تاریخ مدینه دمشق المجلد 39

هویة الکتاب

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

تفاصيل النشر: بیروت: دارالفکرالمعاصر؛ دمشق: دارالفکر دمشق: معهد الفتح الاسلامي، 1420ق.= 1999م.= 1378 -

دراسة و تحقيق علي شيري

عدد المجلدات: 80

لسان: العربية

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

تصنيف الكونجرس: DS99 /د8 1378 الف243015

تصنيف ديوي: 956/9144

موضوع: تاريخ الإسلام | التاريخ والجغرافيا المحلية | الترجمة الجماعية | رجال

ص: 1

اشارة

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

دراسة و تحقيق علي شيري

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

ص: 2

الجزء التاسع و الثلاثون

[تتمة حرف العين]

[تتمة ذكر من اسمه عثمان]

4619 - عثمان بن عفّان بن أبي العاص بن أمية

ابن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة

ابن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك

أبو عمرو، و أبو عبد اللّه القرشي الأموي (1)

أمير المؤمنين ذو النّورين، و صاحب الهجرتين، و زوج الابنتين، قديم الإسلام.

حدّث عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم أحاديث صالحة، و روى عن أبي بكر، و عمر.

روى عنه: عبد اللّه بن مسعود، و عبد اللّه بن عباس، و عبد اللّه بن عمر، و عبد اللّه بن الزبير (2)،و عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب، و زيد بن ثابت، و عمران بن حصين، و أنس بن مالك، و أبو هريرة، و المغيرة بن شعبة، و زيد بن خالد الجهني، و أبو قتادة، و عبد اللّه بن مغفّل، و طارق بن أشيم الأشجعي، و سلمة بن الأكوع، و أبو أمامة الباهلي، و السائب بن يزيد، و عبد اللّه بن الحارث بن نوفل، و أبو أمامة بن سهل بن حنيف، و يوسف بن عبد اللّه بن سلام، و عبد اللّه بن عامر بن كريز، و مروان بن الحكم، و بنوه: أبان و عمرو، و سعيد، و سعيد بن المسيّب، و أبو سلمة بن عبد الرّحمن، و مالك بن أوس بن الحدثان،

ص: 3


1- انظر أخباره في: أسد الغابة 480/3 الاستيعاب 1037/3 الإصابة رقم 5448 تاريخ الطبري: الجزء الرابع (الفهارس)، الكامل في التاريخ بتحقيقنا، الجزء الثاني (الفهارس)، البداية و النهاية بتحقيقنا (الجزء الثامن: الفهارس) حلية الأولياء 55/1 تاريخ اليعقوبي ص 186 و المحبر ص 14، و نسب قريش ص 236 و تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص 303 و 429 و الفتوح لابن الأعثم بتحقيقنا (الجزء الثاني: الفهارس)، تهذيب الكمال 449/12 تهذيب التهذيب 91/4.
2- «و عبد اللّه بن الزبير» مكرر بالأصل.

و الأحنف بن قيس، و طارق بن شهاب الأحمسي، و عبيد اللّه بن عدي بن الخيار، و مالك بن أبي عامر، و أبو عبيد سعد مولى ابن أزهر، و ثعلبة بن أبي مالك القرظي، و عبد الرّحمن (1) بن أبي عمرة (2)،و عبد الرّحمن بن حاطب، و قيس بن أبي حازم، و أبو وائل، و النّزّال بن سبرة، و أبو ثور الفهمي، و أبو عبد الرّحمن السّلمي، و محمود بن لبيد، و أبو رجاء العطارديّ .

و قدم الشام قبل الإسلام في تجارة، و اجتاز بالبلقاء من أعمال دمشق، و كان على ميمنة عمر في خرجته إلى الشام التي رجع منها من سرغ (3) و قدم الجابية مع عمر، كما ذكر محمّد بن جعفر بن خالد الدمشقي في كتابه في فتوح الشام.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر المقرئ، أنا أبو علي الموصلي، نا أبو خيثمة، نا إسماعيل بن إبراهيم، عن خالد، عن الوليد بن مسلم، عن حمران (4)،عن عثمان قال: سمعت النبي صلّى اللّه عليه و سلم يقول:

«من مات و هو يشهد أن لا إله إلاّ اللّه دخل الجنة».

رواه مسلم (5) عن أبي خيثمة.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر، أنا أبو محمّد الجوهري.

[ح] (6) و أخبرنا أبو القاسم بن حصين، أنا أبو علي بن المذهب.

قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (7)،نا سويد بن سعيد سنة ست و عشرين، نا رشدين بن سعد، عن زهرة بن معبد، عن أبي صالح مولى عثمان، أن عثمان قال:

أيها الناس (8) هجروا فإني مهجّر، فهجّر الناس (9)،ثم قال: أيها الناس إنّي محدّثكم

ص: 4


1- في م: عبد اللّه، تصحيف.
2- الأصل:«عروة» تصحيف و التصويب عن م و تهذيب الكمال.
3- سرغ بفتح أوله و سكون ثانيه ثم غين، موضع أول الحجاز و آخر الشام بين المغيثة و تبوك (انظر معجم البلدان).
4- تقرأ بالأصل و م: حمدان، بالدال، و الصواب ما أثبت و ضبط بضم أوله عن تقريب التهذيب 198/1.
5- صحيح مسلم(1) كتاب الإيمان،10 باب (رقم 43)55/1.
6- «ح» حرف التحويل سقط من الأصل و أضيف عن م.
7- مسند أحمد بن حنبل 145/1 رقم 477.
8- قسم من اللفظة مفقود بالأصل، و المثبت عن م و المسند.
9- هجر الناس، من التهجير، و التهجير هو التكبير إلى الصلاة.(اللسان: هجر).

بحديث ما تكلّمت به منذ سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إلى يومي هذا، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

«إنّ رباط يوم في سبيل اللّه أفضل من ألف يوم مما سواه، فليرابط امرؤ حيث شاء، هل بلّغتكم»؟ قالوا: نعم، قال:«اللّهم اشهد»[7735].

أخبرنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن علي بن الحسن - ببغداد - أنا أبو الفرج أحمد بن عثمان بن الفضل المخبزي (1)،أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن محمّد بن إسحاق، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، نا محمّد بن بكّار، نا أيوب بن جابر، عن علقمة بن مرثد، عن أبي عبد الرّحمن السّلمي، عن عثمان بن عفّان قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ألا إنّ خياركم - أو قال: أفاضلكم - من تعلّم القرآن و علّمه»[7736].

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

[ح و] (2) أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه.

قالا: أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا عمرو (3) بن خالد، و حسّان بن عبد اللّه، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، قال:

عثمان بن عفّان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس.

قال: و نا يعقوب، نا أبو بشر زيد بن بشر، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود و غيره، قال:

عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان بن أدد.

قال: و نا يعقوب قال: و حدّثنا الحجّاج بن أبي منيع، نا جدي، عن الزهري قال:

تزوج عثمان بن عفّان رقيّة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في الجاهلية، فولدت له عبد اللّه بن عثمان، به كان عثمان يكنى أول مرة، حتى كني بعد ذلك بعمرو بن عثمان، و بكلّ قد كان يكنى (4).

ص: 5


1- بالأصل: المحبوزي، و في م: المحبزي، كلاهما تصحيف و الصواب ما أثبت و ضبط عن الأنساب.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن م.
3- الأصل: عمر، تصحيف و التصويب عن م، و هو شيخ ليعقوب بن سفيان، راجع المعرفة و التاريخ: الفهارس.
4- انظر المعرفة و التاريخ 271/1 باختلاف.

قال الزهري: عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو الطّيّب محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد الزهري، قال:

و هذا عن يعقوب و بعضه عن أبي - فذكر أشياء، ثم قال:- و أم عثمان أروى ابنة كريز بن حبيب بن عبد شمس، و أمّها أم حكيم ابنة عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، توأمة أبي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و أمها فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن مخزوم، و أمّها صخرة ابنة عبد بن عمران بن مخزوم.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا الحارث بن أبي أسامة التميمي، نا محمّد بن سعد، عن الواقدي قال: كان عثمان بن عفّان كنيته أبا (1) عمرو.

قال: و أنا أحمد، نا ابن (2) قتيبة عبد اللّه بن مسلم.

بمثل ذلك، و زاد فيه: و أبا ليلى، و كان أبو عثمان بن عفّان خرج في تجارة إلى الشام فهلك هناك، و يقال: إنه قتل بالغميصاء (3) مع الفاكه بن المغيرة، و أم (4) عثمان أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، و أمّها البيضاء (5) بنت عبد المطلب، و أمّ عثمان بنت عمة النبي صلّى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن عبد اللّه، أنا محمّد بن علي بن محمّد.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، أنا أبي أبو يعلى.

قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد بن حفص قال: قرأت على علي بن عمرو، حدثكم (6) الهيثم بن عدي.

ص: 6


1- كذا بالأصل و م.
2- بالأصل:«نا أحمد بن أبي قتيبة» و التصويب عن م.
3- الغميصاء موضع في بادية العرب قرب مكة (انظر معجم البلدان).
4- من قوله: خرج... إلى هنا استدرك على هامش م و بعده صح.
5- و هي أم حكيم بنت عبد المطلب.
6- بالأصل: و حدثكم، حذفنا «الواو» و هو ما وافق عبارة م.

قال في كنى الخلفاء: عثمان بن عفّان أبو عمرو، و أبو عبد اللّه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني، زاد الأنماطي، و أبو الفضل بن خيرون، قالا: أنا محمّد بن [الحسن، أنا أبو] (1) الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خياط ، قال (2):

و عثمان بن عفّان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس، أمّه أروى بنت كريز بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف، و أمّها أم الحكم (3) بنت عبد المطلب بن هاشم، يقال لها البيضاء، استشهد في آخر ذي الحجة سنة خمس و ثلاثين، يكنى أبا عمرو، و قد اكتنى بأبي عبد اللّه.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد، و أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا أبي علي، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال (4):

فولد عفان بن أبي العاص بن أمية: عثمان بن عفّان من المهاجرين الأولين، و [آمنة] (5)ابنة عفّان ولدت محمّد بن عبد اللّه بن أبي سعد (6) بن حكم بن سعد العشيرة، من مذحج، و أمّها (7):أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، و أمّها أم حكيم بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، و هي البيضاء توأمة أبي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و أم حكيم بنت عبد المطلب التي تقول لامرأة من قريش قاولتها: إنّي لحصان فما أكلّم (8) صناع (9) فما أعلّم. و إخوتهما لأمهما (10):الوليد، و خالد، و عمارة، و أم كلثوم، بنو عقبة بن أبي معيط بن أمية بن عبد شمس.

ص: 7


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.
2- طبقات خليفة بن خيّاط ص 39 رقم 48.
3- كذا بالأصل و م، و في الطبقات: أم حكيم، و كتب محققه بالحاشية: في هامش الأصل:«أم الحكم» و هو ما ورد في طبقات ابن سعد 53/3.
4- انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص 101 فكثيرا ما كان الزبير بن بكار يأخذ عن عمه المصعب.
5- الزيادة عن م و نسب قريش.
6- كذا بالأصل و م و نسب قريش، و في المطبوعة: سعيد.
7- كذا بالأصل و م و نسب قريش، و في المطبوعة: و أمهما.
8- بالأصل: أكل، و التصويب عن م.
9- الامرأة الصناع: هي المرأة الحاذقة بالعمل.
10- كذا بالأصل و م و نسب قريش، و في المطبوعة: و اخوتها لأمها.

هاجر عثمان بن عفّان الهجرتين إلى أرض الحبشة مع امرأته رقيّة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، ثم إلى المدينة، و خلفه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم حين خرج إلى بدر على ابنته رقيّة، و كانت مريضة، فماتت يوم قدم زيد بن حارثة المدينة بشيرا بفتح بدر، و ضرب له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بسهمه و أجره و زوّجه أم كلثوم من بعد رقيّة،[و استخلفه في غزوته إلى ذات الرقاع] (1) و استخلفه في غزوته إلى غطفان بذي أمر (2) بنجد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية، قال: سمعت نوح بن حبيب يقول:

و عثمان بن عفّان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس يكن أبا عمرو، من بني أمية.

أخبرنا أبو محمّد بن عبد الباقي، أنا محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد (3).

قال: في الطبقة الأولى من أهل بدر من بني عبد شمس بن عبد مناف بن قصي:

عثمان بن عفّان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، و أمّه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، و أمّها أم حكيم (4)،و هي البيضاء بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، و كان عثمان في الجاهلية يكنى أبا عمرو، فلما كان الإسلام ولد له من رقيّة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم غلام سمّاه عبد اللّه، و اكتنى به، فكنّاه المسلمون أبا عبد اللّه، فبلغ عبد اللّه ست سنين، فنقره ديك على عينه (5)،فمرض، فمات في جمادى الأولى سنة أربع من الهجرة، فصلّى عليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و نزل في حفرته عثمان.

[و كان عثمان] (6) ممن هاجر من مكة إلى أرض الحبشة الهجرة الأولى، و الهجرة الثانية، و معه فيهما جميعا امرأته رقيّة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم.

ص: 8


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.
2- أمر: موضع من ناحية النخيل من ديار غطفان (معجم البلدان).
3- طبقات ابن سعد 53/3 و 54.
4- كذا بالأصل و م و المطبوعة، و في ابن سعد: أم حكم.
5- كذا بالأصل و م و المطبوعة، و في ابن سعد: عينيه.
6- ما بين معكوفتين زيادة عن م. و الخبر في طبقات ابن سعد 55/3.

أخبرنا أبو محمّد الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن علي بن أحمد، نا علي بن أحمد.

[ح] (1) و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن محمّد بن عبد العزيز، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو الحسين عمر بن الحسن.

قالا: أنا أبي بن أبي الدنيا (2)،نا محمّد بن سعد.

أن عثمان بن عفّان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، و يكنى أبا عبد اللّه بابنه من رقيّة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و أهل العراق يكنونه أبا عمرو، و أمّه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف، و أمّها أم حكيم، و هي البيضاء بنت عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف.

قال ابن أبي الدنيا: بويع له لغرّة المحرّم يوم الجمعة، بعد ما مات عمر بثلاثة أيّام.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضل (3)،قال: قال أبي: عثمان بن عفّان أبو عبد اللّه.

أخبرنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن بن البنّا، أنا أبو القاسم يوسف بن محمّد المهرواني (4)،أنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثني جدي يعقوب قال:

و قد سمعت غير واحد من أهل العلم بالنسب و لم يختلفوا في نسب عثمان بن عفّان، قالوا جميعا: هو عثمان بن عفّان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، و أمّه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، و أمّها أم حكيم، و هي البيضاء بنت عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، عمّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و توأمة أبيه، و أمّها فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، ثم أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي قال:

ص: 9


1- زيادة عن م.
2- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
3- الأصل: الفضل، تصحيف، و الصواب عن م.
4- رسمها مضطرب بالأصل، و المثبت عن م.

عثمان بن عفّان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، فيما حدّثنا ابن هشام (1) عن زياد، عن ابن إسحاق - يكنى أبا عمرو، و يقال: أبو عبد اللّه - فيما ذكر بعض أهل العلم - و كان أوّل الناس إسلاما بعد أبي بكر، و علي، و زيد بن حارثة فيما حدّثنا ابن هشام عن زياد، عن ابن إسحاق، و يقال: كانت خلافته اثنتي عشرة سنة إلاّ ثنتي عشرة ليلة، و قتل عثمان و هو ابن تسعين - أو ثمان و ثمانين فيما ذكر أبو هلال، عن قتادة - و يقال: إنه قتل و هو ابن ثنتين و ثمانين، و صلّى عليه جبير بن مطعم، و دفن في حشّ (2) كوكب.

قال ابن البرقي: الحشاش (3):البساتين الصغار.

و أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا:[أنا (أبو) (4) أحمد - زاد أحمد: و محمد بن الحسن، قالا] (5) أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (6):

عثمان بن عفّان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس القرشي، أبو عمرو، و يقال أيضا:

أبو عبد اللّه الأموي.

قال ابن أبي أويس عن ابن وهب، عن يونس عن ابن شهاب (7) ولي ثنتي عشرة سنة، حجّها كلّها إلاّ سنتين، مات سنة أربع و ثلاثين، و هو ختن النبي صلّى اللّه عليه و سلم على ابنتيه: أم كلثوم، و رقيّة، و شهد له النبي صلّى اللّه عليه و سلم بالجنّة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور محمّد بن الحسن، نا أحمد بن الحسين بن زنبيل، نا عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن إسماعيل، قال:

عثمان بن عفّان أبو عمرو، و يقال: أبو عبد اللّه الأموي القرشي.

قال الزهري: كان له - يعني لعثمان - ابن من ابنة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقال له عبد اللّه، و كان

ص: 10


1- سيرة ابن هشام 267/1.
2- حش كوكب: بستان عند بقيع الغرقد، اشتراه عثمان رضي اللّه عنه و زاده في البقيع (معجم البلدان).
3- كذا بالأصل و م و المختصر 110/16 و في المطبوعة:«الحشان».
4- الزيادة عن سند مماثل.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م، و السند مماثل.
6- التاريخ الكبير 208/2/3.
7- قسم من اللفظة مطموس بالأصل، و المثبت عن م و التاريخ الكبير.

له ابن آخر يقال له: عمرو بن عثمان، فمات عبد اللّه قديما، و عاش عمرو بعده؛ تخلّف على بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يوم بدر، فضرب له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بسهم يوم بدر، و زوّجه النبي صلّى اللّه عليه و سلم ابنته، فماتت، ثم زوّجه ابنته الأخرى، فماتت، و هما: رقيّة، و أم كلثوم، و توفي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و هو عنه راض، و استخلف اثنتي عشرة سنة، و مات سنة خمس (1) و ثلاثين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطّبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، قال (2):

عثمان بن عفّان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب (3) بن لؤي بن غالب بن فهر، كان يكنى بأبي عبد اللّه، ثم كني بأبي عمرو.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (4):

عثمان بن عفّان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف أبو عمرو، و يقال:

أبو عبد اللّه، كان ختن النبي صلّى اللّه عليه و سلم على ابنتيه رقيّة و أم كلثوم، له صحبة و هجرة، روى عنه ابن عباس، و عبد اللّه بن جعفر، و زيد بن ثابت، و زيد بن خالد، و عبد اللّه بن عمر، و أنس بن مالك، و أبو قتادة، و أبو هريرة، و أبو أمامة الباهلي، و سلمة بن الأكوع، و المغيرة بن شعبة، و أبو ثور الفهمي، و عبد اللّه بن الزبير، و السائب بن يزيد، و طارق بن شهاب، و أبو أمامة بن سهل بن حنيف، و محمود بن لبيد، و المسور بن مخرمة، و الرّبيّع (5) بنت معوّذ بن عفراء.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا أبو الفتح سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن

ص: 11


1- كذا ورد هنا عن البخاري (التاريخ الصغير)، و مرّ في الخبر السابق (التاريخ الكبير) عن البخاري أنه مات سنة أربع و ثلاثين، و المشهور قتله سنة 35 ه .
2- المعرفة و التاريخ 271/1.
3- غير مقروءة بالأصل و التصويب عن م.
4- الجرح و التعديل 160/6.
5- ضبطت عن تبصير المنتبه 591/2 بضم الراء و تشديد الباء الأخيرة.

محمّد بن إياس، قال: سمعت محمّد بن أحمد المقدّمي قال: عثمان بن عفّان الأموي أبو عبد اللّه، و أبو عمرو.

أخبرنا (1) أبو الفضل محمّد بن إسماعيل الفضيلي، أنا أبو القاسم الخليلي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد الخزاعي، أنا الهيثم بن كليب الشّاشي قال:

عثمان بن عفّان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبيد اللّه بن عثمان، أنا أبو محمّد الخطبي، قال:

في باب خلافة ذي النّورين أمير المؤمنين رحمة اللّه عليه: و يكنى بأبي عمرو، و بأبي عبد اللّه، و هو عثمان بن عفّان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، و أمّه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف، و أمّها أم حكيم، و هي البيضاء بنت عبد المطلب عمة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و توأمة أبيه.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، قال:

عثمان بن عفّان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي أبو عمرو، و يقال: أبو عبد اللّه، و قيل: أبو ليلى، ختن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم على ابنتيه، أمّه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف، و أمّها أم حكيم، و هي البيضاء بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، و كان رجلا ليس بالقصير، و لا بالطويل، حسن الوجه، كبير اللحية، أسمر اللون، عظيم الكراديس، بعيد ما بين المنكبين، يخضب بالصّفرة، و كان قد شدّ أسنانه بالذهب، قتل يوم الجمعة، و قيل يوم الأربعاء لثمان عشرة خلت من ذي الحجة سنة خمس و ثلاثين، و هو ابن اثنتين (2) و ثمانين سنة.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو الفضل المقدسي، أنا أبو سعيد السّجزي، أنا أبو الحسين عبد الملك بن الحسن، أنا أحمد بن محمّد بن الحسين، قال:

عثمان بن عفّان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، أبو عبد اللّه يكنى بابنه من رقيّة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و أهل العراق يكنونه أبا عمرو القرشي

ص: 12


1- الخبر التالي سقط من م.
2- بالأصل و م: اثنين.

الأموي، و أمّه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي، و أمّ أروى أم حكيم، و هي البيضاء بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف الهاشمية، عمّة النبي صلّى اللّه عليه و سلم، شهد بدرا (1) مع النبي صلّى اللّه عليه و سلم، روى عنه زيد بن خالد الجهني، و السائب بن يزيد، و مروان بن الحكم، و حمران (2) في الوضوء، و غير موضع، استخلف أوّل يوم المحرم سنة أربع و عشرين، و قتل يوم الجمعة لثمان عشرة خلت من ذي الحجة، سنة خمس و ثلاثين، فكانت خلافته من يوم قتل عمر إلى أن قتل هو إحدى عشرة سنة و أحد عشر شهرا، و اثنين و عشرين يوما، و هو ابن ثمانين سنة، و قال بعضهم: ابن خمس و سبعين، و قال قتادة: و هو ابن ست و ثمانين سنة، و قال الواقدي: و هو ابن اثنتين (3) و ثمانين سنة.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو تمام علي بن محمّد، أنا أبو بكر بن بيري - قراءة - أنا محمّد بن الحسين، أنا ابن أبي خيثمة.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى، أنا أبو القاسم البغوي، نا أحمد بن زهير، نا العلاء بن عمرو الحنفي، نا أيوب بن مدرك، عن مكحول، قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم لعثمان:«يا أبا عمرو».

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا ابن النّقّور، أنا عيسى، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني ابن هاني، نا سعد بن عبد الحميد، و شريح بن النعمان، قالا: أنا ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن أبان بن عثمان، قال:

سمعت أبا عبد اللّه عثمان بن عفّان يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فذكر حديثا في الدّعاء.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: قال عمّي أبو بكر:

ص: 13


1- كذا بالأصل و م هنا، و مرّ أنه تخلف على مرض زوجته، و لم يشهد بدرا.
2- تقرأ بالأصل: حمدان، بالدال، و التصويب عن م.
3- عن م و بالأصل: اثنين.

عثمان بن عفّان أبو عبد اللّه، و يكنى بأبي عمرو.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى.

قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد، أنا محمّد بن مخلد، قال: قرأت على علي بن عمرو، حدّثكم الهيثم بن عدي، قال: قال ابن عياش: عثمان بن عفّان، يكنى أبا عمرو.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح المؤذن، أنا أبو الحسن بن السّقا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا محمّد بن يعقوب، سمعت عباس بن محمّد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: كنية عثمان بن عفّان أبو عمرو.

أخبرنا أبو بكر (1) محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول:

أبو عمرو عثمان بن عفّان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، و يقال: أبو عبد اللّه.

أخبرنا علي أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن أخبرني أبي قال: أبو عبد اللّه عثمان بن عفّان.

و قال في موضع آخر: أبو عمرو عثمان بن عفّان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر الأنباري، أنا أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، أنا أبو بشر الدولابي (2)،قال: كنية عثمان بن عفّان أبو عبد اللّه، و أبو عمرو.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو عبد اللّه، و يقال: أبو عمرو، عثمان بن عفّان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب القرشي الأموي المديني، و أمّه أروى بنت كريز،

ص: 14


1- أقحم بعدها بالأصل: وجيه.
2- الكنى و الأسماء للدولابي 80/1.

و أم أروى أم حكيم، و هي البيضاء، عمّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، بنت عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف زوّجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ابنته رقيّة، فكان أوّل من هاجر بها إلى أرض الحبشة، ثم هاجر إلى المدينة، فمرضت حين خرج النبي صلّى اللّه عليه و سلم إلى بدر، فتخلّف عن بدر لعلّتها، و ضرب له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بسهمه، فلما ماتت زوّجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ابنته الأخرى، فكانت عنده، فلما أمر النبي صلّى اللّه عليه و سلم ببيعة الرضوان، كان [رسول] (1) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إلى أهل مكة، فبايع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم الناس، ثم قال صلّى اللّه عليه و سلم:«اللّهمّ إنّ عثمان في حاجة اللّه و حاجة رسوله»[7737].

فضرب بإحدى يديه على الأخرى، فكانت يد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم لعثمان خيرا (2) من أيديهم، و شهد له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بالجنّة، و أخبر أن الملائكة تستحي منه، جهّز جيش العسرة من خالص ماله، و اشترى بئر رومة (3) فجعل دلوه فيها كدلاء المسلمين، كان من القانتين بآيات اللّه، آناء الليل، ساجدا حذرا لآخرته، و رجاء لرحمة ربه، يحيى القرآن جلّ لياليه في ركعة، حياة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و خليفتيه فلما ولي كان خير الخيرة، و أمير البررة، أخبر اللّه عز و جل على لسان نبيه صلّى اللّه عليه و سلم أنه مع أصحابه حين وقوع الفتنة على الحق، فكان كذلك إلى أن قتل شهيدا رضوان اللّه عليه، و شهد له بالجنة، و مات و هو عنه راض، و كان رجلا ليس بالطويل، و لا بالقصير، حسن الوجه، رقيق البشرة، كثّ اللحية، عظيمها، أسمر اللون، عظيم الكراديس، بعيد ما بين المنكبين، كثير الشعر، و كان يصفّر لحيته، و يشدّ أسنانه بالذهب، استشهد بالمدينة يوم الجمعة لثمان ليال خلت من ذي الحجة سنة خمس و ثلاثين، و هو يومئذ ابن اثنتين و ثمانين سنة، و دفن بالبقيع ليلا، و صلّى عليه جبير بن مطعم، و خلفه حكيم بن حزام، و أبو جهم بن حذيفة، و نيار (4) بن مكرم (5) الأسلمي، و نائلة، و أم البنين بنت عيينة (6)،و نزل في حفرته نيار و أبو جهم، و جبير، و كان حكيم و أم البنين و نائلة، يدلّونه على الرجال حتى لحد، و بنى عليه، و غيبوا قبره، و تفرّقوا، رضي اللّه عنه.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو بكر بن الحسن، و أبو زكريا بن أبي إسحاق.

ص: 15


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدركت عن هامش م و بعدها صح.
2- الأصل و م: خير.
3- بئر رومة: بضم الراء و سكون الواو، أرض بالمدينة، بين الجرف و زغابة (معجم البلدان).
4- نيار بكسر أوله و تخفيف التحتانية (تقريب التهذيب).
5- مكرم: بضم أوله و سكون ثانيه و فتح ثالثه (تقريب التهذيب).
6- الأصل و م: عتبة، و الصواب ما أثبت عن ابن سعد 78/3.

ح و أخبرنا أبو طاهر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه، أنا أبو علي نصر اللّه بن أحمد بن عثمان، أنا أبو بكر الحيري.

قالا: نا أبو العباس الأصم، نا بحر بن نصر، نا ابن وهب، أخبرني ابن لهيعة.

ح و أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أنا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا أبو الأسود النّضر بن عبد الجبار، نا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن أبي عبد اللّه مولى شداد بن الهاد قال:

رأيت عثمان بن عفّان يوم الجمعة على المنبر عليه إزار عدني، غليظ ، ثمنه أربعة دراهم أو خمسة، و ريطة (1) كوفية ممشّقة (2)،ضرب اللحم (3)،طويل اللحية، حسن الوجه.

آخر (4) الجزء السابع و الأربعين بعد الأربعمائة من الفرع (5).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا ابن لهيعة، عن محمّد بن عبد الرّحمن بن نوفل، عن أبي عبد اللّه مولى شدّاد بن الهاد قال:

رأيت عثمان بن عفّان يوم الجمعة على المنبر عليه إزار عدني غليظ ، ثمنه أربعة دراهم أو خمسة، و ريطة كوفية ممشّقة، ضرب اللحم - يعني خفيف اللحم - طويل اللحية، حسن الوجه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم.

[ح] (6)[و] (7) أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا.

ص: 16


1- الريطة: المنديل (اللسان)، و في تاج العروس بتحقيقنا: ريط : الملاءة إذا كانت قطعة واحدة.
2- ممشقة: مصبوغة بالمشق، و هو طين يصبغ به الثوب (تاج العروس: بتحقيقنا).
3- ضرب اللحم: خفيفة (اللسان).
4- ما بين الرقمين سقط من المطبوعة.
5- ما بين الرقمين سقط من المطبوعة.
6- «ح» حرف التحويل زيادة منا.
7- «واو» سقطت من الأصل و أضيفت عن م.

قالا: نا محمّد بن سعد (1)،أنا محمّد بن عمر، قال: سألت عمرو بن عبد اللّه بن عنبسة، و عروة بن خالد بن عبد اللّه بن عمرو بن عثمان، و عبد الرّحمن بن أبي الزّناد عن صفة عثمان، فلم أر بينهم اختلافا، قالوا: كان رجلا - و في رواية ابن أبي الدنيا: هو رجل - ليس بالقصير و لا بالطويل، حسن الوجه، دقيق (2) البشرة، كثير اللحية عظيمها، أسمر اللون، عظيم الكراديس، بعيد ما بين المنكبين، كثير شعر الرأس، يصفّر (3) لحيته.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم، نا سليمان بن أحمد (4)، نا أبو يزيد القراطيسي، نا أسد بن موسى، نا الربيع بن بدر، عن الجريري (5)،عن عبد اللّه بن حزم المازني، قال:

رأيت عثمان بن عفّان فما رأيت قط ذكرا و لا أنثى أحسن وجها منه.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، نا علي بن أحمد بن أبي قيس.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن محمّد، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو الحسين عمر بن الحسن.

قالا: نا ابن أبي الدنيا، حدّثني أبو زيد النّميري، نا محمّد بن يحيى الكناني - و قال عمر: إن محمّد بن يحيى الكناني - حدّثه عن عبد العزيز بن عمران، عن محمّد بن عبد العزيز، عن محمّد بن عبد اللّه بن عمرو، قال:

كان عثمان بن عفّان أبيض مشربا صفرة، جعد الرأس - و قال عمر: جعد الشعر - أحسن الناس ثغرا، جمّته أسفل من أذنيه، خدل (6) الساقين، طويل الذراعين، أقنى (7).

أنبأنا أبو علي الحداد، و أبو سعد المطرّز، قالا: أنا أبو نعيم، نا سليمان بن أحمد، نا

ص: 17


1- الخبر في طبقات ابن سعد 58/3.
2- كذا بالأصل و م، و في ابن سعد:«رقيق البشرة» و هو أشبه.
3- كذا بالأصل و م و المطبوعة، و في ابن سعد: يضغر.
4- الخبر في المعجم الكبير للطبراني 75/1 رقم 94.
5- الأصل و م: الحريري، و التصويب عن المعجم الكبير.
6- ساق خدلة بينة الخدل، و الخدلة: المرأة الغليظة الساق، المستديرتها (القاموس المحيط ).
7- أقنى: القنا طول الأنف و دقة أرنبته مع حدب في وسطه (اللسان).

محمّد بن علي المديني، نا إبراهيم بن سعيد الجوهري، نا محمّد بن عمر الواقدي، عن أسامة بن زيد، عن محمّد بن عبد اللّه بن عمرو بن عثمان، عن أبيه، عن جده.

أنه وصف عثمان فقال: كان أبيض ربعة، رقيق الوجه، حسنه، أقنى، رقيق البشرة، كثير اللحم، عظيم الكراديس، بعيد ما بين المنكبين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا ابن النّقّور، أنا عيسى، أنا البغوي، حدّثني عثمان.

ح و أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب.

قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني عثمان بن أبي شيبة، نا جرير، عن مغيرة، عن أم موسى، قالت: كان عثمان من أجمل الناس.

قال: و نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني زياد بن أيوب، نا هشيم قال: زعم أبو المقدام عن الحسن بن أبي الحسن قال:

دخلت المسجد فإذا أنا بعثمان بن عفّان متّكئ على ردائه، فأتاه سقّاءان (3) يختصمان إليه، فقضى بينهما، ثم أتيته، فنظرت إليه، فإذا رجل حسن الوجه بوجنته نكتات جدري، و إذا شعره قد كسا ذراعيه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا زياد بن أيوب، نا هشيم قال: زعم أبو المقدام عن الحسن بن أبي الحسن قال:

دخلت المسجد فإذا أنا بعثمان بن عفّان متكئا على ردائه، فأتاه سقّاءان يختصمان إليه، فقضى بينهما، ثم أتيته فنظرت إليه، فإذا رجل حسن الوجه، و إذا بوجنته نكتات من جدري، و إذا شعره قد كسا ذراعيه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا ابن النقور، أنا عيسى، أنا البغوي، حدّثني

ص: 18


1- مسند أحمد بن حنبل 156/1 رقم 522. طبعة دار الفكر.
2- مسند أحمد بن حنبل 159/1 رقم 537. طبعة دار الفكر.
3- بالأصل و م: سقاءين، و التصويب عن مسند أحمد.

محمّد بن إسحاق، نا داود بن نوح الأشقر، نا محمّد بن حمران (1)،نا مخارق بن عتبة.

أن رجلا سأل الحسن فقال: يا أبا سعيد صف لنا عثمان، فقال: كان رجلا أبيض، نحيف الجسم، مشرف الأنف، كثير شعر الساعدين و الساقين، شعر رأسه إلى أنصاف أذنه، قلت: ما ذا كان رداؤه ؟ قال: مصريا، قلت: كم كان ثمنه ؟ قال: ثمانية دراهم، قلت: ما كان قميصه ؟ قال: سنبلانيا (2)،قلت: كم ثمنه ؟ قال: ثمانية دراهم، قال: و نعلاه معقّبتان (3)مخصّرتان (4) لهما قبالان (5).

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد - إجازة-.

ح قالا: و أنا أبو تمام الواسطي - إجازة - أنا أحمد بن عبيد، أنا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، نا أبي، نا وهب بن جرير، نا أبي قال: سمعت يونس بن يزيد يحدّث عن الزهري قال: بلغني أن عثمان كان رجلا مربوعا حسن الشعر، حسن الوجه، أضلع (6)، أروح (7) الرجلين.

أخبرنا أبو غاب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبيد اللّه بن عثمان بن يحيى، أنا أبو محمّد إسماعيل بن علي الخطبي، نا الحسن بن علي، نا إسماعيل بن عيسى، نا إسحاق، عن أبي إسحاق، و غيره عن الزهري في صفة عثمان، قال:

كان أبيض، مشرب صفرة، كأنه فضّة و ذهب، سبط الشعر، من أجمل الناس.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا رشأ المقرئ، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة، قال: فحدّثني البجلي عن أبي اليقظان، قال:

لم يكن عثمان بالطويل، و لا بالقصير، و كان حسن الوجه، رقيق البشرة، كثير الشعر، عظيم اللحية، أسمر اللون، و كان يشدّ أسنانه بالذهب.

ص: 19


1- تقرأ في م: حمدان، تصحيف.
2- السنبلاني من الثياب: السابغ الطويل الذي قد أسبل (اللسان: سنبل).
3- النعل المعقبة: التي لها عقب.
4- و النعل المخصرة التي لها خصران، و خصراها ما استدقّ من قدام الأدنين، حتى صارا مستدقّين.
5- قبال النعل: زمامها.
6- في م: أصلع، تصحيف، و الأضلع: الشديد القوي الأضلاع (اللسان).
7- الأروح: الذي تتباعد صدور قدميه و تتدانى عقباه (اللسان).

قال: و أنا ابن مروان، نا إبراهيم الحربي.

- يعني بمثله - و زاد فيه قال: و كان أضلع، أقنى، له جمّة أسفل من أذنيه، و زوّجه النبي صلّى اللّه عليه و سلم ابنتيه: رقيّة، و أم كلثوم، و هو من المهاجرين الأوّلين، و كان هاجر إلى الحبشة و معه رقيّة ابنة (1) النبي صلّى اللّه عليه و سلم، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«إنّهما لأول من هاجر إلى اللّه بعد إبراهيم، و لوط »، ثم هاجر إلى المدينة، فله هجرتان، و اشترى بئر رومة بعشرين ألف درهم، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«من يزيد في مسجدنا»، فاشترى عثمان موضع خمس سواري، فزاده في المسجد، و جهّز جيش العسرة بتسع مائة و خمسين بعيرا، و أتمّها ألفا بخمسين فرسا[7738].

أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي، قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو الطّيّب المنبجي، قال: قال عبيد اللّه أو عمّه يعقوب:

بلغني أنّ عثمان كان ليس بالقصير و لا الطويل، حسن الوجه، رقيق البشرة، كبير اللحية، عظيمها، أسمر اللون، عظيم الكراديس، بعيد ما بين المنكبين، يصفّر لحيته و دفنه جبير بن مطعم، و حكيم بن حزام، و أبو جهم بن حذيفة، و نيار بن مكرم، و صلّى عليه جبير بن مطعم (2) بالبقيع.

أخبرنا أبو عبد اللّه بن البنّا، أنا يوسف بن محمّد، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدّثني جدي، قال: سمعت غير واحد من أهل العلم يذكر.

أنه كان رجلا مربوعا ليس بالقصير و لا بالطويل، رقيق البشرة، كثير اللحية، عظيمها، أسمر اللون، عظيم الكراديس، بعيد ما بين المنكبين، كثير شعر الرأس، حسن الوجه، مشدّد الأسنان بالذهب، يصفّر لحيته.

قال: و نا جدي، قال: سمعت سلمان بن أحمد (3) يذكر بعض هذه الصفة عن الوليد بن عبد الوهاب الثقفي، و بعضها سمعته من عدة من أصحابنا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو ابن النّقّور، أنا عيسى، أنا البغوي، نا داود بن رشيد، نا الوليد بن مسلم، عن شعيب أبي شيبة، عن عطاء الخراساني، قال: سمعت سعيد بن المسيّب يقول: رأيت عثمان يخضب بصفرة.

ص: 20


1- الأصل:«ابنتي» و المثبت عن م.
2- من: و حكيم.. إلى هنا سقط من م.
3- انظر المعجم الكبير 75/1.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا الحسن بن علي العدوي، نا أبو الربيع العتكي (1)،نا حمّاد بن زيد، عن مولى لعثمان، عن أسامة بن زيد، قال:

بعثني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إلى منزل عثمان بصحفة فيها لحم، فدخلت، فإذا رقيّة جالسة، فجعلت مرة انظر إلى وجه رقيّة، و مرة إلى وجه عثمان، فلما رجعت سألني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال لي:«دخلت عليهما؟» قلت: نعم، قال:«فهل رأيت زوجا أحسن منهما؟» قلت: لا يا رسول اللّه، جعلت مرة انظر إلى وجه رقيّة، و مرة إلى وجه عثمان[7739].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين، أنا عيسى، أنا عبد اللّه، نا أبو الربيع الزّهراني (2)،نا حمّاد بن يزيد، حدّثني مولى عثمان، عن أسامة بن زيد قال:

بعثني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بصحفة فيها لحم إلى عثمان، فدخلت عليه، فإذا هو جالس مع رقيّة، ما رأيت زوجا أحسن منهما، فجعلت مرة انظر إلى عثمان و مرة انظر إلى رقيّة، فلما رجعت إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«دخلت عليهما؟» قلت: نعم، قال:«هل رأيت زوجا أحسن منهما؟» قال: لا يا رسول اللّه، و قد جعلت مرة انظر إلى رقيّة، و مرة انظر إلى عثمان[7740].

و المحفوظ ما أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد، أنا محمّد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص الفلاّس، نا أبو عاصم، حدّثني مولى لعثمان بن عفّان.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بعث إلى عثمان بهدية، فاحتبس الرسول ثم جاء، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ما حبسك ؟» ثم قال:«إن شئت أخبرتك ما حبسك، كنت تنظر إلى عثمان مرّة و إلى رقيّة مرّة، أيّهما أحسن» قال: أي و الذي بعثك بالحق، إنّه الذي حبسني[7741].

قال: و نا عمرو، قال: سمعت رجلا من أهل العلم يقول: كان أحسن زوج في الإسلام: عثمان و رقيّة، و مولى عثمان هذا هو أبو المقدام هشام بن زياد، و يدل على ذلك ما.

أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء الحنبلي، و أبو غاب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالوا:

أنا أبو جعفر المعدل، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، حدّثني

ص: 21


1- ضبطت عن الأنساب بفتح العين و التاء.
2- من طريقة أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 76/1 رقم 97.

محمّد بن سلام الجمحي، حدّثني أبو المقدام مولى عثمان بن عفّان، قال:

بعث النبي صلّى اللّه عليه و سلم مع رجل بلطف (1) إلى عثمان بن عفّان فاحتبس الرجل، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:

«إن شئت أخبرتك ما حبسك» قال: نعم يا رسول اللّه، قال:«تنظر إلى عثمان و رقيّة تعجب من حسنهما».

و هذان على انقطاعهما أصح.

أخبرنا (2) أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن محمّد، نا محمّد بن سعد (3)،أنا محمّد بن عمر، حدّثني محمّد بن صالح، عن يزيد بن رومان، قال:

خرج عثمان بن عفّان، و طلحة بن عبيد اللّه على أثر (4) الزبير بن العوام، فدخلا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فعرض عليهما الإسلام، و قرأ عليهما القرآن، و أنبأهما بحقوق الإسلام، و وعدهما الكرامة من اللّه، فآمنا، و صدقا، فقال عثمان: يا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قدمت حديثا من الشام، فلما كنا بين معان (5) و الزرقاء فتحرك (6) النيام إذا مناد ينادينا: أيها النيام هبّوا فإنّ أحمد قد خرج بمكة، فقدمنا، فسمعنا بك، و كان إسلام عثمان قديما قبل دخول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم دار الأرقم.

أخبرنا (7) أبو عبد اللّه بن البنّا، أنا يوسف بن محمّد، أنا أبو عمر الفارسي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، حدّثني سليمان بن منصور، نا يحيى بن سعيد.

و أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، نا علي بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن محمّد (8) بن عبد العزيز، أنا أبو

ص: 22


1- اللطف بالتحريك، اليسير من الطعام و غيره، يقال: طعم طعاما لطفا. و اللطف: الهدية قاله الزمخشري، و الجمع: ألطاف.(تاج العروس بتحقيقنا: لطف).
2- ترتيب هذا الخبر في المطبوعة بعد «قال: و نا جدي».
3- طبقات ابن سعد 55/3.
4- بالأصل و م:«ابن» تصحيف، و الصواب عن ابن سعد.
5- معان: مدينة في طرف بادية الشام تلقاء الحجاز من نواحي البلقاء (معجم البلدان).
6- كذا بالأصل و م و المطبوعة، و في ابن سعد: فنحن كالنيام.
7- قدم هذا الخبر و اللذان يليانه قبل الخبر السابق في المطبوعة.
8- «بن محمد» ليست في م.

الحسين بن بشران، أنا أبو الحسين عمر بن الحسين، قالا: نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني سليمان بن أبي شيخ، نا يحيى بن سعيد الأموي، عن محمّد بن السائب، عن أمه قالت:

رأيت عثمان بن عفّان يطوف بالبيت، شيخا يصفّر لحيته، ما رأيت شيخا أجمل منه.

أخبرنا أبو عبد اللّه، أنا يوسف، أنا أبو عمر، أنا أبو بكر، نا جدي قال: حدّثت عن عبد اللّه بن وهب المصري، نا إسحاق بن يحيى بن طلحة [عن موسى بن طلحة] (1) قال:

كان عثمان بن عفّان أجمل الناس.

قال: و نا جدي، نا أحمد بن أبي الطيب و عثمان بن محمّد قالا: نا جرير، عن مغيرة قال: قالت أم موسى: كان عثمان بن عفّان من أجمل الناس، قال ابن أبي الطيب في حديثه:

قلت: كان أجمل من علي ؟ قالت: نعم.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، نا نصر بن إبراهيم، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن عمر القرشي، نا محمّد بن علي بن محمّد بن عمر الغازي، قال: قرأت على أبي القاسم أحمد بن محمّد العثماني، حدثكم أبو بكر النقاش [قال:] (2) حدّثت (3) عن عبد العزيز الزهري، عن محمّد بن عبد اللّه بن عمرو، عن أبيه، عن جده عمرو بن عثمان قال (4):

كان إسلام عثمان بن عفّان فيما حدّثنا عن نفسه أنه قال: كنت رجلا مستهترا (5)،قال:

و كان عثمان وضيئا جميلا، أبيض مشربا صفرة، جعد الشعر، حسن الثغر، له جمّة أسفل من أذنيه، خدل الساقين، طويل الذراعين، أقنى، قال عثمان: إنّي ذات ليلة بفناء الكعبة قاعد في رهط من قريش إذ (6) أتينا فقيل لنا: إن محمّدا قد أنكح عتبة بن أبي لهب من رقيّة ابنته، و كانت رقيّة ذات جمال رائع، قال عثمان: فدخلتني الحسرة لم لا أكون أنا سبقت إلى ذلك، قال: فلم ألبث أن انصرفت إلى منزلي، فأصبت خالة لي قاعدة - و أمّ عثمان أروى بنت

ص: 23


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.
2- زيادة منا للإيضاح.
3- بالأصل و م: حديث، تصحيف، و المثبت عن المطبوعة.
4- الخبر مختصرا في البداية و النهاية بتحقيقنا 222/7-223 و الخصائص الكبرى للسيوطي 218/1-219.
5- مستهترا بالنساء أي مولعا بهن.
6- بالأصل: إذا، و التصويب عن م.

كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، و أمّها البيضاء أم حكيم بنت عبد المطلب، و خالته التي أصابها عند أهله: سعدى بنت كريز - قال عثمان: و كانت قد طرقت و تكهنت عند قومها، فلما أتتني قالت (1):

أبشر و حييت ثلاثا تترى

ثم ثلاثا و ثلاثا أخرى

ثم بأخرى كي (2) تتم عشرا

أتاك خير و وقيت شرا

أنكحت و اللّه حصانا (3) زهرا

و أنت بكر و لقيت بكر

وافيتها بنت عظيم قدرا

بنيت أمرا قد أشاد ذكر

قال عثمان: فعجبت من قولها، و قلت: يا خالة ما تقولين ؟ فقالت: عثمان (4):

لك الجمال و لك اللسان

هذا نبي معه البرهان

أرسله بحقه الديان

و جاءه التنزيل و الفرقان

فاتبعه لا تغنى لك الأوثان

قال: قلت: يا خالة إنّك لتذكرين شيئا ما وقع ذكره ببلدنا فأبينيه لي، فقالت: محمّد بن عبد اللّه رسول من عند اللّه جاء بتنزيل اللّه، يدعو به إلى اللّه.

ثم قالت: مصباحه مصباح، و دينه فلاح، و أمره نجاح، و قرنه نطّاح، ذلّت به البطاح، ما نفع الصياح، لو وقع الذباح، و سلّت الصفاح، و مدّت الرماح.

قال: ثم انصرفت، و وقع كلامها في قلبي، و جعلت أفكر فيه و كان لي مجلس عند أبي

ص: 24


1- الأرجاز في البداية و النهاية 223/7 و قد جاءت فيها نثرا. و في الخصائص الكبرى 218/1 ما عدا الأخير.
2- الأصل: كم، و التصويب عن م و الخصائص الكبرى و البداية و النهاية.
3- الحصان: العفيفة (اللسان).
4- الأرجاز في البداية و النهاية 223/7، و الخصائص الكبرى 218/1 وردت فيهما نثرا.

بكر، فأتيته فأصبته في مجلس ليس عنده أحد، فجلست إليه، فرآني مفكرا (1)،فسألني عن أمري، و كان رجلا متأنيا فأخبرته بما سمعت من خالتي، فقال: ويحك يا عثمان، إنك لرجل حازم ما يخفى عليك الحق من الباطل، هذه الأوثان التي يعبدها قومنا أ ليست من حجارة صم لا تسمع و لا تبصر و لا تضر و لا تنفع ؟ قال: قلت: بلى و اللّه إنها كذلك، قال: فقد و اللّه صدقتك خالتك، هذا رسول اللّه محمّد بن عبد اللّه قد بعثه اللّه تعالى برسالته إلى خلقه، فهل لك أن تأتيه فتسمع منه، قال: قلت: بلى، فو اللّه ما كان أسرع من أن مرّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و معه علي بن أبي طالب، يحمل ثوبا، فلما رآه أبو بكر قام إليه فسارّه في أذنه بشيء، فجاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فقعد، ثم أقبل عليّ فقال:«يا عثمان أجب اللّه إلى جنته، فإنّي رسول للّه إليك و إلى خلقه»[7742].

قال: فو اللّه ما تمالكت حين سمعت قوله أن أسلمت و شهدت أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، ثم لم ألبث أن تزوّجت رقيّة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فكان يقال: أحسن زوج: رقية و عثمان.

قال عمارة بن زيد و كان يقال:

أحسن زوج رآه إنسان *** رقيّة و زوجها عثمان

و في إسلام عثمان تقول خالته سعدى بنت كريز بن ربيعة بن عبد شمس. (2)

هدى اللّه عثمان بقولي إلى الهدى *** و أرشده و اللّه يهدي إلى الحقّ

فتابع بالرأي السديد محمدا *** و كان برأي لا يصدّ عن الصدق

و أنكحه المبعوث بالحق بنته *** فكانا كبدر مازج الشمس في الأفق

فداؤك يا بن الهاشميين مهجتي *** و أنت أمين اللّه أرسلت في الخلق (3)

ثم جاء الغد أبو بكر بعثمان بن مظعون و بأبي عبيدة بن الجرّاح، و عبد الرّحمن بن عوف، و أبي سلمة بن عبد الأسد، و الأرقم بن أبي الأرقم، فأسلموا و كانوا مع من اجتمع مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ثمانية و ثلاثين رجلا.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد، أنا

ص: 25


1- بالأصل: مفكر، و التصويب عن م.
2- الأبيات في البداية و النهاية بتحقيقنا 223/7.
3- البداية و النهاية: أرسلت للخلق.

محمّد بن عبد الرّحمن، أنا رضوان بن أحمد، نا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن محمّد بن إسحاق، قال (1):

فلما أسلم أبو بكر و أظهر إسلامه، و دعا إلى اللّه و رسوله، و كان أبو بكر رجلا مألفا (2)لقومه، محببا سهلا و كان أنسب قريش لقريش، و أعلم قريش بما كان فيها من خير أو شرّ، و كان رجلا تاجرا، ذا خلق و معروف، و كان رجال [قومه] (3) يأتونه و يألفونه لغير واحد من الأمر، لعلمه و تجارته (4)،و حسن مجالسته، فجعل يدعو إلى الإسلام من وثق به من قومه ممن يغشاه، و يجلس إليه، فأسلم على يديه فيما بلغني: الزّبير بن العوّام، و عثمان بن عفّان، و طلحة بن عبيد اللّه، و سعد بن أبي وقاص، و عبد الرّحمن بن عوف، فانطلقوا و معهم أبو بكر، فانطلقوا حتى أتوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فعرض عليهم الإسلام، و قرأ عليهم القرآن، و أنبأهم بحق الإسلام، و بما وعدهم اللّه من الكرامة، فآمنوا و أصبحوا مقرّين بحق الإسلام، فكان هؤلاء النفر الثمانية يعني مع عليّ و زيد بن حارثة، الذين سبقوا إلى الإسلام، فصلّوا و صدّقوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و آمنوا بما جاء من عند اللّه تعالى.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين (5) بن الفهم، أنا محمّد بن سعد (6)،أنا محمّد بن عمر، حدّثني موسى بن محمّد بن إبراهيم بن الحارث التيمي (7)،عن أبيه قال:

لما أسلم عثمان بن عفّان أخذه عمه الحكم بن أبي العاص بن أمية، فأوثقه رباطا، و قال: نزعت (8) عن ملة آبائك إلى دين محدث ؟ و اللّه لا أحلك أبدا حتى تدع ما أنت عليه من هذا الدين، فقال عثمان: و اللّه لا أدعه أبدا، و لا أفارقه، فلما رأى الحكم صلابته في دينه تركه.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن

ص: 26


1- الخبر في سيرة ابن هشام 266/1-267 و سيرة ابن إسحاق رقم 179 ص 120-121.
2- كذا بالأصل و م و المصادر، و في المطبوعة: مؤالفا. و المألف: الذي يألفه الإنسان.
3- الزيادة عن م و المصادر.
4- كذا بالأصل و م و المصادر، و لعله: و تجاربه.
5- الأصل: الحسن، و التصويب عن م.
6- طبقات ابن سعد 55/3.
7- بالأصل: التميمي، و المثبت عن م و ابن سعد.
8- عند ابن سعد: أ ترغب.

المقرئ، نا أبو الطّيّب محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد بن إبراهيم، نا الحسن بن موسى، نا ابن لهيعة، عن يزيد بن عمرو المعافري، قال: سمعت أبا ثور الفهمي قال: دخلت على عثمان و هو محصور، فقال: إنّي لربع الإسلام.

هذا مختصر من حديث:

أخبرناه (1) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (2)،نا يحيى بن عبد اللّه بن بكير، عن ابن لهيعة، حدّثني يزيد بن عمرو قال: سمعت أبا ثور الفهمي يقول:

قدمت على عثمان بن عفّان، فبينا أنا عنده قال: لقد اختبأت عند ربي عشرا، إنّي لرابع أربعة في الإسلام، و ما تعنّيت (3) و لا تمنّيت (4)،و لا وضعت يميني على فرجي منذ بايعت بها حبي صلّى اللّه عليه و سلم، و لا مرّت بي جمعة منذ أسلمت إلاّ و أنا أعتق فيها رقبة إلاّ أن لا يكون عندي فأعتقها بعد ذلك، و لا زنيت في جاهلية و لا إسلام قط .

و حدّثناه أبو الحسن بن المسلّم الفقيه - لفظا - و أبو القاسم بن عبدان - قراءة - قالا:

أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم القرشي، نا محمّد بن عائذ، نا الوليد بن مسلم، أخبرني عبد اللّه بن لهيعة، عن يزيد بن عمرو أنه سمع أبا ثور الفهمي يقول:

قدمت على عثمان، فبينا أنا عنده، فخرجت فإذا بوفد أهل مصر قد رجعوا، فدخلت على عثمان فأعلمته، قال: و كيف رأيتهم ؟ قلت: رأيت في وجوههم الشر، و عليهم ابن عديس البلوي، فصعد ابن عديس منبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فصلّى بهم الجمعة و ينقّص عثمان في خطبته، فدخلت على عثمان فأخبرته بما قام فيهم، فقال: كذب و اللّه ابن عديس، و لو لا ما ذكر ما ذكرت ذلك: إنّي لرابع أربعة في الإسلام، و لقد أنكحني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ابنته، ثم توفيت فأنكحني ابنته الأخرى، و ما زنيت و لا سرقت في جاهلية و لا إسلام، و لا تغنّيت (5) و لا تمنّيت

ص: 27


1- عن م و بالأصل: أخبرنا.
2- المعرفة و التاريخ 488/2.
3- كذا بالأصل و م و المعرفة و التاريخ، و في المطبوعة:«تعتّيت» و انظر ما لاحظه محققها بشأنها.
4- تمنيت: من التمني: أي الكذب و اختلاق الباطل، و تمنى: كذب و وضع حديثا لا أصل له.
5- تقرأ هنا بالأصل و م:«تغنّيت» و قد مرّ: تعنيت، و تغنيت من الغناء كما أوضحه المحب الطبري في الرياض النضرة و في البداية و النهاية بتحقيقنا 236/7 تغنيت.

منذ أسلمت، و لا مسست فرجي بيميني منذ بايعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و لقد جمعت القرآن على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و أتت عليّ جمعة إلاّ و أنا أعتق فيها رقبة منذ أسلمت إلاّ أن لا أجدها في تلك الجمعة فأجمعها في الجمعة الثانية.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا عبد اللّه بن عدي الحافظ (1)،نا عبدان، نا زيد بن الحريش (2)،نا عمرو بن صالح (3)،عن العمري، عن نافع، عن ابن عمر أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«إنّا نشبه (4) عثمان بأبينا إبراهيم صلّى اللّه عليه و سلم»[7743].

قال: و أنا ابن عدي (5)،نا سعد بن محمّد البجلي - بعكة - و أبو عروبة - بحرّان - قالا: نا المسيّب بن واضح، نا خالد بن عمرو، عن عمرو بن الأزهر (6)،عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قال:

لما زوّج النبي صلّى اللّه عليه و سلم بنته أم كلثوم قال لأم أيمن:«هيّئي ابنتي أم كلثوم، و زفّيها إلى عثمان، و خفقي بين يديها بالدفّ »، ففعلت ذلك، فجاءها النبي صلّى اللّه عليه و سلم بعد الثالثة (7)،فدخل عليها، فقال:«يا بنية كيف وجدت بعلك ؟» قالت: خير بعل، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«أما إنّه أشبه الناس بجدك إبراهيم، و أبيك (8) محمد صلّى اللّه عليهما»[7744].

قال ابن عدي: و هذا الحديث لا يروى عن هشام بن عروة إلاّ من رواية عمرو بن الأزهر عنه.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو يعلى حمزة بن علي، قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا يحيى بن أبي طالب.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (9)،أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا

ص: 28


1- أخرجه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 132/5 ضمن ترجمة عمرو بن صالح.
2- الأصل: الحريشي، و المثبت عن م و ابن عدي.
3- ترجمته في لسان الميزان 367/4 و ميزان الاعتدال 269/3.
4- الأصل: الشبه، و التصويب عن م و ابن عدي.
5- الكامل لابن عدي 134/5 ضمن أخبار عمرو بن الأزهر العتكي.
6- هو عمرو بن الأزهر العتكي قاضي جرجان، ترجمته في تاريخ بغداد 193/12 و ميزان الاعتدال 245/3.
7- بهامش المطبوعة عن الكامل:«الثالث» و الذي في الكامل لابن عدي: الثالثة.
8- بهامش المطبوعة عن الكامل:«و أبوك» و الذي في الكامل لابن عدي: و أبيك.
9- أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 297/2 من وجه آخر.

أبو ذر (1) عبد اللّه بن إسحاق الخراساني - ببغداد - نا يحيى بن جعفر بن الزّبرقان.

نا بشر بن (2) موسى، نا الحسن (3) بن زياد البرجمي، عن قتادة، عن النضر بن أنس، قال: قال أبو حمزة:- يعني أنس بن مالك-.

أول من هاجر إلى أرض الحبشة عثمان بن عفّان، خرج، و خرج معه بابنة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فأبطأ على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم خبرهما، فجعل يتوكّف (4) الخبر، فقدمت امرأة من قريش من أرض الحبشة، فسألها، فقالت: رأيتهما (5)،قال:«على أيّ حال رأيتهما»؟، قالت: رأيته و قد حملها على حمار من هذه الدبّابة (6) و هو يسوق بها، فقال صلّى اللّه عليه و سلم:«صحبهما اللّه إن كان عثمان بن عفّان لأول من هاجر إلى اللّه بعد لوط »[7745].

أخبرنا أبو عبد اللّه بن البنّا، أنا أبو القاسم المهرواني، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، نا بشار بن موسى (7)،أنا الحسن بن زياد، إمام مسجد محمّد بن واسع، و أثنى عليه، قال:

أتيت قتادة في شيء، فسمعته يقول: إنّ أوّل من هاجر من المسلمين بأهله عثمان بن عفّان.

حدّثني النضر بن أنس قال: قال أبو حمزة - يعني أباه أنس بن مالك - أول من هاجر إلى اللّه بأهله عثمان بن عفّان، خرج مهاجرا و معه أهله، فاحتبس على النبي صلّى اللّه عليه و سلم خبرهم، فجعل يخرج يتوكّف عنه الخبر، قال: فأتته امرأة، فقال: يا أبا القاسم قد رأيت ختنك متوجها و معه أهله، فقال لها النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«فعلى أي حال رأيتهما؟» (8) قالت: رأيته قد حمل امرأته على حمار من هذه الدّبّابة و هو يمشي خلفها يسوق بها، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«صحبهما اللّه عز و جل، إن عثمان لأول من هاجر إلى اللّه بأهله بعد لوط »[7746].

ص: 29


1- كذا كناه - بالأصل و م - أبا ذر، ترجمته في تاريخ بغداد 414/9 و كناه الخطيب: أبا محمد.
2- بالأصل: بسر، و المثبت عن م و دلائل البيهقي، و سيرد في الخبر التالي: بشار بن موسى.
3- كذا بالأصل و م و المطبوعة، و في دلائل النبوة: الحسين، تصحيف.
4- أي ينتظره و يسأل عنه،(اللسان).
5- عن م و بالأصل: رأيتها.
6- في دلائل النبوة:«الدبانة»، و الدبابة، الضعاف التي تدب في الشيء و لا تسرع (اللسان).
7- كذا بالأصل و م هنا، و قد مرّ في الحديث السابق: بشر بن موسى و لعل «بشار» هو الأشبه، ترجم له في تاريخ بغداد 118/7 و تهذيب التهذيب 386/1 و الكامل لابن عدي 24/2 و ذكر ابن عدي الحديث من طريقة ببعض اختلاف.
8- الأصل و م: رأيتيهما.

و أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: أنا إبراهيم بن منصور، أنا محمّد بن إبراهيم بن علي، أنا أحمد بن علي الموصلي، نا موسى بن محمّد بن حيّان، نا بشّار بن موسى، نا الحسن بن زياد قال: سمعت قتادة يقول: حدّثني النضر بن أنس قال: قال أبو حمزة - يعني أنسا-:

إن أوّل من هاجر من المسلمين إلى الحبشة بأهله عثمان بن عفّان، فاحتبس على النبي صلّى اللّه عليه و سلم خبره، فجعل يخرج يتوكّف عنه الأخبار، فقدمت امرأة من قريش، فقالت له: يا أبا القاسم، قد رأيت ختنك متوجها في سفره، و امرأته على حمار من هذه الدّبّابة، و هو يسوق بها يمشي خلفها، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«صحبهما اللّه، إنّ عثمان لأوّل من هاجر إلى اللّه بأهله بعد لوط »[7747].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر الشّامي، أنا أحمد بن محمّد العتيقي، أنا يوسف بن أحمد، نا محمّد بن عمرو العقيلي (1)،نا الحسن بن علوية القطّان، نا علي بن شبابة (2) الثقفي.

ح (3) و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي (4)،نا موسى بن هارون، نا أبو موسى، نا عبد اللّه بن داود الواسطي (5).

قالا: نا عبد الملك بن عبد الرّحمن من ولد عتاب بن أسيد (6)،عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال:

أول من هاجر إلى - و قال أبو القاسم: مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم - عثمان بن عفّان كما هاجر لوط - زاد أبو القاسم: إلى إبراهيم صلّى اللّه عليهما-.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا أحمد بن سليمان - يعني: ابن حذلم - نا عبد اللّه بن الحسين المصّيصي، نا عبد اللّه بن

ص: 30


1- رواه العقيلي في الضعفاء الكبير 27/3 ضمن ترجمة عبد الملك بن عبد الرحمن من ولد عتاب بن أسيد.
2- كذا بالأصل و م، و في الضعفاء الكبير: سيابة.
3- «ح» سقط من م.
4- رواه أيضا ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال في ترجمة عبد اللّه بن داود الواسطي 243/4.
5- هو أبو محمد الواسطي، عبد اللّه بن داود التمار من رجال التهذيب (تهذيب التهذيب 176/5 ط دار الفكر).
6- ترجمته في التاريخ الكبير للبخاري 421/1/3 و لسان الميزان 66/4.

عمر الخطّابي، نا إسماعيل بن يعلى، نا أبو المقدام عبد اللّه بن عمرو - و هو أخو الوليد من أبي هشام - عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أسماء بنت أبي بكر قالت:

كنت أحمل الطعام إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و أبي، و هما في الغار، قلت: فجاء عثمان إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فقال: يا رسول اللّه إنّي أسمع من المشركين من الأذى فيك ما لا صبر لي عليه، فوجّهني وجها أتوجهه، فلأهجرنّهم في ذات اللّه، فقال له النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«أزمعت (1) بذاك يا عثمان ؟» قال: نعم، قال:«فليكن وجهك إلى هذا الرجل بالحبشة - يعني النّجاشي - فإنّه ذو و فاء، و احمل معك رقيّة، فلا تخلّفها، و من رأى معك من المسلمين مثل رأيك فليتوجهوا هناك و ليحملوا معهم نساءهم و لا يخلّفوهم» (2)،قال: فودّع عثمان نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و قبّل يديه.

قال: فبلّغ عثمان المسلمين رسالة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و قال: إنّي خارج من تحت ليلتي فمقيم لكم بجدّة (3) ليلة أو ليلتين، فإن أبطأتم فوجهي إلى باضع (4)-جزيرة في البحر - قالت: فحملت إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فقال لي:«ما فعل عثمان و رقيّة ؟» قلت: قد سارا، فذهبا، قالت فقال:«قد سارا (5) فذهبا؟» قلت: نعم، فالتفت إلى أبي بكر فقال:«زعمت أسماء أن عثمان و رقيّة قد سارا فذهبا، و الذي (6) نفسي بيده إنّه لأوّل من هاجر بعد إبراهيم و لوط »[7748].

لم أكتبه إلاّ من هذا الوجه.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك (7)،أنا سعيد بن أحمد بن محمّد، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن زكريا، أنا أبو العباس محمّد بن عبد الرّحمن الدّغولي، نا أبو زرعة عبيد اللّه بن عبد الكريم، نا سعيد بن محمّد الجرمي، نا عثمان بن خالد، حدّثني عبد اللّه بن عمر بن وهيب مولى زيد بن ثابت، عن أبيه، عن خارجة بن [زيد، عن] (8) زيد بن ثابت قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ما كان بين عثمان و رقيّة و بين لوط من مهاجر» (9)[7749].

ص: 31


1- أي مضيت فيه و ثبتّ فيه (اللسان: زمع).
2- كذا بالأصل و م و المطبوعة.
3- جدة بلد على ساحل بحر اليمن، و هل فرضة مكة، تبعد عنها ثلاث ليال (معجم البلدان).
4- باضع: جزيرة في بحر اليمن، كانت خرابا أيام ياقوت (معجم البلدان).
5- الأصل: سار.
6- من قوله: قالت فقال... إلى هنا سقط من م.
7- الأصل: عبد اللّه، و التصويب عن م، و السند معروف.
8- الزيادة عن م.
9- الأصل: هاجر، و التصويب عن م.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر الشامي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا أبو يعقوب بن الدّخيل، نا أبو جعفر العقيلي (1)،نا محمّد بن الفضل بن جابر السّقطي، نا إسماعيل بن عبد اللّه بن زرارة الرّقّي، نا عمر بن صالح بن المختار بن قيس الزهري (2)،نا عبد اللّه بن عمر عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إنا نشبّه عثمان بأبينا إبراهيم صلّى اللّه عليه و سلم»[7750].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنا أبو طالب العشاري (3)،نا محمّد بن أحمد بن [إسماعيل، نا أحمد بن] (4) محمّد بن أحمد بن سلم، نا ابن زنجويه، نا إبراهيم بن حميد الطويل، نا صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، عن عروة، عن عبيد اللّه بن عدي بن الخيار.

أن عثمان قال له: أنا ممن استجاب للّه و لرسوله، و هاجرت الهجرتين كلتيهما، و الثالثة: صهر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و توفي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و هو عني راض.

أخبرنا أبو القاسم بن حصين (5)،أنا أبو علي بن المذهب.

ح و أخبرنا أبو علي بن السّبط ، أنا أبو محمّد الجوهري.

قالا: أنا أحمد بن جعفر بن حمدان، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي (6).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، نا أبو طاهر المخلّص، نا عبد اللّه بن محمّد بن زياد، نا أبو الأزهر.

قالا: نا بشر بن شعيب، حدّثنا - و في حديث ابن حنبل: حدّثني - أبي عن الزهري، حدّثني عروة بن الزبير أن عبيد اللّه بن عدي بن الخيار أخبره.

أن عثمان بن عفّان قال له: يا ابن أخي، أدركت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال: فقلت: لا، و لكن خلص إليّ من علمه، و اليقين ما يخلص إلى العذراء في سترها، قال: فتشهّد ثم قال: أما بعد، فإنّ اللّه بعث محمّدا بالحقّ ، فكنت ممن استجاب للّه و لرسوله، و آمن بما بعث به محمّد ثم

ص: 32


1- رواه العقيلي في الضعفاء الكبير 173/3 ضمن أخبار عمر بن صالح.
2- في الضعفاء الكبير: الرهوي.
3- في م: الغساني، تصحيف، و الصواب ما أثبت، ضبطت عن الأنساب.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.
5- في م: الحصين.
6- مسند أحمد بن حنبل 146/1 رقم 480.

هاجرت الهجرتين كما قلت: و نلت صهر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و بايعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فو اللّه ما عصيته و لا غششته حتى توفّاه اللّه.

رواه البخاري في الصحيح من طرق (1).

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا أبو الفضل بن. خيرون، أنا عبد اللّه بن محمّد، أنا أبو علي بن الصواف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي و عمي أبو بكر، قالا: نا أبو معاوية، عن عاصم، عن ابن سيرين.

أنه ذكر عنده عثمان بن عفّان فقال له رجل: إنّهم يسبّونه، قال: ويحهم، يسبّون رجلا دخل على النّجاشي في نفر من أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و سلم فكلّهم، أعطاه الفتنة غيره ؟ قالوا: و ما الفتنة التي أعطوها؟ قال: كان لا يدخل عليه أحد إلاّ أومأ إليه برأسه، فأبى عثمان، فقال: ما يمنعك أن تسجد كما يسجد أصحابك ؟ فقال: ما كنت لأسجد لأحد من دون اللّه عز و جل.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا أبو بكر الخطيب، أنا محمّد بن الحسين بن الفضل، أنا محمّد بن عبد اللّه، نا إسماعيل بن عبد اللّه (2) بن عتّاب، نا القاسم بن عبد اللّه، نا إسماعيل بن أبي أويس (3)،نا إسماعيل بن إبراهيم، عن عمّه موسى بن عقبة، قال:

و ممن يذكر أنه قدم على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم من مكة من مهاجرة أرض الحبشة الأولى ثم هاجر إلى المدينة: عثمان بن عفّان و امرأته رقيّة ابنة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و رضي عنهما.

و قال موسى في تسمية من شهد بدرا من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم من بني عبد شمس:

عثمان بن عفّان بن أبي العاص، و تخلّف على امرأته رقيّة ابنة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و كانت وجعة، فتخلّف عليها حتى توفيت يوم قدم قتل أهل بدر المدينة، فضرب له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بسهمه، قال: و أجري يا رسول اللّه ؟ قال:«و أجرك»[7751].

أخبرنا أبو [بكر] (4) محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (5)،أنا محمّد بن عمر، حدّثني

ص: 33


1- أخرجه البخاري في صحيحه 17/5 في مناقب عثمان، و 62 في باب هجرة الحبشة.
2- «نا إسماعيل بن عبد اللّه» سقط من م.
3- الأصل:«إدريس» تصحيف، و التصويب عن م.
4- سقطت من الأصل، و أضيفت عن م.
5- طبقات ابن سعد 56/3.

أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة (1)،عن المسور بن رفاعة بن عبد اللّه بن مكنف بن حارثة الأنصاري (2)،قال:

لما خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إلى بدر خلّف عثمان على ابنته رقيّة، و كانت مريضة، فماتت يوم قدم زيد بن حارثة المدينة بشيرا بما فتح اللّه على رسوله ببدر، و ضرب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم لعثمان بسهمه و أجره في بدر، فكان كمن شهدها.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا سعيد بن أحمد، أنا محمّد بن عبد اللّه الشيباني، أنا أبو العباس الدّغولي، نا أبو جعفر محمّد بن عبد الكريم، عن وهب بن جرير، عن أبيه، عن ابن إسحاق، قال (3):

كان ممن هاجر قبل هجرة جعفر و أصحابه من بني أميّة بن عبد شمس عثمان بن عفّان و معه رقيّة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي - لفظا - و أبو القاسم بن عبدان - قراءة - قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن عائذ، قال: و أخبرني الوليد بن مسلم، عن عبد اللّه بن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة.

في تسمية من شهد بدرا من بني عبد مناف: عثمان بن عفّان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس تخلّف بالمدينة على امرأته ابنة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و كانت وجعة، فضرب له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بسهمه،[قال:] (4) و أجري يا رسول اللّه ؟ قال:«و أجرك»[7752].

أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي، قالت: أنا أبو طاهر الثقفي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو الطّيّب المنبجي، نا عبيد اللّه الزهري، نا عمّي، عن أبيه، عن ابن إسحاق قال (5):

هذه تسمية من شهد بدرا من المسلمين من قريش من بني عبد شمس بن عبد مناف:

عثمان بن عفّان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس، تخلف بالمدينة على امرأته بنت

ص: 34


1- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل و م، و المثبت عن ابن سعد.
2- في م و المطبوعة: من حارثة الأنصار.
3- الخبر في سيرة ابن إسحاق ص 156 رقم 218.
4- الزيادة عن م للإيضاح.
5- انظر سيرة ابن هشام 324/2 و 325.

رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و كانت وجعة، فضرب له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بسهمه، قال: و أجري يا رسول اللّه ؟ قال:«و أجرك»[7753].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين (1) بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، نا زكريا بن يحيى المنقري، نا الأصمعي، عن ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن عمرو بن عثمان بن عفّان قال:

تزوّج عثمان رقيّة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في سنة اثنتين (2) من الهجرة (3)،و دخل بها، و ماتت يوم جاء البشير بفتح بدر، قال: و تزوّج عثمان بأمّ كلثوم بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و دخل بها في شهر ربيع الأول سنة ثلاث، و مات عبد اللّه بن عثمان بن رقيّة سنة أربع.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني هارون بن موسى الفروي (4)،نا محمّد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن الزهري في تسمية من شهد بدرا.

ح قال: و حدّثني سعيد بن يحيى الأموي، نا أبي، عن محمّد بن إسحاق.

ح قال: و حدّثني أحمد بن منصور، نا عمرو (5) بن خالد، نا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة بن الزبير قالوا فيمن شهد بدرا.

عثمان بن عفّان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، و تخلّف على امرأته رقيّة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و كانت وجعة، فتوفّيت يوم قدم أهل بدر المدينة، فضرب له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بسهمه، قال: و أجري يا رسول اللّه ؟ قال:«و أجرك»[7754].

و هذا لفظ الفروي.

قال: و نا عبد اللّه، حدّثني إبراهيم بن هانئ، نا سعيد بن سلام العطّار، نا عبد اللّه العمري، عن نافع، عن ابن عمر، عن عثمان قال:

تخلّفت على ابنة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و كانت مريضة، فبايع [لي] (6) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بيده.

ص: 35


1- الأصل: الحسن، تصحيف و التصويب عن م.
2- الأصل: اثنين، و المثبت عن م.
3- كذا بالأصل و م «من الهجرة».
4- ضبطت عن الأنساب، نسبة إلى الجد الأعلى.
5- الأصل: عمر، تصحيف، و التصويب عن م.
6- الزيادة للإيضاح عن م.

أخبرنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان، أنا أحمد بن عثمان بن الفضل المخبزي، أنا عبيد اللّه بن محمّد بن إسحاق، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، حدّثني يوسف بن موسى، و أحمد بن منصور و غيرهما، قالوا: أنا عبيد اللّه بن موسى، عن أبي أسيد أو عبيد بن الطفيل، حدّثني ربعي بن حراش، عن عثمان.

أنه خطب إلى عمر ابنته، فرده، فبلغ النبي صلّى اللّه عليه و سلم ذلك، فلمّا راح إليه عمر قال:«يا عمر أدلك على ختن خير لك من عثمان، و أدل عثمان على ختن خير له منك»؟ قال: نعم يا نبي اللّه، قال:«زوّجني ابنتك و أزوّج عثمان ابنتي»[7755].

أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (1)،أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه الصّفّار، نا أحمد بن مهران الأصفهاني، نا عبيد اللّه بن موسى، نا عبيد بن الطّفيل، نا ربعي بن حراش، عن عثمان بن عفّان.

ح و أخبرنا أبو طاهر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه، و أبو محمّد بختيار بن عبد اللّه، قالا: أنا أبو علي الحسن بن محمّد بن عبد العزيز بن إسماعيل، أنا أبو علي بن شاذان، أنا عثمان بن أحمد الدقاق، نا الحسن بن سلام، نا عبيد اللّه بن موسى، نا عبيد بن الطّفيل، أبو سيدان (2)،حدّثني ربعي، عن عثمان.

أنه خطب عمر ابنته، فردّه، فبلغ ذلك النبي صلّى اللّه عليه و سلم، فلمّا أن راح عمر إليه قال:«يا عمر أدلّك على ختن خير لك من عثمان،[و أدل عثمان] (3) على ختن خير له منك» قال: نعم يا رسول اللّه، قال:«زوّج مني ابنتك، و أزوّج عثمان ابنتي» (4).

- و في حديث ابن سلام: قال: نعم يا نبي اللّه، قال:«زوّجني ابنتك، و الباقي مثله»[7756].

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر الشّامي، أنا

ص: 36


1- أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 159/3.
2- بالأصل و م: سندان، تصحيف، و الصواب ما أثبت عن تقريب التهذيب و ضبطها: بكسر المهملة و سكون التحتانية.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك للإيضاح عن م و دلائل البيهقي.
4- عقب البيهقي بعد روايته الحديث قال: قلت: يحتمل أن يكون خطبها عثمان على ما في هذه الرواية فرده عمر، ثم بدا له فعرضها عليه، فقال: سأنظر في أمري ثم حين أحس بما يريد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أن يفعل قال ما قال، و اللّه أعلم، و كل ذلك كان بعد بدر.

أبو الحسن العتيقي، أنا أبو يعقوب يوسف بن أحمد، نا أبو جعفر محمّد بن عمرو العقيلي (1)،نا ابن أبي مسرّة، نا خالد بن عبد الرّحمن المخزومي، نا عيسى بن طهمان (2)، عن أنس بن مالك.

أن عثمان بن عفّان ماتت زوجته ابنة رسول اللّه [صلّى اللّه عليه و سلم] (3)،فمرّ عليه عمر، فعرض عليه بنته، فلم يجبه، فمرّ عليه النبي (4) صلّى اللّه عليه و سلم فقال:«أزوّجك خيرا من بنت عمر، و يتزوج ابنة عمر خير منك»، فتزوّج النبي صلّى اللّه عليه و سلم ابنة عمر، و زوّج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم عثمان ابنته.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاّب المشغرائي (5)،نا أحمد بن محمّد بن حمزة، حدّثني أبي، نا حبيب كاتب مالك، عن مالك [عن] (6) ابن شهاب، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة.

أن عثمان بن عفّان لما ماتت امرأته بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بكى، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ما يبكيك ؟» قال: أبكي على انقطاع صهري منك، قال:«فهذا جبريل عليه السلام يأمرني بأمر اللّه عز و جل أن يزوّجك أختها»[7757].

ذكر أبي هريرة فيه غير محفوظ ، و المحفوظ عن سعيد مرسل:

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر نا (7) يعقوب (8)،حدّثني هانئ بن المتوكل الإسكندراني نا (9)عبد اللّه بن لهيعة الحضرمي، عن عقيل بن خالد، عن شهاب، عن سعيد بن المسيّب، قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

«يا عثمان هذا جبريل يأمرني عن أمر ربّي أن أزوّجك أمّ كلثوم على مثل صداقها - يعني صداق رقيّة - و مثل عشرتها» فزوّجها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم[7758].

ص: 37


1- أخرجه العقيلي في الضعفاء الكبير 386/3 ضمن أخبار عيسى بن طهمان.
2- ترجمته في تهذيب التهذيب 215/8.
3- الزيادة عن الضعفاء الكبير.
4- الضعفاء الكبير: رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم.
5- الأصل و م: المشعراني، تصحيف و الصواب ما أثبت و ضبط و قد مرّ التعريف به.
6- الزيادة للإيضاح عن م.
7- الأصل «بن» و التصويب عن م.
8- انظر الخبر في المعرفة و التاريخ 159/3.
9- الأصل «بن» و التصويب عن م.

هذا مع إرساله صح من حديث سالم، و هو مختصر من حديث:

أخبرناه (1) أبو بكر وجيه بن طاهر المعدّل - لفظا - أنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن محمّد بن الأزهر، أنا أبو سعيد [محمّد] (2) بن عبد اللّه بن حمدون التاجر (3)،أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن الحسن بن الشرقي أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن يحيى الذهلي، أنا أبو صالح، عن ابن لهيعة، عن عقيل، عن شهاب، عن سعيد بن المسيّب.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم لقي عثمان بن عفّان و هو مغموم لهفان، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ما شأنك يا عثمان ؟» قال: بأبي أنت يا رسول اللّه و أمي، و هل دخل على أحد من الناس ما دخل عليّ ؟ توفيت بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم عندي، رحمها اللّه و انقطع الظهر، و ذهب الصهر فيما بيني و بينك إلى آخر الأبد، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«أ تقول ذلك يا عثمان ؟» قال: أي و اللّه أقوله يا رسول اللّه، فبينا هو محاوره (4) إذ قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم لعثمان:«هذا جبريل يا عثمان يأمرني عن أمر اللّه أن أزوّجك أختها أم كلثوم، على مثل صداقها، و على مثل عشرتها»، فزوّجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إياها[7759].

و رواه أبو صالح كاتب الليث، عن ابن لهيعة، فوصله بذكر عثمان في إسناده.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا أحمد بن إسماعيل العسكري - بمصر - أنا إبراهيم بن سليمان، نا أبو صالح عبد اللّه بن صالح، نا ابن لهيعة، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيّب، عن عثمان بن عفّان.

أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم رآه لهفان مغموما، فقال:«ما لي أراك يا عثمان لهفانا مغموما؟» قال:

يا رسول اللّه، و هل دخل على أحد ما دخل عليّ ؟ ماتت بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم التي كانت عندي، و انقطع الصهر فيما بيني و بينك إلى آخر الأبد، قال:«و تقول ذلك يا عثمان ؟» قال: إي و اللّه بأبي و أمي، أقوله، قال: بينما هو يحاوره إذ قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«يا عثمان هذا جبريل يأمرني عن أمر اللّه أن أزوّجك أختها أمّ كلثوم على مثل صداقها، و على مثل عشرتها»، قال: فزوجه إياها[7760].

ص: 38


1- الأصل: أخبرنا، و التصويب عن م.
2- الزيادة عن م.
3- بالأصل: تاجر، و المثبت عن م.
4- كذا بالأصل، و في م: مهموما.

قال أبو عبد اللّه: غريب هذا الإسناد، تفرّد به ابن لهيعة.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أنا أبو [القاسم] (1) الحسين بن محمّد الحنّائي (2)،أنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن هلال، أنا أبو يوسف يعقوب بن عبد الرّحمن بن (3) أحمد الجصّاص الدّعاء، أنا أحمد بن الحجّاج، أنا عبد الرّحمن بن نافع، نا محمّد بن يزيد القرشي، نا محمّد بن عمرو، عن عطاء، عن ابن عباس قال:

مرّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و إذا عثمان جالس يبكي على أمّ كلثوم بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، قال:

و مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم صاحباه - يعني أبا بكر و عمر - فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ما يبكيك يا عثمان ؟» قال: أبكي يا رسول اللّه أنه انقطع صهري منك، قال:«لا تبك، و الذي نفسي بيده لو أن عندي مائة بنت تموت واحدة بعد واحدة زوّجتك أخرى حتى لا يبقى من المائة شيء، هذا جبريل أخبرني أن اللّه - عز و جل - أمرني أن أزوّجك أختها رقيّة، و أجعل صداقها مثل صداق أختها»[7761].

كذا قال،[و] (4) المحفوظ : أن الأولى رقيّة.

أخبرنا خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى القرشي، نا علي بن الحسن بن الحسين، نا عبد اللّه بن نظيف، نا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن محمّد بن عطية بن زياد، المعروف بابن الحداد - إملاء - نا زكريا بن يحيى السّجزي، و يعرف بخياط السّنّة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم الجرجاني، أنا حمزة بن يوسف، أنا عبد اللّه بن عدي، نا عبد اللّه بن موسى بن الصقر.

قالا: ثنا (5)[أبو] (6) مروان العثماني [محمّد بن عثمان نا] (7)،و قال ابن الصقر: حدّثني [أبي] (8) عن ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن الأعرج، عن أبي هريرة.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم - و قال ابن الصقر: النبي - صلّى اللّه عليه و سلم، لقي عثمان و هو عند باب المسجد، فقال:«يا عثمان، هذا جبريل عليه السلام يخبرني أنّ اللّه - زاد ابن الصقر: قد، و قالا:-

ص: 39


1- الزيادة عن م.
2- في م: الحماني، تصحيف، و قد تقدم التعريف به.
3- بالأصل:«بن القاسم أحمد» أقحم «القاسم» انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 296/15.
4- الزيادة عن م.
5- الأصل و م: نا، و المثبت عن المطبوعة.
6- الزيادة عن م.
7- الزيادة عن م.
8- الزيادة عن المطبوعة، و قد وردت في م:«نا أبي» بعد قوله: بن عثمان.

زوّجك أم كلثوم، على مثل - و قال ابن الصقر: بمثل (1)-صداق رقيّة، و على مثل صحبتها» (2)[7762].

أخبرنا أبو محمّد عبدان بن زرّين المقرئ، نا نصر بن إبراهيم، نا أبو الفرج بن برهان - بصور - أنا الحسين بن محمّد بن عبيد الدقاق، نا هارون بن يوسف، نا أبو مروان العثماني، حدّثني أبي عثمان بن خالد، عن عبد الرّحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن الأعرج، عن أبي هريرة.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم لقي عثمان بن عفّان على باب المسجد، فقال:«يا عثمان، هذا جبريل يخبرني أنّ اللّه عز و جل قد زوّجك أم كلثوم بمثل صداق رقيّة، على مثل مصاحبتها»[7763].

أخبرناه عاليا أبو القاسم الشّحّامي، أنا محمّد من عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان، أخبرني عمران بن موسى بن مجاشع، نا أبو مروان العثماني - يعني - نا أبي، نا عبد الرّحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن الأعرج، عن أبي هريرة.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم لقي عثمان بن عفّان عند باب المسجد، فقال:«يا عثمان هذا جبريل يخبرني أنّ اللّه زوّجك أمّ كلثوم بمثل صداق رقيّة، و على مثل صحبتها»[7764].

أخرجه ابن ماجة (3) عن أبي (4) مروان عن أبيه.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم.

ح و أنبأنا أبو الفتح الحداد، أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن عبيد اللّه الهمذاني (5).

قالا: نا سليمان بن أحمد الطّبراني، نا محمّد بن زكريا الغلاّبي، نا يعقوب بن جعفر بن سليمان، نا أبي، عن جدي، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال: قال لي عثمان:

قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم حين زوّجني ابنته الأخرى:«لو أنّ عندي عشرا لزوّجتكهنّ واحدة بعد واحدة، و إنّي عنك لراض»[7765].

قال الطّبراني: لا يروى هذا الحديث عن ابن عباس، عن عثمان إلاّ بهذا الإسناد، تفرّد به يعقوب بن جعفر.

ص: 40


1- الأصل: مثل، و المثبت عن م.
2- الأصل: صحتها، و المثبت عن م.
3- سنن ابن ماجة المقدمة 11 باب رقم 110(41/1).
4- بالأصل و م:«ابن» و التصويب عن ابن ماجة.
5- الأصل: المهراني، و في م: الهمداني.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،نا عبد اللّه بن عبد الحميد الواسطي، نا محمّد بن حرب النّشائي (2)،نا عمير بن عمران الحنفي (3)،نا ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«إنّ اللّه أوحى إليّ أن أزوّج كريمتيّ عثمان» (4)[7766].

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا ابن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا ابن عدي (5)،نا إبراهيم بن إسماعيل بن الفرج، نا محمّد بن الوليد بن أبان، نا عمير بن عمران الحنفي، نا ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«أمرني ربّي أن أزوّج كريمتيّ من عثمان بن عفّان»[7767].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أنا محمّد بن عبد اللّه بن شهريار، أنا سليمان بن أحمد الطبراني (6)،نا حباب (7) بن صالح المعدّل الواسطي، نا محمّد بن حرب النشائي (8)،نا عمير بن عمران الحنفي، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم «إنّ اللّه أوحى إليّ أن أزوّج كريمتيّ من عثمان»[7768].

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو يعلى بن الحبوبي (9)،قالا: أنا أبو القاسم بن أبي [العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي] (10) نصر أنا خيثمة بن سليمان، نا أبو سليمان داود بن أحمد البوقي، نا سليمان بن سلمة الخبائري، نا يوسف بن السّفر، عن الأوزاعي، نا يونس بن يزيد، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن عائشة قالت:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم حليلي (11) يقول:«أوحى اللّه إليّ أن أزوّج كريمتي عثمان بن عفّان»[7769].

ص: 41


1- أخرجه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 70/5 في ترجمة عمير بن عمران الحنفي.
2- الأصل: النائي، و في م: النسائي، كلاهما تصحيف، و الصواب ما أثبت، تقدم التعريف به.
3- ترجمته في ميزان الاعتدال 296/3 و لسان الميزان 380/3.
4- في الكامل لابن عدي: من عثمان.
5- من هذه الطريق أخرجه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 287/6 في ترجمة محمّد بن الوليد بن أبان القلانسي.
6- أخرجه الطبراني في المعجم الصغير 148/1.
7- الأصل و م: حيان، تصحيف و التصويب عن المعجم الصغير، ضبطت اللفظة عن التبصير.
8- الأصل:«الخبرني» و في م:«الجنوي» و السند معروف.
9- الأصل:«الخبرني» و في م:«الجنوي» و السند معروف.
10- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
11- بالأصل و م:«خليلي».

قال يوسف:- يعني رقيّة، و أم كلثوم-.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا الحسن بن أبي بكر، أنا عبد الباقي بن قانع القاضي، نا أبو حصين الكوفي، نا العلاء بن عمرو الحنفي، نا نضر بن منصور، عن عقبة بن علقمة (1) أبي الجنوب، عن علي قال:

سمعت النبي صلّى اللّه عليه و سلم يقول لعثمان:«لو أنّ لي أربعين ابنة زوّجتك واحدة بعد واحدة [حتى لا يبقى منهن واحدة] (2)[7770].

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن عمر بن يوسف الفقيه، نا أبو الحسين بن المهتدي، نا أبو حفص بن شاهين، نا أحمد بن عيسى بن السّكين البلدي، حدّثني عبد الملك بن هارون الرّازي، نا العلاء بن عمرو الحنفي، حدّثني نضر بن منصور العنزي، عن عقبة بن علقمة، عن علي، قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم...

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد عبد اللّه بن عدي (3)،نا علي بن أحمد بن بسطام، نا سهل بن عثمان، نا النّضر بن منصور العنزي، نا أبو الجنوب عقبة بن علقمة، قال: سمعت علي بن أبي طالب يقول: سمعت رسول (4) اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«لو كان لي أربعون (5) بنتا - و قال سهل: ابنة - لزوّجت عثمان واحدة [بعد واحدة] (6) حتى لا يبقى منهن واحدة»[7771].

هذا مختصر من حديث (7).

أخبرناه (8) أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن جعفر، أنا أحمد بن (9) عبد المنعم بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد، أنا علي بن عمر بن أحمد، نا محمّد بن مخلد بن حفص، نا أحمد بن محمّد بن غالب، أبو عبد اللّه، نا سهل بن عثمان العسكري، نا النّضر بن منصور العنزي، عن أبي الجنوب (10)،عن علي بن أبي طالب قال:

ص: 42


1- عن م و بالأصل: عقبة.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.
3- الكامل لابن عدي 24/7 في ترجمة النضر بن منصور العنزي.
4- ابن عدي: النبي صلّى اللّه عليه و سلم.
5- الأصل و م: أربعين، و الصواب عن ابن عدي.
6- الزيادة عن م و ابن عدي.
7- ما بين الرقمين سقط من م.
8- الأصل: أخبرنا.
9- ما بين الرقمين سقط من م.
10- هو عقبة بن علقمة اليشكري، أبو الجنوب الكوفي، ترجمته في تهذيب الكمال 132/3.

لقد صنع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بعثمان أمرا ما صنعه بي و لا بأبي بكر، و لا بعمر، قلنا: و ما صنع به يا أمير المؤمنين ؟ قال: كنا حول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم جلوسا و قدمه و ساقه مكشوفة إلى رأسه ركبتيه، و ساقه في ماء بارد كان يضرب عليه عضلة ساقه، فكان إذا جعله في ماء بارد سكن عنه، فقلت: يا رسول اللّه ما لك لا تكشف عن الركبة ؟ فقال:«إنّ الركبة من العورة يا علي»، فبينا نحن حوله إذ (1) طلع علينا عثمان فغطّى ساقه و قدمه بثوبه، فقلت: سبحان اللّه يا رسول اللّه، كنا حولك و ساقك و قدمك مكشوفة، فلمّا طلع علينا عثمان غطّيته، فقال:«أما أستحي ممن تستحي منه الملائكة»؟، ثم طلع علينا عمر فقال: يا رسول اللّه أ لا أعجّبك من عثمان، قال:«و ما ذاك ؟» قال: مررت به آنفا و هو حزين كئيب، فقلت: يا عثمان ما هذا الحزن و الكآبة التي بك ؟ قال: ما لي لا أحزن يا عمر و قد سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«كلّ نسب و صهر مقطوع يوم القيامة إلاّ نسبي و صهري»، و قد قطع صهري من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فعرضت عليه حفصة بنت عمر، فسكت عني، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«يا عمر أ فلا أزوّج حفصة من هو خير من عثمان ؟» قال: بلى يا رسول اللّه، قال: فتزوّج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم حفصة في ذلك المجلس، و زوّج عثمان بنته الأخرى، فقال بعض من حسد عثمان: بخ، بخ، يا رسول اللّه تزوّج عثمان بنتا بعد بنت، فأي شرف أعظم من ذا؟ قال:«لو كانت لي أربعون بنتا زوّجت عثمان واحدة بعد واحدة، حتى لا يبقى منهن واحدة»، و نظر إلى عثمان، فقال:«يا عثمان أين أنت و بلوى تصيبك من بعدي ؟» قال: ما أصنع يا رسول اللّه ؟ قال:«صبرا، صبرا يا عثمان حتى تلقاني و الربّ عنك راض»[7772].

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحدّاد، قالا: أنا أبو نعيم، نا محمّد بن علي بن حبيش، نا حبّان بن إسحاق البلخي، نا محمّد بن مدّويه، نا الجارود بن يزيد، نا حجّاج بن أرطأة، عن عمير بن سعيد، عن عمارة بن رويبة (2)،قال:

خرج علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و هو آخذ بيد عثمان، فقال:«أ لا أبو أيّم صالح أو أخوها يزوّجها من عثمان، فلو كان عندي ثالثة زوّجتها إياه»[7773].

أنبأنا أبو علي الحداد و جماعة، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة (3)،أنا سليمان بن أحمد، نا

ص: 43


1- الأصل و م: إذا.
2- الأصل:«روبة» و في م:«روية» و الصواب ما أثبت و ضبط ، ترجمته في تهذيب الكمال 10/14.
3- بالأصل و م: زيده، تصحيف، و الصواب ما أثبت و ضبط ، تقدم التعريف به، و السند معروف.

أحمد بن رشدين المصري، نا خالد بن عبد السلام الصّدفي [نا الفضل] (1) بن المختار، عن عبيد اللّه بن موهب، عن عصمة بن مالك الخطمي قال: لما ماتت بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم تحت عثمان قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«زوّجوا عثمان، لو كانت لي ثالثة لزوّجته، و ما زوّجته إلاّ بالوحي من اللّه»[7744].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم الإسماعيلي، أنا حمزة بن يوسف، أنا عبد اللّه (2) بن عدي الجرجاني (3)،نا عبد اللّه بن موسى بن الصّقر، نا أبو مروان محمّد بن عثمان العثماني، حدّثني أبي، عن عبد الرّحمن بن أبي الزّناد، عن أبيه، عن الأعرج، عن أبي هريرة.

أن النبي (4) صلّى اللّه عليه و سلم وقف على قبر ابنته الثانية التي كانت عند عثمان، فقال:«أ لا أبو أيّم، أ لا أخو أيّم يزوّجها عثمان، و لو كنّ عشرا لزوّجتهن عثمان، و ما زوّجته إلاّ بوحي من السماء»[7775].

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، نا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن رزقويه - إملاء - نا أبو بكر أحمد بن عيسى بن الهيثم التّمّار [نا إبراهيم] (5) بن عبد اللّه الكجّي، نا عبد اللّه بن عبد الوهاب، حدّثني بكار بن عبد الرّحمن الخزاعي، عن شيخ من أهل مكة قد لقي عطاء، حدّثني عبد اللّه (6) الأموي، قال:

لما ماتت ابنة النبي صلّى اللّه عليه و سلم الثانية عند عثمان قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«أ لا أبو أيّم ينكح عثمان [فإني أنكحته] (7) ابنتيّ ، و لو كانت عندي ثالثة لأنكحته، و ما أنكحته إحدى ابنتيّ إلاّ بوحي من السماء»[7776].

كذا قال: عبد اللّه بن الحسن.

و قد أنبأه (8) أبو محمّد بن الآبنوسي، ثم أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي، نا

ص: 44


1- ما بين معكوفتين زيادة عن م لتقويم السند.
2- الأصل: عبد، و التصويب عن م.
3- أخرجه ابن عدي في الكامل 176/5 في ترجمة عثمان بن خالد المدني.
4- ابن عدي: رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم.
5- الزيادة لتقويم السند عن م.
6- في م: عبد اللّه بن الحسن الأموي.
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م لتقويم المعنى.
8- كذا بالأصل و في م: أنبأناه.

محمّد بن أبي السّري، نا مرحوم بن عبد العزيز العطار، نا داود بن عبد الرّحمن (1)،عن عبد اللّه بن الحرّ، عن أنس بن مالك أو غيره، قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«أ لا أبو أيّم، أ لا أخو أيّم، أ لا ولي أيّم يزوّج عثمان، فإنّي قد زوّجته ابنتين، و لو كانت عندي ثالثة لزوّجته، و ما زوّجته إلاّ بوحي من السماء»[7777].

كذا قال، و ذكر أنس فيه غير محفوظ :

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر اللاّلكائي (2)،أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (3)،نا عبيس (4) بن مرحوم العطار، نا أبي، عن داود بن عبد الرّحمن، عن عبد اللّه بن الحرّ - و لعله الحسن - قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

«أ لا أبو أيّم يزوّج عثمان، فإنّي زوجته بنتيّ فماتتا، و لو كانت عندي ثالثة لزوّجته، و ما زوّجته إلاّ بوحي من السماء»[7778].

و لا معنى لهذا الشك، فإنه ابن الحر.

أخبرناه (5) أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا إبراهيم بن مالك أبو إسحاق البزّاز (6)،نا الحسن بن الربيع، عن مرحوم بن عبد العزيز، عن داود بن عبد الرّحمن، عن عبيد اللّه (7) بن الحر، قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«أ لا أبو أيّم، أ لا أخو أيّم ينكح عثمان، فإنّي أنكحته ابنتيّ ، و لو كانت عندي ثالثة أنكحتها، و ما أنكحته إلاّ بالوحي»[7779].

قال: و أنا الأعرابي، نا إبراهيم، نا ابن الربيع، عن بكّار بن عبد الرّحمن، عن عبيد اللّه (8) بن الحر مثله أو نحوه.

و قد روي من وجه آخر مرسل.

أخبرناه (9) أبو الحسن علي بن محمّد بن يوسف بن العلاّف في كتابه، و أخبرني أبو

ص: 45


1- أقحم بالأصل:«عن عبد الرحمن».
2- في م: الكلابي، تصحيف.
3- أخرجه يعقوب الفسوي في المعرفة و التاريخ 159/3.
4- في المعرفة و التاريخ:«عيسى» تصحيف.
5- الأصل: أخبرنا، و المثبت عن م.
6- في م: البزار.
7- كذا بالأصل و م و المطبوعة، و هو تصحيف، و قد مرّ في سند الرواية السابقة: عبد اللّه، صوابا.
8- كذا بالأصل و م و المطبوعة، و هو تصحيف، و قد مرّ في سند الرواية السابقة: عبد اللّه، صوابا.
9- الأصل: أخبرنا، و المثبت عن م.

طاهر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه السّلجيّ عنه، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن محمّد الأدمي القارئ، نا محمّد - و هو ابن عثمان بن محمّد بن أبي شيبة، نا أحمد - و هو ابن عبد اللّه بن يونس، نا أبو معاوية، نا الحسن بن عمارة، عن سليمان بن المغيرة، عن الحسن قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم لمّا ماتت ابنته الثانية:«ألا أبا أيّم، أو أخاها يزوّج عثمان ؟ فلو كانت عندنا ثالثة لزوّجناه»[7780].

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الغسّاني، نا - و أبو منصور محمّد بن عبد الملك بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (1)،أنا الحسن بن محمّد الخلاّل، نا أحمد بن إبراهيم، نا أحمد بن محمّد بن المغلّس، نا أبو سهل الفضل بن أبي طالب، نا عبد الكريم بن روح البزار (2)،نا أبي، عن أبيه، عن عنبسة (3) بن سعيد، عن جدّته أم عيّاش، و كانت أمة لرقيّة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، قالت: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«ما زوّجت عثمان أمّ كلثوم إلاّ بوحي من السماء»[7781].

الصواب عن أبيه عنبسة (4).

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، نا أحمد بن محمّد بن زياد، نا خلف بن محمّد الواسطي، نا عبد الكريم بن روح بن عنبسة بن سعيد بن أبي عياش، حدّثني أبي روح، عن عنبسة، عن جدته أم أبيه أم عيّاش، و كانت أمة لرقيّة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، قالت: سمعت النبي صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«ما زوّجت عثمان أم كلثوم إلاّ بوحي من السماء»[7782].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو يعلى إسحاق بن عبد الرّحمن بن إسماعيل الصّابوني، أنا أبو الطّيّب الربيع بن محمّد الحاتمي الطّوسي، أنا أبو جعفر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه.

ص: 46


1- تاريخ بغداد 364/12 ضمن أخبار الفضل بن جعفر بن عبد اللّه.
2- في تاريخ بغداد:«البزاز».
3- و عنبسة بن سعيد هو جدّ عبد الكريم بن روح، انظر ترجمة عبد الكريم في تهذيب الكمال 6/12 و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب.
4- فوقها في م: إلى.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو يعلى الصابوني، أنا أبو الطّيّب الربيع بن محمّد الطوسي، أنا أبو جعفر البغدادي.

أن أبا علاثة محمّد بن عمرو بن خالد حدّثهم، نا الهيثم بن حبيب أبو سالم، نا عبد اللّه بن الحارث المخزومي، نا عبيد اللّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، قال:

ذكر عثمان بن عفّان عند النبي صلّى اللّه عليه و سلم فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ذاك النور»، فقيل له: ما النور؟ قال:«النور شمس في السماء و الجنان، و النور يفضل على الحور العين، و إنّي زوّجته ابنتيّ ، فلذلك سمّاه اللّه عند الملائكة ذا النور، و سمّاه في الجنان ذا النورين، فمن شتم عثمان فقد شتمني»[7783].

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر.

ح و أخبرنا أبو الحسن الفرضي، و أبو الفتح ناصر بن عبد الرّحمن بن محمّد، قالا:

أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو نصر بن الجندي.

قالا: أنا خيثمة بن سليمان، نا هلال بن العلاء، نا أبي، نا إسحاق الأزرق، نا أبو سنان، عن الضّحاك بن مزاحم، عن النّزّال بن سبرة الهلاليّ ، قال:

قلنا لعلي: يا أمير المؤمنين فحدّثنا عن عثمان بن عفّان، فقال: ذاك امرؤ يدعى في الملأ الأعلى ذا النورين، كان ختن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم على ابنتيه، ضمن له بيتا في الجنة.

و اللفظ لحديث ابن الجندي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي - إملاء - أنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الحافظ ، نا أحمد بن محمّد بن الجرّاح الضّرّاب، نا أبو عمر هلال بن العلاء، نا أبي، نا إسحاق الأزرق، نا أبو سنان.

ح قال الدارقطني: و أنا القاضي أبو عمر محمّد بن يوسف - قراءة عليه و أنا أسمع - أنّ سعدان بن نصر حدّثهم، نا إسماعيل بن يحيى بن عبيد اللّه التيمي، عن أبي سنان:

عن الضحّاك، عن النّزّال بن سبرة (1)،قال:

ص: 47


1- ترجمته في تهذيب الكمال 54/19. و سبرة بفتح المهملة و سكون الموحدة (تقريب التهذيب).

وافقنا من عليّ بن أبي طالب ذات يوم طيب نفس و مزاحا، فقلنا: يا أمير المؤمنين حدّثا عن عثمان بن عفّان، قال: ذاك امرؤ يدعى في الملأ الأعلى ذا النورين، كان ختن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم على ابنتيه، ضمن له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بيتا في الجنة.

اسم أبي سنان سعد (1) بن سنان الشيباني.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم الدّاراني، أنا أبو الفرج سهل بن بشر بن أحمد الأسفرايني، أنا أبو بكر خليل بن هبة اللّه بن خليل - بدمشق - أنا أبو الحسين (2) عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد، أنا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاّب، أنا العباس بن الوليد بن صبح الخلاّل، نا الوليد بن الوليد، نا ابن ثوبان، عن بكر بن عبد اللّه، عن أبيه، عن ابن عباس.

عن أم كلثوم أنها جاءت النبي صلّى اللّه عليه و سلم فقالت: يا رسول اللّه زوج فاطمة خير من زوجي، قال: فأسكت النبي صلّى اللّه عليه و سلم مليا ثم قال:«زوّجتك من يحبه اللّه و رسوله، و يحبّ اللّه و رسوله» فولّت (3):فقال:«هلمّي ما ذا قلت ؟» قالت: زوّجتني من يحب اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله. قال:«نعم و أزيدك (4) لو قد دخلت الجنّة فرأيت منزله لم تري (5) أحدا من أصحابي يعلوه في منزله»[7784].

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه، نا أبو محمّد الجوهري، نا أبو الحسين محمّد بن المظفّر بن موسى الحافظ ، نا أحمد بن عبد اللّه بن سابور (6) الدقاق، نا أيوب بن محمّد الوزّان، نا الوليد بن الوليد، حدّثني ابن ثوبان عن بكر بن عبد اللّه المزني، عن أبيه، عن ابن عباس، عن أم كلثوم.

أنها جاءت إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلم فقالت: يا رسول اللّه، زوّجت فاطمة خيرا من زوجي، قال:

فأسكت النبي صلّى اللّه عليه و سلم مليا ثم قال:«زوّجتك من يحبه اللّه و رسوله، و يحبّ اللّه و رسوله»، فلما ولّت دعاها، فقال:«كيف قلت ؟» قالت: قلت: زوّجتك من يحبه اللّه و رسوله، و يحب اللّه

ص: 48


1- كذا بالأصل و م، و هو تصحيف، ترجم له في تهذيب الكمال 226/7 باسم سعيد.
2- الأصل: الحسن، تصحيف، و التصويب عن م، تقدم التعريف به.
3- رسمها مضطرب بالأصل، و التصويب عن م.
4- في الأصل: و يزيدك، و التصويب عن م.
5- بالأصل:«تر» و التصويب عن م.
6- بالأصل و م: شابور، تصحيف، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 462/14.

و رسوله، قال:«نعم، و أزيدك، لو قد دخلت الجنّة فرأيت منزله لم تري أحدا من أصحابي يعلوه في منزله»[7785].

رواه غيره ملحق (1) عن أيوب فقال: إنّ أم كلثوم:

أنبأنا أبو علي الحدّاد، و حدّثني أبو مسعود الشّروطي عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن محمّد بن أبي موسى الأنطاكي، نا أيوب بن محمّد الوزّان، نا الوليد بن الوليد، عن ابن ثوبان، عن بكر بن عبد اللّه المزني، عن أبيه، عن ابن عباس.

أنّ أمّ كلثوم جاءت إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فقالت: يا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم زوج فاطمة خير من زوجي، فأسكت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم مليا ثم قال:«زوجك يحبّه اللّه و رسوله، و يحبّ اللّه و رسوله، فأريتك لو دخلت الجنّة فرأيت منزله لم تري أحدا من الناس يعلوه في منزله»[7786].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن جعفر، أنا أحمد بن عبد المنعم بن أحمد، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم الشافعي، نا أحمد بن إسحاق التّنوخي القاضي، نا محمّد بن يحيى بن رزين، عن إسماعيل بن يحيى بن عبيد اللّه، عن سفيان عن (2) أبي إسحاق، قال:

قال رجل لعلي بن أبي طالب: إنّ عثمان في النار، قال: و من أين علمت ؟ قال: لأنه أحدث أحداثا، فقال له علي: أتراك لو كانت لك بنت أ كنت تزوجها حتى تستشير؟ قال: لا، قال: أ فرأي هو خير من رأي رسول اللّه لا بنتيه ؟! و أخبرني عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم أ كان إذا أراد أمرا يستخير اللّه أو لا يستخيره ؟ قال: لا بل كان يستخيره، قال: أ فكان اللّه عزّ و جل يخير له أم لا؟ قال: بل كان يخير له، قال: فأخبرني عن رسول اللّه، أخار اللّه له في تزويجه عثمان أم لم يخر له ؟ قال: ثم قال: لقد تجردت لك (3) لأضرب عنقك فأبى اللّه ذلك، أما و اللّه لو قلت غير ذلك ضربت عنقك.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة الحرّاني، و محمّد بن أحمد بن سلم الرّقّي بحرّان، و أبو الفضل محمّد بن الحسن بن علي بن حرب الرّقّي القاضي، و أحمد بن الحسن بن عبد الملك الأصبهاني، و أحمد بن

ص: 49


1- ليست اللفظة في م.
2- الأصل:«بن» و التصويب عن م.
3- تجرد للأمر: جدّ فيه (اللسان: جرد).

الحسين المرادي (1) الموصلي، و حسين بن عبد اللّه بن يزيد بن الأزرق القطّان الرّقّي، قالوا: أنا علي بن جميل الرّقّي، نا جرير بن عبد الحميد، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس قال:

قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«ما في الجنة شجرة - أو في الجنة شجرة ما - عليها ورقة إلاّ مكتوب عليها: لا إله إلاّ اللّه محمّد رسول اللّه، أبو بكر الصدّيق، عمر الفاروق، و عثمان ذو النورين»[7787].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنا أبو طالب محمّد بن علي العشاري، نا محمّد بن أحمد بن إسماعيل.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين الفرضي، نا محمّد بن علي بن المهتدي، أنا عبيد اللّه بن محمّد بن أبي مسلم.

قالا: أنا عثمان بن أحمد، نا إسحاق بن إبراهيم الختّلي، نا - و في حديث ابن أبي مسلم: حدّثني - القاسم بن أبي علي الكوفي، نا عبد العزيز بن عمرو بن الخراساني، عن جرير.

ح و أخبرنا أبو منصور محمّد بن عبد الملك المقرئ، أنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب (2)،أنا أبو القاسم عبد العزيز بن محمّد بن نصر السّتوري (3)،نا محمّد بن عبد اللّه الشافعي، نا الهيثم بن خلف، نا حسن (4) بن عبد الرّحمن أبو علي، نا جرير، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عبّاس قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ليس في الجنّة شجرة إلاّ و على كل ورقة منها - زاد الهيثم: مكتوب و قالا:- لا إله إلاّ اللّه، محمّد رسول اللّه، أبو بكر الصدّيق، عمر الفاروق، عثمان ذو النورين»[7788].

ص: 50


1- الأصل:«الحرادي» و في م:«الحواري» تصحيف، و الصواب ما أثبت.
2- الخبر في تاريخ بغداد 337/7 في ترجمة الحسن بن عبد الرحمن بن عباد، أبي علي الاحتياطي.
3- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى الستر، و جمعه الستور، و هذه النسبة إما إلى حفظ الستور و البوابية على ما جرت به عادة الملوك أو حمل أستار الكعبة. ترجم له السمعاني في الأنساب.
4- الأصل: حسين، تصحيف، و التصويب عن م و تاريخ بغداد.

أخبرنا أبوا (1) الحسن: علي بن أحمد بن قبيس، و علي بن الحسن قالا: نا - و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا - أبو بكر الخطيب (2)،أنا محمّد بن عبيد اللّه الحنّائي.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن [الحسين، نا أبو] (3) الحسين بن المهتدي، أنا عبيد اللّه بن محمّد بن أبي مسلم.

قالا: أنا عثمان بن أحمد بن السماك، نا إسحاق بن إبراهيم الختّلي، نا أبو بكر عبد الرّحمن بن عفان الصوفي، نا محمّد بن مجيب الصائغ، نا جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ليلة أسري بي رأيت على العرش مكتوبا: لا إله إلاّ اللّه محمّد رسول اللّه، أبو بكر الصدّيق، عمر الفاروق، عثمان ذو النورين، يقتل مظلوما»[7789].

أخبرنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد في كتابهما قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني شيبان بن فرّوخ، نا مبارك بن فضالة، عن الحسن قال: إنّما سمّي عثمان ذا النّورين لأنه لا يعلم أحدا أغلق بابه على ابنتي نبيّ غيره.

أخبرنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن، أنا أبو القاسم يوسف بن محمّد الهمذاني (4)، أنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثني جدي يعقوب، قال: سمعت عبد اللّه بن عمر بن أبان يقول: سمعت خالي حسين بن علي يقول:

تدرون لم سمّي عثمان ذا النورين ؟ قلنا: لا، قال: لم يجمع أحد بنتي نبيّ غير عثمان.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال:

سمعت أبا نصر أحمد بن سهل يقول: سمعت صالح بن محمّد يقول: سمعت عبد اللّه بن عمر بن أبان الجهني يقول: قال لي خالي حسين الجعفي: يا بني، تدري لم سمّي عثمان ذا النورين ؟ قلت: لا أدري، قال: لم يجمع بين ابنتي نبي مذ خلق اللّه آدم إلى أن تقوم الساعة غير عثمان بن عفّان، فلذلك سمّي ذا النورين.

ص: 51


1- بالأصل و م:«أبو» تصحيف.
2- تاريخ بغداد 264/10 في ترجمة عبد الرحمن بن عفان أبي بكر الصوفي.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن م لتقويم السند.
4- بالأصل و م: الهمداني بالدال المهملة، تصحيف.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: نا (1) و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (2)،أنا محمّد بن أحمد بن رزق، نا أبو علي الصواف، نا أبو الحسن محمّد بن الحسين بن خالد القنّبيطي، نا إبراهيم بن سعيد، نا محمّد بن سعيد الأموي (3)،عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن المهلّب بن أبي صفرة قال: سألت أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم: لم قلتم في عثمان أعلاها (4) فوقا؟ قالوا: لأنه لم يتزوج رجل من الأولين و لا الآخرين ابنتي نبيّ غيره.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد (5)،نا كهمس بن معمر، نا سلمة بن شبيب، نا عبد الحميد بن عبد الرّحمن الحمّاني، نا إسماعيل بن عبد الملك، عن عبد اللّه بن أبي مليكة، عن عائشة أنها قالت:

ما رأيت النبي صلّى اللّه عليه و سلم رافعا يديه حتى يبدو ضبعيه (6) إلاّ لعثمان بن عفّان إذا دعا له.

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري، و أبو منصور بن العطار، قالوا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبد اللّه بن محمّد، نا نصر بن علي، نا عبد اللّه بن داود، عن إسماعيل بن عبد الملك، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة فيما أظن، كذا قال ابن داود.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم دخل بيت عائشة فإذا فيه شيء بعث به عثمان، قال: فدعا له.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين [نا أبو الحسين] (7) محمّد بن علي الهاشمي، نا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان - إملاء - نا أحمد بن محمّد بن سليمان الباغندي، نا علي بن حرب، نا محمّد بن يعلى الثقفي، عن أبي نعيم - يعني عمر بن الصّبح - عن خالد بن ميمون، عن عبد الكريم أبي (8) أمية، عن طاوس، عن عائشة قالت:

ص: 52


1- في المطبوعة: ثنا.
2- الخبر في تاريخ بغداد 231/2 في ترجمة محمّد بن الحسين القنبيطي.
3- من طريقه رواه ابن كثير في البداية و النهاية بتحقيقنا 238/7.
4- في البداية و النهاية: أعلانا.
5- أخرجه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 280/1 في ترجمة إسماعيل بن عبد الملك بن رفيع.
6- الضبع بسكون الباء، وسط العضد (اللسان: ضبع).
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.
8- بالأصل:«بن» تصحيف، و هو عبد الكريم بن أبي مخارق، أبو أمية، و التصويب عن م، ترجمته في تهذيب التهذيب 376/6.

مكث آل محمّد صلّى اللّه عليه و سلم أربعة أيام ما طعموا شيئا حتى تضاغوا (1) صبياننا، فدخل عليّ النبي صلّى اللّه عليه و سلم فقال:«يا عائشة هل أصبتم بعدي شيئا؟» فقلت: من أين، إن لم يأتنا اللّه به على يديك ؟ فتوضّأ و خرج متسجّيا (2) يصلّي هاهنا مرّة، و هاهنا مرة يدعو، قالت: فأتى عثمان بن عفّان من آخر النهار، فاستأذن، فهممت أن أحجبه ثم قلت: هو رجل من مكاثير المسلمين، لعل اللّه إنّما ساقه إلينا ليجري لنا على يديه خيرا، و أذنت له، فقال: أيا أمّتاه أين رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ؟ فقلت: يا بني ما طعم آل محمّد صلّى اللّه عليه و سلم من أربعة أيام شيئا، دخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم متغيرا، ضامر البطن، فأخبرته بما قال لها، و بما ردّت عليه، قال: فبكى عثمان بن عفان و قال: مقتا للدنيا، ثم قال: يا أم المؤمنين ما كنت بحقيقة ينزل بك مثل - يعني - هذا ثم لا تذكرينه لي، و لعبد الرّحمن بن عوف، و لثابت بن قيس في نظرائنا (3) من مكاثر الناس، ثم خرج، فبعث إلينا بأحمال من الدقيق، و أحمال من الحنطة، و أحمال من التمر، و بمسلوخ و ثلاثمائة درهم في صرّة، ثم قال: هذا يبطئ عليكم، فأتى بخبز و شواء كثير، فقال: كلوا أنتم و اصنعوا لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم حتى يجيء، ثم أقسم عليّ أن لا يكون مثل هذا إلاّ أعلمته، قالت: و دخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فقال:«يا عائشة هل أصبتم بعدي شيئا؟» قلت: يا رسول اللّه قد علمت إنّك إنّما خرجت تدعو اللّه و قد علمت أنّ اللّه لم يردّك عن سؤالك، فقال:«فما أصبتم ؟» قلت:[كذا و كذا حمل بعير دقيق و] (4) كذا و كذا بعير حنطة، و كذا و كذا بعير تمر، و ثلاثمائة درهم في صرّة، و مسلوخا و خبزا و شواء كثيرا، فقال:«من من ؟» فقلت: من عثمان بن عفّان، قالت: و بكى و ذكر الدنيا بمقت، و أقسم عليّ أن لا يكون فبينا مثل هذا إلاّ أعلمته، قالت: يعني - فلم يجلس النبي صلّى اللّه عليه و سلم حتى خرج إلى المسجد، و رفع يديه و قال:«اللّهمّ قد رضيت عن عثمان فارض عنه، اللّهمّ قد رضيت عن عثمان فارض عنه» (5)[7790].

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسن بن

ص: 53


1- كذا بالأصل و م بإثبات الواو، و هي لغة رديئة. و تضاغى من الضغاء و هو صوت الذليل المقهور مع بكاء و صياح (اللسان: ضغو).
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: منسحبا(؟).
3- الأصل: نظائرنا، و المثبت عن م.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م، و قد جاء فيها: دقيق، و الأشبه فيها النصب.
5- ما بين الرقمين استدرك على هامش م و بعده صح.

أحمد بن محمّد، أنا أبو نعيم عبد الملك بن محمّد بن عدي الفقيه، نا أبو الأحوص المخزومي (1)،نا يحيى بن سليمان المحاربي، نا مسعر، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال:

رأيت النبي صلّى اللّه عليه و سلم رافعا يديه يدعو لعثمان بن عفّان:[فقال:«يا رب، عثمان بن عفان، رضيت عنه فارض عنه»، فما زال يدعو رافعا يديه حتى طلع الفجر[7791].

أخبرناه أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ في كتابه، ثم حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد (2)المعدّل، و عبد اللّه بن محمّد بن الحجاج قالا: أنا أبو مسلم عمرو بن عثمان القاضي البرني، نا محمّد بن نصر أبو الأحوص المروزي (3)،نا يحيى بن سليمان المحاربي، عن مسعر، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال:

رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم باسطا يديه و هو يقول:«اللّهم، عثمان رضيت عنه فارض عنه»، فلم يزل باسطا يديه يدعو له (4)[7792].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنا أبو طالب محمّد بن علي بن الفتح العشاري (5).

و أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي.

قالا: نا محمّد بن أحمد بن إسماعيل الواعظ ، أنا أبو بكر محمّد بن يونس المطرّز، نا يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم المكتب، نا يحيى بن سليمان المحاربي، نا مسعر بن كدام، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري قال:

رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم من أوّل الليل إلى أن طلع الفجر رافعا يديه يدعو لعثمان بن عفّان يقول:«اللّهمّ ، عثمان رضيت عنه فارض عنه»[7793].

ص: 54


1- كذا بالأصل هنا، و في م: المخرمي، و مثلها في المطبوعة. انظر ما يلي.
2- أقحم بالأصل بعدها:«بن أحمد بن محمّد» و المثبت يوافق م و المطبوعة.
3- كذا بالأصل و م هنا و هما اثنان ترجم لهما الخطيب: محمّد بن نصر بن سليمان أبو الأخوص المخرمي (كذا فيه: الأخوص بالخاء المعجمة)313/3. و محمّد بن نصر، أبو عبد اللّه المروزي الفقيه.
4- فوقها في م: إلى.
5- ضبطت عن الأنساب.

[و] (1) أخبرناه خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى، أنا علي بن الحسن بن الحسين، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عمر بن محمّد بن سعيد البزّاز، أنا أبو الحسن شعبة بن الفضل بن سعيد التغلبي (2) البغدادي، نا يعقوب بن إسحاق البيهسي (3)،نا يحيى بن سليمان، نا مسعر بن كدام بعيساباذ زمن المهدي عن عطية، عن أبي سعيد قال:

رمقت (4) النبي صلّى اللّه عليه و سلم ذات ليلة رافعا يديه من أوّل الليل إلى أن طلع الفجر يدعو لعثمان و هو يقول:«اللّهم عثمان رضيت عنه»[7794].

و قد روي عن مسعر من وجه آخر بلفظ آخر.

أخبرناه أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس، نا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن الحسن الخلاّل - إملاء - نا عبد اللّه بن عثمان بن محمّد الصفّار، نا عمر بن محمّد بن هارون العسكري، نا محمّد بن الوليد الكرابيسي، نا أبو سالم الفقيمي، نا مسعر بن كدام، عن عطية، عن أبي سعيد قال:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول لعثمان:«غفر اللّه لك ما قدّمت و ما أخّرت (5)،و ما أسررت، و ما أعلنت و ما كان منك، و ما هو كائن إلى يوم القيامة»[7795].

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو يعلى حمزة بن علي، قالا: أنا أبو القاسم علي بن محمّد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا أحمد بن سليمان الصّوري، نا محمّد بن معاوية النيسابوري، نا خالد بن سعيد بن الفياض (6)،عن يوسف بن سهل بن يوسف الأنصاري، عن أبيه، عن جده قال:

خطب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فقال في خطبته:«اللّهمّ ارض عن عثمان»[7796].

كذا قال، و إنما هو: ابن (7) العاص.

أخبرنا أبو الفرج عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن محمّد بن يوسف، أنا أبو نصر

ص: 55


1- زيادة لازمة عن المطبوعة.
2- بدون إعجام بالأصل، و في م: الثعلبي، و المثبت عن تاريخ بغداد، ترجمته فيه 266/9.
3- ضبطت عن الأنساب.
4- أقحم بعدها بالأصل: إلى.
5- أقحم بعدها بالأصل: و ما أعلنت.
6- كذا رسمها بالأصل و م و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب.
7- بالأصل و م: أبو العاص، تصحيف و الصواب ما أثبت، و هو خالد بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، ترجمته في تهذيب الكمال 360/5.

الزينبي، أنا أبو بكر محمّد بن عمر بن علي بن خلف (1) الورّاق، نا أبو بكر محمّد بن السّري بن عثمان التّمّار، نا محمّد بن عبد الملك الدّقيقي، نا سعيد بن عامر، عن يزيد بن إبراهيم التّستري، عن ليث بن أبي سليم قال:

أول من خبص الخبيص في الإسلام عثمان، خلط بين العسل و النّقيّ (2)،ثم بعث به إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إلى منزل أم سلمة، فلم يصادفه، فلمّا جاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم وضعته بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فاستطابه، قال:«من بعث بهذا؟» قالت: عثمان، قالت: فرفع يديه إلى السماء و قال:«اللّهمّ إنّ عثمان يترضاك فارض عنه»[7797].

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو يعلى بن الحبوبي (3)،قالا: أنا علي بن محمّد، أنا عبد الرّحمن بن عثمان، أنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان، نا محمّد بن يونس بن موسى الشّامي، نا سعيد بن عامر، نا يزيد بن إبراهيم، عن ليث بن أبي سليم قال:

أوّل من خبص الخبيص في الإسلام عثمان بن عفّان،[قدمت عليه عير تحمل] (4) النّقيّ و العسل فخلط بهما و بعث به إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إلى منزل أم سلمة، فلما جاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، قدّمت بين يديه، فأكل منه، فاستطابه، فقال:«من بعث به ؟» [فقالت: عثمان يا رسول اللّه بعث به] (5) فقال:«اللّهم إنّ عثمان يترضاك فارض عنه»[7798].

أخبرنا أبو منصور محمود بن أحمد بن عبد المنعم بن ماشاذة، أنا أبو علي الحسن بن عمر بن يونس، أنا القاضي أبو عمر الهاشمي، أنا أبو العباس محمّد بن أحمد الأثرم، نا حميد بن الربيع الخرّاز (6)،نا يحيى بن اليمان، نا العلاء بن المنهال الغنوي، عن زيد بن أسلم، قال:

بعث عثمان إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلم بناقة صهباء، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«اللّهمّ جوّزه على الصراط »[7799].

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم (7)،نا سليمان بن أحمد، نا الحسن (8) بن إسحاق

ص: 56


1- في م: خالد.
2- النقي: الخبز الحواري الأبيض (اللسان).
3- شديدة الاضطراب بالأصل و م، تقرأ: الحبري و الحبوي و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
4- ما بين معكوفتين مكانه بالأصل:«غير تحملي» و الزيادة المثبتة لتوضيح المعنى عن م.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
6- في م: الخرار أو الحزار.
7- الخبر في حلية الأولياء 59/1.
8- في الحلية: الحسين.

التّستري، نا رجاء بن مصعب الأذني (1)،نا محمّد بن إسحاق الصنعاني (2)،حدّثني عامر الشعبي، عن مسروق، عن عبد اللّه قال:

رأى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم عثمان بن [عفان يوم] (3) جيش العسرة جائيا و ذاهبا، فقال:«اللّهمّ اغفر لعثمان ما أقبل و ما أدبر، و ما أخفى و أعلن (4)،و ما أسرّ و ما جهر»[7800].

قال محمّد بن إسحاق: ما حفظت من الشعبي إلاّ هذا الحديث الواحد.

أخبرنا أبو الوفاء عمر بن الفضل بن أحمد المميّز (5)،و أبو محمّد أحمد بن محمّد بن أحمد، قالا: أنا إبراهيم القفّال، أنا إبراهيم بن خرّشيذ قوله، نا محمّد بن عبيد اللّه بن العلاء، نا علي بن حرب، نا [أبو] (6) إبراهيم محمّد بن القاسم الأسدي، قال: سمعت سفيان الثوري يسأل الأوزاعي فقال:

حدّثني حسان بن عطية أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال لعثمان:«غفر اللّه لك يا عثمان ما قدّمت و ما أخّرت، و ما أسررت و ما أعلنت، و ما أخفيت و ما أبديت، و ما هو كائن إلى يوم القيامة»[7801].

أخبرنا أبو عبد اللّه بن البنا، أنا أبو القاسم يوسف بن محمّد، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، حدّثني محمّد بن القاسم الأسدي، نا الأوزاعي، عن حسان بن عطية، قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«غفر اللّه لك يا عثمان ما قدّمت و ما أخّرت، و ما أسررت و ما أعلنت، و ما أبديت و ما أخفيت، و ما هو كائن إلى يوم القيامة»[7802].(7) أخبرنا (8) خالي أبو المكارم سلطان بن يحيى بن علي، و داود بن محمّد قالا: أنا

ص: 57


1- تقرأ بالأصل: الادمى، و المثبت عن الحلية.
2- كذا رسمها بالأصل و الحلية، و في م: الصغاني.
3- الزيادة عن الحلية، و «بن عفان» ليس في م.
4- في م: و ما أعلن.
5- الأصل: الهير، و في م: المنير، و المثبت عن المشيخة 156/ب.
6- زيادة عن م.
7- قبله في م الخبر التالي: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، نا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني الحسن بن عرفة و غيره، قالوا: أنا محمّد بن القاسم الأسدي عن الأوزاعي عن حسان بن عطية قال قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم: غفر اللّه لك يا عثمان ما قدمت و ما أخرت، و ما أسررت و ما أعلنت، و ما أبديت و ما هو كائن إلى يوم القيامة.
8- قبل السند في المطبوعة: أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسين، أنا علي بن محمّد السلمي. و أخبرنا أبو المعالي السلمي، أنا ابن بيان قالا: أنا ابن مخلد.

أبو القاسم بن بيان - و أجازه لي أبو القاسم - أنا أبو الحسن بن مخلد.

ح و أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد اللّه بن مهدي، و أبو الحسن محمّد بن أحمد بن أحمد (1) بن رزق، و أبو الحسين محمّد بن الحسين بن الفضل، و أبو محمّد عبد اللّه [بن يحيى بن عبد] (2) الجبّار، و أبو الحسن محمّد بن محمّد بن إبراهيم بن مخلد، قالوا: أنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، نا الحسن بن عرفة، حدّثني محمّد بن القاسم الأسدي، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم لعثمان بن عفّان:

«غفر اللّه لك يا عثمان ما قدّمت و ما أخّرت، و ما أسررت و ما أعلنت، و ما أخفيت و ما أبديت (3)،و ما هو كائن إلى يوم القيامة»[7803].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو بكر البرقاني، حدّثني ابن حيّوية، نا أحمد بن محمّد بن مسعدة الفزاري، نا جعفر بن درستويه بن المرزبان، نا أحمد بن محمّد بن القاسم بن محرز، قال:

سألت يحيى بن معين عن محمّد بن القاسم الأسدي صاحب حديث الأوزاعي، عن حسان بن عطية:«غفر اللّه لك يا عثمان ما قدّمت و ما أخّرت، و ما أسررت و ما أعلنت»، و قلت له: حدث أبو الأحوص سلاّم بن سليم هذا الحديث عن أبي إبراهيم، عن الأوزاعي فقال: هو هذا محمّد بن القاسم ليس بشيء، كان يكذب، قد سمعته (4) منه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا أبو موسى هارون بن عبد اللّه، نا أبو داود الطيالسي، حدّثنا السكن بن المغيرة أبو محمّد مولى آل عثمان قال أبو داود: و كان ثقة، حدّثني الوليد بن أبي هشام (5) عن

ص: 58


1- كذا بالأصل و م و قد سقط من عامود نسبه بين أحمد و أحمد «بن محمّد» انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 58/11.
2- الزيادة عن م.
3- الأصل: بديت، و التصويب عن م.
4- في م: سمعت.
5- ترجمته في تهذيب الكمال 467/19.

فرقد أبي طلحة (1) عن عبد اللّه (2) بن خبّاب (3) قال:

خطب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فحضّ الناس على جيش العسرة، فقام عثمان فقال: يا رسول اللّه مائة بعير بأحلاسها (4) و أقتابها (5)،ثم حضّ أيضا فقام عثمان فقال: مائتا بعير بأحلاسها و أقتابها، ثم حضّ أيضا، فقام عثمان فقال: ثلاثمائة بعير بأحلاسها و أقتابها في سبيل اللّه، قال: فرأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ينزل على المنبر و هو يقول:«ما على عثمان ما عمل بعد هذا»، قالها غير مرّة.

قال عبد اللّه بن محمّد [البغوي] (6):هكذا حدّثني أبو موسى هذا الحديث، قال فيه عن عبد اللّه بن خبّاب (7)،و قد رواه غير أبي موسى عن أبي داود و أبي الوليد و غيرهم، كلهم قال: عن عبد الرّحمن بن خبّاب (8).

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو يعلى حمزة بن علي، قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا أحمد بن ملاعب البغدادي، نا إبراهيم بن مكتوم، نا سليمان أبو (9) داود الطيالسي، نا السكن بن المغيرة البزاز، عن الوليد بن أبي هشام، عن فرقد أبي طلحة، عن عبد الرّحمن بن خبّاب (10) السلمي (11)،قال:

شهدت النبي صلّى اللّه عليه و سلم حضّ على جيش قال: فقام عثمان بن عفّان فقال: عليّ مائة من الإبل بأحلاسها و أقتابها في سبيل اللّه، قال: ثم حضّ النبي صلّى اللّه عليه و سلم، فقام عثمان فقال: عليّ مائة من الإبل بأحلاسها و أقتابها في سبيل اللّه،[قال: ثم] (12) حضّ النبي للّه فقال عثمان:[عليّ ] (13)مائة من الإبل بأحلاسها و أقتابها في سبيل اللّه، قال: فنزل النبي صلّى اللّه عليه و سلم عن المنبر و هو يقول:«ما

ص: 59


1- ترجمته في تهذيب الكمال 49/15.
2- كذا بالأصل و م، و سيرد آخر الحديث:«عبد الرحمن بن خباب» و هو الصواب انظر ترجمته في تهذيب الكمال 172/11 و الإصابة 396/2.
3- بالأصل و م: حباب بالحاء المهملة، و الصواب ما أثبت و ضبط عن تقريب التهذيب و الإصابة.
4- الأحلاس: الأكسية التي تكون على ظهور الإبل تحت الرحال.
5- الأصل: فتابها، و التصويب عن م، و الأقتاب جمع قتب.
6- زيادة منا للإيضاح.
7- بالأصل و م: حباب بالحاء المهملة، و الصواب ما أثبت و ضبط عن تقريب التهذيب و الإصابة.
8- بالأصل و م: حباب بالحاء المهملة، و الصواب ما أثبت و ضبط عن تقريب التهذيب و الإصابة.
9- الأصل:«بن» و التصويب عن م.
10- بالأصل و م: حباب بالحاء المهملة، و الصواب ما أثبت و ضبط عن تقريب التهذيب و الإصابة.
11- السلمي بضم السين، و قيل بفتحها، و نقل ابن حجر في الإصابة عن ابن حبان: إنه أنصاري، و عقب ابن حجر قال: فإن صح هذا فهو سلمي بفتح السين.
12- الزيادة عن م للإيضاح، و بعدها بالأصل: خص، و التصويب عن م.
13- الزيادة عن م.

على ابن عفان ما عمل بعد اليوم»[7804].

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون الرّوياني.

ح (1) و أخبرنا (2) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري (3).

ح و أخبرنا أبو منصور موهوب بن أحمد بن محمّد بن الخضر، و أبو الحسين أحمد بن محمّد بن الطيب، قالا: أنا أبو القاسم بن البسري.

قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا يحيى بن محمّد.

قالا: نا عمرو بن علي، نا أبو داود و عبد الصمد، قالا: نا السكن بن المغيرة، عن الوليد بن أبي هشام، عن فرقد أبي طلحة عن عبد الرّحمن بن خبّاب (4) السّلمي قال:

خطبنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في جيش العسرة فحضّ النبيّ على جيش العسرة، فقال عثمان:

عليّ مائة - يعني ناقة - بأحلاسها و أقتابها، ثم حضّ فقال عثمان: عليّ مائتان، ثم نزل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ثم قام فحضّ فقال عثمان بن عفّان: عليّ ثلاثمائة، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ما على عثمان ما عمل بعد اليوم» و في حديث المخلّص: ما فعل[7805].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (5)،[حدثني أبي] (6) حدّثني أبو موسى العنزي، نا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدّثني سكن بن المغيرة، حدّثني الوليد بن أبي هشام، عن فرقد أبي طلحة، عن عبد الرّحمن بن خبّاب (7) السلمي قال: خطب (8) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فحثّ على جيش العسرة، فقال عثمان بن عفّان: عليّ مائة بعير بأحلاسها و أقتابها، قال: ثم حثّ فقال عثمان: عليّ مائة أخرى بأحلاسها و أقتابها، قال: ثم نزل مرقاة من المنبر ثم حثّ فقال عثمان: عليّ مائة أخرى بأحلاسها و أقتابها، قال: فرأيت النبي صلّى اللّه عليه و سلم يقول بيده هكذا يحرّكها، و أخرج عبد الصمد يده كالمتعجب:«ما على عثمان ما عمل بعد هذا»[7806].

ص: 60


1- «ح» حرف التحويل زيادة عن المطبوعة.
2- ما بين الرقمين سقط من م.
3- ما بين الرقمين سقط من م.
4- الأصل و م: حباب، تصحيف، و الصواب ما أثبت.
5- مسند أحمد بن حنبل 603/5 رقم 16696.
6- الزيادة عن مسند أحمد.
7- الأصل و م: حباب، تصحيف، و الصواب ما أثبت.
8- في المسند: خرج.

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا يوسف بن الحسن، قالا: أنا أبو نعيم، نا عبد اللّه بن جعفر بن أحمد، نا يونس بن حبيب، نا أبو داود الطيالسي، نا سكن بن المغيرة، عن الوليد بن (1) هشام، عن فرقد أبي طلحة، عن عبد الرّحمن بن خبّاب (2) قال:

سمعت النبي صلّى اللّه عليه و سلم حضّ على جيش العسرة، فقام (3) عثمان بن عفّان: فقال: مائة بعير بأحلاسها و أقتابها في سبيل اللّه، ثم حضّ الثانية، فقام عثمان فقال: مائتي بعير بأحلاسها و أقتابها في سبيل اللّه، ثم حضّ الثالثة، فقام عثمان فقال: ثلاثمائة بعير بأحلاسها و أقتابها في سبيل اللّه، قال: فرأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ينزل عن المنبر و هو يقول:«ما على عثمان [ما عمل] (4)بعد هذا» مرّتين أو ثلاثا[7807].

أخبرناه (5) أبو بكر محمّد بن الحسين (6) بن علي بن إبراهيم، و أبو العباس أحمد بن محمّد بن أبي سعيد، قالا: نا [أبو] (7) الحسين بن المهتدي، أنا أبو بكر محمّد بن يوسف بن محمّد بن العلاف، نا ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا عبد اللّه بن عون الخرّاز (8)،نا أبو عبيدة الحداد، نا سكن - يعني: بن المغيرة - قال: سمعت الوليد بن زياد يحدّث عن فرقد أبي طلحة، قال: سمعت عبد الرّحمن أراه ابن خبّاب قال:

صعد النبي صلّى اللّه عليه و سلم يخطب - و قال العلاّف: المنبر، فخطب - فحضّ على جيش العسرة، فقام عثمان فقال: يا رسول اللّه عليّ مائة ناقة بأحلاسها و أقتابها، قال: فنزل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم مرقاة من المنبر فحضّ أيضا، فقام عثمان فقال: يا رسول اللّه عليّ مائتا ناقة بأحلاسها و أقتابها، فنزل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم مرقاة من المنبر، فحض أيضا، فقام عثمان فقال: يا رسول اللّه علي لهذا الجيش ثلاثمائة بعير بأحلاسها و أقتابها. قال عبد الرّحمن: فرأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم

ص: 61


1- كذا بالأصل و م، و مرّ صوابا: الوليد بن أبي هشام.
2- الأصل و م: حباب، تصحيف، و الصواب ما أثبت.
3- بالأصل: فقال، و التصويب عن م.
4- الزيادة عن م.
5- الأصل و م: أخبرنا.
6- الأصل و م: الحسن، تصحيف.
7- الزيادة عن م.
8- إعجامها مضطرب بالأصل و م، و الصواب ما أثبت و ضبط ، ترجمته في تهذيب الكمال 399/10.

يحرّك يده و يقول:«ما على عثمان ما عمل بعد هذه»[7808].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن محمّد، أنا عيسى بن علي (1)،أنا عبد اللّه، حدّثني عباس قال:

سمعت يحيى سئل عن عبد الرّحمن بن خبّاب (2) فقال: روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قصة عثمان في جيش العسرة، قيل ليحيى: أ هو ابن خبّاب بن الأرتّ ؟ قال: أحسبه.

قال عبد اللّه: فإن كانت هذه الحكاية صحيحة عن يحيى، فليس هو عندي كما ظنّ أبو زكريا يحيى بن (3) معين، و لا هذا عندي عبد الرّحمن بن خبّاب (4) بن الأرتّ ، و هو عبد الرّحمن بن خبّاب (5) السّلمي، كوفي، روى من غير هذا الوجه، و لم يرو على (6)النبي صلّى اللّه عليه و سلم غير هذا الحديث فيما أعلم، و سكن بن المغيرة بصري ثقة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه بن الحسن، و أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد بن حميد، قالا: أنا أبو الحسين علي بن محمّد بن عبد اللّه، أنا عثمان بن أحمد، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن البراء، قال: قال علي:

فرقد - يعني فرقدا أبا طلحة - روى عن عبد الرّحمن بن خبّاب (7)،و لا أعرف فرقدا.

و قال في موضع آخر: و سئل عن فرقد روى عنه الوليد بن هشام ؟ فقال: الوليد [ثقة] (8)عن فرقد أبي طلحة، قال: و لا أعرف فرقدا عن عبد الرّحمن بن خبّاب عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«ما على عثمان ما عمل بعد هذا»[7809].

و رواه عثمان بن عمر قال: سكن ابن أبي (9) المغيرة عن الوليد بن أبي هشام، عن أبي طلحة، عن عبد الرّحمن بن خبّاب.

أنبأنا أبو علي الحداد و غيره، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة (10)،أنا سليمان بن أحمد، نا الحسن بن علي الفسوي (11)،نا إبراهيم بن عبد اللّه الهروي، نا العباس بن الفضل

ص: 62


1- الأصل: عدي، و المثبت عن م.
2- الأصل و م: حباب، تصحيف.
3- بالأصل:«يعني» مكان «يحيى بن» و المثبت عن م.
4- الأصل و م: حباب، تصحيف.
5- الأصل و م: حباب، تصحيف.
6- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«عن» الصواب.
7- الأصل و م: حباب، تصحيف.
8- الزيادة عن م.
9- كذا بالأصل و م: ابن أبي المغيرة. و قد مرّ: ابن المغيرة. ترجمته في تهذيب الكمال 390/7.
10- الأصل و م: زبده، تصحيف، و الصواب ما أثبت و ضبط ، و قد تقدم التعريف به.
11- رسمها مضطرب بالأصل و صورته:«الفرسى» و المثبت عن م.

