تاریخ مدینة دمشق المجلد 4

هویة الکتاب

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

تفاصيل النشر: بیروت: دارالفکرالمعاصر؛ دمشق: دارالفکر دمشق: معهد الفتح الاسلامي، 1420ق.= 1999م.= 1378 -

دراسة و تحقيق علي شيري

عدد المجلدات: 80

لسان: العربية

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

تصنيف الكونجرس: DS99 /د8 1378 الف243015

تصنيف ديوي: 956/9144

موضوع: تاريخ الإسلام | التاريخ والجغرافيا المحلية | الترجمة الجماعية | رجال

ص: 1

اشارة

ص: 2

الجزء الرابع

تتمة حرف الألف:

تتمة ذكر من اسمه أحمد

تتمة نبينا أحمد صلی الله علیه و آله

باب ما روي في فصاحة لسانه و حسن منطقه

باب ما روي في فصاحة لسانه و حسن منطقه (1)

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، و أبو المواهب أحمد بن محمّد بن عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد اللّه بن أحمد الورّاق (2)،قالا: أنا القاضي أبو الطيّب طاهر بن عبد اللّه الطبري، نا أبو أحمد محمّد بن أحمد بن الغطريف، نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن شيبة - ببغداد - نا أبو الفضل حاتم بن الكنز الجوهري، نا حمّاد بن أبي حمزة السكري، نا علي بن الحسين بن واقد، نا أبي عن عبد اللّه بن بريدة، عن أبيه، عن عمر بن الخطّاب أنه قال:

يا رسول اللّه، ما لك أفصحنا و لم تخرج من بين أظهرنا؟ قال:«كانت لغة إسماعيل عليه السّلام قد درست فجاء بها جبريل عليه السلام فحفظتها» (3)(4)[803].

كذا قال: حمّاد، و إنما هو حامد بن أبي حمزة، و اسم أبي حمزة محمّد بن ميمون المروزي.

أخبرنا على الصّواب أبو علي سهل بن محمّد بن أحمد بن الحسين الحاجي المقرئ، و أبو غالب محمّد بن عمرو بن أحمد الشيرازي [و] (5) أبو الفتوح إسماعيل بن نجيم بن العبكبر الذهبي، و أبو عبد الرّحمن معاوية بن طاهر بن أبي القاسم الصبّاغ المعروف بمرة، أنه قال: أنبأ أبو المعمر شيبان بن عبد اللّه بن أحمد بن

ص: 3


1- في مختصر ابن منظور 205/2 في فصاحة لسانه و منطقه و بيانه.
2- ترجمته في سير الأعلام 586/19.
3- في مختصر ابن منظور: يحفّظنيها.
4- نقله السيوطي في الخصائص الكبرى 108/1 و السيرة النبوية للذهبي ص 463 و ابن سعد 375/1.
5- زيادة لازمة.

محمّد بن شيبان الأسدي المحتسب، ثنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا الحسين بن محمّد النيسابوري، نا محمّد بن إسحاق بن إبراهيم، نا حاتم بن الليث الجوهري، ثنا حامد بن أبي حمزة السّكوني، نا علي بن الحسين بن واقد، نا أبي عن عبد اللّه بن بريدة، عن أبيه، عن عمر قال: قلت: يا رسول اللّه، ما لك أفصحنا و لم تخرج من بين أظهرنا؟ فذكر الحديث نحوه.

قال ابن مندة: رواه الليث بن مقاتل المروزي عن علي بن الحسين نحوه.

و أخبرناه أبو سعد محمّد بن محمّد المطرّز، و أبو علي الحسن بن أحمد الحدّاد، و أبو القاسم غانم بن محمّد بن عبيد اللّه البرجي - إجازة-.

ثم أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد الحلواني - بمرو - قراءة أنا أبو علي الحدّاد، قالا: أنا أبو نعيم، أنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى النيسابوري، نا محمّد بن إسحاق الثقفي، نا حاتم بن الليث، نا حامد بن أبي حمزة السكري، نا علي بن الحسين بن واقد، حدّثني أبي عن عبد اللّه بن بريدة عن أبيه [قال: سمعت عمر يقول: يا رسول اللّه، ما لك أفصحنا و إنك لم تخرج من بين أظهرنا؟ قال:«إنّ لغة إسماعيل درست، فأتاني بها جبريل فحفظتها»[804].

و هذا حديث غريب له علة عجيبة، رواه علي بن خشرم المروزي عن علي بن الحسين بن واقد، يقال: بلغني أن عمر فذكره.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك بن علي، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب البروجردي، قالا: أنا أبو بكر بن خلف، أنا الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني أبو عبد اللّه محمّد بن العبّاس العتبي - من أهل كنانة - أنا أحمد بن علي بن رزين الفاماني من أصل كنانة، نا علي بن خشرم، نا علي بن الحسين [بن] واقد [قال: بلغني أن] (1) عمر بن الخطاب قال: قلت: يا رسول اللّه، ما لك أفصحنا و لم تخرج من بين أظهرنا؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ لغة إسماعيل كانت قد درست، فأتاني بها جبريل فحفظتها»[805].

أخبرنا أبو الفرج قوام بن زيد المرّي، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنا أبو

ص: 4


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدركت العبارة بتمامها عن هامش الأصل و بجانبها كلمة صح.

الحسين بن النقور، أنا علي بن عمر الحربي، نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار، نا يحيى بن معين، نا عبّاد بن عباد، نا يونس بن محمّد بن إبراهيم بن الحارث، عن أبيه قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في يوم ذي دجن (1):«كيف ترون بواسقها؟» قالوا: ما أحسنها و أشد تراكمها، قال:«كيف ترون قواعدها؟» قالوا: ما أحسنها و أشدّ تمكّنها، قال:

«كيف ترون جونها؟» (2) قالوا: ما أحسنه و أشد سواده، قال:«كيف ترون رحاها استدارت ؟» قالوا: نعم، ما أحسنها و أشد استدارتها، قال:«كيف ترونها أخفيا أو وميضا، أم يشق شقا؟» قالوا: بلى يشق شقا، قال: فقال رجل: يا رسول اللّه، ما أفصحك، ما رأينا الذي هو أعرب منك ؟ قال:«حق لي، فإنما أنزل القرآن عليّ بلسان عربي مبين» (3)[806].

كذا قال.

أنا أبو محمّد بن أبي شريح، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا العباس بن الوليد، نا نوح بن قيس الطائفي قال حسام بن مصك الأزدي عن قتادة. عن أنس قال:

ما بعث اللّه عزّ و جلّ نبيا إلاّ حسن الوجه، حسن الصوت، غير أنه كان لا يرجّع.

كذا قالا، العباس بن الوليد و هو وهم، و قال أبوهما العباس بن يزيد البحراني و هو الصواب، و هذا حديثه.

أخبرنا أبو المطهّر عبد المنعم بن أحمد بن يعقوب بن أحمد، و أبو عبد اللّه

ص: 5


1- يوم دجن على الإضافة و على النعت: الظلمة، و الغيم المطبق الريان المظلم لا مطر فيه (القاموس المحيط : دجن).
2- في مختصر ابن منظور: جوفها.
3- نقله مختصرا السيوطي في الخصائص الكبرى 108/1 و فيه: ما رأينا الذي هو أفصح منك، قال: و ما يمنعني. و ورد في مختصر ابن منظور 205/2 من طريق ابن دريد، و في آخره: قال أبو بكر بن دريد: تفسير الكلام: قواعدها: أسافلها، و رحاها: وسطها و معظمها. و بواسقها: أعاليها. و إذا استطار البرق من أعاليها إلى أسافلها فهو الذي لا يشك في مطره. و الخفو: أضعف ما يكون من البرق، و الوميض نحو التبسم الخفي. يقال: ومض و أومض.

الحسين بن عبد الملك الأديب، قالا: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أحمد بن الحسن بن هارون، نا عباس بن يزيد البحراني (1)،نا نوح بن قيس، نا حسام بن مصك الأزدي، عن قتادة، عن أنس قال:

ما بعث اللّه عزّ و جل نبيا إلاّ حسن الوجه، حسن الصوت، و كان نبيّكم صلى اللّه عليه و سلم حسن الوجه حسن الصوت، غير أنه لا يرجّع[807].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب محمّد بن محمّد بن غيلان، نا أبو بكر محمّد بن إبراهيم الشافعي، نا أحمد بن محمّد الضبعي، نا العباس بن يزيد بن أبي حبيب، نا نوح بن قيس الطاحي (2)،عن حسام بن مصك، عن قتادة، عن أنس قال:

ما بعث اللّه نبيا إلاّ حسن الصوت، و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حسن الصوت غير أنه لا يرجّع[808].

أخبرنا أبو بكر الفرضي - بقراءتي عليه - قلت: قرأ علي أبي الحسن علي بن إبراهيم بن عيسى الباقلاني و أنت حاضر، نا أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن العبّاس الورّاق - إملاء - نا أبو بكر محمّد بن إبراهيم الأنماطي.

ح و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو سعد الجنزرودي (3)،أنا الحاكم أبو القاسم بشر بن محمّد بن محمّد بن ياسين، أنا محمّد بن إسحاق بن خزيمة، قالا: نا العباس بن يزيد (4) البحراني، نا نوح بن قيس الحداني (5)،نا حسام بن المصك - زاد ابن خزيمة: الأزدي،- عن قتادة عن أنس قال:

ما بعث اللّه نبيا قطّ إلاّ حسن الوجه، حسن الصوت، و كان نبيّكم صلى اللّه عليه و سلم حسن الوجه حسن الصوت، إلاّ أنه كان لا يرجّع (6)،و قال الأنماطي: غير أنه.

ص: 6


1- انظر ترجمته في سير الأعلام 101/12(31).
2- رسمها غير واضح بالأصل، و الصواب ما أثبت عن تهذيب التهذيب 652/5.
3- رسمها و إعجامها مضطربان، و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
4- رسمها مضطرب:«؟؟؟ رم» كذا، و المثبت قياسا إلى ما مرّ قريبا.
5- هذه النسبة إلى حدان بطن من الأزد، و قيل محلة لهم بالبصرة.
6- ذكر ابن منظور في مختصره عدة أخبار قبل هذا الخبر، و قد سقطت من أصلنا المعتمد، و لعله وقع بين يديه مخطوط آخر لتاريخ ابن عساكر غير الذي بين أيدينا. و قد ورد في ابن منظور بعد الخبر الذي ورد فيه عن أبي بكر بن دريد، و تعميما للفائدة نذكرها هنا:- و عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قال: أنا أفصح العرب، ربيت في أخوالي بني سعد، بيد أني من قريش. و قال رجل من بني سلول: يا رسول اللّه، أ يدالك ؟؟؟ الرجل امرأته ؟ قال: نعم، إذا كان ملفجا فقال له أبو بكر: يا رسول اللّه ما قال لك، و ما قلت له ؟ قال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: إنه قال: أ يماطل الرجل أهله ؟ قلت له: نعم، إذا كان مفلسا، فقال أبو بكر: يا رسول اللّه، قد طفت في العرب، و سمعت فصحاءهم فما سمعت أفصح منك، فمن أدّبك ؟ قال: أدّبي ربي و نشأت في بني سعد.(و هذا الخبر نقله السيوطي في الخصائص نقلا عن ابن عساكر 108/1). و عن علي بن أبي طالب: في قوله عز و جل: مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنٰا عَلَيْكَ وَ مِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ : قال: ما بعث اللّه نبيا قط إلاّ صبيح الوجه، كريم الحسب، حسن الصوت، و إن نبيكم صلى اللّه عليه و سلم كان صبيح الوجه، كريم الحسب، حسن الصوت.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا يحيى بن آدم، نا مسعر، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب قال: قرأ النبي صلى اللّه عليه و سلم في العشاء وَ التِّينِ وَ الزَّيْتُونِ (1)فلم أسمع أحسن صوتا منه، و لا أحسن صلاة منه، صلى اللّه عليه و سلم.

قال: و نا يزيد بن هارون، أنا مسعر، عن عدي بن ثابت، عن البرّاء بن عازب قال: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقرأ في صلاة العشاء ب اَلتِّينِ وَ الزَّيْتُونِ قال: و ما سمعت إنسانا أحسن قراءة منه.

قال: و نا محمّد بن عبد اللّه أبو أحمد، نا مسعر، عن عدي بن ثابت، عن البراء قال: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقرأ في العشاء ب اَلتِّينِ وَ الزَّيْتُونِ فما سمعت أحدا أحسن صوتا منه إذا قرأ.

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه بن الشخير الصيرفي، نا محمّد بن موسى السوابيطي، نا علي - يعني - ابن بكّار قال الفزاري - و هو أبو إسحاق - عن مسعر بن كدام عن عدي بن ثابت: سمعت البراء يقول:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقرأ (2) صلاة العشاء - يعني - الآخرة ب اَلتِّينِ وَ الزَّيْتُونِ

ص: 7


1- سورة التين، الآية الأولى.
2- بالأصل:«يقول» شطبت و كتب فوقها «يقرأ».

فما سمعت إنسانا أحسن قراءة و لا صوتا منه.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، نا أبو بكر الشافعي، نا محمّد بن علي بن إسماعيل المروزي، نا علي بن حرب، نا أبان بن سفيان الثعلبي، حدّثني قيس بن الربيع، عن سماك بن حرب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن محمّد بن أحمد بن محمّد بن بويه، أنبأ أبو الحسين بن النقور، أنا علي بن عبد العزيز بن مردك، نا الحسين بن إسماعيل المحاملي، نا يوسف بن موسى، نا عبد اللّه بن أبي الجهم، نا عمرو بن أبي قيس، عن سماك قال: قلت لجابر بن سمرة: أ كنت - و قال عمرو: كنت - تجالس النبي صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: نعم، و كان كثير - و قال عمرو: كان طويل - الصمت.

و أخبرناه عاليا أبو نصر أحمد بن عبد اللّه بن رضوان، و أبو علي الحسن بن المظفّر بن السّبط ، و أبو غالب بن البنّا، قالا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا إسحاق بن الحسن بن ميمون الحربي، نا عفّان بن مسلم، نا قيس بن الربيع، نا سماك بن حرب قال: قلت لجابر بن سمرة: أ كنت تجالس النبي صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: نعم، و كان طويل الصّمت، و كان أصحابه يتناشدون الشعر و يضحكون فيتبسّم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا ضحكوا.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن بالوية، نا محمّد بن يونس، نا شعيب بن قتادة الصفّار، نا شعبة، عن علي بن زيد، عن الحسن، عن الأحنف بن قيس، عن عمر بن الخطّاب عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«أعطيت جوامع الكلم، و اختصر لي الحديث اختصارا»[809].

قالا: أنا أبو الخير بن مجلز.

و أخبرنا الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو علي الرّوذباري، و أبو عبد اللّه بن برهان، و أبو الحسن بن الفضل، قالوا: أنا إسماعيل بن محمّد الصفّار، نا الحسن بن عرفة، نا هشيم بن بشير عن عبد الرّحمن بن إسحاق القرشي، عن أبي بردة، عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أعطيت فواتح الكلام و جوامعه» فقلنا: يا رسول اللّه علّمنا مما علّمك اللّه، فعلّمنا (1)[810].

ص: 8


1- نحوه رواه ابن ماجة في إقامة الصلاة(899) و(900) و(901) و السيرة النبوية للذهبي ص 464.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو يعلى بن الفراء.

ح و أخبرنا أبو الفرج قوام بن زيد المرّي، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنا أبو الحسين بن النقور، قالا: أنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمّد بن الحسن بن شاذان الحربي، نا أبو عبد اللّه أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصوفي، ثنا يحيى بن معين، نا عبد الصّمد بن عبد الوارث، نا عبد اللّه بن المثنى بن أنس بن مالك، نا ثمامة، عن أنس بن مالك:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان إذا تكلّم بالكلمة رددها ثلاثا، و إذا أتى قوما فسلّم عليهم سلّم عليهم ثلاثا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنبأ عيسى بن علي بن عيسى، نا أبو علي إسماعيل بن العبّاس الورّاق، نا عمر بن شبّة، نا عبد الصّمد بن عبد الوارث، نا عبد اللّه بن المثنى، عن ثمامة، عن أنس أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان إذا تكلم بكلمة ردّدها ثلاثا، و إذا أتى على قوم فسلّم عليهم سلّم عليهم ثلاثا.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن أبان السراج، نا شريح بن يونس، نا سلم بن قتيبة، نا عبد اللّه بن المثنّى، عن ثمامة، عن أنس بن مالك أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان يعيد الكلمة ثلاثا لتنقل عنه.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا محمّد بن علي بن محمّد الكشّار، أنا أبو بكر الجوزقي، نا محمّد بن عبد الرّحمن الدغوني، نا محمّد بن يحيى، نا أبو قتيبة هو سلم بن قتيبة، عن عبد اللّه بن المثنّى، عن ثمامة، عن أنس قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يعيد الكلمة ثلاثا لتعقل عنه.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو عثمان سعيد بن محمّد البحيري (1)،أنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن مجبور بن حفص بن إبراهيم بن عبد الرّحمن التميمي، قال: نا أبو حامد أحمد بن محمّد بن يحيى بن بلال (2)،نا أبو الأزهر، نا أبو

ص: 9


1- بالأصل «البحتري»، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 103/18.
2- ترجمته في سير الأعلام 284/15.

قتيبة، نا عبد اللّه بن المثنى، عن ثمامة (1)،عن أنس قال: كان النبي صلى اللّه عليه و سلم لا يرد الطيب، و كان أنس لا يرده، و كان النبي صلى اللّه عليه و سلم يردد الكلمة ثلاثا لتعقل عنه.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، نا أبو بكر الشافعي، نا أبو حمزة المروزي - و هو أحمد بن عبد اللّه بن عمران - نا علي بن خشرم، نا الفضل بن موسى، عن الحسين بن واقد، عن أبي غالب، عن أبي أمامة قال: كان النبي صلى اللّه عليه و سلم إذا تكلّم تكلّم ثلاثا.

أخبرنا أبو الفرج قوام بن زيد بن عيسى المرّي، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنا أبو الحسين بن النقور، أنا علي بن عمر الحربي، نا أبو حمزة، نا أحمد بن عبد اللّه بن عمران المروزي، نا علي بن خشرم، نا الفضل بن موسى، عن الحسين بن واقد، عن أبي غالب، عن أبي أمامة قال: كان النبي صلى اللّه عليه و سلم إذا تكلّم تكلّم ثلاثا.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنبأنا أبو سعد الجنزرودي (2)،أنا أبو عمرو (3) بن حمدان، أنا محمّد بن عبد الرّحمن بن سهم (4) الأنطاكي، نا عبد اللّه بن المبارك، أنا يونس بن يزيد، عن الزهري، أخبرني عروة بن الزبير قال: جلس رجل بفناء حجرة عائشة، فجعل يتحدّث، قال: فقالت عائشة: لو لا أني كنت أسبّح لقلت له:

ما كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يسرد الحديث كسردكم، إنما كان حديث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فصلا، تفهمه القلوب.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد (5)،حدّثني أبي، نا وكيع، عن سفيان، عن أسامة، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: كان كلام النبي صلى اللّه عليه و سلم فصلا يفهمه (6)[كل] (7) أحد، لم يكن يسرده سردا.

ص: 10


1- بالأصل «أمامة» و المثبت قياسا إلى الرواية السابقة.
2- رسمها و إعجامها مضطربان، و الصواب ما أثبت.
3- بالأصل:«أبو عمر» و الصواب ما أثبت. و قد مضى التعريف به.
4- بالأصل: شهر، و الصواب ما أثبت، انظر الأنساب (الأنطاكي) ذكره السمعاني و ترجم له.
5- مسند الإمام أحمد 138/6.
6- مسند أحمد: يفقهه.
7- الزيادة لازمة عن المسند.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا سعيد بن أحمد العيّار، نا أبو بكر محمّد بن محمّد بن الحسن بن علي بن بكر الهاني البزاز، نا أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن شاذ بن قتيبة الراوشاني (1)،نا أبو سعيد الأشج، نا أبو أسامة، أخبرني سفيان، عن أسامة بن زيد، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: لم يكن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يسرد الكلام كسردكم هذا، كان إذا جلس تكلّم بكلام يبيّنه، يحفظه من سمعه.

أخبرنا أبو الفرج عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن محمّد بن يوسف، أنا أبو نصر الزينبي، أنا محمّد بن عمر بن علي بن خلف، أنا أبو بكر محمّد بن السري، عن عثمان التمّار، نا أبو إبراهيم أحمد بن سعد الزهري، نا إبراهيم بن المنذر، نا عبد العزيز بن ثابت الزهري، عن ابن أبي حبيبة، عن موسى بن عقبة، عن كريب، عن ابن عبّاس قال: كان النبي صلى اللّه عليه و سلم إذا تكلّم رئي كالنور بين ثناياه.

كذا قال الزهري: عن ابن أبي حبيبة - يعني إسماعيل بن إبراهيم بن أبي حبيبة - و خالفه غيره فقال: إسماعيل بن إبراهيم بن عتبة.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل الفضيلي، و أبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفق، و أبو بكر أحمد بن يحيى بن الحسين، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى الهرويون، قالوا: أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد المظفّر الداودي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن حموية، أنا أبو عمران عيسى بن عمر بن العبّاس، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن بهرام الدارمي، أنا إبراهيم بن المنذر، نا عبد العزيز بن أبي ثابت الزهري، حدّثني إسماعيل بن إبراهيم بن أخي موسى عن عمّه موسى بن عقبة، عن كريب، عن ابن عبّاس قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أفلج الثّنيتين، إذا تكلّم رئي (2) كالنور يخرج من بين ثناياه (3)[811].

ص: 11


1- كذا، و في الأنساب «الراوساني» بالسين المهملة، نسبة إلى راوسان: قرية من قرى نيسابور (ياقوت) ذكره السمعاني باسم: أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه بن شاذان بن عبد اللّه الراوساني النيسابوري سمع... أبا سعيد الأشج.
2- بالأصل: رأى.
3- أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 215/1 و ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 279/8 و عزاه للطبراني في الأوسط . و ذكره السيوطي في الخصائص الكبرى 106/1 و قال: و أخرج الدارمي و الترمذي في الشمائل، و البيهقي، و الطبراني في الأوسط ، و ابن عساكر، عن ابن عباس و ذكره.

رواه أبو موسى الترمذي في الشمائل عن الدارمي.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو المظفر محمود بن جعفر الكوسج، و أبو منصور بن شكرويه.

ح و أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، و أبو محمّد بن طاوس المقرئ، قالا: أنا أبو منصور بن شكرويه، نا الحسن بن علي بن أحمد بن سليمان، نا أبي، نا أبو حاتم الرازي، نا إبراهيم بن المنذر الحزامي (1)،نا عبد العزيز بن أبي ثابت، ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمّه موسى بن عقبة، عن كريب، عن ابن عبّاس قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا تكلّم رئي (2) كالنور من ثناياه، و كان أفلج الثنيتين.

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر (3) بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف بن بشر الجسّار، أنا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (4)،أنا محمّد بن عبد اللّه الأسدي، نا مسعر سمعت شيخا يقول: سمعت جابر بن عبد اللّه يقول:

كان في كلام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ترتيل أو ترسيل.

رواه ابن المبارك عن مسعر، فقال عن جابر بن عبد اللّه، أو ابن عمر بالشكّ .

أخبرنا عاليا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور سبط بحرويه، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا عبد اللّه بن محمّد بن أسماء، نا عبد اللّه عن مسعر.

و أخبرناه عاليا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر محمّد بن إسماعيل، و أبو عمر بن حيّوية، قالا: نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا مسعر، حدّثني شيخ أنه سمع جابر بن عبد اللّه أو ابن عمر يقول: كان في كلام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ترتيل أو ترسيل.

ص: 12


1- بالأصل:«الحرامى» و الصواب بالزاي، ترجمته في سير الأعلام 689/10.
2- بالأصل: رأى.
3- بالأصل «عمرو» خطأ، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 409/16.
4- طبقات ابن سعد 375/1.
باب ما ذكر من شجاعته و شدّته و اشتهر بين الناس من بطشه و قوّته

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن المزرفي (1)،نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا علي بن عمر بن محمّد الحربي، نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصّوفي - إملاء-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو عبد اللّه محمّد بن طلحة بن علي الرازي، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، قالا: نا علي بن الجعد، ثنا - و قال البغوي: أنا - زهير، عن أبي إسحاق عن حارثة - زاد البغوي (2):بن مضرّب عن علي قال:

كنا إذا احمرّ البأس و لقي القوم القوم اتّقينا برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فما يكون منّا أحد أقرب إلى القوم منه (3).

رواه أبو يعلى الموصلي عن عبيد اللّه بن عمر القواريري، عن هشام بن عبد الملك، عن زهير.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعدوية، أنا إبراهيم سبط بحرويه، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى حدّثنا عبيد اللّه - زاد أحمد بن حمدان: بن عمر -

ص: 13


1- بالأصل: المرزقى، و الصواب ما أثبت نسبة إلى المزرفة، و قد مضى التعريف به.
2- بالأصل:«زاد البغوي أنا زهير عن أبي إسحاق عن حارثة نا البغوي بن مضرب» كذا العبارة و فيها اضطراب، و الصواب ما أثبت.
3- الخبر في صحيح مسلم رقم 1776 من طريق آخر، و انظر السيرة النبوية للذهبي ص 462 من طريق زهير بن معاوية.

نا ابن مهدي، سمّاه ابن حمدان عبد الرّحمن، نا إسرائيل عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرّب، عن علي قال:

لما حضر البأس (1) يوم بدر اتّقينا برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و كان من أشدّ الناس ما كان أحد، أو قال: لم يكن أحد، و قال ابن المقرئ: ما كان أو لا كان أحد أقرب إلى المشركين منه.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر بن السّبط ، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، قالا: أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدثني أبي، نا وكيع، نا إسرائيل، عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرّب، عن علي قال:

لقد أتينا يوم بدر و نحن نلوذ برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو أقربنا إلى العدو، فكان من أشدّ الناس يومئذ بأسا.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (3)،أنا أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف الأصبهاني، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا الحسن بن محمّد الزعفراني، نا عمرو بن محمّد العنقزي، نا إسرائيل عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرّب، عن علي قال:

لما كان يوم بدر اتّقينا المشركين برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و كان أشدّ الناس بأسا.

قال: و ثنا الحسن بن شبابة (4)،نا إسرائيل فذكره بإسناده نحوه، و زاد فيه: و ما كان أحد أقرب إلى المشركين منه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عبد اللّه بن الحسن بن محمّد بن الحسن بن الخلاّل أنبأ أبو الحسن محمّد بن عثمان بن محمّد بن عثمان بن شهاب المقرئ، نا محمّد بن نوح الجنديسابوري، نا هارون بن إسحاق، نا وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرّب، عن علي قال:

ص: 14


1- إعجامها مضطرب بالأصل، و الذي أثبت يوافق عبارة الرواية السابقة.
2- مسند أحمد 86/1.
3- دلائل النبوة للبيهقي 324/1.
4- في دلائل البيهقي: قال: و حدثنا الحسن، قال: حدثنا شبابة.

لقد رأيتنا يوم بدر و نحن نلوذ برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو أقربنا إلى العدو، و كان أشدّ الناس بأسا.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي - إملاء - نا العبّاس بن أحمد البرتي (1)،نا عثمان بن أبي شيبة، نا شريك بن عبد اللّه النخعي، عن إسحاق، عن البراء قال:

لا و اللّه ما ولّى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم حنين... (2)،قال: و العباس بن عبد المطلب، و أبو سفيان بن الحارث آخذان بلجام بغلته و هو يقول:

أنا النبي لا كذب *** أنا ابن عبد المطّلب

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو عبد اللّه محمّد بن طلحة بن علي الرازي، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة (3)،أنا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد - قراءة من حفظه - أنا زهير عن أبي إسحاق قال:

قال رجل للبراء: أي أبا عمارة، أ كنتم يوم حنين وليتم ؟ قال: لا و اللّه، ما ولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و لكنا لقينا قوما رماة لا يكاد يسقط لهم سهم. جمع هوازن، فرشقونا رشقا ما يكادون يخطئون، قال: فأقبلوا هناك إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على بغلته البيضاء، و أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب يقود به، قال: فنزل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و استنصر ثم قال:

أنا النبيّ لا كذب *** أنا ابن عبد المطّلب

قال: ثم صفّهم، أو قال: صفّنا (4).

ص: 15


1- إعجامها مضطرب بالأصل، و الصواب ما أثبت، هذه النسبة إلى برت بكسر الباء، مدينة بنواحي بغداد، ترجمته في سير الأعلام 257/14.
2- لفظة غير مقروءة، رسمها:«دبره» أو «وبره».
3- بالأصل: حنانة.
4- الخبر: أخرجه البخاري في كتاب الجهاد (ح:2930) و مسلم في كتاب الجهاد و السير(1400/3). و في دلائل البيهقي 177/1 و 133/5 و 134 و 135 و السيرة النبوية للذهبي ص 462 و انظر تخريجه فيها. و قوله: أنا عبد المطلب، انتسب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى جده عبد المطلب لشهرته، خاصة أن أبيه عبد اللّه مات شابا، حتى أن كثيرا من العرب و بني هاشم كانوا يدعونه ابن عبد المطلب. و كان عبد المطلب أكثر شهرة و ذياع صيت من أبيه عبد اللّه، و اسمه يتردد في مجالس الأشراف و كبار النابهين و كبار القوم.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي (1)،أنا أبو عمرو بن حمدان.

و أخبرتنا فاطمة بنت ناصر العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، و أنا حاضرة أنبأ أبو بكر بن المقرئ قال: أنبأ أبو يعلى، نا عثمان بن أبي شيبة، نا وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق عن البراء أن النبي صلى اللّه عليه و سلم لما لقي المشركين يوم حنين نزل عن بغلته فترجّل.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن الحسن بن علي بن بحر البري أبو عبد اللّه، نا يوسف بن حمّاد، نا عبد الأعلى، نا قرّة بن خالد، عن عمرو بن دينار، و لا أعلمه إلاّ أسنده إلى جابر أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال يوم حنين:«الآن حمي الوطيس» ثم أنحى في ركابه ثم قال:«انهزموا، و ربّ الكعبة»- مرّتين-[812].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي،[أنا محمّد بن أحمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان، أنا أبو طاهر محمّد بن علي بن عبد اللّه بن مهدي الشاهد الأنباري، أنا أبو طاهر أحمد بن محمّد بن عمر المديني - بمصر.

و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري] (2)،أنا أبي الأستاذ أبو القاسم، أنا أبو نعيم الأسفرايني، أنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الحافظ ، قالا: نا يونس بن عبد الأعلى، أنا ابن وهب، أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، حدّثني (3) كثير بن عيّاش فقال - أبو عوانة: العبّاس - بن عبد المطّلب قال: قال عباس:- و قال أبو عوانة العبّاس - بن عبد المطّلب (4):

شهدت النبي صلى اللّه عليه و سلم - و قال أبو طاهر: مع النبي صلى اللّه عليه و سلم - يوم حنين، فلزمت أنا و أبو سفيان (5) بن الحارث بن عبد المطّلب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فلم نفارقه، و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على

ص: 16


1- إعجامها مضطرب و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدركت العبارة على هامشه و بجانبها كلمة صح.
3- كذا السند بين الرقمين بالأصل، و يبدو الاضطراب.
4- كذا السند بين الرقمين بالأصل، و يبدو الاضطراب.
5- اسمه كنيته، و قيل: اسمه: المغيرة.

بغلة له شهباء - و قال أبو عوانة: بيضاء (1)-أهداها إليه - و قال أبو عوانة: له - فروة بن ثعلبة - و قال [أبو] (2) عوانة: بن نفاثة (3)-و هو الصواب الجذاميّ (4)،فلما التقى المسلمون و الكفّار، ولى المسلمون منهزمين - و قال أبو عوانة: مدبرين - فطفق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يركض بغلته (5) نحو الكفّار، قال عباس: و أنا آخذ بلجامه - و قال أبو عوانة: بخطام بغلة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - اكفها إرادة أن لا يسرع، و أبو سفيان آخذ بركاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أي عباس ناد»- زاد أبو طاهر: في: و قالا:- أصحاب السّمرة (6) قال عباس: و كنت رجلا صيّتا (7)،فقلت بأعلا صوتي: أين أصحاب الشجرة ؟- و قال أبو عوانة: السّمرة (8)-قال: فو اللّه لكأن عطفتهم حين سمعوا صوتي عطفة البقر على أولادها (9)،فقالوا: ألا يا لبيك يا لبيك، فاقتتلوا هم و الكفّار و الدّعوة في الأنصار - زاد أبو طاهر: يقولون و قالا:- ألا يا معشر الأنصار - زاد أبو طاهر:

يا معشر الأنصار - و قالا: ثم قصرت الدعوة على بني الحارث بن الخزرج فقالوا: يا بني الحارث بن الخزرج، فنظر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو على بغلته كالمتطاول عليها إلى قتالهم فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«هذا حين حمي الوطيس» (10).

ص: 17


1- هي بغلة واحدة، قال العلماء لا يعرف له بغلة سواها. و هي التي يقال لها: دلدل.
2- زيادة لازمة.
3- رسمها و إعجامها مضطربان و الصواب ما أثبت عن صحيح مسلم.
4- تقرأ بالأصل: الجدائي، و الصواب ما أثبت عن صحيح مسلم.
5- يركض بغلته: أي يضربها برجله الشريفة على كبدها لتسرع.
6- أصحاب السمرة: هي الشجرة التي بايعوا تحتها بيعة الرضوان، و معناه: ناد أهل بيعة الرضوان يوم الحديبية.
7- صيّتا أي قوي الصوت، قال الحازمي في المؤتلف: أن العباس رضي اللّه تعالى عنه كان يقف على سلع فينادي غلمانه في آخر الليل، و هم في الغابة، فيسمعهم، قال: و بين سلع و الغابة ثمانية أميال.
8- أصحاب السمرة: هي الشجرة التي بايعوا تحتها بيعة الرضوان، و معناه: ناد أهل بيعة الرضوان يوم الحديبية.
9- أي عودهم لمكانتهم و إقبالهم إليه صلى اللّه عليه و سلم عطفة البقر على أولادها. أي كان فيها انجذاب مثل ما في الامّات حين حنّت على الأولاد. قال النووي: قال العلماء: في هذا الحديث دليل على أن فرارهم لم يكن بعيدا، و أنه لم يحصل الفرار من جميعهم. و إنما فتحه عليهم من في قلبه مرض من مسلمة أهل مكة المؤلفة و مشركيها الذين لم يكونوا أسلموا. و إنما كانت هزيمتهم فجأة لانصبابهم عليهم دفعة واحدة، و رشقهم بالسهام. و لاختلاط أهل مكة معهم ممن لم يستقر الإيمان في قلبه و ممن يتربص بالمسلمين الدوائر. و فيهم نساء و صبيان خرجوا للغنيمة، فتقدم أخفاؤهم، فلما رشقوهم بالنبل ولّوا فانقلبت أولاهم على أخراهم إلى أن أنزل اللّه سكينته على المؤمنين كما ذكر اللّه تعالى في القرآن.
10- هذا حين حمي الوطيس: قال الأكثرون، هو شبه تنور يسجر فيه. و يضرب مثلا لشدة الحرب التي يشبه حرها حره. و قيل: التنور نفسه. قال الأصمعي: هي حجارة مدورة إذا حميت لم يقدر أحد أن يطأ عليها.

قال: ثم أخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حصيّات فرمى بهن وجوه الكفّار، ثم قال:«انهزموا، و رب محمّد»، قال: فذهبت انظر، فإذا القتال على هيئته على ما أراه - و قال أبو عوانة:

أرى - قال: فو اللّه ما هو إلاّ أن رماهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بحصياته - زاد أبو عوانة قال:

و قالا:- فما رأيت أرى أحدهم ذليلا (1) و أمرهم مدبرا.

انتهى حديث أبي عوانة، و زاد أبو طاهر إلى آخر الحديث.

قال (2):و كان عبد الرّحمن بن أزهر يحدّث أن خالد بن الوليد يومئذ خرج و هو على الخيل، و هو خيل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال ابن أزهر: فلقد رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعد ما هزم اللّه الكفّار و رجع المسلمون إلى رحالهم يمشي في الناس و يقول:«من يدل على رحل خالد بن الوليد» حتى دللناه على رحله، فإذا خالد مستندا إلى مؤخرة رحله، فأتاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فنظر إلى جرحه - و قال الزهري: و حسبت أنه قال: و تفل فيه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم-[813].

أخرجه النسائي عن يونس دون حديث عبد الرّحمن بن زاهر.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، نا عبد الرزّاق، نا معمر، عن الزهري قال: أخبرني كثير بن عبّاس بن عبد المطلب عن أبيه العبّاس قال: شهدت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حنينا، قال: فلقد رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم و ما معه إلاّ أنا و أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطّلب (4)، فلزمنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فلم نفارقه و هو على بغلة شهباء، و ربما قال معمر: بيضاء، أهداها له فروة بن نعامة (5) الجذامي، فلما التقى المسلمون و الكفّار ولّى المسلمون مدبرين، و طفق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يركض بغلته قبل الكفار، قال العباس: و أنا آخذ بلجام بغلة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أكفّها، و هو لا يألو ما أسرع نحو المشركين، و أبو سفيان بن الحارث

ص: 18


1- في صحيح مسلم: كليلا.
2- القائل هو الزهري، أحد رواة الحديث، انظر بداية السند.
3- مسند الإمام أحمد 207/1.
4- و هو ابن عم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.
5- كذا بالأصل و المسند، و مرّ في الرواية السابقة: نفاثة، و هو الصواب.

آخذ بغرز رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا عباس ناد: يا أصحاب السّمرة» قال:

و كنت رجلا صيّتا، فقلت بأعلى صوتي: أين أصحاب السمرة، قال: فو اللّه لكأن عطفتهم حين سمعوا صوتي عطفة البقر على أولادها، فقالوا: يا لبّيك، يا لبّيك، يا لبّيك، و أقبل المسلمون فاقتتلوا هم و الكفار، فثارت (1) الأنصار يقولون: يا معشر الأنصار، ثم قصرت (2) الداعون على بني الحارث بن الخزرج، فنادوا: يا بني الحارث بن الخزرج، قال: فنظر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو على بغلته كالمتطاول عليهما إلى قتالهم فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«هذا حين حمي الوطيس».

قال: ثم أخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حصيات فرمى بهن وجوه الكفّار ثم قال:«انهزموا و ربّ الكعبة، انهزموا و ربّ الكعبة»، قال: فذهبت انظر، فإذا القتال على هيئته فيما أرى، فو اللّه ما هو إلاّ أن رماهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بحصياته (3) فما زلت أرى أخذهم (4) كليلا و أمرهم مدبرا حتى هزمهم اللّه، قال: فكأني انظر إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم يركض خلفهم على بغلته[814].

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن سعدوية، أنا أبو الفضل عبد الرّحمن بن أحمد الرازي، أنا أبو القاسم جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، نا أبو بكر محمّد بن هروي الروياني، نا أبو صالح محمّد بن زيتون، نا حمّاد بن زيد، نا ثابت، عن أنس قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أجمل الناس وجها، و أجرأ (5) الناس صدرا، و أشجع (6) الناس قلبا، و لقد فزع أهل المدينة مرّة، فركب فرسا لأبي طلحة عريا (7) ثم قال:«لم تراعوا، لم تراعوا إنه وجدته بحرا - يعني الفرس-» (8)[815].

ص: 19


1- في المسند: فنادت.
2- كذا.
3- بالأصل: بحصاته، و المثبت عن المسند.
4- في المسند:«حدهم كليلا» أي ما زلت أرى قوتهم ضعيفة.
5- رسمت بالأصل: و أجرى.
6- رسمها غير واضح بالأصل و تقرأ: و أسمع.
7- رسمت بالأصل: عري.
8- الحديث أخرجه البخاري في كتاب الجهاد فتح الباري 95/6 و 455/10 و مسلم في الفضائل (ص 1802). و البيهقي في دلائله 313/1 و 325/1 و الذهبي في التاريخ (السيرة النبوية ص 463) و ابن سعد 373/1 و ابن كثير في البداية و النهاية 37/6.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، و عبد الباقي بن محمّد بن غالب، و أبو القاسم بن البسري، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا محمّد بن زيتون المكي، نا حمّاد بن زيد، نا ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال:

كان النبي صلى اللّه عليه و سلم أجمل الناس وجها، و أجودهم كفّا و أشجعهم، فزع أهل المدينة فخرج على فرس لأبي طلحة عري فقال:«لن تراعوا، لن تراعوا» ثم رجع فقال:«إني وجدته لبحرا - و [ليس] (1) في حديث ابن النقور: عري (2)-» [816].

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي (3)،نا محمّد بن عبد الرّحمن الجنزرودي، أنا محمّد بن أحمد الحيري، أنا عبد اللّه محمّد بن أحمد بن نعيم - إملاء في سنة ثلاثمائة - نا محمّد بن زنبور، نا حمّاد بن زيد، نا ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال:

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أكمل الناس وجها، و أحسن الناس صورة، و أشجع الناس قلبا، و لقد فزع أهل المدينة يوما، فركب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فرسا لأبي طلحة عريا ثم قال:«لن تراعوا، لن تراعوا» مرتين «إنه وجدته بحرا»[817].

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو عروبة، و محمّد بن إبراهيم الديبلي، قالا: نا محمّد بن زنبور - و اللفظ لأبي عروبة - نا حمّاد بن زيد، عن ثابت، عن أنس.

ح قال: و أنا أبو عروبة، نا أبو موسى، نا عبد الرّحمن بن مهدي، نا حمّاد بن زيد، عن ثابت، عن أنس قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أشجع الناس، و أجود الناس، كان فزع بالمدينة، فخرج الناس، قبل الصوت (4):فاستوى على فرس لأبي طلحة عري،.... (5) عليه سرج و في عنقه السيف قال:«وجدناه بحرا أو إنّه لبحر»[818].

ص: 20


1- كتبت اللفظة فوق الكلام.
2- بالأصل بالسين المهملة، خطأ.
3- اضطرب إعجامها بالأصل، و الصواب ما أثبت.
4- بالأصل «قيل الصواب» كذا، و لعل الصواب ما أثبت قياسا إلى عبارة البيهقي في الدلائل.
5- كلمة غير مقروءة بالأصل.

قال ابن المقرئ: سمعت أبا عروبة يقول: لم يسمع محمّد بن زنبور من حمّاد بن زيد إلاّ هذا الحديث الواحد.

أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز بن علي العبّاسي النقيب المكّي، قال: أنا أبو علي الحسن بن عبد الرّحمن بن الحسن الشافعي.

ح و أخبرنا أبو سهل بن سعدوية، أنا أبو الفضل عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن الرازي، قالا: أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن علي بن فراس المكي، نا أبو جعفر محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه بن الفضل الديبلي، نا أبو صالح محمّد بن زنبور المكي، ثنا حمّاد بن زيد، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أجمل الناس وجها، و أجود الناس كفا، و أشجع الناس قلبا، خرج و قد فزع أهل المدينة، فركب فرسا لأبي طلحة عريا، ثم رجع و هو يقول:«لم تراعوا، لم تراعوا» ثم قال:«إني وجدته بحرا»، و في حديث أبي الفضل الرازي:«لن تراعوا، لن تراعوا»[819].

و زاد قال ابن فراس: قال الديبلي: قاله ابن زنبور، لم أسمع من حمّاد بن زيد غير هذا الحديث، لقيته عند زمزم فحدّثني بهذا الحديث.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر قال: قرئ على أبي عثمان البحيري (1)،أنا أبو زكريا الحربي - يعني يحيى بن إسماعيل - أنا أحمد بن محمّد بن يحيى، نا موسى بن إسحاق الكناني، نا وكيع بن الجرّاح، عن أشعث السمّان، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس قال: كان النبي صلى اللّه عليه و سلم من أشجع الناس، و أسمح الناس.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني، أنبأ رشأ بن نظيف المقرئ، أنا الحسن بن إسماعيل بن محمّد، نا أحمد بن مروان المالكي، نا زيد بن إسماعيل، نا يزيد بن هارون، عن مسعر بن كدام، عن عبد الملك بن عمير، عن ابن عمر قال:

ما رأيت أحدا أشجع و لا أجود و لا أوضأ من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحدّاد في كتابه، ثم حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن أحمد عنه قال: أنا أبو نعيم الحافظ ، أنا أبو القاسم سليمان بن

ص: 21


1- بالأصل: البحتري، و الصواب ما أثبت، و قد مضى التعريف به.

أحمد بن أيّوب الطبراني، نا محمّد بن هارون بن محمّد بن بكّار، حدّثنا العباس بن الوليد الخلاّل، نا مروان بن محمّد الطاطري، نا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أنس قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«فضّلت على الناس بأربع: بالسماحة، و الشجاعة، و كثرة الجماع، و شدّة البطش» (1)[820].

أخبرتنا به عاليا أم الخير فاطمة بنت علي بن المظفّر بن الحسن قالت: أخبرنا عبد الغافر الفارسي، نا أبو أحمد محمّد بن محمّد بن أحمد بن إسحاق الحافظ - إملاء - أنا أبو الجهم أحمد بن الحسين القرشي الدمشقي، نا العبّاس - يعني - ابن الوليد بن صبح الخلاّل، نا مروان بن محمّد، نا سعيد بن بشير، نا قتادة، عن أنس بن مالك قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«فضّلت على الناس بأربع: في السخاء، و الشجاعة، و كثرة الجماع، و شدّة البطش»[821].

و هكذا رواه أحمد بن عبّاد التميمي عن أبيه عن مروان الطاطري.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف بن ما شاء اللّه، أنا أبو محمّد الأسدي، نا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أنس بن مالك قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«فضّلت على الناس بأربع: السخاء، و الشجاعة، و كثرة الجماع، و شدّة البطش»[822].

ص: 22


1- نقله الذهبي في التاريخ (السيرة النبوية ص 543)، و السيوطي في الخصائص الكبرى 120/1 و عزاه للطبراني و الإسماعيلي في معجمه و ابن عساكر.
باب ما عرف من جوده و سخائه و وصف من بذله و عطائه

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، و أبو القاسم الشّحّامي، قالا: أنا أبو عثمان البحيري (1)،أنا زاهر بن أحمد السّرخسي، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، نا محمّد بن جعفر - هو البركاني - ثنا إبراهيم - هو ابن سعد - عن ابن شهاب، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه، عن ابن عبّاس قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أجود الناس بالخير، و كان أجود ما يكون في شهر رمضان، إنّ جبريل عليه السّلام كان يلقاه في كل سنة في رمضان - و قال الشّحّامي: في كل ليلة من رمضان - حتى ينسلخ، فيعرض عليه القرآن، فإذا لقيه جبريل عليه السّلام كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أجود بالخير من الريح المرسلة.

رواه مسلم عن محمّد بن جعفر (2).

أخبرنا أبو بكر الفرضي، نا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن عمر بن عمران الضرّاب، نا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، نا محمّد بن عمران، كذا قال الضرّاب و إنما هو عبد اللّه بن عمران العابدي القرشي المكي، نا إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن عبد اللّه بن عبد اللّه، عن ابن عباس قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أجود الناس في الخير، و أجود ما يكون في شهر رمضان حتى

ص: 23


1- اضطرب إعجامها بالأصل و الصواب ما أثبت.
2- أخرجه البخاري في أكثر من موضع راجع فتح الباري 30/1 كتاب بدء الوحي، و فتح الباري 116/4 كتاب الصوم، و فتح الباري 566/6 كتاب المناقب، و في فتح الباري 43/9 و في فتح الباري 455/10. كتاب الأدب. و أخرجه مسلم في كتاب الفضائل (ص 1803) و النسائي 125/4.

ينسلخ، فيأتيه جبريل عليه السّلام، فيعرض عليه القرآن، فإذا لقيه جبريل كان أجود لناس بالخير من الريح المرسلة.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن عبد الوهّاب، أنا الحسن بن غالب بن علي، قالا: أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد الزهري، نا جعفر الفريابي، نا محمّد بن عثمان بن خالد أبو مروان العثماني، و منصور بن أبي مزاحم، قالا: أنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، عن عبد اللّه بن عبّاس قال: كان النبي صلى اللّه عليه و سلم أجود الناس بالخير، و كان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، و كان يلقاه جبريل كل ليلة في رمضان حتى ينسلخ، يعرض عليه النبي صلى اللّه عليه و سلم القرآن (1)،فإذا لقيه جبريل كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أجود بالخير من الريح المرسلة.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن، نا جعفر بن محمّد، نا مزاحم بن سعيد، أنا عبد اللّه بن المبارك، نا يونس، عن الزهري، حدّثني عبيد اللّه بن عبد اللّه، عن ابن عبّاس قال:

كان النبي صلى اللّه عليه و سلم أجود الناس، و كان أجود ما يكون حين يلقاه جبريل، و كان جبريل يلقاه في رمضان فيدارسه القرآن، قال: و لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر المغربي، أنا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الجوزقي، أنا أبو العبّاس الدغولي، و أبو حامد بن الشرقي، قالا: نا محمّد بن يحيى، نا عبد الرزّاق، أنا معمر، عن الزهري، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، عن ابن عبّاس: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان أجود البشر.

رواه أبو بكر سلمى بن عبد اللّه الهذلي، عن الزهري فتفرّد فيه بألفاظ .

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر بن محمّد، أنا أبو بكر يعقوب بن أحمد بن محمّد الصّيرفي، نا أبو نعيم أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن عيسى الأزهري، أنا العباس بن

ص: 24


1- كذا بالأصل:«يعرض عليه النبي صلى اللّه عليه و سلم القرآن» و الصواب: إما:«يعرض علي...» و إما:«يعرض عليه القرآن» كالرواية السابقة.

منصور بن العبّاس الفرندآباذي (1)،نا علي بن الحسن الذهلي، نا يحيى بن عبد الحميد، حدّثني أبي عن أبي بكر الهذلي، عن الزهري، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه، عن ابن عبّاس قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا جاء رمضان أعتق كل أسير (2)،و أعطى ابن السبيل، و إذا كان حديث عهد بجبريل، كان أسرع بالخير من الريح المرسلة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، نا الحسن بن علي الجوهري، أنا الحسين بن عمر الضرّاب، نا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، أنا يوسف بن موسى، نا عبد الحميد الحمّاني أبو يحيى، عن أبي بكر الهذلي، عن الزهري، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عباس قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أجود الناس بالخير.

و ذكر مثله و زاد فيه: فإذا جاء شهر رمضان أطلق كل أسير.

و روي عن الزهري عن عروة عن عائشة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن المزرفي (3)،أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا أبو النصر إسماعيل بن عبد اللّه بن ميمون، نا عارم أبو النعمان، نا حمّاد بن زيد، عن أيوب، و معمر، و النعمان بن راشد، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة - و لم يذكر أيوب عروة - أنها قالت كان - يعني - النبي صلى اللّه عليه و سلم إذا كان حديث العهد بجبريل يدارسه كان أجود بالخير من الريح المرسلة.

قال ابن صاعد: و نا أحمد بن منصور، نا يونس بن محمّد، نا حمّاد بن زيد، عن النعمان بن راشد، و معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا كان حديث عهد بنزول جبريل يدارسه، كان أجود من الريح المرسلة.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو بكر

ص: 25


1- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى فرانداباذ قرية على باب نيسابور.
2- رسمها مضطرب بالأصل، و المثبت يوافق عبارة مختصر ابن منظور 208/2.
3- رسمها و إعجامها مضطربان و قد تقرأ بالأصل:«المرزوقي» و الصواب ما أثبت، انظر المطبوعة: عاصم - عائذ - فهارس شيوخ ابن عساكر ص 647.

محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الجوزقي، أنا أبو جابر مكي بن عبدان، ثنا عبد اللّه بن هاشم، نا عبد الرّحمن بن مهدي، نا سفيان - و هو الثوري - عن محمّد بن المنكدر، عن جابر قال: ما سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم شيئا فقال: لا (1).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو غالب محمّد بن أحمد بن قريش، قالا: أنا أبو الحسين بن النقور، نا عيسى بن علي الوزير، نا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن فيروز الأنماطي، نا أبو علي عبد الرّحمن بن أبي البختري الطائي، نا مصعب بن المقدام، نا سفيان قال: سمعت محمّد بن المنكدر يقول: سمعت جابر بن عبد اللّه يقول: ما سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم شيئا قط فقال لا، و ما ضرب بيده شيئا قط .

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، و أبو المواهب أحمد بن محمّد بن عبد الملك، قالا: أنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد اللّه الطبري، أنا أبو أحمد محمّد بن أحمد بن الغطريف، نا أبو خليفة، نا أبو الوليد، نا سفيان، سمعت محمّد بن المنكدر يقول:

سمعت جابر يقول: ما سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم شيئا قطّ فأبى.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد الدّينوري، نا أبو الحسن علي بن عمرو القزويني - إملاء - نا محمّد بن علي بن سويد المؤدّب، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا أبو عبيد اللّه سعيد بن عبد الرّحمن بن شقير.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر المغربي، أنا محمّد بن عبد اللّه الجوزقي أنبأ أبو حامد بن الشرقي، نا عبد الرّحمن بن بشر - إملاء من أصله - نا سفيان بن عيينة، عن محمّد بن المنكدر.

ح و أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، ابنا (2) أبي (3) علي بن البنّا الفقيه، قالا: أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن الآبنوسي، أنا عثمان بن عمرو بن المتناسب، أنا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين، أنا سفيان بن عيينة، نا محمّد بن المنكدر.

ص: 26


1- أخرجه البخاري في كتاب الأدب(78)، باب حسن الخلق و السخاء، و مسلم في فضائل النبي صلى اللّه عليه و سلم (ص 1805) و أخرجه الترمذي في الشمائل عن بندار عن ابن مهدي، و أحمد في المسند 130/6 و ابن سعد 368/1 و البيهقي في الدلائل 326/1 و الذهبي في التاريخ: السيرة ص 458.
2- بالأصل: أنبأ، خطأ و الصواب ما أثبت.
3- بالأصل:«أبو» خطأ، و قد مرّ هذا السند.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا محمّد بن عبد اللّه بن الحسين، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا إسحاق بن إبراهيم قال سفيان:

حدثناه قال: أنبأ محمّد بن المنكدر قال: سمعت جابر بن عبد اللّه.

ح و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنبأ أبو سعيد الجنزرودي (1)،أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أمّ المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور السّلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا إسحاق، ثنا سفيان، عن ابن المنكدر، عن جابر قال: ما سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - و قال ابن المقرئ: النبي صلى اللّه عليه و سلم - شيئا قط ، فقال: لا.

رواه المنكدر بن محمّد عن أبيه.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد التركي (2)،أنا الحسن بن علي الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ، نا أبو يحيى زكريا بن يحيى بن عبد الرّحمن الضبّي الساجي، نا عثمان بن محمّد العثماني، نا عبد اللّه بن رافع، عن المنكدر بن محمّد، عن أبيه، عن جابر قال: ما سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سئل شيئا قطّ ، فقال: لا.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الجوزقي، أنا أبو حامد بن الشرقي، نا عبد الرّحمن بن بشر، ثنا سفيان عن محمّد بن المنكدر أنه سمع جابر بن عبد اللّه، عن عمرو بن دينار، عن محمّد بن علي، عن جابر بن عبد اللّه - قال سفيان: و أحدهما يزيد على الآخر - قال: قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لو قد جاءنا مال البحرين لقد أعطيتك هكذا و هكذا و هكذا» و قال سفيان بيديه جميعا: هكذا ثلاث مرّات، فقبض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قبل أن يجيء مال البحرين فقدم على أبي بكر بعده مال البحرين فأمر أبو بكر مناديا فنادى: من كانت له على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عدة أو دين فليأتني، فأتيت أبا بكر فقلت: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم

ص: 27


1- إعجامها مضطرب بالأصل، و الصواب ما أثبت، و قد مضى.
2- رسمها و إعجامها مضطربان و تقرأ:«النزلى» و الصواب ما أثبت.

قال:«لو جاءنا مال البحرين لأعطيتك هكذا و هكذا»، فحثا أبو بكر فقال: عدّها، فعددتها فوجدتها خمسمائة، فقال: خذ مثلها مرّتين[823].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

و أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، و أمّ البهاء فاطمة بنت محمّد، قالتا: أنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا عبد الواحد - زاد ابن حمدان: بن غياث - نا حمّاد، عن ثابت، عن أنس أن رجلا أتى النبي صلى اللّه عليه و سلم - زاد ابن حمدان: فأسلم و قالا:- فسأله فأعطاه غنما بين جبلين، فأتى الرجل قومه، فقال:

أسلموا، فو اللّه إن محمدا يعطي عطاء رجل ما يخاف فاقة، و إن كان الرجل ليأتي النبي صلى اللّه عليه و سلم ما يريد إلى دنيا يصيبها فما يمسي حتى يكون دينه أحبّ إليه من الدنيا و ما فيها.

المشهور حديث موسى بن أنس عن أبيه رضي اللّه عنه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن علي بن عمر الكابلي، و أبو القاسم عبد الصّمد بن محمّد بن عبد اللّه بن مندويه، و أبو المطهّر شاكر بن نصر بن طاهر، و أبو غالب الحسن بن محمّد بن غالي بن علوكة الأسدي، قالوا: أخبرنا أبو سهل أحمد بن أحمد بن عمر بن محمّد بن إبراهيم الصّيرفي، أنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن أحمد الخشّاب، أنا أبو علي الحسن بن محمّد بن دكة المعدل، نا أبو حفص عمرو بن علي، نا خالد بن الحارث، نا حميد، عن موسى بن أنس، عن أبيه قال:

ما سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على الإسلام شيئا إلاّ أعطاه، فجاءه رجل فسأله، فأمر له بغنم بين جبلين، فرجع إلى قومه فقال: يا قوم أسلموا، فإن محمّدا صلى اللّه عليه و سلم يعطي عطاء [من] (1) لا يخاف الفاقة (2).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، نا محمّد بن أبي عدي، عن حميد، عن موسى بن

ص: 28


1- زيادة لازمة منا للإيضاح.
2- أخرجه مسلم في كتاب الفضائل(14) باب،(ص 1806)، و البيهقي في الدلائل 327/1.
3- مسند الإمام أحمد 107/3-108.

انس، عن أنس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لم يكن يسأل شيئا على الإسلام إلاّ أعطاه، قال: فأتاه رجل، فسأله، فأمر له بشاء كثير بين جبلين من شاء الصدقة، قال: فرجع إلى قومه فقال: يا قوم أسلموا، فإن محمّدا صلى اللّه عليه و سلم يعطي عطاء ما يخشى الفاقة.

ح و أخبرتنا به أمّ البهاء فاطمة بنت محمّد، و أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالتا: أنا إبراهيم بن منصور السّلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، أنا عبيد اللّه القواريري، نا محبوب بن الحسن القرشي، نا حميد، عن موسى بن أنس بن مالك عن أنس قال: لم يسأل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم شيئا قط على الإسلام إلاّ أعطاه، إن رجلا أتاه فسأله فأعطاه غنما بين جبلين، فرجع الرجل إلى قومه، فقال: أي قوم أسلموا، فو اللّه إن محمدا صلى اللّه عليه و سلم يعطي عطاء ما يخشى الفاقة.

و قد روي نحو هذا عن زيد بن ثابت.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن علي بن الحسين (1) الخلعي، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن النحّاس، أنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن زياد بن الأعرابي، نا عبد الرّحمن بن محمّد بن منصور، نا عبد الرّحمن بن يحيى بن سعيد العذري.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو الحسين أحمد بن محمّد بن الحسين بن علي بن الباباني البزاز الواسطي، قالا: أنا نصر بن أحمد بن البطر، أنا الحسين بن رزقويه، نا إسماعيل بن محمّد الصفّار، نا عبد الرّحمن بن محمّد الحارثي، نا عبد الرّحمن بن يحيى العذري، نا مالك بن أنس، عن أبي الزناد، عن خارجة بن زيد بن ثابت، عن أبيه قال:[جاء] (2) رجل من العرب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فسأله أرضا بين جبلين، فكتب له بها، فأسلم، ثم أتى قومه فقال لهم: أسلموا، فقد جئتكم من عند رجل يعطي عطية لا يخاف الفاقة، و في حديث ابن الأعرابي: عطية من لا يخاف الفاقة.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه بن كادش، أنا القاضي أبو الطيّب الطبري، أنا

ص: 29


1- كذا بالأصل منسوبا إلى جده، و هو علي بن الحسن بن الحسين بن محمد، ترجمته في سير الأعلام 74/19.
2- زيادة للإيضاح عن مختصر ابن منظور 209/2.

أبو الحسن علي بن عمر بن (1) محمّد بن الحسن الحربي، قالا: نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار قال: نا بشر بن الوليد الكندي، أنا حمّاد بن زيد، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أحسن الناس، و أجود الناس، و أشجع الناس (2).

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنا أبو القاسم عمر بن الحسين بن إبراهيم بن محمّد الخفّاف، أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد بن عبيد اللّه الزهري، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا محمّد بن زنبور، نا حمّاد بن زيد بن ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال:

كان النبي صلى اللّه عليه و سلم أجمل الناس وجها، و أجودهم كفّا، و أسمحهم، و فزع أهل المدينة فخرج على فرس لأبي طلحة عري، و قال:«لن تراعوا، لن تراعوا»، و قال:«وجدته بحرا» يعني الفرس (3)[824].

رواه النسائي عن محمّد بن زنبور.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك الأديب، و أبو الوفاء عبد الواحد بن أحمد بن عبد الواحد، و فاطمة بنت ناصر الحسنية، قالوا: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا عبد الرحيم بن عبد الباقي - بحلب - نا يوسف بن سعيد بن مسلم، ثنا خالد بن يزيد، عن إسماعيل.

ح و أخبرنا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، أنا أبي الأستاذ أبو القاسم، أنا أبو نعيم عبد الملك بن [الحسن بن محمّد] (4)،أنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الحافظ ، نا يوسف بن مسلم، نا خالد بن يزيد، نا إسماعيل بن أبي خالد، عن بيان، عن أنس قال: ذكر النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: كان أكرم الناس.

ص: 30


1- بالأصل:«عمر و محمد» و الصواب حذف «الواو» و إبدالها ب «بن» انظر ترجمته في سير الأعلام 609/17.
2- مضى تخريجه قريبا، و انظر دلائل البيهقي 313/1 و انظر تخريجه فيها.
3- تقدم قريبا، انظر ما لوحظ بشأنه.
4- بالأصل لفظة غير مقروءة و رسمها:«امحمد» و المستدرك بين معكوفتين هو الصواب انظر ترجمته في سير الأعلام 71/17.

كذا سمّاه ابن محمود عن ابن المقرئ عبد الرّحمن، و سمّاه ابن...... (1) عنه عبد الرحيم، و لم أجد اسمه في معجم ابن المقرئ، و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد أحمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان، أنا أبو طاهر محمّد بن علي بن عبد اللّه بن مهدي الأنباري، أنبأ أبو الطاهر أحمد بن محمّد بن عمرو المديني، نا يونس بن عبد الأعلى، نا عبد اللّه بن وهب، أخبرني ابن لهيعة، و الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك:

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم عام حنين حين سأله الناس فأعطاهم من البقر و الغنم و الإبل حتى لم يبق من ذلك شيء، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«قد أعطيتكم من البقر و الغنم و الإبل حتى لم يبق معي (2) من ذلك، فما ذا تريدون، أ تريدون أن تبخّلوني، فو اللّه ما أنا ببخيل و لا جبان و لا كذوب»، فجذبوا ثوبه حتى بدت رقبته، فكأنما انظر حين بدا منكبه مثل شقة القمر من بياضه[825].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنبأنا أبو سعد الجنزرودي (3)،أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور السلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، حدّثنا زهير، نا جرير، عن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد - زاد ابن المقرئ: الخدري - قال: دخل رجلان على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فسألاه في ثمن بعير، فأعانهما بدينارين، فخرجا من عنده، فلقيهما عمر فقالا: و أثنيا معروفا و شكر ما صنع بهما رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فدخل عمر على النبي صلى اللّه عليه و سلم فأخبره ما قالا، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«لكن فلان أعطيته ما بين عشرة إلى مائة - و قال ابن حمدان: ما بين العشرة إلى المائة - فلم يقل ذلك، إن أحدهم يسألني فينطلق بمسألته - زاد ابن المقرئ: يتأبطها و قالا:- و ما هي إلاّ نار» قال عمر: فلم تعطيهم ما هو نار؟ قال:«يأبون إلاّ أن يسألوني، و يأبى اللّه لي البخل»[826].

ص: 31


1- رسمها:«مهرا؟؟؟ ذكر» بالأصل.
2- اللفظة غير واضحة بالأصل و لعل الصواب ما أثبتناه.
3- إعجامها مضطرب بالأصل، و الصواب «الجنزرودي».

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر بن السّبط ، أنا أبو محمّد الحسن بن علي المقنّعي الجوهري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، قالا: أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا أسود بن عامر، ثنا شريك، عن الأعمش، عن المنهال، عن عبّاد بن عبد اللّه الأسدي، عن علي قال: لما نزلت هذه الآية: وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (2) قال: جمع النبي صلى اللّه عليه و سلم من أهل بيته، فاجتمع ثلاثون، فأكلوا و شربوا، قال: فقال لهم:«من يضمن عني ديني و مواعيدي و يكون معي في الجنّة، و يكون خليفتي في أهلي ؟» فقال رجل لم يسمّه شريك: يا رسول اللّه، أنت كنت بحرا، من يقوم بهذا؟ قال: ثم قال لآخر، قال: فعرض ذلك على أهل بيته، فقال علي رضي اللّه عنه:[أنا] (3)[827].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني، أنا أبو محمّد عبيد اللّه بن عبد الواحد بن محمّد بن أحمد بن أبي الحديد.

و أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الفقيه، أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمّد بن أبي الحديد قال كل واحد منهما.

أنبأ جدي أبو بكر، أنا محمّد بن جعفر بن محمّد بن سهل المعروف بالخرائطي، نا أحمد بن منصور الرمادي، نا عبد الرزّاق، أنا معمر، عن الزهري، عن عمر بن محمّد بن جبير بن مطعم أن أباه أخبره أنه سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لو أفاء اللّه تعالى عليّ نعماء عدد هذه العضاه لقسمتها بينكم ثم لا تجدوني بخيلا كذابا»[828].

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (4)،أنا يزيد بن هارون، أنا مسعر، عن عبد الملك بن عمير، عن ابن عمر قال: ما رأيت أحدا أجود و لا أنجد، و لا أشجع، و لا أوضأ من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

ص: 32


1- مسند الإمام أحمد 111/1.
2- سورة الشعراء، الآية:214.
3- زيادة لازمة عن مسند أحمد.
4- طبقات ابن سعد 418/1.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الغنائم حمزة بن علي بن محمّد بن عثمان البندار، و أبو منصور بن عبد العزيز، قالا: أنا أبو الفرج أحمد بن عمر بن عثمان الغفاري، أنا أبو محمّد جعفر بن محمّد بن نصير الخوّاص، نا أبو العباس أحمد بن محمّد بن مسروق، نا محمّد بن حميد، نا أبو داود عن زمعة بن صالح، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد الساعدي قال:

حيكت لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم جبّة من صوف و أنمار (1)،فلبسها، فما أعجب بثوب ما أعجب بها، فجعل يمسحها بيده و يقول:«انظروا ما حسنها» و في القوم أعرابي، فقال:

يا رسول اللّه هبها لي، فخلعها فدفعها في يده، و كان صلى اللّه عليه و سلم حييا، لا يسأل شيئا إلاّ أعطاه ثم أمر بمثله أن تحاك، فتوفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو في المحاكة[829].

أخبرنا عاليا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل الفقيه، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا:

أنا أبو (2) عثمان سعيد بن محمّد بن أحمد البحيري، أنا جدي أحمد بن محمّد بن جعفر، أنا محمّد بن إسحاق الثقفي، نا قتيبة بن سعيد، نا يعقوب بن عبد الرّحمن، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد قال:

جاءت امرأة ببردة - فقال سهل: هل تدرون ما البردة ؟ قالوا: نعم، هذه الشملة منسوج في حاشيتها - فقالت: يا رسول اللّه إني نسجت هذه بيدي أكسوكها، فأخذها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم محتاجا إليها، فخرج إلينا و إنها لإزارة، فجسها رجل من القوم فقال: يا رسول اللّه اكسنيها، قال:«نعم»، فجلس ما شاء اللّه في المجلس ثم رجع فطواها ثم أرسل بها إليه، فقال له القوم: ما أحسنت سألتها إيّاه و قد عرفت أنه لا يردّ سائلا، فقال الرجل: و اللّه ما سألتها إلاّ لتكون كفني يوم أموت.

قال سهل: فكانت كفنه.

أخرجه البخاري و النسائي عن قتيبة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين المزرفي (3)،نا أبو الحسين بن المهتدي.

ص: 33


1- في مختصر ابن منظور 211/2 من صوف أنمار.
2- بالأصل: أبوا، و قد كتبت الألف فيه بعيدة قليلا عن «أبو» بما يعتقد أنه ثمة كلمة أخرى فثمة فراغ فيه. و الصواب: أبو عثمان، انظر ترجمته في سير الأعلام 103/18.
3- بالأصل: المرزقي خطأ.

ح و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو يعلى بن الفراء، قالا: أنا عيسى بن علي الوزير، أنا أبو القاسم البغوي، نا داود بن عمرو، نا شريك بن عبد اللّه القاضي عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل، عن الرّبيع بنت معوّذ بن (1) عفراء قالت:

أتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم بقناع (2) من رطب [و أجر زغب] (3) فأعطاني ملء كفيه أو كفّه حليا أو ذهبا.

ص: 34


1- بالأصل «أن» خطأ. و الصواب ما أثبت. لها صحبة و رواية، ترجمتها في ابن سعد 447/8 و الإصابة 300/4.
2- القناع: الطبق الذي يؤكل عليه الطعام، و يجعل فيه الفاكهة.
3- مكانها بياض بالأصل، و استدركت اللفظتان عن مختصر ابن منظور 211/2.
باب ما حفظ من مزاحه، و ورد من سعة صدره و انشراحه

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك الخلاّل، أنا سعيد بن أحمد العيّار، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن زكريا العدل الجوزقي، أنا أبو الحسين عمر بن الحسن بن علي بن مالك الشيباني القاضي، أنا أحمد بن الحسن الخزاز، نا أبي، نا حصين بن مخارق، عن داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال: قيل: يا رسول اللّه، أنت تمزح ؟ قال:«نعم، و لكن لا أقول إلاّ حقّا»[830].

هذا حديث غريب، و المحفوظ في هذا الباب حديث أبي هريرة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي الفرضي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمّد الخرقي (1)،نا عبد اللّه بن سليمان بن أبي داود، نا عبد اللّه بن شعيب، حدّثني أبي عن جدي، حدّثني محمّد بن العجلان، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:«لا أقول إلاّ حقّا»[831].

أخبرنا أبو القاسم (2) زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن الأديب، نا أبو محمّد - إملاء - أنا أحمد بن حمدون بن خالد المظفّر، عن الحسن بن مسعود القرشي، نا آدم بن أبي إياس، نا الليث بن سعد، عن بكر بن محمّد بن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال (3):قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنك تداعبنا (4)،فقال:

ص: 35


1- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى بيع الثياب و الخرق. ذكره السمعاني و ترجم له.
2- مكانها بياض بالأصل، و الصواب ما استدرك، انظر ترجمته في سير الأعلام 9/20.
3- كذا وردت العبارة بين الرقمين بالأصل و فيها «انك تداعبنا» من كلام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم. و في مختصر ابن منظور 217/2 عن أبي هريرة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:«لا أقول إلاّ حقا»، فقال بعض الصحابة: فإنك تداعبنا يا رسول اللّه؛ فقال: لا أقول إلاّ حقّا». و في السيرة النبوية للذهبي ص 483: قيل: يا رسول اللّه: إنك تداعبنا، قال: إني لا أقول إلاّ حقا. أخرجه الترمذي في البر و الصلة(2058) و أحمد في المسند 340/2 و 360.
4- كذا وردت العبارة بين الرقمين بالأصل و فيها «انك تداعبنا» من كلام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم. و في مختصر ابن منظور 217/2 عن أبي هريرة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:«لا أقول إلاّ حقا»، فقال بعض الصحابة: فإنك تداعبنا يا رسول اللّه؛ فقال: لا أقول إلاّ حقّا». و في السيرة النبوية للذهبي ص 483: قيل: يا رسول اللّه: إنك تداعبنا، قال: إني لا أقول إلاّ حقا. أخرجه الترمذي في البر و الصلة(2058) و أحمد في المسند 340/2 و 360.

إني لا أقول إلاّ حقّا»[832].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا أبو عثمان البحيري (1)،أنا أبو القاسم بن حبابة (2)،نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، نا محمّد بن بكّار، نا أبو معشر، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة قال: قلنا يا رسول اللّه، إنك تمزح معنا، قال:«لا أقول إلاّ حقا»[833].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن المزرفي (3)،و أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الدرّ ياقوت بن عبد اللّه - مولى ابن البخاري - قالوا: أخبرنا أبو محمّد الصّريفيني - زاد ابن السّمرقندي: و أبو الحسين بن النقور قالا:- أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو عبد اللّه أحمد بن سليمان بن داود الطوسي، نا أبو عبد اللّه الزبير بن بكّار، حدّثني يونس بن يحيى بن.... (4)،عن أسامة بن زيد، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة (5) قال: قلنا يا (6) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إنك تداعبنا فقال:«إني و إن داعبتكم فإنّي لا أقول إلاّ حقا»[834].

قال: و نا الزبير، عن حمزة بن عتبة، عن نافع، عن ابن عمر الجميحي، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة أنها مزحت عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقالت: إنها بعض دعابات هذا الحي من بني كنانة، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«بل بعض مزحنا هذا الحي من قريش» (7)[835].

أخبرنا أبو سعد البغدادي، أنا أبو منصور بن شكرويه، و محمّد بن أحمد بن علي السمسار.

ص: 36


1- مهملة بدون إعجام، و الصواب ما أثبت، و قد تقدم.
2- بالأصل: حنانة، و الصواب ما أثبت.
3- بالأصل:«المرزقي» خطأ، و قد تقدم.
4- رسمها و إعجامها مضطربان تقرأ: نبات و تقرأ بنات.
5- بالأصل: الزهري، و لعل الصواب ما أثبت.
6- بالأصل: قال: قال رسول اللّه، و لعل الصواب ما صوبناه.
7- الذهبي السيرة النبوية ص 483 و عقب الذهبي: حمزة لا أعرفه و المتن منكر. و ذكره في ميزان الاعتدال 608/1 رقم 2307.

ح و أخبرنا أبو سعد محمّد بن الهيثم بن محمّد بن الهيثم، أنا أبو منصور شكرويه.

ح و أخبرنا أبو الوفاء عمر بن الفضل بن أحمد التميمي، و أبو عبد اللّه محمّد بن سعيد بن أحمد الكرابيسي المعروف بكورجة، و محمّد بن عمر بن منصور الحلاوي، قالوا: أنا إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم القفّال قالوا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد، نا الحسين بن إسماعيل المحاملي، نا علي بن حرب، نا زيد بن أبي الزرقاء، عن ابن لهيعة، عن عمارة بن غزيّة، عن إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة، عن أنس قال:

كان النبي صلى اللّه عليه و سلم من أفكه الناس (1).

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه بن كادش العكبري فيما ناولني إيّاه و قال اروه عني، أنا أبو علي محمّد بن الحسين الجازري (2)،أنا القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا، نا محمّد بن حمدان بن بغداد الصّيدلاني، حدّثني يوسف بن الضحّاك، حدّثني أبي، نا خالد الحذّاء، عن أبي قلابة، عن عائشة:

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان مزاحا، و كان يقول:«إن اللّه لا يؤاخذ المزاح الصادق في مزاحه»[836].

كذا قال، و ليس هذا الإسناد بمتصل، فإن يوسف بن الضحّاك متأخّر يروي عن أبي سلمة التبوذكي، و محمّد بن سنان العوفي و أقرانهما، و أراه سقط منه اسم شيخه الذي روى عنه عن أبيه عن خالد، و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا محمّد بن يحيى بن سليمان، نا عاصم بن علي، نا سعيد، نا أبو التّيّاح يزيد بن حميد، عن أنس بن مالك قال:

كان النبي صلى اللّه عليه و سلم يأتينا و لي أخ صغير فيقول:«أبا عمير (3)،ما فعل النغير» (4)[837].

ص: 37


1- البداية و النهاية 46/6 و دلائل النبوة للبيهقي 331/1 و الذهبي في التاريخ: السيرة النبوية ص 460 و زيد فيها:«مع صبيّ ».
2- هذه النسبة إلى جازرة قرية من أعمال النهروان بالعراق كما في الأنساب، و في معجم البلدان: جازر.
3- أبو عمير بن أبي طلحة الأنصاري اسمه زيد بن سهل - أخو أنس بن مالك لأمه.
4- النغير: تصغير النغر، طائر صغير، كالعصفور محمر المنقار.

رواه عاصم بن علي أيضا عن أبي هلال محمّد بن سليم الراسبي، عن أبي التّيّاح.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عمر بن مسرور - قراءة عليه سنة سبع و أربعين و أربعمائة - نا بشر بن أحمد الأسفرايني، نا أبو بكر محمّد بن يحيى بن سليمان، نا عاصم بن علي، نا أبو هلال، نا أبو تيّاح يزيد بن حميد، عن أنس بن مالك قال: كان النبي صلى اللّه عليه و سلم يجيء إلينا و لي أخ صغير، فيقول:«يا أبا عمير ما فعل النغير»[838].

و رواه عبد الوارث عن أبي التّيّاح.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا معاذ - هو ابن المثنى - حدّثنا مسدّد، نا عبد الوارث، عن أبي التّيّاح، عن أنس قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أحسن الناس خلقا، و كان لي أخ يقال له أبو عمير - أحسبه:

فطيما (1)-و كان إذا جاء قال:«يا أبا عمير، ما فعل النغير»[839].

أخرجه البخاري (2) عن مسدّد، و رواه ثابت بن أسلم البناني عن أنس رضي اللّه عنه.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا إسحاق الحربي، نا أبو سلمة - و هو التبوذكي - نا حمّاد بن سلمة، نا ثابت، عن أنس بن مالك قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يدخل علينا و لي أخ صغير يكنّا أبا عمير، و كان له نغير يلعب به فمات، فدخل النبي صلى اللّه عليه و سلم ذات يوم فرآه حزينا، فقال:«ما شأنه ؟» قال: مات نغيره، فقال:«أبا عمير، ما فعل النغير»[840].

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري قال: أنا أبو سعد

ص: 38


1- قوله: أحسبه فطيما من كلام أبي التياح، و في دلائل البيهقي أحسبه قال: كان فطيما.
2- الحديث من طرق أخرجه البخاري كتاب الأدب باب(81) فتح الباري 526/10 و انظر فتح الباري 572/9. و مسلم في كتاب الآداب (ص 1692) و الترمذي في الصلاة (ح 333) و في كتاب البر و الصلة(57) و أبو داود في الأدب (ح:4969) و ابن ماجة في الأدب(24 باب)(ح:3720)، و أحمد في المسند 190،118،119،115/3). و البيهقي في الدلائل 313/1 و الذهبي في التاريخ (السيرة ص 460).

محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أمّ البهاء فاطمة بنت محمّد بن أحمد، و أمّ المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالتا: أنبأ إبراهيم بن منصور السلمي، أنا أبو بكر المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا جويرية - زاد [ابن] (1) حمدان: ابن أشرس - نا حمّاد - هو ابن سلمة - عن ثابت، عن أنس قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يدخل علينا و لي أخ صغير يكنى أبا عمير، فدخل علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«يا أبا عمير، ما فعل النغير»[841].

و كذا رواه عمارة بن زاذان الصّيدلاني البصري عن أبيه.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا أبو (2) موسى الطيالسي سنة ست و سبعين و مائتين، و اسمه عيسى بن عبد اللّه زغاث (3) نا أبو غسّان مالك بن إسماعيل، نا عمارة بن زاذان، عن ثابت، عن أنس قال: كان لأبي طلحة ابن يكنى أبا عمير (4)،و كان النبي صلى اللّه عليه و سلم يستقبله فيقول:«يا أبا عمير، ما فعل النغير»[842].

قال: و أنا الشافعي، حدّثني محمّد بن بشر، نا شيبان بن فروخ، نا عمارة بن زيدان (5)،حدّثني ثابت البناني، عن أنس بن مالك:

أن أبا طلحة كان له ابن يكنّى أبا عمير، قال: و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - يعني - يدخل بيتنا فيقول:«يا أبا عمير، ما فعل النغير»[843].

رواه حميد الطويل عن أنس، و روى عنه عاليا من حديثه.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين غير مرّة، أنا أبو طالب محمّد بن محمّد بن إبراهيم بن غيلان سنة سبع و ثلاثين و أربع مائة، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم

ص: 39


1- زيادة لازمة منا.
2- سقطت من الأصل و كتبت فوق السطر بحرف صغير.
3- بالأصل مطموس قسم من الكلمة، و بقي منها:«ز ت» و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في تاريخ بغداد 170/11 و سير الأعلام 618/12.
4- لاحظنا قريبا أنه أخو أنس لأمه أم سليم، و قد مات على عهد النبي صلى اللّه عليه و سلم.
5- كذا، و مرّ: زاذان.

الشافعي، نا القاضي إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حمّاد بن زيد (1)،نا محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، نا حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال:

كان ابن لأمّ سليم يقال له أبو عمير، كان النبي صلى اللّه عليه و سلم يمازحه إذا دخل على أم سليم، فدخل يوما فوجده حزينا، فقال:«ما لأبي عمير حزينا؟» قالوا: يا رسول اللّه، مات نغيره الذي كان يلعب به، فجعل يقول:«أبا عمير، ما فعل النغير»[844].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي البزار (2)،قال: قرئ على أبي إسحاق إبراهيم بن عمر البرمكي و أنا حاضر، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي البزار - قراءة عليه سنة ثمان و سبعون و ثلاثمائة - نا أبو مسلم إبراهيم بن عبد اللّه بن مسلم الكجّي البصري، نا محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، حدّثني حميد، عن أنس:

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم دخل على أم سليم فرأى أبا عمير حزينا، فقال:«يا أم سليم، ما بال أبا عمير حزينا»؟ قلت: يا رسول اللّه، مات نغيره، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أبا عمير، ما فعل النغير»[845].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن الحصين، أنا أبو طالب محمّد بن محمّد، نا أبو بكر الشافعي، نا محمّد بن سليمان الواسطي قال: سألت محمّد بن عبد اللّه الأنصاري فقال: حدّثني حميد عن أنس بن مالك قال:

كان لي أخ يقال له أبو عمير، و كان له عصفور يلعب به، فمات العصفور، و كان النبي صلى اللّه عليه و سلم يدخل بيتنا فيقول:«يا أبا عمير، ما فعل النغير»[846].

هذا حديث صحيح متّفق على صحته، أخرجه البخاري و مسلم و غيرهما من الأئمة في كتبهم من طرق عن أنس (3).

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبد اللّه بن كادش، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ،[أنا] (4) أبو حفص عمر بن أيوب السّقطي

ص: 40


1- ترجمته في سير الأعلام 339/13.
2- في سير الأعلام: البزاز، بزايين، ترجمته 23/20.
3- انظر ما لاحظناه قريبا.
4- زيادة لازمة منا.

-قراءة عليه - نا محمّد بن بكّار، نا خالد، عن حميد، عن أنس بن مالك:

أن رجلا أتى النبي صلى اللّه عليه و سلم يستحمله، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنا حاملوك على ولد الناقة» فقال: يا رسول اللّه، و ما أصنع بولد الناقة ؟ قال: فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم له:«و هل تلد الإبل إلاّ النّوق»؟ [847].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا محمّد بن يحيى بن سليمان، نا خلف بن هشام، عن خالد - يعني - ابن عبد اللّه عن حميد، عن أنس (1):

أن رجلا استحمل النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«إنّا حاملوك على ولد الناقة» فقال: يا رسول اللّه، و ما أصنع بولد ناقة، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«و هل تلد الإبل إلاّ النّوق»؟ [848].

أخبرنا أبو بكر المزرفي (2)،و أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الدرّ ياقوت (3) بن عبد اللّه قالوا: أنبأ أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو عبد اللّه أحمد بن سليمان بن داود الطوسي، نا أبو عبد اللّه الزبير بن بكّار، حدّثني بكار بن رباح المكي، عن ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عبّاس:

أن رجلا سأله فقال: أ كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يمزح ؟ قال ابن عبّاس: نعم، فقال الرجل: فما كان مزاحه ؟ قال ابن عبّاس: إنه صلى اللّه عليه و سلم كسا ذات يوم امرأة من نسائه ثوبا واسعا فقال لها:«ألبسيه و احمدي اللّه و جري منه ذيلا كذيل العروس»[849].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، أنا أحمد بن الحسن، نا إسحاق بن إبراهيم، نا شريك.

ح قال: و أنا الشافعي قال: و نا الفضل بن الحسن بن الأعين الأهوازي، نا لوين، نا شريك، عن عاصم، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا ذا الأذنين»[850].

ص: 41


1- أخرجه أبو داود في الأدب، باب ما جاء في المزاح (ح 4998) و نقله الذهبي في التاريخ (السيرة النبوية ص 484) و قال: صحيح غريب.
2- إعجامها مضطرب بالأصل و الصواب ما أثبت.
3- رسمها بالأصل مضطراب:«و أبو الدر؟؟؟ اس ثور» كذا، و الصواب ما أثبت، انظر فهارس المطبوعة عبد اللّه بن جابر - بن زيد ص 698 ترجمته في سير الأعلام 179/20.

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه بن الشخير الصيرفي، نا عبد اللّه بن محمّد بن منيع، نا أبو نصر منصور بن أبي مزاحم - إملاء من كتابه - نا شريك بن عبد اللّه، عن عاصم الأحول، عن أنس بن مالك قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«يا ذا الأذنين»[851].

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن العسقلان، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي.

ح و أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (1).

قال: نا أبو الحسين بن المهتدي، قالا: أنا عيسى بن علي بن عيسى، أنا أبو القاسم البغوي، نا داود، نا شريك، عن عاصم الأحول، عن أنس قال: قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا ذا الأذنين»[852].

أخبرنا أبو محمّد السندي، و أبو القاسم الشّحّامي، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي (2)،أنا أبو عمرو بن حمدان، أخبرني عمران بن موسى بن مجامع، نا جنادة بن مغلّس، نا شريك، عن عاصم الأحول عن أنس بن مالك قال: قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ذات يوم:«يا ذا الأذنين» (3)[853].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا إسحاق الحربي، نا أبو سلمة، نا حمّاد، أنبأ سعيد بن جمهان (4)،عن سفينة قال: كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في سفر، و كان إذا أعيا بعض القوم ألقى عليّ سيفه، ألقى عليّ ترسه حتى حملت من ذلك شيئا كثيرا، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«أنت سفينة» (5)[854].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين المزرفي (6)،و أبو البقاء عبيد اللّه بن أبي ثابت

ص: 42


1- إعجامها مضطرب بالأصل، و الصواب ما أثبت.
2- بالأصل: الخيرزودي، و الصواب ما أثبت.
3- من طرق عن أنس أخرجوه. انظر الترمذي (المناقب ح 3921)، أبو داود في الأدب (ح 5002) باب ما جاء في المزاح، أحمد في المسند 242،127،117/3، الذهبي في التاريخ (السيرة ص 485).
4- بالأصل «جهمان» و الصواب بتقديم الميم على الهاء، و ضبطت عن التقريب، ترجمته في تهذيب التهذيب 294/2.
5- انظر دلائل النبوة للبيهقي 47/2 و الذهبي السيرة النبوية ص 484 و المستدرك للحاكم 606/3 و الإصابة 58/2.
6- بالأصل: المرزقي، و الصواب «المزرفي».

مسعود بن عبد العزيز بن الرازي الحنيفي، و أبو بكر أحمد بن علي بن عبد الواحد بن الأشقر القزاز، قالوا: ثنا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمّد الحربي، نا ابن عبدة - يعني - محمّد بن عبدة بن حرب القاضي، نا إبراهيم - هو ابن الحجّاج - نا حمّاد عن محمّد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب أن عائشة قالت:

أتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم بحريرة (1) طبختها فقلت لسودة و النبي صلى اللّه عليه و سلم بيني و بينها: كلي، فأبت، فقلت لها: كلي أو لألطخنّ وجهك، فأبت، فوضعت يدي فيها فطليت وجهها، فضحك النبي صلى اللّه عليه و سلم، فوضع فخذه لها و قال لها:«الطخي وجهها»، فلطخت وجهي، فضحك النبي صلى اللّه عليه و سلم لها، فمر عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه فقال: يا عبد اللّه، يا عبد اللّه، فظن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه سيدخل فقال:«قوما فاغسلا وجوهكما» فقالت عائشة (2):

فما رأيت هيبة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم منه (3)[855].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر السيرفي ؟؟؟، نا الحسين بن عبد اللّه بن يزيد القطّان - بالرقّة - نا موسى بن مروان، حدّثنا يحيى بن سعيد العطّار - يعني - الحمصي عن الصلت بن الحجّاج، عن عاصم الأحول، عن أنس بن مالك أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال لعائشة ذات يوم:«ما أكثر بياض عينيك»[856].

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنا أبو الحسن علي بن الحسن، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن - يكنى الشاهد - أنا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن الأعرابي، نا علي بن سهل بن المغيرة البزار (4)،نا الأسود بن عامر شاذان (5)،نا حمّاد بن مسلم، عن أبي جعفر الخطمي (6):

أن رجلا كان يكنى أبا عمر فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«يا أم عمرة» فضرب الرجل يده إلى

ص: 43


1- في السيرة النبوية للذهبي ص 485 بخزيرة.
2- كذا العبارة بين الرقمين بالأصل، و في السيرة النبوية للذهبي ص 485:«فما زلت أهاب عمر لهيبة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم منه» و هي أظهر.
3- كذا العبارة بين الرقمين بالأصل، و في السيرة النبوية للذهبي ص 485:«فما زلت أهاب عمر لهيبة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم منه» و هي أظهر.
4- ترجمته في سير الأعلام 159/13.
5- ترجمته في سير الأعلام:112/10.
6- نقله الذهبي في التاريخ (السيرة النبوية ص 489) و قال الذهبي: حديث مرسل.

مذاكيره فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«مه» قال: و اللّه ما ظننت إلاّ أني امرأة لما قلت لي: يا أم عمرة، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«إنما أنا بشر مثلكم أمازحكم» (1)[857].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمّد بن عبد الغافر الفارسي، أنا أبو سليمان أحمد بن محمّد الخطابي قال: سئل بعض السلف عن مرح الرسول صلى اللّه عليه و سلم فقال: كانت له مهابة، فكان يبسط الناس بالدعابة.

قال: و أنشدنا ابن الأعرابي في نحو هذا يمدح رجلا:

يتلقى البدي بوجه صبيح *** و صدور القنا بوجه و قاح

فبهذا و ذا أتمّ المعالي *** طرق الجدّ غير طرق المزاح (2)

ص: 44


1- في الذهبي: أمازحك.
2- و ذكر ابن منظور خبرا في مختصره، تعميما للفائدة نورده هنا و فيه: و عن خوات بن جبير قال: نزلت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مرّ الظهران، خرجت من خبائي فإذا نسوة يتحدثن، قال: فأعجبنني. قال: فرجعت، فأخرجت حلة لي من عندي فلبستها، ثم جلست إليهن، و خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، من قبته فقال: «أبا عبد اللّه، ما يجلسك إليهن ؟» قال: فهبت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقلت: يا رسول اللّه، جمل لي شرود، فأنا أبتغي له قيدا. قال: فمضى رسول اللّه و تبعته. قال: فألقى إليّ رداءه و دخل الأراك. فلكأني انظر إلى بياض قدميه في خضرة الأراك، فقضى حاجته و توضأ ثم جاء فقال:«أبا عبد اللّه، ما فعل شراد جملك ؟» ثم ارتحلنا فجعل لا يلحقني في المسير إلاّ قال:«السلام عليكم أبا عبد اللّه ما فعل شراد جملك» قال: فتعجلت إلى المدينة، و اجتنبت المسجد، و مجالسة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم. فلما طال ذلك عليّ ، تحينت ساعة خلوة المسجد، فأتيت المسجد فجعلت أصلي، فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من بعض حجره. قال: فجاء فصلى ركعتين خفيفتين ثم جلس، و طوّلت الصلاة رجاء أن يذهب و يدعني فقال:«طول أبا عبد اللّه ما شئت، فلست بقائم حتى تنصرف» فقلت: و اللّه لاعتذرن إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و لابرئن صدره. قال: فانصرفت، فقال:«السلام عليك يا أبا عبد اللّه، ما فعل شراد جملك ؟» فقلت: و الذي بعثك بالحق، ما شرد ذاك الجمل منذ أسلمت. فقال: رحمك، مرتين أو ثلاثا. ثم أمسك عني فلم يعد.
باب ذكر ما عرف من حسن بشره و معرفة ما وصف به من طيب نشره

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل (1)،حدّثني أبي، نا يحيى بن آدم، نا ابن المبارك، عن معمر، و يونس عن الزهري، عن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن كعب بن مالك، عن كعب بن مالك قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا سر استنار وجهه حتى كأن وجهه شقة قمر، فكنا (2) نعرف ذلك فيه.

أخبرنا أبو سهل بن سعدوية، أنا أبو الفضل الرازي، أنا أبو القاسم جعفر بن عبد اللّه الرازي، نا محمّد بن هارون الروياني، نا سفيان بن وكيع، نا جميع بن عمر العجلي، عن رجل من بني تميم من ولد أبي هالة، سمّاه عن عمرو بن يزيد، عن عمر، عن أبيه، عن الحسن بن علي بن أبي طالب قال: قال الحسين - يعني: ابن علي - قلت لعلي: كيف كانت سيرته في مجلسه - يعني - النبي صلى اللّه عليه و سلم ؟ فقال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم دائم البشر، سهل الخلق، ليّن الجانب، ليس بفظّ و لا غليظ ، و لا سخّاب، و لا فحّاش، و لا عيّاب، و لا مزّاح.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، نا حسن، نا ابن لهيعة، عن عبيد اللّه بن المغيرة قال: سمعت عبد اللّه بن الحارث بن جزء يقول: ما رأيت أحدا كان أكثر تبسّما من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

ص: 45


1- مسند أحمد 390/6 و نقله البيهقي في الدلائل 197/1 و انظر تخريجه فيه.
2- عن مسند أحمد و بالأصل: قلنا.

قال: و نا أبي، نا حجّاج، عن ابن لهيعة، و أبو زكريا، أنا ابن لهيعة عن عبيد اللّه بن المغيرة قال: سمعت عبد اللّه بن الحارث بن جزء الزبيدي يقول: ما رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قطّ إلاّ متبسّما.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر محمّد بن إسماعيل، قالا: نا يحيى، نا الحسين، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا عبد اللّه بن لهيعة، عن عبيد اللّه بن المغيرة قال: سمعت عبد اللّه بن الحارث بن جزء الزبيدي يقول: ما رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قط إلاّ متبسّما (1).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن الحسين الصّيرفي المعروف بالحمامي (2)،و أبو سعد محمّد بن محمّد بن الفضل بن محمّد بن علي الشرائي المعروف بالمغازلي بأصبهان، قالا: أنا أمّ الفتح عائشة بنت الحسن بن إبراهيم الوركانية الواعظة، قالت: نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن حنيش المعدّل - إملاء - نا أبو جعفر محمّد بن هارون، نا محمّد بن إسماعيل، نا عفّان، نا أيوب بن واقد، نا حارثة بن أبي الرحال، عن عمرة قالت: سألت عائشة، قلت: كيف كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا خلا؟ قالت: كان رجلا من رجالهم، كان أحسن الناس خلقا، و كان ضحّاكا بسّاما.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، نا أبو مسعود سليمان بن إبراهيم بن محمّد الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن جعفر الجرجاني - إملاء - أنا حاجب بن أحمد، نا محمّد بن حمّاد، نا يعلى بن عبيد، عن حارثة بن أبي الرجال، عن عمرة قالت: سألت عائشة: كيف كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا خلا في البيت ؟ قالت: ألين الناس، بسّاما، ضحّاكا.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك الخلاّل، أنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن المقرئ، أنا أبو سعيد المفضّل بن محمّد، نا ابن أبي عمر، نا ابن عيينة، عن مسعر، عن عبد الجبّار بن وائل بن حجر، عن أبيه:

ص: 46


1- طبقات ابن سعد 372/1-373.
2- ترجمته في سير الأعلام 245/20.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم أتى بدلو من زمزم [فاستنثر خارجا] (1) من الدلو و مضمض و مجّ (2)فيه، فلم.... (3) مسكا أو أطيب من المسك (4).

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن الفضل القطّان.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو محمّد رزق اللّه بن عبد الوهّاب بن عبد العزيز التميمي، نا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان البزار، قالا: أنا عبد اللّه بن جعفر بن درستويه، نا يعقوب بن سفيان، نا عمرو القنّاد - و في حديث ابن شاذان: عمرو بن حمّاد بن طلحة بن طاوس، أنا عاصم بن محمّد العاصمي، أنا محمّد بن عبد اللّه بن مهدي، نا محمّد بن مخلد العطّار، نا أحمد بن منصور بن راشد، نا علي بن الحسين، أنا أبو حمزة، عن جابر، عن عبد الجبّار بن وائل، عن أبيه قال:

كنت أصافح النبي صلى اللّه عليه و سلم أو يمس جلدي جلده، فأعرف في يدي بعد ثالثة أطيب من ريح المسك.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر بن السّبط ، و أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن عبد الوهّاب، و أمّ البهاء فاطمة بنت علي بن الحسين، قالوا: أنا محمّد بن علي بن علي بن الزجاجي، أنا علي بن عمر بن محمّد، نا أبو الحسن شعيب بن محمّد الذارع - إملاء - نا محمّد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، أنا علي بن الحسن بن شقيق، أنا أبو حمزة، عن جابر، عن عبد الجبّار بن وائل، عن أبيه قال: كنت أصافح النبي صلى اللّه عليه و سلم ما نعرف - و قال أبو المرزفي (5):فما نعرف - في كفي بعد ثالثة أطيب من ريح المسك.

و لم يذكر ابن السبط : محمّد بن عبد العزيز بن أبي رزمة في إسناده، و لا بدّ منه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني، أنا أبو الحسين محمّد بن

ص: 47


1- بياض بالأصل و اللفظتان استدركتا عن مختصر ابن منظور 212/2.
2- في المختصر: و قحّ فيه.
3- بياض بالأصل، و وضعت علامة تحويل إلى الهامش، لكنه لم يكتب شيئا بالهامش.
4- بمعناه في مسند أحمد 315/4 و ابن ماجة ح 659 و قال في الزوائد: إسناده منقطع لأن عبد الجبار لم يسمع من أبيه شيئا، قاله ابن معين و غيره. دلائل البيهقي 257/1.
5- كذا بالأصل، و لم يأت على ذكره في السند المتقدم.

عبد الرّحمن بن عثمان التميمي، أنا يوسف بن القاسم الميانجي (1).

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور السّلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا بشر بن.... (2)،نا حلبس بن غالب، نا سفيان الثوري، عن أبي الزناد، عن الأعرج، و سماه (3) الميانجي (4):عبد الرّحمن، عن أبي هريرة قال:

جاء رجل إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا رسول اللّه، إني زوجت ابنتي و أنا أحبّ أن تعينني بشيء، قال:«ما عندي شيء، و لكن إذا كان غدا فائتني بقارورة واسعة الرأس و عود شجرة، و انه بيني و بينك أن.... (5)-و قال ابن المقرئ: تقف - ناحية الباب» قال: فأتاه - و في حديث الميانجي (6):فلما كان من الغد أتاه - بقارورة واسعة الرأس و عود شجرة، قال: فجعل - زاد الميانجي (7) النبي صلى اللّه عليه و سلم و قالا:- يسلت (8) العرق - قال الميانجي (9):عن، و قال ابن المقرئ: من - ذراعيه حتى امتلئت القارورة، قال:

«فخذها» و قال الميانجي (10):فقال:«خذها و مر ابنتك أن تغمس هذا العود في القارورة و تطيّب به» قال: فكانت إذا تطيّبت تشم - و قال الميانجي (11):قال: فكان إذا تطيبت شمّ أهل المدينة رائحة ذلك الطيب، فسمّوا بيوت - و قال الميانجي (12):بيت - المطيّبين[858].

ص: 48


1- بالأصل:«المنائحى» و الصواب و الضبط عن الأنساب، و هذه النسبة إلى ميانج موضع بدمشق.
2- رسمها و إعجامها مضطربان «سحان».
3- تقرأ بالأصل: و كناه، و الصواب ما أثبت، فاسم الأعرج عبد الرحمن بن هرمز، و كنيته أبو داود.
4- بالأصل:«المنائحى» و الصواب و الضبط عن الأنساب، و هذه النسبة إلى ميانج موضع بدمشق.
5- مهملة و رسمها:؟؟؟.
6- بالأصل:«المنائحى» و الصواب و الضبط عن الأنساب، و هذه النسبة إلى ميانج موضع بدمشق.
7- بالأصل:«المنائحى» و الصواب و الضبط عن الأنساب، و هذه النسبة إلى ميانج موضع بدمشق.
8- سلت العرق: أخذه و مسحه.
9- بالأصل:«المنائحى» و الصواب و الضبط عن الأنساب، و هذه النسبة إلى ميانج موضع بدمشق.
10- بالأصل:«المنائحى» و الصواب و الضبط عن الأنساب، و هذه النسبة إلى ميانج موضع بدمشق.
11- بالأصل:«المنائحى» و الصواب و الضبط عن الأنساب، و هذه النسبة إلى ميانج موضع بدمشق.
12- بالأصل:«المنائحى» و الصواب و الضبط عن الأنساب، و هذه النسبة إلى ميانج موضع بدمشق.
باب ما ذكر من حيائه و ظهر من حسن عهده و وفائه

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن بن قرب، أنبأ عبد اللّه بن أبي عتبة - مولى أنس بن مالك - يحدّث عن أبي سعيد الخدري قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أشد حياء من العذراء في خدرها، و كان إذا رأى شيئا يكرهه عرفنا ذلك في وجهه (1)[859].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف، أنا محمّد بن عبد اللّه الجوزقي، أنا أبو أحمد عبد الواحد بن محمّد بن سعيد الأرغياني، نا عبد الرّحمن بن بشر، نا يحيى بن سعيد القطّان، نا شعبة، عن قتادة.

ح قال: و أنا أبو العباس الدّغولي محمّد بن يعقوب بن يوسف، نا هارون بن سليمان بن داود الأصبهاني، نا عبد الرّحمن بن مهدي، عن شعبة، عن قتادة.

قال: و أنا أبو العباس الدّغولي، نا محمّد بن مشكان، نا أبو داود الطيالسي، قال:

أنبأنا شعبة عن قتادة قال: سمعت عبد اللّه بن أبي عتبة قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول.

و أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو الفضل المطهّر بن عبد الواحد بن

ص: 49


1- أخرجه البخاري في 61 المناقب (ح 3562)، و في الأدب (الفتح 513/10)، و في الحياء(521/10). و مسلم في الفضائل صفحة 1809، و ابن ماجة في الزهد (ح 4180)، و أحمد في المسند 79،77/3، 92،91،88 و البيهقي في الدلائل 316/1 و الترمذي في الشمائل رقم 351 و الذهبي في التاريخ (السيرة النبوية ص 455).

محمّد بن أحمد بن عبد الوهّاب (1)،أنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن يزيد الزهري.

قال: نا عمي عبد الرّحمن بن عمر بن رستة (2)،نا عبد الرّحمن بن مهدي، نا شعبة، عن قتادة قال: سمعت عبد اللّه بن أبي عتبة يحدّث عن أبي سعيد الخدري قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أشد حياء من العذراء في خدرها، و كان إذا كره شيئا عرفناه في وجهه.

و هذا لفظ عبد الرّحمن بن مهدي.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل الحافظ ، و أبو الفتح منصور بن أحمد بن محمّد بن حبش الجبلي - بأصبهان - قالا: أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو عمر عبد اللّه بن محمّد بن عمر الزهري، نا عمّي عبد الرّحمن بن عمرو، نا ابن أبي عدي، نا سعيد، عن قتادة، عن مولى لأنس، عن أبي سعيد الخدري قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أشد حياء من جارية عذراء في خدرها، و كان إذا كره شيئا عرفناه في وجهه.

أخبرنا عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصّمد بن علي بن البدل الغزال، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة (3)،نا عبد اللّه بن محمّد، نا علي - هو ابن الجعد - نا شعبة، عن قتادة، عن عبد اللّه أو عبيد اللّه مولى لأنس، عن أبي سعيد الخدري قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أشد حياء من عذراء في خدرها، و كان إذا كره شيئا رأيناه في وجهه صلى اللّه عليه و سلم.

أخرجه البخاري (4) عن علي بن الجعد، و روي عن قتادة عن أنس.

أخبرنا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي (5)،أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، و أمّ البهاء فاطمة بنت محمّد قالتا:

أنبأ إبراهيم بن منصور السّلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ - هو أبو عمران - نا عمر بن

ص: 50


1- ترجمته في سير الأعلام 549/18.
2- ترجمته في سير الأعلام 242/12.
3- بالأصل: حنانة و الصواب ما أثبت.
4- انظر ما لاحظناه بشأن تخريجه قريبا.
5- إعجامها مضطرب، و الصواب ما أثبت، و قد مضى.

سعيد الأبح، عن سعيد، عن قتادة، عن أنس قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أشد حياء من عذراء في خدرها، و كان إذا كره شيئا عرف في وجهه.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك الأديب، أنا إبراهيم بن منصور الجبار، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة، نا سليمان بن عمر - يعني ابن خالد بن الأقطع - نا أبي، عن الخليل بن مرة، عن قتادة، عن أبي السوار، عن عمران بن حصين قال: كان النبي صلى اللّه عليه و سلم أشد حياء من فتاة في خدرها، و كان إذا كره شيئا عرف ذلك في وجهه[860].

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد بن عبد القوي الفقيه، و أبو محمّد هبة اللّه بن طاوس المقرئ، و أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، قالوا: أنا أبو منصور محمّد بن علي بن محمّد بن شكرويه - زاد ابن البغدادي: و أبو المظفّر محمود بن جعفر الكوسج - قالا: أنا أبو علي الحسن بن علي بن أحمد بن سليمان البغدادي، ثنا أبي، ثنا أبو حاتم الرازي، ثنا أبو عون الزيادي - يعني محمّد بن عون - عن حارث بن شريح قال: حدثتني زينب بنت يزيد قالت: كنت عند عائشة، فقالت:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أشد حياء من العواتق في خدورهن[861].

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر العلوية قالت: أنا إبراهيم بن منصور السّلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا الحارث بن مسكين أبو عمرو المصري، نا ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن بكير بن الأشجّ أن الحسن بن علي بن أبي رافع أخبره أن أبا رافع (1) أخبره:

أنه أقبل ركبان من قريش إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فلما رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم ألقي في قلبي الإسلام، فقلت: يا رسول اللّه، و اللّه لا أرجع إليهم أبدا، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إني لا أخيس بالعهد، و لا أحبس (2) الرد (3)،و لكن ارجع إليهم، فإن كان في قلبك الذي في قلبك الآن فارجع»، فرجعت إليهم، ثم إني أقبلت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأسلمت[862].

ص: 51


1- أبو رافع القبطي، اختلفوا في اسمه، ترجمته في أسد الغابة 68/4 الإصابة 67/4.
2- بالأصل: أخيس، و المثبت عن مختصر ابن منظور 215/2.
3- في المختصر: البرد.

قال بكير: و أخبرني أن أبا رافع كان قبطيا.

أخبرنا أبو طالب بن أبي عقيل، أنا أبو الخير الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحّاس، أنا أبو سعد بن الأعرابي، نا محمّد بن يونس، نا الضحّاك بن مخلدة.

ح و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا علي بن عبدان، أنا أحمد بن عمرة، نا محمّد، نا أبو عاصم بن أحمد الحواري الفقيهان، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا محمّد بن إسحاق الصغاني، نا أبو عاصم، نا صالح بن رستم، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة قالت: جاءت عجوز إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم و هو عندي فقال لها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من أنت ؟» قالت: أنا حنانة (1) المزنية (2)،قال:«بل أنت حسانة المزنية، كيف أنتم ؟ كيف حالكم ؟ كيف كنتم بعدنا؟» قلت: بخير بأبي أنت و أمّي يا رسول اللّه، فلما خرجت قلت: يا رسول اللّه تقبل على هذه العجوز هذا الإقبال، فقال:«إنها كانت تأتينا زمن خديجة و إن حسن العهد من الإيمان» (3)[863].

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا إبراهيم بن محمّد بن عرعرة، نا معاذ بن هانئ أبو هانئ، ثنا إبراهيم بن طهمان، نا بديل بن ميسرة، عن عبد الكريم، عن عبد اللّه بن شقيق، عن أبيه، عن عبد اللّه بن أبي الحمساء قال (4):

بايعت النبي صلى اللّه عليه و سلم قبل أن يبعث ببيع، فبقي له على شيء، فوعدته أن آتيه مكانه، فنسيت أن آتيه يومه ذلك و من الغد، فأتيته اليوم الثالث فوجدته في مكانه ذلك، فقال لي:«لقد شققت علي، أنا هاهنا منذ ثلاثة أيام»[864].

ص: 52


1- كذا بالأصل و مختصر ابن منظور 215/2 و في الاستيعاب 279/4 و الإصابة 272/4 «جثامة».
2- الإصابة: المدنية.
3- الحديث في الاستيعاب، و اختصره في الإصابة (ترجمة حسانة). و المختصر، و ذكر ابن منظور حديثا آخر عن عائشة قالت: كانت عجوز تأتي النبي صلى اللّه عليه و سلم فيبش بها و يكرمها. فقلت: بأبي أنت و أمي، إنك لتصنع بهذه العجوز شيئا لا تصنعه بأحد، قال: إنها كانت تأتينا عند خديجة، أ ما علمت أن كرم الود من الإيمان.
4- انظر ترجمته في أسد الغابة 113/2 و الإصابة 250/3.

تابعه أبو الحسين يزيد بن صالح الفراء النيسابوري، و محمّد (1) بن سنان الحوفي (2).

