن أبيه قال.

أمر (4) معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال: ما يمنعك أن تسبّ أبا تراب ؟ فقال: أما ما ذكرت ثلاثا قالهنّ له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - فلأن تكون لي واحدة منهن أحبّ إلي من حمر النعم-.

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول و خلّفه في بعض مغازيه، فقال له علي: يا رسول اللّه تخلّفني مع النساء و الصبيان ؟ فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أ ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبي بعدي»[8468].

و سمعته يقول يوم خيبر:«لأعطينّ الراية رجلا يحبّ اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله»، قال: فتطاول لها


1- الأصل: البوني، تصحيف، و المثبت عن م، ترجمته في تاريخ بغداد 15/12.
2- الأصل: قال، و المثبت عن م و «ز» و المطبوعة.
3- تقرأ بالأصل و «ز»: «العامي» و المثبت عن م، راجع ترجمته في تذكرة الحفاظ 1020/3.
4- الأصل:«أبو» تصحيف، و المثبت عن م.

عينيه - و دفع الراية إليه، ففتح اللّه عليه.

و لما نزلت هذه الآية: نَدْعُ أَبْنٰاءَنٰا وَ أَبْنٰاءَكُمْ (1) دعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عليا، و فاطمة، و حسنا، و حسينا، فقال:«اللّهمّ هؤلاء أهلي»[8469].

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، و أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو أحمد محمّد بن محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا أبو بكر محمّد بن مروان بن عبد الملك.

ح و أخبرناه محمّد السّيّدي، نا أبو سعد الجنزرودي، أنا الحاكم أبو أحمد، أنا أبو بكر محمّد بن محمّد الباغندي.

قالا: نا هشام بن عمّار، نا حاتم بن إسماعيل، نا بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد، عن أبيه قال:

مر معاوية - و قال الباغندي: مرّ رجل - بسعد فقال: ما يمنعك أن تسبّ أبا تراب ؟ فقال:- زاد ابن مروان: سعد. و قالا:- أمّا ما ذكرت ثلاثا قالهن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فلا أسبّه، لأن تكون لي واحدة منهن أحبّ إليّ من حمر النعم:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول - زاد ابن مروان: له و قالا:- و خلّفه في بعض مغازيه فقال علي: يا رسول اللّه أ تخلّفني مع النساء و الصّبيان ؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أ ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبي بعدي»، و قال ابن مروان: لا نبوة بعدي[8470].

و سمعته يقول:«لأعطينّ الراية - زاد ابن مروان: غدا و قالا:- رجلا يحب اللّه و رسوله، و يحبه اللّه و رسوله»، قال: فتطاولنا - و قال الباغندي: فتطاول (2)-لها، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«ادعوا عليا»، فأتي به أرمد، فبصق في عينيه، و دفع الراية إليه، ففتح الراية عليه.

فلما نزلت - و قال الباغندي: و قال: لما نزلت هذه الآية: إِنَّمٰا يُرِيدُ اللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً


1- سورة آل عمران، الآية:61.
2- كذا بالأصول، و في المطبوعة: فتطاولنا لها.

أخبرنا (1) أبو محمّد بن طاوس - إملاء - نا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو الحسن بن مخلد.

ح قال: و أنا أبو الغنائم، أنا أبو (2) الحسين محمّد بن أحمد بن القاسم الباهلي (3)الضّبّي (4)،قال: و أنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن محمّد بن طلحة، أنا أبو الحسين (5)[ابن] رزقويه (6).

ح قال: و أنا أبو الفتح عبد الرزاق بن عبد الكريم الحسناباذي - بأصبهان - أنا ابن (7)الفضل القطان، قالوا: أنا إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل الصفار، نا الحسن بن عرفة، نا علي بن ثابت الجزري، عن بكير بن مسمار مولى عامر بن سعد قال: سمعت عامر بن سعد يقول: قال سعد:

لعلي ثلاث لأن تكون لي واحدة منهن أحبّ إليّ من حمر النعم:

نزل


1- ورد هنا في الأزهرية فقط : آخر التسعين بعد الأربعمائة من الفرع، و هو آخر المجلد التاسع و الأربعين.
2- بالأصل:«ابن أبي الحسين» و المثبت عن م، و السند غير واضح في «ز».
3- كذا بالأصل و المطبوعة، و في م:«المحاملي» انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 265/17.
4- مكانها بياض في م.
5- الأصل: الحسن، و المثبت عن م و المطبوعة.
6- مكانها بياض في م.
7- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: أبو الفضل.

نا علي بن ثابت الجزري، عن بكير بن مسمار مولى عامر بن سعد قال: سمعت عامر بن سعد يقول: قال سعد: قال:

لعلي ثلاث، لأن تكون لي واحدة منهنّ أحب إليّ من حمر النعم:

نزل على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الوحي، فأدخل عليا، و فاطمة، و ابنيهما (1) تحت ثوبه ثم قال:«اللّهمّ هؤلاء أهلي، و أهل بيتي».

و قال له حين خلّفه في غزاة غزاها، فقال علي: يا رسول اللّه خلّفتني مع النساء و الصّبيان، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أ لا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبوة (2)»[8475].

و قوله يوم خيبر:«لأعطينّ الراية رجلا يحب اللّه و رسوله، يفتح اللّه على يديه»، فتطاول المهاجرون لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ليراهم، فقال:«أين علي ؟» قالوا: هو رمد، قال:«ادعوه»، فدعوه، فبصق في عينيه، ففتح اللّه على يديه.

أخبرنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل،[أنا أبو القاسم أحمد بن محمد الخليلي] (3) أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن الحسن الخزاعي، أنا أبو سعيد [الهيثم بن كليب] (4) بن شريح الشاشي، نا محمد بن عبيد اللّه بن المنادي، نا [إبراهيم بن المنذر، نا] (5) إبراهيم بن المهاجر بن مسمار، عن أبيه، عن عامر بن سعد بن [أبي وقاص] (6) قال (7):قال سعد: أما و اللّه إني لأعرف عليا و ما قال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أشهد [أنه] لقال لعلي يوم غدير خم (8) و نحن قعود معه [فأخذ بضبعه] (9) ثم قام به، ثم قال:

«أيها الناس، من مولاكم، قالوا: اللّه و رسوله، قال:«[من كنت مولاه] (10) فعلي مولاه، اللهم عاد من عاداه، و وال من والاه»[8476].

ثم قال في غزوة [أراد أن يخلّفه]


1- الأصل و م: و ابنيها.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: لا نبي بعدي.
3- مطموس بالأصل و المستدرك بين معكوفتين عن م.
4- مطموس بالأصل و المثبت عن م.
5- مطموس بالأصل و المثبت عن م.
6- مطموس بالأصل و المثبت عن م.
7- فوقها في الأصل:«س».
8- غدير خمّ : ماء بين مكة و المدينة، بينه و بين الجحفة ميلان أو ثلاثة (معجم البلدان).
9- مطموس بالأصل، و المثبت عن م.
10- مطموس بالأصل و المستدرك عن م.

[فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:] (1).

«أ ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبوة (2) بعدي ؟» [8477].

و قال يوم خيبر:«لأعطينّ هذه، الراية رجلا (3)-و خرج بها في يده - رجلا يحب اللّه و رسوله، و يحبه اللّه و رسوله، يفتح اللّه على يديه ليس بفرار (4)»فجثم الناس على الركب، فالتفت إلى علي فلم يره، قال:«أين علي»؟ قيل: يشتكي عينيه. فدخل عليه (5)،فتفل في عينيه و مسحهما. ثم خرج به و أعطاه الراية، إلى.

[أخبرنا (6)(أبو الأعز قراتكين) بن الأسعد، أنا أبو (محمّد) الحسن بن علي، أنا أبو حفص عمر بن محمّد الزيات (7)،نا قاسم بن زكريا (8) المطرز، نا إسماعيل بن موسى، نا عبد السّلام بن حرب، عن موسى الصغير (عن عباد) (9) عن عبد الرّحمن بن (سابط ، عن محمّد بن) (10) سعد].

و أخبرنا (11) أبو طاهر قراءة، نا ابن الأسعد، نا أبو محمد الحسن بن علي، نا أبو حفص عمر بن محمد بن ثابت،[أنبأنا ابن] المطرز، نا إسماعيل بن موسى، نا عبد السلام بن حرب، عن موسى الصغير، عن عباد [عن عبد الرحمن بن سابط ] (12) عن سعد قال:

كنت جالسا عند فلان فذكروا عليا فتنقضوه فقلت: أين أبي....


1- ما بين معكوفتين زيادة للإيضاح.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المطبوعة:«نبي».
3- فقط وردت في الأصل، و ليست في م و «ز» و المطبوعة.
4- «يديه ليس بفرار» مكانها بياض في م.
5- قوله:«يشتكي عينيه، فدخل عليه» مكانه بياض في م.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و مضطرب في «ز»، نستدركه عن م، و قد قومناه عن المطبوعة.
7- في المطبوعة: ابن ثابت.
8- في المطبوعة: زنجويه.
9- سقطت من م. و المستدرك بين قوسين عن المطبوعة.
10- بياض في م و المستدرك بين قوسين عن المطبوعة.
11- ما بين الرقمين سقط من م، و قومنا السند عن المطبوعة.
12- ما بين الرقمين سقط من م، و قومنا السند عن المطبوعة.

«أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبي بعدي»[8478].

و سمعته يقول:

«لأعطين الراية رجلا يحب اللّه و رسوله، و يحبه اللّه و رسوله ليس بفرار»[8479].

و سمعته يقول:«من كنت مولاه فعلي مولاه»[8480].

أخبرنا أبو علي بن السّبط ، و أبو عبد اللّه الحسين (1) بن محمّد بن عبد الوهاب، و أم البهاء فاطمة بنت علي بن الحسين بن جدا قالوا: أنا محمّد بن علي بن علي (2) بن حسن الدّجاجي، أنا أبو الحسن علي بن معروف بن محمّد البزاز، نا أبو عيسى محمّد بن الهيثم بن خالد الوراق، نا الحسن بن عرفة العبدي، نا محمّد بن خازم (3) أبو معاوية الضرير، عن موسى بن مسلم الشيباني، عن عبد الرّحمن بن سابط ، عن سعد بن أبي وقاص.

[قال: قدم معاوية في حجاته، فأتاه سعد بن أبي وقاص،]


1- الأصل: الحسن، و المثبت عن م و المطبوعة.
2- «بن على» لم تكرر في المطبوعة.
3- الأصل و م: حازم، تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 73/9.

لعلي:«اتبع أبا بكر فخذها فبلّغها، و رد عليّ أبا بكر»، فرجع أبو بكر فقال: يا رسول اللّه أنزل بي شيء؟ قال:«لا، إلاّ خير، إلاّ أنه ليس يبلّغ عني إلاّ أنا أو رجل مني أو قال: من أهل بيتي»[8482].

قال: فكنا مع النبي صلى اللّه عليه و سلم في المسجد فنودي فينا ليلا: ليخرج من المسجد إلاّ آل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و آل علي، قال: فخرجنا نجرّ نعالنا، فلما أصبحنا أتى العباس النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا رسول اللّه أخرجت أعمامك و أصحابك و أسكنت هذا الغلام، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«ما أنا أمرت بإخراجكم و لا إسكان هذا الغلام، إنّ اللّه هو أمر به»[8483].

قال: و الثالثة أنّ نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعث عمرا (1) و سعدا إلى خيبر فخرج سعد و رجع عمر فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لأعطينّ الراية رجلا يحب اللّه و رسوله، و يحبه اللّه و رسوله»[8484]، [في ثناء] (2) كثير أخشى أن [أخطئ بعضه] (3)،فدعا عليا فقالوا له: إنّه أرمد، فجيء به يقاد، فقال له:«افتح عينيك» فقال: لا أستطيع، قال: فتفل في عينيه من ريقه و دلكها بإبهامه و أعطاه الراية.

و الرابعة يوم غدير خمّ ، قام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأبلغ ثم قال:«يا أيها الناس أ لست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟» ثلاث مرات، قالوا: بلى، قال:«ادن يا علي» فرفع يده و رفع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يده حتى نظرت إلى بياض إبطيه، فقال:«من كنت مولاه فعلي مولاه» حتى قالها ثلاث مرات.

و الخامسة من مناقبه: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم غزا على ناقته الحمراء (4) و خلّف عليا، فنفست ذلك عليه قريش و قالوا: إنه إنّما خلّف (5) أنه استثقله و كره صحبته، فبلغ ذلك عليا، قال:

فجاء حتى أخذ بغرز الناقة، فقال علي: زعمت قريش أنّك إنّما خلّفتني أنّك تستثقلني و كرهت صحبتي، قال: و بكى علي، قال: فنادى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في الناس فاجتمعوا ثم قال:«أيّها الناس ما منكم أحد إلاّ و له حامّة


1- بالأصل:«عمر و سعدا» و في م:«عمر و سعد».
2- بياض بالأصل و م، و المستدرك عن المختصر، و فيه: في ثناء كبير.
3- الذي بالأصل و م:«أحصى» و المستدرك بين معكوفتين عن المطبوعة و في المختصر: أخشى أن لا أحصى.
4- رسمها غير واضح بالأصل، و المثبت عن م و المطبوعة.
5- في م و المطبوعة: خلّفه.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن محمّد، أنا أبو محمّد الحسن (1) بن أحمد بن محمّد المخلدي، أنا أبو عمران موسى بن العبّاس، نا ابن أبي الحنين، نا أحمد بن مفضّل، عن يحيى بن سلمة بن نفيل عن مسلم الملائي، عن خيثمة بن عبد الرّحمن قال:

قلت لسعد بن أبي وقّاص: ما خلّفك عن علي ؟ أ شيء رأيته، أو شيء سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: لا، بل شيء رأيته أما إني قد سمعت له من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثلاثا لو تكون واحدة لي منها أحبّ إليّ مما طلعت عليه الشمس و من الدنيا و ما فيها:

لما كان غزوة تبوك خلف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عليا في أهله قال: فوجد علي في نفسه، فقال له:«أ ما ترضى أن تكون مني منزلة هارون من موسى إلاّ أنه ليس بعدي نبوة»[8486].

و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم خيبر:«لأعطينّ الراية غدا رجلا يحب اللّه و رسوله، و يحبه اللّه و رسوله، ليس بفرّار، لا يرجع حتى يفتح عليه»، فلما أصبح صلّى الفجر ثم نظر في وجوه القوم، فرأى عليا منكسا في ناحية القوم يشتكي عينيه، قال: فدعاه، فقال: يا رسول اللّه إنّي أرمد، قال: فأخذ يمسح (2) عينيه و دعا له، قال علي: فو الذي بعثه بالحقّ ما اشتكيتها بعد، قال: ثم أعطاه الراية، قال: فمضى بها، قال: و أبلغه الناس من خلفه، قال: فما تكامل الناس من خلفه حتى لقي مرحب فاتّقاه


1- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المطبوعة: أبو محمد الحسن بن الحسن بن أحمد بن محمد المخلدي.
2- الأصل: فمسح، و المثبت عن م، و في المطبوعة: فأخذه إليه فمسح...

علي فضرب عنقه و ضرب عنق ابن أبي الحقيق، و كان زوج صفية بنت حييّ و كان عروسا بها، قال: فأصابها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

قال: و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم خمّ و رفع بيد علي فقال:«من كنت مولاه فعلي مولاه»[8488].

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن هاشم الأذرعي، نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو، نا أحمد بن خالد الوهبي أبو سعيد (1)،نا محمّد بن إسحاق، عن عبد اللّه بن أبي نجيح، عن أبيه قال:

لما حج معاوية أخذ بيد سعد بن أبي وقاص فقال: يا أبا إسحاق إنّا قوم قد أجفانا هذا الغزو عن الحج حتى كدنا أن ننسى بعض سننه، فطف نطف بطوافك، قال: فلما فرغ أدخله في دار الندوة، فأجلسه معه على سريره ثم ذكر علي بن أبي طالب، فوقع فيه، قال: أدخلتني دارك و أقعدتني على سريرك، ثم وقعت فيه تشتمه ؟ و اللّه لأن أكون في إحدى خلاله الثلاث، أحبّ إليّ من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس، و لأن يكون قال لي ما قاله (2) له - حين رآه غزا تبوكا:- «أ لا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبي بعدي» أحبّ إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس.

و لأن يكون قال لي ما قال له يوم خيبر:«لأعطينّ الراية رجلا يحب اللّه و رسوله يفتح اللّه على يديه، ليس بفرّار» أحبّ إليّ من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس.

و لأن أكون كنت صهره على ابنته و لي منها من الولد ما له أحب إليّ من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس.

لا أدخل عليك


1- ترجمته في تهذيب الكمال 133/1.
2- يعني ما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعلي بن أبي طالب رضي اللّه عنه.

سمعت سعد بن أبي وقّاص يقول: لقد كانت لعلي خصال لأن تكون لي واحدة منها أحبّ إليّ من الدنيا و ما فيها.

غزا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم تبوكا فقال له علي: تخلّفني ؟! فقال:«يا ابن أبي طالب أ ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى»، فلأن تكون هذه لي أحبّ إليّ من الدنيا و ما فيها.

و أخرج الناس من المسجد و ترك عليا فيه فقال له:«عليّ يحلّ له ما يحلّ له» (1).

و قال له يوم غدير خمّ :«من كنت مولاه فعلي مولاه».

و أرسل أبا بكر ببراءة فأرسل عليا على أثره فأخذ منه براءة فقرأها على أهل مكة، فلأن تكون لي واحدة منهن أحبّ إليّ من الدنيا و ما فيها.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، نا إبراهيم بن منصور، نا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا عبيد اللّه بن عمر، نا عبد اللّه بن جعفر، أخبرني سهيل (2) بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال عمر بن الخطاب:

لقد أعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال لأن تكون لي خصلة منها أحبّ إليّ من أن أعطى حمر النعم، قيل: و ما هنّ يا أمير المؤمنين ؟ قال: تزويجه فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و سكناه المسجد مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لا يحلّ لي فيه ما يحل له، و الراية يوم خيبر.

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد في كتابه، ثم حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد المعدل عنه، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه بن أحمد الحافظ (3)،نا عبد اللّه بن محمّد بن محمّد، نا محمّد بن إبراهيم، نا عبيد اللّه بن محمّد بن عطاء، نا محمّد بن إبراهيم بن أبان، نا الحسن (4) بن حفص، نا هشام بن سعيد


1- كذا بالأصل، و م، و «ز»، و المطبوعة.
2- الأصل و م:«سهل» تصحيف و الصواب ما أثبت قارن مع المطبوعة.
3- رواه أبو نعيم في كتاب أخبار أصبهان 276/1 ضمن ترجمة الحسين بن حفص بن الفضل بن يحيى بن ذكوان، و السند هنا فيه اختلاف: حدثنا عبد اللّه بن محمد بن عطاء، ثنا محمد بن إبراهيم بن أبان نا الحسين بن حفص. و بهذا السند رواه في أخبار أصبهان 210/2 ضمن ترجمة محمد بن إبراهيم بن أبان الجيراني و فيه: حدثنا عبد اللّه بن محمد بن محمد، ثنا محمد بن إبراهيم ثنا الحسين بن حفص...
4- كذا بالأصول و المطبوعة، و في أخبار أصبهان في الموضعين: الحسين.

كنا نقول على عهد - و في حديث ابن إبراهيم: في زمان - رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خير الناس، ثم أبو بكر، ثم عمر، و لقد أعطي عليّ ثلاثا لئن أكون أعطيتهن أحبّ إليّ من حمر النعم، زوّجه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فاطمة فولدت له، و أعطي الراية يوم خيبر، و سدّت أبواب الناس إلاّ بابه - و في حديث عبد اللّه بن محمّد: إلاّ باب علي رضي اللّه عنه و فيه و لقد أعطي علي بن أبي طالب، و فيه خير الناس: رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و الباقي مثله.

أخبرنا أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمّد، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن علاّن، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن الحسين الجعفي، نا علي بن محمّد بن هارون الحيري (1)،نا إبراهيم بن إسحاق بن أبي العنبس (2) الزهري، نا جعفر بن عون، و أبو نعيم عن هشام بن سعد، عن عمر بن أسيد، عن ابن عمر قال:

كنا نقول في زمان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: خير الناس أبو بكر، ثم عمر، و لقد أوتي ابن أبي طالب ثلاثا - لأن أكون أعطيتهن أحبّ إليّ من حمر النعم - زوّجه النبي صلى اللّه عليه و سلم فاطمة، فولدت منه، و الراية يوم خيبر، و ترك بابه في المسجد و سد أبواب الناس.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر القشيري، قالا: أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ.

قالا: أنا أبو يعلى، نا نصر بن علي، أنا ابن داود - سمّاه ابن حمدان: عبد اللّه - عن هشام بن سعد، عن عمر بن أسيد، عن ابن عمر قال:

كنا نقول على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: رسول اللّه، ثم أبو بكر، ثم عمر، و لقد أعطي ابن أبي طالب - و في حديث ابن حمدان: علي بن أبي طالب - ثلاث خصال - لأن تكون لي واحدة منهنّ أحبّ إليّ من حمر النعم - تزوج فاطمة و ولدت له، و أغلق - و قال ابن حمدان:

و غلق - الأبواب غير بابه، و دفع الراية إليه يوم خيبر.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي الحسن بن علي التميمي، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: الحميري.
2- إعجامها مضطرب بالأصل، و المثبت عن م. ترجمته في سير أعلام النبلاء 198/13.

أسيد، عن ابن عمر قال:

كنا نقول في زمن النبي صلى اللّه عليه و سلم: رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خير الناس، ثم أبو بكر، ثم عمر، و لقد أوتي ابن أبي طالب ثلاث خصال:- لأن تكون لي واحدة منهن أحبّ إليّ من حمر النعم - زوّجه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ابنته، و ولدت له، و سدّ الأبواب إلاّ بابه في المسجد، و أعطاه الراية يوم خيبر.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، أنا الحسن بن أحمد بن أبي الحديد، أنا عبد الرّحمن بن عبد العزيز بن أحمد بن أحمد (1) بن الطّبيز، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عيسى التميمي (2)،نا محمّد بن يونس بن داود الخولاني


1- كذا بالأصل:«بن أحمد» مكرر. و لم تكرر في م و المطبوعة. قارن مع ترجمته في سير أعلام النبلاء 497/17.
2- غير واضحة في «ز».

«لأدفعنّ الراية غدا إلى رجل يحبّ اللّه و رسوله، و يحبه اللّه و رسوله، فيفتح اللّه عزّ و جل عليه فيمكّنك من قاتل أخيك»، فاستشرف لها أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فبعث إلى عليّ ، فعقد له اللواء، فقال: يا رسول اللّه إنّي أرمد كما ترى - و كان يومئذ أرمد - قال: فتفل في عينيه - قال علي: فما رمدت بعد يومئذ - فنهض عليّ لذلك الوجه.

قال العوام: فأخبرني جبلة بن سحيم أو حبيب بن أبي ثابت عن ابن عمر قال: فما تتامّ آخرنا حتى فتح على أولنا، فأخذ عليّ قاتل ذلك الأنصاري فدفعه إلى أخيه فقتله.

قال ابن صاعد: هذا حديث غريب، ما سمعناه إلاّ منه.

أخبرنا ابن السمرقندي، أنا أبو القاسم الجرجاني، أنا أبو عمرو الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،نا ابن سعيد، نا محمّد بن الحسن (2) بن معاوية بن هشام، قال: وجدت في كتاب جدي، نا عمر بن زياد الهلالي، عن الأسود بن قيس، عن نبيح الغنوي (3)،عن أبي سعيد قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لأعطينّ الراية رجلا يحبه اللّه و رسوله، و يحبّ اللّه و رسوله»، فأعطاها عليا[8489].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي، أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن يحيى السلمي، أنا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي، أنا مكحول، أنا أبو الحسين أحمد بن سليمان الرّهاوي، نا مالك بن إسماعيل، نا عبد الرّحمن بن حميد الرّواسي (4)،نا عبد الكريم بن سليط (5)،عن ابن بريدة، عن أبيه.

أن نفرا من الأنصار قالوا لعلي: عندك فاطمة، فدخل على النبي صلى اللّه عليه و سلم فسلّم عليه، فقال:

«ما حاجة ابن أبي طالب ؟» قال: ذكرت فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال:«مرحبا و أهلا» لم يزده عليها، فخرج على الرهط من الأنصار ينتظرونه، فقالوا: ما وراءك ؟ قال: ما أدري، غير أنه قال لي:«مرحبا و أهلا»، قالوا: يكفيك من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إحداهما، قد أعطاك الأهل و أعطاك المرحب، فلما كان بعد ذلك بعد ما زوّجه قال:«يا علي إنّه لا بدّ للعرس [من] (6)وليمة» فقال سعد:


1- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 52/5 ضمن ترجمة عمر بن زياد الهلالي.
2- كذا بالأصول و المطبوعة، و في ابن عدي: الحسين.
3- الأصل: العنزي، و المثبت عن م و المطبوعة، قارن مع ترجمته في تهذيب الكمال 42/19.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 167/11.
5- ترجمته في تهذيب الكمال 7/12. ط دار الفكر.
6- سقطت من الأصل و استدركت عن م.

قال:«يا علي لا تحدث شيئا..... (1)»، فدعا بماء فتوضأ منه ثم أفرغه على علي، فقال:

«اللّهمّ بارك فيهما، و بارك عليهما، و بارك لهما في شملهما»[8490].

قال أبو الحسين: الشمل: الجماع.

رواه النسائي عن الرّهاوي.

أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الواحد، نا أبو الحسين بن المهتدي، نا أبو حفص بن شاهين، نا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث [أنا] (2) نصر بن علي، أنا سفيان [عن] (3) ابن أبي نجيح عن أبيه سمع رجلا سمع عليا على منبر الكوفة يقول:

أردت أن أخطب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ابنته، ثم ذكرت أن لا شيء لي ثم ذكرت عائدته وصلته فخطبتها قال:«هل عندك شيء؟» قلت: لا، قال:«فأين درعك الحطميّة التي أعطيتك يوم كذا و كذا؟» قلت: عندي، قال:«فأعطها»، فأعطيتها، فزوّجني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فدخل علي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و عليّ (4) كساء أو قطيفة فتحشحشنا (5) فقال:«مكانكما»، قلت: يا رسول اللّه أنا أحب إليك أم هي ؟ قال:«هي أحب إليّ منك، و أنت أعزّ عليّ منها»[8491].

أخبرنا أبو العزّ بن كادش، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا محمّد بن المظفر، أنا محمّد بن زبان (6)،نا الحارث بن مسكين، نا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن أبيه، عن رجل سمع عليا بالكوفة يقول:

أردت أن أخطب إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم، فذكرت أنه لا شيء لي، فذكرت صلته و عائدته، فخطبته إليه، فقال:«هل لك من شيء؟» فقلت: لا، قال:«أين درعك الحطمية (7) التي أعطيتك يوم كذا و كذا؟» قلت: هي عندي، فزوّجني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فلما كانت ليلة دخلت عليّ قال:«لا تحدثا شيئا حتى آتيكما»، قال: فأتانا و عليه (8) قطيفة أو كساء فتحشحشنا


1- بياض بالأصل و م و «ز»، و في المطبوعة: حتى آتيكما.
2- سقطت من الأصل، و استدركت للإيضاح عن م.
3- زيادة لتقويم السند عن م.
4- في المطبوعة: و عليه.
5- رسمها مضطرب بالأصل، و شطبت بخط أفقي، و استدركت اللفظة على هامش الأصل و بعدها صح.
6- كذا بالأصول، و في المطبوعة: ريان.
7- الحطمية: نسبة إلى حطم بن محارب بن وديعة، كان يعمل الدروع، أو هي التي تكسر السيوف، أو الثقيلة العريضة (تاج العروس مادة: حطم).
8- كذا بالأصول «و عليه» هنا، و مرّ في الرواية السابقة: و عليّ .

فقال:«مكانكما»، ثم دعا بقدح من ماء فدعا فيه ثم رشّه عليّ و عليها، قال: قلت: يا رسول اللّه أنا أحبّ إليك أم هي ؟ قال:«هي أحبّ إليّ ، و أنت أعزّ عليّ منها»[8492].

أخبرنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن الحسن، و أبو الحسن علي بن عساكر بن سرور، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد بن أبي الحديد.

ح و أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن المسلم بن نصر بن أحمد الرّحبي - بالرّحبة - و بدمشق، أنا خال أبي أبو المرجى سعد اللّه بن صاعد بن المرجى الرحبي - ببغداد - قالا: أنا أبو المعمّر المسدّد بن علي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن القاسم الحلبي، نا أبو الحسن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد العسقلاني، نا جعفر بن هارون الفراء، أنا محمّد بن كثير، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال:

لما خطب عليّ فاطمة من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم دخل عليها، فقال لها:«أي بنية إنّ ابن عمك عليا قد خطبك، فما ذا تقولين ؟» فبكت ثم قالت: كأنك يا أبة إنّما ذخرتني لفقير قريش، فقال:«و الذي بعثني بالحق ما تكلّمت في هذا حتى أذن اللّه فيه من السماء»، فقالت فاطمة:

رضيت بما رضي اللّه لي و رسوله، فخرج من عندها و اجتمع المسلمون إليه ثم قال:«يا عليّ اخطب لنفسك»، فقال علي: الحمد للّه الذي لا يموت، و هذا محمّد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم زوّجني فاطمة ابنته على صداق مبلغه أربعمائة درهم، فاسمعوا ما يقول و اشهدوا، قالوا: ما تقول يا رسول اللّه ؟ قال:«أشهدكم أنّي قد زوجته»[8493].

أخبرنا أبو منصور بن زريق (1)،نا أبو الحسين بن المهتدي، نا أبو حفص بن شاهين، نا أحمد بن الحسن، نا محمّد بن يونس الأنصاري، نا قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن عباية، عن أبي أيوب الأنصاري قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعلي:«أمرت بتزويجك من السّماء»[8494].

قال: و نا ابن شاهين، نا محمّد بن هارون بن عبد اللّه بن سليمان الحضرمي، نا نصر بن علي الجهضمي، أنا العباس بن جعفر بن زيد بن طلق، عن أبيه، عن جده، عن علي.

أن رسول اللّه


1- الأصل: رزيق، و في م: زرين، كلاهما تصحيف.

و بين [كتفيه] (1) و عوّذه ب قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ و المعوّذتين، ثم دعا بفاطمة فقامت على استحياء، فقال:«لم آل (2) أن زوّجتك خير أهلي»[8495].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، نا أبو أحمد، نا خالد - يعني ابن طهمان - عن نافع بن


1- بياض بالأصل و م و «ز»، و اللفظة استدركت عن المختصر.
2- لم آل أي لم أقصر ببذل و سعي و ما استطعت في ذلك.
3- مسند أحمد بن حنبل 287/7 رقم 20329 (ط . دار الفكر).

الحور العين أن يتزيّن، و كان الخاطب اللّه، و كان الملائكة الشهود، ثم أمر شجرة طوبى أن تنثر فنثرت عليهم اللؤلؤ الرطب، مع الدر الأبيض، مع الياقوت الأحمر، مع الزبرجد الأخضر، فابتدر حور العين من الجنان يرفلن في الحلي و الحلل يلتقطنه و يقلن هذا من نثار فاطمة بنت محمّد، فهنّ يتهادينه بينهن إلى يوم القيامة»[8497].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عاصم بن الحسن بن محمّد، أنا عبد الواحد بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن سعيد، نا محمّد بن أحمد بن الحسن، نا موسى بن إبراهيم المروزي، نا موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جده، عن جابر بن عبد اللّه قال:

لما زوّج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فاطمة من علي أتاه أناس من قريش فقالوا: إنك زوّجت عليا بمهر خسيس، فقال:«ما أنا زوّجت عليا، و لكنّ اللّه زوّجه ليلة أسري بي عند سدرة المنتهى أوحى اللّه إلى السدرة أن انثرى (1) ما عليك، فنثرت الدرّ و الجوهر و المرجان، فابتدر الحور العين فالتقطن فهنّ يتهادينه و يتفاخرن (2) و يقلن هذا من نثار فاطمة بنت محمّد عليهما السلام»، فلما كانت ليلة الزفاف، أتى النبي صلى اللّه عليه و سلم ببغلته الشهباء، و ثنى عليها قطيفة و قال لفاطمة: اركبي و أمر سلمان أن يقودها و النبي صلى اللّه عليه و سلم يسوقها، فبينا هو في بعض الطريق إذ سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم وجبة (3)،فإذا هو بجبريل في سبعين ألفا، و ميكائيل في سبعين ألفا، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ما أهبطكم إلى الأرض ؟» قالوا: جئنا نزفّ فاطمة إلى زوجها علي بن أبي طالب، فكبّر جبريل، و كبّر ميكائيل، و كبّرت الملائكة، و كبّر محمّد صلى اللّه عليه و سلم، فرفع (4) التكبير على العرائس من تلك الليلة[8498].

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، و أبو القاسم بن السمرقندي، قالا: أنا أبو نصر بن طلاّب، أنا أبو الحسين بن جميع، نا أبو سعيد بن عسب


1- «أن انثرى» مكانه بياض في م، و بالأصل: أي، و التصويب عن المطبوعة.
2- «و يتفاخرن» مكانها بياض في م.
3- كذا بالأصل، و مكانها بياض في م. و الوجبة: صوت الشيء يسقط ، فيسمع له صوت كالهدة (راجع اللسان).
4- اللسان و «ز»، رسمها فوقع، و المثبت عن م.

لما أراد النبي صلى اللّه عليه و سلم أن يوجه بفاطمة إلى عليّ أخذتها رعدة فقال:«يا بنية لا تجزعي إنّي لم أزوّجك من علي، إنّ اللّه أمرني أن أزوّجك منه، إنّ اللّه لمّا أمرني أن أزوّجك من علي أمر الملائكة أن يصطفوا صفوفا في الجنة، ثم أمر شجر الجنان أن تحمل الحلي و الحلل، ثم أمر جبريل فنصب في الجنة منبرا ثم صعد جبريل فاحتطب، فلما أن فرغ نثر عليهم من ذلك، فمن أخذ أحسن أو أكثر من صاحبه افتخر به إلى يوم القيامة، يكفيك هذا يا بنية»[8499].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي، و أبو الحسن علي بن أحمد الغسّاني، قالا: نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (1)،أنا الحسن بن أبي بكر، أنا محمّد بن الحسن بن مقسم العطار، نا أبو عمرو أحمد بن خالد، نا أبي. قال: و أنا أبو بكر البرقاني، أنا عبد اللّه بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي (2)،نا أحمد بن خالد بن عمرو السلفي الحمصي، حدّثني أبي، نا عبيد اللّه بن موسى، نا.

ح و أخبرنا أبو الحسن السّلمي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر، أنا أبو علي محمّد بن هارون بن شعيب، نا أحمد بن إبراهيم العامري، نا أبو الأخيل خالد بن عمرو السلفي، نا عبيد اللّه بن موسى الكوفي.

عن سفيان الثوري، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللّه بن مسعود قال: أصاب فاطمة - زاد الخطيب: بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و قالا:- صبيحة العرس رعدة، فقال لها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - و قال السلمي: النبي-: «يا فاطمة إنّي قد زوّجتك سيّدا في الدنيا، و إنّه في الآخرة لمن الصالحين، يا فاطمة إنّي - و قال السلمي: إنه - لما أردت أن أملكك لعلي أمر اللّه جبريل فقام في السماء الرابعة فصفّ الملائكة صفوفا ثم خطب عليهم جبريل، فزوّجك من علي، ثم أمر - زاد السلمي: اللّه - شجر الجنان فحملت الحلي و الحلل، ثم أمرها فنثرته على الملائكة، فمن أخذ منهم - و قال السّلمي: منها، و قالا:- أكثر مما أخذ صاحبه أو أحسن افتخر به إلى يوم القيامة - و قال السلمي: افتخر به على صاحبه» و قالا:- قالت أم سلمة: فلقد كانت فاطمة تفخر على النساء حين أوّل - و قال السّلمي: تفتخر على النساء - و تقول: إن أول من


1- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 128/4-129 ضمن ترجمة أحمد بن أبي الأخيل السلفي.
2- كذا بالأصل و م و تاريخ بغداد، و رسمها مضطرب في «ز»، و نميل إلى قراءتها فيها «ناصر».

و الحديث على لفظ ابن مقسم.

قال الخطيب: غريب جدا، تفرّد به أبو الأخيل بهذا الإسناد، و قد تابعه بعض الناس، فرواه عن عبيد اللّه كذلك.

ح (1) و أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا أبو بكر محمّد بن عبد الملك بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران البغدادي في كتابه إلينا، أنا أبو الحسين محمّد بن المظفر بن موسى الحافظ ، نا أبو جعفر محمّد بن الحسين بن حفص الخثعمي (2)-بالكوفة - نا إسماعيل بن موسى ابن بنت السّدّي، نا بشر بن الوليد البصري (3)،نا عبد النور الشعبي (4)،عن شعبة بن الحجاج، عن عمرو بن مرة، عن إبراهيم، عن مسروق قال:

لما قدم عبد اللّه بن مسعود الكوفة قلنا له: حدثنا حديثا عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فذكر الجنة ثم قال: سأحدثكم حديثا سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فلم أزل أطلب الشهادة للحديث، فلم أرزقها، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول في غزوة تبوك و نحن نسير معه، فقال:

«إنّ اللّه لما أمرني أن أزوّج فاطمة من علي ففعلت ثم قال لي جبريل: إنّ اللّه بنى جنة (5)من لؤلؤ و قصب بين كلّ قصبة إلى قصبة لؤلؤة من ياقوت مشدّدة (6) بالذهب، و جعل سقوفها زبرجدا أخضر، و جعل فيها طاقات من لؤلؤ مكللة بالياقوت، ثم جعل عليها غرفا لبنة من فضة و لبنة من ذهب، و لبنة من ياقوت، و لبنة من زبرجد ثم جعل فيها عيونا تنبع من نواحيها، و حفت بالأنهار، و جعل على الأنهار قبابا من درّ قد شعبت بالسلاسل من الذهب، و حفت بأنواع الشجر، و جعل في كل بيت مفرش


1- «ح و» ليس في م، و سقط «ح» أيضا من المطبوعة.
2- كذا بالأصل، و في م:«الحنفى» لعلها الحنفي، و في المطبوعة: النخعي. قارن مع ترجمته في سير أعلام النبلاء 529/14 و فيها: الخثعمي.
3- كذا بالأصل و م، و في «ز»: المصري.
4- اللفظة غير مقروءة في «ز»، و في م مكانها بياض.
5- في المطبوعة: جنته.
6- كذا رسمها بالأصل و المطبوعة، و رسمها في م:«مشددة» و في المختصر: مشذرة.

و فاطمة تحفة أتحفهما اللّه تبارك و تعالى، و أقرّ عينك يا رسول اللّه»[8500].

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد و غيره، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، أنا سليمان بن أحمد (1)،نا محمّد بن رزيق بن جامع المصري، نا الهيثم بن حبيب، نا سفيان بن عيينة، عن علي بن علي الهلالي (2)،عن أبيه قال:

دخلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في شكاته التي قبض فيها، فإذا فاطمة عند رأسه قال:

فبكت حتى ارتفع صوتها، فرفع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم طرفه إليها فقال:«حبيبتي فاطمة، ما الذي يبكيك ؟» قالت: أخشى الضيعة من بعدك، فقال:«أ ما علمت (3) أنّ اللّه اطّلع على الأرض اطّلاعة فاختار منها أباك يبعثه برسالته، ثم اطّلع اطلاعة فاختار منها بعلك و أوحى إليّ أن أنكحك إيّاه يا فاطمة، و نحن أهل بيت قد أعطانا اللّه سبع خصال لم يعط أحد قبلنا و لا يعطى أحد بعدنا: أنا خاتم النبيين، و أكرم النبيين على اللّه، و أحبّ المخلوقين إلى اللّه، و أنا أبوك، و وصيّي خير الأوصياء، و أحبّهم إلى اللّه و هو بعلك، و شهيدنا خير الشهداء، و أحبّهم إلى اللّه و هو حمزة بن عبد المطلب، و هو عمّ أبيك، و عمّ بعلك، و منا من له جناحان أخضران يطير في الجنة مع الملائكة حيث شاء، و هو ابن عمّ أبيك، و أخو بعلك، و منّا سبطا هذه الأمة، و هما ابناك الحسن و الحسين، و هما سيّدا شباب أهل الجنّة، و أبوهما و الذي بعثني بالحق خير منهما.

يا فاطمة و الذي بعثني بالحقّ إنّ منهما مهدي هذه الأمة إذا صار الدنيا هرجا (4) مرجا، و تظاهرت الفتن، و تقطّعت السبل، و أغار بعضهم على بعض، فلا كبير يرحم صغيرا، و لا صغير يوقر كبيرا، فيبعث اللّه عند ذلك منهما من يفتح حصون الضلالة، و قلوبا غلفا يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت به في أوّل الزمان


1- رواه الطبراني في المعجم الكبير 57/3 رقم 2675 ضمن أخبار الحسن بن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه.
2- في المعجم الكبير: علي بن علي المكي الهلالي.
3- المعجم الكبير: يا حبيبتي أ ما علمت.
4- كذا بالأصول و المطبوعة و المختصر:«إذا صار الدنيا هرجا مرجا» و في المعجم الكبير: إذا صارت الدنيا هرجا و مرجا.

و أرحمهم بالرعية، و أعدلهم بالسّوية (1)،و أبصرهم بالقضية، و قد سألت ربي عزّ و جلّ أن تكوني أوّل من يلحقني من أهل بيتي»[8501].

قال علي: فلما قبض النبي صلى اللّه عليه و سلم لم تبق فاطمة بعده إلاّ خمسة و سبعين يوما حتى ألحقها اللّه به صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد - إملاء - نا محمّد بن محمّد بن محمّد بن مخلد، أنا أحمد بن سلمان النّجّاد، نا محمّد بن يونس بن موسى، نا أبو زيد الأنصاري، نا قبيس بن الربيع، عن الأعمش، عن عباية، عن أبي أيوب قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعلي:«أمرت بتزويجك من السماء، و قتلت المشركين يوم بدر (2)، و تقتل من بعدي على سنّتي و تبرئ ذمّتي»[8502].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الدار قطني، أنا أحمد بن محمّد بن سعيد، نا الحسن بن علي بن عفان، نا محمّد بن الصّلت، نا شدّاد بن رشيد الجعفي، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن ابن بريدة، عن أبيه قال.

قال لي النبي صلى اللّه عليه و سلم:«هل لك أن تعود فاطمة» فأتاها فدخل عليها فقال: كيف تجدينك (3)؟فشكت إليه، فقال:«ما آلوتك


1- تقرأ بالأصل:«بالسرية» و المثبت عن م، و «ز»، و المعجم الكبير، و المختصر، و في المطبوعة: و أعدلهم بالبرية.
2- كذا بالأصول و المختصر و المطبوعة.
3- الأصل و م: بحديثك، تصحيف.

أباها و دمعت عيناها، قال:«ما يبكيك يا بنية ؟» قالت: قلّة الطعام، و كثرة الهمّ ، و شدّة السّقم، قال:«أما و اللّه لما عند اللّه خير مما ترغبين إليه، يا فاطمة أ ما ترضين أنّي زوّجتك أقدمهم سلما، و أكثرهم علما، و أفضلهم حلما، و أنّ ابنيك لمن شباب أهل الجنة»[8504].

أخبرنا جدي أبو المفضل يحيى بن علي، أنا أبو القاسم علي بن محمّد، أنا أبو الحسن علي بن محمّد (1)،أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد بن داود الرّزّاز (2)،نا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك، نا عبد اللّه بن روح المدائني، نا سلام بن سليمان المدائني، نا عمر بن المثنّى، عن أبي إسحاق، عن أنس بن مالك قال:

قالت فاطمة: زوجتني عليا حمش الساقين، عظيم البطن، قليل المشي، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«زوّجتك يا بنية أعظمهم حلما، و أقدمهم سلما، و أكثرهم علما»[8505].

أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمّد بن عبد اللّه، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن موسى قال [نا] (3) أحمد بن محمّد بن


1- «أنا أبو الحسن علي بن محمد» سقط من م.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 369/17.
3- الزيادة بين معقوفتين عن م، و لفظة «قال» قبلها، سقطت من م

الحسن بن علي بن أبي صابر، نا أبو حبيب العباس بن أحمد بن محمّد البرتي، نا إسماعيل - يعني ابن موسى،[نا] (1) تليد (2) بن سليمان، أبو إدريس، عن أبي الحجّاف (3)،عن رجل، عن أسماء بنت عميس قالت:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لفاطمة:«زوّجتك أقدمهم سلما، و أعظمهم حلما، و أكثرهم علما»[8508].

أخبرنا أبو غالب محمّد بن إبراهيم الجرجاني - بفيد - أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبي أبو عبد اللّه، أنا عبد اللّه بن يعقوب بن إسحاق الكرماني، نا أبو زكريا يحيى بن بحر الكرماني، نا حمّاد بن زيد، عن أيوب السّختياني، عن أبي بريد المدني أن أسماء بنت عميس قالت:

لما كانت ليلة أهديت فاطمة إلى علي قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا تحدثي شيئا حتى أجيء»، فجاء حتى قام على الباب، فقال:«ثمّ أخي»؟ فخرجت إليه أم أيمن، فقالت: أخوك و زوّجته ابنتك ؟ فدعا عليا و دعاها، فقامت و إنها لتعثر ثم قال لها:«أي بنية إنّي لم آل (4) أن أزوّجك أحبّ أهلي»، قالت: ثم دعا بمخضب - قال حمّاد: و هو تور (5) من حجارة - من ماء فدعا فيه، ثم أمر أن يصب عليه بعضه، و عليها بعضه، فقالت أسماء: ثم قال لي:«أ جئت مع ابنة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم تكرمينها؟» قالت: فدعا لي[8509].

أخبرنا أبو البركات عمر بن إبراهيم الزيدي، أنا محمّد بن أحمد بن علاّن، أنا محمّد بن جعفر بن محمّد، أنا محمّد بن القاسم المحاربي، نا عبّاد بن يعقوب، أنا عمرو بن ثابت، عن أبيه، عن أبي سعيد قال: لما نكح رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عليا فاطمة أصابها حصر شديد، قال: فقال لها صلى اللّه عليه و سلم:«و اللّه لقد أنكحتكيه


1- زيادة عن م.
2- الأصل: تلميذ، تصحيف و التصويب عن م، ترجمته في تهذيب الكمال 208/3 و كناه أبا سليمان، و يقال: أبا إدريس. و ضبطت تليد بفتح ثم كسر ثم تحتانية ساكنة عن تقريب التهذيب.
3- هو داود بن أبي عوف، أبو الجحاف الكوفي، ترجمته في تهذيب الكمال 37/6.
4- غير واضحة تماما في الأصل و م و نميل إلى قراءتها:«أكره» و المثبت عن المختصر و المطبوعة.
5- التور: إناء يشرب فيه.

أنا الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني علي بن حمشاذ العدل، نا أحمد بن علي بن مسلم الأبّار، نا ليث بن داود القيسي، نا مبارك بن فضالة، عن الحسن، عن عمران بن حصين.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال لفاطمة:«أ ما ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين» قالت فاطمة:

و أين مريم بنت عمران ؟ قال لها:«أي بنية تلك سيدة نساء عالمها و أنت سيدة نساء عالمك، و الذي بعثني بالحق لقد زوّجتك سيّدا في الدنيا، و سيّدا في الآخرة، فلا يحبه إلاّ مؤمن و لا يبغضه إلاّ منافق»[8511].

قال: و نا أبو عبد اللّه، نا أبو محمّد المدني، نا محمّد بن عبد اللّه الحضرمي، نا سعيد بن عمرو الأشعثي، نا علي بن هاشم عن كثير النّوّاء عن سعيد بن جبير، عن عمران بن حصين.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال له:«أ لا تنطلق بنا نعود فاطمة، فإنّها تشتكي»؟ قلت: بلى، قال:

فانطلقنا حتى إذا انتهينا إلى بابها، فسلّم فاستأذن، فقال:«أدخل أنا و من معي ؟» قالت: نعم، و من معك يا أبتاه، فو اللّه ما عليّ إلاّ عباءة، فقال لها:«اصنعي بها هكذا، و اصنعي بها هكذا»، فعلّمها كيف تستر، فقالت: و اللّه ما على رأسي خمار، قال: فأخذ خلق ملاءة كانت عليه قال: اختمري بها، ثم أذنت لهما فدخلا فقال:«كيف تجدينك يا بنية ؟» قالت: إنّي لوجعة، و إنه ليزيدني أني ما لي طعام آكله، قال:«أ ما ترضين يا بنية أنك سيدة نساء العالمين ؟» قال: تقول يا أبة فأين مريم بنت عمران ؟ قال:«تلك سيدة نساء عالمها، و أنت سيدة نساء عالمك، أما و اللّه لقد زوّجتك سيّدا في الدنيا و الآخرة»[8512].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: نا - و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (1)،أنا أبو الحسين محمّد (2) بن محمّد بن شاذة (3)المؤدب (4)-بأصبهان - زاد أبو الحسن: و أبو منصور: و أخته أم سلمة أسماء قالا:- نا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن جعفر بن حبّان - إملاء - نا أبو يحيى عبد الرّحمن بن سالم الرازي، نا محمود (5) بن غيلان، نا أحمد بن صالح المصري


1- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 195/4 ضمن ترجمة أحمد بن صالح المقرئ الحافظ .
2- في تاريخ بغداد: محمد بن أحمد بن محمد.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و في تاريخ بغداد: شاده.
4- في المطبوعة: المؤذن.
5- كذا بالأصل و م و «ز»، و في تاريخ بغداد: محمد بن غيلان.

عن عبد الرّزّاق، عن معمر، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس قال:

لما زوّج النبي صلى اللّه عليه و سلم فاطمة من علي قالت فاطمة: يا رسول اللّه زوّجتني من رجل فقير ليس له شيء، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«أ ما ترضين أنّ اللّه اختار من أهل الأرض رجلين أحدهما أبوك و الآخر زوجك ؟» [8513].

قال لنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن زريق قال الخطيب:

هذا حديث غريب من رواية عبد اللّه بن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عبّاس، و غريب من حديث معمر بن راشد، عن [ابن] (1) أبي نجيح، تفرد بروايته عنه عبد الرزاق، و قد رواه عن عبد الرزاق غير واحد. منهم أبو الصّلت الهروي، و أحمد بن عبد اللّه بن عبد اللّه الهشيمي.

فأما حديث أبي الصّلت:

فأخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (2)،نا علي بن سعيد - هو ابن بشير الرازي - نا أبو الصّلت الهروي عبد السّلام بن صالح، نا عبد الرزاق، أنا معمر، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس قال:

قالت فاطمة: يا رسول اللّه زوّجتني عائلا لا مال له، فقال:«أ ما ترضين (3) أنّ اللّه اطّلع إلى أهل الأرض، فاختار منهم رجلين فجعل أحدهما أباك و الآخر بعلك»[8514].

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: نا - و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب


1- الزيادة عن تاريخ بغداد.
2- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 313/5 ضمن ترجمة عبد الرزّاق بن همام.
3- في المطبوعة: أ و ما ترضين أن يكون اللّه اطلع...

الأرض رجلين: أحدهما أبوك، و الآخر بعلك»[8515].

و أما حديث الهشيمي:

فأخبرناه أبو القاسم و أبو الحسن أيضا، قالا: نا - و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب، قال (1):و أخبرنيه أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد، أنا علي بن عمر الحافظ ، نا محمّد بن أحمد بن إبراهيم الكاتب، نا أحمد بن عبد اللّه بن يزيد (2) الهشيمي، نا عبد الرّزّاق، أنا معمر، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس قال:

لما زوّج النبي صلى اللّه عليه و سلم عليا فاطمة قالت: يا رسول اللّه زوّجتني من عائل لا مال له، فقال لها النبي صلى اللّه عليه و سلم:«أ و ما ترضين أن يكون اللّه اطّلع إلى أهل الأرض فاختار منهم رجلين، فجعل أحدهما أباك و الآخر بعلك»[8516].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد بن أبي عثمان، أنا أبو أحمد الفرضي، أنا أحمد بن إسحاق الأنماطي، نا أحمد بن زنجويه، نا ابن (3) أبي السّرّي محمّد بن المتوكل العسقلاني، نا عبد الرّزّاق، نا معمر، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لفاطمة:«ما آلوتك يا بنية أني أنكحتك أحبّ أهلي إليّ »[8517].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن النّرسي، أنا موسى بن عيسى بن عبد اللّه السّراج، نا عبد اللّه بن سليمان، نا إسحاق بن إبراهيم شاذان، نا الكرماني بن عمرو (4)،نا سالم بن عبد اللّه أبو حمّاد، نا عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري.

عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: حين نزلت: وَ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاٰةِ وَ اصْطَبِرْ عَلَيْهٰا (5) كان يجيء نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى باب عليّ صلاة الغداة ثمانية أشهر يقول:«الصّلاة رحمكم اللّه إِنَّمٰا يُرِيدُ اللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً


1- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 196/4 أيضا.
2- كذا بالأصل و م و «ز» و المطبوعة، و في تاريخ بغداد: زيد.
3- «ابن» استدركت على هامش م و بعدها صح.
4- كذا بالأصل و م، و تقرأ في «ز»: الكرناني أبو عمير.
5- سورة طه، الآية:132.

يونس بن أبي إسحاق عن ابي داود عن أبي الحمراء (1) قال:

أقمت بالمدينة سبعة أشهر كيوم واحد، كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يجيء كل غداة فيقوم على باب فاطمة يقول:«الصلاة، إِنَّمٰا يُرِيدُ اللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً »[8519].

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين الزهري، و أبو الفتح المختار بن عبد الحميد، و أبو المحاسن أسعد بن علي قالوا (2):أنا أبو الحسن (3) عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حموية، أنا إبراهيم بن خزيم (4)،نا عبد بن حميد، حدّثني الضحاك بن مخلد، حدّثني أبو داود السّبيعي، حدّثني أبو الحمراء قال:

صحبت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم تسعة أشهر فكان إذا أصبح أتى باب علي و فاطمة و هو يقول:

«يرحمكم اللّه إِنَّمٰا يُرِيدُ اللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً »[8520].

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمّد بن حمدي الخرقي، نا عمر بن أيوب السّقطي، نا عبيد اللّه بن عمر القواريري، نا يونس بن أرقم، نا كثير النوّاء أبو إسماعيل و عوف الأعرابي، عن ميمون الكردي، قالا (5):كنا عند ابن عبّاس فقال رجل: ليته حدّثنا عن علي، فسمعه ابن عبّاس فقال:

أما لأحدثنك حقا، إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أمر بالأبواب الشارعة في المسجد فسدّت، و ترك باب علي فقال: إنهم وجدوا من ذلك، فأرسل إليهم:«إنّه بلغني أنكم وجدتم من سدّي أبوابكم و تركي باب عليّ ، و إنّي و اللّه ما سددت من قبل نفسي و لا تركت من قبل نفسي، إن أنا إلاّ عبد مأمور، أمرت بشيء ففعلت، إن أتّبع إلاّ ما يوحى إليّ »[8521].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد


1- انظر ترجمته في تهذيب الكمال 187/21 ط . دار الفكر.
2- «قالوا: أنا» استدركت على هامش م و بعدها صح.
3- في م: الحسين.
4- في م: خريم، تصحيف.
5- كذا بالأصول و المطبوعة.

كان لنفر من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أبواب شارعة في المسجد، قال: فقال يوما:

«سدّوا هذه الأبواب إلاّ باب علي»، قال: فتكلم في ذلك أناس، قال: فقام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فحمد اللّه، و أثنى عليه ثم قال:«أمّا بعد، فإنّي أمرت بسدّ هذه الأبواب غير باب عليّ ، فقال (1) فيه قائلكم، و إنّي و اللّه ما سددت شيئا و لا فتحته، و لكني أمرت بشيء فاتّبعته»[8522].

رواه غيره عن عوف، فجعله من مسند البراء:

أخبرناه أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا محمّد بن إسحاق، نا هوذة بن خليفة أبو الأشهب، نا عوف، عن ميمون، عن البراء بن عازب قال:

كان لنفر من (2) أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أبواب شارعة في المسجد، و إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال يوما:«سدّوا هذه الأبواب غير باب عليّ بن أبي طالب»، فتكلم في ذلك ناس، فقام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فحمد اللّه، و أثنى عليه ثم قال:«إنّي أمرت بسدّ الأبواب غير باب عليّ بن أبي طالب، فقال فيه قائلكم، و إنّي و اللّه ما فتحت شيئا و لا سددته و لكنّي أمرت بشيء فاتّبعته»[8523].

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن (3) الأزهري، أنا أبو محمّد المخلدي، أنا المؤمّل بن الحسن بن عيسى، نا محمّد بن يحيى، نا النّفيلي، نا مسكين بن


1- في المسند: و قال.
2- «من» استدركت على هامش م.
3- ما بين الرقمين استدرك على هامش م، و كتب بعدها كلمة: صح.

ذلك، فقال:«ما أنا فتحته و لكن اللّه فتحه».

أخبرنا أبو الحسن السّلمي، أنا أبو العباس بن قبيس، و أبو القاسم بن أبي العلاء المصيصي.

و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان، نا هلال بن العلاء، نا أبي و عبد اللّه بن جعفر، نا عبيد اللّه بن عمرو، عن زيد، عن أبي إسحاق، عن العلاء بن عرار (1)[قال:] (2) قال أبي (3):قلت لعبد اللّه بن عمرو - و هو في المسجد جالس:- كيف تقول في هذين الرجلين علي و عثمان ؟- و قالا جميعا - فقال عبد اللّه: أما عليّ فلا تسأل عنه أحدا و انظر إلى منزله (4)من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال أبي: فقد أخرجنا من مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلاّ علي.

و قال ابن جعفر: فإنه قد سدّ أبوابنا في المسجد و أقر بابه - و أما عثمان - فقال أبي: فتلا يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعٰانِ (5) فأذنب ذنبا عظيما فعفى اللّه عنه، و قالا جميعا:- و أذنب فيكم ذنبا من دون فقتلتموه.

أخبرنا أبو الحسن السّلمي، نا عبد العزيز التميمي، أنا علي بن موسى بن الحسين، أنا أبو سليمان بن زبر، نا محمّد بن يوسف الهروي، نا محمّد بن النعمان بن بشير، نا أحمد بن الحسين بن جعفر الهاشمي اللّهبي، حدّثني عبد العزيز بن محمّد، عن حزام بن عثمان، عن عبد الرّحمن و محمّد ابني جابر بن عبد اللّه، عن أبيهما جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:

جاءنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و نحن مضطجعين (6) في المسجد و في يده عسيب


1- ترجمته في تهذيب الكمال 498/14 و في م:«العلاء عن عرا» تصحيف.
2- زيادة للإيضاح.
3- في المختصر:«إنّي».
4- كذا بالأصول و المختصر، و في المطبوعة: منزلته.
5- سورة آل عمران، من الآية 155 و الآية 166.
6- كذا بالأصل و م، و في المختصر و المطبوعة: مضطجعون.

القيامة رجالا كما يذاد البعير الضالّ عن الماء بعضا معك من عوسج، كأنّي انظر إلى مقامك من حوضي»[8524].

أخبرناه عاليا أبو المظفر بن القشيري، و أبو القاسم الشّحّامي، قالا: أنا محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو سعيد محمّد بن بشر، نا محمّد بن إدريس، نا سويد بن سعيد، نا حفص بن ميسرة، عن حزام بن عثمان، عن ابن جابر - أراه عن جابر - قال: جاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و نحن مضطجعون في المسجد، فضربنا بعسيب (1) في يده فقال:«أ ترقدون في المسجد، إنّه لا يرقد فيه»، فاجفلنا، و أجفل علي، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«تعال يا علي، إنّه يحلّ لك في المسجد ما يحلّ لي، أ لا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ النبوة، و الذي نفسي بيده إنّك لذوّاد عن حوضي يوم القيامة تذود كما يذاد البعير الضال عن الماء بعصا لك من عوسج، كأني انظر إلى مقامك من حوضي»[8525].

أخبرنا أبو المظفر القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ.

قالا: أنا أبو يعلى، نا أبو هشام - زاد ابن حمدان: الرفاعي - نا ابن فضيل، عن سالم بن أبي حفصة، عن عطية، عن أبي سعيد - زاد ابن حمدان: الخدري - أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال لعلي:«لا يحلّ لأحد أن يجنب في هذا المسجد غيري و غيرك»[8526].

أخبرنا أبو البركات الزيدي، أنا أبو الفرج الشاهد، أنا أبو الحسين النحوي، أنا محمّد بن القاسم المخلدي (2)،نا عبّاد بن يعقوب، أنا أبو عبد الرّحمن، عن كثير النّوّا عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا يصلح - أو لا يحل - لأحد أن يجنب في المسجد غيري و غيرك يا علي»[8527].

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنّا، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا عبد اللّه بن محمّد بن خلاّد، نا أبو نعيم، نا عبد الملك بن أبي غنيّة (3)،عن أبي الخطاب عمر الهجري (4)،عن محدوج


1- كذا بالأصل و م، و رسمها في «ز»: بقضيب.
2- كذا بالأصل و «ز»، و في م: محمد بن القاسم المحاربي.
3- هو عبد الملك بن حميد بن أبي غنية الخزاعي الكوفي، ترجمته في تهذيب الكمال 35/12 ط . دار الفكر.
4- قيل اسمه عمر، و قيل اسمه: عمرو بن عمير، ترجمته في تهذيب الكمال 204/21. ط دار الفكر.

عن جسرة بنت دجاجة قالت: أخبرتني أم سلمة (1) قالت: خرج النبي صلى اللّه عليه و سلم من بيته حتى انتهى إلى صرح المسجد، فنادى بأعلى صوته:«إنه لا يحلّ المسجد لجنب و لا لحائض إلاّ لمحمّد صلى اللّه عليه و سلم و أزواجه، و عليّ و فاطمة بنت محمّد صلى اللّه عليه و سلم [ألا هل بينت] (2) لكم الأسماء (3) أن تضلّوا»[8528].

أخبرنا أبو علي بن السبط ، و أبو بكر المقرئ، و أبو عبد اللّه البارع، و أبو غالب عبد اللّه بن أحمد بن بركة السمسار، قالوا: أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا علي بن عمر بن محمّد الحربي، نا جعفر بن أحمد بن محمّد بن الصّبّاح، نا أحمد بن عبدة، نا الحسن بن صالح بن الأسود، عن عمّه منصور بن الأسود، عن عمر بن عمير الهجري، عن عروة بن فيروز، عن جسرة، عن أمّ سلمة قالت:

خرج النبي صلى اللّه عليه و سلم حتى إذا كان بصحن المسجد - أو قال بصرحة المسجد - نادى:«ألا إنّي لا أحلّ المسجد لجنب و لا حائض إلاّ لمحمّد و أزواجه، و عليّ و فاطمة، ألا هل بينت لكم الأسماء (4) أن تضلّوا»[8529].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا الأمير معتز الدولة أبو المكارم حيدرة بن الحسين بن مفلح، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد اللّه بن محمّد بن إسحاق بن إبراهيم الأطرابلسي بدمشق، أنا خال أبي (5) الحسين (6) خيثمة بن سليمان بن حيدرة القرشي، نا محمّد بن الحسين الحسني، نا مخول بن إبراهيم، عن عبد الرّحمن بن الأسود، عن محمّد بن عبيد اللّه بن أبي رافع، عن أبيه و عمه، عن أبيهما، عن أبي رافع.

- كذا (7) في الأصل، و الصّواب عن أبيهما أبي رافع


1- رواه من هذه الطريق المزي في تهذيب الكمال 462/17 في ترجمة محدوج الذهلي.
2- ما بين معقوفتين مطموس بالأصل، و المثبت عن م و المطبوعة و المختصر و في تهذيب الكمال: ألا هل ثبتت.
3- كذا بالأصل و م و المختصر و تهذيب الكمال، و في المطبوعة:«ألا ساء» بدل «الأسماء» و هو أقرب.
4- كذا بالأصل و م و المختصر و تهذيب الكمال، و في المطبوعة:«ألا ساء» بدل «الأسماء» و هو أقرب.
5- الأصل: أبو، و المثبت عن م.
6- في م:«الحسن» تصحيف، و الصواب ما أثبت، راجع ترجمة الحسين بن عبد اللّه، خال خيثمة بن سليمان، في سير أعلام النبلاء 339/17.
7- ما بين الرقمين، كذا بالأصول، و سقط من المطبوعة.

مسجدهما جنب و لا يقربوا فيه النساء إلاّ هارون و ذريته، و لا يحلّ لأحد أن يعرك النساء في مسجدي هذا، و لا يبيت فيه جنب إلاّ علي و ذريته»[8530].

أخبرنا أبو العزّ بن كادش، أنا القاضي أبو الطّيّب الطّبري، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمّد الحربي، نا محمّد بن محمّد الباغندي، نا أحمد بن منيع البغوي، نا أبو أحمد الزّبيري، نا عبد اللّه بن حبيب بن أبي ثابت عن حمزة بن عبد اللّه، عن عمر بن (1) أبيه، عن سعد بن أبي وقاص قال:

خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في غزوة تبوك و خلف عليا، فقال له علي: أ تخلفني ؟ قال:«أ ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبي بعدي».

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا سعيد بن أحمد، أنا أبو الفضل الفامي، أنا أبو العبّاس السّرّاج، نا الفضل بن سهل.

و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد الزهري، نا عبد اللّه بن إسحاق المدائني، نا أحمد بن منيع، قالا:

نا أبو أحمد الزّبيري، نا عبد اللّه بن حبيب بن أبي حبيب - و في حديث الخلاّل: ابن أبي ثابت - عن حمزة بن عبد اللّه، عن أبيه، عن سعد قال:

لما خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في غزوة تبوك خلّف عليا، فقال له: أ تخلّفني ؟ فقال له:«أ ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنه لا نبي بعدي»[8531].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي، أنا أبو الحسن بن أبي الحسين (2)،نا أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي، أنا أحمد بن جعفر بن نصر الجمال، نا أحمد بن الصّبّاح بن أبي شريح.

ح و أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر، أنا الحسن بن علي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد


1- الأصل: عن، و المثبت عن م.
2- في م: أبو الحسن بن أبي نصر.

حديث أحمد: في غزوة تبوك خلف عليا فقال له: أ تخلفني ؟ فقال له:«أ ما - ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبي بعدي»[8532].

أخبرنا أبو علي بن السّبط ، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي الواعظ ، قالا: أنا أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا سفيان، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيّب، عن سعد.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال لعلي:«أنت مني بمنزلة هارون من موسى» قيل لسفيان:«غير أنه لا نبيّ بعدي»؟ قال:[قال:] (2) نعم.

و حدّثني أبي (3)،نا عبد الرّزّاق، نا معمر، عن قتادة، و علي بن زيد بن جدعان قالا:

نا ابن المسيّب، حدّثني ابن لسعد بن أبي وقاص، حدّثنا عن أبيه قال: فدخلت على سعد فقلت: حديثا حدثنيه (4)[عنك] حين استخلف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عليا على المدينة، فغضب و قال: من حدّثك به ؟ فكرهت أن أخبره أن ابنه حدّثنيه، فيغضب عليه، ثم قال: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حين خرج في غزوة تبوك استخلف عليا على المدينة فقال علي: يا رسول اللّه ما كنت أحب أن تخرج وجها إلاّ و أنا معك، فقال:«أ و ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ؟ غير أنه لا نبيّ بعدي»[8533].

هذا الابن الذي لم يسمّ في هذا الحديث هو عامر بن سعد.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي، نا أبو حفص بن شاهين.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو القاسم التّنوخي، نا القاضي علي بن الحسن الجرّاحي، و أبو عمر محمّد بن العبّاس بن حيّوية الخزّاز، قالوا: نا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، نا محمّد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، نا حمّاد بن زيد، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيّب، عن عامر بن سعد عن سعد قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعلي:«أنت مني بمنزلة هارون من موسى»، فلقيت


1- مسند أحمد بن حنبل 379/1 رقم 1547.
2- الزيادة عن المسند.
3- مسند أحمد بن حنبل 375/1 رقم 1532.
4- بالأصل و م:«حدثنا حديثه» و المثبت و الزيادة «عنك» عن مسند أحمد و المطبوعة، و فيها: حدّثته.

فقلت: إن عامرا حدّثني عنك، فقال سعد: إن لم أكن سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و إلاّ فاستكتا و اللفظ لحديث ابن الحصين، و الآخر نحوه[8534].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، نا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو العبّاس عبد اللّه بن موسى بن إسحاق، نا محمّد بن محمّد بن أبي الشوارب، نا حمّاد بن زيد - يعني عن علي بن زيد - عن سعيد بن المسيّب، عن عامر بن سعد، عن سعد بن أبي وقّاص، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعلي بن أبي طالب:«أ ما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبيّ بعدي».

قال سعيد بن المسيّب، فلقيت سعد بن أبي وقّاص، فقلت: إنّ عامرا أخبرني عنك بكذا، فأصغى إلى أذنيه قال: فقال: صمتا إن لم أكن سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم[8535].

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب.

قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا محمّد بن جعفر، نا شعبة، عن علي بن زيد قال: سمعت سعيد بن المسيّب قال:

قلت لسعيد بن مالك: إنّك إنسان فيك حدة، و أنا أريد أن أسألك فقال: ما هو؟ قال:

قلت: حديث علي ؟ قال: فقال: إنّ النبي صلى اللّه عليه و سلم قال لعلي:«أ ما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى» قال: رضيت رضيت


1- مسند أحمد بن حنبل 370/1 رقم 1509 ط . دار الفكر.

نا أبي، نا شعبة، عن علي بن زيد - زاد أبو يعلى: قال شعبة قبل أن يختلط و قالا:- قال: سمعت سعيد بن المسيّب قال: سمعت سعد بن مالك - و في حديث ابن المقرئ:

سعد بن أبي وقاص (1)-يقول:

خلّف النبي صلى اللّه عليه و سلم عليا، فقال: أ تخلّفني ؟ فقال:«ألا - و قال أبو يعلى: أ ما - ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، غير أنه لا نبيّ بعدي»، قال: رضيت، رضيت[8536].

أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو محمّد السّيّدي، قالا: أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا الحسن بن سفيان، نا عبيد اللّه بن معاذ بن معاذ العنبري، نا أبي، نا شعبة، عن علي بن زيد قال: سمعت سعيد بن المسيّب يقول: سمعت سعد بن مالك يقول:

خلّف النبي صلى اللّه عليه و سلم عليا، فقال: أ تخلّفني ؟ فقال:«أ لا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنه لا نبي بعدي»، قال: رضيت، رضيت[8537].

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان (2).

ح و أخبرنا أبو سهل بن سعدوية، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، أنا أبو خيثمة - و في حديث ابن المقرئ: نا زهير - نا عفّان، نا حمّاد، عن علي بن زيد، عن سعيد - زاد ابن حمدان: ابن المسيّب - قال: قلت لسعد بن مالك:

إنّي أريد أن أسألك عن حديث، و أنا أهابك أن أسألك عنه، فقال: لا تفعل يا ابن أخي إذا علمت أنّ عندي علما تسألني عنه فلا تهابني، قلت:- و قال ابن حمدان: قال: قلت:- قول رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعلي حين خلّفه بالمدينة في غزوة تبوك - زاد ابن المقرئ: قال سعد:

نعم، خلف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عليا بالمدينة في غزوة تبوك، ثم اتفقا فقال:- يا رسول اللّه تخلّفني في الخالفة: النساء - و قال ابن حمدان: في النساء و الصبيان ؟- قال:«أ ما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى»؟ قال: بلى يا رسول اللّه، قال: فأدبر عليّ مسرعا، فكأني انظر إلى غبار على........


1- قوله:«و في حديث ابن المقرئ: سعد بن أبي وقاص» ليس في م.
2- أقحم بعدها في م: أنا الحسن بن سفيان نا عبيد اللّه بن معاذ.

و كذا رواه أحمد بن المنكدر.

[أخبرنا أبو بكر] (1) محمّد بن الحسين، أنا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو القاسم عبيد (2)،نا أحمد بن محمّد بن سعيد، نا جعفر بن عبد اللّه المحمّدي، حدّثني أبي محمّد بن عبد اللّه، حدّثني إسحاق بن جعفر بن محمّد، حدّثني عبد اللّه بن حسين بن عطاء بن يسار، حدّثني محمّد بن المنكدر قال: سمعت سعيد بن المسيّب، حدّثني عامر بن سعد، عن أبيه؛ فلقيت سعدا فسألته، فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول لعلي:«أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبي بعدي»[8538].

أخبرناه أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم ابن أبي بكر، أنا عمر بن أحمد بن عمر بن محمّد بن مسرور، أنا أبو أحمد التميمي الحسين بن علي، أنا أبو القاسم البغوي، نا عبيد اللّه بن عمر القواريري، نا يوسف بن عبد اللّه بن الماجشون، أخبرني محمّد بن المنكدر، عن سعيد بن المسيّب، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول لعلي:«أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه ليس بعدي نبي»[8539].

فأحببت (3) أن أشافه بذلك سعدا، فلقيته، فسألته عما ذكر لي فقال: نعم سمعته، قال:

قلت: أنت سمعته ؟ فأدخل إصبعيه في أذنيه و قال: نعم، و إلاّ فاستكتا (4).

أخبرناه أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسين


1- بياض بالأصل و م و «ز»، و استدرك ما بين معكوفتين لتقويم السند، و السند معروف.
2- بياض بالأصل و م، و في المطبوعة: عبيد (اللّه بن أحمد بن علي الصيدلاني).
3- القائل سعيد بن المسيب راوي الحديث.
4- في م: فاسكتا.

يوسف بن يعقوب - يعني الماجشون - عن ابن المنكدر، عن سعيد بن المسيّب، عن عامر بن سعد، عن أبيه سعد أنه قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول لعلي:«أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنه ليس بعدي (1) نبي».

قال سعيد: فأحببت أن أشافه بذلك سعدا، فلقيته، فذكرت له ما ذكر لي عامر، فقلت له:- زاد البحيري: سمعته ؟- و قالوا: فقال: نعم، سمعته، فقلت: أنت سمعته ؟ فأدخل يديه في أذنيه - و قال البحيري: إصبعيه في أذنيه - ثم قال: نعم و إلاّ فاستكتا.

لفظهم قريب.

و روي عن ابن المنكدر عن سعيد عن إبراهيم بن سعد بدلا عن عامر.

آخر الجزء الحادي و التسعين بعد الثلاثمائة من الفرع.

أخبرناه أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا سعيد بن أحمد العيّار، أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن محمّد الفامي، نا محمّد بن إسحاق السرّاج، نا عمر بن محمّد بن الحسن الأسدي، نا أبي، نا عبد العزيز بن أبي سلمة، عن محمّد بن المنكدر، عن سعيد بن المسيّب، أخبرني إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه.

أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول لعلي:«أ ما ترضى أن تكون منّي بمكان هارون من موسى إلاّ النبوة»[8540].

قال سعيد (2):فلم أرض بقول إبراهيم حتى لقيت سعدا، فقلت: أ أنت سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ فقال: نعم، و إلاّ فاصطكتا. و يروى عن ابن المنكدر عن ابن المسيّب عن سعد نفسه.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أحمد بن منصور، أنا أبو الفضل الفامي، أنا أبو العباس الحسن (3)،نا إبراهيم بن عبد اللّه بن حاتم الهروي.......


1- في م و «ز»: إلاّ أنه ليس معي نبي.
2- الأصل و م: سعد، تصحيف، و هو سعيد بن المسيب راوي الحديث عن إبراهيم بن سعد.
3- قوله:«أبو العباس الحسن» مكانه بياض في م. و في «ز»: أبو العباس الثقفي.

أنه سأل سعد بن أبي وقاص [هل سمعت رسول اللّه] (1) صلى اللّه عليه و سلم يقول لعلي:«أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبي بعدي»؟ قال: نعم، ذلك (2) سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال: فأدخل إصبعيه في أذنيه، قال: نعم و إلاّ فاستكتا.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر (3)،أنا أحمد (4) بن سليمان، نا.... (5) حسن بن غياث (6)،نا (7) عن الهروي عن (8) محمّد بن المنكدر، عن سعيد بن المسيّب، عن سعد بن أبي وقّاص أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال لعلي:«أنت مني بمنزلة هارون من موسى»[8541].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه (9)[ابن عمر، و أبو محمد بن أبي عثمان] (10).

ح و أخبرناه أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو [الغنائم بن أبي عثمان] (11)[أنبأنا أبو محمد عبد اللّه]


1- ما بين معكوفتين مكانه بياض بالأصل و م و «ز»، و المستدرك عن المطبوعة، و الكلمات مستدركة فيها أيضا بين معكوفتين.
2- كذا بالأصل، و في م: أنت سمعته.
3- في م: بشر.
4- الأصل و م: خيثمة، و قد شطبت بالأصل، و استدرك على الهامش فيه:«أحمد» و بعدها صح.
5- بياض بالأصل، و في م: نا ابن أبي العلاء، نا.
6- في م: عياش.
7- بالأصل بعد: نا، ضبة، و كأنه يشير إلى سقط ما، و في م: نا فرات بن سليمان.
8- الأصل «بن» و المثبت عن م.
9- الأصل: عبد اللّه، و المثبت عن م.
10- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن م، و بعض الكلمات في «ز» غير مقروءة.
11- بياض بالأصل، و المستدرك عن م و فيها: و أبو عثمان، بدل: بن أبي عثمان، و بعدها بياض، كما أنه بالأصل بياض. و الكلام في «ز» غير مقروء.

محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن القاسم بن جامع الدهان، نا أبو علي محمّد بن سعيد بن عبد الرّحمن الرقي الحافظ ، نا محمّد بن يحيى بن كثير الرقي، نا يحيى بن عبد الحميد الحمّاني، نا داود بن كثير الرقي، نا محمّد بن المنكدر، عن سعيد بن المسيّب قال: سمعت سعدا يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«عليّ مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبيّ بعدي»[8542].

و هكذا رواه عن ابن المسيّب قتادة و عليّ بن الحسين، و يحيى بن سعيد، و صفوان بن سليم المديني.

فأما حديث قتادة:

فأخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري (1).

ح و أخبرنا أبو منصور موهوب بن أحمد بن محمّد بن الخضر، و أبو الحسين أحمد بن محمّد بن الطّيّب، قالا: أنا أبو القاسم بن البسري.

ح و أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا عبد العزيز بن علي بن أحمد بن الحسين، قالوا: أنا أبو طاهر المخلّص.

ح و أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، و أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن، و أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن محمّد بن البخاري، و أبو الدرّ ياقوت بن عبد اللّه، قالوا: أنا أبو محمّد الصّريفيني.

[ح و أخبرناه أبو العز بن كادش، أنا أبو الحسين محمد بن محمد بن علي الوراق] (2).

ح و أخبرناه أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن علي البيهقي (3)،أنا القاضي أبو علي محمّد بن إسماعيل بن محمّد العراقي - بطوس - قالوا: حدّثنا أبو طاهر المخلّص - إملاء - نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا [محمد بن]


1- الأصل: البصري، تصحيف، و التصويب عن م، و السند معروف.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
3- في م: السمعي.

داود، نا سعيد بن [أبي عروبة] (1) عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب، عن سعد بن أبي وقاص قال:[قال] (2) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعلي:«أنت مني بمنزلة هارون من موسى»[8543].

و هذا إسناد غريب و المحفوظ ما.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن الحسن بن أحمد، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسن (3) بن محمّد بن عبد الوهاب، نا أبو علي الحسين بن غالب بن المبارك المقرئ، قالا: أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن [عبد الرحمن] (4) بن محمّد [الزهري] (5).

[و أخبرنا (6) أبو الحصين أحمد بن محمد بن الطيوري، أنبأنا أبو القاسم البغوي، قالا: أنبأنا محمد و حفص قالا: أنبأنا عبد اللّه بن محمد بن عمر العوفي، أنبأنا بشر بن حلال الصواف، أنبأنا جعفر بن سليمان، عن حرب بن شداد عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن سعد بن أبي وقاص، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعلي بن أبي طالب: أ ما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى ؟].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن [البسري] (7).

و أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن الطّيّب، أنا أبو القاسم بن القشيري، قالا:

أنا محمّد بن عبد اللّه، قالا: نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، نا بشر بن هلال الصّوّاف، نا جعفر بن هارون (8) عن


1- بياض بالأصل، و المستدرك لتقويم السند عن م و «ز».
2- الزيادة للإيضاح عن م.
3- الأصل و م، و في المطبوعة: الحسين.
4- بياض بالأصل، و الكلام غير مقروء في «ز»، و المستدرك عن م.
5- بياض بالأصل، و غير مقروء في «ز»، و المستدرك عن م.
6- الخبر التالي سقط من الأصل و م، و الخبر موجود في «ز»، و أكثر كلماته غير مقروءة، أخذناه بتمامه عن المطبوعة بدون أي تعليق من قبلنا.
7- بياض بالأصل، و المستدرك عن م، و في المطبوعة: القشيري.
8- «بن هارون» فوق هارون بالأصل ضبة، و مكانها بياض في م.

المسيّب، عن سعد بن أبي وقاص قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعلي بن أبي طالب:«أ ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى»[8544].

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا عبد العزيز بن علي بن أحمد بن الحسين، أنا أبو طاهر المخلّص، و أبو القاسم البغوي، نا بشر بن هلال الصّوّاف، نا جعفر بن سليمان، عن حرب بن شداد، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب، عن سعد بن أبي وقاص قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعلي بن أبي طالب:«أ ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى»[8545].

و أخبرناه أتم من هذا أبو الحسن محمّد بن عبد الجبار بن توبة، و أبو ياسر سليمان بن عبد اللّه بن سليمان بن الفرج، و أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن، قالوا: أنا أبو الحسين بن النقور - زاد ابن البنّا: و أبو يعلى بن الفراء قالا:- أنا عيسى بن علي، أنا أبو القاسم البغوي، نا أبو محمّد نعيم بن الهيصم، أنا جعفر بن سليمان، عن حرب أبي الخطّاب (1)،عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب قال جعفر: أظنه عن سعد بن أبي وقاص قال:

لما غزا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم غزوة تبوك خلّف عليا بالمدينة فقالوا: فيه: ملّه و كره صحبته، فبلغ ذلك عليا، فشقّ عليه، قال: فتبع النبي صلى اللّه عليه و سلم حتى لحقه، فقال: يا رسول اللّه خلّفتني مع الذراري و النساء حتى قالوا ملّه و كره صحبته، فقال:«ما (2) ترضى يا عليّ أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى»؟ [8546].

قال ابن منيع: هكذا حدث نعيم عن جعفر بهذا الحديث بالشك (3).

و حدّثناه بشر بن هلال الصوّاف، نا جعفر، عن حرب بن شدّاد، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب، عن سعد، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم نحوه و لم يشك


1- هو حرب بن شداد اليشكري، أبو الخطاب البصري، ترجمته في تهذيب الكمال 207/4. ط دار الفكر.
2- في المطبوعة:«أما».
3- يعني أنه شك في أن يكون عن سعد بن أبي وقاص.

أخبرناه أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، أنا أبو عثمان البحيري.

ح و أخبرناه أبو المظفر القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي، قالا: أنا أبو عمرو بن حمدان الحيري.

ح و أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، نا إبراهيم بن منصور، نا أبو بكر بن المقرئ.

قالا: أنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنّى الموصلي.

ح و أخبرناه أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو القاسم البغوي.

ح و أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، و أبو البركات يحيى بن عبد الرّحمن بن حبيش، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، نا عيسى بن علي قال: قرئ على أبي القاسم البغوي، قالا: نا بشر بن هلال الصوّاف، نا جعفر بن [سليمان] (1)،عن حرب (2) بن شدّاد، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب، عن سعد بن أبي وقاص قال:

لما غزا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم غزوة تبوك خلّف عليا بالمدينة [فقال الناس: ملّه و كره صحبته] (3) فتبع علي النبي صلى اللّه عليه و سلم حتى لحقه في بعض الطرق (4)،و قال [البحيري: فبلغ] (5)ذلك عليا [فخرج] (6) حتى لحق بالنبي صلى اللّه عليه و سلم في الطريق، فقال: يا رسول اللّه خلّفتني بالمدينة [مع النساء و الذراري حتى قالوا (7)]. قال البحيري: حتى قال الناس: ملّه و كره صحبته، فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:... (8) قال:«يا عليّ إنّما خلّفتك على أهلي، أ ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى [إلاّ أنه]


1- بياض بالأصل و م، و لعل الصواب ما استدرك قياسا إلى سند سابق.
2- «عن حرب» مكانه بياض في م.
3- بياض بالأصل و م، و المستدرك:(فقال الناس: مله و كره صحبته) عن «ز»، و انظر المطبوعة.
4- كذا بالأصل،«و حتى لحقه في بعض الطرق» بياض في م، و في المطبوعة: الطريق.
5- بياض بالأصل و م، و المستدرك عن المطبوعة.
6- بياض بالأصل و م، و المستدرك عن المطبوعة.
7- بياض بالأصل و م، و المستدرك عن «ز».
8- بياض بالأصل و م.

عن حكيم بن جبير قال:

قلت لعلي بن حسين: أشهد على عبد خير لحدّثني أنه سمع عليا على هذا المنبر و هو يقول: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر، و عمر، و ثالث، لو شئت سميت ثالثا، قال: فضرب علي بن حسين فخذي و قال: حدّثني سعيد بن المسيّب أن سعد بن أبي وقاص حدّثه أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول لعلي:«أنت مني بمنزلة هارون من موسى»[8548].

و أخبرناه أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (1)،أنا أبو القاسم الحسين بن أحمد بن عثمان بن شيطا البزاز، نا علي بن محمّد بن المعلّى الشونيزي، نا طريف بن عبيد اللّه الموصلي، نا علي بن حكيم الأودي، نا عبد اللّه بن بكير الغنوي (2)، حدّثني حكيم بن جبير قال:

قلت لعلي بن الحسين: يا سيدي إن الشعبي حدّث عن أبي جحيفة وهب الخير أن أباك صعد المنبر فقال: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر و عمر، فقال: أين يذهب بك


1- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 364/9 ضمن ترجمة أبي الوليد طريف بن عبيد اللّه الموصلي.
2- الأصل: العنزي، و المثبت عن م و تاريخ بغداد.

قال: فقال علي بن الحسين: فكيف أصنع بحديث حدّثنيه سعيد بن المسيّب عن سعد بن أبي وقاص ؟ قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعلي:«أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي»[8551].

قال أبو عبد اللّه الهروي و هذا الحديث لم يحدث به عن إسرائيل [إلاّ] (1) يزيد بن زريع، و علي بن قادم، و الحديث غريب، و باللّه التوفيق.

قد رواه عبيد اللّه، عن إسرائيل أيضا:

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، نا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، حدّثني أبو عبد اللّه [أحمد بن صالح بن] (2) بن محمّد (3) البرقي (4)،نا جعفر (5) بن موسى القطان، نا عبيد اللّه بن موسى، نا إسرائيل، عن حكيم بن جبير، عن علي بن الحسين (6)،حدّثني سعيد بن المسيّب، عن علي (7) أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم [خرج] (8) في غزوة تبوك [و] خلّف بالمدينة علي فقال له: تخلّفني ؟ قال:«أ ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبي بعدي»[8552].

و أما حديث يحيى (9):

فأخبرناه أبو بكر محمد بن عبد اللّه (10).... نا أبو العباس عبيد (11) اللّه بن موسى بن إسحاق الهاشمي، أنا محمد بن محمد بن سليمان.

و أخبرناه أبو عبد اللّه.... (12) أنا إبراهيم بن مفعور، أنا (13) أبو بكر المقرئ، نا محمد بن الباغندي، نا هارون بن حاتم - زاد الهاشمي: المقرئ - نا عبد السلام....... بن سعيد


1- بياض بالأصل و م، و استدركت اللفظة عن المطبوعة.
2- بياض بالأصل و المستدرك عن م.
3- «محمد» ليست في م.
4- كذا بالأصل، و في م و المطبوعة: البزاز.
5- الذي في م:«يوسف بن موسى، نا العطار» و في «ز»: نا يوسف بن موسى القطان.
6- بالأصل:«عن علي، نا الحسن» و التصويب عن م.
7- كذا بالأصل، و مكانها بياض في م.
8- بياض بالأصل و م، و المستدرك عن «ز».
9- من قوله: خرج في غزوة تبوك إلى هنا بياض في م.
10- كذا بالأصل و بعدها بياض، و في م:«عبد» و بعدها بياض، و الكلام غير مقروء في «ز».
11- بالأصل: بن عبيد اللّه.
12- بياض بالأصل و م.
13- ما بين الرقمين عن م، و مكانه بالأصل: و أبو بكر بن المقرئ، نا محمد بن سعيد عن سعيد بن المسيب.

النبي صلى اللّه عليه و سلم [و في حديث الهاشمي:] عن سعد أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال - لعلي:«أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبي بعدي».

[رواه] (1) غيره بينهما الزهري.

أخبرناه أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو (2) عمر بن مهدي، أنا محمّد بن مخلد، نا عبد اللّه بن نسيب (3)،نا ذؤيب بن عباية، حدّثني أسامة بن حفص، عن يحيى بن سعيد، عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب عن سعد: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال لعلي:«أنت مني بمنزلة هارون من موسى»[8553].

و أما حديث صفوان:

فأخبرناه أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسين بن أبي نصر، أنا أبو بكر الميانجي، أنا علي بن أحمد بن الحسين العجلي - يعرف بابن أبي قوبة (4)-نا عبّاد بن يعقوب، أنا ابن أبي نجيح


1- بياض بالأصل و م.
2- سقطت من م.
3- في م:«شويب، نا دويب بن عمامة» و في «ز»: «عبد اللّه بن شبيب نا ذؤيب بن غمامة».
4- تقرأ في «ز»: قربه، و في م:«مربه» و المثبت يوافق المطبوعة.

سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن المنهال - زاد المقرئ: ابن عمرو - عن عامر بن سعد، عن أبيه، و عن أم سلمة.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال لعلي:«أ ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبيّ بعدي»[8555].

و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا أبو القاسم البغوي، نا داود بن عمرو، نا حسّان بن إبراهيم، نا محمّد بن سلمة، عن سلمة، عن المنهال، عن عامر بن سعد، عن سعد، و عن أم سلمة.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال لعلي:«أ ما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه ليس بعدي نبي»[8556].

أخبرناه (1) أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو البركات يحيى بن عبد الرّحمن بن حسن (2)،و أبو الحسن محمّد بن أحمد بن إبراهيم، قالوا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، نا عيسى بن علي، أنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن زياد النيسابوري - إملاء - نا محمّد بن إشكاب، نا أحمد بن المفضّل الكوفي، نا يحيى بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن المنهال بن عمرو، عن عامر بن سعد، عن أبيه سعد، و عن أم سلمة.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال لعلي:«أ لا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، غير أنه ليس بعدي نبوة»[8557].

و أما حديث سلمة:

فأخبرناه أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمّد الخرّقي، نا محمّد بن محمّد الباغندي، نا محمّد بن حميد الرازي، نا هارون بن المغيرة، عن عمرو بن أبي قيس، عن شعيب بن خالد، عن سلمة بن كهيل، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، و عن أم سلمة قالا:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعلي:«أ ما ترضى أن تكون


1- في م: أخبرنا.
2- كذا رسمها بالأصل، و في م:«حمش» و في المطبوعة: حبيش.

قال سلمة: و سمعت مولى لبني موهبة يقول: سمعت ابن عباس يقول: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم؛ مثله.

و أما حديث الزّهري:

فأخبرناه أبو الحسن الفقيه، نا عبد العزيز بن (1) أحمد، أنا تمام بن محمّد، و الحسن (2) بن حبارة، قالا: نا خيثمة، نا أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الصّوّاف، نا معمر بن بكّار، حدّثني إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن عامر بن سعد قال:

إنّي لمع أبي إذ تبعنا رجل في نفسه على عليّ بعض الشيء، فقال: يا أبا إسحاق ما حديث يذكر الناس عن علي ؟ قال: و ما هو؟ قال:«أنت مني بمنزلة هارون من موسى» قال:

نعم، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول لعلي:«أنت مني كهارون من موسى» ما تنكر أن يقول لعلي هذا، و أفضل من هذا؟[8559].

و أمّا حديث الحويرث:

فأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد بن أبي عثمان، و أبو طاهر القصّاري.

و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا أبي أبو طاهر.

قالا: أنا إسماعيل بن الحسن بن عبد اللّه، نا أبو القاسم الحسين بن أحمد بن صدقة الفرائضي، نا محمّد بن الحسين بن أبي الحنين


1- «بن» ليست في م.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: و (أبو) الحسن بن حبارة.

موسى إلاّ أنه لا نبي بعدي»[8560].

و هو صحيح من حديث إبراهيم بن سعد، فقد أخبرناه أبو المظفر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو سهل المزكي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ.

قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا زهير، نا هاشم بن القاسم، نا شعبة، حدّثني سعد بن إبراهيم، عن إبراهيم بن سعد بن مالك، عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعلي:«أ ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى عليهما السّلام»[8561].

و أخبرناه أبو علي الحسن بن المظفر، أنا أبو محمّد الجوهري.

و أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، نا أبو علي بن المذهب.

قالا: أنا أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (1)،نا محمّد بن جعفر.

ح و أخبرناه أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن علي، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا أبو بكر المقرئ، أنا أبو الفضل الفامي، أنا أبو العبّاس السرّاج، نا زياد بن أيوب، نا هاشم بن القاسم.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين (2) بن عبد الملك، أنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمّد، أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن محمّد الفامي


1- مسند أحمد بن حنبل 369/1 رقم 1505 ط . دار الفكر.
2- الأصل: الحسن، تصحيف و التصويب عن م، و السند معروف.

رواه البخاري (1) و مسلم (2) عن بندار عن غندر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، و أبو (3) محمّد بن أبي عثمان، و أحمد بن محمّد بن إبراهيم.

و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد، أنا أبي قالوا: أنا إسماعيل بن الحسن بن عبد اللّه.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي قالا:

نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا محمّد بن منصور، نا يعقوب بن إبراهيم، نا أبي عن ابن إسحاق، حدثني محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة عن إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم - و قال ابن طاوس: أنه سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم - قال لعلي هذه المقالة حين استخلفه «أ لا ترضى يا عليّ أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبي بعدي»؟ [8562].

و أخبرنا أبو المظفّر القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو الفقيه.

و أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ.

قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا زهير، نا يعقوب بن إبراهيم، نا أبي، عن ابن


1- صحيح البخاري 62 كتاب فضائل أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم،(9) باب مناقب علي رضي اللّه عنه، ح رقم 3706.
2- صحيح مسلم 44 كتاب الفضائل،4 باب من فضائل علي 121/7.
3- الأصل:«و أبي» و المثبت عن م.

قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد بن محمّد بن حنبل (1)،حدّثني أبي، نا محمّد بن جعفر، نا شعبة، عن الحكم، عن مصعب بن سعد، عن سعد بن أبي وقّاص قال:

خلّف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم علي بن أبي طالب في غزوة تبوك، قال (2):يا رسول اللّه تخلّفني في النساء و الصبيان ؟ قال:«أ ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ؟ غير أنه لا نبي بعدي»[8563].

أخبرناه أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

و أخبرناه أبو سهل بن سعدوية، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ.

قالا: أنا أبو يعلى، نا عبيد اللّه - هو: ابن عمر القواريري - نا غندر.

ح (3) و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا أبو عبيد القاسم بن إسماعيل، نا محمّد بن الوليد البسري، نا محمّد بن جعفر، نا شعبة، عن الحكم، عن مصعب بن سعد، عن سعد بن أبي وقاص قال:

خلّف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم علي بن أبي طالب في غزوة تبوك، فقال: يا رسول اللّه تخلّفني في النساء و الصبيان ؟ قال:«أ ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير - و في حديث ابن السمرقندي: إلا - أنه لا نبي بعدي - و في حديث أبي المظفر: ما


1- مسند أحمد بن حنبل 386/1 رقم 1583 ط . دار الفكر.
2- في المسند و المطبوعة: فقال.
3- من هنا إلى آخر الخبر (و في حديث..) ليس في م.

و رواه غيره عن أبي داود الطّيالسي، عن شعبة، فقال: عن عاصم:

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر، و أبو غالب بن البنّا، قالا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو العباس عبد اللّه بن موسى بن إسحاق الهاشمي، نا علي بن سراج المصري الحافظ ، نا نصير بن حرب، نا أبو داود الطّيالسي، نا شعبة، عن عاصم، عن مصعب بن سعد، عن سعد قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعلي:«أ ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبيّ بعدي»[8565].

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة، نا أبو رفاعة، نا محمّد بن الحسن - يعرف بالهجيمي (1)-نا أبو عوانة، عن الأعمش، عن الحكم، عن مصعب بن سعد، عن سعد قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعلي:«أ ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي».

و لقد رأيته يخطر بالسيف يعلو به هام المشركين يقول: سنحنح الليل كأني جنّي.

و أخبرناه أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي، أنا الأمير المؤيد معتزّ الدولة أبو المكارم حيدرة بن الحسين بن مفلح، أنا الحسين بن عبد اللّه بن محمّد بن إسحاق بن أبي كامل، أنا خيثمة بن سليمان، نا محمّد بن يونس بن موسى السّامري.

ح و أخبرنا أبو حفص عمر بن محمّد بن الحسن الفرغولي، أنا أبو عثمان محمّد بن عبيد اللّه المحمي، أنا السيد أبو الحسن محمّد بن الحسين بن داود بن علي بن عيسى العلوي، نا أبو الأحرز محمّد بن عمر بن جميل الأزدي، نا محمّد بن يونس القرشي، قالا:

نا محمّد بن الحسن بن معلّى بن زياد القردوسي (2).

و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، نا أبو سعد أحمد بن إبراهيم المقرئ - إملاء - أنا أبو منصور الأزدي - بهراة - أنا أبو علي الرفاء، نا محمّد بن يونس بن موسى، نا محمّد بن الحسن بن معلّى القردوسي


1- كذا رسمها بالأصل و م، و في المطبوعة: المنجيمي.
2- بالأصل: الفردوسي، تصحيف، و التصويب بالقاف عن م، و «ز». و هذه النسبة بضم القاف نسبة إلى قردوس، بطن من الأزد (راجع تاج العروس.

قال لي معاوية: تحب - و قال أبو حفص: أ تحب - عليا؟ قال: قلت: و كيف لا أحبّه و قد سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - و قال أبو حفص: النبي صلى اللّه عليه و سلم - يقول:«أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي».

و لقد رأيته بارز يوم بدر، فجعل - و قال أبو حفص: و هو - يحمحم (1) كما تحمحم (2)الفرس، و هو يقول - و قال أبو حفص، و أبو القاسم الشحامي و يقول: (3)-.

بازل (4) عامين حديث سنّي *** سنحنح (5) الليل كأنّي جنّي

لمثل هذا ولدتني أمي (6)

قال: فما رجع حتى خضب سيفه دما.

و روته عائشة بنت سعد عن أبيها.

أخبرناه أبو علي بن السبط ، نا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي الواعظ .

قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد


1- الأصل:«يحتحم.. تحتحم» و التصويب عن المختصر و المطبوعة.
2- الأصل:«يحتحم.. تحتحم» و التصويب عن المختصر و المطبوعة.
3- الرجز في ديوان علي رضي اللّه عنه، ط بيروت ص 192.
4- البازل: من الإبل: الذي خرج نابه، و هو في ذلك تكمل قوته، و يكون ذلك في السنة التاسعة (راجع تاج العروس - بزل).
5- سنحنح الليل: أي لا أنام الليل، فأنا مستيقظ دائما.
6- كذا غيّر القافية، من الميم إلى النون، و كان من المفروض أن تتبع القافية «النون» و هو على كل جال من جوازات الشعر.

تبوك، و علي يبكي و يقول: يا رسول اللّه أ تخلّفني مع الخوالف ؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أ ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ النبوة»؟ [8567].

و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد يحيى بن محمّد بن الحسن بن محمّد بن علي بن الأقساسي، و أبو عبد اللّه محمّد بن الحسن الخزاعي المعروف بابن داود الكوفيان - ببغداد - قالا: أنا القاضي أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن الحسن (1)الجعفي (2)،نا صالح بن وصيف الكتّاني، نا أبو محمّد القاسم بن عبد اللّه بن المغيرة الجوهري، نا أبو غسان يعني مالك بن إسماعيل النّهدي، نا المطّلب بن زياد، نا ليث.

ح و أخبرنا أبو منصور بن خيرون، نا أبو بكر الخطيب (3)،أنا علي بن القاسم بن الحسن الشاهد - بالبصرة - نا علي بن إسحاق بن محمّد بن البختري المادرائي (4)،نا حسين بن شداد، نا سهل بن نصر، نا المطّلب بن زياد، عن ليث، عن الحكم، عن عائشة بنت سعد، عن سعد.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال لعلي يوم غزوة - و قال سهل: في غزوة تبوك:- «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبيّ بعدي»[8568].

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا سعيد بن أحمد بن محمّد، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن علي بن بكر بن هانئ البزاز العدل الثقة، نا أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن شاذ بن قتيبة الراوساني (5)،نا أبو سعيد الأشج، نا الصّلت


1- في م:«الحسين» قارن مع ترجمته في سير أعلام النبلاء 101/17 و فيها أيضا: الحسين.
2- كذا بالأصل و م و المطبوعة، و في «ز»: الخثعمي.
3- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 52/8-53 ضمن ترجمة الحسين بن شداد القطان.
4- بالأصل و م و «ز» و المطبوعة:«البادراني» و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- كذا رسمها بالأصل و م، و في المطبوعة: الراساني.

سعيد الأشج، نا المطّلب بن زياد، عن ليث، عن الحكم، عن عائشة ابنة سعد، عن سعد.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال لعلي يوم غزوة تبوك:«أنت مني بمكان هارون من موسى إلاّ أنه لا نبي بعدي»[8570].

و أخبرناه أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمّد بن مخلد، أنا أحمد بن عثمان بن حكيم، نا حسن بن بشر، نا الحكم بن عبد الملك، عن زيد بن نافع، عن عائشة بنت سعد عن أبيها، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال لعلي:

«أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنه لا نبي بعدي»[8571].

أخبرنا أبو محمّد أيضا، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا عبد اللّه بن عبيد اللّه البيع، أنا أبو عبد اللّه المحاملي، نا عبد اللّه بن شبيب، حدّثني ابن أبي أويس، حدّثني أبي عن سليمان بن بلال، عن عبد الأعلى بن عبد اللّه بن أبي فروة، عن عائشة بنت سعد، عن أبيها سعد بن أبي وقّاص.

أن علي بن أبي طالب خرج مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى إذا جاء ثنية الوداع و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يريد تبوك، و عليّ يبكي و يقول: يا رسول اللّه تخلّفني مع الخوالف ؟ فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أ لا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ النبوة»[8572].

و رواه الأسود بن يزيد، و مالك بن الحارث الأشتر عن سعد.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد بن أبي عثمان، و أبو طاهر أحمد (1)بن محمّد بن إبراهيم.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد بن إبراهيم، أنا أبي، قالا: أنا أبو القاسم إسماعيل بن الحسن بن عبد اللّه بن الهيثم الصرصري، أنا أحمد بن محمّد بن سعيد بن (2) عقدة، نا عبد


1- الأصل: محمد، و المثبت عن م و المطبوعة.
2- الأصل:«عن» تصحيف، و المثبت عن م و المطبوعة.

سالم اللّه من سالمته، و عادى من عاديته»[8573].

و روي عن زيد بن أرقم عن سعد.

أخبرناه أبو الحسن الفقيه الشافعي، نا عبد العزيز الصوفي، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا يحيى بن أبي طالب - ببغداد - نا يزيد بن هارون، أنا فطر (1)بن خليفة، عن عبد اللّه بن شريك، عن زيد بن أرقم قال:

قدمت المدينة فجلسنا إلى سعد فقال: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول لعلي:«أنت مني بمنزلة هارون من موسى»، و سدّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الأبواب إلاّ باب علي[8574].

قال: هكذا قال: عن زيد بن أرقم، و هذا الحديث عند الناس عن عبد اللّه بن شريك، عن عبد اللّه بن أرقم (2) الكناني، عن سعد - يعني ما.

أخبرناه أبو علي بن السبط ، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب.

قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، نا حجاج، نا فطر، عن عبد اللّه بن شريك، عن عبد اللّه بن الرّقيم الكناني قال:

خرجنا إلى المدينة زمن الجمل، فلقينا سعد بن مالك بها، فقال: أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بسدّ الأبواب الشارعة في المسجد، و ترك باب علي[8575].

و رواه ابن البيلماني (4) عن سعد.

أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن الطبري المقرئ، أنا أبو طاهر محمّد بن الفضل بن محمّد بن إسحاق بن خزيمة، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن شاد بن قتيبة الراوساني، نا أبو سعيد عبد اللّه بن سعيد الأشج، نا عبد اللّه بن الأجلح، عن أبيه، عن حبيب بن أبي ثابت عن [ابن]


1- رسمها غير واضح بالأصل و بدون إعجام، و المثبت عن م.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و سيأتي عن مسند أحمد:«الرقيم» و في طبقات ابن سعد 24/3 «رقيم».
3- مسند أحمد بن حنبل 371/1 رقم 1511 ط . دار الفكر.
4- هو عبد الرحمن بن البيلماني ترجمته في تهذيب الكمال 127/11 ط . دار الفكر - بيروت.

و أخبرناه أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثني ناعم بن السري بن عاصم - بطرسوس - نا عبد اللّه بن سعيد الكندي أبو سعيد الأشج، نا الأجلح، عن أبيه، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ابن البيلماني، عن سعد قال:

سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول لعلي بن أبي طالب:«أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنه لا نبي بعدي»[8577].

و روي هذا الحديث أيضا عن غير سعد، روي عن عمر، و علي، و أبي هريرة، و ابن عباس، و ابن جعفر، و معاوية، و جابر بن عبد اللّه، و أبي سعيد، و البراء بن عازب، و زيد بن أرقم، و جابر بن سمرة، و أنس بن مالك، و زيد بن أبي أوفى، و نبيط بن شريط ، و حبشي بن جنادة، و مالك بن الحويرث الليثي، و أبي الفيل (1)،و أسماء بنت عميس، و أم سلمة أم المؤمنين، و فاطمة بنت حمزة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

فأمّا ما روي عن عمر بن الخطاب:

فأخبرناه أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد التميمي، أنا الحسين بن عبد اللّه بن محمّد بن أبي كامل، أنا محمّد بن الحسين بن صالح في كتابه، نا المبارك بن محمّد، نا أحمد بن موسى صاحب الآدم، نا إسماعيل بن يحيى بن عبد اللّه التيمي، عن عبد الملك، عن عطاء، عن سويد بن غفلة قال:

رأى عمر رجلا يخاصم عليا، فقال له عمر:«إنّي لأظنك من المنافقين، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«عليّ مني بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنه لا نبي بعدي»[8578].

و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي


1- أبو الفيل، خزاعي، كوفي. صحابي. ترجمته في الإصابة 156/4، و الاستيعاب 157/4 (هامش الإصابة).

أخبرناه أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (1)،أنا أحمد بن محمّد القطيعي، نا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الكوفي، حدّثني علي بن محمّد بن مروان أبو الحسن المقرئ من كتابه، أنا الحسن بن يزيد الجصّاص المخرّمي - سكن سرمن رأى - نا إسماعيل بن يحيى بن (2) عبيد اللّه التيمي، عن ابن جريج، عن عطاء بن السائب الثقفي من أهل الكوفة، عن سويد بن غفلة، عن عمر بن الخطاب.

أنه رجلا يسبّ عليا فقال: إنّي أظنك منافقا، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّما علي مني بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنه لا نبي بعدي»[8580].

و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن سعيد بن محارب بن عمرو الأنصاري الأوسي الإصطخري، نا أبو محمّد عبد اللّه بن أذران الخياط بشيراز سنة أربع و ثلاثمائة، نا إبراهيم بن سعيد الجوهري وصيّ المأمون، حدّثني أمير المؤمنين المأمون، حدّثني أمير المؤمنين الرشيد، حدّثني أمير المؤمنين المهدي، حدّثني أمير المؤمنين المنصور، عن أبيه، عن جده، عن عبد اللّه بن عباس قال:

سمعت عمر بن الخطاب و عنده جماعة فتذاكروا السابقين إلى الإسلام فقال عمر: أمّا عليّ فسمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول فيه ثلاث خصال لوددت أنّ لي واحدة منهن، فكان أحبّ إليّ مما طلعت عليه الشمس، كنت أنا و أبو عبيدة و أبو بكر و جماعة من الصحابة إذ


1- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 451/7 ضمن ترجمة الحسن بن يزيد ابن معاوية.
2- الأصل و م: عن.

كهيل، عن حجّيّة بن عدي (1)،قال: قال علي بن أبي طالب: قال لي النبي صلى اللّه عليه و سلم:«أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنه لا نبي بعدي»[8582].

أخبرنا أبو القاسم عبيد اللّه (2)،و أبو الحسن علي ابنا حمزة بن إسماعيل الموسويان، و أبو العباس أحمد بن محمّد بن أحمد الاشكيدياني، و أبو جعفر محمّد بن علي بن محمّد المشاط الطبري، و أبو النضر عبد الرّحمن بن عبد الجبار بن عثمان، و أبو الفتح محمّد بن الموفق بن محمّد الجرجاني، و أبو المظفّر عبد الفاطر بن عبد الرحيم (3) بن عبد اللّه السّقطي، و أبو محمّد عبد الرفيع بن عبد اللّه بن أبي اليسر الضراب (4)،قالوا: أنا نجيب بن ميمون، أنا منصور بن عبد اللّه بن خالد الخالدي، نا أحمد بن الحسين بن سعيد الواسطي، نا الحسين بن عبد اللّه بن الخصيب، نا إبراهيم بن سعيد الجوهري، نا عبد اللّه المأمون أمير المؤمنين، حدّثني أبي الرشيد، حدّثني أبي (5) المهدي، حدّثني سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل عن حجيّة بن عدي عن علي بن أبي طالب قال: قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«أنت مني بمنزلة هارون من موسى»[8583].

ح و أخبرني أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أنا القاضي أبو محمّد الحسن بن الحسين بن محمّد بن رامين الأسترآباذي، نا أبو بكر محمّد بن محمّد بن بندار. إملاء. بسمرقند. أنا عبد اللّه بن زيدان، نا يونس بن علي القطان، حدّثني عثمان بن عيسى الرواسي، عن زياد بن المنذر، عن الأصبغ بن نباتة عن علي أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال له:«أنت مني بمنزلة هارون من موسى»[8584].

و أمّا ما روي عن ابن عباس:

فأخبرناه أبو الحسن علي بن المسلم السّلمي، نا عبد العزيز بن أحمد التميمي، أنا تمام بن محمّد، و عقيل بن عبيد اللّه، قالا: أنا محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الرازي، أنا أبو الحسن علي بن الحارث بن موسى الرازي، نا عبد اللّه بن داهر


1- هو حجية بن عدي الكندي الكوفي، ترجمته في تهذيب الكمال 184/4.
2- الأصل: عبد اللّه، تصحيف، و المثبت عن م و المطبوعة، قارن مع المشيخة 95/ب.
3- الأصل: عبد الرحمن، و المثبت عن م و المطبوعة. قارن مع المشيخة 121/أ.
4- رسمها مضطرب بالأصل، و تقرأ:«المضراني» و المثبت عن م.
5- الأصل: ابن، و المثبت عن م.

عن الأعمش، عن عباية الأسدي قال: سمعت ابن عباس يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول لعلي:«أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنه لا نبي بعدي»[8585].

و أخبرناه أتم من هذا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو عمرو عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي، نا علي بن سعيد بن بشير الرازي، نا عبد اللّه بن داهر الرازي، حدّثني أبي داهر بن يحيى، عن الأعمش، عن عباية الأسدي، عن ابن عباس.

عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قام لأم سلمة:«يا أمّ سلمة إنّ عليا لحمه من لحمي، و دمه من دمي، و هو منّي بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنه لا نبي بعدي»[8586].

قال ابن عدي (1):عامة ما يرويه - يعني ابن داهر - في فضائل عليّ ، و هو فيه متهم.

و أخبرناه أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن الحصين، أنا أبو القاسم علي بن المحسّن التنوخي، نا علي بن الحسن القاضي، نا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، نا بندار محمّد بن بشّار، نا محمّد بن جعفر غندر، نا شعبة، عن سلمة، عن كهيل قال: و أنا سمعت رجلا من بني موهبة يحدث عن ابن عبّاس.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال لعلي عليه السلام:«أ لا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى»[8587].

و أخبرناه أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود عنه، أنا أبو نعيم الحافظ (2)،نا أحمد بن إبراهيم بن يوسف، نا سهل بن عبد اللّه أبو طاهر، نا ابن أبي السّري، نا رواد، عن نهشل بن سعيد، عن الضّحّاك، عن ابن عباس قال:

رأيت عليا أتى النبي صلى اللّه عليه و سلم فاحتضنه من خلفه فقال: بلغني أنّك سمّيت أبا بكر و عمر و ضريب


1- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 229/4 ضمن ترجمة عبد اللّه بن داهر الرازي.
2- رواه أبو نعيم في ذكر أخبار أصبهان 328/2 ضمن ترجمة نهشل بن سعيد أبي سعيد الترمذي.

فأخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو محمّد الصّريفيني، و أبو الحسين بن النقور.

[ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو محمد الصريفيني، و أبو الحسين بن النقور] (1).

ح. و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو محمد الصريفيني.

قالا: أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن عبدان (2) الصيرفي، أنا الحسين بن إسماعيل المحاملي، أنا عبد اللّه بن شبيب، حدّثني ابن أبي أويس، حدّثني محمّد بن إسماعيل، حدّثني عبد الرّحمن بن أبي بكر، عن إسماعيل بن عبد اللّه بن جعفر، عن أبيه قال:

لما قدمت ابنة حمزة المدينة اختصم فيها علي و جعفر و زيد، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«قولوا - زاد ابن الأنماطي: أسمع، و قالا:. فقال زيد: هي ابنة أخي و أنا أحقّ بها، و قال علي: ابنة عمّي و أنا جئت بها، و قال جعفر ابنة عمي و خالتها عندي، قال:«خذها يا جعفر أنت أحقهم بها»، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - زاد الأنماطي: لأقضين بينكم و قالا:- أما أنت يا زيد فمولاي و أنا مولاك، و أما أنت يا جعفر فأشبهت خلقي و خلقي، و أما أنت يا علي فأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ النبوة (3).و قال الأنماطي: إلاّ أنه لا نبوة»[8589].

و أمّا ما روي عن معاوية:

فأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا السيّد أبو الحسن محمّد بن علي بن الحسين، نا حمزة بن محمّد الدهقان، نا محمّد بن يونس، نا وهب بن عثمان البصري، نا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قال:

سأل رجل معاوية عن مسألة (4) فقال: سل عنها علي بن أبي طالب، فهو أعلم مني، قال: قولك يا أمير المؤمنين أحبّ إلي من قول علي، قال: بئس ما قلت و لؤم ما جئت به، لقد كرهت رجلا كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يغرّه بالعلم غرّا


1- من قوله: ح و اخبرنا.. إلى هنا سقط من الأصل و م، و استدرك بين معقوفتين عن «ز».
2- في المطبوعة: عبد اللّه.
3- من قوله: لأقضين بينكم.. إلى هنا استدرك على هامش م و كتب بعدها صح.
4- في م: مسلمة، تصحيف.

مقرون من موسى، إلاّ أنه لا نبي بعدي».

و كأن عمر بن الخطاب يسأله و يأخذ عنه، و لقد شهدت عمر إذا أشكل عليه أمر قال:

هاهنا علي بن أبي طالب ؟ ثم قال للرجل: قم لا أقام اللّه رجليك، و محا اسمه من الديوان[8590].

أخبرناه عاليا أبو نصر بن رضوان، و أبو علي ابن السبط ، و أبو غالب بن البنّا، قالوا:

أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا محمّد بن يونس، نا وهب بن عمرو بن عثمان النمري البصري، حدّثني أبي، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قال:

جاء رجل إلى معاوية فسأله عن مسألة فقال: سل عنها علي بن أبي طالب فهو أعلم، فقال: يا أمير المؤمنين جوابك فيها أحبّ إليّ من جواب علي، فقال: بئس ما قلت، و لؤم ما جئت به، لقد كرهت رجلا كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يغره بالعلم غرّا، و لقد قال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنه لا نبي بعدي»[8591].

و كان عمر إذا أشكل عليه شيء يأخذ منه، و لقد سمعت (1) عمر و قد أشكل عليه فقال:

هاهنا علي ؟ قم لا أقام اللّه رجليك.

و أمّا ما روي عن أبي هريرة:

فأخبرناه أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أنا أبو الحسن بن مكي، أنا أبو مسلم محمّد بن أحمد بن علي البغدادي الكاتب - بمصر - نا أبو علي محمّد بن سعيد بن عبد الرّحمن الحرّاني - بالرّقّة - نا جعفر بن محمّد بن حجّاج الرقي، نا إبراهيم بن حمزة الزبيري، نا الدّراوردي، عن كثير بن زيد، عن وليد بن رباح، عن أبي هريرة.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال لعلي:«أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ النبوة»[8592].

رواه غيره عن إبراهيم بن حمزة فقال عن أبي حازم.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم الجرجاني، أنا حمزة بن يوسف، أنا عبد اللّه بن عدي


1- كذا بالأصل:«سمعت» و في م و المطبوعة: شهدت.

الوليد بن رباح، فذكر مثله.

و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم الجرجاني، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،نا إسحاق بن (2) حمدان البلخي، نا حم (3) بن نوح، نا حبيب بن أبي حبيب الخثعمي (4) المصري، نا الزبير بن سعيد الهاشمي، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال لعلي:«أ ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنه لا نبي بعدي»[8593].

و أمّا ما روي عن أبي سعيد [الخدري].

فأخبرناه أبو القاسم العلوي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو محمّد المصري، أنا أبو بكر المالكي، نا أبو الأصبغ محمّد بن عبد الرّحمن بن كامل الأسدي، نا يزيد بن مهران الخباز (5) أبو (6) خالد، نا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال لعلي:«أنت مني بمنزلة هارون من موسى».

هذا حديث غريب من حديث أبي صالح ذكوان، و المحفوظ حديث الأعمش عن عطية


1- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 413/2 ضمن ترجمة حبيب بن أبي حبيب الحنفي.
2- الأصل:«عن» و التصويب عن م و ابن عدي.
3- كذا بالأصل و م و المطبوعة، و في الكامل لابن عدي: دهم بن نوح.
4- كذا بالأصل و م و المطبوعة، و في الكامل لابن عدي: الحنفي.
5- غير واضحة بالأصل و م، و في المطبوعة:«الحمان» و المثبت عن تهذيب الكمال، ترجمته 382/20، ط . دار الفكر.
6- الأصل: ابن و التصويب عن م و تهذيب الكمال.

إنّي أكره أن تقول العرب خذل ابن عمه و تخلّف عنه، فقال:«أ ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ؟» قال: بلى، قال: و أخلفني[8594].

و أخبرناه أبو القاسم عبيد اللّه، و أبو الحسن علي ابنا حمزة بن إسماعيل الموسويان، و أبو العباس أحمد بن محمّد بن أحمد الاشكيدباني، و أبو جعفر محمّد بن علي بن محمّد المشاط الطبري، و أبو النضر عبد الرّحمن بن عبد الجبار بن عثمان، و أبو الفتح محمّد بن الموفق بن محمّد الجرجاني، و أبو المظفر عبد الفاطر بن عبد الرحيم بن عبد اللّه السّقطي، و أبو محمّد عبد الرفيع بن عبد اللّه بن أبي اليسر الضراب قالوا: أنا نجيب بن ميمون، أنا منصور بن عبد اللّه بن خالد الخالدي، أنا أحمد بن محمّد بن عيسى النهركي - بالأهواز - نا هشام بن علي السيرافي، نا سهل بن عثمان العسكري، نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا علي أ لا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنه لا نبي بعدي»[8595].

و أخبرناه عاليا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، نا أبو الربيع الزهراني، نا محمّد بن خازم (1)،نا الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعلي:«أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنه لا نبي بعدي»[8596].

و أخبرناه أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا أبو حفص عمر بن أيوب السقطي، نا أبو معمر، نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال لعلي:«أنت مني بمنزلة هارون من موسى»[8597].

و أخبرناه أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن - لفظا - و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، قالا: أنا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو الحسين ابن أخي ميمي.

ح و أخبرناه أبو يعقوب يوسف بن أيوب بن الحسين، و أبو بكر المزرفي


1- الأصل و م: حازم، بالحاء المهملة، تصحيف، ترجمته في تهذيب الكمال 233/16.

أبو الحسين بن المهتدي، نا عمر بن إبراهيم الكتاني.

قالا: نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا عثمان بن أبي شيبة، نا جرير، عن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعلي بن أبي طالب:«أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنه لا نبي بعدي»[8598].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن محمّد بن أبي طاهر المغازلي، و أبو الفتح إسماعيل بن محمّد بن أبي الفتح الطّرسوسي، و أبو عمرو عبد الرزاق بن محمّد بن أحمد الأبهري، و أبو إبراهيم عبد الكريم بن عمر بن أحمد الجهبذ، و جمعة بنت أحمد بن محمّد القصّار، قالوا:

أنا أبو عبد اللّه القاسم بن الفضل بن أحمد الثقفي، نا محمّد بن موسى بن الفضل، نا محمّد بن يعقوب بن يوسف، نا أحمد بن عبد الجبار العطاردي، نا أبو معاوية الضّرير، عن الأعمش.

ح و أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم، أنا أبو حفص بن مسرور، نا أبو سعيد عبد الرّحمن بن أحمد بن حمدوية (1)،نا أبو الحسن محمّد بن جعفر الخوارزمي، نا عيسى بن أحمد العسقلاني، نا يحيى بن عيسى الرّملي، نا الأعمش، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد - زاد الرّملي: الخدري قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعلي:«أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنه لا نبي بعدي»[8599].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (2).

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو نصر بن موسى، أنا أبو زكريا الحربي، أنا عبد


1- الأصل:«حمويه» شطبت بخط ، و كتب على هامشه: حمدويه، و بعدها صح، و هذا ما أثبتناه و هو يوافق م.
2- مسند أحمد بن حنبل 64/4 رقم 11272 ط . دار الفكر.

أخبرنا أبو الحسن الفقيه الشافعي، نا عبد العزيز بن أحمد - إملاء - نا أبو القاسم طلحة بن علي بن الصقر الكتاني البغدادي - بها - أنا أبو الحسين أحمد بن عثمان بن يحيى الآدمي، نا عباس بن محمّد الدوري، نا أبو الجوّاب، نا عمّار بن زريق، عن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعلي حين غزا تبوك:«أخلفني في أهلي» قال: يا رسول اللّه أنّى الحرة (1) أن أتخلّف عنك، قال:«أ ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى» قال:

بلى، قال:«فاخلفني»[8601].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا أحمد بن منصور، نا أبو نعيم، نا فضيل، عن عطية، نا أبو سعيد قال:

غزا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم غزاة تبوك و خلّف عليا في أهله، فقال بعض الناس: ما منعه أن يخرج به إلاّ أنه كره صحبته، فبلغ ذلك عليا، فذكر ذلك للنبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«يا ابن أبي طالب أ ما ترضى أن تنزل مني بمنزلة هارون من موسى»[8602].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد بن أبي عثمان، و أبو طاهر أحمد بن محمّد بن إبراهيم.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أبي طاهر، أنا أبي، قالا: أنا إسماعيل بن الحسن، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا أحمد بن محمّد ابن بنت حاتم، نا عبد الرّحمن - يعني ابن جبلة - نا عمرو بن النعمان، عن حمزة بن عبد اللّه الغنوي، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال لعلي:«أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنه لا نبي بعدي»[8603].

و أخبرنا أبو الحسين مكي بن أبي طالب بن أحمد البروجردي - بمنى-، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد بن خشنام الصيدلاني، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف، أنا أبو القاسم جعفر بن محمّد بن علي بالكوفة، نا محمّد بن جعفر بن رباح


1- كذا رسم اللفظتين بالأصل:«انى الحرة» و في «ز»، و م:«انى» بدون إعجام. و في «ز»: «الجر» و في م:«الحرة».

علي بن المنذر الطّريقي (1)،نا محمّد بن فضيل، نا فضيل بن مرزوق، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال:

خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في غزوة تبوك قال: فخلّف عليا في أهله، فقال بعضهم: ما خلّفه إلاّ في موجدة وجدها عليه، فذكر ذلك للنبي صلى اللّه عليه و سلم، فقال:«يا ابن أبي طالب، أ ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى»؟ [8604].

و أمّا ما روي عن جابر بن عبد اللّه:

فأخبرناه أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: نا - أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (2)،أخبرني أبو القاسم الأزهري، نا يوسف بن عمر القواس، و المعافى بن زكريا الجريري، قالا (3):نا ابن أبي الأزهر.

ح قال: و أنا الحسن بن علي الجوهري، أنا أحمد بن إبراهيم، نا أبو بكر بن أبي الأزهر، نا أبو كريب محمّد بن العلاء، نا إسماعيل بن صبيح، نا أبو أويس، نا محمّد بن المنكدر، نا جابر قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعلي:«أ ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي و لو كان لكنته»[8605].

قال الخطيب: قوله:«و لو كان لكنته» زيادة لا نعلم رواها إلاّ ابن أبي الأزهر، و الصواب: ما أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الصلت، أنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد الكوفي، نا أحمد بن يحيى الصّوفي، نا إسماعيل بن صبيح اليشكري، نا أبو أويس بإسناده نحوه، و لم يذكر الزيادة.

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي - إملاء - نا محمّد بن يونس بن موسى، نا عاصم بن علي، نا أبو إدريس


1- إعجامها مضطرب بالأصل، و المثبت عن م، ترجمته في تهذيب الكمال 407/13.
2- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 289/3 ضمن ترجمة: محمد بن مزيد بن محمود، المعروف بابن أبي الأزهر.
3- في تاريخ بغداد: قالوا.

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعلي:«أ ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنه لا نبيّ بعدي»[8606].