الأنصاري، عن هشام بن زياد، حدّثني أخي الوليد بن زياد، عن طلحة مولى لبني خلف، نا عمران بن حصين.

أنه شهد عثمان بن عفّان أيام غزوة تبوك في جيش العسرة، فأمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بالصّدقة و القوة و التأسّي، و كانت نصارى العرب كتبوا إلى هرقل: إن هذا الرجل خرج ينتحل النبوّة، قد هلك و أصابتهم سنون، فهلكت أموالهم، فإن كنت تريد أن تلحق دينك فالآن، فبعث رجلا من عظمائهم يقال له الصناد و جهز معه أربعين ألفا، فلما بلغ ذلك نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلم كتب في العرب، و كان يجلس كل يوم على المنبر و يقول:«اللّهمّ إنّك إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض» فلم يكن للناس قوة، و كان عثمان بن عفان قد جهز غيره إلى الشام يريد أن يمتار عليها فقال: يا رسول اللّه هذه مائتا بعير بأقتابها و أحلاسها، و مائتا أوقية، فحمد اللّه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فكبّر و كبّر الناس، ثم قام مقاما آخر، فأمر بالصّدقة، فقام عثمان، فقال: يا نبي اللّه و هاتان مائتان و مائتا (1) أوقية، فكبّر و كبّر الناس، و أتى عثمان بالإبل، و أتى بالمال فصبّه بين يديه، فسمعته يقول:«لا يضرّ عثمان ما عمل بعد اليوم»[7810].

أخبرنا أبو القاسم زاهر، أنا أبو عثمان البحيري - قراءة عليه و أنا حاضر - أنا أبو العباس محمّد بن أحمد السّليطي (2)،نا عبد اللّه بن محمّد بن مسلم، نا المعافى بن مدرك الرّقي، نا ضمرة، عن ابن شوذب، عن عبد اللّه بن القاسم، عن كثير مولى عبد الرّحمن بن سمرة قال:

جاء عثمان بن عفّان بألف دينار (3) حين جهّز النبي صلّى اللّه عليه و سلم جيش العسرة، فصبّها في حجر النبي صلّى اللّه عليه و سلم، قال: فرأيت النبي صلّى اللّه عليه و سلم يدخل يده و يقلّبها (4) و يقول:«ما ضرّ ابن عفان ما عمل بعد اليوم»[7811]، رواه غيره عن ضمرة فقال: عن كثير مولى عبد الرّحمن، عن عبد الرّحمن:

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبد اللّه بن محمّد بن زياد، حدّثني موهب بن يزيد بن خالد ح.

و أخبرناه أبو سعد بن البغدادي، أنا إبراهيم القفّال، أنا إبراهيم بن خرّشيذ قوله، أنا عبد اللّه، نا موهب بن يزيد.

نا ضمرة بن ربيعة، نا عبد اللّه بن شوذب، عن عبد اللّه بن القاسم، عن كثير مولى

ص: 63


1- الأصل:«و مائتان» و المثبت عن م.
2- ضبطت عن الأنساب.
3- استدركت اللفظة عن هامش الأصل و بعدها صح.
4- عن م و بالأصل: يقبلها، تصحيف.

عبد الرّحمن بن سمرة، عن عبد الرّحمن بن سمرة، قال:

جاء عثمان إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلم بألف دينار في ثوبه حين جهّز النبيّ صلّى اللّه عليه و سلم جيش العسرة، قال:

فصبّها في حجر النبي صلّى اللّه عليه و سلم، قال: فجعل النبي صلّى اللّه عليه و سلم يقلّبها (1) و هو يقول:«ما ضرّ ابن عفّان ما عمل بعد اليوم» يردد ذلك مرارا[7812].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا هارون بن معروف - قال عبد اللّه: و سمعته أنا من هارون بن معروف - نا ضمرة (3)،نا عبد اللّه بن شوذب، عن عبد اللّه بن القاسم، عن كثير مولى عبد الرّحمن بن سمرة، عن عبد الرّحمن بن سمرة، قال:

جاء عثمان بن عفّان إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلم بألف دينار في ثوبه حين جهّز النبي صلّى اللّه عليه و سلم جيش العسرة، قال: فصبّها في حجر النبي صلّى اللّه عليه و سلم [فجعل النبي صلّى اللّه عليه و سلم] (4) يقلّبها بيده و يقول:«ما ضرّ ابن عفان ما عمل بعد اليوم» مرارا.

رواه أبو قلابة الرّقاشي عن هارون بن معروف.

أخبرناه (5) أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن الحسن [بن محمد، أنا الحسن] (6) بن أحمد بن محمّد، أنا أبو بكر الأسفرايني، نا أحمد بن هارون، نا مروان بن معاوية، عن ضمرة بن ربيعة، عن ابن شوذب، عن عبد اللّه بن القاسم، عن كثير مولى عبد الرّحمن بن سمرة، عن عبد الرّحمن بن سمرة، قال:

جاء عثمان يوم جيش العسرة بألف دينار، فنثرها في حجر النبي صلّى اللّه عليه و سلم، فجعل يقلّبها و يقول:«ما ضرّ ابن عفّان ما عمل بعد اليوم»[7813].

و كذا رواه الوليد بن مزيد، عن ابن شوذب:

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو يعلى [بن] الحبوبي، قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، أنا العباس بن الوليد بن مزيد

ص: 64


1- الأصل: يقبلها، تصحيف، و التصويب عن م.
2- مسند أحمد بن حنبل 358/7 رقم 20655.
3- أقحم بعدها بالأصل:«نا عبد اللّه» و المثبت يوافق ما جاء في م و المسند.
4- ما بين معكوفتين زيادة عن م و المسند.
5- الأصل و م: أخبرنا.
6- ما بين معكوفتين زيادة عن م لتقويم السند.

البيروتي، أخبرني أبي، حدّثني ابن شوذب، حدّثني عبد اللّه بن القاسم، قال: سمعت مولى عبد الرّحمن بن سمرة قال:

جاء عثمان بن عفّان يوم جهّز النبي صلّى اللّه عليه و سلم جيش العسرة بألف دينار في ثوبة، فنثرها في حجر النبي صلّى اللّه عليه و سلم، ثم قال عبد الرّحمن بن سمرة: سمعت النبي صلّى اللّه عليه و سلم و هو يقلب تلك الدنانير و يقول:«ما يضرّ ابن عفّان ما عمل بعد اليوم» مرّتين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، نا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،أنا أحمد بن علي بن المثنى، نا عمّار أبو ياسر، نا إسحاق بن إبراهيم الكوفي، نا أبو إسحاق الهمداني (2)،عن أبي وائل، عن حذيفة.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم بعث إلى عثمان يستعينه في غزاة غزاها، قال: فبعث إليه عثمان بعشرة آلاف دينار، فوضعه (3) بين يديه، قال: فجعل النبي صلّى اللّه عليه و سلم يقلّبها (4) بيده و يدعو له يقول:«غفر اللّه لك يا عثمان، ما أسررت و ما أعلنت، و ما أخفيت و ما هو كائن إلى يوم القيامة، ما يبالي عثمان ما عمل بعد هذا»[7814].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو الحسن الدّار قطني، نا إسحاق بن محمّد بن أحمد الحلبي، نا محمّد بن عبد اللّه أبو عمرو السّوسي، نا أبو ياسر عمّار المستملي، أنا إسحاق بن إبراهيم بن يعقوب الكوفي، نا أبو إسحاق، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عن حذيفة قال:

بعث النبي صلّى اللّه عليه و سلم إلى عثمان في جيش العسرة، قال: فبعث إليه عثمان بعشرة آلاف دينار، فصبّت بين يديه، فجعل النبي صلّى اللّه عليه و سلم يقول بيديه و يقلّبها ظهرا لبطن و يقول:«غفر اللّه لك يا عثمان، ما أسررت و ما أعلنت، و ما هو كائن إلى أن تقوم (5) الساعة، ما يبالي عثمان ما عمل بعد هذا»[7815].

قال الدار قطني: هذا حديث غريب من حديث أبي وائل عن حذيفة، و هو أيضا غريب

ص: 65


1- أخرجه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال في ترجمة إسحاق بن إبراهيم أبي يعقوب الثقفي الكوفي 340/1.
2- الأصل: الهمداني، و في م: الهمذاني، و المثبت عن ابن عدي.
3- ابن عدي: فوضعها.
4- الأصل: يقبلها، و التصويب عن م و ابن عدي.
5- الأصل:«إلى يوم الساعة» و المثبت «أن تقوم» عن هامش م.

من حديث أبي إسحاق السّبيعي عن أبي وائل، تفرّد به إسحاق بن إبراهيم الأزدي الكوفي، و لم يروه عنه غير عمّار المستملي.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، نا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن رزقويه - إملاء - نا أبو محمّد عبد اللّه بن إسحاق البغوي المعدّل المعروف بابن الخراساني (1)،نا ابن أبي العوّام [الرياحي] (2)،نا عبد العزيز بن أبان، نا أبو عبد اللّه الجعفي، عن عبيد بن اصطفى، عن ابن أبي الزّناد، عن زرّ بن حبيش، عن أبان بن عثمان، عن عثمان بن عفّان، قال:

لما جهزت جيش العسرة قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«أنمى اللّه لك يا أبا عمرو في مالك»، و ربما قال:«و رحمك، و جعل ثوابك الجنة»[7816].

قال الخطيب: كذا أملاه علينا ابن رزقويه.

قال (3):و أنا الحسن بن أبي بكر بن شاذان، أنا عبد اللّه بن إسحاق البغوي، نا ابن أبي العوّام، نا عبد العزيز بن أبان، نا أبو عبد اللّه الجعفي، عن عبيد بن اصطفى، عن أبي الزناد، عن زرّ بن حبيش، عن أبان بن عثمان قال: لما جهزت جيش العسرة، فذكر مثله.

قال الخطيب:[كان] (4) في أصل كتاب ابن شاذان: زرّ بن حبيش و قد غيّر حبيش فجعل حسينا و كأن الروايتين خطأ و الصّواب ما:

أخبرنا (5) أبو القاسم الأزهري، نا محمّد بن عبيد اللّه بن الشّخّير الصّيرفي، نا علي بن الحسن بن المغيرة، نا أحمد بن محمّد بن الجنيد، نا عبد العزيز [بن] (6) أبان، نا أبو عبد اللّه الجعفي، عن عبيد بن اصطفى، عن أبي الزناد، عن زيد بن علي بن حسين، عن أبان بن عثمان، عن عثمان بن عفّان قال:

لما جهزت جيش العسرة قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«بارك اللّه لك يا أبا عمرو في مالك، و غفر لك»، قال: و ربما قال:«و رحمك، و جعل ثوابك الجنّة»[7817].

قال الخطيب: أبو عبد اللّه الجعفي هو عمرو بن شمر، و أحسب الراوي عن

ص: 66


1- ترجمته في تاريخ بغداد 414/10.
2- الزيادة عن م.
3- «قال» سقطت من المطبوعة
4- زيادة عن م للإيضاح.
5- في م: أخبرني.
6- الزيادة عن م.

عبد العزيز بن أبان محمّد بن أحمد بن الجنيد، انقلب فقيل فيه أحمد بن محمّد.

أخبرنا أبو الوفاء عمر بن الفضل بن أحمد بن عبد اللّه، أنا إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم [أنا إبراهيم] (1) بن عبد اللّه، نا الحسين بن الحسن الحرّاني، نا هلال بن العلاء، نا سعيد بن حفص، نا إبراهيم بن حيّان الرّقّي، عن ليث، عن شهر بن حوشب، عن زياد بن أبي المليح، عن عبد اللّه بن عمر، قال:

رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يصل الماء (2) في جيش العسرة يقول:«ما ضرّ عثمان ما فعل بعد هذا»[7818].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد (3)،نا جعفر بن أحمد بن خالد أبو الحسين التّنّيسي، نا أحمد بن محمّد بن يعقوب بن إسحاق من ولد تميم الدّاري، نا سعيد بن هاشم بن صالح المخزومي (4)،نا نافع بن عبد الرّحمن، عن نافع مولى ابن عمر، عن ابن عمر قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«من يشتري لنا رومة (5) فيجعلها صدقة للمسلمين، سقاه اللّه يوم العطش»؟ فاشتراها عثمان بن عفّان فجعلها صدقة للمسلمين[7819].

قال ابن عمر: لما جهّز عثمان جيش العسرة قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«اللّهمّ لا تنساها (6)لعثمان»[7820].

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمّام بن محمّد، و أبو محمّد بن أبي نصر، قالا: أنا أبو الحسن بن حذلم، نا أبو زرعة، نا أحمد بن جميل (7)المروزي، نا عبد اللّه بن المبارك، نا شعبة، عن ربيع (8) بن قزيع (9)،عن ابن عمر.

ص: 67


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن المطبوعة للإيضاح.
2- كذا رسمها بالأصل:«يصل الماء» و في المطبوعة:«يعدّ المال».
3- الكامل لابن عدي 407/3 في ترجمة سعيد بن هاشم بن صالح المخزومي.
4- و ترجمته في ميزان الاعتدال 161/2 و لسان الميزان 46/3.
5- يعني بئر رومة، تقدم التعريف بها.
6- كذا وردت اللفظة بالأصل و م، بالرفع، دعاء من غير جزم.
7- بالأصل و م: حنبل، تصحيف و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 123/1.
8- زيد بعدها في المطبوعة: و يقال: ربيع مخفف.
9- الأصل و م: قريع، و الصواب ما أثبت و ضبط عن تبصير المنتبه 1125/3.

أنه ذكر عثمان فقال: جعل كذا، و جعل كذا، و جهّز جيش العسرة.

أنبأنا أبو علي الحداد و غيره، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة (1)،أنا سليمان بن أحمد، نا محمّد بن راشد الأصبهاني، نا أبو سعيد الجوهري، نا سعيد بن محمّد الورّاق، نا فضيل بن غزوان، نا أبو المغيرة الذهلي، نا - فلفلة الجعفي - قال: قال أبو مسعود (2):

كنا مع النبي صلّى اللّه عليه و سلم في غزاة، فأصاب الناس جرب، حتى رأيت الكآبة في وجوه المسلمين، و الفرح في وجوه المنافقين، فلمّا رأى ذلك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«و اللّه لا تغيب الشمس حتى يأتيكم اللّه برزق»، فعلم عثمان أنّ اللّه و رسوله سيصدقان، فاشترى عثمان أربع عشرة راحلة (3) بما عليها من الطعام، فوجّه إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلم منها بتسع، فلما رأى ذلك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«ما هذا»[قال:] (4) أهدى إليك عثمان، فعرف الفرح في وجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و الكآبة في وجوه المنافقين، فرأيت النبي صلّى اللّه عليه و سلم قد رفع يديه حتى رئي بياض إبطيه يدعو لعثمان دعاء (5)،ما سمعته دعا لأحد قبل و لا بعده:«اللّهمّ اعط عثمان، اللّهمّ افعل بعثمان»[7821].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن سعيد بن محارب بن عمرو الأنصاري الأوسي الإصطخري، نا أبو الفرج إسماعيل بن علي بخبائه، نا أبي، نا أبو اليمان الحكم بن نافع، عن إسماعيل بن عياش، عن صفوان بن عمرو (6)،عن عبد الرّحمن بن جبير الدّوسي، عن كثير بن مرّة.

أنه سئل علي عن عثمان، فقال: نعم تسمّى في السماء الرابعة ذا النورين، زوّجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم واحدة بعد أخرى، ثم قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«من يشتري بيتا يزيده في المسجد غفر اللّه له»، فاشترى عثمان فزاده في المسجد، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«من يشتري مربد بني فلان فيجعله صدقة على المسلمين غفر اللّه له»، فاشتراه عثمان، فجعله صدقة على المسلمين، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«من يجهز هذا الجيش - يعني جيش العسرة - غفر اللّه له»، فجهّزهم عثمان حتى لم يفقدوا عقالا[7822].

ص: 68


1- الأصل و م: زيده، تصحيف و الصواب ما أثبت و ضبط ، تقدم التعريف به.
2- هو عقبة بن ثعلبة بن عمرو، أبو مسعود البدري، له صحبة، ترجمته في تهذيب الكمال 133/13.
3- بالأصل و م: أربعة عشر.
4- الزيادة عن م.
5- قسم من اللفظة بالأصل:«عا» و المثبت عن م.
6- الأصل: عمر، و التصويب عن م، تقدم التعريف به.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو (1) بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو سهل بن سعدوية، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ.

قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا المقدّمي (2)-سمّاه ابن حمدان: محمّد بن أبي بكر - نا يوسف بن يزيد، نا إبراهيم بن عمر بن أبان، حدّثني ابن شهاب عن أبيه عن عبد الرّحمن بن عوف.

أنه شهد ذاك - و قال ابن حمدان: ذلك - حين أعطى عثمان بن عفان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ما يجهّز به جيش العسرة، و جاء بسبع مائة أوقية ذهبا (3).

آخر (4) الجزء الخامس و العشرين (5) من الأصل بعد الثلاثمائة.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل، و أبو المرجّى (6) الحسين ابنا محمّد بن الفضل بن محمّد الحافظ و العسّال، و أبو بكر محمّد بن أبي نصر بن أبي بكر المؤدب، قالوا: أنا أبو عمرو بن مندة، نا أبو طاهر عمر بن إبراهيم بن محمّد بن فاخر المعدّل السّريجاني (7)،أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن يوسف بن الحكم القزويني المؤدب الشيباني، نا هارون بن هزاري، أنا إسحاق بن سليمان، عن أبي جعفر - يعني الرازي - عن قتادة، عن الحسن.

أن عثمان بن عفّان جاء بدنانير يوم حنين (8)،فنثرها في حجر النبي صلّى اللّه عليه و سلم، فجعل يقلّبها و يقول:«ما على عثمان من عمل بعد هذا»[7823].

كذا قال يوم حنين، و إنما هو يوم تبوك.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد المزكي - بقراءتي عليه - نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، و أبو نصر بن الجندي، قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن عائذ، نا الوليد بن مسلم، عن خليد (9)،عن الحسن، قال:

ص: 69


1- الأصل:«عمر» التصويب و الصواب عن م، مرّ التعريف به.
2- تقرأ بالأصل و م: المقدسي، و المثبت يوافق عبارة المطبوعة. انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 660/10.
3- الأصل و م: ذهب، و الصواب ما أثبت.
4- في م: آخر العشرين.
5- في م: آخر العشرين.
6- الأصل و م: الرجا، تصحيف، و الصواب ما أثبت عن المشيخة 54/ب.
7- إعجامها مضطرب بالأصل و م، و المثبت عن معجم البلدان و هذه النسبة إلى سريجان من قرى أصبهان، و في الأنساب و اللباب السّرنجاني نسبة إلى سرنجان من قرى أصبهان. و ترجم له السمعاني.
8- كذا بالأصل و م، و هو تصحيف و سينبه المصنف إلى أن الصواب: يوم تبوك.
9- اسمه خليد بن دعلج، أبو حلبس السدوسي، ترجمته في تهذيب الكمال 493/5.

جهّز عثمان تسع مائة و خمسين ناقة، و خمسين فرسا، أو قال: تسع مائة و سبعين ناقة، و ثلاثين فرسا - يعني في غزوة تبوك-.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالوا:

أنا أبو جعفر المعدّل، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، قال:

قال أبو الزناد: جاء عثمان بن عفّان إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بخمسين بعيرا، فحمل عليها في جيش العسرة، فخرج النبي صلّى اللّه عليه و سلم إلى تبوك، فدعا له بخير، فقال عثمان: و عندي مثلها، فحمل على مائة بعير.

هذا منقطع.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا نصر بن إبراهيم، و عبد اللّه بن عبد الرزاق، قالا: أنا أبو الحسن محمّد بن عوف بن أحمد المزني، أنا الحسن بن منير بن محمّد التّنوخي، أنا محمّد بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا أيوب بن حسّان، نا عكرمة بن إبراهيم البصري، قال:

جهز عثمان جيش العسرة بتسع مائة و ثلاثين ناقة، و سبعين فرسا و مال، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلم بكفه هكذا:[يحركها] (1)«ما على عثمان ما عمل بعد هذا»[7824].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، و أبو محمّد عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، نا زكريا بن يحيى المنقري، نا الأصمعي، نا ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن عبد اللّه بن الفضل، قال:

غزوة العسرة التي جهّزهم فيها عثمان بن عفان، فما فقدوا عقالا سنة ثمان (2) من الهجرة.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد أحمد بن إبراهيم بن موسى المقرئ، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن سهل الماسرجسي، أنا أبو الوفاء [المؤمّل] (3) بن الحسن بن عيسى الماسرجسي، نا أبو [حاتم] (4) مكي بن عبدان التميمي، نا أبو الأزهر أحمد بن

ص: 70


1- زيادة عن م.
2- كذا بالأصل و م، و الذي في تاريخ خليفة ص 92 و طبقات ابن سعد 165/2 و تاريخ الطبري 100/3 و مغازي الواقدي 1022/3-1025 أنها كانت سنة تسع.
3- الزيادة عن م.
4- الزيادة عن م.

الأزهر، نا حبيب كاتب مالك، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

«من يشتري بئر رومة ؟» فقال عثمان: أنا، فقال:«من يشتريها سقاه اللّه يوم القيامة من العطش»؟ اشتراها عثمان بن عفّان فجعلها صدقة للناس.

كذا في الأصل: أبو الوفاء عن مكي بن عبدان، و قد روى أبو الحسن الماسرجسي عن مكي بنفسه غير حديث.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك الفقيه، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن عبد اللّه بن خلف، أنا الحاكم أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، أنا عبد اللّه بن إسحاق بن إبراهيم البغوي - ببغداد - نا أحمد بن عبيد بن ناصح النّحوي، نا علي بن عاصم، نا أبو حيّان التيمي (1) عن حبّة (2) بن جوين العرني (3)،قال: قال علي بن أبي طالب:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«رحم اللّه أبا بكر، زوّجني ابنته و حملني إلى دار الهجرة، و أعتق بلالا من ماله، و ما نفعني مال في الإسلام ما نفعني مال أبي بكر، و رحم اللّه عمر لقد تركه الحقّ و ما له من صديق، و رحم اللّه عثمان تستحيه (4) الملائكة، و جهّز جيش العسرة و زاد في مسجدنا حتى وسعنا»[7825].

اسم أبي حيان: يحيى بن سعيد بن حيّان (5)،كوفي، ثقة.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه، أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن عيسى، أنا عبيد اللّه بن محمّد بن محمّد بن حمدان، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا عبد اللّه بن عمر الكوفي، نا عبد الرّحمن بن محمّد المحاربي، عن أبي مسعود، عن أبي سلمة بشر بن بشير الأسلمي، عن أبيه، قال:

لمّا قدم المهاجرون المدينة استنكروا الماء، و كانت لرجل من بني غفار عين يقال لها رومة، و كان يبيع منها القربة بمدّ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«تبيعها بعين في الجنّة ؟» فقال: يا رسول اللّه ليس لي و لا لعيالي عين غيرها، لا أستطيع ذلك، قال: فبلغ ذلك عثمان بن عفّان، فاشتراها بخمسة و ثلاثين ألف درهم، ثمّ أتى النبي صلّى اللّه عليه و سلم فقال: أ تجعل لي مثل الذي جعلت له

ص: 71


1- الأصل: التميمي، تصحيف و التصويب عن م، ترجمته في تهذيب الكمال 87/20.
2- حبة بفتح أوله ثم موحدة ثقيلة (تقريب التهذيب).
3- العرني بضم المهملة و فتح الراء بعدها نون (تقريب التهذيب).
4- الأصل: يستحيه، و المثبت عن م.
5- ترجمته في تهذيب الكمال 87/20.

عينا في الجنّة إن اشتريتها؟[قال:«نعم» قال: قد اشتريتها] (1) و جعلتها للمسلمين ؟[7826].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحارث بن أبي أسامة، أنا محمّد بن سعد (2)،أنا محمّد بن عمر، حدّثني عمرو (3) بن عبد اللّه بن عنبسة، عن محمّد بن عبد اللّه بن عمرو بن عثمان، قال:

نظر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إلى رومة، و كانت لرجل من مزينة يسقي عليها بأجر، فقال:«نعم صدقة المسلم هذه، من رجل يبتاعها من المزني فيتصدّق بها»، فاشتراها عثمان بن عفّان بأربع مائة دينار، فتصدّق بها، فلما غلق عليها الغلق (4) مرّ بها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فسأل عنها، فأخبر أنّ عثمان اشتراها و تصدّق بها، فقال:«اللّهمّ أوجب له الجنة»، و دعا بدلو من مائها فشرب منه، و قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«هذا النّقاخ (5) أما إنّ هذا الوادي ستكثر (6) مياهه و يعذبون» و بئر المزني أعذبها»[7827].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (7)،أنا محمّد بن [محمد بن] (8) عقبة، نا الحسن بن علي الحلواني، نا بكر بن بكّار، نا عيسى بن المسيّب، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة قال:

اشترى عثمان بن عفّان من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم الجنّة مرتين: بيع الخلق (9) يوم رومة، و يوم جيش العسرة.

أخبرناه عاليا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا

ص: 72


1- ما بين معكوفتين زيادة للإيضاح عن م.
2- في طبقات ابن سعد 505/1-506.
3- الأصل: عمر، تصحيف، و التصويب عن م و ابن سعد.
4- كذا بالأصل و م:«غلق عليها الغلق» و في ابن سعد: علق عليها العلق. بالعين المهملة، و هو أشبه بالصواب، فالعلق: الرشاء و الغرب و المحور و البكرة جميعا. و قال الأصمعي: العلق اسم جامع لجميع آلات الاستقاء بالبكرة و يدخل فيها الخشبتان اللتان تنصبان على رأس البئر و يلاقى بين طرفيهما العاليين بحبل (تاج العروس بتحقيقنا: علق).
5- النقاخ: الماء العذب البارد الذي ينقخ العطش، أي يكسره ببرده.
6- في ابن عدي: ستستكثر.
7- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 31/2 في ترجمة بكر بن بكار.
8- الزيادة عن م و ابن عدي.
9- نقل صاحب اللسان عن ابن الأعرابي: باعه بيع الخلق و لم يفسره و أنشد: أبلغ فزارة أني قد شريت لها مجد الحياة بسيفي بيع ذي الخلق

الحسين بن يحيى بن (1) عياش القطّان، نا محمّد بن عبد الملك الدّقيقي، نا بكر بن بكّار، نا عيسى بن المسيّب، نا أبو زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة قال:

اشترى عثمان من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم الجنّة مرّتين: بيع الخلق حيث حفر النبي صلّى اللّه عليه و سلم بئرا، و حيث جهّز جيش العسرة من ماله (2).

أخبرنا أبو محمّد أيضا، و أبو يعلى بن الحبوبي، قالا: أنا علي بن محمّد، أنا عبد الرّحمن بن عثمان، أنا خيثمة بن سليمان، نا إسحاق بن إبراهيم بن عبّاد عن (3)عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، قال:

كانت بقعة إلى جنب المسجد، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«من يشتريها و يوسعها في المسجد و له مثلها في الجنّة ؟» فاشتراها عثمان، فوسعها في المسجد.

و قد روي مسندا من وجه آخر:

أخبرناه (4) أبو البركات الأنماطي، أنا قاضي القضاة أبو بكر الشّامي (5)،أنا أحمد بن محمّد القطيعي (6)،أنا يوسف بن أحمد الصيدلاني، نا محمّد بن عمرو العقيلي (7)،نا ابن أبي مسرّة، نا محمّد (8) بن عبد الرّحمن المخزومي (9)،نا عيسى بن طهمان، عن أنس بن مالك، قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«من وسع لنا في مسجدنا هذا بنى اللّه له بيتا في الجنّة»، قال:

فاشترى البيت عثمان، فوسع به في المسجد.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرّازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا

ص: 73


1- الأصل: عن، و التصويب عن م.
2- الخبر في حلية الأولياء 58/1.
3- الأصل: بن، تحريف، و التصويب عن م.
4- الأصل و م: أخبرنا.
5- الأصل: السامي، و المثبت عن م.
6- كذا بالأصل و م، ترجمته في تاريخ بغداد 379/4 و هو أحمد بن محمد بن أحمد أبو الحسن العتيقي.
7- الحديث أخرجه العقيلي 386/3 في ترجمة عيسى بن طهمان.
8- كذا بالأصل و م و في الضعفاء الكبير: خالد، و هو الصواب انظر ترجمة خالد بن عبد الرحمن الخراساني في تهذيب الكمال 384/5 و فيه ترجمة عيسى بن طهمان 550/14 و فيها روى عنه خالد بن عبد الرحمن الخراساني.
9- كذا بالأصل و م، و مما تقدم في الحاشية السابقة: فهو الخراساني و قد جعل البعض: الخراساني و المخزومي واحدا، و الصواب التفريق بينهما قاله المزي في تهذيب الكمال 386/5 في ترجمة خالد بن عبد الرحمن المخزومي.

محمّد بن هارون، نا عمرو بن علي، نا عبد اللّه بن سنان، نا ابن المبارك، نا موسى بن عبيدة، عن إياس بن سلمة، عن أبيه.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بعث عثمان إلى مكّة فأجاره أبان بن سعيد، و حمله على سرجه و ردفه حتى قدم به مكة، فقال له: يا ابن عمّ ، أراك متخشعا؟ أسبل كما يسبل قومك، قال: هكذا متّزر (1) صاحبنا إلى أنصاف ساقيه. قال: يا ابن عمّ طفت بالبيت، قال: إنّا لا نصنع شيئا حتى يصنعه صاحبنا.

أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه (2)،نا أبو بكر بن خلف، نا الأستاذ الزاهد أبو سعد عبد الملك بن أبي عثمان الواعظ ، أنا أبو عبد اللّه (3) محمّد (4) المزني، نا أحمد بن نجدة بن العريان القرشي، نا يحيى بن عبد الحميد الحمّاني، نا عبد اللّه بن المبارك، عن موسى بن عبيدة، عن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه، قال:

بعث النبي صلّى اللّه عليه و سلم عثمان بن عفّان إلى مكّة، فأجاره أبان بن سعيد بن العاص، فحمله على سرجه، و ردفه حتى قدم به مكّة، فقال: يا ابن عمّ أسبل كما يسبل قومك، قال: هكذا يأتزر صاحبنا إلى أنصاف ساقيه، قال: يا ابن عمّ طف بالبيت، قال: إنّا لا [نصنع شيئا حتى] (5)يصنع صاحبنا فنتبع أثره.

أخبرتنا (6) به عاليا أم المجتبى العلويّة قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا عبيد بن جنّاد (7) الحلبي، نا عبد اللّه بن المبارك، عن موسى بن عبيدة، عن إياس بن سلمة عن أبيه قال: بعث النبي صلّى اللّه عليه و سلم عثمان بن عفّان إلى مكة فأجاره أبان بن سعيد، حمله على سرجه و ردفه حتى قدم مكّة، و قال: يا ابن عمّ أ لا أراك متخشعا؟ أسبل كما يسبل قومك، قال: هكذا يأتزر - يعني صاحبنا - إلى نصف ساقه (8)،قال: يا ابن عمّ طف بالبيت، قال: إنّا لا نصنع شيئا حتى يصنع صاحبنا و نتبع أثره.

ص: 74


1- كذا بالأصل و م و هو خطأ، و الصواب: مؤتزر، فالهمزة لا تدغم بالتاء.
2- في م: أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد (بن محمد) بن عبد اللّه.
3- عن م و بالأصل: عبد.
4- في المطبوعة:«محمد بن عبد اللّه المزني» و صحف الاسم في م.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.
6- سقط الخبر من م.
7- غير واضحة بالأصل و الصواب ما أثبت و ضبط انظر الاكمال لابن ماكولا 44/2 و حاشية 1 صفحة 45.
8- في المطبوعة: ساقيه.

أخبرنا أبو علي الحداد و غيره في كتبهم، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة (1)،أنا سليمان بن أحمد (2)،نا عبيد بن غنّام، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا عبيد اللّه بن موسى [ثنا موسى] (3) بن عبيدة، عن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم لما بعث عثمان إلى أهل مكة فبايع أصحابه بيعة الرضوان بايع لعثمان بإحدى يديه على الأخرى، فقال الناس: هنيئا لأبي عبد اللّه يطوف بالبيت آمنا، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«لو مكث كذا و كذا ما طاف حتى أطوف»[7828].

قال: و نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا منجاب بن الحارث، نا سعيد بن سلام بن أبي الهيفاء الأسدي، نا موسى بن عبيدة، عن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بايع لعثمان بن عفّان بإحدى يديه على الأخرى، و قال:«اللّهمّ إنّ عثمان في حاجتك و حاجة رسولك»[7829].

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو يعلى حمزة بن علي، قالا: أنا علي بن محمّد، أنا عبد الرّحمن بن عثمان، أنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان، نا خلف بن محمّد (4)،كردوس الواسطي، نا يعقوب بن محمّد الزهري، نا عبد اللّه بن محمّد، نا عبد اللّه بن عمر،[عن نافع عن ابن عمر] (5) عن عثمان بن عفّان قال:

كانت بيعة الرضوان فيّ ، و ضرب لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بشماله على يمينه، و شمال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم خير من يميني.

قال القوم في حديثهم: فبينا النبي صلّى اللّه عليه و سلم في البيعة إذ قيل: هذا عثمان قد جاء، فقطع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم البيعة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر بن بكران الشامي، أنا أحمد (6) العتيقي، أنا يوسف بن أحمد بن الدخيل، أنا أبو جعفر محمّد بن عمرو العقيلي (7)

ص: 75


1- الأصل و م: زيده، تصحيف، و الصواب ما أثبت و ضبط . تقدم التعريف به.
2- أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 90/1 رقم 144.
3- الزيادة عن م و معجم الطبراني الكبير.
4- أقحم بعدها: كردوس بن سليمان، نا خلف بن محمد.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.
6- في م: أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي.
7- أخرجه العقيلي في الضعفاء الكبير 201/1 في ترجمة الجراح بن المنهال أبي العطوف الجزري.

[نا محمّد بن إسماعيل] (1) الصائغ، عن شبابة بن سوّار، أنا أبو العطوف، عن أبي (2) الزبير، عن جابر قال:

إنما كانت بيعة الرضوان بيعة الشجرة في عثمان بن عفان خاصة،[لما احتبس] (3) قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إن قتلوه لأنابذنّهم»، قال: فبايعناه [و لم نبايعه على الموت، و لكنا بايعناه] (4) على أن لا نفرّ و نحن ألف و ثلاثمائة[7830].

قال أبو جعفر: لا يتابع عليه.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد الحسن بن أحمد، أنا مكي بن عبدان، نا أحمد بن يوسف، نا الحسن بن بشر البجلي، نا الحكم بن عبد الملك، عن قتادة، عن أنس قال:

لما أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ببيعة الرضوان كان عثمان بن عفّان بعثه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إلى أهل مكة، فبايع الناس، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«اللّهمّ إنّ عثمان في حاجة اللّه و حاجة رسوله»، فضرب بإحدى يديه على الأخرى، و كانت يد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم - يعني لعثمان - خيرا من أيديهم لأنفسهم[7831].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين (5)،أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو جعفر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه البغدادي، نا أبو علاثة محمّد بن عمرو بن خالد، نا أبي، نا ابن لهيعة، نا أبو الأسود، قال: قال عروة بن الزبير: في نزول النبي صلّى اللّه عليه و سلم بالحديبية، قال:

و فزعت قريش لنزوله عليهم، فأحبّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أن يبعث إليهم رجلا من أصحابه، فدعا عمر بن الخطّاب ليبعثه إليهم، فقال: يا رسول اللّه إنّي لا آمنهم، و ليس أحد بمكّة من بني كعب يغضب لي إن أوذيت، فأرسل عثمان فإنّ عشيرته بها، و إنه مبلّغ لك ما أردت، فدعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم عثمان بن عفّان، فأرسله إلى قريش، و قال:«أخبرهم أنّا لم نأت لقتال، و إنّما

ص: 76


1- ما بين معكوفتين زيادة عن م و الضعفاء الكبير.
2- الأصل: ابن، و التصويب عن م، و الضعفاء الكبير.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن الضعفاء الكبير.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م و الضعفاء الكبير.
5- من هذه الطريق أخرجه البيهقي في دلائل النبوة ط بيروت 133/4 و ما بعدها: باب إرسال النبي صلّى اللّه عليه و سلم عثمان بن عفان رضي اللّه عنه إلى مكة حين نزل بالحديبية و دعائه أصحابه إلى البيعة.

جئنا عمّارا (1)،وادعهم إلى الإسلام»، و أمره أن يأتي رجالا بمكة مؤمنين و نساء مؤمنات، فيدخل عليهم و يبشرهم بالفتح و يخبرهم أن اللّه جلّ ثناؤه و شيك أن يظهر دينه بمكة حتى لا يستخفى فيها بالإيمان تثبيتا يثبّتهم.

قال: فانطلق عثمان، فمر على قريش ببلدح (2)،فقالت قريش: أين ؟ قال: بعثني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إليكم لأدعوكم إلى اللّه جلّ ثناؤه و إلى الإسلام، و يخبركم إنّا لم نأت لقتال أحد (3)،و إنّا جئنا عمّارا، فدعاهم عثمان كما أمره رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فقالوا: قد سمعنا ما يقول (4):فأنفذ لحاجتك (5)،و قام إليه أبان بن سعيد بن العاص فرحّب به، و أسرج فرسه، فحمل عثمان على الفرس، فأجاره و ردفه أبان حتى جاء مكة، ثم إنّ قريشا بعثوا بديل بن ورقاء الخزاعي و أخا بني كنانة، ثم جاء عروة بن مسعود الثقفي، فذكر الحديث فيما قالوا، و قيل لهم: و رجع عروة إلى قريش، و قال: إنّما جاء الرجل و أصحابه عمّارا فخلوا بينه، فشتموه، ثم بعثت قريش سهيل بن عمرو، و حويطب بن عبد العزّى و مكرز بن حفص ليصلحوا عليهم، فكلّموا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و دعوه إلى الصلح و الموادعة، فلما لان بعضهم و هم على ذلك لم يستقم لهم ما يدعون إليه من الصلح، و قد أمن بعضهم بعضا و تزاوروا، فبينا هم كذلك و طوائف (6) المسلمين لا يخاف بعضهم بعضا ينتظرون (7) الصلح و الهدنة، إذ رمى رجل من أحد الفريقين رجلا من الفريق الآخر، فكانت معاركة، و تراموا بالنبل و الحجارة، و صاح الفريقان كلاهما، و ارتهن كل واحد من الفريقين من فيهم، فارتهن المسلمون سهيل بن عمرو، و من أتاهم من المشركين، و ارتهن المشركون عثمان بن عفّان و من كان أتاهم من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إلى البيعة، و نادى منادي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم: ألا إنّ روح القدس قد نزل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و أمر بالبيعة، فاخرجوا على اسم اللّه فبايعوا، فثار المسلمون إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و هو تحت الشجرة، فبايعوه على أن لا يفرّوا أبدا، فرغّبهم اللّه تعالى، فأرسلوا من كانوا قد ارتهنوا [و دعوا] (8) إلى الموادعة و الصلح، و ذكر الحديث في كيفية الصلح و التحلّل من العمرة.

ص: 77


1- أي معتمرين.
2- بلدح: واد قبل مكة من جهة المغرب (معجم البلدان).
3- ليست في دلائل النبوة.
4- في دلائل النبوة: تقول.
5- بالأصل: ما نفذ لحاجته، و المثبت عن م و دلائل البيهقي.
6- الأصل: و طائف، و المثبت عن الدلائل.
7- من قوله: بعضا و تزاوروا إلى هنا سقط من م.
8- الزيادة عن م و دلائل النبوة.

قال: و قال المسلمون و هم بالحديبية قبل أن يرجع عثمان: خلص عثمان من بيننا إلى البيت فطاف به، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ما أظنه طاف بالبيت و نحن محصورون»، قالوا: و ما يمنعه يا رسول اللّه و قد خلص ؟ قال:«فذاك ظنّي به [أن لا يطوف] (1) بالكعبة حتى يطوف معنا»، فرجع إليهم عثمان، فقال المسلمون: اشتفيت يا أبا عبد اللّه من الطّواف بالبيت ؟ فقال عثمان: بئس ما ظننتم بي، فو الذي نفسي بيده لو مكثت بها مقيما سنة و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم مقيم بالحديبية ما طفت بها حتى يطوف بها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و لقد دعتني قريش إلى الطّواف بالبيت فأبيت، فقال المسلمون: رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم كان أعلمنا باللّه و أحسننا (2) ظنّا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة، نا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر الواقدي بأسانيده التي ذكرها قال (3):

و كان أوّل من بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إلى قريش: خراش بن أمية الكعبي على جمل لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقال له الثعلب، ليبلّغ أشرافهم عن (4) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم لما جاء له و يقول: إنّما جئنا معتمرين معنا الهدي معكوفا (5) فنطوف بالبيت و نحلّ و ننصرف، فعقروا جمل النبي صلّى اللّه عليه و سلم و الذي ولي عقره عكرمة بن أبي جهل، و أراد قتله، فمنعه من هناك من قومه، حتى خلّوا سبيل خراش، فرجع إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و لم يكد (6)،فأخبر النبي صلّى اللّه عليه و سلم بما لقي، فقال: يا رسول اللّه ابعث رجلا أمنع مني، فدعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم عمر بن الخطّاب ليبعثه إلى قريش، فقال: يا رسول اللّه إنّي أخاف قريشا، قد عرفت قريش عداوتي لها، و ليس بها من بني عدي من يمنعني، و إن أحببت (7) يا رسول اللّه دخلت عليهم، فلم يقل له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم شيئا.

قال عمر: لكني أدلّك يا رسول اللّه على رجل أعزّ بمكة مني، أكثره (8) عشيرة، و أمنع، عثمان بن عفان قال: فدعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم عثمان، فقال:«اذهب إلى قريش فخبّرهم أنّا لم نأت

ص: 78


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م و دلائل النبوة.
2- الأصل:«و أحسنا لنا» و التصويب عن م و دلائل النبوة.
3- مغازي الواقدي 600/2 و ما بعدها.
4- بالأصل:«على» و التصويب عن م و مغازي الواقدي.
5- أي محبوسا.(انظر اللسان).
6- أي ما كاد يرجع إلاّ بشق النفس.
7- الكلمة غير واضحة بالأصل و تقرأ: أحميت، و التصويب عن م و مغازي الواقدي.
8- في مغازي الواقدي: و أكثر.

لقتال أحد، و إنّما جئنا زوّارا لهذا البيت، معظّمين لحرمته، معنا الهدي ننحره و ننصرف»، فخرج عثمان حتى أتى بلدح، فيجد قريشا هنالك، فقالوا: أين تريد؟ قال: بعثني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إليكم يدعوكم إلى اللّه و إلى الإسلام، و تدخلون (1) في الدين كافة، فإنّ اللّه مظهر دينه، و معزّ نبيه، و أخرى: تكفّون عنه و يلي هذا منه غيركم، فإن ظفروا بمحمّد (2) فذلك ما أردتم، و إن ظفر محمّد كنتم بالخيار، أن تدخلوا فيما دخل فيه الناس أو (3) تقاتلوا أو أنتم وافرون جامّون (4)،إنّ الحرب قد نهكتكم و أذهبت الأماثل منكم، و أخرى: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يخبركم أنه لم يأت لقتال أحد، و إنّما جاء معتمرا معه الهدي عليه القلائد ينحره و ينصرف، فجعل عثمان يكلّمهم فيأتيهم بما لا يريدون، و يقولون: قد سمعنا ما تقول، و لا كان هذا أبدا، و لا دخلها علينا عنوة، فارجع إلى صاحبك فأخبره أنه لا يصل إلينا، فقام إليه أبان بن سعيد بن العاص، فرحّب به و أجاره، و قال: لا تقصر عن حاجتك، ثم نزل عن فرس كان عليه، فجعل عثمان على السرج، و ردف وراءه، فدخل عثمان مكة فأتى أشرافهم رجلا رجلا: أبا سفيان بن حرب، و صفوان بن أمية و غيرهم، منهم من لقي ببلدح و منهم من لقي بمكة، فجعلوا يردّون عليه: أنّ محمّدا لا يدخلها علينا أبدا، قال عثمان: ثم كنت أدخل على قوم مؤمنين من رجال و نساء مستضعفين، فأقول: إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يبشركم بالفتح، و يقول:«أظلّكم حتى لا يستخفى بمكة بالإيمان»، فقد كنت أرى الرجل منهم و المرأة ينتحب حتى أظن أنه سوف يموت فرحا بما خبّرته، فيسأل عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فيحفي (5) المسألة و تشتد (6) لذلك أنفسهم، و يقولون اقرأ على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم منا السلام، إنّ الذي أنزله الحديبية لقادر أن يدخله بطن مكة.

و قال المسلمون: يا رسول اللّه وصل عثمان إلى البيت و طاف، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ما أظنّ عثمان يطوف بالبيت و نحن محصورون»، قالوا: يا رسول اللّه و ما يمنعه و قد وصل إلى البيت ؟ قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ظنّي به أن لا يطوف حتى نطوف»، فلما رجع عثمان إلى

ص: 79


1- بالأصل و م:«و يدخلوا» و في المطبوعة:«و تدخلوا» و المثبت عن المغازي.
2- بالأصل:«فإن ظهر محمد بذلك ما أردتم» صوبنا العبارة عن م و المغازي.
3- بالأصل و م: و تقاتلوا، و المثبت عن المغازي.
4- الأصل: حامدون، و المثبت عن م و المغازي.
5- الاحفاء: الإلحاف و الإلحاح، يعني أنهم كانوا يلحون في السؤال و يردّدونه.(راجع اللسان).
6- الأصل و م:«و تشهد» و في المغازي: و يشتد، و لعل الصواب ما ارتأيناه.

رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قالوا: اشتفيت من البيت يا أبا عبد اللّه ؟ فقال عثمان: بئس ما ظننتم بي، لو مكثت بها سنة و النبي صلّى اللّه عليه و سلم مقيم بالحديبية ما طفت، و لقد دعتني قريش إلى أن أطوف بالبيت فأبيت ذلك عليها، فقال المسلمون: رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أعلمنا باللّه و أحسننا ظنا.

فلما رجع عثمان أتى به رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إلى الشجرة، فبايعه، و قد كان قبل ذلك حين بايع الناس قال:«إنّ عثمان ذهب في حاجة اللّه و حاجة رسوله، فأنا أبايع له»، فضرب بيمينه شماله[7832].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان ح.

و أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ.

قالا: أنا أبو يعلى، نا يحيى بن أيوب، نا إسماعيل بن جعفر، أخبرني محمّد بن أبي حرملة، عن عطاء و سليمان ابني يسار و أبي سلمة بن عبد الرّحمن أن عائشة قالت:

كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم مضطجعا في بيته (1) كاشفا عن فخذيه، أو ساقيه، فاستأذن أبو بكر، فأذن له و هو على تلك الحال، فتحدّث، ثم استأذن عمر، فأذن له، و هو كذلك، فتحدّث، ثم استأذن عثمان فجلس رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و سوّى ثيابه - قال: قال محمّد: لا أقول ذلك في يوم واحد - فدخل فتحدّث، فلما خرج قالت عائشة: يا رسول اللّه دخل أبو بكر. فلم تجلس - زاد ابن المقرئ: له - و قالا - و لم تباله (2)،ثم دخل عمر فلم تهشّ (3) له، و لم تباله، ثم دخل عثمان، فجلست و سوّيت ثيابك، فقال:«أ لا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة»[7833].

رواه مسلم عن يحيى (4).

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن علي بن محمّد ح.

و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو طاهر بن خزيمة، نا جدي [نا علي] (5) بن حجر، نا إسماعيل بن جعفر، نا محمّد - يعني: بن أبي حرملة - عن

ص: 80


1- في صحيح مسلم: في بيتي.
2- لم تباله أي لم تكترث به و تحتفل لدخوله.
3- في صحيح مسلم: تهتش، قال أهل اللغة الهشاشة و البشاشة بمعنى طلاقة الوجه و حسن اللقاء.
4- أخرجه مسلم في صحيحه 44 كتاب فضائل الصحابة،3 باب ح 2401 (ج 1866/4).
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف للإيضاح عن م.

عطاء بن يسار، و أبي سلمة بن عبد الرّحمن عن عائشة أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم - و في حديث زاهر: أن عائشة - قالت: كان النبي صلّى اللّه عليه و سلم ح..

و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن علي البيهقي، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن محمّد الفامي، أنا أبو العبّاس السّرّاج، نا أبو همّام السّكوني، نا إسماعيل بن جعفر، عن محمّد بن أبي حرملة، عن عطاء و سليمان بن يسار، و أبي سلمة بن عبد الرّحمن أن عائشة قالت:

كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم مضطجعا في بيته، كاشفا عن فخذيه - زاد ابن حجر: أو ساقيه - و قالا: فاستأذن أبو بكر، و أذن له - زاد ابن حجر: فدخل - و قالا: و هو على تلك الحال، فتحدّث، ثم استأذن عمر، فأذن له و هو كذلك - و في حديث أبي همّام: و هو على تلك الحال - فتحدّث، ثم استأذن عثمان، فجلس النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و سوّى عليه ثيابه - و في حديث أبي همّام: رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم - و سوّى عليه ثيابه - زاد الجنزرودي: قال محمّد: و لا أقول ذلك في يوم واحد - فدخل، فتحدّث، فلما خرج قالت عائشة: يا رسول اللّه، دخل أبو بكر فلم تهشّ له، و لم تباله، ثم دخل عمر فلم تهشّ له و لم تباله، ثم دخل عثمان فجلست و سوّيت ثيابك - و في حديث ابن حجر: و سوّيت عليك ثيابك - فقال صلّى اللّه عليه و سلم:«أ لا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة».

رواه مسلم في الصحيح، عن علي بن حجر (1).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد الزهري، نا محمّد بن (2) سليمان الواسطي، نا إبراهيم بن عبد اللّه بن حاتم الهروي، أنا إسماعيل بن جعفر، نا محمّد بن أبي حرملة، عن عطاء و سليمان بن يسار، و أبي سلمة، عن عائشة قالت:

كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم مضطجعا في بيته، كاشفا عن ساقه، فاستأذن أبو بكر و هو على تلك الحال، ثم استأذن [عمر فأذن] (3) له، و هو كذلك [ثم] (4) تحدث، و استأذن عثمان فجلس رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و سوّى ثيابه، و دخل، فلمّا خرج قالت عائشة: يا رسول اللّه، دخل أبو بكر

ص: 81


1- رواه مسلم عن يحيى بن يحيى و يحيى بن أيوب و قتيبة و علي بن حجر، انظر ما تقدم.
2- في م: محمد بن محمد بن سليمان الواسطي، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 383/14.
3- ما بين معكوفتين زيادة عن م للإيضاح.
4- الزيادة عن م.

فلم تهشّ له، و لم تناجه، ثم دخل عثمان فجلست و سوّيت ثيابك، فقال:«أ لا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة»[7834].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور أنا (1) عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا داود بن عمرو، نا إسماعيل بن جعفر، أخبرني محمّد بن أبي حرملة مولى حويطب، عن عطاء و سليمان ابني يسار و أبي سلمة بن عبد الرّحمن [أن] (2) عائشة قالت:

كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم مضطجعا في بيتي (3)،كاشفا عن فخذيه، أو ساقيه، فاستأذن أبو بكر، فأذن له، و هو كذلك يتحدث [ثم استأذن عمر فأذن له و هو كذلك يتحدث] (4)،ثم استأذن عثمان (5)،فجلس رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فسوّى ثيابه - قال محمّد: و لا أقول ذلك في يوم واحد - فدخل فتحدّث، فلما خرج قالت عائشة: يا رسول اللّه، دخل أبو بكر فلم تهشّ له و لم تباله، ثم دخل عثمان فجلست فسوّيت ثيابك، فقال:«أ لا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة»؟ [7835].

و رواه سعيد بن العاص عن عائشة:

أخبرناه (6) أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمّد، أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن عبد اللّه بن محمّد الفامي، أنا أبو العباس السّرّاج، نا محمّد بن يحيى ح.

و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو سعيد محمّد بن موسى بن الفضل، قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا العباس بن محمّد.

قالا: نا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، نا أبي، عن صالح بن (7) كيسان، قال: قال ابن

ص: 82


1- مكانها بالأصل: علي، و المثبت عن م.
2- سقطت من الأصل و أضيفت عن م للإيضاح.
3- هذه رواية صحيح مسلم.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيفت العبارة للإيضاح عن م.
5- في م:«عمر» تصحيف.
6- في م: أخبرنا.
7- بالأصل:«عن» تصحيف و التصويب عن م.

شهاب - و في حديث السّرّاج: عن ابن شهاب - أخبرني يحيى بن سعيد بن العاص أن سعيد بن العاص أخبره أن عثمان و عائشة تحدّثا - و في حديث السّرّاج: أخبراه (1)-.

أن أبا بكر استأذن على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و هو مضطجع على فراشه، لابس مرط عائشة، فأذن لأبي بكر على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم (2)،و قالا (3):و هو كذلك، فقضى إليه حاجته، ثم انصرف، ثم استأذن عمر، فأذن له و هو على تلك الحال، فقضى إليه حاجته، ثم [انصرف] (4) قال عثمان: ثم استأذنت عليه، فجلس، و قال لعائشة:«اجمعي عليك ثيابك»، قال: فقضيت إليه حاجتي، ثم انصرفت قال: فقالت عائشة:[يا رسول اللّه] (5) لم أرك فزعت (6) لأبي بكر و عمر كما فزعت لعثمان، فقالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إنّ عثمان رجل حيي، و إنّي خشيت إن أذنت له و أنا على تلك الحال أن لا يبلّغ إليّ حاجته»- و في حديث السّرّاج: في حاجته[7836]-.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبد اللّه بن محمّد بن زياد، نا إبراهيم بن مرزوق (7)،عن عثمان بن عمر، أنا مالك بن أنس، عن الزهري، عن يحيى بن سعيد بن العاص، عن أبيه، عن عائشة.

أنّ أبا بكر استأذن على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم لابس مرط أم المؤمنين فأذن له، فقضى إليه حاجته، ثم خرج، فاستأذن عليه عمر، و هو على تلك الحال، فقضى إليه حاجته، ثم خرج، فاستأذن عليه عثمان فاستوى جالسا، و قال لعائشة:«اجمعي عليك ثيابك»، فلما خرج قالت له عائشة: ما لك لم تفزع لأبي بكر و عمر كما فزعت لعثمان ؟ فقال:

«إنّ عثمان رجل شديد الحياء، و لو أذنت له على تلك الحال لخشيت أن لا يبلغ في حاجته»[7837].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو

ص: 83


1- بالأصل: أخبرناه، و التصويب عن م.
2- زيد في المطبوعة: زاد أبو العباس: على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم.
3- كذا وردت بالأصل و م، و هي مقحمة بهذا الشكل، إلاّ في حال إثبات الزيادة التي أشرنا إليها في الحاشية السابقة.
4- سقطت من الأصل و م و أضيفت للإيضاح عن المطبوعة.
5- الزيادة عن م.
6- أي تأهبت له متحولا من حال إلى حال (انظر اللسان: فزع).
7- الأصل: مروان، و المثبت عن م.

يعلى، نا عبد الأعلى، نا عثمان بن عمر ح.

و أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا ابنا، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن الحسين بن أحمد بن عبد اللّه بن أبي علاّنة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا إبراهيم بن مرزوق البصري، نا عثمان بن عمر.

نا ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن يحيى بن سعيد بن العاص، عن أبيه، عن عائشة.

أن أبا بكر استأذن على النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم لابس مرط أم المؤمنين، فأذن له، فقضى - و في حديث ابني البنّا: ثم قضى - إليه حاجته، ثم خرج فاستأذن عليه عمر - زاد ابن القشيري: فأذن له - و قالا: و هو على تلك الحال، فقضى إليه حاجته، ثم خرج، فاستأذن عليه عثمان، فاستوى جالسا - و قال ابن القشيري: رسول اللّه-[و قالا-] (1) و قال لعائشة:«اجمعي عليك ثيابك»- زاد ابن القشيري: فأذن له - فلما خرج قالت له عائشة: ما لك لا (2) تفزع لأبي بكر و عمر كما فزعت لعثمان ؟ قال:«إنّ عثمان - زاد ابنا البنّا: رجل - شديد الحياء - و قالوا:- لو أذنت له على تلك الحال خشيت أن لا يبلغ في حاجته»[7838].

قال ابن صاعد: و قد جمعهما الشيخ، و هكذا وقع إليّ أحدهما، عن (3) مالك و الآخر عن ابن أبي ذئب و حديث ابن أبي ذئب المشهور و حديث مالك لا أعرفه إلاّ من هذه الجهة، فقيل له: هذا حديث ابن أبي ذئب، فلم يرجع عنه، و كان إذا وقع إليه الشيء من كتابه لزمه و لم يرجع عنه.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا أبو خيثمة، نا يعقوب بن إبراهيم، نا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب، أخبرني يحيى بن سعيد بن العاص [أن سعيد بن العاص] (4) أخبره أن عثمان و عامرا [حدّثه] (5).

أن أبا بكر استأذن على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و هو مضطجع على فراشه، لابس مرط عائشة، فأذن لأبي بكر و هو كذلك، فقضى إليه حاجته، ثم انصرف، قال عثمان: ثم استأذنت عليه

ص: 84


1- اللفظة سقطت من الأصل، و في م:«وفا» و ما استدركناه للإيضاح عن المطبوعة.
2- في م: لم تفزع.
3- الأصل:«على»، و المثبت عن م.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م لتقويم السند.
5- كذا بالأصل و م:«أن عثمان و عامرا حدثه» و الذي في المطبوعة: أن عثمان بن عفان حدثه.

فجلس، فقال لعائشة: اجمعي عليك ثيابك، قال: فقضيت إليه حاجتي ثم انصرفت، فقالت عائشة: يا رسول اللّه، لم أرك فزعت لأبي بكر و عمر (1) كما فزعت لعثمان، فقالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إنّ عثمان رجل حيي، و إنّي خشيت إن أذنت له و أنا على تلك الحال ألا يبلغ إلي في حاجته»[7839].

و رواه أبو اليمان عن شعيب (2)،فلم يقم [إسناده] (3).

أخبرناه أبو منصور محمود بن أحمد بن عبد المنعم بن ماشاذة - بأصبهان - أنا أبو علي الحسن بن عمر بن يونس، أنا أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي - بالبصرة - أنا أبو العباس محمّد بن أحمد الأثرم، نا حميد بن الربيع الخرّاز، نا أبو اليمان الحكم بن نافع، أنا شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، أخبرني يحيى بن سعيد بن العاص أن سعيد بن العاص أخبره.

أن أبا بكر استأذن على النبي صلّى اللّه عليه و سلم و هو مضطجع على فراشه، لابس مرط عائشة، فأذن لأبي بكر و هو كذلك، فقضى إليه حاجته، ثم انصرف، فاستأذن (4) عمر، فأذن له و هو على تلك الحالة، فقضى إليه حاجته، ثم انصرف، قال (5) عثمان: ثم استأذنت عليه، فجمع عليه ثيابه، قال: فقضيت إليه حاجتي ثم انصرفت، فقالت عائشة: يا رسول اللّه، ما لك لم تفزع لأبي بكر و عمر كما فزعت لعثمان ؟ فقال:«إنّ عثمان رجل حييّ ، و إنّي خشيت إن أذنت له و أنا على حالتي تلك لا يبلغ إليّ حاجته»[7840].

أنبأناه (6) أبو علي الحدّاد، و حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا أبو زرعة، نا أبو اليمان، فذكر نحوه.

و رواه أبو صالح ذكوان عن عائشة.

أخبرناه أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا عبد اللّه بن عمر بن أبان، نا إسحاق (7)،عن عبد اللّه بن محمّد بن

ص: 85


1- كذا بالأصل و م، و لم يرد في متن الحديث أن عمرا دخل على النبي صلّى اللّه عليه و سلم في هذه الرواية.
2- بالأصل و م: سعيد، تصحيف، و هو شعيب بن أبي حمزة، و سيرد صوابا في السند التالي.
3- الزيادة عن م.
4- بالأصل: فأذن.
5- من قوله: فاستأذن عمر.. إلى هنا سقط من م.
6- في م: أنبأنا.
7- في م: نا إسحاق بن سليمان.

ربعي النّخعي، عن سهيل، عن أبيه، عن عائشة قالت:

استأذن أبو بكر على النبي صلّى اللّه عليه و سلم و هو كاشف عن فخذه، فأذن له، ثم استأذن عمر، فأذن له و هو كهيئته، ثم استأذن عثمان، فأهوى إلى ثوبه، فقلت: يا رسول اللّه، كأنّك كرهت أن يراك عثمان، فقال:«إنّ عثمان حييّ ستّير تستحي منه الملائكة»[7841].

و رواه جبير بن نفير الحضرمي عن عائشة.

أخبرناه أبو علي الحدّاد في كتابه، و حدّثني أبو مسعود المعدل عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا إبراهيم بن موسى الثوري البغدادي، نا عبّاس بن إبراهيم الأزدي، نا منصور بن إسماعيل الحرّاني، نا صفوان بن عمرو، عن عبد الرّحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن عائشة.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم كان مع عائشة في لحاف، إذ جاء أبو بكر يستأذن، فأذن له، فدخل و خرج، و جاء عثمان فقال:«شدّي عليك ثيابك»، فدخل و خرج، فقلت: يا رسول اللّه، جاء أبو بكر، فأذنت له، و جاء عثمان فلم تأذن له حتى شددت علي ثيابي، فقال:«إنّ عثمان يستحي من اللّه، و إنّي أستحي منه»[7842].

و روته عائشة بنت طلحة عن خالتها عائشة.

أخبرناه أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد، أنا أبو علي الواعظ ، أنا أبو بكر أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا مروان - يعني الفزاري - أنا عبيد اللّه بن يسار (2)،قال: سمعت عائشة بنت طلحة تذكر، عن عائشة أم المؤمنين.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم كان جالسا كاشفا (3) عن فخذه، فاستأذن أبو بكر، فأذن له و هو على حاله، ثم استأذن عمر، فأذن له و هو على حاله، ثم استأذن عثمان، فأرخى عليه ثيابه، فلمّا قاموا، قلت: يا رسول اللّه، استأذن عليك أبو بكر و عمر فأذنت لهما و أنت على حالك، فلمّا استأذن عثمان أرخيت عليك ثيابك، فقال:«يا عائشة، أ لا أستحي من رجل و اللّه إنّ الملائكة لتستحي منه»[7843].

و روته أم المؤمنين حفصة بنت عمر أيضا.

ص: 86


1- مسند أحمد بن حنبل 327/9 رقم 24384.
2- في المسند: سيار.
3- الأصل و م: كاشف، و الصواب عن المسند.

أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو علي الرّوذباري، و أبو عبد اللّه الحسين بن عمر بن برهان (1) و غيرهما ح.

و أخبرنا أبو القاسم الأسدي، أنا أبو القاسم السّلمي ح.

و أخبرنا أبو المعالي السّلمي، أنا أبو القاسم بن بيان ح.

و أنبأنا أبو القاسم بن بيان.

و أخبرناه خالي أبو المكارم (2) عنه، قال: أنا أبو الحسن بن مخلد (3).

قالوا:[أنا إسماعيل بن محمد الصفار، نا الحسن بن عرفة، نا روح بن عبادة، عن ابن جريج.

ح و] (4) أنا الفقيه أبو الحسن، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، نا أبو مروان عبد الملك بن بحر بن شاذان المكي - بفسطاط مصر - نا محمّد بن إسماعيل الصائغ، نا روح، نا ابن جريج.

أخبرني أبو خالد، عن عبد اللّه بن أبي سعيد المدني، حدثتني حفصة بنت عمر، قالت:

كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ذات يوم جالسا، قد وضع ثوبه - و في حديث الصائغ: قد وضع ثوبا - بين فخذيه، فجاء أبو بكر، فاستأذن [فأذن] (5) له، و النبي صلّى اللّه عليه و سلم على هيئته، ثم عمر بمثل هذه القصّة، ثم علي، ثم أناس - و قال الصائغ: ناس - من أصحابه، و النبي صلّى اللّه عليه و سلم على هيئته، ثم جاء عثمان، فاستأذن - و في حديث زاهر: يستأذن - فأخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ثوبه فتجلّله، قالت:

فتحدثوا، ثم خرجوا، فقلت: يا رسول اللّه، جاء أبو بكر، و عمر، و علي، و سائر أصحابك و أنت على هيئتك، فلمّا جاء عثمان تجلّلت بثوبك، قالت: فقال:«أ لا أستحي ممن تستحي منه الملائكة»[7844].

أخبرنا (6) أبو القاسم، أنا أبو بكر، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو صادق بن أبي

ص: 87


1- ضبطت بفتح الباء عن الاكمال 246/1.
2- زيد بعدها في المطبوعة:«و أبو سليمان داود» ليست في الأصل و م.
3- فوقها بالأصل: إلى.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
5- سقطت من الأصل، و في م:«فاستأذن فاستأذن له»، و الزيادة عن المطبوعة.
6- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: و أخبرناه.

الفوارس العطّار [قالا: نا أبو العباس] (1).

ح و أخبرنا أبو العلاء زيد، و أبو المحاسن مسعود ابنا علي بن منصور بن الرّاوندي بالري قالا: أنا قاضي القضاة أبو نصر أحمد بن محمّد بن صاعد النيسابوري، قدم علينا الري، [أنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قالوا: أنا أبو العباس بن يعقوب] (2).

أنا الحسن بن علي بن عفان، نا عبيد اللّه بن موسى، عن شيبان، عن أبي يعفور، عن عبد اللّه بن أبي سعيد المدني، عن حفصة بنت عمر، قالت:

دخل عليّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ذات يوم، فوضع ثوبه بين فخذيه، فذكر معناه.

أخبرنا أبو عمر محمّد بن محمّد بن القاسم العبشمي، و أبو القاسم الحسين بن علي بن [الحسين] (3) الزهري (4)،و أبو الفتح المختار بن عبد الحميد بن المنتصر، و أبو بكر مجاهد بن أحمد بن محمّد بن المجاهدي، و أبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفق، قالوا:

أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفّر، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن حموية، أنا إبراهيم بن خزيم الشّاشي، أنا عبد بن حميد، أنا أبو حازم (5)،عن ابن جريج، عن عثمان بن خالد، عن عبد اللّه بن سعيد أن حفصة أخبرته.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم وضع ثوبه بين فخذيه، فجاء أبو بكر، فدخل و النبي صلّى اللّه عليه و سلم على هيئته، ثم جاء عمر، ثم علي، ثم جاء الناس من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلم، فتحدّث معهم، ثم جاء عثمان، فاستأذن، فجلّل عليه، ثم أذن له، فلمّا خرجوا قلت: يا رسول اللّه، استأذن أبو بكر، ثم عمر، ثم علي، و أنت على هيئتك، فلمّا استأذن عثمان جلّلت عليك الثوب، فقال:«أ لا أستحي (6)ممن تستحي منه الملائكة»[7845].

تابعه أبو قلابة عن أبي عاصم:

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، و أبو القاسم غانم بن محمّد بن عبيد اللّه البرجي، ثم

ص: 88


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن المطبوعة،«و قالا:» موجودة في م.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل هنا و استدرك عن م و المطبوعة و في م:«ابن محمد» بدل أبو سعيد محمد، و فيها: و يعقوب بدل بن يعقوب. و قد جاء بالأصل بعد قوله: أبي يعفور.
3- الزيادة عن المطبوعة، و في م: الحسن.
4- ليست في م.
5- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: أبو عاصم.
6- في م و المطبوعة: نستحي.

أخبرني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنهما.

و حدّثني أبو أحمد عبد الملك بن محمّد بن عبد الملك العطار، أنا أبو علي الحداد.

قالا: أنا أبو نعيم، أنا عبد اللّه بن جعفر بن أحمد بن فارس، نا أحمد بن عصام، نا أبو عاصم، عن ابن جريج، أخبرني أبو خالد.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن محمّد بن النقور، و عبد الباقي بن محمّد [بن غالب] (1)،قالوا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبد الواحد بن المهتدي، نا محمّد بن عبدك، نا حجّاج، قال: قال ابن جريج: أخبرني أبو خالد.

عن عبد اللّه بن أبي سعيد - و قال ابن النقور: بن أبي سعد المدني - حدثتني حفصة بنت عمر قالت:

كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ذات يوم قد وضع ثوبه بين فخذيه، فجاء أبو بكر، فاستأذن، فأذن له، و النبي صلّى اللّه عليه و سلم على هيئته، ثم عمر مثل - و في حديث ابن النقور: بمثل - هذه القصة، ثم عليّ ، ثم أناس من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و النبي صلّى اللّه عليه و سلم على هيئته، ثم جاء عثمان، فاستأذن، فأذن له، ثم أخذ - و في حديث ابن النقور: و أخذ - رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ثوبه، فتجلّله، فتحدثوا - و في حديث ابن النّقّور: ثم تحدثوا - ثم خرجوا، فقلت: يا رسول اللّه، جاء أبو بكر، و عمر، و علي، و ناس من أصحابك، و أنت على هيئتك، فلمّا جاء عثمان تجلّلت بثوبك - و في حديث ابن النقور: ثوبك - فقال:«إنّي أستحي ممن تستحي منه الملائكة»[7846].

أخبرناه (2) أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (3)،نا روح (4).

ح و أخبرنا أبو العلاء زيد، و أبو المحاسن ابنا علي بن منصور، قالا: أنا أبو نصر بن صاعد، أنا أبو سعيد الصيرفي، نا أبو العبّاس الأصم، نا أبو بكر محمّد بن إسحاق الصغاني، نا روح بن عبادة.

نا ابن جريج، أخبرني أبو خالد، عن عبد اللّه بن أبي سعيد المدني (5)،حدثتني حفصة

ص: 89


1- زيادة عن م.
2- الأصل: أخبرنا، و التصويب عن المطبوعة.
3- مسند أحمد بن حنبل 168/10 رقم 26528.
4- من قوله: أخبرناه إلى هنا سقط من م.
5- كذا بالأصل و م و المطبوعة، و في المسند: المزني.

ابنة عمر بن الخطّاب قالت:

كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ذات يوم قد وضع ثوبا بين فخذيه، فجاء أبو بكر، فاستأذن، فأذن له، و هو على هيئته، ثم عمر، مثل (1) هذه القصة، ثم علي، ثم ناس من أصحابه، و النبي صلّى اللّه عليه و سلم على هيئته، ثم جاء عثمان، فاستأذن، فأذن له، فأخذ ثوبه فتجلّله، فتحدثوا، ثم خرجوا، قلت: يا رسول اللّه، جاء أبو بكر، و عمر، و علي، و سائر أصحابك و أنت على هيئتك، فلما جاء عثمان تجلّلت بثوبك، فقال:«أ لا أستحي (2) ممن تستحي منه الملائكة»[7847].

قال: و حدّثني أبي (3)،نا هاشم، نا أبو معاوية - يعني شيبان - عن أبي (4) اليعفور، عن عبد اللّه بن سعيد المدني (5)،عن حفصة بنت عمر قالت:

دخل عليّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ذات يوم، فوضع ثوبه بين فخذيه، فجاء أبو بكر يستأذن له، و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم على هيئته، ثم جاء عمر يستأذن، فأذن له، و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم على هيئته، و جاء ناس من أصحابه، فأذن لهم، و جاء علي يستأذن، فأذن له، و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم على هيئته، ثم جاء عثمان بن عفّان، فاستأذن، فتجلّل ثوبه، ثم أذن له، فتحدثوا ساعة، ثم خرجوا، فقلت:

يا رسول اللّه، دخل عليك أبو بكر، و عمر، و علي، و ناس من أصحابك و أنت في هيئتك لم تحرّك (6)،فلما دخل عثمان تجلّلت ثوبك، فقال:«أ لا أستحي ممن تستحي منه الملائكة»[7848].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، قالا:

أنا أبو سعد (7) الأديب، أنا أبو (8) عمرو ح.

و أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم السّلمي، أنا أبو بكر.

قالا: أنا أبو يعلى، نا يحيى بن أيوب، نا شعيب بن حرب، نا شيبان أبو معاوية، نا أبو يعفور العبدي، عن عبد اللّه بن أبي سعيد، عن حفصة.

ص: 90


1- في المسند: بمثل.
2- عن المسند و م و بالأصل: تستحي.
3- مسند أحمد بن حنبل 168/10 رقم 26529.
4- الأصل و م: ابن اليعفور، و المثبت عن المسند.
5- كذا بالأصل و م، و في المسند: المزني.
6- الأصل و م و المطبوعة، و في المسند: تتحرك.
7- في م: سعيد، تصحيف، و السند معروف.
8- سقطت «أبو» من م، و السند معروف.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال في عثمان:«أ لا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة»[7849].

قالا: و أنا أبو يعلى، نا محمّد بن أبي بكر - زاد أبو عمرو: المقدمي-: نا أبو معشر، نا إبراهيم بن عمر بن أبان، حدّثني أبي، عن أبان بن عثمان، عن عبد اللّه بن عمر، قال:

بينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم جالس و عائشة و راءه، إذ استأذن أبو بكر، فدخل، ثم استأذن عمر فدخل، ثم استأذن علي فدخل، ثم استأذن سعد بن مالك (1) فدخل، ثم استأذن عثمان بن عفّان فدخل، و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يتحدث كاشفا عن ركبتيه، فمدّ ثوبه على ركبتيه، و قال لامرأته:

«استأخري عني»، فتحدّثوا ساعة، ثم خرجوا، قالت عائشة: فقلت: يا رسول اللّه، دخل عليك أصحابك فلم تصلح ثوبك على ركبتيك، و لم تؤخرني عنك حتى دخل عثمان، فقال:

«يا عائشة، أ لا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة ؟ و الذي نفس محمّد بيده إنّ الملائكة لتستحي من عثمان كما تستحي من اللّه و رسوله، و لو دخل و أنت قريبة - و قال أبو بكر: قريب - مني لم يرفع رأسه، و لم يتحدّث حتى يخرج - و قال أبو بكر: خرج - و سقط من حديثه من قوله: منه الملائكة. إلى قوله: تستحي من اللّه و رسوله»[7850].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف (2)، أخبرني أبو بكر محمّد بن عدي المنقري - بالبصرة - نا القاضي عمر بن الحسن بن مالك الشيباني، نا أحمد بن موسى بن إسحاق التميمي، نا عمر بن محمّد بن فليح، نا محمّد بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي، عن علي بن الحسين، عن الحسين أن عليا قال:

دخلت على النبي صلّى اللّه عليه و سلم و هو مستلق رافعا رجلا على رجل، و فخذه مكشوفة، فدخل علينا أبو بكر و عمر، ثم جاء عثمان، فاستأذن، فلم يدخل حتى أرخى النبي صلّى اللّه عليه و سلم على فخذه، و غطاها، فقال له علي: بأبي و أمي أنت يا رسول اللّه، قد كنا عندك جماعة، فما غطيتها، و جاء عثمان فغطيتها، فقال:«إنّي لأستحي ممن استحيت منه الملائكة»[7851].

قال: و أنا حمزة، أنا أبو أحمد بن عدي (3)،نا عبد اللّه بن محمّد بن ناجية، نا أبو

ص: 91


1- مطموسة بالأصل و المثبت عن م.
2- أخرجه السهمي في تاريخ جرجان ص 369 في ترجمة 620 محمد بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين.
3- أخرجه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 21/7 في ترجمة النضر بن عبد الرحمن أبي عمر.

كريب (1)،نا يونس بن بكير، عن النضر أبي عمر، عن عكرمة، عن ابن عباس.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«يا عائشة، أ لا أستحي (2) ممن تستحي منه الملائكة، إنّ الملائكة لتستحي من عثمان».

أخبرتنا به عاليا أم البهاء بنت البغدادي، قالت: أنا أبو الفضل الرّازي، أنا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، نا محمّد بن هارون، نا أبو كريب، نا يونس بن بكير، عن النّضر، عن عكرمة، عن ابن عبّاس.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«أ لا أستحي ممن تستحي منه الملائكة ؟[إن الملائكة] (3) تستحي من عثمان بن عفّان»[7852].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد اللّه بن عمر بن أيوب المري (4)،أنا أبو الفرج أحمد بن القاسم بن الخشاب البغدادي، نا أبو عبد اللّه ضمام بن عبد اللّه بن نجية الأندلسي، نا أبو مروان القرشي، نا أبي، نا مالك، عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«عثمان حييّ تستحي منه الملائكة»[7853].

أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر، أنا عمر بن أحمد بن عمر، أنا أبو سعيد عبد الرّحمن بن أحمد بن حمدوية، نا أبو الحسن محمّد بن جعفر الخوارزمي (5)- ببغداد - أنا أبو عبد الملك مروان بن محمّد بن خالد العثماني، نا جدي، عن عبد الرّحمن بن أبي الزّناد، عن أبيه، عن الأعرج، عن أبي هريرة.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«الحياء من الإيمان، و أحيا أمّتي عثمان»[7854].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي التميمي (6)،أنا أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (7)،نا عبد الرّحمن هو بن مهدي، نا شعبة، عن شيخ من

ص: 92


1- بالأصل: أبو بكر كريب، صوبنا الاسم عن م و ابن عدي.
2- في الكامل لابن عدي: أ لا تستحين.
3- الزيادة عن م.
4- بالأصل: المدني، تصحيف، و التصويب عن م، تقدم التعريف به.
5- بدون إعجام بالأصل، و المثبت عن م.
6- أقحم بعدها بالأصل و م:«أنا أبو بكر التميمي» و لا معنى لإقحامه و السند معروف.
7- مسند أحمد بن حنبل 48/7 رقم 19135.

بجيلة، قال: سمعت ابن أبي أوفى يقول: استأذن أبو بكر على النبي صلّى اللّه عليه و سلم و جارية تضرب الدّفّ ، فدخل و استأذن عمر، فدخل ثم استأذن عثمان، فأمسكت (1) قال: فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إنّ عثمان رجل حييّ »[7855].

قال: و حدّثني أبي (2)،نا محمّد بن جعفر، نا شعبة، أخبرني رجل من بجيلة، قال:

سمعت عبد اللّه بن أبي أوفى يقول: كانت جارية تضرب بدفّ عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فجاء أبو بكر، ثم جاء عمر، ثم جاء عثمان، فأمسكت (3)،فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إنّ عثمان رجل حييّ »[7856].

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا محمّد بن أحمد بن شكرويه، و محمّد بن أحمد بن علي السّمسار، قالا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن خرّشيذ قوله، نا القاسم بن محمّد المروزي، نا عبدان، حدّثني أبي، عن شعبة، حدّثني رجل فسألت عنه مسعرا (4) فقال: هو من بجيلة، فقال البجلي: عن عبد اللّه بن أبي أوفى.

أنه دخل على النبي صلّى اللّه عليه و سلم و عنده جارية تضرب بالدّفّ ، قال: فجعلت تضرب، إذ دخل عمر، فجعلت تضرب، فدخل عثمان، فأمسكت، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«إنّ عثمان رجل حييّ »[7857].

أخبرنا أبو علي الحدّاد و غيره في كتبهم، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، أنا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن داود المكي ح.

أنبأنا أبو علي أيضا، و حدّثني عنه أبو مسعود الشاهد، أنا أبو نعيم، نا سليمان بن أحمد، نا محمّد بن حيّان المازني.

قالا: نا محمّد بن إسماعيل الوساوسي (5)،نا ضمرة بن ربيعة، عن عبد اللّه بن شوذب، عن أبي الجويرية، عن بدر بن خالد، قال:

وقف علينا زيد بن ثابت يوم الدار، فقال: أما - و قال المكي: أ لا - تستحيون ممن تستحي منه الملائكة ؟ قلنا: و ما ذاك ؟ قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«مرّ بي عثمان و عندي جيل - و قال المكي:- ملك - من الملائكة [فقالوا: و قال المكي: فقال-] (6) شهيد

ص: 93


1- الأصل: فاسكت، و التصويب عن م و المسند.
2- مسند أحمد بن حنبل 48/7-49 رقم 19139.
3- الأصل: فاسكت، و التصويب عن م و المسند.
4- بالأصل: معسرا، تصحيف و التصويب عن م.
5- ضبطت عن الأنساب.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و الزيادة عن المطبوعة، و الذي في م هنا: فقال: و قال المازني.

يقتله قومه، إنّا نستحي منه». قال بدر: فانصرفنا عصابة من الناس[7858].

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا محمّد بن حيّان المازني، نا محمّد بن إسماعيل الوساوسي، نا ضمرة بن ربيعة، عن ابن شوذب، عن أبي الجويرية، عن بدر بن خالد، قال:

وقف علينا زيد بن ثابت يوم الدار، فقال: أ ما تستحيون ممن تستحي منه الملائكة ؟ قلنا: و ما ذاك ؟ فقال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«مرّ بي عثمان و عندي جيل من الملائكة، فقالوا: شهيد من الأمّيّين، يقتله قومه، أنا أستحي (1) منه»[7859].

قال بدر بن خالد: فانصرفنا عصابة من الناس.

أخبرنا أبو القاسم زاهر، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد بن موسى، أنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل بن يحيى بن زكريّا بن حرب، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد (2) بن الحسن بن الشرقي، أنا أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن هاشم بن حيّان العبدي، نا وكيع، حدّثني المنذر بن ثعلبة العبدي، عن عبد اللّه بن بريدة الأسلمي.

أن أبا بكر و عمر دخلا على النبي صلّى اللّه عليه و سلم مكشوف (3)،فلم يغطها [فدخل عثمان فغطاها] (4)،فقيل له: فقال:«أ لا تستحي من رجل تستحي منه الملائكة»[7860].

أخبرنا أبو الوفاء عمر بن الفضل بن أحمد بن المميّز (5)،و أبو محمّد [أحمد بن محمّد] (6) بن أحمد بن أبي الحسين، قالا: أنا إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم القفّال إبراهيم بن خرّشيذ قوله، نا محمّد بن عبيد اللّه بن العلاء الكاتب - ببغداد - نا علي بن حرب، نا قطبة بن العلاء الغنوي، نا سفيان الثوري، عن خالد الحذّاء، عن أبي قلابة، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول اللّه (7) صلّى اللّه عليه و سلم:«أصدق أمّتي حياء عثمان»[7861].

ص: 94


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: إنا لنستحي منه.
2- أقحم بعدها بالأصل:«عبد اللّه بن محمد» و المثبت يوافق م، ترجمته في سير أعلام النبلاء 40/15.
3- كذا وردت بالأصل و م، خطأ، و الصواب: مكشوفا.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.
5- الأصل:«المير» و اللفظة غير مقروءة في م، و الصواب ما أثبت، قارن مع المشيخة.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك لتقويم السند عن م.
7- في م و المطبوعة: النبي صلّى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو الوفاء عمر بن الفضل، أنا إبراهيم القفال، أنا إبراهيم بن عبد اللّه، نا أبو بكر أحمد بن عيسى الخواص، نا سفيان بن زياد، نا عبّاد (1) بن صهيب، عن نصر بن طريف، عن قتادة، عن أنس بن مالك.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«أرحم أمّتي بأمّتي أبو بكر الصدّيق، و أقواهم في دين اللّه تعالى عمر بن الخطاب، و أصدقهم حياء عثمان بن عفّان»[7862].

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن الفضل القطّان، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا قصيبة.

ح قال: و أنا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن إبراهيم الهاشمي - ببغداد - نا عثمان بن أحمد الدقّاق، نا الحسن بن سلام السّوّاق، نا قبيصة.

نا سفيان، عن خالد الحذّاء، و عاصم عن أبي قلابة، عن أنس قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«أرحم أمّتي بأمّتي أبو بكر، و أشدّهم في دين اللّه عمر، و أصدقهم حياء عثمان، و أقرأهم أبيّ ، و أفرضهم زيد بن ثابت، و أعلمهم بالحلال و الحرام معاذ بن جبل، و لكلّ أمّة أمين، و أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح»[7863].

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا محمّد بن يحيى بن فياض الزّماني، نا محمّد بن الحارث، نا محمّد بن عبد الرّحمن، عن أبيه، عن ابن عمر، قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«أرأف أمّتي بأمّتي أبو بكر، و أشدّهم في الإسلام عمر، و أصدقهم حياء عثمان، و أقضاهم علي بن أبي طالب، و أفرضهم زيد بن ثابت، و أعلمهم بالحلال و الحرام معاذ بن جبل، و أقرأهم أبيّ بن كعب، و لكلّ أمّة أمين، و أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجرّاح»[7864].

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن محمّد السّنجي، و أبو محمّد بختيار بن عبد اللّه الهندي، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الملك بن عبد القاهر بن أسد، أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان، أنا أبو جعفر أحمد بن يعقوب بن يوسف، نا عمر بن أيوب

ص: 95


1- الأصل: عمار، و المثبت عن م و المطبوعة.

السّقطي، نا أبو معمر القطيعي، نا هشيم (1)،نا كوثر بن حكيم، عن نافع، عن ابن عمر قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«أرحم أمّتي أبو بكر، و أشدّهم في اللّه عمر، و أكرمهم حياء عثمان بن عفّان، و أقضاهم علي بن أبي طالب»[7865].

قال أبو جعفر: لم يرو هذا الحديث عن نافع إلاّ الكوثر بن حكيم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، و أبو القاسم بن البسري، قالوا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو القاسم البغوي، نا عباس بن الوليد، نا عبد اللّه بن يزيد، نا عبد الرّحمن بن زياد، عن مسلم بن يسار، قال:

نظر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إلى عثمان بن عفّان، فقال:«شبيه إبراهيم، و إنّ الملائكة لتستحي منه»، هذا مرسل[7866].

و قد روي من وجه آخر متصلا.

أنبأناه أبو الغنائم محمّد بن محمّد بن أحمد بن المهتدي، و حدّثنا أبو الحجّاج يوسف بن مكي بن يوسف عنه، أنا إبراهيم بن عمر البرمكي، نا أبو حفص عمر بن أحمد بن هارون الآجري المقرئ، نا القاضي أبو عبد اللّه الحسين بن إسماعيل الضّبيّ ، نا أبو بكر الرّمادي أحمد بن منصور بن سيّار، نا إسماعيل بن عبد اللّه بن زرارة، نا عمرو بن صالح بن النعمان بن قيس الزهري، نا عبد اللّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إنّا نشبّه عثمان بن عفّان بأبينا إبراهيم عليه السلام»[7867].

آخر الجزء التاسع و الأربعين بعد الأربعمائة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، نا أبو محمّد الحسن بن علي الجوهري - إملاء - أنا أبو الحسن علي بن عمر الحافظ ، نا محمّد بن مخلد، نا أبو عقيل الحمّال، نا حسن بن جميل الحوري، عن شعيب بن إسحاق، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن رجل، عن عبد خير قال:

وضّأت عليا برحبة الكوفة، فقال: يا عبد خير: سلني، قلت: عما أسألك يا أمير المؤمنين ؟ فتبسّم ثم قال: وضّأت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم كما وضّأتني، فقلت: من أوّل من يدعى إلى

ص: 96


1- الأصل: هاشم، و المثبت عن م و المطبوعة.

الحساب يوم القيامة ؟ قال:«أنا، أقف بين يدي ربّي عز و جلّ ما شاء اللّه، ثم أخرج و قد غفر (1)اللّه لي»، [قلت: ثم من ؟ قال:«أبو بكر، يقف كما وقفت مرتين ثم يخرج و قد غفر اللّه له] (2)قلت: ثم من ؟ قال:«ثم عمر يقف كما وقف أبو بكر مرتين، ثم يخرج و قد غفر (3) اللّه له، قلت: ثم من ؟ قال: ثم أنا، قلت: و أين عثمان يا رسول اللّه ؟ قال:«عثمان رجل ذو حياء، سألت ربي عز و جل أن لا يوقفه للحساب فشفعني» (4)[7868].

أخبرنا (5) أبو محمّد بن طاوس، و أبو يعلى بن الحبوبي، قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا هلال بن العلاء الرّقّي، نا المعافي بن سليمان، نا محمّد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم (6)،عن زيد بن أبي أنيسة، عن محمّد بن عبد اللّه، عن المطلّب بن عبد اللّه، عن أبي هريرة قال:

دخلت على رقيّة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و هي امرأة عثمان، في يدها مشط ، قالت: خرج من عندي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم آنفا، فرجّلت رأسه، فقال:«كيف تجدين أبا عبد اللّه»؟ فقلت:

كخير، فقال:«أكرميه، فإنّه أشبه أصحابي خلقا»[7869].

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا عمر بن محمّد بن علي، نا قاسم بن زكريا المطرّز، نا الخليل بن عمرو ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين (7) بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا الخليل بن عمرو البغوي.

نا محمّد بن سلمة - زاد ابن السّمرقندي: الحرّاني - عن أبي عبد الرحيم، عن زيد بن أبي أنيسة، عن محمّد بن عبد اللّه، عن المطّلب، عن أبي هريرة، قال:

دخلت على رقيّة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم امرأة عثمان - زاد ابن السّمرقندي: و في يدها [مشط ] (8) و قالا:- فقالت: خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم من عندي آنفا رجلت رأسه، فقال:- زاد ابن السّمرقندي: لي-: «كيف تجدين أبا عبد اللّه»؟ قلت: كخير - زاد ابن السّمرقندي: يعني

ص: 97


1- الأصل: عفى، و التصويب عن م.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
3- الأصل: عفى، و التصويب عن م.
4- الأصل: فيشفعني، و المثبت عن م.
5- الأصل و م، و في المطبوعة: أخبرني.
6- اسمه خالد بن يزيد الحراني ترجمته في تهذيب الكمال 439/5.
7- الأصل و م: الحسن، تصحيف و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
8- زيادة لازمة عن م.

الرجال - قال:«أكرميه فإنّه من أشبه أصحابي بي خلقا»[7870].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا أبو بكر الخطيب - بدمشق - أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل - بالبصرة - نا أبو علي الحسن بن محمّد بن عثمان الفسوي، نا يعقوب بن سفيان، قال: و رقيّة قد توفّيت قبل (1) أبي هريرة بسنين (2).

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب، أنا أبو منصور النّهاوندي [أنا أبو العباس النهاوندي] (3)،أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل البخاري، قال:

و لا أراه حفظه، لأن رقيّة ماتت أيام بدر، و أبو هريرة هاجر بعد ذلك بنحو من خمس سنين أيام خيبر، و لا يعرف للمطلب سماعا من أبي هريرة، و لا لمحمّد من المطلّب، و لا تقوم به الحجّة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (4)، أخبرني محمّد بن عبد الرّحمن بن عثمان التميمي - بدمشق - أنا القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم [الميانجي، أنا أبو القاسم] (5) عصام بن غياث السمسار - في المحرم (6)-نا أبو حفص عمرو بن علي، نا يزيد بن مغلّس، نا جامع بن مطر الحبطي، حدثتني أم كلثوم بنت ثمامة، قالت: سألت عائشة عن عثمان، فقالت:

لقد رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم واضعا [رأسه على] (7) فخذي، و عثمان عن يمينه، و جبريل يوحي إليه و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«اكتب عثمان»، فما كان اللّه عزّ و جل لينزل تلك المنزلة إلاّ كريما على اللّه عزّ و جلّ و رسوله»[7871].

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو منصور بن شكرويه، و أبو بكر السمسار، قالا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه، نا الحسين بن إسماعيل الضّبّي - إملاء - نا الحسين بن علي الصّدائي،

ص: 98


1- زيد بعدها في المطبوعة:«قدوم» و اللفظة سقطت أيضا من م.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: بسنتين.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك لتقويم السند عن م.
4- الخبر في تاريخ بغداد 289/12-290 ضمن ترجمة عصام بن غياث بن عصام بن المبارك، أبي القاسم الكندي.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م و تاريخ بغداد.
6- كذا بالأصل و م و تاريخ بغداد، و في المطبوعة:«المخرّم» و هو أشبه.
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م و تاريخ بغداد.

نا يعقوب الحضرمي، نا فاطمة بنت عبد الرّحمن اليشكرية، عن أمّها قالت:

دخلت على عائشة، أرسلت إليها [عمتي] (1)،فقلت: يا أم المؤمنين أ ما ترين قد أكثروا في عثمان، فقالت: لقد رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، مسند ظهره إلى صدري، و جبريل يوحي إليه، و عثمان عن يمينه و هو يقول:«اكتب عثيم»، فما نزل تلك المنزلة من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إلاّ كريم على اللّه و على نبيّه صلّى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا عبد الصمد، حدثتني فاطمة ابنة عبد الرّحمن، قالت:

حدثتني أمي.

أنها سألت عائشة و أرسلها عمها، فقال: إنّ أحد بنيك يقرئك السلام، و يسألك عن عثمان بن عفّان، فإنّ الناس قد شتموه، فقالت: لعن اللّه من لعنه، فو اللّه لقد كان قاعدا عند نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم لمسند ظهره إليّ ، و إنّ جبريل عليه السلام (3) ليوحي إليه القرآن، و إنه ليقول له:«اكتب يا عثيم»، فما كان لينزل تلك المنزلة إلاّ كريما على اللّه و رسوله[7872].

قال: و حدّثني أبي (4)،نا يونس، نا عمر بن إبراهيم اليشكري، قال: سمعت أبي يحدّث.

أن أمي انطلقت (5)-و في نسخة قال: سمعت أمي تحدث أن أمها انطلقت (6)-إلى البيت حاجة، و البيت يومئذ له بابان، قالت: فلما قضيت طوافي دخلت على عائشة، قالت: قلت:

يا أمّ المؤمنين، إنّ بعض بنيّك يقرئك السلام، و إنّ الناس قد أكثروا في عثمان، فما تقولين فيه ؟ قالت: لعن اللّه من لعنه (7)،لعن اللّه من لعنه، لا أحسبها إلاّ قالت: ثلاث مرار، لقد رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و هو مسند فخذه إلى عثمان، و إنّي لأمسح العرق عن جبين رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و إنّ الوحي ينزل عليه، و لقد زوّجه ابنتيه إحداهما على إثر الأخرى، و إنّه

ص: 99


1- الزيادة عن م.
2- مسند أحمد بن حنبل 101/10 رقم 26190.
3- «عليه السلام» ليس في المسند.
4- مسند أحمد بن حنبل 121/10 رقم 26307.
5- الأصل: انطقت، في الموضعين، و التصويب عن م و المسند.
6- الأصل: انطقت، في الموضعين، و التصويب عن م و المسند.
7- لعن اللّه من لعنه، لم تكرر في المسند.

يقول:«اكتب عثمان»، قالت: ما كان اللّه لينزل عبدا من نبيه صلّى اللّه عليه و سلم بتلك المنزلة إلاّ عبدا عليه كريما (1).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، و أبو الحسين عبد الرّحمن بن عبد اللّه، قالا:

أنا الحسن بن أحمد بن أبي الحديد، أنا عبد الرّحمن بن عبد العزيز السّرّاج، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عيسى بن الحسن التميمي البغدادي - بحلب - نا محمّد بن يونس الكديمي، نا أبو النعمان عارم، نا حمّاد (2) بن إبراهيم اليشكري، حدثتني أم كلثوم بنت ثمامة الحبطي أنّ أخاها المخارق بن ثمامة قال لها:

ادخلي (3) على عائشة فاقرئيها السلام، قالت: فدخلت عليها، فقلت لها: إنّ بعض بنيك يقرئك السلام، قالت: و عليه السلام و رحمة اللّه، و قلت لها: يسألك عن عثمان، فإن الناس [قد أكثروا علينا فيه، قالت عائشة: لقد رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم مع عثمان في هذا البيت] (4) في ليلة قائظة و النبي صلّى اللّه عليه و سلم يوحي إليه جبريل، و كان صلّى اللّه عليه و سلم إذا أوحي إليه ينزل عليه ثقلة (5) شديدة قال اللّه عزّ و جلّ إِنّٰا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً (6)،و عثمان يكتب بين يدي النبي صلّى اللّه عليه و سلم، يقول له:

«اكتب عثمان»، و ما كان لينزل تلك المنزلة من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إلاّ رجلا كريما.

قال أبو الحسن: و لم يكن اللّه لينزل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد بن أبي عثمان، و أبو القاسم بن البسري، قالا: أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن موسى بن القاسم بن الصّلت المجبّر، نا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى الهاشمي، نا محمّد بن الوليد، نا الوضاح بن حسّان الأنباري، نا طلحة بن زيد، عن عبيدة بن حسان، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«عثمان بن عفّان وليي في الدنيا و وليي في الآخرة»[7873].

أخبرناه أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا سعيد بن أحمد بن محمّد، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن حامد الأصبهاني، أنا أبو بشر إسماعيل بن إبراهيم الحلواني، أنا محمّد بن الوليد، نا

ص: 100


1- بالأصل و م:«إلاّ عبد عليه كريم» و المثبت عن المسند.
2- «نا حماد» مكرر بالأصل.
3- الأصل: ادخلني، و التصويب عن م.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م للإيضاح.
5- يقال وجدت ثقلة في بدني، و الثقلة ما يوجد في البطن من ثقل الطعام، و الثقلة: نعسة تغلبك (تاج العروس بتحقيقنا: ثقل).
6- سورة المزمل، الآية:5.

الوضاح بن حسان الأنباري، نا طلحة بن زيد، عن عبيدة بن حسان، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«عثمان بن عفّان وليي في الدنيا و الآخرة»[7874].

رواه غيره عن طلحة، فقال: عن عطاء الكيخاراني (1).

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو (2) بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ.

قالا: أنا أبو يعلى، نا شيبان - زاد ابن المقرئ: بن فرّوخ - نا طلحة بن يزيد (3)-و في حديث ابن حمدان: بن يزيد - و هو وهم - عن عبيدة [و قال ابن حمدان: عبيدة] (4) بن حسّان، عن عطاء الكيخاراني، عن جابر، قال:

بينما نحن مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في بيت - زاد ابن المقرئ: أبي حشفة، و قالا:- في نفر من المهاجرين فيهم: أبو بكر، و عمر، و عثمان - زاد ابن حمدان: و علي، و قالا:- و طلحة، و الزبير، و عبد الرّحمن بن عوف، و سعد بن أبي وقّاص، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلم - و قال ابن حمدان:

رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم-: «لينهض كلّ رجل إلى كفئه»، و نهض النبي صلّى اللّه عليه و سلم إلى عثمان فاعتنقه، قال:- و قال ابن المقرئ: ثم قال:- «أنت وليي في الدنيا، و أنت وليي في الآخرة»[7875].

أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن علي بن العلاّف، و أخبرني عنه أبو الفخر أسعد بن عبد الواحد بن أبي الفتح - بهمذان - أنا أبو الحسن بن الحمّامي، نا محمّد بن العباس بن الفضل، نا محمّد بن أحمد بن أبي المثنى، نا الوضّاح بن حسّان، أنا طلحة بن زيد، عن عبيدة بن حسّان، عن عطاء، عن جابر.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال لعثمان:«أنت وليي في الدنيا، و أنت وليي في الآخرة»[7876].

ص: 101


1- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى كيخاران قرية من قرى اليمن كما في الأنساب، و موضع بفارس كما في معجم البلدان.
2- بالأصل:«عمر» تصحيف، و التصويب عن م، و السند معروف.
3- كذا بالأصل و م، و لعله: بن زيد و تصحفت اللفظة فيهما، فقد ورد: ابن يزيد في رواية أبي عمرو بن حمدان و هو خطأ و الصواب ابن زيد، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 240/9.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.

رواه أبو يعلى الموصلي عن الحسين بن الحسن الشّيلماني (1)،عن وضّاح بن حسّان الأنباري.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، و أبو الفضل محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن المغازلي (2) التاجر - بأصبهان - و أبو صالح عبد الصمد بن عبد الرّحمن الحنوي (3)-ببغداد - قالوا: أنا أبو محمّد التميمي، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد بن حمّاد الواعظ ، نا أبو الحسن علي بن محمّد بن عبيد الحافظ ، نا علي بن سهل، نا وضّاح بن يحيى، نا طلحة بن زيد الرّقّي، عن عبيدة بن حسان، عن عطاء، عن جابر بن عبد اللّه.

عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم أنه قال لعثمان:«يا عثمان، أنت وليي في الدنيا و الآخرة»[7877].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (4)،نا حمزة بن داود الثقفي، نا سليمان بن الربيع، نا كادح بن رحمة الزاهد نا الحسن بن أبي جعفر، عن أبي الزبير، عن جابر، قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«أبو بكر وزيري و القائم في أمّتي من بعدي، و عمر حبيبي ينطق على لساني، و أنا (5)-يعني من عثمان - و عثمان منّي (6)،و علي أخي و صاحب لوائي»[7878].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن المظفّر الشّامي، أنا أحمد بن محمّد العتيقي، أنا يوسف بن أحمد بن الدّخيل، نا محمّد بن عمرو العقيلي (7)،نا أحمد بن داود القومسي، نا روح بن الفرج المخرمي (8)،نا سليمان بن شعيب بن الليث - يعني: بن سعد - نا عبد اللّه بن لهيعة، نا عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال:

لما اشتبكت (9) الحرب - يعني اشتدت - يوم خيبر قيل للنبي صلّى اللّه عليه و سلم: هذه الحرب قد

ص: 102


1- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى شيلمان مدينة بجيلان من وراء طبرستان (الأنساب و معجم البلدان). و انظر ترجمته في تهذيب الكمال 459/4.
2- الأصل و م: المغازل، و التصويب عن المشيخة 196/ب.
3- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى حنا، مدينة من ديار بكر (الأنساب و معجم البلدان).
4- أخرجه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 83/6 في ترجمة كادح بن رحمة العرني، أبي رحمة الكوفي.
5- ما بين الرقمين في الكامل لابن عدي:«أنا و عثمان مني».
6- ما بين الرقمين في الكامل لابن عدي:«أنا و عثمان مني».
7- أخرجه العقيلي في الضعفاء الكبير 130/2 في ترجمة سليمان بن شعيب بن الليث بن سعد.
8- الأصل: المخزومي، و المثبت عن م و الضعفاء الكبير.
9- الأصل و م: اشتكت، و المثبت عن م و الضعفاء الكبير.

اشتبكت (1) فأخبرنا بأكرم أصحابك عليك، فإن يكن (2) أمر عرفناه، و إن يكن الأخرى أبيناه، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«أبو بكر وزيري، يقوم في الناس مقامي من بعدي، و عمر بن الخطّاب حين ينطق بالحق على لساني، و أنا من عثمان و عثمان منّي، و عليّ أخي و صاحبي يوم القيامة»[7879].

قال أبو جعفر: سليمان، حديثه غير محفوظ ، و لا يتابع عليه من (3) جهة الليث (4).

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (5)، أنا الحسن بن أبي بكر، أنا عبد الصمد بن علي الطّستي، نا علي بن حمّاد بن السّكن، نا مجّاعة بن ثابت الخراساني، نا ابن لهيعة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال:

لما اشتبكت الحرب يوم حنين، دخل جندب بن عبد اللّه على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فقال: يا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، إنّ هذه الحرب قد اشتبكت، لسنا ندري ما يكون، أ فلا تخبرنا بأخير أصحابك و أحبهم إليك ؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«هي يا هنه (6) اللّه أبوك، أنت القائد لها بأزمتها، هذا أبو بكر الصدّيق يقوم في الناس من بعدي، و هذا عمر بن الخطاب حبيبي ينطق بالحقّ على لساني، و هذا عثمان بن عفّان هو منّي و أنا منه، و هذا علي بن أبي طالب أخي و صاحبي يوم القيامة»[7880].

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ - في كتابه - ثم حدّثني أبو مسعود الشّروطي عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو بكر عبد العزيز بن أحمد بن محمّد بن أسيد، نا زكريا السّاجي، نا محمّد بن موسى، نا المسيّب بن شريك، عن لاحق السّعدي، عن الحسن، قال:

خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فلما رآه عثمان عانقه، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«قد عانقت أخي عثمان، فمن كان له أخا (7) فليعانقه».

الصواب: أخ.

ص: 103


1- الأصل و م: اشتكت، و المثبت عن م و الضعفاء الكبير.
2- الأصل: فإن لم يكن، و المثبت عن م و الضعفاء الكبير.
3- ما بين الرقمين كذا بالأصل و م و المطبوعة، و في الضعفاء الكبير: و لا يعرف إلاّ به.
4- ما بين الرقمين كذا بالأصل و م و المطبوعة، و في الضعفاء الكبير: و لا يعرف إلاّ به.
5- الخبر في تاريخ بغداد 261/13 في ترجمة مجاعة بن ثابت الخراساني.
6- الأصل و م، و في تاريخ بغداد: هيه، و هي كلمة يراد بها التعجب.
7- كذا بالأصل و م «أخا» و هو تصحيف، و سينبه المصنف إلى الصواب.

أخبرنا أبو الحسن بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد - إملاء - أنا أبو القاسم طلحة بن علي بن الصقر الكتّاني، نا أبو بكر محمّد بن جعفر القديسي، نا الحسين بن عمر بن أبي الأحوص، نا العلاء بن عمرو الحنفي، نا يحيى بن يمان، عن شيخ من قريش، عن رجل من الأنصار يقال الحارث، عن طلحة بن عبيد اللّه - يعني قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إنّ لكلّ نبي رفيقا، و إنّ رفيقي [في الجنة] (1) عثمان»[7881].

أخبرناه (2) عاليا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أنا (3) أبو سهل بن سعدوية، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ.

قالا: أنا أبو يعلى، نا أبو هشام الرفاعي - سمّاه ابن المقرئ: محمّد بن يزيد - نا ابن يمان، نا شيخ من بني زهرة، عن الحارث بن عبد الرّحمن، عن طلحة بن عبيد اللّه، قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«لكلّ نبيّ رفيق، و رفيقي عثمان»[7882].

أخرجه التّرمذي (4) عن أبي (5) هشام.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح المؤذن، أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن أبي جعفر الطّبسي، أنا القاضي أبو بكر أحمد بن محمّد بن إبراهيم الصّدقي، أنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن حكيم العامري، نا أبو الموجّه محمّد بن عمرو بن الموجّه، أنا محمّد بن عثمان بن خالد أبو مروان المديني، نا أبي، عن [ابن] (6) أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«إنّ لكلّ نبيّ رفيقا في الجنّة، و رفيقي فيها عثمان بن عفّان»[7883].

كذا قال، و أسقط منه أبا الزناد.

ص: 104


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و في م فوق رفيقي علامة تحويل إلى الهامش، و لم يكتب عليه شيء، و هذه الزيادة عن المطبوعة لإيضاح المعنى.
2- في م: أخبرنا.
3- كذا في الأصل و م، و في المطبوعة: و أخبرنا ح.
4- سنن الترمذي 287/5.
5- الأصل:«ابن» تصحيف، و التصويب عن م و سنن الترمذي.
6- بالأصل: عن أبي الزناد، و في م: عن ابن الزناد، و الذي أضفناه عن المطبوعة، و هو ما يبرر تعقيب المصنف في آخر الحديث.

أخبرنا أبو محمّد عبدان بن زرّين (1) الدّويني (2)،نا نصر بن إبراهيم، أنا عبد الوهّاب بن الحسين الغزال، أنا الحسين بن محمّد العسكري، نا أبو أحمد هارون بن يوسف بن هارون بن زياد المعروف بابن مقدام الشّطوي (3)،نا أبو مروان العثماني، نا أبي عثمان بن خالد، عن عبد الرّحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن الأعرج، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«لكلّ نبيّ رفيق، و رفيقي فيها (4) عثمان بن عفّان»[7884].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد (5)،نا عبد اللّه بن موسى بن الصقر، نا أبو (6) مروان محمّد بن عثمان العثماني، حدّثني أبي، عن عبد الرّحمن بن [أبي] (7) الزّناد، عن أبيه، عن الأعرج، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«لكلّ نبيّ رفيق في الجنة، و رفيقي فيها عثمان بن عفّان»[7885].

أنبأنا أبو علي الحدّاد، و حدّثني أبو مسعود المعدل عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا محمّد بن حميد، نا عمر بن أيوب، نا محمّد بن حميد، نا جرير، عن أشعث بن إسحاق بن سعد، عن جعفر بن [أبي] (8) المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«يطلع عليكم رجل من أهل الجنّة، فطلع عثمان بن عفّان»[7886].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن حسنون النّرسي، أنا علي بن عمر الحربي، نا محمّد بن محمّد ح.

و أنا أبو غالب أيضا، أنا أبو الحسين بن النّرسي، أنا أبو القاسم موسى بن عيسى بن عبد اللّه السّرّاج المعروف بالحري (9)،نا أبو بكر محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي.

ص: 105


1- بالأصل و م: رزين بتقديم الراء تصحيف، و الصواب ما أثبت و ضبط ، و قد تقدم التعريف به، و قارن مع المشيخة 133/أ.
2- زيد بعدها في المطبوعة - و قد سقط من الأصل و م: و أبو الفتح ناصر بن عبد الرحمن.
3- ضبطت بفتح الشين و الطاء عن الأنساب، نسبة إلى شطا من أرض مصر (الأنساب)، و في معجم البلدان: بليدة بمصر على ثلاثة أميال من دمياط .
4- يعني في الجنة.
5- أخرجه في الكامل في ضعفاء الرجال 175/5 في ترجمة عثمان بن خالد.
6- بالأصل:«ابن» و التصويب عن م و ابن عدي.
7- زيادة عن م و ابن عدي.
8- سقطت من الأصل و م، و زيادتها لازمة، و سيرد الاسم صوابا في الحديث التالي، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 441/3.
9- كذا بالأصل، و في م:«الجربي» و في المطبوعة: الحريري.

نا محمّد بن حميد الرازي، نا جرير بن عبد الحميد، عن أشعث بن إسحاق، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.

قال: قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«يدخل عليكم من هذا الفج رجل من أهل الجنّة»، فدخل عثمان[7887].

و في حديث الحربي:«أول من يدخل عليكم رجل من أهل الجنّة»، فدخل عثمان بن عفّان[7888].

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو بكر بن ريذة (1)،أنا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن رشدين (2) نا روح بن صلاح، نا سفيان الثوري، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عمر، قال:

كنت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إذ (3) أتى رجل إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلم فصافحه، فلم ينزع يده من يد الرجل حتى انتزع الرجل يده، ثم قال له: يا رسول اللّه، ما عثمان ؟ قال:«ذاك امرؤ من أهل الجنّة»[7889].

أخبرنا (4) أبو الحسن بن سعيد، نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (5)،أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن رزق، نا أبو الفضل جعفر بن محمّد بن بنت حاتم بن ميمون المعدل، نا أبو عبد الرّحمن أحمد بن حمّاد بن سفيان القرشي، حدّثني محمّد بن عبد اللّه بن نعمة الهاشمي، نا حمّاد بن المبارك، نا عبد اللّه بن ميمون.

قال (6):و أخبرني أبو القاسم الأزهري و عبد الملك بن عمر الرزاز، قالا: نا علي بن عمر الدارقطني، نا أبو العباس محمّد بن أحمد بن عمر بن عبد الخالق البزار (7)، و الحسن بن رشيق - بمصر.

قالا: نا الحسين بن حميد بن موسى العكّي، نا حمّاد بن المبارك البغدادي، نا

ص: 106


1- الأصل: زيده، و في م: ريده، كلاهما تصحيف و الصواب ما أثبت و ضبط . تقدم التعريف به.
2- بالأصل:«رشد بن» و أقحم بعدها:«عبيد اللّه التيمي، عن ابن جريج» و لا موضع لهذا الإقحام.
3- الأصل: إذا، و التصويب عن م.
4- أخر الخبر التالي في المطبوعة عن الذي يليه.
5- الحديث في تاريخ بغداد في ترجمة حماد بن المبارك البغدادي 156/8-157.
6- القائل: أبو بكر الخطيب.
7- كذا بالأصل و م و في تاريخ بغداد: البزاز، تصحيف.

عبد اللّه بن ميمون البغدادي، نا إسماعيل بن أمية، عن ابن جريج، عن عطاء، عن جابر، قال:

ما صعد النبي صلّى اللّه عليه و سلم المنبر قطّ إلاّ قال:«عثمان في الجنّة»، و لم يقل ابن رزق: قط .

قال الدارقطني: كذا قال حمّاد بن المبارك، عن عبد اللّه بن ميمون، عن إسماعيل بن أمية، عن ابن جريج.

و هذا الحديث إنّما يعرف من رواية إسماعيل بن يحيى بن عبيد اللّه التيمي (1)،عن ابن جريج، و اللّه أعلم.

أخبرنا (2) أبو نصر منصور بن أحمد الطّريثيني، و أبو القاسم الشحامي، قالا: أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن جعفر اللحساني الطّريثيثي، أنا أبو معاذ شاه بن عبد الرّحمن الهروي، نا أبو الحسن علي بن عبد اللّه الواسطي، نا محمّد بن حرب - هو النشائي - نا إسماعيل بن يحيى بن عبيد اللّه التيمي، عن ابن جريج، عن عطاء، عن جابر بن عبد اللّه، قال:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«عثمان في الجنّة»[7890].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، نا إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو عمرو، عبد الرّحمن (3) بن محمّد الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي (4)،نا محمّد بن علي بن روح المؤدب، نا أبو الأشعث أحمد بن المقدام، نا عبد اللّه بن خراش، عن العوّام بن حوشب، [عن شهر بن حوشب] (5) عن معاذ بن جبل قال:

خرج علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و يمينه في يد أبي بكر، و يساره في يد عمر، و علي آخذ بطرف ردائه، و عثمان من خلفه، فقال:«هكذا و ربّ الكعبة ندخل الجنّة»[7891].

أخبرنا أبو العزّ كادش، و أبو غالب بن البنّا، قالا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو

ص: 107


1- عن م و تاريخ بغداد، و في الأصل: التميمي.
2- قدم الحديث التالي في المطبوعة عن الخبر السابق.
3- بالأصل:«و أبو عبد الرحمن» تصحيف حذفنا الواو المقحمة بما وافق م، و السند معروف.
4- أخرجه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 210/4 في ترجمة عبد اللّه بن خراش بن حوشب الشيباني.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م و ابن عدي.

عمرو بن عثمان بن عفّان - إملاء - أنا الحسين بن عبيد اللّه (1) العجلي، نا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل بن سعد - زاد ابن البنّا: الساعدي - قال:

وصف لنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ذات [يوم] (2) الجنة، فقام إليه رجل، فقال: يا رسول اللّه، في الجنة برق ؟ قال:«نعم، و الذي نفسي بيده إنّ عثمان ليتحوّل من منزل إلى منزل، فتبرق له الجنة»[7892].

رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل (3)،عن عبيد اللّه بن عثمان العثماني، هذا و نسبه كما نسبه ابن حيّوية، إلاّ أنه: كناه أبا عمرو (4)،بزيادة واو، و الصواب أبو عمر (5).

و قال ابن عدي: هذا باطل بهذا الإسناد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (6)،حدّثني أبو سعيد يحيى بن سليمان، حدّثني أحمد بن إشكاب، نا أبو يحيى التميمي (7)،نا الأعمش عن (8) عمرو بن مرة، عن عبد اللّه بن سلمة الهمداني (9)،عن عبيدة السّلماني، قال:

هجمت على عبد اللّه بن مسعود و هو في دهليزه، فقال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:

«القائم بعدي في الجنة [و الذي يقوم بعده في الجنة] (10) و الثالث و الرابع في الجنة»[7893].

قال يعقوب: و قد رواه ابن [أبي] (11) عبيدة عن الأعمش أيضا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو عمرو عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي، أنا أبو عمر أحمد بن عدي (12)،نا الحسين بن عبد الغفّار.

ص: 108


1- في م: عبيد.
2- الزيادة عن م.
3- الكامل في ضعفاء الرجال في ترجمة الحسين بن عبيد اللّه العجلي 364/2-365.
4- الأصل: عمرو، تصحيف، و التصويب عن م، و في ابن عدي: أبو عمر أيضا.
5- كذا بالأصل و م، و الذي في الكامل لابن عدي المطبوع:«أبو عمر».
6- المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 761/2.
7- كذا بالأصل و م، و هو إسماعيل بن إبراهيم الأحول، ترجمته في تهذيب الكمال 137/2 و فيه: أبو يحيى التيمي.
8- الأصل:«بن» و التصويب عن م.
9- الأصل: المهراني، و التصويب عن م و المعرفة و التاريخ.
10- ما بين معكوفتين زيادة عن م.
11- الزيادة عن م.
12- أخرجه ابن عدي في الكامل 261/4 في ترجمة عبد اللّه بن عمر الخراساني.

الأزدي، نا زهير بن عبّاد، نا عبد اللّه بن عمر الخراساني، عن ليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عروة بن (1) الزبير، عن عقبة بن عامر،[قال] (2):

قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«دخلت الجنّة فإذا أنا بقصر من ذهب، و درّ، و ياقوت، فقلت: لمن هذا؟ فقالوا: للخليفة من بعدك، المقتول ظلما، عثمان بن عفّان»[7894].

قال ابن عدي: و هذا باطل بهذا الإسناد و يرويه هذا الخراساني، و لا يروي (3) عنه غير زهير.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو يعلى البزاز، قالا: أنا علي بن محمّد المصّيصي، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا الخليل بن عبد القاهر (4) الصيداوي، نا يحيى بن المبارك، نا ليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر الجهني، قال:

قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«لما أسري بي دخلت جنة عدن، فوضع في يدي تفاحة، فانفلقت عن حوراء عيناء مرضيّة كأن مقادم عينيها أجنحة النسور، فقلت: لمن أنت ؟ قالت: للخليفة من بعدك، مقتول ظلما، عثمان».

كذا قال، و إنما هو ابن عبد القهار.

أخبرناه (5) أبو الحسن بن قبيس، و أبو سعيد، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (6)،أنا علي بن أبي بكر الطرازي - بنيسابور - أنا أبو حامد أحمد بن علي بن حسنويه المقرئ، أنا أحمد بن عيسى الخشاب، نا عبد اللّه بن سليمان البغدادي، نا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب.

ح قال: و أنا علي بن أبي علي البصري، نا عبد اللّه بن أحمد بن ماهبزذ (7) الأصبهاني، نا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، نا عبد اللّه بن سليمان بن يوسف بن يعقوب بن

ص: 109


1- الأصل، بن، تصحيف، و التصويب عن ابن عدي و م.
2- الزيادة عن ابن عدي.
3- في ابن عدي: يرويه.
4- كذا بالأصل و م، و سينبه المصنف إلى أنه: عبد القهار.
5- الأصل: أخبرنا، و المثبت عن م.
6- أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد 464/9 في ترجمة عبد اللّه بن سليمان الجارودي.
7- عن م و تاريخ بغداد و بالأصل: ما هبز.

الحكم بن المنذر بن الجارود (1)،نا الليث بن سعد، نا يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير (2)،عن عقبة بن عامر - زاد الباغندي: الجهني - قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«لما عرج بي [إلى] (3) السماء، دخلت جنة عدن، فأعطيت تفاحة، فلما وضعت - و قال الخشاب: وقعت - في يدي انفلقت عن حوراء عيناء مرضية، كأن أشفار عينيها - و قال الباغندي: عينها (4)-مقاديم أجنحة النسور، فقلت: لمن أنت ؟ قالت: أنا للخليفة المقتول ظلما، عثمان بن عفّان»[7895].

رواه غيرهما عن الليث، فقال: عن شداد بن أوس:

أخبرناه (5) أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، و أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا أبو وائل خالد بن محمّد البصري، نا موسى بن إبراهيم، نا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن شداد بن أوس، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:

«بينا أنا جالس، إذ أتاني جبريل، فاحتملني على جناحه الأيمن، فأدخلني جنة ربي - و قال أبو عبد اللّه: جنة عدن - فبينا أنا فيها إذ رمقت بعيني تفاحة، فانفقلت التفاحة بنصفين، فخرجت منها جارية»، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«[لم] (6) أر أحسن منها حسنا، و لا أجمل منها جمالا، تسبّح اللّه بتسبيح لم يسمع الأولون و الآخرون بمثله، قلت: ما أنت ؟ قالت: أنا الحوراء، خلقني ربي من نور عرشه، قلت: فلمن أنت ؟ قالت: أنا لذي الأمين - و قال أبو عبد اللّه: أنا الذي للأمين الخليفة المظلوم عثمان - زادت فاطمة: ابن عفان-» [7896].

و رواه غيرهم من الليث، فقال: عن أوس بن أوس.

أخبرناه أبو علي الحداد و جماعة في كتبهم، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، أنا سليمان بن

ص: 110


1- الأصل: الجارودي، و المثبت عن م و تاريخ بغداد.
2- في تاريخ بغداد: أبي الحر، تصحيف، و هو أبو الخير مرثد بن عبد اللّه اليزني المصري، ترجمته في تهذيب الكمال 502/17.
3- الزيادة عن م و تاريخ بغداد.
4- في تاريخ بغداد: أشفار عينها - و قال الخشاب: عينيها.
5- الأصل و م: أخبرنا، و التصويب عن المطبوعة.
6- الزيادة عن م.

أحمد (1)،أنا الحسين (2) بن إسحاق التستري، نا إسحاق بن وهب العلاّف، نا الفضل بن سوار البصري، نا ليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد اللّه اليزني، عن أوس بن أوس الثقفي، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

«بينا أنا جالس، إذ جاءني جبريل، فحملني فأدخلني جنّة ربي، فبينا أنا جالس إذ جعلت في يدي تفاحة، فانفقلت التفاحة بنصفين، فخرجت منها جارية، لم أر جارية أحسن منها حسنا، و لا أجمل منها جمالا، تسبّح تسبيحا لم يسمع الأولون و الآخرون بمثله، فقلت: من أنت يا جارية ؟ قالت: أنا من الحور العين، خلقني اللّه تعالى من نور عرشه، فقلت: لمن أنت ؟ قالت: أنا للخليفة المظلوم عثمان بن عفّان»[7897].

أخبرنا أحمد بن محمّد بن أحمد الإشكيذباني (3)،و أبو الفتح محمّد بن الموفق بن محمّد الجرجاني، و محمّد بن علي بن نصر الحمادي الأذرقاني، و أبو النّضر عبد الرّحمن بن عبد الجبار بن عثمان الفامي المعدّلون، و أبو جعفر محمّد بن علي بن محمّد الطبري، و أبو المظفّر عبد القاهر بن عبد الرحيم بن عبد اللّه السّقطي، و أمة الرّحمن بنت محمّد بن أحمد العارف، قالوا: أنا أبو سهل نجيب بن ميمون بن سهل الواسطي، أنا أبو علي منصور بن عبد اللّه بن خالد الخالدي، نا أبو علي أحمد بن إبراهيم بن معاذ السيرافي - بسيراف - نا أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد (4) بن عبد اللّه الجوهري، نا يحيى بن شبيب اليماني، نا سفيان بن سعيد الثوري، عن حميد، عن أنس، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

«أدخلت الجنة فناولني جبريل تفاحة، فانفقلت في يدي، فخرجت منها جارية كأن أشفار عينها (5) مقاديم النسور، فقلت لها: لمن أنت ؟ فقالت: أنا للمقتول بعدك ظلما، عثمان بن عفّان»[7898].

رواه غيره عن يحيى بن شبيب فلم يذكر فيه سفيان:

أخبرناه أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، قالا:

ص: 111


1- أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 219/1 رقم 598.
2- الأصل و م: الحسن، و التصويب عن المعجم الكبير.
3- الأصل و م بالدال المهملة، و هذه النسبة إلى إشكيذبان قرية بين هراة و بوشنج (معجم البلدان).
4- في م: بن غرزة بن عبد اللّه.
5- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: أشفار عينيها.

نا - و أبو منصور بن خيرون: أنا - الخطيب (1)،أنا أبو الفرج عبد الوهاب بن الحسين بن عمر بن برهان البغدادي - بصور - أنا محمّد بن عبد اللّه بن خلف بن بخيت الدقّاق، نا أبو هشام محمّد بن إبراهيم بن العباس الطائي الملطي - بعكبرا - أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن زاذ فروّخ الفارسي، نا يحيى بن شبيب السّلمي، نا حميد الطويل، عن أنس بن مالك، قال: قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«دخلت الجنّة فتناولت تفاحة، فكسرتها، فخرج منها حوراء (2) أشفار عينيها كريش النسر (3)،قلت: لمن أنت ؟ قالت: لعثمان بن عفّان»[7899].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصّريفيني، نا أبو حفص عمر بن إبراهيم المقرئ الإمام المعروف بالكتاني، نا إبراهيم بن حبيش بن دينار المعدّل، نا أبو بكر محمّد بن السّري بن سهل القنطري، نا يحيى بن شبيب أبو زكريا الكندي، نا حميد الطويل - و كان ينزل بالبصرة في بني سليم، و كان قصيرا و إنما سماه أنس بن مالك: الطويل لقصره نا أنس بن مالك، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

«دخلت الجنّة فوضعت في يدي تفاحة، فجعلت أقلبها في يدي، فبينا أنا أقلبها في يدي فانفقلت عن حوراء مرضية كأن حاجبيها (4) مقاديم أجنحة النسور، فقلت: لمن أنت ؟ قالت:

للمقتول ظلما عثمان بن عفّان»[7900].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - الخطيب (5)،حدّثني عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد بن عبد اللّه الرازي، نا إبراهيم بن [محمد بن] (6) صالح بن سنان، أنا أبو جعفر محمّد بن سليمان بن هشام، نا وكيع، عن ابن أبي ذئب، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«لما أسري بي إلى السّماء فصرت إلى السماء الرابعة سقط في حجري تفاحة، فأخذتها بيدي، فانفقلت، فخرج منها حوراء تقهقه،[فقلت] (7) لها: تكلمي لمن أنت ؟ قالت:

للمقتول شهيدا عثمان بن عفّان».

ص: 112


1- أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد 409/1 في ترجمة محمد بن إبراهيم بن العباس الطائي.
2- الأصل: حور، و التصويب عن م و تاريخ بغداد.
3- كذا بالأصل و م، و تاريخ بغداد، و في المطبوعة: النسور.
4- بالأصل:«مرضية كاحا...» كذا كاحا و بعدها بياض، صوبنا اللفظة و أكملنا البياض عن م.
5- أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد 297/5 في ترجمة محمد بن سليمان الشطوي.
6- الزيادة عن م و تاريخ بغداد.
7- الزيادة عن م و تاريخ بغداد.

قال الشيخ أبو بكر: هذا الحديث منكر بهذا الإسناد، و كلّ رجاله ثقات سوى محمّد بن سليمان بن هشام، و الحمل فيه عليه، و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، و أبو محمّد بن طاوس المقرئ، و أبو القاسم بن عبدان، قالوا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، نا أبو علي محمّد بن هارون بن شعيب الأنصاري، نا عمارة بن وثيمة بن موسى أبو رفاعة المصري، نا أبو صالح عبد اللّه بن صالح كاتب الليث، نا نافع بن يزيد، عن زهرة بن معبد، عن سعيد بن المسيّب، عن جابر بن عبد اللّه، قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إنّ اللّه اختار لي أصحابي على جميع العالمين من الأولين و الآخرين، إلاّ النبيّين و المرسلين، و اختار لي من أصحابي أربعة: أبو بكر، و عمر، و عثمان، و علي»[7901].

أخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن محمّد (1)،أنا الحسن بن أحمد بن محمّد، أنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن مسلم [الأسفرايني، نا موسى] (2) بن سهل، نا عبد اللّه بن صالح كاتب الليث، حدّثني نافع بن يزيد، عن زهرة بن معبد، عن سعيد بن المسيّب، عن جابر بن (3) عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

«إنّ اللّه اختار أصحابي على جميع العالمين، سوى النبيّين و المرسلين، و اختار لي من أصحابي أربعة: أبا بكر، و عمر، و عثمان، و عليا، فجعلهم خير أصحابي - و في أصحابي كلهم خير - و اختار أمّتي على سائر الأمم، و اختار من أمّتي أربع (4) قرون بعد أصحابي: القرن الأول، و الثاني، و الثالث تترى و القرن الرابع فرادى»[7902].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (5)،أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو عبد الرّحمن بن أبي الوزير التاجر، نا أبو حاتم الرازي، نا محمّد بن عبد اللّه الأنصاري،

ص: 113


1- أقحم بعدها في م: بن الحسن بن محمد.
2- ما بين معكوفتين استدرك عن م لتقويم السند.
3- بالأصل: عن، تصحيف و التصويب عن م.
4- كذا بالأصل و م بتذكير العدد «أربع» محمولا على معنى القرون، فالقرن الأمة تأتي بعد الأمة. اختلفوا فيه من عشر سنين إلى مائة سنة (اللسان)، و باعتبار اللفظة فالقرن مذكر و الصواب أربعة.
5- أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 348/6 من طريق آخر إلى محمد بن عبد اللّه الأنصاري: و فيها: أخبرنا أبو علي الروذباري، أخبرنا أبو بكر بن داسة، حدثنا أبو داود، حدثنا محمد بن المثنى حدثنا محمد بن عبد اللّه الأنصاري حدثنا شعبة عن الحسن عن أبي بكرة.

نا أشعث بن عبد الملك الحمراني، عن الحسن عن أبي بكرة.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«من رأى منكم رؤيا؟» فقال رجل: أنا رأيت كأن ميزانا نزل من السماء، فوزنت أنت و أبو بكر فرجحت أنت بأبي بكر، و وزن عمر و أبو بكر فرجح أبو بكر، و وزن عمر و عثمان، فرجح عمر (1)،ثم رفع الميزان، فرأيت الكراهية في وجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن، أنا أبو القاسم يوسف بن محمّد، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدّثني جدي يعقوب بن شيبة، نا علي بن عاصم، نا صخر بن حيّوية، عن نافع، عن ابن عمر، قال:

كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إذا صلّى بالناس الغداة أقبل عليهم بوجهه، فقال:«هل فيكم مريض أعوده ؟»، فإن قالوا: لا، قال:«فهل فيكم جنازة أتبعها؟»، فإن قالوا: لا، قال:«من رأى منكم رؤيا يقصّها علينا»، فقال رجل: رأيت البارحة كأنه نزل ميزان من السماء، فوضعت في إحدى الكفتين و وضع أبو بكر في الكفة الأخرى، فشلت به (2)،ثم أخرج أبو بكر من الكفة، فجيء يعني بعمر، فوضع في الكفة، فشال به أبو بكر، ثم جيء بعثمان فوضع في الكفة فشال به عمر، ثم رفع به الميزان، فما كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يسألهم عن الرؤيا بعد[7903].

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد بن بكران الفوّي (3)-بالبصرة - نا أبو علي الحسن بن محمّد بن عثمان الفسوي، نا يعقوب بن سفيان، نا هشام بن عمّار، نا عمرو بن واقد، نا يونس بن ميسرة، عن أبي إدريس، عن معاذ بن جبل قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إنّي رأيت أنّي وضعت في كفّة و أمّتي في كفّة، فعدلتها، ثم وضع أبو بكر في كفّة و أمّتي في كفّة فعدلها، ثم وضع عمر [في كفة] (4) و أمّتي في كفة فعدلها، ثم وضع عثمان في كفة و أمّتي في كفة فعدلها»[7904].

أنبأنا أبو علي الحدّاد، و حدّثني أبو مسعود المعدّل عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا

ص: 114


1- الأصل: عثمان، تصحيف، و التصويب عن م و البيهقي.
2- أي رجحت كفته.
3- الفوي بضم الفاء و في آخرها الواو المشددة المكسورة نسبة إلى فوّة بنواحي البصرة (الأنساب)، ذكره السمعاني و ترجم له ترجمة قصيرة. و في معجم البلدان: فوة بليدة على شاطئ النيل من نواحي مصر، قرب رشيد بينها و بين البحر خمسة فراسخ.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدركت عن المطبوعة و هي فيها مستدركة بين معكوفتين أيضا.

سليمان بن أحمد، نا موسى بن عيسى بن المنذر، نا محمّد بن المبارك، نا عمرو بن واقد، عن يونس بن ميسرة، عن أبي إدريس الخولاني، عن معاذ بن جبل، قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«أريت (1) أنّي وضعت في كفة و أمّتي في كفة، فعدلتها، ثم وضع أبو بكر في كفّة فعدلها، و وضع عمر في كفة و أمّتي في كفة فعدلها، و وضع عثمان في كفّة و أمّتي في كفة فعدلها، ثم رفع الميزان»[7905].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، أنا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا أبو النّضر، نا شيبان، عن أشعث، عن الأسود بن هلال، عن رجل من قومه، قال: كان يقول في خلافة عمر بن الخطّاب: لا يموت عثمان حتى يستخلف قلنا من أين (3) تعلم ذلك، قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«[رأيت الليلة في المنام كأن ثلاثة من أصحابي و زنوا، فوزن أبو بكر فوزن، ثم] (4) وزن عمر فوزن، ثم وزن عثمان فنقص صاحبنا و هو صالح»[7906].

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين (5) الزهري، و أبو الفتح المختار بن عبد الحميد، و أبو المحاسن أسعد بن علي، قالوا: أنا أبو الحسن الدّاودي، أنا عبد اللّه بن أحمد، أنا إبراهيم بن خزيم (6)،نا عبد بن حميد، نا عمر بن سعد الحفري، عن بدر بن عثمان، عن عبد اللّه بن مروان، نا أبو عائشة، عن ابن (7) عمر، قال:

خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ذات غداة، فقال:«رأيت قبل صلاة الفجر كأنها أعطيت المقاليد و الموازين - فأمّا المقاليد فهذه المفاتيح، و أما الموازين فهذه التي يوزن بها - فوضعت في إحدى الكفتين و وضعت أمّتي في الأخرى فوزنت فرجحتهم، ثم جيء بأبي بكر، فوزن فوزنهم، ثم جيء بعمر فوزن، فوزنهم، ثم جيء بعثمان فوزن فوزنهم، ثم استيقظت فرفعت»[7907].

ص: 115


1- الأصل و م: أ رأيت.
2- مسند أحمد بن حنبل 580/5 رقم 16604.
3- بالأصل و م:«فليامن أن نعلم» و التصويب عن المسند.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و المطبوعة، و أضيفت هذه الزيادة لتقويم المعنى، و لم يشر محقق المطبوعة إلى هذا السقط من الأصول.
5- أقحم بعدها في الأصل:«بن علي بن الحسين» و المثبت يوافق م.
6- قسم من اللفظة مطموس بالأصل، و المثبت عن م.
7- الأصل: أبي، و التصويب عن م.

رواه غيره عن الحفري، فأسقط ابن غمر، و جعله من مسند أبي عائشة:

أخبرناه أبو عبد اللّه بن البنّا، أنا أبو القاسم المهرواني، أنا أبو عمر الفارسي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي، حدّثني إسحاق بن بهلول.

قال: و حدّثني أبو داود الحفري، عن بدر بن عثمان، عن عبد اللّه بن مروان، حدّثني أبو عائشة - و كان رجل صدق - قال:

خرج علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم غداة، فقال:«رأيت قبل الغداة كأنّما أعطيت المقاليد و الموازين - فأمّا المقاليد فهذه المفاتيح، و أمّا الموازين فهذه التي تزنون بها - فوضعت في إحدى الكفتين، و وضعت أمّتي في أخرى فوزنت فرجحت بهم، ثم جيء بأبي بكر، فوزن فوزنهم، ثم جيء بعمر، فوزن فوزنهم، ثم جيء بعثمان، فوزن بهم، ثم استيقظت و رفعت»[7908].

قال: و نا أبو النّضر، نا عبد الأعلى بن أبي المساور الزهري، عن زياد بن علاقة، عن قطبة بن مالك، عن عرفجة الأشجعي قال:

صلى بنا النبي صلّى اللّه عليه و سلم الفجر ثم جلس، فقال:«وزن أصحابنا الليلة، فوزن أبو بكر، ثم وزن عمر فوزنه، ثم وزن عثمان فخفّ ، و هو صالح»[7909].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو عمرو (1) عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي، أنا أبو أحمد عبد اللّه بن عدي الحافظ (2)،نا يحيى بن محمّد بن يحيى بن أخي حرملة، نا عمي حرملة، نا ابن وهب، أخبرني ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سعيد بن عمرو، عن سفينة، قال:

بنى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم المسجد، و وضع حجرا،[ثم] قال:«ليضع أبو بكر حجرا إلى جنب حجري»، [ثم قال: ليضع عمر حجرا إلى جنب حجر أبي بكر] (3) ثم قال:«ليضع عثمان حجرا إلى جنب حجر عمر»، ثم قال:«هؤلاء الخلفاء من بعدي»[7910].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (4)،أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن

ص: 116


1- بالأصل:«أنا عمر بن عبد الرحمن» و التصويب عن م، و السند معروف.
2- أخرجه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 256/7 ضمن ترجمة يحيى بن محمد بن يحيى.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م و ابن عدي.
4- أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 64/6-65.

عبدان، أنا أحمد بن عبيد الصفار، نا الكديمي، نا قريش بن أنس، نا صالح بن أبي الأخضر (1)،عن الزهري، عن رجل يقال له سويد بن يزيد السّلمي قال: سمعت أبا ذرّ يقول:

لا أذكر عثمان إلاّ بخير بعد شيء رأيته، كنت رجلا أتتبع خلوات رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فرأيته يوما خاليا (2) وحده، فاغتنمت (3) خلوته، فجئت حتى جلست إليه، فجاء أبو بكر فسلّم ثم جلس عن يمين رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، ثم جاء عمر، فسلّم و جلس عن يمين أبي بكر، ثم جاء عثمان، فسلّم ثم جلس عن يمين عمر، و بين يدي (4) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم سبع حصيات - أو قال: تسع حصيات - فأخذهن فوضعهن في كفه، فسبّحن حتى سمعت لهن حنينا كحنين النحل، ثم وضعهن فخرسن،[ثم] (5) أخذهن (6) فوضعهن في يد أبي بكر فسبّحن حتى سمعت لهن حنينا كحنين النحل، ثم وضعهن فخرسن، ثم تناولهن فوضعهن في يد عمر فسبّحن حتى سمعت لهن حنينا كحنين النحل، ثم وضعهن فخرسن، ثم تناولهن فوضعهن في يد عثمان فسبّحن حتى سمعت لهن حنينا كحنين النحل، ثم وضعهن فخرسن، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«هذه خلافة النبوّة»[7911].

أخبرناه أبو محمّد بن طاوس، و أبو الفتح ناصر بن عبد الرّحمن، و أبو العشائر محمّد بن خليل، قالوا: أنا علي بن محمّد الفقيه، أنا عبد الرّحمن بن عثمان التميمي، أنا خيثمة بن سليمان، نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن أبي العوّام الرّياحي، نا قريش بن أنس، نا صالح بن أبي (7) الأخضر أن الزهري أخبره: أخبرني سويد بن يزيد السّلمي، قال:

مررت بالمسجد، فرأيت أبا ذرّ جالسا فيه وحده، فاغتنمت (8) ذلك، فدخلت فجلست إليه، فكأنه قال: فذكر بعض القوم عثمان، فقال: لا أقول لعثمان أبدا إلاّ خيرا، لا أقول لعثمان أبدا إلاّ خيرا،[لا أقول لعثمان أبدا إلاّ خيرا] (9) بعد شيء رأيته عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، كنت أتبع خلوات رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أتعلم منه، فخرج ذات يوم فلقيته حتى انتهى إلى موضع كذا و كذا، فجلس فانتهيت إليه، فسلّمت و جلست إليه، فقال:«يا أبا ذرّ ما جاء بك ؟» قلت: اللّه

ص: 117


1- ترجمته في الميزان 288/2.
2- دلائل النبوة: جالسا.
3- عن م و دلائل النبوة و بالأصل: فاغتنيت.
4- عن م و دلائل النبوة و بالأصل: يد.
5- الزيادة عن م و دلائل النبوة.
6- الأصل: أخذهم، تصحيف و التصويب عن م و دلائل النبوة.
7- «أبي» استدركت على هامش الأصل و بعد صح.
8- عن م و بالأصل: اغتنيت.
9- الزيادة عن م.

و رسوله، قال: إذ (1) جاء أبو بكر، فسلّم و جلس عن يمين رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فقال:«يا أبا بكر، ما جاء بك ؟» قال: اللّه و رسوله، قال: ثم جاء عمر، فسلّم و جلس عن يمين أبي بكر، فقال:

«يا عمر ما جاء بك ؟» قال: اللّه و رسوله، قال: ثم جاء عثمان، فسلّم و جلس عن يمين عمر، فقال:«يا عثمان، ما جاء بك ؟» قال: اللّه و رسوله، قال: فتناول النبي صلّى اللّه عليه و سلم سبع حصيات، أو تسع حصيات، فوضعهن في كفه، فسبّحن حتى سمعت لهن حنينا كحنين النحل، ثم وضعهن فخرسن، فتناولهن النبي صلّى اللّه عليه و سلم، فوضعهن في يد أبي بكر فسبّحن حتى سمعت لهن حنينا كحنين النحل، ثم وضعهنّ فخرسن، فتناولهن النبي صلّى اللّه عليه و سلم فوضعهن في يد عمر، فسبّحن حتى سمعت لهن حنينا كحنين النحل، ثم وضعهن فخرسن، فتناولهن النبي صلّى اللّه عليه و سلم فوضعهن في يد عثمان (2)،فسبّحن حتى سمعت لهن حنينا كحنين النحل، ثم وضعهن فخرسن إلى (3).

تابعه محمّد بن بشار، بندار (4)،عن قريش بن أنس، عن صالح، و لم يكن صالح بالحافظ ، و المحفوظ ما:

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد الأزهري، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا أبو حامد بن الشرقي، نا محمّد بن يحيى، نا أبو اليمان، أنا شعيب، عن الزهري.

ح و أنبأناه أبو علي المقرئ، و حدّثني أبو مسعود المعدّل عنه، أنا أبو نعيم، نا سليمان بن أحمد، نا أبو زرعة، نا أبو اليمان، أنا شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري.

قال: الوليد - و في حديث أبي زرعة قال: ذكر الوليد - بن سويد.

أن رجلا من بني سليم كبير السن ممن أدرك أبا ذرّ بالربذة (5) ذكر أنه بينما هو قاعد يوما في مجلس و أبو ذرّ في ذلك المجلس، إذ ذكر عثمان بن عفّان - قال السّلمي: و أنا أظن في نفسي أن في نفس أبي ذرّ على عثمان معتبة لإنزاله إياه الربذة - فلما ذكر له عثمان عرض له بعض أهل المجلس بذلك، و هو يظنّ أن في نفسه عليه معتبة، فلما ذكر قال أبو ذرّ: لا تقل في عثمان إلاّ خيرا، فإنّي أشهد لقد رأيت منه منظرا، و شهدت منه مشهدا لا أنساه حتى أموت، كنت رجلا ألتمس خلوات النبي صلّى اللّه عليه و سلم، لأسمع منه و لآخذ، فهجرت يوما من الأيام، فإذا

ص: 118


1- الأصل:«إذا» و التصويب عن م.
2- في م و المطبوعة: عثمان بن عفان.
3- سقطت «إلى» من م و المطبوعة.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 132/16 و سير أعلام النبلاء 144/12.
5- تقدم التعريف بها.

رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قد خرج من بيته، فسألت عنه الخادم فأخبرني أنه في بيت، فأتيته و هو جالس، ليس عنده أحد من الناس، و كان حينئذ أرى أنه في وحي، فسلّمت عليه، فردّ عليّ السلام، و قال لي:«ما جاء بك ؟» [فقلت: جاء بي اللّه و رسوله، فأمرني أن أجلس] (1) فجلست إلى جنبه لا أسأله عن شيء و لا يذكره لي، فمكثت غير كثير، ثم جاء أبو بكر مسرعا، فسلّم فردّ السلام ثم قال:«ما جاء بك ؟» قال: جاء بي اللّه و رسوله، فأشار إليه بيده اجلس، إلى ربوة مقابل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم الطريق بينه و بينها، حتى إذا استوى أبو بكر جالسا أشار بيده فجلس إلى جنبي عن يميني ثم جاء عمر، ففعل مثل ذلك، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم مثل ذلك، و جلس إلى جنب أبي بكر على تلك الربوة، ثم جاء عثمان، فسلّم فردّ عليه السلام، فقال:«ما جاء بك ؟» قال: جاء بي اللّه و رسوله، فأشار إليه بيده، فقعد إلى الربوة، ثم أشار إليه بيده فجلس إلى جنب عمر، فتكلم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بكلمة لم أفقه أولها غير أنه قال:«قليل ما يتقين» ثم قبض على حصيات سبع أو تسع أو قريب من ذلك، فسبّحن في يده حتى سمع لهن حنين كحنين النحل في كفّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، ثم ناولهن أبا بكر، فسبّحن في كفه كما سبّحن في كف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، ثم أخذهن منه فوضعهن في الأرض فخرسن، ثم ناولهن عمر، فسبّحن في كفّه، كما سبّحن في كفّ أبي بكر، ثم أخذهن منه فوضعهن في الأرض فخرسن، ثم ناولهن عثمان، فسبّحن في كفّه كما سبّحن في كفّ عمر، ثم أخذهن فوضعهنّ في الأرض فخرسن.