فأمّا حديث يزيد:

فأخبرناه أبو الفتح يوسف بن محمّد الماهاني، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أبو عثمان عمرو بن عبد اللّه البصري - بنيسابور - نا محمّد بن عبد الوهّاب بن حبيب، نا يزيد بن صالح، عن إبراهيم بن طهمان، عن بديل بن (3)ميسرة، عن عبد الكريم، عن عبد اللّه بن شقيق، عن أبيه، عن عبد اللّه بن أبي الحمساء قال: بايعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قبل أن يبعث، فبقيت له بقية، فوعدته أن آتيه، فقال لما أتيته:«لقد شققت عليّ ، أنا هاهنا منذ ثلاث»[865].

و أمّا حديث محمّد (4) بن سنان:

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي بن عيسى، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، حدّثني إبراهيم بن هانئ و غيره قالوا: ثنا محمّد (5) بن سنان العوفي (6)،نا إبراهيم بن طهمان، عن بديل، عن عبد الكريم، عن عبد اللّه بن شقيق، عن أبيه، عن عبد اللّه بن أبي الحسماء أو الحمساء.

ح و حدّثني عبّاس بن محمّد، نا معاذ بن هانئ، نا إبراهيم بن طهمان بإسناده نحوه، و لم يشك من عبد اللّه بن الحمساء قال: بايعت النبي صلى اللّه عليه و سلم قبل أن يبعث، قال:

فبقيت له بقية، قال: فوعدته أن آتيه في مكانه ذلك، قال فذهبت فنسيت يومي و الغد، فأتيته اليوم الثالث، فوجدته في مكانه ذلك، قال: فقال لي:«يا فتى، لقد شققت عليّ ، و أنا هاهنا»[866].

زاد في هذا الحديث معاذ بن هانئ: أنا هاهنا منذ ثلاث انتظرك (7).

ص: 53


1- في أسد الغابة 113/3 و الجرح و التعديل 53/1/1 أحمد.
2- في أسد الغابة:«القوفي» و في الجرح: الواسطي.
3- بالأصل: عن، خطأ.
4- في أسد الغابة 113/3 و الجرح و التعديل 53/1/1 أحمد.
5- في أسد الغابة 113/3 و الجرح و التعديل 53/1/1 أحمد.
6- كذا «العوفي» انظر ما تقدم فيه.
7- من طريق أحمد بن سنان القوفي (كذا) ورد في أسد الغابة 113/3.

و خالفهم عبد الرّحمن بن مهدي، فرواه عن إبراهيم فلم يذكر عبد الكريم، و قال: عن عبد اللّه بن أبي الحمساء عن أبيه.

أخبرتنا به فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا إبراهيم بن عرعرة، نا عبد الرّحمن بن مهدي، حدّثني إبراهيم بن طهمان، عن بديل، عن عبد اللّه بن شقيق، عن عبد اللّه بن أبي الحمساء، عن أبيه قال: بايعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قبل أن يعبث فوعدته موعدا فمكثت يومين و ليلتين ثم أتيته فقال:«يا أخي، لقد شققت عليّ ، أنا هاهنا منذ ثلاثة أيام أنتظرك»[867].

و خالفهم حفص بن عبد اللّه النيسابوري، فرواه عن إبراهيم، و ذكر عبد الكريم و لم يقل عن أبيه.

و هو فيما قرأت على أبي القاسم الشّحّامي، عن أبي عثمان الصابوني، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد السليطي، أنا أبو حامد بن الشرقي، أنا أحمد - هو ابن حفص - و الفراء يعني عبد اللّه بن محمّد، و قطن - يعني - ابن إبراهيم، قالوا: ثنا حفص، نا إبراهيم بن طهمان، عن بديل بن ميسرة، عن عبد الكريم، عن عبد اللّه بن شقيق، عن عبد اللّه بن أبي الحمساء قال:

بايعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قبل أن يبعث ببيع فبقي عليّ شيء، فواعدته أن آتيه في مكانه ذلك، قال: ثم نسيت يومي ذلك و من الغد، ثم أتيته يوم الثالث، فوجدته في مكانه، فقال:«يا فتى لقد شققت عليّ ، أنا هاهنا منذ ثلاثة أيام أنتظرك»[868].

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، نا محمّد بن يوسف، أنا أبو الحسين علي بن عبد الرّحمن السّبيعي - بالكوفة - نا علي بن العبّاس بن الوليد البجلي، نا محمّد بن عمارة بن صبيح، نا إسماعيل بن أبان، نا عمرو بن ثابت، عن جابر، عن عتّاب بن عبد الرّحمن، عن علي بن أبي طالب قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ثلاث ليس لأحد من الناس فيهن رخصة: برّ الوالدين مسلما كان أو كافرا، و الوفاء بالعهد لمسلم كان أو كافر، و أداء الأمانة إلى مسلم كان أو كافر»[869].

ص: 54

باب جامع في صفة أحواله و معرفة أفعاله و أقواله

أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز المكي، أنا الحسن بن عبد الرّحمن بن الحسن الشافعي، أنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس، أنا محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه الديبلي (1)،نا محمّد بن خلف، نا آدم، نا أبو شيبة، عن عطاء الخراساني، عن أبي عمران الجوني، عن عائشة قالت:

كان أحبّ الأعمال إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أربعة: فعملان يجهدان ماله، و عملان يجهدان جسده، فأمّا اللذان يجهدان ماله: فالجهاد و الصدقة، و أما اللذان يجهدان جسده: فالصوم و الصلاة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو البركات عبد الباقي بن أحمد بن إبراهيم، قالا: أنا عبد اللّه بن الحسن بن محمّد بن الحسن بن الخلاّل، أنا أبو محمّد الحسن بن الحسين بن علي النوبختي، نا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن بشر، نا أبو الحسين كردوس، نا معلّى بن عبد الرّحمن، نا عبد الحميد بن جعفر، عن يحيى بن سعيد، عن أنس بن مالك قال:

ما أخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ركبته بين يدي جليس له و لا ناول يده أحدا قط فتركها حتى يكون هو يدعها، و ما جلس إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم أحد قط فقام حتى يقوم، و ما وجدت ريحا قط (2) أطيب ريحا من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

ص: 55


1- ترجمته في سير الأعلام 9/15. و الديبلي ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى ديبل، انظر (معجم البلدان).
2- مضطربة بالأصل و تقرأ:«الحافظ » كذا، و المثبت عن مختصر ابن منظور 220/2.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر محمّد بن إسماعيل، قالا: ثنا يحيى بن محمّد، نا الحسين بن الحسين، أنبأ ابن المبارك، أنا عمران بن زيد الثعلبي، عن زيد العمّي، عن أنس بن مالك قال:

كان النبي صلى اللّه عليه و سلم إذا استقبله الرجل فصافحه لا ينزع يده من يده حتى يكون الرجل هو الذي ينزع، و لا يصرف وجهه حتى يكون الرجل هو الذي يصرفه، و لم ير مقدما ركبتيه بين يدي جليس له (1).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو الحسين بن المهتدي، ثنا أبو حفص بن شاهين - إملاء - حدّثنا عبد اللّه بن محمّد، نا علي بن الجعد، أنا عمران بن زيد الثعلبي، عن زيد العمّي، عن أنس بن مالك:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان إذا صافح الرجل لم ينزع يده من يده حتى يكون هو الذي ينزع يده، و لا يصرف وجهه حتى يكون هو الذي يصرف وجهه، و لم ير مقدما ركبتيه بين يدي جليس له.

أخبرنا أبو سعد محمّد بن إبراهيم بن أحمد الغزي، أنا أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن السّري التّفليسي، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، أنا أبو محمّد الدهان - يعني عبد الرّحمن بن محمّد بن مجبور - نا زكريا بن يحيى البزاز، نا حمد بن حميد الرازي، نا الفضل بن موسى الشيباني، عن الحسين بن واقد، عن يحيى بن عقيل، عن ابن أبي أوفى قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لا يأنف و لا يستكبر أن يمشي مع الأرملة و المسكين فيقضي له حاجته.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا محمّد بن علي بن محمّد الخشاب، أنا أبو بكر الجوزقي، أنا محمّد بن عبد الرّحمن الدّغولي، نا الحسين بن سعد ابن ابنة علي بن الحسين بن واقد، نا جدي علي بن الحسين، حدّثني أبي سمعت يحيى بن عقيل يقول: سمعت عبد اللّه بن أبي أوفى يقول:

ص: 56


1- الخبر في تاريخ الفسوي 289/3، و أخرجه الترمذي في الزهد و قال: غريب. و أخرجه ابن ماجة في الأدب. و البيهقي في الدلائل 320/1 و الذهبي في التاريخ (السيرة ص 457) باختلاف ألفاظ فيه.

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يكثر الذكر و يقل اللغو، و يطيل الصّلاة، و يقصر الخطبة، و لا يستنكف أن يمشي مع الأرملة و المسكين، فيفرغ له من حاجته.

و أخبرناه أعلى من هذا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك بن أحمد الأنماطي، قالا: أنا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو حامد محمّد بن هارون الحضرمي، نا الحسين بن حريث، نا الفضل بن موسى، عن الحسين بن واقد، عن يحيى بن عقيل قال: سمعت عبد اللّه بن أبي أوفى قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يكثر الذكر، و يقلّ اللغو، و يطيل الصّلاة، و يقصر الخطبة، و كان لا يأنف و لا يستكبر أن يمشي مع الأرملة و المسكين حتى يقضي له حاجته (1).

و رواه زيد بن الحباب عن حسين فقال عن أبي غالب عن أبي أمامة.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو سعد الجنزرودي (2)،أنا الحاكم أبو القاسم بشر بن محمّد بن محمّد بن بشر، أنا أبو بكر محمّد بن إسحاق بن حرملة، نا عبد اللّه بن الحكم، ثنا زيد بن الحباب، نا حسين بن واقد، حدّثني أبو غالب قال:

قلت لأبي أمامة: حدّثنا ما سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال:

كان حديث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم القرآن، و يكثر الذكر، و يقلّ اللغو، و يطيل الصّلاة و يقصر الخطبة، و لا يأنف و لا يستكبر أن يمشي مع الضعيف و المسكين حتى يقضي حاجته.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي الفرضي، أنا أبو محمّد الجوهري - إملاء - أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الأبهري (3)،نا أبو عروبة عن أبيه قال: سألت عائشة: ما كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يصنع في بيته ؟ قالت: كما يصنع أحدكم - زاد الحاكم: في بيته-.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسن بن عبد الملك، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو

ص: 57


1- أخرجه النسائي في الصلاة (تحفة الأشراف 290/4) و الحاكم في المستدرك 614/2 و قال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه. و البيهقي في الدلائل 329/1 و فيه: مع العبد و الأرملة حتى يفرغ لهم من حاجاتهم.
2- إعجامها مضطرب بالأصل و الصواب ما أثبت.
3- ترجمته في سير الأعلام 232/16.

بكر محمّد بن إبراهيم بن المقرئ، أنا أبو العبّاس محمّد بن الحموي - فقيه العسقلاني - نا حرملة بن يحيى أبو يحيى، نا عبد اللّه بن وهب، نا عبد الجبّار بن عمر - هو الأيلي - عن محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللّه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم......... (1).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد البقّال - ببغداد - أنا أبو الحسين بن بشران، نا محمّد بن عمرو بن البختري (2)،نا محمّد بن إسماعيل السّلمي، نا أبو صالح، حدّثني معاوية بن صالح، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة قالت: قيل لعائشة: ما كان يعمل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في بيته ؟ قالت: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بشرا من البشر، و ذكرت كلمة درست من الكتاب (3)،يحلب شاته، و يخدم نفسه (4).

خالفهما الليث بن سعد، فرواه عن معاوية عن يحيى عن القاسم.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا جعفر بن محمّد بن كزال، نا ابن الأحوص - يعني البغوي - نا حمّاد بن خالد، نا ليث بن سعد، عن معاوية بن صالح، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم، عن عائشة قال:

سئلت: فما كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يعمل في بيته ؟ قالت: كان بشرا من البشر، يفلي ثوبه، و يحلب شاته، و يخدم (5).

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري (6)،أنبأنا أبو سعد (7) محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى الموصلي، نا عبد اللّه بن محمّد بن أسماء، نا مهدي بن ميمون، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أنها سئلت: ما كان النبي صلى اللّه عليه و سلم

ص: 58


1- فراغ بالأصل، و قد وضعت علامة تحويل إلى الهامش لكنه لم يكتب شيء عليه.
2- مهملة بالأصل، و الصواب ما أثبت.
3- كذا بالأصل، سترد: يغلي ثوبه.
4- بالأصل: يحكم شاته، و الصواب ما أثبت. عن البيهقي.
5- دلائل البيهقي 328/1 و مسند أحمد 256/6 و الذهبي في السيرة النبوية ص 459.
6- تقرأ بالأصل: البستري، و الصواب ما أثبت.
7- بالأصل: سعيد خطأ.

يعمل في بيته ؟ قالت: كان يخيط ثوبه، و يخصف نعله، و يعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم (1).

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد التركي، أنا [أبو] (2) محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ، نا أبو يحيى زكريا بن يحيى عن عبد الرّحمن الساجي، نا عبد الواحد بن غياث، نا مهدي بن ميمون، عن هشام بن عروة عن أبيه، عن عائشة قال: قلت لها: ما كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يصنع في بيته ؟ قالت:

يخصف نعله، و يخيط ثوبه، و يصنع ما يصنع الرجل في بيته.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن النقور، و عبد الباقي بن محمّد بن غالب، و أبو القاسم بن البسري (3)،و أبو نصر محمّد بن محمّد الزينبي.

ح و أخبرنا أبو الفضل محمّد، و أبو القاسم محمود ابنا أحمد بن الحسن بن علي بقنّسرين - قالا: أنا أبو نصر محمّد بن محمّد الزينبي، قالوا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا أحمد بن منيع، نا النضر بن إسماعيل أبو المغيرة، نا يزيد، عن أبي بردة قال: قلت لعائشة: ما كان النبي صلى اللّه عليه و سلم يصنع في بيته ؟ قالت: كان في مهنة أهله - يعني: خدمتهم-.

أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن أحمد (4) بن (5) عبد الواحد، و أم المجتبى فاطمة بنت ناصر بن الحسن، قالا: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا ابن قتيبة، نا حرملة، أنا ابن وهب، حدّثني معاوية، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة أنها سئلت: ما كان عمل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قالت: ما كان إلاّ بشرا من البشر، كان يفلّي ثوبه، و يحلب شاته، و يخدم نفسه.

ص: 59


1- مسند أحمد 260،167،121/6 و البيهقي في الدلائل 328/1-329 و الذهبي في السيرة النبوية ص 459.
2- زيادة لازمة.
3- بالأصل: البشري.
4- في المطبوعة (عبد اللّه بن جابر - بن زيد ص 116 و 130) بن حمد.
5- بالأصل «عن» خطأ، انظر ما مرّ.

خالفه عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، فرواه عن يحيى بن سعيد، فقال:

عن مجاهد بدل عمرة.

أخبرنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن بن البنّا - لفظا - و أبو القاسم بن السّمرقندي - بقراءتي عليه - قالا: أنا أحمد بن محمّد بن النقور، أنا محمّد بن عبد اللّه بن الحسين الدقاق، أنا أبو محمّد يحيى بن محمّد بن صاعد، نا أبو عثمان سعيد بن يحيى بن سعيد فقال عن مجاهد بدل عمرة (1).

أخبرنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن بن البنّا - لفظا - و أبو القاسم بن السّمرقندي - بقراءتي عليه - قالا: أنا أحمد بن محمّد بن النقور، أنا محمّد بن عبد اللّه بن الحسين الدقّاق، أنا أبو محمّد يحيى بن محمّد بن صاعد، نا أبو عثمان سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي، نا أبي، نا ابن جريج، عن يحيى بن سعيد، عن مجاهد عن عائشة قالت: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في بيته مثل أحدكم في بيته، يخيط ثوبه، و يعمل كما يعمل أحدكم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة (2)،نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا قيس بن الربيع، نا سماك، عن جابر بن سمرة قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم طويل الصّمت (3).

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن عمر سهل بن عمر الفقيه، أنا أبو عثمان سعيد بن محمّد البحيري (4)،أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى الموصلي، نا عمرو بن الحصين، ثنا يحيى بن العلاء الرازي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا سعيد بن محمّد بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد الشيباني، أنا محمّد بن إسحاق الثقفي، نا الحسن بن عيسى، أنا ابن المبارك، أنا شعبة، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن أبيه مسروق، عن عائشة قالت:

ص: 60


1- كذا، و يبدو أن العبارة كلها مكررة.
2- بالأصل: حنانة.
3- انظر دلائل النبوة للبيهقي 323/1-324.
4- بالأصل: البختري خطأ، و الصواب ما أثبت.

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يحب التيامن ما استطاع، في طهوره، و نعله و ترجّله و في شأنه كلّه (1).

ح [أخبرنا] أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن طلحة، و فاطمة بنت محمّد بن أحمد قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا عمرو بن حصين، حدّثني يحيى بن العلاء، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عبّاس قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا نظر في المرآة قال:«الحمد للّه الذي حسّن خلقي و خلقي و زان بيني ما شان من غيري»، و إذا اكتحل جعل في [كل] (2) عين اثنين و واحدا بينهما - زاد ابن حمدان: و كان إذا لبس نعليه بدأ باليمين، و إذا خلع باليسرى، و قال السّدّي: و إذا خلع خلع اليسرى، و كان إذا دخل المسجد أدخل رجله اليمنى ثم اتفقا و قالا:- و كان يحبّ التيمن (3) في كل شيء أخذ و أعطى[870].

أخبرنا أبو العزّ بن كادش، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، نا علي بن عبد اللّه المديني، ثنا يحيى عن (4) شعبة، عن ابن عجلان، حدّثني سمي عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا عطس خمّر (5) وجهه و غض - أي خفض بها صوته-.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسن بن النقور، أنا محمّد بن عبد الرّحمن المخلّص، نا الحسين بن إسماعيل المحاملي، نا عبيد اللّه بن جرير بن جبلة، نا ابن أبي، نا يحيى بن راشد، نا داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يمشي مشيا يعرف فيه أنه ليس بعاجز و لا كسلان صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو الحسن

ص: 61


1- ابن سعد 386/1.
2- زيادة عن مختصر ابن منظور 222/2 و هي مستدركة فيه بين معكوفتين.
3- التيمن: من اليمين، يعني أنه صلى اللّه عليه و سلم كان يبتدئ في أي من أفعاله بيمينه، الرجل اليمين، و اليد اليمنى و الجانب الأيمن (انظر اللسان: يمن).
4- بالأصل «بن».
5- خمّر وجهه أي ستره.

أحمد بن إبراهيم بن عبدويه المسعودي العبدوي، أنا أبو يزيد حاتم بن محبوب الشامي، أنا الحسين بن الحسن المروزي، أنا ابن المبارك، أنا راشد بن سعد، عن عمرو بن الحارث، عن أبي النضر، عن سليمان بن يسار أن عائشة قالت: ما رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مستجمعا ضاحكا حتى أرى لهواته، إنما كان بمتبسّم (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة (2)،نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا علي بن الجعد، أنا قيس بن الرّبيع، نا سماك بن حرب قال: قلت لجابر بن سمرة:

أ كنت تجالس النبي صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: نعم، و كان أصحابه يجلسون، فيتناشدون الشعر و يذكرون شيئا من أمر الجاهلية فيضحكون، و يتبسم معهم إذا ضحكوا - يعني النبي (3) صلى اللّه عليه و سلم-.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو عبد اللّه محمّد بن طلحة بن علي الرّازي، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة (4)،نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا زهير، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة قال:

كانوا يجلسون و يتحدثون و يأخذون في أمر الجاهلية، فيضحكون و يتبسّم معهم إذا ضحكوا - يعني النبي صلى اللّه عليه و سلم-.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو عبد اللّه محمّد بن طلحة بن علي الرّازي، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة (5)،نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا قيس بن الربيع، نا سماك بن حرب قال: قلت لجابر بن سمرة:

أ كنت تجالس النبي صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: نعم، و كان أصحابه يختلفون، فيتناشدون الشعر،

ص: 62


1- أخرجه أبو داود في الأدب (ح 4794)، و الترمذي في صفة القيامة(2492)، و المعرفة و التاريخ 289/3 و ابن سعد 378/1 و ابن ماجة (ح 3716) في الأدب 94/7 و في التفسير 42/6 و مسلم في صلاة الاستسقاء. و الذهبي في السيرة ص 457 و البيهقي في الدلائل 322/1.
2- بالأصل: حنانة.
3- أخرجه مسلم في الفضائل (ح 2322) و في كتاب المساجد (ح 670) و أحمد في المسند 86/5 و 88 و ابن سعد 372/1 و الذهبي في السيرة ص 457-458 و البيهقي في الدلائل 323/1.
4- بالأصل: حنانة.
5- بالأصل: حنانة.

و يذكرون شيئا من أمر الجاهلية فيضحكون و يتبسّم معهم إذا ضحكوا - يعني النبي صلى اللّه عليه و سلم-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو عبد اللّه محمّد بن طلحة بن علي الرّازي، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة (1)،أنا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا زهير، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة قال:

كان يجلسون و يتحدثون و يأخذون في أمر الجاهلية و يضحكون، فيتبسّم معهم إذا ضحكوا - يعني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم-.

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا أبي علي بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا علي بن أحمد بن عمر الدارقطني، نا أبو ذرّ أحمد بن محمّد بن أبي بكر، نا إبراهيم بن راشد، نا إبراهيم بن زكريا، نا عبد اللّه بن عثمان بن عطاء، عن أبي مالك الأشجعي، عن أبيه قال: كنا نجلس إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فما رأيت أطول صمتا منه، فكانوا إذا أكثروا تبسّم.

قال الدار قطني: تفرّد به عبد اللّه بن عثمان بن عطاء، عن أبي مالك.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا عبيد اللّه بن سعد، نا عمّي، نا أبي، عن ابن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمّد بن كعب القرظي، عن البراء بن عازب قال: كان النبي صلى اللّه عليه و سلم إذا غضب رأينا لوجهه ظلالا.

قال الدارقطني: تفرّد به ابن إسحاق عن عاصم.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا محمّد بن أحمد بن النصر الأزدي، نا معاوية بن عمرو، نا زائدة، عن الأعمش، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: ما عاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم طعاما قطّ ، كان إذا أتى به إن اشتهى أكله، و إن كرهه تركه.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا أحمد بن بشر المزيدي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو جعفر محمّد بن علي بن محمّد بن

ص: 63


1- بالأصل: حنانة.

أحمد بن السمناني الوكيل، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، ثنا البغوي، قالا: ثنا علي بن الجعد، أنا شعبة، عن الأعمش، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: ما عاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم طعاما قط إن اشتهاه أكله، و إلاّ تركه (1).

أخرجه البخاري عن علي بن الجعد.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة، نا عبد الرّحمن بن عمرو، نا زهير بن معاوية، عن الأعمش، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: ما عاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم طعاما قط ، إذا اشتهاه أكله، و إذا كرهه تركه.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا معاذ بن المثنّى، نا عبد الرّحمن بن المبارك، نا وهيب، عن هشام بن عروة، حدّثني عبد الرّحمن بن سعد بن مالك أو عبد اللّه بن كعب بن مالك، عن أبيه:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان إذا أكل طعاما يلعق أصابعه الثلاث التي ينال بهم الطعام.

ح و أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، أنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا عباس النرسي، نا وهب، حدّثني هشام بن عروة، أخبرني رجل عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن كعب بن مالك، عن كعب بن مالك قال:

رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أكل فلعق أصابعه الثلاث التي نال بهن الطعام.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا وكيع، نا هشام بن عروة، عن عبد اللّه بن سعد، عن أبي ذؤيب مالك، و ابن نمير عن هشام عن عبد الرّحمن بن سعد، عن ابن كعب بن مالك، عن أبيه أن النبي صلى اللّه عليه و سلم أكل طعاما فلعق أصابعه.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبي أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن، أنا أبو نعيم الأسفرايني، نا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الحافظ ، نا علي بن حرب الطائي العطاردي، قالوا: ثنا أبو معاوية، حدّثنا، هشام بن عروة، عن عبد الرّحمن بن سعد، عن

ص: 64


1- البخاري في كتاب المناقب فتح الباري 566/6، و في الأطعمة فتح الباري 547/9 و مسلم في الأشربة (ص 1632) و (ص 1633) و دلائل البيهقي 321/1.

ابن كعب بن مالك، عن أبيه قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يأكل بثلاث أصابع، و لا يمسح يده حتى يلعقها (1).

قال أبو عوانة: عبد الرّحمن بن سعد مولى الأسود بن سفيان.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو محمّد السندي، قالا: أنا أبو سعيد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو سعيد عبد اللّه بن محمّد بن عبد الوهّاب الرازي، أنا محمّد بن أيّوب بن يحيى بن ضريس البجلي، أنا مسلم بن إبراهيم، أنا هشام، نا أبو عصام، عن أنس:

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان إذا شرب تنفّس في الإناء ثلاثا و قال:«هو أهنأ، و أمرأ، و أبرأ»[871].

ص: 65


1- انظر ابن سعد 381/1.
باب ذكر تواضعه لربّه و رحمته لأمّته و رأفته بصحبه

أخبرتنا فاطمة المدعوة المباركة بنت أبي محمّد عبد القادر بن أحمد بن الحسين بن السمّاك الواعظة - ببغداد - قالت: أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن أحمد بن يعقوب المعروف بابن نفرجل، أنا جدي أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن الفضل بن نفرجل، نا عمر بن محمّد بن شعيب الصابوني، نا أحمد بن منصور، نا عبد الرزّاق، أنا معمر، عن الزهري، عن عبيد اللّه، عن ابن عبّاس أنه سمع عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإني أنا عبد، فقولوا: عبده و رسوله» (1)[872].

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل الفضيلي (2)،و أبو المحاسن أسعد بن علي بن زياد، و أبو بكر أحمد بن يحيى بن الحسن الأرنجاني (3)،و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى الشجري (4)،قالوا: أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد الداودي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد الحموي، أنا عيسى بن عمر السّمرقندي، أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن الدارمي، نا عثمان بن عمر، نا مالك، عن الزهري، عن عبيد اللّه، عن ابن عبّاس، عن عمر:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«لا تطروني كما تطري النصارى عيسى بن مريم، و لكن

ص: 66


1- أخرجه البخاري، فتح الباري 478/6 و أحمد في مسنده 55،24،23/1، و رواه البيهقي في دلائل النبوة 498/5.
2- بالأصل: الفضلي.
3- كذا بالأصل و في فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة: عبد اللّه بن جابر - بن زيد ص 670) الروذراوري. و انظر المطبوعة: عاصم - عائذ ص 617.
4- كذا، و في فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة: عاصم - عائذ ص 635 السجزي).

قولوا: عبد اللّه و رسوله»[873].

أخبرنا أبو الفضل المزكي الهروي، أنا أبو القاسم أحمد بن محمّد الخليلي - ببلخ - أنا أبو القاسم علي بن أحمد الخزاعي، أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشّاشي، نا أبو إسحاق إسماعيل بن إسحاق القاضي، نا عبد اللّه بن مسلمة، عن مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن عبيد اللّه (1) بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود، عن ابن عبّاس أن عمر بن الخطّاب قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا تطروني كما أطري عيسى بن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا: عبد اللّه و رسوله»[874].

و هذا مختصر من الحديث الطويل، و قد وقع إليّ بعلو هكذا مختصرا من حديث ابن عيينة، و هشيم عن الزهري.

و أمّا حديث ابن عيينة:

فأخبرناه أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو (2) محمّد بن أحمد بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن سعدوية، أنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور السّلمي، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى أحمد بن علي الموصلي، نا أبو خيثمة و القواريري، قالا: نا سفيان، عن الزهري، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه عن ابن عباس، عن عمر عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم عليه السّلام، و لكن قولوا: عبد اللّه و رسوله»[875].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو عثمان سعيد بن محمّد البحيري، أنا أبو صالح شعيب بن محمّد البيهقي، أنا مكي بن عبدان، نا عبد الرّحمن بن بشير، نا سفيان بن عيينة، عن الزهري عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، عن ابن عبّاس، عن عمر بن الخطّاب عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم، فإنما أنا عبده، فقولوا: عبد اللّه و رسوله»[876].

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل بن محمّد الفارسي، أنا أبو بكر أحمد بن

ص: 67


1- بالأصل: عبد اللّه، و الصواب ما أثبت و قد مرّ صوابا في الرواية السابقة، و سيأتي فيما يلي صوابا.
2- بالأصل «أبو عمر» خطأ.

الحسين البيهقي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف الأصبهاني، أنا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن زياد البصري - بمكة - نا الحسن بن محمّد بن الصباح، نا سفيان، عن الزهري، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه، عن ابن عبّاس، عن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبد اللّه، فقولوا: عبد اللّه و رسوله» (1)[877].

أخبرنا أبو الحسن علي بن عبيد اللّه بن نصر الزّاغوني (2) الواعظ - ببغداد - أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن صاعد، نا إبراهيم بن سعيد الجوهري، نا سفيان بن عيينة.

ح و أخبرنا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم القشيري، أنبأ أبو عثمان سعيد بن محمّد بن أحمد البحيري (3)،أنا أبو الحسن محمّد بن عمر بن محمّد بن بهتة الرّصافي، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن الحسين بن العلاّف.

ح و أخبرنا أبو محمّد محمود بن أحمد بن عبد اللّه بن حبش الخللي الخانيان بأصبهان، نا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن إبراهيم بن يحيى الكزولي - إمام جامع أصبهان - إملاء، أنا عمر بن محمّد بن عمرو العكبري.

ح و أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس - بدمشق - و أبو القاسم عبد الرّحمن بن عبد السّيّد بن مدلك الغزال - ببغداد - قالا: أنا أبو الفوارس طراد بن محمّد الزينبي، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن محمّد بن رزقويه، قالا: أنا أبو جعفر محمّد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب، قالا: أنا علي بن حرب، نا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه، عن ابن عبّاس - زاد ابن رزقويه: عن عمر - قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم، فإنما أنا عبد - قال ابن العلاف و ابن رزقويه: عبد اللّه - و قال: فقولوا: عبد اللّه و رسوله»[878].

و اللفظ لحديث علي بن حرب، و في حديث العلاّف عن عمر بن الخطّاب قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

ص: 68


1- انظر دلائل النبوة للبيهقي 498/5 باختلاف السند.
2- ترجمته في سير الأعلام 605/19.
3- بالأصل: البحتري، خطأ.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة السّلمي، نا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد الكتاني (1)-لفظا-.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنا أبو بكر علي بن محمّد بن أبي العلاء السّلمي، قالا: أنا أبو منصور محمّد، و أبو عبد اللّه أحمد ابنا الحسين بن سهل بن خليفة بن محمّد ابنا الصيّاح (2) البلديان - ببلد (3)-قالا: نا أبو العبّاس أحمد بن إبراهيم بن أحمد الإمام، عن ابن عبّاس، عن عمر بن الخطّاب قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم، فإنما أنا عبد اللّه و رسوله»[879].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو محمّد أحمد بن الحسن بن أبي عثمان، و عبد اللّه بن أحمد بن عثمان السكري، و أبو القاسم علي بن أحمد بن البسري (4)،قالوا: أنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد بن أبي مسلّم الفرضي، أنا محمّد بن جعفر بن أحمد المطيري.

ح و أخبرنا أبو الفتح عبد الرزّاق بن محمّد بن سهل البزاني (5) الأصبهاني، أنا أبو طاهر جعفر بن محمّد بن الفضل القرشي العبّاداني (6)-بالبصرة - أنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، نا أبو العبّاس محمّد بن أحمد بن أحمد الأثرم، قالا: أنا بشر بن مطر، نا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه، عن ابن عبّاس، عن عمر قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم - و قال الأثرم: قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:- «لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى - زاد المطيري: ابن مريم و قالا:- فإنما أنا عبد، فقولوا: عبد اللّه و رسوله»[880].

أخرجه البخاري عن علي بن المديني، عن ابن عيينة مختصرا.

ح و أمّا حديث هشيم:

ص: 69


1- بالأصل:«الكناني، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 248/18.
2- كذا بالأصل و ابن ماكولا،«بالياء» باثنتين من تحتها.
3- بلد: بلدة تقارب الموصل يقال لها بلد الحطب،(الأنساب).
4- بالأصل: البشري بالشين المعجمة، و الصواب ما أثبت و ضبط عن الأنساب هذه النسبة إلى بسر بن أرطأة.
5- هذه النسبة إلى بزان قرية من أصبهان (الأنساب).
6- هذه النسبة - بفتح العين و تشديد الباء - إلى عبّادان بليدة بنواحي البصرة في وسط البحر (الأنساب).

فأخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب.

ح و أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر بن السّبط ، أنا أبو محمّد الحسن بن علي، قالا: أنا أحمد بن جعفر بن حمدان، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل (1)،حدّثني أبي، ثنا هشيم قال: زعم الزهري عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود، عن ابن عبّاس عن عمر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم، فإنما أنا عبد اللّه و رسوله صلى اللّه عليه و سلم»[881].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الفتح مفلح بن أحمد بن محمّد الرومي الورّاق، قالا: أنا أبو الحسين بن النقور، أنبأنا أبو القاسم بن حبابة (2):

أخبرنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، نا هدبة، نا حمّاد، عن ثابت، عن أنس قال: إن رجلا قال لنبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم: يا خيرنا، و ابن خيرنا، و سيّدنا، و ابن سيّدنا، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«يا أيّها الناس قولوا بقولكم و لا تستهوينكم الشياطين أنزلوني حيث أنزلني اللّه، أنا عبد اللّه و رسوله» (3)[882].

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل الفارسي، أنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر الألكاني، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل القطّان، أنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان، نا مسلم بن إبراهيم، نا الأسود بن شيبان، نا أبو مدين ثمامة بن النعمان الراسبي، عن يزيد بن عبد اللّه أبي العلاء قال: وفد أبي في وفد بني عامر إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال؛ أنت سيّدنا و ذو الطول علينا، فقال:«مه، مه، قولوا بقولكم و لا يستخزينكم (4) الشيطان، السّيد اللّه، السيّد اللّه، السّيّد اللّه» (5)[883].

أخبرنا الفقيه أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو محمّد السّندي، قالا: أنا أبو سعد

ص: 70


1- مسند الإمام أحمد 23/1.
2- بالأصل: حنانة.
3- راجع مسند أحمد 153/3 و دلائل النبوة للبيهقي 498/5.
4- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل و المثبت عن مختصر ابن منظور 240/2 و في دلائل البيهقي 498/5 «يستجرينكم» و في مسند أحمد 24/4 يستجره الشيطان.
5- الحديث بمعناه في مسند أحمد 24/4 و انظر الحاشية السابقة.

محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو سعيد عبد اللّه بن محمّد بن عبد الوهّاب الرازي، نا يوسف بن عاصم الرازي، نا محمّد بن المنهال، نا يزيد بن زريع، نا أبو مسلمة، عن أبي نصرة، عن مطرّف بن عبد اللّه بن الشّخّير قال: انطلق أبي إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم في وفد بني عامر قال: فقالوا: أنت سيّدنا، فقال:«السّيّد اللّه»، قال: فقالوا: فأنت أفضلنا فضلا، و أعظمنا طولا، قال:«قولوا بقولكم أو بعض قولكم و لا يستخزينكم الشيطان»[884].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، ثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا عمران بن بكار الكلاعي، حدّثنا عبد الحميد بن إبراهيم الحضرمي أبو تقي، نا عبد اللّه بن سالم الحمصي، عن الزبيدي (1)،أنا الزهري، عن محمّد بن عبد اللّه بن عباس أن ابن عبّاس كان يحدّث:

أن اللّه عزّ و جلّ أرسل إلى نبيّه صلى اللّه عليه و سلم ملكا من الملائكة معه جبريل فقال الملك: يا رسول اللّه، إنّ اللّه يخيّرك بين أن تكون عبدا نبيا، و بين أن تكون ملكا نبيا، فالتفت النبيّ صلى اللّه عليه و سلم إلى جبريل كالمستشير له، فأشار جبريل إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن تواضع، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«لا، بل أكون عبدا نبيا»، فما أكل بعد تلك الكلمة طعاما متكئا حتى لقي ربّه عزّ و جلّ (2)[885].

رواه معمر عن الزهري قال: بلغنا أنه النبي صلى اللّه عليه و سلم ملك فذكر معناه مرسلا.

أخبرنا أبو غالب، أنا الجوهري، أنا أبو عمر، نا يحيى [بن] الحسين، أنا ابن المبارك، أنا معمر يذكره.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر بن محمّد، أنا أحمد بن الحسن، أنا الحسن بن أحمد بن محمّد، أنا المؤمّل بن الحسن بن عيسى، نا محمّد بن يحيى، نا محمّد بن عمران بن محمّد بن أبي ليلى، حدّثني ابن أبي ليلى لعله قال عن الحكم بن مقسم عن ابن عبّاس قال:

بينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و معه جبريل يناجيه إذ شقّ أفق السماء، فأقبل جبريل يدنو من

ص: 71


1- هو محمد بن الوليد بن عامر الإمام الحافظ ، قاضي حمص، أبو الهذيل (ترجمته: تهذيب التهذيب 502/9 التاريخ الكبير 254/1/1).
2- الحديث نقله البيهقي في الدلائل 334/1 و ابن كثير في البداية و النهاية 48/6 نقلا عن البخاري و النسائي، و الذهبي في التاريخ: السيرة النبوية ص 464.

الأرض و يدخل بعضه في بعض و يتضاءل، فإذا ملك قد مثل بين يدي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا محمّد، إن اللّه يأمرك أن تختار من عبد نبي، أو ملك نبي، فأشار إليّ جبريل بيده أن تواضع فعرفت أنه ناصح، فقلت:«عبد نبي»[886].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو سعيد محمّد بن علي بن محمّد الخشّاب.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا عباس (1) بن محمّد الدوري، نا الحسن بن بشر، نا سعدان بن الوليد، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عبّاس قال:

خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ذات يوم و جبريل عليه السلام معه على الصفا، فقال له محمّد صلى اللّه عليه و سلم:«و الذي بعثك بالحق ما أمسى لآل محمّد كفّ سويق و لا سفّة دقي (2) كلامه بأسرع من أن سمع هدّة من السماء أقطعته فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«... (3) القيامة أن تقوم ؟» فقال: لا، و لكن هذا إسرافيل عليه السلام نزل إليك حين سمع اللّه كلامك، فأتاه إسرافيل فقال: إن اللّه سمع ما ذكرت فبعثني إليك بمفاتيح الأرض و أمرني أن أعرض عليك إن أحببت أن أسير معك جبال تهامة مزردا و ياقوتا و ذهبا، و فضة، فعلت، فإن شئت نبيا ملكا، و إن شئت نبيا عبدا، فأومأ إليه جبريل عليهما السلام: أن تواضع للّه، فقال:«بل عبدا نبيا»[887].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي (4)،أنا محمّد بن حمدان الفقيه.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا إبراهيم بن منصور سبط بحرويه، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى أحمد بن علي، نا أبو معمر، نا ابن فضيل، سمّاه ابن حمدان محمّدا، عن عمارة - زاد ابن حمدان: بن القعقاع - عن أبي زرعة، عن أبي هريرة قال: جلس جبريل صلى اللّه عليه و سلم إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم، فنظر إلى السماء، فإذا ملك ينزل، فقال له جبريل: إن هذا الملك ما نزل منذ خلق قبل الساعة،

ص: 72


1- بالأصل: عياش، خطأ.
2- كلمتان غير مقروءتين بالأصل.
3- كلمة غير مقروءة بالأصل.
4- اضطرب إعجامها بالأصل و الصواب ما أثبت.

فلما نزل قال: يا محمّد، أرسلني إليك ربّك أ ملكا أجعلك أم عبدا رسولا؟ قال له جبريل: تواضع لربّك - زاد ابن حمدان: يا محمّد و قالا:- قال: كن (1) عبدا رسولا.

رواه أحمد بن حنبل عن ابن فضيل (2)،فشك في ذكر أبي هريرة.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، نا محمّد بن فضيل، عن عمارة، عن أبي زرعة قال:

و لا أعلمه إلاّ عن أبي هريرة قال: جلس جبريل إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فنظر إلى السماء فإذا ملك ينزل، فقال جبريل: إن هذا الملك ما نزل منذ يوم (4) خلق قبل الساعة، فلما نزل قال: يا محمّد، أرسلني إليك ربّك، أ ملكا نبيّا يجعلك أو عبدا (5) رسولا، قال جبريل: تواضع لربّك يا محمّد، قال:«بل عبدا رسولا»[888].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، أنا محمّد بن خزيمة، نا هشام بن عمّار، نا سعيد بن يحيى، نا عبد اللّه بن الوليد الرصافي، عن عبد اللّه بن عبد بن عمير، عن عائشة قالت: أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بطعام فقلت: أ لا تأكل و أنت متكئ أهون عليك ؟ قالت: فأصغى بجبهته حتى كاد يمسح بها الأرض، قال:«آكل كما يأكل العبيد و أنا جالس»، فما رأيته أكل متكئا حتى مضى لسبيله[889].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن أبي نصر بن أبي بكر اللفتواني، أنا أبو الخير محمّد بن أحمد بن محمّد - إمام جامع أصبهان - و أبو مسعود سليمان بن إبراهيم بن سليمان الحافظ ، قالا: أنا أبو الفرج عثمان بن أحمد بن إسحاق البرجي، أنا أبو جعفر محمّد بن عمر بن حفص الجورجيري، نا أبو يعقوب إسحاق بن الفيض، نا القاسم بن الحكم، عن عبيد اللّه بن الوليد، عن عبد اللّه بن عبيد قال: قالت عائشة: أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بطعام، فقلت: أ لا تأكل، جعلني اللّه فداك، متكئا، فإنه أهون عليك، فأصغى برأسه

ص: 73


1- كذا، و لعل الصواب:«أكون» أو «بل» فالعبارة التالية من كلام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.
2- بالأصل: فضل.
3- مسند الإمام أحمد 231/2.
4- سقطت من الأصل و كتبت فوق السطر بخط مغاير.
5- بالأصل:«عبد» و الصواب عن المسند.

حتى كاد تمس جبهته الأرض، قال:«لا، بل آكل كما يأكل العبد، و أنا جالس»، قالت عائشة: فما رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قط أكل طعاما متكئا حتى مات صلى اللّه عليه و سلم[890].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو سعيد محمّد بن علي بن محمّد الخشّاب، أنا عبد اللّه بن يوسف بن ناموية، نا أبو سعيد بن الأعرابي، نا أبو جعفر أحمد بن زغبة التجيبي، نا محمّد بن عبد المؤمن، نا أسد بن موسى، نا عبد اللّه بن الفضل الهاشمي، عن إسماعيل بن أميّة، عن محمّد بن قيس بن مخرمة، عن عائشة:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«أتاني ملك جرمه يساوي الكعبة فقال: أخير أن تكون نبيا ملكا أو نبيا عبدا، فأومأ إليه جبريل عليه السلام: أن تواضع للّه فقال: بل أحب أن أكون عبدا نبيا، فشكر ربي عز و جل ذلك فقال: أنت أوّل من تنشقّ عنه الأرض، و أول شافع»[891].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا محمّد بن عبد الرّحمن الأديب، أنا محمّد بن أحمد بن حمدان الفقيه.

ح و أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور السلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أحمد بن علي بن المثنى الموصلي، نا محمّد بن بكّار، نا أبو معشر، عن سعيد، عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا عائشة، لو شئت لسارت معي جبال الذهب، جاءني ملك إنّ حجزته لتساوي الكعبة فقال: إنّ ربّك يقرأ عليك السلام و يقول لك: إن شئت نبيا عبدا، و إن شئت نبيا ملكا، قال: فنظرت إلى جبريل قال: فأشار إليّ أن ضع نفسك، قال: فقلت: نبيا عبدا»، قلت:

و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعد ذلك لا يأكل متكئا، يقول:«آكل كما يأكل العبد، و أجلس كما يجلس العبد»[892].

أخبرنا أبو غالب محمّد بن عمرو بن أحمد الشيرازي - بأصبهان - أنا أبو الفتح عبد الرزّاق بن عبد الكريم بن عبد الواحد الصوفي المعروف بالحسن آباذي الزاهد، أنا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ ، نا الحسن بن سعيد البصري، نا محمّد بن جعفر بن الإمام، نا سفيان بن وكيع، نا معاذ بن معاذ، نا شعبة، عن حبيب بن أبي ثابت عن أنس بن مالك أنه سئل عن خلق النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: كان يلبس الصوف، و يعتقل (1)

ص: 74


1- يعتقل العنز: في اللسان (عقل): اعتقل شاته: وضع رجلها بين ساقه و فخذه و حلبها.

العنز، و يأكل على الأرض (1)،و يقول:«إنما أنا عبد، أجلس كما يجلس العبد»[893].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، ثنا عبد العزيز بن أحمد الصوفي - إملاء-.

ح و أخبرنا جدي أبو المفضل يحيى بن علي بن عبد العزيز القرشي - قاضي دمشق - أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا محمّد بن محمّد بن محمّد البزار، أنا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي، نا الحسين بن عبد اللّه بن يزيد الرّقّي - بالرّقّة - نا موسى بن مروان، نا المعافى - و هو ابن عمران - نا الحسن بن عمارة، عن حبيب بن أبي ثابت قال: قلت لأنس بن مالك: حدّثنا بما سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و لا تحدّثنا عن غيره، قال: كان النبي صلى اللّه عليه و سلم يلبس الصوف، و يركب الحمار، و يجلس على الأرض، و ثيابه عليها، و يجيب دعوة المملوك، و يعتقل العنز فيحلبها، و سمعته صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لو دعيت إلى كراع لأجبت»[894].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة الجرجاني، أنا حمزة بن يوسف السهمي، أنا أبو أحمد بن عدي (2)،نا الحسين بن موسى بن خلف، نا إسحاق بن زريق، نا إبراهيم بن سليمان الزيّات البلخي، نا عبد الحكم - يعني - ابن عبد اللّه الشملي، عن أنس قال:

جاء جبريل إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم و هو يأكل متكئا فقال:[التكأة] (3) من النعمة، فاستوى قاعدا، فما رئي بعد ذلك متكئا، و قال:«إنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد، و أشرب كما يشرب العبد»[895].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد المزكّي، نا أحمد بن محمّد بن الأزهر، نا جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، نا إبراهيم بن عبد الرّحمن بن موسى، نا المثنّى بن رفاعة عن الأعمش، عن

ص: 75


1- انظر دلائل البيهقي 329/1.
2- الحديث في الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 334/5.
3- بياض بالأصل و اللفظة بين معكوفتين مستدركة عن الكامل لابن عدي. و التكأة وزن همزة، ما يتكأ عليه.

أبي إسحاق عن البراء: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان يأكل على الأرض و قال:«إنما أنا عبد آكل، كما يأكل العبد»[896].

قال الدارقطني: تفرّد به جعفر.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن بن حرب، أنا عبد الوهّاب الثقفي، أنا جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن علي بن حسين قال:

قيل لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: لو اتخذنا لك شيئا ترتفع عليه تكلم الناس، فقال:«لا أزال بينكم يطول (1) عقبي حتى يكون اللّه يرفعني» ثم قال:«لا ترفعوني فوق حقّي، فإن اللّه اتخذني عبدا قبل أن يتّخذني رسولا»[897].

حدّثنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه - إملاء و قراءة - أنا أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد، أنبأ جدي أبو بكر، أنا أبو الدحداح أحمد بن محمّد بن إسماعيل، أنا عبد الوهّاب بن عبد الرحيم الأشجعي، نا مروان بن معاوية الفزاري، نا يحيى بن سعيد هو الأنصاري قال: سمعت علي بن حسين يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«لا ترفعوني فوق حقّي، فإنّ اللّه اتّخذني عبدا قبل أن يتّخذني نبيا»[898].

قال يحيى: فذكرتها لسعيد بن المسيّب فقال: و بعد ما اتّخذه نبيا كان عبدا.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا أحمد بن محمّد بن عبد الحميد الجعفي، نا الحسن بن حمّاد، نا حفص - و هو ابن غياث - عن يحيى بن سعيد، عن علي بن حسين قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اتّخذني اللّه عبدا قبل أن يتخذني نبيا»[899].

قال علي بن حسين: فذكرته لسعيد بن المسيّب فقال: صدق، قبل أن كان نبيا كان عبدا.

هذه الثلاثة مراسيل حسنة الإسناد.

أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن علي بن شعيب الشجري (2)،أنا أبو صاعد

ص: 76


1- في مختصر ابن منظور: تطوون عقبي.
2- كذا بالأصل، و في فهارس المطبوعة عاصم - عائذ:«السجزي».

يعلى بن هبة اللّه.

و أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر الدهّان، أنا أبو عاصم الفضيل بن أبي منصور، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر، نا علي بن حرب، نا الحسن بن موسى، نا شيبان، عن أشعث، عن أبي بردة، عن أبي موسى قال:

كان النبي صلى اللّه عليه و سلم يلبس الصوف، و يركب الحمار، و يأتي مدعاة الضعيف[900].

أخبرتنا أمّ المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور السّلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا إسحاق بن أبي إسرائيل، نا يحيى بن يعلى عن مختار التيمي عن كرز الحارثي (1)،عن أبي أيوب قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يركب الحمار، و يخصف النعل، و يرقع القميص و يقول:«من رغب عن سنّتي فليس منّي»[901].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عبد اللّه بن الحسن بن محمّد بن الحسن بن الخلاّل، أنا أبو الحسن محمّد بن عثمان بن محمّد بن عثمان النقري، نا أبو عثمان سعيد بن محمّد بن أحمد أخو زهير الحافظ ، نا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم المروزي، نا يحيى بن يعلى الأسلمي، عن مختار (2) التيمي، عن كرز الحارثي، عن أبي أيوب الأنصاري قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يلبس الصوف، و يخصف النعل (3)، و يركب الحمار، و يقول:«من رغب عن سنّتي فليس منّي»[902].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا عبد الغافر بن محمّد بن إسماعيل، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد اللّه الأصبهاني، أنا أحمد بن محمّد بن الحسين، نا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، أنا النّضر بن شميل، نا إسرائيل عن مسلم الأعور، عن أنس بن مالك قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يعود المريض، و يركب الحمار و يردف معه، و يجيب دعوة المسكين.

ص: 77


1- هو كرز بن وبرة الحارثي، أبو عبد اللّه الكوفي، ترجمته في سير الأعلام 84/6.
2- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل، و الصواب ما أثبت، انظر الحاشية السابقة في ذكر من روى عن كرز.
3- خصف النعل: فرزها (القاموس المحيط ).

أخبرنا عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة (1)،ثنا هبة اللّه بن محمّد البغوي، نا علي بن الجعد، أنا شعبة، نا مسلم الأعور، سمعت أنسا يحدّث عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه كان يعود المريض، و يشيّع الجنازة، و يجيب دعوة المملوك، و يركب الحمار، و لقد رأيته يوم خيبر على حمار و خطامه (2) ليف (3).

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا محمّد بن عبد الرّحمن، أنا محمّد بن أحمد بن حمدان.

ح و أخبرتنا فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا عبيد اللّه بن عمر (4) القواريري، نا فضيل بن عياض، عن مسلم البزار، عن أنس قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يجيب العبد، و يعود المريض، و يركب الحمار.

ح و أخبرنا أبو سعد البغدادي، أنا محمود بن جعفر بن محمّد الكوسج، أنا (5)عمّ أبي الحسين بن أحمد بن جعفر، أنبأ إبراهيم بن علي بن السندي، نا محمّد بن زياد بن عبيد اللّه الزيادي، أنا فضيل بن عياض، عن مسلم الأعور (6)،عن أنس بن مالك قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يجيب دعوة العبد، و يعود المريض، و يركب الحمار.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، و علي بن المسلّم بن محمّد الفقيهان، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو الدحداح، نا عبد الوهّاب بن عبد الرحيم، نا سفيان، عن مسلم الأعور صاحب الملاء، سمع

ص: 78


1- بالأصل: حنانة.
2- الخطام ككتاب كل ما وضع في أنف البعير ليقتاد به جمع خطم ككتب.
3- رواه الترمذي في الجنائز(1021) و ابن سعد 370/1 و أحمد في الزهد ص 41 و دلائل البيهقي 330/1.
4- بالأصل: عمرة، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 442/11.
5- بالأصل:«أبا عمر» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمة محمود بن جعفر الكوسج في سير الأعلام 449/18 و فيها أنه روى عن عم أبيه حسين بن أحمد.
6- هو مسلم بن كيسان الضبي الملائي، أبو عبد اللّه الكوفي الأعور ترجمته في تهذيب التهذيب 432/5.

أنس بن مالك يقول: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يجيب دعوة المملوك، و يردفه خلفه، و يوضع طعامه بالأرض، قال سفيان: قال هو أو غيره: يلعق أصابعه.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمّد الفارسي، أنا إبراهيم بن عبد اللّه الأصبهاني، أنا أحمد بن محمّد بن الحسين، نا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، أنا جرير، عن مسلم الأعور، عن أنس بن مالك قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يعود المريض، و يشيّع الجنازة، و يجيب دعوة المملوك، و يركب الحمار، و لقد كان يوم خيبر على حمار، و يوم قريظة على حمار خطامه حبل من ليف، و تحته إكاف (1) من ليف (2).

ح و أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا إسحاق بن إسماعيل، نا جرير، عن مسلم، عن أنس بن مالك قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يعود المريض، و يتبع الجنازة، و يجيب دعوة المملوك، و يركب الحمار، و كان يوم خيبر و يوم قريظة و النّضير على حمار مخطوم بحبل (3) من ليف، و تحته إكاف من ليف.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل الحافظ ، أنا أحمد بن خلف، أنا السّيّد أبو منصور ظفر بن محمّد بن أحمد، أنا أبو الحسين علي بن عبد الرّحمن بن ماني، نا أحمد بن حازم، نا جعفر بن عون، عن مسلم الملائي، عن أنس قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يتبع الجنازة، و يجيب دعوة العبد، و يركب الحمار.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة السلمي، ثنا عبد العزيز بن أحمد التميمي، أنا تمام بن محمّد الرّازي، أنا أبو القاسم خالد بن محمّد بن يحيى بن حمزة الحضرمي، ثنا جدي لأمّي أبو عبد اللّه أحمد بن يحيى بن حمزة، نا أبو اليمان الحكم بن نافع، ثنا سعيد بن سنان، عن أبي الزاهرية جرير بن كريب الحضرمي، عن

ص: 79


1- الإكاف ككتاب و غراب: برذعة الحمار (القاموس).
2- انظر البيهقي دلائل النبوة 204/4 و البداية و النهاية 184/4 باختلاف آخره.
3- في رواية البيهقي: برسن.

عبد اللّه بن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من لبس الصوف و انتعل المخصوف و ركب حماره و حلب شاته و أكل مع عياله فقد نحا اللّه منه الكبر، أنا عبد ابن عبد، أجلس جلسة العبد، و آكل أكلة العبد» و ذلك أن النبي صلى اللّه عليه و سلم لم يطرق طعاما قط إلاّ و هو جاثي (1) على ركبتيه،«إنّي قد أوحي إليّ أن تواضعوا و لا يبغي أحد على أحد، إنّ يد اللّه عزّ و جل مبسوطة في خلقه، فمن رفع نفسه وضعه اللّه، و من وضع نفسه رفعه اللّه، و لا يمشي امرؤ على الأرض شبرا يبتغي فيه سلطان اللّه إلاّ أكبّه اللّه»[901].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا محمّد بن علي بن محمّد الخشّاب، أنا عبد اللّه بن يوسف بن بامويه (2)،أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا أبو عبد اللّه العامري، نا بكر بن عبد الوهّاب، نا محمّد بن عمر، نا إسماعيل بن أبي سعد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة قال:

كان في رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثلاث خلال ليست في الجبارين: كان يركب الحمار، و كان لا يدعوه أسود و لا أحمر إلاّ أجابه، و كان يجد التمرة ملقاة فيلقيها في فيه.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد بن عبد الرّحمن، أنا محمّد بن محمّد بن حمدان.

ح و أخبرتنا أمّ المجتبي فاطمة بنت ناصر، و أمّ البهاء (3) قالتا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ عبد اللّه أحمد (4) أخو محمّد بن أبي بكرة (5)،نا جعفر، نا ثابت، عن أنس: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لما دخل - حديث ابن المقرئ، نا عبد اللّه بن أبي بكر المقدّمي، نا جعفر، عن ثابت، عن أنس قال: لما دخل النبي صلى اللّه عليه و سلم و قالا:- مكة استشرفه الناس، فوضع رأسه على رحله تخشّعا (6).

أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر الهروي الفامي، أنا الفضيل بن يحيى

ص: 80


1- كذا بالأصل.
2- ترجمته في سير الأعلام 239/17.
3- و هي فاطمة بنت محمد بن أحمد بن البغدادي، ترجمتها في سير الأعلام 148/20.
4- كذا بالأصل:«عبد اللّه أحمد» و لعل الصواب:«نا عبد اللّه» و حذف أحمد فهي مقحمة كما سيرد في السطر التالي.
5- كذا، و الصواب: بكر بدون الهاء، انظر ترجمته في سير الأعلام 660/10.
6- دلائل النبوة للبيهقي 69/5 و فيه: متخشّعا.

الفضيلي (1)،أنبأ عبد الرّحمن بن أحمد بن أبي سريج، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر، نا ابن المستورد - و هو عبد اللّه بن محمّد الكوفي - ثنا أبو حفص عمر بن إبراهيم الكردي، عن محمّد بن عبد الرّحمن بن المغيرة بن أبي ذئب (2)،عن أبي الرّجال، عن أنس بن مالك قال: كان لا يشاء العبد الأسود أن يأتي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ليأخذ بيده فيمضي به حيث شاء لحاجته إلاّ فعل.

أخبرنا أبو الفتح محمّد بن علي المصري بجويان، أنبأ أبو عمرو عثمان بن محمّد بن عبيد اللّه المحمي (3)،أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن إبراهيم بن محمّد بن يحيى، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن الحسن، نا محمّد بن إسماعيل البخاري، نا علي بن عبد اللّه، نا محمّد بن جعفر، نا شعبة، سمعت سماك بن حرب قال: سمعت عبّاد بن زاهر أبا واع قال: سمعت عثمان بن عفان رضي اللّه عنه يخطب يقول:

إنّا و اللّه صحبنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في السّفر و الحضر، فكان يعود مرضانا، و يتبع جنائزنا، و يواسينا بالقليل و الكثير و إن ناسا يعلمون (4) به و عسى أن لا يكون أحدهم رآه قط .

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو العباس محمّد بن أحمد المحبوبي، نا سعيد بن مسعود، نا يزيد بن هارون، ثنا سفيان بن حسين، عن الزهري، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن أبيه قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يأتي ضعفاء المسلمين و يزورهم، و يعود مرضاهم و يشهد جنائزهم.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمّد بن شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم، نا أبو حاتم محمّد بن إدريس، نا يحيى بن صالح، نا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن الحسن قال: دخلنا على عاصم بن حدرة (5) فقال: ما أكل النبي صلى اللّه عليه و سلم على خوان (6) قطّ ، و لا مشى معه سواد، و ما كان له بوّاب قط .

ص: 81


1- ترجمته في سير الأعلام 397/18.
2- ترجمته في سير الأعلام 139/7.
3- ترجمته في سير الأعلام 579/18.
4- في مختصر ابن منظور: يعلموني.
5- رسمها غير واضح بالأصل، و المثبت عن مختصر ابن منظور 243/2.
6- خوان بضم الخاء و كسرها.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر محمّد بن إسماعيل، قالا: ثنا يحيى و محمّد:

أخبرنا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه، أنا معمر، عن يحيى بن المختار، عن الحسن ذكر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: لا و اللّه، ما كانت تغلق دونه الأبواب، و لا تقوم دونه الحجبة، و لا يغدا عليه بالجفان، و لا يراح عليه بهما، و لكنه كان بارزا، من أراد أن يلقى نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم لقيه، و كان - و اللّه - يجلس بالأرض، و يوضع طعامه بالأرض، و يلبس الغليظ ، و يركب الحمار، و يردف بعده، و يلعق - و اللّه - يده.

هذا مرسل، و قد جاء معناه في الأحاديث المسندة.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران، نا أبو بكر محمّد بن حمدون، نا محمّد بن عوف، نا هشيم بن عمر، نا عيسى بن يونس، عن إسماعيل (1)،عن قيس، عن جرير:

أن رجلا أتى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقام بين يديه، فاستقبلته رعدة، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«هوّن عليك، فإني لست بملك، إنما أنا ابن امرأة كانت من قريش، تأكل القديد» (2)[904].

هذا غريب جدا، من حديث جرير بن عبد اللّه، و إنما يحفظ من حديث قيس عن أبي مسعود البدري، و هو غريب أيضا.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا محمّد بن أسباط الأصبهاني، و الحسين بن يحيى بن عيّاش القطّان، قالا: أنا إسماعيل بن أبي الحارث أبو إسحاق، نا جعفر بن عون، عن إسماعيل، عن قيس، عن أبي مسعود قال: أتى النبي صلى اللّه عليه و سلم برجل، فكلّمه، فأرعد، فقال:«هوّن عليك، فإني لست بملك، إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد» (3)[905].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن المزرفي (4)،نا أبو الحسين بن المهتدي،

ص: 82


1- هو إسماعيل بن أبي خالد.
2- القديد: اللحم المشرر المقدد، أو ما قطع منه طوالا (القاموس).
3- الخبر في دلائل النبوة للبيهقي 69/5.
4- بالأصل: المرزقي، و الصواب ما أثبت.

أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي الصّيدلاني.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور قال: ثنا و أبو منصور محمّد بن عبد الملك بن خيرون، أنبأ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن بن محمّد، قالا: أنا أبو عمر بن مهدي قال: أنا محمّد بن مخلد، نا إسماعيل بن أبي الحارث، نا جعفر بن عون، نا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، عن أبي مسعود الأنصاري - و لم يقل الخطيب الأنصاري - قال: أتى النبي صلى اللّه عليه و سلم رجل يكلمه، و قال الخطيب: إن النبي صلى اللّه عليه و سلم كلّم رجلا، فأرعد، فقال:«هوّن عليك، فإني لست بملك، إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد»[906].

أخرجه محمّد بن يزيد بن ماجة (1)،عن إسماعيل بن أبي الحارث، و هو معدود في أفراده موصولا، و قد استغربه (2) حجاج بن يوسف بن الشاعر، و أشار على إسماعيل أن لا يحدّث به.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور قال: ثنا و أبو منصور بن خيرون، أنبأ أبو بكر الخطيب، أنبأ محمّد بن عبيد اللّه الجبائي - إجازة - نا عثمان بن أحمد الدقّاق، نا الحسن بن عبيد قال: سمعت إسماعيل بن أبي الحارث يقول: بعث إليّ حجّاج بن الشاعر فقال: لا تحدّث بهذا الحديث إلاّ من سنة إلى سنة، فقلت للرسول:

أقرئه السلام و قل له ربما حدّثت به في اليوم مرّات.

و قد تابع إسماعيل عليه محمّد بن إسماعيل بن عليّة قاضي دمشق، و سرقه محمّد بن الوليد بن (3) أبان.

و أمّا حديث محمّد بن إسماعيل:

فأخبرناه أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور قال: ثنا و أبو منصور محمّد بن عبد الملك بن خيرون، قالا: ثنا أبو بكر الخطيب، أنا علي بن أبي علي المعدل، نا

ص: 83


1- سنن ابن ماجة 29 كتاب الأطعمة (ح 3312) و قال في الزوائد: هذا إسناد صحيح، و رجاله ثقات.
2- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن سنن ابن ماجة 1101/2.
3- بالأصل: من، و الصواب عن ابن ماجة.

محمّد بن أحمد بن عمران الحشمي، نا محمّد بن بكّار الدمشقي، نا محمّد بن إسماعيل - يعني - ابن عليّة القاضي، نا جعفر (1) بن عون، نا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن أبي مسعود الأنصاري قال: أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم برجل ترعد فرائصه، فقال:«لا بأس عليك، إنما أنا ابن أمة تأكل القديد»[907].

و أمّا حديث محمّد بن الوليد:

فأخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (2)،نا محمّد بن سليمان - بصرفندة (3)-نا محمّد بن الوليد، نا جعفر بن عون، نا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، عن أبي مسعود الأنصاري قال: أتى النبي صلى اللّه عليه و سلم برجل ترعد فرائصه فقال:«لا بأس عليك، إنما أنا ابن أمة تأكل القديد»[908].

قال ابن عدي (4):و هذا الحديث سرقه ابن أبان من إسماعيل بن أبي الحارث القطّان، و سرقه منه أيضا عبيد بن الهيثم الحلبي.

و رواه زهير، و ابن عيينة، و يحيى القطّان عن أبي حازم (5) مرسلا.

و المحفوظ عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس مرسلا من غير ذكر أبي مسعود، و كذلك رواه أبو خيثمة زهير بن معاوية الجعفي، و أبو خالد سليمان بن حيّان (6)الكوفيّان، و أبو سعيد يحيى بن سعيد القطّان البصري، و أبو معاوية هشيم بن بشير الواسطي.

و أمّا حديث زهير:

فأخبرناه أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور قال: ثنا و أبو منصور محمّد بن عبد اللّه بن خيرون قال: أنا أبو بكر الخطيب، أنا أحمد بن عمر القاضي

ص: 84


1- بالأصل «جعد» و الصواب ما أثبت، قياسا إلى الرواية السابقة.
2- الكامل لابن عدي 286/6 في ترجمة محمد بن الوليد بن أبان القلانسي.
3- صرفندة: قرية من قرى صور من سواحل بحر الشام (معجم البلدان).
4- الكامل لابن عدي 287/6.
5- في ابن عدي: عن ابن أبي خالد.
6- بالأصل: حبان، بالباء الموحدة، و الصواب ما أثبت،«حيان» انظر ترجمته في سير الأعلام 19/9.

-بدربيجان (1)-نا محمّد بن المظفّر، نا محمّد بن محمّد بن سليمان، نا عبد السّلام بن عبد الحميد الإمام، نا زهير بن معاوية، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم:

أن رجلا جاء إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقام عليه، فاستقبلته رعدة، فقال له:«هوّن عليك، لست بملك، أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد»[909].

و أمّا حديث أبي خالد:

فأخبرناه أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمّد - بالكوفة - أنا أبو الفرج محمّد بن أحمد بن محمّد بن علاء بن الحارث، أنا القاضي أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن الحسين الجعفي، نا أبو الحسن علي بن محمّد بن هارون بن زياد الحميري، نا أبو سعيد الأشج، نا أبو خالد، عن إسماعيل، عن قيس قال:

جاء رجل إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فأخذته الرعدة حين قام بين يديه فقال:«هوّن عليك، إنّي لست بملك، إنما أنا ابن امرأة من قريش، كانت تأكل القديد»[910].

و أمّا حديث يحيى:

فأخبرناه أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، ثنا و أبو منصور بن خيرون قال:

أنبأ أبو بكر الخطيب، أنا الحسن بن أبي بكر، أنا عبد اللّه بن إسحاق بن إبراهيم البغوي، نا عبد الرّحمن بن محمّد بن منصور، نا يحيى بن سعيد القطّان، ثنا إسماعيل بن أبي خالد، نا قيس بن أبي حازم:

أن رجلا أتى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقام بين يديه، فاستقبلته رعدة فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«هوّن عليك، فإني لست بملك، و إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد»[911].

و أمّا حديث هشيم:

فأخبرناه أبو الحسن الفقيه قال: ثنا و أبو منصور المقرئ قال: أنبأ أبو بكر الحافظ ، أنا محمّد بن علي بن الفتح الحربي، أنا عمر بن أحمد بن الواعظ ، أنا علي بن الفتح بن عبد اللّه العسكري، نا حميد بن الربيع، نا هشيم، نا إسماعيل بن أبي خالد،

ص: 85


1- في معجم البلدان: دربيقان بالقاف، من قرى مرو على خمسة فراسخ منها.

عن قيس بن أبي حازم:

أن رجلا أتى النبي صلى اللّه عليه و سلم فلما قام بين يديه استقبلته رعدة، فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«هوّن عليك، فإني لست ملكا، إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد»[912].

أخبرنا أبو الحسن، ثنا و أبو منصور، أنبأ أبو بكر الحافظ ، أنبأ أبو بكر البرقاني قال: و سئل الدار قطني عن حديث قيس بن أبي حازم عن أبي مسعود أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كلّم رجلا فأرعد، قال:«هوّن عليك، فإني لست بملك، إنما أنا ابن امرأة من قريش تأكل القديد» فقال يرويه إسماعيل بن أبي الحارث، عن جعفر بن عون، عن إسماعيل، عن قيس، عن أبي مسعود، تفرّد به إسماعيل بن أبي الحارث متصلا.

و رواه هاشم بن عمرو الحمصي عن عيسى بن يونس، عن إسماعيل، عن قيس، عن جرير، و كلاهما وهم، و الصواب عن إسماعيل، عن قيس مرسلا عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا عبد اللّه البغوي، نا محمّد بن حسّان بن خلف أبو جعفر السّمتي (1)-إملاء من حفظه - نا سعيد بن عمرو السّعيدي، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن عمرو، عن أبي هريرة قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«ما بعث اللّه نبيا إلاّ راعي غنم» قالوا: و لا أنت يا رسول اللّه ؟ قال:«و أنا كنت أرعاها لأهل مكة بالقراريط » (2)[913].

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا الحسن بن علي الجوهري، أنا أبو حفص بن شاهين، نا عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن حسّان السّمتي (3)،نا السعيدي عمرو بن يحيى بن سعيد، عن جده سعيد بن عمرو، عن أبي هريرة قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«ما بعث اللّه عزّ و جل نبيا إلاّ راعي غنم» قالوا: و لا أنت يا رسول اللّه ؟ قال:«و أنا كنت أرعى لأهل مكة بالقراريط »[914].

قال أبو شاهين: تفرّد بهذا الحديث عمرو بن يحيى عن جده عن أبي هريرة، و لا أعلم حدّث به إلاّ محمّد بن حسّان، و هو غريب.

ص: 86


1- بالأصل: السمنى، بالنون، و الصواب و الضبط عن الأنساب، و هذه النسبة إلى السمت و الهيئة. ذكره السمعاني و ترجمه: و فيه: محمد بن حسان بن خالد.
2- أخرجه البخاري في كتاب الإجارة فتح الباري 441/4 و ابن ماجة (ح 2149) و ابن سعد 125/1 و البيهقي في الدلائل 65/2.
3- بالأصل: السمنى، بالنون، و الصواب و الضبط عن الأنساب، و هذه النسبة إلى السمت و الهيئة. ذكره السمعاني و ترجمه: و فيه: محمد بن حسان بن خالد.

قلت: هذا وهم، فقد رواه سويد بن سعيد عن عمرو بن يحيى، و أخرجه ابن ماجة عن سويد (1).

أخبرنا أبو القاسم الحسن بن علي بن الحسين، و أبو الفتح المختار بن عبد الحميد، و أبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفق، أنا أبو الحسن الداودي، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حموية، أنا إبراهيم بن خزيمة، نا عبد الحميد الليثي، نا يونس بن محمّد، نا حمّاد بن سلمة، عن الحجّاج، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري قال:

افتخر أهل الإبل و أهل الغنم عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«السكينة و الوقار في أهل الغنم، و الفخر و الخيلاء في أهل الإبل»، و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«بعث موسى و هو يرعى غنما لأهله، قال: و بعثت أنا و أنا أرعى غنما لأهلي بأجياد» (2)[915].

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو عمرو (3) البيهقي، أنا أبو سعيد بن أبي سليم، و نا أبو العباس الأصم، نا حميد بن عباس الموصلي، نا مؤمل، نا حمّاد بن جميع، عن أنس قال:

قال رجل للنبي صلى اللّه عليه و سلم: يا خيرنا، و ابن خيرنا، و سيّدنا و ابن سيّدنا، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:

«يا أيّها الناس، قولوا بقولكم و لا يستخزينكم (4) الشيطان، أنا محمّد بن عبد اللّه، رسول اللّه، و و اللّه ما أحبّ أن ترفعوني» (5)[916].

أخبرنا أبو العزّ بن كادش، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، نا علي بن المديني، نا يزيد بن زريع، نا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك حدّثهم أن نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«إني لأدخل في الصّلاة و أنا أريد أن أطيلها، فأسمع بكاء الصبي فأتجوّز في صلاتي لما أعلم من شدة وجد أمّه من بكائه»[917].

ص: 87


1- بالأصل: سويدة، و الصواب ما أثبت عن ابن ماجة، كتاب التجارات 727/2.
2- انظر ابن سعد 126/1. و أجياد موضع بمكة يلي الصفا (ياقوت).
3- كذا بالأصل: أبو عمرو.
4- مهملة بالأصل، و الذي أثبتناه قياسا لرواية سابقة.
5- انظر مسند أحمد 153/3 و دلائل النبوة البيهقي 498/5.

أخبرنا عاليا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر بن محمّد، و أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو القاسم بن منيع، نا عيسى بن هلال، نا جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«إني لأسمع بكاء الصبي و أنا في الصّلاة، فأخفّف مخافة أن أشقّ على أمّه»[918].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا محمّد بن علي بن محمّد، أنا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد، أنا محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد الدّغولي، نا محمّد بن داود، أنا القعنبي، عن حمّاد بن زيد.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، و أبو (1) عثمان البحيري (2)،أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن محمّد الحيري، أنا أبي، أنبأ أحمد بن منصور، نا القعنبي، نا حمّاد بن زيد، عن أيوب، عن أنس قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من أرحم الناس بالصبيان و العيال.

كذا قال عن أيوب عن أنس، و قد أسقط منه عمرو بن سعيد.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو الفضل جعفر بن الحسن بن محمّد الماوردي، و أبو سعد عبد الرّحمن بن منصور بن رامش، قالا: أنا عبد اللّه بن يوسف بن ناموية، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا الحضرمي، و هو مطين (3)،نا عباس بن الوليد، نا وهيب، عن أيّوب، عن عمرو بن سعيد، عن أنس بن مالك قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أرحم الناس بالعيال و الصّبيان.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا أبو الحسن علي بن الحسن بن عبدويه الحرار في المحرم سنة سبع و سبعين و مائتين، نا عبد اللّه بن بكر البيهقي، نا حميد، عن أنس قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في طريق و معه أناس من أصحابه، فعرضت له امرأة، فقالت:

يا رسول اللّه لي إليك حاجة، فقال:«يا أم فلان اجلسي في أدنى نواحي السكك حتى

ص: 88


1- كذا بالأصل «و أبو»، و لعله «أنا أبو».
2- بالأصل:«البحتري» خطأ، و الصواب ما أثبت.
3- و اسمه: محمد بن عبد اللّه بن سليمان أبو جعفر الحضرمي ترجمته في سير الأعلام 41/14.

أجلس إليك»، ففعلت، فجلس إليها حتى قضت حاجتها (1)[919].

أخبرنا أبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى بن شعيب السّجزي (2)،أنا أبو صاعد يعلى بن هبة اللّه.

ح و أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنا أبو عاصم الفضيل بن أبي منصور، قالا: أنا محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي شريح، أنا محمّد بن أبي عقيل البلخي الرّمادي، نا سعيد بن سليمان الواسطي، نا إسحاق بن كثير، نا إسماعيل بن سلمان قال: سمعت أنس بن مالك قال:

كانت مع النبي صلى اللّه عليه و سلم عشرة دراهم، فأعطى علي أربعة، فاشترى له بها قميصا، فجاء به، فقام رجل فقال: يا رسول اللّه، ليس لي قميص، فأعطاه إيّاه، ثم أعطى عليا أربعة دراهم، فاشترى له قميصا، و بقي مع النبي صلى اللّه عليه و سلم درهمين، فبينا النبي صلى اللّه عليه و سلم يمشي في بعض الطريق إذا جارية تبكي، فقال لها:«ما لك ؟» قالت: يا رسول اللّه، بعثني أهلي اشتري حاجة بدرهمين فسقطا منّي، فقال:«هاك درهمين» فجعلت لا تسكت، فقال لها:«ما لك ؟» فقالت: يا رسول اللّه، قد أعطيتني درهمين و قد احتبست عنهم و أنا أخاف، قال:

«فانطلقي» فانطلق معها حتى أتى أهلها، فوقف على الباب فقال:«السلام عليكم، من هاهنا؟» فأشرفت مولاتها، فقالت: مرحبا و أهلا يا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال:«هذه الجارية لك ؟» قالت: نعم، قال:«لا تضربيها» قالت: فأشهدك أنها حرّة[920].

هذا حديث منكر، و المحفوظ في هذا حديث أبي الدرداء و أبي ذرّ.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر أحمد بن منصور المغربي (3)،أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه الجوزقي، أنا أبو العباس الدّغولي، نا محمود بن آدم المروزي، نا أبو معاوية، ثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أيما مؤمن سببته أو لعنته أو جلدته فاجعلها له زكاة و رحمة»[921].

ص: 89


1- بمعناه و باختلاف الرواية و من طريق حمّاد بن سلمة في صحيح مسلم كتاب الفضائل (ص 1812)، و دلائل البيهقي 332/1 و الذهبي في التاريخ السيرة ص 460. و ذكروا أن امرأة كان في عقلها شيء.
2- مهملة بالأصل، و الصواب ما أثبت.
3- رسمها و إعجامها مضطربان، و المثبت عن فهارس المطبوعة عاصم - عائذ ص 682.

قال: و أبو العبّاس الدّغولي، أنا محمّد بن مشكان، حدّثنا عبد الرزّاق، عن معمر، عن همّام بن منبّه.

قال: و أنا [أبو] حامد بن الشرقي، نا محمّد بن يحيى، و عبد الرّحمن بن بشر، و أحمد بن يوسف السّلمي قالوا: ثنا عبد الرزّاق، أنا معمر، عن همّام بن منبّه قال: هذا ما حدّثنا أبو هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اللّهمّ إنّي اتّخذت عندك عهدا لن تخلفنيه، إنما أنا بشر، فأيّ المؤمنين أذيته أو شتمته أو جلدته أو لعنته فاجعلها له صلاة و زكاة و قربة تقرّبه بها يوم القيامة»[922].

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا سعيد العيّار، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن محمّد الرومي، أنا السّرّاج، ثنا قتيبة، نا ابن لهيعة، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اللّهم إني أتخذ عندك عهدا لن تخلفنيه، إنما أنا بشر، فأيّ المؤمنين شتمته، لعنته، جلدته فاجعلها له صلاة و قربة تقرّبه بها يوم القيامة»[923].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا محمّد بن العبّاس، نا رضوان بن أحمد بن جالينوس، نا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس بن بكير، عن محمّد بن إسحاق عن عبيد اللّه بن المغيرة بن معيقيب، عن سليمان بن عمرو بن عبد العتواري، عن أبي سعيد الخدري قال:

غشي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الأمداد من أهل اليمن و هو في المسجد - مسجده - فجلوا يتمسحون به، فلما غشوه قام موائلا إلى بيته - يقول فارّا - قال أبو سعيد: و كنت فيمن يدفع عنه، و غلبونا عليه حتى انتزعوا رداءه و حتى أصاب منكبه الباب فأوجعه، و قعد في حجرة عائشة منبهرا مما لقي منهم يقول:«اللّهم العنهم، اللّهم العنهم»، فلما سرّي عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قالت له عائشة: هلك و اللّه القوم يا رسول اللّه، قال:«و ما ذاك يا عائشة ؟» قالت: أ و لم أسمعك تقول: اللّهم العنهم، فقال صلى اللّه عليه و سلم:«كلا و اللّه، لقد اشترطت على ربّي فقلت: اللهم إنّما أنا بشر أغضب كما يغضبون و أجد كما يجدون، فأيّ المسلمون ضربت أو سببت أو لعنت أو أذيت فاجعلها له مغفرة و رحمة و قربة تقرّبه بها يوم القيامة، كلا و اللّه يا عائشة»[924].

ص: 90

أخبرنا أبو أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي (1)،نا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن جعفر البحيري - إملاء - أنا أبو محمّد أحمد بن إبراهيم بن عبد اللّه أنا نصر بن زياد، أنا جرير، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عائشة قالت:

دخل على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رجلان فكلّماه بشيء لا أدري ما هو، فأغضباه، فلعنهما و سبّهما، فلما خرجا قلت له في ذلك، فقال:«إنما أنا بشر، فأيّما رجل من المسلمين لعنته أو سببته فاجعل له زكاة و أجرا»[925].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف، أنا محمّد بن عبد اللّه الجوزقي، أنا مكي بن عبدان، نا عبد اللّه بن هاشم، نا أبو معاوية، و عبد اللّه بن نمير، عن الأعمش قال ابن نمير: نا الأعمش عن مسلم بن صبيح، عن مسروق، عن عائشة قالت: دخل على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رجلان، فأغلظ لهما و سبّهما، قالت: فقلت: يا رسول اللّه، من أصاب منك خيرا فما أصاب هذان منك خيرا، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أ و ما علمت ما عاهدت عليه ربّي عزّ و جلّ ؟» قالت: قلت: و ما عاهدت عليه ربّك ؟ قال:«قلت: اللهم إنما مؤمن سببته أو لعنته أو جلدته فاجعلها له مغفرة و عافية و كذا و كذا»[926].

هذا لفظ أبي معاوية.

و قال عبد اللّه بن نمير في حديثه: قال: أ و ما علمت ما شارطت عليه ربّي.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن المظفّر، أنا محمّد بن سليمان الباغندي، نا علي بن عبد اللّه المديني، نا مروان بن معاوية الفزاري، نا يزيد بن كيسان، عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: قيل: يا رسول اللّه ادع اللّه على المشركين، فقال:«إنما بعثت رحمة و لم أبعث عذابا»[927].

أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العبّاس، أنبأ أبو سعد (2)الجنزرودي (3)،أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى، نا يحيى - يعني ابن معين - نا

ص: 91


1- إعجامها مضطرب بالأصل، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ هذا السند كثيرا.
2- بالأصل: أبو سعيد، خطأ.
3- إعجامها مضطرب، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ قريبا.

مروان بن معاوية، نا يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: قيل: يا رسول اللّه ادع اللّه على المشركين، قال:«إنما بعثت رحمة و لم أبعث عذابا»[928].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد الأديب، أنا محمّد بن أحمد بن حمدان الحيري الفقيه، أنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى، نا عبد بن جناد، نا عطاء بن مسلم، عن جعفر بن برقان، عن عطاء، عن الفضل بن عباس (1) قال:

دخلت على النبي صلى اللّه عليه و سلم في مرضه و على رأسه عصابة حمراء أو صفراء، فقال:«ابن عمّي، خذ هذه العصابة فاشدد بها رأسي» فشددت بها رأسه قال: ثم توكأ عليّ حتى دخلنا المسجد فقال:«يا أيّها الناس، إنما أنا بشر مثلكم، و لعله أن يكون قد كثرت مني جفوف (2) من بين أظهركم، فمن كنت أصبت من عرضه أو من شعره أو من بشره أو ماله شيئا هذا عرض محمد و شعره و بشره و ماله، فليقم فليقتص و لا يقولن أحد منكم إنّي أتخوّف من عمد العداوة و الشحناء، ألا و إنهما ليسا من طبيعتي، و ليسا من خلقي»، ثم انصرف، فلما كان من الغد أتيته فقال:«ابن عمي لا أحب أن مقامي بالأمس أجزى عني، خذ هذه العصابة فاشدد بها رأسي» قال: فشددت بها رأسه قال: ثم توكأ عليّ حتى دخل المسجد فقال مثل مقالته بالأمس، ثم قال:«فإن أحبّكم إلينا من اقتص» قال: فقام رجل فقال: يا رسول اللّه، أ رأيت يوم أتاك السائل فسألك فقلت: من معه شيء يقرضنا فأقرضتك ثلاثة دراهم، قال: فقال:«يا فضل أعطه» قال: فأعطيته، قال: ثم قال:«و من غلب عليه شيء فليسألنا ندع له» قال: فقام رجل فقال: يا رسول اللّه إني رجل جبان كثير النوم، قال: فدعا له، قال الفضل: فلقد رأيته أشجعنا، و أقلّنا نوما، قال: ثم أتى بيت عائشة فقال للنساء مثل ما قال للرجال، ثم قال:«و من غلب عليه شيء فليسألنا ندع له» قال: فأومت امرأة إلى لسانها، قال: فدعا لها، قال: فلربما قالت لي: يا عائشة أحسني صلاتك (3)[929].

ص: 92


1- عن مختصر ابن منظور 245/2 و بالأصل «عياش» و هو الفضل بن العباس بن عبد المطلب.
2- في مختصر ابن منظور:«خفوف» و في سيرة ابن كثير «خلوف» و في دلائل البيهقي: حقوق.
3- بمعناه في دلائل البيهقي 179/7-180 و نقله عن البيهقي ابن كثير في البداية و النهاية 231/5 و السيرة النبوية لابن كثير 457/4.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبد اللّه بن محمّد.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبد اللّه بن محمّد (1).

ح و أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو الحسين، نا عيسى، نا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن زياد النيسابوري - إملاء-.

ح و أخبرنا أبو العلاء أحمد بن مكي بن حسنويه - بزنجان - و أبو بكر محمّد بن أبي نصر اللفتواني، و أبو المعالي عاصم بن محمّد بن غانم بن محمّد بن عبد الواحد، و أبو الفضل عبد اللّه بن محمّد بن إبراهيم بن سعدوية، قالوا: أنا أبو منصور بن شكرويه.

ح و أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا إبراهيم بن محمّد، قالا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه، نا أبو بكر بن زياد، نا يونس بن عبد الأعلى، أخبرني عبد اللّه بن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث.

ح و أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن أحمد الأصبهاني، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا ابن قتيبة، نا حرملة، أنا ابن وهب، أخبرني عمرو أن بكر بن سوادة حدّثه عن عبد الرّحمن بن جبير عن عبد اللّه بن عمرو:

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم تلا قول اللّه عزّ و جل في إبراهيم: رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النّٰاسِ ، فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَ مَنْ عَصٰانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (2).

ح و قال عيسى: إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبٰادُكَ ، وَ إِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3)،و رفع يده ثم قال:«اللهم أمّتي أمّتي» و بكى، فقال اللّه عزّ و جلّ : يا جبريل، اذهب إلى محمّد - و ربك أعلم - فسله ما يبكيك، فأتاه جبريل فسأله فأخبره رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بما قال و هو أعلم، فقال اللّه عزّ و جلّ : يا جبريل، اذهب إلى محمّد فقل:

ص: 93


1- كذا بالأصل مكررا.
2- سورة إبراهيم، الآية:36.
3- سورة المائدة، الآية:118.

إنا سنرضيك في أمّتك و لا نسوؤك[930].

و اللفظ لحرملة، و في حديث ابن خرشيد قوله و المخلّص: عن عبد الرّحمن بن جبير بن نفير، و هو وهم.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد السمّاك، نا عبد الرّحمن بن محمّد بن منصور، نا يحيى بن سعيد القطّان، عن قدامة بن عبد اللّه، حدثتني حسرة قالت: سمعت أبا ذرّ يقول: قام النبي صلى اللّه عليه و سلم بآية حتى أصبح يرددها، و الآية: إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبٰادُكَ وَ إِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ .

أخبرنا أبو إسماعيل سعيد بن المظفّر بن أحمد بن عبد اللّه السّكّري، أنا أحمد بن الفضل الباطرقاني، نا أبو بكر محمّد بن الحسن بن يوسف الإمام، نا أبو الأسود عبد الرّحمن بن الفيض، نا أبو بشر إبراهيم بن ناصح المديني، نا سفيان بن عيينة، عن جعفر بن برقان، عن يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«مثلي و مثلكم أيتها الأمة كمثل رجل استوقد نارا، فأقبلت (1)الفراش و الدوابّ التي يغشين النار، فجعل يذبّها و يطلب (2) الاقتحام في النار، و أنا آخذ بحجزكم أدعوكم إلى الجنّة و؟؟؟ (3) إلاّ التّقحّم في النار» (4)[931].

ص: 94


1- رسمها بالأصل: بهذه.
2- كذا، و في صحيح مسلم: و يغلبنه فيتقحمن فيها.
3- غير واضحة بالأصل و نميل إلى قراءتها:«و تغلبوني» و في صحيح مسلم في رواية:«فتغلبوني» و في رواية أخرى:«تفلّتون».
4- الخبر بمعناه من حديث جابر بن عبد اللّه في صحيح مسلم (كتاب الفضائل)1790/4 و البيهقي في الدلائل 367/1 و من حديث أبي هريرة أخرجه البخاري في كتاب الرقاق - باب الانتهاء عن المعاصي، و مسلم في كتاب الفضائل باب شفقته على أمّته 1789/4. و قوله: آخذ: روي بوجهين: أحدهما اسم فاعل بكسر الخاء و تنوين الذال، و الثاني: فعل مضارع بضم الذال بلا تنوين و الأول أشهر، و هما صحيحان. و قوله: بحجزكم: الحجز جمع حجزة، و هي معقد الإزار و السراويل. و التقحم: هو الإقدام و الوقوع في الأمور الشاقة من غير تثبت. و مقصود الحديث أنه صلى اللّه عليه و سلم شبه تساقط الجاهلين و المخالفين بمعاصيهم و شهواتهم في نار الآخرة، و حرصهم على الوقوع في ذلك، مع منعه إيّاهم و قبضه على مواضع المنع منهم، بتساقط الفراش في نار الدنيا لهواه و ضعف تمييزه و كلاهما حريص على هلاك نفسه، ساع في ذلك لجهله.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا الحسن بن علي الجوهري، أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد الزهري، نا إبراهيم بن عبد اللّه بن أيوب المخرمي، نا سعيد بن محمّد الخرمي، نا أبو عبيدة الحداد، نا محمّد بن ثابت البناني، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن الحارث بن نوفل، عن ابنه عن عبد اللّه بن عباس قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يوضع للأنبياء منابر من ذهب يجلسون عليها، و يبقى منبري لا أجلس عليه - أو قال: لا أقعد عليه - قائما بين يدي ربّي عزّ و جلّ ، منتصبا بأمّتي فيقول اللّه تعالى: ما تريد أن يصنع بأمّتك يا محمّد، فأقول: يا ربّ عجّل حسناتهم، فيدعى بهم فيحاسبون، فمنهم من يدخل الجنّة برحمة اللّه تعالى، و منهم من يدخل الجنّة بشفاعتي، و لا أزال أشفع حتى أعطى صكاكا برجال قد أمر بهم إلى النار، و حتى أن خازن النار ليقول: يا محمّد، ما تركت لغضب ربّك في أمّتك من نقمة»[932].

ص: 95

باب ذكر تقلّله و زهده و تبتّله في العبادة وجده

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا محمّد بن أحمد بن العراد، نا محفوظ بن إبراهيم الفركي بن أبي مريم، نا موسى بن يعقوب، نا أبو حازم، أخبرني القاسم بن محمّد أن عائشة أخبرته:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لم يشبع شبعتين في يوم حتى مات.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبد اللّه بن كادش، أنبأ أبو الحسين محمّد بن محمّد بن علي الورّاق.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن علي البيهقي، أنا أبو علي محمّد بن إسماعيل بن محمّد - بطوس-.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن بن البنّا، و أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن محمّد بن البخاري، قالوا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، قالوا: أنا أبو طاهر المخلّص - إملاء - نا أبو بكر بن أبي داود، و عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا أحمد - يعني - ابن صالح بن أبي فديك، حدّثني موسى بن يعقوب، عن أبي حازم، عن القاسم بن محمّد، عن عائشة قالت:

ما شبع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في يوم مرّتين حتى مات.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، و أبو القاسم بن البسري (1).

ص: 96


1- رسمها و إعجامها مضطربان، و الصواب ما أثبت، انظر فهارس المطبوعة عاصم - عائذ ص 786.

ح و أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن الطيّب، أنا أبو القاسم بن القشيري، قالا: أنا محمّد بن عبد الرّحمن المخلّص، نا أبو القاسم البغوي، نا أبو نشيط محمّد بن هارون، و محمّد بن إسحاق الصغاني، و علي بن داود، و إبراهيم بن هانئ، قالوا: ثنا سعيد (1) بن أبي مريم، أنا موسى بن يعقوب، حدّثني أبو حازم، أخبرني القاسم بن محمّد عن عائشة أخبرته:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لم يشبع شبعتين في يوم حتى مات.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد، و أبو نصر الحسين بن محمّد بن طلاّب، قالا: أنا أبو بكر بن أبي الحديد، أنا أبو الحسين محمّد بن علي بن أبي الحديد المصري.

ح و أخبرنا الفقيه أبو الحسن، نا أبو محمّد الكتّاني (2)،أنا تمام بن محمّد [و عبد الرّحمن] (3) بن عثمان، و عقيل بن عبيد اللّه بن عبدان، نا بكّار بن قتيبة، نا صفوان بن عيسى، نا ابن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن القاسم بن محمّد، عن عائشة قالت: إن كان ليمرّ بنا الشهر و نصف الشهر و نصف الشهر (4) ما يوقد في بيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نار لمصباح و لا غيره، قال: قلت: فما كان عيشكم ؟ قالت: التمر و الماء.

و خالفه بكر بن سليمان الصوّاف المدني:

رواه عن القعقاع عن أبي صالح عن أبي هريرة عن عائشة، و هو وهم.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو محمّد عبد العزيز بن الحسن أبو حبيب العباس بن أحمد بن محمّد البركي، نا الحسن - و هو ابن داود المنكدري - نا بكر - و هو ابن سليم الصوّاف - عن ابن عجلان، عن القعقاع، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن عائشة قالت:

ص: 97


1- غير واضحة بالأصل، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 327/10.
2- تقرأ الكناني بالنون، و الصواب ما أثبت «الكتاني» و هو عبد العزيز بن أحمد الكتاني.
3- عن هامش الأصل.
4- كذا مكررة بالأصل.

إن كان ليمرّ بنا الشهر و نصف الشهر ما يوقد في بيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نار لمصباح و لا لغيره، قال: قلت: سبحان اللّه، فبأي شيء كنتم تعيشون ؟ قالت: بالماء و التمر، كان لنا نسوة جيران من الأنصار لهم منائح (1) فربما أهدوا إلينا منها شيئا.

كذا قال: و رواية غيره عن ابن عجلان عن القعقاع عن القاسم عن عائشة هي أشبه.

أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي، أنا أبو صاعد يعلى بن هبة اللّه.

ح و أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر بن أبي الرضا، أنا أبو عاصم الفضيل بن أبي منصور الفضيلي، قالا: أنا محمّد بن أبي شريح، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر الفقيه البلخي، نا أبو يحيى العطّار، نا روح بن عبادة، نا هشام بن حبان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:

و اللّه لقد كان يأتي على آل محمّد صلى اللّه عليه و سلم شهر ما نختبز فيه، قال: قلت: يا أمّ المؤمنين، فما كان يأكل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ فقالت: كان لنا جيران من الأنصار جزاهم اللّه خيرا، كان لهم شيء من لبن يهدون منه إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (2).

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر المغربي، أنا محمّد بن عبد اللّه الجوزقي، أنا مكي بن عبدان، و عبد اللّه بن محمّد بن الحسن، قالا: نا عبد اللّه بن هاشم، نا يحيى بن سعيد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:

كان يأتي على آل محمّد الشهر ما يوقدون فيه نار، إنما هو التمر و الماء، إلاّ أن (3) باللحم.

قال: و أنا أبو العبّاس الدّغولي، نا محمّد بن عبد اللّه بن فهد، أو قال النّضر بن شميل: ثنا.

قال: نا هشام بن عروة، أخبرني أبي عن عائشة أنها قالت: يأتي على أهل بيت

ص: 98


1- المنائح: في المصباح: المنحة في الأصل الشاة أو الناقة يعطيها صاحبها رجلا يشرب لبنها ثم يردها إذا انقطع اللبن ثم كثر استعماله حتى أطلق على كل عطاء.
2- انظر ما أخرجه البيهقي في الدلائل 341/1 بمعناه، و انظر تخريجه فيه.
3- تقرأ بالأصل:«يوتانا»، و في مختصر ابن منظور:«يؤتى».

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الشهر ما يوقد فيه نارا إلاّ أن يأتيهم لحم، و كان جيران له من الأنصار يرسلون إليه من أجر أيديهم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن المزرفي (1)،نا أبو الحسين بن المهتدي.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن محمّد بن النقور، قالا: أنا عيسى بن علي بن عيسى، أنا أبو القاسم البغوي، نا داود بن عمرو، نا ابن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: قالت لي عائشة:

يا ابن أختي، إن كان ليمرّ على آل محمّد الشهر ما يوقدون في بيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نارا إلاّ أن يكون الخبز و ما هما إلاّ الأسودان: الماء و التمر، إلاّ أن جيرانا لنا أهل دور من الأنصار، جزاهم اللّه خيرا في الحديث و القديم، كانوا يبعثون إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بغزيرة (2) شاتهم من ذلك اللبن (3).

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو سعد محمّد بن علي بن محمّد الخشاب، أنا عبد اللّه بن يوسف بن بامويه (4)،أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا الحسن بن عفّان، نا أبو أسامة.

ح قال: و أنا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس بن بكير، قالا: عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت (5):

لقد مات رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و ما في بيتي إلاّ شطر من شعير [فكلته، ففني، و ليتني لم أكله] (6).

ص: 99


1- بالأصل: المرزقي، خطأ.
2- الغزيرة: الكثيرة الدرّ (القاموس).
3- بمعناه أخرجه البخاري في الرقاق(17) باب كيف كان يمشي النبي صلى اللّه عليه و سلم، و مسلم في(53) كتاب الزهد و الرقائق 2283/4 و أحمد في المسند 108/6 و انظر دلائل البيهقي 341/1 و ابن سعد 401/1.
4- غير واضحة بالأصل و الصواب ما أثبت.
5- من حديث أبي أسامة أخرجه البخاري في كتاب الرقاق (ح 6451) فتح الباري 274/11 و ابن ماجة في الأطعمة(3345) و مسلم في الزهد و الرقاق(2282/4) و أحمد في المسند 108/6 و البيهقي في الدلائل 274/7 و الذهبي في السيرة النبوية ص 590.
6- ما بين معكوفتين بياض بالأصل، و الزيادة المستدركة عن دلائل البيهقي. و العبارة في السيرة النبوية للذهبي: فأكلت منه حتى ضجرت، فكلته فغني، و ليتني لم آكله.

و قالت: توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و ما خلّف دينارا و لا درهما، و لا شاة و لا بعيرا (1).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي قال: قرئ على أبي محمّد الجوهري و أنا حاضر، أنا أبو حفص عمر بن محمّد بن علي بن الزيّات، نا أبو العباس أحمد بن محمّد بن خالد البراكي، نا عثمان بن أبي شيبة، نا وكيع عن (2) هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:

لقد أهدى لنا أبو بكر رجل شاة لحم فإني لأقطعها أنا و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في ظلمة البيت، فقلت لها: هلاّ أسرجتم، فقالت: لو كان لنا ما نسرج به لأكلناه.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنا محمّد بن أحمد بن شكرويه، و محمود بن جعفر الكوسج، و إبراهيم بن محمّد الطيّان - قراءة - و أبو بكر محمّد، و أبو القاسم علي ابنا أحمد بن محمّد بن علي السمسار - حضورا-.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا إبراهيم بن محمّد الطيان، قالوا: أنا إبراهيم بن خورشيد، أنا أبو بكر النيسابوري، نا يونس بن عبد الأعلى، نا ابن وهب، أخبرني أبو صخر عن يزيد بن عبد اللّه بن قسيط ، عن عروة بن الزبير، عن عائشة قالت:

لقد مات رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و ما شبع من خبز و زيت في يوم واحد مرّتين.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا الحسن بن علي الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن المروزي، أنا محمّد بن أبي عدي، نا محمّد بن أبي حميد، عن محمّد بن المنكدر، عن عروة، عن عائشة قالت:

كان يأتي علينا أربعون ليلة و ما يوقد في بيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مصباح و لا غيره، قال: قلنا: أي أمه، فبم كنتم تعيشون ؟ قالت: بالأسودين التمر و الماء.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد، أنا الحسن بن علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر بن حمدان، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا حسين بن محمّد، نا

ص: 100


1- أخرجه مسلم في كتاب الوصية (ص 1256) و النسائي في الوصايا 240/6 و ابن ماجة في الوصايا (2695) و أحمد في المسند 44/6 و البيهقي في الدلائل 273/7 و الذهبي في السيرة النبوية ص 589.
2- بالأصل:«بن».

دويد، عن أبي سهل، عن سليمان بن رومان - مولى عروة - عن عروة، عن عائشة أنها قالت:

و الذي بعث محمّدا بالحقّ ما رأى منخلا و لا أكل خبزا منخولا منذ بعثه اللّه إلى أن قبض صلى اللّه عليه و سلم، فقلت: كيف كنتم تأكلون الشعير؟ قالت: كنا نقول: أف، أف.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن حسنون النّرسي، نا أبو بكر محمّد بن إسماعيل الورّاق، ثنا أبي، أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم البغوي - و يعرف بلؤلؤ - نا حسين بن محمّد، نا دويد الزاهد، عن أبي سهل، عن سليمان مولى عروة، عن عروة، عن عائشة قالت:

و الذي بعث محمّدا صلى اللّه عليه و سلم بالحقّ ما كان لنا منخلا، و لا أكل خبزا محورا منذ بعثه اللّه إلى أن قبض صلى اللّه عليه و سلم، فقلت: كيف كنتم تأكلون الشعير؟ قالت: كنا نقول: أف، أف.

دويد هو ابن سليمان، بالدال المهملة، و أبو سهل حسام بن مصك الأزدي البصري فيما أرى.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد القزاز، أنا أبو طالب محمّد بن علي بن الفتح العشاري، نا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن إسماعيل بن شمعون الواعظ - إملاء - نا أبو بكر المطيري، نا أحمد بن عبد اللّه بن زياد، نا بشر بن مهران، نا محمّد بن دينار، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:

ما رفع النبيّ صلى اللّه عليه و سلم غداء لعشاء، و لا عشاء قط لغداء، و لا اتّخذ من شيء زوجين، و لا قميصين، و لا رداءين، و لا إزارين، و لا من النعال، و لا رؤي قط فارغا في بيته، إمّا يخصف نعلا لرجل مسكين، أو يخيط ثوبا لأرملة.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا محمّد بن عبد الرّحمن الأديب، أنبأ محمّد بن أحمد بن حمدان الفقيه، أنا أبو يعلى الموصلي، نا إسحاق - هو ابن أبي إسرائيل - نا حجاج - هو ابن محمّد - عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الرّحمن بن يزيد، عن الأسود، عن عائشة قالت:

ما شبع آل محمّد صلى اللّه عليه و سلم غداء و لا عشاء من خبز الشعير ثلاثة أيام متتابعات حتى لحق باللّه عزّ و جلّ .

ص: 101

أخبرتنا به أمّ البهاء فاطمة بنت محمّد، أنا سعيد العيار، أنا أبو الحسين الخفّاف، نا أبو حامد بن الشرقي، نا محمّد بن يحيى، و أبو الأزهر، قالا: نا عبد الرزّاق، أنا معمر، عن أبي إسحاق، عن عبد الرّحمن بن يزيد (1)،عن الأسود، عن عائشة قالت:

ما شبع آل محمّد صلى اللّه عليه و سلم من عشاء واحد حتى مضى، كأنها تقول: قبض النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا عاليا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن الأديب، نا أبو أحمد الحسين بن علي بن محمّد التميمي - إملاء - أنا أبو محمّد عبد اللّه بن زيدان، نا يحيى بن طلحة اليربوعي، نا فضيل بن عياض، عن منصور، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة قالت: ما شبع آل محمّد صلى اللّه عليه و سلم منذ قدموا المدينة (2).

رواه أبو حنيفة الفقيه عن حمّاد بن أبي سليمان الفقيه عن إبراهيم، فأسقط منه الأسود.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري (3)،أنا أبو الحسين محمّد بن عبد الرّحمن بن جعفر بن خشنام، نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن خالد بن جلي الكلاعي - بحمص - نا أبي محمّد بن خالد بن جلي، عن جدي، عن محمّد بن خالد الوهبي، عن أبي حنيفة، عن حمّاد، عن إبراهيم، عن عائشة أنها قالت:

ما شبع آل محمّد ثلاثة أيّام متتابعات من خبز البرّ حتى ذاق محمّد صلى اللّه عليه و سلم الموت، و ما زالت الدنيا علينا عسرة كدرة حتى مات النبي صلى اللّه عليه و سلم انصبّت الدنيا علينا صبّا.

و هذا وهم، فقد رواه سليمان بن مهران الأعمش عن إبراهيم فقال: عن الأسود كما رواه ابنه عبد الرّحمن عنه.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا محمّد بن علي بن محمّد الخشّاب، أنا عبد اللّه بن يوسف بن بامويه (4)،أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا محمّد بن سعيد بن

ص: 102


1- بالأصل: الأسود.
2- أخرجه البخاري في الايمان و النذور (فتح الباري 570/11) و في الأطعمة الفتح(549/9) و في الرقاق، فتح الباري 282/11 من طرق مختلفة عن عائشة. و أخرجه مسلم في الزهد و الرقائق (ص 2281)، و النسائي في الضحايا، و ابن ماجة في الأطعمة، و أحمد في المسند 98/2 و 442/4، و 128/6، و 187،156 و البيهقي في الدلائل 340/1.
3- بالأصل: البشري، و الصواب ما أثبت.
4- بالأصل: نامويه و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 239/17.

غالب، نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي هريرة، عن الأسود، عن عائشة قالت:

ما شبع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثلاثة أيام تباعا حتى مضى لسبيله.

و قالت عائشة: لقد توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و ما في بيتي شيء يأكله ذو كبد، غير شطرين ؟؟؟ (1) شعير في رف لي.

أخبرنا أبو شجاع ناصر بن محمّد بن أحمد بن محمّد البيّاع النوقاني - بها (2)-نا الفقير أبو سهل عبد اللّه (3) بن عبد اللّه بن محمّد الدّشتي - إملاء بنيسابور - أنا الأستاذ الإمام أبو طاهر محمّد بن محمّد بن محمش الزّيادي (4)،أنا أبو العبّاس عبد اللّه بن يعقوب الكرماني، نا يحيى بن يحيى الكرماني، نا حمّاد بن زيد، عن مجالد بن سعيد، عن الشعبي، عن مسروق قال:

دخلت على عائشة يوما، فدعت لي بطعام، فقالت لي: كل، فلقلّ ما أشبع من طعام ما أشاء أن أبكي إلاّ بكيت، قال: قلت: يا أم المؤمنين و ذاك ممه ؟ قالت: أذكر الحال التي فارقها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، ما شبع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في يوم مرتين من خبز الشعير حتى لحق باللّه عزّ و جلّ .

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد (5) الجنزرودي (6)،أنبأنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أمّ المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنبأ أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا أبو هشام، نا ابن فضيل، نا مجالد، عن الشعبي، عن مسروق قال: سمعت عائشة تبكي، فقلت: يا أمّ المؤمنين ما يبكيك ؟ قالت: شبعت - زاد ابن حمدان: اليوم - فذكرت أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لم يشبع في يوم مرتين.

ص: 103


1- لفظة غير مقروءة، و في مختصر ابن منظور: شطر شعير في رف لي.
2- يعني بنوقان، و هي إحدى مدينتي طوس.
3- سماه السمعاني في الأنساب (الدشتي): عبد الملك.
4- ترجمته في سير الأعلام 276/17.
5- بالأصل: سعيد، خطأ.
6- إعجامها مضطرب بالأصل و الصواب ما أثبت.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأ أبو طالب بن غيلان، أنبأ إبراهيم بن محمّد المزكي، نا أحمد بن محمّد بن الأزهري، نا يحيى بن سعيد بن سالم القداح، نا أبي، نا علي بن صالح - الذي كان يكون بمكة - عن الأعمش، عن أبي وائل، عن مسروق، عن عائشة قالت:

ما ترك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم دينارا و لا درهما، و لا شاة و لا بعيرا، و لا أوصى بشيء.

هذا حديث غريب من حديث يحيى بن سعيد بن سالم عن أبيه، عن علي بن صالح، و هو صحيح من حديث الأعمش، رواه جماعة منهم سفيان الثوري، و أبو معاوية، و عبد اللّه بن نمير، و جرير بن عبد الحميد.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا إسحاق بن الحسن الحربي، نا أبو حذيفة، نا سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن مسروق، عن عائشة قالت: ما ترك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عبدا و لا أمة، و لا شاة و لا بعيرا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي الفرضي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنبأ عمر بن محمّد بن علي، نا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن خالد البرقي، نا شريح بن يونس المروزي، و أحمد بن منيع قالا: نا أبو معاوية.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا أبو معاوية، نا الأعمش، و ابن نمير عن الأعمش.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر المغربي، أنا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الجوزقي، أنبأ مكي بن عبدان، نا عبد اللّه بن هاشم، نا أبو معاوية، و عبد اللّه بن نمير، عن الأعمش، عن شقيق، عن مسروق، عن عائشة قالت:

ما ترك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم دينارا و لا درهما، و لا شاة و لا بعيرا، و لا أوصى بشيء (2)- و في حديث الفرضي: قالت: قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ما ترك.

ص: 104


1- مسند الإمام أحمد 108/6.
2- أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب الوصية ص 1256، و انظر دلائل النبوة للبيهقي 373/7 و ابن ماجة في الوصايا(2695) و الذهبي في التاريخ (السيرة النبوية ص 589).

أخبرنا أبو عبد اللّه، أنبأ أبو بكر، نا محمّد بن عبد اللّه، أنا إبراهيم بن عبدوس الحيري، نا الحسن بن علي بن عفّان بن نمير، عن الأعمش، نا مكي بن عبدان، نا محمّد بن يحيى، ثنا عمرو بن حفص بن غياث، نا أبي، نا الأعمش، عن شقيق، عن سفيان، عن مسروق، عن عائشة.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنبأ أبو سعد الجنزرودي (1)،أنا محمّد بن أحمد بن حمدان، أنا إسحاق - هو ابن أبي إسرائيل - نا جرير، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن مسروق، عن عائشة قالت:

توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و لم يترك دينارا و لا درهما، و لا شاة و لا بعيرا، و لم يوص بشيء.(2) ابن رزقويه و محمّد بن الحسين بن الفضل القطّان، و عبد اللّه بن يحيى بن عبد الجبّار السكري، و محمّد بن محمّد بن إبراهيم.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي (3)،أنا أبو علي الروذباري في الفوائد، قالوا: أنا إسماعيل بن محمّد الصفّار - قراءة عليه - قال الخطيب في شوال سنة تسع و ثلاثين و ثلاثمائة.