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن الحسين بن أحمد بن عبد اللّه بن أبي علانة (1)،أنا أبو طاهر المخلّص، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا محمّد بن يحيى بن عبد الكريم الأزدي، نا عبد اللّه بن داود، أنا محمّد بن علي السّلمي، عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل، عن جابر.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال لعلي:«أنت مني بمنزلة هارون من موسى»[8607].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، و أبو محمّد بن أبي عثمان، و أبو طاهر القصّاري.

و أخبرنا أبو عبد اللّه بن القصّاري، أنا أبي أبو طاهر قالوا: أنا أبو القاسم إسماعيل بن الحسن الصّرصري، أنا أبو عمر حمزة بن القاسم الهاشمي، نا عباس الدوري، نا عبيد اللّه بن موسى، أنا شريك بن عبد اللّه القاضي، عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل عن (2) جابر قال:

رأيت عليا يلوذ بناقة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في غزوة تبوك و يقول: تخلفني ؟[قال] (3)«أ ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنه لا نبي بعدي»[8608].

و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد


1- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المطبوعة: علاقة، تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 237/18.
2- بالأصل و م:«بن» تصحيف.
3- سقطت من الأصل، و استدركت عن م.

حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،أنا الساجي، نا بندار، نا محمّد بن جعفر، نا عوف، عن ميمون أبي عبد اللّه، عن البراء بن عازب، و زيد بن أرقم أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«أنت مني كهارون من موسى، غير أنّك لست بنبي»[8610].

و أمّا ما روي عن جابر بن سمرة:

فأخبرناه أبو محمّد طاهر بن سهل، أنا أبو الحسين بن مكي، أنا أبو الحسين أحمد بن عبد اللّه بن حميد بن زريق.

ح و أخبرناه أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي [أبو بكر، قالا: أنا محمد] (2) بن يوسف الهروي.

و أخبرنا (3) أبو القاسم النّسيب، أنا أبو المكارم حيدرة بن الحسين بن مفلح، أنا أبو عبد اللّه بن أبي كامل الأطرابلسي.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، قالا: أنا خيثمة بن سليمان قالا: نا أحمد بن حازم بن أبي غرزة، أنا إسماعيل بن أبان، نا ناصح بن عبد اللّه المحلمي، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعلي:«أنت - و في حديث خيثمة: علي - مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه - و قال خيثمة: إلاّ أنه - لا نبي بعدي»[8611].

و أمّا ما روي عن أنس [بن مالك].

فأخبرناه أبو يعلى محمّد بن أسعد بن أبي عمر ذؤيب بن أبي بكر القرشي العبشمي (4)،و أبو روح عبد المولى (5) بن عبد الباقي بن محمّد بن زيد الأزدي، و أبو بكر خلف بن الموفق بن أبي بكر الوكيل


1- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 413/6 ضمن ترجمة ميمون أبي عبد اللّه مولى عبد الرحمن بن سمرة.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك لتقويم السند عن م.
3- من هنا إلى ما بعد عدة أخبار تالية ليس في م، سنشير إلى آخرها في موضعه.
4- مشيخة ابن عساكر 177/ب.
5- في المطبوعة:«عبد الولى» قارن مع المشيخة 129/ب.

الواسطي، نا أبو علي منصور بن عبد اللّه بن خالد الخالدي، أنا الحسن بن علي بن منصور الواسطي، نا خلف بن محمّد بن محمّد بن عيسى، نا يزيد بن هارون، نا نوح بن قيس الطاحي، حدّثني أخي خالد بن قيس الطاحي، عن قتادة، عن أنس قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعلي:«أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنه لا نبي بعدي»[8612].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنا محمّد بن علي بن الفتح، نا محمّد بن أحمد بن إسماعيل بن حسين الواعظ ، نا محمّد بن يونس المقرئ، نا جعفر، نا شاكر، نا الخليل بن زكريا، نا محمّد بن ثابت، حدّثني أبي، عن أنس.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«يا عليّ أنت مني و أنا منك، أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا يوحى إليك»[8613].

و أمّا ما روي عن زيد بن أبي أوفى:

فأخبرناه أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا محمّد بن يوسف الهروي (1)،أنا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، أن محمّد بن إسماعيل بن مرزوق، حدثهم عن أبيه، عن شرحبيل بن سعد، عن زيد بن أبي أوفى قال:

دخل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم المسجد، فقام علي فقال:«إنك مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبيّ بعدي»[8614].

و أمّا ما روي عن نبيط بن شريط :

فأخبرناه أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن علي بن يحيى، عن جعفر بن عبدكويه (2)،أنا أبو الحسن أحمد بن القاسم بن الريان المصري، نا أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط بن شريط أبو جعفر الأشجعي بمصر، حدّثني أبي، عن أبيه، عن جده عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال لعلي:«أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنه لا نبي بعدي»[8615].

و أمّا ما روي عن حبشي


1- إلى هنا ينتهي السقط في م.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: عبد كونه.

فأخبرناه أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أنا محمّد بن عبد اللّه بن شهريار (1)،أنا سليمان بن أحمد الطّبراني (2).

ح و أخبرنا أبو علي المقرئ في كتابه، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنا أبو نعيم (3) أحمد بن عبد اللّه الحافظ (4)،نا سليمان بن أحمد.

نا محمّد بن إسماعيل بن أحمد بن أسيد الأصبهاني، نا إسماعيل بن عبد اللّه النهدي (5)،نا إسماعيل بن أبان الوراق، نا أبو مريم عبد الغفار بن القاسم، عن أبي إسحاق عن حبشي (6) بن جنادة الشامي (7) قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعلي:«أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنه لا نبي بعدي»[8616].

و أمّا ما روي عن مالك بن الحويرث:

فأخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم الجرجاني، أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف، أنا عبد اللّه بن عدي (8)،نا ابن زيدان، نا الحسن بن علي الحلواني.

قال: و نا الحسن (9) بن معمر، نا الحسن بن أبي يحيى، قالا: نا عمران بن أبان، نا مالك بن الحسن، حدّثني أبي (10)[عن جدي]


1- الأصل: شهريان، و المثبت عن م.
2- رواه الطبراني في المعجم الصغير 53/2 ط . دار الفكر.
3- رواه أبو نعيم في ذكر أخبار أصبهان 281/2.
4- أقحم بعدها بالأصل:«نا أبي» حذفناها بما وافق نسخة م، و المعجم الصغير، و أخبار أصبهان.
5- كذا بالأصل، و في «ز» غير واضحة، و في م و المعجم الصغير و أخبار أصبهان: العبدي.
6- ضبطت «حبشي» بضم ثم موحدة ساكنة ثم معجمة بعدها ياء ثقيلة (تقريب التهذيب).
7- كذا بالأصل، و في م:«جناد» و بعدها بياض، و في «ز»: السلمي و في المعجم الصغير و أخبار أصبهان: السّلولي. و في المطبوعة:«السلمي».
8- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 381/6 ضمن ترجمة مالك بن الحسن بن مالك بن الحويرث.
9- كذا بالأصل و المطبوعة، و في الكامل لابن عدي: و ثنا كهمس بن معمر. و مكانها بياض في م.
10- الأصل:«ابن» و مكانها بياض في م، و المثبت عن ابن عدي.

فأخبرناه أبو العلاء عبيس (1) و أبو الوفاء عتيق، أنا (2) محمّد بن عبيس (3)،و أبو بكر ناصر بن منصور بن محمّد [الشوكاني] (4) بشوكان، قالوا: أنا أبو طاهر محمّد بن عنبس، أنا أحمد بن محمّد الزعفراني، أنا الحسين بن هارون القاضي (5)،نا أبو الحسين عبد اللّه بن محمّد بن شاذان، نا محمّد بن سهل، نا عمرو بن عبد الجبار بن عمرو اليمامي، نا أبي، عن جدي، حدّثني شقيق بن عامر بن غيلان بن أبي الفيل صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، حدّثني أبي، عن جدي عن أبي الفيل قال:

لما خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في غزاة تبوك استخلف عليّ بن أبي طالب على المدينة، فماج المنافقون بالمدينة و في عسكر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و قالوا: كره قربه و ساء فيه رأيه، فاشتدّ ذلك على عليّ فقال: يا رسول اللّه تخلّفني مع النساء و الصبيان ؟ أنا عائذ باللّه من سخط اللّه و سخط رسوله، فقال:«رضي اللّه عنك (6) يا أبا الحسن برضاي عنك، فإنّ اللّه عنك راض، إنّما منزلك مني بمنزلة هارون من موسى، غير أنه لا نبي بعدي»، فقال علي: رضينا، رضينا (7)[8618].

و أمّا ما روي عن أم سلمة:

فأخبرناه أبو الفضل الفضيلي، أنا أبو القاسم الحنبلي (8)،أنا أبو القاسم الخزاعي، أنا الهيثم بن كليب الشاشي، نا ابن أبي الحنين الكوفي، نا سعيد بن عثمان الخراز (9)،عن يحيى بن سلمة بن كهيل، عن أبيه سلمة بن كهيل، عن المنهال بن عمرو، عن عامر


1- بالأصل:«عنيس» في الموضعين، و التصويب عن المشيخة 132/ب.
2- من قوله: عبيس إلى هنا مكانه بياض في م.
3- بالأصل:«عنيس» في الموضعين، و التصويب عن المشيخة 132/ب.
4- بياض بالأصل و م، و المثبت عن «ز»، قارن مع المشيخة 233/أ و فيها الطالقاني.
5- بياض في م.
6- الأصل: عنه، و التصويب عن م، و «ز»، و المطبوعة.
7- كذا بالأصل، و في م، و «ز»، و المطبوعة: رضيت، رضيت.
8- في م: الخليلي.
9- كذا بالأصل، و في م: الجزار، و في المطبوعة: الخزاز.

و أمّا ما روي عن أسماء:

فأخبرناه أبو الحسن علي بن أحمد بن قبيس (1)،نا - و أبو (2) منصور محمّد بن عبد الملك بن خيرون، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب (3).

ح و أخبرناه أبو روح محمّد بن معمر بن أحمد بن محمّد بن عمر بن أبان العبدي اللّنباني (4)،و أبو بكر محمّد بن أبي نصر بن أبي بكر اللفتواني، و أبو صالح عبد الصمد بن عبد الرّحمن بن أحمد الحنوي (5)،قالوا: أنا رزق اللّه بن عبد الوهاب التميمي.

أنا أبو الحسن (6) أحمد بن محمّد بن محمّد بن أحمد بن حمّاد الواعظ ، نا يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول بن حسّان، أخبرني جدي - قراءة عليه - عن أبيه، عن غياث بن إبراهيم، عن موسى الجهني.

عن فاطمة بنت علي عن أسماء بنت عميس: أنها سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول لعلي:

«أنت مني بمنزلة هارون من موسى، غير أنه لا نبي بعدي»[8620].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن (7) عمر، أنا أبو طالب محمّد بن علي بن الفتح، أنا أبو الحسين بن سمعون - إملاء - نا محمّد بن جعفر الطبري، نا محمّد بن يوسف بن عيسى، حدّثني إسماعيل بن أبان، نا جعفر بن زياد الأحمر التيمي، و علي بن هاشم بن البريد


1- الأصل: قيس، تصحيف، و المثبت عن م، و السند معروف.
2- الأصل:«و أبا» تصحيف، و التصويب عن م، و «ز».
3- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 323/12 ضمن ترجمة غياث بن إبراهيم.
4- في م: اللبناني. و في سير أعلام النبلاء البناني.
5- الأصل:«الحموي» و في م:«الحموى» و التصويب عن مشيخة ابن عساكر 118/ب.
6- كذا ورد اسمه و كنيته بالأصل، و في م و تاريخ بغداد: أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن حماد الواعظ .
7- الأصل: عن، تصحيف، و المثبت عن م.

الصّائغ، نا الحسن بن جعفر بن (1) الحسن الحسني، نا هارون بن سعد، و عبد الجبّار بن العباس، و حلو بن السري (2)،عن موسى الجهني، قال:

قلت لفاطمة بنت علي: أ تحفظين عن أبيك شيئا؟ قالت: لا، و لكن حدثتني أسماء بنت عميس أنّها سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول لعلي:«أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنه لا نبي بعدي»[8622].

قال حلو بن السّري: و حدّثني عروة بن عبد اللّه الجعفي (3) أبو مهل أنه كان مع موسى الجهني قال: و دخل على فاطمة بنت علي حين حدثت موسى بهذا الحديث عن أسماء بنت عميس عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمّد، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد، نا أحمد بن محمّد بن موسى بن الصلت، أنا أبو العباس بن عقدة، نا يعقوب بن يوسف بن زياد، نا الحسن بن علي الرّزّاز، نا أسباط بن نصر، و منصور بن أبي الأسود، عن موسى الجهني، عن فاطمة بنت علي، عن أسماء بنت عميس:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال لعلي:«أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنه لا نبي بعدي»[8623].

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين، و أبو نصر بن رضوان، و أبو علي بن السبط ، و أبو غالب بن البنّا، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، أنا إسحاق بن الحسن الحربي، نا أبو نعيم الفضل بن دكين، نا الحسن بن صالح بن حيّ ، عن موسى الجهني، عن فاطمة بنت علي، عن أسماء بنت عميس.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال لعلي:«أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنه ليس بعدي نبي»[8624].

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه، و علي بن الحسن بن سعيد، قالا: نا - و أبو النجم بدر بن عبد اللّه الشّيحي، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ


1- بالأصل:«نا» تصحيف و التصويب عن م، و «ز»، و المطبوعة.
2- في «ز»: و حلو بن العباس، و على هامشها كتب:«السري» بدون أي إشارة إلى موقعها في المتن. و في م: «و حلو بن موسى الجهني».
3- ترجمته في تهذيب الكمال 17/13 ط . دار الفكر - بيروت.

الحسن علي بن عبد اللّه المقرئ، نا أحمد بن الفرج بن منصور بن محمّد بن الحجاج الورّاق، نا عبد اللّه بن الفضل - وراق عبد الكريم - نا أبو البختري عبد اللّه بن محمّد بن شاكر، نا جعفر بن عون.

ح قال: و أنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفي، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب الأصم، نا إبراهيم بن عبد اللّه العبسي، نا جعفر بن عون، حدّثني موسى الجهني، عن فاطمة ابنة علي قالت:

حدثتني أسماء ابنة عميس أنها سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول لعلي:«أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنه ليس بعدي نبي»[8625].

لفظ حديث أبي البختري.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو الفتح ناصر بن عبد الرّحمن، قالا:

أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا القاضي أبو نصر محمّد بن أحمد بن هارون، أنا خيثمة بن سليمان، أنا إبراهيم بن عبد اللّه العبسي، أنا جعفر بن عون، عن موسى الجهني.

قال: و نا خيثمة، نا أحمد بن حازم بن أبي غرزة، أنا أبو غسان مالك بن إسماعيل.

ح قال: و نا خيثمة، نا محمّد بن عوف، نا علي بن قادم، قالا: نا جعفر بن زياد التيمي الأحمر، عن موسى الجهني.

قال: و نا خيثمة، نا أحمد بن حازم، نا أبو غسان، نا مسعود بن سعيد الجعفي، عن موسى الجهني قال: قلت لفاطمة ابنة علي: هل تحفظين من أبيك شيئا؟ قالت: لا إلاّ أن أسماء بنت عميس حدثتني أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال لعلي:«أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنه لا نبي بعدي»[8626].

أخبرنا أبو البركات عمر بن إبراهيم الزّيدي، أنا أبو الفرج محمّد بن أحمد بن علاّن بن الخازن، أنا القاضي أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن الحسين الجعفي، نا أبو الحسن علي بن محمّد بن هارون بن زياد الحميري، نا عبد اللّه بن سعيد، أنا أبو الأجلح، عن موسى الجهني، عن فاطمة ابنة علي.

عن أسماء بنت عميس قالت: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول لعلي:«أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنه لا نبي بعدي»[8627].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا

ص: 184

عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا عبد اللّه بن نمير، نا موسى الجهني، حدثتني فاطمة بنت علي، حدثتني أسماء بنت عميس قالت: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول لعلي:«أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنه ليس بعدي نبي»[8628].

أخبرنا أبو القاسم (2) علي بن إبراهيم، نا و أبو منصور محمّد بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (3)،أنا أحمد بن محمّد العتيقي، أنا أبو المفضّل محمّد بن عبد اللّه النسائي (4)- بالكوفة - نا محمّد بن يوسف بن نوح البلخي - في سوق يحيى - نا عبد اللّه بن (5)أحمد بن نوح البلخي العوادي (6)،نا أبي، نا عيسى بن موسى الغنجار، عن أبي حمزة محمّد بن ميمون (7)،عن موسى بن أبي موسى الجهني قال: قلت لفاطمة بنت علي: حدثيني حديثا، قالت: حدثتنا أسماء بنت عميس أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال لعلي:«أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنه لا نبي بعدي»[8629].

آخر (8) الجزء الثاني و التسعين بعد الأربعمائة من الفرع (9).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا الحسين بن جعفر - زاد ابن الطّيّوري: و أبو نصر محمّد بن الحسن، قالا:- أنا أبو العبّاس


1- مسند أحمد بن حنبل 412/10 رقم 27537 ط . دار الفكر - بيروت.
2- الأصل:«أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن إبراهيم» قومنا السند عن م، و «ز»، و المطبوعة.
3- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 406/3 ضمن ترجمة محمد بن يوسف البلخي.
4- كذا بالأصل، و م، و في تاريخ بغداد و المطبوعة: الشيباني.
5- في تاريخ بغداد: عبد اللّه بن محمد بن أحمد بن نوح.
6- كذا بالأصل و م و «ز»، و المطبوعة، و في: القواذي.
7- كذا بالأصول و تاريخ بغداد، و في المطبوعة: عن أبي حمزة محمد بن موسى عن ميمون، عن موسى بن أبي موسى.
8- ما بين الرقمين ليس في م.
9- ما بين الرقمين ليس في م.

و أمّا ما روي عن فاطمة بنت حمزة:

فأخبرناه أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أخبرني أبو الفضل عبيد اللّه بن أحمد بن (1) علي الفزاري، أنا عمر بن إبراهيم المقرئ، أنا أحمد بن محمّد بن علي الديباجي، حدّثني أحمد بن عبد اللّه بن زياد التّستري، نا عبد الرّحمن بن عمرو بن جبلة، قال: حدثتنا حسنة ابنة أبي الصلت العثمية قالت: حدثتني كريمة ابنة عقبة قالت: سمعت فاطمة بنت حمزة تقول: كنت عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فسمعته يقول:«علي مني بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنه لا نبي بعدي»[8631].

و يدلّ على ما قلناه ما.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرازي، نا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا ابن إسحاق، أنا هوذة، نا عوف، عن ميمون، عن البراء بن عازب، عن (2) زيد بن أرقم قال:

لما عهد (3) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بجيش العسرة قال لعلي:«إنّه لا بدّ من أن تقيم (4) أو أقيم»، قال: فخلّف عليا و سار، فقال ناس: ما خلّفه (5) إلاّ لشيء كرهه منه، فبلغ ذلك عليا، فاتّبع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى انتهى إليه، فقال:«ما جاء بك يا علي ؟» فقال: يا رسول اللّه سمعت ناسا يزعمون أنك إنّما خلّفتني لشيء كرهته مني ؟ قال فتضاحك إليه و قال:«أ لا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، غير أنك لست نبيّ »؟ قال: بلى يا رسول اللّه، قال:«فإنه كذلك»[8632].

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن يحيى القرشي، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين، أنا أبو العباس أحمد بن الحسين بن جعفر العطار، نا أبو محمّد الحسن بن رشيق، نا أبو عبد اللّه محمّد بن رزيق بن جامع، نا سفيان بن بشر الأسدي، نا علي بن هاشم، عن علي بن حزوّر


1- «بن» استدركت على هامش م.
2- كذا بالأصل، و في م:«أن» و في المطبوعة:(و) عن.
3- كذا بالأصل و م و المختصر، و في المطبوعة: عقد.
4- الأصل و م: يقيم، و المثبت عن المختصر و المطبوعة.
5- الأصل: خلف، و المثبت عن م و المختصر و المطبوعة.

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعليّ يوم غزوة تبوك:«أ ما ترضى أن يكون لك من الأجر مثل ما لي، و لك من المغنم مثل ما لي ؟» [8633].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا السيد أبو الحسن محمّد بن علي بن الحسين، نا محمّد بن عبد اللّه بن عمر المقرئ الحافظ ، نا الحسن بن عبد اللّه بن العباس التميمي، حدّثني أبي، حدّثني علي بن موسى الرضا عن أبيه، عن جده جعفر، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين بن علي، عن أمه (1) فاطمة قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعلي:«من كنت وليّه فعليّ وليه»[8634].

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد الأزهري، أنا أبو محمّد المخلدي، أنا المؤمّل بن الحسن بن عيسى، نا محمّد بن يحيى، نا أبو نعيم، نا ابن أبي غنيّة (2)،عن الحكم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس، عن بريدة قال:

غزوت مع علي إلى اليمن فرأيت منه جفوة، فقدمت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فذكرت عليا فتنقصته، فرأيت وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يتغير، فقال:«يا بريدة أ لست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟» فقلت: بلى يا رسول اللّه، فقال:«من كنت مولاه فعلي مولاه»[8635].

أخبرنا أبو محمّد السّيّدي، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن محمّد بن إسحاق العطاردي - ببغداد - نا محمّد بن علي بن عمر المقدسي، نا الحسين بن الحسن الفزاري، نا عبد الغفار بن القاسم، حدّثني عدي بن ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس، حدّثني بريدة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«عليّ مولى من كنت مولاه»[8636].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني (3)،أنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد اللّه بن محمّد بن إسحاق، أنا خال أبي خيثمة بن سليمان، نا أبو عمر هلال بن العلاء - بالرقة - نا (4) عبيد بن يحيى أبو سليم (5)،نا أبو مريم عبد الغفار بن القاسم الأنصاري


1- كذا بالأصل و م و «ز»، و لعله سقط قبلها: عن أبيه، عن أمه فاطمة.
2- إعجامها مضطرب بالأصل و م، و الصواب ما أثبت، و هو عبد الملك بن حميد بن أبي غنية، و قد مرّ التعريف به.
3- الأصل: الكناني، تصحيف، و التصويب عن م.
4- «نا» ليست في م.
5- ترجمته في تهذيب الكمال 327/12.

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من كنت مولاه فعليّ مولاه»[8637].

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرازي، أنا أبو القاسم جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، نا محمّد بن هارون، نا نصر بن علي، نا أبو أحمد، نا ابن أبي غنيّة، عن الحكم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس، عن بريدة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من كنت مولاه فعليّ مولاه»[8638].

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن الخلعي علي بن الحسن بن الحسين المصري الفقيه (1)،أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عمر بن النحاس، أنا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن زياد ابن الأعرابي، نا عيسى بن أبي حرب الصّفّار، نا يحيى بن أبي بكير، نا عبد الغفار، حدّثني عدي، حدّثني سعيد بن جبير، عن ابن عباس، حدّثني بريدة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«علي بن أبي طالب مولى من كنت مولاه»[8639].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن أبي عثمان، و أبو طاهر القصّاري.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه بن القصّاري، أنا أبي.

قالا: أنا إسماعيل بن الحسن بن عبد اللّه، أنا أحمد بن محمّد بن عقدة، نا يعقوب بن يوسف بن زياد الضّبّي، و أحمد بن الحسين بن عبد الملك الأودي قالا: أنا خالد بن مخلد، نا أبو مريم، حدّثني عدي بن ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، حدّثني بريدة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من كنت وليّه فعليّ وليّه»[8640].

قصّر بعضهم فلم يذكر فيه بريدة:

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب


1- على هامش «ز» كتب كلام قسم منه غير مقروء و غير واضح و قسم آخر مقروء، و ما استطعنا قراءته هو التالي:... و كتب محمد بن يوسف بن محمد بن أبي بداس البرزالي الإشبيلي، و عارض بالأصل يوم السبت الرابع و العشرين من ذي قعدة سنة ست عشرة و ستمائة بالمسجد الجامع بدمشق حرسه اللّه، و الحمد للّه وحده و صلاته على محمد و سلم. و صلاته على محمد و سلم.

آخر الجزء الحادي و الخمسين بعد الثلاثمائة.

و رواه عبد اللّه بن بريدة عن أبيه.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك الكرماني، أنا عبد الرّحمن بن علي بن محمّد الشاهد.

و أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر، أنا عاصم بن الحسن بن محمّد.

قالوا: أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة الكوفي، نا يحيى بن زكريا بن شيبان الكندي، نا إبراهيم بن الحكم بن ظهير، حدّثني أبي، عن منصور بن مسلم بن سابور، عن عبد اللّه بن عطاء، عن عبد اللّه بن بريدة، عن أبيه قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«عليّ بن أبي طالب مولى كلّ مؤمن و مؤمنة، و هو وليكم بعدي»[8642].

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو يعلى، نا أبو خيثمة زهير بن حرب، نا أبو الجوّاب (1)،نا عمّار بن رزيق (2)،عن الأجلح، عن عبد اللّه بن بريدة، عن أبيه قال:

بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعثين إلى اليمن على الآخر (3) علي بن أبي طالب و على الآخر


1- هو الأحوص بن الجوّاب، أبو الجوّاب. ترجمته في تهذيب الكمال 482/1.
2- في م: رزين، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 430/13 و بالأصل: عمار بن زريق، تصحيف.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، في الموضعين على الآخر، و في المطبوعة:«على الأول... و على الآخر» و في المختصر: على أحدهما... و على الآخر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عاصم بن الحسن، أنا عبد الواحد بن محمّد، أنا أبو العباس بن عقدة، أنا أحمد بن يحيى، نا عبد الرّحمن - هو ابن شريك - نا أبي، عن الأجلح، عن عبد اللّه بن بريدة قال (1):

بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مع عليّ جيشا و مع خالد بن الوليد جيشا إلى اليمن و قال:«إن اجتمعتم فعليّ على الناس، و إن تفرّقتم فكلّ واحد منكما على حدة»، فلقينا القوم، فظهر المسلمون على المشركين، فقتلنا المقاتلة، و سبينا الذرية، و أخذ عليّ امرأة من ذلك السّبي، قال: فكتب معي (2) خالد بن الوليد - و كنت معه - إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ينال من علي و يخبره بالذي (3) فعل، و أمرني أن أنال منه، فقرأت عليه الكتاب، و نلت من علي، فرأيت وجه نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم متغيرا، فقلت: هذا مقام العائذ، بعثتني مع رجل و أمرتني بطاعته، فبلّغت ما أرسلت به فقال:«يا بريدة لا تقعنّ في عليّ فإنه منّي و أنا منه، و هو وليّكم بعدي»[8644].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (4)،حدّثني أبي، نا ابن نمير، نا أجلح الكندي، عن عبد اللّه بن بريدة، عن أبيه بريدة قال:

بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعثين إلى اليمن على أحدهما علي بن أبي طالب و على الآخر خالد بن الوليد فقال:«إذا التقيتم فعليّ على الناس، و إن افترقتما فكلّ واحد منكما على جنده» (5)،قال: فلقينا بني زيد من أهل اليمن، فاقتتلنا، فظهر المسلمون على المشركين، فقتلنا المقاتلة، و سبينا الذراري، فاصطفى عليّ امرأة من السبي لنفسه، قال بريدة: فكتب معي خالد بن الوليد إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يخبره بذلك، فلما أتيت النبيّ صلى اللّه عليه و سلم دفعت الكتاب، فقرئ عليه، فرأيت الغضب في وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقلت: يا رسول اللّه هذا مكان العائذ، بعثتني مع رجل و أمرتني أن أطيعه، فبلّغت ما أرسلت به، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا تقع في عليّ فإنّه (6) منّي و أنا منه، و هو وليّكم بعدي»


1- كذا بالأصل و م و «ر»، و يبدو أنه سقط بعدها: قال:(عن أبيه).
2- في م: علي.
3- بالأصل:«و يخبره بذلك ان فعل» و في م: و يخبره، و بعدها بياض، و المثبت عن المطبوعة.
4- مسند أحمد بن حنبل 23/9 رقم 23074 ط . دار الفكر - بيروت.
5- اللفظة غير مقروءة بالأصل و م، و المثبت عن المسند و المطبوعة.
6- ما بين الرقمين مكرر في المسند.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو العباس بن عقدة، نا الحسن بن علي بن عفان، نا حسن - يعني ابن عطية - نا سعاد، عن عبد اللّه بن عطاء، عن عبد اللّه بن بريدة، عن أبيه قال:

بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عليّ بن أبي طالب و خالد بن الوليد كلّ واحد منهما وحده، و جمعهما فقال:«إذا اجتمعتما فعليكم عليّ » (1)،قال: فأخذنا يمينا أو يسارا قال: فأخذ عليّ فأبعد فأصاب سبيا، فأخذ جارية من الخمس (2)،قال بريدة: و كنت من أشدّ الناس بغضا لعليّ ، و قد علم ذلك خالد بن الوليد، فأتى رجل خالدا فأخبره أنه أخذ جارية من الخمس (3)،فقال: ما هذا؟ ثم جاء آخر، ثم أتى آخر، ثم تتابعت الأخبار على ذلك، فدعاني خالد، فقال: يا بريدة قد عرفت الذي صنع، فانطلق بكتابي هذا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأخبره و كتب إليه، فانطلقت بكتابه حتى دخلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأخذ الكتاب فأمسكه بشماله و كان كما قال اللّه عز و جل لا يكتب و لا يقرأ، و كنت رجلا إذا تكلّمت طأطأت رأسي حتى أفرغ من حاجتي، فطأطأت رأسي أو تكلّمت فوقعت في عليّ ، حتى فرغت ثم رفعت رأسي، فرأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قد غضب غضبا لم أره غضب مثله قط إلاّ يوم قريظة و النضير، فنظر إليّ فقال:«يا بريدة إنّ عليا وليّكم بعدي، فأحب عليا فإنه يفعل ما يؤمر»، قال: فقمت و ما أحد من الناس أحبّ إليّ منه[8646].

و قال عبد اللّه بن عطاء: حدّثت بذلك أبا حرب بن سويد بن (4) غفلة فقال: كتمك عبد اللّه بن بريدة بعض الحديث أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال له:«أنا فقت بعدي يا بريدة»[8647].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي، أنا يحيى بن إسماعيل، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن، نا وكيع، نا الأعمش، عن سعد بن (5) عبيدة، عن عبد اللّه بن بريدة الأسلمي عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من كنت مولاه فعليّ مولاه»[8648].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين


1- «علي» سقطت في م، و في المطبوعة: فعلي عليكم.
2- رسمها في م:«الحسن».
3- رسمها في م:«الحسن».
4- الأصل:«عن» تصحيف، و المثبت عن م.
5- الأصل:«عن» تصحيف، و المثبت عن م و «ز»، و المطبوعة.

الحسن بن عرفة، نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن سعد بن عبيدة عن ابن بريدة، عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من كنت وليّه فعليّ وليّه»[8649].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا وكيع.

ح و أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا عمرو بن علي، نا أبو معاوية.

قالا: نا الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن ابن بريدة، عن أبيه عن النبي صلى اللّه عليه و سلم - و في حديث وكيع قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:- «من كنت وليه فإنّ عليّا وليّه»[8650].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي، أنا أبو بكر، أنا عبد اللّه (2)،حدّثني أبي، نا أبو معاوية، نا الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن ابن بريدة، عن أبيه قال:

بعثنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في سرية، قال: فلمّا قدمنا قال:«كيف رأيتم صحابة صاحبكم ؟» قال: فإنّما (3) شكوته - أو شكاه غيري - قال: فرفعت رأسي و كنت رجلا مكبابا، قال: فإذا النبي صلى اللّه عليه و سلم قد احمرّ وجهه - قال: و هو - يقول:«من كنت وليّه فعليّ وليّه»[8651].

أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا أبو خيثمة، نا محمّد بن خازم (4)،نا الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن ابن بريدة، عن أبيه قال:

بعثنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في سرية، و استعمل علينا عليا، فلمّا رجعنا قال لنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«كيف وجدتم صحبة صاحبكم» فإمّا شكوته - و إمّا شكاه غيري - و كنت رجلا مكبابا فرفعت رأسي، فإذا النبي صلى اللّه عليه و سلم قد احمرّ وجهه و هو يقول:«من كنت وليّه فعليّ وليّه»[8652].

أخبرنا أبو الوفاء عمر بن الفضل بن أحمد بن عبد اللّه المميّز


1- مسند أحمد بن حنبل 34/9 رقم 23119 ط . دار الفكر - بيروت.
2- مسند أحمد بن حنبل 12/9 رقم 23022 ط . دار الفكر - بيروت.
3- كذا بالأصل، و في م و المسند:«فإمّا شكوته» و هو أصح.
4- الأصل و م: حازم، تصحيف، و الصواب: خازم، بالخاء المعجمة، و قد تقدم التعريف به.

محمّد أحمد بن محمّد بن أحمد بن الحسين الرثاني (1)-بها - قالا: أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم القفّال، أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد، نا أبو جعفر محمّد بن عبيد اللّه بن العلاء الكاتب، نا علي بن حرب، نا أبو معاوية الضرير، نا الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن ابن بريدة، عن أبيه قال:

بعثنا النبي صلى اللّه عليه و سلم في سرية، فاستعمل علينا عليا، فلما جئناه سألنا:«كيف رأيتم صاحبكم»؟ فإمّا شكوته - أو شكاه غيري - فرفعت رأسي و كنت رجلا مكبابا، فإذا وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قد احمرّ و هو يقول:«من كنت وليّه فعليّ وليّه»[8653].

كتب إليّ أبو بكر عبد الغفار بن محمّد، و حدّثني أبو المحاسن عبد الرّزّاق بن محمّد عنه، أنا أبو بكر الحيري.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن عبيد اللّه بن أحمد بن علي البيهقي خطيب - خسروجرد - بها نا أبو عبد الرّحمن طاهر بن محمّد بن محمّد الشّحّامي - إملاء بنيسابور - أنا الشيخ أبو سعيد بن أبي عمرو الصّيرفي، قالا: نا محمّد بن يعقوب الأصم، نا أحمد بن عبد الجبّار، نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن ابن بريدة، عن أبيه قال:

بعثنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في سرية، و استعمل علينا عليا، فلما قدمنا قال:«كيف رأيتم أميركم»؟ قال: فإمّا شكوته - أو شكاه غيري - قال: و كنت رجلا مكبابا، قال: فرفعت رأسي و إذا النبي صلى اللّه عليه و سلم قد احمرّ وجهه قال: فقال:«من كنت وليّه فعليّ وليّه»[8654].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا وكيع، نا الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن ابن


1- كذا رسمها بالأصل و م و المطبوعة.
2- مسند أحمد بن حنبل 27/9 رقم 23090 ط . دار الفكر - بيروت.

قال: و كنت رجلا مكبابا، قال: فرفعت رأسي، فإذا وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قد تغيّر، فقال:«من كنت وليّه فعليّ وليّه»[8655].

أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا محمّد بن عبد اللّه بن نمير، نا وكيع، نا الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن ابن بريدة، عن أبيه.

أنه مرّ على مجلس و هم ينالون من علي، فوقف عليهم و قال: إنّه كان في نفسي على عليّ شيء، و كان خالد بن الوليد كذلك، فبعث النبي صلى اللّه عليه و سلم سرية عليها عليّ ، فأصبنا غنائم، فأخذ علي جارية من الخمس لنفسه، فقال خالد بن الوليد: دونك، فلمّا قدمنا على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم جعلت أحدّثه ما كان، ثم قلت: إنّ عليا أخذ لنفسه جارية من الخمس، و كنت رجلا مكبابا، فرفعت رأسي فوجدت وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم متغيّرا و قال:«من كنت مولاه فعليّ وليّه»[8656].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا روح، نا علي بن سويد بن منجوف، عن عبد اللّه بن بريدة، عن أبيه قال:

بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عليا إلى خالد بن الوليد ليقسم الخمس - و قال روح مرة: ليقبض الخمس - قال: فأصبح عليّ و رأسه يقطر، قال: فقال خالد لبريدة: أ لا ترى ما يصنع هذا؟ قال (2):فلما رجعت إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم أخبرته بما صنع عليّ (3)،قال: و كنت أبغض عليا، قال:

فقال:«يا بريدة أتبغض عليا؟» قال: قلت: نعم، قال:«فلا تبغضه»- قال روح مرة: فأحبه - «فإنّ له في الخمس أكثر من ذلك»[8657].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفر بن القشيري، قالا: أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو الحسن محمّد بن عمر بن محمّد بن بهتة


1- مسند أحمد بن حنبل 29/9 رقم 23098 ط . دار الفكر - بيروت.
2- ما بين الرقمين سقط من مسند أحمد بن حنبل. و مكانه فيه: لما صنع علي.
3- ما بين الرقمين سقط من مسند أحمد بن حنبل. و مكانه فيه: لما صنع علي.

بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عليا إلى خالد بن الوليد ليقبض الخمس، فأخذ منه جارية، فأصبح و رأسه يقطر، فقال خالد لبريدة: أما ترى ما صنع هذا؟ قال: و كنت أبغض عليا، قال:

فذكرت ذلك لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«يا بريدة أتبغض عليا؟» قال: قلت: نعم، قال:«فأحبّه فإنّ له في الخمس أكثر من ذلك»[8658].

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو منصور بن شكرويه، و أبو بكر السّمسار، قالا:

أنا إبراهيم بن عبد اللّه، نا الحسين بن إسماعيل، نا أبو حاتم الرازي، نا الحسن بن عبد اللّه بن حرب، نا عمرو بن عطية، عن عطية، حدّثني عبد اللّه بن بريدة أن أباه حدّثه.

أن نبيّ اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعث خالد بن الوليد و عليّ بن أبي طالب فقال لهما:«إن كان قتال فعليّ عليكم»، و إنه فتح عليهم، و ذلك قبل اليمن، فأصابوا سبيا، فانطلق عليّ إلى جارية حسناء و أخذها ليبعث بها إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأبى (1) عليه خالد بن الوليد و قال: لا بل أنا أبعث بها إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فلمّا سمعه انطلق خالد فبعث بريدة إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال بريدة: أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو يغسل رأسه، فنلت (2) من علي عنده، و كان (3) إذا قعدنا عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لم نرفع أبصارنا إليه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«مه يا بريدة، بعض قولك» قال بريدة: فرفعت بصري إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فإذا وجهه يتغيّر، فلمّا رأيت ذلك قلت: أعوذ باللّه من غضب اللّه و غضب رسوله، قال بريدة: و اللّه لا أبغضه أبدا بعد الذي رأيت من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم[8659].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (4)،حدّثني أبي، نا يحيى بن سعيد، نا عبد الجليل (5) قال: انتهيت إلى حلقة فيها أبو مجلز و ابنا (6) بريدة فقال عبد اللّه بن بريدة: حدّثني أبي بريدة قال:

أبغضت عليا بغضا لم أبغضه (7) أحدا قط ، قال: و أحببت رجلا من قريش لم أحبه إلاّ على بغضه علي


1- الأصل:«فأتى» و بدون إعجام في م، و لعل المثبت هو الصواب، قارن مع المطبوعة.
2- الأصل:«فقلت» و اللفظة غير واضحة في م. و لعل الصواب ما أثبت.
3- كذا بالأصل و م، و سقطت اللفظة من المطبوعة.
4- مسند أحمد بن حنبل 13/9 رقم 23028. ط . دار الفكر - بيروت.
5- هو عبد الجليل بن عطية القيسي، أبو صالح البصري، ترجمته في تهذيب الكمال 30/11.
6- كذا بالأصل و م، و «ز»، و المطبوعة، و في المسند: و ابن بريدة.
7- في المسند: لم يبغضه أحد قط .

علي (1)،فأصبنا سبيا، قال: فكتب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: ابعث إلينا من يخمّسه، قال: فبعث إلينا عليا و في السبي (2) وصيفة هي أفضل السبي، فخمّس و قسّم، فخرج و رأسه يقطر (3)، فقلنا: يا أبا الحسن، ما هذا؟ قال: أ لم تروا إلى الوصيفة التي كانت في السبي ؟ فإنّي قسمت و خمّست فصارت في الخمس، ثم صارت في أهل بيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، ثم صارت في آل علي، فوقعت بها، قال: و كتب الرجل إلى نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقلت: ابعثني، فبعثني مصدّقا، قال: فجعلت أقرأ الكتاب و أقول صدق، قال: فأمسك يدي و الكتاب، قال:«أتبغض عليا؟» قال: قلت: نعم، قال:«فلا تبغضه، و إن كنت تحبّه فازدد له حبا، فو الذي نفس محمّد بيده لنصيب آل علي في الخمس أفضل من وصيفة»، قال: فما كان من الناس أحد بعد قول رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أحبّ إليّ من علي.

قال عبد اللّه: فو الذي لا إله غيره ما بيني و بين النبي صلى اللّه عليه و سلم في هذا الحديث غير أبي بريدة.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا محمّد بن إسحاق، نا محمّد بن عبد اللّه، نا أبو الجوّاب، نا يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن البراء قال:

بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم جيشين على أحدهما عليّ بن أبي طالب، و على الآخر خالد بن الوليد، فقال:«إذا كان قتال فعليّ على الناس»، فافتتح عليّ حصنا


1- كذا بالأصل و م، و «ز»، و في المطبوعة عليا.
2- عن المسند:«السبي» و في الأصل و م:«و في الجيش» و في المطبوعة:«و في الخمس».
3- كذا الأصول و المطبوعة، و في المسند: رأسه مغطى.

الأزهر مرة: فافتتح علي حصنا - فأخذ (1) لنفسه جارية، فكتب معي خالد بن الوليد يشي به، فلما قرأ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الكتاب قال:«ما تقول في رجل يحبّ اللّه و رسوله، و يحبّه اللّه و رسوله»؟ قال (2):قلت: أعوذ باللّه من غضب اللّه[8661].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو البركات يحيى بن عبد الرّحمن بن حبيش، و أبو الحسن محمّد بن أحمد بن إبراهيم الدّقيقي، قالوا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، نا عيسى بن علي، نا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز - إملاء - نا أبو الربيع الزّهراني، نا جعفر بن سليمان، عن يزيد الرّشك، عن مطرّف بن عبد اللّه (3)،عن عمران بن حصين.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«عليّ منّي و أنا منه، و هو وليّ كلّ مؤمن بعدي»[8662].

هذا مختصر من حديث.

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد


1- كذا بالأصل، و اللفظة غير واضحة في م من سوء التصوير، و في المختصر و المطبوعة: فاتخذ.
2- القائل: راوي الحديث، البراء بن عازب، الصحابي.
3- هو مطرف بن عبد اللّه بن الشخير الحرشي العامري، أبو عبد اللّه، ترجمته في تهذيب الكمال 143/18.

عليا، إنّ عليّا منّي و أنا منه، و هو وليّ كلّ مؤمن بعدي»[8663].

أخبرناه عاليا أبو المظفر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو سهل بن سعدوية، نا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ.

قالا: أنا أبو يعلى، نا عبيد اللّه - هو: ابن عمر - نا جعفر - زاد ابن حمدان: ابن سليمان - نا يزيد الرّشك، عن مطرّف بن عبد اللّه، عن عمران بن حصين قال:

بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سرية، و استعمل عليهم علي بن أبي طالب، قال: فمضى علي - و قال ابن المقرئ: في السرية - قال عمران: و كان المسلمون إذا قدموا من سفر أو غزو أتوا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قبل أن يأتوا رحالهم، فأخبروه بمسيرهم، قال: و أصاب عليّ جارية، قال:

فتعاقد أربعة من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا قدموا على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ليخبرنّه قال: فقدمت السريّة، فأتوا رسول اللّه، فأخبروه بمسيرهم، فقام أحد الأربعة فقال: يا رسول اللّه قد أصاب عليّ جارية، فأعرض عنه، قال (1):ثم قام الثاني، فقال: يا رسول اللّه، و صنع علي كذا، فأعرض عنه، ثم قام الثالث، فقال: يا رسول اللّه، صنع علي كذا و كذا، فأعرض عنه، ثم قام الرابع، فقال: يا رسول اللّه، و صنع كذا و كذا، قال: فأقبل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مغضبا، الغضب يعرف في وجهه، فقال:«ما تريدون من عليّ ، عليّ مني و أنا منه، و هو وليّ كلّ مؤمن بعدي»[8664].

و أخبرتنا به أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، أنا الحسن بن عمر بن شقيق الجرمي، نا جعفر بن سليمان، عن يزيد الرّشك، عن مطرّف بن عبد اللّه بن الشّخّير، عن عمران بن حصين قال:

بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سرية، فاستعمل عليهم عليا، قال: فمضى عليّ في السريّة، فأصاب عليّ جارية، فأنكر ذلك عليه أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قالوا: إذا لقينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أخبرناه بما صنع عليّ ، قال عمران: و كان المسلمون إذا قدموا من سفر بدءوا برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فسلّموا عليه، و نظروا إليه، ثم ينصرفون إلى رحالهم، قال: فلما قدمت السريّة سلّموا على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: فقام أحد الأربعة فقال: يا رسول اللّه أ لم تر أنّ عليا صنع كذا و كذا، فأعرض عنه، ثم قام آخر منهم فقال: يا رسول اللّه أ لم تر أنّ عليا


1- استدركت اللفظة على هامش م. و بعدها صح.

كذا و كذا، فأعرض عنه، ثم قام آخر منهم فقال: يا رسول اللّه أ لم تر أنّ عليا صنع كذا كذا (1)،فأقبل إليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و الغضب يعرف في وجهه فقال:«ما تريدون من عليّ ، ما تريدون من عليّ ، إنّ عليا منّي و أنا منه، و هو وليّ كلّ مؤمن بعدي»[8665].

قال: و أنا أبو يعلى، نا المعلّى بن مهدي، نا جعفر بإسناده نحوه و لم أجده، و قد حفظته عنه.

أنبأنا أبو علي الحداد.

ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا يوسف بن الحسن.

قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا عبد اللّه بن جعفر، نا يونس حبيب، نا أبو داود الطيالسي، نا أبو عوانة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عبّاس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال لعلي:«أنت وليّ كلّ مؤمن بعدي»[8666].

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا خيثمة بن سليمان، أنا أحمد بن حازم، أنا عبيد اللّه بن موسى، نا يوسف بن صهيب (2)،عن ركين، عن وهب بن حمزة قال (3):

سافرت مع علي بن أبي طالب من المدينة إلى مكة، فرأيت منه جفوة، فقلت: لئن رجعت فلقيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لأنالنّ منه، قال: فرجعت فلقيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فذكرت عليا فنلت منه، فقال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا تقولنّ هذا لعلي، فإنّ عليا وليّكم بعدي»[8667].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي الواعظ ، أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد الشيباني


1- زيد في م: فأعرض عنه، ثم قام آخر منهم، فقال يا رسول اللّه أ لم تر أن عليا صنع كذا و كذا.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 490/20.
3- رواه من طريق يوسف بن صهيب ابن الأثير في أسد الغابة 681/4 ضمن ترجمة وهب بن حمزة. باختلاف الرواية.

اشتكى عليا الناس، فقام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فينا خطيبا، فسمعته يقول:«أيّها الناس لا تشكوا عليا، فو اللّه إنّه لأخيشن (1) في ذات اللّه، أو في سبيل اللّه» (2)[8668].

هذا مختصر من حديث.

أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (3)،أنا أبو الحسين بن الفضل القطان (4)،أنا أبو سهل بن زياد القطان، نا أبو إسحاق إسماعيل بن إسحاق القاضي، نا إسماعيل بن أبي أويس [قال: حدثنا] (5) أخي، عن سليمان بن بلال، عن سعد (6) بن إسحاق بن كعب بن عجرة، عن عمّته زينب بنت كعب بن عجرة، عن أبي سعيد الخدري أنه قال:

بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عليّ بن أبي طالب إلى اليمن، قال أبو سعيد: فكنت فيمن خرج معه، فلما احتفر (7) إبل الصّدقة سألناه أن يركب منها و نريح إبلنا، و كنا قد رأينا في إبلنا خللا، فأبى علينا (8)،و قال: إنّما لكم منه سهم كما للمسلين.

قال: فلما فرغ عليّ و انطلق (9) من اليمن راجعا أمّر علينا إنسانا، فأسرع هو، فأدرك الحج، فلما قضى حجّته قال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ارجع إلى أصحابك حتى تقدم عليهم» قال أبو سعيد: و قد كنا سألنا الذي استخلفه ما كان علي منعنا إياه، ففعل، فلما جاء عرف في إبل الصدقة أنها قد ركبت، رأى أثر المراكب، فذمّ الذي أمّره و لامه، فقلت: أما


1- في المسند: لأخشن.
2- و رواه الذهبي في تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص 631 و حلية الأولياء 68/1 و الحاكم في المستدرك 3/ 134.
3- رواه البيهقي في دلائل النبوة ط بيروت 398/5 و ما بعدها.
4- هو أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان.(عن دلائل النبوة).
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و م، و «ز»، و المطبوعة، و الذي استدركناه لتقويم السند عن دلائل النبوة للبيهقي، و قد بقي السند في المطبوعة مضطربا.
6- في دلائل النبوة للبيهقي: سعيد.
7- كذا بالأصل و «ز»، و في م:«اصفر» و في دلائل النبوة: فلما أخذ من إبل الصدقة.
8- الأصل:«عليا» و التصويب عن م، و «ز»، و دلائل النبوة و المطبوعة.
9- غير واضحة بالأصل و رسمها:«و انصفن» و في م:«و انصفنا» و المثبت عن دلائل النبوة للبيهقي.

عليه، فلقيت أبا بكر خارجا من عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فلما رآني وقف معي و رحب بي و ساءلني و ساءلته، و قال: متى قدمت ؟ قلت: قدمت البارحة، فرجع معي إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فدخل و قال: هذا سعد بن مالك بن الشهيد قال:«ائذن له»، فدخلت، فحيّيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و حيّاني، و سلّم عليّ ، و ساءلني عن نفسي و عن أهلي، فأحفى المسألة فقلت: يا رسول اللّه ما لقينا من علي من الغلظة و سوء الصحبة و التضييق، فانتبذ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و جعلت أنا أعدّد ما لقينا منه حتى إذا كنت في وسط كلامي ضرب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على (1) فخذي - و كنت منه قريبا - و قال:«سعد بن مالك بن الشهيد، مه، بعض قولك لأخيك عليّ ، فو اللّه لقد علمت أنه أخشن في سبيل اللّه»، قال: فقلت في نفسي:

ثكلتك أمك سعد بن مالك أ لا أراني كنت فيما يكره منذ اليوم، و ما أدري لا جرم و اللّه لا أذكره بسوء أبدا سرا و لا علانية[8669].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور.

و أخبرتنا فاطمة بنت عبد اللّه بن إبراهيم،[أنا أبو جعفر بن المسلمة، قالا: أنا أبو طاهر المخلص، أنا أبو نصر بن سيف، أنا السري بن يحيى، أنا شعيب بن إبراهيم] (2) أنا سيف بن عمر، عن عبد اللّه بن سعد، عن أياس بن صالح، عن الفضل بن معقل بن سنان، عن عبد اللّه بن نيار بن مكرم الأسلمي (3)،عن عمرو بن شاس الأسلمي (4) قال:

خرجت مع علي بن أبي طالب إلى اليمن فأجفاني، فأظهرت لائمة علي بالمدينة حتى فشا ذلك فدخلت المسجد، مرجع (5) النبي صلى اللّه عليه و سلم ذات غداة، و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم جالس، فرماني (6) ببصره حتى إذا جلست قال:«و اللّه يا عمرو بن شاس لقد آذيتني»، فقلت:

أعوذ باللّه و بالإسلام أن أوذي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال:«بلى، من آذى مسلما فقد آذاني، و من آذى مسلما فقد آذى اللّه عز و جل»[8670].

[كذا]


1- بالأصل: و على، و فوق الواو ضبة، و في م: و على، و المثبت بحذف الواو عن دلائل البيهقي.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 593/10.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 242/14.
5- غير واضحة بالأصل، و لكن وضع فوق الراء سكون، و في م: مرجع.
6- الأصل: فأماني ؟ تصحيف، و المثبت عن م.

قالا: أنا أبو الحسين بن النقور (1)،أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن البغوي، نا عبد الرّحمن بن صالح الأزدي، نا عمرو بن هاشم (2) الجنبي (3)،عن محمّد بن إسحاق، عن أبان بن صالح بن (4) عمير، عن الفضل بن معقل، عن عبد اللّه بن نيار، عن عمرو بن شأس سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من آذى عليا قد آذاني»[8671].

أخبرناه أتم من هذا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا أبو منصور شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه العبدي، أنا أحمد بن محمّد بن زياد (5)،نا عباس بن محمّد الدوري، نا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن محمّد بن إسحاق، حدّثني أبان بن صالح، حدّثني الفضل بن معقل، عن عبد اللّه بن نيار الأسلمي عن عمرو بن شاس الأسلمي - و كان من أصحاب الحديبية - قال:

خرجت مع علي بن أبي طالب إلى اليمن فجفاني في سفري ذلك، فأتيت المدينة فشكوته في المسجد، فبلغ ذلك النبي صلى اللّه عليه و سلم، فدخلت المسجد ذات غداة و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم جالس في أصحابه مادا إليّ عينه - أيّ حدد إليّ النظر - ثم قال:«أمّا و اللّه لقد آذيتني»، قلت:

أعوذ باللّه من أن أؤذيك، قال:«بلى، من أذى عليا فقد آذاني»[8672].

و رواه يونس بن بكير، فأسقط الفضل من إسناده.

أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (6)،أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو سعيد بن أبي عمرو، قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب.

ح و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد.

قالا: أنا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، حدّثني أبان بن صالح عن عبد اللّه بن نيار


1- أقحم بعدها بالأصل:«أنا عيسى بن النقور».
2- في م: هشام تصحيف.
3- إعجامها مضطرب بالأصل و م، و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 356/14.
4- الأصل: عن، تصحيف، و المثبت عن م، ترجمته في تهذيب الكمال 300/1.
5- أقحم بعدها بالأصل:«نا زياد».
6- رواه البيهقي في دلائل النبوة 394/5-395 و انظر البداية و النهاية 104/5 و 346/7.

السمرقندي: عن عمرو الأسلمي - و كان من أصحاب الحديبية، قال:

كنت مع علي بن أبي طالب في خيله الذي بعثه فيها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى اليمن فجفاني عليّ بعض الجفاء، فوجدت عليه في نفسي، فلمّا قدمت المدينة اشتكيته في مجالس المدينة، و عند من لقيته، فأقبلت يوما و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم جالس في المسجد، فلمّا رآني انظر إلى عينيه نظر إليّ حتى جلست إليه، فلمّا جلست قال:«إنه و اللّه يا عمرو بن شاس لقد آذيتني»، فقلت: إنا للّه و إنا إليه راجعون، أعوذ باللّه و بالإسلام أن أوذي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال:«من آذى عليا فقد آذاني»[8673].

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا عمرو بن علي، نا عبد العزيز بن الخطاب، نا مسعود بن سعد، عن محمّد بن إسحاق، عن أبان بن صالح، عن الفضل، عن عبد اللّه بن نيار الأسلمي، عن عمرو بن شاس قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّك قد آذيتني»، قلت: ما أحب أن أوذيك يا رسول اللّه، قال:

«من آذى عليا فقد آذاني»[8674].

و روي عن عمرو بن شاس من وجه آخر:

أخبرناه أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا علي بن إبراهيم بن عيسى الباقلاني - فيما قرئ عليه و أنا حاضر - نا محمّد بن إسماعيل بن العباس - إملاء - نا أبو عبد اللّه محمّد بن القاسم بن زكريا المحاربي - بالكوفة - نا عبّاد بن يعقوب، نا موسى بن عمير، عن عقيل بن نجدة بن هبيرة، عن عمرو بن شاس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا عمرو إنّه من آذى عليا فقد آذاني»[8675].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو محمد بن أبي عثمان، أنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمد الفرضي، أنا أحمد بن إسحاق الأنماطي نا محمد بن علي الوراق، نا أبو غسان (1)،نا محمد بن عمر الأنصاري، نا قنّان النهمي


1- تقرأ في «ز»: أبو عثمان.

و أخبرنا أبو القاسم [أنا أبو القاسم] (1) الجرجاني، أنا حمزة بن يوسف (2)،نا القاضي أبو نعيم عبد اللّه بن أحمد النعيمي (3) في داره - بأستراباذ - نا أبو زرعة أحمد بن محمّد الفامي (4)-بجرجان - نا محمّد بن الفضل بن حاتم، نا إسماعيل بن بهرام الكوفي، حدّثني محمّد بن جعفر، عن أبيه، عن جده، عن جابر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعلي:«من آذاك فقد آذاني، و من آذاني فقد آذى اللّه»[8676].

أخبرنا أبو المظفر القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن سعدوية، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ.

قالا: أنا أبو يعلى، نا محمود بن خداش، نا مروان بن معاوية، نا قنّان بن عبد اللّه النهمي، نا مصعب بن سعد بن أبي وقّاص، عن أبيه قال:

كنت جالسا في المسجد أنا و رجلان معي، فنلنا من عليّ ، فأقبل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم غضبان يعرف في وجهه الغضب، فتعوذت باللّه من غضبه، فقال:«ما لكم و ما لي ؟ من آذى عليا فقد آذاني»[8677].

انتهى حديث ابن حمدان، و زاد ابن المقرئ: و كنت يقال (5):إنّ عليا يعرّض بك يقول: اتقوا فتنة الأخينس ؟ فأقول هل سمّاني ؟ فيقال: لا، فأقول إنّه منه.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، نا أبو طالب بن غيلان، نا أبو بكر الشافعي، نا محمّد بن سليمان بن الحارث (6)،نا عبيد اللّه بن موسى، نا أبو إسرائيل الملائي، عن الحكم، عن أبي سلمان المؤذن (7)،عن زيد بن أرقم أن عليا انتشد


1- ما بين معكوفتين استدرك عن م، و «ز»، لتقويم السند، و قد سقطت من الأصل فاضطرب السند، و هو معروف و مشهور.
2- رواه السهمي في تاريخ جرجان ص 367 ضمن ترجمة محمد بن جعفر الملقب بالديباج.
3- ترجمته في تاريخ جرجان ص 277 رقم 467.
4- ترجمته في تاريخ جرجان ص 513 رقم 1050.
5- كذا وردت العبارة بالأصل و م و «ز»، و قد صوبها محقق المطبوعة: و كنت أوتى بعد ذلك و يقال لي: إن عليا...
6- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المطبوعة: حرب، تصحيف، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 386/13.
7- اسمه يزيد بن عبد اللّه، ترجمته في تهذيب الكمال 267/21 باب الكنى. و في المطبوعة: أبو سليمان. و الحديث رواه المزي في ترجمة أبي سلمان المذكور، من طريق ابن عساكر.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهم وال (1) من والاه و عاد من عاداه»، فقام ستة عشر رجلا فشهدوا بذلك، و كنت فيهم[8678].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن حسنون النّرسي، أنا أبو القاسم موسى بن عبد اللّه السراج، نا عبد اللّه بن أبي داود، نا محمّد بن عثمان العجلي، نا عبيدة، عن فطر، عن أبي الطفيل قال:

سمعت عليا و هو ينشد الناس في الرحبة (2):أنشد اللّه امرا سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول لي (3) يوم غدير خمّ ما قال إلاّ قام، فقام ناس من الناس، فشهدوا أنا رأينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم آخذ بيد علي و هو يقول:«اللّهم وال من (4) والاه و عاد من عاداه»[8679].

قال أبو الطفيل: فخرجت و في نفسي مما سمعت، فلقيت زيد بن أرقم فذكرت ذلك له فقال: ما تنكر قد سمعناه (5).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي التميمي، أنا أبو بكر القطيعي، أنا أبو عبد الرّحمن الشيباني (6)،حدّثني أبي، نا حسين بن محمّد، و أبو نعيم المعني قالا: نا فطر عن أبي الطّفيل قال:

جمع علي الناس في الرحبة ثم قال لهم: أنشد اللّه كل امرئ مسلم سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول يوم غدير خمّ ما سمع لما قام (7)،فقام ثلاثون (8) من الناس - و قال أبو نعيم: فقام أناس كثير - فشهدوا حين أخذ بيده فقال للناس:«أ تعلمون أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟» قالوا: نعم يا رسول اللّه، قال:«من كنت مولاه فهذا (9) مولاه، اللّهم وال من والاه و عاد من عاداه»، قال: فخرجت كأن


1- الأصل: والى» و المثبت عن م و تهذيب الكمال.
2- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن م و «ز».
3- في «ز»: يقول في يوم غدير خم.
4- الأصل: موال من مولاه.
5- سقط في الكلام بالأصل و م و «ز».
6- مسند أحمد بن حنبل 82/7 رقم 19321 ط . دار الفكر - بيروت.
7- الأصل:«ما سمع لي أقام» و المثبت عن م و المسند.
8- الأصل و م: ثلاثين، و التصويب عن المسند.
9- الأصل و م: و هذا، و المثبت عن المسند.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، و أم البهاء بنت البغدادي، قالا: أنا أبو عثمان العيّار، أنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن الحسن بن علي البزّاز (1)،نا أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن شاذ بن قتيبة.

ح و أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني، نا عبد الرحمن بن محمّد بن إبراهيم بن مردة المديني، نا أبو السّري هنّاد بن السّري، قالا: نا أبو سعيد الأشج، نا العلاء بن سالم العطار، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى قال:

سمعت عليا في الرّحبة ينشد - و قال أبو السري: في باب الرحبة و هو ينشد - الناس:

من سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم (2) يقول:«من كنت مولاه فعليّ مولاه»- زاد ابن قتيبة: إلاّ قام - فقام اثنا عشر بدريا، فشهدوا أنهم سمعوا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه و عاد من عاداه»[8681].

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو سهل بن سعدوية، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ.

قالا: أنا أبو يعلى، نا القواريري، نا يونس بن أرقم، نا يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى قال:

شهدت عليا في الرّحبة يناشد


1- في م: البزار.
2- «يقول» استدركت على هامش م و بعدها صح.

قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني عبيد اللّه بن عمر القواريري، نا يونس بن أرقم، نا يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى قال:

شهدت عليا في الرّحبة ينشد الناس: أنشد اللّه من سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم [يقول] (2) يوم غدير خمّ :«من كنت مولاه فعليّ مولاه»، لمّا قام، فشهد، قال عبد الرّحمن: فقام اثنا عشر بدريا كأنّي انظر إلى أحدهم. فقالوا: نشهد أنّا (3) سمعنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول يوم غدير خمّ :

«أ لست أولى بالمؤمنين من أنفسهم، و أزواجي أمهاتهم ؟» فقلنا: بلى يا رسول اللّه، قال:«من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه، و عاد من عاداه»[8683].

قال: و نا عبد اللّه (4)،نا أحمد بن عمر الوكيعي، نا زيد بن الحباب، نا الوليد بن عقبة بن نزار القيسي (5)،حدّثني سماك بن عبيد بن الوليد العبسي قال: دخلت على عبد الرّحمن بن أبي ليلى، فحدّثني.

أنه شهد عليا في الرحبة فقال: أنشد اللّه رجلا سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و شهده يوم غدير خمّ إلاّ قام، فلا (6) يقوم إلاّ من قد رآه، فقام اثنا عشر رجلا، فقالوا: قد رأيناه و سمعناه حيث أخذ بيده يقول:«اللّهمّ وال من والاه، و عاد من عاداه، و انصر من نصره، و اخذل من خذله»، فقام إلاّ ثلاثة لم يقوموا، فدعا عليهم، فأصابتهم دعوته[8684].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو الحسن الدار قطني، أنا أبو القاسم الحسن بن محمّد بن بشر البجلي الكوفي الخزّاز (7)،نا علي بن الحسين بن عبيد بن كعب، أنا إسماعيل بن أبان، عن أبي داود الطهوي (8)،و اسمه عيسى بن مسلم، عن عمرو بن عبد اللّه، و عبد الأعلى بن عامر الثعلبي


1- مسند أحمد 252/1 رقم 961 طبعة دار الفكر - بيروت.
2- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن المسند و المطبوعة.
3- بالأصل و م:«أنك» و المثبت عن المسند و المطبوعة.
4- مسند أحمد بن حنبل 253/1 رقم 964 طبعة دار الفكر - بيروت.
5- كذا بالأصل و م و المطبوعة، و في المسند:«الوليد بن عقبة بن نزار العنسي» و هو الصواب، قارن مع ترجمته في تهذيب الكمال 442/19 ط . دار الفكر - بيروت.
6- كذا بالأصل و م، و في المسند و المطبوعة: و لا يقوم.
7- في م: الخراز.
8- في م: الطهري. تصحيف، ترجمته في تهذيب الكمال 575/14.

خطب الناس أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب في الرحبة، قال: أنشد اللّه امرأ نشدة الإسلام سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم غدير خمّ آخذ بيدي يقول:«أ لست أولى بكم يا معشر المسلمين من أنفسكم ؟» قالوا: بلى يا رسول اللّه، قال:«من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه و عاد من عاداه، و انصر من نصره، و اخذل من خذله» إلاّ قام، فقام بضعة عشر رجلا، فشهدوا، و كتم قوم، فما فنوا من الدنيا حتى عموا (1) و برصوا.

قال الدار قطني: غريب من حديث عبد الأعلى، و عمرو بن عبد اللّه بن هند الجملي (2)عن عبد الرّحمن عن علي، تفرّد به أبو داود الطّهوي (3) عنهما.

أخبرنا أبو غالب أيضا، أنا [أبو] (4) محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن هارون البيع، نا محمّد بن حميد، نا هارون بن المغيرة، عن عمرو بن قيس عن الزّبير بن عدي، عن عمير بن سعد.

أن عليا جمع الناس في الرّحبة و أنا شاهد فقال: من سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من كنت مولاه فعليّ مولاه»؟ فقام إليه اثنا عشر رجلا، فشهدوا أنهم سمعوا النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول ذلك.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، و أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالا: أنا أبو عثمان سعيد بن أحمد، أنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن الحسن البزاز، أنا أبو علي محمّد بن محمّد بن شاذ الرّاوساني (5)،نا أبو سعيد الأشج، نا عبد اللّه بن الأجلح، عن أبيه، عن طلحة بن مصرّف، عن عمير بن سعيد (6) قال:

سمعت عليا ينشد الناس: من سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من كنت مولاه» إلاّ قام، فقام ثمانية عشر، فشهدوا أنهم سمعوا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من كنت مولاه فعليّ مولاه»[8685].

كذا قال، و الصواب: عمير بن سعد


1- كذا بالأصل، و م، و «ز»، و المطبوعة، و المختصر.
2- تقرأ بالأصل:«الحبلى» و في م:«الجبلي» و المثبت عن المطبوعة.
3- في م: الطهري. تصحيف، ترجمته في تهذيب الكمال 575/14.
4- استدركت «أبو» على هامش الأصل.
5- ضبطت بفتح الراء و الواو عن الأنساب، و هذه النسبة إلى راوسان، قال السمعاني: و ظني أنها من قرى نيسابور و نواحيها.
6- كذا بالأصل و م و «ز» و المطبوعة هنا: عمير بن سعيد، و قد مرّ في الرواية السابقة: عمير بن سعد، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 412/14 و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى أن الصواب: عمير بن سعد؟! و لعلّ الصواب هو عميرة بن سعد الهمداني: راجع ترجمته في تهذيب الكمال 424/14.

أخبرناه أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمّد الزّيدي، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن علاّن، أنا محمّد بن عبد اللّه بن الحسين الجعفي (1)،نا علي بن محمّد بن هارون بن زياد الحميدي (2)،نا عبد اللّه بن سعيد، نا أبو (3) الأجلح، عن الأجلح، عن طلحة، عن عميرة بن سعد قال:

سمعت عليا ينشد الناس: من سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من كنت مولاه فعليّ مولاه» إلاّ قام، فشهد، فقام ثمانية عشر رجلا فشهدوا.

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ (4)،نا سليمان بن أحمد (5)،نا أحمد بن إبراهيم بن عبد اللّه بن كيسان المديني سنة تسعين و مائتين، نا إسماعيل بن عمرو البجلي، نا مسعر، عن طلحة بن مصرّف، عن عميرة بن سعد قال:

شهدت عليا على المنبر يناشد أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: من سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم غدير خمّ يقول ما قال فشهد، فقام اثنا عشر رجلا منهم: أبو هريرة، و أبو سعيد، و أنس بن مالك فشهدوا أنهم سمعوا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه و عاد من عاداه»[8686].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر الفارسي، أنا أبو العبّاس بن عقدة، نا الحسن بن علي بن عفان، نا عبيد اللّه، عن فطر، عن أبي إسحاق، عن عمرو ذي مر، و سعيد بن وهب، و عن زيد بن يثيع


1- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 425/14 في ترجمة عميرة بن سعد الهمداني.
2- رسمها في م:«الحميري» و هو الصواب، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 13/15 و في تهذيب الكمال: الحميري.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و المطبوعة، و في تهذيب الكمال: ابن الأجلح.
4- رواه أبو نعيم في ذكر أخبار أصبهان 107/1 ضمن ترجمة أحمد بن إبراهيم بن عبد اللّه بن كيسان.
5- رواه الطبراني في المعجم الصغير 64/1 ضمن ترجمة أحمد بن إبراهيم بن عبد اللّه بن كيسان، و من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 425/14.

وال من والاه و عاد من عاداه، و أحبّ من أحبّ ، و أبغض من أبغضه، و انصر من نصره، و اخذل من خذله»[8687].

قال أبو إسحاق حين فرغ من الحديث: يا أبا بكر أيّ أشياخ هم ؟ أخبرنا أبو صالح عبد الصمد بن عبد الرّحمن، و أبو بكر محمّد بن شجاع، قالا: أنا رزق اللّه بن عبد الوهاب، قالا (1):أنا أحمد بن محمّد بن المتيم (2)،أنا أبو العبّاس بن عقدة، نا أبو الحسين بن عبد الرّحمن الأزدي، نا أبي، نا عبد النور بن عبد اللّه.

قال: و نا سليمان بن قرم (3)،و هارون بن سعد، و سعيد بن دينار، و فطر (4) بن خليفة، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب، و عمرو ذي مر، و زيد بن يثيع.

أن عليا قال في الرّحبة: أنشد اللّه كل امرئ مسلم سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم غدير خمّ يقول ما قال إلاّ قام، قال: فقام ثلاثة عشر رجلا ستة من جانب، و سبعة من جانب - و قال هارون: اثنا عشر رجلا - فشهدوا أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه، و عاد من عاداه، و أحبّ من أحبّه، و أبغض من أبغضه، و انصر من نصره»[8688].

أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح، و أنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب.

قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (5)،حدّثني علي بن حكيم الأودي، أنا شريك، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب، و عن زيد بن يثيع قال:

نشد عليّ الناس في الرحبة: من سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول يوم غدير خمّ إلاّ قام، قال:

فقام من قبل سعيد ستة، و من قبل زيد ستة، فشهدوا أنّهم سمعوا أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول لعلي يوم غدير خمّ :«أ ليس اللّه أولى بالمؤمنين ؟» قالوا: بلى، قال:«اللّهم من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه، و عاد من عاداه»[8689].

قال: و نا عبد اللّه


1- كذا.
2- له ذكر في سير أعلام النبلاء 271/17.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 94/8.
4- في م: و فاطر.
5- مسند أحمد بن حنبل 250/1 رقم 950 طبعة دار الفكر - بيروت.

ذي مرّ بمثل حديث أبي إسحاق - يعني عن سعيد و زيد - و زاد فيه:«و انصر من نصره، و اخذل من خذله».

قال: و نا عبد اللّه (1)،و نا علي، نا شريك، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطّفيل، عن زيد بن أرقم، عن علي (2)،عن النبي صلى اللّه عليه و سلم مثله (3).

أخبرنا أبو حفص عمر بن ظفر بن أحمد، أنا طرّاد بن محمّد، أنا عبد اللّه بن يحيى بن عبد الجبار، نا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، نا أحمد بن منصور، نا عبد الرّزّاق، أنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، حدّثني سعيد بن وهب، و عبد (4) خير أنهما سمعا عليا برحبة الكوفة (5) يقول:

أنشد اللّه من سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من كنت مولاه فإن عليّا مولاه» قال: فقام عدة من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم فشهدوا أنهم سمعوا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول ذلك.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (6)،حدّثني أبي، نا محمّد بن جعفر، نا شعبة، عن أبي إسحاق قال:

سمعت سعيد بن وهب قال:

نشد عليّ الناس فقام خمسة أو ستة من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم فشهدوا أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«من كنت مولاه فعليّ مولاه»[8690].

قال (7):و حدّثني أبي، نا يحيى بن آدم، نا حنش (8) بن الحارث بن لقيط (9) الأشجعي، عن زياد


1- مسند أحمد بن حنبل 952.
2- «عن علي» كذا بالأصول الثلاثة و المطبوعة، و قد سقطت من مسند أحمد بطبعتيه 118/1 و طبعة دار الفكر 250/1 رقم 952.
3- كذا بالأصول و المسند، و في المطبوعة: بمثله.
4- هو عبد خير بن يزيد، أبو عمارة الكوفي، ترجمته في تهذيب الكمال 71/11.
5- الرحبة اسم عدة أماكن، راجع فيها معجم البلدان، و المراد هنا رحبة خنيس، و هي محلة بالكوفة.
6- مسند أحمد بن حنبل 43/9 رقم 23168 طبعة دار الفكر.
7- القائل عبد اللّه بن أحمد بن محمد بن حنبل، و الحديث في مسند أحمد 143/9 رقم 23622 طبعة دار الفكر.
8- الأصل:«حبيش» و في م:«جيش» و المثبت عن المسند و المطبوعة.
9- في المسند: ابن لقيط النخعي الأشجعي.

جاء رهط إلى عليّ بالرحبة، فقالوا: السّلام عليك يا مولانا، قال: كيف أكون مولاكم و أنتم قوم عرب،؟ قالوا: سمعنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم غدير خمّ يقول:«من كنت مولاه فإنّ هذا (1) مولاه»، قال رياح: فلما مضوا تبعتهم (2) فسألت من هؤلاء؟ قالوا: نفر من الأنصار، فيهم أبو أيوب الأنصاري.

أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب.

قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، نا محمّد بن عبد اللّه، نا الربيع - يعني ابن [أبي] (4) صالح الأسلمي - حدّثني زياد بن أبي زياد قال:

سمعت علي بن أبي طالب ينشد الناس فقال: أنشد اللّه رجلا مسلما سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول يوم غدير خمّ ما قال ؟ فقام اثنا عشر بدريا، فشهدوا.

قال (5):و حدّثني أبي، نا ابن نمير، نا عبد الملك، عن أبي عبد الرحيم الكندي، عن زاذان أبي عمر قال: سمعت عليا في الرّحبة و هو ينشد الناس: من شهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم غدير خمّ و هو يقول ما قال ؟ فقام ثلاثة عشر رجلا، فشهدوا أنهم سمعوا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو


1- في «ز»: فعلي مولاه.
2- الأصل و م:«بيعتهم» و التصويب عن المسند و المطبوعة.
3- مسند أحمد 191/1 - رقم 670 طبعة دار الفكر - بيروت.
4- الزيادة عن المسند.
5- القائل عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، و الحديث في مسند أحمد 182/1 رقم 641 طبعة دار الفكر.

أحمد بن علي السمسار، قالا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن خرّشيذ قوله، نا أبو عبد اللّه الحسين بن إسماعيل المحاملي، نا أخو كرخويه، و هو محمّد بن يزيد، أنا أبو عامر، نا كثير - يعني النّوّا - عن محمّد بن عمير (1) بن علي، عن أبيه، عن علي.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم حضر الشجرة بخمّ ثم خرج آخذا بيد علي، فقال:«يا أيها الناس أ لستم تشهدون أنّ اللّه عز و جل ربكم ؟» قالوا: بلى، قال:«أ لستم تشهدون أنّ اللّه تبارك و تعالى و رسوله أولى بكم من أنفسكم، و أن اللّه و رسوله مولياكم (2)»، قالوا: بلى، قال:«فمن كنت مولاه فهذا مولاه، إنّي تركت فيكم ما أن أخذتم به لن تضلّوا بعده»[8693].

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر، أنا الحسن بن علي.

و أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد، أنا أبو علي الواعظ .

قالا: أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، نا حجّاج بن الشاعر، نا شبابة، حدّثني نعيم بن حكيم، حدّثني أبو مريم و رجل من جلساء علي، عن علي.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال يوم غدير خمّ :«من كنت مولاه فعليّ مولاه».

قال: فزاد الناس بعد: وال من والاه و عاد من عاداه[8694].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن النّرسي، أنا موسى بن عيسى بن عبد اللّه السّرّاج، نا عبد اللّه بن سليمان، نا إسحاق بن منصور، نا محمّد بن يوسف، عن فطر، عن أبي الطّفيل، عن علي قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من كنت مولاه فإنّ عليا مولاه، اللّهمّ عاد من عاداه، و وال من والاه»[8695].

أخبرنا أبو الوفاء عمر بن الفضل بن أحمد، أنا إبراهيم بن محمّد القفّال، أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد، نا إبراهيم بن محمّد بن بطحاء المحتسب، نا أحمد بن سعد بن إبراهيم بن سعد أبو إبراهيم الزهري (4)،نا يحيى بن سليمان الجعفي


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«عمر».
2- الأصل: مولاكم، و المثبت عن م، و «ز».
3- مسند أحمد بن حنبل 321/1 رقم 1310 طبعة دار الفكر.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 117/13.

يحيى بن يعلى، نا الأعمش، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب قال:

قال علي: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه، و عاد من عاداه»[8696].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن الحسين بن الخلاّل، أنا أبو محمّد الحسن بن الحسين بن علي بن العباس النّوبختي، نا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن مبشّر، نا عبد الحميد بن بيان، أنا خالد بن عبد اللّه، عن الأجلح، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب قال:

سمعت عليا يقول: أنشد اللّه رجلا سمع محمّدا عليه السلام يقول:«ألا إن اللّه وليّي (1)،و أنا وليّ المؤمنين، من كنت وليّه فإنّ عليا وليّه»، فقام ستة نفر فشهدوا بذلك.

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، أنا أبو بكر بن أبي شيبة، نا شريك، عن حسن بن الحارث (2) قال:

بينا عليّ جالس في الرحبة إذ رجل عليه أثر سفر، فقال: السّلام عليك يا مولاي، فقال: من هذا؟ فقال: (3) أبو أيوب الأنصاري، فقال: إنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من كنت مولاه فعليّ مولاه»[8697].

كذا في الأصل، و إنما هو عن حنش، عن رياح (4) بن الحارث.

أخبرناه أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه بن كادش، أنا أبو الطيب طاهر بن عبد اللّه الطّبري، أنا علي بن عمر بن محمّد الحربي، أنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا شريك، عن حنش، عن رياح (5) بن الحارث قال:

بينا نحن جلوس في الرّحبة مع علي إذ جاء رجل عليه أثر السفر، فقال: السّلام عليك يا مولاي، قالوا


1- الأصل و م: ولي.
2- «الحارث» استدركت على هامش م.
3- الأصل: فقام، و المثبت عن م، و «ز».
4- الأصل: رباح، تصحيف و التصويب عن م، ترجمته في تهذيب الكمال 246/6.
5- الأصل: رباح، تصحيف و التصويب عن م، ترجمته في تهذيب الكمال 246/6.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا عثمان بن أبي شيبة، نا شريك، عن حنش بن الحارث (1)،عن رياح بن الحارث قال:

بينا علي جالس إذ جاء رجل عليه أثر السفر، فقال: السّلام عليك يا مولاي، قال: من هذا؟ قال (2):أبو أيوب، فقال علي: أفرجوا له، فقال أبو أيوب: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من كنت مولاه فعليّ مولاه» (3)[8699].

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن الحسين بن علي، و أحمد بن محمود بن أحمد، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن سليمان الهلالي خياط السنّة في المسجد الحرام، أنا أبو القاسم بن محمّد الدّلاّل، نا مخول بن إبراهيم، نا جابر بن الحرّ، عن أبي إسحاق السّبيعي، عن عمرو ذي مرّ عن علي.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه، و عاد من عاداه»[8700].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، و أبو محمّد، و أبو الغنائم ابنا أبي عثمان.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان قالوا: أنا عبد اللّه بن عبيد اللّه بن يحيى، نا أبو عبد اللّه المحاملي.

ح و أخبرنا أبو محمّد أيضا، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمّد بن مخلّد، قالا: نا محمّد بن الوليد البسري، أنا محمّد بن جعفر، نا شعبة، عن سلمة بن كهيل قال: سمعت أبا الطّفيل يحدّث عن أبي سريحة - أو زيد بن أرقم، شعبة الشاكّ - قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من كنت مولاه فعليّ مولاه»[8701].

قال سعيد بن جبير: و أنا قد سمعته قبل هذا من ابن عبّاس، قال محمّد: و أظنه قال:

و كتمه - و في حديث المحاملي: و أنا قد سمعت مثل هذا عن ابن عباس - و لم يزد عليه.

و قد رواه أبو الطّفيل عنهما (4) جميعا، فأما حديث أبي


1- هو حنش بن الحارث بن لقيط النخعي الكوفي، ترجمته في تهذيب الكمال 276/5. ط دار الفكر.
2- كذا بالأصل، و في «ز»: قالوا.
3- الحديث السابق ليس في م.
4- من هنا يوجد سقط في م، عدة صفحات، سنشير إلى نهايته في موضعه.

فأخبرناه أبو محمّد السّيّدي، أنا أبو (1) عثمان البحيري (2)،أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى الموصلي، نا الأزرق بن علي، نا حسّان بن إبراهيم، نا محمّد بن سلمة، عن أبيه، عن أبي الطّفيل عامر بن واثلة أنه سمع زيد بن أرقم يقول:

نزل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بين مكة و المدينة عند سمرات خمس دوحات عظام فكنس الناس ما تحت السّمرات، ثم راح رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فصلّى، ثم قام خطيبا، فحمد اللّه و أثنى عليه، و ذكر و وعظ و قال ما شاء اللّه أن يقول، ثم قال:«يا أيّها الناس إنّي تارك فيكم أمرين لن تضلّوا إذا اتبعتموهما (3) كتاب اللّه، و أهل بيتي عترتي» ثم قال:«أ تعلمون أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟»- ثلاث مرات - فقال الناس: نعم، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من كنت مولاه، فإنّ عليا مولاه»[8702].

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، و أم المجتبى بنت ناصر، قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا الأزرق بن علي، نا حسّان، نا محمّد بن سلمة، عن أبيه، عن أبي عبد اللّه الشامي قال:

بينا أنا جالس عند زيد بن أرقم، و هو جالس في مجلس بني الأرقم، فجاءه رجل من مراد على بغلة، فقال: في القوم زيد؟ فقال القوم: نعم، هذا زيد، فقال: أنشدكم اللّه الذي لا إله إلاّ هو، هل سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من كنت مولاه فإنّ عليا مولاه، اللّهمّ وال من والاه و عاد من عاداه»، قال: نعم[8703].

و اللفظ للخلاّل.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، و أبو القاسم تميم بن أبي سعيد، قالا: أنا محمّد بن عبد الرّحمن، أنا محمّد بن محمّد بن أحمد، نا أبو بكر محمّد بن مروان، نا هشام بن عمّار، نا سعيد بن يحيى، حدّثني الفضل بن غزوان


1- بالأصل: أبو محمد عثمان، تصحيف، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به، و السند معروف.
2- في المطبوعة: البجيري، بالجيم، تصحيف، و الصواب: البحيري، بالحاء المهملة، و قد مرّ التعريف به.
3- الأصل: اتبعتموها.

أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من كنت مولاه فعلي مولاه»[8704].

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، و حدّثني أبو مسعود عنه، أنا أبو نعيم الحافظ (1)،نا عبد اللّه بن محمّد بن عطاء، نا محمّد بن إبراهيم الجيراني (2)،نا بكر بن بكّار، نا فضيل بن مرزوق، عن عطية بن سعد، عن زيد بن أرقم قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من كنت مولاه فعليّ مولاه»[8705].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، نا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، نا ابن نمير، نا عبد الملك - يعني ابن أبي سليمان - عن عطية العوفي قال: أتيت زيد بن أرقم، فقلت له:

إنّ ختنا لي يحدّثني عنك بحديث في شأن عليّ عليه السّلام يوم غدير خمّ ، فأنا أحب أن أسمعه منك، فقال: إنّكم معشر [أهل العراق] (4) فيكم ما فيكم، فقلت له: ليس عليك منّي بأس، قال: نعم، كنا بالجحفة، فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلينا ظهرا و هو آخذ بعضد علي، فقال:«أيّها الناس، أ لستم تعلمون أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟» قالوا: بلى، قال:«فمن كنت مولاه فعليّ مولاه»، قال: فقلت له: هل قال:«اللّهمّ وال من والاه، و عاد من عاداه ؟ قال: إنّما أخبرك كما سمعت[8706].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين عاصم بن الحسن


1- رواه أبو نعيم في ذكر أخبار أصبهان 235/1 ضمن ترجمة بكر بن بكار.
2- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى جيران، قرية من قرى أصبهان على فرسخين منها، ذكره السمعاني و ترجم له.
3- مسند أحمد بن حنبل 78/7 رقم 19299 طبعة دار الفكر.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و «ز»، و استدرك عن المسند.

إسحاق بن الحسن الحربي، نا أبو نعيم الفضل بن دكين، نا كامل أبو العلاء (1)،عن حبيب بن أبي ثابت، عن يحيى بن جعدة (2)،عن زيد بن أرقم أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال لعلي يوم غدير خمّ :«من كنت مولاه فعليّ مولاه»[8708].

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو عروبة الحرّاني، نا إسماعيل بن موسى ابن بنت السّدّي، نا تليد بن سليمان، عن الحسن بن عبيد اللّه، عن أبي الضّحى، عن زيد بن أرقم قال: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«من كنت مولاه فعليّ مولاه»[8709].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، نا محمّد بن جعفر، نا شعبة، عن ميمون أبي عبد اللّه قال: كنت عند زيد بن أرقم، فجاء رجل من أقصى الفسطاط ، فسأله عن ذا (4)،فقال: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«أ لست أولى بالمؤمنين من أنفسهم»؟ قالوا: بلى، قال:«من كنت مولاه فعليّ مولاه»[8710].

قال ميمون: فحدّثني بعض القوم عن زيد أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«اللّهمّ وال من والاه، و عاد من عاداه»[8711].

قال (5):و حدّثني أبي، نا عفان (6)،نا أبو عوانة، عن المغيرة، عن أبي عبيد، عن ميمون أبي عبد اللّه قال: قال زيد بن أرقم و أنا أسمع: نزلنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بوادي


1- من طريقه رواه الذهبي في تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص 632.
2- تقرأ بالأصل:«يحيى بن حمزة» و المثبت عن «ز»، و تاريخ الإسلام.
3- مسند أحمد بن حنبل 87/7 رقم 19347 طبعة دار الفكر.
4- كذا بالأصل و «ز»، و المطبوعة، و في المسند: فسأله عن داء.
5- القائل: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، و الحديث في المسند 86/7 رقم 19344 طبعة دار الفكر.
6- كذا بالأصول، و في المسند: حدثنا سفيان.

محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن موسى، أنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد، نا الحسن بن علي بن بزيع، نا إسماعيل بن صبيح، نا خباب بن نسطاس، عن فطر بن خليفة الخياط ، عن أبي إسحاق، عن زيد بن أرقم قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعلي:«من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه، و عاد من عاداه، و أحبّ من أحبّه، و أبغض من أبغضه، و انصر من نصره، و اخذل من خذله»[8713].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن المزرفي (1)،نا أبو الحسين محمّد بن علي بن المهتدي، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمّد بن الحسن، أنا العباس بن أحمد البرتي، أنا نصر بن عبد الرّحمن أبو سليمان (2) الوشّاء، أنا زيد بن الحسن الأنماطي، أنا معروف بن خربوذ المكي (3)،عن أبي الطّفيل عامر بن واثلة، عن حذيفة بن أسيد (4) قال:

لمّا قفل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن حجّة الوداع نهى أصحابه عن شجرات بالبطحاء متقاربات أن ينزلوا حولهن، ثم بعث إليهم فصلى تحتّهن، ثم قام فقال:«أيّها الناس، قد نبّأني اللطيف الخبير أنه لم يعمّر نبيّ إلاّ مثل نصف عمر الذي يليه من قبله، و إنّي لأظن أن يوشك أن أدعى فأجيب، و إنّي مسئول و أنتم مسئولون، فما ذا أنتم قائلون ؟» قالوا: نشهد أنك قد بلّغت، و نصحت، و جهدت، فجزاك اللّه خيرا، قال:«أ لستم تشهدون أن لا إله إلاّ اللّه، و أنّ محمّدا عبده و رسوله، و أنّ جنته (5) حقّ ، و ناره حقّ ، و أنّ الموت حقّ ، و أن البعث بعد الموت حقّ ، و أنّ الساعة آتية لا ريب فيها، و أنّ اللّه يبعث من في القبور؟» قالوا: بلى نشهد بذلك، قال:

«اللّهم اشهد» ثم قال:«أيها الناس إنّ اللّه مولاي، و أنا مولى المؤمنين، و إنّي أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه فهذا مولاه، اللّهمّ وال من والاه، و عاد من عاداه».

ثم قال:«أيها الناس [إلي فرط لكم] (6) و إنكم واردون على الحوض، حوضي، أعرض مما بين بصرى و صنعاء، فيه عدد [النجوم]


1- بالأصل: المرزقي، و في المطبوعة:«المرزقي» كلاهما تصحيف، و الصواب «المزرفي»، مرّ التعريف به.
2- و يقال: أبو سعيد، ترجمته في تهذيب الكمال 63/19 طبعة دار الفكر.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 248/18 طبعة دار الفكر.
4- بالأصل: سويد، تصحيف، و التصويب عن «ز»، و هو حذيفة بن أسيد، أبو سريحة الغفاري، ترجمته في تهذيب الكمال 190/4.
5- إلى هنا ينتهي السقط الذي أشرنا إلى بدايته قبل عدة صفحات في م.
6- بياض بالأصل و م و «ز»، و المستدرك عن المعجم الكبير للطبراني 67/3 رقم 2683.

الثقلين (1)،فانظروا كيف تخلفوني [فيهما، الثقل] (2) الأكبر كتاب اللّه سبب طرفه بيد اللّه عز و جل و طرف بأيديكم فاستمسكوا [به و لا] (3) تضلوا و لا تبدلوا، و عترتي أهل بيتي، فإنه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يتفرقا حتى يردا [عليّ ] (4) حوضي (5)»[8714].

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، نا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو العباس بن قتيبة، نا ابن أبي السّري، نا عبد الرّزّاق (6)،أنا معمر، عن علي بن زيد بن جدعان، عن عدي بن أبي ثابت، عن البراء بن عازب قال:

خرجنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى (7) نزلنا غدير خمّ [بعث] (8) مناديا ينادي، فلما اجتمعنا قال:«أ لست أولى بكم من أنفسكم ؟» قلنا: بلى يا رسول اللّه، قال:«أ لست أولى بكم من [أمهاتكم (9)؟»] قلنا: بلى يا رسول اللّه، قال:«أ لست أولى بكم من آبائكم ؟» قلنا: بلى يا رسول اللّه، قال:«أ لست أولى بكم، أ لست [أ لست] (10) أ لست ؟» قلنا بلى يا رسول اللّه، قال:

«فمن كنت مولاه فإنّ عليا بعدي مولاه، اللّهمّ وال من والاه، و عاد من عاداه»[8715].

فقال عمر بن الخطّاب: هنيئا لك يا ابن أبي طالب، أصبحت اليوم وليّ كلّ مؤمن.

آخر (11) الجزء الثالث و التسعين بعد الأربعمائة من الفرع (12).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي [أنا أبو] (13) الحسن علي بن إبراهيم بن عيسى المقرئ الباقلاني - قراءة عليه و أنا حاضر - نا أبو بكر بن مالك - إملاء - نا... (14) بن صالح الهاشمي، نا هدبة بن خالد، حدّثني حمّاد بن سلمة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن عدي بن ثابت، و أبي هارون العبدي


1- غير مقروءة بالأصل، و رسمها:«التلقين» و المثبت عن م و «ز».
2- بياض بالأصل و م و «ز»، و المستدرك عن المعجم الكبير.
3- بياض بالأصل و «ز»، و الكلام متصل في م، و اللفظتان سقطتا منها، و المستدرك عن المعجم الكبير.
4- بياض بالأصل، و المستدرك عن المعجم الكبير.
5- الأصل تقرأ:«لحوضي» و المثبت عن المطبوعة، و في م: يردا الحوض.
6- من طريق عبد الرزّاق رواه ابن كثير في البداية و النهاية بتحقيقنا 386/7.
7- الأصل: حين، و المثبت عن م و البداية و النهاية.
8- بياض بالأصل و م و «ز»، و المستدرك عن البداية و النهاية.
9- بياض بالأصل و م و «ز»، و المستدرك عن البداية و النهاية.
10- بياض بالأصل و م و «ز»، و المستدرك عن البداية و النهاية.
11- ما بين الرقمين ليس في م.
12- ما بين الرقمين ليس في م.
13- بياض بالأصل و الزيادة لتقويم السند:«أنا» موجودة في م، و «أبو» ليس في م.
14- بياض بالأصل و م و «ز». و قد أبقاه محقق المطبوعة بياضا. و في تهذيب الكمال 225/19 في ترجمة هدبة بن خالد: ذكر المزي من أسماء الذين رووا عنه: الفضل بن صالح الهاشمي.

كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في حجة الوداع، فكسح لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم تحت شجرتين، و نودي في الناس: إن الصّلاة جامعة، فدعا عليا، و أخذ بيده، فأقامه عن يمينه فقال:«أ لست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟» قالوا: بلى، قال:«أ لست أولى بكلّ مؤمن من نفسه ؟» قالوا: بلى - و في أحد الحديثين: أ ليس أزواجي أمهاتكم ؟ قالوا: بلى، قال:«هذا وليّ و أنا مولاه، اللّهمّ وال من والاه، و عاد من عاداه»[8716].

فقال له عمر: هنيئا لك يا عليّ أصبحت مولاي و مولى كلّ مؤمن.

و أخبرناه أبو محمّد [هبة] (1) اللّه بن سهل، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو العباس الحسن بن سفيان، نا هدبة [نا] (2) حمّاد بن سلمة، عن علي بن زيد، و أبي هارون العبدي، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب قال:

أقبلنا على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في حجة الوداع حتى أتينا غدير خمّ ، فكسح لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم تحت شجرتين، فأخذ بيد علي بن أبي طالب فقال:«أ لست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟» قالوا: بلى، قال:«أ لست أولى بكلّ مؤمن من نفسه ؟» قالوا: بلى،- و في أحد الحديثين:

«أ ليس أزواجي أمهاتكم ؟» قالوا: بلى، قال:«فهذا (3) مولى من أنا مواليه، أو مولى مواليه (4)،اللّهمّ وال من والاه، و عاد من عاداه»[8717].

فقال (5):هنيئا لك يا ابن أبي طالب، أصبحت و أمسيت مولى كلّ مؤمن و مؤمنة.

أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا هدبة بن خالد، نا حمّاد - يعني ابن سلمة - عن علي بن [زيد]


1- بياض بالأصل و م و «ز»، و المستدرك عن مشيخة ابن عساكر 236/أ، و قياسا إلى أسانيد مماثلة.
2- بياض بالأصل، و استدركت اللفظة عن م.
3- بياض في م.
4- «أو مولى مواليه» سقط من م، و «ز».
5- كذا بالأصل، و م، و «ز»، و في الرواية السابقة أن عمر هو الذي قال لك ذلك.

أ ليس أزواجي أمهاتكم ؟» قال:«فهذا موالي من أنا مواليه، و مولى من أنا مولاه، اللّهمّ وال من والاه، و عاد من عاداه»[8718].

فلقيه عمر بن الخطّاب، فقال: هنيئا لك يا علي، أصبحت و أمسيت مولى كلّ مؤمن و مؤمنة.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، نا إبراهيم بن منصور، نا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو يعلى، نا إبراهيم بن الحجاج الشامي، نا حمّاد بن سلمة، عن علي بن زيد، و أبي هارون العبدي، عن عدي بن ثابت، عن البراء، قال:

لما أقبلنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في حجة الوداع حتى إذا كنا بغدير خمّ فنودي فينا: الصّلاة جامعة، و كسح للنبي صلى اللّه عليه و سلم تحت شجرتين، فأخذ النبي صلى اللّه عليه و سلم بيد عليّ ثم قال:«أ لست أولى بالمؤمنين (1) بكلّ مؤمن من نفسه ؟» فقال أحدهما (2):«أ ليست أزواجي أمهاتكم ؟» قالوا: بلى، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«فإنّ هذا مولى من أنا مولاه، اللّهمّ وال من والاه، و عاد من عاداه».

قال: قال: لقيه عمر بعد ذلك، فقال: هنيئا لك يا ابن أبي طالب، أصبحت و أمسيت مولى كل مؤمن و مؤمنة.

أخبرنا أبو طالب بن أبي عقيل، أنا علي بن الحسين الخلعي، أنا عبد الرّحمن بن عمر الشاهد، أنا أبو سعيد (3) أحمد بن محمّد بن زياد، نا أبو يحيى زكريا بن يحيى الناقد، نا عبد الرّحمن بن صالح الأزدي، نا موسى بن عثمان الحربي (4)،عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب، و زيد بن أرقم، قالا:

كنا مع النبي صلى اللّه عليه و سلم يوم غدير خمّ ، و نحن نرفع غصن الشجرة عن رأسه، فقال:«إنّ الصّدقة لا تحلّ لي، و لا لأهل بيتي، لعن اللّه من ادّعى إلى غير أبيه، و من تولّى غير مواليه، الولد للفراش، و للعاهر الحجر، ليس لوارث وصية، ألا قد سمعتموني و رأيتموني، فمن كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار، ألا إني فرطكم على الحوض [و مكاثر] (5) بكم فلا تسودوا وجهي، ألا


1- كذا بالأصل و م و «ز»، و ثمة سقط في الكلام قياسا إلى الروايات السابقة.
2- كذا بالأصول و يعني أحد راويي الحديث، علي بن زيد بن جدعان أو أبا هارون العبدي.
3- بالأصل و م: أبو سعد، تصحيف، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 407/15.
4- فوقها بالأصل ضبة، و مكانها بياض في م. و في البداية و النهاية 386/7 موسى بن عثمان الحضرمي.
5- بياض بالأصل و م، و المستدرك عن المختصر.

كل مؤمن، فمن كنت مولاه فعليّ مولاه»[8719].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، و أبو القاسم بن البسري، و أبو محمّد أحمد بن علي بن الحسن بن أبي...... (1)،قالوا: أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن القاسم بن موسى بن القاسم بن الصلت، نا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه [النحاس] (2) صاحب أبي صخرة - إملاء - نا محمّد بن زنجويه، نا الحميدي، نا يعقوب بن جعفر بن أبي كثير المدني، عن مهاجر بن مسمار، حدثتني و قال ابن النقور: أخبرتني - عائشة بنت سعد، عن سعد أنه قال:

كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بطريق مكة و هو متوجه إليها، فلما بلغ غدير خمّ الذي بخمّ وقف الناس ثم ردّ من مضى و لحقه منهم من تخلّف، فلما اجتمع الناس، قال:«أيها الناس هل بلّغت ؟» قالوا: نعم، قال:«اللّهم اشهد (3)»ثم قال:«أيها الناس هل بلّغت ؟» قالوا: نعم، قال:«اللّهم اشهد (4)»- ثلاثا-«أيها الناس من وليكم ؟» قالوا: اللّه و رسوله - ثلاثا - ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب فأقامه، فقال:- و قال ابن النقور: ثم قال-: «من كان اللّه و رسوله وليّه فإنّ هذا وليّه، اللّهمّ وال من والاه، و عاد من عاداه»[8720].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا السيد أبو الحسن محمّد بن علي، نا محمّد بن عمر البزّار (5)،نا عبد اللّه بن زياد المقبري، نا أبي، نا حفص بن عمر العمري، نا غياث بن إبراهيم، عن طلحة بن يحيى، عن عمه عيسى بن طلحة، عن طلحة بن عبيد اللّه أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«عليّ مولى من كنت مولاه»[8721].

أخبرنا أبو منصور بن زريق (6)،أنا أبو بكر الخطيب، أنا محمّد بن أبي (7) النّرسي، أنا محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم، حدّثني محمّد بن نهار


1- بياض بالأصل و م و «ز»، و مكانها في المطبوعة: عثمان.
2- بياض بالأصل، و المستدرك عن م، و في المطبوعة:«بن محمد»؟.
3- بالأصل:«انشد» تصحيف، و المثبت عن م.
4- بالأصل:«انشد» تصحيف، و المثبت عن م.
5- الأصل: البزاز، و المثبت عن م، و «ز».
6- الأصل و م: رزين، تصحيف، و السند معروف.
7- الأصل:«أبو» و مكانها بياض في م.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن [اسماعيل] (1) الفضيلي، أنا أبو القاسم الخليلي، أنا أبو القاسم الخزاعي، نا الهيثم بن كليب الشّاشي، نا عبد الرّحمن بن محمّد بن منصور، نا موسى بن داود، نا المطّلب الثقفي، عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل، عن جابر قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم غدير خمّ يقول:«من كنت مولاه فعليّ مولاه»[8723].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، نا جعفر بن محمّد بن جعفر الكندي، نا أحمد بن عبد الرحيم بن بكر الحوطي، نا محمّد بن عيسى، نا (2) المطّلب بن زياد، عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل قال:

كنا عند جابر بن عبد اللّه و عنده محمّد بن الحنفية، فجاء رجل من أهل العراق فقال:

أنشدك باللّه يا جابر إلاّ أخبرتني ما سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال جابر: كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فخرج من خباء أو فسطاط ، فقال لعلي، و أشار بيده (3):«هلمّ هلمّ »، و ثمّ ناس من جهينة و مزينة و غفار، فقال:«من كنت مولاه فعليّ مولاه»[8724].

قال: قال (4):نشدتك (5) باللّه أ كان ثمّ أبو بكر و عمر؟ قال: اللّهم لا.

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري، و أبو محمّد بن أبي عثمان، و أبو عبد اللّه مالك بن أحمد بن علي.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس - بدمشق - و عبد اللّه بن المبارك بن طالب بن الحسن بن نيال، و أبو عبد اللّه حمزة بن المظفّر بن حمزة الحاجب، و محمّد بن الحسن بن هبة اللّه المقرئ، نا أبو القاسم صدقة بن محمّد بن السّيّاف، و عبيد اللّه بن علي بن عبيد اللّه بن شاشير، و أبا الحسن


1- بالأصل: محمد بن (بعدها بياض) و قبل الفضيلي (كذا فيه)، و المستدرك بين معكوفتين، عن م، و قد حذفنا «و قبل» انسجاما مع ما ورد في م.
2- مكانها بياض في م.
3- «و أشار بيده» مكانها بياض في م.
4- مكانها بياض في م.
5- في م: أنشدتك.

المظفر محمّد بن أحمد بن محمّد بن الدباس، و أبو البقاء أحمد بن محمّد بن عبد العزيز، و أبو حفص عمر بن المظفّر بن أحمد المغازلي - ببغداد - و أبو الرضا حيدر بن محمّد بن أبي زيد الحسني (1) الفقيه، و أبو سعد بندار (2) بن محمّد بن علي بن نما القاضي - بأصبهان - قالوا: أنا مليك (3) بن أحمد، قالوا: أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن موسى بن القاسم بن الصّلت، نا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، نا أبو سعيد الأشجّ ، نا المطّلب بن زياد، عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل قال:

كنت عند جابر بن عبد اللّه في بيته، و علي بن الحسين، و محمّد بن الحنفية، و أبو جعفر، فدخل رجل من أهل العراق، فقال: أنشدك باللّه إلاّ حدثتني ما رأيت و ما سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال: كنا بالجحفة بغدير خمّ ، و ثمّ ناس كثير من جهينة، و مزينة، و غفار، فخرج علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من خباء أو فسطاط ، فأشار بيده، فأخذ بيد علي، فقال:«من كنت مولاه فعليّ مولاه»[8725].

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، و أبو القاسم الشّحّامي، قالا: أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو سعيد الكرابيسي، أنا أبو [لبيد] (4) السامي (5)،نا سويد بن سعيد، نا المطّلب بن زياد، عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل قال:

كنت أنا و محمّد بن الحنفية، و علي بن الحسين، و أبو جعفر محمّد بن علي عند جابر بن عبد اللّه، إذ دخل علينا رجل من أهل العراق، فقال: يا جابر، ناشدتك باللّه لما أخبرتنا ما رأيت و سمعت في علي، فقال: اللّهم نعم، إنا


1- في م: الحسيني.
2- مكانها بياض في م.
3- في م: مالك.
4- سقطت من الأصل، و مكانها بياض في م، و قد سقطت أيضا من «ز»، انظر الحاشية التالية.
5- الأصل: الشامي، تصحيف، و الصواب ما أثبت، و هو: محمد بن إدريس بن إياس أبو لبيد السرخسي السامي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 464/14.

زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (1)،أنا أبو طاهر عبد (2) اللّه بن محمّد بن جعفر المؤدب، نا أبو الفتح محمّد بن الحسين بن أحمد الأزدي الحافظ ، نا محمّد بن عبد اللّه الصّيرفي، و علي بن إبراهيم البلدي، و جماعة، قالوا: أنا أحمد بن عبد اللّه بن يزيد المؤدب، أبو جعفر السامري، نا عبد الرّزّاق، نا سفيان الثوري، عن عبد اللّه بن عثمان بن خثيم، عن عبد الرّحمن بن بهمان (3)،قال: سمعت جابر بن عبد اللّه يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو آخذ بضبع عليّ يوم الحديبية و هو يقول:«هذا أمير البررة، قاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله»، مدّ بها صوته.

قال أبو الفتح: تفرّد به عبد الرزاق وحده.

قال الخطيب: و لم يروه عن عبد الرّزّاق غير أحمد بن عبد اللّه هذا، و هو أنكر ما يحفظ (4) عليه، و اللّه أعلم.

أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، نا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو يعلى، نا شهر بن زنجلة الرازي (5) أبو عمر، نا عبد اللّه بن صالح، نا ابن لهيعة، عن بكر بن سوادة، و ابن هبيرة، عن قبيصة بن ذؤيب، و أبي سلمة عن جابر بن عبد اللّه، قال:

خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى نزل خمّ ، فتنحّى الناس عنه، و نزل معه علي بن أبي طالب، فشقّ على النبي صلى اللّه عليه و سلم تأخر الناس عنه، فأمر عليا فجمعهم، فلمّا اجتمعوا قام فيهم و هو متوسّد على علي بن أبي طالب، فحمد اللّه، و أثنى عليه ثم قال:«أيّها الناس إنّي قد كرهت تخلّفكم و تنحّيكم عنّي حتى خيّل إليّ أنه ليس شجرة أبغض إلي (6) من شجرة تليني»، ثم قال:«لكن علي بن أبي طالب أنزله اللّه مني بمنزلتي منه، رضي اللّه عنه كما أنا عنه راض، فإنّه لا يختار


1- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 219/4 ضمن ترجمة أحمد بن عبد اللّه بن يزيد أبي جعفر المكتب.
2- كذا بالأصول و المطبوعة، و في تاريخ بغداد: عبد الغفّار.
3- رسمها غير واضح بالأصل و م، و المثبت عن «ز»، و تاريخ بغداد و المطبوعة.
4- تاريخ بغداد: أنكر ما حفظ عليه.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 692/10 و تهذيب الكمال 169/8 و كنيته فيهما «أبو عمرو».
6- كذا بالأصل و فوقها ضبة، و في م:«إلى» و في «ز»: إليكم.

رسول اللّه: إنّما تنحّينا كراهية أن نثقل عليك، فنعوذ باللّه من سخط اللّه، و سخط رسوله، فرضي عنهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عند ذلك، فقال أبو بكر: يا رسول اللّه، استغفر لنا جميعا، فقال لهم:«أبشروا، فو الذي نفسي بيده ليدخلنّ الجنة من أصحابي سبعون ألفا بغير حساب، و مع كلّ ألف سبعون ألفا و من بعدهم مثلهم أضعافا» قال أبو بكر: يا رسول اللّه زدنا، و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في موضع رمل فحفن (1) بيديه من ذلك الرمل ملأ كفيه ثم قال:«هكذا»، قال أبو بكر: زدنا يا رسول اللّه، ففعل مثل ذلك ثلاث مرات، فقال أبو بكر: زدنا يا رسول اللّه، فقال عمر: و من يدخل النار بعد الذي سمعنا من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و بعد ثلاث حثيات من الرمل من اللّه، فضحك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«و الذي نفسي بيده ما يفي بهذا أمتي حتى يوفي عدّتهم من الأعراب»[8726].

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود المعدل عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا مطلّب بن شعيب، نا عبد اللّه بن صالح، حدّثني ابن لهيعة، عن عبد اللّه بن هبيرة، عن بكر بن سوادة، عن قبيصة بن ذؤيب، و أبي سلمة بن عبد الرّحمن، عن جابر بن عبد اللّه.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نزل بخمّ ، فتنحّى الناس عنه، و نزل معه (2) علي بن أبي طالب، فشق على النبي صلى اللّه عليه و سلم تأخر الناس عنه


1- حفن الشيء حفنا: أخذه بكلتا يديه، و الحفنة بالضم: ملء الكفين.
2- الأصل: عنه، تصحيف.

الحافظ ، نا إسماعيل بن أبي أويس، نا جعفر بن إبراهيم الجعفري قال:

كنت عند الزهري أسمع منه، فإذا عجوز قد وقفت عليه، فقالت: يا جعفري لا تكتب عنه فإنّه مال إلى بني أمية، و أخذ جوائزهم، فقلت: من هذه ؟ قال: أختي رقيّة، خرفت ؟ قالت: خرفت أنت، كتمت فضائل آل محمّد.

[قالت:] و قد حدّثني محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللّه قال:

أخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بيد علي فقال:«من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه، و عاد من عاداه، و انصر من نصره، و اخذل من خذله»[8727].

[قالت:] و حدّثني محمّد بن المنكدر عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«أوثق عرى الإيمان الحب في اللّه و البغض في اللّه»[8728].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا عاصم بن الحسن بن محمّد، أنا عبد الواحد بن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن سعيد، نا أحمد بن يحيى بن زكريا، نا علي بن قادم، نا إسرائيل، عن عبد اللّه بن شريك، عن سهم بن حصين الأسدي قال:

قدمت إلى مكة أنا و عبد اللّه بن علقمة - و كان عبد اللّه بن علقمة سبابة لعليّ دهرا - قال: فقلت له: هل لك في هذا؟- يعني أبا سعيد الخدري - يحدّث (1) به عهدا قال: نعم، قال: فأتيناه، فقال (2):هل سمعت لعليّ رضوان اللّه عليه منقبة ؟ قال: نعم، إذا حدثتك فسل عنها المهاجرين و الأنصار، و قريش


1- في المطبوعة: نحدث.
2- كذا بالأصول.

صلينا الهجير قام عبد اللّه بن علقمة فقال: إنّي أتوب إلى اللّه و أستغفره من سبّ عليّ ، ثلاث مرات.

كذا قال: عن إسرائيل، و قال غيره (1) عن شريك، و هو أشبه بالصواب.

أخبرناه أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي الحافظ ، أنا أبو منصور محمّد بن أحمد بن علي السيني (2)،و أبو بكر محمّد بن أحمد بن علي السمسار، قالا: أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد اللّه بن خرّشيذ قوله، نا أبو عبد اللّه الحسين بن إسماعيل الضّبّي - إملاء - نا أحمد بن عثمان بن حكيم، نا علي بن قادم، نا شريك، عن عبد اللّه بن شريك، عن سهم بن حصين الأسدي، قال:

قدمت مكة أنا و عبد اللّه بن علقمة، و بها أبو سعيد الخدري، فقلت لعبد اللّه: هل لك في هذا الرجل تعهد به عهدا؟ قال عبد اللّه بن شريك - و كان ابن علقمة سبابا عليا رضي اللّه عنه دهرا - قال: فأتينا أبا سعيد، فقلت له: قال: شهدت لعليّ منقبة ؟ قال: نعم، فإذا أنا حدثتك عنها فسل عنها المهاجرين و الأنصار، و قريشا، أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قام بغدير خمّ فقال:

«أيها الناس، أ لست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟» حتى قالها ثلاث مرات، قالوا: بلى، قال:

«ادنه يا علي»، فدنا، فرفع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يديه و رفع عليّ يده حتى نظرت إلى بياض آباطهما، ثم قال صلى اللّه عليه و سلم:«من كنت مولاه فعليّ مولاه»، قالها ثلاث مرات.

قال عبد اللّه بن علقمة: أنت سمعت هذا من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ فأشار أبو سعيد إلى أذنيه و صدره، فقال: سمعته أذناي و وعاه قلبي، قال عبد اللّه بن شريك: فقدم علينا عبد اللّه بن علقمة و سهم، فلما صلّينا الهجير، و سلّم الإمام قام عبد اللّه - و أنا أسمع


1- يعني غير علي بن قادم.
2- السّيني بكسر السين، هذه النسبة إلى سين، قرية على باب أصبهان، على أربعة فراسخ منها (الأنساب).

ح و أنا أبو البركات بن المبارك، أنا عبد العزيز بن علي بن أحمد بن الحسين.

ح و أخبرنا أبو منصور موهوب بن أحمد بن محمّد بن الخضر، و أبو الحسين أحمد بن محمّد بن الطّيب قالا: أنا أبو القاسم بن البسري.

قالوا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو القاسم البغوي، نا محمّد بن حميد، نا سلمة - يعني ابن الفضل - نا سليمان بن قرم الضّبّي، عن أبي إسحاق الهمداني، قال: سمعت حبشي (1) بن جنادة يقول:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول لعلي يوم غدير خمّ :«من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه، و عاد من عاداه، و انصر من نصره، و أعن من أعانه»[8730].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم الجرجاني (2)-من لفظه - أنا أبو بكر أحمد بن كامل (3)،نا محمّد بن سعد، نا أبي، نا سليمان - و هو ابن قرم - الضّبّي، عن أبي إسحاق، عن حبشي (4)بن جنادة قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول يوم غدير خمّ :«من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه، و عاد من عاداه»[8731].

أخبرني أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن عثمان النّصيبي، نا القاضي الحسين بن هارون الضّبّي (5)،نا أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد، حدّثني الحسن بن علي الأشعري اللؤلؤي، حدّثني غياث بن كلّوب أبو المثنى (6) من كتابه، نا مطرف بن سمرة بن جندب عن أبيه قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم غدير خم:«من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه، و عاد من عاداه»[8732].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، نا أبو بكر الخطيب، أنا علي بن يحيى بن جعفر بن عبدكويه


1- الأصل:«حبيشى» و في م:«حبسى» كلاهما تصحيف، و التصويب عن «ز»، مرّ التعريف به.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 87/17.
3- هو أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة، أبو بكر البغدادي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 544/15.
4- الأصل:«حبيشى» و في م:«حبسى» كلاهما تصحيف، و التصويب عن «ز»، مرّ التعريف به.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 96/17.
6- كذا رسمها بالأصل و م، و في المطبوعة: المتني.

نبيط بن شريط (1)،حدّثني أبي عن أبيه عن جده أنه قيل له:

أ كانت الأنصار مع علي بن أبي طالب يوم الجمل و صفّين ؟ قال: نعم، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«اللّهمّ وال من والاه، و عاد من عاداه، و انصر من نصره، و اخذل من خذله»[8733].

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، نا أبو الفتح منصور بن الحسين بن علي، و أبو طاهر أحمد بن محمّد، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن قيس النساوي (2) مقرئ أهل مكة، في مسجد الحرام، نا إبراهيم بن الحسين الهمداني، نا عبد اللّه بن محمّد النّفيلي، نا عكرمة بن إبراهيم، حدّثني إدريس بن يزيد الأودي، حدّثني أبي قال:

كنت جالسا عند أبي هريرة، فجاء رجل فقال: أنشدك اللّه يا أبا هريرة أسمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم غدير خمّ :«اللّهمّ من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه، و عاد من عاداه»؟ [قال: نعم] (3)[8734].

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة، نا أبو إسحاق بن زيد الخطّابي، نا أبو جعفر بن نفيل (4)،نا عكرمة بن إبراهيم، عن إدريس بن يزيد الأودي، عن أبيه قال:

قدم أبو هريرة الكوفة، فجلس في المسجد، و اجتمع الناس فقال له رجل: نشدتك باللّه يا أبا هريرة، أسمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه، و عاد من عاداه» قال: اللّهم نعم[8735].

كذا قال، و إنما يرويه إدريس عن أخيه أبي يزيد داود بن يزيد، عن أمه


1- ضبطت عن الإصابة 148/2 بالفتح.
2- كذا رسمها بالأصل، و في م:«الساوى» و في المطبوعة: النساوي.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدراك لإيضاح المعنى عن م، و «ز» و المطبوعة.
4- كذا رسمها في «ز»، و م، و المطبوعة، و إعجامها مضطرب بالأصل.

علي بن ثابت الدهان، نا منصور بن أبي الأسود، عن إدريس الأودي عن أخيه داود بن يزيد الأودي، عن أبيهما قال:

كنت جالسا مع أبي هريرة في مسجد الكوفة، فأتاه رجل، فقال: يا أبا هريرة شهدت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم غدير خمّ ؟ فقال: نعم، قلت (1):ما سمعته يقول لعلي ؟ قال: سمعته يقول:«من كنت مولاه فهذا مولاه، اللّهمّ وال من والاه، و عاد من عاداه»[8736].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر القشيري، قالا: نا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو الفقيه.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ.

قالا: أنا أبو يعلى، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا شريك، عن أبي يزيد الأودي، عن أبيه قال:

دخل أبو هريرة المسجد، فاجتمع الناس إليه فقام إليه شاب فقال: أنشدك باللّه هل سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه، و عاد من عاداه»؟ قال: فقال: أشهد أنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه، و عاد من عاداه»[8737].

و سقط من حديث الفقيه: عن شريك، و لا بدّ منه.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم الجرجاني، أنا حمزة بن يوسف، أنا عبد اللّه بن عدي


1- كذا بالأصل، و م، و «ز».

الخطيب (1)،نا عبد اللّه بن علي بن محمّد بن بشران، أنا علي بن عمر الحافظ ، أنا أبو نصر حبشون بن موسى بن أيوب الخلاّل، نا علي بن سعيد الرّملي، نا ضمرة بن ربيعة القرشي، عن ابن شوذب، عن مطر الورّاق، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة قال:

من صام يوم ثماني عشرة من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهرا، و هو يوم غدير خمّ لمّا أخذ النبي صلى اللّه عليه و سلم بيد علي بن أبي طالب فقال:«أ لست وليّ المؤمنين ؟» قالوا: بلى يا رسول اللّه، قال.«من كنت مولاه فعليّ مولاه»، فقال عمر بن الخطّاب: بخ بخ لك يا ابن أبي طالب، أصبحت مولاي، و مولى كل مسلم، فأنزل اللّه عز و جل: اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ (2)،و من صام يوم سبعة و عشرين من رجب كتب له صيام ستين شهرا، و هو أول يوم نزل جبريل (3)بالرسالة.

قال الخطيب: اشتهر هذا الحديث برواية حبشون، و كان يقال: إنه تفرد به، و قد تابعه عليه أحمد بن عبد اللّه بن النّيري (4)،فرواه عن علي بن سعيد.

[قال الخطيب:] أخبرنيه الأزهري، نا محمّد بن عبد اللّه ابن أخي ميمي، نا أحمد بن عبد اللّه بن العباس بن سالم بن مهران المعروف بابن النيري (5)-إملاء - نا علي بن سعيد الشامي، نا ضمرة بن ربيعة، عن ابن شوذب، عن مطر، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة قال: من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجة و ذكر مثل ما تقدم أو نحوه.

أخبرناه عاليا أبو بكر بن المزرفي


1- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 290/8 ضمن ترجمة حبشون بن موسى بن أيوب، أبي نصر الخلال. و البداية و النهاية بتحقيقنا 386/7.
2- سورة المائدة، الآية:3.
3- في تاريخ بغداد: نزل جبريل على محمد صلى اللّه عليه و سلم بالرسالة.
4- بالأصل:«البسري» و رسمها في م:«السرى» و المثبت عن «ز»، و تاريخ بغداد.
5- بالأصل:«البسري» و رسمها في م:«السرى» و المثبت عن «ز»، و تاريخ بغداد.

مسلم، قال: فأنزل اللّه عز و جل: اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ قال أبو هريرة: و هو يوم غدير خم، من صام - يعني - ثمانية عشر من ذي الحجة كتب اللّه له صيام ستين شهرا.

و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا محمّد بن عبد اللّه بن الحسين الدّقّاق، نا أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن العباس بن سالم بن مهران المعروف بابن النيري البزاز - إملاء - لثلاث بقين من جمادى الآخرة سنة ثمان عشرة و ثلاثمائة، نا علي بن سعيد الشامي، نا ضمرة بن ربيعة، عن ابن شوذب، عن مطر الورّاق، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة قال:

من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجة كتب اللّه له صيام ستين شهرا، و هو يوم غدير خمّ ، لمّا أخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بيد علي بن أبي طالب فقال:«أ لست مولى المؤمنين ؟» قالوا:

نعم يا رسول اللّه، فأخذ بيد علي بن أبي طالب فقال:«من كنت مولاه فعليّ مولاه»، فقال له عمر بن الخطاب: بخ بخ يا ابن أبي طالب، أصبحت مولاي و مولى كلّ مسلم.

قال (1):فأنزل اللّه تبارك و تعالى اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ (2) و قال (3) أيضا: من صام يوم سبع عشرة أو سبع و عشرين من رجب كتب له صيام ستين شهرا، و هو اليوم الذي هبط فيه جبريل على النبي صلى اللّه عليه و سلم بالرسالة أول يوم هبط فيه[8739].

و روي عن أبي هريرة عن عمر:

أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر قال: قرئ على أبي عثمان البحيري (4)،أنا أبو سعيد أحمد بن إبراهيم بن أبي العباس الدّنداقاني (5)-بها - نا محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم، نا أحمد بن روح الحافظ ، نا أحمد بن يحيى الصوفي، نا إسماعيل بن أبي الحكم الثقفي، نا شاذان، نا عمران بن مسلم، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من كنت مولاه فعليّ مولاه»[8740].

أخبرنا أبو القاسم بن أبي بكر، أنا أبو القاسم بن أبي الفضل، أنا حمزة بن يوسف، أنا عبد اللّه بن عدي الجرجاني (6)،نا ابن بدران


1- القائل أبو هريرة.
2- سورة المائدة، الآية:3.
3- القائل أبو هريرة.
4- في المطبوعة: البجيري.
5- هذه النسبة - ضبطت عن الأنساب - نسبة إلى الداندانقان و هي بليدة على عشرة فراسخ من مرو في الرمل.(الأنساب).
6- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 381/6 ضمن ترجمة مالك بن الحسن بن الحويرث.

ح قال: و أنا ابن عدي قال: و نا كهمس بن معمر، نا الحسن بن أبي يحيى قالا: نا عمران بن أبان، نا مالك بن الحسن، حدّثني أبي، عن جدي - يعني مالك بن الحويرث - قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من كنت مولاه فعليّ مولاه»[8741].

أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه الشّيحي (1) التاجر، أنا أبو بكر الخطيب (2)،أنا أبو الفتح محمّد بن الحسين العطار قطيعة (3)،نا محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن المعدّل - بأصبهان - نا محمّد بن عمر التميمي الحافظ ، نا الحسن بن علي بن سهل العاقولي


1- في م: الشيخي، بالخاء المعجمة تصحيف.
2- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 377/7 ضمن ترجمة الحسن بن علي بن سهل العاقولي.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و المطبوعة، و في تاريخ بغداد: قطيط .

كان في الأصل الشيباني و صوابه الشباني (1).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو عمرو عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي، أنا أبو أحمد عبد اللّه بن عدي الجرجاني (2)،نا العبّاس بن إبراهيم بن منصور القراطيسي، نا حسين بن عمرو العنقزي، نا عمر بن شبيب (3)،عن عبد اللّه بن عيسى، عن عطية، عن ابن عمر قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه، و عاد من عاداه».

أنبأنا أبو سعد المطرّز، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد في «المعجم الكبير» (4)،نا علي بن سعيد الرازي، نا الحسن بن صالح بن زريق (5) العطار، نا محمّد بن عون، أبو عون الزّيادي، نا حرب بن شريح (6)،عن بشر بن حرب، عن جرير بن عبد اللّه البجلي، قال:

شهدنا الموسم في حجة مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هي حجة الوداع فبلغنا مكانا يقال له غدير خمّ ، فنادى الصلاة جامعة، فاجتمعنا المهاجرون و الأنصار، فقام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم وسطنا فقال:«أيها الناس بما تشهدون ؟» قالوا: نشهد أن لا إله إلاّ اللّه، قال:«ثم مه ؟» قالوا: و أن محمّدا عبده و رسوله، قال:«فمن وليّكم ؟» قالوا: اللّه و رسوله مولانا، قال:«فمن وليّكم»، ثم ضرب بيده إلى عضد عليّ فأقامه، فنزع عضده فأخذ بذراعيه فقال:«من يكن اللّه و رسوله مولاه (7) فإنّ هذا مولاه، اللّهمّ وال من والاه، و عاد من عاداه، اللّهمّ من أحبّه من الناس فكن له حبيبا، و من أبغضه فكن له مبغضا، اللّهمّ إنّي لا أجد أحدا أستودعه في الأرض بعد العبدين الصالحين غيرك، فاقض فيه بالحسنى»[8743].

قال بشر: قلت: من هذين العبدين الصّالحين ؟ قال


1- كذا بالأصل و م و «ز» و المطبوعة.
2- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 33/5 ضمن ترجمة عمر بن شبيب المسلي الكوفي.
3- ترجمة في تاريخ بغداد 194/11 و تهذيب التهذيب 406/7.
4- المعجم الكبير للطبراني 357/2 رقم 2505 في مسند جرير بن عبد اللّه.
5- في م و المعجم الكبير: رزيق.
6- كذا بالأصل و المطبوعة، و في م: سريح، و في المعجم الكبير: سريج.
7- في «ز»، و م، و المعجم الكبير:«مولياه».

أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن أبي العلاء، أنا أبي، أبو القاسم، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة، نا جعفر بن محمّد بن عنبسة اليشكري، نا يحيى بن عبد الحميد الحمّاني، نا قيس بن الربيع، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري قال:

لما نصب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عليا بغدير خمّ فنادى له بالولاية، هبط جبريل عليه السلام عليه بهذه الآية: اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ، وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلاٰمَ دِيناً (1).