و قد روي هذا الحديث عن أبي ذرّ من وجه آخر.

أخبرناه أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ، ثم حدّثني أبو مسعود بن أبي الوفاء عنه، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الحافظ ، نا أبو القاسم سليمان بن أحمد اللّخمي، نا عمرو بن إسحاق بن [إبراهيم، نا] (2) أبي، نا عمرو بن الحارث، نا عبد اللّه بن سالم، عن الزبيدي، أنا حميد بن عبد اللّه أن عبد الرّحمن بن أبي عوف الحرشي حدّثه أنه سمع ابن عبد ربه أنه سمع عاصم بن حميد يقول:

إنّ أبا ذرّ كان يقول: انطلقت التمس النبيّ صلّى اللّه عليه و سلم في بعض حوائط (3) المدينة، فإذا أنا برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قاعد تحت نخلات، فأقبل أبو ذر حتى سلم على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فقال

ص: 119


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.
2- الزيادة بين معكوفتين عن م و المطبوعة لتقويم السند.
3- حوائط : جمع حائط ، و الحائط : البستان أو الحديقة.

رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ما جاء بك ؟» قال: اللّه جاء بي، و أبتغي رسوله، قال:«اجلس»، فجلست، ثم قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ليت أتانا رجل صالح»، فأقبل أبو بكر، فسلّم على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فردّ عليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم السّلام، ثم قال:«ما جاء بك ؟» قال: اللّه جاء بي، و أبتغي رسوله، فأمره، فجلس، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ليربعنا رجل صالح»، فأقبل عمر، فسلّم على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ما جاء بك ؟» فقال: اللّه جاء بي، و أبتغي رسوله، فأمره، فجلس، ثم قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ليخمّسنا رجل صالح»، فأقبل عثمان، فسلّم على النبي صلّى اللّه عليه و سلم، فرد عليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم السّلام ثم قال:«ما جاء بك ؟» قال: اللّه جاء بي، و أبتغي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فأمره فجلس، ثم جاء علي، فسلّم على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فردّ عليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم السّلام، ثم قال:«ما جاء بك ؟» قال: اللّه جاء بي و أبتغي رسوله، ثم أمره فجلس، و مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم حصيات تسبّحن في يده، فناولهن أبا بكر، فسبّحن في يده، ثم انتزعهن منه، فناولهن عمر، فسبّحن في يده، ثم انتزعهن منه، فناولهن عثمان، فسبّحن في يده، ثم انتزعهن منه، فناولهن عليا، فلم يسبّحن، و خرسن.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، نا أبو محمّد الجوهري - إملاء - أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ الوراق، نا عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، نا إسحاق بن وهب العلاّف، نا عمرو (1) بن حمّاد الفراهيدي - بالبصرة - نا محرز القتّات، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم أخذ حصيات في يده، فسبّحن حتى سمعنا التسبيح، ثم صيّرهن في يد أبي بكر، فسبّحن حتى سمعنا التسبيح، ثم صيّرهن في يد عمر، فسبّحن حتى سمعنا التسبيح، ثم صيرهن في يد عثمان، فسبّحن حتى سمعنا التسبيح، ثم صيّرهن في أيدينا رجلا رجلا رجلا، فما سبّحت حصاة منهنّ .

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو الفتح بن الرأس النّجّار (2) الأقبابي (3)،و أبو العشائر القيسي (4)،قالوا: أنا علي بن محمّد الفقيه، نا عبد الرّحمن بن عثمان، نا خيثمة بن سليمان،

ص: 120


1- الأصل: عمر، و المثبت عن م.
2- راجع مشيخة ابن عساكر 241/أ و فيها: ناصر بن عبد الرحمن بن محمد أبو الفتح بن رأس النجار، و اللفظة الأخيرة بدون إعجام بالأصل و م.
3- بدون إعجام بالأصل و م، و المثبت عن المطبوعة.
4- في المشيخة 187/أ محمد بن الخليل بن فارس، أبو العشائر القيسي.

نا أحمد بن سليمان الصّوري، نا محمّد بن مصفّى، نا يوسف بن الصباح، نا جرير بن عبد الحميد، نا سعيد القافلائي، عن الحسن، عن أنس بن مالك، قال:

تناول النبي صلّى اللّه عليه و سلم من الأرض سبع حصيات فسبّحن في يده، ثم ناولهن أبا بكر فسبّحن كما سبّحن في يد النبي صلّى اللّه عليه و سلم، ثم ناولهنّ النبي صلّى اللّه عليه و سلم عمر، فسبّحن في يده كما سبّحن في يد أبي بكر، ثم ناولهنّ عثمان، فسبّحن في يده كما سبّحن في يد أبي بكر و عمر - رحمة اللّه عليهم-.

أخبرنا أبو القاسم الشيباني، أنا أبو علي الواعظ ، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني محمّد بن أبي بكر المقدّمي، نا بشر بن المفضل (2)،عن داود بن أبي هند، عن عبد اللّه بن قيس،[عن الحارث بن أقس] (3) قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ما من مسلمين يموت لهما أربعة أولاد إلاّ أدخلهما اللّه الجنّة»، قالوا: يا رسول اللّه، و ثلاثة ؟ قال:«و ثلاثة»، قالوا:

يا رسول اللّه، و اثنان ؟ قال:«و اثنان، و إنّ من أمّتي لمن يعظم (4) للنار حتى يكون أحد زواياها، و إنّ من أمّتي من يدخل بشفاعته الجنة أكثر من مضر»[7912].

قال: و نا عبد اللّه (5)،حدّثني أبي، نا يزيد، أنا حريز بن عثمان، عن عبد الرّحمن بن ميسرة، عن أبي أمامة أنه سمع النبي صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«ليدخلنّ الجنة بشفاعة رجل ليس بنبي مثل الحيّين، أو مثل أحد الحيّين، ربيعة و مضر»، فقال رجل: يا رسول اللّه، أ و ما (6) ربيعة من مضر؟ قال:«إنّما أقول ما أقول»[7913].

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد الإمام، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا عبد اللّه بن عبيد اللّه بن يحيى، نا الحسين بن إسماعيل - إملاء - نا محمّد بن عمرو بن حنان (7)،نا بقية، أخبرني حريز بن عثمان، حدّثني عبد الرّحمن، قال: سمعت أبا أمامة يقول:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ليدخلنّ بشفاعة الواحد مثل الحيّين، أو مثل أحد الحيّين: ربيعة و مضر»، قال: قيل: يا نبي اللّه، فما ربيعة من مضر؟ قال:«إنّما أقول ما أقول»[7914].

ص: 121


1- أخرجه أحمد بن حنبل في مسنده 392/7 رقم 22728.
2- بالأصل: الفضل، تصحيف، و التصويب عن م و المسند.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك لتقويم السند عن م و مسند أحمد.
4- الأصل: يطعم، و التصويب عن م و المسند.
5- مسند أحمد بن حنبل 286/7 رقم 22278.
6- بالأصل:«أما» و المثبت «أوما» عن م و المسند.
7- الأصل: حبان، تصحيف، و التصويب عن م، ترجمته في تهذيب الكمال 109/17.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن حبيب الماوردي، أنا أبو علي الحسن بن علي بن محمّد الجبلي (1) المؤدب، نا أبو العبّاس محمّد بن أحمد الأثرم، نا حميد بن الربيع، نا شبّابة بن سوّار، نا حريز (2) بن عثمان الرحبي، عن حبيب بن عبيد الرّحبي قال: سمعت أبا أمامة يقول:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ليدخلنّ الجنة بشفاعة رجل من أمّتي مثل أحد الحيّين: ربيعة و مضر»، فقال رجل: يا رسول اللّه أما ربيعة من مضر؟ فقال:«أنا أقول ما أقول» قال: فكان المشيخة يرون ذلك الرجل عثمان بن عفّان.

جمعهما غيره عن شبابة:

أخبرناه أبو الحسن السّلمي، نا عبد العزيز أحمد - إملاء - ح.

و أخبرنا جدي القاضي أبو المفضّل (3) القرشي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء.

قالا: أنا محمّد بن محمّد بن محمّد بن مخلد، نا عثمان بن أحمد الدّقّاق، نا يحيى بن أبي طالب، أنا شبابة بن سوّار، نا حريز بن عثمان، عن عبد اللّه بن ميسرة، و حبيب بن عبيد (4) الرّحبي، عن أبي أمامة، قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«يدخل بشفاعة رجل من أمّتي الجنّة مثل أحد الحيّين: ربيعة و مضر»، قال: قيل: يا رسول اللّه، و ما ربيعة من مضر؟ قال:«إنما أقول [ما أقول]» (5)[7915].

قال: فكان المشيخة يرون أن ذلك الرجل عثمان بن عفّان رضي اللّه عنه.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، أنا أبو القاسم الحنّائي، أنا عبد اللّه بن محمّد الحنّائي، أنا يعقوب بن يوسف الدّعّاء، نا أحمد بن الحجّاج، نا عبد الرّحمن بن نافع، نا محمّد بن يزيد القرشي، نا محمّد بن عمرو، عن عطاء، عن ابن عباس، قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ليدخلنّ بشفاعة عثمان سبعون ألفا، كلّهم قد استوجبوا النار، الجنّة بغير حساب»[7916].

ص: 122


1- الأصل و م: الحملي، تصحيف فيهما، و الصواب ما أثبت و ضبط عن الأنساب، و هذه النسبة إلى جبلة بلدة من بلاد الشام قريبة من حمص مما يلي تلك السواحل (الأنساب).
2- الأصل: جرير، تصحيف و التصويب عن م.
3- الأصل: الفضل، تصحيف، و التصويب عن م.
4- أقحم بعدها بالأصل: الرحمن.
5- الزيادة عن م.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو الحسين بن المهتدي، نا أبو القاسم بن حبابة - إملاء - نا القاضي أبو الحسين عمر بن الحسن بن علي بن مالك الأشناني، أنا أبو عمران موسى بن الحسن السّقلّي (1)،نا عبد الرّحمن بن نافع، نا محمّد بن يزيد مولى قريش، عن محمّد المحرم (2)،عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ليدخلنّ بشفاعة عثمان بن عفّان سبعون ألفا، قد استحقوا النار الجنّة بغير حساب»[7917].

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر البزّاز، و أبو غالب أحمد بن الحسن القزّاز، قالا:

أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو علي محمّد بن أحمد بن يحيى العطشي، نا عبيد اللّه بن عثمان العثماني، نا الحسين بن عبيد اللّه العجلي، نا مروان بن معاوية الفزاري، عن سليمان، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ليشفعن عثمان بن عفّان في سبعين ألفا من أمّتي، قد استوجبوا النار حتى يدخلهم اللّه الجنة»[7918].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران - ببغداد - أنا أبو الحسين علي بن محمّد المصري، نا عبد اللّه بن محمّد بن أبي مريم، نا محمّد بن يوسف، نا سفيان الثوري، عن خالد الحذّاء، عن عبد اللّه بن شقيق العقيلي، قال:

جلست إلى نفر من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فيهم ابن أبي الجدعاء، قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«ليدخلنّ الجنة بشفاعة رجل من أمّتي أكثر من بني تميم»، قال: سواك ؟ قال:«سواي»[7919].

قال الفيريابي: يقال: إنه عثمان بن عفّان رضي اللّه عنه.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو منصور بن شكرويه، و أبو بكر محمّد بن أحمد السّمسار، أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن خرّشيذ قوله، نا الحسين بن إسماعيل المحاملي، نا محمّد بن عمرو بن أبي مذعور، نا يزيد بن زريع، عن خالد الحذّاء، عن عبد اللّه بن شقيق، قال:

ص: 123


1- كذا بالأصل و م: السقلي بالسين المهملة، و هذه النسبة إلى سقلية، و في معجم البلدان: صقلية بثلاث كسرات، و البعض يقولون: سقلية بالسين، و ضبطت في الأنساب «الصقلي» بالصاد، بفتح الصاد و القاف.
2- ضبطت عن تبصير المنتبه بالضم و كسر الراء و الحاء مهملة، و فيها: محمد بن عبيد بن عمير.

جلست إلى رهط أنا رابعهم، فإذا رجل يحدّث يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:

«ليدخلنّ الجنة بشفاعة رجل من أمّتي أكثر من بني تميم»، قال: قلنا: سواك يا رسول اللّه ؟ قال:«سواي»[7920].

قلت: أنت سمعت ذلك من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ؟ قال: نعم، فسألت بعد ما قام فقالوا: ابن أبي الجدعاء، قال يزيد بن زريع: و أظن الرجل: عثمان بن عفّان.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أبو إسماعيل - هو التّرمذي - نا أحمد بن عبد اللّه بن يونس، نا سعيد بن سالم المكّي، نا عتبة بن يقظان، عن سيّار أبي الحكم، عن أبي سفيان النهشلي، عن الحسن، قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ليدخلنّ الجنة بشفاعة رجل من أمّتي عدد ربيعة و مضر»، قيل: من هو يا رسول اللّه ؟ قال:«عثمان بن عفّان»[7921].

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين (1)-و يسمى أيضا: محمّد - بن محمّد بن أحمد بن جعفر النّهربيني (2) المقرئ بدمشق، أنا أبو القاسم يحيى بن أحمد بن أحمد (3) بن علي المعروف بابن القصري المقرئ، أنا أبو الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز بن الحارث التميمي، نا أبو بكر عبد اللّه بن حامد الأصبهاني الفقيه، نا مكي بن عبدان، نا أبو الأزهر، نا حبيب كاتب مالك، نا محمّد بن مسلم، عن عمرو بن دينار، عن جابر، قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«لقد جاورني عثمان بن عفّان في طبق أربعين صباحا و أربعين ليلة، فما سمعت له خضخضة ماء، فنعم الجار عثمان»[7922].

قال أبو الفتح بن أبي الفوارس: غريب من حديث عمرو بن دينار، تفرّد به حبيب كاتب مالك عن محمّد بن مسلم عنه.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (4)،أنا عثمان بن محمّد بن يوسف العلاّف، أنا محمّد بن عبد اللّه الشافعي، نا عبد اللّه بن الحسن بن أحمد، نا يزيد بن مروان، نا إسحاق بن نجيح، عن عطاء، عن أبي

ص: 124


1- الأصل: الحسن، و التصويب عن م، قارن مع المشيخة 207/ب.
2- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى نهر بين من قرى سواد العراق.
3- الأصل: محمد، تصحيف، و التصويب عن م و المشيخة 207/ب.
4- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 321/6 في ترجمة إسحاق بن نجيح.

هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

«إنّ لكلّ نبيّ خليلا من أمّته، و إنّ خليلي عثمان بن عفّان»[7923].

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم، نا أبو بكر محمّد بن جعفر بن أحمد الشمشاطي (1)المقرئ - بواسط - نا أبو شعيب الحرّاني، نا يزيد بن مروان، نا إسحاق بن نجيح، عن عطاء الخراساني، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

«لكلّ نبيّ خليل في أمّته، و إنّ خليلي عثمان بن عفّان»[7924].

أنبأنا أبو علي الحداد (2)،أنا أبو نعيم (3)،نا أبو بكر (4) محمّد بن عبد الرّحمن بن الفضل، نا الحسن بن علي الطوسي، نا أحمد بن الأزهر، نا حبيب بن رزيق، نا عبد العزيز بن عبد الملك بن جريج، عن أبيه، عن عطاء، عن ابن عبّاس، قال:

نزل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بالجحفة (5)،فدخل في غدير و معه أبو بكر و عمر يتماقلان (6)، فأهوى عثمان إلى ناحية رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فاعتنقه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فقال:«هذا أخي و معي»[7925].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا السيد أبو الحسن محمّد بن علي بن الحسين، نا محمّد بن جعفر بن محمّد الأنباري أبو بكر - ببغداد - نا ابن أبي العوّام الرّياحي، و أحمد بن الخليل، قالا: نا هاشم بن (7) القاسم، نا عبد العزيز بن النعمان القرشي، نا يزيد بن حيّان، عن عطاء.

ح و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو سعد أحمد بن إبراهيم بن موسى المقرئ، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن يحيى بن سهل الماسرجسي، أنا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن عتّاب العبدي، نا محمّد بن أحمد بن يزيد الرياحي، نا أبو النّضر هاشم بن القاسم، عن عبد العزيز بن النعمان القرشي - يعني عن عطاء - و أسقط منه يزيد بن حيان عن أبي هريرة قال:

ص: 125


1- الأصل و م بدون إعجام، و المثبت عن ترجمته في سير أعلام النبلاء 145/16.
2- بعدها في المطبوعة - و قد سقطت من الأصل و م - زيد: و حدثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه.
3- في المطبوعة بعدها: الحافظ ، سقطت من الأصل و م.
4- «أبو بكر» سقطت من المطبوعة.
5- تقدم التعريف بها.
6- أي يتغاطّان في الماء (انظر اللسان: مقل).
7- الأصل: هشام، تصحيف، و التصويب عن م و المطبوعة.

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«لا يجتمع حبّ هؤلاء الأربعة إلاّ في قلب مؤمن: أبي بكر، و عمر، و عثمان، و عليّ »[7926].

أخبرنا (1) أبو عمر محمّد بن محمّد بن القاسم، و أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين القرشيان، و أبو الفتح المختار بن عبد الحميد ابن المنتصر، و أبو بكر مجاهد بن أحمد بن محمّد، و أبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفّق، قالوا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفّر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حمويه، أنا إبراهيم بن خزيم الشّاشي، أنا عبد بن حميد الكشّي، نا هاشم بن القاسم، نا عبد العزيز بن النعمان، عن يزيد بن حيّان، عن عطاء الخراساني، عن أبي هريرة.

ح قال (2) أبو يعقوب يوسف بن أيوب بن الحسين الهمذاني (3)،أنا أبو الحسين بن المهتدي، نا أبو القاسم إدريس بن علي بن إسحاق بن يعقوب المؤدب، نا أبو علي إسماعيل بن العباس الورّاق، نا العباس بن أبي طالب، نا أبو النّضر هاشم بن القاسم، نا عبد العزيز بن النعمان القرشي، نا يزيد بن حيّان، عن عطاء، عن أبي هريرة، قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«لا يجتمع حبّ هؤلاء الأربعة إلاّ في قلب مؤمن: أبي بكر، و عمر، و عثمان، و عليّ بن أبي طالب».

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرّحمن، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن زكريا الشيباني، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن دلوية الدقاق، نا أبو الأزهر، نا كثير بن هشام، و أبو النّضر هاشم بن القاسم.

ح قال أبو عثمان، و أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن إبراهيم المزكي، نا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن عتّاب العبدي - ببغداد - نا محمّد بن أحمد بن يزيد الرّياحي، نا أبو النّضر هاشم بن القاسم.

قالا: نا عبد العزيز بن النعمان القرشي، نا يزيد بن حيّان، عن عطاء، عن أبي هريرة، قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«لا يجتمع حبّ هؤلاء الأربعة إلاّ في قلب مؤمن: أبو (4) بكر، و عمر، و عثمان، و عليّ ».

ص: 126


1- في م: و أخبرنا.
2- في م:«ح و أنا» و في المطبوعة: ح و أخبرنا.
3- في م: الهمداني، بالدال المهملة، تصحيف.
4- كذا بالأصل و م،«أبو» و هو جائز.

قال أبو عثمان: تفرّد به يزيد بن حيّان، عن عطاء، و عبد العزيز عنه.

قال: و قال أبو بكر محمّد بن أحمد بن يزيد الرياحي: سمعت أحمد بن حنبل سأل هاشم بن القاسم أبا النّضر عن هذا الحديث.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي أنا أبو محمّد بن أبي عثمان، أنا أبو أحمد الفرضي، أنا أحمد بن إسحاق الأنماطي، نا علي بن داود القنطري، نا عبد اللّه بن صالح، نا نافع بن يزيد، عن زهرة بن معبد، عن سعيد بن المسيّب، عن جابر بن عبد اللّه، قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إنّ اللّه عزّ و جلّ اختار أصحابي على جميع العالمين سوى النبيّين و المرسلين، و اختار من أصحابي أربعة، فجعلهم خير أصحابي [و في كل أصحابي] (1) خير، و هم: أبو بكر، و عمر، و عثمان، و عليّ ، و اختار أمّتي على سائر الأمم، فبعثني في خير قرن، ثم الثاني، ثم الثالث تترى، ثم الرابع فرادى إلى (2)»[7927].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (3)،نا أحمد بن حفص السّعدي، نا إبراهيم بن عبد اللّه الخزاف الجرجاني، نا سليمان بن عيسى السّجزي، نا الليث بن سعد، عن نافع، عن ابن عمر قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إنّ اللّه أمرني بحبّ أربعة من أصحابي، و قال: أحبهم: أبو بكر، و عمر، و عثمان، و عليّ ».

قال ابن عدي: سليمان بن عيسى (4) يضع الحديث.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبي أبو القاسم - إملاء - أنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين السّلمي، أنا أحمد بن نصر بن عبد اللّه الذارع (5)-بنهروان - نا جدي لأمي صدقة بن موسى بن تميم، نا أحمد بن جميل، نا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن نافع، عن ابن عمر، قال:

ص: 127


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
2- سقطت إلى من م و المطبوعة.
3- أخرجه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 298/3 في ترجمة سليمان بن عيسى بن نجيح السجزي، أبي يحيى.
4- سليمان بن عيسى بن نجيح السجزي ترجمته في ميزان الاعتدال 218/2 و لسان الميزان 99/3.
5- الأصل و م: الدارع بالدال المهملة، و الصواب و الضبط عن الأنساب.

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إن اللّه فرض عليكم حبّ أبي بكر، و عمر، و عثمان، و عليّ ، كما فرض عليكم الصلاة، و الصيام، و الحجّ ، و الزّكاة، فمن أبغض واحدا منهم فلا صلاة له، و لا صيام له، و لا حجّ له، و لا زكاة له، و يحشر يوم القيامة من قبره إلى النار»[7928].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن جعفر، أنا أبو الفضل أحمد بن عبد المنعم بن أحمد بن بندار، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا أبو الحسين علي بن عبد اللّه بن الفضل البغدادي - بمصر (1)-نا علي بن أحمد بن الحسين العجلي بالكوفة، نا إبراهيم بن أحمد بن المنير، نا خالد بن عبد اللّه، عن مطرّف، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي قال:

من أحبّ أبا بكر قام يوم القيامة مع أبي بكر، و صار معه حيث يصير، و من أحبّ عمر كان مع عمر حيث يصير، و من أحبّ عثمان كان مع عثمان، و من أحبّني كان معي، من أحبّ هؤلاء الأربعة كان قائد هؤلاء الأربعة إلى الجنّة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد الرّزّاز، نا محمّد بن الحسن بن مقسم، نا أحمد بن خالد بن عمرو الحمصي، نا أبي، نا بقية بن الوليد، نا علي بن هارون، نا أبو عبد اللّه البكّاء، عن أبي خلف، عن أنس بن مالك قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«أربعة لا يجتمع حبّهم في قلب منافق، و لا يحبهم إلاّ مؤمن: أبو بكر، و عمر، و عثمان، و عليّ »[7929].

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا محمّد بن عيسى بن السّكن الواسطي، نا الحسن بن بشر البجلي، نا أبو عامر التّوّزي (2)،عن عطاء الخراساني، عن أنس بن مالك، قال:

ص: 128


1- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن م.
2- الأصل و م:«التوري» و الصواب ما أثبت و ضبط عن الأنساب بفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها و تشديد الواو و في آخرها زاي، نسبة إلى بعض بلاد فارس، و قد خففها الناس و يقولون: الثياب التوزية، و هو مشدد، و هو توج.

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«لا يجتمع حبّ هؤلاء الأربعة في قلب منافق: أبو بكر، و عمر، و عثمان، و عليّ »[7930].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد أحمد بن إبراهيم بن موسى المقرئ، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن سهل الماسرجسي (1)،أنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى بن النعمان - ببالس - نا عمر بن سعيد بن يوسف المنبجي، نا علي بن عبد اللّه أبو الحسن البصري في دار البصريين، نا محمّد بن عبد الجبّار الهمذاني (2)،نا عثمان بن زفر، نا محمّد بن زياد، عن ابن عجلان، عن أبي الزبير، عن جابر، قال:

أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بجنازة، فلم يصلّ عليها، فقلت: يا رسول اللّه، لم تركت الصّلاة عليه، قال:«لأنه كان يبغض عثمان»[7931].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا القاضي أبو عبد اللّه الحسين (3) بن علي بن منجويه (4) بن علي بن أبي الرّضا، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو الطيب محمّد بن حميد بن محمّد بن سليمان الحوراني (5)،نا أبو إسماعيل التّرمذي (6)،نا عثمان بن زفر أبو عمر.

و أخبرنا أبو الفضل الفضيلي، أنا أبو القاسم أحمد بن محمّد الخليلي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد، أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب، أنا علي بن عبد العزيز، و إسحاق إبراهيم - و اللفظ لعلي - نا عثمان بن زفر الكوفي.

ح قال: و أنا الهيثم، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا عثمان بن زفر.

نا محمّد بن زياد، عن محمّد بن عجلان، عن أبي الزبير، عن جابر قال:

أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بجنازة - زاد الهيثم: رجل، و قالا:- فلم يصلّ عليه، فقالوا: يا رسول اللّه ما رأيناك تركت الصلاة على أحد إلاّ هذا! قال:«إنه كان يبغض عثمان أبغضه اللّه»[7932].

ص: 129


1- بالأصل و م: الماسرخسي، بالخاء المعجمة، تصحيف و الصواب ما أثبت و ضبط عن الأنساب، نسبة إلى ماسرجس، اسم جدّ.
2- بالأصل و م: الهمداني بالدال المهملة تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 157/11.
3- الأصل: الحسن و التصويب عن م.
4- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: محمد.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 432/15.
6- في م: أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي.

و هذا لفظ التّرمذي (1)،و ابن أبي خيثمة.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا عباس بن محمّد الدوري، نا عثمان بن زفر، نا محمّد بن زياد، عن محمّد بن عجلان، عن أبي الزبير، عن جابر (2)،قال:

أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بجنازة رجل، فلم يصلّ عليها، فقالوا: يا رسول اللّه ما رأيناك تركت الصّلاة على أحد إلاّ على هذا، فقال:«إنّه كان يبغض عثمان، أبغضه اللّه»[7933].

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو سعد الكنجرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو بكر محمّد بن يحيى المطرّز، نا يوسف بن موسى، نا عثمان بن زفر، نا محمّد بن زياد، عن محمّد بن عجلان، عن أبي الزبير، عن جابر، قال:

أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بجنازة رجل، فلم يصلّ عليه، فقالوا: يا رسول اللّه، ما رأيناك تركت الصّلاة على أحد إلاّ على هذا، قال:«إنّه كان يبغض عثمان، أبغضه اللّه»[7934].

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد المجلي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو علي محمّد بن وشاح.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور.

قالا: أنا عيسى بن علي [نا أبو عبيد علي] (3) بن الحسين بن حرب القاضي، نا أبو السّكين زكريا بن يحيى بن حصن الكوفي، نا عثمان بن زفر التميمي، عن محمّد بن زياد الطحّان، عن محمّد بن عجلان، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد اللّه، قال:

أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بجنازة رجل ليصلّي عليه، فأبي أن يصلّي عليه، فقيل: يا رسول اللّه، ما رأيناك تركت الصّلاة على أحد غير هذا، قال:«إنه (4) كان يبغض عثمان، يبغضه اللّه»[7935].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد بن أبي عثمان، و أبو طاهر القصّاري.

ص: 130


1- انظر سنن الترمذي 294/5.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: جابر بن عبد اللّه.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م لتقويم السند.
4- الأصل: إنها، و التصويب عن م.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه بن القصاري، أنا أبي [قالا:] (1)،أنا إسماعيل بن الحسن الصرصري، أنا أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة، نا أبو شيبة إبراهيم بن عبد اللّه بن أبي شيبة، نا عثمان بن زفر، نا محمّد بن زياد، عن محمّد بن عجلان، عن أبي الزبير، عن جابر قال:

مات رجل فلم يصلّ عليه النبي صلّى اللّه عليه و سلم، فقيل له، فقال:«إنّه كان يبغض عثمان، أبغضه اللّه»[7936].

قال: و أنا أحمد بن محمّد، نا جعفر بن محمّد بن شاكر، نا عثمان بن زفر، نا محمّد بن زياد الطحّان - و ليس هو محمّد بن زياد صاحب ميمون بن مهران - عن محمّد بن عجلان، عن أبي الزبير، عن جابر مثله.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنا محمود بن جعفر بن محمّد بن أحمد الكوسج، و محمّد بن أحمد بن علي بن شكرويه.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو منصور بن شكرويه.

قالا: أنا أبو علي الحسن بن علي بن أحمد بن سليمان البغدادي، نا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عمر بن أبان العبدي، نا جعفر الصائغ، نا عثمان بن زفر الكوفي، نا محمّد بن زياد، عن محمّد بن عجلان، عن أبي الزبير، عن جابر قال:

أتى النبي صلّى اللّه عليه و سلم بجنازة رجل ليصلّي عليه، فلم يصلّ عليه، قال: فقالوا: يا رسول اللّه، ما رأيناك تركت الصّلاة على أحد إلاّ على هذا، قال:«إنه يبغض عثمان، أبغضه اللّه عزّ و جلّ »[7937].

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس المقرئ، و أبو يعلى بن الحبوبي (2)،قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا أبو عبيدة، نا عثمان بن زفر، نا محمّد بن عجلان، عن أبي الزبير، عن جابر، قال:

أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بجنازة رجل، فلم يصلّ عليه، فقالوا: يا رسول اللّه ما رأيناك تركت الصلاة على أحد إلاّ على هذا، قال:«إنّه كان يبغض عثمان، أبغضه اللّه»[7938].

ص: 131


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م.
2- إعجامها مضطرب بالأصل و م، و الصواب ما أثبت و ضبط . تقدم التعريف به.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن حمزة بن إبراهيم الزّنجاني،[-بزنجان-] (1) نا القاضي أبو المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل بن أحمد الرّوياني الطّبري (2)-بهمذان - أنا الشيخ الصّالح أبو الفضل العبّاس بن موسى بن العبّاس الوبري السّاوي الحاجي - ببخارا - أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه حفدة (3) العباس بن حمزة، نا أبو عبد اللّه محمّد بن زكريا الغلاّبي - بالبصرة - نا محمّد بن المثنّى [نا] (4) يحيى بن سعيد، عن ابن أبي ذئب، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر بن (5) عبد اللّه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إنّ لحوضي أربعة أركان: ركن عليه أبو بكر، و ركن عليه عمر، و ركن عليه عثمان، و ركن عليه عليّ ، فمن جاء محبا لهم سقوه، و من جاء مبغضا لهم لا يسقونه»[7939].

أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر، أنا عمر بن أحمد بن محمّد بن عمر بن محمّد بن مسرور (6)،نا أبو العباس أحمد بن محمّد البالوي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن المسيّب الأرغياني، نا يمان بن سعيد المصّيصي، نا حجّاج بن محمّد، عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس، قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إذا كان يوم القيامة نادى مناد (7):أين أبو بكر، فيؤتى بابن أبي قحافة، فيوقف على باب الجنّة، و يقال له: أدخل من (8) شئت برحمة اللّه، و امنع من شئت بعلم اللّه، ثم يؤتى بعمر، فيوقف عند الميزان، فيقال له: ثقّل ميزان من شئت برحمة اللّه، و خفّف ميزان من شئت بعلم اللّه، ثم يؤتى بعثمان، فيؤتى بعصا - أو قضيب (9)-من (10) جنة الخلد التي غرسها اللّه بيده، و يوقف عند الحوض و يقال له: ردّ (11) من شئت برحمة اللّه، و ذبّ من شئت بعلم اللّه، ثم يؤتى بعليّ ، فيكسى حلّة من نور، و يقال له:[هذه] (12) ادخرتها لك حين أنشأت خلق السموات و الأرض»[7940].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا محمّد بن محمّد بن إبراهيم بن غيلان، أنا

ص: 132


1- الزيادة عن م.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 260/19.
3- كذا بالأصل و م.
4- الزيادة للإيضاح عن م.
5- بالأصل: عن، و التصويب عن م.
6- انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 10/18.
7- بالأصل و م: منادي، بإثبات الياء.
8- الأصل:«من أين شئت» حذفنا «أين» فهي مقحمة.
9- بالأصل:«اوقف» و فوقها ضبة و كأنه يشير إلى الخطأ، و المثبت عن المطبوعة.
10- من قوله: له ثقل ميزان إلى هنا سقط من م.
11- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: أورد.
12- الزيادة عن م.

محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم الشافعي، نا أبو منصور سليمان بن محمّد بن الفضل بن جبريل النّهرواني، نا الربيع بن سليمان الجيزي، نا أصبغ بن الفرج، عن سليمان بن عبد الأعلى الأيلي، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إذا كان يوم القيامة نادى مناد (1) من بطنان (2) العرش: أين أصحاب محمّد؟ فيقوم أبو بكر الصدّيق، و عمر الفاروق، و عثمان ذو (3) النورين، و أصلع قريش الرضي علي، فيقال لأبي بكر: قف على باب الجنّة، فأدخل من شئت برحمة اللّه، ثم أخرج من شئت بقدرة اللّه، و يقال لعمر: قم عند الميزان فثقّل من شئت برحمة اللّه، و خفّف من شئت بقدرة اللّه، و يقال لعثمان: البس هذه الحلة، فإني قد خبأتها (4) لك منذ خلقت السموات و الأرض إلى اليوم، و يقال لعلي:«خذ خذ هذا القضيب، قضيب عوسج من عوسج الجنّة، غرسه اللّه تعالى بيده، فذد الناس عن الحوض».

رواه غيره عن أصبغ بن الفرج، عن اليسع بن محمّد، عن أبي (5) سليمان الأيلي، عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار بدل عطاء.

أخبرنا أبو القاسم الشيباني، أنا أبو علي التميمي، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (6)،حدّثني أبي، نا يزيد بن هارون.

ح و أخبرنا أبو الفضل الفضيلي، أنا أبو القاسم الخليلي، أنا أبو القاسم الخزاعي، أنا الهيثم بن كليب، نا عيسى بن أحمد العسقلاني، أنا يزيد.

أنا محمّد بن عمرو (7)،عن أبي سلمة، قال: قال نافع بن عبد الحارث (8):

خرجت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم حتى دخل حائطا، فقال لي:«أمسك عليّ الباب»، فجاء حتى

ص: 133


1- الأصل: منادي، و المثبت عن م.
2- بطنان العرش أي من وسطه و قيل من أصله (راجع النهاية لابن الأثير، و اللسان: بطن).
3- بالأصل: ذا، تصحيف، و التصويب عن م.
4- زيد في م: و قال: ادخرتها.
5- الأصل: ابن تصحيف، و التصويب عن م و المطبوعة.
6- مسند أحمد بن حنبل 240/5 رقم 15374.
7- الأصل و م: عمر، و المثبت عن مسند أحمد، ترجمته في تهذيب الكمال 113/17.
8- و الحديث ذكره مختصرا ابن الأثير في أسد الغابة. و عقب ابن الأثير عليه و ذكر قائلا: و أنكر الواقدي أن يكون لنافع بن عبد الحارث صحبة، و قال: حديثه هذا عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم.

جلس على القف (1)،و دلّى رجليه في البئر، فضرب الباب، فقلت: من هذا؟ قال: أبو بكر، قلت: يا رسول اللّه هذا أبو بكر، قال:«ائذن له و بشّره بالجنّة»، قال: فأذنت له، و بشّرته بالجنّة، قال: فدخل، فجلس مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم على القف، و دلّى رجليه في البئر، ثم ضرب الباب، فقلت: من هذا؟ قال: عمر، فقلت: يا رسول اللّه هذا عمر، قال:«ائذن له و بشّره بالجنة»، فأذنت له و بشّرته بالجنّة، قال: فدخل، فجلس مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم على القفّ ، و دلّى رجليه في البئر، ثم ضرب الباب، فقلت: من هذا؟ قال: عثمان، فقلت: يا رسول اللّه هذا عثمان، فقال:«ائذن له و بشّره بالجنّة معها بلاء»، فأذنت له، و بشّرته بالجنّة، فجلس مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم على القفّ و دلّى رجليه في البئر[7941].

و اللفظ لحديث أحمد بن حنبل.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد - إجازة - نا محمّد بن الحسين الزعفراني، نا ابن أبي خيثمة، قال:

سئل يحيى (2) بن معين عن هذا الحديث فقال: مرسل، بينهما أبو موسى الأشعري - يعني أن بين النبي صلّى اللّه عليه و سلم و بين نافع أبي موسى الأشعري.

و قيل علي أبي سلمة عن عبد الرّحمن بن نافع:

أخبرناه أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد، أنا أبو علي التميمي، أنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، نا يعقوب، نا أبي، عن صالح، قال: حدّث أبو الزناد أنّ أبا سلمة أخبره أن عبد الرّحمن بن نافع بن عبد الحارث الخزاعي (4) أخبره أن أبا موسى أخبره.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم كان في حائط بالمدينة على قفّ البئر مدليا رجليه، فدقّ الباب أبو بكر، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ائذن له و بشّره بالجنّة»، ففعل، فدخل أبو بكر، فدلّى رجليه، ثم دقّ الباب عمر، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ائذن له و بشّره بالجنة»، ففعل، فدقّ الباب عثمان بن عفّان، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ائذن له و بشّره بالجنة، و سيلقى بلاء»، ففعل[7942].

ص: 134


1- قف البئر: هو الدكة التي تجعل حولها، و أصل القف ما غلظ من الأرض و ارتفع (اللسان: قفف).
2- بالأصل و م: محمد، تصحيف، و التصويب عن المطبوعة.
3- مسند أحمد بن حنبل 155/7 رقم 19673.
4- بالأصل: أي، و لفظ «الخزاعي» أثبتت عن م، و في المسند: بن الحارث الخزاعي.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا محمود بن جعفر بن محمّد بن أحمد بن جعفر، أنا عمّ والدي (1) أبي الحسين بن أحمد بن جعفر الكوسج، ابنا إبراهيم بن السندي [بن] (2)علي، أنا الزبير بن بكّار الزبيري، حدّثني إسماعيل بن أبي أويس (3)،عن ابن [أبي] (4) الزناد، عن أبيه، قال: شهد عندي أبو سلمة بن عبد الرّحمن، لأخبره عبد الرّحمن بن نافع بن [عبد الحارث الخزاعي أن أبا موسى أخبره: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم كان في حائط ] (5) بالمدينة على قفّ البئر مدلّيا رجليه في البئر، فدق الباب (6) أبو بكر، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ائذن له و بشّره بالجنّة»، ففعل، فدخل أبو بكر، فدلّى رجليه في البئر، ثم دقّ عمر بن الخطّاب الباب (7)، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ائذن [له] (8) و بشّره بالجنة»، ففعل، ثم دقّ عثمان (9) الباب، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ائذن له و بشّره بالجنة، و سيلقى بلاء»، فدخل عثمان و عيناه تذرفان.

و رواه ورقاء (10) عن أبي الزّناد، فقال: عن نافع إلاّ أنه أسقط منه أبا سلمة.

أخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن محمّد الأزهري ابنا أبو محمّد الحسين بن أحمد بن محمّد المخلدي.

أخبرنا المؤمّل بن الحسن بن عيسى أخبرنا الحسن بن محمّد بن الصباح، ثنا شبابة، نا ورقاء، عن أبي الزناد، عن نافع مولى ابن عمر، عن أبي موسى الأشعري.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم دخل حائطا، فجاء أبو بكر يستأذن، فقال:«افتحوا له و بشّروه بالجنّة»، ثم جاء عثمان، فقال:«افتحوا له و بشّروه بالجنّة بعد بلاء شديد»، ثم جاء عمر (11)، فقال:«افتحوا له و بشّروه بالجنّة»[7943].

و الحديث محفوظ من مسند أبي موسى رواه عنه سعيد بن المسيّب، و أبو عثمان النهدي، و ابنه أبو بردة.

ص: 135


1- بالأصل و م:«والد أبي الحسين» تحريف، و التصويب عن المطبوعة، و انظر ما لاحظه محققه بالهامش.
2- الزيادة عن م.
3- الأصل: إدريس، تصحيف و الصواب عن م.
4- سقطت من الأصل و م.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
6- بالأصل: فقذف، و المثبت عن م.
7- سقطت اللفظة من م و المطبوعة.
8- الزيادة عن م.
9- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: عثمان بن عفان.
10- بالأصل: ابن ورقاء، و سيرد الاسم صوابا في السند التالي. و التصويب عن م.
11- كذا ورد مجيء عمر بالأصل و م متأخرا عن مجيء عثمان، و ورد مجيئه مقدما في المطبوعة.

أخبرنا (1) والدي الحافظ أبو القاسم [علي] (2) بن الحسن - رحمه اللّه - قال (3):

فأمّا رواية سعيد بن المسيّب.

فأخبرنا بها (4) أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنّا، أنا أبو يعلى محمّد بن الحسين بن الفراء، أنا أبو الحسن علي بن معروف محمّد البزّاز، نا عبد اللّه بن سليمان، نا محمّد بن يحيى، نا سعيد بن أبي مريم، نا محمّد بن جعفر، نا شريك بن عبد اللّه، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي موسى الأشعري، قال:

خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يوما إلى حائط من حوائط المدينة لحاجته، فخرجت في إثره، فلمّا دخل الحائط جلست على بابه، و قلت: لأكوننّ اليوم بواب (5) النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و لم يأمرني، فذهب النبي صلّى اللّه عليه و سلم، فقضى حاجته، ثم جلس على قفّ البئر، و كشف عن ساقيه و دلاّهما في البئر، فجاء أبو بكر يستأذن عليه ليدخل، فقلت: كما أنت حتى أستأذن لك (6)،فقال:«ائذن له و بشّره الجنة»، فدخل، فجاء عن يمين النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و كشف عن ساقيه، و دلاّهما في البئر، ثم جاء عمر، فقلت: كما أنت حتى استأذن لك، فقال:«ائذن له، و بشّره بالجنة»، فجاء، فجلس عن يسار النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و كشف عن ساقيه، و دلاّهما في البئر، فامتلأ القف، فلم يكن فيه مجلس، ثم جاء عثمان، فقلت: كما أنت حتى استأذن لك، فقال:«ائذن له، و بشّره بالجنة مع بلاء يصيبه»، فلم يجد معهم مجلسا حتى جاء مقابلهم على شفير البئر، و كشف عن ساقيه و دلاّهما في البئر، فجعلت أتمنى أن يأتي أخ لي و أدعو اللّه أن يأتي به، فلم يأت أحد حتى قاموا فانصرفوا.

قال ابن المسيّب: فتأولت ذلك قبورهم اجتمعت هاهنا، و انفرد عثمان.

رواه البخاري في الصحيح عن سعيد (7)،و أخرجه مسلم (8) عن الصاغاني، و الحلواني، عن سعيد.

ص: 136


1- ما بين الرقمين سقط من المطبوعة.
2- الزيادة عن م.
3- ما بين الرقمين سقط من المطبوعة.
4- بالأصل و م: فأخبرناه، و المثبت عن المطبوعة.
5- بالأصل: باب، و المثبت عن م.
6- زيد في المطبوعة: فوقف و جئت إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلم فقلت: يا نبي اللّه، أبو بكر يستأذن عليك.
7- صحيح البخاري كتاب الفتن 96/8،17.
8- صحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب 1869/4،29.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي (1)،أنا أبو بكر البيهقي (2) ابنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو سعيد محمّد بن موسى بن الفضل.

قالا: أنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، نا الربيع [بن سليمان] (3)،نا ابن وهب، أخبرني سليمان بن بلال، عن شريك بن أبي نمر (4)،عن ابن المسيّب، عن أبي موسى الأشعري، قال:

توضّأت في بيتي، ثم خرجت، فقلت: لأكونن اليوم مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فجئت المسجد، فسألت عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم، فقالوا (5) لي: قد خرج و توجه هاهنا، فخرجت في أثره، حتى جئت بئر أريس (6)،و بابها من جريد، فمكثت عند بابها حتى ظننت أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قد قضى حاجته، و جلس، فجئته، و سلّمت عليه، و إذا هو قد جلس على قفّ البئر، فتوسطه ثم دلّى رجليه في البئر و كشف عن ساقيه، فرجعت إلى الباب، و قلت: لأكوننّ بباب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم اليوم، فلم أنشب أن دقّ الباب، فقلت: من هذا؟ قال: أبا بكر، قلت: على رسلك، قال:

و ذهبت إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلم فقلت: يا نبي اللّه، هذا أبو بكر يستأذن، فقال:«ائذن له و بشّره بالجنّة»، قال: فخرجت مسرعا حين قلت لأبي بكر ادخل، و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يبشّرك بالجنّة، قال: فدخل حتى جلس إلى جنب النبي صلّى اللّه عليه و سلم في القفّ عن يمينه، و دلّى رجليه، و كشف عن ساقيه كما صنع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم،[ثم رجعت] (7) و قد كنت تركت أخي يتوضّأ و قد كان قال لي: أنا على أثرك، فقلت: إن يرد اللّه بفلان خيرا يأت به، قال: فسمعت تحريك الباب، فقلت: من هذا؟ قال:

عمر، قلت: على رسلك، قال: و جئت النبي صلّى اللّه عليه و سلم، فسلّمت عليه، فأخبرته فقال:«ائذن له، و بشّره بالجنّة»، قال: فجئت له، فأذنت له، و قلت له: رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يبشّرك بالجنّة، قال:

فدخل حتى جلس مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم على يساره، و كشف عن ساقيه، و دلّى رجليه في البئر كما صنع النبي صلّى اللّه عليه و سلم و أبو بكر، قال: ثم رجعت فقلت: إن يرد اللّه بفلان خيرا يأت به - يريد أخاه -

ص: 137


1- بالأصل و م: الفزاري، تصحيف، و الصواب ما أثبت و ضبط ، و السند معروف.
2- أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 388/6-389 باب ما جاء في إخبار النبي صلّى اللّه عليه و سلم بالبلوى التي أصابت عثمان بن عفان رضي اللّه عنه.
3- الزيادة عن م و دلائل البيهقي.
4- بالأصل و م: مريم تصحيف، و التصويب عن م و دلائل النبوة.
5- الأصل و م: قال، و التصويب عن دلائل النبوة.
6- بئر أريس، كأمير، معروف بالمدينة قريبا من مسجد قباء.
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن الدلائل.

فإذا تحريك الباب، فقلت: من هذا؟ قال: هذا عثمان بن عفّان، قلت: على رسلك، و ذهبت إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلم، فقلت: هذا عثمان يستأذن، قال:«ائذن له، و بشّره بالجنة مع بلوى أو بلاء يصيبه»، فدخل، فلم يجد في القفّ مجلسا، فجلس و جاههم من شق البئر، و كشف عن ساقيه و دلاّهما في البئر كما صنع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و أبو بكر، و عمر[7944].

قال سعيد: فأولهما قبورهم.

و أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسين، نا جعفر بن (1) عبد اللّه بن يعقوب، نا محمّد بن هارون، نا أحمد بن عبد الرّحمن، ثنا عمّي ابن وهب، ثنا سليمان بن بلال، عن شريك بن أبي نمر (2)،عن ابن المسيّب، عن أبي موسى، قال:

توضّأت في بيتي، ثم خرجت فقلت: لأكوننّ اليوم مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم،[فجئت المسجد فسألت عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم] (3) فقالوا: خرج و وجهه هاهنا، فخرجت في أثره، حتى جئت بئر أريس، و لها باب من جريد (4)،فمكثت عند بابها حتى ظننت أن النبيّ صلّى اللّه عليه و سلم قضى حاجته و جلس، فجئته، فسلّمت عليه، و إذا هو قد جلس على قفّ بئر أريس، فتوسطه، ثم دلّى رجليه، و كشف عن ساقيه، فرجعت إلى الباب، فقلت: لأكوننّ بوّاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم اليوم، فلم أنشب أن دفع الباب، قلت: من هذا؟ قال: أبو بكر، قلت: على رسلك، قال: و ذهبت إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فقلت: يا نبي اللّه، هذا أبو بكر يستأذن، فقال:«ائذن له، و بشّره بالجنّة»، قال: فخرجت مسرعا حتى قلت لأبي بكر: ادخل، و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يبشّرك بالجنّة، قال:

فدخل حتى جلس إلى جنب النبي صلّى اللّه عليه و سلم في القفّ عن يمينه، و دلّى رجليه في البئر، و كشف عن ساقيه كما صنع النبي صلّى اللّه عليه و سلم، قال: ثم رجعت و قد كنت تركت أخي يتوضأ، و قال: أنا على أثرك، و قلت: إن يرد اللّه به خيرا يأت، قال: فسمعت تحريك الباب، فقلت: من هذا؟ قال:

عمر بن الخطاب، فقلت: على رسلك، قال: فجئت إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلم، فسلّمت عليه، و أخبرته، فقال:«ائذن له، و بشّره بالجنّة»، قال: فجئت له و أذنت له، و قلت: رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يبشّرك بالجنّة، قال: فدخل حتى جلس مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم [عن يساره، و كشف عن ساقيه كما صنع

ص: 138


1- في م: عن، تصحيف.
2- تقرأ بالأصل:«يمن» و في م:«يمس».
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م للإيضاح.
4- في المطبوعة هنا: حديد، تصحيف.

النبي صلّى اللّه عليه و سلم] (1)،و دلّى رجليه في البئر،[كما صنع النبي صلّى اللّه عليه و سلم] (2) و أبو بكر، قال: ثم رجعت و قلت: إن يرد اللّه بفلان خيرا أتى به - يريد أخاه - فإذا تحريك الباب، فقلت: من هذا؟ قال:

عثمان بن عفّان، فقلت: على رسلك، و ذهبت إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلم، فقلت: هذا عثمان بن عفّان يستأذن، فقال:«ائذن له، و بشّره بالجنة مع بلاء يصيبه، أو بلوى تصيبه، أو بلاء يصيبك»، فدخل، فلم يجد في القفّ مجلسا، و جلس وجاههم من قفّ (3) البئر الآخر، و كشف عن ساقيه، و دلاّهما في البئر كما صنع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و أبو بكر، و عمر.

قال شريك: قال سعيد بن المسيّب: فأوّلتها قبورهم.

قال: و نا محمّد بن هارون، نا أبو صالح سعيد بن عبد الحميد، نا مؤمّل بن إسماعيل، ثنا يعقوب بن إسماعيل المدني، نا عبد الرّحمن بن حرملة.

[ح] (4) و أنا أبو بكر (5) وجيه بن طاهر، أنا أحمد (6) بن الحسن [أنا الحسن] (7) بن أحمد، أنا أبو بكر بن حمدون (8)،أنا أبو عتبة و ابن أبي الخناجر (9)،قالا: نا المؤمّل بن إسماعيل، نا يعقوب بن إسماعيل بن (10) يسار المدني، نا ابن حرملة، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي موسى قال:

انطلقت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فدخل حائطا لرجل من الأنصار، فقال: يا أبا موسى أملك عليّ الباب - زاد وجيه: فانطلق - فقضى حاجته، و توضأ، ثم جاء فقعد على قفّ البئر، فجاء رجل [فاستأذن - و في حديث أبي سهل:] (11) فاستأذن رجل - فإذا هو أبو بكر، قلت: هذا أبو بكر (12)،قال:«ائذن له و بشّره بالجنّة»، فدخل و هو يحمد اللّه تعالى، فأقعده النبي صلّى اللّه عليه و سلم (13)،

ص: 139


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و أضيف عن المطبوعة.
3- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: شق البئر.
4- «ح» حرف التحويل أضيف عن م.
5- بالأصل و م: نصر، تصحيف، و الإسناد معروف.
6- «أنا أحمد» سقط من م.
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.
8- الأصل و م: مهدون، تصحيف، و التصويب عن المطبوعة.
9- الأصل و م: الخادم، و التصويب عن المطبوعة.
10- الأصل: نا، و التصويب عن م.
11- ما بين معكوفتين زيادة عن المطبوعة، و مكانه بياض بالأصل و م.
12- «قلت: هذا أبو بكر» سقط من المطبوعة.
13- بعدها في المطبوعة: علي - و قال وجيه: عن يمينه فجاء، و قال أبو سهل.

ثم جاء فاستأذن، فقال:«ائذن له و بشّره بالجنّة» فدخل و هو يحمد اللّه، فأقعده النبي صلّى اللّه عليه و سلم على يساره، فامتلأ القف، ثم جاء عثمان، فاستأذن، فقال:«ائذن له و بشّره بالجنّة على بلوى تصيبه»، فدخل و هو يحمد اللّه، و يقول: اللّهمّ صبرا، فدخل و قد امتلأ القفّ ، فأقعده قبالهم على شقّ البئر (1).

قال سعيد بن المسيب: فأوّلت ذلك ابتراز-[و قال وجيه: انتباذ-] (2) قبره من قبورهم.

و أخبرناه أبو سعد بن البغدادي، أنبأ أبو المظفر محمود بن جعفر بن محمّد بن أحمد الكوسج (3)،و أبو منصور بن شكرويه، و إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم - قراءة - و أبو بكر محمّد، و أبو القاسم علي ابنا (4) أحمد بن محمّد السمسار - حضورا - قالوا: أنبأ إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد، أنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن زياد النيسابوري، نا أحمد بن يزيد بن أبي الخناجر، نا مؤمّل، نا يعقوب بن إسماعيل بن يسار، نا عبد الرّحمن بن حرملة، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي موسى قال:

انطلقت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فدخل حائطا لرجل من الأنصار، فقال: يا أبا موسى، املك عليّ الباب، فانطلق، فقضى حاجته، و توضّأ، ثم جاء فقعد على قفّ البئر، فجاء رجل فاستأذن، فإذا هو أبو بكر، فقال:«ائذن له، و بشّره بالجنّة»، فدخل و هو يحمد اللّه، فأقعده النبي صلّى اللّه عليه و سلم عن يمينه، ثم جاء عمر، ثم جاء عثمان فاستأذن فقال:«ائذن له و بشّره بالجنّة على بلوى تصيبه»، فدخل و هو يحمد اللّه تعالى، و يقول: اللّهمّ صبرا، اللّهمّ صبرا، فدخل و قد امتلأ القفّ ، فقعد قبالهم (5) من الشقّ الآخر.

قال سعيد بن المسيّب (6):فأوّلت ذلك انتباذ قبره من قبورهم.

و أما رواية أبي عثمان:

فأخبرنا بها (7) أبو المظفّر بن المقرئ، أنا سعيد بن محمّد البحيري، أنا أبو بكر

ص: 140


1- بعدها بالأصل و م لفظة بدون إعجام و رسمها:«السره».
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن المطبوعة.
3- الأصل و م: الكوسجي، و الصواب ما أثبت، تقدم التعريف به.
4- أقحم بعدها: محمد.
5- في المطبوعة: قبالتهم، و هما بمعنى: تجاههم.
6- «بن المسيب» ليس في المطبوعة.
7- في م: فأخبرناها.

محمّد بن أحمد بن عبدوس، أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن بلال البزّاز (1)،نا أبو صالح أحمد بن منصور المروزي، أنا النّضر بن شميل، أنا عثمان بن غياث الزهراني، نا أبو عثمان النهدي، عن أبي موسى.

أنه كان مع النبي صلّى اللّه عليه و سلم في حائط من حيطان المدينة، فاستفتح رجل، فقال:«افتح له و بشّره بالجنّة»، فإذا هو أبو بكر، ففتح له و بشّره بالجنة، ثم استفتح رجل، فقال:«افتح له و بشّره بالجنّة»، فإذا هو عمر، ففتح له و بشّره بالجنّة، ثم استفتح رجل آخر، فجلس ساعة ثم قال:«افتح له و بشّره بالجنّة»، ففتح له و بشّره بالجنّة، فإذا هو عثمان، و قال له الذي قال له، فقال: اللّه المستعان.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن علي البيهقي، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف المغربي، أنبأ أبو الفضل القاضي (2)-هو عبيد اللّه بن محمّد، أنبأ أبو العباس السّرّاج، نا عبيد اللّه (3) بن سعيد، نا يحيى بن سعيد عن (4) عثمان بن غياث، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي موسى الأشعري قال:

كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في حائط لبني النجار، و هو على شفير (5) جدول و بيده عود ينكت بين الماء و الطين، فاستفتح رجل، فقال:«افتح له و بشّره بالجنّة»، ففتح له، فإذا هو أبو بكر، فبشّره بالجنّة، ثم استفتح آخر فقال:«افتح له و بشّره بالجنّة»، ففتح له و بشّره بالجنّة، فإذا عمر، ثم استفتح رجل آخر، فقال:«افتح له و بشّره بالجنّة على بلوى»، قال: ففتح، فإذا عثمان، فبشّره بالجنّة و بما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، قال: اللّهم صبرا.

و أخبرناه أبو المعالي محمّد بن إسماعيل الفارسي أخبرنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو عبد اللّه إسحاق بن محمّد (6) السّوسي، و أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكّي، و أبو سعيد بن أبي عمرو، قالوا: أنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا الحسن بن علي بن عفان، نا أبو أسامة، حدّثني عثمان بن غياث، نا أبو عثمان النهدي، عن أبي موسى، قال:

ص: 141


1- الأصل: البراز، و المثبت عن م.
2- كذا بالأصل، و اللفظة غير واضحة في م، و نميل إلى قراءتها: الفامي، و في المطبوعة: الفامي.
3- الأصل: عبيد، و المثبت عن م.
4- الأصل:«بن» و المثبت عن م.
5- يعني جانبه، و شفير كل شيء: حرفه.
6- في المطبوعة: إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي.

كنت مع النبي صلّى اللّه عليه و سلم في حائط من حيطان المدينة، فاستفتح أبو بكر (1) فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:

«افتح له و بشّره بالجنّة»، ففتحت (2)،فإذا أبو بكر، قال: ثم جاء رجل، فاستفتح فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«افتح له و بشّره بالجنّة»، ففتح له و بشّره بالجنّة ففتحت (3) فإذا عمر، فأخبرته بما قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم، ثم استفتح رجل، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«افتح له و بشّره بالجنّة على بلوى تصيبه»، ففتحت، فإذا عثمان، فأخبرته بما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فحمد اللّه، ثم قال: اللّه المستعان.

أخبرنا أبو بكر اللّفتواني، أنبأ سليمان بن إبراهيم بن محمّد، و محمّد بن أحمد بن محمّد بن هارون، و سهل بن عبد اللّه بن علي الغازي، و أحمد بن عبد الرّحمن الذكواني، و محمّد بن الحسن بن سليم، و أحمد بن عبد اللّه بن أحمد، و القاسم بن الفضل الثقفي.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، نا سليمان بن إبراهيم.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن مهران، أخبرنا سهل بن عبد اللّه.

قالوا: أنبأ محمّد بن إبراهيم بن جعفر اليزدي - إملاء - نا محمّد بن يعقوب بن يوسف الأصم، نا منجاب (4) بن مطر، نا أبو بكر محمّد بن إسحاق الصاغاني (5)،نا سعيد بن عامر، عن شعبة، عن عثمان بن غياث، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي موسى قال:

كان النبي صلّى اللّه عليه و سلم في بعض الحوائط ، و معه عود ينكث (6) به بين الماء و الطين، فجاء رجل، فاستفتح فقال:«افتح له و بشّره بالجنّة»، فإذا هو أبو بكر، و بشّرته بالجنّة، ثم جاء رجل، فاستفتح فقال:«افتح له و بشّره بالجنّة»، ففتحت (7) له و بشّرته بالجنّة، فإذا هو عمر، ثم جاء آخر، فاستفتح، فقال:«افتح له و بشّره بالجنّة على (8) بلوى تكون»- زاد اللفتواني و ابن مهران: ففتحت له و بشرته بالجنّة على بلوى [تكون-] (9)،فإذا هو عثمان، قال: اللّه المستعان، و عليه التكلان.

ص: 142


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«رجل» و هو أشبه، باعتبار ما يلي.
2- ما بين الرقمين سقط من م.
3- ما بين الرقمين سقط من م.
4- كذا بالأصل و م:«نا منجاب» و في المطبوعة:«بانتخاب ابن مطر» و هو أشبه بالصواب، راجع ترجمة الأصم في سير أعلام النبلاء 452/15 و فيها أنه سمع محمد بن إسحاق الصغاني، و راجع ترجمة أبي بكر محمد بن إسحاق الصاغاني في تهذيب الكمال 65/16.
5- في المطبوعة: الصغاني.
6- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: ينكت بين الماء.
7- في المطبوعة: ففتحته و بشرته.
8- من قوله: ففتحت له إلى هنا سقط من م.
9- الزيادة عن م.

و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي.

ح و أخبرنا أبو القاسم الحسين بن علي الزهري، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو الفتح المختار بن عبد الحميد البوشنجي، قالوا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفر (2)،أنا عبد اللّه بن [أحمد بن] (3) حموية، قال إبراهيم بن خزيم الشاشي، نا أبو محمّد عبد بن حميد الكشّي.

قال: و أخبرنا عبد الرزاق، أنا معمر، عن قتادة، عن أبي (4) عثمان النهدي، عن أبي موسى الأشعري، قال:

كنت مع النبي صلّى اللّه عليه و سلم - حسبته قال: في حائط - فجاء رجل، فسلّم، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:

«اذهب فائذن له، و بشّره بالجنّة»، فذهبت، فإذا هو أبو بكر، فقلت: ادخل و أبشر بالجنّة، فما زال يحمد اللّه حتى جلس، ثم جاء آخر، فسلّم، فقال:«ائذن له و بشّره بالجنّة» فانطلقت، فإذا هو ابن (5) الخطّاب، فقلت: ادخل و أبشر بالجنّة، فما زال يحمد اللّه حتى جلس، ثم جاء آخر [فسلّم] (6)،فقال:«اذهب فائذن له، و بشّره بالجنّة على بلوى تصيبه (7) شديدة»، قال:

فانطلقت فإذا هو عثمان، فقلت: ادخل و أبشر بالجنة على بلوى شديدة، قال: فجعل يقول:

اللّهمّ صبرا، حتى جلس.

و أخبرناه أبو محمّد السّيّدي، أنا أبو عثمان البحيري (8)،أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلي أحمد بن علي بن المثنّى، نا أبو الربيع الزّهراني (9)،نا حمّاد بن زيد، نا أيوب، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي موسى الأشعري.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم دخل حائطا و أمرني أن أحفظ الباب، فاستأذن رجل، فقال:«ائذن له، و بشّره بالجنّة»، فإذا هو أبو بكر، ثم جاء آخر، فاستأذن، فقال:«ائذن له و بشّره بالجنّة بعد

ص: 143


1- مسند أحمد بن حنبل 127/7-128 رقم 19526.
2- الأصل: المطرز، و المثبت عن م و المطبوعة.
3- الزيادة عن م.
4- الأصل: ابن، تصحيف، و المثبت عن م و المسند.
5- في المسند: عمر بن الخطاب.
6- زيادة عن المسند.
7- تصيبه، ليست في المسند.
8- الأصل و م: البختري، تصحيف، و السند معروف.
9- الأصل: البهراني، تصحيف، و المثبت عن م.

بلوى تصيبه»، فإذا هو عثمان بن عفّان، فدخل و هو يقول: اللّهمّ صبرا، اللّهمّ صبرا.

أخبرناها (1) أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنبأ أبو القاسم إبراهيم بن منصور، أنبأ أبو بكر بن المقرئ، أنبأ أبو يعلى، نا إسحاق، نا حمّاد بن زيد، عن أيوب أن (2) أبا عثمان حدّثه عن أبي موسى.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم دخل يوما حائطا فقال:«احفظ لي الباب»، فجاء رجل يستأذن، فقال لي:

«ائذن له، و بشّره بالجنّة»، فإذا أبو بكر، فقال: الحمد للّه، فما لبث أن جاء آخر يستأذن، فقال:«ائذن له، و بشّره بالجنّة»، فإذا هو عمر، فقال: اللّه أكبر، اللّه أكبر، فما لبث أن جاء آخر يستأذن، قال: فسكت (3) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم هنيّة ثم قال:«ائذن له، و بشّره بالجنّة على بلوى شديدة تصيبه»، قال: فإذا عثمان بن عفّان، قال: فدخل يقول: اللّهمّ صبرا.

قال: و نا إسحاق، نا حمّاد، عن علي بن الحكم، و عاصم بن أبي عثمان، عن أبي موسى مثله أو نحوه.

و أمّا رواية أبي بردة:

فأخبرنا بها أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عبد اللّه بن الحسن بن الخلاّل (4)،أنبأ أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن محمّد صاحب أبي صخرة، نا علي بن مسلم الطوسي، نا روح بن أسلم، أنا شداد أبو طلحة الراسبي، عن غيلان بن جرير، عن أبي بردة، عن أبيه، قال:

كنت قاعدا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في حائط و هو ينكت (5) بعسيب معه في ماء و طين، فقرع علينا الباب رجل خفي الصوت، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«من هذا؟» فقلت: أبو بكر، فقال:«افتح له و بشّره بالجنّة»، ثم جاء أخر غليظ الصوت، فقال:«من هذا؟» قلت: عمر، قال:«افتح له، و بشّره بالجنّة»، قال: فلبثنا ما شاء اللّه، ثم جاء آخر، فقرع الباب، فقال:«من هذا؟» فقلت:

عثمان، قال:«افتح له و بشّره بالجنّة بعد بلوى تصيبه»، قال: يقول عثمان: اللّه المستعان.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الفضل

ص: 144


1- الأصل و م، و في المطبوعة: أخبرنا بها.
2- في م: عن.
3- تقرأ بالأصل: نكث، و المثبت عن م.
4- بعدها في المطبوعة زيد:«و أحمد بن أبي عثمان قالا: أنا أبو علي الحسن بن القاسم بن الحسن بن العلاء الخلال» و هذه العبارة سقطت من الأصل و م.
5- الأصل و م: ينكث.

عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد الزهري، أنا أبو بكر محمّد بن هارون بن الهيثم بن يحيى الجوهري، أنا أبو موسى محمّد بن المثنّى سنة تسع و أربعين و مائتين، نا إبراهيم بن سليمان الدباس البصري (1)-بالكوفة - نا بكر بن المختار، عن المختار بن الفلفل، عن أنس بن مالك، قال:

كنا مع النبي صلّى اللّه عليه و سلم في حائط بالمدينة، فجاء رجل، فاستفتح الباب، فقال:«يا أنس، من هذا؟» فخرجت، فإذا أبو بكر الصّدّيق، فقلت: أبو بكر الصّدّيق، قال:«ارجع فافتح له، و بشّره بالجنّة، و أخبره أنه الخليفة من بعدي»، فخرجت فأخبرته، ثم جاء آخر، فاستفتح الباب، قال:«انظر من هذا؟» فخرجت فإذا عمر بن الخطّاب، قلت: عمر، قال:«ارجع فافتح له و بشّره بالجنّة، و أخبره أنه الخليفة من بعد أبي بكر»، فخرجت فأخبرته، ثم جاء أخر، فاستفتح الباب قال:«انظر من هذا؟» فخرجت، فإذا عثمان، قال: قلت: عثمان، قال:«ارجع فافتح له و بشّره بالجنّة و أخبره بأنه الخليفة من بعد عمر، و سيصيبه»[7945].

و اندرس من كتاب الزهري بقيته.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأ أبو طاهر المخلّص، أنبأ أحمد بن محمّد بن محمّد الباغندي، نا إبراهيم بن راشد الأدمي، نا إبراهيم بن سليمان الدباس، نا بكر بن المختار بن فلفل، عن أبيه، عن أنس بن مالك، قال:

كنت مع النبي صلّى اللّه عليه و سلم في حائط ، فجاء آت فدقّ الباب، فقال:«انظر بالباب»، فخرجت فإذا أبو بكر، قال:«افتح له و بشّره بالجنّة أعلمه أنه الخليفة من بعدي»، ثم جاء آت، فدقّ الباب، فقال:«يا أنس انظر من بالباب»، فإذا عمر (2)،قال:«افتح له و بشّره بالجنّة و أعلمه أنه الخليفة من بعد أبي بكر»، ثم جاء آت فدق الباب، فقال:«يا أنس انظر من بالباب ؟» فخرجت، فإذا هو عثمان، قال:«افتح له و بشّره بالجنّة و أعلمه أنه الخليفة من بعد عمر، و أنه سيبلغ منه، يهراق دمه، فعليك بالصبر»[7946].

أخبرنا أبو النجم [عباد] (3) بن أحمد بن طاهر بن عبد اللّه الحسناباذي - ببغداد - أنا أبو علي الحسن بن عمر بن الحسن بن يونس.

ص: 145


1- الأصل: البري، و المثبت عن م.
2- في المطبوعة: فإذا هو عمر.
3- الزيادة عن م.

ح و أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو المظفّر محمود بن جعفر بن محمّد الكوسج (1)،و أبو الطّيّب محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن سليمان.

قالوا: أنا أبو علي الحسن بن علي البغدادي، نا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عمر بن أبان العبدي، نا أبو محمّد عبد اللّه بن روح المدائني، نا شبابة بن سوّار الفزاري، نا عبد الأعلى [بن] (2) أبي المساور عن (3) المختار بن فلفل، قال: سمعت أنس بن مالك يقول:

خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ذات يوم، و خرجت معه، فدخل [حائطا من] (4) حيطان المدينة للأنصار، فدخلت معه، و قال:«يا أنس، أغلق الباب»، فأغلقت (5) الباب، فإذا رجل يقرع (6)الباب، فقال:«يا أنس افتح لصاحب الباب»- و قال عباد:«افتح الباب - و بشّره بالجنّة، و أخبره أنه يلي أمّتي من بعدي»، قال: فذهبت افتح له، و لم أدر (7) من هو، فإذا هو أبو بكر، فأخبرته بما قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم، فحمد اللّه عزّ و جلّ ، فدخل، ثم جاء آخر، فقرع الباب، فقال:«يا أنس افتح لصاحب الباب - و قال عباد: افتح الباب - و بشّره بالجنّة و أخبره أنه يلي أمّتي من بعد أبي بكر»، قال: فذهبت أفتح له، و ما أدري من هو، فإذا هو عمر بن الخطاب، فأخبرته بما قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم، فحمد اللّه عزّ و جلّ ،[فدخل] (8) ثم جاء آخر يقرع الباب، و قال:«يا أنس افتح لصاحب الباب و بشّره بالجنّة و أخبره أنه يلي أمّتي من بعد أبي بكر و عمر، و أنه سيلقى منهم بلاء يبلغون دمه»، قال: فذهبت أفتح له، و ما أدري من هو، فإذا هو عثمان بن عفّان، ففتحت له الباب و أخبرته بما قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم، قال: فحمد اللّه عزّ و جل، و استرجع.

و رواه المبارك [بن] (9) فلفل أخو المختار:

أخبرناه أبو القاسم عبيد اللّه، و أبو الحسن علي ابنا حمزة بن إسماعيل بن حمزة العلويان، و أبو نصر أحمد بن محمّد بن أحمد [بن] (10) أبي العباس الفقيه، و أبو جعفر محمّد بن علي بن محمّد المقرئ، و أبو النّضر عبد الرّحمن بن عبد الجبّار بن عثمان الفامي، و أبو الفتح محمّد بن الموفق بن محمّد الجرجاني، و أبو المظفر عبد الفاطر (11) بن

ص: 146


1- الأصل: الكوسى، و في م: الكوسجي، و الصواب ما أثبت، تقدم التعريف به.
2- سقطت من الأصل، و في م: من، و الزيادة عن المطبوعة.
3- الأصل و م: بن، تصحيف.
4- الزيادة من م.
5- الأصل: فاغتلقت، و المثبت عن م.
6- زيد في م: و قال عباد: فقرع.
7- في م: و ما أدري.
8- الزيادة عن م.
9- الزيادة عن م.
10- الزيادة عن م.
11- بالأصل و م «عبد الناظر» تصحيف و المثبت عن المشيخة 121/أ.

عبد الرحيم بن عبد اللّه بن أبي بكر المقرئ، و أبو عبد اللّه عبد الرفيع بن عبد اللّه بن أبي اليسر الضّرّاب - بهراة - قالوا: أنا أبو سهل (1)،أنا أبو علي منصور بن عبد اللّه بن خالد بن أحمد الذهلي الخالدي الهروي، نا أبو سعيد الحسن بن أحمد بن محمّد بن المبارك التستري، نا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن شعبة الذّارع، نا حمّاد بن محمّد، نا عاصم بن علي، نا قيس بن الربيع، نا أبو حصين، عن المبارك بن فلفل أخو المختار بن فلفل، عن أنس بن مالك قال:

جاء النبي صلّى اللّه عليه و سلم، فدخل إلى بستان، فأتى آت فدقّ الباب، فقال:«يا أنس، قم فافتح له و بشّره بالجنّة [و] (2) بالخلافة من بعدي»، قال: قلت: يا رسول اللّه أعلمه ؟ قال:«أعلمه»، قال: فإذا أبو بكر، قلت: أبشر بالجنّة و بالخلافة من بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، قال: ثم جاء آت فدقّ الباب، فقال:«يا أنس، قم فافتح له، و بشّره بالجنّة و بالخلافة من بعد أبي بكر»، قال: قلت:

فأعلمه ؟ قال:«أعلمه»، قال: فخرجت، فإذا عمر، قال: قلت: أبشر بالجنّة و بالخلافة من بعد أبي بكر، قال: ثم جاء آت فدقّ الباب، فقال:«يا أنس، قم فافتح له و بشّره بالجنّة، و بشّره بالخلافة من بعد عمر، و أنه مقتول»، قال: فخرجت، فإذا عثمان، قال: قلت: أبشر بالجنّة و بالخلافة من بعد عمر، و أنك مقتول، فدخل على النبي صلّى اللّه عليه و سلم، فقال: يا رسول اللّه ما تعنّيت (3)و لا تمنّيت و لا مسست ذكري بيميني منذ بايعتك، قال:«هو ذاك يا عثمان»[7947].

أخبرنا أبو الحسن زيد بن الحسن بن زيد بن حمزة العلوي الموسوي، و أبو علي محمّد بن عبد الواحد بن الفضل الفقيه، و أبو المناقب سعد بن عبيد بن صخر، و أبو عبد اللّه محمّد بن سليمان بن عبد اللّه الزاهد الطوسيون - بطوس - قالوا: أنا أبو سعد (4) علي بن عبد اللّه بن أبي صادق (5)-بنيسابور - أنا أبو عمرو محمّد بن عبد اللّه الزّرجاهي (6) سنة اثنتي عشرة و أربع مائة - نا أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي (7)،أنا أحمد بن الحسين الصوفي، نا أبو كريب، نا أبو معاوية، عن عمرو (8) بن سلم صاحب مقصورة المدينة عن أبي

ص: 147


1- في م: أبو سهل نجيب بن ميمون بن سهل.
2- الزيادة عن م.
3- كذا بالأصل، و تقرأ في م: تغنيت، و في المطبوعة: تعتّيت.
4- في م: أبو سعيد، قارن مع المشيخة 68.
5- زيد في م: الحيري.
6- ضبطت عن الأنساب بفتح فسكون ففتح، نسبة إلى زرجاه قرية من نواحي بسطام من قومس (الأنساب و معجم البلدان).
7- في م: الأصيلي.
8- الأصل و م: بن تصحيف.

حازم، عن أنس بن مالك، قال:

كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في حائط من حوائط المدينة، فجاء أبو بكر، فاستأذن، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«افتح له، و بشّره بالجنّة»، فجلس على رأس البئر، و دلّى رجليه، كما رأى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم صنع، ثم جاء عمر، فاستأذن، فقال:«افتح له و بشّره بالجنّة»، فدخل، فصنع مثل ما رآهما صنعوا (1)،ثم استأذن علي، فقال:«افتح له و بشّره بالجنّة»، فصنع مثل ما رآهم صنعوا، و جاء عثمان، قال:«افتح له و بشّره بالجنة بعد بلاء شديد يصيبه»، فلمّا رآه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم غطّى ركبته، فقالوا: يا رسول اللّه ما لك لم تصنع هذا حين جئنا، و صنعته حين جاء عثمان ؟ فقال:«أ لا تستحي (2) من رجل تستحي منه الملائكة»[7948].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد بن يحيى القصّاع، أنا جدي لأمي أبو محمّد الحسن بن علي بن عبد الصمد اللّبّاد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الوليد هشام بن محمّد بن جعفر الكندي، نا أبو عمرو عثمان بن خرّزاذ الأنطاكي الحافظ ، نا أبو صالح محمّد بن عبد الوهّاب الحنفي، نبأ إسماعيل بن قيس بن زيد بن ثابت، حدّثني أبي، عن خارجة بن زيد بن ثابت [عن زيد بن ثابت] (3) قال:

كانت عندي أم سعد بن الربيع، قال: زارهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و هو بالأسواق (4)،فعملوا له غداء و بسطوا له نطعا (5)،قال: فدق الباب إنسان (6)،فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم لرسول لهم:

«انظر من هذا؟» قالوا: هذا أبو بكر، قال:«افتحوا له و بشّروه بالجنّة»، ثم دق آخر، فقال:

«انظروا من هذا؟» قال: عمر، قال:«افتحوا له و بشّروه بالجنّة»، ثم دقّ الباب، فقال:«انظروا من هذا؟» قالوا: عثمان، قال:«افتحوا له و بشّروه بالجنّة، و سيلقى من أمتي غيا» قال: ثم صلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم الظهر و العصر في المسجد الذي في الأسواق (7) حتى اجتمع إليه بعض أصحابه.

ص: 148


1- كذا بالأصل و م.
2- كذا بالأصل، و في م: نستحي، و في المطبوعة: أستحي.
3- الزيادة عن م.
4- كذا بالأصل و م: الأسواق، بالقاف، و هو تصحيف و الصواب الأسواف: بالفاء، و هو موضع بناحية البقيع (معجم البلدان).
5- الأصل و م: قطعا، و الصواب عن المطبوعة، و النطع: بساط من أدم (اللسان).
6- اللفظة غير واضحة بالأصل و رسمها:«لا بستان» كذا، و المثبت عن المطبوعة.
7- انظر ما مرّ حولها قريبا.

(1) أخبرنا أبو الفتح أحمد بن عقيل بن محمّد بن رافع، أنبأ أبي أبو الفضل عقيل بن محمّد.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد عبيد اللّه (2) بن إبراهيم بن كبيبة (3)النّجّار.

قالا: أنا أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن بن عبيد اللّه بن يحيى القطان (4).

ح و أخبرنا أبو محمّد، و أبو الفتح، و أبو العباس (5)،قالوا: أنا أبو القاسم الفقيه، أنا أبو محمّد بن أبي بكر (6)،قال: أنبأ خيثمة بن سليمان، أنا محمّد (7) بن ملاعب، حدّثنا عبد الصّمد بن النعمان، نا عبد الأعلى بن أبي المساور، عن إبراهيم بن محمّد بن حاطب عن (8) عبد الرّحمن بن محيريز (9)،عن زيد بن أرقم قال:

بعثني النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«اذهب إلى أبي بكر، فإنك تجده محتبيا (10)،فقل له: إنّ النبي صلّى اللّه عليه و سلم يقرئك السلام و يقول لك: أبشر بالجنّة، ثم انطلق إلى عمر فإنك تجده بالثنية على حمار تبرق صلعته، فقل له: إنّ النبي صلّى اللّه عليه و سلم يقول لك: أبشر بالجنّة، ثم انطلق إلى عثمان، فإنك تجده في السوق يبيع و يبتاع، فقل له: النبي صلّى اللّه عليه و سلم يقرئك السلام و يقول لك: أبشر بالجنّة بعد بلاء شديد»، قال: فانطلقت فأبلغتهم، فوجدتهم كما قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم، قال عثمان: أين رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ؟ فقلت: في مكان كذا و كذا، قال: فأخذ بيدي حتى أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فقال: أي رسول اللّه،

ص: 149


1- قبله سقط خبر من الأصل و م، و هو مثبت في المطبوعة و تعميما للفائدة نثبته هنا، و تمام نصه: أخبرنا أبو محمد بن طاوس، و أبو الفتح ناصر بن عبد الرحمن، و أبو العشائر محمد بن الخليل، قالوا: أنا علي بن محمد المصيصي، أنا أبو محمد بن أبي نصر، نا خيثمة بن سليمان، نا هلال بن العلاء، نا سعيد بن عبد الملك، نا محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم، عن زيد بن أبي أنيسة، عن محمد بن عبد اللّه، عن المطلب، عن أبي هريرة قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم دخل حشّا بالمدينة - و هو الحائط - قال: فجاء أبو بكر فاستأذن عليه، فقال:«ائذنوا له و بشروه بالجنة»، ثم جاء عمر فاستأذن، فقال:«ائذنوا له و بشروه بالجنة» ثم جاء عثمان فاستأذن، فقال: «ائذنوا له و بشروه بالجنة ما مع يصيبه من البلاء الشديد».
2- بالأصل: عبد اللّه، و المثبت عن م و التبصير.
3- الأصل: كتيبة، و في م: كثيبة، و التصويب و الضبط عن التبصير 1185/3 و فيها: كبيبة بموحدة مصغرا.
4- عن م و بالأصل: الطائي.
5- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: أبو العشائر.
6- كذا بالأصل و م:«بن أبي بكر» و في المطبوعة: بن أبي نصر.
7- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: أحمد.
8- بالأصل «بن» و كتب فوقها: عن.
9- بالأصل: مخير، و التصويب عن م.
10- في المطبوعة: تجده في داره محتبيا.

إنّ زيدا قال كذا و كذا، فأي بلاء تصيبني ؟ فو الذي بعثني بالحق ما تمنّيت و لا تعنّيت (1)(2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن الخلاّل، أنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن [يوسف العلاف، نا عمر بن الحسن القاضي نا محمد بن] (3) غالب بن حرب، نا عبد الصمد بن النعمان الجوهري، نا عبد الأعلى بن أبي المساور، عن إبراهيم بن محمّد بن حاطب، عن ابن محيريز، عن زيد بن أرقم، قال:

أرسلني النبي صلّى اللّه عليه و سلم، فقال:: «ائت عثمان، فإنك ستراه في السوق يبيع و يبتاع، فاقرئه مني السّلام، و بشّره بالجنّة على بلوى تصيبه، و أخبره أنه سيلي الأمر (4) هذا بعد عمر»، فأتيت عثمان، فقال: أين تركت النبي صلّى اللّه عليه و سلم ؟ فقلت: بمكان كذا و كذا، فأخذ بيدي حتى دخلنا (5)على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فقال: يا رسول اللّه، زيد يخبر عنك (6) بكذا و كذا، فأي بلوى تصيبني ؟ فو اللّه ما زنيت في الجاهلية تكرما، و لا في الإسلام (7) تحرجا، و لا تعنّيت (8) و لا تمنّيت، و لا مسست ذكري بيميني منذ بايعتك، قال:«هو ذاك»[7949].

هذا مجمع عليه (9).

و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (10)،أنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن قتادة، أنبأ أبو محمّد أحمد بن إسحاق بن البغدادي - بهراة - أنا معاذ بن نجدة، نا خلاّد بن يحيى، نا عبد الأعلى بن أبي المساور، عن إبراهيم بن محمّد بن حاطب عن عبد (11) الرّحمن بن يحيى (12)،عن زيد بن أرقم، قال:

ص: 150


1- تقرأ بالأصل: تغنيت و تقرأ «تعتّيت، و في م: تغنيت.
2- زيد في المطبوعة: و اللفظ لحديث القطان.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م لتقويم السند.
4- الأصل و م، و في المطبوعة: سيلي هذا الأمر.
5- عن م و بالأصل: دخلت.
6- عن م و بالأصل: عندك.
7- بالأصل و م: الجاهلية، و المثبت عن المطبوعة.
8- في م: تغنيت، و في المطبوعة: تعتيت.
9- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: هذا مختصر.
10- أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 389/6-391.
11- الأصل «بن» و التصويب عن م و دلائل النبوة.
12- كذا بالأصل و م، و في دلائل النبوة: بجير، و في المطبوعة:«بحير» و كله تصحيف، تقدم في الروايات السابقة: عبد الرحمن بن محيريز.

بعثني النبي (1) صلّى اللّه عليه و سلم و قال:«انطلق حتى تأتي أبا بكر، فتجده في داره جالسا محتبيا، فقل له: إنّ النبي صلّى اللّه عليه و سلم يقرأ عليك السلام، و يقول: أبشر بالجنّة، ثم انطلق حتى تأتي الثنية، فتلقى عمر راكبا على حمار، تلوح صلعته، فقل: إنّ النبي صلّى اللّه عليه و سلم يقرأ عليك السلام و يقول: أبشر بالجنّة، ثم انصرف حتى تأتي عثمان، فتجده في السوق يبيع و يبتاع، فقل: إنّ النبي صلّى اللّه عليه و سلم يقرأ عليك السلام، و يقول: أبشر بالجنة بعد بلاء شديد»، قال: فانطلقت حتى أتيت أبا بكر، فوجدته في داره جالسا محتبيا، كما قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فقلت: إنّ النبي صلّى اللّه عليه و سلم يقرأ عليك السّلام و يقول: أبشر بالجنّة، قال: فأين رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال: قلت: بمكان كذا و كذا، فقام فانطلق إليه، قال: ثم أتيت الثنية، فإذا عمر راكبا على حمار، تلوح صلعته، كما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم،[فقلت: إن نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلم] (2) يقرأ عليك السلام و يقول: أبشر بالجنّة، قال:

فأين رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ؟ فقلت: في مكان كذا و كذا، قال: قال: فانطلق إليه، قال: ثم انطلقت إلى السوق، فأجد عثمان في السوق يبيع و يبتاع، كما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فقلت: إنّ نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقرأ عليك السلام و يقول: أبشر بالجنة بعد بلاء شديد، قال: فأين رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ؟ قلت: في مكان كذا و كذا، قال: فأخذ بيدي، فأقبلنا جميعا حتى أتينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فقال: يا نبي اللّه إنّ زيدا أتاني و قال: إنّ نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقرأ عليك السلام، و يقول: أبشر بالجنّة بعد بلاء شديد، فأي بلاء يصيبني يا رسول اللّه ؟ و الذي بعثك بالحقّ ما تعنيت (3) و لا تمنّيت، و لا مسست ذكري بيميني منذ بايعتك، فأي بلاء يصيبني ؟ قال:«هو ذاك»[7950].

قال البيهقي: عبد الأعلى بن أبي المساور ضعيف في الحديث.

فإن كان حفظ ، فيحتمل أن يكون النبي صلّى اللّه عليه و سلم بعث زيد بن أرقم إليهم، و أبو موسى لم يعلمه، فقعد على الباب، فلما جاءوا راسلهم على لسان أبي موسى بمثل ذلك، و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المبارك بن علي، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنبأ عبد الباقي بن محمّد بن غالب العطار، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عمران بن الجندي.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن نصر بن علي بن يونس، و أبو بكر محمّد بن

ص: 151


1- في دلائل النبوة: رسول اللّه.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن م و دلائل النبوة.
3- مطموسة في م، و في دلائل النبوة: تغنّيت.

عبيد اللّه بن نصر، و أبو منصور نوشتكين (1) بن عبد اللّه الرضواني (2)،قالوا: أنا أبو القاسم بن البسري (3).

ح و أخبرنا أبو البركات أحمد بن محمّد الصفّار، نا عبد العزيز بن علي (4) بن أحمد السكري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور (5) و أبو القاسم بن البسري (6)،و أبو نصر الزينبي.

ح و أخبرنا أبو الفضل محمّد، و أبو القاسم محمود ابنا أحمد الحسن الحداديان، - بتبريز - قالا: أنا أبو نصر الزينبي، قالوا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا يحيى بن محمّد [نا أحمد بن محمد بن أبي بزة، نا مؤمل، نا سفيان، عن زبيد] (7)،عن أبي وائل، عن عبد اللّه، [قال] قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

«تهجمون في هذا الوادي إلى رجل يبايع الناس»، فنظرنا فإذا عثمان بن عفّان - و في حديث المخلّص - قال: قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:[يهجمون] (8) إلى، و الباقي مثله[7951].

أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، أنا أبو بكر بن خلف، أنبأ الأستاذ الإمام أبو بكر محمّد بن الحسن بن فورك.

ح و أنبأنا أبو علي الحداد (9)،ثم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا يوسف بن الحسن.

قالا (10):أنا أبو نعيم الحافظ ، أنبأ أبو محمّد عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يونس بن حبيب

ص: 152


1- الأصل و م: أبو سبكين، تصحيف، و التصويب عن مشيخة ابن عساكر 233/أ.
2- الأصل: الروضاني، تصحيف، و التصويب عن م و المشيخة.
3- في م: أبو القاسم عن التستري، تصحيف.
4- الأصل: أحمد، تصحيف و التصويب عن م، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 395/18.
5- بالأصل و م: أبو الخير بن البغوي، تصحيف و السند معروف.
6- الأصل و م: السري، تصحيف، و السند معروف.
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م، و فيها: بردة بدل بزة.
8- الزيادة عن م.
9- بالأصل:«أبو علي نصر الهباد» و في م:«أبو علي الحباد» تصحيف.
10- كذا بالأصل و م.

الزيات (1)،نا أبو داود الطيالسي، نا حمّاد بن سلمة، و حمّاد بن زيد، عن الجريري (2)،عن عبد اللّه بن شقيق، عن عبد اللّه بن حوالة، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ذات يوم:«يهجمون على رجل معتمر (3) من أهل الجنّة يبايع الناس»، فهجمنا على عثمان بن عفّان معتمرا (4) يبايع الناس.

أخبرنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن، قال: أنا أبو القاسم المهرواني، أنبأ أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، نا الأسود بن عامر، شاذان (5)،و نا الحجاج بن المنهال، قالا: ثنا حمّاد بن سلمة، عن سعيد الجريري، عن عبد اللّه بن شقيق، عن عبد اللّه بن حوالة، قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ذات يوم:«إنكم ستهجمون على رجل يبايع الناس، معتمرا (6) ببردة، من أهل الجنّة»، فهجمنا على عثمان بن عفّان و هو معتمر (7) ببردة حبرة (8)،يبايع الناس.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا أبو عبد اللّه الحسين بن إسماعيل المحاملي القاضي، نا محمّد بن خلف المقرئ، نا محمّد بن جعفر بن عون، نا حمّاد بن زيد، عن سعيد الجريري، عن عبد اللّه بن شقيق، عن عبد اللّه بن حوالة، قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«تهجمون (9) في هذا الوادي على رجل من أهل الجنّة، معتمّ (10) ببرد أحمر، تبايعونه»، فهجمنا عليه نبايعه، فإذا هو عثمان بن عفّان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد، أنا أبو القاسم الوزير، نا عبد اللّه بن محمّد، نا هدبة (11) بن خالد، نا حمّاد بن سلمة عن الجريري، عن

ص: 153


1- سقطت من المطبوعة.
2- أقحم بعدها بالأصل:«عن الحيري» و المثبت يوافق م و المطبوعة.
3- كذا بالأصل، و في م:«معتمر ببردة» و في المطبوعة: معتجر ببردة، و في المختصر 141/16 معتجر ببرد أحمر.
4- الأصل و م، و في المطبوعة: معتجرا.
5- الأصل: ساوار، و في م: سادار، كلاهما تصحيف، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 112/10.
6- كذا بالأصل و م، في المطبوعة: معتجرا ببردة حبرة.
7- كذا بالأصل و م، في المطبوعة: معتجرا ببردة حبرة.
8- بردة حبرة، كعنبة، ضرب من برود اليمن (اللسان: حبر).
9- الأصل: يهجمون، و المثبت عن م.
10- الأصل و م، و في المطبوعة: معتجر.
11- الأصل: هدية، و في م: هيدية، تصحيف و الصواب ما أثبت و ضبط ، عن تقريب التهذيب،(ترجمته في تهذيب الكمال 225/19).

عبد اللّه بن شقيق عن عبد اللّه بن حوالة.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«تهجمون على رجل يبايع الناس، معتمر ببرد، من أهل الجنّة»، قال: فإذا هو عثمان بن عفّان.

أخبرنا أبو السعادات أحمد بن أحمد المتوكّلي، و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن علي الطّيّب (1)،أنا أبو سعيد الصّيرفي، أنا أبو عبد اللّه الصّفّار، أنا أبو جعفر أحمد بن مهران الأصبهاني، حدّثني إبراهيم بن موسى، أنا ابن أبي زائدة، أخبرني أبي [عن خالد بن سلمة، عن أبي] (2) بردة أن أبا هلال العتكي حدّثه قال:

قلت لعلي: أي هذه الأمة أفضل نبيها؟ قال: أبو بكر: قلت: ثم من ؟ قال: ثم عمر، قال: ثم بادرته، قلت: ثم أنت يا أمير المؤمنين، قال: لا، و لا الرابع.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، ثنا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (3)،ثنا محمّد بن عبد اللّه بن شهريار أنا سليمان بن أحمد الطبراني، نا أبو بكر أحمد بن محمّد البغدادي - بمصر - نا يحيى بن أيوب المقابري، نا يوسف بن الماجشون، نا محمّد بن المنكدر، حدّثني محمّد بن علي، ابن الحنفية، قال:

قلت لأبي: يا أبت، من أفضل هذه الأمة ؟ قال: نبيّها يا بنيّ ، قلت: ثم من يا أبة ؟ قال:

ثم أبو بكر، قلت: ثم من يا أبة ؟ قال: ثم عمر، قال: فما منعني أن أسأله [عن الثالث] (4) إلاّ مخافة أن يصكني (5) لعثمان.(6) أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن بن عبد الباقي، أنا أبو الحسين بن

ص: 154


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: الخطيب.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م لتقويم السند.
3- تاريخ بغداد 129/5 ضمن ترجمة أحمد بن محمد البغدادي.
4- ما بين معكوفتين من الأصل و م، و استدرك عن تاريخ بغداد.
5- الأصل و م: يصلني، و المثبت عن تاريخ بغداد.
6- قبله خبر ورد في المطبوعة و سقط من الأصل و م، و تعميما للفائدة نثبته هنا و تمام نصه: أخبرنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل الفضيلي، أنا أبو القاسم أحمد بن محمد الخليلي، أنا أبو القاسم الخزاعي، أنا الهيثم بن كليب، نا أبو جعفر محمد بن أبي الدميك، نا عبد اللّه بن عمر قال: قال صالح بن موسى من ولد طلحة بن عبيد اللّه: قلت لعاصم بن أبي النجود: علام تضعون قول عليّ : لو شئت أن أسمي الثالث لسميت ؟ قال: علي أتقى للّه من أن يعني نفسه ما عنى إلاّ عثمان.

الآبنوسي، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن بحر بن خالد الأصبهاني، نا عثمان بن أحمد الدّقّاق، نا عبيد بن محمّد بن خلف، نا عبد اللّه بن عمر، نا حسين الجعفي، نا صالح بن موسى الطلحي، قال:

قلت لعاصم: يا أبا بكر، على ما تضعون قول عليّ : لو شئت أن أسمّي الثالث لسمّيته ؟ قال: نضعه على أنه عنى عثمان، هو كان أفضل من أن يزكّي نفسه.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن (1)،أنا أبو الغنائم عبد الصمد علي المأموني، أنا علي بن عمر الدارقطني، نا أحمد بن محمّد بن سعدان الصيدلاني - بواسط - نا إسحاق، عن وهب العلاّف، نا محمّد بن القاسم الأسدي، نا مسعر و سفيان، و فطر (2) بن خليفة، عن أبي إسحاق، عن أبي جحيفة، قال:

صعد علي على منبر الكوفة، فقال: ألا إنّ خير هذه الأمة بعد نبيّها صلّى اللّه عليه و سلم أبو بكر، و من بعد أبي بكر [عمر] (3).

ثم قال محمّد بن القاسم: و حدّثني خطاب بن (4) كيسان، عن أبي إسحاق، عن أبي جحيفة، قال: فرجعت الموالي يقولون كلهم: كنى عن عثمان، و رجعت العرب يقولون: كنى عن نفسه.

رواه غيره، فصرح به (5) بذكر عثمان رضي اللّه عنه.

سمعت أبا الحسن علي بن أحمد المالكي، و أبا منصور محمّد بن عبد الملك يقولان:

سمعنا أبا بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ يقول (6):سمعت محمّد بن أحمد بن رزق يقول: سمعت حبيب بن الحسن القزاز (7) يقول: سمعت أحمد بن محمّد بن مسروق يقول:

سمعت محمّد بن المثنى يقول: سمعت بشر بن الحارث يقول: سمعت حجّاج بن منهال يقول: سمعت حمّاد بن سلمة يقول: سمعت عاصما يقول: سمعت ذرا يقول: سمعت أبا جحيفة يقول: خطبنا علي بن أبي طالب على منبر الكوفة، فقال: ألا إنّ خير الناس بعد

ص: 155


1- الأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن م.
2- الأصل: قطر، تصحيف، و التصويب عن م.
3- سقطت من الأصل و م، و أضيفت عن المطبوعة.
4- الأصل و م: عن، تصحيف.
5- في م: فيه.
6- الخبر رواه الخطيب في تاريخ بغداد ضمن أخبار بشر بن الحارث الحافي 68/7.
7- الأصل و م: القران، و التصويب عن تاريخ بغداد.

رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم [أبو بكر، ثم عمر، و لو شئت أن أخبركم بالثالث] (1) لأخبرتكم، قال: فنزل عن المنبر و هو يقول: عثمان بن عفّان.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، نا أبو بكر الخطيب، أنا الحسن بن علي الجوهري، أنا علي بن عمر الحافظ ، نا علي بن محمّد المصري، نا علي [بن الجعيدي الداري] (2)،نا داود بن رشيد، نا نعيم بن هيصم، نا بشر بن الحارث، نا عبد اللّه بن داود،[عن سويد مولى عمرو بن حريث] (3).

عن عمر بن كريب (4) قال:[قال] (5) علي بن أبي طالب: أ لا أخبركم بخير الناس (6)؟ [قالوا: نعم، قال: أبو بكر] (7) ثم من بعد أبي بكر عمر، ثم من بعد عمر عثمان.

أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا - أبو الحسن بن سعيد قال: نا - أبو بكر أحمد بن علي الحافظ (8)،أخبرني الحسن [بن] علي التميمي، نا عمر بن أحمد الواعظ ، نا عباس بن إسماعيل بن بكر السكري، نا داود بن إسماعيل الجوزي، نا بشر بن الحارث، نا عبد اللّه بن داود الخريبي، نا مؤمّل مولى عمرو بن حريث، قال: سمعت علي بن أبي طالب يقول: خير الناس بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أبو بكر، و عمر، ثم عثمان.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن جعفر، أنا أبو الفضل بن الكريدي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا أبو الحسن الدارقطني، أنا أبو محمّد عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن السكري، نا داود بن إسماعيل بن داود الجوزي، نا بشر بن الحارث سنة ست عشرة و مائتين، أخبرني عبد اللّه بن داود.

ح قال: و نا محمّد بن مخلد، نا علي بن أحمد الرّقّي السّوّاق، و أحمد بن بشر المرثدي، قالا: نعيم بن هيصم، نا بشر بن الحارث، عن عبد اللّه بن داود، عن سويد مولى

ص: 156


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف لتقويم المعنى عن م و تاريخ بغداد.
2- بياض بالأصل و م، و المثبت عن المطبوعة.
3- بياض بالأصل و م و المثبت عن المطبوعة.
4- في المطبوعة: عمرو بن حريث، و في م: عمرو بن كريب.
5- بياض بالأصل و م، و المثبت عن المطبوعة.
6- في المطبوعة: أ لا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيها.
7- بياض بالأصل و م و المثبت عن المطبوعة.
8- تاريخ بغداد 376/8 ضمن ترجمة داود بن إسماعيل الجوزي.

عمرو بن حريث، عن عمرو بن حريث، قال: سمعت علي بن أبي طالب يقول على المنبر:

ألا إنّ خير هذه الأمة بعد نبيّها أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس (1)،قال: نا - أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (2)،أنا عبد الملك بن محمّد بن عبد اللّه الواعظ ، أنا أبو علي أحمد بن محمّد بن الفضل بن خزيمة، نا محمّد بن هشام بن أبي الدّميك (3)،نا محمّد بن أبي سمينة، نا عمير بن إبراهيم، نا عبد اللّه بن داود.

ح و أخبرنا أبو منصور بن زريق (4)،أنبأ أبو بكر بن الخطيب (5)،أنا (6) الحسن بن أبي بكر، أنا محمّد بن أبي عبد اللّه الشافعي، نا يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم المؤدب، نا أبو هشام الباعقوبي (7)،ثنا عبد اللّه بن داود، نا سويد مولى عمرو بن حريث، عن عمرو بن حريث قال: سمعت عليا يخطب يقول: خير هذه الأمة [بعد] (8) نبيّها: أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد قالا: نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (9)،أنبأ الحسن بن أبي بكر بن شاذان، نا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن العباس الجوهري الأشعري - إملاء من حفظه - قال: قرأنا على الحسن بن محمي بن بهرام المخرمي، حدّثني إبراهيم بن عبد اللّه الهروي، نا هشيم، عن مجالد عن (10) الشعبي، قال: سمعت شريحا القاضي قال: سمعت علي بن أبي طالب يقول على المنبر:

خير هذه الأمّة بعد نبيّها أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم أنا.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم قال: نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر

ص: 157


1- الأصل و م: عنبس، تصحيف، و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
2- الأصل و م: الطيب تصحيف، و الصواب ما أثبت.
3- الأصل و م: مؤمل، تصحيف.
4- الأصل: رزيق، و في م بدون إعجام، و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
5- الأصل و م: الطيب تصحيف، و الصواب ما أثبت.
6- تاريخ بغداد 416/14 ضمن أخبار أبي هشام الباعقوبي.
7- هذه النسبة إلى باعقوبا قرية بأعلى النهروان (الأنساب و معجم البلدان).
8- زيادة عن م و تاريخ بغداد.
9- الخبر في تاريخ بغداد 325/1 ضمن أخبار محمد بن أحمد بن العباس.
10- الأصل «بن» و التصويب عن م و تاريخ بغداد.

الخطيب قال (1):أخبرناه القاضي [أبو القاسم التنوخي - أنا أبو العباس عبد اللّه بن موسى، ثنا عبد اللّه بن موسى [الهاشمي]، ثنا [الحسن] بن محمي، ثنا إبراهيم الهروي، نا هشيم، عن مجالد، عن الشعبي، عن شريح: أن عليا خطب على المنبر فقال: خير هذه الأمة بعد نبيها: أبو بكر، و عمر و عثمان و أنا] (2).

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن بن قبيس قالا: نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (3)،أنبأه علي بن أبي علي، نا عمر بن محمّد بن إبراهيم البجلي، نا أبو علي الحسن بن محمّد بن بهرام - يعرف بابن محمي (4) المخرمي - نا إبراهيم بن عبد اللّه الهروي، نا هشيم بن بشير، عن مجالد، عن الشعبي، عن شريح، قال: سمعت عليا على المنبر يقول: خير هذه الأمة بعد نبيّها أبو بكر، و عمر، و عثمان.

قال الخطيب: و أخبرنيه أبو القاسم الأزهري، نا محمّد بن المظفر، نا الحسن بن محمي المخرمي، نا إبراهيم بن عبد اللّه، نا هشيم، عن مجالد، عن الشعبي، عن شريح، عن علي قال: خير هذه الأمّة بعد نبيّها أبو بكر، و عمر (5)،لم يزد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد، أنا عثمان بن محمّد بن القاسم، أنا أبو بكر عبد اللّه بن أبي داود السّجستاني قال:

ذكر أبي عن أبي صالح الفراء أو أحمد بن حبّان (6) عن الحكم بن ظهير، عن إسماعيل السّدّي، عن عبد خير، قال:

خطب علي فقال: أفضل الناس بعد النبي صلّى اللّه عليه و سلم أبو بكر، و أفضلهم بعد أبي بكر عمر، و لو شئت أن أسمّي الثالث لسميته.

قال: فوقع في نفسي من قوله: و لو شئت أن أسمّي الثالث لسمّيته (7) كما وقع في

ص: 158


1- تاريخ بغداد 325/1-326.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م هنا و جاء مؤخرا فيهما و قدم إلى موضعه هنا بما يناسب ما جاء في المطبوعة و تاريخ بغداد، و ما بين معكوفتين فيهما عن المطبوعة. و قد نبه بالأصل إلى هذا الخلط حيث وضع ضبة فوق العلوي، و ضبة بعد البجلي.
3- تاريخ بغداد 326/1.
4- عن م و تاريخ بغداد و بالأصل: يحيى.
5- أقحم بعدها بالأصل: و عثمان، و المثبت يوافق عبارة م و تاريخ بغداد 326/1 و المطبوعة.
6- كذا بالأصل، و في م: حباب، و في المطبوعة: جناب.
7- سقط في العبارة أخلّ المعنى، و تمام العبارة في المطبوعة بعدها: فأتيت الحسن بن علي فقلت: إن أمير المؤمنين خطب فقال: إن أفضل الناس بعد النبي صلّى اللّه عليه و سلم أبو بكر، و أفضلهم بعد أبي بكر عمر، و لو شئت أن أسمي الثالث لسميته، فوقع في نفسي، فقال الحسن: قد وقع في نفسي كما وقع في نفسك...

نفسك، فسألته، فقلت: يا أمير المؤمنين من الذي لو شئت أن تسميه، فقال: المذبوح كما تذبح البقرة، أو كما قال.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصريفيني (1)،أنا أبو بكر محمّد بن عمر بن علي بن خلف الوراق، أنا أبو بكر عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا أحمد بن صالح، حدّثنا عنبسة بن يزيد، حدّثني يونس، عن ابن شهاب، قال: قال سالم بن عبد اللّه (2)[إن عبد اللّه] (3) بن عمر، قال:[جاءني] (4) رجل من الأنصار في خلافة عثمان، فإذا هو يأمرني في كلامه أن أعيب على عثمان، فتكلّم كلاما طويلا، و هو امرؤ و في كلامه (5) ثقل، فلم يكد يقضي كلامه في سريع، فلمّا قضى كلامه، فقلت له: إنا كنا نقول و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم حي:

أفضل أمّة محمّد صلّى اللّه عليه و سلم بعده (6):أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، و إنّا و اللّه ما نعلم عثمان قتل نفسا بغير حقّ ، و لا جاء من الكبائر شيئا، و لكنه هو هذا المال،[إن] (7) أعطاكموه و رضيتم، و إن أعطاه الولي قرابته سخطتم، إنّما يريدون أن تكونوا كفارس و الروم لا يتركون لهم أميرا إلاّ قتلوه، ففاضت عيناه بأربعة من الدمع،[ثم] (8) قال: اللّهم لا نريد ذاك.

أخبرناه (9) أبو الفضل،[الفضيلي، أنا أبو القاسم الخليلي] (10) أنا أبو القاسم

ص: 159


1- تقرأ بالأصل و م: الضريسي، تصحيف، و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
2- الأصل: عبد، و المثبت عن م.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن المطبوعة.
4- الزيادة عن م.
5- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: لسانه.
6- الأصل: بعد، و المثبت عن م.
7- الزيادة عن م.
8- الزيادة عن م.
9- قبله خبر، سقط من الأصل و م، و مثبت في المطبوعة، نثبته هنا، و تمام نصه: أخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر لفظا، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن الأزهري، أنا أبو سعيد محمد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن، نا محمد بن يحيى الذهلي، نا بشر بن شعيب بن أبي حمزة، حدّثني أبي، عن الزهري قال: أخبرني سالم بن عبد اللّه أن عبد اللّه بن عمر قال: جاءني رجل من الأنصار في خلافة عثمان فكلمني، فإذا هو يأمرني في كلامه بأن أعيب على عثمان، فتكلم كلاما طويلا، و هو امرؤ في لسان ثقل، فلم يكد يقضي كلامه في سريع، فلما قضى كلامه قلت له: إنا كنا نقول، و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم حي، أفضل أمة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بعده: أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، فإنا لأمة، ما تعلم عثمان قتل نفسا بغير حقّ ، و لا جاء من الكبائر شيئا، و لكن هو؟؟؟؟؟؟؟ أعطاكموه رضيتم، و إن أعطى أولى قرابته سخطتم، إنما تريدون أن تكونوا كفارس و الروم لا؟؟؟؟؟؟؟ قال: ففاضت عيناه بأربعة من الدم، ثم قال: اللهم إنا لا نريد ذلك.
10- الزيادة بين معكوفتين لتقويم السند عن المطبوعة، سقطت من الأصل و م ؟؟؟؟ تفضيلي.

الخزاعي، أنا الهيثم (1) بن كليب الشّاشي، نا ابن المنادي، نا يزيد بن هارون [نا] (2)الجراح (3) بن [المنهال] (4) الجزري، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، قال:

أتاني رجل من الأنصار، فجعل يكلمني في عهد عثمان، و كان رجلا (5) في لسانه ثقل، فلم يكد ينقضي كلامه في سريع، و جعل في كلامه كان يأمرني أن أعيب عثمان، فقلت له: إنا كنا نقول و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فينا: أفضل أمّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بعده أبو بكر، و عمر، و عثمان، و اللّه ما أتى شيئا من الكبائر، إنّما هو هذا المال، فإن أعطاكموه رضيتم و إن أعطاه ذا قرابته سخطتم، و إنّما تريدون أن تكونوا كفارس و الروم، لا يدعون لهم ملكا إلاّ قتلوه، قال: فدمعت عينا الرجل، و قال: اللّهم لا نريد ذلك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الحسين (6) بن النقور، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عمران بن موسى، نا الحسين بن يحيى (7)،نا يزيد بن هارون، أنا الجرّاح بن المنهال الجزري، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، قال:

أتاني رجل من الأنصار، فجعل في كلامه كأنه يريد أن أعيب على عثمان، فقلت: إنا كنا نقول و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فينا: خير أمة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بعده أبو بكر، و عمر، و عثمان، و اللّه ما أتى شيئا من الكبائر، إنّما هو هذا المال، إن أعطاكموه رضيتم، و إن أعطاه ذوي قرابته سخطتم، و إنّما تريدون أن تكونوا كفارس، لا يدعون (8) لهم أميرا إلاّ قتلوه، قال: فدمعت عينا الرجل، فقال: اللّهم إنا لا نريد ذلك.

أخبرنا [أبو الحسن بن قبيس] (9) أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي، نا محمّد بن بركة بن الحكم، نا يوسف بن مسلم، نا عمارة بن بشر، نا معاوية بن يحيى الصّدفي الدمشقي، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، ابن عمر قال:

أتاني رجل من الأنصار، و في لسانه ثقل، فلم يفرغ من كلامه (10) في سريع، و كان في

ص: 160


1- الأصل و م: أبو الهيثم.
2- الزيادة عن م.
3- الأصل و م: الحداد، و المثبت عن المطبوعة.
4- بياض بالأصل و م، و المثبت عن المطبوعة.
5- الأصل و م: رجل.
6- في م: الحسن، تصحيف.
7- بعدها في م:«بن عباس» و في المطبوعة: بن عياش.
8- الأصل و م: تدعون.
9- الزيادة عن م.
10- «من كلامه» سقط من المطبوعة.

كلامه يعيب على عثمان، فلمّا فرغ من كلامه قلت: ما هذا؟ إنّا كنا نتحدث على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أن خير هذه الأمة أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، و إنا و اللّه ما نرى عثمان أتى أمرا ليستحل به دمه، و لكنه هذا المال، إن أعطاكموه رضيتم، و إن أعطاه ذا أقاربه سخطتم، إنّما تريدون أن تكونوا كفارس و الروم لا يدعون لهم أميرا إلاّ قتلوه، قال: فأقبلت عيناه بأربع من الدمع، و قال: اللّهم إنّا لا نريد أن نكون كفارس و الروم.(1) أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن علي السمسار، و أبو منصور بن شكرويه.

ح (2) و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأ أبو منصور بن شكرويه.

ح و أخبرنا أبو طاهر محمّد بن أبي نصر بن أبي القاسم، أنبأ أبو المظفر محمود بن جعفر بن محمّد الكوسج.

قالوا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد بن خرّشيذ قوله، أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمّد بن سليم المخرمي، نا سلمان (3) بن توبة، نا يزيد بن هارون، أنا الحجّاج، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، قال:

كنا نقول و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فينا: أفضل هذه الأمة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و بعده أبو بكر، و عمر، و عثمان.

أخبرنا (4) أبو الحسن بن قبيس، أنا أبي أبو العبّاس.

ح و أخبرنا (5) أبو يعلى حمزة بن العباس، و أبو العشائر محمّد بن الخليل، قالا (6):أنا أبو القاسم بن أبي العلاء (7).

أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا إسحاق بن سيّار النّصيبي.

ص: 161


1- خبر سقط من الأصل و م، و هو مثبت في المطبوعة هنا، و أخّر إلى ما بعد ثلاثة أخبار تالية.
2- «ح» حرف التحويل سقط من المطبوعة.
3- الأصل و م: سلمان، ترجمته في تهذيب الكمال 20/8 باسم: سليمان و يقال: سلمان، بن توبة النهرواني أبو داود البغدادي.
4- أخّر هذا الخبر في المطبوعة.
5- بعدها في المطبوعة: أبو محمد بن طاوس و أبو يعلى...
6- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«قالوا».
7- الأصل و م: القاسم، و المثبت يوافق ما جاء في المطبوعة.

ح و حدّثنا أبو بكر الشحامي (1)،أنا أبو حامد الأزهري، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا أبو حامد الشرقي، نا محمّد بن يحيى الذهلي، قال: نا أبو عاصم، أنا عمر بن محمّد، عن سالم، عن ابن عمر.

أنا (2) أبو عاصم، عن عمر بن محمّد (3) بن زيد بن (4) عبد اللّه بن عمر بن الخطاب، عن سالم، عن أبيه [قال: إنكم لتعلمون كنا نقول على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أبو بكر، و عمر، و عثمان] (5)-زاد الذهلي: سمعت أبا عاصم يقول: إذا نحن (6) عدّنا يقولون: أبو بكر، و عمر، و عثمان.

أخبرنا (7) أبو يعلى (8) حمزة بن الحسن، و أبو العشائر (9) محمّد بن الخليل القيسي، قالوا: أنا علي بن محمّد المصّيصي، أنا عبد الرّحمن بن عثمان، أنا خيثمة (10) بن سليمان، نا ابن عوف، عن بشر بن شعيب بن (11) أبي حمزة، حدّثني أبي عن الزهري، عن سالم بن عبد اللّه، عن أبيه، قال:

كنا نقول و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم حي: أبو بكر، و عمر، و عثمان، قال:[إنكم لتعلمون كنا نقوله على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم: أبو بكر، و عمر، و عثمان (12)].

أخبرنا أبو محمّد و أبو يعلى البصريين (13)،و أبو العشائر (14) القيسي، قالوا: أخبرنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة، نا شعبة بن سهل بن عبد الرّحمن

ص: 162


1- الأصل: الحسام، و في م: السحام، كلاهما تصحيف، و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
2- ما بين الرقمين شديد الاضطراب في الأصل و أسماء مكررة، صوبنا السند و قومناه عن م و المطبوعة.
3- ما بين الرقمين شديد الاضطراب في الأصل و أسماء مكررة، صوبنا السند و قومناه عن م و المطبوعة.
4- الأصل: عن، و المثبت عن م.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و أضيف عن المطبوعة.
6- الأصل و م:«إذا نحن» و في المطبوعة: أدركت.
7- قدّم في المطبوعة إلى ما قبل الأخبار الثلاثة السابقة.
8- في المطبوعة: أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد، و أبو يعلى...
9- بالأصل و م: أبو العباس، تصحيف.
10- الأصل و م: حبيب، تصحيف.
11- الأصل و م: عن.
12- ما بين الرقمين سقط من المطبوعة. و في م كالأصل.
13- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: المقرءان.
14- الأصل و م: أبو العباس، تصحيف، و السند معروف.

العكّاوي (1)،نا محمّد بن المبارك، أنا إسماعيل بن عيّاس، نا عثمان بن محمّد، عن أبيه، قال: قال عبد اللّه بن عمر:[و اللّه لقد علمت أنا كنا نتحدث في حياة النبي صلّى اللّه عليه و سلم و] (2) أصحابه [أوفر] (3) ما كانوا أن خير الأمة بعد نبيها صلّى اللّه عليه و سلم أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان.

[كذا قال، و إنما هو عمر بن محمد بن زيد و المحفوظ ] (4) حكاية عن سالم قال:

إنكم لتعلمون: كنا نقول على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم: أبو بكر،[و عمر] (5) و عثمان (6).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا محمّد بن عبد اللّه بن الحسين الدّقّاق، نا أبو الطيب محمّد بن عبد الصمد الدّقّاق، نا حمّاد الوراق، نا أبو عاصم، عن عمر بن محمّد بن زيد، أخبرني سالم عن ابن عمر، قال:

إنكم تعلمون أنا كنا نقول على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم: أبو بكر، و عمر، و عثمان - يعني في الخلافة-.

أخبرنا (7) أبو محمّد بن طاوس، و أخبرنا أبو القاسم (8) الأسدي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا الحسن بن حبيب، أنا أبو أمية الطّرسوسي، نا يحيى بن صالح (9)،نا إسحاق بن يحيى، نا الزهري، عن سالم بن عبد اللّه [أن عبد اللّه] (10) بن عمر، قال:

جاء رجل من الأنصار يكلّمني، فلما قضى كلامه قلت: إنّا كنّا نقول و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم حي: أفضل أمّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بعده: أبو بكر، و عمر، و عثمان، و إنّا و اللّه ما نعلم عثمان قتل نفسا بغير نفس.

ص: 163


1- بالأصل و م: شعبة بن سهل عن عبد الرحمن العكابري. و الذي في المطبوعة: سعد بن سهيل بن عبد الرحمن العكاوي و لعل الصواب ما ارتأيناه في تصويب الاسم قياسا على ما جاء في الأنساب (العكاوي) و فيها: سهل بن عبد الرحمن العكاوي، و ذكر ابنه: سعدون.
2- بياض بالأصل و م، و المثبت عن المطبوعة.
3- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن المطبوعة.
4- بياض بالأصل و م و المستدرك عن المطبوعة.
5- زيادة عن م.
6- من قوله: إنكم لتعلمون إلى هنا سقط من المطبوعة.
7- قدّم الخبر في المطبوعة إلى ما قبل الأخبار الثلاثة السابقة.
8- بالأصل و م: و أحمد بن أبي القاسم الأسدي.
9- الأصل و م: بن أبي صالح، ترجمته في تهذيب الكمال 120/20.
10- الزيادة عن م.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، نا أبو بكر البيهقي، نا أبو (1) عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب (2).

ح (3) و أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح الفقيه، أنا الإمام أبو المعالي عبد الملك بن عبد اللّه بن يوسف الجويني، أنا علي بن محمّد الطّرازي، أنبأ محمّد بن يعقوب بن يوسف.

أنا محمّد بن إسحاق الصّغاني، نا أيوب الخزاعي، نا عبد العزيز الماجشون، نا عبيد اللّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، قال:

كنا زمن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم لا نعدل بعد النبي صلّى اللّه عليه و سلم أحدا (4) بأبي بكر، ثم عمر، ثم نترك أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، لا نفاضل بينهم.

حدّثنا (5) أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنا أبو الحسن،[علي بن الحسن] (6) أنا [أبو] (7) محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا عباس الدوري، نا شاذان، نا الفرج بن فضالة، عن يحيى بن سعيد، عن نافع، عن ابن عمر قال:

كنا في زمن النبي صلّى اللّه عليه و سلم إذا قيل: من خير الناس بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ؟ قيل: أبو بكر، و عمر، و عثمان، و علي (8).

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو يعلى بن أبي خيش (9)،و أبو العشائر (10) محمّد بن الخليل، قالوا: أنا علي (11) بن محمّد الفقيه، نا عبد الرّحمن بن (12) عثمان العدل، أنا خيثمة (13) بن سليمان، نا [أبو سليمان داود بن] (14) أحمد البوقي (15)،نا عبد اللّه بن جعفر

ص: 164


1- ما بين الرقمين كرر بالأصل.
2- ما بين الرقمين كرر بالأصل.
3- سقطت «ح» من الأصل و م، و المثبت عن المطبوعة.
4- عن م و بالأصل: أحد.
5- أخّر في المطبوعة إلى ما بعد عدة أخبار.
6- الزيادة عن م.
7- الزيادة عن م.
8- «و علي» ليست في م و المطبوعة.
9- الأصل و م: حبس، قارن مع المشيخة.
10- الأصل و م: أبو العباس، تصحيف، و السند معروف.
11- بالأصل: أبو علي، و المثبت عن م.
12- الأصل: عن، و التصويب عن م.
13- الأصل و م: أحمد، تصحيف، و السند معروف.
14- ما بين معكوفتين مكانه بالأصل و م بياض و المثبت عن المطبوعة.
15- بالأصل و م:«حصين التومي» و المثبت عن المطبوعة.

الرّقّي، نا إسماعيل بن عيّاش، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن نافع، عن ابن عمر، قال:

كنا على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم نقول: خير الأمة هذه بعد نبيها: أبو بكر، و عمر، و عثمان.

أخبرنا خيثمة، نا علي بن المبارك، نا حبّان بن عمّار البصري.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا- (1) أبو النجم بدر بن عبد اللّه، نا - أبو بكر الخطيب (2)،أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه المعدل، نا علي بن محمّد بن أحمد المصري، نا علي بن عبد اللّه بن المبارك، نا حبّان بن عمّار.

نا يحيى بن كثير، نا أيوب، عن نافع، عن ابن عمر قال:

اجتمع المهاجرون و الأنصار على أن خير هذه الأمّة بعد نبيّها: أبو بكر، و عمر، و عثمان هيه الآن.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل (3) بن مسعدة، نا حمزة بن يوسف، أنا عبد اللّه بن عدي (4)،نا عمران السّختياني، نا شيبان، نا الحسن بن دينار، عن محمّد بن سيرين، عن ابن عمر، قال:

كنا [نعدّ] (5) على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم: أبو بكر، و عمر، و عثمان.

قال ابن عدي: و هذا عن ابن سيرين عن ابن عمر [غريب، أظنه يرويه عنه عن الحسن بن دينار] (6).

و قد رواه اثنان غير الحسن عن ابن سيرين (7).

أخبرنا جدي (8) أبو المفضّل (9) القاضي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد بن داود الرّزّاز، نا عثمان بن أحمد بن عبد اللّه المعروف بابن

ص: 165


1- كذا بالأصل و م:«نا أبو» و لعل الصواب: أنا أو ثنا، و في المطبوعة سقطت «نا» و فيها: و أبو النجم.
2- الخبر في تاريخ بغداد 257/8 ضمن أخبار حبان بن عمار.
3- بالأصل و م:«أبو يعلى» تصحيف، و السند معروف.
4- انظر الخبر في الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 298/2 ضمن أخبار الحسن بن دينار (ترجمته في تهذيب التهذيب 275/2).
5- الزيادة عن م و ابن عدي.
6- بياض بالأصل و م، و المستدرك بين معكوفتين عن الكامل لابن عدي.
7- بالأصل و م:«و قد رواه أبان عن يحيى بن سيرين» صوبنا العبارة عن المطبوعة.
8- الأصل و م: عدي.
9- الأصل و م: الفضل، تصحيف.

السمّاك، نا إسماعيل بن الفضل البلخي، نا علي بن شبابة، نا نصر بن عجلان، نا أبو بكر الهذلي، نا محمّد بن سيرين، قال: سمعت ابن عمر يقول:

كنا إذا ذكرنا و النبي صلّى اللّه عليه و سلم بين أظهرنا قلنا: النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و أبو بكر، و عمر، و عثمان، [ثم] (1) لم نبال من قدّمنا أو أخّرنا.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - قراءة - أنا أبو نصر الحسين بن محمّد بن أحمد بن طلاّب، أنا أبو بكر بن أبي الحديد، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن ربيعة بن زبر (2)،نا محمّد بن إسماعيل بن سالم الصائغ، نا عمر بن سهل، نا أبو حمزة العطار، قال: سمعت أنس بن سيرين يقول: سمعت عبد اللّه بن عمر يقول:

كنا نفاضل (3) و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بين أظهرنا، فنقول: أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان.

أبو حمزة: اسمه إسحاق بن الربيع.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم، قالا:

أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح (4) و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأ إبراهيم بن منصور، أنبأ أبو بكر بن المقرئ.

قالا: أنا أبو يعلى، نا أبو معمر - زاد ابن حمدان (5):إسماعيل بن إبراهيم، نا الماجشون يوسف، عن أبيه، عن ابن عمر، قال:

كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و لا يعدل به أحد، ثم نقول: خير الناس أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم لا نفاضل.

قالا: أنا أبو يعلى، نا أبو معمر، نا إسماعيل بن عيّاش (6)،عن يحيى بن سعيد، عن نافع، عن ابن عمر نحوه.

ص: 166


1- الزيادة عن م.
2- الأصل: زيد، و في م: يزيد، كلاهما تصحيف.
3- الأصل و م: نوصل، تحريف، و المثبت عن المطبوعة.
4- «ح» حرف التحويل زيادة عن م.
5- أقحم بعدها بالأصل و م:«ابن» انظر ترجمة إسماعيل بن إبراهيم أبي معمر القطيعي في تهذيب الكمال 125/2.
6- الأصل و م: عباس، تصحيف.

قالا: و أنا أبو يعلى، نا أبو معمر، نا يزيد بن هارون، عن ليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن ابن عمر نحوه.

قال: فيبلغ ذلك النبي صلّى اللّه عليه و سلم، فلا ينكره.

أخبرنا [أبو عبد اللّه و أبو المظفّر، قالا: أنا أبو سعد، أنا أبو عمرو.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلال. أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ قالا] (1) أبو يعلى، نا أبو خيثمة، نا محمّد بن خازم (2)،نا سهيل (3)-زاد ابن المقرئ: بن أبي صالح - عن أبيه، عن ابن عمر، قال: كنا نعدّ و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم حي، و أصحابه متوافرون:

أبو بكر، و عمر، و عثمان، ثم نسكت (4).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا إبراهيم بن سعيد الحبال (5)[بمصر] (6)،أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عمر بن النحاس، نا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن زياد بن الأعرابي، نا الحسن بن محمّد الزعفراني، نا أبو معاوية - يعني النصير - نا سهيل - و هو ابن أبي صالح - عن أبيه، عن ابن عمر، قال:

كنا نقول على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم: إذا ذهب أبو بكر و عمر، و عثمان استوى الناس، فيبلغ ذلك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم [فلا ينكره] (7).

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنبأ أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأ أحمد بن عبيد - إجازة - نا محمّد بن الحسين، نا أبو بكر بن أبي خيثمة.

ح (8) قال: و أنا مصعب بن عبد اللّه في حديث ابن عمر: كنا نفاضل، فنقول: أبو بكر، و عمر، و عثمان، قال: كنا نرى أنه أفضلهم ولاية.

ص: 167


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك لتقويم السند و الإيضاح عن م و هنا اختلطت الأخبار في الأصل و م، و فيها تقديم و تأخير مقارنة مع ترتيبها في المطبوعة.
2- الأصل و م: حازم، تصحيف، و التصويب عن تبصير المنتبه ص 387.
3- الأصل: سهل، تصحيف، و التصويب عن م، ترجمته في تهذيب الكمال 192/8.
4- الأصل: يسكت، و بدون إعجام في م.
5- بالأصل و م: الجبان، تصحيف.
6- الزيادة عن م.
7- الزيادة للإيضاح عن م.
8- «ح» حرف التحويل سقط من الأصل و م و أضيف عن المطبوعة.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمد (1) بن موسى (2)،أنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل بن يحيى بن زكريا بن حرب الحربي، أنبأ أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن الحسن بن الشرقي، أنا أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن هاشم بن حيّان (3) العبدي، نا وكيع، حدّثنا هشام بن سعد، عن عمر بن أسيد، عن ابن عمر، قال: كنا إذا عددنا أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و سلم، قلنا: أبو بكر، و عمر، و عثمان (4).

و روي عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة.

أخبرناه أبو الفضل الفضيلي،[أنا أبو القاسم الخليلي] (5) أنا أبو القاسم الخزاعي أخبرنا الهيثم بن كليب [نا ابن] (6) المنادي.

ح (7) و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري (8)،و أبو محمّد بن أبي عثمان، و أحمد بن محمّد بن إبراهيم القصّاري.

ح و أخبرناه أبو عبد اللّه بن القصّاري، أنا أبي أبو طاهر.

ص: 168


1- بالأصل و م: موسى بن محمد، و فوق اللفظتين علامتا تبديل و تأخير و هو ما أثبتناه.
2- بالأصل و م: موسى بن محمد، و فوق اللفظتين علامتا تبديل و تأخير و هو ما أثبتناه.
3- الأصل: حبان، و في م: حباب، كلاهما تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 328/12.
4- ورد قبله خبر في المطبوعة، و سقط من الأصل و م، نثبته هنا تعميما للفائدة، و تمام روايته: أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنا أبو نصر عبد الرحمن بن علي بن محمد بن موسى، أنا أبو العباس محمد بن أحمد بن محمد السليطي، أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن، أنا أحمد بن حفص بن عبد اللّه، حدثني أبي، حدثني إبراهيم بن طهمان، عن عباد بن إسحاق، عن أبيه، عن أسيد بن عبد الرحمن بن زيد، عن عبد اللّه بن عمر قال: و عبد اللّه جده - أنه قال: كنا في عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و بعده نقول: خير أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان. و قد ورد في المطبوعة بعد الخبر السابق، خبر سقط أيضا من الأصل و م، و نثبته أيضا هنا، و تمام روايته: و روي عن معاوية بلفظ آخر: أخبرناه أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز بن أحمد، نا محمد بن أحمد الغساني، نا علي بن يعقوب الهمداني، أنا محمد بن إدريس بن أبي حمادة، نا يعقوب بن كعب بن يوسف، نا أبو معاوية، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن ابن عمر، قال: كنا نقول، و النبي صلّى اللّه عليه و سلم بين أظهرنا، و أصحابه متوافرون: أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، فيبلغ النبي صلّى اللّه عليه و سلم، فلا ينكره.
5- الزيادة عن المطبوعة، سقطت من الأصل و م.
6- الزيادة عن المطبوعة.
7- «ح» حرف التحويل سقط من الأصل و م، و المثبت عن المطبوعة.
8- الأصل و م: القشيري، تصحيف، و السند معروف.

قالوا:[أنا إسماعيل بن الحسن الصرصري] (1) أنا أبو عمر حمزة بن القاسم بن عبد العزيز الهاشمي، نا محمّد بن عبيد اللّه - يعني: بن المنادي-.

نا المقرئ، ثنا عمر بن عبيد،- زاد (2) الهيثم: الخزاز (3)-عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: كنا [معاشر] (4) أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و نحن متوافرون نقول: أفضل هذه الأمة بعد نبيّها: أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم نسكت.

قال أبو عمر: و أنا أقول: ثم علي بن أبي طالب، و هو الرابع.

قال أبو عمر: و كذا حكي لنا عن أبي عبد اللّه أحمد بن محمّد بن حنبل، و قد سئل عن ذلك، فقال: من يكون غير علي ؟!.(5) أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، نا أحمد بن محمّد بن زياد، نا محمّد بن إسماعيل الصّائغ، نا أبو النّضر هاشم بن القاسم، نا عبد الأعلى بن أبي المساور، عن زياد بن علاقة، عن قطبة بن مالك، عن عرفجة الأشجعي، قال:

صلى لنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم صلاة الفجر فقال:«وزنت أصحابنا الليلة، فوزن أبو بكر فوزن، ثم (6) عمر وزن، ثم وزنت عثمان فخفّ و هو صالح»[7952].

قال ابن منده: لا يعرف إلاّ من هذا الوجه.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر أخبرنا أحمد بن محمّد بن النّقّور (7)،أنا

ص: 169


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن المطبوعة.
2- الأصل و م: و أبو الهيثم.
3- الأصل و م: الفزاز، تصحيف و الصواب ما أثبت، راجع التاريخ الكبير 177/2/3.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن المطبوعة.
5- خبر سقط من الأصل و م، و هو مثبت في المطبوعة، نثبته هنا، و روايته: أخبرنا أبو طالب بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي أنا أبو العباس أحمد بن جعفر الفرغاني، نا أحمد بن عبيد الخباز البغدادي، نا علي بن المديني، قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: سمعت سفيان الثوري يقول: دخلت البصرة، فرأيت أربعة أئمة: سليمان التيمي، و أيوب السختياني، و ابن عون، و يونس، كل يقول: أبو بكر، و عمر، و عثمان [و علي] فرجعت عن قولي فقلت كما قالوا: أبو بكر، و عمر، و عثمان، و علي. و قال ابن الأعرابي: و كان قوله: أبو بكر، و عمر، و علي، و عثمان.
6- «عمر فوزن» سقط من م و في المطبوعة: ثم وزن عمر فوزن.
7- الأصل و م: البغوي، تصحيف، و التصويب عن المطبوعة، و السند معروف.

محمّد بن عبد الرّحمن المخلّص، أنا أحمد بن سعيد السجستاني ثنا السّري بن يحيى، نا شعيب بن (1) إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن بدر بن عثمان، عن عمه، قال:

قدم معاوية (2) حاجا فمرّ بالمدينة فأرق في قائلة، فبعثني إلى عبد اللّه بن عمر يحدثه، فجاءه فقال:

إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«وزنت بأمّتي، فوضعت في كفّة و أمّتي في كفّة، فرجحت بأمتي، ثم وضع أبو بكر مكاني فرجح بأمّتي، ثم وضع عمر مكانه فرجح، ثم وضع عثمان مكانه فرجح بهم، ثم رفع الميزان»[7953].(3) أخبرنا أبو عبد اللّه بن البنّا، أنا أبو القاسم المهرواني، نا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي، نا الأسود بن عامر، نا خالد الزيات عن زرعة بن عمرو مولى الخباب عن أبيه قال:

لما قدم النبي صلّى اللّه عليه و سلم المدينة قال لأصحابه:«انطلقوا بنا إلى أهل قباء نسلم عليهم»، قال:

فلما أن أتاهم قال:«أيا أهل قباء، اجمعوا لنا حجارة الحرّة» قال: فجمعوا ثم خطّ لهم قبلتهم، فأخذ النبي صلّى اللّه عليه و سلم حجرا من تلك الحجارة فجعله على الخطّ ثم قال لأبي بكر:«خذ حجرا فاجعله على الخطّ »، فأخذ أبو بكر حجرا من تلك الحجارة فجعله على (4) جنب حجر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، ثم قال:«يا عمر، خذ حجرا فضعه إلى جنب حجر أبي بكر»، ثم قال لعثمان:

«خذ حجرا، فضعه إلى جنب حجر عمر»، قال: فأخذ حجرا فوضعه، قال: ثم التفت إلى

ص: 170


1- الأصل: شعيب بن يحيى بن إبراهيم، و التصويب عن م.
2- كلمة مطموسة بالأصل، و الكلام متصل في م و المطبوعة.
3- قبله حديث، سقط من الأصل و م، و هو مثبت في المطبوعة، نثبته هنا، و تمام روايته: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو عمرو عبد الرحمن بن محمد الفارسي، أنا أبو أحمد عبد اللّه بن عدي الجرجاني، نا محمد بن بشر بن يوسف و عبد الصمد بن عبد اللّه الدمشقيان، قالا: نا هشام بن عمار، نا عمرو بن واقد أبو حفص القرشي. حدثني يونس بن ميسرة بن حلبس عن أبي إدريس الخولاني، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«أريت أني وضعت في كفة و أمتي في كفة [فعدلتها، ثم وضع أبو بكر في كفة و أمتي في كفة فعدلها، ثم وضع عمر في كفة و أمتي في كفة] فعدلها، ثم وضع عثمان في كفة و أمتي في كفة فعدلها، ثم رفع الميزان» (أخرجه ابن عدي في الكامل ضمن أخبار عمرو بن واقد أبي حفص القرشي 117/5).
4- كذا بالأصل و م.

الناس بعد، ثم قال:«من أحبّ أن يضع حجرا فليضع حجره حيث شاء على هذا الخط »[7954].

[أخبرنا أبو عبد اللّه بن البنّا، أنا يوسف بن محمد، أنا عبد الواحد بن محمد أنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة] (1) حدّثني جدي، حدّثني يحيى بن عبد الحميد، حدّثنا حشرج بن نباتة، عن سعيد بن جمهان، عن سفينة مولى النبي صلّى اللّه عليه و سلم، قال:

لما بنى النبي صلّى اللّه عليه و سلم المسجد وضع حجرا، فقال:«ليضع أبو بكر حجره إلى جنب حجري»، ثم قال:«ليضع عمر حجره إلى جنب حجر أبي بكر»، ثم قال:«ليضع عثمان حجره إلى جنب حجر عمر»، ثم قال:«هؤلاء الخلفاء من بعدي»[7955].

أخبرتنا به عاليا أم المجتبى العلوية، قالت: أنبأنا إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى [نا] (2) يحيى بن عبد الحميد، نا حشرج بن نباتة، عن سعيد بن جمهان (3)،عن سفينة.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم وضع حجرا ثم قال:«ليضع أبو بكر حجره إلى جنب حجري»، ثم قال:

«ليضع عمر حجره إلى جنب حجر أبي بكر»، ثم قال:«ليضع عثمان حجره إلى جنب حجر عمر»، ثم قال:«هؤلاء الخلفاء من بعدي»[7956].

هذا و نحوه (4) كتبته من حفظي.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا منصور بن أبي مزاحم، نا خالد الزيات، عن زرعة بن عمرو (5)،عن أبيه - و كان رابع أربعة فيمن دفن عثمان - قال:

لما قدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم المدينة قال لأصحابه:«انطلقوا بنا نسلّم عليهم، فلمّا أتاهم سلّم عليهم، و رحّبوا به، فقال:«يا أهل قباء ائتوني بحجارة من هذه الحرة»، فجمعت عنده، فخطّ بها قبلتهم، فأخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم حجرا فوضعه، ثم قال:«يا أبا بكر خذ حجرا فضعه إلى جنب

ص: 171


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن المطبوعة لتقويم السند.
2- سقطت من الأصل و م، و استدركت للإيضاح.
3- الأصل و م: جهمان، تصحيف.
4- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: أو نحوه.
5- بالأصل:«زرعة عن عمر» تصحيف و الصواب عن م.

حجري»، ففعل، ثم قال:«يا عمر، خذ حجرا فضعه إلى جنب [حجر] (1) أبي بكر»، ثم قال:

«يا عثمان، خذ حجرا فضعه إلى جنب حجر عمر»، ففعل، ثم التفت إلى الناس فقال:«وضع رجل حجره حيث أحبّ على هذا الخط »[7957].

أنبأنا أبو علي الحداد و جماعة، قالوا أنبأ أبو بكر بن ريذة (2)،أنبأ سليمان بن أحمد (3)،نا أبو غسان أحمد بن سهل السّكّري الأهوازي، نا يزيد بن حكيم العسكري، حدّثنا سعيد بن مسلمة (4)،عن ليث، عن زياد بن أبي المليح، عن أبيه، قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم لصاحب البقعة التي زيدت في مسجد المدينة (5) و كان صاحبها رجلا من الأنصار، فقال له النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«لك بها بيت في الجنّة»، فقال: لا فجاء عثمان، فقال: لك بها عشرة آلاف، فاشتراها منه (6)،ثم جاء عثمان إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلم، فقال: يا رسول اللّه اشتر مني البقعة التي اشتريتها من الأنصاري، فاشتراها منه ببيت في الجنّة، فقال عثمان: إنّي اشتريتها بعشرة آلاف درهم، فوضع النبي صلّى اللّه عليه و سلم [لبنة] (7) ثم دعا أبا بكر، فوضع لبنة، ثم دعا عمر فوضع لبنة، ثم جاء عثمان فوضع لبنة، ثم قال للناس:«ضعوا»، فوضعوا[7958].(8) أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي، نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، نا بحر بن نصر (9)[نا] (10) بن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، قال:

ص: 172


1- سقطت من الأصل و أضيفت عن م.
2- الأصل: زبده، و في م: زبده، و الصواب ما أثبت و ضبط ، تقدم التعريف به.
3- أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 196/1 رقم 521.
4- الأصل: سلمة، و التصويب عن م و المعجم الكبير.
5- الأصل: مسجد المسجد، و التصويب عن م و المعجم الكبير.
6- في م: بثمنه.
7- الزيادة عن المعجم الكبير.
8- قبله خبر سقط من الأصل و م، و هو موجود في المطبوعة، و تعميما للفائدة نثبته هنا، و تمام روايته: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا عبد اللّه بن عدي، أنا علي بن إسماعيل بن أبي النجم، نا موسى بن عقبة الشعراني بالرقة عن أبيه عقبة بن موسى قال: نا محمد بن الفضل بن عطية العبسي، عن زياد بن علاقة، عن قطبة، قال: مررت برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و قد أسس أساس مسجد قباء و معه أبو بكر، و عمر، و عثمان، فقلت: يا رسول اللّه أسست هذا المسجد و ليس معك غير هؤلاء النفر الثلاثة، قال:«إنهم ولاة الخلافة من بعدي». (أخرجه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ضمن أخبار محمد بن الفضل بن عطية 161/6).
9- الأصل: نصير، و التصويب عن م.
10- الزيادة عن م.

كان جابر بن عبد اللّه يحدّث أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«أرى الليلة رجل أن أبا بكر نيط برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و نيط عثمان بن عفّان بعمر».

قال جابر: فلمّا قمنا من عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قلنا: أما الرجل الصالح فرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و أما ما ذكره رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم من نوط بعضهم ببعض فهم ولاة هذا الأمر الذي بعث اللّه عز و جل به نبيه صلّى اللّه عليه و سلم.

كذا رواه يونس، و رواه الزّبيدي، فأدخل بين الزهري و جابر رجلا.

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا يزيد بن عبد ربه، نا محمّد بن حرب، حدّثني الزّبيدي، عن ابن شهاب، عن عمرو (2) بن أبان بن عثمان، عن جابر بن عبد اللّه أنه كان يحدّث.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«أرى الليلة رجل صالح أنّ أبا بكر نيط برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و نيط عمر بأبي بكر، و نيط عثمان بعمر».

قال جابر: فلما قمنا من عند النبي صلّى اللّه عليه و سلم قلنا: أمّا الرجل الصّالح فرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و أما ما ذكر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم من نوط بعضهم ببعض فهم ولاة هذا الأمر الذي بعث اللّه به نبيّه صلّى اللّه عليه و سلم.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، و [حدثني أبو مسعود المعدل عنه، نا أبو نعيم الحافظ ، نا] (3)سليمان بن أحمد، نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو الدمشقي، نا أبو مسهر.

ح قال: و نا إبراهيم (4) بن محمّد بن عرق، نا محمّد بن مصفّى، و عمرو بن عثمان.

قالوا: حدّثنا محمّد بن حرب، عن الزبيدي (5)،عن الزهري، عن عمرو بن أبان بن عثمان، عن جابر بن عبد اللّه، قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«أرى الليلة رجل صالح نيط بأبي بكر، و نيط عمر بأبي بكر، و نيط

ص: 173


1- مسند أحمد بن حنبل 132/5 رقم 14827.
2- الأصل: عمر، و التصويب عن م و المسند.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن المطبوعة لتقويم السند، و من هذه الطريق فالسند معروف.
4- أقحم بعدها بالأصل: و سليمان.
5- اسمه محمد بن الوليد بن عامر الزبيدي، أبو الهذيل، ترجمته في تهذيب الكمال 306/17.