ح و أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان الرزاز، و أخبرني عنه خالي أبو المكارم سلطان بن يحيى القرشي، و أبو سليمان داود بن محمّد بن الحسن بن أبي خالد الإربلي - قاضي مصر - أنبأ محمّد بن محمّد بن مخلد البزاز قال: نا إسماعيل بن محمّد بن الحسن بن أبي خالد الإربلي - قاضي مصر - أنبأ محمّد بن محمّد بن مخلد البزاز قال: نا إسماعيل بن محمّد الصفّار، ثنا الحسين بن عرفة بن يزيد (4)،نا عبّاد بن عبّاد المهلّبي، عن مجالد بن سعيد، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة قالت:

دخلت عليّ امرأة من الأنصار، فرأت فراش رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قطيفة، و قال الخطيب: عباءة مثنية، فانطلقت فبعثت إليّ بفراش حشوه الصوف، و قال الخطيب:

ص: 105


1- بالأصل: الخيزرودى، خطأ.
2- كذا بدأ السند بالأصل.
3- انظر دلائل النبوة للبيهقي 345/1.
4- في دلائل البيهقي: الحسن بن عرفة.

صوف، فدخل عليّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«ما هذا يا عائشة ؟» قالت (1):قلت: يا رسول اللّه، فلانة الأنصارية دخلت - زاد الخطيب: علي، و قالوا:- فرأت فراشك، فذهبت فبعثت إليّ بهذا، فقال:«ردّيه يا عائشة، فو اللّه لو شئت لأجرى اللّه معي جبال الذهب و الفضّة»- زاد الخطيب: قالت: فلم أرده و أعجبني أن يكون في بيتي حتى قال لي ذاك ثلاث مرّات، قالت: فقال:«ردّيه» ثم اتّفقوا فقالوا:- «يا عائشة، فو اللّه لو شئت لأجرى اللّه معي جبال الذهب و الفضّة» (2)[933].

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ في كتابه، ثم أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا يوسف بن الحسن السكري قالا: أنا أبو نعيم الحافظ أنا عبد اللّه بن جعفر بن فارس، نا أبو بشر، نا أبو داود الطيالسي، نا شيبان عن عاصم بن بهدلة عن زرّ بن حبيش أن رجلا سأل عائشة عن ميراث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقالت:

لا و اللّه ما ترك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم دينارا و لا درهما و لا شاة و لا بعيرا و لا عبدا و لا أمة (3).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا الحسن بن علي التميمي، أنا أحمد بن جعفر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد (4)،حدّثني أبي، نا وكيع، نا مسعر عن عاصم بن أبي النجود، عن زر عن عائشة قالت:

ما ترك النبي صلى اللّه عليه و سلم دينارا و لا درهما و لا عبدا و لا أمة و لا شاة و لا بعيرا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري (5)،و أبو (6)محمّد بن أبي عثمان، و أحمد بن محمّد بن إبراهيم الأنصاري.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم القصاري، أنبأ أبي أبو طاهر، قالوا:

أنبأ إسماعيل بن الحسن بن عبيد اللّه الصرصري، نا أبو جعفر محمّد بن عبيد اللّه بن

ص: 106


1- عن دلائل البيهقي، و بالأصل: قال.
2- نقله ابن كثير في البداية و النهاية 53/6 و البيهقي في الدلائل 345/1 و أحمد في الزهد ص 20 و ابن سعد 465/1 و الذهبي في السيرة ص 470.
3- انظر ابن سعد 317،316/2 و مسند أحمد 201،200/1 و الذهبي السيرة النبوية ص 590 و دلائل البيهقي 274/7.
4- مسند الإمام أحمد 200/1.
5- بالأصل: البشري، و الصواب ما أثبت، و قد مضى التعريف به.
6- بالأصل: و أبي.

محمّد بن العلاء الكاتب - إملاء - ثنا عبد اللّه بن الحسين الهاشمي، نا حسن بن موسى، نا شيبان بن عبد الرّحمن، عن عاصم بن أبي النجود، عن زرّ بن حبيش قال:

سألت عائشة أمّ المؤمنين عن ميراث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقالت: عن ميراث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم تسأل لا أبا لك، و اللّه ما ورّث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم دينارا و لا درهما، و لا شاة و لا بعيرا، و لا عبدا و لا أمة.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأ أبو الحسن الدارقطني، نا إبراهيم بن محمّد بن علي بن بقيرة، نا الحسن بن حمّاد سجّادة (1)،نا علي بن عابس، عن جابر، عن الجر، عن عبد الرّحمن بن عابس قال: سمعت عائشة تقول: كذا قال: ما شبع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أهل بيته من خبز حتى قبض.

قال الدارقطني: علي بن عايش عن جابر بن الحر.

أخبرنا أبو القاسم زاهر، و أبو بكر وجيه بن طاهر، قالا: أنا عبد الرّحمن بن علي بن محمّد، ثنا يحيى بن إسماعيل بن يحيى الحربي، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن بن الشرقي، نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، نا مطيع بن عبد اللّه، عن كردوس، عن عائشة قالت: ما شبع آل محمّد صلى اللّه عليه و سلم من طعام ثلاثة أيّام حتى مضى لسبيله.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد، أنا الحسن بن علي بن المذهب الواعظ ، أنا أحمد بن جعفر بن حمدان، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا محمّد بن عبيد، ثنا مطبع القزاز، عن كردوس، عن عائشة قالت:

لقد مضى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لسبيله و ما شبع أهله ثلاثة أيام من طعام.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي الأنصاري، أنبأ أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عيسى الباقلاني - قراءة عليه و أنا حاضر - ثنا أبو بكر بن مالك - إملاء - نا محمّد بن الحسن بن هارون الموصلي، نا محمّد بن عبد اللّه بن عمّار، نا المعافى بن عمران، عن جعفر بن عبد الرّحمن التميمي، عن عكرمة، عن عائشة قالت:

لو أردت أن أخبركم بكل شبعة شبعها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى مات لفعلت.

ص: 107


1- بالأصل شحاذة، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 392/11.

أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر بن أبي الرضا، أنا أبو عاصم الفضل بن يحيى، أنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عقيل بن الأزهر، ثنا أبو البختري عبد اللّه بن محمّد بن شاكر (1)،نا حسين - يعني الجعفي - عن زائدة عن سليمان، عن عمرو بن مرة، عن أبي نصر قال: قالت عائشة: أهدى لنا أبو بكر رجل شاة فقعدت أنا و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نقطعها في ظلمة البيت، قال: فقلت لها: أ فما كان عندكم سراج ؟ قال: فقالت: لو كان عندنا ما نجعل فيه لأكلناه.

أبو نصر هذا هو حميد بن هلال العدوي البصري (2).

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد الشيباني، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا بهز - يعني - ابن أسد، نا سليمان بن المغيرة، عن حميد قال: قالت عائشة؛: أرسل إلينا آل أبي بكر بقائمة شاة ليلا، فأمسكت و قطع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أو قالت: أمسك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و قطعت، قال:

يقول الذي يحدّثه هذا: على غير مصباح، قال: قالت عائشة: إنه ليأتي على آل محمّد الشهر ما يختبزون خبزا و لا يطبخون قدرا.

قال حميد: فذكرت ذلك لصفوان بن محرز فقال: لا، بل كل شهرين (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي الحسن بن محمّد بن القاسم بن عبيد اللّه بن رينة، نا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الخباز (4)،نا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن صالح البروجردي (5) الخطيب، نا إبراهيم بن الحسين بن دازيل (6)الكسائي، نا أبو سلمة - يعني المنقري-[نا] (7) سليمان بن عبيد المازني أبو داود، حدّثني عمران بن يزيد المدني، حدّثني والدي - عن عائشة أم المؤمنين - قال:

دخلنا عليها فقلنا: السلام عليك يا أمّ ، فقالت: و عليكم، ثم بكت، فقلنا: ما

ص: 108


1- سير الأعلام 33/13 ترجمته.
2- انظر ترجمته في سير الأعلام 309/5 و انظر الخبر في ابن سعد 405/1.
3- الخبر في طبقات ابن سعد 405/1.
4- كذا بالأصل، و في سير الأعلام «الحفار» ترجمته 293/17.
5- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى بروجرد بلدة من بلاد الجبل على ثمانية عشر فرسخا من همذان.
6- بالأصل: داربل، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 184/13.
7- زيادة لازمة منا.

أبكاك يا أمّه، فقالت: بلغني أن الرجل منكم يأكل من ألوان الطعام حتى يلتمس لذلك دواء يمريه، فذكرت نبيكم صلى اللّه عليه و سلم فذلك الذي أبكاني، خرج من الدنيا و لم يملأ بطنه في يوم واحد من طعامين، كان إذا شبع من التمر لم يشبع من الخبز، و إذا شبع من الخبز لم يشبع من التمر، فذاك الذي أبكاني.

كذا قال عمران بن يزيد، و إنما هو ابن زيد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحارث بن أبي أسامة، أنا محمّد بن سعد (1)،أنا موسى بن إسماعيل، نا سليمان بن عبيد المازني أبو داود، نا عمران بن زيد المدني، حدّثني والدي قال: دخلنا على عائشة فقلت: سلام عليك يا أمّه، فقالت: و عليك، ثم قلت: فقلنا: ما بكاؤك يا أمّه، قالت: بلغني أن الرجل منكم يأكل من ألوان الطعام حتى يلتمس لذلك دواء يمريه، فذكرت نبيكم صلى اللّه عليه و سلم فذاك الذي أبكاني، خرج من الدنيا و لم يملأ بطنه في يوم من طعامين، كان إذا شبع من التمر لم يشبع من الخبز، إذا شبع من الخبز لم يشبع من التمر،[فذاك الذي أبكاني] (2).

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك الخلاّل، و أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد بن خالد، نا منهال، قالا: أنا أبو الطيّب عبد الرزّاق بن عمر بن موسى بن شمّة، أنبأ أبو بكر بن المبارك، أنبأ أبو محمّد بن الحسن بن قتيبة قال: قرئ على عيسى بن حمّاد و أنا حاضر أسمع قال: أخبرني الليث عن ابن عجلان، عن أبي حازم، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن بن عوف، عن عائشة أنها قالت:

اشتد وجع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و عندنا سبعة دنانير أو تسعة، فقال:«يا عائشة، ما فعلت تلك الذهب ؟» فقلت: هي عندي، قال:«تصدّقي بها» قالت: فشغلت، ثم قال الثالثة:«ما فعلت تلك الذهب» فقلت: هي عندي، فقال:«ائتني بها» قال: فخرج بها فوضعها في يده ثم قال:«ما ظن محمّد لو لقي اللّه و هذه عنده، ما ظن محمّد لو لقي اللّه و هذه عنده» (3)[934].

ص: 109


1- الخبر في طبقات ابن سعد 406/1.
2- الزيادة عن طبقات ابن سعد.
3- انظر طبقات ابن سعد 238/2.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو سعد الجنزرودي (1)،أنا أبو أحمد الحافظ ، أنا أبو بكر عبد اللّه بن عمر بن الأشعث السختياني - ببغداد - نا حسين - يعني ابن حمّاد التجيبي - أنا الليث - يعني ابن سعد - عن ابن عجلان، عن أبي حازم، عن عبد الرّحمن، عن عائشة قالت:

اشتد وجع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و عنده سبعة دنانير أو تسعة - شك فيها - فقال:«يا عائشة، ما فعلت تلك الذهب» فقالت: هي عندي، فقال:«تصدّقي بها» قالت: فشغلت به، ثم قال الثانية:«ما فعلت تلك الذهب» قلت: هي عندي، قال:«تصدّقي بها» قالت:

فشغلت، ثم قال الثالثة:«ما فعلت تلك الذهب، ائتني بها» فجئت بها فوضعتها في ... (2) ثم قال:«ما ظن محمّد لو لقي اللّه و هذه عنده، ما ظن محمّد لو لقي اللّه و هذه عنده»- ثلاثا-[935].

أخبرنا أعلى من هذا أبو القاسم الشّحّامي، أنبأ أبو سعد الجنزرودي (3)،أنبأ أبو طاهر بن خزيمة، أنا جدي أبو بكر، نا علي بن حجر، نا إسماعيل بن جعفر، نا محمّد - يعني ابن عمرو (4)-عن أبي سلمة، عن عائشة:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال في وجعه الذي مات فيه:«ما فعلت الذهب» فقلت: هذه عندي يا رسول اللّه، فقال:«ائتني بها» و هي بين التسع إلى الخمس، ثم جعلها في كفّه ثم قال:«ما ظن محمّد باللّه لو لقي اللّه و هي عنده، أنفقيها» (5)[936].

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن أسعد الفضيلي، أنبأ أبو مضر (6) محلّم (7) بن إسماعيل بن مضر بن إسماعيل الضبّي، أنا أبو سعيد الخليل بن أحمد بن محمّد بن الخليل، نا أبو العباس السراج، نا قتيبة، نا عبد العزيز بن محمّد، عن محمّد بن طلحة، عن أبي سلمة قال: قلت لعائشة: حدثيني حديث الدنانير التي وضعها عندك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقالت: غمي عليه كلّ ذلك يسألني عنها، قالت: ثم أفاق فأخذها و هي

ص: 110


1- بالأصل:«الخيزرودي» و الصواب ما أثبت.
2- بياض بالأصل قدر كلمة.
3- بالأصل:«الخيزرودي» و الصواب ما أثبت.
4- في ابن سعد 238/2 عمر.
5- الخبر في طبقات ابن سعد و فيه: و هي ما بين السبعة و الخمسة.
6- بالأصل:«نصر» و الصواب ما أثبت.
7- بالأصل:«محكم» و الصواب ما أثبت.

سبع دنانير فقال:«ما ظن محمّد بربّه لو لقي اللّه عزّ و جلّ و هذه الدنانير عنده» قالت:

فأخذها فبددها[937].

و قد جاء بمثل هذا عن أم سلمة.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، نا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه بن كادش، قالا: أنا الحسن بن علي الجوهري، أنا علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ، نا محمّد بن إبراهيم الصلحي، نا سعيد بن يحيى بن الأزهر الواسطي، نا إبراهيم بن يزيد بن مردانية، نا رقبة (1) بن مسقلة (2)،عن عبد الملك بن عمير، عن ربعي بن حراش عن أم سلمة قالت: جاءت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سبعة دنانير ليس لها ثامن، أو ثمانية ليس لها تاسع، فوضعها تحت الفراش، فإما نسيها و إما تناساها، فجاء من العشي و قد تغيّر لونه قال:

قلت: يا رسول اللّه ما لك ؟ قال:«لا، إلاّ الدنانير التي جاء بها غدوة، أمسينا و لم ننفقها»[938].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر المغربي: أخبرنا محمّد بن عبد اللّه الجوزقي، أنا أبو العباس الدّغولي، نا محمّد بن يحيى، نا عبد الرزّاق، أنبأ سفيان، عن منصور بن صفية (3) عن أمّه، عن عائشة قالت: توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و ما شبعنا من الأسودين: من التمر و الماء (4).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، و أبو بكر وجيه بن طاهر الشّحّامي، قالا: أنبأ عبد الرّحمن بن محمّد علي بن موسى، أنا يحيى بن إسماعيل الحربي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأ أبو بكر المغربي، أنا محمّد بن عبد اللّه الجوزقي، قالا: أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن [نا] (5) عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، نا مسعر، عن هلال بن حميد الورّاق عن عمرة، عن عائشة قالت: ما شبع آل محمّد صلى اللّه عليه و سلم من طعام يومين إلاّ و أحدهما تمرا.

ص: 111


1- بالأصل: رقية خطأ، و الصواب ما أثبت.
2- كذا بالأصل، و في سير الأعلام: مصقلة بالصاد (ترجمته 156/6).
3- هو منصور بن عبد الرحمن الحجبي.
4- الخبر في طبقات ابن سعد 407/1 و انظر صحيح مسلم: كتاب الزهد و الرقائق ص 2284/4.
5- زيادة لازمة منا.

أخبرنا أبو القاسم، و أبو بكر ابنا طاهر، قالا: أنا عبد الرّحمن بن علي بن محمّد، أنبأ (1) يحيى الحربي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأ أبو بكر، أنبأ محمّد بن عبد اللّه الجوزقي، قالا: أنبأ عبد اللّه بن محمّد بن الشرقي، نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، نا فضيل بن غزوان الضبّي، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: ما شبع آل محمّد من طعام ثلاثة أيّام حتى قبض (2).

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر المغربي، أنا محمّد بن عبد اللّه الجوزقي، أنا أبو العباس الدّغولي، نا محمّد بن يحيى، نا عبد الرزّاق، أنبأ سفيان، عن منصور بن صفية، عن أمّه، عن عائشة قالت: توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و ما شبعنا من الأسودين: التمر و الماء (3).

أخبرنا أبو القاسم زاهر، و أبو بكر وجيه بن طاهر الشّحّامي، قالا: أنبأ عبد الرّحمن بن علي بن محمّد، أنبأ (4) يحيى بن الحربي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر، أنبأ محمّد بن عبد اللّه الجوزقي قالا: أنبأ عبد اللّه بن محمّد بن الشرقي (5)،نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، نا فضيل بن غزوان الضبّي، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: ما شبع آل محمّد من طعام ثلاثة أيّام حتى قبض (6).

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر المغربي، أنا محمّد بن عبد اللّه الجوزقي قال: أنا أبو حامد بن الشرقي، ثنا عبد الرّحمن بن بشر.

ح و أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، أنا أبو منصور بن شكرويه، أنا أحمد بن موسى الحافظ ، نا إسحاق بن إبراهيم، نا عبد الرّحمن بن محمّد بن منصور، قالا: ثنا محمّد بن سعيد، عن مرثد بن كيسان.

ص: 112


1- بالأصل:«ابنا».
2- بمعناه في صحيح مسلم 2284/4.
3- الخبر مكرر بالأصل.
4- بالأصل: ابنا.
5- بالأصل: الشرفي، بالفاء، و الصواب بالقاف، انظر ترجمته في سير الأعلام 40/15.
6- بمعناه في صحيح مسلم 2284/4.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر المغربي، أنا أبو بكر الجوزقي، أنا مكي بن عبدان، حدّثنا عبد اللّه بن هاشم، نا يحيى بن سعيد، عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم قال: سمعت أبا هريرة يشير بإصبعه مرارا يقول: و الذي نفس أبي هريرة بيده، ما شبع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أهله ثلاثة أيام تباعا من خبز حنطة حتى فارق الدنيا (1).

قال الجوزقي: لفظ ابن بشير (2).

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي (3)،أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأ إبراهيم بن منصور، أنبأ أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا عبد اللّه بن عمر بن أبان، نا المحاربي - سمّاه ابن حمدان عبد الرّحمن بن محمّد - عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: ما شبع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أهله تباعا من خبز البرّ حتى فارق الدنيا.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد الحافظ ، أنا محمّد بن علي بن خولة.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، نا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الجرجاني، أنا حاجب بن أحمد، نا أبو الأزهر، نا علي بن عبيدة، نا أبو سفيان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: ما شبع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أهله ثلاثة أيام تباعا من خبز حنطة (4).

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي (5)،أنا أبو عمرو بن حمدان.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: نا أبو يعلى، نا أبو همّام، نا ضمرة، عن ابن عطاء، عن أبيه قال: زار أبو هريرة قومه فأتوه برقاق من الرقاق الأوّل فلما رآه بكى، فقيل له: ما يبكيك يا أبا هريرة ؟ فقال:

ما رأى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم هذا بعينه قط .

ص: 113


1- أخرجه مسلم في الزهد و الرقائق ص 2284/4.
2- كذا بالأصل هنا، و تقدم «ابن بشر» و هو الصواب، انظر ترجمته في سير الأعلام 340/12.
3- إعجامها بالأصل مضطرب و تقرأ: الخيززودي، و الصواب ما أثبت.
4- أخرجه مسلم في الصحيح، كتاب الزهد و الرقائق ص 2284/4.
5- بالأصل: الخيرزودي، و الصواب ما أثبت.

و عن أبي هريرة قال: إن كان لتمرّ بآل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الأهلّة (1) ما يسرج في بيت أحد منهم سراج، و لا توقد فيه نار، إن وجدوا زيتا ادّهنوا به، و إن وجدوا ودكا (2)أكلوه.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى، نا عبد اللّه بن عون، نا أبو معاوية، نا الأعمش قال: نبئت عن أبي زرعة عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«اللهمّ اجعل رزق آل محمّد في الدنيا قوتا» (3)[939].

هذا الحديث سمعه الأعمش من عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر المغربي، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه الجوزقي، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن، أنا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، نا الأعمش، عن عمارة بن القعقاع الضبّي قال: و حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب بن يوسف، نا أحمد بن عبد الحميد الحارثي، و الحسن بن علي العامري، قالا: نا أبو أسامة حمّاد بن أسامة عن الأعمش، عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة بن عمرو بن زين، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«اللّهمّ اجعل رزق آل محمّد قوتا»[940].

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، و أبو القاسم غانم بن خالد، قالا: أنا عبد الرزّاق بن عمر بن موسى، أنبأ أبو بكر بن المقرئ، أنا محمّد بن الحسن بن قتيبة، نا عيسى بن حمّاد، نا الليث، عن محمّد بن العجلان، عن أبي الزناد، عن إبراهيم، عن أبي هريرة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه (4) قال:«و اللّه لا تقسم ورثتي دينارا ما تركت من شيء بعد نفقة نسائي و مئونة عاملي فهو صدقة»[941].

ص: 114


1- الأهلة جمع هلال.
2- الودك محركة الدسم.
3- أخرجه البخاري في الرقاق،17 باب، فتح الباري 283/11 و مسلم في الزهد و الرقائق 2281/4 و في الزكاة(43) ص 730 و أخرجه الترمذي(2466)، و ابن ماجة في الزهد(4139)، و أحمد في المسند 481،446،232/2 و في الزهد ص 13. و البيهقي في الدلائل 339/1 و الذهبي في السيرة النبوية ص 467.
4- كتبت فوق السطر بخط مغاير.

أخبرنا عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، و أبو محمّد أحمد بن علي بن أبي عثمان، و عبد اللّه بن أحمد بن عثمان السّكّري، قالوا: أنا عبيد اللّه بن محمّد بن أبي مسلم، أنا محمّد بن جعفر بن أحمد المطيري، نا أبو أحمد بشر بن مظفّر الواسطي، نا سفيان بن عيينة، عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا تقسم ورثتي بعدي دينارا ما تركت بعد نفقة نسائي و مئونة عاملي فهو صدقة»[942].

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأ الحسن بن علي الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ، نا أبو الحسن عبد اللّه بن محمّد بن ياسين، و محمّد بن إسماعيل البندار البصلاني (1)،قالا: نا خالد بن يوسف السّمتي (2)،نا أبي، نا موسى بن عقبة، عن أبي حازم، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«لا تقسم ورثتي - و في نسخة أخرى: ذريتي - دينارا ما تركت بعد نفقة نسائي و مئونة عاملي فإنه صدقة»[943].

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو طاهر الفقيه، أنا أبو محمّد حاجب بن أحمد الطوسي، نا محمّد بن حمّاد الأبيوردي، نا محمّد بن الفضيل، عن عبد اللّه بن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن جدّه، عن أبي هريرة قال: جاء رجل من الأنصار فقال: يا رسول اللّه ما لي أرى لونك من منكفتا (3)؟قال:«الخمص» فانطلق الأنصاري إلى رحله فلم يجد فيه شيئا، فخرج يطلب، فإذا هو بيهودي يسقي نخلا له فقال الأنصاري لليهودي: أسقي نخلك ؟ قال: نعم، كلّ دلو بتمرة، و اشترط الأنصاري عليه ألاّ يأخذ فيه جرزة (4) و لا تارزة (5) و لا حشفة و لا يأخذ إلاّ جيدة (6)،فاستقى له بنحو

ص: 115


1- إعجامها مضطرب بالأصل، و الصواب ما أثبت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى البصلية و هي محلة على طرف بغداد. ذكره السمعاني و ترجم له.
2- بالأصل: السمنى، و الصواب ما أثبت عن الأنساب.
3- في سنن ابن ماجة 818/2 «منكفئا»، أي متغير، يقال انكفأ لونه أي تغير عن حاله، انظر اللسان كفأ.
4- كذا، و في ابن ماجة:«خدرة» و هي أظهر، و الخدرة التي أسود بطنها و تعفنت.
5- التارزة اليابسة، و كل قوى صلب يابس، فهو تارز.
6- في مختصر ابن منظور:«جيده» و في ابن ماجة: جلدة.

من صاعين، ثم أتى به إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«من أين لك هذا؟» فأخبره الأنصاري و كان يسأل عن الشيء إذا أتى به، فأرسل إلى نسائه بصاع، و أكل هو و أصحابه صاعا و قال للأنصاري:«أ تحبّني ؟» قال: نعم و الذي بعثك بالحق لأحبّك قال:«إن كنت تحبّني فاتخذ للبلاء تجفافا، فو الذي نفسي بيده للبلاء أسرع إلى من يحبّني من الماء الجاري من قلة الجبل إلى حضيض الأرض» ثم قال:«اللهمّ فمن أحبني فارزقه العفاف و الكفاف، و من أبغضني فأكثر ماله و ولده»[944].

قال البيهقي: عبد اللّه بن سعيد غير قوي في الحديث.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشّحّامي (1) قال: قرئ على أبي عثمان البحيري (2)،أنبأ جدي أبو الحسين أحمد بن محمّد بن جعفر البحيري (3)،أنا محمّد بن إسحاق بن خزيمة، ثنا محمّد بن بشار، و أبو موسى، و محمّد بن ميمون المكي، أنا محمّد بن عبد اللّه المحرمي.

ح و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو سعد الجنزرودي (4)،أنا أبو طاهر محمّد بن الفضل بن محمّد بن إسحاق بن خزيمة، أنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن الحسين الماسرجسي، أنا أبو قدامة عبد اللّه بن سعيد - إملاء-.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن النقور، أنا محمّد بن عبد الرّحمن المخلّص، نا محمّد بن هارون الحضرمي، أنا معاذ بن هشام، حدّثني أبي عن يونس، عن قتادة، عن أنس بن مالك: ما أكل النبي صلى اللّه عليه و سلم - و في حديث المخرمي: رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - على خوان و لا في سكرّجة (5) و لا خبز له مرقّق، و قال أبو قدامة: و لا خبزا مرقّقا، قال هشام: فقلت: و في حديث أبي قدامة قال: قلت: فعلى أي شيء؟ و قال البحيري (6):فعلى ما كانوا يأكلون ؟ قال: على السّفرة (7).

ص: 116


1- غير مقروءة بالأصل و الصواب ما أثبت.
2- بالأصل: البحتري، خطأ.
3- بالأصل: البحتري، خطأ، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 366/16.
4- إعجامها مضطرب و الصواب ما أثبت.
5- هي إناء صغير يؤكل فيه الشيء القليل من الأدم (اللسان: سكرج).
6- بالأصل: البحتري، و الصواب ما أثبت.
7- أخرجه البخاري في الأطعمة فتح الباري 530/9 و في كتاب الرقاق مختصرا فتح الباري 273/11 - و أحمد في المسند 130/3 و في الزهد ص 14 و البيهقي في الدلائل 342/1 و الذهبي في السيرة ص 468.

قال البحيري: يونس هذا هو ابن أبي الفرات الإسكاف، هذا حديث محمّد بن إسحاق بن خزيمة، قال: سمعت بندار يقوله، أخرجه الترمذي (1) عن محمّد بن يسار، و أخرجه ابن ماجة عن ابن المثنى (2).

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو القاسم طلحة بن أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن مالك القصّار، أنا أبو علي الحسن بن علي بن أحمد بن سليمان بن البغدادي، ثنا أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن بن الحسن الباطرقاني، نا عبيد بن عبد الواحد البزار، نا أبو الجماهر بن سعيد، عن قتادة، عن أنس بن مالك قال: ما رأى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رغيفا محورا بواحدة من عينيه حتى لحق باللّه تبارك و تعالى.

و حدّثنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي الأنصاري - لفظا - و أبو منصور محمّد بن منصور بن بكر بن محمّد بن علي البغدادي - بقراءتي عليه بمكة - و أخوه أبو الفضل أحمد بن منصور بن بكر، و أبو القاسم إسماعيل بن علي بن الحسين الصوفي، و أبو بكر محمّد بن الفضل بن محمّد بن علي الحافي، و أم المجتبى فاطمة بنت ناصر العلوية قالوا: أنا أبو منصور بكر بن محمّد بن حميد النيسابوري.

ح و أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح الكرماني الفقيه - ببغداد - و أبو غالب محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم بن أحمد الصّقلي (3) بن إبراهيم بن الباز الأصبهاني - لفظا ببغداد من حفظه.

ح و أخبرنا أبو الحسن محمّد بن عبد اللّه بن عمر بن محمّد بن الحسين بن السندي بخسروجرد (4)،و أبو الحسن كمشتكين بن عبد اللّه الرشيدي - بنيسابور - قالوا: أنا أبو القاسم الفضل بن عبد اللّه بن المحبّ - بنيسابور - و قالوا: أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن أحمد الخفّاف.

ص: 117


1- الترمذي الأطعمة ح 1788(250/4).
2- ابن ماجة في الأطعمة (ح 3292) باب الأكل على الخوان و السفرة.
3- في الأنساب و المطبوعة (عاصم - عائذ) الصيقلي.
4- مدينة كانت قصبة بيهق من أعمال نيسابور بينها و بين قومس.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسّن بن علي التنوخي، نا أبو يعقوب إسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان التستري، نا محمّد بن إسحاق أبو العباس السّرّاج.

ح و أخبرنا أبو طاهر محمّد بن الحسين، و محمّد بن الحنائي، أنا أبو علي أحمد، و أبو الحسين محمّد، ابنا عبد الرّحمن بن عثمان، قالا: أنا يوسف بن القاسم بن يوسف الميانجي (1)،نا أبو علي الحسن بن الطيّب بن حمزة البلخي - بالكوفة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن أبي عبد اللّه البابشامي، أنا علي بن أبي علي البصري، نا أبو الحسين محمّد بن المظفّر، أنا أبو علي أحمد، و أبو الحسين محمّد، ابنا عبد الرّحمن بن عثمان، قالا: أنا يوسف بن القاسم بن يوسف الميانجي (2)،نا أبو علي الحسن بن الطيّب بن حمزة البلخي - بالكوفة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو القاسم التنوخي القاضي.

ح و أخبرنا أبو الفرج قوام بن زيد بن عيسى المزني - بدمشق - و أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو نصر إبراهيم بن الفضل الباز - ببغداد - قالوا: أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن النقور، قالا: أنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمّد بن الحسن الحضرمي، ثنا الحسن بن الطيّب.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك الخلاّل، أنا أبو طاهر أحمد بن محمّد الثقفي.

ح و أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصّيرفي، أنا منصور بن الحسين، و أبو طاهر بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا الحسن بن الطيّب البلخي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو القاسم الشّحّامي، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي (3)،أنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد البالوي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو إسحاق

ص: 118


1- بالأصل: المنائحي، خطأ، و الصواب ما أثبت، نسبة إلى ميانج و قد مضى التعريف بها.
2- بالأصل: المنائحي، خطأ، و الصواب ما أثبت، نسبة إلى ميانج و قد مضى التعريف بها.
3- بالأصل: الخيزرودي، خطأ.

إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي سنة أربع و خمسين و ثلاثمائة.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو القاسم الشّحّامي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، و أمّ البهاء فاطمة بنت محمّد بن أحمد بن الحسن بن البغدادي قال: أنا سعيد بن أحمد بن محمّد بن نعيم العيّار.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا سعيد بن محمّد العدل، أنا أبو محمّد الحسن بن أحمد بن محمّد المخلدي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو سعيد محمّد بن علي بن محمّد الخشّاب الصوفي.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن الحسن الأزهري، قالا: أنا الحسن بن أحمد المخلدي.

ح و أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر القارئ الصوفي، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عمر بن محمّد بن مسرور الزاهد، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن جعفر البحيري (1).

ح و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو عثمان سعيد بن محمّد بن أحمد البحيري (2)-قراءة عليه - أنا جدي أبو الحسين.

ح و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، و أبو القاسم الشّحّامي، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن الأديب، أنا أبو عمرو (3) محمّد بن أحمد بن حمدان الحيري في السؤالات، نا أبو العباس محمّد بن إسحاق بن إبراهيم السرّاج، و أبو عبد اللّه محمّد بن يسار الفرهاذاني (4)-زاد زاهر: البشري و قالا:- ثنا قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف أبو رجاء البغلاني (5)،نا جعفر بن سليمان الضبعي، نا ثابت - و قال بعضهم: عن ثابت -

ص: 119


1- بالأصل: البحتري، و الصواب ما أثبت، و قد مضى التعريف به.
2- بالأصل: البحتري، و الصواب ما أثبت، و قد مضى التعريف به.
3- بالأصل:«أبو عمر» خطأ.
4- هذه النسبة إلى فرهاذان من قرى نسا بخراسان، كما ظن ياقوت.
5- بالأصل «البعلاني» مهملة بدون نقط ، و الصواب ما أثبت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى بغلان بلدة بنواحي بلخ. و قال السمعاني: و ظني أنها بالعين المهملة «البعلاني» نسبة إلى بعض أجداده.

البناني عن أنس أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان لا يدّخر شيئا لغد - و في حديث الصّيرفي قال: كان النبي صلى اللّه عليه و سلم كان لا يدّخر شيئا لغد.

رواه الترمذي عن قتيبة (1).

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد الواسطي، أنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد اللّه السّرّاج، نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصمّ ، حدّثنا العبّاس بن محمّد الدوري، ثنا سعيد بن محمّد الجرمي، نا أبو نميلة، نا أبو شعبة الحنفي، عن أبي الربيع قال:

كنا مع أنس بن مالك في بستان له إذ ألقيت له طنفسة ثم جيء بخوان فوضع ثم جيء بزهومة فوضعت على الخوان، فلما رأى ذلك أنس بكا، قال: قلنا: ما يبكيك يا أبا حمزة ؟ قال: ما رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قاعدا على طنفسة قط ، و لا رأيت بين يديه خوانا قط .

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا إسحاق بن الحسن، نا الحسين بن موسى، نا شيبان بن عبد الرّحمن، عن قتادة، عن أنس قال:

دعي النبي صلى اللّه عليه و سلم إلى خبز الشعير و أ هالة (2) سبخة (3) و لقد سمعته ثلاث مرات يقول:

«و الذي نفس محمّد بيده ما أصبح عند آل محمّد صاع خبز و لا صاع تمر»، و ان له يومئذ تسع نسوة و لقد رهن يومئذ درعا له عند يهودي، و أخذ منه طعاما ما وجد ما يفتكّه (4).

ثم قال: و نا الشافعي، نا عمر بن حفص السّدوسي، نا عاصم بن علي، نا همّام، نا قتادة، عن أنس أن خياطا بالمدينة، جعل للنبي صلى اللّه عليه و سلم طعاما فأتي بخبز شعير و إهالة سنخة، و إذا فيها قرع، فرأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم يعجبه القرع، فجعلت أقدّمه قدّامه، قال قتادة:

قال أنس: فلم يزل القرع يعجبني منذ رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يعجبه.

ص: 120


1- صحيح الترمذي 37 كتاب الزهد،38 باب، ح(2362) و قال الترمذي: غريب. و أورده ابن كثير في البداية و النهاية 54/6 و البيهقي في الدلائل 346/1.
2- الإهالة، الدسم، و في الصحاح الإهالة: الودك.
3- السنخة: المتغيرة الطعم و الرائحة.
4- أورده البيهقي في الدلائل 275/7 و فيها: صاع برّ بدل صاع خبز.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي (1)،أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى الموصلي.

ح و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد، نا أحمد بن عبد اللّه بن سابور قال: حدّثنا واصل بن عبد الأعلى، نا محمّد بن فضيل - و لم يسمّه أبو يعلى - عن الأعمش، عن أنس قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يدعى إلى خبز الشعير و الإهالة السنخة - و قال ابن المقرئ:

و إهالة سبخة - فيجيب، و لقد كان له درع رهنا عند يهودي فما وجد ما يفتكّها حتى مات صلى اللّه عليه و سلم.

رواه الترمذي عن واصل (2)(3).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا أبو هاشم عبد الغافر بن سلامة الحمصي، نا يحيى بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار، نا بقية بن الوليد، حدّثني يوسف بن أبي كثير، عن نوح بن ذكوان، عن الحسن، عن أنس بن مالك قال:

لبس رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الصوف و احتذى المخصوف.

و قال: أكل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بشعا، و لبس خشنا، قال: سئل الحسن: ما البشع ؟ قال: غليظ الشعير، فما يكاد يسيغه إلاّ بجرعة ماء.

قال الدارقطني: غريب من حديث الحسن البصري عن أنس، تفرّد به نوح بن ذكوان، و لم يروه عنه غير يوسف بن أبي كثير، تفرّد به بقيّة بن الوليد عنه.

أخبرنا أبو القاسم الشيباني، أنا أبو علي الواعظ ، أنا أحمد بن جعفر، نا

ص: 121


1- بالأصل: الخيزرودي، خطأ.
2- صحيح الترمذي كتاب البيوع(7) باب، ح(1215).
3- أخرجه البخاري في البيوع حديث(2069)، و في كتاب الرهن فتح الباري 140/5 و أحمد في المسند 211،208،180،133/3.

عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، ثنا عبد الصّمد، نا عمّار أبو هاشم - صاحب الزعفراني - عن أنس بن مالك أن فاطمة ناولت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كسرة من خبز شعير فقال:

«هذا أوّل طعام أكله أبوك من ثلاثة أيّام»[944].

كذا قال، و أبو هاشم عمّار بن عمارة البصري لم يسمع من أنس، إنما يرويه عن محمّد بن عبد اللّه عن أنس.

أخبرنا أبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى بن شعيب، أنبأ أبو صاعد يعلى بن هبة اللّه.

ح و أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر بن أبي الرضا، أنا أبو عاصم الفضل بن أبي منصور الفضيلي، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنبأ محمّد بن عقيل (2) بن الأزهر الفقيه البلخي، نا محمّد بن عبد اللّه: أن أنس بن مالك حدّثه:

أن فاطمة جاءت بكسرة خبز إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«ما هذه الكسرة يا فاطمة ؟» قالت: قرص خبزته، فلم تطب نفسي حتى أتيتك بهذه الكسرة، فقال:«إنما إنه أول طعام دخل فم أبيك منذ ثلاثة أيام» (3)[946].

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمّد بن الحسين الفرغولي، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن عبد اللّه بن عمر بن خلف، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن محمّد البيّاع الحافظ ، أنا محمّد بن يعقوب، ثنا الخضر بن أبان الهاشمي، نا يسار بن حاتم، نا سهل بن أسلم العدوي، حدّثني يزيد بن أبي منصور، عن أنس بن مالك عن أبي طلحة قال: شكونا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الجوع، فرفعنا عن بطوننا حجرا، و رفع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن بطنه حجرين.

أخبرنا أبو القاسم زاهر، و أبو بكر وجيه ابنا طاهر بن محمّد، قالا: أنا عبد الرّحمن بن علي بن محمّد بن موسى، أنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل بن يحيى

ص: 122


1- مسند الإمام أحمد 213/3.
2- بالأصل: عديل، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 415/14.
3- الخبر في ابن سعد 400/1.

الحربي، أنبأ عبد اللّه بن محمّد بن الحسين (1) الشرقي (2)،نا عبد اللّه بن هاشم، حدّثنا وكيع، نا عبد الواحد بن أيمن المكي عن أبيه، عن جابر بن عبد اللّه قال:

لما حضر (3) النبيّ صلى اللّه عليه و سلم و أصحابه الخندق أصاب النبي صلى اللّه عليه و سلم و المسلمون جهدا شديدا، فمكثوا لا يجدون طعاما حتى ربط النبي صلى اللّه عليه و سلم على بطنه حجرا من الجوع.

أخبرنا أبو منصور شهردار بن شيرويه الدّيلمي و قريبه أبو الفرج غياث بن أبي سعد بن علي الرفا المطرّز، و أبو المفاخر المؤيد بن عبد اللّه بن عبدوس بن محمّد بن عبدوس الهمذانيون (4)-بها - قالوا: أنا الرئيس أبو الفتح عبدوس بن عبد اللّه بن محمّد بن عبدوس، أنبأ أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد بن حمدوية الطوسي، نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، نا أبو عبيدة - هو الحجازي - نا بقية بن الوليد، نا سعيد بن يسار، عن أبي الزاهرية، عن جبير بن نفير، عن أبي البجير (5) و كان من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

أصاب النبي صلى اللّه عليه و سلم الجوع، فوضع على بطنه حجرا، ثم قال:«ألا ربّ نفس طاعمة ناعمة في الدنيا، جائعة عارية يوم القيامة، ألا يا ربّ نفس جائعة عارية في الدنيا طاعمة ناعمة يوم القيامة، ألا يا ربّ مكرم لنفسه فهو لها مهين، ألا يا ربّ مهين لنفسه و هو لها مكرم، ألا يا ربّ منحوض (6) و متنعم فيما أفاء اللّه على رسوله، ما له عند اللّه من خلاق، ألا و ان عمل النار سهل بشهوة، ألا يا ربّ شهوة ساعة أورثت حزنا طويلا»[947].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد، أنا أبو علي الحسن بن علي، أنا أحمد بن جعفر، ثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، ثنا عبد الرزّاق، أنا إسرائيل، عن سماك أنه سمع النعمان بن بشير يخطب و هو يقول: احمدوا اللّه تبارك و تعالى، فربما أتى على

ص: 123


1- في سير الأعلام: الحسن.
2- بالأصل «الشرفي» و الصواب ما أثبت (ترجمته في سير الأعلام 40/15).
3- في مختصر ابن منظور 253/2 حفر.
4- بالأصل بالدال المهملة خطأ.
5- بالأصل بالحاء المهملة، و الصواب ما أثبت كما في الإصابة، و في أسد الغابة «أبو بحير» بالحاء المهملة.
6- بالأصل منحوص، بالصاد المهملة، و الصواب: منخوض بالضاد المعجمة،(انظر اللسان: نحض).

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الشهر يظل يتلوّى ما يشبع من الدّقل (1).

أخبرنا عاليا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل الفضيلي، أنبأ أبو مضر محلّم بن إسماعيل بن مضر بن إسماعيل، أنا أبو سعيد الخليل بن أحمد بن محمّد بن الخليل، ثنا أبو العبّاس السرّاج، ثنا قتيبة بن سعيد.

ح و أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور السّلمي أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى محمّد بن أبي بكر المقدّمي، قالا: نا أبو عوانة عن سماك، عن النعمان بن بشير قال: سمعته - زاد قتيبة: و هو على المنبر و قالا:- يقول: قد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ما يجد ما يملأ بطنه من الدّقل و هو جائع.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو المعالي أحمد بن علي بن محمّد بن الرويح، قالا: أنا أحمد بن محمّد بن النقور، أنبأ محمّد بن عبد اللّه الدقّاق.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، و أبو القاسم بن البسري (2)،و أبو نصر محمّد بن محمّد بن علي الزينبي.

ح و أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد اللّه بن رضوان، أنا أبو القاسم بن البسري (3)قالوا: أنا أبو طاهر المخلّص، قالا: ثنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا عثمان، نا أبو الأحوص سلام بن سليم، عن سماك، عن النعمان بن بشير سمعته يقول.

و أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن النقور، قالا:

أخبرنا عيسى بن علي، أنبأ عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا داود بن عمرو، ثنا أبو الأحوص عن سماك قال: سمعت النعمان بن بشير يقول:

أ لستم في طعام و شراب ما شئتم ؟ لقد رأيت نبيّكم صلى اللّه عليه و سلم و ما يجد من الدقل ما يملأ بطنه.

أخبرنا أبو محمّد السّندي، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا سعيد بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن جعفر البخاري (4)،أنبأ جدي أبا محمّد بن إسحاق

ص: 124


1- الدقل: التمر الردي.
2- بالأصل: البشري، و الصواب ما أثبت. و قد مضى التعريف به.
3- بالأصل: البشري، و الصواب ما أثبت. و قد مضى التعريف به.
4- كذا بالأصل «البخاري» و ليس في نسبه، انظر ترجمته في سير الأعلام 103/18 و فيها «البحيري» و هو - الصواب، و انظر الأنساب «البحيري» و فيها هذه النسبة إلى بحير و هو اسم لبعض أجداده، و قد تحرفت أيضا في العبر و شذرات الذهب إلى «النجيرمي».

الثقفي، نا قتيبة بن سعيد، نا يعقوب بن عبد الرّحمن، عن أبي حازم قال:

سألت سهل بن سعد فقلت: هل أكل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم النّقيّ ؟ فقال سهل: ما رأى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم النّقي (1) من حين بعثه اللّه حتى قبضه اللّه، قال: فقلت: هل كانت لكم في عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مناخل ؟ قال: ما رأى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم منخلا حين ابتعثه اللّه حتى قبضه، قال: فقلت: كيف كنتم تأكلون الشعير غير منخل، قال: كنا نطحنه و نسلخه فيطير ما طار، و ما بقي ثريناه (2) فأكلناه (3).

رواه البخاري عن قتيبة.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، و أبو نصر بن رضوان، و أحمد بن الحسن بن البنّا، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا علي بن طيفون، نا قتيبة، نا عبد الحميد بن سليمان، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد قال: ما شبع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم شبعتين في يوم حتى فارق الدنيا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيوري، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد قال:

سألت نعيم بن حمّاد قلت: جاء عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه لم يشبع في يوم من خبز مرّتين، و جاء عنه أنه كان يعد لأهله قوت سنة، فكيف هذا؟ قال: كان يعد لأهله قوت سنة فتنزل به النازلة فيقسمه فيبقى بلا شيء.

أخبرنا أبو المطهّر عبد المنعم بن أبي نصر أحمد بن يعقوب بن أحمد بن علي الشّامكاني (4)-بأصبهان - أنا جدي أبو طاهر أحمد بن محمّد بن أحمد الثقفي الأديب - فيما قرئ عليه و أنا حاضر - سنة خمس و خمسين و أربعمائة، أنا أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه بن الحسن بن محمّد بن عبد اللّه بن الحسن المعدّل سنة خمس و ثمانين

ص: 125


1- النقي: الخبز الأبيض الحواري (اللسان: نقي).
2- ثرى التراب و السويق: بلّه (اللسان: ثرا).
3- أورده ابن سعد 408/1.
4- هذه النسبة إلى شامكان: من قرى نيسابور، معجم البلدان ذكره ياقوت: عبد المنعم بن نصر الحراني.

و ثلاثمائة، ثنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد الكريم، ثنا علي بن سهل الزمكي، نا الوليد بن مسلم، أخبرني مرزوق بن أبي الهذيل، حدّثني الزهري، حدّثني عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عبد اللّه، عن ابن عبّاس عن عمر بن الخطّاب أنه حدّثه:

أنه دخل على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حين هجره نساءه فرآه على سرير رمال (1)-يعني مرمولا - متوسّدا وسادة من أدم محشوة ليفا، فقال عمر: التفت في البيت فو اللّه ما رأيت شيئا يردّ البصر إلاّ أهبا (2) من أدم معطونة (3) ريحها، فبكيت، فقلت: يا رسول اللّه، أنت رسول اللّه و خيرته، و هذا كسرى و قيصر في الذهب و الحرير، فاستوى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم جالسا فقال:«أ و في شكّ أنت يا ابن الخطّاب ؟ أولئك قوم عجّلت طيّباتهم في حياتهم الدنيا» (4)[948].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد (5)،حدّثني أبي، نا عفّان، نا ثابت - يعني ابن يزيد - نا هلال، عن عكرمة، عن ابن عبّاس:

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان يبيت الليالي المتتابعة طاويا و أهله لا يجدون عشاء، قال: كان و عامّة خبزهم خبز الشعير.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو سعيد محمّد بن علي بن محمّد الخشّاب، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف بن بامويه (6) الأصبهاني، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، أخبرني يحيى بن أبي طالب، نا شبابة بن سوار، نا يحيى بن إسماعيل بن سالم الأسدي قال:

سمعت الشعبي يحدّث عن ابن عمر أنه قال: إن جبريل عليه السّلام أتى النبي صلى اللّه عليه و سلم

ص: 126


1- بالأصل: زمال، و المثبت عن مختصر ابن منظور 254/2. و في اللسان: الرمال ما رمل أي نسج.
2- الأهب جمع إهاب، و هو الجلد، أو ما لم يدبغ، و في مختصر ابن منظور: العباء بدل أهبا.
3- المعطونة: المنتنة.
4- بمعناه أخرجه البخاري في النكاح 149/6 و مسلم في الطلاق ح(1479) ص(1105) و البيهقي في الدلائل 336/1 و الذهبي في السيرة النبوية ص 465.
5- مسند الإمام أحمد 255/1 و 374.
6- بالأصل نامويه و الصواب ما أثبت، و قد مضى التعريف به.

فخيّره بين الدنيا و الآخرة، فاختار الآخرة، و لم يرد الدنيا.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنبأ أبو سعيد الزاهد، نا أبو محمّد عبد الرّحمن بن محمّد بن مجبور، نا أبو يحيى زكريا بن يحيى البزاز، نا محمّد بن رافع، نا يزيد بن هارون، أنا الجرّاح بن المنهال الجزري، عن الزهري، عن رجل عن ابن عمر قال:

خرجت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى دخل بعض حيطان الأنصار، فجعل يلتقط من التمر و يأكل، فقال:«يا ابن عمر ما لك لا تأكل ؟» فقلت: يا رسول اللّه لا أشتهيه، فقال:

«لكني أشتهيه و هذه صبيحة رابعة منذ لم أذق طعاما و لم أجده، و لو شئت لدعوت ربي فأعطاني مثل ملك كسرى و قيصر، فكيف بك يا ابن عمر إذا بقيت في قوم يخبئون رزق سنتهم بضعف اليقين» قال: و اللّه ما برحنا و لا رحنا حتى نزلت وَ كَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لاٰ تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللّٰهُ يَرْزُقُهٰا وَ إِيّٰاكُمْ الآية (1)[949].

قال البيهقي: هذا إسناد مجهول، و الجرّاح (2) بن منهال ضعيف.

أخبرنا عاليا أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين القرشي، و أبو الفتح المختار بن عبد الحميد بن المنتصر، و أبو المحاسن أسعد بن علي بن زياد الهرويون، قالوا: أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد الداودي، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حموية السّرخسي (3)،نا إبراهيم بن خريم (4) الشاشي (5)،نا عبد بن حميد الليثي، أنا يزيد بن هارون، أنا أبو العطوف الجرّاح بن منهال الجزري، عن الزهري، عن رجل عن ابن عمر قال:

خرجت مع النبي صلى اللّه عليه و سلم حتى دخل في بعض حيطان الأنصار، فجعل يلتقط من التمر و يأكل فقال لي:«يا ابن عمر، ما لك لا تأكل ؟» قال: قلت: يا رسول اللّه لا أشتهيه، قال:«لكني أشتهيه، و هذه صبح رابعة مذ لم أذق طعاما، و لم أجده، و لو شئت لدعوت

ص: 127


1- سورة العنكبوت، الآية:60.
2- بالأصل: و الحراج، خطأ، و قد مرّ قريبا صوابا.
3- ترجمته في سير الأعلام 492/16.
4- بالأصل حريم بالحاء المهملة خطأ.
5- بالأصل: الساسي، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 486/14.

ربّي عزّ و جلّ فأعطاني مثل ملك كسرى و قيصر، فكيف بك يا ابن عمر إذا بقيت في قوم يخبئون رزق سنتهم و يضعف اليقين»، فو اللّه ما برحنا و لا رمنا حتى نزلت: وَ كَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لاٰ تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللّٰهُ يَرْزُقُهٰا وَ إِيّٰاكُمْ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ،فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ اللّه عزّ و جلّ لم يأمرني بكنز الدنيا و لا اتّباع الشهوات، فمن كنز دنيا يريد بها حياة باقية فإن الحياة بيد اللّه، ألا و إني لا أكنز دينارا و لا درهما، و لا أخبأ رزقا لغد»[950].

الرجل الذي لم يسمّه يزيد [بن] (1) هارون هو عطاء بن أبي رباح، سمّاه عمّار بن عبد الجبّار أبو الحسن المروزي.

أخبرنا بحديثه أبو محمّد الحسن بن أبي بكر الهروي، أنا الفضل بن يحيى الفضيلي، أنا أبو محمّد بن شريح، أنا محمّد بن عقيل البلخي، نا منصور بن محمّد بن منصور التيمي في قرية علي بن خشرم، أنبأ عمّار و هو ابن عبد الجبّار، أنا أبو العطوف عن الزهري، عن عطاء بن أبي رباح، عن عبد اللّه بن عمر قال:

كنت أمشي مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في حائط من حيطان المدينة، فجعل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يلقط من الرطب و يأكل، فقال لي:«كل يا ابن عمر»، فقلت: لا أشتهيه يا رسول اللّه، فقال:«لكني آكله و أشتهيه، و هذه أربعة مذ لم أطعم طعاما و لم أجده، و لو سألت ربّي لأعطاني مثل ملك كسرى و قيصر»، ثم قال لي:«يا ابن عمر، فكيف بك إذا أعملت خبالة الناس يخبئون رزق سنتهم و يضعف اليقين»، قال ابن عمر: فما رمت و لا برحت حتى نزلت عليه: وَ كَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لاٰ تَحْمِلُ رِزْقَهَا [951].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن يونس بن نيطرا العاقولي (2)،نا عبد اللّه بن إبراهيم بن أيوب العماني البزار، حدّثني محمّد بن سفيان اليماني، نا عقبة بن حسّان الهجري، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر: لَقَدْ كٰانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللّٰهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ (3)،قال: في جوع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا أبو سعد

ص: 128


1- زيادة لازمة.
2- هذه النسبة إلى دير العاقول و هي بليدة على خمسة عشر فرسخا من بغداد. و قد ينسب إليها «الدير عاقولي» أيضا.
3- سورة الأحزاب، الآية:21.

محمّد بن عبد الرّحمن، أنا محمّد بن أحمد بن حمدان الفقيه.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، و أبو منصور الحسين بن طلحة بن الحسين، قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا أبو خيثمة.

ح و أخبرنا أبو طاهر محمّد بن الحسين الحنّائي (1)،نا عبد العزيز بن أحمد الكتّاني (2)-لفظا - و أبو بكر عبد الوهّاب بن عبد العزيز الورّاق - قراءة - سنة سبع و أربعين و أربعمائة، قالا: أنبأ تمام بن محمّد الرازي، أنا خيثمة، نا أبو بكر الحسين بن محمّد بن أبي معشر، أنبأ وكيع (3).

و أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد الكريم بن حمزة، و طاهر بن سهل الأسفرايني، قالوا: أنا أبو الحسين بن مكي، نا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن العبّاس الإخميمي، نا جعفر بن أحمد بن عبد السّلام، نا الربيع بن سليمان، نا أسد بن موسى، نا المسعودي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، و أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالا: أنا إبراهيم بن منصور السّلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا محمّد بن عمّار، نا المعافى، عن المسعودي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل،[و أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالا: أنا إبراهيم بن منصور السّلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا محمّد بن عمارة، نا المعافى، عن المسعودي.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل،] (4) و أبو منصور الحسين بن طلحة بن الحسين، قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا أبو خيثمة، نا يزيد بن هارون، نا المسعودي، عن عمرو بن مرة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن

ص: 129


1- بالأصل «الجبائي» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر المطبوعة (عاصم - عائذ - ص 648) و انظر ترجمته في سير الأعلام 436/19.
2- بالأصل «الكناني» بنونين، و الصواب ما أثبت.
3- بياض مقدار كلمة بالأصل.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن هامشه و بجانب الكلمة الأخيرة لفظة: صح.

عبد اللّه قال: نام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على حصير، فأثّر في جنبه، فقلنا: يا رسول اللّه، أ لا أذنتنا (1) فيبسط ألين منه، فقال:«ما لي و للدنيا، إنما مثلي و مثل الدنيا كراكب سار في يوم صائف فقال تحت شجرة ثم راح و تركها» (2)[952].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، نا يزيد، أنا المسعودي، عن عمرو بن مرة، عن إبراهيم النّخعي، عن علقمة، عن عبد اللّه قال: اضطجع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على حصير فأثّر في جنبه، فلما استيقظ جعلت أمسح جنبه، فقلت: يا رسول اللّه، أ لا أذنتنا حتى نبسط لك على الحصير شيئا، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما لي و للدنيا، ما أنا و الدنيا، إنما مثلي و مثل الدنيا كراكب أظل تحت شجرة ثم راح و تركها» (4)[953].

أخبرنا أبو محمّد الحسن، و أبو بكر، أنا الفضيل بن يحيى، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن أبي شريح، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر، نا محمّد بن فضيل، نا محمّد - هو ابن أبي فديك-.

ح و أخبرنا أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين القرشي الزهري، و أبو الفتح المختار بن عبد الحميد بن المسهر الأديب، و أبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفق، و أبو عبد اللّه محمّد بن العمركي بن نصر البوشنجي، قالوا: أنا أبو الحسن الداروردي، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حموية، أنا إبراهيم بن خريم الشاشي (5)،أنا أبو محمّد عبد بن حميد الكشّي (6)،أخبرني ابن أبي فديك، أخبرني ابن أبي ذئب عن مسلم بن جندب، عن نوفل بن إياس الهذلي أنه قال:

كان عبد الرّحمن بن عوف لنا جليسا، و كان نعم الجليس، و إنه انقلب بنا ذات يوم إذ أدخلنا بيته و دخل فاغتسل ثم خرج فجلس معنا، و أتينا بصحفة فيها خبز و لحم، فلما

ص: 130


1- مهملة بالأصل بدون نقط ، و المثبت عن دلائل البيهقي.
2- أخرجه الترمذي في الزهد، ح(2377) و ابن ماجة في الزهد، ح(4109) و البيهقي في الدلائل 337/1-338.
3- مسند الإمام أحمد 391/1.
4- بالأصل:«و نزلها» و الصواب عن مسند أحمد.
5- الأصل: الشامي، و الصواب ما أثبت، و قد مضى التعريف به.
6- الأصل: الكتبي، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 235/12.

وضعت بكا عبد الرّحمن، فقلت له: يا أبا محمّد (1)،ما يبكيك ؟ قال: هلك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و لم يشبع هو و أهل بيته من خبز الشعير، و لا أرانا أخّرنا لما (2) هو خير لنا.

رواه الواقدي عن ابن أبي ذئب نحوه.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا أبو سلمة الخزاعي، نا بكر بن مضر قال: سمعت أبا هانئ يقول: سمعت عليّ بن رباح يقول: سمعت عمرو بن العاص يقول و هو على المنبر (3) للناس: ما أبعد هديكم من هدي (4) نبيكم صلى اللّه عليه و سلم، أمّا هو فأزهد الناس في الدنيا، و أما أنتم فأرغب الناس فيها.

أخبرنا عاليا أبو القاسم غانم بن خالد التاجر، أنبأ عبد الرزّاق بن عمر بن موسى بن شمّة، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن الحسن بن قتيبة، نا يزيد بن خالد بن صهيب، نا بكر بن مضر (5)،عن أبي هانئ عن عليّ بن رباح اللّخمي أنه سمع عمرو بن العاص و هو على المنبر يخطب يقول: ما أبعد هديكم من هدي نبيكم، أما هو فكان أزهد الناس في الدنيا، و أمّا أنتم فأرغب الناس فيها.

أخبرتنا أمّ المجتبي الحسنية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا موسى، سمعت أبي.

و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (6)،حدّثني أبي، نا عبد اللّه بن يزيد - و هو أبو عبد الرّحمن المقرئ - نا موسى، سمعت أبي يقول: قال: سمعت عمرو بن العاص يخطب الناس بمصر و يقول.

ص: 131


1- بالأصل «أحمد» و الصواب عن أسد الغابة (ترجمة عبد الرحمن بن عوف 276/3).
2- رسمها بالأصل مضطرب و نميل إلى قراءتها:«الماء» و المثبت عن مختصر ابن منظور 255/2.
3- في مختصر ابن منظور 256/2 على المنبر بمصر للناس.
4- بالأصل: هذه، و الصواب عن مختصر ابن منظور.
5- رسمها مضطرب بالأصل، و الصواب ما أثبت (سير الأعلام 195/8).
6- مسند الإمام أحمد 198/4.

و أخبرنا أبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى بن شعيب السّجزي، أنا أبو صاعد يعلى بن هبة اللّه.

و أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنا أبو عاصم الفضيل بن أبي منصور، قالا: أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن أبي شريح، نا أبو عبد اللّه محمّد بن عقيل بن الأزهر البلخي، نا عيسى بن أحمد، نا المقرئ، نا موسى بن عليّ بن رباح قال: سمعت أبي يقول: سمعت عمرو بن العاص يقول و هو يخطب الناس بمصر يقول: ما أبعد هديكم من هدي نبيّكم، أمّا هو فكان أزهد الناس في الدنيا، و أمّا أنتم فأرغب الناس فيها.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا يحيى بن إسحاق، أنبأ ليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عليّ بن أبي (1) رباح قال: سمعت عمرو بن العاص يقول: لقد أصبحتم و أمسيتم ترغبون فيما كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يزهد، أصبحتم ترغبون في الدنيا، و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يزهد فيها، و اللّه ما أتت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ليلة من دهره إلاّ كان الذي عليه أكثر من ماله، قال: فقال له بعض أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: قد رأينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يستسلف، و قال غير يحيى: و اللّه، و اللّه، ما مرّ برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ليلة من الدهر إلاّ و الذي عليه أكثر من الذي له.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، أنا أبو الحسين عاصم بن الحسن بن محمّد، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا الحسين بن يحيى بن عيّاش، نا الحسن بن محمّد بن الصباح، نا أبو معاوية، نا الأعمش، عن عمرو بن مرّة، عن أبي البختري قال:

صحب سلمان رجل من بني عبس، فكان لا يستطيع أن يفضله في عمل، إن عجن خبز، و إن سقى الركاب هيّأ العلف للدوابّ ، حتى انتهى إلى دجلة و هي تطفح، فقال له سلمان: انزل فاشرب، قال: فشرب، قال له: ازدد، فازداد، قال: كم تراك نقصت منها؟ فقال: ما عسى أن أنقص من هذه، قال: فقال له سلمان: فكذلك العلم، تأخذ منه و لا تنقصه، فعليك بما ينفعك، قال: فعبرنا إلى نهرون (2) فإذا الأكداس عليه من الحنطة

ص: 132


1- كذا: بن أبي رباح، و قد مضى: بن رباح، و هو الصواب، بحذف «أبي».
2- نهر دنّ : من أعمال بغداد بقرب إيوان كسرى (ياقوت).

و الشعير، فقال: يا أخا بني عبس، أما ترى التي (1) فتح خزائن هذه علينا كان يراها (2)و محمّد صلى اللّه عليه و سلم حي ؟ قال: قلت: بلى، قال: فو الذي لا إله غيره، لقد كنا نمسي و نصبح و ما فينا قفيز من قمح، ثم سار حتى انتهى إلى جلولاء (3)،فذكر ما فتح اللّه عز و جلّ عليهم فيها من الذهب و الفضّة، فقال: يا أخا بني عبس، أما ترى الذي فتح هذه علينا كان يراها (4) و محمّد صلى اللّه عليه و سلم حي ؟ قلت: بلى، قال: فو الذي لا إله غيره لقد كانوا يمسون و يصبحون و ما فيهم دينار و لا درهم.

رواه شعبة عن عمرو بن مرّة، و وقع لي عاليا من حديثه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن علي بن هبة اللّه بن عبد السّلام، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حباب، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا علي بن الجعد: أخبرنا شعبة، عن عمرو بن مرة قال: سمعت أبا البختري يحدّث عن رجل من بني عبس، قال:

صحبت سلمان و أتى على دجلة، فقال: يا أخا بني عبس انزل فاشرب، فنزلت فشربت، ثم قال: يا أخا بني عبس، انزل فاشرب، فنزلت فشربت، فقال: ما نقّص شربك من ماء دجلة ؟ فقلت: فما عسى أن ينقص، قال: كذلك العلم، فعليك منه بما ينفعك، ثم ذكر ما فتح اللّه عزّ و جلّ على المسلمين من كنوز كسرى فقال: إن الذي أعطاكموه و فتحه لكم و خوّلكم لممسك خزائنه، و محمّد صلى اللّه عليه و سلم حي، فقد كانوا يصبحون و ما عندهم دينار و لا درهم، و لا مدّ من طعام، بم ذاك يا أخا بني عبس ؟ ثم مررنا ببيادر تذرى فقال: إن الذي أعطاكموه و خوّلكم و فتحه لكم لممسك خزائنه و محمّد صلى اللّه عليه و سلم حي، لقد كانوا يصبحون و ما عندهم درهم و لا دينار، و لا مدّ من طعام، بم ذاك يا أخا بني عبس.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن سعدوية، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، نا محمّد بن هارون الروياني، نا أحمد بن عبد الرّحمن،

ص: 133


1- كذا.
2- في مختصر ابن منظور: برأها.
3- جلولاء موضع في الطريق إلى خراسان قريب من خانقين.
4- في مختصر ابن منظور: برأها.

نا عمي، نا يحيى بن أيوب، عن عبيد اللّه بن زحر (1)،عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«عرض عليّ ربّي بطحاء مكة ذهبا فقلت: لا يا ربّ ، و لكن أشبع يوما و أجوع يوما، فإذا جعت تضرّعت إليك، و إذا شبعت حمدتك و شكرتك»[954].

رواه سعيد بن أبي مريم عن يحيى بن أيوب.

أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنا الفضل بن يحيى، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن أبي شريح، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر، حدّثنا الرّمادي، أنا ابن أبي مريم، أنا يحيى بن أيوب، حدّثني أبي (2) زحر عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة الباهلي قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«عرض عليّ ربّي ليجعل لي بطحاء مكة ذهبا فقلت: لا يا ربّ ، و لكن أشبع يوما و أجوع يوما، فإذا جعت تضرّعت إليك و ذكرتك، و إذا شبعت حمدتك و شكرتك»[955].

أخبرنا أبو محمّد بن عبد الباقي الفرضي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر الحافظ ، نا أبو الحسن علي بن إسماعيل بن حمّاد البزار، نا أبو حفص عمرو بن علي الصّيرفي، نا أبو الوليد، نا الحبيرج بن نباتة، حدّثني أبو نصيرة، عن أبي عسيب (3) قال (4):

خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ليلا، فدعاني، فخرجت إليه، ثم مرّ بأبي بكر فدعاه، فخرج إليه، ثم مرّ بعمر، فدعاه، فخرج إليه، فانطلق يمشي و نحن معه حتى دخل بعض حوائط الأنصار، فقال (5):«أطعمنا بسرا» فجاء بعذق فأكلوا، و جاء بماء فشربوا، فقال عمر: يا

ص: 134


1- عن سير الأعلام 5/8 في ترجمة يحيى بن أيوب، و بالأصل:«زجر».
2- كذا بالأصل، و يحيى بن أيوب يحدث عن عبيد اللّه بن زحر (انظر ترجمة يحيى في سير الأعلام 5/8).
3- و هو أحمر الصحابي، مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ترجمته في سير الأعلام 475/3 و أسد الغابة 214/5.
4- الحديث في أسد الغابة 214/5 باستثناء كلام النبي صلى اللّه عليه و سلم في آخره.
5- أسد الغابة: فقال لصاحب الحائط .

رسول اللّه، إنا لمسئولون عن هذا يوم القيامة ؟ قال:«نعم، إلاّ من ثلاث: إلاّ من كسرة يسد بها الرجل جوعه، و خرقة يواري بها عورته، و جحر يتدخل فيه من الحرّ و القرّ»[956].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو البركات الأنماطي، قالا: أنا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا محمّد بن هارون بن عبد اللّه الحضرمي، نا عمرو بن علي، نا أبو عاصم، نا سهل السراح، عن الحسن قال: حدّثني من صحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فلم يره وضع قصبة على قصبة و لا لبنة على لبنة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد الصوفي - لفظا - أنا أبو القاسم تمام بن محمّد الرازي (1)،و أبو طالب عقيل بن عبيد اللّه بن أحمد بن ؟؟؟ (2)،قالا: أنا أبو الحسين محمّد بن عبد اللّه بن جعفر بن عبد اللّه بن الجنيد الرازي، نا عبد اللّه بن محمّد بن علي - يعني أبا علي الحافظ البلخي - أنا الجارود بن معاذ، نا وكيع بن الجرّاح، نا مسعر بن كدام، و سفيان الثوري، عن زياد بن علاقة، عن المغيرة بن شعبة قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يصلّي حتى ترم قدماه، فقيل: يا رسول اللّه، تفعل هذا و قد غفر اللّه لك ما تقدّم من ذنبك و ما تأخّر، قال:«أ فلا أكون عبدا شكورا» (3)[957].

أخبرنا أعلى من هذا أبو القاسم زاهر، و أبو بكر وجيه بن طاهر بن محمّد الشّحّامي، قالا: أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد، أنا يحيى بن إسماعيل بن يحيى الحربي، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الشرقي (4)،نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، نا مسعر و سفيان، عن زياد بن علاقة عن المغيرة بن شعبة:

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان يصلّي حتى ترم قدماه، فقيل له، قال:«أ فلا أكون عبدا شكورا» (5)[958].

ص: 135


1- بالأصل: الداري، خطأ و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 289/17.
2- كلمة مطموسة بالأصل.
3- إشارة إلى قوله تعالى في سورة الإسراء الآية 3: ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدا شكورا.
4- بالأصل: الشرفي، و الصواب بالقاف، و قد مضى التعريف به.
5- أخرجه الستة باستثناء أبي داود و أحمد. انظر البخاري: التهجد فتح الباري 4/3، و التفسير فتح الباري 584/8. و مسلم في المنافقين ص(2171) ح(2819). و الترمذي في الصلاة ح(410)، و النسائي في قيام الليل(219/3) و ابن ماجة في إقامة الصلاة(1419 و 1420). و انظر مسند أحمد 251/4 و 256 و 115/6. و البيهقي في الدلائل 354/1 و الذهبي في السيرة النبوية ص 481.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنبأ علي بن محمّد بن علي الفقيه قال:

قرئ على علي بن أحمد بن محمّد بن داود البزار، نا أبو عمرو عثمان، و أحمد الدقّاق الخثعمي بن سلام - هو السوّاق - نا عبيد اللّه بن موسى، نا سفيان، عن زياد بن علاقة، عن المغيرة بن شعبة قال:

كان النبي صلى اللّه عليه و سلم يصلّي حتى انتفخت قدماه، فقيل له: أ ليس قد غفر اللّه لك ما تقدّم من ذنبك و ما تأخّر؟ قال:«أ فلا أكون عبدا شكورا»[959].

قال: و ثنا عبيد اللّه بن موسى، نا قيس - هو ابن الربيع - عن زياد بن علاقة قال:

سمعت المغيرة بن شعبة يقول:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يصلّي حتى تورّمت قدماه، فقلنا: يا رسول اللّه، قد غفر اللّه لك ما تقدّم من ذنبك و ما تأخّر، قال:«أ فلا أكون عبدا شكورا»[960].

رواه سفيان بن عيينة، و أبو عوانة الوضاح عن زياد، و وقع لي عاليا من حديثهما.

فأمّا حديث سفيان:

فأخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر أحمد بن منصور، أنا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الجوزقي، أنا أبو حامد بن الشرقي (1)،نا عبد الرّحمن بن بشر، نا سفيان، عن زياد بن علاقة، سمع المغيرة بن شعبة يقول:

قام النبي صلى اللّه عليه و سلم حتى تورّمت قدماه، قيل: يا رسول اللّه، غفر اللّه لك ما تقدّم من ذنبك و ما تأخّر، قال:«أ فلا أكون عبدا شكورا»[961].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر محمّد بن إسماعيل، قالا: ثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن،

ص: 136


1- بالأصل: الشرفي، و الصواب ما أثبت بالقاف.

أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا سفيان بن عيينة، عن زياد بن علاقة، سمع المغيرة بن شعبة يقول:

قام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى تورّمت قدماه، قيل: يا رسول اللّه، قد غفر اللّه لك ما تقدّم من ذنبك و ما تأخّر، قال:«أ فلا أكون عبدا شكورا»[962].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر محمّد بن إسماعيل قالا: ثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا سفيان بن عيينة، عن زياد بن علاقة قال: سمعت المغيرة بن شعبة يقول: قام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى تقطرت قدماه دما، قالوا: يا رسول اللّه، قد غفر اللّه لك ما تقدّم من ذنبك و ما تأخّر، قال:«أ فلا أكون عبدا شكورا»[963].

قال: و نا الحسين قال: و أنبأ سفيان بإسناده نحوه إلاّ أنه قال: تورّمت قدماه.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن حمدون السّلمي (1)،نا أبو عمرو بن أحمد بن أبي القرافي - إملاء - أنا الهيثم بن كليب، نا أبو بكر يوسف بن يعقوب النّجاحي - بمكة - نا سفيان بن عيينة عن زياد بن علاقة، عن المغيرة بن شعبة قال: قام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى تورّمت قدماه، فقيل له: أ ليس قد غفر اللّه لك ما تقدّم من ذنبك و ما تأخّر؟ قال:«أ فلا أكون عبدا شكورا»[964].

و أمّا حديث أبي عوانة:

فأخبرناه أبو الفضل محمّد بن إسماعيل الفضيلي، أنا أبو مضر (2) محلّم بن إسماعيل بن مضر (3) بن إسماعيل، أنا أبو سعيد الخليل بن موسى القاضي.

ح و أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح أحمد بن عبد الملك الكرماني، و أبو القاسم زاهر بن طاهر الشّحّامي، و أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن علي البيهقي، قالوا: أنا أحمد بن منصور بن خلف.

أخبرنا أبو علي الفراوي، و أبو الفضل الفضيلي، قالا: أنا سعيد بن أحمد بن محمّد العيّار، قالا: أنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن محمّد الصّيرفي، قالا: أنا أبو

ص: 137


1- ترجمته في سير الأعلام 98/18.
2- غير واضحة بالأصل، و الصواب ما أثبت.
3- غير واضحة بالأصل، و الصواب ما أثبت.

العبّاس السرّاج، نا قتيبة بن سعيد، نا أبو عوانة، عن زياد بن علاقة، عن المغيرة بن شعبة:

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم صلّى حتى انتفخت قدماه، فقيل له: أتكلّف هذا و قد غفر اللّه لك ما تقدّم من ذنبك و ما تأخّر، قال:«أ فلا أكون عبدا شكورا»[965].

أخرجه مسلم و الترمذي، و النسائي عن قتيبة (1).

أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم، أنا أبو حفص عمر بن أحمد الزاهد، نا الحاكم أبو أحمد الحافظ ، أنا أبو الحسن القاسم بن محمّد بن عبد الرّحمن الجدي - بمكة - نا محمّد بن عبد الملك - يعني ابن أبي الشوارب - نا أبو عوانة، نا زياد بن علاقة، عن المغيرة بن شعبة قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يصلّي حتى انتفخت قدماه، فقيل له: تكلّف هذا يا رسول اللّه، و قد غفر اللّه لك، قال:«أ فلا أكون عبدا شكورا»[966].

و اللفظ لحديث الصابوني و الجنزرودي (2).

رواه الترمذي عن بشر بن معاذ، و قد اختلف في إسناد هذا الحديث عن مسعر بن كدام الهلالي، فرواه عنه وكيع كما تقدّم و هو الصواب، و كذلك رواه عنه أبو نعيم الفضل بن دكين.

و رواه يزيد بن هارون عنه عن زياد، عن النعمان بن بشير بمرسل فيه.

و رواه محمّد بن بشر العبدي عن مسعر، عن قتادة، عن أنس.

و رواه أبو قتادة عبد اللّه بن واقد الحرّاني عن مسعر عن علي بن الأقمر (3) عن أبي جحيفة (4).

و أمّا حديث أبي نعيم لمتابعة الجماعة:

ص: 138


1- انظر ما مرّ قريبا بشأن تخريجه.
2- بالأصل: الخيزرودي، و الصواب ما أثبت.
3- هو علي بن الأقمر بن عمرو بن الحارث، أبو الوازع الهمذاني الكوفي، سير الأعلام 313/5.
4- هو وهب بن عبد اللّه الصحابي، أبو جحيفة السوائي. ترجمته في سير الأعلام 202/3.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر المغربي، أنا أبو بكر الجوزقي، أنا أبو العبّاس الدغولي، نا علي بن الحسن، نا أبو نعيم، نا مسعر، عن زياد بن علاقة قال:

سمعت المغيرة بن شعبة يقول:

إن كان ليصلّي أو ليقوم حتى ترم قدماه أو ساقاه، فقيل له فيقول:«أ فلا أكون عبدا شكورا».

قال أبو نعيم: يعني النبي صلى اللّه عليه و سلم[967].

و أمّا حديث يزيد:

فأخبرناه أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عمر بن النحّاس، أنا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن زياد الأعرابي، نا أبو سعيد عبد الرّحمن بن محمّد الحارثي، نا يزيد بن هارون، نا مسعر، عن زياد بن علاقة، عن النعمان بن بشير:

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان يصلّي حتى ترم قدماه.

قال ابن الأعرابي: حدّثناه الدّقيقي، نا يزيد بن هارون بإسناده فقال: اجعلوه عن النعمان أو غيره.

و أمّا حديث محمّد بن بشر:

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن المزرفي (1)،و أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن أبي سعيد الطحّان المتقي، و أبو يوسف بن أيوب بن الحسين، و أبو الحسن علي بن محمّد بن الحسين بن حسون، و أبو منصور مقرب بن الحسين بن الحسن النسّاج، قالوا: أنا أبو الحسين بن المهتدي، أنبأ أبو بكر محمّد بن يوسف العلاّف.

ح و أخبرنا أبو الأعزّ (2) قراتكين بن الأسعد التركي، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد، و أبو منصور أحمد، ابنا محمّد بن أحمد بن الخلال، قالا: أنا أبو علي محمّد بن وشاح، قالا: أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين.

ص: 139


1- بالأصل المرزقي، و الصواب ما أثبت.
2- بالأصل «أبو العز» و الصواب عن المطبوعة عاصم - عائذ ص 644.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو المعالي أحمد بن علي بن محمّد بن يحيى بن الرويج قالا: أنا أبو الحسين بن النقور، أنبأ أبو الحسن محمّد بن عبد اللّه بن أخي ميمي، قالوا: أنا أبو القاسم البغوي، نا عبد اللّه بن عون الخزاز، و كان من عبّاد اللّه الصالحين، سنة ست و عشرين و مائتين، ثنا محمّد بن بشر، نا مسعر، عن قتادة عن أنس قال:

قام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى تورّمت قدماه، أو قال: ساقاه، فقيل:- زاد ابن أبي (1)ميمي: له - أ ليس قد غفر اللّه لك ما تقدّم من ذنبك و ما تأخّر، قال:«أ فلا أكون عبدا شكورا»[968].

فأمّا حديث أبي قتادة:

فأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و المبارك بن أبي طاهر محمّد بن علي بن البزوري، و أبو نصر المبارك بن أحمد بن علي البغال (2) المعروف بالتبع (3)،قالوا: نا أبو الحسين بن النقور، نا عيسى بن علي - إملاء - نا أبو علي بن إسماعيل بن العبّاس الورّاق، ثنا سعدان بن نصر (4)،نا أبو قتادة الحراني، عن مسعر، عن علي بن الأقمر، عن أبي جحيفة قال:

كان النبي صلى اللّه عليه و سلم يقوم حتى تقطّر قدماه، فقيل له: أ ليس قد غفر اللّه لك ما تقدّم من ذنبك و ما تأخّر، قال:«أ فلا أكون عبدا شكورا»[969].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العبّاس النسيب، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف المقرئ، أخبرني أبو بكر أحمد بن محمّد بن شرّام، نا أبو علي محمّد بن جعفر بن محمّد بن سهل السّامريّ ، نا سعد بن أبي نصر - ببغداد - نا عبد اللّه بن واقد الحرّاني عن مسعر، عن علي بن الأقمر، عن أبي جحيفة قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقوم حتى تقطّر قدماه، فقيل له: أ ليس قد غفر اللّه تعالى لك ما تقدّم من ذنبك و ما تأخّر، قال:«أ فلا أكون عبدا شكورا»[970].

ص: 140


1- كذا.
2- كذا رسمها بالأصل.
3- كذا رسمها بالأصل.
4- ترجمته في سير الأعلام 357/12.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن بالوية الجلاّب.

ح قال: و أنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي.

ح و أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم بن محمّد بن أبي منصور الدّامغاني، نا أبو بكر بن خلف - إملاء - أنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري (1)،أنا أبو جعفر عبد اللّه بن إسماعيل الهاشمي، نا محمّد بن بشر بن مطر، نا نصر بن حريش، نا إسماعيل بن ملخان، عن محمّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه و سلم:

أنه لما نزلت هذه الآية: إِنّٰا فَتَحْنٰا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللّٰهُ مٰا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ مٰا تَأَخَّرَ (2)صام و صلّى حتى انتفخت قدماه و تغيّر حتى صار كالشن البالي، فقالوا: يا رسول اللّه، أ تفعل هذا بنفسك و قد غفر اللّه لك ما تقدّم من ذنبك و ما تأخّر، قال:«أ فلا أكون عبدا شكورا»[971].

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن صالح بن ذريح (3)،نا أحمد بن حواس الحسني الكوفي، نا أبو بكر بن عياش، عن محمّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن عائشة:

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان يقوم في الصّلاة حتى ترم قدماه، قالت: قلت: يا رسول اللّه، أ تفعل هذا و قد غفر اللّه لك ما تقدّم من ذنبك و ما تأخّر؟ قال:«أ فلا أكون عبدا شكورا»[972].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا محمّد بن علي بن محمّد الخشّاب، أنا الحسن بن أحمد بن محمّد المخلدي، نا أبو نعيم عبد الملك بن محمّد المخلدي، نا أبو نعيم عبد الملك بن محمّد بن عدي.

ح و أخبرنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد البيهقي، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد الواحدي الفقيه.

ص: 141


1- ترجمته في سير الأعلام 356/17.
2- سورة الفتح، الآيتان 1 و 2.
3- أبو جعفر البغدادي العكبري ترجمته في سير الأعلام 259/14.

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمّد بن الحسن - بمرو - و أبو سعيد عبد اللّه بن مسعود بن محمّد بن منصور بن العميد - بنيسابور - و أبو سعيد إسماعيل بن عبد الواحد بن إسماعيل البوشنجي - بهراة - قالوا: أنا أبو بكر بن خلف الأديب، قالا:

أنا أبو طاهر محمّد بن محمّد بن محمش الزيادي الفقيه، أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن يحيى بن بلال، قالا: أنا محمّد بن إسماعيل الأحمسي.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، و علي بن مسلّم الفقيهان، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأ جدي أبو بكر، أنبأ محمّد الخرائطي، نا علي بن حرب، قالا: نا عبد الرّحمن بن محمّد الهازي، عن عمير بن عمرو.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن أبي العلاء.

ح و أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد التميمي، قالا: أنا محمود بن أحمد، أنبأ الحسين بن سهل بن الصياح، قالا: أنا أبو العبّاس أحمد بن إبراهيم بن أحمد الإمام، نا علي بن حرب، نا المحاربي، نا محمّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال:

كان النبي صلى اللّه عليه و سلم يقوم حتى تورّمت - و قال البلدي و ابن عدي: حتى ترم قدماه - فقيل: أي رسول اللّه، أ تفعل - و قال البلدي: تصنع - هذا و قد جاءك من اللّه أن قد غفر لك ما تقدّم من ذنبك و ما تأخّر، قال:«أ فلا أكون عبدا شكورا»[973].

أخبرنا أبو بكر الفرضي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن علي بن يحيى بن جعفر بن عبدكويه (1)،أنا أبو الحسن أحمد بن القاسم بن الريّان المصري الكلبي - بالبصرة - نا أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط بن شريط الأشجعي - بمصر - حدّثني أبي عن أبيه، عن جده:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم صلّى حتى تورّمت قدماه، فقيل له: يا رسول اللّه، أ تفعل هذا و قد غفر اللّه لك ما تقدّم من ذنبك و ما تأخّر، قال:«أ فلا أكون عبدا شكورا»[974].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة الجرجاني، أنا أبو

ص: 142


1- بالأصل: عبدلويه، انظر ترجمته في سير الأعلام 478/17.

القاسم حمزة بن يوسف السهمي، أنا أبو أحمد بن عدي الحافظ ، أنا الحسين بن موسى بن خلف، نا إسحاق بن زريق، نا إبراهيم بن سليمان الزيّات البلخي، نا عبد الحكم - يعني القسملي - عن أنس قال:

تعبّد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى صار كالشنّ البالي، فقالوا: يا رسول اللّه، ما يحملك على هذا الاجتهاد كله و قد غفر لك ما تقدّم من ذنبك و ما تأخّر؟ قال:«أ فلا أكون عبدا شكورا»[975].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف المقرئ المعدّل، أخبرني أبو بكر أحمد بن محمّد بن شرّام، أنا محمّد بن جعفر بن محمّد بن سهل السّامريّ (1)، نا نصر بن داود، نا شاذ بن الفياض، و اسمه هلال بن الحارث بن شبل (2)،عن أم النعمان الكنديّة، عن عائشة قالت:

لما نزلت هذه الآية: إِنّٰا فَتَحْنٰا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً اجتهد النبي صلى اللّه عليه و سلم في العبّادة، فقيل له: يا رسول اللّه، ما هذا الاجتهاد، أ ليس قد غفر اللّه تبارك و تعالى لك ما تقدّم من ذنبك و ما تأخّر، قال:«أ فلا أكون عبدا شكورا»[976].

أخبرنا أبو بكر المزرفي (3)،و أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي (4)،قالا: أنا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمّد الحربي (5)،نا محمّد بن هارون بن حميد بن (6) المجدّر، نا يوسف - هو ابن موسى - نا يحيى بن الضريس، نا عبد الوهّاب بن مجاهد، عن أبيه، عن ابن عباس قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا قام من الليل ربط نفسه بحبل كي لا ينام، فأنزل اللّه تعالى:

طه مٰا أَنْزَلْنٰا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقىٰ (7) .

ص: 143


1- ترجمته في سير الأعلام 267/15.
2- ترجمته في سير الأعلام 433/10.
3- بالأصل: المرزقي، خطأ، و الصواب ما أثبت.
4- بالأصل «المحلى» و الصواب و الضبط عن تبصير المنتبه.
5- بالأصل الحرفي، و الصواب ما أثبت، و هذه النسبة إلى الحربية محلة من محال بغداد غربيها، انظر الأنساب، و ترجمته في سير الأعلام 609/17.
6- بالأصل: المخدر، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 436/14.
7- سورة طه، الآيتان 1 و 2.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو علي الروذباري، أنا الحسين بن الحسن بن أيوب الطوسي، نا أبو يحيى بن أبي ميسرة، نا خلاد بن يحيى، نا محمّد بن زياد اليشكري، نا ميمون بن مهران، عن ابن عبّاس:

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم أوّل ما نزل عليه الوحي كان يقوم على صدر قدميه إذا صلى، فأنزل اللّه عزّ و جلّ : طه مٰا أَنْزَلْنٰا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقىٰ .

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، نا الحسن بن إسماعيل بن محمّد، نا أحمد بن مروان، نا محمّد بن داود الدّينوري، أنا محمّد بن الجرّاح، عن محمّد بن عبد الرّحمن بن سفينة، عن أبيه، عن سفينة قال:

تعبّد النبي صلى اللّه عليه و سلم و اعتزل النساء حتى صار كالشنّ البالي قبل موته بشهرين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو البركات عبد الوهّاب الأنماطي، قالا:

أنا أبو الحسين بن النقور.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن نصر بن علي بن يونس، و أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه بن نصر، و أبو منصور بن مسكين بن عبد اللّه، قالوا: أنا القاسم بن البسري.

ح و أخبرنا أبو البركات أحمد بن محمّد الصفّار، أنا عبد العزيز بن علي بن أحمد بن الحسين (1)،قالوا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو حامد محمّد بن هارون الحضرمي، نا محمّد بن علي بن يزيد الضبّي، نا محمّد بن الحجّاج، نا محمّد بن عبد الرّحمن بن سفينة، عن أبيه، عن سفينة قال::

اعتزل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نساءه قبل أن يموت بشهرين و تعبّد حتى صار كالشنّ البالي.... (2).

[أخبرنا] (3) أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي (4)،أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى الموصلي، أنا عبيد اللّه - هو ابن عمر - نا يزيد بن زريع،

ص: 144


1- ترجمته في سير الأعلام 395/18.
2- بياض بالأصل مقدار كلمتين، و الكلمة المستدركة «أخبرنا» زيادة لازمة، ضمن البياض الذي لاحظنا بشأنه.
3- بياض بالأصل مقدار كلمتين، و الكلمة المستدركة «أخبرنا» زيادة لازمة، ضمن البياض الذي لاحظنا بشأنه.
4- الأصل: الخيزرودي، خطأ.

و محمّد بن جعفر، قالا: نا سعيد، عن أبي إسحاق قال: سمعت عاصم بن ضمرة يقول:

سألنا عن صلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من النهار فقال (1):إنكم لا تطيقون ذلك، قال:

قلنا: من أطاق ذلك منّا، فقال: إذا كانت الشمس من هاهنا كهيئتها من هاهنا عند العصر صلّى ركعتين، و إذا كانت الشمس من هاهنا كهيئتها من هاهنا عند الظهر صلّى أربعا يفصل بين كل ركعتين بالتسليم على الملائكة (2) و النبيين و من تبعهم من النبيين و المرسلين.

[أخبرنا] (3) أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب.

و أخبرنا أبو علي بن السّبط ، أنا أبو محمّد الجوهري، قالا: أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني عثمان بن أبي شيبة، نا سعيد بن خيثم أبو معمر الهلالي، أنا فضيل بن مرزوق، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن علي قال::

كان النبي صلى اللّه عليه و سلم يصلّي التطوع ثمان ركعات، و بالنهار ثنتي عشرة ركعة. و قال في نسخة أخرى: ست عشرة ركعة.

[أخبرنا] (4) أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو يعلى الصابوني، أنبأ أبو محمّد الحسن بن أحمد بن محمّد الشيباني، أنا أبو العباس محمّد بن إسحاق الثقفي، نا قتيبة بن سعيد، نا جرير.

قال: و أنا أبو محمّد الحسن بن أحمد، أنا محمّد بن إسحاق الثقفي، نا إسحاق بن إبراهيم، أنا جرير، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللّه قال:

سألت عائشة أم المؤمنين فقلت: يا أمّ المؤمنين، هل كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يخص شيئا من الأيام بعمل ؟ قالت: كان أحبّ الأعمال إليه ما داوم عليه صاحبه، و أيّكم يستطيع ما كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يستطيع.

ص: 145


1- كذا، و القائل هو علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه كما يفهم من عبارة مختصر ابن منظور 258/2.
2- بعدها بياض بسيط بالأصل، و في مختصر ابن منظور: الملائكة المقربين و النبيين.
3- زيادة لازمة، و مكانها بياض بالأصل.
4- زيادة لازمة، و مكانها بالأصل بياض.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا يحيى، نا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة قال: سألت عائشة: أ كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يخص شيئا من الأيّام ؟ قالت: لا، كان عمله ديمة (2)،و أيكم يطيق ما كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يعمل (3).

[أخبرنا] (4) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو نصر محمّد بن (5) و محمّد الزينبي، و أبو محمّد الصّريفيني.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن أحمد بن عبد اللّه بن الشّالنجي المقرئ، أنا أبو بكر الصّريفيني، قالا: أنا أبو بكر محمّد بن عمر بن خلف بن زنبور الورّاق، نا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا عيسى بن حمّاد زغبة، أنا الليث، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه كان يصلّي قائما، فلما دخل في السنّ جعل يجلس حتى إذا بقي في السورة ثلاثون آية أو أربعون - زاد زاد الربيعي: آية و قالا:- قام فقرأ بها - و قال الزينبي: فقرأها - ثم سجد.

و قالت: ما رأيته يصلي في بيتي في صلاة الليل جالسا قط حتى دخل في السّنّ .

[أخبرنا] (6) أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، نا عبد اللّه بن المبارك، أنا ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن زياد بن نعيم الحضرمي، عن مسلم بن مخراق قال:

قلت لعائشة: يا أمّ المؤمنين إن أناسا يقرأ أحدهم القرآن في ليلة مرتين أو ثلاثا، قالت:

قرءوا و لم يقرءوا، كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقوم ليلة التمام فيقرأ سورة البقرة، و سورة آل عمران، و سورة النساء، لا يمر بآية فيها استبشار إلاّ دعا اللّه و رغّب، و لا يمر بآية فيها تخويف إلاّ دعا اللّه و استعاذ.

ص: 146


1- مسند الإمام أحمد 55/6 و الذهبي في السيرة النبوية ص 481 و انظر تخريجه فيه.
2- الديمة: المطر الدائم، شبهت عمله في دوامه بديمة المطر.
3- في المسند: يطيق.
4- الزيادة لازمة، مكانها بياض بالأصل.
5- بالأصل:«محمد و محمد» و الصواب ما أثبت بحذف «الواو» و زيادة «بن» انظر ترجمته في سير الأعلام 443/18.
6- الزيادة لازمة، مكانها بياض بالأصل.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه سهل بن عمر السّندي، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا أبو عثمان البحيري (1)،أنا أبو محمّد الحسن بن أحمد الشيباني، أنا محمّد بن إسحاق الثقفي، نا زياد بن أيوب، نا هشيم، أنا خالد، عن عبد اللّه بن شقيق قال:

سألت عائشة عن صلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من التطوّع، فقالت: كان يصلّي قبل الظهر أربعا في بيتي، ثم يخرج بالناس، ثم يرجع إلى بيتي فيصلي ركعتين، و كان يصلي بالناس المغرب ثم يرجع إلى بيتي فيصلي ركعتين، ثم يصلّي بهم العشاء، ثم يدخل بيتي فيصلي ركعتين، و كان يصلّي من الليل سبع ركعات فيهن الوتر، و كان يصلّي ليلا طويلا قائما و ليلا طويلا جالسا، فإذا قرأ و هو قائم ركع و سجد و هو قائم، و إذا قرأ و هو قاعد ركع و سجد و هو قاعد.

قال البحيري (2):و أنا أبو علي زاهر بن أحمد، نا إبراهيم بن عبد اللّه الزينبي - بعسكر مكرم (3)-نا محمّد بن عبد الأعلى الصغاني، نا بشر بن المفضّل، عن خالد، عن عبد اللّه بن شقيق قال:

سألت عائشة عن صلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قالت: كان يصلي أربعا قبل الظهر، و ثنتين بعدها، و ثنتين بعد المغرب و ثنتين بعد العشاء، و ثنتين قبل الصبح، و كان يصلّي من الليل شيئا، قال: قلت: كيف يصنع إذا صلّى قائما و إذا صلّى قاعدا؟ قالت: كان إذا قرأ قائما ركع قائما، و إذا قرأ قاعدا ركع قاعدا.

قال: قال عبد اللّه بن شقيق، و كأنه مكتوب في صدري.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي (4)،أنا أبو طاهر بن خزيمة، أنا جدي أبو بكر، نا علي بن حجر، حدّثنا إسماعيل بن جعفر، نا محمّد - يعني ابن عمرو - عن أبي سلمة قال:

أخبرتني عائشة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان يصلّي من الليل إحدى عشرة ركعة منها

ص: 147


1- بالأصل: البحتري، خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.
2- بالأصل: البحتري.
3- عسكر مكرم: بلد مشهور من نواحي خوزستان (ياقوت).
4- بالأصل: الخيزرودي، خطأ، و الصواب ما أثبت.

ركعتان يصليهما و هو جالس، و يصلّي إذا طلع الفجر ركعتين قبل الصبح، فتلك ثلاث عشرة ركعة.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو الأستاذ أبو القاسم، أنا أبو الحسين الخفّاف.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الداودي، أنا أبو يعلى الصابوني، أنا أبو محمّد الحسن بن أحمد بن مخلد المخلدي الشيباني، قالا: أنا محمّد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي السّرّاج، نا قتيبة بن سعيد، نا أبو عوانة، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام، عن عائشة:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان إذا لم يصلّ من الليل - منعه من ذلك نوم غلبه، أو وجع - صلّى من النهار ثنتي عشرة ركعة.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا الحسن بن علي التميمي، أنا أحمد بن جعفر القطيعي، نا عبد اللّه بن جدي، نا عبد اللّه الدراف، و ابن بكر، قالا: أنا ابن جريج قال: قال عبد اللّه بن عبيد اللّه، و قال ابن بكر: قال: قال عبد اللّه بن أبي مليكة:

سمعت أهل عائشة يذكرون عنها أنها كانت تقول: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم شديد الانصاب لجسده في العبّادة، غير أنه حين دخل في السّن و ثقل من اللحم كان أكثر ما يصلّي و هو قاعد.

أخبرنا أبو سهل بن سعدوية، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، نا محمّد بن هارون الروياني، نا محمّد بن يسار، و عمرو بن علي، قالا: نا يحيى (1) بن سعيد، نا قدامة بن عبد اللّه العامري، حدثتني جدة بنت دجاجة قالت: سمعت أبا ذرّ يقول:

قام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بآية في ليلة حتى أصبح يرددها: إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبٰادُكَ وَ إِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ ، فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (2).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا الحسن بن علي التميمي، أنا أحمد [بن] (3)

ص: 148


1- كلمة رسمها:«بعسان» كذا.
2- سورة المائدة، الآية:118.
3- زيادة منا للإيضاح قياسا إلى سند مماثل.

جعفر، أنا (1) عبد اللّه بن [أحمد، نا] (2) أبي (3)،نا يحيى بن غيلان، نا رشدين - يعني ابن سعد - حدّثني عمرو بن الحارث قال: و حدّثني رشد (4) عن سالم بن غيلان التجيبي (5)حدّثه أن سليمان بن أبي عثمان حدّثه عن خالد (6) بن أبي عدي، أو عدي بن حاتم الحمصي، عن أبي ذرّ قال:

قلت لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: إني أريد أن أبيت عندك الليلة فأصلّي بصلاتك، قال:«لا تستطيع صلاتي»، فقام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يغتسل فستر بثوب و أنا محوّل عنه، فاغتسل، ثم فعلت مثل ذلك، ثم قام يصلّي و قمت معه حتى جعلت أضرب برأسي الجدار من طول صلاته، ثم أتاه (7) بلال الصلاة، قال:«أفعلت»؟ قال: نعم، قال:«إنك يا بلال لتؤذن إذا كان الصبح ساطعا في السّماء، و ليس ذلك الصبح، إنما الصبح هكذا معترضا»[977]، ثم دعا بسحور فتسحّر.

أخبرنا أبو سهل بن سعدوية، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، نا محمّد بن هارون الروياني، نا أحمد بن عبد الرّحمن، نا عمّي، حدّثني سالم بن غيلان أن سليمان بن أبي عثمان التجيبي (8) حدّثه عن حاتم بن عدي الحمصي عن أبي ذرّ أنه قال:

قلت لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: إني أريد أن أبيت عندك الليلة، و أصلّي بصلاتك، قال:«لا تستطيع صلاتي»، فقام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يغتسل، فسترته بثوب، و أنا محوّل عنه، فاغتسل ثم فعلت مثل ذلك، فقال:«هكذا الغسل»، ثم قام يصلّي، فقمت معه حتى جعلت أضرب برأسي الجدران من طول صلاته، ثم أتاه بلال للصّلاة، فقال:«أفعلت» قال:

نعم، قال:«إنك يا بلال تؤذّن إذا كان الصبح ساطعا في السّماء، و ليس ذلك الصبح، إنما الصبح هكذا معترضا»، ثم دعا بسحور فتسحّر.

ص: 149


1- بالأصل: بن، خطأ، و الصواب «أنا» قياسا إلى سند مماثل.
2- ما بين معكوفتين زيادة لازمة اقتضاها السياق قياسا إلى سند مماثل.
3- الحديث في مسند الإمام أحمد 171/5.
4- كذا بالأصل، و في المسند «رشدين» و قد مرّ صوابا قبل كلمات.
5- بالأصل النجيبي، بالنون، خطأ، و الصواب ما أثبت عن المسند.
6- في المسند: حاتم.
7- في المسند: أذّن.
8- بالأصل النجيبي، بالنون، خطأ، و الصواب ما أثبت عن المسند.

قال حاتم بن عدي: و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لا تزال هذه الأمّة بخير ما أخّروا السّحور و عجّلوا الفطر» ثم خرج فقامت الصّلاة[978].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا الحسن بن علي الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمّد، نا الحسين بن الحسن، نا ابن المبارك، نا يحيى بن أيوب، عن عبيد اللّه بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة عن أبي أيوب الأنصاري، قال:

نزل عليّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم شهرا فبقيت في عمله كله فرأيته إذا زالت الشمس أو زاغت أو كما قال إن كان في يده عمل الدنيا رفضه، و انح كان نائما كأنما يوقظ له، فيقوم، فيغتسل أو يتوضأ، ثم يركع ركعات يتمّهن و يحسنهن، و يتمكث فيهن، فلما أراد أن ينطلق قلت: يا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مكثت عندي شهرا و لوددت أنك مكثت عندي أكثر من ذلك، فبقيت في عملك كله، فرأيتك إذا زالت الشمس أو زاغت فإن كان في يدك عمل من الدنيا رفضته، و إن كنت نائما فكأنما توقظ له، فتغتسل، أو توضّأ، ثم تركع أربع ركعات تتمّهن و تحسّنهن، و تمكث فيهنّ ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن أبواب السماوات و أبواب الجنّة تفتح في تلك الساعة، فما ترتجّ أبواب السموات و أبواب الجنّة حتى نصلي هذه الصلاة، فأحببت أن يصعد لي تلك الساعة خير»[979].

قال ابن المبارك: و زاد الأوزاعي فقال: فأحب أن يرفع عملي في أوّل عمل العابدين.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر محمّد بن إسماعيل، قالا: نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا شعبة، عن عمرو بن مرّة قال:

سمعت أبا حمزة - رجل من الأنصار - قال ابن صاعد: و يقال له طلحة - مولى قريظة - و قال لنا ابن صاعد مرة: أخبرني سلمة مولى قريظة - بن كعب الأنصاري يحدّث عن رجل من بني عبس - قال ابن صاعد: هذا الرجل الذي لم يسمّ هو عندي صلة بن زفر العبسي - عن حذيفة بن اليمان:

أنه صلّى مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من الليل، فلمّا دخل في الصّلاة قال: اللّه أكبر، و الملكوت و الجبروت و الكبرياء و العظمة، ثم قرأ البقرة، ثم ركع، فكان ركوعه نحوا

ص: 150

من قيامه، و كان يقول:«سبحان ربّي العظيم»، ثم رفع رأسه فكان قيامه نحوا من ركوعه، و كان يقول:«لربّي الحمد، لربّي الحمد»، ثم سجد، فكان سجوده نحوا من قيامه، و كان يقول:«سبحان ربي الأعلى»، ثم رفع رأسه فكان بين السجدتين نحوا من السجود، و كان يقول:«ربّ اغفر لي، رب اغفر لي»، حتى قرأ البقرة و آل عمران، و النساء، و المائدة، و الأنعام.

قال شعبة: لا أدري المائدة أو الأنعام.

قال: و أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا إسماعيل بن مسلم العبدي، عن من سمع الحسن يقول: فأصبح النبي صلى اللّه عليه و سلم كأحسن ما يكون وجها، و أروحه و أطيبه نفسا، و أصبح الآخر و به من النعاس و الكسل ما اللّه به أعلم[980].

أخبرنا عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن علي بن هبة اللّه بن عبد السّلام، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا علي بن الجعد، أنا شعبة، عن عمرو بن مرّة قال: سمعت أبا حمزة الأنصاري يحدّث عن رجل من بني عبس عن حذيفة:

أنه انتهى إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم حين قام في صلاته من الليل، فلما دخل في الصّلاة قال:

اللّه أكبر، ذو الملكوت و الجبروت و الكبرياء و العظمة، ثم قرأ البقرة، ثم ركع فكان ركوعه نحوا من قيامة، يقول في ركوعه:«سبحان ربّي العظيم»، ثم رفع رأسه، فكان قيامه بعد الركوع نحوا من ركوعه، يقول:«لربّي الحمد، لربّي الحمد»، ثم سجد، فكان سجوده نحوا من قيامه بعد الركوع يقول:«سبحان ربّي الأعلى»، ثم رفع رأسه، فكان بين السجدتين نحوا من سجوده يقول:«رب اغفر لي»، حتى صلّى أربع ركعات قرأ فيهن: البقرة، و آل عمران، و النساء، و المائدة، و الأنعام.

أخرجه أبو داود عن علي بن الجعد (1)[981].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري (2)،و أبو نصر محمّد بن محمّد بن علي الزينبي.

ص: 151


1- سنن أبي داود كتاب الصلاة، باب ما يقول الرجل في ركوعه و سجوده، ح(874)231/1 و فيه: يقول: اللّه أكبر ثلاثا. و فيه أيضا في آخره: و المائدة أو الأنعام، شك شعبة.
2- بالأصل: البشري، و الصواب ما أثبت بالسين المهملة.

ح و أخبرنا أبو الفضل محمّد بن ناصر بن علي بن البشري (1).

ح و أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن محمّد السّرخسي الوزيري الحنفي، و أبو محمّد أحمد بن علي بن محمّد بن الحسين بن المعوج، و عتيق ابن عمه أبو الخير ميسرة بن عبد اللّه الرومي، قالوا: أنا أبو نصر محمّد بن محمّد الزينبي قالوا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا خلف - يعني ابن هشام - نا أبو شهاب عن حميد، عن أنس قال:

ما كنّا نشاء أن نرى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مصليا إلاّ رأيناه، و لا نشاء أن نراه نائما إلاّ رأيناه.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنبأ أبو عثمان البحيري (2)،أنا أبو محمّد الحسن بن أحمد الشيباني، أنا محمّد بن إسحاق الثقفي، نا أبو همّام السّكوني، حدّثنا إسماعيل، عن حميد، عن أنس قال:

كنت لا أشاء أن أرى النبي صلى اللّه عليه و سلم من الليل مصليا إلاّ رأيته، و لا نائما إلاّ رأيته.

أخبرنا أبو المظفر، أنا أبو عثمان، أنا الحسن بن أحمد، أنبأ أبو العبّاس السرّاج، نا يعقوب بن إبراهيم، و محمّد بن رافع، و إبراهيم بن سعيد الجوهري، قالوا: ثنا أبو بكر بن هارون، نا حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال:

ما كنا نشاء أن نرى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من الليل مصليا إلاّ رأيناه، و لا نشاء أن نراه نائما إلاّ رأيناه نائما.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد بن منصور الفقيه، و أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد، قالا: ثنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه الشّيحي (3)،قال: أنبأ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ قال: نا أبو نعيم الأصبهاني - إملاء - و ما كتبته إلاّ

ص: 152


1- كذا، و ليس في عامود نسبه «البشري» و لعلها مقحمة، انظر ترجمته في سير الأعلام 265/20 و الوافي بالوفيات 104/5.
2- بالأصل: البحتري، خطأ.
3- بالأصل: السنجي خطأ، و الصواب ما أثبت و ضبط عن الأنساب و هذه النسبة إلى شيحة - بكسر الشين - من قرى حلب.

عنه، نا محمّد بن عمر بن سلم، نا عبد اللّه بن محمّد بن علي البلخي - و ما سمعته إلاّ منه - نا محمّد بن أحمد بن ماهان، نا عبد الصّمد بن حسّان، نا سفيان الثوري، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، عن عبد اللّه بن مسعود قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لا يكون ذاكرين إلاّ كان معهم، و لا مصلّين إلاّ كان أكثرهم صلاة صلى اللّه عليه و سلم.

ص: 153

باب ما ورد في شعره و شيبه و خضابه و ما ذكر في خاتمه و عمامته و ثيابه

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو محمّد السّندي، و إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر، و أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العبّاس، قالوا: أنا عمر بن أحمد بن عمر، أنا ابن مسرور، أنا أبو عمرو إسماعيل بن محمّد بن أحمد السّلمي، نا عمّي أبو بكر محمّد بن أحمد بن يوسف السّلمي، نا أبي أحمد بن يوسف السّلمي، نا عبد الرزّاق.

ح و أخبرنا أبو عمر محمّد بن محمّد بن القاسم، و أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين، و أبو الفتح المختار بن عبد الحميد بن المنتصر، و أبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفق بن زياد، قالوا: أنا أبو الحسن الداودي، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حموية، أنا إبراهيم بن خريم (1) الشاشي، أنبأ عبد بن حميد، أنبأ عبد الرزّاق، أنا معمر، عن ثابت، عن أنس قال: كان شعر النبي صلى اللّه عليه و سلم إلى أنصاف أذنيه (2).

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه بن كادش، أنا أبو الطيّب طاهر بن عبد اللّه الطبري، أنبأ علي بن عمر بن محمّد الحربي، نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار، نا عبد اللّه بن عمر قال: حدّثنا ابن المبارك، حدّثني معمر، نا ثابت، عن أنس قال: كانت للنبي صلى اللّه عليه و سلم شعره إلى أنصاف أذنيه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا محمّد بن هارون بن عبد اللّه، نا المؤمّل بن هشام، نا إسماعيل بن

ص: 154


1- بالأصل «خزيم» خطأ، و الصواب ما أثبت، و قد مضى التعريف به.
2- متفق عليه، أخرجه البخاري في اللباس فتح الباري 356/10 و مسلم في الفضائل ص(1819) و ابن سعد 428/1 و البيهقي في الدلائل 221/1 و الذهبي في السيرة النبوية ص 421.

إبراهيم، نا حميد، عن أنس قال:

كان النبي صلى اللّه عليه و سلم شعره إلى شحمة أذنيه (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا محمّد بن هارون بن عبد اللّه، نا المؤمّل بن هشام، نا إسماعيل بن إبراهيم، عن حميد الطويل، عن أنس قال: كان شعر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى أنصاف أذنيه.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن عبد الوهّاب، و أبو علي الحسن بن المظفّر بن السّبط ، و أمّ البهاء فاطمة بنت علي بن الحسين بن جدا، قالوا: أنا محمّد بن علي بن علي، أنبأ أبو الحسن علي بن عمر الحربي، نا أبو القاسم جعفر بن أحمد بن بحر النجار، نا أحمد بن منصور، نا عمرو بن عاصم الكلابي، نا همّام، عن قتادة، عن أنس قال:

كان شعر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يضرب منكبيه (2).