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد الأزهري، أنا أبو محمّد المخلدي (2)،أنا أبو بكر محمّد بن حمدون، نا محمّد بن إبراهيم الحلواني (3)،نا الحسن بن حمّاد سجّادة، نا علي بن عابس، عن الأعمش، و أبي الجحّاف، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري قال:

نزلت هذه الآية يٰا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مٰا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ (4) على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم غدير خمّ [في] (5) علي بن أبي طالب.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو منصور بن شكرويه، أنا أبو إسحاق بن خرّشيد (6) قوله، نا الحسين بن إسماعيل المحاملي - إملاء - نا يعقوب، نا مروان الفزاري، عن مسروق بن ماهان التيمي، قال:

قلت لأبي بسطام مولى أسامة بن زيد: إن ناسا يقولون: وال من والاه و عاد من عاداه، فقال أبو بسطام: ذلك بأنه كان بين علي و بين أسامة


1- سورة المائدة، الآية:3.
2- من طريقه رواه الواحدي في أسباب النزول ص 112 ط . دار الفكر.
3- في أسباب النزول: محمد بن إبراهيم الخلوتي.
4- سورة المائدة، الآية:67.
5- زيادة للإيضاح عن أسباب النزول.
6- في المطبوعة: خورشيد.

محمّد بن محمّد بن يعقوب الحجّاجي، نا العباس بن يوسف الشّكلي قال: سمعت الربيع بن سليمان يقول: سمعت الشافعي رحمه اللّه يقول في معنى قول النبي صلى اللّه عليه و سلم لعلي بن أبي طالب:«من كنت مولاه فعليّ مولاه»، يعني بذلك ولاء الإسلام، و ذلك قول اللّه عز و جل: ذٰلِكَ بِأَنَّ اللّٰهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَ أَنَّ الْكٰافِرِينَ لاٰ مَوْلىٰ لَهُمْ (1).

و أما قول عمر بن الخطاب لعلي: أصبحت مولى كل مؤمن، يقول: وليّ كل مسلم.

أنبأنا أبو بكر محمّد بن طرخان بن بلتكين، أنا محمّد بن أحمد بن عبد الباقي بن طوق قال: قرئ على أبي القاسم [عبيد اللّه بن علي بن عبد اللّه الرقي - نا أبو أحمد] (2)عبيد اللّه بن محمّد بن أبي مسلم، أنا أبو عمر محمّد بن عبد الواحد، أنا ثعلب، عن ابن الأعرابي قال:

المولى: المالك، و هو اللّه، و المولى ابن العم، و المولى: المعتق، و المولى: المعتق، و المولى: الجار، و المولى: الشريك، و المولى: الحليف، و المولى: المحبّ ، و المولى:

اللّوي (3)،و المولى: الولي، و منه قول النبي صلى اللّه عليه و سلم:«من كنت مولاه فعليّ مولاه»، معناه من تولاّني فليتولّ عليا.

قال ثعلب: و ليس هو كما تقول الرافضة: إن عليا مولى الخلق، و مالكهم، و كفرت الرافضة في هذا، لأنه يفسد من باب المعقول، لأنّا رأيناه يشتري و يبيع، فإذا كانت الأشياء ملكه فمن من يشتري و يبيع ؟ و لكنه من باب المحبّة و الطاعة.

و يدلّ (4) على أن المولى و الولي: المحبّ ، ما:

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، و أم البهاء بنت البغدادي، قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر المقرئ.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (5)،قالا:

أنا أبو يعلى نا


1- سورة محمد، الآية:11.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م و «ز».
3- اللوي، لويته عليه: آثرته عليه.
4- العبارة التالية تعقيب ابن عساكر على قول ثعلب.
5- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 215/3 ضمن ترجمة زكريا بن يحيى الكسائي الكوفي.

عن شقيق، عن عبد اللّه، قال:

رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم آخذ بيد علي و هو يقول:«اللّه وليّي، و أنا وليّك، و معاد من عاداك، و مسالم من سالمك»[8745] (1).

قال ابن عدي: و علي بن القاسم هذا كوفي يحدّث عنه زكريا الكسائي و غيره، و معلّى بن عرفان (2) رجل عزيز الحديث، لعله لم يسند إلاّ أقل من عشرة أحاديث، و هذا الحديث عن معلّى منكر.

أنبأنا (3) أبو علي الحداد، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن ريذة (4)،نا سليمان بن أحمد الطبراني، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أحمد بن طارق الوابشي، نا عمرو بن ثابت، عن محمّد بن أبي عبيدة بن محمّد بن عمّار بن ياسر عن أبيه أبي عبيدة، عن محمّد بن عمّار بن ياسر، عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من آمن بي و صدّقني فليتولّ (5) علي بن أبي طالب، فإنّ ولايته ولايتي، و ولايتي ولاية اللّه»[8746].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (6)،أنا محمّد بن عبيد اللّه بن فضيل، نا عبد الوهاب بن الضّحّاك، نا ابن عيّاش، عن محمّد بن عبيد اللّه بن أبي رافع، عن أبي عبيدة بن محمّد بن عمّار بن ياسر، عن أبيه (7)،عن جده قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أوصي من آمن بي و صدّقني بولاية عليّ فمن تولاّه تولاّني، و من تولاّني تولّى اللّه»[8747] (8).

قال: و أنا أبو أحمد


1- الحديث في إسناده «معلى بن عرفان» قال البخاري منكر الحديث و قال يحيى بن معين: ليس بشيء. لسان الميزان(64/6) و ميزان الاعتدال(149/4)(ر).
2- ترجمته في الكامل في ضعفاء الرجال 369/6 و لسان الميزان 64/6.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المطبوعة: أخبرنا أبو علي الحداد.
4- الأصل و م: زيده، تصحيف، و الصواب ما أثبت. و مرّ التعريف به.
5- الأصل و م:«فليتولا» و الصواب ما أثبت.
6- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 113/6 ضمن ترجمة محمد بن عبيد اللّه بن أبي رافع.
7- «عن أبيه» ليس في الكامل لابن عدي.
8- الكامل في ضعفاء الرجال 113/6-114.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد، و أبو الغنائم ابنا أبي عثمان و أبو القاسم بن البسري، و أبو طاهر الخوارزمي، و علي بن محمّد الأنباري، قالوا: أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي، نا عبد العزيز بن الخطاب (1)- ثقة صدوق كوفي، سكن البصرة - نا علي بن هاشم، عن ابن أبي رافع، عن أبي عبيدة بن محمّد بن عمّار بن ياسر، عن أبيه، عن عمّار بن ياسر قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أوصي من آمن بي و صدّقني بولاية علي بن أبي طالب، من تولاّه فقد تولاّني، و من تولاّني فقد تولّى اللّه، و من أحبّه فقد أحبّني، و من أحبّني فقد أحبّ اللّه»[8749].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو العباس بن عقدة، نا الحسن بن عتبة الكندي، نا بكّار بن بسر، نا علي بن القاسم أبو الحسن الكندي، عن محمّد بن عبيد اللّه، عن أبي عبيدة بن محمّد بن عمّار بن ياسر، عن أبيه، عن عمّار بن ياسر قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«أوصي من آمن بي و صدّقني بالولاية لعلي، فإنّه من تولاّه تولاّني، و من تولاّني تولّى اللّه، و من أحبّه أحبّني، و من أحبّني أحبّ اللّه، و من أبغضه أبغضني، و من أبغضني فقد أبغض اللّه»[8750].

أخبرنا (2) أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه (3)،نا محمّد بن المظفر، نا محمّد بن جعفر بن عبد الرحيم، نا أحمد بن محمّد بن يزيد بن سليمان (4)،نا عبد الرّحمن بن عمران بن أبي ليلى، أنا


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 425/10.
2- كذا بالأصل، و في «ز»، و م: أنبأنا.
3- رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 86/1.
4- كذا بالأصل و م و «ز»، و المطبوعة، و في الحلية: سليم.

هذا حديث منكر، و فيه غير واحد من المجهولين.

أخبرنا أبو غالب بن البنّاء، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن حسنون، نا محمّد بن إسماعيل بن العباس الورّاق - إملاء - نا أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبد الرّحمن، نا يعقوب بن يوسف بن زياد الضّبّي، نا أحمد بن حمّاد الهمداني، نا مختار التمار (1)،عن أبي حيّان (2)-يعني التيمي - عن أبيه (3)،عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«من تولّى عليا فقد تولاّني، و من تولاّني فقد تولى اللّه عزّ و جلّ »[8752].

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر، و أبو بكر محمّد بن الحسين، و أبو عبد اللّه البارع و أبو غالب عبد اللّه بن أحمد بن بركة، و محمّد بن أحمد بن الحسن بن قريس، قالوا: أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو الحسن الحربي، نا العباس - يعني ابن علي بن العباس - أنا الفضل المعروف بالنسائي، نا محمّد بن علي بن خلف العطار، نا أبو حذيفة، عن عبد الرّحمن بن قبيصة، عن أبيه، عن ابن عباس قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«عليّ أقضى أمّتي بكتاب اللّه، فمن أحبّني فليحبّه، فإن العبد لا ينال ولايتي إلاّ بحبّ عليّ عليه السلام»[8753].

أخبرنا أبو سعد بن أبي صالح الكرماني، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب الهمداني، قالا: أنا أبو بكر بن خلف، أنا الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني محمّد بن مظفر الحافظ ، نا عبد اللّه بن محمّد بن غزوان، نا علي بن جابر، نا محمّد بن خالد بن عبد اللّه، نا محمّد بن فضيل، نا محمّد بن سوقة، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد اللّه قال:

قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«يا عبد اللّه أتاني ملك فقال: يا محمّد وَ سْئَلْ (4) مَنْ أَرْسَلْنٰا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنٰا


1- ترجمته في تهذيب الكمال 484/17.
2- الأصل: حبال، و بدون إعجام في م، انظر الحاشية التالية.
3- هو سعيد بن حيان التيمي، الكوفي، ترجمته في تهذيب الكمال 169/7.
4- بالأصل و م:«وسل».

أخبرنا أبو محمّد القاسم [بن] (1) هبة اللّه بن عبد اللّه، نا أبو بكر الخطيب، نا أبو طاهر إبراهيم بن محمّد بن عمر بن يحيى العلوي، أنا أبو المفضّل محمّد بن عبد اللّه الشيباني، حدّثني أحمد بن إسحاق بن العباس بن موسى بن جعفر العلوي بدبيل (2)،نا الحسين بن محمّد بن بيان المدائني قاضي تفليس، حدّثني جدي لأبي شريف بن سائق التفليسي، نا الفضل بن أبي قرة التميمي، عن جابر الجعفي، عن أبي الطّفيل عامر بن واثلة، عن أبي ذرّ قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من سرّه أن يحيا حياتي و يموت مماتي و يسكن جنة عدن التي غرسها اللّه ربي فليتولّ عليا بعدي»[8755].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو بكر محمّد بن عمر بن سليمان النّصيبي - بها - نا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاّد، نا أبو عبد اللّه الحسين بن إسماعيل المهوي (3)،نا بشر بن مهران الفرّاء، أنا شريك، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن حذيفة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من أحبّ أن يحيا حياتي و يموت موتي فليتمسك بالقصبة الياقوت التي خلقها اللّه بيده و قال: كن - أو كوني - و ليتولّ (4) علي بن أبي طالب بعدي»[8756].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني - لفظا - نا أبو عبد اللّه الحسين (5) بن عبد اللّه بن أبي كامل، نا أبو عبد اللّه محمّد (6) بن إبراهيم بن إسحاق السرّاج - ببيت المقدس - إملاء - حدّثني أبي، نا يحيى بن عبد الحميد الحمّاني، نا يحيى بن يعلى، عن عمّار بن زريق، عن أبي إسحاق، عن عمّار بن مطرّف، عن زيد بن أرقم قال:

قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«من أحب أن يحيى حياتي و يموت موتتي، و يسكن جنة الخلد التي وعدني ربي، فإنّ ربّي غرز قضبانها بيده، فليتولّ عليا


1- زيادة للإيضاح.
2- الأصل: بديبل، بتقديم الياء، و في م:«بديغل» تصحيف، و المثبت و الضبط (بفتح أوله و كسر ثانيه بوزن زبيل) عن معجم البلدان. موضع يتاخم أعراض اليمامة. و دبيل: مدينة بأرمينية تتاخم أرّان، و دبيل من قرى الرملة.
3- كذا بالأصل، و في م: المهري.
4- الأصل و م: و ليتولا.
5- «الحسين بن عبد اللّه» ليس في م.
6- «محمد» ليس في م.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن المسلم الرّحبي، أنا خال أبي سعد اللّه بن صاعد، أنا مسدّد بن علي، نا إسماعيل بن القاسم، نا يحيى بن علي، نا أبو عبد الرّحمن، نا أبي، عن السّدّي، عن زيد بن أرقم قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من أراد أن يتمسّك بالقضيب الياقوت الأحمر الذي غرسه اللّه لنبيّه صلى اللّه عليه و سلم بيمينه في جنة الخلد، فليتمسك بحبّ علي بن أبي طالب»[8758].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو الحسن علي بن أحمد الجيرفتي (1)،أنا أبو أحمد حمزة بن محمّد بن العبّاس الدهقان (2)-ببغداد - نا محمّد بن مندة بن أبي الهيثم الأصبهاني، نا محمّد بن بكير الحضرمي، نا عبد اللّه بن عمر البلخي، عن الفضل بن يحيى المكي، عن السّدّي، عن أبيه، عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من أحبّ أن يتمسك بقضيب من ياقوتة حمراء التي غرسه اللّه بيده في جنّة الفردوس الأعلى فليتمسّك بحب علي بن أبي طالب».

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، نا محمّد بن محمّد بن سليمان، حدّثني محمّد بن أبي يعقوب الدّينوري، نا أبو ميمون جعفر بن نصر، نا يزيد بن هارون الواسطي، نا شعبة، عن أبي إسحاق، عن البراء قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من سرّه أن يتمسّك بقضيب الدّرّ الذي غرسه اللّه في جنة عدن فليتمسك بحبّ عليّ »[8759].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا محمّد بن العبّاس بن محمّد بن حيّوية الخزّاز، نا الحسن بن علي بن زكريا، نا الحسن بن علي بن راشد، نا شريك، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطيب (3)،عن زيد بن أرقم قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من أحبّ أن يتمسّك بالقضيب الأحمر الذي غرسه اللّه في جنّة عدن بيمينه فليتمسك بحبّ علي بن أبي طالب»[8760].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: نا (4)-و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب


1- الأصل:«الجيرفي» و في م:«الحيرفي» و المثبت و الضبط عن الأنساب.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 516/15.
3- الأصل و م، و في المطبوعة: أبي الطفيل.
4- في المطبوعة: أنبأنا... أنبأنا.

القاسم (1) عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه المعدل، أنا أبو العباس أحمد بن شبّويه بن يعين (2) بن بشار بن حميد الموصلي في سنة ست عشرة و ثلاثمائة، و ما عندي عنه غير هذا الحديث، نا محمّد بن مسلمة الواسطي، نا يزيد بن هارون، أنا حمّاد بن سلمة، عن أيوب، عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«حبّ علي بن أبي طالب يأكل السيئات كما تأكل النار الحطب»[8761].

قال الخطيب: رجال إسناده الذين بعد محمّد بن مسلمة كلهم معروفون ثقات، و الحديث باطل مركب (3) من هذا الإسناد.

قال الخطيب (4):و أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو بكر محمّد بن فارس المعبدي - ببغداد - حدّثني أبي فارس بن حمدان بن عبد الرّحمن، حدّثني جدي، عن شريك، عن ليث، عن مجاهد، عن طاوس، عن ابن عبّاس قال: قلت للنبي صلى اللّه عليه و سلم: يا رسول اللّه للنار (5) جواز؟ قال:«نعم»، قلت: و ما (6) هن ؟ قال (7):«حبّ علي بن أبي طالب»[8762].

قال الخطيب: سألت أبا نعيم عنه فقال: كان رافضيا غالبا في الرفض، و كان أيضا ضعيفا في الحديث.

قال الخطيب (8):محمّد بن فارس بن حمدان بن عبد الرّحمن بن محمّد بن صبيح بن محمّد بن عبد الرّحمن بن عبد الرزاق بن معبد


1- من قوله: و أبو منصور إلى هنا ليس في م.
2- كذا رسمها بالأصل و م:«بعين» و أيضا في «ز»، و قد تقرأ فيها أيضا:«لقمان» و في المطبوعة:«يعين» و في تاريخ بغداد: معين.
3- في م و «ز» و تاريخ بغداد: على هذا الإسناد.
4- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 161/3 ضمن ترجمة محمد بن فارس بن حمدان، أبي بكر المعبدي.
5- الأصل:«حوار» و اللفظة غير واضحة في م، و المثبت عن تاريخ بغداد.
6- الأصل و م:«و ما هن»، و في تاريخ بغداد: و ما هو.
7- الأصل: قلت، و التصويب عن م و تاريخ بغداد.
8- تاريخ بغداد 161/3 (ترجمته).

علي بن أحمد بن سليمان بن البغدادي (1)،نا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عمر بن أبان العبدي (2)،نا أبو إسماعيل محمّد بن إسماعيل الترمذي، نا أبو صالح عبد اللّه بن صالح، حدّثني ابن لهيعة، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري، قال:

صنعت امرأة من الأنصار لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أربعة أرغفة، و ذبحت دجاجة فطبختها فقدمته بين يدي النبي صلى اللّه عليه و سلم، فبعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى أبي بكر و عمر فأتياه، ثم رفع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يديه إلى السماء ثم قال:«اللّهمّ سق إلينا رجلا رابعا محبا لك و لرسولك، تحبّه اللّهم أنت و رسولك فيشركنا في طعامنا، و بارك لنا فيه» ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اللّهمّ اجعله علي بن أبي طالب»، قال: فو اللّه ما كان بأوشك أن طلع علي بن أبي طالب، فكبّر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و قال:«الحمد للّه الذي سرى بكم جميعا و جمعه و إياكم» ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«انظروا هل ترون بالباب أحدا؟» قال جابر: و كنت أنا و ابن مسعود، فأمر بنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأدخلنا عليه، فجلسنا معه، ثم دعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بتلك الأرغفة فكسرها بيده ثم غرف عليها من تلك الدجاجة و دعا بالبركة، فأكلنا جميعا حتى تملأنا شبعا، و بقيت فضلة لأهل البيت (3)[8763].

هذا حديث غريب، و المشهور حديث أنس:

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفتح هبة اللّه بن علي بن محمّد بن الطيب بن الجار القرشي الكوفي - ببغداد - أنا أبو الحسن محمّد بن جعفر بن محمّد التميمي النحوي يعرف بابن النجار الكوفي (4)،أنا أبو عبد اللّه محمّد بن القاسم بن زكريا المحاربي، نا عبّاد بن يعقوب، نا عيسى بن عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن علي، حدّثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن علي


1- كذا بالأصل و م و «ز» و المطبوعة:«بن البغدادي» ترجمته في سير أعلام النبلاء 112/17.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 311/15.
3- انظر البداية و النهاية بتحقيقنا 390/7 و تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص 633.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 100/17.

حاجة، فرجع، ثم دعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فرجع (1)،ثم دعا الثالثة فجاء عليّ فأدخله، فلما رآه (2)رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«اللّهم والى»، فأكل معه، فلما كان (3) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خرج علي قال أنس: اتّبعت عليا فقلت: يا أبا حسن استغفر لي، فإنّ لي إليك ذنبا، و إنّ عندي بشارة، فأخبرته بما كان من النبي صلى اللّه عليه و سلم فحمد اللّه، و استغفر لي، و رضي عنّي، أذهب ذنبي عنده بشارتي إياه[8764].

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا إبراهيم بن سعيد الجوهري، نا حسين بن محمّد، نا سليمان بن قرم، عن محمّد بن شعيب، عن داود بن علي بن عبد اللّه بن عباس، عن أبيه، عن جده ابن عباس قال:

أتى النبي صلى اللّه عليه و سلم بطائر، فقال:«اللّهمّ ائتني برجل يحبه اللّه و رسوله»، فجاء عليّ عليه السلام، فقال:«اللّهم والي»[8765].

و أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي و أبو غالب أحمد بن علي بن الحسين، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا محمّد بن عبد اللّه بن الحسن، نا يحيى بن محمّد، نا إبراهيم بن سعيد الجوهري، نا أبو أحمد حسين بن محمّد، نا سليمان بن قرم، عن محمّد بن شعيب، عن داود بن علي بن عبد اللّه بن عبّاس، عن أبيه، عن جده ابن عباس قال:

أتى النبي صلى اللّه عليه و سلم بطائر فقال:«اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك»، فجاءه علي فقال:«اللّهم والي» (4)[8766].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - بقراءتي


1- كذا بالأصول و المطبوعة، و في البداية و النهاية: ثم أعاد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الدعاء فرجع.
2- الأصل:«را» و المثبت عن م و البداية و النهاية.
3- كذا بالأصل و «ز»، و في م و المطبوعة و البداية و النهاية: أكل.
4- رواه ابن كثير في البداية و النهاية 389/7-390.

عليه السلام، فأكل معه[8767].

رواه غيره عن ابن المثنى عن عبد اللّه بن أنس:

أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، نا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا قطن بن نسير (1)،نا جعفر بن سليمان الضّبعي، نا عبد اللّه بن المثنّى، عن عبد اللّه بن أنس، عن أنس بن مالك قال (2):

أهدي لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حجل مشوي بخبزه و صنابه


1- بالأصل: بشير، و في م: يسير، و التصويب عن «ز»، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 288/15. و نسير بنون و مهملة، مصغرا كما في تقريب التهذيب.
2- من هذه الطريق رواه ابن كثير في البداية و النهاية 387/7 و فيه: قطن بن بشير. و تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص 633.

قال: و نا عبد اللّه، نا أبو هشام محمّد بن يزيد الرفاعي، عن (1) ابن فضيل، عن مسلم الملائي، عن أنس بن مالك قال:

أهدت أم أيمن إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم طيرا مشويا، فقال:«اللّهم أدخل من تحبّه يأكل معي من هذا الطير»، فجاء رجل فاستأذن و أنا على الباب، فقلت: إنّه على حاجة، فرجع، ثم جاء الثانية، فاستأذن، فقلت: إنه على حاجة، فرجع ثم جاء الثالثة، فاستأذن، فسمع صوته فقال:

«ائذن له» و هو موضوع بين يديه فأكل[8770].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو عثمان سعيد بن محمّد بن أحمد البحيري (2)،أنا زاهر بن أحمد، نا محمّد بن نوح قال: قرئ على عبد القدوس بن محمّد بن شعيب، نا عمي صالح، نا عبيد اللّه (3) بن زياد أبو العلاء، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيّب، عن أنس بن مالك قال:

أهدي لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم طير مشوي فقال:«اللّهمّ أدخل عليّ أحبّ خلقك إليك من أهل الأرض يأكل معي منه»، قال أنس: فجاء عليّ فحجبته، ثم جاء الثانية فحجبته، ثم جاء الثالثة فحجبته رجاء أن تكون الدعوة لرجل من قومي، ثم جاء الرابعة فأذنت له، فدخل، فلما رآه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«اللّهم إنّي أحبه»، فأكل معه من ذلك الطير[8771].

و الصواب: عبد اللّه بن زياد كما تقدم.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو حفص بن شاهين، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا عبد القدوس بن محمّد بن عبد الكبير بن شعيب بن الحبحاب - بالبصرة - حدّثني عمي صالح بن عبد الكبير، نا عبد اللّه بن زياد أبو العلاء


1- في م و «ز»: «نا».
2- في المطبوعة: البجيري.
3- كذا بالأصول و المطبوعة، و هو تصحيف، و سينبه المصنف إلى الصواب: عبد اللّه بن زياد.

قال ابن شاهين: تفرّد بهذا الحديث عبد القدوس بن محمّد عن عمه لا أعلم حدّث به غيره، و هو حديث حسن غريب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، نا جعفر بن أحمد بن عاصم.

ح و أخبرنا (1) أبو محمّد بن الأكفاني، أنا أبي أبو الحسين، أنا أبو الحسن بن السمسار، أنا أبو الحسين أحمد بن علي بن إبراهيم الأنصاري، نا أبو محمّد جعفر بن عاصم بن الرّوّاس، نا محمّد بن مصفّى (2)،نا حفص بن عمر، عن موسى بن سعد، عن الحسن، عن أنس قال:

أتى النبي صلى اللّه عليه و سلم بطير جبلي، فقال:«اللّهم ائتني برجل يحبّ اللّه و رسوله، و يحبّه اللّه و رسوله»، فإذا عليّ يقرع الباب، قال أنس: إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مشغول - زاد الأكفاني: قال:

و كنت أحب أن يكون رجلا من الأنصار و قالا:- ثم أتى الثانية، فقال أنس: إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مشغول، ثم أتى الثالثة، فقال:«يا أنس أدخله، فقد عنيته»، قال: فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«اللّهم إلي، اللّهم إلي»[8772].

أخبرناه عاليا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا الحاكم أبو أحمد، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عمرو بن الحسن الأشعري - بحمص - نا محمّد بن مصفّى، نا حفص بن عمر العدني، نا موسى بن سعد البصري قال: سمعت الحسن يقول: سمعت أنس بن مالك يقول:

أهدي لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم طير فقال:«اللّهم ائتني برجل يحبه اللّه و يحبه رسوله»، قال أنس: فأتى عليّ ، فقرع الباب، فقلت: إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مشغول، و كنت أحبّ أن يكون رجلا من الأنصار، ثم إنّ عليا فعل مثل ذلك، ثم أتى الثانية


1- في المطبوعة: و أنبأنا.
2- من طريقه رواه ابن كثير في البداية و النهاية 388/7.

الشامي (1)،نا خليد بن دعلج، عن قتادة، عن أنس (2) قال:

قدّمت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم طيرا مشويا فسمّى و أكل منه، ثم قال:«اللّهم ائتني بأحبّ الخلق إليك و إليّ » فذكر الحديث[8774].

أخبرنا أبو الفرج قوام بن زيد بن عيسى، و أبو القاسم بن السمرقندي، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا علي بن عمر بن محمّد الحربي، نا أبو الحسن علي بن سراج المصري، نا أبو محمّد فهد بن سليمان النحاس، نا أحمد بن يزيد الورتنيسي (3)،نا زهير (4)، نا عثمان الطويل، عن أنس بن مالك قال (5):

أهدي إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم طائر كان يعجبه أكله، فقال:«اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي»، فجاء عليّ فقال: استأذن على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقلت: ما عليه إذن، و كنت أحبّ أن يكون رجل من الأنصار، فذهب ثم رجع، فقال: استأذن لي عليه، فسمع النبي صلى اللّه عليه و سلم كلامه فقال:«ادخل يا عليّ »، ثم قال:«اللّهم والي اللّهم والي»[8775].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، أنا أبو جعفر محمّد بن علي بن دحيم، نا أحمد بن حازم، نا عبيد اللّه بن موسى، نا سكين (6) بن عبد العزيز، عن ميمون أبي خلف، حدّثني أنس بن مالك قال:

أهدي إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نخامات


1- كذا بالأصل، و في م: السامي.
2- رواه ابن كثير في البداية و النهاية بتحقيقنا 388/7 و فيه رواه علي بن الحسن الشامي عن خليل بن دعلج عن قتادة عن أنس بنحوه.
3- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل و م، و تقرأ:«الورتيسي» و في المطبوعة:«الورتيسي» أيضا، و المثبت و الضبط عن الأنساب، و هذه النسبة إلى ورتنيس قال السمعاني: و ظني أنها من قرى حران.
4- هو زهير بن معاوية.
5- رواه ابن كثير في البداية و النهاية بتحقيقنا 388/7 و فيها: رواه أحمد بن يزيد الورتنيس...
6- تقرأ بالأصل:«سكن» و المثبت عن م، و في البداية و النهاية 388/7 «مسكين» تصحيف. انظر ترجمته في تهذيب الكمال 391/7.

الباب قلت: إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على حاجة، قال: فدفع الباب ثم دخل، فقال:«اللّهم والي»[8776].

قال الدار قطني: هذا حديث غريب من حديث ميمون أبي خلف عن أنس، تفرد به سكين بن عبد العزيز عنه.

أخبرناه عاليا أبو عبد اللّه الخلاّل، و فاطمة بنت ناصر و اللفظ للخلاّل قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا إبراهيم الشامي، نا سكين، نا ميمون الرّفّاء أبو خلف، عن أنس بن مالك قال:

أهدي إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نحامات فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«وفّق لي أحبّ خلقك إليك، يأكل معي من هذا الطير»، فقال أنس: فقلت: اللّهم اجعله رجلا من الأنصار، قال: فبينما أنا كذلك إذ جاء عليّ ، فضرب الباب، فقلت: إنّ النبي صلى اللّه عليه و سلم على حاجة، فرجع، فلم يلبث أن رجع، فضرب الباب، فقلت: إنّ النبي صلى اللّه عليه و سلم على حاجة، فرجع فلم يلبث أن رجع، فضرب الباب، فقلت: إنّ النبي صلى اللّه عليه و سلم على حاجة، فرمى الباب و دخل، فلما رآه النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«اللّهمّ والي، اللّهم والي»[8777].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن أبي نصر بن أبي بكر، أنا أبو الخير محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد اللّه الإمام، و أبو مسعود سليمان بن إبراهيم بن سليمان، قالا: أنا أبو الفرج عثمان بن أحمد بن إسحاق البرجي (1)،أنا أبو جعفر محمّد بن عمر بن حفص الجورجيري، نا أبو يعقوب (2) إسحاق بن الفيض، نا المضاء (3) بن الجارود، عن عبد العزيز بن زياد.

أن الحجاج بن يوسف دعا أنس بن مالك من البصرة، فسأله عن علي بن أبي طالب، فقال: أهدي للنبي صلى اللّه عليه و سلم طائر، فأمر به، فطبخ و صنع، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«اللّهم ائتني بأحبّ الخلق إليّ يأكل معي»، فجاء علي، فرددته، ثم جاء ثانية فرددته، ثم جاء الثالثة فرددته، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«يا أنس إنّي قد دعوت ربي و قد استجيب لي فانظر من كان بالباب فادخله»، فخرجت فإذا أنا بعليّ ، فأدخلته، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«إنّي قد دعوت ربّي أن يأتيني بأحبّ خلقه إليّ ، و قد استجيب لي فما (4) حبسك ؟» قال: يا نبي اللّه حبست


1- ضبطت عن الأنساب بضم الباء و سكون الراء هذه النسبة إلى برج قرية من قرى أصبهان. ترجم له السمعاني.
2- رواه ابن كثير في البداية و النهاية 388/7 و فيها: رواه ابن يعقوب إسحاق بن الفيض.
3- الأصل:«العنا» و المثبت عن م و «ز»، و البداية و النهاية.
4- الأصل و م: فاحبسك.

أنس، قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ما حملك على ذلك يا أنس ؟» قال: قلت: يا نبي اللّه، بأبي أنت و أمّي، إنه ليس أحد إلاّ و هو يحب قومه، و إن عليا جاء فأحببت أن يصيب دعاؤك رجلا من قومي، قال: و كان النبي صلى اللّه عليه و سلم نبيّ الرحمة فسكت، و لم يقل شيئا[8778].

كتب إليّ أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ في كتابه، و حدّثني أبو مسعود المعدل عنه، أنا أبو نعيم الحافظ (1)،نا أبو بكر بن خلاّد، نا محمّد بن هارون بن مجمّع، نا الحجّاج بن يوسف بن قتيبة، نا بشر بن الحسين، عن الزّبير بن عدي، عن أنس بن مالك قال:

أهدي إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم طير مشوي، فلمّا وضع بين يديه قال:«اللّهمّ ائتني بأحبّ خلقك يأكل معي من هذا الطير»، فقرع الباب، فقلت: من هذا؟ فقال: علي، فقلت: إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على حاجة، الحديث.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو الحسين بن المهتدي، نا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن علي الصّيدلاني، نا محمّد بن مخلد بن حفص العطّار قال أبو العيناء (2):نا أبو عاصم، عن أبي المهتدي (3)،عن أنس قال: أتى النبي صلى اللّه عليه و سلم بطير، فقال:

«اللّهمّ ائتني بأحب خلقك إليك»، فجاء عليّ ، فقال:«اللّهم والي»[8779].

كتب إليّ أبو بكر أحمد بن المظفر بن الحسن بن سوسن التمار، و أخبرني أبو طاهر محمّد بن أبي بكر بن عبد اللّه عنه، أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان، أنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن محمّد الأدمي القارئ، نا محمّد بن القاسم مولى بني هاشم.

و أخبرنا أبو طاهر أيضا، و أبو محمّد بختيار بن عبد اللّه الهندي، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الملك بن عبد القاهر الأسدي، أنا أبو علي بن شاذان.

ح و أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب


1- رواه أبو نعيم في كتاب ذكر أخبار أصبهان 232/1 ضمن ترجمة بشر بن الحسين الأصبهاني الهلالي، و انظر البداية و النهاية 388/7.
2- كذا بالأصل و م و «ز» و المطبوعة.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المطبوعة: أبي الهندي، و هو الصواب. و سيرد في الحديث التالي:«أبي الهندي» عن تاريخ بغداد. انظر ترجمته في ميزان الاعتدال 583/4.

نا محمّد بن القاسم النحوي أبو عبد اللّه، نا أبو عاصم، عن أبي الهندي (1)،عن أنس [أتى النبي صلى اللّه عليه و سلم بطائر، فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي] (2)-زاد الأدمي: جئني بأحب خلقك إليك يأكله معي، و قال الأدمي: و إليك و إلي يأكل (3) معي - فجاء علي فحجبته - و في حديث الخطيب: فحجبته (4) مرتين، فجاء في الثالثة، و قال الأدمي فحجبته، ثم جاء الثانية فحجبته، ثم الثالثة و قالا:- فأذنت له، فقال:«يا علي، ما حبسك ؟» قال: هذه ثلاث مرات، قد جئتها - و قال الأدمي: قد جئت - فحجبني أنس، قال:«لم يا أنس ؟» قال: سمعت دعوتك يا رسول اللّه - و قال الأدمي قلت: لأني سمعت دعوتك و قالا:- فأحببت أن يكون رجلا من قومي، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«الرجل يحبّ قومه»[8780].

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر، و أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن عبد الوهاب، و أم البهاء فاطمة بنت علي بن الحسين بن جدا قالوا: أنا محمّد بن علي بن علي، أنا علي بن عمر بن محمّد، نا أبو محمّد عبد اللّه بن إسحاق المدائني سنة عشر و ثلاثمائة، نا عبد اللّه بن علي بن الحسن، نا محمّد بن علي، نا الحكم بن محمّد بن سليم (5)،عن أنس بن مالك


1- الأصل و م:«أبي المهتدي» و المثبت عن تاريخ بغداد، و قد نبهنا إلى ذلك في سند الحديث السابق.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و «ز»، و استدرك لتقويم الخلل في السياق عن تاريخ بغداد.
3- كذا بالأصول هذه الزيادة عن الأدمي ؟!.
4- الأصل و م:«فحجبه» و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- كذا بالأصل و المطبوعة، و في م و «ز»: نا الحكم بن محمد، نا محمد بن سليم.

يكون رجلا من قومي، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لست بأوّل رجل أحبّ قومه»[8781].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الحسن الدار قطني، نا محمّد بن مخلد بن حفص، نا حاتم بن الليث، نا عبيد اللّه بن موسى، عن عيسى بن (1)عمر القارئ، عن السّدّي، نا أنس بن مالك قال:

أهدي إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أطيار، فقسمها و ترك طيرا، فقال:«اللّهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير»، فجاء عليّ بن أبي طالب، فدخل يأكل (2) معه من ذلك الطير.

قال الدار قطني: تفرّد به عيسى بن عمر عن السّدّي.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، نا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو الحيري.

ح و أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ.

قالا: أنا أبو يعلى (3)،نا الحسن بن حمّاد - زاد ابن المقرئ: الورّاق - نا مسهر بن عبد الملك بن سلع - ثقة - نا - و قال ابن المقرئ: عن - عيسى بن عمر، عن إسماعيل السّدّي، عن أنس - زاد ابن حمدان: بن مالك-.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان عنده طائر، فقال:«اللّهم ائتني بأحبّ خلقك يأكل معي من هذا الطير»، فجاء أبو بكر فردّه، ثم جاء عمر - و قال الحيري: عثمان - فردّه، ثم جاء عليّ ، فأذن له[8782].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين عاصم بن الحسن،[أنا أبو عمر بن مهدي] (4) أنا أبو العبّاس بن عقدة، نا محمّد بن أحمد بن الحسن، نا يوسف بن عدي، نا حمّاد بن المختار الكوفي، نا عبد الملك بن عمير، عن أنس بن مالك


1- بالأصل و ز:«عن» تصحيف، و التصويب عن م.
2- كذا بالأصل، و في م و «ز»: فأكل.
3- من طريقه رواه ابن كثير في البداية و النهاية 388/7.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن م، و «ز»، لتقويم السند.

فقلت: إنّ النبي صلى اللّه عليه و سلم على حاجة، حتى فعل ذلك ثلاثا، فجاء الرابعة، فضرب الباب برجله فدخل، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ما حبسك ؟» قال: قد جئت ثلاث مرات [فيحبسني أنس] (1) فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«و ما حملك على ذلك ؟» قال: قلت: كنت أحبّ أن يكون رجلا من قومي (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو محمّد أحمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان، و أبو طاهر أحمد بن محمّد بن إبراهيم.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد، أنا أبي أبو طاهر، قالا: أنا أبو طاهر (3)، قالا: أنا أبو القاسم إسماعيل بن الحسن بن عبد اللّه، نا حمزة بن القاسم الهاشمي، نا محمّد بن الهيثم، نا يوسف بن عدي، نا حمّاد بن المختار من أهل الكوفة، عن عبد الملك بن عمير، عن أنس قال:

أهدي لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم طائر، فوضع بين يديه فقال:«اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك ليأكل»، قال: فجاء علي فدقّ الباب، فقلت: من ذا؟ فقال: أنا علي، فقلت: النبي صلى اللّه عليه و سلم على حاجة، فرجع ثلاث مرات كل ذلك يجيء،[فأقول له فيذهب حتى جاء في المرة الرابعة فقلت له مثل ما قلت في الثلاث مرات] (4) قال: فضرب الباب برجله، فدخل، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ما حبسك ؟» قال: قد جئت ثلاث مرات كل ذلك يقول: النبي صلى اللّه عليه و سلم على حاجة، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ما حملك على ذلك ؟» قلت (5):كنت أحبّ أن يكون رجلا من قومي.

أخبرنا أبو سعد بن أبي صالح، أنا أبو بكر بن خلف، نا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا عبدان بن يزيد بن يعقوب الدقاق - بهمذان (6)-نا إبراهيم بن الحسين الكسائي، نا أبو توبة الربيع بن نافع الحلبي، نا حسين بن سليمان، عن عبد الملك بن عمير، قال:

كنا عند أنس بن مالك، فدخل علينا محمّد بن الحجّاج يشتم عليّ بن أبي طالب، قال [أنس]


1- الزيادة للإيضاح عن البداية و النهاية.
2- كتب بعدها في المطبوعة:(هذا) آخر الجزء الرابع و التسعين بعد الأربعمائة من الفرع.
3- كذا «قالا: أنا أبو طاهر» بالأصل و م و المطبوعة، و يبدو أنها مكررة.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م استدرك لتقويم المعنى و رفع الخلل في السياق عن المطبوعة.
5- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المطبوعة:«قال» و يعني به على كل حال: أنس بن مالك.
6- الأصل و المطبوعة: بالدال المهملة، و المثبت عن م.

قال الحاكم: لم نكتبه إلاّ بهذا الإسناد (1).

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو القاسم زاهر الشّحّامي، قالا: أنا أبو يعلى الصابوني، أنا أبو سعيد الرازي، نا محمّد بن أيوب الرازي، أنا مسلم بن إبراهيم، نا الحارث بن نبهان، نا إسماعيل رجل من أهل الكوفة، عن أنس بن مالك.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أهدي له طير، ففرق بعضها في نسائه، و وضع بعضها بين يديه، فقال:«اللّهم سق أحبّ خلقك إليك يأكل معي».

قال: و ذكر حديث الطير[8783].

أخبرنا أبو القاسم بن مندويه، أنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن موسى، أنا أبو العبّاس بن عقدة، نا أحمد بن يحيى بن زكريا، نا إسماعيل بن أبان، نا عبد اللّه بن مسلم الملائي، عن أبيه، عن أنس قال:

أهدت أم أيمن إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم طيرا مشويا، فقال:«اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي منه»، فجاء علي فأكله معه[8784].

أخبرتناه أعلى من هذه - أو أتم (2)-أم المجتبى فاطمة العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا أبو هشام، نا ابن فضيل، نا مسلم الملائي، عن أنس قال:

أهدت أم أيمن إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم طيرا مشويا، فقال:«اللّهم ائتني بمن تحبه يأكل معي من هذا الطير»، قال أنس: فجاء علي، فاستأذن، فسمع النبي صلى اللّه عليه و سلم صوته، فقال:«ائذن له»، فدخل و هو موضوع بين يديه، فأكل منه و حمد اللّه (3)[8785].

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد، نا (4)-و أبو النجم بدر بن عبد اللّه الشّيحي، أنا (5)-أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت


1- انظر البداية و النهاية بتحقيقنا 388/7.
2- كذا بالأصل:«أو أتم» و في م و «ز»: أعلى من هذا و أتم.
3- البداية و النهاية 389/7 من هذه الطريق، و فيه زيادة.
4- في المطبوعة: أنبأنا... أنبأنا.
5- في المطبوعة: أنبأنا... أنبأنا.

موسى بن محمّد بن هارون الأنصاري، نا أحمد بن محمّد بن عاصم الرازي، نا حفص بن عمر المهرقاني.

ح قال: و أنا أبو بكر عبد القاهر بن محمّد بن عترة (1) الموصلي، نا أبو هارون موسى بن محمّد الأنصاري الزرقي، نا أحمد بن علي الخرّاز (2)،نا محمّد بن عاصم الرازي، نا حفص بن عمر المهرقاني.

نا النجم بن بشير (3)،عن إسماعيل بن سليمان الرازي [أخي إسحاق بن سليمان الرازي] (4) عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عن أنس بن مالك قال:

أتى النبي صلى اللّه عليه و سلم بطائر، فقال:«اللّهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر»، فجاء علي بن أبي طالب، فدق الباب، و ذكر الحديث[8786].

أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمّد، أنا أبو الحسن الحسناباذي، أنا أحمد بن محمّد، أنا أبو العباس الكوفي، أنا محمّد بن سالم بن عبد الرّحمن الطّحّان الأزدي، نا أحمد بن النضر بن الربيع بن سعد مولى جعفر بن علي، حدّثني سليمان بن قرم، عن محمّد بن علي السّلمي، عن أبي حذيفة العقيلي، عن أنس بن مالك قال:

كنت أنا و زيد بن أرقم نتناوب النبي صلى اللّه عليه و سلم، فأتته أم أيمن بطير أهدي له من الليل، فلما أصبح أتته بفضله فقال:«ما هذا؟» قلت


1- رسمها بالأصل:«عمره» و في م:«عميره» و المثبت عن تاريخ بغداد.
2- بدون إعجام بالأصل و م، و المثبت عن تاريخ بغداد.
3- كذا بالأصول و المطبوعة و تاريخ بغداد، و في البداية و النهاية: الحكم بن شبير.
4- الزيادة عن م و تاريخ بغداد و البداية و النهاية.

أنا سهل بن شعيب، عن بريدة بن سفيان، عن سفينة، و كان خادما لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

أهدي لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم طوائر، قال: فرفعت أم أيمن بعضها، فلما أصبح أتته بها، فقال:«ما هذا يا أم أيمن ؟» فقالت: هذا بعض ما أهدي لك أمس، فقال:«أ و لم أنهاك أن ترفعي لأحد أو لغد طعاما، إنّ لكل غد رزقه»، ثم قال:«اللّهم أدخل أحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر»، فدخل عليّ ، فقال:«اللّهم و إلي» إلى (1)[8788].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو عبد اللّه الحسين بن ظفر بن الحسين الناطقي، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو القاسم البغوي، نا القواريري، نا يونس بن أرقم، نا مطير، عن ثابت البجلي، عن سفينة مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

أهدت امرأة من الأنصار إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم طائرين بين رغيفين، و لم يكن في البيت غيري و غير أنس، فجاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فدعا بغدائه، فقلت: يا رسول اللّه قد أهدت لك امرأة من الأنصار هدية، فقدمت الطائرين إليه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (2):«اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك و إلى رسولك»، فجاء علي بن أبي طالب، فضرب الباب ضربا خفيفا، فقلت:

من هذا؟ قال: أبو الحسن، ثم ضرب الباب و رفع صوته، فقال صلى اللّه عليه و سلم:«من هذا؟» قلت:

علي بن أبي طالب، قال:«افتح له»، ففتحت له، فأكل معه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من الطيرين حتى فنيا.

و أخبرتنا به أم المجتبى قالت: قرئ على إبراهيم، أنا ابن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا عبيد اللّه القواريري، نا يونس بن أرقم، نا مطير (3) بن أبي خالد، عن ثابت البجلي، عن سفينة صاحب دار (4) النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

أهدت امرأة من الأنصار إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم طيرين بين رغيفين، و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في المسجد، لم يكن في البيت غيري و غير أنس بن مالك، فجاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فدعا بالغذاء، فقلت: يا رسول اللّه قد أهدت لك امرأة هدية، فقدّمت إليه الطير


1- «إلى» سقطت من «ز»، و المطبوعة. و هي موجودة في م.
2- من هنا إلى قوله: من هذا، سقط من م.
3- في م: مطلب.
4- كذا بالأصل، و في م، و «ز»، و المطبوعة: زاد.

ضربا خفيفا، فقلت: من هذا؟ قال: أبو الحسن، ثم ضرب، و رفع صوته فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من هذا؟» قلت: علي، قال:«افتح له»، ففتحت، فأكل مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من الطيرين (1) حتى فنيا (2).

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: نا (3)-و أبو منصور بن خيرون، أنا (4)-أبو بكر الخطيب (5)،أنا محمّد بن أبي السّري الوكيل، نا أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران المرزباني، نا أبو الحسن محمّد بن أحمد (6) بن عبد الرحيم المؤدب، حدّثني عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد الحاسب، حدّثني أبي، حدّثني خزيمة بن خازم (7)،حدّثني أمير المؤمنين المنصور، حدّثني أبي محمّد بن علي، حدّثني أبي علي بن عبد اللّه، حدّثني أبي عبد اللّه بن العباس قال:

كنت أنا و أبي العبّاس بن عبد المطلب جالسين عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذ دخل علي بن أبي طالب، فسلّم، فرد عليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و بشّ به، و قام إليه فاعتنقه و قبّل بين عينيه، و أجلسه عن يمينه، فقال العباس: يا رسول اللّه أ تحبّ هذا؟ فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«يا عمّ رسول اللّه، و اللّه للّه أشد حبّا له منّي، إنّ اللّه جعل ذرية كلّ نبي في صلبه، و جعل ذريتي في صلب هذا»[8789].

أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر، أنا عمر بن أحمد بن عمر، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن جعفر البحيري، نا أبو بكر محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي - إملاء - ببغداد، نا يعقوب بن إسحاق القلوسي، نا الحارث بن محمّد المكفوف، نا أبو بكر بن عياش، عن معروف (8) بن خربوذ، عن أبي الطّفيل، عن أبي ذرّ قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن علمه ما عمل به، و عن ماله مما (9) اكتسبه و فيما أنفقه، و عن حبّنا


1- كذا بالأصل هنا، و في م: الطير.
2- رواه من هذه الطريق ابن كثير في البداية و النهاية-389/7.
3- في المطبوعة: أنبأنا... أنبأنا.
4- في المطبوعة: أنبأنا... أنبأنا.
5- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 316/1 ضمن ترجمة محمد بن أحمد بن أحمد بن عبد الرحيم.
6- «بن أحمد» ليس في المطبوعة.
7- الأصل و م: حازم، و المثبت عن تاريخ بغداد.
8- الأصل:«خروف» تصحيف، و المثبت عن م.
9- الأصل و «ز»«ما» و التصويب عن م.

رسول اللّه، و من هم ؟ فأومأ بيده إلى علي بن أبي طالب[8790].

آخر الثاني و الخمسين بعد الثلاثمائة من الأصل.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو منصور محمّد بن محمّد بن عثمان السواق، أنا أبو جعفر أحمد بن أبي طالب الكاتب، نا محمّد بن جرير الطبري، نا محمّد بن عيسى الدّامغاني، حدّثني مسمع بن عدي، نا شاه بن الفضل، عن ابن المبارك، عن حيوة، عن شريح بن هانئ، عن أبيه، عن عائشة قالت: ما خلق اللّه خلقا كان أحبّ إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من علي.

غريب جدا.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن (1)،أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الفضل الزهري، نا أبو القاسم البغوي، حدّثني إبراهيم بن سعيد الطبري [نا] (2) الأسود بن عامر، عن جعفر الأحمر، عن عبد اللّه بن عطاء، عن ابن بريدة، عن أبيه قال: كان أحبّ النساء لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فاطمة، و من الرجال علي (3)[8791].

رواه الترمذي (4) عن إبراهيم بن سعيد.

أخبرنا.... (5) ابن طاوس، نا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمّد بن مخلد، نا محمّد بن عبد اللّه مولى بني [هاشم] (6)،نا أبو سفيان، نا هشيم، عن العوام بن حوشب، عن عمير بن جميع قال: دخلت مع أمي على عائشة (7)،قالت: أخبريني كيف كان حبّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعلي ؟ فقالت عائشة: كان أحب [الرجال] (8) إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، لقد رأيته و ما (9) أدخله تحت ثوبه و فاطمة و حسنا و حسينا، ثم قال


1- في م: أحمد بن الحسين، تصحيف، و السند معروف.
2- زيادة عن م، لتقويم السند.
3- تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص 633.
4- سنن الترمذي، كتاب المناقب، باب ما جاء في فضل فاطمة رضي اللّه عنها (رقم 3960) و قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلاّ من هذا الوجه.
5- بياض بالأصل و م.
6- بياض بالأصل، و في «ز»، تقرأ:«شم» و اللفظة استدركت عن م.
7- بالأصل:«بنت» و فوقها ضبتان، و مكانها بياض في م.
8- بياض بالأصل و م، و المثبت عن المطبوعة، و هي فيها مستدركة بين معكوفتين.
9- الأصل و م، و في المطبوعة: و قد.

رأسي [فدفعني] (1)،فقلت: يا رسول اللّه، أ و لست من أهلك ؟ قال:«إنّك على خير، إنك على خير».

كذا قال، و قلته، و إنما [هو] (2) جميع بن عمير.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أنا أبو الحسين محمّد بن.... (3) المصري - بدمشق - أنا أبو مسلم محمّد بن أحمد بن علي الكاتب البغدادي، نا أبو بكر عبد اللّه بن سليمان.... (4)-ببغداد - نا محمّد بن علي الثقفي، نا المنجاب، أنا شريك، عن الأعمش، عن جميع بن عمير.... (5)،عن عمته أنها سألت عائشة: من كان أحبّ الناس إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قالت: فاطمة... (6) أسألك عن الرجال، قالت: زوجها.

و جميع سمع هذا الحديث من عائشة حين سألتها عمته عنه.

أخبرناه أبو الفتح محمّد بن علي بن عبد اللّه [نا (7) محمد] بن عبد العزيز بن محمّد الفارسي، أنا أبو محمّد بن.... (8)،أنا أبو محمّد بن أبي شريح، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا يوسف بن محمّد بن سابق القرشي، نا يحيى بن عبد اللّه (9)،أنا ابن أبي غنيّة (10)،عن أبيه، عن أبي إسحاق الشيباني، عن جميع بن عمير، عن عائشة قال:

[دخلت عليها] (11) مع أمي و أنا غلام، قال: فذكرت عليا، فقالت عائشة: ما رأيت رجلا قط كان أحبّ إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم منه، و لا امرأة أحبّ إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من امرأته.

قال: و نا يحيى، نا يوسف بن موسى القطان، نا عبيد اللّه بن موسى، نا جعفر الأحمر.

ح قال: و نا يحيى، نا عبد الأعلى بن واصل، نا أبو غسان، عن جعفر الأحمر، عن الشيباني أخبرني


1- بياض بالأصل و م، و المثبت عن المطبوعة، و هي فيها مستدركة بين معكوفتين.
2- بياض بالأصل و م، و المثبت عن المطبوعة، و هي فيها مستدركة بين معكوفتين.
3- بياض بالأصل و م و الكلمات غير واضحة في «ز».
4- بياض بالأصل و م و الكلمات غير واضحة في «ز».
5- بياض بالأصل و م و الكلمات غير واضحة في «ز».
6- بياض بالأصل و م و الكلمات غير واضحة في «ز».
7- سقط بالأصل، و المستدرك عن م.
8- بياض بالأصل و م، و في المطبوعة: أنبأنا أبو محمد [عبد الرحمن بن أحمد] بن أبي شريح.
9- في م: عبد (بعدها بياض).
10- إعجامها مضطرب بالأصل، و المثبت عن م.
11- بياض بالأصل، و المستدرك عن م. و الكلام غير مقروء في «ز».

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، نا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو القاسم البغوي، نا الوليد بن شجاع، نا ابن أبي غنّية، نا أبي، عن أبي إسحاق الشيباني، عن جميع، عن عائشة قال: دخلت عليها مع أمي و أنا غلام، فذكرت لها عليا، فقالت عائشة: ما رأيت رجلا كان أحبّ إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم منه، و لا امرأة أحبّ إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من امرأته.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو منصور بن شكرويه، و أبو بكر السمسار، قالا:

أنا إبراهيم بن عبد اللّه، نا الحسين بن إسماعيل، نا محمّد بن عبد اللّه المخرمي، نا أبو السّري، نا يحيى بن عبد الملك بن أبي غنيّة،[عن أبيه] (1) عن أبي إسحاق الشيباني، عن جميع التيمي قال:

دخلت مع أمي على عائشة و أنا غلام، فذكرت لها عليا، فقالت: ما رأيت رجلا قطّ كان أحبّ إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم منه، و لا امرأة أحب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من امرأته.

أحسب (2) أن تكون عمته و أمه جميعا سألتا عائشة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، نا أبو محمّد الجوهري - إملاء - نا أبو الحسين محمّد بن النّضر بن محمّد بن سعيد النحاس الموصلي.

و أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي، أنا أبو الحسين بن أبي نصر، أنا أبو بكر يوسف بن [القاسم] (3)[الميانجي]


1- الزيادة عن م و «ز»، لتقويم السند.
2- قسم من اللفظة مكتوب و قسم بياض، و في م بياض، و المثبت عن المطبوعة.
3- بياض بالأصل و المستدرك عن م.

دخلت مع أمي على عائشة فسألتها عن علي، فقالت: ما رأيت رجلا كان أحبّ إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم منه، و لا امرأة كانت أحبّ إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من امرأته.

و سقط من حديث العلوي:«عن أبيه»، و لا بدّ منه.

أخبرنا أبو البركات عمر بن إبراهيم الزّيدي، أنا محمّد بن أحمد بن علاّن، أنا محمّد بن جعفر بن محمّد بن الحاكم، أنا محمّد بن القاسم بن زكريا، نا عبّاد بن يعقوب، أنا أبو عبد الرّحمن، عن كثير النّوّا، عن جميع بن عمير، عن عائشة قال:

قلت لها: من كان أحبّ الناس إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: قالت: أما من الرجال فعلي، و أمّا من النساء: ففاطمة[8792].

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، نا أبي الأستاذ أبو القاسم - إملاء - أنا السيد أبو (1)الحسن محمّد بن الحسين الحسني، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن سعد بن حموية النسوي (2)، نا أبو صالح الهيثم بن خالد، نا عبد السلام، عن أبي الجحّاف، عن جميع بن عمير الليثي، قال:

دخلت مع عثمان على عائشة، فقلت لها: يا أم المؤمنين أيّ الناس كان أحبّ إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قالت: فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال: فمن الرجال ؟ قالت: زوجها، و أيم اللّه إن كان ما علمت صوّاما قوّاما جديرا أن يقول ما يحبّ اللّه.

الصواب: مع عمتي (3).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، و أبو الفضل محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن المغازلي، و أبو صالح الحموي، قالوا: أنا أبو محمّد رزق اللّه بن عبد الوهاب، أنا (4) أبو الحسين أحمد بن محمّد بن الهيثم، نا أحمد بن محمّد التيم (5)،نا أحمد بن محمّد بن سعيد، نا موسى بن موسى، نا عبد العزيز بن بحر، نا أبو إدريس الكوفي تليد (6) بن سليمان، عن أبي الجحّاف (7) داود بن أبي عوف، عن جميع بن عمير


1- الأصل:«ابن» تصحيف، و في م: نا السيد ابن الحسين الحسني.
2- بالأصل:«التسوي» و المثبت عن م.
3- يعني بدل قوله:«مع عثمان».
4- في م و «ز»: «أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن المتيّم، نا أحمد بن محمد بن المتيم» و الاسم الأول أبو الحسين ترجمته في سير أعلام النبلاء 288/17.
5- في م و «ز»: «أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن المتيّم، نا أحمد بن محمد بن المتيم» و الاسم الأول أبو الحسين ترجمته في سير أعلام النبلاء 288/17.
6- الأصل:«تلميذ»، و في م:«بليد» و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 208/3.
7- إعجامها مضطرب بالأصل و م، ترجمته في تهذيب الكمال 37/6.

دخلت مع عمتي على عائشة فقالت: يا أم المؤمنين أيّ الناس كان أحبّ إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قالت: فاطمة، قالت: أنا أسألك (1) عن الرجال ؟ قالت: فزوجها، إن كان صوّاما، قوّاما جديرا بالحق نقول (2).

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب.

ح، و أنا أبو طالح عبد الصمد بن عبد الرّحمن، و أبو الفضل محمّد بن عبد الواحد، و أبو بكر بن شجاع قالوا: أنا أبو محمّد التميمي، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن أحمد بن حمّاد الواعظ ، نا أبو الحسن علي بن محمّد بن عبد الحافظ - إملاء - سنة ثمان و عشرين و ثلاثمائة، نا علي بن سهل، نا علي بن قادم، نا عبد السلام بن حرب، عن أبي الجحّاف، عن جميع بن عمير، قال:

دخلت مع عمتي على عائشة، فقالت عمتي لعائشة: من كان أحبّ الناس إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قالت: فاطمة، قالت: من الرجال ؟ قالت: زوجها.

حدّثني أبو القاسم محمود بن عبد الرّحمن البستي، أنا أبو بكر بن خلف، أنا الحاكم أبو عبد اللّه، نا أبو بكر بن أبي دارم الحافظ - بالكوفة - نا المنذر بن محمّد بن المنذر، نا أبي، حدّثني عمي الحسين، عن (3) سعيد بن أبي الجهم، عن أبيه، عن أبان بن تغلب، عن جميع بن عمير قال:

دخلت مع عمتي على عائشة فسألتها: من كان أحبّ الناس إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ فقالت: فاطمة، فقلت: من الرجال ؟ قالت: زوجها.

أخبرنا أبو القاسم محمود بن عبد الواحد بن عمر بن محمّد ممله الضرير، أنا عبد الرّحمن بن مندة، أنا أبي، أنا أبو محمّد بكر بن عبد الرّحمن الخلاّل - بمصر - نا أحمد بن داود بن موسى المكي، نا عبد العزيز بن الخطاب، نا علي بن هاشم، و أبو [مريم] (4) عبد الغفار بن القاسم، عن أبي الجحّاف داود بن أبي عوف، عن معاوية بن ثعلبة قال: قال رجل....


1- في «ز»، و م: إنما أسألك.
2- كذا بالأصل، و في م و «ز»: بالحق يقول.
3- في م و «ز»: حدّثني عمي الحسين بن سعيد بن أبي الجهم.
4- بياض بالأصل و م، و المستدرك عن لسان الميزان (ترجمته).

ثم قال: أي و ربّ الكعبة إن أحبّهم إليّ أحبّهم إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أشار بيده إلى علي بن أبي طالب.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أنا أبو الحسين محمّد بن مكي، أنا أبو مسلم محمّد بن أحمد بن علي الكاتب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقور، أنا عيسى بن علي بن عيسى، قالا: أنا أبو القاسم البغوي، نا داود بن رشيد، نا علي بن هاشم، نا أبو الجحّاف، عن معاوية بن ثعلبة قال:

أتى رجل أبا ذرّ و هو جالس في مسجد النبي صلى اللّه عليه و سلم، فقال: يا أبا ذرّ أ لا تخبرني بأحبّ الناس [إليك] (1) فإنّي أعرف أن أحبّهم إليك أحبّهم إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال: أي و ربّ الكعبة، إنّ أحبّهم إليّ أحبّهم إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، هو ذاك الشيخ، و أشار إلى علي، و هو يصلي أمامه.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن


1- الزيادة عن م.

عبد الرّحمن بن أخي زيد بن أرقم قال:

دخلت على أم سلمة أم المؤمنين، فقالت: من أين أنتم ؟ فقلت: من أهل الكوفة، فقالت: أنتم الذين تشتمون النبي صلى اللّه عليه و سلم ؟ فقلت: ما علمنا أحدا يشتم النبي صلى اللّه عليه و سلم، قالت: بلى، أ ليس يلعنون عليا، و يلعنون من يحبّه ؟ و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يحبّه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا أبو القاسم البغوي، نا يحيى بن عبد الحميد، نا شريك، عن أبي ربيعة الأيادي، عن ابن بريدة، عن أبيه قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أمرني اللّه تعالى بحبّ أربعة، و أخبرني أنه يحبّهم، إنّك يا علي منهم، إنّك يا علي منهم، إنك يا علي منهم».

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنا إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم، نا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا أبو الأزهر، نا مكي بن إبراهيم، نا فطر بن خليفة، عن أبي إسحاق، عن أبي عبد اللّه الجدلي قال:

دخلت على أم سلمة فقالت: يا أبا عبد اللّه أ يسبّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فيكم و أنتم أحياء؟ قال: قلت: سبحان اللّه، و أنّى يكون هذا؟ قالت: أ ليس يسبّ عليّ و من يحبّه ؟ قلت: بلى، قال: أ ليس كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يحبّه (1)؟.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد


1- انظر البداية و النهاية بتحقيقنا 391/7 و تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص 634.

عبد الرّحمن النّخعي (1)،عن السّدّي (2)،عن أبي عبد اللّه الجدلي قال: قالت لي أم سلمة:

أ يسبّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فيكم على المنابر؟ قال: قلت: و أيّ ذلك ؟ قالت: أ ليس يسبّ عليّ و من يحبّه ؟ فأشهد أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان يحبّه.

كذا قال: النّخعي، و إنما هو البجلي، ساكن الجيم، و بنو بجلة بطن من سليم.

أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو الفقيه.

ح و أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ.

قالا: أنا أبو يعلى، نا أبو خيثمة، نا عبد اللّه بن موسى، أنا عيسى بن عبد الرّحمن البجلي، عن السّدّي، عن أبي عبد اللّه الجدلي قال:

قالت أم سلمة: أ يسبّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على المنابر؟ قلت: و أيّ ذلك ؟ قالت: أ ليس يسبّ عليّ و من يحبّه ؟ فأشهد أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان يحبّه.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الفتح عبد الرزاق بن عبد الكريم بن عبد الواحد، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن جعفر الجرجاني، نا محمّد بن يعقوب بن يوسف الأصم، نا محمّد بن الحسين بن أبي الحنين، نا إسماعيل بن أبان الوراق (3)،حدّثني عمرو (4)،عن (5) إسماعيل السّدّي قال: و قال


1- كذا بالأصل و م و «ز»، و سينبه المصنف إلى أن الصواب: البجلي، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 557/14.
2- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن م، و هو إسماعيل بن عبد الرحمن السّدّي، راجع الحاشية السابقة، فقد ذكره المزي في شيوخ عيسى بن عبد الرحمن البجلي.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 117/2.
4- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«عمر».
5- في م:«عمرو بن إسماعيل السدي». تصحيف، راجع في تهذيب الكمال ترجمة: إسماعيل بن عبد الرحمن السدي 190/2.

إبراهيم بن الحسن الثعلبي، نا يحيى بن يعلى، نا عبد اللّه بن موسى، عن أبي الزّبير، عن جابر (1) قال:

دخل علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و نحن في المسجد، و هو آخذ بيد علي، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:

«أ لستم زعمتم أنكم تحبوني ؟» قالوا: بلى يا رسول اللّه، قال:«كذب من زعم أنه يحبّني و يبغض هذا»[8794].

[أخبرنا (2) أبو بكر أحمد بن المظفر بن الحسن (3) بن سوسن في كتابه، و أخبرني أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد اللّه السّنجي عنه، أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد الأدمي، نا أحمد بن موسى بن (4) يزيد الشطوي، أنبأنا إبراهيم بن الحسين التغلبي، أنبأنا يحيى بن يعلى، أنبأنا عبيد اللّه بن موسى (5)،عن أبي الزبير عن جابر قال:

دخل علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و نحن في المسجد، و هو آخذ بيد علي فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:

«أ ليس زعمتم أنكم تحبوني ؟» قالوا: بلى يا رسول اللّه. قال:«كذب من زعم أنه يحبني و يبغض هذا»[8795].

أخبرناه أبو بكر محمّد بن عبد الباقي الأنصاري قلت له: قرئ على أبي الحسن [علي] (6) بن إبراهيم بن عيسى الباقلاني المقرئ و أنت حاضر، نا أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن العباس الورّاق - إملاء - حدّثني أبي، نا أحمد بن محمّد بن مرداس البصري، حدّثني محمّد بن مسلم، عن الربيع بن بدر، عن أبي هارون، عن أبي سعيد الخدري قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعلي:«يا علي، كذب من زعم أنه يحبّني و يبغضك»


1- رواه من طريقه في البداية و النهاية 391/7.
2- الحديث التالي سقط من الأصل، و هو موجود في «ز» و م، و المطبوعة، نثبته هنا تعميما للفائدة، و قد استدرك بين معقوفتين.
3- «بن الحسن» ليست في المطبوعة.
4- ما بين الرقمين ليس في م، من قوله: بن يزيد، إلى هنا.
5- ما بين الرقمين ليس في م، من قوله: بن يزيد، إلى هنا.
6- الزيادة عن م، و اللفظة ليست في الأصل.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن الحسين بن أبي علاّنة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا هلال بن بشر، نا عبد الملك بن موسى الطويل، عن أبي هاشم صاحب الرمان (1)،عن زاذان، عن سلمان الفارسي قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول لعلي:«محبّك محبّي، و مبغضك مبغضي»[8797] (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (3)،نا جعفر بن أحمد بن علي بن بيان (4) الغافقي، نا أبو إبراهيم إسماعيل بن إسحاق الكوفي الأنصاري، نا أبو خالد عمرو بن خالد الواسطي، عن أبي هاشم الرّمّاني، عن زاذان أبي عمر، عن سلمان الفارسي قال:

رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ضرب فخذ علي بن أبي طالب و صدره و سمعته يقول:«محبّك محبّي، و محبّي محبّ اللّه، و مبغضك مبغضي، و مبغضي مبغض اللّه»[8798].

قال ابن عدي (5):و هذا الحديث بهذا الإسناد باطل، و كنا نتهم جعفر بن أحمد بن بيان بهذا (6).

قال: و أنا ابن عدي (7)،نا عبد اللّه بن زيدان (8)،نا محمّد بن عمرو بن حنان، نا يحيى بن عبد اللّه الرقي، نا يونس بن أبي يعفور


1- هو أبو هاشم الرماني الواسطي، كان ينزل قصر الرمان بواسط ، قيل اسمه يحيى بن دينار، و قيل: يحيى بن الأسود، و قيل: ابن أبي الأسود، و قيل ابن نافع. روى عن زاذان أبي عمر الكندي (ترجمته في تهذيب الكمال 88/22).
2- الحديث في إسناده «عمرو بن خالد الواسطي» قال ابن عدي: منكر الحديث. و قال الذهبي و غيره: متهم بالوضع (المغني في الضعفاء 483/2) و تهذيب التهذيب 25/9 (ر).
3- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 127/5 ضمن ترجمة عمرو بن خالد الكوفي.
4- إعجامها مضطرب بالأصل و م، و الصواب ما أثبت عن ابن عدي.
5- بالأصل:«قال: و أنا ابن عدي»، و المثبت عن م.
6- الأصل و م:«هذا»، و المثبت عن الكامل لابن عدي.
7- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 195/5 ضمن ترجمة علي بن نزار بن حيان.
8- كذا بالأصل و م و «ز» و المطبوعة، و في ابن عدي: عبد اللّه بن ناجية.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا ابن مسعدة، أنا أبو عمرو عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي، أنا ابن عدي (1)،نا محمّد بن جعفر بن يزيد الطّبري (2)،نا إبراهيم بن سليمان التميمي (3) الكوفي، نا عبادة (4) بن زياد، نا عمر بن سعد، عن عمر بن عبد اللّه الثقفي، عن أبيه، عن جده يعلى بن مرة الثقفي قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من أطاع عليا فقد أطاعني، و من عصى عليا فقد عصاني، و من عصاني فقد عصى اللّه، و من أحبّ عليا فقد أحبّني، و من أحبّني فقد أحبّ اللّه، و من أبغض عليا فقد أبغضني، و من أبغضني فقد أبغض اللّه، لا يحبّك إلاّ مؤمن، و لا يبغضك إلاّ كافر أو منافق»[8800].

قال ابن عدي: و عبادة (5) بن زياد هو من أهل الكوفة من الغالين في الشيعة، و له أحاديث مناكير في الفضائل.

أخبرنا أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمّد الزيدي، أنا أبو الفرج الشاهد، أنا أبو الحسن محمّد بن جعفر النجار (6) النحوي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن القاسم المحاربي، نا عباد بن يعقوب، أنا علي بن هاشم، عن محمّد بن عبيد اللّه بن أبي رافع، عن عون بن عبيد اللّه، عن أبي جعفر، و عن عمر بن علي، قالا: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«إنّ اللّه تعالى عهد إليّ في عليّ عهدا، قلت: ربّ بينه لي، قال: اسمع يا محمّد، قال:

إنّ عليا راية الهدى بعدي، و إمام أوليائي، و نور من أطاعني، و هو الكلمة التي أكرمتها المتقين


1- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 349/4 ضمن ترجمة عبادة بن زياد الكوفي الأسدي.
2- كذا بالأصل، و في م، و «ز»، و ابن عدي: المطيري.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و المطبوعة، و في ابن عدي: النهمي.
4- الأصل: عباة، و في م و المطبوعة:«عباد بن زياد» و المثبت عبادة بن زياد، عن ابن عدي.
5- الأصل: عباة، و في م و المطبوعة:«عباد بن زياد» و المثبت عبادة بن زياد، عن ابن عدي.
6- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المطبوعة: البكار.

فطر، عن أبي الطّفيل، عن أم سلمة قالت:

أشهد أنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من أحبّ عليا فقد أحبّني، و من أحبّني فقد أحبّ اللّه، و من أبغض عليا فقد أبغضني، و من أبغضني فقد أبغض اللّه»[8801].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو غالب أحمد بن علي بن الحسين الحكي، قالا:[أنا أبو الحسين بن النّقّور] (1) أنا أبو الحسين محمّد بن عبد اللّه بن الحسين، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا زهير بن محمّد، نا عبد الرّزّاق، أنا الثوري، عن الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن زرّ بن حبيش قال:

سمعت عليا يقول: و الذي فلق الحبة، و برأ النسمة إنّه لعهد النبي صلى اللّه عليه و سلم إليّ أن لا يحبك إلاّ مؤمن و لا يبغضك إلاّ منافق (2).

أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمّد، أنا أبو الحسن الحسناباذي، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن موسى، أنا أبو العباس بن عقدة، نا الحسين بن عبد الرّحمن بن محمّد، نا أبي، نا عبد النور بن عبد اللّه بن سنان، عن الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن زرّ، عن علي قال: عهد إليّ النبي (3) صلى اللّه عليه و سلم: أنه لا يحبك إلاّ مؤمن، و لا يبغضك إلاّ منافق.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، نا عيسى بن علي، نا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن إسماعيل الأيلي، نا الحسين بن الحكم بن مسلم، أنا أبو حفص الأعشى عمرو بن خالد، نا الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن زرّ، عن علي عليه السلام قال: سمعته و هو يخطب الناس، فحمد اللّه، و أثنى عليه، ثم قال: عهد إليّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه لا يحبني إلاّ مؤمن و لا يبغضني إلاّ منافق.

أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب.

قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (4)،حدّثني أبي، نا ابن نمير، نا الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن زرّ بن حبيش، قال: قال علي: و اللّه إنه مما


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك لتقويم السند عن م، و «ز».
2- تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص 634 و البداية و النهاية بتحقيقنا 391/7.
3- في المطبوعة: عهد إليّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.
4- مسند أحمد 183/1 رقم 642 (طبعة دار الفكر)، 84/1.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه لا يبغضني إلاّ منافق، و لا يحبني إلاّ مؤمن.

قال (1):و حدّثني أبي، نا وكيع، نا الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن زرّ بن حبيش، عن علي قال: عهد إليّ النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه لا يحبّك إلاّ مؤمن و لا يبغضك إلاّ منافق.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي، أنا يحيى بن إسماعيل، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن، نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، نا الأعمش، عن عدي بن ثابت الأنصاري، عن زرّ بن حبيش الأسدي، عن علي قال: عهد إليّ النبي الأمي أنه لا يحبني إلاّ مؤمن و لا يبغضني إلاّ منافق.

أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب.

قالا: أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد بن محمّد بن حنبل، حدّثني أبي، نا وكيع.

ح و أخبرنا أبو القاسم (2) بن علي، أنا عمي أبو البركات عقيل بن العباس، أنا أبو عبد اللّه بن أبي كامل، أنا خال


1- القائل عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، و الحديث في المسند 272/1 رقم 1062.
2- في م: أبو القاسم علي بن إبراهيم.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري، و أبو محمّد بن أبي عثمان، قالوا: أنا أحمد بن محمّد بن موسى بن القاسم بن الصّلت، نا إبراهيم بن عبد الصمد، نا أبو سعيد، نا وكيع، نا الأعمش، عن عدي بن ثابت.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، نا عبد اللّه بن محمّد، نا أبو بكر، نا وكيع و أبو معاوية، عن الأعمش.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر المغربي، أنا أبو بكر الجوزقي، أنا أبو العباس الدّغولي، نا علي بن حرب الموصلي الطائي، نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عدي بن ثابت.

ح قال: و أنا الجوزقي، أنا أحمد بن محمّد بن يحيى بن بلال البزّار، نا الحسن بن محمّد بن الصباح الزعفراني، نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عدي بن ثابت.

ح قال: أنا الجوزقي، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن، نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، نا الأعمش، عن عدي بن ثابت.

ح و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا عبيد اللّه (1) بن عبد الرّحمن بن محمّد، نا أحمد بن عبد اللّه بن سابور، نا واصل بن عبد الأعلى، نا محمّد بن فضيل، عن الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن زرّ بن حبيش عن علي قال: عهد إليّ النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه لا يحبّك إلاّ مؤمن و لا يبغضك إلاّ منافق.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي.

ح و أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر، أنا عمر بن أحمد بن عمر.

قالا: أنا أبو الحسين علي بن أحمد الجيرفتي (2) النسابة، نا أحمد بن محمّد بن يحيى الخشاب


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: أحمد بن عبيد اللّه بن سابور.
2- الأصل و م: الجيرفي، و المثبت عن «ز».

محمّد بن أبي نصر عنه، أنا أبو بكر الحيري، نا أبو العباس الأصم، نا أحمد بن عبد الجبار، نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن زرّ قال:

قال علي: و الذي فلق الحبّة، و برأ النسمة إنه لعهد النبيّ الأمي ألاّ يحبني إلاّ مؤمن، و لا يبغضني إلاّ منافق.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، و أبو نصر بن رضوان، و أبو علي بن السبط ، و أبو غالب بن البنّا، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا أبو عبد اللّه الحسين بن عمر بن إبراهيم، نا إسماعيل بن الحكم الثقفي، نا أسباط ، و محمّد بن إسماعيل بن رجاء الزبيدي.

ح و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا محمّد بن جعفر الخرائطي، نا عمر بن شبّة، نا عبيد اللّه بن موسى، عن الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن زرّ بن حبيش قال:

قال علي بن أبي طالب: و الذي فلق الحبّة، و برأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي صلى اللّه عليه و سلم إليّ أنه لا يحبّني إلا مؤمن و لا يبغضك إلاّ منافق.

و ليس في حديث ابن قبيس:«ابن حبيش»، و لا قوله:«الأمّي».

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الرحيم بن أحمد الإسماعيلي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد بن يعقوب، أنا أبو جعفر محمّد بن سليمان بن موسى بن منصور البزاري، أنا أبو العباس محمّد بن يونس الكديمي، نا عبد اللّه بن داود - يعني الخريبي (1)-نا الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن زرّ بن حبيش قال:

سمعت عليا يقول: و الذي فلق الحبّة و برأ النسمة و تردّى بالعظمة إنه لعهد النبيّ الأميّ أنه لا يحبك إلاّ مؤمن و لا يبغضك إلاّ منافق


1- إعجامها ناقص بالأصل، و في م:«الخزيمي» و الصواب ما أثبت عن «ز»، و قد مرّ التعريف به، راجع ترجمته في تهذيب الكمال.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه بن القصّاري، أنا أبي.

قالا: أنا إسماعيل بن الحسن الصّرصري.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، قالا: نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا علي بن محمّد بن معاوية، نا عبد اللّه بن داود، عن الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن زرّ بن حبيش.

أن عليا قال فيما أسرّ إليّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لا يحبني إلاّ مؤمن و لا يبغضني إلاّ منافق.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن سعدوية، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ.

قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا أبو خيثمة، نا عبيد اللّه بن موسى، نا الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن زرّ بن حبيش، عن علي قال:

و الذي فلق الحبّة، و برأ النسمة: إنه لعهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إليّ أنه لا يحبك إلاّ مؤمن و لا يبغضك إلاّ منافق[8802].

أنبأنا أبو بكر أحمد بن المظفّر بن الحسن بن سوسن التّمّار، ثم أخبرني أبو طاهر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه السّنجي عنه، أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن محمّد الآدمي، نا محمّد بن يوسف بن الطباع بن بكر، نا عبيد اللّه بن موسى، أنا الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن زرّ بن حبيش قال:

سمعت عليا يقول: و الذي فلق الحبّة و برأ النسمة إنه لعهد النبي صلى اللّه عليه و سلم: أنه لا يحبك إلاّ مؤمن و لا يبغضك إلاّ منافق.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا الشريف أبو محمّد يحيى بن محمّد بن الحسن بن محمّد بن علي بن محمّد بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الأقساسي الكوفي - ببغداد - أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن الحسين الجعفي، نا محمّد العطّار، نا عبد اللّه بن عمروية (1)،نا محاضر


1- رسمها بالأصل: عمرويه، و في م:«مرويه» و المثبت عن «ز».

عن عدي بن ثابت، عن زرّ بن حبيش قال:

سمعت عليا يقول: عهد إليّ النبيّ الأميّ صلى اللّه عليه و سلم ألاّ يحبك إلاّ مؤمن و لا يبغضك إلاّ منافق[8803].

قال: و أنا الجعفي، نا محمّد بن عمّار، نا إبراهيم بن عبد اللّه العبسي، نا وكيع، عن الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن زرّ بن حبيش، عن علي، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم بنحوه.

أخبرنا أبو جعفر محمّد، و أبو عبد اللّه الحسين ابنا علي بن أحمد التّستريان، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن عمر بن علي بن أحمد الصّوفي.

و أخبرنا أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد بن أحمد بن خالد، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن أسيد بن عبد اللّه، قالا: أنا أبو عمر عبد الرّحمن بن طلحة بن محمّد الطّلحي، أنا أبو أسيد أحمد بن محمّد بن أسيد المعدل المديني، نا موسى بن إسحاق القوّاس، نا يحيى بن عيسى الرّملي، عن الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن زرّ بن حبيش، عن علي قال:

لعهد النبيّ الأمي صلى اللّه عليه و سلم إليّ أنه لا يحبك إلاّ مؤمن و لا يبغضك إلاّ منافق.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الغفار بن محمّد الشيروي - في كتابه - ثم حدّثني أبو المحاسن عبد الرزاق بن محمّد الطّبسي عنه، أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، أنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا الحسن بن علي بن عفّان العامري، نا عبد الحميد - يعني الحمّاني - عن الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن زرّ بن حبيش، عن علي قال (1) علي:

و الذي فلق الحبة، و برأ النسمة إنه لهما (2) عهد إليّ النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه لا يحبك إلاّ مؤمن و لا يبغضك إلاّ منافق.

أخبرنا أبو نصر محمّد بن حمد بن عبد اللّه الوزّان، نا أبو بكر أحمد بن الفضل بن محمّد الباطرقاني - إملاء - نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن دليل الضّبّي، نا أحمد بن محمّد بن إبراهيم المديني، نا يحيى بن عبد الأعظم


1- كذا بالأصل، و في م، و «ز»: «عن علي قال: قال علي...» و في المطبوعة: عن علي قال: و الذي فلق...
2- بالأصل و م:«لما» و المثبت «لمما» عن «ز».

سمعت عليّا يقول: و الذي فلق الحبّة و برأ النسمة إنه لعهد النبيّ أنه لا يحبك إلاّ مؤمن و لا يبغضك إلاّ منافق.

قال الباطرقاني: هذا حديث حسّان بن حسّان عن شعبة (1).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن حسنون النّرسي، نا أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن العبّاس الورّاق، نا أبو العباس إسحاق بن محمّد بن مروان الكوفي، نا أبي، نا إسحاق بن بريد (2) الطائي، عن عبد اللّه بن مسلم، عن أبيه، عن جده، عن علي قال: عهد إليّ النبيّ الأميّ ألا يحبك إلاّ مؤمن و لا يبغضك إلاّ منافق.

أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه الشّيخي (3)،أنا - و أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد، نا (4)-أبو بكر الخطيب (5)،أنا محمّد بن الحسين القطان، أنا جعفر بن محمّد الخلدي، نا قاسم بن محمّد الدلال، نا أحمد بن صبيح، نا الربيع بن سهل الفزاري، عن سعيد بن عبيد الطائي، عن علي بن ربيعة الوالبي قال: سمعت عليا على منبركم هذا و هو يقول: عهد إليّ


1- راجع البداية و النهاية 391/7.
2- كذا بالأصل و «ز»، و في م: يزيد.
3- تقرأ بالأصل: الشيخي، تصحيف و التصويب عن م، و «ز»، مرّ التعريف به.
4- بالأصل:«أنا» و المثبت عن م، و في المطبوعة:«أنبأنا... أنبأنا».
5- بالأصل و «ز» و م:«الحطعط » تصحيف. و الصواب ما أثبت، و هو صاحب كتاب تاريخ بغداد، و قد روى الحديث فيه ج 417/8 ضمن ترجمة الربيع بن سهل بن الركين الفزاري.

أبو القاسم عبد الواحد بن محمّد بن عثمان بن إبراهيم، أنا أبو علي الحسن بن محمّد بن موسى بن إسحاق الأنصاري، نا جدي، نا عبد اللّه بن عمر مشكدانة (1)،نا عبد الكريم بن هلال الخلقاني (2)،نا أسلم المكي، أخبرني أبو الطفيل قال:

أخذ علي بيدي في هذا المكان فقال: يا أبا الطفيل لو أني ضربت أنف المؤمن بخشبة ما أبغضني أبدا، و لو أني أقمت المنافق و نثرت على رأسه (3) حتى أغمره ما أحبّني أبدا، يا أبا الطفيل إنّ اللّه أخذ ميثاق المؤمنين بحبي، و أخذ ميثاق المنافقين ببغضي، فلا يبغضني مؤمن أبدا، و لا يحبّني منافق أبدا.

أخبرتنا المباركة فاطمة بنت عبد القادر بن أحمد بن الحسين بن السماك، قالت: أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن أحمد بن يعقوب المعروف بابن قفرجل (4) سنة ثلاث و أربعين و أربعمائة، أنا جدي أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه بن الفضل بن قفرجل (5) الكيال (6)، نا محمّد بن محمّد بن سليمان.

ح و أخبرنا (7) أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو القاسم طلحة بن علي بن الصقر الكناني، نا عبد الخالق بن الحسن بن محمّد المعدّل - إملاء - نا محمّد بن محمّد - هو الباغندي-.

ح قال: و أنا أبو الحسين محمّد بن أبي نصر النّرسي - و اللفظ له - أنا علي بن عمر بن محمّد الحضرمي، نا محمّد بن محمّد الباغندي، نا أبو نور (8) هاشم بن ناجية، نا عطاء بن مسلم الخفّاف


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 155/11.
2- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى بيع الخلق من الثياب و غيرها.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و مرّ في الحديث السابق:«نثرت الدنانير».
4- الأصل: فقرجل، بتقديم الفاء، و في م إعجامها مضطرب، و المثبت عن «ز».
5- الأصل: فقرجل، بتقديم الفاء، و في م إعجامها مضطرب، و المثبت عن «ز».
6- الأصل:«الكميال، و المثبت عن م و «ز».
7- في «ز»: «و أخبرني أبو القاسم» و في م كالأصل.
8- كذا بدون إعجام بالأصل و المطبوعة، و في م:«نور».

أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد بن عبد القادر.

ح و أخبرنا أبو طاهر إبراهيم بن الحسن بن طاهر عنه، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي (1)،أنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي (2)،نا محمّد بن يونس، حدّثني أبي، نا محمّد بن سليمان بن ميمون المخزومي، عن عبد العزيز بن أبي روّاد، عن عمرو بن أبي عمرو، عن المطّلب بن عبد اللّه بن حنطب، عن أبيه قال:

خطبنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم الجمعة فقال:«يا أيها الناس قدّموا قريشا و لا تقدموها، و تعلّموا منها و لا تعلموها، قوة رجل من قريش تعدل قوة رجلين من غيرهم، و أمانة رجل من قريش تعدل أمانة رجلين من غيرهم، يا أيها الناس أوصيكم بحبّ ذي أقربيها أخي و ابن عمي علي بن أبي طالب، فإنّه لا يحبه إلاّ مؤمن، و لا يبغضه إلاّ منافق، من أحبّه فقد أحبّني، و من أبغضه فقد أبغضني، و من أبغضني عذّبه اللّه عزّ و جلّ »[8805].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 605/17.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 210/16.

فضيل، عن أبي نصر، عن مساور الحميري، عن أمه، عن أم سلمة قالت: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لا يحب عليا منافق، و لا يبغضه مؤمن»[8808].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، نا عبد اللّه بن محمّد، نا أحمد بن عمران الأخنسي (1) قال: سمعت محمّد بن فضيل، نا أبو نصر عبد اللّه بن عبد الرّحمن الأنصاري، عن مساور الحميري، عن أمه، عن أم سلمة قالت: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول لعلي:«ما يحبك إلاّ مؤمن، و ما يبغضك إلاّ منافق»[8809].

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، نا محمّد بن أحمد بن محمّد بن رزقويه (2)-إملاء - نا محمّد بن أحمد بن يوسف بن يزيد الكوفي، نا أحمد بن إبراهيم بن إسحاق بن يزيد، عن أبيه، عن جده إسحاق بن يزيد، عن ابن عمر العنبري، عن زفر، عن سالم بن أبي الجعد، عن أم سلمة قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعلي بن أبي طالب:

«لا يحبك إلاّ مؤمن، و لا يبغضك إلاّ منافق أو كافر»[8810].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو العباس بن عقدة، نا الحسن بن علي بن بزيع (3)،نا عمر بن إبراهيم، نا سوار (4) بن مصعب الهمداني، عن الحكم بن (5) عتيبة، عن يحيى بن الجزّار، عن عبد اللّه بن مسعود قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من زعم أنه آمن بي و ما جئت به و هو يبغض عليا فهو كاذب ليس بمؤمن»[8811].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسن، و أبو عبد اللّه البارع، و أبو علي بن السبط ، و أبو غالب محمّد بن أحمد بن الحسين بن قريش، قالوا: أنا أبو الغنائم بن المأمون، نا علي بن عمر بن محمّد الحربي، نا أحمد بن محمّد الصّيدلاني، نا الحسن بن عرفة، نا


1- الأصل: الأحنسي، و المثبت عن الأنساب و هذه النسبة إلى الأخنس بن شريق و هو من ثقيف.
2- الأصل و م و المطبوعة: بتقديم الزاي، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 258/17.
3- إعجامها مضطرب بالأصل.
4- رسمها بالأصل: سوان، و المثبت عن «ز».
5- الأصل:«عن» تصحيف.

المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا الحسن بن عرفة، نا - و قال ابن المقرئ: عن - سعيد (1) بن محمّد الوراق الثقفي.

ح و أخبرنا أبو الفضل عبد الرحيم بن غانم بن عبد الواحد الخطيب (2)،و أبو زيد شكر (3) بن أحمد بن محمّد الأديب، و أبو علي الحسن بن البغدادي، و لقيّة بنت المفضّل بن عبد الخالق، قالوا: أنا القاسم بن الفضل بن أحمد، قالا: أنا أبو الحسين محمّد بن.... (4).

و أنبأنا أبو القاسم بن بيان، و أخبرنا خالي أبو المكارم سلطان بن يحيى، و أبو سليمان داود بن محمّد عنه، قالا: أنا أبو الحسن بن مخلد.

ح و أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه الشّيحي، أنا أبو بكر الخطيب (5)،أنا أبو عمر بن مهدي، و محمّد بن أحمد بن رزق، و محمّد بن الحسين بن الفضل، و عبد اللّه بن يحيى السكري، و محمّد بن محمّد بن محمّد بن مخلد


1- الأصل: سعد، و المثبت عن «ز»، و م.
2- مشيخة ابن عساكر 111/ب.
3- بالأصل و م و «ز»: سكر، و المثبت عن المشيخة 79/ب.
4- كذا بياض بالأصل، و م، و «ز»، و المطبوعة.
5- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 72071/9 ضمن ترجمة سعيد بن محمد الوراق.

يتزين (1) العباد بزينة أحبّ إلى اللّه منها، الزهد في الدنيا، فجعلك لا تنال من الدنيا شيئا، و لا تنال الدنيا منك شيئا، و وهب لك حبّ المساكين فرضوا بك إماما، و رضيت بهم أتباعا، فطوبى لمن أحبّك و صدّق فيك، و ويل لمن أبغضك و كذّب عليك، فأما الذين أحبوا (2)و صدقوا فيك فهم جيرانك في دارك، و رفقاؤك في قصرك، و أما الذين أبغضوك و كذبوا عليك فحقّ على اللّه أن يوقفهم موقف الكذابين يوم القيامة».

أخبرناه عاليا أبو القاسم علي بن إبراهيم قال: قرأت على عمي الشريف الأمير عماد الدولة أبي البركات عقيل بن العباس قلت له: أخبركم أبو عبد اللّه الحسين بن عبد اللّه بن محمّد بن أبي كامل الأطرابلسي - قراءة عليه بدمشق - أنا خيثمة بن سليمان القرشي، نا إبراهيم بن سليمان بن حزازة النهمي، نا مخول بن إبراهيم، نا علي بن الحزوّر، عن الأصبغ بن نباتة، و أبي مريم الخولاني قالا: سمعنا عمّار بن ياسر و هو يقول (3):

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«يا علي إنّ اللّه زيّنك بزينة لم يزين العباد بشيء أحبّ إلى اللّه منها، و هي زينة الأبرار عند اللّه: الزهد في الدنيا، فجعلك لا تنال (4) من الدنيا شيئا، و لا تنال (5) الدنيا منك شيئا، و وهب لك حب المساكين، فجعلك ترضى بهم أتباعا، و يرضون بك إماما، فطوبى لمن أحبّك و صدّق فيك، فهم جيرانك في دارك و رفقاؤك في جنتك، و أما من أبغضك و كذب عليك فحقّ على اللّه أن يوقفهم يوم القيامة موقف الكذّابين».

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا السّيد (6) أبو الحسن محمّد بن علي بن الحسين، نا أحمد بن عبد الرّحمن الفارسي بعديس


1- كذا بالأصل، و م، و «ز». و في المطبوعة: تتزين.
2- كذا بالأصل، و م، و «ز».
3- رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 71/1.
4- في حلية الأولياء: ترزأ.
5- في حلية الأولياء: ترزأ.
6- بالأصل:«أنا أبو السيد» و المثبت عن م و «ز».

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف (1)، أنا أبو أحمد بن عدي (2)،نا الحسن بن عثمان بن زياد بن أبي حكيم أبو سعيد البسري، نا محمّد بن حمّاد أبو عبد اللّه الطّهراني الرازي، نا عبد الرّزّاق، عن معمر، عن الزهري، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ اللّه منع قطر المطر عن بني إسرائيل بسوء (3) رأيهم في أنبيائهم، و إنه يمنع قطر مطر هذه الأمة ببغضهم علي بن أبي طالب».

قال ابن عدي: و هذا عندي وضعه الحسن بن عثمان على الطّهراني، لأن الطّهراني صدوق.

أخبرنا أبو سعيد شيبان بن عبد اللّه بن شيبان المؤدب - بأصبهان - أنا محمّد بن عبد الواحد بن محمّد، و أحمد بن عبد الغفار بن أحمد، قالا: أنا محمّد بن علي بن عمرو، أنا محمّد بن أحمد بن بطة، نا علي بن سعيد العسكري، نا محمّد بن الضوء، نا أبي الضوء، عن أبيه صلصال بن الدلهمس (4) قال:

كنت عند النبي صلى اللّه عليه و سلم في جماعة من أصحابه، فدخل علي بن أبي طالب فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«كذب من زعم أنه يحبني و يبغضك، ألا من أحبك فقد أحبّني و من أحبني فقد أحبّ اللّه، و من أحبّ اللّه أدخله الجنة، و من أبغضك فقد أبغضني، و من [أبغضني] (5) أبغضه اللّه، و من أبغضه اللّه أدخله النار»[8814].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (6)، أنا أبو الحسين زيد بن جعفر بن الحسين العلوي المحمّدي، نا أبو عبد اللّه محمّد بن وهبان الهنائي البصري، نا إسماعيل بن علي بن علي بن رزين الخزاعي


1- الأصل:«حمزة بن علي يوسف» تصحيف.
2- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 313/5 ضمن ترجمة عبد الرزّاق بن همام الصنعاني.
3- في ابن عدي:«لسوء رأيهم» و في م، و «ز»، و المطبوعة، كالأصل.
4- الدلهمس على وزن سفرجل، كما في أسد الغابة. و راجع ترجمته في الإصابة 193/2.
5- الزيادة عن م و «ز».
6- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 32/13 ضمن ترجمة موسى بن سهل الراسبي.

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من أحبّني فليحبّ عليا، و من أبغض عليا فقد أبغضني، و من أبغضني فقد أبغض اللّه عزّ و جل، و من أبغض اللّه أدخله النار»[8815].

قال الخطيب: هذا الحديث موضوع الإسناد، و الحمل فيه عندي على إسماعيل بن علي، و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن النّرسي، أنا أبو القاسم موسى بن عيسى بن عبد اللّه السّرّاج، نا عبد اللّه بن سليمان، نا عبّاد بن يعقوب (1) الرّواجني أبو سعيد، نا أبو يزيد العكلي، عن هشام بن سعد، عن أبي عبد اللّه المكي، عن جابر بن عبد اللّه قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ثلاث من كنّ فيه فليس مني و لا أنا منه، بغض علي بن أبي طالب، و نصب لأهل بيتي (2)،و من قال: الإيمان كلام»[8816].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا (3)-أبو بكر الخطيب (4)،حدّثني عبد العزيز بن أحمد بن علي الكتاني، أنا علي بن بشرى (5) بن عبد اللّه العطار، أنا أبو علي محمّد بن هارون بن شعيب الأنصاري، حدّثني أبو محمّد عبد الرّحمن بن إسحاق بن إبراهيم الصامدي (6) من كتابه، نا مروان بن موسى البغدادي، نا حفص بن سليمان، عن أبي إسحاق السّبيعي، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه بن مسعود، و ابن عباس، قال:

كنا عند ابن مسعود (7) فتلا ابن عبّاس هذه الآية: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللّٰهِ وَ الَّذِينَ مَعَهُ أَشِدّٰاءُ عَلَى الْكُفّٰارِ رُحَمٰاءُ بَيْنَهُمْ تَرٰاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللّٰهِ وَ رِضْوٰاناً سِيمٰاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرٰاةِ وَ مَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ (8) قال ابن عباس: ذلك أبو بكر، قال فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوىٰ (9) عمر بن الخطاب، عَلىٰ سُوقِهِ (10):

عثمان بن عفّان يُعْجِبُ الزُّرّٰاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفّٰارَ


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 536/11.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المطبوعة: و نصب أهل بيتي.
3- الأصل:«نا» و المثبت عن م، و في المطبوعة: أنبأنا... أنبأنا.
4- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 153/13 ضمن أخبار مروان بن موسى البغدادي.
5- الأصل و م و «ز»، و في المطبوعة: بشر.
6- الأصل و م و «ز»، و في تاريخ بغداد: الصائدي.
7- كذا بالأصول و المطبوعة و تاريخ بغداد.
8- سورة الفتح، الآية:28-29.
9- سورة الفتح، الآية:28-29.
10- سورة الفتح، الآية:28-29.

المنافقين على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ببغضهم علي بن أبي طالب.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو عثمان الصابوني، أنا أبو علي الحسن بن أبي عمرو الحيري، نا أبي، نا محمّد بن إسماعيل الصائغ، نا مالك بن إسماعيل النهدي، نا إسرائيل، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري، قال: ما كنا نعرف المنافقين إلاّ ببغضهم عليا و الأنصار.

أخبرنا أبو القاسم بن مندويه (1)،نا علي بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد الأهوازي، أنا أبو العبّاس بن عقدة، نا أحمد بن الحسين بن عبد الملك، نا إسحاق بن يزيد، نا فضيل بن يسار، و إسماعيل بن زياد، و يونس بن أرقم، و جعفر بن زياد، و علي بن داود، و ربعي الأشجعي، عن أبي هارون، عن أبي سعيد قال: ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلاّ ببغضهم عليا.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، نا خيثمة بن سليمان، نا أحمد بن حازم بن أبي غرزة (2)،أنا جعفر بن عون، عن عمر بن موسى البربري، عن أبيه، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا يبغض عليا إلاّ منافق، أو فاسق، أو صاحب دنيا»[8817].

أنبأناه


1- هو عبد الصمد بن محمد بن عبد اللّه بن محمد بن مندويه، أبو القاسم بن أبي منصور الضرير، مشيخة ابن عساكر 118/ب.
2- تقرأ بالأصل: عزره، و بدون إعجام في م، و في المطبوعة: عزره، و كله تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 239/13.

أخبرنا أبو طالب بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا محمّد بن زكريا الغلاّبي، نا ابن.... (1) و الحسن بن حسّان العنبري، قالا: نا عبد العزيز عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري قال: كنا نعرف المنافقين من الأنصار ببغضهم علي (2).

أخبرنا أبو البركات عمر بن إبراهيم الزّيدي، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن علاّن، نا (3) ابن عبد اللّه بن الحسين الجعفي، نا علي بن محمّد بن هارون الحميري، نا هارون بن إسحاق، نا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن يزيد بن خصيفة، عن بسر بن سعيد، عن أبي سعيد الخدري قال: ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلاّ ببغض علي.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أنا أبو القاسم الحسن (4) بن محمّد الحبان (5)،أنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد الحنّائي، أنا أبو يوسف يعقوب بن عبد الرّحمن بن أحمد الجصّاص


1- بياض بالأصل و م، و وضع في المطبوعة «ابن عائشة»، بين معكوفتين.
2- الأصل و م و «ز»، و في المطبوعة: عليا.
3- في م: نا،(و بعدها بياض مقدار كلمة) بن، و استدرك هنا محقق المطبوعة بين معقوفتين: محمد.
4- في م و المطبوعة: الحسين.
5- كذا رسمها بالأصل و م و المطبوعة.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمّد بن مخلد، نا إسماعيل بن أبي الحارث، نا محمّد بن إسماعيل الأسدي، نا زهير أبو (1) خيثمة، عن أبي الزبير، عن جابر قال: كنا نعرف نفاق الرجل منا ببغضه عليا.

أخبرنا أبو المظفّر القشيري، أنا أبو القاسم الشّحّامي، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو سعيد الكرابيسي، نا محمّد بن إدريس السامي (2)،نا سويد بن سعيد، نا معاوية بن عمّار، عن أبي الزبير قال: سئل جابر، عن علي فقال: ما كنا نعرف منافقي هذه الأمة إلاّ ببغضهم عليا.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، نا سعيد بن أحمد الصوفي، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن زكريا الشيباني، نا عمر بن الحسن بن علي بن مالك


1- الأصل:«بن» تصحيف، و التصويب عن م، و هو زهير بن معاوية بن حديج بن الرحيل، أبو خيثمة الجعفي الكوفي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 181/8.
2- بالأصل و «ز»، و المطبوعة: الشامي، تصحيف، و المثبت عن م. ترجمته في سير أعلام النبلاء 464/14.

محبوب بن أبي الزناد قال: قالت الأنصار: إن كنا لنعرف الرجل بغير أبيه ببغضه علي بن أبي طالب.

قال الملحمي: و محبوب بن أبي الزناد هذا شيخ من شيوخ المدينة، و ليس هو ابن أبي الزناد عبد اللّه بن ذكوان، و قد روي عنه تلك (1) هذه الحكاية و روى عنه الواقدي حكاية من الآداب.

أخبرنا أبو الحسين (2) عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن الحسن بن أبي الحديد، و أبو الحسن علي بن عساكر بن سرور الخشاب، قالا: أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا المسدّد بن علي، نا أبو القاسم [إسماعيل] (3) بن القاسم الحلبي، نا أبو أحمد العباس بن الفضل بن جعفر المكي، نا إسحاق بن إبراهيم بن (4) عبّاد الدّبري (5) بصنعاء سنة إحدى و سبعين و مائتين، نا عبد الرزاق، عن حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس قال:

كان النبي صلى اللّه عليه و سلم إذا أراد أن يشهد (6) عليا في موطن أو مشهد علا على راحلته و أمر الناس أن ينخفضوا دونه، و أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم شهر (7) عليا يوم خيبر فقال:

«يا أيها الناس من أحبّ أن ينظر إلى آدم في خلقه - و أنا في خلقي - و إلى إبراهيم في خلّته و إلى موسى في مناجاته، و إلى يحيى في زهده، و إلى عيسى في سنته (8) فلينظر إلى علي بن أبي طالب إذا خطر بين الصفين كأنما يتقلع من صخر أو يتحدر من دهر


1- كذا بالأصل، و في م و «ز»: روى عنه مالك هذه الحكاية.
2- الأصل و م، و في المطبوعة: الحسن.
3- الزيادة عن م.
4- الأصل: عن، تصحيف و التصويب عن م و «ز».
5- رسمها مضطرب بالأصل و م و قد تقرأ بالأصل:«الدبوى» و في م:«الدبوى» و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 416/13.
6- كذا بالأصل، و في م:«يسهر» و في المطبوعة و المختصر: يشهر.
7- الأصل و م:«سهر» و المثبت عن المطبوعة و المختصر.
8- رسمها بالأصل و م و «ز»: «سسه» و المثبت عن المختصر، و في المطبوعة: سننه.

على طريق عليّ ، و إذا نظر إليه يوجهه بوجهه تلقاه و أومأ بإصبعه: أي ابني (1) تحبّ هذا الرجل المقبل ؟ فإن قال الغلام: نعم قبله، و إن قال لا، خرق (2) به الأرض، و قال له: الحق بأمك و لا تلحق أبيك بأهلها، فلا حاجة لي فيمن لا يحبّ علي بن أبي طالب.

هذا حديث منكر، و أبو أحمد المكي مجهول.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: نا - و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (3)،أخبرني عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان الصيرفي، و أحمد بن عمر بن روح النّهرواني، قالا: نا المعافى بن زكريا، نا محمّد بن مزيد بن أبي الأزهر البوسنجي (4)،نا إسحاق بن أبي إسرائيل، نا حجاج بن محمّد، عن ابن جريج، عن مجاهد، عن ابن عباس قال:

بينا نحن بفناء الكعبة و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يحدثنا إذ خرج علينا مما يلي الركن اليماني شيء عظيم كأعظم ما يكون من الفيلة قال: فتفل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم [و قال:] (5)«لعنت»- أو قال «خزيت»- شك إسحاق - قال: فقال علي بن أبي طالب: ما هذا يا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال:

«أ و ما تعرفه يا علي ؟» قال: اللّه و رسوله أعلم، قال:«هذا إبليس»، فوثب إليه فقبض على ناصيته و جذبه، فأزاله عن موضعه، و قال: يا رسول اللّه أقتله ؟ قال:«أ و ما علمت أنه قد أجّل إلى الوقت المعلوم»، قال: فتركه من يده (6) فوقف ناحية ثم قال:[ما] (7) لي و لك يا ابن أبي طالب، و اللّه ما أبغضك أحد إلاّ قد شاركت أباه فيه، اقرأ ما قال اللّه تعالى: وَ شٰارِكْهُمْ فِي الْأَمْوٰالِ وَ الْأَوْلاٰدِ


1- «أي نبي» مكانها بياض في م.
2- في م: حرق، و في المطبوعة: حرف.
3- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 289/3-290 ضمن ترجمة محمد بن مزيد ابن أبي الأزهر.
4- كذا بالأصل، و م، و «ز»، و المطبوعة، و تاريخ بغداد: البوسنجي، بالسين المهملة.
5- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن تاريخ بغداد.
6- الأصل: يدي، و المثبت عن م و تاريخ بغداد.
7- الزيادة عن تاريخ بغداد.

و القصة الأولى منكرة جدا من هذا الطريق، و إنّما نحفظها بإسناد آخر واه (1):

أخبرناه علي بن أحمد بن عمر المقرئ.

ح و أخبرناه أبو طاهر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه السّنجي، أنا علي بن محمّد بن علي بن يوسف العلاّف، أنا أبو الحسن علي بن أحمد.

أنا عثمان بن أحمد الدقاق، نا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن يحيى بن بكّار، نا إسحاق بن محمّد النّخعي، نا أحمد بن عبد اللّه الغداني، نا منصور بن أبي الأسود عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد اللّه قال: قال علي بن أبي طالب:

رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم عند الصفا و هو مقبل على شخص في صورة الفيل و هو يلعنه، فقلت:

و من هذا الذي تلعنه يا رسول اللّه ؟ قال:«هذا الشيطان الرجيم»، فقلت: و اللّه يا عدوّ اللّه لأقتلنّك، و لأريحنّ الأمة منك، قال: ما هذا جزائي منك، قلت: و ما جزاؤك مني يا عدو اللّه ؟ قال: و اللّه ما أبغضك أحد قط إلاّ شاركت أباه في رحم أمه.

قال الخطيب: و هكذا رواه القاضي أبو الحسين بن الأشناني عن إسحاق بن محمّد النّخعي (2)،و هو إسحاق الأحمر، و كان من الغلاة، و إليه تنسب الطائفة المعروفة بالإسحاقية، و هي ممن تعتقد في علي الإلهية، و أحسب القصة المذكورة في الحديث الأول سرقت من هاهنا، و ركّبت على ذلك الإسناد، و اللّه أعلم (3).

أخبرنا أبو طالب بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا الغلابي - يعني محمّد بن زكريا - نا إبراهيم بن بشّار (4)،نا سفيان، عن ابن (5) طاوس، عن أبيه قال: قلت لعلي بن حسين بن علي: ما بال قريش لا تحب عليا؟ فقال: لأنه أورد أولهم النار، و ألزم آخرهم العار.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ


1- الأصل و م: واهي.
2- تاريخ بغداد 290/3.
3- تاريخ بغداد 290/3.
4- بالأصل: يسار، تصحيف، و التصويب عن م و «ز». و المطبوعة.
5- بالأصل:«أبي طاوس»، تصحيف و التصويب عن م، و «ز»، و المطبوعة.

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ اللّه عهد إليّ في عليّ عهدا، فقلت: يا رب بيّنه لي، فقال:

اسمع، فقلت: سمعت، فقال: إنّ عليا راية الهدى، و إمام أوليائي،[و نور من أطاعني، و هو الكلمة التي ألزمتها المتقين، من أحبه أحبني، و من أبغضه أبغضني] (1) فبشره بذلك»، فجاء علي فبشّرته فقال: يا رسول اللّه أنا عبد اللّه، و في قبضته، فإن يعذّبني فبذنبي، و إن يتمّ الذي (2) بشرتني به فاللّه أولى بي، قال: قلت: اللّهم أجلّ قلبه، و اجعل ربيعه - الايمان فقال اللّه قد فعلت به ذلك، ثم إنه رفع إليّ أنه سيخصه من البلاء بشيء و لم يخصّ به أحدا من أصحابي، فقلت: يا ربّ أخي و صاحبي، فقال: إنّ هذا شيء قد سبق أنه مبتلى و مبتلى به.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد اللّه، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة، نا هلال بن بشر.

ح و أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن سعدويه، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا أبو الحسن هلال (3) بن بشر البصري.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، نا الحاكم أبو القاسم بشر بن محمّد بن محمّد بن ياسين - إملاء - أنا محمّد بن إسحاق بن خزيمة، نا هلال بن بشر، نا عبد اللّه بن موسى أبو بشر الطويل، عن أبي هاشم صاحب - و في حديث أبي عروبة: بياع - الرمان، عن زاذان عن سلمان الفارسي قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - و في حديث الخلال النبي صلى اللّه عليه و سلم - يقول لعلي:«محبّك محبّي و مبغضك مبغضي»[8821].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري، و أبو القاسم الشّحّامي، قالوا:

أنا سعيد بن محمّد البحيري (4).

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو القاسم القشيري، و أحمد بن منصور بن خلف.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه أيضا، و أبو محمّد السّيّدي، و أبو القاسم الشّحّامي، قالوا: أنا أبو يعلى الصابوني، قالوا: أنا السّيّد أبو الحسن محمّد بن الحسين بن داود الحسني، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن الحسن بن الشّرقي، أنا أبو الأزهر أحمد بن الأزهر


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م و حلية الأولياء.
2- في م و الحلية: و إن يتم لي الذي بشرتني به.
3- في م: بن هلال.
4- في المطبوعة: البجيري.

عبد الرّزّاق، أنا معمر، عن الزهري، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه، عن (1) ابن عباس.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم نظر إلى علي بن أبي طالب فقال:«أنت سيّد في الدنيا، سيد في الآخرة، من أحبّك فقد أحبني، و حبيبك حبيب اللّه، و من أبغضك فقد أبغضني، و بغيضك بغيض اللّه، و الويل لمن أبغضك من بعدي»[8822].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر قال: قرئ على سعيد بن محمّد بن أحمد البحيري (2) و أنا حاضر، أنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل بن يحيى بن زكريا بن حرب المزكّي ابن أخي أحمد، نا أيوب الزاهد، نا أحمد بن حمدون بن عمارة الحافظ ، نا أحمد بن الأزهر، نا عبد الرّزّاق، أنا معمر، عن الأزهري، نا عبيد اللّه بن عبد اللّه، عن عبد اللّه بن عباس قال:

نظر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى علي بن أبي طالب فقال:«أنت سيّد في الدنيا، و سيّد في الآخرة، و الويل لمن أبغضك (3) من بعدي»[8823].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن الحسن بن الخلاّل، أنا محمّد بن عثمان النّفّري (4)،نا الحسين بن إسماعيل المحاملي، نا أحمد بن محمّد بن سوادة، نا عمرو بن عبد الغفار، نا نصير بن عبد الأشعث، حدّثني كثير النّوّاء، عن أبي مريم الخولاني، عن عاصم بن ضمرة (5)،قال: سمعت عليا يقول: إنّ محمّدا صلى اللّه عليه و سلم أخذ بيدي ذات يوم فقال:«من مات و هو يبغضك ففي ميتة (6) جاهلية يحاسب بما عمل في الإسلام، و من عاش بعدك و هو يحبك ختم اللّه له بالأمن و الإيمان[،كلما طلعت]


1- «عن ابن عباس أن» مكانها بياض في م.
2- في المطبوعة: البجيري.
3- «و الويل لمن أبغضك» مكانها بياض في م.
4- بكسر النون و فتح الفاء المشددة و آخرها الراء. هذه النسبة إلى النّقّر قال السمعاني و ظني أنها موضع بالبصرة. و قال الخطيب: بلد على النرس من بلاد الفرس. ترجم له السمعاني باسم: أبي الحسن محمد بن عثمان بن محمد بن شهاب النفري.
5- بالأصل و م و «ز»: عاصم بن ضمرة كذا قال.
6- في المطبوعة: سنة جاهلية.

قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبو محمّد سفيان بن وكيع بن الجراح بن مليح حدثنا (2) خلاّد بن مخلد، نا أبو غيلان الشيباني، عن الحكم بن عبد الملك، عن الحارث بن حصيرة، عن أبي صادق، عن ربيعة بن ناجذ، عن علي بن أبي طالب قال:

دعاني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«إنّ فيك من عيسى مثلا أبغضته يهود حتى بهتوا أمه، و أحبته النصارى حتى أنزلوه بالمنزل الذي ليس به، ألا و إنه يهلك فيه اثنان: محبّ مطري (3)يقرّظني بما ليس في، و مبغض يحمله شنآني على أن يبهتني»، ألا و إني لست بنبيّ و لا يوحى إليّ ، و لكني أعمل بكتاب اللّه و سنّة نبيه ما استطعت، فما أمرتكم من طاعة اللّه فحقّ عليكم طاعتي فيما أحببتم و كرهتم[8825].

قال: نا عبد (4) اللّه، حدّثني سريج (5) بن يونس أبو الحارث، أنا أبو حفص الأبّار، عن الحكم بن عبد الملك، عن الحارث بن حصيرة، عن أبي صادق عن ربيعة بن ناجذ، عن علي قال: قال لي النبي صلى اللّه عليه و سلم:«فيك مثل من عيسى أبغضته يهود حتى بهتوا أمه، و أحبته النصارى حتى أنزلوه المنزلة التي ليست له»[8826] ثم قال


1- مسند أحمد بن حنبل 337/1 رقم 1377 طبعة دار الفكر.
2- الأصل:«بن» و المثبت عن المسند، و في م: نا.
3- اللفظة «مطري» ليست في المسند.
4- الأصل: نا أبو عبد اللّه، تصحيف و في م:«قال نا عبد» مكانها بياض، و الصواب ما أثبت، و الحديث في مسند أحمد 336/1 رقم 1376.
5- الأصل: شريح، و التصويب عن المسند.

الذي ليس به»، قال: ثم قال: هلك - و في حديث ابن حمدان قال: ثم قال علي رضي اللّه عنه: يهلك - فيّ رجلان محبّ مطري مقرظ لي ما ليس فيّ ، و مبغض مفتري يحمله شنآني على أن يبهتني[8827].

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن الفقيه الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا علي بن عبد العزيز.

ح و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو سعيد الكرابيسي، أنا أبو لبيد محمّد بن إدريس، نا سويد بن سعيد، نا سلمة بن صالح، عن الحكم بن عبد الملك، عن ربيعة بن ناجذ، عن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه قال:

دعاني النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال لي:«إنّ فيك من عيسى مثلا، أبغضته اليهود حتى بهتوا أمه، و أحبته النصارى حتى أنزلوه المنزلة التي ليست له»، فقال علي: ألا و إنه يهلك فيّ رجلان:

محبّ مطري يطريني بما ليس فيّ ، و باهت مفتري يحمله شنآني على أن يبهتني بما ليس فيّ ، ألا و إني لست بنبيّ يوحى إليّ ، و لكني أعمل بكتاب اللّه، فما استطعت و أطعت (1) فما أمرت به من طاعة [الله] (2) فحقّ عليكم طاعتي، و ما (3) أمرت به من معصية اللّه أنا و غيري فلا طاعة في معصية اللّه، الطاعة في معروف، الطاعة في معروف


1- كذا رسمها بالأصل، و في م: أطفت، و في المطبوعة: أطقت.
2- الزيادة عن البداية و النهاية.
3- الأصل: و مما، و المثبت عن م.

و أحبه - النصارى حتى أنزلوه بالمنزل - و في حديث الدوري (1):المنزلة - التي ليس بها»، [8828]- و قال علي: الذي ليس له و في حديث ابن الأعرابي به - و قال علي: و إنه يهلك فيّ [رجلان: محبّ يقرظني] (2) و قال الدوري: يقرطني، محب مطري يطريني بما ليس فيّ - و في حديث ابن الأعرابي: محب مفرط - و مبغض مفرط ، و قال ابن الصواف و الدوري - حمله - زاد ابن الصّواف و الدوري شنآني - على أن يبهتني ألا و إني لست بنبيّ و لا يوحى إليّ ، و لكن أعمل بكتاب اللّه - زاد الدوري و ابن الصواف: ما استطعت، و قالوا: فما أمرتكم من طاعة [اللّه] (3) فحق - و قال ابن الصّواف: فما أمرتكم به من طاعة اللّه تعالى فحقّ - عليكم طاعتي فيما أحببتم و كرهتم، و ما أمرتكم به - زاد الدوري و ابن الأعرابي: أو غيري و قالا:

- من معصية اللّه - و قال الدوري: من معصيته - فلا طاعة في معصية - و قال ابن الصّوّاف:

لأحد، في المعصية - الطاعة في المعروف، الطاعة في المعروف - زاد الدوري و ابن الصّواف:

الطاعة في المعروف-.

أخبرنا أبو محمّد [بن] (4) حمزة، نا - و أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا - أبو بكر الخطيب، نا علي بن أحمد بن محمّد بن بكران المقرئ (5)،نا الحسن بن محمّد بن عثمان الفسوي، نا يعقوب بن سفيان، نا أبو غسان، نا الحكم بن عبد الملك، عن الحارث بن حصيرة، عن أبي صادق، عن ربيعة بن ناجذ، عن علي رضي اللّه عنه قال:

دعاني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«يا عليّ إنّ فيك من عيسى عليه السّلام مثلا، أحبّه النصارى حتى أنزلوه بالمنزلة التي ليس به (6)،و أبغضته اليهود حتى بهتوا أمّه».

ثم قال علي رضي اللّه عنه: ألا و إنه يهلك فيّ اثنان: محبّ مطري يفرطني


1- في م و «ز»: و في حديث الدوري: بالمنزلة التي ليس بها.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و «ز»، و استدرك عن المطبوعة، و الكلمات فيها مستدركة بين معكوفتين.
3- زيادة للإيضاح.
4- زيادة للإيضاح.
5- كذا رسمها بالأصل، و في م و «ز»: و الفوّي.
6- كذا بالأصل و م، و «ز»، و المطبوعة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن الخلاّل، نا محمّد بن عثمان بن محمّد بن عثمان النّقّري (1)،نا محمّد بن نوح، نا هارون بن إسحاق الهمداني، نا أبو غسّان، نا الحكم بن عبد الملك، عن الحارث بن أبي (2) حصيرة، عن أبي صادق، عن ربيعة بن ناجذ، عن علي رضي اللّه عنه أنه قال:

دعاني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«يا عليّ إنّ فيك من عيسى مثلا، أبغضته اليهود حتى بهتوا أمه، و أحبته النصارى حتى أنزلوه بالمنزل الذي ليس به»[8829].

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو العباس بن عقدة، نا الحسين بن عبد الرّحمن بن محمّد الأزدي، نا أبي و عثمان بن سعيد الأحول، قالا: نا عمرو بن ثابت، عن صباح المزني، عن الحارث بن حصيرة، عن أبي صادق، عن ربيعة بن ناجذ، عن علي رضي اللّه عنه قال: دعاني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:

«يا عليّ إنّ فيك شبها من عيسى بن مريم عليه السلام، أحبته النصارى حتى أنزلوه منزلة ليس بها، و أبغضته اليهود حتى بهتوا أمه»[8830].

قال: و قال عليّ : يهلك فيّ رجلان: محبّ مفرط بما ليس فيّ ، و مبغض يحمله شنآني على أن يبهتني.

أخبرنا أبو البركات عمرو بن إبراهيم، أنا محمّد بن أحمد بن علاّن بن الخازن، أنا محمّد بن عبد اللّه الجعفي، نا علي بن محمّد بن هارون بن زياد الحميري (3)،نا أبو كريب، نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عروة بن مرّة، عن الحارث، عن علي.

ح و أخبرنا أبو الفضل الفضيلي، نا أبو القاسم حمزة، نا أبو القاسم الخزاعي، نا الهيثم بن كليب الشاشي، نا الحسن بن علي بن عفان، نا ابن نمير، عن الأعمش، عن عمرو بن مرّة، عن أبي إسحاق، و كذا


1- إعجامها مضطرب بالأصل، و المثبت عن م، مرّ التعريف به قريبا.
2- كذا بالأصل و م و «ز» و المطبوعة هنا: ابن أبي حصيرة. قارن مع ترجمته في تهذيب الكمال 28/4 طبعة دار الفكر.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 13/15.

محمّد بن أبي شريح، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا يعقوب، نا عبد الرّحمن، عن شقيق، عن هلال بن خباب، عن زاذان قال: قال علي رضي اللّه عنه: يهلك فيّ رجلان، محبّ غالي، و مبغض قالي.

أخبرنا أبو علي بن السبط ، و أبو غالب بن البنّا، قالا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو العباس محمّد بن نصر بن أحمد بن مكرم المعدل، نا عبد الرّحمن بن سعيد بن الأصبهاني (1)،نا العباس بن محمّد، نا شبابة بن سوّار، نا المسور بن الصّلت قال:

سمعت فاطمة بنت علي تحدّث عن أبيها علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه، قال: يهلك فيّ رجلان: محبّ مفرط ، و عدوّ مبغض، فمن استطاع منكم أن لا يكون واحدة منهما فليفعل.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا أبي أبو العباس، أنا أبو محمّد بن أبي نصر: أخبرنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أبو عبد الرّحمن أحمد بن شعيب، نا محمّد بن رافع، نا مصعب بن المقدام، نا داود بن نصير، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري قال: قال علي رضي اللّه عنه: يهلك فيّ رجلان: مبغض مفتري، و محبّ مفرط .

أخبرنا أبو البركات بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن الخلعي، نا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا يحيى بن أبي طالب، نا عمرو بن عبد الغفار، نا شعبة (2) بن الحجاج، عن أبي التّيّاح (3)،عن أبي السوار العنزي (4) قال: سمعت علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه يقول: ليحبني أقوام يدخلون بحبي الجنّة، و ليبغضني أقوام يدخلون ببغضي النار.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم الجرجاني، أنا حمزة بن يوسف، أنا عبد اللّه بن عدي (5)،نا يحيى بن البحتري (6)،نا عثمان بن عبد اللّه القرشي الشامي، نا ابن لهيعة، عن أبي


1- من قوله: بن نصر إلى هنا استدرك على هامش م، و بعدها صح.
2- الأصل و م: سعد بن الحجاج، تصحيف.
3- الأصل و م: أبي الساج، تصحيف، و الصواب ما أثبت، و اسمه يزيد بن حميد الضبعي البصري، ترجمته في سير أعلام النبلاء 251/5.
4- كذا بالأصل و م و المطبوعة، و في تهذيب الكمال 299/20 في ترجمة يزيد بن حميد الضبعي: العدوي.
5- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 178/5 ضمن ترجمة عثمان بن عبد اللّه بن عمرو بن عثمان بن عفّان.
6- ابن عدي: يحيى بن البختري.

أبغضوك لأكبّهم اللّه على مناخرهم في النار»[8831][قال: و قال علي: يهلك في] (1) رجلان:

محب مفرط ، و مبغض مفتري.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب، أنا محمّد بن أبي نصر النّرسي، نا أبو محمّد عبيد اللّه بن أحمد بن معروف القاضي، نا سهل بن يحيى بن سفيان [نا] (2)الحسن بن هارون الصّائغ، نا ابن فضيل، عن الأعمش، عن موسى بن طريف، عن عباية، عن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه أنه قال: أنا قسيم النار يوم القيامة، أقول: خذي ذا، و ذري ذا (3).

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا سعيد بن أحمد بن محمّد، أنا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الشيباني، نا عمر بن الحسين بن علي بن مالك القاضي، نا أحمد بن الحسن الخزّاز، نا أبي، نا حصين بن مخارق، عن الأعمش، و عبد الواحد بن حسّان، و هارون بن سعيد، عن موسى بن طريف، عن عباية بن ربيع قال: سمعت عليا رضي اللّه عنه يقول: أنا قسيم النار يوم القيامة، أقول هذا لي، و هذا لك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن عبد اللّه (4)،أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (5)،نا يحيى بن عبد الحميد، حدّثنا علي بن مسهر، عن الأعمش، عن موسى بن طريف، عن عباية (6)،عن علي رضي اللّه عنه أنه قال: أنا قسيم النار، إذا (7)كان يوم القيامة قلت: هذا لك، و هذا لي (8).

قال يعقوب: و رأيت في كتاب عمر بن حفص بن غياث، حدّثني أبي عن الأعمش، حدّثني موسى بن ظريف، عن عباية أنه سمعه، و ذكر الأعمش حديث علي في قسيم النار، فقلت لموسى: ما كان عباية عندكم ؟ فذكر من فضله و من صلاته و من صيامه و من صدقه، قال يعقوب: و موسى ضعيف يحتاج إلى من يعدّله، و ليس هو بثقة، و عباية أقل منه ليس حديثه بشيء


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و «ز»، و استدركناه للإيضاح، و العبارة التالية ليست في الكامل لابن عدي.
2- الزيادة عن م لتقويم السند.
3- موسى بن طريف، و عباية - و هو ابن ربعي الأسدي - ذكرهما العقيلي في «الضعفاء»(415/3 رقم(1457) و قال: كلاهما غاليان ملحدان. اه .
4- كذا بالأصل، و في م، و «ز»، و المطبوعة: هبة اللّه.
5- الخبر رواه يعقوب الفسوي في المعرفة و التاريخ 192/3 و عنه ابن كثير في البداية و النهاية 392/7.
6- عباية بن ربعي الأسدي (المعرفة و التاريخ).
7- ما بين الرقمين ليس في المعرفة و التاريخ، و العبارة موجودة في البداية و النهاية.
8- ما بين الرقمين ليس في المعرفة و التاريخ، و العبارة موجودة في البداية و النهاية.