عثمان بعمر»، فلما قمنا من عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قلنا: أمّا الرجل الصالح فرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و أما ما ذكره رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم من نوط بعضهم ببعض، فهم ولاة هذا الأمر الذي بعث اللّه به نبيّه صلّى اللّه عليه و سلم.(1) أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (2)،أنا القاضي (3) أبو العلاء محمّد بن علي الواسطي، أنا علي بن عمر الحافظ ، و عمر بن أحمد الواعظ .

قالا: نا محمّد بن مخلد بن حفص، نا الحسن بن موسى بن (4) ناصح بن يزيد الخفّاف، قدم من رأس العين، ثنا سعيد بن عبد الملك الحرّاني، نا الوليد بن مسلم عن أبي إسحاق الفزاري، عن ابن جريج [عن عطاء عن ابن] (5) عمر، قال:

خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و بلال، فقال:«يا بلال ناد في الناس أنّ الخليفة أبو [بكر»، ثم قال:«يا بلال ناد في الناس أنّ الخليفة بعد أبي بكر عمر»، ثم قال:«يا بلال ناد في الناس أن الخليفة (6)]من بعد عمر عثمان»، قال: فرفع رأسه إلى السماء و قال:«يا بلال امض، أبي اللّه عزّ و جلّ إلاّ ذلك» ثلاث مرات[7959].

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة (7) الحرّاني، نا محمّد بن عوف الحمصي، نا سلم الخوّاص، عن سليمان بن حيّان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن سهل بن أبي

ص: 174


1- خبر سقط من الأصل و م، و موجود في المطبوعة، نثبته هنا و تمام روايته: أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن، أنا أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب، أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضل بن غسان، أنا أبي أبو عبد الرحمن، نا يزيد بن عبد ربه الجرجسي نا محمد بن حرب، حدثني الزبيدي، عن الزهري، عن عمرو بن أبان بن عثمان، عن جابر بن عبد اللّه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«أرى الليلة رجل صالح أن أبا بكر نيط برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و نيط عمر بأبي بكر، و نيط عثمان بعمر» فلما قمنا من عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قلنا: أما الرجل الصالح فرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و أما ما ذكر من نوط بعضهم ببعض فهم ولاة هذا الأمر الذي بعث اللّه به نبيه. قال أبو عبد اللّه مصعب: إنما هو عمر بن أبان، لم يكن لأبان ابن يقال له عمرو، و إنما هو عمر. قال: و نا أبي قال: قال أبو زكريا يحيى بن معين: حديث محمد بن حرب: نيط رجل... محمد يسنده، و الناس يحدثون به عن الزهري مرسلا.
2- أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد 429/7 ضمن أخبار حسن بن موسى بن ناصح بن يزيد الخفاف.
3- اللفظة محرفة بالأصل و م، و المثبت عن تاريخ بغداد.
4- الأصل و م: عن، تصحيف، و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- ما بين معكوفتين زيادة عن م و تاريخ بغداد، و مكانه بالأصل: بن أبي عمر.
6- ما بين الرقمين سقط من تاريخ بغداد.
7- في م: زرعة.

حثمة (1) قال: قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم لأعرابي:«إذا متّ أنا، و أبو بكر، و عمر، و عثمان فإن استطعت أن تموت فمت»[7960].

هذا مختصر من حديث.

أخبرناه بتمامه أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنبأ أبو بكر محمّد بن المظفّر، أنبأ أحمد بن محمّد بن أحمد العتيقي، أنبأ أبو يوسف (2)،ثنا محمّد بن عمرو العقيلي (3)، نا جعفر بن محمّد السّوسي، نا موسى بن سهل، نا سلم بن ميمون الخوّاص، نا أبو خالد الأحمر سليمان بن حيّان (4)،عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن سهل بن أبي حثمة (5) قال:

بايع النبي صلّى اللّه عليه و سلم أعرابيا، فلما خرج من عنده قال له عليّ : إن مات النبي صلّى اللّه عليه و سلم فممّن تأخذ حقك ؟ قال: ما أدري ؟ قال: ارجع فسله، فرجع الأعرابي، فسأله فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«من أبي بكر»، فلما خرج قال له عليّ : فإن مات أبو بكر، ممّن تأخذ؟ قال: ما أدري، قال: ارجع فسله، فسأله فقال:«من عمر»، فلما خرج قال علي: فإن مات عمر، ممّن تأخذ حقّك ؟ قال:

ما أدري، قال: ارجع فاسأله، فسأله فقال له النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«من عثمان»، فلما خرج قال له علي:

فإن مات عثمان فممن تأخذ حقّك ؟ قال: لا أدري، قال: ارجع فاسأله، فرجع فسأله، فقال له النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«فإن استطعت أن تموت فمت»[7961].

أنبأنا أبو علي الحدّاد و غيره، قالوا: أنبأنا أبو بكر بن ريذة (6)،أنبأنا سليمان بن أحمد [نا أحمد] (7) بن رشدين (8) المصري، نا خالد بن عبد السلام الصّدفي، نا الفضل بن المختار عن (9) عبيد اللّه بن موهب، عن عصمة بن مالك الخطمي، قال:

قدم [رجل] (10) من خزاعة فلقيه علي، فقال: ما جاء بك ؟ قال: جئت أسأل

ص: 175


1- الأصل و م: خيثمة، تصحيف، و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 164/8.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: يوسف بن أحمد بن يوسف.
3- أخرجه العقيلي في الضعفاء الكبير 165/2 ضمن أخبار سلم بن ميمون الخواص.
4- بالأصل: حبان، و بدون إعجام في م، و المثبت عن الضعفاء الكبير. و أقحم بعدها بالأصل: نا إسماعيل بن أبي حيان.
5- بالأصل و م: خيثمة، و المثبت عن الضعفاء الكبير.
6- الأصل و م: ريده، تصحيف.
7- الزيادة عن م.
8- بالأصل:«رسد بن» و في م: رشد بن، تصحيف.
9- الأصل و م: بن.
10- الزيادة عن م.

رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إلى من ندفع صدقة أموالنا إذا قبضه اللّه تعالى، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«إلى أبي بكر»، قال: فإذا قبض اللّه أبا بكر، فإلى من ؟ قال:[«فإلى] (1) عمر»، فإذا قبض اللّه عمر، فإلى: من ؟ قال:«إلى عثمان»، فإذا قبض اللّه عثمان ؟ فإلى من ؟ قال:«انظروا لأنفسكم»[7962].(2) أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الجنيد (3) بن محمّد المحتاجي الخطيب، أنا جدي أبو العباس الجنيد (4) بن محمّد.

ح و أخبرنا أبو الضياء نصر بن أسعد بن سعيد الميهني، أنا جدي أبو طاهر سعيد بن أبي سعيد فضل اللّه بن أبي الخير، و أبو العباس الجنيد (5) بن محمّد بن أحمد.

قالا: أنا الحافظ أبو سعد عبد الرّحمن بن الحسن بن عليّك النيسابوري (6)،أنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمّد بن شاذان الحربي - ببغداد - نا أبو عمرو عثمان بن جعفر بن محمّد الكوفي، نا جعفر بن عثمان الطيالسي، نا أبو الفتح نصر بن منصور البزّاز، قال:

سمعت أبا نصر بشر بن الحارث الحافي يحدث عن علي بن مسهر (7)،عن المختار بن فلفل، عن أنس.

أن وفد بني المصطلق قدموا على النبي صلّى اللّه عليه و سلم، فقالوا: إلى من ندفع صدقاتنا بعدك ؟ قال:

«إلى أبي بكر»، قالوا: فإن لم نجد أبا بكر؟ قال:«إلى عمر»، قالوا: فإن لم نجد عمر؟ قال:

«إلى عثمان»، قالوا: فإن لم نجد عثمان ؟ قال:«فلا خير لكم في الحياة بعد ذلك».

أنبأناه أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم الأصبهاني (8)،نا أبو علي عيسى بن محمّد بن أحمد الجريجي الطّوماري، نا أحمد بن علي الأبّار، نا أبو الفتح نصر بن منصور،

ص: 176


1- الزيادة عن م.
2- حديث سقط من الأصل و م، و هو موجود في المطبوعة، نثبته هنا و تمام روايته: أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه و حدّثني أبو مسعود عنه قال: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا محمد بن عبد الرحمن بن الفضل، نا أبو الحسن محمد بن عبدوس بن مالك بن الأسود بن الصلت المعروف بالطمان الفقيه، نا أبو شعيب السوسي، نا ابن عيينة، عن علي بن زيد بن جدعان عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، قال: جاء رجل إلى رسول اللّه فقال له: إلى من أؤدي صدقة مالي ؟ قال:«إليّ » قال: فإن لم أجدك ؟ قال:«إلى أبي بكر» قال: فإن لم أجده ؟ قال:«إلى عمر» قال: فإن لم أجده ؟ قال:«إلى عثمان» ثم ولّى منصرفا، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«هؤلاء الخلفاء من بعدي».
3- الأصل: الحبيدي، و في م: الجندي.
4- الأصل: الحبيدي، و في م: الجندي.
5- الأصل: الحبيدي، و في م: الجندي.
6- ترجمته في سير أعلام النبلاء 509/17.
7- الأصل: بهز، و المثبت عن م.
8- الخبر في حلية الأولياء 358/8 ضمن أخبار بشر بن الحارث.

عن بشر بن الحارث، عن علي بن مسهر، عن المختار بن فلفل، عن أنس بن مالك قال:

و جهني وفد بني المصطلق إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فقالوا: سله إن جئنا في العام المقبل فلم نجدك إلى من ندفع صدقاتنا، قال: فقلت له:[فقال:«قل لهم يدفعوها إلى أبي بكر» قال:

فقلت لهم: فقالوا: قل له: فإن لم نجد أبا بكر؟ قال: فقلت له] (1) فقال:«قل لهم ليدفعوها إلى عمر»، قال: فقلت لهم: قال: قل له فإن لم نجد عمر؟ قال: فقلت له، قال:«قل لهم (2)،ادفعوها إلى عثمان، و تبّا لكم يوم يقتل عثمان»[7963].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم، أنبأ أبو الفضل بن الكريدي، أنبأنا أبو الحسن العتيقي، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا أبو الحسين أحمد بن قاج، نا محمّد بن جرير الطبري - إملاء - نا سعيد بن عنبسة الرازي، نا الهيثم بن عدي، قال:

سمعت جعفر بن محمّد عن أبيه في هذه الآية تَعٰالَوْا نَدْعُ أَبْنٰاءَنٰا وَ أَبْنٰاءَكُمْ وَ نِسٰاءَنٰا وَ نِسٰاءَكُمْ ، وَ أَنْفُسَنٰا وَ أَنْفُسَكُمْ (3)،قال: فجاء بأبي بكر و ولده، و بعمر و ولده، و بعثمان و ولده، و بعلي و ولده.

أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن القاسم بن أبي بكر، أنا عمر بن أحمد بن عمر، أنا أبو الحسن علي بن محمّد القزويني، أنا محمّد بن مخلد العطار، نا أحمد بن إسحاق بن يوسف الرّقّي، نا عبد اللّه بن جعفر، نا محمّد بن مروان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله: آمِنُوا كَمٰا آمَنَ النّٰاسُ (4)،قال: أبو بكر، و عمر، و عثمان، و علي.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد السّوسي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو علي الأهوازي، نا أبو الحسن أحمد بن عبد العزيز بن حامد بن ثرثال (5)،نا عمر بن محمّد العسكري، نا عيسى بن إسحاق الأنصاري، نا الحسن بن الحارث الهاشمي، عن أبيه، عن داود بن أبي هند، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله تعالى: كَزَرْعٍ (6)،قال:

أصل الزرع عبد المطّلب، أَخْرَجَ شَطْأَهُ محمّد صلّى اللّه عليه و سلم فَآزَرَهُ بأبي بكر فَاسْتَغْلَظَ بعمر،

ص: 177


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و أضيف عن الحلية.
2- بالأصل: فقلت لهم، و التصويب عن م.
3- سورة آل عمران، الآية:61.
4- سورة البقرة، الآية:13.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 220/17 و الذي بالأصل: ترتان.
6- سورة الفتح، الآية:29.

فَاسْتَوىٰ بعثمان، عَلىٰ سُوقِهِ بعلي بن أبي طالب يُعْجِبُ الزُّرّٰاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفّٰارَ (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن أبي عثمان، و أحمد بن محمّد بن إبراهيم القصّاري.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه القصّاري، أنا أبي أبو طاهر.

قالا: أنبأ إبراهيم بن الحسن بن عبد اللّه الصّرصري، ثنا أبو عبد اللّه المحاملي، نا يعقوب، نا علي بن ثابت، حدّثني عبد اللّه بن محرّر (2) عن قتادة، عن أنس.

أن عثمان أحد الحواريين حواريي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر المنبجي، نا عبيد اللّه بن سعد بن إبراهيم، نا عمّي، نا يوسف بن يعقوب الماجشون، عن الزهري، قال: لم يجمع (3) القرآن على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إلاّ (4) عثمان بن عفّان، و أبيّ بن كعب.

قرأت علي أبي محمّد السّلمي، عن أبي بكر الخطيب [أنا أبو بكر] (5) البرقاني، أنبأ محمّد بن عبد اللّه بن خميرويه، نا الحسن بن إدريس، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمّار الموصلي، نا ابن إدريس، قال: أشهد على إسماعيل [بن] (6) أبي خالد أنه حدّثني قال: قال الشعبي:

لم يجمع القرآن أحد من الخلفاء من أصحاب رسول (7) اللّه صلّى اللّه عليه و سلم غير عثمان، و لقد فارق عليّ الدنيا و ما جمعه.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد البغدادي، أنبأ أبو الفضل المطهّر بن عبد الواحد بن محمّد، أنا عبد اللّه بن محمّد بن أحمد السّلمي، أنا عبد اللّه بن محمّد بن يزيد الزهري، نا عمي عبد الرّحمن بن عمر رستة، نا يحيى بن سعيد، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، قال:

ص: 178


1- سورة الفتح، الآية:29.
2- في م: محمد، تصحيف، ضبطت اللفظة عن التقريب.
3- الأصل و م: يجتمع، و المثبت عن المطبوعة.
4- أقحم بعدها بالأصل و م: على عهد.
5- الزيادة عن م.
6- الزيادة عن م.
7- الأصل و م، و في المطبوعة: النبي صلّى اللّه عليه و سلم.

ما حفظ من الخلفاء القرآن أحد إلاّ عثمان بن عفّان.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو نصر عبد الواحد بن محمّد، أنا يحيى بن إسماعيل الحربي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، نا إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، قال:

لم يختم القرآن أحد من الخلفاء إلاّ عثمان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين (1) بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (2)،نا عبيد اللّه بن موسى، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، قال:

جمع القرآن على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ستّة نفر من الأنصار: أبي بن كعب، و زيد بن ثابت، و معاذ بن جبل، و أبو الدرداء، و سعد بن عبيد، و أبو زيد، و مجمّع بن جارية (3)،قد أخذه إلاّ سورتين أو ثلاثة (4)،قال: و لم يجمعه أحد من الخلفاء من أصحاب محمّد غير عثمان.

أخبرنا أبو بكر الحاسب، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (5)،أنا محمّد بن عمر، أنا أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة، عن مسلم بن يسار، عن ابن مرسا مولى لقريش قال: عثمان بن عفّان جمع القرآن في خلافة عمر.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه (6) السّلمي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا علي بن محمّد بن لؤلؤ، أنا عمر بن أيوب السّقطي، نا بشر بن الوليد الكندي القاضي، أنا عبد الرّحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن عامر بن سعد أنه سمع عثمان بن عفّان يقول:

ما يمنعني أن أحدّث عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ألاّ أكون، كنت أوعى من أصحابه عنه، و لكني

ص: 179


1- الأصل و م: الحسن، تصحيف، و السند معروف.
2- المعرفة و التاريخ 487/1.
3- كذا بالأصل، و قد ذكر الشعبي أنهم ستة نفر، و المذكورون سبعة، فلعله لم يعتبر مجمع منهم لأن جمعه كان ناقصا.
4- كذا بالأصل و م و المعرفة و التاريخ، و الصواب: أو ثلاثا.
5- طبقات ابن سعد 356/2 تحت عنوان: ذكر من جمع القرآن على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم.
6- الأصل و م: عبيد، و السند معروف.

أشهد لسمعته يقول:«من قال عليّ ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار»[7964].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1)،أنا محمّد بن عمر الأسلمي، نا عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه، عن محمود بن لبيد، قال: سمعت عثمان بن عفّان على المنبر يقول:

لا يحلّ لأحد يروي (2) حديثا (3) لم يسمع به في عهد أبي بكر، و لا عهد عمر، فإنّه لم يمنعني أن أحدث عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ألاّ أكون من (4) أوعى أصحابه عنه إلاّ أنّي سمعته يقول:

«من قال [علي] (5) ما لم أقل فقد تبوّأ مقعده من النار»[7965].

قال: و نا ابن سعد (6)،أنا محمّد بن عمر، حدّثني أبو بكر بن عبد اللّه ابن أبي سبرة، عن موسى بن سعد مولى بني أسد بن عبد العزّى، عن يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب، عن أبيه، قال: سمعته يقول: ما رأيت أحدا من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم كان إذا حدّث أتمّ حديثا و لا أحسن من عثمان بن عفّان، إلاّ أنه كان رجلا يهاب الحديث.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأ أبو محمّد الجوهري (7)،أنا أبو عمر محمّد بن العباس، أنا أبو الحسن الحشّاب، أنا أبو علي الحسين بن محمّد الفقيه.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أبو الحسن اللّنباني (8)،أنا أبو بكر بن أبي الدنيا.

قالا: نا محمّد بن سعد (9)،أنا محمّد بن عمر، نا أسامة بن زيد بن أسلم، عن مسلم بن سمعان عن القاسم بن محمّد قال:

كان أبو بكر، و عمر، و عثمان، و علي يفتون على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم.

ص: 180


1- طبقات ابن سعد 336/2 تحت عنوان: ذكر من كان يفتي بالمدينة و يقتدى به من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم.
2- ما بين الرقمين سقط من م.
3- في الأصل:«ما لم»، و المثبت عن ابن سعد.
4- الأصل:«أن» و المثبت عن ابن سعد.
5- الزيادة عن ابن سعد.
6- الخبر في طبقات ابن سعد 57/3.
7- ما بين الرقمين سقط من م.
8- بالأصل و م بتقديم الباء تصحيف، و الصواب: اللنباني، بتقديم النون، مرّ التعريف به.
9- طبقات ابن سعد 337/2.

قال [و أنبأ] (1) محمّد بن عمر الأسلمي (2)،نا جارية بن (3) أبي عمران (4) عن عبد الرّحمن بن القاسم، عن أبيه أن أبا بكر الصدّيق كان إذا نزل به أمر يريد (5) فيه مشاورة أهل الرأي، و أهل الفقه دعا رجالا من المهاجرين و الأنصار، دعا عمر، و عثمان و عليا، و عبد الرّحمن بن عوف، و معاذ بن جبل، و أبيّ بن كعب، و زيد بن ثابت، و كلّ هؤلاء كان يفتي في خلافة أبي بكر، و إنّما تصير فتوى الناس إلى هؤلاء، فمضى أبو بكر على ذلك، ثم ولي عمر، فكان يدعو هؤلاء النفر، و كانت الفتوى تصير و هو خليفة إلى عثمان، و أبيّ ، و زيد بن ثابت.

قال (5):و أنبأنا محمّد بن عمر، نا عبد الحميد (6) بن عمران بن أبي أنس، عن أبيه، عن ثابت (7)،عن سليمان بن يسار، عن المسور بن مخرمة، قال:

كان علم أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم [ينتهي] (8) إلى ستة: إلى عمر، و عثمان، و علي، و معاذ بن جبل، و أبيّ بن كعب، و زيد بن ثابت.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد، أنا أبو عمر، أنا أبو الحسن، أنا أبو علي، نا محمّد بن سعد (9)،أنا عفّان بن مسلم، نا سليمان بن أخضر، حدّثني ابن عون، عن محمّد قال: كان أعلمهم بالمناسك ابن عفّان، و بعده ابن عمر.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ [نا] (10) أحمد بن علي المقرئ، نا أبو عيسى الترمذي، نا إبراهيم بن سعيد الجوهري، نا معاذ، عن ابن عون، عن محمّد - هو ابن سيرين - قال: كانوا يرون أن أعلم الناس بالمناسك عثمان بن عفّان، و بعده عبد اللّه بن عمر.

ص: 181


1- الزيادة عن م.
2- انظر الخبر في طبقات ابن سعد 350/2 تحت عنوان: باب أهل العلم و الفتوى من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم.
3- الأصل «عن» و التصويب عن م و ابن سعد.
4- الأصل و م: بن، تصحيف و التصويب عن ابن سعد.
5- القائل ابن سعد، و انظر الخبر في طبقاته 351/2.
6- الأصل و م و المطبوعة، و في ابن سعد: عبد الرحمن.
7- «عن ثابت» سقطت من ابن سعد، و أقحم بعدها بالأصل و م:«عن أبيه».
8- الزيادة عن ابن سعد.
9- طبقات ابن سعد 60/3.
10- الزيادة عن م.

(1) أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أحمد بن الحسين (2) الحافظ ، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا علي بن محمّد المصري، نا محمّد بن إسماعيل السّلمي، نا عبد اللّه بن صالح، حدّثني الليث، حدّثني خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن ربيعة بن سيف أنه حدّثه.

أنه جلس يوما مع شفي الأصبحي، فقال: سمعت عبد اللّه بن عمرو يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«سيكون فيكم اثنا (3) عشر خليفة: أبو بكر الصدّيق، لا يلبث خلفي إلاّ قليلا، و صاحب رحا دارة العرب يعيش حميدا، و يقتل شهيدا» فقال رجل: يا رسول اللّه و من هو؟ قال:«عمر بن الخطاب»، ثم التفت إلى عثمان قال:«و أنت يسألك الناس أن تخلع قميصا كساكه اللّه، و الذي بعثني بالحقّ لئن خلعته لا تدخل الجنة حتى يدخل الجمل في سمّ الخياط »[7966].

أخبرنا (4) أبو غالب بن البنّا، أنا أبو يعلى بن الفراء.

ص: 182


1- سقط بالأصل و م، و هو موجود في المطبوعة، نثبته هنا تعميما للفائدة: أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو سعيد بن أبي عمرو، أنا أبو عبد اللّه بن يعقوب، نا محمد بن نصر، نا الحسن بن علي الحلواني، نا عارم، نا يوسف بن الماجشون، قال: سمعت ابن شهاب يقول: لو هلك عثمان بن عفان و زيد بن ثابت في بعض الزمان لهلك علم الفرائض إلى يوم القيامة. جاء على الناس زمان و ما يحسنه غيرهما. قال: و أنا علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد، نا محمد بن الفضل بن جابر، نا إسماعيل بن زرارة، نا عمرو بن صالح القرشي نا العمري، عن نافع، قال: سئل ابن عمر عن عدة أم الولد فقال: حيضة، فقال رجل: إن عثمان كان يقول: ثلاثة قروء، فقال: عثمان خيرنا و أعلمنا. قال: و نا أبو بكر البيهقي، أنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن جعفر القرميسيني بها، أنا أبو الحسين محمد بن إبراهيم الكهيلي، أنا الحضرمي، نا الليث بن هارون، أبو عتبة العكلي، نا زيد بن حباب، عن عمر بن عثمان بن عبد اللّه بن سعيد، و كان اسمه الصرم فسماه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم سعيدا قال: حدّثني جدي، قال: كان عثمان إذا جلس على المقاعد جاءه الخصمان فقال لاحدهما: اذهب ادع عليا، و قال للآخر: اذهب فادع طلحة و الزبير و نفرا من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، ثم يقول لهما: تكلما، ثم يقبل على القوم، فيقول: ما تقولون ؟ فإن قالوا ما يوافق رأيه أمضاه، و إلاّ نظر فيه بعد. فيقومان و قد سلما.
2- الأصل و م: الحسن، تصحيف، و هو أبو بكر البيهقي، و انظر الخبر في دلائل النبوة 392/6 و نقله عن البيهقي ابن كثير في البداية و النهاية 206/6.
3- الأصل و م:«اثني» و التصويب عن دلائل النبوة.
4- الخبر التالي سقط من م.

ح و أخبرنا أبو الفرج قوام بن زيد بن عيسى، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور.

قالا: أنبأ أبو الحسن [علي] (1) بن محمّد بن شاذان الحربي، قراءة عليه، نا أبو عبد اللّه أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، نا يحيى بن معين، نا عبد اللّه بن صالح، نا الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن ربيعة بن سيف، قال:

كنا عند شفي الأصبحي، فقال: سمعت عبد اللّه بن عمرو يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«يكون خلفي اثنا عشر خليفة: أبو بكر لا يلبث خلفي إلاّ قليلا، و صاحب رحا دارة العرب يعيش حميدا و يموت شهيد»، قالوا: و من هو؟ قال:«عمر بن الخطّاب»، قال: ثم التفت إلى عثمان فقال:«يا عثمان إن كساك اللّه عزّ و جلّ قميصا فأرادك الناس على خلعه فلا تخلعه، فو الذي نفسي بيده لئن خلعته لا ترى الجنّة حتى يلج الجمل في سمّ الخياط »[7967].

رواه غيره عن أبي صالح فزاد فيه كلاما من قول ابن عمرو:

و أخبرناه (2) أبو العشائر محمّد بن الخليل بن فارس، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، نا أبو محمّد الدوري، نا محمّد بن موسى بن فضالة، نا أحمد بن أنس بن مالك، نا محمّد بن صالح البغدادي، أنا عبد اللّه بن صالح، حدّثني الليث، قال: حدّثني خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن ربيعة بن سيف، عن شفي الأصبحي، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص، قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«يكون بعدي اثنا عشر خليفة، أبو بكر الصّدّيق لا يلبث خلفي إلاّ قليلا، و صاحب رحا دارة العرب يعيش حميدا و يموت شهيد»، فقال رجل: من هذا؟ و أشار إلى عمر بن الخطّاب، قال: ثم أشار إلى عثمان، فقال:«و أنت يقمّصك اللّه قميصا، فإن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه، فإنّك إن خلعته دخلت النار»، فقال رجل لعبد اللّه بن عمرو:

ما لنا و لهذا، إنّما جلسنا لتذكرنا، قال: فقال: و الذي نفسي بيده لو تركتني لأخبرتكم بما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فيهم واحدا واحدا[7968].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن جعفر، أنا أبو الفضل أحمد بن عبد المنعم بن (3) أحمد، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا محمّد بن

ص: 183


1- عن المطبوعة، سقطت اللفظة من الأصل.
2- بالأصل: أخبرنا، و المثبت عن م.
3- بالأصل و م:«عن» تصحيف.

مخلد، نا إبراهيم بن راشد، نا داود بن مهران، نا سليمان العامري (1) من أهل الكوفة، عن ليث، عن مجاهد، عن علي بن أبي طالب، قال:

لم يقبض النبي صلّى اللّه عليه و سلم حتى أسرّ إليّ [أن] (2) الخليفة من بعده أبو بكر، و من بعد أبي بكر عمر، و من بعد عمر عثمان، ثم يلي الخلافة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أحمد بن [سعيد، نا السري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، عن أبي] (3)سعيد المقبري (4)،عن البراء بن عبد قيس، عن عبد اللّه بن مسعود، قال:

دخلت على (5) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و عنده أبو بكر، و عمر، و عثمان، قد خلص بهم، فسلّمت، فلم يردّ عليّ ، فمكثت (6) قائما لألتمس فراغه و خلوته خشية أن أكون أحدثت حدثا، فناجى أبا بكر طويلا ثم خرج عمر، ثم عثمان (7) فخرج فأقبلت أستغفر اللّه و أعتذر، فقلت:

سلّمت فلم تردّ عليّ ، فقال:«شغلني هؤلاء عنك»، فقلت: بما ذا؟ فقال:«أعلمت أبا بكر أنه من بعدي، و قلت: انظر كيف تكوننّ ، فقال: لا قوة إلاّ باللّه، ادع اللّه لي، ففعلت، و اللّه فاعل به ذلك، ثم قلت لعمر مثل ذلك، فقال: لا قوة إلاّ باللّه، حسبي اللّه، و اللّه حسبه، ثم قلت لعثمان مثل ذلك، و أنت مقتول، فقال: لا قوة إلاّ باللّه، ادع اللّه لي بالشهادة، فقلت: إن صبرت و لم تجزع، فقال: أصبر، فأوجب اللّه له الجنّة و هو مقتول»[7969].

فلما جاءت إمارته قال: و اللّه ما ألوا عن أعلاها ذي فوق.

المعروف: البراء بن قيس، أبو كبشة السكوني، كوفي (8).

قال: و أنا محمّد بن عبد الرّحمن، نا إسماعيل بن العبّاس الورّاق، نا محمّد بن علي الورّاق، نا عارم (9) أبو النعمان، نا سعيد بن زيد أخو حمّاد بن زيد، قال: سمعت عاصم بن

ص: 184


1- الأصل: العامر، و المثبت عن م.
2- زيادة عن م للإيضاح.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن المطبوعة لتقويم السند.
4- بالأصل و م: المقرئ، و المثبت عن المطبوعة.
5- أقحم بعدها بالأصل و م «عبد اللّه بن مسعود، قال: دخلت».
6- تقرأ بالأصل و م: فمكث، و في المطبوعة:«فلبثت» و مثلها في المختصر 148/16.
7- بالأصل:«ثم خرج عثمان فتحرج» و المثبت عن م.
8- اختلفوا في اسمه و كنيته، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 474/21.
9- بالأصل و م: حازم، تصحيف، و الصواب ما أثبت، و اسمه محمد بن الفضل، أبو النعمان السدوسي البصري، ترجمته في سير أعلام النبلاء 265/10.

بهدلة يحدّث عن أبي وائل عن عائشة قالت: كان عثمان يكتب وصية أبي بكر، فقال أبو بكر:

إنّي لا أدع أحدا بعدي أحبّ إليّ منك، و لا أعزّ علي منك، و أشدّ فقرا منك، و إنّي قد كنت جعلت لك من أرضي أحدا (1) و عشرين وسقا يقول صرام (2) النخل، فلو كنت قبضت كان لك، ثم أغمي عليه، أو غشي عليه، قال: فجعل عثمان بن عفّان، فكتب عمر بن الخطاب، فأفاق أبو بكر فقال له: أ كتبت ؟ قال: نعم قد كتبت، قال: من كتبت، قال: كتبت عمر، قال:

أما إنّك كتبت [الذي كنت] (3) أريد أن آمرك به، و لو كنت كتبت نفسك كنت لها أهلا.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو يعلى بن الفراء، أنا جدي أبو القاسم عبيد اللّه بن عثمان بن يحيى بن جنيقا (4) الدّقّاق، نا إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل الصفّار، نا الحسن بن عرفة بن يزيد، أنا (5) شبابة بن سوّار الفزاري عن (6) عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال:

كتب عثمان بن عفّان عهد الخليفة من بعد أبي بكر، فأمره ألا يسمي أحدا، و ترك اسم الرجل، قال: فأغمي على أبي بكر إغماءة، فأخذ عثمان العهد، فكتب فيه اسم عمر، قال:

فأفاق أبو بكر، فقال: أرني (7) العهد، قال: فإذا فيه اسم عمر، فقال: من كتب هذا؟ فقال عثمان: أنا، فقال: رحمك اللّه، و جزاك خيرا، و اللّه لو كتبت نفسك كنت أهلا.(8) أنبأنا أبو القاسم بن بيان.

و أخبرنا خالي أبو المكارم سلطان بن يحيى، و أبو سليمان داود بن يحيى (9) بن محمّد عنه، أنا أبو الحسن بن مخلد.

ص: 185


1- الأصل: أحد، و في م: إحدى.
2- صرام النخل: أو ان إدراكه، و قطع الثمرة و اجتناؤها من النخلة.
3- الزيادة عن م.
4- إعجامها مضطرب بالأصل و م، و الصواب ما أثبت عن الأنساب (الجنيقي) ذكره السمعاني و ترجم له.
5- في م: بن، تصحيف.
6- الأصل و م «بن» تصحيف، انظر ترجمة شبابة بن سوار في تهذيب الكمال 261/8.
7- الأصل: انى، و التصويب عن م.
8- قبلها زيد في المطبوعة، و قد سقط السند من الأصل و م، و أخبرناه أبو القاسم الحسين بن الحسن، أنبأنا علي بن محمد. ح و أخبرنا أبو المعالي محمّد بن حمزة، أنبا أبو القاسم بن بيان.
9- «بن يحيى» ليست في المطبوعة.

ح و أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أنا أبو القاسم الحسين بن محمّد، أنبأ عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه الحنّائي.

قالا: أنبأ أبو علي إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل، نا أبو علي الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي، حدّثني شبابة بن سوّار عن (1) عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، عن زيد بن أسلم (2)،عن أبيه، قال:

كتب عثمان عهد الخليفة من بعد أبي بكر، و أمره أن لا يسمّي أحدا، و ترك اسم الرجل، قال: فأغمي على أبي بكر إغماءة [فأخذ عثمان] (3)،العهد فكتب فيه اسم عمر، فأفاق أبو بكر، قال: فقال: أرنا العهد، قال: فإذا فيه اسم عمر، فقال: من كتب هذا؟ فقال عثمان: أنا، فقال: رحمك اللّه و جزاك خيرا، فو اللّه لو كنت كتبت نفسك (4) لكنت لذلك أهلا.

أخبرنا (5) أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن، أنا أبو القاسم يوسف بن محمّد، أنا أبو عمر الفارسي، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، أنبأ جدي، نا معاوية بن عمرو، نا زائدة، عن عبد الملك بن عمير، عن ربعي، عن حذيفة، قال:

إني و عمر لواقفان بعرفة و نحن ننتظر أن تجب الشمس فنفيض.

قال حذيفة: فلما رأى عمر عجيج الناس و ما يصنعون، قال: يا ابن اليمان كم ترى هذا يدوم لهم ؟ قلت: حتى يكسر باب،[أو يفتح باب] (6) قال: ففزع عمر، فقال: ما يكسر باب - أو يفتح باب - قلت: يقتل رجل أو يموت، قال حذيفة: فلقنها عمر، فقال: يا حذيفة من يرى قومك يؤمرون ؟، قال: قلت: قد نظر الناس إلى عثمان بن عفان و شهروه لها.

قال: و قال جدي: حدثت عن أبي أسامة عن زائدة، عن عبد الملك بن عمير، عن ربعي بن حراش (7)،قال: كنت مع عمر بمنى فقال: من ترى الناس يولّون بعدي ؟ قلت:

أراهم (8) شقوا لابن عفان، قال: يا ويحموه.

ص: 186


1- الأصل و م «بن» تصحيف، انظر ترجمة شبابة بن سوار في تهذيب الكمال 261/8.
2- الأصل و م: سلمة، تصحيف.
3- الزيادة عن م.
4- بالأصل و م:«لو كنت تقتل» و المثبت عن المطبوعة.
5- أخّر في المطبوعة إلى ما بعد تاليه.
6- الزيادة عن م.
7- الأصل: حراس، و التصويب عن م.
8- كذا بالأصل، و في م:«شنفوا» و في المطبوعة و المختصر: شوّفوا، و لعل الصواب: تشوّفوا بمعنى تطلعوا.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس (1)،أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو محمّد بن زبر، أنا إسماعيل بن إسحاق، أنا نصر بن علي، قال: أخبرنا الأصمعي، أخبرنا إسحاق بن يحيى.

أن عثمان كتب عهد أبي بكر، فأغمي عليه، فكتب: عمر، فأفاق أبو بكر، فقال: من كتبت ؟ قال: عمر، فقال: رحمك اللّه، لو كتبت نفسك كنت لها أهلا.

أخبرنا أبو نصر القشيري في كتابه، أنا أبو بكر البيهقي، أنا الحاكم أبو عبد اللّه، أخبرنا أبو الوليد حسان بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن سعيد، نا يوسف بن عدي، نا عبد اللّه بن إدريس عن (2) داود الطائي عن (3) عبد الملك بن عمير، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة، قال:

كنا مع عمر بن الخطّاب بعرفة، قال: فأعجبه كثرة الناس، قال: و جعلنا نقول: إنّ الخليفة بعده عثمان، فلم ينكره (4).

أخبرنا (5) أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين (6) بن النقور، أنا أبو القاسم عيسى بن علي، نا عبد اللّه بن محمّد، نا أحمد بن إبراهيم العبدي، نا عبد الرّحمن بن مهدي، أنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب، قال: حججت مع عمر، و كان الحادي يحدو:

إن الأمير بعده ابن عفّان

و حججت مع عثمان فكان الحادي يحدو.

ص: 187


1- أقحم بعدها بالأصل و م: عن أبو الحسن.
2- الأصل و م:«بن» تصحيف.
3- الأصل و م:«بن» تصحيف.
4- قبل الخبر السابق ورد في المطبوعة خبر، و قد سقط من الأصل و م، نثبته هنا، و تمام روايته: أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا الحاكم أبو أحمد، أنا العباس بن الحسن بن حبيش العنبري بحلب نا حاجب - يعني ابن سليمان المنبجي - نا شبابة بن سوار، نا موسى بن عبد الملك بن عمير، عن أبيه، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة، قال: بينما أنا واقف مع عمر بن الخطاب في الموقف بعرفة إذ نظر إلى اجتماع الناس و عجيجهم فقال: ويحك، إلى متى ترى هذا يدوم لهم ؟ قلت: يا أمير المؤمنين - حتى يكسر باب - أو يفتح باب - قال: فلقنها عمر، قال: ويحك، فمن ترى الناس يؤمرون بعدي ؟ قال: قد نظر الناس و أسندوا أمورهم إلى عثمان، رضي اللّه عنه.
5- أخّر التالي في المطبوعة إلى ما بعد الخبرين التاليين.
6- الأصل و م: الحسن، تصحيف و السند معروف.

أن الأمير بعده علي

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،نا الحسين بن عبد اللّه بن يزيد القطان، أنا عمر بن يزيد السّيّاري، حدّثني إبراهيم بن عبد الرّحمن بن مهدي، و نحن على قرة (2) مقيمين بأرض الروم.

أنا سفيان بن عيينة عن عبد الملك بن عمير، بن ربعي بن حراش، عن حذيفة، قال:

قلت لعمر بالموقف: من الخليفة بعدك ؟ قال: ابن عفّان.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه (3) بن طاوس، و أبو يعلى حمزة بن علي.

قالا: أخبرنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا جعفر بن محمّد بن الحجّاج القطّان - بالرقة - نا عمر بن يزيد السّيّاري، نا إبراهيم بن عبد الرّحمن بن مهدي، نا سفيان بن عيينة، عن عبد الملك بن عمير، عن ربعي، عن حذيفة، قال:

قيل لعمر بن الخطّاب و هو بالموقف: يا أمير المؤمنين من (4) الخليفة من بعدك ؟ قال:

عثمان بن عفّان.

قال: و نا خيثمة، نا محمّد بن عيسى بن حيّان المدائني، نا شبّابة بن سوّار، نا إسرائيل بن أبي إسحاق عن (5) حارثة بن مضرّب، قال: حججت مع عمر بن الخطاب، فسمعت الحادي يحدو.

إن الأمير بعده عثمان

و بالسند قال: حججت مع عمر بن الخطاب حجتين سمعت الحادي يحدو:

إن الأمير بعده عثمان

في إمرة عثمان:

إن الأمير بعده علي

ص: 188


1- الخبر في الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 265/1 ضمن أخبار إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي.
2- قرة قريبة من القادسية، راجع معجم البلدان.
3- الأصل و م: عبد اللّه تصحيف، و السند معروف.
4- عن م و بالأصل: ما.
5- الأصل و م: بن، تصحيف.

أخبرنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن، أنا يوسف بن محمّد، أنبأ عبد الواحد بن محمّد، أنا [أبو بكر] (1) محمّد بن أحمد، أنا جدي يعقوب بن شيبة، نا يزيد بن هارون، أنا الجريري، عن عبد اللّه بن شقيق، عن الأقرع مؤذن عمر.

أن عمر دعا الأسقف فقال: هل تجدونا [في] (2) شيء من كتبكم، قال: نجد صفتكم و أعمالكم، و لا نجد أسماءكم، قال: كيف تجدوني ؟ قال: قرنا من حديد، قال: ما قرن من حديد؟ قال: أمير شديد، قال عمر: اللّه أكبر، فالذي من بعدي ؟ قال: رجل صالح يؤثر أقرباءه، قال: يرحم اللّه ابن عفان، فالذي من بعده ؟ قال: صدع من حديد (3)،قال:

فقال عمر و ألقى شيئا في يده، و جعل يقول: وا دفراه وا دفراه، قال: فقال مهلا: يا أمير المؤمنين فإنه رجل صالح، و لكن تكون خلافته في هراقة من الدماء و السيف مسلول.

قال: و ثنا جدي، قال: قرئ على أبي عبيد (4)،و أنا أسمع.

في حديث عمر حين سأله الأسقف عن الخلفاء، فحدثه حتى انتهى إلى نعت الرّابع، فقال: صدع من حديد، فقال: وا دفراه.

قال أبو عبيد: قال الأصمعي: كان حمّاد بن سلمة يقول: صدأ (5) حديد، قال: و هذا أشبه بالمعني لأن الصدأ له دفر و الصّدع لا دفر له.

قال: و الدفر هو النتن إذا قلته بالدال و جزم الفاء قيل: و منه قيل للدنيا أم دفر، و لهذا قيل للأمة: يا دفار، قال: و الذفر بالذال و فتح الفاء، يقال ذلك لكل ريح ذكية شديدة من طيب، أو نتن: ذفر، و قيل و منه: مسك أذفر.

قال أبو عبيد: فهذا مما يوصف به الذّفر في شدّة طيب الريح (6)،قال: و أمّا ما يقال في النتن فقولهم في ذفر الإبط و هو نتنه و كذلك الحديد و هو سهكه.

و قال عبيد بن الأبرص:

ص: 189


1- الزيادة عن م.
2- الزيادة عن م.
3- عن م و بالأصل: من يد، و الصدع بالتحريك و بالفتح الفتي الشاب القوي من الأوعال.
4- غريب الحديث لأبي عبيد الهروي ط بيروت 18/2-19.
5- قال الزمخشري في الفائق 16/2 و الهمزة فيمن رواه صدأ بدل من العين كما قيل أباب في باب عباب، و يجوز أن يراد بالصدإ السهك، و أن تكون العين مبدلة من الهمزة في صدع.
6- في غريب الهروي: شدة ريح الطيب.

بكتيبة جأواء تر *** فل في الحديد [لها ذفر] (1)

يعني ريح الحديد و سهكه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (2)،أنا محمّد بن عمر، حدّثني شرحبيل بن أبي عون، عن أبيه، عن المسور بن مخرمة، قال:

كان عمر بن الخطاب و هو صحيح يسأل أن يستخلف فيأبى فصعد يوما المنبر، فتكلم بكلمات و قال: إن مت فأمركم إلى هؤلاء الستة الذين فارقوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و هو عنهم راض:

علي بن أبي طالب، و نظيره الزّبير بن العوّام، و عبد الرّحمن بن عوف، و نظيره عثمان بن عفّان، و طلحة بن عبيد اللّه و نظيره سعد بن مالك، ألا و إنّي أوصيكم بتقوى اللّه في الحكم و العدل في القسم.

قال (3):و أنا محمّد بن عمر، نا هشام بن سعد، و عبد اللّه بن زيد بن أسلم، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر قال: فإن اجتمع رأي ثلاثة و ثلاثة فاتبعوا صنف (4) عبد الرّحمن بن عوف و اسمعوا و أطيعوا.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه قالا نا أبو الحسين بن الآبنوسي، عن أحمد بن عبيد.

قالا: و أنا أبو تمام الواسطي في كتابه، أنا أحمد بن عبيد (5)،أنا محمد (6) بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، نا قتيبة بن سعيد، نا عبد اللّه بن زيد، عن زيد، عن أبيه.

أن عمر بن الخطاب لما طعن قال: للستة (7) النفر الذين خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم من الدنيا و هو عنهم راض: بايعوا لمن بايع عبد الرّحمن بن عوف، فإذا بايعتم لمن بايع عبد الرّحمن بن عوف، فمن أبى فاضربوا عنقه.

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو رشيد [محمد بن مبشر] (8) بن أبي سعد.

ص: 190


1- سقط من الأصل و م و الزيادة عن غريب الهروي، و قد ورد الشعر فيه محرفا، و لم أجد البيت في ديوان عبيد.
2- طبقات ابن سعد 61/3.
3- القائل ابن سعد، و انظر الطبقات 61/3.
4- الأصل و م: صف، و المثبت عن ابن سعد.
5- الأصل و م: عبد الجبار، تصحيف.
6- الأصل و م: أحمد، تصحيف.
7- الأصل و م: الست، خطأ.
8- الزيادة عن م.

قال: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو محمّد عبد اللّه بن جعفر بن إسحاق بن علي، عن جابر بن الهيثم بن الفضل بن رشيد الجابري الموصلي - بالبصرة - نا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن أبي المثنى، نا جعفر بن عون، نا محمّد بن شريك، عن ابن أبي مليكة قال:

ما خص عمر أحدا (1) من الشورى دون أحد إلاّ أنه خلا بعليّ و عثمان كلّ واحد منهما دون صاحبه، فقال: يا فلان، اتق اللّه إن ابتلاك بهذا الأمر، فلا تحملن بني فلان على رقاب الناس، و قال للآخر مثل ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، نا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن محمد بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، نا إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن أبي ربيعة، عن أبيه، قال: قال عبد اللّه بن أبي ربيعة (2):أدخلوني معكم في الشّورى، فإنّي لا أنفس مع أحد [خيرا] (3)ساقة اللّه إليه، و لا يعدمكم مني رأي، قال: فقالوا: لا تدخل معنا، فقال: اسمعوا مني، قالوا: قل ما شئت، قال: إن بايعتم لعلي سمعنا و عصينا، و إن بايعتم لعثمان سمعنا و أطعنا، و اللّه ما يتشابهان، فاتّق اللّه يا ابن عوف.(4) أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العباس النهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل (5)،نا عبدان، نا عبد اللّه، نا يونس، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرّحمن عن المسور بن مخرمة، قال:

ص: 191


1- الأصل: أحد، و التصويب عن.
2- أقحم بعدها بالأصل و م: عن أبيه.
3- الزيادة عن م.
4- قبله خبر سقط من الأصل و م و هو موجود في المطبوعة، نثبته هنا، و تمام روايته: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، أنا أبو الحسن الحمامي، أنا أبو علي بن الصواف، أنا الحسن بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى العطار، أنا إسحاق بن بشر، نا ليث بن سعد عن بعض أصحابه: أن عبد الرحمن بن عوف بعث في ليلة إلى أهل الشورى، فجلس في المسجد فدعا رجلا بعد رجل، فيقول له: أ رأيت لو كنت تلي أمر هذه الأمة فحضرتك الوفاة من كنت مستخلفا؟ فيقول: عثمان، فيقول له: قم، ثم يدعو آخر فيقول له مثل ذلك حتى انتهى إلى علي بن أبي طالب آخرهم، و قال له: أ رأيت لو كنت تلي أمر هذه الأمة فحضرتك الوفاة من كنت مستخلفا؟ فتلكأ عليه، و قال: ما لك و لهذا؟ فجعل يتلكأ حتى نودي بالصلاة للصبح و عبد الرحمن يسأله عن ذلك، فأبى عليّ أن يخبره حتى حضر الإقامة و الصبح، فقال له عبد الرحمن: هذا الصبح، و هذه الصلاة قد حضرت فأخبرني، قال: اللهم عثمان.
5- انظر التاريخ الصغير للبخاري 50/1.

جاءني عبد الرّحمن بن عوف بعد هجيع (1) من الليل، فقال: ما ذاقت عيناي كبير (2) نوم منذ هذه الثلاث ليال، قال: ادع لي فلانا - يعني عليا (3)-و عثمان و سعد و الزبير - فدعوتهم، فجعل يخلو بهم واحدا واحدا، يأخذ عليه، فلمّا أصبح صلّى صهيب بالناس، ثم (4) جلس عبد الرّحمن و قد أحضر هؤلاء النفر، فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: إنّي رأيت الناس يأبون إلاّ عثمان.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن، أنبأ أبو سعد بن حمدون، أنا أبو حامد بن الشرقي، نا محمّد بن يحيى الذهلي، نا يزيد بن عبد ربه، نا محمّد بن حرب، عن الزبيدي [عن] الزهري عن حميد بن عبد الرّحمن أن المسور بن مخرمة أخبره.

أن الرهط الذين كانوا ولاهم عمر اجتمعوا فتشاوروا، فقال لهم (5) عبد الرّحمن بن عوف: لست بالذي أنافسكم هذا الأمر و لكنكم إن شئتم اخترت كلاّ منكم، فجعلوا ذلك إلى عبد الرّحمن بن عوف، قال: فو اللّه [ما] (6) رأيت رجلا بذّ قوما قطّ أشدّ مما بذّهم به حين ولوه أمرهم، حتى ما من رجل من الناس يبتغي عند أحد من أولئك الرهط رأيا و لا يطئوا عقبه، و مال الناس على عبد الرّحمن بن عوف يشاورونه (7) و يناجونه تلك الليالي لا يخلو به رجل ذو رأي فيعدل بعثمان أحدا، حتى إذا كان من الليلة التي أصبح منها فبايع.

قال المسور: طرقني عبد الرّحمن بعد هجع (8) من الليل، فضرب الباب حتى استيقظت، فقال: أ لا أراك نائما، و اللّه ما اكتحلت منذ هذه الثلاث كبير نوم، انطلق و ادع لي رجالا من المهاجرين، نشاورهم، ثم أرسلني بها بعد ما ابهارّ الليل (9)،فدعوت له عليا فناجاه (10) طويلا ثم قام عليّ من عنده، ثم جاءني فقال: ادع لي عثمان، آخر من ناجى و آخر من دعا، فانتحى هو و عثمان حتى فرق التأذين للفجر بينهما، فلمّا صلّوا صلاة الفجر جمع

ص: 192


1- أي طائفة منه (اللسان).
2- تقرأ بالأصل: كثير، و تقرأ: كبير، و في م: كبير، و هو ما أثبتناه، و في التاريخ الصغير: كثير.
3- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: يعني عثمان و عليا...
4- ما بين الرقمين سقط من م.
5- ما بين الرقمين سقط من م.
6- الزيادة عن م.
7- بالأصل: و يشاورونه.
8- الهج و الهجيع الطائفة من الليل.
9- الأصل و م: انهار، و التصويب عن التاج، و فيه: ابهارّ الليل أي انتصف.(تاج العروس بتحقيقنا: بهر).
10- الأصل و م: فناجاني، و التصويب عن المطبوعة و المختصر.

عبد الرّحمن [الرهط ] (1) ثم أرسل إلى من كان حاضرا من المهاجرين من قريش، فدعاهم، و أرسل إلى أهل السابقة من الأنصار، ثم أرسل إلى أمراء الأجناد، و كانوا قد وفوا تلك الحجة مع عمر، فلما اجتمعوا تشهّد عبد الرّحمن بن عوف ثم قال: أمّا بعد، يا علي فإنّي قد نظرت في الناس، فلم أرهم يعدلون بعثمان بن عفّان، فلا تجعلنّ على نفسك سبيلا، ثم أخذ عبد الرّحمن بن عوف [بيد عثمان] (2) فقال: نبايعك على [سنة] (3) اللّه و سنّة رسوله و سنّة الخليفتين بعده، فبايعه عبد الرّحمن، و بايعه الناس: المهاجرون، و الأنصار، و أمراء الأجناد، و بايعه (4) المسلمون.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، حدّثني عبد اللّه بن جعفر، عن أمر بكر بنت المسور، عن أبيها، قال:

لما ولي عبد الرّحمن بن عوف الشورى، قلت: إن تركي خالي و قد تحمل أمر المسلمين خطأ، فلزمته لزوما [لم] (5) أكن ألزمه، و لم يكن شيء أحبّ إليّ من أن يليها عبد الرّحمن أو سعد، فخرجت يوما، فأدركني عمرو بن العاص، فناداني: يا مسور، يا مسور، فأقبلت عليه، فقال: ما ظنّ خالك إن ولي أحدا و هو يعلم أنه خير ممن تولّى، قال المسور: فقال لي: شيئا أشتهيه، فجئت عبد الرّحمن بن عوف، فوجدته مضطجعا في رسّ (6)دار المال، واضعا إحدى رجليه على الأرض، فقلت له: لو رأيت رجلا قال لي كذا و كذا، فجلس فقال لي: من هو؟ فقلت: لا أخبرك، فحلف لا يكلمني إذا، فأخبرته، فقال: و اللّه لأن توضع سكين في لبّتي حتى تخرج من سرّتي أحبّ إليّ من أن لا أتبع عمر بن الخطاب (7).

قال: و طرقني عبد الرّحمن في صبح الليلة التي بويع فيها لعثمان، فقال لي: يا ابن أختي، اكفني هذه الناحية - يعني المهاجرين - و أكفيك هذه الناحية - يعني الأنصار - و ادع (8)عليا و عثمان، و كنت أحبّ عليا، فقلت: بأيهما أبدأ، فقال: بأيهما شئت، قال: فجئت عليا، فقلت: إنّ خالي [يدعوك] (9) يقول: وافني في دار المال، فقال: أرسلك إلى أحد معي ؟

ص: 193


1- الزيادة عن م للإيضاح.
2- الزيادة عن م للإيضاح.
3- الزيادة عن م.
4- الأصل: و تابعه، و المثبت عن م.
5- الزيادة عن م.
6- الرس: البئر.
7- إلى هنا الخبر في طبقات ابن سعد 133/3-134 باختلاف.
8- اللفظة غير واضحة القراءة في الأصل و م.
9- بياض بالأصل، و المثبت عن م.

قلت: عثمان،[فقال:] (1) بأيهما أمرك أن تبدأ،[قلت: قد سألت فقال] (2) بأيهما شئت، قال: ثم ذهبنا إلى عثمان، فقلت: إنّ خالي يدعوك، فقال لي عثمان: أرسلك إلى أحد؟ فقلت: علي، فقال: بأيهما أمرك أن تبدأ فقلت: قد قلت له، فقال: بأيهما شئت، و قلت له:

يقول لك وافني في دار المال، قال: و وعدهم دار المال، إلى من جمع قال: فدخلت معهم، و و اللّه ما في الدار رجل إلاّ من المهاجرين الأولين غيري، قال: فذاك حين شاورهم و اجتمع على بيعة عثمان، فبايعوه جميعا.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا أبو حامد الشرقي، نا محمّد بن يحيى الذهلي، نا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر بن الحارث بن زرارة بن مصعب بن عبد الرّحمن بن عوف الزهري، ثنا عمران بن عبد العزيز، عن عمر بن سعيد بن سريج، و محمّد بن عبد العزيز بن (3) عمر بن عبد الرّحمن بن عوف، عن ابن شهاب، عن عبد الرّحمن بن المسور بن مخرمة، عن المسور بن مخرمة، قال:

كنت أعلم الناس بأمر الشورى، لأنّي كنت رسول عبد الرّحمن بن عوف، قال: لما كانت الليلة الثالثة، و عبد الرّحمن في دار القضاء، قد جاءت الأنصار من دورها و المسجد كالرمانة ينتظرون ما كان في صباح ذلك اليوم، فكلّمه سعد، فقال: يا أبا محمّد، ما كان أحقّ بهذا الأمر منك، قال: إنّك يا سعد تحبّ أن يقال: ابن عمه خليفة، و إنّك يا مسور تحبّ أن يقال: خاله خليفة، و اللّه لئن تؤخذ مدية و أشار إلى لبته (4) فتوضع هاهنا و مرّ بيده إلى ثنّته (5) أحبّ إلي من أن ألي أمر الناس شيئا، قال: فقام سعد إلى بيته، فقال: يا أبا إسحاق، و اشهد الصبح و البس السيف، قال: و دعاني عبد الرّحمن، فقال: اذهب إلى علي و عثمان، فائتني بهما، قال: و كان هواي في علي، فأحببت أن أعلم ما في نفسه، قال: فقلت: بأيهما أبدأ؟ قال: بأيّهما شئت، قلت: آتيك بهما فرادى أو جميعا؟ قال: لا، بل جميعا، قال:

فبدأت بعلي، و كان هواي فيه، قال: فقلت: أرسلني إليك خالي، قال: أرسل معي إلى غيري ؟ قلت: نعم، إلى عثمان، قال: فبأينا أمرك أن تبدأ، قال: لا، قد سألته، فقال: بأيهما

ص: 194


1- الزيادة عن م.
2- الزيادة عن المطبوعة.
3- الأصل و م: أن، تصحيف.
4- الأصل: البتة، و المثبت عن م.
5- الثنّة: أسفل البطن.

شئت، و قد بدأت بك، فقال: جميعا أو فرادى ؟ فقصد عليّ موضع الجنائز، و قال: أذهب إلى عنقه في آخر الليل، فقلت: إنّ خالي أرسلني إليك، فقال: هل أرسل معي إلى غيري ؟ قلت:

نعم إلى علي: قال: فسألته يعني بأينا يبدأ؟ قال: سألته، قال: بأيهما شئت، و قد بدأت بعليّ ، و هو ينتظر على موضع الجنائز، فخرجت أنا و عثمان حتى جئنا عليا، ثم خرجنا ثلاثتنا حتى جئنا عبد الرّحمن في مجلسه.

قال: و كان عبد الرّحمن رجلا لا يتكلّف للكلام و لا الخطب، قال: فما رأيته خطب مثل تلك الليلة، فحمد اللّه و أثنى عليه، ثم قال في قوله: إنّي قد فليت (1) الناس عنكما، فأشيرا عليّ و أعيناني على أنفسكما، هل أنت يا عليّ مبايعي إن وليتك هذا الأمر على سنّة اللّه و سنّة رسوله، بعهد اللّه و ميثاقه، و سنّة الماضين قبل ؟ قال: لا، و لكني على طاقتي، قال: فصمت شيئا، ثم تكلم (2) كلاما دون كلامه الأول، ثم قال في قوله: إنّي قد فليت (3) الناس عنكما فاشيرا عليّ و أعيناني على أنفسكما هل أنت يا علي مبايعي إن وليتك هذا الأمر على سنّة اللّه و سنّة رسوله صلّى اللّه عليه و سلم بعهد اللّه و ميثاقه، و سنّة الماضين قبل ؟ قال: لا، و لكن على طاقتي.

قال: ثم قال عثمان: أنا يا أبا محمّد أبايعك إن وليتني هذا الأمر على سنّة اللّه و سنّة رسوله و ميثاقه و سنة الماضين قبل - قالها عثمان في الثلاث - قال: ثم كانت الثالثة (4)،فقال: اسمع أبا عبد اللّه، قد قال ما ترى و عسى اللّه أن يجعل في ذلك خيرا، قال: فأحب أن يقوما عنه، فقال: ما شئتما، أو إن شئتما، فقاما عنه، فقام عبد الرّحمن فاعتمّ [و لبس] (5) السيف ثم خرج إلى المسجد، فقعد و لا أشك أنه يبايع لعلي لما رأيت من حرصه على عليّ ، قال: فلما صلّيت الصبح رقي عبد الرّحمن على المنبر، فحمد اللّه و أثنى عليه، ثم أشار إلى عثمان، حجرة (6)من (7) الناس ما هو بقريب، فقال: ادن فبايعوا على سنة اللّه و سنة رسوله بعهد اللّه و ميثاقه، فعرفت أن خالي كان أصوب، أشكل عليه رجلان فأعطاه أحدهما وثيقة و منعه الآخر إيّاها.

أخبرنا أبو الحسين (8) محمّد بن محمّد بن الحسين، و أبو غالب (9) أحمد بن

ص: 195


1- فليت الأمر إذا تأملت وجوهه و نظرت إلى عاقبته، و فلوت القوم: تخلّلتهم (اللسان).
2- الأصل: تكلمت، و المثبت عن م.
3- الأصل و م: قلبت.
4- الأصل: الثلاث، و قوله:«قال: ثم كانت الثلاث» مكرر بالأصل، و التصويب عن م.
5- الزيادة عن م.
6- حجرة: ناحية.
7- الأصل و م: إلى، و التصويب عن المطبوعة و المختصر.
8- في م:«أبو الحسن محمد بن الحسين» تصحيف.
9- الأصل و م:«و أيوب بن» تصحيف.

الحسن، قالا: أنبأ أبو يعلى محمّد بن الحسين الفقيه، نا جدي أبو أمي أبو القاسم عبيد اللّه بن عثمان بن يحيى الدقاق، نا محمّد بن مخلد بن حفص، نا محمّد بن سلمة الوصيفي، نا يحيى بن عبد الحميد، نا عمر بن هاشم أبو مالك الجنبي، عن بلال بن أبي مسلم، عن أبي صالح الحنفي، قال:

لما طعن عمر و أمر بالشورى فجعلها في الستة الرهط ، و أمر صهيبا (1) إذ هو مات أن يصلي بالناس ثلاثا، فإن اختاروا لأنفسهم و إلاّ ترك الصلاة، فلمّا قبر عمر صلّى بهم صهيب يومين، فلما كان اليوم الثالث قال لهم - و قد صلّى بهم الغداة: اختاروا (2) لأنفسكم فيما بينكم، و إلاّ فقد اعتزلت الصلاة في آخر هذا اليوم، كما أمرني أمير المؤمنين عمر، و قد كان عبد الرّحمن بن عوف قبل ذلك يسأل المسلمين في دورهم، و يأتيهم في منازلهم، فيقول: من ترضون أن يكون عليكم خليفة ؟ فيجيبونه و يقولون: عثمان، فلما كان اليوم الثالث في وقت الظهر، اجتمع المسلمون في المسجد، و جاء أهل العوالي (3) و ازدحم الناس في المسجد، و تكاثفوا، فلما صلى بهم صهيب قال لهم: اختاروا لأنفسكم، فقام عبد الرّحمن تحت المنبر، منبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فقال: يا معشر الناس على أماكنكم، فجلس الناس، و تطاولت أعناقهم، و استمعوا، فقال: يا معشر الناس أ لستم تعلمون أن عمر بن الخطاب جعل هذا الأمر في ستة، قالوا: بلى، فإنّي خارج منها و مختار لكم، فما تقولون ؟ قالوا: رضينا، و أقبل على عليّ و عثمان، فقال: ما تقولان (4)؟فقالا: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم توفي فاجتمع رأي المسلمين بعد على أن استخلفوا أبا بكر، فاستخلفوه، فقام بأمر اللّه، و أخذ المنهاج الذي أخذه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم حتى مضى لسبيله، ثم استخلف عمر، فقام بما قام به صاحباه، و لم يأل حتى كان من قدر اللّه ما قد علمتم، فجعلها فينا معاشر الستة، و إنّي مختار لكم، قم يا عثمان، قم يا علي، فقاما، فقال لهذا: ابسط يدك، فبسطا أيديهما، فقال: يا أبا الحسن إن صار إليك هذا الأمر (5) أ تسير سيرة صاحبيك ؟ قال: نعم، فأعاد القول على عليّ ، فقال مثل قوله الأول، و قال لعثمان، فقال: نعم، ثم أقبل على عليّ ، فقال: يا أبا الحسن، إن فاتك هذا الأمر فيمن

ص: 196


1- الأصل و م: فيها، تصحيف، و التصويب عن المطبوعة و المختصر.
2- الأصل: و اختاروا، حذفنا «الواو».
3- العوالي: أماكن بأعلى أراضي المدينة، و أدناها من المدينة على أربعة أميال.
4- الأصل: تقولون، و المثبت عن م.
5- العبارة مضطربة بالأصل، و التصويب عن م و المطبوعة.

تحب أن يكون ؟ قال: في آخر هذا، و أومى (1) إلى عثمان، فقال عبد الرّحمن: معاشر الناس، أ لستم راضين بأحد هذين، أيهما بايعتموه ؟ فأعادوا القول على عليّ ، فقال: أشهد لن يبايعني و لن تبايع إلاّ عثمان، لأن هذا عهد معهود إليّ . معاشر الناس، و اللّه ليقلدنّ الأمر و الخلافة عهد البار الصادق صلّى اللّه عليه و سلم إلى أنه البار الصادق الخليفة الثالث بعده، و لئن فعلتما لأسمعن و لأطيعن، فقال عبد الرّحمن: فابدأ إذا تبايعه، فضرب على كفّه بالبيعة فكانت أول كفّ وقعت على يد عثمان، و قال في بيعته: سبقت عدتي بيعتي.

قال أبو صالح: يريد بهذا القول أنه إن فاتته كان أحبّ الناس إليه عثمان أن يكون فيه، و لقد علمتم بالعهد المعهود، أنه لا يكون بعد عمر خليفة إلاّ عثمان.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (2)،أنبأ محمّد بن عمر، حدّثني محمّد بن موسى، عن إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك، قال: أرسل عمر بن الخطاب إلى أبي طلحة قبل أن يموت بساعة، فقال: يا أبا طلحة، كن في خمسين في قومك من الأنصار مع هؤلاء النفر أصحاب الشورى[،فإنهم فيما أحب سيجتمعون في بيت حدهم، فقم على ذلك الباب بأصحابك، فلا تترك أحدا يدخل عليهم (3)]، و لا تترك أحدا منهم بمضي حتى يؤمّروا أحدهم، اللّهم أنت خليفتي عليهم.

قال (4):و أنا محمّد بن عمر، حدّثني مالك بن أبي الرجال، حدّثني إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة [قال: وافى أبو طلحة] (5) في أصحابه ساعة قبر عمر، فلزم أصحاب الشورى، فلما جعلوا أمرهم إلى عبد الرّحمن بن عوف يختار لهم منهم، لزم أبو طلحة باب عبد الرّحمن بن عوف بأصحابه، حتى بايع عثمان.

قال (6):و أنا محمّد بن عمر، حدّثني سعيد المكتب، عن سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، عن أبيه، قال: أوّل من بايع لعثمان (7) عبد الرّحمن، ثم عليّ بن أبي طالب.

ص: 197


1- الأصل: أوى، و المثبت عن م، و أومى لغة في أومأ، أي أشار.
2- طبقات ابن سعد 61/3-62.
3- ما بين الرقمين سقط من طبقات ابن سعد.
4- طبقات ابن سعد 62/3.
5- الزيادة عن م و ابن سعد.
6- القائل: ابن سعد، و الخبر في طبقاته 62/3.
7- في المطبوعة:«بن عفان» و هذه الزيادة ليست بالأصل و م و الطبقات.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب - هو [ابن] (1) البنّا-، قالا: أنا أبو يعلى محمّد بن الحسين، ثنا جدي لأمي أبو القاسم عبيد اللّه بن عثمان بن يحيى بن جنيقا (2)الدقاق - من لفظه - نا أبو عبد اللّه محمّد بن مخلد، ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن الحسن الحريري - إملاء من أصله - نا عثمان بن عبد اللّه القرشي بالبصرة، نا يوسف بن أسباط عن محلّ الضّبّي (3)،عن إبراهيم النّخعي عن علقمة، عن أبي ذرّ، قال:

لما كان أوّل يوم في البيعة لعثمان لِيَقْضِيَ اللّٰهُ أَمْراً كٰانَ مَفْعُولاً، لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ (4)،قال أبو ذرّ: اجتمع المهاجرون و الأنصار في المسجد، و نظرت إلى أبي محمّد - يعني عبد الرّحمن بن عوف - قد اعتجر بريطة، و قد اختلفوا، إذ جاء أبو الحسن - بأبي هو و أمي - فلما أن بصروا بأبي الحسن [علي] (5) بن أبي طالب سرّ القوم طرّا، فأنشأ علي و هو يقول: إنّ أحقّ ما ابتدأ به المبتدءون (6)،و نطق به الناطقون، و تفوّه به القائلون حمد اللّه، و ثناء عليه بما هو أهله، و الصلاة على النبي صلّى اللّه عليه و سلم، فقال: الحمد للّه المتفرد بدوام البقاء، المتوحد بالملك، الذي له الفخر و المجد و السناء، خضعت الآلهة لجلاله - قال عثمان بن عبد اللّه:

يعني الأصنام - و كلّما عبد من دونه، و وجلت القلوب من مخافته، فلا عدل له و لا ند له، و لا يشبهه (7) له أحد من خلقه، و يشهد له بما شهد به لنفسه، و أولو العلم من خلقه أن لا إله إلاّ هو، ليست له صفة تنال، و لا حدّ تضرب له فيه الأمثال. المدر صوب الغمام، ببنات النطاف و منهطل الرباب، بوابل الطلّ و بين الفيافي من الآكام بتشقيق الدمن و أنيق الزهر، و أنواع المتحسن من النبات، و شق العيون من جيوب المطر إذ شبعت الدلاّء حياة للطير و الهوام، و الوحش و سائر الأنام (8)،فسبحان من يدان لدينه و لا يدان بغير دينه دين، و سبحان الذي ليس له صفة نعت موجود، و لا حد محدود، و أشهد أن محمّدا (9) صلّى اللّه عليه و سلم عبده المرتضى، و نبيه (10)المصطفى و رسوله المجتبى، أرسله اللّه إلينا كافة و الناس أهل عبادة الأوثان و خضوع الضلالة يسفكون دماءهم و يقتلون أولادهم، و يخيفون سبيلهم، عيشهم الظلم، و أمنهم الخوف،

ص: 198


1- الزيادة لازمة للإيضاح.
2- الأصل و م: حنيفا، تصحيف و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به قريبا.
3- محل ضبطت عن تقريب التهذيب بضم أوله و كسر ثانيه و تشديد اللام. ترجمته في تهذيب الكمال 472/17.
4- سورة الأنفال، الآية:42.
5- الزيادة عن م.
6- أقحم بعدها بالأصل: الناطقون.
7- الأصل: شبيه، و في م: يشهد.
8- في م: سائر الأنام و الأنعام.
9- الأصل: محمد، و المثبت عن م.
10- بالأصل:«و نبيه المرتضى و نبيه المصطفى» و المثبت يوافق م.

و عزهم الذل، فجاء رحمة حتى استنقذنا اللّه بمحمّد صلّى اللّه عليه و سلم من الضلالة، و هدانا بمحمّد صلّى اللّه عليه و سلم من الجهل، و نحن - معاشر العرب - أضيق الأمم معاشا و أخسّهم رياشا، جعل (1) طعامنا الهبيد - يعني شحم الحنظل - و جعل (2) لباسنا الجلود (3)،مع عبادة الأوثان و النيران، فهدانا اللّه بمحمّد صلّى اللّه عليه و سلم بعد أن أمكنه اللّه شعلة (4) النور، فأضاء لمحمّد مشارق الأرض و مغاربها، فقبضه اللّه إليه، فإنّا للّه و إنّا إليه راجعون، ما أجلّ رزيته، و أعظم مصيبته، فالمؤمنون فيه سواء، مصيبتهم واحدة.

ثم قال علي: فقام مقامه أبو بكر الصدّيق رحمة اللّه عليه، فو اللّه يا معشر المهاجرين ما رأيت خليفة أحسن أخذا بقائم السيف يوم الردة من أبي بكر رحمة اللّه عليه، يومئذ قام مقاما أحيا اللّه به سنّة النبي صلّى اللّه عليه و سلم، فقال: و اللّه لو منعوني عقالا (5) لأجاهدنهم في اللّه، فسمعت و أطعت لأبي بكر، و عملت إذ ذاك خير لي، فخرج من الدنيا خميصا (6)،و كيف لا أقول هذا [في أبي بكر؟[و أبو بكر] (7) ثاني اثنين، و كانت ابنته ذات النطاقين، يعني أسماء - تنطلق بعباءة له، و تخالف بين رأسها و معها يعني رغيفين (8) في نطاقها فتزجّ بهما إلى حبيب القلوب محمّد صلّى اللّه عليه و سلم، و كيف لا أقول هذا (9)]و قد اشترى ثلاث نسوة، و أربعة رجال كلهم أوذي في اللّه و في رسوله، و كان بلال منهم، و تجهز رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بماله، و معه يومئذ أربعون ألفا، فدفعها إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فهاجر بها إلى طيبة، ثم قام مقامه الفاروق عمر بن الخطاب رحمة اللّه عليه، شمر عن ساقيه، و حسر عن ذراعيه لا تأخذه في اللّه لومة لائم، كنا نرى أنّ السكينة تنطق على لسانه، و كيف لا أقول هذا و رأيت النبي صلّى اللّه عليه و سلم بين أبي بكر و عمر رحمهما اللّه، فقال:«هكذا نحيا و هكذا نموت و هكذا نبعث، و هكذا ندخل الجنة»، و كيف لا أقول هذا في الفاروق و الشيطان يفرّ من حسّه، فمضى شهيدا، رحمه اللّه، ثم أراكم معشر المهاجرين و الأنصار مقتموني بأبصاركم طرا - و لم يكن أبو عبد اللّه - يعني عثمان بن عفان تلك السّاعة - ثمّ و أنشأ علي في أبي عبد اللّه يعني عثمان يقول:- أعلمتم معاشر المهاجرين أنه

ص: 199


1- كذا بالأصل و م في الموضعين، و في المطبوعة: جلّ .
2- كذا بالأصل و م في الموضعين، و في المطبوعة: جلّ .
3- في م: الوبر و الجلود.
4- الأصل: سلعة، و المثبت عن م.
5- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: عناقا.
6- اللفظة غير واضحة بالأصل، و المثبت عن م. و الخميص: الضامر البطن (اللسان: خمص).
7- الزيادة عن المطبوعة و المختصر 155/16.
8- كذا بالأصل.
9- ما بين الرقمين سقط من م.

ما فيكم مثل أبي عبد اللّه، أ و ليس زوّجه النبي صلّى اللّه عليه و سلم،[ثم] أتاه جبريل فقال حين أوعز إليه و هو في المقبرة: يا محمّد إنّ اللّه يأمرك أن تزوّج عثمان أختها؟ و كيف لا أقول هذا و قد جهّز أبو عبد اللّه جيش العسرة، و هيّأ للنبي صلّى اللّه عليه و سلم سخينة (1) أو نحوها، فأقبل بها في صحفته و هي تفور، فوضعها تلقاء النبي صلّى اللّه عليه و سلم فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«كلوا من حافتها و لا تهدّوا ذروتها، فإن البركة تنزل من فوقها»، و نهى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أن يأكل الطعام سخنا جدا، فلما أكل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم السخينة أو نحوها من سمن و عسل و طحين، فمدّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يده إلى فاطر البرية تبارك و تعالى، ثم قال:«غفر اللّه لك يا عثمان ما تقدّم من ذنبك و ما تأخّر، و ما أسررت و ما أعلنت، اللّهمّ لا تنس هذا اليوم لعثمان».

قال علي رحمه اللّه: معشر المهاجرين تعلمون أنّ بعير أبي جهل ندّ (2) فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم لعمر:«يا عمر ائتنا بالبعير»، فانطلق البعير إلى عير أبي سفيان، و كانت عليه حلقة مزموم بها من ذهب، و قال آخرون من فضة، و عليه جلّ مدبّج (3) كان لأبي جهل، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم لعمر:«ائتنا بالبعير»، فقال عمر: يا رسول اللّه إنّ من هناك - يعني ملأ قريش - عديّ أقلّ ذاك فعلم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، أن العدد و المادة لعبد مناف، فوجّه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بعثمان إلى عير أبي سفيان ليأتي بالبعير، فانطلق عثمان على قعوده (4)،و كان النبي صلّى اللّه عليه و سلم معجبا به جدا، حتى أتى بالبعير، فإن أبا سفيان فقام إليه مبجّلا معظّما و قد احتبى بملاءته (5) فقال أبو سفيان:

كيف خلّفت ابن عبد اللّه ؟ فقال له عثمان: من هامات قريش و ذروتها و سنام قناعسها (6) يا أبا سفيان هو علم من أعلامها، يا أبا سفيان سماه محمّد صلّى اللّه عليه و سلم سماء ماطرة، و بحاره زاخرة، و غيومه هماعة (7) و دلاؤه رفاغة يا أبا سفيان، فلا عري من محمّد فخرنا، و لا قصم بزوال محمّد ظهرنا.

فأنشأ أبو سفيان فقال: يا أبا عبد اللّه، أكرم بابن عبد اللّه ذاك الوجه كأنه ورقة

ص: 200


1- السخينة: طعام يعمل من دقيق و لبن، أو دقيق و سمن أو دقيق و تمر، و قد عيّرت قريش بها لأنها كانت تكثر من عملها و أكلها.
2- أي شرد.
3- الجلّ : بضم الجيم و فتحها، الذي تلبسه الدابة لفصان به، و المدبج: المزين.
4- القعود من الإبل هو البكر حين يمكن ظهره من الركوب.
5- احتبى بملاءته: احتبى الرجل ضم رجليه إلى بطنه بثوب يجمعهما به مع ظهره.
6- قناعس جمع قنعاس مثل مفاتح جمع مفتاح، و هو العظيم الضخم من الإبل.
7- أي ماطرة، سحاب همع: ماطر.

مصحف، إنّي لأرجو أن يكون خلفا من خلف، و جعل أبو سفيان يفحص بيده مرة، و يركض (1) الأرض برجله أخرى، ثم دفع البعير إلى عثمان،[فقال علي:] (2) فأي مكرمة أسنى و لا أفضل من هذه لعثمان رحمة اللّه عليه، حتى مضى أمر اللّه فيمن أراد، ثم إن أبا سفيان دعا بصحفة كثيرة الإهالة ثم دعا بطلمة (3)،فقال: دونك يا أبا عبد اللّه، فقال أبو عبد اللّه: قد خلّفت النبي صلّى اللّه عليه و سلم على حدّ لست أقدر أن أطعم، فأبطأ أبو عبد اللّه، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«قد أبطأ صاحبنا، بايعوني»، قال: فقال أبو سفيان إن فعلت و طعمت من طعامنا رددنا عليك البغير برمّته (4)،فقال أبو عبد اللّه: من طعام أبي سفيان، و أقبل عثمان بعد ما بايعوا النبي صلّى اللّه عليه و سلم، فأقبل عثمان إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ثم قال علي: أناشدكم اللّه هل تعلمون معاشر المهاجرين و الأنصار أن جبريل أتى النبي صلّى اللّه عليه و سلم فقال: يا محمّد لا سيف إلاّ ذو الفقار و لا فتى إلاّ علي، فهل تعلمون هذا كان لغيري ؟ أنشدكم اللّه، إن جبريل نزل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فقال: يا محمّد إن اللّه يأمرك أن تحبّ عليا و تحبّ من يحبه، فإنّ اللّه يحب عليا و يحبّ من يحبّه، قالوا: اللّهم نعم قال: أناشدكم اللّه هل تعلمون أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال: لما أسري به إلى السماء السابعة فقال:

«رفعت إلى رفارف من نور، ثم رفعت إلى حجب من نور»، فأوعز إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلم أشياء، فلما رجع من عنده نادى مناد من وراء الحجب: يا محمّد [نعم الأب أبوك إبراهيم، و نعم الأخ أخوك علي، تعلمون معاشر المهاجرين و الأنصار كان هذا؟ فقال أبو محمد:] (5)-يعني عبد الرّحمن بن عوف - من بينهم: سمعتها من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و إلاّ فصمتا. تعلمون أن أحدا كان يدخل المسجد غيري جنبا قالوا: اللّهمّ نعم (6)،هل تعلمون أنّي كنت إذا قاتلت عن يمين النبي صلّى اللّه عليه و سلم قاتلت الملائكة عن يساره، قالوا: اللّهمّ نعم، فهل تعلمون أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:

«أنت مني منزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبي بعدي» و هل تعلمون أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم كان اخا (7) بين الحسن و الحسين، فجعل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول: يا حسن مرتين، فقالت فاطمة: يا

ص: 201


1- ركض الأرض برجله أي ضربها.
2- الزيادة للإيضاح عن المختصر 156/16 و المطبوعة.
3- الأصل: بظلمة، و المثبت عن م، و الطلمة: الخبزة.
4- الرمّة: الحبل الذي يشد في عنق البعير.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.
6- في المطبوعة: اللهم لا.
7- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«احا» و كتب محققها: كذا في الأصول. و في المختصر:«اخا» و انظر ما كتبه محققه حولها، فثمة بحث جيد بشأنها.

رسول اللّه إنّ الحسين لأصغر منه و أضعف ركنا منه فقال لها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«أ لا ترضين أن أقول أنا هيّ يا حسن، و يقول جبريل هيّ يا حسين» فهل لخلق مثل هذه المنزلة ؟ نحن صابرون، ليقضي اللّه في هذا أمرا كان مفعولا.

أخبرنا [والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن - رحمه اللّه - قال (1)]:

أخبرني أبو علي الحسن بن المظفّر بن السبط ، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن الحصين (2)،أنا أبو علي بن المذهب.

قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني سفيان بن وكيع، حدّثنا قبيصة، عن أبي بكر بن عياش، عن أبي وائل، قال: قلت لعبد الرّحمن بن عوف: كيف بايعتم عثمان و تركتم عليا؟ فقال: ما ذنبي ؟ قد بدأت بعلي فقلت: أبايعك على كتاب اللّه و سنّة رسوله صلّى اللّه عليه و سلم و سنّة أبي بكر، و عمر، قال: فقال: فيما استطعت، قال: ثم عرضتها على عثمان فقبلها.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، أنا أحمد بن عبد الحميد (3) الحارثي (4)،أنا أبو أسامة [حماد بن أسامة] (5)،نا ابن أبجر.

ح و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد الأزهري، أنا الحسن بن أحمد المخلدي (6)،ثنا موسى بن العباس الجويني، حدّثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي، نا أبو أسامة عن عبد الرّحمن بن عبد الملك بن أبجر.

عن أبيه، عن إياد بن لقيط ، عن يزيد بن معاوية البكّائي، قال: سمعت حذيفة - زاد ابن الأعرابي: ابن اليمان - يقول: قبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فاستخلف اللّه أبا بكر، ثم قبض أبو بكر، فاستخلف اللّه عمر، ثم قبض عمر فاستخلف اللّه عثمان.

قرأت على أم البهاء بنت البغدادي، عن أبي طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو علي

ص: 202


1- ما بين الرقمين سقط من المطبوعة.
2- الأصل و م: الحسين، تصحيف.
3- الأصل و م: عبد الجبار تصحيف.
4- الأصل: الحارث، و التصويب عن م، و انظر ترجمة أبي أسامة حماد بن أسامة في تهذيب الكمال 156/5 و فيها يروي عن حماد... أبو جعفر أحمد بن عبد الحميد بن خالد الحارثي الكوفي.
5- الزيادة عن م.
6- أقحم بعدها بالأصل: ثنا موسى بن أحمد المخلدي.

عبد الرّحمن بن محمّد بن الخصيب الجرواءاني (1)،نا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد الزينبي، نا محمّد بن بشّار بندار، نا محمّد بن جعفر، ثنا شعبة، عن أبي مسلمة (2)،عن أبي نضرة (3)،عن مطرف، قال: قلت لحذيفة: أ رأيتم حين بايعتم عثمان، نصحتم اللّه و رسوله و المؤمنين (4) أو خنتموهم (5)،قال نصحناهم.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنبأ أبو بكر الشامي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد بن يوسف، أنا أبو جعفر العقيلي (6)،نا عبد اللّه بن حمدوية البغلاني، نا علي بن خشرم، أخبرني حفص بن غياث، قال: سمعت شريكا يقول:

قبض النبي صلّى اللّه عليه و سلم فاستخلف المسلمون أبا بكر، فلو علموا أن فيهم أحدا أفضل منه كانوا قد غشونا، ثم استخلف أبو بكر عمر، فقام بما قام به من الحق، و العدل، فلما حضرته الوفاة جعل الأمر شورى بين ستة نفر من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلم، فاجتمعوا على عثمان، فلو علموا أن فيهم أفضل منه كانوا قد غشّونا.

قال علي: و أخبرني بعض أصحابنا من أهل الحديث أنه عرض هذا الحديث على عبد اللّه بن إدريس، فقال عبد اللّه بن إدريس: أنت سمعت هذا من حفص بن غياث ؟ قال:

قلت: نعم، قال: الحمد للّه الذي أنطق بهذا لسانه، فو اللّه إنّه لشيعي، و إن شريكا (7) لشيعي (8).(9) أخبرنا أبو منصور علي بن محمّد بن الأنباري الواعظ ، و أبو محمّد عبد اللّه بن

ص: 203


1- هذه النسبة إلى جرواءان، محلة من محال أصبهان (معجم البلدان) و ضبطت في الأنساب: بفتح الجيم و سكون الراء.
2- هو سعيد بن يزيد بن مسلمة الأزدي، أبو مسلمة البصري، ترجمته في تهذيب الكمال 329/7.
3- هو المنذر بن مالك بن قطعة، أبو نضرة العبدي، ترجمته في تهذيب الكمال 380/18.
4- الأصل و م: و المؤمنون، تصحيف.
5- اللفظة في الأصل غير معجمة، و المثبت «أو خنتموهم» عن م.
6- الخبر في الضعفاء الكبير للعقيلي 194/2 ضمن أخبار شريك بن عبد اللّه النخعي القاضي، و وهم محقق المطبوعة حيث كتب بالهامش «لم أعثر على الخبر في الضعفاء للعقيلي».
7- الأصل و م: شريك، و المثبت عن الضعفاء الكبير.
8- بعدها بالأصل كتب عبارة: هنا سقط صفحة من خلافة.
9- قبله خبر سقط من الأصل و م، و هو موجود في المطبوعة نثبته هنا تعميما للفائدة، و تمام روايته: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي، أنا أبو محمد أحمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان، أنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمد بن أبي مسلم الفرضي، أنا أبو عمر حمزة بن القاسم الهاشمي، نا عبد اللّه بن محمد بن أبي علي الحاجب، حدثني محمد بن يونس بن عمي، نا حفص بن غياث، قال: قال شريك بن عبد اللّه: مرض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فأمر أبا بكر أن يصلي بالناس فلو علم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أن في أصحابه أحدا أفضل من أبي بكر لأمر ذلك الرجل و ترك أبا بكر، فلما احتضر أبو بكر استخلف عمر بن الخطاب، فلو علم أبو بكر أن في أصحاب محمد صلّى اللّه عليه و سلم أحدا أفضل من عمر لما قدّم عمر و ترك ذلك الرجل، لقد كان غش أصحاب محمد، فلما احتضر عمر بن الخطاب فصير الأمر شورى، فوقعت الشورى بعثمان بن عفان، فلو علم أصحاب محمد أن في القوم أحدا أحق بها من عثمان، ثم نصبوا عثمان و تركوا ذلك الرجل، لقد كانوا غشوا هذه الأمة، فأتيت عبد اللّه بن إدريس فقلت له: يا أبا محمّد كلاما سمعته الساعة من حفص بن غياث. قال: فأسند، ثم قال: هات، قال: فحدثته بالحديث، قال: أنت سمعته ؟ قلت: الساعة و كتبته في ألواحي، قال: الحمد للّه الذي أنطق بذلك لسانه، فو اللّه إنه لشيعي و إن شريكا لشيعي، قال: قلت له: يا أبا محمد، ما تقول في الوقوف عنه: علي و عثمان ؟ قال: لا بل نضعه حيث وضعه أصحابه - قال أبو عمر الإمام: يعني يقال: عثمان و علي، ثم رجع إلى الحديث - و كان الواحد منهم فردا، و لقد قتل يوم قتل، و هو عندنا أفضل منه. قال: و نا هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن كعب بن عجرة، قال: كنا عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ذات يوم، فذكر فتنة فقربها، ثم مرّ رجل مقنع الرأس، فقال:«و هذا يومئذ على الهدى»- أو قال: على الحق - قال: فقمت إلى الرجل فأخذت بعضديه و أقبلت بوجهه على النبي صلّى اللّه عليه و سلم فقلت: هذا؟ قال:«نعم» و إذا هو عثمان بن عفان.

علي بن الآبنوسي في كتابيهما، قالا: أنا محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية - إجازة - أنا أبو مزاحم موسى بن عبد اللّه الخاقاني، نا أحمد بن يوسف التغلبي، نا خالد بن خداش، قال:

جلست إلى حمّاد بن زيد و أنا ابن عشرين سنة، و جلست إليه ثلاث عشرة (1) سنة، فسمعته يقول ما لا أحصي: لئن قلت إنّ عليا أفضل من عثمان لقد قلت إن أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قد خانوا.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم في كتابيهما، عن أبي الوليد الحسن بن محمّد بن علي البلخي، أنا أبو الفرج محمّد بن إدريس بن محمّد - بالموصل - قال: قرأت على أبي منصور المظفّر بن محمّد الطوسي، أنبأ أبو زكريا يزيد ابن محمّد بن إياس الأزدي، نا محمّد بن أحمد - يعني ابن أبي المثنى - نا عبد العزيز بن أبان، قال: سمعت مسعرا و سئل عن شيء من أمر عثمان فقال:

أ ما سمعت ما قال أبو طلق العائذي (2):

و شمّر للشورى من الناس ستّة *** ذوو قدم ما منهم (3) متقرّب

ص: 204


1- الأصل: ثلاث عشر، و الصواب عن م.
2- اسمه عدي بن حنظلة بن نعيم بن زرارة بن عبد العزى بن ربيعة من عائذة قريش، نسبوا إلى أمهم عائذة بنت الخمس بن قحافة بن خثعم معجم الشعراء ص 250.
3- المطبوعة: بينهم.

تخلّوا لشوراهم عليهم سيوفهم *** ثلاثا و أمّ الناس فيهنّ أصهب

فقال ابن عوف حين خاف خلافهم *** برئت لكم منها ولي أمرها اعصبوا

فقالوا: لك الميثاق و العهد إننا *** نبايع من بايعت لا نتأرّب

فبايع عثمان بن عفّان عندها *** و بايعه أصحابه لم يثرّب

فما أخطئوا عن خيرهم حين بايعوا *** و ما مثلهم عند المشورة يعطب

خيار خيار الناس حين تعدّهم *** بهم كلّ فتق يفظع (1) الناس يشعب

قال مسعر: إن كانوا أعطبوا فنحن أعطب لكنهم لم يعطبوا.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن علي بن أحمد [بن عمر] (2)،نا علي بن أحمد بن أبي قيس.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن محمّد بن عبد العزيز، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو الحسن بن علي (3).

قالا: أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا أبو بكر بن منصور، ثنا يحيى بن عبد اللّه بن بكير، قال: كانت الشورى باجتماع الناس على عثمان لثلاث بقين من ذي الحجة سنة ثلاث و عشرين، و ذلك بعد موت عمر بثلاث.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (4)،أنا محمّد بن عمر، حدّثني أبو بكر بن إسماعيل، عن محمّد بن سعد بن أبي وقّاص، عن عثمان بن محمّد الأخنسي.

قال (5):و أنا أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة، عن يعقوب بن زيد، عن أبيه.

قالا: بويع عثمان بن عفّان يوم الاثنين [لليلة] (6) بقيت من ذي الحجة سنة ثلاث و عشرين، فاستقبل بخلافته المحرم سنة أربع و عشرين.

قال محمّد بن عمر (7):قال أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة في حديثة: فوجّه عثمان

ص: 205


1- الأصل و م: يقطع، و المثبت عن المطبوعة.
2- الزيادة عن م.
3- «بن علي» ليست في م، و في المطبوعة: أنا عمر بن الحسن بن علي.
4- طبقات ابن سعد 63/3.
5- القائل: محمد بن عمر.
6- سقطت من الأصل، و استدركت للإيضاح عن م و ابن سعد.
7- طبقات ابن سعد 63/3.

على الحجّ تلك السنة عبد الرّحمن بن عوف، فحجّ بالناس سنة أربع و عشرين، ثم حجّ عثمان في خلافته كلها بالناس عشر سنين ولاء (1) إلاّ السنة التي حوصر فيها، فوجّه عبد اللّه بن عبّاس على الحجّ بالناس و هي سنة خمس و ثلاثين.

أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي، قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد، قال: قال أبي:

سألت إبراهيم و عرضناها على يعقوب أيضا، قال:

و استخلف عثمان بن عفّان سنة أربع و عشرين، و أقام الحجّ للناس عبد الرّحمن بن عوف سنة أربع و عشرين، ثم حجّ عثمان سنة خمس و عشرين، فأقام للناس الحجّ بقية خلافته (2) عثمان، و قتل: عثمان، و قتل عثمان يوم الجمعة لثمان عشرة [ليلة] (3) خلت من ذي الحجة سنة خمس و ثلاثين، و أقام الحجّ للناس تلك السنة، قثم بن العباس.

أخبرنا أبو عبد اللّه بن البنّا، أنا أبو القاسم المهرواني، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، نا أحمد بن جميل المروزي، نا وهب بن جرير، أنا عبد اللّه بن عمر عن نافع، عن ابن عمر.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بعث أبا بكر فأقام للناس حجهم - أو قال: حجّ الناس - ثم حجّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم من العام المقبل حجّة الوداع، ثم قبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و استخلف أبو بكر، فبعث أبو بكر عمر بن الخطاب، فحجّ بالناس، ثم حجّ أبو بكر من العام المقبل، ثم استخلف عمر بن الخطاب، فبعث عبد الرّحمن بن عوف، ثم حجّ عمر إمارته كلها، ثم إنه استخلف عثمان فبعث عبد الرّحمن بن عوف، ثم حجّ عثمان إمارته كلها.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا ابن بكير (4)-أو قرئ عليه و أنا حاضر - عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير.

ص: 206


1- أي متتابعة.
2- الأصل و م: خلافة، و المثبت عن المطبوعة.
3- الزيادة عن م.
4- اللفظة شديدة التحريف في الأصل، و المثبت عن م.

قال: و أما عثمان بن عفّان فقد أحجّ سنة من خلافته [عبد الرحمن بن عوف، و حج عثمان بقية خلافته] (1) إلاّ سنة أحج عبد اللّه بن عباس.

قال: و نا يعقوب، نا إبراهيم بن المنذر، حدّثني ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، قال:

و عثمان، ثنتي عشرة سنة حجّها كلها إلاّ سنتين، حجّ أول سنة استخلف عثمان عبد الرّحمن بن عوف، و سنة قتل عثمان حجّ بالناس عبد اللّه بن عباس بأمر (2) عثمان.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو بكر، أنا أبو الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب قال:

و استخلف عثمان بن عفّان فبايعه الناس في المحرم سنة أربع و عشرين و هي عام فتح الريّ ، و أقام الحج للناس سنة خمس و عشرين، و سنة ستّ و عشرين و سنة سبع و عشرين، و سنة ثمان و عشرين، و سنة تسع و عشرين، و سنة ثلاثين، و سنة إحدى و ثلاثين، و سنة اثنتين (3) و ثلاثين، و سنة ثلاث و ثلاثين، و سنة أربع و ثلاثين عثمان بن عفّان.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب، أنا أبو منصور النّهاوندي، نا أبو العباس [النهاوندي، أنا أبو القاسم] (4) بن الأشقر، أنا أبو عبد اللّه البخاري، نا إسماعيل بن أبي أويس، حدّثني ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب، قال:

عاش أبو بكر بعد أن استخلف سنتين و أشهرا، و عمر عشر سنين، حجّها كلّها، و عثمان اثنتي عشرة حجّها كلها إلاّ سنتين، و معاوية عشرين سنة إلاّ شهرا (5) حج حجتين، و يزيد ثلاث سنين و أشهرا، و عبد الملك بعد الجماعة بضع عشرة سنة إلاّ شهرا حج حجة، و الوليد عشر سنين إلاّ شهرا، حج حجّة.

أخبرنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن، أنا أبو القاسم يوسف بن محمّد، أنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، نا أحمد بن شبيب بن سعيد، نا أبي، عن يونس، قال: قال ابن شهاب: عاش عثمان بن عفّان بعد أن

ص: 207


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك للإيضاح عن م.
2- قسم من اللفظة مفقود و لم يبق منها إلا:«يا» و المثبت عن م.
3- الأصل: اثنين، و المثبت عن م.
4- الزيادة بين معكوفتين عن م، و السند معروف.
5- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: أشهرا.

استخلف ثنتي عشرة سنة، حجّها إلاّ سنتين.

قال: و نا جدي، نا إسماعيل بن أبي أويس.

ح و نا إبراهيم بن المنذر الحزامي.

قالا: نا عبد اللّه بن نافع الصائغ - قال: أحدهما الأعور - عن عبد اللّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، قال:

استخلف عثمان بن عفّان، فاستعمل عثمان بن عفّان عبد الرّحمن بن عوف في أوّل ولايته، فأفرد الحجّ ، ثم أقام عثمان الحجّ ولايته كلّها مفردا، ثم كانت الفتنة، فأقام الحجّ للناس مفردا عبد اللّه بن عباس، ثم كان من العام القابل، فأقام الفضل بن عبّاس الحج للناس مفردا.

قال: و نا جدي، قال: سمعت سعيد بن داود الزّنبري (1) قال: قرأ علينا عامر بن صالح من ولد عروة بن الزبير، قال:

بويع (2) عثمان بن عفّان غرة المحرم يوم [الجمعة] (3) بعد مقتل عمر بثلاث ليال، فأقام بالمدينة حتى إذا حضر الموسم بعث عبد الرّحمن بن عوف، فأقام للناس الموسم سنة أربع و عشرين، ثم أقام عثمان في ولايته الحج عشر سنين أوّلها سنة خمس و عشرين، و آخرها سنة أربع و ثلاثين، ثم حصر في ذي الحجة تمام سنة خمس و ثلاثين و استشهد في يوم الجمعة لثنتي عشرة ليلة بقيت من ذي الحجة، فأقام للناس ذلك الموسم عبد اللّه بن عبّاس، فكانت ولاية عثمان بن عفّان ثنتي عشرة سنة إلاّ اثنتي عشرة ليلة، و قد ولي أمر الناس في حصار عثمان بن عفّان علي بن أبي طالب، فصلّى بالناس صلاة العيد يوم الأضحى، و فتحت الجزيرة و أرمينية (4) في خلافة عثمان (5) سنة خمس و عشرين، و فتحت الإسكندرية سنة ست و عشرين، و افتتحت إفريقية سنة سبع و عشرين.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا

ص: 208


1- تقرأ بالأصل: الزبيري، تصحيف، و التصويب عن م، و ضبطت اللفظة بفتح الزاي و الباء و سكون النون عن الأنساب و هذه النسبة إلى زنبر، جدّ.
2- الأصل: فرفع، تصحيف و المثبت عن م.
3- الزيادة عن م.
4- اللفظة محرفة في الأصل و رسمها:«و أرميرنيه» و التصويب عن م.
5- في م: عثمان بن عفان.

أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة، قال (1):

و استخلف - يعني أبا بكر - حين حجّ عثمان بن عفّان يعني على المدينة، و كاتبه - يعني أبا بكر - عثمان بن عفان.

قال (2):و أقام الحج سنة خمس و عشرين عثمان بن عفّان.

و أقام الحج سنة ست و عشرين إلى سنة أربع و ثلاثين عثمان بن عفّان (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، نا زكريا بن يحيى المنقري، نا الأصمعي، نا ابن أبي الزّناد، عن أبيه، عن عمرو بن عثمان بن عفّان، قال: كان نقش خاتم عثمان:«آمنت بالذي خلق فسوّى».

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد بن أبي مسلم الفرضي، أنا عثمان بن أحمد بن السماك، أنا أبو القاسم [إسحاق] (4) بن إبراهيم بن سنين (5) الختّلي، نا أحمد بن محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن المبارك، قال:

بلغني أنه كان نقش خاتم عثمان:«آمن عثمان باللّه العظيم».

أخبرنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن، أنا أبو القاسم المهرواني، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، نا محمّد بن أبي معشر، نا أبو معشر بأحاديث المغازي كلها، و التاريخ في آخرها، فقال أبو معشر:

حدّثني بأحاديث المغازي رجال شتى منهم: محمّد بن قيس، و سعيد بن أبي سعيد، و محمّد بن كعب، و شرحبيل بن سعد، و شريك بن عبد اللّه بن أبي نمر، و غيرهم من مشيخة أهل المدينة.

فقال أبو معشر:

و بويع عثمان بن عفّان فكان عام الرّعاف (6) سنة أربع و عشرين، و أمّر عبد الرّحمن بن

ص: 209


1- انظر تاريخ خليفة ص 119.
2- المصدر السابق ص 158.
3- المصدر السابق ص 159.
4- الزيادة عن م.
5- بالأصل و م: بشير، تصحيف و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 342/13 و ضبطت اللفظة عن تبصير المنتبه 698/2 و الختّلي ضبطت عن الأنساب.
6- قيل لهذه السنة - سنة أربع و عشرين - عام الرعاف، لأن الرعاف كثر فيها في الناس. قاله الطبري في تاريخه 288/4 (حوادث سنة 24 ه ).

عوف سنة أربع و عشرين، و هو عام الرّعاف، ثم كانت الإسكندرية سنة خمس و عشرين، و حجّ عثمان سنة خمس و عشرين، و كانت غزوة سابور الجنود سنة ست (1) و عشرين،[و حج عثمان سنة ست و عشرين، ثم كانت إفريقية، و أميرها عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح سنة سبع و عشرين، و حج عثمان سنة سبع و عشرين، ثم كانت فارس الأولى و اصطخر سنة ثمان و عشرين] (2) و حجّ عثمان سنة ثمان و عشرين، ثم كانت فارس الآخرة سنة تسع و عشرين، و حجّ عثمان سنة تسع و عشرين ثم كانت طبرستان سنة ثلاثين، و حجّ عثمان سنة ثلاثين، ثم كانت الأساودة (3) في البحر سنة إحدى و ثلاثين، و حجّ عثمان سنة إحدى و ثلاثين، ثم كان عام المضيق (4) سنة ثنتين و ثلاثين، ثم كانت قبرس سنة ثلاث و ثلاثين، و حجّ عثمان سنة ثلاث و ثلاثين، ثم كانت الصواري (5) سنة أربع و ثلاثين، و حجّ عثمان سنة أربع و ثلاثين، و كانت ذي خشب [سنة خمس] (6) و ثلاثين، و حجّ عبد اللّه بن عبّاس سنة خمس و ثلاثين، و عثمان محصور في الدار و قتل يوم الجمعة لثمان عشرة ليلة مضت من ذي الحجة، فكانت خلافته ثنتي عشرة سنة إلاّ إحدى عشرة ليلة.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه،[أنا أبو بكر الخطيب] (7) أنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن أحمد بن رزقويه، أنا أحمد بن محمّد بن الحسن الرّازي، نا علي بن إبراهيم بن سلمة القطان، نا أبو محمّد عبد اللّه بن موسى الزنجاني بقزوين، سنة ثلاث و سبعين و مائتين، نا محمّد بن حرب أبو عبد اللّه النشائي، نا إسماعيل بن يحيى بن عبيد اللّه التيمي (8)،عن (9)قرّة بن خالد، عن محمّد بن سيرين، عن عبيدة السّلماني، قال:

ص: 210


1- الأصل: ستة، و التصويب عن م.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.
3- كذا بالأصل و م و تاريخ الطبري 288/4 و تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص 364 و في الكامل لابن الأثير بتحقيقنا (حوادث سنة 31): الأساورة.
4- أي مضيق القسطنطينية، انظر تاريخ الطبري 304/4 و تاريخ خليفة ص 167 و تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص 371.
5- اشتهرت هذه الغزوة باسم ذات الصواري، و كانت في البحر من ناحية الاسكندرية و أميرها ابن أبي سرح. انظر التنبيه و الاشراف للمسعودي ص 135 و فتوح مصر و أخبارها ص 192 و ولاة مصر للكندي ص 36.
6- الزيادة عن م. و ذو خشب على مرحلة من المدينة من طريق الشام.(معجم ما استعجم) و انظر تاريخ الطبري 340/4.
7- ما بين معكوفتين زيادة عن م.
8- الأصل: التميمي، و المثبت عن م.
9- الأصل: بن، تصحيف و المثبت عن م.

سمعت عبد اللّه بن جعفر (1)،و قد كانت من عثمان إليه تلك الهنة، و قال له رجل: لم وليتم عثمان ؟ قال: ولينا خير أمة محمّد، و لم نأل.

كذا، قال: ابن جعفر، و إنّما هو: ابن مسعود.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا عبد العزيز الكتاني، أنا تمّام بن محمّد، و أبو محمّد بن أبي نصر، و أبو نصر بن الجندي، و أبو بكر القطان، و عبد الرّحمن بن الحسين بن أبي العقب.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه، أنا أبي أبو العباس، أنا أبو محمّد بن أبي نصر.

قالوا: أنا علي بن إبراهيم بن يعقوب بن أبي العقب.

و أخبرنا أبو محمّد السلمي، نا عبد العزيز الكتاني، أنا تمام بن محمّد، و عبد الرّحمن بن عثمان، قالا: أنا أبو الحسن بن حذلم، قالا: نا أبو زرعة.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2).

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه بن البنّا، أنا أبو القاسم المهرواني، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي يعقوب قالوا: أنا أبو نعيم.

ح و أخبرنا أبو الحسن (3) الفرضي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن علي المصّيصي الورّاق، أنا أبو عبد اللّه أحمد بن خليد بن يزيد الكندي، حدّثني أبو نعيم، نا - و في حديث الفرضي: عن - الأعمش عن عبد اللّه بن سنان قال: لما جاءت بيعة عثمان قال عبد اللّه - زاد أبو زرعة: بن مسعود - ما ألونا عن أعلاها ذي فوق (4).

أخبرنا أبو عبد اللّه بن البنّا، أنا المهرواني، أنا أبو عمر، أنا أبو بكر، نا جدي، نا

ص: 211


1- سيذكر المصنف أن الصواب: ابن مسعود.
2- الخبر في المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 760/2.
3- الأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن م، و السند معروف.
4- في المعرفة و التاريخ: أعلى لهذي فوق.

جعفر بن عون، أنا الأعمش، عن عبد اللّه بن سنان: ذكر مثله.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن موسى، أنا يحيى بن إسماعيل، أنا عبد اللّه بن [محمد بن الشرقي، أنبأ عبد اللّه بن هاشم، أنا وكيع.

ح و أخبرنا أبو المعالي] (1) محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا أبو جعفر محمّد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب الطائي، نا علي بن حرب، نا أبو داود الحفري (2).

ح و أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد [و أبو محمد] (3) بن أبي نصر.

قالا: أنا أبو الحسن بن حذلم.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو القاسم البجلي، و أبو محمّد التميمي، و أبو نصر بن الجندي، و أبو بكر القطان، و أبو القاسم بن أبي العقب.

قالا: نا أبو زرعة.

قالا: نا أبو نعيم.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه بن البنّا، أنا أبو القاسم المهرواني، أنا أبو عمر، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي، نا أبو نعيم، و محمّد بن سابق.

قالا: أنا مسعر، عن عبد الملك بن ميسرة، عن النّزّال بن سبرة، قال: سمعت عبد اللّه يقول - و في رواية وكيع: قال:- قال ابن مسعود حين استخلف عثمان-[و في رواية يعقوب بن شيبة: عن عبد اللّه بن مسعود، قال: لما استخلف عثمان-] (4) قال: أمّرنا خير من بقي و لم نأل.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو يعلى الحبوبي، قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء،

ص: 212


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.
2- الأصل: الجعدي، تصحيف، و المثبت عن م.
3- الزيادة عن م.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.

أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا محمّد بن عيسى بن حيان المدائني، نا الحسن بن قتيبة، نا مسعر بن كدام، عن عبد الملك بن ميسرة، عن النّزّال بن ميسرة، قال:

قال عبد اللّه لما جاء - نعي عمر بن الخطاب - استخلفوا عثمان بن عفّان، قال: من استخلفتم ؟ قالوا: عثمان، قال: استخلفتم خير من بقي و لم تألوا.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن الحسين، و أحمد بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثني أبو العباس الصوفي محمّد بن الحسين بن علي الخياط ، نا موسى بن نصر، نا الفرات بن خالد عن (1) مسعر، عن عبد الملك بن ميسرة، عن النّزّال بن سبرة، قال: قال عبد اللّه بن مسعود حين استخلف عثمان: لقد استخلفنا أفضل من وجدنا، و لم نأل.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، نا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن إسحاق الجوهري المصري، نا عبد اللّه بن محمّد بن سعيد بن أبي مريم، نا محمّد بن يوسف الفريابي، نا مسعر بن كدام، عن عبد الملك بن ميسرة، عن النّزّال بن سبرة، قال: سمعت عبد اللّه بن مسعود حين استخلف عثمان يقول: أمّرنا خير من نعلم، و لم نأل (2).

رواه شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة:

أخبرنا أبو (3) عبد اللّه يحيى بن الحسن، أنا أبو القاسم المهرواني، أنا أبو عمر الفارسي، أنا أبو بكر، أنا جدي يعقوب [نا] (4) الأسود بن عامر، و حدّثنا شبابة بن [سوّار، قالا: نا شعبة عن عبد الملك بن ميسرة، قال: سمعت النّزّال بن ميسرة يقول: شهدت عبد اللّه بن (5)]مسعود في هذا المسجد يخطبنا حين مات عمر، فقال (6):إنا أمّرنا خير من بقي، و لم نأل (7)-يعني عثمان-.

قال: و نا جدي، نا موسى بن إسماعيل، نا حمّاد قال: و أنا عاصم بن بهدلة، عن أبي وائل.

ص: 213


1- الأصل:«بن سعد» تصحيف، و التصويب عن م.
2- الأصل و م: نألو.
3- ممحوة بالأصل، و المثبت عن م.
4- سقطت من الأصل و أضيفت عن م.
5- ما بين الرقمين سقط من م.
6- الأصل و م: قال.
7- الأصل و م: نألو.

أن ابن مسعود سار من المدينة إلى الكوفة ثمانيا حتى (1) قتل عمر فحمد اللّه و أثنى عليه، ثم قال: يا أيها الناس، إن أمير المؤمنين قد مات، فلم نر يوما أكثر نشيجا من ذلك اليوم، ثم إنّا اجتمعنا أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و سلم فلم نأل عن خيرنا ذا فوق فبايعنا عثمان بن عفّان فبايعوه، فبايعه الناس.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،نا الحجّاج، نا حمّاد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي وائل.

أن ابن مسعود سار من المدينة إلى الكوفة ثماني (3) ليال حين قتل عمر، فحمد اللّه و أثنى عليه، ثم قال: أمّا بعد، فإن أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب قد مات، فلم ير يوما تسبيحا (4)من يومئذ، ثم إنّا اجتمعنا أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و سلم، فلم نأل عن خيرنا ذي فوق عثمان بن عفّان، فبايعوه.

و كذا رواها زائدة بن قدامة الثقفي عن عاصم.

أخبرنا أبو المحاسن مسعود بن محمّد بن غانم الغانمي، و أبو الفضل محمّد بن إسماعيل الفضيلي - بهراة - قالا: أنا أبو القاسم أحمد بن محمّد الخليلي - ببلخ - أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن الحسن الخزاعي، أنا أبو سعيد الهيثم، نا ابن المنادي - يعني محمّد بن عبيد [اللّه - نا معاوية بن (5)]عمرو، نا زائدة، نا عاصم بن أبي النّجود، عن شقيق، قال:

لما قتل عمر سار إلينا عبد اللّه من المدينة سبعا، فخطبنا، فقال: إنّ أمير المؤمنين عمر أصابه أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة و هو في صلاة الفجر، فقتله، فبكى، و بكى الناس، ثم قال: إنّا اجتمعنا أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و سلم [فأمّرنا خيرنا ذا فوق.

و رواها أبو بكر بن عياش، عن عاصم فقال: عن المسيّب بن رافع:] (6).

ص: 214


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: حين، و هو أشبه، باعتبار ما يلي.
2- المعرفة و التاريخ 761/2.
3- الأصل و م و المعرفة و التاريخ:«ثمان» و لا يصح و الصواب ما أثبت بإثبات الياء.
4- كذا بالأصل و م، و في المعرفة و التاريخ: نشيجا.
5- ما بين الرقمين سقط من م.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.

أخبرنا بها أبو عبد اللّه بن البنّا، أنا أبو القاسم، أنا أبو عمر، أنا أبو بكر، نا جدي، نا داود بن عمرو، نا أبو بكر بن عياش، نا عاصم بن بهدلة، عن المسيّب بن رافع، قال:

سار إلينا عبد اللّه بن مسعود سبعا من المدينة، فحمد اللّه، و أثنى عليه، ثم قال: إنّ غلام المغيرة أبا لؤلؤة قتل أمير المؤمنين عمر، فضجّ الناس و بكوا، و اشتدّ بكاؤهم، ثم قال:

إنّا اجتمعنا أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و سلم فأمّرنا علينا عثمان بن عفّان و لم نأل عن خيرنا ذا فوق.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي، نا علي بن إسحاق المادرائي (1)،نا محمّد بن عبيد اللّه بن المنادي.

ح قال الخطيب: و أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن رزقويه، و أبو الحسين محمّد بن الحسين بن الفضل، قالا: أنا عثمان بن أحمد بن عبد اللّه الدقاق، نا محمّد بن عبيد اللّه المنادي.

نا وهب - زاد عثمان: ابن جرير - نا شعبة (2) عن مغيرة، عن إسماعيل بن غياث - زاد عثمان: الضبي - قال:

أتانا - و في حديث المادرائي: أتى - عبد اللّه بقتل عمر و بيعة عثمان، فقال: و اللّه ما ألونا عن أعلاها ذا فوق.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن اللاّلكائي، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (3)،نا عبيد اللّه بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن جار له (4)،قال:

سمعت ابن مسعود يقول حين قدم علينا ببيعة عثمان حمد اللّه، و أثنى عليه، ثم قال: ما ألونا عن أعلاها ذوي فوق أن بايعناه.

أخبرنا أبو عبد اللّه بن البنّا، أنا أبو بكر، نا أبو عمر الفارسي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد، نا يعقوب قال: قرئ على أبي عبيد (5) و أنا أسمع.

ص: 215


1- الأصل: الماوردي، تصحيف، و التصويب عن م.
2- أقحم بعدها بالأصل:«بن الفضل، قالا» و المثبت يوافق عبارة م و المطبوعة.
3- المعرفة و التاريخ 761/2.
4- كذا بالأصل و م و المطبوعة، و في المعرفة و التاريخ:«جارية» و هو جارية بن قدامة بن زهير السعدي التميمي (ترجمته في تهذيب التهذيب 54/2).
5- غريب الحديث لأبي عبيد ط بيروت 208/2.

في حديث عبد اللّه أنه سار سبعا من المدينة إلى الكوفة في قتل (1) عمر، ثم قال: إنّا أصحاب محمّد اجتمعنا، فأمّرنا عثمان، و لم نأل (2) عن خيرنا ذا فوق.

قال أبو عبيد: قوله ذا فوق يعني السهم الذي له فوق، و هو موضع الوتر، و إنّما نراه قال: خيرنا ذا فوق، و لم يقل: خيرنا سهما، لأنه قد يقال له سهم، فإن لم يكن أصلح فوقه، و لا أحكم عمله فهو سهم [و ليس بتامّ كامل، حتى إذا صلح عمله، و استحكم فهو حينئذ سهم] (3)ذو (4) فوق، فجعله عبد اللّه مثلا لعثمان يقول: إنّه خيرنا سهما تاما في الإسلام و السابقة و الفضل، فلهذا خصّ ذا فوق.

أخبرنا أبو العزّ السلمي، أنا أبو محمّد الجوهري، نا أبو عمر بن حيّوية، نا محمّد بن القاسم الأنباري: قال:

قال أهل اللغة: خيرنا ذا فوق، معناه خيرنا سهما في الفضل و الخير و السابقة في الإسلام، و الفوق: الموضع الذي يقع في وتر القوس من السهم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (5)،أنا السّاجي، حدّثني محمّد بن عمر بن علي بن مقدم، قال:

كنت عند عبد اللّه بن داود، فقال له الطلحي: سمعت أبا نعيم يقول: سمعت شريك بن عبد اللّه يقول: قدم [عثمان يوم قدم] (6) و هو أفضل القوم، قال ابن داود: و أنا لا أقول إلاّ هكذا.

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، ثم حدّثني مسعود المعدل عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، أنا أحمد بن إبراهيم بن علي، نا محمّد بن جعفر بن سعيد القزاز، نا أبو نصر العقيلي، و زعم أنه كان قاضيا بأردبيل، و زعموا أن اسمه محمّد بن عيسى، نا عفان، نا حمّاد (7)،و هو ابن سلمة، عن أيوب، عن ابن سعيد بن جبير، عن أبيه.

ص: 216


1- غريب الهروي: مقتل عمر.
2- الأصل و م: نألو، و التصويب عن غريب الهروي.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م و غريب الهروي.
4- الأصل و م: ذا، و التصويب عن غريب الهروي.
5- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 10/4 ضمن أخبار شريك بن عبد اللّه بن أبي نمر.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م و الكامل لابن عدي.
7- أقحم بالأصل بعدها: و قال في موضع آخر: أيوب.

عن ابن عباس في قوله: وَ مَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ هُوَ عَلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ (1)قال:

عثمان بن عفّان.

كذا قال، و المحفوظ ما.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر، و أبو نصر محمّد بن الحسن، قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا أبو مسلم صالح بن أحمد العجلي، حدّثني أبي، نا عفّان بن مسلم، نا حمّاد بن سلمة، عن عبد اللّه بن عثمان بن خثيم، عن إبراهيم بن عكرمة بن يعلى بن منيّة، عن.

ابن عباس في قوله تعالى: هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَ مَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ هُوَ عَلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ قال: عثمان بن عفّان.

أخبرنا أبو الفرج عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن محمّد، أنا أبو نصر الزينبي، أنا أبو بكر محمّد بن عمر بن علي بن خلف الورّاق، نا أبو بكر محمّد بن عثمان التمار (2)،نا علي بن إشكاب، نا روح بن عباد، نا حمّاد بن سلمة، عن عبد اللّه بن عثمان بن خثيم، عن عبد اللّه بن عكرمة.

عن ابن عباس في قوله: هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَ مَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ هُوَ عَلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ ، قال: هو عثمان بن عفّان.

أخبرنا أبو عبد اللّه بن أبي علي، أنا يوسف بن محمّد، أنا أبو عمر، أنا أبو بكر، نا جدي يعقوب، نا روح بن عبادة، و حجّاج بن المنهال، قالا: نا حمّاد بن سلمة، أنا عبد اللّه بن عثمان بن خثيم، عن إبراهيم بن عكرمة نسبه حجّاج في حديثه، فقال ابن يعلى بن منيّة عن ابن عباس في قوله جل و عزّ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَ مَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ هُوَ عَلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ قال: عثمان بن عفّان.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3)،نا روح بن عبادة،

ص: 217


1- سورة النحل، الآية:76.
2- في م: أبو بكر محمد بن عثمان بن السري بن عثمان التمار.
3- طبقات ابن سعد 60/3.

و عفّان بن مسلم، قالا: نا حمّاد بن سلمة، أنا عبد اللّه بن عثمان بن خثيم، عن إبراهيم بن (1)عكرمة - يعني ابن يعلى بن أمية (2) الثقفي - عن ابن عباس في قوله: هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَ مَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ هُوَ عَلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ قال: عثمان بن عفّان.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل البغدادي، أنا أبو الفضل الباقلاني، و أبو الحسين الصيرفي، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد الباقلاني:

و محمّد بن الحسن قالا: أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو عبد اللّه البخاري، قال (3):

قال لنا حجّاج و آدم: نا حمّاد بن سلمة، عن ابن خثيم، عن إبراهيم بن عكرمة بن يعلى بن منيّة، عن ابن عباس هُوَ وَ مَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ قال: عثمان بن عفّان.

و قال عفّان عن وهيب: نا ابن خثيم، عن إبراهيم بن عكرمة، عن ابن عباس مثله.

قال: و حدّثني إسحاق، نا عفان، نا وهيب، نا ابن خثيم، عن إبراهيم بن عكرمة، عن عكرمة عن (4) عباس مثله.

أخبرنا أبو العباس عمر بن عبد اللّه بن أحمد الأرغياني، نا علي بن أحمد بن محمّد الواحدي (5)-إملاء - أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن يحيى، أنا أبو بكر بن الأنباري، نا جعفر بن محمّد بن شاكر، نا عفّان، نا وهيب، نا عبد اللّه بن عثمان بن خثيم، عن إبراهيم بن عكرمة، عن ابن عبّاس قال:

نزلت هذه الآية ضَرَبَ اللّٰهُ مَثَلاً عَبْداً مَمْلُوكاً لاٰ يَقْدِرُ عَلىٰ شَيْ ءٍ (6) في هشام بن عمرو، و هو الذي ينفق ماله سرا و جهرا، و مولاه أبو الحوانة (7) كان ينهاه و نزلت وَ ضَرَبَ اللّٰهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمٰا أَبْكَمُ (8) فالأبكم الكلّ على مولاه هو أسيد بن أبي العيص، و الذي يأمر

ص: 218


1- في ابن سعد:«عن» تصحيف.
2- كذا بالأصل و م هنا، و مرّ قريبا:«منيّة» و أمية أبوه، و منية أمه أو جدته عرف بها.
3- التاريخ الكبير للبخاري 306/1 ضمن أخبار إبراهيم بن عكرمة بن يعلى.
4- الأصل:«بن» تصحيف، و التصويب عن م و التاريخ الكبير.
5- الخبر في أسباب النزول للواحدي ص 210.
6- سورة النحل، الآية:75.
7- كذا رسمها بالأصل، و في م: الجوانة: و في المطبوعة: الحواية، و في أسباب النزول: أبو الجوزاء.
8- سورة النحل، الآية:76.

بالعدل و هو على صراط مستقيم: عثمان بن عفّان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو بكر بن سيف، نا السري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن أبي عمر المدني (1) عن زيد بن أسلم، عن ابن عباس.

في قول اللّه عزّ و جل: إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيٰاتِ اللّٰهِ وَ يَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَ يَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النّٰاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذٰابٍ أَلِيمٍ (2)قال: الذين يأمرون بالقسط من الناس ولاة العدل، عثمان و ضربه.

قال: و نا سيف، عن محمّد بن كريب، عن نافع، عن ابن عمر، قال:

لقيت ابن عباس و كان خليفة عثمان على الموسم عام قتل، فأخبرته بقتله، فعظّم أمره، و قال: و اللّه إنّه لمن الذين يأمرون بالقسط ، فتمنيت أن أكون قتلت يومئذ.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل أحمد بن عبد المنعم، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، نا بشر بن شعيب، حدّثني أبي، عن الزهري، قال:

كان أمير المؤمنين [عبد الملك يحدّث أن أبا بحرية (3)الكندي أخبره أن عمر بن الخطاب خرج ذات يوم، فإذا هو بمجلس فيه] (4)عثمان بن عفّان، فقال: فمنكم رجل لو قسم إيمانه بين جند من الأجناد لوسعهم، يريد عثمان بن عفّان.

أخبرنا أبو محمّد السّلمي، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، نا أبو بكر البيهقي.

قالا: أنا أبو الحسين بن بشران (5)،أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا خلف بن هشام البزّاز، نا خالد الطّحّان، عن حصين، عن عبد اللّه بن عبيد الأنصاري.

ص: 219


1- الأصل: الذي، و التصويب عن م.
2- سورة آل عمران، الآية:21.
3- أبو بحرية: بفتح الموحدة و سكون المهملة و تشديد المثناة (عن تقريب التهذيب) و اسمه: عبد اللّه بن قيس الكندي السكوني التراغمي، ترجمته في تهذيب الكمال 432/10.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.
5- الأصل: بشر، و التصويب عن م.

أن رجلا من قتلى مسيلمة تكلم فقال: محمّد رسول اللّه، أبو بكر الصّدّيق، عثمان الرحيم.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الحسين عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، نا محمّد بن مخلد، نا محمّد بن عبد اللّه مولى بني هاشم، نا شبابة، نا المغيرة بن مسلم، عن حصين، عن عبد اللّه بن عبيد الأنصاري، قال:

كنت فيمن دفن ثابت بن قيس بن شماس، و كان أصيب يوم اليمامة، فلما ادخلناه القبر سمعناه يقول: محمّد رسول اللّه، أبو بكر الصّدّيق، عمر الشهيد، عثمان ليّن رحيم، فنظرنا فإذا هو ميت.

قال: و نا محمّد، نا شبابة، نا أبو بكر بن عيّاش، عن مبشّر مولى [آل] (1)سعيد بن العاص، عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب، قال:

حضرت الوفاة رجل (2)من الأنصار فسجّوه، ثم تكلّم، فقال: أبو بكر الصّدّيق القوي في أمر اللّه، الضعيف فيما ترى العين، عمر القوي الأمين، عثمان على منهاجهما أكل القوي الضعيف.

أخبرنا أبو بكر الشّحّامي، أنا أبو حامد الأزهري، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا أبو حامد بن الشرقي، نا محمّد بن يحيى الذهلي، نا عثمان بن زفر التيمي (3)،نا أبو بكر بن عيّاش، عن سمرة (4)،عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب، قال:

مات رجل من الأنصار، فغسل و كفن و حنّط ، فقعد في أكفانه، فقال: محمّد رسول اللّه حقا، أبو بكر الصّدّيق أصبتم اسمه، ضعيف في العين، قوي في أمر اللّه، عمر بن الخطّاب القوي الأمين، عثمان بن عفّان على منهاجهم ببئر أريس،[ماء بئر أريس] (5)قال: ثم رجع فمات.

قال: و نا محمّد بن يحيى، نا نعيم بن حمّاد، نا بقية، عن الزبيدي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب قال:

ص: 220


1- زيادة عن م.
2- كذا بالأصل و م، و هو تحريف، و الصواب: رجلا.
3- الأصل و م: نا التيمي. و «نا» مقحمة حذفناها انظر ترجمة عثمان بن زفر بن مزاحم بن زفر التيمي في تهذيب الكمال 403/12.
4- كذا بالأصل و م.
5- الزيادة عن م.

توفي رجل من الأنصار، فلما كفّن و أتاه القوم ليحملوه تكلّم، فقال: محمّد رسول اللّه حقّا، أبو بكر الصّدّيق الضعيف في العين، القوي في أمر اللّه، عمر بن الخطّاب القوي الأمين، عثمان بن عفّان على منهاجهم.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد - ببغداد - و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة - بدمشق - قالا: أنا أبو الحسن عبد الدائم بن الحسن بن عبيد اللّه الهلالي، أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي، نا أبو بكر محمّد بن خريم العقيلي - إملاء - نا أبو الوليد هشام بن عمّار بن نصير السّلمي، نا الوليد بن مسلم، أنا عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، حدّثني عمير بن هانئ، حدّثني النعمان بن بشير الأنصاري، قال:

توفي رجل منا يقال له خارجة بن زيد، فسجّينا عليه ثوبا، فقمت أصلّي إذ سمعت في البيت ضوضأة فانصرفت و أنا أظنّ أن حية دخلت (1)بينه و بين ثوبه، فلما وقفت عليه سمعته يقول: أجلد القوم أوسطهم، عبد اللّه (2)عمر أمير المؤمنين القوي في جسمه القوي في أمر اللّه، لا تأخذه في اللّه لومة لائم، كان ذلك في الكتاب الأوّل، صدق صدق عبد اللّه، أبو بكر أمير المؤمنين الضعيف في جسمه القوي في أمر اللّه، كان ذلك في الكتاب الأول، صدق، صدق، عبد اللّه عثمان أمير المؤمنين الضعيف المتعفف الذي يعفو عن ذنوب كثيرة، خلت ليلتان و بقيت أربع، اختلف الناس فلا نظام لهم، أبيحت الأحماء [أيها الناس] (3)أقبلوا على إمامكم فاسمعوا له و أطيعوا، فمن تولّى فلا يعهد إليه، كان أمر اللّه قدرا مقدورا، هذا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، هذا عبد اللّه بن رواحة، ما فعل زيد بن خارجة - يعني أباه - ثم رفع صوته فقال: كَلاّٰ إِنَّهٰا لَظىٰ ، نَزّٰاعَةً لِلشَّوىٰ ، تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَ تَوَلّٰى (4)أخذت بئر أريس ظلما، قال النعمان: ثم خفت الصوت.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد المقرئ، و أبو الفتح ناصر بن عبد الرّحمن بن محمّد الأقبابي، قالا: أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن علي المصّيصي، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر، أنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة، نا العباس بن الوليد بن مزيد العذري، أخبرني أبي، نا عبد الرّحمن بن زيد بن جابر، قال:

سمعت عمير بن هانئ يحدّث عن النعمان بن بشير بن سعد، قال:

ص: 221


1- «دخلت» سقطت من المطبوعة.
2- أقحم بعدها «بن».
3- الزيادة عن م.
4- سورة المعارج، الآيات 15-18.

توفي رجل منا، يقال له خارجة بن زيد (1)،فسجينا عليه ثوبا، و قمت أصلّي، قال:

سمعت ضوضأة، قال: فانصرفت، فإذا به يتحرّك، فظننت أن حيّة دخلت بينه و بين الثوب، فلما وقفت عليه قال: أجلد القوم أوسطهم: عبد اللّه عمر أمير المؤمنين، الذي لا تأخذه في اللّه لومة لائم، و هو في الكتاب الأول، صدق، صدق، صدق، القوي في جسمه، القوي في أمر اللّه الذي لا تأخذه في اللّه لومة لائم كان في الكتاب الأول، صدق، صدق، صدق، عبد اللّه أبو بكر أمير المؤمنين الضعيف في جسمه، القوي في أمر اللّه، هو في الكتاب الأوّل، صدق، صدق، صدق، عبد اللّه عثمان أمير المؤمنين، العفيف المتعفّف الذي يعفو عن ذنوب كثيرة، خلت ليلتان و بقيت أربع، اختلف الناس فلا نظام لهم، أبيحت الأحماء، أيها الناس، أقبلوا على إمامكم، اسمعوا له و أطيعوا، فمن تولى فلا يعهدنّ دما كان أمر اللّه قدرا مقدورا، هذا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، سلام عليك يا رسول اللّه، هذا عبد اللّه بن رواحة، ما فعل خارجة بن زيد، ثم رفع صوته يقول: كَلاّٰ إِنَّهٰا لَظىٰ ، نَزّٰاعَةً لِلشَّوىٰ ، تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَ تَوَلّٰى أخذت بئر أريس ظلما، ثم خفت الصوت، فرفعت الثوب فإذا هو على حاله ميت.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو سعيد بن أبي عمرو، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا يحيى بن أبي طالب، أنا علي بن عاصم، أنا حصين بن عبد الرّحمن، عن عبد اللّه بن عبيد الأنصاري، قال:

بينما هم يثوّرون القتلى يوم صفّين أو يوم الجمل، إذ تكلّم رجل من الأنصار في القتلى، فقال: محمّد رسول اللّه، أبو بكر الصّدّيق، عمر الشهيد، عثمان الرحيم، ثم سكت.

و رواه خيثمة بن سليمان، عن يحيى بن أبي طالب، و قال: من قتلى مسيلمة.

و رواه خالد الطحان، عن حصين، و قال: يوم اليمامة، كما قال المغيرة بن مسلم، إلاّ أنه يسم ثانيا.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا محمّد بن أحمد بن علي بن شكرويه، و إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم الطيّان، قالا: أنا إبراهيم بن [عبد اللّه بن محمد، أنا] (2) عبد اللّه بن محمّد بن زياد، نا يونس بن عبد الأعلى، نا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن

ص: 222


1- كذا بالأصول في هذه الرواية و الرواية السابقة: خارجة بن زيد، و يروي المصنف في رواية تالية أن الرجل الذي تكلم بعد موته هو زيد بن خارجة، انظر الإصابة 565/1 و 24/2.
2- الزيادة بين معكوفتين لتقويم السند عن م.

بكير بن عبد اللّه، عن عبد اللّه بن مسلم الزهري أن ابن النعمان بن بشير حدّثه.

أن النعمان بن بشير حضر ابن خارجة تكلّم بعد أن مات، فيما يرون، و غطّي، و هو أحد بني الحارث بن الخزرج، فكان أوّل ما تكلّم به أن قال: محمّد رسول اللّه، أشهد حقا، و أبو بكر بن أبي قحافة، الضعيف في أعين الناس، القوي في أمر اللّه، أشهد حقا، عمر بن الخطّاب القوي الأمين، أشهد حقا، عثمان بن عفّان على منهاجهما، أشهد حقا، بئر أريس، و ما بئر أريس، و قلتم في بئر أريس، و سترون ما هو شرّ منها، مضت اثنتان و بقيت أربع، أكل الشديد الضعيف.

قال بكير: و أخبرت عن ابن المسيّب أنه كان يحدّث بمثل هذا سواء (1).

أخبرنا أبو عبد اللّه بن البنّا، أنا أبو القاسم يوسف، أنا أبو عمر، أنا أبو بكر، نا جدي يعقوب، نا عبد اللّه بن عبد الوهاب الحجبي، نا الضحاك بن ميمون - و أثنى عليه خيرا - و قال: شيخ صدوق، و ليس به بأس، و كان معاذ بن معاذ حسن الرأي فيه نا داود بن أبي هند، حدّثني زيد - أو يزيد - بن نافع، عن حبيب بن سالم، عن النعمان بن بشير أنه قال:

بينما زيد (2) بن خارجة يمشي في بعض طرق المدينة بين الظهر و العصر خرّ ميتا، فنقل إلى أهله و سجّي ببردين، و كساء، فاجتمع عليه نسوة من الأنصار يصرخن حوله إذ سمعوا صوتا بين المغرب و العشاء من تحت الكساء و هو يقول: أنصتوا، أنصتوا - مرتين - قال:

فحسر عن وجهه و صدره، فقال: محمّد رسول اللّه النبيّ الأمّي، و خاتم النبيين، كان ذلك في الكتاب الأوّل، ثم قيل على لسانه: صدق، صدق، صدق، ثم قال: أبو بكر الصّدّيق خليفة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم القوي الأمين، كان ضعيفا في بدنه، قويا في أمر اللّه عزّ و جل، كان ذلك في الكتاب الأوّل، ثم قيل على لسانه: صدق، صدق، صدق، ثم قال: الأوسط أجلد القوم عبد اللّه عمر أمير المؤمنين الذي كان لا يخاف في اللّه لومة لائم، و كان يمنع الناس أن يأكل قويّهم ضعيفهم، كان ذلك في الكتاب الأوّل، ثم قيل على لسانه: صدق، صدق، صدق، ثم قال: عثمان أمير المؤمنين، رحيم بالمؤمنين، معافي الناس في ذنوب كثيرة، خلت ثنتان - أو قال: ليلتان - و بقي أربع.

ص: 223


1- اللفظة شديدة الاضطراب بالأصل تقرأ:«اسموا» و المثبت عن م.
2- كذا بهذه الرواية زيد بن خارجة، و قد مرّ في روايتين سابقتين أنه خارجة بن زيد - أبوه - قال ابن الأثير في أسد الغابة 132/2 في ترجمة زيد: و ليس بصحيح. قال: و هذا زيد هو الذي تكلم بعد الموت في أكثر الروايات، و هو الصحيح.

قال داود (1):مضت سنتان و بقي أربع حتى يقع الاختلاف، قال: ثم اختلف الناس و لا نظام لهم، و أبيحت الأحماء و دنت الساعة، و أكل الناس بعضهم بعضا، فقالوا: قضاء اللّه و قدره، قال: ثم قال: يا أيها الناس أقبلوا على أميركم، و اسمعوا و أطيعوا، قال: ثم يحرّك (2)داود شفتيه برجل و لا يظهر (3) لنا، فإنه على منهاج عثمان، فمن تولّى بعد ذلك فلا يعهدنّ دما، كان أمر اللّه قدرا مقدورا - ثلاثا-.

ثم قال: هذه الجنة، و هذه النار، و هؤلاء النبيون و الشهداء، ثم قال: السلام عليكم، يا عبد اللّه بن رواحة، هل أحسست لي خارجة و سعدا (4) قال داود: و أبوه و أخوه كانا أصيبا يوم أحد، قال: ثم قال: كَلاّٰ إِنَّهٰا لَظىٰ ، نَزّٰاعَةً لِلشَّوىٰ ، تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَ تَوَلّٰى وَ جَمَعَ فَأَوْعىٰ (5)، قال: ثم قال: هذا رسول اللّه، السلام عليك يا رسول اللّه و رحمة اللّه و بركاته، قال: ثم خمد صوته و عاد ميتا كما كان.

أخبرنا أبو [محمد بن] (6) حمزة، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، أنا محمّد بن حمّاد الرّازي، قال: سمعت هشام بن عبيد اللّه عن روح بن عطاء الأنصاري، حدّثني أبي عن أنس بن مالك قال:

لما مات [زيد] (7) ابن خارجة تنافست الأنصار في غسله حتى كاد يكون بينهم شر، ثم استقام رأيهم على أن يغسله الغسلة الغسلتين الأولتين، ثم يدخل من كان فخذ سيّدها فيصب عليه الماء صبة في الثالثة، و أدخلت أنا فيمن دخل، فلما ذهبنا نصب عليه، تكلّم فقال: مضت اثنتان (8) و غبر (9) أربع فأكل غنيهم فقيرهم، فانفضّوا لا نظام لهم. أبو بكر لين (10) رحيم بالمؤمنين، شديد على الكفار، لا يخاف في اللّه لومة لائم، و عمر ليّن رحيم شديد على الكفار، لا يخاف في اللّه لومة لائم، و عثمان ليّن رحيم بالمؤمنين، و أنتم على منهاج عثمان فاسمعوا و أطيعوا، ثم خفت فإذا اللسان يتحرك، و إذا الجسد ميت.

ص: 224


1- هو داود بن أبي هند، أحد رواة الخبر، راجع السند المذكور آنفا.
2- الأصل و م: تحرك.
3- كذا بالأصل، و في م: تظهر، و في المطبوعة: يظهره.
4- الأصل: سعدا،«و سعدا» بزيادة الواو، عن م.
5- سورة المعارج، الآيات 15-18.
6- الزيادة للإيضاح عن م.
7- الزيادة عن م للإيضاح.
8- الأصل و م: اثنان.
9- غبر أي بقي.
10- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن م.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا أبو محمّد الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا إبراهيم بن حبيب الهمذاني، نا الحميدي، نا سفيان بن عيينة، قال:

قال عثمان بن عفّان: ما تغنّيت (1) و لا تمنّيت، و لا شربت خمرا في جاهلية و لا إسلام، و لا مسست فرجي بيميني منذ بايعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم.

هذا منقطع، و قد روي موصولا من وجه آخر:

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا إسحاق بن إسماعيل، نا وكيع، عن الصلت، عن عقبة قال:

سمعت عثمان يقول: ما تمنّيت و لا تغنّيت، و لا مسست ذكري بيميني منذ بايعت بها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو القاسم الحسيني (2)،أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن (3) بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان الدّينوري، نا محمّد بن إسحاق، نا أبي عن عبد الواحد بن زيد عن مولى [لعثمان قال: قال] (4) عثمان بن عثمان: من لم يزدد يوما بيوم خيرا فذاك رجل يتجهّز إلى النار على بصيرة.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا عمّي، نا مسلم - يعني: بن إبراهيم - نا المبارك، عن الحسن قال: رأيت عثمان نائما في المسجد، و رداؤه تحت رأسه، فيجيء الرجل فيجلس إليه (5)،و يجيء الرجل فيجلس إليه كأنه أحدهم.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح عبد الملك بن عمر بن خلف، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الفتح الرّزّاز، أنا ابن شاهين.

ص: 225


1- الأصل و م، و في المطبوعة: تعتّيت.
2- الأصل: الحسين، و في م: الحسني.
3- الأصل و م: الحسين، تصحيف.
4- الزيادة للإيضاح عن م.
5- زيد بعدها في المطبوعة: ثم يجيء الرجل فيجلس إليه.

أنا محمّد بن مخلد العطار.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه أيضا، أنا أبو الحسين (1)[أنا أبو الحسن] (2) العتيقي، أنا عثمان بن محمّد، نا إسماعيل بن محمّد.

قالا: أنا العباس بن محمّد بن حاتم، نا أبو بكر بن أبي الأسود، أنا عبد اللّه بن عيسى، حدّثني يونس.

أن الحسن سئل عن القائلة في المسجد فقال: رأيت عثمان بن عفّان، و هو يومئذ خليفة يقيل في المسجد، و يقوم و أثر الحصا بجنبه، فقيل: هذا أمير المؤمنين.

قال يونس: باصبعه، و حرك أبو بكر إصبعه السّبّابة، و نحن يومئذ غلمان. قلت ليونس بن عبيد: ابن كم كان الحسن يوم قتل عثمان ؟ قال: ابن أربع عشرة سنة، ولد الحسن لسنتين بقيتا من خلافة عمر بن الخطاب.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو يعلى بن الحبوبي، قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر (3)،أنا خيثمة بن سليمان، نا الحسن بن مكرم البغدادي، نا إسحاق بن سليمان الرازي، نا أبو جعفر الرازي، قال: سمعته يذكر عن يونس بن عبيد، عن الحسن قال: رأيت عثمان بن عفّان نائما (4) في المسجد في ملحفة، ليس حوله أحد، و هو أمير المؤمنين.

أخبرنا أبو علي بن نبهان في كتابه، ثم أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر الباقلاني، أنا أبو علي بن شاذان، أنا عبد اللّه بن إسحاق البغوي.

ح قال: و أنا أبو الفوارس الزينبي، أنا أحمد بن علي البادا، نا حامد بن محمّد [الرّفّاء.

قالا: أنا علي بن عبد العزيز، نا أبو عبيد القاسم بن سلاّم، نا سعد بن أبي مريم، حدّثني محمّد بن (5)]هلال المديني، حدّثني أبي عن جدتي.

أنها كانت تدخل على عثمان بن عفّان ففقدها يوما، فقال لأهله: ما لي لا أرى فلانة ؟ فقالت: امرأته: يا أمير المؤمنين ولدت الليلة غلاما، قالت: فأرسل إليّ بخمسين درهما

ص: 226


1- في م: أبو الحسن.
2- الزيادة عن م.
3- الأصل: نصير، و المثبت عن م.
4- الأصل و م: نائم، تصحيف.
5- ما بين الرقمين سقط من م.

و شقيقة سنبلانية (1)،ثم قال: هذا عطاء ابنك، و هذه كسوته، فإذا مرّت به سنة رفعنا إلى مائة.

أخبرنا أبو الحسن (2) علي بن محمّد، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العباس، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل، نا موسى بن إسماعيل نا (3) مبارك، قال: سمعت الحسن يقول:

أدركت عثمان على ما نقموا عليه، قلّما (4) يأتي على الناس يوم إلاّ و هم يقتسمون فيه خيرا، فقال لهم: يا معشر المسلمين اغدوا على أعطياتكم فيأخذونها وافرة، ثم قال لهم:

اغدوا على أرزاقكم فتأخذونها وافرة، ثم يقال لهم: اغدوا على السمن و العسل الأعطيات جارية و الأرزاق وافرة، دارّة و العدو منفي، و ذات البين حسن، و الخير كثير، و ما مؤمن يخاف مؤمنا، من لقيه فهو أخوه من كان، ألفته و نصيحته و مودته قد عهد إليهم أنها ستكون أثرة فإذا كانت أن تصبروا. قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم لأسيد بن حضير:«ستلقون بعدي أثرة»، قال: فما تأمرنا؟ قال:«أن تصبروا حتى تلقوا اللّه و رسوله».

قال الحسن: لو أنهم صبروا حين رأوها و أخذوا بأمر رسول اللّه لوسعهم ما كانوا فيه من العطاء و الرزق و الخير الكثير، قالوا: لا و اللّه ما نصابرها فو اللّه ما ردّوا و لا سلموا و الأخرى كان السّيف مغمدا عن أهل الإسلام، ما على الأرض مؤمن يخاف أن يسلّ مؤمن عليه سيفا حتى سلّوه على أنفسهم، فو اللّه ما زال مسلولا إلى يوم القيامة، هذا و أيم اللّه إنّي لأراه سيفا مسلولا إلى يوم القيامة.

قال: و نا محمّد بن إسماعيل (5)،نا سليمان بن حرب، نا أبو هلال، قال: سمعت الحسن يقول:

عمل أمير المؤمنين عثمان ثنتي عشرة سنة لا ينكرون من إمارته (6) شيئا حتى جاء فسقة فداهن و اللّه في أمره أهل (7) المدينة.