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، و أبو الهيثم الشّحّامي، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا [أبو] (3) محمّد الجوهري، أنا محمّد بن المظفّر، نا محمّد بن محمّد بن سليمان، قالا: نا شيبان بن فرّوخ، نا جرير بن حازم، ثنا - و في حديث محمّد: عن - قتادة قال: قلت لأنس - زاد محمّد: بن مالك: كيف كان شعر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: كان شعرا رجلا ليس بالجعد و لا بالسّبط بين أذنيه و عاتقه، و في حديث أبي يعلى بين الجيد و عاتقه (4).

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، قالا: نا أبو

ص: 155


1- أخرجه أبو داود في الترجل(4185) و ابن سعد 428/1 و البيهقي في الدلائل 221/1 و الذهبي في السيرة ص 421.
2- أخرجه البخاري في اللباس فتح الباري 356/10، و مسلم في الفضائل (ص:1819) و النسائي في الزينة 133/8 و أحمد في المسند 125/5 و البيهقي في الدلائل 221/1 و الذهبي في السيرة ص 421.
3- زيادة لازمة، و اسمه الحسن بن علي الجوهري، و قد مضى التعريف به.
4- مسلم في الفضائل(26) باب، ص(1819) و البيهقي في الدلائل 220/1 و الذهبي في السيرة النبوية ص 420.

حفص بن شاهين - قراءة عليه - نا محمّد بن إبراهيم بن فهد بن حكيم - بالبصرة - نا محمّد بن سليمان اليمامي.

ح قال أبو شاهين: نا عبد اللّه بن محمّد النيسابوري، نا إسماعيل بن إسحاق بن سهل - بمصر - قالا: نا إبراهيم بن محمّد بن القاسم الأسدي، نا شعبة بن الحجّاج، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك قال: كان لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم جمّة (1) جعدة.

قال ابن شاهين: تفرّد بهذا الحديث محمّد بن القاسم عن شعبة، لا أعلم حدّث به غيره، و هو حديث غريب.

كذا وقع في الأصل في إسناده إبراهيم بن محمّد، و الصواب أبو إبراهيم محمّد بن القاسم الأسدي الكوفي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن أحمد بن علي الزّجاجي الطبري، أنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد بن أبي مسلم.

ح و أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو منصور بن شكرويه (2)،و محمّد بن أحمد بن السمسار.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الهيثم، أنا أبو منصور بن شكرويه (3).

ح و أخبرنا أبو الوفاء عمر بن الفضل بن أحمد المميز، و أبو عبد اللّه محمّد بن سعيد بن أحمد الخرقي - بجوزجة - قالا: أنا إبراهيم بن محمّد الطيّان، قالوا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد بن خرّشيد قوله، قالا: أنا أبو عبد اللّه المحاملي، نا الحسين بن عبد الرّحمن الكوفي، نا أبو إبراهيم محمّد بن القاسم الأشعبي، أنا سعد، عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس قال:

كانت لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم جمّة جعدة.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو الفوارس هبة اللّه بن أحمد بن علي بن سوار الوكيل، و أبو غالب محمّد بن محمّد بن أسد العكبري، و زينة بنت صدقة بنت

ص: 156


1- الجمة من شعر الرأس: ما سقط على المنكبين.
2- بالأصل:«سكرونه» خطأ، و الصواب ما أثبت، و اسمه محمد بن أحمد بن علي، أبو منصور الأصبهاني ترجمته في سير الأعلام 493/18.
3- بالأصل:«سكرونه» خطأ، و الصواب ما أثبت، و اسمه محمد بن أحمد بن علي، أبو منصور الأصبهاني ترجمته في سير الأعلام 493/18.

محمّد بن صدقة الإسكاف، قالوا: أنبأ عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمّد بن مخلد، نا علي بن محمّد بن معاوية، نا محمّد بن القاسم، أنا شعبة، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس قال:

كانت جمّة النبي صلى اللّه عليه و سلم جعدة.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو عثمان البحيري (1)،أنا زاهر بن أحمد السّرخسي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة (2)،قالا: نا أبو القاسم البغوي، نا محرز بن عون، نا شريك، عن أبي إسحاق، عن البراء قال:

كان لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم شعر قريب من أذنيه، أو قال: منكبيه - شك محرز-.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عمر بن إبراهيم بن أحمد بن كثير الكناني، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا منصور بن أبي مزاحم، نا روح بن مسافر، عن أبي إسحاق عن البراء قال: كان النبي صلى اللّه عليه و سلم شديد البياض كثير الشعر يضرب شعره منكبيه.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنّا، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن حسنون، أنا أبو القاسم موسى بن عيسى بن عبد اللّه السراج، نا محمّد بن محمّد بن سليمان قال: ذكر محمّد بن عبد اللّه بن نمير، نا يونس بن بكير، نا عنبسة بن الأزهر، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة قال: كأني انظر إلى شعر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و جمّته يضرب هذا المكان - و ضرب بيده على صدره فوق ثندوته-.

و هذا مما لم يسمعه الباغندي من ابن نمير، و دلّسه عنه.

أخبرتنا به أمّ المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور السّلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، أنا محمّد بن عبد اللّه بن نمير، نا يونس بن بكير، أنا أبو الأزهر - و هو عنبسة - عن سماك، عن جابر قال:

ص: 157


1- بالأصل: البحتري، خطأ.
2- بالأصل: حنانة، خطأ.

كأنّي انظر إلى شعر رأس رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و جمّته يضرب هذا المكان - و ضرب بيده إلى صدره فوق ثدييه-.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،[حدّثني أبي] (2) نا محمّد بن عبد اللّه المخرمي، أنا أبو سفيان الحميري سعيد بن يحيى.

قال: و نا محمّد بن حسّان الأزرق، أنا أبو سفيان الحميري، نا الضّحّاك بن حمزة، عن غيلان بن جامع، عن إياد بن لقيط ، عن أبي رمثة قال: كان النبي صلى اللّه عليه و سلم يخضّب بالحنّاء و الكتم (3)،و كان شعره يبلغ كتفيه أو منكبيه - زاد في حديث محمّد بن حسّان: شك أبو سفيان-.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن عبد الوهّاب، أنا أبو علي الحسن بن غالب بن علي المقرئ، قالا: أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد الزهري، نا جعفر بن محمّد الفرياني، نا أبو جعفر العقيلي، نا عبد الرّحمن بن أبي الزّناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: كان شعر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فوق الوفرة (4)،و دون الجمّة (5).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن المزرفي (6)،نا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن محمّد بن النقور، قالا: أنا عيسى بن علي الوزير، أنا أبو القاسم البغوي، نا داود بن أبي الزّناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: قالت لي عائشة: يا ابن أختي، كان شعر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فوق الوفرة و دون الجمّة.

ص: 158


1- مسند الإمام أحمد 163/4.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن مسند أحمد.
3- الكتم محركة نبت يخلط بالحناء، و يخضب به الشعر فيبقى لونه،(القاموس).
4- الوفرة: شعر الرأس إذا وصل إلى شحمة الأذن.
5- أخرجه أبو داود في سننه في الترجل ح(4187) طبقات ابن سعد 429/1، الترمذي في اللباس، ح(1755)، و ابن ماجة ح(3635) و البيهقي في الدلائل 224/1 و الذهبي في السيرة ص 422.
6- بالأصل: المرزقي، خطأ، و الصواب ما أثبت.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبد اللّه العكبري، أنا [أبو] (1) محمّد الحسن بن علي الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن لؤلؤ، أنا أبو حفص عمر بن أيوب السّقطي، نا محمّد بن عبّاد بن موسى، نا يعقوب بن الوليد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:

كان لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و فرة تبلغ شحمة أذنيه.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن عبد الوهّاب، أنبأ الحسن بن علي بن غالب بن علي، قالا: أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أنبأ جعفر بن محمّد، نا محمّد بن عثمان بن خالد، نا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه عن ابن عبّاس قال:

كان المشركون يفرقون رءوسهم، و كان أهل الكتاب يسدلون أشعارهم، و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يحب موافقة أهل الكتاب في بعض ما لم يؤمر فيه، فسدل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ناصيته، ثم فرق بعد (2).

هذا لفظ الجوهري، و قال الحربي: فيما لم يؤمر فيه بشيء، ثم فرق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعد.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا محمّد بن أحمد بن حمدان، نا أبو يعلى، نا عبد العزيز - هو ابن أبي سلمة بن عبد اللّه العمري - حدّثني إبراهيم بن سعد، عن محمّد بن إسحاق، عن يحيى بن عبّاد، عن أبيه، عن عائشة قالت: كنت أصرع فرق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من فوق يافوخه، و أسدل له إذا دهنت ناصيته.

قال: و أنا أبو يعلى، نا جعفر بن مهران، نا عبد الأعلى، نا محمّد بن إسحاق، حدّثني محمّد بن جعفر بن الزبير، عن عروة، عن عائشة قالت:

ص: 159


1- زيادة لازمة.
2- أخرجه البخاري في اللباس، باب الفرق، الفتح 361/10. و مسلم في الفضائل،(24 باب) ص(1817)، و أبو داود في الترجل ح(4188)، و ابن ماجة ح(3632)، و البيهقي في الدلائل 225/1 و الذهبي في السيرة ص 422.

كنت إذا أردت أن أفرق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم صدعت الفرق من يافوخه، و أرسلت ناصيته بين عينيه (1).

ح و أخبرتنا أمّ المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى عن عمرو بن محمّد، نا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، نا أبي عن محمّد بن إسحاق، نا محمّد بن جعفر بن الزبير، عن عروة، عن عائشة قالت:

كنت إذا فرقت لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رأسه صدعت فرقته (2) عن يافوخه، و أرسلت ناصيته بين عينيه.

[قال:] (3) فاللّه أعلم إذ القول لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كنا لا نلف (4) شعرا و لا ثوبا أم هي سيماء كان يتسوم (5) بها.

و قد قال محمّد بن جعفر بن الزبير، و كان فقيها: ما هي إلاّ سيماء من سيماء (6)الأنبياء تمسكت بها النصارى من بين الناس (7).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا يحيى بن أبي بكير، نا إبراهيم بن نافع، سمعت ابن أبي نجيح يذكر عن مجاهد عن أم هانئ قالت: رأيت في رأس رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ضفائر أربعة (8).

أخبرنا عاليا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه، حدّثني أبي، ثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن أم هانئ: قدم النبي صلى اللّه عليه و سلم مكة و له أربع غدائر (9).

ص: 160


1- أخرجه أبو داود في الترجل ح(4189)، و البيهقي في الدلائل 226/1.
2- كذا.
3- الزيادة لازمة، و القائل ابن إسحاق كما يفهم من عبارة دلائل البيهقي.
4- في دلائل البيهقي: لا تكف ثوبا و لا شعرا.
5- بالأصل تقرأ: متسوم، و المثبت عن دلائل البيهقي.
6- السيماء: العلامة.
7- الخبر في دلائل البيهقي 226/1.
8- كذا بالأصل.
9- أخرجه أبو داود، ح(4191).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن محمّد بن أحمد بن بويه، و أبو ياسر سليمان بن عبد اللّه بن الفرج، و أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن بن البنّا، قالوا: أنا أبو الحسين بن النقور - زاد يحيى: أبو يعلى بن الفراء قالا:- أنا أبو عيسى بن علي الوزير، أنا أبو القاسم البغوي، نا أبو محمّد نعيم بن الهيثم الهروي - إملاء - أنبأ عبد العزيز بن الحصين الترجمان الخراساني، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن أم هانئ قالت: قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مكة و له أربع غدائر - يعني ذوائب (1)-.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر المستملي، أنا أحمد بن الحسن.

أخبرنا الحسن بن أحمد بن محمّد المخلدي، أنا المؤمّل بن الحسن، نا إسحاق بن منصور، نا أبو داود، نا سعيد، عن خليد، عن معاوية بن قرّة، عن أنس أنه سئل عن شيب النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: ما شانه اللّه.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن شهريار، نا عمرو بن علي الفلاّس، نا أبو داود، نا شعبة، حدّثني خليد بن جعفر - و كان من أصدق الناس - عن أبي إياس قال: سئل أنس عن شيب النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: ما شانه اللّه عزّ و جل، سيما، لعل أنسا أراد بلحية بيضاء، فقد روي عنه و عن غيره من الصحابة أنه كان شاب بعض شعره صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى، نا محمّد بن بكّار، نا إسماعيل بن زكريا، عن عاصم الأحول، عن محمّد بن سيرين قال: سألنا أنسا: هل كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خضب ؟ قال: لم يبلغ الخضاب، كانت في لحيته شعرات بيض، قال: فقلت له: أ كان أبو بكر يخضب ؟ قال:

فقال: نعم، بالحنّاء و الكتم.

أخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم، و أبو القاسم زاهر بن طاهر قال:

قرئ على أبي عثمان البحيري (2)،أنا جدي أبو الحسين أحمد بن محمّد بن جعفر، أنا

ص: 161


1- ابن سعد 429/1 و الذهبي في السيرة النبوية ص 422 و قال الذهبي: لم يدرك مجاهد أم هانئ. و قيل: سمع منها، و ذلك ممكن.
2- بالأصل: البحتري، و الصواب ما أثبت.

أبو العباس السراج، نا الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحرّاني، نا محمّد بن سلمة، عن هشام بن حسّان، عن محمّد بن سيرين قال: سئل أنس بن مالك عن خضاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لم يكن شاب إلاّ يسيرا، و لكن أبا بكر و عمر خضّبا بالحنّاء و الكتم.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى، نا هدبة، نا همّام، نا قتادة قال: سألت أنسا: هل خضب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: لم يبلغ ذلك، إنما كان شيبه في صدغيه، و لكن أبا بكر و عمر خضبا بالحنّاء و الكتم.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي (1)،أنا أبو عمرو بن حمدان.

و أخبرتنا أمّ المجتبى فاطمة بنت ناصر، و أمّ البهاء فاطمة بنت محمّد بن البغدادي قالتا: أنبأ إبراهيم بن منصور السّلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا أبو الربيع، نا حمّاد، عن ثابت قال: سئل أنس عن خضاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: لو شئت أن أعدّ شعرات في رأسه لفعلت، و قال: لم يختضب، و قد اختضب أبو بكر بالحنّاء و الكتم (2).

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي (3)،أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أمّ المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، ثنا أبو خيثمة، نا معاذ بن معاذ، نا حميد، عن أنس بن مالك قال: لم يبلغ الشيب الذي كان بالنبي صلى اللّه عليه و سلم عشرين شعرة.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، و أبو القاسم الشّحّامي، قالا: قرئ على أبي عثمان البحتري، أنا جدي أبو الحسين أحمد بن محمّد بن جعفر، أنا أبو العبّاس

ص: 162


1- بالأصل: الخيزرودي، و الصواب ما أثبت، و قد مضى التعريف به.
2- أخرجه مسلم في الفضائل ص 1821، و البخاري - قسمه الأول - في اللباس فتح الباري 351/10، و أبو داود في الترجل ح(4209) و البيهقي في الدلائل 231/1.
3- بالأصل: الخيزرودي، و الصواب ما أثبت، و قد مضى التعريف به.

السراج، نا عمر بن شعبة، نا معاذ بن معاذ، نا حميد، عن أنس قال: لم يبلغ الشيب الذي كان برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عشرين شعرة.

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنبأ أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا هدبة بن خالد، نا مبارك بن فضالة، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن عقيل قال: قلت لأنس: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خضب ؟ قال: ما أرى كان في رأسه و لحيته خمس عشرة بيضاء، قال: قلت: فإني رأيت في شعر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الذي كان في بيتنا شعرا فيه صفرة، فقال: إنه كان يمس أصوله الصفرة.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد المزكي، أنا أحمد بن محمّد بن الحسين الماسرجسي، نا وهب بن بقية، نا خالد بن عبد اللّه، عن عمرو بن يحيى المازني، عن ربيعة بن أبي عبد الرّحمن، عن أنس بن مالك قال: لم يكن في رأس رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و لا لحيته عشرين شعرة - يعني بيضاء (1)-.

و قال الدارقطني: غريب عن عمرو بن يحيى بن عمارة، تفرّد به خالد عنه.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو محمّد السّندي، و إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر، و أبو القاسم تميم بن سعيد بن أبي العبّاس، قالوا: أنا عمر بن أحمد بن عمر بن مسرور، نا أبو عمرو إسماعيل بن عبد بن أحمد السّلمي، أنا محمّد بن عبدوس بن كامل المذهب بن بقية، نا خالد، عن عمرو بن يحيى المازني عن ربيعة بن أبي عبد الرّحمن عن أنس بن مالك قال: لم يكن في رأس رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و لا لحيته عشرون شيبة.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد بن موسى، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن أحمد الخفّاف، أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن الحسن بن الشرقي (2)،نا محمّد بن أيوب الرازي، نا الحسين بن محمّد الطّنافسي، نا أبو بكر بن عيّاش قال: قلت لربيعة: جالست أنس بن مالك ؟ قال: نعم، قلت: سمعت منه ؟ قال: نعم، قال:

ص: 163


1- انظر دلائل النبوة 229/1 و 201/1 فهو جزء من حديث انظر تخريجه في الدلائل.
2- بالأصل: الشرفي، بالفاء، و الصواب بالقاف.

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لا يخضّب، قد شاب في مقدّم لحيته شيبة لو عدّها العادّ أحصاها. قال له أبو بكر: شبت يا رسول اللّه ؟ قال:«شيبتني سورة هود و الواقعة»[982].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا فاطمة بنت ناصر، و فاطمة بنت محمّد، قالتا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا ابن مهدي عن سفيان، عن ربيعة قال: سمعت أنس بن مالك - و قال ابن حمدان: أنسا - يقول: ما كان في رأس رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و لحيته عشرون شعرة بيضاء.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، و أبو القاسم الشّحّامي، قالا: أنا أبو عثمان البحيري (1)،أنا جدي أبو الحسين، أنا أبو العبّاس الثقفي، نا عمر بن شيبة، نا معاذ بن معاذ، نا حميد، حدّثني يحيى بن سعيد الأنصاري قال: كان الشيب الذي كان بالنبي صلى اللّه عليه و سلم عشرة (2) شعرة.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي (3)،أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا عبد الرّحمن بن صالح، نا عبد الرحيم - هو ابن سليمان - ثنا إسرائيل، عن سماك أنه سمع جابر بن سمرة يقول:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قد شمط مقدم رأسه و لحيته، فإذا ادّهن و مشطه لم يبين، و إذا شعث رأسه كان كثير الشعر و اللحية، فقال رجل: وجهه مثل السّيف ؟ قال: لا، مثل الشمس و القمر مستديرا (4)،قال: و رأيت خاتمه عند كتفه (5) مثل بيضة النعامة (6)

ص: 164


1- بالأصل: البحتري، خطأ.
2- كذا بالأصل.
3- إعجامها مضطرب بالأصل و الصواب ما أثبت.
4- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل، و الصواب عن دلائل البيهقي.
5- في البيهقي: كتفيه.
6- في البيهقي: الحمامة.

يشبه جسده (1).

أخبرنا عاليا أبو القاسم بن الحصين، و أبو علي بن السبط ، و أبو غالب بن البنّا، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، قالوا (2):ثنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك (3)،نا أبو علي بشر بن موسى الأسدي، نا خلف بن الوليد البصري - بمكة - عن إسرائيل، عن سماك بن حرب أنه سمع جابر بن سمرة يقول:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قد شمط مقدم... (4) رأسه و لحيته، فإذا ادّهن و امتشط لم يبين، و إذا شعث رأيته.... (5)،و كان كثير شعر الرأس و اللحية، الحديث.

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور البلخي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا محمّد بن عبد اللّه الأزدي، نا محمّد بن الزبرقان أبو همّام، عن مروان بن سالم، أخبرني عبد اللّه بن همّام قال:

قلت: يا أبا الدرداء بأي شيء كان يخضّب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: يا ابن أخي - أو يا بني - ما كان بلغ من الشيب أن يخضّب، و لكن قد كان منه هاهنا - و أشار بيده إلى عنفقته (6)- شعرات بيض فكان يغسله بالحنّاء و السّدر (7).

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو الفقيه.

و أخبرتنا أمّ المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور السّلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو أبو يعلى، نا عبد الرّحمن بن صالح، نا محمّد بن فضيل، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي جحيفة قال: رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم فقلت: صفه لي، فقال: أبيض قد شمط .

و أخبرتنا أمّ المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت: أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، نا محمّد بن هارون الروياني، نا أبو كريب، نا إسحاق بن

ص: 165


1- أخرجه مسلم في الفضائل ص 1823 و أحمد في المسند 104/5 و ابن سعد 433/1 و البيهقي في الدلائل 235/1 و الذهبي في السيرة النبوية ص 424.
2- كذا مكررة بالأصل.
3- كذا مكررة بالأصل.
4- كلمة غير واضحة بالأصل.
5- كلمة غير واضحة و رسمها:«ميينا» كذا.
6- العنفقة: شعرات من مقدمة الشفة السفلى.
7- السدر: شجر النبق الواحدة سدرة.

سليمان، نا حريز (1) بن عثمان قال: أتينا عبد اللّه بن بسر (2) صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلم فلم ندر عن أي شيء نسأله، فقلنا: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم شابّ أم شيخ، قال: في عنفقته شعرات بيض (3).

أخبرنا أبو بكر صديق بن عثمان بن إبراهيم السريري - بها - أنبأ نصر بن أحمد بن البطر، أنبأ أبو الحسن بن رزقويه.

قال: نا إسماعيل بن محمّد الصفّار، نا محمّد بن سنان القزّاز، نا عثمان بن عمر، نا حريز (4) قال: لقيت عبد اللّه بن بسر السّلمي فقلت: أ كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم شيخا؟ قال:

كان في عنفقته شعرات بيض.

أخرجه البخاري (5) عن عصام بن خالد، عن حريز (6).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (7)،نا يحيى بن آدم.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن علي بن المبارك بن الفاعوس، قالا: أنا عبد الباقي بن محمّد بن غالب، أنا أحمد بن محمّد بن عمران بن الجندي، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا محمّد بن عمر بن الوليد، نا يحيى بن آدم، نا شريك، عن عبيد اللّه، عن نافع، عن ابن عمر قال:

كان شيب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نحوا من عشرين شعرة (8).

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو محمّد السّندي، و إسماعيل بن القاسم بن أبي بكر القارئ، و أبو القاسم تميم بن أبي سعيد المؤدب، قالوا: أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عمر بن مسرور، أنا أبو عمر بن نجيد، نا أبو جعفر محمّد بن موسى

ص: 166


1- بالأصل «جرير» خطأ و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب التهذيب.
2- بالأصل: بشر، خطأ و الصواب ما أثبت.
3- أخرجه البخاري في المناقب 164/4 و ابن سعد 432/1 و فيه:«جرير، و عبد اللّه بن بشر»، و الذهبي في السيرة النبوية ص 424 و البيهقي في الدلائل 234/1.
4- بالأصل «جرير» خطأ و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب التهذيب.
5- انظر الحاشية السابقة.
6- بالأصل «جرير» خطأ و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب التهذيب.
7- مسند الإمام أحمد 90/2.
8- دلائل النبوة للبيهقي 239/1.

الحلواني، نا محمّد بن عمرو الكندي، نا يحيى بن آدم، عن شريك، عن عبيد اللّه بن عمر، فذكر مثله.

أخرجه ابن ماجة عن محمّد بن عمر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي الفرضي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف بن بشر الخشّاب، أنا الحارث بن أبي أسامة، أنا محمّد بن سعد (1)،أنا محمّد بن عمر (2)،عن عمر بن أبي (3) عقبة، عن ابن أبي عائشة الأسلمي، عن المنذر بن جهم، عن القاسم بن زهر الأسلمي قال: رأيت شيب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في عنفقته و ناصيته، حزرته يكون ثلاثين شيبة عددا.

قال (4):أخبرنا محمّد بن عمر، حدّثني فروة بن زبيد، عن بشير - مولى المازنيين (5)-قال: سألت جابر بن عبد اللّه: هل خضّب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ فقال: لا، ما كان شيبه يحتاج إلى الخضاب، كان وضح في عنفقته و ناصيته، لو أردنا أن نحصيها أحصيناها.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، و أبو القاسم الشّحّامي، قالا: أنا أبو سعد:

أخبرنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى الموصلي، نا محمّد بن بكّار قال: نا إسماعيل بن زكريا، عن عاصم الأحول، عن محمّد بن سيرين قال: سألت أنسا: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يخضّب ؟ قال: فقال: نعم، بالحنّاء و الكتم.

و أخرجه عنه ابن بكّار.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن القشيري، أنا أبو الحسين محمّد بن عبد الرّحمن بن جعفر بن خشنام، نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن خالد بن جلي الكلاعي - بحمص - نا أبي محمّد بن خالد بن جلي، نا أبي (6) عمر، عن محمّد بن

ص: 167


1- طبقات ابن سعد 434/1.
2- ابن سعد: الهيثم بن دهر الأسلمي.
3- ابن سعد: عمر بن عقبة.
4- ابن سعد 434/1.
5- رسمها بالأصل:«المارسى» و الصواب عن ابن سعد.
6- كذا.

خالد الوهبي، عن أبي حنيفة، عن عثمان بن عبد اللّه، عن أم سلمة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

أتتنا بمشاقة من شعر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مخضوبة بالحنّاء.

و أخبرتنا أمّ المجتبى فاطمة بنت محمّد قالت: أنا سعيد بن أحمد العيار، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد الصّيرفي، نا أبو العباس السراج، نا قتيبة، نا أبو عوانة، عن أبي سعيد رجل من أهل الشام قال: دخلت مع مولاي على بعض أزواج النبي صلى اللّه عليه و سلم فأخرجت إلينا شعرا أحمر، فقالت: هذا شعر النبي صلى اللّه عليه و سلم، و قد روي أنه خضّب بالصفرة.

و ذلك فيما أخبرناه أبو محمّد السندي، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو [بن] (1) حمدان، نا أبو قريش (2) محمّد بن جمعة بن خلف الحافظ ، نا يحيى بن حكيم، نا أبو قتيبة، نا عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن دينار، عن زيد بن أسلم، عن عبيد - يعني ابن جريج - قال: رأيت ابن عمر تصفر لحيته فقلت له في ذلك فقال: إني رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يصفر لحيته.

أخرجه النسائي عن يحيى بن حكيم المقوّم، و هو مختصر من حديث أخبرناه بتمامه عاليا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو عثمان سعيد بن أبي عمرو المزكي، أنا زاهر بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو الفتح المصري، و أبو محمّد المقرئ، و أبو نصر الصوفي، و أبو عبد اللّه الزهار، و أبو محمّد الصوفي، قالوا: أنا أبو عبد اللّه بن أبي مسعود الفارسي [و] عبد الرّحمن بن أحمد بن أبي شريح قالا: أنبأ.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي أيضا، أنا أبو محمّد الصّريفيني، قالا: أنا أبو الحسين بن النقور.

ح و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو محمّد الصّريفيني، قالا: أنا أبو القاسم بن حبابة (3)،نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا مصعب بن عبد اللّه قال:- حدّثني و قال ابن حبابة (4):قال: ثنا مالك بن أنس.

ص: 168


1- زيادة لازمة للإيضاح.
2- مهملة بالأصل بدون نقط ، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 304/14.
3- بالأصل: حنانة، و الصواب ما أثبت، و اسمه: عبيد اللّه بن محمد بن إسحاق، ترجمته في سير الأعلام 548/16.
4- بالأصل: حنانة، و الصواب ما أثبت، و اسمه: عبيد اللّه بن محمد بن إسحاق، ترجمته في سير الأعلام 548/16.

ح و أخبرنا أبو محمّد السندي، أنا أبو عثمان البحيري (1)،أنا أبو علي السّرخسي، أنا إبراهيم بن عبد الصّمد، نا أبو مصعب، نا مالك، عن سعيد بن أبي سعيد - زاد أبو مصعب: المقبري - عن عبيد بن جريح أنه قال لعبد اللّه بن عمر: يا أبا عبد الرّحمن، أراك - و قال مصعب: رأيتك - تصنع أربعا لم أر أحدا من أصحابك يصنعها، قال: و ما هي ؟- و قال زاهر: و ما هن - و قال أبو مصعب: و ما هي يا ابن جريج ؟ قال: رأيتك - و قال ابن أبي شريح: إني رأيتك - لا تمسّ من الأركان إلاّ اليمانيين، و رأيتك تلبس النعال السّبتيّة (2) و رأيتك تصبغ بالصفرة، و رأيتك إذا كنت بمكة أهلّ الناس إذا رأوا الهلال و لم تهلّ - و قال أبو مصعب و ابن أبي شريح تهلل - أنت حتى كان، و قال أبو مصعب: يكون يوم التروية، فقال عبد اللّه بن عمر: أمّا الأركان فإني لم أر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يمس - و قال أبو مصعب: يستلم - إلاّ اليمانيين، و أما النعال السّبتية فإني رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يلبس النعال - زاد أبو مصعب: السّبتية - و قالا: التي ليس فيها شعر، و يتوضأ فيها، فأنا أحب أن ألبسها، و أمّا الصفرة فإني - زاد أبو مصعب:

رأيت - رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يصبغ بها، فأنا - و قالا: أحب أن أصبغ بها، و أما الإهلال فإني لم أر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يهلّ حتى تنبعث به راحلته.

أخرجه البخاري عن ابن يوسف، و عن القعنبي، و أخرجه مسلم عن يحيى بن يحيى، و أخرجه أبو داود عن القعنبي، و أخرجه النسائي عن أبي كريب عن عبد اللّه بن إدريس عن مالك و غيره.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الفقيه، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأ جدي أبو بكر، ثنا أبو بكر محمّد بن بركة بن إبراهيم اليحصبي، نا يوسف - هو ابن سعيد - نا عبيد اللّه بن موسى، أنا شيبان، عن أبي إسحاق عن عكرمة، عن ابن عبّاس، عن أبي بكر الصّدّيق، قال: قلت: يا رسول اللّه، عجّل عليك الشيب، قال:

«شيبتني هود و صواحباتها»- يعني الواقعة، و المرسلات، و عم يتساءلون، و إذا الشمس كوّرت (3)[983]-.

ص: 169


1- بالأصل: البحتري.
2- السبتية: نسبة إلى السّبت بكسر السين، و هي جلود البقرة المدبوغة، و السبتية التي لا شعر لها.
3- أخرجه الترمذي في التفسير ح 3297 و الحاكم في المستدرك 343/2 و قال: هذا حديث صحيح على - شرط البخاري و لم يخرجاه. و البيهقي في الدلائل 358/1 و الذهبي في السيرة ص 480 و 482.

هذا حديث غريب، تفرّد به اليحصبي القنّسريني (1) فيه يقول عن أبي بكر و رواه غيره عن يوسف بن سعيد فقال: عن ابن عباس أن أبا بكر.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو المظفر محمود بن جعفر، و أبو منصور [بن] (2) شكرويه، قالا: أنا أبو علي الحسن بن علي بن أحمد البغدادي، نا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد الكريم، نا يوسف بن سعيد بن مسلم المصّيصي، نا عبيد اللّه بن موسى، نا شيبان عن أبي إسحاق عن عكرمة، عن ابن عبّاس: أن أبا بكر الصّدّيق قال للنبي صلى اللّه عليه و سلم: يا رسول اللّه أسرع إليك الشيب، قال:«شيبتني هود، و إذا الشمس كورت، و عم يتساءلون»[984].

قال أبو يعقوب: و أظنه أنه قال:«و المرسلات».

و رواه معاوية بن هشام القصار عن شيبان فقال: قال أبو بكر.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأ أبو سعد الجنزرودي (3)،أنا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن إبراهيم الجوزي الفقيه، نا أبو العباس محمّد بن إسحاق السراج، نا أبو كريب محمّد بن العلاء (4).

ح و أخبرتنا أمّ البهاء فاطمة بنت محمّد بن البغدادي، أنا أبو الفضل الرّازي، أنا أبو القاسم بن فناكي، نا محمّد بن هارون الروياني، نا أبو كريب، نا معاوية بن هشام، عن شيبان، عن أبي إسحاق، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال: قال أبو بكر: يا رسول اللّه، أراك قد شبت، قال:«شيبتني هود، و الواقعة، و المرسلات، و عم يتساءلون، و إذا الشمس كوّرت»[985].

أخرجه الترمذي عن أبي كريب (5).

ص: 170


1- غير واضحة بالأصل و الصواب ما أثبت - ترجمته في سير الأعلام 181/15.
2- زيادة لازمة منا.
3- بالأصل: الخيزرودي.
4- بالأصل: العلاج، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 394/11.
5- صحيح الترمذي 48 كتاب التفسير(57) باب سورة الواقعة، و أخرجه الترمذي في الشمال 27 رقم 40.

و كذا رواه محمّد بن عون عن عكرمة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور.

ح و أخبرتنا فاطمة بنت أبي حكيم عبد اللّه بن إبراهيم الخبري، قالت: أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن المسلمة، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن عبد اللّه بن سيف بن عمر، عن محمّد بن عون، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال:

ألظّ (1) النبي صلى اللّه عليه و سلم بالواقعة و الحاقة، و عم يتساءلون، و النازعات، و إذا الشمس كوّرت، و إذا السماء انفطرت، فاستطار فيه القتير (2)،فقال له أبو بكر: قد أسرع فيك القتير بأبي و أمي، قال:«شيبتني هود و صواحباتها هذه، و فيها المرسلات»[986].

و قد روي عن ابن عبّاس من وجه آخر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن بن البنّا، و أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك الأنماطي، و أبو القاسم عبد الرّحمن بن أحمد بن البخاري، و فتاه أبو الدرّ ياقوت بن عبد اللّه، قالوا: أخبرنا أبو محمّد الصّريفيني.

ح و أخبرنا أبو العزّ بن كادش، أنا محمّد بن محمّد بن علي أبو الحسين الورّاق.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن علي البيهقي، أنا أبو علي محمّد بن إسماعيل بن محمّد العراقي - بطوس - قالوا: ثنا أبو طاهر المخلّص - إملاء - ثنا الشيخ الصالح أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن سيف السّجستاني، نا يونس بن عبد الأعلى، نا وهب، أخبرني (3) أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم قالوا: يا رسول اللّه لقد أسرع إليك الشيب، قال:«أجل، شيبتني هود و أخواتها»[987].

قال عطاء: أخواتها: اقتربت الساعة، و المرسلات عرفا، و إذا الشمس كوّرت.

و رواه أبو الأحوص (4) سلام بن سليم، عن أبي إسحاق، عن عكرمة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

ص: 171


1- ألظ بالكلمة: لزمها (اللسان: لظظ ).
2- القتير: الشيب. و الكلمة غير واضحة بالأصل و قد تقرأ: الفقير و صوبناها عن اللسان: قتر.
3- حوالي نصف سطر غير واضح بالتصوير.
4- بالأصل: أبو الآجري، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 281/8.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر المستملي، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن إبراهيم الفقيه، نا أبو العباس السراج، نا عبد اللّه بن الجراح، نا أبو الأحوص عن ابن (1) إسحاق، عن عكرمة قال: قال أبو بكر: يا رسول اللّه، فذكر مثله.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو الحسين محمّد بن علي بن محمّد.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر، أنا أحمد بن محمّد البزار، أنبأ عيسى بن علي بن عيسى، أنبأ عبد اللّه بن محمّد، نا خلف بن هشام، نا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن عكرمة قال: قال أبو بكر: سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ما شيّبك ؟ قال:«شيبتني هود، و الواقعة، و عم يتساءلون، و إذا الشمس كورت»[988].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن سعدوية، أنا إبراهيم بن منصور سبط بحرويه، أنا أبو بكر [بن] (2) المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، ثنا خلف بن هشام - زاد ابن المقرئ: البزار - فذكر بإسناده مثله سواء.

قالا: و أخبرنا أبو يعلى، نا العباس بن الوليد - و في حديث ابن المقرئ: نا عباس - و قال البرسي (3) نا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن عكرمة قال: قال أبو بكر:

سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ما شيّبك، و ذكر نحوه.

و رواه زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق فقال: عن مسروق عن أبي بكر.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا الحسين بن عبد اللّه بن يزيد القطّان - بالرّقّة - نا هشام بن عمّار، نا أبو معاوية، عن زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق عن مسروق، عن أبي بكر أنه قال: يا رسول اللّه، قد أسرع إليك الشيب، فقال:«شيبتني هود و أخواتها»[989].

ص: 172


1- كذا، و مرّ «أبي إسحاق» و سيرد «أبي إسحاق».
2- زيادة لازمة منا.
3- كذا بالأصل، و لعل الصواب: البزار، يعني خلف بن هشام.

و رواه عامر الشعبي عن مسروق.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن المقرئ، أنا أبو يوسف و يعقوب بن إسحاق، نا هشام بن عمّار، نا أبو معاوية، عن ابن أبي زائدة، عن الشعبي، عن مسروق قال: سمعت أبا بكر الصّدّيق يقول: قلت: يا رسول اللّه أسرع إليك الشيب، قال:«شيبتني هود، و الواقعة، و عم يتساءلون، و المرسلات، و إذا الشمس كورت»[990].

رواه علي بن صالح، عن أبي إسحاق فقال: عن أبي جحيفة.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنبأ أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان.

و أخبرتنا فاطمة بنت ناصر، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا محمّد بن عبد اللّه بن نمير، قال: حدّثنا محمّد بن بشر، نا علي بن صالح، عن أبي إسحاق، عن أبي جحيفة قال: قالوا: يا رسول اللّه، نراك قد شبت، قال:«شيبتني هود و أخواتها»[991].

و ليس في حديث ابن المقرئ و الجنزرودي (1):نراك.

أخبرنا أبو محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم الدّاراني، أنا أبو القاسم نصر بن أحمد الهمذاني (2)،أنا أبو بكر الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنا أبو [علي] (3) الحسن بن محمّد بن الحسن بن القاسم بن درستويه، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل أبو الدحداح، نا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، نا ابن أبي مريم، أنا نافع عن يزيد البرني أبو صخر، عن الرقاشي الأكبر، عن أنس بن مالك:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم اطّلع من بعض بيوت نسائه، و أبو بكر و عمر رضوان اللّه عليهما جالسان، فأقبل حتى وقف عليهما، فبكا أبو بكر و قال: يا رسول اللّه، أسرع إليك

ص: 173


1- بالأصل: الخيزرودي، خطأ.
2- بالأصل بالدال المهملة، و المثبت بالذال يوافق ما جاء في المطبوعة عاصم - عائذ ص 358 و 360 و 852.
3- زيادة لازمة منا للإيضاح، انظر المطبوعة عاصم - عائذ ص 358.

الشيب، ففركها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بيده، فنظر إليها و قال:«أجل شيبتني سورة هود و أخواتها: الواقعة، و القارعة، و إذا الشمس كوّرت و سأل سائل»، قال أبو صخر: قال يزيد بن قسيط :«و الحاقة»[992].

رواه ابن وهب عن أبي صخر حميد بن زياد الخرّاط .

و وقع لي عاليا من حديثه.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا إبراهيم، نا محمّد بن إبراهيم الطيان، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد اللّه بن خرشيد قوله، أنا أبو بكر بن زياد النيسابوري، نا يونس بن عبد الأعلى، نا ابن وهب، أخبرني أبو صخر أن يزيد الرقاشي حدّثه قال:

سمعت أنس بن مالك يقول: بينما أبو بكر الصّدّيق، و عمر بن الخطّاب جالسان في نحو المنبر إذ طلع عليهما رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من بيوت نسائه يمسح لحيته و يرفعها، فينظر إليها، قال أنس: و كانت لحيته أكثر شيبا من رأسه، فلما وقف عليهما سلّم، قال أنس:

و كان أبو بكر رجلا رقيقا، و كان عمر رجلا غليظا، فقال أبو بكر: بأبي و أمّي، لقد أسرع إليك الشيب يا رسول اللّه، فرفع لحيته بيده، فنظر إليها، فاغرورقت (1) عينا أبي بكر ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أجل، شيّبتني سورة هود و أخواتها»، قال أبو بكر: بأبي و أمّي، و ما أخواتها؟ قال:«الواقعة و القارعة، و سأل سائل بعذاب واقع، و إذا الشمس كورت»[993].

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف، أنبأ الحارث بن أبي أسامة، أنا محمّد بن سعد (2)،أنا خالد بن خداش، نا عبد اللّه بن وهب يذكر بإسناده نحوه، و قال في نحر المنبر بالراء، و زاد في آخره قال أبو صخر: فأخبرت (3) هذا الحديث ابن قسيط ، فقال: يا حميد (4) ما زلت أسمع هذا الحديث من أشياخي فلم تركت الحاقة [و ما أدراك] (5) ما الحاقة.

ص: 174


1- بالأصل:«فتغرورقت» و في ابن سعد: فترقرقت.
2- طبقات ابن سعد 436/1 و فيه: و كان عمر رجلا شديدا.
3- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن ابن سعد.
4- ابن سعد: يا أحمد.
5- ما بين معكوفتين زيادة لازمة عن ابن سعد.

و روي من وجه آخر عن يزيد الرقاشي.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنبأ أبو الفضل الرازي،، أنا أبو القاسم بن فناكي، نا أبو بكر الروياني، نا أبو كريب، عن جعفر بن بشير الأسدي، عن حمّاد بن يحيى، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«شيبتني هود و أخواتها»[994].

قال: و ثنا أبو كريب، نا عبد الرحيم بن سليمان، عن زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة نحو حديث عكرمة عن ابن عبّاس.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا محمّد بن عبد اللّه بن الحسين الدقاق، نا أحمد بن محمّد بن يوسف بن مسعدة الأصبهاني، نا محمّد بن أيوب بن يحيى بن الضريس الرازي - أملاه علينا من أصل كتابه - نا علي بن محمّد الطنافسي، نا أبو بكر بن عياش قال: قال ربيعة - و هو ابن أبي عبد الرّحمن-:

سمعت أنس بن مالك قال: قال أبو بكر: شبت يا رسول اللّه، قال:«شيبتني هود و الواقعة»[995].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن القاسم بن المظفر ابن (1) الشّهروزري، أنبأ أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد بن علي بن أحمد بن عبيد اللّه المديني - بنيسابور - أنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين بن موسى السّلمي، قال: أنا الإمام أبو بكر أحمد بن إسحاق، نا محمّد بن غالب بن حرب، نا محمّد بن جعفر الوركاني، نا حمّاد الأبح، عن ابن عون، عن ابن سيرين، عن عمران بن حصين: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال له أصحابه: قد أسرع إليك الشيب، قال:«شيبتني هود و أخواتها من المفصل»[996].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي الفرضي (2)،أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف بن بشر الخشاب، أنا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (3)،أنا محمّد بن إسماعيل بن أبي فديك، عن علي بن أبي علي، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه:

ص: 175


1- بالأصل: و الشهرزوري، خطأ، و انظر ترجمته في سير الأعلام 139/20.
2- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل و الصواب ما أثبت، قياسا إلى سند مماثل.
3- طبقات ابن سعد 435/1.

أن رجلا قال للنبي صلى اللّه عليه و سلم: أنا أكبر منك مولدا، و أنت خير منّي و أفضل، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«شيبتني هود و أخواتها و ما فعل بالأمم قبلي»[997].

هذا مرسل، و علي بن أبي علي اللّهبي ليس بقوي في الحديث.

أخبرنا أبو بكر الفرضي قال: قرئ على إبراهيم بن عمر البرمكي و أنا حاضر قيل له: أخبركم عبد اللّه بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي (1) نا أبو مسلم الكجّي، نا عبد الرّحمن بن حمّاد الشعبي، نا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس:

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم أراد أن يكتب إلى الأعاجم فقيل له: إنهم لا يقبلون كتابا إلاّ بخاتم، فاتّخذ صلى اللّه عليه و سلم خاتما من فضة، نقشه: محمّد رسول اللّه، كأني انظر إلى بصيصه في يده.

أخبرنا أبو القاسم المستملي، أنا أبو سعد الأديب، نا محمّد بن محمّد الطرازي، أنا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، نا شعبة بن الحجّاج، نا قتادة، عن أنس قال:

اتّخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خاتما من فضة، فنقش فيه: محمّد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

كذا رواه الطرازي عن البغوي مختصرا، و رواه غيره عنه بطوله.

أخبرنا أبو الفضل الفضيلي، أنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى بن الفضيل، أنبأ عبد الرّحمن بن أحمد بن أبي شريح.

و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، و أبو القاسم الشّحّامي، قالا: أنا أبو عثمان البحيري (2)،أنا زاهر بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصّمد بن علي بن البدن الغزال (3)،قالا:

أخبرنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة (4)،قالا: نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، نا علي بن الجعد، أنا شعبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك قال:

لما أراد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن يكتب إلى الروم قيل: إنهم لا يقرءون كتابا إلاّ أن يكون

ص: 176


1- تقرأ بالأصل: ناشي، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 252/16.
2- بالأصل: البحتري، خطأ.
3- ترجمته في سير الأعلام 60/20.
4- بالأصل: حنانة، و الصواب ما أثبت.

مختوما، فاتّخذ خاتما من فضة، فكأني انظر - و في حديث ابن حبابة (1):فإني لأنظر - إلى بياضه في يده.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين المزرفي (2)،أنا أبو الغنائم عبد الصّمد بن علي بن المأمون، أنبأ أبو القاسم بن حبابة (3).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي [و أبو القاسم] (4) نصر بن نصر بن علي بن يونس، و أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه بن الزّاغوني، و أنوشتكين (5) بن عبد اللّه الرضواني، قالوا: أنا أبو القاسم بن القشيري.

ح و أخبرنا أبو البركات أحمد بن محمّد بن الصفار، أنا عبد العزيز بن علي بن أحمد الأنماطي، قالوا: أنا أبو طاهر المخلّص، قال: نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا أبو نصر التمّار، نا زهير بن معاوية، عن حميد، عن أنس قال:

كان خاتم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من فضة كلّه، و فصّه منه، فسألت حميدا عن الفص كيف هو، فحدّثني أنه لا يدري.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي (6)،أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى، حدّثني محمّد بن المنهال، نا معتمر بن سليمان، حدّثني حميد الطويل، عن أنس بن مالك: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم اتّخذ خاتما من فضة، فصّه منه.

قال: و أنا أبو يعلى، نا عبد الأعلى بن حمّاد الزينبي، نا معتمر، سمعت حميدا قال: سئل أنس: هل اتّخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خاتما، فقال: نعم، و ذكر الحديث، و فيه قال: و كان خاتمه من فضة، كان فصّه منه.

أخبرنا أبو بكر الفرضي، قال: قرئ على أبي محمّد الجوهري و أنا حاضر، أنا أبو حفص عمر بن محمّد بن علي بن الزيّات، نا أبو حفص عمر بن محمّد بن نصر بن

ص: 177


1- بالأصل: حنانة، و الصواب ما أثبت.
2- بالأصل: المرزقي، خطأ، و الصواب ما أثبت.
3- بالأصل: حنانة، و الصواب ما أثبت.
4- ما بين معكوفتين زيادة لازمة منا.
5- رسمها بالأصل مضطرب:«و أبو مسكين» كذا، و المثبت عن المطبوعة عاصم - عائذ ص 629 الفهارس، و كنيته: أبو منصور.
6- بالأصل: الخيزرودي، خطأ.

الحكم الكاغدي، نا أبو حفص عمرو بن علي الباهلي، نا معتمر، نا حميد، عن أنس قال: كان خاتم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من فضة، فصّه منه (1).

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل الفضيلي، أنا أبو مضر محلّم بن إسماعيل بن مضر الضّبّي، أنا الخليل بن أحمد بن محمّد بن الخليل، نا أبو العباس السّرّاج، نا قتيبة، نا عبيد اللّه بن وهب، عن يونس، عن الزهري، عن أنس قال: كان لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خاتم من ورق، و كان فصّه حبشي.

أخرجه أبو داود و الترمذي و النسائي عن قتيبة (2).

أخبرنا أبو بكر المزرفي (3)،أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو القاسم بن حبابة (4)،نا أبو القاسم البغوي (5)،نا أبو إبراهيم الترجماني، نا ابن وهب، عن يونس، عن الزهري قال: أخبرني أنس قال: كان خاتم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من ورق، و كان فصّه حبشي.

قال: و ثنا أبو خيثمة، نا عثمان بن (6) عمر أنا يونس بن يزيد، عن الزهري قال:

أخبرني أنس قال: كان خاتم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من ورق، و كان فصّه حبشي.

قال: و ثنا أبو خيثمة، عن عثمان بن عمر، أنا يونس بن يزيد، عن الزهري، عن أنس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم اتخذ خاتما من ورق، له فص حبشي، و نقشه: محمّد رسول اللّه (7).

أخبرنا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، و أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالتا: أنبأ إبراهيم بن منصور، أنا محمّد بن إبراهيم بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا أبو خيثمة

ص: 178


1- سنن أبي داود في الخاتم ح(4216)، و الترمذي في اللباس(1793).
2- سنن أبي داود في الخاتم ح(4216)، و الترمذي في اللباس(1793).
3- بالأصل: المرزقي، خطأ.
4- بالأصل: حنانة، خطأ.
5- مطموسة بالأصل و الصواب ما أثبت، قياسا إلى سند مماثل.
6- بالأصل «عن» خطأ و الصواب عن ابن سعد 472/1.
7- طبقات ابن سعد 472/1.

زهير بن حرب، نا ابن أبي أويس، حدّثني سليمان بن بلال، عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن أنس - زاد ابن حمدان: بن مالك - أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لبس خاتما من فضة في يمينه، فيه فصّ حبشي، و كان يجعل فصّه في بطن كفّه.

أخرجه مسلم عن أبي خيثمة (1).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن لؤلؤ، نا أحمد بن الوليد الأردني، نا الحسين بن منصور الطويل أبو عبد الرّحمن مستملي علي بن عاصم، نا الهيثم بن عدي، نا يونس بن يزيد، عن الزهري، حدّثني أنس بن مالك:

أن معاذ بن جبل بعث إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بخاتم من اليمن من ورق، فصّه حبشي، كتب عليه: محمّد رسول اللّه، و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يتختّم به، و يتختم به أبو بكر، و يتختم به عمر، و يتختم به عثمان ستّ سنين (2) من إمارته، فبينا هو على بئر أريس (3)سقط منه، فنزحت البئر فلم يوجد.

أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر، أنبأ عمر بن أحمد بن عمر، أنا أبو العباس أحمد بن محمّد، أنا يحيى البالوي، أنا أبو العباس محمّد بن شاذل بن علي الهاشمي، نا أبو مروان العثماني، نا إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن أنس بن مالك قال:

رأيت في يد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خاتما من ورق يوما واحدا، فاتّخذ الناس خواتيمهم من ورق، قال: فطرح النبي صلى اللّه عليه و سلم خاتمه، فطرحوا خواتيمهم.

أخرجه مسلم عن محمّد بن جعفر الوركاني عن إبراهيم بن سعد (4).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسن علي بن

ص: 179


1- صحيح مسلم 37 كتاب اللباس و الزينة، ح(2094).
2- بالأصل:«سنة ستين» و الصواب ما أثبت عن مختصر ابن منظور 230/2.
3- بئر أريس: بفتح الهمزة، بئر بالمدينة ثم بقبا مقابل مسجدها و فيها سقط خاتم النبي صلى اللّه عليه و سلم من يد عثمان في السنة السادسة من خلافته و اجتهد في استخراجه بكل ما وجد إليه سبيلا فلم يوجد إلى هذه الغاية. (ياقوت).
4- صحيح مسلم: كتاب اللباس و الزينة، ح(2093).

أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد الصّفار، نا عبيد بن شريك، و ابن ملحان - يعني - أحمد بن إبراهيم قالا: نا يحيى بن بكير، ثنا الليث، نا يونس، عن ابن شهاب قال:

حدّثني أنس بن مالك:

أنه رأى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في يده خاتم من ورق يوما واحدا، ثم إن الناس اصطنعوا الخواتيم من ورق، و لبسوها، فطرح رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خاتمه فطرح الناس خواتيمهم.

رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن بكير، و قال: تابعه إبراهيم بن سعد (1)، و شعيب بن أبي حمزة، و زياد بن سعد عن الزهري.

قال البيهقي: و يشبه أن يكون ذكر الورق في هذا الحديث و هما، سبق إليه لسان الزهري، فحملوه منه على الوهم، و هذا كما قال البيهقي رحمه اللّه، فإن الخاتم الذي طرح النبي صلى اللّه عليه و سلم كان من ذهب، و يدل على ذلك ما:

أخبرنا أبو محمّد السندي، روى أبو عثمان البحيري (2) أنا زاهر بن أحمد (3)،أنا إبراهيم بن عبد الصّمد، نا أبو مصعب الزهري، نا مالك، عن عبد اللّه بن دينار، عن عبد اللّه بن عمر:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان يلبس خاتما من ذهب، ثم قام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فنبذه، و قال:

«لا ألبسه أبدا» فنبذ الناس خواتيمهم[988 م].

أخرجه البخاري عن القعنبي عن مالك (4).

و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو حفص عمر بن علي بن يونس القطّان، أنا أبو عروبة، ثنا محمّد بن زنبور، نا إسماعيل بن جعفر، أنا عبد اللّه بن دينار، عن ابن عمر قال: اتّخذ النبي صلى اللّه عليه و سلم خاتما من ذهب، فاتخذه الناس خواتيم الذهب، فقام النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«إنّي كنت ألبس هذا الخاتم و إني لن ألبسه»، فنبذ الناس خواتيمهم[989 م].

ص: 180


1- بالأصل: سعيد.
2- بالأصل: البحتري، خطأ.
3- بالأصل:«أنا علي زاهر بن طاهر أحمد» و المثبت قياسا إلى سند مماثل انظر المطبوعة: عاصم - عائذ ص 491.
4- أخرجه البخاري في اللباب 51/7.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري، و أبو القاسم الشّحّامي قالوا: أنا أبو سعد الجنزرودي (1)،أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى - زاد الشّحّامي: و الحسن بن سفيان-.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر عمر بن محمّد بن علي بن عمر بن يوسف الخرقي، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، قالا: نا عبد اللّه بن محمّد بن أسماء، نا جويرية بن أسماء، عن نافع، عن عبد اللّه - و في حديث المقرئ: عن ابن عمر:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم صنع خاتما من ذهب، و كان يجعل فصّه في بطن كفّه إذا لبسه في يده اليمنى، فصنع - و قال الحسن بن سفيان: فاصطنع - الناس خواتيمهم من ذهب، فجلس رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على المنبر - زاد ابن حمدان: فنزعه - و قال:: «إني كنت ألبس هذا الخاتم و أجعل فصّه في بطن كفه (2) فرمى به، و قال: و اللّه لا ألبسه أبدا»، فنبذ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الخاتم و نبذ الناس خواتيمهم (3)-و في حديث ابن المقرئ: و قال إني كنت ألبس هذا الخاتم، فنبذه و نبذ الناس خواتيمهم[990 م].

و قد بيّن أيوب بن موسى بن شعبة بن العاص الأموي، و ابن المغيرة (4) بن زياد الموصلي هذا عن نافع بيانا شافيا.

أخبرنا بحديث أيوب أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد التركي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو حفص بن محمّد بن علي بن الزيات، نا أبو بكر القاسم بن زكريا، نا محمّد بن الصباح الجرجاني، و إبراهيم بن سعيد، و العباس بن يزيد، قالوا: ثنا سفيان بن عيينة، عن أيوب بن موسى، عن نافع، عن ابن عمر:

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم اتّخذ خاتما من ذهب، ثم ألقاه، و اتخذ خاتما من ورق، و نقش محمّد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و نهى الناس أن ينقشوه، فكان إذا لبسه جعل الفص مما يلي بطن

ص: 181


1- بالأصل: الخيزرودي.
2- كذا.
3- أخرجه البخاري في اللباس 51/7 و أبو داود، ح(4218) و أحمد في المسند 39/2 و 69/3 و 181 - 187،182-189.
4- كذا بالأصل هنا: ابن المغيرة، و في الحديث الذي يلي، المغيرة بن زياد، و في ترجمته في سير الأعلام 198/7 أنه يحدث عن نافع العمري. و يحدث عنه أبو عاصم، و انظر ترجمته في تهذيب التهذيب.

كفه، و هو الخاتم الذي سقط من معيقيب في بئر أريس.

و هذا لفظ العباس، و قال إبراهيم: لبس النبيّ صلى اللّه عليه و سلم الخاتم، و جعل فصّه مما يلي كفّه، و قال: لا ينقش أحد على نقش خاتمي.

أخبرنا بحديث المغيرة أبو نصر أحمد بن عبد اللّه بن رضوان، و أبو علي الحسن بن المظفر، و أبو غالب بن البنّا، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، أنا إبراهيم بن عبد اللّه البصري، نا أبو عاصم الضحاك بن مخلد، عن المغيرة بن زياد، عن نافع، عن ابن عمر:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم اتّخذ خاتما من ذهب، فلبسه ثلاثة أيام، ففشت خواتيم الذهب في أصحابه، فرمى به، و اتّخذ خاتما من ورق نقش فيه: محمّد رسول اللّه، و كان في يده حتى مات، و في يد أبي بكر حتى مات، و في يد عمر حتى مات، و في يد عثمان ست سنين، فلما كثرت عليه الكتب دفعه إلى رجل من الأنصار يختم به، فأتى قليبا لعثمان فسقط فيها فالتمسوه فلم يجدوه، فاتّخذ خاتما من ورق نقش فيه: محمّد رسول اللّه.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن الفضل بن الجرّاح، نا أبو جعفر أحمد بن عبد اللّه بن النيري، نا أبو السّائب، نا أسامة عن عبد اللّه، عن نافع، عن ابن عمر:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم اتّخذ خاتما من ورق في يده، ثم كان في يد أبي بكر، ثم كان في يد عمر، ثم كان في يد عثمان رضي اللّه عنهم، حتى وقع في بئر أريس، كان نقشه:

محمّد رسول اللّه.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي بن شجاع، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، ثنا خيثمة، و عبد اللّه بن إسحاق، قالا: ثنا عبد الملك بن محمّد، نا سهل بن حمّاد، نا أبو مسكين نوح بن ربيعة، حدّثني إياس بن الحارث بن معيقيب عن جده قال: كان خاتم النبي صلى اللّه عليه و سلم من حديد ملوّى عليه فضة، و ربما قال في يده، و كان على خاتم النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عبد الباقي بن محمّد بن غالب، أنا أحمد بن محمّد بن عمران بن الجندي، نا محمّد بن هارون الحضرمي، نا أبو الخطاب

ص: 182

الخشابي، نا أبو عتاب، نا أبو مكين، نا إياس بن الحارث بن معيقيب، عن جده المعيقيب وجده من قبل أمّه أبي ذئاب، قال: كان خاتم النبي صلى اللّه عليه و سلم ملوّى بفضة، فربما كان في يدي، و كان معيقيب على خاتم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو بكر الرضا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو الحسن أحمد بن معروف بن بشر الخشاب، أنا حارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (1)،أنا أحمد بن محمّد الأزرقي المكي: نا عمرو بن يحيى بن سعيد القرشي، عن جدّه قال: دخل عمرو بن سعيد بن العاص حين قدم من المدينة (2) على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: ما هذا الخاتم في يدك يا عمرو؟ قال: هذه حلقة (3) يا رسول اللّه، قال: فما نقشها؟ قال: محمّد رسول اللّه، قال: فأخذه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فتختمه، فكان في يده حتى قبض، ثم في يد أبي بكر حتى قبض، ثم في يد عمر حتى قبض، ثم (4) في يد عثمان، فبينما هو يحفر بئرا لأهل المدينة يقال لها بئر أريس، فبينما هو جالس على شفتها يأمر بحفرها سقط الخاتم في البئر، و كان عثمان يكثر إخراج خاتمه من يده و إدخاله، فالتمسوه فلم يقدروا عليه.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن (5) عمر بن الطّبر (6)،أنا أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد بن زوج الحرة، أنبأنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان، أنا أبو علي الحسين بن خير بن جويرية بن يعيش بن الموفق الطائي الحمصي - بحمص - نا أبو القاسم عبد الرّحمن بن يحيى بن أبي النعاس، نا عبد اللّه بن عبد الجبّار الخبائري، نا الحكم بن عبد اللّه بن الخطاب، حدّثني الزهري، عن سعيد بن المسيّب، عن عائشة:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم دعا عليا فقال:«انقش خاتمي هذا - و هو فضّة كله - محمّد بن عبد اللّه»، فأتى عليّ النقّاش، فقال: انقش هذا النقش، فقال: أفعل، فشارطه عليه،

ص: 183


1- طبقات ابن سعد 474/1 في ذكر خاتم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الملوي عليه بفضة. و نقله الذهبي في السيرة النبوية بهذا الإسناد ص 506.
2- ابن سعد: من الحبشة.
3- بالأصل: حلفه.
4- ابن سعد: ثم لبسه عثمان.
5- بالأصل «نا» خطأ، و الصواب ما أثبت، انظر المطبوعة (عاصم - عائذ ص 655 الفهارس).
6- بالأصل: الظير، و الصواب ما أثبت، انظر الحاشية السابقة. و انظر ترجمته في سير الأعلام 593/19.

فوجد اللّه قد قلب يده، فنقش: محمّد رسول اللّه، فقال علي: ما بهذا أمرتك، قال: فإن اللّه قد قلب يدي، و اللّه لقد كتبته، و ما أعقل، فقال صدقت، (1) الخاتم عنده فأتى النبي صلى اللّه عليه و سلم فأخبره، فتبسّم فقال:«أنا رسول اللّه»[991 م].

نقش أبو بكر عتيق بن عثمان: باللّه، و نقش عمر بن الخطاب للّه، و نقش علي باللّه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا (2) خواتيمكم من ذكر اللّه عزّ و جل»[992 م].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، و أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف المغربي، أنا أبو طاهر بن خزيمة، أنا جدي أبو بكر، نا عمران بن موسى، نا عبد الوارث، نا عبد العزيز، عن أنس:

أن نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم اصطنع خاتما فقال:«إنّا قد اتّخذنا خاتما و نقشناه نقشا، فلا ينقش عليه أحد»، فإني لأرى بريقه في خنصر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم[993 م].

أخبرنا أبو محمّد بن عبد الكريم بن حمزة السّلمي، نا عبد العزيز بن أحمد التميمي، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن هاشم الأذرعي، نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو، نا أحمد بن خالد الوهبي، نا محمّد بن إسحاق عن الصلت بن عبد اللّه بن نوفل قال: رأيت الخاتم في يمين ابن عبّاس قال:

و لا أخاله إلاّ قد ذكر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان يتختم في يمينه.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا الحسن بن علي الجوهري، أنا علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ، نا زكريا بن يحيى بن عبد الرحيم السّاجي (3)،نا هدبة بن خالد القلسي، نا حمّاد بن سلمة، عن عبد الرّحمن بن أبي رافع، عن عبد اللّه بن جعفر:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان يتختم في يمينه (4).

ص: 184


1- كلمة غير واضحة.
2- كلمة إعجامها غير واضح و رسمها: تعسروا.
3- بالأصل:«التناحى» كذا، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 197/14.
4- أخرجه أبو داود في الخاتم(4226) و الترمذي في اللباس(1796) و ابن ماجة في اللباس(3647)، و أحمد في المسند 204/1 و ابن سعد 477/1.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي (1)،أنا محمّد بن أحمد بن حمدان.

ح و أخبرتنا فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور السّلمي، أنا محمّد بن إبراهيم المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، أنا ابن نمير - و في حديث ابن حمدان: نا - محمّد بن عبد اللّه، نا أبي عن إبراهيم بن الفضل، حدّثني عبد اللّه بن محمّد بن عقيل، عن عبد اللّه بن جعفر:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان يتختم في يمينه.

قالا: و أنا أبو يعلى نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا ابن نمير، عن إبراهيم بن الفضل، عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل، عن عبد اللّه بن جعفر قال: رأيت خاتم النبي صلى اللّه عليه و سلم في يمينه.

رواه ابن ماجة عن أبي بكر (2).

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو الحسين علي بن أحمد بن حرابخت الجيرفي النسابة، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن الحسن القطان، نا أبو الأزهر أحمد بن الأزهر.

ح و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد بن موسى، و أبو الحسن أحمد بن عبد الرحيم بن أحمد الإسماعيلي، قالا: أنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل بن يحيى الحربي، أنا أبو حاتم مكي بن عبدان، نا أبو الأزهر، نا عبد اللّه بن ميمون القدّاح، عن جعفر بن محمّد عن أبيه، عن جابر: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان يتختم في يمينه.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن الحسن، أنا الحسن بن أحمد بن محمّد المخلدي، أنا أبو بكر الأسفرايني، نا يوسف بن سعيد، نا موسى بن داود، نا عبّاد، نا العوام، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس:

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان يتختم في يمينه، و كان نقشه: محمّد رسول اللّه.

ص: 185


1- بالأصل: الخيزرودي، خطأ.
2- انظر الحاشية قبل السابقة.

كذا في هذه الرواية، ذكر اليمنى، و المحفوظ عن أبي نصر سعيد بن أبي عروبة:

أنه يتختم في يده اليسرى كذلك.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد المزكي، أنا محمّد بن هارون الحضرمي، نا محمّد بن يحيى القطيعي، حدّثنا خالد بن يحيى، نا عمر بن عامر، و سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك قال: كأني انظر إلى وميض خاتم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في يده اليسرى و هو يخطبنا.

رواه أبو عمرو خليفة بن خياط المعروف بشباب (1) العصفري الحافظ عنه فقال:

خالد بن حمّاد، و كنّاه أبا عبيد و غيّر لفظه.

أخبرنا أبو محمّد السندي، و أبو القاسم الشّحّامي، قالا: أنا أبو عثمان البحيري (2)،أنا محمّد بن أحمد بن حمدان، أنا الحسن بن سفيان النّسوي (3)،نا شباب العصفري، نا أبو عبيد خالد بن حمّاد الحرمي، نا عمر بن عامر، و سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان يتختم في يساره.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر بن السبط ، و أبو بكر محمّد بن الحسين بن المزرفي (4)،و أبو (5) عبد اللّه الحسين بن محمّد البارع، و أبو غالب عبد اللّه بن أحمد بن بركة السمسار، و محمّد بن محمّد بن الحسين بن علي بن فرس، قالوا: أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنبأ علي بن عمر أبو محمّد الخرقي، نا جعفر بن أحمد بن محمّد بن الصباح، نا محمّد بن يحيى القطعي، نا خالد بن يحيى، نا عمر بن عامر عن (6) سعيد، عن قتادة، عن أنس بن مالك قال: كأني انظر إلى و بيص خاتم النبي صلى اللّه عليه و سلم في يده اليسرى و هو يخطبنا.

ص: 186


1- الأصل: بسنان، خطأ، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 472/11.
2- بالأصل: البحتري، خطأ.
3- بالأصل: البشري، و الصواب ما أثبت، و هذه النسبة إلى «نسا» و ينسب إليها النّسائي أيضا، ترجمته في سير الأعلام 157/14.
4- بالأصل: المرزقي، خطأ.
5- بالأصل: و أبي، خطأ.
6- بالأصل:«بن» خطأ، و هو سعيد بن أبي عروبة، كما في الرواية السابقة.

و هكذا هو في رواية ثابت البناني عن أنس التي:

أخبرنا بها أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي (1)،أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، و أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالتا: أنبأ إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا إبراهيم - هو ابن الحجّاج - نا حمّاد - هو ابن سلمة - عن ثابت أنهم قالوا لأنس: هل كان لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خاتم ؟ فقال: أخّر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم صلاة العشاء ذات ليلة حتى ذهب شطر الليل، أو كاد يذهب، و قال ابن المقرئ: أن يذهب شطر الليل، ثم جاء فقال: إن الناس قد صلّوا و لن تزالوا في صلاة ما انتظرتم الصلاة، قال أنس: و كأني انظر إلى و بيص (2) خاتمه من فضة قال: و رفع أنس يده اليسرى يرينا.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن علي الإيادي - ببغداد - نا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد (3)،نا أبو الربيع الرازي الحسين بن الهيثم، أنبأ زكريا بن يحيى كاتب العمري، نا المفضّل بن فضالة، عن يحيى بن أيوب عن عبيد اللّه بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، عن نافع، عن ابن عمر: أنه كان يتختم بخاتم من ورق يلبسه في يده اليسرى (4).

أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن عبد اللّه المغربي، و أبو غالب محمّد بن الحسن الماوردي، أنا علي بن أحمد التستري (5)،أنا أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي، أنا أبو علي محمّد بن حمد بن عمر (6) اللؤلؤي.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو علي الروذباري، أنا أبو

ص: 187


1- بالأصل: الخيزرودي.
2- وبص البرق يبص وبصا و وبيصا: لمع و برق (القاموس).
3- رواه أبو داود في الخاتم ح(4228).
4- ترجمته في سير الأعلام 69/16.
5- رسمها و إعجامها مضطربان و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 481/18.
6- في سير الأعلام:307/15 محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي.

بكر بن داسة، قالا: ثنا أبو داود، نا نصر بن علي، قال: حدّثني أبي، ثنا عبد العزيز بن أبي روّاد، عن نافع، عن ابن عمر: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان يتختم في يساره، و كان فصّه في باطن كفّه.

و وجه الجمع بين هذه الروايات أنّه صلى اللّه عليه و سلم لبس الخاتم الذهب في يمينه ثم نبذه، و اتّخذ خاتم الورق، و لبسه في يساره.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو سعيد محمّد بن موسى، قالا: أنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، نا الربيع بن سليمان، نا ابن وهب، نا سليمان بن بلال، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم تختم بخاتم من ذهب في يده اليمنى على خنصره حتى رجع إلى البيت فرماه فما لبسه، ثم ختم خاتما من ورق فجعله في يساره، و إن أبا بكر الصّدّيق، و عمر بن الخطّاب، و علي بن أبي طالب، و حسنا و حسينا رضي اللّه عنهم كانوا يتختمون في يسارهم.

و هذا و إن كان مرسلا فإسناده صحيح إلى محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، و هو... (1) جعفر بن محمّد ممن يعتقد فيهم الشيعة الإمامية و الإسماعيلية الإمامة، فكيف صاروا إلى خلاف ما صح عنهما في التختم في اليسار مع كونهما يرويان عن علي بن أبي طالب و ابنيه الحسن و الحسين رضي اللّه عنهم، و اللّه يوفقنا لا تباع السنّة بمنّه و فضله.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي، أنا محمّد بن إبراهيم بن المقرئ، نا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث السجستاني، نا إسحاق بن الأخيل، نا معاوية بن هشام، نا سفيان، عن عمّار الذهبي (2)،عن أبي الزبير، عن جابر:

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم دخل مكة و عليه عمامة سوداء (3).

ص: 188


1- كلمة مطموسة غير مقروءة بالأصل.
2- كذا بالأصل، و الصواب:«الدهني» و هو عمّار بن معاوية بن أسلم أبو معاوية البجلي الدهني الكوفي، ترجمته في سير الأعلام 138/6.
3- أخرجه مسلم في الحج، ح(451) و البيهقي في الدلائل 67/5.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو سعد الجنزرودي (1)،أنا بكر محمّد بن محمّد بن أحمد بن عثمان الطرازي، أنا أبو بكر بن أبي داود، نا إسحاق بن الأخيل، عن معاوية بن هشام، نا سفيان، عن عمّار الذهبي (2)،عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد اللّه قال: دخل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مكة و عليه عمامة سوداء.

و رواه حمّاد بن سلمة، عن أبي الزبير.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو القاسم بن بنت منيع - بمكة في المسجد الحرام - نا علي بن الجعد الجوهري، نا حمّاد بن سلمة.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الفضل أحمد بن الحسين بن هبة اللّه بن العالمة، و أبو منصور علي بن علي بن عبيد اللّه، قالوا: أنا محمّد الصّريفيني، أنبأ أبو القاسم بن حبابة (3).

ح و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الفضل الزهري.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن بن البقشلان، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن علي الآبنوسي، أنا أبو الحسين محمّد بن عبد اللّه بن الحسين بن عبد اللّه الدقّاق، قالا: نا عبد اللّه بن محمّد علي بن الجعد، أنبأ - و قال ابن حبابة:

أخبرني - حمّاد بن سلمة، عن أبي الزبير، عن جابر أن النبي صلى اللّه عليه و سلم - و قال ابن حبابة (4)- رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - دخل يوم الفتح - زاد ابن المقرئ: مكة - و قالوا: و عليه عمامة سوداء.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو القاسم بن حبابة (5)،نا عبد اللّه بن محمّد، نا طالوت بن عبّاد، نا حمّاد بن سلمة، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد اللّه قال: دخل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم فتح مكة عليه عمامة سوداء.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي (6)،أنا محمّد بن أحمد بن حمدان، أنا أبو يعلى، نا أبو سعيد - يعني القواريري - نا سفيان بن عيينة، عن

ص: 189


1- بالأصل: الخيزرودي، خطأ.
2- كذا، و انظر ما مرّ بشأنه.
3- بالأصل: حنانة، خطأ.
4- بالأصل: حنانة، خطأ.
5- بالأصل: حنانة، خطأ.
6- بالأصل: الخيزرودي، خطأ.

مساور الورّاق، عن جعفر بن عمرو بن حريث، عن أبيه قال: خطبنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و عليه عمامة سوداء.

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمّد بن الحسن الفرغولي، أنا أبو بكر بن خلف، أنا الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا محمّد بن علي بن عمر، نا عتيق بن محمّد، نا سفيان، عن مساور الورّاق، عن جعفر بن عمرو بن حريث، عن أبيه قال: رأيت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عمامة سوداء.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي (1)،أنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن عثمان الطرازي، أنا أبو بكر بن أبي داود، نا إسحاق بن الأخيل، نا عثمان بن عبد الرّحمن الطرائفي، نا عبد الرّحمن بن أبي الموالي، عن الزهري، عن أنس قال: دخل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم الفتح و عليه عمامة سوداء.

قال: و نا أبو بكر بن أبي داود، نا إسحاق بن الأخيل، نا أبو سعد الأنصاري، نا عبد الرّحمن بن أبي الرجال (2)،عن الزهري، عن أنس بن مالك قال: دخل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مكة و عليه عمامة سوداء.

لا يصح هذا عن الزهري، و إنما حديثه: دخل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مكة يوم الفتح و على رأسه المغفر.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، نا وكيع [عن] (3) سليمان بن الغسيل.

ح و أخبرنا أبو منصور الحسين بن طلحة الصّالحاني، و أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالا: أنا إبراهيم بن منصور الحسين بن طلحة أيضا، أنا محمّد بن إبراهيم المقرئ، أنا أبو يعلى، نا زهير، عن وكيع، عن ابن الغسيل، عن عكرمة، عن ابن عبّاس: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم خطب - زاد ابن حنبل: الناس و قالا:- و عليه عصابة دسمة (4).

ص: 190


1- بالأصل: الخيزرودي، خطأ.
2- بالأصل الرحال بالحاء المهملة.
3- زيادة منا للإيضاح، و هو عبد الرحمن بن سليمان بن عبد اللّه بن حنظلة المعروف بابن الغسيل ترجمته في تهذيب التهذيب 370/3.
4- أخرجه البخاري في مناقب الأنصار 226/4 و في اللباس 39/7 و الترمذي في الشمائل ص 57، و الذهبي في السيرة ص 491.

أخرجه الترمذي عن يوسف بن عيسى عن وكيع و قال: دسماء (1).

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو المظفر محمود بن جعفر بن محمّد، و محمّد بن أحمد بن إبراهيم مثله.

قالا: أنا أبو علي الحسين [بن] علي بن أحمد البغدادي، نا أحمد بن موسى بن إسحاق الخطمي، نا جعفر بن محمّد الشيرازي، نا أبو سمرة، نا موسى بن مطير، عن أبيه، عن أبي هريرة عن بعض أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:

ما خرج إلينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في يوم جمعة إلاّ و هو معتمّ ، و ربما خرج في إزار و رداء، و إن لم يكن عمامة وصل الخرق بعضها على بعض و اعتمّ بها.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة الجرجاني، أنا حمزة بن يوسف السهمي، نا عبد اللّه بن عدي الجرجاني (2)،نا عبّاس بن يوسف الصوفي، نا معروف (3) بن حميد أبو حميد - بأنطاكية - سنة ست و ثمانين (4)،نا الهيثم بن جميل، حدّثني موسى بن مطير (5)،عن أبيه (6) عن عبد اللّه بن عمرو (7)، و أبي هريرة قالا: ما خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في يوم جمعة إلا و هو معتمّ ، و إن كان في إزار و رداء و إن لم يكن عنده عمامة وصل الخرق بعضها إلى بعض و اعتمّ بها.

هذا إسناد أشبه، و كان الأول عن أبي هريرة و بعض أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم، فسقطت الواو، و اللّه أعلم، و موسى بن مطير ضعيف الحديث.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن.

ح و أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن سعدوية، أنا إبراهيم بن منصور سبط بحرويه، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا محمّد بن إسماعيل بن أبي

ص: 191


1- دسماء أي سوداء.
2- الخبر في الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 339/6 في ترجمة موسى بن مطير.
3- ابن عدي: معيوف.
4- ابن عدي: سنة ستين و مائتين.
5- بالأصل:«مطرير» و المثبت عن ابن عدي، له ترجمة في لسان الميزان 130/6.
6- تقرأ بالأصل:«أمه» و المثبت يوافق عبارة ابن عدي و الرواية السابقة للخبر.
7- في ابن عدي: ابن عمر.

سمينة البصري، نا عثمان بن عثمان الغطفاني، نا الزبير بن جرموذ، عن شيخ من أهل المدينة عن عبد الرّحمن بن عون قال: عمّمني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأرسلها من بين يدي و من خلفي.

في لفظهما سواء إلا أنه وقع في رواية ابن المقرئ عثمان بن عمرو و ذلك خطأ، إنما هو عثمان بن عثمان.

أخبرنا أبو محمّد السّندي، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا الحسن بن سفيان، نا عبد اللّه (1) بن عمرو القواريري، نا عبد العزيز بن محمّد، عن عبد اللّه (2)،عن نافع، عن ابن عمر: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان يسدل عمامته بين كتفيه (3).

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد الصفّار، نا المعمري الحسن بن علي، حدّثني أبو كامل، نا أبو معشر البزار، نا خالد الحذّاء، حدّثني أبو عبد السّلام قال: سألت ابن عمر: كيف كان النبي صلى اللّه عليه و سلم يعتم ؟ قال: كان يدير العمامة على رأسه، و يغرزها من ورائه، و يرسلها لها ذؤابة بين كتفيه.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر بن السبط ، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو حفص بن شاهين، نا محمّد بن زهير بن الفضل، نا روح بن قرّة اليشكري البصري، حدّثنا عبد اللّه بن خراش، نا العوّام بن حوشب، عن إبراهيم التيمي، عن ابن عمر: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان يلبس كمّة بيضاء (4).

قال ابن شاهين: تفرّد بهذا الحديث عبد اللّه بن خراش، لا أعلم حدّث به غيره، و لا عنه إلا روح بن قرة، فيما أعلم.

كذا قال، و قد رواه زيد بن الخريش الأهوازي عن ابن خراش روح بن فروة.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبد اللّه بن كادش، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا

ص: 192


1- كذا، و لعله «عبيد اللّه» انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 40/7 و سير الأعلام 442/11 و فيها: عبيد اللّه بن عمر.
2- في السيرة النبوية للذهبي ص 493 عبيد اللّه بن عمر.
3- الترمذي في اللباس(1790) و ابن سعد 456/1 و السيرة النبوية للذهبي ص 493.
4- الكمة: القلنسوة الصغيرة و المدورة.

علي بن محمّد بن أحمد بن نصر بن جعفر، نا أبو عرف (1) أبو جعفر محمّد بن إبراهيم الصّالحي، نا بشر بن معاذ، نا عنبسة بن سالم، نا عبيد اللّه بن أبي بكر بن أنس عن أنس بن مالك: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان يلبس كمّة بيضاء.

أخبرنا أبو المعالي ثعلب بن جعفر السراج، أنا أبو القاسم الحسين بن محمّد بن إبراهيم الحنائي (2)،نا أبو يوسف يعقوب بن أحمد بن عبد الرّحمن، نا صالح بن عمران، نا خالد بن يزيد الكريزي، نا عاصم بن سليمان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كانت له كمّة بيضاء (3).

أخبرنا أبو طاهر يحيى بن محمّد بن أحمد المحاملي، أنا جابر بن ياسين بن الحسن بن محمويه الحنائي (4).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، حدّثنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن رواد بن أبي بكرة، نا الحسن بن محبوب الهاشمي، نا عاصم بن سليمان اللوزي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: كان لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قلنسوة بيضاء لاطئة (5) يلبسها.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ، نا أحمد بن محمّد بن المؤمّل، نا محمّد بن جعفر الأحول، نا منصور بن عمّار، نا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، عن عائشة قالت: كان طول رداء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أربعة أذرع و شبرا في ذراع و شبر.

أخبرنا أبو عمر محمّد بن محمّد بن القاسم العبشمي، و أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسن الزهري، و أبو الفتح المختار بن عبد الحميد الأديب، و أبو بكر مجاهد بن أحمد بن محمّد المجاهدي الطبيب، أنا أبو سحنون و أبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفق بن زياد الهروي، قالوا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفّر

ص: 193


1- كذا بالأصل.
2- بالأصل: الجيائي، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 130/18.
3- الوفا لابن الجوزي 567 و السيرة النبوية للذهبي ص 492.
4- بالأصل: الجناحي، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 246/18.
5- لاطئة: لازقة.

الداودي، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حموية السّرخسي (1)،أنا إبراهيم بن خريم (2)الشاشي:

أخبرنا عبد بن حميد الكسي (3)،أنا زيد بن حباب العقيلي، حدّثني عبد المؤمن بن خالد الحنفي، حدّثني عبد اللّه بن بريدة عن أم سلمة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم قالت: لم يكن من الثياب أحب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من القميص.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي (4)،أنا محمّد بن أحمد بن حمدان الحيري (5).

ح و أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، نا أبو بكر بن المقرئ، قالا: نا أبو يعلى، نا أبو خيثمة، نا زيد بن الحباب العكلي، نا عبد المؤمن بن خالد الحنفي الخراساني قال: لقيته بمرو:- قال: ثنا عبد اللّه بن بريدة الأسلمي عن أم سلمة قالت: ما كان شيء من الثياب أحبّ إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من القميص.

و سقط من حديث ابن حمدان: زيد بن الحباب، و جعل مكانه عبد اللّه بن موسى، و هو وهم، إنما ذلك لحديث كان قبله، و كذا يقول زيد بن الحباب، و خالفه أبو تميلة يحيى بن واضح المروزي (6) فزاد في إسناده: أم عبد اللّه بن بريدة.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا أبو تميلة يحيى بن واضح، أخبرني عبد المؤمن بن خالد، نا عبد اللّه بن بريدة، عن أمّه عن أم سلمة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم قالت: لم يكن ثوب أحبّ إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من قميص.

ح و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، نا محمّد بن أحمد بن محمّد الآبنوسي، أنا أبو

ص: 194


1- رسمها و إعجامها مضطربان:«السدسى» و الصواب ما أثبت، و قد مضى التعريف به.
2- بالأصل: حريم بالحاء المهملة، و الصواب ما أثبت، مضى التعريف به.
3- كذا بالأصل: الكسي، بالسين. و يقال فيه: الكشّي.
4- بالأصل: الخيزرودي، خطأ.
5- بالأصل: الجيزي، خطأ، و الصواب ما أثبت عن الأنساب و هذه النسبة إلى حيرة نيسابور.
6- ترجمته في سير الأعلام 210/9.

الحسن الدارقطني، نا أبو بكر بن أبي شيبة - و هو أحمد بن محمّد - ثنا زياد بن أيوب، نا أبو تميلة يحيى بن واضح، عن عبد المؤمن بن خالد، عن عبد اللّه بن بريدة، عن أمّه عن أمّ سلمة قالت: لم يكن ثوب أحبّ إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من القميص.

رواه الترمذي عن زياد.

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن علي الزهري، و أبو الفتح المختار بن عبد الحميد البوشنجيان، و أبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفق الهروي، قالوا: أنا أبو الحسن الداودي، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حموية السّرخسي، أنا إبراهيم بن خريم (1)الشاشي، نا أبو محمّد عبد بن حميد الكسّي (2)،نا أبو نعيم.

ح و أخبرنا الحسن بن صالح، عن مسلم، عن مجاهد، عن ابن عبّاس قال: كان النبي صلى اللّه عليه و سلم يلبس قميصا قصير اليدين و الطول (3).

كتب إليّ أبو بكر عبد الغفّار بن محمّد الشيروي، ثم حدّثني عنه أبو المحاسن عبد الرزّاق بن محمّد بن أبي نصر الطّبسي (4)،أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري (5)، نا أبو العباس الأصم، نا الحسن بن علي بن عفّان، نا معاوية - يعني ابن هشام - عن علي بن صالح، عن مسلم، عن مجاهد، عن ابن عبّاس قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يلبس قميصا فوق الكعبين مستوي الكمين بأطراف أصابعه.

و رواه خالد بن عبد اللّه الطحان فجعله من مسند أنس بن مالك.

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن علي، و أبو الفتح المختار بن عبد الحميد البوشنجيان، و أبو المحاسن أسعد بن علي الهروي، قالوا: أنا أبو الحسن الداودي، أنبأ عبد اللّه بن أحمد بن حموية، أنا إبراهيم بن خريم (6)،نا عبد بن حميد الكشّي، حدّثني حيّان بن هلال، نا خالد الواسطي، نا مسلم الأعور عن أنس بن مالك قال: قال:

ص: 195


1- بالأصل: حريم، و الصواب ما أثبت.
2- بالأصل: الليثي، خطأ، و الصواب ما أثبت.
3- ابن سعد 459/1 و الذهبي في السيرة النبوية ص 494.
4- بالأصل: الطنسي، خطأ و الصواب ما أثبت، و هذه النسبة إلى طبس و هي بلدة في برية، بين نيسابور و أصبهان و كرمان، ذكره السمعاني و ترجم له.
5- بالأصل: الجيزي، خطأ و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 356/17.
6- بالأصل: حريم، و الصواب ما أثبت.

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم له قميص قبطي قصير الطول قصير الكمّين.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي،، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري، و عبد الباقي بن محمّد بن غالب، قالوا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبد الواحد المهتدي باللّه، نا محمّد بن عبد الرّحمن، نا إسحاق بن كعب، نا خالد بن عبد اللّه، عن مسلم الأعور، عن أنس بن مالك قال: كان للنبي صلى اللّه عليه و سلم قميص قطن قصير الطول، قصير الكمين (1).

ح و أخبرتنا به عاليا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور السّلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا وهب - يعني ابن بقية - نا خالد - هو ابن الطحان - عن مسلم، عن أنس قال: كان لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قميص قطني قصير الطول قصير الكمين.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الغنائم عبد الصّمد بن علي بن المأمون، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، و محمّد بن هارون الحضرمي، قالا:

نا عبد اللّه بن محمّد بن الحجّاج بن أبي عثمان الصوّاف، نا معاذ عن هشام، حدّثني أبي عن زيد (2) بن ميسرة العقيلي، عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية، قالت: إنّ كمّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كانت إلى الرّصغ (3).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو البركات الأنماطي، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو حامد محمّد بن هارون بن عبد اللّه الحضرمي، نا عبيد اللّه بن الحجّاج، نا معاذ بن هشام، حدّثني أبي عن بديل بن ميسرة، عن أسماء بنت يزيد قالت: كان كم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى الرّصغ.

هكذا قالا، و الصواب كما تقدم عبد اللّه بن محمّد بن الحجّاج، و ذلك أخرجه الترمذي عنه.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، و أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالا: أنا إبراهيم بن

ص: 196


1- ابن سعد 458/1 و الذهبي السيرة النبوية ص 494.
2- في السيرة النبوية للذهبي ص 494 «بديل» و سيرد في الحديث التالي: بديل.
3- بالأصل:«الرصع» و الصواب ما أثبت عن أبي داود ح(4027) و انظر ابن سعد 458/1 و السيرة النبوية للذهبي ص 494 و فيهما «الرسغ».

منصور السّلعمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا إسحاق بن أبي إسرائيل، نا محمّد بن جابر، عن حمّاد، عن الشعبي، عن إبراهيم بن أبي موسى الأشعري، عن المغيرة، عن أبيه: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم لبس جبّة روميّة ضيقة الكمين.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، و فاطمة بنت ناصر قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأ أبو علي، نا جعفر بن حميد الكوفي، نا عبيد اللّه بن إياد قال: سمعت أبي يحدّث عن قبيصة بن برمة، عن المغيرة بن شعبة قال: خرجت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في بعض ما كان يسافر، فسرنا حتى إذا كان في وجه الصبح انطلق حتى توارى عنا ضرب الخلاء، ثم جاء فدعا بطهور و عليه جبّة شامية ضيّقة الكمين، فأدخل يده من تحت الجبّة ثم غسل وجهه و يديه، و مسح برأسه، و مسح على الخفّين (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأ عيسى بن علي بن عيسى، أنا أبو عبد اللّه بن محمّد البغوي، أنا محمّد بن عمرو بن أبي مذعور، نا وكيع، حدّثني أبو حباب يحيى بن أبي حية الكلبي، عن أبي صخر جامع بن شدّاد الهلالي، عن طارق بن عبد اللّه المحاربي قال: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بسوق ذا (2) المجاز و عليه جبة حمراء.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، نا محمّد بن ربيعة، نا يونس بن الحارث الطائفي، عن أبي عون، عن أبيه، عن المغيرة بن شعبة قال: كان النبي صلى اللّه عليه و سلم يصلّي أو يستحبّ أن يصلّي على فروة مدبوغة[994 م].

و أخبرتنا أمّ المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم الهذلي، نا جرير، و سفيان بن عيينة، و عبد اللّه بن إدريس، و حفص بن غياث، و يحيى بن سليم،

ص: 197


1- البخاري في اللباس 37/7، و مسلم(274) في الطهارة، و أبو داود في الطهارة(150) و الترمذي في اللباس(1824)، و أحمد في المسند 29/1 و 44، و 250،248،244/4 ابن سعد 459/1.
2- كذا، و الصواب: ذي المجاز.
3- مسند الإمام أحمد 254/4.

و إسماعيل بن عياش، عن عبد اللّه بن عثمان بن خثيم (1)،عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«عليكم بالثياب البياض فيلبسها أحياؤكم، و كفّنوا فيها موتاكم، و عليكم بالإثمد (2) فإنه يجلو البصر و ينبت الشعر» (3)[995 م].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (4)،حدّثني أبي، نا وكيع، نا سفيان، و عبد الرّحمن، عن سفيان، عن حبيب، عن ميمون بن أبي شبيب، عن سمرة بن جندب قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«البسوا الثياب البياض (5) و كفّنوا فيها موتاكم فإنها أطهر و أطيب»[996 م].

هذا الإسناد هو المحفوظ لحديث سمرة، و قد روي عنه من وجه آخر.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا إسماعيل، نا أيوب، عن أبي قلابة، عن سمرة بن جندب قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«عليكم بهذه البياض فليلبسنها أحياؤكم و كفّنوا فيها موتاكم فإنها من خير ثيابكم»[997 م].

و كذا رواه (6) علي بن عاصم الواسطي عن خالد عن أبي قلابة عن سمرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ألبسوا من ثيابكم البياض و كفّنوا فيها موتاكم» و قد كان صلى اللّه عليه و سلم يعجبه لبس الحبرات (7)،و هي البرود اليمانية[998 م].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، نا علي بن المديني، نا معاذ بن هشام - صاحب الدّستوائي - نا أبي عن قتادة عن أنس قال: كان أحبّ الثياب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن يلبسها الحبرة.

ص: 198


1- بالأصل «خيثم»، و المثبت عن السيرة النبوية للذهبي.
2- الإثمد: بكسر الهمزة. حجر للكحل (القاموس).
3- أخرجه أبو داود في الطب(3878)، و في اللباب(4061) و الترمذي في الجنائز(999) و ابن ماجة (1472) و في اللباس(3566) و السيرة النبوية للذهبي ص 497.
4- مسند الإمام أحمد 19/5.
5- في المسند: الثياب البيض.
6- مسند أحمد 10/5.
7- الحبرات جمع حبرة: ضرب من برود اليمن منمّر (اللسان: حبر، و القاموس: حبر)، و هي ثياب من كتان أو قطن محبرة أي مزينة.

أخبرنا عاليا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى، نا هدبة، نا همّام، نا قتادة قال: قلت لأنس: أي اللباس كان أحبّ إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أو أعجب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: الحبرة.

رواه مسلم عن هدبة (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الكرم المبارك بن عمر بن محمّد بن عبد اللّه بن صهوة، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا علي بن الجعد، أنا همّام، عن يحيى، عن قتادة قال:

سألت أنسا: أي اللباس كان أحبّ إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أو أعجب ؟ قال: الحبرة.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا هشيم، أنا يونس بن عبيد، عن عبد ربّه الهجيمي، عن جابر بن سليم أو سليم بن جابر قال: أتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم و إذا هو جالس مع أصحابه قال: فقلت: أيّكم النبي صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: فإما أن يكون أومأ إلى نفسه و إمّا أن يكون أشار إليه القوم، فإذا هو محتبي (3) ببردة قد وقع هدبها على قدميه، قال: فقلت: يا رسول اللّه، أجفو عن أشياء فعلّمني، قال:«اتّق اللّه عزّ و جل و لا تحقرنّ من المعروف شيئا و لو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي، و إياك و المخيلة، فإن اللّه تبارك و تعالى لا يحب المخيلة، و إن امرؤ شتمك و عيّرك بأمر يعلمه فيك فلا تعيّره بأمر تعلمه فيه، فيكون لك أجره و عليك إثمه، و لا تشتمنّ أحدا»، و قد لبس النبي صلى اللّه عليه و سلم الثياب السوداء[999].

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد في كتابه، ثم أخبرنا أبو القاسم (4) بن السمرقندي، أنا أبو القاسم يوسف بن الحسن اليشكري، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا عبد اللّه بن جعفر بن حبيب، نا أبو داود، نا همّام.

ح و أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنبأ أبو نعيم.

قال: و ثنا عبد اللّه بن جعفر، نا جعفر الصائغ، نا عفّان، نا همّام، عن قتادة، عن

ص: 199


1- صحيح مسلم 37 و كتاب اللباس و الزينة ح(2079) ص 1648/3 و فيه: هدّاب بن خالد.
2- مسند أحمد 63/5.
3- كذا، و في المسند:«محتب» و هي أظهر.
4- بالأصل:«أبو القشيري» و الصواب ما أثبت.

مطرّف، عن عائشة أنها قالت:

صنعت لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بردة سوداء من صوف، فلبسها فأعجبته، فلما عرق فيها فوجد ريح، و قال عفّان: وجد منها ريح النّمرة (1) قذفها.

أخبرنا أبو سهل بن سعد، أنا عبد الرّحمن بن الحسن، أنا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، نا محمّد بن هارون الروياني، نا ابن إسحاق - يعني الصّغاني - أنا محمّد بن عمرو بن العباس الباهلي، أنا أبو داود الطيالسي، نا زمعة، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد قال: حيكت لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنمار (2) من صوف سوداء، و جعل حاشيتها بيضاء، أو قال: بياض، فخرج فيها إلى أصحابه فضرب بيده على فخذه فقال:«أ لا ترون أن هذه ما أحسنها» فقال أعرابي: بأبي و أمي أنت يا رسول اللّه، هبها لي، و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لا يسأل شيئا أبدا فيقول لا، فأعطاه الحلّة، و دعا بمعمورتين فلبسهما و أمر بمثلهما فحيكت له، فتوفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هي في المحاكة[1000].

كذا فيه: بمعمورتين (3).

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، أنبأ أبو نعيم، نا أبو عمرو بن حمدان، نا الحسن بن سفيان، نا إسحاق بن إبراهيم، نا أبو عامر، نا زمعة بن صالح عن أبي حازم، عن سهل بن سعد قال: حيك لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حلّة أنمار من صوف أسود، و جعل لها حواشي من صوف أبيض، فخرج بها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى المسجد، فضرب على فخذه فقال:«أ لا ترون ما أحسن هذه الحلّة» فقال أعرابي: يا رسول اللّه اكسني هذه الحلّة، قال: و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لا يسأل شيئا قط فيقول: لا، فقال:«نعم»، فدعا بمعمورين (4) فلبسهما، و كسا الحلّة الأعرابي، ثم أمر بمثلهما كان له، فمات صلى اللّه عليه و سلم و هما في الحياكة[1001].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (5)،حدّثني أبي، نا يحيى بن زكريا، حدّثني أبي عن مصعب بن

ص: 200


1- النمرة بردة مخططة يلبسها الأعراب، كأنها أخذت من لون النمر.
2- أنمار جمع نمرة و هي الحبرة، و شملة فيها خطوط بيض و سود، أو بردة من صوف تلبسها الأعراب (القاموس).
3- كذا.
4- كذا.
5- مسند أحمد 162/6.

شيبة، عن صفية ابنة شيبة، عن عائشة قالت: خرج النبي صلى اللّه عليه و سلم ذات غداة و عليه مرط (1)مرجّل (2) من شعر أسود.

أخرجه مسلم عن أحمد بن حنبل (3)،و قد لبس صلى اللّه عليه و سلم الثياب الخضر.

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، نا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، نا شيبان، نا جرير، عن عبد الملك بن عمير، عن إياد بن لقيط ، عن أبي رمثة قال: قدمت المدينة و لم أكن رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

فخرج و عليه ثوبان أخضران، و ذكر الحديث.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف.

ح و أخبرنا أبو القاسم المستملي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو سعد الماليني، قالا: أنا أبو أحمد بن عدي الحافظ (4)،نا عبد اللّه بن محمّد بن مسلم، نا يوسف، نا حجّاج، عن ابن جريج قال: أخبرني أبو بكر الهذلي عن قتادة قال: خرجنا مع أنس بن مالك إلى أرض له يقال لها الزاوية (5)،فقال حنظلة السّدوسي: ما أحسن هذه الحبرة (6)،فقال: أ ليس كنا نتحدث أن أحبّ الألوان إلى اللّه الخضرة.

و قد لبس النبي صلى اللّه عليه و سلم الصفرة.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي (7)،أنا أبو عمرو بن حمدان الحيري.

ح و أخبرتنا فاطمة بنت ناصر العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور سبط

ص: 201


1- المرط : كساء طويل واسع من الخز و الصوف.
2- كذا بالأصل و مسند أحمد، و في صحيح مسلم:«مرحّل» و المرحل: الذي عليه صورة رحال الإبل، و قال الخطابي: المرحل الذي فيه خطوط .
3- صحيح مسلم 37 و كتاب اللباس و الزينة ح(2081)، ص 1649/3. و أخرجه أبو داود في سننه في اللباس(4032)، و الترمذي في الاستئذان(2966)، و الذهبي في السيرة النبوية ص 494.
4- الكامل لابن عدي 325/3 في ترجمة أبي بكر الهذلي و اسمه سلمى بن عبد اللّه بن سلمى.
5- في مختصر ابن منظور: الراوية، بالراء، خطأ، و الزاوية: موضع قرب المدينة فيه كان قصر أنس بن مالك، و هو على فرسخين من المدينة (ياقوت).
6- في ابن عدي: الخضرة.
7- بالأصل: الخيزرودي، خطأ.

بحرويه، أنبأ أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى الموصلي.

ح و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو عثمان البحيري (1)،أنا أبو علي زاهر بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو نصر أحمد بن محمّد بن عبد القاهر بن الطوسي، قالا: أنا أبو الحسين بن النقور - زاد ابن السّمرقندي: و أبو محمّد الصّريفيني قالا:- أنا عبيد اللّه (2) بن محمّد بن حبابة (3).

و أخبرنا أبو عبد اللّه سمرة، و أبو محمّد عبد القادر، ابنا جندب بن سمرة، و أبو الفتح محمّد بن علي المصري، و أبو محمّد عبد السّلام بن أحمد المقرئ، و أبو نصر عبيد اللّه بن أبي نصر الصوفي الهرويون، قالوا: أنا محمّد بن عبد العزيز الفارسي، أنبأ عبد الرّحمن بن أحمد بن شريح، قالوا: أنا أبو القاسم البغوي، قالا: نا مصعب بن عبد اللّه الزبيري، حدّثني و قال ابن حمدان و ابن حبابة (4):ثنا أبي - زاد ابن حبابة:

عبد اللّه بن مصعب، عن إسماعيل بن عبد اللّه بن جعفر عن أبيه قال:

رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عليه ثوبان مصبوغان بالزعفران: رداء (5) و عمامة، و قال ابن أبي شريح: رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم، و قال ابن حبابة، رأيت على النبي صلى اللّه عليه و سلم ثوبين مصبوغين (6).

أخبرنا أبو سهل بن سعدوية، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، نا محمّد بن هارون الروياني - إملاء - نا عمرو بن علي، نا عبد اللّه بن سوار، نا عبد اللّه بن حسّان.

قال: و نا محمّد بن إسحاق، نا أحمد بن إسحاق الحضرمي أبو إسحاق، حدّثنا

ص: 202


1- بالأصل: البحتري، خطأ.
2- بالأصل: عبد اللّه، خطأ.
3- بالأصل: حنانة و الصواب ما أثبت، و هو عبيد اللّه بن محمد بن إسحاق، أبو القاسم البغدادي المتوثي ترجمته في تاريخ بغداد 377/10.
4- بالأصل: و أبو حنانة، خطأ.
5- بالأصل:«زاد» و الصواب عن مختصر ابن منظور 236/2 و ابن سعد 452/1.
6- ابن سعد 452/1 و السيرة النبوية للذهبي ص 500.

عبد اللّه بن حسّان، أخبرني كعب بن العنبر أن جدّتيه: أمّ أمّه، و أمّ أبيه أخبرتاه - و كانتا ربيبتي قيلة بنت مخرمة، و كانت قيلة جدة أبيهما أنهما أخبرتهما قيلة: أنها رأت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو قاعد القرفصاء و عليه أسمال مليّتين (1) كانتا بزعفران (2) و قد نفضتا في حديث طويل.

و قد لبس النبي صلى اللّه عليه و سلم الثياب الحمر.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، نا عبد الرّحمن بن مهدي، عن سفيان، عن عون، عن أبيه: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم خرج في حلّة حمراء فركز عنزة فجعل يصلي إليها بالبطحاء يمرّ من ورائها الكلب و الحمار و المرأة.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي (4)،أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر: قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور و أنا حاضر، و أنبأ أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا أبو خيثمة و قال ابن المقرئ: نا زهير، نا وكيع، نا سفيان، عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال: خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في حلّة حمراء - و في حديث ابن المقرئ: و عليه حلّة حمراء - فإني انظر إلى بياض ساقيه (5).

رواه مسلم عن أبي خيثمة.

أخبرنا أبو سهل بن سعدوية، أنا أبو الفضل الرازي، أنا أبو جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، نا محمّد بن هارون، نا محمّد بن إسحاق، نا يعلى بن عبيد، نا الأجلح (6)، و اسمه يحيى بن عبد اللّه الكندي، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب قال: ما رأيت

ص: 203


1- غير مقروءة بالأصل و المثبت عن مختصر ابن منظور 236/2.
2- في المختصر: تزعفران.
3- الخبر في مسند أحمد 308/4.
4- بالأصل: الخيزرودي.
5- ابن سعد 450/1 و الذهبي في السيرة النبوية ص 499.
6- بالأصل: الأحلج، خطأ.

رجلا قط أحسن من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في حلّة حمراء (1).

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، و إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر، و فاطمة بنت علي بن الحسين بن زعبل قالوا: أنا عبد القدوس بن محمّد الفارسي، أنا أبو العباس إسماعيل بن عبد اللّه البكالي، نا عبد اللّه الأهوازي، نا سهل بن عثمان، نا حفص (2)-هو ابن غياث (3)-عن حجاج، عن أبي جعفر، عن جابر: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان يلبس برده الأحمر في الجمعة و العيدين (4).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الغنائم عبد الصّمد بن علي بن المأمون، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا محمّد بن القاسم بن محمّد الأزدي، أخبرني الحسن بن علي بن عمرو بن المغيرة أن محمّد بن ثابت أخبرهم: ثنا النعمان بن زائدة، و النعمان بن سالم جميعا - و كانا ابني خالة - عن نافع قال: سمعت ابن عمر يقول:

و اللّه ما شمل النبي صلى اللّه عليه و سلم في بيته و لا خارج منه ثلاثة أثواب، و لا شمل أبا بكر في بيته و لا خارج عنه ثلاثة أثواب، و لا شمل عمر في بيته و لا خارج عنه ثلاثة أثواب، غير أنّي كنت أرى كساءهم إذا أحرموا، كان لكلّ واحد منهم مئزر و مشمل لعلها كلها بثمن درع أحدكم، و اللّه لقد رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم يرفع ثوبه و رأيت أبا بكر تخلّل العباءة (5)، و رأيت عمر يرقع جيبه برقاع من أدم، و هو أمير المؤمنين، و إني أعرف في وقتي هذا من يجيز بالمائة و لو شئت لقلت ألفا.

قال الدارقطني: غريب من حديث نافع عن ابن عمر لم نكتبه إلاّ عن شيخنا هذا بهذا الإسناد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأ عيسى بن علي

ص: 204


1- أخرجه البخاري في اللباس 48/7، و الترمذي في اللباس(1778) و الذهبي في السيرة النبوية ص 498.
2- بالأصل: بعض، خطأ، و الصواب عن ابن سعد.
3- بالأصل: عتاب، خطأ و الصواب عن السيرة النبوية للذهبي.
4- الخبر في ابن سعد 451/1 و السيرة للذهبي ص 499.
5- و كان يقال له: ذو الخلال، لأنه تصدّق بجميع ماله، و خلّ كساءه بخلال. و تخلله أي ثقبه و نفذه (القاموس المحيط ).

الوزير، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، حدّثني علي بن مسلم، أنا وكيع، و أخبرنا عبد اللّه قال: حدّثني ابن زنجويه، نا عبد الرزّاق قال: و أخبرنا عبد اللّه، حدّثني يعقوب، نا أبو مهدي.

ح و أخبرنا عبد اللّه قال: و حدّثني جدي، نا أبو أحمد قالوا: نا سفيان، عن سماك بن حرب قال: أخبرني سويد بن قيس قال: خلّيت أنا و مخرفة (1) العبدي بزّا من هجر، فأتانا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ساومنا بسراويل فبعناه و وزّان يزن بالأجر (2) فقال:«يا وزّان زن و ارجح»، ثم ذهب فقلت: من هذا؟ قالوا: هذا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (3)[1002].

و اللفظ لجدي.

قال: و نا عبد اللّه، ثنا يحيى الحمّاني، نا قيس، عن سماك، عن سويد بن قيس قال: أنا و مخرفة (4)،فذكر الحديث.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، و أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو محمّد عبد الجبّار بن أحمد الفقيهان، قالوا: أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن دينار، نا زكريا ابن دلويه، ثنا فتح بن الحجّاج، نا جعفر بن عبد الرّحمن بن زياد، عن الأعزّ بن مسلم، عن أبي هريرة قال: دخلت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم السوق، فقعد إلى البزازين فاشترى سراويل بأربعة دراهم، قال: و كان لأهل السوق رجل يزن بينهم الدراهم يقال له فلان الوزّان قال: فجيء به يزن ثمن السراويل فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أتزن و أرجح» فقال له الوزّان: إن هذا القول ما سمعته من أحد من الناس، فمن هذا الرجل ؟ قال أبو هريرة: قلت: حسبك من الوهن (5)و الجفاء في دينك، أ لا تعرف نبيّك صلى اللّه عليه و سلم، قال: فقال: هذا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: فأخذهما - يعني يده - ليقبلها فجذبها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«مه، إنما يفعل هذا الأعاجم بملوكها، و إنّي لست بملك، و إنّما أنا رجل منكم» قال: ثم جلس فاتزن الدراهم و أرجح كما أمره

ص: 205


1- ترجمته في أسد الغابة 348/4 و بالأصل: مخرمة، و الصواب عن أسد الغابة و قد نص عليه: مخرفة بالفاء.
2- بالأصل: بالآخر، و الصواب ما أثبت.
3- الحديث نقله باختصار ابن الأثير في أسد الغابة في ترجمة مخرفة العبدي. و سويد بن قيس.(و في ترجمة سويد ذكره باسم مخرمة).
4- ترجمته في أسد الغابة 348/4 و بالأصل: مخرمة، و الصواب عن أسد الغابة و قد نص عليه: مخرفة بالفاء.
5- في مختصر ابن منظور 237/2 الزهو و الجفاء.

النبي صلى اللّه عليه و سلم، قال: فلما انصرفنا تناولت السراويل من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لأحملها عنه، فمنعني و قال:«صاحب الشيء أحقّ بحمله إلاّ أن يكون ضعيفا، يعجز عنه، فيعينه عليه أخوه المسلم»، قلت: يا رسول اللّه، و إنك لتلبس السراويل ؟ قال:«نعم، بالليل و النهار، و في السفر و الحضر»[1003].

قال الأفريقي: و شككت في قوله: مع أهلي إني أمرت بالستر، فلم أجد ثوبا أستر من السراويل.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد بن أحمد الخواري (1)،قالا: أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو علي الحسين بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان البغدادي بها:

أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا أبو إسحاق إبراهيم بن زكريا البجلي، نا همّام، عن قتادة، عن قدامة بن وبرة، عن الأصبغ بن نباتة عن علي قال:

كنت قاعدا عند النبي صلى اللّه عليه و سلم بالبقيع في يوم دجن مطر، فمرّت امرأة على حمار معها مكار فهوت يد الحمار في و هدة من الأرض، فسقطت المرأة، فأعرض النبي صلى اللّه عليه و سلم عنها بوجهه، فقالوا: يا رسول اللّه، إنها متسرولة، فقال:«اللهم اغفر للمتسرولات من أمّتي - ثلاثا - يا أيّها الناس اتّخذوا السراويلات، فإنها من أستر ثيابكم، و خصّوا بها نساءكم إذا خرجن»[1004].

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا هدبة، نا همّام، عن قتادة، عن أنس قال: كان لنعل النبي صلى اللّه عليه و سلم قبالان (2)(3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الفتح مفلح بن أحمد بن محمّد، قالوا:

أنا أبو الحسين بن النقور، أنبأ أبو القاسم بن حبابة، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثنا

ص: 206


1- بالأصل: الحواري، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 71/20.
2- قبالان مثنى قبال، و هو زمام النعل، و هو السير الذي يكون بين الإصبعين (اللسان: قبل، و النهاية لابن الأثير).
3- البخاري في اللباس 49/7، و ابن ماجة في اللباس(3615)، و ابن سعد 478/1 و الذهبي في السيرة النبوية ص 507.