قال يعقوب (1):و سمعت الحسن بن الربيع يقول: قال أبو معاوية (2):قلنا للأعمش:

لا تحدّث هذه الأحاديث، قال: يسألوني فما أصنع ؟ ربما سهوت، فإذا سألوني عن شيء من هذا و سهوت فذكّروني، قال: و كنا يوما عنده، فجاء رجل، فسأله عن حديث:«قسيم النار»، قال: فتنحنحت قال: فقال الأعمش: هؤلاء المرجئة لا يدعوني أحدّث بفضائل علي رضي اللّه عنه، أخرجوهم من المسجد حتى أحدّثكم.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو بكر محمّد بن عمرو بن المظفّر، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد، أنا أبو جعفر العقيلي (3)،نا محمّد بن [عيسى أبو إبراهيم الزهري، حدثنا محمد بن] (4) عمرو بن أبي صفوان الثقفي قال: سمعت العلاء بن المبارك يقول: سمعت أبا بكر بن عياش قال: قلت للأعمش: أنت حين تحدث (5) عن موسى بن طريف عن [عباية] (6) عن علي: أنا قسيم النار، قال: فقال: و اللّه ما رويته إلاّ على جهة الاستهزاء.

قال: و حدّثنا أبو جعفر (7)،نا محمّد بن إسماعيل - هو الصّائغ - نا الحسن بن علي الحلواني، نا محمّد بن داود الحداني قال: سمعت عيسى بن يونس يقول: ما رأيت الأعمش خضع إلاّ مرة واحدة، فإنه حدّثنا بهذا الحديث، قال علي: أنا قسيم النار، فبلغ ذلك أهل السنّة، فجاءوا إليه، فقالوا: تحدث بهذا بأحاديث تقوي بها الرافضة و الزيدية و الشيعية (8)، فقال: سمعته فحدثت (9) به، فقالوا: أو كلّ شيء سمعته تحدث به ؟ قال: فرأيته خضع لذلك اليوم.

قال: و حدّثنا أبو جعفر (10)،نا محمّد بن موسى، نا محمّد بن إسماعيل بن سمرة، قال: سمعت محمّد بن بشر


1- انظر المعرفة و التاريخ 764/2 و البداية و النهاية بتحقيقنا 392/7.
2- هو محمد بن خازم الضرير.
3- رواه العقيلي في الضعفاء الكبير 416/3 ضمن ترجمة عباية بن ربعي الأسدي.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن الضعفاء الكبير.
5- كذا بالأصل و م و الضعفاء الكبير، و في المطبوعة: جئت.
6- بياض بالأصل و م، و المستدرك عن الضعفاء الكبير.
7- الضعفاء الكبير للعقيلي 416/3.
8- في الضعفاء الكبير: الروافضة و الزيدية و الشيعة.
9- الأصل: فحدث، و المثبت عن م و الضعفاء الكبير.
10- الخبر في الضعفاء الكبير 416/3.

قال: و حدّثنا أبو جعفر (1)،نا محمّد بن أيوب، نا محمّد بن يحيى بن أبي سمينة قال: كنا عند عبد اللّه بن داود الخريبي (2) فقال: كنا عند الأعمش فجاء يوما و هو مغضب فقال: أ لا تعجبون من موسى بن ظريف يحدث عن عباية عن علي: أنا قسيم النار.

قال: و حدّثنا أبو جعفر (3)،نا إسحاق بن يحيى الدهقان، نا إسماعيل بن إسحاق الراشدي، نا مخول، عن سلام الخياط ، عن موسى بن طريف، عن عباية الأسدي، قال:

سمعت عليا يقول: أنا قسيم النار، هذا لك و هذا لي.

قال سلام: فكان موسى يرى رأي أهل الشام، و كان يتحدث بهذا يتعجب به و يسمع [آخرون.

قال] (4) موسى، و قد حدثني عباية بأعجب من هذا عن علي أنه قال [و اللّه لأقتلن،] (5) ثم لأبعثن، ثم لأقتلن، و هي القتلة التي أموت فيها يضربني يهودي بأريحا - يعني موضعا بالشام - بصخرة يقرع بها هامتي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا أبو القاسم بن مسعدة، نا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (6)،نا الساجي، نا محمّد بن المثنى، نا عبد الرّحمن بن مهدي، نا سفيان، عن الأعمش، عن موسى بن ظريف (7)،عن أبيه حديث علي: أنا قسيم النار، فقال الأعمش: ما رويت هذا؟ فقال: إنّما رويته على الاستهزاء.

قال: و أخبرنا أبو أحمد (8)،نا الساجي، نا أحمد بن محمّد، نا محمّد بن الصّلت، نا قيس قال: سمعت الأعمش يقول: يأتيني سرّاق القبائل يسألوني عن حديث علي: أنا قسيم النار، و اللّه ما حدّثت عن موسى بن ظريف


1- الضعفاء الكبير 415/3-416.
2- الأصل: الحريثي، و التصويب عن الضعفاء الكبير.
3- الضعفاء الكبير 416/3.
4- بياض بالأصل و م. و الزيادة عن المطبوعة، و اللفظتان مستدركتان فيها بين معكوفتين.
5- بياض بالأصل و م، و المستدرك عن الضعفاء الكبير.
6- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 339/5 ضمن ترجمة موسى بن طريف.
7- كذا بالأصل و م، و في ابن عدي: طريف.
8- الكامل لابن عدي 340/5.

عجبا لسرّاق القبائل، و سراق خلق الأثواب، يجيئون يسألوني عن حديث عباية عن علي: أنا قسيم النار، فما حدّثني موسى بن ظريف (1) إلاّ يهزأ بعباية.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا علي بن موسى بن الحسين، أنا أبو الحسن محمّد بن يوسف، نا عبد اللّه بن أحمد بن البر.

قال: حدّثني أبو محمّد عيسى بن جعفر بن علي بن محمّد بن علي بن موسى الرضا، نا أبو حامد الحضرمي، نا محمّد بن منصور الطوسي قال:

سمعت أحمد بن حنبل و قد سأله رجل عن قول النبي صلى اللّه عليه و سلم:«علي قسيم النار» فقال:

هذا حديث مضطرب طريقه عن الأعمش، و لكن الحديث الذي ليس عليه لبس قول النبي صلى اللّه عليه و سلم:«يا علي لا يحبك إلاّ مؤمن و لا يبغضك إلاّ منافق»، و قال اللّه عز و جل: إِنَّ الْمُنٰافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النّٰارِ (2)،فمن أبغض عليا رضي اللّه عنه فهو في الدرك الأسفل من النار[8832].

أخبرنا أبو طالب بن أبي عقيل، نا أبو الحسن علي [بن الحسين الخلعي، أنبأنا أبو] (3)محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا ابن عفان، نا أبو أسامة، نا مالك بن مغول (4)،عن أكيل، عن الشعبي قال: قال علقمة: تدري ما مثل علي في هذه الأمة ؟[قلت:

ما مثله ؟]


1- كذا بالأصل و م، و في ابن عدي: طريف.
2- سورة النساء، الآية:145.
3- بياض بالأصل و م، و المستدرك عن المطبوعة، و الأسماء مستدركة فيها بين معقوفتين.
4- بالأصل و م:«أبو معول» تصحيف.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي قال:

قرئ على أبي القاسم البغوي قيل له: حدثكم علي بن الجعد.

ح و أخبرنا أبو القاسم أيضا، و أبو الحسن علي بن هبة اللّه بن عبد السّلام، قالا: أنا أبو محمّد الصّيرفيني أخبرنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، نا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه أنه قال:

يهلك فيّ اثنان: مبغض مفرط ، و محب مفرط .

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا عيسى بن أبي حرب، نا يحيى بن [أبي] (1) بكير، نا جعفر بن زياد، نا هلال الصّيرفي، نا أبو كثير الأنصاري، حدّثني عبد اللّه بن أسعد بن زرارة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ليلة أسري بي انتهيت إلى ربي عز و جل، فأوحى إليّ أو أخبرني - جعفر (2) شك - في علي بثلاث: أنه سيد المسلمين، و وليّ المتقين، و قائد الغرّ المحجلين»[8833].

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، نا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا محمّد بن الحسين بن القطان، نا إبراهيم بن عبد اللّه،[نا يحيى بن أبي بكير، نا جعفر الأحمر، عن هلال الصّيرفي، نا أبو كثير الأنصاري، عن عبد اللّه] (3) بن أسعد بن زرارة، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لما أسري بي إلى السماء انتهى بي [إلى] (4) قصر من لؤلؤ، فراشه من ذهب، يتلألأ، فأوحى إليّ - أو أمرني - في عليّ بثلاث خصال: بأنه سيد المسلمين، و إمام المتقين، و قائد الغرّ المحجّلين»[8834].

أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا زكريا بن يحيى الكسائي، نا نصر بن مزاحم، عن جعفر بن زياد (5)،عن هلال بن مقلاص


1- زيادة عن م.
2- كذا بالأصل، و م، و «ز»، و المطبوعة.
3- ما بين معكوفتين استدرك على هامش الأصل و بعده كلمة صح.
4- الزيادة للإيضاح عن م.
5- هو جعفر بن زياد الأحمر، أبو عبد اللّه الكوفي، ترجمته في تهذيب الكمال 398/3.

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لما عرج بي إلى السماء انتهى بي إلى قصر من لؤلؤ، فيه فراش من ذهب يتلألأ، فأوحى إليّ - أو أمرني - في علي بثلاث خصال: أنه سيد المسلمين، و إمام المتّقين، و قائد الغرّ المحجّلين»[8835].

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو سعد الجنزرودي، نا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى الموصلي، نا عمرو بن الحصين، نا يحيى بن العلاء، نا هلال بن أبي حميد، عن عبد اللّه بن أسعد بن زرارة، عن أبيه قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أوحي إليّ في عليّ : أنه سيّد المسلمين، و إمام المتّقين، و قائد الغرّ المحجّلين»[8836].

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو بكر محمّد بن عمر بن سليمان بن المعدل العريني النّصيبي - بها - و أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمّد، قالا: نا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاّد، نا أبو جعفر محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا إبراهيم بن محمّد، نا علي بن عائش، عن الحارث بن حصيرة، عن القاسم بن جنيدب، عن أنس بن مالك قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اسكب إلي ماء - أو وضوءا - فتوضّأ ثم قام فصلّى ركعتين ثم قال: يا أنس أول من يدخل من هذا الباب أمير المؤمنين، و قائد الغرّ المحجّلين، سيد المؤمنين: علي»[8837].

أخبرنا أبو المحاسن عبد الرزاق بن محمّد في كتابه، أنا أبو بكر عبد الغفار بن محمّد الشّيروي.

قال: نا أبو بكر الحيري، نا أبو العباس الأصمّ ، نا عبد اللّه بن أحمد بن محمّد بن مستور (1)،و نا يوسف بن كليب المسعودي، نا يحيى بن سلام، عن صباح، عن العلاء بن المسيّب، عن أبي داود، عن بريدة الأسلمي قال: أمرنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن نسلم على علي بأمير


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: مستورد.

أنا عبد اللّه بن عدي (1)،نا محمّد بن أحمد بن هلال، نا محمّد بن يحيى بن ضريس، نا عيسى بن عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب، حدّثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن علي قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«عليّ يعسوب (2) المؤمنين، و المال يعسوب المنافقين»[8838].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنا أبو طالب العشاري، نا محمّد بن أحمد بن إسماعيل، نا أبو بكر محمّد بن يونس المقرئ، نا جعفر بن شاكر، نا الخليل بن زكريا، نا محمّد بن ثابت البناني، حدّثني أبي، عن أنس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«يا عليّ أنت سيّد شباب أهل الجنّة»[8839].

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنا محمّد بن أحمد بن علي بن شكرويه، و محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن سليمان، و محمود بن جعفر بن محمّد بن أحمد.

ح و أخبرتنا أم الفتوح رابعة بنت معمر بن أحمد قالت: أنا أبو الطّيّب محمّد بن أحمد قالوا: أنا الحسن بن علي بن أحمد بن سليمان بن البغدادي، أنا أبو الحسن العبدي - و هو أحمد بن محمّد بن عمر بن أبان (3)-نا جعفر بن محمّد بن شاكر الصائغ (4)،نا يحيى بن عبد الحميد الحمّاني، نا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن عائشة قالت:

كنت قاعدة مع النبي صلى اللّه عليه و سلم إذ أقبل عليّ ، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«يا عائشة هذا سيّد العرب»، قالت: فقلت: يا رسول اللّه، أ لست سيد العرب ؟ قال:«أنا سيد ولد آدم، و هذا سيّد العرب»[8840].

أخبرناه إسماعيل بن أبي صالح، أنا محمّد بن أحمد بن أبي جعفر (5)،أنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم الصّدفي، أنا الحسن بن


1- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 244/5 ضمن ترجمة عيسى بن عبد اللّه بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب.
2- اليعسوب: الرأس، و مثله يعسوب النحل أي رئيس النحل (القاموس).
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 311/15.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 197/13.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 588/18.

كنت قاعدة عند النبي صلى اللّه عليه و سلم إذ طلع عليّ ، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«هذا سيّد العرب»، فقلت: يا رسول اللّه أ لست سيد العرب ؟ فقال:«أنا سيد ولد آدم، و هذا سيّد العرب»[8841].

أخبرنا أبو العزّ بن كادش قال: نا أبو محمّد الجوهري - إملاء - أنا أبو علي محمّد بن أحمد بن يحيى العطشي (1)،نا محمّد بن صالح بن ذريح (2)،نا عثمان بن أبي شيبة، نا عمر بن الحسن الرّاسبي، نا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن عائشة قالت:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أنا سيّد ولد آدم، و علي سيّد العرب»[8842].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن أحمد المقرئ، و أبو البركات يحيى بن الحسن بن الحسين المدائني، و أبو بكر محمّد، و أبو عمرو عثمان ابنا أحمد بن عبيد اللّه بن دحروج، قالوا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، نا عيسى بن علي، قال: قرئ على أبي الحسن بن نوح و أنا أسمع قيل له: حدثكم جعفر بن أحمد العوسجي (3)،نا أبو بلال الأشعري، نا يعقوب التيمي، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن ابن أبزى، عن عائشة قالت:

أقبل علي بن أبي طالب يوما، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«هذا سيّد المسلمين»، فقلت:

أ لست سيّد المسلمين يا رسول اللّه ؟ فقال:«أنا خاتم النبيّين، و رسول ربّ العالمين»[8843].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو غالب بن غيلان، نا أبو بكر الشافعي، نا بشر بن موسى، نا إبراهيم بن زياد، نا خلف بن خليفة، عن إسماعيل بن أبي خالد، قال:

بلغني أنّ عائشة نظرت إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقالت: يا سيّد العرب، فقال:«أنا سيد ولد آدم، و أبوك سيد كهول أهل العرب، و عليّ سيّد شباب أهل العرب»[8844].

رواه عبد الملك بن عبد ربّه الطائي، عن خلف، عن إسماعيل، عن قيس، عن عائشة مرسلا. و قد مضى في ترجمة أبي بكر الصّدّيق رضي اللّه عنه.

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود المعدّل عنه، أنا أبو نعيم الحافظ


1- إعجامها مضطرب بالأصل، و رسمها مضطرب في م، و المثبت يوافق عبارة المطبوعة.
2- الأصل: دريج، و في م: دريح، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 259/14.
3- هذه النسبة إلى عوسجة، اسم جد جعفر، ذكر السمعاني اسم ولده محمد بن جعفر، و ترجمه.

رسول اللّه أنت سيّد العرب ؟ قال:«لا، أنا سيّد ولد آدم، و عليّ سيد العرب، و إنه لأول من ينفض الغبار عن رأسه يوم القيامة قبلي علي»[8845].

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمّد العيّار، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن حامد الأصبهاني، أنا أبو بشر إسماعيل بن إبراهيم الحلواني، نا محمّد بن سهل بن محمّد الرازي، نا أحمد بن صبيح، نا يحيى بن يعلى، عن بسام الصيرفي، عن فضيل بن عمرو.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز الكتاني.

ح و أخبرنا أبو المكارم بن أبي طاهر الأزدي (1)،أنا عبد الكريم بن المؤمّل بن الحسن الكفرطابي و أنا حاضر، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، أنا أحمد بن حازم، أنا أحمد بن صبيح القرشي، و الحكم بن سليمان الحبلي، قالا: نا يحيى بن يعلى عن بسام الصّيرفي، عن الفقيمي، عن معاوية بن ثعلبة، عن أبي ذرّ قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعلي:«من أطاعك أطاعني - زاد خيثمة: و من أطاعني أطاع اللّه و قالا:- و من عصاك عصاني، و من عصاني عصى اللّه عزّ و جلّ »[8846].

سماه غيره، فقال: الحسن بن عمرو:

أخبرناه أبو المعالي الحسن بن محمّد بن الحسن الوركاني (2)،و أبو غالب سمان بن عبد الرّحمن بن أحمد بن محمود الثقفي النقاش في الجصّ ، قالا: أنا أبو عبد اللّه القاسم بن الفضل بن محمود الثقفي (3)،نا أبو عمرو محمّد بن محمّد بن بالوية الصّائغ - قراءة عليه بنيسابور - في رجب سنة اثنتي عشرة و أربعمائة، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب بن يوسف، نا إبراهيم بن سليمان البرلسي (4)،نا محمّد بن إسماعيل، نا يحيى بن يعلى (5)،عن بسّام الصيرفي (6)،عن الحسن بن عمرو


1- كذا بالأصل، و م، و «ز»، «الأزدي» و في المطبوعة: الأزهري.
2- مشيخة ابن عساكر 46/أ.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 8/19 و سماه القاسم بن الفضل بن أحمد بن أحمد بن محمود الثقفي، أبو عبد اللّه الأصبهاني.
4- كذا رسمها بالأصل و م، و نميل إلى قراءتها في «ز»: «البرقي» و في المطبوعة: البرنسي.
5- يحيى بن يعلى الأسلمي القطواني، ترجمته في تهذيب التهذيب 266/11 طبعة دار الفكر.
6- بسام بن عبد اللّه الصيرفي، أبو عبد اللّه الكوفي، ترجمته في تهذيب الكمال 34/3 طبعة دار الفكر.

عصاني فقد عصى اللّه، و من عصاك فقد عصاني»[8847] (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا عبد اللّه بن عدي (2)،أنا علي بن سعيد الرازي، نا الحسن بن حمّاد سجّادة، نا يحيى بن يعلى، عن بسام بن عبد اللّه الصّيرفي، عن الحسن بن عمرو الفقيمي، عن معاوية بن ثعلبة (3)،عن أبي ذرّ قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من أطاعني أطاع اللّه، و من عصاني عصى اللّه، و من أطاع عليا أطاعني، و من عصى عليا عصاني»[8848].

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن، نا سهل بن بشر، أنا علي بن منير بن أحمد الخلاّل، أنا محمّد بن أحمد الذهلي، نا محمّد بن عبدوس، نا عبد اللّه بن براد (4) أبو عامر الأشعري، نا عبد اللّه بن نمير، نا عامر بن السمط


1- في إسناده يحيى بن يعلى أبو زكريا الأسلمي الكوفي. قال ابن معين: ليس بشيء. و قال غيره مضطرب الحديث. و انظر «الكامل في الضعفاء»(233/5)«تهذيب التهذيب»(319/1) الترجمة 7956 و قال الحافظ بن حجر: قال ابن حبان في الضعفاء: يروي عن الثقات المقلوبات (ر).
2- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 233/7 ضمن ترجمة يحيى بن يعلى الأسلمي الكوفي.
3- في الكامل لابن عدي: معاوية بن تغلب.
4- الحرف الأول بدون إعجام بالأصل و م، ترجمته في تهذيب الكمال 35/10 طبعة دار الفكر.

الجارود زياد بن المنذر عن أبي الزبير، تفرّد به كادح بن رحمة عنه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن أحمد بن الشالنجي (1)،و أبو البركات يحيى بن الحسن بن الحسين المدائني، و أبو بكر محمّد، و أبو عمرو عثمان، ابنا أحمد بن عبيد اللّه بن دحروج، قالوا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، نا عيسى بن علي قال: قرئ على أبي الحسن محمّد بن نوح الجنديسابوري و أنا أسمع، قيل له: حدثكم أحمد بن يحيى الصّوفي، نا أحمد بن المفضّل بن عمر العنبري، نا جعفر الأحمر، عن أبي رافع، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، عن أبيه، عن عمار بن ياسر، و عن أبي أيوب، قالا: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«حق علي على المسلمين حقّ الوالد على ولده»[8851].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (2)،أنا الحسن بن سفيان، أنا يوسف بن موسى، نا عيسى بن عبد اللّه العلوي، حدّثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن علي قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«حقّ علي على المسلمين كحقّ الوالد على الولد»[8852].

هو عيسى بن عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد بن عدي (3)،نا ابن زيدان، نا عبد الرّحمن بن سرّاج، نا عبيد اللّه بن موسى، عن مطر، عن أنس قال:

كنت جالسا مع النبي صلى اللّه عليه و سلم إذ أقبل علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«يا أنس أنا و هذا حجة اللّه على خلقه»[8853] (4).

مطر: هو [مطر] الإسكاف، منكر الحديث.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب


1- تقرأ بالأصل:«الساليحي» و في م:«السالحى» و المثبت عن المشيخة 52/أ، و في المطبوعة: السالنجي.
2- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 243/5 ضمن ترجمة عيسى بن عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب.
3- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 397/6 ضمن ترجمة مطر بن ميمون المحاربي.
4- الحديث: في إسناده، مطر بن ميمون المحاربي. قال البخاري و النسائي و أبو حاتم: منكر الحديث. و انظر «الكامل في الضعفاء»(397/6) و قال الحافظ في التقريب(587/2 الترجمة 6974): مطرف بن ميمون؛ متروك.

الحسن محمّد بن الأشعث بن (1) محمّد بن العباس الطائي المروزي قدم علينا الحج، نا الحسين بن محمّد بن مصعب الشيحي (2)،نا علي بن المثنّى الطّهوي، نا عبيد اللّه بن موسى، حدّثني مطر، عن أنس بن مالك قال:

كنت عند النبي صلى اللّه عليه و سلم فرأى عليا مقبلا فقال:«أنا و هذا حجة على أمّتي يوم القيامة»[8854].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن القاسم بن المظفّر بن الشّهرزوري - بدمشق - أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد المؤذن المديني - بنيسابور - أنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين بن موسى السلمي، أنا القاضي أبو الحسن عيسى بن حامد الرّخّجي (3)،نا جدي محمّد بن الحسن، نا علي بن محمّد القطان، نا عبيد اللّه بن موسى العبسي، نا مطر الإسكاف قال:

سمعت أنس بن مالك يقول: نظر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه فقال:«أنا و هذا حجّة اللّه على خلقه»[8855].

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أحمد بن عمرو بن جابر الرملي، نا أحمد بن خيثم، نا عبيد اللّه بن موسى، عن عطاء بن ميمون، عن أنس قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«أنا و علي حجة اللّه على عباده»[8856].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، قالا: نا أبو بكر الخطيب، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد بن موسى بن الصّلت.

ح و أخبرنا [أبو]


1- في تاريخ بغداد: أبو الحسن محمد بن الأشعث بن أحمد بن محمد بن العباس الطائي المروزي.
2- كذا بالأصل، و في م:«السحى» بدون إعجام، و في المطبوعة: السّنجي. انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 14/ 413 و فيها:«السّنجي» أيضا.
3- إعجامها مضطرب بالأصل، و بدون إعجام في م، و الصواب ما أثبت، ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى الرخجية قرية على نحو فرسخ من بغداد وراء باب الأزج. ترجم له السمعاني. و في المطبوعة: الرجحي، تصحيف.

قال: نعم، بينا أنا نائم عنده و هو يصلي، فلما فرغ من صلاته قال:«يا عليّ ما سألت من (1)اللّه عزّ و جل من الخير شيئا إلاّ سألت لك مثله و ما - و قال ابن السمرقندي: و لا - استعذت اللّه من الشر إلاّ استعذت لك مثله»[8857].

أخبرنا أبو القاسم نصر بن القاسم، أنا أبو محمّد بن البرّي.

ح و أخبرنا أبو نصر الأدمي، و أبو الحسين الأبّار، قالا: أنا أبو الفضل بن الفرات.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، نا ابن البرّي، و ابن الفرات.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور بن قبيس، أنا [أبي] (2) أبو العباس (3)الفقيه، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان، أنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان، أنا إسحاق بن سيّار، نا علي بن قادم، عن جعفر الأحمر، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد اللّه بن الحارث، عن علي رضي اللّه عنه قال:

وجعت وجعا، فأتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - و قال ابن قبيس: النبي صلى اللّه عليه و سلم - فأنامني في منامه، و غطّاني بطرف ثوبه، ثم قام يصلي ما شاء اللّه، ثم أتاني فقال:«قم يا علي - و قال ابن قبيس: يا ابن أبي طالب - فقد برئت، لا بأس عليك، ما سألت ربي عز و جل شيئا إلاّ سألت لك مثله، و ما سألت ربي شيئا إلاّ أعطانيه، قيل لي أنه - و قال ابن قبيس: إلاّ إنه - لا نبي بعدي».

أخبرناه (4) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، و أبو محمّد، و أبو الغنائم ابنا أبي عثمان.

ح و أخبرناه أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، قالوا: أنا عبد اللّه بن عبيد اللّه بن يحيى، نا أبو عبد اللّه المحاملي، أنا أبو يحيى محمّد [بن عبد الرحيم، نا علي بن قادم، نا جعفر بن زياد الأحمر، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد اللّه بن الحارث]


1- في م و «ز»: ما سألت اللّه.
2- الزيادة عن م و «ز».
3- أقحم بعدها في م: علي بن أحمد بن منصور بن قبيس.
4- كذا بالأصل و م، و «ز»، و في المطبوعة: أخبرنا.

يصلّي، و ألقى عليّ طرف ثوبه ثم قال:«قد برئت يا ابن أبي طالب، لا بأس عليك، ما سألت اللّه تبارك و تعالى شيئا إلاّ سألت لك مثله، و لا سألت اللّه شيئا إلاّ أعطانيه غير أنه قيل لي: إنه لا نبيّ بعدك»[8858].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن المهتدي، نا أبو حفص بن شاهين - إملاء - نا الحسين بن إسماعيل الضّبّي، نا عبد الأعلى بن واصل (1)،نا علي بن ثابت، عن منصور بن أبي الأسود، عن يزيد بن أبي زياد، عن سليمان بن عبد اللّه بن الحارث، عن جدّه، عن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه قال:

مرضت مرة مرضا، فعادني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فدخل عليّ و أنا مضطجع، فأتى إلى جنبي، ثم سجّاني بثوبه، فلما رآني قد ضعفت قام إلى المسجد يصلّي، فلما قضى صلاته جاء، فرفع الثوب عني ثم قال:«قم يا علي، فقد برأت»، فقمت فكأني ما اشتكيت قبل ذلك، فقال:«ما سألت ربي شيئا إلاّ أعطاني، و ما سألت شيئا لي إلاّ سألت لك مثله»[8859].

و يروى من وجه آخر منقطع.

أخبرناه أبو القاسم النسيب، أنا أبو بكر الخطيب، أنا الحسن بن أبي بكر، أنا أبو الحسين علي بن عبد الرّحمن بن عيسى بن ماتى (2) الكوفي، نا الحسين بن الحكم، أخبرني حسن بن حسين، نا يحيى بن يعلى، نا أبو يعلى، نا أبان بن تغلب


1- في المطبوعة: الواصل.
2- تقرأ بالأصل: هانى، و في م: مانى، ترجمته في سير أعلام النبلاء 566/15 و فيها: ماتى بالفتح، و في الاكمال و التبصير: ماتي بكسر التاء.

يوسف الشاعر، نا عبد الرزاق، نا يحيى بن العلاء، عن شعيب بن خالد (1)،عن حنظلة بن المسيّب، عن أبيه، عن جدّه، عن ابن عبّاس.

ح و أخبرنا أبو حفص عمر بن ظفر بن أحمد، أنا طراد بن محمّد بن علي الزينبي، أنا عبد اللّه بن يحيى بن عبد الجبار، نا إسماعيل بن محمّد الصفّار، نا أحمد بن منصور الرّمادي، ثنا عبد الرزاق، أنا يحيى بن العلاء البجلي (2)،عن عمه شعيب بن خالد، عن حنظلة بن سمرة بن المسيّب.

ح و أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن شكر (3)،أنا أحمد بن محمّد بن زياد، نا أحمد بن منصور، نا عبد الرّزّاق، عن يحيى بن العلاء عن (4)شعيب بن خالد، عن حنظلة بن المسيّب، عن أبيه، عن جدّه، عن ابن عبّاس قال:

أخبرتني أسماء بنت عميس أنها رمقت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - و قال الماهاني: النبي صلى اللّه عليه و سلم - فلم يزل يدعو لهما خاصة - يعني عليا و فاطمة - لا يشركهما بدعائه أحدا - و في حديث (5):لا يشركهما في دعائه أهلا - حتى توارى في حجرته - و في حديث الماهاني: (6) في دعائه أحدا - و لم يذكر ما بعده.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب.

قالا: أنا أبو بكر القطيعي، أنا عبد اللّه بن أحمد (7)،حدّثني أبي، نا يحيى، عن شعبة، نا عمرو بن مرة، عن عبد اللّه بن سلمة، عن علي رضي اللّه عنه قال: مرّ بي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أنا وجع، و أنا أقول: اللّهمّ إن كان أجلي قد حضر فأرحني، و إن كان آجلا فارفعني، و إن كان بلاء فصبّرني، فقال:«ما قلت ؟»، فأعدت عليه: فضربني برجله و قال:«ما قلت ؟» فأعدت عليه، فقال:«اللّهم عافه و اشفه»


1- ترجمته في تهذيب الكمال 370/8.
2- يحيى بن العلاء البجلي أبو سلمة، ترجمته في تهذيب الكمال 185/20.
3- كذا بالأصل، و «ز»، و م، و المطبوعة.
4- الأصل و م:«بن» و في المطبوعة:«بن» أيضا.
5- كذا بالأصل و م و «ز».
6- كذا بالأصل، و م، و «ز».
7- مسند أحمد بن حنبل 182/1 رقم 637 مسند علي رضي اللّه عنه. طبعة دار الفكر. و عنه رواه ابن كثير في البداية و النهاية بتحقيقنا 392/7.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر قال: قرئ على سعيد بن محمّد البحيري (1)،أنا أبو نصر النعمان بن محمّد الجرجاني، أنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن سعيد، نا محمّد بن مسلم بن وارة، نا عبيد اللّه بن موسى العنسي، نا أبو عمرو الأزدي، عن أبي راشد الحبراني (2)،عن أبي الحمراء، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، و إلى نوح في فهمه، و إلى إبراهيم في حلمه، و إلى يحيى بن زكريا في زهده، و إلى موسى بن عمران في بطشه، فلينظر إلى علي بن أبي طالب» (3)[8862].

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحسن بن أحمد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين، نا عبيد بن غنام، نا الحسن بن عبد الرّحمن، نا عمرو بن جميع، عن ابن أبي ليلى، عن أخيه عيسى، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن أبيه قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«الصّديقون ثلاثة: حبيب النجّار، مؤمن آل ياسين، و حزئيل مؤمن آل فرعون، و علي بن أبي طالب، و هو أفضلهم»[8863].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو القاسم بن مسعدة، نا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (4)،نا محمّد بن هارون بن حميد، نا محمّد بن المغيرة الشّهرزوري، نا يحيى بن الحسن المدائني، نا ابن لهيعة، عن أبي الزبير، عن جابر.

عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:«ثلاثة ما كفروا باللّه قط : مؤمن آل ياسين، و علي بن أبي طالب، و آسية امرأة فرعون»[8864] (5).

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، و أبو القاسم المستملي، قالا: أنا أبو عثمان البحيري (6)،أنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن الحسن الدهابقاني


1- الأصل و م و «ز»، و في المطبوعة: البجيري.
2- بدون إعجام بالأصل و م و «ز»، و الصواب ما أثبت و ضبط عن الأنساب.
3- رواه ابن كثير في البداية و النهاية 392/7-393 و فيها: ثنا أبو عمر الأزدي عن أبي راشد الحرّاني.
4- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 285/6 ضمن ترجمة محمد بن المغيرة الشهرزوري.
5- في إسناده محمد بن المغيرة الشهرزوري. متهم بسرقة الحديث و الوضع. انظر «لسان الميزان»(386/5) و «الكامل في الضعفاء»(285/6).
6- الأصل و م و «ز»، و في المطبوعة: البجيري.

علي بن أحمد البستي، نا أبو أمية محمّد بن إبراهيم (1)،نا عبيد اللّه بن موسى، نا فضيل بن مرزوق، عن إبراهيم بن الحسن - زاد أبو أمية: بن الحسن - عن فاطمة بنت الحسين، عن أسماء بنت عميس قالت:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوحى إليه و رأسه في حجر علي، فلم يصلّ العصر حتى غربت الشمس، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«صليت العصر؟» و قال أبو أمية: صليت يا علي ؟ قال: لا، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:- و قال أبو أمية: فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:- «اللّهمّ إنّه كان في طاعتك و طاعة نبيّك - و قال أبو أمية: رسولك - فاردد عليه الشمس»[8865].

قالت أسماء: فرأيتها غربت ثم رأيتها طلعت بعد ما غربت (2).

تابعه عمار بن مطر الرّهاوي (3) عن فضيل بن مرزوق.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو العبّاس بن عقدة، نا أحمد بن يحيى الصوفي (4)،نا عبد الرّحمن بن شريك، حدّثني أبي، عن عروة بن عبد اللّه بن قشير (5) قال:

دخلت على فاطمة بنت علي، فرأيت في عنقها خرزة، و رأيت في يديها مسكتين غليظتين و هي عجوز كبيرة، فقلت لها: ما هذا؟ فقالت: إنّه يكره للمرأة أن تتشبه بالرجال.

ثم حدثتني: أن أسماء بنت عميس حدثتها أن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه دفع إلى نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم و قد أوحي إليه، فجلّله بثوبه، فلم - يزل كذلك حتى أدبرت الشمس - تقول غابت أو كادت أن تغيب، ثم إن نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم سري عنه، فقال:«أ صلّيت يا علي ؟» قال: لا، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«اللّهم ردّ على عليّ الشمس»، فرجعت الشمس حتى بلغت نصف المسجد.

قال عبد الرّحمن (6)،قال أبي: و حدّثني موسى الجهني


1- الأصل:«ابره» و مكانها بياض في م، و المثبت يوافق عبارة المطبوعة. و هو محمد بن إبراهيم بن مسلم، أبو أمية الطرسوسي، ترجمته في تهذيب التهذيب 15/9.
2- البداية و النهاية 77/6.
3- رواه العقيلي في الضعفاء الكبير 327/3-328 ضمن ترجمة عمار بن مطر الرهاوي. و البداية و النهاية 77/6.
4- ترجمته في تهذيب التهذيب 88/1.
5- ترجمته في تهذيب التهذيب 186/7.
6- يعني عبد الرحمن بن شريك القاضي انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 194/6.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد عبد اللّه بن عدي الجرجاني (1)،نا محمّد بن أحمد بن أبي مقاتل، نا الفضل بن يوسف الفضيلي (2)،نا علي بن ثابت الدهّان، نا محمّد بن إسماعيل بن رجاء الزبيدي، عن سالم بن أبي حفصة، عن أبي الزبير (3)،عن جابر قال:

لما كان يوم الطائف ناجى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عليا طويلا، فلحق أبا (4) بكر و عمر، فقالا:

طالت مناجاتك عليا يا رسول اللّه، قال:«ما أنا أناجيه و لكن اللّه انتجاه»[8866].

قال الشيخ (5):لا أعلم رواه عن أبي الزبير عن سالم بن أبي حفصة من رواية محمّد بن إسماعيل بن رجاء عنه.

قلت (6):رواه عن أبي الزبير جماعة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه بن الشّخّير، نا محمّد بن محمّد الباغندي، حدّثني أحمد بن يحيى الصّوفي، نا مخول بن إبراهيم، نا عبد الجبار بن العبّاس، عن عمار الذهبي (7)،عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد اللّه.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم انتجى عليا طويلا فقال أصحابه: ما أكثر ما يناجيه، فقال:«ما أنا انتجيته، و لكن اللّه انتجاه»[8867].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر


1- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 247/6 ضمن ترجمة محمد بن إسماعيل بن رجاء بن ربيعة الزبيدي. طبعة دار الفكر.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و المطبوعة، و في ابن عدي: القصابي.
3- في ابن عدي: عن الزبير.
4- كذا بالأصل و م و «ز» و ابن عدي، و في المطبوعة: أبو بكر.
5- بالأصل، و م، و «ز»، و المطبوعة: قال أبي، تصحيف و التصويب عن ابن عدي، و قد وهم محقق المطبوعة فاعتبر أن القائل هو ابن عساكر فكتب: قال ابن عساكر قال أبي...
6- العبارة التالية، تعقيب للمصنف على ما ذكره أبو عبد اللّه بن عدي.
7- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: عمار الدهني.

شريك بن عبد اللّه النّخعي، نا أبي، نا الأجلح بن عبد اللّه الكندي، عن أبي الزبير، عن جابر قال:

قام (1) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم [إلى] علي بن أبي طالب يوم الطائف و أطال (2) مناجاته، فرأى الكراهية في وجوه رجال، فقالوا: قد أطال مناجاته منذ اليوم، فقال:«ما أنا انتجيته، و لكن اللّه انتجاه»[8868].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو البركات بن المبارك، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو حامد (3) محمّد بن هارون الحضرمي، حدّثنا أبو هشام محمّد بن يزيد بن رفاعة، نا محمّد بن فضيل، نا الأعمش، عن أبي الزبير، عن جابر قال:

لما كان يوم الطائف دعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عليا فناجاه طويلا، فقال بعض أصحابه: لقد أطال نجوى ابن عمه، قال:«ما أنا انتجيته و لكن اللّه انتجاه»[8869].

كذا قال (4)،و إنما هو الأجلح.

أخبرتنا به أم المجتبى العلوية قالت: قرى على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا أبو هشام الرفاعي، حدّثنا ابن فضيل، نا الأجلح، عن أبي الزبير، عن جابر قال:

لما كان يوم الطائف ناجى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عليا، فأطال نجواه، فقال بعض أصحابه:

فقد أطال نجوى ابن عمه، فبلغه ذلك، فقال:«ما أنا انتجيته، بل اللّه انتجاه»[8870].

أخبرنا أبو البركات الربذي


1- كذا بالأصل و م «قال» و في المطبوعة: قام، و هو ما أثبت باعتبار السياق و الزيادة التالية عن المطبوعة لتقويم المعنى، و اللفظة «إلى» مستدركة فيها بين معكوفتين.
2- كذا بالأصل و م، و في «ز»: فأطال.
3- الأصل: بن محمد.
4- يعني: الأعمش، و الصواب أنه الأجلح لا الأعمش.

ينظران و الناس، قال: ثم انصرف إلينا فقال الناس: قد طالت مناجاتك اليوم يا رسول اللّه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما أنا انتجيته، و لكن اللّه انتجاه»[8871].

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن الحسين الحنّائي، أنا أبو علي، و أبو الحسين ابنا أبي نصر، قالا: أنا أبو بكر بن يوسف بن القاسم، نا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن مصعب البجلي الكوفي - بالكوفة - نا أحمد بن عثمان، نا علي بن ثابت، نا محمّد بن إسماعيل، و مندل، عن كثير بن أبي السفير النّميري، عن أنس بن مالك، عن سلمان الفارسي قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«صاحب سري علي بن أبي طالب»[8872].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (1)،أنا [أبو بكر] (2) محمّد بن عمر بن بكير النجار (2)،و أبو الحسن محمّد بن الحسين بن عمر بن برهان الغزال (3) قالا: أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن عبد الرّحمن الزهري، نا أبو بكر محمّد بن هارون بن حميد المجدّر، نا محمّد بن سليمان لوين، نا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن أبي جعفر، عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه قال:

كان قوم عند النبي صلى اللّه عليه و سلم، فدخل عليّ ، فخرجوا، فلما خرجوا تلاوموا فرجعوا فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ما أنا أدخلته و أخرجتكم، بل اللّه أدخله و أخرجكم»[8873].

قال (4):و أخبرنا أبو بكر البرقاني، أنا أحمد (5) بن الحسين بن علي التميمي، نا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الأسفرايني، نا أبو بكر المروزي (6)،قال: و ذكر - يعني أحمد بن حنبل - لوينا، فقال: قد حدّث حديثا منكرا عن ابن


1- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 293/5 في ترجمة محمد بن سليمان بن حبيب بن جبير، لوين.
2- كذا بالأصل و م و «ز» و المطبوعة، قارن مع سند الحديث في تاريخ بغداد.
3- رسمها بالأصل و م:«الغزل» و التصويب عن تاريخ بغداد.
4- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 293/5.
5- كذا بالأصل، و م، و «ز»، و المطبوعة، و في تاريخ بغداد: أبو أحمد الحسين بن علي التميمي.
6- في م و تاريخ بغداد: المروذي.

قال الخطيب: أظن أبا عبد اللّه أنكر على لوين روايته متصلا، فإنّ الحديث محفوظ عن سفيان بن عيينة، غير أنه مرسل عن إبراهيم بن سعد عن النبي صلى اللّه عليه و سلم كذلك:

أخبرناه القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الجرشي (1)،أنا أبو العباس محمّد بن يعقوب الأصم، نا بحر بن نصر بن سابق الخولاني، نا عبد اللّه بن وهب، أخبرني سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن أبي جعفر، عن إبراهيم بن سعد بن أبي وقّاص قال:

دخل علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه على النبي صلى اللّه عليه و سلم و عنده ناس، فخرجوا و هم يقولون: ما أمرنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن نخرج، فدخلوا، فذكروا ذلك لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال:

«ما أنا أدخلته و أخرجتكم، و لكن اللّه أدخله و أخرجكم» (2)[8874].

قال الخطيب: و رواه الحميدي أيضا عن سفيان (3):

أخبرناه (4) ابن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر بن درستويه، نا يعقوب بن سفيان، نا الحميدي، نا سفيان، نا عمرو قال:

كنت أنا و أبو جعفر فمررنا بإبراهيم بن سعد بن أبي وقّاص فقال لي: أنظرني حتى أسأله عن حديث يحدّثه، قال عمرو: فذهب إليه، ثم جاءني، فأخبرني أنه حدثه أن عليا أتى النبي صلى اللّه عليه و سلم و عنده ناس، فدخل، فلما دخل خرجوا، ثم إنهم قالوا: و اللّه ما أخرجنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فلم خرجنا؟ فرجعوا، فدخلوا على النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«إنّي و اللّه ما أخرجتكم و أدخلته، و لكن اللّه هو أدخله و أخرجكم»[8875].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، و أبو القاسم الشّحّامي، قالا: أنا أبو (5) سعد الأديب، أنا أبو سعيد الكرابيسي، أنا أبو لبيد محمّد بن إدريس السامي


1- كذا بالأصل و م و «ز» و المطبوعة، و في تاريخ بغداد: الحرشي.
2- تاريخ بغداد 294/5.
3- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 294/5.
4- تاريخ بغداد 294/5.
5- الأصل:«ابن» تصحيف. و التصويب عن م.

بشر بن موسى الأسدي، نا زكريا بن عدي، أنا عبيد اللّه بن عمرو، عن عبد اللّه بن محمّد بن (1) عقيل، عن جابر بن عبد اللّه قال:

خرجت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى امرأة من الأنصار في نخل لها يقال له الاسراف (2)، ففرشت لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم تحت صور لها مرشوش فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«الآن يأتيكم رجل من أهل الجنة»، فجاء أبو بكر، ثم قال:«الآن يأتيكم رجل من أهل الجنّة»، فجاء عمر، ثم قال:

«الآن يأتيكم رجل من أهل الجنّة»، قال: فلقد رأيته مطأطئا رأسه من تحت الصّور ثم يقول (3):«اللّهم إن شئت جعلته عليا»، فجاء علي رضي اللّه عنه، ثم إنّ الأنصارية ذبحت لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم شاة و صنعتها، فأكل و أكلنا، فلما حضرت الظهر قام فصلّى و صلّينا ما توضّأ و لا توضّأنا.

قال: و أخبرنا الشافعي، نا عبد اللّه بن الحسن الحرّاني، حدّثني أحمد بن شعيب، نا موسى بن أعين (4)،عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل، عن جابر بن عبد اللّه قال:

خرجنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى امرأة من الأنصار، فجلسنا في نخل لها، فقال:«يطلع عليكم رجل من أهل الجنّة»، [فطلع أبو بكر، فبشرناه، ثم قال:«يطلع عليكم رجل من أهل الجنة» فطلع عليهم عمر، فبشرناه، ثم قال:«يطلع عليكم رجل من أهل الجنة»] (5) و جعل ينظر بين النخل (6) و يقول:«اللّهم إن شئت جعلته عليا»، قال: فطلع عليّ رضي اللّه عنه.

و أخبرناه أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، نا أبو محمّد الجوهري - إملاء - أنا أبو الحسن.

علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ الورّاق (7)،نا عبد اللّه بن العباس الطيالسي، نا لوين، و مخلد بن الحسن بن أبي زميل.

ح و أخبرنا [ه]


1- الأصل: عن، تصحيف، و التصويب عن م.
2- كذا بالأصل، و م، و «ز»، و المطبوعة. و الذي في معجم البلدان: الأسواف و هو موضع بناحية البقيع.
3- كذا بالأصل، و م، و «ز».
4- غير واضحة بالأصل و قد تقرأ:«أيمن» و المثبت عن م و «ز».
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك لتقويم المعنى عن م، و «ز».
6- الكلمة مطموسة بالأصل، و المثبت عن م، و «ز».
7- ترجمته في سير أعلام النبلاء 327/16.

علي، و عبد الرّحمن بن محمّد بن زياد، و محمّد بن أحمد بن ماجة.

ح و أخبرنا أبو الفضل بن سعدوية، أنا المطهر بن عبد الواحد بن محمّد، و عبد الرّحمن بن محمّد، و محمّد بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو القاسم رستم بن محمّد بن أبي عيسى، و محمّد بن غانم بن أبي نصر الشرابي، و أبو [المظفر] (1) بندار بن أبي زرعة بن بندار البيّع، و أبو المعالي الليث بن أبي الفوارس بن الحسن البزاز، قالوا: أنا أبو عيسى بن زياد.

ح و أخبرنا أبو العباس أحمد بن سلامة بن الرطبي، و أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن أحمد النجار، و أبو الوفاء عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه الدّبيسي، و أبو منصور فاذشاه (2) بن أحمد بن نصر، و أبو عبد اللّه ظفر بن إسماعيل بن الحسين النجار، و أبو عبد اللّه الحسين بن حمد (3) بن محمّد بن عمروية، و أبو غانم أحمد بن عبد الواحد بن محمّد بن زياد، و أبو المناقب ناصر بن حمزة بن ناصر العلوي، و أبو سعيد شيبان بن عبد اللّه بن شيبان، و أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن محمّد الصالحاني، و أبو نصر الحسين بن رجاء بن محمّد بن سليم، قالوا: أنا أبو بكر بن ماجة.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو الحسن بن مندة.

و أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا المطهّر بن عبد الواحد، قالوا: أنا أحمد بن محمّد بن المرزباني (4)،نا محمّد بن يحيى بن الحكم الحروي، نا لوين.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد


1- زيادة لازمة، انظر مشيخة ابن عساكر 34/أ.
2- الحرف الأول يقرأ بالأصل و م كأنه ميم، و المثبت عن المشيخة 161/ب.
3- الأصل: أحمد، تصحيف و التصويب عن م و «ز»، و المشيخة 51/أ.
4- في م و «ز»: المرزبان.

فهنّئوه - و قال التميمي قال: فاطلع أبو بكر فهنيناه - بما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يدخل - و قال التميمي: يطلع - عليكم من تحت هذا الصور رجل من أهل الجنّة»، فدخل عمر، فهنّئوه، و قال التميمي: فأطلع عمر فهنيناه - بما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يدخل - و قال التميمي: يطلع - عليكم من تحت هذا الصور رجل من أهل الجنّة، اللّهم إن شئت - و قال التميمي: ثم قال: إن شئت - جعلته عليا» ثلاث مرات، فدخل علي - و في حديث التميمي: فأطلع علي رضي اللّه عنه (1)[8876].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، و أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن أحمد، و أبو البركات يحيى بن الحسن بن الحسين المدائني، و أبو بكر محمّد، و أبو عمرو عثمان ابنا أحمد بن عبيد اللّه بن دحروج، قالوا: أنا أبو الحسين بن النّقّور قال: حدّثنا عيسى بن علي قال: قرئ على أبي الحسن محمّد بن نوح الجنديسابوري، و أنا أسمع قيل له: حدثكم أحمد بن محمّد بن أنس، نا ضرار بن صرد، نا يحيى بن يعلى، نا شريك، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن عبد اللّه بن سلمة، حدّثني عبيدة السّلماني قال: سمعت ابن مسعود يقول:

كنت عند النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«يطلع عليكم رجل من أهل الجنّة»، فطلع أبو بكر، فسلّم و جلس، ثم قال:«يطلع عليكم رجل من أهل الجنّة»، فطلع عمر، فسلّم و جلس، ثم قال:

«يطلع عليكم رجل من أهل الجنّة»، فطلع عليّ ، فسلّم و جلس[8877].

أخبرنا أبو علي الحداد و غيره في كتبهم قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، نا سليمان بن أحمد الطّبراني، نا محمّد بن حبان المازني، نا كثير بن يحيى، نا سعيد بن عبد الكريم، عن سليط الحنفي، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن أبي مسعود، قال:

دخل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حائطا، ثم قال:«يدخل عليكم الآن رجل من أهل الجنّة»، فدخل أبو بكر الصّدّيق، ثم قال:«يدخل عليكم الآن رجل من أهل الجنّة، اللّهم اجعله عليا»، فدخل عليّ .

كذا قال الطّبراني: عن أبي مسعود، و ذكره في باب: عتبة بن عمرو.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، نا أبو [منصور] (2) شجاع بن [علي]


1- رواه من هذا الطريق الذهبي في تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص 636 و الحاكم في المستدرك 136/3.
2- الزيادة عن م و «ز».

الصقلي (1)،أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إسحاق بن مندة، أنا خيثمة بن سليمان قال: حدّثنا أبو عمر أحمد بن أبي حمّاد الحمصي، نا يعقوب بن حميد بن كاسب، نا إبراهيم بن الحسن بن علي الرافعي، عن محمّد بن الفضل الرافعي، عن جدته سلمى قالت:

كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في النخل، فقال:«يطلع عليكم رجل من أهل الجنّة»، [قالت:] فسمعت حسا، فإذا علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه[8878].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا عبيد اللّه بن عمر القواريري، نا حرمي بن عمارة، حدّثني الفضل بن عميرة القيسي أبو قتيبة، حدّثني ميمون الكردي، أبو نصير، عن أبي عثمان النّهدي، عن علي بن أبي طالب قال:

كنت أمشي مع النبي صلى اللّه عليه و سلم، فأتينا على حديقة، فقلت: يا رسول اللّه ما أحسن هذه الحديقة، فقال:«ما أحسنها و لك في الجنّة أحسن منها»، ثم أتينا على حديقة أخرى، فقلت:

يا رسول اللّه ما أحسنها من حديقة، قال:«لك في الجنّة أحسن منها» حتى أتينا على سبع حدائق أقول يا رسول اللّه ما أحسنها، فيقول:«لك في الجنّة أحسن منها»، فلما أن خلا به الطريق اعتنقني (2) ثم أجهش باكيا، فقلت: يا رسول اللّه ما يبكيك ؟ قال:«ضغائن في صدور أقوام لا يبدونها لك إلاّ بعدي»، فقلت: في سلامة من ديني، قال:«في سلامة من دينك»[8879].

الصواب أخبرناه أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (3)،أنا الحسن بن أبي بكر، أنا عبد اللّه بن إسحاق بن إبراهيم البغوي، نا عبد اللّه بن أحمد (4) بن كثير الدورقي أبو العبّاس، و أحمد بن زهير، قالا: أنا الفيض بن وثيق بن يوسف بن عبد اللّه بن عثمان بن أبي العاص - قال أحمد بن زهير: قدم علينا سنة أربع و عشرين و مائتين (5)-نا الفضل بن عميرة (6)،حدّثني ميمون الكردي


1- كذا بالأصل، و في م، و «ز»: المصقلي.
2- رسمها مضطرب بالأصل، و المثبت يوافق عبارة المطبوعة.
3- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 398/12 ضمن ترجمة الفيض بن وثيق الثقفي البصري.
4- بالأصل:«نا أبو عبد اللّه محمد بن كثير الدورقي أبو العباس». و التصويب عن تاريخ بغداد.
5- بالأصل: و مائتي.
6- هو الفضل بن عميرة القيسي الطفاوي، أبو قتيبة البصري، ترجمته في تهذيب الكمال 83/15.

عبد اللّه بن عامر - أبو نصير، عن أبي عثمان النهدي، عن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه قال:

مررت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بحديقة، فقلت: يا رسول اللّه ما أحسنها، قال:«لك في الجنة خير منها» حتى مررت بسبع حدائق - و قال أحمد بن زهير: بتسع حدائق - كلّ ذلك أقول له: ما أحسنها، و يقول:«لك في الجنّة خير منها»، قال: ثم جذبني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و بكى، فقلت: يا رسول اللّه ما يبكيك ؟ قال:«ضغائن في صدور رجال عليك، لن يبدوها لك إلاّ من بعدي»، فقلت: بسلامة من ديني ؟ قال:«نعم، بسلامة من دينك»[8880].

أخبرناه أبو المظفر بن القشيري، أخبرنا أبو سعد، أنا أبو عمرو.

ح و أخبرناه أبو سهل محمّد بن سعدوية، أنا إبراهيم، أنا ابن المقرئ.

قالا: أنا أبو يعلى، نا القواريري، نا حرمي بن عمارة، نا الفضل بن عميرة أبو قتيبة القيسي، حدّثني ميمون الكردي أبو نصير، عن أبي عثمان - زاد ابن المقرئ: النّهدي - عن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه قال:

بينما رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم آخذ بيدي و نحن نمشي في بعض سكك المدينة إذ أتينا على حديقة، فقلت: يا رسول اللّه ما أحسنها من حديقة، قال:«لك في الجنّة أحسن منها»، ثم مررنا بأخرى فقلت: يا رسول اللّه ما أحسنها من حديقة، قال:«لك في الجنّة أحسن منها» حتى مررنا بسبع حدائق كلّ ذلك أقول - زاد ابن المقرئ: له، و قالا:- ما أحسنها، و يقول:

«لك في الجنّة أحسن منها»، فلمّا خلا له الطريق اعتنقني ثم أجهش باكيا، قال: فقلت - و قال أبو عمرو: قلت - يا رسول اللّه (1) في سلامة من ديني ؟ قال:«في سلامة من دينك»[8881].

أخبرنا أبو العز بن كادش، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا علي بن محمّد بن أحمد بن نصير، نا عمر بن محمّد القابلاني (2)،نا أحمد بن بديل، نا المفضل بن ضمرة الأسدي، نا يونس بن خباب (3)،عن عثمان بن حاضر


1- كذا بالأصل و ثمة سقط في الكلام أخلّ بالمعنى، و قد تمم العبارة في المطبوعة قياسا إلى الرواية السابقة فجاءت العبارة: و قال أبو عمرو: قلت: يا رسول اللّه ما يبكيك ؟ قال: ضغائن في صدور أقوام لا يبدونها لك إلاّ من بعدي، قلت: يا رسول اللّه في سلامة من ديني ؟.
2- كذا بالأصل، و في «ز»: القافلائي.
3- الأصل: حباب، تصحيف، ترجمته في تهذيب الكمال 533/20 طبعة دار الفكر.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فمرّ بحديقة، فقال علي رضي اللّه عنه: ما أحسن هذه الحديقة، قال:

«حديقتك في الجنّة أحسن منها»، حتى مرّ بسبع حدائق، كلّ ذلك يقول علي: يا رسول اللّه ما أحسن هذه الحديقة، فيردّ عليه النبي صلى اللّه عليه و سلم:«حديقتك في الجنّة أحسن منها»، ثم وضع النبي صلى اللّه عليه و سلم رأسه على إحدى منكبي علي فبكى، فقال له علي: ما يبكيك يا رسول اللّه ؟ قال:

«ضغائن في صدور أقوام لا يبدونها لك حتى أفارق الدنيا»، فقال علي رضي اللّه عنه: فما أصنع يا رسول اللّه ؟ قال:«تصبر»، قال: فإن لم أستطع ؟ قال:«تلقى جميلا» (1)،قال:

و يسلم لي ديني ؟ قال:«و يسلم لك دينك»[8882].

رواه يحيى بن يعلى، عن يونس فنقّص من إسناده: ابن حاضر:

و أخبرتنا (2) به أم المجتبى بنت ناصر، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا يحيى بن يعلى، عن يونس بن خباب (3)،عن أنس قال:

خرجت أنا و علي رضي اللّه عنه مع النبي صلى اللّه عليه و سلم في حيطان المدينة، فمررنا بحديقة، فقال: ما أحسن هذه الحديقة يا رسول اللّه، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«حديقتك في الجنّة أحسن منها» حتى مرّ بسبع، كلّ ذلك يقول: ما أحسن هذه الحدائق، فيقول:«حديقتك في الجنّة أحسن من هذه»[8883].

تابعه عبد الرّحمن بن صالح الأزدي، عن يحيى بن يعلى.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر الخرائطي، نا عمر بن شبّة، نا حبّان بن هلال، نا حمّاد بن سلمة، عن محمّد بن إسحاق، عن محمّد بن إبراهيم، عن سلمة بن أبي الطّفيل عن علي قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا عليّ إنّ لك في الجنّة كنزا، و إنك ذو قرنيها


1- كذا بالأصل، و في م، و «ز»، و المطبوعة: تلقى جهدا، و هو أشبه.
2- في م: أخبرتنا، بدون «واو».
3- الأصل و م: حباب، بالحاء المهملة تصحيف.

النظرة الأولى، فإنّ الأولى لك و ليست لك الآخرة» (1)[8884].

أخبرناه عاليا أبو البركات سعيد بن الحسين بن الحسن البزاز، و أبو القاسم بن السّمرقندي، نا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو القاسم بن أبي حبابة.

ح و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو الحسين ابن أخي ميمي، قالا: نا عبد اللّه بن محمّد، نا هدبة (2) بن خالد، نا حمّاد بن سلمة، عن محمّد بن إسحاق، عن محمّد بن إبراهيم التيمي، عن سلمة بن أبي الطفيل، عن عليّ رضي اللّه عنه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«يا علي إنّ لك في الجنة كنزا، و إنك ذو قرنيها، فلا تتبع النظرة النظرة، فإنّ لك الأولى و ليست لك الأخيرة»[8885].

أخبرنا أبو النجم [بدر بن عبد اللّه] (3) قال: أنا أبو بكر الخطيب (4)،أخبرني أبو بكر أحمد بن محمّد بن أحمد بن جعفر الأزدي (5) الأصبهاني، نا أحمد بن محمّد بن موسى اللّخمي (6)،نا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن مطر السكري - ببغداد - نا داود بن رشيد، حدّثني أبي قال:

كنت يوما عند المهدي فذكر علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه، قال المهدي: حدّثني أبي، عن جدي، عن أبيه قال ابن عباس: قال: كنت عند النبي صلى اللّه عليه و سلم و عنده أصحابه حافّين به، إذ دخل علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه، فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«يا عليّ إنك عبقريهم».

قال المهدي: أي سيدهم.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين.... (7).

و ذرارينا خلف أزواجنا من ورائنا.

إسماعيل بن عمرو كوفي، نز [ل]


1- كذا بالأصل و في م و «ز»: و ليست لك الأخيرة.
2- الأصل و م: هدية، تصحيف.
3- بياض بالأصل، و الكلام متصل في م.
4- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 437/8 في ترجمة رشيد.
5- كذا بالأصل، و في م:«الأزدي بأصبهان». و في تاريخ بغداد: اليزدي بأصبهان.
6- تاريخ بغداد: الملحمي.
7- بياض بالأصل و م و «ز»، بالأصل و «ز» تجاوز الورقة الكاملة. و الذي في م بياض مساحته أكثر من سطر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو العبّاس بن عقدة، نا محمّد بن أحمد بن الحسن - يعني القطواني - نا خزيمة بن ماهان المروزي، نا عيسى بن يونس، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يأتي على الناس يوم القيامة وقت ما فيه راكب إلاّ نحن أربعة»، فقال له العبّاس بن عبد المطلب عمه: فداك أبي و أمّي، و من هؤلاء الأربعة ؟ قال:«أنا على البراق، و أخي صالح على ناقة اللّه التي عقرها قومه، و عمّي حمزة أسد اللّه و أسد رسوله على ناقتي العضباء، و أخي علي بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنة مدبجة الحسن (1)،عليه حلّتان خضراوان من كسوة الرحمن، على رأسه تاج من نور، لذلك التاج سبعون ركنا، على كلّ ركن ياقوتة حمراء تضيء للراكب مسيرة ثلاثة أيام، و بيده لواء الحمد، ينادي: لا إله إلاّ اللّه محمّد رسول اللّه، فيقول الخلائق: من هذا؟ ملك مقرّب ؟ نبي مرسل ؟ حامل عرش ؟ فينادي مناد من بطن العرش: لا ملك مقرّب و لا نبيّ مرسل، و لا حامل عرش، هذا علي بن أبي طالب، وصي رسول المسلمين، و أمير المؤمنين، و قائد الغرّ المحجّلين، في جنّات النعيم»[8886].

في إسناده غير واحد من الشيعة، و قد روي [عن] (2) ابن عبّاس من وجه آخر:

أخبرناه أبو الحسن بن قيس، نا - و أبو منصور بن خيرون قال: أخبرنا - أبو بكر الخطيب (3)،أنا عبيد اللّه بن محمّد بن عبيد اللّه النجار، أنا محمّد بن المظفر، نا عبد الجبّار بن أحمد بن عبيد اللّه السمسار - ببغداد - نا علي بن المثنّى الطّهوي، نا زيد بن الحباب، نا عبد اللّه بن لهيعة، نا جعفر بن ربيعة، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما في القيامة راكب غيرنا نحن أربعة»، فقام إليه عمّه العبّاس بن عبد المطّلب، فقال: و من هم يا رسول اللّه ؟ قال:«أما أنا فعلى البراق، وجهها كوجه الإنسان، و خدّها كخدّ الفرس، و عرفها من لؤلؤ ممشوط ، و أذناها زبرجدتان خضراوان، و عيناها مثل كوكب الزهرة، تتقدان (4) مثل النجمين المضيئين، لها شعاع مثل شعاع الشمس بلقاء محجلة تضيء مرة و تنمى (5) أخرى، يتحدر من خدّها


1- كذا بالأصل و م و «ز».
2- زيادة للإيضاح.
3- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 112/11 ضمن ترجمة عبد الجبّار بن أحمد بن عبيد اللّه السمسار.
4- تاريخ بغداد: توقدان.
5- تنمى: بمعنى تصعد، حكاه في النهاية (هامش تاريخ بغداد).

الخلق، أذناها (1) ذنبها مثل ذنب البقرة، طويلة اليدين و الرجلين، أظلافها كأظلاف البقر، من زبرجد أخضر، تجد في مسيرها، تمرّ (2) كالريح و هي مثل السحابة، لها نفس كنفس الآدميين، تسمع الكلام و تفهمه، و هي فوق الحمار و دون البغل»، قال: فقال العبّاس: و من يا رسول اللّه ؟ قال:«و أخي صالح على ناقة اللّه و سقياها التي عقرها قومه» قال العبّاس: و من يا رسول اللّه ؟ قال:«و عمي حمزة بن عبد المطلب أسد اللّه و أسد رسوله، و سيد الشهداء على ناقتي العضباء»، قال العباس: و من يا رسول اللّه ؟ قال:«و أخي عليّ على ناقة من نوق الجنة، زمامها من لؤلؤ رطب، عليها محمل من ياقوت أحمر، قضبانها من الدرّ الأبيض، على رأسه تاج من نور، لذلك التاج سبعون ركنا، ما من ركن إلاّ و فيه ياقوتة حمراء تضيء للراكب المحثّ ، عليه حلتان خضراوان، و بيده لواء الحمد، و هو ينادي: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أن محمدا رسول اللّه، فتقول الخلائق: ما هذا إلاّ نبيّ مرسل، أو ملك مقرّب،[فينادي مناد من بطنان العرش: ليس هذا ملك مقرب] (3) و لا نبيّ مرسل و لا حامل عرش، هذا علي بن أبي طالب وصي رسول رب العالمين، و إمام المتّقين، و قائد الغرّ المحجّلين»[8887].

قال الخطيب:[لم أكتبه] (4) بهذا الإسناد، و ابن لهيعة ذاهب الحديث.

قال الخطيب (5):و أخبرنيه أبو الوليد الحسن بن محمّد بن علي الدّربندي، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن سليمان الحافظ - ببخارى - أنا محمّد بن نصر بن خلف، و خلف بن محمّد بن إسماعيل، قالا: نا أبو عثمان سعيد (6) بن سليمان بن داود الشرغي (7)،نا أبو الطيب حاتم بن منصور الحنظلي، نا المفضل بن سالم


1- تاريخ بغداد: أذنها.
2- تاريخ بغداد: مسيرها سيرها كالريح.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن «ز»، و تاريخ بغداد.
4- بياض بالأصل و م و «ز»، و المستدرك عن تاريخ بغداد.
5- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 122/13-123 ضمن ترجمة المفضل بن سلم.
6- كذا بالأصل و م و «ز»، و في تاريخ بغداد: سعد.
7- الأصل و م: السرعي، و المثبت عن تاريخ بغداد.

و صهري علي بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنة، مدبجة الظهر، رحلها من زمرد أخضر، مضبب بالذهب الأحمر، رأسها من الكافور الأبيض، و ذنبها من العنبر الأشهب، و قوائمها من المسك الأذفر، و عنقها من لؤلؤ عليها قبة من نور اللّه، باطنها عفو اللّه، و ظاهرها رحمة اللّه، بيده لواء الحمد، فلا يمرّ بملإ من الملائكة إلاّ قالوا: هذا ملك مقرّب، أو نبيّ مرسل، أو حامل عرش ربّ العالمين، فينادي مناد من لدنان العرش - أو قال: من بطنان العرش - ليس هذا ملكا مقرّبا و لا نبيا مرسلا، و لا حامل عرش رب العالمين، هذا علي بن أبي طالب أمير المؤمنين، و إمام المتقين، و قائد الغرّ المحجّلين، إلى جنان ربّ العالمين، أفلح من صدقه، و خاب من كذبه، و لو أنّ عابدا عبد اللّه بين الركن و المقام ألف عام، و ألف عام حتى يكون كالشنّ البالي، لقي مبغضا لآل محمد أكبّه اللّه على منخره في نار جهنم»[8888].

قال الخطيب: لم أكتبه إلاّ بهذا الإسناد، و رجاله فيهم غير واحد مجهول، و آخرون معروفون بغير الثقة.

و قد كتبه الخطيب من غير هذا الوجه من الوجه الذي تقدم، و هذا الإسناد أشبه بهذا الحديث من الإسنادين الآخرين، فإن عباية و الأصبغ غاليان في التشيّع، و الباقون مجهولون.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، نا أبو محمّد الجوهري - إملاء - نا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الحافظ ، نا أبو عبد اللّه عبيد اللّه بن عبد الصمد بن المهتدي، نا بكر بن سهل الدمياطي، نا محمّد بن عبد الله بن سليمان الخراساني سنة اثنتين و أربعين و مائتين، نا عبد اللّه بن يحيى، نا ابن المبارك، عن معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر قال:

لما طعن عمر و أمر بالشورى، فقال: ما عسى أن يقولوا في علي، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«يا عليّ يدك في يدي يوم القيامة، تدخل معي حيث أدخل»[8889].

أخبرنا أبو بكر أيضا، أنا علي بن إبراهيم بن عيسى الباقلاني قرأت عليه و أنا حاضر، نا أبو بكر بن مالك - إملاء - نا علي بن الحسن القطيعي، نا أبو مسعود بن عقيل، نا عبد العزيز بن الخطاب، نا عيسى ذكره عن داود بن أبي هند، عن أبي جعفر، عن رجل، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يؤتى يوم القيامة بناقة من نوق الجنة يا عليّ ، فتركبها

كتب إليّ أبو بكر عبد الغفار بن محمّد، و حدّثني أبو المحاسن عبد الرزاق بن محمّد عنه، أنا أبو بكر الحيري، نا أبو العباس الأصم، نا عبد اللّه بن أحمد بن محمّد بن مستورد، نا إسماعيل بن صبيح اليشكري، نا سفيان بن إبراهيم، عن عبد المؤمن بن القاسم (1)الأنصاري، عن أبان بن تغلب، عن عمران بن مقسم، عن المنهال (2) بن عمرو، عن عبد اللّه بن الحارث بن نوفل أنه سمع علي بن أبي طالب يقول:

قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أ لا ترضى يا عليّ إذا جمع اللّه الناس في صعيد واحد عراة حفاة مشاة قد قطع أعناقهم العطش، فكان أول من يدعى إبراهيم و يكسى (3) ثوبين أبيضين، ثم (4) يقوم عن يمين العرش، ثم يفجر مثعب من الجنة إلى الحوض (5)،حوض (6) أقرب مما بين بصرى و صنعاء، فيه آنية مثل عدد نجوم السماء، و قدحان من فضة، فأشرب و أتوضّأ، ثم أكسى ثوبين أبيضين،[ثم أقوم عن يمين العرش، ثم يدعى: يا علي فتشرب، ثم توضأ ثم تكسى ثوبين أبيضين] (7) فيقوم عن يميني معي، فلا أدعى لخير إلاّ دعيت»[8891].

آخر الجزء الثالث و الخمسين بعد الثلاثمائة من الأصل.

أخبرنا أبو منصور عبد اللّه بن محمّد، أنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب، أنا أبو عبد الرّحمن إسماعيل بن أحمد بن عبد اللّه النيسابوري الحيري (8)،أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم العبدوي، أنا أبو نعيم عبد الملك بن محمّد بن عدي الجرجاني، نا أحمد بن عيسى التّنّيسي.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (9)،نا عبد الملك - يعني ابن محمّد الأسترآباذي - نا أحمد بن فيروز


1- في المطبوعة: قاسم.
2- بياض في م.
3- كذا بالأصل، و في م، و «ز»، و المطبوعة: فيكسى.
4- كذا بالأصل، و في م: فيقوم.
5- كذا بالأصل، و م، و «ز»، و في المطبوعة: إلى حوضي.
6- كذا، و في م:«حوض أعزب» و في المطبوعة: و حوضي أعرض.
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن م.
8- «الحيري» مكانها بياض في م.
9- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 141/7 ضمن ترجمة لاهز بن عبد اللّه التيمي البغدادي.

و أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ (1)،نا محمّد بن حميد، نا علي بن سراج المصري، نا محمّد بن فيروز (2)،نا أبو عمرو لاهز بن عبد اللّه - قال الخطيب: التميمي البغدادي - نا المعتمر (3)-و قال ابن مسعدة: التيمي بغدادي - نا معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: حدثنا أنس بن مالك قال:

بعثني النبي صلى اللّه عليه و سلم إلى أبي برزة الأسلمي، فقال له و أنا أسمعه - و قال الحداد: أسمع-«يا أبا برزة إنّ رب العالمين عهد إليّ في علي بن أبي طالب عهدا، فقال: عليّ راية - و قال الحداد: إنه راية - الهدى، و منار الإيمان و إمام أوليائي، و نور جميع من أطاعني، يا أبا برزة علي بن أبي طالب أميني غدا في القيامة، و صاحب رايتي في القيامة على مفاتيح خزائن رحمة ربي»[8892]


1- رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 66/1.
2- كذا رسمها بالأصل، و في ابن عدي: هارون، و في م: بياض مكانها، و في المطبوعة:«فيروز» و في الحلية كما سيرد «فيروز» أيضا.
3- كذا بالأصل و م و «ز» و المطبوعة، و يبدو أنها مقحمة هنا، و سترد اللفظة بعد كلمات، و يؤيد أنها مقحمة عبارة ابن عدي و حلية الأولياء.

الآخرة، أعطاني به في الدنيا أنه صاحب لوائي عند كلّ شديدة و كراهية، و أعطاني به في الدنيا أنه غامضي و غاسلي و دافني، و أعطاني به في الدنيا أنه لن يرجع بعدي كافرا، و أعطاني به في الآخرة أنه صاحب لواء الحمد يقدّمني به، و أعطاني به في الآخرة أنه متكئي في طول الجسر يوم القيامة، و أعطاني به أنه عون لي على حمل مفاتيح الجنّة»[8893].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر الشامي، أنا أحمد بن محمّد العتيقي، أنا يوسف بن أحمد بن الدخيل، نا أبو جعفر محمّد بن عمرو العقيلي (1)،نا إبراهيم بن عبد اللّه الفارسي، نا محمّد بن يحيى بن الضّريس العبدي (2)،نا خالد (3) بن المبارك، نا شريك، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«أعطيت في عليّ خمس خصال لم يعطها نبيّ (4) في أحد قبلي، أما خصلة منها فإنه يقضي ديني، و يواري عورتي، و أما الثانية فإنه الذائد عن حوضي، و أمّا الثالثة فإنه متكئي في طريق الجسر (5) يوم القيامة، و أمّا الرابعة فإنه لوائي معه يوم القيامة و تحته آدم و ما ولد، و أما الخامسة فإني لا أخشى أن يكون زانيا بعد إحصان، و لا كافرا (6) بعد إيمان»[8894].

قال أبو جعفر: ليس له من حديث أبي إسحاق أصل، و لا من حديث شريك، و قد روي بإسناد ليّن.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن زريق، أنا (7)-أبو بكر الخطيب (8)،حدّثني الحسن بن أبي طالب، نا أحمد بن إبراهيم، نا صالح بن أحمد بن يونس (9) البزاز (10)،نا عصام بن الحكم العكبري، نا جميع بن عمر البصري


1- رواه العقيلي في الضعفاء الكبير 22/2 ضمن ترجمة خلف بن المبارك.
2- كذا رسمها بالأصل و المطبوعة، و اللفظة غير واضحة في م لسوء التصوير، و في الضعفاء الكبير: الفيدي.
3- كذا بالأصل و المطبوعة، و في الضعفاء الكبير:«خلف».
4- الضعفاء الكبير: لم يعطها ربي.
5- كذا بالأصل و المطبوعة، و في الضعفاء الكبير: طريق الحشر.
6- الأصل:«كافر»، و في الضعفاء الكبير: زان.. كافر.
7- الأصل:«نا... نا» و التصويب قياسا إلى أسانيد مماثلة.
8- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 289/12 ضمن ترجمة عصام بن الحكم العكبري، أبو عصمة الشيباني.
9- بالأصل و المطبوعة: نواس، و التصويب عن م و تاريخ بغداد.
10- الأصل بدون إعجام، و المثبت عن م، و «ز»، و تاريخ بغداد.

عن محمّد بن جحادة، عن الشعبي، عن علي قال: قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أنت و شيعتك في الجنّة»[8895].

أخبرنا أبو العلاء صاعد بن أبي الفضل بن أبي عثمان الماليني، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن أبي بكر بن أحمد السقطي، نا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن محمّد بن الجارود الحافظ - إملاء - أنا أبو محمّد بن (1) جعفر بن محمّد بن أحمد بن محمّد المعروف بابن المتيّم الكاتب - ببغداد - نا أبو محمّد القاسم بن جعفر بن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب، حدّثني أبي جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عبد اللّه، عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد الصّادق، عن محمّد بن علي الباقر، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«يا علي إذا كان يوم القيامة يخرج (2) قوم من قبورهم لباسهم النور، على نجائب من نور، أزمتها يواقيت حمر، تزفّهم الملائكة إلى المحشر»، فقال علي:

تبارك اللّه ما أكرم هؤلاء على اللّه، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«يا عليّ ، هم أهل ولايتك، و شيعتك، و محبّوك، يحبونك بحبّي، و يحبوني بحبّ اللّه، هم الفائزون يوم القيامة»[8896].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا السيد أبو الحسن محمّد بن علي بن الحسين، نا محمّد بن عبد الرّحمن أبو علي الكسائي، نا عبد اللّه بن صالح البزار (3)،نا محمّد بن يحيى بفيد، نا عيسى بن عبد اللّه بن عبيد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب، حدّثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن علي قال: قال لي سلمان:

قلما طلعت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و أنا معه إلاّ ضرب بين كتفي، فقال: يا سلمان هذا و حزبه المفلحون.

قال السيّد أبو الحسن


1- «محمد بن» ليس في م، و «ز».
2- الأصل: فخرج، و المثبت عن م.
3- كذا رسمها بالأصل و م، و في المطبوعة: البزاز.

محمّد بن محمّد بن عبد اللّه عنه، أنا أبو علي بن شاذان، أنا محمّد بن جعفر بن محمّد الآدمي، نا إسحاق بن محمّد الكوفي، نا أبي، حدّثني عبيد الله بن الزبير، عن زياد بن المنذر، حدّثني زكريا أبو يحيى، حدّثني أبو هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إنّ عن يمين العرش كراسي من نور، عليها أقوام تلألأ وجوههم (1) نورا»، فقال أبو بكر: أنا منهم يا نبي اللّه ؟ قال:«أنت على خير»، قال: فقال عمر: يا نبي اللّه، أنا منهم، فقال مثل ذلك،«و لكنهم قوم تحابّوا من أجلي، و هم هذا و شيعته»، و أشار بيده إلى علي بن أبي طالب[8897].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، و أبو المواهب أحمد بن محمّد بن عبد الملك، قالا:

أنا القاضي أبو الطّيّب طاهر بن عبد اللّه، نا أبو أحمد محمّد بن أحمد بن الغطريف، أنا عمر بن محمّد بن نصر الكاغدي، نا أحمد بن يحيى الصّوفي، نا يحيى بن الحسن بن الفرات القزاز، نا عبد اللّه، عن أبي هارون، عن أبي سعيد قال: نظر النبي صلى اللّه عليه و سلّم إلى علي فقال:«هذا و شيعته هم الفائزون يوم القيامة»[8898].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عيسى - قراءة عليه و أنا حاضر - نا أبو بكر بن مالك - إملاء - نا محمود بن محمّد الواسطي - بواسط - نا أبو سعيد الأشج، نا تليد بن سليمان، عن أبي الجحّاف (2)،عن محمّد بن عمرو الهاشمي، عن زينب بنت علي، عن فاطمة بنت محمّد صلى اللّه عليهما (3)،قالت: نظر النبي صلى اللّه عليه و سلّم إلى عليّ فقال:«هذا في الجنّة»[8899].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو الحسين ابن أخي ميمي، أنا أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني، نا علي بن الحسين بن عبيد، نا إسماعيل بن أبان، نا سعد بن طالب أبو علام


1- الأصل: نور.
2- في م: ابن الحجار.
3- في م و المطبوعة: صلى اللّه عليه و سلم.

محمّد بن بشر بن العبّاس، أنا أبو لبيد محمّد بن إدريس السامي (1).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو القاسم البغوي، قالا: نا سويد بن سعيد.

ح و أخبرنا أبو السّعادات أحمد بن أحمد بن عبد الواحد، نا أبو جعفر بن المسلمة - إملاء - نا أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى الوزير، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا محمّد بن عبد الوهاب، و سويد بن سعيد، قالا:

نا سوّار بن مصعب الهمداني، عن أبي الجحّاف، عن محمّد بن علي - و في حديث السامي (2):عن محمّد بن عمرو، عن فاطمة بنت علي، عن أم سلمة قالت:

كانت ليلتي - و قال السامي: كان ليلتي - و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عندي، قعدت عليه، و قال السامي: إليه - فاطمة و معها - و قال السامي: معها علي - فرفع إليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم رأسه - و في حديث السامي: فرفع إليه رأسه و قال:«أبشر يا عليّ أنت و أصحابك في الجنة، أبشر يا عليّ أنت و شيعتك في الجنّة ألا أن ممن يزعم أنه يحبك قوم يضفزون


1- الأصل: السلمي، تصحيف، و المثبت عن م.
2- بالأصل في كل مواضع الخبر:«الشامي» صوبنا اللفظة هنا و في كل مواضع الحديث عن م، و «ز».

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد [الحسن] (1) بن علي الجوهري، أنا أبو الحسن الدار قطني، نا أحمد بن محمّد بن سعدان الصّيدلاني، نا شعيب بن أيوب، نا أبو يحيى الحمّاني (2) عبد الحميد، عن أبي حمان الكلبي، عن أبي سليمان - يعني الهمداني - عن عمه، عن علي قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«يا عليّ أنت و شيعتك في الجنّة، و إنّ قوما لهم نبز يقال لهم الرافضة، فإن لقيتهم فاقتلهم فإنهم مشركون»[8903].

قال (3) علي: ينتحلون حبّنا أهل البيت و ليسوا كذلك، و آية ذلك أنهم يشتمون أبا بكر و عمر.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، و أبو المواهب أحمد بن محمّد بن عبد الملك، قالا:

أنا القاضي أبو الطّيّب الطبري، أنا أبو أحمد محمّد بن أحمد بن الغطريف، نا أبو عبد اللّه أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي.

و أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، نا أبو محمّد الجوهري - إملاء - أنا محمّد بن المظفر الحافظ ، نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، نا عيسى بن مسلم الأحمر، نا محمّد بن معاوية، عن يحيى بن سابق المدني، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن ابن عمر قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«يا عليّ أنت في الجنّة، يا علي أنت في الجنّة، يا علي أنت في الجنّة»[8904].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي الحسن بن محمّد بن القاسم بن عبد اللّه بن زنبة، أنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار (4)،نا أبو العباس أحمد بن محمّد بن صالح البروجردي الخطيب


1- زيادة للإيضاح.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 60/11 طبعة دار الفكر.
3- كذا بالأصل و في م، و «ز» و المطبوعة: فقال علي.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 293/17.

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«يا عليّ أنت في الجنّة، أنت في الجنّة، أنت في الجنّة، و سيكون قوم لهم نبز يقال لهم الرافضة فإن لقيتهم فاقتلهم فإنهم مشركون» قال علي: فما ذا علامتهم يا رسول اللّه ؟ قال:«لا يرون جمعة و لا جماعة، و يسبّون أبا بكر و عمر»[8905].

أخبرنا أبو الفرج عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر (1)،أنا أبو نصر الزينبي، أنا أبو بكر محمّد بن عمر بن علي بن خلف الوراق، نا أبو بكر محمّد بن السّري بن عثمان، نا إبراهيم بن هانئ النيسابوري، نا عبادة بن زياد الأسدي، نا عمرو بن ثابت بن أبي المقدام، عن أبي حمزة الثمالي (2)،عن سعيد بن جبير، عن أبي الحمراء خادم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«لما أسري بي رأيت في ساق العرش مكتوبا (3):لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه، صفوتي من خلقي أيّدته بعلي، و نصرته [به.] (4)».

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر الشامي، أنا أحمد بن محمّد العتيقي، أنا يوسف بن أحمد الصيدلاني، نا محمّد بن عمرو العقيلي (5)،نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا زكريا بن يحيى الكسائي، نا يحيى بن سالم (6)،نا أشعث بن عم حسن بن صالح، نا مسعر، عن عطية العوفي، عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«مكتوب على باب الجنّة: لا إله إلاّ اللّه محمّد رسول اللّه، أيّدته بعليّ قبل أن يخلق (7) السموات و الأرض بألفي سنة»[8906].

قال أبو جعفر: أشعث كوفي، كان له مذهب، و زكريا (8)،و يحيى بن سالم يسايرون أشعث في المذهب (9).

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني.

و أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن عبد اللّه بن هشام بن سوار


1- مشيخة ابن عساكر 104/أ.
2- الأصل: الثمال، و المثبت عن م.
3- الأصل: مكتوب.
4- «به» ليست في الأصل و م، و استدركت عن المطبوعة.
5- رواه العقيلي في الضعفاء الكبير 33/1 ضمن ترجمة أشعث ابن عم حسن بن صالح.
6- في الضعفاء الكبير: يحيى بن صالح.
7- في الضعفاء الكبير: يخلق اللّه السموات و الأرض.
8- ما بين الرقمين ليس في الضعفاء الكبير، و العبارة فيه: و زكريا الكسائي و يحيى بن سالم ليسا بدون أشعث في الأسانيد.
9- ما بين الرقمين ليس في الضعفاء الكبير، و العبارة فيه: و زكريا الكسائي و يحيى بن سالم ليسا بدون أشعث في الأسانيد.

قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد اللّه بن محمّد بن إسحاق بن إبراهيم بن زهير الطرابلسي الشاهد، قدم علينا دمشق، أنا خال أبي خيثمة بن سليمان بن حيدرة القرشي، أنا إسحاق بن سيّار النصيبي، نا أبو عاصم، عن أبي الجرّاح، عن جابر بن صبح، عن أم شراحيل، عن أم عطية.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم بعث عليا في سرية، قالت: فرأيته رافعا يديه و هو يقول:«اللهمّ لا تمتني حتى تريني (1) عليا»[8907].

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور السلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا إبراهيم بن محمّد بن عرعرة (2)،نا أبو عاصم، حدّثني أبو الجرّاح، حدّثني جابر بن صبح، حدثتني أم شراحيل قالت: حدثتني أم عطية قالت:

بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم جيشا فيهم علي بن أبي طالب قالت: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يدعو رافعا يديه يقول:«اللهم لا تمتني حتى تريني عليا (3) بن أبي طالب»[8908].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، نا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو علي محمّد بن أحمد بن يحيى العطشي، نا أبو بكر عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا إسحاق بن إبراهيم النهشلي، نا سعد بن الصلت، نا أبو الجارود الرحبي، عن أبي إسحاق الهمداني، عن الحارث، عن علي قال:

لما كانت ليلة بدر قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«من يسقي لنا من الماء»؟ فأحجم الناس، فقام عليّ ، فاحتضن قربة ثم أتى بئرا بعيد القعر مظلمة، فانحدر فيها، فأوحى اللّه تعالى إلى جبريل و ميكائيل و إسرافيل: اهبطوا لنصر محمّد و حزبه، ففصلوا من السماء لهم لغط يذعر من سمعه، فلما جازوا بالبئر، سلموا عليه من عند آخرهم إكراما و تبجيلا


1- الأصل و م: ترني.
2- غير مقروءة بالأصل، و تقرأ في م:«عدعده» و الصواب ما أثبت ترجمته في سير أعلام النبلاء 480/11.
3- كذا بالأصل و م و «ز».

أنا جدي محمّد بن أحمد بن عثمان السّلمي، أنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن سهل، أنا عبد اللّه بن محمّد البلوي، نا عمارة بن زيد، حدّثني أبو البختري وهب بن وهب، حدّثني محمّد بن إسحاق، عن يحيى بن عبيد الله بن الحارث، عن أبيه، حدّثني سلمان الفارسي، قال:

كنا مع النبي صلى اللّه عليه و سلّم في مسجده في يوم مطير ذي سحائب و رياح، و نحن ملتفون حوله، فسمعنا صوتا لا نرى شخصه، و هو يقول: السّلام عليك يا رسول اللّه، فردّ عليه السّلام و قال:«ردّوا على أخيكم السّلام»، قال: فرددنا عليه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«من أنت ؟» قال:

أنا عرفطة بن سراج أحد بني لجاج (1) أتيتك يا رسول اللّه مسلما، فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«مرحبا بك يا عرفطة، أظهر لنا رحمك اللّه في صورتك»، قال سلمان: فظهر لنا شيخ أزب أشعر (2)، قد لبس وجهه شعرا غليظا، متكاثفا قد واراه، و إذا عيناه مشقوقتان طولا، و له فم في صدره فيه أنياب بادية طوال، و إذا له في موضع الأظفار من يديه مخاليب كمخاليب السباع، فلما رأيناه اقشعرت جلودنا و دنونا من النبي صلى اللّه عليه و سلّم، قال الشيخ: يا نبيّ اللّه ابعث معي من يدعو جماعة قومي إلى الإسلام و أنا أردّه إليك سالما إن شاء اللّه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لأصحابه:

«أيكم يقوم معه فيبلغ الجن عني و له عليّ الجنة ؟» فما قام أحد، و قال الثانية و ثالثة (3)،فما قام أحد، فقال علي: أنا يا رسول اللّه، فالتفت النبي صلى اللّه عليه و سلّم إلى الشيخ فقال:«وافني إلى (4) الحرة في هذه الليلة أبعث معك رجلا يفصل بحكمي، و ينطق بلساني، و يبلغ الجن عني»، قال سلمان: فغاب الشيخ، و أقمنا يومنا، فلما صلى النبي صلى اللّه عليه و سلّم العشاء الآخرة و انصرف الناس من مسجده قال:«يا سلمان سر معي»، فخرجت معه، و عليّ بين يديه حتى أتيت (5) الحرة، فإذا الشيخ على بعير كالشاة، و إذا بعير آخر على ارتفاع الفرس، فجعل


1- كذا بالأصل، و م، و «ز»، و المطبوعة.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المطبوعة: أزب الشعر.
3- كذا بالأصل، و م، و «ز»، و في المطبوعة: و قال ثانية و ثالثة.
4- كذا بالأصل، و م، و «ز»، و «إلى» سقطت من المطبوعة.
5- كذا بالأصل، و م، و «ز»: «أتيت».

و قال: انزل يا سلمان، فحللت عيني، و نزلت، فإذا أرض قوراء لا ماء و لا شجر، و لا عود و لا حجر، فلمّا بان الفجر أقام علي الصّلاة، و تقدّم و صلّى بنا أنا و الشيخ، و لا أزال أسمع الحس حتى إذا سلّم عليّ التفت فإذا خلق عظيم لا يسمعهم إلاّ الخطيب الصيت الجهير، فأقام علي يسبّح ربه حتى طلعت الشمس، ثم قام بينهم خطيبا، فخطبهم و اعترضه منهم مردة، فأقبل علي عليهم فقال: أ فبالحق (1) تكذبون و عن القرآن تصدفون، و بآيات اللّه تجحدون، ثم رفع طرفه إلى السماء فقال: بالكلمة العظمى، و الأسماء الحسنى، و العزائم الكبرى، و الحيّ القيوم محيي الموتى، و رب الأرض و السماء، يا حرسة الجن، و رصدة الشياطين، خدام اللّه الشراهاليين (2) ذوي الأرواح الطاهرة، اهبطوا بالجمرة التي لا تطفى، و الشهاب الثاقب، و الشواظ المحرق، و النحاس القاتل بألمص، و الذاريات، و كهيعص، و الطواسين، و يس، و نون و القلم و ما يسطرون، و النجم إذا هوى، و الطور، و كتاب مسطور في رق منشور، و البيت المعمور، و الأقسام و الأحكام، و مواضع النجوم، لما أسرعتم الانحدار إلى المردة المتولعين المتكبرين الجاحدين لآيات رب العالمين.

قال سلمان: فحسست بالأرض من تحتي ترتعد، و سمعت في الهواء دويا شديدا، ثم نزلت نار من السماء صعق لها كل من رآها من الجن، و خرّت على وجوهها مغشيا عليها، و خررت أنا على وجهي، ثم أفقت فإذا دخان يفور من الأرض يحول بيني و بين النظر إلى عبثة (3) المردة من الجن، فأقام الدخان طويلا بالأرض، قال سلمان: فصاح بهم عليّ : ارفعوا رءوسكم فقد أهلك اللّه الظالمين، ثم عاد إلى خطبته، فقال: يا معشر الجن و الشياطين و الغيلان و بني شمراج (4) و بني (5) نجاح و سكان (6) الآجام و الرمال و الأقعار و جميع شياطين البلدان، اعلموا أن الأرض قد ملئت عدلا كما كانت مملوءة جورا، هذا هو الحق فَمٰا ذٰا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاٰلُ فَأَنّٰى تُصْرَفُونَ


1- في «ز»، و م: أ بالحق تكذبون.
2- كذا بالأصل، و م، و «ر»، و المطبوعة.
3- كذا بالأصل، و م، و «ز»، و المطبوعة:«إلى عبثة» و في المختصر: عتية المردة.
4- في م: سمراخ.
5- كذا بالأصل، و في «ز»: «و آل نجاح» و في م: و كل نجاح.
6- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المطبوعة: سكان، بدون واو.

قال سلمان: و انصرفنا في الليل على البعير الذي كنا عليه، و شد عليّ وسطي إلى وسطه و قال: اعصب عينيك و اذكر اللّه في نفسك، و سرنا يدف بنا البعير دفيفا، و الشيخ الذي قدم على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أمامنا حتى قدمنا الحرة، و ذلك قبل طلوع الفجر، فنزل عليّ و نزلت و سرح البعير فمضى، و دخلنا المدينة، فصلّينا الغداة مع النبي صلى اللّه عليه و سلّم، فلما سلّم رآنا فقال لعلي:

«كيف رأيت القوم ؟» قال: أجابوا و أذعنوا و قصّ عليه خبرهم، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«أما انهم لا يزالون لك هائبين إلى يوم القيامة»[8910].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا عامر بن عبد اللّه الزّبيري، نا مصعب بن عبد اللّه، عن أبيه، عن جده قال:

كان علي بن أبي طالب حذرا في الحرب، حزا (1) شديد الروغان (2) من قرنه، إذا حمل يحفظ جوانبه جميعا من العدو، و إذا رجع من حملته يكون لظهره أشد تحفظا منه لقدامه، لا يكاد أحد يتمكن منه، فكانت درعه صدره لا ظهر (3) لها، فقيل له: أ لا تخاف أن تؤتى من قبل ظهرك ؟ فقال: إن أمكنت عدوّي من ظهري فلا أبقى اللّه (4) عليه إن أبقى عليّ .

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد الحبّال، أنا الشريف أبو عبد اللّه محمّد بن عبيد اللّه بن الحسين بن طاهر بن يحيى الحسيني (5)،نا أبو عبد اللّه الكاتب النعماني، نا أحمد بن محمّد بن سعيد، نا علي بن الحسن التيمي


1- كذا بالأصل و المطبوعة، و في م:«حرا» و الذي في المختصر: حذرا في الحرب جدا.
2- كذا بالأصل، و م، و المطبوعة، و في المختصر: الزوغان.
3- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن م.
4- «اللّه» استدركت على هامش م و بعدها صح.
5- كذا بالأصل و المطبوعة، و في م: الحسني.

الرجل [فسألته] (1) فرضيت منه بأن أومأ إليك، فقال: أو تدريان من هذا؟ قالا: لا، قال: هذا علي بن أبي طالب، أشهد على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم سمعته و هو (2) يقول:«لو أنّ السموات السبع وضعن في كفة ميزان، و وضع إيمان عليّ في كفة ميزان لرجح بها إيمان علي»[8911].

كذا قال، و قد أسقط منه ذكر شيخ رقبة.

أخبرناه أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، نا أبو محمّد الجوهري - إملاء - نا أبو الحسن علي بن عمر بن (3) أحمد الحافظ ، نا محمّد بن القاسم بن زكريا المحاربي - بالكوفة - نا أبو الطاهر محمّد بن تسنيم الوراق، نا جعفر بن محمّد بن حكيم الخثعمي، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن رقبة بن مصقلة، عن عبد اللّه بن ضبيعة العبدي عن أبيه، عن جده قال:

أتى عمر بن الخطاب رجلان سألاه عن طلاق الأمة، فقام معهما، فمشى حتى أتى حلقة في المسجد، فيها رجل أصلع، فقال: أيها الأصلع، ما ترى في طلاق الأمة ؟ فرفع رأسه إليه ثم أومأ إليه بالسبابة (4) و الوسطى، فقال له عمر: تطليقتان، فقال أحدهما: سبحان اللّه، جئناك و أنت أمير المؤمنين فمشيت معنا حتى وقفت على هذا الرجل، فسألته، فرضيت منه أن أومأ إليك، فقال لهما: ما تدريان من هذا؟ قالا: لا، قال: هذا علي بن أبي طالب أشهد (5)على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لسمعته و هو يقول:«إن السموات السبع و الأرضين السبع لو وضعتا في كفة ثم وضع إيمان علي في كفة ميزان لرجح إيمان علي»[8912].

كذا قال، و إنما هو عبد اللّه بن الحويعة بن صبرة العبدري، كذلك رواه العتيقي عن الدار قطني في كتاب فضائل الصّحابة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (6)،أنا الحسن بن أبي بكر، أنا أحمد بن كامل القاضي [نا] (7) أبو يحيى الناقد.

ح و أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب


1- الزيادة عن م للإيضاح.
2- «و هو» استدركت على هامش م و بعدها صح.
3- الأصل:«عن» تصحيف، و التصويب عن م، و «ز».
4- الأصل و م: السبابة.
5- الأصل: شهد، و المثبت عن م.
6- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 133/1 ترجمة علي بن أبي طالب (رضي اللّه عنه).
7- الزيادة لتقويم السند عن م، و في تاريخ بغداد: قال: حدثنا.

المؤدب، نا أحمد بن كامل القاضي، حدّثني أبو يحيى زكريا بن يحيى بن مروان الناقد.

نا محمّد بن جعفر الفيدي (1)،نا محمّد بن فضيل (2)،عن الأجلح، نا قيس بن مسلم، و أبو كلثوم عن ربعي بن حراش قال:

سمعت عليا يقول و هو بالمدائن جاء سهيل بن عمرو إلى النبي صلى اللّه عليه و سلّم فقال: إنّه قد خرج إليك ناس من أرقائنا ليس بهم الدين تعبدا (3)،فارددهم علينا، فقال له أبو بكر و عمر: صدق يا رسول اللّه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«لن تنتهوا معشر قريش حتى يبعث اللّه عليكم رجلا امتحن اللّه قلبه بالإيمان يضرب أعناقكم - و في حديث: به رقابكم - و أنتم متجفلون (4) عنه إجفال النعم»، فقال أبو بكر: أنا هو يا رسول اللّه ؟ قال:«لا»، قال له عمر: أنا هو يا رسول اللّه ؟ قال:«لا، و لكنه خاصف النعل»، و في كفّ علي نعل يخصفها لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم[8913].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا محمّد بن الحسين بن الفضل القطان، نا عبد اللّه بن جعفر بن درستويه، نا يعقوب بن سفيان (5)،نا عبيد اللّه بن موسى أبو محمّد، أنا طلحة بن جبر (6)،عن المطّلب بن عبد اللّه، عن مصعب بن عبد الرّحمن، عن عبد الرّحمن بن عوف، قال:

لما افتتح رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم مكة انصرف إلى الطائف، فحاصرهم سبع (7) عشرة ليلة، أو ثمان عشرة، فلم يفتحها، ثم أوغل غدوة أو روحة، ثم نزل، ثم هجر، فقال:«أيها الناس، إنّي لكم فرط ، و أوصيكم بعترتي خيرا، و إن موعدكم الحوض، و الذي نفسي بيده لتقيمن الصلاة، و لتؤتن الزكاة، أو لأبعثن إليكم رجلا مني أو كنفسي فليضربنّ أعناق مقاتلتهم


1- الحرف الأول في اللفظة غير واضح بالأصل و م و غير معجم، و المثبت عن تاريخ بغداد.
2- في المطبوعة: محمد بن الفضيل.
3- كذا رسمها بالأصل، و م، و «ز»، و المطبوعة و فيها:«للدين تعبدا» و في تاريخ بغداد:«الدين تعيذا» و كتب مصححه بهامشها:«كذا بالأصلين و لعله معتزا».
4- كذا بالأصل و «ز» و المطبوعة، و في م تاريخ بغداد: مجفلون.
5- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 282/1.
6- في المعرفة و التاريخ: طلحة بن جبير.
7- كذا بالأصل، و م، و «ز»، و المطبوعة، و في المعرفة و التاريخ: تسع عشرة.

و ليسبين ذراريهم»، قال: فرأى الناس أنه أبو بكر و عمر، فأخذ بيد علي فقال:«هذا»[8914].

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ.

ح و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان.

قالا: أنا أبو يعلى، أنا أبو بكر بن [أبي] شيبة، نا عبيد اللّه بن موسى، عن طلحة، عن المطلب بن [عبد اللّه، عن مصعب بن] (1) عبد الرّحمن، عن عبد الرّحمن بن عوف قال:

لما افتتح رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم مكة انصرف إلى الطائف - و قال ابن المقرئ: أهل الطائف - فحاصرها سبع عشرة أو ثمان عشرة لم يفتحها، ثم أوغل روحة أو غدوة، ثم نزل، ثم هجر، و قال:«أيها - و قال ابن المقرئ: يا أيها - الناس إنّي فرطكم و أوصيكم بعترتي خيرا، و إن موعدكم الحوض، و الذي نفسي بيده لتقيمن الصّلاة و لتؤتن الزكاة، أو لأبعثن إليهم (2) رجلا مني أو كنفسي فليضربن أعناق مقاتلتهم و ليسبين ذراريهم»، فرأى الناس أنه أبو بكر أو عمر، فأخذ بيد - و قال ابن المقرئ: بيدي - علي، فقال:«هذا»- زاد ابن حمدان: هو-.

أخبرنا أبو نصر بن رضوان، و أبو علي بن السبط ، و أبو غالب بن البنّا، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا أبو العباس محمّد بن يونس بن موسى القرشي، نا عبيد اللّه بن موسى القرشي، أنا طلحة بن جبر، عن المطّلب بن حنطب، عن مصعب بن عبد الرّحمن بن عوف، عن أبيه قال:

أقام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم على الطائف تسع عشرة ليلة، أو سبع عشرة ليفتتحها، ثم قال:«يا معشر قريش، لتنتهين أو لأبعثن عليكم رجلا - مني أو كنفسي - فيقتل مقاتلتكم (3) و يسبي ذراريكم» قال: ثم أخذ بيد علي فرفعها، فقال:«هو هذا، يا أيها الناس، إنّ موعدكم الحوض» (4)[8915].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصول، و استدرك للإيضاح قياسا إلى الرواية السابقة.
2- كذا بالأصول و المطبوعة.
3- تقرأ بالأصل: مقاتلكم.
4- كذا بالأصل، و م، و «ز»، و المعنى غير تام.

الخطيب (1)،أنا أبو الحسن محمّد بن إسماعيل بن عمرو البجلي، أنا جدي - يعني عمر بن محمّد بن إبراهيم بن سبنك (2)-أنا أبو القاسم أيوب بن يوسف بن أيوب، نا عنبس بن إسماعيل، نا أيوب بن مصعب الكوفي، عن إسرائيل (3)،عن أبي إسحاق، عن البراء، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«عليّ بمنزلة رأسي من يدي» (4)[8916].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (5)،حدّثني أبي، نا عفان، نا حمّاد، أنا سماك بن حرب، عن أنس بن مالك.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بعث ببراءة مع أبي بكر إلى أهل مكة، قال: ثم دعاه، قال: فبعث بها عليا، قال:«لا يبلّغها إلاّ رجل من أهلي»[8917].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه بن عمر بن البقّال، أنا أبو علي إسماعيل بن الحسن بن علي عياش المالكي المحرمي الصّيرفي، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن يحيى بن عياش القطّان، نا الحسن بن محمّد بن الصّباح، نا عفّان، نا حمّاد، نا سماك، عن أنس.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم أرسل ببراءة مع أبي بكر إلى أهل مكة، فلما مضى دعاه فبعث عليا و قال:

«لا يبلّغها إلاّ رجل من أهلي»[8918].

أخبرناه أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، و أبو القاسم إسماعيل بن علي بن الحسين


1- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 12/7 ضمن ترجمة أيوب بن يوسف بن أيوب بن سليمان بن داود، أبو القاسم البزاز.
2- بالأصل و م و المطبوعة: سنبك، تصحيف، و الصواب ما أثبت و ضبط (بالفتح و فتح الموحدة و سكون النون) عن تبصير المنتبه. ترجمته في سير أعلام النبلاء 378/16.
3- الأصل و م: إسماعيل، و التصويب عن تاريخ بغداد و المطبوعة.
4- كذا بالأصل، و م، و «ز»، و في تاريخ بغداد: علي مني بمنزلة رأسي من بدني.
5- مسند أحمد بن حنبل 423/4 رقم 13213 (طبعة دار الفكر - بيروت)، باختلاف.

محمّد بن الحسن المحمّدآباذي، أنا أبو قلابة، نا عبد الصمد بن عبد الوارث، نا حمّاد بن سلمة، عن سماك بن حرب، عن أنس بن مالك.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم بعث سورة براءة، فدفعها إلى علي و قال:«لا يؤدي إلاّ أنا أو رجل من أهل بيتي»[8919].

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، و أبو القاسم بن البسري، قالا: أنا أبو نصر بن طلاّب، أنا أبو الحسين بن جميع، نا روح بن إبراهيم أبو سعدة الأنصاري - بالمصّيصة - نا عبد اللّه بن الحسين بن جابر، نا الحسين بن محمّد المروذي، نا سليمان بن قرم، عن الأعمش، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عبّاس.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«لا يؤدي عني إلاّ أنا أو علي بن أبي طالب»[8920].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا يحيى بن آدم، و ابن أبي بكير، قالا: نا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حبشي بن جنادة قال يحيى بن آدم السلولي - و كان قد شهد يوم حجّة الوداع قال:- قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«عليّ مني و أنا منه، و لا يؤدي عني إلاّ أنا أو علي».

و قال ابن [أبي] بكير:«لا يقضي عنّي ديني إلاّ أنا أو علي»[8921].

قال (2):و حدّثني أبي، نا أبو أحمد، نا إسرائيل، عن أبي إسحاق عن حبشي بن جنادة، و كان قد شهد حجة الوداع قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«علي منّي و أنا منه، و لا يؤدي عني إلاّ أنا أو علي»[8922].

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز بن أحمد - إملاء - أنا طلحة بن علي بن الصقر، نا أحمد بن عثمان بن يحيى الآدمي، نا عبّاس الدوري، نا يحيى بن أبي بكير.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو الحسن بن رزقويه، أنا دعلج بن أحمد بن دعلج، نا أحمد بن موسى الحمّار


1- مسند أحمد بن حنبل 162/6 رقم 17512 طبعة دار الفكر.
2- القائل أحمد بن عبد اللّه بن حنبل، و الحديث في المسند 163/6 رقم 17520 طبعة دار الفكر - بيروت. بهذا السند. و فيه اختلاف.

إبراهيم، قالا: نا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حبشي بن جنادة - زاد ابن طاوس:

السّلولي: قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«علي منّي و أنا منه، لا يقضي عني ديني - و قال ابن طاوس: لا يؤدي عني - إلاّ أنا أو علي»[8923].

أخبرناه عاليا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة الحرّاني، نا إسماعيل بن موسى ابن بنت السّدّي، نا شريك، عن أبي إسحاق، عن حبشي بن جنادة السّلولي قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«عليّ منّي و أنا من علي، و لا يؤدي عنّي إلاّ أنا أو علي»[8924].

قال أبو عروبة: فقيل لأبي إسحاق: كيف حدّثك بهذا الحديث ؟ فقال: وقف علينا فحدّثناه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن أحمد الخياط ، و أبو بكر يحيى بن الحسن بن الحسين المدائني، و أبو بكر محمّد، و أبو عمرو عثمان ابنا أحمد بن عبيد اللّه بن دحروج، قالوا: أنا أبو الحسين بن النقور، نا عيسى بن علي، نا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، نا سويد بن سعيد، نا شريك، عن أبي إسحاق، عن حبشي بن جنادة، قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«علي مني، و أنا من علي، لا يؤدي عني إلاّ أنا أو هو»[8925].

أخبرناه أبو علي الحداد في كتابه، ثم حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر قال: سمعت جبير بن هارون، نا محمّد بن حميد، نا حكام، عن عنبسة، عن أبي إسحاق، عن حبشي بن جنادة السّلولي قال:

سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«عليّ منّي و أنا منه، و لا يبلغ عني إلاّ أنا أو علي»[8926].

قاله في حجة الوداع.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه العمري.

ح و أخبرنا أبو الفتح محمّد بن علي المصري، و أبو نصر عبد اللّه بن أبي عاصم الصّوفي، و أبو علي عبد الحميد بن إسماعيل، و أبو محمّد الحسن بن أبي بكر بن أبي الرضا

ص: 346

الفامي (1)،و أبو القاسم منصور بن ثابت البالكي (2)،و أبو معصوم مسعود بن صاعد بن محمّد الأنصاري (3)،و أبو المظفر عبد الوهاب بن عبد الملك بن محمّد الفارسي - بهراة - و أبو محمّد خالد بن محمّد بن عبد الرّحمن المديني الزّغرتاني (4)-بزغرتان - قالوا: أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الفارسي، قالا: أنا عبد الرّحمن (5) بن أبي بكر أحمد بن أبي شريح، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا العلاء بن موسى أبو الجهم الباهلي، نا سوار بن مصعب، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، قال:

بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أبا (6) بكر على الموسم، و بعث معه بسورة براءة، و أربع كلمات إلى الناس، فلحقه عليّ بن أبي طالب في الطريق، فأخذ علي السّورة و الكلمات، فكان يبلغ و أبو بكر على الموسم، فإذا قرأ السّورة نادى: ألا لا يدخل الجنة إلاّ نفس مسلمة، و لا يقرب المسجد الحرام مشرك بعد عامه هذا، و لا يطوفنّ بالبيت عريان، و من كان بينه و بين رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عهد فأجله إلى مدته، حتى قال رجل: لو لا أن نقطع الذي بيننا و بين ابن عمك من الحلف، فقال علي: لو لا أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أمرني أن لا أحدث شيئا حتى آتيه (7) لقتلتك، فلمّا رجع قال أبو بكر: ما لي ؟ هل نزل فيّ شيء؟ قال:«لا، إلاّ خير»، قال: و ما ذا؟ قال:

إن عليا لحق بي و أخذ مني السّورة و الكلمات، فقال:«أجل، لم يكن يبلّغها إلاّ أنا أو رجل منّي»[8927].

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، قالا: أنا أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد


1- في المطبوعة:«الهامي» و الأصل و م و «ز»: الفامي، قارن مع مشيخة ابن عساكر 43/أ «الفامي».
2- مشيخة ابن عساكر 246/ب.
3- مشيخة ابن عساكر 241/أ.
4- بالأصل و المطبوعة: الرغرتاني برغرتان، و المثبت: الزغرتاني عن مشيخة ابن عساكر 60/أ. و زغرتان ضبطت عن معجم البلدان، و هي من قرى هراة. ذكره ياقوت و ترجمه.
5- من قوله: الزغرتاني إلى هنا ليس في م.
6- الأصل: أبو، تصحيف، و التصويب عن م.
7- الأصل:«أتيته» و المثبت عن م و المطبوعة.

مدته، و اللّه عزّ و جل بريء من المشركين و رسوله، قال: فسار بها ثلاثا، ثم قال لعلي:«الحقة فردّ عليّ أبا (1) بكر و بلّغها أنت»، قال: ففعل، فلما قدم أبو بكر على النبي صلى اللّه عليه و سلّم بكى، قال: يا رسول اللّه حدث فيّ شيء؟ قال:«ما حدث فيك إلاّ خير، و لكن أمرت أن لا يبلّغه إلاّ أنا أو رجل منّي»[8928].

قال (2):و حدّثني محمّد بن سليمان لوين، نا محمّد بن جابر، عن سماك، عن حنش، عن علي قال:

لما نزلت عشر آيات من براءة على النبي صلى اللّه عليه و سلّم، دعا النبي صلى اللّه عليه و سلّم أبا بكر، فبعثه بها ليقرأها على أهل مكة، ثم دعاني النبي صلى اللّه عليه و سلّم فقال لي:«أدرك أبا بكر، فحيث لقيته فخذ الكتاب منه، فاذهب به إلى أهل مكة، فاقرأه عليهم»، فلحقته بالجحفة، و أخذت الكتاب منه، و رجع أبو بكر إلى النبي صلى اللّه عليه و سلّم فقال: يا رسول اللّه نزل فيّ شيء؟ قال:«لا، و لكن جبريل جاءني فقال:

لن يؤدي عنك إلاّ أنت أو رجل منك»[8929].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن الحسن بن محمّد بن الحسن بن الخلاّل، أنا أبو الحسن محمّد بن عثمان (3) بن محمّد بن عثمان بن شهاب النّفّري، نا أبو الحسن محمّد بن نوح بن عبد اللّه الجنديسابوري للنصف من ذي القعدة سنة تسع عشرة و ثلاثمائة، نا هارون - يعني ابن إسحاق الهمداني - نا عمرو بن حمّاد، عن أسباط بن نصر، عن سماك عن


1- الأصل:«أبي» و التصويب عن م و المسند.
2- القائل: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، و الحديث في مسند أحمد بن حنبل 318/1 رقم 1296 طبعة دار الفكر - بيروت.
3- «بن عثمان» ليس في م.

الاصماعي، عن كثير النّوّا، عن جميع بن عمير، عن ابن عمر قال:

كان في مسجد المدينة فقلت له: حدّثني عن علي، فأراني مسكنه بين مساكن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ثم قال: أحدّثك عن علي ؟ قال: قلت: نعم، قال: فإن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بعث أبا بكر بالكتاب، ثم بعث عليا على أثره فأخذه فقال: ما لي يا علي، أنزل فيّ شيء؟ قال:

لا، فرجع أبو بكر إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال: يا رسول اللّه أنزل فيّ شيء؟ قال:«لا، و لكنه إنّما يؤدي عني أنا أو رجل من أهل بيتي، و إن عليا رجل أهل بيتي»[8931].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر الرملي، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا أبو القاسم علي بن موسى الأنباري الكاتب، نا أبو زيد عمر بن شبّة بن عبيدة، حدّثني عمر بن الحسن الراسبي، حدّثني ديلم بن غزوان (1)،عن وهب بن (2) أبي ذبي (3) الهنائي، عن أبي حرب بن [أبي] (4) الأسود الدّيلي، عن ابن عباس، قال:

بينا أنا مع عمر بن الخطّاب في بعض طرق المدينة، يده في يدي، إذ قال لي: يا ابن عبّاس، ما أحسب صاحبك إلاّ مظلوما، فقلت: فردّ إليه ظلامته يا أمير المؤمنين، قال: فانتزع يده من يدي و نفر مني يهمهم، ثم وقف حتى لحقته، فقال لي: يا ابن عبّاس ما أحسب القوم إلاّ استصغروا صاحبك، قال: قلت: و اللّه ما (5) استصغره (6) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حين أرسله و أمره أن يأخذ براءة من أبي بكر فيقرأها على الناس، فسكت.

أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، و أبو الحسن علي بن عساكر بن سرور، قالا: أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد.

ح و أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن المسلّم بن نصر بن أحمد الرحبي (7)،أنا خال أبي أبو المرجى سعد اللّه بن صاعد بن المرجى الرحبي


1- هو ديلم بن غزوان العبدي، أبو غالب البراء البصري، ترجمته في تهذيب الكمال 75/6.
2- بالأصل و م و «ز»: «عن» تصحيف، انظر الحاشية التالية.
3- الأصل و م: ذي، و المثبت عن ترجمته في تهذيب التهذيب 164/11، و في تهذيب الكمال 482/19: دبي، و في تقريب التهذيب: ذبي بموحدة مصغرا، و في الخلاصة: دني بضم المهملة و بنون، مصغرا.
4- سقطت من الأصل و م و «ز»، و استدركت عن تهذيب الكمال 482/19.
5- الأصل: بما، و المثبت عن م.
6- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن م.
7- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: الرجبي، قارن مع المشيخة 238/أ.

بدمشق، نا إسماعيل بن القاسم الحلبي، نا أبو أحمد، نا أبو علي الحسن بن عبد الغفار بن عمرو الأزدي، نا دحيم، نا شعيب بن إسحاق، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:

رأيت أبا بكر الصّدّيق يكثر النظر إلى وجه علي بن أبي طالب، فقلت: يا أبة إنك لتكثر النظر إلى علي بن أبي طالب، فقال لي: يا بنية، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«النظر إلى وجه عليّ عبادة»[8932].

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو محمّد المصري، أنا أبو بكر المالكي، نا علي بن سعيد، نا محمّد بن عبد اللّه القاضي، نا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة الصّدّيقة ابنة الصّدّيق، حبيبة حبيب اللّه، قالت: قلت لأبي: إنّي أراك تطيل النظر إلى علي بن أبي طالب، فقال لي: يا بنية، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:

«النظر في وجه علي عبادة»[8933].

و قد روي عن عثمان [بن عفان:].

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد الآبنوسي، أنا أبو نصر محمّد بن أحمد بن محمّد بن موسى بن جعفر الملاحمي البخاري (1)،نا محمّد بن الحسين بن [بن علي الجرجاني، نا محمد بن أبي سعيد الحافظ ، أنا أبو العباس أحمد بن هاشم الطريقي، حدثني جعفر بن الحسن بن]


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 86/17.

أحمد بن الحسين بن مهران (1)،أنا أبو بكر محمّد بن أحمد القاضي - ببعلبك - نا أبو عمرو سعيد بن محمّد الهمداني، نا أبو علي الحسن بن عبد اللّه بن ترنجة، نا هارون بن حاتم، نا أبو أسامة، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«النظر إلى وجه عليّ عبادة»[8935].

رواه غيره عن هارون، فقال: عن يحيى بن عيسى الرملي.

أخبرناه أبو الحسن الفرضي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو جابر زيد بن عبد اللّه بن حيّان الأزدي الموصلي - بالموصل - نا أبو بكر محمّد بن عمر بن محمّد الجعابي الحافظ البغدادي، قدم علينا الموصل، نا أبو الحسن أحمد بن الحسين بن إسحاق المدائني، نا هارون بن حاتم، نا يحيى بن عيسى، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللّه بن مسعود قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«النظر إلى عليّ عبادة»[8936].

و رواه غيره عن يحيى أيضا:

أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الواحد، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أحمد المؤدّب (2) الزّعفراني، أنا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن صالح الأبهري (3)،نا عبد اللّه بن زيدان، نا الحسن بن صابر، نا يحيى بن عيسى، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«النظر إلى وجه عليّ عبادة»[8937].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن المزرفي، و أبو البقاء عبيد اللّه بن مسعود بن عبد العزيز، و أبو بكر أحمد بن علي بن عبد الواحد بن الأشقر، قالوا: أنا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر، و أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن عبد الوهاب البارع، و أم أبيها فاطمة بنت علي بن الحسين، قالوا: أنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن علي بن الدّجاجي.

ح و أخبرنا أبو الفرج قوام بن زيد بن


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 406/16.
2- كذا بالأصل، و في «ز»: «أحمد بن محمد بن أحمد المؤدب الزعفراني» و في م:«أحمد بن محمد المؤدب الزعفراني».
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 232/16.

قالا: أنا (1) أبو الحسين بن النقور، قالوا: أنا أبو الحسن الحربي، أنا أبو بكر الحسن بن هارون بن ثابت الصباحي في أرجاء (2) عبد الملك، نا أحمد بن الحجّاج الكوفي، و هو ابن الصّلت، نا محمّد بن المبارك، نا منصور بن [أبي] (3) الأسود، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«النظر إلى وجه عليّ عبادة»[8938].

و روي عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد اللّه.

أخبرناه أبو الحسين الخطيب، و أبو الحسن المقدسي، قالا: أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا مسدّد بن علي، نا إسماعيل بن القاسم الحلبي، نا أبو أحمد العبّاس بن الفضل بن جعفر المكي، نا أبو بكر محمّد بن هارون بن حسّان المعروف بابن البرقي، نا حمّاد بن المبارك، نا أبو نعيم، نا الثوري، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد اللّه بن مسعود، عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«النظر إلى وجه عليّ بن أبي طالب عبادة»[8939].

و روي عن معاذ [بن جبل].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (4)،أنا علي بن أحمد بن الرزاز، أنا محمّد بن إسماعيل الرازي، نا محمّد بن أيوب (5)،نا هوذة بن خليفة، نا ابن جريج، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال:

رأيت معاذ بن جبل يديم النظر إلى عليّ بن أبي طالب، فقلت: ما لك تديم النظر إلي عليّ كأنك لم تره ؟ فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«النظر إلى وجه عليّ عبادة».

قال الخطيب: و هذا الحديث بهذا الإسناد باطل على أنا لا نعلم أن محمّد بن أيوب روى عن هوذة بن خليفة شيئا قط ، و لا سمع منه، لأنّ هوذة مات في سنة ست عشرة و مائتين


1- «أنا» استدركت على هامش م و بعدها صح.
2- كذا بالأصل، و م، و «ز»، و المطبوعة.
3- استدركت عن هامش الأصل و بعدها صح، و هي موجودة في م، و في المطبوعة: منصور بن الأسود.
4- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 51/2 ضمن ترجمة محمد بن إسماعيل، أبي الحسين الرازي.
5- هو محمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس، ترجمته في سير أعلام النبلاء 449/13.

أخبرنا (1) أبو بكر أحمد بن المظفر بن الحسن التّمّار في كتابه، و أخبرني أبو طاهر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه، أنا أبو علي بن شاذان، نا أبو بكر محمّد بن جعفر بن محمّد الآدمي القاري.

ح و أخبرنا أبو الحسن السّلمي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا محمّد بن عمر بن سليمان النّصيبي (2)،نا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاّد (3)،قالا: نا محمّد بن يونس، نا عبد الحميد بن بحر، نا سوار بن مصعب، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«النظر إلى - و قال القاري: إلى وجه - عليّ عبادة».

و روي عن عمران بن حصين:

أخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، نا آدم بن محمّد بن سهل، أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن حاتم، نا عمران بن خالد بن محمّد بن عمران بن حصين، نا أبي، عن أبيه، عن جده عمران بن حصين قال: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«النظر إلى علي بن أبي طالب عبادة»[8940].

و أخبرناه (4) أبو الحسن علي بن محمّد بن يوسف العلاّف في كتابه، و أخبرني أبو طاهر محمّد بن أبي بكر السّنجي


1- في المطبوعة: أخبرناه.
2- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل و م، و المثبت يوافق عبارة المطبوعة.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 69/16.
4- الخبر التالي سقط من م.

فأتى علي بن أبي طالب فقال: أعدت أخاك أبا نجيد؟ قال: لم أعلم، قال: عزمت عليك لما لم تجلس حتى تعوده، فنظر إليه عمران مقبلا، فجلس إليه و نظر إليه، ثم قام، فأتبعه بصره حتى غاب عنه، فقال له جلساؤه: قد رأيناك و ما صنعت، قال: إنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«النظر إلى عليّ عبادة»[8942].

قال أبو بكر الخطيب: هذا حديث غريب من حديث طليق بن عمران (1)،عن أبيه، و غريب من رواية خالد بن طليق عن أبيه، تفرّد به عنه ابنه عمران بن خالد، و لم نكتبه إلاّ من هذا الوجه.

و قد رواه عن خالد غير ابنه (2) عمران.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم السلمي، أنا علي بن محمّد السّلمي، أنا محمّد بن عمر النّصيبي (3)،أنا أحمد بن يوسف، نا محمّد بن يونس.

ح و أخبرنا أبو المظفّر بن أبي القاسم القشيري، نا أبي - إملاء - نا أبو سعيد محمّد بن إبراهيم الأديب، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الصّفّار الأصبهاني، نا محمّد بن يونس بن موسى، نا إبراهيم بن إسحاق الجعفي، نا عبد اللّه بن عبد ربه، نا شعبة، عن قتادة، عن حميد بن عبد الرّحمن، عن أبي سعيد الخدري، عن عمران بن حصين (4)،قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«النظر إلى عليّ بن أبي طالب عبادة»[8943].

و في حديث الصّفّار: حدّثني عبد اللّه بن عبد ربه العجلي و قال: حميد بن عبد الرّحمن الحميري (5).

و روي عن جابر [بن عبد اللّه الأنصاري].

أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو القاسم الشّحّامي، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو الفضل نصر بن محمّد بن أحمد بن يعقوب الطوسي العطار


1- ترجمته في تهذيب الكمال 281/9.
2- الأصل:«أبيه» و في م:«ابنه» بدون إعجام، و المثبت يوافق عبارة المطبوعة.
3- الأصل و م:«النصبي» تصحيف، و الصواب ما أثبت، و هذه النسبة إلى نصيبين بلدة عند آمد و ميّافارقين من ناحية ديار بكر (الأنساب).
4- ترجمته في تهذيب الكمال 381/14.
5- هو حميد بن عبد الرحمن الحميري البصري، ترجمته في تهذيب الكمال 250/5.

صلابة، نا أبو بكر بن إبراهيم، نا مقدام بن رشيد، نا ثوبان بن إبراهيم، نا سالم الخوّاص، عن جعفر بن محمّد عن أبيه، عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«النظر إلى علي عبادة»[8944].

آخر الجزء السّابع و التسعين بعد الأربعمائة [من الفرع].

و روي عن أنس بن مالك.

أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، نا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، نا حاجب بن مالك، نا علي بن المثنى، حدّثني عبيد اللّه بن موسى، حدّثني مطر بن أبي مطر، عن أنس بن مالك قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«النظر إلى وجه علي عبادة»[8945].

و روي عن ثوبان.

أخبرناه أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا حمزة، أنا أبو أحمد (1)،نا حاجب بن مالك، نا علي بن المثنى، حدّثني الحسن بن عطية البزار (2)،حدّثني يحيى بن سلمة بن كهيل


1- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 197/7 ضمن ترجمة يحيى بن سلمة بن كهيل.
2- في ابن عدي و م: البزاز.

أبو طاهر إبراهيم بن محمّد بن عمر بن يحيى العلوي، أنا أبو المفضّل محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الشيباني، نا محمّد بن محمود ابن بنت الأشج الكندي الكوفي نزيل اسكران (1) سنة ثماني عشرة و ثلاثمائة، نا محمّد بن عنبس بن هشام الناشري، نا إسحاق بن يزيد، حدّثني عبد المؤمن بن القاسم، عن صالح بن ميثم، عن يديم (2) بن العلاء، عن أبي ذرّ قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«مثل عليّ فيكم - أو قال: في هذه الأمة - كمثل الكعبة المستورة (3)،النظر إليها عبادة، و الحج إليها فريضة»[8948].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو الحسين الفارسي، أنا أبو سليمان الخطابي، قال:

معناه و اللّه أعلم أن النظر إلى وجهه: يدعو إلى ذكر اللّه لما يتوسم فيه من نور الإسلام، و يرى عليه من بهجة الإيمان، و لما يتبين فيه من أثر السجود و سيماء الخشوع، و بذلك نعته اللّه فيمن معه من صحابة الرسول صلى اللّه عليه و سلّم فقال: سِيمٰاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ (4).و هذه كما يروى لابن سيرين أنه دخل السّوق، فلما نظر إليه (5)-و قد جهدته العبادة و نهكته - سبّحوا.