ص: 227


1- الشقيقة: تصغير الشقة و هي جنس من الثياب، و السنبلانية: السابغة الطول.
2- في م: الحسين.
3- الأصل: بن، و المثبت عن م.
4- من هنا إلى آخر الخبر، شديد الاضطراب بالأصل، صوبنا الخبر برمّته عن م.
5- التاريخ الصغير للبخاري 59/1.
6- الأصل:«امراته» و في م:«ارماته» كلاهما تصحيف.
7- الأصل: إلى، و المثبت عن م.

أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن التميمي.

قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا هشيم بن بشير - إملاء - أنا محمّد بن قيس الأسدي، عن موسى بن طلحة، قال: سمعت عثمان بن عفّان و هو على المنبر، و المؤذن يقيم الصّلاة، و هو يستخبر الناس، يسألهم عن أخبارهم و أسعارهم (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو بكر بن سيف، نا السري بن يحيى (3)،نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن (4) عمر، عن عثمان بن حكيم بن عبّاد [بن] (5) حنيف عن أبيه قال:

أول منكر ظهر بالمدينة حين فاضت الدنيا و انتهى سمن (6) الناس، طيران الحمام و الرمي على الجلاهقات (7) فاستعمل عليها عثمان رجلا من بني ليث سنة ثمان، فقصها و كسر الجلاهقات.

قال: و نا سيف، عن محمّد بن عبيد اللّه، عن عمر بن شعيب، قال: أول من منع الحمام الطيارة و الجلاهقات (8) عثمان، ظهرت المدينة، فأمر عليها رجلا فمنعهم منها.

قال: و نا سيف عن سهل بن يوسف، عن القاسم بن محمّد نحوا منه - و زاد.

و حدث بين النّشّز (9) قتال بالعصي، فأرسل عثمان طائفا يطوف عليهم، فمنعهم من ذلك، ثم استن الناس بافشاء الحدود و ساء ذلك [عثمان، و شكا ذلك] (10) إلى الناس فاجتمعوا على أن يجلدوا في النبيذ، فأخذ نفرا منهم فجلدوا.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي الواعظ .

و أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبو محمّد الجوهري.

ص: 228


1- مسند أحمد بن حنبل 160/1 رقم 540.
2- الأصل و م: و أشعارهم، و المثبت عن المسند.
3- الخبر في تاريخ الطبري 398/4.
4- الأصل: عن، و المثبت عن م.
5- الزيادة عن م.
6- في الطبري: وسع.
7- اللفظة محرفة بالأصل، و المثبت عن م و الطبري. و الجلاهق: البندق.
8- اللفظة محرفة بالأصل، و المثبت عن م و الطبري. و الجلاهق: البندق.
9- الطبري: حدث بين النشو.
10- الزيادة عن م.

قالا: أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،نا شيبان بن أبي شيبة أبو محمّد الأبلّي (2)،نا مبارك بن فضالة، نا الحسن، قال: شهدت عثمان بن عفّان يأمر في خطبته بقتل الكلاب و ذبح الحمام.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق الجلاّب، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد، أنا عبد اللّه بن مسلمة بن قعنب، و خالد بن مخلد، قالا: نا محمّد بن هلال عن جدته.

و كانت تدخل على عثمان و هو محصور، فولدت هلالا فقعدها يوما فقيل لعثمان بن عفّان: إنها قد ولدت الليلة غلاما، قالت: فأرسل إليّ بخمسين درهما و شقيقة سنبلانية، و قال: هذا عطاء ابنك و كسوته، فإذا مرّت به سنة رفعناه إلى مائة.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن أبي بكر قال:

و حدّثني محمّد بن سلام، عن ابن دأب (3) قال:

قال ابن سعيد بن يربوع بن عنكثة المخزومي: انطلقت و أنا غلام في الظهيرة و معي طير أرسله من المسجد، و المسجد يبنى فإذا شيخ جميل حسن الوجه نائم، تحت رأسه لبنة، أو بعض لبنة، فقمت انظر إليه أتعجب من جماله، ففتح عينيه، فقال: من أنت يا غلام ؟ فأخبرته، فنادى غلاما نائما قريبا منه، فلم يجبه، فقال لي: ادعه، فدعوته، فأمره بشيء و قال لي: اقعد، قال: فذهب الغلام، فجاء بحلّة و جاء بألف درهم، فنزع ثوبي و ألبسني الحلّة و جعل الألف درهم فيها، فرجعت إلى أبي فأخبرته، فقال: يا بني من فعل هذا بك ؟ فقلت: لا أدري، إلاّ أنه رجل في المسجد نائم، لم أر قط أحسن منه، قال: ذلك أمير المؤمنين عثمان بن عفّان.

أخبرنا [أبو الحسن بن قبيس، أنا] (4) أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي، أنا أبو محمّد بن زبر، نا إبراهيم بن عبد الرّحمن الأبلّي، نا أبو حاتم سهل بن محمّد السّجستاني، نا الأصمعي (5)،قال:

ص: 229


1- مسند أحمد بن حنبل 156/1 رقم 521.
2- «أبو محمد الابلي» ليست في المسند.
3- الخبر في البداية و النهاية بتحقيقنا 240/7 من طريق الزبير بن بكار.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م لتقويم السند.
5- الخبر و الأبيات من هذا الطريق في البداية و النهاية بتحقيقنا 242/7.

استعمل ابن عامر قطن (1) بن عبد عوف الهلالي على كرمان، و أقبل جيش من المسلمين أربعة آلاف، و جرى الوادي فقطعهم على طريقهم، و خشي قطن الفوت، فقال: من جاز الوادي فله ألف درهم، فحملوا أنفسهم على العظم (2)،فكان إذا جاز الرجل منهم قال قطن:

اعطوه جائزته، حتى جازوا جميعا و أعطاهم أربعة ألف ألف درهم، فأبى ابن عامر أن يحسبها، فكتب بذلك إلى عثمان بن عفّان، فكتب عثمان: أن أحسبها له، فإنه إنّما أعان المسلمين في سبيل اللّه، ففي ذلك اليوم سميت الجوائز لإجازة الوادي، فقال الكناني (3) في ذلك:

فدى للأكرمين بني هلال *** على علاّتهم أهلي و مالي

هم سموا الجوائز في معدّ *** فعادت (4) سنة أخرى الليالي

رياحهم تزيد على ثمان *** و عشر قبل تركيب النصال (5)

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال:

سمعت عبد الرّحمن بن أحمد المقرئ يقول: سمعت أبا العباس محمّد بن إسحاق - يعني السراج - يقول:

قال لي أبو إسحاق القرشي يوما: من أكرم الناس بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ؟ قلت: عثمان بن عفّان، قال: كيف وقعت على عثمان من بين الناس ؟ قلت: لأني رأيت الكرم في شيئين: في المال و الروح، فوجدت عثمان جاد بماله على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، ثم جاد على أقاربه، قال: للّه درك يا أبا العباس.

أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح، و أنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب.

قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (6)،حدّثني أبي، نا إسماعيل بن إبراهيم، نا يونس - يعني: بن عبيد - حدّثني عطاء بن فرّوخ مولى القرشيين.

ص: 230


1- في فتوح البلدان 482/2 ولّى الحجاج قطن بن قبيصة بن مخارق الهلالي على كرمان و فارس، و ذكره في الإصابة: قطن بن عبد عوف الهلالي له إدراك، استعمله عبد اللّه بن عامر على كرمان.
2- في البداية و النهاية: العوم.
3- ذكره في فتوح البلدان: الحجاف بن حكيم.
4- في الإصابة: فكانت سنة إحدى الليالي، و في فتوح البلدان: فصارت سنة.
5- في فتوح البلدان: و عشر حين تختلف العوالي.
6- مسند أحمد بن حنبل 128/1-129 رقم 410.

أن عثمان اشترى من رجل أرضا فأبطأ عليه، فلقيه فقال: ما منعك من قبض مالك ؟ قال: إنّك غبنتني فما ألقى من الناس أحدا إلاّ و هو يلومني، فقال: أ ذلك (1) يمنعك ؟ قال:

نعم، قال: فاختر بين أرضك و مالك، ثم قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«أدخل اللّه الجنّة رجلا كان سهلا، مشتريا أو بائعا (2)،و قاضيا و مقتضيا»[7970].

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل الفضيلي، أنا أبو القاسم أحمد بن محمّد الخليلي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن الحسن الخزاعي، أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشّاشي، نا ابن المبارك - يعني أبا جعفر محمّد بن عبيد اللّه - نا شبابة بن سوّار، نا هشام بن الغاز، عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبي حسين، قال:

ابتاع عثمان بن عفّان حائطا من رجل، فساومه حتى قاومه على الثمن الذي رضي به البائع، فقال: أرنا يدك، قال: و كانوا لا يستوجبون البيع إلاّ بالصفقة، فلما رأى ذلك الرجل قال: لا أبيعك حتى تزيدني عشرة آلاف، فالتفت عثمان إلى عبد الرّحمن بن عوف، قال: إني سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«إن اللّه عزّ و جلّ أدخل الجنّة رجلا كان سمحا بائعا و مبتاعا، قاضيا و مقتضيا»، اذهب فقد زدتك العشرة الآلاف لأستوجب بها هذه الكلمة التي سمعتها من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم[7971].

أخبرنا أبو الحسن الفقيه الشافعي، نا عبد العزيز الكتاني - إملاء - أنا أبو بكر أحمد بن طلحة بن هارون الواعظ ، أنا أحمد بن سلمان، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، نا زكريا بن يحيى الرقاشي، نا بعض أصحابنا عن أبي خلف عبد اللّه بن عيسى، عن يحيى البكاء، عن ابن عمر أَمَّنْ هُوَ قٰانِتٌ آنٰاءَ اللَّيْلِ (3)قال: عثمان بن عفّان.

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد بن أحمد الفقيه، أنا علي بن محمّد بن أحمد (4)الواحدي (5)،أنا أبو بكر الحارثي - و هو أحمد بن محمّد بن أحمد - أنا أبو الشيخ الحافظ ، أنا الوليد بن أبان، نا محمّد بن إدريس، نا عمر بن أبي معاذ النّميري، نا عبد اللّه بن عيسى، عن

ص: 231


1- في المسند: أو ذلك.
2- في المسند: و بائعا.
3- سورة الزمر، الآية:9.
4- كذا بالأصل و م، و هو علي بن أحمد بن محمد بن علي، أبو الحسن النيسابوري الواحدي، و قد قلب اسمه هنا، ترجمته في سير أعلام النبلاء 339/18.
5- أسباب النزول ص 205.

يحيى البكاء، عن ابن عمر في قوله: أَمَّنْ هُوَ قٰانِتٌ آنٰاءَ اللَّيْلِ الآية، قال: نزلت في عثمان بن عفّان.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف الأصبهاني، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا الحسن بن محمّد الزعفراني.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه بن البنّا، أنا يوسف بن محمّد، أنا عبد الواحد بن محمّد، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي.

قالا: نا يزيد بن هارون، أنا محمّد بن عمرو (1)،عن محمّد بن إبراهيم، عن عبد الرّحمن بن عثمان قال:

قمت خلف المقام و أنا أريد ألاّ يغلبني عليه أحد تلك الليلة، فإذا رجل يغمزني، فلم ألتفت، ثم غمزني فنظرت فإذا هو عثمان بن عفّان، فتنحيت فتقدّم فقرأ القرآن في ركعة ثم انصرف - و في حديث الزعفراني عن محمّد بن عمرو، و فيه ثم [غمزني] (2) فالتفتّ .

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو طاهر الفقيه، أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن يحيى بن بلال البزّاز،[نا أبو الأزهر] (3) نا يونس بن محمّد، نا فليح، عن محمّد بن المنكدر، عن عبد الرّحمن بن عثمان، قال:

قلت: لأغلبنّ على المقام الليلة، فسبقت إليه، فبينا أنا قائم أصلّي إذا رجل وضع يده على ظهري، قال: فنظرت فإذا عثمان بن عفّان و هو يومئذ أمير، فتنحّيت عنه، فقام فافتتح القرآن حتى فرغ منه ثم ركع و جلس و تشهّد و سلّم في ركعة واحدة، فلم يزد عليها، فلما انصرف قلت: يا أمير المؤمنين إنّما صلّيت ركعة، قال: هي وتري.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن أحمد بن [أبي] (4) الصقر، أنا محمّد بن الحسين بن يوسف، أنا محمّد بن أحمد بن عبد اللّه النّقوي (5)،نا إسحاق

ص: 232


1- الأصل: عمر، و المثبت عن م، و سيرد في آخر الخبر صوابا.
2- الزيادة عن م.
3- سقطت من الأصل و م، و الزيادة عن المطبوعة.
4- سقطت من الأصل و م.
5- هذه النسبة إلى نقو، و ضبطت في الأنساب بالتحريك،(انظر معجم البلدان و الأنساب).

الدّبري (1)،أنا عبد الرّزّاق (2)،عن ابن جريج، أخبرني يزيد بن خصيفة، عن السائب بن يزيد.

أن رجلا سأل عبد الرّحمن بن عثمان التيمي عن صلاة طلحة بن عبيد اللّه، قال: إن شئت أخبرتك عن صلاة عثمان بن عفّان، قال: نعم، قال: قلت: لأغلبنّ الثلاثة النفر على الحجر - يريد المقام - قال: فلما قمت إذا رجل يزحمني مقنعا، قال: فنظرت فإذا عثمان، فأخرت عنه، فصلّى، فإذا هو يسجد سجود القرآن، حتى إذا قلت هذا هو آذان الفجر أوتر بركعة لم يصلّ غيرها، ثم انطلق.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن [أنا] (3) ابن المبارك، أنا فليح بن سليمان، عن محمّد بن المنكدر، عن عبد الرّحمن بن عثمان التيمي (4)،قال:

قلت: لأغلبنّ الليلة على المقام، قال: فسبقت إليه، فبينا أنا قائم أصلّي إذ وضع رجل يده على ظهري، فنظرت فإذا هو عثمان بن عفّان، و هو خليفة، فتنحّيت عنه، فقام، فما برح قائما حتى فرغ من القرآن في ركعة لم يزد عليها، فلما انصرف قلت: يا أمير المؤمنين إنّما صليت ركعة، قال: أجل، هي وتري.

قال: و نا ابن المبارك، أنا ابن لهيعة، حدّثني بكير بن الأشج، عن سليمان بن يسار: أن عثمان بن عفّان قام بعد العشاء، فقرأ القرآن كلّه في ركعة، لم يصلّ قبلها و لا بعدها.

أنبأنا أبو الحسن سعد الخير بن محمّد، أنا علي بن الحسين بن أيوب، أنا أبو علي بن شاذان، نا أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف، نا محمّد بن إسماعيل، نا سليمان الطّلحي، حدّثني أبي عن جدي، عن موسى بن طلحة، قال:

حججت في خلافة عثمان، فقلت: آتي المقام حين ينكفت (5) الناس و يخفّون، فأتيته في ذلك الوقت فإنّي لقائم أصلّي إذا كفّ على منكبي يطلب السعة، فلم أتنحّ ، فرفع يده عني، ثم رجع إلى وراء فلحظته (6)،فإذا هو عثمان بن عفّان، و هو إذ ذاك خليفة فأوسعت له، و دخل

ص: 233


1- ضبطت عن الأنساب، نسبة إلى دبر من قرى صنعاء اليمن (انظر معجم البلدان و الأنساب).
2- الجامع المصنف لعبد الرزّاق 24/3.
3- الزيادة عن م.
4- الأصل: التميمي، و المثبت عن م.
5- الانكفات: الانصراف (القاموس المحيط ).
6- الأصل و م: فلطحته، تصحيف.

فيما بيني و بين صاحبي، فنزع نعليه ثم استقبل فكبّر فقرأ «الحمد للّه رب العالمين» أم القرآن، ثم قرأ البقرة، يرفع بالآية (1) صوته و يخفضها (2) مرة، ثم قرأ آل عمران، يرفع بالآية صوته و يخفضها (3) أخرى، ثم لم يزل يقرأ سورة سورة كل ذلك ألحظ و أتحفظ عليه حتى قرأ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ،و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النّٰاسِ خاتمة القرآن، ثم ركع ركعة ثم سلّم و مدّ رجليه، ثم استلقى على يديه متوكئا على ظهره، فركعت ثم سلّمت، ثم التفتّ إليه، فقلت:

السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة اللّه، قال: و عليك السلام يا ابن أخي، قلت: يا أمير المؤمنين إنّي أحسبك ساهيا منذ الليلة، قال: فقال له: ابن أخي مما سهوت ؟ قال: قلت: إنّي منذ الليلة أتحفظ عليك، لم تركع إلاّ ركعة، قال: يا ابن أخي إنّي لم أسه، و لكنها كانت و تري أوترت بركعة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، أنا محمّد بن سعد (4)،أنا يوسف بن الغرق (5)، أنا خالد بن بكير، عن عطاء بن أبي رباح أن عثمان [بن عفان] صلّى بالناس، ثم قام خلف المقام فجمع كتاب اللّه في ركعة كانت وتره، فسمّيت البتيراء.

قال: و أنا ابن سعد (6)،أنا عبد اللّه بن نمير، عن قيس، عن أبي إسحاق، عن رجل قد سمّاه قال: رأيت رجلا طيّب الريح، نظيف الثوب، قائما إلى دبر الكعبة يصلّي، و غلام خلفه، كلما تعايا (7) فتح عليه، فقلت: من هذا؟ فقالوا: عثمان.

أخبرنا أبو عبد اللّه بن البنّا، أنا يوسف بن محمّد، أنا أبو عمر الفارسي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، نا يزيد بن هارون، أنا شعبة، عن أبي إسحاق [عن] (8)عامر بن عبدة، قال:

قمت ذات ليلة خلف المقام، فإذا رجل شديد بياض الثياب، طيّب الريح يصلّي، و رجل يفتح عليه إذا أخطأ، و إذا هو عثمان بن عفّان.

ص: 234


1- الأصل: الآية، تصحيف، و الصواب عن م.
2- كذا بالأصل و م، خطأ، و الصواب: يخفضه.
3- كذا بالأصل و م، خطأ، و الصواب: يخفضه.
4- طبقات ابن سعد 76/3.
5- رسمها بالأصل و م: الفرق، بالفاء، و الصواب عن ابن سعد، و الضبط عن الاكمال.
6- المصدر السابق.
7- تعايا بالأمر عجز عنه.
8- الزيادة لتقويم السند عن م.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، و أخبرنا خالي أبو المكارم سلطان بن يحيى، أنا أبو نعيم الحافظ (1)،نا الحسين بن علي، نا إبراهيم بن محمّد، نا محمود بن خداش، نا أبو معاوية، عن عاصم عن أنس بن مالك (2) قال:

قالت امرأة عثمان بن عفان حين قتلوه: لقد قتلتموه و إنه ليحيي الليلة بالقرآن في ركعة.

قال أبو نعيم: كذا قال: أنس بن مالك، رواه الناس فقالوا أنس بن سيرين.

أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنا أبو نصر المزكي، أنبأ أبو زكريا الحربي، أنا أبو محمّد بن الشرقي، أنا أبو عبد الرّحمن، نا وكيع عن يزيد بن إبراهيم، و الفضل بن دلهم و الربيع بن صبيح كلهم عن ابن سيرين قال:

قالت امرأة عثمان يوم الدار: اقتلوه أو دعوه، قد كان يقرأ القرآن في ركعة.

أخبرنا أبو عبد اللّه بن أبي علي، أنا أبو القاسم يوسف بن محمّد، أنا أبو عمر الفارسي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدثنا جدي، نا قبيصة بن عقبة، نا سفيان، عن هشام، عن ابن سيرين: أن عثمان كان يقرأ القرآن في ليلة في ركعة.

قال: و نا جدي، نا أبو النعمان، نا سلاّم بن مسكين قال: سمعت محمّد بن سيرين قال:

لما أطافوا بعثمان يريدون قتله، قالت امرأته: إن تقتلوه أو تدعوه فقد كان يحيي الليلة بركعة يقرأ فيها القرآن.

أخبرنا أبو طالب بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا بكر بن فرقد أبو أمية التميمي، نا عبد الوهاب بن عبد المجيد (3)الثقفي، عن أيوب السختياني عن امرأة عثمان نائلة بنت الفرافصة قالت: إن تقتلوه أو تتركوه فإنه كان يحيي الليل بركعة يجمع فيها القرآن.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا أبو كريب، نا ابن المبارك، عن الزبير بن عبد اللّه، حدّثتني جدتي أن عثمان كان لا يوقظ أحدا من أهله إذا قام من الليل إلاّ أن يجده

ص: 235


1- الخبر في حلية الأولياء 57/1.
2- كذا بالأصل و م و الحلية، و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى أن الصواب:«أنس بن سيرين».
3- الأصل و م: عبد الحميد، تصحيف، و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 146/12.

يقظان، فيدعو فيناوله (1) وضوءه، و كان يصوم الدهر.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عثمان بن عمرو بن محمّد بن المنتاب، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، نا الهيثم بن جميل، نا علي بن مسعدة، عن عبد اللّه الرومي قال:

كان عثمان بن عفان يأخذ وضوءه لنفسه إذا قام من الليل، فقيل له: لو أمرت الخادم فكفتك ؟ قال: لا، الليل لهم يستريحون فيه.

أخبرنا أبو بكر الحاسب، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن [الفهم، نا محمّد بن سعد (2) أنا أبو أسامة حماد بن أسامة عن علي بن مسعدة، عن عبد اللّه الرومي، قال: كان عثمان يلي وضوء الليل بنفسه، قال: فقيل له: لو أمرت بعض الخدم فكفوك ؟ قال: لا، الليل لهم يستريحون فيه.

أخبرك أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا ابن صاعد نا الحسين بن] (3) الحسن، أنا ابن المبارك أنا الزبير بن عبد اللّه أن جدته أخبرته - و كانت خادما لعثمان بن عفان قالت:

كان عثمان لا يوقظ نائما من أهله إلاّ أن يجده يقظانا (4) فيدعوه فيناولوه (5) وضوءه، و كان يصوم الدهر.

أخبرنا أبو عبد اللّه بن البنّا، أنا أبو القاسم المهرواني، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، نا يزيد بن هارون، أنا علي بن مسعدة الباهلي، عن عبد اللّه الرومي:

أن عثمان بن عفان كان يقوم من الليل فيأخذ وضوءه، فقالت له امرأة من أهله: يا أمير المؤمنين لو أيقظت بعض الخدم، فناولك وضوءك، فقال: لهم الليل يستريحون [فيه] (6).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب.

ص: 236


1- في م: فيناولوه.
2- طبقات ابن سعد 59/3.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م و قسم منه، فيما تضمن الخبر السابق عن ابن سعد.
4- كذا بالأصل و م هنا.
5- كذا بالأصل و م: فيناولوه.
6- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن المطبوعة.

ح و أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبو محمّد الجوهري.

قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدثني أبي، نا عبد الصمد، نا سالم أبو جميع نا الحسن:

و ذكر عثمان و شدة حيائه فقال: إن كان ليكون في البيت، و الباب عليه مغلق فما يضع عنه الثوب ليفيض عليه الماء، يمنعه الحياء أن يقيم صلبه.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو الفضل (2) المطهر بن عبد الواحد بن محمّد، أنا أبو عمر عبد اللّه بن محمّد بن أحمد السلمي، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن يزيد الزهري، نا عمي عبد الرحمن بن عمر رستة، نا أبو النعمان، نا سالم أبو جميع الهجيمي قال:

ذكر عند الحسن حياء عثمان و أنا أسمع قال: إن كان ليكون جوف البيت و الباب عليه مغلق، فيضع ثوبه ليفيض عليه الماء، فيمنعه الحياء أن يرفع صلبه.

أخبرنا أبو بكر الحاسب، أنا أبو محمّد [الحسن بن علي، أنا أبو عمر، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين، نا محمّد] (3) بن سعد (4)،أنا محمّد بن عمر، حدثني إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد اللّه بن أبي ربيعة المخزومي، عن أبيه:

أن عثمان لما بويع خرج إلى الناس فخطبهم، فحمد اللّه و أثنى عليه، ثم قال: أيها الناس إن أول مركب صعب، و إن بعد اليوم أياما، و إن أعش تأتكم الخطبة على وجهها، و ما كنا خطباء و سيعلّمنا اللّه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا محمّد بن عبد العزيز، نا هدبة بن خالد، عن حزم (5)،عن الحسن (6).

أن عثمان بن عفان خطب الناس، فحمد اللّه و أثنى عليه، ثم قال: أيها الناس اتقوا اللّه، فإن تقوى اللّه غنم، و إن أكيس الناس من دان نفسه، و عمل لما بعد الموت و اكتسب من نور اللّه

ص: 237


1- مسند أحمد بن حنبل 160/1 رقم 543.
2- الأصل: سعد، و المثبت عن م، ترجمته في سير أعلام النبلاء 549/18.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م لتقويم السند، و هذا السند معروف.
4- طبقات ابن سعد 62/3 و العقد الفريد 133/2.
5- هو حزم بن أبي حزم القطعي، ترجمته في تهذيب الكمال 243/4.
6- وردت في البداية و النهاية بتحقيقنا 241/7.

نورا لظلمة القبر، و ليخش عبد أن يحشره اللّه أعمى و قد كان بصيرا. و قد يكفيني الحكيم جوامع الكلام. و الأصم ينادي من مكان بعيد. و اعلموا أن من كان اللّه معه لم يخف شيئا، و من كان اللّه عليه فمن يرجو بعده ؟ قال: و أنا أحمد، نا إبراهيم بن دازيل الهمذاني، نا علي بن الحسن بن شقيق، قال:

سمعت ابن المبارك يقول: سمعت أبا إسحاق الفزاري يقول، عن ابن جريج، عن مجاهد، قال (1):

خطب عثمان بن عفان، فقال في خطبته: ابن آدم اعلم أن ملك (2) الموت الذي وكل بك، لم يزل يخلفك و يتخطى إلى غيرك منذ أنت في الدنيا و كأنه قد تخطى غيرك إليك و قصدك، فخذ حذرك، و استعد له، و لا تغفل فإنه لا يغفل عنك، و اعلم ابن آدم إن غفلت عن نفسك و لم تستعد لها لم يستعد لها غيرك، و لا بد من لقاء اللّه، فخذ لنفسك و لا تكلها إلى غيرك. و السلام.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلص، نا أحمد بن عبد اللّه، نا السري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن بدر بن عثمان عن عمه، قال (3):آخر خطبة [خطب] (4) بها عثمان في جماعة: إن اللّه عزّ و جل إنما أعطاكم الدنيا لتطلبوا بها الآخرة، و لم يعطكموها لتركنوا إليها، إن الدنيا تفنى و الآخرة تبقى، و لا تبطرنكم الفانية، و لا تشغلنكم عن الباقية، فآثروا ما يبقى على ما يفنى، فإن الدنيا منقطعة، و إن المصير إلى اللّه، عزّ و جل، اتقوا اللّه، فإن تقواه جنّة من بأسه و وسيلة عنده، و احذروا من اللّه الغير، و الزموا جماعتكم و لا تصيروا أحزابا وَ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللّٰهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدٰاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ ، فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوٰاناً (5)إلى آخر الآيتين.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (6)،أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه المعدل، أنا إسماعيل بن

ص: 238


1- وردت في البداية و النهاية 241/7.
2- عن هامش الأصل و بعدها صح.
3- وردت هذه الخطبة في تاريخ الطبري 384/4 و البداية و النهاية بتحقيقنا 241/7.
4- الكلمة سقطت من الأصل و المستدرك عن م، و المصادر: خطبها.
5- سورة آل عمران، الآية:103.
6- الخبر في تاريخ بغداد 447/3 ضمن أخبار محمد بن يعلى الكوفي، زنبور.

محمّد الصفار، نا محمّد بن عبيد اللّه (1)المنادي، نا محمّد بن يعلى زنبور الكوفي، نا الربيع بن صبيح، عن علي بن زيد بن جدعان، عن الحسن قال:

لما كان من بعض هيج (2)الناس ما كان (3)،جعل رجل يسأل عن أفاضل أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فجعل لا يسأل أحدا إلاّ دلّه على سعد بن مالك، قال: فجلس أياما لا يسأل عن شيء حتى استأنس به. فذكر الحديث، قال: أخبرني عن عثمان قال: كنا إذ نحن جميع مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم كان أحسننا وضوءا، و أطولنا صلاة، و أعظمنا نفقة في سبيل اللّه.

أخبرنا أبو عبد اللّه، و أبو غالب ابنا البنّا، و أبو الحسين بن الفراء، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال:

و ذكر أبو الزناد أن رجلا من ثقيف جلد في الشراب في خلافة عثمان بن عفّان، قال:

و كان لذلك الرجل مكان من عثمان، و جلس في خلوته فلما جلد أراد ذلك المجلس فمنعه إياه عثمان و قال لا تعود إلى مجلسك أبدا إلاّ و معنا ثالث.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو بكر بن الحارث الأصبهاني، أنا أبو محمّد بن حيّان، نا محمّد بن العباس بن أيوب، نا أبو عمر بن أيوب الصّريفيني، نا سفيان بن عيينة، نا إسرائيل بن موسى، قال:

سمعت الحسن يقول:

قال أمير المؤمنين عثمان بن عفّان: لو أنّ قلوبنا طهرت ما شبعنا من كلام ربنا، و إنّي لأكره (4)أن يأتي عليّ يوم لا انظر في المصحف (5)،و ما مات عثمان حتى خرق مصحفه من كثرة ما كان يديم النظر فيه.

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه السّنجي، و أبو محمّد بختيار بن عبد اللّه، قالا: أنا أبو علي الحسن بن محمّد بن محمّد بن عبد العزيز بن إسماعيل التككي، أنا أبو علي بن شاذان، أنا عثمان بن أحمد، و ميمون بن إسحاق، قالا: نا أحمد بن

ص: 239


1- كذا بالأصل و م، و في تاريخ بغداد: عبد اللّه، تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 555/12.
2- في تاريخ بغداد: همج.
3- بهامش تاريخ بغداد: كتب مصححه: يعني في الفتنة التي قتل فيها عثمان رضي اللّه عنه.
4- الأصل: لا أكره، و التصويب ن م.
5- الأصل: الصحف، تصحيف، و المثبت عن م.

عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن عنبسة بن الأزهر، عن يحيى بن الجزّار، عن علي أنه قال لعثمان:

إن سرّك أن تلحق بصاحبيك فأقصر الأمل، و كل دون الشبع، و انكس الإزار، و ارقع (1)القميص و اخصف النعل تلحق بهما.

المحفوظ أن عليا قال ذلك لعمر يعني بصاحبيه النبي صلّى اللّه عليه و سلم و أبا بكر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، أنا محمّد بن أحمد بن المسلمة، أنا عثمان بن محمّد بن القاسم، أنا عبد اللّه بن [أبي] (2)داود، نا محمّد بن عمر بن هيّاج، نا يحيى بن عبد الرّحمن - يعني الأرحبي - حدّثني عبد اللّه بن عبد الملك بن أبجر (3)،عن إياد بن لقيظ ، عن يزيد بن معاوية [بينا يزيد بن معاوية-] (4)الأشجعي، قال: إنّي لفي المسجد زمن الوليد بن عقبة في حلقة فيها حذيفة، قال: فليس إذ ذاك حجزة و لا جلاوزة (5)إذ هتف هاتف:

من كان يقرأ على قراءة أبي موسى فليأت الزاوية التي عند أبواب كندة، و من كان يقرأ على قراءة عبد اللّه بن مسعود فليأت هذه الزاوية التي عند دار عبد اللّه، فاختلفا في آية من سورة البقرة، قرأ هذا: وَ أَتِمُّوا الْحَجَّ وَ الْعُمْرَةَ للبيت و قرأ هذا وَ أَتِمُّوا الْحَجَّ وَ الْعُمْرَةَ لِلّٰهِ (6)فغضب حذيفة و احمرّت عيناه، ثم قام فغرز قميصه في حجزته (7) و هو في المسجد و ذلك في زمن عثمان. فقال: إما أن تركب إلى أمير المؤمنين و إمّا أن أركب، فهكذا كان من قبلكم، ثم أقبل فجلس، فقال: إن اللّه بعث محمّدا صلّى اللّه عليه و سلم فقاتل بمن (8) أقبل من أدبر حتى أظهر اللّه دينه، ثم إنّ اللّه قبضه، فطعن الناس في الإسلام طعنة جواد،[ثم إن اللّه استخلف أبا بكر فكان ما شاء، ثم إن اللّه قبضه فطعن في الإسلام طعنة جواد] (9) ثم إنّ اللّه استخلف عمر، فنزل وسط الإسلام، ثم إنّ اللّه قبضه، فطعن الناس في الإسلام طعنة (10) جوادا (11)،ثم إنّ اللّه استخلف

ص: 240


1- الأصل: ادفع، و في م: ارفع، و المثبت عن المختصر 168/16.
2- سقطت من الأصل و م، و الخبر في كتاب المصاحف ط بيروت ص 18.
3- الأصل و المصاحف: الحر، و المثبت عن م.
4- الزيادة عن م.
5- الجلاوزة جمع جلواز، و هو الشرطي.
6- سورة البقرة، الآية:196.
7- في حجزته: الحجزة موضع شد الإزار من الوسط ، و قيل: موضع التكة من السراويل.
8- الأصل: من، و التصويب عن م.
9- الزيادة بين معكوفتين عن م و كتاب المصاحف.
10- الأصل و م: و طعنه، و التصويب عن كتاب المصاحف.
11- كذا بالأصل و م.

عثمان، و أيم اللّه ليوشكنّ أن يطعنوا فيه طعنة يخلفونه (1) كله.

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، و حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا أبو زرعة، نا أبو اليمان، أنا شعيب، عن الزهري، أخبرني أنس بن مالك.

أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان بن عفّان - و كان يغزو مع أهل العراق قبل أرمينية في غزوهم، ذلك فيمن اجتمع من أهل العراق، و أهل الشام، فتنازعوا في القرآن، حتى سمع حذيفة من اختلافهم فيه ما يكره، فركب حذيفة حتى قدم على عثمان - فقال: يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمّة قبل أن يختلفوا في القرآن اختلاف اليهود و النصارى في الكتب، ففزع لذلك عثمان بن عفّان، فأرسل إلى حفصة بنت عمر أن أرسلي إليّ بالصّحف التي جمع فيها القرآن، فأرسلت إليه بها حفصة، فأمر عثمان زيد بن ثابت، و سعيد بن العاص، و عبد اللّه بن الزبير، و عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام أن ينسخوها في المصاحف، و قال لهم: إذا اختلفتم و زيد بن ثابت في عربية من عربية القرآن فاكتبوها بلسان قريش، فإنّ القرآن إنّما نزل بلسانهم، ففعلوا حتى كتبت المصاحف، ثم ردّ عثمان الصّحف إلى حفصة و أرسل إلى كلّ جند من أجناد المسلمين بمصحف، و أمرهم أن يحرقوا كلّ مصحف يخالف المصحف الذي أرسل به، فذلك زمان حرّقت فيه المصاحف بالنار.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو بكر بن سيف، أنا السري بن يحيى، أنا شعيب بن إبراهيم، أنا سيف بن عمر (2)،عن محمّد و طلحة، قالا:

و صرف حذيفة عن غزو الري إلى غزو الباب مددا لعبد الرّحمن بن ربيعة، و خرج معه سعيد بن العاص، فبلغ معه أذربيجان، و كذلك كانوا يصنعون يجعلون للناس ردءا، فأقام حتى قفل حذيفة، ثم رجعا، قال له حذيفة: إنّي قد سمعت في سفرتي هذه أمرا لئن ترك الناس ليضلّنّ القرآن ثم لا يقومون عليه أبدا، قال: و ما ذاك ؟ قال: رأيت أمداد أهل الشام حين قدموا علينا، فرأيت أناسا من أهل حمص يزعمون لأناس من أهل الكوفة أنهم أصوب قراءة منهم، و أنّ المقداد أخذها من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و يقول الكوفيون مثل ذلك، و رأيت من أهل دمشق قوما

ص: 241


1- كذا بالأصل و م و كتاب المصاحف، و في المختصر 170/16 تحلقونه.
2- راجع تاريخ الطبري 281/4 و الكامل لابن الأثير بتحقيقنا 249/2.

يقولون لهؤلاء: نحن أصوب منكم قراءة، و قرآنا. و يقول هؤلاء لهم مثل ذلك، فلما رجع إلى الكوفة دخل المسجد فتقوّض إليه (1) الناس فحذّرهم ما سمع في غزاته تلك، و حذّرهم ما يخاف، فساعده على ذلك أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و من أخذ عنهم و عامة التابعين، و قال له أقوام ممن قرأ على عبد اللّه، و ما تنكر؟ ألسنا نقرأ على قراءة ابن أم عبد (2) و أهل البصرة يقرءون على قراءة أبي موسى و يسمونها لباب الفؤاد (3)،و أهل حمص يقرءون على قراءة المقداد، و سالم ؟ فغضب حذيفة من ذلك و أصحابه و أولئك التابعون و قالوا: إنّما أنتم أعراب، و إنما بعث عبد اللّه إليكم و لم يبعث إلى من هو أعلم منه، فاسكتوا، فإنكم على خطأ، و قال حذيفة: و اللّه لئن عشت حتى آتي أمير المؤمنين لأشكون إليه ذلك و لآمرنه، و لأشيرنّ عليه أن يحول بينه و بين ذلك حتى ترجعوا إلى جماعة المسلمين، و الذي عليه أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بالمدينة، و قال الناس مثل ذلك، فقال عبد اللّه: و اللّه إذا ليصلينّ اللّه وجهك نار جهنم، فقال سعيد بن العاص: أعلى اللّه، تألّى (4) و الصواب مع صاحبك ؟ فغضب سعيد، فقام، و غضب ابن مسعود، فقام، و غضب القوم فتفرّقوا، و غضب حذيفة، فرحل إلى عثمان حتى قدم عليه، فأخبره بالذي حدث في نفسه من تكذيب بعضهم بعضا بما يقرأ، و يقول أنا (5) النذير العريان فأدركوا (6) فجمع عثمان الصحابة و أقام حذيفة فيهم بالذي رأى و سمع و بالذي عليه حال الناس، فأعظموا ذلك، و رأوا جميعا مثل الذي رأى، قالوا: إن يتركوا و يمضي هذا القرن لا يعرف القرآن، فسأل عثمان: ما لباب الفؤاد؟ فقيل: مصحف كتبه أبو موسى، و كان قرأ على رجال كثير ممن لم يكن جمع على النبي صلّى اللّه عليه و سلم و سأل عن مصحف ابن مسعود، فقيل له: قرأ على مجمّع بن جارية، و خبّاب بن الأرتّ ، جمع القرآن بالكوفة، فكتب مصحفا، و سأل عن المقداد فقيل له: جمع القرآن بالشام، فلم يكونوا قرءوا على النبي صلّى اللّه عليه و سلم، إنما جمعوا القرآن في أمصارهم، فاكتتبت (7) المصاحف و هو بالمدينة - و فيها الذين قرءوا القرآن على النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و بثها في الأمصار، و أمر الناس أن يعمدوا (8) إليها و أن يدعوا ما يعلّم من الأمصار، فكل الناس عرف فضل ذلك، أجمعوا عليه و تركوا ما سواه إلاّ ما كان من

ص: 242


1- تقوض انهدم، و تقوّض الرجل: جاء و ذهب (القاموس المحيط ).
2- يعني عبد اللّه بن مسعود.
3- في ابن الأثير: لباب القلوب.
4- الأصل و م قالا، و التصويب عن المختصر، و تألّى: حلم عليه و حلف.
5- الأصل: إنما، و المثبت عن م.
6- في ابن الأثير: فأدركوا الأمة.
7- الأصل و م و المطبوعة، و في المختصر: فاكتتب.
8- الأصل: يعهدوا، و في م: يعدوا، و المثبت عن المختصر.

أهل الكوفة، فإن قرّاء قراءة عبد اللّه نزوا (1) في ذلك حتى كادوا يتفضّلون على أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و عابوا الناس، فقام فيهم ابن مسعود، فقال: و لا كلّ هذا، إنّكم و اللّه قد سبقتم سبقا بينا، فاربعوا على ظلعكم (2).

و لما قدم المصحف الذي بعثه عثمان على سعيد، و اجتمع عليه الناس، و فرح به أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلم، بعث سعيد إلى ابن مسعود يأمره أن يدفع إليه مصحفه، فقال: هذا مصحفي تستطيع أن تأخذ ما في قلبي ؟ فقال له سعيد: يا عبد اللّه، و اللّه ما أنا عليك بمسيطر، إن شئت تابعت أهل دار الهجرة و جماعة المسلمين، و إن شئت فارقتهم، و أنت أعلم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا عثمان بن محمّد بن القاسم، نا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث (3)،نا عمّي، نا ابن رجاء (4) أنا إسرائيل عن أبي إسحاق، عن مصعب بن سعد، قال:

قام عثمان فخطب الناس، فقال: أيها الناس عهدكم بنبيكم صلّى اللّه عليه و سلم منذ ثلاث عشرة و أنتم تمترون في القرآن و تقولون: قراءة أبيّ و قراءة عبد اللّه [يقول الرجل: و اللّه] (5) ما تقيم قراءتك، فأعزم على كلّ رجل منكم ما كان معه من كتاب اللّه شيء لما جاء به، فكان الرجل يجيء بالورقة و الأديم فيه القرآن حتى جمع من ذلك كثرة، ثم دخل عثمان فدعاهم رجلا رجلا فناشدهم: لسمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و هو أمله عليك ؟ فيقول نعم، فلما فرغ من ذلك عثمان قال:

من أكتب الناس ؟ قالوا: كاتب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم زيد بن ثابت، قال: فأيّ الناس أعرب ؟ قالوا:

سعيد بن العاص، قال عثمان: فليملّ سعيد و ليكتب زيد، فكتب زيد فكتب مصاحف ففرّقها في الناس، فسمعت بعض أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و سلم يقول: قد أحسن.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو عثمان الصابوني، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد الثقفي، نا موسى بن محمّد بن علي بن عبد اللّه، نا أحمد بن يحيى الحلواني، نا بشر بن موسى الخفّاف، أنا عبد الرّحمن بن مهدي، حدّثني شعبة، حدّثني علقمة بن مرثد، عن سويد بن غفلة، قال:

ص: 243


1- نزوا من التنزي و هو التسرع و التوثب (اللسان: نزو).
2- أي ارفقوا على أنفسكم فيما تحاولونه.
3- كتاب المصاحف ط بيروت ص 31.
4- في كتاب المصاحف: أبو رجاء.
5- ما بين معكوفتين زيادة عن م و كتاب المصاحف.

سمعت عليا يقول: رحم اللّه عثمان، لقد صنع في المصاحف شيئا لو وليت الذي ولي قبل أن يفعل في المصاحف ما فعل لفعلت كما فعل.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن علي بن يحيى بن جعفر بن عبدكويه، أنا أبو الحسن أحمد بن القاسم بن الريان اللّكّي (1) المصري - بالبصرة - نا أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط الأشجعي، حدّثني أبي، حدّثنا أبي، حدّثني أبي، قال (2):

لما نسخ عثمان المصاحف، قال له أبو هريرة: أصبت، و وفقت، أشهد لسمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ أشد أمّتي حبا لي قوم يأتون من بعدي يؤمنون بي و لم يروني، يعملون بما في الورق المعلق»، فقلت: أي ورق ؟ حتى رأيت المصاحف، فأعجب ذلك عثمان، و أمر لأبي هريرة بعشرة آلاف، و قال: و اللّه ما علمت أنك لتحبس علينا حديث نبينا صلّى اللّه عليه و سلم[7972].

قال: و نا أحمد بن القاسم بن الرّيّان، نا الحارث بن، أبي أسامة التميمي، نا الواقدي، نا ابن أبي سبرة، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: لما نسخ عثمان المصحف، دخل عليه أبو هريرة فقال له: أصبت، و وفقت، أشهد لسمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول، ثم ذكر الحديث.

كذا قال، و قد سقط منه محمّد بن سعد كاتب الواقدي.

أخبرنا أبو بكر بن المزرقي، أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا عثمان بن محمّد، نا أبو بكر بن أبي داود (3)،نا سهل بن صالح، نا أبو داود (4) و يعقوب القارئ قالا: أنا شعبة بن علقمة بن مرثد، عن سويد بن غفلة، قال: قال علي في المصاحف: لو لم يصنعه عثمان لصنعته.

قال أبو داود عن رجل عن سويد.

علقمة لم يسمعه من سويد، بينهما رجل.

ص: 244


1- ضبطت بضم اللام و الكاف المشددة عن الأنساب، نسبة إلى اللك من بلاد برقة (راجع الأنساب و معجم البلدان).
2- أخرجه ابن كثير في البداية و النهاية بتحقيقنا 243/7.
3- الخبر في كتاب المصاحف ص 19.
4- هو سليمان بن داود بن الجارود، أبو داود الطيالسي.

أخبرنا أبو بكر، أنا أبو جعفر، أنا عثمان، نا ابن أبي داود (1)،نا محمّد بن بشّار، نا محمّد بن جعفر، و عبد الرّحمن قالا: نا شعبة، عن علقمة بن مرثد، عن رجل، عن سويد بن غفلة، قال: قال علي حين حرق عثمان المصاحف: لو لم يصنعه هو لصنعته.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل بن محمّد بن الحسين، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسن علي بن محمّد المقرئ، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، نا يوسف بن يعقوب القاضي، نا عمرو (2) بن مرزوق، نا شعبة، عن علقمة، قال:

قال علي بن أبي طالب: يرحم اللّه عثمان، لو كنت أنا لصنعت في المصاحف ما صنع عثمان.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو بكر محمّد بن عمر بن سليمان العريبي النّصيبي، نا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد، نا موسى بن الحسن بن عباد بن أبي عباد، نا عفان، نا محمّد بن أبان، حدّثني علقمة بن مرثد، قال:

سمعت العيزار بن جرول، قال: سمعت سويد بن غفلة، قال (3):

قال علي: يا أيّها الناس إيّاكم و الغلوّ في عثمان تقولون حرق المصاحف، و اللّه ما حرقها إلاّ عن ملأ من أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و سلم، و لو ولّيت مثل ما ولي لفعلت مثل الذي فعل.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه، و أبو سعيد بن أبي عمرو (4)،قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا أحمد بن عبد الحميد الحارثي، نا حسين - يعني ابن علي - الجعفي، عن محمّد بن أبان - و هو زوج أخت حسين عن (5)علقمة بن مرثد، عن العيزار بن جرول، عن سويد بن غفلة (6)،عن علي قال:

اختلف الناس في القرآن على عهد عثمان، قال: فجعل الرجل يقول للرجل: قراءتي خير من قراءتك، قال: فبلغ ذلك عثمان، فجمعنا أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فقال: إنّ الناس قد اختلفوا اليوم في القراءة، و أنتم بين ظهرانيهم، فقد رأيت أن أجمعهم على قراءة واحدة،

ص: 245


1- كتاب المصاحف ص 19 و البداية و النهاية بتحقيقنا 243/7.
2- الأصل: عمر، تصحيف و التصويب عن م و البداية و النهاية.
3- من هذه الطريق رواه ابن كثير في البداية و النهاية بتحقيقنا 244/7.
4- الأصل: عمر، تصحيف، و المثبت عن م.
5- الأصل:«بن» تصحيف، و التصويب عن م.
6- الأصل: علقمة، تصحيف، و التصويب عن م.

قال: فأجمع رأينا مع رأيه على ذلك، قال: و قال علي: لو وليت مثل الذي ولي لصنعت مثل الذي صنع.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو بكر بن سيف، أنا السري بن يحيى، أنا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن محمّد، و طلحة، قالا:

و بلغ عثمان شدة ذلك على عبد اللّه، فكتب إليه: إنّ الذي أتاك من قبلي ليس برأي ابتدعته و لا [حدث أ] (1) حدثته، و لكن هذا القرآن واحد،[جاء من عند واحد] (2) و هؤلاء قرّاء القرآن عن (3) النبي صلّى اللّه عليه و سلم أهل دار الهجرة، و المهاجرون و الأنصار، و صالحو الأمصار قد نهضوا فيه، و قاموا به في كل أفق، و خافوا أن يلبّس من بعدهم، و أن يجعله الناس عضين (4)، و ليس بهم أنت و لا أمثالك، فقام ابن مسعود: يوم خطبته، فخطب و عذر المسلمين و قال: إنّ اللّه لا ينزع العلم انتزاعا، و لكن ينزعه بذهاب العلماء، و إنّ اللّه لا يجمع أمّة محمّد صلّى اللّه عليه و سلم على ضلالة، فجامعوهم على ما اجتمعوا عليه، و كان الحق فيما اجتمعوا عليه، فو اللّه ما بايعه (5)أصحابه و لكن استعربوا (6)،فكتب ابن مسعود بذلك إلى عثمان و استأذنه في الرجوع إلى المدينة، و أعلمه أنه يكره المقام بالكوفة لما يخاف أن يحدث فيها بعد فشوّ الدنيا و الإذاعة و التكلف، و يأبى أن يأذن له، حتى أذن له قبل موته بأشهر لاكثاره (7) عليه.

و كتب عثمان إلى الأمراء: أمّا بعد، فإنّ الرعية قد طعنت في الانتشار و نزعت إلى الشّر، و أعداها على ذلك ثلاث: دنيا مؤثرة، و أهواء متشرعة، و ضغائن محمولة، و يوشك أن ينفر ثم يغير فلا تجعلوا لأحد علة، كفّوا عنهم ما لم يخرقوا (8) دينا، و خذوا العفو من أخلاقهم، و احملوهم، و دين اللّه لا توكبنه.

و كتب أيضا إليهم: استعينوا على الناس و كل ما ينوبكم بالصبر و الصلاة، و أمر اللّه أقيموه و لا تدهنوا فيه، و إياكم و العجلة فيما سوى ذلك، و ارضوا من الشرّ بأيسره، فإن قليل الشر كثير، و اعلموا أن الذي ألّف بين القلوب هو الذي يفرقها و يباعد بعضها من بعض، سيروا

ص: 246


1- الزيادة عن م للإيضاح.
2- الزيادة عن م للإيضاح.
3- الأصل: علي، و المثبت عن م.
4- إشارة إلى قوله تعالى جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ ،أي فرقوه و جزّءوه أجزاء. راجع تفسير القرطبي.
5- في م: بايعه.
6- الاستعراب و التعريب: الإفحاش في القول. عربت على الرجل كلامه و قوله إذا قبحته عليه.
7- الأصل: لاكتراره، و المثبت عن م.
8- في م: يخونوا، و في المطبوعة: يحرفوا.

سيرة قوم يريدون اللّه لئلا تكون لهم على اللّه حجة.

و كتب: إنّ اللّه ألّف بين قلوب المسلمين على طاعته، و قال سبحانه لَوْ أَنْفَقْتَ مٰا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مٰا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ (1) و هو مفرقها على معصيته و لا تعجلوا على أحد بحدّ قبل استيجابه، فإن اللّه تعالى قال لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ إِلاّٰ مَنْ تَوَلّٰى وَ كَفَرَ... (2)

[من كفر] (3) داويناه بدوائه و من تولى على الجماعة أنصفناه و أعطيناه حتى يقطع حجته و عذره إن شاء اللّه.

قال: و نا سيف، عن محمّد و طلحة قالا: قام عثمان بالمدينة فقال: إن الناس يبلغني عنهم هنات و هنات، و أنّي و اللّه لا أكون أول من فتح بابها، و لا أدار رحاها، ألا و إنّي زامّ نفسي بزمام، و ملجمها بلجام، فأقودها بزمامها و أكبعها (4) بلجامها، و مناولكم طرف الحبل، فمن اتّبعني حملته على الأمر الذي يعرف، و من لم يتبعني ففي اللّه خلف منه، و عزاء عنه ألا و إنّ لكل نفس يوم القيامة سائقا و شاهدا، سائق يسوقها على أمر اللّه، و شاهد يشهد عليها بعملها، فمن كان يريد اللّه بشيء فليبشر و من كان إنّما يريد الدنيا فقد خسر.

قال: و نا سيف، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن يحيى بن رافع، قال:

سمعت عثمان يقرأ هذه الآية وَ جٰاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهٰا سٰائِقٌ وَ شَهِيدٌ (5) على المنبر، سائق يسوقها إلى أمر اللّه، و شهيد يشهد عليها بما عملت.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (6)،أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو عمرو عثمان بن محمّد، نا عبد اللّه بن سليمان (7)،نا يونس بن حبيب، نا أبو داود، نا شعبة بن الحجّاج، عن علقمة بن مرثد الحضرمي، قال أبو داود: نا محمّد بن أبان الجعفي، سمعه من علقمة بن مرثد، و حديث محمّد أتم عن عقبة بن جرول الحضرمي قال:

لما خرج المختار كنا هذا الحي من حضر موت أول من يسرع إليه، فأتانا سويد بن غفلة الجعفي، فقال: إنّ لكم عليّ حقا، و إنّ لكم جوارا، و إن لكم قرابة، و اللّه لا أحدثكم اليوم إلاّ

ص: 247


1- سورة الأنفال، الآية:63.
2- سورة الغاشية، الآيتان:23،22.
3- الزيادة عن م.
4- كذا بالأصل و م، كبعه عن الشيء يكبعه كبعا: منعه.
5- سورة ق، الآية:21.
6- الأصل: المزرقي بالقاف، تصحيف، و التصويب عن م.
7- الخبر في كتاب المصاحف ص 29.

شيئا سمعته من المختار، أقبلت من مكة و إنّي لأسير إذ غمزني غامز من خلفي، فالتفتّ فإذا المختار، فقال لي: يا شيخ ما بقي في قلبك من حبّ ذلك الرجل - يعني عليا - قلت: إنّي أشهد اللّه إنّي أحبه بسمعي و قلبي و بصري و لساني، قال: و لكني أشهد اللّه أني أبغضه بقلبي و سمعي و بصري و لساني، قال: قلت: أبيت و اللّه إلاّ تثبيطا عن آل محمّد و تربيثا لحرّاق (1)المصاحف - أو قال: خراق و هو (2) أحدهما يشك أبو داود - فقال سويد: و اللّه لا أحدثكم إلاّ شيئا سمعته من علي بن أبي طالب، سمعته يقول: يا أيها الناس لا تغلو في عثمان، و لا تقولوا له إلاّ خيرا - أو قولوا له خيرا - في المصاحف، و إحراق المصاحف، فو اللّه ما فعل الذي فعل في المصاحف إلاّ عن ملأ منا جميعا، فقال: ما تقولون في هذه القراءة، فقد بلغني أن بعضهم يقول: إنّ قراءتي خير من قراءتك، و هذا يكاد أن يكون كفرا، قلنا: فما ترى ؟ قال: نرى أن يجمع الناس على مصحف واحد فلا يكون فرقة و لا يكون اختلاف، قلنا: فنعم ما رأيت، قال: فقيل: أيّ الناس أفصح ؟ و أيّ الناس أقرأ؟ قالوا: أفصح (3) الناس سعيد بن العاص، و أقرأهم زيد بن ثابت، فقال: ليكتب أحدهما و يملي الآخر، ففعلا، و جمع الناس على مصحف.

قال: قال علي: و اللّه لو وليت لفعلت مثل الذي فعل.

قال: و نا عبد اللّه بن سليمان (4)،نا إسحاق بن إبراهيم النّهشلي، نا أبو داود، نا شعبة (5)،عن من سمع سويد بن غفلة يقول: سمعت عليا يقول: رحم اللّه عثمان لو وليته لفعلت ما فعل في المصاحف.

و قال محمّد بن أبان (6):أخبرني علقمة بن مرثد قال: سمعت العيزار بن جرول (7)الحضرمي يقول: لما خرج المختار فذكر نحوه و لم يذكر قراءته، و قال: فليكتب سعيد و يملي زيد، قال: فكتب مصاحف و بعث بها في الأمصار و ساقه.

ص: 248


1- في كتاب المصاحف: و ترثيثا في إحراق المصاحف، أو قال: حراق.
2- عن م و كتاب المصاحف و بالأصل: هذا.
3- عن م و كتاب المصاحف و بالأصل: أسعد.
4- الخبر في كتاب المصاحف ص 30.
5- بعدها في كتاب المصاحف: و محمد بن أبان الجعفي كلاهما عن علقمة بن مرثد قال شعبة.
6- كتاب المصاحف ص 30.
7- كذا بالأصل و م، و في كتاب المصاحف: حريث.

قال: و نا عبد اللّه (1)،نا عثمان بن هشام بن دلهم، نا إسماعيل بن الخليل، عن علي بن مسهر، عن إسماعيل بن أبي خالد قال:

لما نزل أهل مصر الجحفة (2) يعاتبون عثمان، صعد عثمان المنبر فقال: جزاكم اللّه يا أصحاب محمّد عني شرا، أذعتم السيئة (3)،و كتمتم الحسنة، و أغريتم [بي] (4) سفهاء الناس، أيكم يأتي هؤلاء القوم فيسألهم ما الذي نقموا (5) و ما الذي يريدون - ثلاث مرات - لا يجيبه أحد، فقام علي، فقال: أنا، فقال عثمان: أنت أقربهم رحما، و أحقهم بذلك، فأتاهم فرحبوا به و قالوا: ما كان يأتينا [أحد] (6) أحب إلينا منك، فقال: ما الذي نقمتم ؟ قالوا: نقمنا أنه محا كتاب اللّه، و حمى الحمى (7)،و استعمل أقرباءه، و أعطى مروان مائة ألف، و تناول أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلم، فردّ عليهم عثمان: أمّا القرآن فمن عند اللّه، إنّما نهيتكم لأنّي خفت عليكم الاختلاف، فاقرءوا على أيّ حرف شئتم، و أما الحمى فو اللّه ما حميته لإبلي و لا غنمي، و إنّما حميته لإبل الصدقة لتسمن و تصلح و تكون أكثر ثمنا للمساكين (8)،و أما قولكم أنّي أعطيت [مروان] (9) مائة ألف فهذا بيت مالهم فليستعملوا (10) عليه من أحبّوا، و أما قولهم: تناول أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلم فإنّما أنا بشر أغضب و أرضى، فمن ادّعى قبلي حقا أو مظلمة فهذا أنا، فإن شاء قود، و إن شاء عفو، و إن شاء أرضي، فرضي الناس و اصطلحوا و دخلوا المدينة، و كتب بذلك إلى أهل البصرة و أهل الكوفة، فمن لم يستطع أن يجيء فليوكّل وكيلا.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو يعلى محمّد بن الحسين.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور.

و أخبرنا أبو السعود بن المجلي، أنا أبو الحسين بن النقور، و أبو علي محمّد بن وشاح.

قالوا: أنا عيسى بن علي، أنا أبو عبيد علي بن الحسين بن حرب القاضي، نا زكريا بن

ص: 249


1- الخبر في كتاب المصاحف ص 45-46.
2- تقدم التعريف بها.
3- مكررة بالأصل.
4- الزيادة عن م و كتاب المصاحف.
5- أي أنكروا.
6- الزيادة عن م و كتاب المصاحف.
7- الحمى موضع فيه كلأ يحمى من الناس أن يرعى (انظر اللسان: حما).
8- في كتاب المصاحف: للمسلمين.
9- الزيادة عن م و كتاب المصاحف.
10- الأصل و م: فيستعملوا، و المثبت عن كتاب المصاحف، و في المطبوعة: فيستعملون.

يحيى بن عمر، حدّثني عمّ (1) أبي زحر بن حصن، عن جده حميد بن منهب، قال:

زرت الحسن بن أبي الحسن فخلوت به يوما، فقلت له: يا أبا سعيد، أما ترى ما الناس فيه من الاختلاف ؟ فقال لي: يا أبا يحيى أصلح أمر الناس أربعة، فذكرهم، ثم قال:

و عثمان بن عفّان حيث جمع الناس على هذه القراءة، و قد كانوا يقرءونه على سبعة أحرف، فكان هؤلاء يلقون هؤلاء فيقولون: قراءتنا أفضل من قراءتكم، حتى كاد بعضهم أن يكفّر بعضا، فجمعهم عثمان على هذا الحرف، و لو لا ما فعل عثمان من ذلك لألحد الناس في القرآن إلى يوم القيامة.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم، نا أحمد بن بندار، نا عبد اللّه بن أحمد بن أسيد، قال: سمعت أحمد بن سيّار يقول: سمعت عبد الرّحمن بن مهدي يقول:

كان لعثمان شيئان ليس لأبي بكر و لا عمر مثلهما، صبره نفسه حتى قتل مظلوما، و جمعه الناس على المصحف.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو عمرو عثمان بن محمّد، نا عبد اللّه بن سليمان (2)،نا أحمد بن سنان (3)،قال: سمعت عبد الرّحمن بن مهدي يقول:

خصلتان لعثمان بن عفّان ليستا لأبي بكر و لا لعمر، صبره نفسه حتى قتل، و جمعه الناس على المصحف.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر الطبري.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، حدّثني سليمان بن حرب، نا أبو هلال، قال: سمعت الحسن قال: عمل أمير المؤمنين عثمان بن عفّان ثنتي عشرة سنة ما ينكرون من إمارته شيئا.

ص: 250


1- الأصل و م:«عمر أبي زحر» تصحيف و الصواب ما أثبت «عمّ أبي» انظر ترجمة زكريا بن يحيى بن عمر، المذكور في تهذيب الكمال 323/6 و فيها أنه روى عن عمّ أبيه أبي المفرح زحر بن حصن.
2- الخبر في كتاب المصاحف ص 19.
3- كذا بالأصل و م و كتاب المصاحف، و في المطبوعة: سيّار.

قال:[و نا يعقوب،] (1) نا عبيد اللّه بن موسى، نا حشرج بن نباتة، حدّثني سعيد بن جمهان (2)،عن سفينة مولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«الخلافة في أمّتي ثلاثون سنة، ثم ملك بعد ذلك»[7973].

قال لي سفينة: أمسك: خلافة أبي بكر، و عمر، و خلافة عثمان - ثم قال: عمل بما عمل به صاحباه ست سنين، و كان في ست فيه و فيه، غفر اللّه لنا و له، و رحمنا و إيّاه - و خلافة علي، فنظرنا فوجدناها ثلاثين سنة.

أخبرنا أبو طالب بن عبد الرّحمن، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا أحمد بن محمّد بن عبد الحميد أبو عبد اللّه الجعفي، نا محمّد بن عبد الحميد، نا قرّان بن تمام، عن مجالد بن سعيد، عن الشعبي، قال:

كان عثمان في قريش محبّبا يوصون إليه و يعظّمونه، و إن كانت المرأة من الصرب لترقص صبيها و هي تقول:

أحبّك و الرّحمن *** حبّ قريش عثمان

أخبرنا أبو بكر الحاسب، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، أنا محمّد بن سعد (3)،أنا محمّد بن عمر، حدّثني محمّد بن عبد اللّه، عن الزهري، قال:

لما ولي عثمان عاش ثنتي عشرة سنة أميرا يعمل ست سنين لا تنقم الناس عليه شيئا، و إنّه لأحبّ إلى قريش من عمر بن الخطاب، لأنّ عمر كان شديدا عليهم، لما وليهم عثمان لان لهم، و وصلهم، ثم توانى في أمرهم و استعمل أقرباءه و أهل بيته في الست الأواخر، و كتب لمروان بخمس مصر - و في نسخة أخرى بخمس إفريقية - و أعطى أقرباءه المال، و تأوّل في ذلك الصّلة التي أمر اللّه بها، و اتّخذ المال (4)،و استسلف من بيت المال، و قال: إنّ أبا بكر و عمر تركا من ذلك ما هو لهما، و إنّي أخذته فقسمته في أقربائي، فأنكر الناس عليه ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن أبي الحسين المزكي، نا عبد العزيز بن أبي طاهر، أنا أبو

ص: 251


1- الزيادة عن م.
2- الأصل و م: جهان، تصحيف و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 155/7.
3- طبقات ابن سعد 64/3.
4- كذا بالأصل و م، و في ابن سعد: الأموال.

محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (1)،حدّثني هشام - يعني بن عمّار - حدّثني الوليد بن مسلم، نا مرزوق بن (2) أبي الهذيل، حدّثني ابن شهاب، عن عروة أنه حدثه قال:

استخلف عثمان بن عفّان، ففتح اللّه عليه إفريقية، و خراسان، فعزل عمير بن سعد عن حمص، و جمع الشام لمعاوية، و نزع عمرو بن العاص عن مصر، و أمّر عليها عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح - أحد بني عامر بن لؤي - و نزع أبا موسى الأشعري عن البصرة، و أمّر عليها عبد اللّه بن عامر بن كريز، و نزع المغيرة بن شعبة عن الكوفة، و أمّر عليها سعيد بن العاص، فلم يزل أميرها حتى استعرت الفتنة في الناس، ففصل سعيد من عند عثمان إلى الكوفة، فلقيته خيل أهل الكوفة بالعذيب (3) فردّوه، فرجع إلى عثمان، فلم تزل الفتنة تستعر، حتى قتل عثمان.

آخر الجزء الثالث و الخمسين بعد الأربعمائة.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب.

ح و أخبرنا أبو علي بن السيط ، أنا أبو محمّد الجوهري.

قالا: أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد (4)،حدّثني أبي، نا عبد الصمد، نا القاسم - يعني: بن الفضل - نا عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، قال: دعا عثمان ناسا من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فيهم عمّار بن ياسر، فقال: إنّي سائلكم و إنّي أحبّ أن تصدقوني، نشدتكم [اللّه] (5) أ تعلمون أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم كان يؤثر قريشا على سائر الناس، و يؤثر بني هاشم على سائر قريش ؟ فسكت القوم، فقال عثمان: لو أن بيدي مفاتيح الجنة لأعطيتها بني أمية حتى يدخلوا من عند آخرهم.

رواه عبد اللّه بن عبد القدوس الكوفي نزيل الري، عن الأعمش، عن عمرو (6) بن مرة.

و هذا مختصر.

أخبرناه بتمامه أبو عبد اللّه الحسين بن نصر بن محمّد بن خميس في كتابه، و حدّثني

ص: 252


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 183/1.
2- الأصل و م: مروان، تصحيف و الصواب ما أثبت عن تاريخ أبي زرعة. ترجمته في تهذيب التهذيب 86/10.
3- العذيب ماء قرب القادسية (معجم البلدان).
4- مسند أحمد بن حنبل 136/1 رقم 439.
5- الزيادة عن مسند أحمد و م.
6- الأصل: عمر، تصحيف، و الصواب عن م، و مرّ في سند الخبر السابق صوابا.

أبو الخير صالح بن إسماعيل بن محمّد عنه، نا القاضي أبو نصر محمّد بن علي بن ودعان، نا أبو الفتح أحمد بن عبيد اللّه بن ودعان عمي، نا أبو القاسم نصر بن أحمد بن محمّد بن الخليل المرجي، نا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنّى، نا عبد اللّه بن بكار، نا القاسم بن الفضل، عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن عثمان قال:

ذكر عثمان بني أمية فقال: و اللّه لو أن مفاتيح الجنّة بيدي لأعطيتها بني أميّة حتى يدخلوا الجنة من عند آخرهم، و لأستعملنّهم على رغم من زعم.

قال: فقال عمّار: فإنّ ذلك يرغم بأنفي قال: أرغم اللّه بأنفك، قال: بأنف أبي بكر و عمر! قال: فغضب، فقام إليه فوطئه و أجفله (1) الناس عنه، قال: فبعث إلى طلحة و الزبير، فقال: ائتيا هذا الرجل فخيراه بين ثلاث: بين أن يقتص أو يأخذ أرشا (2) أو يعفو، فأتياه، فقالا:

إن هذا الرجل قد أنصف فخيرك أن تقتصّ أو تأخذ أرشا أو تعفو، فأتياه قال: لا و اللّه لا أقبل منهن واحدة حتى ألقى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فاشكو إليه، قال: و جمع عثمان بني أميّة فقال: يا ذبّان الطمع، و اللّه ما زلتم بي على هذا الرجل من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم حتى خشيت أن أكون قد أهلكته و هلكت، قال عثمان: أما إنه لا يمنعني أن أحدّث ما سمعت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، أقبلت أنا و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم نتماشى بالبطحاء، فإذا بعمّار و أبي عمّار، و أمّ عمّار يعذّبون في الشمس، فقال ياسر يا رسول اللّه (3)،الدهر هكذا، فقال:«اصبر، اللّهم اغفر لآل ياسر»[7974].

أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب.

[قالا] (4) أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (5)،حدّثني أبي، نا محمّد بن جعفر، نا شعبة عن (6) سماك بن حرب، قال: سمعت عبّاد بن زاهر، أبا رواع، قال: سمعت عثمان يخطب فقال:

إنا و اللّه قد صحبنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في السّفر و الحضر، فكان يعود مرضانا، و يتبع

ص: 253


1- أي أبعدوه عنه.(اللسان: جفل).
2- الأصل:«رشا» و التصويب عن م، و الأرش: دية الجراحات و الجمع أروش (اللسان: أرش).
3- بالأصل:«في سبيل اللّه» و المثبت «يا رسول اللّه» عن م.
4- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن المطبوعة، و السند معروف.
5- مسند أحمد بن حنبل 152/1 رقم 514.
6- الأصل «بن» تصحيف، و التصويب عن م و المسند.

جنائزنا، و يغزو معنا، و يواسينا بالقليل و الكثير، و إنّ ناسا يعلموني به عسى أن لا يكون أحدهم رآه قط .

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا عبيد اللّه بن عمر، حدّثني غندر، نا شعبة، عن سماك بن حرب قال: سمعت عبّاد بن زاهر، أنا رواع قال: سمعت عثمان يخطب، فقال:

أما و اللّه قد صحبنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في السّفر و الحضر، فكان يعود مرضانا، و يتبع جنائزنا، و يغزو معنا، و يواسينا بالقليل و الكثير، و إنّ ناسا يعلموني به عسى أن لا يكون أحدهم رآه قط .

قال: فقال له أعين ابن امرأة الفرزدق: يا نعثل (1) قد بدّلت فقال: من هذا؟ فقالوا:

أعين قال: بل أنت أيها العبد، قال: فوثب الناس إلى أعين، قال: و جعل رجل من بني ليث يزعهم (2) عنه حتى أدخله الدار.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا عبد اللّه بن يوسف الأصبهاني، أنا أبو محمّد [عبد اللّه بن محمد] (3) بن إسحاق الفاكهي - بمكة - نا أبو يحيى [بن أبي مسرّة، نا خلاد بن يحيى، نا] (4) يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن عبد الرّحمن بن يزيد، قال:

كنا مع عبد اللّه بن مسعود بجمع (5)،فلما دخل مسجد منى سأل: كم صلّى أمير المؤمنين ؟ قالوا: أربعا، قال: فقلنا له: أ لم تحدثنا أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم صلّى ركعتين، و أبا بكر صلى ركعتين ؟ فقال: بلى، و أنا أحدثكموه الآن، و لكن عثمان كان إماما فأخالفه، و الخلاف شرّ؟.

[و] (6) أخبرنا أبو القاسم [أنا] (7) أبو بكر، أنا علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد الصفار، نا بشر بن موسى بن صالح، نا أبو نعيم (8).

ح و أخبرنا [أبو] (9) الحسن الفرضي، نا عبد العزيز الصوفي، نا أبو محمّد بن أبي

ص: 254


1- نعثل كجعفر، اسم رجل من أهل مصر كان طويل اللحية، فكان عثمان إذا نيل منه و عبب و شتم شبهوه بهذا الرجل، و قيل غير ذلك. و سيرد عن المصنف فيما يأتي قريبا تفسيرا وافيا لكلمة «نعثل».
2- أي يكفهم عنه (اللسان: وزع).
3- الزيادة عن م.
4- ما بين معكوفتين زيادة عن م لتقويم السند.
5- هو المزدلفة، و هو قزح، و هو المشعر، سمي جمعا لأن الناس يجتمعون به (معجم البلدان).
6- الزيادة عن م.
7- الزيادة عن م.
8- بعدها في م: نا.
9- الزيادة عن م.

نصر، أنا علي بن أحمد بن علي الوراق - بالمصّيصة - نا أحمد بن خليد الكندي، نا أبو نعيم.

عن الأعمش، نا معاوية بن قرّة - بواسط - عن أشياخ الحي.

قال: صلى عثمان الظهر بمنى أربعا، فبلغ ذلك عبد اللّه، فعاب عليه، ثم صلّى بأصحابه العصر في رحله أربعا، فقلت: و قال ابن خليد: فقيل له: عبت على عثمان، و صليت أربعا، قال: إنّي أكره الخلاف.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر الثقفي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا محمّد بن إبراهيم الحزوّري (1)،نا أحمد بن إبراهيم الدورقي، نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبد الرّحمن بن يزيد قال:

صلى عثمان بمنى أربعا، قال: فقال عبد اللّه: صليت مع النبي صلّى اللّه عليه و سلم و مع أبي بكر ركعتين، و مع عمر ركعتين، ثم تفرقت بكم الطريق، و لوددت أنّ لي من (2) أربع ركعات ركعتين متقبلتين (3).

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن إبراهيم الحزوّري، نا أحمد بن إبراهيم الدورقي، نا أبو معاوية، عن الأعمش، حدّثني معاوية بن قرة عن أشياخه.

أن عبد اللّه صلّى بعدها - يعني أربعا - فقيل له: عبت على عثمان، ثم تصلي أربعا، قال: الاختلاف شرّ.

أخبرنا أبو القاسم زاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد الصفار، نا موسى بن إسحاق القاضي، نا يعقوب بن حميد بن كاسب، نا سليمان بن سالم مولى عبد الرّحمن بن حميد، عن عبد الرّحمن بن حميد، عن أبيه، عن عثمان بن عفّان.

أنه أتمّ الصلاة بمنى، ثم خطب الناس، فقال: يا أيها الناس إن السنّة سنّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و سنّة صاحبيه، و لكنه حدث العام من الناس فخفت أن يستنّوا.

قال: و أنا أبو علي الرّوذباري، أنا أبو بكر بن داسة، نا أبو داود، نا موسى بن إسماعيل،

ص: 255


1- الأصل: الحزروي، و في م: الحزوي، و الصواب عن الأنساب، ترجمته في تاريخ بغداد 411/1.
2- عن م و بالأصل: مع.
3- الأصل و م، و في المطبوعة: متصلتين.

نا حمّاد، عن أيوب، عن الزهري.

أن عثمان بن عفّان أتمّ الصلاة بمنى من أجل الأعراب لأنهم كثروا عامئذ، فصلّى بالناس أربعا ليعلمهم أن الصلاة أربع.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا موسى هو ابن محمّد بن حيّان، نا أبو عتاب سهل بن حمّاد، نا عكرمة بن إبراهيم، حدّثني عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن الحارث بن أبي ذباب، عن أبيه.

أن عثمان صلّى بهم بمنى أربع ركعات، ثم أقبل عليهم، فقال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«إذا تزوج الرجل ببلد فهو من أهله» و إنّما أتممت لأنّي تزوّجت بها منذ قدمتها.

قال: و أنا أبو يعلى، نا عبيد اللّه، نا حرمي بن عمارة، نا عكرمة بن إبراهيم، حدّثني عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن الحارث بن أبي ذباب من أهل المدينة، حدّثني أبي عبد الرّحمن.

أن عثمان بن عفّان صلّى بأهل منى أربع ركعات، فلمّا انصرف إليهم قال: إنّي صلّيت بكم أربعا، إنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«إذا أتى أهل المسافر في بلدة فهو من أهلها يصلي صلاة المقيم أربعا» و إنّي تأهلت بها منذ قدمتها، فلذلك صليت بكم أربعا[7975].

أخبرناه أبو علي بن السبط ، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب.

قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل (1)،حدّثني أبي، نا أبو سعيد مولى بني هاشم، نا عكرمة بن إبراهيم الباهلي، نا عبد الصمد (2) بن عبد الرّحمن بن أبي ذباب، عن أبيه.

أن عثمان بن عفّان صلّى بمنى أربع ركعات، فأنكر الناس عليه، قال: يا أيّها الناس إنّي تأهّلت بمكة منذ قدمت و إنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«من تأهّل في بلد فليصلّ صلاة المقيم»[7976].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا علي بن عيسى الحيري، نا محمّد بن عمرو الحرشي، نا يحيى بن يحيى، نا المعتمر بن

ص: 256


1- مسند أحمد بن حنبل 137/1 رقم 443.
2- كذا بالأصل و م، و في المسند:«عبد اللّه» و هو الصواب، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 278/10.

سليمان التيمي، نا أبي، نا أبو نضرة، عن أبي سعيد مولى أبي أسيد الأنصاري، قال:

سمع عثمان بن عفّان أن وفد أهل مصر قد أقبلوا فاستقبلهم، فلمّا سمعوا به أقبلوا نحوه، قال: و كره أن يقدموا عليه المدينة فأتوه، فقالوا له: ادع بالمصحف، فافتتح السابعة، و كانوا يسمّون سورة يونس السابعة، فقرأها حتى أتى على هذه الآية: قُلْ أَ رَأَيْتُمْ مٰا أَنْزَلَ اللّٰهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرٰاماً وَ حَلاٰلاً، قُلْ آللّٰهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّٰهِ تَفْتَرُونَ (1)،قالوا له:

قف، أ رأيت ما حميت من الحمى اللّه أذن لكم أم على اللّه تفتري ؟ قال: أمضه، نزلت في كذا و كذا، فأما الحمى فإنّ عمر حمى الحمى قبلي لإبل الصدقة، فلمّا ولّيت زادت إبل الصدقة، فزدت في الحمى لمّا زاد في الصدقة.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى نا (2) نمير [نا] (3) ابن أبي عبيدة، نا أبي، عن الأعمش، عن شقيق، قال:

كان بين عثمان و بين عبد الرّحمن بن عوف كلام، فأرسل إليه عبد الرّحمن: و اللّه ما فررت عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يوم عينين (4)-يعني أحد - و لا تخلّفت (5) عن بدر، و لا خالفت سنة عمر، فأرسل إليه عثمان: أما قولك إنّي تخلّفت عن بدر فإنّ بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم شغلتني - قال سليمان (6):كانت تقضي - و أما قولك؛ فررت يوم عينين، فقد صدقت، قد عفا اللّه عني، و أما سنة عمر فو اللّه ما استطعتها أنا و لا أنت.

أخبرنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن علي بن أبي عثمان، أنا أحمد بن عثمان بن الفضل، أنا عبيد اللّه بن محمّد بن إسحاق، نا عبد اللّه بن محمّد، نا يوسف بن موسى، نا عبد اللّه الجهني - يعني الرازي، نا عمرو بن أبي قيس، عن عاصم، عن أبي وائل، قال:

لقيني الوليد بن عقبة رجلا قد سمّاه، فقال له الوليد: جفوت أمير المؤمنين - يعني عثمان - فقال: أبلغه أني لم أفرّ يوم حنين (7)،و لم أتخلّف عن بدر، و لم أترك سنّة عمر، فقال

ص: 257


1- سورة يونس، الآية:59.
2- الأصل «بن» تصحيف، و الصواب عن م.
3- الزيادة عن م للإيضاح.
4- عينين بكسر العين و فتحها. هضبة جبل أحد بالمدينة، و يقال لغزوة أحد: يوم عينين (معجم البلدان).
5- الأصل: تخلف، و التصويب عن م.
6- هو سليمان بن مهران، الأعمش أحد رواة الحديث، و قد مرّ أن عثمان تخلف عن غزوة بدر، و كانت زوجته رقية بنت النبي صلّى اللّه عليه و سلم مريضة فأمره رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم البقاء معها و تمريضها، و قد ضرب له صلّى اللّه عليه و سلم بسهمه.
7- كذا بالأصل و م، و قد مرّ في الرواية السابقة: عينين.

عثمان: أمّا قوله: إنّي فررت يوم حنين (1)،فلم يعيبني بذنب قد عفا اللّه عنه، و تاب اللّه عليّ ، ثم قرأ: إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعٰانِ (2) إلى آخر الآية، و أمّا تخلّفي عن بدر، فإنّي كنت أمرّض رقية بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فجاء زيد بن حارثة بفتح بدر، و أنا أدفنها، و أنا بالبقيع (3)،و قد ضرب لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بسهم، و من ضرب له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بسهم فقد شهد، و أمّا سنّة عمر فلا أستطيعها أنا و لا أنت.

قال: و نا عبد اللّه (4)،حدّثني محمّد بن أحمد بن الجنيد، و محمّد بن علي و غيرهما، قالوا: أنا معاوية بن عمرو، نا زائدة، عن عاصم، عن شقيق، قال:

لقي الوليد بن عقبة رجلا قد سمّاه فقال له الوليد: ما لي أراك قد جفوت أمير المؤمنين عثمان، فقال له الرجل: أبلغه أنّي لم أفرّ يوم حنين (5)-قال عاصم: و هو يوم أحد - و لم أتخلّف يوم بدر، و لم أترك سنّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، قال: فانطلق فأخبر عثمان، فقال: أمّا قوله:

إنّي لم أفر يوم حنين (6)،فكيف يعيرني بذنب قد عفا اللّه عنه، فقال: إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعٰانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطٰانُ بِبَعْضِ مٰا كَسَبُوا وَ لَقَدْ عَفَا اللّٰهُ عَنْهُمْ ،و أمّا قوله: إنّي تخلّفت يوم بدر، فإنّي كنت أمرّض رقية بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم حتى ماتت، و قد ضرب لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بسهم، و من ضرب له بسهمه فقد شهد، و أمّا قوله: إنّي لم (7) أترك سنة عمر فإني لا أطيقها، و لا هو، فأتاه فحدّثه بذلك.

أخبرنا أبو سهل بن سعدوية، أنا إبراهيم سبط بحرويه، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو يعلى، نا زهير، نا معاوية بن عمرو، نا زائدة، عن عاصم، عن شقيق قال:

لقي عبد الرّحمن بن عوف الوليد بن عقبة، فقال له الوليد: ما لي أراك قد جفوت أمير المؤمنين عثمان ؟ فقال: أبلغه أنّي لم أفرّ يوم عينين - قال عاصم: هو يوم أحد - و لم أتخلّف يوم بدر، و لم أترك سنّة عمر، فانطلق يخبر ذلك عثمان، فقال عثمان: أمّا قوله يوم عينين فكيف يعيرني بذنب قد عفا اللّه عنه، فقال عزّ و جل: إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعٰانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطٰانُ بِبَعْضِ مٰا كَسَبُوا وَ لَقَدْ عَفَا اللّٰهُ عَنْهُمْ ،و أمّا قوله: إنّي تخلفت يوم بدر،

ص: 258


1- كذا بالأصل و م، و قد مرّ في الرواية السابقة: عينين.
2- سورة آل عمران، الآية:155.
3- هي مقبرة أهل المدينة.
4- يعني عبد اللّه بن محمّد، أبو القاسم البغوي، أحد رواة الحديث.
5- كذا بالأصل و م، و قد مرّ في الرواية السابقة: عينين.
6- كذا بالأصل و م، و قد مرّ في الرواية السابقة: عينين.
7- كذا بالأصول:«إنّي لم أترك..»؟!.

فإنّي كنت أمرّض رقية بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم حتى ماتت، و قد ضرب سهمي، و من (1) ضرب له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فقد شهد (2)،و أمّا قوله: إنّي أترك (3) سنّة عمر، فإني لا أطيقها أنا، و لا هو، فأته (4) فحدّثه بذلك.

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد البيهقي، أنا علي بن أحمد بن محمّد الواحدي، أنا سعيد بن محمّد بن أحمد بن حيّان، أنا عبد اللّه بن محمّد بن أحمد بن حيّان، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسين المروزي، أنا أبو العبّاس محمّد بن أحمد بن محبوب، نا محمّد بن الليث، نا علي بن الحكم، نا سلام القارئ، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيّب.

أن عثمان بن عفان رفع صوته على عبد الرّحمن بن عوف و هو يومئذ خليفة، فقال له عبد الرّحمن: بأي شيء ترفع صوتك عليّ ، و لقد شهدت بدرا و لم تشهد، و بايعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و لم تبايع - يعني بيعة الرّضوان - و فررت يوم أحد و لم أفر، فقال عثمان: أمّا قولك شهدت بدرا و لم تشهد، فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم خلفني على ابنته، و أمّا ما ذكرت أنك بايعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و لم أبايع، و أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بعثني إلى ناس من المشركين، فلما أبطأت عليه ضرب بيمينه على شماله، فقال:«هذه لعثمان»[7977].

فشمال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم خير من يميني، و لقد علمت ذاك أنت، و أمّا قولك: فررت يوم أحد فلمت بذنب عفا اللّه لي عنه.

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن أبي عثمان، و أحمد بن محمّد بن إبراهيم.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه بن القصّاري، أنا أبي أبو طاهر.

قالا: أنا إسماعيل بن الحسن بن عبد اللّه، نا أبو عبد اللّه المحاملي.

ح و أخبرنا أبو الفتح محمّد بن علي المصري، و أبو الحسن علي بن أبي طالب أحمد بن محمّد بن عوانة القايني، و أبو صالح ذكوان بن سيّار بن محمّد الدهّان، و أبو رشيد علي بن عثمان بن محمّد الواعظ الهيصمي - بهراة - قالوا: أنا محمّد بن عبد العزيز الفارسي،

ص: 259


1- الأصل: و قد، و التصويب عن م.
2- الأصل: شهدوا، و المثبت عن م.
3- في م: إني لم أترك.
4- الأصل و م: فأتيه.

أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن أبي شريح، نا يحيى بن محمّد بن صاعد.

قالا: نا محمّد بن إسماعيل البخاري - زاد ابن صاعد: أبو عبد اللّه، نا علي بن الحكم الأنصاري، أنا سلام - زاد المحاملي: بن سليمان - و قالا: أبو المنذر القارئ، عن علي بن زيد، عن ابن المسيّب - سماه ابن صاعد: سعيدا (1).

أن (2) عثمان بن عفّان، قال لرجل - و قال المحاملي: لعبد الرّحمن بن عوف:- أمّا قولك: ما شهدت بدرا فإن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم خلّفني - زاد المحاملي: يوم بدر - و قالا:- على ابنته و ضرب لي بسهم، و أعطاني أجري، و أمّا قولك يوم أحد، فإن اللّه عفا عني، و أمّا قولك يوم كذا، قال أبو عبد البخاري - و في حديث ابن صاعد، قال ابن صاعد: يعني يوم الحديبية - فإن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بعثني إلى ناس من المشركين - زاد المحاملي: و علمت ذاك - قال: لمّا حبست، و قال المحاملي: احتبست - ضرب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بيمينه على شماله، و شمال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم خير من يميني.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن غانم بن أحمد، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، أنا أبي، أنا أبو إسحاق إسماعيل بن عمرو السمرقندي، نا محمّد بن حامد بن حميد، نا علي بن إسحاق السّمرقندي، نا محمّد بن مروان، عن محمّد بن السائب، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال:

نزلت في عثمان، و أبي حذيفة بن عتبة، و رافع بن المعلّى الأنصاري، و خارجة بن زيد: إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعٰانِ الآية (3).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (4)،حدّثني أبي، نا هاشم، نا أبو معاوية - يعني شيبان - عن عثمان بن عبد اللّه قال:

جاء رجل إلى ابن عمر، فقال: يا ابن عمر، إني سائلك عن شيء أ تحدثني (5) به ؟ قال:

نعم، فذكر عثمان، فقال ابن عمر: أمّا تغيّبه عن بدر فإنه كانت تحته ابنة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و كانت

ص: 260


1- الأصل: و م: سعيد.
2- بالأصل: بن، و المثبت عن م.
3- سورة آل عمران، الآية:155.
4- مسند أحمد بن حنبل 464/2-465 رقم 6018.
5- في المسند: تحدثني به ؟.

مريضة، فقال له النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«إنّ لك أجر رجل شهد بدرا و سهمه»، و أمّا غيبته (1) عن بيعة الرضوان، فإنه لو كان أحد أعزّ ببطن مكة من عثمان لبعثه، فبعث عثمان، و كانت بيعة الرضوان بعد ما ذهب عثمان إلى مكّة، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بيده اليمنى:«هذه يد عثمان» فضرب بيده الأخرى عليها، فقال:«هذه لعثمان»، فقال ابن عمر: اذهب بهذه الآن معك[7978].

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا يوسف بن محمّد، قالا: أنا أبو نعيم، نا.

[ح] (2) و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن فورك، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يونس بن حبيب، نا أبو داود الطيالسي، نا أبو عوانة و شيبان، عن عثمان بن عبد اللّه بن موهب، عن ابن عمر.

أنه قال لرجل: أمّا قولك الذي سألتني عنه: أشهد عثمان بدرا؟ فإنه شغل بابنة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فضرب له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بسهمه، و أمّا بيعة الرّضوان، فإن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بعثه إلى أهل مكة، و لو كان أحد - و في حديث أبي نعيم: و لو أن أحدا - أوثق في نفسه من عثمان لبعثه، و كانت البيعة و عثمان غائب، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«يدي هذه لعثمان»، فضرب بإحدى يديه على الأخرى، و أمّا تولّيه يوم التقى الجمعان فأشهد أنّ اللّه قد عفا عنه، اذهب بهذا معك[7979].

أخبرنا أبو القاسم الكاتب، أنا أبو علي الواعظ ، أنا أبو بكر بن مالك، نا أبو عبد الرّحمن (3)،حدّثني أبي أحمد، نا عفان، نا أبو عوانة، نا عثمان بن عبد اللّه بن موهب، قال:

جاء رجل من مصر يحجّ البيت، قال: فرأى قوما جلوسا فقال: من هؤلاء القوم ؟ فقالوا: قريش، قال: فمن الشيخ فيهم ؟ قالوا: عبد اللّه بن عمر، فقال: يا ابن عمر، إنّي سائلك عن شيء، أو أنشدك أو نشدتك بحرمة هذا البيت أتعلم أن عثمان فرّ يوم أحد؟ قال:

نعم، قال: فتعلم أنّه غاب عن بدر فلم يشهد؟ قال: نعم، قال: و تعلم أنه تغيب عن بيعة

ص: 261


1- في المسند: تغيبه.
2- «ح» حرف التحويل سقط من م.
3- مسند أحمد بن حنبل 423/2 رقم 5776.

الرّضوان ؟ قال: نعم، قال (1):فكبّر، قال: فقال ابن عمر: تعال (2) أبيّن لك ما سألتني عنه، أمّا فراره يوم أحد فأشهد أن اللّه قد عفا عنه و غفر له، و أمّا تغيّبه عن بدر فإنه كانت تحته ابنة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و إنها مرضت فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«لك أجر رجل شهد بدرا و سهمه»، و أمّا تغيّبه عن بيعة الرضوان، فلو كان أحد أعزّ ببطن مكة من عثمان لبعثه، بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم عثمان و كانت بيعة الرضوان بعد ما ذهب عثمان، فضرب بها على يده و قال:«هذه لعثمان»، قال: و قال ابن عمر: اذهب بهذا الآن معك.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر القشيري، قالا: أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو (3) بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ.

قالا: أنا أبو يعلى، نا وهب بن بقية، أنا خالد، عن كليب بن وائل، عن حبيب بن أبي مليكة، قال:

إني لقاعد عند ابن عمر، إذ أتاه رجل، فقال: أشهد عثمان بدرا؟ قال: لا، قال: و شهد بيعة الرضوان ؟ قال: لا، قال: فكان ممن تولى يوم التقى الجمعان ؟ قال: نعم، قال: فانطلق، فقيل له: يا أبا عبد الرّحمن إنّ هذا سيخبر أنك تنقّصت عثمان، قال: ردّوه عليّ ، قال له ابن عمر: أمّا يوم بدر، فإن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم خلّفه لحاجته، فأسهم له، و لم يكن يسهم لغائب، و أما بيعة الرضوان، فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بعثه إلى أهل مكة، فأخرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يده فمسحها على كفه و قال:«هذه لعثمان»، فيد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم خير من يد عثمان، و أمّا يوم التقى الجمعان، فإنّ اللّه قد عفا عنهم - و قال ابن حمدان: عنه - اذهب، فاجهد عليّ جهدك.

رواه مروان بن معاوية الفزاري، عن كليب، فأدخل بينه و بين حبيب رجلا:

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، نا محمّد بن محمّد بن سليمان، نا أبو نعيم عبيد بن هشام الحلبي، نا الفزاري، عن كليب بن وائل، عن هانئ بن قيس، عن حبيب بن أبي مليكة، قال:

ص: 262


1- في المسند: قال: فكبر المصري، فقال ابن عمر.
2- بالأصل و م: تعالى. تصحيف، و الصواب ما أثبت.
3- الأصل:«عمر» و التصويب عن م، و السند معروف.

كنت جالسا عند عبد اللّه بن عمر، فأتاه رجل، فقال: يا أبا عبد الرّحمن أشهد عثمان بيعة الرّضوان ؟ قال: لا، قال: أ فشهد يوم بدر؟ قال: لا، قال: أ كان يوم التقى الجمعان ؟ قال: نعم، قال: فخرج الرجل، فقيل لابن عمر: إنّ هذا يرجع إلى أصحابه فيخبر أنك وقعت في عثمان، قال: أو فعلت ؟ قال: كذلك يقول: ردّوا عليّ الرجل، فردّوه، فقال: أحفظت ما قلت لك ؟ قال: نعم، سألتك عن كذا فقلت كذا، و سألتك عن كذا، فقلت كذا، قال ابن عمر:

أمّا بيعة الرّضوان فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم كان بعثه إلى أهل مكة يستأذنهم أن يدخل مكة، فأبوا فقام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فقال:«إنّ عثمان في حاجة اللّه و حاجة رسوله» و بايع له، فصفق رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بإحدى يديه على الأخرى، و أمّا يوم بدر، فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قام فقال:«إنّ عثمان انطلق في حاجة اللّه و حاجة رسوله» فضرب له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بسهم، و لم يضرب لأحد غاب عنه غيره، ثم تلا عليه إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعٰانِ (1) إلى آخر الآية، قال: اذهب الآن فاجهد كل جهدك[7980].

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، و أبو المعالي بن الشّعيري، قالا: أنا أحمد بن عبد الواحد بن محمّد، أنا جدي محمّد بن أحمد، نا محمّد بن جعفر بن سهل، نا أحمد بن سهل العسكريّ ، نا أحمد بن محمّد بن رشدين، نا يوسف بن عدي، نا عبيد اللّه بن عمرو الرّقّي، عن الأعمش، عن أبي صالح طهمان مولى العباس بن عبد المطلب، قال:

أرسلني العباس إلى عثمان أدعوه، فأتيته في دار القضاء، فقلت: إنّ العباس يدعوك، فقال: نعم، أفرغ من شأني ثم آتيه، قال: فأتاه، فلمّا دخل عليه قال: أفلح الوجه أبا الفضل، قال: و وجهك، قال: إنّ رسولك أتاني و أنا في دار القضاء، ففرغت من شأني ثم أتيتك فحاجتك ؟ قال: لا و اللّه، إلاّ أنه بلغني أنك أردت أن تقوم بعليّ و أصحابه فتشكوهم إلى الناس، و عليّ ابن عمك و أخوك في دينك، و صاحبك مع نبيّك صلّى اللّه عليه و سلم، قال: أجل فو اللّه لو أنّ عليا شاء أن يكون أدنى الناس، لكان، ثم أرسلني إلى عليّ ، فأتيته، فقال: إن أبا الفضل يدعوك، فلمّا جاءه قال: إنّه بلغني أن عثمان أراد أن يقوم بك و أصحابك، و عثمان ابن عمك و أخوك في دينك و صاحبك مع نبيّك صلّى اللّه عليه و سلم، فقال علي: و اللّه لو أنّ عثمان أمرني أن أخرج من داري لفعلت.

ص: 263


1- سورة آل عمران، الآية:155.

آخر (1) الجزء الثامن و العشرين بعد الثلاثمائة من الأصل (2).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السّمرقندي، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، و أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان، و أبو نصر بن الجندي، و أبو بكر القطّان، و أبو القاسم عبد الرّحمن بن الحسين.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن يحيى بن ياسر.

ح و أخبرنا أبو الحسن (3) أيضا، أنا الحسن بن أحمد بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن بن السّمسار.

قالوا: أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب، نا أبو زرعة، نا يحيى بن معين، نا غندر، نا شعبة، عن عمرو بن مرة، قال: سمعت ذكوان (4) أبا صالح يحدث عن صهيب مولى [العباس قال: أرسلني] (5) العباس إلى عثمان أدعوه فأتيته فإذا هو يغدّي الناس، فدعوته (6)، فأتاه، فقال: أفلح الوجه أبا الفضل، فقال العباس: و وجهك يا أمير المؤمنين، فقال عثمان:

ما زدت إذ أتاني رسولك و أنا أغدّي الناس فغدّيتهم ثم أقبلت، قال له العباس: أذكرك اللّه في عليّ ، فإنّه ابن عمك و أخوك في دينك، و صاحبك مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و صهرك، فإنّه بلغني أنك تريد أن تقوم بعليّ و أصحابه، فأعفني من ذلك يا أمير المؤمنين، فقال عثمان: إنّ أول ما جئتك به أن قد شفّعتك؛ أن عليا لو شاء ما كان أحد دونه، و لكنه أبى إلاّ رأيه، قال: ثم بعث العباس إلى علي، فقال له:- أحسبه قال:- أذكرك اللّه في ابن عمك و ابن عمتك و أخيك في دينك، و صاحبك مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و ولي بيعتك. قال علي: و اللّه لو أمرني أن أخرج من داري لخرجت، فأما أداهن أن لا يقام بكتاب اللّه فلم أكن لأفعل.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر أحمد بن علي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي،[نا محمد بن هبة اللّه،

ص: 264


1- ما بين الرقمين ليس في م.
2- ما بين الرقمين ليس في م.
3- الأصل: الحسين، تصحيف.
4- الأصل: ذكروان، تصحيف، و التصويب عن م، و هو ذكوان أبو صالح السمان الزيات، ترجمته في تهذيب الكمال 82/6.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
6- الأصل و م: بدعوته.

قالا] (1) أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب.

قال: و حدّثني أبو بشر و عبد الرّحمن بن المبارك، قالا: نا خالد بن الحارث.

ح قال: و نا يعقوب، نا عبيد اللّه بن معاذ، نا أبي جميعا.

قالا: نا شعبة، عن عمرو بن مرّة، قال: سمعت ذكوان يقول: سمعت صهيبا مولى العباس بن [عبد] (2) المطلب يقول: أرسلني العباس إلى عثمان بن عفّان أدعوه، قال: فأتيته و هو يغدّي الناس، فلما فرغ أتاه، فقال: أفلح الوجه أبا الفضل، قال: و وجهك يا أمير المؤمنين، قال: ما هو إلاّ أن غدّيت الناس ثم أتيتك، قال: أذكّرك اللّه يا أمير المؤمنين في عليّ ابن عمك، و ابن عمتك، و صهرك، و أخيك في دينك، و صحبك - أو قال: و صاحبك - و قال معاذ: صاحبك - مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و قد بلغني أنك تريد أن تقوم به و بأصحابه فشفّعني، و قال الآخر: فأعفني من ذلك، فقال: إنّ أول ما أجيبك فإنّي قد شفّعتك، و اللّه لو شاء علي ما كان أحد دونه، و لكنه أبى إلاّ رأيه، قال: ثم بعثني إلى عليّ ، فجاء، فقال: إنّ عثمان ابن عمك و ابن عمتك، و أخوك في دينك و صحبك - أو قال صاحبك - مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و ولي بيعتك، فقال: لو أمرتني (3) أن أخرج من داري لفعلت، فأما أن أداهن في كتاب اللّه فلا - و قال معاذ:

فأما أن أدهن في أن لا يقام كتاب اللّه فلم أكن لأفعل-.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور محمّد بن الحسن، أنا أحمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن محمد، نا محمّد بن إسماعيل، نا علي، عن خالد بن الحارث، نا شعبة، عن عمرو بن مرّة، قال: سمعت ذكوان قال: سمعت صهيب (4) مولى العبّاس قال:

أرسلني العباس إلى عثمان فقال: عليّ ابن عمك و ابن عمّتك، و صهرك، و أخوك في دينك، و صاحبك مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و بلغني أنك تريد أن تقوم به و بأصحابه، فقال: لو شاء علي ما كان أحد دونه، ثم أرسلني إلى علي، فقال: إنّ عثمان ابن عمك، و ابن عمتك، و أخوك في دين اللّه عزّ و جل، و صاحبك مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و ولّي بيعتك، قال: لو أمرني أن أخرج من داري لفعلت.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم السلمي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين محمّد بن

ص: 265


1- الزيادة بين معكوفتين عن م.
2- سقطت من الأصل و استدركت عن م.
3- كذا بالأصل و م، و قد تقدم في رواية سابقة: أمرني.
4- كذا بالأصل و م.

الحسين بن الفضل، و أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان، قالا: أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن عمروية المعروف بابن علم الصفار (1)،نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا محمّد بن محبوب، نا عبد الواحد بن زياد، نا محمّد بن سوقة، عن منذر الثوري، عن ابن الحنفيّة قال:

ما سمعت أبي سبّ عثمان قط ، و لو كان سابّه يوما سبّه يوم أقول لكم بعثني إليه بصحف، فقال: هذه صحف سعاة (2) النبي صلّى اللّه عليه و سلم، كان يأخذون عليها، قال: اذهب لا حاجة لي في صحيفتك، فأتيت أبي (3) فأخبرته، فقال: لا يضرك، أذهب، فضعها من حيث أخذتها.

أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد، أنا أبو بكر بن خلف، أنا الحاكم أبو عبد اللّه، أنا أبو علي البرنوذي (4)-و هو محمّد بن علي بن عمر - نا عيسى بن محمّد، نا سفيان، عن محمّد بن سوقة، عن منذر الثوري، عن ابن الحنفيّة قال:

ما سمعت عليا ذاكرا عثمان بسوء قطّ ، و لو كان ذاكره بسوء لذكره يوما، و سأخبر (5):

كان الناس أتوا عليا يشكون إليه سعاة عثمان، فأرسلني أبي، فقال: يا بني خذ هذا الكتاب، فإنّ فيه عشر النبي صلّى اللّه عليه و سلم و الصدقة، فاذهب به إلى عثمان، قال (6):فأتيته، فأخبرته به، فقال:

انطلق فلا حاجة لنا به، فأتيت أبي فأخبرته، فقال: لا عليك، ضعه حيث أخذته.

قال سفيان: لم يجد عليّ بدا حين كان عنده علم أن ينهيه إليه، و نرى أن عثمان إنّما ردّه أنّ عنده من ذلك علما (7)،فاستغنى عنه.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد (8)،حدّثني أبي، نا عفان.

ح و أخبرنا عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (9)،أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو محمّد بن أبي حامد المقرئ في آخرين، قالوا: أنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا

ص: 266


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 544/15.
2- يعني بهم ولاة الصدقة.
3- «أبي» سقطت من م.
4- الأصل و م بالدال المهملة، و المثبت و الضبط عن الأنساب، و هذه النسبة إلى برنوذ، من قرى نيسابور (انظر معجم البلدان).
5- كذا بالأصل و م، و المختصر 177/16.
6- استدركت على هامش م و بعدها صح.
7- الأصل و م: علم.
8- مسند أحمد بن حنبل 252/3 رقم 8549.
9- دلائل النبوة للبيهقي 393/6.

إبراهيم بن مرزوق، نا عفان بن وهيب.

نا موسى بن عقبة، حدّثني أبو أمي أبو حبيبة أنه دخل الدار و عثمان محصور فيها، و أنه سمع أبا هريرة يستأذن عثمان في الكلام، فأذن له، فقام، فحمد اللّه و أثنى عليه، ثم قال: إنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّكم ستلقون - و في حديث أحمد: تلقون - بعدي فتنة و اختلافا [-أو قال: اختلافا] (1) و فتنة»- فقال له قائل من الناس: فمن لنا يا رسول اللّه ؟- زاد إبراهيم:

أ و ما تأمرنا به - و قالا:- فقال:«عليكم بالأمين و أصحابه» و هو يشير إلى عثمان بذلك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو الحسين محمّد بن عبد اللّه بن أخي ميمي، نا عبد اللّه بن سليمان، نا عيسى بن هلال السّليحي (2).

ح و أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن يحيى بن عبد الجبار السكري، أنا أبو علي إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل بن صالح الصفار، نا عباس بن عبد اللّه التّرقفي.

قالا: نا مروان بن محمد، نا ابن أبي الزناد نا - و في حديث السّليحي - عن - موسى بن عقبة، عن جده، قال: سمعت أبا هريرة يقول:

ذكر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم - و في حديث السّليحي: النبي صلّى اللّه عليه و سلم - الفتنة، فقالوا:- و في حديث السّليحي: فتنة - فقالوا: يا رسول اللّه ما - و قال السّليحي-: فما - المخرج منها؟ قال:

«عليكم بالأمين و أصحابه» يعني عثمان - زاد السّليحي: بن عفّان-.

أخبرنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن، أنا أبو القاسم يوسف بن محمّد، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، نا محمّد بن عثمان بن خالد بن عمر بن عبد اللّه بن الوليد بن عثمان بن عفّان، حدّثني عثمان بن خالد، عن عبد الرّحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن الأعرج، عن أبي هريرة.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ذكر فتنة فقربها، فجاء رجل مقنع، فقال:«هذا و أصحابه يومئذ على الحق»، قال أبو هريرة: فأخذت كتفي [عثمان] (3) ثم رددت وجهه على النبي صلّى اللّه عليه و سلم فقلت: هذا يا رسول اللّه ؟ قال:«نعم»[7981].

ص: 267


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م و المسند.
2- ضبطت بضم السين و فتح اللام عن الأنساب. قال: و قيل بفتح السين و كسر اللام.
3- الزيادة عن م.

أخبرنا أبو علي المقرئ في كتابه، و حدّثني أبو مسعود المعدل عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد نا (1) محمّد بن يحيى بن حمزة الدمشقي، حدّثني أبي، عن أبيه، عن سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، عن مرّة بن كعب البهزي قال:

كنت جالسا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فذكر الفتن، فمر رجل، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«هذا يومئذ و من معه على الحق»، فقمت إليه، فأخذت بردائه، فلفتّ بوجهه، فإذا هو عثمان بن عفّان، فقلت: هذا يا نبي اللّه ؟ قال:«هذا» (2)[7982].

أخبرنا أبو عبد اللّه بن البنّاء، أنا أبو القاسم يوسف بن محمّد، أنا أبو عمر، أنا أبو بكر، نا جدي يعقوب، نا موسى بن إسماعيل المنقري، نا وهيب، نا أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث، قال:

قامت خطباؤنا في إمارة معاوية، فكان آخر من تكلم مرّة بن كعيب (3)-و معنى الحديث واحد - قال: لو لا حديث سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ما قمت، سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ذكر فتنة فقرّبها فمرّ رجل مقنع، فقال:«هذا و أصحابه على الحقّ » أو على الهدى، فقلت: يا رسول اللّه و أقبلت بوجهه إليه،[هذا] (4) فقال:«هذا» فإذا عثمان بن عفان (5)[7983].

و ذكر [يعقوب له إسناد حديث قتادة و حديث كهمس (6) و قد تقدم (7)].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه، حدّثني أبي (8)،نا محمّد بن بكر - يعني البرساني - أنا وهيب بن خالد، نا أيوب، عن قلابة، عن أبي الأشعث، قال:

قامت خطباؤنا (9) ثلاثا في إمارة معاوية، فتكلموا، فكان آخر من تكلم مرّة بن كعب،

ص: 268


1- الأصل «بن» تصحيف، و التصويب عن م.
2- الخبر السابق مكرر بالأصل.
3- كذا بالأصل و م هنا «كعيب» و مرّ في الرواية السابقة:«كعب» و هو كعب بن مرة ترجمته في تهذيب الكمال 403/15 و قيل مرة بن كعب البهزي، من بهز بن الحارث بن سليم بن منصور.
4- الزيادة عن م.
5- «فإذا عثمان بن عفان» جاءت بالأصل بعد العبارة التالية بعد كلمة: و قد تقدم، قدمناها إلى هنا بما وافق عبارة م.
6- ما بين الرقمين سقط من م.
7- كذا بالأصل و م و في المطبوعة: كعب.
8- مسند أحمد بن حنبل 309/6 رقم 18090 و 236/4.
9- كذا بالأصل و م:«خطباؤنا ثلاثا» و الذي في المسند: خطباء بايلياء.

فقال: لو لا حديث سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ما قمت، سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يذكر فتنة، فقرّبها، فمر رجل مقنع، فقال:«هذا يومئذ و أصحابه على الحق و الهدى»، فقلت: هذا يا رسول اللّه ؟ و أقبلت بوجهه إليه، فقال:«هذا»، فإذا هو عثمان بن عفّان[7984].

رواه ابن عليّة، عن أيوب، فلم يذكر: أبا الأشعث.

أخبرتنا به أم المجتبى العلوية، قالت قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا محمود بن خداش، نا إسماعيل بن إبراهيم، نا أيوب، عن أبي قلابة، قال:

لما قتل عثمان قام خطباء، فقام من آخرهم رجل من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلم، يقال له:

مرّة بن كعب، قال: لو لا حديث سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ما قمت، إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ذكر فتنة - قال إسماعيل بن إبراهيم: أحسبها (1) قال: فقرّبها - فمرّ رجل مقنع، فقال:«هذا و أصحابه يومئذ على الحق»، فانطلقت بمنكبه، فقلبت بوجهه إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فقلت:

هذا؟ قال:«نعم»، قال: فإذا هو عثمان بن عفّان[7985].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا بهز و عبد الصمد، قالا: نا أبو هلال، عن قتادة، عن عبد اللّه بن شقيق، عن مرّة البهزي، قال: كنت (3) عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و قال بهز في حديثه:

قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«تهيج فتنة كالصّياصي (4)،فهذا و من معه على الحق»، قال: فذهبت فأخذت بمجامع ثوبه، فإذا هو عثمان بن عفّان[7986].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري.

ح (5) و أخبرنا أبو منصور موهوب بن أحمد بن محمّد بن الخضر، و أبو الحسين أحمد بن محمّد بن الطّيّب، قالا: أنا أبو القاسم بن البسري.

قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا عمرو بن علي، نا

ص: 269


1- كذا بالأصل و م.
2- مسند أحمد بن حنبل 299/7 رقم 20373.
3- كذا بالأصل و م و المسند، و في المطبوعة:«كتب» و هو أشبه باعتبار السياق.
4- الصياصي واحدتها صيصة، و هي قرون البقر، شبه الفتنة بها لشدتها و صعوبة الأمر فيها.(اللسان).
5- «ح» حرف التحويل أضيف عن م.

معاذ بن هانئ، نا أبو هلال، عن قتادة، عن عبد اللّه بن شقيق، عن مرّة البهزي، قال:

ذكر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم الفتن، فقال:«تهيج على الأرض كصياصي البقر»، فمرّ بنا رجل مقنع، فقال:«هذا و أصحابه يومئذ على الحقّ »، فقمت، فأخذت بمجامع ثوبه، فإذا هو عثمان.

أخبرناه عاليا أبو يعقوب يوسف بن أيوب بن الحسين، و أبو بكر (1) محمّد بن الحسين، و أبو منصور مقرّب بن الحسين بن الحسن، قالوا: أنا أبو الحسين بن المهتدي، نا الشيخ الصالح أبو الفتح يوسف بن عمر بن مسرور القوّاس.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، و عبيد اللّه بن محمّد بن إسحاق، فرقهما.

قالا: نا أبو القاسم البغوي - إملاء - نا طالوت بن عبّاد، نا أبو هلال، عن قتادة، عن عبد اللّه بن شقيق، عن مرّة البهزي.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«إنّه ستكون فتن كأنها صياصي بقر»، فمرّ بنا رجل مقنّع، فقال:

«هذا و أصحابه على الحق»، فذهبت فنظرت إليه فإذا هو عثمان بن عفّان.

و رواه كهمس بن الحسن، عن ابن شقيق بإسناد آخر:

أخبرنا أبو القاسم الكاتب، أنا أبو علي الواعظ ، أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه (2)، حدّثني أبي، نا أبو أسامة حمّاد بن أسامة (3)،أنا كهمس، عن عبد اللّه بن شقيق، حدّثني هرميّ بن الحارث، و أسامة بن خريم (4)،و كانا يغازياني (5)،فحدّثاني (6) حديثا لم يشعر كلّ واحد منهما أنّ صاحبه حدّثنيه، عن مرّة البهزي، قال:

بينما نحن مع نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في طريق من طرق المدينة، فقال:«كيف تصنعون في فتنة تثور في أقطار الأرض كأنها صياصي بقر؟» قالوا: نصنع ما ذا يا نبي اللّه ؟ قال:«عليكم هذا و أصحابه - أو اتبعوا هذا و أصحابه»-، قال: فأسرعت حتى عييت فلحقت الرجل، فقلت: هذا يا رسول اللّه ؟ قال:«هذا»، فإذا هو عثمان بن عفّان، فقال:«هذا و أصحابه» فذكره.

ص: 270


1- أقحم بعدها «بن».
2- مسند أحمد بن حنبل 299/7 رقم 20374.
3- «حماد بن أسامة» ليس في المسند.
4- الأصل و م: خزيم، تصحيف، و التصويب عن المسند، و ضبطت اللفظة عن الاكمال.
5- كذا بالأصل و م و في م و المسند: يغازيان.
6- الأصل: حدثنا، و المثبت عن م و المسند.

أخبرنا أبو الفرج قوام بن زيد بن عيسى، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا علي بن عمر بن محمّد الحربي، نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، نا يحيى بن معين، نا أبو أسامة، حدّثني كهمس، عن عبد اللّه بن شقيق، حدّثني هرم (1) بن الحارث، و أسامة بن خريم (2)،قال: كانا يغازيان فحدّثاني و لا يشعر كل واحد منهما أن صاحبه حدّثني - عن مرّة البهزي، قال:

بينما نحن مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في طريق من طرق المدينة، قال:«كيف تصنعون في فتنة تكون في أقطار الأرض كأنها صياصي بقر؟» قالوا: فنصنع ما ذا يا نبي اللّه ؟ قال:«عليكم بهذا و أصحابه»، قال: فأسرعت حتى عطفت إليّ الرجل، قال: قلت: هذا يا نبي اللّه ؟ قال:«هذا»، و إذا هو عثمان بن عفّان[7987].

و رواه يزيد بن هارون عن كهمس بإسناد آخر:

أخبرناه (3) أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (4)،حدّثني أبي، نا يزيد، أنا كهمس بن الحسن، نا عبد اللّه بن شقيق، حدّثني رجل من عنزة، يقال له: زائدة أو مزيدة بن حوالة، قال:

كنا مع رسول اللّه (5) صلّى اللّه عليه و سلم في سفر من أسفاره، فنزل الناس منزلا، و نزل (6) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في ظل دوحة (7)،فرآني و أنا مقبل من حاجة لي، و ليس غيره [و غير] كاتبه، فقال:«أ نكتبك يا ابن (8) حوالة»[قلت] (9) على ما برسول اللّه ؟ قال: فلها عني و أقبل على الكاتب، قال: ثم دنوت دون ذلك، قال: فقال:«أ نكتبك يا ابن حوالة»؟ قال: قلت: على ما يا رسول اللّه ؟ قال:

فلها عني، و أقبل على الكاتب، قال: ثم جئت فقمت عليهما، فإذا في صدر الكاتب أبو بكر و عمر فظننت أنهما لن يكتبا إلاّ في خير، فقال:«أ نكتبك يا ابن حوالة»، قلت: نعم يا نبي اللّه، فقال:«يا ابن حوالة، كيف تصنع في فتنة تثور في الأرض كأنها صياصي بقر؟» قال: أصنع ما ذا يا رسول اللّه ؟ قال:«عليك بالشام»، قال:«كيف تصنع في فتنة كأن الأولى فيها نفجة أرنب،

ص: 271


1- كذا بالأصل و م هنا، و مرّ في الرواية السابقة: هرمي.
2- الأصل و م: خزيم، تصحيف.
3- الأصل و م: أخبرنا.
4- مسند أحمد بن حنبل 300/7 رقم 20375.
5- في م: النبي صلّى اللّه عليه و سلم.
6- الأصل: و تولى، و المثبت عن م و المسند.
7- كذا بالأصل و م و المسند، و في المطبوعة: دومة.
8- الأصل:«بن» و المثبت عن م و المسند.
9- الزيادة عن م و المسند للإيضاح.

قال: فلا أدري كيف ؟ قال:«في الآخرة»، و لأن أكون (1) علمت كيف قال: في الآخرة أحبّ إلي من كذا و كذا[7988].

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم، نا ابن أبي خيثمة، قال:

سئل يحيى بن معين عن حديث يزيد بن هارون، عن كهمس بن الحسن، عن عبد اللّه بن شقيق، عن رجل من عنزة، يقال له زائدة - أو مزيدة - بن حوالة، كنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في سفر، فنزل في ظل دومة (2) نحو حديث إسماعيل، عن الجريري (3) و لم يذكر فيه عثمان، فقال: خطأ من يزيد.

و روي عن عبد اللّه بن شقيق، عن عبد اللّه بن حوالة:

أخبرناه (4) أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن، أنا أبو القاسم المهرواني (5)،أنا أبو عمر، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، نا الأسود بن عامر شاذان، و نا الحجاج بن المنهال.

قالا: نا حمّاد بن سلمة، عن سعيد الجريري، عن عبد اللّه بن شقيق، عن عبد اللّه بن حوالة، قال:

أتيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و هو تحت دومة. و هو يكتب الناس، فقال:«يا ابن حوالة أكتبك» قلت: نعم يا رسول اللّه، قال:«كيف أنت يا عبد اللّه بن حوالة و فتنة تكون في أقطار الأرض ؟» قلت: ما خار اللّه لي و رسوله، فقال:«اتبع هذا الرجل فإنه يومئذ و من اتّبعه على الحق»، قال:

فاتّبعته فأخذت بمنكبه، فلفّته قلت: هذا يا رسول اللّه ؟ قال:«نعم»، و إذا هو عثمان بن عفّان[7989].

أخبرنا أبو محمّد (6) هبة اللّه بن أحمد بن عبد اللّه، أنا عبد الرزاق بن عبد الكريم بن

ص: 272


1- الأصل:«و لا أكون»، و المثبت عن م و المسند.
2- مرّ في الرواية السابقة: دوحة. و الدومة واحدة الدوم و هي ضخام الشجر.
3- الأصل و م: الحريري، تصحيف، و هو سعيد الجريري، انظر الأنساب.(الجريري).
4- الأصل و م: أخبرنا.
5- ضبطت عن الأنساب، نسبة إلى مهروان ناحية بهمذان (راجع الأنساب و معجم البلدان).
6- «أبو محمد» ليست في م.

عبد الواحد، أنا محمّد بن إبراهيم بن جعفر، نا محمّد بن يعقوب بن يوسف، نا الحسن بن مكرم، نا علي - يعني - ابن عاصم، أنا الجريري عن عبد اللّه بن شقيق العقيلي، عن عبد اللّه بن حوالة، قال:

كنت عند النبي صلّى اللّه عليه و سلم و عنده كاتب يكتب، فقال:«يا عبد اللّه بن حوالة أ لا أكتبك ؟» فقلت: في أي شيء يا رسول اللّه (1)؟فأعرض عني، ثم قال:«يا عبد اللّه بن حوالة أ لا أكتبك ؟» قلت: في أي شيء؟ فأعرض عنّي، قال: فنظرت في الكتاب، فإذا فيه: أبو بكر و عمر، أو أحدهما، فقلت في نفسي، ما كتب أبو بكر و عمر إلاّ في خير، قال:«يا عبد اللّه أ لا أكتبك ؟» قلت: بلى يا رسول اللّه، قال:«يا عبد اللّه كيف بك إذا ظهرت فتنة في أطراف الأرض كأنها صياصي بقر؟» قلت: ما خار اللّه و رسوله، قال:«فكيف بك يا عبد اللّه إذا ظهرت فتنة أخرى كأنها انتفاجة (2) أرنب ؟» قلت: ما خار اللّه و رسوله، قال: و مرّ رجل متقنع، قال:«هذا يومئذ على الهدى»، قال: فتبعته، فأخذت بمنكبه، فأقبلت بوجهه على النبي صلّى اللّه عليه و سلم، فكشفت قناعه، قلت: هذا؟ قال:«هذا»، فإذا هو عثمان بن عفّان.

و الصحيح عندي قول من قال: مرّة بن كعب، فقد روي عنه من وجه آخر:

أخبرناه أبو الحسن الفرضي، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، و أبو (3) نصر بن طلاّب، قالا: أنا أبو بكر بن أبي الحديد، أنا أبو الحسين محمّد بن علي بن أبي الحديد، نا بحر بن نصر، نا أسد بن موسى.

ح و أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، ثم حدّثني أبو مسعود عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا أبو يزيد القراطيسي (4)،نا أسد بن موسى.

قال: و نا سليمان، قال: و نا بكر بن سهل، نا عبد اللّه بن صالح.

قالا: نا معاوية بن صالح عن - و في حديث محمّد: حدّثني - سليم بن عامر، عن جبير بن نفير قال:

كنا معسكرين مع معاوية بعد قتل عثمان فقام مرّة بن كعب البهزي فقال: أم و اللّه لو لا

ص: 273


1- «يا رسول اللّه» استدركت عن هامش الأصل و بعدها: صح.
2- كذا بالأصل و م و المطبوعة هنا من هذا الوجه، و قد مرّ في رواية سابقة:«نفجة أرنب» يقال: نفج الأرنب إذا ثار، و نفجة الأرنب: أي وثبته من مجثمه، يريد تقليل مدتها (راجع تاج العروس بتحقيقنا: نفج).
3- بالأصل:«و انصر» و في م:«و أبي نصر».
4- الأصل: القراسيطي، و التصويب عن م.

شيء، سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ما قمت هذا المقام، قال: فلمّا سمع معاوية ذكر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أجلس الناس، فقال: بينا - و قال بحر: بينما - نحن عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم جلوس إذ مر بنا عثمان - زاد بحر: بن عفّان - رجلا مغدفا (1) فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ليخرجنّ من تحت رجلي، أو من تحت - و قال بحر: تحت قدمي هذا فتنة؛ هذا يومئذ و من اتّبعه على الهدى - و قال بحر: الحق»- فقمت - زاد بحر: أنا - حتى أخذت بمنكب - و قال بحر: بمنكبي - عثمان - زاد بحر: حتى و قالا: لفتّه إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فقلت: هذا؟ قال:«نعم، هذا» زاد بحر يومئذ - و من اتبعه على الهدى»، فقام عبد اللّه بن حوالة الأزدي من عند المنبر، فقال: إنّك لصاحب هذا؟ قال: نعم، قال - أم و قال بحر: أما - و اللّه إنّي لحاضر ذلك المجلس و لو كنت أعلم أن في البيت - و قال بحر: المجلس - مصدّقا لكنت أول من تكلّم به.

و رواه ابن مهدي عن معاوية فقلب اسمه و اسم أبيه فقال: كعب بن مرّة.

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي التميمي أنا أحمد بن جعفر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا عبد الرّحمن بن مهدي، نا معاوية، عن سليم بن عامر، عن جبير، قال:

كنا معسكرين مع معاوية بعد قتل عثمان، فقام كعب بن مرّة البهزي، فقال: لو لا شيء سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ما قمت هذا المقام، فلمّا سمع بذكر (3) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم جلس (4)الناس، قال: بينما نحن عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إذ مرّ عثمان بن عفّان مرجلا، قال: فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«لتخرجن فتنة من تحت قدمي - أو من بين رجلي - هذا، هذا يومئذ و من اتّبعه على الهدى»[7990]، قال: فقام ابن حوالة الأزدي من عند المنبر فقال: إنّك لصاحب هذا، فقال: نعم، قال: و اللّه إنّي لحاضر ذلك المجلس، و لو علمت أنّ لي في الجيش مصدّقا كنت أول من تكلّم به.

و رواه القدّاح عن معاوية فقال: فلان بن فلان البهزيّ :

أخبرناه أبو عبد اللّه بن البنّا، أنا أبو القاسم، أنا أبو عمر، أنا أبو بكر، نا جدي، نا أحمد بن عبد اللّه بن يونس، نا سعيد بن سالم القدّاح، نا معاوية (5) بن صالح عن سليم بن

ص: 274


1- مغدفا، يقال: أرسل قناعه على وجهه، فهو مغدف (راجع تاج العروس بتحقيقنا: غدف».
2- مسند أحمد بن حنبل 309/6 رقم 18089 و 236/4.
3- في م: يذكر.
4- كذا بالأصل و م، و في المسند: أجلس.
5- الأصل: نا معاوية بن معاوية.

عامر، عن جبير بن نفير أنه قال:

كنا معسكرين مع معاوية بعد ما قتل عثمان قال: فقام فلان بن فلان البهزي، قد سمّاه، فقال: أم و اللّه لو لا شيء سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ما قمت هذا المقام، قال: فلمّا سمع معاوية ذكر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أجلس الناس، قال: بينا نحن عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم جلوس إذ مرّ بنا عثمان مرجلا مغدفا، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«لتخرجن فتنة من تحت رجلي - أو تحت قدمي هذا، و هو يومئذ و من اتّبعه على الهدى»، قال: فقمت أنا حتى أخذت بمنكب عثمان حتى لفتّه إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فقلت: هذا تعني ؟ قال:«نعم، هذا و من تبعه على الهدى»، قال: فقام عبد اللّه بن حوالة الأزدي من عند المنبر و قال: إنّك لصاحب هذا - يعني: البهزي ؟- قال:

نعم، أما و اللّه إنّي لحاضر ذلك المجلس، و لو كنت أعلم أن في المجلس مصدّقا لي لكنت أول من تكلّم.

و رواه أبو صالح الخولاني، فقال: كعب بن مرّة:

أخبرنا أبو علي بن المقرئ في كتابه، ثم حدّثني أبو مسعود المعدل عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد الطّبراني، نا محمّد بن عيسى بن السّكن الواسطي، نا أحمد بن يونس، نا طلحة بن زيد، عن الوضين بن عطاء، عن زيد بن مرثد، عن أبي صالح الخولاني عن كعب بن مرّة البهزي، قال:

شهدت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و ذكر فتنة فقرّبها كأنها صياصي بقر، فمرّ رجل مقنّع بثوبه، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«هذا يومئذ و أصحابه على الهدى»، فقمت إلى الرجل، فأخذت بضبعه (1) فإذا هو عثمان بن عفّان.[7991] أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه (2)،حدّثني أبي، نا إسحاق بن سليمان الرازي، أخبرني مغيرة بن مسلم عن مطر الورّاق، عن ابن سيرين، عن كعب بن عجرة، قال:

ذكر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فتنة فقرّبها و عظّمها، قال: ثم مرّ رجل متقنع في ملحفة، فقال:«هذا يومئذ على الحق»، فانطلقت مسرعا أو محضرا فأخذت بضبعيه، فقلت: هذا يا رسول اللّه،

ص: 275


1- بضبعه: الضبع بالفتح ثم السكون، وسط العضد.
2- مسند أحمد بن حنبل 322/6 رقم 18141.

قال:«هذا»، فإذا هو عثمان بن عفّان[7992].

قال (1):و حدّثني أبي، نا يزيد، أنا هشام، عن محمّد عن كعب بن عجرة قال:

كنت عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فذكر فتنة فقرّبها، فمرّ رجل متقنع، فقال:«هذا يومئذ على الهدى»، قال: فاتّبعته حتى أخذت بضبعيه فحوّلت وجهه و كشفت عن رأسه فقلت: هذا يا رسول اللّه ؟ فقال:«نعم»، فإذا هو عثمان بن عفّان[7993].

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه بن كادش، أنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الحسين الوراق.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري.

و أخبرنا أبو منصور الجواليقي، و أبو الحسين أحمد بن محمّد بن الطيب، قالا: أنا أبو القاسم بن البسري.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه بن البنّا، أنا أبو محمّد الصّريفيني.

قالوا: أنا أبو طاهر المخلّص - إملاء - نا أبو محمّد يحيى بن محمّد بن صاعد، نا أبو سعيد الأشجّ ، نا عبد اللّه بن إدريس، و أبو أسامة عن (2) أبو هشام بن حسان، عن ابن سيرين، عن كعب بن عجرة (3).

قال: ذكر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فتنة فقرّبها، فمرّ رجل متقنع، فقال:«هذا - زاد ابن السمرقندي يومئذ - و قالوا: على الهدى»، فأخذت بضبعه، ففتلته أو قلبته، فاستقبلت النبي صلّى اللّه عليه و سلم فقلت:

هذا يا رسول اللّه ؟ فقال:«هذا»، فإذا عثمان بن عفّان[7994].

أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا هدبة، نا همام، نا قتادة، عن محمّد بن سيرين، عن كعب بن عجرة، قال:

خطب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فذكر فتنة فقرّبها، فمرّ رجل مقنّع، فقال:«هذا يومئذ على

ص: 276


1- القائل أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن أحمد 324/6 رقم 18152.
2- الأصل: و أبو هشام، و التصويب عن م.
3- الأصل و م: عمرو، تصحيف، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 394/15.

الهدى»، فأخذت بيده فإذا هو عثمان، فقلبت بوجهه فقلت: يا رسول اللّه هذا؟ قال:

«نعم»[7995].(1) أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا النّضر بن عبد اللّه الحلواني، نا أزهر بن سعد، عن ابن (2) عون، عن محمّد بن سيرين، عن كعب بن عجرة.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم ذكر فتنة فقرّبها، فمرّ به رجل مقنّع الرأس، فقال:«هذا يومئذ على الحق»، فقمت إليه، فقلت: هذا؟[قال:«هذا»] (3) و إذا هو عثمان بن عفّان[7996].

أخبرنا أبو عبد اللّه بن البنا، أنا أبو القاسم المهرواني، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، نا الأسود بن عامر، نا سنان بن هارون التميمي، عن كليب بن وائل، عن ابن (4) عمر، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و ذكر فتنة، فمرّ رجل فقال:

«يقتل هذا يومئذ مظلوما»، قال ابن عمر: فنظرت إليه، فإذا هو عثمان بن عفّان[7997].

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو المظفر محمود بن جعفر [الكوسج] (5)،و أبو منصور بن شكرويه.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس - و اللفظ له - أنا أبو منصور بن شكرويه.

أنا أبو علي [الحسن] (6) بن أحمد بن البغدادي، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الكريم، نا محمّد بن إسحاق الصاغاني، نا الأسود بن عامر، نا سنان بن هارون، نا كليب بن وائل، عن ابن عمر، قال:

ذكر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فتنة، و مرّ رجل فقال:«يقتل هذا المقنّع مظلوما»، قال: فنظروا إليه فإذا هو عثمان بن عفّان[7998].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (7)،حدثني أبي، نا أسود بن عامر، نا سنان بن هارون، عن كليب بن وائل، عن ابن عمر، قال:

ص: 277


1- الخبر التالي سقط من م.
2- الأصل: أبي عون، تصحيف.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن المطبوعة.
4- بالأصل: أبي عمر، تصحيف، و التصويب عن م.
5- الزيادة عن م.
6- ما بين معكوفتين زيادة عن م.
7- مسند أحمد بن حنبل 454/2 رقم 5960.

ذكر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فتنة، فمرّ رجل، فقال:«يقتل فيها هذا المقنّع يومئذ مظلوما»، قال:

فنظرت فإذا هو عثمان بن عفّان.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو القاسم بن أبي (1) العلاء.

ح و أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن، أنا أبو الفضل بن الفرات.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا الحسن بن حبيب، نا أبو أمية، نا الأسود، عن سنان بن هارون، عن كليب، قال مرة: ابن وائل، عن ابن (2) عمر قال:

ذكر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فتنة و مرّ رجل متقنّع، قال:«يقتل هذا مظلوما»، فنظرت إليه فإذا هو عثمان بن عفّان[7999].

أخبرنا أبو طالب بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا جندل بن والق، نا سنان بن هارون البرجمي، عن كليب بن وائل، قال: ذكر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فتنة، فمر رجل مقنع، فقال:

«يقتل هذا يومئذ مظلوما»، فنظرنا فإذا عثمان بن عفّان.

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد في كتابه، ثم حدثني أبو مسعود عبد الرّحيم بن علي عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد بن أيوب الطّبراني، نا إبراهيم بن محمّد بن عرق (3) الحمصي، نا محمّد بن مصفّى، نا بقية، عن صفوان بن عمرو عن (4) يزيد بن أيهم (5)،عن النعمان بن بشير قال:

حججت فأتيت عائشة أم المؤمنين لأسلم عليها، فقالت: من أنت ؟ فقلت: أنا النعمان، فقالت: بن عمرة ؟ فقلت: نعم،[فقالت] (6) إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال يوما لعثمان:«إن كساك اللّه ثوبا فأرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه» قال النعمان: فقلت، غفر اللّه لك يا أم المؤمنين أ لا ذكرت هذا حين جعلوا يختلفون إليك، فقالت: أنسيته حتى بلغ اللّه عز و جل فيه أمره[8000].

ص: 278


1- «أبي» استدركت على هامش م.
2- الأصل: أبي.
3- الأصل: عوف، تصحيف، و المثبت عن م، و ضبطت اللفظة عن التبصير 1044/3 بكسر المهملة و راء ساكنة و قاف.
4- الأصل و م:«بن» تصحيف، انظر ترجمة صفوان بن عمرو السكسكي في تهذيب الكمال 120/9.
5- ترجمته في تهذيب الكمال 289/20.
6- سقطت اللفظة من الأصل و م و أضيفت للإيضاح عن المطبوعة و المختصر.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي الواعظ ، أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا أبو المغيرة، نا الوليد بن سليمان، حدّثني ربيعة (2)، عن عبد اللّه بن عامر، عن النعمان بن بشير، عن عائشة، قالت:

أرسل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إلى عثمان بن عفّان، فأقبل عليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فلما رأينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أقبلت إحدانا على الأخرى، فكان من آخر كلام كلّمه أن ضرب منكبه، فقال:

«يا عثمان، إنّ اللّه عسى أن يلبسك قميصا فإن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه حتى تلقاني، يا عثمان إنّ اللّه عسى أن يلبسك قميصا، فإذا أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه حتى تلقاني - ثلاثا-» فقلت لها: يا أم المؤمنين، فأين كان هذا عنك ؟ قالت: نسيته و اللّه، فما ذكرته، قال: فأخبرته معاوية بن أبي سفيان، فلم يرض بالذي أخبرته حتى كتب إلى أمير المؤمنين أن اكتبي إليّ به، فكتبت إليه به كتابا.

أخبرنا أتم هذا أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ، في كتابه، ثم حدّثني أبو مسعود بن أبي الوفاء عنه، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الحافظ ، نا أبو القاسم سليمان بن أحمد اللّخمي، نا أبو يزيد القراطيسي، نا أسد بن موسى.

ح قال: و نا بحر بن سهل، نا عبد اللّه بن صالح.

قالا: نا معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن عبد اللّه بن عامر، أن النعمان بن بشير حدّثه قال:

كتب معاوية إلى عائشة، قال: و آل عمر يومئذ آمنون في الناس من شيعة علي بن أبي طالب، و من شيعة عثمان بن عفّان، قال: فسرت حتى نزلت تبوكا (3) في ناحية إلى جانب قادة (4) و إذا شيخان قد أقبلا إليّ فقالا: من الرجل ؟ قلت: أنا أبو عبد اللّه، فقالا: و ممّن أنت ؟ فقلت: مولى لعمر بن الخطاب، ثم إنّي قمت أريد إهراقة الماء، فسمعت أحدهما يقول لصاحبه: لقد ضربت فيه الأنصار، فلما رجعت إليهما قالا: يا أبا عبد اللّه ننشدك باللّه أضربت فيك الأنصار؟ قلت: نعم، أمي امرأة من أنفس الأنصار، و أبي مولى لعمر بن الخطاب، قال:

ص: 279


1- مسند أحمد بن حنبل 372/9 رقم 24620.
2- في م و المسند: ربيعة بن يزيد.
3- كذا بالأصل، و في م: تبركا. و تبوك: بين الحجر و أول الشام على مراحل من الحجر (معجم البلدان).
4- كذا بالأصل و م.

فو اللّه ما زال الحديث يجري بيني و بينهم، فإذا هم من شيعة عثمان، فأطلعتهما على أمري، و أنبأتهما بخبري، فأرشداني الطريق، و أمراني برأيهما لي، قال: فقدمت إلى عائشة، فدفعت إليها كتاب معاوية، فقالت: يا بنيّ أ لا أحدثك شيئا سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ؟ قلت: بلى يا أم المؤمنين، قالت: فإنّي كنت عنده أنا و حفصة يوما من ذلك فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«لو كان عندنا رجل يحدّثنا» فقلت: يا رسول اللّه أ لا أبعث لك إلى أبي بكر، فسكت، ثم قال:«لو كان عندنا رجل يحدّثنا»، فقالت حفصة: أ لا أبعث لك إلى عمر، فسكت، ثم دعا إنسانا فأسرّ إليه سرا، ثم أرسله، قالت: فما كان شيئا حتى أقبل عثمان، فجلس إليه بوجهه و حديثه، قالت: فسمعته يقول:«يا عثمان إنّ اللّه لعله يقمّصك (1) قميصا، فإن أرادوك على خلعه فلا تخلعه» يقول ذلك ثلاث مرّات، قلت: يا أم المؤمنين فأين كنت عن هذا الحديث ؟ قالت: يا بني لقد نسيته، حتى ما ظننت أنّي سمعته.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر بن مالك، حدّثني عبد اللّه بن أحمد بن محمّد بن حنبل (2)،حدّثني أبي، نا عبد الرّحمن بن مهدي، نا معاوية، عن ربيعة - يعني: بن يزيد - عن عبد اللّه بن أبي قيس أن النعمان بن بشير حدّثه قال:

كتب معي معاوية إلى عائشة قال: فقدمت [على عائشة، قال: فدفعت] (3) إليها كتاب معاوية، فقالت: يا بني أ لا أحدّثك بشيء سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ؟ قلت: بلى، قالت: فإنّي كنت أنا و حفصة يوما من ذاك عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فقال:«لو كان عندنا رجل يحدّثنا»، فقلت:

يا رسول اللّه أ لا أبعث إلى أبي بكر، فسكت، ثم قال:«لو كان [عندنا رجل يحدّثنا (4)»]، فقالت حفصة: أ لا أرسل لك إلى عمر، فسكت ثم قال:«لا»، ثم دعا رجلا فسارّه بشيء، فما كان إلاّ أن أقبل عثمان، فأقبل عليه بوجهه و حديثه، فسمعته يقول له:«يا عثمان إنّ اللّه لعله أن يقمّصك قميصا، فإن أرادوك على خلعه فلا تخلعه» ثلاث مرات. قال: فقلت: يا أم المؤمنين، فأين كنت عن هذا الحديث ؟ قالت: يا بني، و اللّه لقد أنسيته، حتى ما ظننت أنّي سمعته[8001].

أخبرنا أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصمد بن علي بن البدن، نا أبو الحسين بن

ص: 280


1- قمصك قميصا أي سيلبسك لباس الخلافة (القاموس المحيط ).
2- مسند أحمد بن حنبل 486/9 رقم 25216.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م و المسند.
4- الزيادة عن م و المسند.

المهتدي، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي.

ح و أخبرنا (1) أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو منصور بن شكرويه، و أبو بكر السمسار، قالا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن خرّشيذ قوله.

قالا: أنا أبو عبد اللّه المحاملي، نا علي بن شعيب - زاد أبو المعالي: البزاز - نا موسى بن داود الكوفي، نا فرج (2) بن فضالة، عن محمّد بن الوليد الزّبيدي، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت:

سمعت النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال لعثمان:«إنّ اللّه مقمّصك - زاد ابن خرّشيذ قوله: قميصا - و قالا:

أو مسربلك سربالا، فإن أرادوك على خلعه فلا تخلعه لهم - و قال ابن خرّشيذ قوله: على أن تخلعه - فلا تخلعه و لا كرامة».

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا عبد اللّه بن الهيثم بن خالد، نا رزق اللّه بن موسى، نا موسى بن داود، نا فرج بن فضالة، عن محمّد بن الوليد الزّبيدي، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت:

كنت عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فقال:«لو كان عندنا من يحدّثنا»، قالت: قلت: يا رسول اللّه، أ لا أبعث إلى أبي، فسكت، فقال:«لو كان عندنا من يحدّثنا»، قلت: أ لا نبعث إلى عمر، فسكت، ثم دعا وصيفا (3) بين يديه، فسارّه، فإذا عثمان بن عفّان مستفتح، فأذن له، فدخل، فناجى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم طويلا، ثم قال:«يا عثمان، إنّ اللّه يقمّصك (4)-أو قال يسربلك (5)- سربالا فإن أرادك (6) المنافقون على خلعه فلا تخلعه و لا كرامة» يقولها مرتين أو ثلاثا[8002].

قال الدارقطني: تفرّد به الزّبيدي عن الزهري، و تفرد به الفرج بن فضالة، عن الزّبيدي.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه (7)،حدّثني أبي، نا موسى بن داود، نا فرج بن فضالة، عن محمّد بن الوليد الزّبيدي، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت:

كنت عند النبي صلّى اللّه عليه و سلم، فقال:«يا عائشة لو كان عندنا من يحدّثنا» قالت: قلت: يا

ص: 281


1- «و أخبرنا» استدركت على هامش م و بعدها صح.
2- الأصل: فرح، و المثبت عن م، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 42/15.
3- أي خادما.
4- في م: مقمصك أو مسربلك.
5- في م: مقمصك أو مسربلك.
6- الأصل: أراد، و المثبت عن م.
7- مسند أحمد بن حنبل 352/9 رقم 24520.

رسول اللّه، أ لا أبعث إلى أبي بكر، فسكت، ثم قال:«لو كان عندنا من يحدّثنا»، قالت:

قلت: أ لا أبعث إلى عمر، فسكت، قالت: ثم دعا و صيفا بين يديه، فسارّه، فذهب، قالت:

فإذا عثمان يستأذن، فأذن له، فدخل فناجاه النبي صلّى اللّه عليه و سلم طويلا، ثم قال:«يا عثمان، إنّ اللّه مقمّصك قميصا، فإن أرادك المنافقون على أن تخلعه فلا تخلعه لهم و لا كرامة» يقولها له مرتين أو ثلاثا.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا محمّد بن الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، أنا أبو إسماعيل الترمذي، نا موسى بن داود، نا فرج بن فضالة، عن محمّد بن الوليد الزّبيدي، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت:

كان النبي صلّى اللّه عليه و سلم مخليا بعثمان و هو يقول له:«إنّ اللّه مقمّصك قميصا - أو مسربلك سربالا - فإن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه و لا كرامة»[8003].

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز الصوفي، أنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد اللّه بن عمر المرّي، أنا أبو الفرج أحمد بن القاسم الخشاب، نا أحمد بن عبد اللّه أبو العبّاس البغدادي، نا ابن نفيل (1)،نا عتّاب بن شير، عن خصيف، عن مجاهد، عن عائشة قالت:

دخلت على النبي صلّى اللّه عليه و سلم و هو يناجي عثمان، فأدركت آخر كلامه و عثمان يقول: يا رسول اللّه، ظلما، أو عدوانا، فلما قتل علمت أنه مظلوم.

أخبرناه أبو العزّ كادش، أنا القاضي أبو الطّيّب الطبري، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمّد، نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار.

[ح و] (2) أخبرناه أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن الخطاب، في كتابه.

ح و أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن، أنا سهل بن بشر.

قالا: أنا علي بن [محمد الفارسي، أنا] (3) محمّد بن أحمد الذهلي (4)،أنا أبو أحمد بن عبدوس.

ص: 282


1- هو أبو جعفر عبد اللّه بن محمد بن علي بن نفيل العقيلي، ترجمته في تهذيب الكمال 513/10.
2- الزيادة عن م.
3- الزيادة بين معكوفتين عن م.
4- أقحم بعدها بالأصل: أنا أبو أحمد الذهلي.