هدبة، نا همّام، نا قتادة، نا أنس: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كانت نعلاه لهما قبالان.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، و أبو بكر وجيه ابنا طاهر بن محمّد المستملي، و أبو الفتوح عبد الوهّاب بن الشاه بن أحمد، قالوا: أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن الحسن الأزهري، أنا الحسن بن أحمد بن محمّد المخلدي، أنا الحسن بن محمّد بن جابر، نا إسحاق بن منصور المروزي، أنا عبد الرزّاق، أنا معمر، عن ابن أبي ذئب عن صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة قال: كان لنعل النبي صلى اللّه عليه و سلم لها (1) قبالان.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي (2)،أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى، نا أبو سعيد - هو القواريري - ثنا أبو أحمد الزبيري (3)،ثنا سفيان، عن أبي إسحاق عمن سمع عمرو بن حريث يقول: رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم يصلّي في نعلين مخصوفتين.

رواه النسائي عن أبي بكر بن علي، عن أبي سعيد.

أخبرنا أبو المظفّر، أنا أبو سعيد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو، أنا أبو يعلى.

قال: ثنا القواريري، ثنا عبد الرّحمن بن مهدي، حدّثنا سفيان، عن السندي، حدّثني من سمع عمرو بن حريث يقول: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يصلي في نعلين مخصوفتين.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك بن علي بن أحمد المؤذّن (4)،أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن علي بن السّقّاء، قالا: نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم قال: سمعت العبّاس بن محمّد الدوري، نا عبيد اللّه بن موسى، أنا دلهم بن صالح، عن محمّد بن عبد اللّه، عن ابن بريدة عن أبيه: أن النجاشي

ص: 207


1- كذا، و هي مقحمة.
2- بالأصل: الخيزرودي، خطأ.
3- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل و تقرأ:«الدمبري» و الصواب ما أثبت و اسمه محمد بن عبد اللّه بن الزبير بن عمر بن درهم الكوفي ترجمته في سير الأعلام 529/9.
4- ترجمته في سير الأعلام 429/18 و «المؤذن» غير مقروءة بالأصل و المثبت عن السير.

أهدى إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خفين أسودين ساذجين فتوضأ (1) و مسح عليهما (2).

أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد الجرجاني، أنبأ أبو سعيد الجنزرودي (3)،أنا أبو سعيد محمّد بن بشر بن العباس بن محمّد التميمي، أنا أبو لبيد محمّد بن إدريس السامي (4) السّرخسي، نا سويد، نا علي بن مسهر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: كان ضجاع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الذي ينام عليه بالليل وسادة من أدم حشوها ليف (5).

أخبرنا أبو محمّد بن الأمالي، و أبو المعالي ثعلب بن جعفر، قالا: أنا عبد الدائم بن الحسن، أنا عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي، أنا عبد اللّه بن عتّاب بن الزّفتي (6)،نا أحمد بن أبي الحواري، نا أبو معاوية، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكره.

أخبرنا أبو القاسم و أبو بكر وجيه ابنا طاهر الشّحّامي، قالا: أنا عبد الرّحمن بن علي بن محمّد بن موسى، أنا يحيى بن إسماعيل بن زكريا أبو يحيى الحربي، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن بن الشرقي (7)،نا عبد اللّه بن هاشم بن حيّان الطوسي، نا وكيع، نا هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت: كان ضجاع النبي صلى اللّه عليه و سلم من أدم محشوا ليفا (8).

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر المغربي، أنا محمّد بن عبد اللّه الجوزقي (9)،أنا أبو حاتم علي بن عبدان، نا أبو الأزهر، نا عبد اللّه بن نمير، عن هشام بن عروة.

ح قال: و أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن، حدّثنا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، نا

ص: 208


1- بالأصل:«صرما»؟ و المثبت عن مختصر ابن منظور 239/2.
2- ابن سعد 482/1 و الذهبي السيرة النبوية ص 508.
3- بالأصل: الخيزرودي، خطأ.
4- بالأصل: الشامي و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 464/14.
5- بالأصل: الرقبي، خطأ و الصواب ما أثبت و ضبط عن الأنساب.
6- بالأصل: الشرفي، بالفاء خطأ، و الصواب ما أثبت الشرقي بالقاف.
7- ابن سعد 464/1 الذهبي السيرة النبوية ص 503.
8- بالأصل: الرقبي، خطأ و الصواب ما أثبت و ضبط عن الأنساب.
9- إعجامها مضطرب بالأصل، و الصواب ما أثبت، و قد مضى التعريف به.

هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: كان ضجاع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من أدم حشوه ليف.

أخبرنا أبو بكر المزرفي (1)،نا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، قالا: أنبأ عيسى بن علي، أنبأ أبو القاسم البغوي، نا داود بن عمرو، نا ابن أبي الزناد، عن هشام، عن أبيه [قال:] قالت عائشة:

و أيم اللّه، إن كان ضجاعه من أدم حشوه ليف - يعني النبي صلى اللّه عليه و سلم-.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، و أنا أبو سعيد الجنزرودي (2)،أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى، نا شريح بن يونس، نا أبو معاوية، عن هشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة قالت:

كان ضجاع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الذي ينام عليه بالليل من أدم محشوا ليفا.

أخبرنا أبو المظفر، أنبأنا أبو سعد، ثنا أبو عمرو.

و أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: نا أبو يعلى، نا أبو موسى - يعني هارون بن عبد اللّه الحمال (3)-نا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:

كان فراش النبي صلى اللّه عليه و سلم الذي يرقد فيه من أدم حشوه ليف.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد بن أحمد الفقيهان، قالا: أنا أبو بكر البيهقي (4)،أنا أبو طاهر الفقيه، أنا أبو حامد بن بلال، نا أحمد بن منصور [المروزي]، نا النّضر بن شميل، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: كان فراش رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من أدم حشوه ليف (5).

ص: 209


1- بالأصل: المرزقي، خطأ و الصواب ما أثبت.
2- بالأصل: الخيزرودي.
3- ترجمته في سير الأعلام 115/12.
4- دلائل النبوة للبيهقي 344/1.
5- متفق عليه، أخرجه بهذا السند البخاري في الزهد و الرقاق ح(6456)، و مسلم في اللباس ص 1650 - و أبو داود في اللباس(4146)، و الترمذي في اللباس(1816) و ابن ماجة في الزهد(4151) و أحمد في المسند من طرق 84/1 و 93 و 295،212،207،73،56،48/6 و في الزهد ص 19.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر المغربي، أنا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الجوزقي:

أخبرنا محمّد بن علي الأنصاري، نا إسحاق بن إبراهيم، أنا عبد الرزّاق، أنا معمر، عن أيوب.

ح قال: و أنا عبد اللّه بن محمّد بن شاذان بن الحسن بن محمّد بن الحسن.

قال: أخبرنا أخبرنا أحمد بن سلمة، نا إسحاق بن إبراهيم.

أخبرنا عبد الرزّاق، أنا معمر، عن أيوب، عن حميد بن هلال، عن أبي بردة قال: دخلنا على عائشة فأخرجت إلينا كساء التي يسمونها الملبّدة (1)،قال:

فأقسمت باللّه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قبض في هذين الثوبين.

رواه مسلم عن شيبان (2).

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، و أبو القاسم الشّحّامي، قالا: أنا أبو سعيد محمّد بن عبد الرّحمن، أنبأ أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى، نا علي بن الجعد و هدبة.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو عثمان البحيري (3)،أنا أبو علي زاهر بن أحمد، أنا أبو القاسم بن بنت سبع.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الكرم المبارك بن عمر بن محمّد بن عبد اللّه بن صهوة الصوفي، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة (4)، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، قالا: أنا أبو (5) سليمان بن المغيرة، عن

ص: 210


1- الملبّدة: المرقعة، يقال: لبدت القميص ألبده، بالتخفيف فيهما، و لبّدته، و قيل: و هو الذي ثخن وسطه حتى صار كاللبد.
2- صحيح مسلم 37 كتاب اللباس و الزينة،6 باب ح(2080).
3- بالأصل: البحتري، خطأ.
4- بالأصل: حنانة، خطأ.
5- كذا «أبو سليمان» بالأصل، و في مسلم: سليمان.

حميد بن هلال، عن أبي بردة قال: دخلنا على عائشة، فأخرجت إلينا إزارا غليظا مما يصنع باليمن، و كساء من هذه التي يدعونها الملبّدة، فقالت: قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في هذين الثوبين (1).

أخبرنا أبو نصر الحسن بن محمّد بن إبراهيم النوقاني، أنا أبو منصور محمّد بن علي بن شكرويه، و قال البغدادي: أنا أيوب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا إسماعيل، نا أيوب، عن حميد بن هلال، عن أبي بردة - زاد المرزوقي: ابن أبي موسى - قال: أخرجت إلينا عائشة كساء ملبّدا و إزارا، فقالت: قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في هذين - زاد أحمد غليظا-.

ص: 211


1- و أخرجه الترمذي في اللباس(1787)، و أحمد في المسند 32/6 و الذهبي في السيرة ص 502-503.
2- مسند أحمد 32/6.
باب ذكر سلاحه و مركوبه و معرفة مطعومه و مشروبه

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن المزرفي (1)،نا أبو الحسين بن المهتدي.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، قالا: أنبأ عيسى بن علي بن عيسى، أنا أبو القاسم البغوي، ثنا داود بن عمرو، ثنا ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن عبد اللّه الأعمى، عن ابن عبّاس:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - يعني - غنم سيفه ذا الفقار يوم بدر، و هو الذي رأى فيه الرؤيا يوم أحد، قال:«رأيت في سيفي ذا الفقار فلاّ فأوّلته فلاّ يكون فيكم، و رأيت إنّي مردف كبشا فأوّلته كبش الكثيبة، و رأيت إنّي في درع حصينة فأوّلته المدينة، و رأيت بقرا تذبح فبقر، و اللّه خير، فبقر و اللّه، خير»، فكان ذلك على ما رأى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم[1005].

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو سعد الجنزرودي (2)،أنا أبو محمّد عبد اللّه بن زيد، أنا مرثد البجلي، نا هنّاد بن السّري، نا أبو الدرداء (3)،عن أبيه، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: سيفه ذا الفقار يوم بدر و هو الذي رأى فيه الرؤيا يوم أحد (4).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الحسن بن علي الجوهري، أنا أبو عمر محمّد بن العباس، أنا أبو القاسم عبد الوهّاب بن أبي حية (5)،أنا أبو عبد اللّه

ص: 212


1- بالأصل: المرزوقي، خطأ و الصواب ما أثبت «المزرفي».
2- بالأصل: الخيزرودي، خطأ.
3- كذا بالأصل: أبو الدرداء عن أبيه عن أبيه ؟!.
4- ابن سعد 486/1.
5- مهملة بالأصل، و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.

محمّد بن شجاع، نا أبو عبد اللّه محمّد بن عمر الواقدي (1)،حدّثني عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن ذكوان، عن أبيه، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، عن ابن عبّاس، و محمّد بن عبد اللّه، عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب قالا: تنفل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سيفه ذا الفقار يومئذ - يعني - بدرا (2)،و كان [لمنبّه] (3) ابن الحجّاج، و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قد غزا إلى بدر بسيف وهبه له سعد بن عبادة يقال له:«العضب» و درعه:

«ذات الفضول».

أخبرنا أبو سعد محمّد بن محمّد بن المطرز، و أبو علي الحسن بن أحمد الحداد في كتابيهما، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا عبد اللّه بن أحمد، نا هشام بن عمّار، حدّثني عيسى بن عبد اللّه الأنصاري، عن إبراهيم بن عثمان بن أبي شيبة، عن الحكم، عن معتمر، عن ابن عبّاس: أن الحجّاج بن علاط أهدى لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سيفه ذا الفقار و دحية الكلبي أهدى له بغلته الشهباء.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (4)،ثنا بنان بن أحمد بن علوية القطان، نا داود بن رشيد، نا الوليد - يعني ابن مسلم - عن إبراهيم بن عثمان (5)،عن الحكم عن (6)مقسم، عن ابن عبّاس:

أن الحجّاج بن علاط ظاهر (7) الرسول صلى اللّه عليه و سلم سيفه ذا الفقار، و أن دحية الكلبي أهدى لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بغلته الشهباء.

أخبرتنا أمّ المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، ثنا عبيد اللّه - هو القواريري - نا محمّد بن بكير، عن

ص: 213


1- مغازي الواقدي 103/1.
2- كذا، و ليست في الواقدي، يريد: يوم بدر.
3- بياض بالأصل، و اللفظة مستدركة عن مغازي الواقدي.
4- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 240/1 في ترجمة إبراهيم بن عثمان بن أبي شيبة.
5- ترجمته في تاريخ بغداد 111/6.
6- بالأصل «بن» خطأ، و الصواب عن ابن عدي، و انظر ترجمة مقسم بكسر أوله في تقريب التهذيب و تهذيب التهذيب.
7- في ابن عدي: أهدى لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

عثمان البرساني، أنا عثمان بن سعد قال: قال ابن سيرين: صنعت سيفي على سيف سمرة، و قال سمرة: صنعت سيفي على سيف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و كان حنيفا (1)(2).

أخبرنا أبو الفتح يوسف الماهاني، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مند، أنبأ خيثمة بن سليمان، نا أبو عتبة أحمد بن الفرج، نا محمّد بن حمير، حدّثني أبو الحكم، حدّثني مرزوق الصيقل (3):

أنه صقل سيف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و كانت له قبيعة من فضة، و بكرة في وسطه من فضة، و حلقتها من فضة.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو محمّد السندي، قالا: أنا أبو علي الجنزرودي (4)،أنبأ أبو سعيد عبد اللّه بن محمّد بن عبد الوهّاب الرازي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أيوب بن يحيى البجلي الرازي، أنا مسلم بن إبراهيم، نا جرير بن حازم، نا قتادة، عن أنس قال: كانت قبيعة سيف النبي صلى اللّه عليه و سلم فضة.

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى، ابنا (5) الحسن بن البنّا، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن الحسين بن عبد اللّه بن أبي علانة (6)،أنا محمّد بن عبد الرّحمن بن العبّاس المخلّص، نا أبو إسحاق إبراهيم بن حمّاد بن إسحاق بن إسماعيل بن حمّاد بن زيد، ثنا أبي، نا هارون بن مسلم، نا محمّد بن عثمان، ثنا ابن أبي سبرة، عن عبد المجيد بن سهل بن عبد العزيز عن (7) عبد الرّحمن بن عوف قال:

قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم المدينة في الهجرة بسيف كان لأبيه مأثورا (8).

ص: 214


1- كذا بالأصل و السيرة النبوية للذهبي ص 512، قال الذهبي: و الحنف: الاعوجاج. و في مختصر ابن منظور 348/2 حنيفيا. و في معجمه لسان العرب يقول: السيوف الحنيفية: ضرب من السيوف تنسب إلى الأحنف بن قيس لأنه أول من أمر باتخاذها.
2- أخرجه الترمذي في الجهاد(1734) و الذهبي في السيرة ص 512.
3- الصيقل: شحاذ السيوف و جلاؤها ج صياقلة و صياقل (القاموس المحيط ).
4- بالأصل: الخيزرودي، خطأ.
5- بالأصل: أنبا» خطأ. و قد مضى هذا السند.
6- إعجامها مضطرب بالأصل، و الصواب ما أثبت بالنون، ترجمته في سير الأعلام 237/18.
7- بالأصل «بن» خطأ، و الصواب «عن» انظر مختصر ابن منظور 348/2.
8- في اللسان: أثر: سيف مأثور: في متنه أثر أي رونق.

و قال ابن أبي سبرة عن عبد الرّحمن بن عطاء صاحب الشارعة (1) قال: كانت درع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ذات الفضول أرسل بها سعد بن عبادة إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حين سار إلى بدر (2)،و سيف يقال له العضب (3)،فشهد بهما بدرا، حتى غنم سيفه ذا الفقار يوم بدر من منبجة بن الحجّاج.

قال: و حدّثني ابن أبي الزناد، عن ابنه عن عبيد اللّه بن عبد اللّه، عن ابن عبّاس:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم غنم سيفه ذا الفقار (4) يوم بدر.

قال: و حدّثني ابن أبي سبرة، عن مروان بن أبي سعيد المعلّى الأنصاري قال:

أصاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من سلاح بني قينقاع ثلاثة أسياف: سيفا قلعيا (5)،و سيفا يدعى بتّار، و سيفا يدعى الحتف (6)،و كان عنده بعد ذلك رسوب (7) و المخذم (8) أصابهما عند صنم طيّئ (9)(10).

و أخذ من سلاح بني قينقاع ثلاثة أرماح، و ثلاث قسي: قوس اسمها الرّوحاء، و قوس من شوحط (11) يدعى البيضاء، و قوس صفراء يدعى الصفراء من نبع (12).

و أصاب درعين يومئذ من سلاحهم: درع يقال لها السّعديّة (13)،و درع تدعى فضة.

ص: 215


1- بهامش مختصر ابن منظور 349/2 كتب محققه: الشارعة: هي أرض عند رواقي رومة بطرف المدينة.
2- انظر السيرة النبوية للذهبي ص 513.
3- السيرة النبوية للذهبي ص 511 و العضب: القاطع.
4- ذو الفقار بفتح القاف و كسرها، سمي بذي الفقار لأنه كان في وسطه مثل فقرات الظهر قاله الذهبي - السيرة 511.
5- سيف قلعي: منسوب إلى القلعة، موضع بالبادية تنسب إليه السيوف (معجم البلدان) و في السيرة النبوية للذهبي ص 512: مرج القلعة موضع بالبادية.
6- في السيرة للذهبي: الحنيف، و المثبت يوافق ما جاء في ابن سعد 486/1.
7- قال الذهبي: من رسب في الماء إذ سفل.
8- بالأصل: المخدم بالدال المهملة، و الصواب ما أثبت عن ابن سعد و السيرة للذهبي، قال الذهبي: و هو القاطع.
9- هو الفلس.
10- انظر ابن سعد 486/1 و السيرة النبوية للذهبي ص 512 و زيد فيها: و سيف يقال له: القضيب، و هو فعيل بمعنى فاعل، و القضب: القطع.
11- الشوحط : ضرب من النبع نتخذ منه القسي (اللسان: شحط ).
12- غير واضحة بالأصل، و المثبت يوافق ابن سعد:489/1.
13- كذا بالأصل و ابن سعد 487/1 و في مختصر ابن منظور 349/2 و السيرة للذهبي ص 513 السّغديّة.

و قال محمّد بن مسلمة الأنصاري: رأيت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم أحد درعين:

درعه ذات الفضول، و درعه فضة، كانت للقينقاعي، و كان من أبطالهم، و رأيت عليه يوم خيبر درعين: ذات الفضول و السّعديّة درع عليه (1) القينقاعي، و أصاب من سلاحهم مغفرا موشى.

قال ابن أبي سبرة عن مروان بن أبي سعيد قال: كانت للنبي صلى اللّه عليه و سلم قوس يدعى الكتوم (2) من نبع، كسرت يوم أحد أخذها قتادة بن النعمان.

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحارث بن أبي أسامة، أنا محمّد بن سعد (3)،أنا محمّد بن عمر، أنا أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة، عن مروان بن أبي سعيد بن المعلى قال: أصاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من سلاح بني قينقاع ثلاثة أرماح، و ثلاثة (4) قسي، قوس اسمها الرّوحاء، و قوس شوحط تدعى (5) البيضاء، و قوس صفراء تدعى (6) الصفراء من نبع.

و قال محمّد بن سعد (7):و أنا عبيد اللّه بن موسى، و الفضل بن دكين، و أحمد بن عبد اللّه بن يونس، نا إسرائيل، عن جابر، عن عامر قال:

أخرج إلينا علي بن الحسين سيف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فإذا قبيعته من فضة، و إذا حلقته التي يكون فيها الحمائل من فضة، و سلسلته، و إذا هو سيف قد نحل، كان لمنبّه بن الحجّاج السهمي أصابه يوم بدر.

أخبرنا أبو محمّد عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه الآبنوسي - إجازة - و أخبرني أبو الفضل محمّد بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين المظفر، أنا أبو علي أحمد بن علي بن الحسن بن شعيب المدائني، أنا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن

ص: 216


1- في مختصر ابن منظور 349/2 و السيرة للذهبي ص 513 «عكير»، و في أنساب الأشراف 523/1 «عكين».
2- قال في عيون الأثر أنها سميت بالكتوم: لانخفاض صوتها إذا رمى عنها.
3- طبقات ابن سعد 489/1.
4- كذا، و الصواب: ثلاث.
5- بالأصل: يدعى. و الصواب ما أثبت.
6- بالأصل: يدعى. و الصواب ما أثبت.
7- ابن سعد 486/1.

عبد الرحيم بن البرقي، نا عمرو بن أبي سلمة، عن زهير بن محمّد، عن جعفر بن محمّد قال:

رأيت سيف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قائمه من فضة، و نعله (1) من فضة، و بين ذلك حلق من فضة، قال: هو الآن عند هؤلاء - يريد آل عباس-.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الفقيه، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي، أنبأ أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن وبرة [عن] (2) أحمد بن عبيد قال: سمعت الأصمعي يقول: دخلت على هارون الرشيد، فإني لجالس عنده في جماعة إذ قال: أريكم سيف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ذا الفقار؟ فقلنا: نعم يا أمير المؤمنين، فقام فجاء به نفسه، فما رأيت شيئا قط أحسن منه إذا نصب لم ير فيه شيء، و إذا بطح على الأرض عدّ فيه سبع فقر، و إذا هو صفيحة يمانية يحار الطرف فيه من حسنه.

أنبأنا أبو بكر محمّد بن طرخان بن تكتكين، أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن عبد الباقي بن طوق قال: قرئ على أبي القاسم عبيد اللّه بن علي بن عبيد اللّه الرّقّي، نا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد بن مسلم، أنا أبو عمر محمّد بن عبد الواحد الزاهد قال: ذو الفقار كان فيه ثقب صغار.

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمرو بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحارث بن أبي أسامة، أنا محمّد بن سعد (3)،[أخبرنا محمّد بن عمر] (4)،أنا محمّد بن أبي بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة، عن مروان بن أبي سعيد بن المعلّى قال: أصاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من سلاح بني قينقاع ثلاثة أسياف: سيفي قلعي، و سيف يدعى بتّار، و سيف يدعى الحتف، و كان عنده بعد ذلك المخذم و رسوب أصابهما من الفلس.

أخبرنا أبو بكر الفرضي، نا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب، أنا أبو الحسن

ص: 217


1- نعل السيف: الحديد التي تكون في أسفل القراب (اللسان: نعل).
2- زيادة منا للإيضاح. انظر ترجمة الأصمعي في سير الأعلام 175/10 و فيمن حدّث عنه: أحمد بن عبيد.
3- طبقات ابن سعد 486/1.
4- الزيادة عن ابن سعد.

علي بن يحيى بن جعفر بن عبدكويه، أنا أبو الحسن أحمد بن القاسم بن الزيّات المصري، نا المكي - بالبصرة - نا أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط بن شريط أبو جعفر الأشجعي - بمصر - حدّثني أبي إسحاق عن أبيه، عن جده فقال:

كانت للنبي صلى اللّه عليه و سلم قوس تدعى (1) الكتوم من نبع (2)،كسرت يوم أحد، كسرها قتادة بن النعمان، ثم إنه أصاب من سلاح بني قينقاع ثلاثة أقسية، قوس تدعى (3) البهاء، و قوس صفراء تدعا الصفراء، و قوس تدعى الروحات، و كانت له درعان: درع يدعى الصفرية (4)،و الأخرى يدعى فضة، و ثلاثة أسياف قلعي، و كان عنده المخذم (5)و رسوب، و كانت عنده: ذات الفضول، و سيف يقال له الفضة، و ذو الفقار، و كانت له ثلاثة أرماح أصابها من سوق بني قينقاع و أصاب من سلاحهم مغفرا (6) موشحة بشبه.

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن بن البنا، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن الحسين بن عبد اللّه بن أبي علان، أنا أبو طاهر المخلّص، نا إبراهيم بن حمّاد، نا إسحاق، نا أبي، نا الزبير بن أبي بكر، حدّثني ذؤيب بن عمامة، عن عبد الرّحمن بن سعد، عن عمر و عامر بني حفص، و محمّد بن عمّار عن آبائهم عن أجدادهم عن سعد القرط (7)،قال:

خرجت مع النبي صلى اللّه عليه و سلم فرأيت الزنج يتراطنون حين رأوه ليس معه أحد، و لم يدر به الناس، قال: فارتقيت على نخلة ناديت قال فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما هذا يا سعد، من أمرك بهذا» قال: قلت: يا رسول اللّه بأبي أنت و أمي، رأيت الزنج يتراطنون و لم يكن معك أحد فخفتهم عليك، فأردت أن يعلم أنك قد جئت حتى تجتمع الناس، قال:

«أصبت، إذا لم يكن معي بلال، فأذّن».

قال: و كان النجاشي قد أهدى له عنزتين، فأعطى بلالا واحدة، فكان يمشي بها

ص: 218


1- بالأصل: يدعى.
2- الأصل: تبع، خطأ، و الصواب ما أثبت، و قد مرّت أكثر من مرة قريبا.
3- بالأصل: يدعى.
4- كذا، و في مختصر ابن منظور 350/2 الصغديّة.
5- بالأصل: المخدم، بالدال المهملة. و قد مرّ.
6- بالأصل: مغفر.
7- في أسد الغابة 203/2 القرظ ، و اسمه: سعد بن عائذ المؤذن مولى عمّار بن ياسر. و في الاستيعاب 54/2 (هامش الإصابة،«القرظ » أيضا. سمي بالقرظ لأنه كان يتجر فيه.

بين يدي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حين توفي. قال: فجاء بلال إلى أبي بكر الصّدّيق فقال: إني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إن أفضل أعمالكم الجهاد في سبيل اللّه»، و قد أردت الجهاد، فقال له أبو بكر: أسألك بحقّي إلاّ ما صبرت، إنما هو اليوم أو غد حتى أموت، فأقام بلال معه يمشي بالعنزة بين يديه حتى توفي أبو بكر، فجاء إلى عمر فقال له كما قال لأبي بكر، فسأله عمر بما سأله أبو بكر فأبى، فقال: فمن يؤذّن، قال: سعد القرط ، فإنه قد كان أذن بين يدي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فأعطاه العنزة، فمشى بين يدي عمر حتى قتل ثم بين يدي عثمان، ثم لم يزل يمشي بها بين يدي الأمراء، هلم جرّا. قال حتى قدم أمير المؤمنين المهدي فغدونا بها. قال: و إذا بالحراب قد طلع بها من كل وجه، فقلنا:

إن عنزة النبي صلى اللّه عليه و سلم لا يمشى معها بحربة فردّ الحراب و مشينا بها بين يديه حتى غرزناها في القبلة، قال: و أتى بدابة ليركبها إلى المصلّى، فقلنا له: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خرج إلى المصلّى ماشيا، ذاهبا و راجعا[1006].

فهذه رواية أبي سعد القرط التي كانت هذه الحربة عندهم.

قال: و نا إبراهيم، نا أبي، نا محمّد بن يوسف و غيره، عن مصعب بن عبد اللّه الزبيري، عن يحيى بن محمّد بن عروة، عن هشام بن عروة، عن أبيه:

أن هذه الحربة دفعها النجاشي إلى الزبير في بعض حروبه فقاتل بها ثم قدم بها معه فلما كان يوم أحد أخذها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من يده فقتل بها أبيّ بن خلف، فسأل النبي صلى اللّه عليه و سلم الزبير كيف كانوا يصنعون بها قال: كانوا يمشون بها بين يديه، فدفعها إلى بلال فقال:

امش بها بين يدي، قال: فهي في أيدي المؤذّنين.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن النحاس، أنا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن الأعرابي، نا إبراهيم بن الوليد الحساس، حدّثنا عبد الحميد بن صالح، نا حبّان، عن إدريس الأودي عن الحكم، عن يحيى بن الخرّاز (1) عن علي قال:

كان فرس رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقال له المرتجز، و كانت بغلته دلدل، و حماره عفير،

ص: 219


1- كذا رسمها بالأصل، و في تهذيب التهذيب 123/6 «الجزّار» و فيه أنه روى عن علي... و عنه الحكم بن عتيبة.

و ناقته القصوى، و درعه ذات الفضول، و سيفه ذا (1) الفقار.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، نا سليمان بن إبراهيم بن محمّد الحافظ - لفظا - نا محمّد بن إبراهيم بن جعفر الجرجاني - إملاء - نا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد الصفّار، نا يعقوب بن أبي يعقوب الأصبهاني، نا إسحاق بن إبراهيم الضبّي، نا حبان بن علي، عن إدريس بن يزيد الأودي، عن الحكم بن عتيبة (2)،عن يحيى بن الجزار (3)،عن علي بن أبي طالب قال:

كان لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فرس تدعى المرتجز، و بغلته دلدل، و ناقته القصوى، و حماره عفير، و درعه [ذات] الفضول، و سيفه ذو الفقار.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر قال: قرئ على أبي عثمان البحيري (4) و أنا حاضر، أنا جدي أبو الحسين أحمد بن محمّد بن جعفر البحيري (5)،نا أبو عمرو أحمد بن محمّد بن أحمد الحيري، نا أبو أسامة عبد اللّه بن أسامة الكلبي الكوفي، نا إبراهيم الجعفي - و هو ابن إسحاق - أنا حبّان، عن إدريس الأودي، عن الحكم، عن يحيى بن الجزار (6)،عن علي قال: كان لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فرس يقال له المرتجز، و ناقته الفضول (7) و بغلته الدلدل، و حماره عفير، و درعه ذو الفضول و سيفه ذو الفقار.

و روي عن علي من وجه آخر.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (8)،أنا علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد الصفّار، نا إسماعيل بن الفضل، نا محمّد بن حميد، نا سلمة، عن ابن إسحاق عن يزيد بن حبيب، عن مرثد بن عبد اللّه اليزني (9) عن

ص: 220


1- كذا ذا الفقار، و الصواب: ذو الفقار.
2- غير واضحة بالأصل و قد تقرأ:«عيينة» و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير الأعلام 208/5.
3- بالأصل:«بن أبي الحران» و تقرأ: الحراز، و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في تهذيب التهذيب، و ارجع إلى ترجمة الحكم بن عتيبة في سير الأعلام.
4- بالأصل: البحتري، خطأ.
5- بالأصل: البحتري، خطأ.
6- الأصل: الحران، و الصواب ما أثبت.
7- كذا بالأصل ؟! و لعله: القصواء.
8- الخبر في دلائل النبوة للبيهقي 278/7.
9- بالأصل:«البرني» و في البيهقي: مرشد بن عبد اللّه البرتي.

عبد اللّه بن زرير (1) عن علي قال:

كان للنبي صلى اللّه عليه و سلم فرس يقال له المرتجز، و حمار يقال له عفير، و بغلة يقال لها دلدل، و سيفه ذو الفقار، و درعه ذو الفضول.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا محمّد بن أحمد بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن بيري - إجازة - أنا محمّد بن الحسين الزعفراني، نا ابن أبي خيثمة، نا صبيح بن عبد اللّه، عن أبي إسحاق، عن ابن جريج، أخبرني محمّد بن مرّة: أن اسم سيف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ذو الفقار، و اسم درعه ذات الفضول.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا محمّد بن أحمد بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن بيري - إجازة - أنا محمّد بن الحسين الزّعفراني.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو (2) عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحارث بن أبي أسامة، أنا محمّد بن سعد (3)،أنا محمّد بن عمر، نا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو طاهر الفقيه، أنا أبو بكر القطّان، نا أحمد بن يوسف، نا محمّد بن علي، عن معين، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه قال: كانت ناقة النبي صلى اللّه عليه و سلم العضباء، و بغلته الشهباء، و حماره يعفور، و جاريته خضرة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد [الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحارث بن أبي أسامة، أنا محمّد بن سعد (4)،أنا محمّد بن عمر، أنا أبو بكر] (5) بن عبد اللّه بن أبي سبرة، عن مروان بن أبي سعيد - يعني ابن المعلّى - قال: أصاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من سلاح قينقاع درعين: درع يقال لها السّعدية، و درع يقال لها فضة.

قال (6):و أنا محمّد بن عمر الواقدي، نا موسى بن عمير (7)،عن جعفر بن

ص: 221


1- عن البيهقي:«زرير» و تقرأ بالأصل «رزين» و ضبطت عن تقريب التهذيب، و انظر ترجمته في تهذيب التهذيب.
2- بالأصل: ابن، خطأ.
3- الخبر في ابن سعد 487/1.
4- الخبر في ابن سعد 487/1.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و اضطرب السند، فاستدركناه قياسا إلى السند السابق.
6- القائل: ابن سعد، الطبقات الكبرى 487/1.
7- ابن سعد: عمر.

محمود، عن محمّد بن مسلمة (1) قال: رأيت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم أحد درعين: درع ذات الفضول، و درعه فضة، و رأيت عليه يوم خيبر درعين: ذات الفضول، و السّعدية.

قال (2):و أنا عبيد اللّه بن موسى، و الفضل بن دكين، و أحمد بن عبد اللّه بن يونس، نا إسرائيل، عن جابر، عن عامر قال: أخرج إلينا علي بن حسين درع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فإذا هي يمانية رقيقة ذات زرافين (3) إذا علقت بزرافينها (4) لم تمس الأرض، و إذا أرسلت مسّت الأرض.

قال (5):و أنا عتاب بن زياد، نا عبد اللّه بن المبارك، أنا عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر قال: سمعت مكحولا يقول: كان لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ترس فيه تمثال رأس كبش فكره النبي صلى اللّه عليه و سلم مكانه، فأصبح و قد أذهبه اللّه عزّ و جلّ .

أخبرنا أبو سهل بن سعدوية، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، نا محمّد بن هارون الروياني، نا عبد اللّه بن الصياد، نا محمّد بن سنان العوفي، نا يحيى بن أبي زائدة، عن أبي يعقوب الثقفي، عن يونس بن عبيد مولى محمّد بن القاسم قال: بعثني محمّد بن القاسم إلى البراء بن عازب أسأله عن راية رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال: كانت سوداء مربعة من نمرة.

أخبرنا عاليا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا محمّد بن أحمد بن حمدان.

و أخبرتنا أمّ المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا زكريا، نا ابن يحيى، نا يحيى بن زكريا، نا أبو يعقوب الثقفي، عن يونس بن عبيد مولى محمّد بن القاسم إلى (6) البراء - زاد المقرئ: ابن عازب - أسأله عن راية رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - زاد ابن حمدان: ما كانا -

ص: 222


1- عن ابن سعد و بالأصل: سلمة.
2- القائل: ابن سعد، الطبقات الكبرى 487/1.
3- بالأصل: ذراقين، و المثبت عن ابن سعد. و المزرفين: حلقة الباب.
4- عن ابن سعد و بالأصل: بذراقيتها.
5- طبقات ابن سعد 489/1.
6- كذا العبارة بالأصل، و في المعنى اضطراب.

و قالا: قال: كانت سوداء مربعة من نمرة.

أبو يعقوب هذا اسمه إسحاق بن إبراهيم كوفي.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني، أنا أبو الحسين محمّد بن عبد الرّحمن بن عثمان التميمي، أنا القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي (1)،أنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنّى الموصلي - قراءة عليه - نا شجاع بن مخلد، نا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، نا أبو يعقوب الثقفي، عن يونس بن عبيد مولى محمّد بن القاسم قال: بعثني مولاي إلى البراء بن عازب أسأله عن راية رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ما كان (2)، قال: كانت سوداء، مربعة من نمرة.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، نا يحيى بن زكريا، نا أبو يعقوب الثقفي، حدّثني يونس بن عبيد مولى محمّد بن القاسم قال: بعثني محمّد بن القاسم إلى البراء بن عازب أسأله عن راية رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ما كانت ؟ قال: كانت سوداء، مربعة من نمرة.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنبأ أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمّد بن يحيى، نا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه قال: قرئ على الحسن بن مكرم و أنا أسمع، نا يحيى بن إسحاق السّيلحيني (4)،عن يزيد (5) بن حيّان قال: سمعت أبا مجلز يحدّث عن ابن عبّاس أنه قال: كانت رايات - أو قال: راية - رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سوداء، و لواءه أبيض.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا عبد اللّه الحافظ .

ح و أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن زريق (6)،أنا أبو بكر الخطيب،

ص: 223


1- بالأصل: المنائحي، و الصواب ما أثبت و ضبط عن الأنساب، و هذه النسبة إلى ميانج، موضع بالشام.
2- كذا.
3- مسند الإمام أحمد 297/4.
4- بالأصل: السالحي، و الصواب ما أثبت ترجمته في سير الأعلام 505/9 و هذه النسبة إلى سالحين من قرى العراق.
5- بالأصل: رزيق بتقديم الراء، و الصواب زريق بتقديم الزاي. راجع المطبوعة: عائذ - عاصم ص 635 الفهارس.
6- بالأصل: رزيق بتقديم الراء، و الصواب زريق بتقديم الزاي. راجع المطبوعة: عائذ - عاصم ص 635 الفهارس.

أنبأ أبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفي، قالا: نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، نا العبّاس بن محمّد بن حاتم الدوري، و لم ينسبه البيهقي، ثنا أبو زكريا السّيلحيني (1)، أخبرني - و قال البيهقي: عن - يزيد بن حيّان قال: سمعت أبا مجلز يحدّث عن ابن عبّاس - و قال البيهقي: أنه قال - كانت راية رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سوداء، و لواءه أبيض.

روي من وجه آخر.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشّحّامي، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي (2)،أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى الموصلي، نا إبراهيم بن الحجّاج، نا حيّان بن عبيد اللّه - زاد القشيري: ابن حيّان (3)-أبو زهير، نا أبو مجلز، عن ابن عبّاس قال حيّان: و حدّثنا عبد اللّه بن بريدة عن أبيه: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كانت رايته سوداء، و لواءه أبيض.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأ إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا إبراهيم بن الحجّاج الشامي (4)،نا حيان بن عبيد اللّه بن حيّان أبو زهير العدوي، أنا أبو مجلز، عن ابن عبّاس.

قال: و ثنا عبد اللّه بن بريدة، عن أبيه: أن راية رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كانت سوداء و لواءه أبيض.

أخبرنا أبو القاسم الخضر (5) بن الحسين بن عبد اللّه بن عبدان، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن أحمد بن المبارك الفراء، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن الحسين بن عبدان، أنبأ عبد الوهّاب الكلابي، أنا سعيد بن عبد العزيز الحلبي، نا أبو نعيم عبيد بن هشام، نا خالد بن عمرو، عن الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير،

ص: 224


1- بالأصل: بريدة، خطأ و الصواب ما أثبت، راجع ترجمة يحيى بن إسحاق في السير و فيها أنه حدّث عن يزيد بن حيان أخي مقاتل. و سيرد في الخبر التالي صوابا.
2- بالأصل: الخيزرودي، خطأ و الصواب ما أثبت.
3- بالأصل:«نا حيان بن عبيد اللّه، زاد القشيري: قالا أنا أبو سعد الخيزرودي أنا أبو عمرو بن حمدان أنا أبو يعلى الموصلي نا إبراهيم بن الحجاج، نا جبار بن عبيد اللّه زاد القشيري: ابن حبان»، كذا و في العبارة زيادة و اضطراب، و الصواب ما صححناه و أثبتناه.
4- ترجمته في تهذيب التهذيب 113/1.
5- بالأصل: الحضري، و الصواب ما أثبت، المطبوعة: عاصم - عائذ ص 628.

عن أبي هريرة قال: كانت راية النبي صلى اللّه عليه و سلم قطعة قطيفة كانت لعائشة فسألها فشقّتها (1) و كان لواءه أبيض، و كان يحملها سعد بن عبادة حتى يركزها في الأنصار في بني عبد الأشهل، و هي الراية التي دخل بها خالد بن الوليد من ثنية دمشق فسميت ثنية العقاب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف السهمي، أنا أبو أحمد بن عدي (2)،نا عمر بن سنان، نا أبو نعيم الحلبي، نا خالد بن عمرو (3)،عن ليث، عن يزيد (4) بن أبي حبيب، عن أبي الخير مرثد بن يزيد، عن أبي هريرة قال:

كانت راية النبي صلى اللّه عليه و سلم قطعة قطيفة سوداء كانت لعائشة، و كان لواؤه أبيض، و كان يحملها سعد بن عبادة ثم يركزها في الأنصار في بني عبد الأشهل، و هي الراية التي دخل بها خالد بن الوليد ثنية دمشق، و كان اسم الراية العقاب.

أخبرنا أبو علي الحدّاد في كتابه، ثم حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد عنه، أنبأ أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد الطبراني، نا عبد الرّحمن بن الحسن الصابوني القشيري، نا علي بن سهل المدائني، نا إسحاق بن الربيع القاضي، عن سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أنس قال: كان لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لواء أسود.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني، نا أبو علي بن شاذان، أنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن زياد القطّان، نا صالح بن مقاتل بن صالح، حدّثني أبي، نا حفص بن مسلم - بسمرقند - نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كانت عمامته سوداء تسمى العقاب، و لواؤه أسود.

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية [أنا أحمد] (5) بن معروف، نا الحارث بن أبي أسامة، أنا محمّد بن سعد (6)،أنا أبو بكر بن

ص: 225


1- غير واضحة بالأصل و قد تقرأ:«شبهتها» و المثبت عن مختصر ابن منظور 353/2.
2- الخبر في الكامل لابن عدي 31/3 في ترجمة خالد بن عمرو القرشي.
3- ترجمته في تاريخ بغداد 299/8.
4- بالأصل: بريد، و الصواب ما أثبت.
5- زيادة لازمة منا للإيضاح.
6- ابن سعد 486/1.

عبد اللّه بن أبي [أويس، أخبرنا] (1) سليمان بن بلال، عن علقمة بن أبي علقمة، قال:

بلغني - و اللّه أعلم - أن سيف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ذو الفقار، و اسم رايته العقاب.

أنبأنا أبو محمّد بن عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه الآبنوسي.

و أخبرني أبو الفضل محمّد بن ناصر بن علي الحافظ ، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، أنا أبو علي أحمد بن علي بن الحسن المدائني، أنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم البرقي، نا عمرو بن أبي سلمة، عن زهير بن محمّد قال: اسم راية رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم العقاب، و فرسه المرتجز، و ناقته العضباء، و القصوى (2)، و الجدعاء، و الحمار يعفور، و السيف ذو الفقار، و الدرع [ذات الفضول، و الرداء الصبح، و القدح] (3) الغمر.

أخبرنا أبو سهل بن سعدوية، أنا أبو الفضل الرازي، أنا أبو القاسم جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، نا محمّد بن هارون الروياني، نا محمّد بن إسحاق، نا علي بن بحر بن بري، حدّثنا عبد المهيمن - يعني ابن عباس بن سهل السّاعدي - قال: و سمعت من أبي عن جدي سهل بن سعد أنه كان عند سعد بن سهل ثلاثة أفراس النبي (4) صلى اللّه عليه و سلم يعلفهم و أسماؤهم: لزاز، و اللحيف، و الظراب (5)(6).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأ أبو بكر البيهقي، أنبأ أبو علي الروذباري، نا إسماعيل بن محمّد الصفّار، نا عبّاس بن محمّد، نا شعبة الحزمي، نا معن، حدّثني أبيّ ابن عبّاس عن أخيه مصدّق ابن عباس عن أبيه، هكذا قال، أنه كان للنبي صلى اللّه عليه و سلم عندهم فرس يقال له الظّراب، و آخر يقال له: اللّزاز.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي قال: قرئ على أبي عثمان البحيري (7)،أنا جدي،

ص: 226


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن ابن سعد.
2- كذا.
3- ما بين معكوفتين زيادة مقتبسة عن مختصر ابن منظور 353/2.
4- كذا، و الصواب: للنبي.
5- في السيرة للذهبي ص 517 «الظرب» و في اللسان: الطّرب فرس سيدنا محمد صلى اللّه عليه و سلم. و في ابن سعد 490/1 الظرب.
6- الخبر في طبقات ابن سعد 490/1 و السيرة للذهبي ص 517.
7- بالأصل: البحتري، خطأ.

أنا أبو بكر محمّد بن حمدون بن خالد، نا يحيى بن عتاب الأنطاكي، نا رفيع بن سلمة، نا أبو عبيدة، عن إدريس الأودي، عن عدي بن ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال: كان اسم فرس النبي صلى اللّه عليه و سلم المرتجز.

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا أحمد بن معروف الخشاب، أنا حارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (1)،نا محمّد بن عمر، نا الحسن بن عمارة، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عبّاس قال: كان لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فرس يدعى المرتجز.

قال (2):و أنا محمّد بن عمر، نا أبيّ ابن عبّاس، عن سهل، عن أبيه، عن جده قال: كان لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عندي ثلاثة أفراس: لزاز، و الظرب (3)،و اللحيف (4).فأمّا اللّزاز (5) فأهداه له المقوقس، و أمّا اللحيف فأهداه له ربيعة بن أبي البراء فأثابه (6) عليه فرائض من نعم بني كلاب، و أما الظرب فأهداه له فروة بن عمرو (7) الجذامي، و أهدى تميم الداري لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فرسا يقال له: الورد فأعطاه عمر، فحمل عليه عمر في سبيل اللّه فوجده يباع.

قال (8):و أنا محمّد بن عمر، نا محمّد بن يحيى بن سهل بن أبي حثمة (9)،عن أبيه قال: أوّل فرس ملكه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فرس ابتاعه بالمدينة من رجل من بني فزارة بعشر أواق، و كان اسمه عند الأعرابي الضرس (10)،فسمّاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم السّكب (11)،فكان

ص: 227


1- طبقات ابن سعد 490/1.
2- المصدر نفسه.
3- الظرب واحد الظراب، و هي الروابي الصغار، سمي به لكبره و سمنه و قيل لقوته، و قاله الواقدي بطاء مهملة، و قال: سمي الطرب لتشوّفه أو لحسن صهيله (الذهبي السيرة ص 518).
4- اللحيف بمعنى لاحف، كأنه يلحف الأرض بذنبه لطوله، و قيل اللّحيف، مصغر (الذهبي السيرة ص 518).
5- اللزاز من قولهم: لاززته أي لاصقته، و الملزز: المجتمع الخلق.(السيرة للذهبي ص 518).
6- بالأصل:«فأتى به» و المثبت عن ابن سعد.
7- ابن سعد: عمير.
8- ابن سعد 489/1.
9- عن ابن سعد و بالأصل: حكمة.
10- الضرس: الصعب، السيئ الخلق (عيون الأثر 320/2).
11- بالأصل: السلب، و المثبت عن ابن سعد.

أوّل ما غزا عليه أحدا (1) ليس مع المسلمين يومئذ فرس غيره، و فرس لأبي بردة بن نيار يقال له: ملاوح.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا أبي علي بن البنّا، أنبأ أبو سعد بن أبي علانة (2)،أنا أبو طاهر المخلّص، أنا إبراهيم بن حمّاد بن إسحاق بن إسماعيل، نا أبي، نا هارون بن مسلم، نا محمّد بن عمر (3) بن واقد، حدّثني محمّد بن يحيى بن سهل بن أبي خيثمة (4)،عن أبيه قال: أوّل فرس ملكه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فرس ابتاعه بالمدينة من رجل من بني فزارة بعشرة أواقي، كان اسمه عند الأعراب الضرس، فسمّاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم السّكب (5)،و قال أوّل ما غزا عليه يوم أحد، و ليس مع المسلمين يومئذ فرس غيره، و فرس لأبي بردة بن نيار يقال له مراوح (6).

قال محمّد بن عمر (7):حدّثني عبد الحميد بن جعفر، عن يزيد بن أبي حبيب قال: كان لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فرس يدعى السكب (8).

قال محمّد بن عمر: حدّثني الحسن بن عمارة عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عبّاس قال: كان لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فرس يدعا المرتجز، قال محمّد بن عمر: فسألت محمّد بن يحيى بن سهل عن المرتجز فقال: هو الفرس الذي اشتراه من الأعرابي الذي شهد له فيه خزيمة بن ثابت و كان الأعرابي من بني مرة يعني حيث جاء خزيمة بن ثابت] (9) الأنصاري، و الأعرابي يقول لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: لم أبعك الفرس، و ذلك أنهم أعطوه به أكثر من الثمن الذي ابتاعه به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فرجع عن البيع و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول له:«قد بعتنيه» فقال الأعرابي: من يشهد لك بذلك ؟ فقال خزيمة: أنا أشهد أنك قد بعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لخزيمة:«كيف شهدت بهذا؟» قال:

أشهد أن كلما قلت هو الحق و الصدق، فجعلت شهادة خزيمة كشهادة رجلين[1007].

ص: 228


1- بالأصل: أحد.
2- بالأصل: علاثة، و الصواب علانة بالنون، و قد مضى التعريف به.
3- بالأصل: عمرو.
4- كذا، و مرّ في الخبر السابق، و في ابن سعد: حثمة.
5- بالأصل: السلب، و المثبت عن ابن سعد.
6- كذا.
7- بالأصل: عمرو.
8- بالأصل: السلب، و المثبت عن ابن سعد.
9- ما بين معكوفتين عن هامش الأصل.

قال محمّد بن عمر (1):حدّثني أبيّ ابن عبّاس بن سهل بن سعد، عن أبيه، عن جده قال ثابت لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: ثلاثة أفراس: لزاز، و الظرب، و اللّحيف، فأمّا اللّزاز فأهداه المقوقس، و أمّا اللّحيف فأهداه له ربيعة بن أبي البراء من كلاب، فأثابه (2) عليه فرائض من نعم بني كلاب، و أمّا الظرب فأهداه فروة بن عمرو الجذامي (3) من البلقاء و يقال لها: عمان، و أهدى تميم الدّاري لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فرسا يقال له الورد، فأعطاه عمر، فحمل عليه عمر في سبيل اللّه، ثم وجده يباع.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي (4)،أنا أحمد بن عبيد بن الفضل بن بيري - إجازة - أنا محمّد بن الحسين بن محمّد الزعفراني، أنا ابن أبي خيثمة، أنا غيث بن عبد الكريم الباهلي أبو الحسن قال:

و كانت خيل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خمسة أفراس: لزاز، و لحاف، و المرتجز، و السّكب (5)، و اليعسوب (6).

و قال غيره: كانت لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خمسة أفراس، فكانت عند سهل بن سعد أسماؤها: اللّحيف، و يقال: اللّحيف (7)،و لزاز، و الظرب، و كان الظرب لجنادة بن المعلّى المحاربي، و كان له فرس يقال له المرتجز كان لسوادة بن الحارث بن ظالم بن سهم المحاربي، و يقال: إن أوّل فرس ملكه النبي صلى اللّه عليه و سلم ابتاعه من المدينة بعشرة (8) أواق، سمّاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم السّكب، و المرتجز هو الفرس الذي اشتراه من الأعرابي الذي شهد له به خزيمة بن ثابت.

قال: و نا ابن [أبي] خيثمة، نا صبيح بن عبد اللّه، عن أبي إسحاق - يعني الفزاري - عن محمّد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب قال: كان اسم فرس النبي صلى اللّه عليه و سلم السّكب، قال ابن أبي خيثمة: اللّزاز أهداه له المقوقس، و أمّا الظرب فأهداه له ربيعة بن

ص: 229


1- بالأصل: عمرو.
2- بالأصل «فأتى به» و الصواب ما أثبت قياسا إلى رواية سابقة.
3- بالأصل:«فروة بن عمرو أتى فروة الجذامي» و لعل الصواب ما أثبتناه.
4- بالأصل: الابريمي، و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
5- قد تقرأ بالأصل: و الساكب، و المثبت يوافق ما جاء في مختصر ابن منظور 355/2.
6- قد تقرأ بالأصل: و الساكب، و المثبت يوافق ما جاء في مختصر ابن منظور 355/2.
7- يعني بالتصغير، كما مرّ عن الذهبي السيرة ص 518.
8- كذا.

أبي البرّاء، و أمّا اللّحيف فأهداه له فروة بن عمرو الجذامي.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا محمّد بن الحسين بن أبي علانة (1)،نا محمّد بن عبد الرّحمن المخلّص، نا إبراهيم بن حمّاد بن إسحاق، نا ابن أبي هارون بن مسلم، نا محمّد بن عمر، حدّثني موسى بن محمّد بن إبراهيم التيمي عن أبيه قال: كانت دلدل بغلة النبي صلى اللّه عليه و سلم أول بغلة ركب في الإسلام، أهداها المقوقس، و أهدى معها حمار يقال له عفير، فكانت قد بقيت حتى كان زمن معاوية.

قال: و نا أبي، نا حيّان بن بشر، نا يحيى بن آدم، نا يونس، عن محمّد بن إسحاق، عن رجل قال: رأيت بغلة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في منزل عبد اللّه بن جعفر يجشّ ، أو يدق لها الشعير و قد ذهبت أسنانها.

قال: و نا أبي، نا هارون بن مسلم، حدّثني محمّد بن عمر، أخبرني ابن أبي سبرة عن زامل بن عمرو قال: أهدى فروة بن عمرو الجذامي إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بغلة يقال لها فضة، فوهبها لأبي بكر الصّدّيق، و حماره يعفور منصرفه من حجّة الوداع (2).

قال: و قال معمر عن الزهري قال: دلدل أهداها فروة بن عمرو الجذامي، و حضر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عليها القتال يوم حنين (3).

قال: و نا أبي، نا إسماعيل بن أبي أويس، حدّثني أخي عن سليمان بن بلال، عن علقمة بن أبي علقمة قال: بلغني أن اسم فرس النبي صلى اللّه عليه و سلم السكب، و كان أغرّ محجلا طلق اليمين، و اسم بغلته الدلدل، و كانت شهباء، و كانت بينبع (4) حين ماتت ثمّ ، و اسم حماره يعفور، و كان رسنه من ليف، و اسم ناقته القصوى، و سيفه ذو الفقار، و اسم رايته العقاب.

قال: و نا أبي، نا هارون بن مسلم، نا محمّد بن عمر، حدّثني موسى بن محمّد بن إبراهيم التيمي، عن أبيه قال: كان دلدل بغلة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، بقيت بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم

ص: 230


1- الأصل: علاثة، و الصواب علانة بالنون، و قد مضى التعريف به.
2- طبقات ابن سعد 491/1.
3- المصدر نفسه.
4- ينبع: بالفتح ثم السكون و الباء الموحدة المضمومة و عين مهملة، هي بين مكة و المدينة، على سبع مراحل من المدينة (ياقوت).

حياة أبي بكر، و عمر، و عثمان حين كان زمن معاوية، و كانت مع علي بن أبي طالب عليهم السلام، و شهد عليها القتال يوم النهروان حين قاتل الخوارج.

قال: و نا أبي، نا حيّان بن بشر، نا يحيى بن آدم، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن زيد بن وهب قال: لما قاتل علي عليه السلام الخوارج يوم النهروان جاء على بغلة النبي صلى اللّه عليه و سلم البيضاء.

قال: و نا أبي، نا حيّان بن بشر، نا يحيى بن آدم، نا قطن، عن أبي القينقاع (1)قال: رأيت عليا عليه السلام على بغلة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الشهباء يطوف بين القتلى، ثم ردّت البغلة بعد علي إلى المدينة.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنبأ أبو سعد الجنزرودي (2)،أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، و أم البهاء فاطمة بنت محمّد بن البغدادي، قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا سليمان بن داود، نا يزيد بن عطاء، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة - و قال ابن حمدان: عن عبيدة، و هو خطأ - عن عبد اللّه قال: كان لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حمار يقال له عفير.

أخبرنا عاليا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر القشيري (3)،أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، و أمّ البهاء فاطمة بنت محمّد بن البغدادي، قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا محمّد بن أبي بكر المقدمي، نا سليمان أبو داود، نا عطاء، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة - و قال ابن حمدان عن عبيدة و هو خطأ - عن عبد اللّه قال: كان لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حمار يقال له عفير.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أحمد بن أبي عثمان، و أحمد بن محمّد بن إبراهيم القصاري.

ص: 231


1- في مختصر ابن منظور 356/2 ابن القعقاع.
2- بالأصل: الخيرزودي، خطأ.
3- كذا ورد السند بالأصل و فيه اضطراب.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن إبراهيم القصاري، أنبأ أبي أبو طاهر، قالا: أنا إسماعيل بن الحسن بن عبيد اللّه الصرصري، ثنا أبو عبد اللّه الحسين بن إسماعيل المحاملي، نا سعيد بن بحر القراطيسي، نا يعقوب بن إسحاق، حدّثني ابن عطاء، نا أبو إسحاق، عن أبي عبيدة بن عبد اللّه بن مسعود، عن أبيه قال:

كانت الأنبياء يلبسون الصوف و يحلبون الشاء و يركبون الحمر، و كان لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حمار يقال له عفير.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه قالا: أنبأ أبو سعد بن أبي علانة (1)،أنا أبو طاهر المخلّص، و أبو أحمد بن المهتدي، حدّثني أبو الحسن الأسدي عمر (2) بن بشر بن موسى، نا أبو حفص عمر بن مزيد، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبيد بن أبي الصهباء، نا أبو حذيفة عبد اللّه بن حبيب الهذلي عن أبي عبد اللّه السلمي، عن أبي منظور (3) قال:

لما فتح رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - يعني خيبر - أصاب أربعة أزواج ثقال (4)،أربعة أزواج خفاف، و عشر أواقي ذهب و فضة، و حمار أسود مكبلا (5) قال: فكلم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الحمار، فكلّمه الحمار، فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ما اسمك ؟»- قال يزيد بن شهاب، أخرج اللّه عزّ و جل من نسل جدّي ستين حمارا كلهم لم يركبهم إلاّ نبي، قد كنت أتوقّعك أن تركبني لم يبق من نسل جدي غيري، و لا من الأنبياء غيرك، قد كنت قبلك لرجل يهودي، و كنت أتعثر به عمدا، و كان يجيع بطني، و يضرب ظهري، قال: فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:

«فأنت يعفور، يا يعفور» قال: لبّيك، قال:«أ تشتهي الإناث ؟» قال: لا، قال: فكان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يركبه في حاجته، و إذا نزل عنه بعث به إلى باب الرجل فيأتي الباب فيقرعه برأسه، فإذا خرج إليه صاحب الدار أومئ إليه أن أجب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فلما قبض النبي صلى اللّه عليه و سلم جاء إلى بئر كانت لأبي الهيثم بن التّيّهان فتردّى فيها جزعا على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فصارت قبره[1008].

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأ أبو محمّد بن

ص: 232


1- بالأصل: علاثة، و الصواب بالنون، و قد مضى التعريف به.
2- بالأصل:«أبو الحسن الأسدي بن عمر بشر بن موسى».
3- في مختصر ابن منظور 356/2 ابن ممطور.
4- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن المختصر.
5- غير واضحة بالأصل و رسمها:«ملنك» و المثبت عن المختصر.

أبي نصر، أنبأ أحمد بن سليمان بن أيوب، نا أبو زرعة، نا عبد اللّه بن صالح، حدّثني معاوية بن صالح أن أبا الزاهرية قال: كانت لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثلاثة أينق (1)،واحدة تسمى الجذعاء (2)،و الأخرى القصوي (3)،و الأخرى العضباء.

كذا قال.

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا أحمد بن معروف بن بشر، نا الحارث بن أبي أسامة، أنا ابن سعد (4)،أنا محمّد بن عمر، حدّثني موسى بن محمّد بن إبراهيم التيمي، عن أبيه قال:

كانت القصوي (5) من نعم بني الحريش (6) ابتاعها أبو بكر - و أخرى معها - بثمان مائة درهم، فأخذها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم منه بأربع مائة، فكانت عنده حتى نفقت، و هي التي هاجر عليها، و كانت حين قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم المدينة رباعية و كان اسمها القصواء (7)، و الجدعاء و العضباء.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو سعد بن أبي علانة (8)،أنا أبو طاهر المخلّص، أنا إبراهيم بن حمّاد بن إسحاق، نا أبي، نا هارون بن مسلم، حدّثني محمّد بن عمر، حدّثني عبد السّلام، عن أبيه قال:

كانت لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بينبع (9) لقائح تكون بذي الحدي (10) و لقائح تكون بالحماء، و كان كرز بن جابر أغار عليها من الحماء، و كن يومئذ ثلاث لقائح مع سرح المدينة:

لقحة من اللقائح التي تدعى الشقراء، و لقحة تدعى الزباء (11)،و كانت مهرة أرسل بها

ص: 233


1- بالأصل: أنيق، و الصواب ما أثبت، و أينق جمع ناقة.(قاموس).
2- كذا بالذال المعجمة، و في ابن سعد 492/1 و السيرة النبوية للذهبي ص 520 بالدال المهملة.
3- كذا و في ابن سعد: القصواء.
4- طبقات ابن سعد 492/1.
5- كذا و في ابن سعد: القصواء.
6- في ابن سعد: الحريس.
7- عن ابن سعد و بالأصل: القصوي.
8- بالأصل: علاثة، و الصواب ما أثبت: علانة بالنون، و قد مضى التعريف به.
9- تميل إلى قراءتها «بينبع» و قد تقرأ: سبع.
10- كذا، و في مختصر ابن منظور 357/2 «بذي الجدر» و ستأتي بذي الجدر.
11- في المختصر: الريّا.

سعد بن عبادة من نعم بني عقيل، و كانت عزيزة (1) و كانت الشقراء و الزباء (2) ابتاعها بسوق النبط من المدينة من بني عامر، فكن يحتلبن و يسرح إليه بألبانها كل ليلة، فيشربها أهله و أضيافه، فلما كانت اللقاح بذي الجدر (3) التي أغار عليها العرنيون سبع لقاح، فيها غلام للنبي صلى اللّه عليه و سلم يقال له يسار الذي أصابه في بني عبد بن ثعلبة فأعتقه و هو نوبي فقتلوه يومئذ.

قال محمّد: و حدّثني معاوية بن عبد اللّه بن عبد اللّه بن أبي وكيع (4) قال:

و كانت لقائح رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم التي أغار عليها القوم قد بلغت عشرين لقحة، و كانت التي يعيش بها آل محمّد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يراح إليهم كل ليلة بقربتين عظيمتين من لبن، و كان فيها لقاح غزر (5):الحنّاء، و السمراء، و العريش (6)،و السعدية، و البغوم، و اليسيرة.

قال (7):و حدّثني هارون بن محمّد بن سالم مولى حويطب، عن أبيه، عن نبهان مولى أم سلمة قال: سمعت أم سلمة تقول: كان عيشنا (8) مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم اللبن أو أكثر عيشنا، كانت لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لقاح بالغابة فكان قد فرقها على نسائه، و كانت لي لقحة تحلب غزيرة يقال لها العريش (9)،فكنّا منها فيما شئنا من اللبن، و كانت لعائشة لقحة تدعى السمراء و لم تكن كلقحتي فكانتا تحلبان فوجد لقحتي أغزر منها بمثل لبنها و ثلاثة (10).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا عبد الصّمد - يعني ابن عبد الوارث - نا عبد الرّحمن - يعني ابن عبد اللّه بن دينار - نا أبو حازم عن سهل بن سعد أنه قيل له: هل رأى

ص: 234


1- كذا، و في مختصر ابن منظور: غزيرة.
2- في المختصر: الريّا.
3- ذو جدر: مسرح على ستة أميال من المدينة بناحية قباء، كانت فيها لقاح رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (معجم البلدان).
4- في ابن سعد: معاوية بن عبد اللّه بن عبيد اللّه بن أبي رافع.
5- بالأصل: غرو، و المثبت عن ابن سعد.
6- ابن سعد: و العريس.
7- الخبر في طبقات ابن سعد 494/1 و القائل هو محمّد بن عمر، كما يفهم من عبارة ابن سعد.
8- عن ابن سعد، و بالأصل: عيشيا.
9- في ابن سعد: العريس.
10- في ابن سعد: أو أكثر.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم النّقي قبل موته بعينه - يعني الحوّارى (1)-قال: ما رأى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم [النّقيّ ] (2) بعينه حتى لقي اللّه عزّ و جل، فقيل له: هل كان للمرء مناخل على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ فقال: ما كانت لنا مناخل، قيل له: فكيف كنتم تصنعون بالشعير، قال:

ننفخه فيطير منه ما طار.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو سعد محمّد بن علي الخشّاب، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف الأصفهاني، نا محمّد بن يزيد بن طيفور، نا أبو معاوية، عن هشام بن عروة قال: حدّثني عن عائشة قالت: لا و اللّه، ما أكل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى لحق باللّه عزّ و جلّ إلاّ خبز الشعير.

أخبرنا أبو سعد عبد الرّحمن بن أبي القاسم بن أبي سعد الحصيري (3)،أنبأ أبو منصور محمّد بن الحسين المقوّمي، أنا أبو طلحة القاسم بن أبي المنذر، أنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة الفقيه، أنبأ أبو عبد اللّه محمّد بن يزيد بن ماجة القزويني، نا عبد اللّه بن معاوية الجمحي، نا ثابت بن يزيد، عن هلال بن خفاف، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يلبث الليالي المتتابعة طاويا و أهله لا يجدون العشاء، و كان عامّة خبزهم خبز الشعير.

أنبأنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا حجّاج - هو ابن محمّد - نا جرير، حدّثني سليم بن عامر، عن أبي غالب، عن أبي أمامة قال: ما كان يفضل عن أهل بيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خبز الشعير.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمّد، نا أبو منصور شجاع بن علي بن شجاع، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إسحاق بن مندة، أنا أبو عمرو مولى بني هاشم، نا محمّد بن علي بن راشد الصوري، نا عمر بن حفص بن غياث، نا أبي، عن محمّد بن أبي يحيى، عن يزيد الأعور، عن يوسف بن عبد اللّه بن سلام قال:

ص: 235


1- بالأصل «الجواري» و المثبت عن القاموس المحيط و فيه: و النقيّ كغنيّ : الحوّارى.
2- زيادة منا للإيضاح.
3- بالأصل «الحضري» و المثبت يوافق عبارة المطبوعة: عاصم - عائذ ص 635 الفهارس.

رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم أخذ كسرة من خبز شعير فوضع عليها تمرة و قال:«هذا أدام هذه» و أكلها[1009].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد السّمرقندي، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد البزار، و علي بن أحمد بن محمّد البسري (1)،و محمّد بن محمّد بن علي الزينبي.

ح و أخبرنا أبو الفضل محمّد، و أبو القاسم محمود، ابنا أحمد بن الحسن التبريزيان (2)-بها - قالا: أنا الشريف أبو نصر محمّد بن محمّد الهاشمي.

ح و أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك الأنماطي، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد بن بنت السكري، قالوا: أنا أبو طاهر محمّد بن عبد الرّحمن المخلّص، ثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا محمّد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي - بالبصرة - نا إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، نا أبي... (3) عن عمرو بن دينار المكي، عن جابر بن عبد اللّه بن عمرو بن حرام قال:

أمر أبي بحريرة (4) فصنعت ثم أمر بي فأتيت بها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«ما هذا يا جابر؟ ألحم ذا؟» قال: فقلت: لا يا رسول اللّه، و لكن أبي أمر بحريرة و أمرني أن آتيك بها، فأخذها، ثم أتيت أبي فقال: هل رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قلت: نعم، قال: فهل قال شيئا؟ قلت: نعم، قال: ما قال ؟ قال: قال:«ألحم ذا يا جابر»؟ فقلت: لا يا رسول اللّه، و لكن أبي أمر بحريرة فصنعت و أمرني فأتيتك بها، فقال أبي: عسى أن يكون رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم اشتهى اللحم، فقام إلى داجن له فأمر بها فذبحت ثم أمر بها فحملتها إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأتيته و هو في مجلسه، فقال لي:«ما هذا يا جابر؟» فقلت: أتيت أبي، فقال: هل رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ فقلت: نعم، فقال: هل قال شيئا؟ قلت: نعم، قال:

«ما هذا يا جابر ألحم ذا»، فقال أبي: عسى أن يكون رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم اشتهى اللحم، فقام إلى داجن فأمر بها فذبحت ثم أمر بها فشويت، ثم أمرني فأتيتك بها، فقال:«جزاكم اللّه

ص: 236


1- بالأصل: البشري، خطأ، و قد مضى التعريف به.
2- غير واضحة بالأصل و تقرأ:«السريريان» و الصواب ما أثبت انظر المطبوعة عاصم - عائذ (الفهارس ص 647 و 651).
3- كلمة غير واضحة بالتصوير.
4- حريرة: الحساء من الدسم و الدقيق، و قيل: هو الدقيق الذي يطبخ بلبن، و قال شمر: الحريرة من الدقيق و الخزيرة من النخال (اللسان).

معشر الأنصار خيرا، و لا سيما آل عمرو بن حرام، و سعد بن عبادة»[1010].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن الحسين، و أبو سعد محمّد بن محمّد بن الفضل الشرابي، قالا: أخبرتنا عائشة بنت الحسن بن إبراهيم الوركانية، نا أبو بكر محمّد بن أحمد - إملاء - نا عبد الرّحمن بن داود، نا محمّد بن يزيد بن عبد الوارث، نا يحيى بن صالح، نا سليمان بن عطاء، نا سلمة (1) بن عبد اللّه الجهني، عن عمّه أبي مشجعة (2)،عن أبي الدرداء قال (3):ما دعي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى لحم إلاّ أجاب، و لا أهدي له إلاّ قبله.

الصواب: مسلمة (4).

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنبأ أبو الأستاذ أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن، أنبأ أحمد بن محمّد الخفّاف، أنا محمّد بن إسحاق السرّاج، نا القاسم بن بشر بن معروف، حدّثنا حجّاج قال: قال ابن جريج: أخبرني محمّد بن يوسف أن عطاء بن يسار أخبره.

ح قال: و نا علي بن مسلم، نا أبو عاصم، أنا ابن جريج، حدّثني محمّد بن يوسف، عن سليمان بن يسار: أنه دخل على أم سلمة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم فحدثته أنها قدمت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم جنبا مشويا فأكل منه ثم قام إلى الصلاة و لم يتوضأ.

كذا قالا عن ابن جريج.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل الفقيه، أنا أبو عثمان سعيد (5) بن محمّد البحيري (6)،أنا أبو علي زاهر بن أحمد السّرخسي، أنا إبراهيم بن عبد الصّمد الهاشمي، نا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر، أنا مالك بن أنس عن إسحاق بن عبد اللّه بن

ص: 237


1- كذا بالأصل، و الصواب:«مسلمة» انظر ترجمته في تقريب التهذيب و تهذيب التهذيب، و سينبه المصنف إلى الصواب في آخر الخبر.
2- ترجمته في تهذيب التهذيب (باب الكنى).
3- بالأصل: قالا.
4- تقرأ «سلمة» بالأصل و الصواب ما أثبت، انظر ما مرّ بشأنه.
5- بالأصل: أبو عثمان بن سعيد، خطأ، انظر ترجمته في سير الأعلام 103/18.
6- بالأصل: البحتري، خطأ.

أبي طلحة، أنه سمع أنس بن مالك يقول:

إن خياطا دعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لطعام صنعه، قال أنس: فذهبت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقرّب إليه خبز من شعير و مرق فيه دبّاء و قديد قال أنس: فرأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يتبع الدبّاء من حول الصحفة، فلم أزل أحبّ الدبّاء بعد.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأ أحمد بن الحسن، أنبأ الحسن بن أحمد بن محمّد، أنبأ المؤمّل بن الحسن بن عيسى، عن إسحاق بن منصور، أنا النضر بن شميل، أنا أبو عون، أخبرني ثمامة بن عبد اللّه بن أنس، عن أنس بن مالك قال:

كنت أمشي مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فدخل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على غلام له خيّاط ، فأتاه بقصعة فيها طعام عليها دبّاء فجعل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يتبع الدبّاء فلما رأيت ذلك جعلت أجمعه بين يديه، فأقبل الغلام على عمله، قال أنس: فلا أزال أحب الدبّاء بعد ما رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يصنع ما صنع.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن الفضل القطّان، أنا إسماعيل بن محمّد الصفّار، نا محمّد بن عبيد بن المنادي، نا روح بن عبادة، نا المجاشعي هشام، نا يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«خير الإدام اللحم، و هو سيّد الإدام»[1011].

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأ أبو القاسم السّلمي، أنبأ أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا زهير، نا جرير، عن عمّار، و عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال: وضعت بين يدي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قصعة من ثريد و لحم، فتناول الذراع، و كان أحب الشاة إليه، فنهش نهشة.

رواه مسلم عن زهير (1).

حدّثنا أبو علي الحداد في كتابه، ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا يوسف بن الحسن الزّنجاني (2)،قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو محمّد بن فارس.

و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو بكر بن فورك، أنبأ

ص: 238


1- صحيح مسلم: كتاب الإيمان-84 باب - ص 186 و فيه: نهس نهسة بالسين المهملة.
2- بالأصل:«الريحاني» و الصواب ما أثبت، انظر المطبوعة - عاصم - عائذ ص 75 و 382.

عبد اللّه بن جعفر الأصبهاني، نا يونس بن حبيب، نا أبو داود، نا زهير، عن أبي إسحاق، عن سعد بن عامر، عن عبد اللّه بن مسعود قال:

كان أحب العراق إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الذراع - ذراع الشاة - و كان قد سمّ فيها، و كان يرى أن اليهود سمّوه.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل الفضيلي، أنا أحمد بن محمّد الخليلي، أنا علي بن أحمد بن الحسن الخزاعي، أنا الهيثم بن كليب الشاشي، أنا محمّد بن عيسى أبو عيسى، نا الحسن بن محمّد الزعفراني، أنا يحيى بن عبّاد، عن خالد بن سليمان قال: حدّثني رجل من بني عبّاد يقال له عبد الوهّاب بن يحيى بن عباد، عن عبد اللّه بن الزبير، عن عائشة قالت:

ما كان الذراع أحبّ اللحم إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و لكنه كان لا يجد اللحم إلاّ غبّا، و كان يعجب (1) إليها لأنها أعجلها نضجا.

أخبرنا أبو سهل بن سعد، أنا أبو الفضل الرازي، أنبأ أبو القاسم جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون الروياني، نا زيد البصري، نا أبو قتيبة، عن أبي العوّام، و هو عمران بن داود القطان، عن قتادة عن زهدم الجرمي قال: دخلت على أبي موسى (2) و هو يأكل دجاجة فقال: ادنه، فإني رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يأكله.

رواه الترمذي عن زيد.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر، أنا أبو محمّد (3) الجوهري، أنا عمر بن أحمد بن شاهين، نا محمّد بن سليمان، نا طاهر، نا برية (4) بن عمرو (5) بن سفينة، عن أبيه (6)،عن سفينة قال: أكلت مع النبي صلى اللّه عليه و سلم حباري.

قال ابن شاهين: من تفرد بهذا الحديث النّضر بن طاهر، لا أعلم حدّث به غيره،

ص: 239


1- كذا.
2- كذا بالأصل:«دخلت على أبي موسى» و في مختصر ابن منظور 359/2 دخلت على أبي بوجيء.
3- بالأصل: أنا أبو عمر محمد، حذفنا «عمر» فإنها مقحمة.
4- بالأصل: يزيد، و الصواب عن تقريب التهذيب، و الضبط عن الخلاصة بضم أوله و فتح المهملة.
5- في تقريب التهذيب: عمر.
6- بالأصل:«عن ابنه».

و هو غريب، و ليس الأمر على ما قال ابن شاهين من الغد، رواه غير النضر.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو منصور بن شكرويه، أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن خرشيد.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو العبّاس بن أبي عثمان، نا عبد اللّه بن عبيد اللّه البيع، قالا: نا الحسين بن إسماعيل، أنا المحاملي - إملاء - نا الفضل بن سهل، حدّثني - و في رواية إبراهيم: ثنا - فضل الأعرج، حدّثنا إبراهيم، عن عبد الرّحمن بن مهدي، حدّثني إبراهيم، عن (1) عمرو (2) بن سفينة، عن أبيه، عن جده قال: أكلت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لحم حباري.

و هذا أشهر من الأول، أخرجه أبو داود و الترمذي عن الفضل، و إبراهيم هو برية (3) بن عمر (4)،و رواه محمّد بن إسماعيل بن أبي فديك المدني أيضا عن برية.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا محمّد بن غالب، نا سليمان بن داود المنقري، حدّثني ابن أبي بديل، حدّثني برية بن عمرو بن سفينة، عن أبيه، عن جده قال: أكلت مع النبي صلى اللّه عليه و سلم لحم حباري.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا محمّد بن غالب، نا سليمان بن داود المنقري، حدّثني ابن أبي فديك، حدّثني برية بن عمرو بن سفينة، عن أبيه، عن جده قال: أكلت مع النبي صلى اللّه عليه و سلم لحم حباري.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب (5)،أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (6)،حدّثني أبي، نا يحيى - يعني ابن سعيد - عن طلحة بن يحيى قال: حدّثتني عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان يأتيها و هو صائم فيقول:«أصبح عندكم شيء تطعمونيه» فتقول: لا، ما أصبح عندنا شيء،

ص: 240


1- كذا بالأصل، و الصواب «بن» باعتبار ما يأتي.
2- في تقريب التهذيب: عمر.
3- بالأصل: برند و الصواب ما أثبت. و انظر تقريب التهذيب في ترجمة إبراهيم.
4- كذا بالأصل هنا و يوافق عبارة التقريب، و تقدم: عمرو.
5- العبارة بالأصل:«أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان أنا أبو بكر الشافعي نا محمد بن غالب نا أبو علي بن المذهب» و في السند اضطراب، صوبناه قياسا إلى سند مماثل.
6- مسند الإمام أحمد 49/6.

فيقول:«إني صائم»، ثم جاءها بعد ذلك فقالت: أهديت لنا هدية، فخبأناها لك، قال:

«ما هي ؟» قالت: حيس قال:«قد أصبحت صائما»[1012] فأكل.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أحمد بن الحسين البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو الحسين بن إسماعيل الحافظ ، أنا محمّد بن إسحاق بن إبراهيم، نا الحسن بن عرفة، نا المبارك بن سعيد، عن أخيه عمر بن سعيد، عن عكرمة قال: أرسل سعيد بن جبير إلى ابن عبّاس: إنّي قد اتّخذت لك عاما، فائتني مع من أحببت، فأتاه، فقال له: يا سعيد، إني لست أتأمر على أحد إنما أعدك رجلا منّا، أتينا بالثريد، فلقد كان أحبّ الطعام إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الثريد من الخبز، و الثريد من التمر، و هو الحيس، فلما فرغ قال: ارفع يا غلام، اللّه المحمود، اللّه المعبود، اللّه المشكور.

كذا قال عن عكرمة، لم يذكر منهما أحدا. رواه غيره عن المبارك فأدخل فيه رجلا من أهل البصرة عن سلمى.

أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن عبد اللّه المغربي، و أبو غالب محمّد بن الحسن البصري - ببغداد - قالا: أنا أبو علي النسائي، أنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي، نا أبو علي اللؤلؤي، ثنا أبو داود السّجستاني، نا محمّد بن حسّان السّمتي (1)، نا المبارك بن سعيد، عن عمر بن سعيد، عن رجل من أهل البصرة، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال: كان أحبّ الطعام إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الثريد من الخبز، و الثريد من الحيس (2).

قال أبو داود: و هو ضعيف.

و أخبرتنا أمّ المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا محمّد بن أبي بكر المقدّمي، نا عقيل بن سليمان، حدّثني عبيد اللّه بن علي أن جدته سلمى أخبرته قالت:

دخل علي الحسن بن علي و عبيد اللّه بن العبّاس، و عبد اللّه بن جعفر فقالوا:

اصنعي لنا طعاما مما كان النبي صلى اللّه عليه و سلم يحب أكله، قالت للحسن: يا بني، إنك لا تشتهيه

ص: 241


1- بالأصل: الشمني، خطأ و الصواب ما أثبت عن الأنساب.
2- الخبر في ابن سعد 393/1 و فيه: و الثريد من التمر يعني الحيس.

اليوم، فأخذت شعيرا فطحنته و نسفته و جعلت منه خبزة و جعلت أدم الزيت، و نثرت عليه فلفلا فقرّبته إليهم، فقالت: كان النبي صلى اللّه عليه و سلم يحب هذا و يحسن أكلها.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا بشر بن موسى الأسدي، نا سعيد بن منصور، نا سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن حكيم بن جابر، عن أبيه قال:

دخلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فإذا هو يأكل طعاما فيه دبّاء، فقلت: ما هذا يا رسول اللّه ؟ قال:«نكثر به طعامنا»[1013].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا محمّد بن يونس بن موسى القرشي، نا الصميدع، نا واهب، نا شعبة، عن هشام بن زيد، عن أنس: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان يعجبه الدبّاء (1).

قال: و أنا الشافعي، نا عيسى بن عبد اللّه الطيالسي، نا أبو غسان، نا عمارة.

ح قال: و أنا الشافعي قال: نا محمّد بن بشر بن مطر، نا شيبان، نا عمارة - يعني ابن زاذان - أنا ثابت، عن أنس أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان يعجبه الدبّاء و هو القرع.

قال: و أنا الشافعي، نا جعفر بن محمّد القاضي، نا قتيبة، نا ليث عن معاوية بن صالح، عن أبي طالوت قال: دخلت على أنس بن مالك و هو يأكل القرع و هو يقول: يا لك شجرة ما أحبك إلى الحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (2).

أخرجه الترمذي عن قتيبة (3).

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو سعيد بن عمرو، قالا: نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، نا العبّاس بن محمّد الدوري، نا الحسن بن بشر الهمداني، حدّثنا سعدان بن الوليد بيّاع (4) السّابري (5) عن عطاء، عن ابن عبّاس قال:

ص: 242


1- ابن سعد 391/1.
2- ابن سعد 392/1 و فيه: ما أحبك إليّ لحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.
3- صحيح الترمذي ح(1849).
4- رسمها مهمل بدون نقط و وضع فوقها علامة تحويل إلى الهامش، و لم يشر في الهامش إلى شيء، و الصواب ما أثبت.
5- السابري: ثوب رقيق جيد، أو درع دقيقة النسج في إحكام.(القاموس).

دخل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم فتح مكة على أم هانئ بنت أبي طالب و كان جائعا، فقال:«هل عندكم طعام آكله ؟» فقالت: إن عندي لكسرا يابسة، و إني لأستحي أن أقرّبها إليك، فقال:«هلميها» فكسرها في ماء و جاءته بملح فقال:«ما من إدام»، فقالت: ما عندي يا رسول اللّه إلاّ شيء من خل، فقال:«هلميه» فلما جاءت به صبّه على طعامه، فأكل منه ثم حمد اللّه عزّ و جل ثم قال:«نعم الإدام الخلّ ، يا أم هانئ لا يفقر (1) بيت فيه خل»[1014].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشّافعي، نا علي الحسن بن الطيب البلخي، نا جمعة بن عبد اللّه البلخي السّلمي، نا مروان بن معاوية الفزاري، عن عيسى بن أبي عيسى، عن موسى، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«سيّد إدامكم الملح»[1015].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبي الأستاذ أبو القاسم، أنا أحمد بن محمّد الزاهد، أنا محمّد بن إسحاق الثقفي، نا قتيبة بن سعيد، نا الليث بن سعد، عن يحيى، عن بشير بن يسار، عن سويد بن النعمان صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بسويق، فأكل و أكلنا معه، ثم تمضمض فقام فصلّى المغرب و لم يتوضأ.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، و حدّثني عنه أبو مسعود الأصبهاني، أنا أبو نعيم الحافظ قال: ثنا سليمان بن أحمد الطبراني، نا محمّد بن يزيد بن عبد الصّمد الدمشقي، نا هشام بن عمّار، نا صدقة بن خالد بن جابر، حدّثني سليم بن عامر، حدّثني بشر (2)السلماني قال: دخل علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بيتنا فوضعنا تحته قطيفة لنا، فجلس عليها و أنزل عليه الوحي في بيتنا، و قدمنا إليه زبدا و تمرا، و كان يحب الزبد.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا محمّد بن إبراهيم الشّافعي، نا محمّد بن غالب، نا حميد بن كثير، و سليمان بن حرب - و اللفظ لابن

ص: 243


1- الأصل: يقفر، و المثبت عن المختصر.
2- كذا:«بشر السلماني» بالأصل و في المختصر:«ابني بسر السّلميين» انظر ترجمة: بسر في الاستيعاب و أسد الغابة و الإصابة.

كثير - قالا: نا شعبة، عن يزيد بن حمير، عن عبد اللّه بن بسر (1) قال:

جاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى أبي فنزل عليه، فذكر طعاما، فأتاه به، و ذكر سويقا و شيئا آخر و أتاه بشراب فيكون (2) من على يمين، و أتاه بتمر فجعل يأكل، فلما قام ليركب أخذ بلجام دابته و قال: ادع اللّه لي يا رسول اللّه، فقال:«اللّهمّ بارك لهم فيما رزقتهم، و اغفر لهم، و ارحمهم»[1016].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن عبد الواحد بن الحصين، أنا أبو طالب محمّد بن محمّد بن إبراهيم بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا جعفر بن محمّد بن شاكر الصائغ، نا عفّان بن شعبة - قال: و أنا الشافعي قال: نا معاذ بن المثنّى، نا محمّد بن كثير، نا شعبة.

ح قال: و نا الشافعي، قال: و نا إسماعيل بن إسحاق، نا جعفر بن عمر، نا شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس:

أن خالته أم حميد أهدت إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم سمنا و أقطا و ضبّا، فأكل السمن و الأقط و ترك الضب، فلم يأكل منها، فأكلت على مائدة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

فقلت لأبي بشر: من ذكر هذا؟ قال: ابن عبّاس.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشّافعي، نا محمّد بن غالب، نا الحميدي، و الرمادي - يعني إبراهيم بن يسار - قالا: نا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان يعجبه الحلواء و العسل.

أخبرنا غالب، ثنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشّافعي، نا محمّد بن غالب، نا يحيى بن هاشم، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يحب الحلواء و العسل.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنبأ أبو عبد الرّحمن السّلمي، أنا علي بن المؤمل، أنا الكديمي، ثنا أبو عاصم، ثنا يزيد بن إبراهيم، عن ليث بن أبي سليم قال: أوّل من خبص الخبيص عثمان بن عفّان، قدمت عليه عير تحمل النّقيّ

ص: 244


1- بالأصل: بشر، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 430/3.
2- المختصر: فناول.

و العسل، فخلط بينهما و عمل الخبيص، و بعث به إلى منزل أم سلمة، فلم يصادف النبي صلى اللّه عليه و سلم، فلما جاء وضعته بين يديه، فأكله فاستطابه فقال:«من بعث هذه ؟» قالت:

عثمان بن عفّان فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«اللّهمّ إن عثمان يترضاك فارض عنه»[1017].

هذا منقطع و قد جاء موصولا من وجه آخر.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشّافعي، أنا أبو الأحوص محمّد بن الهيثم بن حمّاد القاضي، نا ابن أبي السّري، نا الوليد، نا محمّد بن حمزة بن يوسف بن عبد اللّه بن سلام، عن أبيه، عن جده أو غيره قال: خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى البريد (1)،فإذا عثمان بن عفّان رضي اللّه عنه يقود ناقة تحمل دقيقا و سمنا و عسلا، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أنخ»، فأناخ، ثم دعا ببرمة فجعل فيها من السمن و العسل و الدقيق، ثم أمر فأوقد تحتها حتى أدرك، أو قال: نضج، ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«كلوا» و أكل منه، ثم قال:«هذا شيء تدعوه فارس: الخبيص»[1018].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل الفقيه، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عمر بن مسرور الزاهد، أنا أبو سهل بشر بن أحمد الأسفرايني، نا أبو زكريا، نا يحيى بن محمّد بن غالب النشوي (2)،نا يحيى بن يحيى، نا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن عبد اللّه بن جعفر قال؛ رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يأكل القثّاء (3) بالرطب.

رواه مسلم عن يحيى بن يحيى (4).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم الشّافعي، نا محمّد بن غالب، نا مسلم بن إبراهيم، نا جرير بن حازم، نا حميد - يعني الطويل - عن أنس قال: رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم يأكل البطيخ بالرطب.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا عمر بن

ص: 245


1- في مختصر ابن منظور: المربد.
2- النشوى بفتح النون و الشين المعجمة، هذه النسبة إلى نشا، و يقال: نشوى، و هي بلدة متصلة بأذربيجان و أرمينية، و يقال لها نخجوان.
3- القثاء: قال الفيومي: فعّال همزته أصلية، و كسر القاف أكثر من ضمها، اسم لما يسميه الناس الخيار و العجور و الفقوس، الواحدة قثاءة.
4- صحيح مسلم-36 كتاب الأشربة،23 باب، ح(2043) ص 1616/3.

أحمد بن شاهين، نا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، نا محمّد بن الصبّاح الجرجاني، نا يعقوب بن الوليد المدني، نا أبو حازم، عن سهل بن سعد قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يأكل البطيخ بالرطب.

قال ابن شاهين: تفرّد به عن أبي حازم فيما أعلم يعقوب بن الوليد المدني، و ليس هو عندهم بذاك.

رواه ابن ماجة عن محمّد بن الصبّاح.

أخبرنا أبو الأعز، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمود بن أحمد بن لؤلؤ، نا زكريا بن يحيى الساجي، نا طالوت بن عبّاد، نا وهيب، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان يعجبه الطبيخ (1) بالرطب.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا محمّد بن عبد اللّه الشّافعي، نا أبو بكر محمّد بن هارون بن عيسى الأزدي سنة ست و سبعين و مائتين، حدّثني الحكم بن موسى، نا محمّد بن سلمة الحرّاني، عن الفزاري، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللّه قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يعجبه أن يفطر على الرطب ما دام الرطب، و على التمر إذا لم يكن رطب، و يختم بهن و يجعلهن وترا - ثلاثا أو خمسا أو سبعا-.

قال: و أنا الشافعي، نا محمّد بن غالب، نا أبو الوليد، نا أبو عوانة، عن الخراش، عن مجاهد، عن ابن عمر قال: رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم يأكل جمّار نخل (2).

أخرجه البخاري عن أبي الوليد.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، نا أبو عامر، نا فليح، عن أيوب بن عبد الرّحمن بن صعصعة، عن يعقوب بن أبي يعقوب، عن أم المنذر بنت قيس الأنصارية قالت: دخل عليّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و معه علي رضي اللّه عنه و علي ناقه من مرض، و لنا دوالي (4) معلقة،

ص: 246


1- كذا بالأصل، و الصواب: البطيخ كما في مختصر ابن منظور.
2- الجمّار جمع جمّارة: شحمة النخل، و هي رخصة تؤكل بالعسل.
3- مسند الإمام أحمد 363/6-364.
4- كذا، و الدوالي: عنب أسود غير حالك، عناقيده أعظم العناقيد (اللسان).

فقام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يأكل منها و قام علي يأكل منها، فطفق النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول لعلي:«مه إنك ناقه» حتى كفّ ، قالت: و صنعت شعيرا و سلقا فجئت به فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم لعلي:«من هذا أصب، فهو أنفع لك»[1019].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد الشيباني، أنا أبو طالب محمّد بن محمّد بن غيلان، نا محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم، نا محمّد بن غالب، نا محمّد بن عقبة السّدوسي، نا داود بن عبد الجبّار، نا سليمان الكوفي، نا أبو الجارود، عن حبيب بن يسار، عن ابن عبّاس قال: رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم يأكل العنب خرطا (1).

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأ إبراهيم بن منصور الخبّاز، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا إسحاق بن أبي إسرائيل، نا محمّد بن جابر، عن الأعمش، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال:

ما عاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم طعاما قط إن اشتهاه أكله و إلاّ لم يعبه.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشّافعي، نا أحمد بن بشر المرثدي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن علي بن هبة اللّه بن عبد السّلام، و أبو جعفر محمّد بن علي بن محمّد بن السمناني الوكيل، قالوا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، أنا أبو القاسم البغوي، قالا: حدّثنا علي بن الجعد، أنبأ شعبة، عن الأعمش، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال:

ما عاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم طعاما قط ، إن اشتهاه أكله، و إلاّ تركه.

أخرجه البخاري عن علي بن الجعد.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي (2)،أنبأ أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى الموصلي، نا أحمد بن حاتم - هو الطويل - ثنا عبد العزيز الدراوردي، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة:

ص: 247


1- خرط العنقود و اخترطه إذا وضعه في فيه ثم يأخذ حبه، و يخرج عرجونه عاريا منه (اللسان: خرط ).
2- بالأصل: الخيزرودي.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان يستقي له العذب من بئر السقيا (1)،و ربما كان يستعذب الماء.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن عبد الواحد، أنا محمّد بن محمّد بن غيلان، أنا محمّد بن عبد اللّه، ثنا ابن حنبل - يعني عبد اللّه بن أحمد - حدّثني أبي، نا سفيان.

ح و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي (2)،أنا أبو عمرو بن حمدان، نا أبو يعلى.

ح و أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (3)،نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا علي بن عمر الحربي، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، قالا: نا إسحاق بن أبي إسرائيل، نا سفيان.

ح و أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفراء، و أبو غالب بن البنّا، قالا: أنا أبو يعلى بن الفراء، أنا أبو عبد اللّه إسحاق بن محمّد بن يوسف بن يعقوب النيسابوري، قدم علينا حاجّا.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد بن أحمد الحواري، أنا أبو بكر البيهقي.

و أخبرنا أبو حفص عمر بن الحسن الفرغولي، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحافظ قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا أحمد بن شيبان الديبلي، نا سفيان بن عيينة.

و أخبرنا أبو حفص الفرغولي، أنبأ أحمد بن علي بن خلف، أنا الحاكم أبو عبد اللّه، أنبأ أبو علي محمّد بن علي بن عمر، نا عتيق بن محمّد، قالا: نا سفيان عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: كان أحبّ الشراب إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم - و في حديث ابن الحصين: إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - الحلواء البارد، و لم يقل ابن الفراء الحار، قال: أحب الشراب (4).

ص: 248


1- منزل بين مكة و المدينة (ياقوت).
2- بالأصل: الخيزرودي.
3- بالأصل: المرزقي، خطأ، و الصواب ما أثبت.
4- انظر مسند الإمام أحمد 40،38/6.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو القاسم التنوخي، أنا أبو بكر بن شاذان، نا البغوي، نا أحمد بن محمّد بن حنبل، نا عفّان، أخبرني القاسم، حدّثني ثمامة قال:

سألت عائشة عن النبيذ (1) فدعت جارية حبشية فقالت لي: سل هذه، فإنها كانت تنبذ لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقالت: كنت أنبذ لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في سقاء من الليل، و أوكيه، فإذا أصبح شرب منه.

أخبرناه أبو بكر الفرضي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، نا محمّد بن محمّد الباغندي، نا شيبان، نا القاسم بن الفضل، نا ثمامة بن حزن القشيري قال:

لقيت عائشة فسألتها عن النبيذ، فحدّثتني أن وفد عبد القيس سألوا النبي صلى اللّه عليه و سلم عن النبيذ فنهاهم أن يشربوا في الدّبّاء و النّقير و المزفّت و الحنتم (2)،فدعت عائشة جارية حبشية، فقالت: سل هذه، إنها كانت تنبذ لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقالت: كنت أنبذ لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في سقاء من الليل، و أوكيه و أعلّقه، فإذا أصبح شرب منه.

أخبرنا أبو محمّد السيدي، و أبو القاسم الشّحّامي، قالا: أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا الحسن بن سفيان، نا هدبة بن خالد القيسي، نا حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس قال: لقد سقيت بقدحي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم اللبن، و الماء، و العسل، و النبيذ.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو سعد بن أبي علانة (3)،أنا أبو طاهر المخلّص، نا إبراهيم بن حمّاد بن إسحاق، ثنا أبي، ثنا هارون بن مسلم، نا محمّد بن عمر، حدّثني أبو إسحاق إبراهيم بن سويد الأسلمي، عن عبّاد بن منصور، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال:

ص: 249


1- بالأصل:«البصل» و شطبت بخط عليها و فوقها وضعت علامة تحويل إلى الهامش، و اللفظة «النبيذ» استدركت عن الهامش.
2- الدباء: القرع واحدها دباءة. و الحنتم: الجرار المدهونة كانت تحمل فيها الخمر إلى المدينة. و النقير: ما نقر من الخشب و الحجر و نحوه، و أصل خشبة ينقر، فينبذ فيه، فيشتد نبيذه. و المزفت: الزفت: القار، و المزفت: المطليّ به، و هو وعاء مطلي بالزفت.
3- بالأصل: علاثة. و الصواب ما أثبت، و قد مضى التعريف به.

كانت للنبي صلى اللّه عليه و سلم منائح (1):سبعة (2) أعنز ترعاهن أم أيمن قال: و قال عبد الملك بن سليمان بن أبي المغيرة عن محمّد بن عبد اللّه بن الحصين قال: كانت منائح رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ترعى بأحد و تروح كل ليلة على بيته في البيت الذي يدور فيه و سمّاهن إبراهيم بن عبد اللّه بن عتبة بن غزوان قال: كن سبع منائح: عجوة، و زمزم، و سقياء، و بركة، و ورسة، و الحلال (3)،و أخلاف (4)،و اللّه سبحانه و تعالى أعلم.

ص: 250


1- رسمها و إعجامها مضطربان و الصواب ما أثبت.
2- كذا.
3- في ابن سعد 495/1 و المختصر 364/3 أطلال.
4- في ابن سعد و المختصر: اطراف.
باب معرفة عبيده و إمائه و ذكر حديثه و كتّابه و أمنائه مع مراعاة الحروف في أسمائهم و ذكر بعض ما ذكر من أنبائهم
أما عبيده صلى الله عليه و آله و سلم
1 - فمنهم أسامة بن زيد بن حارثة

1 - فمنهم أسامة بن زيد بن حارثة (1)،أبو زيد الكلبي:

مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و حبه، و ابن حبه، و كان أبوه و أمّه أم أيمن موليين للنبي صلى اللّه عليه و سلم، قدم دمشق، و سيأتي أخباره في ترجمته في حرف الألف من هذا الكتاب إن شاء اللّه تعالى.

2 - و منهم أسلم، و يقال: إبراهيم أبورافع القبطي :

2 - و منهم أسلم، و يقال: إبراهيم أبو (2) رافع القبطي (3):

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن بن البقشلاني، أنبأ أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عيسى بن علي بن عيسى، أنبأ عبد اللّه بن محمّد البغوي، حدّثني أحمد بن زهير، عن مصعب قال: اسمه إبراهيم، و في كتاب عمي - يعني - علي بن عبد العزيز اسمه إبراهيم مرية، قال: و قال ابن نمير: سألت بعض أهل المدينة فقال:

اسمه أسلم.

كذا حكى البغوي عن أحمد بن زهير، عن مصعب في تاريخه بخلاف ذلك.

أخبرنا أبو غالب أحمد و أبو عبد اللّه يحيى ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن

ص: 251


1- ترجمته في أسد الغابة 79/1 و الاستيعاب 75/1 الإصابة 54/1 تهذيب التهذيب 208/1 سير الأعلام 496/2 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
2- بالأصل:«أو» خطأ و الصواب ما أثبت.
3- ترجمته في الاستيعاب 1656/4 أسد الغابة 52/1 تهذيب التهذيب 92/12 سير الأعلام 16/2 و بحاشيتها ثبت بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

الآبنوسي - قراءة - أنا أبو بكر أحمد (1) بن عبيد بن بيري - إجازة - أنا أبو عبد اللّه محمّد بن الحسين الزاغوني، نا أبو بكر أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب، أخبرني مصعب.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا محمّد بن علي، أنا محمّد بن أحمد، أنا الأحوص بن المفضّل، أنا أبي عن مصعب قال: أبو رافع مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و اسمه أسلم، شهد أحدا، و الخندق، و المشاهد بعدها، و زوّجه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سلمى مولاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، شهدت سلمى خيبر، و ولدت عبد اللّه بن رافع، و كان كاتبا لعلي بن أبي طالب بالكوفة، و مات أبو رافع بالمدينة قبل قتل عثمان.

قال ابن أبي خيثمة: أبو رافع مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم، و سلم اسمه إبراهيم، سمعت يحيى بن معين يذكر ذلك.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد الماهاني، أنا شجاع بن علي بن شجاع، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، سمعت محمّد بن يعقوب يقول: سمعت العباس بن محمّد الدوري يقول: سمعت يحيى بن معين يقول:

أبو رافع مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم، اسمه إبراهيم، قال ابن مندة: و قال علي بن المديني و مصعب الزبيري: اسمه أسلم، قال علي: و يقال: هرمز، قال ابن مندة: إبراهيم أبو رافع مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، اختلف في اسمه فقيل: أسلم، و قيل هرمز، كان للعباس فوهبه للنبي صلى اللّه عليه و سلم، فلما أسلم العبّاس أعتقه النبي صلى اللّه عليه و سلم، شهد أحدا و الخندق، و كان على ثقل النبي صلى اللّه عليه و سلم، و شهد فتح مصر.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن الموحد، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عيسى بن علي، أنبأ عبد اللّه بن محمّد، حدّثني ابن زنجويه، نا الحارث بن مسكين، نا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن بكير، أخبرني الحسن بن علي بن أبي رافع: أن أبا رافع كان قبطيا (2).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا

ص: 252


1- بالأصل:«أبو بكر بن أحمد» حذفنا «بن» لأنها مقحمة. ترجمته في سير الأعلام 197/17.
2- انظر سير الأعلام 16/2.

عبد اللّه (1)،حدّثني أبي، نا محمّد بن جعفر و بهز، قالا: نا شعبة عن الحكم، عن أبي رافع:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعث رجلا من بني مخزوم على الصّدقة، فقال لأبي رافع:

أصحبني كيما تصيب منها، فقال: لا حتى آتي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأسأله، فانطلق إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فسأله فقال:«الصّدقة لا تحلّ لنا، و إن مولى القوم من أنفسهم»[1020].

رواه الثوري عن محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى عن الحكم.

و أخبرتنا أمّ المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا محمّد بن أبي بكر الحضرمي، نا فضيل بن سلمان، نا قائد مولى عبيد اللّه بن علي بن أبي رافع، حدّثني الحسين بن عبد اللّه بن عبيد اللّه بن العبّاس قال:

قدم النبي صلى اللّه عليه و سلم خيبر، فأصاب الناس برد شديد فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«من كان له لحاف فليلحف من لا لحاف له»، قال أبو رافع: فطلبت من يلحفني، فلم أجد أحدا، فأتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم فأخبرته، فألقى عليّ من لحافه، فنمنا حتى أصبحنا، فوجد النبي صلى اللّه عليه و سلم عند رجليه على فراشه حيّة قد تطوّقت، فرماها النبي صلى اللّه عليه و سلم برجله، و قال:«يا أبا رافع، اقتلها اقتلها» (2)[1021].

أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنبأ شجاع بن علي، أنبأ أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أحمد بن محمّد بن زياد، نا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس بن بكير، عن محمّد بن إسحاق، نا الحسين بن عبد اللّه بن عبيد اللّه بن عبّاس، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال: حدّثني أبو رافع قال:

كنا آل العبّاس قد دخلنا الإسلام، و كنا نستخفي بإسلامنا، و كنت غلاما للعبّاس أنحت الأقداح، فلما سارت قريش إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم بدر جعلنا نتوقع الأخبار، فقدم علينا الحيسمان الخزاعي بالأخبار، فوجدنا في أنفسنا قوة، و سرّنا ما جاءنا من الخبر من ظهور رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فو اللّه إنّي لجالس في صفة زمزم أنحت أقداحا لي

ص: 253


1- مسند أحمد 10/6 و نقله الذهبي في السير 17/2 و انظر تخريجه فيه.
2- السيرة لابن كثير 619/4.

و عندي أمّ الفضل جالسة و قد سرّنا ما جاءنا من الخبر، و بلغنا عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذ أقبل الخبيث أبو لهب بشرّ، يجرّ رجليه، و قد أكبته اللّه و أخزاه بما جاءه من الخبر حتى جلس على طرف (1) الحجرة و قال للناس: هذا أبو سفيان بن حرب قد قدم و اجتمع عليه الناس، فقال له أبو لهب: هلم إليّ يا ابن أخي، فعندك لعمري (2) الخبر، فجاءه حتى جلس بين يديه فقال: يا ابن أخي، خبرني خبر الناس، فقال: نعم و اللّه ما هو إلاّ أن لقينا القوم فمنحناهم أكتافنا يضعون السلاح منا حيث شاءوا، و اللّه مع ذلك سالمت (3)الناس؛ لقينا رجالا بيضا على خيل بلق، لا و اللّه ما تليق (4) شيئا يقول: ما تبقى شيئا فرفعت طنب الحجرة. فقلت: تلك و اللّه الملائكة، فرفع أبو لهب يده فضرب وجهي ضربة منكرة، و بادرته و كنت رجلا ضعيفا، فاحتملني و ضرب بي، و برك على صدري، فضربني و تقوم أم الفضل إلى عمود من عمد الحجرة فتأخذه فتقول: استضعفته إن غاب عنه سيّده ؟ و تضربه بالعمود على رأسه فتفلقه شجة منكرة، و قام يجر رجليه ذليلا، و رماه اللّه بالعدسة (5)،فو اللّه ما مكث إلاّ سبعا حتى مات، فلقد تركه ابناه في بيته ثلاثا ما يدفناه حتى أنتن و كانت قريش تتقي هذه العدسة كما تتقي الطاعون، حتى قال لهما رجل من قريش: ويحكما، أ لا تستحيان، إن أباكما قد أنتن في بيت لا تدفناه، فقالا: إنا نخشى عدوى هذه القرحة، فقال لهما: فأنا أعينكما عليه، فو اللّه ما غسلوه إلاّ قذفا بالماء عليه من بعيد لا يدنون منه حتى احتملاه إلى أعلى مكة، فأسنداه إلى جدار ثم رضموا (6)عليه الحجارة.

قال ابن مندة: رواه يوسف بن بهلول عن ابن إدريس عن محمّد بن إسحاق.

ص: 254


1- في سيرة ابن كثير 479/2 و مختصر ابن منظور 297/2 «طنب الحجرة» و هما بمعنى.
2- بالأصل:«نعم من» و المثبت عن سيرة ابن كثير.
3- كذا، و في المختصر: هلكت الناس.
4- بالأصل: يلتق، و الصواب من سيرة ابن كثير، و تليق: تبقي.
5- العدسة: بثرة قاتلة تخرج، كالطاعون، قاتلة تقتل صاحبها، كانت تتشاءم منها العرب.
6- بالأصل: ضموا، و المثبت عن سيرة ابن كثير.
3 - و منهم أنسة أبو مسرح :

3 - و منهم أنسة (1) أبو مسرح (2):

مهاجري، شهد بدرا، و كان من مولدي السّراة، و لا يعرف له رواية.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الموحد، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عيسى بن علي، نا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني سعيد بن يحيى الأموي، حدّثني أبو (3)عمرو محمّد بن إسحاق.

ح قال: و حدّثني هارون من موالي الفروي، نا محمّد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن الزهري في تسمية من شهد بدرا: أنسة (4) مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

قال: و حدّثني أحمد بن زهير، نا مصعب بن عبد اللّه قال: أنسة (5) يكنى أبا مسرح (6)،قال البغوي: و لا أعلم روي عن أنسة (7) حديث مسند و لا غيره مسند.

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن بيري - إجازة - أنا أبو عبد اللّه محمّد بن الحسين الزعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، أخبرني مصعب.

و أخبرنا أبو البركات، أنا ثابت بن بندار، أنا محمّد بن علي، أنا محمّد بن أحمد، أنا ابن المفضّل، نا أبي عن مصعب قال:

أنسة (8) مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، شهد بدرا و أحدا، و كان يكنّى مسرح، و يقال: أبو مشرح، و كان من مولدي السّراة، و كان يأذن على النبي صلى اللّه عليه و سلم إذا جلس، و مات في خلافة أبي بكر الصّدّيق (9).

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا

ص: 255


1- بالأصل: ايسة، و المثبت عن ابن سعد 497/1 و مختصر ابن منظور 298/2 و السيرة لابن كثير 619/2 و فيها: أنسة بن زياد.
2- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن مختصر ابن منظور 298/2 و في السيرة لابن كثير:«مشرح»، و في الإصابة: أبو مسروح و قيل أبو سرح.
3- بالأصل: أبي.
4- مهملة بدون نقط بالأصل، و المثبت يتفق مع ما تقدم.
5- بالأصل: ايسة، و المثبت عن ابن سعد 497/1 و مختصر ابن منظور 298/2 و السيرة لابن كثير 619/2 و فيها: أنسة بن زياد.
6- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن مختصر ابن منظور 298/2 و في السيرة لابن كثير:«مشرح»، و في الإصابة: أبو مسروح و قيل أبو سرح.
7- مهملة بدون نقط بالأصل، و المثبت يتفق مع ما تقدم.
8- بالأصل: آسية، و الصواب ما أثبت.
9- انظر الإصابة 75/1.

عبد الوهّاب بن أبي حية، أنا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر (1)،حدّثني ابن أبي حبيبة.

و أخبرنا أبو بكر، أنا أبو محمّد، أنبأ أبو عمر، أنا أحمد بن معروف، نا الحسن بن محمّد، نا محمّد بن سعد (2)،أنا محمّد بن عمر، حدّثني ابن أبي حبيب، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال: قتل أنسة مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم، قال محمّد بن عمر: و ليس ذلك عندنا بثبت، و رأيت أهل العلم يثبتون أنه لم يقتل ببدر، و قد شهد أحدا و بقي بعد ذلك أيضا زمانا.

قال: و حدّثني عبد الرّحمن بن أبي الزناد، عن محمّد بن يوسف قال: مات أنسة (3) بعد النبي صلى اللّه عليه و سلم في ولاية أبي بكر الصّدّيق، و كان من مولدي السّراة، و كان يكنى أبا مسرح.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن الماوردي، أنا أبو الحسن محمّد بن علي السّيرافي، أنبأ أبو عبد اللّه أحمد بن إسحاق النهاوندي، نا أحمد بن عمران الأشناني، نا موسى بن زكريا، نا أبو عمر خليفة بن خيّاط قال (4):قال علي بن محمّد، عن عبد العزيز بن أبي ثابت عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال:

استشهد يوم بدر أنسة (5) مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن محمّد بن النقور، أنبأ محمّد بن العباس الذهبي، نا رضوان بن أحمد بن جالينوس.

ح و أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد الماهاني، أنبأ شجاع بن علي بن شجاع، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا محمّد بن يعقوب، قالا: أنا أحمد بن عبد الجبّار،

ص: 256


1- مغازي الواقدي انظر 146/1 و 153.
2- انظر سيرة ابن كثير 619/4 و الإصابة 75/1.
3- بالأصل: آسية، و الصواب ما أثبت.
4- تاريخ خليفة بن خياط ص 157.
5- بالأصل:«آسية» و في تاريخ خليفة:«أبو أنسة» و في سيرة ابن كثير 619/4 و الإصابة 75/1 نقلا عن خليفة: أنسة، و هو ما أثبت.