أخبرنا أبو الحسن السّلمي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو جابر زيد بن عبد اللّه، أنا محمّد بن عمر الجعابي، نا عبد اللّه بن يزيد أبو محمّد، نا الحسن بن صابر الهاشمي، نا وكيع، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«ذكر عليّ عبادة»[8949].

أخبرنا أبو سعد (6)المطرز، و أبو علي الحداد، و أبو القاسم غانم بن محمّد بن عبيد اللّه، ثم أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد، أنا أبو علي الحداد قالوا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد (7)،نا عبد الرّحمن بن محمّد بن سالم الرازي


1- كذا بالأصل و المطبوعة، و الذي في معجم البلدان: إسكارن ؟ و فيه أيضا: أسكر؟ و الذي في م: اسكراز.
2- في م:«يولم».
3- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: المتسورة.
4- سورة الفتح، الآية:48.
5- كذا بالأصل و م و المختصر:«نظر إليه» و في المطبوعة: نظروا إليه.
6- الأصل و م: أبو سعيد المطرز، تصحيف، و التصويب عن «ز»، و السند معروف.
7- من طريقه رواه ابن كثير في البداية و النهاية-394/7.

نزلت هذه الآية على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اللّٰهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاٰةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكٰاةَ وَ هُمْ رٰاكِعُونَ (1)،فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فدخل المسجد و الناس يصلون بين راكع و قائم يصلّي، فإذا سائل، فقال:«يا سائل هل أعطاك أحد شيئا؟» فقال: لا إلاّ هذاك الراكع - لعلي - أعطاني خاتمه[8950].

أخبرنا (2)خالي أبو المعالي القاضي، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو العباس أحمد بن محمّد الشاهد، نا أبو الفضل محمّد بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن الحارث الرملي، أنا القاضي حملة بن محمر (3)،نا أبو سعيد الأشج، نا أبو نعيم الأحول، عن موسى بن قيس، عن سلمة قال:

تصدق علي بخاتمه و هو راكع فنزلت: إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اللّٰهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاٰةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكٰاةَ وَ هُمْ رٰاكِعُونَ .

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي قال: قرأت على عمّي الشريف أبي البركات عقيل بن العبّاس قلت له: أخبركم الحسين بن عبد اللّه بن محمّد بن أبي كامل.

ح و أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة السلمي، نا أبو القاسم عبيد اللّه بن عبد اللّه بن هشام بن سوار العبسي (4)الدّاراني، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد اللّه بن محمّد بن إسحاق، أنا أبو علي أحمد بن محمّد بن عبد السلام البيروتي، نا خيرون


1- سورة المائدة، الآية:55.
2- رواه ابن كثير نقلا عن ابن عساكر: البداية و النهاية 3095/7.
3- كذا بالأصل، و م، و «ز»، و المطبوعة، و في البداية و النهاية: جملة بن محمد.
4- كذا بالأصل، و م، و «ز»، و المطبوعة: العبسي، بالباء.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و وصي أبيه، و ساقي الحجيج، أنا أشرف منك، فقال لشيبة: ما ذا قلت له أنت يا شيبة ؟ قال: قلت له: أنا أشرف منك، أنا أمين اللّه على بيته، و خازنه أ فلا ائتمنك - زاد العلوي: اللّه عليه و قالا:- كما ائتمنني، قال: فقال لهما: اجعلا لي معكما مفخرا، قالا:

نعم، قال: فأنا أشرف منكما، أنا أوّل من آمن بالوعيد من ذكور هذه الأمة، و هاجر، و جاهد، فانطلقوا - زاد العلوي: ثلاثتهم - إلى النبي صلى اللّه عليه و سلّم فجثوا بين يديه فأخبر كل واحد منهم بمفخره، فما أجابهم النبي صلى اللّه عليه و سلّم بشيء، فانصرفوا عنه، فنزل - زاد العلوي: عليه - الوحي بعد أيام فيهم، فأرسل إليهم ثلاثتهم حتى أتوه، فقرأ عليهم أَ جَعَلْتُمْ سِقٰايَةَ الْحٰاجِّ وَ عِمٰارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرٰامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّٰهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ (1)إلى آخر العشر، قرأه أبو معمر.

أخبرنا أبو العباس عمر بن عبد اللّه الأرغياني، نا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد الواحدي المفسر (2)،نا أبو بكر التميمي - يعني أحمد بن محمّد بن الحارث - أنا أبو محمّد بن حيّان، نا محمّد بن يحيى بن مالك الضّبّي، نا محمّد بن إسماعيل الجرجاني، نا عبد الرّزّاق، نا عبد الوهاب بن مجاهد، عن أبيه، عن ابن عبّاس في قوله تعالى اَلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوٰالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهٰارِ سِرًّا وَ عَلاٰنِيَةً (3)قال: نزلت في علي بن أبي طالب، كان عنده أربعة دراهم، فأنفق بالليل واحدا، و بالنهار واحدا، و في السرّ واحدا، و في العلانية واحدا.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن محمّد الأزهري، نا محمّد بن أحمد بن شاذان الرازي، نا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، نا أبو سعيد الأشج، عن يحيى بن يمان، عن عبد الوهاب بن مجاهد، عن أبيه قال: كان لعلي أربعة دراهم، فأنفق درهما بالليل، و درهما بالنهار، و درهما سرا، و درهما علانية، فنزلت: اَلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوٰالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهٰارِ سِرًّا وَ عَلاٰنِيَةً الآية (4).

أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، قالا: أنا أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد


1- سورة التوبة، الآية:19.
2- رواه الواحدي في أسباب النزول ص 49 طبعة دار الفكر.
3- سورة البقرة، الآية:274.
4- رواه الواحدي في أسباب النزول ص 49 طبعة دار الفكر - بيروت.

السّدّي] (1) عن عبد خير، عن علي في قوله: إِنَّمٰا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هٰادٍ (2)قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«المنذر و الهادي رجل من بني هاشم»[8951].

أخبرنا (3)أبو العزّ بن كادش، أنا أبو الطّيّب طاهر بن عبد اللّه، أنا علي بن عمر بن محمّد الحربي، نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار، نا عثمان بن أبي شيبة، نا المطّلب بن زياد، عن السّدي، عن عبد خير، عن علي في قول اللّه عز و جل: إِنَّمٰا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هٰادٍ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:[«المنذر] (4) و الهادي علي».

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا أبو سعيد عبد الرّحمن بن محمّد بن منصور الحارثي، نا حسين بن علي الأشقر، نا منصور بن أبي الأسود، عن الأعمش، عن المنهال، عن عباد بن عبد اللّه، عن علي قال: إِنَّمٰا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هٰادٍ قال علي:

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم المنذر، و أنا الهاد.

و أخبرناه أبو طالب، أنا أبو الحسن (5)،أنا أبو محمّد، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، أنا أبو العباس الفضل بن يوسف بن يعقوب بن حمزة الجعفي، نا الحسن بن الحسين الأنصاري في هذا المسجد - و هو مسجد حبة العرني - نا معاذ بن مسلم، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: لما نزلت: إِنَّمٰا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هٰادٍ قال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«أنا المنذر، و علي الهادي، بك يا علي يهتدي المهتدون».

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن المظفّر الشامي، أنا أحمد بن محمّد العتيقي، أنا يوسف بن أحمد الصيدلاني، نا محمّد بن عمرو العقيلي (6)،حدّثني محمّد بن محمّد الكوفي، نا محمّد بن عمرو السوسي، نا نصر بن مزاحم، عن عمر (7) بن سعيد، عن ليث، عن مجاهد في قول اللّه عز و جل: وَ الَّذِي جٰاءَ بِالصِّدْقِ وَ صَدَّقَ بِهِ


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصول، و استدرك لتقويم السند عن المسند.
2- سورة الرعد، الآية:8.
3- الخبر التالي سقط من م.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن المطبوعة.
5- في م هنا: أبو الحسين، تصحيف، و قد مرّ السند قريبا.
6- رواه العقيلي في الضعفاء الكبير 300/4.
7- كذا بالأصل و م و المطبوعة:«عمر بن سعيد» و في الضعفاء الكبير: عمرو بن سعيد.

أخبرنا (1)أبو عبد اللّه بن أبي العلاء، أنا أبي أبو القاسم، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا إبراهيم بن سليمان بن حزازة، نا الحسن بن الحسين الأنصاري، نا علي بن القاسم، عن ابن مجاهد، عن أبيه في قوله عز و جل: وَ الَّذِي جٰاءَ بِالصِّدْقِ وَ صَدَّقَ بِهِ قال [الذي جاء بالصدق] رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم،«و صدق به» علي بن أبي طالب.

و في قوله تعالى: إِنَّمٰا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هٰادٍ قال:[الهادى:] «علي بن أبي طالب».

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الشافعي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو بكر محمّد بن عمر بن سليمان العوفي النّصيبي، نا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاّد، نا أبو عبد اللّه الحسين بن إسماعيل المهري، نا عباس بن بكار، نا خالد بن أبي عمرو الأسدي، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: مكتوب على العرش: لا إله إلاّ اللّه وحدي لا شريك لي، و محمّد عبدي و رسولي أيّدته بعلي، و ذلك قوله في كتابه: هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَ بِالْمُؤْمِنِينَ (2) علي وحده.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن الحسين، و أحمد بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا إسماعيل بن عبّاد البصري، نا عبّاد بن يعقوب، نا الفضل بن القاسم، عن سفيان الثوري، عن زبيد (3) عن مرة، عن عبد اللّه أنه كان يقرأ وَ كَفَى اللّٰهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتٰالَ (4) بعلي بن أبي طالب.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا سعيد بن أحمد بن محمّد، أنا أبو بكر الجوزقي، أنا عمرو (5) بن الحسن بن علي، نا أحمد بن الحسن الحرار، نا أبي، نا حصين بن مخارق، عن ضمرة، عن عطاء، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«عليّ على بيّنة من ربه، و أنا الشاهد منه»[8952].

قال: و نا حصين، عن الخليل بن لطيف، عن أبي هارون، عن أبي سعيد الخدري في قوله: وَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ


1- في «ز»: أنبأنا.
2- سورة الأنفال، الآية:62.
3- الأصل: زيد، تصحيف، و المثبت عن م.
4- سورة الأحزاب، الآية:25.
5- كذا بالأصل، و في «ز»: «عمر بن الحسن بن علي» و في م:«عمر بن الحسين بن علي».

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو العباس بن عقدة، نا يعقوب بن يوسف بن زياد، نا حسين بن حمّاد، عن أبيه، عن جابر، عن أبي جعفر في قوله: يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّٰهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّٰادِقِينَ (1)قال:

مع علي بن أبي طالب.

أخبرنا أبو العبّاس عمر بن عبد اللّه بن أحمد الفقيه، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد الواحدي (2)،نا أبو بكر التميمي - يعني أحمد بن الحارث - أنا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، نا الوليد بن أبان، نا العبّاس الدوري، نا بشر بن آدم، نا عبد اللّه بن الزبير، قال:

سمعت صالح بن ميثم (3)يقول: سمعت بريدة.

و أخبرناه عاليا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا الحسن بن أبي بكر، أنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن زياد القطان، نا محمّد بن غالب تمتام، نا بشر بن آدم، نا عبد اللّه بن الزبير الأسدي، عن صالح بن ميثم قال: سمعت بريدة الأسلمي يقول:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لعلي:«إنّ اللّه أمرني أن أدنيك و لا أقصيك، و أن أعلّمك و تعي - و قال الواسطي: و أن تعي و حقّ على اللّه أن تعى فنزلت - و قال الواسطي: قال: و نزلت:

وَ تَعِيَهٰا أُذُنٌ وٰاعِيَةٌ (4) .

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد الحافظ ، أنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد اللّه بن عمر المرّي، نا عبد الرّحمن بن عمر الشيباني (5)، نا أبو قتيبة المسلم بن الفضل، نا محمّد بن يونس الكديمي، نا أحمد بن معمر الأسدي، نا الحكم بن ظهير، عن السّدّي، عن ابن عباس في قوله عزّ و جلّ : وَ صٰالِحُ الْمُؤْمِنِينَ (6)، قال: هو: علي بن أبي طالب.

أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن محمّد بن سهل بن المحب العمري الصوفي، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن عبد اللّه بن عمر بن خلف


1- سورة التوبة، الآية:119.
2- رواه الواحدي في أسباب النزول ص 245 طبعة دار الفكر - بيروت.
3- كذا بالأصل و م و المطبوعة، و في أسباب النزول: صالح بن هشيم.
4- سورة الحاقة، الآية:12.
5- في «ز»: «عمر المسلي» و في م:«ابن عمر السيلي» و في المطبوعة: ابن عمران الشيباني.
6- سورة التحريم، الآية:4.

الحافظ ، أنا أبو جعفر محمّد بن عبيد اللّه بن علي العلوي النقيب - بالكوفة - نا أبو الحسن علي بن إبراهيم الحرار، نا محمّد بن أبي السوداء النهدي، عن وكيع، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن حذيفة قال [دخلت على] (1)النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال:«كيف أنتم إذا اختصم السلطان و القرآن ؟» فقلنا: و أنى يكون ذلك ؟[قال:] (2)«إذا قالوا القرآن مخلوق برئ اللّه منهم - و أنا منهم بريء - و صالح المؤمنين» قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«صالح المؤمنين علي بن أبي طالب».

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون:[أنا - أبو بكر] (3)الخطيب (4).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عاصم بن الحسن.

قالا: أنا أبو عمر [بن مهدي] (5)،أنا أبو العبّاس بن عقدة، نا يعقوب بن يوسف بن زياد، نا نصر بن مزاحم، نا محمّد بن مروان [عن الكلبي] (6)،عن أبي صالح، عن ابن عبّاس قُلْ بِفَضْلِ اللّٰهِ (7)النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، وَ بِرَحْمَتِهِ (8)علي رضي اللّه عنه.

أخبرنا أبو نصر منصور بن أحمد بن منصور الطّريثيثي، و أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن جعفر اللحياني، نا أبو معاذ شاه بن عبد الرّحمن بن محمّد بن مأمون، نا أبي (9)،نا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن دينار بن مبشّر الواسطي، نا محمّد بن حرب، نا إسماعيل بن عبيد اللّه، نا يحيى، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال:

ما أنزل اللّه من آية [فيها] يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا دعاهم [فيها] (10) إلاّ و علي بن أبي طالب كبيرها و أميرها.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا محمّد بن أحمد


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك للإيضاح عن المختصر، قارن مع المطبوعة.
2- بياض بالأصل و م، و اللفظة استدركت عن المختصر و المطبوعة.
3- بياض بالأصل و م، و المستدرك قياسا إلى أسانيد مماثلة.
4- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 15/5 ضمن ترجمة أحمد بن محمد بن سعيد الحافظ .
5- بياض بالأصل و م و المستدرك عن تاريخ بغداد و قياسا إلى أسانيد مماثلة.
6- بياض بالأصل، و المستدرك عن تاريخ بغداد و م، و «عن» ليست في م.
7- سورة يونس، الآية:58.
8- سورة يونس، الآية:58.
9- «نا أبي» بياض مكانها في م.
10- بياض بالأصل و م و «ز»، و المستدرك عن المطبوعة لإقامة المعنى، و اللفظة مستدركة فيها بين معكوفتين.

عثمان، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: ما أنزل اللّه آية يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إلاّ علي رأسها و أميرها.

أخبرني أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا الحسن بن أبي بكر، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن الزبير الكوفي، نا علي بن الحسن بن فضال، أنا الحسين بن نصر بن مزاحم، حدّثني أبي، نا عمرو بن ثابت، عن سكين أبي يحيى، عن عكرمة مولى ابن عبّاس قال: ما في القرآن آية: يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إلاّ علي رأسها.

أخبرنا أبو الفرج عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر، أنا أبو نصر الزينبي، أنا محمّد بن عمر بن علي بن خلف، نا محمّد بن السّري بن عثمان (1)،نا علي بن أحمد بن يحيى بن المؤدب، نا زيد بن إسماعيل، نا معاوية بن هشام، حدّثني عيسى بن راشد (2)، عن علي بن بذيمة، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال:

ما نزل [في] القرآن يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إلاّ علي سيدها و شريفها و أميرها، و ما أحد من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلاّ قد عاتبه اللّه في القرآن ما خلا علي بن أبي طالب، فإنّه لم يعاتبه في شيء منه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر الشامي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا أبو يعقوب بن الدخيل، نا أبو جعفر العقيلي (3)،نا محمّد بن موسى، نا علي بن عبد اللّه الدهان، نا عيسى بن راشد، عن علي بن بذيمة، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:

ما ذكر اللّه في القرآن يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إلاّ و علي شريفها و أميرها، و لقد عاتب اللّه أصحاب محمّد في آي من القرآن، و ما ذكر عليا إلاّ بخير.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا سعيد بن أحمد بن محمّد، أنا أبو بكر الجوزقي، أنا عمر بن الحسن بن علي، نا أحمد بن الحسن، نا أبي، نا حصين (4) عبد اللّه بن قطاف، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن (5) عباس قال: ما نزل....


1- ما بين الرقمين سقط من م.
2- ما بين الرقمين سقط من م.
3- رواه العقيلي في الضعفاء الكبير 228/3 ضمن ترجمة علي بن بذيمة.
4- بياض بالأصل و م و «ز»، و قد مرّ هذا السند قريبا و فيه: حصين بن مخارق.
5- بالأصل: أبي، تصحيف و التصويب عن م.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن [خيرون، أنا - أبو بكر] (1) الخطيب (2)، أنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل، نا كوهي بن الحسن الفارسي، نا [أحمد بن] (3)القاسم أخو أبي الليث الفرائضي، نا محمّد بن حبش المأموني، نا سلام بن سليمان الثقفي، نا إسماعيل [بن محمد] (4) بن عبد الرّحمن المدائني، عن جويبر، عن الضحاك، عن ابن عباس قال: نزلت في علي ثلاثمائة [آية] (5).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (6)[أخبرنا علي بن] (7) طلحة بن محمّد المقرئ، نا عبد اللّه بن ابراهيم بن أيوب، نا جعفر بن علي الحافظ ، نا محمّد بن [زكريا الغلابي] (8) بالبصرة، نا عبيد اللّه بن عائشة، أنا حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس قال:

دخل أبو بكر [الصديق] (9) على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فجلس عنده، ثم استأذن علي بن أبي طالب فدخل، فلما رآه أبو بكر تدحرج (10) له و تزعزع له، فقال له النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«لم فعلت هذا يا أبا بكر؟» فقال: إكراما له، و إعظاما يا رسول اللّه، فقال:«إنّما يعرف الفضل لأهل الفضل ذوو (11) الفضل»[8953].

كذا في هذه [الرواية] (12) و هو محفوظ عن الغلابي بإسناد غير هذا:

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو [الحسن]


1- بياض بالأصل و م و «ز»، و الذي استدرك قياسا إلى أسانيد مماثلة، و هذا السند معروف، و يمرّ كثيرا، عند ما يأخذ المصنف عن تاريخ بغداد.
2- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 221/6 ضمن ترجمة إسماعيل بن محمد بن عبد الرحمن.
3- بياض بالأصل و م و «ز»، و المستدرك عن تاريخ بغداد.
4- بياض بالأصل و م، و المستدرك عن تاريخ بغداد.
5- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 222/7-223 ضمن ترجمة جعفر بن علي الدوري الدقاق الحافظ .
6- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 222/7-223 ضمن ترجمة جعفر بن علي الدوري الدقاق الحافظ .
7- بياض بالأصل و م و «ز»، و المستدرك بين معقوفتين عن تاريخ بغداد.
8- بياض بالأصل و م و «ز»، و المستدرك بين معقوفتين عن تاريخ بغداد.
9- بياض بالأصل و م و «ز»، و استدركت اللفظة عن تاريخ بغداد.
10- كذا بالأصل، و في «ز»: تزحزح له، و في م: مكان «بكر وتد» بياض و بقي قسم من اللفظة:«حرج» و في تاريخ بغداد: تزحزح.
11- بالأصل:«ذوا» و في م:«ذو» و المثبت عن تاريخ بغداد.
12- بياض بالأصل و م، و المثبت يوافق عبارة المطبوعة، و قد وردت اللفظة فيها أيضا بين معقوفتين.

الخطيب (1)،أنا أبو طاهر محمّد بن علي بن أحمد بن إسماعيل بن جعفر بن [الأنباري] (2)،نا القاضي أبو الحسن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن أحمد بن حمّاد الموصلي، نا الحسن بن [هشام] (3) بن عمرو، نا محمّد بن زكريا الغلابي، نا عبّاس بن بكار.

ح قال: و أنا الحسن بن الحسين بن [العباس] (4) النعالي، أنا أحمد بن نصر الذّارع بالنهروان، نا صدقة بن موسى، نا العباس بن بكار، نا.... (5) عبد اللّه بن المثنى، عن عمه ثمامة بن عبد اللّه، عن أنس بن مالك قال: بينما رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم جالس في المسجد قد أطاف به أصحابه إذ أقبل علي بن أبي طالب، فوقف و سلم و نظر [إلى مكانه] يستحق أن يجلس فيه، فنظر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في وجوه أصحابه أيهم يوسع له، و كان أبو بكر جالسا عن يمين رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فتزحزح له عن مجلسه، و قال: هاهنا يا أبا الحسن، فجلس بين النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و بين أبي بكر، قال أنس بن مالك: فرأيت السرور في وجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، ثم أقبل على أبي بكر فقال:«يا أبا بكر إنّما يعرف الفضل لأهل الفضل ذوو الفضل»[8954].

و اللفظ لحديث الغلابي.

أخبرناه عاليا أبو سعد بن البغدادي، نا محمود بن جعفر بن محمّد، و أبو الطّيّب محمّد بن أحمد بن إبراهيم، قالا: أنا أبو علي الحسن بن علي بن أحمد بن البغدادي، نا أحمد بن موسى الخطمي، نا محمّد بن زكريا اللؤلؤي، نا عباس بن بكار، نا عبد اللّه بن المثنى، عن عمه ثمامة، عن أنس بن مالك قال:

بينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم [في المسجد] (6) و قد أطاف به أصحابه، فأقبل علي بن أبي طالب و سلّم،[ثم وقف ينظر]


1- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 105/3 ضمن ترجمة محمد بن علي الأنباري.
2- بياض بالأصل و م و «ز»، و المستدرك بين معقوفتين عن تاريخ بغداد.
3- بياض بالأصل و م، و «ز»، و المستدرك عن تاريخ بغداد.
4- بياض بالأصل، و م، و «ز»، و اللفظة استدركت عن تاريخ بغداد.
5- بياض بالأصل، و الكلام متصل في المطبوعة.
6- سقطت من الأصل و م و استدركت اللفظتان عن المطبوعة، و في المختصر:«جالسا في المسجد».

رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، ثم أقبل على أبي بكر فقال:«يا أبا بكر إنّما يعرف الفضل لأهل الفضل ذوو الفضل»[8955].

أخبرناه [أبو طالب] (1) علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل، و خالي (2) أبو المعالي القرشي، قالا: أنا علي بن الحسن بن (3)،أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا محمّد بن زكريّا الغلاّبي (4)،نا العباس بن [بكار] (5) أبو الوليد، نا عبد اللّه بن المثنى الأنصاري، عن عمه ثمامة بن عبد اللّه بن أنس، عن أنس [قال] (6) كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم جالسا في المسجد و قد أطاف به أصحابه، إذ أقبل علي بن أبي طالب ثم وقف ينظر (7) مكانا يجلس فيه، فنظر النبي صلّى اللّه عليه و سلّم إلى وجوه أصحابه أيهم يوسّع له، و كان أبو بكر عن يمين رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم جالسا، فتزحزح أبو بكر [عن مجلسه، و قال: هاهنا يا أبا الحسن، فجلس بين النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و بين أبي بكر] (8) فرأينا السرور في وجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ثم أقبل على أبي بكر فقال:«يا أبا بكر إنّما يعرف الفضل لأهل الفضل ذوو الفضل»[8956].

أخبرني أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد، أنا عبد الواحد بن علي بن أحمد العلاّف، نا علي بن أحمد بن عمر الحمّامي، أنا أبو صالح القاسم بن سالم بن عبد اللّه بن عمر الأخباري، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، نا عبّاد بن زياد الأسدي، نا قيس، عن أبي إسحاق، عن أبي البختري، عن حجر بن عدي الكندي، عن شراحيل بن مرة قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول لعلي:«أبشر يا علي، حياتك و موتك معي»[8957].

كذا قال، و الصواب: عبادة


1- بياض بالأصل، و المستدرك عن مشيخة ابن عساكر، و أسانيد مماثلة، و لا نقص أو بياض في م.
2- بالأصل: و خال، و المثبت عن م.
3- بياض بالأصل، و م، و «ز».
4- الأصل: العلائي، و المثبت عن م.
5- بياض بالأصل، و م، و «ز»، و استدركت اللفظة عن المطبوعة.
6- بياض بالأصل، و استدركت اللفظة عن م.
7- كذا بالأصل، و في م، و «ز»: فنظر مكانا.
8- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدركت العبارة عن م لتقويم المعنى، و دفع الخلل في العبارة.

سمعت شراحيل بن مرة قال: سمعت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:[يقول:] «أبشر يا علي حياتك و موتك معي»[8958].

قال: و أنا ابن مندة، أنا خيثمة بن سليمان، نا أحمد بن حازم بن أبي غرزة (1)،نا مخول بن إبراهيم، عن عمرو بن شمر، عن أبي طوق، عن جابر الجعفي، و ذكر عن محمّد بن بشر قال: قام حجر بن عدي يخطب على شاطئ الفرات،[ف] حمد اللّه، و أثنى عليه، ثم قال: أشهد أنّي سمعت شرحبيل بن مرّة يزعم أنه سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«أبشر يا علي حياتك و موتك معي»[8959].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا عبد اللّه بن عدي الجرجاني (2)،نا علي بن أحمد - يعرف بابن أبي قربة - نا عبّاد بن يعقوب، أنا علي بن هاشم، عن سليمان بن قرم، عن يزيد بن أبي زياد، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أنا و هذا - يعني عليا - نجيء يوم القيامة كهاتين - و جمع بين إصبعيه السبابتين» إلى[8960].

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا [أم المجتبى] (3) العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ.

قالا: أنا أبو يعلى، نا [زهير] (4)-زاد ابن المقرئ: الرازي - نا ابن أبي أويس، حدّثني أبي عن عكرمة بن عمّار، عن أبان بن [تغلب] (5) و في حديث ابن


1- تقرأ بالأصل: عرزة، و في المطبوعة: عرزة، و في م: عزرة، كله تصحيف و الصواب: غرزة، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 239/13.
2- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 256/3 ضمن ترجمة سليمان بن قرم الضبي.
3- بياض بالأصل، و في م: و أخبرنا العلوية. و ما استدرك بين معكوفتين قياسا إلى أسانيد مماثلة، و الاسم معروف.
4- بياض بالأصل و م و «ز»، و المستدرك بين معكوفتين قياسا إلى سند مماثل.
5- بياض بالأصل و م و «ز»، و اللفظة استدركت قياسا إلى سند مماثل.

متوركة الحسن و الحسين في يدها برمة للحسن - و قال ابن حمدان: للحسنين (1)-سخين حتى أتت بها النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، فلما وضعتها قدامه قال:«أين أبو الحسن ؟» قالت: في البيت، فدعاه - قال ابن حمدان: فجاء-[فجلس] (2) النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و علي و فاطمة و الحسن [و الحسين] (3)يأكلون، قالت أم سلمة و ما سامني إلى - و قال ابن المقرئ: فدعاه فجلس رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ثم اتفقا: و ما أكل طعاما قط و أنا عنده إلاّ سامنيه قبل ذلك اليوم - يعني.... (4) دعاني إليه - فلما فرغ التف عليهم - و قال ابن حمدان: عليه - بثوبه ثم قال:«اللّهم عاد من عاداهم، و وال من والاهم»[8961].

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، و أبو القاسم الشّحّامي، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو سعيد الكرابيسي، أنا أبو لبيد محمّد بن إدريس، نا سويد بن سعيد، نا محمّد بن عمر، نا إسحاق بن سويد، عن البراء بن عازب قال: جاء عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين إلى باب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، فقام (5) بردائه و طرحه عليهم ثم قال:«اللّهم هؤلاء عترتي»[8962].

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، نا و أبو النجم الشّيحي، أنا - أبو بكر الخطيب (6)،أنا - أبو العلاء محمّد بن علي، أنا أبو العبّاس الحسين بن علي بن محمّد الحلبي - ببغداد - نا قاسم بن إبراهيم، نا أبو أمية المحتط (7)،حدّثني مالك بن أنس، عن الزهري، عن أنس بن مالك، عن عمر بن الخطاب، حدّثني أبو بكر الصدّيق قال: سمعت أبا هريرة يقول:

جئت إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و بين يديه تمر، فسلّمت عليه، فرد عليّ و ناولني من التمر ملء كفه، عددته ثلاثا و سبعين تمرة، ثم مضيت من عنده إلى علي بن أبي طالب، و بين يديه تمر، فسلّمت عليه، فرد عليّ و ضحك إليّ و ناولني من التمر ملء كفه، فعددته فإذا هو ثلاث و سبعين تمرة، فكثر تعجبي من ذلك، فرحت إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقلت: يا رسول اللّه جئتك و بين يديك تمر فناولتني من


1- كذا بالأصل، و في م و «ز» و المطبوعة: للحسين.
2- سقطت من الأصل و م، و استدركت للإيضاح عن المطبوعة، و هي فيها مستدركة أيضا بين معقوفتين.
3- سقطت من الأصل، و مكانها في م بياض، و المستدرك عن المطبوعة، و هي مستدركة أيضا فيها.
4- بياض بالأصل، و في «ز»، و م: و الكلام متصل في المطبوع.
5- كذا بالأصل، و في «ز»، و م: فقال بردائه.
6- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 76/8 ضمن ترجمة الحسين بن علي الحلبي، أبي العباس.
7- كذا بالأصل، و المطبوعة، و في م و تاريخ بغداد:«المختط »، و كتب مصححها على الهامش فيها: كذا في النسختين.

طالب و بين يديه تمر، فناولني من كفه، فعددته ثلاثا و سبعين تمرة، فعجبت من ذلك، فتبسم النبي صلى اللّه عليه و سلّم و قال:«يا أبا هريرة أ و ما علمت أنّ يدي و يد علي بن أبي طالب في العدل سواء».

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (1)، أنا محمّد بن طلحة بن محمّد النّعالي قال: قرئ على أبي بكر محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم الشافعي، و أنا أسمع قيل له: حدثك أبو بكر أحمد بن محمّد بن صالح التمار، نا محمّد بن مسلم بن وارة (2)،نا عبد اللّه بن رجاء، نا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حبشي بن جنادة قال:

كنت جالسا عند أبي بكر، فقال: من كانت له عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عدة فليقم، فقام رجل، فقال: يا خليفة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم وعدني ثلاث حثيات من تمر، قال:

فقال: أرسلوا إليّ عليّ ، فقال: يا أبا الحسن، إنّ هذا يزعم أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم وعده أن يحثي له ثلاث حثيات من تمر، فاحثها له، قال: فحثاها، فقال أبو بكر: عدوها، فعدّوها فوجدوه (3) في كل حثية ستين تمرة لا تزيد واحدة على الأخرى، قال: فقال أبو بكر: صدق اللّه و رسوله، قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ليلة الهجرة و نحن خارجان من الغار نريد المدينة:«كفي و كفّ عليّ في العدل سواء»[8963].

الحمل فيه عندي على التّمّار.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد عبد اللّه بن عدي الجرجاني قال (4):سمعت أحمد بن عبد الرحيم - يعني ابن عبد الرزاق - أبا جعفر الجرجاني يقول: نا زريق بن محمّد الكوفي، نا حمّاد بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إنّ اللّه طهّر قوما من الذنوب بالصّلعة في رءوسهم و إنّ عليا لأولهم»


1- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 37/5 ضمن ترجمة أحمد بن محمد بن صالح التمار، أبي بكر.
2- ترجمته في تاريخ بغداد 256/3.
3- كذا بالأصل و م و المطبوعة، و في تاريخ بغداد: فوجدوها.
4- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 204/1 ضمن ترجمة أحمد بن عبد الرحيم بن عبد الرزّاق (طبعة دار الفكر).

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمّد، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو الحسن محمّد بن صدقة بن الحسين بن سلامة بن علي بن محمّد بن الحسين التميمي - بالموصل من لفظه - نا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن عبد العزيز بن عبد اللّه العدوي، نا علي بن الحسن بن سليمان القطعي، نا إسحاق بن وهب العلاّف، نا عمر بن المختار بن يزيد بن سمرة - و كان رجلا صالحا، لا بأس به - نا رزق بن عبد الرّحمن الواسطي، نا الحسن بن موسى الأزدي، عن عنبسة القطّان، عن أبي ضمرة عن أبي الدرداء، قال: لما بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم معاذ بن جبل إلى اليمن خطبهم، فإذا هم صلع كلهم، فقال:

ما لي أراكم صلعا كلكم ؟ قالوا: خلقنا ربنا (1)،قال: أ فلا أحدّثكم حديثا سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ؟ قالوا: وددنا، قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«إنّ اللّه تبارك و تعالى طهّر قوما من الذنوب فأصلع رءوسهم، و إنّ علي بن أبي طالب أولهم»[8965].

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ (2)،نا عمر بن أحمد (3) القاضي القصباني، نا علي بن العباس البجلي، نا أحمد بن يحيى، نا الحسن بن الحسين، نا إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن الشعبي قال: قال علي:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«مرحبا بسيّد المسلمين، و إمام المتقين»، فقيل لعلي: فأيّ شيء كان من شكرك، قال: حمدت اللّه على ما آتاني و سألته الشكر على ما أولاني، و أن يزيدني ما أعطاني (4).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا قال [أنا-] (5) أبو محمّد الجوهري: أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد الزهري، نا أبو محمّد يحيى بن محمّد بن صاعد، نا بكر بن عبد الوهاب المرّي، حدّثني هارون بن يحيى الحاطبي - و هو ابن هارون بن يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب - حدّثني سعيد بن عبد اللّه بن الفضيل


1- كذا بالأصول.
2- رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 66/1.
3- في الحلية: عمر بن أحمد بن عمر القاضي القصباني.
4- في حلية الأولياء: مما أعطاني.
5- الزيادة عن م، و «قال» السابقة سقطت منها.

من يريد الدنيا فيريد خمس مائة شاة و رعاتها، و أما من يريد الآخرة فيريد خمس كلمات، قال:«فأيهما تريد؟» قلت: الخمس كلمات، قال:«فقل: اللّهم اغفر لي ذنبي، و طيّب لي كسبي، و وسّع لي في خلقي، و متّعني (1) بما قسمت لي، و لا تذهب بنفسي إلى شيء قد صرفته عني»[8966].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو العبّاس بن عقدة، نا محمّد بن أحمد بن الحسن القطواني، نا إبراهيم بن أنس الأنصاري، نا إبراهيم بن جعفر بن عبد اللّه بن محمّد بن مسلمة، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد اللّه قال:

كنا عند النبي صلى اللّه عليه و سلّم، فأقبل علي بن أبي طالب، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«قد أتاكم أخي»، ثم التفت إلى الكعبة فضربها بيده ثم قال:«و الذي نفسي بيده إنّ هذا و شيعته لهم الفائزون يوم القيامة»، ثم قال:«إنّه أولكم إيمانا معي، و أوفاكم بعهد اللّه، و أقومكم بأمر اللّه، و أعدلكم في الرعية، و أقسمكم بالسويّة، و أعظمكم عند اللّه مزية» قال: و نزلت: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّٰالِحٰاتِ أُولٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (2) قال: فكان أصحاب محمّد صلى اللّه عليه و سلّم إذا أقبل علي قالوا: قد جاء خير البرية[8967].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (3)،نا الحسن بن علي الأهوازي، نا معمر بن سهل، نا أبو سمرة أحمد بن سالم، نا شريك، عن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد، عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:

«عليّ خير البرية»[8968].

قال أبو أحمد: و هذا قد رواه غير أبي سمرة عن شريك، و روي عن غير شريك أيضا، عن الأعمش، عن عطية، عن جابر بن عبد اللّه:«كنا نعد عليا من خيارنا».

و لا يسنده هكذا إلاّ أبو سمرة.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن سعيد، قالا: نا - و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب


1- كذا بالأصل، و في م و «ز»: و قنّعني.
2- سورة البينة، الآية:6.
3- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 170/1.

قالا: نا محمّد بن المظفر الحافظ ، نا عبد اللّه بن جعفر الثعلبي، قال علي: أبو القاسم، نا محمّد بن منصور الطوسي، نا محمّد بن كثير الكوفي، نا الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن زرّ، عن عبد اللّه، عن علي قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«من لم يقل عليّ خير الناس فقد كفر»[8969].

محمّد بن كثير ضعيف.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - بقراءتي عليه - أنا علي بن الحسين بن أحمد بن صصرى، أنا تمام بن محمّد، أنا خيثمة بن سليمان، نا أبو إسحاق إبراهيم بن سليمان بن حرارة النهمي (1)،نا الحسن بن سعيد النخعي ابن عم شريك، نا شريك بن عبد اللّه، عن أبي إسحاق، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عن حذيفة بن اليمان (2) قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«عليّ خير البشر، من أبى فقد كفر»[8970].

كذا قال الحسن بن سعيد، و إنما هو الحرّ.

أخبرناه أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا الحسن بن محمّد بن الحسن الخلاّل، نا أحمد بن محمّد بن عمران، نا أبو الحسن علي بن الحسن بن شقير الهمداني - بالكوفة - نا أبو العباس أحمد بن العبّاس المقرئ مولى بني هاشم، قال: قلت للحرّ بن سعيد النّخعي: حدثكم شريك بن عبد اللّه عن أبي إسحاق السّبيعي، عن شقيق بن سلمة، عن حذيفة بن اليمان (3) قال: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«علي خير البشر، من أبى فقد كفر»، قال: نعم، حدّثنا شريك بن عبد اللّه[8971].

قال الخطيب: لم يرو هذا الحديث عن شريك غير الحرّ بن سعيد، و هذا حديث (4)تفرد برفعه الحرّ، و المحفوظ عن شريك قوله.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد (5)،أنا الساجي


1- كذا رسمها بالأصل و «ز»، و غير مقروءة في م.
2- الأصل: اليماني، و المثبت عن م.
3- الأصل: اليماني، و المثبت عن م.
4- كذا بالأصل، و م، و «ز»، و في المطبوعة: و هذا الحديث.
5- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 10/4 ضمن ترجمة شريك بن عبد اللّه النخعي القاضي الكوفي.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون أنا (1)-و أبو الحسن بن سعيد نا (2)-أبو بكر أحمد بن علي [الخطيب] (3)،أنا الحسن بن أبي طالب - نا محمد بن إسحاق بن محمد القطيعي، حدثني أبو محمد العلوي الحسن بن محمد بن يحيى - صاحب كتاب النسب - نا إسحاق بن إبراهيم الصنعاني، نا عبد الرزاق بن همام، أنا سفيان الثوري، عن محمد بن المنكدر، عن جابر قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«عليّ خير البشر، فمن امترى فقد كفر»[8972].

قال الخطيب: هذا [حديث] (4) منكر، لا أعلم رواه سوى العلوي بهذا الإسناد، و ليس بثابت.

و هذا الحديث المحفوظ منه قول جابر غير مرفوع:

أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي - أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو عمرو عبد الرحمن بن محمد الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي (5)،نا الحسين بن علي بن الحسن السلولي


1- في المطبوعتين في الموضعين: أنبأنا.
2- زيادة منا للإيضاح، و قد رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 421/7 ضمن ترجمة الحسن بن محمد العلوي.
3- الزيادة عن تاريخ بغداد.
4- الزيادة عن تاريخ بغداد.
5- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 67/4 ضمن ترجمة صالح بن أبي الأسود الحناط الكوفي.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، قراءة، أنا علي بن الحسين بن أحمد بن صصرى، أنا تمام، أنا خيثمة، نا إبراهيم بن عبد اللّه العنسي، نا وكيع بن الجراح، عن الأعمش، عن عطية بن سعد، قال: دخلنا على جابر بن عبد اللّه، و هو شيخ كبير، فقلنا: أخبرنا عن هذا الرجل علي بن أبي طالب، قال: فرفع حاجبيه مدة (1) ثم قال: ذاك من خير البشر.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا عبد الرحمن بن علي، أنا يحيى بن إسماعيل، أنا عبد اللّه بن محمد بن الحسن، نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، نا الأعمش، عن عطية العوفي، قال: دخلنا على جابر بن عبد اللّه الأنصاري، و قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر، قال: فقلنا له: أخبرنا عن علي، قال: فرفع حاجبيه بيديه، ثم قال: ذاك من خير البشر.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه، أنا عبد العزيز الكتاني (2) إجازة أنا أبو القاسم طلحة بن علي الصقر الكناني، نا محمد بن أحمد بن الحسن - يعني ابن الصواف - نا أحمد بن محمد (3) بن عبد العزيز الوشاء، أنا أحمد بن عبد الملك بن عبد ربه، نا معاوية بن عمار الدهني، حدثني أبو الزبير قال: قلت لجابر: كيف كان علي فيكم ؟ قال: ذاك من خير البشر، ما كنا نعرف المنافقين إلاّ ببغضهم عليا.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد، و أبو بكر محمد بن شجاع قالا: أنا أبو محمد التميمي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا إسماعيل الصفار، نا محمد بن عبيد بن عتبة، أنا عبد الرحمن بن شريك، حدثني أبي، عن الأعمش عن عطاء قال: سألت عائشة عن علي - رضي اللّه عنهما - فقالت: ذاك خير البشر، لا يشك فيه إلاّ كافر.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الأديب، أنا الحاكم أبو أحمد محمد بن محمد، نا أبو الحسين محمد بن إبراهيم بن شعيب الغازي، بطبرستان، نا عمرو بن علي، أنا معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن حنش (4)،عن عكرمة، عن ابن عباس قال:

بلغ علي بن أبي طالب، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم جوع فأتى رجلا - و في الأصل: فأقام رجلا - من اليهود، فاستقى له سبعة عشر (5) دلوا على سبعة عشر


1- كذا بالأصل، و م، و «ز».
2- في م: الكناني، تصحيف.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المطبوعة: أحمد بن عبد العزيز الوشاء.
4- تقرأ في م: حمش.
5- في م: سبعة عشرة.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال: يا رسول اللّه بلغني ما بك من الشدة، فأتيت رجلا من اليهود، فاستقيت له سبعة عشر دلوا على سبعة عشر (1) تمرة. فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: فعلت هذا حبّا لله و لرسوله ؟ قال: نعم. قال: فأعد للبلاء تجفافا، يعني الصبر.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن الرحمن الزهري، نا حمزة بن القاسم الإمام، نا الحسين بن عبيد اللّه.

حدثني إبراهيم يعني الجوهري، نا المأمون، حدثني الرشيد، حدثني شريك بن عبد اللّه، عن عاصم بن كليب، عن محمد بن كعب القرظي، قال: سمعت علي بن أبي طالب يقول: لقد رأيتني و إني لأربط الحجر عن بطني من الجوع، و إن صدقتني اليوم لتبلغ أربعة آلاف دينار.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا أحمد بن الهيثم بن خالد، بسامرا، أنا ابن الأصبهاني، أنا شريك.

عن عاصم بن كليب، عن محمد بن كعب قال:

سمعت عليا يقول: لقد رأيتني أربط الحجر على بطني من الجوع في عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و إن صدقني اليوم لأربعون ألف دينار.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المظفر، أنا أبو محمد الجوهري.

ح (2) و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب قالا:

أنا أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدثني أبي، نا حجاج، نا شريك. عن عاصم بن كليب عن محمد بن كعب القرظي: أن عليا قال: لقد رأيتني مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و إني لأربط الحجر على بطني من الجوع، و إن صدقتني اليوم لأربعون ألفا.

قال


1- كذا بالأصل، و م، و «ز»، و المطبوعة.
2- «ح» حرف التحويل سقط من م.
3- مسند أحمد بن حنبل 334/1 رقم 1367 طبعة دار الفكر.

علي بن محمد بن الحسين، أنا يحيى بن إسماعيل بن يحيى (1)،أنا عبد اللّه بن محمد بن الحسن، نا عبد اللّه بن هاشم الطوسي، نا وكيع، نا ابن أبي خالد، عن الشعبي قال: قال علي: ما كان لنا إلاّ إهاب كبش، ننام على ناحيته، و تعجن فاطمة على ناحيته.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن المقرئ أنا أبو محمد المصري، أنا أحمد بن مروان، نا جعفر بن محمد، نا إسحاق بن إسماعيل، نا أبو أسامة عن مجالد، عن عامر، عن علي قال:

لقد تزوجت فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و ما لي فراش غير جلد كبش ننام عليه بالليل، و نعلف عليه ناضحا (2) بالنهار، و ما لي خادم غيرها.

قال: و أنا أحمد، نا إبراهيم بن إسحاق الحربي، نا إسحاق بن إسماعيل نا أبو أسامة، عن مجالد، عن عامر، عن علي بن أبي طالب قال: لقد تزوجت فاطمة بنت محمد و ما لي فراش غير جلد كبش ننام عليه بالليل، و نعلف عليه ناضحا (3) بالنهار، و ما لي خادم غيرها.

قال: و نا أحمد، نا جعفر بن محمّد الصّائغ، نا علي بن عبد اللّه، نا محمّد بن فضيل، نا (4) مجالد، عن عامر، عن الحارث، عن علي بن أبي طالب قال: أهديت إليّ بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و ما لنا فراش إلاّ مسك كبش.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد (5)،نا إسحاق بن إبراهيم بن يونس


1- تقرأ في «ز»: بهى.
2- في م: ناضحنا.
3- في م: ناضحنا.
4- في «ز»: «عن مجالد» و في م كالأصل.
5- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 147/2 ضمن ترجمة جعفر بن سليمان الضبعي البصري.

هذا منقطع.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد بن أبي عثمان، و أبو طاهر أحمد بن محمّد بن إبراهيم.

و أخبرنا أبو عبد اللّه بن القصّاري، أنا أبي أبو طاهر، قالا: أنا أبو القاسم إسماعيل بن الحسن بن عبد اللّه الصّرصري، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا يوسف - هو ابن موسى - أنا جرير، عن الأعمش، عن عمرو (1) بن مرة، عن أبي البختري قال: قيل لعلي بن أبي طالب: حدثنا عن نفسك يا أمير المؤمنين، قال: كنت إذا سألت أعطيت، و إذا سكتّ ابتديت.

قال: و نا يوسف، نا عبيد اللّه بن موسى، أنا مسعر بن كدام، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري قال: سألت عليا عن نفسه، فذكر مثله.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد - إملاء - نا طلحة بن علي بن الصّقر، أنا أحمد بن عثمان بن يحيى الآدمي، نا عباس الدوري، نا داود بن عثمان العبسي (2)،نا النّضر، نا ابن جريج، نا داود بن أبي هند، عن أبي حرب بن أبي الأسود قال:

قال علي: كنت إذا سألت أعطيت، و إذا سكتّ ابتديت.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك، و أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالوا: أنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو طاهر محمّد بن الفضل بن محمّد بن إسحاق بن خزيمة، نا جدي، نا بندار، نا أبو المساور، نا عوف، عن عبد اللّه بن عمرو بن هند قال: قال علي: كنت إذا سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أعطاني، و إذا سكتّ ابتدأني.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم


1- الأصل: عمر بن مرة، و المثبت عن م و المطبوعة.
2- بدون إعجام بالأصل، و المثبت عن م.

طالب، عن أبيه أنه قيل لعلي بن أبي طالب: ما لك أكثر أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حديثا؟ فقال: إنّي كنت إذا سألته أنبأني، و إذا سكتّ ابتدأني.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، و أبو البقاء عبيد اللّه بن مسعود الرازي، و أبو بكر أحمد بن علي بن عبد الواحد القزاز، قالوا: أنا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمّد الحربي، نا أبو العبّاس إسحاق بن مروان القطان، نا أبي، نا عامر بن كثير السراج، عن أبي خالد، عن سعد بن طريف (1)،عن الأصبغ بن نباتة، عن علي.

قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«أنا مدينة الجنّة، و أنت بابها يا علي، كذب من زعم أنه يدخلها من غير بابها»[8974].

كذا قال، و المحفوظ : مدينة الحكمة:

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن الحسين (2)،أنا أحمد و محمّد ابنا عبد الرّحمن بن عمر (3)ابن أبي نصر، قالا: أنا أبو بكر يوسف بن القاسم، نا أبو محمّد عبيد اللّه بن محمّد بن عبيد اللّه الكوفي، نا إسماعيل بن موسى الفزاري، نا محمّد بن عمرو (4) الرومي، عن شريك، عن سلمة بن كهيل، عن الصّنابحي، عن علي قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«أنا دار الحكمة و عليّ بابها»


1- الأصل و م: ظريف.
2- الأصل: الحسن، و المثبت عن م، و «ز»، و المطبوعة.
3- في م، و «ز»: «ابن عثمان» و في المطبوعة كالأصل.
4- كذا بالأصل، و م، و «ز»، و في المطبوعة: محمد بن عمر الرومي. و لعله الصواب انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 420/10.

الخطيب (1)،أخبرني أحمد بن محمّد العتيقي، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه الشاهد، نا أبو بكر أحمد بن فاذويه بن عروة (2) الطحان، نا أبو عبد اللّه أحمد [بن محمد] (3) بن يزيد بن سليم، حدّثني رجاء بن سلمة، أنا أبو معاوية الضرير، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عبّاس قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«أنا مدينة العلم و عليّ بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب»[8977].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (4)،نا العدوي - يعني الحسن بن علي بن صالح - أبا (5) سعيد، أنا الحسن بن علي بن راشد، نا أبو معاوية، نا الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«أنا مدينة العلم و عليّ بابها، فمن أراد مدينة العلم فليأتها من بابها»[8978].

قال أبو أحمد: هذا حديث أبي الصلت [الهروي] عن أبي معاوية، و سرقه غيره من الضعفاء.

قال: أنا أبو أحمد (6)،نا عبد الرّحمن بن سليمان بن موسى بن عدي الجرجاني - بمكة - نا أحمد بن سلمة أبو عمرو الجرجاني، نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عبّاس قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«أنا مدينة العلم و عليّ بابها، فمن أراد العلم فليأتها من قبل بابها».

قال أبو أحمد: و هذا الحديث يعرف بأبي الصّلت الهروي عن أبي معاوية، سرقه منه أحمد بن سلمة هذا، و معه جماعة ضعفاء.

قال: و أنا أبو أحمد (7)[ثنا أحمد]


1- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 348/4 ضمن ترجمة أحمد بن فاذويه بن عزرة.
2- كذا بالأصل، و م، و «ز»، و المطبوعة، و في تاريخ بغداد: عزرة.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م و المطبوعة. ترجمته في تاريخ بغداد 119/5.
4- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 341/2 ضمن ترجمة الحسن بن علي صالح العدوي البصري، أبي سعيد.
5- تقرأ بالأصل و م:«أنا» و في المطبوعة:«أنبأنا» تصحيف، و الصواب ما أثبت، راجع الحاشية السابقة.
6- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 189/1-190 ضمن ترجمة أحمد بن سلمة، أبي عمرو الكوفي.
7- الكامل في ضعفاء الرجال 412/3 ترجمة سعيد بن عقبة.

الكوفي، نا سليمان الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عبّاس قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«أنا مدينة العلم و عليّ بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب».

قال [أبو أحمد:] (1) سعيد بن عقبة، حدّثنا عنه أحمد بن حفص بما لا يتابع عليه.

و أخبرناه أبو علي الحسن بن المظفر، و أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن عبد الوهاب، و أم أبيها فاطمة بنت علي بن الحسين، قالوا: أنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن علي الدّجاجي، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمّد الحربي، نا الهيثم بن خلف الدوري، نا عمر بن إسماعيل بن مجالد، نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عبّاس قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«أنا مدينة العلم و عليّ بابها، فمن أراد الباب فليأت عليا»[8979].

و كلّ هذه الروايات غير محفوظة، و هذا الحديث يعرف بأبي الصّلت عبد السّلام بن صالح الهروي (2).

أخبرناه أبو الحسن علي بن أحمد بن قبيس، نا - و أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن زريق، أنا - أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب (3)،أنا محمّد بن عمر بن القاسم النّرسي، أنا محمّد بن عبد اللّه الشافعي، نا إسحاق بن الحسن بن ميمون الحربي، نا عبد السّلام بن صالح - يعني الهروي - نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«أنا مدينة العلم و عليّ بابها»[8980].

و أخبرنا أبو الحسن، نا - و أبو منصور، أنا - أبو بكر الخطيب


1- ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 446/11.
3- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 46/11 ضمن ترجمة عبد السّلام بن صالح الهروي.

قال الخطيب: أراد أنه صحيح من حديث أبي معاوية، و ليس بباطل، إذ قد رواه غير واحد عنه.

قال الخطيب (1):أخبرني محمّد بن علي المقرئ، أنا محمّد بن عبد اللّه النيسابوري قال: سمعت أبا العبّاس محمّد بن يعقوب يقول: سمعت العبّاس بن محمّد الدوري يقول:

سمعت يحيى بن معين يوثق أبا الصّلت، فقلت - أو قيل له:- إنه حدث عن أبي معاوية عن الأعمش:«أنا مدينة العلم و علي بابها»، فقال: ما تريدون من هذا المسكين ؟ أ ليس قد حدث به محمّد بن جعفر الفيدي عن أبي معاوية هذا أو نحوه ؟ أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (2)، أخبرني الحسين بن علي الصّيمري، نا أحمد بن محمّد بن علي الصيرفي، نا إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين، نا محمّد بن عبد اللّه أبو جعفر الحضرمي، نا جعفر بن محمّد البغدادي أبو محمّد الفقيه، و كان في لسانه شيء، أنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«أنا مدينة العلم و عليّ بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب»[8981].

قال أبو جعفر: لم يرو هذا الحديث عن أبي معاوية من الثقات أحد، رواه أبو الصلت فكذّبوه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر الشامي، أنا أحمد بن محمّد العتيقي، نا يوسف بن أحمد بن الدخيل، نا أبو جعفر محمّد بن عمرو العقيلي (3)،نا عبد اللّه بن أحمد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: كتبت عن إسماعيل بن مجالد و ليس به بأس، و كنت أرى أن ابنه هذا عمر شويطر


1- تاريخ بغداد 50/11.
2- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 172/7 في ترجمة جعفر بن محمد، أبي محمد الفقيه.
3- رواه العقيلي في ترجمة عمر بن إسماعيل بن مجالد الهمداني 149/3-150.

و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و ابن زريق، أنا أبو بكر قال (1):قرأت على البرقاني، عن محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن محمّد بن مسعدة، نا جعفر بن درستويه، نا أحمد بن محمّد بن القاسم بن محرز قال: سألت يحيى بن معين عن أبي الصّلت عبد السّلام بن صالح الهروي فقال: ليس ممن يكذب، فقيل له في حديث أبي معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عبّاس «أنا مدينة العلم و عليّ بابها»، فقال: هو من حديث أبي معاوية، أخبرني ابن نمير قال: حدّث به أبو معاوية قديما، ثم كفّ عنه، و كان أبو الصّلت رجلا موسرا يطلب هذه الأحاديث و يكرم المشايخ، و كانوا يحدثونه بها[8983].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، نا أبو الحسن الدار قطني، نا محمّد بن إبراهيم بن فيروز، نا الحسين بن عبد اللّه التميمي، نا حبيب بن النعمان قال:

أتيت المدينة لأجاور بها، فسألت عن خير أهلها فأشاروا إلى جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، قال: فأتيته، فسلّمت عليه، فقال لي: أنت الأعرابي الذي سمعت من أنس بن مالك خمسة عشر حديثا؟ قلت: نعم، قال: فأملها عليّ ، قال: فأمليتها على ابنه و هو يسمع، فقلت: أ لا تحدثني بحديث عن جدك أخبرك به أبوك ؟ قال: يا أعرابي تريد أن يبغضك الناس،[و] (2) تنسب إلى الرفض ؟ قال: قلت: لا، قال:

حدّثني أبي عن جدي، حدّثني جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«أبو بكر و عمر سيّدا أهل الجنّة»، قال: فعجّلت فعرف الذي أردته، قال: و حدّثني أبي عن أبيه، عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«أنا مدينة الحكم - أو الحكمة - و عليّ بابها، فمن أراد المدينة فليأت بابها»[8984].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا [أبو] (3) أحمد بن عدي (4)،نا النعمان بن هارون البلدي، و محمّد بن أحمد بن المؤمّل الصيرفي، و عبد الملك بن محمّد قالوا: أنا أحمد بن عبد اللّه بن يزيد المؤدب، نا عبد الرّزّاق، عن سفيان، عن عبد اللّه بن عثمان بن خثيم


1- رواه في تاريخ بغداد 50/7.
2- زيادة عن م.
3- استدركت عن هامش الأصل.
4- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 192/1 ضمن ترجمة أحمد بن عبد اللّه بن يزيد المؤدب.

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول يوم الحديبية و هو آخذ بضبع (1) علي بن أبي طالب و هو يقول:«هذا أمير البررة، و قاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله»، ثم مدّ بها صوته، و قال:«أنا مدينة العلم و عليّ بابها، فمن أراد الدار فليأت الباب»[8985].

قال ابن عدي: و هذا حديث منكر موضوع، لا أعلم رواه عن عبد الرزاق إلاّ أحمد بن عبد اللّه المؤدب (2).

أخبرناه عاليا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن الحسين، و أحمد بن محمود.

و أخبرناه أبو القاسم النّسيب، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب الحافظ (3)،نا أبو طالب يحيى بن علي الدسكري - بحلوان-، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو الطّيّب محمّد بن عبد الصمد الدّقّاق البغدادي، نا أحمد بن عبد اللّه أبو جعفر المكتب، نا عبد الرّزّاق، أنا سفيان - قال سعيد: الثوري - عن عبد اللّه بن عثمان بن خثيم (4) عن (5) عبد الرّحمن بن بهمان قال: سمعت جابر بن عبد اللّه يقول:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يوم الحديبية - و هو آخذ بيد علي يقول - و قال سعيد: و هو يقول-: «هذا أمير البررة، و قاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله»، يمدّ بها صوته «أنا مدينة العلم و عليّ بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب»[8986].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبيد اللّه النّجّار، نا محمّد بن المظفّر، نا أبو جعفر محمّد بن الحسين بن حفص الخثعمي - بالكوفة - نا عباد بن يعقوب، نا يحيى بن بشير الكندي، عن إسماعيل بن إبراهيم الهمداني، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي، و عن عاصم بن ضمرة، عن علي قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«شجرة


1- الضبع: وسط العضد، و قيل: هو ما تحت الإبط (النهاية).
2- راجع ترجمته في تاريخ بغداد 218/4.
3- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 377/2 ضمن ترجمة أبي الطيب محمد بن عبد الصّمد البغوي الدقاق.
4- إعجامها مضطرب بالأصل و م، و قد تقرأ: خيثم، تصحيف و التصويب عن ابن عدي.
5- الأصل:«بن» تصحيف، و التصويب عن م و تاريخ بغداد.

و الشيعة ورقها، فهل يخرج من الطّيّب إلاّ الطّيّب ؟ و أنا مدينة (1) و عليّ بابها، فمن أرادها فليأت الباب»[8987].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر الشامي، أنا أبو الحسن الشامي، أنا يوسف بن أحمد، أنا أبو جعفر العقيلي (2) قال: لا يصح في هذا المتن حديث.

أنبأنا أبو علي المقرئ، أنا أبو نعيم الحافظ (3)،نا أبو أحمد الغطريفي، نا أبو الحسين (4) بن أبي مقاتل، نا محمّد بن عبيد بن عتبة، نا محمّد بن علي الوهبي الكوفي، نا أحمد بن عمران بن سلمة - و كان ثقة عدلا مرضيا - نا سفيان الثوري، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللّه قال:

كنت عند النبي صلى اللّه عليه و سلّم فسئل عن علي فقال:«قسمت الحكمة عشرة أجزاء، فأعطي عليّ تسعة أجزاء و الناس جزءا واحدا»[8988].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن علي الدهان، نا محمّد بن عبيد بن (5) عتبة الكندي، نا أبو هاشم محمّد بن يعلى - يعني الوهبي - نا أحمد بن عمران بن سلمة بن عجلان، مولى يحيى بن عبد اللّه، عن سفيان بن سعيد، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللّه قال:

كنت عند النبي صلى اللّه عليه و سلّم فسئل عن علي، فقال:«قسمت الحكمة عشرة أجزاء، فأعطي علي تسعة أجزاء، و الناس جزءا واحدا»[8989].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو عمرو عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي (6)،نا أحمد بن حمدون النيسابوري، نا ابن بنت أسامة (7)-هو جعفر بن هذيل - نا ضرار بن صرد، نا يحيى [بن]


1- كذا بالأصل، و م، و «ز»، و المختصر، و في م و المختصر: مدينة علي بابها، و بدون «واو» قبل علي. و في المطبوعة: أنا مدينة (العلم) و علي بابها.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: الفضيلي.
3- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 64/1-65.
4- كذا بالأصل و م و «ز» و المطبوعة: و في الحلية: أبو الحسن بن أبي مقاتل.
5- بالأصل:«عن» تصحيف، و التصويب عن م، و «ز».
6- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 101/4 ضمن ترجمة ضرار بن صرد الكوفي.
7- كذا بالأصل، و «ز»، و المطبوعة، و عند ابن عدي: أبي أسامة، و في م: ابن بنت و سامة.

عيسى بن يحيى (1) الرّملي، عن الأعمش، عن عباية (2)،عن ابن عبّاس عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:

«علي عيبة علمي»[8990].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرّحمن الصابوني.

و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر قال: قرئ على سعيد بن محمّد بن أحمد البحيري (3)،قالا: أنا أبو صالح شعيب بن محمّد بن شعيب بن إبراهيم البيهقي، أنا أبو بكر محمّد بن القاسم بن بشار، نا محمّد بن يونس، نا وهب بن عمرو بن عثمان - زاد البحيري (4):النمري و قالا:- عن أبيه عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن معاوية بن أبي سفيان قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يغرّ (5) عليا بالعلم غرّا[8991].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (6)،أنا أبو يعلى، نا كامل بن طلحة، نا ابن لهيعة، نا حيي (7) بن عبد اللّه، عن أبي عبد الرّحمن الحبلي، عن عبد اللّه بن عمرو.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال في مرضه:«ادعوا لي (8) أخي»، فدعي له عثمان، فأعرض عنه ثم قال:«ادعوا لي (9) أخي»، فدعي له علي بن أبي طالب فستره بثوب و انكبّ عليه فلما خرج من عنده قيل له: ما قال ؟ قال: علّمني ألف باب، يفتح كل باب ألف باب[8992].

قال ابن عدي: و هذا حديث منكر، و لعل البلاء فيه من ابن لهيعة


1- في م و ابن عدي: يحيى بن عيسى الرملي.
2- هو عباية بن رفاعة بن رافع بن خديج، ترجمته في تهذيب التهذيب 119/5.
3- الأصل و م و «ز»، و في المطبوعة: البجيري.
4- الأصل و م و «ز»، و في المطبوعة: البجيري.
5- أي يلقمه إياه (اللسان: غرر).
6- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 450/2 ضمن ترجمة حيي بن عبد اللّه المصري. و فيه هناك زيادة عما ورد هنا بالأصول.
7- الأصل: يحيى بن عبد اللّه، و المثبت عن م، و «ز»، و الكامل لابن عدي، و المطبوعة.
8- كذا بالأصل و المطبوعة، و في م و ابن عدي: ادعوا إليّ .
9- كذا بالأصل و المطبوعة، و في م و ابن عدي: ادعوا إليّ .

محمّد بن الحسين [القنطري، نا علي بن أحمد بن محمد بن علي العلوي، حدثني أبي عن أبيه، عن جعفر بن محمد] (1) بن علي بن أبي طالب عن أبيه، عن جده، عن أبيه علي بن أبي طالب قال:

كنت أدخل على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ليلا و نهارا، و كنت إذا سألته أجابني و إن سكتّ ابتدأني، و ما نزلت عليه آية إلاّ قرأتها و علمت تفسيرها و تأويلها، و دعا اللّه لي أن لا أنسى شيئا علّمني إياه، فما نسيته من حرام و لا حلال، و أمر و نهي، و طاعة و معصية، و لقد وضع يده على صدري و قال:«اللّهمّ املأ قلبه علما و فهما و حكما و نورا» ثم قال لي:«أخبرني ربّي عز و جل أنه قد استجاب لي فيك»[8993].

أخبرنا (2) أبو علي المقرئ، أنا أبو نعيم الحافظ (3)،نا محمّد بن أحمد بن علي، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا إبراهيم بن محمّد بن ميمون، نا علي بن عباس (4)،عن الحارث بن حصيرة عن القاسم بن جندب، عن أنس قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«يا أنس اسكب لي وضوءا» ثم قام فصلّى ركعتين، ثم قال:«يا أنس أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين و سيّد المسلمين، و قائد الغرّ المحجّلين، و خاتم الوصيين»، قال أنس: قلت: اللّهمّ اجعله رجلا من الأنصار، و كتمته. إذ جاء علي فقال:«من هذا يا أنس»، فقلت: علي، فقام مستبشرا، فاعتنقه ثم جعل يمسح عن وجهه بوجهه، و يمسح عرق علي بوجهه، فقال: يا رسول اللّه لقد رأيتك صنعت شيئا ما صنعت بي قبل، قال:«و ما يمنعني و أنت تؤدي عنّي، و تسمعهم صوتي، و تبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي»[8994].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن محمّد بن عبيد اللّه النجار


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م، و «ز».
2- في م و «ز»: أنبأنا.
3- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 63/1.
4- كذا بالأصل و م، و في «ز»، و المطبوعة:«علي بن عابس» و في حلية الأولياء:«علي بن عياش» و كتب مصححه بالهامش: في ح: علي بن عابس، و الصحيح ما أثبتناه.

الغفاري، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لعلي:«أنت تغسلني، و تواريني في لحدي، و تبيّن لهم بعدي»[8995].

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن أحمد الحافظ ، و محمّد بن الهيثم بن محمّد بن الهيثم الأديب، قالا: أنا أبو منصور محمّد بن أحمد بن شكرويه - زاد الحافظ : و أبو بكر محمّد بن أحمد بن علي السمسار.

ح و أخبرنا أبو الوفاء عمر بن الفضل بن أحمد بن المميّز (1)،و أبو عبد اللّه محمّد بن سعيد بن أحمد كورجة الخرقي


1- بالأصل هنا: المنير، تصحيف، و اللفظة غير مقروءة في م لسوء التصوير، و المثبت عن «ز»، و المطبوعة.

عبد الرّحمن، نا الفضل بن موسى، عن وكيع، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن حذيفة قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلّم لعلي:«جعلتك علما فيما بيني و بين أمّتي، فمن لم يتبعك فقد كفر»[8999].

من بين الفضل و الواعظ مجاهيل لا يعرفون.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا أبو المكارم حيدرة بن الحسين بن مفلح، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد اللّه بن محمّد بن أبي كامل، أنا خيثمة بن سليمان، أنا أبو عمرو بن أبي غرزة (1) نا أبو غسّان، نا جعفر الأحمر، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري عن علي قال:

بعثني النبي صلى اللّه عليه و سلّم إلى اليمن - أو إلى الطائف - فقلت: يا رسول اللّه إنّي حديث السن، قال: فوضع يده على صدري و قال:«اذهب فإنّ اللّه سيثبّت لسانك، و يهدي قلبك»، قال: فما شككت في قضاء بين خصمين قاما بين يدي بعد.

أخبرناه عاليا أبو المظفّر القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ.

قالا: أنا أبو يعلى، نا عبيد اللّه بن عمر - زاد ابن المقرئ: القواريري - نا يحيى بن سعيد، نا - و قال ابن حمدان: عن الأعمش عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن علي قال:

بعثني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إلى اليمن و أنا حديث السّن، ليس لي علم بالقضاء، قال: فضرب صدري و قال:«إنّ اللّه سيهدي قلبك، و يثبّت لسانك»، قال: فما شككت في قضاء [بين] (2)اثنين بعد.

أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو سعيد محمّد بن بشر بن العبّاس، أنا أبو لبيد محمّد بن إدريس السامي


1- رسمها غير واضح و إعجامها مضطرب بالأصل و م، و هو: أحمد بن حازم بن أبي غرزة، أبو عمرو الغفاري، ترجمته في سير أعلام النبلاء 239/13.
2- زيادة للإيضاح.

علي بن مسهر، عن الأعمش، عن عمرو بن مرّة، عن أبي البختري، عن علي قال:

بعثني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إلى اليمن، فقلت: يا رسول اللّه تبعثني إلى اليمن يسألوني القضاء و لا علم لي به، قال لي:«ادنه»، فدنوت، فضرب بيده على صدري ثم قال:«اللّهم ثبّت لسانه، و اهد قلبه»، قال: و الذي فلق الحبّة و برأ النسمة ما شككت في قضاء بين اثنين بعد[9000].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن الخلاّل، أنا أبو الحسن محمّد بن عثمان بن محمّد بن عثمان بن شهاب النّفّري (1)،نا محمّد بن نوح الجنديسابوري، نا هارون بن إسحاق الهمداني، نا أبو غسّان، نا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب، عن علي قال:

بعثني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إلى اليمن، فقلت: إنّك تبعثني (2) إلى قوم أسنّ مني، فكيف أقضي بينهم ؟ قال:«اذهب، فإنّ اللّه يهدي قلبك، و يثبّت لسانك»[9001].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (3)، أنا أبو طاهر محمّد بن علي بن محمّد بن يوسف الواعظ ، أنا أبو جعفر محمّد بن حمّاد الواعظ ، نا أبو محمّد القاسم بن جعفر بن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب في صفر سنة إحدى عشرة و ثلاثمائة قدم من الحجاز، حدّثني أبي جعفر بن محمّد عن أبيه عبد اللّه، عن أبيه محمّد بن


1- رسمها مضطرب، و قد تقرأ الفاء غينا بالأصل، و نميل إلى قراءتها: النفري في م، و هو الصواب، و هو ما أثبتناه، و قد مرّ التعريف به.
2- كذا بالأصل، و في م، و «ز»: إنك بعثتني.
3- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 443/12 ضمن ترجمة أبي محمد القاسم بن جعفر بن محمد بن عبد اللّه العلوي.

أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب.

قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبو بكر، نا عمرو بن طلحة (2)،عن أسباط بن نصر، عن سماك، عن حنش، عن علي.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم حين بعثه ببراءة فقال: يا نبي اللّه، إنّي لست باللّسن، و لا بالخطيب (3)، قال:«ما بد أن يذهب بها أنا أو تذهب بها أنت»، قال: فإن كان لا بد فسأذهب أنا، قال:

«فانطلق، فإنّ اللّه يثبّت لسانك، و يهدي قلبك»، قال ثم وضع يده على فمه.

آخر الجزء الثامن و التسعين بعد الأربعمائة.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش، نا أبو محمّد الجوهري - إملاء-.

ح و أخبرنا (4) أبو علي بن السبط ، أنا الجوهري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب.

قالا: أنا أحمد بن جعفر، أنا عبد اللّه (5)،حدّثني أبو (6) الربيع الزهراني، و نا علي بن حكيم الأودي، و نا محمّد بن جعفر الوركاني، و نا زكريا بن يحيى بن يحيى زحمويه (7)،و نا عبد اللّه بن عامر بن زرارة الحضرمي، و نا داود بن عمرو الضّبي، قالوا: أنا شريك، عن سماك، عن حنش، عن علي قال:

بعثني النبي صلى اللّه عليه و سلّم إلى اليمن قاضيا، فقلت: تبعثني إلى قوم و أنا حدث السن، و لا علم لي بالقضاء، فوضع يده على صدري [فقال] (8)«ثبتك اللّه، و سددك، إذا جاءك الخصمان فلا تقض


1- مسند أحمد بن حنبل 316/1 رقم 1286 طبعة دار الفكر.
2- كذا بالأصل و م و المطبوعة، و في المسند: عمرو بن حماد.
3- في المسند: و لا بالخطب.
4- في م: و أخبرني.
5- هو عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، و الحديث في المسند 315/1 رقم 1280 طبعة دار الفكر.
6- الأصل: ابن، تصحيف.
7- الأصل: رحويه، و في م: رحمويه، و المثبت عن «ز»، و المسند.
8- الزيادة عن «ز»، و م، و المسند، سقطت اللفظة من الأصل.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، نا أبو بكر الشافعي، حدّثني محمّد بن غالب - هو ابن حرب - حدّثني عبد الصمد - و هو ابن النعمان - نا ورقة (1)،عن مسلم - و هو الأعور - عن مجاهد، عن ابن عبّاس، قال:

بعث النبي صلى اللّه عليه و سلّم عليا إلى اليمن، فقال:«علّمهم الشرائع، و اقض بينهم»، قال: لا علم لي بالقضاء، قال: فدفع في صدره و قال:«اللّهمّ اهده إلى (2) القضاء»، فنهاهم عن الدّبّاء، و الحنتم، و المزفّت[9003].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن محمّد بن عبيد اللّه الحنّائي، أنا أبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن النّجّاد، نا محمّد بن يونس القرشي، نا عبد اللّه بن داود الخريبي، نا هرمز بن حوران، عن أبي عون، عن أبي صالح، عن علي قال:

قلت: يا رسول اللّه أوصني، قال:«قل ربي اللّه ثم استقم»، قال: قلت: ربي اللّه، و ما توفيقي إلاّ باللّه، قال:«هنيئا لك العلم أبا حسن، فقد شربت العلم شربا، و ثاقبته (3)ثقبا»[9004].

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، و حدّثني أبو مسعود الشروطي عنه، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الحافظ (4)،نا سليمان بن أحمد (5)،نا محمّد بن سهل بن الصباح الأصبهاني، نا أحمد بن الفرات الرازي، نا سهل بن عبدويه (6)،نا عمرو (7) بن أبي قيس، عن مطرف بن ظريف، عن المنهال بن عمرو، عن التميمي


1- كذا رسمها بالأصل، و في م، و «ز»: ورقاء.
2- كذا رسمها بالأصل، و في م، و «ز»: اللهم اهده القضاء.
3- رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 65/1 و فيها: و نهلته نهلا بدل و ثاقبته ثقبا.
4- رواه أبو نعيم في ذكر أخبار أصبهان 255/2 ضمن ترجمة محمد بن حماد.
5- رواه أبو القاسم الطبراني في المعجم الصغير 69/2 ضمن ترجمة محمد بن سهل.
6- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المعجم الصغير: عبد ربه.
7- في المطبوعة: عمر.

عاصم الرازي، نا محمّد بن حميد، نا علي بن مجاهد، عن محمّد بن إسحاق، عن شريك بن عبد اللّه النخعي، عن أبي ربيعة الأيادي، عن ابن بريدة، عن أبيه أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«إنّ لكل نبي وصيا و وارثا، و إنّ عليا وصيّي و وارثي»[9005].

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو القاسم عيسى بن علي، أنا أبو القاسم البغوي، نا محمّد بن حميد الرازي، نا علي بن مجاهد، نا محمّد بن إسحاق، عن شريك بن عبد اللّه، عن أبي ربيعة الإيادي، عن ابن بريدة، عن أبيه قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«لكلّ نبي وصيّ و وارث، و إنّ عليا وصيي و وارثي»[9006].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر محمّد بن العبّاس، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن الحسين بن الحكم الأسدي الدهان المعروف بأخي حمّاد، نا علي بن محمّد بن الخليل بن هارون البصري، نا محمّد بن الخليل الجهني، نا هشيم، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:

كنت جالسا مع فتية من بني هاشم عند النبي صلى اللّه عليه و سلّم إذ انقضّ كوكب، فقال النبي (1) صلى اللّه عليه و سلّم:

«من انقضّ هذا النجم في منزله فهو الوصيّ من بعدي»، فقام فتية من بني هاشم، فنظروا، فإذا الكوكب قد انقضّ في منزل علي، قالوا: يا رسول اللّه قد غويت في حب علي ؟ فأنزل اللّه تعالى: وَ النَّجْمِ إِذٰا هَوىٰ ، مٰا ضَلَّ صٰاحِبُكُمْ وَ مٰا غَوىٰ ، وَ مٰا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوىٰ ، إِنْ هُوَ إِلاّٰ وَحْيٌ يُوحىٰ (2) إلى قوله: وَ هُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلىٰ (3)[9007].

هذا حديث منكر، و من بين أبي عمر، و بين هشيم مجهولون لا يعرفون.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد الماهاني، أنا شجاع بن علي المصقلي (4)،أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إسحاق بن مندة، أنا خيثمة بن سليمان، نا الفضل بن يوسف القصبي، نا إبراهيم بن الحكم، عن عمرو بن ثابت، عن أبي إسحاق، عن إسماعيل بن أبي خالد قال: قلت لقثم: ما شأن عليّ كان له من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم منزلة لم تكن للعبّاس ؟ قال:

لأنه كان أسرعنا به لحوقا، و أشدنا به لصوقا.

قال ابن مندة: هذا حديث غريب، و رواه غيره عن أبي إسحاق


1- في م، و «ز»: فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.
2- سورة النجم الآيات من 1 إلى 7.
3- سورة النجم الآيات من 1 إلى 7.
4- بالأصول: مصفى، تصحيف، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.

أخبرنا أبو القاسم أيضا (1)،أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السماك، نا حنبل بن إسحاق، نا أبو غسّان مالك (2) بن إسماعيل، نا زهير، نا أبو إسحاق قال: سأل عبد الرّحمن بن خالد قثم بن العبّاس: بأيّ شيء ورث علي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم دونكم ؟ قال: إنه كان أولنا به لحوقا، و أشدّنا به لزوقا.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمّد، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن حامد بن محمّد الأصبهاني، أنا عمر بن الحسن بن علي بن مالك، أنا أبي قال: قلت ليحيى بن معين: أبو إسحاق السّبيعي لقي قثم ؟ قال: نعم، في طريق خراسان، فقلت له: إنّ النّفيلي حدّثنا عن زهير، عن أبي إسحاق قال: قيل لقثم: بأي شيء ورث علي النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال: كان (3) أولنا به لحوقا، و أشدنا به لزوقا، فقلت: فأيش معنى ورث علي ؟ قال: لا أدري إلاّ أن عيسى بن يونس حدثنا و ذكر حديث مجالد بن سعيد.

المراد بالميراث هاهنا: العلم، بدليل أن العباس أقرب منه قرابة، غير أن عليا كان ألزم للنبي (4) صلى اللّه عليه و سلّم، و أقدم له صحابة.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو الحسن الدار قطني، نا أبو القاسم الحسن بن محمد بن بشر البجلي (5)،الكوفي الحرار، نا علي بن الحسين بن عبيد بن كعب، نا إسماعيل بن أبان، نا عبد اللّه بن مسلم الملائي، عن أبيه، عن إبراهيم، عن علقمة، الأسود عن عائشة قالت:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم - و هو في بيتها لما حضره الموت-: «ادعوا لي حبيبي»، فدعوت له أبا بكر، فنظر إليه ثم وضع رأسه، ثم قال:«ادعوا لي حبيبي» فدعوا له عمر، فلما نظر إليه، وضع رأسه، ثم قال:«ادعوا لي حبيبي» فقلت: ويلكم ادعوا لي


1- كذا بالأصل، و م، و «ز»، و المطبوعة هنا، و يبدو أن سقطا وقع، في هذه الحال من الممكن أن يكون قد سقط خبر من الأصول، أو سقط في سند الخبر السابق.
2- في م: قال.
3- بالأصل:«قال»، و التصويب عن م و «ز».
4- في م: النبي.
5- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن م و «ز».

قال الدار قطني: تفرد به مسلم، و هو غريب من حديث ابنه، تفرد به إسماعيل.

أخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم، أنا محمد بن عبد الرحمن، نا محمد بن أحمد بن حمدان.

ح و أخبرنا أم المجتبى، قالت: قرئ على أبي القاسم إبراهيم السلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا:

أنا أبو يعلى، نا عبد الرحمن بن صالح، نا أبو بكر بن عياش، عن صدقة بن سعيد، عن جميع بن عمير، أن أمه و خالته دخلتا على عائشة فقالتا: يا أم المؤمنين، أخبرينا عن علي، قالت أي شيء تسألن عن رجل وضع يده من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم موضعا فسألت نفسه في يده فمسح بها وجهه، و اختلفوا في دفنه، فقال: إن أحب البقاع إلى اللّه مكان قبض فيه نبيه.

قالت: فلم خرجت عليه ؟ قالت: أمر قضي، لوددت أني (1) أفديه بما على الأرض.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي الواعظ ، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدثني أبي، نا عبد اللّه بن محمّد،- و سمعته أنا من عبد اللّه بن محمد بن أبي شيبة - نا جرير بن عبد الحميد، عن مغيرة، عن أم موسى، عن أم سلمة قالت:

و الذي أحلف به إن كان عليّ لأقرب الناس عهدا برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم - قالت: عدنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم غداة بعد غداة يقول:«جاء عليّ ؟»- مرارا - قالت و أظنه كان بعثه في حاجة، قالت: فجاء بعد فظننّا أن له إليه حاجة فخرجنا من البيت فقعدنا عند الباب، فكنت من أدناهم إلى الباب، فأكب عليه علي، فجعل يسارّه و يناجيه، ثم قبض من يومه ذلك، فكان أقرب الناس به عهدا[9008].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل، و أبو المظفر بن أبي القاسم، قالا: أنا محمد بن عبد الرحمن، أنا ابن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى قالت: قرئ على إبراهيم، نا محمد بن إبراهيم بن المقرئ، قالا:[أنا]


1- بالأصل:«أن أفديه» و المثبت عن م، و «ز».
2- مسند أحمد بن حنبل 190/10 رقم 26627 طبعة دار الفكر.

أبو المظفر: عن أم سلمة - قالت:

و الذي أحلف به - و قال ابن حمدان: يحلف به - إن كان عليّ لأقرب الناس عهدا برسول اللّه، قالت: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يوم قبض في بيت عائشة، فجعل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم غداة بعد غداة يقول:

«جاء علي ؟» مرارا، قالت: و أظنه كان بعثه في حاجة، قالت: فجاء بعد، فظننّا أن له إليه حاجة فخرجنا من البيت، فقعدنا عند الباب، فكنت من أدناهم، فأكبّ على علي فجعل يساره و يناجيه، ثم قبض من يومه ذلك[9009].

و سقط من حديث ابن حمدان: عن أم سلمة.

قالا: و أنا أبو يعلى، نا أبو خيثمة، نا جرير - و في حديث ابن حمدان: أنا زهير - أنا جرير بن عبد الحميد، عن مغيرة، عن أم موسى قالت: قالت أم سلمة:

و الذي يحلف به أم سلمة إن كان أقرب الناس عهدا برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عليّ ، فقالت لما كانت غداة قبض، فأرسل إليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم - و كان أرى في حاجة بعثه لها - قالت: فجعل غداة بعد غداة يقول:«جاء علي» ثلاث مرات، قالت: فجاء قبل طلوع الشمس، فلمّا أن جاء عرفنا أن له إليه حاجة، فخرجنا من البيت، و كنا عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم - زاد ابن المقرئ:

يومئذ و قالا:- في بيت عائشة، قالت: فكنت آخر من خرج من البيت، ثم جلست أدناهنّ من الباب، فأكبّ عليه علي فكان آخر الناس به عهدا، و جعل يسارّه و يناجيه.

و المراد بالوصية أنه أمره أن يقضي عنه ديونه بعد (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي الحسن بن محمّد بن القاسم بن زينة (2)،أنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفار


1- تقرأ في م، و «ز»: فقد.
2- إعجامها مضطرب بالأصل، و قد تقرأ:«زينة» و المثبت بتقديم الياء عن م و المطبوعة. و ضبطت زينة بكسر الزاي عن تبصير المنتبه 649/2.

في الناس أن هذه وصية رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حتى بلغه، فوثب مغضبا فقال:«اللّه اللّه أن تفتروا على نبيّكم»- ثلاث مرات - أ أسرّ إليّ شيئا دونكم ؟ ثم أخرجها (1)،فإذا فيها آية من كتاب اللّه أو شيء من الفقه، و قال: يهلك فيّ رجلان: محبّ مفرط ، و مبغض مفرط .

من الحديث الصحيح ما يدل على ذلك و هو ما:

أخبرنا (2) أبو سهل محمّد بن إبراهيم، نا إبراهيم بن منصور، أنا محمّد بن إبراهيم بن علي، أنا أبو يعلى، نا أبو خيثمة، نا أبو معاوية، نا الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه قال:

خطبنا علي فقال: من زعم أن عندنا شيئا نقرؤه إلاّ كتاب اللّه و هذه الصحيفة فيها اسنان الابل (3) و أشياء من الجراحات (4) فقد كذب، قال فيها قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«المدينة حرم ما بين عير إلى بدر (5)،من أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة اللّه و الملائكة و الناس أجمعين، لا يقبل اللّه منه يوم القيامة عدلا و لا صرفا، و ذمة المسلمين واحدة يسعى (6) بها أدناهم»[9010].

رواه مسلم عن أبي خيثمة (7).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم الإسماعيلي، أنا أبو عمرو عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي (8)،نا أبو أحمد بن الحسن السّكوني الكوفي، نا أحمد بن بديل، نا مفضّل - يعني ابن صالح - نا جابر بن يزيد الجعفي، عن عبد اللّه بن يحيى (9) قال: سمعت عليا على المنبر يقول: و اللّه ما كذبت و لا كذبت


1- كذا بالأصول.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: أخبرناه.
3- أي أن في هذه الصحيفة بيان أسنان الإبل التي تعطى دية.
4- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المطبوعة: و شيئا من الجراحات.
5- كذا بالأصل و م و «ز» و المطبوعة. و في صحيح مسلم: عير إلى ثور.
6- يسعى بها أدناهم: أي يتولاها و يلي أمرها أدنى المسلمين مرتبة.
7- صحيح مسلم(15) كتاب الحج،(85) باب، رقم 1370 ج 994/2.
8- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 235/4 في ترجمة عبد اللّه بن نجي.
9- كذا بالأصل، و م، و «ز»، و المطبوعة، و هو تصحيف، و الصواب: عبد اللّه بن نجي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو القاسم السّهمي، أنا عبد اللّه بن عدي (1)،نا محمّد بن علي بن مهدي، نا الحسن بن سعيد (2) بن عثمان، نا أبي (3)،نا أبو مريم - يعني عبد الغفار بن القاسم (4)-نا حمران بن أعين، نا أبو الطفيل عامر بن واثلة (5) قال:

خطب علي بن أبي طالب في عامة، فقال: يا أيها الناس إنّ العلم يقبض قبضا سريعا، و إنّي أوشك أن تفقدوني فسلوني، فلن تسألوني عن آية من كتاب اللّه إلاّ نبأتكم بها، و فيما أنزلت، و إنكم لن تجدوا أحدا من بعدي يحدثكم.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، نا محمّد بن أحمد بن محمّد بن رزقويه - إملاء - نا محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم البزّاز، نا محمّد بن غالب بن حرب الضّبي، نا أبو سلمة، نا ربعي بن عبد اللّه بن الجارود بن أبي سبرة، حدّثني سيف بن وهب قال:

دخلت على رجل بمكة يكنى أبا الطفيل، فقال: أقبل عليّ بن أبي طالب ذات يوم حتى صعد المنبر، فحمد اللّه، و أثنى عليه، ثم قال: يا أيها الناس سلوني قبل أن تفقدوني، فو اللّه ما بين لوحي المصحف آية تخفى عليّ فيما أنزلت، و لا أين نزلت، و لا ما عنى بها.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، نا أبو بكر البيهقي، نا أبو نصر بن قتادة، أنا أبو الحسن السراج - يعني محمّد بن عبد اللّه، نا مطين، نا طاهر بن أبي أحمد، نا أبو بكر بن عياش، عن ثوير، عن أبيه عن علي قال: كان لي لسان سئول، و قلب عقول، و ما نزلت آية إلاّ و قد علمت فيما نزلت، و بما نزلت، و على من نزلت، و إن الدنيا يعطيها اللّه من أحبّ و من أبغض، و إنّ الإيمان لا يعطيه اللّه إلاّ من أحبّ .

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد


1- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 437/2 في ترجمة حمران بن أعين.
2- في ابن عدي: سعد.
3- «نا أبي» ليس في ابن عدي.
4- ترجمته في لسان الميزان 240/4 و ميزان الاعتدال 640/2.
5- ترجمته في تهذيب التهذيب 71/5.

يونس، نا أبو بكر بن عياش، نا (1) نصير، عن سليمان الأحمسي، عن أبيه قال:

قال علي: و اللّه ما نزلت آية إلاّ و قد علمت فيما نزلت، و أين نزلت، و على من نزلت، إنّ ربّي وهب لي قلبا عقولا، و لسانا طلقا (2).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو (3) عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (4)،أنا عبد اللّه بن جعفر الرقي، نا عبيد اللّه بن عمرو، عن معمر، عن وهب بن أبي ذبيّ ، عن أبي الطفيل قال:

قال علي: سلوني عن كتاب اللّه، فإنه ليس من آية إلاّ و قد عرفت بليل نزلت أم بنهار، أم في سهل أم في جبل.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر الباقلاني، و أبو الفضل بن خيرون، قالا:

أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا المنجاب بن الحارث، نا أبو مالك المحبي، عن (5) الحجّاج عن سلمة بن كهيل، عن أبي الطفيل قال:

سمعت عليا و هو يخطب الناس فقال: يا أيها الناس سلوني فإنكم لا تجدون أحدا بعدي هو أعلم بما تسألونه مني، و لا تجدون أحدا أعلم بما بين اللوحين مني، فسلوني.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا عثمان بن محمّد بن القاسم الآدمي، نا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا محمّد بن إسماعيل الأحمسي، نا ابن فضيل، عن أشعث، عن محمّد بن سيرين (6) قال:

لما توفي النبي صلى اللّه عليه و سلّم أقسم عليّ ألاّ يرتدي برداء إلاّ بجمعة حتى يجمع القرآن في مصحف، ففعل، فأرسل إليه أبو بكر بعد أيام: أكرهت إمارتي يا أبا الحسن ؟ فقال: لا و اللّه، إلاّ أني أقسمت أن لا أرتدي برداء إلاّ لجمعة، فبايعه ثم رجع.

قال أبو بكر بن أبي داود: لم يذكر المصحف أحد إلاّ أشعث


1- كذا بالأصل، و في م، و «ز»، و ابن سعد: عن نصير.
2- في تاريخ الإسلام: و لسانا ناطقا.
3- الأصل: ابن، تصحيف، و المثبت عن م و «ز»، و السند معروف.
4- طبقات ابن سعد 338/2.
5- تقرأ بالأصل:«علي الحجاج» و المثبت عن م.
6- رواه الذهبي في تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص 637 و انظر حلية الأولياء 67/1 و الاستيعاب 36/3.

و إنما رووا: حتى أجمع القرآن، يعني الجمع: حفظه، فإنه يقال للذي يحفظ القرآن قد جمع القرآن.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف بن بشر، أنا الحسين بن فهم، نا ابن سعد (1)،أنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب، و ابن عون، عن محمّد قال:

نبئت أن عليا أبطأ عن بيعة أبي بكر، فلقيه أبو بكر، فقال: أكرهت إمارتي ؟ فقال: لا، و لكني آليت بيمين أن لا أرتدي بردائي إلاّ إلى الصلاة حتى أجمع القرآن، قال: فزعموا أنه كتبه على تنزيله، قال محمّد: فلو أصبت ذلك الكتاب كان فيه علم.

قال ابن عون: فسألت عكرمة عن ذلك الكتاب فلم يعرفه.

أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد، نا أبو بكر بن خلف، أنا الحاكم الإمام أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا العبّاس محمّد بن يعقوب يقول: سمعت عبد اللّه بن الحسين بن الحسن الأشقر - و يقال له ابن الطبّال - بالكوفة يقول: سمعت محمّد بن فضيل يقول: سمعت ابن شبرمة يقول: ما كان أحد يقول على المنبر: سلوني [عن] ما بين اللوحين إلاّ علي بن أبي طالب.

أخبرنا أبو طالب بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي قال: سمعت عبد اللّه بن الحسين - يعني ابن الحسن بن الأشقر - يقول: سمعت محمّد بن فضيل يقول: سمعت ابن شبرمة يقول: ما كان أحد على المنبر يقول: سلوني عن ما بين اللوحين إلاّ علي بن أبي طالب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، نا عبد اللّه بن محمّد، نا عثمان بن أبي شيبة، نا سفيان بن عيينة، عن يحيى بن سعيد قال:

أراه عن سعيد بن المسيّب قال: لم يكن أحد من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلّم يقول: سلوني إلاّ علي.

قال عبد اللّه بن محمّد: و رواه غير عثمان عن سفيان عن يحيى، عن سعيد بغير شك


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 338/2.

خيرون، قالا: أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي محمّد بن أحمد، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا الحسن بن علي، نا الهيثم بن الأشعث السلمي، نا أبو حنيفة اليمامي الأنصاري، عن عمير بن عبد اللّه قال: خطبنا علي على منبر الكوفة فقال: أيّها الناس سلوني قبل أن تفقدوني، فبين الجبلين (1) مني علم جمّ .

قال: و نا محمّد بن عثمان، نا عمّي أبو بكر، نا أبو الأحوص، عن سماك، عن خالد بن عرعرة قال: أتيت الرّحبة، فإذا أنا بنفر جلوس قريب من ثلاثين أو أربعين رجلا، فقعدت فيهم، فخرج علينا عليّ ، فما رأيته أنكر أحدا من القوم غيري، فقال: أ لا رجل يسألني فينتفع (2) و ينفع نفسه.

أخبرنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الأصبهاني (3)،نا نذير بن جناح (4) أبو القاسم القاضي، نا إسحاق بن محمّد بن مروان، نا أبي، نا عبّاس بن عبيد اللّه، نا غالب بن عثمان الهمداني أبو مالك، عن عبيدة، عن شقيق، عن عبد اللّه بن مسعود قال:

إن القرآن أنزل على سبعة أحرف، ما منها حرف إلاّ له ظهر و بطن، و انّ علي (5) بن أبي طالب عنده منه علم الظاهر و الباطن.

أخبرنا أبو طالب بن أبي عقيل، أنا علي بن الحسن الفقيه، أنا أبو محمّد المصري، أنا أحمد بن محمّد بن زياد، نا الحسين بن حكم بن مسلم الحبري (6)،نا إسماعيل بن صبيح، عن جناب بن نسطاس، عن محمّد العرزمي


1- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المطبوعة: فبين الجنبين مني علم جمّ .
2- كذا بالأصول و المختصر و المطبوعة، و عقب محققها بالهامش: و لعل الصواب: أ لا رجل يسألني فينتفع به غيره و ينفع نفسه.
3- رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 65/1.
4- مطموسة بالأصل، و كتب على الهامش:«حناح» و المثبت عن م و «ز»، و الحلية.
5- في الحلية: و إن عليا بن أبي طالب.
6- كذا رسمها بالأصل و المطبوعة، و في م: الجبري.

أحمد بن مروان المالكي، نا الحارث بن أبي أسامة، نا أبو نعيم، نا زكريا قال: سمعت عامرا يقول:

سأل ابن الكوّا عليّا (1) عليه السلام: أي الخلائق (2) أشدّ؟ فقال: أشد خلق ربك عشرة:

الجبال الرواسي، و الحديد تنحت به الجبال، و النار تأكل الحديد، و الماء يطفئ النار، و السحاب المسخّر بين السماء و الأرض - يعني يحمل الماء - و الريح تقل السحاب، و الإنسان يغلب الريح يعصمها (3) بيده و يذهب لحاجته، و السكر يغلب الإنسان، و النوم يغلب السكر، و الهمّ (4) يغلب النوم، فأشد خلق ربكم الهم (5).

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء بن أبي منصور، أنا منصور بن الحسين، و أحمد بن محمود قال: أنا محمّد بن إبراهيم بن علي، نا أبو محمّد - الشريف العلوي، من لم تر عيناي في الأشراف مثله-: يحيى بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن الحسن بن الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، نا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن عثمان الصّيدلاني، نا أبو سعيد عبّاد بن كثير العامري، نا محمّد بن الجنيد، نا يحيى بن سالم، عن هاشم بن البريد، عن بيان أبي بشر، عن زاذان


1- الأصل: علي، و المثبت عن م، و «ز»، و المطبوعة.
2- كذا بالأصل، و في م، و «ز» و المختصر: أي الخلق أشد.
3- رسمها بالأصل و م و «ز»: «سعبها؟» بدون إعجام، و في المختصر: يبعثها، و المثبت عن المطبوعة.
4- كذا رسمها بالأصل و م و «ز» و المختصر، و في المطبوعة: و الشمّ .
5- كذا بالأصل و م و «ز» و المختصر، و في المطبوعة: لهذه.

العبسي، أنا إسرائيل، عن عبد الأعلى التغلبي عن أبي عبد الرّحمن السلمي قال:

ما رأيت قرشيا قط أقرأ من علي بن أبي طالب، صلى بنا الفجر فقرأ بسورة و ترك آية، فلما ركع و رفع رأسه من السجدتين ابتدأ بالآية التي تركها، ثم قرأ فاتحة الكتاب، ثم قرأ سورة أخرى.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني سويد بن سعيد في سنة ست و عشرين و مائتين، نا علي بن مسهر، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:

خطبنا عمر على منبر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم [فقال: علي أقضانا، و أبي أقرأنا، و إنا لندع من قول أبي أشياء، إن أبيّا سمع من رسول اللّه (ص)] (1) و أبي يقول: لا أدع ما سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و قد نزل بعد أبي كتاب.

قال: و نا عبد اللّه، حدّثني أبي، نا وكيع، نا سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال:

قال عمر بن الخطّاب: عليّ أقضانا، و أبيّ أقرأنا، و إنّا لندع كثيرا من لحن أبيّ ، و أبيّ يقول: سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و لا أدعه لشيء، و اللّه يقول: مٰا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهٰا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهٰا أَوْ مِثْلِهٰا


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م و «ز».

آخر الجزء الرابع و الخمسين بعد الثلاثمائة من الأصل.

أخبرنا أبو المطهّر شاكر بن نصر بن طاهر الأنصاري، و أبو غالب الحسن بن محمّد بن غالي (1) الأسدي، و أبو القاسم عبد الصمد بن محمّد بن عبد اللّه بن مندويه (2)، و أبو بكر محمّد بن علي بن عمر الكابلي (3) المؤدب قالوا: أنا أبو سهل حمد بن أحمد بن عمر بن محمّد الصيرفي، أنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن أحمد الخشاب، أنا أبو علي الحسن بن محمّد بن دكة العدل، نا أبو حفص عمرو بن علي، نا يحيى - هو القطّان - عن حبيب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال:

قال عمر: أقرأنا أبيّ ، و أقضانا علي، و إنا (4) لا ندع من قول أبيّ ، و ذاك أنه يقول: لا أدع شيئا سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و قد قال اللّه تعالى (5): مٰا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهٰا .

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، و أبو روح محمّد بن معمر بن أحمد بن محمّد اللّنباني (6)،و أبو رجاء لبيد بن أبي زيد بن أبي القاسم الصبّاغ - بأصبهان - و أبو صالح عبد الصمد بن عبد الرّحمن الحنوي (7)-ببغداد - قالوا: أنا أبو محمّد رزق اللّه بن عبد الوهاب التميمي، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا أبو بكر يوسف بن يعقوب بن إسحاق الأنباري، نا حميد بن الربيع بن مالك، نا فردوس، نا مسعود بن سليمان، نا حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس عن عمر قال: علي أقضانا، و أبيّ أقرأنا، قال


1- كذا رسمها بالأصل، و في «ز»: عال، و في م: علي، و في مشيخة ابن عساكر 47/أ: عالي.
2- مشيخة ابن عساكر 118/ب.
3- مشيخة ابن عساكر 199/ب.
4- الأصل: و إن، و المثبت عن م.
5- لفظة «تعالى» سقطت من «ز»، و م.
6- تقرأ بالأصل: النشائي، و في م:«اللسانى» و التصويب عن مشيخة ابن عساكر 215/ب و كنيته فيها: أبو الربيع أخو أبي الروح.
7- مشيخة ابن عساكر 118/ب.

قال: قال عمر: علي أقضانا، و أبي أقرأنا (1).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن محمّد بن عبد الرّحمن، أنا محمّد بن سعد (2)،أنا خالد بن مخلد، حدّثني يزيد بن عبد الملك بن مغيرة النوفلي، عن علي بن محمّد بن ربيعة، عن عبد الرّحمن بن هرمز الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال عمر بن الخطاب: عليّ أقضانا.

قال: و أنا ابن سعد (3)،أنا محمّد بن عبيد الطنافسي، نا عبد الملك - يعني - عن عطاء - قال: كان عمر يقول: علي أقضانا للقضاء، و أبيّ أقرأنا للقرآن.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو عبد اللّه المقرئ، و أبو البركات المدائني، و أبو بكر، و أبو عمرو ابنا أحمد بن عبيد اللّه، قالوا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، نا عيسى - إملاء - نا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن زياد النيسابوري - إملاء - نا يزيد بن سنان، نا أبو عامر العقدي، نا شعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعت عبد الرّحمن بن يزيد يحدث عن علقمة، عن عبد اللّه قال: كنا نتحدث أن أقضى أهل المدينة علي بن أبي طالب (4).

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، نا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الفضل أحمد بن الحسن، قالا: أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي، نا غندر، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن عبد الرّحمن بن يزيد، عن علقمة قال: قال عبد اللّه: كنا بالمدينة و أقضانا علي بن أبي طالب.

قال: و نا محمّد، نا المنجاب (5)،أنا ابن أبي زائدة، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة، عن عبد اللّه قال: أقضى أهل المدينة علي بن أبي طالب


1- راجع الاستيعاب 40/3 و تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص 638 و طبقات ابن سعد 339/2.
2- طبقات ابن سعد 339/2 تحت عنوان: ذكر من كان يفتي بالمدينة.
3- طبقات ابن سعد 340/2 و انظر الاستيعاب 39/3 (هامش الإصابة).
4- الاستيعاب 39/3 (هامش الإصابة) و تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص 638، و المستدرك للحاكم 135/3 و نهاية الأرب 6/20.
5- رسمها بالأصل و م مضطرب و قد تقرأ: النجاب، تصحيف.

عبد اللّه بن محمّد، حدّثني جدّي، نا أبو قطن، نا شعبة، عن أبي إسحاق، عن عبد الرّحمن بن يزيد، عن علقمة، عن عبد اللّه.

و أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز الصّوفي (1)-إملاء - نا محمّد بن محمّد بن محمّد، نا عثمان بن أحمد، نا محمّد بن عيسى بن السكري، نا مسلم بن إبراهيم، نا شعبة، عن أبي إسحاق، عن عبد الرّحمن بن يزيد، عن علقمة، عن عبد اللّه قال: كنا نتحدّث أن أقضى أهل المدينة علي - زاد أبو قطن: ابن أبي طالب-.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو الحسين (2) بن المهتدي، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمّد الحربي، نا عبد اللّه بن سليمان، نا إسحاق بن إبراهيم، نا سعد بن الصلت، نا عبد الجبّار بن العبّاس الهمداني، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص قال: قال عبد اللّه: أفرض أهل المدينة و أقضاها علي بن أبي طالب.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أحمد بن الحسن، و أحمد بن الحسن، قالا: أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان، نا سعيد بن عمرو، أنا عبثر (3)،عن مطرّف (4)،عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب، عن عبد اللّه (5) قال:

يقولون: إنّ أعلم أهل المدينة بالفرائض علي بن أبي طالب.

قال: و أنا محمّد بن عثمان، نا أحمد بن عبد اللّه، نا أبو بكر بن عياش (6)،عن مغيرة، عن الشعبي قال: ليس منهم أحد أقوى


1- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المطبوعة: عبد العزيز بن الصوفي.
2- في المطبوعة: أبو الحسن الهاشمي ابن المهتدي(؟).
3- بدون إعجام بالأصل، و في المطبوعة: عمر، تصحيف، و الصواب ما أثبت، و هو عبثر بن القاسم الزبيدي ترجمته في تهذيب الكمال 489/9.
4- هو مطرف بن طريف الحارثي، أبو بكر، ترجمته في تهذيب الكمال 141/18.
5- من قوله: نا محمد بن عثمان إلى هنا سقط من م.
6- في م: أبو بكر بن عباس، تصحيف.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو سعيد يحيى بن محمّد بن يحيى الخطيب الأسفرايني، أنا أبو بحر محمّد بن الحسن بن كوثر، نا بشر بن موسى، نا الحميدي، نا سفيان، نا يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيّب قال: قال عمر بن الخطاب: أعوذ باللّه من معضلة، ليس لها أبو حسن (1) علي بن أبي طالب (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا عبيد اللّه بن محمّد، نا عبيد اللّه بن عمر القواريري، نا مؤمّل - يعني ابن إسماعيل - أنا ابن عيينة، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب قال: كان عمر بن الخطاب يتعوّذ باللّه من معضلة ليس لها أبو حسن.

رواها كاتب الواقدي عن القواريري.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو سعيد المفضّل بن محمّد بن إبراهيم الجندي، حدّثني محمّد بن عبد الملك أبو جعفر الدقيقي، نا محمّد بن أبي عمر البزاز (3)،نا عبد العزيز بن عبد الصّمد، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري قال:

خرجنا حجّاجا مع عمر بن الخطّاب، فلمّا دخل الطواف استلم الحجر و قبّله و قال: إنّي لأعلم أنك حجر لا تضرّ و لا تنفع، و لو لا أنّي رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقبّلك ما قبّلتك، قال: ثم مضى في الطواف، فقال له علي بن أبي طالب: يا أمير المؤمنين إنّه ليضر و ينفع، فقال له عمر: بم قلت ذلك ؟ قال: بكتاب اللّه، قال: و أين ذلك من كتاب اللّه ؟ قال: قول اللّه عزّ و جل: وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قٰالُوا بَلىٰ (4) قال: لمّا خلق اللّه آدم عليه السلام مسح منكبه فخرج ذريته مثل الذرّ فعرفهم بنفسه أنه الربّ و أنهم العبيد، و أقروا بذلك على أنفسهم، و أخذ ميثاقهم بذلك، كتبه في رق أبيض، قال: و كان هذا الركن الأسود يومئذ له لسان


1- أقحم بعدها:«عن» قبل:«علي» بالأصل.
2- تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 171، و تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص 638 و الاستيعاب 39/3 و طبقات ابن سعد 339/2.
3- في م: البزار.
4- سورة الأعراف، الآية:172.

قال: فقال له عمر بن الخطاب: لا بقيت في قوم لست فيهم يا أبا حسن، أو قال: لا عشت في قوم لست فيهم أبا حسن.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر و أبو الفضل قالا: أنا أبو القاسم الواعظ ، أنا محمّد بن أحمد بن الحسن، أنا أبو جعفر محمّد بن عثمان، نا علي بن حكيم، أنا أبو مالك الخشني (1)،عن جويبر، عن الضحاك، عن ابن عبّاس قال:

قسم علم الناس خمسة أجزاء، فكان لعليّ منها أربعة أجزاء، و لسائر الناس جزء، و شاركهم علي في الجزء، فكان أعلم به منهم.

قال: و نا علي بن حكيم، أنا شريك، عن ميسرة النهدي، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال: انا إذا ثبت لنا الشيء عن علي لم نعدل به إلى غيره.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو القاسم عبد الواحد بن محمّد بن إسحاق النجار - بالكوفة - أنا أبو جعفر بن دحيم، نا أحمد بن حازم، نا عمرو بن حمّاد، عن أسباط ، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس أنه قال: إذا بلغنا شيء تكلم به عليّ من فتيا أو قضاء و ثبت لم نجاوزه إلى غيره (2).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3)،أنا سليمان بن داود، أنا شعبة، عن سماك بن حرب قال: سمعت عكرمة يحدث عن ابن عباس قال: إذا حدثنا ثقة عن علي بقينا لا نعدوها (4).

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو المطهر (5) محمود بن جعفر بن محمّد بن أحمد الكوسج، و محمّد بن أحمد بن علي بن شكرويه، أنا أبو علي الحسن بن علي بن أحمد بن سليمان، نا محمّد بن عبد اللّه بن بلبل الهمداني، نا عبّاس الدوري، نا قبيصة بن عقبة، نا سفيان، عن فليت (6)،عن جسرة


1- بدون إعجام بالأصل و م.
2- الاستيعاب 40/3 (هامش الإصابة)، تاريخ الخلفاء ص 171.
3- طبقات ابن سعد 338/2 و تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص 638.
4- في تاريخ الإسلام: لم نتجاوزها.
5- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: أبو المظفر، و هو الصواب، ترجمته في سير أعلام النبلاء 449/18.
6- رسمها بالأصل:«منكتت» و مثله في م، و المثبت عن «ز». و في تهذيب الكمال 307/2 أفلت بن خليفة العامري.. و يقال له: فليت أيضا.

بصومه ؟ قالوا: علي، قالت: أما إنه أعلم من بقي بالمنّة (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد (2)،نا ابن أبي داود، نا هشام بن يونس، نا يحيى بن بيان (3)،عن سفيان، عن جخدب (4) بن جرعب التيمي، عن عطاء بن أبي رباح، عن عائشة قالت: علي بن أبي طالب أعلمكم بالسنّة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن، و أحمد بن الحسن (5)،قالا: نا عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا محمّد بن عبد اللّه بن نمير، و محمّد بن يزيد، قالا: نا يحيى بن يمان، عن سفيان، عن جخدب (6) بن جرعب التيمي، عن عطاء، عن عائشة قالت: علي أعلم الناس بالسنّة.

قال: و نا محمّد بن عثمان، نا عون بن سلام، نا محمّد بن أبي حفص، عن عمران بن سليمان، عن أبي إسحاق السبيعي، عن عبيدة قال:

صحبت عبد اللّه (7) سنة ثم صحبت عليا، فكان فضل ما بينهما في العلم كفضل المهاجر على الأعرابي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، نا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني سويد بن سعيد، نا علي بن مسهر، عن الأعمش، عن أبي سعيد التيمي قال:

كنا نبيع الثياب على عواتقنا و نحن غلمان في السوق، فإذا رأينا عليا قد أقبل قلنا:

توديشكم


1- رواه في الاستيعاب 40/3 (هامش الإصابة)، و تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص 638 و تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 171.
2- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 235/7 في ترجمة يحيى بن اليمان العجلي الكوفي.
3- كذا بالأصل، و في م و ابن عدي:«يمان» و هو الصواب، ترجمته أيضا في تهذيب التهذيب 267/11 طبعة دار الفكر.
4- في ابن عدي:«عن جندب بن حر عن التيمي» و بالأصل:«حجدب عن حدعب» و في م: جحدب بن جرعب. و المثبت بالخاء المعجمة جخدب عن تبصير المنتبه 244/1.
5- الأصل:«أحمد بن الحسين» و التصويب عن م، و قد مرّ السند كثيرا.
6- في ابن عدي:«عن جندب بن حر عن التيمي» و بالأصل:«حجدب عن حدعب» و في م: جحدب بن جرعب. و المثبت بالخاء المعجمة جخدب عن تبصير المنتبه 244/1.
7- يعني عبد اللّه بن مسعود.

أخبرنا أبو البركات، أنا أحمد، و أحمد (1) قالا: أنا عبد الملك، أنا أبو علي، نا محمّد بن محمّد بن يزيد، نا جعفر بن عون، عن مسعر، عن محمّد بن جحادة (2)،عن أبي سعيد قال:

كان علي يأتي السوق فيقول: يا أهل السوق اتّقوا اللّه و إيّاكم و الحلف، فإنّ الحلف ينفق السلعة و يمحق البركة، و إنّ التاجر فاجر إلاّ من أخذ الحقّ و أعطى الحق، و السّلام عليكم.

ثم يمكث الأيام ثم يأتي السوق، فيقولون: قد جاء البوذسكنت (3)،فسأل سريته، فقالت: يقولون: عظيم البطن، فقال: أسفله (4) طعام و أعلاه علم.

أخبرنا أبو القاسم (5) بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السماك، نا حنبل بن إسحاق، نا محمّد بن سعيد بن الأصبهاني، أنا جرير، عن منصور قال: قال مسروق: ساممت (6) أصحاب محمّد صلى اللّه عليه و سلّم فوجدت علمهم انتهى إلى ستة نفر منهم: عمر، و علي، و عبد اللّه، و أبي الدرداء، و أبيّ بن كعب، و زيد بن ثابت، ثم ساممت هؤلاء الستة فوجدت علمهم انتهى إلى رجلين: إلى علي و عبد اللّه.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (7)،أنا أبو سعيد، نا زياد البكّائي، و جرير الضّبي، عن منصور، عن الشعبي، عن معروف (8) قال:

ساممت (9) أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فوجدت علمهم انتهى إلى هؤلاء الستة: عمر، و علي، و عبد اللّه، و زيد، و أبيّ ، و أبي الدرداء، قال: ثم ساممت


1- يعني أبا الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون، و الثاني لعله أحد اثنين: أبا طاهر أحمد بن الحسن، أو أبو طاهر أحمد بن علي السوار المقرئ.
2- إعجامها مضطرب بالأصل، و بدون إعجام في م، و في المطبوعة: محمد بن حجادة. تصحيف، و الصواب ما أثبت، و هو محمد بن جحادة الأودي الأيامي الكوفي ترجمته في تهذيب الكمال 166/16.
3- كذا رسمها بالأصل و م، و في «ز»: البوذشكنب.
4- في م: أسفل.
5- «أبو القاسم» مكانها مطموس بالأصل، و المثبت عن م، و «ز».
6- كذا بالأصل و م و «ز» و المطبوعة: ساممت، بالسين المهملة، و في المختصر: شاممت.
7- رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة و التاريخ 444/1.
8- كذا بالأصل و م و «ز» هنا: معروف، و في المعرفة و التاريخ:«مسروق» كالرواية السابقة.
9- كذا بالأصل و م و «ز» و المطبوعة، و في المعرفة و التاريخ: تشاممت.

قال: و نا يعقوب (1)،نا عبيد اللّه بن موسى، أنا جعفر بن زياد الأحمر (2)،عن منصور، عن مسروق قال: انتهى العلم إلى ثلاثة: عالم بالمدينة، و عالم بالشام، و عالم بالعراق، فعالم المدينة علي بن أبي طالب، و عالم الكوفة: عبد اللّه بن مسعود، و عالم الشام: أبو الدرداء، فإذا التقوا ساءل عالم الشام و عالم العراق عالم المدينة، و لم يسألهم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو بكر يعقوب بن إبراهيم بن عيسى البزاز، نا الحسين بن علي بن الأسود العجلي، نا عبيد اللّه بن موسى، نا جعفر الأحمر، عن منصور قال: قال مسروق:

انتهى العلم إلى ثلاثة: عالم بالشام، و عالم بالمدينة، و عالم بالعراق، فعالم الكوفة ابن مسعود، و عالم الشام أبو الدرداء، و عالم المدينة: علي بن أبي طالب، فإذا التقوا سأل عالم الشام عالم العراق، و سأل عالم العراق عالم المدينة، و لم يسألهم.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي، نا جرير، عن الشيباني، عن الشعبي أن عمر، و ابن (3) مسعود، و زيد بن ثابت كان يناظر بعضهم بعضا، و يتعلم بعضهم من بعض، و كان عليّ و أبيّ و أبو موسى يأخذ بعضهم عن بعض.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل - إجازة-.

ح قالا: و أنا أبو تمام علي بن محمّد الواسطي - إجازة - أنا أبو بكر بن بيري - قراءة - أنا محمّد بن الحسين بن محمّد، نا ابن أبي خيثمة، نا يحيى بن معين.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر، و أبو الفضل الباقلانيان، قالا: أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا الحسن بن سهل، قالا: نا عبدة بن سليمان عن


1- المعرفة و التاريخ 444/1.
2- «الأحمر» ليست في المعرفة و التاريخ.
3- الأصل:«بن» و المثبت «و ابن» بزيادة الواو عن م.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو يعلى بن الفراء، و أبو الحسين بن النّقّور، و جماعة.

و أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، و أبو الربيع سليمان بن عبد اللّه بن الفرج، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، قالوا: أنا أبو القاسم بن حبابة، أنا أبو القاسم البغوي، نا عبيد اللّه بن محمّد العبسي، نا أبو عوانة، عن إسماعيل بن سالم، عن عامر.

أن رجلا أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال: يا رسول اللّه ما تقول في علي ؟ قال:«قديمة هجرته، حسن سمته، حسن بلاؤه، كريم حسبه»، قال: يا رسول اللّه إنّي لست عن ذاك (1)أسأل، و لكنه خطب إليّ ابنتي فأحببت أن أعلم ما يبلغ ذلك من مسرّتك و مساءتك ؟ قال:

فقال:«إنّ فاطمة بضعة مني، فأحبّ ما سرّها و أكره ما ساءها»، قال: و الذي بعثك بالحقّ لا أنكح عليا ما دامت فاطمة حية.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، نا أبو محمّد الجوهري - إملاء - أنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الحافظ ، نا أحمد بن سلمان بن الحسن، نا عمر بن سعيد بن سنان - بمنبج (2)-نا ابن أبي حكيم، نا علي بن قادم، نا زافر بن سليمان، عن الصّلت بن بهرام، عن الشعبي قال:

بينا أبو بكر جالس إذ طلع علي بن أبي طالب من بعيد، فلما رآه قال أبو بكر: من سرّه أن ينظر إلى أعظم الناس منزلة و أقربهم قرابة، و أفضلهم دالة، و أعظمهم غناء عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فلينظر إلى هذا الطالع.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران - ببغداد - و أبو زكريا بن أبي إسحاق، قالا: نا أحمد بن سلمان الفقيه، نا معاذ بن المثنى، نا إسماعيل بن عبد اللّه بن زرارة الرّقّي، نا عبد اللّه بن حرب الليثي، نا هاشم بن يحيى بن هاشم المزني، نا أبو دعفل المنجيمي قال: سمعت معقل بن يسار المزني يقول: سمعت أبا بكر الصدّيق يقول لعلي بن أبي طالب: عقدة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعيد محمّد بن علي بن محمّد الخشاب


1- هذا بالأصل و م و «ز»، و في المطبوعة: ذلك.
2- سمها غير واضح بالأصل، و مكانها بياض في م، و المثبت عن «ز».

أنا الحسن بن أحمد بن محمّد المخلدي (1)،أنا موسى بن العبّاس، أنا المنذر بن شاذان، نا زكريا بن عدي، نا عبيد اللّه بن عمرو، عن زيد أبي أنيسة (2)،عن عمرو بن مرّة، عن خيثمة قال:

كان نفر عند سعد قال: فذكروا عليا، فنالوا منه، فقال سعد: مهلا عن أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فينا نزلت: لَوْ لاٰ كِتٰابٌ مِنَ اللّٰهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمٰا أَخَذْتُمْ عَذٰابٌ عَظِيمٌ (3)فأرجو أن تكون رحمة سبقت لنا من اللّه.

أخبرنا أبو المظفّر القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا [أبو عمرو] بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، قالا:

أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا أبو خيثمة، نا عبيد اللّه بن موسى، أنا سفيان بن أبي عبد اللّه، عن أبي بكر بن خالد بن عرفطة.

أنه أتى سعد بن مالك فقال: بلغني أنّكم تعرضون عليّ سبّ عليّ بالكوفة، فهل سببته ؟ قال: معاذ اللّه، قال: و الذي نفس سعد بيده، لقد سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول في علي شيئا لو وضع المنشار على مفرقي على أن أسبّه ما سببته أبدا.

أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا الحاكم أبو أحمد الحافظ ، أنا محمّد بن مروان - يعني ابن خريم (4)-نا هشام بن عمّار، نا عبد الرّحمن بن أبي الرجال، نا إسحاق بن يحيى بن طلحة قال: قال عمّي عيسى بن طلحة.

قلت لابن عباس: يا أبا عباس صف لنا سلفنا حتى كأني عاينتهم، قال: تسألني عن أبي بكر، كان و اللّه في علمي تقيّا نديّا، الخير كله، فيه من رجل يصادى (5) منه غرب


1- الأصل: المجلدي، تصحيف، و التصويب عن م. ترجمته في سير أعلام النبلاء 539/16.
2- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل، و المثبت عن م.
3- سورة الأنفال، الآية:68.
4- إعجامها غير واضح بالأصل قد تقرأ: خريم، و تقرأ: حزيم، و في م: حزيم و في «ز»: حزم، و في المطبوعة: ابن حزم، و الصواب ما أثبت، مرّ التعريف به.
5- يصادى منه، يقال: صاديت الرجل: ساترته (اللسان: صدي).

قوّاما من رجل يحب قومه؛ تسألني عن علي، كان و اللّه في علمي عليما حكيما، إن سمعته يقول شيئا إلاّ أحسنه، من رجل يأتكل (1) على موضعه، و لم أره أشرف على شيء قط حتى أقول: هو آخذه إلاّ صرف عنه، قلت: يا أبا عباس أ كنتم تعدونه محدودا (2)؟قال: أنتم تقولون ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، نا محمّد بن محمّد بن سليمان، نا أبو نعيم عبيد بن هشام، نا ابن أبي الرجال، عن إسحاق بن يحيى، عن عمه عيسى قال:

سألت ابن عباس فقلت: يا أبا عباس صف لنا أصحاب محمّد صلى اللّه عليه و سلّم حتى كأني عاينتهم، قال: تسألني يا ابن أخي عن أبي بكر، كان في علمي تقيا نقيا، يرى الخير كله فيه، من رجل يصادي (3) منه غرب (4)،تسألني عن عمر، كان و اللّه في علمي تقيا نقيا، قد وضعت له الحبائل بكلّ مرصد، فهو لها حذر من رجل سوقه عنف، تسألني عن عثمان، كان و اللّه في علمي صوّاما قوّاما، من رجل يحب قومه، تسألني عن علي، كان و اللّه في علمي عليما، حكيما، ما سمعت يصف شيئا قطّ إلاّ أحسنه من رجل يأتكل (5) على موضعه، و لم أره أشرف على نفسي (6) مضى حتى أقول إذا (7) لأخذه إلاّ عزف عنه، قال: فقلت له: يا أبا عبّاس كنتم تعدونه محدودا، قال: أنتم تقولون ذلك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن أبي عثمان، و أحمد بن محمّد بن إبراهيم.

ح و أخبرنا [أبو]


1- رسمها بالأصل غير واضح و صورتها:«بابكل» و في م:«يابكل» و في المطبوعة:«ما نكل» و لعل الصواب ما أثبت عن المختصر.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المختصر: مجدودا.
3- في المطبوعة: لصادى.
4- بالأصل و م و «ز» و المطبوعة: عرب بالعين المهملة، و في المختصر: غرب بالعين المعجمة. و هو الصواب و هو ما أثبتناه،(راجع تاج العروس: غرب).
5- في المطبوعة: ما تكل.
6- كذا رسمها بالأصل:«نفسي مصا».
7- غير واضحة بالأصل و م و «ز»، و المثبت عن المطبوعة: إذا لأخذه.

أنه بلغه أن رجلا يذكر علي بن أبي طالب، فقال ابن عمر: و لم تفعل ؟ فو ربّ هذه البنيّة لقد سبقت له الحسنى من اللّه، ما لها من مردود.

أخبرنا أبو القاسم بن الشّحّامي، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي، أنا يحيى بن إسماعيل، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن، نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع بن الجرّاح، نا أبي، عن عبد الأعلى بن عامر التغلبي، عن سعد بن عبيدة قال: قال رجل لابن عمر: ما تقول في علي، فإنّي أبغضه ؟ قال: أبغضك اللّه، فإنّي أبغضك.

أخبرنا أبو محمّد عبدان بن رزين (1) بن محمّد (2)،نا نصر بن إبراهيم، أنا عبد الوهاب بن الحسين بن عمر بن برهان، أنا الحسين بن محمّد بن عبيد العسكري، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا عمّي أبو بكر، نا زيد بن الحباب، نا الرّبيع بن المنذر الثوري، نا أبي، عن سعيد بن حذيفة بن اليمان، عن مولى لحذيفة قال: كان حسين بن علي آخذا (3) بذراعي في أيام الموسم، قال: و رجل خلفنا يقول: اللّهمّ اغفر له و لأمه، فأطال ذلك، فترك [الحسين] ذراعي و أقبل عليه، فقال: قد آذيتنا منذ اليوم، تستغفر لي و لأمي و تترك أبي ؟ و أبي خير مني و من أمّي (4).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن أحمد، أنا أبو الحسن الشيباني، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، أنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، نا عبيد بن حمّاد، نا عطاء بن مسلم، عن رجل، عن أبي إسحاق قال:

جاء ابن أحور التميمي إلى معاوية فقال: يا أمير المؤمنين جئتك من عند ألأم الناس، و أبخل الناس، و أعيا الناس، و أجبن الناس، فقال: ويلك و أنّى أتاه اللؤم، و لكنا نتحدث أن لو كان لعلي بيت من تبن و آخر من تبر، لأنفد التبر قبل التبن، و أنىّ أتاه العي و إن كنا لنتحدث أنه ما جرت المواسي على رأس رجل من قريش أفصح من علي، ويلك و أنّى أتاه الجبن ؟ و ما برز له رجل قطّ إلاّ صرعه، و اللّه يا ابن أحور، لو لا أنّ الحرب خدعة


1- في م: ابن رزيق، تصحيف.
2- زيد بعدها في م:«بن عثمان». قارن مع مشيخة ابن عساكر 133/ب.
3- بالأصل و م و «ز» و المطبوعة: أخذ.
4- رواه ابن عساكر في كتابنا هذا تاريخ مدينة دمشق في ترجمة الحسين بن علي رضي اللّه عنهما 183/14.