قالا: نا منصور بن أبي مزاحم، نا أبو سعيد المؤدب، عن خصيف، عن مجاهد، عن عائشة قالت:

دخل عثمان على النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و أنا دونهما، فناجاه طويلا، فما فجئني إلاّ و عثمان جاث على ركبتيه يقول: ظلما و عدوانا يا رسول اللّه،[قالت] (1) فظننت أنه أخبره بقتله.

أخبرنا أبو عبد اللّه بن البنّا، أنا أبو القاسم المهرواني، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، نا محمّد بن عبد الأعلى بن كناسة (2)،نا إسحاق بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، عن أبيه، قال:

بلغني أن عائشة قالت: ما استسمعت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إلاّ مرة، فإن عثمان جاءه في نحر الظهيرة، فسمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ اللّه ملبسك قميصا تريدك أمتي على خلعه، فلا تخلعه»، فلمّا رأيت عثمان يترك لهم كلّ شيء إلاّ خلعه علمت أنه عهد من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم[8004].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، نا محمّد بن كناسة الأسدي، أبو يحيى، نا إسحاق بن سعيد، عن أبيه قال: بلغني أن عائشة قالت:

ما استسمعت (4) على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إلاّ مرة واحدة (5)،جاءه في نحر الظهيرة، فظننت أنه جاءه في أمر النساء، فحملتني الغيرة على أن أصغيت إليه، فسمعته يقول:«إنّ اللّه ملبسك قميصا تريدك أمتي على خلعه، فلا تخلعه»، فلما رأيت عثمان يبذل لهم ما سألوه إلاّ خلعته، علمت أنه عهد من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم الذي عهد إليه[8005].

أخبرنا أبو عبد اللّه بن البنّا، أنا أبو القاسم، أنا أبو عمر، أنا أبو بكر، نا جدي، نا محمّد بن عثمان بن خالد بن عمرو بن عبد اللّه، حدّثني أبي، عن عبد الرّحمن بن أبي الزّناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«يا عثمان إنّ اللّه يقمّصك قميصا، فإن أرادك (6) المنافقون خلعه، فلا تخلعه حتى تلقاني»[8006].

ص: 283


1- سقطت من الأصل و م، و استدركت للإيضاح.
2- بضم الكاف و تخفيف النون و مهملة، تقريب التهذيب.
3- مسند أحمد بن حنبل 423/9 رقم 24891.
4- الأصل و م، و في المسند: استمعت.
5- الأصل و م، و في المسند:«إلاّ مرة».
6- في م: أراد المنافقون.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنا أبو طالب العشاري، نا ابن سمعون (1)،نا أبو الحسن علي بن أحمد بن الهيثم، نا عيسى بن موسى بن أبي حرب، نا المنهال بن بحر، نا حمّاد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال لعثمان:«إنّ اللّه مقمّصك قميصا يريدك الناس على خلعه فلا تخلعه، فإن أنت خلعته لم ترح رائحة الجنّة»[8007].

أخبرنا أبو العزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الحسن بن علي الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن نصر بن عرفة بن لؤلؤ، نا أبو معشر الحسن بن سليمان بن نافع الدّارمي، نا عباس أبو الوليد النّرسي، نا يحيى بن سعيد، نا إسماعيل، نا قيس، عن أبي سهلة (2)،عن عائشة قالت:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ادعوا لي - يعني (3) أصحابي-» فقلت: أبو بكر؟ قال:«لا»، قلت: فعمر؟ قال:«لا»، قلت: فعثمان ؟ قال:«نعم»، فلما جاء قال: تنحّى، قال: فجعل يسارّه، و لون عثمان يتغير[8008].

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد المالكي، أنا أبو (4) الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا عمر بن شبّة (5)،نا يحيى بن سعيد، عن إسماعيل، عن قيس، عن أبي سهلة، عن عائشة.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«ادعوا لي أصحابي»، قلت: أبا بكر؟ قال:«لا»، قلت: عمر؟ قال:

«لا»، قلت:[ابن عمك] (6) عليا؟ قال:«لا»، قلت: عثمان ؟ قال:«نعم»، فلما جاء، قال:

«تنحّى»، فجعل يناجيه يسارّه، و لون عثمان يتغير، فلما كان يوم الدّار و حصر، قلنا: يا أمير المؤمنين أ لا تقاتل ؟ قال: لا، إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم عهد إليّ عهدا و أنا صابر نفسي عليه[8009].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا

ص: 284


1- رسمها بالأصل:«ببعون» و المثبت عن م.
2- أبو سهلة مولى عثمان بن عفان، ترجمته في تهذيب الكمال 283/21.
3- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: بعض.
4- «أنا أبو الحسن» مكرر بالأصل.
5- الأصل: شيبة، تصحيف، و في م: شنة، تصحيف أيضا تقدم التعريف به.
6- الزيادة عن م.

عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا يحيى، عن إسماعيل، نا قيس، عن أبي سهلة، عن عائشة، قالت:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ادعوا لي بعض أصحابي»، قلت: أبو بكر؟ قال:«لا» قلت:

عمر؟ قال:«لا»، قلت: ابن عمك عليا؟ قال:«لا»، قال: قلت: عثمان ؟ قال:«نعم»، فلما جاء، قال:«تنحي»، فجعل يسارّه، و لون عثمان يتغير، فلما كان يوم الدار و حصر فيها، قلنا:

يا أمير المؤمنين أ لا تقاتل ؟ قال: إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم عهد إليّ عهدا و إنّي صابر نفسي عليه.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (2)،أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك، نا عبد الرّحمن بن محمّد بن منصور الحارثي، نا يحيى بن سعيد القطان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن أبي سهلة مولى عثمان بن عفّان، عن عائشة.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«ادع لي أو ليت عندي رجلا (3)[من أصحابي» قالت قلت: أبو بكر؟ قال:«لا» قلت: عمر؟ قال:«لا»، قلت: ابن عمك عليّ ؟ قال:«لا»، قلت: فعثمان ؟ قال:«نعم»] (4) قال: فجاء عثمان، فقال:«قومي»، قال: فجعل النبي صلّى اللّه عليه و سلم يسرّ إلى عثمان، و لون عثمان يتغير، فلما كان يوم الدار قلنا: أ لا تقاتل ؟ قال: لا، إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم عهد إليّ أمرا، فأنا صابر نفسي عليه.

أخبرنا أبو المظفر [بن] (5) القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ.

قالا: أنا أبو يعلى، نا موسى بن محمّد بن حيان، نا يحيى، عن إسماعيل بن أبي خالد، نا قيس، عن أبي سهلة، عن عائشة، قالت:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ادعوا لي بعض أصحابي»، قلت: أبو بكر؟ قال:«لا»، قلت:

ص: 285


1- مسند أحمد بن حنبل 309/9 رقم 24307.
2- أخرجه البيهقي في دلائل النبوة ط بيروت 391/6 و البداية و النهاية بتحقيقنا 202/7.
3- بالأصل و م و الدلائل: رجل.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م و دلائل النبوة.
5- الزيادة عن م.

عمر؟ قال:«لا»، قلت: ابن عمك عليّ ؟ قال:«لا»، قلت: فمن ؟ قال:«عثمان»، فلما جاء قال:«تنحّي»، فجعل يسارّه و لون عثمان يتغير، فلما كان يوم الدار و حصر قلنا: يا أمير المؤمنين أ لا تقاتل ؟ قال: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم عهد إليّ عهدا، و إنّي صابر نفسي عليه.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو محمّد الحسن بن عيسى بن المقتدر باللّه، نا أبو العباس أحمد بن منصور اليشكري، نا أبو القاسم الصائغ، نا الحسن - و هو ابن عرفة - نا محمّد بن خازم (1) أبو معاوية الضرير، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن أبي سهلة مولى عائشة (2) عن عائشة قالت:

قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ذات يوم:«لو أن عندي بعض أصحابي لشكوت إليه و ذكرت له»، قالت (3):فظننت أنه يريد أبا بكر، فقلت: أدعو لك أبا بكر؟ قال:«لا»، فقلت: أدعو لك عمر؟ قال:«لا»، فقلت: أدعو لك عليا؟ قال:«لا»، فقلت: أدعو لك عثمان ؟ فقال:«نعم»، قالت: فدعوت عثمان، فلما دخل البيت قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«تنحي» و أدنى عثمان منه، حتى مسّت ركبته ركبته، قال: فجعل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يحدث عثمان و يحمرّ وجه عثمان، قالت:

ثم قال له:«انصرف»، فلما كان يوم الدار قيل لعثمان: أ لا تقاتل ؟ قال: لا، إنّي قد عاهدت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم عهدا سأصبر عليه.

قالت عائشة: و كنا نرى أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم عهد إليه يومئذ فيما يكون من أمره.

كذا قاله و هو مولى عثمان لا مولى عائشة.

رواه سفيان بن عيينة، و زيد بن أبي أنيسة، عن إسماعيل بن أبي خالد، فجعله من مسند عثمان.

أخبرناه أبو سهل المزكّي، أنا أبو القاسم السّلمي، أنا محمّد بن إبراهيم، أنا أبو يعلى أحمد بن علي، نا موسى بن حيّان، نا ابن أبي الوزير، نا سفيان بن عيينة، عن ابن أبي خالد، عن قيس، عن أبي سهلة مولى عثمان بن عفّان، عن عثمان، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إنّك ستبتلى بعدي، فلا تقاتلنّ »[8010].

ص: 286


1- الأصل و م: حازم بالحاء المهملة تصحيف، و الصواب ما أثبت ترجمته في تهذيب الكمال 233/16.
2- كذا بالأصل و م: مولى عائشة، و قد مر أنه مولى عثمان بن عفان، و انظر ترجمته في تهذيب الكمال 283/21 و سينبه المصنف في آخر الحديث إلى الصواب.
3- الأصل و م: قال.

و أخبرناه (1) أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنا أبو المظفّر محمود بن جعفر، و أبو منصور محمّد بن علي، قالا: أنا أبو علي الحسن بن على البغدادي، نا محمّد بن علي بن يزيد، نا محمّد بن إسحاق النّسائي، نا عبد اللّه بن جعفر الرّقّي، نا عبيد اللّه بن عمرو، عن زيد، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن أبي سهلة مولى عثمان، قال:

قلت لعثمان يوم الدار: أ تقاتل (2) يا أمير المؤمنين ؟ قال: لا و اللّه لا أقاتل، إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم وعدني أمرا و أنا صابر عليه.

و أخبرنا أبو سهل، و نا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا زهير، نا وكيع، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن أبي سهلة.

أن عثمان قال يوم الدار: إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم عهد إليّ عهدا فأنا صابر (3) عليه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد أحمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان، أنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد الفرضي، أنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد، نا أحمد بن يحيى الصوفي، نا محمّد بن بشر، نا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن أبي سهلة مولى عثمان، عن عائشة قالت:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ادعوا لي بعض أصحابي»، قالت: قلت: أدعو لك أبا بكر؟ فسكت، قالت: قلت: أدعو لك عمر؟ فسكت، قالت: قلت: أدعو لك ابن عمك ؟ فسكت، قالت: قلت: أدعو لك عثمان ؟ قال:«ادعيه»، فجاء عثمان، فقال: هكذا بيده أي تنحّي، قالت: فجعل يقول لعثمان و وجهه يتغير، حتى إذا كان يوم الدار قيل لعثمان: أ لا تقاتل ؟ فقال: إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم عهد إليّ عهدا و أنا صابر نفسي[8011].

قال محمّد بن بشر: و لا أعلمه، إلاّ أني سمعت إسماعيل يقول:«و أنت سعيد إن كففت يدك».

أخبرنا أبو البركات الأنماطي (4)،و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، قالا: نا

ص: 287


1- عن م و بالأصل: و أخبرنا.
2- بالأصل: يقاتل، تصحيف، و التصويب عن م.
3- الأصل: صائر، و المثبت عن م.
4- تاريخ الثقات للعجلي ص 500.

الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد بن صالح، حدّثني أبي، قال: أبو سهلة مولى عثمان، كوفي، تابعي، ثقة.

أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم، أنا أبو القاسم علي بن محمّد الفارسي، أنا أبو الطّاهر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه، نا القاسم بن زكريّا المطرّز، نا أبو كريب محمّد بن العلاء بن كريب، نا أبو أسامة، عن الجريري، حدّثني أبو بكر العدوي (1)،قال:

سألت عائشة، هل عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إلى أحد من أصحابه عند موته ؟ قالت: معاذ اللّه [غير] (2) أنّي سأخبرك، ثم أقبلت على حفصة، فقالت: يا حفصة أنشدك باللّه أن تصدّقيني بباطل، و أن تكذبيني بحقّ ، قالت عائشة: هل تعلمين رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أغمي عليه ؟ فقلت:

أفرغ ؟ (3)،فقلت: لا أدري، فقال:«ائذنوا له»، فقلت: أبي ؟ فسكت، فقلت: أنت أبي ؟ فسكت، ثم أغمي عليه أشدّ من الأولى، فقلت: أفرغ ؟ فقلت: لا أدري، ثم أفاق، فقال؛ «ائذنوا له»، فقلت: أبي فسكت، فقلت: أنت: أبي، فسكت ثم أغمي عليه إغماءة أشدّ من الأوليين (4) حتى ظننا أنه قد فرغ فقلت: أفرغ فقلت: لا أدري، ثم أفاق فقال:«ائذنوا له»، فقلت: أبي ؟، فسكت، فقلت أنت: أبي، فسكت، فقالت إحداهما: لا ليس لأبي و لا أبيك، فقلت: أ تعلمين أنّ على الباب رجلا؟ ائذنوا له، فإذا عثمان،[و كان] (5) من أشد هذه الأمة حياء، و هو على الباب، فأذنوا له، فدخل فقال له النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«ادنه»، فدنا، فقال:«ادنه»، فدنا حتى أمكن يده رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فجعلها وراء عنقه، ثم سارّه، فلما فرغ قال:«أ فهمت ؟» قال:

سمعته أذناي و وعاه قلبي، ثم وضع يده وراء عنقه ثم سارّه، فلما فرغ قال:«أسمعت»؟ قال:

سمعته أذناي و وعاه قلبي، ثم وضع يده وراء عنقه، ثم سارّه فلما فرغ قال:«أ سمعت»؟ قال:

سمعته أذناي و وعاه قلبي، ثم قبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، قالت عائشة: أخبره أنه مقتول، و أمره أن يكفّ يده.

آخر [الجزء الرابع و الخمسين بعد الأربعمائة (6)].

أخبرنا أبو القاسم الشيباني، أنا أبو علي التميمي، أنا أبو بكر أحمد بن جعفر، نا

ص: 288


1- هو أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي الجهم القرشي العدوي، ترجمته في تهذيب الكمال 73/21.
2- الزيادة عن م.
3- أي مات.
4- الأصل و م: الأولتين.
5- الزيادة عن م.
6- ما بين الرقمين ليس في م.

عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي بن عاصم، عن سعيد بن إياس الجريري، عن [أبي] (2)عبد اللّه الجسري (3)،قال:

دخلت على عائشة و عندها حفصة بنت عمر، فقالت لي: هذه حفصة زوج النبي صلّى اللّه عليه و سلم، ثم أقبلت عليها، فقالت: أنشدك اللّه أن تصدقيني بكذب [قلته أ] (4) و تكذبيني بصدق [قلته] (5)قلت: تعلمين أني كنت أنا و أنت عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم،[فأغمي عليه] (6) فقلت لك أ ترينه قد قبض ؟ قلت: لا أدري، فأفاق فقال:«افتحوا له الباب» ثم أغمي عليه، فقلت لك: أ ترينه قد قبض ؟ فقلت: لا أدري، ثم أفاق فقال:«افتحوا له الباب»، فقلت لك: أبي أو أبوك ؟ فقلت:

لا أدري، ففتحنا له الباب، فإذا عثمان بن عفّان، فلما رآه النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«ادنه»، فأكبّ عليه فسارّه بشيء لا أدري أنا و أنت ما هو، ثم رفع رأسه، فقال:«أ فهمت ما قلت لك»؟ قال: نعم، قال:«ادنه» فأكب عليه أخرى مثلها، فسارّه بشيء لا ندري ما هو ثم رفع رأسه فقال:«أ فهمت ما قلت لك ؟» قال: نعم، قال:«ادنه» فاكبّ عليه إكبابا شديدا، فسارّه بشيء، ثم رفع رأسه فقال:«أ فهمت ما قلت لك ؟» قال: نعم، سمعته أذناي و وعاه قلبي، فقال له:«اخرج»[8012].

قال: قالت حفصة: اللّهمّ نعم، أو قال: اللّهمّ صدق.

أخبرنا أبو عبد اللّه (7) الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري قالا: أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى العلوية، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ.

قالا: أنا أبو يعلى، نا محمّد بن أبي بكر المقدّمي، نا أبو معشر، نا إبراهيم بن عمر - و قال ابن المقرئ: ابن محمّد و هو وهم - حدّثني أبي، عن عبد اللّه بن عمر، عن حفصة زوج النبي صلّى اللّه عليه و سلم.

أنها كانت قاعدة و عائشة مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«وددت أنّ معي بعض

ص: 289


1- مسند أحمد بن حنبل 125/10 رقم 26329.
2- الزيادة عن م و المسند.
3- اسمه حميري بن بشير الحميري البصري، ترجمته في تهذيب الكمال 271/5. و الجسري بالجيم المفتوحة بعدها مهملة (كما في تقريب التهذيب)، و في المغني: بفتح الجيم و تكسر، و بسكون السين. و هذه النسبة إلى جسر بطن من عنزة كما في اللباب.
4- الزيادة عن م و المسند.
5- الزيادة عن م و المسند.
6- ما بين معكوفتين زيادة عن م و المسند.
7- الأصل: عبد، و المثبت عن م.

أصحابي نتحدث» فقالت عائشة: أرسل إلى [أبي بكر يتحدث معك، قال:«لا» قالت حفصة:

أرسل إلى عمر يتحدث معك، قال:«لا» و لكن أرسل إلى] (1) عثمان، فجاء عثمان، فدخل، فقامتا فأرختا الستر، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم لعثمان:«إنّك مقتول، مستشهد، فاصبر صبرك اللّه، و لا تخلعنّ قميصا قمّصك اللّه ثنتي عشرة سنة و ستّة أشهر حتى تلقى اللّه و هو عليك» (2) قال عثمان: إن دعا النبي صلّى اللّه عليه و سلم لي بالصبر - و قال ابن المقرئ: قال عثمان: ادع [لي بالصبر - فقال:«اللّهمّ صبّره» فخرج عثمان، فلما أدبر قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«صبرك اللّه،] (3) فإنّك سوف تستشهد و تموت و أنت صائم و تفطر معي».

قال إبراهيم (4):و حدّثني أبي، عن عبد الرّحمن بن أبي بكر أن عائشة حدثته مثل ذلك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا [أبو] (5) أحمد بن عدي (6)،نا مكي بن عبدان، نا الحسن بن هارون، نا الوليد بن سلمة، عن سليمان بن هشام الأنصاري، عن أبي الرّحّال (7)،عن أنس، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«يا عثمان، إنّك ستبوء بالخلافة من بعدي، و سير يدك المنافقون على خلعها، و صم في ذلك اليوم [تفطر] (8) عندي»[8013].

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن، أنا سهل بن بشر، أنا أحمد بن عبد الرّحمن بن القاسم، أنا يوسف بن القاسم بن يوسف، أنا عبد اللّه بن زيدان بن بريد (9)البجلي، نا محمّد بن عبد الرّحمن المحرزي (10)،أنا حاتم بن عبيد اللّه البصري، عن

ص: 290


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.
2- كذا بالأصل و م.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.
4- بالأصل: أبو القاسم، تصحيف و الصواب عن م، و هو إبراهيم بن عمر بن أبان بن عثمان بن عفان انظر ترجمته في التاريخ الكبير 308/1.
5- سقطت من الأصل و أضيفت للإيضاح عن م.
6- أخرجه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 27/3 ضمن أخبار خالد بن محمد، أبي الرحال الأنصاري، بصري.
7- الأصل و م: الرجال، تصحيف. ضبطت اللفظة عن الاكمال، و انظر الحاشية السابقة.
8- الزيادة عن م و ابن عدي.
9- الأصل و م: يزيد، تصحيف.
10- ضبطت عن تبصير المنتبه.

هشام بن رفاعة (1)،عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:

دخل عثمان على النبي صلّى اللّه عليه و سلم و هو محلل الأزرار، فزرّها النبي صلّى اللّه عليه و سلم و قال:«كيف أنت يا عثمان إذا لقيتني يوم القيامة و أوداجك تشخب دما، فأقول: من فعل بك هذا؟ فتقول: بين خاذل و قاتل و آمر، فبينما نحن كذلك إذ ينادي مناد (2) من تحت العرش: إن عثمان قد حكم في أصحابه» فقال عثمان: لا حول و لا قوة إلاّ باللّه.

كذا قال، و إنما هو هشام بن زياد.

كتب إليّ أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم، ثم أخبرنا أبو القاسم فضائل بن الحسن بن فتح الكناني، أنا سهل بن بشر.

قالا (3):أنا محمّد بن الحسين بن الطّفّال، أنا محمّد بن أحمد الذهلي، نا الحسين بن عمر بن إبراهيم الثقفي، نا محمّد بن عبد الرّحمن المحرزي، نا حاتم أبو عبيدة البصري [عن هشام] (4) بن زياد أبي المقدام مولى عثمان، أنا هشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة قالت:

دخل عثمان على النبي صلّى اللّه عليه و سلم قالت: فزرّ عليه قميصه - يعني النبي صلّى اللّه عليه و سلم - فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:

«كيف أنت يا عثمان إذا جئتني يوم القيامة و أوداجك تشخب دما، فأقول: من صنع بك هذا؟ فتقول: بين آمر و قاتل و خاذل، فبينما نحن كذلك إذ ينادي مناد من قبل العرش ألا إن عثمان بن عفّان قد حكم في أصحابه»، قال (5):فقال عثمان: لا حول و لا قوة إلاّ باللّه العلي العظيم[8014].

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو يعلى بن الحبوبي، قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا عبد الرّحمن بن عثمان، أنا خيثمة بن سليمان، نا أبو عبيدة، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن وائل بن داود، عن يزيد البهي، قال: قال الزبير بن العوّام: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«اللّهمّ صبّر عثمان بن عفّان»[8015].

أخبرنا أبو عبد اللّه الأديب، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرى، نا أبو

ص: 291


1- كذا بالأصل و م، تصحيف و الصواب: زياد، و هو هشام بن زياد بن أبي يزيد القرشي، أبو المقدام، ترجمته في تهذيب الكمال 251/19 و سينبه المصنف إلى الصواب.
2- الأصل و م: منادي.
3- الأصل: قال، و التصويب عن م.
4- الزيادة عن م.
5- استدركت على هامش م.

العباس بن قتيبة، نا حرملة، نا ابن وهب، نا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن ربيعة بن لقيط ، أخبره عن ابن حوالة الأزدي صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أنه قال:«من نجا من ثلاث فقد نجا: موتي، و خروج الدّجال، و قتل لخليفة (1) قوّام مصطبر بالحقّ يعطيه»[8016].

أخبرنا أبو عبد اللّه أيضا، و أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد، قالا: أنا عبد الرّزّاق بن عمر بن موسى بن شمّة، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أحمد بن عبد الواحد بن جرير، نا عيسى بن حمّاد [نا الليث، عن يزيد] (2) بن أبي حبيب، عن ربيعة بن لقيط التجيبي، عن ابن حوالة الأسدي.

عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أنه قال:«من نجا من ثلاث فقد نجا، من نجا من ثلاث فقد نجا»، فقالوا: يا رسول اللّه (3)،فقال:«موتي، و من قتل خليفة مضطبر بالحقّ يعطيه، و الدّجّال»[8017].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (4)،حدّثني أبي، نا يحيى (5)،نا سعيد، نا قتادة أن أنس بن مالك حدّثهم.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم صعد أحدا، فتبعه أبو بكر، و عمر، و عثمان، فرجف بهم، فقال:«اسكن، نبيّ (6)،و صدّيق و شهيدان»[8018].

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، نا عبد اللّه بن أحمد بن إسحاق الجوهري، نا إبراهيم بن مروان، نا عمرو بن أبي رزين (7)،نا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم صعد أحدا فتبعه أبو بكر، و عمر، و عثمان، فرجف بهم، فقال:«اثبت، نبيّ ، و صدّيق و شهيدان»[8019].

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه، و أبو محمّد بختيار بن عبد اللّه

ص: 292


1- الأصل و م: الخليفة.
2- الزيادة عن م.
3- كذا بالأصل و م، و يبدو أن ثمة سقط في العبارة.
4- مسند أحمد بن حنبل 225/4 رقم 12107.
5- في المسند: ثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا شعبة، حدثنا قتادة أن أنس...
6- في المسند: عليك نبيّ .
7- بالأصل:«عمر بن أبي رزيق» و التصويب عن م و المطبوعة.

الهندي، قالا: أنا الحسن بن محمّد بن عبد العزيز، أنا أبو علي بن شاذان، أنا حمزة بن محمّد بن العباس، نا يحيى بن أبي طالب، نا عبد الوهاب بن عطاء، نا سعيد، عن قتادة، عن أنس بن مالك.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم صعد أحدا و معه أبو بكر، و عمر، و عثمان، فرجف بهم، فقال:«اثبت، نبيّ و صدّيق و شهيدان»[8020].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد الأصبهاني الواعظ ، أنا أبو مطيع محمّد بن عبد الواحد بن عبد العزيز المصري، أنا أبو سعيد الحسن بن محمّد بن عبد اللّه بن حسنويه، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن الحسن بن بندار المديني، نا أبو جعفر محمّد بن إسماعيل الصائغ، نا روح، نا سعيد، عن قتادة، عن أنس قال:

صعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم حراء، أو أحدا و معه: أبو بكر، و عمر، و عثمان، قال: فرجف الجبل، فقال:«اسكت، نبيّ و صدّيق، و شهيدان»[8021].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا محمّد بن أحمد بن حمدان، أنا أبو يعلى، نا زكريا بن يحيى، نا خالد - هو ابن الحارث - عن سعيد، عن قتادة، عن أنس.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم كان على أحد، و أبو بكر، و عمر، و عثمان، فرجف بهم، فضربه برجله، و قال:«اثبت أحد، نبيّ و صدّيق، و شهيدان»[8022].

قال: و نا أبو خيثمة، نا يحيى، عن ابن أبي عروبة، نا قتادة أن أنس بن مالك حدّثهم.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم صعد أحدا فاتّبعه أبو بكر، و عمر، و عثمان، فرجف بهم، فقال:

«اثبت نبيّ ، و صدّيق و شهيدان»[8023].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر، نا عبد اللّه (1)، حدّثني أبي، نا عبد الرّزّاق، نا معمر.

ح و أخبرنا أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين، و أبو الفتح (2) المختار بن عبد الحميد بن المنتصر، و أبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفق، قالوا: أنا عبد الرّحمن بن

ص: 293


1- مسند أحمد بن حنبل 428/8 رقم 22874.
2- استدركت على هامش الأصل و بعدها صح.

محمّد بن المظفر (1)،أنا عبد اللّه بن أحمد بن حموية، أنا إبراهيم بن خزيم (2)،نا عبد بن حميد، أنا عبد الرّزّاق، أنا معمر.

عن أبي حازم، عن سهل بن سعد.

أن أحدا ارتجّ (3) و عليه النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و أبو بكر، و عمر، و عثمان، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«أثبت أحد ما عليك إلاّ نبيّ ، و صدّيق، و شهيدان».

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر [بن] (4) القشيري، قالا: أنا أبو سعد، أنا أبو عمرو (5) بن حمدان.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، و أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ.

قالا: أنا أبو يعلى، نا إسحاق - هو ابن أبي إسرائيل عبد الرّزّاق - أنا معمر، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد.

أن أحدا ارتجّ و عليه: رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و أبو بكر، و عمر، و عثمان، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلم - و قال ابن حمدان: رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم-: «اثبت أحد، فما عليك إلاّ نبيّ ، و صدّيق و شهيدان»[8024].

أخبرنا أبو بكر عبد الجبار بن يحيى بن سعيد بن محمّد بأزجاه (6)،أنا القاضي أبو عامر محمود بن القاسم بن محمّد بن عبد اللّه الأزدي الهروي، أنا القاضي أبو عمر محمّد بن الحسين بن محمّد البسطامي.

ح و أخبرنا أبو علي الحداد و جماعة في كتبهم، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة (7).

قالا: نا سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي (8)،نا إسحاق بن إبراهيم الدّبري (9)،عن

ص: 294


1- بالأصل:«بن أبي العز» و المثبت عن م.
2- أقحم بعدها بالأصل، نا عبد اللّه بن خزيم.
3- في المسند: ارتج أحد و عليه...
4- سقطت من الأصل و م، و السند معروف.
5- الأصل: عمر، تصحيف، و الصواب عن م.
6- الأصل و م: أرجاه بالراء، و المثبت عن معجم البلدان، و فيه أنها قرية من قرى خابران، ثم من نواحي سرخس.
7- مطموسة بالأصل، و في م:«ريده» و الصواب ما أثبت و ضبط و السند معروف.
8- المعجم الكبير للطبراني 91/1 رقم 146.
9- ضبطت عن الأنساب، و بالأصل: الديري.

عبد الرّزّاق، عن معمر، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، قال:

ناشد عثمان [الناس] (1) يوما فقال: أ تعلمون أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم صعد أحدا و أبو بكر و عمر، و أنا، فارتجّ أحد و عليه محمّد النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و أبو بكر، و عمر، و عثمان، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«اثبت أحد فما عليك إلاّ نبيّ و صدّيق و شهيدان»[8025].

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن الحسين بن أحمد بن عبد اللّه بن أبي علاّنة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا حميد بن زنجويه النّسائي، أبو أحمد، قدم علينا للحج سنة ست و أربعين و مائتين و أحمد بن الوليد بن أبان - و اللفظ لحميد بن زنجويه - نا إسماعيل بن أبي أويس، حدّثني سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبي هريرة.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم كان على حراء فتحرك، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«اسكن حراء، فما عليك إلاّ نبيّ أو صدّيق أو شهيد»، و كان عليه: النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و أبو بكر، و عمر، و عثمان[8026].

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد المخلدي، أنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن مسلم الأسفرايني، نا يوسف بن سعيد، نا عبد اللّه بن ربيعة، نا فرج بن فضالة، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن عبد الرّحمن بن جبير، عن أبيه جبير بن نفير، عن أبي الدّرداء، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال لما اهتز الجبل، قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:

«اهدأ حراء، فما عليك إلاّ نبيّ ، أو صدّيق أبو بكر، أو الفاروق عمر، أو التّقيّ عثمان»[8027].

أخبرنا أبو القاسم الكاتب، أنا أبو علي الواعظ ، أنا أبو بكر بن حمدان، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا علي بن الحسن (3)،أنا الحسين نا عبد اللّه بن بريدة، عن أبيه.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم كان جالسا.

ح و أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنا أبو طالب محمّد بن علي، أنا أبو الحسين بن سمعون، نا أحمد بن محمّد سلم (4)،نا يحيى بن محمّد بن أعين، نا علي بن

ص: 295


1- الزيادة عن م و المعجم الكبير.
2- مسند أحمد بن حنبل 5/9 رقم 22997.
3- الأصل: الحسين، و التصويب عن م و المسند.
4- الأصل: سالم، و في م: سلام، كلاهما تصحيف و الصواب ما أثبت، تقدم التعريف به، و السند معروف.

الحسن بن شقيق،[نا الحسين] (1) بن واقد، نا عبد اللّه بن بريدة، عن أبيه قال:

كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم جالسا على حراء و معه أبو بكر، و عمر، و عثمان، فتحرك الجبل، فقال النبي (2) صلّى اللّه عليه و سلم:«اثبت حراء، فإنّه ليس عليك إلاّ نبيّ أو صدّيق أو شهيد»[8028].(3) أخبرنا أبو سهل بن سعدوية، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا محمّد بن يحيى الأزدي، و محمّد بن إسماعيل، قالا: نا علي بن الحسن بن شقيق، نا الحسين بن واقد، نا عبد اللّه بن بريدة، عن أبيه، قال:

كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم على حراء فتحرك بهم، فقال:«اثبت حراء، فإنّما عليك نبيّ و صدّيق و شهيد»، قال: و كان النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و أبو بكر، و عمر، و عثمان[8029].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، نا أبو محمّد الجوهري - إملاء - أنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الحافظ ، نا محمّد بن مخلد بن حفص، نا أبو العباس أحمد بن عبد اللّه السّاباطي الحميري، نا محمّد بن كناسة، نا مبارك بن فضالة، عن يونس بن عبيد، عن محمّد بن سيرين قال:

أتى علي برجل، فقال: إنّ هذا يزعم أن عثمان في الجنّة، قال: أنت تزعم أن عثمان في الجنّة، قال: و أنت تزعمه، أ ما تذكر أنّي سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فأعطاني، و سألت أبا بكر فأعطاني، و سألت عمر فأعطاني، و سألت عثمان فأعطاني، فقلت: يا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ادع اللّه أن يبارك لي قال:«كيف لا يبارك و إنّما أعطاك نبي و صدّيق و شهيد؟[8030].

أخبرنا أبو المظفر [بن] القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ علي إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ.

قالا: أنا أبو يعلى، نا هدبة، نا همّام، عن قتادة، عن محمّد بن سيرين.

أن رجلا بالكوفة شهد - و في حديث ابن المقرئ: أن رجلا قال بالكوفة هو يشهد - أن عثمان قتل شهيدا، فأخذته الزبانية (4) فرفعوه إلى عليّ ، و قالوا: لو لا أن تنهانا أو نهيتنا - و قال

ص: 296


1- الزيادة عن م.
2- في المسند: رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم.
3- الخبر التالي سقط من م.
4- الزبانية: واحدها زبنية كهبرية: الشرطي، و قال الكسائي: زبني بكسر الزاي، قال الأخفش: و العرب لا تكاد تعرف هذا و تجعله من الجمع الذي لا واحد له (تاج العروس بتحقيقنا - زبن).

ابن المقرئ: لو لا أنك نهيتنا - أن لا نقتل أحدا لقتلنا هذا، يزعم - و قال ابن حمدان: لقتلناه هذا زعم أنه - يشهد أن عثمان قتل شهيدا، فقال الرجل لعليّ : و أنت تشهد، أتذكر أنّي أتيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فسألته فأعطاني - زاد ابن حمدان: و أتيت أبا بكر فسألته فأعطاني، فأتيت عمر فسألته فأعطاني، و أتيت عثمان فسألته فأعطاني ثم اتفقا - قال: فأتيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم - و قال ابن المقرئ: النبي صلّى اللّه عليه و سلم - فقلت: يا رسول اللّه [ادع] (1) أن يبارك لي، فقال صلّى اللّه عليه و سلم:: «كيف - و قال ابن المقرئ: و كيف - لا يبارك لك و أعطاك نبي و صدّيق و شهيدان، و أعطاك نبي و صدّيق و شهيدان، و أعطاك نبيّ و صدّيق و شهيدان»[8031].

أخبرنا (2) أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا سعيد بن أحمد بن محمّد البحيري، أنا الشيخ والدي أبو عمرو محمّد بن أحمد البحيري، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن بالوية البلخي، نا محمّد بن عبد بن عامر، نا عصام بن يوسف، نا حمّاد بن سلمة أن علي بن زيد بن جدعان حدّثه عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب قال:

قال لنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ذات يوم:«تدرون ما على العرش [مكتوب ؟] (3) مكتوب: لا إله إلاّ اللّه محمّد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، أبو بكر الصّدّيق، عمر الفاروق، عثمان الشهيد، علي الرّضا»[8032].

أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد بن عبد الواحد، و أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالا: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العباس بن قتيبة، نا حرملة بن يحيى، أنا عبد اللّه بن وهب، حدّثني معاوية بن صالح، عن عبد الوارث، عن أبي عون (4)الأنصاري، قال:

بلغ عثمان بن عفّان أن ابن مسعود يحدّث بحديث كان عثمان عرفه، فبعث إليه عثمان، فاعتذر إليه ابن مسعود ببعض العذر، فقال عثمان: إنّي سمعت كما سمعت و حفظت، و ليس كما تقول، إنّما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«سيكون أمير يقتل، ثم يكون من بعده مفتري (5)،فإذا

ص: 297


1- الزيادة عن م.
2- أخّر الخبر التالي في المطبوعة عن الخبر الذي يلي الخبر التالي.
3- الزيادة عن م.
4- هو عبد اللّه بن أبي عبد اللّه الأنصاري الشامي الأعور، ترجمته في تهذيب الكمال 433/21.
5- كذا بالأصل و م و المطبوعة: مفتري، و بإثبات الياء، و في المختصر: متنزّي. و سينبه المصنف في آخر الحديث إليها.

رأيتموه فاقتلوه»، و إنّما قتل عمر رجل واحد، و إنّما سيجمع علي، و أنا مقتول، و المفتري يكون من بعدي»[8033].

كذا قال مفتري، و إنّما هو متنزّي (1).

أخبرنا (2) أبو الفضل محمّد بن إسماعيل بن الفضيلي، أنا أبو القاسم أحمد بن محمّد بن محمّد البلخي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن الحسن الخزاعي، أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشّاشي، نا أبو جعفر بن المنادي، نا يزيد بن هارون، أنا محمّد بن طلحة بن مصرّف، عن أبي الدميك، عن نعيم بن أبي هند، قال:

كان (3) الناس بالكوفة: إذا سمعوا أحدا يذكر عثمان بخير ضربوه، فقال لهم علي: لا تفعلوا (4)،و لكن ائتوني به، فقال أعرابي: قتل عثمان شهيدا، فأتوا به عليا، فقالوا: إنّ هذا يقول: إنّ عثمان قتل شهيدا، فقال له علي: و ما عليك ؟ قال: أتذكر يوم أتيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فأعطاني أوقية، و أعطاني أبو بكر أوقية، و أعطاني عمر أوقية، و أعطاني عثمان أوقية، و لم يكن عند أبي حسن شيء، فأعطاني عنه عثمان أوقية، فقلت: يا رسول اللّه، ادع اللّه أن يبارك لي، فقال:«و ما لك لا يبارك لك و لم يعطك إلاّ نبيّ ، أو صدّيق، أو شهيد»، فقال علي: خلوا سبيل الرجل، فخرج يمشي بين السّماطين[8034].

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم حدّثني أبو مسعود المعدل عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن محمّد بن نافع الطحان، نا أحمد بن صالح، أنا ابن وهب، أخبرني معاوية بن صالح، عن محمّد بن أيوب، عن أبي عون الأنصاري، قال:

بلغ عثمان بن عفّان أن ابن مسعود يحدّث بحديث كان عثمان عرفه، فبعث إليه عثمان، فاعتذر إليه ابن مسعود ببعض العذر، فقال عثمان: إنّي قد سمعت و حفظت، و ليس كما تقول: إنّما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«سيكون أمير يقتل، ثم يكون بعده مفتري (5)،فإذا رأيتموه فاقتلوه، و إنّما قتل عمر رجل واحد، و إنّه سيجتمع علي، و أنا المقتول، و المفتري (6) يكون من بعدي»[8035].

ص: 298


1- بالأصل: مفترى، و في م: متمري، و في المطبوعة: منتزي، و المثبت عن المختصر. و المتنزي: من التنزي و هو تسرع الإنسان إلى الشّر.
2- قدم الخبر التالي في المطبوعة إلى ما قبل الخبرين السابقين.
3- الأصل: قال، و المثبت عن م.
4- الأصل و م: تفعلون.
5- كذا بالأصل و م بإثبات الياء، و في المطبوعة:«منتزي».
6- كذا بالأصل و م بإثبات الياء، و في المطبوعة:«منتزي».

قال: و نا سليمان، نا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة، نا أبو المغيرة، نا أرطأة بن المنذر، حدّثني أبو عون.

أن عثمان بن عفّان بعث إلى ابن مسعود، فقال: هل أنت منتهي (1) عما بلغني عنك ؟ فاعتذر ببعض العذر، فقال عثمان: إنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول فحفظت، و ليس كما ذكرت، إنّما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«سيقتل أمير [و يتنزّى] (2) متنزّي (3)،فإذا رأيتموه فاقتلوه، و إنّي أنا المقتول، ليس عمر، إنّما قتل عمر رجل واحد، و إنّي اجتمع على قتلي، و إنّ المفتري (4) بعدي»[8036].

أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح (5) و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب.

قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (6)،حدّثني أبي، نا أبو المغيرة، نا أرطأة - يعني ابن المنذر - حدّثني أبو عون الأنصاري.

أن عثمان بن عفّان قال لابن مسعود: هل أنت منتهي (7) عما بلغني [عنك ؟ فاعتذر بعض العذر، فقال عثمان:(رضي) ويحك إني قد سمعت و حفظت، و ليس كما سمعت] (8) أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«سيقتل أمير و يفتري مفتري» (9)،و إنّي أنا المقتول، و ليس عمر بل قتل عمر واحد، و إنه يجتمع عليّ .

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا إبراهيم بن سعيد، نا عبد الغفار بن داود الحرّاني، نا ليث بن سعد، عن عقيل (10)،عن ابن شهاب.

ص: 299


1- كذا بالأصل و م: منتهي، بإثبات ياء المنقوص.
2- بياض بالأصل، و بدون إعجام في م، و المثبت عن تاج العروس بتحقيقنا: نزا.
3- الأصل و م: مفتري، و المثبت عن تاج العروس، و في المطبوعة: منتزي.
4- الأصل و م: مفتري، و المثبت عن تاج العروس، و في المطبوعة: منتزي.
5- «ح» زيدت عن م.
6- مسند أحمد بن حنبل 145/1 رقم 479.
7- كذا بالأصل و م: منتهي بإثبات الياء.
8- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و الزيادة عن المسند.
9- كذا بالأصل و م: و يفتري مفتري، و في المسند: و ينتزي منتزي.
10- هو عقيل بن خالد بن عقيل الأيلي، أبو خالد الأموي، ترجمته في تهذيب الكمال 150/13.

أن رجلا رأى في زمن عثمان في المنام أنه يقال له: غنّ ما يقال لك (1):

لعمرو أبيك فلا تعجلن (2) *** لقد ذهب الخير إلاّ قليلا

لقد سفه الناس في دينهم *** و خلّى ابن عفّان شرا طويلا

فأتى عليا، فذكره ذلك له، و قال: و اللّه ما أنا بشاعر و لا راوية للشعر و لا أتيت الليلة فألقي على لساني هذان البيتان، فقال له: اسكت عن هذا، ثم لم يلبث عثمان أن قتل.

أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين، أنا رشأ بن نظيف - قراءة عليه - أنا أبو الحسين عبد الكريم بن أحمد بن علي بن أبي جدار الصّوّاف - بمصر - أنا أبو بكر أحمد بن عبد الوارث بن جرير العسّال، نا محمّد بن رمح بن المهاجر، أنا الليث، عن (3) عقيل، عن ابن شهاب.

أن رجلا من المسلمين في زمان عثمان رأى في المنام فقيل: غن ما تقول لك:

لعمر أبيك فلا تعجلنّ *** لقد ذهب الخير إلاّ قليلا

لقد سفه الناس في دينهم *** و خلا ابن عفان شرا طويلا

فأتى (4) عثمان فقال: ما أنا بشاعر و لا راوية للشعر، و لقد أتيت الليلة في المنام، فألقي عليّ هذان البيتان، فأمره عثمان أن يسكت عن ذكرهما، ثم أتى على رأس السنة فقيل له: غنّ ما يقول لك:

لعمري لقد نغصتمونا معيشة *** تقرّبها عين التّقيّ المهاجر

فيا ليت أعمى أشتر العين قبله *** و أنّ فلانا غيّبته المقابر

فسمى رجلان، فأتى عثمان، فأخبره فقال: اسكت عن ذكرهما، فلم يلبث عثمان أن قتل.

كان مبدأ الطعن على أمير المؤمنين عثمان رضي اللّه عنه إفساد عبد اللّه بن سبأ الذي ينسب إليه السبئية و يعرف بابن السوداء، و قد تقدم في ترجمته بعض ما فعل (5).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص،

ص: 300


1- البيان في تاريخ الطبري 426/4 منسوبان للحباب بن يزيد المجاشعي.
2- في الطبري: فلا تجزعن.
3- الأصل «بن» و التصويب عن م.
4- ما بين الرقمين كان في غير موضعه، قدمت العبارة إلى نهاية الخبر السابق، فأخرناها إلى موضعها هنا.
5- ما بين الرقمين كان في غير موضعه، قدمت العبارة إلى نهاية الخبر السابق، فأخرناها إلى موضعها هنا.

أنا أبو بكر بن سيف، أنا السري بن يحيى، أنا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن عطية، عن يزيد الفقعسي، قال:

لما خرج ابن السوداء إلى مصر اعتمر فيهم، فأقام، فنزل على كنانة بن بشر مرة، و على سودان بن حمران مرة، و انقطع إلى الغافقي، فشجّعه الغافقي (1)،فتكلم و أطاف به خالد بن ملجم، و عبد اللّه بن زرير (2) و أشباه لهم، فصرّف لهم القول، فلم يجدهم يجيبون إلى شيء مما يجيبون إلى الوصية، فقال: عليكم ناب (3) العرب و حجرهم (4) و لسنا من رجاله، فأروه أنكم تزرعون و لا تزرعون العام شيئا حتى ينكسر مصر، فتشكونه، فيعزل عنكم، و نسأل من هو أضعف منه و نخلو بما نريد، و يظهر الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و كان أسرعهم إلى ذلك و أعلمهم فيه محمّد بن أبي حذيفة، و هو ابن خال معاوية، و كان يتيما في حجر عثمان، فلما ولي استأذنه في الهجرة إلى بعض الأمصار، فخرج إلى مصر، و كان دعاه إلى ذلك أنه سأل العمل، فقال: لست هناك، ففعلوا ما أمرهم به ابن السوداء، ثم إنهم خرجوا، أو من شاء اللّه منهم، و شكوا عمرا (5) و استعفوا منه، و كلما نهنه (6) عثمان عن عمرو قوما و سكّنهم و أرضاهم، و قال: إنّما هو أمين، انبعث آخرون بشيء آخر، و كلهم يطلب عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح، فقال لهم عثمان:[أما عمرو] (7) فسننزعه عنكم إلى ما زعمتم أنه أفسد، و أما الحرب فسنقره عليها، و نولّي من سألتم، فولّى عبد اللّه بن سعد خراجهم خراج مصر، و ترك عمرا على صلاتها، فمشى في ذلك سودان بن حمران، و كنانة بن بشر، و خارجة و أشباههم فيما بين عمرو و عبد اللّه بن سعد، و أغروا بينهما حتى احتمل كل واحد منهما على صاحبه، و تكاتبا على قدر ما أبلغوا كلّ واحد منهما: فكتب عبد اللّه بن سعد إن خراجي لا يستقيم ما دام عمرو على الصلاة، و خرجوا فصدّقوه، و استعفوا من عمرو و سألوا عبد اللّه، فكتب عثمان إلى عمرو: أنه لا خير لك في صحبة من يكرهك، فأقبل، و جمع مصر لعبد اللّه: صلاتها، و خراجها، فقدم عمرو فقال له عثمان: أما عبد اللّه ما شأنك، استحيل (8)

ص: 301


1- هو الغافقي بن حرب العكي.
2- ضبطت عن التبصير 642/2.
3- ناب العرب أي سيدهم.
4- الحجر هنا الداهية.
5- يعني عمرو بن العاص.
6- نهنهت فلانا إذا زجرته و كففته فكفّ .(اللسان: نهنه).
7- الزيادة عن م.
8- استحيل رأيك: أي أفسد، و كل شيء تغير من الاستواء إلى العوج فقد حال و استحال.

على (1) رأيك، فقال: يا أمير المؤمنين دعني، ما أدري من أين أتيت، و ما أتّهم عبد اللّه بن سعد، و إن كنت لأهل عملي كالوالدة، و ما [قدر العارف الشاكر على معونتي.

قال (2):و نا سيف - عن عمارة بن القعقاع، عن الحسن البصري] (3).

قال: كان عمر قد حجر على أعلام قريش من المهاجرين الخروج في البلدان إلاّ بإذن و أجل فشكوه، فبلغه، فقام فقال: ألا إني قد سننت الإسلام سنّ البعير (4)،يبدأ فيكون جذعا ثم ثنيا (5)[ثم] (6) رباعيا (7) ثم سديسا (8)،ثم بازلا (9)،فهل ينتظر بالبازل إلاّ النقصان، ألا و إنّ الإسلام قد بزل، ألا و إنّ قريشا يريدون أن يتخذوا مال اللّه مغويات (10) دون عباده، ألا فأما و ابن الخطاب حيّ فلا، إنّي قائم دون شعب الحرة آخذ بحلاقيم قريش و حجزها أن يتهافتوا في النار.

قال: و نا سيف، عن محمّد، و طلحة قالا:

فلما ولي عثمان لم يأخذهم بالذي كان أخذهم به عمر، فانساحوا في البلاد، فلما رأوها، و رأوا الدنيا، و رآهم الناس انقطع [إليهم] (11) من لم يكن له طول و لا مزية في الإسلام، و كان مغمورا في الناس، و صاروا أوزاعا إليهم، و أمّلوهم و تقدموا في ذلك، و قالوا: يملكون [فنكون] قد عرفناهم و تقدّمنا في التقرب و الانقطاع إليهم، فكان ذلك أوّل وهن دخل على الإسلام، و أوّل فتنة كانت في العامة ليس لها ذلك.

قال: و نا سيف، عن عمرو، عن الشعبي، قال (12):لم يمت عمر حتى ملّته قريش، و قد

ص: 302


1- «على» استدركت عن هامش الأصل و بعدها صح. و ليست في م.
2- الخبر في تاريخ الطبري 396/4.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م و انظر الطبري.
4- سن الإبل يسنها سنّا: إذا رعاها فأسمنها.
5- الأصل: ثبتا و فوقها ضبة، و المثبت عن م، و الثني الذي يطعن في السادسة.
6- زيادة عن م للإيضاح.
7- الرباعية الأنثى من الإبل التي طعنت في السابعة.
8- السديس و السدس التي طعنت في الثامنة.
9- البازل الذي يطعن في التاسعة.
10- الطبري: معونات. تصحيف. قال أبو عبيد في غريب الحديث: مغويات هكذا روي بالتخفيف و كسر الواو، و أما الذي تكلمت به العرب فالمغويات بالتشديد و فتح الواو، واحدتها مغواة، حفرة كالزبية تحتفر للذئب و يجعل فيها جدي.
11- الزيادة عن تاريخ الطبري.
12- تاريخ الطبري 397/4.

كان حصرهم بالمدينة و أسبغ عليهم، و قال: إنّ أخوف ما أخاف على هذه الأمّة انتشاركم في البلاد،[فإن] (1) كان الرجل ليستأذنه في الغزو و هو ممن حبس في المدينة من المهاجرين و لم يكن فعل ذلك بغيرهم من أهل مكة، فيقول: قد كان لك في غزوك مع النبي صلّى اللّه عليه و سلم ما يبلّغك، و خير لك من الغزو اليوم، أن لا ترى الدنيا و لا تراك، فإنّما ولي عثمان خلافهم فاضطربوا في البلاد، و انقطع إليهم الناس، و كان أحبّ إليهم من عمر.

قال: و نا سيف، عن مبشّر بن الفضيل، عن سالم بن عبد اللّه، قال (2):

لما ولي عثمان حج سنواته كلها إلى (3) آخر حجة حجّها، و حجّ بأزواج النبي صلّى اللّه عليه و سلم معه، كما كان يصنع عمر، فكان عبد الرّحمن بن عوف في موضعه، و جعل في موضع نفسه سعيد بن زيد، هذا مؤخر القطار، و هذا في مقدمته، و أمر (4) الناس، فكتب في الأمصار أن توافيه العمال في كل موسم و من يشكوهم، و كتب إلى الناس و الأمصار، أن ائتمروا بالمعروف، و تناهوا عن المنكر، و لا يذلّ المؤمن نفسه، فإني مع الضعيف على القوي ما دام مظلوما، إن شاء اللّه [فكان الناس] (5) كذلك، فجرّ ذلك (6) إلى أن اتخذه (7) أقوام وسيلة (8) إلى تفريق الأمة.

قال (9):و نا سيف، عن عبد اللّه بن سعيد بن ثابت، و يحيى بن سعيد، قالا:

سأل سائل سعيد بن المسيّب، عن محمّد بن أبي حذيفة ما دعاه إلى الخروج على عثمان، قال: كان يتيما في حجر عثمان، و كان عثمان و الي أيتام أهل بيته، و يحتمل كلّهم (10)، فسأل عثمان العمل حين ولي، فقال: يا بني لو كنت رضا ثم سألتني العمل لأكفيتك (11) لا و لست هناك قال: فأذن لي فلأخرج فلأطلب ما يقوتني، قال: اذهب حيث أحببت، و جهّزه من عنده و حمله و أعطاه، فلما وقع أمره فيمن يعين عليه أن منعه الإمارة.

ص: 303


1- الزيادة عن م و الأزهرية.
2- تاريخ الطبري 397/4.
3- كذا بالأصل و م و الأزهرية، و في الطبري: إلاّ آخر حجة.
4- في الطبري: و أمن الناس.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م و «ز»(و هي النسخة الأزهرية) و هذه النسخة بخط زكي الدين البرزالي.
6- في تاريخ الطبري: فجرى ذلك.
7- الأصل: اتخذوه، و المثبت عن م و «ز».
8- كذا بالأصول، و على هامش ز: سبيلا.
9- الخبر في تاريخ الطبري 399/4.
10- الكل الذي هو عيال و ثقل على صاحبه (اللسان: كلل).
11- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الطبري: لاستعملتك.

قيل، فعمّار بن ياسر؟ قال: كان بينه و بين عباس بن عتبة بن أبي لهب كلام، فضربهما عثمان، فأورث ذلك بين آل عمار و آل عتبة شرا حتى اليوم، و كنى عمّا ضربا عليه و فيه.

قال: و نا سيف،[عن مبشر بن الفضيل، و سهل بن يوسف] (1) عن محمّد بن سعد بن أبي وقاص، قال:

قدم عمّار مصر و أبي شاكي (2)،فبلغه فبعثني إليه أدعوه، فقام معي ليس عليه رداء و عليه قلنسية من شعر معتمّ عليها بعمامة وسخة و جبّة فراء يمانية، فلما دخل على سعد و هو متكئ استلقى و وضع يده على جبهته ثم قال: ويحك يا أبا اليقظان إن كنت فينا أهل الخير، فما الذي بلغني من سعيك في فساد بين المسلمين، و التأليب على أمير المؤمنين، أ معك عقلك أم لا؟ فأهوى عمّار إلى عمامته - و غضب - فنزعها، و قال: خلعت عثمان كما خلعت عمامتي هذه، فقال سعد: إنّا للّه و إنا إليه راجعون، ويحك حين كبر سنّك، و رقّ (3) عظمك، و نفد عمرك، فلم يبق منك إلاّ ظمأ كظمإ (4) الحمار، خلعت ربقة الإسلام من عنقك، و خرجت من الدين عريانا كما ولدتك أمك، فقام عمّار مغضبا موليا و هو يقول:

أعوذ بربي من فتنة سعد (5)فقال سعد: أَلاٰ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكٰافِرِينَ (6)،اللّهم زد عثمان بعفوه و حلمه عندك درجات، حتى خرج عمار من الباب، و أقبل عليّ سعد يبكي له، حتى أخضل لحيته، و قال: من يأمن الفتنة، يا بني، لا تخرجن منك ما سمعت منه، فإنه من الأمانة، و إني أكره أن يتعلق به الناس عليه، فيتناولونه، و قد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«الحقّ مع عمّار ما لم تغلب عليه دلهة (7) الكبر»، فقد دله و خرف و كان بعد يكثر أن يقول: ليت شعري كيف يصنع اللّه بعمار مع بلائه و قدمه في الإسلام و حدثه الذي أحدث ؟ قال: و نا سيف، عن مبشر قال (8):

ص: 304


1- ما بين معكوفتين زيادة عن م و «ز».
2- كذا بالأصل و م و «ز»، بإثبات ياء المنقوص.
3- كذا بالأصول، و في المختصر: دق، بالدال.
4- أي لم يبق من عمره إلاّ اليسير (اللسان: ظمأ).
5- كذا ورد بالأصل منظوما في وسط السطر، و في م و «ز» ورد قوله نثرا.
6- سورة التوبة، الآية:50.
7- الدّله و الدّله: ذهاب الفؤاد من هم أو نحوه (اللسان: دله).
8- تاريخ الطبري 399/4.

سألت سالم بن عبد اللّه عن محمّد بن أبي بكر ما دعاه إلى ركوب عثمان ؟ فقال:

الغضب و الطمع، فقلت: ما الغضب و الطمع ؟ قال: كان من الإسلام بالمكان الذي هو به، و غرّة أقوام فطمع، و كانت له دالة، و لزمه حقّ ، فأخذه عثمان من ظهره، و لم يدهن، فاجتمع هذا إلى هذا فصار مذمما بعد أن كان محمّدا.

قال: و نا سيف، عن عمرو بن محمّد، قال (1):

بعثت ليلى بنت عميس إلى محمّد بن أبي بكر، و محمّد بن جعفر، فقالت: إنّ المصباح يأكل نفسه و يضيء للناس، فلا تأثما في أمر تسوقانه إلى من لا يأثم،[فيه] (2) فإن هذا الأمر الذي تحاولون اليوم لغيركم غدا، فاتّقوا أن يكون عملكم اليوم حسرة عليكم غدا، فلجّا و خرجا مغضبين يقولان: لا ننسى ما صنع بنا عثمان، و تقول: ما صنع بكما إلاّ ما ألزمكما اللّه، فلقيهما سعيد بن العاص و قد كان بين محمّد بن أبي بكر و بينه سببا (3)،فتمثل له في تلك الحال بيتا، فاذّكره حين لقي خارجا من عند ليلى متمثلا (4):

استبق (5) ودك للصديق و لا تكن *** قتبا يعضّ بغارب ملحاحا (6)

فأجابه سعيد متمثلا:

ترون إذا ضربا صميما من الذي *** له جانب نائي عن الحزم (7) معور (8)

قال: و نا سيف، عن محمّد و طلحة و عطية، قالوا (9):

و كتب عثمان إلى أهل الأمصار: أما بعد، فإنّي آخذ العمال بموافاتي في كل موسم، و قد سلّطت الأمة منذ وليت على الائتمار بالمعروف، و النهي عن المنكر، فلا يرفع إليّ شيء عليّ و لا

ص: 305


1- الخبر في تاريخ الطبري 387/4.
2- الزيادة عن م و «ز».
3- كذا بالأصل و «ز»، و كتب فوقها فيها:«شيء» و سقطت اللفظة من م.
4- البيت للنابغة الذبياني، و هو في ديوانه ط بيروت ت شكري فيصل ص 227.
5- كذا بالأصل و الطبري، و في الديوان: فاستبق.
6- في الطبري: فيئا يعض بخاذل ملجاجا. و الغارب: ما بين السنام و العنق، و قبل: أعلى مقدم السنام. و الملحاح من الرجال: الذي يلزق بظهر البعير فيعضه و يعقره.
7- الطبري: الجرم.
8- المعور: من أعور الفارس إذا بدا فيه موضع خلل للضرب و الطعن (اللسان: عور).
9- تاريخ الطبري 342/4.

على أحد من عمالي، إلاّ أعطيته، و ليس لي و لا لعمالي (1) حق قبل الرعية إلاّ متروك لهم، و قد رفع إليّ أهل المدينة أنّ أقواما يشتمون، و آخرين يضربون فيا من ضرب سرا، و شتم سرا، من ادّعى شيئا من ذلك فليواف الموسم، و ليأخذ بحقه، كيف كان مني أو من عمالي، أو تصدّقوا فإنّ اللّه يجزي المتصدّقين فلما قرئ في الأمصار أبكى الناس، و دعوا لعثمان، و قالوا: إنّ الأمة لتمخض بشرّ، فإلى ما ذاك مسلمها و ما يدرون ما باب تلك الإذاعة و ما حيلتها.

و بعث إلى عمال (2) الأمصار، فقدموا عليه، فقدم عليه: عبد اللّه بن عامر، و معاوية، و عبد اللّه بن سعد، و أدخل معهم في المشورة سعيدا، و عمرا، فقال: ويحكم، ما هذه الشكاة و ما هذه الإذاعة ؟ إني و اللّه لخائف أن تكونوا مصدوقا عليكم، و ما يعصب (3) هذا إلاّ بي، فقالوا له: أ لم تبعث، أ لم يرفع إليك الخبر عن العوام، أ لم يرجعوا (4) و ما يشافههم أحد بشيء، لا و اللّه ما صدقوا، و لا برّوا، و لا نعلم لهذا الأمر أصلا، و ما كنت لتأخذ به أحدا و يقيمك (5) على شيء، و ما هي [إلاّ] (6) الإذاعة ما نحلّ الأخذ بها، و لا الانتهاء إليها.

قال: فأشيروا عليّ ، فقال سعيد بن العاص: هذا الأمر مصنوع يصنع في السرّ، فيلقى به غير المعرفة، فيخبر به، فيتحدث به الناس في مجالسهم، قال: فما دواء ذلك قال: طلب هؤلاء القوم ثم قتل الذين يخرج هذا من عندهم، و قال عبد اللّه بن سعد: خذ من الناس الذي عليهم إذا أعطيتهم الذي لهم حتى الأدب فإنه خير من أن تدعهم و قال معاوية: قد وليتني فوليت قوما لا يأتيك عنهم إلاّ الخير. الرجلان أعلم بناحيتهما، قال: فما الرأي ؟ قال: حسن الأدب، قال: فما ترى يا عمرو؟ قال: أرى أنك قد لنت لهم و تراخيت عنهم و زدتهم على ما كان يصنع عمر، و أرى أن تلزم طريق صاحبيك، فتشد في موضع الشدة [و تلين في موضع] (7)اللين، إنّ الشدّة لا تنبغي عن من لا يألو الناس سرا، و تلين لمن يخاف البأس بالنصح، و قد فرشتهما جميعا.

ص: 306


1- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الطبري: لعيالي.
2- الأصل: عثمان، و التصويب عن م، و «ز»، و الطبري.
3- بالأصل:«و ما يغضب هذا الآن». و بعد و ما في م بياض، و المثبت عن هامش «ز». و قد استدرك على الهامش فيها من: و ما إلى لم يرجعوا.
4- بالأصل: لم يرجوا، و المثبت عن م و هامش «ز».
5- الأصل و م و «ز»: و نقيمتك، و التصويب عن الطبري.
6- الزيادة عن م و «ز».
7- الزيادة عن م و «ز».

و قام عثمان فحمد اللّه و أثنى عليه، و قال:

كلّ ما أشرتم به عليّ قد سمعت، و لكلّ أمر باب يؤتى منه، إنّ هذا الأمر الذي يخاف على هذه الأمة كائن، و إن بابه الذي يغلق عليه و يكفكف به اللين و المؤاتاة و المتابعة إلاّ في حدود اللّه التي لا يستطيع أحد أن ينادي بعيب أخذها، فإن سرّه شيء فذاك، و اللّه ليفتحنّ و ليست لأحد عليّ حجّة حقّ ، و قد علم اللّه أنّي لم آل الناس خيرا، و لا نفسي، و و اللّه إنّ رحى الفتنة لدائرة، فطوبى لعثمان إن مات و لم يحركها، كفكفوا الناس، وهبوا لهم حقوقهم، و اغتفروا لهم، و إذا تعوطيت حقوق اللّه فلا تدهنوا فيها.

فلما نفر عثمان شخص معاوية و عبد اللّه بن سعد معه إلى المدينة، و رجع ابن عامر و سعيد و معه، و لما استقل عثمان رجز به الحادي (1):

قد علمت ضوامر المطيّ

و ضمرات (2) عوج القسيّ

إنّ الأمر بعده عليّ

و في الزبير خلف مرضيّ

و طلحة الحامي لها وليّ

فقال كعب و هو يسير خلف عثمان: الأمير و اللّه بعده صاحب البغلة، و أشار إلى معاوية.

قال (3):و نا سيف عن بدر بن (4) الخليل، عن (5) عثمان بن قطبة الأسدي عن رجل من بني أسد، قال:

ما زال معاوية يطمع فيها بعد مقدمه على عثمان، حين جمعهم فاجتمعوا إليه بالموسم، ثم ارتحل يحدوا به الراجز:

إنّ الأمير بعده عليّ *** و في الزبير خلف مرضيّ

فقال كعب: كذبت صاحب الشهباء بعده - يعني معاوية - فأخبر معاوية، فسأله عن الذي

ص: 307


1- الرجز في تاريخ الطبري 343/4.
2- في تاريخ الطبري: و ضامرات.
3- الخبر في تاريخ الطبري 343/4.
4- الأصل: بدري الخليل، و المثبت عن «ز»، و م.
5- كذا بالأصول، و في الطبري: بن.

بلغه، فقال: نعم، أنت الأمير بعده، و لكنها و اللّه لا تصل إليك حتى يكذّب بحديثي هذا، فرفعت في نفس معاوية.

و شاركهم من هذا المكان أبو حارثة، و أبو عثمان عن رجاء بن حيوة و غيره، قالوا:

فلما ورد عثمان المدينة رد الأمر إلى أعمالهم فمضوا جميعا و أقام سعيد بعدهم، فلما ودع معاوية عثمان خرج من عنده عليه ثياب السفر، متقلّدا سيفه، متنكبا قوسه، فإذا هو بنفر من المهاجرين فيهم: طلحة، و الزبير، و علي، فقام عليهم فتوكأ على قوسه بعد ما سلّم عليهم، ثم قال: إنّكم قد علمتم أن هذا الأمر كان، إذا الناس يتغالبون، إلى رجال، فلم يكن منهم أحد إلاّ و في فصيلته (1) من يرأسه، و يستبدّ عليه، و يقطع الأمر دونه، و لا يشهده، و لا يأمره حتى بعث اللّه تعالى نبيه صلّى اللّه عليه و سلم و أكرم به من اتبعه، فكانوا يرئّسون من جاء من بعدهم (2) و أمرهم شورى بينهم، يتعاطون فيه بالسابقة و القدمة و الاجتهاد، فإن أخذوا بذلك و قاموا به كان الأمر أمرهم، و الناس لهم تبع، و إن صغوا إلى الدنيا و طلبوها بالتغالب سلبوا ذلك، و ردّه اللّه إلى من جعل له الغلب، و كان يرأسهم أولا، فليحذروا الغير، فإن اللّه على البدل قادر، و له المشيئة في ملكه، و أمره، إني قد خلّفت فيكم شيخا فاستوصوا به خيرا، و كانفوه تكونوا أسعد منه بذلك، ثم ودّعهم و مضى، فقال عليّ : إن كنت لا أرى في هذا خيرا، فقال له الزبير: لا و اللّه ما كان قط أعظم في صدرك و صدورنا منه [الغداة] (3).

و قد كان (4) معاوية قال لعثمان غداة ودّعه و خرج: يا أمير المؤمنين انطلق معي إلى الشام قبل أن يهجم عليك من لا قبل لك به، فإنّ أهل الشام على الأمر لم يزولوا عنه، فقال: أنا أبيع جوار رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بشيء و إن كان فيه قطع خيط عنقي، قال: فأبعث إليك جندا منهم يقيم بين ظهراني المدينة لنائبة إن نابت المدينة أو إياك ؟ قال: أنا أقتر على جيران رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم الأرزاق بجند يساكنهم و أضيق على أهل دار الهجرة و النصرة قال: يا أمير المؤمنين لتغتالن و لتغرنّ فقال: حسبي اللّه و نعم الوكيل، و قال معاوية: يا أيسار الجزور، أين أيسار الجزور، ثم خرج حتى وقف على النفر ثم مضى.

و قال الوليد بن عقبة في خروج الرهط الذين خرجوا لينظروا في أمور أهل البلدان:

ص: 308


1- كذا بالأصل و م و «ز»، و كتب فوقها في «ز»: قبيلته.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الطبري: بعده.
3- سقطت من الأصل و أضيفت عن «ز»، و م.
4- الخبر في تاريخ الطبري 345/4.

بعثت رجالا في البلاد ليسألوا *** بعذر أولى غدر، و لم يحفظوا الحرم

فكلّهم إلاّ دليم (1) بن ياسر *** على صير (2) تقوى و آداهم (3) الكرم

و في نسخة: على صفر بتقوى اللّه آداهم:

فأما دليم جدع اللّه أنفه *** و سودان إذ أشجى و عمر إذا اصطلم

فزادوا خبالا (4) من أشاد (5) و انطلقوا *** بإغماضهم في العيب من كان قد كظم

و لو لا دليم كان ما عاب عائب كضرطة *** عنر بالصبحاصح من إضم

و لكنه قد قال قولا أشاطهم *** و ما قد مضى فيما نحاذره أمم

فأجابه عمرو بن سفيان بن عبد الأسد المخزومي:

لعمر أبي أميّة عبد شمس *** لقد أوهى صفاتهم الوليد

أ يرميني بأسهمه سفاها *** لقد أخطأ ابن عقبة ما يريد

فأقصر يا بنيّ أبي معيط *** إذا كايدت فانظر من تكيد

فلست بكاسر ما عشت عودا *** و لست بتابع ما تستفيد

و إنّي و الذي نسكت قريش *** له ممن تحسبه بعيد

ترى أنّي حضضت على ابن أروى *** فلا تبدي الظنون و لا تعيد

فلا تحك القبيح فإنّ هذا *** أبا وهب على مثلي شديد

و قال الوليد في رجال من أهل الكوفة و أهل البصرة:

تجرّد (6) قوم بغدر الأمور *** حكيم و أشتر و ابن الحمق

و حارثة اليوم يشري الشكاة *** و كلّ على غير ذنب حنق

يعيبون سنّة من قد مضى *** ضفادع في قعر بحر تنق

و لو قيل هات لمن عابها *** معابك غصّ بها أو شرق

و في (7) كلّ عيب لهم حجة *** هي أضوا من صبحنا المنفلق

ص: 309


1- دليم تصغير أدلم، يعني به عمار بن ياسر.
2- الأصل و م و «ز»: صبر، و المثبت عن المطبوعة: و صير الأمر منتهاه و مصيره.
3- آداهم: أعانهم.
4- الأصل: خيالا، و التصويب عن م و «ز».
5- الأصل: أشادوا، و المثبت عن «ز»، و م.
6- كذا بالأصل و «ز»، و في م: تجرم.
7- البيت التالي سقط من م.

و قال عمرو بن العاص:

أرى القوم لا يتركون العتاب *** و هذاك عثمان لا يركب

بخيل، يسير، لها قسطل (1) *** تشمّس من كان لا يعتب

فلا بدّ للقوم من وثبة *** يعدّلها الناب و المخلب

فإن تقتلوه تكن فتنة *** و أمر تضيق به يثرب

و إن يتركوه تكن غمّة *** و في ذاك جدع (2) لهم موعب (3)

و لا شيء أسلم من هارب *** تخبّ به العرمس الدّعلب (4)

إلى الشام حتى يحلّ القضاء *** بما هو آت و لا يكذب

و قال عمرو بن العاص في ذلك:

أتينا أمورا (5) يظلع الإبل ثقلها *** جناها رجال من خشارة (6) من نزل

أرى الأمر لا يزداد إلاّ تماديا *** و قد كان بكرا ثم أصبح قد بزل (7)

فقلت لها جهرا أرى القوم قد جنوا *** علينا أمورا لا تطفيها الحيل

سوى أن هذا القتل يطفي وقودها *** أو النفي بالفيفاء طرّا و قد بجل

فما لك إلاّ أن تخبّر عنهم *** جنى ذينك الأمرين، فأقبل أو انتقل

و لست أرى بين السبيلين ثالثا *** و قد يترك المرء النصيحة لأجل

معاوي لا تغمض و قم في ركابها *** قياما على أمرين فاعدل أو اعتزل

أ تنهض بالأمر الجليل و قد أتت *** ذوائب من هذا الزمان إذا بسل

و قال عبد اللّه بن عامر فيما أشار به على عثمان:

منحت ابن أروى نصحة و هديته *** إلى الحق إن الحق أبلج واضح

و قلت له: و الأمر فيه بقية *** يعيش بها المظلوم، و الأمر صالح

و يقوى به، و الناس منهم مشمر *** و آخر يسمو نحوهم و هو كالح

ص: 310


1- القسطل: الغبار.
2- جدع موعب أي مستأصل.
3- جدع موعب أي مستأصل.
4- العرمس: الناقة الصلبة الشديدة، و الدعلبة: الناقة الفتية الشابة.
5- الأصل و م و «ز»، و في المطبوعة: أتتنا أمور.
6- خشارة الناس سفلتهم.
7- بزل أي إذا استكمل سنه الثامنة و دخل في التاسعة.

خذ القوم بالنفي المفرق جمعهم *** و بالسيف عاطي، إنني لك ناصح

و أعطهم الحق الذي كان حقهم *** و خذهم بما كانوا، إذا الحق سانح

و لا تلتمس بين السبيلين ثالثا *** ألا كلّ أمر خالف الحق فاضح

و إلاّ فقد لاحت عيون كثيرة *** إليك و عرتك القرون النواطح

و قال معاوية فيما أشار به على عثمان:

سأكفيك ما عندي فقل لابن عامر *** و صاحب مصر يكفيان الذي أكفي

و إلاّ فإني، و الذي أنا عبده *** مليء بضبطي ما أمامي و ما خلفي

و لست بذي وجهين، ألقاك بالذي *** تريد و يخفي في السريرة ما يخفي

لأني إذا عرضي لك اليوم دونهم *** و حتفك فيما ينتجون به حتفي

و قال عبد اللّه بن سعد:

أرى الأمر لا يزداد إلاّ تفاقما *** و كلّ أراه بالسرور قليل

تراخت إلى البلدان جل عشيرتي *** و أنصارنا بالمكتين حلول

و إن لم أسمكم بأرماح عامر *** و أسياف حي، في الحروب جليل

فلست لعمرو إن وطئت بلادكم *** و أنتم بها، فيما يكون قليل

و قد (1) كان أهل مصر بايعوا أشياعهم من أهل الكوفة، و أهل البصرة، و جميع من أجابهم أن ينزوا (2) خلاف أمرائهم، و اتّعدوا (3) يوما حيث شخص أمراؤهم فلم يستقم ذلك لأحد منهم، و لم يتمم (4) عليه إلاّ أهل الكوفة، فإن يزيد بن قيس الأرحبي ثار فيها، و اجتمع إليه أصحابه، و على الحرب يومئذ القعقاع بن عمرو، فأتاه و أحاط الناس بهم، فناشدوهم، و قال يزيد للقعقاع (5):ما سبيلك عليّ و على هؤلاء؟ فو اللّه إنّي لسامع مطيع، و إني للازم جماعتي و هم، إلاّ أني أستعفي، و من ترى من إمارة سعيد، فقد يستعفي الخاصة من أمر قد رضيته العامة.

قال: فذاك إلى أمير المؤمنين، فتركهم و الاستعفاء و لم يستطيعوا أن يظهروا غير ذلك،

ص: 311


1- الخبر من هنا في تاريخ الطبري 345/4.
2- كذا بالأصول، و في الطبري: يثوروا.
3- الأصل و م: و ابعدوا، و في «ز»: بدون إعجام.
4- الأصل: يتم، و التصويب عن «ز»، و م.
5- الأصل و م: و «ز»: القعقاع.

و استقبلوا سعيدا (1)،فردوه من الجرعة (2) و اجتمع الناس على أبي موسى، فأقرّه عثمان.

و لمّا رجع الأمراء لم يكن للسبئية إلى الخروج من الأمصار، فكاتبوا أشياعهم من أهل الأمصار أن يتوافوا بالمدينة لينظروا فيما يريدون، و أظهروا أنهم يأتمرون بالمعروف و يسألون عثمان عن أشياء لتطير في الناس، و ليحقّق عليه، فتوافوا بالمدينة، و أرسل عثمان رجلين:

مخزومي و زهري، فقال: انظرا ما يريدون، و اعلما عليهم، و كانا ممن ناله من عثمان أدب، فاصطبرا للحق، و لم يضطغنا، فلمّا رأوهما باثوهما، و أخبروهما بما يريدون، فقالا: من معكم على هذا من أهل المدينة ؟ قالوا: ثلاثة نفر، فقالا: هل إلاّ، قالوا: لا قالا: فكيف يريدون أن يصنعوا؟ قالوا: نريد أن نذكر له أشياء قد زرعناها في قلوب الناس، ثم نرجع إليهم، و نزعم لهم أنا قد قررناه بها، فلم يخرج منها، و لم يتب، ثم نخرج كأنا حجاج حتى نقدم، فنحيط به، فنخلعه: فإن أبى قتلناه، و كانت إياها. فرجعا إلى عثمان بالخبر، فضحك و قال: اللّهمّ سلّم هؤلاء النفر، فإنك إن لم تسلّمهم شقوا، فأما عمار فحمل عليّ ذنب ابن أبي لهب، و عركه بي (3)،و أما محمد بن أبي بكر فإنه أعجب (4) حتى رأى أن الحقوق لا تلزمه، و أما ابن سارة (5) فإنه يتعرض للبلاء.

و أرسل إلى المصريين و الكوفيين، و نادى: الصلاة جامعة، و هم عنده في أصل المنبر، فأقبل أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم حتى أحاطوا بهم، فحمد اللّه و أثنى عليه، و أخبرهم خبر القوم، و قام الرجلان، فقالوا جميعا: اقتلهم فإن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«من دعا إلى نفسه أو إلى أحد و على الناس إمام فعليه لعنة اللّه، فاقتلوه»[8037].

و قال عمر بن الخطاب: لا أحل لكم إلاّ ما قتلتموه و أنا شريككم.

فقال عثمان: بل نعفو و نقبل، و نبصرهم بجهدنا، و لا نحاد أحدا حتى يركب حدا، أو يبدي كفرا إن هؤلاء ذكروا أمورا قد علموا منها مثل الذي علمتم، إلاّ أنّهم زعموا أنهم يذاكرونيها (6) ليوجبوها علي عند من لا يعلم.

ص: 312


1- بالأصول و الطبري: سعيد.
2- الجرعة موضع قرب الكوفة (انظر معجم البلدان).
3- كذا بالأصول، و في الطبري: فحمل على عباس بن عتبة بن أبي لهب و عركه.
4- «فإنه أعجب» استدركت على هامش «ز»، و بعدها صح.
5- كذا بالأصول الثلاثة، و في الطبري: ابن سهلة.
6- بالأصول الثلاثة: تذاكرونيها.

و قالوا: أتم الصلاة في السفر، و كانت لا تتم، ألا و إني قدمت بلدا فيه أهلي، فأتممت لهذا من الأمر أ و كذلك ؟ قالوا: اللّهمّ نعم.

قالوا: و حميت الحمي، و إني و اللّه ما حميت إلاّ ما حمي قبلي، و اللّه ما حموا شيئا لأحد، ما حموا إلا ما غلب عليه أهل المدينة، ثم لم يمنعوا من رعيه أحدا (1)،و اقتصروا لصدقات المسلمين مويها (2) لئلا يكون بين من يليها و بين أحد تنازع، ثم ما منعوا، و لا نحن (3) منها أحدا، إلا من سائق دهما (4)،و ما لي من بعير غير راحلتين، و ما لي ثاغية (5)و إني قد وليت، و إني لأكثر العرب بعيرا و شاة فما لي اليوم شاة و لا بعير غير بعيرين لحجتي، أ كذاك ؟ قالوا: اللّهمّ نعم.

و قال: و قالوا: كان القرآن كتبا، فتركها إلاّ واحدا. ألا و أنّ القرآن واحد، جاء من عند واحد، و إنما أنا في ذلك تابع لهؤلاء، أ فكذلك ؟ قالوا: نعم، و سألوه أن يقتلهم (6).

و قالوا: إنّي رددت الحكم، و قد سيّره رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و الحكم مكي، سيّره رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم من مكة إلى الطائف، ثم ردّه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم [و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم سيّره] (7)و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم رده، فكذاك ؟ قالوا: نعم.

و قالوا: استعملت الأحداث و [لم] (8) استعمل إلاّ مجتمعا محتملا مرضيا (9)،و هؤلاء أهل عمله فسلوهم عنه، و هؤلاء أهل بلده، و قد ولّى من قبلي أحدث منه، و قيل في ذلك لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أشد مما قيل لي في استعماله أسامة، أ كذاك ؟ قالوا: نعم، يعيبون للناس ما لا يفسرون.

و قالوا: إني أعطيت ابن أبي سرح ما أفاء (10) اللّه عليه، و إنّي إنّما نفلته خمس ما أفاء اللّه عليه من الخمس، فكان مائة ألف، قد نفل مثل ذلك أبو بكر و عمر، فزعم الجند أنهم يكرهون ذلك، فرددته عليهم، و ليس ذلك، أ كذاك ؟ فقالوا: نعم.

ص: 313


1- الأصول: أحد، و التصويب عن الطبري.
2- مويها تصغير ماء، كذا بالأصول، و في الطبري: يحمونها.
3- كذا بالأصول، و في الطبري: و لا نحوا.
4- في «ز»: شاق دهما، و في الطبري:«ساق درهما» والدهم: العدد الكثير.
5- الثاغية: الشاة.
6- في تاريخ الطبري: يقيلهم.
7- الزيادة عن «ز»، سقطت من الأصل و م.
8- زيادة عن م و «ز».
9- بالأصول:«مجتمع محتمل مرضي».
10- الأصل: فاء، و المثبت عن «ز»، و م.

و قالوا: إنّي أحب أهل بيتي و أعطيهم، فأمّا حبّي فإنه لم يمل معهم على جور، بل أحمل الحقوق عليهم، و أما إعطاؤهم فإنّي إنّما أعطيهم من مالي، و لا استحلّ أموال المسلمين لنفسي، و لا لأحد من الناس، و لقد كنت أعطي العطيّة و الرغيبة من صلب مالي أزمان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و أبي بكر و عمر، و أنا يومئذ شحيح، حريص، أ فحين أتيت على أسنان أهل بيتي، و فني عمري، و وزّعت الذي لي في أهلي قال الملحدون ما قالوا؟ إنّي و اللّه ما حملت على مصر من الأمصار فضلا فيجوز ذلك لمن قاله، و لقد رددته عليهم، و لا قدم (1) عليّ الأخماس (2)،و لا يحلّ لي منها شيء، فولي المسلمون وضعها في أهلها دوني، و لا تبلّغت من مال اللّه عز و جل بفلس فما فوقه و لا أتبلّغ به، ما آكل إلاّ في (3) مالي.

و قالوا: أعطيت الأرض رجالا، و إن هذا الأرضين شاركهم فيها (4) المهاجرون و الأنصار أيام افتتحت، فمن أقام بمكانه من هذه الفتوح فهو أسوة أهله، و من رجع إلى أهله لم يذهب ذلك ما حوى اللّه عز و جل. فنظرت في الذي يصيبهم مما أفاء اللّه عليهم فبعته لهم بأمرهم من رجال أهل عقار ببلاد العرب، فنقلت إليهم نصيبهم، فهو في أيديهم دوني.

و كان عثمان قد قسم ماله و أرضه في بني أمية، و جعل ولده كبعض من يعطي، فبدأ ببني أبي العاص، فأعطى آل الحكم،[رجالهم عشرة آلاف عشرة آلاف] (5)،فأخذوا (6) مائة ألف، و أعطى بني عثمان مثل ذلك، و قسم في بني العاص و في بني العيص، و في بني حرب.

و لانت حاشية عثمان لأولئك الطّرّاء (7) و أبى المسلمون إلاّ قتلهم، و أبى إلاّ تركهم، فذهبوا فرجعوا إلى بلادهم على أن يغزوهم مع الحجاج كالحجاج، و تكاتبوا و قالوا: موعدكم ضواحي المدينة في شوال.

قال: و نا سيف، عن عبيد الطّنافسي، عن الشعبي، قال:

قال عثمان يوم جمع القوم و فسر لهم، إنّي و اللّه ما لي بعير غير راحلتين، و ما هذا الحمى إلاّ من فيء المسلمين لصدقة المسلمين، و كانوا إذا راعوكم ظلمتموهم [و استأثرتم

ص: 314


1- الأصل: قد، و المثبت عن «ز»، و م.
2- الطبري: إلاّ الأخماس.
3- سقطت «في» من الطبري.
4- «فيها» مكررة بالأصل.
5- الزيادة بين معكوفتين عن «ز»، و م.
6- عن «ز»، و م و بالأصل: اتخذوا.
7- كذا بالأصول، و الطراء: الغرباء، و في الطبري: الطوائف.

عليهم،] (1) و لستم أحق بالبلاد منهم، فلما كثرت فيهم الشّجاج و الجراح و خشينا أن تقتلوهم إلى ما ينقص من الصدقات عزلناها إلى أقل الفيء ماء و كلأ ليسلموا و تسلموا.

قال (2):و نا سيف عن أبي حارثة، و أبي عثمان، و محمّد، و طلحة، قالوا:

و كتب عثمان إلى الناس بالذي كان، و بكلّ ما صبر عليه من الناس إلى ذلك اليوم، و بما عليهم:

بسم اللّه الرّحمن الرحيم.

إلى (3) المؤمنين و المسلمين، سلام عليكم، أمّا بعد، فإنّي أذكركم اللّه الذي أنعم عليكم و علّمكم الإسلام، و هداكم من الضلالة، و أنقذكم من الكفر، و أراكم من البيّنات، و نصركم على الأعداء، و وسّع عليكم من الرزق، و أسبغ عليكم نعمه، فإن اللّه عز و جل يقول: وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللّٰهِ لاٰ تُحْصُوهٰا إِنَّ الْإِنْسٰانَ لَظَلُومٌ كَفّٰارٌ (4)،و قال: يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّٰهَ حَقَّ تُقٰاتِهِ إلى: تَهْتَدُونَ وَ لْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ إلى اَلْمُفْلِحُونَ ، وَ لاٰ تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَ اخْتَلَفُوا إلى:

عَظِيمٌ (5) ،و قال: يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا (6)وَ اذْكُرُوا (7)نِعْمَةَ اللّٰهِ عَلَيْكُمْ وَ مِيثٰاقَهُ الَّذِي إلى قوله: وَ أَطَعْنٰا ،و قال: يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جٰاءَكُمْ فٰاسِقٌ بِنَبَإٍ إلى: حَكِيمٌ (8)، و قال: إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّٰهِ وَ أَيْمٰانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً إلى: أَلِيمٌ (9)،و قال: وَ اسْمَعُوا وَ أَطِيعُوا وَ أَنْفِقُوا خَيْراً لِأَنْفُسِكُمْ ، وَ مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (10)،و قال:

وَ أَوْفُوا بِعَهْدِ اللّٰهِ إِذٰا عٰاهَدْتُمْ إلى: تَفْعَلُونَ (11)، وَ لَوْ شٰاءَ اللّٰهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وٰاحِدَةً وَ لٰكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مٰا آتٰاكُمْ إلى: تَخْتَلِفُونَ (12)، وَ لاٰ تَتَّخِذُوا أَيْمٰانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ إلى:

عَظِيمٌ (13) وَ لاٰ تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللّٰهِ إلى: تَعْلَمُونَ (14)، مٰا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَ مٰا عِنْدَ اللّٰهِ بٰاقٍ ،

ص: 315


1- الزيادة عن «ز»، و م.
2- انظر تاريخ الطبري 407/4 باختلاف.
3- بالأصل: إلى أمير المؤمنين.
4- سورة إبراهيم، الآية:34.
5- سورة آل عمران، الآيات 102-105.
6- من الآية 6 من سورة المائدة.
7- من هنا، من الآية 7 من سورة المائدة.
8- سورة الحجرات، الآيات 6-8.
9- سورة آل عمران، الآية:77.
10- سورة التغابن، الآية:16 و بالأصل: خير.
11- سورة النحل، الآية:91.
12- سورة المائدة، الآية:548.
13- من الآيات 94-104 من سورة النحل.
14- سورة النحل، الآية:95.

وَ لَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مٰا كٰانُوا يَعْمَلُونَ (1) وَ لاٰ تَشْتَرُوا بآيات الله (2)الآية، و قال: أَطِيعُوا اللّٰهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ إلى: تَأْوِيلاً (3)،و قال:

وَعَدَ اللّٰهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصّٰالِحٰاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ إلى:

اَلْفٰاسِقُونَ (4) ،و قال: إِنَّ الَّذِينَ يُبٰايِعُونَكَ إلى: عَظِيماً (5).

و كتب كتابا آخر:

بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ أمّا بعد، فإنّ اللّه رضي لكم السمع و الطاعة، و كرّه لكم المعصية و الفرقة و الاختلاف، و قد أنبأكم فعل الذين من قبلكم، و تقدّم إليكم فيه، لتكون له الحجّة عليكم إن عصيتموه، فاقبلوا نصيحة اللّه، و احذروا عقابه (6)،فإنكم لن تجدوا أمة هلكت إلاّ من بعد أن تختلف، و لا يكون لها إمام يجمعها، و متى ما تفعلوا ذلك لا تقوم (7) الصلاة جميعا، و يسلط عليكم عدوكم، و يستحل بعضكم حرم بعض، و متى تفعلوا ذلك تفرقوا بينكم، و تكونوا شيعا، و قال: إِنَّ الَّذِينَ فارقوا (8)دِينَهُمْ وَ كٰانُوا شِيَعاً إلى: يَفْعَلُونَ (9)،و إنّي أوصيكم بما أوصاكم اللّه به و أحذركم عذابه، و إنّ القرآن نزل نعتبر به، و ننتهي إليه، أولا ترون إلى شعيب قال لقومه: يٰا قَوْمِ لاٰ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقٰاقِي (10)إلى: بِبَعِيدٍ ، وَ يٰا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ (11)إلى: وَدُودٌ ،و كتب بكتاب آخر:

بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ أمّا بعد، فإنّ أقواما ممن كان يقول في هذا الحديث أظهروا للناس إنّما يدعون إلى كتاب [اللّه] (12) و الحقّ و لا يريدون الدنيا، و لا منازعة فيها، فلمّا عرض عليهم الحقّ إذا الناس في ذلك شتى، منهم آخذ للحق، و نازع عنه من يعطاه، و منهم تارك للحق رغبة في الأمر، يريدون

ص: 316


1- سورة النحل، الآية:96 و بالأصل و م و «ز»: و ليجزين.
2- الأصل: آيات، و المثبت عن «ز»، و م، و الصواب كما في الآية 41 من سورة البقرة: بِآيٰاتِي ثَمَناً .
3- سورة النساء، الآية:58.
4- سورة النور، الآية:55.
5- سورة الفتح، الآية:10.
6- كذا بالأصل و م و «ز»، و فوقها في «ز»: «عذابه» و في الطبري: عذابه.
7- الطبري: تقيموا.
8- القراءة المشهورة: فَرَّقُوا ،و الذي في الأصول قراءة الكسائي.
9- سورة الأنعام، الآية:159.
10- سورة هود، الآيتان:89-90.
11- في التنزيل العزيز: و استغفروا.
12- سقطت من الأصل و أضيفت عن «ز»، و م.

أن يبتزوه لغير الحق، و قد طال عليهم (1) عمري وارث (2) عليهم أملهم، و استعجلوا القدر، و إنّي جمعتهم و المهاجرين و الأنصار فنشدتهم، فأدّوا الذي علموا، فكان أول ما شهدوا به أن يقتل من دعا لنفسه، أو إلى أحد.

و فسّر لهم ما اغتدوا به عليه، و ما أجابهم فيه، و شهد له عليه، و رجع إليهم الذين [شخصوا] (3) لا يستطيعون أن يظهروا شيئا حتى إذا دخل شوّال سنة اثنتي عشرة خرجوا كالحجاج، فنزلوا قرب المدينة.

و بهذا الإسناد قالوا:

لمّا كان في شوال سنة خمس و ثلاثين خرج أهل مصر في أربع رفاق (4) على أربعة أمراء، المقلل يقول: ستمائة، و المكثر يقول: ألف، على الرفاق: عبد الرّحمن بن عديس البلوي، و كنانة بن بشر الليثي، و سودان بن حمران السّكوني، و قتيرة بن فلان السّكوني، و على القوم جميعا الغافقي بن حرب العكّي، و لم يجترئوا أن يعلموا الناس بخروجهم إلى الحرب، إنّما خرجوا كالحجاج، و معهم ابن السوداء.

و خرج أهل الكوفة في أربع رفاق، و على الرفاق زيد بن صوحان العبدي، و الأشتر النخعي، و زياد بن النضر الحارثي، و عبد اللّه بن الأصم، أحد بني عامر بن صعصعة، و عليهم جميعا عمرو بن الأصم، و عددهم كعدد أهل مصر.

و خرج أهل البصرة في أربع رفاق و على الرفاق، حكيم بن جبلة العبدي، و ذريح بن عبّاد العبدي، و بشر بن شريح الحطم (5) بن ضبيعة القيسي، و ابن محرّش بن عبد عمرو الحنفي و عددهم كعدد أهل مصر، و أميرهم جميعا حرقوص بن زهير السعدي، سوى من تلاحق بهم من الناس، و أما أهل مصر فإنهم كانوا يشتهون عليا، و أما أهل البصرة فإنهم كانوا يشتهون طلحة، و أما أهل الكوفة فإنهم كانوا يشتهون الزبير.

فخرجوا و هم على الخروج جميع، في التأمير شتى، لا تشكّ (6) كل فرقة إلاّ أن الفلج

ص: 317


1- أقحم بعدها بالأصل:«علمي عليهم».
2- أي أبطأ.
3- سقطت من الأصل و استدركت عن م، و هامش «ز».
4- رفاق جمع رفقة، و هم الجماعة المترافقون في السفر.
5- بالأصول الثلاثة، شريح بن الحطم، و المثبت عن الطبري، انظر جمهرة ابن حزم ص 320 فالحطم هو شريح.
6- الأصل: شك، و في م: يشك، و الحرف الأول في «ز» بدون إعجام.

معها، و أن أمرها سيتم دون الأخرى، فخرجوا حتى إذا كانوا من المدينة على ثلاث، تقدم أناس من أهل البصرة، فنزلوا ذا خشب، و أناس من أهل الكوفة فنزلوا الأعوص (1)،و جاءهم أناس من أهل مصر و تركوا عامتهم بذي المروة، و مشى فيما بين أهل مصر و أهل البصرة، زياد بن النضر، و عبد اللّه بن الأصم، و قالوا: لا تعجلوا حتى ندخل لكم المدينة، و نرتاد، فإنه قد بلغنا أنهم قد عسكروا لنا، فو اللّه إن كان أهل المدينة قد خافونا و استحلوا قتالنا و لم يعلموا علمنا، لهم علينا إذا علموا علمنا أشدّ، و إن أمرنا هذا لباطل، و إن لم يستحلوا قتالنا، و وجدنا الذي بلغنا باطلا لنرجعن إليكم بالخبر، قالوا: اذهبوا، فدخل الرجلان، فلقوا أزواج النبي صلّى اللّه عليه و سلم و طلحة، و الزبير، و عليا، و قالوا (2):إنّما نؤم هذا البيت و نستعفي هذا الوالي من بعض عمّالنا ما جئنا إلاّ لذلك، و استأذنوهم للناس للدخول،[فكلهم] (3) أبى و نهى، و قال:

بيض ما تفرخن (4)،فرجعا إليهم.

فاجتمع من أهل مصر نفر، فأتوا عليا، و من أهل البصرة نفر، فأتوا طلحة، و من أهل الكوفة نفر، فأتوا الزبير، قال كلّ فريق منهم: إن يبايعنا (5) صاحبنا، و إلاّ كدناهم، و فرّقنا جماعتهم، ثم كررنا حتى نبغتهم.

فأتى المصريون عليا و هو في عسكر عند أحجار الزيت (6)،عليه حلّة أفواف (7)، معتمّ بشقيقة حمراء يمانية، متقلدا السيف، ليس عليه قميص، و قد سرّح الحسن إلى عثمان فيمن اجتمع إليه، و الحسن جالس عند عثمان، و عليّ عند أحجار الزيت، فسلّم عليه المصريون، و عرضوا له، فصاح بهم و اطّردهم، و قال: لقد علم الصالحون أن جيش ذي المروة و ذي خشب و الأعوص ملعونون على لسان محمّد صلّى اللّه عليه و سلم، فارجعوا لا (8) صحبكم اللّه، قالوا: نعم، فانصرفوا من عنده على ذلك.

ص: 318


1- موضع قرب المدينة (معجم البلدان).
2- الأصل: و قال، و التصويب عن م و «ز».
3- الزيادة عن «ز»، و م.
4- و الذي في اللسان «فرخ» أن قوما استأذنوا عليا في قتل عثمان فنهاهم و قال:«إن تفعلوه فبيضا فليفرخنه» أراد إن تقتلوه، تهيجوا فتنة يتولد منها شيء كبير.
5- كذا بالأصل، و في م و «ز»: بايعنا، و هو أشبه بالصواب.
6- موضع بالمدينة قريب من الزوراء (معجم البلدان).
7- أفواف جمع فوف و هو القطن، و حلة أفواف ضرب من برود اليمن (اللسان).
8- الأصل: إلى، و التصويب عن «ز»، و م.

و أتى البصريون طلحة و هو في جماعة أخرى إلى جنب علي، و قد أرسل بنيه (1) إلى عثمان، فسلّم البصريون عليه، و عرضوا به فصاح به و اطّردهم و قال: لقد علم المؤمنون أن جيش ذي المروة، و ذي خشب، و الأعوص ملعونون على لسان محمّد صلّى اللّه عليه و سلم.

و أتى الكوفيون الزبير و هو في جماعة أخرى، و قد سرّح عبد اللّه إلى عثمان، فسلّموا عليه، و عرضوا له، فصاح بهم و اطّردهم (2) و قال: لقد علم المسلمون أن جيش ذي المروة و ذي خشب و الأعوص ملعونون على لسان محمّد صلّى اللّه عليه و سلم، فخرج القوم و أروهم (3) أنهم يرجعون، فانفشّوا على ذي خشب و الأعوص حتى أتوا إلى عساكرهم، و هي ثلاث مراحل، حتى يفترق أهل المدينة، ثم يكرون، فافترق أهل المدينة لخروجهم.

فلما بلغ القوم عساكرهم [كروا بهم، فبغتوهم، فلم يفجأ أهل المدينة إلاّ و التكبير في نواحي المدينة، فنزلوا في مواضع عساكرهم] (4) و أحاطوا بعثمان، و قالوا: من كف يده فهو آمن.

و صلّى عثمان بالناس أياما، و لزم الناس بيوتهم، و لم يمنعوا أحدا من كلام، فأتاهم الناس فكلّموهم، و فيهم علي، فقال علي: ما ردّكم بعد ذهابكم، و رجوعكم إلى رأيكم ؟ قالوا: وجدنا مع بريد كتابا بقتلنا، و أتاهم طلحة، فقال البصريون مثل ذلك، و أتاهم الزبير، فقال الكوفيون مثل ذلك، و قال الكوفيون و البصريون: فنحن ننصر (5) إخواننا و نمنعهم، فقالوا جميعا كأنما كانوا على ميعاد، كيف علمتم يا أهل الكوفة، و يا أهل البصرة بما لقي أهل مصر، و قد سرتم مراحل، ثم طويتم نحونا؟ هذا و اللّه أمر أبرم بالمدينة، قالوا: فضعوه على ما شئتم لا حاجة لنا في هذا الرجل ليعتزلنا، و في ذلك يصلي بهم، و هم يصلون خلفه، و يغشا من شاء عثمان، و هم أدق في عينه من التراب، و كانوا لا يمنعون أحدا الكلام، و كانوا زمرا بالمدينة يمنعون الناس من الاجتماع.

و كتب عثمان إلى أهل الأمصار يستمدّهم:

أما بعد، فإنّ اللّه بعث محمّدا بالحقّ بشيرا و نذيرا، و بلّغ عن اللّه ما أمر به، ثم مضى و قد

ص: 319


1- الطبري: ابنيه.
2- الطبري: و طردهم.
3- استدركت على هامش «ز».
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و «ز»، و م، و استدرك عن الطبري.
5- الأصل: نصر، و التصويب عن «ز»، و م.

قضى الذي عليه، و خلّف فينا كتابه، فيه حلاله و حرامه، و بيان الأمور التي قدّر، فأمضاها على ما أحبّ العباد و كرهوا، فكان الخليفة أبو بكر، ثم عمر، ثم أدخلت في الشورى عن غير علم، و لا مسألة عن ملأ من الأمة، ثم اجتمع أهل الشورى على ملأ منهم و من الناس عن غير طلب مني و لا محبة، فعملت فيهم بما يعرفون و لا ينكرون، تابعا غير مستتبع، متبعا (1) غير مبتدع، مقتديا (2) غير متكلف، فلما انتهت الأمور، و انتكث الشرّ بأهله، بدت ضغائن و أهواء على غير اجترام، و لا ترة فيما مضى إلاّ إمضاء الكتاب، و طلبوا أمرا و أعلفوا غيره بغير حجة و لا عذر، فعابوا عليّ أشياء مما كانوا يرضون، و أشياء على ملأ من أهل المدينة لا يصلح غيرها، فصبرت لهم نفسي، و كففتها عنهم منذ سنين، و أنا أرى و أسمع، فازدادوا على اللّه جرأة حتى أغاروا علينا في جوار رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و حرمه، و أرض الهجرة، و ثابت إليهم الأعراب، فهم كالأحزاب أيام الأحزاب، و من غزانا بأحد إلاّ ما يظهرون، فمن قدر على اللحاق بنا فليلحق.

فأتى الكتاب أهل الأمصار، فخرجوا على الصعبة و الذلول، فبعث معاوية حبيب بن مسلمة الفهري، و بعث عبد اللّه بن سعد معاوية بن حديج السكوني، و خرج من الكوفة القعقاع بن عمرو، و كان المحضضون بالكوفة على إغاثة أهل المدينة: عقبة بن عمرو، و عبد اللّه بن أبي أوفى، و حنظلة بن الربيع التميمي، في أمثالهم من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و كان المحضضون بالكوفة من التابعين أصحاب عبد اللّه: مسروق بن الأجدع، و الأسود بن يزيد، و شريح بن الحارث، و عبد اللّه بن عكيم في أمثال لهم يسيرون فيها، و يطوفون [على مجالسها] (3) و يقولون: يا أيها الناس الكلام اليوم و ليس به غدا، و إنّ النظر يحسن اليوم و يقبح غدا، و إنّ القتال يحلّ اليوم و يحرم غدا، انهضوا إلى خليفتكم و عصمة أمركم.

و قام بالبصرة عمران بن حصين، و أنس بن مالك، و هشام بن عامر في أمثالهم من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلم يقولون مثل ذلك، و من التابعين: كعب بن سور، و هرم بن حيّان العبدي، و أشباه لهما يقولون مثل ذلك.

و قام بالشام: عبادة بن الصامت، و أبو أمامة، و أبو الدرداء في أمثالهم من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و من التابعين: شريك بن خباشة النّميري، و أبو مسلم الخولاني،

ص: 320


1- بالأصل و «ز»، و م: متبع، و التصويب عن الطبري.
2- بالأصل و «ز»، و م: مقتدي، و التصويب عن الطبري.
3- الزيادة عن «ز»، و م.

و عبد الرّحمن بن غنم (1) بمثل ذلك.

و قام بمصر: خارجة في أشباه له، و كان بعض المحضضين شهد قدومهم، فلما رأوا حالهم انصرفوا إلى أمصارهم بذلك، و قاموا فيهم.

و لما جاءت الجمعة التي على أثر نزول المصريين مسجد الرسول صلّى اللّه عليه و سلم خرج عثمان فصلّى بالناس، ثم قام على المنبر فقال: يا هؤلاء الغزّاء (2)،اللّه اللّه، فو اللّه إنّ أهل المدينة ليعلمون أنكم لملعونون على لسان محمّد صلّى اللّه عليه و سلم، فامحوا الخطايا بالصواب، فإن اللّه لا يمحو السيئ إلاّ بالحسن.

فقام محمّد بن مسلمة فقال: أنا أشهد بذلك، فأخذه حكيم بن جبلة فأقعده، فقام زيد بن ثابت فقال: أبغى (3) الكتاب ؟ فثار إليه في ناحية أخرى محمّد بن أبي قتيرة، فأقعده، فأفظع، و ثار القوم بأجمعهم، فحصبوا الناس حتى أخرجوهم، و حصبوا عثمان حتى صرع على المنبر، فغشي (4) عليه، فاحتمل، فأدخل داره و كان المصريون لا يطمعون في أحد من أهل المدينة أن يساعدهم إلاّ في ثلاثة نفر، فإنهم كانوا يراسلونهم: محمّد بن أبي بكر، و محمّد بن جعفر (5)،و عمّار بن ياسر، و شرى أناس من الناس فاستقتلوا (6)،[منهم] (7):

سعد بن مالك، و أبو هريرة، و زيد بن ثابت، و الحسن بن علي، فبعث إليهم عثمان بعزمه لما انصرفوا، فانصرفوا و أقبل عليّ حتى دخل على عثمان، و أقبل طلحة حتى دخل عليه [و أقبل الزبير حتى دخل عليه] (8)،يعودونه من صرعته، و يشكون بثّهم، ثم رجعوا إلى منازلهم.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن علي بن أحمد، أنا أبو عبد اللّه النهاوندي، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريّا، نا خليفة بن خياط ، قال (9):

قال أبو الحسن: قدم أهل مصر عليهم: عبد الرّحمن بن عديس البلوي، و أهل البصرة

ص: 321


1- الأصل و م و «ز»: عثمان، تصحيف. و الصواب ما أثبت، و قد ترجم له المصنف،(انظر تراجم عبد الرحمن).
2- في الطبري: العدى. و الغزاء جمع غاز.
3- بالأصول: أبغا، و في الطبري: ابغني.
4- بالأصل: فعشي، و في الطبري: مغشيا، و المثبت عن المطبوعة.
5- كذا بالأصول، و في الطبري: محمد بن أبي حذيفة، و هو أشبه بالصواب.
6- بالأصول: استقبلوا، و المثبت عن الطبري.
7- الزيادة عن «ز»، و م.
8- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م و «ز».
9- تاريخ خليفة ص 168.

فيهم حكيم بن جبلة العبدي، و أهل الكوفة فيهم الأشتر مالك بن الحارث النخعي المدينة في إمرة عثمان، فكان مقدم المصريين ليلة الأربعاء هلال ذي القعدة.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا عمر بن محمّد بن علي بن الزيات، نا أبو بكر القاسم بن زكريا بن يحيى المقرئ المطرّز، نا إسماعيل بن موسى الفزاري، نا سفيان بن عيينة، عن عمرو (1) بن دينار، عن جابر، قال:

بعثنا عثمان بن عفّان في خمسين راكبا أميرنا محمّد بن مسلمة الأنصاري، حتى أتينا ذا خشب، فإذا رجل معلق المصحف في عنقه، تذرف عيناه دموعا، بيده السيف، و هو يقول:

ألا إن هذا - يعني المصحف - يأمرنا أن نضرب بهذا - يعني السيف - على ما في هذا المصحف، فقال محمّد بن المسلمة: اجلس، فقد ضربنا بهذا على ما في هذا قبلك، فجلس، فلم يزل يكلّمهم حتى رجعوا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم،[نا محمد بن سعد] (2)(3) نا محمّد بن عمر، حدّثني إبراهيم بن جعفر، عن أمّ الربيع بنت عبد الرّحمن بن محمّد بن مسلمة، عن أبيها.

قال: و حدّثني يحيى بن عبد العزيز، عن جعفر بن محمّد، عن محمّد بن مسلمة.

قال: و حدّثني ابن جريج، و داود بن عبد الرّحمن العطار، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد اللّه.

أن المصريين لما أقبلوا من مصر يريدون عثمان فنزلوا بذي خشب، دعا عثمان محمّد بن مسلمة فقال: اذهب إليهم فارددهم عني، و أعطهم الرضا، و أخبرهم أنّي فاعل و فاعل - بالأمور التي طلبوا - و نازع عن كذا - للأمور (4) التي تكلّموا فيها، فركب محمّد بن مسلمة إلى ذي خشب، قال جابر: فأرسل معه عثمان خمسين راكبا من الأنصار أنا فيهم، و كان رؤساءهم أربعة: عبد الرّحمن بن عديس البلوي، و سودان بن حمران المرادي، و ابن البياع، و عمرو بن الحمق الخزاعي، لقد كان الاسم غلب حتى يقال: جيش ابن الحمق، فأتاهم محمّد بن مسلمة، فقال: إنّ أمير المؤمنين يقول كذا،[و يقول كذا] (5) و أخبرهم بقوله، فلم

ص: 322


1- الأصل: عمر، تصحيف، و التصويب عن «ز»، و م.
2- ما بين معكوفتين زيادة لازمة عن م و «ز».
3- الخبر في طبقات ابن سعد 64/3.
4- ابن سعد: بالأمور.
5- الزيادة عن الطبقات و «ز»، و م.

يزل بهم حتى رجعوا، فلمّا كانوا بالبويب (1) رأوا جملا عليهم ميسم الصّدقة فأخذوه، فإذا غلام لعثمان، فأخذوا متاعه ففتشوه فوجدوا قصبة من رصاص فيها كتاب في جوف الإداوة في الماء.

إلى عبد اللّه بن سعد: أن افعل بفلان كذا، و بفلان كذا من القوم الذين شرعوا في عثمان، فرجع القوم ثانية حتى نزلوا بذي خشب، فأرسل عثمان إلى محمّد بن مسلمة، فقال:

اخرج فارددهم عني، فقال: لا أفعل كذا، قال: فقدموا، فحصروا عثمان.

[قال:] (2) و أنا محمّد بن عمر، حدّثني عبد اللّه بن الحارث بن الفضيل، عن أبيه، عن سفيان بن أبي العوجاء قال:

أنكر عثمان أن يكون كتب ذلك الكتاب، أو أرسل ذلك الرسول، فقال: فعل ذلك دوني.

آخر (3) الجزء التاسع و العشرين بعد الثلاثمائة من الأصل (4).

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن محمّد بن علي السّيرافي، أنا أبو عبد اللّه أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عبدان بن موسى بن زكريا التّستري، نا خليفة بن خياط العصفري (5)،نا المعتمر بن سليمان قال: سمعت أبي يقول: نا أبو نضرة عن أبي سعيد مولى أبي أسيد الأنصاري قال:

سمع عثمان أنّ وفد أهل مصر قد أقبلوا، فاستقبلهم، فقالوا: ادع بالمصحف، فدعا به، فقالوا: افتح السابعة، و كانوا يسمون سورة يونس السابعة، فقرأ حتى أتى على هذه الآية قُلْ آللّٰهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّٰهِ تَفْتَرُونَ (6)،قالوا له: قف، أ رأيت ما حميت من الحمى ؟ اللّه أذن

ص: 323


1- الأصل و م:«و التويت» و إعجامها ناقص في «ز»، و المثبت عن ابن سعد. و البويب بلفظ التصغير، مدخل أهل الحجاز إلى مصر (معجم البلدان).
2- الزيادة للإيضاح، و القائل ابن سعد، طبقات ابن سعد 65/3.
3- ما بين الرقمين ليس في م، و هي موجودة في «ز»، و زيد فيها: بلغت سماعا بقراءتي و عرضا بالأصل على القاضي الإمام أبي نصر محمد بن هبة اللّه بن محمد الشيرازي بسماعه من المصنف و الملحق فبالإجازة، و ابناه القاضيان أبو الفضل محمد و أبو المفاخر علي، و الفقيهان أبو عبد اللّه محمد بن حسان بن علي بن رافع العامري، و أبو محمد عبد العزيز بن عثمان بن أبي طاهر الاربلي، و كتب محمد بن يوسف بن محمد البرزالي الإشبيلي يوم الخميس السابع و العشرين من شهر ربيع الآخر سنة تسع عشرة و ستمائة بزاوية الفقيه نصر بدمشق.
4- ما بين الرقمين ليس في م، و هي موجودة في «ز»، و زيد فيها: بلغت سماعا بقراءتي و عرضا بالأصل على القاضي الإمام أبي نصر محمد بن هبة اللّه بن محمد الشيرازي بسماعه من المصنف و الملحق فبالإجازة، و ابناه القاضيان أبو الفضل محمد و أبو المفاخر علي، و الفقيهان أبو عبد اللّه محمد بن حسان بن علي بن رافع العامري، و أبو محمد عبد العزيز بن عثمان بن أبي طاهر الاربلي، و كتب محمد بن يوسف بن محمد البرزالي الإشبيلي يوم الخميس السابع و العشرين من شهر ربيع الآخر سنة تسع عشرة و ستمائة بزاوية الفقيه نصر بدمشق.
5- الخبر في تاريخ خليفة ص 168.
6- سورة يونس، الآية:59.

لك أم على اللّه تفتري، قال: امضه، نزلت في كذا، و أما الحمى، فإن عمر حماه قبلي لإبل الصّدقة، فلما وليت زادت الصّدقة، فزدت في الحمى، لما زاد إبل الصدقة، امضه، قال:

فجعلوا يأخذونه بالآية فيقول: امضه، نزلت في كذا، فما يزيدون، و أخذ ميثاقه و كتبوا عليه (1)،و أخذ عليهم أن لا يشقّوا عصا، و لا يفارقوا جماعة ما أقام لهم بشرطهم، ثم رجعوا راضين، فبينا هم بالطريق إذ راكب يتعرض لهم ثم يفارقهم، ثم يرجع إليهم ثم يفارقهم، فقالوا له: ما لك ؟ قال: أنا رسول أمير المؤمنين إلى عامله [بمصر] (2)،ففتشوه، فإذا هم بالكتاب على لسان عثمان عليه خاتمه إلى عامل مصر أن يصلبهم [أو يقتلهم] (3) أو يقطّع أيديهم و أرجلهم، فأقبلوا حتى قدموا المدينة، فأتوا عليا، فقالوا: أ لم تر إلى عدو اللّه إنه كتب فينا بكذا و كذا، و إنّ اللّه أحلّ دمه، فقم معنا إليه، فقال: و اللّه لا أقوم معكم، قالوا: فلم كتبت إلينا؟ قال: و اللّه ما كتبت إليكم كتابا، فنظر بعضهم إلى بعض، و خرج علي من المدينة، فانطلق إلى عثمان، فقالوا: أ كتبت فينا بكذا؟ فقال: إنّما هما اثنتان: تقيمون (4) رجلين من المسلمين أو يميني بالذي لا إله إلاّ هو ما كتبت و لا أمليت و لا علمت، و قد يكتب الكتاب على لسان الرجل و ينقش بالخاتم على الخاتم، فقالوا: قد أحلّ اللّه دمك، و نقض (5) العهد و الميثاق، و حصروه في القصر.

و قال: و نا خليفة (6)،نا ابن عليّة، نا ابن عون، عن محمّد.

أن عثمان بعث إليهم عليا و رجلا آخر، فقال علي: تعطون كتاب اللّه و تعتّبون من كلّ ما سخطتم، فأقبل معه ناس من وجوههم، فاصطلحوا على خمس: أنّ المنفي يقلب، و المحروم يعطى، و يوفّر الفيء، و يعدل في القسم، و يستعمل ذو الأمانة و القوة، كتبوا ذلك في كتاب، و أن يردّ بن عامر على البصرة و أبو موسى الأشعري على الكوفة.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن جعفر، أنا أحمد بن عبد المنعم بن أحمد بن بندار، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا أبو عثمان سعيد بن محمّد بن

ص: 324


1- في تاريخ خليفة: و كتبوا عليه شرطا.
2- الزيادة عن م و تاريخ خليفة و «ز».
3- الزيادة عن «ز»، و م، و تاريخ خليفة.
4- تاريخ خليفة: أن تقيموا.
5- تاريخ خليفة: و نقضت.
6- تاريخ خليفة ص 169-170.

أحمد الخياط (1)،نا محمّد بن عمرو (2) بن العباس الباهلي، أنا ابن أبي عدي، عن ابن عون، عن محمّد قال:

لما كان حيث نزل بابن عفّان، جمعهم، فاستشارهم في أولئك القوم - يعني الذين حصروه - قال: فأرسل إليهم عليا و معه رجل آخر، فعرض عليهم كتاب اللّه، قال: فشاورهم [و شادّوه مرتين] (3) أو ثلاثا، ثم قالوا: ابن عمّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و رسول أمير المؤمنين يعرض عليكم كتاب اللّه، قال: فقبلوه و اشترطوا خمسا، فكتبوهن في الكتاب، و ثنتين لم يكتبوهما في الكتاب، المنفي يقلب، المحروم يعطى، و يوفّر الفيء، و يعدل في القسم، و يستعمل ذو الأمانة و القوة، و يردّ ابن عامر على أهل البصرة، فإنهم به راضون، و يستعمل الأشعري على الكوفة، قال: فذهبوا.

قال ابن عون: فلا أدري أين بلغوا ثم رجعوا فقعدوا ناحية، فقالوا: لا يكلّمنا أحد و لا يدنونّ منا أحد، فأرسل إليهم المغيرة، فأتاهم، فقالوا: لا تدنون منا يا أعور، لا تكلّمنا يا أعور، فأتي ابن عفان، فقال: إنّي رأيت قوما ألج من العرب، فلو خرجت في كتيبتك فعسى أن يروها فيرجعوا، فخرج ابن عفّان في كتيبته، فنسل (4) من أولئك رجل و من هؤلاء رجل، فانطلقا بسيفيهما، فحانت منه التفاتة، فقال: في بيعتي و تأميري، فرجع، فدخل الدار، فما أعلمه خرج بعد ذلك اليوم حتى قتل.

قال محمّد: فلقد قتل و في الدار لسبع مائة، فيهم الحسن بن علي، و عبد اللّه بن الزبير.

قال محمّد: و لو أذن لهم لضربوهم حتى يخرجوهم من أقطار المدينة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا شيبان، نا أبو الأشهب، عن الحسن قال:

لقد رأيت الذين قتلوا عثمان تحاصبوا في المسجد حتى ما أبصر أديم السماء، و إنّ إنسانا رفع مصحفا من حجرات النبي صلّى اللّه عليه و سلم، ثم نادوا: أ لم تعلموا أن محمّدا صلّى اللّه عليه و سلم قد برئ ممن فرّق دينه، و كان شيعا.

ص: 325


1- كذا بالأصل و م و «ز»، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 23/15 و تاريخ بغداد 106/9.
2- الأصل: عمر، و المثبت عن «ز»، و م.
3- الزيادة عن «ز»، و م.
4- نسل الماشي: أسرع.

قال: و نا شيبان، نا سلاّم قال: سمعت الحسن قال:

خرج عثمان يوم الجمعة، فخطب الناس، فصعد المنبر، فقام إليه رجل من تلقاء الناس، فقال: أسألك كتاب اللّه، فقال: ويحك، أ ليس معك كتاب اللّه ؟ قال: ثم قام رجل فنهاه و قام آخر، و قام آخر، و قام آخر، حتى كثروا، ثم تخاصموا، يقول الحسن: حتى [لم] (1) أر أديم السماء، قال: فكأني انظر إلى رجل بعثته أم المؤمنين بمصحف فنشره على سور المسجد ثم قال: ألا إنّ هذا ينهاكم عما تفعلون، ألا إنّ محمّدا (2) قد برئ من الذين فرّقوا دينهم.

أخبرنا (3) أبو [محمد عبد اللّه بن أحمد السّمرقندي] (4) أبو بكر محمّد بن المظفّر بن الشهرزوري - إجازة، قالا: أنا أبو الحسن علي بن عبد الرّحمن بن (5) أحمد الخلاّل - ببلخ - أنا القاضي أبو الفتح عبد الرّحمن بن عبد اللّه، أنا أبو القاسم علي بن أحمد الخزاعي، أنا الهيثم بن كليب الشّاشي، نا العباس بن محمّد الدّوري، نا حجّاج بن نصير، نا قرّة بن خالد، قال: سمعت الحسن يقول:

كأن انظر إلى عثمان يخطب الناس يوم الجمعة، إذ قام رجل تلقاء وجهه فقال:

أسألك كتاب اللّه،[فقال عثمان: أ و ما لكتاب اللّه] (6) طالب غيرك، اجلس فجلس، فقال الحسن من قبل نفسه: كذبت يا عدوّ نفسه، لو كنت تطلب كتاب اللّه لم تطلبه يوم الجمعة و الإمام يخطب، ثم قام فقال: أسألك كتاب اللّه، فقال عثمان: أ و ما لكتاب اللّه طالب غيرك، اجلس، فجلس، ثم قام الثالثة (7)،فقال: أسأل كتاب اللّه، فقال عثمان: أ ما لهذا أحد يجلسه، قال: فتحاصبوا حتى ما أرى أديم السماء، قال: فكأني انظر إلى بياض ورقات مصحف رفعته امرأة من أزواج النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و هي تقول: إنّ اللّه قد برّأ نبيّه عليه السلام من الذين

ص: 326


1- الزيادة عن م و «ز».
2- الأصل: محمد، و التصويب عن «ز»، و م.
3- فوقها في «ز»، ملحق.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و «ز»، و استدرك عن م، و مكانه بالأصل: شريفة القاسم و هو عطاء. و على هامش «ز»، كلمة غير مقروءة... ثم«... القاسم و هو بخط الحافظ و من شيوخه الذين أجازوا له. ثم: أبو محمد عبد اللّه بن أحمد بن السمرقندي، و أبو.
5- الأصل: أنا، و التصويب عن م و «ز».
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن «ز»، و م.
7- الأصل: الثانية، و التصويب عن م و «ز».

فرّقوا دينهم و كانوا شيعا، قال: فذاك أوّل ما عفلت الأحاديث، و خالطت (1) الناس، فقال لي بعض أصحابي: تلك أم سلمة زوج النبي صلّى اللّه عليه و سلم.

آخر الجزء الخامس (2) بعد الأربعمائة من الفرع (3).

أخبرنا أبو عبد اللّه بن البنّا، أنا أبو القاسم المهرواني، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، نا يزيد بن هارون، أنا مهدي بن ميمون، عن محمّد بن أبي يعقوب - و هو محمّد بن عبد اللّه بن أبي يعقوب - عن بشر بن شغاف (4)،عن عبد اللّه بن سلام، قال:

بينما أمير المؤمنين عثمان يخطب ذات يوم، فقام رجل، فنال منه فوذأته فاتذأ لي، فقال رجل: لا يمنعك مكان ابن سلام أن تسبّ نعثلا فإنه من شيعته، فقلت له: لقد قلت القول العظيم في يوم القيامة في الخليفة من بعد نوح.

قال: و نا جدي، قال: قرئ على أبي عبيد (5)،و أنا أسمع في حديث عثمان: إنما هو بينما يخطب ذات يوم فنال (6) رجل منه فوذأه ابن سلام، فاتذأ له فقال له رجل: لا يمنعك مكان بن سلام أن يسبّ نعثلا فإنه من شيعته. قال ابن سلام: فقلت له القول العظيم في يوم القيامة في الخليفة من بعد نوح.

قال الأموي و ابن الكلبي و غيرهما: ذكر كل واحد بعض هذا الكلام.

قوله: فوذأه فاتذأ له، يقال: وذأت الرجل إذا زجرته و قمعته و قوله اتّذأ يعني هذا الكلام قوله فوذأه فاتذا له يقال: و ذات الرجل إذا زجرته و قمعته و قوله اتذأ يعني انزجر، ازدجر (7).

و قوله أن يسب نعثلا.

قال ابن الكلبي: إنّما قيل له نعثل لأنه كان يشبّه برجل من أهل مصر اسمه نعثل، و كان طويل اللحية، فكان عثمان إذا نيل منه و عيب يشبه بذلك الرجل لطول لحيته، لم يكونوا يجدون عيبا غير هذا.

ص: 327


1- الأصل: و حاطت، تصحيف، و التصويب عن «ز»، و م.
2- في «ز»: الخامس و الخمسين.
3- من قوله: آخر إلى هنا ليس في م.
4- ضبطت بفتح المعجمتين عن تقريب التهذيب.
5- غريب الحديث لأبي عبيد الهروي ط بيروت 124/2.
6- الأصل: فقام، و التصويب عن م و «ز»، و غريب الهروي.
7- ازدجر، ليست في غريب الهروي.

و قال بعضهم: إن نعثلا (1) من أهل أصبهان، و يقال في نعثل: إنه الذكر من الضّباع (2).

و أمّا قول ابن سلام: الخليفة من بعد نوح، فإن الناس اختلفوا في معناه، قال: و أما أنا فإنه عندي أراد بقوله نوح عمر بن الخطاب، و ذلك لحديث (3) النبي صلّى اللّه عليه و سلم، حين استشار أبا بكر و عمر في أسارى بدر، فأشار عليه أبو بكر بالمنّ عليهم، و أشار عليه عمر بقتلهم، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلم و أقبل على أبي بكر «إنّ إبراهيم كان ألين في اللّه من الدهن و اللبن»، ثم أقبل على عمر، فقال:«إنّ نوحا كان أشدّ في اللّه من الحجر»[8038].

قال أبو عبيد: فشبّه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أبا بكر بإبراهيم و عيسى حين قال إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبٰادُكَ ، وَ إِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (4)،و شبّه عمر بنوح حين قال: لاٰ تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكٰافِرِينَ دَيّٰاراً (5)،فأراد ابن سلام أن عثمان خليفة عمر.

قال: و قوله يوم القيامة: أراد يوم الجمعة، و ذلك أن الخطبة كانت يوم الجمعة، و بين ذلك حديث آخر يروى عن كعب: أنه رأى رجلا يوم جمعة فقال: ويحك أ تظلم رجلا يوم القيامة (6).

[و لم يحتجّ أبو عبيد في أن يوم الجمعة هو يوم القيامة] (7) بشيء.

قال جدي: و هو بين لما يروى في الأحاديث: أنّ الساعة تقوم يوم الجمعة، فلذلك سمّي يوم الجمعة يوم القيامة.

قال أبو يوسف يعقوب بن شيبة: و سمعت أهل العلم يفسره الخليفة من بعد نوح، قال:

لم يرد عمر، إنّما أراد نوح (8) النبي صلّى اللّه عليه و سلم، جعله مثلا له؛ إنّ الناس في زمن نوح كانوا في عافية، فكان هلاكهم في دعوة نوح، فأراد أنّ في قتل عثمان سل السيف و الفتن إلى يوم القيامة.

ص: 328


1- الأصل: بعث، و في م و «ز» نعثل، و المثبت عن الهروي.
2- و قال الزمخشري في الفائق 154/3 النعثل: الضبعان و الشيخ الأحمق، و مثله النعثلة و هي مشية الشيخ.
3- الأصل: الحديث، و التصويب عن م و «ز» و غريب الهروي.
4- سورة المائدة، الآية:118.
5- سورة نوح، الآية:26.
6- إلى هنا ينتهي الحديث في غريب الهروي.
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن «ز»، و م.
8- كذا بالأصول: نوح. و هو جائز.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور النّهاوندي، أنا أبو العباس النّهاوندي، أنا أبو العباس بن الأشقر، أنا أبو عبد اللّه البخاري، حدّثني قتيبة، نا محمّد بن فليح بن سليمان، عن أبيه، عن عمّته، عن أبيها و عمّها.

أنهما (1) حضرا عثمان قال: فقام إليه فلان بن سعد (2) الغفاري حتى أخذ القضيب من يده - قضيب النبي صلّى اللّه عليه و سلم - فوضعها (3) على ركبته ليكسرها بشعبها، و صاح به الناس، و نزل عثمان حتى دخل داره، و رمى اللّه الغفاري في ركبته، فلم يحل عليه الحول حتى مات.

كذا قال، و المحفوظ ابن سعيد، و هو جهجاه:

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو منصور بن شكرويه، و أبو بكر محمّد بن أحمد بن علي، قالا: أنا إبراهيم بن خرّشيذ قوله، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا محمّد بن عبد اللّه المخرّمي (4)،نا ابن مهدي، نا حمّاد بن زيد [عن يزيد] (5) بن حاتم، عن سليمان بن يسار.

أن جهجاه الغفاري أخذ عصا عثمان التي كان يتخصّر بها فكسرها على ركبته، فوقعت في ركبته الآكلة.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن الحسين بن عبد اللّه الفقيه، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو إسحاق إبراهيم بن حماد بن إسحاق بن إسماعيل بن حمّاد بن زيد، نا أبي، نا عارم، نا حمّاد بن زيد، عن يزيد بن حازم عن سليمان بن حسان (6).

أن رجلا من غفار يقال له الجهجاه دخل على عثمان و معه عصا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فأخذها الغفاري فكسرها على ركبته، فوقعت الآكلة في ركبته.

كذا قالا: و الصواب ابن يسار كما تقدم:

أخبرنا أبو عبد اللّه بن البنّا، أنا أبو القاسم يوسف بن محمّد، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، نا سليمان بن حرب، نا حمّاد بن زيد، عن

ص: 329


1- الأصل: انها، و التصويب عن م و «ز».
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و فوقها اللفظة في «ز» ضبة و سينبه المصنف إلى أن المحفوظ «بن سعيد».
3- فوقها في «ز»، ضبة.
4- الأصل: المخزومي، و المثبت عن م و «ز».
5- الزيادة عن «ز»، و م.
6- كذا بالأصل و م و «ز»، و فوقها في «ز»، ضبة، و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى أن الصواب: ابن يسار.

يزيد بن حازم، عن سليمان بن (1) يسار.

أن رجلا يقال له جهجاه الغفاري انتزع العصا من يد عثمان و كسرها على ركبته [فوقع في ركبته] (2) الآكلة.

قال: و نا جدي، نا بشر بن موسى - قال أبو بكر: هو بشار الخفّاف (3)-أنا عبد اللّه بن المبارك، عن عبيد اللّه بن عمر، عن نافع قال:

كان حليف لنا من غفار يقال له جهجاه، قام إلى أمير المؤمنين عثمان، و هو يريد أن يخطب، فتناول عصا كانت في يده فكسرها على ركبته، فوقعت فيها الآكلة حتى قطعت.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا عبد اللّه بن إدريس، عن عبيد اللّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال:

بينما عثمان بن عفّان يخطب، إذ قام إليه جهجاه الغفاري، فأخذ العصا من يده فكسرها على ركبته، فدخلت منها شظية في ركبته، فوقعت فيها الأكلة.

قال ابن سعد: و حديث عبد اللّه بن إدريس هذا لم أسمعه منه، و هو عرض عليه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن عبد اللّه، نا السري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن [عمر، عن] (4)عمرو، عن الحسن قال:

قلت له: شهدت حصر عثمان ؟ قال: نعم، أنا يومئذ غلام في أتراب لي في المسجد، فإذا كثر اللغط (5) جثوت على ركبتي، أو قمت و أقبل القوم حين أقبلوا، حتى نزلوا المدينة المسجد، و ما حوله، و اجتمع إليهم أناس من أهل المدينة يعظمون (6) عليهم ما صنعوا، و أقبلوا على أهل المدينة يتواعدونهم، فبينا هم كذلك في لغطهم حرك الباب، فطلع عثمان، فكأنما كانت نار فأطفأت، فعمد إلى المنبر، فصعده، فحمد اللّه و أثنى عليه، فثار رجل،

ص: 330


1- الأصل:«عن» تصحيف، و التصويب عن «ز»، و م.
2- الزيادة عن «ز»، و م. للإيضاح.
3- و هو الصواب، و هو بشار بن موسى الشيباني، أبو عثمان الخفاف انظر ترجمته في تهذيب الكمال 51/3.
4- الزيادة عن «ز»، و م لتقويم السند.
5- عن «ز»، و م، و في الأصل: الغلط .
6- الأصل: يعطون، و التصويب عن «ز»، و م.

فتكلم، فأقعده رجل، و قام (1) آخر، فأقعده آخر، حتى ثار القوم، فحصبوا عثمان حتى صرع، فاحتمل فأدخل، فصلّى بهم عشرين يوما ثم منعوه من الصلاة.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا عبيد اللّه، نا يحيى بن حمّاد، نا أبو عوانة الوضّاح، نا حصين بن [عبد الرحمن، عن عمرو بن جاوان، أحد بني (2) سعد بن] (3) زيد بن مناة التميمي، قال:

قلت لعمرو (4):لم كان الأحنف اعتزل، قال: فقال الأحنف: انطلقنا (5) حجاجا، فمررنا بالمدينة، فبينا نحن في منزلنا نضع رحالنا [جاءنا ربّ ] (6) منزلنا فقال: قد فزع في المسجد، فانطلقت أنا و صاحبي، فإذا الناس مجتمعون على نفر في وسط المسجد، فتخلّلناهم حتى قمت عليهم، فإذا علي بن أبي طالب، و الزبير، و طلحة، و سعد بن أبي وقّاص قعود، قال: فما كان أسرع أن جاء عثمان يمشي في المسجد، عليه مليّة (7) صفراء، قد وضعها على رأسه، قال: قلت لصاحبي: كما أنت، حتى نعلم ما جاء به، فلما دنا منهم قيل:

هذا ابن عفّان، قال: فقال: هاهنا علي بن أبي طالب ؟ قالوا: نعم، قال: هاهنا طلحة ؟ قالوا: نعم، قال: هاهنا سعد؟ قالوا: نعم، قال: أنشدكم اللّه الذي لا إله إلاّ هو، أ تعلمون أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«من يبتاع مربد بني فلان غفر اللّه له»، فابتعه بعشرين ألفا، فأتيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فقلت: إنّي قد ابتعت مربد بني فلان، قال:«اجعله مسجدا و أجره لك»، قال:

نعم، قال: أنشدكم اللّه الذي لا إله إلاّ هو، تعلمون أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«من يبتاع بئر رومة غفر اللّه له»، فابتعتها بكذا و كذا، فأتيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فقلت: إنّي قد ابتعت بئر رومة، قال:

«اجعلها سقاية للمسلمين و أجرها لك»، قالوا: نعم، قال: أنشدكم اللّه هل تعلمون أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم نظر في وجوه القوم يوم جيش العسرة فقال:«من يجهّز هؤلاء غفر اللّه له»، فجهزتهم حتى ما يفقدون عقالا، قالوا: نعم، قال: اللّهمّ اشهد[8039].

قال: و نا أبو خيثمة، نا جرير عن ح.

ص: 331


1- الأصل: و قال، تصحيف، و التصويب عن م و «ز».
2- في م و «ز»: «نا سعد» و على هامش «ز»: الصواب:«أحد بني سعد» و هو ما أثبتناه عن المطبوعة.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م و «ز».
4- الأصل: لعمر، و التصويب عن م، و في «ز»: لعمر، و على هامشها: صوابه: لعمرو.
5- الأصل: انطلقا، و التصويب عن «ز»، و م.
6- الزيادة عن «ز»، و م.
7- ملية تصغير ملاءة، الإزار.

و أخبرنا (1) أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو منصور بن شكرويه، و أبو بكر السمسار، قالا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه، نا الحسين بن إسماعيل، نا يوسف بن موسى، نا جرير (2)، نا.

حضين بن عبد الرّحمن، عن عمرو بن جاوان، عن الأحنف بن قيس قال:

سمعته يقول: قدمت المدينة و نحن نريد العمرة، فبينا نحن في منزلنا نضع رحالنا إذ قيل: قد فزع الناس إلى المسجد، و اجتمعوا فيه غاصا بأهله، لو ألقيت - يعني حصاة - لوقعت على إنسان، فلما دنوت إذا عليّ ، و طلحة، و الزبير، و سعد بن أبي وقّاص، فلم يكن بأسرع من أن جاء عثمان، مقنعا (3) بملحقة صفراء، فقال بعضهم: هذا ابن عفّان - زاد يوسف: قد جاء - فجاء حتى إذا دنا منهم قال: هاهنا علي ؟ قالوا: نعم، قال: أ ثمّ فلان (4)؟- زاد زهير:

قالوا نعم - قال: أنشدكم باللّه الذي لا إله إلاّ هو، أ تعلمون أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«من يبتاع مربد بني فلان غفر اللّه له»، فابتعته، فأتيت النبي صلّى اللّه عليه و سلم فقلت: إنّي قد ابتعت مربد بني فلان، قال:

«فاجعله في المسجد، و أجره لك»، قالوا: نعم، قال: اللّهم اشهد، قال: أنشدكم باللّه أ تعلمون - و قال زهير: هل تعلمون - أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«من يبتاع بئر رومة غفر اللّه له» فابتعتها، ثم أتيت النبي صلّى اللّه عليه و سلم فقلت: قد ابتعتها، قال:«اجعلها سقاية المسلمين و أجرها لك» [قالوا: نعم] (5)،قال: اللّهم اشهد (6)،قال: أنشدكم اللّه الذي لا إله إلاّ هو أ تعلمون - و قال زهير: هل تعلمون - أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم نظر في وجوه القوم يوم جيش العسرة فقال:«من جهز هؤلاء غفر اللّه له»، فجهزتهم حتى ما يفقدون عقالا، و لا خطاما (7)-زاد زهير: فجهزتهم - و قالا:

فقالوا: بلى، قال: اللّهم اشهد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو بكر بن سيف، أنا السّري بن يحيى، أنا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن الضّريس بن معاوية بن صعصعة، عن هلال بن جاوان، عن صعصعة بن معاوية التميمي، قال:

ص: 332


1- فوقها في «ز»: ملحق.
2- فوقها في «ز»: إلى.
3- الأصل و م:«مقنع» و في «ز»: «مقنع».
4- كذا بالأصول الثلاثة، و في المطبوعة: أثم فلان ؟ أثم فلان ؟.
5- الزيادة عن «ز»، و م.
6- قوله:«قال: اللهم اشهد» سقط من م.
7- الخطام: الحبل الذي يقاد به البعير.

أرسل عثمان و هو محصور إلى علي، و طلحة، و الزبير، و أقوام من الصحابة، فقال:

احصروا غدا فكونوا حيث تسمعون ما أقول بهذه (1) الخارجة، ففعلوا، و أشرف عليهم، فقال:

أنشد اللّه من سمع النبي صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«من يشتري هذا المربد و يزيده في مسجدنا و له الجنّة، و أجره في الدنيا ما بقي درجات له»، فاشتريته بعشرين ألفا، و زدته في المسجد، قالوا (2):

اللّهم نعم، و قال الخوارج: صدقوا، و لكنك غيّرت، ثم قال: أنشد (3) اللّه ما فقدوا عقالا و لا خطاما؟ قالوا: نعم، فقال الخوارج: صدقوا و لكنك غيّرت، قال: أنشد (4) اللّه من سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«من يشتري رومة و له الجنّة»، فاشتريتها، فقال:«اجعلها للمساكين و لك أجرها و الجنّة»، قال: اللّهم نعم، قال الخوارج: صدقوا و لكنك غيّرت، و عدد أشياء و قال:

اللّه أكبر، ويلكم خصمتم و اللّه كيف يكون من يكون هذا له مغيرا؟ يا أيها النفر من أهل الشورى اعلموا أنهم سيقولون لكم غدا كما قالوا لي اليوم، فلما خرجوا بعد [على] (5) علي جعل ينشد الناس عن مثل ذلك و يشهد له به، فيقولون له: صدقوا و لكنك غيّرت، فقال: ما اليوم قتلت، و لكن قتلت يوم قتل ابن بيضاء (6).

هذا حديث غريب.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا أبو القاسم علي بن محمّد [بن أبي العلاء، و أبو العباس أحمد بن منصور بن قبيس.

ح و أخبرنا أبو محمد] (7) هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء.

قالا: أنا عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم بن أبان، أنا خيثمة بن سليمان، نا أبو عمر هلال بن العلاء، أنا أبي، و عبد اللّه بن جعفر، و عمرو (8) بن عثمان، قالوا: حدّثنا عبيد اللّه بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن أبي إسحاق، عن أبي عبد الرّحمن السّلمي قال:

ص: 333


1- في «ز»، و م: هذه.
2- الأصل: قالوا، و المثبت عن «ز»، و م.
3- الأصل: أ نشهد، و المثبت عن «ز»، و م.
4- الأصل: أ نشهد، و المثبت عن «ز»، و م.
5- الزيادة عن «ز»، و م.
6- البيضاء جدة عثمان بن عفان، و هي البيضاء بنت عبد المطلب، أم أرو بنت كريز بن ربيعة بن حبيب، أم عثمان بن عفان.
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك لتقويم السند عن «ز»، و م.
8- عن «ز»، و م، و بالأصل: و عمر.

لما حصر عثمان في داره، اجتمع الناس حول داره، و أشرف عليهم عثمان فقال:

أنشد باللّه رجلا سمع نبي اللّه إذ انتفض بنا جراء فقال:«اثبت، فما عليك إلاّ نبيّ أو صدّيق، أو شهيد»، فقال ناس ممن سمع ذلك: قد سمعناه، ثم قال: أنشدكم باللّه أ تعلمون أنّ نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«من ينفق نفقة متقبلة في جيش العسرة»، و الناس يومئذ مجهودون،[معسرون] (1)فجهزت الجيش من مالي، فقالوا: اللّهم نعم، قال: أنشدكم باللّه أ تعلمون أن رومة كان لا يشرب منها أحد إلاّ بثمن، فاشتريتها بمالي للفقير و الغني و ابن السبيل و الناس عامة ؟ قالوا:

نعم في أشياء عددها عليهم[8040].

أخبرنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن علي بن الحسن، أنا أحمد بن عثمان بن الفضل، أنا عبيد اللّه بن محمّد بن إسحاق، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، حدّثني محمّد بن عبد الملك بن زنجويه، نا علي بن معبد، و عبد اللّه بن جعفر، و أبو نصر التمار - و اللفظ لأبي نصر - نا عبيد اللّه بن عمرو الرّقّي، عن زيد بن أبي أنيسة، عن أبي إسحاق، عن أبي عبد الرّحمن السّلمي قال:

لما حصر عثمان و أحيط بداره، أشرف على الناس، فقال: أنشدكم باللّه، هل تعلمون أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم حين انتفض بنا حراء قال:«اثبت حراء، فما عليك [إلاّ] (2) نبيّ أو صدّيق أو شهيد»، قالوا: اللّهم نعم، ثم قال: قال: أنشدكم اللّه، هل تعلمون أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال في غزوة العسرة:«من ينفق نفقة متقبّلة» و الناس يومئذ معسرون، مجهدون، فجهزت ثلث (3)الجيش من مالي، قالوا: اللّهم نعم، قال: أنشدكم (4) اللّه هل تعلمون أن رومة لم يكن يشرب منها أحد إلاّ بثمن، فابتعتها بمالي، فجعلتها للغني، و الفقير، و ابن السبيل، قالوا: اللّهمّ نعم، في أشياء عددها[8041].

قال: و أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز البغوي، حدّثني ابن الجنيد (5)،و ابن هانئ و غيرهما، قالوا: أنا أبو نصر التمار، نا عبيد اللّه بإسناده مثله.

ص: 334


1- الزيادة عن «ز»، و م.
2- سقطت من الأصل و استدركت عن «ز»، و م.
3- استدركت على هامش م.
4- اللفظة غير واضحة بالأصل، استدركت على هامشه و بعدها صح.
5- في م:«ابن أبي الجنيد» و في «ز»، كالأصل.

قال البغوي: و لم يحدّث بهذا الحديث غير زيد بن أبي أنيسة عن أبي أنيسة عن أبي إسحاق، و هو غريب، و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو سهل المزكي، أنا أبو القاسم السّلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى التميمي، نا أبو خيثمة، نا سعيد بن عامر، نا يحيى بن أبي الحجاج، عن أبي مسعود الجريري (1)،عن ثمامة بن حزن القشيري قال:

شهدت الدار حيث أشرف عليهم عثمان، قال: فقال: ائتوني بصاحبيكم هذين (2)اللذين ألّباكم عليّ ، قال: فجيء بهما كأنهما جملان، أو كأنهما حماران، فقال: أنشدكم اللّه و الإسلام، هل تعلمون أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم كان على ثبير و أبو بكر، و أنا، فتحرّك الجبل حتى تساقط حجارته بالحضيض فركضه برجله قال:«اسكن ثبير، فإنما عليك نبيّ و صدّيق، و شهيدان»؟، قالوا: اللّهم نعم، قال: اللّه أكبر، شهدوا لي و ربّ الكعبة أنّي شهيد، قال ذلك ثلاثا[8042].

هذا مختصر من حديث.