نا يونس، عن ابن إسحاق أنه قال في تسمية من شهد بدرا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: أنسة (1)مولاه (2).

قال ابن مندة: و كذلك قال موسى بن عقبة عن الزهري، قال ابن مندة: أنسة (3)مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، يكنى أبا مسروح من مولدي السّراة، شهد بدرا، و أحدا، و كان ممن يأذن على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا جلس، مات في خلافة أبي بكر رضي اللّه عنه.

4 - و منهم: أيمن بن عبيد بن زيد

4 - و منهم: أيمن بن عبيد بن زيد (4):

و هو ابن أمّ أيمن، أخو أسامة لأمّه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن البقشلان، أنبأ أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأ عيسى بن علي، أنبأ عبد اللّه بن محمّد البغوي قال: رأيت في كتاب محمّد بن سعد أيمن بن عبيد بن زيد بن عمرو بن بلال بن أبي الحرباء (5) بن قيس، و أمّه أم أيمن (6)حاضنة النبي صلى اللّه عليه و سلم و مولاته، و أخوه لأمّه أسامة بن زيد، و كان أيمن فيمن ثبت يوم حنين مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من أصحابه.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد الماهاني، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا محمّد بن يعقوب، نا أحمد، نا يونس، عن ابن إسحاق قال:

و ممن شهد مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حنينا من أهل بيته أيمن بن عبيد أخو بني عوف بن الخزرج، و كانت أمّه أم أيمن مولاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و كان أخا أسامة بن زيد لأمّه (7).

قال ابن مندة: أيمن بن أمّ أيمن، و هو أبو عبيد بن عمرو بن بلال بن أبي الحرباء بن قيس بن مالك بن سالم بن غنم بن عوف بن الخزرج، أخو أسامة بن زيد لأمّه، أمّهما أم أيمن حاضنة النبي صلى اللّه عليه و سلم، قتل في عهد النبي صلى اللّه عليه و سلم يوم حنين، و فيه نزلت

ص: 257


1- بالأصل: آسيا، و الصواب ما أثبت.
2- سيرة ابن هشام 334/2 و سيرة ابن كثير و الإصابة نقلا عن ابن إسحاق.
3- بالأصل: آسيا، و الصواب ما أثبت.
4- ترجمته في أسد الغابة 189/1 الإصابة 92/1 الاستيعاب 88/1.
5- في أسد الغابة: الجرباء.
6- كانت أم أيمن قد تزوجت في الجاهلية عبيد بن عمرو بمكة، ثم نقلها إلى يثرب حيث مات عنها، فرجعت أم أيمن إلى مكة فتزوجها زيد بن حارثة. قاله البلاذري (الإصابة).
7- انظر سيرة ابن هشام 86/4.

و في أصحابه: فَمَنْ كٰانَ يَرْجُوا لِقٰاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صٰالِحاً الآية (1).

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن البقشلان، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عيسى، أنبأ عبد اللّه، نا خلف بن هشام البزاز، نا شريك، عن منصور، عن عطاء، عن أيمن ابن أمّ أيمن رفعه قال: لا قطع إلاّ في المجنّ (2)،و ثمنه يومئذ دينار.

قال خلف عن شريك، عن منصور، عن عطاء، و قال أسود بن عامر شاذان، عن شريك، عن منصور، عن عطاء، و مجاهد.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الموحّد، أنا أبو الحسن بن الآبنوسي، أنبأ عيسى بن علي، أنبأ عبد اللّه بن محمّد:

قال: و حدّثني مروان بن عبد اللّه، نا أسود بن عامر، عن شريك، عن منصور، عن عطاء و مجاهد عن أيمن عن النبي صلى اللّه عليه و سلم نحوه.

و رواه معاوية بن هشام القصّار، عن الثوري، عن منصور، عن مجاهد، عن عطاء.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه (3) بن مندة، أنبأ أحمد بن محمّد بن زياد، و محمّد بن يعقوب، قالا: أنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي، نا معاوية بن هشام، نا سفيان الثوري، عن منصور، عن مجاهد، عن عطاء، عن أيمن الحبشي: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قطع اليد في مجنّ و قيمته يومئذ دينار (4).

رواه غيرهما عن عكرمة فقال: عن مجاهد و عن عطاء.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الموحد، نا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأ عيسى بن علي، نا عبد اللّه بن محمّد، ثنا عمي، نا محمّد بن سعيد بن الأصبهاني، عن معاوية بن هشام، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد، و عن عطاء، عن أيمن عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، و ذكر الحديث.

ص: 258


1- سورة الكهف، الآية:110.
2- المجنّ : الترس.
3- بالأصل: أنا أم عبدة بن مندة، و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
4- سيرة ابن كثير 621/4 و أسد الغابة 189/1.

أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنا شجاع المصلي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا محمّد بن عبد اللّه بن يوسف، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده: حدّثني محمّد بن إدريس الشافعي قال: و قد روى شريك حديث مجاهد عن أيمن بن أم أيمن أخي أسامة لأمّه، فقلت: لا أعلم أن بأصحابنا أيمن أخو أسامة، قتل مع النبي صلى اللّه عليه و سلم يوم حنين قبل مولد مجاهد، و لم يبق بعد النبي صلى اللّه عليه و سلم فيحدث عنه (1)(2).

5 - و منهم: ثوبان بن بجدد ،أبو عبد الكريم الألهاني:

5 - و منهم: ثوبان بن بجدد (3)،أبو عبد الكريم (4) الألهاني (5):

عربي، أصابه سبيا فاشتراه النبي صلى اللّه عليه و سلم و أعتقه، و ذكره في حرف الثاء من هذا الكتاب.

6 - و منهم: حنين

6 - و منهم: حنين (6) مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم:

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنبأ أبو بكر الخطيب، أنا أبو نعيم الحافظ ، أنبأ عبد اللّه بن جعفر بن أحمد بن فارس، نا إسماعيل بن عبد اللّه بن مسعود سمّويه، نا عبد اللّه بن يوسف، أنبأ أبو حنين (7) أخو إبراهيم بن عبد اللّه بن حنين (8) عن ابنة (9) أخيه عن خالها يقال له ابن الشاعر: أن جده كان غلاما للنبي صلى اللّه عليه و سلم،

ص: 259


1- انظر سيرة ابن كثير 620/4 و عقب ابن كثير على الحديث: هذا يقتضي تأخر موته عن النبي صلى اللّه عليه و سلم إن لم يكن الحديث مدلّسا عنه، و يحتمل أن يكون أريد غيره.
2- ورد في مختصر ابن منظور 299/2 هنا: باذام، و قال: يذكر مع طهمان.
3- مهملة بالأصل بدون نقط ، و المثبت عن أسد الغابة.
4- كذا، و في أسد الغابة: أبو عبد اللّه و قيل أبو عبد الرحمن، و الأول أصح. و في سيرة ابن كثير 621/4 أبو عبد اللّه و يقال أبو عبد الكريم، و يقال أبو عبد الرحمن.
5- ترجمته في الاستيعاب 218/1 أسد الغابة 296/1 الإصابة 204/1 تهذيب التهذيب 31/2 و سير أعلام النبلاء 15/3 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له. و الألهاني نسبة إلى ألهان.
6- بالأصل: حبين، و الصواب ما أثبت عن أسد الغابة 546/1 و سيرة ابن كثير 621/4 و الإصابة 362/1 و ضبطت بالتصغير عن الإصابة.
7- بالأصل: أبو حبين، و المثبت عن أسد الغابة، و في المختصر: ابن حنين. و في الإصابة: الوضاح بن عبد اللّه بن حنين.
8- بالأصل: حبين، و الصواب ما أثبت.
9- بالأصل:«عن ابنه عن أخيه» و المثبت يوافق عبارة مختصر ابن منظور 299/2 و أسد الغابة 547/1.

فوهبه لعمه عباس فأعتقه، فكان حنين (1) عند النبي صلى اللّه عليه و سلم فخدمه، و كان إذا توضأ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خرج بوضوئه إلى أصحابه، فكان إما شربوه، و إمّا تمسّحوا به، فحبس حنين الوضوء فكان لا يخرج به إليهم فشكوه إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم، فسأله، فقال: احتبست عندي فجعلت في جرّ (2) فإذا عطشت شربت منه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«هل رأيتم غلاما أحصى ما أحصى هذا»، ثم وهبه لعمّه عباس فأعتقه[1022].

قال: و أنا أبو نعيم أيضا، نا إبراهيم بن محمّد بن يحيى النيسابوري، أنا أبو العباس محمّد بن إسحاق الثقفي، نا محمّد بن إسماعيل - يعني البخاري - نا عبد اللّه بن يوسف، نا أبو حنين (3) بن عبد اللّه بن حنين (4) أخو إبراهيم بن عبد اللّه بن حنين (5)عن ابنة أخيه بنحوه مختصرا.

أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم، نا محمّد بن مسلم بن وارة.

و حدّثنا أحمد بن محمّد إبراهيم بن جامع، نا يحيى بن عثمان بن صالح قالا: نا عبد اللّه بن يوسف التّنّيسي، نا أبو حنين (6) بن عبد اللّه بن حنين (7) أخو إبراهيم بن حنين (8) عن ابنة أخيه عن خالها يقال له ابن الشاعر: أن حنينا (9) جده كان غلاما لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فوهبه لعمّه العباس بن عبد المطلب، فأعتقه، و كان حنين (10) عند النبي صلى اللّه عليه و سلم يخدمه، و كان إذا توضأ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أخرج وضوءه إلى أصحابه، و كانوا إمّا تمسّحوا به و إمّا شربوه، قال: فحبس حنين (11) الوضوء و كان لا يخرج به إليهم، فشكوه فقال: حبسته عندي فجعلته في جرّ فإذا عطشت شربته، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«هل رأيتم غلاما (12) أحصا ما أحصا هذا»، ثم وهبه بعد للعباس رضي اللّه عنه فأعتقه[1023].

ص: 260


1- بالأصل: حبين، و الصواب ما أثبت.
2- بالأصل حر بالحاء المهملة، و المثبت عن أسد الغابة، و الجر: إناء معروف من الفخار.
3- بالأصل: أبو حبين، و المثبت عن أسد الغابة، و في المختصر: ابن حنين. و في الإصابة: الوضاح بن عبد اللّه بن حنين.
4- بالأصل: حبين، و الصواب ما أثبت.
5- بالأصل: حبين، و الصواب ما أثبت.
6- بالأصل: أبو حبين، و المثبت عن أسد الغابة، و في المختصر: ابن حنين. و في الإصابة: الوضاح بن عبد اللّه بن حنين.
7- بالأصل: حبين، و الصواب ما أثبت.
8- بالأصل: حبين، و الصواب ما أثبت.
9- بالأصل: حبينا، و المثبت عن أسد الغابة.
10- بالأصل: حبين، و الصواب ما أثبت.
11- بالأصل: حبين، و الصواب ما أثبت.
12- بالأصل:«عدما» و المثبت عن الرواية السابقة.
7 - و منهم :رافع، و يقال: أبو رافع :

7 - و منهم (1):رافع، و يقال: أبو رافع (2):

كان مولى لسعيد فأعتق بعض بنيه نصيبه، و استشفع بالنبي صلى اللّه عليه و سلم على من لم يعتق منهم فوهبه نصيبه فأعتقه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أنا أبو سعد محمّد بن الحسين بن أبي علانة (3)،أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن حمّاد بن إسحاق بن إسماعيل بن حمّاد بن زيد، نا أبي، نا هارون بن مسلم، نا محمّد بن عمر، حدّثني عتبة بن جبيرة الأشهلي، قال:

كتب عمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر بن حزم أن افحص لي عن أسماء خدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من الرجال و النساء، و مواليه، فكتب إليه يخبره، قال: و كان رافع غلاما لسعيد بن العاص فورثه ولده، فأعتق بعضهم في الإسلام، و تمسّك ببعض فجاء رافع إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم يستعين به على من لم يعتق حتى يعتقه، فكلّمه يومئذ فيه فوهبه له، فأعتقه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فكان يقول: أنا مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

و هكذا رواه محمّد بن سعد كاتب الواقدي، عن محمّد بن عمر الواقدي (4).

أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنا شجاع بن علي، أنا (5) أبو عبد اللّه بن معمر عن ابن مندة قال (6):

أبو رافع، أبو البهيّ (7) مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، روى عنه عبد اللّه بن عمر، و روى ابن عيينة عن عمرو بن دينار، عن محمّد بن عمرو، عن عمرو بن سعيد (8) بن العاص أن عبدا كان لسعيد بن العاص و غيره أعتق كل واحد منهم نصيبه إلاّ واحد، فذهب إلى

ص: 261


1- ورد قبله في مختصر ابن منظور 300/2: ذكوان، قال ابن منظور: يذكر مع طهمان.
2- ترجمته في أسد الغابة 37/2 و الإصابة 500/1 و سيرة ابن كثير 621/4.
3- بالأصل: علاثة، و الصواب بالنون، و قد مضى التعريف به.
4- طبقات ابن سعد 498/1 و انظر أسد الغابة 37/1.
5- كذا السند بين الرقمين بالأصل، و فيه اضطراب.
6- كذا السند بين الرقمين بالأصل، و فيه اضطراب.
7- بفتح الباء الموحدة و كسر الهاء الخفيفة، قاله ابن حجر. و بالأصل أبو النهى، و المثبت عن الإصابة و أسد الغابة.
8- بالأصل: سعد.

النبي صلى اللّه عليه و سلم يستشفع على الرجل فوهب نصيبه للنبي صلى اللّه عليه و سلم، فأعتقه، فكان يقول: أنا مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و هو رافع أبو البهيّ .

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا الحسن بن البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو بكر أحمد بن عبيد بن بيري - إجازة - أنا أبو عبد اللّه محمّد بن الحسين الزعفراني، أنا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال:

و أبو رافع ابنه البهي (1) ابن أبي رافع، و كان يقال للبهي (2) رافع، و كان أبو رافع لأبي أحيحة سعيد بن العاص الأكبر، فورثه بنوه، و أعتق ثلاثة منهم أنصباءهم (3)، و قتلوا يوم بدر جميعا، و شهد أبو رافع معهم بدرا، فاشترى أبو رافع نصبا بقية بني سعيد إلاّ نصيب خالد بن سعيد، فوهب خالد نصيبه لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فأعتقه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فكان أبو رافع يقول: أنا مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و يقول ابنه البهي (4):رافع بن أبي رافع من بعده، فلما ولي عمرو بن سعيد المدينة دعا البهي فقال: من مولاك ؟ قال:

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فضربه مائة سوط ، ثم سأله، فقال: مولاي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فضربه مائة سوط حتى ضربه خمسمائة سوط ثم قال: أنا مولاكم، فلما قتل عبد الملك عمرو بن سعيد قال رافع بن أبي رافع (5):

صحت (6) و لا شلّت و ضرّت عدوّها *** يمين هراقت مهجة ابن سعيد

هو ابن أبي العاص مرارا و ينتمي *** إلى أسرة طابت له و جدود

و كان عثمان بن عبد اللّه بن أبي رافع ابن أخي البهي شيخا مسنّا قد سبق اللحن، و قد رويت عنه أشياء، و الصحيح أنه رافع، و هو المراد بالحديث الذي:

أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنا شجاع، أنا أبو عبد اللّه، أنا سهل بن السّري البخاري، نا حامد بن خلف، و سهل، و سليمان، قالا: نا هشام بن عمارة، نا صدقة بن خالد، نا زيد بن واقد، عن مغيث بن سمي الأوزاعي، عن عبد اللّه بن عمرو قال:

ص: 262


1- بفتح الباء الموحدة و كسر الهاء الخفيفة، قاله ابن حجر. و بالأصل أبو النهى، و المثبت عن الإصابة و أسد الغابة.
2- بفتح الباء الموحدة و كسر الهاء الخفيفة، قاله ابن حجر. و بالأصل أبو النهى، و المثبت عن الإصابة و أسد الغابة.
3- بالأصل: أنصباؤهم، و المثبت عن سيرة ابن كثير.
4- بفتح الباء الموحدة و كسر الهاء الخفيفة، قاله ابن حجر. و بالأصل أبو النهى، و المثبت عن الإصابة و أسد الغابة.
5- البيتان في تاريخ الطبري 171/3.
6- غير واضحة بالأصل و المثبت عن الطبري.

قلنا يا رسول اللّه من خير الناس ؟ قال:«ذو القلب المخموم، و اللسان الصادق» قلنا: قد عرفنا اللسان الصادق، فما القلب المخموم ؟ قال:«هو التقي النقي الذي لا إثم فيه و لا بغي و لا حسد»، قلنا: فمن على أثره ؟ قال:«الذي يشنأ الدنيا و يحب الآخرة»، قلت: ما يعرف هذا فينا إلاّ رافع مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فمن على أثره، قال: مؤمن في خلق حسن، قلنا: أما هذا فإنه فينا[1024].

8 - و منهم: رباح الأسود

8 - و منهم: رباح الأسود (1):

كان يأذن على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو سهل بن سعدوية، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا سفيان بن وكيع، نا أبي عن نافع بن أبي عمر، عن ابن أبي مليكة، عن ابن عمر قال: حدّثني بلال قال: كان للنبي صلى اللّه عليه و سلم غلام اسمه رباح.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه (2)،حدّثني أبي، نا وكيع، حدّثني عكرمة بن عمّار، عن إياس بن سلمة، عن أبيه قال: كان للنبي صلى اللّه عليه و سلم غلام يسمى رباح.

أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأ محمّد بن الحسين بن القطّان، ثنا أحمد بن يوسف السّلمي، نا النضر بن محمّد الجرشي.

ح قال: و نا خيثمة، نا أحمد بن محمّد البرتي (3)،ثنا أبو حذيفة، قالا: نا عكرمة بن عمّار، عن أبي زميل سماك الحنفي، أخبرني عبد اللّه بن عبّاس أن عمر بن الخطّاب حدّثه قال:

لما اعتزل نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم نساءه و قد كان وجد عليهن قال عمر: فدخلت المسجد، فإذا الناس ينكثون بالحصا و يقولون: طلّق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نساءه، و ذكر الحديث و قال

ص: 263


1- ترجمته في أسد الغابة 49/2 الإصابة 502/1 سيرة ابن كثير 622/4.
2- مسند أحمد 46/4 و سيرة ابن كثير 622/4.
3- بالأصل: البرني، و الصواب: البرتي بالتاء باثنتين من فوقها نسبة إلى برت، من قرى بغداد الأنساب.

فيه: قال عمر: فذهبت فإذا رباح غلام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قاعد على أسكفة الغرفة، مدلي (1)رجليه على نقير - يعني جذعا منقورا - قال: فقلت: يا رباح، استأذن لي على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فنظر رباح إلى الغرفة ثم نظر إليّ فسكت، قلت: يا رباح، استأذن لي على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فنظر رباح إلى الغرفة ثم نظر إليّ فسكت، قال: فرفعت صوتي فقلت: استأذن لي يا رباح على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فإني أظن أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يظن إنما جئت من أجل حفصة، و اللّه لئن أمرني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن أضرب عنقها لأضربن عنقها، فنظر رباح إلى الغرفة، ثم نظر إليّ ثم قال بيده هكذا - يعني أنه أشار بيده أن ادخل - في حديث طويل (2).

قال ابن مندة: رواه عمر بن يونس، فزاد أبو نوح، و أبو حذيفة موسى بن مسعود عن عكرمة، لا يعرف إلاّ من حديث عكرمة.

9 - و منهم: رويفع مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم

9 - و منهم: رويفع مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (3):

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء، أنا أبو بكر، أنا أبو أميّة، نا أبي عن مصعب قال: و رويفع يماني مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، رويفع لا عقب له.

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن بن البنّا، نا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأ أحمد بن عبيد - إجازة - أنا محمّد بن الحسين، أنا أبو بكر بن أبي خيثمة في تسمية موالي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: و رويفع مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، أتى ابن رويفع عمر بن عبد العزيز و هو خليفة، ففرض له، و لا عقب لرويفع، لا أعلم أحدا ذكر رويفعا هذا [إلاّ] (4) مصعب [و] (5) بن أبي خيثمة.

ص: 264


1- كذا.
2- انظر الإصابة 502/1.
3- ترجمته في الاستيعاب 501/1 أسد الغابة 88/2 الإصابة 522/1 سيرة ابن كثير 622/4.
4- زيادة منا للإيضاح، انظر عبارة سيرة ابن كثير 622/4 و فيها: هكذا عده في الموالي مصعب بن عبد اللّه الزبيري و أبو بكر بن أبي خيثمة. و انظر الإصابة 522/1.
5- زيادة منا للإيضاح، انظر عبارة سيرة ابن كثير 622/4 و فيها: هكذا عده في الموالي مصعب بن عبد اللّه الزبيري و أبو بكر بن أبي خيثمة. و انظر الإصابة 522/1.
10 - و منهم: أبو أسامة زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي

10 - و منهم: أبو أسامة زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي (1):

حبّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و مولاه، و من آثره على بعض أهله و تبنّاه، و سيأتي ذكره في حرف الزاي من هذا الكتاب إن شاء اللّه تعالى.

11 - و منهم: زيد مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم

11 - و منهم: زيد مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (2):

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي بن عيسى، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، حدّثني محمّد بن علي الجوزجاني، نا أبو سلمة، ثنا حفص بن عمر الطائي، حدّثني أبي عمرو (3) بن مرّة قال: سمعت بلال بن يسار بن زيد مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: سمعت أبي، حدّثني عن جدي أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من قال: أستغفر اللّه العظيم الذي لا إله إلاّ هو الحيّ القيّوم و أتوب إليه غفر اللّه له و إن كان فرّ من الزحف» (4)[1025].

قال البغوي: و لا أعلم لزيد مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم غير هذا الحديث.

قال البغوي: زيد مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أبو يسار بن زيد، سكن المدينة، و روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم حديثا.

أخبرنا أبو الفتح الماهاني (5)،أنبأ شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأ محمّد بن عمرو، نا محمّد بن إسماعيل، نا أبو سلمة موسى بن إسماعيل، نا حفص الشّنّي، نا أبي (6) عمر بن مرة قال: سمعت بلال بن يسار بن زيد مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: سمعت أبي يحدّث عن جدي زيد مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من قال أستغفر اللّه الذي لا إله إلاّ هو الحيّ القيوم و أتوب إليه غفر له و إن كان فرّ من الزحف»[1026].

ص: 265


1- ترجمته في الاستيعاب 47/4 أسد الغابة 129/2 الإصابة 47/4 تهذيب التهذيب 401/3 سير الأعلام 220/1 و انظر بحاشيتها أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
2- ترجمته في أسد الغابة 150/2 الإصابة 561/1 و فيها زيد بن بولي أبو يسار، سيرة ابن كثير 623/4.
3- و في سيرة ابن كثير:«أبو عمر بن مرة». و في أسد الغابة 126/2 حدثني أبي عمر بن مرة.
4- الحديث نقله ابن كثير في السيرة 623/4 و أسد الغابة 126/2.
5- الأصل: الماهان.
6- بالأصل: ابن.

قال ابن مندة: زيد بن يسار مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، روى حديثه بلال بن يسار بن زيد عن أبيه، عن جده.

أخرجه أبو داود عن سلمة موسى بن إسماعيل التبوذكي.

12 - و منهم: سفينة أبو عبد الرّحمن

12 - و منهم: سفينة أبو عبد الرّحمن (1):

و يقال: أبا البختري (2)،قيل: كان اسمه مهران، و يقال: رومان (3)،فسمّاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و كان لأمّ سلمة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم، فأعتقته، و اشترطت عليه أن يخدمه (4)ما عاش.

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو الحسن بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال: سفينة مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، اسمه مهران، و كان من مولدي الأعراب.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن بن أبي حبيش المقرئ، أنا أبو الفرج سهل بن بشر الأسفرايني، و أبو نصر أحمد بن محمّد بن سعيد الطّريثيثي، قالا: أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن عيسى السّعدي، أنا أبو العباس منير بن أحمد بن الحسن الخلاّل، أنا أبو محمّد جعفر بن أحمد بن إبراهيم الحدّاد، نا أبو جعفر أحمد بن الهيثم البلدي قال:

قال أبو نعيم الفضل بن دكين أن سفينة كان اسمه أحمر، مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن ميمون النرسي في كتابه، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبّار الطّيّوري، و أبو العباس بن النرسي - و اللفظ له - قالا: نا عبد الوهّاب بن محمّد بن موسى - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني، أنا أحمد بن عبدان بن محمّد الشيرازي، أنا أبو الحسن محمّد بن

ص: 266


1- ترجمته في الاستيعاب 129/2 أسد الغابة 259/2 سيرة ابن كثير 623/4 الإصابة 58/2 تهذيب التهذيب 125/4 الوافي بالوفيات 285/15 سير الأعلام 172/1 و بحاشيتها ثبت بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
2- إعجامها مضطرب، و المثبت عن أسد الغابة.
3- و قيل في اسمه غير، عدّوا واحدا و عشرين قولا، انظر الإصابة.
4- بالأصل: تخدمه، و الصواب عن سيرة ابن كثير، يعني يخدم النبي صلى اللّه عليه و سلم.

سهل المقرئ، أنا أبو عبد اللّه البخاري قال (1):سفينة أبو عبد الرّحمن مولى أم سلمة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم، له صحبة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس بن محمّد الشّقّاني (2)،أنبأ أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف المغربي، أنا أبو سعيد محمّد بن عبد اللّه بن حمدون التاجر، أنا أبو حاتم مكي بن عبدان التميمي قال: سمعت أبا الحسين (3) مسلم بن الحجّاج يقول: أبو عبد الرّحمن سفينة مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأ شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال: سفينة أبو عبد الرّحمن مولى أم سلمة، سمّاه النبي صلى اللّه عليه و سلم سفينة، و يقال: إن اسمه رومان البلخي، روى عنه بنوه: عبد الرّحمن (4)،و محمّد، و زياد، و كثير، و سعيد بن جمهان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، ثنا عمر بن شبّة، ثنا أبو أحمد الزبيري قال: قال سعيد بن جمهان: قلت لسفينة: ما اسمك يا أبا البختري ؟ قال: سمّاني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سفينة.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو الحسين، أنا عيسى بن علي، ثنا عبد اللّه بن محمّد، نا أبو الربيع سليمان بن داود الزهراني، و محمّد بن جعفر الوركاني، قالا: نا شريك بن عبد اللّه النخعي، عن عمران البجلي عن مولى أم سلمة قال: كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فمررنا بواد أو نهر، فكنت أعين الناس، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما كنت منذ اليوم إلاّ سفينة»[1027].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل (5)،حدّثني أبي، نا أبو النضر (6)،ثنا حشرج بن نباتة

ص: 267


1- التاريخ الكبير 209/4 و انظر فيه «مهران»427/7 و انظر التاريخ الصغير 197/1.
2- إعجامها مضطرب بالأصل، و الصواب ما أثبت و ضبط ، انظر الأنساب، و المطبوعة عبد اللّه بن جابر - بن زيد ص 691.
3- بالأصل:«أبو الحسين بن مسلم» كذا، حذفنا «بن» فهي مقحمة.
4- بالأصل: و عبد الرحمن، حذفنا الواو فهي مقحمة.
5- مسند الإمام أحمد 220/5.
6- بالأصل: أبو النصر، و المثبت عن مسند أحمد.

القيسي (1)،كوفي، حدّثني سعيد بن جمهان قال: حدّثني سفينة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«الخلافة في أمّتي ثلاثون سنة ثم ملكا بعد ذلك»، و ذكر الحديث[1028]:

قلت لسعيد: أين لقيت سفينة ؟ قال: لقيته ببطن نخلة (2) في زمان الحجّاج، فأقمت عنده ثمان ليال أسأله عن أحاديث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال: قلت له: ما اسمك ؟ قال: ما أنا بمخبرك، سمّاني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سفينة، فقلت: و لم سمّاك سفينة ؟ قال:

خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و معه أصحابه، فثقل عليهم متاعهم، فقال لي ابسط كساءك، فبسطت فجعلوا فيه متاعهم ثم حملوه عليّ ، فقال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«احمل فإنما أنت سفينة»، فلو حملت يومئذ وقر بعير أو بعيرين أو ثلاثة أو أربعة أو خمسة أو ستة أو سبعة ما ثقل عليّ إلاّ أن يجفوا (3)[1029].

أخبرنا عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، نا عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن عبد الواهب الحارثي، نا حشرج بن نباتة، عن سعيد بن جمهان قال: لقيت سفينة مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ببطن نخلة، فقال: خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يمشي و معه أصحابه، فثقل عليهم متاعهم، ثم حمله عليّ فقال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«احمل، فإنما أنت سفينة»، فلو حمل عليّ منذ يومئذ وقر بعير أو بعيرين، أو ثلاثة، أو أربعة، أو خمسة، أو ستة، أو سبعة ما ثقل عليّ إلاّ أن يخفوا[1030].

أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنا شجاع بن علي، أنا [أبو] (4) عبد اللّه بن مندة، أنا محمّد بن يعقوب، ثنا أبو قلابة، نا يحيى بن طلحة أبو طلحة، سمعت جدي سعيد بن جمهان يحدّث عن سفينة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«احملوا عليه، فإنه سفينة، و الخلافة في أمّتي ثلاثون سنة»[1031].

قال: و أنبأ ابن مندة، أنبأ إسماعيل بن محمّد الصفّار، ثنا أبو قلابة، نا عبد الصّمد عبد الوارث، حدّثنا حمّاد بن سلمة قال: و أنا محمّد بن عبد اللّه البغدادي، نا جعفر

ص: 268


1- في مسند أحمد: العبسي.
2- مسند أحمد: ببطن نخل.
3- بالأصل:«؟؟؟ حفوا» و في مختصر ابن منظور:«يخفوا» و المثبت عبارة المسند.
4- زيادة لازمة، قياسا إلى سند مماثل.

الصائغ، نا عفّان، نا حمّاد، نا سعيد بن جمهان عن سفينة قال:

أعتقتني أم سلمة و اشترطت عليّ أن أخدم النبي صلى اللّه عليه و سلم ما عشت، قلت: و لو لم تشترطي عليّ لخدمت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، أو ما فارقت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأعتقتني و شارطتني أن أخدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ما عشت (1).

قال: و أنا البغوي قال: و نا محمّد بن إشكاب، ثنا قراد.

ح قال البغوي: و أنا أبو عبد الملك عقبة بن مكرم العمّي، نا يعقوب بن إسحاق قال: نا المرجّى بن رجاء اليشكري، عن أبي ريحانة عن سفينة قال: خدمت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عشر سنين.

قال: و أنا البغوي، نا هارون بن عبد اللّه أبو موسى، نا علي بن عاصم، حدّثني أبو ريحانة عن سفينة مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: لقيني الأسد فقلت: أنا سفينة مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: فضرب بذنبه الأرض و قعد (2).

أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنا أبو منصور شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا محمّد بن يعقوب، نا يحيى بن أبي طالب، نا علي بن عاصم، نا أبو ريحانة عن سفينة مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

كنت في سفر، فعرض لي الأسد، فقلت: يا أبا الحارث أنا سفينة مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال: فولّى و أقعى ذنبه يهمهم، و كان النبي صلى اللّه عليه و سلم يتوضأ بالمدّ و يغتسل بالصاع من الجنابة.

قال: أنا ابن مندة، نا الحسن بن مكرم، حدّثنا عثمان بن عمر، نا أسامة بن زيد، عن محمّد بن المنكدر، عن سفينة قال:

ركبت البحر في سفينة، فكسرت [بنا] (3) فركبت لوحا منها و طرحني في جزيرة فيها أسد، فلم يرعني الأسد، فقلت: يا أبا الحارث، أنا مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فجعل

ص: 269


1- انظر سيرة ابن كثير 624/4 و أسد الغابة 259/2.
2- سيرة ابن كثير 625/4.
3- أخرجه الطبراني رقم 6432، و سيرة ابن كثير 625/4 و انظر أسد الغابة 259/2 و سير الأعلام 173/3 و صححه الحاكم في المستدرك 606/3.

يغمزني بمنكبه حتى أقامني على الطريق، ثم همهم فظننت أنه للسّلام (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أخبرنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن عبد اللّه المخرمي، نا حسين بن محمّد قال:

قال عبد العزيز بن عبد اللّه بن أبي سلمة.

قال: و أخبرنا البغوي قال: و حدّثني إبراهيم بن هانئ قال: ثنا عبيد اللّه بن موسى، عن رجل جميعا عن محمّد بن المنكدر، عن سفينة مولى كان لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

كنا في سفينة تجارا في البحر، فانكسرت السفينة، فرمى بنا البحر فخرجت أمشي لا أدري أين أتوجه، فكان أوّل شيء رأيت الأسد، فقلت: أي أبا الحارث، أنا مولى لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فهمهم، فدفعني برأسه، فجعلت أندفع حتى أوقفني على الطريق.

13 - و منهم: سلمان أبو عبد اللّه الفارسيّ

13 - و منهم: سلمان أبو عبد اللّه الفارسيّ (2):

كان مولى لرجل من يهود، فكاتب على نفسه، و أعانه النبي صلى اللّه عليه و سلم في كتابته حتى عتق، فكان مولاه، و قال فيه:«سلمان منّا أهل البيت» (3)[1032].

و سيأتي أخباره في حرف السّين من هذا الكتاب إن شاء اللّه تعالى.

14 - و منهم: شقران الحبشي مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم

14 - و منهم: شقران الحبشي مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (4):

و اسمه صالح بن عدي ورثه عن أبيه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، نا عبد اللّه بن محمّد، ثنا ابن الأموي، عن أبيه، عن ابن إسحاق قال: اسم شقران صالح مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم.

ص: 270


1- الزيادة عن سيرة ابن كثير 625/4.
2- ترجمته في طبقات ابن سعد 54/4 حلية الأولياء 185/1 الاستيعاب 221/4 تهذيب التهذيب 137/4 الإصابة 223/4 سير الأعلام 505/1 و بحاشيتها ثبت بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
3- أخرجه ابن سعد 59/1/4 و الحاكم في المستدرك 598/3 من طريق ابن أبي فديك عن كثير بن عبد اللّه عن أبيه عن جده.
4- ترجمته في أسد الغابة 375/2 سيرة ابن كثير 626/4 و الإصابة 153/2.

قال البغوي: و حدّثني زيد بن أخرم قال: سمعت ابن داود يقول: شقران و أم أيمن مما ورثه (1) النبي صلى اللّه عليه و سلم عن أبيه.

قال: و حدّثني إبراهيم بن هانئ، حدّثنا أحمد بن حنبل، عن إسحاق بن عيسى، عن أبي معشر فيمن شهد بدرا: شقران مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و كان يومئذ عبدا، و لم يقسم له شيئا (2).

قال البغوي: و ليس لشقران اسم فيمن شهد بدرا في كتاب الزهري، و لا في كتاب ابن إسحاق.

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال (3):ذكر صالح شقران غلام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و كان لعبد الرّحمن بن عوف، فأعجب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأخذه منه بالثمن، و كان عبدا حبشيا، و هو صالح بن عديّ ، شهد بدرا، و هو مملوك، و استعمله رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على الأسرى، و لم يسهم له، فجزاه (4) كلّ رجل له أسير، فأصاب أكثر مما أصاب رجل من القوم من المقسّم، و حضر بدرا أيضا ثلاثة أعبد مماليك: غلام لعبد الرّحمن بن عوف، و غلام لحاطب بن أبي بلتعة، و غلام لسعد بن معاذ، فجزاهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و لم يسهم لهم.

قال (5):و ثنا محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة، عن أبي بكر بن عبد اللّه بن أبي جهم العدوي قال: استعمل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم شقران مولاه على جميع ما وجد في رحال أهل المريسيع من رثّة (6) المتاع و السلاح و النعم و الشاء، و جميع الذرية ناحية.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي

ص: 271


1- غير مقروءة بالأصل. و لعلها:«ورثه» كما يقتضي السياق و انظر الإصابة 153/2.
2- انظر أسد الغابة 375/2 و الإصابة 153/2 و سيرة ابن كثير 627/4.
3- طبقات ابن سعد 49/3-50.
4- غير واضحة بالأصل و المثبت عن ابن سعد، و في سيرة ابن كثير: فحذاه.
5- المصدر نفسه.
6- عن ابن سعد و بالأصل: ورثة.

الوزير، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا محمّد بن عبد الواهب.... (1)،نا مسلم بن خالد الزّنجي، عن عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن شقران قال: رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم يصلّي على حمار متوجها إلى خيبر (2).

قال: و ثنا البغوي، ثنا زيد بن أخزم (3)،نا عثمان بن فرقد، سمعت جعفر بن محمّد قال: أخبرني ابن أبي رافع قال: سمعت شقران يقول: أنا و اللّه طرحت القطيفة تحت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في القبر (4).

15 - و منهم: ضميرة بن أبي ضميرة الحميريّ

15 - و منهم: ضميرة بن أبي ضميرة الحميريّ (5):

أصابه سبيا، فابتاعه النبي صلى اللّه عليه و سلم و أعتقه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن النّقّور، و علي بن أحمد بن محمّد البسري (6)،و أبو نصر محمّد بن محمّد بن علي الزينبي قالوا: أنا محمّد بن عبد الرّحمن المخلص، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا محمّد بن عبد اللّه بن الحكم، أنا ابن وهب، أخبرني ابن أبي ذئب عن حسين بن عبد اللّه بن ضميرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مرّ بأم ضميرة و هي تبكي فقال:«ما يبكيك ؟ أ جائعة أنت ؟ أ عارية أنت ؟» قالت: يا رسول اللّه، فرّق بيني و بين ابني، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا يفرق بين والدة و ولدها»، ثم أرسل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى الذي عنده ضميرة فدعاه، فابتاعه منه ببكر (7)[1033].

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن سعدوية المزكي، أنا عبد الرّحمن بن الحسن الرازي، أنا أبو القاسم جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون الروياني، نا أحمد بن عبد الرّحمن - يعني ابن أخي ابن وهب - نا ابن وهب، نا ابن أبي ذئب.

ص: 272


1- لفظة غير واضحة بالأصل.
2- انظر أسد الغابة 375/2 و الإصابة 153/2.
3- بالأصل أخرم، و المثبت يوافق عبارة سيرة ابن كثير، و انظر ترجمته في سير الأعلام 260/12.
4- أسد الغابة 375/2 سيرة ابن كثير 627/4.
5- ترجمته في الاستيعاب 214/2 أسد الغابة 446/2 و الإصابة 214/2 سيرة ابن كثير 628/4.
6- بالأصل: البشري، و الصواب ما أثبت بالسين المهملة.
7- أسد الغابة و فيها «ببكرة» و سيرة ابن كثير 628/4.

ح و أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي الصوفي، نا محمّد بن إسحاق بن مندة، أنا محمّد بن يعقوب، نا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، نا ابن وهب، عن ابن أبي ذئب، عن حسين بن عبد اللّه بن ضميرة، عن أبيه، عن جده ضميرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مرّ بأم ضميرة و هي تبكي، فقال:- زاد ابن أخي ابن وهب: لها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و قالا:- «ما يبكيك ؟ أ جائعة أنت ؟ أ عارية أنت ؟» قال ابن أخي ابن وهب:

أو عارية أنت ؟ قالت: يا رسول اللّه، فرّق - و قال ابن عبد الحكم: فرق بيني و بين ابني - قال: و في حديث ابن عبد الحكم فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا يفرّق بين الوالدة و ولدها»، ثم أرسل - زاد ابن أخي ابن وهب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و قالا:- إلى الذي عنده ضميرة و دعاه، فابتاعه منه ببكر[1034].

قال ابن أبي ذئب: ثم أقرأني كتابا عنده كتب:

بسم اللّه الرّحمن الرحيم، هذا كتاب من محمّد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لأبي ضميرة و أهل بيته، إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أعتقهم، و إنهم أهل بيت من العرب، إن أحبّوا أقاموا عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و إن أحبّوا رجعوا إلى قومهم، و لا يعرض لهم إلاّ بحق، و من لقيهم من المسلمين فليستوص بهم خيرا، و كتب أبيّ بن كعب (1).

16 - و منهم: طهمان مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم

16 - و منهم: طهمان مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم (2):

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، نا عبد اللّه بن محمّد، نا منجاب بن الحارث و غيره عن شريك، عن عطاء بن السائب قال: أوصى أبي بشيء (3) لبني هاشم، فأتيت أبا جعفر بالمدينة، فبعثني إلى امرأة عجوز كبيرة ابنة لعلي، فقالت: حدّثني مولى لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقال له طهمان أو ذكوان قال:

قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا طهمان، أو يا ذكوان، إن الصدقة لا تحل لي و لا لأهل بيتي، و إن مولى القوم من أنفسهم»[1035].

ص: 273


1- الكتاب في أسد الغابة 447/2 الإصابة 214/2 و سيرة ابن كثير 628/4.
2- ترجمته في الاستيعاب 238/2 و أسد الغابة 481/2 و الإصابة 235/2 و ورد فيها في «ذكوان» و سيرة ابن كثير 628/4.
3- مضطربة بالأصل و تقرأ:«إلى أنس» كذا، و المثبت «أبي بشيء» عن أسد الغابة.

قال البغوي: و رواه غيره عن شريك عن عطاء بن السّائب، و سمّاه مهران، و قيل ميمون، و قيل باذام (1)،و قيل: كيسان، فلا أدري أيّها الصواب.

كذا كان في الأصل، و لا أعرف للبغوي رواية عن منجاب، و اللّه أعلم.

17 - و منهم: عبيد مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم

17 - و منهم: عبيد مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (2):

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي الصوفي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، نا عبد الرّحمن بن يحيى بن مندة، نا أبو مسعود أحمد بن الفرات، أنا أبو داود، عن شعبة، عن سليمان التيمي، عن شيخ عن عبيد مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

قلت: هل كان النبي صلى اللّه عليه و سلم يأمر بصلاة سوى المكتوبة ؟ قال: صلاة بين المغرب و العشاء (3).

أخبرنا أبو غالب، أنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى، أنا عبد اللّه، حدّثنا نصر بن علي، نا المعتمر، و سمعته يحدّث عن أبيه قال:

طرأ علينا رجل فقال: قيل لعبيد مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: هل كان النبي صلى اللّه عليه و سلم يأمر بصلاة بعد المكتوبة ؟ قال: نعم، ما بين المغرب و العشاء (4).

قال البغوي: لم يحدّث به غير سليمان التيمي، و ليس لعبيد غيره فيما أعلم، و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنبأ أنا أبو سعد الجنزرودي (5)،أنا أبو عمرو بن حمدان.

و أخبرتنا أمّ المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنبأ أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا عبد الأعلى - زاد ابن المقرئ: ابن حمّاد - نا حمّاد بن سلمة، عن سليمان - زاد ابن حمدان: التيمي - عن

ص: 274


1- عن سيرة ابن كثير، و مختصر ابن منظور، و بالأصل: بادام.
2- ترجمته في أسد الغابة 434/3 و سيرة ابن كثير 629/4 الإصابة 448/2.
3- سيرة ابن كثير 629/4 و الإصابة 448/2.
4- أسد الغابة 435/3 و الإصابة 448/2.
5- بالأصل: الخيزروددي، كذا و هو خطأ و الصواب ما أثبت و قد مضى التعريف به.

عبيد مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - و قال ابن المقرئ: النبي صلى اللّه عليه و سلم - قال: إن امرأتين كانتا صائمتين، و كانتا تغتابان الناس، فدعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بقدح فقال لهما:«قيئا». فقاءتا، قيحا و دما و لحما عبيطا (1)،ثم قال:«إن هاتين صامتا عن الحلال و أفطرتا على الحرام» (2)[1036].

كذا قال، و سليمان لم يسمعه من عبيد، بينهما رجل غير مسمى.

كذلك رواه محمّد بن أبي عدي، و يزيد بن هارون.

فأمّا حديث ابن أبي عدي:

فأخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، نا يزيد، ثنا سليمان، و ابن أبي عدي عن سليمان المعني عن رجل حدّثهم في مجلس أبي عثمان النهدي قال ابن أبي (4) عدي عن شيخ من أصحاب أبي عثمان عن عبيد مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن امرأتين صامتا و أن رجلا قال: يا رسول اللّه، إن هاهنا امرأتين قد صامتا، و إنهما قد كادتا أن تموتا من العطش، فأعرض عنه أو سكت، ثم عاد، قال: و أراه قال: بالهاجرة، قال: يا نبي اللّه، إنهما و اللّه قد ماتتا أو كادتا أن تموتا، قال:«ادعهما»، قال: فجاءتا، قال: فجيء بقدح أو عسّ (5)،فقال لإحداهما:«قيئي» فقاءت قيحا و دما و صديدا و لحما حتى قاءت نصف القدح، ثم قال للأخرى: قيئي فقاءت من دم و قيح و صديد و لحم عبيط ، و غيره حتى ملأت القدح، ثم قال:«إن هاتين صامتا عما أحلّ اللّه لهما، و أفطرتا على ما حرّم اللّه عليهما، جاءت (6)إحداهما إلى الأخرى فجعلتا يأكلان لحوم الناس»[1037].

و أمّا حديث يزيد:

فأخبرناه ابن سعدوية، أنبأ أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا

ص: 275


1- اللحم العبيط : الطري.
2- أسد الغابة 434/3 و سيرة ابن كثير 629/4 و الإصابة 448/2.
3- مسند الإمام أحمد 431/5.
4- بالأصل: قال نا ابن عدي، و المثبت عن مسند أحمد.
5- العس: القدح الضخم (اللسان).
6- مسند أحمد: جلست.

محمّد بن هارون، حدّثنا سفيان بن وكيع، نا يزيد بن هارون، عن سليمان التيمي قال:

سمعت رجلا يحدّث في مجلس أبي عثمان النهدي عن عبيد مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن امرأتين صامتا على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا رسول اللّه إن هاهنا امرأتين صامتا و قد كادتا أن تموتا، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ائتوني بهما»، فجاءتا، فدعا بعسّ أو قدح فقال لإحداهما:«قيئي» فقاءت من دم و قيح و صديد حتى قاءت نصف القدح، و قال للأخرى:«قيئي» فقاءت من دم و قيح و صديد حتى ملأت القدح، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«إن هاتين صامتا مما أحلّ اللّه لهما، و أفطرتا على ما حرّم اللّه عليهما، جلست إحداهما إلى الأخرى فجعلتا يأكلان لحوم الناس»[1038].

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي الصوفي، نا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا خيثمة، أنبأ الحسن بن مكرم.

ح قال ابن مندة: و أنا إسماعيل بن محمّد الصفّار، نا محمّد بن عبد الملك الدّقيقي، قالا: ثنا يزيد بن هارون، أنا سليمان التيمي:

سمعت رجلا يحدّث في مجلس أبي عثمان النهدي عن عبيد مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن امرأتين صامتا على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فجلست إحداهما إلى الأخرى، فجعلتا يأكلان لحوم الناس، فجاء رجل إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا رسول اللّه، إن هاهنا امرأتين و قد كادتا أن تموتا من العطش، فأعرض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فسكت، ثم جاءه بعد ذلك - أحسبه قال: في الظهيرة - فقال: يا رسول اللّه، إنهما قد ماتتا أو كادتا أن تموتا، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ائتوني بهما»، فجاءتا، فدعا بعسّ أو قدح، فقال لإحداهما (1):

«قيئي» فقاءت من دم و قيح و صديد حتى ملأت القدح، ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن هاتين صامتا على ما أحل اللّه لهما، و أفطرتا على ما حرّم اللّه عليهما، جلست إحداهما إلى الأخرى فجعلتا يأكلان لحوم الناس»[1039].

و رواه عثمان بن عتّاب (2) الراسبي البصري عن الرجل الذي رواه عنه التيمي إلاّ أنّه شك في اسم مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم، فقال سعيد، أو عبيد عثمان بن عتّاب الذي يشك - مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنهم أمروا بصيام قال: فجاء رجل بعض النهار فقال: يا رسول اللّه، إن فلانا و فلانة قد أتلفهما الجهد، فذكر معنى حديث يزيد و ابن أبي عدي عن سليمان.

ص: 276


1- بالأصل: لأحدهما.
2- في سيرة ابن كثير: عثمان بن غياث.
18 - و منهم: فضالة مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم

18 - و منهم: فضالة مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم (1):

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف [أنا الحارث] (2) بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، حدّثني عيينة بن جبير (3) الأشهلي قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر محمّد بن عمرو بن حزم: أن افحص لي - عن يعني - أسماء خدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من الرجال و النساء و مواليه.

فكتب إليه قال: و كان فضالة مولى له يماني، نزل الشام بعد، و كان أبو مويهبة مولّدا من مولدي مزينة فأعتقه (4).

لم أجد ذكر فضالة هذا في موالي النبي صلى اللّه عليه و سلم إلاّ من هذا الوجه، و اللّه أعلم.

19 - و منهم: قفيز مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم

19 - و منهم: قفيز مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم (5):

أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنا أبو منصور شجاع (6) بن علي الصّوفيّ ، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأ سهل بن السري، نا أحمد بن محمّد بن المنكدر، نا محمّد بن يحيى، عن محمّد بن سليمان الحزامي، عن زهير بن محمّد، عن أبي بكر بن عبيد اللّه بن أنس عن أنس كان للنبي صلى اللّه عليه و سلم غلام يقال له قفيز (7).

قال ابن مندة: تفرّد به محمّد بن سليمان.

ص: 277


1- ترجمته في الاستيعاب 198/3 هامش الإصابة، و أسد الغابة 63/4 و الإصابة 208/3 و سيرة ابن كثير 629/4.
2- ما بين معكوفتين زيادة لازمة منا، فالسند مضطرب.
3- في سيرة ابن كثير: عتبة بن خيرة الأشهلي.
4- انظر سيرة ابن كثير 629/4-630.
5- ترجمته في أسد الغابة 110/4 و سيرة ابن كثير 630/4 و نص عليه قفيز أوله قاف و آخره زاي، و الإصابة 240/3. ضبطه عبد الغني بن سعيد: قفيز: بقاف و فاء و آخره زاي بوزن عظيم.
6- بالأصل: أبو منصور بن شجاع، حذفنا «بن» فهي مقحمة.
7- أسد الغابة و سيرة ابن كثير و الإصابة. و في الإصابة و سيرة ابن كثير:«محمد بن سليمان الحراني» و فيهما: أبو بكر بن عبد اللّه بن أنس.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي نصر علي بن هبة اللّه بن علي بن جعفر الحافظ ، قال (1):و أمّا قفيز أوّله قاف و آخره زاي، فهو غلام النبي صلى اللّه عليه و سلم، أرى (2) اسمه قفيزا، روى ذلك أنس بن مالك.

20 - و منهم: كركرة مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم

20 - و منهم: كركرة مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم (3):

كان على ثقله (4).

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا أبي علي البنّا، قالا: أنا أبو سعد بن أبي علانة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا إبراهيم بن حمّاد، نا أبي، نا هارون بن مسلم، أنا محمّد بن عمر، حدّثني عتبة بن جبيرة الأشهلي قال (5):

كتب عمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر بن حزم أن أفحص لي عن أسماء خدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من الرجال و النساء و مواليه.

فكتب إليه يخبره: أن أم أيمن بركة كانت لأبي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فورثها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأعتقها، و كان عبيد بن عمرو بن الخزرجي قد تزوجها بمكة، فولدت له أيمن، ثم إن خديجة ملكت زيد بن حارثة، فسأل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خديجة أن تهبه له زيدا، و ذلك بعد أن تزوجها، فوهبته له، فأعتقه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و كان أبو كبشة من مولدي مكة، فأعتقه، و كان أنسة (6) من مولّدي السّراة فأعتقه، و كان صالح و هو شقران غلاما له فأعتقه، و كان سفينة غلاما له فأعتقه، و كان ثوبان رجلا من أهل اليمن ابتاعه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بالمدينة فأعتقه، و له نسب إلى اليمن، و كان رباح أسود فأعتقه، و كان يسار [عبدا] (7) نوبيا أصابه في غزوة بني عدي (8) بن ثعلبة، فأعتقه، و كان أبو رافع

ص: 278


1- الاكمال لابن ماكولا 54/7.
2- الاكمال: كان.
3- ترجمته في أسد الغابة 170/4 و الإصابة 293/3 و سيرة ابن كثير 630/4.
4- الثقل: متاع المسافر.
5- انظر الخبر في طبقات ابن سعد 497/1.
6- بالأصل: آسية، و الصواب عن ابن سعد، و قد مضت ترجمته.
7- زيادة عن ابن سعد.
8- ابن سعد: بني عبد بن ثعلبة.

للعباس فوهبه لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فلما أسلم العباس بشّر به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأعتقه، و اسمه أسلم، و كان فضالة مولى له، نزل الشام بعد زمان و كان أبو مويهبة مولّدا من مولدي مزينة فأعتقه، و كان رافع غلاما لسعيد بن العاص، فورثه ولده و أعتق بعضهم في الإسلام، و يمسك بعض، فجاء رافع إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم يستعين به على من لم يعتق حتى (1)يعتقه فكلمه يومئذ فيه، فوهبه له، فأعتقه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فكان يقول: أنا مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و كان مدعم (2) غلاما للنبي صلى اللّه عليه و سلم وهبه له رفاعة بن زيد الجذامي من مولّدي حسمى (3) قتل بوادي القرى. روى عن أبي هريرة أنه شهد خيبر ثم انصرف إلى وادي القرى، فلم يزل يحط رحله بوادي القرى، فجاءه سهم غرب فقتله، فقتل، هنيئا له الشهادة، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«كلا، و الذي نفسي بيده إنّ الشملة التي (4) غل يوم خيبر تحترق عليه في النار»، و كان أبو بكرة (5) غلاما للنبي صلى اللّه عليه و سلم أهداه له[1040].

كذا فيه، و لا أعلم لكركرة رواية، و لكن له ذكر في حديث.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه (6)،حدّثني أبي، نا سفيان، عن عمرو، عن سالم بن أبي الجعد، عن عبد اللّه بن عمرو قال: كان على رحل و قال مرة على ثقل النبي صلى اللّه عليه و سلم رجل يقال له كركرة، فمات، قال:«هو في النار»، فنظروا فإذا عليه عباءة قد غلّها، و قال مرة:«أو كساء قد غلّه»[1041].

أخرجه البخاري عن علي بن المديني عن سفيان (7).

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد الماهاني، أنا شجاع بن علي الصوفي، أنا أبو أبو عبد اللّه بن مندة قال: كركرة (8) له صحبة لا يعرف له رواية إلاّ أنه ذكر في حديث عمرو بن كيسان عن سالم.

ص: 279


1- قد تقرأ بالأصل:«حين» و المثبت عن ابن سعد.
2- بالأصل:«من عمر» و المثبت عن ابن سعد.
3- بالأصل: حشما، و المثبت عن ابن سعد، و انظر معجم البلدان.
4- في ابن سعد: التي أخذها عنا يوم خيبر تحرق عليه في النار.
5- كذا بالأصل، و في ابن سعد: قال: و كان كركرة غلاما للنبي صلى اللّه عليه و سلم.
6- مسند أحمد ج 160/2.
7- صحيح البخاري كتاب الجهاد باب الغلول 91/4.
8- حكى البخاري الخلاف في كافه هل هي بالفتح أو الكسر، و نقل ابن قرقول أنه يقال بفتح الكافين - و بكسرهما، و مقتضاه أن فيه أربع لغات، و قال النووي: إنما الخلاف في الكاف الأولى و أما الثانية فمكسورة جزما.(ابن حجر في الإصابة).
21 - و منهم: كيسان مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم

21 - و منهم: كيسان مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم (1):

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأ عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا أبو بكر بن أبي صدقة، نا ابن فضيل عن عطاء بن السّائب قال: أتيت أم كلثوم بنت علي فقالت: إن مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقال له كيسان، قال له النبي صلى اللّه عليه و سلم في شيء من أمر الصدقة:«إنّا أهل بيت نهينا أن نأكل الصدقة، و إن مولانا من أنفسنا و لا نأكل الصدقة» (2)[1042].

أخبرنا أبو الفتح يوسف الماهاني، أنبأ [أبو منصور] شجاع [بن علي] الصّوفيّ ، أنا محمّد بن إسحاق بن مندة، أنا سهل بن السري، نا خلف بن سليمان، نا عثمان بن أبي سكينة، نا جرير، نا عطاء بن السّائب، عن أمّ كلثوم قالت (3):حدّثني مولى للنبي صلى اللّه عليه و سلم يقال له: كيسان.

هكذا رواه همّام بن يحيى، عن عطاء بن السّائب، و رواه حمّاد بن زيد عن عطاء بن السّائب قال: سمعت أمّ كلثوم بنت علي تقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لمولى لنا يقال له: كيسان، أو قالت: هرمز:«يا كيسان إن مولى القوم لمن أنفسهم، و إنّا لا نأكل الصدقة»[1043].

و كذا رواه حمّاد بن سلمة، و ورقاء بن عمرو، و علي بن عابس، عن عطاء بن السّائب.

22 - و منهم: مأبور القبطي الخصي مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم

22 - و منهم: مأبور القبطي الخصي مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم (4):

أهداه له المقوقس صاحب الإسكندرية.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا

ص: 280


1- ترجمته في أسد الغابة 204/4 سيرة ابن كثير 630/4 و الإصابة 309/3.
2- نقله ابن كثير في السيرة 630/4.
3- بالأصل: قال.
4- ترجمته في أسد الغابة 229/4 الإصابة 334/3 سيرة ابن كثير 630/4. قال ابن حجر: مأبور بموحدة خفيفة مضمومة و واو ساكنة ثم راء مهملة.

أحمد بن عبيد بن بيري - إجازة - أنا أبو عبد اللّه محمّد بن الحسين بن محمّد بن سعيد، نا ابن أبي خيثمة، أنبأ مصعب قال: أهدى المقوقس إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خصيا يقال له مأبورا، و المقوقس صاحب الإسكندرية من القبط .

23 - و منهم: مدعم

23 - و منهم: مدعم (1):

من مولدي حسمى (2)،أهداه رفاعة بن زيد الجذامي إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في حياته، لا أعلم له رواية و ذكره في حديث.

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنبأ أبو القاسم علي بن المحسّن بن علي التنوخي.

ح و أخبرنا أبو الحسن محمّد بن عبد الملك بن إبراهيم المؤرخ، و أبو غالب بن البنّا، و أبو الحسن محمّد بن محمّد بن نوبة، و أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن يوسف، و أبو الحسن علي بن المبارك الخيّاط ، و أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو نصر أحمد بن محمّد بن الطوسي، و كريمة بنت محمّد بن أحمد الخاضبة، قالوا: أنا أحمد بن محمّد بن النقور.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عبد اللّه بن محمّد الصّريفيني، قالوا:

أنا عبيد اللّه بن محمّد بن إسحاق المتّوثي (3).

و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا عبد اللّه بن محمّد الصّريفيني، قالوا: أنا عبيد اللّه بن محمّد بن إسحاق، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو أحمد محمّد بن محمّد الحافظ .

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر أيضا، أنا أبو عثمان سعيد بن محمّد البحيري (4)،أنا أبو علي زاهر بن أحمد بسرخس.

و أخبرنا أبو الفتح محمّد بن علي الواعظ ، و أبو محمّد عبد السّلام بن أحمد،

ص: 281


1- ترجمته في أسد الغابة 355/4 سيرة ابن كثير 631/4 و الإصابة 394/3.
2- حسمى: أرض ببادية الشام.
3- إعجامها مضطرب بالأصل، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 548/16.
4- بالأصل: البحتري، خطأ و الصواب ما أثبت.

و عبد القادر، و أبو عبد اللّه سمرة ابنا جندب، و أبو نصر عبيد اللّه بن أبي عاصم الصوفي، قالوا: أنبأ محمّد بن عبد العزيز الفارسي، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أحمد بن أبي شريح، قالوا: ثنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا مصعب بن عبد اللّه الزبيري، حدّثني مالك، عن ثور بن زيد الديلي، عن ابن العقب (1) مولى ابن مطيع عن أبي هريرة أنه قال:

خرجنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عام خيبر، فلم نغنم ذهبا و لا ورقا إلاّ الثياب و المتاع و الأموال، قال: فوجّه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نحو وادي القرى (2)،فبينما - و قال أحمد و ابن أبي شريح و التنوخي و المؤرخ: فبينما مدعم - يحط رحل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذ جاءه سهم عائر فقتله، فقال الناس: هنيئا لك الجنة، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«كلا و الذي نفسي بيده إنّ الشملة (3) التي أخذها يوم حنين من الغنائم - و قال المؤرخ و ابن البنّا و ابن بويه، و ابن يوسف، و الخياط و كريمة: المغانم - لم يصبها المقاسم لتشتعل عليه نارا»، فلما سمعوا ذلك - و قال ابن أبي شريح: ذاك - و زاد من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و قال و جاء رجل - و في حديث الشّحّامي: الرجل - بشراك أو شراكين إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«شراك من نار أو شرا كان من نار»[1044].

أخبرنا أبو محمّد السندي، أنا أبو عثمان المزكي، أنا أبو علي السرخسي، أنا أبو إسحاق الهاشمي، نا أبو مصعب الزهري، نا مالك، عن ثور بن يزيد الديلي، عن أبي الغيث مولى ابن مطيع عن أبي هريرة قال:

خرجنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عام خيبر، فلم نغنم ذهبا و لا ورقا إلاّ الأموال و المتاع و الثياب، و أهدى رجل من بني الضّبيب يقال له رفاعة بن زيد لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم غلاما أسود يقال له مدعم، فوجّه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى وادي القرى حتى إذا كانوا بوادي القرى بينما مدعم يحط رحل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فذكر الحديث، و قال: التي أجد، و قال: من المغانم، و قال: فلما سمع الناس ذلك، و الباقي مثله.

أخرجه البخاري عن ابن أبي أويس، و عن عبد اللّه بن محمّد السندي عن

ص: 282


1- كذا بالأصل هنا «ابن العقب» و في دلائل البيهقي 269/4:«أبي الغيت» و سيأتي في الخبر التالي.
2- وادي القرى: واد كثير القرى بين المدينة و الشام.
3- الشملة: كساء غليظ يلتحف به.

معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق الفزاري (1).

و أخرجه مسلم عن القعنبي (2)،و عن زهير بن حرب عن إسحاق بن عيسى، و عن أبي الطاهر عن ابن وهب، و أخرجه أبو داود عن القعنبي، و أخرجه النسائي عن محمّد بن سلمة، و الحارث بن مسكين عن ابن القاسم، كلّهم عن مالك.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل الفضيلي، أنا محلّم (3) بن إسماعيل، أنا أبو سعد الخليل بن أحمد، أنا أبو العباس السّراج، نا قتيبة، نا عبد العزيز - هو ابن محمّد - عن أبي الغيث (4)،عن أبي هريرة قال:

خرجنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى خيبر، ففتح اللّه عزّ و جلّ علينا، فلم نغنم ذهبا و لا ورقا، غنمنا المتاع و الطعام و الثياب، ثم انطلقنا إلى الوادي، و مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عبد له وهبه رجل من بني جذام يدعى رفاعة بن زيد، فلما نزلوا بالوادي قام عبد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يحلّ رحله، فرمي بسهم، فكان فيه حتفه، فقلنا: هنيئا له الشهادة يا رسول اللّه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«كلا، و الذي نفس محمّد بيده إنّ الشملة لتلتهب عليه نارا، أخذها من الغنائم يوم خيبر لم تصبها المقاسم»، قال: ففزع الناس، فجاء رجل بشراك أو شراكين، فقال: يا رسول اللّه أصبت هذا يوم خيبر، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«شراك من نار أو شراكان من نار»[1045].

أخرجه مسلم عن قتيبة (5).

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنا الحسن بن علي الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن محمّد بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال: مدعم مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و كان أسود، وهبه لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رفاعة بن زيد بن وهب الخزاعي (6)،فكان يسار مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و يرحّل له.

ص: 283


1- صحيح البخاري 64 المغازي،38 باب غزوة خيبر.
2- صحيح مسلم(1) الإيمان،(48) باب غلظ تحريم الغلول.
3- رسمها مضطرب بالأصل و صورته:«محمكم».
4- غير واضحة بالأصل، و قد تقرأ: العتب.
5- صحيح مسلم كتاب الايمان ج 108/1.
6- كذا بالأصل، و في ابن سعد 498/1 «الجذامي» و هو الصواب و قد وردت صوابا في كل الروايات السابقة.
24 - و منهم: مهران مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم

24 - و منهم: مهران مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم (1):

أخبرنا أبو سهل بن سعدوية، أنا أبو الفضل الرازي، ثنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا سفيان، نا أبي - يعني وكيع بن الجرّاح - نا سفيان، عن عطاء بن السّائب قال: أتيت أم كلثوم بنت علي بشيء من الصدقة، فردّتها و قالت: حدّثني مولى للنبي صلى اللّه عليه و سلم يقال له مهران أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«إنّا أهل البيت لا تحل لنا الصدقة، و مولى القوم منهم»[1046].

رواه غير وكيع عن سفيان، و قال: عن ميمون أو مهران.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا محمّد بن إسحاق، أنا محمّد بن محمّد بن إبراهيم الورّاق، نا أحمد بن محمّد بن عيسى، نا أبو نعيم الفضل بن دكين، و محمّد بن كثير، و أبو حذيفة، قالوا: ثنا سفيان عن عطاء بن السّائب قال: أوصى إلى رجل بوصيّة من الزكاة أو الصدقة، فأتيت أم كلثوم بنت علي، فقالت: احذر شبابنا أن يأخذوا منها شيئا، و انه حدّثني ميمون أو مهران أنه مرّ على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«يا ميمون، أو يا مهران، إنا قوم نهينا عن الصدقة، و إن موالينا من أنفسنا، و لا يأخذن من الصدقة»[1044].

و رواه ابن مندة في موضع آخر عنه من غير شك.

أخبرنا أبو الفتح يوسف، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم الورّاق، نا أحمد بن يحيى البرني، نا أبو نعيم، و محمّد بن كثير، و أبو حذيفة قالوا: ثنا سفيان بن سعيد، عن عطاء بن السّائب قال: أتيت أم كلثوم بنت علي بشيء من الصدقة فردّتها و قالت: حدّثني مولى للنبي صلى اللّه عليه و سلم يقال له مهران أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«إنا آل محمّد لا تحل لنا الصدقة، و مولى القوم من أنفسهم»[1048].

25 - و منهم: ميمون مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم

25 - و منهم: ميمون مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم (2):

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا

ص: 284


1- ترجمته في أسد الغابة 504/4 و سيرة ابن كثير 631/4 و الإصابة 467/3.
2- انظر الذي قبله.

عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، ثنا عبد الرزّاق، ثنا سفيان، عن عطاء بن السّائب قال: حدثتني أم كلثوم ابنة علي قال: أتيتها بصدقة كانت أمر بها قالت: احذر شبابنا فإن ميمون أو مهران مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم أخبرني أنه مرّ على النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال له:«يا ميمون، أو يا مهران، إنّا أهل البيت نهينا عن الصدقة، و إن موالينا من أنفسنا، و لا نأكل الصدقة»[1049].

26 - و منهم: نافع مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم

26 - و منهم: نافع مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (2):

أخبرنا أبو الفتح الماهاني، ثنا شجاع الصوفي، أنا محمّد بن إسحاق، أنا أحمد بن محمّد بن زياد، نا محمّد بن عبد الملك بن مروان، نا يزيد بن هارون، أنا أبو مالك الأشجعي عن يوسف بن ميمون، عن نافع مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لا يدخل الجنّة شيخ زان، و لا مسكين مستكبر، و لا منّان بعمله على اللّه عزّ و جلّ » (3)[1050].

27 - و منهم

27 - و منهم (4):نفيع، و يقال: مسروح أبو بكرة

مولى ثقيف، يدلّى إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في حفارة الطائف في بكرة فكنّاه أبو بكرة، و أعتقه، فكان من مواليه.

يأتي ذكره في حرف النون إن شاء اللّه من هذا الكتاب.

28 - و منهم: واقد، و يقال: أبو واقد مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم

28 - و منهم: واقد، و يقال: أبو واقد مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم (5):

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحدّاد، قالا: أنا أبو نعيم، نا ابن عمر، و ابن

ص: 285


1- مسند الإمام أحمد 35/4.
2- ترجمته في أسد الغابة 525/4 و الإصابة 547/3 و سيرة ابن كثير 631/4 و الاستيعاب 541/3 هامش الإصابة.
3- بهذا الإسناد، و نقلا عن ابن عساكر، أورده ابن كثير في السيرة 631/4 و باختصار في أسد الغابة، و من طريق يزيد بن هارون في الإصابة و قال ابن حجر: أخرجه البخاري و مطين و الحسن بن سفيان و البغوي و ابن أبي داود و ابن السكن و ابن شاهين و الطبراني و ابن منده من طريق أبي سعيد الأشج.
4- ترجمته في أسد الغابة 578/4 و سيرة ابن كثير 632/4 و الإصابة 571/3.
5- ترجمته في أسد الغابة 656/4 سيرة ابن كثير 632/4 و الاستيعاب 639/3 و الإصابة 628/3.

حمدان، نا الحسن بن سفيان، نا محمّد بن يحيى بن عبد الكريم، نا الحسين بن محمّد، نا الهيثم بن حمّاد، عن الحارث بن غسّان، عن رجل من قريش من أهل المدينة، عن زاذان (1)،عن واقد مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من أطاع اللّه فقد ذكر اللّه، و إن قلّت صلاته و صيامه و تلاوته للقرآن، و من عصى اللّه فلم يذكره، و إن كثرت صلاته و صيامه و تلاوته للقرآن» (2)[1051].

أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنا شجاع بن علي، أنا محمّد بن إسحاق، أنا محمّد بن محمّد بن يعقوب، نا القاسم بن يحيى بن نصر المخرمي، نا إبراهيم بن سعيد الجوهري، نا الحسين بن محمّد، عن الهيثم بن حمّاد، عن الحارث بن غسّان، عن زاذان (3)،عن أبي واقد مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رفعه قال:«من أطاع اللّه فقد ذكره و إن كثر صلاته و صيامه و تلاوته القرآن» أسقط الرجل القرشي، و نقص متن الحديث، و أخال معناه و قال عن أبي واقد و قد قال في موضع آخر من كتابه واقد مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«من أطاع اللّه فقد ذكره»[1052].

رواه الهيثم بن حمّاد، عن الحارث بن غسّان، عن زاذان (4) إلى عمر عنه.

29 - و منهم: هرمز أبو كيسان مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و يقال: كيسان

29 - و منهم: هرمز أبو كيسان مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و يقال: كيسان (5):

أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنا شجاع بن علي، أنا محمّد بن إسحاق، أنا أحمد بن مهران الفارسي، نا الربيع بن سليمان، نا أسد بن موسى، نا ورقاء، عن عطاء بن السّائب قال: دخلت على أم كلثوم فقالت: أن (6) هرمز أو كيسان، حدثنا أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«إنّا لا نأكل الصدقة»[1053].

رواه علي بن عابس عن عطاء فقال: عن فاطمة بنت علي، أو أم كلثوم - بالشك-، و كنّى هرمز أبا كيسان.

ص: 286


1- بالأصل: زادان بالدال المهملة و الصواب عن أسد الغابة.
2- ذكره ابن كثير من طريق أبي نعيم الأصبهاني في السيرة 632/4 و مختصرا في أسد الغابة و الإصابة.
3- بالأصل: زادان، و قد مضى قريبا.
4- بالأصل: زادان، و قد مضى قريبا.
5- ترجمته في أسد الغابة 617/4 سيرة ابن كثير 632/4 و الإصابة 600/3 في «هرم» و ترجم له في «كيسان».
6- بالأصل «أنت» و المثبت عن أسد الغابة.

أخبرنا أبو سهل بن سعدوية عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا أحمد بن عبد الرّحمن، ثنا عمّي - يعني ابن وهب - نا علي بن عبّاس عن عطاء بن السّائب، عن فاطمة بنت علي، أو أم كلثوم بنت علي قالت (1):سمعت مولى لنا يقال له هرمز يكنى أبا كيسان قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّا أهل بيت لا تحل لنا الصدقة، و إن موالينا من أنفسنا، فلا تأكلوا الصدقة»[1054].

كتب إليّ أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن الخطّاب بن الإسكندر، أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن عيسى السعدي، أنا أبو عبد اللّه عبيد اللّه بن محمّد بن محمّد العكبري، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا منصور بن أبي مزاحم، نا أبو (2)حفص الأبّار (3) عن ابن أبي زياد عن معاوية بن قرّة قال: شهد بدرا عشرون مملوكا، منهم مملوك للنبي صلى اللّه عليه و سلم يقال له هرمز، فأعتقه النبي صلى اللّه عليه و سلم و قال:«إن اللّه تبارك و تعالى قد أعتقك، و إن مولى القوم منهم، و إنّا أهل بيت نبتلى بأكل الصدقة فلا تأكلها» (4)[1055].

قال البغوي: أنا منصور بهذا الحديث عن الأبّار عن زياد بن أبي زياد، و ترك يزيد، و قال عن ابن أبي زياد.

30 - و منهم: هشام مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم

30 - و منهم: هشام مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (5):

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن محمّد بن الفهم، أنا محمّد بن سعد:

أخبرنا سليمان بن عبد اللّه الرقّي، نا محمّد بن أيوب الرقّي، عن سفيان، عن عبد الكريم، عن أبي الزبير، عن هشام مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: جاء رجل إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا رسول اللّه، إن امرأتي لا تدفع يد لامس (6) قال:«طلقها»، قال: إنها

ص: 287


1- بالأصل: قال.
2- كتبت فوق الكلام بخط مغاير.
3- عن سيرة ابن كثير، و بالأصل:«الأبان» خطأ.
4- سيرة ابن كثير 633/4.
5- ترجمته في أسد الغابة 624/4 و سيرة ابن كثير 633/4 و الإصابة 606/3.
6- مضطربة بالأصل و رسمها:«بدلا مبين» و الصواب ما أثبت:«يد لامس» عن أسد الغابة و سيرة ابن كثير.

تحبني، قال:«فتمتع بها» (1)[1056].

أخبرنا عاليا أبو الفتح الماهاني، أنبأ شجاع بن علي، أنا محمّد بن إسحاق، أنا أبو عمرو مولى بني هاشم، نا محمّد بن مسلم بن زرارة، نا سليمان بن عبد اللّه الرقّي، نا محمّد بن أيوب الرقّي، عن سفيان الثوري، عن عبد الكريم، عن أبي الزبير عن هشام مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: جاء رجل إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: إن لي امرأة لا تدفع يد لامس، قال:«طلقها»، قال: إنها تعجبني، قال:«تمتع بها».

قال ابن مندة: رواه جماعة عن الثوري عن عبد الكريم. قال: أخبرني أبو الزبير عن مولى بني هاشم (2) عن النبي صلى اللّه عليه و سلم. و رواه عبيد اللّه بن عمرو عن عبد الكريم عن أبي الزبير عن جابر[1057].

31 - و منهم: يسار مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم

31 - و منهم: يسار مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم (3):

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر محمّد بن العبّاس، نا عبد الوهّاب بن أبي حيّة، نا محمّد بن شجاع الثلجي، نا محمّد بن عمر بن واقد (4)، حدّثني عبد اللّه بن جعفر، عن ابن عون، عن يعقوب، عن عتبة قال: خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من المدينة إلى قرارة الكدر (5) و كان الذي هاجه على ذلك أنه بلغه أن بها جمعا من غطفان و سليم، فسار رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إليهم، و أخذ عليهم الطريق حتى جاء فرأى آثار النعم و مواردها، و لم يجد [في] المجال (6) أحدا، فأرسل في أعلى الوادي نفرا من أصحابه، و استقبلهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في بطن الوادي، فوجد رعاء فيهم غلام يقال له يسار، فسألهم عن الناس، فقال يسار: لا علم لي بهم، إنما أورد لخمس و هذا يوم

ص: 288


1- نقله بهذا السند ابن كثير في السيرة 633/4 و من طريق أبي الزبير في أسد الغابة.
2- لم يسمه هنا.
3- ترجمته في أسد الغابة 738/4 و سيرة ابن كثير 633/4 و الإصابة 666/3 و الاستيعاب 668/3 هامش الإصابة.
4- مغازي الواقدي 182/1-183 و انظر ابن سعد 31/2.
5- و يقال: قرقرة الكدر، و هي بناحية معدن بني سليم قريب من الأرحضية وراء سد معونة و بين المعدن و بين المدينة ثمانية برد (ابن سعد 31/2).
6- بالأصل: المحال و الصواب عن الواقدي، و الزيادة السابقة عنه أيضا.

ربعي، و الناس قد ارتبعوا إلى المياه، و إنما نحن عزّاب (1) في النعم، فانصرف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و قد ظفر بنعم، فانحدر إلى المدينة حتى إذا صلّى الصبح إذا هو بيسار فرآه يصلّي، فأمر القوم أن يقتسموا غنائمهم، فقال القوم: يا رسول اللّه، إن أقوى لنا أن نسوق النعم جميعا، فإن فينا من يضعف عن حظه الذي يصير له، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«اقتسموا»، فقالوا: يا رسول اللّه إن كان إنما بك العبد الذي رأيته يصلّي فنحن نعطيكه في سهمك، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«قد طبتم به نفسا» قالوا: نعم، فقبله رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أعتقه، و ارتحل الناس، فقدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و اقتسموا غنائمهم، فأصاب كل رجل منهم سبعة أبعرة، و كان القوم مائتين[1058].

يسار هو الذي قتله العرنيون.

أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنا شجاع بن علي، أنا محمّد بن إسحاق قال: يسار الراعي، له ذكر في حديث رواه محمّد بن الوليد الزبيدي عن محمّد بن طلحة، عن موسى بن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي سلمة، عن سلمة بن الأكوع أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان له غلام يقال له يسار فنظر إليه يحسن الصلاة (2).

حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن هاشم، نا عثمان بن خرّزاذ (3) عنه.

32 - و منهم: أبو الحمراء، و اسمه هلال بن الحارث السّهميّ

32 - و منهم: أبو الحمراء، و اسمه هلال بن الحارث السّهميّ (4):

أصابه سبيا، خدم النبي صلى اللّه عليه و سلم.

قرأت على أبي الحسن علي بن أبي البركات عمر بن إبراهيم الزيدي - بالكوفة - أنا أبو القاسم الحسين بن محمّد بن سلمان، أنا أبو القاسم زيد بن جعفر أبو هاشم العلوي،

ص: 289


1- بالأصل «عراب» و الصواب عن مغازي الواقدي، و في اللسان: عزب الرجل بإبله إذا رعاها بعيدا من الدار التي حلّ بها الحي.
2- قصة قتله مشهورة، انظر تفسير ابن كثير 89/3-94 في تفسير الآية 33 من سورة المائدة. و انظر الإصابة 666/3 و قد فرق ابن حجر بين يسار المتقدم في الحديث الأول و بين يسار الذي قتله العرنيون، ثم خلص إلى احتمال أن يكونا واحدا. لكنه وضع لكل منهما ترجمة مستقلة.
3- بالأصل: حرزاد، و الصواب ما أثبت و ضبط .
4- ترجمته في أسد الغابة 631/4 و سيرة ابن كثير 634/4 و الإصابة 607/3 في هلال، و أعاده في باب الكنى.

و أبو الحسن محمّد بن يعلى الكسائي، قالا: أنا أبو جعفر محمّد بن علي بن دحيم، نا أحمد بن حازم، أنا عبد اللّه بن موسى، و الفضل بن دكين، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي داود القاصّ عن أبي الحمراء قال: رابطت المدينة سبعة أشهر كيوم، فكان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يأتي باب علي و فاطمة كل غداة فيقول:«الصّلاة، الصّلاة، إِنَّمٰا يُرِيدُ اللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1)» (2)[1059].

قال: و أنا عبد اللّه بن موسى، و الفضل بن دكين - و اللفظ له - عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي داود، عن أبي الحمراء قال: مرّ النبي صلى اللّه عليه و سلم برجل عنده طعام في وعاء، فأدخل يده فيه فقال:«غششته، من غشنا فليس منا» (3)[1060].

أخبرنا أبو بكر وجيه الشّحّامي، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك بن علي المؤذّن، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن السّقّاء، و أبو محمّد عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد بن بالوية، قالا: نا أبو العباس الأصم قال: سمعت العباس بن محمّد الدوري بن محمّد، سمعت يحيى بن معين يقول: أبو الحمراء صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم اسمه هلال بن الحارث، و كان يكون بحمص، قال يحيى: و قد رأيت بها غلاما من ولده.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه الفرضي.

قال: نا أبو بكر محمّد بن عبد العزيز بن أحمد الصوفي - لفظا - قال: قرأت على أبي المعمّر المسدّد بن علي بن العبّاس الأملوكي الحمصي قلت له: أخبركم أبو طالب، نا علي بن عبد اللّه، نا أبو القاسم عبد الصّمد بن سعيد القاضي قال: أبو الحمراء السّلمي، له صحبة، مرّ به النبي صلى اللّه عليه و سلم و هو يحفر بئرا، أخبرني بذلك المتوكّل بن محمّد الأشجعي، و ولده بحمص أعرفهم، و حدّثني عمرو بن إسحاق بن إبراهيم أن اسم أبي الحمراء هلال بن الحارث بن ظفر الأسلمي، منزله خارج حمص (4).

قال: و نا عبد الصّمد، نا حفص بن عمر الرافقي، نا موسى بن إسماعيل المنقري،

ص: 290


1- سورة الأحزاب، الآية:33.
2- نقله ابن كثير في السيرة من طريق ابن دحيم، و ابن الأثير في أسد الغابة من طريق أبي إسحاق السبيعي.
3- سيرة ابن كثير 634/4.
4- سيرة ابن كثير 634/4.

نا أبو هلال الرّاسبي، عن جابر بن أبي الوازع قال: قال سمرة بن جندب: أبو الحمراء من الموالي (1).

33 - و منهم: أبو سلمى راعي النبي صلى اللّه عليه و سلم،

و يقال: أبو سلام، و اسمه حريث (2):

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو القاسم عيسى بن علي الوزير.

و أخبرنا أبو نصر (3) أحمد بن محمّد بن عبد القاهر الفقيه، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي، و أبو المحاسن محمّد بن الحسين بن محمّد بن الطبري، قالوا: أنا أحمد بن محمّد بن النقور، أنبأ أبو القاسم عيسى بن علي الوزير قال كل واحد منهما: أنا عبد اللّه - يعني البغوي - نا كامل - هو ابن طلحة - نا عبّاد بن عبد الصّمد، نا أبو سلمى راعي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من لقي اللّه فشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أنّ محمّدا رسول اللّه، و آمن بالبعث و الحساب دخل الجنّة»، قلنا: أنت سمعت هذا من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ فأدخل اصبعيه في أذنيه فقال: أنا سمعت هذا منه غير مرة، و لا مرتين، و لا ثلاث، و لا أربع (4)[1061].

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن أحمد الطرازي، أنا البغوي، نا كامل بن طلحة الجحدري (5)،نا عبّاد بن عبد الصّمد، حدّثنا راعي النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من شهد أن لا

ص: 291


1- سيرة ابن كثير 634/4.
2- ترجمته في أسد الغابة 153/5 و سيرة ابن كثير 634/4 و فيها أبو سلمة، و الإصابة 94/4 و الاستيعاب 94/4 هامش الإصابة. قال ابن كثير: سلمى: ضبطه ابن الفرضي بالضم، و هو الصحيح. و ضبط بالقلم في المختصر بالفتح.
3- سقطت من الأصل و كتبت فوق الكلام بين السطرين.
4- نقله ابن الأثير في أسد الغابة من طريق أحمد بن محمد بن عبد القاهر، و ابن كثير في السيرة من طريق البغوي.
5- بالأصل: الخدري، و الصواب عن أسد الغابة، و انظر ترجمته في سير الأعلام 107/11.

إله إلاّ اللّه و أنّ محمّدا عبده و رسوله، و آمن بالبعث و الحساب دخل الجنّة»، فقلنا له: أنت سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ فأدخل اصبعيه في أذنيه و قال: نعم، أنا سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لا مرة، و لا مرتين، و لا ثلاثا، و لا أربعا[1062].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي البزار قال: قرئ على أبي الحسن علي بن إبراهيم بن عيسى المقرئ - و أنا حاضر - نا أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن العبّاس الورّاق - إملاء - نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، نا أبو يحيى كامل بن طلحة الجحدري (1)،نا أبو معمر عبّاد بن عبد الصّمد، نا راعي النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من لقي اللّه يشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أنّ محمّدا عبده و رسوله، و آمن بالبعث و الحساب دخل الجنّة»، قلنا: أنت سمعت هذا من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ فأدخل إصبعيه في أذنيه و قال: أنا سمعت هذا من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، لا مرّة، و لا مرتين، و لا ثلاثا، و لا أربعا (2)[1063].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن الخطّاب - في كتابه - أنا محمّد بن أحمد بن عيسى، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد العكبري، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، حدّثني عمر - يعني ابن عبد العزيز - ثنا سليمان بن أحمد قال: زعموا أن اسم أبي سلمى راعي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حريث.

أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنا شجاع بن علي الصوفي، أنا محمّد بن إسحاق قال: حريث راعي النبي صلى اللّه عليه و سلم، عداده في الشاميين، سمّاه حنبل بن إسحاق عن سليمان بن أحمد الواسطي، فذلك سمّاه ابن أبي عاصم في الأحاديث.

34 - و منهم: أبو صفية مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم

34 - و منهم: أبو صفية مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم (3):

كتب إليّ أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم، أنا محمّد بن أحمد بن عيسى السعدي، أنا أبو عبد اللّه بن محمّد العدوي، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد البغوي،

ص: 292


1- بالأصل: الخدري، و الصواب عن أسد الغابة، و انظر ترجمته في سير الأعلام 107/11.
2- قال ابن كثير: لم يورد له ابن عساكر سوى هذا الحديث، و قد روى له النسائي في اليوم و الليلة آخر، و أخرج له ابن ماجة ثالثا.
3- ترجمته في أسد الغابة 175/5 الإصابة 109/4 و سيرة ابن كثير 635/4.

نا أحمد بن المقدام، نا معتمر، نا أبو كعب (1) عن جده بقية، عن أبي صفية مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم، أنه كان يوضع له نطع (2)[و يجاء بزنبيل (3) فيه حصى فيسبّح به إلى نصف النهار، ثم يرفع فإذا صلّى الأولى سبّح حتى يمسي] (4).

35 - و منهم: أبو ضمرة

35 - و منهم: أبو ضمرة (5):

والد ضميرة، و زوج أم ضميرة مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسن بن الفهم، نا محمّد بن سعد، نا إسماعيل بن عبد اللّه بن أبي أويس المدني، حدّثني حسين بن عبد اللّه بن أبي ضميرة (6) أن الكتاب الذي كتبه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لأبي ضمرة (7):

بسم اللّه الرحمن الرحيم.

كتاب من محمّد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لأبي ضميرة (8) و أهل بيته، إنهم كانوا أهل بيت من العرب، و كانوا مما أفاء اللّه على رسوله فأعتقهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، ثم خيّر أبا ضميرة (9) إن أحب أن يلحق بقومه، فقد أذن له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و إن أحبّ أن يمكث مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فيكونون (10) من أهل بيته، فاختار اللّه و رسوله، و دخل في الإسلام، فلا

ص: 293


1- كذا بالأصل و سيرة ابن كثير، و في الإصابة: أبيّ بن كعب.
2- النطع: بساط من الأديم، و هو الجلد.
3- الزبيل و الزنبيل: الجراب.
4- ما بين معكوفتين مكانها بياض بالأصل و قد انتهى الحديث عند كلمة نطع، و قد وضع فوقها علامة تحويل إلى الهامش لكنه لم يذكر شيئا عليه، و العبارة المستدركة عن سيرة ابن كثير 635/4 و انظر المختصر لابن منظور 313/2 و الإصابة 110/4.
5- كذا بالأصل ضمرة، و في المختصر و أسد الغابة 177/5 و سيرة ابن كثير 634/4 و الإصابة 111/4 أبو ضميرة.
6- بالأصل: بن أبي ضمرة، و المثبت عن أسد الغابة.
7- كذا، و مرّ في مصادر ترجمته: أبو ضميرة، و الكتاب في مكاتيب الرسول للأحمدي 351/2 و انظر مصادره فيه. و صوّبنا الكتاب عن مصادره، و انظر سيرة ابن كثير 635/4 و الإصابة 111/4.
8- بالأصل: لأبي ضمرة، انظر الحاشية السابقة.
9- بالأصل: لأبي ضمرة، انظر الحاشية السابقة.
10- كذا، و الصواب فيكونوا، لأنها مجزومة.

يعرض لهم أحدا إلاّ بخير، و من لقيهم من المسلمين فليستوص بهم خيرا، و كتب (1)أبيّ بن كعب.

قال إسماعيل بن أبي أويس: فهو مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و هو أحد حمير، و خرج قوم منهم في سفر و معهم هذا الكتاب فعرض لهم اللصوص فأخذوا ما معهم، فأخرجوا هذا الكتاب إليهم و أعلموهم ما فيه، فقرءوه فردوا عليهم ما أخذوا منهم و لم يعرضوا لهم (2).

و وفد حسين بن عبد اللّه بن ضميرة (3) إلى المهدي أمير المؤمنين و جاء معه بكتابهم هذا فأخذه المهدي فوضعه على بصره (4) و أعطى حسينا ثلاثمائة دينار.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا أبو منصور العقيلي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال: أبو ضمرة (5) مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

36 - و منهم: أبو عبيد مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم

36 - و منهم: أبو عبيد مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (6):

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (7)[حدثني أبي] (8)،نا عفّان، نا أبان العطّار، نا قتادة، عن شهر بن حوشب، عن أبي عبيد: أنه طبخ لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قدرا فيها لحم، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«ناولني ذراعها»، فناولته، فقال له:«ناولني ذراعها»[فناولته،] (9) فقال: يا نبي اللّه كم للشاة من ذراع ؟ قال:«و الذي نفسي بيده لو سكت لأعطيك (10) ذراعا ما دعوت به»[1064].

ص: 294


1- بالأصل: و كتب إلى أبي، حذفنا: إلى، لأنها مقحمة. انظر سيرة ابن كثير و مكاتيب الرسول.
2- الخبر نقله ابن كثير في السيرة 636/4.
3- بالأصل: بن أبي ضمرة، و المثبت عن أسد الغابة.
4- في أسد الغابة: و وضعه على عينيه و قبّله.
5- كذا، و قد تقدم ما فيه، و الظاهر أنه أبو ضميرة.
6- ترجمته في سيرة ابن كثير 636/4 و أسد الغابة 204/5 و الإصابة 131/4 و الاستيعاب 129/4 هامش الإصابة.
7- مسند الإمام أحمد 484/3-485.
8- ما بين معكوفتين زيادة عن المسند، و مكانها بالأصل: حبشي.
9- زيادة عن المسند.
10- كذا، و في المسند:«لأعطتك» و مثله في أسد الغابة، و في سيرة ابن كثير: لأعطيتني.

كذا قال، و الصواب لا أعطيتني.

أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنا شجاع بن علي، نا محمّد بن إسحاق بن بندار قال: قال أبو عبيد له صحبة، قال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ناولني الذراع»[1065].

روى حديثه مسلم بن إبراهيم، عن أبان بن يزيد، عن قتادة، عن شهر بن حوشب عنه.

قال ابن مندة: أخبرنا محمّد بن عبد اللّه بن معروف، نا البرني عنه.

37 - و منهم:أبو عسيب مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :

7 - و منهم:أبو (1) عسيب مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (2):

أخبرنا أبو العلاء عيسى بن محمّد بن عيسى الشوكاني القاضي - بشوكان (3)-من ناحية خابران من نواحي أبيورد من خراسان - ثنا أبو المظفر منصور بن محمّد بن عبد الجبّار السمناني - إملاء بمرو - أنبأ أبو غانم أحمد بن علي بن الحسين الكراعي، أنا أبو العباس عبد اللّه بن الحسين بن الحسن النضري، نا الحارث بن أبي أسامة، نا يزيد بن هارون، نا مسلم بن عبيد أبو نصيرة (4) قال: سمعت أبا عسيب مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«أتاني جبريل عليه السلام بالحمّى و الطاعون، فأمسكت الحمّى بالمدينة و أرسلت الطاعون إلى الشام، فالطاعون شهادة لأمّتي و رحمة لهم و رجس على الكافر» (5)[1066].

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا محمّد بن يعقوب، نا محمّد بن إسحاق الصاغاني، نا يونس بن محمّد، نا حشرج بن نباتة، حدّثني أبو نصيرة البصري، عن أبي عسيب مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

ص: 295


1- زيادة عن مصادر ترجمته.
2- ترجمته في أسد الغابة 215/5 الإصابة 133/4 و انظر فيها مختلف الأقوال في كنيته، و سيرة ابن كثير 636/4 و الاستيعاب 140/4 هامش الإصابة.
3- شوكان بالفتح ثم السكون، بليدة من ناحية خابران بين سرخس و أبيورد (ياقوت).
4- في سيرة ابن كثير: أبو نضرة، خطأ. و في الإصابة: أبو بصيرة.
5- أخرجه الإمام أحمد في المسند 81/5 و بهذا السند ذكره ابن كثير في السيرة 637/4 و أسد الغابة 214/5 و لم يسنده.

خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ليلا، فمرّ بي، فدعاني، فخرجت إليه، ثم مرّ بأبي بكر فدعاه، فخرج إليه، ثم مرّ بعمر فدعاه، فخرج إليه، ثم انطلق يمشي حتى دخل حائطا لبعض الأنصار، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لصاحب الحائط :«أطعمنا بسرا»، فجاء به، فوضعه، فأكل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أكلوا جميعا، ثم دعا بماء فشرب منه، ثم قال:«إنّ هذا النعيم لتسألنّ يوم القيامة عن هذا»، فأخذ عمر العذق فضرب به الأرض ثم تناثر البسر، ثم قال: يا نبي اللّه إنا لمسئولون عن هذا يوم القيامة ؟ قال:«نعم، إلاّ من ثلاثة: خرقة يستتر (1) بها الرجل عورته، أو كسرة يسدّ بها جوعته، أو حجر يدخل فيها - يعني من الحرّ و القرّ»[1067].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا بهز و أبو كامل، قالا: ثنا حمّاد بن سلمة، عن أبي عمران يعني الجوني، عن أبي عسيب - أو أبي عسيم (3)-قال بهز:

إنه شهد الصلاة على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قالوا: كيف نصلي عليه ؟ قال: ادخلوا أرسالا (4) أرسالا، قال: فكانوا يدخلون من هذا الباب فيصلّون عليه ثم يخرجون من الباب الآخر، قال: فلما وضع في لحده صلى اللّه عليه و سلم قال المغيرة: و قد بقي من رجليه شيء لم يصلحوه، قالوا: فادخل فأصلحه فدخل و أدخل يده، فمسّ قدميه، فقال: أهيلوا علي التراب، فأهالوا عليه حتى بلغ أنصاف ساقيه، ثم خرج فكان يقول: أنا أحدثكم عهدا برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أنبأنا أبو نصر محمّد بن الحسين بن البنّا، و أبو طالب عبد القادر بن محمّد بن يوسف، قالا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية - إجازة - أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا ابن سعد، أنا أبو موسى بن إسماعيل قال: حدّثنا مسلمة بنت رئاب (5) الفريعية قالت: سمعت ميمونة بنت أبي عسيب قالت: كان أبو عسيب

ص: 296


1- كذا، و في سيرة ابن كثير: يستر.
2- مسند أحمد 81/5.
3- له ترجمة في أسد الغابة 214/4، و نقل ابن الأثير هذا الحديث - نقلا عن عبد اللّه بن أحمد - في ترجمته و انظر الإصابة 134/4.
4- أي جماعات.
5- في سيرة ابن كثير: أبان.

يواصل بين ثلاث في الصيام، و كان يصلي الضحى قائما فعجز فكان يصلي قاعدا، أو كان يصوم البيض، قالت: و كان في سريره جلجل (1) فيعجز صوته حتى تناديها به، فإذا حرّكه جاءت.

38 - و منهم: أبو كبشة

38 - و منهم: أبو كبشة (2)،يقال: اسمه سليم مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

شهد معه بدرا، و كان من مولّدي أرض دوس.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين محمّد بن الحسين بن محمّد القطّان، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه العبدي، نا القاسم بن عبد اللّه بن المغيرة الجوهري، نا إسماعيل بن أبي أويس، نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمّه موسى بن عقبة.

ح و أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنا شجاع بن علي، أنا محمّد بن إسحاق، أنا علي بن أحمد بن إسحاق، ثنا جعفر بن سليمان، نا إبراهيم بن المنذر، عن محمّد بن فليح، عن موسى بن عقبة قال: قال ابن شهاب الزهري و كان ممن شهد بدرا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: أبو كبشة مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنا محمّد بن العبّاس المخلّص، أنا رضوان بن أحمد بن جالينوس.

ح و أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنا شجاع بن علي الصّوفيّ ، أنا محمّد بن إسحاق بن مندة، أنا أحمد بن محمّد بن زياد، و محمّد بن يعقوب، قالوا: أنبأ أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس بن بكير، عن محمّد بن إسحاق: في تسمية من شهد بدرا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: أبو كبشة مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (3).

و أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن محمّد بن الفهم، نا محمّد بن سعد، نا محمّد بن

ص: 297


1- بالأصل مهملة بدون نقط ، و المثبت عن مختصر ابن منظور و سيرة ابن كثير.
2- ترجمته في أسد الغابة 261/5 السيرة لابن كثير 637/4 الإصابة 165/4 و الاستيعاب 164/4 على هامش الإصابة.
3- سيرة ابن هشام 334/2 و أسد الغابة 261/5.

عمر، نا محمّد بن صالح بن عمران بن مناح قال: لما هاجر أبو كبشة مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى المدينة نزل على كلثوم بن الهدم، قال محمّد بن صالح، و أمّا عاصم بن عمر بن قتادة فقال: نزل على سعد بن خيثمة:

قال محمّد بن عمر: شهد أبو كبشة مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بدرا، و أحدا و المشاهد كلها، و توفي أوّل يوم استخلف فيه عمر بن الخطّاب، و ذلك يوم الثلاثاء لثمان بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة من الهجرة (1).

قال محمّد بن سعد: أبو كبشة مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من مولّدي أرض دوس.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن بيري - إجازة - أنا محمّد بن الحسين الزعفراني، نا ابن أبي خيثمة قال: أخبرني مصعب قال: و أبو كبشة مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و اسمه سليم، و كان من مولّدي أرض دوس، و شهد بدرا و أحدا و المشاهد كلها، و توفي أوّل يوم استخلف عمر بن الخطّاب سنة ثلاث عشرة من الهجرة - و في رواية المفضّل: و المشاهد - و توفي في ولاية عمر بن الخطّاب.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسين السيرافي، أنا أبو عبد اللّه أحمد بن إسحاق النهاوندي، نا أحمد بن عمران الأشناني، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط قال (2):و في سنة ثلاث و عشرين مات أبو كبشة مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

39 - و منهم: أبو مويهبة مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم

39 - و منهم: أبو مويهبة مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (3):

أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنا شجاع بن علي، أنا محمّد بن إسحاق، أنا أحمد بن محمّد بن زياد، و محمّد بن يعقوب، قالا: أنا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس بن بكير، عن محمّد بن إسحاق (4)،حدّثني عبد اللّه بن عمر (5) بن ربيعة - يعني

ص: 298


1- انظر الاستيعاب و سيرة ابن كثير.
2- تاريخ خليفة بن خياط ص 156.
3- ترجمته في أسد الغابة 309/5 و سيرة ابن كثير 640/4 و الإصابة 188/4 و الاستيعاب 180/4 هامش الإصابة.
4- الخبر في سيرة ابن هشام 291/4-292.
5- في السيرة: و حدثني عبد اللّه بن عمر عن عبيد بن جبير مولى الحكم. و سينبه المصنف إلى أن الصواب: جبير.

القبلي - عن عبيد بن حنين مولى الحكم بن أبي العاص، عن عبد اللّه بن [عمرو بن] (1)العاص، عن أبي مويهبة مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: أهبّني (2) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من الليل فقال:«يا أبا مويهبة إني قد أمرت أن أستغفر لأهل هذا البقيع فانطلق معي»، فخرجت معه حتى أتينا البقيع، فرفع يديه فاستغفر لهم طويلا ثم قال:«ليهن (3) لكم ما أصبحتم فيه مما أصبح الناس فيه، أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أوّلها، الآخرة شرّ من الأولى، يا أبا مويهبة إني قد أعطيت (4) مفاتيح خزائن الدنيا و الخلد فيها ثم الجنّة فقال:

اللّه يا أبا مويهبة لقد اخترت لها ربي عز و جل ثمّ الجنّة»، و انصرف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فلما أصبح ابتدئ بوجعه الذي قبضه اللّه عزّ و جلّ فيه[1068].

كذا قال ابن حنين، و إنما هو ابن جبير.

أخبرنا على الصواب أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد الواسطي، أنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب، أنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم، أنا محمّد بن عبد الباقي الشافعي، نا محمّد بن إسماعيل السّلمي، ثنا عمر بن عبد الوهّاب الرياحي، نا إبراهيم بن سعد، عن أبي إسحاق، عن عبد اللّه بن عمرو العبلي (5)،عن عبيد بن جبير مولى الحكم بن أبي العاص عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص، عن أبي مويهبة مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

طرقني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ذات ليلة فقال:«يا أبا مويهبة انطلق، فإني قد أمرت أن استغفر لأهل البقيع»، فانطلقت معه، فلما أتى البقيع قال:«السّلام عليكم يا أهل البقيع، ليهن لكم ما أصبحتم فيه، لو تعلمون مما أنجاكم اللّه منه، أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم، يتبع أوّلها آخرها»، ثم قال:«يا أبا مويهبة، إن اللّه خيّرني أن يؤتيني خزائن الأرض و الخلد فيها، ثم الجنّة و بين لقاء ربي»، فقلت: بأبي و أمّي.... (6) مفاتيح الأرض و الخلد فيها ثم الجنّة، قال:«كلا يا أبا مويهبة، لقد اخترت لقاء ربّي»، ثم استغفر لأهل

ص: 299


1- الزيادة عن سيرة ابن هشام.
2- في ابن هشام: بعثني.
3- أي ليهنأ، و هي عبارة ابن هشام.
4- في ابن هشام: أوتيت.
5- كذا ورد هنا عبد اللّه بن عمرو العبلي، و في الإصابة: عبد اللّه بن عمرو بن ربيعة العقيلي، و قد مضى في الخبر السابق: عبد اللّه بن عمر بن ربيعة.
6- كلمة غير واضحة بالأصل.

البقيع و انصرف، فلما أصبح بدأه شكواه الذي قبض فيه[1069].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي أبو النضر (2)[حدثنا] (3) الحكم بن فضيل، نا يعلى بن غطاء، عن عبيد بن جبير، عن أبي مويهبة مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن يصلّي على أهل البقيع، فصلّى عليهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثلاث مرّات، فلما كانت الثانية قال:«يا أبا مويهبة اسرج لي دابتي» قال: فركب و مشيت حتى انتهى إليهم، فنزل عن دابته، فأمسكت الدابة و وقف عليهم، أو قال: قام عليهم، فقال:

«ليهنكم ما أنتم فيه مما فيه الناس، أتت الفتن كقطع الليل، يركب بعضها بعضا، الآخرة أشد من الأولى، فليهنكم ما أنتم فيه»، ثم رجع فقال:«يا أبا مويهبة إنّي أعطيت، أو قال:

خيّرت - مفاتيح ما يفتح على أمّتي من بعدي و الجنّة أو لقاء ربّي» قال: فقلت: بأبي و أمّي يا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأخبرنا، قال:«لأن ترد على عقبها ما شاء اللّه، فاخترت لقاء ربّي»، فما لبث بعد ذلك إلاّ سبعا أو ثمانيا حتى قبض فقال أبو النّضر (4) مرة: ترد على عقبيها[1070].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن الخطاب، أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن عيسى، أنا عبد اللّه بن محمّد بن بطّة، أنا أبو القاسم البغوي قال: روى هذا الحديث محمّد بن إسحاق عن العبلي (5) عن عبيد اللّه (6) بن جبير مولى الحكم بن أبي العاص، و هو صحيح هكذا، و من قال عبيد بن حنين (7) فقد صحف فيه عبيد بن جبير غير هذا، و قد روي عن إسحاق بإسناد آخر.

أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنا شجاع بن علي، أنا محمّد بن إسحاق، أنا أحمد بن محمّد بن عبدوس النيسابوري، عن عثمان بن سعيد الدارمي، نا أبو الأصبغ عبد العزيز بن يوسف، نا محمّد بن سلمة، عن محمّد بن إسحاق، عن أبي مالك بن

ص: 300


1- مسند الإمام أحمد 488/3.
2- عن مسند أحمد، و بالأصل: أبو النصر.
3- زيادة عن المسند.
4- زيادة عن المسند.
5- كذا، و انظر ما تقدم فيه قريبا.
6- كذا، و قد تقدم:«عبيد بن حنين» مرة، و صوبه المصنف: عبيد بن جبير.
7- بالأصل: حبين، و المثبت هو ما ورد في رواية سابقة، و كلاهما خطأ فالصواب كما مرّ: جبير.

ثعلبة بن أبي مالك، عن عمر بن الحكم بن ثوبان، عن عبد اللّه بن عمرو، عن أبي مويهبة مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نحوه.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنبأ أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأ أحمد بن عبيد بن الفضل - إجازة - أنا أبو عبد اللّه محمّد بن الحسين بن محمّد بن سعيد الزعفراني، نا ابن أبي خيثمة، أنا مصعب.

ح و أخبرنا أبو البركات، أنا ثابت، أنا أبو العلاء، نا أبو بكر، أنا أبو أمية، نا أبي، عن مصعب قال: و أبو مويهبة مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم شهد المريسيع و كان يقود لعائشة بعيرها، فهؤلاء عبيده.

ص: 301

فأمّا إماؤه صلى اللّه عليه و سلم
1 - فمنهم: بركة، و تكنّى أم أيمن

1 - فمنهم: بركة، و تكنّى أم أيمن (1):

و هي حاضنته.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي (2)،أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو سهل بن سعدوية، أنا إبراهيم بن منصور، أنبأ أبو بكر بن المقرئ، قالا: نا أبو يعلى، نا أبو خيثمة - و في حديث المقرئ: نا زهير بن عمرو، نا عاصم الفلاسي، نا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس - زاد ابن المقرئ: ابن مالك - قال:

قال أبو بكر بعد وفاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعمر: انطلق بنا إلى ام أيمن نزورها كما كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يزورها، فلما انتهينا إليها بكت، فقالا لها - و قال ابن حمدان: فقالوا لها - ما يبكيك، ما عند اللّه خير لرسوله - و قال ابن المقرئ: لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - قال: فقالت:

ما أبكي ألاّ أكون أعلم أن ما عند اللّه خير لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و لكني أبكي أن الوحي انقطع من السماء - زاد ابن حمدان: قال: و قالا: لا تهيجهما على البكاء، فجعلا يبكيان معها.

أخرجه مسلم عن أبي خيثمة.

أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنا شجاع بن علي الصّوفيّ ، أنا محمّد بن إسحاق، أنا

ص: 302


1- ترجمتها في أسد الغابة 36/6 و 303/6 الإصابة 434/4 الاستيعاب 250/4 هامش الإصابة، السيرة لابن كثير 641/4 سير الأعلام 223/2 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت لها.
2- إعجامها مضطرب و تقرأ: الخبززودي، و الصواب ما أثبت.

خيثمة، نا السّدّي بن يحيى، نا قبيصة، قالوا: و نا أبو عمرو أحمد بن محمّد بن إبراهيم، نا موسى بن سعيد، نا أبو حذيفة، قالا: نا سفيان، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، قال: لما مات النبي صلى اللّه عليه و سلم بكت أم أيمن و هي أم أسامة بن زيد (1)،فقيل لها: ما يبكيك ؟ فقالت: انقطع عنا خبر السماء - زاد قبيصة: فلما مات عمر قالت: اليوم و هى الإسلام (2).

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور السّلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا محمّد بن أبي بكر المقدمي، نا سلم بن قتيبة، عن الحسين بن حريث، عن يعلى بن عطاء، عن الوليد بن عبد الرّحمن، عن أم أيمن قالت:

كان لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فخارة يبول فيها، فكان إذا أصبح يقول:«يا أمّ أيمن صبي ما في الفخار»، فقمت ليلة و أنا عطشى، فغلطت فشربت ما فيها، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«يا أمّ أيمن صبي ما في الفخارة» فقلت: يا رسول اللّه، قمت و أنا عطشى فشربت ما فيها.

فقال:«إنك لن تشتكي بطنك بعد يومك هذا» (3)[1071].

.... (4) أخبرنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر (5) بن حيوية، نا أحمد بن معروف، نا حسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (6):أنا عبد اللّه (7) بن موسى، نا فضيل بن مرزوق عن سفيان بن عقبة، قال: كانت أم أيمن تلطف (8) النبي صلى اللّه عليه و سلم و تقوم عليه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من سرّه أن يتزوج امرأة من أهل الجنّة فليتزوج أم أيمن» فتزوجها زيد بن حارثة، فولدت له أسامة بن زيد[1072].

ص: 303


1- و كان زيد بن حارثة قد تزوجها بعد هلاك زوجها عبيد بن الحارث الخزرجي، فولدت له أسامة، و كانت قد أنجبت من عبيد أيمن الذي استشهد يوم حنين.
2- ابن سعد 226/8 و سير الأعلام 227/2.
3- نقله ابن كثير في السيرة 643/4 من طريق أبي يعلى، و الإصابة 433/4.
4- كلام ممحو بالأصل.
5- بالأصل: أبو عمرو.
6- طبقات ابن سعد 224/8.
7- ابن سعد: عبيد اللّه.
8- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن ابن سعد.

......... (1) كان في الأصل سفيان و الثواب شقيف.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد الخطيب أنا القاضي أبو منصور النهاوندي، نا القاضي أبو العباس أحمد بن حسين النهاوندي، نا القاضي أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن نا أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل البخاري قال:

و قال عبد اللّه بن يوسف أنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب قال: كانت أم أيمن تحضن النبي صلى اللّه عليه و سلم حتى كبر، فأعتقها ثم أنكحها زيد بن حارثة ثم توفيت بعد النبي صلى اللّه عليه و سلم بخمسة أشهر، و قيل: إنها بقيت بعد قتل عمر بن الخطاب (2).

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا قالا: نا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد - إجازة - نا محمّد بن الحسين نا ابن أبي خيثمة أخبرني سليمان بن أبي شيخ قال: أم أيمن أم أسامة بن زيد، و اسمها بركة (3).

2 - و منهن :خضرة مولاة النبي صلى اللّه عليه و سلم :

2 - و منهن (4):خضرة مولاة النبي صلى اللّه عليه و سلم (5):

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا حارث، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، أنا فائد مولى عبد اللّه، عن عبيد اللّه بن علي، عن أبي رافع، عن جدته سلمى قالت: كان خدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنا و خضرة و رضوى، و ميمونة بنت سعد (6) أعتقهن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كلهن.

أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنا شجاع بن علي، أنا محمّد بن إسحاق قال: خضرة خادمة النبي صلى اللّه عليه و سلم.

روى معاوية عن هشام عن سفيان، عن جعفر بن محمّد عن أبيه قال: كان للنبي خادمة يقال لها خضرة (7).

ص: 304


1- كلام غير واضح في التصوير مقداره نصف سطر.
2- سيرة ابن كثير 642/4 و أخرجه مسلم في كتاب الجهاد 162/5.
3- انظر الإصابة 432/4.
4- بالأصل و منهم، و الصواب ما أثبت.
5- ترجمتها في أسد الغابة 86/6 سيرة ابن كثير 644/4 و الإصابة 285.
6- في ابن سعد 305/8 ميمونة بن سعيد (ترجمتها).
7- أسد الغابة 86/6.
3 - و منهن: رزينة مولاة النبي صلى اللّه عليه و سلم

3 - و منهن: رزينة مولاة النبي صلى اللّه عليه و سلم (1):

و الصحيح أنها كانت لصفية بنت حييّ زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم، و كانت تخدم النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي (2)،أنا ابن عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور السّلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا أبو سعيد الجشمي (3)، نا عليلة (4) بنت الكميت قالت: سمعت أمي أمينة قالت: حدثتني أمة اللّه بنت رزينة عن أمها رزينة مولاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم - و قال ابن حمدان: أنه سبى صفية - يوم قريظة و النضير حين فتح اللّه عليه، فجاء بها يقودها سبية، فلما رأت النبي صلى اللّه عليه و سلم قالت: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أنك رسول اللّه، و أسلمت و كان ذراعها في يده، فأعتقها ثم خطبها و تزوجها، و أمهرها - زاد ابن المقرئ: رزينة (5)-.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا ابن سعد (6)،أنا مسلم بن إبراهيم، عن عليلة بنت الكميت العتكية عن أمها أمينة عن أمة اللّه بنت رزينة عن رزينة و كانت خادم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أنبأنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد قال: أنا شجاع بن علي قال: أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال: رزينة مولاة صفية زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم، روت عنها ابنتها أمّة اللّه، و لها صحبة.

ص: 305


1- أسد الغابة 109/6 و الإصابة 302/4 و سيرة ابن كثير 645/4.
2- بالأصل: الخيزرودي، خطأ.
3- غير واضحة بالأصل و المثبت عن سيرة ابن كثير.
4- ضبطت عن الإصابة، بمهملة مصغرا. و في سيرة ابن كثير: عليكة.
5- نقله ابن كثير في السيرة من طريق الحافظ أبي يعلى. و عقب في آخر الخبر قال: هكذا وقع في هذا السياق، و هو أجود مما سبق من رواية ابن أبي عاصم. و لكن الحق أنه عليه السلام اصطفى صفية من غنائم خيبر، و أنه أعتقها و جعل عتقها صداقها، و ما وقع في هذه الرواية يوم قريظة و النضير تخبيط فإنهما يومان بينهما سنتان. و اللّه أعلم.
6- طبقات ابن سعد 311/8.
4 - و منهن: رضوى مولاة النبي صلى اللّه عليه و سلم

4 - و منهن: رضوى مولاة النبي صلى اللّه عليه و سلم (1):

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا:، أنا أبو سعد بن علانة (2)،أنبأ أبو طاهر المخلّص، أنا إبراهيم بن حمّاد، أنبأ أبي، نا هارون بن مسلم، نا محمّد بن عمر قال: قالت امرأة أبي رافع: كن نخدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنا و سلمى و خضرة، و رضوى، كن إماء له، فأعتقهن، و ميمونة بنت سعد (3).

5 - و منهن: سلمى، و هي أم رافع مولاة النبي صلى اللّه عليه و سلم

5 - و منهن: سلمى، و هي أم رافع مولاة النبي صلى اللّه عليه و سلم (4):

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا محمّد بن أبي بكر المقدّمي، نا الفضل بن سليمان، نا فائد مولى عبد اللّه بن علي بن أبي رافع مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، حدّثني عبيد اللّه بن علي بن أبي رافع أن جدته سلمى مولاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أخبرته:

أنها صنعت للنبي صلى اللّه عليه و سلم حريرة فقربتها يأكلها و معه ناس من أصحابه، فبقي منها قليل، فمرّ بالنبي أعرابي، فدعاه النبي صلى اللّه عليه و سلم فأخذها الأعرابي كلّها بيده، فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ضعها»، فوضعها، و قال له:«قل بسم اللّه و خذ من أدناها»، قالت: فشبع منها، و فضلت فضلة[1073].

أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنا أبو منصور شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا سهل بن السّري، أنا عبد اللّه بن عبيد بن شريح، نا علي بن سلمة الليثي، نا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، نا أبي عن محمّد بن إسحاق، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:

جاءت سلمى مولاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم تستعدي على زوجها أبي رافع مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، زعمت أنه ضربها، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«يا أبا رافع لم ضربتها؟»

ص: 306


1- ترجمتها في أسد الغابة 110/6 و سيرة ابن كثير 646/4 و الإصابة 302/4.
2- بالأصل: علاثة، و الصواب بالنون، و قد مضى التعريف به.
3- تقدم أنها وردت في ابن سعد: سعيد.
4- ترجمتها في أسد الغابة 147/6 سيرة ابن كثير 647/4 و الإصابة 333/4 و الاستيعاب 327/4 هامش الإصابة.

فقال: إنها تؤذيني، قال:«يا سلمى بما آذيتيه ؟» قالت: و اللّه ما أذيته بشيء إلاّ أنه قام يصلي فضرط في الصلاة فقلت: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قد أمر المسلمين إذا خرج منهم الريح أن يتوضئوا، فضحك النبي صلى اللّه عليه و سلم و قال:«يا أبا رافع إنها أمرت بخير» (1)[1074].

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا إبراهيم بن محمّد بن عرعرة، نا أبو الحسين العكلي، نا فائد [مولى] (2) عبيد اللّه بن علي بن أبي رافع، حدّثني مولاي عبيد اللّه بن علي بن أبي رافع، حدّثني جدتي أم رافع مولاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قالت: لم يكن يصيب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قرحة و لا نكبة (3) إلاّ وضع عليها الحنّاء (4).

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن بيري - إجازة - أنا محمّد بن الحسين الزعفراني، أنا أحمد بن أبي خيثمة، أخبرني مصعب قال: سلمى مولاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم شهدت سلمى خيبر (5)، و ولدت عبيد اللّه (6) بن أبي رافع.

قال ابن أبي خيثمة: نا أبو سلمى، نا وهيب، نا جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن سلمى و كانت تخدم النبي صلى اللّه عليه و سلم.

6 - و منهن: سيرين أخت مارية القبطيّة

6 - و منهن: سيرين أخت مارية القبطيّة (7):

خالة إبراهيم بن النبي صلى اللّه عليه و سلم، أهداها المقوقس صاحب الاسكندرية للنبي صلى اللّه عليه و سلم، فوهبها لحسّان بن ثابت.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسين بن علي بن محمّد، نا

ص: 307


1- بمعناه أخرجه أحمد في مسنده 272/6 و ابن الأثير في أسد الغابة 148/6.
2- زيادة منا للإيضاح.
3- النكبة: في اللسان (نكب) أن ينكبه الحجر أي يناله. أو هي عامة ما يصيب الإنسان من الحوادث.
4- أسد الغابة 147/6 و الإصابة 333/4.
5- في سيرة ابن كثير: حنين.
6- بالأصل: عبد اللّه. و الصواب عن الإصابة و أسد الغابة.
7- ترجمتها في أسد الغابة 160/6 و الإصابة 339/4 و الاستيعاب 329/4 هامش الإصابة، و سيرة ابن كثير 649/4 و فيها شيرين و يقال سيرين.

يعقوب بن محمّد بن أبي صعصعة، عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبي صعصعة قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يعجب بمارية القبطيّة، و كانت بيضاء جعدة جميلة، فأبدلها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أختها على أم سليم بنت ملحان، فدخل عليها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فعرض (1)عليهما الإسلام فأسلمتا هناك، فوطئ مارية بالملك، و حوّلها إلى مال له بالعالية؛ كان من أموال بني النضير، فكانت فيه في الصيف و في خرافة النخل، فكان يأتيها هناك، و كانت حسنة الدين، و وهب أختها سيرين لحسّان بن ثابت الشاعر، فولدت له عبد الرّحمن، و ولدت مارية لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم غلاما فسمّاه إبراهيم و عقّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بشاة يوم سابعه، و حلق رأسه فتصدق بزنة شعره فضة على المساكين، و أمر بشعره فدفن في الأرض، و سمّاه إبراهيم، و كانت قابلتها سلمى مولاة النبي صلى اللّه عليه و سلم، و غار نساء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و اشتد عليهن حين رزق منها الولد.

أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أبو عمرو أحمد بن محمّد بن إبراهيم، نا عبيد اللّه بن محمّد العمري الرملي، نا إسماعيل بن أبي أويس، حدّثني أبي عن هشام بن عروة عن أبيه، عن عائشة عن عبد اللّه بن أبي بكر،[و] (2) عن عمرة عن عائشة في حديث الإفك بطوله و قال فيه:

و قعد صفوان بن المعطل لحسّان بن ثابت بالسيف فضربه ضربة، فقال صفوان لحسّان في الشعر حين ضربه:

تلقّ ذباب السّيف مني فإنني *** غلام إذا هو جيت ليس بشاعر (3)

و لكنني أحمي حماي و اتّقي *** الباهت الرامي البرآء الطواهر

فصاح حسان و استغاث الناس على صفوان، فلما جاء الناس فرّ صفوان، و جاء حسّان إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فاستعداه على صفوان في ضربه إيّاه السيف، فسأله النبي صلى اللّه عليه و سلم أن يهب له ضربة صفوان إيّاه، فوهبه للنبي صلى اللّه عليه و سلم فعاضه منها حائطا من نخل عظيم و جارية قبطية تدعى سيرين، فولدت لحسّان ابنه عبد الرّحمن الشاعر (4).

ص: 308


1- عن مختصر ابن منظور و بالأصل «فأعرض».
2- زيادة لازمة منا للإيضاح، و انظر الإصابة 339/4.
3- البيت في سيرة ابن هشام 318/3 و الإصابة 339/4.
4- الخبر في الإصابة 339/4 من طريق عروة و من طريق عمرة و غيرهما.

قال ابن مندة: و رواه محمّد بن عبّاد المكي، عن حاتم بن إسماعيل، عن بشير (1) بن مهاجر، عن عبد اللّه بن بريدة، عن أبيه قال:

أهدى أمير القبط لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم جاريتين أختين، فأمّا إحدى الجاريتين فتسرّاها فولدت إبراهيم، و أمّا الأخرى فأعطاها حسّان بن ثابت رضي اللّه عنه (2).

7 - و منهن: ميمونة بنت سعد مولاة النبي صلى اللّه عليه و سلم

7 - و منهن: ميمونة بنت سعد مولاة النبي صلى اللّه عليه و سلم (3):

أخبرنا أبو القاسم الشيباني، أنا أبو علي التميمي، أنا أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد (4)،حدّثني أبي، نا حسين و أبو نعيم، قالا: نا إسرائيل، عن زيد بن جبير، عن أبي يزيد الضّبّي، عن ميمونة بنت سعد مولاة النبي صلى اللّه عليه و سلم قالت:

سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن ولد الزنا قال:«لا خير فيه، نعلان أجاهد بهما في سبيل اللّه أحبّ إليّ من أن أعتق ولد الزنا»[1075].

أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنبأ شجاع بن علي، أنا محمّد بن إسحاق، أنا عبد الرّحمن بن أحمد الجلاّب - بهمذان (5)-، نا إبراهيم بن نصر، نا أبو نعيم الفضل بن دكين، نا إسرائيل عن زيد بن جبير، عن أبي زيد الضّبّي عن ميمونة مولاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قالت:

سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن عتق ولد الزنا فقال:«لأن أجهز نعلين في سبيل اللّه أحبّ إليّ من أن أعتق ولد الزنا».

قالت: و سئل النبي صلى اللّه عليه و سلم عن رجل قبّل امرأته و هما صائمان ؟ فقال:«قد أفطرا» (6)[1076].

ص: 309


1- الإصابة: بشر.
2- الخبر في الإصابة 339/4.
3- ترجمتها في أسد الغابة 275/6 و سيرة ابن كثير 650/4 و الاستيعاب 408/4 هامش الإصابة، و طبقات ابن سعد 311/8 و فيها: بنت سعيد، و الإصابة 413/4 و فيها: بنت سعد و يقال: سعيد.
4- مسند الإمام أحمد 463/6 و نقله عن أحمد ابن كثير في السيرة 651/4 و ابن الأثير في أسد الغابة من طريق عبيد اللّه بن موسى.
5- بالأصل بالدال المهملة.
6- أخرجه أحمد في مسنده 463/6 و أسد الغابة و فيه: أفطر.

و رواه أبو بكر بن أبي خيثمة عن أبي نعيم فقال: ميمونة بنت سعد.

أخبرنا أبو الفتح، أنا شجاع، أنا محمّد، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحارث البخاري، نا عبد الصّمد بن الفضل، نا مكي بن إبراهيم، نا موسى بن عبيدة.

ح قال: و أنبأ محمّد بن محمّد بن يوسف الطوسي، نا عثمان بن سعيد الهروي، نا نعيم بن حمّاد، نا ابن المبارك، نا موسى بن عبيدة، عن أيوب بن خالد الأنصاري، عن ميمونة بنت سعد، و كانت تخدم النبي صلى اللّه عليه و سلم قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«الرافلة في الزينة في غير أهلها كالظلمة يوم القيامة لا نور لها»[1077].

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا المحاربي، عن موسى بن عبيدة، عن أيوب بن خالد، عن ميمونة - و كانت تخدم النبي صلى اللّه عليه و سلم - قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«الرافلة في الزينة في غير أهلها كالظلمة يوم القيامة لا نور لها» (1)[1078].

أخبرنا أبو القاسم الشيباني، أنا أبو عثمان التميمي، أنا أبو بكر القطيعي، أنا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، ثنا علي بن بحر، نا عيسى، ثنا ثور، عن زياد بن أبي سودة، عن أخيه أن ميمونة مولاة النبي صلى اللّه عليه و سلم قالت:

يا نبي اللّه، افتنا في بيت المقدس، فقال:«أرض المنشر و المحشر ائتوه فصلّوا فيه، فإنّ صلاة فيه كألف صلاة [فيما سواه] (3)»، قالت: أ رأيت من لم يطق أن يحمل إليه أو يأتيه قال:«فليهد إليه زيتا ليسرج فيه، فإنه من أهدى إليه كان كمن صلى فيه»[1079].

قال: و ثنا عبد اللّه [حدثني أبي] (4) قال: و ثنا أبو موسى الهروي، ثنا عيسى بن يونس بإسناده، فذكر مثله.

ص: 310


1- سيرة ابن كثير 651/4.
2- مسند أحمد 463/6.
3- ما بين معكوفتين زيادة عن المسند.
4- ما بين معكوفتين زيادة عن مسند أحمد 463/6.
8 - و منهن: أم ضميرة زوج أبي ضميرة مولاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

تقدم ذكرها في ترجمة ابنها ضميرة.

أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنبأ شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال: أم ضميرة مولاة النبي صلى اللّه عليه و سلم، روى حديثها حسين بن عبد اللّه بن ضميرة (1) عن أبيه عن جده أن النبي صلى اللّه عليه و سلم مرّ بأم ضميرة و هي تبكي، و قد تقدم حديثها.

ص: 311


1- غير واضحة بالأصل و الصواب ما أثبت.
فأمّا خدمه عليه السلام
1 - فمنهم: أنس بن مالك، أبو حمزة الأنصاري

1 - فمنهم: أنس بن مالك، أبو حمزة الأنصاري (1):

يأتي ذكره إن شاء اللّه في حرف الألف.

2 - و منهم: الأسلع بن شريك بن عوف الأعرجي

2 - و منهم: الأسلع بن شريك بن عوف الأعرجي (2):

و يقال: اسم الأسلع ميمون بن سنباذ.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن محمّد، أنا شجاع بن علي، أنبأ أبو عبد اللّه بن مندة، أنا علي بن محمّد بن نصر، نا هشام بن علي السيرافي، نا قيس بن حفص الدارمي، نا الربيع بن بدر الأعرجي، أخبرني أبي عن أبيه عن رجل منا يقال له الأسلع قال:

كنت أخدم النبي صلى اللّه عليه و سلم و أرحّل له، فقال ذات ليلة:«يا أسلع، قم فارحل» قال:

قلت: أصابتني جنابة يا رسول اللّه قال: فسكت ساعة و أتاه جبريل بآية الصعيد،[فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: قم يا أسلع فتيمم] (3) قال: فتمسّحت و صلّيت، فلما انتهيت إلى الماء قال:«يا أسلع قم فاغتسل» فصرف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يديه إلى الأرض ثم نفضهما ثم مسح بهما وجهه، ثم ضرب بيده الأرض ثم نفضهما فمسح بهما ذراعيه اليمنى على اليسرى

ص: 312


1- ترجمته في الاستيعاب 108/1 و أسد الغابة 151/1 الإصابة 71/1 تهذيب التهذيب 376/1 سير الأعلام 395/3 و انظر بحاشيتها أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
2- ترجمته في أسد الغابة 91/1 و الإصابة 36/1 سيرة ابن كثير 654/1 و الاستيعاب 116/1 هامش الإصابة.
3- ما بين معكوفتين زيادة عن الإصابة 36/1.

و اليسرى على اليمن ظاهرهما و باطنهما.

قال الربيع: و أراني أبي كما أراه أبوه كما أراه الأسلع، كما أراه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال الربيع: فحدثت بهذا الحديث عوف بن أبي جميلة فقال: هكذا و اللّه رأيت الحسن يصنع (1)[1080].

قال: و ثنا قيس بن حفص الدارمي قال: سألت بعض بني عمّ (2) الأسلع عن نسبته فقال: هو الأسلع بن شريك بن عوف.

و قد روي - يعني هذا الحديث الهيثم (3) بن زريق (4) المالكي المدلجي عن أبيه عن الأسلع بن شريك.

و سمّى محمّد بن سعد كاتب الواقدي الأسلع هذا ميمون بن سنباذ، و ساق بعض هذا الحديث عن مسلم بن إبراهيم عن الربيع بن بدر، عن أبيه، عن جده: أن رجلا منهم يقال له الأسلع، و لم يسمّه.

أنبأنا بذلك أبو نصر محمّد بن الحسن بن البنّا، و أبو طالب بن عبد القادر بن محمّد بن يوسف، أنا الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال: ميمون بن سنباذ الأسلع، ثم ذكر الحديث.

و قول قيس بن حفص الذي حكاه أولى أن يكون هو المحفوظ ، و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو الحسن، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عيسى بن علي، أنا البغوي، حدّثني هارون بن عبد اللّه، نا سويد بن عمرو، نا الربيع بن بدر (5)،عن أبيه، عن جده، عن رجل منا يقال له الأسلع قال: كنت أخدم النبي صلى اللّه عليه و سلم و أرحّل له فقال لي ذات ليلة:«قم يا أسلع فارحل لي» قلت: يا رسول اللّه أصابتني جنابة، فأتاه جبريل بآية الصعيد، فدعاني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأراني كيف أمسح، فمسحت و رحّلت له و صلّيت[1081].

ص: 313


1- بهذا السند نقله ابن كثير في السيرة 654/4 و الإصابة 36/1.
2- بالأصل: عمرو، و المثبت عن الإصابة.
3- بالأصل: الهيتمي، و المثبت عن أسد الغابة و سيرة ابن كثير و الإصابة.
4- عن المصادر السابقة، و بالأصل: رزيق.
5- بالأصل: يزيد، و المثبت يوافق ما جاء في الرواية السابقة.

و حكى سويد في الحديث أنه ضرب ضربة فمسح وجهه، ثم ضرب أخرى فمسح ذراعيه، قال أبو القاسم البغوي: لا أعلم روى غيره.

3 - و منهم: أسماء بن حارثة الأسلمي

3 - و منهم: أسماء بن حارثة الأسلمي (1):

أخو هند بن حارثة، و كانا يخدمان النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، ثنا عفّان، نا وهيب، نا عبد الرّحمن بن حرملة، عن يحيى بن هند بن حارثة، و كان هند من أصحاب الحديبية، و أخوه الذي بعثه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يأمر قومه بالصيام بوم عاشوراء و هو أسماء بن حارثة، فحدّثني يحيى بن هند عن أسماء بن حارثة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعثه فقال:«مر قومك بصيام هذا اليوم» قال:

أ رأيت إن وجدتهم قد طعموا، قال:«فليتموا آخر يومهم»[1082].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، قال (3):حدّثني محمّد بن أبي بكر المقدّمي، نا أبو معشر البراء، نا ابن حرملة، عن يحيى بن هند بن حارثة، عن أبيه و كان من أصحاب الحديبية، و أخوه الذي بعثه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يأمر قومه بصيام يوم عاشوراء، و هو أسماء بن حارثة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعثه فقال:«مر قومك فليصوموا هذا اليوم» قال: أ رأيت إن وجدتهم قد طعموا، قال:«فليتموا آخر يومهم»[1083].

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن محمّد، أنا شجاع بن علي، أنبأ محمّد بن إسحاق، حدّثني عبد اللّه بن أبي بكر، عن حبيب بن هند بن أسماء الأسلمي، عن أبيه هند قال:

بعثني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى قوم من أسلم فقال:«مر قومك فليصوموا هذا اليوم - يوم عاشوراء - و من وجدت منهم من أكل في أوّل يوم فليصم آخره» (4)[1084].

ص: 314


1- ترجمته في أسد الغابة 95/1 و الإصابة 39/1 سيرة ابن كثير 655/4 و الاستيعاب 97/1 هامش الإصابة.
2- مسند أحمد 484/3.
3- مسند أحمد 78/4.
4- نقله ابن كثير في السيرة 655/4.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، أنا أبو الحسين، نا عيسى بن علي، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، حدّثني عمي، نا محمّد بن عبد اللّه الرقاشي، نا وهيب، نا عبد الرّحمن بن حرملة، حدّثني يحيى بن هند عن عمه أسماء بن حارثة:

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم بعثه يوم عاشوراء فقال:«مر قومك فليصوموا هذا اليوم» قال: يا رسول اللّه، ما أراني آتيهم حتى يطعموا، قال:«من طعم منهم فليصم بقية يومه»[1085].

قال: و أنا عبد اللّه قال: رأيت في كتاب محمّد بن سعد أسماء بن حارثة بن سعيد بن عبد اللّه بن عبّاد بن سعد بن عمرو بن عامر بن ثعلبة بن مالك بن أفصى صحب النبي صلى اللّه عليه و سلم و كان من أهل الصّفة، توفي سنة ست و ستين بالبصرة، و هو يومئذ ابن ثمانين سنة (1).

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا حارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر الأسلمي، أنا محمّد بن نعيم بن عبد اللّه المجمّر، عن أبيه قال: سمعت أبا هريرة يقول: ما كنت أظن هندا أو أسماء بن حارثة الأسلمي إلاّ مملوكين لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (2).

قال محمّد بن عمر: كانا يخدمانه لا يبرحان بابه، هما و أنس بن مالك (3).

4 - و منهم: بلال

4 - و منهم: بلال (4) بن رباح المؤذّن، أبو عبد اللّه:

مولى أبي بكر الصّدّيق، كان يخدم النبي صلى اللّه عليه و سلم، و سيأتي ذكره في حرف الباء إن شاء اللّه تعالى.

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحدّاد في كتابه، و أخبرني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي الأصفهاني، أنبأ أبو نعيم الحافظ الأصبهاني (5)،ثنا سليمان بن

ص: 315


1- المصدر السابق 656/4.
2- أسد الغابة 95/1 و سيرة ابن كثير 655/1.
3- سيرة ابن كثير 656/4.
4- ترجمته في الاستيعاب 26/2 أسد الغابة 243/1 تهذيب التهذيب 502/1 الإصابة 273/1 حلية الأولياء 147/1 سير الأعلام 347/1 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
5- حلية الأولياء 149/1 و دلائل النبوة للبيهقي من طريقين عن أبي توبة... عن الهوزني و ابن كثير في البداية و النهاية 55/6.

أحمد الطبراني، نا أحمد بن خليد (1) الحلبي، ثنا أبو توبة الربيع بن نافع، نا معاوية بن سلام (2)،عن زيد بن أسلم أنه سمع أبا سلام يقول: حدّثني عبد اللّه الهوزني (3) قال:

لقيت بلال مؤذن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقلت: يا بلال حدّثني كيف كانت نفقة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: ما كان له شيء، كنت أنا الذي ألي ذاك منه منذ بعثه اللّه حتى توفي صلى اللّه عليه و سلم، و كان إذا أتاه الإنسان المسلم فرآه عاريا يأمرني به، فأنطلق فأستقرض فأشتري البردة فأكسوه و أطعمه حتى اعترضني رجل من المشركين فقال لي: يا بلال إن عندي سعة، فلا تستقرض من أحد إلاّ منّي، ففعلت، فلما كان ذات يوم توضّأت ثم قمت أؤذّن بالصلاة، فإذا المشرك قد أقبل في عصابة من التجّار، فلما رآني قال: يا حبشي، قلت:

يا لبيك، فتجهّمني و قال لي قولا عظيما، فقال: أ تدري كم بينك و بين السوق ؟ قلت:

قريب، قال: إنما بينك و بينه أربع، فأخذك بالذي لي عليك، فإني لم أعطك الذي أعطيتك من كرامتك، و لا كرامة صاحبك علي، و لكن إنما أعطيتك لأتّخذك عبدا، فأردّك ترعى الغنم كما كنت ترعى قبل ذلك، فأخذ في نفسي ما يأخذ في أنفس الناس، فانطلقت فأذّنت بالصلاة حتى إذا صليت العتمة رجع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى أهله فاستأذنت عليه، فأذن لي، فقلت: يا رسول اللّه إن المشرك الذي كنت أذنت منه قال لي كذا و كذا، و ليس عندك ما يقضي عني و ليس عندي و هو فاضحي، فائذن لى فآبق إلى بعض هؤلاء الأحياء (4) الذي قد أسلموا حتى يرزق اللّه رسوله صلى اللّه عليه و سلم ما يقضي عني (5).

فخرجت حتى أتيت منزلي، فجعلت سيفي و حرابي و مجني و نعلي عند رأسي و استقبلت بوجهي الأفق، فكلما نمت ساعة انتبهت فإذا رأيت عليّ ليلا نمت حتى انشقّ عمود الصبح الأوّل، و أردت أن أنطلق، فإذا إنسان يسعى يدعو: يا بلال أجب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فانطلقت حتى أتيته، فإذا أربع ركائب مناخات عليهن أحمالهم، فأتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فاستأذنت، فقال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ابشر فقد جاءك اللّه بقضائك» فحمدت اللّه و قال:«أ لم تمرّ على الركائب المناخات الأربع ؟» قلت: بلى، قال:«فإنّ لك

ص: 316


1- بالأصل: خليل، و المثبت عن الحلية.
2- بالأصل: سلام، و المثبت عن الحلية، و في دلائل البيهقي: يزيد بن سلام.
3- بالأصل الهوزلي باللام و المثبت عن الحلية و البيهقي.
4- غير واضحة بالأصل و المثبت عن دلائل البيهقي.
5- بالأصل: سلام، و المثبت عن الحلية، و في دلائل البيهقي: يزيد بن سلام.

رقابهن و ما عليهن، فإنّ (1) عليهن كسوة و طعاما أهداهن لي (2) عظيم فدك»، ففعلت فحططت عنهن أحمالهن ثم علفتهن، ثم قمت إلى تأذيني لصلاة الصبح حتى إذا صلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خرجت إلى البقيع، فجعلت إصبعي في أذني ناديت فقلت: من كان يطلب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بدين فليحضر، فما زلت أبيع و أقضي حتى لم يبق على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم دين في الأرض حتى فضل في يدي أوقيتين (3) أو أوقية و نصف.

ثم انطلقت إلى المسجد و قد ذهب عامة النهار، و إذا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قاعد في المسجد وحده، فسلّمت عليه، فقال لي:«ما فعل ما قبلك ؟» قلت: قد قضى اللّه كل شيء كان على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فلم يبق شيء، فقال:«أفضل شيء؟» فقلت: نعم (4)، فقال:«إن تريحني منها فإني لست داخلا على أحد من أهلي حتى تريحني منه» فلم يأتنا أحد حتى أمسينا، فلما صلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم العتمة دعا بي فقال:«ما فعل ما قبلك ؟» قلت: معي لم يأتنا أحد، فبات رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في المسجد حتى أصبح، و ظل يومه و اليوم الثاني حتى إذا كان آخر النهار جاء راكبان فانطلقت بهما فأطعمتهما و كسوتهما حتى إذا صلى العتمة دعاني فقال لي:«ما فعل الذي قبلك ؟» قلت: قد أراحك اللّه منه يا رسول اللّه، فكبّر و حمد اللّه شفقا من أن يدرك الموت و عنده ذلك، ثم اتّبعته حتى جاء أزواجه فسلّم على امرأة امرأة حتى أتى مبيته، فهو الذي سالتني (5)[1086] عنه.

أخرجه أبو داود عن أبي توبة (6).

ص: 317


1- في البيهقي:«فإذا... له» و هذا يعني أنه ليس من كلام النبي صلى اللّه عليه و سلم.
2- في البيهقي:«فإذا... له» و هذا يعني أنه ليس من كلام النبي صلى اللّه عليه و سلم.
3- كذا، و الصواب أوقيتان.
4- في البيهقي: قلت: نعم، ديناران.
5- بالأصل: سألني.
6- ذكر ابن منظور في مختصره بعده: بكير بن شدّاخ الليثي، و يقال بكر و ذا مخمر، و يقال: ذو مخيمر الحبشي. و فيما ذكره في ترجمة بكير قال: عن عبد الملك بن يعلى الليثي: أن بكر بن شداخ الليثي و كان ممن يخدم النبي صلى اللّه عليه و سلم و هو غلام فلما احتلم جاء إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا رسول اللّه: إني كنت أدخل على أهلك، و قد بلغت مبلغ الرجال، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم: اللهم، صدّق قوله، و لقّه الظفر، فلما كان في ولاية عمر جاء و قد قتل يهوديا فأعظم ذلك عمر و جزع و صعد المنبر قال: أ فيما ولاني اللّه و استخلفني بقتل الرجال ؟ أذكر اللّه رجلا كان عنده علم إلاّ أعلمني، فقام إليه بكير بن شداخ فقال: أنا به، فقال: اللّه أكبر بؤت بدمه، فهات المخرج. قال: بلى، خرج فلان غازيا و وكلني - بأهله، فجئت إلى بابه فوجدت هذا اليهودي في منزله و هو يقول: و أشعث غره الإسلام مني خلوت بعرسه ليل التمام أبيت على ترائبها و تمسي على قود الأعنة و الحزام كأن مجامع الربلات منها فئام ينظرون إلى فئام قال: فصدّق عمر قوله، و أبطل دمه بدعاء النبي صلى اللّه عليه و سلم. - و في أخبار ذي مخمر كتب: ابن أخي و يقال: ابن أخت النجاشي ملك الحبشة. عن ذي مخمر، و كان رجلا من الحبشة يخدم النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: كنا معه في سفر فأسرع السير حتى انصرف، و كان يفعل ذلك لقلة الزاد فقال له قائل: يا رسول اللّه، قد انقطع الناس قال: فحبس، و حبس الناس معه حتى تكاملوا إليه فقال لهم: هل لكم أن نهجع هجعة، أو قال له قائل - و نزلوا فقال: من يكلؤنا الليلة ؟ فقلت: أنا جعلني اللّه فداك، فأعطاني خطام ناقته و قال: هاك، لا تكونن لكعا قال: فأخذت بخطام ناقة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و خطائم ناقتي، فتنحيت غير بعيد فخليت سبيلهما يرعيان، فإني كذلك انظر إليهما حتى أخذني النوم، فلم أشعر بشيء حتى وجدت حرّ الشمس على وجهي، فاستيقظت فنظرت يمينا و شمالا فإذا أنا بالراحلتين مني غير بعيد، فأخذت بخطام ناقة النبي صلى اللّه عليه و سلم و خطام ناقتي، فأتيت أدنى القوم فأيقظته فقلت له: أ صليت ؟ قال: لا، فأيقظ الناس بعضهم بعضا حتى استيقظ النبي صلى اللّه عليه و سلم، فقال: يا بلال، هل في الميضأة ماء؟- يعني في الإداوة - فقال: نعم، جعلني اللّه فداك، فأتاه بوضوء فتوضأ لم يلتّ منه التراب فأمر بلالا فأذّن، ثم قام النبي صلى اللّه عليه و سلم فصلى الركعتين قبل الصبح، و هو غير عجل، ثم أمره فأقام الصلاة، فصلى و هو غير عجل، فقال له قائل، يا نبي اللّه، أ فرّطنا؟ قال: لا، قبض اللّه أرواحنا و قد ردها إلينا، و قد صلينا.
5 - و منهم: ربيعة بن كعب أبو فراس الأسلمي :

5 - و منهم: ربيعة بن كعب أبو (1) فراس الأسلمي (2):

كان يخدم النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو سعيد الحسن بن جعفر بن محمّد بن الوضاح السمسار، نا أبو شعيب الحرّاني، نا يحيى بن عبد اللّه البابلتّي (3)،نا الأوزاعي، حدّثني يحيى بن أبي كثير، عن سلمة، عن ربيعة بن كعب قال:

كنت أبيت (4) مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأتيته بوضوئه و حاجته فكان يقوم من الليل فيقول:«سبحان ربي و بحمده، سبحان ربي و بحمده، سبحان رب العالمين، سبحان رب

ص: 318


1- بالأصل:«بن» و الصواب عن مصادر ترجمته.
2- ترجمته في أسد الغابة 64/2 و سيرة ابن كثير 659/4 الإصابة 511/1 الاستيعاب 506/1 هامش الإصابة.
3- بالأصل البابلي، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 318/10.
4- بالأصل: أتيت، و الصواب عن سيرة ابن كثير.

العالمين» الهويّ (1) قال: فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«هل لك حاجة ؟» قلت: يا رسول اللّه، مرافقتك في الجنّة، قال:«فأعني على نفسك بكثرة السجود» (2)[1087].

أخبرنا أبو القاسم الشيباني، أنبأ أبو علي التميمي، أنبأ أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي (3)،نا يعقوب، نا أبي، عن ابن إسحاق، حدّثني محمّد بن عمرو بن عطاء، عن نعيم بن محمّد (4)،عن ربيعة بن كعب قال:

كنت أخدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أقوم له في حوائجه نهاري أجمع حتى يصلي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عشاء الآخرة، فأجلس ببابه إذا دخل بيته أقول: لعلها أن تحدث لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حاجة، فما أزال أسمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«سبحان اللّه، سبحان اللّه و بحمده» حتى أملّ فأرجع أو تغلبني (5) عيني، فأرقد، قال: فقال لي يوما لما يرى من خفتي له و خدمتي إياه:«يا ربيعة، سلني أعطك» (6) قال: فقلت: انظر في أمري يا رسول اللّه، ثم أعلمك ذلك، قال: ففكرت في نفسي، فعلمت أن الدنيا منقطعة و زائلة، و أن لي فيها رزقا سيكفيني [و] يأتيني، قال: فقلت: أسأل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لآخرتي، فإنه من اللّه بالمنزل الذي هو به، قال: فجئته فقال:«ما فعلت يا ربيعة ؟» قال: فقلت: نعم يا رسول اللّه أسألك أن تشفع لي إلى ربك فيعتقني من النار، قال: فقال:«من أمرك بهذا يا ربيعة ؟» قال: فقلت: لا و اللّه الذي بعثك بالحق ما أمرني أحد و لكنك لما قلت سلني أعطك، و كنت من اللّه بالمنزل الذي أنت به نظرت في أمري، فعرفت أن الدنيا منقطعة و زائلة، و أن لي فيها رزقا سيأتيني فقلت أسأل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لآخرتي قال: فصمت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم [طويلا] (7) ثم قال لي:«إني فاعل، فأعنّي على نفسك بكثرة السجود»[1088].

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك الأديب، أنا إبراهيم بن منصور، أنبأ

ص: 319


1- الهوي: الساعة من الليل.
2- الخبر نقله ابن كثير في السيرة من طريق الأوزاعي.
3- مسند الإمام أحمد 59/4.
4- في المسند: نعيم بن مجمر.
5- بالأصل: يغلبني، و المثبت عن المسند.
6- في المسند: سلني يا ربيعة أعطك.
7- الزيادة عن المسند.

أبو بكر [بن] المقرئ، نا أبو يعلى، نا أبو خيثمة، نا يزيد بن هارون، نا مبارك بن فضالة، نا أبو عمران الجوني، عن ربيعة الأسلمي، و كان يخدم النبي صلى اللّه عليه و سلم، قال (1):

فقال لي ذات يوم:«يا ربيعة، أ لا تزوّج (2)»قال: قلت: يا رسول اللّه ما أحبّ أن يشغلني عن خدمتك شيء قال: فسكت، قال: فلما كان بعد قال لي:«يا ربيعة أ لا تزوّج» قال: قلت: يا رسول اللّه ما أحب أن يشغلني عن خدمتك شيء، ما عندي ما أعطي المرأة، قال: فقلت بعد: رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أعلم بما عندي حتى يدعوني إلى التزويج، لئن (3) دعائي هذه المرة لأجبته، قال: فقال لي:«يا ربيعة أ لا تزوّج ؟» قال: قلت: يا رسول اللّه و من يزوّجني ؟ ما عندي ما أعطي المرأة، قال: فقال لي:«انطلق إلى بني فلان فقل لهم: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أرسلني إليكم لتزوّجوني فتاتكم فلانة» (4) قالوا: فلانة، قالوا: مرحبا برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و مرحبا برسوله، فزوّجوني، فأتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقلت:

يا رسول اللّه أتيتك من خير أهل بيت صدّقوني و زوّجوني، فمن أين لي ما أعطي صداقي، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لبريدة الأسلمي:«يا بريدة اجمعوا لربيعة في صداقه في وزن نواة من ذهب» قال: فجمعوها، فأعطوني فأسهم ففتلوها فأتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقلت: يا رسول اللّه قد قبلوا، فمن أين لي ما أولم ؟ قال: فقال:«يا بريدة اجمعوا لربيعة في ثمن كبش» قال: فجمعوا، و قال لي:«انطلق إلى عائشة فقل لها فلتدفع إليك ما عندها من الشعير»، قال: فأتيتها فدفعت إليّ ، فانطلقت بالكبش و الشعير فقالوا: أمّا الشعير فنحن نكفيك و أمّا الكبش فمر أصحابك أن يذبحوه و عملوا الشعير، فأصبح - و اللّه - عندنا خبز و لحم.

ثم إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أقطع أبا بكر أرضا فاختلفنا في عذق فقلت: هو في أرضي، و قال أبو بكر: هو في أرضي، فتنازعنا فقال لي أبو بكر كلمة كرهتها، فندم فأخبرني فقال لي: قل لي كما قلت لي، قال: إذا آتي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: فأتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و تبعته

ص: 320


1- الخبر نقله ابن كثير في السيرة من طريق أبي يعلى 660/4.
2- عن سيرة ابن كثير، و بالأصل: ترح.
3- الأصل: أين، و المثبت عن ابن كثير.
4- كذا بالأصل، و بعدها في ابن كثير: قال: فأتيتهم فقلت: إن رسول اللّه أرسلني إليكم لتزوجوني فتاتكم فلانة، قالوا: فلانة....

فجاءني قومي يتبعونني، فقالوا: هو الذي قال لك و هو يأتي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فيشكو (1)قال: فالتفتّ إليهم فقلت: تدرون من هذا؟ هذا الصّدّيق (2) و ذو شيبة المسلمين ارجعوا لا يلتفت فيراكم فيظن أنكم إنما جئتم ليتعينوني عليه فيغضب، فيأتي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فيخبره فيهلك ربيعة.

قال: فأتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«إني قلت لربيعة كلمة كرهها، فقلت له يقول لي مثل ما قلت له فأبى، فقال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا ربيعة و ما لك و الصّدّيق» قال: قلت: يا رسول اللّه، لا و اللّه لا أقول له كما قال لي، قال:«أجل لا تقل له كما قال لك، و لكن [قل:] (3) قد غفر اللّه لك يا أبا بكر»[1089].

6 - و منهم: سعد مولى أبي بكر الصّدّيق

6 - و منهم: سعد مولى أبي بكر الصّدّيق (4):

كان يخدم] (5) النبي صلى اللّه عليه و سلم، و قيل إنه كان مولى له.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي (6)،أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى فاطمة العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور السّلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا أبو موسى، ثنا أبو داود (7)،نا أبو عامر، عن الحسن، عن سعد مولى أبي بكر الصّدّيق عن - و قال ابن المقرئ: أن - رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال لأبي بكر و كان سعد مملوكا له، و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم تعجبه خدمته - و قال ابن المقرئ: حديثه - فقال:- و قال ابن حمدان: قال -

ص: 321


1- بالأصل: فشكو، و المثبت عن ابن كثير.
2- بالأصل: الصدق، و الصواب عن ابن كثير.
3- الزيادة لازمة عن سيرة ابن كثير.
4- ترجمته في أسد الغابة 188/2 الاستيعاب 48/2 هامش الإصابة، سيرة ابن كثير 661/4 و الإصابة 39/2 و فيها: و يقال سعيد و الأول (يعني: سعد) أشهر و أصح.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك على هامشه و بجانبه كلمة صح.
6- بالأصل: الخيزرودي، خطأ، و الصواب ما أثبت.
7- من طريق أبي داود الطيالسي ذكره ابن كثير في السيرة 662/4 و ابن الأثير في أسد الغابة من طريق أبي يعلى 188/2 و فيها «أبتك الرجال بدل أتتك الرجال».

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اعتق سعدا» فقال أبو بكر: يا رسول اللّه، ما لنا خادم هاهنا غيره - و قال ابن حمدان: ما لنا هاهنا غيره - فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - و قال ابن حمدان: قال:«أعتق سعدا، أتتك الرجال، أتتك الرجال» زاد ابن المقرئ: أتتك الرجال[1090].

الصواب خدمتكما في حديث ابن حمدان، و الصواب ما لنا ما هن (1) غيره، كذلك.

أخبرنا أبو الحسن بن المظفر، أنا أبو محمّد الجوهري.

و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، قالا: أنا أحمد بن جعفر، ثنا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا سليمان بن داود، نا أبو عامر، عن الحسن، عن سعد مولى أبي بكر و كان يخدم النبي صلى اللّه عليه و سلم و كان يعجبه خدمته فقال:«يا أبا بكر أعتق سعدا» فقال: يا رسول اللّه ما لنا ماهن (3) غيره، قال: فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«أعتق سعدا أتتك (4) الرجال، أتتك الرجال»[1091].

قال أبو داود يعني السبي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي الوزير، أنا عبد اللّه، حدّثني عمي، و أحمد بن منصور، قالا: نا عمر بن عبد الوهّاب الرياحي، نا عامر بن صالح بن رستم، عن أبيه، عن الحسن، عن سعيد (5)-زاد ابن منصور: مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - فذكر حديثا.

7 - و منهم: عبد اللّه بن مسعود أبو عبد الرّحمن الهذلي

7 - و منهم: عبد اللّه بن مسعود أبو عبد الرّحمن الهذلي (6):

كان يلي طهور النبي صلى اللّه عليه و سلم، و يحمل نعليه، و يرحّل راحلته.

و سيأتي ذكره إن شاء اللّه تعالى في حرف العين من هذا الكتاب.

ص: 322


1- بالأصل:«ها هن» و الصواب عن المختصر، و الماهن: الخادم، و قيل: العبد.
2- مسند الإمام أحمد 199/1.
3- بالأصل:«ها هن» و الصواب عن المختصر، و الماهن: الخادم، و قيل: العبد.
4- تقرأ بالأصل:«أبتك» و مثله في أسد الغابة، و المثبت عن المسند، و فيه «أتتك الرجال» مرة واحدة.
5- كذا ورد هنا: سعيد.
6- ترجمته في الاستيعاب 20/7 تاريخ بغداد 147/1 حلية الأولياء 124/1 أسد الغابة 384/3 تهذيب التهذيب 27/6 سير الأعلام 461/1 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
8 - و منهم: مهاجر مولى أم سلمة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم

8 - و منهم: مهاجر مولى أم سلمة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم (1):

كان يخدمه.

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد و جماعة - إجازة - قالوا: أنبأ أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن بريدة، أنبأ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، نا أبو الزنباع روح بن الفرج، نا يحيى بن عبد اللّه بن بكير، حدّثني إبراهيم بن عبد اللّه قال:

سمعت مهاجرا مولى أم سلمة يقول: خدمت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سنين، فلم يقل لي لشيء صنعته: لم صنعته، و لا لشيء تركته: لم تركته (2).

قال ابن بكير: يكنى هذا الذي هو في الحديث هو جدي أبي بكير مولى عمرة قال: سمعت مهاجرا مولى أم سلمة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول: خدمت النبي صلى اللّه عليه و سلم عشر سنين أو خمس سنين - الشك من يحيى - لم يقل لشيء صنعته: لم صنعته، و لا لشيء تركته:

لم تركته.

9 - و منهم: أبو السمح خادم النبي صلى اللّه عليه و سلم

9 - و منهم: أبو السمح خادم النبي صلى اللّه عليه و سلم (3).

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلال، أنبأ سعد بن أحمد الصوفي، أنا أبو محمّد الحسن بن أحمد بن محمّد الشّيباني، أنا أبو العباس محمّد بن إسحاق الثقفي، نا مجاهد بن موسى، نا عبد الرّحمن بن مهدي، نا يحيى بن الوليد، حدّثني محلّ (4) بن خليفة، حدّثني أبو السمح قال: كنت أخدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان إذا أراد أن يغتسل قال (5):«ناولني إداوتي» قال: فناولته و أستره و أتى بحسن أو حسين، فبال على صدره، فجئت لأغسله قال:«يغسل (6) من بول الجارية، و ترشّ من بول الغلام» (7)[1092].

درف عن مجاهد.

ص: 323


1- ترجمته في سيرة ابن كثير 667/4 الإصابة 467/3.
2- الخبر في سيرة ابن كثير 667/4 من طريق الطبراني. و الإصابة 446/3.
3- ترجمته في سيرة ابن كثير 668/4 و الإصابة 95/4 و الاستيعاب 99/4 على هامش الإصابة، و أسد الغابة 156/5.
4- بالأصل محمد، خطأ، و الصواب عن أسد الغابة و سيرة ابن كثير.
5- في أسد الغابة: قال: ولّني، فأولّيه قفاي، و أستره.
6- بالأصل:«تغسل.. ترش» و المثبت عن أسد الغابة و سيرة ابن كثير.
7- الحديث أخرجه أبو داود في الطهارة ح(376) و سيرة ابن كثير و أسد الغابة و الإصابة و فيها: و أخرج حديثه ابن خزيمة و أبو داود و النسائي و ابن ماجة و البغوي من طريق يحيى بن الوليد.
و أمّا كتّابه صلى اللّه عليه و سلم
1 - فمنهم: أبان بن سعيد بن العاص الأموي

1 - فمنهم: أبان بن سعيد بن العاص الأموي (1):

يأتي ذكره إن شاء اللّه تعالى في حرف الألف من هذا الكتاب.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه قالا: أنا ابن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد - إجازة - قال: كان أول من كتب لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أبيّ بن كعب، فكان إذا لم يحضر دعا زيد بن ثابت، فكانا يكتبان له الوحي، و يكتبان إلى من كاتبه من الناس، و كان يكتب له عثمان بن عفّان، و خالد بن سعيد، و أبان بن سعيد (2).

2 - و منهم: أبيّ بن كعب بن المنذر الأنصاري

2 - و منهم: أبيّ بن كعب بن المنذر الأنصاري (3):

يأتي ذكره في حرف الألف من هذا الكتاب.

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، أنا محمّد بن سعد قال: و كان أبيّ بن كعب يكتب في الجاهلية قبل الإسلام، و كانت الكتابة في العرب قليلة، و كان يكتب في الإسلام الوحي لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

ص: 324


1- ترجمته في نسب قريش للمصعب ص 174، الاستيعاب 119/1، أسد الغابة 46/1، و الإصابة 16/1، سيرة ابن كثير 669/4 سير الأعلام 261/1.
2- الخبر في سيرة ابن كثير 669/4.
3- ترجمته في حلية الأولياء 250/1 الاستيعاب 126/1 أسد الغابة 61/1 الإصابة 26/1 تهذيب التهذيب 187/1 سيرة ابن كثير 670/4 سير الأعلام 389/1 و بحاشيتها ثبت بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
3 - و منهم: أرقم بن أبي الأرقم المخزومي .

3 - و منهم: أرقم بن أبي (1) الأرقم المخزومي (2).

أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز النقيب المكي، أنبأ أبو علي الحسن بن عبد الرّحمن الشافعي، أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس، نا أبو جعفر محمّد بن إبراهيم الديبلي، نا أبو يونس محمّد بن أحمد بن يونس المديني، نا عتيق بن يعقوب التّبريزي، حدّثني عبد الملك بن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن جده عن عمرو بن حزم: أن هذه قطائع أقطعها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لهؤلاء القوم.

هذا كتاب من محمّد لعظيم بن الحارث المحاربي أنه له فخّا (3) لا يحاقّه (4) فيها أحد، و كتب الأرقم: بسم اللّه الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمّد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعظيم بن الحارث المحاربي: إنّ له المجمعة (5) من رأس (6) فخ لا يحاقه (7) فيها أحد، و كتب الأرقم.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أحمد بن الحسن بن عتبة الرازي - بمصر - نا عبيد اللّه بن عيسى المديني، نا إبراهيم بن المنذر قال:

و الأرقم بن أبي الأرقم اسم أبي الأرقم عبد مناف بن أسد بن حيدر (8) بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب، و أمّه أميمة بنت عبد الحارث الخزاعية (9)،و بقي الأرقم إلى عهد معاوية، و مات سنة خمس و خمسين و هو الذي كان

ص: 325


1- زيادة لازمة عن مصادر ترجمته.
2- ترجمته في الاستيعاب 131/1 أسد الغابة 74/1 سيرة ابن كثير 671/4 الإصابة 40/1 طبقات ابن سعد 242/3 سير الأعلام 479/2 و بحاشيته ثبت بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
3- غير واضح بالأصل و رسمها «نح» و المثبت عن معجم البلدان، و فيه: فخ: ماء أقطعه النبي صلى اللّه عليه و سلم عظيم بن الحارث المحاربي.
4- عن المختصر، و بالأصل: لا يخافه.
5- المجمعة: موضع بوادي نخلة من بلاد هذيل (ياقوت).
6- بالأصل: رامش، و المثبت عن المختصر.
7- عن المختصر و بالأصل: يخافه.
8- كذا، و في المختصر: جندب، و سقطت الكلمة من عامود نسبه في أسد الغابة.
9- و قيل اسمها: تماضر بنت حذيم من بني سهم، و قيل: اسمها صفية بنت الحارث بن خالد... الخزاعية.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مستخفيا في داره بأصل الصفا، آخى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بينه و بين عبد اللّه بن أنيس، و قد شهد بدرا، و لم يشهدها عبد اللّه بن أنيس.

قال: و أنبأ إبراهيم بن المنذر الأرقمي (1)،عن أبيه، عن إسحاق بن يحيى بن طلحة، عن عثمان بن الأرقم قال:

توفي أبي الأرقم سنة ثلاث و خمسين، و هو ابن خمس (2) و ثمانين سنة، و يكنى أبا عبد الرّحمن، و صلّى عليه سعد بن أبي وقّاص، و دفن بالبقيع.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن البقشلان، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عيسى بن علي، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، حدّثني عمي عن أبي عبيد قال:

الأرقم بن أبي الأرقم بن أسد بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم، شهد بدرا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حين تغيّب من قريش تغيّب في داره و هي التي تعرف بالخيزران عند الصفا.

قال: و نا البغوي، حدّثني الحسن بن عرفة، نا عبّاد - يعني ابن عبّاد - عن هشام بن زياد أبي المقدام، عن عمّار بن سعد، عن عثمان بن أرقم (3)،عن أبيه - و كانت له صحبة-.

قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن الذي يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة و يفرق بين الاثنين - و الإمام - يعني يخطب - كالجارّ قصبه (4) في النار» (5)[1093].

4 - و منهم: ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري

4 - و منهم: ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري (6):

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا

ص: 326


1- كذا.
2- في سير الأعلام نقلا عن عثمان: ثلاث 480/2 و أسد الغابة 75/2.
3- بالأصل: أرم، و الصواب ما أثبت.
4- القصب: الأمعاء.
5- أسد الغابة 75/2 و سيرة ابن كثير 672/4 و أخرجه أحمد في المسند 417/3.
6- ترجمته في الاستيعاب 72/2 أسد الغابة 275/1 الإصابة 14/2 تهذيب التهذيب 12/2 سيرة ابن كثير 672/4 سير الأعلام 308/1 و بحاشيتها ثبت بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

أحمد بن معروف، أنا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (1)،أنا علي بن محمّد المدائني بأسانيده عن شيوخه في وفود العرب على النبي صلى اللّه عليه و سلم قالوا:

قدم عبد اللّه بن عبس (2) الثمالي و مسلية بن هزّان (3) الحدّانيّ على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في رهط من قومهما بعد فتح مكة، فأسلموا و بايعوا على قومهم، و كتب لهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كتابا بما فرض عليهم من الصدقة في أموالهم. كتبه ثابت بن قيس بن شماس، و شهد فيه سعد بن عبادة، و محمّد بن مسلمة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنبأ رضوان بن أحمد بن جالينوس.

ح و أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنا شجاع بن علي الصّوفيّ ، أنا محمّد بن إسحاق، أنا محمّد بن يعقوب، قالا: نا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس بن بكير، عن محمّد بن إسحاق أنه قال: استشهد من الأنصار ثم من بني الحارث بن الخزرج ثابت بن قيس بن شماس، استشهد باليمامة (4).

قال: أنا أبو الفتح، أنا شجاع، أنا ابن مندة قال: ثابت بن قيس بن شماس بن ثعلبة بن زهير بن امرئ القيس بن مالك بن الحارث بن الخزرج، يكنى أبا محمّد، قتل باليمامة شهيدا، و شهد له النبي صلى اللّه عليه و سلم بالجنّة، روى عنه أنس بن مالك، و محمّد بن إسماعيل، و عنس بنون.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا محمّد بن عبد الرّحمن الأديب، أنبأ محمّد بن أحمد الحيري (5).

ح و أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور السّلمي، قالا: نا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا أحمد بن إبراهيم الموصلي - زاد ابن حمدان: أبو علي - ثنا فرج بن فضالة - زاد ابن المقرئ: أبو

ص: 327


1- طبقات ابن سعد 353/1 في وفد ثمالة وحدان.
2- ابن سعد: علس.
3- الأصل:«و مسلبة بن هران الحدانى ؟؟؟» و المثبت عن ابن سعد.
4- انظر أسد الغابة 276/1 و سيرة ابن كثير 673/4.
5- غير واضحة بالأصل و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند سابق مماثل.

فضالة - عن عبد الحميد بن قيس بن ثابت بن شماس، عن أبيه، عن جده قال:

قتل يوم قريظة رجلا من الأنصار يدعى خلاّد - زاد ابن حمدان: يعني و قالا: فقيل لأمه: يا أم خلاد قتل خلاّد، فجاءت و هي متنقّبة فذكروا ذلك للنبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«أما إنّ له أجر شهيدين» قيل: يا رسول اللّه و بم ؟ قال:«لأن أهل الكتاب قتلوه»[1094].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن النقور، أنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد بن كثير المقرئ الكناني.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو عبد اللّه الحسين بن ظفر بن الحسين المناطقي (1)-ببغداد - قالا: أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن النقور، أنا أبو طاهر المخلّص.

ح و حدثنا أبو عبد اللّه يحيى بن البنا، و أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو القاسم المبارك بن أحمد بن علي بن القصّار، قالوا: أنا أبو الحسين بن النقور.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا سعيد بن محمّد البحيري (2)،قالا: أنا محمّد بن عبد اللّه بن الحسين، ثنا عبد اللّه بن محمّد.

ح و أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، و أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالتا: أنا إبراهيم بن منصور السّلمي، أنا محمّد بن إبراهيم بن المقرئ.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي (3)،أنا أبو عمرو بن حمدان، قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، قالا: ثنا قطن بن نسير (4) أبو عبّاد، نا جعفر، نا ثابت عن أنس قال:

كان ثابت بن قيس بن شماس خطيب الأنصار، فلما نزلت هذه الآية: يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاٰ تَرْفَعُوا أَصْوٰاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ (5)قال المخلّص: الآية، و قال أبو

ص: 328


1- انظر المطبوعة عاصم - عائذ (ص 625 الفهارس)، و بالأصل:«المناطيني».
2- تقرأ بالأصل: الحيري، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 103/18.
3- الأصل: الخيزرودي، خطأ، و الصواب ما أثبت.
4- الأصل: بشير، خطأ و الصواب ما أثبت و ضبط عن تقريب التهذيب.
5- سورة الحجرات، الآية:2.

يعلى: وَ لاٰ تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمٰالُكُمْ وَ أَنْتُمْ لاٰ تَشْعُرُونَ قال:- زاد أبو يعلى: ثابت: أنا الذي كنت أرفع صوتي فوق صوت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أنا - قال البغوي: فأنا - من أهل النار، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«بل هو من أهل الجنّة، بل هو من أهل الجنّة»، و في حديث البغوي: فذكر ذلك لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«بل هو من أهل الجنّة» مرة واحدة[1095].

5 - و منهم: حنظلة بن الرّبيع التّميمي الأسدي الكاتب

5 - و منهم: حنظلة بن الرّبيع التّميمي الأسدي الكاتب (1):

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا عبد اللّه بن عبد الصّمد، و عفّان قالا: ثنا همّام، نا قتادة، عن حنظلة الكاتب قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من حافظ على الصلوات الخمس ركوعهنّ و سجودهنّ و وضوءهنّ و مواقيتهنّ ، و علم أنهنّ حقّ من عند اللّه تبارك و تعالى دخل الجنّة - أو قال: وجبت له الجنة-[1096].

و سيأتي ذكر حنظلة في حرف الحاء من هذا الكتاب إن شاء اللّه تعالى.

6 - و منهم: خالد بن سعيد بن العاص الأموي

6 - و منهم: خالد بن سعيد بن العاص الأموي (3):

أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز المكي، أنا أبو علي الحسن بن فراس، نا أبو جعفر الديبلي، نا محمّد بن أحمد بن يونس، نا عتيق بن يعقوب (4)، حدّثني عبد الملك بن أبي بكر، عن أبيه، عن جده، عن عمرو بن حزم - يعني أن خالد بن سعيد كتب عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كتابا:

بسم اللّه الرحمن الرحيم، هذا ما أعطى محمّد رسول اللّه راشد بن عبد ربّ

ص: 329


1- ترجمته في أسد الغابة 542/1 سيرة ابن كثير 673/4 الإصابة 359/1.
2- مسند أحمد 267/4.
3- ترجمته في الاستيعاب 153/3 أسد الغابة 574/1 الإصابة 58/3 نسب قريش ص 174 سيرة ابن كثير 675/4 سير الأعلام 259/1 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
4- الخبر في سيرة ابن كثير من طريق عتيق 676/4.

السلامي (1)،أعطاه غلوتين بسهم (2)،و غلوة (3) بحجر برهاط (4) فمن (5) خافه فلا حقّ له و حقّه حق. و كتب خالد بن سعيد.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق إبراهيم بن عمر الفقيه، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (6)،أنا محمّد بن عمر، حدّثني جعفر بن محمّد بن خالد، عن محمّد بن عبد اللّه بن عمرو بن عثمان بن عفّان قال: أقام - يعني ابن سعيد بن العاص بعد أن قدم من أرض الحبشة و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بالمدينة، و كان يكتب له، و هو الذي كتب كتاب أهل الطائف لوفد [ثقيف] (7) الذي مشى في الصلح بينهم و بين رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

و سيأتي ذكر خالد بن سعيد في حرف الخاء.

7 - و منهم: خالد بن الوليد، أبو سليمان المخزومي

7 - و منهم: خالد بن الوليد، أبو سليمان المخزومي (8):

و سيأتي ذكره في حرف الخاء.

أخبرنا أبو جعفر المكي، أنا أبو علي الشافعي، أنا أبو الحسن بن فراس، أنا أبو جعفر الديبلي، أنا محمّد بن أحمد بن يونس، نا عتيق بن يعقوب، حدّثني عبد الملك بن أبي بكر، عن أبيه، عن جده عن عمرو بن حزم:

بسم اللّه الرحمن الرحيم، من محمّد رسول اللّه إلى المؤمنين: أن عضاة مرج (9)و صيده لا يعضد صيده، لا يقتل، فمن وجد يفعل من ذلك شيئا فإنه يجلد و تنزع ثيابه،

ص: 330


1- في ابن سعد 274/1 و سيرة ابن كثير:«السلمي».
2- بالأصل:«بسجعى» و سقطت الكلمة من سيرة ابن كثير، و المثبت عن ابن سعد.
3- الغلوة: قدر رمية بسهم.
4- رهاط : موضع على ثلاث ليال من مكة، أو على طريق المدينة يقال له غران (المراصد)، و في ياقوت: من أرض ينبع.
5- في ابن سعد بعد برهاط : لا يحاقّه فيها أحد، و من حاقّه فلا حقّ ...
6- طبقات ابن سعد 96/4.
7- زيادة لازمة عن ابن سعد.
8- ترجمته في نسب قريش ص 320 و طبقات ابن سعد 252/4 الاستيعاب 163/3 و أسد الغابة 586/1 تهذيب التهذيب 142/3 و سيرة ابن كثير 676/4 و سير الأعلام 366/1 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
9- كذا، و في مختصر ابن منظور: ان عضاه وجّ (و وادي وجّ هو الطائف: ياقوت)، و في سيرة ابن كثير 677/4 ان صيدوح و صيده (صيدوح قرية بشرقي المدينة من شراج الحرة المراصد).

و إن تعدّى ذلك أحد (1) فإنه يؤخذ فيبلّغ محمّد النبي صلى اللّه عليه و سلم و ان هذا أمر محمّد النبي صلى اللّه عليه و سلم، و كتب خالد بن الوليد بأمر النبي محمّد بن عبد اللّه فلا يتعدّاه أحد فيظلم نفسه فيما أمره به محمّد (2) صلى اللّه عليه و سلم.

8 - و منهم: الزّبير بن العوّام، أبو عبد اللّه الأسديّ القرشي

8 - و منهم: الزّبير بن العوّام، أبو عبد اللّه الأسديّ القرشي (3):

و سيأتي ذكره في حرف الزاي.

أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز النقيب المكي، أنا أبو علي الحسن بن عبد الرّحمن الشافعي، أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس، أنا أبو جعفر محمّد بن إبراهيم الديبلي، نا أبو يونس المديني، نا عتيق بن يعقوب، حدّثني عبد الملك بن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن جده، عن عمرو بن حزم: أن هذه قطائع قطعها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لهؤلاء القوم فذكرها و قال فيها:

بسم اللّه الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمّد النبي صلى اللّه عليه و سلم لبني معاوية بن جرول الطائيين (4) لمن أسلم منهم فأقام الصلاة، و آتى (5) الزكاة، و أطاع اللّه و رسوله، و أعطى من المغانم خمس اللّه، و سهم النبي رسوله صلى اللّه عليه و سلم، و فارق المشركين، و أشهد على إسلامه فإنه آمن بأمان اللّه و محمّد، و أن لهم ما أسلموا عليه من بلادهم و مياههم و غدوة الغنم من وراء بلادهم التي أسلموا عليها مبيتة و كتب الزبير (6).

9 - و منهم: زيد بن ثابت، أبو سعيد الأنصاري الخزرجي

9 - و منهم: زيد بن ثابت، أبو سعيد الأنصاري الخزرجي (7):

و سيأتي ذكره في حرف الزاي من هذا الكتاب.

ص: 331


1- بالأصل: أخذ، و الصواب عن سيرة ابن كثير.
2- بالأصل: محمدا، و الصواب ما أثبت.
3- ترجمته في المعارف ص 219، نسب قريش ص 20 حلية الأولياء 89/1 أسد الغابة 249/2 تهذيب التهذيب 318/3 سيرة ابن كثير 677/4 سير الأعلام 41/1 و بحاشيتها ثبت بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
4- بالأصل:«الصابيين» و الصواب عن ابن سعد.
5- الأصل: وات» و الصواب عن ابن سعد.
6- انظر الكتاب في طبقات ابن سعد 269/1، و انظر سيرة ابن كثير 678/4.
7- ترجمته في طبقات ابن سعد 358/2 أخبار القضاة 107/1 أسد الغابة 278/2 تهذيب التهذيب 399/3 سيرة ابن كثير 680/4 سير الأعلام 426/2 و بحاشيتها أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
10 - و منهم: سجل الكاتب

10 - و منهم: سجل الكاتب (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف السهمي، أنا أبو أحمد بن عدي الحافظ (2)،نا يحيى بن عبد الرّحمن بن ناجية، نا أحمد بن عبد الرّحمن بن مفضل، نا محمّد بن سليمان، نا يحيى بن عمرو بن مالك النكري، سمعت أبي يحدّث عن أبي الجوزاء عن ابن عبّاس قال: كان للنبي صلى اللّه عليه و سلم كاتب يسمّى السّجلّ و هي قراءة يَوْمَ نَطْوِي السَّمٰاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ (3)قال: كما يطوي السّجل الكتاب، فذلك تطوى السماء.

رواه مسلم بن إبراهيم، عن عمرو بن يحيى نحوه.

ح و أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا سهل بن السّري البخاري، نا صالح بن محمّد البغدادي، نا نصر بن علي، نا نوح بن قيس، نا عمرو بن مالك، عن أبي الجوزاء عن ابن عباس في قوله: يَوْمَ نَطْوِي السَّمٰاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ قال: السّجلّ هو الرجل.

قال نوح: و حدّثني يزيد بن كعب عن عمرو بن مالك، عن أبي الجوزاء عن ابن عبّاس قال: السّجلّ كاتب كان للنبي صلى اللّه عليه و سلم.

قال: و أنا ابن مندة، أنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم، نا أحمد بن الحسن البغدادي، نا حمدان بن سعيد، نا ابن نمير (4)،عن عبيد اللّه (5)،عن نافع، عن ابن عمر قال: كان للنبي صلى اللّه عليه و سلم كاتب يقال له سجل، قال اللّه عزّ و جل: يَوْمَ نَطْوِي السَّمٰاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ .

قال ابن مندة: هذا حديث غريب.

أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه الشّيحي (6) و غيره، قالا: أنا أبو بكر

ص: 332


1- ترجمته في سيرة ابن كثير 683/3 و أسد الغابة 174/2 و الإصابة 15/2.
2- الكامل لابن عدي 205/7.
3- سورة الأنبياء، الآية:104.
4- الأصل و أسد الغابة و الإصابة، و في سيرة ابن كثير 684/4 «بهز» خطأ.
5- بالأصل: عبد اللّه، و الصواب عن أسد الغابة و ابن كثير و الإصابة.
6- بالأصل: السنجي خطأ و الصواب ما أثبت «الشيحي» عن الأنساب، و هذه النسبة إلى شيحة - بكسر الشين - من قرى حلب.

الخطيب (1)،أنا أبو بكر أحمد بن محمّد البرقاني، أنبأ محمّد بن أحمد (2) بن يعقوب الحجّاجي، أنا أحمد بن الحسن الكرخي - ببغداد - أنا حمدان بن سعيد البغدادي حدثهم عن ابن نمير، عن عبيد اللّه، عن نافع، عن ابن عمر قال: كان للنبي صلى اللّه عليه و سلم كاتب يقال له سجل، فأنزل اللّه تعالى: يَوْمَ نَطْوِي السَّمٰاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ .

قال البرقاني: قال أبو الفتح الأزدي: تفرّد به ابن نمير - إن صحّ -.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، أنا أبو أحمد قال (3):أنا أبو الفضل عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن، أنا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، نا محمّد بن هارون، نا أبو كريب، نا ابن المبارك، عن معروف بن خرّبوذ (4)،عن من سمع أبا جعفر يقول: السّجلّ هو الملك.

11 - و منهم: سعد بن أبي سرح

11 - و منهم: سعد بن أبي سرح (5):

و المحفوظ عبد اللّه بن سعد القرشي العامري.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن الماوردي، أنبأ أبو الحسن محمّد بن علي السّيرافي، أنا أبو عبد اللّه أحمد بن إسحاق النهاوندي، نا أحمد بن عمران الأشناني، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط (6):قال في تسمية كتّاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: زيد بن ثابت كاتب الوحي، و قد كتب له معاوية بن أبي سفيان، و كتب له حنظلة بن ربيعة (7)الأسدي، و كتب له سعد بن أبي سرح (8)،ثم ارتدّ و لحق بمكة.

ص: 333


1- الخبر في تاريخ بغداد 175/8 في ترجمة حمدان بن سعيد.
2- تاريخ بغداد:«محمد» و لعله الصواب، انظر ترجمته في سير الأعلام 240/16 و فيها أيضا: محمد بن محمد.
3- بالأصل: قالت.
4- غير واضح إعجامها و رسمها:«حربود؟؟؟» كذا و المثبت عن ابن كثير 685/4.
5- ترجمته في سيرة ابن كثير 685/4 فيما قاله خليفة، قال ابن كثير: و قد وهم إنما هو ابنه عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح.
6- تاريخ خليفة بن خياط ص 99.
7- في تاريخ خليفة:«حنظلة بن ربيع الأسيدي» و في أصل تاريخ خليفة:«ربيعة» و قد صوبها محققه «ربيع» و قد تقدمت ترجمته قريبا في كتابنا فارجع إليه.
8- في تاريخ خليفة: عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح، و هو الصواب و الذين نقلوا عنه: المصنف هنا، و ابن كثير - في البداية و النهاية 348/5 و السيرة 685/4 و فيها و همّه في ذلك، فالعبء ليس على خليفة بل على ابن كثير في نقله، و تابعه في غلطه ابن حجر 123/2.

و كان يأذن عليه أنسة (1) مولاه، و بلال على نفقاته، و معيقيب بن أبي فاطمة، و خازنة (2)،و كان يقال: معيقيب على خاتمه، و أنس بن مالك يخدمه، و مؤذناه بلال و ابن أم مكتوم، و حرسه ببدر سعيد بن زيد، و حين رجع من بدر ذكوان بن عبد القيس الأنصاري، و بأحد محمّد بن مسلمة، و في الخندق الزبير بن العوّام أو غيره، و بخيبر ليلة بنى بصفية أبو أيوب، و بتبوك أبو قتادة، و قد حرسه سعد بن مالك و عائذ بن عمرو المزني.

12 - و منهم: عبد اللّه بن عثمان أبو بكر الصّدّيق القرشي التيمي:

خليفة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، يأتي ذكره في حرف العين من هذا الكتاب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي بن عيسى، أنبأ أبو القاسم البغوي، حدّثني زهير بن محمّد، أنا عبد الرزّاق، و محمّد بن كثير، عن معمر، عن الزهري قال: أخبرني عبد الرّحمن بن مالك بن أخي سراقة أن أباه أخبره أنه سمع سراقة.

ح قال: و أنا البغوي قال: و حدّثني سعيد بن يحيى الأموي قال: حدّثني أبي عن ابن إسحاق عن الزهري، عن عبد اللّه بن مالك بن جعشم المدلجي عن أبيه مالك بن جعشم عن أخيه سراقة.

ح قال البغوي: و حدّثني زهير بن محمّد، نا صدقة بن سابق، عن ابن إسحاق، حدّثني الزهري أن عبد الرّحمن بن مالك حدّثه عن أبيه عن عمّه سراقة بن مالك.

ح قال: و أنا عبد اللّه، قال: و حدّثني هارون بن موسى الفروي، نا محمّد بن فليح، نا موسى بن عقبة، نا ابن شهاب، ثنا عبد الرّحمن بن مالك بن جعشم المدلجي أن أباه أخبره أن أخاه سراقة بن جعشم أخبره قال (3):

ص: 334


1- غير واضحة بالأصل و المثبت عن تاريخ خليفة.
2- بالأصل: و حارثة، و الصواب عن خليفة.
3- الخبر في سيرة ابن هشام 133/1-134 و دلائل البيهقي 487/2-488 و البداية و النهاية 185/3 و الدرر في اختصار المغازي و السير ص 82.

لما خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من مكة مهاجرا إلى المدينة جعلت قريش لمن يرده مائة ناقة، قال: فبينا أنا جالس في نادي قومي فجاء رجل منّا فقال: و اللّه لقد رأيت ركبة ثلاثة مروا عليّ آنفا، إني لأظنه محمّدا، قال: فأهويت له بعيني أن اسكت قال: و قلت إنما هم بنو فلان يبتغون ضالة (1) لهم قال: لعله، ثم سكت.

فمكثت قليلا ثم قمت فأمرت بفرسي، فقيد إلى بطن الوادي، و أخرجت سلاحي من وراء حجرتي، ثم أخذت قداحي التي (2) استقسم بها، ثم لبست لأمتي (3)،ثم أخرجت قداحي فاستقسمت بها فخرج السهم الذي أكره: لا يضره. قال: و كنت أرجو أن أرده فآخذ المائة ناقة، فركبت في أثره قال: فبينا فرسي تشتد حتى عثر فسقطت عنه، فأخرجت قداحي فاستقسمت فخرج السهم الذي أكره: لا تضره، قال: فأبيت إلاّ أن أتبعه، فركبت فلما بدا لي القوم فنظرت إليهم عثر فرسي و ذهبت يداه في الأرض و سقطت عنه، و استخرج يديه و أتبعهما دخان مثل الغبار - و في حديث ابن الأموي، و زهير: مثل الأعصار - فعرفت أنه قد منع مني، و أنه ظاهر، فناديتهم فقلت: انظروني فو اللّه لا ريتكم (4) و لا يأتيكم مني شيء تكرهونه:

فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«قل له ما ذا تبتغي ؟» قلت: اكتب لي كتابا يكون بيني و بينك آية، قال: اكتب له يا أبا بكر، فكتب ثم ألقاه إليّ فرجعت فسكتّ فلم أذكر شيئا مما كان حتى إذا فتح اللّه عزّ و جل على رسوله صلى اللّه عليه و سلم مكة، و فرغ من حنين خرجت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لألقاه و معي الكتاب الذي كتب لي قال: فبينا أنا عامد له دخلت بين ظهراني كتيبة من كتائب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو على ناقة انظر إلى ساقه في غرزه (5) كأنها جمّارة قال: فرفعت يدي بالكتاب فقلت: يا رسول اللّه هذا كتابك، قال:.... (6) فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم هذا يوم وفاء (7) و برّ، ادنه، قال: فأسلمت، ثم ذكرت شيئا أسأل عنه

ص: 335


1- بالأصل:«ييعدن فتاله» كذا، و الصواب عن ابن هشام و البيهقي.
2- بالأصل: أي، و المثبت عن ابن هشام.
3- اللأمة: الدرع و السلاح.
4- كذا بالأصل، و في البيهقي: لا آذيتكم.
5- الغرز للرحل: بمنزلة الركاب للسرج.
6- كلمة مطموسة بالأصل.
7- تقرأ بالأصل وفاء دين أدية.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فما ذكرت شيئا إلاّ أني قد قلت.... (1) حياضنا، قد ملأتها لإبلي هل لي من أجر أن أسقيها، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«نعم، لك في كلّ ذات كبد حرّا أجر»، قال:

فانصرفت و سقت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم صدقتي[1097].

قال البغوي: هذا لفظ حديث موسى بن عقبة.

13 - و منهم: عبد اللّه بن أرقم بن أبي الأرقم المخزومي

13 - و منهم: عبد اللّه بن أرقم بن أبي الأرقم المخزومي (2):

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن النقور، أنا عيسى بن علي بن (3) عيسى الوزير، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز البغوي، ثنا محمّد بن حميد الرازي، حدّثنا سلمة بن الفضل، عن محمّد بن إسحاق، عن محمّد بن جعفر بن الزبير، عن عبد اللّه بن الزبير: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم استكتب عبد اللّه بن الأرقم بن عبد يغوث.

كذا نسبه ابن حميد، و كان يجيب عنه الملوك، و بلغ من أمانته عنده أنه كان يأمره أن يكتب إلى بعض الملوك، فيكتب و يختم ما يقرأه لأمانته عنده، و استكتب أيضا زيد بن ثابت، و كان يكتب الوحي و يكتب إلى الملوك أيضا، فلم يزالا كذلك حتى قبض النبي صلى اللّه عليه و سلم و خلافة أبي بكر، و جعل أبو بكر رضي اللّه عنه إلى عبد اللّه بن الأرقم بيت المال، فلم يزل كذلك حتى قبض أبو بكر، و ولي عمر رضي اللّه عنه كذلك حتى قتل، ثم أن عثمان رضي اللّه عنه عزل عبد اللّه بن الأرقم عن الكتابة و بيت المال، و جعلها إلى زيد بن ثابت، فأمّا النبي صلى اللّه عليه و سلم فكان إذا غاب ابن الأرقم و زيد بن ثابت و احتاج أن يكتب إلى بعض أمراء الأجناد و الملوك أو يكتب لإنسان كتابا أمر بمن حضر أن يكتب. و قد كتب عمر و علي و زيد، و المغيرة بن شعبة، و معاوية، و خالد بن سعيد بن العاص و غيرهم ممن سمّي من العرب.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأ أبو علي الحسن بن علي التميمي، أنا أبو بكر

ص: 336


1- بياض بالأصل.
2- ترجمته في المعارف ص 151 الإصابة 273/2 و الاستيعاب 260/2 أسد الغابة 68/3 تهذيب التهذيب 146/5 سيرة ابن كثير 687/4 و سير الأعلام 482/2 و بحاشيتها ثبت بأسماء مصادر ترجمت له.
3- بالأصل غير واضحة، و الصواب ما أثبت.

أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد بن محمّد بن حنبل (1)، حدّثني أبي، ثنا يحيى بن سعيد عن هشام قال: أخبرني أبي عن عبد اللّه بن أرقم أنه حجّ فكان يصلي بأصحابه يؤذّن و يقيم، فأقام يوما الصلاة، و قال: ليصلّ أحدكم، فإني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إذا أراد أحدكم أن يذهب إلى الخلاء و أقيمت الصلاة فليذهب إلى الخلاء»[1098].

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمّد الماهاني، أنبأ شجاع بن علي بن شجاع الصوفي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا محمّد بن عمر بن حفص، نا إبراهيم بن عبد اللّه الجمحي، نا يعلى بن عبيد، عن الأعمش قال:

قلت لأبي وائل شقيق بن سلمة: من كان كاتب عمر؟ قال: عبد اللّه بن أرقم، قال: و أتانا كتاب عمر بالقادسية و في أسفله و كتب عبد اللّه بن أرقم.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن أحمد الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون:

أخبرنا عبد الملك بن بشران، أنا محمّد بن أحمد بن الحسن بن الصوّاف، ثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي، نا يعلى بن عبيد، عن الأعمش قال:

قلت لشقيق بن سلمة: من كان كاتب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: عبد اللّه بن أرقم.

قال أبيّ : و الصحيح عندنا معاوية كان كاتب النبي صلى اللّه عليه و سلم.

14 - و منهم: عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح القرشيّ العامريّ

14 - و منهم: عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح القرشيّ العامريّ (2):

كان يكتب لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، ثم لحق بالكفّار، فأهدر النبي صلى اللّه عليه و سلم دمه، و استأمن له عثمان بن عفّان، و كان أخاه من الرضاعة (3) يوم فتح مكة، فأمنه النبي صلى اللّه عليه و سلم.

يأتي ذكره في حرف العين من هذا الكتاب، إن شاء اللّه عزّ و جلّ .

ص: 337


1- مسند الإمام أحمد 483/3.
2- ترجمته في سيرة ابن كثير 689/4 أسد الغابة 155/3 المعارف ص 300 الإصابة ت(4711)316/2 سير الأعلام 33/3 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
3- أم عبد اللّه أرضعت عثمان بن عفّان، قاله في أسد الغابة، و في سيرة ابن كثير أن أم عثمان أرضعته.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح أحمد بن عبد الملك الفقيه، أنبأ أبو بكر أحمد بن علي بن عبد اللّه الأديب، أنبأ الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أحمد بن سلمان الفقيه - إملاء - ثنا أبو داود سليمان بن الأشعث السّجستاني، نا أحمد بن محمّد المروزي، نا علي بن الحسين (1) بن واقد، عن أبيه، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال: كان عبد اللّه بن أبي سرح يكتب لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فأزلّه الشيطان، فلحق بالكفار، فأمر به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن يقتل، فاستجار له عثمان بن عفّان، فأجاره رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (2).

15 - و منهم: عبد اللّه بن زيد بن عبد ربّه،

أبو محمّد الأنصاريّ الخزرجيّ (3):

كتب لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو عمر بن حيوية، أنبأ أحمد بن معروف، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (4)،أنبأ محمّد بن عمر الأسلمي، حدّثني معمر بن راشد، و محمّد بن عبد اللّه، عن الزهري، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، عن ابن عبّاس:

قال: و ثنا أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة، عن المسور بن رفاعة.

قال: و ثنا عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه.

قال: و نا عمر بن سليمان بن أبي حثمة (5)،عن أبي بكر بن سليمان بن (6) أبي

ص: 338


1- عن سيرة ابن كثير و بالأصل: الحسن.
2- أخرجه أبو داود في أول الحدود(4358) و النسائي 107/7 في تحريم الدم. و نقله ابن كثير في السيرة من طريق أبي داود، و ابن حجر في الإصابة من طريق يزيد النحوي. و الذهبي في السير 34/3 من طريق الحسين بن واقد.
3- ترجمته في سيرة ابن كثير 688/4 أسد الغابة 143/3 و الاستيعاب 311/2 هامش الإصابة، و الإصابة 312/2، و سير الأعلام 375/2 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
4- انظر طبقات ابن سعد 258/1 تحت عنوان: ذكر بعثه صلى اللّه عليه و سلم الرسل بكتبه إلى الملوك يدعوهم إلى الإسلام، و ما كتب به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لناس من العرب و غيرهم.
5- عن ابن سعد و بالأصل: خيثمة.
6- بالأصل:«و أبي» و الصواب: بن أبي حثمة عن ابن سعد.

حثمة (1) عن جدته الشفاء.

ح قال: و ثنا أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة، عن محمّد بن يوسف، عن السائب بن يزيد، عن العلاء بن الحضرمي.

قال: و ثنا معاذ بن محمّد الأنصاري، عن جعفر بن عمرو بن جعفر بن (2)عمرو بن أمية الضمري، عن أبيه، عن عمرو بن أمية الضمري، دخل حديث بعضهم في حديث بعض قالوا (3):و كتب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لمن أسلم من حرش (4)،و أقام الصلاة و آتى الزكاة، و أعطى حظ اللّه و حظّ الرسول، و فارق المشركين، فإنه آمن بذمّة اللّه و ذمّة محمّد صلى اللّه عليه و سلم، و من رجع عن دينه فإن ذمة اللّه و ذمّة محمّد رسوله صلى اللّه عليه و سلم [منه] (5) بريئة و من شهد له مسلم بإسلامه فإنه آمن بذمّة محمّد صلى اللّه عليه و سلم، و إنه من المسلمين، و كتب عبد اللّه بن زيد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأ عيسى بن علي بن عيسى، نا عبد اللّه بن محمّد، نا نصر بن علي، ثنا عبد اللّه بن داود، عن الأعمش، عن عمرو بن مرّة، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى أن عبد اللّه بن زيد قال:

رأيت في المنام رجلا نزل من السماء عليه بردان أخضران أو ثوبان أخضران، فقام على جدار حائط فنادى بالأذان: اللّه أكبر، اللّه أكبر، مثنى مثنى، ثم بعد بعدة (6) ثم عاد فأقام مثنى مثنى، فذكر ذلك لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«نعم ما رأيت علّمها (7)بلالا» (8)[1099].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنبأ أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (9)،حدّثني أبي، نا زيد بن الحباب أبو الحسين العكلي، أخبرني أبو

ص: 339


1- عن ابن سعد و بالأصل: بن أبي حثمة عن ابن سعد.
2- عن ابن سعد و بالأصل «عن».
3- ابن سعد 266/1.
4- كذا بالأصل، و في مختصر ابن منظور 339/2 «جرش» و في ابن سعد: لمن أسلم من حدس من لخم.
5- زيادة عن ابن سعد.
6- في المختصر: ثم قعد قعدة، و مثله في سير الأعلام 377/2.
7- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن مختصر ابن منظور.
8- مصنف ابن أبي شيبة 23/1 و البيهقي في الدلائل 18/7 و سير الأعلام 277/2.
9- مسند الإمام أحمد 42/4.

سهل محمّد بن عمرو، و أخبرني عبد اللّه بن محمّد بن زيد، عن عمه عبد اللّه بن زيد:

أنه أرى الأذان قال: فجئت إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فأخبرته فقال:«ألقه على بلال» فألقيته، فأذّن، قال: فأراد أن يقيم فقلت: يا رسول اللّه أنا رأيت، أريد أن أقيم قال:«فأقم أنت» فقام هو و أذّن بلال[1100].

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن محمّد الماهاني، أنبأ شجاع بن علي الصوفي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأ عبد اللّه بن إبراهيم بن الصباح، نا أبو مسعود، نا ابن الأصبهاني، نا عبد السّلام بن حرب، عن أبي العميس، عن عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن زيد بن عبد ربّه، عن أبيه، عن جده قال: أتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم فأخبرته كيف رأيت الأذان قال:«ألقهن على بلال فإنه أندى منك صوتا» قال: فلما أذّن بلال ندم عبد اللّه بن زيد فأمره رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن يقيم[1101].

أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: أنبأ إبراهيم بن منصور، أنبأ أبو بكر بن المقرئ، أنبأ أبو يعلى، نا محمّد بن المثنى، ثنا عبد الوهّاب، حدّثنا عبد اللّه، عن بشير بن محمّد، عن عبد اللّه بن زيد أنه تصدّق بحائط له فأتاه أبواه إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقالا:

يا رسول اللّه، إنها كانت قيم وجوهنا و لم يكن لنا شيء غيرها، فدعا عبد اللّه فقال:«إن اللّه عزّ و جلّ قد قبل صدقتك وردها على أبويك» قال: فتوارثناها بعد ذلك[1102].

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، أنا محمّد بن سعد (1)،أنبأ موسى بن إسماعيل، ثنا أبان بن يزيد العطار، نا يحيى بن [أبي] كثير أنّ أبا سلمة حدّثه أن محمّد بن عبد اللّه بن زيد حدّثه أن أباه شهد النبي صلى اللّه عليه و سلم عند المنحر و عنده رجل من الأنصار، و قسم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ضحايا فلم يصبه و لا صاحبه شيء، فحلق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في ثوبه فقسم منه على الرجال و قلّم أظفاره فأعطاه و صاحبه قال: فإنه عندنا مخضوب الحنّاء و الكتم.

قال: و أنبأ ابن (2) سعد، أنا محمّد بن عمر، أخبرني كثير بن زيد، عن المطلب بن

ص: 340


1- طبقات ابن سعد 537/3.
2- بالأصل «أبو» خطأ، و انظر الطبقات 536/3.

عبد اللّه بن حنطب، عن محمّد بن عبد اللّه بن زيد: أن أباه كان يكنى أبا محمّد، و كان رجلا ليس بالطويل، و لا بالقصير.

قال: فقال محمّد بن عمر: و كان عبد اللّه بن زيد يكتب بالعربية قبل الإسلام، و كانت الكتابة في العرب قليلا.

و قال محمّد بن سعد (1):عبد اللّه بن زيد بن عبد ربّه بن ثعلبة بن زيد بن الحارث بن الخزرج، و قال محمّد (2) بن عبد اللّه بن عمارة الأنصاري، ليس في آبائه ثعلبة، هو عبد اللّه بن زيد بن عبد ربّه بن زيد بن الحارث، و ثعلبة بن عبد ربّه أخو زيد و عمّ عبد اللّه، فأدخلوه في نسبه، و هذا خطأ، و كان لعبد اللّه بن زيد من الولد: محمّد، و أمّه سعدة بنت كليب بن يساف بن عتبة (3) بن عمرو، و هي ابنة أخي حبيب (4) بن يساف، و أم حميد بنت عبد اللّه، و أمّها من أهل اليمن، و لعبد اللّه بن زيد عقب (5)بالمدينة و هم قليل، و شهد عبد اللّه العقبة مع السبعين من الأنصار في روايتهم جميعا، و شهد بدرا و أحدا، و الخندق و المشاهد كلها مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و كانت معه راية بني الحارث بن الخزرج في غزوة الفتح، و هو الذي أرى الأذان.

قال ابن سعد (6):و أنا محمّد بن عمر، نا كثير بن زيد، عن المطلب بن عبد اللّه بن حنطب، عن محمّد بن عبد اللّه بن زيد قال: توفي أبي عبد اللّه بن زيد بالمدينة سنة اثنتين (7) و ثلاثين و هو ابن أربع و ستين سنة، و صلّى عليه عثمان بن عفّان.

16 - و منهم: عامر بن فهيرة مولى أبي بكر الصّدّيق

16 - و منهم: عامر بن فهيرة مولى أبي بكر الصّدّيق (8):

كتب عن النبي صلى اللّه عليه و سلم كتاب أمان لسراقة بن مالك بن جعشم.

ص: 341


1- المصدر السابق.
2- في ابن سعد: و قال عبد اللّه بن محمد بن عمارة الأنصاري.
3- في ابن سعد: عنبة.
4- ابن سعد: خبيب.
5- عن ابن سعد و بالأصل: عقيب.
6- ابن سعد 537/3.
7- بالأصل: اثنين.
8- ترجمته في أسد الغابة 32/3 سيرة ابن كثير 686/4 و الإصابة 256/2.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا عبد الرزّاق، عن معمر قال: قال الزهري:

و أخبرني عبد الملك بن مالك المدلجي و هو ابن أخي سراقة بن جعشم أن أباه أخبره أنه سمع سراقة يقول، فذكر خبر هجرة النبي صلى اللّه عليه و سلم و قال فيه: فقلت له: إن قومك جعلوا فيك الدية، أخبرتهم من أخبار سفرهم و ما يريد الناس بهم، و عرضت عليهم الزاد و المتاع فلم يرزوني (2) منه شيئا و لم يسألوني إلاّ أن أخف عنّا، فسألته أن يكتب لي كتاب موادعة آمن به، فأمر عامر بن فهيرة فكتب لي في رقعة من أديم، ثم مضى (3):

و قد جاء من وجه آخر أن أبا بكر كتب ذلك الكتاب، و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنا شجاع بن علي الصّوفيّ ، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا سهل بن السّري، نا محمّد بن حريث البخاري، نا أحمد بن مصعب المروزي، نا عمر بن إبراهيم، نا أيوب بن سنان، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللّه، عن عامر بن فهيرة قال: تزود أبو بكر الصّدّيق مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في جيش العسرة نحي (4)سمن و عكيكة عسل على ما كنا عليه من الجهد.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، أنا محمّد بن سعد (5)،أنا محمّد بن عمر، حدّثني معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة في حديث لها طويل قالت (6):فكان فكاك عامر بن فهيرة للطفيل بن الحارث أخي عائشة لأمّها أم رومان، فأسلم عامر فاشتراه أبو بكر فأعتقه و كان يرعى عليه منيحة من غنم له (7).

قال (8):و أنا محمّد بن عمر، حدّثني محمّد بن صالح، عن يزيد بن رومان قال:

أسلم عامر بن فهيرة قبل أن يدخل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم دار الأرقم، و قبل أن يدعو فيها.

ص: 342


1- أي لم يطلبوا مني شيئا (اللسان: روز).
2- أي لم يطلبوا مني شيئا (اللسان: روز).
3- نقله ابن كثير في السيرة عن الإمام أحمد 685/4.
4- بالأصل: ثمن، و المثبت عن مختصر ابن منظور.
5- طبقات ابن سعد 230/3.
6- بالأصل: قال.
7- بالأصل:«يدعي عليه منيحه له من عثمان» صوبنا العبارة عن ابن سعد.
8- ابن سعد 230/3.

قال (1):و أنا محمّد بن عمر، نا معاوية بن عبد الرّحمن بن أبي مزرّد، عن يزيد بن رومان، عن عروة بن الزبير قال: كان عامر بن فهيرة من المستضعفين من المؤمنين، و كان ممن يعذّب بمكة ليرجع عن دينه.

قال (2):و أنا محمّد بن عمر، نا محمّد بن صالح، عن عاصم بن عمر بن قتادة قال: لما هاجر عامر بن فهيرة إلى المدينة نزل على سعد بن خيثمة:

قالوا: آخى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بين عامر بن فهيرة و الحارث (3) بن أوس بن معاذ، و شهد عامر بن فهيرة بدرا و أحدا، و قول يوم بئر معونة سنة أربع من الهجرة، و كان يوم قتل ابن أربعين سنة.

أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنبأ شجاع بن علي، أنبأ أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأ محمّد بن يعقوب، ثنا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن هشام بن عروة، عن أبيه: أنه لم يكن مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حين (4) هاجر من مكة إلى المدينة إلاّ أبو بكر و عامر بن فهيرة، و رجل من بني الديل مشرك كان دليلا لهم.

قال: و أنا ابن مندة، أنبأ علي بن أحمد بن إسحاق البغدادي - بمصر - ثنا جعفر بن سليمان، نا إبراهيم بن المنذر، نا محمّد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب الزهري قال: و كان ممن شهد بدرا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بلال بن رباح و عامر بن فهيرة مولى لأبي بكر.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأ عبد الوهّاب بن أبي حيّة، أنا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر الواقدي (5) قال:

فحدّثني مصعب بن ثابت، عن أبي الأسود، عن عروة قال: و قال عامر بن الطفيل لعمرو بن أمية: هل تعرف أصحابك ؟ قال: قلت: نعم، قال: فطاف فيهم و جعل يسأله عن أنسابهم فقال: هل تفقد منهم من أحد؟ قال: أفقد مولى لأبي بكر يقال له عامر بن

ص: 343


1- ابن سعد 230/3.
2- المصدر نفسه.
3- كذا بالأصل و ابن سعد، و في سيرة ابن كثير: آخى بينه و بين أوس بن معاذ.
4- العبارة بالأصل:«خبر ما حرم مكة» صوبنا العبارة عن مختصر ابن منظور 342/2.
5- مغازي الواقدي 348/1-349.

فهيرة، فقال: كيف كان فيكم ؟ قال: قلت: كان من أفضلنا و من أول أصحاب نبيّنا صلى اللّه عليه و سلم، قال: أ لا أخبرك خبره، و أشار إلى رجل فقال: هذا طعنه برمحه، ثم انتزع رمحه فذهب بالرجل علوّا في السماء حتى و اللّه ما أراه. قال عمرو فقلت: ذلك عامر بن فهيرة، و كان الذي قتله رجل من بني كلاب، يقال له جبّار بن سلمى، ذكر أنه لما طعنه قال: سمعته يقول: فزت و اللّه، قال: فقلت في نفسي: ما قوله: فزت، قال: فأتيت الضحاك بن سفيان بن الكلاّبي فأخبرته بما كان و سألته عن قوله فزت فقال: أ تحبه قال: و عرض عليّ الإسلام قال: فأسلمت و دعاني إلى الإسلام ما رأيت ابن مقتل عامر بن فهيرة من رفعه إلى السماء علوّا قال: و كتب الضحاك إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يخبره بإسلامي و ما رأيت من مقتل عامر بن فهيرة فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«فإن الملائكة وارت جثته، و أنزل عليين»[1103].

أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنبأ شجاع بن علي، أنا محمّد بن إسحاق بن مندة، أنا سهل بن السّري البخاري، ثنا عبد اللّه بن عمّار، ثنا عمرو بن زرارة، نا زياد بن عبد اللّه، عن محمّد بن إسحاق قال: حدّثني هشام بن عروة، عن أبيه أن عامر بن الطفيل كان يقول من رحل مسلم لما قبل رأسه رفع بين السماء و الأرض حتى رأيت السماء من دونه قالوا: عامر بن فهيرة.

أخبرنا أبو بكر، أنا أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، أنا محمّد بن سعد (1)،أنبأ محمّد بن عمر قال: حدّثني محمّد بن عبد اللّه، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: رفع عامر بن فهيرة إلى السماء، فلم توجد جثته، ترون أن الملائكة وارته.

17 - و منهم: عمر بن الخطّاب،

أبو حفص القرشي العدوي أمير المؤمنين:

قد تقدم ذكر كتابته للنبي صلى اللّه عليه و سلم في ترجمة عبد اللّه بن الأرقم، و سيأتي ذكره في حرف العين من هذا الكتاب إن شاء اللّه عزّ و جلّ .

ص: 344


1- طبقات ابن سعد 231/3.
18 - و منهم: عثمان بن عفّان بن أبي العاص

أبو عمرو الأموي أمير المؤمنين:

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي الفرضي، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (1)، أنا علي بن محمّد القرشي، عن أبي معشر، عن يزيد بن رومان و محمّد بن كعب، و عن أبي بكر الهذلي، عن الشعبي، و عن علي بن مجاهد، عن محمّد بن إسحاق عن الزهري و عكرمة بن خالد، و عاصم بن عمر بن قتادة، و عن يزيد بن عياض بن جعدبة (2)،عن عبد اللّه بن أبي بكر بن حزم، و عن مسلمة بن علقمة، عن خالد الحذّاء عن أبي قلابة في رجال آخرين من أهل العلم يزيد بعضهم على بعض، قالوا: قدم نهشل بن مالك الوائلي من باهلة على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم وافدا لقومه [فأسلم] (3) و كتب له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و لمن أسلم من قومه كتابا فيه شرائع الإسلام، و كتبه عثمان بن عفّان.

و سيأتي ذكر عثمان في حرف العين إن شاء اللّه تعالى.

19 - و منهم: علي بن أبي طالب أبو الحسن الهاشميّ أمير المؤمنين:

كتب للنبي صلى اللّه عليه و سلم كتاب صلح الحديبية، و غيره من الكتب، و سيأتي ذكره في حرف العين.

أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز المكي، أنبأ أبو علي الحسن بن عبد الرّحمن، أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم، أنا أبو جعفر الديبلي، نا أبو يونس المديني، نا عتيق بن يعقوب الزبيري، حدّثني عبد الملك بن أبي بكر بن محمّد بن حزم، عن أبيه، عن جده، عن عمرو بن حزم: أن هذه قطائع أقطعها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لهؤلاء القوم فذكرها و قال فيها:

بسم اللّه الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لتميم بن أوس

ص: 345


1- طبقات ابن سعد 305/1 و 307.
2- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل:«جعديه» و المثبت عن ابن سعد.
3- الزيادة لازمة عن ابن سعد 307/1.

الداري (1) أن له عينون (2) قريتها كلها، سهلها و جبلها و ماؤها و حرثها و كرومها و أنباطها (3) و بقرها، و لعقبه من بعده، لا يحاقّه (4) فيها أحد، و لا يدخله (5) عليه بظلم، فمن أراد ظلمهم أو أخذه منهم فإن عليه لعنة اللّه و الملائكة و الناس أجمعين. و كتب علي (6).

20 - و منهم: العلاء بن الحضرمي

20 - و منهم: العلاء بن الحضرمي (7):

و اسم الحضرمي عبّاد، و يقال عبد اللّه بن عبّاد:

استعمله النبي صلى اللّه عليه و سلم على البحرين، و كان يكتب للنبي صلى اللّه عليه و سلم، و قد تقدم ذكر كتابته له في ذكر أبان بن سعيد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأ عيسى بن علي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن علي بن هبة اللّه، قالا: أنبأ أبو محمّد الصّريفيني، أنبأ أبو القاسم بن حبابة (8)،قالا: أنبأ أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنبأ شعبة، عن منصور بن زاذان (9)،عن ابن سيرين: أن العلاء بن الحضرمي كتب إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فبدأ بنفسه.

فزاد عيسى، قال: و أنبأ شعبة عن يحيى بن أبي إسحاق بمثله.

ح و أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنبأ شجاع بن علي، أنبأ محمّد بن إسحاق، أنبأ عبد اللّه بن جعفر - بمصر - نا عبد الرحيم بن أحمد البرقي، نا عبد الملك بن هشام،

ص: 346


1- بالأصل: الديري، و المثبت عن ابن سعد 267/1، و انظر ترجمته في سير الأعلام 442/2.
2- عينون، و يقال لها عين أنا، و هي قرية بين الصّلا و مدين على الساحل (معجم البلدان).
3- الأنباط جمع نبط محركة، و هو الماء الذي ينبع من البئر إذا حفرت (اللسان).
4- غير واضحة بالأصل و تقرأ: يخافه أو يخاقه، و المثبت عن ابن سعد.
5- ابن سعد: و لا يلجه.
6- الكتاب في طبقات ابن سعد و فيه أنه صلى اللّه عليه و سلم كتبه لنعيم بن أوس أخي تميم الداري.
7- ترجمته في أسد الغابة 571/3 سيرة ابن كثير 692/4 و الإصابة 497/2.
8- بالأصل: حنانة، و الصواب ما أثبت.
9- بالأصل زادان بالدال المهملة، و الصواب بالذال المعجمة، ترجمته في سير الأعلام 441/5.

عن أبي عبيدة معمر بن المثنّى قال: العلاء هو ابن عبد اللّه بن عبّاد بن أكبر بن ربيعة بن عريف بن مالك بن أدرج بن الصّدف (1)،و كان العلاء عاملا للنبي صلى اللّه عليه و سلم على البحرين، فتوفي النبي صلى اللّه عليه و سلم و هو عليها، و كانت وفاته سنة إحدى و عشرين.

كذا في الأصل، و قد انقلب عليه إنما هو أحمد بن عبد الرحيم البرقي مشهور.

21 - و منهم: العلاء بن عقبة

21 - و منهم: العلاء بن عقبة (2):

كان كاتبا للنبي صلى اللّه عليه و سلم.

لم أجد ذكره إلاّ فيما أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمّد النقيب، أنبأ أبو علي الشافعي، أنبأ أبو الحسن بن فراس، أنا أبو جعفر الديبلي، نا أبو يونس المديني، نا عتيق بن يعقوب، حدّثنا عبد الملك بن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن جده، عن عمرو بن حزم: أن هذه قطائع أقطعها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لهؤلاء القوم و ذكر فيها:

بسم اللّه الرحمن الرحيم، هذا ما أعطى النبي محمّد صلى اللّه عليه و سلم عباس بن مرداس السّلمي و أعطى [ه] مدقورا (3) فمن خافه فيها فلا حقّ له فيها و حقه حق، و كتب العلاء بن عقبة و شهد.

ثم قال:

بسم اللّه الرحمن الرحيم، هذا ما أعطى محمّد رسول اللّه عوسجة بن حرملة الجهني من ذي المروة (4) و ما بين بلنكثة (5) إلى الطينة (6) إلى الجعلاب (7) إلى جبل

ص: 347


1- بالأصل: الصرف، و الصواب ما أثبت. قارن نسبه مع جمهرة ابن حزم ص 461 و أسد الغابة 571/3 و سيرة ابن كثير 692/4.
2- ترجمته في أسد الغابة 574/3 و سيرة ابن كثير 694/4 و الإصابة 498/2.
3- في مختصر ابن منظور:«مدفورا» و في سيرة ابن كثير:«مدمورا».
4- ذو المروة: قرية بوادي القرى (ياقوت).
5- كذا، و في معجم البلدان: بلكثة أو بلاكث، قارة عظيمة فوق ذي المروة (ياقوت).
6- في مختصر ابن منظور: الطيبة، و في سيرة ابن كثير: الظبية.
7- في سيرة ابن كثير: الجعلات.

الفيلة (1) لا يخاف فيه أحد، فمن خافه فلا حقّ له و حقه حق، و كتب العلاء بن عقبة بذلك.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر (2)،أنا أحمد بن معروف، نا الحارث بن محمّد، نا محمّد بن سعد (3)،أنا محمّد بن عمر بأسانيد التي تقدمت في ترجمة عبد اللّه بن زيد، قالوا: و كتب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لبني شنخ (4) من جهينة:- بسم اللّه الرحمن الرحيم، هذا ما أعطى محمّد النبي [بني] شنخ (5) من جهينة أعطاهم ما خطّوا من صفينة (6) و حقهم حقّ و كتب العلاء بن عقبة و شهد به.

22 - و منهم: محمّد بن مسلمة الأنصاري

22 - و منهم: محمّد بن مسلمة الأنصاري (7):

و سيأتي ذكره في حرف الميم من هذا الكتاب.

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحارث بن أسامة، نا محمّد بن سعد قال (8):قال علي بن محمّد المدائني بأسانيده قالوا (9):قدم وفد مهرة عليهم مهري بن الأبيض فعرض عليهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الإسلام فأسلموا، و وصّاهم و كتب لهم فذكر الكتاب (10)،و قال: و كتب محمّد بن مسلمة الأنصاري.

ص: 348


1- المختصر:«القبلة»، و في سيرة ابن كثير: القبلية.
2- بالأصل: عمرو، خطأ، و هو أبو عمر بن حيوية انظر ترجمته في سير الأعلام 409/16.
3- طبقات ابن سعد 271/1.
4- الأصل: شيخ و المثبت عن ابن سعد.
5- غير واضح بالأصل و تقرأ:«سح» و الصواب ما أثبت، و الزيادة السابقة عن ابن سعد.
6- صفينة: قرية بالحجاز ذات نخل و زروع (ياقوت).
7- ترجمته في أسد الغابة 112/5 الاستيعاب 1377/3 تهذيب التهذيب 454/9 و طبقات ابن سعد 443/3 سيرة ابن كثير 695/4 سير الأعلام 369/2 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
8- طبقات ابن سعد 355/1 بالأصل: قال.
9- بالأصل: قال.
10- انظر نص الكتاب الذي كتبه لوفد مهرة في ابن سعد 355/1.
23 - و منهم: معاوية بن أبي سفيان أبو عبد الرّحمن القرشي الأموي

23 - و منهم: معاوية بن أبي سفيان أبو عبد الرّحمن القرشي الأموي (1):

كاتب النبي صلى اللّه عليه و سلم، و سيأتي ذكره في حرف الميم من هذا الكتاب.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو علي محمّد بن أحمد بن يحيى بن عبد اللّه العطشي (2)،نا أحمد بن محمّد البوراني، نا السّري بن عاصم، نا الحسن بن زياد، عن القاسم بن بهرام، عن أبي الزبير، عن جابر:

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم استشار جبريل في استكتاب معاوية فقال: استكتبه فإنه أمين (3).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس بن أحمد الشّقّاني (4)،أنا أبو بكر أحمد بن منصور المغربي، أنا أبو سعيد محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا مكي بن عبدان التميمي قال: سمعت [أبو] الحسين مسلم (5) بن الحجاج القشيري يقول: أبو عبد الرّحمن (6) معاوية بن أبي سفيان كاتب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

24 - و منهم: المغيرة بن شعبة أبو عيسى التغلبي

24 - و منهم: المغيرة بن شعبة أبو عيسى التغلبي (7):

و سيأتي ذكره في حرف الميم من هذا الكتاب.

أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمّد النقيب المكي، أنا أبو علي الشافعي، أنا أبو الحسن بن فراس، أنا أبو جعفر الديبلي، نا أبو يونس المديني، ثنا عتيق بن يعقوب،

ص: 349


1- ترجمته في طبقات ابن سعد 32/3 و 406/7 تاريخ الطبري و مروج الذهب و الكامل لابن الأثير و غيرها من كتب التاريخ (الفهارس) أسد الغابة 385/4 الإصابة 433/3 تهذيب التهذيب 207/10 تاريخ الخلفاء ص 194 سير الأعلام 119/3 و انظر بحاشيتها أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
2- رسمها:«الفطسي» و المثبت عن سيرة ابن كثير.
3- نقله ابن كثير في السيرة 696/4 عن ابن عساكر.
4- الأصل: الشفافي، خطأ، و الصواب ما أثبت عن الأنساب و هذه النسبة إلى شقان بفتح الشين و قيل بكسرها.
5- بالأصل: سمعت الحسين بن مسلم، و الصواب ما أثبت بحذف «بن» و زيادة «أبو» فكنية مسلم أبو الحسين.
6- بالأصل: أبو عبد الرحمن بن معاوية، حذفنا «بن» فهي مقحمة.
7- ترجمته في ابن سعد 284/4 و 20/6 المعارف ص 294 تاريخ الطبري و مروج الذهب و غيرهما من التواريخ (الفهارس) أسد الغابة، الإصابة ت 8181، تهذيب التهذيب 262/10 سير الأعلام 21/3.

حدّثني عبد الملك بن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن جده عن عمرو بن حزم: أن هذه قطائع أقطعها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لهؤلاء القوم، فذكرها و قال فيها:

بسم اللّه الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمّد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لحصين بن نضلة الأسدي أن له ترمذ (1) و كنينة (2) لا يخافه فيهما أحد، و كتب المغيرة.

ص: 350


1- الأصل: برمد، و المثبت عن ياقوت و فيه أنها موضع في بلاد بني أسد.
2- في المختصر: و كثيفة.
أمناؤه عليه السلام
اشارة

أمناؤه عليه السلام (1)

1 - عامر بن عبد اللّه بن الجراح، أبو عبيدة القرشي الفهري

1 - عامر بن عبد اللّه بن الجراح، أبو عبيدة القرشي الفهري (2):

2 - و عبد الرّحمن بن عوف أبو محمّد الزهري (3):

- و سيأتي ذكرهما في حرف العين من هذا الكتاب.

3 - و منهم: معيقيب بن أبي فاطمة الدوسيّ

3 - و منهم: معيقيب بن أبي فاطمة الدوسيّ (4):

كان على خاتمه، و يقال: كان خازنه (5).

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنا محمّد بن أحمد بن علي بن شكرويه، و إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم الطيّان، قالا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد، نا عبد اللّه بن محمّد بن زياد، نا علي بن سعيد - هو النسوي - نا أبو عتاب، نا أبو؟؟؟ (6)،نا إياس بن الحارث بن معيقيب عن جده المعيقيب، وجده من قبل

ص: 351


1- زيادة منا للإيضاح.
2- ترجمته في أسد الغابة 24/3، نسب قريش ص 445 المعارف ص 247 تاريخ الطبري و مروج الذهب و الكامل لابن الأثير و البداية و النهاية (الفهارس) و حلية الأولياء 100/1 تهذيب التهذيب 73/5 سير الأعلام 5/1 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
3- ترجمته في نسب قريش ص 265 حلية الأولياء 98/1 صفوة الصفوة 135/1 تهذيب التهذيب 244/6 سير الأعلام 68/1 و انظر بحاشيتها أسماء مصادر أخرى كثيرة ترجمت له.
4- ترجمته في المعارف ص 316 أسد الغابة 240/5 الإصابة 266/9 طبقات ابن سعد 116/4 تهذيب التهذيب 254/10 سير الأعلام 491/2 سيرة ابن كثير 698/4.
5- غير مقروءة و رسمها:«حار؟؟؟» كذا، و المثبت عن مختصر ابن منظور، و في سيرة ابن كثير: خادمه.
6- غير واضحة، و في سيرة ابن كثير: أبو مكين نوح بن ربيعة.