قال عطاء: و إن كان يقاتله فإنه كان يعرف فضله.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن أبي عبد اللّه بن مندة، أنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يوه (1)،أنا أحمد بن محمّد بن عمر اللنباني (2)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، أخبرني أبو زيد النّميري، عن محمّد بن علي الكتاني حدّثه عن عبد العزيز بن أبي عمران الزهري، عن يحيى بن زيد بن علي أنه قال:

قال عتبة بن أبي سفيان ليلة لمعاوية: يا أمير المؤمنين بما يطلب عليّ هذا الأمر؟ فو اللّه ما كان من أهله و لا آله! فقال معاوية: علي و اللّه كما قال الشاعر:

لئن كان إذ لا حاطبا فتعذرت *** عليه و كانت عانيا فيحطب (3)

فما تركته رغبة عن حباله *** و لكنها كانت لآخر حطب (4)

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (5)،نا عبد اللّه بن ناجية، نا أبو عمرو عثمان بن عبد اللّه بن عمرو بن عثمان العثماني، نا ابن لهيعة قال: سمعت أبا الزبير عن جابر قال:

كنا عند معاوية، فذكر (6) عليّ ، فأحسن ذكره، و ذكر أبيه و أمه ثم قال: و كيف لا أقول هذا لهم ؟[هم] (7) خيار خلق اللّه و عنده بنيه أخيار أبناء أخيار


1- تقرأ بالأصل، و م، و «ز»، و المطبوعة: بره، تصحيف، و الصواب ما أثبت و ضبط عن تبصير المنتبه.
2- رسمها بالأصل و م و «ز» مضطرب و نميل إلى قراءتها: البناني أو النباني، و في المطبوعة: البناني، كله تصحيف، و الصواب ما أثبت، و قد و السند معروف.
3- في المختصر: عاتبا فتخطت.
4- في المختصر: خطّت.
5- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 177/5 في ترجمة عثمان بن عبد اللّه بن عمرو بن عثمان بن عفان.
6- عند ابن عدي: فذكر عليا.
7- زيادة عن م و «ز» و ابن عدي.

كنا ذات يوم عند معاوية بن أبي سفيان و قد جلس على سريره و اعتجر (1) بتاجه، و اشتمل بساجه (2) و أومى (3) بعينيه يمينا و شمالا و قد تفرّشت جماهير قريش، و سادات العرب أسفل السرير من قحطان، و معه رجلان على سريره: عقيل بن أبي طالب، و الحسن بن علي، و امرأة من وراء الحجاب تشير بكمّيها يمينا و شمالا، فقالت: يا أمير المؤمنين فأنت (4)الليلة أرقة، قال لها معاوية: أ من ألم ؟ قالت: لا، و لكن من اختلاف رأي الناس فيك و في علي بن أبي طالب و أ [بوك أبو سفيان] (5) صخر بن حرب بن أمية، و كان أمية من قريش لبابها، فقالت في معاوية فأكثرت و هو مقبل على عقيل و الحسن، فقال معاوية:

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«من صلى أربعا قبل الظهر و أربعا بعد الظهر، حرم على النار أن تأكله أبدا»[9011].

ثم قال لها: أ في علي تقولين ؟ المطعم في الكربات (6)،المفرّج للكربات مع (7) ما سبق لعلي من العناصير السرية، و الشيم الرضية و الشرف، فكان كالأسد الحاذر، و الربيع النائر، و الفرات الذاخر، و القمر الزاهر، فأما الأسد فأشبه علي منه صرامته و مضاءه، و أما الربيع فأشبه علي منه حسنه و بهاءه، و أما الفرات فأشبه علي منه طيبه و سخاءه، فما تغطمطت (8) عليه قماقم (9) العرب الشادة


1- الاعتجار هو أن يلف العمامة على رأسه و يرد طرفها على وجهه بحيث لا يعمل منها شيئا تحت ذقنه (اللسان: عجر).
2- الأصل و «ز»: «بساحه» و المثبت عن م. و الساج: الطيلسان.
3- لغة في أومأ.
4- كذا رسمها بالأصل، و في م:«ماتت» و في المختصر:«ما بتّ » و في المطبوعة: فاتت.
5- مكانه بياض بالأصل، و الكلام متصل في م، و المستدرك بين معكوفتين عن المطبوعة، و الكلمات مستدركة فيها بين معكوفتين.
6- كذا بالأصول.
7- بالأصل:«فمما سبق» و المثبت:«مع ما سبق» عن «ز»، و م، و المطبوعة.
8- رسمها بالأصل و م:«تعطبطت» و في المطبوعة:«تعطمطت» و المثبت عن المختصر.
9- القماقم من الرجال: السيد الكثير الخير، الواسع الفضل.

تبن، بدأ بالتبر، و هو الذهب.[فقال معاوية:] يا أبا يزيد كيف لا أقول هذا في علي بن أبي طالب ؟ و علي من هامات قريش و ذوائبها و سنام قائم عليها، و علي علامتها في شامخ ؟ فقال له عقيل: وصلتك رحم يا أمير المؤمنين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن الحسن بن الخلاّل، أنا محمّد بن عثمان النّفّري (1)،نا محمّد بن نوح الجنديسابوري، نا هارون بن إسحاق، نا محمّد بن مهران الرازي - و كان ثقة - عن محمّد بن سلمة، عن محمّد بن إسحاق، عن خالد بن سلمة، عن سعيد بن عمرو بن سعيد، عن عبد اللّه بن عباس المخزومي قال:

قلت لابن عم: أخبرني عن صوع


1- بدون إعجام في م.

أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (1)،نا أبو غسّان، نا إسحاق بن سعيد، أخبرني أبي، عن عبد اللّه بن عياش بن أبي ربيعة - و كانت ابنته تحت واقد بن عبد اللّه بن عمر - فدخل عبد اللّه بن عياش على ابنته فقلت: يا أبا الحارث أ لا تخبرني عن علي بن أبي طالب ؟ قال: أما و اللّه يا ابن أخي إنّي به لخابر (2)،قلت: و تقول ذاك ما هو؟ قال: كان رجلا تلعابة و كان إذا شاء أن يقطع له ضرس قاطع قطع، قلت: و ضرسه ذاك ما هو؟ قال: قراءة القرآن، و علم بالقضاء، و بأس وجود لا ينكس (3).

قال (4):و نا أبو غسّان، نا عمر بن زياد، عن الأسود بن قيس، و قلت له: ما تلعابة ؟ قال: فيه مضاحكة.

أخبرنا أبو الحسن الفقيه الشافعي، نا عبد العزيز - إملاء - أنا محمّد بن محمّد بن إبراهيم بن مخلد، نا محمّد بن عمرو بن البختري، نا محمّد بن عبد الملك الدّقيقي، نا يزيد بن هارون، نا فطر قال:

سمعت أبا الطفيل يقول: قال بعض أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلّم: لقد كان علي بن أبي طالب من السوابق، ما لو أن سابقة منها بين الخلائق لوسعتهم خيرا.

أخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي قال: سمعت محمّد بن عبد اللّه الحافظ يقول: سمعت القاضي أبا الحسين علي بن الحسن الجرّاحي، و أبا الحسين محمّد بن المظفر الحافظ يقولان (5):سمعنا أبا حامد محمّد بن هارون الحضرمي يقول: سمعت محمّد بن منصور الطوسي


1- رواه يعقوب بن سفيان النسوي في المعرفة و التاريخ 482/1.
2- كذا بالأصل و م و المطبوعة، و في المعرفة و التاريخ:«إني له لحائد».
3- في المعرفة و التاريخ: لا ينكث.
4- المعرفة و التاريخ 483/1.
5- الأصل: يقول، و المثبت عن م.

أهل كلّ فضيلة و منقبة، و مستحق لكل سابقة و مرتبة، و لم يكن أحد في وقته أحق بالخلافة منه، و كان في قعوده عن الطلب قبله محقا و في طلبه في وقته مستحقا، و هو كما قال أبو عبد اللّه أحمد بن حنبل رحمه اللّه، فيما أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ في التاريخ، نا علي بن عيسى - و هو من ثقات شيوخ شيخنا - نا أحمد بن سلمة قال: سمعت أحمد بن سعيد الرباطي يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: لم يزل علي بن أبي طالب مع الحق و الحق معه حيث كان.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا أبو منصور بن شكرويه، أنا أبو بكر بن مردويه، أنا أبو بكر الشافعي، أنا معاذ بن المثنّى، نا مسدّد، نا يحيى، عن شعبة، عن قتادة، عن جريّ بن كليب (1) قال:

رأيت عليا يأمر بالمتعة، قال: و رأيت عثمان بن عفّان ينهى عنها، فقلت لعلي: إنّ بينكما شرّا (2)،فقال: ما بيننا إلاّ خير (3)،و لكن خيرنا أتبعنا لهذا الدين.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن زريق (4)،أنا - أبو بكر الخطيب (5)،أنا البرقاني، أنا أبو الحسين (6) عبد اللّه بن إبراهيم بن بيان الزبيبي، نا الحسن بن علوية القطان، نا أبو الصلت الهروي عبد السلام بن صالح، نا عبد اللّه بن نمير، نا سفيان، نا شريك، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع (7)،عن حذيفة قال:

ذكرت الإمارة - أو الخلافة - عند النبي صلى اللّه عليه و سلّم فقال:«إن وليتموها أبا بكر وجدتموه ضعيفا في بدنه، قويا في أمر اللّه، و إن وليتموها عمر وجدتموه قويا في أمر اللّه قويا في بدنه، و إن ولّيتموها عليا وجدتموه هاديا مهديا، يسلك بكم على الطريق المستقيم»[9012].

قال البرقاني: رواه عبد الرزاق و ابن حراشة


1- ترجمته في تهذيب التهذيب 78/2.
2- بالأصل:«شر» و في م و «ز»: لشرّ.
3- كذا بالأصل و م و «ز» و المختصر، و في المطبوعة: خيرا.
4- بالأصل و المطبوعة:«رزيق» تصحيف، و في م: قد تقرأ زريق، و قد تقرأ: رزيق.
5- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 47/11 في ترجمة أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهروي.
6- الأصل و م: الحسن، و المثبت عن المطبوعة و تاريخ بغداد.
7- اللفظة غير واضحة بالأصل، و مكانها بياض في م، و في تاريخ بغداد:«زيد بن تبيع» تصحيف، و الصواب ما أثبت و ضبط . ترجمته في تهذيب الكمال 490/6 و ضبطت: يثيع عن تقريب التهذيب.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أنا أبو بكر بن أبي دارم، نا الحسن بن علوية القطان، نا أبو الصّلت الهروي عبد السلام بن صالح، نا ابن نمير، نا سفيان الثوري، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع (1)،عن حذيفة قال: ذكرت الإمارة - أو الخلافة - عنده فقال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إن تؤمّروا أبا بكر تجدوه ضعيفا في بدنه، قويا في أمر اللّه، و إن تؤمّروا عمر تجدوه قويا في بدنه قويا في أمر اللّه، و إن تؤمّروا عليا تجدوه هاديا مهديا يسلك بكم الطريق المستقيم».

كذا فيه، و ذكر شريك زيادة، لأن الثوري يرويه عن أبي إسحاق.

أخبرتنا به أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا سعيد بن أحمد بن محمّد، أنا الحسن بن أحمد بن محمّد المخلدي، أنا أبو حامد بن الشّرقي، نا أبو الأزهر أحمد بن الأزهر، نا عبد الرّزّاق، أنا يحيى بن العلاء (2)،عن سفيان الثوري (3).

ح قال: و أنا أبو حامد، نا حمدان السلمي، نا عبد الرزاق، أنا النعمان بن أبي شيبة، عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع (4)،عن حذيفة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إن ولّيتموها أبا بكر فزاهد في الدنيا، راغب في الآخرة، و في جسمه ضعف، و إن ولّيتموها عمر فقوي أمين، لا تأخذه في اللّه لومة لائم، و إن ولّيتموها عليا يقيمكم على صراط مستقيم»[9013].

أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب.

قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد


1- إعجامها مضطرب بالأصل، و تقرأ في م:«تبيع» تصحيف، و الصواب ما أثبت، مرّ قريبا.
2- ترجمته في تهذيب التهذيب 261/11.
3- زيد بعدها في المطبوعة:«عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع». و هذه الزيادة ليست في «ز»، و لا في م، و كانت موجودة بالأصل ثم شطبت.
4- تقرأ بالأصل:«بتيع» و إعجامها ناقص في م.

قيل: يا رسول اللّه من تؤمّر (1) بعدك ؟ قال:«إن تؤمّروا أبا بكر تجدوه أمينا زاهدا في الدنيا راغبا في الآخرة، و إن تؤمّروا عمر تجدوه قويا أمينا لا يخاف في اللّه لومة لائم، و إن تؤمّروا عليا - و لا أراكم فاعلين - تجدوه هاديا مهديا يأخذ بكم الطريق المستقيم»[9014].

أخبرنا أبو الفضل الفضيلي، نا أبو القاسم الخليلي، أنا أبو القاسم الخزاعي، أنا الهيثم بن كليب الشاشي، نا الحسن بن علي بن عفّان العامري، نا زيد بن الحباب، نا فضيل بن مرزوق الأغرّ الرقاشي، أنا أبو إسحاق، عن زيد بن يثيع، عن علي قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إن تولوا أبا بكر تجدوه زاهدا في الدنيا، راغبا في الآخرة، و إن تولوا عمر تجدوه قويا أمينا لا يأخذه في اللّه لومة لائم، و إن تولوا عليا تجدوه هاديا مهديا، يسلك بكم الطريق»[9015].

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، أنا جدي السّيد أبو المعالي عمر بن أبي عمر محمّد بن الحسين البسطامي، أنا الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي الآدمي - بمكة - نا إسحاق بن إبراهيم الصّنعاني، أنا عبد الرّزّاق بن همّام، عن أبيه، عن ميناء (2)،عن عبد اللّه بن مسعود قال:

كنا مع النبي صلى اللّه عليه و سلّم ليلة وفد الجن قال: فتنفس، فقلت: ما شأنك يا رسول اللّه ؟ قال:

«نعيت إليّ نفسي»، قلت: فاستخلف، قال:«من ؟» قلت: أبو بكر، قال: فسكت ثم مضى ساعة ثم تنفس، فقلت: ما شأنك بأبي أنت و أمي يا رسول اللّه ؟ قال:«نعيت إليّ نفسي يا ابن مسعود» قال: قلت: فاستخلف، قال:«من ؟» قلت: عمر، قال: فسكت ثم مضى ساعة، ثم تنفس قال: قلت: ما شأنك ؟ قال:«نعيت إليّ نفسي يا ابن مسعود» قال: قلت: فاستخلف، قال:«من ؟» قلت: علي بن أبي طالب، قال:«أما و الذي نفسي بيده لئن أطاعوه ليدخلنّ الجنّة أجمعين أكتعين».

ميناء هذا مجهول.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أنا القاضي أبو حامد أحمد بن محمّد الدلوبي


1- كذا بالأصل، و في م و المسند: يؤمّر.
2- هو ميناء بن أبي ميناء القرشي الزهري، ترجمته في تهذيب الكمال 566/18.

الحافظ ، نا أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد، نا أحمد بن الحسين بن عبد الملك، نا عبيس بن هشام، نا منصور بن يونس، عن عبد المؤمن بن القاسم، عن الحارث بن حصيرة، عن القاسم بن جندب، عن أنس بن مالك.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال لعلي:«إنّك لن تموت حتى تؤمّر و تملأ غيظا و توجد من بعدي صابرا (1)»[9016].

قال علي بن عمر: هو عبيس بن هشام - بالباء - و هو من أهل الكوفة من شيوخ الشيعة، يحدث ابن الحمّاني في الفضائل التي خرّجها بأحاديث من حديثه، فقال فيها: عنبس بن هشام بالنون و الباء، و إنّما هو عبيس بالباء و الياء.

أخبرنا أبو الوفاء عمر بن الفضل بن أحمد، أنا إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم، أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن خرّشيد قوله، نا عمر بن الحسن بن علي الشيباني، أنا محمّد بن هارون بن عيسى (2) البصري، نا عمرو بن الحصين، نا يحيى بن العلاء، حدّثني الحسن بن عطية - يعني العوفي - عن أبيه، عن عمران بن حصين قال:

مرض علي على عهد النبي صلى اللّه عليه و سلّم، فعاده النبي صلى اللّه عليه و سلّم وعدناه معه، فقال: يا رسول اللّه ما أرى عليا إلاّ لما به، فقال:«و الذي نفسي بيده لا يموت حتى يملأ غيظا و يوجد من بعدي صابرا»[9017].

قال: و نا عمر بن الحسن، أنا أبو يعلى محمّد بن شدّاد المسمعي، نا عبد العزيز بن الخطاب، نا ناصح بن عبد اللّه الملحمي، عن عطاء بن السّائب، عن أنس بن مالك قال:

مرض علي بن أبي طالب، فدخل عليه النبي صلى اللّه عليه و سلّم، فتحوّلت عن مجلسي، فجلس النبي صلى اللّه عليه و سلّم حيث كنت جالسا - و ذكر كلاما - فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إنّ هذا لا يموت حتى يملأ غيظا، و لن يموت إلاّ مقتولا»[9018].

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا أبو محمّد الحسن بن علي بن عبد الواحد بن البرّي (3)،و أبو الفضل أحمد بن علي بن الفضل بن طاهر بن الفرات


1- تقرأ في م:«صائرا» و المثبت يوافق «ز»، و المختصر، و المطبوعة.
2- مطموسة بالأصل، و المثبت عن م.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 568/18.

و أخبرنا أبو الفتح (1) نصر بن القاسم بن الحسن المقدسي، أنا أبو محمّد الحسن بن علي بن البرّي - بدمشق-.

ح و أخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة بن يحيى الأبّار - إمام مسجد عرنية الحميّ - و أبو نصر غالب بن أحمد بن المسلّم الآدمي، قالا: أنا أبو الفضل بن الفرات، قالا: أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر، أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن هاشم الأذرعي، نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو، نا يحيى بن صالح، أنا إسحاق بن يحيى، عن الزهري، حدّثني عبد اللّه بن كعب بن مالك أن ابن عباس أخبره.

أن علي بن أبي طالب رضوان اللّه عليه خرج من عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في وجعه الذي توفي فيه فقال له الناس: يا أبا الحسن كيف أصبح رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ؟ قال: أصبح بحمد اللّه بارئا، قال: فأخذ بيده عباس بن عبد المطلب فقال: أ رأيتك (2) فإنك و اللّه بعد ثلاث عبد العصا، إنّي لأرى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم سيتوفى في مرضه هذا، إني أعرف وجوه بني عبد المطلب عند الموت، فاذهب بنا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم نسأله فيمن هذا الأمر، فإن كان فينا علمنا ذلك، و إن كان في غيرنا كلّمناه فأوصى بنا، فقال علي: إنّا و اللّه لئن سألنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فمنعناها لا يعطيناها الناس بعده أبدا، و اللّه لا أسألها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أبدا.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا أبو بكر البيهقي (3)،أنا أبو عبد اللّه الحافظ في الفوائد، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا محمّد بن خالد بن خلي (4) الحمصي، نا بشر بن شعيب بن أبي حمزة، عن أبيه، عن الزهري، أخبرني عبد اللّه بن كعب بن مالك الأنصاري - و كان كعب أحد الثلاثة الذين تيب عليهم - فأخبرني عبد اللّه بن كعب


1- بالأصل:«أبو محمد الفتح» و التصويب عن م، و «ز»، و المطبوعة.
2- كذا بالأصل و المطبوعة، و في م:«أريتك» و في المختصر: أ رأيتك.
3- رواه البيهقي في دلائل النبوة 223/7-224 ط بيروت.
4- كذا بالأصل، و م، و «ز»، و دلائل البيهقي، و في المطبوعة: علي.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم سوف يتوفاه اللّه من وجعه هذا، إني أعرف وجوه (1) بني عبد المطلب عند الموت، فاذهب بنا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فلنسأله فيمن هذا الأمر، فإن كان فينا علمنا ذلك، و إن كان في غيرنا كلّمناه فأوصى بنا، قال علي: إنّا و اللّه لئن سألناها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فمنعناها، لا يعطيناها الناس بعده أبدا، و إنّي و اللّه لا أسألها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

رواه البخاري في الصحيح عن إسحاق بن بشر بن شعيب (2).

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر الحافظ (3)،أنا أبو محمّد عبد اللّه بن يحيى بن عبد الجبار السكري - ببغداد - نا إسماعيل بن محمّد الصفار، نا أحمد بن منصور الرمادي، نا عبد الرّزّاق، أنا معمر، عن الزهري، أخبرني ابن كعب (4)،عن ابن عبّاس قال:

خرج العبّاس و علي من عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في مرضه الذي مات فيه، فلقيهما رجل، فقال: كيف أصبح رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يا أبا الحسن ؟ فقال: أصبح بارئا، قال: فقال العبّاس لعلي: أنت بعد ثلاث عبد العصا. قال: ثم خلا به فقال: إنّه يخيّل إليّ أني (5) أعرف وجوه بني عبد المطلب عند الموت، و إنّي خائف أن لا يقوم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم من وجعه هذا، فاذهب بنا إليه فلنسأله (6)،فإن كان هذا الأمر إلينا علمناه [و أن لا يكون إلينا أخبرناه أن يستوصي بنا، قال: فقال له علي: أ رأيت إن جئناه فسألناه] (7) فلم يعطناها؟ أ ترى الناس يعطوناها؟ و اللّه لا أسألها إياه أبدا.

قال عبد الرزاق: فكان معمر يقول لنا: أيهما كان أصوب عندكم رأيا؟ فنقول:

العبّاس، فيأبى


1- بالأصل:«أعرف في وجوه» و المثبت يوافق م و دلائل النبوة.
2- أخرجه البخاري في 64 كتاب المغازي،(83) باب مرض النبي و وفاته، الحديث(4447) فتح الباري 142/8.
3- رواه البيهقي في دلائل النبوة 224/7-225 ط بيروت.
4- يعني عبد اللّه بن كعب بن مالك.
5- الأصل:«أن» و المثبت عن م، و «ز»، و دلائل البيهقي.
6- قوله:«فاذهب بنا إليه فلنسأله» ليس في دلائل النبوة للبيهقي.
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن م، و «ز»، و دلائل النبوة للبيهقي باختلاف فيها عن النسختين ببعض الألفاظ .

آخر الجزء التاسع و التسعين بعد الأربعمائة من الفرع.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر [بن] (1) المقرئ، نا أبو العبّاس بن قتيبة، نا حرملة، نا ابن وهب، أخبرني ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال:

لما نزل برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم الموت لقي العبّاس عليا، فقال له: يا عليّ إنّي و اللّه قد أعرف في وجوه بني عبد المطلب الموت إذا نزل بهم، و قد رأيت الموت قد نزل برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فانطلق بنا إليه فنسأله فيمن هذا الأمر؟ فإن كان فينا فذلك الأمر الذي نريد، و إن سمّى غيرنا سألناه أن يوصيه بنا، فقال علي: لم أكن لأفعل أبدا، و اللّه إن سمّي غيرنا لم يعطناها العرب أبدا، قال: فقال له العبّاس: إنّك يا علي لم مما يعظم (2) بالمنجرة (3)،و كأنّي بك بعد ثلاث عبد العصا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (4)،نا محمّد بن عمر، نا عمر بن عقبة الليثي، عن شعبة (5) مولى ابن عباس، عن ابن عبّاس قال:

أرسل العبّاس بن عبد المطلب إلى بني عبد المطلب فجمعهم عنده، قال: كان عليّ عنده بمنزلة لم يكن أحد بها، فقال العبّاس: يا ابن أخي إنّي قد رأيت رأيا لم أحب أن أقطع فيه شيئا حتى أستشيرك، فقال علي: و ما هو؟ قال: ندخل على النبي صلى اللّه عليه و سلّم فنسأله إلى من هذا الأمر من بعده، فإن كان فينا لم نسلمه و اللّه ما بقي منا في الأرض طارف، و إن كان في غيرنا لم نطلبها بعد أبدا، فقال علي: يا عمّ هل هذا الأمر إلاّ إليك ؟ و هل من أحد ينازعكم في هذا الأمر؟ قال: فتفرّقوا و لم يدخلوا على النبي صلى اللّه عليه و سلّم.

كتب إليّ أبو صادق مرشد بن يحيى بن القاسم، و أبو


1- سقطت من الأصل و م.
2- كذا بالأصل، و في م:«لم لما يعظم» و في «ز»: إنك يا علي إنما تعظم.
3- كذا رسمها بالأصل، و في م:«بالعجرة» و في المختصر: إنك يا علي إنما تعظم بالهجرة.
4- رواه ابن عدي في الطبقات الكبرى 246/2 تحت عنوان: ذكر ما قال العباس بن عبد المطلب لعلي بن أبي طالب في مرض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.
5- هو شعبة بن دينار القرشي الهاشمي، أبو عبد اللّه، ترجمته في تهذيب الكمال 357/8.

ح و أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم، أنا سهل بن بشر، أنا علي بن منير بن أحمد، قالا: أنا محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الذهلي، نا أبو أحمد بن عبدوس، نا بكر بن خلف، و أحمد بن الدورقي (1)،قالا: نا عثمان بن اليمان (2)،نا أبو بكر بن أبي عون أنه سمع عبد اللّه بن عيسى بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن جده - أو قال: عن أبيه، أو عن جده - قال: سمعت علي بن أبي طالب يقول:

لقيني العبّاس فقال: يا عليّ انطلق بنا إلى النبي صلى اللّه عليه و سلّم، فإن كان لنا من الأمر شيء و إلاّ أوصى بنا الناس، فدخلنا عليه و هو مغمى عليه فرفع رأسه فقال:«لعن اللّه اليهود، اتّخذوا قبور الأنبياء مساجد»، ثم قال - و في حديث ابن الطّفّال: ثم قالها الثالثة (3)-فما رأينا ما به خرجنا و لم نسأله عن شيء، قال: فسمعت عليا يقول: يا ليتني أطعت عباسا، يا ليتني أطعت عباسا.

و هذا لفظ بكر.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمّام بن محمّد بن عبد اللّه الرازي، نا أبي رحمه اللّه، نا أيوب بن سليمان الرازي، نا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن عبيد، نا محمّد بن الحسين البرجلاني، نا يزيد بن هارون، أنا الجريري، عن عبد اللّه بن شقيق، عن الأقرع مؤذن عمر.

أن عمر مرّ على الأسقف فقال: هل تجدون (4) في شيء من كتبكم ؟ قال: و نجد صفتكم و أعمالكم و لا نجد أسماءكم، قال: كيف تجدوني ؟ قالوا (5):قرن من (6) حديد، قال عمر: قرن من حديد، و ما ذا؟ قال: أمين (7) شديد، قال عمر: اللّه أكبر، و الحمد للّه، قال:

و الذي بعدي ؟ قال: رجل صالح، يؤثر أقرباءه، فقال عمر: يرحم اللّه ابن عفّان، قال:

فو الذي من بعده ؟ فقال: مهلا يا أمير المؤمنين، إنّه رجل صالح، و لكنّ إمارته تكون في هراقة من الدماء، و السيف


1- ترجمته في تاريخ بغداد 7/4.
2- ترجمته في تهذيب التهذيب 60/7.
3- كذا بالأصل، و م، و «ز»، و المطبوعة، و المختصر.
4- كذا بالأصل و م و المختصر، و في المطبوعة: تجدونا.
5- كذا بالأصل و م و «ز»، و المختصر، و المطبوعة.
6- «من» استدركت على هامش م.
7- كذا بالأصل و م و المطبوعة، و في المختصر: أمير.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين (1) البيهقي (2)،أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو الحسن محمّد بن عبد اللّه السّنّي - بمرو - نا أبو الموجه، نا عبدان، عن أبي حمزة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر الشعبي قال:

قال العبّاس لعلي بن أبي طالب حين مرض النبي صلى اللّه عليه و سلّم: إنّي أكاد أعرف في وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم الموت، فانطلق بنا إليه لنسأله من يستخلف ؟ فإن استخلف (3) منا فذاك، و إلاّ أوصى بنا، قال: فقال علي للعبّاس كلمة فيها خفاء (4)،فلما قبض النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال العبّاس لعلي: ابسط يدك فلنبايعك، قال: فقبض يده.

فقال عامر: لو أن عليا أطاع العباس في أحد الرأيين كان خيرا من حمر النعم.

قال عامر: لو أن العباس شهد بدرا ما فضله أحد من الناس رأيا و لا عقلا.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن بيري - إجازة-.

قالا: و أنا أبو تمام علي بن محمّد - إجازة - أنا أحمد بن عبيد.

قالا: أنا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، نا خلف بن الوليد، نا إسرائيل، عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون قال:

شهدت عمر بن الخطاب يوم طعن قال: ادعوا لي عليا و عثمان، و طلحة، و الزبير، و ابن عوف، و سعد بن أبي وقّاص، فلم يكلّم أحدا منهم غير علي و عثمان فقال: يا علي لعلّ هؤلاء القوم يعرفون لك حقك، و قرابتك من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و صهرك، و ما آتاك اللّه من الفقه و العلم، فإن ولّيت هذا الأمر فاتّق اللّه فيه، ثم دعا عثمان فقال: يا عثمان لعلّ هؤلاء (5) القوم أن يعرفوا لك صهرك من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و سنّك


1- الأصل: الحسن، تصحيف، و المثبت عن م.
2- رواه البيهقي في دلائل النبوة 225/7 طبعة بيروت.
3- في دلائل النبوة: فإن يستخلف منا فذاك.
4- كذا بالأصل و م و «ز» و المطبوعة و المختصر، و في دلائل النبوة: فيها جفاء.
5- الأصل: هذا، و المثبت عن م و المختصر و المطبوعة.

فلما خرجوا من عنده قال: إن يولوها الأجيلح يسلك بهم الطريق. فقال له ابنه ابن عمر: فما يمنعك يا أمير المؤمنين ؟ قال: أكره أن أتحمّلها حيا و ميتا (1).

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم، ثم أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن، أنا سهل بن بشر، قالا: أنا أبو الحسن محمّد بن الحسين بن محمّد بن الطّفّال، أنا القاضي أبو طاهر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه، نا أبو أحمد محمّد بن عبدوس بن كامل، نا محمّد بن الصّبّاح الجرجاني (2)،نا عبد العزيز بن محمّد الدّراوردي عن عمر مولى غفرة، عن محمّد بن كعب القرظي، عن ابن عمر قال:

قال عمر لأصحاب الشورى: للّه درّهم إن ولوها، الأصلع كيف يحملهم على الحق و إن حملا (3) على عنقه بالسيف، قال: فقلت: أتعلم ذلك منه و لا تولّه ؟ فقال: إن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني، و إن أترك فقد ترك من هو خير مني صلى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه: أحمد، و يحيى ابنا الحسن بن البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل - إجازة - أنا محمّد بن الحسين الزّعفراني، نا ابن أبي خيثمة، نا محمّد بن بكير الحضرمي، نا ضمام بن إسماعيل قال:

سمعت العلاء بن كثير و غيره من أهل المدينة ممن كان يلي الاسكندرية عن أسلم مولى عمر بن الخطاب حين وقف و لم يولّ أحدا - يعني - قال: أ لا تصنع كما صنع أبو بكر؟ قال:

ويحك لوليت (4) أنا غلاما و كان معك غلمان أتراب نشأتم حتى بلغتم رجالا، أ ليس كان يعرف بعضكم بعضا؟ قال: بلى، قال: فإنّي و اللّه و هؤلاء نشأنا جميعا، فلا أعرف مكان أحد أخصّه بهذا الأمر، و لكني جاعلها بين نفر رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يحبّهم.

أنبأنا أبو طالب بن يوسف، أنا إبراهيم بن عمر الفقيه.

و حدّثني أبو المعمر الأنصاري، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا علي بن عمر الزاهد، و إبراهيم بن عمر.

قالا: أنا محمّد بن العبّاس، أنا أبو محمّد السكري قال: قال أبو محمّد بن قتيبة.

في حديث عبد الرّحمن بن عوف أنه كان في كلامه أصحاب


1- الاستيعاب 64/3 هامش الإصابة، و تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص 639.
2- كذا بالأصل، و في م و «ز»: الجرجراني.
3- كذا بالأصل و م و «ز» و المطبوعة.
4- كذا رسمها بالأصل و م، و في المطبوعة: لو كنت.

عندي رأيا، و إنّ لكم نظرا، إنّ حابيا خير من زاهق، و إن جرعة شروب أنفع من عذب موب، و إن الحيلة بالمنطق (1) أبلغ من السيوف في الكلم، فلا تطيعوا الأعداء و إن قربوا، و لا تفلّوا المدي بالاختلاف بينكم، و لا تغمدوا السيوف عن أعدائكم فتوتروا ثأركم، و تولتوا أعمالكم، لكلّ أجل كتاب، و لكلّ بيت إمام، لأمره يقومون، و بنهيه يرعون، قلّدوا أمركم رحب الذراع فيما تزل، مأمون الغيب على ما استكن، يقترع منكم و كلكم منتهى، و مرتضى منكم و كلكم رضا.

فتكلم علي فقال: الحمد للّه الذي اتّخذ محمّدا منا نبيا و ابتعثه إلينا رسولا، فنحن بيت النبوة و معدن الحكمة أمان لأهل الأرض، و نجاة لمن طلب، لنا حق إن نعطه (2) نأخذه، و إن نمنعه نركب أعجاز الإبل، و إن طال السّرى (3)؛لو عهد إلينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عهدا لجالدنا عليه حتى نموت أو قال لنا قولا لأنفذنا قوله على زعمنا لن يسرع أحد قبلي إلى صلة (4) رحم و دعوة حق و الأمر إليك يا ابن عوف على صدق اليقين، و جهد النصح، استغفر اللّه لي و لكم.

يرويه يعقوب بن محمد، عن أبي عمر الزهري، عن مسلم بن نشيط عن عطاء، بن أبي رباح، عن ابن عباس.

قوله: إن حابيا خير من زاهق. الحابي من السهام هو الذي يزحف إلى الهدف يقال:

«حبا يحبو [حبوا السهم» وقع دون الغرض] (5).فإن أصاب الهدف (6) فهو خاسق و خازق و مقرطس، فإن جاوز الهدف و وقع خلفه فهو زاهق، يقال: زهق السهم: إذا تقدم. و زهقت الفرس و انزهقت بين يدي الجمل و أزهقتها: قدمتها. و الزهق: التقدم، قال رؤبة:

يكاد أيديهن تهوي في الزهق.

و أراد عبد الرحمن: إن الحابي من السهام و إن كان ضعيفا فقد أصاب الهدف؛ فهو خير من الزاهق الذي قد جاوزه لشدة مرّه و قوّته


1- بالأصل و م: بالمنطلع، و المثبت عن المختصر و المطبوعة.
2- الأصل و م:«إن يعطيه» تصحيف.
3- هذا مثل لركوبه الذل و المشقة و صبره عليه و إن تطاول ذلك، قاله الزمخشري في الفائق في تفسيره قول علي رضي اللّه عنه يوم الشورى: مادة عجز 397/2.
4- الأصل:«أصله» و المثبت عن م، و المختصر، و المطبوعة.
5- الزيادة بين معقوفتين زيادة عن المطبوعة.
6- بالأصل و م و «ز»: فإن أصاب الوقعة، و المثبت عن المطبوعة.

أحدهما ينال (1) الحق أو بعضه و هو ضعيف، و الآخر يجوز (2) الحق و يبعد منه و هو قوي.

و قوله:«و إن جرعة شروب أنفع من عذب موب» و الشروب من الماء هو الملح (3) الذي يشربه الناس إلاّ عند الضرورة. و الموبى (4):الضارّ المدخل في الوباء - و هو المرض - و الحرف مهموز فترك همزته لتقابل به الحرف الذي قبله، و هذا أيضا مثل ضربه لرجلين:

أحدهما أرفع و أضر، و الآخر أدون و أنفع.

و قوله:«فإنّ الحيلة بالمنطق أبلغ من السيوف في الكلم» يريد أن القليل من القول مع التلطف فيه؛ أبلغ من الهذر و كثرة الكلام بغير رفق و لا تلطف، و السيوب ما سيّب و خلّي [أن] يساب أي يذهب، و منه سمّي الرجل السائب.

و قوله:«لا تفلّوا المدى بالاختلاف بينكم» أي لا تفلّوا حدّكم بالاختلاف و ضرب المدى مثلا و هي جمع مدية. و الفلول: تكسّر يصيب حدّها.

و قوله: و لا تغمدوا السيوف عن أعدائكم فتوتروا ثأركم» أي توجدوه الوتر في أنفسكم، يقال: و ترت فلانا إذا أصبته بوتر. و أوترته: أوجدته ذلك [أي أظفرته به] (5)،و الثار: العدو لأنه موضع الثار. و قوله:«تولتوا أعمالكم» أي تنقصوها يريد إنّه كانت لهم مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أعمال في الجهاد، فإذا هم تركوه و اختلفوا نقصوها، و فيه لغتان يقال: لاته يليته ليتا: إذا نقصه، و بهذه اللغة [ورد] قول اللّه: لاٰ يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمٰالِكُمْ شَيْئاً (6).و كان من دعاء أم هاشم السلولية:«الحمد للّه الذي لا يلات و لا يعات، و لا تشتبه عليه الأصوات». و اللغة الأخرى:«ألات يليت و بهذه اللغة [ورد] قول اللّه: وَ مٰا أَلَتْنٰاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْ ءٍ (7).

و الحرف في الحديث «تولتوا» كأنه من أولت يولت. أو آلت يؤلت - إن كان مهموزا - و لم أسمع بهذه اللغة إلاّ في هذا الحديث و قوله:«فبنهيه يرعون أي يكفّون»، يقال: ورعت فلانا عن كذا فتورع و ورع إذا كانت كففته فكفّ ، و منه الورع في الدين. و قوله:«قلدوا أمركم رحب الذراع فيما ينزل»


1- تقرأ بالأصل و م: يبال، و المثبت عن المختصر و المطبوعة.
2- رسمها بالأصل و م:«يحور» و المثبت عن المختصر.
3- كذا بالأصل و م، و المختصر، و في المطبوعة: المالح.
4- الأصل و م: أو الموبى، و المثبت عن المختصر.
5- ما بين معكوفتين زيادة عن المطبوعة.
6- سورة الحجرات، الآية:14.
7- سورة الطور، الآية:21.

و يفتح به باعه.«مأمون الغيب على ما استكن» يريد: قلدوه رجلا تأمنون غيبه فيما خفي عليكم فلا يخونكم و لا ببغيكم الغوائل.«يقترع منكم» أي يختار، يقال: فلان قريع [قومه، أي المختار منهم] (1) و قد اقترعت من الإبل فحلا» أي اخترته و قول علي:«لنا حق إن نعطه [نأخذه، و إن نمنعه] (2) نركب أعجاز الإبل و إن طال السّرى» يريد إنه إن منعه ركب مركب الضيم و الذّل على مانعه و إن تطاول ذلك به، و أصل هذا أن راكب البعير إذا ركبه بغير رحل و لا وطاء ركب عجزه و لم يركب ظهره من أجل السنام، و ذلك مركب صعب يشق على راكبه لا سيما إذا تطاول به الركوب على تلك الحال و هو يسري - أو يسير ليلا - فإذا ركبه بالوطاء و الرحل؛ ركب الظهر، و ذلك مركب يطمأن به و لا يشق عليه. و قد يجوز أن يكون أراد بركوب أعجاز الإبل أن يكون ردفا تابعا، و أنه يصبر على ذلك و إن تطاول به.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل أحمد بن عبد المنعم بن أحمد بن بندار، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا أبو الحسن الدار قطني، نا أحمد بن محمد بن سعيد، نا يحيى بن زكريا بن شيبان، نا يعقوب بن معبد، حدثني مثنّى أبو عبد اللّه، عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق السبيعي:

عن عاصم بن ضمرة، و هبيرة. و عن العلاء بن صالح، عن المنهال بن عمرو، عن عباد بن عبد اللّه الأسدي. و عن عمرو (3) بن واثلة قالوا: قال علي بن أبي طالب يوم الشورى:

و اللّه لأحتجنّ عليهم بما لا يستطيع قرشيّهم، و لا عربيهم، و لا عجميهم ردّه، و لا يقول خلافه. ثم قال لعثمان بن عفان و لعبد الرحمن بن عوف (4)،و الزبير، و لطلحة


1- ما بين معكوفتين مكانه بياض بالأصل، و استدركت العبارة عن م، و كلمة «المختار» مكانها في م كلمة غير واضحة و قد تقرأ:«أمثل» و اللفظة أخذت عن المختصر و المطبوعة. و بعد كلمة منهم بياض في م، ثم و قد اقترعت...
2- مكانها بياض بالأصل، و المستدرك:«نأخذه و إن» عن م،«و نمنعه» أخذناها عن المختصر و المطبوعة، و مكانها في م: بياض.
3- كذا بالأصل و م و «ز» و المطبوعة، و هو عامر بن واثلة، أبو الطفيل الليثي، و يقال اسمه عمرو، و الأول أصح ترجمته في تهذيب الكمال 378/9.
4- في المطبوعة: و عبد الرحمن.

قال: أنشدكم باللّه أ فيكم أحد أخو رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم غيري ؟ إذ آخى بين المؤمنين، فآخى بيني و بين نفسه و جعلني منه بمنزلة هارون من موسى إلاّ أني لست بنبيّ . قالوا: لا.

قال: أنشدكم باللّه أ فيكم مطهر غيري إذ سدّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أبوابكم و فتح بابي و كنت معه في مساكنه و مسجده ؟ فقام إليه عمّه فقال: يا رسول اللّه غلقت أبوابنا و فتحت باب علي ؟ قال: نعم اللّه (1) أمر بفتح بابه و سدّ أبوابكم!!! قالوا: اللّهمّ لا.

قال: نشدتكم [باللّه] (2) أ فيكم أحد أحب إلى اللّه و إلى رسوله مني ؟ إذ دفع الراية إليّ (3) يوم خيبر فقال:[لأعطين الراية] (4) إلى من يحبّ اللّه و رسوله و يحبه اللّه و رسوله.

و يوم الطائر إذ يقول:[اللهم] (5) ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي. فجئت فقال: اللهم و إلى رسولك، اللهم و إلى رسولك. غيري ؟ قالوا: اللّهمّ لا.

قال: نشدتكم باللّه أ فيكم أحد قدم بين يدي نجواه صدقة غيري حتى [رفع اللّه ذلك الحكم ؟] (6) قالوا: اللّهم لا.

قال (7):نشدتكم باللّه أ فيكم من قتل مشركي قريش و العرب في اللّه و في رسوله غيري ؟ قالوا: اللّهم لا (8).

قال: نشدتكم باللّه أ فيكم أحد دعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم له في العلم و أن يكون أذنه الواعية مثل ما دعا لي ؟ قالوا: اللّهم لا.

قال: نشدتكم باللّه هل فيكم أحد أقرب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في الرحم، و من جعله رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم نفسه، و أبناه أبناءه، و نساءه نساءه غيري ؟ قالوا: اللهم لا.

قال نشدتكم باللّه أ فيكم أحد كان يأخذ الخمس مع النبي صلى اللّه عليه و سلّم قبل أن يؤمن أحد من قرابته غيري و غير فاطمة ؟ قالوا: اللهم لا.

قال: نشدتكم


1- لفظ الجلالة ليس في م.
2- زيادة منا.
3- «إلي» سقطت من م.
4- الزيادة منا، راجع ما تقدم بشأن هذا الحديث في الروايات السابقة.
5- زيادة منا، تقدمت رواية هذا الحديث.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و وضعت إشارة تحويل إلى الهامش و لم يكتب عليه شيء، و في م هنا بياض، استدركت الكلمات عن المطبوعة.
7- ما بين الرقمين سقط من م.
8- ما بين الرقمين سقط من م.

سيدة نساء عالمها؟ قالوا: اللهم لا.

قال: نشدتكم (1) باللّه هل فيكم أحد له ابنان مثل ابني (2) الحسن و الحسين سيّدي شباب أهل الجنة ما خلا النبيين غيري ؟ قالوا: اللهم لا.

قال: نشدتكم باللّه أ فيكم أحد له أخ كأخي جعفر الطيار في الجنة، المزين بالجناحين مع الملائكة غيري ؟ قالوا: اللهم لا.

قال: نشدتكم باللّه أ فيكم أحد له عمّ (3) مثل عمّي أسد اللّه و أسد رسوله (4) سيّد الشهداء حمزة غيري ؟ قالوا: اللهمّ لا:

قال: نشدتكم باللّه [أ فيكم] (5) أحد ولي غمض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم مع الملائكة غيري ؟ قالوا: اللهم لا.

قال (6):نشدتكم باللّه أ فيكم أحد ولي غسل النبي صلى اللّه عليه و سلّم مع الملائكة يقلبونه لي كيف أشاء غيري ؟ قالوا: اللهم لا (7).

قال: نشدتكم باللّه أ فيكم أحد كان آخر عهده برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حتى وضعه (8) في حفرته غيري ؟ قالوا: اللهم لا.

قال: نشدتكم باللّه أ فيكم أحد قضى عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بعده (9) ديونه و مواعيده غيري ؟ قالوا: اللهم لا.

قال: و قد قال اللّه عز و جل: وَ إِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَ مَتٰاعٌ إِلىٰ حِينٍ (10).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو بكر محمد بن المظفر، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد، أنا أبو جعفر العقيلي (11)،أنبأنا محمد بن أحمد الوراميني


1- في م: أنشدتكم.
2- في م: ابنتي، تصحيف.
3- «عم» ليست في م و «ز».
4- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المطبوعة: و أسد رسوله.
5- زيادة عن م.
6- ما بين الرقمين سقط من م.
7- ما بين الرقمين سقط من م.
8- في «ز»: حتى وضعته.
9- من قوله: حتى وضعه إلى هنا سقط من م.
10- سورة الأنبياء، الآية:111.
11- رواه العقيلي في الضعفاء الكبير 211/1 في ترجمة الحارث بن محمد.

الكناني، قال أبو الطفيل: كنت [واقفا] (1) على الباب يوم الشورى فارتفعت الأصوات بينهم - فسمعت عليا يقول:

بايع الناس لأبي بكر و أنا و اللّه أولى بالأمر منه و أحقّ (2) منه، فسمعت و أطعت مخافة أن يرجع الناس كفارا يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف، ثم بايع الناس عمر و أنا و اللّه أولى بالأمر منه و أحق (3) منه، فسمعت و أطعت مخافة أن يرجع الناس كفارا يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف، ثم أنتم تريدون أن تبايعوا عثمان ؟ إذا أسمع و أطيع!!! و إن عمر جعلني [في] (4)خمسة نفر أنا سادسهم، لا يعرف لي فضلا عليهم في الصلاح و لا يعرفونه لي كلنا فيه شرع سواء، و أيم اللّه لو أشاء أن أتكلم ثم لا يستطيع عربيهم و لا عجميهم و لا المعاهد منهم و لا المشرك [أن] (5) يرد خصلة منها لفعلت.

ثم قال:

نشدتكم (6) باللّه أيها النفر جميعا أ فيكم أحد آخى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم غيري ؟ قالوا: اللهم لا.

ثم قال: نشدتكم باللّه أيها النفر جميعا أ فيكم أحد له عمّ مثل عمي حمزة أسد اللّه و أسد رسوله و سيد الشهداء؟ قالوا: اللهم لا.

فقال: أ فيكم أحد له أخ مثل أخي جعفر ذو الجناحين الموشّى (7) بالجوهر يطير بهما في الجنّة حيث يشاء. قالوا: اللّهم لا.

قال: أ فيكم أحد له مثل سبطي الحسن و الحسين سيدي شباب أهل الجنة ؟ قالوا: اللّهمّ لا.

قال: أ فيكم أحد له مثل زوجي


1- سقطت من الأصول و الضعفاء الكبير.
2- في المطبوعة: و أحق به منه.
3- في المطبوعة: و أحق به منه.
4- الزيادة عن الضعفاء الكبير، و م.
5- زيادة للإيضاح، و في الضعفاء الكبير: و لا المشرك رد خطاه منها لفعلت.
6- في المطبوعة: أنشدتكم.
7- في الأصل: المرشى، و المثبت عن م، و «ز»، و الضعفاء الكبير.

قال: أ فيكم أحد كان أعظم غناء (1) عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حين اضطجعت على فراشه و وقيته بنفسي، و بذلت له مهجة دمي ؟ قالوا: اللهم لا.

قال: أ فيكم أحد كان يأخذ الخمس غيري و غير فاطمة ؟ قالوا: اللهم لا.

قال: أ فيكم أحد كان له سهم في الحاضر، و سهم في الغائب (2)؟قالوا: اللهم لا.

قال: أ كان [فيكم] أحد مطهر في كتاب اللّه غيري ؟ حين سدّ النبي صلى اللّه عليه و سلّم أبواب المهاجرين و فتح بابي، فقام إليه عمّاه: حمزة و العباس فقالا: يا رسول اللّه سددت أبوابنا و فتحت باب علي ؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: ما أنا فتحت بابه و لا سددت أبوابكم بل اللّه فتح بابه و سدّ أبوابكم ؟!!! قالوا: اللهم لا.

قال: أ فيكم أحد تمّم اللّه نوره من السماء غيري ؟ حين قال: وَ آتِ ذَا الْقُرْبىٰ حَقَّهُ (3)قالوا: اللهم لا.

قال: أ فيكم أحد ناجاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ثنتي عشرة مرة غيري ؟ حين قال [اللّه]: يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذٰا نٰاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوٰاكُمْ صَدَقَةً (4) قالوا: اللهم لا.

قال: أ فيكم أحد تولى غمض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم غيري ؟ قالوا: اللهمّ لا.

قال (5):أ فيكم أحد آخر عهد (6) برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حتى وضعه في حفرته غيري ؟ قالوا:

اللهم لا (7).

قال أبو جعفر العقيلي: هكذا حدثنا محمد بن أحمد، عن يحيى بن المغيرة، عن زافر، عن رجل، عن الحارث بن محمد، عن أبي الطفيل [عامر بن واثلة] فيه رجلان (8)مجهولان: رجل لم (9) يسمه زافر، و [الثاني] الحارث بن محمد.

[قال:]


1- في الضعفاء الكبير: شيئا.
2- في الضعفاء الكبير: و سهم في الغائب غيري ؟.
3- سورة الإسراء، الآية:26.
4- سورة المجادلة، الآية:12.
5- ما بين الرقمين ليس في م.
6- في الأصل: آخر عهد» و في «ز»: «آخر عهده» و في الضعفاء الكبير:«أخذ عهده» و في المطبوعة: آخر عهدا.
7- ما بين الرقمين ليس في م.
8- في الضعفاء الكبير: رجلين مجهولين.
9- الضعفاء الكبير: رجل لين لم يسمه زافر.

و قال أبو جعفر [العقيلي]: و هذا [من] عمل ابن حميد. أسقط الرجل [و] أراد أن يجود الحديث، و الصواب: ما قاله يحيى بن المغيرة - و يحيى بن المغيرة ثقة - و هذا الحديث لا أصل له عن علي.

و في هذا الحديث ما يدل على أنه موضوع و هو قوله:«و صلّى القبلتين». و كل أصحاب الشورى قد صلّى القبلتين و قوله:«أ فيكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة» و قد كان لعثمان مثل ما له من هذه الفضيلة و زيادة.

أخبرنا أبو محمد بن حمزة، أنا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالوا: أنا أبو الحسين محمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا الحجّاج ابن أبي متيع، نا جدي:

عن الزهري، قال: لمّا قتل عثمان برز علي بن أبي طالب بالناس، فدعاهم إلى البيعة، فبايعه الناس و لم يعدلوا به طلحة و لا غيره.

انتهى حديث الفراوي، و زادا: و نا يعقوب (1)،أنا الحجاج - يعني ابن المنهال - نا حمّاد:

عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبيه، عن جدّه علقمة بن وقاص، قال: اجتمعنا في دار مخرمة للبيعة بعد ما قتل عثمان، فقال أبو جهم ابن حذيفة: أما من بايعنا منكم لا يحول بين قصاص. فقال عمار: أمّا دم عثمان فلا. فقال (2):يا ابن سنية أ تقص من جلدات جلدتهنّ و لا تقص من دم عثمان ؟! قال: فتفرقوا يومئذ عن غير بيعة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد المالكي، و أبو محمد هبة اللّه بن أحمد المزكي، قالا: نا - و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب


1- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المطبوعة: و زاد: و أنبأنا يعقوب.
2- في م و «ز»: قال: يا بن سمية.

نا عباس بن هشام - و قال ابن السمرقندي: أخبرني العباس بن هشام - عن أبيه، قال:

بويع علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بالمدينة، يوم الجمعة حين قتل عثمان، لاثنتي عشرة ليلة بقيت من ذي الحجة، فاستقبل المحرم سنة ستّ و ثلاثين.

[و] قال غير عباس: و كانت بيعته في دار عمرو بن محصن الأنصاري ثم أحد بني عمرو بن مبذول (1) يوم الجمعة، ثم بويع بيعة العامة من الغد، يوم السبت في مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم. و زاد المزكي و ابن السمرقندي: و يكنى أبا الحسن.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا أبو بكر محمد بن الحسن (2) بن شهريار، قال:

قال أبو حفص الفلاّس: و بايع الناس لعلي بن أبي طالب سنة خمس و ثلاثين، و كان الذي عقد له عمار بن ياسر، و سهل بن حنيف (3) و لم يبايع خمسة له منهم: محمّد بن مسلمة، و سعد بن أبي وقّاص، و ابن عمر، و كانت الحرب بينه و بين معاوية خمس سنين و ثلاثة أشهر و ثنتي عشرة ليلة.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة


1- بالأصل و م و «ز»: مندول، و المثبت عن تاريخ بغداد.
2- كذا بالأصل و المطبوعة، و في م: الحسين.
3- رسمها مضطرب و صورتها بالأصل: حنيذ، و في م: جنيف.

حدثنا أبو عبد اللّه بن البنّا (1)،أنا يوسف بن محمّد الهمداني المهرواني، أنا عبد الواحد بن محمّد بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي يعقوب، نا موسى بن داود، عن نافع بن عمر، عن (2) عمرو بن دينار قال:

كلم أهل المدينة ابن عبّاس أن يحجّ بهم و عثمان محصور، فدخل عليه فاستأذنه، فقال:

حجّ بهم، فحجّ بهم ثم رجع و قد أصيب عثمان فقال لعلي: إن قمت الآن بهذا الأمر ألزمك الناس دم عثمان إلى يوم القيامة.

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن محمّد، و أبو الفضل محمّد بن سليمان بن الحسن بن عمرو الفنديني (3)،قالا: أنا أبو بكر محمّد بن علي بن حامد الشاشي الفقيه، نا منصور بن نصر بن عبد الرحيم، نا الهيثم بن كليب، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا ابن الأصبهاني - و هو محمّد بن سعيد - نا شريك، عن محمّد بن إسحاق، عن عمر بن علي بن الحسين، عن علي بن الحسين قال:

قال مروان بن الحكم: ما كان في القوم أحد أدفع عن صاحبنا من صاحبكم - يعني عليا عن عثمان - قال: قلت: فما لكم تسبّونه على المنبر؟ قال: لا يستقيم الأمر إلاّ بذلك.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا عمر بن شبّة


1- بالأصل:«أخبرتنا أم عبد اللّه بن البناء» و المثبت عن م، و «ز».
2- بالأصل:«عن نافع عن ابن عمرو بن دينار» و المثبت عن م و «ز».
3- رسمها بالأصل:«العبدى» و في م:«العبدسى» و المثبت عن «ز»، و مشيخة ابن عساكر 188/أ.

قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل (1)،حدّثني أبي، نا عبد الرزّاق، أنا معمر، عن علي بن زيد، عن الحسن، عن قيس بن عباد قال:

كنا مع علي فكان إذا شهد مشهدا أو أشرف على أكمة أو هبط واديا قال: سبحان اللّه، صدق اللّه و رسوله، فقلت لرجل من بني يشكر: انطلق بنا إلى أمير المؤمنين حتى نسأله عن قوله: صدق اللّه و رسوله، قال: فانطلقنا إليه، فقلنا: يا أمير المؤمنين رأيناك إذا شهدت مشهدا أو هبطت واديا، أو أشرفت على أكمة قلت: صدق اللّه و رسوله، فهل (2) عهد إليك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم شيئا في ذلك ؟ قال: فأعرض عنا و ألححنا عليه، فلما رأى ذلك قال: و اللّه ما عهد إليّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عهدا إلاّ شيئا عهده إلى الناس، و لكن الناس وقفوا على عثمان فقتلوه، فكان غيري فيه أسوأ حالا و فعلا مني، ثم إنّي رأيت (3) أنّي أحقهم بهذا الأمر فوثبت عليه، فاللّه أعلم أصبنا أم أخطأنا.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا الحاكم أبو أحمد الحافظ ، أنا الحسين بن محمّد بن صالح الصّيمري، نا إبراهيم بن يوسف - يعني الصيرفي - نا أبي عن أمّي الصيرفي (4)،عن يحيى بن عروة المرادي قال:

سمعت علي بن أبي طالب قال: قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و أنا أرى أنّي أحقّ الناس بهذا الأمر، فاجتمع الناس على أبي بكر، فسمعت و أطعت، ثم إنّ أبا بكر حضر فكنت أرى أن لا يعدلها عني (5)،فولي عمر، فسمعت و أطعت، ثم إنّ عمر أصيب فظننت أنه لا يعدلها عني، فجعلها في ستة أنا أحدهم، فولاها عثمان، فسمعت و أطعت، ثم إنّ عثمان قتل فجاءوني فبايعوني طائعين غير مكرهين، فو اللّه ما وجدت إلاّ السيف أو الكفر بما أنزل


1- مسند أحمد بن حنبل 300/1 رقم 1206 طبعة دار الفكر - بيروت. و تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص 639.
2- بالأصل: قيل، تصحيف، و التصويب عن م و المسند.
3- بالأصل: رأيتهم، و التصويب عن م و المسند.
4- هو أمي بن ربيعة المرادي الصيرفي، أبو عبد الرحمن، ترجمته في تهذيب الكمال 312/2.
5- الأصل: علي، و المثبت عن م.

خالد بن يزيد اللؤلؤي، نا الحسن بن عمرو، نا شعبة و الحفري، عن الجريري، عن أبي نضرة قال:

قام رجل إلى علي يوم صفين فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن مخرجك هذا؟ عهد عهد إليك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أو رأي رأيته ؟ فقال: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لم يمت فجأة، و لم يقبض قبضا، إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لما حضرته الوفاة ربيته (1) يستخلفني لقرابتي منه و لبلائي الحسن فاستخلف أبا بكر، فسمعت و أطعت، فكنت آخذ إذا أعطاني و أغزو إذا أغزاني، و أقيم الحدود بين يديه، فلما حضرته الوفاة رأيته يستخلفني لقرابتي من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و لبلائي الحسن، فولى عمر، فسمعت و أطعت، و كنت آخذ إذا أعطاني، و أغزو إذا أغزاني، و أقيم الحدود بين يديه، فلما حضرت عمر الوفاة رأى عمر أنه إن استخلف خليفة فعل ذلك الخليفة بعده بمعصية اللّه أنها ستلحقه فجعلها شورى بين الستة الذين مات رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و هو عنهم راض: عثمان، و طلحة، و الزبير، و عبد الرّحمن بن عوف، و سعد، فلما احتججنا (2) أرادها كلّ رجل منا لنفسه، فلما رأى ذلك عبد الرّحمن بن عوف


1- كذا رسمها بالأصل و «ز»، و في م:«رسه» بدون إعجام، و الذي في المطبوعة: رأيته يستخلفني.
2- الأصل: احتجنا، و المثبت عن المطبوعة.

يستطيع أن يقوم مقامك، فلو أمرت عمر يصلّي بالناس، فقال:«أنتن صواحبات يوسف»[9019]، فلما توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم نظر المسلمون في أمورهم فإذا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قد ولّى أبا بكر أمر دينهم، فولّوه أمر دنياهم، فبايعوه و بايعت معهم، فكنت آخذ إذا أعطاني، و أغزو إذا أغزاني، فلو كانت محاباة عند حضور موته لجعلها في ولده فاختار و لم (1) قال:

فأشار بعمر، و لقد قال في ذلك غير واحد فبايعوه و بايعته معهم، فكنت آخذ إذا أعطاني، و أغزو إذا أغزاني، فلو كانت محاباة عند حضور موته لجعلها في ولده، فاختار ستة من قريش أنا منهم على أن نختار منا رجلا للأمة، فكره عمر أن ينتخب رجلا من قريش فيولّيه أمر الأمة فلا يكون من ذلك الرجل إساءة من بعده إلاّ لحقت عمر في قبره، فلمّا اجتمعنا وثب علينا عبد الرّحمن بن عوف فوهب لنا نصيبه على أن نعطيه مواثيقنا أن نبايع لمن بايع من الخمسة، فأعطيناه مواثيقنا، فأخذ بيد عثمان فبايعه، و لقد عرض في نفسي عند ذلك، فنظرت فإذا عهدي قد سبق (2) بيعتي، فبايعت و سلّمت، فلما قتل نظرت في أمري فإذا الربقة كانت لأبي بكر و عمر في عنقي قد انحلت (3)،و إذا العهد لعثمان قد وفيت به، فإذا أنا رجل من المسلمين ليس لأحد قبلي طلبة و لا حقّ ، فوثب بها من ليس قرابته كقرابتي، و لا قدمه كقدمي، و لا علمه كعلمي، يعني بذلك معاوية.

قالا (4):صدقت، حدثنا بم قتلت هذين الرجلين: يعنيان طلحة و الزبير و هما صاحباك في الهجرة، و في بيعة الرضوان، و في المشورة ؟ قال: بايعاني بالمدينة و خالعاني (5) بالبصرة، فلو أن رجلا ممن بايع أبا بكر خلعه لقاتلناه، و لو أن رجلا ممن بايع عمر خلعه لقاتلناه.

أخبرنا أبو الحسن كافور بن عبد اللّه [الكتبي، أنا مالك] (6) بن أحمد البانياسي، نا أبو الحسين بن بشران - إملاء - أنا أبو علي (7) أحمد بن الفضل، عن


1- كذا بالأصل و م و «ز» و المطبوعة، و يبدو أنها مقحمة، أو أن ثمة سقط في الكلام، و على كل حال بها يوجد خلل في المعنى.
2- في المطبوعة: سبعت بيعتي.
3- في المطبوعة: انجلت.
4- يعني بهما: عبد اللّه ابن الكوّا و قيس بن عباد.
5- كذا بالأصل، و في م، و «ز»: و خلعاني.
6- ما بين معكوفتين مطموس بالأصل، و المثبت عن م، و «ز»، و المطبوعة.
7- «علي» سقطت من م.

عبد اللّه بن روح، نا (1)،نا أبو بكر الهذلي، عن الحسن (2) قال:

لما قدم علي البصرة قام إليه ابن الكوّا، و قيس بن عباد فقالا له: أ لا تخبرنا عن مسيرك هذا الذي سرت فيه، تتولى على الأمة، تضرب بعضهم ببعض أعهد من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عهد إليك ؟ فحدثناه فأنت الموثوق المأمون على ما سمعت، قال: أما أن يكون عندي من النبي صلى اللّه عليه و سلّم عهدا في ذلك و لا و اللّه إن كنت من أول من صدّق به فلا أكون أول من كذب عليه، و لو كان عندي من النبي صلى اللّه عليه و سلّم في ذلك عهد ما تركت أخا تيم بن مرة، و عمر بن الخطاب يقومان على منبره و لقاتلتهما بيدي، و لو لم أجد إلاّ بردي هذا، و لكن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لم يقتل قتلا، و لا مات فجأة، مكث في مرضه أياما و ليالي يأتيه المؤذن فيؤذنه بالصلاة، فيأمر أبا بكر يصلّي بالناس، و هو يرى مكاني، ثم يأتيه المؤذن فيؤذنه بالصلاة فيأمر أبا بكر فيصلّي بالناس، و هو يرى مكاني، و لقد أرادت امرأة من نسائه أن تصرفه عن أبي بكر فأبى و غضب و قال:«أنتن صواحب يوسف، مروا أبا بكر يصلّي بالناس»، فلما قبض اللّه نبيّه نظرنا في أمورنا فاخترنا لدنيانا من رضيه النبي صلى اللّه عليه و سلّم لديننا، فكانت الصلاة أصل الإسلام و قوام الدين، و هو أمين الدين (3)،فبايعنا أبا بكر، فكان لذلك أهلا، لم يختلف عليه منا اثنان، و لم يشهد بعضنا على بعض، و لم نقطع منه البراءة، فأدّيت إلى أبي بكر حقه، و عرفت له طاعته، و غزوت معه في جنوده، و كنت آخذ إذا أعطاني، و أغزو إذا أغزاني، و أضرب بين يديه الحدود بسوطي، فلما قبض - رضي اللّه عنه - ولاها عمر، فأخذها بسنّة صاحبه، و ما يعرف من أمره، فبايعنا عمر لم يختلف عليه منا اثنان، و لم يشهد بعضنا على بعض، و لم نقطع منه البراءة، فأدّيت إلى عمر حقه، و عرضت طاعته، و غزوت معه في جيوشه، و كنت آخذ إذا أعطاني، و أغزو إذا أغزاني، و أضرب بين يديه الحدود بسوطي.

فلما قبض تذكرت في نفسي قرابتي و سالفتي و فضلي، و أنا أظن أن لا يعدل بي، و لكن خشي أن لا يعمل الخليفة بعده دما (4) إلاّ لحقه في قبره، فأخرج نفسه


1- بالأصل: ناسر ثم بعدها بياض، و الكلام متصل في م و فيها: نا عبد اللّه بن روح نا أبو بكر الهذلي. و في تاريخ الإسلام: ثنا عبد اللّه بن روح، ثنا شبابة، ثنا أبو بكر الهذلي.
2- رواه الذهبي في تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص 640 و تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 209 نقلا عن ابن عساكر.
3- في تاريخ الإسلام:«و هي أعظم الأمر» و في تاريخ الخلفاء: و هي أمير الدين.
4- كذا بالأصل، و في م و «ز»، و تاريخ الخلفاء و تاريخ الإسلام: ذنبا.

محاباة منه لا يرثها (1) ولده و برئ منها إلى رهط من قريش ستة أنا أحدهم.

فلما اجتمع الرهط تذكرت في نفسي قرابتي و سالفتي و أنا أظن أن لا يعدلوا بي، فأخذ عبد الرّحمن مواثيقنا على أن نسمع و نطيع لمن و لا اللّه (2) أمرنا، ثم أخذ بيد عثمان، فضرب بيده على يده، فنظرت في أمري فإذا طاعتي قد سبقت بيعتي، و إذا ميثاقي قد أخذ لغيري، فبايعنا عثمان، فأديت إليه حقّه، و عرفت له طاعته، و غزوت معه في جيوشه، و كنت آخذ إذا أعطاني، و أغزو إذا أغزاني، و أضرب بين يديه الحدود بسوطي، فلما أصيب نظرت في أمري، فإذا الخليفتان اللذان أخذاها بعهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إليها بالصلاة قد مضيا، و هذا الذي أخذ له ميثاقي قد أصيب، فبايعني أهل الحرمين و أهل هذين المصرين.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفقيه، أنا أبو بكر البيهقي، نا الإمام أبو الطيب سهل بن محمّد بن سليمان - إملاء - نا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن علي الدقاق، أنا عبد اللّه بن محمد بن عبد الرحمن المديني، نا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي في مسنده، نا عبدة بن سليمان، نا سالم المرادي، أبو العلاء قال: سمعت الحسن يقول:

لما قدم علي البصرة في أثر طلحة و أصحابه، قام عبد اللّه بن الكواء و ابن عباد فقالا:

يا أمير المؤمنين أخبرنا عن مسيرك أ وصية أوصاك بها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أم عهد عهده إليك، أم رأي رأيته حين تفرقت الأمة، و اختلفت كلمتها؟ فقال: ما أكون أدل كاذب عليه، و اللّه ما مات رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فجأة و لا قتل قتلا، و لقد مكث في مرضه، كل ذلك يأتيه المؤذن يؤذنه بالصلاة، فيقول:«مروا أبا بكر ليصلّ بالناس»[9020] و لقد تركني و هو يرى مكاني، و لو عهد إليّ شيئا لقمت به، حتى عرضت في ذلك امرأة من نسائه فقالت: إن أبا بكر رجل رقيق إذا قام مقامك لا يسمع الناس فلو أمرت عمر أن يصلى بالناس، فقال لها:«إنكن صواحب يوسف»[9021] فلما قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم نظر المسلمون في أمرهم، فإذا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قد ولّى أبا بكر أمر دينهم فولوه أمر دنياهم، فبايعه المسلمون و بايعته معهم، فكنت أغزو إذا أغزاني، و آخذ إذا أعطاني، و كنت شرطا بين يديه في إقامة الحدود، فلو كانت محاباة عند حضور موته لجعلها في ولده،[فأشار بعمر و لم يأل، فبايعه المسلمون و بايعته معهم فكنت أغزو إذا أغزاني، و آخذ إذا أعطاني، و كنت سوطا بين يديه،]


1- كذا رسمها بالأصل: لا يرثها ولده، و مثلها في م، و في «ز»: لأورثها، و في تاريخ الخلفاء و تاريخ الإسلام: لآثر.
2- كذا بالأصل و م و تاريخ الخلفاء و تاريخ الإسلام، و في المطبوعة: لمن ولاه أمرنا.

قريش رجلا فيوليه أمر الأمة فلا يكون فيه إساءة لمن بعده إلاّ لحقت عمر في قبره، فاختار منا ستة أنا فيهم لنختار للأمة رجلا منا، فلما اجتمعنا وثب عبد الرحمن فوهب لنا نصيبه منها على أن نعطيه مواثيقنا على أن يختار من الخمسة رجلا فيوليه أمر الأمة، فأعطيناه مواثيقنا فأخذ بيد عثمان فبايعه، و لقد عرض في نفسي عند ذلك، فلما نظرت في أمري فإذا عهدي قد سبق بيعتي فبايعت و سلمت، فكنت أغزو إذا أغزاني، و آخذ إذا أعطاني فلما قتل عثمان نظرت في أمري فإذا الربقة التي كانت لأبي بكر و عمر في عنقي قد انحلت، و إذا العهد لعثمان قد وفيت به، و إذا أنا رجل من المسلمين ليس لأحد عندي دعوى و لا طلبة، فوثب فيها من ليس مثلي - يعني معاوية - لا قرابته كقرابتي و لا علمه كعلمي و لا سابقته كسابقتي و كنت أحق بها منه.

قالا: صدقت فأخبرنا عن قتالك هذين الرجلين يعنيان: طلحة و الزبير، صاحباك في الهجرة، و صاحباك في بيعة الرضوان، و صاحباك في المشورة، قال: بايعاني بالمدينة، و خلعاني بالبصرة، و لو أن رجلا ممن بايع أبا بكر خلعه لقاتلناه، و لو أن رجلا ممن بايع عمر خلعه لقاتلناه.

قال أبو بكر: سمعت الشيخ الإمام أبا الطيب سهل بن محمد الصعلوكي، و هو يذكر ما يجمع هذا الحديث من فضائل علي رضي اللّه عنه، و مناقبه و مراتبه و محاسنه، و الآلاف من (1)صدقه و قوة دينه و صحة يقينه قال: و من مختارها أنه لم يدع ذكر ما عرض له فيما أجرى عليه عبد الرحمن و إن كان يسيرا حتى قال: لقد عرض في نفسي عند ذلك، و في ذلك ما يوضح أنه لو عرض له في أمر أبي بكر و عمر شيء، و اختلف له فيه سره و علانيته لصرح به أو نبه عليه بتعريض كما فعل فيما عرض له عند فعل عبد الرحمن ما فعل.

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، و أبو القاسم الشحامي، قالا: أنا محمد بن عبد الرحمن، أنا محمد بن بشر، أنا محمد بن إدريس، نا سويد بن سعيد، نا عبد الرحيم بن سليمان، عن عبيد بن أبي الجعد


1- بالأصل و م و «ز»: «و الالان» و في المطبوعة: و الآن.

سمعت الميموني يقول: سمعت أحمد بن حنبل و قيل له ما تذهب في الخلافة ؟ قال: أبو بكر، و عمر، و عثمان، و علي، فقيل له: كأنك ذهبت إلى حديث سفينة ؟[قال:] و إلى شيء آخر، رأيت عليا في زمن أبي بكر و عمر و عثمان لم يتسمّ بأمير (1) المؤمنين ثم لم يقم الجمع و الحدود، ثم رأيته بعد قتل عثمان قد فعل، فعلمت أنه قد وجب له في ذلك الوقت ما لم يكن له قبل ذلك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أنا زكريا بن يحيى، نا الأصمعي، نا ابن أبي الزناد عن أبيه، عن عمرو بن عثمان بن عفّان قال: كان نقش خاتم عثمان: آمنت بالذي خلق فسوّى، و كان نقش خاتم علي: الملك للّه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم الجرجاني، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، أنا أبو يعلى، نا سويد، نا داود بن عبد الجبّار - شيخ من أهل المدينة، كذا قال - عن أبي (2) إسحاق، عن يعمر الهمداني أن نقش خاتم علي بن أبي طالب: اللّه وليّ عليّ .

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا محمّد بن عبد العزيز، نا أبي، نا عبد اللّه بن ميمون، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه.

أن خاتم [علي] ابن أبي طالب كان من ورق، نقشه: نعم القادر اللّه، و كان على خاتم علي بن الحسين: عقلت فاعقل (3).

قال: و أنا أحمد بن مروان، نا محمّد بن موسى بن حمّاد، نا محمّد بن الحارث، عن المدائني قال:

لما دخل علي بن أبي طالب الكوفة دخل عليه رجل من حلفاء العرب، فقال: و اللّه يا أمير المؤمنين لقد زنت


1- الأصل: يا أمير المؤمنين، و المثبت عن م، و «ز».
2- الأصل: ابن إسحاق، و المثبت عن م، و «ز».
3- كذا بالأصل، و في م، و «ز»، و المطبوعة: عقلت فاعمل.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (1)،أنا علي بن محمّد القرشي، نا أبو عمرو الزاهد محمّد بن عبد الواحد، أخبرني السيّاري، أخبرني أبو العباس بن مسروق الطوسي، أخبرني عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال: كنت بين يدي أبي جالسا ذات يوم، فجاءت طائفة من الكرخيين فذكروا (2) خلافة أبي بكر، و خلافة عمر بن الخطاب، و خلافة عثمان بن عفّان، فأكثروا، و ذكروا خلافة علي بن أبي طالب و زادوا فأطالوا، فرفع أبي رأسه إليهم فقال: يا هؤلاء قد أكثرتم (3) في علي، و الخلافة و الخلافة، و على أن الخلافة لم تزين عليا بل عليّ زينها.

قال السّيّاري: فحدّثت بهذا بعض الشيعة فقال لي: قد أخرجت نصف ما كان في قلبي على أحمد بن حنبل من البغض.

أخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم بن هوازن الصّوفي، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي قال: و فيما أنبأني محمّد بن الحسين السّلمي، نا يوسف بن عمر الزاهد، نا محمّد بن القاسم، نا عيسى بن محمّد بن عيسى ابن ابنة إبراهيم بن طهمان، نا إبراهيم بن علي الطبري قال:

صرت إلى أحمد بن حنبل - رحمه اللّه - فسألته عن خلافة علي رضي اللّه عنه، هل تثبت ؟ فقال: ما سؤالك عن هذا؟ فقلت: إن الناس يزعمون أنّك لا تثبت خلافته، فاستنكر ذلك و قال: أنا أقول - و سالت


1- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 135/1 في ترجمة علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه.
2- بالأصل و م: يذكروا، و التصويب عن تاريخ بغداد و المختصر و المطبوعة.
3- في تاريخ بغداد: أكثرتم القول في علي.

علي النوبختي، نا علي بن عبد اللّه بن مبشّر، نا محمّد بن حرب، نا علي بن يزيد، عن فطر بن خليفة، عن حكيم بن جبير، عن إبراهيم، عن علقمة قال: قال علي: عهد إليّ النبي صلى اللّه عليه و سلّم أن الأمة ستغدرك (1) من بعدي.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا سعيد بن أحمد بن محمّد، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن زكريا الجوزقي، أنا عمر بن الحسن القاضي، نا أحمد بن الحسن الخزّاز، نا أبي، نا حصين بن مخارق، عن سعير بن الخمس (2)،عن حبيب بن أبي ثابت، عن ثعلبة، عن علي قال:

إن القرية تكون فيها الشيعة، فيدفع بهم عنها، ثم قال: أبيتم (3) إلاّ أن أقولها، فو اللّه لعهد إليّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أن الأمة ستغدر بي.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي، أنا أبو جعفر بن دحيم، نا أحمد بن حازم بن أبي غرزة، أنا عبيد اللّه و أبو نعيم، و ثابت بن محمّد، عن فطر بن خليفة.

ح قال: و نا أحمد بن حازم، نا عبيد اللّه، نا عبد العزيز بن سياه، قالا جميعا عن حبيب بن أبي ثابت، عن ثعلبة الحماني قال: سمعت عليا على المنبر و هو يقول: و اللّه إنه لعهد النبيّ الأمي إليّ أن الأمة ستغدر بك بعد (4).

لفظ حديث فطر.

قال البخاري (5):ثعلبة بن يزيد الحمّاني فيه نظر، لا يتابع عليه في حديثه هذا.

قال البيهقي: كذا قال البخاري: و قد رويناه بإسناد آخر عن علي إن كان محفوظا:

أخبرنا أبو علي الروذباري، أنا أبو محمّد بن شوذب الواسطي - بها - نا شعيب بن أيوب، نا عمرو بن عون، عن هشيم، عن إسماعيل بن سالم (6)،عن أبي إدريس الأزدي


1- كذا بالأصل، و في م، و «ز»، و المطبوعة، و المختصر: ستغدر بك.
2- تقرأ في م: سعيد، و في المطبوعة: سعيد، و الصواب ما أثبت: و هو سعير بن الخمس أبو مالك الكوفي، ترجمته في تهذيب الكمال 338/7.
3- بدون إعجام بالأصل و م و صورتها:«اسم».
4- كذا بالأصل، و في م:«يعني» و في المطبوعة: بعدي.
5- راجع التاريخ الكبير للبخاري 174/2 ترجمة رقم 2103، و راجع ترجمة ثعلبة أيضا في تهذيب الكمال 261/3.
6- انظر ترجمته في تهذيب الكمال 172/2.

عن علي قال: إنّ مما عهد إليّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أن الأمة ستغدر بك بعدي.

قال البيهقي: فإن صحّ هذا فيحتمل أن يكون المراد به و اللّه أعلم في خروج من خرج عليه في إمارته ثم في قتله.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا محمّد بن أحمد بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو منصور الحسين بن طلحة بن الحسين، نا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن المقرئ.

قالا: أنا أبو يعلى، نا أبو موسى - يعني محمّد بن المثنّى - نا سهل بن حمّاد أبو عتاب الدّلاّل، نا مختار بن نافع التيمي، نا أبو حيان التيمي، عن أبيه، عن علي قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«رحم اللّه أبا بكر زوّجني ابنته، و حملني إلى دار الهجرة، و أعتق بلالا من ماله، رحم اللّه عمر، يقول الحق و إن كان مرا، تركه الحق و ما له من صديق، رحم اللّه عثمان يستحييه الملائكة، رحم اللّه عليا، اللّهم أدر الحقّ معه حيث دار»[9022].

و قال ابن حمدان: كيف دار-.

أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب بن الحسين، نا أبو الحسين بن المهتدي - لفظا-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسن بن النّقّور، قالا: أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن موسى، نا محمّد بن القاسم بن بشار، نا محمّد بن يونس، نا سهل بن حمّاد أبو عتاب الدّلاّل (1)،نا المختار بن نافع


1- ترجمته في تهذيب الكمال 165/8 طبعة دار الفكر - بيروت.

قالا: أنا أبو يعلى، نا محمّد بن عبّاد المكي، نا أبو سعيد عن - و قال ابن حمدان: نا صدقة بن الربيع، عن عمارة بن غزية، عن عبد الرّحمن بن أبي سعيد، عن أبيه قال:

كنت - و قال ابن حمدان: كنا - عند بيت النبي صلى اللّه عليه و سلّم في نفر من المهاجرين و الأنصار، فخرج علينا - زاد أبو بكر: رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و قالا:- فقال:«أ لا أخبركم بخياركم ؟» قالوا:

بلى، قال:«خياركم الموفون المطيّبون إنّ اللّه يحب الحفيّ (1) التقي»، قال: و مرّ علي بن أبي طالب، فقال:«الحق مع ذا، الحق مع ذا»[9024].

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا (2)-و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (3)، أخبرني الحسن بن علي بن عبد اللّه المقرئ، نا أحمد بن الفرج بن منصور الوراق، نا يوسف بن محمّد بن علي المكتب سنة ثمان و عشرين و ثلاثمائة، نا الحسن بن أحمد بن (4)السراج، نا عبد السّلام بن صالح، نا علي بن هاشم بن البريد، عن أبيه، عن أبي سعيد التميمي، عن أبي ثابت مولى أبي ذرّ قال: دخلت على أم سلمة فرأيتها تبكي و تذكر عليا، و قالت: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«علي مع الحقّ ، و الحقّ مع علي، و لن يتفرقا (5) حتى يردا عليّ الحوض يوم القيامة»[9025].

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو الحسن الدار قطني، نا أبو صالح الأصبهاني عبد الرّحمن بن سعيد بن هارون، أنا أبو مسعود أحمد بن الفرات، أنا الحسن بن أبي يحيى، نا عمرو بن أبي قيس، عن شعيب بن خالد، عن سلمة بن كهيل، عن مالك بن جعونة، عن أم سلمة قالت: و اللّه إنّ عليا على الحقّ قبل اليوم، و بعد اليوم، عهدا معهودا، و قضاء مقضيا.

قلت: أنت سمعته من أم المؤمنين ؟ فقال: أي و اللّه الذي لا إله إلاّ هو - ثلاث مرات - فسألت عنه، فإذا هم يحسنون عليه


1- الأصل: الخفي، و المثبت عن م، و «ز»، و المختصر، و المطبوعة.
2- الأصل:«نا... نا» و في المطبوعة:«أنبأنا... أنبأنا» و المثبت:«أنا... نا» عن م.
3- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 321/14 في ترجمة يوسف بن محمد المؤدب.
4- في تاريخ بغداد: الحسن بن أحمد بن سليمان السراج.
5- في تاريخ بغداد: و لن يفترقا.

تفرّد به عمرو بن أبي قيس عنه.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا محمّد بن يعقوب، نا إبراهيم بن سليمان بن علي الحمصي، نا إسحاق بن بشر، نا خالد بن الحارث، عن عوف، عن الحسن، عن أبي ليلى الغفاري قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«ستكون من بعدي فتنة، فإذا كان ذلك فالزموا علي بن أبي طالب فإنه أول من يراني، و أوّل من يصافحني يوم القيامة، و هو معي في السماء الأعلى (1)و هو الفاروق بين (2) الحق و الباطل»[9026].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، و أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد، و أبو علي الحسن بن المظفر، و أبو غالب عبد اللّه بن أحمد بن بركة المقرئ، قالوا: أنا أبو الغنائم بن المأمون، نا أبو الحسن الحربي، نا جعفر بن أحمد بن الصباح، نا أحمد بن عبدة، نا حسين الأشقر، نا عبد السّلام بن حرب، عن يزيد أبي خالد الدّالاني (3)،عن مالك بن الحارث، عن أبي هريرة قال:

بلغني أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ذكر فتنة فقرّبها قال: فأتيته بالبقيع و عنده أبو بكر، و عمر، [و عثمان] (4) و علي، و طلحة، و الزبير، فقلت: يا رسول اللّه بلغني أنّك ذكرت فتنة، قال:

«نعم، كيف أنتم إذا اقتتلت فئتان دينهما واحد، و صلاتهما واحدة، و حجّهما واحد؟» قال: قال أبو بكر: أدركها يا رسول اللّه ؟ قال:«لا»، قال: اللّه أكبر، قال عمر: أدركها يا رسول اللّه ؟ قال:«لا»، قال: الحمد للّه، قال عثمان: أدركها يا رسول اللّه ؟ قال:«نعم، و بك يبتلون»، قال علي: أدركها يا رسول اللّه ؟ قال:«نعم، تقود الخيل بأزمّتها»[9027].

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، ثم حدّثني أبو مسعود المعدل عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد اللّخمي، نا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، نا أبو المغيرة، نا صفوان بن عمرو، نا ما عز التميمي قال: سمعت جابر بن عبد اللّه يقول:

خرجنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في جنازة رجل من الأنصار و هو ينتظرها [فقال:]


1- كذا بالأصول و المختصر و المطبوعة، و السماء: تذكر و تؤنث،(راجع اللسان: سما).
2- الأصل: من، و المثبت عن م و المختصر و المطبوعة.
3- هو يزيد بن عبد الرحمن بن أبي سلامة الدالاني الواسطي، و الدالاني نسبة إلى دالان قبيلة من همدان. ترجمته في الأنساب.
4- زيادة لازمة باعتبار ما يأتي بعد.

لو رأيتم جيلين من المسلمين يقتتلان دعواهما واحدة، و أصلهما واحد؟» قالوا: يكون هذا؟ قال:«نعم»، قال أبو بكر: أ فأدرك ذلك يا رسول اللّه ؟ قالا:«لا»، قال عمر: فأدرك أنا ذلك ؟ قال:«لا»، قال عثمان: أ فأدرك أنا ذلك يا رسول اللّه ؟ قال:«بك يبتلون»، قال علي: أ فأدرك أنا ذلك يا رسول اللّه ؟ قال:«أنت القائد لها، و الآخذ بزمامها»[9028].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، و أبو المواهب أحمد بن محمّد بن عبد الملك، قالا:

أنا أبو الطيّب الطبري، نا أبو أحمد الغطريفي (1)،نا عمر بن محمّد بن نصر الكاغدي، نا إبراهيم بن إسماعيل الكهيلي، نا أبي، عن أبيه، عن سلمة بن كهيل، عن مجاهد، عن ابن (2)عباس.

عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم أنه قال في خطبة خطبها في حجة الوداع:«لأقتلن العمالقة في كتيبة» فقال له جبريل: أو علي، فقال:«أو علي بن أبي طالب»[9029].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ، نا محمّد بن أحمد الشّطوي، نا محمّد بن يحيى بن ضريس، نا عيسى بن عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب، حدّثني أبي، عن أبيه، عن جده قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إنّ منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله»، فقال أبو بكر: أنا هو يا رسول اللّه ؟ قال:«لا، و لكنه هذا خاصف النعل» و في يد علي نعل يخصفها[9030].

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى الموصلي، نا زحمويه


1- هو محمد بن أحمد بن حسين بن القاسم، أبو أحمد الجرجاني، ترجمته في سير أعلام النبلاء 354/16.
2- الأصل: أبي عباس، تصحيف، و التصويب عن م.

قال أبو سعيد: أنا بشرت بها عليا، فما رأيته اكترث لذلك، كأنه قد علم به قبل ذلك.

قال: و إنما هو إسماعيل بن رجاء (1).

أخبرنا أبو المظفّر القشيري، أنا أبو سعد، أنا محمد بن أحمد بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى قالت: قرئ على إبراهيم، أنا محمّد بن إبراهيم بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا عثمان، نا جرير، عن الأعمش، عن إسماعيل بن رجاء، عن أبيه، عن أبي سعيد قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«إنّ منكم من يقاتل على تأويل القرآن، كما قاتلت على تنزيله»، فقال أبو بكر: أنا - زاد ابن المقرئ: هو، و قالا:- يا رسول اللّه ؟ قال:«لا»، قال عمر: أنا - زاد ابن المقرئ: هو - قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«لا، و لكنه - و قال ابن المقرئ:

و لكن - خاصف النعل، و كان - و قال ابن المقرئ قال: و كان - أعطى عليا نعله يخصفها»[9032].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا أحمد بن عبد الجبار، نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إسماعيل بن رجاء، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«إنّ منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله» قال أبو بكر: أنا هو يا رسول اللّه ؟ قال:«لا»، قال عمر: فأنا هو يا رسول اللّه ؟ قال:

«لا، و لكن خاصف النعل»، قال: و كان قد أعطى عليا نعله يخصفها (2)[9033].

قال البيهقي: و روي أيضا عن عبد الملك بن أبي غنية عن إسماعيل بن رجاء:

قال البيهقي: أنبأنا (3) أبو القاسم عبد الرّحمن بن عبيد اللّه الحرفي


1- راجع ترجمة رجاء بن ربيعة الزبيدي، أبو إسماعيل الكوفي، والد إسماعيل بن رجاء، في تهذيب الكمال 6/ 184.
2- انظر تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص 642-643 و البداية و النهاية 217/6 نقلا عن البيهقي و الحاكم في المستدرك 122/3 و حلية الأولياء 67/1.
3- كذا بالأصل:«أنبأنا» و في م و المطبوعة: أخبرناه.

كنا جلوسا ننتظر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فخرج علينا من بعض بيوت نسائه، فقمنا معه نمشي، فانقطع شسع نعله، فأخذها عليّ فتخلف عليها ليصلحها، فقام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقمنا معه ننتظر و نحن قيام، و في القوم يومئذ: أبو بكر، و عمر، فقال:«إنّ منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله»، فاستشرف لها أبو بكر و عمر، فقال:«لا، و لكنه صاحب النعل»، و أتيته لأبشره قبل بها، فكأنه لم يرفع به رأسا كأنه شيء قد سمعه (1)[9034].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا وكيع، عن فطر، عن إسماعيل بن رجاء، عن أبيه، عن أبي سعيد قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إنّ منكم من يقاتل على تأويله، كما قاتلت على تنزيله»، قال:

فقام أبو بكر و عمر قال:«لا، و لكنه خاصف النعل»، قال: و علي يخصف نعله[9035].

قال (3):و نا أبي، نا حسين بن محمّد، نا فطر، عن إسماعيل بن رجاء (4) الزّبيدي، عن أبيه قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول:

كنا جلوسا ننتظر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فخرج علينا من بعض بيوت نسائه قال: فقمنا معه، فانقطعت نعله، فتخلف عليها عليّ يخصفها عنده، و مضى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و مضينا معه، ثم قام ينتظره و قمنا معه، فقال:«إنّ منكم من يقاتل على تأويل القرآن، كما قاتلت على تنزيله» فاستشرفنا و فينا أبو بكر و عمر، فقال:«لا، و لكنه خاصف النعل»[9036].

قال: فجئت أبشره


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: كأنه شيء قد سمعه قبل.
2- مسند أحمد بن حنبل 67/4-68 رقم 11289 طبعة دار الفكر - بيروت.
3- القائل عبد اللّه بن أحمد، الحديث في المسند 163/4 رقم 11773.
4- الأصل: خالد، تصحيف، و التصويب عن م و المسند.

و جلسنا حوله، كأنّما على رءوسنا الطير، فقال:«إنّ منكم من يقاتل على تأويل القرآن، كما قاتلت على تنزيله»، فقال أبو بكر: أنا هو يا رسول اللّه ؟ قال:«لا»، فقال عمر: أنا هو يا رسول اللّه ؟ قال:«لا، و لكنه خاصف النعل»، قال: فأتينا عليا نبشره بذلك، فكأنه لم يرفع به رأسا كأنه قد سمعه قبل[9037].

قال إسماعيل بن رجاء: فحدّثني أبي عن جدي أبي أمي حزام بن زهير أنه كان عند علي في الرحبة فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين هل كان في النعل حديث ؟ فقال: اللّهم إنّك تعلم أنه مما كان يسره إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و أشار بيديه و رفعهما.

أخبرناه عاليا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عيسى المقرئ - قراءة عليه و أنا حاضر - نا أبو بكر بن مالك - إملاء - نا محمّد بن يونس بن موسى القرشي، نا أبو بكر الحنفي، نا فطر بن خليفة، عن إسماعيل بن رجاء، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري قال:

كنا نمشي مع النبي صلى اللّه عليه و سلّم فانقطع شسع نعله، فتناولها عليّ ليصلحها ثم مشى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال:«إنّ منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله»[9038].

قال أبو سعيد: فخرجت فبشّرته بما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فما اكترث به فرحا كأنه شيء قد سمعه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا يوسف بن الحسن بن محمّد، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو علي بن الصّوّاف، نا أبو جعفر بن أبي شيبة، نا عبد اللّه بن محمّد بن سالم، أنا طلق بن غنام (1) قال: سمعت قيسا يقول: سمعت الأعمش يقول لمّا حدث إسماعيل بن رجاء عن أبيه بحديث النعل قلت له: أما أنت فقد عرفناك، فأسألك باللّه كيف كان أبوك ؟ فقال: اللّهم إنّي لا أعلمه إلاّ خيرا.

و قد رواه عطية بن سعد (2) عن أبي سعيد.

أخبرنا أبو القاسم زاهر، و أبو بكر وجيه ابنا طاهر قالا: أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي، أنا أبو بكر عمر بن روح بن علي النّهرواني


1- هو طلق بن غنام بن طلق بن معاوية النخعي، أبو محمد الكوفي، ترجمته في تهذيب الكمال 278/9.
2- هو عطية بن سعد بن جنادة العوفي الجدلي، أبو الحسن الكوفي، ترجمته في تهذيب الكمال 90/13.

نا محمّد بن خلف أبو بكر الحداد، نا إسماعيل بن أبان، نا عبد السّلام بن حرب، عن أبي عبد اللّه الشقري، عن إسماعيل بن رجاء، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري قال:

كنا مع النبي صلى اللّه عليه و سلّم فانقطعت نعله، فدفعها إلى عليّ يصلحها، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إنّ منكم من يقاتل على تأويل القرآن، كما قاتلت على تنزيله» فقال أبو بكر: أنا هو يا رسول اللّه ؟ قال:«لا»، قال عمر: أنا هو يا رسول اللّه ؟ قال:«لا، و لكن خاصف النعل في الحجرة» - يعني علي بن أبي طالب-[9039].

أخبرناه أبو البركات عبد الباقي بن أحمد بن إبراهيم المحتسب (1)،و أبو القاسم بن السمرقندي، قالا: أنا عبد اللّه بن الحسن الخلاّل، أنا أبو محمّد الحسن بن الحسين، نا علي بن عبد اللّه بن مبشّر، نا محمّد بن حرب، نا علي بن يزيد الصّدائي (2)،عن فضيل بن مرزوق، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال:

انقطع شسع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فتخلف عليه عليّ يخصفها لشسع (3) فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«إنّ منكم من يقاتل على تأويل القرآن، كما قاتلت على تنزيله» فاستشرف الناس، أبا بكر و عمر، فقال:«ليس بهما


1- مشيخة ابن عساكر 68/أ.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 422/13.
3- كذا رسمها بالأصل و م، و في المطبوعة: بشسع.

أخبرنا أبو منصور محمّد بن عبد اللّه، أنا - و أبو الحسن علي بن الحسين، نا - أبو بكر الخطيب (1)،نا إبراهيم بن مخلّد بن جعفر، نا محمّد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي، نا الحسن بن مالك الأشناني، نا مؤمّل بن الفضل الحرّاني، نا عنبس (2) بن يونس، عن إسماعيل، عن قيس قال: قال الحسن لأبيه: يا أبة، أ تأذن ؟ قال: نعم، و لا تحن حنين (3)الجارية، قال: ذر (4) العرب حتى يرجع إليها عوازب عقولها، فو اللّه لئن كنت في وجار ضبع ليستخرجنّك منه.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو يعلى بن الفراء، أنا أبو الحسين محمّد بن عبد اللّه الدقاق، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز البغوي، نا أبو بكر محمّد بن خلاّد الباهلي، نا عبد الرّحمن بن مهدي، نا المعلّى بن خالد الرازي، نا سفيان، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب قال:

لما قتل عثمان خرج علي من الرّبذة في نحو من ثلاثمائة راكب، فقام الحسن و أراد أن يتكلم فخنقته العبرة، فقال له علي: تكلم و لا تحن حنين الجارية، فقال الحسن: إني قد كنت أمرتك - أو نهيتك أو أشرت عليك - أن للعرب جولة، و لو قد رجعت إليها عوازب أحلامها (5) لأتتك و لو كنت في مثل و جار الضبع. فقال: لا أبا لك أ فتراني كنت أنتظرك كما ينتظر


1- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 368/7 في ترجمة الحسن بن علي بن مالك، أبي محمد الشيباني الأشناني.
2- كذا بالأصل، و م، و «ز»، و المطبوعة؛ و في تاريخ بغداد: عيسى بن يونس.
3- رسمها بالأصل و م:«حسن» تصحيف و المثبت يوافق «ز»، و تاريخ بغداد.
4- الأصل و م:«رد العرب» و التصويب عن تاريخ بغداد.
5- «عوازب أحلامها» مكانها بياض في م.

تحن (1) حنين الجارية، فقال حسن: إنّي كنت أشرت عليك بالمقام و أنا أشير به عليك الآن.

إنّ للعرب جولة و لو قد رجعت إليها عوازب أحلامها قد ضربوا إليك آباط الإبل حتى يستخرجوك و لو كنت في مثل جحر الضّبّ ، فقال علي: تراني لا أبا لك كنت منتظرا كما ينتظر الضبع اللدم (2).

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر العمري.

و أخبرنا أبو الفتح المصري، و أبو نصر الصوفي، و أبو علي الفضيلي، و أبو محمّد حفيد العميري، و أبو القاسم منصور بن ثابت، و أبو معصوم بن صاعد، و أبو المظفّر بن عبد الملك، و أبو محمّد خالد بن محمّد قالوا: أنا أبو محمّد بن أبي مسعود قالا: أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن أبي شريح، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا العلاء بن موسى، نا سوار بن مصعب، عن عطية العوفي، عن مالك بن الحويرث قال:

قام علي بن أبي طالب بالربذة فقال: من أحبّ أن يلحقنا فيلحقنا، و من أحب أن يرجع فليرجع، مأذون له، غير حرج فقام الحسين (3).... (4) أو يا أمير المؤمنين لو كنت في جحر و كان للعرب فيك حاجة لأ [تتك حتى يستخرجوك منه. فخطب علي، و قال] (5) الحمد للّه الذي يبتلي من يشاء بما يشاء، و يعافي من يشاء مما يشاء، أما و اللّه لقد ضربت هذا الأمر ظهرا لبطن] (6) أو ذنبا و رأسا فو اللّه إن وجدت له إلاّ القتال أو الكفر [باللّه، يحلف باللّه علي! اجلس يا بني] (7) و لا تحن حنين الجارية.

أخبرنا أبو علي.... (8) بن ريذة أنا سليمان بن أحمد الطبراني، نا علي بن عبد العزيز....


1- بالأصل هنا تخن، بالخاء المعجمة، و الثانية: حنين، بالحاء المهملة.
2- بالأصل و المختصر الدم، و في م: للدم، و المثبت يوافق ما جاء في المطبوعة، و اللدم: الصفق، و الصوت الذي يحدث عند وقوع الشيء الثقيل يدفع على مثله.
3- كذا بالأصل، و قد مرّ في الروايات السابقة:«الحسن». و من هنا ينتهي الأخذ عن م بعد أن انتهى هنا الجزء الحادي و العشرون.
4- بياض بالأصل.
5- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن المطبوعة، و العبارة فيها مستدركة بين معكوفتين أيضا.
6- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين زيادة عن المختصر.
7- بياض بالأصل و المستدرك عن المختصر.
8- بياض بالأصل، و هذا السند معروف و في سند مماثل: أخبرنا أبو علي الحداد، أنا أبو بكر بن ريذة.

عبس لحذيفة: إن أمير المؤمنين عثمان] (1) قد قتل فما تأمرنا؟ قال: آمركم أن تلزموا عمارا، قالوا: إن [عمارا لا يفارق عليا، قال: إن الحسد هو] (2) أهلك للجسد و إنما ينفركم عن عمار قربه من [علي، فو اللّه لعلي أفضل من عمار أبعد ما بين] (3) التراب و السحاب و إنّ عمارا لمن الأخيار و هو [يعلم أنهم إن لزموا عمارا كانوا مع علي] (4).

ابن (5) الحسين المصري، نا عبد الرّحمن بن عمر (6) بن النحاس، أنا أحمد بن محمّد بن زياد، نا أحمد بن يحيى بن المنذر الحجري، نا أبي، نا المبارك بن فضالة، عن الحسن، عن أبي بكرة قال:

لما اشتد القتال يوم الجمل و رأى علي الرءوس تندر (7) أخذ الحسن ابنه فضمّه إلى صدره، ثم قال: إنا للّه يا حسن أي خير يرجى بعد هذا إلى (8).

أخبرنا أبو صادق مرشد بن يحيى، و أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد في كتابيهما، قالا:

أنا محمّد بن الحسين بن الطّفّال، أنا محمّد بن أحمد الذهلي، نا أبو أحمد محمّد بن عبدوس بن كامل، نا القواريري، نا حمّاد بن زيد، نا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن قيس بن عباد قال:

قال علي يوم الجمل: يا حسن، يا حسن ليت أباك مات مذ عشرون


1- بياض بالأصل، و المستدرك بين معقوفتين عن المختصر.
2- بياض بالأصل و المستدرك عن المختصر.
3- بياض بالأصل و المستدرك عن المختصر.
4- بياض بالأصل، و المستدرك عن المختصر لنكمل الخبر، ثم بياض بالأصل الورقة بكاملها. و هنا أيضا ينتهي ما وجدناه في «ز».
5- كذا بالأصل و قبله مباشرة بياض بالأصل، الواضح لدينا أنه ورقة. و قد يكون أكثر من ذلك ؟!.
6- في المطبوعة:«عبد الرحمن بن عمرو النحاس» و الذي بالأصل: قد تقرأ:«عمرو النحاس» و قد تقرأ: عمر بن النحاس.
7- تندر الرءوس أي تسقط .
8- كذا بالأصل و المطبوعة.

يٰا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هٰذٰا (1) أقالته شاكة في عقبها (2)؟فسكت الرجل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن عبد اللّه بن سيف، نا عمر بن شبّة، نا أبو أحمد الزّبيري، نا الحسن بن صالح، عن الحسن بن عمرو، عن رشيد، عن حبّة (3) قال:

سمعت عليا يقول: نحن النجباء، و أفراطنا أفراط الأنبياء، و حزبنا اللّه حزب اللّه، و الفئة الباغية حزب الشيطان، و من سوّى بيننا و بين عدوّنا فليس منا.

أخبرنا أبو القاسم المستملي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الشّحّامي الحافظ ، حدّثني أبو منصور محمّد بن عبد اللّه الفقيه الزاهد، أنا أبو عمرو أحمد بن محمّد النحوي بإسناد له.

أن يحيى بن خالد البرمكي لمّا حبس كتب من الحبس إلى الرشيد:

إن كل يوم يمضي من بؤس (4) يمضي من نعمتك مثله، و الموعد المحشر، و الحكم الديّان، و قد كتبت إليك بأبيات كتب بها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب إلى معاوية بن أبي سفيان (5):

أما و اللّه إن الظلم شؤم *** و ما زال المسيء هو الظلوم

إلى الدّيّان يوم الدين نمضي *** و عند اللّه تجتمع الخصوم (6)

تنام و لم تنم عنك المنايا *** تنبّه للمنية يا نؤوم

لأمر ما تصرمت الليالي *** لأمر ما تحركت النجوم (7)

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل (8)،نا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو علي بن شاذان....


1- سورة مريم، الآية:23.
2- كذا رسمها بالأصل، و المطبوعة، و لم يطمئن إليها محققها، و في المختصر: في عفّتها.
3- هو حبة بن جوين بن علي بن عبد نهم، أبو قدامة الكوفي، ترجمته في تهذيب الكمال 105/4.
4- كذا رسمها بالأصل، و في المختصر و المطبوعة: بؤسي.
5- الأبيات في ديوان الإمام علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه طبعة بيروت ص 186.
6- تقرأ بالأصل: الجندي، و المثبت عن الديوان.
7- بالأصل:«لا مر ما نحوه يوم» و العجز المثبت عن الديوان.
8- كذا بالأصل.

الخزاعي، عن.... (1) ابن هشام الكلبي، عن أبيه، عن ابن عباس قال:

عقم النساء أن يأتين بمثل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، و اللّه ما رأيت و لا سمعت رئيسا يوزن به، لرأيته يوم صفين، و على رأسه عمامة قد أرخى طرفيها، كأن عينيه سراجا سليط (2)،و هو يقف على شرذمة [شرذمة] (3) يحضّهم (4) حتى انتهى إليّ و أنا في كنف من الناس، فقال:

معاشر المسلمين استشعروا الخشية [و غضوا] (5) الأصوات و تجلببوا السكينة، و اعملوا الأسنة و أقلقوا السيوف قبل السلة، و اطعنوا الرخر (6) و نافحوا بالظبا (7)،و صلوا السيوف بالخطا، و النبال بالرماح فإنكم بعين اللّه و مع ابن عم نبيّه صلى اللّه عليه و سلّم، عاودوا الكر، و استحيوا من الفر، فإنه عار باق في الأعقاب و الأعناق، و نار يوم الحساب، و طيّبوا عن أنفسكم أنفسا، و امشوا إلى الموت سجحا، و عليكم بهذا السواد الأعظم و الرواق المطيب (8) فاضربوا ثبجه (9) فإن الشيطان راكب صعبه، و مفرش ذراعيه قد قدم للوثبة يدا، و أخّر للنكوص رجلا، فصمدا صمدا حتى يتجلى لكم عمود الدين وَ أَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَ اللّٰهُ مَعَكُمْ وَ لَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمٰالَكُمْ (10).

أخبرنا أبو طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف، أنا إبراهيم بن عمر.

ح و أخبرنا أبو المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري، أنا المبارك بن عبد الجبار، أنا إبراهيم بن عمر البرمكي، و علي بن عمر بن الحسن، قالا: أنا أبو عمر بن حيوية، أنا عبيد اللّه بن عبد الرحمن السكري، قال: قال أبو محمد عبد اللّه بن مسلم بن (11) قتيبة: في حديث علي: أن ابن عباس قال: ما رأيت رئيسا محربا


1- بياض بالأصل بمقدار كلمتين.
2- السليط : الزيت.
3- الزيادة عن المختصر.
4- بعدها بياض بالأصل مقدار كلمة، و في المختصر: يحضهم و يحمشهم.
5- بياض بالأصل، و استدركت اللفظة عن المختصر.
6- كذا رسمها بالأصل و المطبوعة، و في المختصر: الوخز.
7- الأصل: الظباء، و المثبت عن المختصر.
8- كذا بالأصل، و في المختصر: الرواق المطنّب.
9- ثبج كل شيء: وسطه.
10- سورة محمد الآية 35.
11- بالأصل: عن قتيبة، تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 296/13.

معشر المسلمين استشعروا الخشية، و رعموا (1) الأصوات، و تجلببوا السكينة، و أكملوا اللؤم، و أخفّوا الجنن، و أقلقوا السيوف في الغمد قبل السلة، و الحظوا الشزر، و أطعنوا الشرز (2) أو البتر و اليسر - كلاّ قد سمعت - و نا فحوا بالظباء، و صلوا السيوف بالخطا، و الرماح بالنبل، و أمشوا إلى الموت مشية سجحا أو سجحاء (3)،و عليكم بالرواق (4)المطنّب، فاضربوا ثبجه فإن الشيطان راكد في كسره، نافج حضنيه (5)،مفترش ذراعيه، قد قدم للوثبة يدا و أخّر للنكوص رجلا.

قوله: سراجا سليط : السليط : الزيت، و هو عند قوم: دهن السمسم. قال الجعدي و ذكر امرأة:

تضىء كضوء السراج السليط *** لم يجعل اللّه فيه نحاسا

أي دخانا، و منه قول اللّه يُرْسَلُ عَلَيْكُمٰا شُوٰاظٌ مِنْ نٰارٍ وَ نُحٰاسٌ فَلاٰ تَنْتَصِرٰانِ (6).

و قوله: يحمسهم: أي يذمرهم و يغضبهم، و يقال: أحمست الرجل، و اللّه، و أحفظته أي أغضبته. و يقال: أحمست النار: إذا ألهبتها. و الكثف: الجماعة، و منه التكاثف، و الحشد نحوه.

و قوله: و عنّوا الأصوات: إذا كان المحفوظ هكذا بفتح العين و تشديد النون، فإنه أراد حسوها (7) و أخفوها.... (8) صحيح نهاهم عن اللغط . و العينة: الحبس، و منه قيل للأسير: عان، و قد ذكرناه في غير هذا الموضع بأكثر من هذا التفسير. و اللؤم جمع للأمة على غير قياس. و كذلك يجمع جمع لومة، و اللؤمة: الدرع. و الجنن: الترسة (9).يقول:

اجعلوها خفافا.

و أقلقوا السيوف [في الغمد، يريد] (10) سهلوا سلّها


1- كذا رسمها بالأصل.
2- الأصل: الشرر، و المثبت الصواب، انظر الفائق: شرز، و الشرز: الشديد الغليظ .
3- المشية السحج كالناقة السرح و هي السهلة.
4- بالأصل: و عليكم الرواق.
5- نافج حضنيه أي مفرج جانبيه.
6- سورة الرحمن، الآية:35.
7- كذا بالأصل و المطبوعة:«حسوها و اخفوها» و في المختصر: أراد احبسوها و اخفوها.
8- بياض مقدار كلمة بالأصل.
9- الأصل:«و الحنن: النرسة» و المثبت عن المختصر.
10- بياض بالأصل، و المستدرك عن المختصر.

يتعسّر عليكم عند الحاجة إليها.[و الظبا] (1) جمع ظبة.[و ظبة] السيف أي حده، و هو من المنقوص مثل قلة و ثبة فجمعهما على الأصل.

و قوله:[و صلوا السيوف] (2) بالخطا، يقول: إذا قصرت عن الضرائب (3) تقدمتم و أسرعتم حتى تلحقوا، مثل قول قيس بن الحطيم:

إذا قصرت أسيافنا كان وصلها *** بخطئنا إلى أعدائنا فنضارب

و قوله: و الرماح بالنبل: يريد إذا قصرت الرماح ببعد من تريد أن تطعنه رميته بالنبل.

و قوله: امشوا إلى الموت مشية سجحا أو سجحاء أي سهلة لا تنكلوا. و منه قول عائشة لعلي يوم الجمل: ملكت فأسجح، أي سهل، و يقال: حد أسجح أي سهل.

و قوله: و عليكم الرواق المطنب: يعني رواق البيت المشدود بالأطناب و هي حبال تشد به. و هذا مثل قول عائشة: ضرب الشيطان روقه و مدّ طنبه، و قد ذكرته في حديثها و فسرته.

و قوله: قد قدم للوثبة يدا و أخر للنكوص رجلا، و هو مثل قوله اللّه وَ إِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطٰانُ أَعْمٰالَهُمْ -إلى قوله- نَكَصَ عَلىٰ عَقِبَيْهِ (4) أي رجع على عقبيه و أراد على: أنه قد قدم يدا ليثب إن رأى فرصة. و إن رأى الأمر على ما هو معه نكص و خلاه. و قوله: و الحظوا الشزر: هو النظر بمؤخر العين نظر العدو المبغض. يقول: الحظوهم شزرا و لا تنظروا إليهم نظر آمن لهم، فإن ذلك أهيب لكم في صدورهم. و الطعن الشزر: ما كان حذاء وجهك.

و السرر (5) عن يمينك و شمالك، و النتر: من الطعن: الحلمي. و هذا أشبه الوجهين عندي بما أريد من الحديث. لأن اختلاس الطعن من حذق الطاعن. تقول العرب: طعن بتر و ضرب هبر، أي يقطع من اللحم قطعا يلقيها، و رمي سعر أي كأنه نار، يقال: سعرت النار إذا ألهبتها، و قال الأصمعي أيضا: طعن بتر. قال: و طعنة الفارس بترة و كان ينشد:

فتبعته


1- بياض بالأصل، و اللفظة مستدركة عن المختصر.
2- بياض بالأصل و المستدرك عن المختصر.
3- في المطبوعة:«الضراسة»، و المثبت يوافق رواية المختصر.
4- سورة الأنفال، الآية:48.
5- كذا بالأصل.

نجالس الخيل طعنا و هي محصرة *** كأنما ساعداه ساعدا ذيب

و قال الهذلي:

و طعنة حلس قد طعنت مرشه

و الحضنان: الجنبان.

أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد بن محمد المزكي، و أبو المعالي ثعلب بن جعفر بن أحمد السراج قالا: أنا أبو الحسن عبد الدائم بن الحسن بن عبيد اللّه القطان، أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن، أنا أبو العباس عبد اللّه بن عتّاب، أنا بكار بن قتيبة البكراوي، نا عمر بن يونس، نا عكرمة بن عمار، حدّثني أبو زميل (1)،حدّثني ابن عبّاس قال:

لما اجتمعت الخوارج في دارها و هم ستة آلاف أو نحوها قلت لعلي بن أبي طالب: يا أمير المؤمنين أبرد بالصّلاة لعلي ألقى هؤلاء القوم، فقال: إنّي أخافهم عليك، قال: فقلت:

كلا، قال: ثم لبس حلتين من أحسن الحلل قال: و كان ابن عبّاس جميلا جهيرا، قال: فأتيت القوم، قال: فلما نظروا إليّ قالوا: مرحبا مرحبا يا ابن عبّاس فما هذه الحلة ؟ قال: قلت: و ما تنكرون من ذلك ؟ لقد رأيت [على] (2) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم من أحسن الحلل قال ثم تلوت عليهم:

قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّٰهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبٰادِهِ (3) [قالوا:] (4) فما جاء بك ؟ قلت: جئتكم من عند أمير المؤمنين و من عند أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و من عند المهاجرين و الأنصار، و لا أرى فيكم أحدا منهم، و لا بلغتكم (5) ما قالوا، و أبلّغهم ما تقولون [فما] (6) تنقمون من علي ابن عمّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و صهره، قال: فأقبل بعضهم على بعض [و قالوا: لا تكلموه] (7) فإن اللّه يقول: بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ (8) و قال بعضهم: و ما يمنعنا من كلامه [و هو] ابن عم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و يدعونا إلى كتاب اللّه، قال: قالوا: ننقم عليه خلال ثلاث قال: قلت: و ما [هن ؟ قالوا: أما]


1- هو سماك بن الوليد الحنفي، أبو زميل اليمامي، ترجمته في تهذيب الكمال 134/8 طبعة دار الفكر.
2- بياض بالأصل.
3- سورة الأعراف، الآية:32.
4- بياض بالأصل.
5- كذا بالأصل، و لعل الصواب: و لأبلغكم.
6- بياض بالأصل.
7- بياض بالأصل، و المستدرك عن المطبوعة، و الكلمات مستدركة فيها بين معكوفتين.
8- سورة الزخرف، الآية:58.

الثانية: فإنّه قاتل و لم يسب و لم يغنم، فإن كان الذي قاتل قد حل قتالهم فقد حل سبيهم، و إن لم يكن حل سبيهم ما حل قتالهم، قال (1):و أمّا الثالثة: فإنه محا اسمه من أمير المؤمنين، فإن لم يكن أمير المؤمنين فإنه أمير المشركين.

قال: (2) قلت لهم: هل غير هذا؟ قالوا: حسبنا هذا، قال: قلت: أ رأيتم إن خرجت إليكم من هذا من كتاب اللّه و سنة رسوله أ راجعون أنتم ؟ قالوا: و ما يمنعنا؟ قال: قلت: ما قولكم إنه حكم الرجال في أمر اللّه و ما للرجال و لحكم اللّه، فإنّي سمعت اللّه يقول في كتابه:

يَحْكُمُ بِهِ ذَوٰا عَدْلٍ مِنْكُمْ (3) في ثمن صيد أرنب أو نحوه يكون قيمته ربع درهم، فوض اللّه الحكم فيه إلى الرجال، و لو شاء أن يحكم لحكم، و قال: وَ إِنْ خِفْتُمْ شِقٰاقَ بَيْنِهِمٰا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَ حَكَماً مِنْ أَهْلِهٰا إِنْ يُرِيدٰا إِصْلاٰحاً يُوَفِّقِ اللّٰهُ بَيْنَهُمٰا (4) أخرجت من هذه ؟ قالوا: نعم.

قال: قلت: و أما قولكم: قاتل و لم يسب و لم يغنم، فإنه قاتل أمّكم، و قال اللّه: اَلنَّبِيُّ أَوْلىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ أَزْوٰاجُهُ أُمَّهٰاتُهُمْ (5) فإن زعمتم أنها ليس بأمكم فقد كفرتم، و إن زعمتم أنها أمكم فما حلّ سباؤها، فأنتم بين ضلالتين، أخرجت من هذه ؟ قالوا: نعم.

قال: و أما قولكم: فإنه محا اسمه من أمير المؤمنين، فإن لم يكن أمير المؤمنين فإنّه أمير المشركين فإني انبئكم بذلك عن من ترضون و أراكم قد منعتموه، أ ما تعلمون أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يوم الحديبية و قد جرى الكتاب بينه و بين سهيل بن عمرو فقال: يا علي اكتب هذا ما اصطلح عليه محمّد رسول اللّه و سهيل بن عمرو قال: فقالوا: لو نعلم بأنك رسول اللّه ما قاتلناك و لكن اكتب اسمك، و اسم أبيك، قال: فقال: اللّهم إنّك تعلم أنّي رسولك قال:

ثم أخذ الصحيفة فنحاها (6) بيده ثم قال: يا علي اكتب هذا ما اصطلح عليه محمّد بن عبد اللّه و سهيل بن عمرو؛ فو اللّه ما أخرجه اللّه بذلك من النبوة، أخرجت من هذه ؟ قالوا:

نعم.

قال: فرجع ثلثهم، و انصرف ثلثهم


1- كذا بالأصل، و الأشبه: قالوا.
2- الأصل: فان.
3- سورة المائدة، الآية:95.
4- سورة النساء، الآية:35.
5- سورة الأحزاب، الآية:6.
6- كذا بالأصل، و لعله:«فمحاها بيده»، و هي عبارة المطبوعة.

أخبرنا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو سعيد محمّد بن بشر بن العبّاس، أنا أبو لبيد محمّد بن إدريس السامي (1)،نا سويد بن سعيد، نا يحيى بن سليم، عن ابن خثيم (2)،عن عبيد اللّه بن عياض قال:

خرج عبد اللّه بن شداد بن الهاد (3) على عائشة - و نحن عندها - مرجعه من العراق ليالي قتل علي فقالت: يا عبد اللّه [بن شداد] (4) هل أنت صادقي عما أسألك عنه ؟ قال: و ما لي لا أصدقك، قالت: حدثني عن هؤلاء [القوم الذين قتلهم] (5) عليّ قال: و ما لي لا أصدقك، قالت: فحدثني عن قصتهم، قال: فإن عليا لما كاتب [معاوية و] (6) حكّم الحكمين خرج عليه ثمانية آلاف من قرّاء الناس حتى نزلوا بأرض [يقال لها حروراء] (7) من جانب الكوفة عتبوا عليه و قالوا: انسلخت من قميص ألبسك اللّه [و اسم سمّاك] (8) اللّه به ثم انطلقت فحكمت في دين اللّه الرجال فلا حكم إلاّ للّه، فلما [أن بلغ عليّا ما] (9) عتبوا (10) عليه ففارقوا أمره أذن مؤذن أن (11) لا يدخل على أمير المؤمنين إلاّ رجل قد قرأ القرآن، فلمّا امتلأت الدار من قرّاء الناس جاء بالمصحف إماما عظيما، فوضعه عليّ بين يديه فطفق يحركه بيده و يقول:

أيها المصحف حدّث الناس، فناداه الناس، ما تسأل عنه ؟ إنّما هو مداد و ورق، و نحن نتكلم بما روينا منه، فما ذا تريد؟ فقال: أصحابكم الذين خرجوا بيني و بينهم كتاب اللّه، يقول اللّه في كتابه في امرأة و رجل وَ إِنْ خِفْتُمْ شِقٰاقَ بَيْنِهِمٰا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَ حَكَماً مِنْ أَهْلِهٰا إلى قوله: يُوَفِّقِ اللّٰهُ بَيْنَهُمٰا


1- بالأصل و المطبوعة: الشامي، تصحيف، و الصواب بالسين المهملة، مرّ التعريف به.
2- بالأصل و المطبوعة: ابن خيثم، و الصواب بتقديم الثاء المثلثة، و هو عبد اللّه بن عثمان بن خثيم، مرّ التعريف به ترجمته في تهذيب الكمال 324/10.
3- بنحوه رواه المصنف في كتابنا هذا، في ترجمة عبد اللّه بن شداد بن الهاد 142/29 رقم 3340.
4- بياض بالأصل، و المستدرك عن الرواية السابقة للحديث.
5- بياض بالأصل، و المستدرك عن الرواية في ترجمة عبد اللّه بن شداد.
6- بياض بالأصل و المستدرك عن ترجمة عبد اللّه بن شداد.
7- بياض بالأصل و المستدرك عن ترجمة عبد اللّه بن شداد.
8- بياض بالأصل و المستدرك عن ترجمة عبد اللّه بن شداد.
9- بياض بالأصل و المستدرك عن ترجمة عبد اللّه بن شداد.
10- الأصل: اعتبوا، و المثبت عن ترجمة عبد اللّه بن شداد، و المطبوعة.
11- بالأصل: ألا لا.

و نقموا عليّ أني كاتبت معاوية، كتب (1)علي بن أبي طالب و قد جاءنا سهيل بن عمرو، و نحن مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بالحديبية حين صالح قومه قريشا، فكتب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: بسم اللّه الرّحمن الرحيم، قال سهيل: لا أكتب بسم اللّه الرّحمن الرحيم، فقال: كيف تكتب ؟ فقال:

باسمك اللّهمّ ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: اكتب محمّد رسول اللّه، فقال: لو نعلم أنك رسول اللّه ما خالفناك، فكتب هذا ما صالح عليه محمّد بن عبد اللّه قريشا، يقول اللّه في كتابه: لَقَدْ كٰانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللّٰهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كٰانَ يَرْجُوا اللّٰهَ وَ الْيَوْمَ الْآخِرَ (2)فبعث إليهم عبد اللّه بن عباس فخرجت معه حتى توسطنا عسكرهم، فقال عبد اللّه بن شداد: فقام ابن الكوا فخطب الناس، فقال: يا حملة القرآن هذا عبد اللّه بن عباس، فمن لم يكن يعرفه فأنا أعرفه من كتاب اللّه، هو الذي نزل فيه و في قومه بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ (3)فردوه إلى صاحبه و لا تواضعوه كتاب اللّه، فقام خطباؤهم فقالوا: بلى و اللّه لنواضعنه كتاب اللّه، فإن جاء بحق [لنتبعنّه] (4)و إن جاء بباطل لنبكتنّه (5)بباطل (6)،و لنردّنّه إلى صاحبه، فواضعوا عبد اللّه الكتاب ثلاثة أيام، قالوا: كيف قلت يا ابن عبّاس ؟ قال: قلت: ما الذي تتكلمون على صهر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و ابن عمه ؟ قالوا: ثلاث خصال، قال: فما هنّ ؟ قالوا: أما واحدة فإنه قاتل و لم يسب و لم يغنم، فإن كان القوم كفارا فقد أحلّ اللّه دماءهم و نساءهم، و إن كانوا غير ذلك فقد استحلّ ما صنع بهم.

و أمّا الثانية: فإنه حكّم الرجال في أمر اللّه و في دين اللّه، فما للرجال و الحكم في دين اللّه بعد قوله: إِنِ الْحُكْمُ إِلاّٰ لِلّٰهِ


1- في ترجمة عبد اللّه بن شداد: كتبت.
2- سورة الأحزاب، الآية:21.
3- سورة الزخرف، الآية:58.
4- زيادة للإيضاح عن ترجمة عبد اللّه بن شداد.
5- في المطبوعة: لنسكتنه.
6- الأصل: بباطل، و المثبت عن ترجمة عبد اللّه بن شداد.

وَ مَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً فَجَزٰاءٌ مِثْلُ مٰا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوٰا عَدْلٍ مِنْكُمْ (1) و قال في آية أخرى: وَ إِنْ خِفْتُمْ شِقٰاقَ بَيْنِهِمٰا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَ حَكَماً مِنْ أَهْلِهٰا إِنْ يُرِيدٰا إِصْلاٰحاً يُوَفِّقِ اللّٰهُ بَيْنَهُمٰا أخرجت لكم من هذه ؟ قالوا: نعم.

[قال:] و أما قولكم: قاتل و لم يسب و لم يغنم، فأيكم كان يسبي عائشة ؟ فإن قلتم إنّما يستحل منها ما يستحل من المشركات بعد قول اللّه تعالى: وَ أَزْوٰاجُهُ أُمَّهٰاتُهُمْ (2) فقد خرجتم من الإسلام، فأنتم بين ضلالتين، فاخرجوا من إحداهما إن كنتم صادقين، قال: أخرجت من هذه ؟ قالوا: نعم.

و أما قولكم إنّه محى اسمه و هو أمير المؤمنين، فإن لم يكن أمير المؤمنين فهو أمير الكافرين فإني آتيكم برجال ممن ترضون، إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يوم الموادعة كتب هذا ما اصطلح عليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و أبو سفيان و سهيل بن عمرو فمحو (3) أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بعد الوحي و النبوة أعظم أو محو علي بن أبي طالب نفسه يوم الحكمين ؟ قالوا: بل محو رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، قال: و أخرجت من هذه ؟ قالوا: نعم.

قال عبد اللّه بن شداد: فرجع منهم أربعة آلاف فيهم ابن الكوا حتى أدخلناهم على علي بالكوفة، فبعث علي إلى بقيتهم فقال: قد كان من أمرنا و أمر الناس ما قد رأيتم، فاعتزلوا حيث شئتم حتى تجتمع أمة محمّد صلى اللّه عليه و سلّم، فترحلوا منها حيث شئتم بيننا و بينكم أن [لا] (4)تسفكوا دما حراما، أو تقطعوا سبيلا، أو تظلموا الأمة، فإنكم إن فعلتم فقد نبذنا إليكم الحرب على سواء إِنَّ اللّٰهَ لاٰ يُحِبُّ الْخٰائِنِينَ (5).

فقالت عائشة: يا ابن شداد فلم قتلهم ؟ قال: فو اللّه ما بعث إليهم حتى قطعوا السبيل، و سفكوا الدم، و استحلوا أهل الذمّة، قالت: اللّه الذي لا إله إلاّ هو لقد كان، قال: نعم، قالت: فما شيء بلغني عن أهل العراق: تتحدثون


1- سورة المائدة، الآية:95.
2- سورة الأحزاب، الآية:6.
3- كذا بالأصل و المطبوعة، و في المختصر: فمحو رسول اللّه.
4- زيادة اقتضاها السياق عن ترجمة عبد اللّه بن شداد.
5- سورة الأنفال، الآية:58.