أخبرناه (3) أبو محمّد بن طاوس، أنا عبد الرزّاق بن عبد الكريم بن عبد الواحد، أنا محمّد بن إبراهيم الجرجاني، نا محمّد بن يعقوب الأصم، نا إبراهيم بن مرزوق البصري في ذي الحجة سنة خمس و ستين و مائتين بمصر، نا سعيد بن عامر، عن يحيى بن أبي الحجّاج، عن أبي مسعود الجريري (4)،عن ثمامة بن حزن القشيري، قال:

شهدت الدار، و أشرف عليهم عثمان فقال: ائتوني بصاحبيكم هذين (5) اللذين ألّباكم، قال: فجيء بهما كأنهما جملان، أو كأنهما حماران، قال: فأشرف عليهم عثمان، فقال:

أنشدكم اللّه و الإسلام، هل تعلمون أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قدم المدينة و ليس فيها ما يستعذب غير بئر رومة، فقال:«من يشتري بئر رومة فيكون دلوه فيها مع دلاء المسلمين بخير له منها في الجنة»، فاشتريتها من صلب مالي، فأنتم اليوم تمنعوني أن أشرب منها حتى أشرب من ماء البحر (6)،قال: اللّهم نعم، قال: أنشدكم اللّه و الإسلام، هل تعلمون أن المسجد كان ضاق

ص: 335


1- الأصل و م و «ز»: الحريري، تصحيف، و الصواب ما أثبت و ضبط عن تقريب التهذيب، و هو سعيد بن إياس الجريري أبو مسعود البصري، ترجمته في تهذيب الكمال 131/7.
2- الأصل و م «ز»، هذا.
3- الأصل و م: أخبرنا، و المثبت عن «ز».
4- الأصل و م و «ز»: الحريري، تصحيف، و الصواب ما أثبت و ضبط عن تقريب التهذيب، و هو سعيد بن إياس الجريري أبو مسعود البصري، ترجمته في تهذيب الكمال 131/7.
5- الأصل و م «ز»، هذا.
6- كذا بالأصول هنا، و سيرد في حديث تال بعد كلمة البحر يعني: ماء البئر المالح.

بأهله، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«من يشتري نفقة إلى فلان بخير له منها في الجنّة»، فاشتريتها من مالي، أو قال من صلب مالي فزدتها في المسجد، و أنتم اليوم تمنعوني أن أصلّي فيها ركعتين، قالوا: اللّهم نعم، قال: أنشدكم اللّه و الإسلام، هل تعلمون أنّي جهزت جيش العسرة من مالي، قالوا: اللّهم نعم، قال: أنشدكم اللّه و الإسلام هل تعلمون أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم كان على ثبير مكة، هو و أبو بكر، و عمر، و أنا، فتحرّك الجبل تساقط حجارته بالحضيض، قال:

فركضه برجله و قال:«اسكن ثبير، فإنما عليك نبيّ ، و صدّيق و شهيدان»، قالوا: اللّهم نعم، فقال: اللّه أكبر، شهدوا لي و ربّ الكعبة أنّي شهيد، اللّه أكبر، شهدوا لي و ربّ الكعبة أني شهيد، قالها ثلاثا[8043].

و هكذا رواه هلال بن حق عن الجريري.

أخبرناه أبو علي (1) الحسن بن المظفر، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب.

قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،نا محمّد بن أبي بكر المقدّمي، نا محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، نا هلال بن حق، عن الجريري، عن ثمامة بن حزن القشيري قال:

شهدت الدار يوم أصيب عثمان، فاطّلع (3) عليهم اطّلاعة، فقال: ادعوا لي صاحبيكم اللذين ألّباكم علي، فدعيا له، فقال: نشدتكما [اللّه] (4)،أ تعلمون (5) أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم لما قدم المدينة ضاق المسجد بأهله، فقال:«من يشتري هذه البقعة من خالص ماله فيكون فيها كالمسلمين و له خير منها في الجنّة»، فاشتريتها من خالص مالي، فجعلتها بين المسلمين، و أنتم تمنعوني أن أصلّي فيه ركعتين، ثم قال: أنشدكم اللّه أ تعلمون أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم لما قدم المدينة لم يكن فيها بئر يستعذب منه إلاّ رومة، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«من يشتريها من خالص ماله فيكون دلوه فيها كدلاء (6) المسلمين، و له خير منها في الجنّة»، فاشتريتها من مالي (7)، و أنتم تمنعوني أن أشرب منها، ثم قال: هل تعلمون أنّي صاحب جيش العسرة، قالوا: اللّهم نعم[8044].

ص: 336


1- عن هامش الأصل و بعدها صح.
2- مسند أحمد بن حنبل 162/1 رقم 555.
3- في المسند: فطلع.
4- الزيادة عن المسند و «ز»، و م.
5- المسند: أ تعلمان.
6- في المسند:«كدلي» و هو جمع دلو أيضا.
7- المسند: من خالص مالي.

و أخبرناه (1) أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، نا الحسن بن علي - إملاء - أنا علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ الورّاق، نا محمّد بن أحمد بن المؤمّل، نا عبد اللّه بن أبي ثمامة الأنصاري.

ح و أخبرنا (2) أبو علي بن السبط ، و أبو غالب بن البنّا، قالا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا القاضي أبو الحسن علي بن الحسن بن علي الجرّاحي، نا عثمان بن إسماعيل بن بكر، و أحمد بن محمّد بن الجرّاح، قالا: نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن ثمامة بن أنس (3)،نا محمّد بن عبد اللّه الأنصاري.

نا هلال بن حقّ ، عن الجريري، عن ثمامة بن حزن القشيري قال:

شهدت - و قال أبو بكر: سمعت عثمان - يوم الدار اطّلع عليهم اطّلاعة - زاد أبو بكر:

فقال:- ادعوا لي صاحبيكم اللذين نشّباكم (4) إليّ ، فدعيا، ثم اتفقوا فقال: أنشدكم اللّه هل تعلمون أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم لما قدم المدينة ضاق المسجد - زاد أبو بكر: بأهله - فقال:«من يشتري هذه البقعة من خالص ماله فيكون فيها كالمسلمين فإن له - و قال أبو بكر: و له - خير منها في الجنة» و قالا: فاشتريتها من خالص مالي فجعلتها للمسلمين، فقالوا: اللّهم نعم، قال: فلم تمنعوني أن أصلّي ركعتين ؟ نشدتكم اللّه هل تعلمون أن صاحب جيش العسرة ؟ قالوا: اللّهم نعم.

و رواه يحيى بن أبي الحجّاج البصري عن الجريري بإسناد آخر:

أخبرناه أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (5)،حدّثني يحيى بن أبي الحجّاج أبو أيوب الخاقاني، نا الجريري، عن أبي الورد بن ثمامة، قال: أشرف علينا (6) عثمان، فقال: أنشدكم اللّه هل تعلمون أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم [كان] (7) على ثبير و معه أبو بكر، و عمر، و أنا، فتحرّك بهم حتى همّت حجارته أن تساقط ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«اثبت، فإنّما عليك نبيّ ، و صدّيق، و شهيدان» (8)،قالوا (9):اللّهم نعم، قال: شهدوا لي و ربّ الكعبة.

ص: 337


1- الأصل و م و أخبرنا، و المثبت عن «ز».
2- فوقها في «ز»: ملحق.
3- فوقها في «ز»: إلى.
4- كذا بالأصول.
5- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 172.
6- «علينا» ليست عند خليفة.
7- زيادة عن خليفة و «ز»، و م.
8- عند خليفة: و شهيد.
9- الأصل: قال، و التصويب عن خليفة و «ز»، و م.

و قد روي عن الأنصاري، عن هلال بن حقّ بإسناد آخر:

أخبرناه أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو جابر زيد بن عبد العزيز الموصلي - بالموصل - نا محمّد بن يحيى بن فياض (1) الزّمّاني (2)،نا محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، نا هلال بن حقّ ، عن سليمان التيمي (3)،عن أبي نضرة، عن أبي سعيد مولى أبي أسيد الأنصاري، قال:

حصر عثمان في القصر، فأشرف عليهم ذات يوم، فقال: السلام عليكم، فما علمت أحدا ردّ عليه السلام إلاّ أن يرد رجل في نفسه، فقال: أنشدكم باللّه هل تعلمون أنّي اشتريت رومة من مالي ليستعذبوا بها، فجعلت رشائي فيها كرشاء رجل من المسلمين، قالوا: اللّهم نعم، قال: فعلى ما تمنعوني أن أشرب منها حتى أفطر على ماء البحر؟ ثم قال: أنشدكم باللّه هل تعلمون أنّي اشتريت كذا و كذا من الأرض فزدت (4) به في المسجد؟ قال: قيل: نعم، قال: فهل علمتم أن أحدا من الناس منع أن يصلي فيه قبلي ؟.

و قد رواه المعتمر بن سليمان [التيمي] (5) عن أبيه.

أخبرناه أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن علي، أنا أبو عبد اللّه النهاوندي، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (6).قال: و نا المعتمر عن أبيه، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد مولى بني أسيد، قال:

أشرف عليهم ذات يوم، فقال: السلام عليكم، فما أسمع أحدا ردّ عليه إلاّ رجل (7) في نفسه، فقال: أنشدكم اللّه هل تعلمون أنّي اشتريت رومة من مالي، فاستعذبت بها، فجعلت رشائي (8) فيها كرشاء رجل من المسلمين ؟ قيل: نعم، قال: فعلام تمنعوني أن أشرب من مائها حتى أفطر على ماء البحر - يعني ماء البئر المالح ؟- و قال: أنشدكم اللّه هل تعلمون أنّي اشتريت كذا و كذا من الأرض فزدته في المسجد، فهل علمتم أحدا من الناس منع أن يصلي

ص: 338


1- الأصل: بياض، تصحيف، و التصويب عن «ز»، و م.
2- ضبطت عن الأنساب بكسر الزاي و تشديد الميم.
3- الأصل: التميمي، تصحيف، و التصويب عن م و «ز»، و في م:«عن التيمي» و «سليمان» ليست فيها.
4- في «ز»: فردّ به.
5- الزيادة عن «ز»، و م.
6- تاريخ خليفة ص 186.
7- تاريخ خليفة: إلا أن يرد رجل.
8- «شرائي فيها كشراء» تصحيف و التصويب عن «ز»، و م، و تاريخ خليفة.

فيه (1)؟فقال: أنشدكم اللّه هل تعلمون أن نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ذكر كذا و كذا - أشياء في شأنه - و ذكر أيضا كتابه المفصل، ففشا النهي، و جعل الناس يقولون: مهلا عن أمير المؤمنين.

أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب.

قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا أبو قطن، نا يونس - يعني ابن أبي إسحاق - عن أبيه، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، قال:

أشرف عثمان (3) و هو محصور، فقال: أنشد باللّه من شهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يوم حراء (4) إذ اهتز الجبل فركله بقدمه ثم قال:«اسكن حراء، ليس عليك إلاّ نبيّ ، أو صدّيق، أو شهيد»، و أنا معه، فانتشد له رجال، قال: أنشد باللّه من شهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يوم بيعة الرّضوان إذ بعثني إلى المشركين إلى أهل مكة، قال: هذه يدي و هذه يد عثمان فبايع لي فاستشهد له رجال، قال: أنشد باللّه من شهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«من يوسّع لنا بهذا البيت في المسجد ببيت له في الجنّة» فابتعته من مالي، فوسعت به المسجد، فانتشد له رجال، قال: و أنشد باللّه من شهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يوم جيش العسرة، قال:«من ينفق اليوم نفقة متقبّلة»، فجهزت نصف الجيش من مالي ؟ فانتشد له رجال، قال: و أنشد باللّه من شهد رومة يباع ماؤها ابن (5) السبيل فابتعتها من مالي، فأبحتها ابن السبيل، قال: فانتشد له رجال[8045].

رواه (6) عيسى بن يونس، عن أبيه و زاد فيه كلاما:

أخبرناه أبو الفضل محمّد بن إسماعيل بن الفضيلي، أنا أبو القاسم أحمد بن محمّد بن محمّد الخليلي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن الحسن الخزاعي، أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشّاشي، نا محمّد بن عبيد اللّه بن المنادي، نا علي بن بحر القطان، نا عيسى بن يونس، حدّثني أبي، عن أبيه، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن.

أن عثمان بن عفّان أشرف عليهم حين حصروه، فقال: أنشد باللّه رجلا شهد

ص: 339


1- في تاريخ خليفة: فيه قبلي.
2- الحديث في مسند أحمد بن حنبل 131/1 رقم 420.
3- في المسند: أشرف عثمان من القصر و هو محصور.
4- بالأصول: حرى، و المثبت عن المسند، و انظر اللسان و معجم البلدان.
5- المسند: لابن السبيل.
6- فوقها في «ز»: ملحق.

رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يوم الجبل حين اهتز فركله برجله، فقال:«اسكن، فإنه ليس عليك إلاّ نبيّ ، أو صدّيق، أو شهيد»، و أنا معه، فانتشد له رجال، ثم قال: أنشد اللّه رجلا سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بيعة الرضوان يقول بيده:«هذه يد عثمان»، و بايع لي، فانتشده رجال، ثم قال: أنشد باللّه رجلا سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول يوم جيش العسرة:«من ينفق نفقة متقبّلة»، فجهزت نصف الجيش من مالي، فانتشد له رجال، ثم قال: أنشد اللّه رجلا سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«من يزيد في المسجد»، فاشتريتها بمالي، فأنتشد (1) له رجال، ثم قال: أنشد اللّه رجلا شهد بئر رومة تباع فاشتريتها و اتّخذتها لابن السبيل، فنشد له رجال، و لكن طال عليكم عمري، فاستعجلتم، و أردتم خلع سربال سربلنيه اللّه، و إنّه لا أخلعه حتى أموت أو أقتل.

أخبرنا أبو الفتح محمّد بن علي بن عبد اللّه، و أبو رشيد علي بن عثمان بن محمّد بن الهيصم الواعظان، و أبو الحسن علي بن أبي طالب أحمد بن محمّد بن عوانة القايني، و أبو صالح ذكوان بن سيّار بن محمّد الدّهّان قالوا: أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد العزيز بن محمّد، أنا أبو محمّد بن أبي شريح، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا بشر بن آدم ابن ابنة أزهر السمان، حدّثني جدي أزهر بن سعد، عن ابن (2) عون، حدّثني عمر بن عبيد اللّه، نا موسى قال:

كتب ابن عامر إلى عثمان بن عفّان كتبا فقدم عليه و قد نزل به أولئك، فعمدت إلى الكتب فخيطتها في قبائي، ثم لبست لباس المرأة فلم أزل حتى دخلت عليه، فجلست بين يديه، فجعلت أفتق قبائي، و هو ينظر، فدفعتها إليه، فقرأها - و قال ابن الهيصم: فقبّلها - ثم أشرف على المسجد، فإذا طلحة جالس في المسجد في الشرق، فقال: يا طلحة، فقال: يا لبيك، قال: نشدتك باللّه هل تعلم أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«من يشتري قطعة فيزيدها في المسجد و له بها كذا و كذا»، فاشتريتها من مالي، فقال طلحة: اللّهم نعم، فقال: أنتم فيه آمنون و أنا خائف، ثم قال: يا طلحة، قال: يا لبيك، قال: نشدتك اللّه عز و جل، هل تعلم أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«من يشتري رومة - يعني بئرا - فيجعلها للمسلمين فله بها كذا و كذا»، فاشتريتها من مالي ؟ قال طلحة: اللّهم نعم، فقال: يا طلحة، قال: يا لبيك، قال: نشدتك باللّه هل تعلمني - و قال بعضهم: هل تعلم؛ أنّي أنفقت في جيش العسرة على مائة ؟ قال طلحة:

ص: 340


1- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن «ز»، و م.
2- الأصل: أبي، و المثبت عن «ز»، و م.

اللّهم نعم، ثم قال طلحة: اللّهم لا أعلم عثمان إلاّ مظلوما.

أخبرنا أبو عبد اللّه النّشّابي، أنا أبو الفضل أحمد بن عبد المنعم، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا عبد اللّه بن محمّد بن إسحاق المروزي، نا أبو يوسف القلوسي يعقوب بن إسحاق سنة أربع و ستين و مائتين بانتخاب إبراهيم بن أرمة (1) الأصبهاني، نا محمّد بن عمر بن عبد اللّه الرومي، نا الحسن بن عبد اللّه الكوفي، نا عبد اللّه بن عمرو بن مرة الجمليّ (2)،عن أبيه، عن الهزيل (3) قال:

إنّي لبالمدينة جالس في حلقة من أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و سلم، إذ جاء أعرابي، فقال: يا صاحب محمّد، ما تقول في قتل هذا الرجل ؟- يعني عثمان بن عفّان - فقام من مجلسه ذلك، حتى فعل ذلك ثلاثا، إذ مرّ طلحة بن عبيد اللّه، فقلنا له: هذا من أصحاب محمّد فسله، فقام الأعرابي فقال: يا صاحب محمّد، ما تقول في قتل هذا الرجل ؟ قال طلحة: ها أنا ذا داخل عليه، فقال له الأعرابي: فأدخلني معك، قال: نعم، فدخل على عثمان، و معه الأعرابي، فقال: السّلام عليك يا أمير المؤمنين، فقال له عثمان: و عليك، ثم قال: أنشدك اللّه، أنشدك اللّه يا طلحة، هل تعلم أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم كان على حراء فقال:«اقرر حراء، فإنّ عليك نبيا، أو صدّيقا أو شهيدا»، فكان عليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و أبو بكر، و عمر، و أنا، و علي، و أنت، و الزبير، و عبد الرّحمن بن عوف، و سعد بن مالك، و سعيد بن زيد، ثم قال: أنشدك باللّه يا طلحة، أتعلم أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«النبيّ في الجنّة، و أبو بكر في الجنّة، و عمر في الجنّة، و عثمان في الجنّة، و علي في الجنّة، و طلحة في الجنّة،[و الزبير في الجنة] (4) و عبد الرّحمن في الجنّة، و سعد بن مالك في الجنّة، و سعيد بن زيد في الجنّة»، قال: اللّهم نعم، قال: نشدتك باللّه أتعلم أن سائلا سأل النبي صلّى اللّه عليه و سلم فأعطاه أربعين درهما، ثم سأل أبا بكر، فأعطاه أربعين درهما، ثم سأل عمر، فأعطاه أربعين درهما، ثم سأل عليا فلم يكن عنده شيء فأعطيته أربعين عن علي و أربعين عني، فجاء بها إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلم، فقال: يا رسول اللّه ادع اللّه لي بالبركة، فقال:«و كيف

ص: 341


1- كذا بالأصول، و في تاريخ بغداد 42/6 أورمة. و في تبصير المنتبه 13/1 أرمة بضم الهمزة و سكون الراء، و قد تمد الضمد فيقال: أورمة، و يجوز حينئذ فتح الراء و تسكينها.
2- رسمها بالأصل و «ز»: «الآملي» تصحيف، و المثبت عن م، و ضبطت اللفظة عن الكمال.
3- الهزيل، مصغرا، هو ابن شرحبيل الأودي الكوفي انظر ترجمته في تهذيب الكمال 236/19 و في المطبوعة: الهذيل بالذال المعجمة تصحيف.
4- الزيادة عن «ز»، و م.

لا يبارك لك و إنّما أعطاك نبيّ ، أو صدّيق، أو شهيد»، قال: اللّهم نعم[8046].

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو القاسم [السلمي، أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم، أنا أبو يعلى، نا عبيد اللّه بن عمر القواريري و محمد بن المثنى، قالا: نا القاسم] (1) بن الحكم بن أوس الأنصاري الزرقي، حدّثني زيد بن أسلم، عن أبيه قال:

شهدت عثمان حين حوصر، و الناس عنده موضع الجنائز، فلو أن حصاة ألقيت ما سقطت إلاّ على رأس رجل، فنظرت إلى عثمان حين أشرف من الخوخة التي تلي مقام جبريل، فقال للناس (2):أ فيكم طلحة ؟ قال: فسكتوا، قال: أ فيكم طلحة ؟ فسكتوا، فقال: أ فيكم طلحة ؟ فقام طلحة بن عبيد اللّه، فقال له عثمان: أ لا أراك هاهنا! ما كنت أراك تكون في جماعة قوم تسمع ندائي ثلاث مرات ثم لا تجيبني ؟ أنشدك يا طلحة أ ما تعلم أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم كان بمكان كذا و كذا و كذا (3)-سمى الموضع - و أنا و أنت معه، ليس معه من أصحابه غيري و غيرك، فقال لك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إنّ لكلّ نبيّ رفيقا من أمّته في الجنّة، و إن عثمان هذا رفيقي معي في الجنة يعنيني» (4)،فقال طلحة: اللّهم نعم، قال: فانصرف طلحة[8047].

أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبو محمّد الشيرازي.

ح و أخبرنا أبو القاسم الكاتب، أنا أبو علي الواعظ ، أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد (5)،حدّثني عبيد اللّه بن عمر القواريري، حدّثني القاسم بن الحكم بن أوس الأنصاري، حدّثني أبو عبادة الزرقي الأنصاري (6) من أهل المدينة، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال:

شهدت عثمان يوم حصر (7) في موضع الجنائز، و لو ألقي حجر ما (8) وقع إلاّ على رأس رجل، فرأيت عثمان أشرف من الخوخة التي تلي مقام جبريل فقال: أيها الناس، أ فيكم طلحة ؟ فسكتوا، ثم قال: أيها الناس، أ فيكم طلحة ؟ فسكتوا، ثم قال: أيها (9) الناس أ فيكم

ص: 342


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك لتقويم السند عن «ز»، و م.
2- الأصل: الناس، و التصويب عن م و «ز».
3- «و كذا» كررت فقط مرتين في «ز»، و م.
4- الأصل و م: يعينني، و التصويب عن «ز».
5- الحديث في مسند أحمد 161/1 رقم 552.
6- هو عيسى بن عبد الرحمن بن فروة، أبو عبادة الزرقي، ترجمته في تهذيب الكمال 555/14.
7- في المسند: حوصر.
8- في المسند: لم يقع.
9- في المسند: يا أيها.

طلحة ؟ فقام طلحة بن عبيد اللّه، فقال له عثمان: أ لا أراك هاهنا، ما كنت أرى أنك تكون في جماعة قوم (1) تسمع ندائي آخر ثلاث مرات ثم لا تجيبني، أنشدك اللّه يا طلحة، تذكر يوم كنت أنا و أنت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في موضع كذا و كذا، ليس معه أحد من أصحابه غيري و غيرك ؟ فقال: نعم، فقال لك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«يا طلحة، إنه ليس من نبيّ إلاّ و معه من أصحابه رفيق من أمّته معه في الجنّة، و إنّ عثمان بن عفّان هذا يعنيني رفيقي معي في الجنّة»، قال طلحة:

اللّهم نعم، ثم انصرف[8048].

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن محمّد، أنا علي بن أحمد بن الحسن، أنا الهيثم بن كليب الشّاشي، نا أبو الفضل عباس بن محمّد، نا شبابة بن سوّار، عن خارجة بن مصعب، عن عبيد (2) بن عبيد الحميري، عن أبيه قال:

كنت فيمن حصر عثمان، فأشرف ذات يوم، فقال: هاهنا طلحة ؟ فقال طلحة: نعم، فقال: نشدتك باللّه، أ ما علمت أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال لنا ذات يوم و نحن عنده:«ليأخذ كل رجل منكم بيد جليسه، فإنّه جليسه و وليّه في الدنيا و الآخرة»، فأخذت أنت بيد فلان، و فلان بيد فلان حتى أخذ كلّ رجل بيد جليسه، و أخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بيدي، فقال:«هذا جليسي، و وليّي في الدنيا و الآخرة»، قال طلحة: اللهم نعم، فقال الحميري: كيف تقاتل رجلا قد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم هذا فيه، قال: فرجع في سبع مائة في قومه[8049].

أخبرنا أبو محمّد [محمود] (3) بن أحمد بن عبد اللّه بن الحسن الحللي، نا القاضي أبو محمّد عبد اللّه بن أبي الرّجاء - إملاء - سنة إحدى و ستين و أربعمائة، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا ابن الأعرابي - بمكة - نا الحسن بن محمّد بن الصّبّاح الزعفراني، نا شبابة بن سوّار، نا خارجة بن مصعب، عن عبد اللّه بن عبيد الحميري عن أبيه قال:

كنت فيمن حصر عثمان بن عفّان، فأشرف عليهم، فلم يردوا عليه، فقال: هاهنا طلحة بن عبيد اللّه، قالوا: نعم، قال: أنشدك اللّه، أ ما سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال لنا ذات يوم و نحن جلوس:«ليأخذ كلّ رجل منكم بيد جليسه و وليّه في الدنيا و الآخرة»، فأخذت أنت بيد فلان، و أخذ فلان بيد فلان، حتى إذا أخذ كلّ رجل منهم بيد جليسه فأخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم

ص: 343


1- قوم، ليست في المسند.
2- في م و «ز»، عبيد اللّه. و سيرد في الخبر التالي: عبد اللّه.
3- الزيادة عن م و «ز».

بيدي، فقال:«جليسي و وليّي في الدنيا و الآخرة»، قال طلحة: اللّهمّ نعم، فقال الحميري:

كيف تقاتل رجلا قد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم هذا فيه، و انصرف في سبع مائة من قومه[8050].

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1)،أنا محمّد بن عمر، حدّثني عمر بن عبد اللّه بن عنبسة بن عمرو بن عثمان، حدّثني محمّد بن عبد اللّه بن عمرو بن عثمان، عن ابن لبيبة (2).

أن عثمان بن عفّان لما حصر أشرف عليهم من كوة في الطّمار (3)،فقال: أ فيكم طلحة ؟ قالوا: نعم، قال: أنشدك اللّه هل تعلم أنه لما آخى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بين المهاجرين و الأنصار آخى بيني و بين نفسه، فقال طلحة: اللّهم نعم، فقيل لطلحة في ذلك، فقال: نشدني و أمر رأيته ألا أشهد به.

أخبرنا أبو بكر أيضا، أنا [أبو] (4) محمّد الجوهري - إملاء - سنة سبع و أربعين و أربعمائة.

ح و أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر، أنا أبو محمّد.

و أنا (5) أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب.

قالا: أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد (6)،حدّثني أبي، نا يزيد بن عبد ربّه، نا الحارث بن عبيدة، حدّثني محمّد بن عبد الرّحمن بن محيريز (7) عن أبيه، عن جده.

أن عثمان أشرف على الذين حصروه، فسلّم عليهم، فلم يردّوا عليه، فقال عثمان:

في (8) القوم طلحة ؟ قال طلحة: نعم، قال: فإنا للّه و إنا إليه راجعون، أسلّم على قوم أنت فيهم فلا يردون، قال: قد رددت، قال: ما هكذا الردّ أسمعك و لا تسمعني ؟ يا طلحة، نشدتك اللّه

ص: 344


1- الخبر في طبقات ابن سعد 68/3.
2- هو محمد بن عبد الرحمن بن لبيبة، ترجمته في تهذيب الكمال 495/16.
3- طمار كقطام و يفتح آخره، المكان المرتفع، يقال: انصب عليهم فلان من طمار، و قيل هو: الموضع العالي (تاج العروس بتحقيقنا: طمر).
4- زيادة عن م و «ز»، لتقويم السند.
5- في «ز» و م،«ح و أنا» و في المطبوعة: ح و أخبرنا.
6- مسند أحمد بن حنبل 344/1 رقم 1402 ط دار الفكر بيروت.
7- كذا بالأصول، و في المسند بطبعاته: مجبّر.
8- في «ز»، و م: أ في.

أسمعت النبي صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«لا يحلّ دم المسلم إلاّ واحدة من (1) ثلاث: أن يكفر بعد إيمانه، أو يزني بعد إحصانه، أو يقتل نفسا فيقتل بها»، قال: اللّهم نعم، قال: فكبّر عثمان، فقال: و اللّه ما أنكرت اللّه منذ عرفته، و لا زنيت في جاهلية و لا إسلام، و قد تركته في الجاهلية تكرّها (2)، و في الإسلام تعففا، و ما قتلت نفسا يحلّ بها قتلي.

أخبرنا (3) أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن الحسن الأزهري، أنا الحسين بن أحمد المخلدي، أنا المؤمّل بن الحسن بن عيسى، نا محمّد بن إسماعيل الصائغ، نا إسحاق بن (4) سليمان الرازي، نا المغيرة بن مسلم، عن مطر الوراق، عن نافع، عن ابن عمر.

أن عثمان أشرف على أصحابه، فقال: على ما تقتلوني فإني سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«لا يحلّ دم امرئ مسلم إلاّ بإحدى ثلاث: رجل زنى بعد إحصانه فعليه الرجم، أو قتل عمدا فعليه القود، أو ارتدّ بعد إسلامه فعليه القتل»، فو اللّه ما زنيت في جاهلية و لا إسلام، و لا قلت أحدا فأقيد نفسي منه،[و لا ارتددت] (5) أسلمت و إنّي أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أن محمّدا عبده و رسوله (6)[8051].

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا إبراهيم بن منصور، أنا محمّد بن إبراهيم، أنا أبو يعلى، نا إسحاق بن إسماعيل، نا إسحاق بن سليمان الرّازي، عن المغيرة بن مسلم عن مطر الوراق، عن نافع، عن ابن عمر:

أن عثمان أشرف على أصحابه الذين قتلوه فقال: على ما تقتلوني ؟ فإن نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:

«لا يحلّ دم رجل مسلم إلاّ بإحدى ثلاث: رجل كفر بعد إسلامه، فعليه القتل، أو زنى بعد إحصانه فعليه الرجم، أو قتل متعمدا فعليه القود»، و اللّه ما زنيت في جاهلية و لا إسلام، و لا قتلت رجلا فأقيد به نفسي، و ما كفرت بعد إسلامي، إنّي أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أن محمّدا رسول اللّه.

قال: و أنا أبو يعلى، نا زهير بن حرب، نا إسحاق بن سليمان الرّازي، قال: سمعت

ص: 345


1- الأصل: ثم، و التصويب عن المسند و م و «ز».
2- على هامش «ز»، و م: في نسخة: تكرما.
3- فوقها في «ز»: ملحق.
4- الأصل: نا، تصحيف و التصويب عن «ز» و م.
5- الزيادة عن «ز» و م.
6- بعدها في «ز»: إلى.

معاوية (1) بن مسلم ذكر عن مطر الوراق، عن نافع، عن ابن عمر.

أن عثمان أشرف على أصحابه، فقال: علام تقتلوني ؟ فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«لا يحلّ دم امرئ مسلم إلاّ بإحدى ثلاث: رجل زنى بعد إحصانه، فعليه الرجم، أو قتل عمدا، فعليه القود، أو ارتد بعد إسلامه فعليه القتل»، فو اللّه ما زنيت في جاهلية و لا إسلام قط ، و لا قتلت أحدا فأقيد نفسي منه، و لا ارتددت منذ أسلمت، إنّي أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أن محمّدا عبده و رسوله.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي [أنا أبو عبد اللّه] (2) بن مندة، أنا خيثمة بن سليمان، نا يحيى بن (3) جعفر، نا إسحاق بن سليمان، قال: سمعت المغيرة بن مسلم يذكر عن مطر الوراق عن نافع، عن (4) ابن عمر.

أن عثمان أشرف عليهم فقال: على ما تقتلوني ؟ فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«لا يحلّ دم امرئ مسلم إلاّ بإحدى ثلاث: رجل زنى بعد إحصانه فعليه الرجم، أو رجل ارتدّ فعليه القتل، أو قتل عمدا فعليه القود»، فو اللّه ما زنيت في الجاهلية و الإسلام، و لا قتلت فأقيد نفسي منه، و لا ارتددت منذ أسلمت، إنّي أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أنّ محمّدا عبده و رسوله.

أخبرنا أبو سهل المزكي، أنا أبو القاسم السّلمي، أنا أبو بكر المقرئ، أنا أبو يعلى، نا إسحاق، نا عبدة بن سليمان الكلابي، عن سعيد بن (5) أبي عروبة، عن يعلى بن حكيم، عن نافع.

أن عثمان أشرف عليهم فقال: علام تقتلوني ؟ فإنّ نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«لا يحلّ دم رجل مسلم إلاّ بإحدى ثلاث: رجل كفر بعد إسلامه فعليه القتل، أو زنى بعد إحصانه فعليه الرجم، أو قتل متعمدا فعليه القود»[8052].

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (6)،نا كهمس بن المنهال، نا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة قال:

ص: 346


1- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المطبوعة: مغيرة، و هو الصواب فقد مرّ صوابا في الروايات السابقة، و هو أبو سلمة المغيرة بن مسلم القسملي السراج، ترجمته في تهذيب الكمال 319/18.
2- الزيادة عن م و «ز»، لتقويم السند.
3- في م: عن، تصحيف.
4- في م و «ز»: أراه عن ابن عمر.
5- الأصل:«عن» و التصويب عن م و «ز».
6- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 171.

فأشرف عليهم عثمان حين حصر فقال: اخرجوا (1) رجلا أكلمه، فأخرجوا صعصعة بن صوحان، قال عثمان: ما نقمتم ؟ قال: أخرجنا من ديارنا بغير حق إلاّ أن قلنا ربنا اللّه، قال عثمان: كذبت، لستم أولئك، نحن أولئك، أخرجنا أهل مكة و قال اللّه اَلَّذِينَ إِنْ مَكَّنّٰاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقٰامُوا الصَّلاٰةَ وَ آتَوُا الزَّكٰاةَ وَ أَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ» (2) فكان ثناء قبل بلاء.

قال: و نا خليفة (3)،نا غندر (4)،نا شعبة قال سماك بن حرب: قال: سمعت حنظلة بن قنان (5) من بني عامر بن ذهل قال:

أشرف علينا عثمان، فقال: أ فيكم ابنا محدوج، فقال: أنشدكما اللّه أ لستما تعلمان أن عمر (6) قال: إن ربيعة فاجر، و غادر و إنّي و اللّه لا أجعل فرائضهم و فرائض قوم جاءوا من مسيرة شهر، و إنما مهاجر (7) أحدهم عند طنبه و إنّي زدتهم في غداة واحدة خمسمائة خمسمائة حتى ألحقتهم بهم ؟ قالوا: بلى، قال: أذكّركما اللّه أ لستما تعلمان أنكما أتيتماني فقلتما إنّ كندة أكلة رأس، و إن ربيعة هم الرأس، و إنّ الأشعث بن قيس قد أكلهم فنزعته و استعملتكما؟ قالا (8):بلى، قال: اللّهم إن كانوا كفروا معروفي و بدلوا نعمتي فلا ترضهم عن إمام، و لا ترض (9) إماما عنهم.

قال: و نا خليفة (10)،نا غندر، نا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه قال: سمعت عثمان يقول: إن وجدتم في الحقّ أن تضعوا رجليّ في القيود (11) فضعوهما.

أخبرنا أبو سهل بن سعدوية، أنا أبو القاسم السّلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا عبيد اللّه القواريري و أبو الربيع الزهواني - و نسخته من حديث القواريري - قالا: نا حمّاد بن زيد، نا يحيى بن سعيد، نا أبو أمامة بن سهل، قال:

إني لمع عثمان في الدّار، و هو محصور، فكنا ندخل مدخلا إذا دخلته سمعنا كلام من

ص: 347


1- تاريخ خليفة: اخرجوا إليّ رجلا.
2- سورة الحج، الآية:41.
3- تاريخ خليفة ص 171-172.
4- الأصل: غنم، و التصويب عن م و «ز» و تاريخ خليفة.
5- الأصل: فمان، و في م: قمار. و إعجامها مضطرب في «ز»، و المثبت عن تاريخ خليفة.
6- الأصل: عثمان، و التصويب عن م، و «ز»، و تاريخ خليفة.
7- تاريخ خليفة: مهر أحدهم عند طنبه. و الطنب: حبل الخباء.
8- تاريخ خليفة: قالوا.
9- الأصل: ترضى، و التصويب عن م.
10- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 171.
11- تاريخ خليفة: قيد.

على البلاط ، قال: فدخل يوما ذاك المدخل، فخرج إلينا و هو متغير اللون، فقال: إنهم يستوعدونني بالقتل آنفا، قال: فقلنا: يا أمير المؤمنين يكفيكهم اللّه، قال: و لم يقتلوني ؟ و قد سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«لا يحلّ دم امرئ مسلم إلاّ في إحدى ثلاث: رجل كفر بعد إسلامه، أو زنى بعد إحصانه، أو قتل نفسا بغير نفس»، فو اللّه ما زنيت في جاهليّة و لا في إسلام، قطّ ، و لا أحببت أن لي بديني بدلا مذ هداني اللّه له، و لا قتلت نفسا، فبم تقتلوني ؟[8053].

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (1)،نا أبو داود، نا سهل السّراج، عن الحسن، قال:

قال عثمان: لا تقتلونني (2)،[فو اللّه لئن قتلتموني] (3) لا تقاتلون عدوا جميعا، و لا تقتسمون فيئا جميعا أبدا، و لا تصلّون جميعا أبدا.

فقال الحسن: فو اللّه إن صلّى القوم جميعا فإنّ قلوبهم لمختلفة.

قال: و نا خليفة (4)،نا يزيد بن هارون، أنا عبد الملك، عن أبي ليلى الكندي (5)،قال:

أشرف عثمان، فقال: لا تقتلوني،[فإنكم إن قتلتموني] (6) كنتم هكذا، و شبّك بين أصابعه.

أخبرنا أبو [بكر] (7) محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (8)،أنا أبو أسامة، [حمّاد بن أسامة] (9) عن عبد الملك بن أبي سليمان، حدّثني أبو ليلى [الكندي] (10) قال:.

شهدت عثمان و هو محصور، فاطّلع من كوّة (11) و هو يقول: يا أيها الناس لا تقتلوني،

ص: 348


1- تاريخ خليفة ص 171.
2- كذا بالأصل و «ز»، و في م: يقاتلونني، و في المطبوعة و تاريخ خليفة: لا تقتلوني.
3- الزيادة عن تاريخ خليفة.
4- تاريخ خليفة ص 171.
5- في تاريخ خليفة: عن أبي الكندي، تصحيف، و الصواب ما في الأصول، اختلفوا في اسمه، ترجمته في تهذيب الكمال 489/21.
6- الزيادة عن م، و «ز»، و تاريخ خليفة.
7- الزيادة عن م و «ز».
8- الخبر في طبقات ابن سعد 71/3.
9- الزيادة عن م، و «ز»، و ابن سعد.
10- الزيادة عن م، و «ز»، و ابن سعد.
11- الأصل: كوم، و في «ز»: «كو» و فوقها ضبة، و المثبت عن م.

و استثبتوني (1)،فو اللّه لئن قتلتموني لا تصلّون جميعا أبدا، و لا تجاهدون (2) عدوّا جميعا أبدا، و لتختلفنّ حتى تصيروا هكذا، و شبّك بين أصابعه.

[ثم] (3) قال: يٰا قَوْمِ لاٰ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقٰاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مٰا أَصٰابَ قَوْمَ نُوحٍ ، أَوْ قَوْمَ هُودٍ، أَوْ قَوْمَ صٰالِحٍ ، وَ مٰا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ (4).

و أرسل إلى عبد اللّه بن سلام فقال: ما ترى ؟ فقال: الكفّ الكفّ ، فإنّه أبلغ لك في الحجّة.(5) أخبرنا أبو طالب بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، أنا الحسن بن علي بن عفان، نا أبو أسامة، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن أبي ليلى الكندي، قال: رأيت عثمان أشرف على الناس و هو محصور في الناس فقال: يا أيها الناس لا تقتلوني و استعتبوني، فو اللّه لئن قتلتموني لا تصلّوا جميعا أبدا، و لا تجاهدون (6) عدوا جميعا أبدا، و لتختلفنّ حتى تصيروا هكذا، و شبّك بين أصابعه، يٰا قَوْمِ لاٰ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقٰاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مٰا أَصٰابَ قَوْمَ نُوحٍ ، أَوْ قَوْمَ هُودٍ، أَوْ قَوْمَ صٰالِحٍ ، وَ مٰا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ .

قال: و أرسل إلى عبد اللّه بن سلام، فسأله، فقال: الكفّ الكفّ ، فإنه أبلغ لك في الحجّة، فدخلوا عليه فقتلوه و هو صائم (7).

أخبرنا أبو بكر الحاسب، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر الخزّاز، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (8)،أنا عمرو (9) بن عاصم الكلابي، نا حفص بن أبي بكر، نا هيّاج بن سريع، عن مجاهد، قال:

أشرف عثمان على الذين حاصروه، فقال: يا قوم لا تقتلونني (10)،فإنّي وال، و أخ

ص: 349


1- كذا بالأصل و «ز»، و إعجامها غير كامل في م، و في ابن سعد:«و استتيبوني» و هو أشبه بالصواب.
2- بالأصل و «ز»، و م، تجاهدوا، و التصويب عن ابن سعد.
3- الزيادة عن «ز»، و م، و ابن سعد.
4- سورة هود، الآية:89.
5- الخبر التالي سقط من م.
6- بالأصل و «ز»، و م: تجاهدوا.
7- من: فدخلوا إلى هنا، موجود في م.
8- الخبر في طبقات ابن سعد 67/3.
9- بالأصل: عمر، تصحيف و التصويب عن «ز»، و م، و ابن سعد.
10- كذا بالأصول، و في ابن سعد: تقتلوني، الصواب.

مسلم، فو اللّه إن أردت إلاّ الإصلاح ما استطعت، أضبت أو أخطأت، و إنكم إن تقتلونني (1) لا تصلّوا (2) جميعا أبدا، و لا تغزوا (3) جميعا أبدا، و لا يقسم فيئكم بينكم،[قال: فلما أبوا] (4)قال: أنشدكم اللّه هل دعوتم عند وفاة أمير المؤمنين بما دعوتم به و أمركم جميعا لم يتفرق و أنتم أهل دينه و حقه، فتقولون [إن] (5) اللّه [لم] (6) يجب دعوتكم ؟ أم تقولون هان الدين على اللّه أم تقولون: إني أخذت هذا الأمر بالسيف و الغلبة، و لم آخذه عن مشورة من المسلمين ؟ أم تقولون: إنّ اللّه لم يعلم من أول أمري شيئا لم يعلمه من آخره، فلما أبوا قال: اللّهم احصهم عددا و اقتلهم بددا، و لا تبق منهم أحدا.

قال مجاهد: فقتل منهم من قتل في الفتنة، و بعث يزيد إلى أهل المدينة عشرين ألفا، فأباحوا المدينة ثلاثا يصنعون ما شاءوا لمداهنتهم.

أخبرنا أبو القاسم بن الأشعث (7)،أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، و أبو سعد محمّد بن علي بن محمّد بن جعفر، قالا: أنا أبو الحسين محمّد بن الحسين، أنا أبو محمّد بن درستويه، أنا يعقوب بن سفيان (8)،نا زيد بن المبارك، نا ابن ثور، عن معمر، عن الزهري، عن كثير بن أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري.

و قال عبد الرزاق عن أبيه، قال:

كان ابن سلام يدخل على رءوس قريش قبل أن يأتي أهل مصر، فيقول لهم: لا تقتلوا هذا الرجل، فيقولون: و اللّه ما تريد قتله، قال أفلح: فيخرج و هو متكئ (9) على يديّ ، فيقول: و اللّه ليقتلنّه.

و قال ابن سلام: حين (10) حضر: اتركوا هذا الرجل أربعين ليلة، فو اللّه لئن تركتموه ليموتن اليها، فأبوا، ثم رجع بعد ذلك بأيام، فقال: اتركوه خمس عشرة ليلة فو اللّه لئن تركتموه ليموتن إليها.

ص: 350


1- كذا بالأصول تقتلونني، و في ابن سعد: تقتلوني.
2- بالأصول: لا تصلون... لا تغزون، و التصويب عن ابن سعد.
3- بالأصول: لا تصلون... لا تغزون، و التصويب عن ابن سعد.
4- الزيادة لتقويم المعنى عم م و «ز»، و ابن سعد.
5- الزيادة عن م و «ز»، و ابن سعد.
6- الزيادة عن م و «ز»، و ابن سعد.
7- كذا بالأصول، و في المطبوعة: بن أبي الأشعث.
8- المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 418/1.
9- كذا بالأصل و المعرفة و التاريخ، و في «ز»، و م: متوكئ.
10- الأصل و م و «ز»: حتى.

أخبرنا (1) أبو بكر وجيه بن طاهر الشّحّامي، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن الأزهري، أنا أبو سعيد محمّد بن عبد اللّه [بن حمدون، أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الشرقي، أنا أبو عبد اللّه] (2) محمّد بن يحيى الذهلي، نا عبد الرّزّاق، أنا معمر، عن الزهري، عن كثير بن أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري، عن أبيه، قال:

كان ابن سلام يدخل على رءوس قريش قبل أن يأتي أهل مصر، فيقول لهم: لا تقتلوا هذا الرجل - يعني عثمان - فيقولون: و اللّه ما نريد قتله، قال أفلح: فيخرج و هو متكئ على يدي، فيقول: و اللّه لتقتلنه.

قال: و قال ابن سلام حين حوصر اتركوا (3) هذا الرجل أربعين ليلة، فو اللّه لئن تركتموه ليموتن إليها، فأبوا، ثم خرج إليهم بعد ذلك بأيام، فقال: اتركوه خمس عشرة ليلة، فو اللّه لئن تركتموه ليموتن إليها (4).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا شيبان، نا سليمان بن المغيرة، نا حميد بن هلال، نا عبد اللّه بن المغفّل، قال:

كان عبد اللّه بن سلام يجيء من أرضه على حمار له يوم الجمعة، فيذكر، فإذا قضيت الصلاة أتى أرضه، فلمّا هاج الناس بعثمان، قال: يا أيها الناس لا تقتلوا عثمان، و استعتبوه، فو الذي نفسي بيده ما قتلت أمّة قطّ نبيّها فيصلح اللّه الذي بينهم يهريقوا دم (5) أربعين ألفا، و ما هلكت أمة قط [حتى] (6) يرفعوا القرآن على السلطان، فقال: لا تقتلوه، و استعتبوه، قال: فلم ينظروا فيما قال لهم، و قتلوه، قال: فجلس على طريق علي بن أبي طالب حتى (7) أتى عليه، فقال: أين تريد؟ قال: أريد العراق، قال: لا تأت العراق و عليك بمنبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فالزمه، و لا أدري هل ينجيك فإن تركته لا تراه أبدا، فقال من حوله: دعنا فلنقتله فقال علي: دعوا

ص: 351


1- فوقها في «ز»: ملحق.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م و «ز».
3- بالأصل:«حوصروا هذا الرجل» ضبطنا العبارة عن «ز»، و م.
4- المصنف الجامع 444/11.
5- بعدها في المطبوعة - و قد سقطت العبارة من الأصل و م و «ز»- سبعين ألفا منهم، و ما قتلت أمة قط خليفتها فيصلح اللّه الذي بينهم حتى يهريقوا دم.
6- الزيادة عن م و «ز».
7- في م و «ز»: حين.

عبد اللّه بن سلام، فإنه منا رجل صالح.

قال ابن مغفّل: و كنت قد استأمرت ابن سلام في أرضي إلى جنب أرضه، أن أشتريها، فقال لي بعد ذلك: إنّ هذه رأس الأربعين سنة، و سيكون بعدها صلح، و أمرني بشرائها.

قال سليمان: فقلت لحميد:

كيف ترفعون القرآن على السلطان ؟ قال: أ لم تر إلى أصحاب الأهواء كيف يتأولون القرآن على السلطان.

تابعه عمرو بن عاصم، عن سليمان.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنا أبو الحسن علي بن الحسن، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا الحسن بن علي بن عفّان، نا الحسن بن عطية بن يحيى القرشي، نا يحيى بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن قيس بن رمّانة، عن يوسف بن عبد اللّه بن سلام.

و كان قيس يكرم ولد يوسف إذا نزلوا، فقال له يوسف: إنّي لا أدري ما أكرمك به إذا نزلت بي لما كنتم تصنعون إلى من نزل بكم إلاّ حديث أحدثكموه فاحفظه مني.

إن عبد اللّه بن سلام كان مع عثمان في الدار، فقال لعثمان: لو شئت خرجت ففثأت (1)الناس عنك، فإنّي خارج أغنى عنك مني عندك، قال: فقال له عثمان: فافعل، فخرج عبد اللّه بن سلام، فلما رآه (2) الناس صاحوا في وجهه، فقالوا: الناموس (3)،الناموس - ثلاث مرات - عبد اللّه بن سلام.

فقال لهم علي بن أبي طالب: أيها الناس دعوا عبد اللّه بن سلام فليتكلّم، فخذوا من حديثه ما شئتم، فتركوه، فتكلم، فقال: أيها الناس، دعوا عثمان لا تقتلوه خمس عشرة ليلة، فإن لم يمت أو يقتل إلى خمس عشرة ليلة من ذي الحجة فقدموني فاضربوا عنقي، فقال الناس: الناموس، الناموس، الناموس، عبد اللّه بن سلام، فأخذ بيدي ابني فقال: يا بني رفع سلطان الدّرة و وقع سلطان السيف، لا يرفع عنهم إلى يوم القيامة، ثم قال: إنّ لهؤلاء القوم

ص: 352


1- فثأت عين فلانا فثأ إذا كسرته و كففته (اللسان).
2- الأصل: رأوه، و التصويب عن ز، و م.
3- الناموس: صاحب السر، المطلع على باب أمرك، أو صاحب سر الخير، و الحاذق، و النمام، و ما تنمس به من الاحتيال (القاموس المحيط ).

سلطانا لن يزول حتى تزول الجبال، حتى يتفرقوا فيما بينهم، فإذا فعلوا ذلك خرجوا عصبة بسواد العراق، يخرج فيهم أمير العضب (1) لا يوجهون لشيء إلاّ فتح لهم، لا و اللّه لا إله إلاّ هو ما أنزل اللّه في توراة و لا إنجيل و لا قرآن أفضل مما جعل لهؤلاء القوم، فإن وجدت من العدّة و النشاط فلا تقاتل أحدا أبدا حتى يرى ذلك، قال: قلت: ألا إن ذلك بعيد، قال: فو اللّه ما أراه إلاّ قد كان أ لا ترى ما كان بين سليمان و الوليد - فإن أدركته فسوف تراني و إلاّ فاحفظ عني ما قلت لك.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن موسى بن هارون بن الصّلت الأهوازي، أنا محمّد بن مخلد العطار، نا أحمد بن منصور، زاج، نا النّضر بن شميل، نا سليمان بن المغيرة، نا حميد بن هلال، نا عبد اللّه بن مغفّل، قال:

كان عبد اللّه بن سلام يجيء من أرض له على أتان - أو حمار - يوم الجمعة، يذكر، فإذا قضيت الصلاة أتى أرضه، فلما هاج الناس بعثمان، قال: يا أيها الناس لا تقتلوا عثمان و استعتبوه، فو اللّه الذي نفسي بيده ما قتلت أمة نبيّها فأصلح ذات بينهم حتى يهريقوا دم سبعين ألفا، و ما قتلت أمة خليفتها فيصلح بينهم حتى يهريقوا دم أربعين ألفا، و ما هلكت أمة حتى يرفعوا القرآن على السلطان، ثم قال: لا تقتلوه و استعتبوه، فلم ينظروا فيما قال، و قتلوه، فجلس على طريق علي بن أبي طالب حتى أتى عليه، فقال: أين تريد؟ قال: العراق، قال: لا تأت العراق، و عليك بمنبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فالزمه، فو الذي نفسي بيده لئن تركته لا تراه أبدا، فقال من حوله: دعنا فلنقتله، فقال علي: دعوا عبد اللّه بن سلام، فإنه رجل صالح.

فقال ابن مغفّل: و كنت استأمرت عبد اللّه بن سلام في أرض إلى جنب أرضه أشتريها، فقال بعد ذلك: هذه رأس أربعين سنة، و سيكون بعدها صلح، فاشترها.

فقال سليمان: قلت لحميد: كيف يرفعون القرآن على السلطان ؟ قال: أ لم تر إلى الخوارج كيف يتأوّلون القرآن على السّلطان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا محمّد بن عبد الرّحمن، نا أحمد بن عبد اللّه، نا السّري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن

ص: 353


1- كذا بالأصل، و في م: الغضب، و في ز: العضب، و في النهاية و اللسان:«العصب» جمع عصبة.

عمر التميمي، عن يونس الطّنافسي، عن محمّد بن يوسف، عن جده عبد اللّه بن سلام، قال:

قال للمصريين: لا تقتلوه، فإن اللّه قد رفع عنكم سيف الفتنة منذ بعث نبيّه صلّى اللّه عليه و سلم، فلا يزال مرفوعا عنكم حتى تقتلوا إمامكم، فإن قتلتموه سلّ عليكم سيف الفتنة، ثم لم يرفعه عنكم حتى يخرج عيسى بن مريم، و الثانية إن مدينتكم لم تزل محفوفة بملائكة منذ نزلها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و لئن قتلتموه ليرفعنّ عنها، ثم لا تحفونها حتى تلتقوا عند اللّه تعالى، و الثالثة:

تا للّه لقد حقّ له عليكم ما يحقّ للوالد على ولده إن رآه نائما ألاّ يوقظه، و الرابعة: إنه لا يستكمل ذا الحجة حتى يأتي على أجله، و لو لا ما على العلماء لعلمت أن ما هو كائن سيكون، فشتموه و همّوا به، فانصرف عنهم.

أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي، أنا سعيد بن أحمد بن محمّد بن نعيم، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد الصّيرفي، أنا أبو العباس السّرّاج، نا قتيبة، نا ابن لهيعة، عن الحارث، عن أبي سلمة قال:

قال عبد اللّه بن سلام للناس و ناشدهم في قتل عثمان: لا تقتلوه، فإنكم إن قتلتموه، فإنّما مثلكم في كتاب اللّه كمثل قرقور (1) في البحر مرة يستقيم، و مرّة لا يستقيم.

أخبرنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن، أنا أبو القاسم يوسف بن محمّد، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، نا عارم أبو النعمان، نا عبد اللّه بن المبارك الخراساني، عن عمر بن محمّد بن يزيد، عن أبيه، عن ابن عمر قال:

لا تقتلوا عثمان، فإنكم إن قتلتموه لم تصلّوا جميعا أبدا، و لا تحجّوا جميعا أبدا، و لم تقاتلوا عدّوا جميعا أبدا، إلاّ أن تجتمع الأجساد و القلوب متفرقة، و قال له عثمان: يا أبا عبد الرّحمن ما ذا صنعت في كذا و كذا في شيء صنعه ؟ فقال عبد اللّه بن عمر: إن كان صوابا فتقبل اللّه منك، و إن كان خطأ فغفر اللّه لك.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو محمّد عبد اللّه بن الحسن بن بندار، نا أبو جعفر بن محمّد بن إسماعيل الصائغ، نا قبيصة - هو ابن عقبة - نا إسرائيل، عن أبي يعفور العبدي، عن مسلم أبي سعيد، قال:

ص: 354


1- القرقور: ضرب من السفن، و قيل: هي السفينة العظيمة، أو الطويلة (اللسان).

ما سمعت عبد اللّه بن مسعود قائلا في عثمان سبّة قط ، و لقد سمعته يقول: لئن قتلوه لا يستخلفون (1) بعده مثله.

أخبرنا أبو الحسن علي بن زيد السّلمي، و أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن الكتاني، قالا: أنا سهل بن بشر، أنا علي بن منير بن أحمد الخلاّل، أنا أبو الطاهر محمّد بن أحمد الذهلي، أنا يوسف بن يعقوب، نا محمّد بن كثير، أنا إسرائيل، نا أبو يعفور العبدي، عن مسلم أبي سعيد قال:

ما سمعت ابن مسعود يذكر عثمان بسبّة قط ، و لقد سمعته يقول: لئن قتلتموه لا تستخلفون بعده مثله.

أخبرنا أبو القاسم زاهر (2)،أنا عبد الرّحمن بن علي بن محمّد بن موسى، أنا يحيى بن إسماعيل بن يحيى الحربي، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن، نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، نا مسعر، عن عمران بن عمير، عن كلثوم الخزاعي (3)،قال: سمعت ابن مسعود يقول: ما أحبّ أني (4) رميت عثمان بسهم.

قال مسعر: أراه قال: ان أريد قتله و أنّ لي مثل أحد ذهبا.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا أبو منصور بن شكرويه، أنا أبو بكر بن مردويه، أنا أبو بكر الشافعي، نا معاذ بن المثنّى، نا مسدّد، نا يحيى عن (5) مسعر، عن عمران ابن عمير، عن كلثوم الخزاعي قال: قال عبد اللّه: ما يسرني أنّي رميت عثمان بسهم أخطأه.

قال: أحسبه قال: أريد قتله، و إن لي مثل أحد ذهبا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (6)،أنا يزيد بن هارون، أنا محمّد بن عمرو بن علقمة [عن علقمة] (7) بن وقاص (8)،قال:

ص: 355


1- الأصول: يستخلفوا.
2- في «ز»، و م: زاهر بن طاهر.
3- هو كلثوم بن جبر، أبو محمد، ترجمته في تهذيب الكمال 406/15.
4- الأصل: أن، و المثبت عن «ز»، و م.
5- الأصل: بن، تصحيف، و التصويب عن «ز»، و م.
6- الخبر في طبقات ابن سعد 69/3.
7- الزيادة عن م و «ز».
8- الذي في طبقات ابن سعد: أخبرنا محمد بن عمرو عن أبيه، عن علقمة بن وقاص.

قال عمرو بن العاص لعثمان و هو على المنبر: يا عثمان إنّك قد ركبت بهذه الأمة نهابير (1) من الأمر، فتب و ليتوبوا معك، قال: فجعل وجهه إلى القبلة، فرفع يديه، فقال:

اللّهم إنّي أستغفرك و أتوب إليك، و رفع الناس أيديهم.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد الحافظ ، و أبو بكر محمّد بن أبي نصر بن أبي بكر اللّفتواني، قالا: أنا أبو محمّد رزق اللّه بن عبد الوهّاب بن عبد العزيز التميمي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل الصفار، نا سعدان بن نصر، نا شبابة بن سوّار، عن عاصم بن محمّد العمري، عن أبيه، عن ابن عمر.

أنه دخل على عثمان و هو محصور فكان يستشيره فقال: ما تقول في هؤلاء القوم ؟ فقال:

أرى أن تعطيهم ما سألوك من وراء عتبة بابك، غير أن لا تخلع لهم سربالك الذي سربلك اللّه به من الخلافة، قال: فقال: دونك عطاءك، و كان واجدا عليه، قال: ليس هذا يوم ذاك، ثم خرج ابن عمر عليهم فقال: إياكم و قتل هذا الشيخ، و اللّه لئن قتلتموه لم تحجوا البيت جميعا أبدا، و لم تجاهدوا عدوّكم جميعا أبدا، و لم تقسموا فيئكم جميعا أبدا، إلاّ أن تجتمع الأجساد و الأهواء مختلفة، و اللّه لقد رأيتنا و أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم متوافرون نقول: أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة، قال (2):و حدّثني كهمس بن المنهال، نا سعيد بن أبي عروبة، عن يعلى بن حكيم، عن نافع - أو غير نافع (3)-قال:

دخل ابن عمر على عثمان و عنده المغيرة بن الأخنس، فقال: انظر ما يقول هؤلاء، قال: يقولون: اخلعها و لا تقتل نفسك، فقال ابن عمر: إذا خلعتها أ مخلّد (4) أنت في الدنيا؟ قال: لا، قال: فإن لم تخلعها هل يزيدون على أن يقتلوك ؟ قال: لا، قال: فهل يملكون لك جنة (5) و نارا؟ قال: لا،[قال] (6) فلا أرى لك أن تخلعها، و لا أرى لك أن تخلع قميصا

ص: 356


1- النهابير: بالأصل: الرمال، و يعني بها المهالك، و عنى بها أمورا شدادا صعبة: شبهها بنهابير الرمل لأن المشي يصعب على من ركبها (اللسان).
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 170.
3- قوله:«أو غير نافع» ليس في تاريخ خليفة.
4- الأصل: اتخلد، و المثبت عن م و «ز»، و تاريخ خليفة.
5- في تاريخ خليفة: جنة أو نارا.
6- زيادة للإيضاح عن م، و «ز»، و تاريخ خليفة.

قمّصه (1) اللّه، فتكون سنّة، كلّما كره قوم إمامهم أو خليفتهم خلعوه (2).

أخبرنا (3) أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو منصور عمر بن أحمد بن محمّد الجوري (4)، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد السّليطي، أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن الحسن، نا أحمد بن حفص [و عبد اللّه بن محمد، و قطن بن إبراهيم، قالوا: نا حفص] (5) بن عبد اللّه، حدّثني إبراهيم بن طهمان، عن سعيد بن أبي عروبة، عن يعلى بن حكيم، عن نافع، عن ابن عمر.

أنه دخل على عثمان و عنده المغيرة بن الأخنس، فقال عثمان لابن عمر: هل تدري ما يقول هذا؟ قال: و ما يقول ؟ قال: يقول: تخلعها و لا تقتل، فقال عبد اللّه: أ رأيت إذا خلعتها أ مخلّد (6) أنت في الدنيا؟ قال: لا، قال: و إن لم تخلعها قتلوك ؟ قال: نعم، قال:

فيملكون (7) لك جنة أو نارا، أو بأيديهم ذلك ؟ قال: لا، فإني أرى أن لا تخلع قميصا قمّصكه اللّه، فتكون سنّة كلما كره قوم خليفتهم أو إمامهم قتلوه.

أخبرنا (8) أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا التّستري، نا خليفة بن خياط (9)،قال: و نا رجل (10)،نا مسعر، عن عبد الملك بن ميسرة، عن النّزّال بن سبرة، قال: سمعت عثمان يقول:

أستغفر اللّه إن كنت ظلمت، و قد عفوت إن كنت ظلمت.

قال: و نا خليفة (11)،نا غندر، نا شعبة، عن معد بن إبراهيم، عن أبيه، قال: سمعت عثمان يقول: إن وجدتم في الحق أن تضعوا رجليّ في القيود (12) فضعوهما.

أخبرنا أبو عبد اللّه بن البنّا، أنا أبو القاسم المهرواني، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، نا شبابة بن سوّار، نا إبراهيم بن سعد، قال:

ص: 357


1- كذا بالأصل، و في «ز»، و م، و تاريخ خليفة:«قمصكه» و هو أظهر.
2- تاريخ خليفة: قتلوه.
3- فوقها في «ز»: ملحق.
4- في «ز»، و م: الحوري، بالحاء المهملة، تصحيف، انظر الأنساب.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن «ز»، و م لتقويم السند.
6- الأصل: اتخلد، و المثبت عن م و «ز»، و تاريخ خليفة.
7- الأصل: فيكون، و المثبت عن «ز»، و م.
8- فوقها في م: ملحق.
9- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 171.
10- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 171.
11- في تاريخ خليفة: أبو بكر الكلبي قال: نا مسعر.
12- تاريخ خليفة: في قيد.

و نا سليمان بن داود الهاشمي، أنا إبراهيم بن سعد كلاهما عن أبيه، عن جده، قال:

سمعت عثمان يقول: إن وجدتم في كتاب اللّه أن تضعوا رجليّ في القيود فضعوهما (1).

أخبرناه عاليا (2) أبو علي بن السبط ، نا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، قالا: أنا أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل (3)،نا سويد بن سعيد، نا إبراهيم بن سعد، نا أبي، عن أبيه قال: قال عثمان: إن وجدتم في كتاب اللّه أن تضعوا رجليّ في القيد فضعوها.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو بكر بن سيف، أنا السريّ ، أنا شعيب بن إبراهيم، أنا سيف بن عمر، عن أبي القاسم الشّنوي (4)،عن نافع، قال:

و رافقني بالسّاحل، فسألته عن أمر عثمان، فقال: سمعت عبد اللّه بن عمر يقول: أرسل إليّ و هو محصور، و قد فتح الباب و دخل عليه الناس، فقال: ما ترى فيما يعرض (5) هؤلاء و هؤلاء الذين يأمرونه بالاستقتال، و الذين يحصرونه على الخلع أو القتل، فقال: و ما (6)يعرضون عليك ؟ فقال: أما هؤلاء فالاستقتال، و و اللّه ما أحد ما أمتنع به، و لا أمنعهم منه، و أمّا هؤلاء فإنهم يعرضون عليّ أن أخلعها و ألحق بمنزلي، فو اللّه لهي أهون عليّ إن لم أؤجر عليها من قتالي، فقلت له: إن يستقتل يقتل أعلام الدين، و لا يبقى أحد، فلا يفعل، و أما ما عرض هؤلاء فلا يفعل، أ مخلّد أنت إذا خلعتها؟ قال: لا، فقاتلوك إن أنت لم تخلعها؟ قال: زعموا ذلك، قلت: يملكون تعجيل يومك أو تأخيره ؟ قال: لا، قلت: أ يملكون لك جنّة أو نارا، قال: لا،[قلت] (7) فلا أرى أن تخلع قميصا قمّصكه اللّه، فتكون سنّة كلما كره قوم خليفتهم أو إمامهم خلعوه، حتى لا يقوم للّه دين، و لا للمسلمين (8) نظام، و أدخل معي في ذلك غيري، ففعل، فأدخل في ذلك من شهده أو غاب عنه، فأجمع (9) الملأ أن الخير في الصبر، فقال:

ص: 358


1- الأصل و م: فضعوها، و المثبت عن «ز».
2- «عاليا» استدركت على هامش «ز»، و بعدها صح.
3- مسند أحمد بن حنبل 156/1 رقم 524.
4- ضبطت بفتح الشين و النون عن الأنساب، و هذه النسبة إلى شنوة.
5- ما بين الرقمين سقط من م.
6- ما بين الرقمين سقط من م.
7- الزيادة عن «ز»، و م.
8- بالأصل: ولاة المسلمين، و في «ز» و م: ولاه للمسلمين.
9- الأصل و م، و في «ز»: فاجتمع.

اللّهم إني (1) أشري بنفسي في صلاح الدين، فجاد و اللّه بنفسه نظرا للّه و لدينه (2).

قال: و نا سيف، عن عبد اللّه بن سعيد بن ثابت بن الجذع، عن محمّد بن يوسف بن عبد اللّه بن سلام، قال:

جاء عبد اللّه حتى دخل على عثمان في آخر ما دخل عليه الناس، فقال: ما ترى في القتال و الكفّ ؟ قال: الكفّ أبلغ للحجة، و إنّا لنجد في كتاب اللّه: أنّك يوم القيامة أمير على القاتل و الآمر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد بن أبي عثمان، و أحمد بن إبراهيم القصّاري.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد القصّاري، أنا [أبي] (3) أبو طاهر.

قالا: نا أبو القاسم إسماعيل بن الحسن بن عبد اللّه الصّرصري (4)،نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا هارون بن إسحاق، نا المحاربي، عن ليث، عن طاوس قال:

سئل عبد اللّه بن سلام حين قتل عثمان: كيف تجدون صفة عثمان في كتبكم ؟ قال:

نجده يوم القيامة أميرا على القاتل و الخاذل.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد الأكفاني (5)،و عبد اللّه بن أحمد بن عمر، و أبو تراب حيدرة بن أحمد في كتبهم، قالوا: أنا عبد العزيز بن أحمد - لفظا - أنا عبد الرّحمن بن عثمان بن أبي نصر، أنا أحمد بن محمّد بن فطيس، و عبد الرّحمن بن عبد اللّه، قالا: نا أبو عبد الملك (6) أحمد بن إبراهيم بن بسر (7)،نا محمّد بن عائذ، أخبرني محمّد بن شعيب، أخبرني بعض إخواننا عن محمّد بن الفضل أنه حدثه عن الصلت بن بهرام، عن زيد بن وهب أنه حدّثه قال:

ص: 359


1- عن «ز»، و م، و بالأصل: ان.
2- بالأصل:«بنفسه نظر و لدينه» صوبنا الجملة عن «ز»، و م.
3- الزيادة عن «ز»، و م للإيضاح.
4- هذه النسبة إلى صرصر، قرية على فرسخين من بغداد.
5- أقحم بعدها بالأصل:«و عبد اللّه بن أحمد الأكفاني» و لا موضع لها هنا، انظر:«ز»، و م.
6- الأصل: عبد اللّه، و التصويب عن «ز»، و م.
7- الأصل: بشر، تصحيف، و المثبت عن «ز»، و م.

جاءنا كتاب من عثمان، فقرئ على الناس، يوصيهم بتقوى اللّه، و يحذّرهم الفتنة، و يأمرهم بالجماعة، ثم ذكر فيه: أما بعد، فإن جيش ذي المروة نزلوا، و كان مما صالحتهم عليه أن يؤدّوا (1) إلى كل ذي حقّ حقّه، فمن كانت له عندي طلبة (2):ضربة من سوط فما سواه فليأت، فمن أبطأ أو تأنى فليتصدق، فإن اللّه يجزي المتصدقين، قال: فقال أهل المسجد:

اللّهم قد تصدّقنا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3)،أنا محمّد بن عمر، أنا عبد الرّحمن بن أبي الزناد، عن أبي جعفر القارئ (4)،مولى [ابن] (5) عياش المخزومي، قال:

كان المصريون الذين حصروا عثمان ستمائة، رأسهم عبد الرّحمن بن عديس البلوي، و كنانة بن بشر بن عتاب الكندي، و عمرو بن الحمق الخزاعي، و الذين قدموا من الكوفة مائتين، رأسهم مالك الأشتر النخعي، و الذين قدموا من البصرة مائة رجل، رأسهم حكيم بن جبلة العبدي (6)،و كانوا يدا واحدة في الشّرّ، و كان حثالة من الناس قد ضووا إليهم، قد مرجت (7) عهودهم و أماناتهم، مفتونون، و كان أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلم الذين خذلوه كرهوا الفتنة، و ظنوا أنّ الأمر لا يبلغ قتله، فندموا على ما صنعوا في أمره، و لعمري لو قاموا أو قام بعضهم فحثا في وجوههم التراب لانصرفوا خاسئين (8).

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل بن الكريدي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا أحمد بن علي بن العلاء، نا أبو الأشعث أحمد بن

(8) في ابن سعد: خاسرين.

ص: 360


1- كذا بالأصول كلها، و لعل الصواب:«يؤدي» أو «نؤدي».
2- الطلبة: ما كان لك عند آخر من حق تطالبه به.
3- طبقات ابن سعد 71/3.
4- هو يزيد بن القعقاع، و قيل فيروز بن القعقاع مولى عبد اللّه بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي، ترجمته في تهذيب الكمال 145/21.
5- سقطت من الأصول، و استدركت للإيضاح عن تهذيب الكمال. و ابن سعد.
6- الأصل: العبدة، و التصويب عن «ز»، و م، و ابن سعد.
7- كذا بالأصول، و في ابن سعد:«مزجت» يقال: مرج العهد و الأمانة و الدين: فسد، و مرج العهود و اضطرابها قلة الوفاء بها (تاج العروس بتحقيقنا - مرج).

المقدام، نا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت أبي يحدّث عن (1) أبي نضرة عن أبي سعيد مولى لبني (2) أسيد.

أن وفد أهل مصر لما قدموا المدينة أتوا عليا فقالوا: قم معنا، قال: و اللّه لا أقوم معكم، قالوا: فلم كتبت إلينا؟ قال: و اللّه ما كتبت إليكم كتابا قط ، فنظر بعضهم إلى بعض، ثم قالوا:

أ لهذا تغضبون، أم لهذا تقاتلون ؟ قال: و خرج عليّ فنزل خارجا من المدينة.

قال: و أنا الدارقطني، نا أبو بكر يعقوب بن إبراهيم البزّاز (3)،و أحمد بن عبد اللّه بن محمّد الوكيل، قالا: نا عمر بن شبّة، نا يحيى بن سعيد القطّان، عن سفيان الثوري، عن أبيه، عن أبي يعلى، عن محمّد بن الحنفية، عن أبيه، قال: لو سيرني عثمان إلى صرار (4)لسمعت و أطعت.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي، أنا يحيى بن إسماعيل، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن، نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع بن الجرّاح، نا سفيان، عن أبيه، عن منذر الثوري، عن ابن (5) الحنفية، قال: قال علي: لو سيّرني عثمان إلى صرار لسمعت و أطعت.

و قال ابن الحنفية يوم الشّعب: لو أدرك عليّ هذا الأمر لكان هذا موضع رحله، قال:

و هو في الشّعب.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه - إذنا - و مناولة - و قرئ عليّ إسناده، أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا (6)،نا محمّد بن مزيد الخزاعي، نا الزبير بن بكار، نا محمّد بن الحسن، قال:

لما كثر الطعن على عثمان تنحى علي إلى ماله بينبع (7) فكتب إليه عثمان: أما بعد، فقد

ص: 361


1- الأصل: أن، و المثبت عن «ز»، و م.
2- كذا بالأصول الثلاثة، و قد مرّ قريبا: مولى أبي أسيد الأنصاري.
3- كذا بالأصول الثلاثة، و في المطبوعة: البزاز.
4- صرار: بئر على ثلاثة أميال من المدينة.
5- الأصل: أبي، و التصويب عن «ز»، و م.
6- الخبر في الجليس الصالح الكافي 72/3 و عيون الأخبار 34/1 و الكامل للمبرد 26/1 و العقد الفريد بتحقيقنا 290/4 و زهر الآداب ص 37.
7- قرية غناء، أو حصن به نخيل و ماء و زرع، عن يمين الجائي من المدينة إلى وادي الصفراء (معجم البلدان).

بلغ (1) الحزام الطّبيين (2)،و خلف السيل الزبى، و بلغ الأمر فوق قدره، و طمع في الأمر (3) من لا يدفع عن نفسه:

فإن كنت مأكولا فكن خير آكل *** و إلاّ فأدركني و لمّا أمزّق

قال ابن مزيد: حدّثني هذا الحديث بعينه أحمد بن الحارث الخزاز (4)،عن أبي الحسن المدائني سنة اثنتين [و خمسين يعني] (5) و مائتين.

قال أبو عبيد: قوله: بلغ السيل الزبى فإنه زبى الأسد التي تحفر لها، و إنّما جعلت مثلا في بلوغ السيل إليها، لأنّها إنّما تجعل في الروابي من الأرض، و لا تكون في المنحدر (6)، و ليس يبلغها إلاّ سيل عظيم (7).

قال القاضي أبو الفرج: و قوله جاوز (8) الحزام الطّبيين يعني أنه قد اضطرب من شدة السير حتى خلّف الطّبيين من اضطرابه، يضرب هذا المثل للأمر الفظيع الفادح الجليل (9)، و أمّا قوله:

فإن كنت مأكولا فكن خير آكل *** و إلاّ فأدركني و لمّا أمزّق

فإن هذا البيت تمثل به لشاعر من عبد قيس [جاهلي يقال له الممزّق، و إنما سمي ممزقا لبيته هذا، و قال الفراء الممزّق.

قال القاضي أبو الفرج:] (10) و من الزبية التي هي مصيدة الأسد، قول الطرماح بن حكيم (11):

ص: 362


1- كذا بالأصول: بلغ الحزام... و خلف السيل.
2- الجليس الصالح: طمع فيّ من لا يدفع.
3- الجليس الصالح: طمع فيّ من لا يدفع.
4- كذا بالأصل، و تقرأ في «ز»: «الحزاز» و في م:«الخراز».
5- الزيادة عن «ز»، و م، و الجليس الصالح بدون: يعني.
6- الأصل: التحدر، و المثبت عن «ز»، و م، و الجليس الصالح.
7- انظر في هذا المثل: أمثال أبي عبيد 343، فصل المقال 472 و جمهرة الأمثال 220/1 و مجمع الأمثال 91/1.
8- كذا ورد هنا بالأصول، و مرّ قريبا:«بلغ».
9- انظر أمثال أبي عبيد 343 و جمهرة الأمثال 308/1 و مجمع الأمثال 166/1.
10- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن «ز»، و م، و الجليس الصالح و ضبطت اللفظتان «الممزق» في الموضعين عن الجليس الصالح، و في تاج العروس بتحقيقنا: مزق: الممزق كمعظم هذا ضبطه الفراء.
11- ديوانه ص 158 و الكامل للمبرد 27/1 و اللسان (زبى).

يا طيّئ السهل و الأجيال موعدكم *** كمبتغي الصيد أعلى زبية الأسد

و قال الزاجر (1):

قد (2) كنت في الأمر الذي قد كيدا *** كاللّذّ تزبّى (3) زبية فاصطيدا

اللّذّ: لغة في الذي، و من العرب من يقول اللّذ بكسر الذال من غير إثبات ياء، كما قال الشاعر:

و اللّذ لو نكني (4) لكانت برّا *** أو جبلا أصمّ (5) مشمخرّا

و يقال من هذه اللغة أعني اللّذ مسكنة الذال، في المؤنث اللت قال الشاعر:

فقل للت تلومك إنّ نفسي *** أراها لا تعلّل بالتّميم (6)

و الزبية على ما بيّنا لا تتخذ إلاّ في قلّة رابية، أو رأس قلعة، أو هضبة، و هي الجبيل، قال العجّاج:

و قد علا الماء الزبى فلا غير (7)

أي جلّ الأمر عن التلافي، و الإصلاح للتغيير؛ و قيل إن الغير هاهنا الدّيات، و المعنى لكثرة القتل. و من الغير بمعنى الدّيات قول هدبة بن الخشرم (8):

لتجدعنّ أنوف (9) من (10) أنوفكم *** بني أمية إن لا تقبلوا الغيرا

و العرب تقول في شدة الأمر و تفاقمه و استشراء الشّرّ و تعاظمه: قد علا الماء الزبى، و انقدّ في البطن السّلا (11) و برح الخفاء، و حلّت الحبى، و بلغ السكين العظم (12)،و التقت

ص: 363


1- هو رجل من هذيل لم يسمّ . راجع الخزانة 498/2 و شرح أشعار الهذليين 651/2.
2- الشطر الثاني في الكامل للمبرد 27/1 و الشطران في الخزانة 498/2 و اللسان (زبى) و الجليس الصالح الكافي 74/3.
3- في الأصول و م و «ز»: يرقى، و المثبت عن المصادر السابقة.
4- الأصل: بكنى، و في «ز»، و م: تكنى، و في الجليس الصالح: يكنى.
5- الجليس الصالح و الخزانة: أشمّ .
6- الجليس الصالح: بالنمير.
7- الرجز في ديوانه 17/1 و انظر تخريجه فيه.
8- البيت في الأغاني 294/21 و الجليس الصالح 74/3.
9- الجليس الصالح: لنجدعن أنوفا.
10- الأصل:«عن» و المثبت عن الجليس الصالح و «ز»، و م.
11- انظر أمثال أبي عبيد 336، جمهرة الأمثال 159/1 مجمع الأمثال 92/1.
12- انظر مجمع الأمثال 96/1 و المستقصى 13/2.

حلقتا البطان (1)،و هو مضارع لقولهم: بلغ الحزام الطّبيين، قال أوس بن حجر (2):

و ازدحمت حلقتا البطان بأق *** وام و طارت نفوسهم جزعا

و من أفصح ما أتى في هذا المعنى ما جاء القرآن به، و ذلك قوله تعالى: وَ الْتَفَّتِ السّٰاقُ بِالسّٰاقِ (3) و قال الشاعر:

و قامت الحرب بنا على ساق

و الطّبيان تثنية طبي و جمعه أطباء.

و يقولون: حلقتا (4) البطان و الحقب، و منه، اشدد بمثنى حقب حقواها.

و يقال: حقب البعير إذا صار الحزام في الحقب، قال الشاعر (5):

إذا ما حقب جال *** شددناه بتصدير (6)

و الأطباء موضع الثدي من السباع و الخيل، و يقال لذلك الموضع من الخفّ و الظّلف أخلاف و الواحد خلف، قال ابن عبدل:

و أحلب الثّرّة الصّفيّ و لا *** أجهد أخلاف غيرها حلبا

قال القاضي (7):و حدّثني عبيد اللّه بن محمّد بن جعفر الأزدي، نا أبو العباس محمّد بن يزيد الأزدي، قال:

و يروى عن قنبر مولى علي قال: دخلت مع علي على عثمان، فأحبا الخلوة، فأومأ علي إليّ بالتنحي، فتنحّيت غير بعيد، فجعل عثمان يعاتب عليا، و عليّ مطرق، فأقبل عليه

ص: 364


1- انظر جمهرة الأمثال 188/1 مجمع الأمثال 186/2 أمثال أبي عبيد 343.
2- ديوانه ص 54 و الجليس الصالح 75/3 و الكامل للمبرد 29/1.
3- سورة القيامة، الآية:29.
4- الأصل:«إن حلقت» و المثبت عن «ز»، و م، و الجليس الصالح.
5- البيت ليزيد بن ضبة الثقفي، من كلمة مدح بها الوليد بن يزيد، انظر الأغاني 97/7-99.
6- التصدير: حبل يصدر به البعير إذا جرّ حمله إلى خلف.
7- «قال القاضي» ليس في الجليس الصالح، و الخبر رواه المعافى في الجليس الصالح الكافي 75/3-76 و الكامل للمبرد - باختلاف-29/1-30.

[عثمان] (1)،فقال: ما لك لا تقول ؟ قال: إن قلت لم أقل إلاّ ما تكره، و ليس لك عندي إلاّ ما تحبّ .

قال أبو العباس: تأويل ذلك: أنّي إن تكلمت (2) اعتددت عليك بمثل ما اعتددت به عليّ ، فلذعك عتابي و عقدي أن لا أفعل - و إن كنت عاتبا - إلاّ (3) ما تحبّ .

قال القاضي أبو الفرج.

هذا الذي تأوله أبو العباس وجه مفهوم. و في هذا القول تأويل آخر، و هو أن يكون أراد: أنه إن شرع في مخاطبته بما استدعى أن يخاطبه فيه ذكر له أنه أتى بخلاف الأصوب عنده، و ترك ما كان الأولى به أن يفعله، إلاّ أنه لإشفاقه عليه مع إيثاره، النصيحة له آثر محبته و كره إظهار ما فيه تثريب عليه، أو لائمة له، و هذا التأويل عندي أصح من قول أبي العباس، و قد ورد في معناه ما نشهد لما وصفنا في القصة التي ذكرنا:

حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، نا عبد الرّحمن بن منصور، نا العتبي، عن أبيه قال:

بعث عثمان بن عفّان إلى ابن عباس و هو محصور، فأتاه، و عنده مروان بن الحكم، فقال عثمان: يا ابن عباس، أما ترى إلى ابن عمّك، كان هذا الأمر في بني تيم و عدي، فرضي و سلّم، حتى إذا صار الأمر إلى ابن عمه بغاه الغوائل، قال ابن عباس: فقلت له: إنّ ابن عمك و اللّه ما زال عن الحق و لا يزول، و لو أن حسنا و حسينا بغيا في دين اللّه الغوائل لجاهدهما في اللّه حقّ جهاده، و لو كنت كأبي بكر و عمر لكان لك كما كان لهما (4)،بل كان لك أفضل لقرابتك و رحمك و سنك، و لكنّك ركبت الأمر و هاباه، قال ابن عباس: فاعترضني مروان فقال: دعنا من تخطئتك يا ابن عباس، فأنت كما قال الشاعر:

دعوتك للغياث (5) و لست أدري *** أ من خلفي المنية أم أمامي

فشقّقت الكلام رخيّ بال *** و قد جلّ الفعال عن الكلام

ص: 365


1- الزيادة للإيضاح عن «ز»، و م، و الجليس الصالح و الكامل للمبرد.
2- في الكامل: قلت.
3- الأصل:«إلى» و التصويب عن «ز»، و م، و المصادر.
4- في الجليس الصالح: كان لأبي بكر و عمر.
5- الجليس الصالح: للعتاب.

إن يكن (1) عندك لهذا الرجل غياث فأغثه، و إلاّ فما أشغله عن التفهّم لكلامك، و الفكر في جوابك، قال ابن عباس: فقلت له: هو و اللّه كان عنك (2) و عن أهل بيتك أشغل، إذ أوردتموه و لم تصدروه ثم أقبلت على عثمان فقلت له:

جعلت شعار جلدك قوم سوء *** و قد يجزى المقارن بالقرين

فما نظروا لدنيا أنت فيها *** بإصلاح و لا نظروا لدين

ثم قلت له: إنّ القوم و اللّه غير قابلين إلاّ قتلك، و خلعك، فإن قتلت، قتلت على ما قد عملت و علمت (3)،و إن تركت فإن باب التوبة مفتوح.

قال القاضي أبو الفرج:

فقد أنبأ هذا الخبر أنّ أصح التأويلين فيما قاله عليّ لعثمان في الخير المتقدم هو ما وصفنا.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو (4) بن منده، أنا الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد، نا ابن أبي الدنيا، نا هارون بن معروف، نا سفيان بن عيينة، عن عمرو، عن (5) محمّد بن جبير قال: أرسل عثمان إلى علي: ابن عمّك مقتول، و إنّك مسلوب.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة، نا أبو (6) معاوية، عن ابن عيينة، عن عمرو (7) بن دينار، قال:

سمعت محمّد بن جبير بن مطعم يقول: أرسل عثمان إلى علي: إن ابن عمك مقتول، و إنك مسلوب.

أخبرنا أبو علي الحداد و غيره في كتبهم، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة (8)،أنا سليمان بن

ص: 366


1- الأصل: يكون، و التصويب عن «ز»، و م، و الجليس الصالح.
2- الأصل: عندك، و المثبت عن «ز»، و م، و الجليس الصالح.
3- الأصل: عملت، و التصويب عن «ز»، و م، و الجليس الصالح.
4- الأصل: عمر، و التصويب عن «ز»، و م.
5- الأصل: و عن، حذفنا الواو، بما وافق عبارة «ز»، و م.
6- الأصل و م:«ابن» تحريف، و التصويب عن «ز».
7- الأصل: و عن، حذفنا الواو، بما وافق عبارة «ز»، و م.
8- الأصل و م: زيده، تصحيف، و التصويب عن «ز»، و قد مر التعريف به.

أحمد (1)،نا أحمد بن زيد بن هارون المكي القزاز، نا إبراهيم بن المنذر الحزامي، نا عباس بن أبي شملة، عن موسى بن يعقوب الزّمعي، عن أخيه محمّد بن يعقوب، عن عبد اللّه بن رافع، عن أمّه قال (2):

خرجت الصّعبة بنت الحضرمي، فسمعناها تقول لابنها طلحة بن عبيد اللّه: إنّ عثمان قد اشتد حصره، فلو كلمت فيه حتى يرفّه عنه، قالت:- و طلحة يغسل أحد شقي رأسه - فلم يجبها، فأدخلت يديها في كمّ درعها، فأخرجت ثدييها و قالت: أسألك بما حملتك و أرضعتك إلاّ فعلت، فقام و لوى شق شعر رأسه حتى عقده و هو مغسول، ثم خرج حتى أتى عليا و هو جالس في جنب داره، فقال طلحة و معه أمّه و أم عبد اللّه بن رفع: لو رفّهت عن هذا، فقد اشتدّ حصره، قال: فنقر بقدح في يده ثلاث مرار، ثم رفع رأسه، فقال: و اللّه ما أحبّ من هذا شيئا يكرهه (3).

أخبرنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن علي بن الحسن، أنا أحمد بن عثمان بن الفضل بن جعفر، نا عبيد اللّه بن محمّد بن إسحاق، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، حدّثني أحمد بن محمّد القطان، حدّثني أحمد بن شبّويه، حدّثني سليمان - يعني ابن سلمويه - حدّثني عبد اللّه بن المبارك، عن جرير بن حازم، حدّثني هشام بن أبي هشام مولى عثمان، عن شيخ من أهل الكوفة، عن شيخ آخر قال:

حصر عثمان و علي بخيبر، فلما قدم أرسل إليه عثمان يدعوه (4)،فانطلق، فقلت:

لأنطلقن معه فلأسمعن مقالتهم، فلما دخل عليه كلّمه عثمان (5) فقال فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: أما بعد، فإنّ لي عليك حقوقا، و حقوق الإسلام، و حقّ الإخاء، و قد علمت أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم حين آخى بين أصحابه، آخى بيني و بينك، و حق القرابة و الصهر، و ما جعلت لي في عنقك من العهد و الميثاق، و ذكر كلاما طويلا أكثر من هذا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد نا (6) داود بن عمرو، نا عبد الجبار بن الورد، عن ابن أبي مليكة، قال:

قال جبير بن مطعم:

ص: 367


1- راجع المعجم الكبير للطبراني 85/1 رقم 127.
2- المعجم الكبير: قالت.
3- المعجم الكبير: تكرهه.
4- ما بين الرقمين سقط من م.
5- ما بين الرقمين سقط من م.
6- الأصل و م:«بن» تصحيف، و التصويب عن «ز».

لما حصر عثمان بن عفّان حتى و اللّه ما شرب إلاّ من الفقير (1) فقير الدار، قال جبير:

فدخلت على علي بن أبي طالب، فقلت: يا ابن أبي طالب، أ قد رضيت بهذا، أن يحصر ابن عمك، حتى و اللّه ما شرب إلاّ من فقير الدار؟ فقال: سبحان اللّه، و قد بلغوا هذا منه ؟ قال:

نعم، و أشد من هذا، قال: فحمل الروايا حتى أدخلها عليه و سقاه.

كتب إليّ أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم، أنا أبو بكر البيهقي، أنا [أبو] (2) عبد اللّه الحافظ ، نا أبو جعفر الموسائي، و هو محمّد بن جعفر بن هارون بن موسى بن جعفر، حدّثني أبو الحسين محمّد بن السّكن، حدّثني أبي، حدّثني دارم بن سليمان، قال: قال أبي:

كنت عند عدي بن حاتم الطائي، فذكر قريشا و ما رزقوا من الفصاحة و البيان، فقال:

أمّا الرسول صلّى اللّه عليه و سلم فهو ينطق بالوحي، و لا ينطق عن الهوى، و أمّا سائر قريش في الجاهليّة و الإسلام فإنهم فاقوا الناس، و لقد كنت عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب إذ وردت عليه رقعة من عثمان بن عفّان بخطّه:

تجنّى عليّ كي يقارضني ذنبا *** و أبدى عتابا فامتلأت له عتبا

فلو لي قلوب العالمين بأسرها *** لما تركت لي من معاتبة قلبا

معاتبة السّلفين تحسن مرة *** فإن أكثر إدمانها أفسدا (3) الحبّا

و قد قال في بعض الأقاويل قائل *** أراد به العتبى (4) و لم يرد العتبا

إذا شئت أن تقلى فزر متتابعا *** و إن شئت أن تزداد حبا فزر غبّا

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو بكر بن سيف، نا السّري بن يحيى، أنا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن هشام بن عروة، قال: كان عثمان أروى الناس للبيت (5) و البيتين و الثلاثة إلى الخمسة.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر،

ص: 368


1- أي بئر، و هي قليلة المياه (انظر اللسان: فقر).
2- الزيادة عن م و «ز».
3- الأصول: أفسد، و المثبت عن اللسان (سلف)، و نسبه لعثمان بن عفان.
4- العتبى: الرجوع عن الإساءة إلى ما يرضي العاتب. و العتب: اللوم على إساءة.
5- الأصل و م و «ز»: البيت، و التصويب عن المختصر 212/16.

أنا خيثمة بن سليمان، نا الصائغ - يعني جعفر بن محمّد بن شاكر، نا أحمد بن أبي الطّيّب، نا عبيد اللّه بن عمرو، عن إسحاق بن راشد، عن أبي جعفر، عن أبان بن عثمان.

أنّه أتى عليا فقال: يا عمّ ، أهلكتنا الحجارة، فجاء عليّ حتى دخل، فلم يزل يرميهم بيمينه حتى وهنت، ثم لم يزل يرميهم بشماله حتى وهنت، فقال: يا ابن أخي اجمع حشمك، و أفعل كما تراني أفعل.

أنبأ أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم، ثم أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم، أنا سهل بن بشر، قالا: أنا علي بن محمّد بن علي، أنا محمّد بن أحمد الذهلي، نا أبو أحمد بن عبدوس، نا هاشم بن الحارث، نا عبيد اللّه بن عمرو، عن إسحاق بن راشد، عن محمّد بن علي أبي جعفر، عن أبان بن عثمان، قال:

لما ألحّ على عثمان بالرمي خرجت حتى أتيت عليا، فقلت: يا عمّ أهلكتنا الحجارة، فخرجت و خرج معي، فلم يزل يرمي عنه حتى فتر منكبه، ثم قال: يا ابن أخي، اجمع حشمك و من كان منك بسبيل ثم يكون هذا شأنك.

أخبرنا (1) أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن. خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان الغلاّبي، قال: قال أبي: و حدثت أبا زكريا، عن يزيد بن هارون، عن العوّام، عن حبيب بن أبي ثابت، عن محمّد بن علي قال:

لما كان يوم الدار أرسل عثمان إلى عليّ أن يأتيه، فأراد أن يأتيه، فتعلقوا به و منعوه، فألقى عمامة له سوداء على رأسه و جعل يقول: اللّهمّ إنّي لا أرضى قتله، و لا آمر به.

قال أبو زكريا: قد روي حديث (2)،عن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن العباس، و ليس الأمر كما توهم أبو زكريا، و إنّما هو أبو جعفر، و قد أسقط أبان من الإسناد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3)،أنا محمّد بن يزيد الواسطي، و يزيد بن هارون، قالا: أنا العوّام بن حوشب، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي جعفر محمّد بن علي [قال:

ص: 369


1- فوقها في «ز»: ملحق.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المطبوعة: روى حبيب.
3- الخبر في طبقات ابن سعد 68/3.

بعث عثمان إلى علي] (1) يدعوه - و هو محصور في الدار - فأراد أن يأتيه، فتعلقوا به و منعوه، قال: فحسر عمامته (2) عن رأسه و قال: هذا، و قال (3):اللّهم لا أرضى قتله، و لا آمر به (4)،و اللّه لا أرضى قتله، و لا آمر به.

قال: و أنا ابن سعد (5)،أنا كثير بن هشام، عن جعفر بن برقان، حدّثني راشد بن كيسان أبو فزارة العبسي.

أن عثمان بعث إلى علي و هو محصور في الدار أن ائتني، فقام عليّ ليأتيه، فقام بعض أهل علي حتى حبسه، و قال: أ لا ترى إلى ما بين يديك من الكتائب ؟ لا تخلص إليه، و على [علي] (6) عمامة سوداء، فنفضها (7) عن رأسه ثم رمى بها إلى رسول عثمان و قال: أخبره بالذي رأيت، ثم خرج علي من المسجد حتى انتهى إلى أحجار الزيت (8) في سوق المدينة، فأتاه قتله (9)،فقال: اللّهم إنّي أبرأ إليك من دمه أن أكون قتلت أو مالأت على قتله.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو الحسن علي بن عبد الملك بن مسعود الهروي، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أخبرتنا أم الفتح أمة السلام بنت أحمد بن كامل القاضي، قالت: حدّثنا أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن علي البندار، نا علي بن الحسين الدّرهمي، نا ابن داود (10)،عن فطر (11)،عن منذر الثوري، عن ابن الحنفية قال:

لما جاء الركب من مصر، بعث عثمان إلى علي: ردّهم، قال: و كان قد ردّهم مرتين، خرج يتوكأ عليّ حتى انتهى إلى الباب، فإذا الزحام، فرمى بعمامته في الدار أمانا، و قال:

ص: 370


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك من ابن سعد و «ز»، و م.
2- كذا بالأصل، و في «ز»، و م:«عمامة» و في ابن سعد: عمامة سوداء.
3- في ابن سعد: فحل عمامة سوداء، على رأسه و قال - هذا - أو قال.
4- الخبر السابق من أوله إلى هنا مكرر في الأصل.
5- الخبر في طبقات ابن سعد 68/3-69.
6- سقطت اللفظة من الأصل و «ز»، و م، و أضيفت عن ابن سعد.
7- كذا بالأصول، و في ابن سعد: فنقضها على رأسه.
8- تقدم التعريف بها قريبا. راجع معجم البلدان.
9- الأصل: فقتله، تصحيف و التصويب عن «ز»، و م، و ابن سعد.
10- هو عبد اللّه بن داود الخريبي، ترجم له ابن عساكر في كتابنا راجع تراجم (عبد اللّه) و تهذيب الكمال 109/10.
11- هو فطر بن خليفة القرشي المخزومي، أبو بكر، ترجمته في تهذيب الكمال 123/15.

اللّهمّ إنّي أشهدك أنّي لم أقتل، و لم أمالئ.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن جعفر، أنا أبو الفضل بن الكريدي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا الحسن الدارقطني، نا محمّد بن منصور بن أبي الجهم، نا السّري بن عاصم، نا أبو بدر، عن عرار (1) بن عبد اللّه اليامي، عن عميرة بن سعد قال:

كنت مع علي بن أبي طالب بشطّ الفرات، فأقبلت سفن (2)،فقال علي عليه السلام وَ لَهُ الْجَوٰارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلاٰمِ (3)و اللّه ما قتلت عثمان، و لا مالأت في قتله.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، و ابن السّمرقندي، و أبو تراب حيدرة بن أحمد في كتبهم، قالوا: أنا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، نا أبو بكر أحمد بن محمّد، و أبو الميمون بن راشد، قالا: نا عبد اللّه أحمد بن إبراهيم القرشي، نا محمّد بن عائذ القرشي، نا أبو مسهر قال: ذكر الوليد بن مسلم، عن الوليد بن (4)أبي السائب أنه حدثه [نا بسر] (5)ابن عبيد اللّه عن أبي إدريس الخولاني قال:

لما كان في اليوم الذي قتل فيه عثمان، أرسل عثمان إلى سعد بن أبي وقّاص، فأتاه، فكلّمه، فقال له سعد: أرسل إلى علي، فإنه إن أتاك و رضي، صلح هذا الأمر، قال: فأنت رسولي (6)إليه، فأتاه، فقام معه يريد أن يأتي عثمان، فمرّ بمالك الأشتر في أهل الكوفة، فقال مالك: أين يريد هذا؟ قالوا: يريد عثمان، فقال لأصحابه: و اللّه لئن دخل عليه لتقتلنّ عن آخركم، فقام إليه في أصحابه حتى اختلجه (7)عن سعد، و أجلسه في أصحابه، و أرسل إلى أهل مصر: إن كنتم تريدون قتله فافرغوا، فدخلوا عليه، فقتلوه.

قال: و نا ابن عائذ، نا الوليد بن مسلم، نا شيبان بن عبد الرّحمن، عن أبي يعفور العبدي أنه حدثهم عن عطاء البصري،[قال] حدّثني شيخ بأفريقية أن أباه حدّثه أنه كان مع عثمان، فجاء علي فقال:

السلام عليك يا أمير المؤمنين، فأعرض عنه، ثم قال: السلام عليك يا أمير المؤمنين،

ص: 371


1- ضبطت عن تبصير المنتبه 938/3.
2- الأصل: سفيان، و التصويب عن م و «ز».
3- سورة الرحمن، الآية:24.
4- الأصل: عن، تصحيف، و التصويب عن م و «ز».
5- الزيادة لتقويم السند عن م و «ز».
6- الأصل و م و «ز»: رسول.
7- أي جذبه و انتزعه (اللسان).

فأعرض عنه، ثم قال: السلام عليك يا أمير المؤمنين فرد عليه ردا ضعيفا، فقال: أ ما تعلم أنا كنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم على حرى (1)فتحرك، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«اسكن حرى (2)فإنه ليس عليك إلاّ نبيّ أو صدّيق أو شهيد»، فقال: بلى، فقال علي: فو اللّه لتقتلنّ و لأقتلنّ معك، قال ذلك ثلاث مرات.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر الذهبي، أنا أبو بكر بن سيف، نا السّري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر قال: و نا أبو عمرو عن (3)الحسن، قال:

قلت تعقل رضي اللّه عنه ؟ قال: نعم، قلت: فهل تعرف أحدا أقام (4)بذلك ؟ قال:

نعم، قهر الرجل فلم يجد ناصرا، فجاء أبو هريرة و سعد بن مالك فجثيا بحيالهم و ناديا: أبدلنا صفحتك، فأشرف عليهما، و قال: و اللّه لا تقتلان أنفسكما إن رأيتما الطاعة، فانصرفا، فو اللّه ليضربنهم اللّه بذلّ و لا ينال إبليس مني أمرا يدخل [به] (5)على سلطان اللّه عز و جل دخلا (6)(7).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو نصر أحمد بن محمّد بن الطوسي، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور - زاد ابن السّمرقندي و أبو محمّد الصّريفيني قالا:- أنا أبو القاسم بن حبابة.

ح و أخبرنا أبو الفتح محمّد بن علي، و أبو نصر عبيد اللّه بن أبي عاصم، و أبو محمّد عبد السلام بن أحمد، و أبو عبد اللّه سمرة بن جندب، و أخوه أبو محمّد عبد القادر بن جندب، قالوا: أنا محمّد بن عبد العزيز الفارسي، أنا عبد الرّحمن بن أبي شريح.

قالا: أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا مصعب بن عبد اللّه بن مصعب، نا أبي، عن موسى بن عقبة، عن أبي حبيبة، و هو جد موسى أبو أمّه، قال:

بعثني الزبير إلى عثمان و هو محصور، فدخلت عليه في يوم صائف، و هو على كرسي،

ص: 372


1- كذا بالأصول. و الصواب «حراء» انظر ما مرّ بشأنه قريبا.
2- كذا بالأصول. و الصواب «حراء» انظر ما مرّ بشأنه قريبا.
3- الأصل: بن، تصحيف، و التصويب عن م و «ز».
4- كذا بالأصول.
5- الزيادة عن م و «ز».
6- الدخل: العيب و الريبة و الفساد.
7- في «ز»: فوق أخبرنا: ملحق، و فوق: دخلا: إلى.

و عنده الحسن بن علي، و أبو هريرة، و عبد اللّه بن عمر، و عبد اللّه بن الزبير، و بين يديه مراكن (1)مملوءة ماء، و رياط (2)مضرّجة،[فقلت] (3)بعثني إليك الزبير بن العوام و هو يقرئك السلام و يقول: إنّي على طاعتي لم أبدل، و لم أنكث، فإن شئت دخلت الدار معك، و كنت رجلا من القوم، و إن شئت أقمت فإن بني عمرو بن عوف وعدوني أن يصبحوا على بابي، ثم يمضون على ما آمرهم به، فلما سمع الرسالة، قال: اللّه أكبر، الحمد للّه الذي عصم أخي، أقرئه السلام، و قل له: أن يدخل الدار، لا يكن إلاّ رجلا من القوم، مكانك أحبّ إليّ ، و عسى اللّه أن يدفع بك عني، فلما سمع الرسالة أبو هريرة قام فقال: أ لا أخبركم ما سمعت أذناي من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ؟ قالوا: بلى - زاد ابن حبابة: يا أبا هريرة - قال: أشهد لسمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«تكون بعدي فتن و أمور»، فقلنا: فأين النجاء منها يا رسول اللّه ؟ قال:

«إلى الأمين و حزبه»، و أشار إلى عثمان بن عفّان، فقام الناس، فقالوا: قد أمكنتنا البصائر، فائذن لنا في الجهاد، فقال عثمان: أعزم - أو كلمة نحوها - على من كانت لي عليه طاعة ألاّ يقاتل.

رواه الزبير بن بكّار، عن عمه مصعب أتم منه:

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو منصور بن شكرويه، و أبو بكر السمسار.

ح و أخبرنا أبو طاهر محمّد بن أبي نصر هاجر، أنا محمود بن جعفر الكوسج.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو منصور بن شكرويه.

قالوا: أنا أبو إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد بن خرّشيذ قوله، أنا أبو الحسن المخزومي (4)البغدادي، نا الزبير بن بكار، حدّثني عمي مصعب بن عبد اللّه (5)،حدّثني أبي عبد اللّه بن مصعب، عن موسى بن عقبة، عن أبي حبيبة مولى الزبير، قال:

لما حصر عثمان جاء بنو عمرو بن عوف إلى الزبير بن العوّام، فقالوا: يا أبا عبد اللّه

ص: 373


1- مراكن واحدها مركن، و هو شبه طست من أدم يتخذ للماء.
2- رياط مفردها ريطة، و هي الملاءة إذا كانت قطعة واحدة.
3- زيادة عن «ز»، و م.
4- كذا بالأصل:«أبو الحسن المخزومي البغدادي» و في م و «ز»: «أبو الحسن أحمد بن محمد بن سليم المخرّمي البغدادي» و هو الصواب.
5- قسم من الخبر في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 103.

نحن نأتيك ثم نصير إلى ما أمرتنا به، قال: فأرسلني الزبير إلى عثمان، فقال: أقرئه السلام، و قل: يقول لك أخوك: إنّ بني عمرو بن عوف جاءوني و وعدوني أن يأتوني ثم يصيروا إلى ما أمرتهم به، فإن شئت أن آتيك فأكون رجلا من أهل الدار يصيبني ما يصيب أحدهم فعلت، و إن شئت انتظرت ميعاد بني عمرو بن عوف، ثم أدفع بهم عنك فعلت، قال: فدخلت عليه، فوجدته على كرسي ذي ظهر، و وجدت رياطا مطروحة، و مراكن مملوءة، و وجدت في الدار الحسن بن علي، و ابن عمر، و أبا هريرة، و سعيد بن العاص، و مروان بن الحكم، و عبد اللّه بن الزبير، فأبلغت عثمان رسالة الزبير، فقال: اللّه أكبر، الحمد للّه الذي عصم أخي، قل (1)له: إنّك إن تأت الدار تكن (2)رجلا من المهاجرين (3)،حرمتك حرمة رجل، و عناؤك عناء رجل، و لكن انتظر ميعاد بني عمرو بن عوف، فعسى اللّه أن يدفع بك، قال: فقام أبو هريرة فقال: أيّها الناس لسمعت أذناي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«تكون بعدي فتن و أحداث - أو أحداث و فتن-» فقلت: و أين المنجى منها يا رسول اللّه ؟ قال:«إلى الأمير (4)و حزبه»، و أشار إلى عثمان، فقال القوم: ائذن لنا فلنقاتل، فقد أمكنتنا البصائر، فقال: عزمت على أحد كانت لي عليه طاعة ألاّ يقاتل.

قال: فبادر الذين قتلوا عثمان ميعاد بني عمرو بن عوف، فقتلوه.

أخبرنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن، أنا أبو القاسم يوسف بن محمّد، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي، حدّثني أحمد بن أبي الخصيب، أخبرني الوليد بن مسلم، نا عبد العزيز بن إسماعيل بن عبيد اللّه المخزومي، عن أبيه قال:

هذا كتاب من عثمان بن عفّان إلى أهل الشام حين نهض أهل مصر بعثمان بن عفّان (5):

بسم اللّه الرّحمن الرحيم، من عثمان بن عفّان أمير المؤمنين إلى أهل الشام من المؤمنين و المسلمين، سلام عليكم، فإنّي أحمد إليكم اللّه الذي لا إله إلاّ هو، أمّا بعد.

فإنّي أذكّركم اللّه جلّ و عزّ الذي أنعم عليكم، و علّمكم الإسلام و هداكم من الضلالة، و أنقذكم من الكفر، و أراكم البيّنات، و أوسع لكم الرزق، و نصركم على العدو، و أسبغ عليكم

ص: 374


1- الأصل: قال، و التصويب عن «ز»، و م.
2- الأصول: تكون.
3- كذا بالأصول، و في المطبوعة: من أهلها.
4- كذا بالأصول، و في نسب قريش: الأمين.
5- انظر نص الكتاب في تاريخ الطبري 407/4 باختلاف.

نعمته. أما بعد، فإنّ اللّه جل و عز رضي لكم السمع و الطاعة و الجماعة، و حذّركم المعصية و الفرقة و الاختلاف، و أنبأكم أن (1)قد فعله الذين من قبلكم، و تقدّم إليكم؛ لتكون له الحجة عليكم إن عصيتموه، فاقبلوا نصيحة اللّه جل و عز، و احذروا عذابه، فإنكم لن تجدوا أمة من الناس هلكت إلاّ من بعد أن تختلف، فلا (2)يكون لها رأس يجمعها، و متى ما تفعلوا ذلك لا تقيموا صلاة جميعا، و لا تخرجوا صدقة جميعا، و يسلّط عليكم عدوكم، و لا تقبضوا رزقا، و لا عطاء، و يستحلّ بعضكم حرمة بعض، و لا تكن (3)لكم ذمة، و تكونوا شيعا، و قد قال اللّه جلّ و عزّ لرسوله صلّى اللّه عليه و سلم: إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَ كٰانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْ ءٍ إِنَّمٰا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّٰهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمٰا كٰانُوا يَفْعَلُونَ (4)،و إنّي أوصيكم بما أوصاكم اللّه به، و أحذركم عذابه، فإنّ شعيبا قال لقومه: يٰا قَوْمِ لاٰ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقٰاقِي (5)قال ابن أبي الخصيب: قرأها إلى وَ مٰا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ (6).

أما بعد، فإنّ أقواما ممن قال في هذا الحديث أظهروا للناس إنّما تدعون إلى كتاب اللّه و الخير، و لا يريدون به الدنيا، و لا منازعة فيها، فلما عرض عليهم الحق إذا الناس في ذلكم شتى، منهم الآخذ للحق، نازل عنده حتى يعطاه، و منهم تارك للحق راغبا (7)في الأمر، يريد أن يبتزه بغير الإمرة، و استعجلوا القدر، و قد كانوا كتبوا إليكم أنهم قد رضوا بالذي أعطيتهم، و لا أعلمني نزعت من الذي عاهدتم عليه شيئا كانوا يزعمون إنّما يطلبون كتاب اللّه عز و جل و الحدود، فقلت: أقيموها (8)على من قد علمتم من قريب أو بعيد، و قالوا: كتاب اللّه يتلى، فقلت: ليتله (9)من شاء غير غال فيه، من تلاه بغير ما أنزل اللّه في الكتاب، و قالوا: المنفي يقلب إلى داره، و المحروم يرزق و المال يوفر، و ليس فيه السنة الحسنة، و لا يتعدى في الخمس، و لا في الصّدقة، و يؤمر ذو القوة و الأمانة، و يردّ مظالم الناس إلى أهلها، فرضيتم بذلك كله، و اصطبرت له، و جئت نسوة النبي صلّى اللّه عليه و سلم فقلت: ما تأمرن (10)بفعله ؟ فقلن (11):أمر عمرو بن العاص، و عبد اللّه بن قيس، و ذر معاوية، فإنّما أمره الأمراء قبلك، و أقرّ ابن كريز على البصرة، فإنه مصلح لأرضه، راض به جنده، و أمره أن يصلح أرضه، فكلّ ذلك فعلت،

ص: 375


1- الطبري: ما.
2- الطبري: إلاّ أن يكون.
3- الأصول: تكون.
4- سورة الأنعام، الآية:159.
5- سورة هود، الآية:89.
6- سورة هود، الآية:89.
7- كذا بالأصول.
8- الأصل: قيموها، و المثبت عن «ز»، و م.
9- الأصول: ليتلوه.
10- الأصل: تأمرون، و التصويب عن م و «ز».
11- الأصل: فلقن، و التصويب عن م و «ز».

و إنه بغي علي بعد ذلك، و عدي على الحق، فكتبت إليكم و أصحابي الذين رغبوا في الإمرة، و استعجلوا القدر منعوني الصّلاة، و حالوا بيني و بين المسجد، و ابتزوا ما قدروا عليه من شيء بالمدينة، فكتبت إليكم كتابي هذا و هم يخيرونني بين إحدى ثلاث: إمّا أن يقيدوني بكلّ رجل أصبته بخطإ أو صواب، مأخوذ به، غير متروك منه شيئا زعموا، و إمّا أن أفتدي بالإمرة فأعتزل و يؤمر عليهم آخر، و إمّا أن يرسلوا إلى من أطاعهم من الجنود و أهل المدينة فيبرءوا من الذي جعل اللّه عزّ و جل لي عليهم من السمع و الطاعة.

فقلت: أمّا إقادة نفسي فإنه قد كان قبلي خلفاء، و من يلي السلطان يخطئ و يصيب، و لم يستقد من أحد منهم قبلي، و قد علمت إنّما يريدون بذلك نفسي، و أما قولكم أتبرأ من الإمرة، فإن تقتلوني أحبّ إليّ من أن تبرأ من الإمرة، و عمل اللّه جل و عز و خلافته، و أما قولكم: نرسل إلى من أطاعنا من الجنود و أهل المدينة، فيتبرأ منك من أطاعنا منهم، فلست عليهم بوكيل، و لم أكن أكرهتهم بالسمع و الطاعة قبل، و لكن أتوها طائعين، يبتغون بها وجه اللّه جلّ و عزّ، و صلاح الأمة، فمن يكن منكم إنّما يبتغي الدنيا بغنى فليست الدنيا ثمنا لرقابكم و لا دينكم، و من يكن منكم إنّما يبتغي وجه اللّه جلّ و عزّ و أجر الآخرة، و صلاح الأمة، و اتّباع السّنّة الحسنة التي سنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و الخليفتان بعده، فإنّما يجزى بذلكم اللّه جل و عز، و ليس بيدي جزاؤكم، و لو أعطيتكم الدنيا كلها لم تكن ثمنا لرقابكم، و لا لدينكم، و لا تغن (1)عنكم شيئا، فاتّقوا اللّه، و احتسبوا ما عنده لكم، فإنّ اللّه جل و عز قال و قوله الحق:

إِنَّ اللّٰهَ اشْتَرىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوٰالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقٰاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّٰهِ فَيَقْتُلُونَ وَ يُقْتَلُونَ (2) قال: قرأها إلى قوله: وَ ذٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (3)،فمن يرض منكم بالنكث فإنّي لا أرضاه له، و لا يرضى اللّه أن ينكث عهده، و إن الذي خيّروني (4)بينه إنّما هو النزع كله و التأمير، فملكت نفسي، و نظرت حكم اللّه، و تعبير أهل البقيّة من عباد اللّه، و كرهت سنّة السوء و فساد الأمة، و سفك الدماء، و التشييع (5)،و إنّي أذكّركم باللّه و بالإسلام أن تأخذوا الحق و تعطوه عنّي و تردّوا البغي على آخذه منا عن بغيه، ذلكم بأن اللّه قال و قوله الحق: وَ إِنْ طٰائِفَتٰانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمٰا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدٰاهُمٰا عَلَى الْأُخْرىٰ فَقٰاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي

ص: 376


1- كذا بالأصل، و في «ز»، و م: و لا تغن، و في الطبري: و لم يغن، و لعل الصواب: و لا تغني.
2- سورة التوبة، الآية:112.
3- سورة التوبة، الآية:112.
4- كذا بالأصل و م، و في «ز»، و الطبري: يخيروني.
5- كذا بالأصل، و في «ز»: و التشيع، و بدون إعجام في م.

حَتّٰى تَفِيءَ (1) قال: قرأها إلى قوله: إِنَّ اللّٰهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (2)،فخذوا بيننا بالعهد و المؤازرة و النصر في اللّه، فإنّ اللّه قال و قوله الحق: أَوْفُوا بِالْعَهْدِ، إِنَّ الْعَهْدَ كٰانَ مَسْؤُلاً (3)و إن هذه معذرة إلى اللّه فلعلكم تتقون.

أمّا بعد، فو اللّه لقد كنت أعاقب، و ما أبغي بذلك إلاّ الخير، و إنّي أتوب إلى اللّه من كلّ عمل عملته، و أستغفره لذنوبي، فإنّه لا يغفر الذنوب إلاّ اللّه، و إنّ رحمته وسعت كل شيء، و إنّه لا يقنط من رحمة اللّه إلاّ القوم الضالّون، و إنه يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبٰادِهِ ، وَ يَعْفُوا عَنِ السَّيِّئٰاتِ ، وَ يَعْلَمُ مٰا تَفْعَلُونَ (4)،و إنّي أسأل اللّه أن يغفر لي و لكم، و أن يؤلّف بين قلوب هذه الأمة على الخير، و أن يكرّه إليهم السوء، فإنّ اللّه قال و قوله الحق: لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ و قرأ بها إلى قوله: وَ أُولٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (5)،و السلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته.

و كتب أنيس بن أبي فاطمة لهلال ذي الحجة سنة خمس و ثلاثين.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، أنا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، حدّثني شرحبيل بن أبي عون، عن أبيه قال:

و حدّثني عبد الحميد بن عمران بن أبي أنيس، عن أبيه، عن المسور بن مخرمة، قال:

و نا موسى بن يعقوب، عن عمّه، عن ابن الزبير قال:

و نا ابن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس.

قالوا: بعث عثمان بن عفّان المسور بن مخرمة (6) إلى معاوية يعلمه أنه محصور، و يأمره أن يبعث إليه جيشا سريعا يمنعونه، فلما قدم على معاوية و أبلغه ذلك، ركب معاوية نجائبه (7)و معه معاوية بن حديج، و مسلم بن عقبة، فسار من دمشق إلى عثمان عشرا، فدخل المدينة نصف الليل، فدقّ باب عثمان، فدخل، فأكبّ عليه، فقبّل رأسه، فقال [عثمان] (8):فأين

ص: 377


1- سورة الحجرات، الآية:9.
2- سورة الحجرات، الآية:9.
3- سورة الإسراء، الآية:34.
4- سورة الشورى، الآية:25.
5- سورة البقرة، الآية:177.
6- الأصل: مخزومة، تصحيف، و الصواب عن م و «ز»، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 108/18.
7- النجائب: من الإبل: القوي منها و الخفيف السريع.
8- الزيادة عن م و «ز».

الجيش ؟ فقال معاوية: لا و اللّه ما جئتك إلاّ في ثلاثة رهط ، فقال عثمان: لا وصل اللّه رحمك، و لا أعزّ نصرك، و لا جزاك عني خيرا، فو اللّه ما أقتل إلاّ فيك، و لا ينقم عليّ إلاّ من أجلك، فقال معاوية: بأبي أنت و أمّي، إنّي لو بعثت إليك جيشا فسمعوا به عاجلوك فقتلوك قبل أن يبلغ الجيش إليك، و لكن معي نجائب لا تساير، و لم يشعر بي أحد، فاخرج معي، فو اللّه ما هي إلاّ ثلاث حتى نرى معالم الشام، فإنها أكثر الإسلام رجالا، و أحسنه فيك رأيا، فقال عثمان: بئس ما أشرت به، و أبى أن يجيبه إلى ذلك.

فخرج معاوية إلى الشام راجعا، و قدم المسور يريد المدينة، فلقي معاوية بذي المروة راجعا إلى الشام، فقدم المسور على عثمان و هو ذامّ لمعاوية، غير عاذر له.

فلما كان في حصره الآخر بعث المسور أيضا إلى معاوية، فأغذّ السير حتى قدم عليه، فقال: إن عثمان بعثني إليك لتبعث إليه بالرجال و الخيول، و تنصره بالحقّ ، و تمنعه من الظلم، فقال: إنّ عثمان أحسن، فأحسن اللّه به، ثم غيّر فغيّر اللّه به، فشددت عليه، فقال: يا مسور تركتم عثمان حتى إذا كانت نفسه في حنجرته قلتم: اذهب فادفع عنه الموت، و ليس ذلك بيدي، ثم أنزلني في مشربة (1) على رأسه، فما دخل عليّ داخل حتى قتل عثمان رحمة اللّه و رضوانه عليه (2).

قال: و أنا ابن سعد، حدّثني عبد اللّه بن جعفر، عن أم بكر بنت المسور، عن أبيها، قال:

قال لي معاوية: يا مسور أنت ممن قتل عثمان ؟ فقال المسور: أنا و اللّه يا معاوية نصحته و اعتزلته، و أنت و اللّه غششته و خذلته، فإن شئت أخبرت القوم خبرك و خبري حين قدمت عليك الشام، فقال معاوية: لا يا أبا عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو بكر بن سيف، أنا السّري بن يحيى، أنا شعيب بن إبراهيم، أنا سيف بن عمر، عن أبي حارثة و أبي عثمان، قالا (3):

لما أتى معاوية الخبر، أرسل إلى حبيب بن مسلمة الفهري، فقال: إن عثمان قد حصر،

ص: 378


1- المشربة: الغرفة (اللسان).
2- تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص 451.
3- من هذه الطريق رواه الذهبي في تاريخ الإسلام:451-452 و انظر تاريخ الطبري 562/4.

فأشر عليّ برجل ينفذ لأمري، و لا يقصّر، فقال: ما أعرف ذلك غيري، فقال: أنت لها، فأشر علي برجل أبعثه (1) على مقدمتك لا يتهم رأيه، و لا نصيحته، و عجّله في سرعان (2) الناس، فقال: أ من جندي أم من غيرهم ؟ فقال: من أهل الشام، فقال: إن أردته من جندي أشرت به عليك، و إن كان من غيرهم فإنّي أكره أن أغرك بمن لا علم لي به، فقال: فهاته من جندك، قال يزيد بن شجعة الحميري، فإنه كما تحب.

فإنّهم لفي ذلك إذ قدم الكتاب بالحصر، فدعاهما ثم قال لهما: النجاء، سيرا فأغيثا أمير المؤمنين، و تعجّل أنت يا يزيد، فإن قدمت يا حبيب و عثمان حيّ فهو الخليفة، و الأمر أمره، فأنفذ لما يأمرك به، و إن وجدته فقد قتل فلا تدعنّ أحدا أشار إليه، و لا أعان عليه إلاّ قتلته، و إن أتاك شيء قبل أن تصل إليه فأقم حتى أرى من رأيي.

و بعث يزيد بن شجعة، فأمضاه على المقدّمة في ألف فارس على البغال يقودون الخيل معهم الإبل عليها الروايا، و أتبعهم حبيب بن مسلمة، و هو على الناس، و خرجوا جميعا، و أغذّ يزيد السير، فانتهى إلى ما بين خيبر و السقيا، فلقيه الخبر، ثم لقيه النعمان بن بشير معه القميص الذي قتل فيه عثمان، مخضّب (3) بالدماء، و أصابع امرأته، و أخبره الخبر، فرجع يزيد إلى حبيب و معه النعمان، فأمضى حبيب النعمان إلى معاوية، و أقام، فأتاه رأيه، فرجع حتى قدم دمشق، و لما قدم النعمان على معاوية أخرج (4) القميص و أصابع نائلة بنت الفرافصة، إصبعان قد قطعتا ببراجمهما (5) و شيء من الكف، و إصبعان مقطوعتان (6) من أصلهما مفترقتين و نصف الإبهام، و أخبره الخبر، فوضع معاوية القميص على المنبر، و كتب بالخبر إلى الأجناد، و ثاب إليه الناس، و بكوا سنة و هو على المنبر، و الأصابع معلقة فيه، و آلى رجال من أهل الشام لا يأتون النساء، و لا يمسون الغسل إلاّ من احتلام، و لا ينامون على الفرش حتى يقتلوا قتلة عثمان، و من عرض دونهم، أو تفنى أرواحهم، فمكثوا يبكون حول القميص [سنة، و القميص] (7) يوضع كل يوم على المنبر، و يجلّل أحيانا، فيلبسه، و علق في أرادنه أصابع نائلة،- رحمها اللّه-.

ص: 379


1- الأصل: بعثه، و التصويب عن م و «ز».
2- أي أوائلهم.
3- كذا بالأصول: مخضب.
4- بالأصول الثلاثة: فأخرج.
5- الأصل و م ببراجمها، و المثبت عن «ز». و البراجم هي مفاصل الأصابع التي بين الأشاجع و السلاميات.
6- بالأصول الثلاثة: و إصبعين مقطوعتين.
7- الزيادة عن «ز»، و م.

قال: و نا سيف، عن محمّد، و طلحة، و أبي حارثة، و أبي عثمان قالوا (1):

لما دخل القوم استولوا على المدينة كتب عثمان إلى الناس يستمدهم في أمصارهم و يخبرهم الخبر، فيخرج عمرو بن العاص من المدينة متوجها نحو الشام، فقال: يا أهل المدينة، و اللّه لا يقيم بها أحد فيدركه قتل هذا الرجل إلاّ ضربه اللّه بذلّ ، من لم يستطع نصره، فليهرب، فسار، و سار معه ابناه: عبد اللّه، و محمّد، و خرج بعده حسان بن ثابت، و تتابع (2)على ذلك من شاء اللّه، و خرج آخرون نحو مكة، و مضى عمرو، فلما انتهى [إلى] (3) عجلى (4)من أرض فلسطين نزلها، و انتظر الأخبار و الطريق عليه، فلما قدمت الرسل على أهل الأمصار، و اجتمعوا جميعا على الإغاثة، و انتدب لذلك الرجال، فكان ممن انتدب بالشام:

حبيب بن مسلمة الفهري، و يزيد بن شجعة الحميري، و كان من المحضضين على ذلك بالشام: عبادة بن الصامت، و أبو الدرداء، و أبو أمامة، و عمرو (5) بن عبسة في أشباه لهم من الصحابة و من التابعين: شريك بن خباشة (6)،و أبو مسلم، و عبد الرّحمن بن غنم في أشباه لهم من التابعين (7).

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن الحصين، أنا أبو علي الحسن بن علي بن المذهب.

ص: 380


1- انظر تاريخ الطبري 558/4.
2- بالأصول الثلاثة: تبايع، و المثبت عن المطبوعة.
3- زيادة عن «ز»، و م.
4- كذا بالأصول، و لم أعثر على هذا الموضع. و في تاريخ الطبري 357/4 فلما كان حصر عثمان الأول خرج من المدينة - يعني عمرو بن العاص - حتى انتهى إلى أرض له بفلسطين يقال لها السبع، فنزل في قصر يقال له عجلان.
5- الأصل: و عمر تصحيف، و الصواب عن م و «ز». انظر في تهذيب الكمال 274/14.
6- بالأصول: حباشة، بالحاء المهملة، تصحيف، انظر الاكمال 192/3.
7- بعدها في «ز»: آخر الجزء الثلاثين بعد الثلاثمائة من الأصل. و على هامشها كتب: بلغت سماعا بقراءتي و عرضا على سيدنا القاضي الإمام أبي نصر محمد بن هبة اللّه بن محمد الشيرازي بسماعه من المصنف. و الملحق بالإجازة، و ابناه القاضيان أبو الفضل محمد و أبو المفاخر علي، و الفقيه أبو محمد عبد العزيز بن عثمان بن أبي طاهر الأربلي، و كتب محمد بن يوسف بن محمد البرزالي الإشبيلي يومي جمعة آخرهما الخامس من جمادى الأولى سنة تسع عشرة و ستمائة بزاوية الفقيه نصر المقدسي. و سمع من اسمه في الورقة من الجزء إلى موضع البلاغ و هو آخر المجلس الأول الفقيه أبو الحسن علي بن محمد بن عامر الأنصاري المالقي. و سمع من المجلس الثاني من موضع اسمه إلى آخر الجزء أبو موسى عيسى بن سليمان بن عبد اللّه الرندي و صح ذلك. و الحمد للّه وحده و صلّى اللّه على محمد نبيه و رسوله.

ح و أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر، أنا أبو محمّد الجوهري.

قالا: أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا علي بن عياش، نا الوليد بن مسلم، أنا الأوزاعي، عن محمّد بن عبد الملك بن مروان أنه حدّثه عن المغيرة بن شعبة.

أنه دخل على عثمان و هو محصور، فقال: إنك إمام العامة، و قد نزل بك ما ترى، و إنّي أعرض عليك خصالا ثلاثا (2)،اختر إحداهن: إما أن تخرج فتقاتلهم، فإنّ معك عددا و قوة، و أنت على الحق و هم على الباطل، و إمّا أن تخرق لك بابا سوى الباب الذي هم عليه، فتقعد على رواحلك، فتلحق بمكة، فإنّهم لن يستحلوك و أنت بها، و إمّا أن تلحق بالشام، فإنهم أهل الشام، و فيهم معاوية.

فقال عثمان: أما أن أخرج فأقاتل فلن أكون أوّل من خلف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في أمّته بسفك الدماء، و أما أن أخرج إلى مكة فإنّهم لن يستحلوني بها، فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:

«يلحد رجل من قريش بمكة يكون عليه نصف عذاب العالم»، فلن أكون أنا [إياه] (3)،و أما أن ألحق بالشام فإنهم أهل الشام، و فيهم معاوية فلن أفارق دار هجرتي، و مجاورة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم[8054].

أخبرنا (4) أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن زريق (5)،أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ (6)،أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يوسف الصياد، أنا أحمد بن يوسف بن خلاد، نا الحارث بن محمّد، نا يعقوب بن القاسم، أنا يوسف الطلحي، نا الوليد، نا الأوزاعي، عن محمّد بن عبد الملك، عن المغيرة بن شعبة أنه قال لعثمان حين حصر:

إنه قد نزل بك من الأمر ما ترى، فاختر بين ثلاث: إن شئت أن تفتح لك بابا سوى الباب الذي هم عليه فتقعد على رواحلك فتلحق بمكة، فلن يستحلوك بها، و إن شئت أن تلحق

ص: 381


1- مسند أحمد بن حنبل 146/1 رقم 481.
2- بالأصول: ثلاثة، و التصويب عن المسند.
3- زيادة عن المسند.
4- فوقها في «ز»: ملحق.
5- الأصل: رزيق، و التصويب عن «ز»، و م.
6- الخبر رواه الخطيب في تاريخ بغداد 272/14 ضمن ترجمة يعقوب بن القاسم بن محمد، أبي يوسف القرشي.

بالشام و هي الشام (1)،و فيها معاوية، و إن شئت خرجت بمن معك فقاتلناهم، فإنا على الحق، و هم على الباطل.

قال: فقال عثمان: أما قولك نأتي مكة، فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«يلحد بمكة رجل من قريش عليه نصف عذاب الأمة»، فلن أكونه (2)،و أما أن آتي الشام فلن أكون (3) لأدع دار الهجرة و مجاورة نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و آتي الشام، و أما قولك أن (4) أخرج بمن معي فأقاتلهم فلن أكون أوّل من خلف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في أمته بإراقة محجمة دم[8055].

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، و أبو يعلى حمزة بن علي، قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا أبو عبيدة السّري بن يحيى، نا عثمان بن زفر، نا غالب بن نجيح، عن عمرو بن مرة، عن جندب، قال:

دخلت على حذيفة فقال لي: ما فعل الرجل - يعني عثمان-؟ فقلت: أراهم قاتليه، فمه ؟ قال: إن قتلوه كان في الجنة، و كانوا في النار.

أخبرنا أبو الحسن علي بن زيد السلمي، و أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن، قالا: أنا سهل بن بشر، أنا علي بن منير بن أحمد الخلاّل، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد الذهلي، نا موسى بن هارون، نا عبد اللّه بن محمّد بن أسماء، نا مهدي بن ميمون، نا محمّد بن عبد اللّه بن أبي يعقوب، عن الوليد بن مسلم، عن جندب بن عبد اللّه.

أنه لقي حذيفة، فذكر له أمير المؤمنين عثمان، فقال: أما إنّهم سيقتلونه، قال: قلت:

فأين هو؟ قال: في الجنّة، قلت: فأين قاتلوه ؟ قال: في النار.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن (5) أحمد، أنا أبو بكر محمّد بن هبة [اللّه] (6)،أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (7)،نا الحجاج (8)،حدّثني مهدي بن

ص: 382


1- قوله:«و هي الشام» ليس في تاريخ بغداد.
2- عن تاريخ بغداد و «ز»، و م، و بالأصل: فلن أكون.
3- تاريخ بغداد: فلم أكن.
4- في م، و «ز»، و تاريخ بغداد: أني أخرج.
5- ما بين الرقمين سقط من م.
6- الزيادة عن «ز».
7- المعرفة و التاريخ 762/2.
8- ما بين الرقمين سقط من م.

ميمون، نا محمّد بن عبد اللّه بن أبي يعقوب، عن الوليد بن مسلم أبي بشر، عن جندب بن عبد اللّه، قال:

بلغني عن حذيفة أنه ينال من أمير المؤمنين، فلقيته، فقلت له، فقال: أمّا إنّهم سيقتلونه، قال: قلت: فأين هو؟ قال: في الجنّة، قال: قلت: فأين قاتله ؟ قال: في النار.

قال: و نا يعقوب (1)،نا أحمد بن عبد اللّه بن يونس، حدّثني أبو معاوية، عن حجّاج الصواف (2)،عن حميد بن هلال، عن يعلى بن الوليد، عن جندب.

أنه دخل على حذيفة فقال: قد ساروا إلى هذا الرجل - يعني عثمان - قال: يقتلونه و اللّه، قال: قلت: فأين هو؟ قال: في الجنّة، قال: قلت: فأين هم ؟ قال: في النار.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا أبو منصور بن شكرويه، أنا أبو بكر بن مردويه، أنا أبو بكر الشافعي، نا معاذ بن المثنّى، نا مسدّد، نا إسماعيل - هو ابن عليّة - أنا يونس بن عبيد، عن الوليد أبي (3) بشر، عن جندب بن عبد اللّه، قال:

بلغني عن حذيفة بعض الشيء ذكره في عثمان، فغدوت عليه، فاستأذنته ثلاثا، فلم يؤذن لي، فرجعت، فأدركني الرسول، فردّني، فأذن لي، فدخلت، فقال: ما رجعك ؟ قلت:

استأذنت ثلاثا فلم يؤذن لي، فظننتك نائما، قال: ما كنت لأنام حتى أعلم من أين تطلع الشمس، ثم قال: ما غدا بك ؟ قلت: بعض الشيء، بلغني أنك ذكرت به أمير المؤمنين عثمان، فقال: و ما أنكرت من ذاك ؟ فقلت: أنكرت ذاك من مثلك لمثله، فقال: أما إنّهم قد ساروا إليه، و هم قاتلوه، قلت: أين هو إن قتلوه ؟ قال: في الجنة، قلت: في الجنة ؟ قال: إي و اللّه، قلت: فأين قتلته ؟ قال: في النار، قلت: في النار؟ قال: إي و اللّه، قال: ثم يكون فتنة لأنا أعلم بها مني بطريق قربة كذا و كذا، أو طريق قرية كذا لقريتين من قرى المدائن، و كان عاملا عليهما، قلت: فما تأمرني ؟ قال: انظر الذي أنت عليه اليوم فالزمه، و لا تفارقه فتضلّ .

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن أحمد المقرئ، و أبو البركات يحيى بن الحسن بن الحسين المدائني، و أبو بكر محمّد، و أبو عمر (4) عثمان

ص: 383


1- المعرفة و التاريخ 762/2.
2- كذا بالأصول، و في المعرفة و التاريخ: الطواف، تصحيف، و هو حجاج بن أبي عثمان الصواف، ترجمته في تهذيب الكمال 159/4.
3- الأصل:«بن» تصحيف، و التصويب عن «ز»، و م.
4- كذا بالأصول، و في مشيخة ابن عساكر 135/أ: عمرو.

ابنا أحمد بن [عبيد اللّه بن] (1) دحروج، قالوا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، قال: قرأ عليّ أبي [أبو] (2) الحسن نضّر اللّه وجهه من لفظه سنة سبع عشرة و ثلاثمائة، نا أحمد بن بديل، نا إسحاق بن سليمان الرازي، نا أبو جعفر الرازي، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر.

أن عثمان أصبح يحدّث الناس، قال: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم الليلة في المنام، فقال:«يا عثمان أفطر عندنا غدا»، فأصبح صائما، و قتل من يومه.

أخبرنا (3) أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، أنا أحمد بن محمّد بن محمّد، أنا علي بن أحمد بن الحسن، أنا الهيثم بن كليب، نا عيسى - هو ابن أحمد البلخي - أنا يزيد - يعني ابن هارون - أنا سعيد بن أبي عروبة، عن يعلى بن حكيم، عن نافع، قال:

أصبح عثمان بن عفّان يوم قتل فقصّ على أصحابه رؤيا رآها، قال: رأيت كأن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال لي:«يا عثمان أفطر عندنا»، قال: فأصبح صائما، فقتل في ذلك اليوم.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد الصفّار، نا إبراهيم بن عبد اللّه، نا سليمان بن حرب، نا جرير، عن يعلى - يعني ابن حكيم - عن نافع.

أن عثمان رأى النبي صلّى اللّه عليه و سلم في منامه في الليلة التي قتل صبيحتها، فقال:«يا عثمان أفطر عندنا الليلة»، فقتل و هو صائم.

قال: و أنا [أبو] (4) عبد اللّه الحافظ ، حدّثني علي بن حمشاذ العدل، نا إسماعيل بن إسحاق القاضي، نا مسلم بن إبراهيم، نا وهيب بن خالد، عن موسى بن عقبة، حدّثني أبو علقمة مولى عبد الرّحمن بن عوف، حدّثني كثير بن الصلت، قال:

أغفى عثمان بن عفّان في اليوم الذي قتل فيه، فاستيقظ ، فقال: لو لا أن يقول الناس تمنّى عثمان أمنية لحدثتكم، قال: قلنا: أصلحك اللّه، حدّثنا، فلسنا نقول ما يقول الناس، قال: إنّي رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في منامي هذا، فقال:«إنك شاهد معنا الجمعة».

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو القاسم (5) إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن

ص: 384


1- الزيادة عن م و «ز»، و المشيخة.
2- الزيادة للإيضاح عن «ز»، و م.
3- فوقها في «ز»: ملحق.
4- الزيادة عن م، و «ز».
5- أقحم بعدها بالأصل:«بن» و المثبت يوافق عبارة «ز»، و م.

المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا إسحاق بن إسماعيل، نا إسحاق بن سليمان الرازي، قال: سمعت أبا جعفر الرازي يذكر عن أيوب السختياني، عن نافع، عن ابن عمر.

أن عثمان أصبح يحدّث الناس، قال: رأيت النبي صلّى اللّه عليه و سلم في المنام، فقال:«يا عثمان أفطر عندنا»، فأصبح صائما، و قتل من يومه.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا محمّد بن الحسين المستملي.

ح و أخبرنا (1) أبو علي الحدّاد في كتابه، ثم حدّثني أبو مسعود المعدل عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا عبد اللّه بن جعفر فيما قرئ عليه.

قالا (2):نا إسحاق بن إسماعيل، نا إسحاق بن سليمان، عن أبي جعفر الرازي، عن أيوب - زاد عبد اللّه: السختياني، عن نافع،- عن ابن عمر.

أنّ عثمان أصبح، فحدّث الناس، فقال: إنّي رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في المنام، فقال:«يا عثمان أفطر عندنا، فأصبح صائما، فقتل من يومه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو بكر بن سيف، أنا السّري بن يحيى، أنا شعيب بن إبراهيم، أنا سيف بن عمر، عن عبد الرّحمن بن زياد بن أنعم (3)،عن رجل قال:

دخل عليه كثير بن الصّلت، فقال: يا أمير المؤمنين اخرج فاجلس بالفناء فنرى وجهك، فإنهم إن فعلت ارتدعوا، فضحك و قال: يا كثير رأيت البارحة و كأنّي دخلت على نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و عنده أبو بكر و عمر، فقال:«ارجع فإنك مفطر عندي غدا»، و لن تغيب الشمس و اللّه غدا، اليوم كذا و كذا إلاّ و أنا من أهل الآخرة، فوضع سعد و أبو هريرة السلاح و أقبلا حتى دخلا على عثمان.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا أبو عبد الرّحمن القرشي، نا خلف بن تميم، نا إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر النخعي، نا عبد الملك بن عمير، حدّثني كثير بن الصّلت قال (4):

ص: 385


1- فوقها في «ز»: ملحق.
2- فوقها في «ز»: إلى.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 186/11.
4- بالأصل: قال: قال.

دخلت على عثمان بن عفّان و هو محصور، فقال لي عثمان: يا كثير بن الصلت (1)،ما أراني إلاّ مقتولا يومي هذا، قال: قلت: ينصرك اللّه على عدوك يا أمير المؤمنين، قال: ثم أعاد عليّ ، فقال لي: يا كثير ما أراني إلاّ مقتولا من يومي هذا، قال: قلت: وقّت لك في هذا اليوم شيء، أو قيل لك شيء؟ قال: لا، و لكني شهدت في ليلتي (2) هذه الماضية، فلمّا كان عند السحر أغفيت إغفاءة، فرأيت فيما يرى النائم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و أبا بكر و عمر، و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول لي:«يا عثمان الحقنا لا تحبسنا فإنا ننتظرك»، قال: فقتل من يومه ذلك.

قال: و نا ابن أبي الدنيا، نا إسحاق بن إسماعيل، نا يزيد بن هارون، عن فرج بن فضالة، عن مروان بن أبي أمية، عن عبد اللّه بن سلام، قال:

أتيت أخي عثمان لأسلم عليه و هو محصور، فدخلت عليه، فقال: مرحبا بأخي، رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم الليلة في هذه الخوخة، قال: و خوخة في البيت، فقال:«يا عثمان حصروك»؟ قلت: نعم، قال:«عطشوك»؟ قلت: نعم، فأدلى دلوا فيه ماء، فشربت حتى رويت حتى إنّي لأجد برده بين ثديي و بين كتفي، و قال لي:«إن شئت أفطرت عندنا»، فاخترت أن أفطر عنده، فقتل ذلك اليوم.

أخبرناه (3) عاليا أبو الفضل الفضيلي، أنا أبو القاسم الخليلي، أنا أبو القاسم الخزاعي، أنا الهيثم بن كليب، قال: أنا ابن المنادي أبو (4) جعفر، نا يزيد بن هارون، أنا فرج بن فضالة، عن مروان أبي أمية، عن عبد اللّه بن سلام، قال:

أتيت عثمان لأسلّم عليه و هو محصور، فدخلت عليه، فقال: مرحبا بأخي، ما يسرّني أنك كنت وراءك، رأيت في هذه الليلة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في هذه الخوخة من البيت، فقال لي:«يا عثمان حصروك»؟ قلت: نعم، قال: فدلّى لي دلوا، فشربت منه حتى رويت، و إنّي لأجد برد ذلك الماء بين ثديي و بين كتفي، فقال:«إن شئت أفطرت عندنا، و إن شئت نصرت عليهم»، فاخترت أن أفطر عنده، فقتل في ذلك اليوم (5).

ص: 386


1- من قوله: الصلت، قال، إلى هنا سقط من م.
2- بالأصل: يومي، شطبت بخط أفقي، و فوقها علامة تحويل إلى الهامش، و كتب عليه «ليلتي» و بعدها صح، و هو ما يتفق مع م و «ز».
3- فوقها في «ز»: ملحق.
4- الأصل:«بن» تصحيف، و التصويب عن «ز»، و م.
5- فوقها في «ز»: إلى.

أخبرنا أبو بكر الحاسب، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1)،أنا عفّان بن مسلم، نا وهيب، نا داود، عن زياد بن عبد اللّه، عن أمّ هلال بنت وكيع عن (2) امرأة عثمان قال: و أحسبها بنت الفرافصة، قالت:

أغفي عثمان، فلمّا استيقظ قال: إنّ القوم يقتلونني، فقلت: كلا يا أمير المؤمنين، قال:

إنّي رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و أبا بكر و عمر، فقالوا: أفطر عندنا الليلة، أو قالوا: إنك تفطر عندنا الليلة.

أخبرنا أبو علي بن السّبط ، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح (3) و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب.

قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل (4)،حدّثني محمّد بن أبي بكر المقدّمي، نا زهير بن إسحاق، نا داود بن أبي هند، عن زياد بن عبد اللّه، عن أم هلال بنت وكيع، عن نائلة بنت الفرافصة امرأة عثمان، قالت:

نعس أمير المؤمنين عثمان، فأغفى، فاستيقظ فقال: ليقتلنّني القوم، قلت: كلا، إن شاء اللّه لم تبلغ ذلك، إن رعيتك استعتبوك، قال: إنّي رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في منامي، و أبو (5)بكر، و عمر، فقالوا:«أفطر (6) عندنا الليلة».

قال: و نا عبد اللّه (7)،حدّثني عثمان بن أبي شيبة، نا يونس بن أبي يعفور العبدي، عن أبيه، عن مسلم أبي سعيد مولى عثمان بن عفّان.

[أن عثمان بن عفّان] (8) أعتق عشرين مملوكا، و دعا بسراويل، فشدّها عليه، و لم يلبسها في جاهلية و لا إسلام، و قال: إنّي رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم البارحة في المنام، و رأيت أبا بكر و عمر، و إنهم قالوا لي: اصبر فإنك تفطر عندنا القابلة، ثم دعا بمصحف فنشره بين يديه، فقتل و هو بين يديه.