أمّه أبو ذياب قال: كان خاتم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من حديد ملويّ بفضة، فربما كان في يدي، قال: و كان معيقيب على خاتم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (1).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا يحيى بن سعيد (3)،نا هشام، حدّثني يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، حدّثني معيقيب قال: قيل للنبي (4) صلى اللّه عليه و سلم المسح في المسجد - يعني الحصا - فقال:«إن كنت لا بدّ فاعلا فواحدة»[1104].

أخبرنا عاليا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو القاسم الشّحّامي، قالا: أنا أبو يعلى إسحاق بن عبد الرّحمن الصابوني، أنا أبو سعيد عبد اللّه بن محمّد بن عبد الوهّاب الرازي، أنا محمّد بن أيوب بن يحيى بن الضريس الرازي، أنا مسلم بن إبراهيم، عن هشام، أنا يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، عن معيقيب أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«لا تمسح و أنت تصلّي فإن كنت لا بدّ فاعلا فواحدة تسوية الحصا»[1105].

ص: 352


1- نقله ابن كثير في السيرة من طريق أبي داود و النسائي.
2- مسند الإمام أحمد 426/3 و 425/5.
3- عن مسند أحمد و بالأصل: عبد.
4- بالأصل: قبل النبي، و الصواب عن المسند.
باب مختصر من دلائل نبوته و ما ظهر فيما دعا فيه من بركته

[انشقاق القمر] (1)أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي (2)،أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، و فاطمة بنت محمّد بن البغدادي، قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا عبد الغفّار - هو ابن عبد اللّه - نا علي بن مسهر، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن أبي معمر، عن عبد اللّه قال:

بينما نحن مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - زاد ابن المقرئ: بمنى - إذا فلق القمر فلقتين، فكانت فلقة من وراء الجبل و فلقة دونه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اشهدوا»[1106].

أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد المؤدّب، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن الأديب، أنا أبو سعيد محمّد بن بشر بن العبّاس بن محمّد التميمي الكرابيسي، أنا أبو لبيد محمّد بن إدريس السامي (3) السرخسي، نا سويد بن سعيد، نا علي بن مسهر، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن أبي معمر، عن ابن مسعود قال:

بينا نحن عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بمنى إذ انفلق القمر فلقتين: فلقة وراء الجبل، و فلقة دونه فقال لنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اشهدوا»[1107].

ص: 353


1- زيادة منا للإيضاح.
2- بالأصل: الخيزرودي، و الصواب ما أثبت.
3- بالأصل: الشامي، و الصواب ما أثبت، و قد مضى التعريف به.

و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن أبي العلاء (1).

ح و أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، ثنا عبد العزيز بن أحمد الكتّاني، قالا: أنا أبو منصور بن محمّد، و أبو عبد اللّه أحمد، أنبأ الحسين بن سهل بن الصيّاح البلديان قالا: أنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن أحمد الإمام، ثنا علي بن حرب الطائي، نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن أبي معمر، عن عبد اللّه قال:

انشق القمر على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و نحن معه بمنى حتى ذهبت فرقة منه خلف الجبل، فقال لنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اشهدوا»[1108].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي (2)،أنا أبو عمرو بن حمدان.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، و أبو منصور الحسين بن طلحة، قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا أبو خيثمة، نا محمّد بن حازم، نا الأعمش، عن إبراهيم، عن أبي معمر، عن عبد اللّه قال:

كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بمنى، فانشق القمر حتى ذهب فرقة منه خلف الجبل، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اشهدوا»[1109].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، و أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو سعد الجنزرودي (3)،أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، و أبو منصور الحسين بن طلحة الصّالحاني، و أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالوا: أنا إبراهيم بن منصور السّلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا أبو خيثمة، نا سفيان.

ح و أخبرنا أبو منصور أحمد بن محمّد بن نيال، ثنا عائشة بنت الحسن بن إبراهيم، ثنا عبد اللّه بن عمر بن عبد اللّه بن الهيثم، نا أبو علي الحسن بن محمّد الداراني، ثنا صالح بن مسمار.

ص: 354


1- الأصل: العلاج، خطأ.
2- الأصل: الخيزرودي، خطأ و الصواب ما أثبت.
3- الأصل: العلاج، خطأ.

و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا طرّاد بن محمّد الزينبي، أنا أبو الحسن بن رزقويه، أنا محمّد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب، نا جدي علي بن حرب.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر المغربي، أنا محمّد بن عبد اللّه الجوزقي (1)،نا إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل الصفّار، نا سعدان بن محمّد، نا سفيان بن عيينة.

ح قال: و أخبرني أبو جعفر محمّد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب (2)الموصلي، نا علي بن حرب الطائي، قالا: نا سفيان بن عيينة.

ح و أخبرنا أبو سعيد شيبان بن عبد اللّه بن سنباك، و أبو القاسم عثمان بن محمّد بن الفضل، و أبو الفتوح مداد بن عامر بن محمّد الدلال، قالوا: أنا القاسم بن الفضل بن أحمد، نا أبو الحسين علي بن محمّد بن عبد اللّه - ببغداد - نا أبو علي إسماعيل بن محمّد الصفّار، نا سعدان بن نصر، نا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن معمر قال: قال عبد اللّه - و في حديث أبي خيثمة: عن عبد اللّه - قال:

- انشق القمر على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم شقتين، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لنا:«اشهدوا».

قال علي بن حرب في حديثه بنصفين، و في حديث صالح و القاسم بن الفضل:

شقتين.

و قال طرّاد عن ابن مسعود، رواه مسلم عن أبي خيثمة (3).

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (4)،أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا العباس بن محمّد، نا سعيد بن سليم (5)،نا هشيم، نا مغيرة، عن أبي الضحا، عن مسروق، عن عبد اللّه - يعني ابن

ص: 355


1- تقرأ بالأصل: الجورنى، و الصواب ما أثبت.
2- بالأصل: حزن، و الصواب ما أثبت، و قد تقدم، و انظر ترجمته في سير الأعلام 357/15.
3- من حديث عبد اللّه بن مسعود أخرجه مسلم في صحيحه(47) كتاب المنافقين،8 باب انشقاق القمر، 2158/4 و البخاري في 65 كتاب التفسير ح(4864) و في كتاب المناقب ح(3626) و البيهقي في الدلائل 264/2 و الذهبي في السيرة ص 210.
4- دلائل النبوة للبيهقي 266/2.
5- في البيهقي: سعيد بن سليمان.

مسعود - قال: انشق القمر هكذا (1) حتى صار فرقتين، فقال كفار أهل مكة: هذا سحر سحركم به ابن أبي كبشة انظروا السّفّار فإن كانوا رأوا ما رأيتم فقد صدق، و إن كانوا لم يروا ما رأيتم فهو سحر سحركم به، قال: فسألوا السّفّار فقدموا من كل وجه فقالوا:

رأيناه (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و عبد اللّه بن أحمد بن عبد القادر بن محمّد بن يوسف، و أبو الحسن محمّد بن أحمد بن محمّد بن بويه العلوي، و علي بن المبارك بن الحسين الخيّاط المقرءان، و زوجته كريمة بنت محمّد بن أحمد بن عبد الباقي قالوا: أنا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو الحسين (3) محمّد بن عبد اللّه بن أخي ميمي، نا يحيى - هو ابن محمّد بن صاعد - نا ابن بندار، نا أبو داود الطّيالسي، نا شعبة، عن قتادة، عن أنس قال: انشق القمر فرقتين على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

ح قال: و نا يحيى - هو ابن صاعد - نا بندار، نا يحيى - هو ابن سعيد - و محمّد بن جعفر غندر، قالا: أنا شعبة قال: سمعت قتادة عن أنس قال: انشق القمر على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

رواه مسلم عن بندار (4)،و رواه شيبان بن عبد الرّحمن عن قتادة بلفظ آخر.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي (5)،أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى، نا زهير.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن الحسين بن علي بسمنان (6)،و أبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى بن سعيد، و أبو بكر (7) بن أحمد بن يحيى بن الحسين الأذريجاني (8)،قالوا: أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفّر الدراوردي، أنا

ص: 356


1- في البيهقي: بمكة.
2- و انظر دلائل النبوة لأبي نعيم رقم 212 و البخاري في فتح الباري 182/7.
3- بالأصل: أبو الحسين بن محمد، حذفنا «بن» فهي مقحمة، ترجمته في سير الأعلام 564/16.
4- صحيح مسلم كتاب المنافقين 2159/4 و انظر دلائل النبوة للبيهقي 264/2.
5- الأصل: الخيزرودي، خطأ.
6- سمنان قريتان أحدهما من بلاد قومس، و الأخرى من نواحي نسا.(الأنساب).
7- كذا ورد الاسم بالأصل فيما بين الرقمين، و في المطبوعة: عاصم - عائذ ص 617 فهارس شيوخ ابن عساكر: أحمد بن يحيى بن الحسن، أبو بكر الروذراوري.
8- كذا ورد الاسم بالأصل فيما بين الرقمين، و في المطبوعة: عاصم - عائذ ص 617 فهارس شيوخ ابن عساكر: أحمد بن يحيى بن الحسن، أبو بكر الروذراوري.

أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن حموية السرخسي قدم علينا، أنبأ إبراهيم بن خريم الشامي، ثنا محمّد بن حميد قالا: أنا يونس بن محمّد، نا شيبان، عن قتادة، عن أنس بن مالك:

أن أهل مكة سألوا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن يريهم آية فأراهم انشقاق القمر مرّتين.

رواه مسلم (1):عن زهير و عبد [بن حميد].

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم المزكي، أنا أبو الفضل الرازي، ثنا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، نا محمّد بن هلال، نا أبو سعيد، نا ابن فضيل، عن حصين، عن محمّد بن جبير، عن أبيه ابن مطعم قال: انشق القمر و نحن مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر المغربي، أنبأ أبو بكر الجوزقي، أنا أبو العباس محمّد بن يعقوب بن يوسف بن معقل، نا محمّد بن عبد اللّه بن الحكم، أنا إسحاق بن بكير (2) بن مضر، عن أبيه، عن جعفر بن ربيعة:

قال: أو أنا محمّد بن الحسين بن الحسن أبو بكر، نا أحمد بن يوسف السّلمي، نا عبد اللّه بن عبد الحكم، نا بكر بن مضر، عن جعفر بن ربيعة، عن عراك بن مالك، عن عبد اللّه (3) بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود، عن ابن عبّاس أنه قال: انشق القمر على زمان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (4).

ح قال: ثنا أبو حامد الشرقي، و مكي بن عبد اللّه، قالا: أنا أبو الأزهر، نا روح بن عبادة، نا سليمان، عن مجاهد.

ح قال: و أنا أبو العباس محمّد بن يعقوب بن يوسف، نا العباس بن محمّد الدوري، نا ابن جرير، عن شعبة، عن الأعمش، عن مجاهد، عن عبد اللّه بن عمر في

ص: 357


1- صحيح مسلم - كتاب المنافقين ح(2802) ص(2159/4) و البخاري في المناقب فتح الباري 631/6، ح(3627) و البيهقي في الدلائل 262/2.
2- في دلائل البيهقي 267/2 بكر، و سيأتي قريبا «بكر» و في سيرة الذهبي ص 211 «بكر».
3- في البيهقي: عبيد اللّه.
4- البخاري في كتاب التفسير(1) باب، ح(4866، و مسلم في المنافقين(8) باب، ص(2159/4. و البيهقي في الدلائل 267/2 و الذهبي في السيرة ص 211 و قال الذهبي: متفق عليه من حديث بكر.

قوله: اِقْتَرَبَتِ السّٰاعَةُ وَ انْشَقَّ الْقَمَرُ (1) قال: قد كان ذلك على عهد النبي صلى اللّه عليه و سلم انشق القمر فرقتين (2):فلقة من دون الجبل، و فلقة من خلف الجبل، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«اشهدوا» (3)(4)[1110].

ص: 358


1- سورة القمر، الآية الأولى.
2- في البيهقي و سيرة الذهبي: فلقتين.
3- في البيهقي و سيرة الذهبي: اللهم اشهد.
4- أخرجه مسلم من أوجه عن شعبة 2159/4 و دلائل النبوة للبيهقي 267/2 و السيرة النبوية للذهبي ص 211.
باب جامع من دلائل نبوته عليه السلام
اشارة

جامع من دلائل نبوته عليه السلام (1)

[سبب إسلام العباس بن عبد المطلب رضي اللّه عنه] (2)

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرّحمن الصابوني، قالا:.

أخبرنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن علي بن الطّيّب.

ح و أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي (3)،أنا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو سعد محمّد بن أحمد بن محمّد الأبيوردي، أنا أبو سعد عبد الواحد بن عبد الكريم بن هوازن القشيري، قالا: أنا أبو الحسن بن علي بن أبي بكر الطرازي.

ح و أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد الحلواني، أنا أبو بكر بن خلف بن الشريف أبو طلحة محمّد بن محمّد الزهري.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قالوا: ثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب الأصم، نا أحمد بن شيبان، نا أحمد بن إبراهيم الحلبي - و في حديث الصابوني: الجبلي - و هو وهم - نا الهيثم بن جميل، نا زهير، عن محارب بن دثار، عن عمرو بن بيري، عن العباس بن عبد المطلب قال:

ص: 359


1- العنوان زيادة منا للتبويب و الإيضاح.
2- العنوان زيادة منا للتبويب و الإيضاح.
3- بالأصل: المحلى، و الصواب ما أثبت و ضبط عن التبصير.

قلت: يا رسول اللّه دعاني إلى الدخول في دينك أمارة لنبوتك؛ رأيتك في المهد تناغي القمر و تشير بإصبعك، فحيث أشرت إليه مال، قال:«إني كنت أحدثه (1)و يحدثني و يلهيني عن البكاء و أسمع و جنته تسجد تحت العرش»[1111].

قال الخطيب: لم أكتب هذا الحديث إلاّ بهذا الإسناد، و لا سمعته عاليا إلاّ من الطرازي.

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف بن بشر الخشاب، نا أبو محمّد حارث بن أبي أسامة، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، حدّثني معاذ بن محمّد، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عبّاس قال:

خرجت حليمة (2) تطلب النبي صلى اللّه عليه و سلم و قد وجدت البهم تقيل، فوجدته مع أخيه فقالت: في هذا الحرّ؟ فقالت أخته: يا أمه ما وجد أخي في حرّ، رأيت غمامة تظل عليه، إذا وقف وقفت، و إذا سار سارت معه حتى انتهى إلى هذا الموضع.

ما جاء في تسليم الحجر و الشجر عليه صلى اللّه عليه و سلم

ما جاء في تسليم الحجر و الشجر عليه صلى اللّه عليه و سلم (3)

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد الأزجي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمّد بن حمدي الخرقي (4)، نا أحمد بن عمر بن زنجويه، نا محمّد بن بكّار، عن الريان، نا الوليد بن أبي ثور، نا السّدّي (5) عن عبّاد بن يزيد، عن علي بن أبي طالب قال:

كنت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بمكة في بعض نواحيها خارجا من مكة بين الجبال و الشجر، فلم يمر بشجرة و لا جبل إلاّ قال: السلام عليك يا رسول اللّه (6).

ص: 360


1- في مختصر ابن منظور: أجذبه و يجذبني.
2- و هي حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية، انظر ابن سعد 110/1 و السيرة النبوية للذهبي ص 45.
3- العنوان ما بين معكوفتين زيادة منا.
4- ضبطت عن الأنساب.
5- بالأصل: السري عمر بن عباد بن يزيد، و لعل الصواب ما أثبت، و في البيهقي الدلائل:«السدي عن عباد بن عبد اللّه» و في جامع الترمذي: عباد بن أبي يزيد.
6- دلائل النبوة لأبي نعيم رقم 289 و فيه: عن ابن عباد بن أبي يزيد. و أخرجه الحاكم في المستدرك 620/2 و الترمذي برقم 3630.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرّجاء بن أبي منصور، أنا أبو الفتح منصور بن الحسين بن علي بن القاسم الكاتب، و أبو طاهر أحمد بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن بن يزيد الحلبي - بحلب - نا عبيد بن الهيثم أبو محمّد، نا أبو بدر شجاع بن الوليد، نا زياد بن خيثمة، عن إسماعيل السّدّي، عن أبي عمارة الحيري عن علي قال:

خرجت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فجعل لا يمرّ على حجر و لا على شجر، و لا على شيء إلاّ سلّم عليه.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي (1)،أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور السّلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا أحمد بن إبراهيم الدورقي، نا أبو داود، أخبرني - و في حديث ابن حمدان: حدّثني - سليمان بن معاذ، نا سماك بن حرب، عن جابر - زاد ابن حمدان: ابن سمرة - قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن بمكة حجرا كان يسلّم عليّ ليالي بعثت إنّي لأعرفه إذا مررت عليه» (2)[1112].

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا سعيد بن أحمد بن محمّد العيّار، أنا أبو العباس محمّد بن أحمد بن محمّد بن إبراهيم السّليطي، أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن الشرقي (3)،نا أحمد بن حفص، حدّثني إبراهيم بن طهمان، عن سماك (4) بن حرب، عن جابر بن سمرة أنه قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إني لأعلم حجرا بمكة كان يسلّم عليّ حين بعثت، إني لأعرفه» (5)[1113].

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن العاصمي، أنا أبو عمر بن

ص: 361


1- بالأصل: الخيزرودي، خطأ.
2- أخرجه مسلم من حديث جابر بن سمرة في كتاب الفضائل ص(1782) و جامع الترمذي 592/5 و دلائل النبوة للبيهقي 153/2 و دلائل أبي نعيم رقم 300.
3- بالأصل: الشرفي، و الصواب بالقاف، و هذه النسبة إلى محلة شرقي نيسابور.
4- بالأصل: سماط ، خطأ، و صوبنا الكلمة عن الرواية السابقة.
5- دلائل البيهقي 153/2 من حديث إبراهيم بن طهمان. و انظر ما مرّ قبل حاشيتين.

مهدي، أنا أبو عبد اللّه بن مخلد، نا عبد اللّه بن شبيب، نا أيوب بن سليمان، نا أبو بكر، عن سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: لما استعلن لي جبريل جعلت لا أمرّ بحجر و لا شجر إلاّ قال لي: السلام عليك يا رسول اللّه»[1114].

ما ذكر في إجابة الأشجار إذا دعاهن عند سؤال

من يريد لإظهار آية و دلالة] (1)

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور سبط بحرويه، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا إبراهيم بن الحجّاج، نا عبد الواحد بن زياد، نا سليمان الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن ابن عبّاس قال:

جاء رجل من بني عامر إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم كان يداوي و يعالج فقال له: أي محمّد، إنك تقول أشياء، فهل لك أن أداويك، قال:«إيه». قال: و عنده نخل و شجر، قال: فدعا رسول اللّه عذقا (2) منها فأقبل إليه و هو يسجد، و يرفع رأسه و يسجد و يرفع حتى انتهى إليه فقام بين يديه، ثم قال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ارجع إلى مكانك» فرجع إلى مكانه. فقال العامري: و اللّه لا أكذبه بشيء يقوله بعدها أبدا (3)[1115].

قال: العذق النخلة.

كذا رواه لنا الخلاّل، و قد سقط من متنه ألفاظ .

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي (4)،أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى، نا إبراهيم بن الحجّاج، نا عبد الواحد بن زياد، نا سليمان الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن ابن عبّاس قال:

جاء رجل من بني عامر إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم كان يداوي و يعالج فقال له: يا محمّد، إنك تقول أشياء، فهل لك إلى أن أداويك، قال: فدعاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثم قال له:«هل لك أن أداويك ؟» قال:«إيه»، و عنده نخل و شجر قال: فدعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عذقا منها فأقبل إليه و هو يسجد و يرفع و يسجد حتى انتهى إليه، فقام بين يديه ثم قال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

ص: 362


1- عنوان أضفناه للإيضاح.
2- في دلائل النبوة لأبي نعيم رقم 297 «عرقا».
3- أخرجه أبو نعيم في الدلائل رقم 297، و الترمذي (رقم 3632) و الحاكم في المستدرك 620/2.
4- بالأصل: الخيزرودي، و الصواب ما أثبت.

«ارجع إلى مكانك» فرجع إلى مكانه، فقال: و اللّه لا أكذبك بشيء تقوله بعدها أبدا[1116].

قال: و العذق: النخلة.

رواه محمّد بن أبي عبيدة، عن الأعمش فقال: عن أبي ظبيان عن ابن عبّاس.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن عمر بن عمران الصرّاف، نا محمّد بن محمّد بن سليمان، نا محمّد بن عبد اللّه بن نمير، نا ابن أبي عبيدة، نا أبي، عن الأعمش عن أبي ظبيان، عن ابن عبّاس قال:

جاء رجل من بني عامر إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: إن عندي علما و طبا مما تشتكي، هل يريبك من نفسك شيء إلى ما تدعو؟ قال:«أدعوا إلى اللّه و إلى الإسلام»، قال: إنك لتقول قولا فهل لك من آية ؟ قال:«نعم، إن شئت أريتك آية»، و بين يديه شجرة، فقال لغصن منها:«تعال يا غصن»، قال: فانقطع الغصن من الشجرة ثم أقبل.... (1) حتى قام بين يديه، قال:«ارجع إلى مكانك»، فقال العامري: يا آل عامر بن صعصعة، لا أكذبك على شيء قلته أبدا[1117].

و هكذا رواه أبو معاوية الضرير عن الأعمش.

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا عبد العزيز بن جعفر بن محمّد الخرقي، أنا أبو حامد الحضرمي، نا محمّد بن شجاع المروزي، نا أبو معاوية الضرير، عن الأعمش، عن أبي ظبيان عن ابن عبّاس قال:

جاء رجل من بني عامر إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا رسول اللّه أرني الخاتم الذي بين كتفيك، فإني من أطبّ الناس، قال:«أ لا أريك آية» قال: بلى، قال: فنظر إلى نخلة فقال: ادع لي ذاك العذق، فجعل ينقز (2) حتى قام بين يديه، فقال له:«ارجع»، فرجع، و قال العامري: يا آل بني عامر، يا آل بني عامر، ما رأيت رجلا أسحر (3)[1118].

أخبرنا أبو سهل بن سعدوية، أنا إبراهيم بن منصور سبط بحرويه، أنبأ أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا أبو خيثمة، نا روح بن أسلم، ثنا حمّاد بن سلمة، نا

ص: 363


1- كلمة غير واضحة بالأصل.
2- غير مقروءة بالأصل و إعجامها مضطرب و قد تقرأ: بيقر، أو، ببقر، و المثبت عن دلائل البيهقي.
3- انظر مسند أحمد 223/1 و البيهقي في الدلائل 15/6-16 و البداية و النهاية 124/6.

علي بن زيد، عن أبي رافع عن عمر بن الخطّاب:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان بالحجون (1) و هو كئيب حزين، فقال:«اللهم أرني آية، و لا أبالي من كذّبني بعدها من قومي» فنادى شجرة من قبل عقبة أهل المدينة فناداها فجاءت تشق الأرض حتى انتهت إليه، فسلّمت عليه، ثم أمرها فرجعت فقال:«ما أبالي من كذّبني بعدها من قومي» (2)[1119].

أخبرنا عاليا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي (3)،أنا أبو عمرو (4) بن حمدان، أنا أبو يعلى، نا إبراهيم بن الحجّاج، ثنا حمّاد، عن علي بن زيد، عن أبي رافع عن عمر بن الخطّاب:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان بالحجون و هو كئيب حزين فقال:«اللهم أرني اليوم آية لا أبالي من كذّبني بعدها من قومي» فنادى شجرة من قبل عقبة أهل المدينة، فناداها، فجاءت تشق الأرض حتى انتهت إليه فسلّمت عليه، ثم أمرها فذهبت قال: فقال:«ما أبالي من كذّبني بعدها من قومي»[1120].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن الزينبي، نا أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن العبّاس الورّاق - إملاء - نا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد، نا أحمد بن عمران الأخنسي سنة ثمان و عشرين و مائتين، نا محمّد بن فضيل، نا أبو حيّان التيمي - و كان صدوقا - عن مجاهد عن ابن عمر قال:

كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في سفر، فدنا منه أعرابي فقال: يا أعرابي أين تريد؟ قال:

إلى أهلي، قال:«هل لك إلى خير؟» [قال: ما هو؟] (5) قال:«تشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له و أن محمّدا عبده و رسوله» قال: من يشهد على ما تقول ؟ قال:«هذه الشجرة السّدر»[فدعاها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم] (6) و هي في شاطئ الوادي، فأقبلت تخدّ

ص: 364


1- الحجون موضع بأعلى مكة.
2- أخرجه أبو نعيم في الدلائل رقم 290، و نقله السيوطي في الخصائص 302/1 و رواه الهيثمي في مجمع الزوائد 10/9 و البيهقي في الدلائل 13/6 و نقله ابن كثير في البداية و النهاية 124/6 عن البيهقي.
3- بالأصل: الخيزرودي خطأ، و الصواب ما أثبت.
4- بالأصل: أبو عمر، خطأ، و الصواب ما أثبت.
5- زيادة اقتضاها السياق عن دلائل البيهقي.
6- زيادة اقتضاها السياق عن دلائل البيهقي.

الأرض حتى قامت بين يديه، و استشهدها ثلاثا فشهدت ثلاثا أنه كما قال صلى اللّه عليه و سلم، قال: ثم رجعت إلى مكانها، فقال الأعرابي: أرجع إلى قومي فإن اتّبعوني و إلاّ رجعت فكنت معك (1)[1121].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي (2)،أنا أبو عمرو بن حمدان.

و أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، و أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالتا: أنبأ إبراهيم بن منصور السلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: نا أبو يعلى، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن أنس قال:

جاء جبريل إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم يوما و هو جالس حزين قد ضربه بعض أهل مكة، فقال:

ما لك ؟ فقال: فعل بي هؤلاء و فعلوا، قال: تحب أن أريك آية ؟ قال:«نعم» قال: فنظر إلى شجرة من وراء الوادي فقال: ادع تلك الشجرة، فدعاها - و قال ابن حمدان: قال:

فدعاها - فجاءت تمشي حتى قامت بين يديه، فقال لها:«ارجعي فرجعت»- و قال ابن حمدان: قال: فرجعت - رآه ابن المقرئ حتى عادت و قالا:- «إلى مكانها»- زاد ابن المقرئ: فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«حسبي»[1122].

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا محمّد بن علي بن مخلد (3)..... (4)،نا إسماعيل بن عمرو البجلي، نا حيّان (5) بن علي عن صالح بن حيّان (6)،عن ابن بريدة، عن أبيه قال:

جاء أعرابي إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قد أسلمت فأرني شيئا أزدد به يقينا، قال:«ما الذي تريد؟» قال: ادع تلك الشجرة فلتأتك قال:«اذهب فادعها»، قال: فأتاها الأعرابي، فقال: أجيبي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: فمالت على جانب من جوانبها

ص: 365


1- رواه البيهقي في الدلائل من طريق أبي حيان عن عطاء، و نقله عن البيهقي ابن كثير في البداية و النهاية 125/6.
2- بالأصل: الخيزرودي، خطأ. و الصواب ما أثبت.
3- في دلائل أبي نعيم: محمد.
4- كلمة غير واضحة تركنا مكانها بياضا.
5- بالأصل: حبان، و المثبت عن دلائل أبي نعيم.
6- بالأصل: حبان، و المثبت عن دلائل أبي نعيم.

فقطعت عروقها، ثم مالت على الجانب الآخر فقطعت عروقها، ثم أدبرت فقطعت عروقها، ثم أقبلت عن عروقها و فروعها مغبرة فقالت: عليك السلام يا رسول اللّه، قال:

فقال الأعرابي: حسبي حسبي يا رسول اللّه، فقال لها:«ارجعي» فرجعت، فجلست على عروقها و فروعها كما كانت، فقال الأعرابي: يا رسول اللّه، ائذن لي أن أقبّل رأسك و رجليك، فأذن له، ثم قال: يا رسول اللّه ائذن لي أن أسجد لك، فقال:«لا يسجد أحد لأحد، و لو أمرت أن يسجد أحد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها لعظم حقّه عليها» (1)[1123].

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا أبو خيثمة، نا وكيع، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن يعلى بن مرة، عن أبيه مرة قال:

كنت مع النبي صلى اللّه عليه و سلم في سفر فنزلنا منزلا فقال لي:«ائت تلك الأشاءتين (2) فقل لهما إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يأمركما أن تجتمعا»، فأتيتهما فقلت لهما ذلك، فدنت إحداهما إلى الأخرى فاجتمعتا فخرج النبي صلى اللّه عليه و سلم فاستتر بهما فقضى حاجته، ثم دبت كل واحدة منهما إلى مكانها[1124].

هذا مختصر من حديث:

أخبرنا بتمامه أبو القاسم زاهر بن طاهر، و أبو بكر وجيه ابنا طاهر بن محمّد الشّحّامي، قالا: أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد بن الحسين، أنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل، نا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن الحسن الشرقي (3)،نا عبد اللّه بن هاشم بن حيّان (4) العبدي، نا وكيع بن الجرّاح، نا الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن يعلى بن مرّة قال:

كنت رأيت من النبي صلى اللّه عليه و سلم ثلاثة أشياء عجبا: كنت معه في سفر فنزلنا منزلا فقال

ص: 366


1- أخرجه بهذا الإسناد أبو نعيم في الدلائل رقم 291 و نقله الهيثمي في مجمع الزوائد 10/9 و السيوطي في الخصائص 200/2.
2- تقرأ بالأصل الأشانين، و المثبت عن دلائل البيهقي.
3- بالأصل: الشرفي، و الصواب ما أثبت بالقاف، ترجمته في سير الأعلام 40/15.
4- بالأصل: حبان، بالباء الموحدة، و الصواب حيان، بالياء المثناة من تحت، ترجمته في سير الأعلام 328/12.

لي:«ائت تلك الأشاءتين (1)-يعني شجرتين صغيرتين - فقل لهما: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يأمركما أن تجتمعا» قال: فأتيتهما فقلت لهما، فوثبت كل واحدة منهما إلى صاحبتها فاجتمعا (2)،فخرج النبي صلى اللّه عليه و سلم فاستتر بهما فقضى حاجته ثم رجع، فقال لي:«ائتهما فقل لهما، إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يأمركما أن ترجعا»، قال: فأتيتهما فقلت لهما، فرجعت كل واحدة منهما إلى مكانها.

قال: ثم خرجنا فنزلنا منزلا، فجاء بعير حتى قام بين يديه، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«من أصحاب هذا البعير؟» قال: فجاء أصحابه، فقال:«ما شأن هذا البعير يشكو؟» فقالوا: يا رسول اللّه بعير كان عندنا فأنفذنا أن ننحره غدا، فقال:«لا تنحروه، دعوه».

فقال: ثم خرجنا فنزلنا منزلا، فجاءته امرأة معها صبي لها به لمم، فقال:«اخرج عدو اللّه، أنا رسول اللّه»، فبرأ، فلما رجعنا من سفرنا أهدت لنا كبشين و نشا من أقط و سمن فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«يا يعلى خذ الأقط و السمن و أحد الكبشين و ردّ عليها الآخر»[1125].

و كذا رواه يونس بن بكير عن الأعمش بتمامه:

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد، نا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن يعلى بن مرة عن أبيه قال: سافرت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فرأيت منه أشياء عجبا، نزلنا منزلا فقال:«انطلق إلى هاتين الأشاءتين (3) فقل: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول لكما أن تجتمعا»، فانطلقت فقلت لهما ذلك، فنزت (4) كل واحدة من أصلها فنزت (5) كل واحدة إلى صاحبتها فالتقتا جميعا، فقضى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حاجته من ورائهما ثم قال:«انطلق فقل لهما لتعد كل واحدة إلى مكانها»، فأتيتهما فقلت ذلك لهما، فنزت (6) كل واحدة حتى عادت إلى مكانها.

ص: 367


1- بالأصل: الأشانين، و الصواب ما أثبت، باعتبار ما يأتي بعد، و الأشاء: كسحاب صغار النخل، و همزته أصلية (القاموس).
2- كذا، و في دلائل أبي نعيم: فاجتمعتا، و هو الأظهر، و في دلائل البيهقي: فالتقتا.
3- بالأصل: الأشانين، و الصواب ما أثبت، باعتبار ما يأتي بعد، و الأشاء: كسحاب صغار النخل، و همزته أصلية (القاموس).
4- في دلائل البيهقي: فانتزعت.
5- البيهقي: فنزلت.
6- البيهقي: فنزلت.

و أتت امرأة فقالت: إن ابني هذا به لمم منذ سبع سنين يأخذه في كل يوم مرتين، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ادنيه»، فأدنيته (1) منه فتفل في فيه و قال:«اخرج عدو اللّه، أنا رسول اللّه»، ثم قال لها:«إذا رجعنا فاعلمينا ما صنع»، فلما رجع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم استقبلته و معها كبشان و أقط و سمن، فقال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«خذ هذا الكبش» فأخذ منه ما أراد، فقالت: و الذي أكرمك ما رأينا به شيئا مذ فارقتنا.

ثم أتاه بعير فقام بين يديه، فرأى عينيه تدمعان، فبعث إلى أصحابه فقال:«ما لبعيركم هذا يشكوكم ؟» فقالوا: كنا نعمل عليه، فلما كبر و ذهب عمله تواعدنا لننحره غدا، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«فلا تنحروه، و اجعلوه في الإبل فيها» (2)[1126].

و كذا روي من وجه آخر عن يعلى.

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين الزهري، و أبو الفتح المختار بن عبد الحميد بن المنتصر، و أبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفق الهروي، قالوا: أنا الإمام أبو الحسين عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفّر الداودي، أنبأ عبد اللّه بن أحمد بن حموية السرخسي، أنا إبراهيم بن خريم (3) الشاشي، نا عبد بن حميد الكشّي، أنبأ عبد الرزّاق، أنبأ معمر، عن عطاء بن السائب، عن عبد اللّه بن حفص، عن يعلى بن مرّة الثقفي قال:

ثلاثة أشياء رأيتها من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: بينا نحن نسير معه إذ مررنا ببعير يشنأ (4)عليه، قال: فلما رآه البعير جرجر و وضع جرانه (5) فوقف عليه النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«أين صاحب هذا البعير؟» فجاء، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«بعنيه» قال: لا، بل أهبه لك، قال:«لا، بل بعنيه»، قال: لا، بل أهبه لك، إنه لأهل بيت ما لهما معيشة غيره، قال: أما إذ ذكرت هذا من أمره فإنه شكا كثرة العمل و قلة العلف، فأحسنوا إليه.

ص: 368


1- البيهقي: فأدنته.
2- رواه البيهقي في الدلائل من طريق أحمد بن عبد الجبار 21/6، و ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 6/9 و قال: رواه أحمد بإسنادين و الطبراني بنحوه، و أحد إسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح. و الحاكم في المستدرك 617/2.
3- بالأصل: حريم، بالحاء المهملة، و الصواب ما أثبت: خريم بالخاء المعجمة. و قد مضى.
4- في دلائل البيهقي: يستقي عليه.
5- جران البعير بالكسر: مقدم عنقه من مذبحه إلى منحره (القاموس).

قال: ثم سرنا فنزلنا منزلا فنام النبي صلى اللّه عليه و سلم فجاءت شجرة تشق الأرض حتى غشيته، ثم رجعت إلى مكانها، فلما استيقظ النبي صلى اللّه عليه و سلم ذكرت له فقال:«هي شجرة استأذنت ربها في أن تسلّم على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأذن لها».

قال: ثم سرنا فمررنا بماء، فأتته امرأة بابن لها به جنّة، فأخذ النبي صلى اللّه عليه و سلم بمنخره ثم قال:«اخرج أنا محمّد رسول اللّه».

قال: ثم سرنا، فلما رجعنا من سفرنا مررنا بذلك الماء، فأتته المرأة بجزر و لبن، فأمرها أن ترد الجزر و أمر أصحابه فشربوا اللبن، فسألها عن الصبي فقالت: و الذي بعثك بالحق ما رأينا منه ريب بعدك (1)[1127].

أخبرتنا أم المجتبي فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور السّلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا محمّد بن يزيد بن رفاعة الرفاعي أبو هشام، نا إسحاق بن سليمان، نا معاوية بن يحيى الصّدفي، عن الزهري، أنا خارجة بن زيد: أن أسامة بن زيد بن حارثة حدّثه قال:

خرجنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في حجته التي حجها، فلما هبطنا بطن الرّوحاء (2)عارضت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم امرأة معها صبي لها، فسلّمت عليه، فوقف لها فقالت: يا رسول اللّه، هذا ابني فلان، و الذي بعثك بالحق ما زال في خنق (3) واحد أو كلمة يشبهها (4) منذ ولدته إلى الساعة، فادع (5) إليها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فبسط يده فجعله بينه و بين الرّحل (6) ثم تفل في فيه، ثم قال:«اخرج عدو اللّه [فإني رسول اللّه»، قال: ثم ناولها إياه، و قال:«خذيه، فلا بأس عليه] (7) فلن تري منه شيئا يريبك بعد اليوم إن شاء اللّه».

ص: 369


1- بهذا السند الحديث أخرجه البيهقي في الدلائل 23/6-24 و انظر مجمع الزوائد 7/5، و البداية و النهاية 135/6 و القسم الخاص بسلام الشجرة عليه صلى اللّه عليه و سلم أخرجه أبو نعيم في الدلائل برقم 293 من طريق عبد الرزّاق.
2- الروحاء: مكان بين مكة و المدينة و هو يبعد قرابة ثلاثين ميلا عن المدينة.
3- كذا، و في المختصر:«جنن» و بهامشه: الجنون و عبارة البيهقي في الدلائل: ما أفاق من يوم ولدته إلى يومه هذا.
4- غير واضحة بالأصل و المثبت عن مختصر ابن منظور.
5- كذا رسمها بالأصل، و في المختصر:«فاكتنع» أي دنا.
6- بالأصل: الرجل خطأ، و الصواب عن البيهقي.
7- ما بين معكوفتين مكانه بياض بالأصل، و العبارة المستدركة عن دلائل النبوة للبيهقي.

قال أسامة:[فقضينا حجّنا] (1) ثم انصرفنا فلما نزلنا الرّوحاء فإذا تلك المرأة أم الصبيّ قد جاءت و معها شاة مصلية، فقالت: يا رسول اللّه أنا أم الصبيّ الذي أتيتك به، قالت: لا و الذي بعثك بالحق ما رأيت منه شيئا يريبني إلى هذه الساعة، قال أسامة: فقال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا أسيم - قال الزهري: و هكذا كان يدعو يحمشه (2)-ناولني ذراعها»، فأصلحت الذراع فناولتها إياه فأكلها ثم قال:«يا أسيم ناولني الذراع»، فقلت:

يا رسول اللّه قد قلت لي ناولني فناولتكها فأكلتها، ثم قلت: ناولني فناولتكها فأكلتها ثم قلت: ناولني الذراع، و إنما الشاة ذراعان، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أما إنك لو أهويت إليها ما زلت تجد فيها ذراعا ما قلت لك، قال: يا أشيم، قم فاخرج فانظر هل ترى حجرا (3) لمخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم»، فخرجت فمشيت حتى حسرت، فما قطعت الناس و ما رأيت شيئا أرى أنه يواري أحدا، و قد ملأ الناس ما بين السّدّين قال:«فهل رأيت شجرا أو رجما» (4)؟قلت: بلى قد رأيت نخلات صغارا (5) إلى جانبهن رجم من حجارة فقال:«يا أسيم (6) اذهب إلى النخلات فقل لهن: يأمركنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن يلحق بعضكن ببعض حتى تكنّ سترة لمخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و قل ذلك للرّجم» (7)،فأتيت النخلات فقلت لهن الذي أمرني به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فو الذي بعثه بالحق لكأني انظر إلى تقافزهن (8)بعروقهن و ترابهن حتى لصق بعضهم ببعض، فكنّ كأنهن نخلة واحدة، و قلت ذلك للحجارة، فو الذي بعثه بالحق كأني انظر إلى تقافزهن حجرا حجرا حتى علا بعضهم بعضا، فكنّ كأنهم جدار، فأتيته فأخبرته فقال:«خذ الإداوة» فأخذتها ثم انطلقنا نمشي، فلما دنونا منهن سبقته فوضعت الإداوة ثم انصرفت إليه، فانطلق يقضي حاجته، ثم أقبل و هو يحمل الإداوة، فأخذتها منه، ثم رجعنا، فلما دخل الخباء قال لي:«يا أسيم انطلق

ص: 370


1- ما بين معكوفتين مكانها بياض بالأصل و كلمة «عنا» و لا معنى لها، فالعبارة المستدركة عن مختصر ابن منظور، و في دلائل البيهقي: فلما قضى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حجته انصرف....
2- في دلائل أبي نعيم: يرخّمه.
3- كذا، و في دلائل أبي نعيم:«خمرا» و الخمر: الستر، و في دلائل البيهقي: هل ترى من خمر.
4- الأصل: رحما، و المثبت عن دلائل البيهقي.
5- بالأصل: صغار، و الصواب ما أثبت.
6- الأصل: أشيم، بالشين المعجمة، و الصواب بالسين المهملة.
7- الأصل: للرحم، خطأ.
8- غير واضحة بالأصل و قد تقرأ «تقارقهن» و المثبت عن المختصر، و في دلائل أبي نعيم: يتقافزن، و في البيهقي: يخددن الأرض.

إلى النخلات فقل (1) لهن: يأمر كن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن ترجع كل نخلة منكن إلى مكانها، و قل ذلك للحجارة»، فأتيت النخلات، فقلت لهن الذي قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فو الذي بعثه بالحق لكأني انظر إلى تقافزهن بعروقهنّ و ترابهنّ حتى (2) كلّ نخلة منهن إلى مكانها، و قلت ذلك للحجارة، فو الذي بعثه بالحق لكأني انظر إلى تقافزهن حجرا حجرا حتى عاد كل حجر إلى مكانه، فأتيته فأخبرته صلى اللّه عليه و سلم (3)[1128].

ح و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، نا أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن عمر بن صالح الجعفي، نا إسحاق بن سليمان الرازي، نا معاوية بن يحيى الصدفي عن الزهري، عن خارجة بن زيد بن ثابت أن أسامة بن زيد حدّثه قال:

حججنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في حجته التي حجّ فيها، فلما هبطنا بطن الرّوحاء عارضت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم امرأة تحمل صبيا لها، فسلّمت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو يسير على راحلته ثم قالت: يا رسول اللّه هذا ابني فلان، و الذي بعثك بالحق ما أبقى من خنق واحد من لدن ولدته إلى ساعته هذه، فحبس رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الراحلة، فوقفت، ثم اكتنع (4) إليها، فبسط إليها يده و قال: هاتيه لأوضعه على يدي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فضمه إليه فجعل بينه و بين واسطة الرحل ثم تفل في فيه قال:«اخرج يا عدو اللّه، فإني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم» ثم ناولها إياه، فقال:«خذيه، فلن تري (5) شيئا منه تكرهينه بعد هذا إن شاء اللّه»، فأخذته ثم انصرفت، قال: ثم مضينا، فحججنا، قال: فلما انصرف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نزلنا بالرّوحاء، قال أسامة: إذا تلك المرأة قد استقبلت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بشاة مصلية فوضعتها بين يدي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، ثم قالت: يا رسول اللّه أنا المرأة أم الصبي الذي لقيتك به، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«فما فعل ابنك ؟» قالت: و الذي بعثك

ص: 371


1- بالأصل: فقلن.
2- غير واضحة بالأصل، و في دلائل أبي نعيم «رجعت» و هي تناسب أيضا.
3- أخرجه البيهقي في الدلائل 25/6-26 و أخرج أبو نعيم في الدلائل برقم 298 القسم: بعد حجته صلى اللّه عليه و سلم و انصرافه من الحج.
4- رسمها بالأصل:«النع» و المثبت عن مختصر ابن منظور.
5- بالأصل: ترين، خطأ و الصواب ما أثبت.

بالحقّ ما رأيت منه شيئا يريبني إلى يومي هذا، قال أسامة: فقال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا أسيم»- قال الزهري: و كان بذلك يدعوه يرخّمه-، «ناولني ذراعها»، قال أسامة:

فأخذت الذراع فناولته إياها فأكلها، ثم قال:«يا أسيم ناولني الذراع»، فناولته إياها فأكلها، ثم قال:«يا أسيم ناولني الذراع»، فقلت: يا رسول اللّه إنك قلت: ناولني الذراع فناولتكها، ثم قلت: ناولني الذراع فناولتك الذراع الآخر، و إنما للشاة ذراعان، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لو لم تراجعني و أهويت إليها ما زلت تجد فيها ذراعا ما قلت لك» ثم قال:«يا أسيم، اخرج فانظر هل ترى لي رجما من الأرض لمخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم» فخرجت فمشيت حتى حسرت، فلم أقطع الناس و لم أر شيئا أرى أنه يواري أحدا، فرجعت إليه، فقلت: يا رسول اللّه، و الذي بعثك بالحق لقد ملأ الناس ما بين الصدين (1)،و ما رأيت من شيء يواري أحدا، فقال:«أ ما رأيت شجرا و رجما؟» قلت:

بلى، قد رأيت إلى جانبهن رجما من حجارة، قال:«فانطلق إلى النخلات فقل لهن:

يقول لكن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: تلفّفنّ بعضكن إلى بعض حتى تكنّ سترة لمخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم»، فخرجت حتى أتيت النخلات، فقلت لهن الذي أمرني به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال أسامة: فو الذي بعثه بالحق لكأني انظر إلى قفزهنّ بعروقهنّ و ترابهنّ حتى لصق بعضهنّ إلى بعض، فكنّ كأنهن نخلة واحدة، ثم أتيت الرجم، فقلت للحجارة الذي أمرني به، قال: فو الذي بعثه بالحق لكأني انظر إلى تقافزهن (2) حجرا حجرا حتى لصق بالنخلات و علا بعضهم بعضا حتى كنّ كأنهن جدار، فرجعت إليه، فأخبرته بذلك فقال:«خذ الإداوة»، ثم انصرفنا، فقضى من حاجته، ثم أقبل إلى الإداوة بيده فتلقيته فأخذتها منه، ثم مضينا فلما دخل الخباء قال:«يا أسيم انطلق إلى الحجارة و إلى النخلات فقل لهن يأمر كن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن تعدن إلى ما كنتن عليه، و قل للحجارة يأمر كن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن تعدن رجما كما كنتنّ »، فأتيت النخلات، فقلت لهن الذي أمرني به، فو الذي بعثه بالحقّ لكأني انظر قفزهن و ترابهن حتى عادت كل نخلة منها في موضعها، قال: ثم قلت للحجارة ذلك، فو الذي بعثه بالحق لكأني انظر إلى قفزهن حجرا حجرا حتى أتين مكانهن الذي كنّ فيه رجما كما كن، فانصرفت إليه، فقلت: يا رسول اللّه، قد أتيت النخلات و قلت لهنّ الذي أمرتني به، ففعلن ما أمرتهنّ به، و قلت

ص: 372


1- في الرواية السابقة:«السدين» و مثلها في دلائل أبي نعيم.
2- غير مقروءة بالأصل:«فقرايهن» و المثبت عن المختصر.

للحجارة ذلك حتى عادت رجما كما كانت[1129].

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل الفضيلي، أنا أبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفق، و أبو بكر أحمد بن يحيى بن الحسن الأذريجاني، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعب..... (1)،قالوا: أنا أبو الحسن الداودي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن حموية السرخسي، أنا عيسى بن عمر بن العباس السّمرقندي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن بهرام السّندي، أنا عبد اللّه بن موسى، عن إسماعيل بن عبد الملك، عن أبي الزبير، عن جابر قال:

خرجت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في سفر، فكان لا يأتي البراز حتى يتغيب فلا يرى، فنزلنا بفلاة من الأرض ليس فيها شجر و لا علم فقال:«يا جابر اجعل في إداوتك ماء» ثم انطلق بنا، قال: فانطلقنا حتى لا نرى، فإذا هو بشجرتين بينهما أربع أذرع، فقال:«يا جابر انطلق إلى هذه الشجرة فقل: يقل لكي الحقي بصاحبتك حتى أجلس خلفكما» فرجعت إليها، فجلس رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خلفهما [حتى قضى حاجته] ثم رجعتا إلى مكانهما، فركبنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بيننا كأنما علينا الطير تظلنا، فعرضت له امرأة معها صبي لها، فقالت: يا رسول اللّه إن ابني هذا يأخذه الشيطان كل يوم ثلاث مرات [لا يدعه]، قال: فتناول [رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم] الصبيّ ، فجعله بينه و بين مقدم الرّحل، ثم قال:«اخسأ عدو اللّه أنا رسول اللّه، اخسأ عدو اللّه، أنا رسول اللّه - ثلاثا-» ثم دفعه إليها، فلما قضينا سفرنا مررنا بذلك المكان فعرضت لنا المرأة معها صبيّها و معها كبشان تسوقهما، فقالت: يا رسول اللّه اقبل مني هذين، فو الذي بعثك بالحق ما عاد إليه بعد فقال:«خذوا منها واحدا وردوا عليها الآخر».

قال: ثم سرنا و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بيننا كأنما علينا الطير تظلّنا، فإذا جمل نادّ حتى إذا كان بين السماطين خرّ ساجدا، فحبس رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و قال على الناس:«من صاحب الجمل ؟» فإذا فتية من الأنصار، قالوا: هو لنا يا رسول اللّه، قال: فما شأنه ؟ قالوا:

استقينا عليه منذ عشرين سنة و كانت به شحيمة فأردنا أن ننحره فنقسمه بين غلماننا، فانفلت منا، قال:«بيعونيه» قالوا: لا، بل هو لك يا رسول اللّه، قال:«أمالي، فأحسنوا

ص: 373


1- غير مقروءة بالأصل.

إليه حتى يأتيه أجله» قال (1) عنه ذلك يا رسول اللّه نحن أحق بالسجود لك من البهائم، قال:«لا ينبغي لشيء أن يسجد لشيء، و لو كان ذلك لكان النساء لأزواجهن» (2)[1130].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقور، أنا عيسى بن علي الوزير، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا شيبان، نا مهدي بن ميمون، نا محمّد بن عبد اللّه بن أبي يعقوب، عن الحسن بن سعد مولى الحسن بن علي، عن عبد اللّه بن جعفر قال:

أردفني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ذات يوم خلفه فأسرّ إليّ حديثا لا أحدّث به أحدا من الناس، قال: و كان أحب ما استتر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لحاجته (3) هدف (4) أو حابس (5) نخل فدخل حائط رجل من الأنصار، فإذا جمل، فلما رأى النبي صلى اللّه عليه و سلم اغرورقت عيناه، فأتاه النبي صلى اللّه عليه و سلم فمسح رأسه سراته (6) و ذفريه فسكن، ثم قال:«من رب هذا الجمل، لمن هذا الجمل»، فجاء فتى من الأنصار، فقال: هو لي يا رسول اللّه، فقال:«أ لا تتّقي اللّه في هذه البهيمة التي ملكك اللّه عز و جل إيّاها، فإنه شكا إلي أنك تجيعه و تدئبه» (7)[1131].

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن المزرفي (8)،أنا أبو الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون، أنا أبو القاسم بن حبابة (9)،نا أبو القاسم البغوي،

ص: 374


1- غير واضحة بالأصل.
2- أخرجه من طريق يونس بن بكير البيهقي في الدلائل 18/6-19 و مختصرا في سنن أبي داود - أول كتاب الطهارة. و ابن ماجة ح(335) مختصرا أيضا، و باختلاف في مجمع الزوائد 7/9-8.
3- تقرأ بالأصل: ناحية، و الصواب المثبت عن المختصر و دلائل البيهقي.
4- الهدف: كل بناء مرتفع مشرف.
5- كذا بالأصل، و في صحيح مسلم و المختصر: حائش النخل، و الحائش: جماعة النخل، لا واحد من لفظه.
6- سراة الشيء: أعلاه و أوسطه و أسفله.
7- أخرجه مسلم من طريق مهدي بن ميمون 3 كتاب الحيض(20) باب 268/1 و ابن ماجة ح(340) و أبو داود في الجهاد ح(2549) و البيهقي في الدلائل 26/6-27.
8- بالأصل: المرزوقي، خطأ، و الصواب ما أثبت.
9- بالأصل: حنانة، خطأ، و الصواب ما أثبت.

قالا: ثنا شيبان، نا القاسم بن الفضل، نا أبو نضرة (1)،عن أبي سعيد الخدري قال:

بينما راعي (2) يرعى بالحرّة - زاد البغوي: شاء - إذ انتهر الذئب شاة من شائه، فحال الراعي بين الذئب و بين الشاة، فأقعى الذئب على ذنبه ثم قال للراعي: أ لا تتقي اللّه، تحول بيني و بين رزق ساقه اللّه إليّ ، فقال ابن حبابة: فقال الراعي: العجب من ذئب يقعى على ذنبه يتكلم بكلام، فقال ابن حبابة: كلام الإنس، فقال الذئب للراعي:

أ لا أحدثك بأعجب مني، فقال ابن حبابة: من هذا رسول اللّه بين الحرتين - زاد البغوي:

يحدّث الناس بأنباء ما قد سبق، فساق الراعي الشاء حتى انتهى إلى المدينة فزواها، و قالا في زاوية (3):من زواياها، ثم دخل على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فحدّثه بما قال الذئب، فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى الناس فقال للراعي:«حدّثهم»- زاد ابن حبابة قال: و قالا:

و قام الراعي فأخبر الناس بما قال الذئب، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«صدق الراعي ألا أن من أشراط الساعة كلام السّباع الإنس»- و قال ابن المظفّر: للإنس،«و الذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى تكلم السّباع الإنس، و يكلم الرجل شراك نعله و عذبة سوطه و يخبره فخذه بما فعل أهله بعده» (4)[1132].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري (5)،قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو القاسم البغوي عبد اللّه بن محمّد بن بنت منيع، نا سويد - هو ابن سعيد - نا مسلم بن خالد المدلجي عن ابن أبي حسين عن شهر بن حوشب أنه حدّثه عن أبي سعيد الخدري قال:

بينما أعرابي في بعض نواحي المدينة في غنم له عدا (6) الذئب فأخذ شاة من غنمه، فأدركه الأعرابي، فأنقذها و هجهجه - يعني تكلم، قال و الذئب يمشي ثم قام

ص: 375


1- بالأصل نصرة، و المثبت عن دلائل البيهقي.
2- كذا.
3- بالأصل: رواية، و المثبت عن دلائل البيهقي.
4- من طريق القاسم بن الفضل الحداني أخرج قسما منه الترمذي 476/4 و أحمد في المسند 83/3 عن يزيد عن القاسم، و البيهقي في الدلائل من طريق عبيد اللّه بن موسى 41/6-42 و أبو نعيم في الدلائل من طريق أبي داود الطيالسي رقم 270، و الحاكم 467/4 و السيوطي في الخصائص 267/2 و الهيثمي في مجمع الزوائد 291/8.
5- بالأصل: البشري، خطأ، و الصواب بالسين المهملة.
6- بالأصل: غذا، خطأ و المثبت عن دلائل البيهقي.

مستقرا بذنبه مستقبل الأعرابي، فقال: ويلك، أ ما تتق اللّه حيث أخذت مني رزقا رزقنيه اللّه، فصفق الأعرابي بيده ثم قال: و اللّه ما رأيت كاليوم قط قال الذئب: فما ذاك يعجبك، قال الأعرابي: و اللّه ما يزيدني إلاّ عجبا ألا أعجب من ذئب مقعى (1) على استه مستذفر بذنبه يخاطبني، قال: فو اللّه إنه ؟؟؟ (2) ما هو أعجب من ذلك، قال: و ما هو أعجب من ذلك ؟ قال: رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في النخلات بين الحرتين يحدّث الناس عن أنباء ما قد سبق، و ما يكون بعد، قال: فنعق الأعرابي بغنمه إلى بعض نواحي المدينة ثم مشى إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فضرب عليه بابه، فأذن له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فخبره الأعرابي، فصدّقه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثم قال:«إذا صلّيت الظهر فاحضرني»، فلما صلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الظهر قال:«أين الأعرابي، حدّث الناس بما سمعت و رأيت» فحدّث الأعرابي الناس بما رأى من الذئب و سمع، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عند ذلك:«صدق في آيات تكون قبل الساعة، و الذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى يخرج أحدكم من أهله فيخبره نعله أو سوطه أو عصاه بما أحدث أهله بعده» (3)[1133].

ظهور بركته في الشاة التي لم يكن فيها

لبن حتى نزل لها لبن] (4)

أخبرنا أبو الفضل الفضيلي، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو بكر أحمد بن يحيى، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، قالوا: أنا أبو الحسن الدراوردي، نا عبد اللّه بن أحمد السرخسي، نا عيسى بن عمر السمرقندي، نا عبد اللّه بن عبد الرّحمن الدارمي، نا محمّد بن يوسف، نا سفيان، عن الأعمش، عن شمر بن عطية، عن رجل من مزينة أو جهينة قال:

صلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الفجر، فإذا هو بقريب من مائة ذئب قد ابعثن وفودا للذئاب، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ترضخون لهم شيئا من طعامكم، و تأمنون على ما سوى ذلك»، فشكوا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الحاجة قال: فادنوهن قال: فخرجن و لهن عواء[1134].

ص: 376


1- كذا.
2- لفظة غير مقروءة و رسمها بالأصل:«؟؟؟ رك».
3- من طريق شهر بن حوشب أخرجه البيهقي في الدلائل 42/2-43 و أبو نعيم في الدلائل رقم 271 و فيهما باختلاف، و نقله ابن كثير في البداية و النهاية 144/6.
4- عنوان أضفناه للإيضاح.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا أسود بن عامر، أنا أبو بكر، عن الأعمش، عن سليمان بن ميسرة، عن طارق بن شهاب، عن المقداد بن الأسود قال:

لما نزلت المدينة عشرنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عشرة عشرة، يعني في كل بيت قال:

فكنت في العشرة الذين كان النبي صلى اللّه عليه و سلم فيهم، قال: و لم يكن لنا إلاّ شاة نتجزأ (2) لبنها، قال: فكنا إذا أبطأ علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم شربنا و بقّينا للنبي صلى اللّه عليه و سلم نصيبه، فلما كان ذات ليلة أبطأ علينا، قال: و نمنا، فقال المقداد: لقد أطال النبي صلى اللّه عليه و سلم ما أراه يجيء الليلة لعل إنسانا دعاه، قال: فشربته، فلمّا ذهب من الليل جاء فدخل البيت قال: فلما شربته لم أنم، قال: فلما دخل سلّم و لم [يشدّ] (3) ثم مال إلى القدح، فلما لم ير شيئا سكت، ثم قال:

«اللهم أطعم من أطعمنا الليلة»، قال: و ثبت فأخذت السكين و قمت إلى الشاة قال:«ما لك ؟» قلت: أذبح، قال:«لا، ائتني بالشاة»، فأتيته بها، فمسح ضرعها، فخرج شيء ثم شرب ثم نام[1135].

هذا حديث غريب، (4) من حديث المقداد و المشهور عنه ما:

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي (5)،أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: أنا إبراهيم بن منصور السلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا هدبة، نا حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن المقداد بن عمرو الكندي قال:

قدمت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و معي رجلان من أصحابي، فطلبنا هل يضيفنا أحد - زاد ابن حمدان: فأتينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقلنا: يا رسول اللّه، أصابنا جوع و جهد، و إنا تعرّضنا هل يضيفنا أحد، فلم يضفنا أحد، ثم أتينا و قالا:- فدفع إلينا أربعة أعنز، فقال:

ص: 377


1- مسند الإمام أحمد 4/6.
2- المسند: نتحرى.
3- بياض بالأصل، و الكلمة مستدركة عن مسند أحمد.
4- رسمها بالأصل: حين.
5- بالأصل: الخيزرودي خطأ، و الصواب ما أثبت.

«يا مقداد خذ هذه فاحتلبها فجزّها أربعة أجزاء، جزءا إليّ و جزءا لك، و جزءين لصاحبيك»، فكنت أفعل ذلك، فلما كان ذات ليلة شربت جزئي، و شرب صاحباي جزأيهما و جعلت جزء النبي صلى اللّه عليه و سلم في القعب، و أطبقت عليه، فاحتبس النبي صلى اللّه عليه و سلم فقالت لي نفسي: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قد دعاه أهل بيت من المدينة فتعشى معهم و رسول اللّه - و قال ابن المقرئ: رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - لا يحتاج إلى هذا اللبن، فلم تزل نفسي تديرني حتى قمت إلى القعب فشربت ما فيه، فما تقارفي بطني أخذني ما ندمت، و ما حدث، فقالت لي نفسي: يجيء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو جائع ظمآن فيرفع القعب فلا يجد فيه شيئا، فيدعو عليك، فتسجّيت كأني نائم و ما بي نوم، فجاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فسلّم تسليمة أسمع اليقظان، و لم يوقظ النائم، فلما لم ير في القعب شيئا، رفع رأسه إلى السماء فقال:

«اللهم أطعم من أطعمنا واسق من سقانا» فاغتنمت دعوة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأخذت الشفرة و أنا أريد أن أذبح بعض تلك الأعنز فأطعمه فضربت بيدي فوقعت على ضرعها، فإذا هي حافل، ثم نظرت إليهن جميعا، فإذا هنّ حفّل، فحلبت في القعب حتى امتلأ ثم أتيته - زاد ابن المقرئ: به - و قالا: و أنا أتبسم، فقال:«هيه بعض سوآتك يا مقداد» فقلت:

- و قال ابن حمدان: قلت: يا رسول اللّه اشرب، ثم الخبر - و قال ابن حمدان: ثم أخبر - فشرب ثم شربت ما بقي - و زاد ابن المقرئ: منه - ثم أخبرته فقال: يا مقداد هذه بركة كان ينبغي بك أن تعلمني حتى توقظ صاحبينا نسقيهما من هذه البركة، قال: فقلت:

- و قال ابن حمدان: قلت:- يا رسول اللّه إذا شربت أنت البركة و أنا، فما أبالي من أخطأت (1)[1136].

أخرجه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن شبابة بن سوار، عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت (2).

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد التركي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو حفص بن شاهين، نا علي بن محمّد بن أحمد العسكري، نا عبد اللّه بن محمّد بن (3)

ص: 378


1- أخرجه مسلم في الأشربة(36)، باب إكرام الضيف(32)، ص 1625 من حديث شبابة و النضر بن شميل عن سليمان بن المغيرة، و البيهقي في الدلائل من طريق أبي داود الطيالسي عن سليمان بن المغيرة عن ثابت 85/6-86.
2- انظر الحاشية السابقة.
3- في دلائل البيهقي: بن أبي مريم.

مريم، نا أسد بن موسى، نا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، نا محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، نا عبد الرّحمن بن الأصبهاني قال: سمعت عبد الرّحمن بن أبي ليلى عن أبي بكر الصّدّيق رضي اللّه عنه قال:

خرجت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من مكة، فانتهينا إلى حي من أحياء العرب، فنظر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى بيت متنحيا، فقصد إليه، فلما نزلنا لم يكن فيه إلاّ امرأة، فقالت (1):

يا عبد اللّه إنما أنا امرأة و ليس معي أحد، فعليكما بعظيم الحي إن أردتما القرى، قال:

فلم يجبها و ذلك عند المساء، فجاء ابن لها بأعنز له يسوقها، فقالت له: يا بني انطلق بهذه العنز و الشفرة إلى هذين الرجلين، فقل لهما: تقول لكما أمي اذبحا هذه و كلا و أطعمانا، فلما جاء قال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«انطلق بالشفرة و جئني بالقدح» قال: إنها قد غرّبت و ليس لها لبن، قال:[«انطلق»] (2) فانطلق فجاء بقدح فمسح النبي صلى اللّه عليه و سلم ضرعها، ثم حلب حتى ملأ القدح ثم قال:«انطلق إلى أمك»، فشربت حتى رويت، ثم جاء به فقال:«انطلق بهذه و جئني بأخرى»، ففعل بها ذلك، ثم سقى الغلام ثم جاء بالأخرى ففعل بها كذلك، ثم سقى أبا بكر، ثم جاء بأخرى ففعل بها كذلك ثم شرب النبي صلى اللّه عليه و سلم.

قال: فبتنا ليلتنا ثم انطلقنا، فكانت تسميه المبارك، و كثرت غنمها حتى جلبت جلبا إلى المدينة، فمرّ أبو بكر فرآه ابنها فعرفه، فقال: يا أمّه إن هذا الرجل الذي كان مع المبارك، فقامت إليه، فقالت: يا عبد اللّه من الرجل الذي كان معك ؟ قال: و ما تدرين من هو؟ قالت: لا، قال: هو النبي صلى اللّه عليه و سلم، قالت: فادخلني عليه، قال: فأدخلها عليه، فأطعمها و أعطاها (3).

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف، أنبأ الحارث بن أبي أسامة، أنا محمّد بن سعد (4)،أنا خلف بن الوليد الأزدي، نا خلف بن خليفة، عن أبان بن بشير (5)،عن شيخ من أهل البصرة، ثنا نافع:

ص: 379


1- بالأصل: فقال.
2- زيادة لازمة للإيضاح.
3- أخرجه البيهقي في الدلائل 491/2-492 و زيد في آخره: قال: و لا أعلمه إلاّ قال: أسلمت» و نقله ابن كثير في البداية و النهاية 191/3.
4- الخبر في طبقات ابن سعد 179/1.
5- في ابن سعد:«بشر» و المثبت يوافق عبارة دلائل أبي نعيم، و دلائل البيهقي نقلا عن ابن سعد.

أنه كان مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في زهاء أربع مائة رجل، فنزل بنا على غير ماء، فكأنه اشتد على الناس و رأوا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نزل فنزلوا إذ أقبلت عنز تمشي حتى أتت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، محدّدة القرنين، قال: فحلبها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: فأروى الخيل (1)، و روي، قال: ثم قال:«يا نافع أملكها و ما أراك تملكها» (2)،قال: فلما قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و ما أراك تملكها قال: فأخذت عودا فركزته في الأرض، قال: و أخذت رباطا (3) فربطت الشاة، فاستوثقت منها، قال: و نام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و نام الناس، و نمت قال: و استيقظت فإذا الحبل محلول و إذا لا شاة قال: فأتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأخبرته، قال: قلت: الشاة ذهبت، فقال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا نافع أ و ما أخبرتك أنك لا تملكها؟ إن الذي جاء بها هو الذي ذهب بها» (4)[1138].

كلام الظبية و شهادتها للنبي صلى اللّه عليه و سلم بالرسالة

كلام الظبية و شهادتها للنبي صلى اللّه عليه و سلم بالرسالة (5)

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (6)،أنا أبو بكر أحمد (7) بن الحسن القاضي، أنا أبو علي حامد بن محمّد الهروي، نا بشر بن موسى، نا أبو حفص عمرو بن علي، نا يحيى (8) بن إبراهيم الغزّال، نا الهيثم بن جماز (9)،عن أبي كثير [عن] (10) زيد بن أرقم قال:

كنت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في بعض سكك المدينة، قال: فمررنا بخباء أعرابي، و إذا ظبية مشدودة إلى الخباء، فقالت الظبية: يا رسول اللّه إنّ هذا الأعرابي قد اصطادني و لي

ص: 380


1- في ابن سعد: الجند.
2- بالأصل:«أمللها... تمللها» و الصواب المثبت عن ابن سعد و أبي نعيم و البيهقي.
3- بالأصل:«ياطا» و المثبت عن ابن سعد.
4- أخرجه البيهقي في الدلائل 137/6 من طريق خلف بن خليفة، و أبو نعيم في الدلائل رقم 332 و ابن كثير في البداية و النهاية 103/6.
5- عنوان استدركناه للإيضاح.
6- دلائل النبوة للبيهقي 34/6-35.
7- البيهقي: محمد.
8- في دلائل البيهقي و دلائل أبي نعيم: يعلى.
9- في المصدرين السابقين: حمّاد.
10- زيادة لازمة عن المصدرين السابقين.

خشفان (1) في البرية، و قد تعقّد اللبن في أخلافي، لا هو يذبحني فأستريح، و لا يدعني فأرجع إلى خشفيّ في البرية، فقال لها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن تركتك ترجعين ؟» قالت:

نعم، و إلاّ عذّبني اللّه عذاب العشّار (2)،قال: فأطلقها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فلم تلبث أن جاءت تلمّظ (3) فشدّها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى الخباء، و أقبل الأعرابي معه قربة، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أ تبيعنيها؟» قال: هي لك يا رسول اللّه، فأطلقها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

قال زيد بن أرقم: فأنا و اللّه رأيتها تسيح في البرية و هي تقول: لا إله إلاّ اللّه محمد رسول اللّه (4)[1139].

ما جاء في شهادة الضب للنبي صلى اللّه عليه و سلم بالرسالة

ما جاء في شهادة الضب للنبي صلى اللّه عليه و سلم بالرسالة (5)

أخبرنا أبو الفتح نصر بن محمّد بن عبد القوي الفقيه، قالا (6):نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم الزاهد، أنا الفقيه أبو نصر محمّد بن إبراهيم بن علي الهاروني، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عمران بن موسى بن عروة بن الجراح، نا أبي، أخبرني علي بن محمّد بن حاتم، حدّثني أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن يحيى العلوي بالمدينة عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب رضوان اللّه عليه قال:

بينما النبي صلى اللّه عليه و سلم في مجلسه يحدث الناس بالثواب و العقاب، و الجنّة و النار، و البعث و النشور، إذ أقبل أعرابي من بني سليم بيده اليمنى عظام نخرة، و في يده اليسرى ضبّ ، فأقبل بالعظام يضعها بين يدي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثم عركها برجله ثم قال: يا محمّد ترى ربك يعيدها (7) خلقا جديدا، فأراد النبي صلى اللّه عليه و سلم جوابه ثم انتظر الإجابة من السماء، فنزل جبريل على النبي صلى اللّه عليه و سلم: وَ ضَرَبَ لَنٰا مَثَلاً وَ نَسِيَ خَلْقَهُ قٰالَ : مَنْ يُحْيِ الْعِظٰامَ وَ هِيَ رَمِيمٌ ، قُلْ : يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهٰا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ هُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (8)فقرأها

ص: 381


1- بالأصل: خشفين، و الصواب ما أثبت. و الخشفان: مثنى خشف: و هو ولد الظبي أول ما يولد.
2- العشار: صاحب المكس، الذي يقف في مداخل المدن فلا يدع أحدا يدخلها من تاجر أو غيره إلاّ أخذ منه شيئا بدون وجه حق. و في الحديث: إن لقيتم عاشرا فاقتلوه، انظر اللسان و النهاية (عشر).
3- كانت قد أخرجت لسانها تمسح به شفتيها، و يحصل ذلك في أكثر الأحيان بعد الأكل أو الشرب.
4- و رواه أبو نعيم أيضا في الدلائل رقم 273 و ابن كثير في البداية و النهاية 148/6 و السيوطي في الخصائص 267/2.
5- عنوان أضفناه للإيضاح.
6- كذا.
7- غير واضحة بالأصل و الصواب ما أثبت.
8- سورة يس، الآيتان 78-79.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على الأعرابي فقال: و اللاّت و العزّى ما اشتملت أرحام النساء و أصلاب الرجال على ذي لهجة أكذب منك و لا أبغض إليّ منك، و لو لا أن قومي يدعونني عجولا لقتلتك و أفسدت بقتلك الأسود و الأبيض من بني هاشم، فهمّ به علي بن أبي طالب، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا علي، أ ما علمت أن الحليم كاد أن يكون نبيا» فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:

«يا أعرابي بئس ما جئتنا به، و سوء ما تستقبلني به، و اللّه إني لمحمود في الأرض، أمين في السماء عند اللّه» فقال الأعرابي و رمى الضبّ في حجر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و قال: و اللّه لا أؤمن بك حتى يؤمن بك هذا الضبّ ، فأخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بذنبه ثم قال:«يا ضبّ »، قال: لبيك يا زين من وافى يوم القيامة، قال:«من تعبد؟» قال: أعبد اللّه الذي في السماء عرشه، و في الأرض سلطانه، و في البحر سبيله، و في الجنّة ثوابه، و في النار عذابه، قال:«من أنا؟» قال: أنت محمّد بن عبد اللّه بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاّب حتى نسبه إلى إبراهيم الخليل عليه السلام، أنت رسول اللّه لا يحرم من صدّقك، و خاب من كذّبك، فولى الأعرابي و هو يضحك، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أبا للّه و آياته تستهزى» (1)،فرجع إليه فقال: بأبي و أمي ليس الخبر كالمعاينة، أنا أشهد بلحمي و دمي و عظامي أن لا إله إلاّ اللّه، و أنك رسول اللّه، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«جئتنا كافرا و ترجع مؤمنا، هل لك من مال ؟» قال: و الذي بعثك بالحق رسولا ما في بني سليم أفقر مني، و لا أقلّ شيئا مني، فقام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«من عنده راحلة يحمّل أخاه عليها» فقام عدي بن حاتم الطائي فقال: يا رسول اللّه عندي ناقة وبراء حمراء عشراء إذا أقبلت دقّت، و إذا أدبرت زفت، أهداها إليّ أشعث بن وائل غداة قدمت معك من غزوة تبوك، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«لك عندي ناقة من درّة بيضاء»[1140].

هذا حديث غريب و فيه من يجهل حاله و إسناده، غير متصل، و قد روي أتم من هذا بإسناد ضعيف أيضا.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (2)،أنا أبو منصور أحمد بن علي الدامغاني من ساكني قرية نامين (3)من ناحية بيهق قراءة عليه من أصل كتابه، نا أبو

ص: 382


1- في مختصر ابن منظور 145/2: فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: إنا للّه و إنا به نستهدي.
2- الخبر في دلائل البيهقي ط بيروت 36/6.
3- في ياقوت: نامين بكسر الميم ثم ياء ساكنة و نون، جمع نام: موضع، و لم يحدده.

أحمد (1)عبد اللّه بن عدي الحافظ في شعبان سنة اثنين (2)و ستين و ثلاثمائة - بجرجان - نا محمّد بن علي بن الوليد السّلمي، نا محمّد بن عبد الأعلى، نا معتمر (3)بن سليمان، نا كهمس، عن داود بن أبي هند، عن عامر، عن ابن عمر عن عمر بن الخطّاب:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان في محفل من أصحابه إذ جاء أعرابي من بني سليم و قد صاد ضبّا و جعله في كمه ليذهب به إلى رحله فيشويه و يأكله، فلما رأى الجماعة قال: ما هذه ؟ قال: هذا الذي يذكر أنه نبيّ ، قال: فجاء يشقّ الناس و قال: و اللاّت و العزّى ما اشتملت (4)النساء على ذي لهجة أبغض إليّ منك و لا أمقت منك، و لو لا أن يسميني قومي عجولا لعجّلت عليك فقتلتك فسررت بقتلك: الأسود و الأحمر و الأبيض و غيرهم، فقال عمر بن الخطّاب: دعني يا رسول اللّه فأقوم فأقتله، فقال:«يا عمر أ ما علمت أن الحليم كاد يكون نبيا» ثم أقبل على الأعرابي و قال له:«ما حملك على أن قلت ما قلت، و قلت غير الحق و لم تكرمني (5)في مجلسي»، فقال: و تكلمني أيضا! استخفافا برسول اللّه، و اللاّت و العزّى، لا أمنت بك أو يؤمن بك هذا الضبّ ، فأخرج الضبّ من كمّه فطرحه بين يدي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا ضبّ » فأجابه الضبّ بلسان عربي مبين يسمعه القوم جميعا: لبيك و سعديك يا زين من وافى القيامة، قال:«من تعبد يا ضبّ ؟» قال: الذي في السماء عرشه، و في الأرض سلطانه، و في البحر سبيله، و في الجنة رحمته، و في النار عقابه، قال:«فمن أنا يا ضبّ »؟ قال: أنت رسول رب العالمين و خاتم النبيين، و قد أفلح من صدّقك و قد خاب من كذّبك، قال الأعرابي: لا ابتغ أثرا بعد يمين (6)،و اللّه لقد جئتك و ما على ظهر الأرض أحد أبغض إليّ منك، و إنك اليوم أحبّ إليّ من والدي، و من عيني، و مني، و إني لأحبك بداخلي و خارجي و سرّي و علانيتي، و أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أنك رسول اللّه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«الحمد للّه الذي هداك بي، إنّ هذا الدين يعلو و لا يعلى، و لا يقبل إلاّ بصلاة، و لا تقبل الصلاة إلاّ

ص: 383


1- بالأصل: أبو أحمد بن عبد اللّه، حذفنا «بن» فهي مقحمة.
2- كذا.
3- في دلائل البيهقي: معمر، خطأ.
4- الأصل: سملت ؟ و المثبت عن البيهقي.
5- بالأصل: تكن مني، و المثبت عن البيهقي.
6- في البيهقي:«لا أتبع أثرا بعد عين» و هذا أظهر.

بقرآن» قال: فعلمني، فعلمه قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ قال: زدني، فما سمعت في البسيط و لا في الوجيز (1) أحسن من هذا قال:«يا أعرابي إنّ هذا كلام اللّه تعالى ليس بشعر، إنك إن قرأت: قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ مرة كان لك كأجر من قرأ ثلث القرآن، و إن قرأت مرتين كان لك كأجر من قرأ ثلثي القرآن، و إذا قرأتها ثلاث مرات كان لك كأجر من قرأ القرآن كله» قال الأعرابي: نعم، الإله إلهنا يقبل اليسير، و يعطي الجزيل، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«أ لك مال ؟» قال: فقال: ما في بني سليم قاطبة رجل هو أفقر مني، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لأصحابه قال:«فأعطوه حتى أبطروه» فقام عبد الرحمن بن عوف و قال: يا رسول اللّه إن له عندي ناقة عشراء دون البختيّ و فوق الأغراء (2) تلحق و لا تلحق، أهديت إليّ يوم تبوك، أتقرّب بها إلى اللّه تعالى و أدفعها إلى الأعرابي ؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«قد وصفت ناقتك فأصف مالك عند اللّه تعالى يوم القيامة ؟» قال: نعم، قال:«لك ناقة من درّة جوفاء، قوائمها من زبرجد أخضر، و عنقها من زبرجد أصفر، عليها هودج [و] على الهودج السندس و الاستبرق، و تمرّ بك على الصّراط كالبرق الخاطف، يغبطك بها كل من رآك يوم القيامة».

فقال عبد الرّحمن: قد رضيت، فخرج الأعرابي، فلقيه ألف أعرابي من بني سليم على ألف دابة معهم ألف سيف و ألف رمح، فقال لهم: أين تريدون ؟ قالوا: نذهب إلى هذا الذي سفّه آلهتنا فنقتله، قالا: لا تفعلوا، أنا أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أن محمّدا رسوله، فحدّثهم الحديث فقالوا بأجمعهم: لا إله إلاّ اللّه محمّد رسول اللّه، ثم دخلوا، فقيل لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فتلقّاهم بلا رداء فنزلوا عن ركبهم يقبّلون حيث ولوا (3) منهم، و هم يقولون: لا إله إلاّ اللّه محمّد رسول اللّه، ثم قالوا: يا رسول اللّه مرنا بأمرك، قال:

«كونوا تحت راية خالد بن الوليد» (4)،فلم يؤمن من العرب و لا من غيرهم ألف غيرهم.

قال البيهقي: أخرجه شيخنا أبو عبد اللّه الحافظ في المهجرات (5) بالإجارة و عن

ص: 384


1- البيهقي: الرجز.
2- بالأصل «الأعرابي» و في البيهقي:«الأعرى» و الصواب ما أثبت، و الأغراء مفرد الغراء و يقصر، ولد البقرة. و كل مولود غرا حتى يشتد لحمه (اللسان).
3- البيهقي: وافوا منه.
4- و رواه أبو نعيم في الدلائل رقم 275 ص 376 و نقله ابن كثير في البداية و النهاية عن البيهقي 149/6 و نقله السيوطي في الخصائص 276/2.
5- البيهقي: في المعجزات بالإجازة.

[أبي] (1) أحمد بن عدي، و زاد في آخره، قال أبو أحمد: قال لنا محمّد بن علي كان ابن عبد الأعلى يحدّث بهذا مقطوعا، و حدثنا بطوله من أصل كتابه مع رعيف الوراق[1141].

قال البيهقي: و روي ذلك في حديث عائشة و أبي هريرة، و ما ذكرنا هو أمثل الأسانيد فيه، و هو أيضا ضعيف و الحمل فيه على السّلمي.

ذكر الوحش الذي كان يقبل و يدبر فإذا

أحس برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ربض و سكن] (2)

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي (3)،أنا أبو عمرو بن حمدان.

و أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور السّلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا عبد الأعلى، نا محمّد بن عبد اللّه بن الزبير، نا يونس، عن مجاهد عن عائشة قالت:

كان لآل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم وحش فكان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا خرج لعب و اشتد، و أقبل و أدبر، فإذا حسّ أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قد دخل ربض فلم يترمرم (4) ما دام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في البيت مخافة أن يؤذيه (5).

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو الفقيه، أنا أبو يعلى، نا يحيى بن أيوب، نا شعيب بن حرب، نا يونس بن إسحاق، نا مجاهد، عن عائشة قالت:

كان لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم وحش فكان يقبل و يدبر، فإذا دخل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ربض فلم يترمرم كراهية أن يؤذي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

ص: 385


1- زيادة لازمة للإيضاح.
2- العنوان زيادة منا للإيضاح.
3- بالأصل الخيزرودي، و الصواب ما أثبت.
4- بالأصل: يرمرم.
5- أي سكن و لم يتحرك.

أخبرنا عاليا أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان الرزاز في كتابه.

و أخبرنا أبو المكارم سلطان بن يحيى بن علي القرشي، و أبو إبراهيم داود بن محمّد بن الحسن، قالا: أنا محمّد بن محمّد بن محمّد بن مخلد، أنا إسماعيل الصفّار، نا الحسن بن عرفة، حدّثني محمّد بن فضيل بن غزوان الضبّي، عن يونس بن عمرو، عن مجاهد، عن عائشة قالت:

كان لآل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم وحش، فإذا خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعب و ذهب و جاء، فإذا جاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ربض فلم يترمرم (1) ما دام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في البيت (2).

و قد روي عن عطاء بن أبي رباح عن عائشة.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا عبد الصّمد بن علي بن المأمون، أنا أبو الحسن الدارقطني، أنا أبو عبد اللّه المعدل أحمد بن عمرو بن عثمان - بواسط - نا محمّد بن يوسف الجوهري - ببغداد - من كتابه نا عبيد اللّه بن موسى، نا عبد العزيز بن شيبة، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عطاء، عن عائشة قالت:

كان لآل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم وحش، فإذا خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعب و اشتد و أقبل و أدبر، فإذا رأى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ربض كراهية أن يؤذيه.

قال الدارقطني: هذا حديث غريب من حديث حبيب عن عطاء تفرد به عبد العزيز عنه، و تفرّد به محمّد بن يوسف عن عبيد اللّه عن عبد العزيز، و لم يكن إلاّ عند أبي عبيد اللّه و كان من الثقات الحفّاظ .

شهادة الرضيع لنبيّنا صلى اللّه عليه و سلم بالرسالة

شهادة الرضيع لنبيّنا صلى اللّه عليه و سلم بالرسالة (3)

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، و أبو نصر أحمد بن عبد اللّه بن رضوان، و أحمد بن الحسن بن البنّا، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، أنا

ص: 386


1- بالأصل: يرمرم.
2- من طريق إسماعيل الصفار أخرجه البيهقي في الدلائل 31/6، و أخرجه أبو نعيم في الدلائل رقم 277 و أحمد في المسند 113/6 و الهيثمي في مجمع الزوائد 3/9 و السيوطي في الخصائص 272/2.
3- عنوان زيادة منا للإيضاح.

محمّد بن يونس القرشي، نا شاصونة بن عبيد أبو محمّد اليمامي سنة عشر و مائتين، حدّثني معرّض بن عبد اللّه بن معرّض بن معيقيب اليماني عن أبيه عن جده معرّض عن معيقيب قال: حججت حجّة الوداع فدخلت دارا بمكة فرأيت فيها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كأن وجهه دارة القمر، و سمعت منه عجبا، جاءه رجل من أهل اليمامة بصبيّ يوم ولد قد لفه في خرقة، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا غلام، من أنا» قال: أنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال:

«صدقت، بارك اللّه فيك»، قال: ثم إن الغلام لم يتكلم بعدها حتى شبّ .

قال: قال أبي: فسميته مبارك اليمامة (1)[1142].

أخبرنا أبو الفتح يوسف الماهاني، أنبأ شجاع بن (2) علي الصوفي، أنا محمّد بن إسحاق بن مندة، أنا محمّد بن محمّد بن الأزهر، نا محمّد بن يوسف، نا شاصونة بن عبيد فتى من عدن أبين بالحردة، نا موسى بن هارون و غيره، فلما دخلت الحردة (3)قلت: لأسألن عن شاصونة فرأيت جماعة قعودا على سيف البحر، فدنوت منهم و سلّمت عليهم فرحّبوا بي فقلت: قد عرفتم شاصونة بن عبيد؟ فأشاروا كلهم إلى مشايخ قعود بالبعد منهم، فقالوا: أولئك المشايخ كلهم من نسل شاصونة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنا أبو نصر بن محمّد طلاب، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد جميع، نا أبو الفضل العباس بن محبوب بن عثمان بن عبيد - بمكة - نا أبي، حدّثني جدي شاصونة بن عبيد، حدّثني معرّض بن عبيد اللّه بن معيقيب اليمامي عن أبيه عن جده قال:

حججت حجة الوداع، فدخلت داري بمكة فرأيت فيها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و وجهه كدارة القمر، فسمعت منه عجبا، أتاه رجل من أهل اليمامة بغلام يوم ولد، و قد لفّه في خرقة، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا غلام من أنا؟» فقال: أنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال له:

«بارك اللّه فيك»، ثم إن الغلام لم يتكلم بعدها (4).

ص: 387


1- الخبر نقله البيهقي في الدلائل عن طريق محمد بن يونس الكديمي، و نقله عن المصنف ابن كثير في البداية و النهاية 159/6.
2- بالأصل «عن» و الصواب «بن» قياسا إلى سند مماثل.
3- الحردة: بالفتح، بلد باليمن له ذكر في حديث العنسي، و كان أهله ممن سارع إلى تصديق العنسي (ياقوت).
4- دلائل النبوة للبيهقي 60/6 و البداية و النهاية 159/6.
باب في إسلام الجنّ
اشارة

في إسلام الجنّ ] (1)

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي المعدّل، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين محمّد بن المظفر بن موسى الحافظ ، نا أبو بكر محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي.

ح و أخبرنا أبو منصور الحسين بن طلحة بن الحسين الصالحاني، و أم البهاء فاطمة بنت محمّد بن أحمد بن البغدادي، قالا: أنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور السّلمي، أنا محمّد بن إبراهيم بن علي بن المقرئ، أنا أبو يعلى أحمد بن علي الموصلي، قالا: نا شيبان، نا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد - زاد الباغندي: بن جبير - عن ابن عباس قال:

ما قرأ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على الجنّ و ما رآهم، انطلق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في طائفة من أصحابه عائدين (2) إلى سوق عكاظ و قد حيل بين الشياطين و بين خبر السماء و أرسلت علينا الشهب، قالوا (3):و في حديث الباغندي: مروا الجن - زاد الباغندي و هم عامدين و قالا: إلى سوق عكاظ و هو يصلي بأصحابه صلاة الفجر، (4) و قال الباغندي الصحيح و زاد قال: ثم قالا: فلما سمعوا القرآن استمعوا له، قال و قال الباغندي: و قالوا: هذا

ص: 388


1- العنوان زيادة منا للإيضاح.
2- في المختصر:«عامدين» و مثله في السيرة للذهبي ص 198.
3- ثمة اضطراب في العبارة بين الرقمين، و تمامها في السيرة النبوية للذهبي ص 198: قالوا: ما لكم ؟ فقالوا: حيل بيننا و بين خبر السماء و أرسلت علينا الشهب، قالوا: ما حال بينكم و بين خبر السماء إلاّ شيء حدث، فاضربوا مشارق الأرض و مغاربها. قال: فانصرف أولئك النفر الذين توجهوا نحو تهامة إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو بنخلة عامدا إلى سوق عكاظ ، و هو يصلي بأصحابه صلاة الفجر.
4- ثمة اضطراب في العبارة بين الرقمين، و تمامها في السيرة النبوية للذهبي ص 198: قالوا: ما لكم ؟ فقالوا: حيل بيننا و بين خبر السماء و أرسلت علينا الشهب، قالوا: ما حال بينكم و بين خبر السماء إلاّ شيء حدث، فاضربوا مشارق الأرض و مغاربها. قال: فانصرف أولئك النفر الذين توجهوا نحو تهامة إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو بنخلة عامدا إلى سوق عكاظ ، و هو يصلي بأصحابه صلاة الفجر.

الذي حال بيننا و بين خبر السماء، فرجعوا إلى قومهم، فقالوا: يا قومنا إِنّٰا سَمِعْنٰا قُرْآناً عَجَباً يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنّٰا بِهِ وَ لَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنٰا أَحَداً (1) فأوحى اللّه عزّ و جل إلى نبيه [صلى اللّه عليه و سلم]، و في حديث الباغندي: فأنزل اللّه على نبيه صلى اللّه عليه و سلم: قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ (2).

و هذا حديث صحيح متفق على صحته، رواه البخاري عن أبي سلمة موسى بن إسماعيل.... (3) و أبي الحسن مسدّد بن مسرهد الأسدي.

و رواه مسلم عن شيبان بن فروخ الأيلي كلهم عن أبي عوانة (4).

أخبرنا أبو محمّد السندي، أنا أبو سعيد محمّد بن علي بن الخشاب، أنا محمد بن الفضل بن محمّد بن إسحاق، حدثني أبو بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة أنا محمّد بن معمر، نا روح، نا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كانت الشياطين تستمع الوحي و كان لها مقاعد في السماء، فكانوا إذا سمعوا الكلمة هبطوا بها إلى الأرض، قال: و كانت النجوم لا يومى بها حتى بعث النبي صلى اللّه عليه و سلم فكان لا يأتي شيطان منهم مكانه إلاّ أتاه شهاب فحطه فحرق ما أصاب.

أخبرنا أبو محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو يعلى محمد بن الحسين بن الفراء، و أبو الغنائم عبد الصّمد بن علي بن المأمون، و أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن المزرفي (5)،و أبو ياسر سليمان بن عبد اللّه بن سليمان بن الفرج الفرغاني، قالا: أنا محمّد بن محمّد بن النقور قالوا: أنا عبيد اللّه بن محمّد بن إسحاق بن حبابة (6)،أنا أبو القاسم البغوي، نا عبيد اللّه بن محمّد بن حفص العنسي، أنا حمّاد - هو ابن سلمة - أنا عطاء بن السائب، عن سعيد بن

ص: 389


1- سورة الجن، الآيتان:1 و 2.
2- سورة الجن، الآية:1.
3- كلمة غير واضحة تركنا مكانها بياضا.
4- صحيح مسلم، كتاب الصلاة،(449)، و البخاري 65 كتاب التفسير فتح الباري 669/8 و الترمذي (3379) و أحمد في مسنده 252/1 و 270 و الذهبي في السيرة ص 198 و البيهقي في الدلائل 226/2، و 238/2.
5- بالأصل: المرزقي، و الصواب ما أثبت و قد مرّ.
6- بالأصل: حنانه، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 548/16.

جبير، عن ابن عباس قال:

كان لكلّ قبيل من الجن مقعد من السماء يستمعون فيه [الوحي، و كان الوحي إذا نزل سمع له صوت كإمرار السلسلة على الصفوان، يعني الحجر] (1) فلا ينزل على سماء إلاّ صعقوا، فإذا فزع عن قلوبهم قالوا: ما ذا قال ربكم ؟ قالوا [الحق و هو العلي الكبير، قال:

ثم] (2) يقال: يكون العام كذا و يكون كذا، فتسمع الجن ذلك فتخبر به الكهنة، فتخبر الكهنة الناس فيجدونه كما قال.

قال: فلما بعث اللّه رسوله صلى اللّه عليه و سلم دحروا، قال: فقالت العرب: هلك من في السماء فجعل صاحب الإبل ينحر كل يوم بعيرا، و صاحب البقر ينحر كل يوم بقرة، و صاحب الشاء يذبح كل يوم شاة حتى أسرعوا في أموالهم، فقالت ثقيف: و كانت أعقل العرب، يا أيها الناس، أمسكوا عليكم أموالكم فإنه لن يهلك من في السماء، و إن هذا ليس بانتشار، أ ليس ترون إلى معالمكم من النجوم كما هي. فقال إبليس: لقد حدث اليوم حدث، ائتوني من تربة الأرض، فجعل يشمها حتى أتى من تربة مكة فشمها، فقال: من هاهنا قد حدث الحدث، فنظروا (3) فإذا النبي صلى اللّه عليه و سلم قد بعث.

لفظ الفرغاني.

ما جاء في حنين الجذع

ما جاء في حنين الجذع (4)

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو عثمان البحيري، أنا زاهر بن أحمد السرخسي، نا إبراهيم بن عبد اللّه الزينبي، نا علي بن نصر بن علي، نا عثمان بن عمر، نا معاذ بن العلاء، عن نافع، عن ابن عمر: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان يخطب إلى جذع فلما اتخذ المنبر حن الجذع فأتاه و التزمه (5).

ص: 390


1- ما بين معكوفتين مكانها مطموس بالتصوير بالأصل، و استدركت العبارة الناقصة و المطموسة عن مختصر ابن منظور 148/2 و دلائل النبوة للبيهقي 240/2.
2- ما بين معكوفتين مكانها مطموس بالأصل بالتصوير، و العبارة استدركت عن دلائل البيهقي.
3- في البيهقي: نصتوا.
4- عنوان استدركناه للإيضاح.
5- من طريق أبي حفص ابن العلاء ذكره البيهقي في الدلائل 66/2 و الذهبي في السيرة ص 354 و البخاري في الصحيح فتح الباري 601/6.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي التميمي، أنا أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا حميد (2) بن محمّد، نا خلف - يعني ابن خليفة - عن أبي جناب عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمر قال:

كان جذع نخلة في المسجد يسند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ظهره إليه إذا كان يوم الجمعة أو حدث أمر يريد أن يكلم الناس، فقالوا: أ لا نجعل لك يا رسول اللّه شيئا كقدر قيامك قال:«لا عليكم أن تفعلوا» فصنعوا له منبرا ثلاث مراقي، قال: فجلس عليه، قال: فخار الجذع كما تخور البقرة جزعا على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فالتزمه و مسحه حتى سكن[1144].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا محمّد بن الحسين بن الفراء.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، قالا: أنا عيسى بن علي الوزير قالا: أنا أبو القاسم البغوي، نا عيسى بن سالم الشاشي، نا عبيد اللّه بن عمرو، عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل، عن [ابن] (3) أبيّ بن كعب، عن أبيه قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يصلي إلى جذع و كان المسجد عريشا و كان يخطب إلى ذلك الجذع فقال رجال من أصحابه: يا رسول اللّه نجعل لك شيئا تقوم عليه يوم الجمعة حتى يراك الناس و يسمع الناس خطبتك ؟ فقال:«نعم»، فصنع له ثلاث درجات، فقام عليها كما كان يقوم، فأصغى إليه الجذع فقال له:«اسكن» ثم التفت فقال:«إن تشأ أن أغرسك في الجنّة فيأكل منك الصالحون، و إن تشأ أن أعيدك رطبا كما كنت»، فاختار الآخرة على الدنيا، فلما قبض النبي صلى اللّه عليه و سلم دفع إلى أبيّ فلم يزل عنده حتى أكلته الأرضة (4).

اين أبي هذا الذي لم يسمّ في هذه الرواية هو الطفيل بن أبيّ [1145].

أخبرتنا بذلك أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور السّلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا إسماعيل بن عبد اللّه بن خالد،

ص: 391


1- مسند الإمام أحمد 109/2.
2- في المسند: حسين.
3- زيادة اقتضاها السياق كما نفهم من سياق العبارة، و دلائل النبوة لأبي نعيم رقم 306.
4- من طريق عيسى بن سالم أخرجه أبو نعيم في الدلائل رقم 306 و الدارمي في سننه (رقم 41) و مختصرا في البخاري و مسلم و أحمد.

و عيسى بن سالم جميعا قالا: نا عبيد اللّه بن عمر عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل، عن الطفيل بن أبيّ عن أبيه (1) قال:

كان النبي صلى اللّه عليه و سلم يصلّي إلى جذع إذ كان المسجد عريشا، و كان يخطب إلى ذلك الجذع فقال بعض أصحابه: هل لك أن نجعل لك شيئا تقوم عليه يوم الجمعة حتى يراك الناس و تسمعهم خطبتك ؟ قال:«نعم»، قال: فصنع له ثلاث درجات هي التي (2) أعلى المنبر، فلما صنع و وضعوه في موضعه الذي وضعه فيه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فلما أراد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن يقوم على المنبر مرّ إلى الجذع الذي كان يخطب إليه، فلما جاوز الجذع خار حتى تصدّع و انشق فنزل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، لما سمع صوت الجذع فمسحه بيده، حتى سكن ثم رجع إلى المنبر، و كان إذا صلى صلى إليه، فلما هدم المسجد و غيّر أخذ ذلك الجذع أبيّ بن كعب فكان عنده في بيته حتى بلي و أكلته الأرضة (3) و عاد رفاتا (4)[1146].

نسخته من حديث إسماعيل بن عبد اللّه القرشي لفظه.

و أخبرنا أبو القاسم الشيباني، أنا أبو علي السهمي، أنا أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني سعيد بن أبي الربيع السمان أبو بكر، أخبرني سعيد بن سلمة أبي الحسام المديني، نا عبد اللّه محمّد بن عقيل بن أبي طالب عن الطفيل بن أبيّ عن ابيه قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يصلّي إلى جذع إذا كان المسجد عريشا، و كان يخطب الناس إلى جانب الجذع فقال رجل من أصحابه: يا رسول اللّه هل لك أن أجعل لك منبرا تقوم عليه يوم الجمعة حتى يرى الناس خطبتك ؟ قال:«نعم»، فصنع له ثلاث درجات هي التي على المنبر، فلما قضى المنبر و وضع في موضعه الذي وضعه فيه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بدا لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن يقوم على ذلك المنبر، فمرّ إليه، فلما أن جاوز الجذع الذي كان يخطب إليه و يقوم إليه خار ذلك الجذع حتى تصدّع، و انشق فنزل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لما

ص: 392


1- بالأصل: عن أمه، و الصواب عن دلائل البيهقي.
2- في البيهقي: هي اللاتي على المنبر.
3- الأرضة دويبة صغيرة تأكل الخشب.
4- أخرجه بهذا المعنى ابن ماجة في كتاب إقامة الصلاة ح(1414)، و البيهقي في الدلائل 67/6.

سمع صوت ذلك الجذع فمسحه بيده ثم رجع إلى المنبر، و كان إذا صلى مع ذلك مال إلى الجذع. يقول الطفيل: فلما هدم المسجد أخذ أبوه أبيّ بن كعب ذلك الجذع، فكان عنده في بيته حتى بلي، و أكلته الأرضة و عاد رفاتا[1147].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو الفقيه.

ح و أخبرتنا أم المجتبى قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور السّلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا مسروق بن المرزبان، نا ابن أبي زائدة، عن أبيه، عن أبي إسحاق عن سعيد - زاد ابن المقرئ: بن جبير - عن جابر بن عبد اللّه قال:

حنت الخشبة حنين الناقة على ولدها حتى نزل النبي صلى اللّه عليه و سلم فوضع يده عليها، فلما كان من الغد رأيت قد حولت فقلنا: ما هذا؟ قال: جاء النبي صلى اللّه عليه و سلم و أبو بكر فحولوها.

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور السّلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا زهير، ثنا وكيع، نا عبد الواحد بن أيمن، عن أبيه عن جابر قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يخطب إلى جذع نخلة قال: فقالت امرأة من الأنصار: يا رسول اللّه إنّ لي غلاما نجارا أ فلا آمره أن يتخذ لك منبرا، قال: و كان يوم الجمعة يخطب على المنبر و أنّ الجذع الذي كان يقوم عليه كان يئنّ كما يئنّ الصبي، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«إن هذا يبكي لما فقد من الذكر» (1)[1148].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو البركات سعيد بن الحسين بن الحسن بن حسان البزار، قالا: أنا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو القاسم بن حبابة، أنا أبو القاسم البغوي، نا هدبة، نا حمّاد، عن عمّار بن أبي عمّار، عن ابن عبّاس:

عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه كان يخطب إلى جذع نخلة، فلما اتّخذ المنبر تحوّل إليه، فحنّ الجذع، فأتى النبي صلى اللّه عليه و سلم فاحتضنه فسكن، فقال عليه السلام:«لو لم احتضنه لحن إلى يوم القيامة»[1149].

ص: 393


1- من طريق وكيع أخرجه أبو نعيم في الدلائل رقم 303، و البخاري من طريق خلاد بن يحيى عن عبد الواحد فتح الباري(22/5) و انظر السيرة النبوية للذهبي ص 354 باختلاف.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو الفقيه، أنا أبو يعلى.

ح و أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا محمّد بن المظفر، نا محمّد بن محمّد بن سليمان.

ح و أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن هبة اللّه بن محمّد بن الطيب بن الصباغ، أنا أبو الحسن علي بن أبي طالب المكي، نا محمّد بن علي بن محمّد بن عطية الحارثي.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو القاسم بن السّمرقندي، و أنا عبيد اللّه بن أحمد بن محمّد البخاري و نا أبو الدرّ ياقوت بن عبد اللّه الرومي (1)،قالوا:

أنا أبو محمّد الصّريفيني، قالا: حدّثنا أبو طاهر المخلّص - إملاء-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، و أبو القاسم بن البسري (2)،و أبو نصر محمّد بن محمّد بن علي الزينبي.

ح و أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الملك بن رضوان، أنا أبو القاسم بن البسري (3).

ح و أخبرنا أبو المظفر محمّد بن محمّد بن رزين، أنا محمّد بن محمّد بن علي الزينبي.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا عبد العزيز بن علي..... (4) أنا أبو طاهر المخلّص قراءة عليه.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي...... (5)

ص: 394


1- غير واضحة و تقرأ:«الرمنى» و المثبت عن سير الأعلام، ترجمته فيها 179/20.
2- بالأصل: البشري، و الصواب ما أثبت «البسري» انظر الأنساب.
3- بالأصل: البشري، و الصواب ما أثبت «البسري» انظر الأنساب.
4- كلام مطموس بالأصل.
5- كذا بالأصل، و لمّا ينتهي السند بعد، و تبدأ الصفحة الجديدة بترجمة: أحمد بن عتبة بن مكين..

الفهرس

باب ما روي في فصاحة لسانه و حسن منطقه 3

باب ما ذكر من شجاعته و شدّته و اشتهر بين الناس من بطشه و قوّته 13

باب ما عرف من جوده و سخائه و وصف من بذله و عطائه 23

باب ما حفظ من مزاحه، و ورد من سعة صدره و انشراحه 35

باب ذكر ما عرف من حسن بشره و معرفة ما وصف به من طيب نشره 45

باب ما ذكر من حيائه و ظهر من حسن عهده و وفائه 49

باب جامع في صفة أحواله و معرفة أفعاله و أقواله 55

باب ذكر تواضعه لربّه و رحمته لأمّته و رأفته بصحبه 66

باب ذكر تقلّله و زهده و تبتّله في العبادة و جدّه 96

باب ما ورد في شعره و شيبه و خضابه و ما ذكر في خاتمه و عمامته و ثيابه 154

باب ذكر سلاحه و مركوبه و معرفة مطعومه و مشروبه 212

باب معرفة عبيده و إمائه و ذكر حديثه و كتّابه و أمنائه مع مراعاة الحروف في أسمائهم و ذكر بعض ما ذكر من أنبائهم 251

1 - أسامة بن زيد بن حارثة، أبو زيد الكلبي 251

2 - أسلم، و يقال: إبراهيم أبو رافع القبطي 251

3 - أنسة أبو مسرح 255

4 - أيمن بن عبيد بن زيد 257

5 - ثوبان بن بجدد، أبو عبد الكريم الألهاني 259

6 - حنين مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم 259

7 - رافع، و يقال: أبو رافع 261

8 - رباح الأسود 263

9 - رويفع مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم 264

ص: 395

10 - أبو أسامة زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي 265

11 - زيد مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم 265

12 - سفينة أبو عبد الرّحمن 266

13 - سلمان أبو عبد اللّه الفارسي 270

14 - شقران الحبشي مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم 270

15 - ضميرة بن أبي ضميرة الحميري 272

16 - طهمان مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم 273

17 - عبيد مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم 274

18 - فضالة مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم 277

19 - قفيز مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم 277

20 - كركرة مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم 278

21 - كيسان مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم 280

22 - مأبور القبطي الخصي مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم 280

23 - مدعم 281

24 - مهران مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم 284

25 - ميمون مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم 284

26 - نافع مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم 285

27 - نفيع، و يقال: مسروح أبو بكرة 285

28 - واقد، و يقال: أبو واقد مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم 285

29 - هرمز أبو كيسان مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و يقال: كيسان 286

30 - هشام مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم 287

31 - يسار مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم 288

32 - أبو الحمراء، و اسمه هلال بن الحارث السهمي 289

33 - أبو سلمى راعي النبي صلى اللّه عليه و سلم، و يقال: أبو سلام، و اسمه حريث 291

34 - أبو صفية مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم 292

35 - أبو ضمرة 293

36 - أبو عبيد مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم 294

37 - أبو عسيب مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم 295

38 - أبو كبشة، يقال: اسمه سليم مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم 297

39 - أبو مويهبة مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم 298

ص: 396

أمّا إماؤه صلى اللّه عليه و سلم 302

1 - بركة، و تكنّى أم أيمن 302

2 - خضرة مولاة النبي صلى اللّه عليه و سلم 304

3 - رزينة مولاة النبي صلى اللّه عليه و سلم 305

4 - رضوى مولاة النبي صلى اللّه عليه و سلم 306

5 - سلمى، و هي أم رافع مولاة النبي صلى اللّه عليه و سلم 306

6 - سيرين أخت مارية القبطيّة 307

7 - ميمونة بنت سعد مولاة النبي صلى اللّه عليه و سلم 309

8 - أم ضميرة زوج أبي ضميرة مولاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم 311

أمّا خدمه عليه السلام 312

1 - أنس بن مالك، أبو حمزة الأنصاري 312

2 - الأسلع بن شريك بن عوف الأعرجي 312

3 - أسماء بن حارثة الأسلمي 314

4 - بلال بن رباح المؤذّن، أبو عبد اللّه 315

5 - ربيعة بن كعب أبو فراس الأسلمي 318

6 - سعد مولى أبي بكر الصّدّيق 321

7 - عبد اللّه بن مسعود أبو عبد الرّحمن الهذلي 322

8 - مهاجر مولى أم سلمة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم 323

9 - أبو السمح خادم النبي صلى اللّه عليه و سلم 323

أمّا كتّابه صلى اللّه عليه و سلم 324

1 - أبان بن سعيد بن العاص الأموي 324

2 - أبيّ بن كعب بن المنذر الأنصاري 324

3 - أرقم بن أبي الأرقم المخزومي 325

4 - ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري 326

5 - حنظلة بن الربيع التميمي الأسدي الكاتب 329

6 - خالد بن سعيد بن العاص الأموي 329

7 - خالد بن الوليد أبو سليمان المخزومي 330

8 - الزبير بن العوّام، أبو عبد اللّه الأسدي القرشي 331

9 - زيد بن ثابت، أبو سعيد الأنصاري الخزرجي 331

10 - سجل الكاتب 332

ص: 397

11 - سعد بن أبي سرح 333

12 - عبد اللّه بن عثمان أبو بكر الصّديق القرشي التيمي 334

13 - عبد اللّه بن أرقم بن أبي الأرقم المخزومي 336

14 - عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح القرشي العامري 337

15 - عبد اللّه بن زيد بن عبد ربه أبو محمّد الأنصاري الخزرجي 338

16 - عامر بن فهيرة مولى أبي بكر الصّدّيق 341

17 - عمر بن الخطاب أبو حفص القرشي العدوي أمير المؤمنين 344

18 - عثمان بن عفّان بن أبي العاص أبو عمرو الأموي أمير المؤمنين 345

19 - علي بن أبي طالب أبو الحسن الهاشمي أمير المؤمنين 345

20 - العلاء بن الحضرمي و اسم الحضرمي عباد، و يقال عبد اللّه بن عباد 346

21 - العلاء بن عقبة 347

22 - محمّد بن مسلمة الأنصاري 348

23 - معاوية بن أبي سفيان أبو عبد الرّحمن القرشي الأموي 349

24 - المغيرة بن شعبة أبو عيسى التغلبي 349

أمناؤه عليه السلام 351

1 - عامر بن عبد اللّه بن الجراح، أبو عبيدة القرشي الفهري 351

2 - عبد الرّحمن بن عوف أبو محمّد الزهري 351

3 - معيقيب بن أبي فاطمة الدوسي 351

باب مختصر من دلائل نبوته و ما ظهر فيما دعا فيه من بركته 353

انشقاق القمر 353

باب جامع من دلائل نبوته عليه السلام 359

سبب إسلام العباس بن عبد المطلب رضي اللّه عنه 359

ما جاء في تسليم الحجر و الشجر عليه صلى اللّه عليه و سلم 360

ما ذكر في إجابة الأشجار إذا دعاهن عند سؤال من يريد لإظهار آية و دلالة 362

ظهور بركته في الشاة التي لم يكن فيها لبن حتى نزل لها لبن 376

كلام الظبية و شهادتها للنبي صلى اللّه عليه و سلم بالرسالة 380

ما جاء في شهادة الضب للنبي صلى اللّه عليه و سلم بالرسالة 381

ص: 398

ذكر الوحش الذي كان يقبل و يدبر فإذا أحس برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ربض و سكن 385

شهادة الرضيع لنبيّنا صلى اللّه عليه و سلم بالرسالة 386

باب في إسلام الجنّ 388

ما جاء في حنين الجذع 390

الفهرس 395

ص: 399

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.