أهل العراق ؟ قال: سمعته يقول: صدق اللّه و رسوله، قالت: نعم، صدق اللّه و رسوله، رحم اللّه عليا، لئن كان من قوله إذا رأى شيئا يعجبه قال: صدق اللّه و رسوله، قال: فذهب أهل العراق فيكذبون عليه و يزيدون عليه الحديث (1).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الأديب، أنا السيد أبو الحسن محمّد بن علي بن الحسين، نا محمّد بن أحمد الصّوفي، نا محمّد بن عمرو الباهلي، نا كثير بن يحيى، نا أبو عوانة، عن أبي الجارود، عن زيد بن علي بن الحسين بن علي، عن أبيه عن جده، عن علي قال: أمرني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بقتال الناكثين، و المارقين، و القاسطين.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن الحسين، و أحمد بن محمود قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا إسماعيل بن عبّاد البصري - ببغداد - نا عبّاد بن يعقوب، نا الربيع بن سهل الفزاري، عن سعيد بن عبيد، عن علي بن ربيعة قال: سمعت عليا يقول:

عهد إليّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أن أقاتل الناكثين، و القاسطين، و المارقين.

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرناه أبو سهل بن سعدوية، أنا إبراهيم بن منصور سبط بحرويه، أنا أبو بكر بن المقرئ.

قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا إسماعيل بن موسى، نا الربيع بن سهل، عن سعيد بن عبيد، عن علي بن ربيعة قال: سمعت عليا على منبركم هذا يقول: عهد إليّ النبي صلى اللّه عليه و سلّم أن أقاتل الناكثين، و القاسطين، و المارقين (2).

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك الفقيه، و أبو نصر أحمد بن علي بن محمّد بن إسماعيل، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن علي بن عبد اللّه بن خلف، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ (3)،أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن تميم (4) الحنظلي - بقنطرة برذان - نا محمّد بن الحسن بن عطية بن سعد العوفي،[حدثني أبي] (5) حدّثني عمي


1- رواه بطوله ابن كثير في البداية و النهاية بتحقيقنا 310/7 و ما بعدها.
2- رواه ابن كثير في البداية و النهاية بتحقيقنا 338/7.
3- من طريقه رواه ابن كثير في البداية و النهاية 338/7.
4- بياض بالأصل، و الزيادة المستدركة عن البداية و النهاية.
5- بياض بالأصل، و الزيادة المستدركة عن البداية و النهاية.

عمرو بن عطية بن سعد، عن أخيه الحسن بن عطية بن سعد، عن (1) بن عطية، حدّثني جدي سعد بن جنادة، عن علي قال:

أمرت بقتل (2) ثلاثة: القاسطين، و الناكثين، و المارقين، فأما القاسطون فأهل الشام، و أمّا الناكثون فذكرهم، و أمّا المارقون فأهل النهروان - يعني الحرورية-.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن الحسن بن محمّد، أنا أبو الحسن محمّد بن عثمان بن محمّد بن عثمان، نا محمّد بن نوح بن عبد اللّه الجنديسابوري، نا هارون بن إسحاق، نا أبو غسّان، عن جعفر - أحسبه الأحمر - عن عبد الجبار الهمداني، عن أنس بن عمرو، عن أبيه، عن علي قال: أمرت بقتال ثلاثة:

المارقين، و القاسطين، و الناكثين (3).

أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمّد بن عبد اللّه، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن موسى، أنا أبو العباس بن عقدة، نا الحسن بن عبيد بن عبد الرّحمن الكندي، نا بكار بن بشر، نا حمزة الزيات، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علي، و عن أبي سعيد التيمي عن علي قال: أمرت بقتال الناكثين و القاسطين و المارقين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، نا عبد اللّه بن عدي


1- كذا بالأصل، و قوله:«عن... بن عطية» ليس في المطبوعة و لا في البداية و النهاية.
2- كذا، و في البداية و النهاية و المطبوعة: بقتال.
3- البداية و النهاية 338/7.

الشّيحي، أنا - أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت (1)،أخبرني الأزهري، نا محمّد بن المظفر، نا محمّد بن أحمد بن ثابت قال: وجدت في كتاب جدي محمّد بن ثابت: أنا أشعث بن الحسن السلمي، عن جعفر الأحمر، عن يونس بن أرقم، عن أبان، عن خليد القصري قال:

سمعت أمير المؤمنين عليا يقول يوم النهروان: أمرني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بقتال الناكثين و المارقين و القاسطين.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك، و أبو نصر أحمد بن علي بن محمّد، قالا: أنا أبو بكر بن خلف، أنا الحاكم أبو عبد اللّه (2)،نا الإمام أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه، أنا الحسن بن علي، نا زكريا بن يحيى الحرار المقرئ، نا إسماعيل بن عبّاد المقرئ، نا شريك، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللّه قال:

خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فأتى منزل أم سلمة، فجاء علي، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«يا أم سلمة، هذا و اللّه قاتل القاسطين و الناكثين و المارقين بعدي»[9041].

أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه بن نصر بن الزّاغوني، أنا أبو الحسن بن الحسين بن علي بن أيوب، أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان، أنا أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة، نا القاسم بن العباس المعسري (3)،نا زكريا بن يحيى الحرار


1- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 340/8 في ترجمة، و رواه ابن كثير في البداية و النهاية عن أبي بكر الخطيب البغدادي 338/7.
2- رواه عن ابن مسعود في البداية و النهاية 339/7 من هذه الطريق.
3- كذا بالأصل و المطبوعة. و لعل الصواب: المعشري كما في الأنساب، ذكره السمعاني باسم: أبي محمد القاسم بن العباس الفقيه المعشري، قال: و إنما قيل له المعشري لأنه ابن بنت أبي معشر نجيح المدني.

بالباب رجلا ليس بعرق و لا علق (1) بحبّ اللّه و رسوله لم يكن ليدخل حتى ينقطع الوطيء»، قال: فقمت و أنا أختال في مشيتي، و أنا أقول: بخ بخ، من ذا الذي يحبّ اللّه و رسوله، و يحبه اللّه و رسوله ؟ ففتحت الباب فأخذ بعضادتي الباب حتى إذا لم يسمع حسا و لا حركة و صرت (2) في خدري استأذن، فدخل، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«يا أم سلمة أ تعرفونه (3)؟» قالت: نعم يا رسول اللّه، هذا علي بن أبي طالب، قال:«صدقت، سيد أحبّه، لحمه من لحمي، و دمه من دمي، و هو عيبة (4) بيتي اسمعي و اشهدي، و هو قاتل الناكثين و القاسطين و المارقين من بعدي، فاسمعي و اشهدي، و هو قاضي عداتي، فاسمعي و اشهدي، و هو و اللّه يحيي سنّتي، فاسمعي و اشهدي، لو أن عبدا عبد اللّه ألف عام، بعد ألف عام، و ألف عام بين الركن و المقام ثم لقي اللّه مبغضا لعلي بن أبي طالب و عترتي أكبّه اللّه على منخريه يوم القيامة في نار جهنم»[9042].

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح، و أبو منصور أحمد بن علي بن محمّد، قالا: أنا أحمد بن علي بن عبد اللّه، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ (5)،أنا أبو جعفر محمّد بن علي بن دحيم الشيباني، نا الحسن (6) بن الحكم الحبري، نا إسماعيل بن أبان، نا إسحاق بن إبراهيم الأزدي، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري قال:

أمرنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بقتال الناكثين و القاسطين و المارقين، فقلنا: يا رسول اللّه أمرتنا بقتال هؤلاء، فمع من ؟ قال:«مع علي بن أبي طالب، معه يقتل عمار بن ياسر»[9043].

قال: و أنا محمّد بن عبد (7) اللّه، نا أبو الحسن علي بن حمشاد العدل، نا إبراهيم بن الحسين بن ديزيل، نا عبد العزيز بن الخطاب، نا محمّد بن كثير، عن الحارث بن حصيرة، عن أبي صادق، عن مخنف بن سليمان


1- كذا بالأصل، و في المختصر: ليس بعزق و لا غلق.
2- تقرأ بالأصل: و ضرب.
3- كذا بالأصل، و الأشبه: أ تعرفينه، كما في المختصر و المطبوعة.
4- إعجامها مضطرب بالأصل و رسمها:«عينه» و فوقها ضبة، و المثبت عن المطبوعة، و في المختصر: عتبة بيتي.
5- من طريقه رواه ابن كثير في البداية و النهاية 339/7.
6- كذا بالأصل، و في المطبوعة:«الحسين» و في البداية و النهاية: الحسين بن الحكم الحيري.
7- رواه أيضا في البداية و النهاية 339/7.

الناكثين و القاسطين [و المارقين] (1).

قال: و نا محمّد بن عبد اللّه، نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن بالوية، نا الحسن بن علي بن شبيب المعمري (2)،نا محمّد بن حميد، نا سلمة بن الفضل، حدّثني أبو زيد الأحول، عن عتاب بن ثعلبة، حدّثني أبو أيوب الأنصاري في خلافة عمر بن الخطّاب قال:

أمرني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بقتال الناكثين و القاسطين و المارقين مع علي بن أبي طالب (3).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (4)، أخبرني الحسن بن علي بن عبد اللّه المقرئ، نا أحمد بن محمّد بن يوسف، أنا محمّد بن جعفر المطيري، نا أحمد بن عبد اللّه المؤدب - بسرّمن رأى - نا المعلّى بن عبد الرّحمن - ببغداد - نا شريك، عن سليمان بن مهران الأعمش، نا إبراهيم، عن علقمة و الأسود قالا:

أتينا أبا أيوب الأنصاري عند منصرفه من صفّين، فقلنا له: يا أبا أيوب إنّ اللّه أكرمك بنزول محمّد صلى اللّه عليه و سلّم و بمجيء ناقته تفضّلا من اللّه و إكراما لك حتى (5) أناخت ببابك دون الناس، ثم جئت بسيفك على عاتقك تضرب به أهل لا إله إلاّ اللّه، فقال: يا هذان الرائد لا يكذب أهله، و إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أمرنا بقتال ثلاثة مع علي: بقتال الناكثين و القاسطين و المارقين، فأمّا الناكثون فقد قاتلناهم [و هم] (6) أهل الجمل طلحة و الزبير، و أمّا القاسطون و هذا منصرفنا من عندهم يعني معاوية و عمرا، و أما المارقون [فهم] (7) أهل الطرفاوات و أهل السعيفات، و أهل النّخيلات، و أهل النهروانات، و اللّه ما أدري أين هم و لكن لا بد من قتالهم إن شاء اللّه.

قال: و سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول لعمّار:«يا عمّار تقتلك الفئة الباغية، و أنت مذ ذاك مع الحقّ ، و الحق معك، يا عمّار بن ياسر إن رأيت عليا قد سلك واديا و سلك الناس واديا غيره فاسلك مع علي، فإنه لن يدليك في ركي


1- الزيادة عن البداية و النهاية.
2- بالأصل و البداية و النهاية: العمري، تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 510/13.
3- البداية و النهاية 339/7.
4- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 186/13 في ترجمة معلى بن عبد الرحمن. و رواه ابن كثير في البداية و النهاية 339/7 عن الخطيب البغدادي.
5- في البداية و النهاية: حين أناخت.
6- الزيادة عن البداية و النهاية.
7- الزيادة عن البداية و النهاية.

عليّ قلّده اللّه يوم القيامة وشاحين من نار»، قلنا: يا هذا، حسبك رحمك اللّه، حسبك رحمك اللّه.

معلّى بن عبد الرّحمن (1) ضعيف ذاهب الحديث.

أخبرنا أبو الحسن سعد الخير بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد بن موسى، أنا محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن الذكواني، أنا أبو أحمد محمّد بن أحمد العسّال، نا أبو يحيى الرازي - و هو عبد الرّحمن بن محمّد بن سالم - نا عبد اللّه بن جعفر المقدسي، نا ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن أبي عشاقة، عن عمّار بن ياسر قال:

سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«يا علي ستقاتلك الفئة الباغية و أنت على الحقّ ، فمن لم ينصرك يومئذ فليس منّي»[9044].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا عبد اللّه بن عدي (2)،نا علي بن سعيد بن بشير، نا محمّد بن الصّبّاح الجرجاني، و علي بن مسلم، قالا: نا محمّد بن كثير، نا الحارث بن حصيرة، عن أبي صادق عن مخنف بن سليم قال: أتينا أبا أيوب الأنصاري و هو يعلف خيلا له بصفينا (3)،فقلنا: قاتلت المشركين بسيفك مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، ثم جئت تقاتل المسلمين ؟ قال: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أمرني بقتل (4) ثلاثة:

الناكثين، و القاسطين و المارقين، فقد قاتلت الناكثين و القاسطين، و أنا مقاتل - إن شاء اللّه - المارقين بالسبعات


1- ترجمته في تهذيب الكمال 261/18.
2- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 188/2 في ترجمة الحارث بن حصيرة.
3- كذا بالأصل و المطبوعة. و في ابن عدي: بصعنما.
4- في ابن عدي: بقتال ثلاثة.

بشر، أنا محمّد بن إدريس، نا سويد بن سعيد، نا عمرو بن ثابت، عن هشام بن البريد، عن الأصبغ بن نباتة قال: ما (1) سمعت عليا يقول: ما وجدت إلاّ القتال أو الكفر بما أنزل على محمّد صلى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن علي بن عبد الملك بن مسعود، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني.

أخبرتنا أم الفتح أمة السّلام بنت أحمد بن كامل قالت: نا أبو الطيّب محمّد بن الحسين بن حميد بن الربيع بن حميد اللّخمي، نا أبو الطاهر محمّد بن نسيم الحضرمي، نا علي بن حسين بن عيسى بن زيد، عن أبيه، عن جده عيسى بن زيد، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عمرو بن قيس، عن المنهال بن عمرو، عن زاذان، عن علي قال: أنا فقأت عين الفتنة (2).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، نا يحيى بن معين، نا عبد اللّه بن نمير.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا محمّد بن عوف المزني، أنا الحسن بن علي.

ح قال: و أنا أبو القاسم، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن حمزة الحرّاني، قال: قرئ على أبي القاسم الحسن بن علي البجلي، نا أبو بكر أحمد بن علي بن سعيد، نا يحيى بن معين، نا ابن نمير، عن الأعمش، عن أبي صالح قال: قال علي لأبي موسى: يا أبا موسى احكم عليّ


1- كذا بالأصل.
2- انظر حلية الأولياء 68/1، و 186/4 في ترجمة زر بن حبيش.

لقد عجزت عجزة لا أعتذر *** سوف أكيس بعدها و أستمرّ

أخبرنا أبو نصر محمّد بن حمد بن عبد اللّه، أنا محمّد بن علي، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة، نا سليمان بن عمر بن خالد، نا أبو معاوية، عن عاصم، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد قال: قال علي: أنا أول من يجثو للخصومة بين يدي اللّه عز و جل يوم القيامة.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الفرج محمّد بن عمر بن محمّد الجصّاص، أنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاّد العطار، نا أحمد بن علي الخزّاز، نا داود بن رشيد، نا أبان بن فطن، عن الحارث بن حصيرة (1)،عن زيد بن وهب قال:

قدم علي على وفد من اليمن قال: فجمع الناس و حضرته فنادى: الصّلاة جامعة، فقام رجل من الوفد الذين قدموا فتكلّم، فحمد اللّه، و أثنى عليه حتى فرغ من خطبته، ثم قام آخر فتكلّم، فخطب نحوا من خطبة صاحبه، ثم قال في آخر كلامه: إنّ طاعة هذا طاعة الرب تعالى، و معصيته معصية الرب - يعني عليا - فقال له علي: كذبت فما هذه (2) قول علي حين كذبه إن مضى في خطبته حتى فرغ


1- حصيرة: بفتح المهملة و كسر المهملة بعدها (تقريب التهذيب).
2- كذا بالأصل و المطبوعة و في المختصر: فما هزّه، و هو أشبه.

فأبوا، فضرب أعناقهم ثم خدّ لهم في الأرض ثم قال: يا قنبر ائتني بحزم الحطب فأحرقهم بالنار، ثم قال:

لما رأيت الأمر أمرا منكرا *** أوقدت ناري و دعوت قنبرا

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا طراد بن محمّد، أنا أبو الحسن بن رزقويه (1)،أنا أبو جعفر محمّد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب الطائي، نا علي بن حرب، نا سفيان، عن عاصم بن كليب، عن أبيه قال: قدم على علي مال من أصبهان، فقسمه على سبعة أسهم، فوجد فيه رغيفا، فكسره على سبعة، و جعل على كلّ قسم منها كسرة، ثم دعا أمراء الأشياع فأقرع بينهم لينظر أيهم يعطى أولا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا [أبو] (2) محمّد بن الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا شريك، عن عثمان بن أبي زرعة، عن أبي صالح السمان قال:

رأيت عليا دخل بيت المال فرأى فيه شيئا فقال: أ لا أرى هذا هاهنا و بالناس إليه حاجة، فأمر به، فقسم و أمر بالبيت فكنس و نضح، فصلّى فيه - أو قال (3) فيه - يعني قام (4).

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد الكرجي (5)،أنا الحسن بن أحمد البزّاز، أنا عبد اللّه بن إسحاق بن الخراساني.

ح و أخبرنا أبو البركات أيضا، أنا أبو الفوارس طراد بن محمّد، أنا أحمد بن علي بن الحسين بن الباذا، أنا حامد بن محمّد الرفاء قالا: أنا علي بن عبد العزيز، نا القاسم بن سلام، نا يزيد، عن عنبسة بن عبد الرّحمن، عن أبيه، عن عبد الرّحمن بن أبي بكرة قال:

لم يرزأ علي بن أبي طالب من بيت مالنا - يعني بالبصرة - حتى فارقنا غير جبّة محشوة أو خميصة (6) درابجردية


1- رسمها مضطرب بالأصل، و في المطبوعة:«ابن زرقويه».
2- زيادة منا.
3- قال من القيلولة، و هو النوم قبل الظهر.
4- كذا رسمها بالأصل، و في المختصر و المطبوعة: نام.
5- الأصل و المطبوعة: الكرخي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 144/19.
6- الخميصة كساء أسود مربع له علمان (اللسان).

قال: و نا عبّاد بن العوّام، عن هارون بن عنترة، عن أبيه قال (1):

دخلت على علي بالخورنق (2) و عليه: سمل (3) قطيفة و هو يرعد فيها، فقلت: يا أمير المؤمنين إنّ اللّه (4) قد جعل لك و لأهل بيتك في هذا المال نصيبا، و أنت تفعل هذا بنفسك، قال: فقال: إنّي و اللّه ما أرزأكم شيئا، و ما هي إلاّ قطيفتي اللتين (5) أخرجتهما (6) من بيتي - أو قال: من المدينة-.

قال: و نا محمّد بن أبي (7) ربيعة، عن أبي حكيم صاحب الحفاء (8) عن أبيه.

أنّ عليا أعطى العطاء في سنة ثلاث مرات، ثم أتاه مال من أصبهان، فقال: اغدوا إلى العطاء (9) الرابع إنّي لست لكم بخازن، قال: و قسم الحبال (10) فأخذها قوم و ردّها قوم.

قال: و نا أبو بكر بن عياش، عن عبد العزيز بن رفيع، عن موسى بن طريف قال:

دخل علي بيت المال فأضرط (11) به ثم قال: لا أمشي و فيك درهم، ثم أمر رجلا من بني أسد، فقسمه حتى أمسى، فقيل: يا أمير المؤمنين لو عوضته شيئا، فقال: إن شاء، و لكنه سحت (12).

قال: و نا سعيد بن محمّد، عن هارون بن عنترة، عن أبيه قال:

أتيت عليا بالرّحبة يوم نيروز أو مهرجان و عنده دهاقين و هدايا، قال: فجاء قنبر، فأخذ بيده فقال: يا أمير المؤمنين إنّك رجل لا تليق


1- تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص 644 و حلية الأولياء 82/1 و صفة الصفوة لابن الجوزي 317/1.
2- الخورنق: موضع بالكوفة (راجع معجم البلدان).
3- كذا، و في المختصر: شمل، تصحيف، و السمل: الخلق من الثياب.
4- الأصل:«الدور» و المثبت عن المختصر، و تاريخ الإسلام.
5- الأصل: قطيفتين التي أخرجتهما، و التصويب عن المختصر.
6- في المطبوعة: التي أخرجتها.
7- «أبي» كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
8- بدون إعجام بالأصل، و رسمها:«الحبا» و المثبت عن المختصر، و في المطبوعة: صاحب الحبال.
9- بالأصل: إلى عطاء الرابع.
10- لعله يريد بها ضرب من الحلي، راجع تاج العروس: حبل.
11- كذا بالأصل و المختصر و المطبوعة.
12- بالأصل و المطبوعة: سحب، و المثبت عن المختصر. و السحت: ما خبث من المكاسب و حرم (اللسان و تاج العروس: سحت).

و لقد خبأت لك باسنة (1) قال: و ما هي ؟ قال: انطلق فانظر ما هي، قال: فأدخله بيتا فيه باسية مملوءة آنية ذهب و فضة مموّهة بالذهب، فلما رآها علي قال: ثكلتكم أمك، لقد أردت أن تدخل بيتي نارا عظيمة، ثم جعل يزنها و يأتي كل عريف بحصته، ثم قال:

هذا جناي و خياره فيه *** و كل جان يده إلى فيه

[ثم قال:] (2) لا تغريني و غرّي غيري.

قال: و نا معتمر، عن عبد العزيز بن محمّد، عن أبيه: أن عليا أوتي بالمال فأقعد بين يديه الوزّان و النقّاد، فكوّم كومة من ذهب، و كومة من فضة، و قال: يا حمراء، يا بيضاء احمرّي و ابيضي و غرّي غيري،[ثم قال:]

هذا جناي و خياره فيه *** و كلّ جان يده إلى فيه (3)

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، نا أبو منصور بن شكرويه، أنا أبو بكر بن مردويه، أنا أبو بكر الشافعي، نا معاذ بن المثنّى، نا مسدّد، نا عبد اللّه بن داود، عن ربح، عن أبي موسى، عن عبد اللّه بن أبي سفيان قال:

أهدي إليّ دهقان من دهاقين السواد بردا و إلى الحسن أو الحسين بردا مثله، فقام عليّ يخطب بالمدائن يوم الجمعة عليهما عليهما، فبعث إليّ و إلى الحسين فقال: ما هذان البردان ؟ قال: بعث إليّ و إلى الحسين دهقان من دهاقين السواد، قال: فأخذهما فجعلهما في بيت المال.

قال: و نا مسدّد، نا يحيى، نا أبو حيّان، حدّثني مجمّع أنّ عليا كان يكنس بيت المال ثم يصلّي فيه رجاء أن يشهد له أنه لم يحبس فيه المال عن المسلمين


1- رسمها بالأصل: ناسيه، و فوقها ضبة، و لعل الصواب ما أثبت، و الباسنة: كالجوالق تتخذ من مشاقة الكتان أغلظ ما يكون. و في المختصر: خبيئة.
2- زيادة للإيضاح.
3- الرجز في حلية الأولياء 81/1.

عبد اللّه بن جعفر، عن أم بكر بنت المسور، عن أبيها قال:

قدمت على علي بالكوفة، و هو يعطي الناس في بيت له بابان على غير كتاب، فقال: يا ابن مخرمة:

هذا جناي و خياره فيه *** إذ كلّ جان يده إلى فيه

فقلت: يا أمير المؤمنين إنّ الناس يتراجعون عليك، قال: أوقد فعلوا؟ قلت: نعم، قال: فاكتبوهم، فكتبوا.

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، أنا أبي و عبد اللّه بن محمّد، و محمّد بن أحمد بن محمّد قالوا: أنا الحسن بن محمّد، نا أبو زرعة الرازي، نا أبو كريب، نا عمرو بن يحيى بن سلمة قال: سمعت أبي يحدث عن أبيه عمرو قال:

كان علي بن أبي طالب استعمل يزيد بن قيس على الريّ ، ثم استعمل مخنف بن سليم على أصبهان، و استعمل على أصبهان عمرو بن سلمة (1)،فلمّا أقبل عمرو بن سلمة عرض له الخوارج بحلوان، فلما قدم عمرو بن سلمة على علي أمره فليضعها في الرحبة و يضع عليها ابناه حتى يقسمها بين المسلمين، فبعثت إليه أم كلثوم بنت علي: أرسل إلينا من هذا العسل الذي معك، فبعث إليها بزقّين من عسل، و زقّين من سمن، فلما خرج عليّ إلى الصّلاة عدها فوجدها تنقص زقّين، فدعاه فسأله عنهما، فقال: يا أمير المؤمنين لا تسألني عنهما، فإنّا نأتي بزقّين مكانهما قال: عزمت عليك لتخبرني ما قصتهما؟ قال: بعثت إليّ أم كلثوم فأرسلت بهما إليها، قال: أمرتك أن تقسم بين المسلمين فيئهم (2)،ثم بعث إلى أم كلثوم أن ردّي الزقّين، فأتي بهما مع ما نقص منهما، فبعث إلى التجار فرموها (3) مملوءتين و ناقصتين فوجدوا فيها نقصان ثلاثة دراهم و شيء، فأرسل إليها أن أرسلي


1- كذا.
2- بالأصل: بينهم، و لعل الصواب ما أثبت، و في المختصر: أن تقسم فيء المسلمين بينهم، و كلاهما يحوز
3- كذا بالأصل و المطبوعة، و في المختصر: فزموهما.

عمرو بن العلاء، عن أبيه قال: خطب علي قال:

أيها الناس و اللّه الذي لا إله إلاّ هو ما رزأت (1) من مالكم قليلا و لا كثيرا إلاّ هذه، و أخرج قارورة من كمّ قميصه فيها طيب، فقال: أهداها إليّ دهقان.

أخبرنا أبو العزّ السلمي - إذنا و مناولة و قرأ علي إسناده - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا، نا أحمد بن محمّد الأسدي، نا عبّاس بن الفرج الرياشي، نا أبو عاصم، عن معاذ بن العلاء أخي أبي عمرو بن العلاء، عن أبيه عن جده قال (2):

سمعت علي بن أبي طالب يقول: ما أصبت من فيئكم إلاّ هذه القارورة أهداها إليّ الدهقان، ثم أتى بيت المال فقال: خذه، و أنشأ يقول:

طوبى لمن كانت له قوصرة (3) *** يأكل منها كلّ يوم مرة

و في نسخة: أفلح من كانت.

أخبرنا أبو الفضل الفضيلي، أنا أبو القاسم الخليلي، أنا أبو القاسم الخزاعي، أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي، نا أبو قلابة، نا أبو عاصم، نا معاذ بن العلاء بن عمار، عن أبيه، عن جده قال:

سمعت علي بن أبي طالب على منبر البصرة يقول: ما أصبت مذ وليت على هذا إلاّ هذه القويصرة، أهداها إليّ دهقان.

و قال:

أفلح من كانت له قوصرة *** يأكل منها كلّ يوم مرة

كان في الأصل: ابن العلاء، عن عمار. و هو وهم.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو العباس بن قتيبة، نا حرملة، نا ابن وهب، أخبرني ابن لهيعة عن عبد اللّه بن هبيرة، عن عبد اللّه بن زرير الغافقي (4) قال


1- أي ما أخذت.
2- رواه في تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص 643-644 و الاستيعاب 49/3 (هامش الإصابة)، و حلية الأولياء 81/1.
3- القوصرة: وعاء من قصب يرفع فيه التمر (اللسان: قصر).
4- ترجمته في تهذيب الكمال 142/10 طبعة دار الفكر - بيروت.

دخلت مع علي بن أبي طالب يوم الأضحى فقرب إلينا حريرة (1) فقلنا: أصلحك اللّه لو قدمت إلينا من هذا البط وا [لاوز] (2) فإن اللّه قد أكثر الخبز فقال: يا ابن زرير، لا يحل للخليفة من مال اللّه إلاّ قصعتان: قصعة يأكلها هو و أهله، و قصعة يطعمها (3).

رواه غيره عن ابن لهيعة فرفعه.

أخبرناه أبو علي بن السبط ، أنا أبو محمّد الجوهري.

و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب.

قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (4)،نا حسن و أبو سعيد مولى بني هاشم قالا: نا ابن لهيعة، نا عبد اللّه بن هبيرة، عن عبد اللّه بن زرير أنه قال:

دخلت على علي بن أبي طالب - قال حسن: يوم الأضحى - فقرب إلينا خزيرة (5)فقلت: أصلحك اللّه لو قربت إلينا من هذا البط يعني [الوزّ] (6) فإن اللّه قد أكثر الخبز فقال: يا ابن زرير إنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«لا يحل للخليفة من مال اللّه إلاّ قصعتان: قصعة يأكلها هو و أهله، و قصعة يضعها بين يدي الناس»[9045].

آخر الجزء الخامس و الخمسين بعد الثلاثمائة من الأصل.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أحمد بن يوسف، نا أبو عبيد، نا عبّاد بن العوّام، عن هارون بن عنترة، عن أبيه قال:

دخلت على علي بن أبي طالب بالخورنق و عليه قطيفة و هو يرعد من البرد، فقلت: يا أمير المؤمنين إنّ اللّه قد جعل لك و لأهل بيتك في هذا المال نصيبا، و أنت تفعل بنفسك هذا، فقال: أي و اللّه لا أرزأ


1- في تاريخ الإسلام: خزيرة.
2- قسم من اللفظة مكانه بياض بالأصل، و المثبت عن تاريخ الإسلام.
3- في تاريخ الإسلام: و قصعة يضعها بين يدي الناس.
4- مسند أحمد بن حنبل 169/1 رقم 578 طبعة دار الفكر - بيروت.
5- كذا بالأصل و المسند هنا؛ و الخزيرة: لحم يقطع صغارا و يصب عليه ماء كثير، فإذا نضج ذر عليه الدقيق.
6- بياض بالأصل، و المستدرك عن مسند أحمد.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل الفقيه، أنا جدي أبو المعالي عمر بن محمّد بن الحسين.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو قتيبة سالم بن الفضل الآدمي - بمكة - نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبا نعيم يقول: سمعت سفيان يقول: ما بنى علي آجرة على آجرة و لا لبنة على لبنة، و لا قصبة على قصبة، و إن كان ليؤتى بجبوبه (1) من المدينة في جراب.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق قال: و قال أبو نعيم: و سمعت سفيان يقول: إذا جاءك عن علي بشيء أثبت لك فخذ به، ما بنى علي لبنة على لبنة، و لا قصبة على قصبة، و لقد كان يجاء بحبوبه (2) في جراب من المدينة (3).

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (4)،نا أبو نعيم، نا سفيان، عن مجمّع بن صمغان (5)،عن رجل منهم - و قال مرة ثانية (6):عن رجل من قومه - قال: رأيت عليا أخرج سيفا له فقال: من يبتاع مني سيفي هذا، فلو كان عندي ثمن إزار ما بعته.

قال: و نا يعقوب (7)،نا أبو بكر الحميدي، نا سفيان، نا أبو حيان


1- الجبوب: الحجارة. و في المطبوعة:«بحبوبه» و في تاريخ الإسلام: بجيوبه.
2- كذا بالأصل هنا: بحبوبه.
3- تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص 644 و البداية و النهاية 4/8.
4- رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة و التاريخ 682/2.
5- رسمها بالأصل:«صعان» و المثبت عن المعرفة و التاريخ و حلية الأولياء 89/5.
6- في المعرفة و التاريخ:«و قال مرة اليامي»(؟كذا).
7- المعرفة و التاريخ 683/2 و البداية و النهاية 4/8.

اللفتواني، و أبو طاهر محمّد بن إبراهيم بن مكي بن هاجر قالوا: أنا أبو المظفر محمود بن جعفر بن محمّد بن أحمد بن جعفر المعدل، أنا عمّ والدي أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن جعفر المعدّل، أنا إبراهيم بن السّندي بن علي، نا الزبير بن بكار قال: فحدّثني سفيان عن جعفر قال سفيان: أظنه ذكره عن أبيه.

أن عليا كان إذا لبس قميصا مدّ يده في كمّه فما خرج من الكمّ عن الأصابع قطعه قال:

ليس لكمّ فضل عن الأصابع (1).

أخبرنا أبو الفتح أحمد بن عبد الرّحمن بن محمّد النجار (2)-بدمشق - نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي الفقيه، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن عبد العزيز بن أحمد السراج، أنا أبو الحسن محمّد بن جعفر بن محمّد بن هشام - بحلب - نا محمّد بن عامر السمرقندي، نا أبو محمّد عصام بن يوسف بن قدامة الباهلي - ببلخ - نا سفيان الثوري، عن الأجلح عن عبد اللّه بن أبي الهذيل قال:

رأيت على علي بن أبي طالب قميصا رازيا إذا مدّ زدنه بلغ أطراف الأصابع، و إذا تركه رجع إلى قريب من نصف الذراع.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو محمّد البصري، أنا أبو بكر المالكي، نا عبد الرّحمن بن محمّد الحنفي، نا أبي، عن أبي بكر بن عياش، عن يزيد بن أبي زياد، عن مقسم، عن ابن عباس قال:

اشترى علي بن أبي طالب قميصا بثلاثة دراهم - و هو خليفة - و قطع كمّيه من موضع الرصغين


1- البداية و النهاية 4/8.
2- بدون إعجام بالأصل، قارن مع مشيخة ابن عساكر.

إلى نصف ساقيه، فنظر عن يمينه و عن شماله فقال: ما أرى إلاّ قدرا حسنا، بكم هو؟ قال:

بأربعة دراهم يا أمير المؤمنين فقال: فحلّها من إزاره فدفعها إليه ثم انطلق (1).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد، أنا أبو منصور بن شكرويه، أنا أبو بكر بن مردويه، أنا أبو بكر الشافعي، نا معاذ بن المثنّى، نا مسدّد، نا عبد اللّه بن داود، عن زيد بن أسامة عن سعيد الرجاني قال:

اشترى عليّ قميصين سنبلانيين (2) أنبجانيين (3) بسبعة دراهم، فكسا قنبر أحدهما، فلمّا أراد أن يلبس قميصه فإذا إزاره مرقوع برقعة من أديم (4).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (5)،أنا الفضل بن دكين، نا حميد بن عبد اللّه الأصم قال: سمعت فرّوخا (6) مولى لبني الأشتر قال: رأيت عليا في بني ديوار (7) و أنا غلام فقال: أ تعرفني ؟ فقلت: نعم، أنت أمير المؤمنين، ثم أتى آخر فقال: أ تعرفني ؟ فقال: لا، فاشترى منه قميصا زابيا (8) فلبسه فمدّ كمّ القميص فإذا هو مع أصابعه فقال له: كفّه، فلمّا كفّه قال: الحمد للّه الذي كسا علي بن أبي طالب.

قال (9):و أنا الفضل بن دكين، نا الحرّ بن جرموز، عن أبيه قال: رأيت عليا و هو يخرج من القصر و عليه قطريتان: إزار إلى نصف الساق و رداء مشمّر قريب منه و معه درة له يمشي بها في الأسواق، و يأمرهم بتقوى اللّه، و حسن البيع، و يقول: أوفوا الكيل و الميزان، و يقول: لا تنفخوا


1- البداية و النهاية 4/8.
2- السنبلاني، الثوب، و قد تكون هذه النسبة إلى أحد المواضع، و الثوب السنبلاني السابغ الطويل الذي قد أسبل (اللسان).
3- الكساء الأنبجاني هو الذي يتخذ من الصوف، و الذي له خمل و لا علم له و هو من أدون الثياب الغليظة، منسوب إلى موضع اسمه انبجان (راجع اللسان).
4- كذا بالأصل و المطبوعة، و في المختصر: برقعة من الكم.
5- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 28/3.
6- تقرأ بالأصل:«مروجا» و المثبت عن ابن سعد، و فيه: فروخ.
7- بدون إعجام بالأصل، و المثبت عن ابن سعد.
8- بدون إعجام بالأصل، و المثبت عن ابن سعد.
9- يعني ابن سعد، و الخبر رواه في الطبقات الكبرى 28/3 و تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص 645 و البداية و النهاية 4/8 و فيها: الحسن بن جرموز.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا رجل، حدّثني صالح بن ميتم، أنا زيد بن وهب الجهني قال:

خرج علينا علي بن أبي طالب ذات يوم و عليه بردان، متزر بأحدهما مرتد بالآخر قد أرخى جانب إزاره و رفع جانبا، قد رفع إزاره بخرقة، فمرّ به أعرابي فقال: أيها الإنسان، البس من هذا الثياب فإنّك ميت، أو مقتول، فقال: أيها الأعرابي إنّما ألبس هذين الثوبين ليكونا أبعد لي من الزهو (1)،و خيرا لي في صلاتي و سنّة للمؤمن (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، أنا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا شريك، عن عثمان بن زرعة، عن زيد بن وهب قال:

قدم على علي وفد من أهل البصرة فيهم رجل من رءوس الخوارج يقال له الجعد بن بعجة فخطب الناس، فحمد اللّه، و أثنى عليه ثم قال: يا علي اتّق اللّه، فإنّك ميت، و قد علمت سبيل المحسن و المسيء، ثمّ وعظه و عاتبه في لبوسه، فقال: ما لك و للبوسي ؟ إن لبوسي أبعد من الكبر، و أجدر أن يقتدي به المسلم (3).

أخبرنا أبو الفتح المختار بن عبد الحميد بن المنتصر، و أبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفق، و أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين، و أبو عبد اللّه محمّد بن العمركي بن نصر قالوا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حيّوية، أنا إبراهيم بن خزيم، نا عبد بن حميد، نا محمّد بن عبيد، نا المختار بن نافع، عن أبي مطر قال:

خرجت في المسجد فإذا رجل ينادي من خلفي: ارفع إزارك فإنه أنقى لثوبك، و أنقى لك، و خذ من رأسك إن كنت مسلما، فمشيت خلفه و هو بين يدي مؤتزر بإزار، مرتدي


1- الأصل: الزهد، تصحيف، و التصويب عن المختصر و البداية و النهاية.
2- البداية و النهاية 4/8.
3- حلية الأولياء 82/1-83 باختلاف السند، و باختصار.

أبي معيط و هو يسوق الإبل، فقال: بيعوا و لا تحلفوا فإنّ اليمين تنفق السّلعة و تمحق البركة، ثم أتى أصحاب التمر، فإذا خادم تبكي، فقال: ما يبكيك ؟ فقالت: باعني هذا الرجل تمرا بدرهم فرده مولاي (1) فأبى أن يقبله، فقال له علي: خذ تمرك و أعطها درهمها فإنها ليس لها أمر، فدفعه، فقلت: أ تدري من هذا؟ فقال: لا، فقلت: هذا علي أمير المؤمنين فصبت (2)تمره و أعطاها درهمها، قال (3):أحب أن ترضى عني يا أمير المؤمنين، قال: ما أرضاني عنك إذا أوفيتهم حقوقهم.

ثم مرّ مجتازا بأصحاب التمر فقال: يا أصحاب التمر أطعموا المساكين يربّ كسبكم.

ثم مر مجتازا و معه المسلمون حتى انتهى إلى أصحاب السمك، فقال: لا يباع في سوقنا طافي.

ثم أتى دار فرات - و هي سوق الكرابيس - فأتى شيخا، فقال: يا شيخ أحسن بيعي في قميصي (4) بثلاثة دراهم، فلما عرفه لم يشتر منه شيئا، ثم أتى آخر فلما عرفه لم يشتر منه شيئا، فأتى غلاما حدثا (5) فاشترى منه قميصا بثلاثة دراهم و لبسه ما بين الرصغين إلى الكعبين يقول في لبسه: الحمد للّه الذي رزقني من الرياش ما أتجمّل به في الناس، و أواري به عورتي، فقيل له: يا أمير المؤمنين هذا شيء ترويه عن نفسك أو شيء سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ؟ قال: لا، بل شيء سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقوله عند الكسوة، فجاء أب (6)الغلام صاحب الثوب فقيل له: يا فلان قد باع ابنك اليوم من أمير المؤمنين و هو جالس مع المسلمين على باب الرحبة، فقال: أمسك هذا الدرهم، فقال: ما شأن هذا الدرهم فقال: كان قميصا ثمن درهمين قال: باعني رضاي (7) و أخذ رضاه


1- الأصل:«متوالى» و المثبت عن المطبوعة، و في البداية و النهاية و المختصر:«مواليّ ».
2- في المطبوعة: فصب.
3- البداية و النهاية: ثم قال الرجل.
4- كذا بالأصل، و في المطبوعة و البداية و النهاية و المختصر: في قميص.
5- الأصل: غلاما حدبا، و التصويب عن المختصر و البداية و النهاية.
6- كذا بالأصل و المطبوعة، و في المختصر و البداية و النهاية: أبو الغلام.
7- الأصل:«باعني رضاه» و المثبت عن المختصر و البداية و النهاية.

عمرو بن شمر (1)،عن جابر، عن الشعبي قال:

وجد علي بن أبي طالب درعه عند رجل نصراني، فأقبل به إلى شريح يخاصمه، قال:

فجاء علي حتى جلس إلى جنب شريح، فقال له علي: يا شريح لو كان خصمي مسلما ما جلست إلاّ معه، و لكنه نصراني، و قد قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إذا كنتم و إياهم في طريق فاضطروهم إلى مضايقه، و صغّروا بهم كما صغّر اللّه تعالى بهم من غير أن تطغوا» ثم قال علي: هذا الدرع درعي، لم أبغ و لم أهب، فقال شريح للنصراني: ما تقول فيما يقول أمير المؤمنين ؟ فقال النصراني: ما الدرع إلاّ درعي، ما أمير المؤمنين عندي بكاذب، فالتفت شريح إلى علي فقال: يا أمير المؤمنين هل من بيّنة، قال: فضحك عليّ و قال: أصاب شريح ما لي بيّنة (2) فقضى بها للنصراني، قال: فمشى خطا ثم رجع فقال: أما أنا فأشهد أن هذه أحكام الأنبياء، أمير المؤمنين قدّمني إلى قاضيه، و قاضيه يقضي عليه، أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أشهد أن محمّدا عبده و رسوله، الدرع و اللّه درعك يا أمير المؤمنين، انبعث الجيش و أنت منطلق إلى صفين، فخرجت من بعيرك الأورق، فقال: أما إذا أسلمت فهي لك، و حمله على فرس.

فقال الشعبي: فأخبرني من رآه يقاتل الخوارج مع علي يوم النهروان.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش، أنا أبو علي محمّد بن الحسين الجازري، أنا المعافى بن زكريا الجريري، أخبرني محمّد بن سعد، نا جعفر بن عبد اللّه المحمّدي، نا عمر بن محمّد بن عمر بن علي بن الحسين، نا غالب بن عثمان الهمداني، نا مختار بن نافع أبو إسحاق العكلي التّمّار، حدّثني أبو مطر عمرو بن عبد اللّه الجهني البصري، فذكر نحو هذه الحكاية.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل الفضيلي، أنا أبو القاسم أحمد بن محمّد الخليلي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد الخزاعي، أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشّاشي، نا أبو جعفر محمّد بن علي، نا أبو نعيم


1- من طريقه رواه ابن كثير في البداية و النهاية 5/8 و وكيع في أخبار القضاة 200/2 و تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 217.
2- الأصل:«ببينة» و المثبت عن البداية و النهاية.

أن عليا استعمله على عكبراء (1)-قال: و لم يكن السواد يسكنه المصلون - فقال لي بين أيديهم: لتستوفي خراجهم و لا يجدون فيك رخصة، و لا يجدون فيك ضعفا، ثم قال لي: إذا كان عند الظهر فرح إليّ ، فرحت إليه فلم أجد عليه حاجبا يحجبني دونه، وجدته جالسا و عنده قدح و كوز فيه ماء، فدعا مطيّبة (2) فقلت في نفسي: لقد أمنني حتى يخرج إليّ جوهر - إذ لا أدري ما فيها - فإذا عليها خاتم، فكسر الخاتم فإذا فيها سويق، فأخرج منه و صبّ في القدح فصب عليه ماء فشرب و سقاني، فلم أصبر أن قلت له: يا أمير المؤمنين أتصنع هذا بالعراق ؟ طعام العراق أكثر من ذلك ؟ قال: أما و اللّه ما أختم عليه بخلا عليه و لكني أبتاع قدر ما يكفيني فأخاف أن نمى (3) فيصنع فيه من غيره، فإنما حفظي لذلك، و أكره أن أدخل بطني إلاّ طيبا، و إنّي لم أستطع أن أقول لك إلاّ الذي قلت لك بين أيديهم. إنهم قوم خدع و لكني آمرك الآن بما تأخذهم به، فإن أنت فعلت و إلاّ أخذك اللّه به دوني، فإن يبلغني عنك خلاف ما أمرتك عزلتك، فلا يتبعن لهم رزقا يأكلونه و لا كسوة شتاء و لا صيف، و لا تضربن رجلا منهم سوطا في طلب درهم، و لا تقبحه (4) في طلب درهم، فإنّا لم نؤمر بذلك، و لا تبيعن لهم دابة يعملون عليها، إنما أمرنا أن نأخذ منهم العفو، قال: قلت: إذا أجيئك كما ذهبت! قال: و إن فعلت قال: فذهبت فتتبعت ما أمرني به فرجعت و اللّه ما بقي عليّ درهم واحد إلاّ وفيته.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو الدحداح، نا عبد الوهاب بن عبد الرحيم، نا مروان بن معاوية، نا سعيد بن عبيد (5)،عن علي بن ربيعة قال:

جاء جعدة بن هبيرة إلى علي فقال: يا أمير المؤمنين يأتيك الرجلان إن أنت أحب إلى أحدهما من نفسه - أو


1- عكبرا: يمد و يقصر، بليدة من نواحي دجيل، قرب صريفين و أوانا بينها و بين بغداد عشرة فراسخ (معجم البلدان).
2- كذا رسمها بالأصل، و في الحلية: فدعا بطينة، و كتب مصححه بهامشه:«كذا في «ز»، و في ح: بظبية و لعله الصحيح، و الظبية جراب صغير، أو هي شبه الخريطة و الكيس».
3- كذا بالأصل، و في الحلية:«فأخاف أن يغنى فيصنع من غيره»، و مثلها في المختصر.
4- كذا بالأصل و المختصر، و في الخراج:«لا تقمه على رجله في طلب درهم» و في المطبوعة: و لا تهيجه.
5- من طريقه رواه ابن كثير في البداية و النهاية 5/8-6.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، نا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني جدي، نا علي بن هاشم، عن صالح بياع الأكسية، عن جدته قالت: رأيت عليا اشترى ثمرا بدرهم فحمله في ملحفته فقال: يا أمير المؤمنين أ لا نحمله عنك ؟ فقال: أبو العيال أحق بحمله (1).

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد بن أحمد، أنا أبو الحسن الواحدي، أنا أبو بكر الحاري، نا أبو الشيخ الحافظ ، نا أبو العبّاس أحمد بن محمّد الجمال.

ح و حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل - إملاء - أنا الفضل بن محمّد المؤدب، أنا أبو القاسم بن أبي بكر، نا أبو الشيخ، نا أبو العبّاس الجمال، نا إسماعيل بن يزيد، نا قتيبة بن مهران، عن - و في حديث أبي القاسم: نا أبو الصباح عبد الغفور عن - أبي هاشم (2) عن زاذان عن علي.

أنه كان يمشي في الأسواق وحده و هو وال، يرشد الضال - و في حديث عبد الجبار:

ينشد الضال - و يعين الضعيف، و يمر بالبياع و البقّال فيفتح عليه القرآن و قرأ - و في حديث عبد الجبار: و يقرأ- تِلْكَ الدّٰارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهٰا لِلَّذِينَ لاٰ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لاٰ فَسٰاداً (3)فقال:- و في حديث عبد الجبار: و يقول - نزلت هذه - زاد أبو القاسم: الآية و قالا:- في أهل العدل و التواضع من الولاة، و أهل القدرة من سائر الناس.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن الخلاّل، أنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن يوسف بن دوست العلاّف، نا عمر بن الحسن القاضي، أنا سوادة بن علي بن جابر، نا عبادة بن زياد، عن صالح بن أبي الأسود، عن من حدثه أنه رأى عليا قد ركب حمارا و دلى رجليه إلى موضع واحد، ثم قال: أنا الذي أهنت الدنيا (4).

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنا محمّد بن علي بن الفتح، نا محمّد بن أحمد بن إسماعيل بن سمعون، أنا عمر بن الحسن بن علي الشيباني، نا حسين بن فهم، نا يحيى بن معين، نا علي بن الجعد، عن حسن بن صالح قال:

تذاكروا الزهاد عند عمر بن عبد العزيز فقال قائلون: فلان، و قال قائلون: فلان، فقال عمر بن عبد العزيز: أزهد الناس في الدنيا: علي بن أبي طالب


1- البداية و النهاية 6/8.
2- من طريقه في البداية و النهاية 6/8.
3- سورة القصص، الآية:83.
4- البداية و النهاية 6/8.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أحمد بن علي الوراق، نا إبراهيم بن بشار، نا نعيم بن موزع، نا هشام بن حسّان (1)قال:

بينا نحن عند الحسن إذ أقبل رجل من الأزارقة، فقال له: يا أبا سعيد ما تقول في علي بن أبي طالب ؟ قال: فاحمرّ وجنتا الحسن و قال: رحم اللّه عليا، إنّ عليا كان سهما للّه صائبا في أعدائه، و كان في محلة العلم أشرفها و أقربها من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و كان رهباني هذه الأمة (2)،لم يكن لمال اللّه بالسروقة (3)،و لا في أمر اللّه بالنئومة، أعطى القرآن عزيمة علمه، فكان منه في رياض مونقة و أعلام بيّنة، ذاك علي بن أبي طالب يا لكع.

أخبرنا الشريف أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا أبو محمّد الحسن بن إسماعيل، نا أبو بكر أحمد بن مروان الدّينوري، نا إسماعيل بن يونس السّبيعي (4)،نا الرياشي، عن الحسن بن حمّاد الحضرمي، عن علي بن عابس، عن يزيد بن أبي زياد، عن بنت سرّية لعلي بن أبي طالب، عن أمها، قالت:

اغتسلت، فأقعدت فلم استطع أن أقوم، فأخبر بذلك علي بن أبي طالب، فجاء، فوضع يده على رأسي، فلم يزل يده على رأسي يدعو حتى قمت، فسمعته يقول: لا تغتسلي في الحشّ (5)،و لا في مكان يبال فيه، و لا في قمر إلى (6).

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود المعدّل عنه، أنا أبو نعيم الحافظ


1- من طريقه في البداية و النهاية 6/8 و انظر حلية الأولياء 84/1.
2- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن البداية و النهاية.
3- الأصل: بالشروقة، تصحيف و المثبت عن البداية و النهاية.
4- رسمها و إعجامها مضطربان، و الصواب ما أثبت، و هو يوافق عبارة المطبوعة.
5- الحش: البستان.
6- كذا بالأصل.

علي بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني شريح بن يونس، نا هشيم، عن إسماعيل بن سالم، عن عمّار الحضرمي، عن زاذان أبي عمر.

أن رجلا حدّث عليا بحديث، فقال: ما أراك إلاّ قد كذبتني، قال: لم أفعل، قال:

أدعو عليك إن كنت كذبت، قال: ادع، فدعا، فما برح حتى عمي.

قال: و نا ابن أبي الدنيا (1)،نا خالف بن سالم، نا محمّد بن بشر، عن أبي مكين قال:

مررت أنا و خالي أبو أمية على دار في جمل (2)حيّ من مراد، فقال: ترى هذه الدار؟ قلت: نعم، قال: فإنّ عليا مرّ عليها و هم يبنونها فسقطت عليه قطعة فشجّته، فدعا اللّه أن لا يكمل بناؤها، قال: فما وضعت عليها لبنة، قال: فكنت تمرّ عليها لا تشبه الدور.

قال: و حدّثنا ابن أبي الدنيا


1- من طريقه رواه ابن كثير في البداية و النهاية 6/8.
2- رسمها مضطرب بالأصل و بدون إعجام و صورتها:«حنل» و في المختصر:«جبل». و في البداية و النهاية:«محل».

إسماعيل السّدّي قال: سمعت أبا أراكة - و في حديث أبي القاسم: عن السّدّي عن أبي أراكة - قال (1):

صليت مع علي بن أبي طالب صلاة الفجر، فلما انفتل (2)عن يمينه مكث - و في حديث ابن طاوس: فلما انفتل عن يمينه ثم مكث - كان عليه كآبة حتى إذا كانت الشمس على حائط المسجد قيد رمح - قال: و حائط المسجد - زاد ابن طاوس: يومئذ و قالا:- أقصر مما هو الآن، ثم قلب يده ثم قال - و قال ابن طاوس: فقال: و اللّه لقد رأيت أصحاب محمّد صلى اللّه عليه و سلّم فما أرى اليوم شيئا يشبههم، لقد كانوا يصبحون - زاد أبو القاسم: صفوا (3)و قالا:- شعثا غبرا بين أعينهم أمثال - و قال أبو القاسم: كأمثال - ركب المعزى - و قال أبو القاسم: ركب المعز - قد باتوا للّه سجدا و قياما يتلون كتاب اللّه يراوحون بين جباههم و أقدامهم، فإذا أصبحوا فذكروا اللّه مادوا كما تميد الشجر في يوم الريح، و هملت أعينهم حتى تبلّ ثيابهم، و اللّه لكأنّ القوم باتوا غافلين.

ثم نهض فما رئي بعد ذلك مفترا يضحك حتى ضربه - و قال ابن طاوس: حتى قتله - ابن ملجم - عدو اللّه الفاسق-.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الطيب عثمان بن عمرو بن محمّد بن المنتاب، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، أنا الحسين بن الحسن بن حرب، أنا إسماعيل بن إبراهيم، نا ليث، عن الحسن قال:

قال علي بن أبي طالب: طوبى لكل عبد نومة عرف النّاس و لم يعرفه الناس، و عرفه اللّه منه برضوان (4)،أولئك مصابيح الهدى يخلّى عنهم كل فتنة مظلمة، تدخلهم في رحمته، ليس أولئك بالمذاييع البذر، و لا بالحفاة (5)المرائين (6).

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا رشأ المقرئ، أنا أبو محمّد المصري، أنا أبو بكر المالكي، نا محمّد بن عبد العزيز الدينوري، نا أبي، عن وكيع


1- البداية و النهاية 6/8-7.
2- الأصل:«انفلت عن يمينه مكث» و المثبت عن البداية و النهاية.
3- كذا بالأصل و المطبوعة، و في البداية و النهاية: صفرا.
4- كذا بالأصل و الحلية و في المطبوعة: برضوانه.
5- كذا بالأصل، و في الحلية و المطبوعة: الجفاة المرائين.
6- حلية الأولياء 76/1-77.

أوفى بن دلهم عن علي بن أبي طالب أنه قال: تعلّموا العلم تعرفوا به، و اعملوا به تكونوا من أهله، فإنه يأتي من بعدكم زمان ينكر فيه الحق تسعة أعشاره، و انه لا ينجو منه إلاّ كل نومة مننت (1)الداء أولئك أئمة الهدى، و مصابيح العلم، ليسوا بالعجل المذاييع (2)البذر.

ثم قال: إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة، و إنّ الآخرة مقبلة، و لكلّ واحد منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة و لا تكونوا من أبناء الدنيا، ألا و إن الزاهدين في الدنيا اتخذوا الأرض بساطا، و التراب فراشا (3)،و الماء طيبا، ألا من اشتاق إلى الآخرة سلا عن الشهوات، و من أشفق من النار رجع عن الحرمات (4)،و من (5)زهد في الدنيا هانت عليه المصيبات.

ألا إن للّه عبادا كمن رأى أهل الجنة في الجنة مخلّدين، و أهل النار في النار معذبين شرورهم مأمونة و قلوبهم محزونة، و أنفسهم عفيفة و حوائجهم خفيفة، صبروا أيام العقبى لراحة طويلة، أما الليل فصافّون أقدامهم يجري


1- كذا رسمها بالأصل، و في البداية و النهاية: إلاّ كل أواب منيب. و في المختصر: إلاّ كل نومة منبتّ الداء.
2- الأصل: الذاييع، و المثبت عن البداية و النهاية و المختصر.
3- «و التراب فراشا» ليس في المطبوعة.
4- في البداية و النهاية: المحرمات.
5- قبلها في البداية و النهاية: و من طلب الجنة سارع إلى الطاعات.

و لا ظنك حقا، و اعلم أنه ليس لك من الدنيا إلاّ ما أعطيت فأمضيت، و قسمت فسوّيت، و لبست فأبليت، قال: صدقت يا أبا الحسن.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن أحمد بن علي الزجاجي، أنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد بن أبي مسلم الفرضي، حدّثني أبو عبد اللّه علي بن سليمان صاحب الحكيمي (1)،نا علي بن حرب (2).

ح و أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو عبد اللّه علي بن عبد اللّه العطار - ببغداد - نا علي بن حرب الموصلي سنة ست و ستين و مائتين بالموصل.

ح و أخبرنا أبو حفص عمر بن محمّد بن الحسن بن محمّد بن إبراهيم، أنا أبو بكر بن خلف، أنا الحاكم أبو عبد اللّه قال: سمعت أبا عبد اللّه علي بن عبد اللّه العطار صاحب الحكم ببغداد يقول: حدّثنا علي بن حرب الموصلي، نا وكيع، عن سفيان، عن عطاء بن السّائب، عن أبي عبد الرّحمن السلمي، قال:

خطب علي بن أبي طالب على منبر الكوفة - و قال الشّحّامي: بالكوفة - فحمد اللّه و أثنى عليه و قال: أيها الناس، إنّ أخوف ما أخاف عليكم (3)طول الأمل، و اتّباع الهوى، فأمّا طول الأمل فينسي الآخرة، و أمّا اتّباع الهوى فيصدّ عن الحق، ألا إنّ الدنيا قد ولّت مدبرة، و الآخرة مقبلة (4)،و لكلّ واحدة منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة و لا تكونوا من أبناء الدنيا، فإنّ اليوم عمل و لا حساب، و غدا حساب و لا عمل.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن العباس، قالا: نا يحيى بن محمّد بن صاعد، أنا الحسين بن الحسن بن حرب، أنا عبد اللّه بن المبارك (5)،أنا إسماعيل بن أبي خالد، عن زبيد اليامي، عن رجل من بني عامر قال:

قال علي بن أبي طالب: إنّما أخشى عليكم اثنتين


1- في المطبوعة: الحكمي.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 223/13.
3- «أيها الناس، إن أخوف ما أخاف عليكم طول الأمل» مكرر بالأصل.
4- كذا بالأصل و المطبوعة.
5- كتاب الزهد و الرقائق لابن المبارك، باب النهي عن طول الأمل ص 86 رقم 255 و انظر حلية الأولياء 76/1.

طول الأمل ينسي الآخرة، و إنّ اتّباع الهوى يصدّ عن الحق، و انّ الدنيا قد ارتحلت مدبرة، و الآخرة مقبلة، و لكلّ واحدة منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة و لا تكونوا من أبناء الدنيا، فإنّ اليوم عمل و لا حساب، و غدا حساب و لا عمل.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو الفضل العباس بن محمّد بن عبد الواحد الرازي، و سليمان بن إبراهيم بن محمّد، و محمّد بن أحمد بن محمّد بن هارون، و أحمد بن عبد الرّحمن بن محمّد الذكواني، و سهل بن عبد اللّه بن علي، و عبد الرزاق بن عبد الكريم بن عبد الواحد.

و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، نا سليمان بن إبراهيم قالوا: نا محمّد بن إبراهيم بن جعفر - إملاء - أنا محمّد بن الحسين بن الحسن، نا علي بن الحسن الدّرابجردي (1)،نا عبيد اللّه بن موسى، أنا إسماعيل، عن زبيد قال: قال علي:

إنّما أخاف عليكم خصلتين: طول الأمل، و اتّباع الهوى، فأما طول الأمل فينسي الآخرة، و أمّا اتّباع الهوى فيصد عن الحق، و إنّ الدنيا قد ترحّلت مدبرة، و إن الآخرة قد قربت مقبلة، و لكلّ واحدة منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة و لا تكونوا من أبناء الدنيا، فإنّ اليوم عمل و لا حساب، و غدا حساب و لا عمل (2).

كتب إليّ أبو بكر عبد الغفار بن محمّد، و حدّثني أبو المحاسن الطنبسي عنه، أنا أبو بكر الحيري.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو عثمان الصّابوني، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أحمد المقرئ، قالا: نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب بن يوسف، نا عبد اللّه بن أحمد - يعني ابن المستورد - زاد المقرئ: الأشجعي و قالا:- الكوفي، نا أحمد بن صبيح الأسدي، حدّثني حسين بن علوان، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة


1- الأصل: الداربجردي، و التصويب عن الأنساب، و انظر معجم البلدان (درابجرد).
2- انظر البداية و النهاية 7/8.

النجا، و الوحا الوحا، وراءكم طالب حثيث القبر، فاحذروا ضغطته و ظلمته و وحشته، ألا و إن القبر حفرة من حفر النار، أو روضة من رياض الجنة، ألا و إنه يتكلم في كلّ يوم ثلاث مرات فيقول: أنا بيت الظلمة، أنا بيت الدود، أنا بيت الوحشة، ألا و إن وراء ذلك يوم يشيب فيه الصغير، و يسكر فيه الكبير، وَ تَضَعُ كُلُّ ذٰاتِ [حَمْلٍ ] (1)حَمْلَهٰا وَ تَرَى النّٰاسَ سُكٰارىٰ وَ مٰا هُمْ بِسُكٰارىٰ و قال الشيروي (2):سكرى و ما هم بسكرى وَ لٰكِنَّ عَذٰابَ اللّٰهِ شَدِيدٌ (3) ألا و ان وراء ذلك ما هو أشد منه، نار حرّها شديد و قعرها بعيد، و حليها حديد (4)،و خازنها ملك ليس للّه فيه - و في حديث الحيري: فيها - رحمة.

قال (5):ثم بكى و بكى المسلمون حوله ثم قال:

و إلى وراء ذلك جنة عرضها السموات و الأرض - و في حديث الحيري: عرضها كعرض السماء و الأرض - أعدّت للمتقين جعلنا اللّه و إياكم من المتقين، و أجارنا و إيّاكم من العذاب الأليم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو مسعود سليمان بن إبراهيم بن محمّد، و أبو الخير محمّد بن أحمد بن محمّد بن هارون، و أبو الحسين سهل بن عبد اللّه بن علي الغازي، و أبو الحسين أحمد بن عبد الرّحمن بن محمّد الذكواني، و أبو نصر أحمد بن عبد اللّه بن سمير، و محمّد بن علي بن أحمد السكري.

و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا أحمد بن عبد الرّحمن.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس المقرئ، نا سليمان بن إبراهيم.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن محمّد بن مهران، أنا سهل بن عبد اللّه.

قالوا: نا محمّد بن إبراهيم بن جعفر اليزدي - إملاء - نا أبو علي الحسين بن علي الوراق، نا محمّد بن زكريا الغلاّبي، نا العبّاس بن بكّار، نا عبد اللّه بن سليمان المزني، عن ليث بن أبي سليم


1- استدركت عن هامش الأصل.
2- هو عبد الغفار بن محمد، أبو بكر الشيروي، شيخ ابن عساكر، راجع مشيخة ابن عساكر.
3- سورة الحج، الآية:2.
4- في البداية و النهاية: و حليها و مقامعها حديد، و ماؤها صديد.
5- القائل: الأصبغ بن نباتة، راوي الخبر.

حدّثني من سمع علي بن أبي طالب يخطب فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال:

عباد اللّه، الموت ليس منه فوت، إن أقمتم له أخذكم، و إن فررتم منه أدرككم - و في حديث إسماعيل (1):و إن فررتم أدرككم - الموت معقود بنواصيكم، فالنجا النجا، و الوحا الوحا، وراءكم - و قال إسماعيل: فإن وراءكم - طالب حثيث القبر، احذروا ضنكه، و ظلمته، و ضيقته، ألا إن القبر حفرة من حفر جهنم، أو روضة من رياض الجنة، ألا و إنه يتكلم في كلّ يوم ثلاث مرات فيقول: أنا بيت الوحشة، أنا بيت الظلمة، أنا بيت الدود، ألا و إن وراء ذلك اليوم أشدّ من ذلك اليوم، نار حرّها شديد، و قعرها عميق، و حبلها (2) حديد، ليس للّه فيها رحمة.

فبكى المسلمون حوله بكاء شديدا، فقال: و إن وراء - و قال إسماعيل: و إن من وراء ذلك جنة عرضها السموات و الأرض أعدّت للمتقين، أجارنا اللّه و إيّاكم من العذاب الأليم.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، أنا أحمد بن يوسف التغلبي، نا ابن نمير، عن وكيع (3)،عن عمر (4) بن منبه، عن أوفى بن دلهم، عن علي بن أبي طالب أنه خطب الناس، فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال:

أما بعد، فإنّ الدنيا قد أدبرت و آذنت بوداع، و إن الآخرة قد أقبلت و أشرفت باطّلاع، و إنّ المضمار اليوم و غدا السباق، ألا و إنكم في أيام أمل من ورائه من أجل (5)،فمن قصّر في أيام أمله قبل حضور أجله فقد خيّب عمله، ألا فاعملوا للّه في الرغبة كما تعملون له في الرهبة، ألا و إني لم أر كالجنة نام طالبها، و لم أر كالنار نام هاربها، ألا و إنه من لم ينفعه الحقّ ضرّه الباطل، و من لم يستقم به الهدى حار


1- يعني أبا القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل.
2- كذا رسمها بالأصل بدون إعجام، و فوقها ضبة، و في المطبوعة: و حبلها حديد.
3- من طريقه رواه ابن كثير في البداية و النهاية 7/8-8.
4- كذا بالأصل و المطبوعة، و في ابن كثير: عمرو بن منبه.
5- بعدها في نهج البلاغة بشرح محمد عبده ص 125: فمن عمل في أيام أمله قبل حضور أجله نفعه عمله، و لم يضرره أجله.

مغفرة منه و فضلا، و اللّه واسع عليم.

أيها الناس، أحسنوا في عمركم (1) تحفظوا في عقبكم، فإن اللّه وعد جنته من أطاعه، و أوعد ناره من عصاه، إنّها نار لا يهدأ زفيرها، و لا يفكّ أسيرها، و لا يجبر كسيرها، حرّها شديد، و قعرها بعيد، و ماؤها صديد، و إنّ أخوف ما أخاف عليكم اتّباع الهوى و طول الأمل.

قال: و نا أحمد بن مروان، نا محمّد بن عبد العزيز، نا الفضل بن موفق، نا السّري بن القاسم، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عاصم بن ضمرة (2) قال:

ذم رجل الدنيا عند علي بن أبي طالب فقال علي:

الدنيا دار صدق لمن صدقها، و دار نجاة لمن فهم عنها، و دار غناء (3) لمن تزود منها، مهبط وحي اللّه و مصلى ملائكته، و مسجد أنبيائه، و متجر أوليائه ربحوا فيها الرحمة، و اكتسبوا فيها الجنّة، فمن ذا يذمّها و قد آذنت ببينها (4) و نادت بفراقها، و شبّهت (5) بشرورها السرور، و ببلائها إليه ترهيبا و ترغيبا فيها.

أيها الذامّ للدنيا المعلل نفسه، متى خدعتك الدنيا أو متى استدنت (6) إليك، أ بمصارع آبائك في البلى، أم بمضاجع أمهاتك تحت الثرى كم مرّضت بيديك و عللت بكفيك، تطلب لها الشفاء، و تستوصف له الأطباء، لا يغني عنك دواؤك، و لا ينفعك بكاؤك.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو نصر بن الجبّان


1- في البداية و النهاية:«أحسنوا في أعماركم، تحفظوا في أعقابكم» و في المطبوعة: في غيركم.
2- من طريقه رواه في البداية و النهاية 8/8.
3- في البداية و النهاية: دار غناء و زاد.
4- البداية و النهاية: و آذنت بغيلها.
5- البداية و النهاية: و شابت بشرورها.
6- كذا رسمها بالأصل، و في المطبوعة:«استذمّت» و في البداية و النهاية:«اشتدمت».

الرحمة، فمن ذا الذي يذمّها و قد آذنت ببينها، و نادت بانقطاعها، و نعت نفسها و أهلها، فيا أيها الذامّ للدنيا، المعتل بغرورها، متى استذمّت إليك الدنيا، و متى غرّتك ؟ أ بمنازل آبائك من الثرى ؟ أو بمضاجع أمهاتك من البلى ؟ كم مرّضت بكفيك، و عالجت بيدك (1) تبتغي له الشفاء، و تستوصف له الأطباء، لم تسعف له بطلبتك، مثلت له الدنيا بعينها (2)،و بمصرعه مصرعك غدا لا يغني بكاؤك و لا ينفعك أحباؤك.

ثم انصرف إلى القبور فقال:

يا أهل القبور، يا أهل الضيق و الوحدة، يا أهل الغربة و الوحشة، أما الدور فقد سكنت، و أمّا الأموال فقد قسمت، و أما الأزواج فقد نكحت، فهذا خير ما عندنا فما عندكم ؟ ثم التفت إلى أصحابه فقال: إنا على ذلك، فلو أذن لهم في الجواب لأجابوا: إنّ خير الزاد التقوى.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (3)،حدّثني الحسن بن أبي طالب، نا يوسف بن عمر القواس، قال: قرئ على أحمد بن إسحاق بن بهلول و أنا أسمع، قيل له:

حدثكم محمّد بن عبد اللّه البصري بمكة، نا الحسن بن أبان أبو محمّد البغدادي، نا يسير (4) بن زاذان، نا جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه قال:

كان علي بن أبي طالب في مسجد الكوفة، فسمع رجلا يشتم الدنيا، و يفحش في شتمها، فقال له علي: اجلس، فجلس، فقال له: ما لي أسمعك تشتم الدنيا و تفحش في شتمها؟ أ و ليس هو الليل و النهار، و الشمس و القمر، سامعين مطيعين، فأنشأ علي يقول: إنّ الدنيا لمنزل صدق لمن صدقها، و دار [بلاء] (5) لمن فهم عنها، و عافية لمن تزوّد منها، منزل أحبّاء اللّه، و مهبط وحيه، و مصلّى ملائكته، و متّجر أوليائه، اكتسبوا الجنة و ربحوا فيها المغفرة، فذمّها أقوام غداة الندامة و حمدها آخرون، ذكرتهم فذكروا، و حدثتهم فصدقوا، فمن ذا يذمّها و قد آذنت ببينها و نادت بانقطاعها؟ راحت بفجيعة و ابتكرت (6) بعاقبة تخويف


1- كذا بالأصل، و الأشبه:«بيديك» كما يقتضي السياق.
2- كذا بالأصل.
3- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 287/7 في ترجمة أبي محمد الحسن بن أبان البغدادي.
4- تاريخ بغداد: بشير بن زاذان.
5- الزيادة عن تاريخ بغداد.
6- كذا رسمها بالأصل و المطبوعة، و في تاريخ بغداد: و أسكرت بعاقبة.

و ترهيب، يا أيها الذام للدنيا، المعتلّ بتغريرها متى استذمّت (1) إليك ؟ أم متى غرتك ؟ أ بمضاجع آبائك من الثرى ؟ أو بمنازل أمهاتك من البلى ؟ أم ببواكر الصريح من إخوانك ؟ أم بطوارق النعي من أحبابك ؟ هل رأيت إلاّ ناعيا منعيا؟ أو رأيت إلاّ وارثا موروثا؟ كم عللت بكفيك (2) أم كم مرضت بكفيك ؟ تبتغي له الشفاء و تستوصف له الأطباء، لم ينفعه بشفاعتك و لم ينجح له بطلبتك. بل مثلت لك به الدنيا نفسك، و بمضجعه مضجعك، غداة (2) لا يغني عنك بكاؤك و لا ينفعك أحباؤك، فهيهات أم مواعظ الدنيا لو نصت لها؟ و أي دار لو فهمت لها عنها، و أي عاقبة (3) لمن تزود منها.

انصرف إذا شئت.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، نا الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا أبو قبيصة، نا سعيد الجرمي، عن عبد اللّه بن صالح العجلي، عن أبيه قال:

خطب علي بن أبي طالب يوما، فحمد اللّه و أثنى عليه، و صلى على النبي صلى اللّه عليه و سلّم، ثم قال (4):

عباد اللّه، لا تغرنكم الحياة الدنيا، فإنها دار بالبلاء محفوفة، و بالفناء معروفة، و بالغدر موصوفة، و كلّ ما فيها إلى زوال، و هي بين أهلها دول و سجال، لن يسلم من شرّها نزّالها بينا أهلها في رجاء و سرور إذ هم منها في بلاء و غرور، العيش فيها مذموم، و الرخاء فيها لا يدوم، و إنما أهلها فيها أغراض مستهدفة، ترميهم بسهامها و تقضمهم بحمامها.

عباد اللّه إنكم و ما أنتم من هذه الدنيا على سبيل من قد مضى ممن كان أطول منكم أعمارا، و أشد منكم بطشا، و أعمر ديارا، و أبعد آثارا، فأصبحت أصواتهم هامدة خامدة من بعد طول تقلّبها، و أجسادهم بالية و ديارهم خالية، و آثارهم عافية، و استبدلوا بالقصور المشيدة، و السرر


1- في تاريخ بغداد: المقبل بتغريرها، متى استدنت إليك.
2- الأصل:«غدا» و المثبت عن تاريخ بغداد.
3- في تاريخ بغداد: و أي عافية لو تزودت منها.
4- راجع نهج البلاغة خطب الإمام علي رضي اللّه عنه «الخطبة 226» في التنفير من الدنيا.

الملحدة التي قد بني (1) على الخراب فناؤها (2)،و شيّد بالتراب بناؤها، فمحلّها مقترب، و ساكنها مغترب، بين أهل عمارة (3) موحشين و أهل محلة متشاغلين، لا يستأنسون بالعمران (4)،و لا يتواصلون تواصل الجيران، على ما بينهم من قرب الجوار، و دنو الدار، و كيف يكون بينهم تواصل و قد طحنهم بكلكله البلى، و أكلتهم الجنادل و الثرى، فأصبحوا بعد الحياة أمواتا، و بعد غضارة العيش رفاتا، فجع بهم الأحباب، و سكنوا التراب، و ظعنوا فليس لهم إياب، هيهات هيهات، كلاّ إنها كلمة هو قائلها، و من ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون، و كأن قد صرتم إلى ما صاروا إليه من الوحدة و البلاء في دار الموتى، و ارتهنتم في ذلك المضجع، و ضمّكم ذلك المستودع، فكيف بكم لو قد تناهت الأمور و بعثرت القبور، و حصّل ما في الصدور، و أوقفتم للتحصيل بين يدي ملك جليل، فطارت القلوب لإشفاقها من سالف الذنوب، و هتكت عنكم الحجب و الأستار، و ظهرت منكم العيوب و الأسرار، هنالك تجزى كلّ نفس بما كسبت لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسٰاؤُا بِمٰا عَمِلُوا وَ يَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى (5)وَ وُضِعَ الْكِتٰابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمّٰا فِيهِ وَ يَقُولُونَ يٰا وَيْلَتَنٰا مٰا لِهٰذَا الْكِتٰابِ لاٰ يُغٰادِرُ صَغِيرَةً وَ لاٰ كَبِيرَةً إِلاّٰ أَحْصٰاهٰا وَ وَجَدُوا مٰا عَمِلُوا حٰاضِراً وَ لاٰ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً (6) جعلنا اللّه و إياكم عاملين بكتابه متّبعين لأوليائه حتى يحلنا و إياكم دار المقامة من فضله، إنّه حميد مجيد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد أحمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان، أنا أبو طاهر محمّد بن علي بن عبد اللّه بن مهدي، أنا أبو طاهر أحمد بن محمّد بن عمرو المدني (7)،نا يونس بن عبد الأعلى بن ميسرة الصّدفي (8)،نا يحيى بن حسّان، حدّثني محمّد بن مسلم بن أبي الوضّاح البصري، حدّثني ثابت أبو سعيد، حدّثني يحيى بن يعمر.

أن عليّ بن أبي طالب خطب الناس، فحمد اللّه، و أثنى عليه ثم قال


1- الأصل:«التي قد بين الخراب فناؤها» و المثبت و الزيادة عن نهج البلاغة.
2- الأصل:«التي قد بين الخراب فناؤها» و المثبت و الزيادة عن نهج البلاغة.
3- في نهج البلاغة: بين أهل محلة موحشين، و أهل فراغ متشاغلين.
4- نهج البلاغة: لا يستأنسون بالأوطان.
5- سورة النجم، الآية:31.
6- سورة الكهف، الآية:49.
7- ترجمته في سير أعلام النبلاء 430/15 و فيها: المديني.
8- ترجمته في سير أعلام النبلاء 348/12.

أيها الناس، إنّما هلك من هلك ممن كان قبلكم بركوبهم المعاصي، و لم ينههم الربانيون و الأحبار، أنزل اللّه بهم العقوبات، ألا فمروا بالمعروف و انهوا عن المنكر قبل أن ينزل بكم الذي نزل بهم، و اعلموا أن الأمر بالمعروف، و النهي عن المنكر لا يقطع رزقا و لا يقرّب أجلا. إن الأمر ينزل من السماء كقطر (1) المطر إلى كل نفس بما قدر اللّه لها من زيادة أو نقصان في أهل أو مال أو نفس، فإذا أصاب أحدكم النقصان في أهل أو مال أو نفس في الآخرة عقوبة، فلا يكونن ذلك له فتنة، فإنّ المرء المسلم ما لم يعش (2) دناه يظهر تخشعا لها إذا ذكرت و يغري بها [لئام الناس كان كالياسر] (3) الفالج (4) الذي ينتظر أول فوزة من قداحه توجب له المغنم، و تدفع عنه المغرم، و كذلك المرء المسلم البريء من الخيانة إنما ينتظر إحدى الحسنيين:[إما داعي اللّه] (5) فما عند اللّه خير له، فأما ما (6) رزق من اللّه فإذا هو ذو أهل و مال. المال و البنون حرث الدنيا، و العمل الصالح حرث الآخرة، و قد يجمعهما اللّه لأقوام.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن عبد اللّه، أنا عاصم بن الحسن بن محمّد، أنا محمود بن عمر بن جعفر بن إسحاق، أنا علي بن الفرج بن علي بن أبي روح، نا عبد اللّه بن محمد بن أبي الدنيا، نا إسحاق بن إسماعيل، نا سفيان بن عيينة، عن أبي حمزة، عن يحيى بن عقيل، عن يحيى بن يعمر قال:

قال علي: إن الأمر ينزل من السماء كقطر المطر، لكلّ نفس ما كتب (7) اللّه لها من زيادة أو نقصان في نفس أو أهل أو مال فمن رأى نقصا في أهله أو نفسه أو ماله و رأى لغيره عثرة (8)و لا يكونن ذلك له فتنة فإنّ المسلم ما لم يعش دناه


1- في نهج البلاغة: كقطرات المطر.
2- كذا بالأصل:«يعش دناه» و مثلها في البداية و النهاية، و في نهج البلاغة و المختصر: لم يغش دناءة.
3- ما بين معكوفتين مكانه بالأصل «بالناس» و المثبت و الزيادة المستدركة لتقويم العبارة عن المختصر، و في البداية و النهاية: و يغرى بها لئام الناس، كالبائس العالم.
4- الياسر: المقامر، و الفالج: الفائز.
5- الزيادة للإيضاح عن نهج البلاغة، و في البداية و النهاية و المختصر:«إذا ما دعا».
6- كذا بالأصل:«فأما ما رزق من اللّه» و في نهج البلاغة:«و إما رزق اللّه» و في المختصر و البداية و النهاية: و إما أن يرزقه اللّه.
7- في نهج البلاغة: إلى كل نفس بما قسم لها.
8- كذا بالأصل. و في نهج البلاغة: فإن رأى أحدكم لأخيه غفيرة في أهل أو مال أو نفس فلا تكونن له فتنة.

فكذلك المرء المسلم البريء من الخيانة،[ينتظر من اللّه] (1) إحدى الحسنيين: إذا ما دعا اللّه فما عند اللّه خير له، و أما أن يرزقه اللّه مالا و إذا هو ذو أهل و مال، و معه حسبه و دينه، الحرث حرثان، فحرث الدنيا المال و البنون، و حرث الآخرة الباقيات الصالحات، و قد يجمعهم اللّه لأقوام.

قال سفيان: و من يحسن يتكلم بهذا الكلام إلاّ علي ؟ أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن أحمد بن السالنجي المقرئ، و أبو البركات يحيى بن الحسن بن الحسين المدائني، و أبو بكر محمّد بن الحسن بن دريد الأزدي سنة أربع عشرة و ثلاثمائة، نا أبو حاتم، عن أبي عبيدة، عن يونس قال: بلغني أن ابن عباس كان يقول: كتب إليّ علي بن أبي طالب (2) بموعظة ما سررت بموعظة سروري (3) بها:

أما بعد، فإنّ المرء يسره درك ما لم يكن ليفوته، و يسوؤه (4) فوت ما لم يكن ليدركه، فما نالك من دنياك فلا تكن به فرحا، و ما فاتك منها فلا تتبعه (5) أسفا، و ليكن سرورك على ما قدمت، و أسفك على ما خلفت، و همّك فيما بعد الموت.

و رويت من وجه آخر متصلة بابن عباس.

أخبرنا بها أبو غالب بن البنا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا عبيد الله بن عبد الرّحمن الزهري، نا أبو عمر حمزة بن القاسم بن عبد العزيز الهاشمي، نا أبو عبد اللّه الحسين بن عبيد الله، حدّثني إبراهيم بن سعيد، حدّثني أمير المؤمنين المأمون، حدّثني أمير المؤمنين الرشيد، حدّثني أمير المؤمنين المهدي، حدّثني أمير المؤمنين المنصور.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، و أبو القاسم بن البسري، و أبو منصور عبد الباقي بن محمّد.

قالوا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبد الواحد بن المهتدي، نا عبد اللّه الزراد


1- الزيادة عن نهج البلاغة، و مكانها بالأصل:«و من».
2- أقحم بعدها بالأصل: إلى.
3- نهج البلاغة: الكتاب رقم 22.
4- الأصل: يسره، خطأ، و التصويب عن نهج البلاغة.
5- في نهج البلاغة: و ما فاتك منها فلا تأس عليه جزعا.

إسحاق الصائغ، حدّثني المأمون، حدّثني الرشيد، حدّثني المهدي، حدّثني المنصور، حدّثني أبي عن أبيه قال:

قال لي - أبي عبد اللّه بن عباس - و قال أبو غالب: بن العبّاس - ما انتفعت بكلام أحد بعد النبي صلى اللّه عليه و سلّم، و قال أبو غالب: رسول اللّه - إلاّ بشيء كتب به إليّ علي بن أبي طالب، فإنّه كتب إليّ - زاد أبو غالب: بسم اللّه الرحمن الرحيم.

أما بعد يا أخي، فإنّك تسرّ بما يصير إليك مما لم يكن ليفوتك - و قال أبو غالب:

يفوتك (1)-و يسرك (2)[فوت] (3) ما لم تكن تدركه، فما نلت من الدنيا يا أخي فلا تكن به فرحا، و ما فاتك - زاد أبو غالب: منها، و قالا:- فلا تكن عليه حزينا، و ليكن عملك لما بعد الموت، و السلام.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد الله - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده (4)-أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا القاضي، حدّثني محمّد بن عمر بن نصير الحربي الحمّال سنة ست عشرة و ثلاثمائة - إملاء من حفظه - نا حاجب بن سليمان المنبجي (5)،و هو يومئذ بحلب سنة ثنتين و ستين و مائتين، نا الوصاف بن صالح (6).

ح قال: و نا محمّد بن محمّد بن يزيد (7) المقرئ النهرواني المعروف بابن زيدويه (8)، نا أبو منصور - يعني سليمان بن محمّد بن الفضل بن جبريل البجلي - نا حاجب بن سليمان، و محمّد بن الحسن بن سنان (9) المنبجيان


1- تقرأ بالأصل هنا أيضا: ليفوتك.
2- كذا بالأصل، و الصواب: و يسوؤك.
3- سقطت من الأصل، و زيادتها لازمة، قارن مع الرواية السابقة.
4- إعجامها مضطرب بالأصل.
5- إعجامها مضطرب بالأصل و تقرأ فيه: المنيحي، تصحيف، و مثله في المطبوعة، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 520/12.
6- رواه المعافى بن زكريا في الجليس الصالح الكافي 380/3 و ما بعدها.
7- في الجليس الصالح: زيد.
8- في الجليس الصالح:«زندويه» و على هامشه عن نسخة: زيدويه.
9- في الجليس الصالح: سفيان، و بهامشه عن نسخ: سنان.

ذمتي رهينة، و أنا به زعيم لا يهيج على التقوى، زرع قوم و لا يظمأ على التقوى سنخ أصل، و إنّ أجهل الناس من لم يعرف قدره، و كفى بالمرء جهلا أن لا يعرف قدره (1)،و إن أبغض الناس إلى اللّه عز و جل [رجل] (2) قمش علما في أغمار من الناس غشّوه، أغار فيه بأغبار الفتنة، عمي عمّا في رتب الهدنة، و قال ابن زيدويه (3):مكان الهدنة الفتنة،- سماه أشباه الناس عالما و لم يغن في العلم يوما سابقا (4)-و لم يقل الحربي: في العلم - ذكر فاستكثر ما قل منه - و قال الحربي: و ما قل منه - خير مما أكثر حتى ارتوى من آجن، و استكثر من غير طائل جلس للناس مفتيا - قال الحربي: لتخليص ما لبس على غيره، و ليس هذا في حديث ابن زيدويه، و قالا:- فإن نزلت به إحدى المهمات - قال الحربي: هيّأ لها حشوا من رأيه - و قال ابن زيدويه هيّأ حسو الرأي من رأيه - فهو من قطع المشبّهات في مثل نسج العنكبوت لا يدري أخطأ أم أصاب - و قال ابن زيدويه: مكان نسج غزل، و قال الحربي:

خبّاط جهالات ركاب عمايات و قال ابن زيدويه ركاب جهالات خبّاط عشوات - لا يعتذر مما لا يعلم فيسلم، و لا يعضّ على العلم بضرس قاطع فيغنم، تبكي منه الدنيا - و قال ابن زيدويه:

مكان الدنيا الدماء، و كأنه أشبه بالصواب عندي و قالا:- و تصرخ منه المواريث، و تسحل بقضائه الفرج الحرام، لا مليء و اللّه، و لا أهل باصدار مما ورد عليه، و لا هو أهل لما فرض له - و قال ابن زيدويه: لا مليء و اللّه باصدار ما ورد عليه و لا هو أهل لما قرظ (5) به - و قال الحربي: أولئك الذين حقت عليهم النياحة أيام الدنيا.

قال القاضي: و أنهى ابن زيدويه حديثه عند قوله: لما قرظ (6) به. ثم قال: و زاد فيه غيره، و أتى بما رويناه بعد هذا عن الحربي منفردا به على ما وصفناه.

قال القاضي: قول أمير المؤمنين: ذمتي رهينة و أنا به زعيم: إبانة


1- «و كفى بالمرء جهلا أن لا يعرف قدره» سقط من الجليس الصالح.
2- زيادة عن الجليس الصالح.
3- الأصل: زويديه.
4- بالأصل: و ما سابقا، و المثبت: يوما عن الجليس الصالح، و فيه: يوما سالما.
5- الأصل: فرط ، و المثبت عن الجليس الصالح.
6- الأصل: فرط ، و المثبت عن الجليس الصالح.

اسم خاص، و لا مصدر يعود الضمير عليه على أصله و ذلك مستعمل فصيح فاش في العربية.

و قد يأتي في مثل هذا فعل أو اسم فاعل يدلّ على مصدر يعود الضمير إليه دون لفظ جملة من كلام يحمل عليه، فأما الفعل الدال على مصدره فكقولهم: من كذب كان شرا له؛ أضمر في «كان» الكذب الذي دل عليه «كذب»، و عاد الضمير إليه، و إن لم يأت على تبينه (1)قال اللّه تعالى: وَ لاٰ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمٰا آتٰاهُمُ اللّٰهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ (2)يعني البخل الذي لم يأت على خاصّ لفظه اكتفاء بدلالة الفعل الذي هو يبخلون عليه، و أما اسم الفاعل فكقولهم: إذا أحسن كما أمر فجازه عليه، يريد على إحسانه الذي دلّ عليه أحسن، و رجع عائد الضمير إليه، و هذا مثل قول الشاعر (3):

إذا نهى السفيه جرى إليه *** و خالف و السفيه إلى خلاف

أراد إلى السفيه، على ما بيّنا، و قد يكتفون في هذا الباب بدلالة العهد و الحال، و تجلي الأمر الشائع فيه، قال اللّه عز ذكره: وَ لَوْ يُؤٰاخِذُ اللّٰهُ النّٰاسَ بِظُلْمِهِمْ مٰا تَرَكَ عَلَيْهٰا مِنْ دَابَّةٍ (4)،و قال تعالى: وَ لَوْ يُؤٰاخِذُ اللّٰهُ النّٰاسَ بِمٰا كَسَبُوا مٰا تَرَكَ عَلىٰ ظَهْرِهٰا مِنْ دَابَّةٍ (5)فأعاد الضمير على الأرض و لم يجر لها في هذه القصة ذكر. و قال [جل ثناؤه:] إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (6)يعني القرآن. و قال: حَتّٰى تَوٰارَتْ بِالْحِجٰابِ (7)،يعني الشمس. في قول جمهور أهل العلم.

قال الشاعر (8):

هذا مقام قدمي رباح *** عدوه حتى دلكت براح

يريد الشمس، و قال اللّه تعالى أصدق القائلين: فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً (9)يريد الوادي أو الموضع أو المكان أو المنزل. و هذا باب واسع و له شرح ليس هذا موضعه.

و قد أتينا منه هاهنا بما يكفي


1- كذا بالأصل و المطبوعة، و في الجليس الصالح: بنيته.
2- سورة آل عمران، الآية:180.
3- البيت في الجليس الصالح 383/3 و خزانة الأدب 383/2 و الخصائص 49/2 و معاني القرآن للفراء 104/1.
4- سورة النحل، الآية:61.
5- سورة فاطر، الآية:45.
6- سورة القدر، الآية الأولى.
7- سورة ص، الآية:32.
8- تاج العروس:(برح، ربح)، و مجاز القرآن 387/1 و مجالس ثعلب 373، و نوادر أبي زيد ص 315.
9- سورة العاديات، الآيتان 4 و 5.

و أما «الزعيم» فإنه الكفيل، و منه قول رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«الزعيم غارم»[9046].

و قال اللّه جل ثناؤه:

وَ لِمَنْ جٰاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَ أَنَا بِهِ زَعِيمٌ (1) .و قال جل ثناؤه: سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذٰلِكَ زَعِيمٌ (2)و يقال: فلان زعيم القوم أي القائم بأمورهم المتكفل بها، و منه ما جاء به الأثر في ذكر أشراط الساعة:«و صار زعيم القوم أرذلهم» و قال الشاعر (3):

إني زعيم يا نويقة *** إن نجوت من من الرواح (4)

و سلمت من غرض الحتوف (5) *** مع الغدو إلى الرواح

أن تهبطن بلاد قو *** م يرتعون من الطلاح

و يقال أيضا في الزعيم: ضمين، و قبيل، و حميل، من القبالة، و الحمالة، و صبير، و تبيع، كما قال الشاعر:

غدوا و غدت غزلانهم و كأنها *** ضوامن غرم أزّهن (6)تبيع

و قد قيل في قول اللّه تعالى: أَوْ تَأْتِيَ بِاللّٰهِ وَ الْمَلاٰئِكَةِ قَبِيلاً (7)إنه بمعنى القبيل أي الكفيل، و قيل: بل هو من الجماعة، و قيل هو من المقابلة و المعاينة.

و اختلف في تأويل قوله عز و جل: أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذٰابُ قُبُلاً (8)،و قوله تعالى:

وَ حَشَرْنٰا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْ ءٍ قُبُلاً (9) على أقوال مع اختلاف القراءة في كسر القاف و فتح الباء، و في ضمهما، و في الجمع بين الموضعين، و التفريق بينهما. و هذا مشروح في كتبنا التي ألفناها في القراءات و التأويل. و قوله: و لا يهيج على التقوى: أي يفسد فيصير هشيما. من قول اللّه عز و جل ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرٰاهُ مُصْفَرًّا


1- سورة يوسف، الآية:72.
2- سورة القلم، الآية:40.
3- الأبيات في الجليس الصالح 383/3.
4- في المطبوعة: الرزاح.
5- بالأصل:«عرص الحبوب» و في المطبوعة:«عرض الحبوب» و المثبت «غرض الحتوف» عن الجليس الصالح.
6- بدون إعجام بالأصل و المطبوعة، و المثبت عن الجليس الصالح.
7- سورة الإسراء، الآية:92.
8- سورة الكهف، الآية:55.
9- سورة الأنعام، الآية:111.

فإن سألت عني سليمى فقل لها *** به غبّر من دائه و هو صالح

و قوله: حتى إذا ارتوى من آجن: الآجن: الماء المتغير لركوده و طول وقوفه، و كذلك الآسن، يقال: أسن الماء يأسن و يأسن، و أجن يأجن و يأجن، قرأ ابن كثير غَيْرِ آسِنٍ مقصورة الهمزة، و قيل في قول اللّه تعالى فَانْظُرْ إِلىٰ طَعٰامِكَ وَ شَرٰابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ (1) إنه من السّنة أي لم تؤثر فيه السنون فتحيله و تغيره، و وصلوا بالهاء و وقفوا عليها إذا كانت فيه أصلا، يقولون بعته مشافهة (2) و مساناة، فجعل من قرأ هكذا الهاء لام الفعل و أصلا فيه، و أثبت الهاء فيه آخرون زائدة للسكت إذا وقفوا، كقوله اقتده و كقولهم: ارنيه و تعاله، و حذفوها في الوصل فقال: يتسنّ و انظر، و زعموا أنه من أسن الماء. و هذا التأويل عندنا غلط من متأوليه، و ذهاب عن وجه الصواب فيه، و لو كان على ما توهموه لوجب أن يقال: لم يتأسن لأن الهمزة فيه، فاء الفعل و السين عينه و النون لامه، و إشباع هذا فيما ألّفناه من حروف القرآن و معانيه. و من الآجن قول عبيد بن الأبرص (3):

يا ربّ ما آجن وردته *** سبيله خائف حديب

ريش الحمام على أرجائه *** للقلب من خوفه و جيب

و قوله: خباط عشوات: يعني: الظلم، و هذا الفريق الذي وصفهم أمير المؤمنين من الجهلة الأراذل السفلة، قد كثروا في زماننا و غلبوا على أهله، و استعلوا على علمائه و الربانيين فيه، و إلى اللّه المشتكى، و قد تظاهرت الأخبار عن رسول اللّه أنه قال: إن اللّه لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس، و لكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالم، اتخذ الناس رؤساء جهالا فسئلوا فأفتوا، بغير علم فضلوا و أضلّوا.

أخبرنا أبو سعد عبد الملك بن أحمد بن الحسين بن قريش العنائي


1- سورة البقرة، الآية:259.
2- كذا بالأصل و المطبوعة، و في الجليس الصالح: مسانهة و مساناة.
3- ديوان عبيد بن الأبرص ص 16.

لأحد رجلين: إمّا رجل عمل فيه بطاعة اللّه فسعد بما سعيت به، و إما رجل عمل فيه بمعصية اللّه فكنت عونا له على ذلك، و ليس أحد هذين بحقيق أن تؤثره على نفسك.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو بكر أحمد بن يحيى، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب، قالوا: أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفر، أنا أبو محمّد السرخسي، أنا أبو عمران السمرقندي، أنا أبو محمّد الدارمي، أنا محمّد بن الصلت، نا منصور بن أبي الأسود، عن الحارث بن حصيرة، عن أبي صادق الأزدي، عن ربيعة بن ناجذ قال: قال علي:

كونوا في الناس كالنحلة في الطير، إنه ليس في الطير شيء إلاّ و هو يستضعفها و لو يعلم الطير ما في أجوافها من البركة لم يفعلوا ذلك بها، خالطوا الناس بألسنتكم و أجسادكم و زايلوهم بأعمالكم و قلوبكم فإنّ للمرء ما اكتسبه و هو يوم القيامة مع من أحب.

أخبرنا أبو نصر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الكبريتي، نا أبو بكر الباطرقاني - إملاء - نا أحمد بن موسى، نا أحمد بن محمّد بن السّري، نا عيسى بن محمّد المروزي، نا الحسن بن حمّاد بن حمران المروزي، نا أبو حمزة السكري.

ح و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي، أنا جدي، نا عيسى بن محمّد المروزي، نا الحسن بن حمّاد العطار، نا أبو حمزة محمّد بن ميمون السكري، أخبرني إبراهيم الصّائغ، عن حمّاد، عن إبراهيم قال: قال علي بن أبي طالب: التوفيق خير قائد، و حسن الخلق خير قرين، و العقل خير صاحب، و الأدب خير ميراث، و لا وحشة أشدّ من العجب.

أخبرنا أبو السّعادات أحمد بن أحمد بن عبد الواحد، نا أبو جعفر بن المسلمة - إملاء - أنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد الفراء، أنا الحسين بن أيوب الهاشمي، نا صالح بن عمران، نا الحسن بن بشر، حدّثني بشر بن سالم، عن سفيان الثوري، عن ثوير

إلى غيره و يدعه، أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى اللّه.

أخبرنا أبو الفضل الفضيلي، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو بكر أحمد بن يحيى، و أبو الوقت بن عيسى قالوا: أنا أبو الحسن الداودي، أنا عبد اللّه بن أحمد، أنا عيسى بن عمر، أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن بهرام، نا عمرو بن عون، عن خالد بن عبد اللّه بن عطاء بن السّائب، عن أبي البختري، و زاذان، قالا: قال علي: و ابردها على الكبد إذا سئلت عما لا أعلم أن أقول: اللّه أعلم (1).

أخبرنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين، أنا الخصيب بن عبد اللّه، نا أبي عبد اللّه - إملاء - أنا يوسف بن يعقوب، نا أبو الربيع، نا أبو شهاب، عن القاسم بن الوليد، عن داود بن أبي عمرة أن عليا قال:

لا يخافن أحدكم إلاّ ذنبه و لا يرجون إلا ربّه، و لا يستحي من لا يعلم أن يتعلّم، و لا يستحي من يعلم (2) إذا سئل عما لا يعلم أن يقول لا أعلم.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ المقرئ، أنا أبو محمّد بن الضّرّاب، أنا أبو بكر المالكي، نا أحمد بن محمّد البغدادي، نا عبد اللّه بن سعيد، نا أبو خالد الأحمر، عن عمرو بن قيس، عن أبي إسحاق قال: قال علي بن أبي طالب:

كلمات لو رحلتم فيهنّ المطيّ لأنضيتموهن قبل أن تدركوا مثلهن: لا يرجو عبد إلاّ ربه، و لا يخافن إلاّ ذنبه، و لا يستحي من لا يعلم أن يتعلم، و لا يستحي إذا سئل عما لا يعلم أن يقول: اللّه أعلم.

و اعلموا أن منزلة الصّبر من الإيمان كمنزلة الرأس من الجسد، فإذا ذهب الرأس ذهب الجسد، فإذا ذهب الصّبر ذهب الإيمان.

أخبرنا أبو عبد اللّه بن البنا، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا عمر بن إبراهيم بن أحمد، نا أبو القاسم البغوي، نا أبو خيثمة، نا جرير، عن ليث، عن يحيى، عن علي قال:

أ لا أخبركم بالفقيه، حقّ الفقيه، الذي لا يقنّط الناس من رحمة اللّه، و لا يرخّص لهم في معاصي اللّه، و لا يدع القرآن رغبة إلى غيره


1- تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 219 و تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص 645.
2- كذا بالأصل و المطبوعة.

إنه لا خير في عبادة لا علم فيها، و لا خير في علم لا فقه فيه، و لا خير في قراءة لا تدبّر فيها (1).

أخبرنا أبو الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد، و ابن عمّه أبو المحاسن عبد الرزاق بن عبد اللّه، أنا عبد الكريم بن هوازن، قالا: أخبرتنا جدتنا فاطمة بنت الحسن بن علي الدّقاق قالت: أنا عبد اللّه بن يوسف بن بامويه (2)،أنا أبو (3) عبد اللّه محمّد بن إسحاق القرشي، نا عثمان بن سعيد الدارمي، نا أبو عمير، نا ضمرة، عن إبراهيم بن عبد اللّه الكناني قال: قال علي بن أبي طالب (4):

خمس لو سافر فيهن رجل إلى اليمن كن له عوضا عن سفره: لا يخشى (5) عبد إلاّ ربه، و لا يخاف إلاّ ذنبه، و لا يستحي من لا يعلم أن يتعلم، و لا يستحي من لا يعلم إذا سئل عما لا يعلم أن يقول اللّه أعلم.

و الصبر من الدين (6) بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا قطع الرأس توى (7) الجسد.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو عثمان البحيري (8)،أنا أبو القاسم الحسن بن علي.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو يعلى إسحاق بن عبد الرّحمن الصابوني، أنا أبو سعيد محمّد بن الحسين بن موسى بن محمويه، قالا: أنا محمّد بن إسحاق بن خزيمة، نا علي بن حجر، نا يوسف بن زياد، عن يوسف بن أبي المتيد (9)،عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قال: قال علي: كونوا بقبول العلم أشدّ اهتماما منكم بالعمل، فإنّه لن يقلّ عمل مع التقوى، و كيف يقل عمل يتقبل (10).

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد الله - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنا محمّد بن الحسين، أنا أبو الفرج القاضي (11)،نا الحسن


1- انظر حلية الأولياء 76/1 و تاريخ الخلفاء ص 219 و فيه: و لا علم لا فهم فيه.
2- كذا بالأصل و المطبوعة.
3- استدركت على هامش الأصل.
4- تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 218-219.
5- في تاريخ الخلفاء: لا يرجو إلاّ ربه.
6- تاريخ الخلفاء: الصبر من الإيمان.
7- توى الجسد أي هلك. و في تاريخ الخلفاء: ذهب الجسد.
8- في المطبوعة: أبو عثمان البجيري.
9- كذا.
10- نهج البلاغة - قصار الحكم رقم 95.
11- رواه المعافى بن زكريا الجريري في الجليس الصالح الكافي 362/3-363 و انظر العقد الفريد 378/2.

زكريا الغلابي، نا العبّاس بن بكار، نا أبو بكر الهذلي عن عكرمة قال:

لما قدم علي من صفّين قام إليه شيخ من أصحابه فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن مسيرنا إلى أهل الشام بقضاء و قدر؟ فقال علي: و الذي فلق الحبة و برأ النسمة، ما قطعنا واديا و لا علونا تلعة إلاّ بقضاء و قدر، فقال الشيخ: عند اللّه احتسب عنائي.

فقال علي: و لم ؟ بل عظّم اللّه أجركم في مسيركم و أنتم مصعدون، و في منحدركم و أنتم منحدرون، و ما كنتم في شيء من أموركم مكرهين و لا إليها مضطرين.

فقال الشيخ: كيف يا أمير المؤمنين و القضاء و القدر ساقنا إليها؟ قال: ويحك لعلك ظننته قضاء لازما و قدرا حاتما، لو كان ذلك لسقط الوعد و الوعيد، و لبطل الثواب و العقاب، و لا أتت لائمة من اللّه لمذنب، و لا محمدة من اللّه لمحسن، و لا كان المحسن أولى بثواب الإحسان من المذنب، ذلك مقال إخوان عبدة الأوثان و جنود الشيطان و خصما الرحمن، و هم قدرية هذه الأمة و مجوسها، و لكن اللّه تعالى أمر بالخير تخييرا و نهى عن الشر تحذيرا، و لم يعص مغلوبا و لم يطع مكرها، و لم يملك تفويضا و لا خلق السموات و الأرض، و ما أرى فيهما من عجائب آياتهما (1) باطلا ذٰلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النّٰارِ (2).

قال الشيخ: يا أمير المؤمنين فما كان القضاء و القدر الذي كان فيه مسيرنا و منصرفنا؟ قال: ذلك أمر اللّه و حكمته ثم قرأ علي: وَ قَضىٰ رَبُّكَ أَلاّٰ تَعْبُدُوا إِلاّٰ إِيّٰاهُ


1- الأصل:«اما بهما» و التصويب عن الجليس الصالح.
2- سورة ص، الآية:27.

طريق مظلم لا تسلكه، قال: يا أمير المؤمنين، أخبرني عن القدر، قال: بحر عميق لا تلجه، قال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن القدر، قال: سرّ اللّه قد خفي عليك فلا تفشه، قال، يا أمير المؤمنين أخبرني عند القدر، قال: أيها السّائل إنّ اللّه خلقك لما شاء أو لما شئت ؟ قال: بل لما شاء، قال: فيستعملك كما شاء أو كما شئت ؟ قال: بل كما شاء، قال: فيبعثك يوم القيامة كما شاء أو كما شئت ؟ قال: بل كما شاء، قال: أيها السائل أ لست تسأل ربك العافية ؟ قال:

نعم، قال: فمن أي شيء تسأله العافية ؟ أ من البلاء الذي ابتلاك به غيره ؟ قال: من البلاء الذي ابتلاني به، قال: أيها السائل تقول لا حول و لا قوة إلاّ بمن ؟ قال: إلاّ باللّه العلي العظيم، قال: فتعلم ما تفسيرها؟ قال: تعلمني مما علمك اللّه يا أمير المؤمنين، قال: إنّ تفسيرها: لا تقدر على طاعة اللّه، و لا تكون له قوة في معصية في الأمرين جميعا إلاّ باللّه.

أيها السائل أ لك مع اللّه مشيئة أو فوق اللّه مشيئة، أو دون اللّه مشيئة ؟ فإن قلت إنّ لك دون اللّه مشيئة فقد اكتفيت بها من مشيئة اللّه، و إن زعمت أنّ لك فوق اللّه مشيئة فقد ادّعيت أن قوتك و مشيئتك غالبتان على قوة اللّه و مشيئته، و إن زعمت أنّ لك مع اللّه مشيئة فقد ادّعيت مع اللّه شركا في مشيئته.

أيها السائل إنّ اللّه يشج و يداوي، فمنه الداء و منه الدواء، أعقلت عن اللّه أمره ؟ قال:

نعم.

قال علي: الآن أسلم أخوكم فقوموا فصافحوه، ثم قال علي: لو أن عندي رجلا من القدرية لأخذت برقبته، ثم لا أزال أجأها حتى أقطعها، فإنهم يهود هذه الأمة و نصاراها و مجوسها.

أخبرنا أبو المعالي أسعد بن صاعد بن منصور النيسابوري - ببغداد - أنا جدي قاضي القضاة أبو القاسم منصور بن إسماعيل بن صاعد، أنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين السّلمي، أنا جدي - يعني أبا عمرو بن نجيد - نا عيسى بن محمّد المروزي، نا الحسن بن حمّاد العطار، أنا أبو حمزة محمّد بن ميمون السكري، أخبرني إبراهيم الصّائغ عن حمّاد، عن إبراهيم قال: قال علي بن أبي طالب (1):

التوفيق خير قائد، و حسن الخلق خير قرين، و العقل خير صاحب، و الأدب خير ميراث، و لا وحشة أشدّ من العجب


1- نهج البلاغة: قصار الحكم رقم 113.

أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد، و أبو البركات عزيز (1) بن مسعود بن أبي سعيد بن صاعد، و أبو القاسم محمشاد بن محمّد بن محمشاد، قالوا: أنا أبو بكر أحمد بن علي بن عبد اللّه، أنا الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا جعفر محمّد بن علي الفقيه الزوزني يقول: أنا علي بن القاسم الأديب.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني أبو جعفر محمّد بن علي الزوزني الأديب، نا علي بن القاسم النحوي الأديب قال:

سمعت عبد اللّه بن عروة الهروي يقول بإسناده - و في حديث الحافظ : يذكر بإسناد له - عن الأحنف بن قيس قال: ما سمعت بعد كلام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم - و في حديث البيهقي:

النبي صلى اللّه عليه و سلّم - أحسن من كلام أمير المؤمنين علي حيث يقول:

إن للنكبات نهايات لا بدّ لأحد إذا نكب من أن ينتهي إليها، فينبغي للعاقل إذا أصابته نكبة أن ينام لها حتى تنقضي مدتها، فإنّ في دفعها قبل القضاء مدتها زيادة في مكروهها.

قال الأحنف: و في مثله يقول القائل:

الدهر يخنق أحيانا قلادته (2) *** فاصبر عليه و لا تجزع و لا تثب

حتى يفرّجها في حال مدتها *** فقد يزيد اختناقا كلّ مضطرب

قال علي بن القاسم: و لأبي تمام (3):

و من لم يسلّم للنوائب أصبحت *** خلائقه جمعا (4) عليه نوائبا

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر


1- تقرأ بالأصل: غدير، و المثبت عن مشيخة ابن عساكر 136/ب.
2- صدره في المختصر: الدهر يحنق أحيانا فلا دية
3- البيت في ديوان أبي تمام ص 26 من قصيدة يمدح الحسن بن سهل.
4- في الديوان: طرّا.

قام رجل إلى علي بن أبي طالب فقال: يا أمير المؤمنين ما الإيمان (1)؟قال: الإيمان على أربع دعائم: على الصبر، و اليقين، و العدل، و الجهاد.

فالصبر منها على أربع شعب: على الشوق، و الشفقة، و الزهادة، و الترقّب، فمن اشتاق إلى الجنة سلا عن الشهوات، و من أشفق من النار رجع عن المحرمات، و من زهد في الدنيا تهاون (2) بالمصيبات، و من ارتقب الموت سارع إلى الخيرات.

و اليقين على أربع شعب: على تبصرة الفطنة، و تأويل (3) الحكمة، و موعظة العبرة، و سنّة الأولين، فمن تبصّر في الفطنة تأوّل الحكمة، و من تأوّل الحكمة عرف العبرة، و من عرف العبرة فكأنما كان في الأولين.

و العدل منها على أربع شعب: غامض (4) يعني الفهم و شرائع الحكم، و من حلم لم يفرّط أمره و عاش في الناس جميلا.

و الجهاد على أربع شعب: على أمر بالمعروف و نهي عن المنكر، و الصدق في المواطن، و شنآن الفاسقين، فمن أمر بالمعروف شدّ ظهر المؤمن و من نهى عن المنكر رغم أنف المنافق، و من صدق في المواطن قضى ما عليه، و من شنأ الفاسقين و غضب [لله]


1- قارن مع ما جاء في نهج البلاغة: قصار الحكم رقم 31.
2- نهج البلاغة: استهان بالمصيبات.
3- نهج البلاغة: و تأوّل الحكمة.
4- في نهج البلاغة: على غائص الفهم، و غور العلم و زهرة الحكم و رساخة الحلم. و من حلم لم يفرط في أمره و عاش في الناس حميدا.

كتب علي بن أبي طالب عهدا لبعض أصحابه على بلد (1) فيه:

أما بعد، فلا تطولن حجابك على (2) رعيتك، فإنّ احتجاب الولاة على الرعية شعبة من الضيق، و قلة علم بالأمور، و الاحتجاب يقطع عنهم علم لما احتجبوا دونه، فيصغر عندهم الكبير، و يعظم الصغير، و يقبح الحسن، و يحسن القبيح، و يشاب الحق بالباطل، و إنّما (3)الوالي بشر لا يعرف ما توارى عنه الناس به من الأمور، و ليست على القول (4) سمات يعرف بها ضروب الصّدق من الكذب، فتحصّن من الادخال في الحقوق بلين الحجاب، فإنّما أنت أحد رجلين: إمّا امرؤ سخت نفسك بالبذل في الحق، ففيم احتجابك من حق واجب أن تعطيه، أو خلق (5) كريم تسديه به و إما مبتلى بالمنع، فما أسرع كف الناس عن مسألتك إذا يئسوا عن ذلك (6) مع أن أكثر حاجات الناس إليك ما لا مئونة فيه عليك، من شكاة مظلمة، أو طلب إنصاف


1- نهج البلاغة: الكتاب 53، الذي وجهه إلى الأشتر النخعي، لما ولاه على مصر و أعمالها.
2- نهج البلاغة: احتجابك عن رعيتك.
3- الأصل: و أما، و المثبت عن نهج البلاغة.
4- نهج البلاغة: على الحق.
5- نهج البلاغة: أو فعل كريم تسديه.
6- في نهج البلاغة: إذا أيسوا من بذلك.

هارون بن حميد، نا أبو همّام الوليد بن شجاع، نا فضيل بن عياض، عن سليمان، عن خيثمة قال: قال علي:

من أراد أن ينصف الناس من نفسه فليحبّ لهم ما يحبّ لنفسه (1).

أخبرنا أبو روح محمّد بن معمر بن أحمد اللنباني، و أبو بكر محمّد بن شجاع اللفتواني، و أبو صالح عبد الصمد بن عبد الرّحمن قالوا: أنا رزق اللّه بن عبد الوهاب بن عبد العزيز التميمي، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن أحمد بن حمّاد الصوفي، نا يوسف بن يعقوب بن إسحاق الأنباري، نا أبو حاتم المغيرة بن المهلب، حدّثني حسن بن موسى، حدّثني علي بن حبيب عن من حدثه قال: قيل لعلي: يا أمير المؤمنين ما السخاء؟ قال: ما كان منه ابتداء، فأما ما كان عن مسألة فحياء و تكرّم (2).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس قالا: نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب، أخبرني علي بن أيوب العمي، أنا محمّد بن عمران المرزباني.

ح و أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو بشر محمّد بن عمر بن محمّد بن إبراهيم الوكيل، نا أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران المرزباني، نا ابن دريد، نا محمّد بن أحمد البغدادي المعروف بابن الحسن، نا القاسم بن عبيد الله الهمداني، نا الهيثم بن عدي، عن مجالد، عن الشعبي قال: قال علي بن أبي طالب:

إني لأستحي من اللّه أن يكون ذنب أعظم من عفوي، أو جهل أعظم من حلمي، أو عورة لا يواريها ستري، أو خلّة لا يسدّها جودي.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو أحمد عبد الرّحمن بن إسحاق العامري، نا أبو عمرو أحمد بن أبي القراني (3)،أنا أبو موسى عمران بن موسى، نا أبو علي الحسن بن إسماعيل الشيباني، نا محمّد بن عبد اللّه بن يزيد المقرئ، نا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن أبي جعفر قال: ألقيت لعلي وسادة يجلس عليها (4)،و قال


1- تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص 645-646 و تاريخ الخلفاء ص 219.
2- نهج البلاغة: قصار الحكم رقم 53 و فيها: حياء و تذمم.
3- كذا بالأصل و المطبوعة.
4- كذا بالأصل، و زيد قبلها في المطبوعة: فأخذها و جلس عليها.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه الواسطي، أنا أبو بكر أحمد بن علي، أنا أبو سعيد محمّد بن موسى بن الفضل النيسابوري، نا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الصّفّار الأصبهاني، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن هارون، نا أبو عمير بن النحاس، أنا حجّاج بن محمّد، نا أبو البيداء، عن شهاب بن صالح، عن أبي خيرة - و كان من أصحاب علي - عن علي قال:

جزاء المعصية الوهن في العبادة، و الضيق في المعيشة، و النفس في اللذة، قيل: و ما النفس في اللذة، قال: لا ينال شهوة حلالا إلاّ جاءه ما ينغصه (1) إياها.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، نا سليم بن أيوب الرازي الفقيه.

ح و أخبرنا أبو البركات عمر بن إبراهيم الزّيدي، أنا أبو الفرج محمّد بن أحمد بن علاّن، قالا: أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن الحسين الجعفي - بالكوفة - نا علي بن محمّد بن هارون الحميري، نا أبو كريب، نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن علي قال: أتاه رجل فأثنى عليه، قال: و كان قد بلغه عنه قبل ذلك (2)، فقال له علي: ليس كما تقول، و أنا فوق ما في نفسك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصّريفيني، و أبو الحسين بن النّقّور.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو محمّد الصّريفيني.

قالا: أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن عبدان الصيرفي، نا محمّد بن حمدوية المروزي، نا أبو شهاب معمر، نا عصام، نا سفيان، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري قال: جاء رجل إلى علي بن أبي طالب فأطراه، و كان يبغضه، قال: فقال: إنّي لست - و قال ابن الأنماطي: ليس - كما تقول، و أنا فوق ما في نفسك.

أخبرنا أبو المطهر


1- في المطبوعة:«إلاّ جاءه ما ينغصها» و لم يزد، و المثبت يوافق عبارة المختصر.
2- كذا بالأصل.

المعدل، أنا أبو حفص عمرو بن علي، نا عبد اللّه بن داود، نا سعد بن عبيد، عن علي بن ربيعة، أن رجلا قال لعلي: ثبّتك اللّه - قال: و كان يبغضه - قال [علي] (1) على صدرك.

أخبرنا أبو رشيد هبة اللّه بن عبد المؤمن بن هبة اللّه الواعظ ، و أبو المرجى الحسين بن محمّد بن الفضل العسّال، قالا: أنا أبو منصور بن شكرويه، أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن إسحاق - إملاء - ببغداد - نا موسى بن سعيد بن النعمان - بطرسوس - نا يحيى بن عبد الحميد، نا يحيى بن سلمة، عن أبيه، عن أبي صادق، عن علي قال:

حسبي حسب النبي صلى اللّه عليه و سلّم، و ديني دين النبي صلى اللّه عليه و سلّم، و من نال مني شيئا فإنّما يناله من النبي صلى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه، نا أبو محمّد الجوهري - إملاء - أنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الحافظ ، نا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن محمّد الوكيل، نا أبو بدر عبّاد بن الوليد، نا عبد اللّه بن مسلمة القعنبي (2).

ح و أخبرنا القاضي أبو محمّد الحسن بن محمّد بن أحمد بن علي الأسترآباذي - بالري - أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد الفردوسي، نا أبو ربيعة محمّد بن محمّد العامري، نا أبو سهل هارون بن أحمد بن هارون الغازي، نا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي - بالبصرة - نا القعنبي، نا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة.

أن رجلا وقع في علي بمحضر من عمر، فقال عمر: تعرف صاحب هذا القبر؟[هو] (3)محمّد بن عبد اللّه بن عبد المطلب، و علي بن أبي طالب بن عبد المطلب. لا تذكر عليا إلاّ بخير، فإنّك إن آذيته - و في حديث الفضل: إن أبغضته - آذيت هذا في قبره.

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد بن أحمد، أنا علي بن أحمد بن محمّد، أنا أبو بكر بن الحارث - يعني أحمد بن محمّد بن أحمد - نا أبو الشيخ الحافظ


1- زيادة للإيضاح.
2- رسمها مضطرب بالأصل، و الصواب ما أثبت و هو: عبد اللّه بن مسلمة بن قعنب، أبو عبد الرّحمن الحارثي القعنبي ترجمته في سير أعلام النبلاء 257/10.
3- زيادة للإيضاح.

محمّد بن أحمد بن معدان، نا علي بن مسلم الطوسي، نا هشيم (1)،أنا عمر بن أبي زائدة، عن الشعبي قال: كان أبو بكر يقول الشعر، و كان عمر يقول الشعر، و كان علي أشعر الثلاثة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد الكتّاني.

و أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد.

قالا: أنا محمّد بن عوف بن أحمد المزني، نا أبو العبّاس محمّد بن موسى بن الحسين السمسار، أنا أبو بكر محمّد بن خريم (2) بن محمّد، نا أبو الوليد هشام بن عمّار، نا إبراهيم بن أعين، نا عمر بن أبي زائدة قال: سمعت عبد اللّه بن أبي السفر.

ح و أخبرنا أبو القاسم النّسيب، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، قالا: أنا رشأ بن نظيف المقرئ، أنا أبو مسلم محمّد بن أحمد بن علي الكاتب، أنا أبو بكر محمّد بن القاسم الأنباري، نا أبو عمران موسى الخياط ، نا أحمد - يعني الدّورقي - نا عبد الرّحمن بن مهدي، نا عمر بن زيد بن عبد اللّه بن أبي السفر يحدث عن الشعبي قال: كان أبو بكر شاعرا، و كان عمر شاعرا، و كان علي أشعر الثلاثة (3).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أنا محمّد بن يونس.

قال: و أنا علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد، نا محمّد بن يونس، نا إبراهيم بن زكريا البزاز، نا موسى بن محمّد بن عطاء المقدسي، حدّثني أبو عبد اللّه الشامي، عن النحيب بن السّري قال: قال علي في حديث ذكره.......... (4) الأصل.

سبقتهم إلى الإسلام قدما *** غلاما ما بلغت أوان حلمي

هذه مختصرة.

و أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن المجلي، أنا محمّد بن محمّد بن أحمد العكبري


1- من طريقه رواه ابن كثير في البداية و النهاية-9/8.
2- الأصل و المطبوعة: خزيم، تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 428/14.
3- البداية و النهاية 9/8.
4- بياض بالأصل مقدار كلمتين.

محمّد بن الجرّاح، قالا: أنا أبو بكر بن دريد (1) قال: و أخبرنا عن دماد عن أبي عبيدة قال:

كتب معاوية إلى علي بن أبي طالب: يا أبا الحسن إنّ لي فضائل كثيرة، و كان أبي سيدا في الجاهلية، و صرت ملكا في الإسلام، و أنا صهر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و خال المؤمنين، و كاتب الوحي، فقال علي: أبا الفضائل يفخر عليّ ابن آكلة الأكباد؟ ثم قال: اكتب يا غلام:

محمّد النبي أخي و صهري *** و حمزة سيد الشهداء عمي

و جعفر الذي يمسي و يضحي *** يطير مع الملائكة ابن أمي

و بنت محمّد سكني و عرسي *** مسوط (2) لحمها بدمي و لحمي

و سبطا أحمد ولداي منها *** فأيّكم له سهم كسهمي

سبقتكم إلى الإسلام طرّا *** صغيرا ما بلغت أوان حلمي (3)

فقال معاوية: أخفوا هذا الكتاب، لا يقرأه أهل الشام، فيميلون إلى ابن أبي طالب.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري - إملاء - أنا أبو الحسين محمّد بن المظفر بن موسى الحافظ ، نا أبو الحسن علي بن أحمد بن مروان المصري، نا الزّبير بن بكار


1- الخبر و الشعر في البداية و النهاية 9/8-10.
2- الأصل و المطبوعة:«مشوط » و المثبت عن البداية و النهاية، و المسوط : المختلط . و في ديوان علي: مشوب.
3- الأبيات في ديوان علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه، طبعة بيروت ص 188 و معجم الأدباء 48/14.

صدقته و جميع الناس في بهم *** من الضّلالة و الإشراك و النكد

فالحمد للّه شكرا لا شريك له *** البر بالعبد و الباقي بلا أمد

زاد الحداد: فتبسم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و قال:«صدقت يا علي»[9047].

أخبرنا أبو محمّد عبدان بن رزين بن محمّد المقرئ، نا نصر بن إبراهيم، أنا عبد الوهاب بن الحسين بن عمر، أنا أبو عبد اللّه الحسن بن محمّد بن عبيد الدقاق، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا عمّي القاسم بن محمّد، حدّثني عبد الرحيم بن أبي حمّاد قال: سمعت صالح الحمال قال:

سمعت زيد بن علي يقول: اجتمعت قريش في حلقة فتفاخروا حتى انتهوا إلى علي بن أبي طالب فقالوا له: يا أبا الحسن قل، فقد قال أصحابك، قال: فقال علي:

اللّه أكرمنا بنصر نبيّه *** و بنا أقام دعائم الإسلام

و بنا أعزّ نبيّه و كتابه *** و أعزّنا بالنصر و الإقدام

في كلّ معركة تطير سيوفنا *** فيها الجماجم عن قراع الهام

ينتابنا (1) جبريل في أبياتنا *** بفرائض الإسلام و الأحكام

فيكون أول مستحل حرمه *** و محرم للّه كلّ حرام

نحن الخيار من البرية كلها *** و نظامها و زمام كلّ زمام

الخائضو غمرات كل كريهة (2) *** و الضامنون حوادث الأيام

و المبرمون قوي الأمور بعزهم *** و الناقضون مرائر الإبرام

سائل أبا كرب و سائل تباعنا (3) *** و أهل الحبر (4) و الازلام

إنّا لنمنع من أردنا منعه *** و نجود بالمعروف و الإنعام

و ترد عادية الجيوش


1- الأصل: بينا بنا.
2- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن المطبوعة.
3- كذا بالأصل، و في المطبوعة: تبّعا.
4- كذا رسمها بالأصل و المطبوعة.

الخفاقي، نا علي بن محمّد بن حاتم القومسي، نا أبو زكريا الرملي (1)،نا يزيد بن هارون، عن نوح بن قيس، عن سلامة الكندي، عن الأصبغ بن نباتة، عن علي بن أبي طالب قال:

جاءه (2) رجل فقال: يا أمير المؤمنين إنّ لي إليك حاجة، فرفعتها إلى اللّه قبل أن أرفعها إليك، فإن أنت قضيتها حمدت اللّه و شكرتك، و إن أنت لم تقضها حمدت اللّه و عذرتك، فقال علي: اكتب [حاجتك] (3) على الأرض، فإنّي أكره أن أرى ذل السؤال في وجهك، فكتب: إنّي محتاج، فقال علي: عليّ بحلة، فأتي بها، فأخذها الرجل فلبسها ثم أنشأ يقول:

كسوتني حلة تبلى محاسنها *** فسوف أكسوك من حسن الثنا حللا

إن نلت حسن ثنائي نلت مكرمة *** و لست تبغى (4) بما قد قلته بدلا

إنّ الثناء ليحيي ذكر صاحبه *** كالغيث يحيي نداه السهل و الجبلا

لا تزهد الدهر في زهو (5) تواقعه *** فكلّ عبد سيجزى بالذي عملا

فقال علي: عليّ بالدنانير، فأتي بمائة دينار، فدفعها إليه، فقال الأصبغ: فقلت: يا أمير المؤمنين حلة و مائة دينار؟ قال: نعم، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«أنزلوا الناس منازلهم»، و هذه منزلة هذا الرجل عندي[9048].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن علي بن يحيى بن جعفر بن عبدكويه، أنا أبو الحسن أحمد بن القاسم بن الريان المصري اللّكي (6)- بالبصرة - نا أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط بن شريط ، أبو جعفر الأشجعي، حدّثني أبي إسحاق بن إبراهيم بن نبيط ، عن أبيه، عن جده قال: قال علي بن أبي طالب (7):

إذا اشتملت على اليأس (8) القلوب *** و ضاق بما به الصدر الرحيب

و أوطنت المكاره و اطمأنّت *** و أرست في أماكنها الخطوب

و لم ير لانكشاف الضرّ وجه (9) *** و لا أغنى بحيلته الأريب

أتاك على قنوط منك غوث *** يجيء


1- رواه ابن كثير في البداية و النهاية 10/8 من طريق ابن عساكر عن أبي زكريا الرملي.
2- كذا بالأصل و البداية و النهاية، و في المطبوعة: جاء.
3- الزيادة عن البداية و النهاية.
4- في البداية و النهاية: و لست أبغي.
5- في البداية و النهاية: في خير تواقعه.
6- ترجمته في سير أعلام النبلاء 113/16.
7- البداية و النهاية 10/8-11.
8- البداية و النهاية: الناس.
9- البداية و النهاية: و لم تر لانكشاف الضرّ وجها.

و كلّ الحادثات إذا تناهت *** فموصول بها الفرج القريب

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي، أنا محمّد بن علي بن الحسن بن عبد الرّحمن العلوي، أنشدنا أبو الحسن محمّد بن جعفر بن محمّد بن هارون التميمي النحوي، أنشدنا الصولي أبو بكر محمّد بن يحيى لأمير المؤمنين (1):

ألا فاصبر على الحدث الجليل *** و داو جواك بالصّبر الجميل

و لا تجزع فإن أعسرت يوما *** فقد أيسرت في الدهر (2) الطويل

و لا تظنن بربّك ظنّ (3) سوء *** فإنّ اللّه أوفى بالجميل

فإنّ العسر يتبعه يسار *** و قول اللّه أصدق كلّ قيل

فلو أنّ العقول تجرّ رزقا *** لكان الرزق عند ذوي العقول

فكم من مؤمن قد جاع يوما *** سيروى من رحيق السّلسبيل (4)

قال: و أنا محمّد بن جعفر قال: و هذه أيضا أنشدناها الجلودي فيما كتبناه عنه من أشعار أمير المؤمنين.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أنا أبو بكر الخطيب، أنا محمّد بن أحمد بن رزق، أنشدنا محمّد بن يوسف بن أحمد الهمداني، أنشدني الحسن بن زيد الدقاق، أنشدني عمر بن جعفر الطبري، أنشدني علي بن جعفر الوراق لعلي بن أبي طالب (5):

أجد الثياب إذا اكتسيت فإنّها *** زين الرجال بها تعزّ و تكرم

ودع التواضع في الثياب تخونا


1- ديوان علي بن أبي طالب ط بيروت ص 150 و انظر تخريج الأبيات فيه.
2- الديوان: الزمن الطويل.
3- الديوان: غير خير... أولى بالجميل.
4- الديوان: رحيق سلسبيل.
5- ديوان علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه ص 189 و البداية و النهاية 11/8.

من عاش مات فلا يرجى إنابته (1) *** حتى القيامة لما قيل قد مات

و ما تولى فليس الليت راجعه *** و كلّ ما فات من أمر فقد فات

و كلّ ما هو آت فانتظره غدا *** و كلّ ما هو آت يومه آت

و كيف البقاء و هذا الموت يحصدنا *** و لن تر أحدا ناج من آفات

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره عن أبي عثمان الصّابوني، أنا أبو القاسم بن حبيب المفسّر قال: سمعت أبا الحسن محمّد بن محمّد بن الحسن الكازري يقول: سمعت إبراهيم بن محمّد البيهقي يقول: سمعت أبا العباس محمّد بن يزيد بن عبد الأكبر مبرد يقول: كان مكتوبا على سيف علي بن أبي طالب (2):

للناس حرص على الدّنيا و تدبير *** و صفوها لك ممزوج بتكدير

لم يرزقوها بعقل عند ما قسمت *** لكنهم رزقوها بالمقادير

كم من أديب لبيب لا تساعده *** و مائق [نال] (3) دنياه بتقصير

لو كان عن قوة أو [عن] (4) مغالبة *** طار البزاة بأرزاق العصافير

> آخر الجزء الثاني بعد الخمسمائة من الفرع. < أخبرنا أبو سعيد محمّد بن إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم القرّي (5)-بها - أنا أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن السّري بن بنون التفليسي، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي، أنا عمر بن أحمد بن شاهين - ببغداد-.

ح و أنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطّار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، قالا: أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، نا زكريا بن يحيى المنقري، نا الأصمعي (6)،نا سليمان بن بلال - و في حديث ابن السمرقندي: سلمة - و هو الصواب


1- الأصل:«فلم يرجى ابابنه... أما قيل...».
2- البداية و النهاية 11/8-12.
3- الزيادة عن البداية و النهاية لإقامة الوزن.
4- الزيادة لتقويم الوزن عن البداية و النهاية.
5- تقرأ بالأصل:«القرني» و مثلها في المطبوعة، و كتب محققها بالهامش و يحتمل رسم الخط من الأصل على أن يقرأ:«الغزني». و الصواب ما أثبت:«القري» و هذه النسبة إلى قرّ و هي محلة بنيسابور. راجع مشيخة ابن عساكر 176/أ
6- من طريقه روى ابن كثير الخبر و الشعر، في البداية و النهاية 12/8.

رجل - زاد ابن السمرقندي: رهق و قالا:- فقال له (1):

[ف ] (2) لا تصحب أخا الجه *** ل و إيّاك و إياه

فكم من جاهل أردى *** حليما حين آخاه

يقاس المرء بالمرء *** إذا ما هو ما شاه

و للشيء من الشيء *** مقاييس و أشباه

و للقلب على القلب *** دليل حين يلقاه

أخبرنا خالي (3) القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى بن علي القرشي، نا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الخلعي الفقيه - بمصر - أنا أبو محمّد بن النحاس - إملاء - أنا أبو الفضل يحيى بن (4) الربيع بن محمّد العبدي، نا إسحاق بن إبراهيم بن يونس، نا الربيع بن الفضل قال: من قول علي بن أبي طالب عليه السلام (5):

أ بنيّ إنّي واعظ و مؤدّب *** فافهم فأنت (6) العاقل المتأدب

و احفظ وصية والد متحنّن *** يغذوك بالآداب [كي] (7) لا تغضب

أ بنيّ إنّ الرزق مكفول به *** فعليك بالإجمال فيما تطلب

لا تجعلنّ المال كسبك مفردا *** و تقى إلهك (8) فاجعلن ما تكسب

و اتل الكتاب كتاب ربك (9) *** موقنا فيمن يقوم به هناك و ينصب

بتدبّر و تفكّر و تقرّب *** إنّ المقرّب عنده يتقرب

و اعبد إلاهك بالإنابة مخلصا *** و انظر


1- ديوان علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه ص 205 (طبعة بيروت) و البداية و النهاية 12/8 و تاريخ الخلفاء ص 216.
2- زيادة «ف» عن الديوان و المصادر.
3- الأصل: خال.
4- بالأصل: ابن ابن الربيع.
5- ديوان علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه طبعة بيروت ص 36.
6- الأصل و المطبوعة: فإن، و المثبت عن الديوان.
7- زيادة عن الديوان، و فيه: كي لا تعطب.
8- الأصل: و تفي إليك، و المثبت عن الديوان.
9- صدره في الديوان: فاقرأ كتاب اللّه جهدك و اتله.

إنّي أبوء بعثرتي و خطيئتي *** هربا و هل إلاّ إليك المهرب

بادر هواك إذا هممت بصالح *** و تجنّب الأمر الذي يتجنّب

و اعمل لنفسك إن أردت حباها *** إنّ الزمان بأهله يتقلب

أ بني كم صاحبت من ذي غدرة *** فإذا صحبت فانظرن من تصحب

و اجعل صديقك من إذا أحببته (1) *** حفظ الإخاء و كان دونك يضرب

و احذر ذوي الملق اللئام فإنّهم *** في النائبات عليك فيمن يخطب

و لقد نصحتك إن قبلت نصيحتي *** و النصح أرخص ما يباع و يوهب

أنشدنا أبو القاسم الشحامي، أنشدنا أبو بكر البيهقي، أنشدنا أبو عبد الرّحمن السلمي، أنشدني محمّد بن العبّاس العصمي، أنشدني الخلادي، أنشدني السمري، و ذكر أنه لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب:

كم فرحة مطوية لك *** بين أثناء النوائب

و مسرة قد أقبلت من *** حيث تنتظر المصائب

أخبرنا أبو الرجاء يحيى بن عبد اللّه بن أبي الرجاء القاضي، و فاطمة بنت أبي الحسن علي بن عبد اللّه النيسابوري - بأصبهان - قالا: نا القاضي أبو محمّد عبد اللّه بن أبي الرجاء محمّد بن علي - إملاء سنة ثلاث و ستين - أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن عمر، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن موسى التميمي، نا محمّد بن أبي سهل العطار، نا عبد اللّه بن محمّد البلوي، نا شيبان بن فرّوخ المسمعي، عن أبي عمرو بن العلاء، عن أبيه قال: وقف علي بن أبي طالب على قبر فاطمة فأنشأ يقول (2):

ذكرت أبا أروى فبتّ (3) كأنّني *** برد الهموم الماضيات وكيل

لكلّ اجتماع من خليلين فرقة *** و كلّ الذي قبل الممات قليل

و إنّ افتقادي واحدا بعد واحد *** دليل على أن لا يدوم خليل

سيعرض عن ذكري و تنسى مودتي *** و يحدث بعدي للخليل خليل

إذا انقطعت يوما من العيش مدتي *** فإنّ غناء


1- الديوان: إذا آخيته.
2- ديوان الإمام علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه ط بيروت ص 149 و انظر تخريج الأبيات فيه.
3- تقرأ بالأصل: فمت، و المثبت عن الديوان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد بن أبي عثمان، أنا الحسن بن الحسين بن المنذر، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا يوسف بن موسى، نا جرير، عن حمزة الزيات قال: قال علي بن أبي طالب.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن العلاّف في كتابه، و أخبرني أبو المعمّر الأنصاري عنه.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، و أبو الحسن بن العلاّف، قالا: أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمّد، أنا أحمد بن إبراهيم الكندي، أنا محمّد بن جعفر الخرائطي، نا عمارة بن وثيمة، حدّثني أبي، نا جرير بن عبد الحميد الضّبّي، عن حمزة بن حبيب الزيات قال: كان علي بن أبي طالب يقول (1):

فلا (2) تفش سرك إلاّ إليك *** فإن لكل نصيح نصيحا

فإنّي رأيت غواة الرجا *** ل لا يدعون أديما صحيحا

و في رواية يوسف:«لا يتركون أديما».

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، قال: أنشدت لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب:

نقشنا ودّ إخوان الصفا *** بأقلام الهباء على الهواء

فكلهم ذباب في ذباب *** حياتهم وفاة للحياء

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنشدني بعض أصحاب الحديث قال: كتبت عن علي بن الطوسي قال: أنشدونا لعلي بن أبي طالب أنه أنشد


1- ديوان الإمام علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه ط بيروت ص 58 و انظر تخريجهما فيه. و قد ورد البيتان بالأصل نثرا.
2- الأصل:«لا» و المثبت «فلا» بزيادة «فاء» عن الديوان لتقويم السند.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه بن نصر المجلد، أنا أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن محمّد بن فهد العلاّف - قراءة عليه - أنا عبيد اللّه بن أحمد - إجازة - نا محمّد بن العبّاس بن حيّوية، أنشدنا [أبو] (1) بكر محمّد بن خلف المحوّلي (2)،أنشدني محمّد بن علي بن عبيد اللّه لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (3):

الصّبر من كرم الطبيعة *** و المنّ مفسدة الصّنيعة

و الحق (4) أمنع جانبا *** من قلّة الجبل المنيعة

و الشرّ أسرع جرية *** من جرية الماء السريعة

ترك التعاهد للصديق *** يكون داعية القطيعة

أخبرنا أبو سعيد محمّد بن إبراهيم بن أحمد القرّي (5)،أنا أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن السّري التفليسي، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، أنشدني أبو بكر محمّد بن علي بن إسماعيل الفقيه الإمام، أنشدني إبراهيم بن محمّد بن عرفة، أنشدني أحمد بن يحيى ثعلب، و ذكر أنه لعلي بن أبي طالب.

لئن كنت محتاجا إلى الحكم إنني *** إلى الجهل في بعض الأحايين أحوج

و ما كنت أرضى الجهل خدنا و صاحبا *** و لكنني أرضى به حين أحوج

و لي فرس للحلم بالحلم ملجم *** و لي فرس للجهل بالجهل مسرج

فمن شاء تقويمي فإني مقوم *** و من شاء تعويجي فإن معوج

أنشدنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنشدنا أبو بكر البيهقي، أنشدنا أبو عبد اللّه السلمي، أنشدنا الحسين بن يحيى الشافعي، أنشدنا السكري، أنشدنا الحسن بن علي البصري، أنشدنا عمر بن مدرك لعلي بن أبي طالب


1- زيادة لازمة.
2- في المطبوعة:«المحوبي» تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 264/14.
3- ديوان علي رضي اللّه عنه ط بيروت ص 123.
4- الديوان: و الخير، و بالأصل: حابيا، و المثبت عن الديوان.
5- تقرأ بالأصل:«العزى» و في المطبوعة:«العزي» و الصواب ما أثبت. مشيخة ابن عساكر 176/أ.

لا تعجزن (1) و لا يضجرك مطلبه *** فالنجح يتلف بين العجز و الضجر

إنّي رأيت و في الأيام تجربة *** للصبر عاقبة محمودة الأثر

فقل من جدّ في شيء يطالبه *** فاستصحب الصّبر إلاّ فاز بالظفر

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن علي بن عمر، و أبو سعد أحمد بن محمّد بن علي بن محمود، قالا: نا أبو يعلى بن الفراء - إملاء - نا أبو الحسن علي بن معروف بن محمّد البزاز، نا أبو عبد اللّه الحسين بن إسماعيل المحاملي، نا محمّد بن إدريس، نا عبد الصمد بن محمّد العبّاداني، عن حمّاد بن سلمة


1- الديوان: لا تضجرن و لا يحزنك مطلبها.

فذكرت ذلك لوكيع بن الجرّاح و نحن خاليين فاشتلهاها (1) أبو سفيان و ضحك و قال: لم يكن سفيان يبلغ بنا هذا الحد، و لكنه أفضى إلى معمر ما لم يفض إلينا.

و كنت أقول لسفيان: يا أبا عبد اللّه أ رأيت إن فضّلنا عليا على أبي بكر و عمر ما تقول في ذلك ؟ فسكت ساعة ثم يقول (2):أخشى أن يكون ذلك طعنا على أبي بكر و عمر، و لكنا نقف.

قال عبد الرزاق: و أخبرنا ابن التّيمي - يعني معتمرا (3)-قال: سمعت أبي يقول: فضل عليّ بن أبي طالب


1- كذا رسمها بالأصل و المطبوعة، و في المختصر: فاشتهاها.
2- كذا بالأصل و المطبوعة و المختصر.
3- كذا، و هو معتمر بن سليمان بن طرخان التيمي، أبو محمد البصري ترجمته في تهذيب الكمال 242/18 و فيها أنه روى عنه: عبد الرزّاق بن همّام.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن موسى بن القاسم بن الصّلت المجبّر، نا أبو بكر محمّد بن القاسم بن بشار، أنشدني أبي، و أبو عبد اللّه بن الجهم (1):

إذا ما ذكرنا من عليّ فضيلة *** رمونا لها جهلا بشتم أبي بكر

يديروننا لا قدّس اللّه أمرهم *** على شتمه تبا لذلك من أمر

إذا ما ذكرنا فضله فكأنّما *** تجرّعهم منه أمر من الصّبر

و هل يشتم الصّدّيق من كان مؤمنا *** ضجيع رسول اللّه في الغار و القبر؟

و قد سأل الصّدّيق من آل هاشم *** عليّ الهدى عند ارتداد ذوي الكفر

فقال له: إن مانعوك ركابهم (2) *** و ما كان قد يعطونه سيد البدر

فحارب على رد الشريعة إنها *** شريعة رب الناس ذي العزّ و الفخر

فلا تنكروا بفضل (3) من كان هاديا *** فإنّ عليا خيركم يا بني فهر

و يروى: حبركم، و حركم.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، قال: سمعت أبا القاسم عبيد اللّه بن أحمد الصّيرفي يقول: سمعت محمّد بن العبّاس بن حيّوية يقول: سمعت جعفر بن محمّد الصيدلي يقول: سمعت الحسن بن محمّد بن الصّباح الزعفراني يقول:

إن تركتنا الذنوب و الخطايا حتى نجتمع مع علي بن أبي طالب عليه السلام يوم القيامة فستعلم الروافض من هو أشد حبا له نحن أو هم.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم، أنشدنا سهل بن بشر الأسفرايني، أنشدني أبو القاسم علي بن علي بن الأسر (4)،أنشدني الفقيه أبو حفص عمر بن عبد اللّه بن خليل بصقلية:

يقولون لي لا تحب الوصي *** فقلت الثرى بفم الكاذب

أحب النبيّ و آل النبي *** و اختص آل أبي طالب


1- في المختصر: أنشد القاسم بن يسار و أبو عبد اللّه بن الحميم.
2- كذا بالأصل و المطبوعة، و في المختصر:«إن مانعوك زكاتهم» و هو أشبه.
3- كذا بالأصل و المطبوعة، و في المختصر:«فلا تنكروا تفضيل...» و هذا أشبه.
4- كذا رسمها بالأصل و المطبوعة.

و أعطي الصحابة حقّ الولاء *** و أجري على السنن الواجب

فإن كان نصبا ولاء الجميع *** فإنّي كما زعموا ناصبي

و إن كان رفضا ولاء الجميع *** فلا برح الرّفض من جانبي

أخبرنا أبو طالب بن أبي عقيل، أنا علي بن الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، أنشدني أبو عبد اللّه الغلاّبي، قال: أنشدني إسحاق بن خلف الشاعر:

إنّي رضيت عليا قدوة علما *** كما رضيت عتيقا صاحب الغار

و قد رضيت أبا حفص و شيعته *** و ما رضيت بقتل الشيخ في الدار

و في غير هذه الرواية:

إن كنت تعلم أنّي لا أحبّهم *** إلاّ لوجهك فأعتقني من النار

أخبرنا أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمّد، أنا أبو الفرج محمّد بن أحمد بن محمّد بن علاّن، أنا القاضي أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن الحسين الجعفي، نا أبو الحسن علي بن محمّد بن هارون بن زياد الحميري، نا محمّد بن هارون - يعني أباه - نا إسماعيل بن الخليل، عن علي بن مسهر، عن أبي إسحاق السّبيعي، قال (1):حججت أنا و غلام فمررت بالمدينة، فرأيت الناس عنقا (2) واحدا فاتبعتهم فأتوا أم سلمة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلّم، فسمعتها و هي تقول: يا شبث بن ربعي، فأجابها رجل جلف جاف: لبيك يا أمة، فقالت:

أ يسبّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في ناديكم ؟ فقال: إنّا نقول شيئا نريد عرض هذه الحياة الدنيا، فقالت:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«من سبّ عليا فقد سبّني، و من سبّني سبّ اللّه»[9049].

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني عيسى بن عبد اللّه مولى بني تميم عن شيخ من بني هاشم قال:

رأيت رجلا بالشام قد اسودّ نصف وجهه و هو يغطيه، فسألته عن سبب ذلك فقال:

نعم، قد جعلت للّه عليّ أن [لا]


1- كذا بالأصل و المختصر، و نقل عن شريك أن أبا إسحاق السبيعي ولد لسنتين بقيتا من خلافة عثمان، انظر تهذيب الكمال 265/14.
2- العنق بالضم و بضمتين: الجماعة من الناس، جمع أعناق.(القاموس المحيط ).

علي بن أبي طالب، كثير الذكر له بالمكروه، فبينا أنا ذات ليلة نائم أتاني آت في منامي، فقال: أنت صاحب الوقيعة في علي ؟ و ضرب شقّ وجهي، فأصبحت و شقّ وجهي أسود كما ترى.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر الشامي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد بن الدخيل، نا محمّد بن عمرو العقيلي (1)،نا الحسين (2) بن محمّد بن مصعب، نا عبّاد بن يعقوب، نا حسين (3) بن حمّاد، نا فطر بن خليفة عن (4) أبي وائل قال:

قال علي عليه السّلام: و اللّه ما ضللت و لا ضلّ بي، و لا نسيت الذي قيل لي، و إنّي لعلى بيّنة من ربي، تبعني من تبعني، و تركني من تركني.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن الحسن بن محمّد، أنا الحسن بن أحمد المخلدي، أنا أبو بكر الأسفرايني، نا موسى بن سهل، نا نعيم بن حمّاد، نا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن عبيد اللّه بن أبي رافع قال:

لقد سمعت عليا و قد وطئ الناس على عقبيه حتى أدموهما و هو يقول: اللّهم إنّي قد مللتهم و ملوني، فأبدلني بهم خيرا منهم، و أبدلهم بي شرا مني.

قال (5):فما كان إلاّ ذلك اليوم حتى ضرب على رأسه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (6) عن (7) عبد العزيز بن عبد اللّه الأويسي، نا إبراهيم بن سعد، عن شعبة، عن أبي عون محمّد بن عبد اللّه (8) الثقفي، عن أبي صالح الحنفي


1- رواه العقيلي في كتاب الضعفاء الكبير 465/3 في ترجمة فطر بن خليفة الحناط الكوفي.
2- في الضعفاء الكبير: الحسن بن محمد بن صعب.
3- الضعفاء الكبير: حسن بن حماد.
4- الأصل: على، و المثبت عن الضعفاء الكبير.
5- القائل: عبيد اللّه بن أبي رافع.
6- رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة و التاريخ 751/2 و عنه رواه ابن كثير في البداية و النهاية 13/8 و فيها: إبراهيم بن سعيد.
7- الأصل و المطبوعة:«بن» تصحيف، و في المعرفة و التاريخ: حدثنا عبد العزيز بن عبد اللّه الأويسي.
8- في المعرفة و التاريخ: محمد بن عبيد اللّه الثقفي.

تتقعقع ثم قال: اللهمّ إنهم منعوني [أن أقوم في الأمة] (1) بما (2) فيه، فأعطني ما فيه، ثم قال: اللّهم إنّي قد مللتهم و ملّوني، و أبغضتهم و أبغضوني، و حملوني على غير طبيعتي و خلقي و أخلاق لم تكن تعرف لي، فأبدلني بهم خيرا منهم، و أبدلهم بي شرا مني، اللّهمّ أمت قلوبهم ميت (3) الملح في الماء، قال إبراهيم: يعني أهل الكوفة.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا أبو عثمان البحيري، أنا جدي أبو الحسين، أنا أبو محمّد أحمد بن إبراهيم بن عبد اللّه، أنا نصر بن زياد، نا جرير، عن الأعمش (4)،عن عمرو بن مرة، عن عبد اللّه بن الحارث، عن زهير بن الأقمر الزبيدي قال: خطبنا علي فقال:

أنبئت بسرا (5) قد اطلع [اليمن] (6) و إني و اللّه قد حسبت أن يدخل هؤلاء القوم عليكم، و ما بي أن يكونوا أولى بالحق منكم، و لن تطيعوني في الحق، كما يطيعون إمامهم في الباطل، فأظهروا (7) عليكم و لكن بصلاحهم في أرضهم و فسادكم في أرضكم، و طواعيتهم إمامهم، و عصيانكم إمامكم، و بأدائهم الأمانة و خيانتكم، استعملت فلانا فخان و غدر، و استعملت فلانا فخان و غدر، و استعملت فلانا فخان و غدر، و استعملت فلانا فخان و غدر، و حمل المال إلى معاوية، فو اللّه لو أني أمنت أحدكم على قدح لخشيت أن يذهب بعلاقته (8)،اللّهم قد كرهتهم و كرهوني، و سئمتهم و سأموني، اللّهم فأرحني منهم و أرحهم مني، قال: فما جمّع (9).

أخبرنا أبو الوفاء عمر


1- الزيادة عن البداية و النهاية، ما بين معقوفتين سقط من الأصل و المعرفة و التاريخ.
2- الأصل:«ما» و المثبت «بما» عن المعرفة و التاريخ و البداية و النهاية.
3- البداية و النهاية: موت الملح.
4- من طريقه رواه ابن كثير في البداية و النهاية بتحقيقنا 7-360 و فيها: زهير بن الأرقم.
5- بالأصل تقرأ:«بشر» و في البداية و النهاية: نبئت أن بسرا.
6- زيادة عن البداية و النهاية.
7- كذا بالأصل، و في المطبوعة:«و ما ظهروا عليكم» و في البداية و النهاية: و ما يظهرون عليكم.
8- بالأصل:«بملإ منه» و في البداية و النهاية:«لأخذ علاقته» و لعل الصواب ما أثبت.
9- العبارة في البداية و النهاية: قال: فما صلى الجمعة الأخرى حتى قتل رضي اللّه عنه و أرضاه.

عبد العزيز بن الخطّاب (1)،نا ناصح بن عبد اللّه المحلّمي، عن عطاء بن السّائب، عن أنس بن مالك قال:

مرض علي بن أبي طالب فدخل عليه النبي صلى اللّه عليه و سلّم فتحوّلت عن مجلسي، فجلس النبي صلى اللّه عليه و سلّم حيث كنت جالسا و ذكر كلاما فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إنّ هذا لا يموت حتى يملأ غيظا، و لن يموت إلاّ مقتولا»[9050].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو الحسن الدار قطني، أنا أبو القاسم الحسن بن محمّد بن بشر البجلي الكوفي الحرّار، نا علي بن الحسين بن عبيد بن كعب، نا إسماعيل بن أبان، عن ناصح أبي عبد اللّه (2) عن سماك بن حرب، عن أنس بن مالك قال:

كان علي بن أبي طالب مريضا، فدخلت عليه و عنده أبو بكر و عمر جالسان، قال:

فجلست عنده، فما كان إلاّ ساعة حتى دخل نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فتحوّلت عن مجلسي، فجاء النبي صلى اللّه عليه و سلّم حتى جلس في مكاني، و جعل ينظر في وجهه، فقال أبو بكر أو عمر: يا نبي اللّه لا نراه إلاّ لما به، فقال:«لن يموت هذا الآن، و لن يموت إلاّ مقتولا»[9051].

قال الدار قطني: هذا حديث غريب من حديث سماك عن أنس، تفرّد به ناصح، و لم يروه عنه غير إسماعيل بن أبان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة الجرجاني، أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي، أنا أبو أحمد عبد اللّه بن عدي الجرجاني (3)،نا أحمد بن الحسين الصوفي، نا عبّاد بن يعقوب، نا علي بن هاشم عن ناصح - يعني ابن عبد اللّه المحلّمي - عن سماك، عن جابر بن سمرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لعلي:«إنك مستخلف و مقتول


1- الأصل: الخطاب، بالحاء المهملة، تصحيف.
2- هو ناصح بن عبد اللّه المحلمي التميمي، و يقال: ابن عبد الرحمن، أبو عبد اللّه. سمي بالمحلمي لأنه كان يسكن في بني محلّم. ترجمته في تهذيب الكمال 11/19 طبعة دار الفكر.
3- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 47/7 في ترجمة ناصح بن عبد اللّه المحلمي.

عثمان، و أبو طاهر القصّاري.

ح و أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن القصّاري، أنا أبي.

قالوا: أنا إسماعيل بن الحسن الصرصري، نا الحسين بن إسماعيل المحاملي، نا الفضل بن سهل، نا شبّابة، نا شعيب بن ميمون، عن حصين، عن الشعبي، عن أبي وائل قال: قيل لعلي: أ لا تستخلف علينا؟ قال: ما استخلف النبي صلى اللّه عليه و سلّم فأستخلف.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،نا محمّد بن الحسن بن حفص، نا عبّاد بن يعقوب، نا علي بن هاشم، عن محمّد بن عبيد اللّه، عن أبيه، عن جده أبي رافع أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال لعلي:

«أنت تقتل على سنّتي»[9052].

أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران، نا أبو جعفر محمّد بن عبد الرّحمن الأرزناني الأصبهاني، نا إبراهيم بن سعدان، نا بكر بن بكار، نا حمزة بن حبيب الزيات، نا حكيم بن جبير، عن سالم بن [أبي] الجعد، عن علي قال:

أ لم يأن لأشقاها لتخضبن هذه من هذه،[يعني:] لحيته من رأسه.

قالوا: يا أمير المؤمنين أ فلا تستخلف علينا؟ قال: لا، و لكن أكلكم إلى ما و كلكم إليه نبيكم صلى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، و أبو محمّد بن طاوس، قالا: أنا علي بن محمّد بن محمّد بن الخطيب - بالأنبار - أنا أبو عمر بن مهدي، أنا إسماعيل بن محمّد الصفار، نا محمّد بن مندة، نا بكر بن بكار، نا حمزة الزيات، نا حكيم بن جبير، عن سالم بن أبي الجعد، عن علي أنه قال:

لتخضبن هذه من هذه،[يعني:] لحيته من رأسه.

قالوا: يا أمير المؤمنين ما أحد يفعل ذلك إلاّ أثرنا


1- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 113/6 في ترجمة محمد بن عبيد اللّه بن أبي رافع.

عبد قاتلي، قالوا: يا أمير المؤمنين أ فلا تستخلف علينا؟ قال: لا، و لكني أكلكم إلى ما أكلكم إليه نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، قالوا: فما تقول لربك إذا أتيته ؟ قال: أقول: اللّهم أبقيتني فيهم ما بدا لك أن تبقيني، ثم توفيتني فتركتك فيهم، إن شئت أصلحتهم و إن شئت أفسدتهم.

سالم لم يسمعه من علي، و إنّما يرويه عن عبد اللّه بن سبع.

أخبرناه أبو علي الحسن بن المظفر، أنا أبو محمّد.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي.

قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه (1)،حدّثني أبي، نا وكيع، نا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن عبد اللّه بن سبع قال: سمعت عليا يقول:

لتخضبنّ هذه من هذا، فما ينتظر بي لأشقى ؟، قالوا: يا أمير المؤمنين فأخبرنا به (2) نبير عترته قال: إذا تاللّه تقتلون بي غير قاتلي، قالوا: فاستخلف علينا، قال: لا، و لكن أترككم إلى ما ترككم إليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، قالوا: فما تقول لربك إذا أتيته ؟- و قال وكيع مرة: إذا لقيته - قال: أقول: اللّهم تركتني فيهم ما بدا لك، ثم قبضتني إليك و أنت فيهم، فإن شئت أصلحتهم، و إن شئت أفسدتهم.

أنبأنا أبو الفتح أحمد بن محمّد بن أحمد بن سعيد الحداد، و أخبرني أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد الحلواني عنه، أنا أبو علي أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن يزداد، نا عبد اللّه بن جعفر بن أحمد بن فارس، أنا أحمد بن يونس بن المسيّب الضّبّي، نا محاضر، نا الأعمش، عن سالم، عن عبد اللّه بن سبع قال: سمعت عليا يقول:

لتخضبنّ هذه من هذه، قالوا: يا أمير المؤمنين أخبرنا به، و اللّه لنبيرنّ عترته، قال: أنشد اللّه أن يقتل بي غير قاتلي، قالوا: استخلف علينا، قال: لا، أدعكم إلى ما ودعكم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، قالوا: فما تقول لربك ؟ قال: أقول: اللّهم ربّ تركتني فيهم ما بدا لك، فلمّا قبضتني تركتك فيهم، فإن شئت أصلحتهم، و إن شئت أفسدتهم.

و أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، و أبو البركات بن الأنماطي، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا محمّد بن هارون الحضرمي، نا إسحاق بن إبراهيم الشهدي


1- مسند أحمد بن حنبل 275/1 رقم 1078 طبعة دار الفكر - بيروت.
2- «به» ليست في المسند.

خطب علي بن أبي طالب فقال: ما يمنعه أن يقوم فيخضب هذه من هذا؟ قالوا: يا أمير المؤمنين أما إذ عرفته فأرناه نبير عترته قال: أنشد اللّه رجلا قتل بي غير قاتلي، قالوا: فأوصه، قال: أكلكم إلى ما أكلكم اللّه و رسوله، قالوا: فما تقول لربك إذا قدمت عليه ؟ قال: أقول:

كنت فيهم حتى توفّيتني، و هم عبادك، إن شئت أصلحتهم، و إن شئت أفسدتهم.

قال: و سمعت أبا بكر بن عياش يقول: عندي في هذا الحديث إسناد جيد:

أخبرني الأعمش عن سالم بن أبي الجعد، عن عبد اللّه بن سبع أن عليا خطبهم بهذه الخطبة.

كذا رواه وكيع و محاضر بن المورّع عن الأعمش.

و رواه الشهيدي عن أبي بكر بن عياش.

و رواه الأسود بن عامر شاذان، عن أبي بكر بن عياش، عن الأعمش، عن سلمة بن كهيل.

و رواه جرير بن عبد الحميد، و الحربي (1) عبد اللّه بن داود، عن الأعمش، عن سلمة، عن سالم.

فأما حديث أسود بن عامر:

فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب.

ح و أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر، أنا أبو محمّد الجوهري.

قالا: أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا أسود بن عامر، أنا أبو بكر، عن الأعمش، عن سلمة بن كهيل، عن عبد اللّه بن سبع قال: خطبنا علي فقال:

و الذي فلق الحبة و برأ النسمة لتخضبنّ هذه من هذه، قال: قال الناس: فاعلمنا من هو، و اللّه لنبيرنّه


1- كذا بالأصل و المطبوعة، و لعل الصواب: الخريبي، راجع ترجمة سليمان بن مهران الأعمش في تهذيب الكمال 109/8 و ذكر فيمن روى عنه: عبد اللّه بن داود الخريبي. و راجع ترجمة عبد اللّه بن داود الخريبي في تهذيب الكمال 109/10 فقد ذكر من شيوخه: سليمان الأعمش.
2- مسند أحمد بن حنبل 328/1 رقم 1339 طبعة دار الفكر - بيروت.

علمت ذلك استخلف إذن، قال: لا، و لكن أكلكم إلى ما وكلكم (1) إليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

و أما حديث جرير:

فأخبرناه أبو المظفّر القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن سعدوية، و أبو منصور الحسين بن طلحة بن الحسين الصالحاني، قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا:

أنا أبو يعلى، نا زهير - و قال ابن المقرئ: نا أبو خيثمة - نا جرير، عن الأعمش، عن سلمة بن كهيل، عن سالم بن أبي الجعد، عن عبد اللّه بن سبع قال:

خطبنا علي بن أبي طالب فقال: و الذي فلق الحبة و برأ النسمة، لتخضبن هذه من هذه - يعني لحيته من دم رأسه-.

قال: فقال رجل: و اللّه لا يفعل ذلك أحد إلاّ أبرنا عترته، فقال: أذكر اللّه - أو أنشد اللّه - أن يقتل بي إلاّ قاتلي، فقال رجل: أ لا تستخلف يا أمير المؤمنين ؟ قال: لا، و لكن أترككم إلى ما ترككم إليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، قالوا: فما تقول للّه إذا لقيته، قال: أقول: اللّهم تركتني فيهم ما بدا لك، ثم توفيتني، و تركتك فيهم فإن شئت أصلحتهم، و إن شئت أفسدتهم.

و أخبرناه أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا عبد اللّه بن عبيد اللّه بن يحيى بن زكريا، ابن


1- الأصل:«كلكم» و المثبت عن المسند.

و أمّا حديث الخريبي (1):

فأخبرناه أبو القاسم الواسطي، و أبو منصور محمّد بن عبد الملك بن خيرون، قالا:

أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (2)،أنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد اللّه، نا القاضي أبو عبد اللّه الحسين بن إسماعيل المحاملي، نا علي بن محمّد بن معاوية، نا عبد اللّه بن داود، عن الأعمش، عن سلمة بن كهيل، عن سالم بن أبي الجعد، عن عبد اللّه بن سبع قال: سمعت عليا على المنبر و هو يقول:

ما ينتظر أشقاها عهد إليّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لتخضبنّ هذه من هذا، و أشار ابن داود إلى لحيته و رأسه، فقالوا: يا أمير المؤمنين أخبرنا من هو حتى نبتدره، فقال: أنشد اللّه رجلا قتل بي غير قاتلي، قالوا: أ لا تستخلف ؟ قال ابن داود: سقط علي ما بعد هذا و رواه أبان بن تغلب (3) عن سلمة:

أنبأناه أبو بكر الشّيروي، و حدّثنا أبو المحاسن عبد الرزاق بن محمّد عنه.

ح و أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، قالا: أنا القاضي أبو بكر الحيري، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب الأصم، نا أبو الحسن علي بن محمّد بن حبيبة (4)القرشي، نا يحيى بن الحسن بن الفرات العرار، نا محمّد بن عمر، عن أبان بن تغلب (5)، عن سلمة بن كهيل، عن عبد اللّه بن سبع قال:

قال علي بن أبي طالب قبل أن يضرب بثلاث: أين شقيكم هذا؟ أم و اللّه لتخضبنّ هذه من هذا، قال: فلما ضرب دخلت عليه فقلت: يا أمير المؤمنين استخلف، قال: لا، قال:

فقلت: اتّق اللّه، فما تقول لربك ؟ قال: أقول: تركتهم كما تركهم رسولك - و في حديث الخطيب: رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم - إن شئت أصلحتهم، و إن شئت أفسدتهم.

أخبرنا أبو الوفاء عمر بن الفضل بن أحمد [بن المميّز]


1- الأصل:«الحوبي» و في المطبوعة؛«الحربي» كلاهما تصحيف، و لعل الصواب ما أثبت، و انظر ما لاحظناه بشأنه قريبا.
2- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 57/12-58 في ترجمة علي بن محمد بن معاوية، النيسابوري.
3- رسمها بالأصل: تعلب، و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 298/1 و هو أبو سعد أبان بن تغلب الربعي الكوفي.
4- إعجامها مضطرب بالأصل و قد تقرأ:«حبية» و المثبت عن المطبوعة.
5- رسمها بالأصل: تعلب، و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 298/1 و هو أبو سعد أبان بن تغلب الربعي الكوفي.

إبراهيم بن محمّد الطيان، نا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد اللّه بن خرّشيد قوله، أنا أبو الحسين عمر بن الحسن بن علي الشيباني، أنا أبو الحسن بن العبّاس المقرئ، نا محمّد بن حميد، نا هارون بن المغيرة، نا عنبسة، عن الزبير بن عدي، عن أبيه عن علي قال: عهد إليّ النبيّ الأميّ أن تخضب هذا من دم هذه يعني لحيته إلى (1).

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا محمّد بن إسحاق الصّغاني (2)،أنا أبو الجوّاب الأحوص بن جوّاب (3)،نا عمار بن رزيق (4)،عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ثعلبة بن يزيد قال:

قال علي: و الذي فلق الحبّة و برأ النسمة لتخضبنّ هذه من هذه، للحيته من رأسه، فما يخبتن أشقاها.

فقال عبد اللّه بن سبع: و اللّه يا أمير المؤمنين لو أن رجلا يفعل ذلك لأثرنا (5) عترته، فقال: أنشد اللّه أن يقتل بي غير قاتلي، قالوا: يا أمير المؤمنين أ لا تستخلف ؟ قال: لا، و لكني أترككم كما ترككم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، قال: فما تقول لربك إذا لقيته و قد تركتنا هملا؟ قال: أقول: اللّهم استخلفتني فيهم ما بدا لك، ثم قبضتني و تركتك فيهم، فإن شئت أصلحتهم، و إن شئت أفسدتهم.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا عبيد اللّه - هو القواريري - نا عبد اللّه بن جعفر، أخبرني زيد بن أسلم، عن أبي سنان يزيد بن مرة الدّيلي قال:

مرض علي بن أبي طالب مرضا شديدا حتى أدنف، و خفنا عليه، ثم إنه برأ - زاد ابن حمدان: نخاف عليك


1- كذا بالأصل.
2- كذا رسمها بالأصل، و في المطبوعة:«الصنعاني». تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 592/12.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 482/1 طبعة دار الفكر.
4- هو عمار بن رزيق (بتقديم الراء) الضبي التميمي، أبو الأحوص الكوفي. ترجمته في تهذيب الكمال 430/13 طبعة دار الفكر. و بالأصل:«رزيق» و في المطبوعة: زريق.
5- كذا رسمها بالأصل، و في المطبوعة: لأبرنا.

أخبرني - الصادق المصدوق أني لا أموت حتى أضرب على هذه، و أشار إلى مقدم رأسه الأيسر، فتخضب هذه منها بدم، و أخذ بلحيته و قال لي: يقتلك أشقى هذه الأمة، كما عقر ناقة اللّه أشقى بني فلان من ثمود، قال: فنسبه - زاد ابن حمدان: رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و قالا:

- إلى جده

يزيد (1) بن أمية، عن علي تفرد به عبد اللّه بن داهر الرازي عن أبيه عنه.

و روي هذه من وجه آخر أخبرناه أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين، و أبو الفتح المختار بن عبد الحميد، و أبو عبد اللّه محمّد بن العمركي بن نصر، و أبو المحاسن أسعد بن علي.

قالوا: أنا عبد الرّحمن بن المظفر الداودي، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حموية، أنا إبراهيم بن خزيم (2) الشّاشي، نا عبد بن حميد الكشي، نا محمّد بن بشر، نا ابن أبي الزناد، نا زيد بن أسلم، عن أبي سنان الدؤلي يزيد بن أمية قال:

مرض عليّ مرضا خفنا عليه منه، ثم أنه نقه و صحّ ، فقلنا: الحمد للّه أصحك يا أمير المؤمنين، قد كنا خفنا عليك في مرضك هذا، فقال: لكنّي لم أخفّ على نفسي، حدّثني الصّادق المصدوق قال:«لا تموت (3) حتى يضرب هذا منك»- يعني رأسه - و يخضب هذا دما - يعني لحيته - و يقتلك أشقاها كما عقر ناقة اللّه أشقى بني فلان»[9055].

حصه (4) إلى فخذه الدنيا دون ثمود.

أخبرنا أبو علي بن المظفّر، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب.

قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (5)،حدّثني علي بن حكيم الأودي، أنا شريك، عن عثمان بن أبي زرعة، عن زيد بن وهب قال:

قدم علي على قوم من أهل البصرة من الخوارج، فيهم رجل يقال له: الجعد بن بعجة فقال له: اتّق اللّه يا علي، فإنك ميت، فقال علي: بل مقتول، ضربة على هذا يخضب هذه - يعني لحيته من رأسه - عهد معهود، و قضاء مقضيّ ، وَ قَدْ خٰابَ مَنِ افْتَرىٰ (6).

و عاتبه في لباسه، فقال: ما لكم و للباسي ؟ هو أبعد من الكبر، و أجدر أن يقتدي بي مسلم


1- هو يزيد بن أمية، أبو سنان الدؤلي، ترجمته في تهذيب الكمال 286/20 طبعة دار الفكر - بيروت.
2- الأصل و المطبوعة: خريم، و الصواب ما أثبت و ضبط ، ترجمته في سير أعلام النبلاء 486/14.
3- الأصل: يموت.
4- كذا بالأصل، و لعل الصواب: فنسبه.
5- مسند أحمد بن حنبل 197/1 رقم 703 طبعة دار الفكر.
6- سورة طه، الآية:61.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن حسنون، أنا أبو القاسم موسى بن عيسى بن عبد اللّه السّراج، نا عبد اللّه بن أبي داود، نا إسحاق بن إسماعيل، نا إسحاق بن سليمان، عن فطر بن خليفة، عن أبي الطّفيل.

أن عليا جمع الناس للبيعة، جاء عبد الرّحمن بن ملجم فردّه مرتين ثم قال علي: ما يحبس أشقاها، فو اللّه لتخضبن هذه من هذا، ثم تمثّل: (1)

اشدد حيازيمك للموت *** فإنّ الموت لاقيك

و لا تجزع من القتل *** إذا حل بواديك

أخبرنا أبو سهل بن سعدوية، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ.

ح و أخبرنا أبو المظفّر، أنا أبو سعد، أنا أبو عمرو الفقيه.

قالا: أنا أبو يعلى، نا إسحاق بن أبي إسرائيل، نا سفيان، عن عبد الملك بن أعين، عن أبي حرب بن أبي الأسود الدّيلي، عن أبيه، عن علي قال:

أتاني عبد اللّه بن سلام و قد وضعت قدمي في الغرز فقال لي: لا تقدم العراق فإنّي أخشى أن يصيبك بها ذباب (2) السيف، فقال علي: و أيم اللّه، لقد أخبرني به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

قال أبو الأسود: فما رأيت كاليوم قط محاربا يخبر بهذا عن نفسه (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (4)،نا أبو بكر الحميدي، نا سفيان، نا عبد الملك بن أعين (5)-و كان شيعيا كان عندنا رافضيا صاحب رأي - سمعه من أبي حرب بن أبي الأسود يحدث عن أبيه قال:

سمعت عليا يقول: أتاني عبد اللّه بن سلام و قد أدخلت رجلي في الغرز فقال لي: أين تريد؟ فقلت: العراق، فقال: أما إنّك إن جئتها ليصيبك


1- البيتان في ديوان علي رضي اللّه عنه - طبعة بيروت - ص 140 من ستة أبيات فيما نسب إليه أنه قاله في الليلة التي ضرب فيها، و انظر تخريجها فيه.
2- ذباب السيف: حدّ طرفه الذي شفرتيه (اللسان: ذبب).
3- رواه ابن كثير في البداية و النهاية 360/7 و تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص 648 و الحاكم في المستدرك 3/ 140.
4- رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة و التاريخ 620/2-621.
5- في المعرفة و التاريخ: عبد الملك بن حسين.

اللّه لقد سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم مثله (1) يقوله.

قال أبو حرب: فسمعت أبي يقول: فتعجبت منه، و قلت: رجل محارب يحدّث بهذا عن نفسه.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، أنا محمّد بن إسحاق، نا سعيد بن عفير، نا ابن لهيعة، عن ابن الهاد، عن عثمان بن صهيب، عن أبيه.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال لعلي بن أبي طالب:«من أشقى الأولين ؟» قال: عاقر الناقة، قال:«فمن أشقى الآخرين ؟» قال: لا أدري، قال:«الذي يضربك على هذا»، و أشار إلى رأسه، قال: فكان علي يقول: يا أهل العراق و لوددت أن لو قد انبعث أشقاها فخضب هذه من هذه[9056].

رواه رشدين (2) بن سعد عن ابن الهاد:

أخبرنا أبو المظفّر القشيري، و أبو القاسم الشّحّامي، قالا: أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو سعيد الكرابيسي، أنا أبو لبيد السامي (3)،نا سويد (4)،نا رشدين، عن يزيد بن عبد اللّه بن أبي أسامة، عن عثمان بن صهيب، عن عبد اللّه قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لعلي:«من أشقى الأولين ؟» قال: عاقر الناقة، قال:«صدقت»، قال:«فما


1- كذا بالأصل و المطبوعة، و في المعرفة و التاريخ: قبله يقوله.
2- الأصل: رشد، تصحيف و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 206/6 طبعة دار الفكر.
3- الأصل و المطبوعة: الشامي، تصحيف.
4- هو سويد بن سعيد بن سهل بن شهريار الهروي أبو محمد الحدثاني، ترجمته في تهذيب الكمال 205/8.

قال النبي صلى اللّه عليه و سلّم لعلي:«من أشقى الأولين ؟» قال: عاقر الناقة، قال:«فمن أشقى الآخرين ؟» قال: لا علم لي يا رسول اللّه، قال:«الذي يضربك على هذه»، و أشار بيده إلى يافوخه،«و يخضب هذه من هذه» يعني لحيته - فكان علي يقول: لا (1) يخرج الأشقى الذي يخضب هذه - يعني لحيته - من هذه - يعني مفرق رأسه-[9058].

و رواه أبو يعلى الموصلي عن سويد فجعله من مسند علي:

أخبرناه أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم، أنا محمّد بن عبد الرّحمن، أنا محمّد بن أحمد بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو سهل بن سعدوية، أنا إبراهيم بن منصور، أنا محمّد بن إبراهيم بن المقرئ.

قالا: أنا أبو يعلى (2)،نا سويد بن سعيد، نا رشدين بن سعد، عن يزيد بن عبد اللّه بن أسامة بن الهاد، عن عثمان بن صهيب، عن أبيه قال:

قال علي: قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«من أشقى الأوّلين ؟» قلت: عاقر الناقة، قال:

«صدقت، فمن أشقى الآخرين ؟» قلت: لا علم لي يا رسول اللّه، قال:«الذي يضربك على هذه»- و أشار بيده إلى يافوخه - و كان يقول: وددت أنه قد انبعث أشقاكم فخضب هذه من هذه - يعني لحيته من دم رأسه-[9059].

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر، أنا الحسن بن علي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي التميمي.

قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد


1- كذا بالأصل، و لعله: ألا يخرج ؟.
2- من طريقه في البداية و النهاية-358/7-359.

حتى أؤمّر ثم تخضب هذه - يعني لحيته - من دم هذه - يعني هامته - فقتل، و قتل أبو فضالة مع علي يوم صفّين[9060].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا الحسن بن مكرم، نا أبو منصور، نا أبو محمّد بن راشد، عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل، عن فضالة بن أبي فضالة الأنصاري، - و كان أبو فضالة من أهل بدر - قال:

خرجت مع أبي عائدا لعلي بن أبي طالب في مرض أصابه ثقل منه، قال: فقال له أبي:

و ما يقيمك بمنزلك هذا؟ لو أصابك أجلك لم يلك إلاّ اعراب جهينة، تحمل إلى المدينة فإن أصابك أجلك وليك أصحابك و صلّوا عليك، فقال علي: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عهد إليّ أن لا أموت حتى أؤمّر ثم تخضب هذه - يعني لحيته - من دم هذه - يعني هامته - فقتل؛ و قتل أبو فضالة مع علي يوم صفّين.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن النّرسي، أنا موسى بن عيسى السرّاج، نا عبد اللّه بن أبي داود، نا إسحاق بن منصور، أنا أبو النعمان محمّد بن الفضل، أنا محمّد بن راشد الحراني، نا عبد اللّه بن محمّد بن عقيل، عن فضالة بن أبي فضالة الأنصاري.

أن علي بن أبي طالب مرض بينبع (1) مرضا فثقل، قال: فخرج أبي عائدا له و أنا معه، فقال له: و ما يقيمك بهذا المنزل ؟ إن أصابك أجلك وليك أعراب جهينة، ارحل إلى منزلك بالمدينة، فإن أصابك أجلك وليك إخوانك، و صلّوا عليك، فسمعت عليا يقول: إنّي لست ميتا من وجعي هذا، إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم خبّرني أن لا أموت حتى أؤمّر، ثم تخضب هذه من دم هذه


1- إعجامها مضطرب بالأصل، و الصواب ما أثبت، راجع معجم البلدان، و فيه: ينبع: على سبع مراحل من المدينة، بين مكة و المدينة، و هو حصن به نخيل و ماء و زرع و بها وقوف لعلي بن أبي طالب رضي اللّه عنه.

صالح، نا أبو ليلى الخراساني، عن أبي جرير عن سعيد بن المسيّب قال:

رأيت عليا على المنبر و هو يقول: لتخضبنّ هذه من هذه - و أشار بيده إلى لحيته و جبينه - فما يحبس أشقاها؟ قال: فقلت لقد ادّعى عليّ علم الغيب، فلما قتل علمت أنه قد كان عهد إليه.

أخبرنا أبو المظفر بن أبي القاسم، أنا أبو سعد، أنا أبو عمرو، أنا أبو يعلى، نا سويد بن سعيد، نا محمّد بن عبد الرحيم بن شروس اليماني، عن ابن ميثا، عن أبيه، عن عائشة قالت: رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلّم التزم عليا و قبّله و يقول:«بأبي الوحيد الشهيد، بأبي الوحيد الشهيد»[9061].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو الحسين رضوان بن أحمد.

و أنبأنا أبو بكر الشّيروي، و حدّثنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن حبيب عنه، أنا أبو بكر الحيري، نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب قالا: أنا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، حدّثني يزيد بن محمّد بن خثيم (1)،عن محمّد بن كعب القرظي، حدّثني أبوك محمّد بن خثيم (2) المحاربي، عن عمّار بن ياسر قال:

كنت أنا و علي بن أبي طالب رفيقين في غزوة العسيرة من بطن ينبع فلما نزلها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أقام بها شهرا، فصالح بها بني مدلج [و حلفائهم من بني ضمرة، فوادعهم، فقال له علي بن أبي طالب: هل لك يا أبا اليقظان أن تأتي هؤلاء - نفر من بني مدلج] (3)يعملون في عين لهم، ننظر كيف يعملون ؟ فأتيناهم، فنظرنا إليهم ساعة ثم غشينا النوم، فعمدنا إلى صور (4) من النخل في دقعاء (5) من الأرض فنمنا فيه، فو اللّه ما أهبنا إلاّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بقدمه، فجلسنا و قد تترّبنا


1- الأصل و المطبوعة: خيثم، تصحيف و الصواب ما أثبت، انظر بشأنه الخبر التالي.
2- الأصل و المطبوعة: خيثم، تصحيف و الصواب ما أثبت، انظر بشأنه الخبر التالي.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن مختصر ابن منظور لتقويم المعنى.
4- الصور: النخل الصغار، و قيل: هو المجتمع (اللسان: صور).
5- الدقعاء: عامة التراب (اللسان: دقع).

يا علي على هذه،- فوضع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يده على رأسه - حتى يبل منها هذه» و وضع يده على لحيته[9062].

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا أبو خيثمة، نا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، حدّثني أبي، عن ابن إسحاق.

ح قال: و حدّثني زهير بن محمّد، أخبرني صدقة بن سابق، عن ابن إسحاق قال:

حدّثني يزيد بن محمّد بن خثيم (1)،عن محمّد بن كعب القرظي، عن محمّد بن خيثمة (2)أبي يزيد عن عمّار بن ياسر قال:

كنت أنا و علي بن أبي طالب في غزوة العسيرة نائمين في صور من النخل و دقعاء من التراب، فو اللّه ما أهبنا إلاّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يحركنا برجله [و قد] تتربنا من تلك الدقعاء، فقال:

«أ لا أحدثكم بأشقى الناس رجلين ؟» قلنا: بلى يا رسول اللّه.

قال:«أحيمر ثمود الذي عقر الناقة، و الذي يضربك على هذه - و وضع يده على قرنه - حتى يبلّ منها هذه» و أخذ بلحيته.

آخر الجزء السادس و الخمسين بعد الثلاثمائة من الأصل.

أخبرنا أبو بكر [محمد] (3) بن عبد الباقي، و أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه، و أبو علي الحسن بن المظفر، و أبو غالب أحمد بن الحسن، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري قال [أنا] (4)أبو بكر - إملاء - أنا أبو علي محمّد بن أحمد بن يحيى المعطشي، نا إسحاق بن بنان بن معن الأنماطي، نا يوسف بن موسى، نا إسماعيل بن أبان، نا ناصح، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«من أشقى ثمود؟» قالوا: عاقر الناقة، قال:«فمن أشقى هذه الأمة ؟» قالوا: اللّه و رسوله أعلم، قال:«قاتلك يا علي»[9063].

أخبرنا أبو الحسن [علي]


1- بالأصل و المطبوعة: خيثم، تصحيف، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 371/20 طبعة دار الفكر.
2- كذا بالأصل و المطبوعة، و الصواب: محمد بن خثيم، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 251/16.
3- الزيادة للإيضاح.
4- زيادة منا للإيضاح.

محمّد، أنا - أبو بكر الخطيب (1)،أنا علي بن القاسم البصري، نا علي بن إسحاق المادرائي [نا] (2) محمّد بن إسحاق، نا إسماعيل بن أبان الوراق، نا ناصح بن عبد اللّه المحلّمي، عن سماك، عن جابر بن سمرة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لعلي:«من أشقى الأوّلين ؟» قال: عاقر الناقة، قال:«فمن أشقى الآخرين ؟» قال: اللّه و رسوله أعلم، قال:«قاتلك»[9064].

أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر، أنا عمر بن أحمد بن عمر بن مسرور، أنا الشيخ الزاهد أبو العبّاس عبيد اللّه بن محمّد بن نافع، حدّثني أبو عبد اللّه خلف بن محمّد بن سفيان بن زياد بن عبد اللّه بن مالك بن دينار، نا ابن أبي الدنيا، نا عبد الرّحمن بن صالح، نا عبد الرحيم بن سليمان، عن زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن حريث قال:

مر بنا علي بصفّين و ليس معه أحد، فقال له سعيد: أ ما تخشى أن يقاتلك عدو؟ فإنّي لا أرى معك أحدا، قال: إنّ لكلّ عبد حفظة يحفظونه، لا يخرّ عليه حائط أو يتردّى في بئر حتى إذا جاء القدر الذي قدر له خلت عنه الحفظة فأصابه ما شاء اللّه أن يصيبه.

كذا قال، و إنّما هو ابن أبي جندب.

أخبرناه أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن محمّد بن علي بن أحمد، نا أحمد بن إسحاق النهاوندي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن يعقوب المتّوثي (3)،نا أبو داود سليمان بن الأشعث، نا عبدة بن عبد اللّه، عن إسرائيل بن أبي إسحاق، عن عمرو بن أبي جندب (4) قال:

كنا جلوسا عند سيدنا سعيد بن قيس بصفين إذ جاء أمير المؤمنين متوكئا على عنزة


1- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 135/1 في ترجمة الإمام علي رضي اللّه عنه، و رواه ابن كثير في البداية و النهاية - بتحقيقنا-360/7 عن الخطيب.
2- زيادة منا للإيضاح، و في تاريخ بغداد:«قال: أنبأنا» و في البداية و النهاية:«أنا».
3- تقرأ بالأصل:«التوتي» و في المطبوعة: التوني، و المثبت عن تهذيب الكمال 9/8 (ترجمة أبي داود سليمان بن الأشعث) و فيها روى عنه: أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن يعقوب المتوثي البصري.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 187/14 طبعة دار الفكر - بيروت.

و إن الصفين ليتراءيان بعد ما اختلط الكلام (1)،فقال له سعيد: أمير المؤمنين ؟ قال: نعم، قال:

سبحان اللّه أ ما تخاف أن يقتلك أحد؟ قال: لا، إنه ليس من عبد إلاّ و معه حفظة من أن يصيبه حجر، أو يخرّ من جبل، أو يقع أو يصيبه دابة، حتى إذا جاء القدر خلوا بينه و بينه.

و أظن عمرا هذا هو أبو بصير.

بهذا أخبرنا أبو غالب أيضا، أنا محمّد بن علي، أنا أحمد بن إسحاق، نا محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا أبو داود، نا داود بن أمية، نا مالك بن سعير (2)،نا الأعمش، عن أبي إسحاق، عن أبي بصير قال:

كنا جلوسا حول سيدنا الأشعث بن قيس إذ جاء رجل بيده عنزة، فلم يعرفه و عرفه قال: أمير


1- كذا بالأصل، و في المطبوعة: الظلام.
2- الحرف الأخير من اللفظة لم يظهر في الأصل، و المثبت عن المطبوعة. ترجمته في تهذيب الكمال 401/17 طبعة دار الفكر.

فقال: ما شأن السّلاح ؟ و ساق نحو حديث قبله قال: لا يجد عبد - أو يذوق - حلاوة الإيمان حتى يستيقن يقينا غير ظان أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، و ما أخطأه لم يكن ليصيبه.

قال: و قال قتادة: إنّ آخر ليلة أتت على علي قال: جعل لا يستقر فارتاب به أهله، فجعل يدسّ بعضهم إلى بعض حتى اجتمعوا قال: فناشدوه، فقال: إنه ليس من عبد إلاّ و معه ملكان يدفعان عنه ما لم يقدر - أو قال: ما لم يأت القدر - فإذا أتى القدر خليا بينه و بين القدر.

قال: و خرج إلى المسجد - يعني: فقتل-.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسن بن الفضل القطّان، أنا أبو سهل بن زياد القطّان، نا إسحاق بن الحسن الحربي، نا عفّان، نا همّام، عن عطاء بن السّائب، عن يعلى بن مرة قال:

ائتمرنا أن نحرس عليا رضي اللّه عنه كلّ ليلة منا عشرة، قال: فخرجنا و معنا السلاح، و صلّى كما كان يصلّي، ثم أتانا فقال: ما شأن السّلاح ؟ قال: قلنا: ائتمرنا بأن نحرسك كلّ ليلة منا عشرة، قال: من أهل السماء أو من أهل الأرض ؟ قلنا: نحن أهون - أو أضعف، أو أصغر، أو كلمة نحو ذلك - أن نحرسك من أهل السماء، قال: إن أهل الأرض لا يعملون بعمل حتى يقضى في السماء، فإنّ عليّ جنة حصينة إلى يومي - و ذكر - أنه لا يذوق عبد - أو لا يجد عبد - حلاوة الإيمان - أو طعم الإيمان - حتى يستيقن يقينا غير ظان أنّ ما أصابه لم يكن ليخطئه، و أن ما أخطأه لم يكن ليصيبه.

قال: و أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن عبد اللّه الحوفي - ببغداد - نا أحمد بن سلمان الفقيه، نا محمّد بن عبد اللّه بن سليمان، نا محمّد بن نمير، نا حفص بن غياث، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه قال:

دخل الحسن بن علي على معاوية، و قال معاوية: أبوك الذي كان يقاتل أهل البصرة، فإذا كان آخر النهار فمشى في طوقها (1) قال: علم أنّ ما أخطأه لم يكن ليصيبه، و ما أصابه لم يكن ليخطئه، فقال معاوية: صدقت إلى (2).

أخبرنا أبو بكر


1- بدون إعجام بالأصل، و المثبت عن المطبوعة، و في المختصر: فمشى في طرقها.
2- كذا بالأصل.

أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1)،نا إسماعيل بن إبراهيم بن عليّة، عن عمارة بن أبي حفصة، عن أبي مجلز قال: جاء رجل من مراد إلى عليّ و هو يصلّي في المسجد فقال: احترس فإنّ ناسا من مراد يريدون قتلك، فقال: إنّ مع كل رجل ملكين يحفظانه مما لم يقدّر، فإذا جاء القدر خليا بينه و بينه، و إنّ الأجل جنّة حصينة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس (2)،أنا أبو العباس، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة، أنا إسحاق بن سيّار، نا أبو علقمة، عن سفيان، عن عمران بن ظبيان، عن حكيم بن سعد أنه قيل لعلي:

لو علمنا قاتلك لأبرنا عترته، فقال: مه، ذلك الظلم، النفس بالنفس، و لكن اصنعوا ما صنع فقال (3) النبي قتل ثم أحرق بالنار إلى (4).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 34/3.
2- الأصل: قيس، تصحيف.
3- كذا بالأصل:«فقال النبي» و العبارة غير واضحة، و في المطبوعة: و لكن اصنعوا (به) ما صنع بقاتل النبي قتل ثم أحرق بالنار. و في المختصر كالأصل:«فقال: النبي قتل».
4- كذا بالأصل.

لما أن دخل رمضان كان علي يتعشى ليلة عند الحسن و الحسين و ابن عباس (1) لا يزيد على ثلاث لقم يقول: يأتيني أمر اللّه و أنا خميص - و في نسخة: أخمص - إنّما هي ليلة أو ليلتين، فأصيب من الليل (2).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، نا الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا إسحاق بن إبراهيم المروزي، نا عفيف بن سالم الموصلي، نا الحسن بن كثير، عن أبيه قال:- و كان قد أدرك عليا - قال:

خرج علي إلى الفجر فأقبل الوزّ يصحن في وجهه فطردوهن عنه، فقال: ذروهن فإنهنّ نوائح، فضربه ابن ملجم، فقيل: يا أمير المؤمنين خلّ بيننا و بين مراد فلا تقوم لهم راعية - أو راغية - أبدا، قال: لا، و لكن احبسوا الرجل، فإن متّ فاقتلوه، و إن أعش فالجروح قصاص (3).

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني عبد اللّه بن يونس بن بكير، حدّثني أبي (4)،حدّثني علي بن (5) فاطمة العنزي، حدّثني الأصبغ الحنظلي، قال:

لما كانت الليلة التي أصيب فيها علي أتاه ابن النّبّاح (6) حين طلع الفجر يؤذنه بالصلاة و هو مضطجع متثاقل، فعاد إليه الثانية و هو كذلك، ثم عاد الثالثة، فقام عليّ يمشي و هو يقول:

شدّ حيازيمك للموت *** فإنّ الموت لاقيكا

و لا تجزع من الموت *** إذا حلّ بواديكا

فلما بلغ الباب الصغير شدّ عليه عبد الرّحمن بن ملجم فضربه، فخرجت أم كلثوم ابنة عليّ فجعلت تقول: ما لي و لصلاة الغداة ؟ قتل زوجي أمير المؤمنين


1- كذا بالأصل، و الذي في أسد الغابة: ليلة عند الحسن، و ليلة عند الحسين، و ليلة عند عبد اللّه بن جعفر.
2- رواه ابن الأثير في أسد الغابة 615/3.
3- انظر أسد الغابة 615/3.
4- من طريقه رواه الذهبي في تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص 648.
5- كذا بالأصل و المطبوعة، و في تقريب التهذيب: علي بن أبي فاطمة. و هو علي بن الحزوّر انظر تقريب التهذيب 33/2 و 42.
6- هو عامر بن النباح مؤذن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا النقيب أبو الفوارس طراد بن محمّد، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني عبد الرّحمن بن صالح، نا عمرو بن هاشم الجنبي (1)،عن أبي جناب (2)،عن أبي عون الثقفي، عن أبي عبد الرّحمن السلمي قال: قال لي الحسن بن علي (3):قال لي [أبي] علي:

إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم سنح لي الليلة في منامي فقلت: يا رسول اللّه ما لقيت من أمّتك من الأود و اللدد؟ قال: ادع عليهم، قلت: اللّهم أبدلني بهم من هو خير منهم، و أبدلهم بي من هو شر مني.

فخرج، فضربه الرجل.

هذه مختصرة و أخبرنا بالحكاية بتمامها أبو غالب بن البنّا.

[أخبرنا أبو غالب بن البنا] أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبد الرّحمن بن جعفر بن خشنام، نا محمّد بن عبد اللّه بن غيلان، نا أبو هشام، نا أبو أسامة، نا أبو جناب قال: و حدّثني أبو عون الثقفي قال: كنت أقرأ على أبي عبد الرّحمن السلمي و كان الحسن بن علي يقرأ عليه، قال [أبو] (4) عبد الرّحمن.

فاستعمل أمير المؤمنين علي (5) رجلا من بني تميم يقال له حبيب بن مرة على السواد، و أمره أن يدخل الكوفة من بالسواد، من المسلمين فقلت للحسن بن علي: إنّ لي ابن عمّ في السواد يحبّ أن يقوم مكانه، فقال لي: تغدو غدا على كتابك و قد ختم، فغدوت من الغد، فإذا الناس يقولون: قتل أمير المؤمنين، فقلت للغلام: أبعد (6) بي إلى القصر، فدخلت القصر، فإذا الحسن بن علي قاعد في مسجد في الحجرة، و إذا صوائح فقال: ادن إليّ يا أبا عبد الرّحمن، فجلست إلى جنبه، فقال لي: خرجت البارحة و أمير المؤمنين يصلّي في هذا المسجد، فقال لي: يا بني إنّي بتّ الليل أوقظ أهلي لأنها ليلة الجمعة صبيحة بدر لسبع عشرة من رمضان


1- الأصل: الخنبي.
2- إعجامها ناقص بالأصل.
3- رواه في تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص 649.
4- اللفظة ممحوة بالأصل.
5- تقرأ بالأصل: معلى.
6- تقرأ بالأصل:«أبعد بي» و تقرأ:«أبعدني» و في المختصر:«أنفذ بي».

عليهم، قال: قلت: اللّهم أبدلني بهم من هو خير منهم، و أبدلهم بي من هو شر مني، فجاء ابن النّبّاح فآذنه بالصلاة، فخرج و خرجت خلفه، فاعتوره رجلان، فأما أحدهما فوقعت ضربته في الطاق، و أمّا الآخر فأثبتها في رأسه.

قال أبو هشام: قال لي أبو أسامة: إنّي أغار عليه كما يغار الرجل للمرأة الحسناء، لا تحدثن به ما دمت حيا.

قال: و نا أبو هشام قال: سمعت أبا أسامة يقول: في هذا الحديث ثلاثة عشر حديثا فيه:

أن الحسن بن علي قرأ على أبي عبد الرّحمن، و أن أبا عبد الرّحمن سأل الحسن بن علي حاجة و هو يقرأ عليه، و أن عليا كره أن يدخل المسلمون السواد، و أن الحسن شفع في أن يترك رجل بالسواد من المسلمين، و أن علي بن أبي طالب كان إذا كتب ختم كتابه، و أنه اتّخذ مسجدا في حجرته، و أنه صيح عليه فلم ينكره الحسن، و ان عليا نام و هو جالس، فلم يتوضأ، و أنه قال: الأود: العوج، و اللدد: الخصومات، و أنه كان له مؤذن يؤذنه بالصّلاة، و أنه كان لباب داره طاق، و أنه قتل فيه.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد، أنا عيسى بن علي، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا أحمد بن منصور، نا يحيى بن بكير المصري، أخبرني الليث بن سعد.

أن عبد الرّحمن بن ملجم ضرب عليا في صلاة الصّبح على دهش (1) بسيف كان سمّه بالسم، و مات من يومه، و دفن بالكوفة ليلا.

أخبرنا أبو الفتح عبد اللّه بن محمّد بن محمّد بن البيضاوي، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو بكر محمّد بن علي بن عمر بن علي بن خلف، أنا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا كثير بن عبيد، نا أنس - و هو ابن عياض - عن جعفر بن محمّد، عن أبيه.

أن عليا كان يخرج إلى الصّلاة و في يده درته، فيوقظ الناس، فضربه ابن ملجم، فقال علي: أطعموه و اسقوه و أحسنوا إساره، فإن عشت فأنا ولي دمي أعفو إن شئت، و إن شئت استقدت (2)


1- كذا بالأصل و المطبوعة، و في المختصر:«دهس»، بالسين المهملة، و هو أشبه، و الدهس: الأرض السهلة يثقل فيها المشي (اللسان: دهس).
2- أي أطلب القود، و أقاصصه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد (1)،أنا خالد بن مخلد، و محمّد بن الصّلت [قالا:] أنا الربيع بن المنذر، عن أبيه، عن ابن الحنفية قال:

دخل علينا ابن ملجم الحمّام و أنا و حسن و حسين جلوس في الحمام، فلما دخل كأنهما اشمأزّا منه و قالا: ما جرّأك (2) تدخل علينا؟ قال: فقلت لهما: دعاه عنكما فلعمري ما يريد بكما أجسم (3) من هذا، فلما كان يوم أتى به أسيرا قال ابن الحنفية: ما أنا اليوم بأعرف به من يوم دخل علينا الحمام، فقال علي: إنه أسير، فأحسنوا نزله، و أكرموا مثواه، فإن بقيت قتلت أو عفوت، و إن متّ فاقتلوه قتلتي وَ لاٰ تَعْتَدُوا إِنَّ اللّٰهَ لاٰ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (4).

قال محمّد بن سعد: قالوا: انتدب ثلاثة نفر من الخوارج: عبد الرّحمن بن ملجم المراديّ و هو من حمير، و عداده في بني مراد و هو حليف بني جبلة من كندة، و البرك بن عبد اللّه التميمي، و عمرو بن بكير التميمي، فاجتمعوا بمكة و تعاهدوا و تعاقدوا ليقتلن هؤلاء الثلاثة: علي بن أبي طالب، و معاوية بن أبي سفيان، و عمرو بن العاص، و يريحوا العباد منهم، فقال عبد الرّحمن بن ملجم: أنا لكم بعلي بن أبي طالب، و قال البرك: أنا لكم بمعاوية، و قال عمرو بن بكير: و أنا أكفيكم عمرو بن العاص، فتعاهدوا على ذلك، و تعاقدوا، و تواثقوا لا ينكص رجل منهم عن صاحبه الذي سمّي، و يتوجه إليه حتى يقتله أو يموت دونه، فاتّعدوا بينهم ليلة سبع عشرة من شهر رمضان، ثم توجّه كل رجل منهم إلى المصر الذي فيه صاحبه، فقدم عبد الرّحمن بن ملجم الكوفة، فلقي أصحابه من الخوارج فكاتمهم ما يريد، و كان يزورهم و يزورونه فزار يوما نفرا من بني تيم الرباب، فرأى امرأة منهم يقال لها قطام (5) بنت شجنة بن عدي بن عامر بن عوف بن ثعلبة بن سعد بن ذهل بن تيم الرباب و كان عليّ قتل أباها و أخاها يوم النهروان فأعجبته فخطبها، فقالت: لا أتزوجك حتى تسمّي


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 35/3 و ما بعدها. في خبر طويل. و عن ابن سعد في أسد الغابة 616/3 - 617.
2- ابن سعد: ما أجرأك.
3- كذا بالأصل و المطبوعة و المختصر، و في ابن سعد:«أحشم».
4- سورة البقرة، الآية:190 و بالأصل: و لا تعدوا.
5- الحرف الأول بالأصل بدون إعجام، و المثبت عن ابن سعد.

طالب، فقال: و اللّه ما جاءني (1) إلى هذا المصر إلاّ قتل علي بن أبي طالب، و قد أعطيتك ما سألت.

و لقي عبد الرّحمن بن ملجم شبيب بن بجرة الأشجعي، فأعلمه ما يريد و دعاه إلى أن يكون معه، فأجابه إلى ذلك.

و ظل عبد الرّحمن - يعني ابن ملجم - تلك الليلة التي عزم فيها أن يقتل عليا في صبيحتها يناجي الأشعث بن قيس الكندي في مسجده حتى كاد يطلع الفجر، فقال له الأشعث: فضحك الصبح، فقام عبد الرّحمن بن ملجم و شبيب بن بجرة فأخذا أسيافهما ثم جاءا حتى جلسا مقابل السّدّة التي يخرج منها علي.

قال الحسن بن علي: و أتيته سحيرا (2) فجلست إليه، فقال: إنّي بت الليلة أوقظ أهلي، فملكتني عيناي، و أنا جالس فسنح لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقلت: يا رسول اللّه ما لقيت من أمتك من الأود و اللّدد، فقال لي: ادع اللّه عليهم، فقلت: اللّهم أبدلني بهم خيرا لي منهم، و أبدلهم بي شرا لهم مني، و دخل ابن النّبّاح المؤذن على ذلك فقال: الصّلاة، فأخذت بيده، فقام يمشي ابن النّبّاج بين يديه و أنا خلفه، فلما خرج من الباب نادى: أيها الناس الصّلاة الصّلاة، كذلك كان يصنع في كل يوم يخرج و معه درته، يوقظ الناس، فاعترضه الرّجلان، فقال بعض من حضر ذلك: فرأيت بريق السيف و سمعت قائلا يقول: للّه الحكم يا علي لا لك، ثم رأيت سيفا ثانيا فضربا جميعا، فأما سيف عبد الرّحمن بن ملجم فأصاب جبهته إلى قرنه و دخل إلى دماغه، و أما سيف شبيب فوقع في الطاق، و سمع عليا يقول: لا يفوتنكم الرجل، و شدّ الناس عليهما من كل جانب، فأما شبيب فأفلت و أخذ عبد الرّحمن بن ملجم، فأدخل على علي، فقال: أطيبوا طعامه، و ألينوا فراشه، فإن أعش فأنا ولي دمي عفوا أو قصاصا، و إن أمت فألحقوه بي، أخاصمه عند رب العالمين.

فقالت أم كلثوم بنت علي: يا عدو اللّه قتلت أمير المؤمنين، قال: ما قتلت إلاّ أباك، قالت: فو اللّه إنّي لأرجو أن لا يكون على أمير المؤمنين بأس، قال: فلم تبكين إذا؟ ثم قال:

و اللّه لقد سممته شهرا - يعني سيفه - فإن أخلفني فأبعده اللّه و أسحقه


1- في ابن سعد: ما جاء بي.
2- الأصل:«سحيرا» و مثله في أسد الغابة، و في ابن سعد: سحرا.

و بعث الأشعث بن قيس ابنه قيس بن الأشعث صبيحة ضرب عليّ فقال: أي بني انظر كيف أصبح أمير المؤمنين، فذهب فنظر إليه ثم رجع، فقال: رأيته عينيه داخلتين في رأسه، فقال الأشعث: عيني دميغ و ربّ الكعبة، قال: و مكث عليّ يوم الجمعة و ليلة السبت و توفي ليلة الأحد لإحدى عشرة ليلة بقيت من شهر رمضان سنة أربعين، و غسّله الحسن و الحسين و عبد اللّه بن جعفر، و كفّن في ثلاثة أثواب ليس فيها قميص.

قالوا (1):و كان عبد الرّحمن بن ملجم في السجن، فلما مات علي و دفن بعث الحسن بن علي إلى عبد الرّحمن بن ملجم، فأخرجه من السجن ليقتله، فاجتمع الناس، و جاءوا بالنفط و البواريّ و النار، فقالوا: نحرقه ؟ فقال عبد اللّه بن جعفر و حسين بن علي و محمّد بن الحنفية دعونا حتى نشفي أنفسنا منه، فقطع عبد اللّه بن جعفر يديه و رجليه، فلم يجزع و لم يتكلم، فكحل عينيه بمسمار محمّى فلم يجزع و جعل يقول: إنّك لتكحل عيني عمك بملمول (2) مضّ و جعل يقرأ اِقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسٰانَ مِنْ عَلَقٍ (3)حتى أتى على آخر السورة كلها، و إنّ عينيه لتسيلان، ثم أمر به فعولج عن لسانه ليقطعه فجزع، فقيل له: قطعنا يديك و رجليك و سملنا عينيك يا عدوّ اللّه فلم تجزع، فلما صرنا إلى لسانك جزعت، فقال: ما ذاك من جزع إلاّ أنّي أكره أن يكون في الدنيا فواقا لا أذكر اللّه، فقطعوا لسانه، ثم جعلوه في قوصرة و أحرقوه بالنار، و العباس بن علي يومئذ صغير، فلم يستأن به بلوغه.

و كان عبد الرّحمن بن ملجم رجلا أسمر، حسن الوجه، أبلج شعره مع شحمة أذنيه (4)،في جبهته أثر السجود.

أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي الواعظ .

قالا: أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد (5)،حدّثني أبي، أنا أبو أحمد، نا شريك، عن عمران بن ظبيان، عن أبي تحيا قال:

لما ضرب ابن ملجم عليا الضربة قال علي: افعلوا به كما


1- طبقات ابن سعد 39/3.
2- الملمول: المكحال (اللسان).
3- سورة العلق، الآيتان:1-2.
4- الأصل: أذنه، و المثبت عن ابن سعد.
5- مسند أحمد بن حنبل 200/1 رقم 713 طبعة دار الفكر - بيروت.

يفعل برجل أراد قتله، فقال:«اقتلوه ثم حرّقوه»[9065].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني هارون بن أبي يحيى، عن شيخ من قريش:

أن عليا قال لما ضربه ابن ملجم: فزت و رب الكعبة.

> آخر الجزء الثالث بعد الخمس مائة من الفرع. < أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، و أبو عبد اللّه محمّد بن أبي الفتح بن محمّد بن علي القطان، و أبو صالح عبد الصمد بن عبد الرّحمن قالوا: أنا أبو محمّد التميمي، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد بن حمّاد الواعظ ، نا أبو عمر حمزة بن القاسم بن عبد العزيز الإمام، نا العبّاس بن محمّد، نا شبّابة بن سوّار، نا شعيب بن ميمون، عن حصين، عن الشعبي، عن شقيق بن سلمة قال:

قيل لعلي بن أبي طالب: أ لا تستخلف علينا؟ فقال: ما استخلف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و لكن إن يرد اللّه بالناس خيرا سيجمعهم بعدي على خيرهم كما جمعهم بعد نبيهم على خيرهم.

رواه محمّد بن أبان الواسطي، عن شعيب بن ميمون، عن أبي جناب الكلبي، عن الشعبي.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن محمّد [بن] علي بن محمّد بن المجلي

فإنه يريد أن ينفعك فيضرك، و إيّاك و مصادقة الكذاب فإنه يقرب إليك البعيد و يبعد عليك القريب، و إيّاك و مصادقة البخيل فإنه يقعد عنك أحوج ما يكون إليه، و إياك و مصادقة الفاجر فإنه يبيعك بالتافه.

أنبأنا أبو علي الحداد و جماعة قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة (1)،أنا سليمان بن أحمد الطّبراني (2)،نا القاسم بن عباد الخطابي البصري، نا سعيد بن صبيح قال: قال هشام بن الكلبي، عن عوانة بن الحكم قال:

لما ضرب عبد الرّحمن بن ملجم عليا و حمل إلى منزله أتاه العوّاد، فحمد اللّه و أثنى عليه و صلى على النبيّ صلى اللّه عليه و سلّم ثم قال:

كل امرئ ملاق ما يفرّ منه في فراره، و الأجل مساق النفس و الهرب من آفاته كم أطردت الأيام أبحثها عن مكنون هذا الأمر، فأبى اللّه إلاّ إخفاءه هيهات علم مخزون.

أما وصيتي إياكم فاللّه عز و جل لا تشركوا به شيئا، و محمّدا صلى اللّه عليه و سلّم لا تضيعوا سنته، أقيموا هذين العمودين و خلاكم ذم ما لم تشردوا.

حمل (3) كل امرئ مجهوده، و خفف عن الجهلة بربّ رحيم، و دين قويم، و إمام عليم.

كنا (4) في رياح و ذرى أغصان و تحت ظل غمامة اضمحل مركزها، فمحطها (5) عاف جاوركم بدني أياما تباعا، ثم هوى فستعقبون من بعده جثة خواء ساكنة بعد حركة كاظمة بعد نطوق إنه أوعظ للمعتبر (6) من نطق البليغ، و داعيكم داع مرصد للتلاق غدا ترون أيامي و يكشف عن سرائري لن يحاشي (7) اللّه إلاّ أن أتزلفه بتقوى فيغفر عن فرط موعود عليكم السلام إلى يوم اللزام، إن أبق فأنا ولي دمي، و إن أفن فالفناء ميعادي، العفو لي قربة و لكم حسنة، فاعفوا عفا اللّه عنا و عنكم، أَ لاٰ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللّٰهُ لَكُمْ وَ اللّٰهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (8) ثم قال


1- إعجامها مضطرب بالأصل.
2- رواه الطبراني في المعجم الكبير 96/1 رقم 167.
3- في المعجم الكبير: و احمل كل امرئ.
4- الأصل: كما، و المثبت عن المعجم الكبير.
5- في المعجم الكبير: فيحطها عان جاوركم تدني أياما تباعا.
6- في المعجم الكبير: أوعظ للمعتبرين.
7- كذا بالأصل و المطبوعة، و في المعجم الكبير: لن يحابيني.
8- سورة النور، الآية:22.

عش ما بدا لك قصرك الموت *** لا مرحل (1) عنه و لا فوت

بينا غنى بيت بهجته (2) *** زال الغنى و تقوّض البيت

يا ليت شعري ما يراد بنا *** و لقل ما يجدي


1- في عيون الأخبار: كن كيف شئت فقصرك الموت لا مزحل.
2- في المعجم الكبير: بينا غنى بيت و بهجة. و في عيون الأخبار: بينا غنى بيت و بهجته.

عبد العزيز، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عمر بن الحسن بن علي، قالا: نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا أبو عبد الرّحمن القرشي، نا عبيدة بن الأسود الهمداني، عن عبد السّلام بن أبي المسلم - و في حديث ابن السمرقندي: عن عبد السّلام بن المسكمي - عن بيان، عن الشعبي أن الحسن صلّى على علي، فكبّر عليه أربعا.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا أبو نعيم، نا عبد السّلام بن أبي المكي، عن بيان، عن عامر: أن الحسن صلّى على علي.

قال: و نا يعقوب، نا أحمد بن يونس، نا إسرائيل، عن أبي إسحاق: أن الحسن صلّى على علي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين، أنا عيسى، أنبأ عبد اللّه، نا سالم بن جنادة، نا حفص، نا أبو روق (1)،عن مولى لعلي: أن الحسن كبّر على علي أربعا.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (2)،أنا ابن رزق، أنا علي بن عبد الرّحمن بن عيسى الكوفي، نا محمّد بن منصور المرادي، حدّثني أبو طاهر - يعني أحمد بن عيسى العلوي - حدّثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن الحسن بن علي قال: دفنت أبي علي بن أبي طالب في حجلة - أو قال: في حجرة - من دور آل جعدة بن هبيرة.

قال (3):و أنا محمّد بن الحسين القطان، أنا عبد اللّه بن إسحاق الخراساني، نا أبو زيد بن ظريف (4)،نا إسماعيل بن موسى، أنا أبو المحياة، عن عبد الملك بن عمير قال:

لما حفر خالد بن عبد اللّه أساس دار يزيد ابنه، استخرجوا شيخا مدفونا أبيض الرأس و اللحية، فقال: أ تحب أن أريك علي بن أبي طالب، فكشف لي، فإذا شيخ أبيض الرأس و اللحية، كأنما دفن بالأمس، طري - و زاد في الحديث إسماعيل بن بهرام


1- تقرأ بالأصل: أبو رزق.
2- رواه في تاريخ بغداد 136/1.
3- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 136/1-137.
4- كذا بالأصل و المطبوعة، و في تاريخ بغداد: ابن طريف.

عليّ بحطب و نار. فقال الهيثم بن العريان: أصلح اللّه الأمير، ليس يريد القوم منك هذا كله - قال: يا غلام عليّ بقباطي، فلفّه فيها، و حنّطه، و تركه مكانه، قال أبو زيد بن طريف: هذا الموضع بحذاء باب الوراقين مما يلي قبلة المسجد بيت إسكاف، و ما يكاد يقر في ذلك الموضع أحد إلاّ انتقل عنه.

قال (1):و أنا حمزة بن محمّد بن طاهر الدقاق.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري و ثابت، قالا: أنا أبو عبد اللّه، و أبو نصر.

قالوا: أنا الوليد بن بكر الأندلسي، نا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، نا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد اللّه العجلي، حدّثني أبي.

قال: و علي بن أبي طالب قتل بالكوفة، قتله عبد الرّحمن بن ملجم المرادي، و قتله (2)الحسن بن علي، و دفن علي بالكوفة، فلا يعلم أين موضع قبره.

أخبرنا أبو محمّد المزكي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن المقرئ، نا علي بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن محمّد، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو الحسين عمر بن الحسل (3)،قالا: أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني إبراهيم بن المنذر الحزامي


1- القائل أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 136/1.
2- كذا بالأصل، و في المطبوعة:«و غسله» و الذي في تاريخ بغداد: و قتل عبد الرحمن الحسن بن علي.
3- كذا رسمها بالأصل.

جعفر، و عدة من أهل بيتهم، فدفن في ظهر الكوفة، فقلت لأبيك: لم فعل به ذلك ؟ [قال:] (1) مخافة أن تنبشه الخوارج و غيرهم.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (2)،أنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر المعدل، أنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي، نا أبو قلابة.

ح قال: و أنا الحسن بن أبي بكر، نا عبد اللّه بن إسحاق بن إبراهيم البغوي، نا عبد الملك بن محمّد - و هو أبو قلابة الرقاشي - نا الحسن بن محمّد النخعي قال: جاء رجل إلى شريك فقال: أين قبر علي بن أبي طالب ؟ فأعرض عنه حتى سأله ثلاث مرّات، فقال لهم في الرابعة: نقله و اللّه الحسن بن علي إلى المدينة.

قال الخطيب: هذا لفظ حديث البغوي و قال: قال عبد الملك: و كنت عند أبي نعيم فمرّ قوم على حمير، فقلت: أين يذهب هؤلاء؟ قالوا: يأتون قبر علي بن أبي طالب، فالتفت إليّ أبو (3) نعيم فقال: كذبوا، نقله الحسن بن علي إلى المدينة.

قال: و أنا محمّد بن علي بن مخلد الوراق، أنا أحمد بن محمّد بن عمران، نا إسماعيل الصفار، نا المبرّد، عن محمّد بن حبيب قال: أوّل من حوّل من قبر إلى قبر أمير المؤمنين علي، حوّله ابنه الحسن.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب (4)،أخبرني الحسن بن أبي بكر قال: كتب إليّ محمّد بن إبراهيم بن عمران الحوري (5) من شيراز


1- زيادة للإيضاح.
2- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 137/1.
3- الأصل: أبي نعيم، تصحيف.
4- تاريخ بغداد 137/1-138.
5- كذا بالأصل و المطبوعة، و في تاريخ بغداد: الجوري.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر أحمد بن علي (1)،أخبرني الحسن بن علي الجوهري، أنا أبو حاتم محمّد بن عبد الواحد الرازي، أخبرني أبو الحسين محمّد بن عبد اللّه بن القاسم الأديب، نا أبو الفيض صالح بن أحمد النحوي، نا صالح بن شعيب، عن الحسن بن شعيب الفروي، عن عيسى بن داب قال:

عمّي قبر علي.

قال: و حدّثني الحسن: أنه صيّر في صندوق و أكثر عليه من الكافور، و حمل على بعير يريدون به المدينة، فلمّا كان ببلاد طيء أضلوا البعير ليلا، فأخذته طيء، و هم يظنون أن في الصندوق مالا، فلما رأوا ما فيه خافوا أن يطلبوا، فدفنوا الصندوق بما فيه، و نحروا البعير، فأكلوه.

قال الخطيب: حكى لنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا بكر الطّلحي يذكر أن أبا جعفر الحضرمي - مطينا - كان ينكر أن يكون القبر المزور بظاهر الكوفة قبر علي بن أبي طالب، و كان يقول: لو علمت الرافضة قبر من هذا لرجمته بالحجارة، هذا قبر المغيرة بن شعبة، و قال مطين: لو كان هذا قبر علي بن أبي طالب لجعلت منزلي و منقلبي عنده أبدا.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا أبو الحسن بن الفضل القطان، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (2)،حدّثني سعيد بن عفير، نا حفص بن عمران بن الوشاح (3)،عن السّري بن يحيى، عن ابن شهاب قال:

قدمت (4) دمشق و أنا أريد الغزو، فأتيت عبد الملك لأسلّم عليه فوجدته في قبة على فرش يفوق النائم (5) و الناس تحته


1- رواه في تاريخ بغداد 138/1.
2- رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة و التاريخ 629/1.
3- في المعرفة و التاريخ: حفص بن عمران بن الوسام.
4- استدركت على هامش الأصل و بعدها صح.
5- المعرفة و التاريخ: تفوت القائم.

فقمت (1) من وراء الناس حتى أتيت خلف القبّة و حول وجهه فأحنى عليّ و قال: ما كان ؟ فقلت: لم يرفع حجر في بيت المقدس إلاّ وجد تحته دم، قال: فقال (2):لم يبق أحد يعلم هذا غيري و غيرك، فلا يسمعنّ منك، قال: فما تحدثت به حتى توفي.

قال البيهقي: و روي بإسناد أصح من هذا عن الزهري أن ذلك كان في قتل الحسين.

أخبرنا أبو محمّد بن الآبنوسي في كتابه، و أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي قال: و توفي علي و هو ابن سبع و خمسين سنة، و كان يوم أن قبض النبي صلى اللّه عليه و سلّم ابن سبع و عشرين (3)،فيما ذكر جعفر بن محمّد عن أبيه، و قيل: إنه نعي و هو ابن ثمان و خمسين.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن المجلي (4)،أنا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو الحسين (5) بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي الصيدلاني، أنا محمّد بن مخلد، قال: قرأت على علي بن عمرو: حدثكم الهيثم بن عدي قال: و هلك علي بن أبي طالب و هو ابن سبع و خمسين سنة، و و لي خمس سنين، و بعث النبي صلى اللّه عليه و سلّم و هو ابن سبع سنين.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا إسماعيل بن إسحاق، نا أبو بكر، نا شيخ لنا قال: سمعت جعفر بن محمّد، عن أبيه قال: أسلم علي و هو ابن سبع، و قبض علي و هو ابن سبع و خمسين.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن عثمان، أنا إسماعيل بن علي الخطبي، نا محمّد بن موسى بن حمّاد البربري، عن محمّد بن أبي السّري، عن الهيثم بن عدي، حدّثني جعفر بن محمّد، عن أبيه قال: أسلم علي و هو ابن سبع سنين، و مات و هو ابن سبع و خمسين.

قال: و قال ابن عباس عن الشعبي (6):أقام علي بعد إسلامه مع النبي صلى اللّه عليه و سلّم عشرين سنة، و مع أبي بكر و عمر ثلاث (7) عشرة سنة، و مع عثمان اثنتي


1- بالأصل: فقلت، و التصويب عن المعرفة و التاريخ.
2- بالأصل: فقام.
3- في المطبوعة: ابن سبع و عشرين سنة.
4- الأصل و المطبوعة:«المحلى».
5- الأصل: الحسن، تصحيف.
6- كذا بالأصل و المطبوعة.
7- الأصل: ثلاثة. عشر.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصواف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا عمّي أبو بكر، نا شيخ لنا عن أبي جعفر، عن أبيه قال: أسلم علي و هو ابن سبع سنين، و قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و هو ابن سبع و عشرين، و هلك عليّ و هو ابن سبع و خمسين.

قال: و نا محمّد بن عثمان، قال: قال أبي: و ولي علي بن أبي طالب خمس سنين، و قبض و هو ابن سبع و خمسين.

قال أبي: و أهل بيته يقولون: قبض و هو ابن ثلاث و ستين.

قال أبو جعفر بن أبي شيبة: و نحن نقول أن عليا أسلم و هو ابن سبع سنين، و صحب النبي صلى اللّه عليه و سلّم عشرين سنة، و عاش بعد النبي صلى اللّه عليه و سلّم ثلاثين سنة، و قبض ابن سبع و خمسين سنة. قال أبي: و أهل بيته يقولون: أسلم و هو ابن ثلاث عشرة سنة.

و المحفوظ عن جعفر: ثمان و خمسون و ذلك فيما.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (1)،قال: قال محمّد بن (2) عمر، عن سفيان، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه قال: قتل علي و هو ابن ثمان و خمسين.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: سمعت سليمان بن حرب يقول: قتل علي بن أبي طالب في رمضان سنة أربعين و هو ابن ثمان أو سبع و خمسين، و شهد بدرا و هو ابن عشرين سنة، و شهد الفتح و هو ابن ثمان و عشرين (3).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو محمّد بن الأكفاني، قالا: أنا (4)-و أبو منصور بن زريق، أنا (5)-أبو بكر الخطيب (6)،أنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أنا علي بن أحمد بن أبي قيس


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 587/1.
2- في تاريخ أبي زرعة: قال ابن أبي عمر.
3- تاريخ بغداد 134/1.
4- كذا بالأصل:«أنا» في الموضعين.
5- كذا بالأصل:«أنا» في الموضعين.
6- تاريخ بغداد 136/1.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن محمّد بن عبد العزيز، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عمر بن الحسن.

قالا: نا عبد اللّه بن محمّد بن عبيد، نا الحسين بن علي العجلي، نا حسين الجعفي قال: سمعت سفيان بن عيينة يسأل جعفر بن محمّد: كم كان لعلي يوم قتل ؟ قال: ثمان و خمسون [سنة] (1).

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور


1- زيادة عن تاريخ بغداد.

عبد اللّه بن محمّد، نا عمرو بن محمّد الناقد، نا سفيان قال: قال جعفر: قتل علي و هو ابن ثمان و خمسين.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص الفلاّس قال: و قتل علي يوم الجمعة في شهر رمضان، سمعت بعض العلماء يقول: ضرب لسبع عشرة، و مات ليلة إحدى و عشرين.

و قال بعضهم: ضرب ليلة إحدى و عشرين و مات ليلة أربع و عشرين سنة أربعين.

و اختلفوا في سنة، فسمعت بعضهم يحدّثون عن جعفر بن محمّد عن أبيه أن عليا قبض و هو ابن ثمان و خمسين، و قال بعض أهل العلم: ابن ثلاث و ستين.

و كان رجلا عظيم البطن، عظيم اللحية، قد ملأت ما بين منكبيه، و كان أصلع.

أخبرنا أبو محمّد المزكي، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو الحسين المقرئ، نا علي بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الأشعث، أنا محمّد بن محمّد، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عمر بن الحسن بن علي، قالا: نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد عمر، نا علي بن عمر بن علي بن الحسين، عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل قال: قلت لابن الحنفية: كم كانت سن أبيك حين قتل ؟ قال: ثلاثا و ستين.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (1)،أنا ابن بشران، أنا الحسين بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، نا علي بن عمر بن علي بن حسين، عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل قال: سمعت ابن الحنفية يقول: سنة الجحّاف حين دخلت إحدى و ثمانون هذه لي خمس و ستون سنة قد جاوزت سن أبي، قلت: و كم كانت سنة يوم قتل ؟ قال: ثلاث و ستون.

قال محمّد بن سعد: و دفن علي بالكوفة عند مسجد الجامع في قصر الإمارة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد


1- رواه في تاريخ بغداد 136/1.

علي بن عمر، و أبو بكر بن أبي سبرة، عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل قال: سمعت محمّد بن الحنفية يقول: سنة الجحاف حين دخلت إحدى و ثمانون: هذه لي خمس و ستون سنة، و قد جاوزت سن أبي، قلت: و كم كانت سنه يوم قتل رحمه اللّه ؟ قال: ثلاث (1) و ستون سنة.

قال محمّد بن عمر: و هو الثبت عندنا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، و أبو القاسم العلاّف، قالا: أنا أبو الحسن بن الحمّامي، نا الحسن بن محمّد بن الحسن، نا محمّد بن عبد اللّه بن سليمان، نا يحيى بن حسّان بن سهيل قال: سمعت ابن عيينة يقول عن جعفر بن محمّد قال: سمعت أبي يقول: قتل علي و هو ابن ثلاث و ستين.

أخبرنا أبو علي الحداد و جماعة في كتبهم قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، أنا سليمان بن أحمد (2)،نا أحمد بن هارون القزّاز المكي، نا إبراهيم بن المنذر الحزامي، نا حسين بن زيد (3) بن علي، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه قال: توفي علي و هو ابن ثلاث و ستين سنة.

أنبأنا أبو سعد المطرز، و أبو علي المقرئ، قالا: نا أبو نعيم الأصبهاني، نا أبو حامد أحمد بن محمّد، نا محمّد بن إسحاق، نا محمّد بن عبد الملك، نا عبد الرّزّاق - قال ابن جريج: ذكره - عن محمّد بن علي بن حسين قال: توفي علي و هو ابن ثلاث و ستين سنة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد


1- عند ابن سعد: ثلاثا و ستين سنة.
2- رواه الطبراني في المعجم الكبير 95/1-96 رقم 165.
3- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن المعجم الكبير.

محمّد بن محمّد بن عقبة، نا هارون بن حاتم، نا أبو بكر بن عياش قال:

قتل علي بن أبي طالب و له ثلاث و ستون.

و سمعت (1) غير أبي بكر بن عياش يقول: قتل علي بن أبي طالب و له ثمان و خمسون سنة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور النّهاوندي، أنا أبو العبّاس النّهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل، نا إبراهيم بن موسى، أنا هشام بن أبي جريج أخبرهم (2):أخبرني محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب أن علي بن أبي طالب مات لثلاث - أو أربع - و ستين سنة أو نحو ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن الحمّامي المقرئ، نا علي بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو منصور محمّد بن محمّد، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عمر بن الحسن بن علي، قالا: نا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: و قال أحمد بن حنبل: نا عبد الرزاق، أنا ابن جريج، أخبرني عمرو عن محمّد بن علي: أن علي بن أبي طالب مات لثلاث - أو أربع - و ستين سنة أو نحو ذلك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، نا عبد الرّزّاق، أنا ابن جريج، أخبرني محمّد بن عمر بن علي: أن علي بن أبي طالب مات لثلاث أو أربع و ستين سنة أو نحو ذلك.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن جنيقا، أنا إسماعيل بن علي الخطبي، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، نا عبد الرّزّاق، أنا ابن جريج، أخبرني محمّد بن عمر بن علي: أن علي بن أبي طالب مات لثلاث - أو أربع - و ستين و نحو ذلك


1- يعني هارون بن حاتم.
2- كذا بالأصل.

اختلف في قتل علي فقال بعضهم: قتل و هو ابن ثلاث و ستين، و قال بعضهم: ابن ثمان و خمسين، و دفن بالكوفة، و صلّى عليه الحسن بن علي، و دفن عند المسجد الجامع في قصر الإمارة، و كانت ولايته خمس سنين إلاّ ثلاثة أشهر، و قتل ليلة الجمعة لسبع عشرة ليلة مضت من شهر رمضان سنة أربعين، و أمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، و أسلمت قديما و هي أول هاشمية ولدت لهاشمي، و هي ربّت النبي صلى اللّه عليه و سلّم، و يوم ماتت صلّى النبي صلى اللّه عليه و سلّم عليها، و تمرّغ في قبرها و بكى، و قال:«جزاك اللّه من أمّ خيرا، فقد كنت خير أمّ »[9066].

و ولدت لأبي طالب: عقيلا، و جعفرا، و عليا، و أمّ هانئ، و اسمها فاختة، و جمانة، و كان عقيل أسن من جعفر بعشر سنين، و جعفر أسنّ من علي بعشر سنين، و جعفر هو ذو الهجرتين، و ذو الجناحين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصواف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا إسماعيل بن إبراهيم، نا محمّد بن جعفر بن محمّد، عن أبيه أن عليا عمّر خمسا و ستين سنة.

كذا قال، و إنما هو إسماعيل بن بهرام (1).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم الدّقّاق، نا إسماعيل بن علي، نا محمّد بن عثمان، نا إسماعيل بن بهرام، نا محمّد بن جعفر بن محمّد، عن أبيه: أن عليا عمّر خمسا و ستين سنة.

قال: و نا إسماعيل، أنا عبد اللّه هو ابن أحمد بن محمّد بن حنبل، حدّثني أبي، نا حجين (2) أبو عمر، نا حبّان


1- يعني أن إسماعيل بن إبراهيم، تصحيف، و الصواب: إسماعيل بن بهرام، و هو ابن بهرام بن يحيى الهمداني الوشاء الخزاز الكوفي، ترجمته في تهذيب الكمال 146/2 طبعة دار الفكر - بيروت.
2- هو حجين بن المثنى اليماني، أبو عمر، ترجمته في تهذيب الكمال 182/4 طبعة دار الفكر.

و ستون سنة، قال: و كان علي، و طلحة، و الزبير في سنّ واحد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا علي بن الجعد، أخبرني حمّاد بن سلمة، عن سعيد بن جمهان (1)، عن سفينة قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«الخلافة بعدي ثلاثون سنة»[9067].

فقال لي: أمسك - يعني سفينة - القائل لسعيد بن جمهان أمسك - فذكر خلافة علي ستا.

كذا قال في هذا الحديث، و لم يبلغ في الخلافة ست سنين.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه الشافعي، و علي بن زيد المؤدب، قالا: أنا نصر بن إبراهيم الزاهد - زاد الفقيه: و عبد اللّه بن عبد الرزاق قالا:- أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو علي بن منير، أنا أبو بكر بن خريم (2)،نا هشام بن عمّار، نا الهيثم بن عمران قال: فبايع لعلي: أهل العراق، و مكة، و المدينة، و اليمن، فمكث رحمه اللّه خمس سنين، و قتله ابن ملجم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: و قتل عثمان في ذي الحجة سنة خمس و ثلاثين، و بويع علي بن أبي طالب، و قتل علي بن أبي طالب على رأس خمس سنين من مقتل عثمان بن عفّان، و بايع الناس لمعاوية بن أبي سفيان.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (3) قال:

و حدّثني يحيى بن محمّد، عن عبد العزيز بن عمران، عن محمّد بن عبد اللّه بن المؤمّل المخزومي قال: ولد علي بمكة في شعب بني هاشم


1- هو سعيد بن جمهان الأسلمي، أبو حفص البصري، ترجمته في تهذيب الكمال 155/7 طبعة دار الفكر.
2- الأصل و المطبوعة: خزيم، تصحيف. و الصواب: خريم بالراء، و هو محمد بن خريم بن محمد بن عبد الملك، ترجمته في سير أعلام النبلاء 428/14.
3- تاريخ خليفة ص 199 و انظر ص 201.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، و أبو المظفّر بن القشيري قالوا: أنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السماك، نا حنبل بن إسحاق، نا عاصم بن علي، نا أبو معشر قال:

ثم بويع لعلي بن أبي طالب سنة خمس و ثلاثين، و قتل في رمضان يوم الجمعة لسبع عشرة ليلة من رمضان سنة أربعين، و كانت خلافته خمس سنين إلاّ ثلاثة أشهر - زاد الفراوي:

و قيل إلاّ شهرين - و لم يذكر المتابعة (1) لعلي.

أخبرني أبو المظفر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، نا أبو بكر محمّد بن المؤمّل، نا الفضل بن محمّد، نا أحمد بن حنبل، نا إسحاق بن عيسى إلى (2).

و أخبرنا أبو الحسن (3) بن قبيس، نا - و أبو منصور بن زريق (4)،أنا - أبو بكر الخطيب (5)،أنا محمّد بن أحمد بن رزق


1- كذا بالأصل، و في المطبوعة: المبايعة.
2- كذا بالأصل.
3- الأصل و المطبوعة: الحسين، تصحيف، و السند معروف.
4- إعجامها مضطرب بالأصل، و تقرأ فيه و في المطبوعة: رزيق، تصحيف.
5- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 135/1-136.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الفضل بن خيرون قالوا: أنا أبو علي بن شاذان.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا طراد بن محمّد، و أبو محمّد التميمي، قالا: أنا أبو بكر بن وصيف، قالا: نا أبو بكر الشافعي، نا عمر بن حفص، نا محمّد بن يزيد قال:

و استخلف علي بن أبي طالب - و كنيته أبو حسن (1)-لاثنتي عشرة بقيت من ذي الحجة سنة خمس و ثلاثين، و قتل في شهر رمضان سنة أربعين لستّ بقين منه، أو سبع، فكانت خلافته أربع سنين و تسعة أشهر و أياما، قتله عبد الرّحمن بن ملجم بالكوفة، و أسلم و هو ابن إحدى عشرة سنة، ثم هاجر مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و له أحد و عشرون سنة، و قتل يوم الجمعة في شهر رمضان سنة أربعين و له ثلاث و ستون سنة، و هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم، و أمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم و هي بنت عمّ أبي


1- في المطبوعة: أبو الحسن.

سفيان، حدّثني الحسن بن سفيان، نا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول:

علي بن أبي طالب أبو الحسن، و كانت ولاية علي بن أبي طالب أربع سنين و ثمانية أيام، و قتل يوم الجمعة لثلاث عشرة ليلة بقيت من شهر رمضان سنة أربعين من يومه، و دفن ليلا.

كذا قال:

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي، نا أبو الحسين العكلي، عن سفيان، عن جعفر، عن أبيه قال: كان لعلي تسع عشرة (1) سرية.

إنما كان كثرة تسرّي أمير المؤمنين طلبا للنسل (2) لتكثير العابدين، و قد تقدم من ذكر تقلله و زهده ما يدل على ما ذكرنا من قصده.

و قد أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي، أنا أبو زكريا الحربي، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن، نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن حبشي، قال:

خطبنا الحسن بن علي بعد قتل علي فقال: لقد فارقكم بالأمس رجل ما سبقه الأولون بعلم، و لا يدركه الآخرون، كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يعطيه الراية فلا ينصرف حتى يفتح له، ما ترك بيضاء و لا صفراء إلاّ سبع مائة درهم، فضل من عطائه كان يرصدها لخادم لأهله.

أخبرنا أبو نصر بن رضوان، و أبو غالب بن البنّا، و أبو محمّد بن شاتيل قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، نا وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن حبشي قال:

خطبنا الحسن بن علي بعد قتل علي فقال: لقد فارقكم رجل بالأمس، ما سبقه الأولون بعلم، و لا أدركه الآخرون، إن كان [رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم]


1- في تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص 652 سبع عشرة سرية.
2- الأصل:«للنسك» و لعل الصواب ما أثبتنا، باعتبار السياق بعد.
3- مسند أحمد بن حنبل 426/1 رقم 1720 طبعة دار الفكر.

حتى يفتح له، ما ترك من صفراء و لا بيضاء إلاّ سبع مائة درهم فضلت من عطائه كان يرصدها لخادم لأهله.

كذا رواه إسرائيل عن أبي إسحاق.

و رواه إسماعيل بن أبي خالد، و زيد بن أبي أنيسة، و شريك القاضي، و زيد العمّي، و شعيب بن خالد، عن أبي إسحاق فقالوا: عن هبيرة بن يريم، عن الحسن بن علي.

فأمّا حديث إسماعيل:

فأخبرناه أبو منصور محمود بن أحمد بن عبد المنعم، أنا أبو علي الحسن بن عمر بن الحسن بن يونس، أنا أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي، نا أبو العباس محمّد بن أحمد الأثرم، نا حميد بن الربيع، نا ابن نمير، نا إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي إسحاق، عن هبيرة بن يريم قال:

سمعت الحسن بن علي قام يخطب الناس، فقال:

يا أيها الناس لقد فارقكم أمس رجل ما سبقه الأولون، و لا يدركه الآخرون، و لقد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يبعثه المبعث فيعطيه الراية، فما يرد حتى يفتح اللّه عليه، إن جبريل عن يمينه، و ميكائيل عن شماله، ما ترك صفراء و لا بيضاء إلاّ سبع مائة درهم فضلت من عطائه أراد أن يشتري بها خادما

فأخبرناه أبو غالب بن البنّا، و أبو الحسين بن الفراء، قالا: أنا أبو يعلى بن الفراء.

ح و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور،[عن هبيرة بن يريم] (1) قالا: أنا عيسى بن علي.

ح و أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب، أنا أبو الحسين محمّد بن علي بن المهتدي، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن محمّد بن إسحاق بن حبابة، قالا: نا عبد اللّه، نا عيسى بن سالم، نا عبيد اللّه بن عمرو الأسدي الرّقّي أبو وهب، عن زيد بن أبي أنيسة، عن أبي إسحاق، عن هبيرة بن يريم، عن الحسن بن علي أنه قال:

قد فاتكم (2)-و في حديث ابن النّقّور: لقد فارقكم - رجل لم يسبقه أحد من الأولين بعلم، و لم يدركه أحد من الآخرين، كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يعطيه الراية ثم يخرج فلا يرجع حتى يفتح اللّه على يديه، جبريل عن يمينه، و ميكائيل عن يساره، يقاتلان معه - زاد ابن حبابة:

و ابن الفراء: مات - و قالوا: و لم يترك دينارا و لا درهما - زاد ابن حبابة و ابن الفراء: إلاّ حلي طيبة - و قال ابن حبابة: سيفه و قالا:- و سبع مائة درهم فضلت من عطائه - زاد ابن حبابة:

حبسها ليبتاع بها خادما.

و أمّا حديث شريك:

فأخبرناه أبو نصر بن رضوان، و أبو غالب بن البنّا، و أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن نجا بن شاتيل قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري قال: قرئ على أبي بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد


1- الزيادة عن المطبوعة لتقويم السند.
2- في المطبوعة: قد فارقكم.

ح و أخبرناه أبو غالب بن البنّا، نا أبو الغنائم بن المأمون، نا أبو الحسن الدار قطني، قالا: نا محمّد بن هارون الحضرمي، نا الحسين بن علي بن يزيد الصدائي (1)،حدّثني أبي علي بن يزيد، نا الفضيل (2) بن مرزوق، عن زيد العمّي، عن أبي إسحاق، عن هبيرة بن يريم قال:

لما قتل علي قام الحسن بن علي و عليه جبة و عمامة سوداء، ليس عليه قميص، ثم حمد اللّه و أثنى عليه ثم قال:

لقد فارقكم بالأمس رجل لم يسبقه الأولون، و لم يدركه الآخرون، إن كان - و في حديث المخلّص: و كان - رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يعطيه الراية فيقاتل، جبريل عن يمينه، و ميكائيل عن يساره، لا يرد له راية حتى يفتح اللّه له، ما ترك دينارا و لا درهما إلاّ سبع مائة درهم فضلت من عطائه أراد أن يبتاع بها خادما.

و أمّا حديث شعيب [بن خالد الرازي] (3).

فأخبرناه أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو الحسن الدار قطني، نا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن محمّد الوكيل، نا إسحاق بن الضّيف (4)،نا عبد الرّزّاق، نا يحيى بن العلاء، عن عمه شعيب بن خالد، عن أبي إسحاق، عن هبيرة بن يريم قال:

خطبنا الحسن بن علي صبيحة قتل علي فقال:

لقد فارقكم منذ الليلة رجل لم يسبقه الأولون، و لم يدركه الآخرون بعلم، و لقد صعد بروحه في الليلة التي صعد فيها بروح يحيى بن زكريا، و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يبعثه المبعث فيكتنفه، جبريل عن يمينه، و ميكائيل عن يساره، فلا ينثني حتى يفتح اللّه عليه، ما ترك صفراء و لا بيضاء إلاّ سبع مائة درهم فضلت عن عطائه أراد أن يبتاع بها خادما لأهله.

قال الدار قطني: هذا حديث غريب من حديث شعيب بن خالد الرازي، عن أبي إسحاق السّبيعي تفرد به يحيى بن العلاء بن خالد، عن عمه شعيب بن خالد، و تفرّد به عبد الرزاق بن همّام، عن يحيى، و تفرّد به إسحاق بن الضّيف


1- كذا بالأصل، و في المطبوعة: الصمداني.
2- الأصل و المطبوعة: الفضل، تصحيف، و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 119/15.
3- زيادة للإيضاح، ترجمته في تهذيب الكمال 370/8.
4- بالأصل و المطبوعة: الصيف، تصحيف، ترجمته في تهذيب الكمال 51/2.

و روي عن الحسن من وجه آخر:

أخبرناه أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو (1) عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا الشامي (2)-سمّاه ابن المقرئ:

إبراهيم بن الحجاج، نا سكين بن عبد العزيز (3)،نا جعفر - و قال ابن المقرئ: حفص، و زاد يعني ابن خالد بن جابر و قالا:- عن أبيه عن جده قال:

لما قتل علي قام حسن بن علي خطبنا (4)،فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال:

أما بعد، و اللّه لقد قتلتم الليلة رجلا في ليلة توفي (5) فيها القرآن، و فيها رفع عيسى بن مريم، و فيها قتل يوشع بن نون فتى موسى.

قالا: و أنا أبو يعلى، نا إبراهيم - زاد ابن حمدان: ابن الحجّاج - و قال ابن المقرئ الشامي


1- الأصل: ابن، تصحيف.
2- كذا بالأصل و المطبوعة و هو تصحيف و هو إبراهيم بن الحجاج بن زيد، أبو إسحاق السامي البصري، و السامي: بالسين المهملة، ترجمته في سير أعلام النبلاء 39/11.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 391/7 طبعة دار الفكر - بيروت.
4- كذا بالأصل، و لعل الصواب: خطيبا.
5- كذا بالأصل و المطبوعة، و لعل الصواب: نزل فيها القرآن.

مسترجعا، فقالت له فاختة: أنت بالأمس تطعن عليه و اليوم تبكي عليه ؟ فقال: ويحك، أنا أبكي لما فقد الناس من حلمه و علمه.

كذا قال (1)،و إنما هو: قائل (2).

أخبرناه أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا يوسف بن موسى، نا جرير، عن المغيرة قال:

لما جيء معاوية بنعي علي و هو قائل مع امرأته بنت قرظة في يوم صائف قال: إنّا للّه و إنا إليه راجعون، ما ذا فقدوا من العلم و الحلم و الفضل و الفقه، فقالت امرأته: أنت بالأمس تطعن في عينيه


1- يعني قوله: و هو نائم.
2- القائل: من القيلولة.

عبد اللّه بن محمّد، نا إبراهيم بن هانئ، نا أحمد بن حنبل، نا إسحاق بن عيسى، عن أبي معشر قال:

قتل علي في رمضان يوم الجمعة في سبع عشرة ليلة من رمضان سنة أربعين، و كانت خلافته خمس سنين إلاّ ثلاثة أشهر.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن علي بن أحمد، أنا علي بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو منصور محمّد بن محمّد، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عمر بن الحسين، قالا: أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني الحسين بن علي العجلي، نا عمرو بن محمّد، عن أبي معشر قال:

ضرب علي يوم الجمعة لثلاث عشرة ليلة بقيت من شهر رمضان سنة أربعين، ضربه عبد الرّحمن بن الملجم المرادي - لعنه اللّه - بالكوفة.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا عاصم بن علي، نا أبو معشر قال:

ثم بويع علي بن أبي طالب سنة خمس و ثلاثين، و قتل في رمضان يوم الجمعة لسبع عشرة ليلة من رمضان سنة أربعين، و كانت خلافته خمس سنين إلاّ ثلاثة أشهر.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو علي بن المسلمة، و أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن محمّد، قالا: نا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا الحسن بن محمّد بن الحسين، نا محمّد بن عبد اللّه بن سليمان، نا ابن نمير، حدّثني من سمع أبا معشر يقول:

قتل علي بن أبي طالب في رمضان يوم الجمعة لسبع عشرة ليلة من رمضان سنة أربعين.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الفتح الخطيب، أنا أبو الحسن التميمي.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو طاهر أحمد بن علي، قالا: أنا أبو الفرج الحسين بن علي، قالا: أنا أبو عبد اللّه الأبزاري، أنا أبو جعفر الشيباني، نا أبو بشر هارون بن حاتم، نا أبو بكر بن عياش قال:

ثم بايع الناس علي بن أبي طالب سنة خمس و ثلاثين، ثم قتل علي - رحمة اللّه عليه و رضوانه - في شهر رمضان لسبع عشرة مضت من رمضان من سنة أربعين، فكانت خلافة علي

ص: 584

خمس سنين إلاّ ثلاثة أشهر.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، أنا أبو القاسم أحمد بن محمّد الخليلي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد الخزاعي، أنا أبو سعد الهيثم بن كليب الشّاشي قال: سمعت محمّد بن صالح يقول: سمعت عثمان بن أبي شيبة يقول: سمعت أبا نعيم يقول:

ولي علي بن أبي طالب خمس سنين، و توفي - يعني على رأس ثلاثين من مهاجر النبي صلى اللّه عليه و سلّم إلى (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق قال: قال أبو نعيم: مات علي بن أبي طالب سنة أربعين.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو القاسم الوزير، نا عبد اللّه بن محمّد، نا أحمد بن إبراهيم العبدي (2) قال: سمعت أبا نعيم يقول:

قتل علي في رمضان في سبع عشرة منه يوم الجمعة (3)،و مات ليلة الأحد.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن، أنا أبو الفرج الأسفرايني، و أبو نصر الطّريثيثي (4)، قالا: أنا أبو الفضل محمّد بن محمّد بن أحمد بن عيسى، أنا منير بن أحمد، أنا جعفر بن أحمد، أنا أحمد بن الهيثم قال: قال أبو نعيم.

ح و أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو خازم (5) بن محمّد الفراء، أنا يوسف بن عمر القوّاس، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن مخلد، نا العباس بن محمّد الدوري


1- كذا بالأصل.
2- إعجامها مضطرب بالأصل، و في المطبوعة: الغندي. و لعل الصواب ما أثبت إن كان أحمد بن إبراهيم بن كثير العبدي الدورقي، ترجمته في تهذيب الكمال 98/1.
3- يعني أنه أصيب يوم الجمعة.
4- إعجامها مضطرب بالأصل، و في المطبوعة:«الطربينني» و السند معروف.
5- الأصل و المطبوعة: حازم، و التصويب تصحيف، مرّ التعريف به.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا موسى بن إسماعيل، نا سكين بن عبد العزيز، عن جعفر، عن أبيه، عن جده.

أن عليا طعن لإحدى و عشرين ليلة مضت من شهر رمضان، ليلة التاسعة، و هلك لأربع و عشرين ليلة، ليلة السابعة (1).

قال يعقوب: نا أبو النعمان (2) يعني عارما، نا معتمر بن سليمان قال: سمعت أبي قال:

سمعت حريث بن المخش يحدث.

أن عليا قتل صبيحة إحدى و عشرين من رمضان، قال: فسمعت الحسن بن علي و هو يخطب و يذكر مناقب علي، قال (3):قتل ليلة أنزل القرآن - أو الفرقان - و ليلة أسري بعيسى - أو قال: بموسى - و ليلة كان كذا و كذا.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا أبو القاسم البغوي، نا سوار بن عبد اللّه، نا معتمر قال: قال أبي: حدّثني حريث بن المخش (4) أن عليا قتل صبيحة إحدى و عشرين من شهر رمضان.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين، أنا أبو العباس، أنا أبو القاسم، أنا أبو عبد اللّه البخاري، نا أبو النعمان، نا معتمر، قال: سمعت أبي يقول:

سمعت حريث بن مخش يقول:- يحدث - أن عليا قتل صبيحة إحدى و عشرين من شهر رمضان، فسمعت الحسن بن علي يخطب، فذكر مناقب علي.

أخبرنا أبو محمّد الشاهد، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو الحسن المقرئ، نا علي بن أحمد بن أبي قيس.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا محمّد بن محمّد، أنا أبو الحسين


1- كذا بالأصل.
2- هو أبو النعمان محمد بن الفضل السدوسي، البصري، ترجمته في تهذيب الكمال 153/17 طبعة دار الفكر.
3- كذا بالأصل:«قال».
4- ترجمته في الجرح و التعديل 262/2/1 رقم 1173.

قالا: نا ابن أبي الدنيا، نا سعيد بن يحيى الأموي، عن أبيه، عن ابن إسحاق - و قال ابن السمرقندي: نا أبي، عن محمّد بن إسحاق - قال: مات علي في إحدى و عشرين ليلة مضت من شهر رمضان.

و قال غير سعيد: إنه عاش بعد ما ضربه ابن ملجم الجمعة و السبت، و مات ليلة الأحد لإحدى عشرة ليلة بقيت من شهر رمضان، و صلّى عليه الحسن بن علي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصواف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: قال أبي و عمي أبو بكر: قتل علي في سنة أربعين من مهاجر النبي صلى اللّه عليه و سلّم في شهر رمضان في ليلة إحدى و عشرين يوم الجمعة، و مات ليلة الأحد.

أخبرنا (1) أبو علي بن السبط ، أنا أبي أبو سعد، أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس، أنا محمّد بن إبراهيم الدّيبلي، أنا أبو عبد اللّه سعيد بن عبد الرّحمن، نا سفيان، عن حصين، عن محمّد بن الحارث قال: كنت مع ابن عبّاس فأتاه رجل من أهل الكوفة، فقال:

ما وراءك ؟ قال: تركت الناس يتحدثون بقدوم (2) علي بن أبي طالب.

قال: و نا سفيان، نا حصين أو غيره قال: قال ابن عبّاس: فلم ينكحن (3) نساءه، و اقتسمنا ميراثه ثم يرجع - يعني عليا-.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا إسحاق بن الحسن الحربي، عن علي، عن عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السّبيعي، عن عمرو بن شمر قال: كانت سودة بنت عمارة تبكي عليا و قالت:

صلى الإله على جسم تضمّنه *** قبر فأصبح فيه الجود مدفونا

قد حالف الحقّ لا يبغي به بدلا *** فصار بالحق و الإيمان مقرونا

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، نا أبو منصور بن شكرويه، و أبو بكر السمسار، قالا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه، نا الحسين بن إسماعيل، نا أحمد بن محمّد، نا محمّد بن بحر


1- الخبر التالي سقط من المطبوعة هنا، و جعل فيها آخر خبر في ترجمة عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه.
2- كذا بالأصل.
3- كذا بالأصل. و لعل الصواب: فلما نكحنا نساءه.

الفضل، نا كثير بن مارويدا (1) قال: سمعت أبا عياض مولى عياض بن ربيعة الأسدي قال:

أتيت علي بن أبي طالب - و أنا مملوك - فقلت: يا أمير المؤمنين أبسط يدك أبايعك، فرفع رأسه إليّ فقال: ما أنت ؟ قلت: مملوك، قال: لا، إذا، قلت له (2):يا أمير المؤمنين إنما أقول إنّي إذا شهدتك نصرتك، و إن غبت نصحتك، قال: نعم، إذا. قال: فبسط يده فبايعني.

قال: سمعت علي بن أبي طالب يقول: إنّه سيأتيكم رجل يدعوكم إلى سبّي و إلى البراءة مني، فأما السّبّ فإنه لكم نجاة، و لي زكاة، و أما البراءة فلا تبرءوا مني فإني على الفطرة.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو سعيد محمّد بن بشر بن العباس، أنا أبو لبيد محمّد بن إدريس السامي (3)،نا سويد بن سعيد، أنا أسباط بن محمّد، عن مطرّف، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن الأصم قال:

دخلت على الحسن بن علي، و هو في دار عمرو بن حريث فقلت: إن ناسا يزعمون أنّ عليا يرجع قبل يوم القيامة، فضحك و قال: سبحان اللّه لو علمنا ما زوّجنا نساءه و لا قسمنا ميراثه (4).

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو عبد اللّه محمّد بن طلحة بن علي الرازي الصّوفي، قالا: أنا أبو محمّد الصّيريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، نا زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق عن عمرو الأصم قال:

قلت للحسن بن علي: إنّ هذه الشيعة يزعمون أنّ عليا مبعوث قبل يوم القيامة، فقال:

كذبوا و اللّه ما هؤلاء بالشيعة، لو علمنا أنه مبعوث ما زوّجنا نساءه، و لا قسمنا ماله.

أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا الجوهري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا [أبو علي]


1- كذا بالأصل و المطبوعة، و لعل الصواب:«كثير بن قاروندا» و هو كوفي سكن البصرة، إن صح، فترجمته في تهذيب الكمال 374/15 و فيها ذكر من الرواة عنه: الفضيل بن سليمان النميري.
2- بالأصل: قلت لي.
3- الأصل و المطبوعة: الشامي، بالشين المعجمة، تصحيف، و الصواب: السامي، بالسين المهملة. مرّ التعريف به.
4- تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص 652 و أخرجه الحاكم في مستدركه 145/3.

قالا: أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،نا عثمان بن أبي شيبة، نا شريك، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة قال:

قلت للحسن بن علي: إنّ الشيعة يزعمون أن عليا يرجع ؟ فقال: كذب أولئك الكذابون، لو علمنا ذاك ما تزوّج نساؤه، و لا قسمنا ميراثه.

أخبرنا (2) أبو بكر علي بن السبط ، أنا أبي أبو سعيد، أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس، أنا محمّد بن إبراهيم الدّيبلي، نا أبو بكر عبد اللّه سعيد بن عبد الرّحمن، نا سفيان، عن حصين، عن محمّد بن الحارث قال: كنت مع ابن عباس فأتاه رجل من أهل الكوفة فقال: ما وراءك ؟ قال: تركت الناس يتحدثون بقدوم علي بن أبي طالب.

قال


1- مسند أحمد بن حنبل 312/1 رقم 1265 طبعة دار الفكر - بيروت.
2- الحديث التالي، مكرر، تقدم بالأصل قبل بضعة أحاديث. و كتب فوقها بالأصل: مكرر.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.