ص: 387


1- الخبر في طبقات ابن سعد 75/3.
2- الأصل: على، و التصويب عن م،«ز»، و ابن سعد.
3- «ح» حرف التحويل سقط من الأصول، و أضيف عن المطبوعة.
4- مسند أحمد بن حنبل 159/1 رقم 536.
5- كذا بالأصول و مسند أحمد.
6- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المسند: تفطر.
7- مسند أحمد بن حنبل 157/1 رقم 526.
8- الزيادة بين معكوفتين عن المسند، و م، و «ز».

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو بكر محمّد بن الفرج بن علي البزاز، أنا أحمد بن جعفر بن سلم (1)،نا إدريس بن عبد الكريم المقرئ، نا إبراهيم بن سعيد، نا شبابة، عن يحيى بن (2) راشد، عن يحيى بن عبد الرّحمن، و عقبة بن أسيد، عن النعمان بن بشير، حدثتني نائلة بنت الفرافصة امرأة عثمان بن عفّان [قالت: سمعت عثمان] (3) يقول: اطلع إليّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و معه دلو من ماء، فقال:«اشرب»، فشربت حتى رويت، ثم قال:«إنّ القوم سيكثرون عليك، فإن قاتلتهم ظفرت، و إن تركتهم أفطرت عندنا»، فقتلوه من يومه.

هذا مختصر من حديث.

أخبرناه (4) بطوله أعلى من هذا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا إسماعيل بن محمّد الصفار، نا محمّد بن عبيد اللّه بن يزيد المنادي، نا شبابة بن سوّار، نا يحيى بن أبي راشد، مولى عمرو بن حريث، عن عقبة بن أسيد، و يحيى بن عبد الرّحمن الحرشي، عن النعمان بن بشير، عن نائلة بنت الفرافصة الكلبية امرأة عثمان بن عفّان، قالت.

لما حصر عثمان رأى قبل قتله بيوم - ظل صائما - فلما كان عند إفطاره سألهم الماء العذب، فأبوا عليه، و قالوا: دونك ذاك الرّكيّ ، قالت: و ركي قالت: و ركي في الدار يلقى فيه النتن، قالت: فبات من غير أن يفطر، فلما كان عند السحر أتيت جارات لي على أجاجير متواصلة، فسألتهم الماء العذب، فأعطوني كوزا من ماء، فجئت به، فنزلت، فإذا عثمان قد وضع رأسه أسفل الدرجة، و هو نائم يغطّ ، فحرّكته، فانتبه فقلت: هذا ماء عذب أتيتك به، فرفع رأسه إلى السماء، فنظر إلى الفجر، فقال: إنّي أصبحت صائما، قلت: و من أين، و لم أر أحدا أتاك بطعام و لا شراب ؟ فقال: إنّي رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم اطّلع عليّ من هذا السقف و معه دلو من ماء، فقال:«اشرب يا عثمان»، فشربت حتى رويت، ثم قال:«ازدد»، فشربت حتى نهلت، قال:«أما إن القوم سيكثر - أو قال-: سيكثرون عليك، فإن قاتلتهم ظفرت، و إن تركتهم أفطرت عندنا».

ص: 388


1- في م: سلام.
2- كذا بالأصول:«بن راشد» سينبه المصنف في آخر الخبر التالي أنه: ابن أبي راشد.
3- الزيادة عن م و «ز».
4- كذا موضعه هنا بالأصل و م، و «ز»، و كتب فوقها في «ز» يؤخر، و قد جاء في المطبوعة بعد الخبر تاليه.

قالت: فدخلوا عليه من يومه فقتلوه.

أخبرناه (1) أبو الفضل محمّد بن إسماعيل الفضيلي، أنا أبو القاسم أحمد بن محمّد بن محمّد الخليلي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن الحسن، نا الهيثم بن كليب، نا عيسى بن أحمد العسقلاني، نا شبابة، نا يحيى بن راشد مولى عمرو بن حريث، عن محمّد (2) بن عبد الرّحمن الجرشي (3) بن أسيد، عن النعمان بن بشير، عن نائلة بنت الفرافصة الكلبية امرأة عثمان، قالت:

لما حصر عثمان اليوم الذي كان قبل قتله بيوم صائما، فلمّا كان عند إفطاره سألهم الماء العذب، فأبوا عليه، و قالوا: دونك ذلك الركيّ ، و ركيّ في الدار التي يلقى فيه النتن، قالت:

فلم يفطر، فأتيت جارات لنا على أجاجير (4) لنا متواصلة، و ذلك في السحر، فسألتهم الماء العذب، فأعطوني كوزا من ماء، فأتيته، فقلت: هذا ماء عذب أتيتك به، قالت: فنظر، فإذا الفجر قد طلع، فقال: إنّي أصبحت صائما، قالت: فقلت: و من أين و لم أر أحدا أتاك بطعام و لا شراب، فقال: إنّي رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم اطّلع عليّ من هذا السقف، و معه دلو من ماء، فقال:«اشرب يا عثمان»، فشربت حتى رويت، ثم قال:«ازدد»، فشربت حتى ثملت، أو نهلت، قال أبو يحيى - يعني عيسى - أنا أشك، ثم قال: أما إن القوم سيبكرون (5) عليك، فإن قاتلتهم ظفرت، و إن تركتهم أفطرت عندنا».

قالت: فدخلوا عليه من يومه فقتلوه.

قال: و أنا الهيثم بن كليب، نا [ابن] (6) المنادي أبو جعفر، نا يزيد بن هارون، أنا فرج بن فضالة، عن مروان بن أبي أمية، عن عبد اللّه بن سلام، قال:

أتيت عثمان لأسلم عليه و هو محصور، فدخلت عليه، فقال: مرحبا بأخي، ما يسرني أني كنت وراءك، رأيت في هذه الليلة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في هذه الخوخة - في خوخة من البيت -

ص: 389


1- كذا موضعه هنا بالأصل و م و «ز»، و كتب فوقها في «ز»: يقدم و قد جاء في المطبوعة مقدما على الخبر السابق.
2- كذا بالأصول، و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى أن الصواب: يحيى.
3- بالأصل و م و «ز»: الحرشي، و المثبت عن المطبوعة.
4- أجاجير جمع إجار، و هو السطح.
5- بدون إعجام بالأصل، و المثبت عن م و «ز»، و فوقها في «ز»، ضبة و قد مرّ في رواية سابقة: سيكثرون.
6- زيادة عن م و «ز».

فقال لي:«يا عثمان حصروك»؟ قلت: نعم، قال:«أ عطّشوك»؟ قلت: نعم، قال: فدلى لي دلوا، فشربت منه حتى رويت، و إني لأجد برد ذلك الماء بين ثديي، و بين كتفي، فقال لي:

«إن شئت نصرت عليهم»، فاخترت أن أفطر عنده، فقتل في ذلك اليوم.

الصواب ابن أبي راشد، و يحيى بن عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو عبد اللّه المقرئ، أنا أبو الفضل بن الكريدي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا أحمد بن محمّد بن زياد، نا إسماعيل بن إسحاق، نا أحمد بن يونس، نا حمّاد بن زيد، عن هشام، عن ابن سيرين قال: لقد قتل عثمان و ما أعلم أحدا يتهم عليا في قتله.

قال ابن سيرين: لقد قتل عثمان يوم قتل و إنّ الدار يومئذ لغاصة، فيهم:[عبد اللّه بن عمر، و فيهم] (1) الحسن بن علي في عنقه السيف، و لكن عثمان عزم عليهم ألا يقاتلوا.

قال: و نا إسماعيل بن إسحاق، نا عارم بن الفضل، نا جرير بن حازم، نا يعلى بن حكيم، عن نافع.

أن الحسن بن علي، و عبد اللّه بن عمر لم يزالا مع عثمان في الدار.

قال: و نا إسماعيل بن إسحاق، نا سليمان بن حرب، نا جرير بن حازم، عن يعلى بن حكيم، عن نافع.

أن الحسن بن علي لم يزل مع عثمان و هو محصور حتى عزم عليه ليخرجنّ .

قال: و حدّثني أبي، نا هارون بن يوسف (2)،نا ابن أبي عمر قال: عرض عليّ سعيد بن سالم، عن علي بن سليم، عن أبان بن أبي عياش، عن سالم المكي، عن عبد اللّه بن رباح أنه قال:

انطلقت أنا و أبو قتادة إلى عثمان حين حصره القوم، فلما خرجنا من (3) عنده استقبلت الحسن بن علي بن أبي طالب داخلا (4) عليه، فرجعنا معه لننظر ما يقول له الحسن، فقال:

يا أمير المؤمنين مرني بأمرك، فإنّي طوع يديك، فمرني بما شئت، فقال له عثمان: ابن أخ،

ص: 390


1- الزيادة بين معكوفتين عن م و «ز».
2- الأصل: سيف، تصحيف، و الصواب عن م و «ز».
3- بالأصل و م و «ز»: مع عنده.
4- الأصل:«دخلا» و المثبت عن م و «ز».

ارجع، فاجلس في بيتك حتى يأتي اللّه بأمره، فلا حاجة لنا في إهراق الدماء.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (1)،نا عبد الرّحمن بن مهدي، نا حصين (2)،عن يحيى بن عتيق، عن محمّد بن سيرين قال:

انطلق الحسن و الحسين، و ابن عمر، و ابن الزبير، و مروان، كلهم شاك في (3) السلاح حتى دخلوا الدار، فقال عثمان: أعزم عليكم لما رجعتم فوضعتم أسلحتكم، و لزمتم بيوتكم، فخرج ابن عمر و الحسن، و الحسين، و قال ابن الزبير: و مروان، و نحن نعزم على أنفسنا أن لا نبرح.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (4)،أنا إسماعيل بن إبراهيم، عن ابن عون، عن ابن سيرين قال: كان مع عثمان يومئذ في الدار سبعمائة، لو يدعهم لضربوهم إن شاء اللّه حتى يخرجوهم من أقطارها، منهم: ابن عمر، و الحسن بن علي، و ابن الزبير.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل بن الكريدي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا عبد الوهاب بن أبي حية، نا يعقوب بن شيبة، نا يحيى بن عبد الحميد [عن ابن أبزى] (5) قال:

لما حصر عثمان قال علي للحسن: ائت ابن عمك، فأتاه الحسن بن علي، فقال له عثمان: ما جاء بك يا ابن أخي ؟ قال (6):جئت لأفي [بيعتك] (7)،قال: يا ابن أخي أنت منها في حل.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (8)،نا عبد الأعلى، عن ابن أبي عروبة، قال (9) قتادة عن

ص: 391


1- تاريخ خليفة ص 174.
2- في تاريخ خليفة: حصين بن بكر.
3- تاريخ خليفة:«شاكي السلاح».
4- الخبر في طبقات ابن سعد 71/3.
5- بياض بالأصل، و ما بين معكوفتين أثبت عن م، و «ز».
6- من قوله: لما حصر.. إلى هنا سقط من م.
7- سقطت من الأصل و أضيفت عن م و «ز».
8- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 174.
9- في م و «ز»: عن.

الحسن: أن الحسن بن علي، كان آخر من خرج من عند عثمان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو عبد اللّه محمّد بن طلحة الرازي، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، نا زهير، نا كنانة [قال: كنت] (1) فيمن حمل الحسن بن علي بن أبي طالب جريحا من دار عثمان.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال:

و أخبرني عبد الرّحمن بن المغيرة، عن عبد الرّحمن بن أبي الزناد، عن موسى بن عقبة، عن سالم بن عبد اللّه بن عمر، أو عن نافع مولى عبد اللّه بن عمر، أو عنهما جميعا.

أن عبد اللّه بن عمر لم يدع بسلاحه بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إلاّ مرتين: يوم الدار، و يوم نجدة الحروري (2).

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا عبد العزيز بن معاوية، نا أزهر، نا ابن عون، قال:

لبس ابن عمر الدرع يوم الدار مرتين.

كذا قال، لم يذكر فيه: نافعا.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن (3)[أنا أبو الحسن] (4) السّيرافي، أنا أبو عبد اللّه النّهاوندي، نا أحمد بن عمران، نا موسى التستري، نا خليفة العصفري (5)،نا معاذ بن معاذ (6)،عن ابن عون، عن نافع، كان ابن عمر مع عثمان في الدار.

قال: و نا خليفة (7)،حدّثني عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عون، عن أبيه، عن نافع، قال:

لبس ابن عمر الدرع يوم الدّار مرتين.

ص: 392


1- الزيادة عن «ز»، و م.
2- هو نجدة بن عامر الحروري، أحد رءوس الخوارج، تنسب إليه الفرقة النجدة (انظر أخباره في الكامل لابن الأثير 201/4).
3- في م: أخبرنا أبو غالب الماوردي.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و «ز»، و استدرك لتقويم السند عن م.
5- انظر تاريخ خليفة ص 173.
6- «بن معاذ» ليست في تاريخ خليفة.
7- تاريخ خليفة ص 173.

قال: و نا خليفة (1)،نا كهمس، عن سعيد بن أبي عروبة، عن يعلى بن حكيم، عن نافع أو غيره.

أن ابن عمر كان يومئذ متقلد بسيفه (2) حتى عزم عليه عثمان أن يخرج مخافة أن يقتل.

أخبرنا (3) أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو منصور عمر بن أحمد بن محمّد الجوري (4)،أنا أبو العباس محمّد بن أحمد بن محمّد السّليطي، أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن الحسن بن الشرقي، نا أحمد بن حفص بن عبد اللّه، و عبد اللّه بن محمّد الفراء، و قطن بن إبراهيم قالوا: نا حفص بن عبد اللّه، حدّثني إبراهيم بن طهمان، عن سعيد بن أبي عروبة عن يعلى بن حكيم، عن نافع، عن ابن عمر.

أنه لم يزل عند عثمان يومئذ - يعني يوم الدار - متقلدا بسيفه (5) حتى عزم عليه أن يخرج مخافة أن يقتل، قال: و الحسن بن علي لم يزل عنده كذلك حتى عزم عليه أن يخرج مخافة أن يقتل (6).

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد المالكي، و أبو إسحاق إبراهيم بن طاهر بن بركات، قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا محمّد بن محمّد بن أحمد بن سعيد بن الروزبهان، أنا أبو الحسن علي بن الفضل بن إدريس السامري (7)،نا أبو محمّد يحيى بن السّري، نا أزهر بن سعد، عن ابن عون، عن نافع.

أن ابن عمر لبس الدرع يوم الدار مرتين.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن يوسف في كتابه، و أخبرني أبو طاهر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه السّنجي عنه، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا دعلج بن أحمد، نا عبد العزيز بن معاوية، نا أزهر السّمّان، عن ابن عون، عن نافع قال: لبس ابن عمر الدرع يوم الدار مرتين.

ص: 393


1- تاريخ خليفة ص 173.
2- كذا بالأصل:«متقلد بسيفه» و في م:«متقلد سيفه» في «ز»: متقلد سيفه و ضبط الفاء فيها بالفتح ضبط قلم، و في تاريخ خليفة: متقلدا سيفه.
3- فوقها في «ز»: ملحق.
4- الأصول: الحوري، بالحاء المهملة، تصحيف، تقدم التعريف به.
5- في م و «ز»: متقلدا سيفه.
6- بعدها في «ز»: إلى.
7- زيد بعدها في المطبوعة:«نا محمد بن مقبل» و قد سقطت هذه الزيادة من الأصل و م و «ز».

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا عبد الرّحمن بن عبد العزيز بن الطّبيز، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عيسى التميمي، نا محمّد بن يونس، نا هشام، نا (1) أبو الوليد، نا عثمان بن موسى، عن نافع، عن ابن عمر.

أنه لبس الدرع يوم الدار مرتين، و قال: و اللّه لنقاتلنّ عن عثمان.

الصواب هشام أبو الوليد، و هو الطيالسي.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، و طاهر بن سهل، قالا: أنا أبو الحسين بن مكي، أنا أبو علي أحمد بن عمر بن محمّد بن خرّشيذ قوله، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن إسحاق المروزي المعروف بالحامض، نا الحسن بن مكرم، نا الحسن بن قتيبة، نا حسين المعلم، عن نافع، عن ابن عمر، قال:

لبس ابن عمر الدرع يوم الدار مرتين، فأبى عثمان، فقال: صحبت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و عرفت له حقّ الرسالة و حقّ النبوة، و صحبت أبا بكر، فعرفت له حقّ الولاية، و صحبت عمر فكنت أعرف له حقّ الوالد و حق الولاية، و أنا أعرف لك مثل ذلك، فقال له عثمان: جزاكم اللّه خيرا من أهل بيت، اقعد في بيتك حتى يأتيك أمري.

كتب إليّ أبو صادق مرشد بن يحيى بن القاسم، و أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن الحطّاب، قالا: أنا محمّد بن الحسين بن محمّد بن الطّفّال، أنا أبو الطاهر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الذهلي، نا موسى بن هارون، نا عبد اللّه بن عمر - يعني ابن محمّد بن أبان - نا عبد اللّه بن خراش، نا العوّام بن حوشب، عن سعيد بن جبير، و عن جبلة بن سحيم، عن ابن عمر.

أنه دخل على عثمان يعرض نصرته، و يذكر بيعته، فقال: أنتم في حلّ من بيعتي، و في حرج (2) من نصرتي، و إنّي لأرجو أن ألقى اللّه سالما مظلوما.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الحسن بن علي، أنا أبو عمر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد (3)،نا أبو أسامة حمّاد بن أسامة، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد اللّه بن الزبير، قال:

ص: 394


1- كذا بالأصل: هشام نا أبو الوليد، و هو تصحيف، و سينبه المصنف إلى الصواب في آخر الخبر.
2- الحرج: الإثم.
3- طبقات ابن سعد 70/3.

قلت لعثمان يوم الدار: قاتلهم، فو اللّه لقد أحلّ (1) اللّه لك قتالهم، فقال: لا و اللّه لا أقاتلهم أبدا، قال: فدخلوا عليه و هو صائم، قال: و قد كان عثمان أمّر عبد اللّه بن الزبير على الدار، و قال عثمان: من كانت لي عليه طاعة فليطع عبد اللّه بن الزبير.

قال: و نا ابن سعد (2)،أنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي بن عليّة، عن أيوب، عن ابن أبي مليكة قال: كان مع عثمان يوم الدار عصابة مستبصرة (3) منهم: عبد اللّه بن الزّبير.

قال: و نا ابن سعد (4)،أنا إسماعيل الأسدي، عن أيوب عن ابن أبي مليكة عن عبد اللّه بن الزبير، قال: قلت لعثمان: يا أمير المؤمنين، إنّ معك في الدار عصابة مستبصرة (5)،ينصر اللّه (6) بأقل منهم، فأذن لي فلأقاتل،[فقال] أنشد اللّه رجلا - أو قال:

أذكّر اللّه رجلا - أهراق فيّ دمه، أو قال: أهراق فيّ دما.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن (7) السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (8)،نا إسماعيل بن عليّة، عن أيوب بن أبي مليكة، عن عبد اللّه بن الزبير، قال:

قلت لعثمان: إنا معك في الدار عصابة مستبصرة، ينصر اللّه بأقل منهم، فائذن لنا، فقال: اذكر اللّه لنا، فقال: اذكر اللّه رجلا أهراق في دمه، أو قال: دما.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (9)،أنا عبد اللّه بن إدريس، عن هشام بن حسّان، عن محمّد بن سيرين، قال:

جاء زيد بن ثابت إلى عثمان و هو محصور، و معه ثلاثمائة من [الأنصار، فدخل على عثمان، فقال: هذه] (10) الأنصار بالباب، قالوا: جئنا لننصر اللّه - مرتين - فقال عثمان: أما القتال فلا.

ص: 395


1- الأصل: حل، و المثبت عن م، و «ز»، و ابن سعد.
2- انظر طبقات ابن سعد 70/3.
3- في م و «ز» و ابن سعد: مستنصرة.
4- طبقات ابن سعد 70/3.
5- في م و «ز» و ابن سعد: مستنصرة.
6- في ابن سعد: بنصر اللّه.
7- في الأصل و م و «ز»: الحسين، تصحيف، و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
8- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 173.
9- انظر طبقات ابن سعد 70/3.
10- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م و «ز».

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن علي بن أحمد، أنا أحمد بن إسحاق، أنا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة، قال (1):و حدّثني كهمس، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة.

أن زيد بن ثابت قال لعثمان: هؤلاء الأنصار بالباب يقولون: إن شئت كنّا أنصار اللّه - مرتين - فقال: لا حاجة لي في ذلك، كفّوا (2).

قال: و نا خليفة (3)،نا كهمس، عن ابن [أبي] عروبة، عن قتادة، عن الحسن (4):أنّ أبا هريرة كان متقلدا بسيفه (5) حتى نهاه عثمان.

قال: و نا خليفة (6)،حدّثني [عمر بن علي، عن أبي معاوية، عن الأعمش (7)]، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قلت لعثمان: اليوم طاب الضرب معك، قال: أعزم عليك لتخرجنّ .

كتب إليّ أبو بكر عبد الغفار بن محمّد الشيرويي، و حدّثني أبو المحاسن الطّبسي عنه، أنا أبو بكر الحيري.

ح و أخبرنا (8) أبو منصور عبد الرحيم بن المظفّر بن عبد الرحيم بن علي الحمدوني الرازي الشاهد، أنا الخطيب أبو بكر إسماعيل بن علي بن أحمد بن محمّد بن يوسف النيسابوري - بالري - أنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصيرفي.

قالا (9):نا أبو العباس الأصم، نا أحمد بن عبد الجبار العطاردي، نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال:

دخلت على عثمان يوم الدار، فقلت: يا أمير المؤمنين، طاب الضرب، قال: فقال: يا أبا هريرة أ يسرّك أن تقتل الناس جميعا و إيّاي معهم ؟ قال: قلت: لا، قال: فإنك إن قتلت رجلا واحدا فكأنما قتلت الناس جميعا، قال: فانصرفت و لم أقاتل.

ص: 396


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 173.
2- بالأصل:«كفو» و المثبت عن م و «ز»، و تاريخ خليفة.
3- المصدر السابق نفسه.
4- «عن الحسن» ليس في تاريخ خليفة.
5- في م و «ز»، و تاريخ خليفة: سيفه.
6- تاريخ خليفة ص 173.
7- ما بين الرقمين في تاريخ خليفة: حدّثنا عن الأعمش عن أبي صالح...
8- فوقها في «ز»: ملحق.
9- فوقها في «ز»: إلى.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا إبراهيم بن إسحاق الحربي، نا عفان بن مسلم الصفار، نا عبد الواحد بن زياد، نا عثمان بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال:

أتيت عثمان بن عفّان يوم الدار، فقلت: جئت أقاتل معك، قال: أ يسرّك أن تقتل الناس كلهم ؟ قلت: لا، قال: فإنك إن قتلت نفسا واحدة كأنك قتلت الناس كلهم، فقال (1):انصرف مأذونا غير مأزور، قال: ثم جاء الحسن بن علي بن أبي طالب، فقال: جئت يا أمير المؤمنين أقاتل معك، فأمرني بأمرك، فالتفت عثمان إليه، قال: انصرف مأذونا لك، مأجورا غير مأزور، جزاكم اللّه من أهل بيت خيرا.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور النّهاوندي، أنا أبو العباس النّهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، أنا أبو عبد اللّه البخاري، قال (2):قال ابن وهب عن يونس، عن ابن شهاب، قال: بلغني أن كعب بن مالك قال: يا معشر الأنصار، كونوا أنصار اللّه - مرتين - يعني في أمر عثمان.

قال: و نا البخاري، نا موسى بن إسماعيل، نا حمّاد بن زيد، عن ثابت، عن عبد اللّه بن زياد: أن حارثة بن النعمان قال لعثمان و هو محصور: إن شئت أن نقاتل دونك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية (3)،أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (4)،أنا عبد اللّه بن إدريس، أنا يحيى بن سعيد، عن عبد اللّه بن عامر بن ربيعة، قال: قال عثمان يوم الدّار: إنّ أعظمكم عنّي غناء رجل كفّ يده و سلاحه.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن (5) السّيرافي،[أنا أحمد بن إسحاق] (6) أنا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (7)،قال: و سمعت عبد الوهاب بن عبد المجيد يقول:

ص: 397


1- بالأصل:«قال: فانصرمت» و المثبت عن م، و «ز».
2- التاريخ الصغير 76/1.
3- أقحم بعدها بالأصل و م و «ز»: «أنا أحمد بن حيوية» و لا موضع لها، و السند معروف.
4- طبقات ابن سعد 70/3.
5- بالأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن م، و «ز»، و السند معروف.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و «ز»، و م. و استدرك قياسا إلى سند مماثل.
7- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 173.

سمعت يحيى بن سعيد يقول: عبد اللّه بن عامر بن ربيعة يقول:

كنت مع عثمان في الدار فقال: أعزم على كلّ من رأى أن لنا (1) عليه طاعة إلاّ كفّ يده و سلاحه، فإنّ أفضلكم عندي غناء من كفّ يده و سلاحه، ثم قال: قم يا ابن عمر فاجر بين الناس، فقال ابن عمر و قام معه رجاله من بني عدي (2)،و ابن سراقة، و ابن مطيع، ففتحوا الباب، و خرج، و دخل الناس (3)،فقتلوا عثمان.

قال: و نا خليفة (4)،نا ابن مهدي، نا سعيد بن عبد الرّحمن، عن محمّد بن سيرين، قال:

قال سليط بن سليط : نهانا عثمان عن قتالهم، و لو أذن لنا لضربناهم حتى نخرجهم من أقطارنا (5).

هو سليط بن سليط بن عمرو، أبوه من أهل بدر.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أخبرني الحسن بن علي (6) التميمي، نا عمر بن أحمد الواعظ ، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا أحمد بن منصور الرّمادي، نا أيوب بن سليمان صاحب الكرا (7)،و كان من الثقات، نا أبو عوانة، عن المغيرة بن رباح الموصلي، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري.

أن عليا أرسل إليه - يعني إلى عثمان - إن معي خمسمائة دارع، فأذن لي فأمنعك من القوم، فإنك لم تحدث شيئا يستحل به دمك، قال: جزيت خيرا، ما أحبّ أن يهراق دم في سببي.

أخبرنا أبو الحسن الخطيب، أنا أبو منصور النّهاوندي، أنا أبو العباس، أنا أبو القاسم بن الأشقر، أنا أبو عبد اللّه البخاري (8)،حدّثني محمّد بن أبي بكر المقدمي، نا حصين بن نمير (9)،حدّثني جهيم الفهري، قال:

أنا شاهد الأمر كله، فقال عثمان: ليقم أهل كلّ مصر كرهوا صاحبهم حتى أعزله عنهم،

ص: 398


1- تاريخ خليفة: أن عليه سمعا و طاعة.
2- تاريخ خليفة: رجال من بني عدي بن سراقة و ابن مطيع.
3- تاريخ خليفة: و دخلوا الدار.
4- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 173.
5- كذا بالأصل، و في م، و «ز»، و تاريخ خليفة: أقطارها.
6- في المطبوعة: الحسن بن علي بن محمد التميمي.
7- كذا بالأصل و م و «ز».
8- التاريخ الصغير للبخاري 84/1.
9- في التاريخ الصغير: ثنا حصين بن نمير، ثنا جبير، حدّثني جهيم الفهري.

و أستعمل الذين يحبون، فقال أهل البصرة: رضينا بعبد اللّه بن عامر، فأقرّه، فقال أهل الكوفة: أعزل عنّا سعيد بن العاص، و استعمل أبا موسى، ففعل، و قال أهل الشام: قد رضينا بمعاوية، و قال أهل مصر: اعزل عنّا ابن أبي سرح، و استعمل علينا عمرو بن العاص، ففعل، فدخل عليه أبو عمرو بن بديل الخزاعي و التنوخي، فطعنه أبو عمرو (1) في درجه (2)،و علاه الآخر بالسيف، فقتلاه، و أخذهما معاوية فضرب أعناقهما.

قال البخاري: هذا خطأ، هو عن حصين بن نمير، عن حصين بن عبد الرّحمن، عن جهيم (3).

كذا فيه، و الصواب في ودجه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (4)،أنا محمّد بن عمر، حدّثني أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة، عن عبد المجيد [بن سهيل] (5)،عن مالك بن أبي عامر، قال:

خرج سعد بن أبي وقاص (6) حتى دخل على عثمان و هو محصور، ثم خرج من عنده، فرأى عبد الرّحمن بن عديس، و مالكا (7) الأشتر (8)،و حكيم بن جبلة، فصفق بيديه إحداهما على الأخرى، ثم استرجع ثم أظهر الكلام، فقال: و اللّه إنّ أمرا هؤلاء رؤساؤه لأمر سوء.

قال (9):و أنا محمّد بن عمر، حدّثني الحكم بن القاسم، عن أبي عون مولى المسور بن مخرمة (10)،قال: ما زال المصريون كافّين عن دمه، و عن القتال حتى قدمت أمداد

ص: 399


1- الأصل: عمر، و التصويب عن م و «ز» و التاريخ الصغير.
2- كذا بالأصول، و سينبه المصنف إلى أن الصواب:«ودجه» و الذي في التاريخ الكبير: ودجه.
3- الأصل و م: جهم، التصويب عن «ز». و من قوله قال البخاري إلى هنا ليس في التاريخ الصغير.
4- طبقات ابن سعد 72/3.
5- الزيادة بين معقوفتين عن «ز»، و م، و ابن سعد.
6- الأصل: العاص، تصحيف، و التصويب عن «ز»، و م، و ابن سعد.
7- بالأصول: و مالك.
8- بالأصل: بن الأشتر، و التصويب عن ابن سعد.
9- القائل: ابن سعد، و الخبر في الطبقات 71/3.
10- الأصل مخزومة، و التصويب عن «ز»، و م، و «ح» و ابن سعد.

العراق من الكوفة و من البصرة و من الشام، فلمّا جاءوا شجع (1) القوم حين بلغهم أن البعوث قد فصلت من العراق من عند ابن عامر، و من مصر من عند عبد اللّه بن سعد، فقالوا: نعاجله قبل أن تقدم الأمداد.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو القاسم السّلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا عثمان بن أبي شيبة، نا يونس بن أبي يعفور العبدي، عن أبيه، عن مسلم (2) أبي سعيد.

أن عثمان بن عفّان أعتق عشرين مملوكا، ثم دعا بسراويل فشدّها عليه و لم يلبسها في جاهلية و لا في إسلام، قال: إنّي رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم البارحة في المنام، و رأيت أبا بكر و عمر، و إنهم قالوا: اصبر فإنّك تفطر عندنا القابلة، ثم دعا بمصحف فنشره بين يديه، فقتل و هو بين يديه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي (3) بن صفوان، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا بشار بن موسى، أنا عبد اللّه بن المبارك، حدّثني يونس بن يزيد، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي قتادة قال:

دخلت على عثمان و هو محصور، أنا و رجل من قومي نستأذنه في الحج، فأذن لنا، فلما خرجت استقبلني الحسن بن علي بالباب، فدخل و عليه سلاحه، فرجعت معه، فدخل، فوقف بين يدي عثمان، قال: يا أمير المؤمنين، ها أنا ذا بين يديك، فمرني بأمرك، فقال له عثمان: يا ابن أخي، وصلتك رحم، إنّ القوم ما يريدون غيري، و و اللّه لا أتوقّى بالمؤمنين، و لكن أوقّي المؤمنين بنفسي، فلما سمعت ذلك منه قلت: يا أمير المؤمنين إن كان من أمرك كون فما تأمرنا؟ قال: انظر ما اجتمعت عليه أمّة محمّد صلّى اللّه عليه و سلم، فإنّ اللّه لا يجمعهم على ضلالة، كونوا مع الجماعة حيث كانت.

قال (4) بشار، فحدّثت به حمّاد بن زيد، فرقّ و دمعت عيناه، و قال: رحم اللّه أمير المؤمنين، حوصر نيّفا و أربعين ليلة لم يبد منه كلمة يكون لمبتدع فيها حجّة.

ص: 400


1- الأصل: مع، و في «ز»، و م:«سمع» و التصويب عن ابن سعد.
2- الأصول: أبي مسلم.
3- بالأصل:«بكر» و عليها خط أفقي، و فوقها علامة تحويل إلى الهامش، و اللفظة استدركت عن الهامش و بعدها صح.
4- الأصل: في، و التصويب عن «ز»، و م.

أخبرنا (1) أبو البركات الأنماطي، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم، و أحمد بن الحسن المعدّل، قالا:[أنا محمد بن علي القاضي] (2) أنا محمّد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسّان، أنا أبي، نا نهشل بن حريث العدوي، قال: سمعت منصور بن عبد الرّحمن الحجبي يقول:

صنع عثمان أفضل مما صنع ابن آدم - و في رواية ثابت: فعل (3) عثمان أفضل من صنيع (4)-.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو علي بن أبي نصر، أنا أبو سليمان بن زبر، نا أحمد بن جعفر أبو الأعزّ، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن أبو محمّد السكري، نا أبو يحيى زكريا بن يحيى المنقري، نا الأصمعي، عن العلاء بن الفضل، عن أبيه، قال:

لما قتل عثمان بن عفّان فتشوا خزانته فوجدوا فيها صندوقا مقفلا، ففتحوه، فوجدوا فيه ورقة مكتوب فيها: هذه وصية عثمان، بسم اللّه الرّحمن الرحيم، عثمان بن عفّان يشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أن محمّدا عبده و رسوله، و أن الجنة حق و أن النار حقّ ، و أنّ اللّه ليبعث من في القبور ليوم لا ريب فيه، إنّ اللّه لا يخلف الميعاد، عليها نحيى و عليها نموت و عليها نبعث إن شاء اللّه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني هارون بن أبي يحيى السّلمي، عن شيخ من ضبة.

أن عثمان جعل يقول حين ضرب، و الدماء تسايل على لحيته: لا إله إلاّ أنت سبحانك إنّي كنت من الظالمين، اللّهم إنّي أستعديك عليهم، و أستعينك على جميع أموري، و أسألك الصبر على ما ابتليتني.

قال: و نا ابن أبي الدنيا، نا شجاع بن الأشرس بن ميمون السّرخسي، نا الليث بن سعد، عن عبيد اللّه بن المغيرة، و عبد الكريم بن الحارث الحضرمي.

ص: 401


1- فوقها في «ز»: ملحق.
2- ما بين معكوفتين زيادة لتقويم السند عن «ز» و م.
3- بالأصل: فضل، و الأظهر ما أثبتناه عن م.
4- فوقها في «ز»: إلى.

أن عبد اللّه بن سلام قال لما حضر تشحّط عثمان في الموت حين ضربه أبو رومان الأصبحي: ما ذا كان قول عثمان و هو يتشحّط (1)؟قالوا: سمعناه يقول: اللّهم اجمع أمّة محمّد،- ثلاثا-.

و قال: و الذي نفسي بيده لو دعا اللّه على تلك الحال ألاّ يجتمعوا أبدا، ما اجتمعوا إلى يوم القيامة.

قال: و نا ابن أبي الدنيا، حدّثني الحارث بن محمّد [التميمي] (2) حدّثني أبو الحسن - يعني علي بن محمّد القرشي - عن سعيد بن مسلم بن بانك (3)،عن أبيه.

أن عثمان بن عفّان قال متمثلا يوم دخل عليه فقتل:

أرى الموت لا يبقي عزيزا، و لم يدع *** لعاد ملاذا في البلاد و مرتقى

و قال أيضا:

يبيّت أهل الحصن و الحصن مغلق *** و يأتي الجبال في شماريخها العلى

أخبرنا أبو عبد اللّه بن البنّا، أنا أبو القاسم المهرواني، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي، نا أبو بكر بن أبي الأسود، نا ابن حيّ ، عن هشام بن عروة، عن أبيه: أن عثمان أوصى [إلى] (4) الزبير.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين الفرضي، نا أبو الحسين محمّد بن علي بن المهتدي، أنا أبو الحسن علي بن عمر الحربي، نا أبو حامد محمّد بن هارون، نا عبد الرّحمن بن حبيب، نا أحمد بن معاوية بن بكر الباهلي، نا إسماعيل بن مجالد، عن بيان بن بشر، عن قيس بن أبي حازم، قال:

أخبرني من دخل على طلحة بن عبيد اللّه، و عثمان محصور، و هو مستلق على سريره، فقال: أ لا تخرج فتنهى عن قتل هذا الرجل ؟ قال: لا و اللّه حتى تؤتي بنو أميّة الحقّ من أنفسها (5).

ص: 402


1- تشحط المقول في دمه أي اضطرب فيه.
2- الزيادة عن «ز»، و م.
3- بالأصل و م و «ز»: بابك، و التصويب و الضبط بموحدة و نون مفتوحة عن تقريب التهذيب.
4- الزيادة عن «ز» و م.
5- الأصل: أنفسنا، و المثبت عن «ز»، و م.

و كتب عثمان إلى أهل الشام يستمدّهم حين حصر [فضرب] (1) معاوية بعثا على أهل الشام على أربعة آلاف، و كان قائدهم أسد بن كرز جد خالد بن عبد اللّه القسري، فبلغ الذين حصروه أنه قد استغاث بأهل الشام، و قد أقبل إليه أربعة آلاف مددا، فخافوا أن يكون بينهم و بين أهل الشام قتال، فعجلوا، فأحرقوا باب عثمان و ألقوا عليه التراب و الحجارة، و كان في الدار مع عثمان قريب من مائتي رجل فيهم: الحسن بن علي بن أبي طالب (2)،و عبد اللّه بن الزبير، فاستعمل عثمان على أهل الدار عبد اللّه بن الزبير، و فلان بن الأخنس الثقفي على أهل الميمنة، و مروان على الميسرة، و همّ بالقتال، فلما رأى الباب قد أحرق خرج إليهم، فقال:

جزاكم اللّه خيرا، قد وفّيتم بالبيعة، و قد بدا لي أن لا أقاتل، و لا يراق فيّ محجمة [دم] (3) ففتح لهم سدّة في داره، فخرجوا منها، و غضب مروان بن الحكم، فاختبأ في بعض بيوت الدار، فلمّا أحرق الباب و ألقي عليه التراب و الحجارة رجع عثمان ففتح المصحف يقرؤه، إذ دخلت عليه جماعة ليس فيهم من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و لا من أبنائهم أحد، فلما وصلوا إليه قاموا خلفه عليهم السلاح، فقالوا: بدّلت كتاب اللّه و غيّرته، قال عثمان: كتاب اللّه بيني و بينكم، فضربه رجل منهم على منكبه فبدر منه الدم على المصحف، و ضربه آخر، فلما كثر الضرب غشي عليه، و نساؤه مختلطين (4) مع الرجال، فضجّ النساء و غشي عليه، و جيء بماء فمسح على وجهه، فأفاق، فدخل محمّد بن أبي بكر عند ذلك و هو يرى أنه قد قتل، فلمّا رآه قاعدا، قال: لا أراكم قياما حول نعثل، و أخذ بلحيته، فجرّه من البيت إلى باب الدار، و هو يقول:

بدّلت كتاب اللّه و غيّرته يا نعثل، فقال عثمان: لست بنعثل و لكني أمير المؤمنين، و ما كان أبوك يأخذ بلحيتي، فقال محمّد: لا يقبل منا يوم القيامة أن نقول أَطَعْنٰا سٰادَتَنٰا وَ كُبَرٰاءَنٰا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلاَ (5)،و دخل رجل من كندة من أهل مصر مخترط السيف، فلما أفرجوا، فأفرجوا، فطعن في بطنه، و خلفه امرأته بنت الفرافصة الكلبية،[تمسك السيف] (6) فقطع أصابعها.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (7)،نا ابن عليّة، نا ابن عون، عن الحسن قال: أنبأني و ثاب قال:

ص: 403


1- الزيادة للإيضاح عن م و «ز».
2- الأصل و «ز»، و م: طلحة، و الصواب ما أثبت.
3- الزيادة عن «ز»، و م.
4- كذا بالأصل و «ز»، و م.
5- سورة الأحزاب، الآية:67.
6- الزيادة بين معقوفتين عن «ز»، و م.
7- تاريخ خليفة بن خيّاط .

بعثني عثمان فدعوت له الأشتر، فقال: ما يريد الناس (1)؟قال: ثلاث (2) ليس من إحداهن بدّ، قال: ما هنّ ؟ قال: يخيّرونك بين أن تخلع لهم أمرهم فتقول: هذا أمركم فاختاروا [له] (3) من شئتم، و بين أن تقص من نفسك، فإن أبيت فإنّ القوم قاتلوك، قال: ما من إحداهن بد؟- يعني-[قال: ما من إحداهن] (4) بدّ قال: إما أن أخلع (5) لهم أمرهم فما كنت لأخلع سربالا سربلنيه اللّه.

و قال غير الحسن: و اللّه لأن تضرب عنقي أحب إليّ من أن أخلع أمّة محمّد بعضها من بعض، و أما أن أقصّ لهم من نفسي، فو اللّه لقد علمت أن صاحبيّ بين يدي، و قد كانا يعاقبان، و ما يقوم بدني بالقصاص، و أما أن تقتلوني، فو اللّه لئن قتلتموني لا تحابون بعدي أبدا، و لا تصلّون بعدي جميعا أبدا، و لا تقاتلون بعدي عدوا جميعا أبدا.

قال (6):فجاء رويجل كأنه ذئب، فاطّلع من باب، و رجع، فجاء محمّد بن أبي بكر في ثلاثة عشر (7) رجلا، فأخذ بلحيته، فقال بها [حتى سمعت وقع] (8) أضراسه فقال: ما أغنى عنك معاوية، و ما أغنى عنك ابن عامر، و ما أغنت عنك كتبك، قال: أرسل لي لحيتي يا ابن أخي، قال: فأنا رأيته استعدى رجلا من القوم بعينه - يعني أشار إليه - فقام إليه بمشقص فوجا به رأسه، قلت: ثم مه ؟ قال: ثم تعاوروا عليه، و اللّه حتى قتلوه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (9)،أنا إسماعيل بن إبراهيم، عن ابن عون، عن الحسن قال:

أنبأني وثّاب و كان ممن أدركه عتق أمير المؤمنين عمر، فكان بين يدي عثمان، و رأيت بحلقه أثر طعنتين كأنهما كيتان طعنهما يومئذ، يوم الدار (10)،قال: بعثني عثمان، فدعوت له

ص: 404


1- تاريخ خليفة: ما يريد الناس مني.
2- كذا بالأصول، و في تاريخ خليفة: ثلاثا.
3- زيادة عن تاريخ خليفة.
4- الزيادة بين معقوفتين عن «ز»، و م، و تاريخ خليفة.
5- بالأصل: تخلع، و التصويب عن «ز»، و م، و خليفة.
6- القائل، و ثاب كما يفهم من عبارة خليفة، و انظر الخبر التالي في تاريخه ص 174.
7- الأصل: ثلاث عشر، و الصواب عن م، و «ز»، و تاريخ خليفة.
8- بالأصل: و رفع، و المثبت بين معكوفتين عن «ز»، و م.
9- الخبر في طبقات ابن سعد 72/3.
10- في ابن سعد: يوم الدار دار عثمان.

الأشتر، فجاء قال ابن عون: أظنه، قال: فطرحت لأمير المؤمنين وسادة و له وسادة، فقال: يا أشتر ما يريد الناس منّي ؟ قال: ثلاث [ليس] (1) من إحداهن بدّ، قال: ما هنّ ؟ قال:

يخيرونك بين أن تخلع لهم أمرهم، فتقول: هذا أمركم، فاختاروا له من شئتم، و بين أن تقصّ من نفسك، فإن أبيت هاتين فإنّ القوم قاتلوك، قال: ما من إحداهن بدّ؟ قال: لا ما من إحداهن بد، قال: أمّا أن أخلع لهم أمرهم فما كنت لأخلع سربالا سربلنيه اللّه - قال: و قال غيره: و اللّه لئن أقدّم فتضرب عنقي أحبّ إليّ من أن أخلع أمّة محمّد بعضها (2) على بعض، قالوا: هذا أشبه بكلام عثمان - و أما أن أقصّ من نفسي، فو اللّه لقد علمت أن صاحبيّ بين يدي قد كانا يعاقبان، و ما يقوم بدني (3) للقصاص، و أما أن يقتلوني فو اللّه لأن قتلوني لا يتحابون بعدي أبدا، و لا يصلّون بعدي جميعا أبدا، و لا يقاتلون بعدي عدوا جميعا أبدا، ثم قام فانطلق، فمكثنا، فقلنا: لعل الناس فجاء رويجل كأنه ذئب، فاطّلع من باب ثم رجع، فجاء محمّد بن أبي بكر في ثلاثة عشر رجلا حتى انتهى إلى عثمان، فأخذ بلحيته، فقال بها حتى سمعت وقع أضراسه، فقال: ما أغنى عنك معاوية، ما أغنى عنك ابن عامر، ما أعنت (4) عنك كتبك ؟ فقال: أرسل لي لحيتي يا ابن أخي، قال: فأنا رأيت استعداء رجل من القوم عليه بعينه، فقام إليه بمشقص (5) حتى وجأ به في رأسه، قال: قلت: ثم مه ؟ قال: ثم تغاووا (6)و اللّه عليه حتى قتلوه.(7) أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو بكر بن سيف، أنا السّري بن يحيى، أنا شعيب بن إبراهيم، أنا سيف بن عمر، عن الغصن بن القاسم، عن رجل عن (8) خنساء مولاة أسامة بن زيد، و كانت تكون مع نائلة بنت الفرافصة [امرأة] (9) عثمان.

أنها كانت في الدار يومئذ، فدخل إليه محمّد بن أبي بكر، فأخذ بلحيته، و أهوى

ص: 405


1- الزيادة عن «ز»، و م، و ابن سعد.
2- بالأصل: فبعضها، و المثبت عن «ز»، و م، و ابن سعد.
3- عند ابن سعد:«بدّ في» تحريف.
4- الأصل: أغنى، و التصويب عن م، و «ز»، و ابن سعد.
5- المشقص: نصل السهم إذا كان طويلا غير عريض.
6- أي تجمعوا عليه و تعاونوا (انظر اللسان).
7- على هامش «ز»: آخر الجزء السابع و الخمسين بعد الأربعمائة من الفرع.
8- الأصل: بن، و المثبت عن م و «ز».
9- الزيادة عن م و «ز».

بمشاقص معه ليجأ بها في حلقه، فقال: مهلا يا ابن أخي، فو اللّه لقد أخذت مأخذا ما كان أبوك ليأخذ به، فتركه و انصرف مستحييا نادما، فاستقبله القوم على باب الصفة، فردّهم طويلا حتى غلبوه، فدخلوا و خرج محمّد راجعا، فأتاه رجل بيده جريدة يقدمهم، حتى قام على عثمان، فضرب بها رأسه، فشجّه، فقطر دمه على المصحف حتى لطخه، ثم تغاووا عليه، فأتاه رجل فضربه على الثدي بالسيف، فسقط ، و وثبت نائلة بنت الفرافصة الكلبية، فصاحت و ألقت نفسها عليه، و قالت: يا شيبة أ يقتل أمير المؤمنين ؟ فأخذت السيف، فقطع الرجل يدها، و انتهبوا متاع البيت، و مرّ رجل على عثمان و رأسه مع المصحف، فضرب رأسه برجله و نحّاه عن المصحف، و قال: ما رأيت (1) كاليوم وجه كافر أحسن، و لا مضجع كافر أكرم، فلا و اللّه ما تركوا في داره شيئا، حتى الأقداح، إلاّ ذهبوا به.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم، نا عبد اللّه بن إسحاق البغوي، نا ابن أبي العوّام، نا أبي، نا يحيى بن ميمون الهدادي (2)،عن الحارث بن عمير، عن معمر بن عقيل، حدّثني شيخ من أهل الشام أبو جناب، حدّثتني ريطة مولاة أسامة بن زيد قالت:

بعثني أسامة إلى عثمان بن عفّان و هو محصور، فقال: انطلقي، فإنّ النساء ألطف بهذا الأمر من الرجال، فأته (3) فقولي له: إن ابن أخيك أسامة يقرئك السلام و يقول إنّ عندي [بني عمّ لي أدنى و إن عندي] (4) ركائب فإن شئت نقبت عليك ناحية الدّار فخرجت حتى تأتي مكة، قوما تأمن فيهم، و إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قد فعل ذلك إذ خاف قومه، قالت: فأتيته بذلك، فقال:

أقرئيه السلام و رحمة اللّه و قولي له: جزاك اللّه من ابن أخ خيرا، ما كنت أدع مهاجر (5)رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و قبره و مسجده مخافة الموت، فأتيته فأخبرته فمكث أياما، فقال: ويحك فارجعي فإنّي لا أراه إلاّ مقتولا، فوافق دخولي عليه دخول القوم، فجاء محمّد بن أبي بكر الصدّيق و عليه ثوب قطن مصبوغ، فأخذ بلحية عثمان فهزّها حتى سمع صرير أضراسه بعضها على بعض، فقال: يا ابن أخي دع لحيتي، فإنّك لتجذب ما يعزّ على أبيك أن يؤذيها، فرأيته كأنه استحيا، فقام، فجعل بطرف ثوبه هكذا،[ألا ارجعوا، ألا أرجعوا، قالت: و جاء رجل من

ص: 406


1- الأصل:«رأيتك اليوم» و التصويب عن م و «ز».
2- ضبطت عن الأنساب بفتح الهاء و الدال المهملة المخففة.
3- بالأصل و م و «ز»: فاتيه.
4- ما بين معكوفتين زيادة عن «ز»، و م.
5- بالأصل: مهاجرا، و المثبت عن «ز»، و م.

خلف عثمان بسعفة رطبة] (1) فضرب بها جبهته، فرأيت الدم و هو يسيل و هو يمسحه بإصبعه و يقول: اللّهمّ لا يطلب بدمي غيرك، قالت: و جاء آخر فضربه بالسيف على صدره، فأقعصه (2) و تعاوروه (3) بأسيافهم، قالت ريطة: فرأيتهم ينتهبون بيته، فهذا يأخذ الثوب، و هذا يأخذ المرآة، و هذا يأخذ الشيء.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا حبيب بن الحسن، نا حامد بن شعيب، نا سريج بن يونس، نا إسماعيل بن مجالد بن سعيد، عن أبيه، عن الشعبي قال:

[دخل] (4) من الذين خارج الدار من كندة من تجيب رجل من أهل مصر، و الناس حول عثمان، فاستلّ الكندي سيفه ثم قال: أفرجوا، فأفرجوا له، فوضع ذباب سيفه في بطن عثمان، فأمسكت نائلة ابنة الفرافصة السيف فحزّ السيف أصابعها، و مضى السيف في بطن عثمان فقتله.

قال: و نا سليمان بن أحمد، نا المقدام بن داود، نا أسد بن موسى.

ح قال: و نا أحمد بن محمّد بن الفضل الصّائغ، نا محمّد بن إسحاق الثقفي، نا عمر بن محمّد بن الحسن الأسدي، نا أبي.

قالا: نا محمّد بن طلحة، قال: سمعت كنانة مولى صفية بنت حيي قال:

شهدت مقتل عثمان و أنا ابن أربع عشرة سنة، قلت هل أندى (5) محمّد بن أبي بكر بشيء من دمه، فقال: معاذ اللّه، دخل عليه فقال عثمان، فقال: يا ابن أخي، لست بصاحبي، فخرج و لم يند من دمه بشيء، قلت لكنانة: من قتله ؟ قال: رجل من أهل البصرة (6)،و قال عمر بن محمّد [بن الحسن] (7) من أهل مصر يقال له جبلة بن الأيهم، و قال أسد: جبلة بن الأهتم.

ص: 407


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م و «ز».
2- قعصته و أقعصته إذا قتلته قتلا سريعا.
3- أي تعاونوا عليه بالضرب واحدا بعد واحد (اللسان).
4- الزيادة للإيضاح عن م و «ز».
5- بالأصل و م:«أبدا» و في «ز»: «أندا» و لعل الصواب ما أثبت، يقال: ما نديني من فلان شيء أكرهه أي ما بلني و لا أصابني، راجع اللسان (ندى).
6- كذا بالأصل و م، و فوقها في «ز»: ضبة، و كأنه ينبه إلى أنها خطأ، و المعروف أنه من أهل مصر.
7- الزيادة عن «ز»، و م.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (1)،نا أبو داود، نا محمّد بن طلحة، نا كنانة مولى صفيّة، قال:

شهدت مقتل عثمان، قلت: من قتله ؟ قال: رجل من أهل مصر يقال له: حمار (2).

أنبأنا أبو سعد محمّد بن محمّد، و أبو علي الحسن بن أحمد، قالا: أنا أبو نعيم، نا إبراهيم بن عبد اللّه، نا محمّد بن إسحاق، نا قتيبة، نا مرثد بن عامر الهنائي، عن كلثوم بن جبر، حدّثني المغيرة بن أبي حفصة، عن ختنته ريحانة قالت:

بعثني الزبير بن العوّام، و محمّد بن أبي بكر إلى عثمان بكتاب، فأدخلت الكتاب عليه، قلت: فنظر فيه، ثم قال: فنعم إذا، قالت: و ما أدري ما فيها، ثم أتبعاني بكتاب آخر، فنظر فيه ثم قال: فنعم إذا، قالت: فذهبت أخرج فاستقبلني محمّد بن أبي بكر داخلا عليه، فأخذت بعضادتي الباب، فقلت: أذكّرك اللّه يا ابن أبي بكر، فدفعني دفعة وقعت مغشيا عليّ ، قالت:

فرفعت رأسي فإذا عثمان إلى جنبي قتيل.

قال: و نا سليمان بن أحمد، نا محمّد بن هشام المستملي، نا الحسين بن عبد اللّه العجلي، نا عبد الرّحمن بن محمّد المحاربي، عن ابن جريج، عن عطاء، عن عائشة قالت:

دخل محمّد بن أبي بكر على عثمان متأبطا سيفه، قد علق كنانته في هميانه (3) حتى جلس بين يديه فقال: يا نعثل، فقال: لست بنعثل و لكني عثمان أمير المؤمنين، فأهوى بيده إلى لحيته، فقال: مه يا ابن أخي، كفّ يدك عن لحية عمك و أجلّها، فإن أباك كان يجلّها، فغضب فأخذ مشقصا من كنانته، فضربه في ودجه، فأسرع السهم فيه، ثم دخل التجيبي و محمّد بن أبي حذيفة فضرباه بأسيافهما حتى أثبتاه و هو يقرأ المصحف، فوقعت نضحة من دمه على قوله: فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّٰهُ (4).

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، أنا محمّد بن سعد (5)،أنا محمّد بن عمر، حدّثني

ص: 408


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 175.
2- رسمها بالأصل: حماد، و المثبت عن م، و «ز»، و تاريخ خليفة.
3- الهميان: المنطقة و شداد السراويل.
4- من الآية 137 من سورة البقرة.
5- طبقات ابن سعد 73/3.

عبد الرّحمن بن عبد العزيز، عن عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد.

أن محمّد بن أبي بكر تسوّر إلى عثمان من دار عمرو بن حزم و معه كنانة بن بشر بن عتّاب، و سودان بن حمران، و عمرو بن الحمق، فوجدوا عثمان عند امرأته نائلة و هو يقرأ في المصحف في سورة البقرة، فتقدّمهم محمّد بن أبي بكر، فأخذ بلحية عثمان، فقال: قد أخزاك اللّه يا نعثل، فقال عثمان: لست بنعثل، و لكني عبد اللّه و أمير المؤمنين، فقال محمّد: ما أغنى عنك معاوية، و فلان، و فلان، فقال عثمان: يا ابن أخي دع عنك لحيتي، فما كان أبوك ليقبض على ما قبضت عليه، فقال محمّد: ما أريد بك أشدّ من قبضي على لحيتك، فقال عثمان:

أستنصر اللّه عليك، و أستعين به، ثم طعن جبينه بمشقص في يده، و رفع كنانة بن بشر بن عتّاب مشاقص كانت في يده فوجأ بها في أصل أذن عثمان فمضت حتى دخلت في حلقه، ثم علاه بالسيف حتى قتله.

قال عبد الرّحمن بن عبد العزيز (1):فسمعت ابن أبي عون يقول: ضرب كنانة بن بشر جبينه و مقدّم رأسه بعمود حديد فخر لجنبه، و ضربه سودان بن حمران المرادي بعد ما خرّ لجنبه فقتله، و أما عمرو بن الحمق فوثب على عثمان فجلس على صدره و به رمق، فطعنه تسع طعنات، و قال: أما ثلاث منهن فإنّي طعنتهنّ للّه، و أمّا ستّ فإنّي طعنته (2) إيّاهن لما كان في صدري عليه.

أنبأنا أبو علي الحداد و جماعة قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة (3)،أنا سليمان بن أحمد الطّبراني (4)،نا أحمد بن محمّد بن صدفة البغدادي، و إسحاق بن داود الصّوّاف التّستري، قالا: نا محمّد بن خالد بن خداش، نا سلم بن قتيبة، نا مبارك، عن الحسن، حدّثني سيّاف عثمان.

أن رجلا من الأنصار دخل على عثمان فقال: ارجع ابن أخي، فلست بقاتلي، قال:

و كيف علمت ذاك ؟ قال: لأنه أتى بك النبي صلّى اللّه عليه و سلم يوم سابعك فحنّكك و دعا لك بالبركة، ثم دخل عليه رجل آخر من الأنصار، فقال: ارجع ابن أخي، فلست بقاتلي، قال: بم تدري ذلك ؟ قال: لأنه أتى بك النبي صلّى اللّه عليه و سلم يوم سابعك فحنكك و دعا لك بالبركة، قال: ثم دخل عليه

ص: 409


1- طبقات ابن سعد 74/3.
2- في ابن سعد: طعنت.
3- الأصل: زيده، و في م و «ز»: ريده، تصحيف، و السند معروف.
4- المعجم الكبير للطبراني 83/1 رقم 118.

محمّد بن أبي بكر فقال: أنت قاتلي، قال: و ما يدريك يا نعثل ؟ قال: لأنه أتى بك النبي صلّى اللّه عليه و سلم يوم سابعك ليحنكك (1) و يدعو لك بالبركة فخريت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، قال: فوثب على صدره، و قبض على لحيته، فقال: إن تفعل كان يعزّ على أبيك أو يسوؤه (2)،قال: فوجأه في نحره بمشاقص كانت في يده.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا محمّد بن عبد الرّحمن الذهبي، أنا أبو بكر بن سيف، أنا السّري بن يحيى، أنا شعيب بن إبراهيم، أنا سيف بن عمر، عن مجالد، عن الشعبي، عن المغيرة بن شعبة، قال (3):

قلت لعلي: إنّ هذا الرجل مقتول، و إنّه إن قتل و أنت بالمدينة ألحدوا (4) فيك، فاخرج فكن في مكان كذا و كذا، فإنك إن فعلت فكنت في غار باليمن طلبك الناس، فأبى.

و حصر عثمان اثنين و عشرين يوما، و أحرقوا الباب و في الدار أناس كثير، فيهم:

عبد اللّه بن الزبير، و مروان، فقالوا: ائذن لنا، فقال: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم عهد إليّ عهدا فأنا صابر عليه، و إن القوم لم يحرقوا باب الدار إلاّ و هم يطلبون ما هو أعظم منه، فأحرّج على رجل يستقتل و يقاتل و خرج (5) الناس كلهم، و دعا بالمصحف، فقرأ فيه، و الحسن عنده، فقال: إن أباك الآن لفي أمر عظيم من (6) أمرك، فأقسمت عليك لما خرجت، و أمر عثمان أبا كرب - رجلا من همدان - و آخر من الأنصار أن يقوموا (7) باب (8) المال، و ليس فيه إلاّ غرّارتين (9) من ورق، فلما طفئت النار بعد ما ناوشهم ابن الزبير و مروان و توعّد (10) محمّد بن أبي بكر ابن الزبير، و مروان، فلما دخل على عثمان هربا، و دخل محمّد بن أبي بكر على عثمان، فأخذ بلحيته، فقال: أرسل لحيتي، فلم يكن أبوك ليتناولها، فأرسلها، و دخلوا عليه،

ص: 410


1- في المعجم الكبير: يحنكك.
2- المعجم الكبير: أن تسوءه.
3- الخبر في تاريخ الطبري 392/4.
4- كذا بالأصل و م و «ز»، و في تاريخ الطبري: اتخذوا.
5- بالأصل: أو خرج، و التصويب عن م، و «ز».
6- «من أمرك» سقطت من الطبري.
7- كذا بالأصل و م و «ز»، و فوقها في «ز» ضبة، إشارة إلى أن الصواب:«يقوما» و هي عبارة الطبري.
8- في تاريخ الطبري: بيت المال.
9- كذا بالأصل و م، و «ز»، و هو خطأ و الصواب: غرارتان. و الغرارة: الجوالق، و هو وعاء معروف من الخيش و نحوه.
10- الأصل و م و «ز»: و تواعد 7 و التصويب عن الطبري.

منهم من يجؤه بنعل سيفه و آخر يلكزه، و وجأه رجل بمشاقص معه في ترقوته، فسال الدم على المصحف و هم في ذلك يهابون قتله، و كان كبيرا، و غشي عليه، فلما رأوه مغشيا عليه جروا برجله، و صاحت نائلة و بناته، و جاء التجيبي مخترطا سيفه ليضعه في بطنه فوقته نائلة، فقطع يدها، و اتّكأ بالسيف عليه في صدره، و قتل الرجل قبل غروب الشمس، و نادى مناد: ما يحلّ دمه و يحرّم (1) ماله ؟ فانتهبوا كل شيء، ثم تنادوا (2):المال، المال، فألقى الرجلان المفاتح (3) و نجيا،[و] قالا: الهرب الهرب، هذا ما طلب القوم.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (4)،نا معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد مولى أبي أسيد قال:

فتح عثمان الباب و وضع المصحف بين يديه، فدخل عليه رجل و قال: بيني و بينك كتاب اللّه، فخرج و تركه، ثم دخل عليه آخر، فقال: بيني و بينك كتاب اللّه، فأهوى إليه بالسيف، فاتّقاه بيده فقطعها، فلا أدري أبانها، أم قطعها و لم يبنها، فقال: أم و اللّه إنّها لأول كف خطّت المفصل.

قال (5):و دخل عليه رجل من بني سدوس يقال له الموت الأسود، فخنقه و خنقه قبل أن يضرب بالسيف، فقال: و اللّه ما رأيت شيئا ألين من حلقه (6)،لقد خنقته حتى رأيت نفسه مثل الجان تردد في جسده.

و قال في غير هذا الحديث (7):و دخل التّجوبي (8) فأشعره مشقصا فانتضح الدم على قوله:

فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّٰهُ فإنّها في المصحف ما حكّت.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا

ص: 411


1- في تاريخ الطبري: و يحرج.
2- الطبري: تبادروا بيت المال.
3- الطبري: المفاتيح و نجوا.
4- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 174.
5- القائل معتمر بن سليمان، و الخبر في تاريخ خليفة ص 174.
6- في تاريخ خليفة: خناقه.
7- في تاريخ خليفة: و قال في غير حديث أبي سعيد.
8- كذا بالأصول نقلا عن خليفة، و قد صوبه محققه: التجيبي، و كتب بالحاشية: في الأصل:«التجوبي»، و في الحاشية:«المشهور في قاتله التجيبي و هو كنانة بن بشر، و أما التجوبي فهو قاتل على رضي اللّه عنه».

أبو الميمون، نا أبو زرعة (1)،نا عبد الأعلى بن مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز، عن عبد اللّه بن أبي عبد اللّه العبسي قال: قتله سودان بن رومان المرادي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسين، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن محمّد (2) بن (3) علي.

قالا: أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عمران بن موسى، أنا عبد اللّه بن محمّد (4)البغوي، نا محمّد بن بكّار بن الرّيّان، نا محمّد بن طلحة بن مصرّف يقول: سمعت كنانة يقول (5):

شهدت قتل عثمان قال: فسمعت رجلا من أهل مصر يطوف حول دار عثمان و يقول: أنا قاتل نعثل، ما تعرّض له أحد من الناس.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو عبد اللّه محمّد بن طلحة بن علي قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة [نا أبو القاسم] (6) البغوي، نا علي بن الجعد، أنا زهير، عن كنانة مولى صفية قال:

رأيت قاتل عثمان رجلا أسود من أهل مصر، و هو في الدار رافعا (7) يديه [أو باسطا يديه] (8) و هو يقول: أنا قاتل نعثل.(9) أخبرنا أبو بكر الحاسب، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا

ص: 412


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 187/1.
2- ما بين الرقمين سقط من م.
3- أقحم بعدها بالأصل:«بن أحمد بن محمد» و المثبت يوافق «ز».
4- ما بين الرقمين سقط من م.
5- بعدها في المطبوعة: حضرت يوم قتل عثمان، و رجل من أهل مصر يدور بداره فيقول: أنا قاتل نعثل. أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو القاسم عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد البغوي، حدثني محمد بن بكار قال: سمعت محمد بن طلحة بن مصرف يقول: سمعت كنانة يقول.
6- الزيادة عن م و «ز»، لتقويم السند.
7- بالأصل و م و «ز»: رافع.
8- ما بين معكوفتين زيادة عن م، و «ز»، و فيهما: باسط .
9- قبله ورد خبران في المطبوعة - و قد سقطا من الأصل و م و «ز»- و تمامهما: أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس، أنبأ رشأ بن نظيف، أنبأ أبو محمد الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، أنا أبو إسماعيل، يعني الترمذي، نا نعيم بن حماد، نا عيسى بن عبيد عن عمه قال: الذي قتل عثمان بن عفان رجل من مراد من أهل مصر، أزرق أشقر. أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، أنا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة، نا كهمس، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة، قال: الذي ولي قتل عثمان رومان، رجل من بني أسد بن خزيمة، أخذ ابن أبي بكير لحيته، و ذبحه رومان بمشاقص كانت معه. قال: و نا خليفة، قال: و حدثني أبو الحسن، عن أبي زكريا العجلاني، عن نافع، عن ابن عمر، قال: ضربه ابن أبي بكر بمشاقص في أوداجه، و بعجه أسود بن حمران بحربة. قال: و نا خليفة، نا خالد بن الحارث، نا عمران بن جدير، عن عبد اللّه بن شقيق قال: أول من ضرب عثمان رومان اليماني بصولجان.

أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1)،أنا حجّاج بن نصير، أنا أبو حيدة (2)،عن المسيّب بن دارم، قال:

إنّ الذي قتل عثمان قام في قتال العدو سبع عشرة كرّة يقتل من حوله، لا يصيبه شيء حتى مات على فراشه.

قال: و نا ابن سعد (3)،أنا محمّد بن عمر، حدّثني الزبير بن عبد اللّه، عن جدته قالت:

لما ضربه بالمشاقص قال عثمان: بسم اللّه توكّلت على اللّه، و إذا الدم يسيل على لحيته (4)،فقطر و المصحف بين يديه، فاتّكأ على شقّه الأيسر و هو يقول: سبحان اللّه العظيم، و هو في ذلك يقرأ المصحف، و الدم يسيل على المصحف، حتى وقف الدم عند قوله: فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّٰهُ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ،و أطبق المصحف، و ضربوه جميعا ضربة واحدة، فضربوه و اللّه، بأبي، يحيي الليل في ركعة، و يصل الرحم، و يطعم الملهوف، و يحمل الكلّ ، فرحمه اللّه.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد (5)،أنا محمّد بن عمر، حدّثني عبد اللّه بن جعفر، عن ابن أبي عون، عن الزهري، قال:

قتل عثمان عند صلاة العصر، و شدّ عبد لعثمان أسود على كنانة بن بشر فقتله (6)،و أشد سودان على العبد فقتله، و دخلت الغوغاء دار عثمان، فصاح إنسان منهم: أ يحلّ دم عثمان و لا

ص: 413


1- طبقات ابن سعد 83/3.
2- عند ابن سعد: خلدة.
3- الخبر في طبقات ابن سعد 74/3.
4- عند ابن سعد: على اللحية يقطر.
5- الخبر في طبقات ابن سعد 74/3.
6- الأصل و «ز»: بقتله، و المثبت عن م و ابن سعد.

يحلّ ماله ؟ فانتهبوا متاعه، فقامت نائلة، فقالت: لصوص و رب الكعبة، يا أعداء اللّه ما ركبتم من دم عثمان أعظم، أما و اللّه لقد قتلتموه صوّاما يقرأ القرآن في ركعة ثم خرج الناس من دار عثمان و أغلق بابه على ثلاثة قتلوا: عثمان، و عبد عثمان الأسود و كنانة بن بشر.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (1)،أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو عمرو عثمان بن محمّد بن القاسم المعروف بالأدمي، نا أبو بكر عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا علي بن حرب الطائي، نا قريش بن أنس، نا سليمان التيمي (2)،عن أبي نضرة، عن أبي سعيد مولى أبي أسيد قال:

لما دخل المصريون على عثمان ضربوه بالسيف على يده فوقعت على: فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّٰهُ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ فمد يده، فقال: و اللّه إنها لأول يد خطّت المفصّل.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس بن يعقوب، نا أبو قلابة، نا قريش بن أنس، نا سليمان التيمي، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، قال:

لما دخل المصريون على عثمان و المصحف بين يديه، فجرى الدم على فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّٰهُ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ .

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (3)،نا خالد بن عمران بن حدير، قال:

الا يكن عبد اللّه بن شقيق حدّثني أنّ أوّل قطرة [من دمه قطرت] (4)على فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّٰهُ فإن أبا حريث ذكر أنه ذهب هو و سهيل المرّي (5) فأخرجوا إليه المصحف، فإذا القطرة على فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّٰهُ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ،قال: فإنّها في المصحف ما حكّت.

أخبرنا (6)أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، قال:

سمعت محمّد بن الحسن بن قتيبة يقول: سمعت نوح بن حبيب القومسي يقول: سمعت

ص: 414


1- الأصل و م: المزرقي، تصحيف، و التصويب عن م و «ز».
2- الأصل: التميمي، و التصويب عن م، و ز.
3- الخبر في تاريخ خليفة بن خيّاط ص 175.
4- الزيادة عن م، و «ز»، و تاريخ خليفة.
5- في تاريخ خليفة بن خيّاط : النميري.
6- فوقها في «ز»: ملحق.

معاذ بن معاذ يقول: رأيت في مصحف عثمان رضي اللّه عنه في موضع فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّٰهُ أثر الدم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو بكر بن سيف، نا السّري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن عبد اللّه بن سعيد بن ثابت قال: رأيت مصحف عثمان و نضح الدماء فيه على أشياء من الوعد و الوعيد، فكان ذلك عند الناس من الآيات.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو عبد اللّه محمّد بن طلحة بن علي الرازي، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم، البغوي، نا علي بن الجعد، أنا زهير، نا كنانة، قال:

كنت أقود بصفية بنت حيي عن عثمان، فلقيها الأشتر، فضرب وجه بغلتها حتى مالت، فقالت: ردّوني لا تفضحني هذا الكلب، قال: فوضعت خشبا بين منزلها و بين منزل عثمان تنقل عليه الطعام و الشراب.

و قد روي عن مقتل عثمان أحاديث طوال منها ما، أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا أحمد بن محمّد بن الحسن، نا محمّد بن يحيى الذهلي، نا هشام بن عمّار، نا محمّد بن عيسى بن القاسم، عن محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ذئب، عن محمّد بن شهاب الزهري، قال:

قلت لسعيد بن المسيّب: هل أنت مخبري كيف كان قتل عثمان ؟ ما كان شأن الناس و شأنه ؟ و لم خذله أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و سلم ؟.

فقال: قتل عثمان مظلوما، و من قتله كان ظالما، و من خذله كان معذورا، قلت: و كيف كان ذلك ؟ قال: إنّ عثمان لما ولي كره ولايته نفر من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلم، لأن عثمان كان يحب (1) قومه، فولي الناس اثنتي عشرة سنة، و كان كثيرا ممن (2) يولي بني أميّة ممن (3) لم

ص: 415


1- بالأصل: لا يحب، و المثبت عن م، و «ز».
2- كذا بالأصل، و في م و «ز»: مما.
3- الأصل و م: من، و التصويب عن «ز».

يكن [له] (1) مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم صحبة، فكان يجيء من أمرائه ما ينكره أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و سلم، و كان عثمان يستعتب فيهم، فلا يعزلهم، فلمّا كان في الست حجج الأواخر استأثر بني عمّه، فولاّهم، و ما أشرك معهم، و أمرهم بتقوى اللّه، ولّى عبد اللّه بن أبي سرح مصر، فمكث عليها سنين، فجاء أهل مصر يشكونه و يتظلمون منه، و قد كان قبل ذلك من عثمان هنّات إلى عبد اللّه بن مسعود، و أبي ذرّ، و عمّار بن ياسر، فكانت بنو هذيل، و بنو زهرة في قلوبهم ما فيها لحال ابن مسعود، و كانت بنو غفار و أحلافها، و من عصب لأبي ذرّ في قلوبهم ما فيها، و كانت بنو مخزوم قد خنقت على عثمان لحال عمّار بن ياسر، و جاء أهل مصر يشكون ابن أبي سرح، فكتب إليه كتابا يتهدده فيه، فأبى ابن أبي سرح أن يقبل ما نهاه عنه عثمان، و ضرب بعض من أتاه من قبل عثمان من أهل مصر ممن كان أتى عثمان، فقتله، فخرج من أهل مصر سبعمائة رجل، فنزلوا المسجد، و شكوا إلى أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و سلم في مواقيت الصّلاة ما صنع ابن أبي سرح بهم، فقام طلحة بن عبيد اللّه فكلّم عثمان بن عفّان بكلام شديد، و أرسلت عائشة إليه، فقالت: تقدم إليك أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و سلم و سألوك عزل هذا الرجل فأبيت إلاّ واحدة، فهذا قد قتل منهم رجلا، فأنصفهم من عاملك، و دخل عليه علي بن أبي طالب، و كان متكلّم القوم، فقال: إنّما يسائلونك (2) رجلا مكان رجل، و قد ادّعوا قبله دما، فاعزله عنهم، و اقض (3)بينهم، فإن وجب عليه حقّ فأنصفهم منه، فقال: لهم: اختاروا رجلا أولّيه عليكم مكانه، فأشار الناس عليه بمحمّد بن أبي بكر، فقال: استعمل عليه (4) محمّد بن أبي بكر، فكتب عهده، و ولاّه و خرج معهم عدد من المهاجرين و الأنصار ينظرون فيما بين أهل مصر و ابن أبي سرح،[فخرج] (5) محمّد و من معه، فلمّا كان على مسيرة ثلاث (6) من (7) المدينة إذا هم بغلام أسود [على بعير] (8) يخبط البعير خبطا، كأنه رجل يطلب أو يطلب، فقال له أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و سلم ما قصتك ؟ و ما شأنك ؟ هارب أو طالب ؟ فقال لهم: أنا غلام أمير المؤمنين،

ص: 416


1- الزيادة عن م، و «ز»، للإيضاح.
2- كذا بالأصل و «ز»، و في م: يسألونك، و هو أشبه.
3- بالأصل: و اقضى، و التصويب عن م و «ز».
4- كذا بالأصل و م و «ز»: فقال:«استعمل عليه» و في المطبوعة: فقالوا: استعمل علينا.
5- الزيادة للإيضاح عن م و «ز».
6- عن «ز»، و بالأصل و م: قلت.
7- بالأصل: من أهل المدينة، و التصويب عن م و «ز».
8- الزيادة عن م و «ز».

وجّهني إلى عامل مصر،[فقال له رجل: هذا عامل مصر] (1) قال: ليس هذا أريد و أخبر [بأمره] (2) محمّد بن أبي بكر، فبعث في طلبه رجلا، فأخذه، فجيء به، قال مرة إليه، فقال:

غلام من أنت ؟ فأقبل، مرة يقول أنا غلام أمير المؤمنين، و مرة يقول أنا غلام مروان، حتى عرفه رجل، أنه لعثمان، فقال له محمّد: إلى من أرسلت ؟ قال: إلى عامل مصر، قال: بما ذا؟ قال: برسالة، قال: معك كتاب ؟ قال: لا، ففتشوه فلم يجدوا معه كتابا، و كانت معه إداوة قد يبست، فيها شيء يتقلقل، فحركوه ليخرج فلم يخرج فشقوا الإداوة، فإذا فيها كتاب: من عثمان إلى ابن أبي سرح، فجمع محمّد من كان عنده من المهاجرين و الأنصار و غيرهم، ثم فكّ الكتاب بمحضر منهم، فإذا فيه: إذا أتاك فلان، و محمّد، و فلان، فاحتل قتلهم، و أبطل كتابه، و قرّ على عملك حتى يأتيك رأيي، و احبس من يجيء إليّ يتظلم منك، ليأتيك رأيي في ذلك إن شاء اللّه، فلما قرءوا الكتاب فزعوا و أزمعوا، فرجعوا إلى المدينة، و ختم محمّد الكتاب بخواتيم نفر كانوا معه، و دفع الكتاب إلى رجل منهم، و قدموا المدينة، فجمعوا طلحة، و الزبير، و عليا، و سعدا، و من كان من أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و سلم، ثم فضّوا الكتاب بمحضر منهم، و أخبروهم بقصة الغلام، و أقرؤهم الكتاب، فلم يبق أحد من المدينة إلاّ حنق على عثمان و زاد ذلك من كان غضب لابن مسعود و أبي ذر، و عمّار، حنقا و غيظا، و قام أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و سلم فلحقوا بمنازلهم ما منهم أحد إلاّ و هو مغتم لما قرءوا الكتاب، و حاصر الناس عثمان، و أجلب عليه محمّد بن أبي بكر ببني تيم و غيرهم، فلما رأى ذلك عليّ بعث إلى طلحة و الزبير و سعد و عمّار و نفر من أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و سلم، كلهم بدري، ثم دخل على عثمان و معه الكتاب و الغلام و البعير، فقال له عليّ : هذا الغلام غلامك ؟ قال: نعم، قال: و البعير بعيرك ؟ قال: نعم، قال: فأنت كتبت هذا الكتاب ؟ قال: لا، و حلف باللّه ما كتبت هذا الكتاب، و لا أمر به، و لا علم به، قال له علي: فالخاتم خاتمك ؟ قال: نعم، قال: فكيف يخرج غلامك ببعيرك بكتاب عليه خاتمك لا تعلم به ؟ فحلف باللّه ما كتبت هذا الكتاب، و لا أمرت به، و لا وجّهت هذا الغلام إلى مصر قط ، و أما الخطّ فعرفوا أنه خط مروان، و شكّوا في أمر عثمان، و سألوه أن يدفع إليهم مروان، فأبي، و كان مروان عنده في الدار، فخرج أصحاب محمّد من عنده غضابا و شكّوا في أمره، و علموا أن عثمان لا يحلف بباطل إلاّ أن قوما قالوا: لن يبرأ عثمان من قلوبنا إلاّ أن يدفع إلينا مروان حتى نبحثه و نعرف حال الكتاب، و كيف يؤمر بقتل

ص: 417


1- ما بين معقوفتين سقط من الأصل و استدركت للإيضاح عن و «ز».
2- ما بين معقوفتين سقط من الأصل و استدركت للإيضاح عن و «ز».

رجل من أصحاب محمّد بغير حقّ ، فإن يكن عثمان كتبه عزلناه، و إن يكن مروان كتبه على لسان عثمان نظرنا ما يكون منا في أمر مروان، و لزموا بيوتهم، و أبى عثمان أن يخرج إليهم مروان، و خشي عليه القتل، و حاصر الناس عثمان و منعوه الماء، فأشرف على الناس، فقال:

أ فيكم علي ؟ فقالوا: لا، قال: أ فيكم سعد؟ قالوا: لا، قال: فسكت، ثم قال: أ لا أحد يبلغ فيسقينا ماء، فبلغ ذلك عليا، فبعث إليه بثلاث قرب (1) مملوءة، فما كادت تصل إليه، و جرح في سببها عدة من موالي بني هاشم (2)،و بني أميّة حتى وصل الماء إليه، فبلغ عليا أن عثمان يراد قتله، فقال: إنّما أردنا منه مروان، فأمّا قتل عثمان فلا، و قال للحسن و للحسين:

اذهبا بسيفيكما حتى تقوما على باب عثمان، فلا تدعا أحدا يصل إليه، و بعث الزبير ابنه و بعث طلحة ابنه، و بعث عدة من أصحاب محمّد أبناءهم يمنعون الناس أن يدخلوا على عثمان، و يسألونه إخراج مروان، فلما رأى ذلك محمّد بن أبي بكر و رمى الناس [عثمان] (3) بالسهام حتى خضب الحسن بالدماء على بابه، و أصاب مروان سهم و هو في الدار، و خضب محمّد بن طلحة، و شجّ قنبر مولى علي، فخشي محمّد بن أبي بكر أن يغضب بنو هاشم لحال الحسن و الحسين فيثيرونها (4) فتنة، فأخذ بيد الرجلين، فقال لهما: إن جاءت بنو هاشم فرأوا الدماء على وجه الحسن كشفوا الناس عن عثمان، و بطل ما نريد، و لكن مروا بنا حتى نتسوّر عليه الدار فنقتله من غير أن يعلم أحد، فتسوّر محمّد و صاحباه من دار رجل من الأنصار حتى دخلوا على عثمان، و لا يعلم أحد ممن كان معه، لأن كل من كان معه كانوا فوق البيوت، و لم يكن معه إلاّ امرأته، فقال لهما محمّد: مكانكما، فإنّ معه امرأته حتى أبدأكما بالدخول، فإذا أنا ضبطته (5) فادخلا فتوجّاه حتى تقتلاه، فدخل محمّد [فأخذ] (6) بلحيته، فقال له عثمان: و اللّه لو رآك أبوك لساءه مكانك مني، فتراخت يده، و دخل الرجلان عليه، فتوجّاه حتى قتلاه، و خرجوا هاربين من حيث دخلوا، و صرخت امرأته، فلم يسمع صراخها لما كان في الدار من الجلبة، و صعدت امرأته إلى الناس، فقالت: إن أمير المؤمنين قد قتل، فدخل الحسن و الحسين و من كان معهما، فوجدوا عثمان مذبوحا، فانكبّوا عليه يبكون، و خرجوا و دخل

ص: 418


1- في «ز»: فرب.
2- الأصل: هشام، تصحيف، و التصويب عن «ز»، و م.
3- سقطت من الأصل، و أضيفت عن م، و «ز».
4- كذا بالأصول.
5- الأصل: ضبطه، و التصويب عن م و «ز».
6- الزيادة للإيضاح عن «ز»، و م.

الناس فوجدوه مذبوحا، و بلغ علي بن أبي طالب الخبر، و طلحة، و الزبير، و سعدا، و من كان بالمدينة، فخرجوا، و قد ذهبت عقولهم للخبر الذي أتاهم، حتى دخلوا على عثمان فوجدوه مقتولا، فاسترجعوا، و قال علي لابنيه: كيف قتل أمير المؤمنين و أنتما على الباب ؟ و رفع يده فلطم الحسن، و ضرب صدر الحسين، و شتم محمّد بن طلحة، و لعن عبد اللّه بن الزبير، و خرج علي و هو غضبان، فلقيه طلحة، فقال: ما لك يا أبا الحسن ضربت الحسن و الحسين، فقال: عليك و عليهما لعنة اللّه إلاّ أن يسوؤني ذلك بقتل أمير المؤمنين، رجل من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، بدري، لم تقم عليه بيّنة و لا حجّة، فقال طلحة: لو دفع مروان لم يقتل، فقال علي: لو أخرج إليكم مروان قتل قبل أن تثبت عليه حكومة، و خرج علي فأتى منزله، و جاء الناس كلهم يهرعون إلى علي حتى دخلوا عليه داره، فقالوا له: نبايعك، فمدّ يدك، فلا بدّ من أمير، فقال علي: ليس ذلك إليكم، إنّما ذلك لأهل بدر، فمن رضي به أهل بدر فهو خليفة، فلم يبق أحد من أهل بدر إلاّ أتى عليا فقالوا: ما نرى أحدا أحقّ بها منك [مدّ يدك] (1) نبايعك، فقال أين طلحة و الزبير فكان أول من بايعه طلحة بلسانه، و سعد بيده، فلما رأى ذلك علي خرج إلى المسجد، فصعد المنبر، فكان أوّل من صعد إليه طلحة فبايعه بيده، ثم بايعه الزبير و سعد، و أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلم، ثم نزل، فدعا الناس و طلب مروان فهرب منه، و طلب نفرا من ولد مروان و بني أبي معيط فهربوا منه، و خرجت عائشة باكية تقول: قتل عثمان و جاء علي إلى امرأة عثمان فقال لها: من قتل عثمان ؟ قالت: لا أدري، دخل عليه رجلان لا أعرفهما إلاّ أن أرى وجوههما، و كان معهما محمّد بن أبي بكر، و أخبرت عليا و الناس ما صنع محمّد، فدعا علي محمّدا فسأله عما ذكرت امرأة عثمان، فقال محمّد: لم تكذب، قد و اللّه دخلت عليه و أنا أريد قتله، فذكر لي أبي، فقمت عنه، و أنا تائب إلى اللّه تعالى، و اللّه ما قتلته و لا أمسكته، فقالت امرأته: صدق، و لكنه أدخلهما.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، و عبد اللّه بن أحمد، و أبو تراب حيدرة بن أحمد - إجازة - قالوا: نا عبد العزيز بن أحمد - لفظا - أنا عبد الرّحمن بن عثمان بن أبي نصر، نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن سعيد، و أبو الميمون البجلي، قالا: نا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم بن بسر (2)،نا محمّد بن عائذ، أخبرني الوليد بن مسلم، حدّثني عبد اللّه بن لهيعة،

ص: 419


1- الزيادة عن م، و «ز».
2- الأصل و م: بشر، تصحيف، و التصويب عن «ز»، و قد مرّ التعريف به.

عن يزيد بن أبي حبيب، قال:

كان عمر بن الخطّاب أمّر على الشام بعد يزيد بن أبي سفيان معاوية بن أبي سفيان، و عمير بن سعد الأنصاري، و أمّر على الكوفة المغيرة بن شعبة الثقفي، و أمّر على البصرة أبا موسى الأشعري، عبد اللّه بن قيس، و أمّر على أهل مصر عمرو بن العاص، فقتل عمر، و لم يخلع أحدا منهم، فاستخلف عثمان، فنزع عمير بن سعد، و جمع الشام لمعاوية كله، ثم نزع عمرو بن العاص، و أمّر عبد اللّه بن سعد، فقال أناس: نزع عمرا و قد كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أمّره و أمّر ابن سعد، فكانت تلك فتنة في أنفسهم، ثم نزع أبا موسى الأشعري، و أمّر الوليد بن عقبة، قالوا: أمّر الفاسق و خلع أبا موسى، و أظهر الناس في ذلك قالة سوء، و كتب أهل الآفاق بذلك بعضهم إلى بعض، ثم إنّ عثمان أمّر عبد اللّه بن سعد على أهل الشام و أهل مصر غزوة ذات الصّواري، ففتح اللّه لأهل الإسلام يومئذ فتحا عظيما، و كان معاوية بن حديج غزا تلك السنة بغزاوة (1) أمّره عليها عثمان، ففتح ذلك الحصن، و أمر له عثمان بالخمس مما أصاب لنفسه، و ذلك سنة أربع و ثلاثين، ثم أنّ عبد اللّه بن سعد وفد إلى عثمان برجال من أهل مصر، فأخبروه بالذي فتح اللّه لهم و لأهل الإسلام، فكتب عثمان بذلك الفتح إلى الأجناد، و استخلف عبد اللّه بن سعد على أهل (2) مصر حين وفد إلى عثمان، السائب بن هشام رجلا من بني عامر بن لؤي، و جعل الخاتم بيد سليم بن عتر (3) التجيبي، فبينا عبد اللّه بن سعد عند عثمان معه وفد إذ أقبل (4) راكب بعثه صاحب منهل من مناهل المدينة، حتى دخل إلى عثمان فأخبره أن ركبا من أهل مصر مروا بنا، معهم السلاح و الخيل فراعنا ذلك، فأشفق عثمان، فأرسل إلى عبد اللّه بن سعد، فقال: يا أبا يحيى، أخبرني كيف تركت أهل مصر؟ قال:

تركتهم على ما يحبّ أمير المؤمنين في طاعتهم، فهل بلغك يا أمير المؤمنين شيء؟ ثم قدم راكب آخر بعثه صاحب ذي المروة، فأخبر عثمان أنّ ركبا (5) من أهل مصر نزلوا ذا المروة معهم السلاح و الخيل، قد احتقبوا (6) الدروع، عليهم رجل يقال له عبد اللّه بن بديل، فلما بلغ ذلك عثمان استيقن إنّما يراد نفسه، فأرسل إلى عمرو بن العاص و هو بالمدينة قد أنكحه عثمان

ص: 420


1- كذا بالأصل و م و «ز». يقال: غزاهم غزوا و غزوانا و غزاوة (انظر تاج العروس بتحقيقنا: غزو).
2- استدركت اللفظة على هامش م و بعدها صح.
3- ضبطت عن الاكمال.
4- بالأصل:«إذا راكب» و المثبت و الزيادة عن م و «ز».
5- الأصل: راكبا، و التصويب عن م و «ز».
6- أي احتملوها من الخلف (اللسان: حقب).

أخته لأمه: أم كلثوم ابنة عقبة بن أبي معيط ، فقال له: يا أبا عبد اللّه ما بال ركب (1) من أهل مصر نزلوا ذا المروة ؟ فهوّن عليه عمرو، قال: لعلهم عتبوا على ابن سعد في أنه وفد برجال و ترك آخرين، و يقال: إنّما قدم الركب على ملأ من علي و عمرو، لأنه نزعه عن مصر، فقال له عثمان: انطلق فارددهم بما أحبوا، و بعث معه عثمان أربعمائة راكب، فسار بهم عمرو، فلما دنا منهم نزل و نزلوا، فلما جنّ الليل قال مسلمة بن مخلّد (2)-و كان في وفد عبد اللّه بن سعد - جاءني عين لي، فقال: يا أبا سعيد، قد و اللّه جاء علي الآن مختفيا، فانطلق هو و عمرو إلى الركب (3) سرا، فرصدوهم (4) مسلمة، فإذا الأمر كذلك، ثم أمرنا عمرو بالانصراف، و ما ندري ما قال عمرو للقوم، و ما ردّوا عليه، فذكر الركب الذين خرجوا من مصر أن عمرو بن العاص قال لهم: ما الذي قدمتم له ؟ قالوا: أردنا قتل عثمان، قال: أ لستم في عدد كعدد من معه عثمان، و لكن ارجعوا و اقبلوا من الرجل (5) ما أعطاكم حتى تستوثقوا ممن خلفكم و ترجعوا إليه ثانية، و أنتم في كثف (6).

فقال له ابن بديل - و هو أحد خزاعة - يا عمرو أ ما علمت أن اللّه يقول في كتابه: كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّٰهِ وَ اللّٰهُ مَعَ الصّٰابِرِينَ (7) فقال عمرو: يا ابن بديل، إنه يكون من قضاء اللّه كم من فئة كثيرة غلبت فئة قليلة و اللّه مع الصابرين، و أيم اللّه لو أعلم أنّ من وراءكم على مثل رأيكم، ثم كنت في أربعة آلاف أخذت بهم الحرمة، فما شعر عثمان حتى نغشاه بالخيل.

و رجع الركب من ذي المروة إلى مصر، فأعطاهم ما سألوا، فلمّا قدم عمرو المدينة قام عثمان على المنبر، فحمد اللّه و أثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: أمّا بعد يا أهل المدينة، فقد بلغني أنكم أكثرتم (8) في الركب، و إنّي بعثت إليهم عمرو بن العاص، فأخبرني بأمر هو دون

ص: 421


1- الأصل: راكب، و التصويب عن م و «ز».
2- ضبطت بالقلم في «ز» بكسر اللام المشددة، و ضبطت اللفظة عن الاكمال 223/7.
3- الأصل: الراكب، و المثبت عن م و «ز».
4- كذا بالأصل و م، و «ز»، و فوقها في «ز» ضبة، تنبيها إلى أن الصواب: فرصدهم.
5- الأصل: الرجال، تصحيف، و الصواب عن م و «ز».
6- الحرف الثاني بدون إعجام في الأصل و «ز»، و تقرأ في م: كنف. و الصواب ما أثبت، و الكثف: الحشد، و الجماعة.
7- سورة البقرة، الآية:249.
8- الأصل:«أكرمتم» و في م:«أكبرتم» و الحرف الثاني في «ز»: بدون إعجام، و المثبت عن المختصر.

ما تذكرون، فقال عمرو رافعا صوته: أ تريد أن تجعلها بي يا عثمان، كلاّ و اللّه، بل قدموا في أمر جسيم من أمور أهل الإسلام، يا عثمان، إنّك قد ركبت بأمّتك نهابير و ركبوها، فتب و لتتب أمتك، فقال أهل المدينة عند ذلك: نشهد باللّه، و نشهد من حضر من المسلمين أنا و أهل مصر على أمر واحد، فجاءوا حتى حالوا بين عثمان و المنبر، فنزل، فدخل عليه نفر من قومه، فقالوا: يا أمير المؤمنين، إنّ عمرا هو الذي أغرى بك، فأخرجه عثمان، فطلّق عمرو امرأته، و نزل السّبع (1) من أرض فلسطين، فقال عمرو حين أخرج:

لنخضب لحية غدرت و خانت *** بأحمر من دماء الخوف، قان

ثم إن عثمان خرج إلى الناس فقال: أيها الناس، ما هذا الأمر الذي عتبتم عليّ فيه ؟ قالوا: نعتب عليك أنك نزعت أبا موسى الأشعري، و ولّيت الفاسق، قد علمت ذلك، و نزعت عمرا و أمرت ابن سعد، و قد علمت ما قيل في ابن سعد، و قد بلغنا أن الوليد يخرج سكرانا (2)لا يعقل، فقال عثمان: معاذ اللّه أن أعلم هذا منه و أؤمره، فانظروا من رجل أمين نبعث فيعلم لنا علمه، فقال أهل المدينة: قد رضينا جبلة بن عمرو، فبعثوه، فنزل على رجل من الأنصار يقال له قرظة بن كعب، فقال له: أ لا يتقي اللّه، عثمان يجعل علينا رجلا يخرج إلى الصلاة لا يعقل ؟ فقال (3) له جبلة: اتّق اللّه، اعلم ما تقول، فإنّ عليك طاعة، ثم جمع مع ذلك أنه أخ لأمير المؤمنين، فقال له: أ تراني كاذبا، فو اللّه ما كذبتك، فقال له: كيف لي أن أعلم ذلك [منه] (4) مثل ما علمت ؟ فقال: إن صاحب شرابه يألف وليدة لنا و هي تخبرنا، فلم يزل حتى أخبرته الوليدة أنه الآن سكران لا يعقل (5)،فدخل عليه جبلة بن عمرو، فانتزع خاتمه و هو لا يشعر، فقدم على عثمان فسأله، فقال له: يا أمير المؤمنين بيني و بينك، فقال أهل المدينة: كلا و اللّه إلاّ علانية، فلما قصّ قصته على عثمان قال عثمان: كذبت، فقد أخبرت خبرك قبل خروجك، فأمر به عثمان فسجن، فجعل أهل المدينة يأتونه في السجن، ثم إن ناسا من أهل المدينة دخلوا على أهل السجن فأخرجوا جبلة بن عمرو، فخرج جبلة عند ذلك إلى مصر، و لما رجع ابن بديل و أصحابه من ذي المروة بما أحبوا عارضهم رجل على جمل يسير بأعلى

ص: 422


1- السبع ناحية بين بيت المقدس و الكرك فيه سبع آبار سمي الموضع بذلك.
2- كذا بالأصل و م و «ز»: سكرانا بالتنوين، و هو قد يجوز، و عزاها الجوهري و الفيومي لبني أسد (راجع تاج العروس بتحقيقنا: سكر).
3- ما بين الرقمين سقط من م.
4- الزيادة عن «ز».
5- ما بين الرقمين سقط من م.

الطريق، و ذلك بين (1) النخل، فأرابهم أمره ففتشوا متاعه، فإذا بصحيفة من عثمان إلى خليفة عبد اللّه بن سعد يأمره أن يقطع أيديهم و أرجلهم، و وجدوا الكتاب في إداوة و الجمل جمل عثمان، فقدموا بالجمل و بالغلام مصر و بالكتاب، فأقرءوه إخوانهم، و قام جبلة خطيبا بين ظهريهم، حرّضهم، و أخبر من أمره، و أنكر عثمان أن يكون كتب، و لعن الكاتب و المرسل في ذلك، فانتزى محمّد بن أبي حذيفة على الإمارة، فتأمر على (2) مصر، و بايعه أهلها طرا إلاّ أن تكون عصابة، فيهم معاوية بن حديج، و بسر بن أبي أرطأة.

قال: و نا ابن عائذ، قال: و سمعت غير واحد منهم محمّد بن شعيب يخبر عن سعيد بن عبد العزيز.

أن عمّار بن ياسر قام بمصر، فقال: خلعت عثمان كما أخلع كور عمامتي هذه، فأعطاه محمّد بن أبي حذيفة أربعين ألف دينار و توابعها.

ثم رجع، الحديث إلى حديث الوليد بن مسلم، عن عبد اللّه بن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب.

فقال محمّد بن أبي حذيفة: من يشترط في هذا البعث ؟ فكثر عليه من يشترط ، فقال لهم: إنكم إنّما تنطلقون إلى شيعة لكم إنّما يكفينا منكم ستمائة رجل، فاشترط من أهل مصر ستمائة رجل، و أمّر عليهم محمّد بن أبي حذيفة عبد الرّحمن بن عديس البلوي، فساروا إلى أهل المدينة، و سجن رجالا من أهل مصر في دورهم، منهم: بسر بن أبي أرطأة، و معاوية بن حديج، ثم إن محمّدا (3) بعث إلى معاوية بن حديج و هو رمد، فأراد أن يكرهه على البيعة، فلما رأى ذلك كنانة بن بشر الأيداعي (4) من أهل اليمن، و كان رأس الشيعة الأولى، دفع عن معاوية بن حديج ما كره، و قدم ركب أهل مصر المدينة.

قال: و نا ابن عائذ، قال: فحدّثنا الوليد بن مسلم عن عبد اللّه بن لهيعة أنه أخبره عن يزيد بن عمرو، أنه سمع أبا ثور الفهمي يقول:

قدمت على عثمان، فبينا أنا عنده فخرجت، فإذا بوفد أهل مصر قد رجعوا، فدخلت

ص: 423


1- كذا بالأصل، و في م و «ز»: «ببطن النخل» و في معجم البلدان: بطن نخل: قرية قريبة من المدينة على طريق البصرة.
2- بالأصل:«فتآمر على الإمارة على مضر» و المثبت عن م و «ز».
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و الذي في الأنساب و اللباب: الأيدعاني، نسبة إلى أيدعان، بطن من تجيب.
4- كذا بالأصل و م و «ز»، و الذي في الأنساب و اللباب: الأيدعاني، نسبة إلى أيدعان، بطن من تجيب.

على عثمان فأخبرته، فقال: كيف رأيتم (1)؟قلت [رأيت] (2) في وجوههم الشر عليهم ابن عديس البلوي.

فصعد ابن عديس منبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فصلّى بهم الجمعة، و تنقّص عثمان [في خطبته] (3)،فأخبرته بما قام فيهم ابن عديس، قال: كذب و اللّه ابن عديس، لو لا ما ذكرت، ما ذكرت لك، إنّي لرابع أربعة في الإسلام، و لقد أنكحني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ابنته، ثم توفيت فأنكحني الأخرى، و اللّه ما زنيت و لا شربت في جاهلية و لا إسلام، و لا تغنّيت، و لا تمنّيت منذ أسلمت، و لا مسست فرجي بيميني منذ بايعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و لقد جمعت القرآن على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و لا أتت عليّ جمعة إلاّ و أنا أعتق فيها رقبة منذ أسلمت، إلاّ أن أجدها في تلك الجمعة فأجمعها في الجمعة الثانية.

قال: و نا ابن عائذ، قال:

ثم رجع الحديث إلى ما حدثنا به الوليد بن مسلم، عن عبد اللّه بن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، قال:

ثم إنّ ابن عديس دخل المسجد، فبينا هو محتبي (4) فيه إذ رمي من دار عثمان بسهم، فوقع عند حبوته (5)،فانتزع السهم، فانطلق به حتى دخل بيت بعض أزواج النبي صلّى اللّه عليه و سلم، ثم خرج من عندهم، فأقبل حتى جلس في المسجد، فتراسل عثمان و علي (6) و طلحة و الزبير، فلم يزالوا حتى دعاهم عثمان إلى أن اجتمعوا في بيت عائشة، ثم يعتبهم و ينزع عما كرهوا، فاجتمعوا، فأرسلت عائشة إلى صفية لتحضرها، و تسمع مقالتهم، فأقبلت و معها سليم مولاها، فدخلت على عائشة، و بينها و بين الملأ ستر، فتجاولوا طويلا، و كثر كلامهم، فكان من أشدّ القوم على عثمان صوتا جبلة بن عمرو الأنصاري، فقالت صفيّة: و صغوها (7) مع

ص: 424


1- كذا بالأصل، و في م و «ز»: رأيتهم.
2- سقطت اللفظة من الأصل و م و «ز»، و الزيادة عن المطبوعة.
3- الزيادة عن م و «ز».
4- كذا بالأصل و م و «ز»: محتبي، بإثبات ياء المنقوص.
5- بالأصل: فرفع عند حبرته، و التصويب عن م و «ز».
6- استدركت على هامش م.
7- إعجامها مضطرب بالأصل و م و «ز»، و لعل الصواب ما أثبت، و الصغو: الميل، يقال: صغا إليه يصغو صغوا و صغوا: مال.(اللسان).

عثمان: من هذا الذي يرفع صوته على أمير المؤمنين ؟ فقالت عائشة: هذا جبلة بن عمرو الأنصاري، فصاحت صفية: يا جبيلة، أ ترفع صوتك على أمير المؤمنين ؟ فقالت عائشة:

و صغوها مع الملأ الذين حصروا عثمان، لم تصغرين اسمه ؟ ادعيه يا جبلة، فإنّ اللّه لم ينقصه و لم ينتقص اسمه.

فاستوسق أمرهم (1) على أن أجابهم عثمان إلى ما أحبّوا، و نزع عما كرهوا دون الخلو لهم من الولاية، فرضوا بذلك، و افترقوا، فقال لها سليم مولاها: الحمد للّه الذي أصلح أمر هذه الأمة، و ألّف بينهم، فقالت له صفية: يا سليم، إنّهم ليسوا بالذين يرضون (2) منه بما أعطاهم من نفسه، و قد ركبوا ما ركبوا، و إنّي سمعت من كلامهم اليوم ما سمعت، ثم إن عبد الرّحمن بن عديس أشار إلى أصحابه أن يحصروا عثمان، فأشرف عليهم من كوّة، فقال: يا أبا الحسن، ما هذا الذي ركب مني ؟ فقال: اصبر أبا عبد اللّه، فو اللّه ما غبت عن قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم حين كنا على أحد، فتحرك الجبل و نحن عليه، فقال:«اثبت أحد فإنه ليس عليك إلاّ نبيّ ، أو صدّيق، أو شهيد»[8056]، و أيم اللّه لتقتلنّ و لأقتلنّ معك، و ليقتلن طلحة و الزبير و ليجيئنّ قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم على أذلاله (3)،قال: فانصرف عليّ ، فاختبأ في المسجد و عنده سعد بن أبي وقّاص في ناس كثير، فأقبل حسن بن علي، فسارّ أباه ثم انصرف، ثم أتاه الثانية، فسارّه ثم انصرف، ثم أتاه الثالثة فقام معه علي، فقام سعد حين رأى قيام علي على أثر (4) ابنه إلى عثمان، فدخل عليه، فقال: آخذ سلاحي و آتيك يا أمير المؤمنين ؟ فقال عثمان:

خذ لي، و خذ مني يا سعد، و ألطّ القوم (5) عند ذلك في الدار، و اشتدّ حردهم (6)،فخرج سعد في وجوههم، فقال: اللّه اللّه يا معشر المسلمين، تركتم عثمان حتى إذا غسلتموه و صار مثل الثوب الرّحيض (7) أردتم قتله، أ فلا بوسخه فعلتم ذلك به ؟ فقالوا: ما لنا و لك يا سعد، فشدّوا على سعد حتى خرّ من قيامه، فخلص إلى عثمان سهم، فناشدهم عثمان في قتله، و نبذ إليهم مفاتيح الخزائن، فأقبلوا بها حتى وضعوها بين يدي طلحة بن عبيد اللّه، فقال: لا و اللّه لا نرضى بذلك منه حتى نسلّه من الولاية مثل (8) الشعرة من العجين، فكان أوّل من دخل عليه

ص: 425


1- أي اجتمع أمرهم (اللسان).
2- الأصل و م و «ز»: ترضون.
3- أي على وجوهه و طرقه. جمع ذل بالكسر (راجع النهاية لابن الأثير: ذلل).
4- بالأصل و م و «ز»: «ابن ابنه» و المثبت عن المطبوعة.
5- ألط القوم: اشتدوا في الأمر و الخصومة.
6- الحرد: الغيظ و الغضب.
7- الرحيض: المغسول (راجع النهاية و اللسان: غسل).
8- الأصل: من، و المثبت عن م و «ز».

حتى تناوله محمّد بن أبي بكر، فقبض على لحيته، فشتمه، فقال عثمان: يا ابن أخي، إن كان عزيز على والدك أن يضع يده حيث وضعت يدك، فخرج، و دخل عليه أبو عمرو بن بديل فطعنه بسهم، ثم دخل عليه رومان بن سودان عديد لآل أصبح فضربه بالجرز (1) فقتله، ثم دخل عليه نفر بأسيافهم ليضربوه بها، فتناولت ابنة الفرافصة سيفا من أسيافهم، فجرح بيدها، فقالت: ويحكم، إن كنتم تريدون قتله فقد و اللّه قتله صاحب الجرز، و لكنه حي عند ربه يرزق.

قال: فقال عمرو بن العاص حين بلغه قتل عثمان: قد علمت العرب أنّي إذا حككت قرحة (2) أدميتها (3)،ثم إنّ الركب انصرفوا إلى مصر، فلما دخلوا الفسطاط ارتجز مرتجزهم:

ألا احذرن من مثلها أبا حسن

إنا نمر الحرب إمرار الرسن

ننطق بالفصل و إحكام السنن

فلما دخلوا المسجد قالوا: إنّا لسنا قتلنا عثمان، و لكن اللّه قتله، و كذلك يقول اللّه: بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبٰاطِلِ فَيَدْمَغُهُ ، فَإِذٰا هُوَ زٰاهِقٌ ، وَ لَكُمُ الْوَيْلُ مِمّٰا تَصِفُونَ (4) فلما رأى ذلك شيعة عثمان بن عفّان و من كره قتله قام من قام منهم إلى ابن أبي الكنود (5) سعد بن مالك الأزدي، و كان في مجلس، ثم تتابعوا إليه حتى عظمت حلقته لا يقوم إليه رجل إلاّ كان على مثل رأيه، فوجم القوم لذلك طويلا، فقال يومئذ لأهل الحلقة رجل من حجر يقال له عبد اللّه بن جويبر:

قد طال منذ اليوم صماتكم، فحلّوا حباكم (6) ثم الحقوا برجالكم، و أبرموا أمركم، فقام القوم عند ذلك: فألبّ بعضهم بعضا، و كان من يمشي في ذلك و يدعو إليه مقسم بن بجرة التجيبي، فبدأ بابن أبي الكنود الكنود سعد بن مالك، فدعاه أن يتولى أمر الخارجة و يطلب بدم عثمان،

ص: 426


1- الجرز: العمود من الحديد (اللسان).
2- الأصل و المطبوعة: فرجه، و التصويب عن م و «ز».
3- الأصل: دميتها، و التصويب عن م و «ز». و هو مثل، يريد: إذا يممت غاية تقصيتها و بلغتها. انظر المستقصي للزمخشري 124/1 مجمع الأمثال للميداني 28/1.
4- سورة الأنبياء، الآية:18.
5- كذا بالأصل و م و «ز»: ابن أبي الكنود، و الصواب أن سعد بن مالك يكنى بأبي الكنود، ف «بن» مقحمة.
6- جمع حبوة. و الحبوة الثوب الذي يحتبي به.

فأجابه بطلب دم عثمان، و كره الولاية، فقال مقسم: فمعاوية بن حديج يلي ذلك، فإنه من قد عرفتم، فقال: قد رضيت به، فخرج مقسم فأتى خارجة بن حذافة السّهمي، فأجابه إلى نصر عثمان و كره الولاية، فدعا مقسم إلى معاوية بن حديج، فرضي به ثم أتى مسلمة بن مخلّد، فدعاه إلى أن يتولى الطلب بدم عثمان، فقال مسلمة: ليس بمصر من قومي من يشدّ ظهري، و لا امرؤ أعز به إن أردت ذلك، و لكني أجيبكم إلى طلب دم عثمان، فقال (1) مقسم و ابن حديج يلي ذلك، فإنه من قد عرفت، فرضي به مسلمة بن مخلّد، ثم خرج مقسم فأتى حمزة بن يشرح بن عبد كلال، فعرض عليه ما عرض على القوم من الولاية، فأتى و أجابه إلى الطلب بدم عثمان.

فاستوسق أمر القوم، فخرج معاوية بن حديج و هم معه إلى جنان بن حبشي فولوا ابن حديج أمرهم، فساروا نحو الصعيد حتى (2) إخميم (3) فأخبروا بخيل لأهل مصر، فبعث عليها حيّان بن مرثد الأبذوي (4) فالتقوا بدقباس (5) من كورة البهنسا، فقتلوا و أسروا.

قال ابن عائذ: و قد سمعنا في قتل عثمان بحديث سوى حديث الوليد عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب حديث.

ذكره إسماعيل بن عياش، عن محمّد بن يزيد الرّحبي أنه حدّثه،[قال:] حدّثني رجل من الأزد يقال له سهم أبو حنيس، و كان عمر بن عبد العزيز أرسل إليه، فسأله و لم يكن بقي ممن شهد قتل عثمان بن عفّان غيره يومئذ - كما أخبرني - فلقيه بدير سمعان و ضمّتني و إياه الصائفة.

فأخبرني أنه كان مع عثمان بن عفّان يوم حصر في الدار، فزعم أن ركب الشقاء من أهل مصر أتوه قبل ذلك، فأجازهم و أرضاهم، فانصرفوا حتى إذا كانوا ببعض الطريق انصرفوا، و خرج عثمان بن عفّان فصلّى إما صلاة الغداة، و إما صلاة الظهر، فحصبه أهل المسجد، و قذفوه بالحصا و النعال و الخفاف، فانصرف إلى الدار، و معه طلحة بن عبيد اللّه، و الزبير بن

ص: 427


1- بالأصل: فقام، و التصويب عن م، و «ز».
2- فوقها في «ز»: ضبة.
3- إخميم: مرّ التعريف بها (راجع معجم البلدان).
4- إعجامها مضطرب بالأصل، و بدون إعجام في م و «ز»، و المثبت و الضبط عن الاكمال 311/2.
5- كذا رسمها بالأصل و م، و في «ز»: «بدفباس» و في معجم البلدان دقاتش: موضع بصعيد مصر من كورة البهنسا.

العوّام، و مروان بن الحكم، و أبو هريرة، و المغيرة بن الأخنس في أناس لا أحفظ (1) من ذكر منهم إلاّ هؤلاء النفر، فأشرفوا على ظهر البيوت (2)،فإذا هم بركب أهل الشقاء، قد دخلوا المدينة، و أقبل ناس حتى قعدوا على باب الدّار، عليهم السلاح، فقال عثمان لغلام له يقال [له] (3)و وثّاب: خذ مكتلا من تمر، فسألته ما المكتل ؟ قال: هي التي تسمون القفة، فانطلق بها إلى هؤلاء القوم، فإن أكلوا من طعامنا فلا بأس بهم، و إن أشفقت (4) منهم فدعهم و ارجع، فانطلق بالمكتل، فلما رأوه رشقوا (5) بالنبل، فانصرف الغلام و في منكبه سهم، فخرج عثمان و من معه إليهم، فأدبروا و أدركوا رجلا يمشي القهقرى، فقلت له: ما القهقرى ؟ قال: ينكص على عقبيه كراهية أن يولي، فأخذناه أخذا، فأتينا به عثمان بن عفّان، فقال: يا أمير المؤمنين إنا و اللّه ما نريد قتلك، و لكن نريد معاتبتك، فأعتب قومك و ارضهم، قال: يا أبا هريرة فلعلهم يريدون ذلك، فخلّوا سبيله، قال: فخلّينا سبيله، و خرجت عائشة أم المؤمنين، فقالت: اللّه اللّه يا عثمان في دماء المؤمنين، فانصرف إلى الدار، فلما أصبح صلّى بنا الغداة، فقال: أشيروا عليّ ، فلم يتكلم أحد من القوم غير عبد اللّه بن الزبير بن العوّام، فقال: يا أمير المؤمنين أشير عليك بثلاث خصال، فاركب أيتهن أحببت، إمّا تهلّ بعمرة فتحرم عليهم دماؤنا، إلى ذلك قد أتانا مددنا من الشام، و قد كان عثمان كتب إلى أهل الشام عامة، و إلى أهل دمشق خاصّة: إني في قوم قد طال فيهم عمري، و استعجلوا القدر، و قد خيّروني بين أن يحملوني على شارف (6)إلى جبل الدّخان (7) و بين أن أنزع لهم رداء اللّه الذي كساني، و بين أن أقيّدهم. و من كان على سلطان يخطئ و يصيب، و إن يا غوثاه، و لا أمير عليك دوني - و إما أن تهرب على نجائب سراع لا يدركنا أحد حتى تلحق بمأمننا من الشام، و إما أن نخرج بأسيافنا و من شايعنا فنقاتل، فإنّا على الحقّ و هم على الباطل.

قال عثمان: أمّا قولك أن نهلّ بعمرة فيحرم عليهم دماؤنا، فو اللّه لئن لم يكونوا يرونها (8)اليوم عليهم حراما لا يحرّمونها إن أهللنا بعمرة، و أمّا قولك أن نخرج، نهرب إلى الشام، فو اللّه إنّي لأستحي أن آتي الشام هاربا من قومي و أهل بلدي، و أما قولك: نخرج بأسيافنا و من تابعنا

ص: 428


1- الأصل:«لا حفظ » و التصويب عن «ز»، و م.
2- الأصل: البيت، و المثبت عن م، و «ز».
3- الزيادة عن م و «ز».
4- الأصل: شفقق، و المثبت عن م و «ز».
5- في م و «ز»: رشقوه.
6- الشارف الناقة الكبيرة الفانية.
7- جبل الدخان مكان على سواحل اليمن قريب من عدن (صفة جزيرة العرب).
8- الأصول: تكونوا ترونها.

فنقاتل فإنّا على الحقّ و هم على الباطل، فو اللّه إنّي لأرجو أن ألقى اللّه و لم أهرق محجمة من دم المؤمنين.

قال: فمكثنا أياما ثم صلّينا الغداة، فلما فرغ أقبل علينا، فحمد اللّه و أثنى عليه، ثم قال:

إنّ أبا بكر و عمر أتياني الليلة، فقالا لي: صم يا عثمان، فإنّك مفطر عندنا، فإنّي أشهدكم أنّي قد أصبحت صائما، و أعزم على من كان يؤمن باللّه و اليوم الآخر إلاّ خرج من الدار سالما مسلّما، فقلنا: يا أمير المؤمنين، إن خرجنا لم نأمنهم على أنفسنا، فائذن لنا فلنكن في بيت من الدار يكون فيه جماعة و منعة، فأذن لهم، فدخلوا بيتا، و أمر بباب الدار ففتح، و دعا بالمصحف، فأكبّ عليه، و عنده امرأتاه ابنة الفرافصة الكلبية، و ابنة شيبة (1)،فكان أوّل من دخل عليه محمّد بن أبي بكر الصدّيق، فمشى إليه حتى أخذ بلحيته، فقال: دعها يا ابن أخي، فو اللّه إن كان أبوك ليهلف لها بأدنى من هذا، فاستحى، فخرج و هو يقول: أسعرته (2)،و أخذ عثمان ما امتعط (3) من لحيته فأعطاه إحدى مرتيه، ثم دخل رومان بن وردان (4) عداد في مراد رجل قصير أزرق مجدور، هو في آل ذي أصبح، معه جرز من حديد، فاستقبله، فقال: على أيّ ملة أنت يا نعثل ؟ فقال عثمان: لست نعثل، و لكني عثمان بن عفّان، و أنا على ملّة إبراهيم حنيفا مسلما و ما أنا من المشركين، فقال: كذبت، فضربه بالجزر على صدغه الأيسر فقتله، و أدخلته ابنة الفرافصة الكلبية بينها و بين ثيابها، و كانت امرأة جسيمة ضليعة، و ألقت بنت شيبة نفسها على ما بقي من جسده، فدخل رجل من أهل مصر معه السيف مصلتا، فقال: و اللّه لأقطعن أنفه، فعالج المرأة عنه فغالبته، و كشف عنها درعها من خلفها حتى نظر إلى بريق متنها، فلم يصل حتى أدخل السيف بين قرطيها و منكبها، فقبضت على السيف، فقطع أناملها، و قالت: يا رباح - و هو غلام لعثمان أسود و معه سيف عثمان - أغن عني هذا، فمشى إليه الغلام، فضربه ضربة بالسيف فقتله، ثم إنّ الناس دخلوا، فلمّا رأوا الرجل قد قتل و أن الامرأتين لا تتركانه تذمّم ناس من قريش و استحيوا، فأخرجوا الناس، و نادى أهل البيت بهم فاقتتلوا على الدار، فضرب مروان بن الحكم على حبل العانق فخرّ، و ضرب رجل من أهل

ص: 429


1- هي رملة بنت شيبة بن ربيعة بن عبد شمس، زوج عثمان بن عفان (أخبارها في الإصابة 307/4 و طبقات ابن سعد 239/8).
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و لعل الصواب: أشعرته، و الإشعار الادماء بطعن أو رمي (انظر اللسان: شعر).
3- أي ما نتف.
4- كذا ورد اسمه هنا بالأصول، انظر ما مرّ سابقا حول اسم قاتل عثمان رضي اللّه عنه.

مصر المغيرة بن الأخنس بالسيف فصرع، فقال رجل من أهل المدينة: تعس المغيرة بن الأخنس، فقال قاتله: بل تعس قاتل المغيرة بن الأخنس، و ألقى سلاحه و أدبر هاربا يلتمس التوبة، فأمسينا، فقلنا: إن تركتم صاحبكم حتى يصبح مثّلوا به، فانطلقنا إلى بقيع الفرقد، فأمكنا له في جوف الليل، ثم حملناه فغشينا سواد من خلفنا، فهبناهم حتى كنا نصرف عنه فنادى مناديهم أن لا روع عليكم اثبتوا، فإنما جئنا لنشهده معكم، و كان أبو خنيش (1) يقول:

هم و اللّه ملائكة اللّه، قال: فدفناه ثم هربنا من ليلتنا إلى الشام، فلقينا أهل الشام بوادي القرى عليهم حبيب بن مسلمة، و أخبرني أن قاتل المغيرة بن الأخنس أدرك و هو هارب يطلب التوبة فقتل، و كان يخبر أنه رأى في المنام جهنم تسعر، لها زفير و شهيق، فاقشعرّ جلده لذلك، ففرق فرقا شديدا، ثم نظر إلى تنور فيها أشدها لهبا، فقال: ما هذا التنور؟ فقالوا (2):لقاتل المغيرة بن الأخنس.

و قد ذكرت هذا الحديث من رواية عبد الرّحمن بن سليمان بن أبي الجون، عن محمّد بن يزيد الرحبي في ترجمة سهم أبي حنيش (3) فلا حاجة (4) إلى إعادته.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنا أبو طاهر محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه، نا السّري بن يحيى، أنا شعيب بن إبراهيم، أنا سيف بن عمر، عن محمّد، و طلحة، و أبي حارثة، قالوا (5):

صلى عثمان بالناس بعد ما نزلوا به في المسجد ثلاثين يوما، ثم إنّهم منعوه الصلاة، فصلى بالناس أميرهم الغافقي، دان له المصريون، و الكوفيون، و البصريون، و تفرّق أهل المدينة إلى حيطانهم، و لزموا بيوتهم، لا يخرج أحد، و لا يجلس إلاّ و عليه سيفه، يمتنع به من رهق (6) القوم، فكان الحصار أربعين يوما، و فيهن كان القتل، و من تعرّض لهم وضعوا فيه السلاح، و كانوا قبل ذلك ثلاثين يوما يكفون عن الناس، و يحتملون لهم الكلام، و لمّا رأى زيد و زياد، و عمرو بن الأصم أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلم مع عثمان، و أنّهم لا يجيبونهم، رجعوا من

ص: 430


1- كذا بالأصل، و في م: أبو حبيش، و في «ز»: أبو حسش. و قد مرّ قريبا:«حنيس».
2- في «ز»: فقال، عليها خط ، و على الهامش فيها: فقالوا و فوقها صح.
3- كذا بالأصل، و في م: ابن حبيش، و في «ز»: أبي حبيش.
4- في «ز»: «إعاجة» تحريف.
5- انظر تاريخ الطبري 353/4.
6- رهق القوم: الرهق: الطغيان و الفساد.

بين أهل الكوفة، و أعاد عثمان الكتاب إلى الأمراء.

إن أمر هؤلاء [القوم] (1) قد أبان، و أنهم قد حاولوا الإسلام و لم يجترءوا على المباداة، و إن يبقوا فسيبدون ما يكنون، قد أعذرنا إلى القوم، و احتججنا عليهم مرة بعد مرة، فلما ثبتت عليهم حجة، أو بلغهم عذر، عاندوا و كابروا، فهم في المدينة زمر قد حزبوا و منعوا منا الصلاة، و حالوا بيني و بين المسجد، و ابتزوا (2) الأمر، و كثروا، و عزّوا (3) أهل البلد، فلما لم يجدوا جرحا أجرح به، و لا دما أقتل به و لا ضربة سوط إلاّ بحقّ ، و لا درهما قالوا: لا نرضى إلاّ بأن تعتزلنا، و هيهات لهم، و اللّه من أمر ينال به الشيطان فيما بعد اليوم من سلطان اللّه حاجته، فأدركوا الفتنة قبل تدفقها.

و لما قدم الكتاب على معاوية قام معاوية في الناس، فتكلّم و قال: إنّ من الحق المعونة (4) على الحق، و من كان مع الحق كان اللّه معه، انهضوا إلى سلطان اللّه، فأعزّوه يعزّكم و ينصركم، و لا تخذلوه فيستبدل اللّه بكم غيركم، و يدال عليكم.

و قد كان أقوام من أهل الأمصار شهدوا أول هذا الأمر بالمدينة، ثم ضربوا إلى أمصارهم، منهم: عمرو بن العاص إلى فلسطين، و حنظلة الكاتب إلى الكوفة، و أبو أمامة، فأتى الشام، و سمرة بن جندب فأتى البصرة.

و قام ابن عامر بالبصرة، فقال: أمدّوا خليفتكم، و ذودوا عن سلطانكم، سابقوا إليه عدو اللّه و عدو المسلمين، فو اللّه لئن أدركتموه لتعتصمن، و لئن [سبقتم] (5) به لتبتلنّ (6)، فقام أبو موسى و قال: إنّ اللّه قد افترض عليكم نصرة دينه، و إنّما قوام هذا الدين السلطان، بادروا سلطان اللّه لا يستذل، ففصل القوم من بلدانهم، و ضربوا نحو المدينة [و بلغ القوم بالمدينة] (7) الخبر، فزيّن لهم الشيطان سوء أعمالهم ليغلقهم فيرتهنهم بها، فضيقوا على عثمان، و اشتدوا على من تعرّض لهم بالبسط ، و فتح عثمان الباب، و سمع بذلك أبو هريرة، فأقبل بالسيف، فقال: طاب أم ضراب (8)،و سمع بذلك زيد بن ثابت، فقال: يا معشر

ص: 431


1- الزيادة عن م و «ز».
2- بدون إعجام بالأصل و م و «ز»، و المثبت عن المطبوعة.
3- أي قهروهم و غلبوهم.
4- الأصل: العونة، و المثبت عن م، و «ز».
5- الزيادة عن م و «ز».
6- بالأصل و م: لتبلون، و في «ز»: لتبتلون.
7- الزيادة عن م و «ز»، للإيضاح.
8- أي طاب الضراب، لغة طي و حمير، راجع اللسان (طيب).

الأنصار، انصروا اللّه - مرتين - و سمع بذلك سعد بن مالك، فأقبل محتجزا قوسه، و معه السيف، فبعث إليهم عثمان: إن كنتم ترون الطاعة و الحقّ فاغمدوا أسيافكم و انصرفوا عنّا، و لا تستقتلوا، و جاء كثير بن الصّلت عديد بني أمية، فدخل عليه و قال: لو خرجت فأريت الناس وجهك، فقد انكسر الناس، فقال: يا كثير، رأيتني البارحة و كأني دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و هو أبو بكر و عمر، فقال: قد صبرت فلن يدركك المسلمون حتى تقتل، فارجع فإنّك مفطر عندي يوم كذا و كذا،[و لن تغيب الشمس، و اللّه يوم كذا و كذا] (1) إلاّ و أنا من أهل الآخرة.

قالوا: فوضع القوم [الذين] (2) كانوا في (3) السلاح، ثم أقبلوا حتى دخلوا على عثمان، و غشيه الناس و قالوا: ما رأيك ؟ و قالوا له: هلمّ نشر (4) و نستقتل، قال: فمن للأمر غدا، ودّ و اللّه هؤلاء أني عرّضتهم لذلك، فصرحوا (5) غدا بما يكنون اليوم، و إن رأيي اليوم رأيي بالأمس، فدعوني و اخرجوا عني، فلما جعل لا يأتيه أحد إلاّ قال له: الشراء و الاستقتال أحبّ أن يجد من يعينه على صرفهم.

و جاء عبد اللّه بن سلام حتى دخل فقال: يا ابن سلام، ما ترى في الشراء و الاستقتال، قال: أو أمرت بالصبر إلاّ لئلا تستقتل؛ اصبر فإنا نجدك في كتاب اللّه (6) أنك يوم القيامة أمير على القاتل و الآمر.

قالوا: و لما رأى القوم أن الناس قد ثابوا إلى عثمان وضعوا على علي رقيبا في نفر، فلازمه [و رقيبة خالد بن ملجم، و على طلحة رقيبا في نفر فلازمه، و رقيبه سودان بن حمران، و على الزبير رقيبا] (7) في نفر فلازمه، و رقيبه قتيرة و على نفر بالمدينة، قال لهم: إن تحركوا فاقتلوا، و ذكر الناس بهم فراسة عمر أيام مرّوا به، فتردد عن إرسال بهم (8)،و جعل يقول: ما مرّ بي قوم من العرب أكره إليّ منهم، فازداد الناس بصيرة و بهم علما، و لما لم يستطع هؤلاء النفر غشيان عثمان بعثوا أبناءهم إلى عثمان، فأقبل الحسن بن علي حتى قام عليه، و قال: مرنا أمرك، فقال: يا ابن أخي، أوصيك بما أوصي به نفسي، و تأول وَ اصْبِرْ، وَ مٰا صَبْرُكَ إِلاّٰ بِاللّٰهِ ،

ص: 432


1- ما بين معكوفتين زيادة عن م و «ز».
2- زيادة عن «ز»، و م.
3- فوقها في «ز»: ضبة.
4- الأصول: نشري.
5- في «ز»: فصرخوا.
6- في م و «ز»: كتاب اللّه المنزل.
7- ما بين معكوفتين مكانه مضطرب بالأصل، و هذه الزيادة عن م، و «ز». لإيضاح العبارة.
8- كذا بالأصول.

وَ لاٰ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ ، وَ لاٰ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمّٰا يَمْكُرُونَ (1) و و اللّه لأقينّكم بنفسي، و لأبذلنّها دونكم، أو تقرنوا لهم و أنتم و ذاك.

و جاء النعمان بن بشير فقال مقالة الحسن، و ردّ عليه مثل ذلك، و جاء عبد اللّه بن الزبير فقال له مثل ذلك، و جاء محمّد بن طلحة فقال مثل ذلك، و جاء أبو الهيثم بن التيّهان فقال: كيف بتّ يا أمير المؤمنين ؟ قال: بخير، قال أبو الهيثم: بأبي أنت و أمي، اصبر و لا تعطي الدنية، و لا تهدم سلطان اللّه، و قال متمثلا:

لعمري لموت لا عقوبة بعده *** لذي اللب أشفى من شقا لا يزايله

فعرف الناس أنه لا يعطيهم شيئا، و أفرحهم بذلك.

قالوا: و لما قضى عثمان في ذلك المجلس حاجاته، و عزم له المسلمون على الصبر و الامتناع عليهم بسلطان اللّه تعالى، قال: اخرجوا رحمكم اللّه، فكونوا بالباب، و ليجامعكم هؤلاء الذين حبسوا عني، و أرسل إلى علي و طلحة و الزبير و عدة: أن ادنوا فاجتمعوا، و أشرف عليهم، فقال: يا أيّها الناس، اجلسوا، فجلسوا جميعا: المحارب، و الطارئ، و المسالم المقيم، فقال: يا أهل المدينة إنّي أستودعكم اللّه و أسأله أن يحسن عليكم الخلافة من بعدي، إنّي و اللّه لا أدخل عليّ أحدا بعد يومي هذا حتى يقضي اللّه فيّ قضاءه، و لأدعنّ هؤلاء و ما رأوا، و إنّي غير معطيهم شيئا يتّخذونه عليكم دخلا في دين أو دنيا، و حتى يكون اللّه الصانع في ذلك ما أحب، و أمر أهل المدينة بالرجوع، و أقسم عليهم، فرجعوا، إلاّ الحسن و محمّدا (2)و ابن الزبير، و أشباها لهم، فجلسوا بالباب عن أمر آبائهم، و ثاب إليهم أناس، و لزم عثمان الدار.

قالوا (3):و كان الحصر أربعين ليلة، و النزول سبعين، فلما مضت من الأربعين ثمان عشرة ليلة قدم ركبان من الوجوه، فأخبروا خبر من قد تهيأ إليهم من الآفاق: حبيب من الشام، و معاوية من مصر، و القعقاع من الكوفة، و مجاشع من البصرة، فعندها حالوا بين الناس و بين عثمان، و منعوه كلّ شيء حتى الماء، و قد كان يدخل عليه بالشيء، مما يريد، و طلبوا العلل فلم يطلع عليهم علّة، فعثروا، فرموا في داره بالحجارة ليرموا فيقولوا (4):قوتلنا - و ذلك

ص: 433


1- سورة النحل، الآية:127، و في الأصل: و لا تكن.
2- بالأصل و م و «ز»: و محمد.
3- انظر تاريخ الطبري 385/4.
4- بالأصل و م و «ز»: فيقولون.

ليلا - فناداهم: أ لا تتقون اللّه ؟ أ ما تعلمون أنّ في الدار غيري ؟ قالوا: لا و اللّه ما رميناك، قال:

فمن رمانا؟ قالوا: اللّه، قال: كذبتم، إنّ اللّه لو رمانا لم يخطئنا، و أنتم تخطئونا (1)،و أشرف عثمان على آل حزم و هم في جيرانه، فسرح ابنا لعمرو إلى علي بأنهم قد منعوا الماء، فإن قدرتم على أن ترسلوا إلينا بماء فافعلوا، و إلى طلحة و الزبير، و إلى عائشة و أزواج النبي صلّى اللّه عليه و سلم، فكان أولهم إنجادا لهم علي، و أم حبيبة، جاء علي في الغلس، فقال: يا أيها الناس، إنّ الذي تصنعون لا يشبه أمر المؤمنين و لا أمر الكافرين، لا تقطعوا عن هذا الرجل المادة، و إنّ الروم [و فارس] (2) لتؤسر فتطعم و تسقى، و ما تعرّض لكم هذا الرجل في شيء فيم تستحلون حصره و قتله ؟ فقالوا: لا و اللّه و لا نعمة عين، لا نتركه يأكل و لا يشرب، فرمى بعمامته في الدار، بأني قد نهضت فيما أنهضتني له، فرجع، و جاءت أم حبيبة على بغلة لها برحالة مشتملة على إداوة، فقيل: أم المؤمنين أم حبيبة، فضرب وجه بغلتها، فقالت:[بني] (3) هي وصايا بني أميّة إلى هذا الرجل، و أحببت أن ألقاه و أسأله عن ذلك كي لا تهلك أموال أيتام و أرامل، فقالوا: كاذبة، و أهووا لها، و قطعوا حبل البغلة بالسيف، فندّت (4) بأم حبيبة، فتلقاها الناس، و قد مالت رحالتها، فتعلقوا بها، فأخذوها،[فذهبوا بها إلى بيتها، و تجهزت عائشة خارجة إلى الحج هاربة] (5) و استتبعت أخاها، و قد كادت تقتل، فذهبوا بها إلى بيتها، و تجهزت عائشة خارجة إلى الحج هاربة، و استتبعت أخاها، فأبى، فقالت: أما و اللّه، لئن استطعت أن أحرمهم ما يحاولون لأفعلنّ .

و جاء حنظلة الكاتب حتى قام على محمّد بن أبي بكر، فقال: يا محمّد تستتبعك أم المؤمنين فلا تتبعها، و يدعوك ذؤبان (6) العرب إلى ما لا يحلّ فتتبعهم ؟ فقال: و ما أنت و ذاك يا ابن التميمية، فقال: يا ابن الخثعمية، إنّ هذا الأمر إن صار إلى التغالب غلبتك عليه، ويحك بنو عبد مناف، و انصرف عنه و هو يقول:

عجبت لما يخوض الناس فيه *** يرومون الخلافة أن تزولا

ص: 434


1- كذا بالأصل و م و «ز»، بحذف النون للاستخفاف، و هو جائز، و في الطبري: تخطئوننا.
2- الزيادة عن م و «ز».
3- زيادة عن م، سقطت من الأصل و «ز».
4- أي نفرت و شردت، و ناقة ندود شرود.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م و «ز».
6- عنى بهم لصوصهم و صعاليكهم (اللسان: ذأب).

و إن (1) زالت لزال الخير عنهم *** و لا قوا بعدها ذلاّ ذليلا

و كانوا كاليهود أو النصارى *** سواء كلهم ضلوا السبيلا (2)

و لحق بالكوفة، و خرجت عائشة و هي ممتلئة (3) على أهل مصر، و جاءها مروان بن الحكم فقال: يا أم المؤمنين، لو أقمت كان أجدر أن يراقبوا هذا الرجل، قالت: أ تريد أن يصنع بي كما صنع بأم حبيبة، ثم لا أجد من يمنعني ؟ لا و اللّه لا أعير، و لا أدري إلام يسلم أمر هؤلاء.

و بلغ طلحة و الزبير ما لقي علي و أم حبيبة فلزموا بيوتهم و بقي عثمان يسقيه آل حزم في الغفلات، و عليهم الرقباء، و أشرف عثمان على الناس فقال: يا عبد اللّه بن عباس، فدعي له، فقال: اذهب فأنت على الموسم، و كان ممن لزم الباب فقال: يا أمير المؤمنين، لجهاد هؤلاء أحب إليّ من الحج، فأقسم عليه لينطلقن، فانطلق ابن عباس على الموسم تلك السنة، و رمى عثمان إلى الزبير بوصيته فانصرف بها - و في الزبير اختلاف أدركه مقتله أو خرج قبل قتله - و قال عثمان: يٰا قَوْمِ لاٰ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقٰاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مٰا أَصٰابَ قَوْمَ نُوحٍ ، أَوْ قَوْمَ هُودٍ، أَوْ قَوْمَ صٰالِحٍ ، وَ مٰا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ (4) اللّهم حل بين الأحزاب و بين ما يأملون كَمٰا فُعِلَ بِأَشْيٰاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ (5) قالوا:

فلما توقع الناس السابق، فقدم بالسلامة، و أخبر عن أهل الموسم، أنهم يريدون جميعا، المصريين و أشياعهم، و أنهم يريدون أن يجمعوا ذلك إلى حجّهم، فلما أتاهم ذلك عنهم مع ما بلغهم من نفور أهل الأمصار أغلقهم الشيطان، و قالوا: لا يخرجنا مما وقعنا فيه إلاّ قتل هذا الرجل، فيشتغل بذلك الناس عنا، و لم تبق خصلة يرجون بها النجاة إلاّ قتله. فراموا الباب، فمنعهم من ذلك الحسن و ابن الزبير، و محمد بن طلحة، و مروان بن الحكم و سعيد بن العاص، و من كان من أبناء الصحابة أقام معهم، و اجتلدوا بها، فناداهم عثمان: اللّه اللّه، أنتم في حل من نصرتي، فأبوا، ففتح الباب و خرج و معه الترس و السيف لينهنههم فلما رأوه أرز (6) المصريون، و ركبهم هؤلاء، و نهنههم فتراجعوا و عظم على الفريقين، و أقسم على أصحابه ليدخلن، إذ أبوا أن ينصرفوا فدخلوا، فأغلق الباب دون المصريين.

ص: 435


1- كذا بالأصول الثلاثة، و في هامش «ز»: و لو، و بعدها صح.
2- الأبيات في تاريخ الطبري 386/4.
3- الطبري: ممتلئة غيظا.
4- سورة هود، الآية:89.
5- سورة سبأ، الآية:54.
6- الطبري: أدبر.

و قد كان المغيرة بن الأخنس بن شريق فيمن حج، ثم تعجل في نفر حجوا معه، فأدرك عثمان قبل أن يقتل، و شهد المناوشة و دخل الدار فيمن دخل، و جلس على الباب من داخل، و قال: ما عذرنا عند اللّه إن نحن تركناك، و نحن نستطيع ألاّ ندعهم حتى نموت! و اتخذ عثمان بن عفان القرآن تلك الأيام نجيا، يصلي و عنده المصحف، فإذا أعيا جلس فقرأ فيه، و كانوا يعدون القراءة في المصحف من العبادة، و كان القوم الذين كفكفهم بينه و بين الناس فلما بقي المصريون لا يمنعهم أحد من الباب، و لا يقدرون على الدخول جاءوا بنار فأحرقوا الباب و السقيفة، فتأجج الباب و السقيفة، حتى إذا احترق الخشب خرت السقيفة على النار، و ثار أهل الدار، و عثمان يصلي، حتى منعوهم من الدخول، و كان أول من برز لهم المغيرة بن الأخنس و هو يرتجز (1):

قد علمت جارية عطبول (2)

ذات و شاح و لها جديل

أني بنصل السيف خنشليل (3)

لأمنعن منكم خليلي

بصارم ليس بذي فلول

و خرج الحسن بن علي عليهما السلام و هو يقول:

لا دينهم ديني و لا أنا منهم *** حتى يصير إلى الطمرّ شمام (4)

و خرج محمد بن طلحة و هو يقول:

أنا ابن من حامى عليه بأحد

و ردّ أحزابا على رغم معدّ

و خرج سعيد بن العاص و هو يقول (5):

ص: 436


1- الشطور الثلاثة الأولى في تاريخ الطبري 382/4.
2- العطبول: الجميلة الفتية، و الممتلئة الطويلة العنق.
3- الخنشليل: المسن القوي، الجيد الضرب بالسيف.
4- في تاريخ الطبري: حتى أسير إلى طمار شمام.
5- البيتان في تاريخ الطبري 388/4 و الكامل لابن الأثير - بتحقيقنا 292/2.

صبرنا غداة الدار و الموت واقف (1) *** بأسيافنا دون ابن أروى نضارب

و كنا غداة الروع في الدار قصرة (2) *** نساهمهم (3) بالضرب و الموت نائب (4)

و كان آخر من خرج عبد اللّه بن الزبير، أمره عثمان، إلى أبيه في وصيته، و أمره أن يأتي أهل الدار فيأمرهم بالانصراف إلى منازلهم، فخرج عبد اللّه [آخرهم] (5) فما زال يدعي بها و يحدث الناس عن عثمان بآخر (6) ما مات عليه.

و أحرقوا الباب، و عثمان في الصلاة قد افتتح طه، مٰا أَنْزَلْنٰا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقىٰ (7)، و كان سريع القراءة، فما كرثه (8) ما يسمع، و ما يخطئ و ما يتتعتع، حتى أتى عليها قبل أن يصلوا إليه، ثم عاد فجلس إلى نجية المصحف يقرأ اَلَّذِينَ قٰالَ لَهُمُ النّٰاسُ ، إِنَّ النّٰاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزٰادَهُمْ إِيمٰاناً وَ قٰالُوا: حَسْبُنَا اللّٰهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ (9)،و ارتجز المغيرة بن الأخنس و هو دون الدار في الصحابة (10):

قد علمت ذات القرون الميل

و الحلي و الأنامل الطفول (11)

لتصدقن بيعتي خليلي

بصارم ذي رونق مصقول

لا أستقيل إن أقلت قيلي

و أقبل أبو هريرة و الناس محجمون عن الدار لأولئك العصبة، قد شروا و استقتلوا، فقام معهم و قال: و أنا أسوتكم، و قال: هذا اليوم طاب مضرابم (12) و نادى يٰا قَوْمِ مٰا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجٰاةِ وَ تَدْعُونَنِي إِلَى النّٰارِ (13) و بارز مروان يومئذ. و نادى رجل و رجل، فبرز له رجل من بني

ص: 437


1- الطبري: واقب.
2- الطبري و ابن الأثير: نصرة.
3- الطبري و ابن الأثير: تشافههم.
4- الطبري: ثاقب.
5- الزيادة عن م و «ز».
6- بالأصول: فآخر، و المثبت عن الطبري و الكامل لابن الأثير.
7- سورة طه، الآيتان 1-2.
8- كرثه الأمر: إذا غمه و أثقله (اللسان).
9- سورة آل عمران، الآية:173.
10- الرجز في تاريخ الطبري 389/4 و الكامل لابن الأثير - بتحقيقنا 292/2.
11- الطفول جمع طفل و هو البنان الرخص الناعم و المثبت عن الطبري و ابن الأثير، و الذي بالأصول: الطبول.
12- في الطبري:«هذا يوم طاب امضرب» و في الكامل: هذا يوم طاب فيه الضرب.
13- سورة غافر، الآية:41.

ليث يدعى البياع (1)،فاختلفا ضربتين، فضربه مروان أسفّ لرجليه، و ضربه الآخر على أصل العنق فقلبه، فانكب مروان و استلقى الآخر، فاجتر هذا أصحابه، و اجتر الآخر أصحابه.

و قال المصريون: و اللّه لو لا أن تكون (2) حجة علينا في الأمة لقد قتلناكم بعد، تنحّوا (3)،فقال المغيرة: من يبارز؟ فبرز له رجل، فاجتلدا و هو يقول:

أضربهم باليابس

ضرب غلام عابس (4)

من الحياة آيس

فأصابه (5) صاحبه، و قال الناس: قتل المغيرة بن الأخنس، فقال الذي قتله: إنّا للّه، فقال له عبد الرّحمن بن عديس: ما لك ؟ فقال: إنّي أتيت فيما يرى النائم، فقيل لي: بشّر قاتل المغيرة بن الأخنس بالنار، و ابتليت به، و قتل قباث الكناني نيار بن عبد اللّه الأسلمي، و اقتحم الناس الدار من الدور التي حولها، حتى ملئوها و لا يشعر الذين بالباب، و أقبلت القبائل على أبنائهم، فذهبوا بهم إذ غلبوا على أميرهم، و بذلوا له رجلا يقتله، فانتدب له، فدخل عليه البيت، فقال: اخلعها و ندعك، فقال: ويحك، و اللّه ما كشفت امرأة في جاهلية، و لا تغنّيت، و لا تمنّيت، و لا وضعت يميني على عورتي منذ بايعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و لست خالعا قميصا كسانيه اللّه، و أنا على مكاني حتى يكرم اللّه أهل السعادة، و يهين أهل الشقاء، فخرج، فقالوا: ما صنعت ؟ فقال: علقنا (6) و اللّه،[ما] (7) يحل لنا قتله، و لا ينجينا من الناس إلاّ قتله، فأدخلوا عليه رجلا من بني ليث فقال: ممن الرجل ؟ فقال: ليثي، فقال: لست بصاحبي، قال: و كيف ؟ قال: أ لست الذي دعا لك النبي صلّى اللّه عليه و سلم في نفر أن يحفظوا يوم كذا و كذا؟ قال: بلى، قال: فلم تضع (8)،فرجع، و فارق القوم، فأدخلوا عليه رجلا من قريش، فقال:

ص: 438


1- في الطبري و ابن الأثير: النباع، و في فتوح ابن الأعثم 234/2 الحجاج بن عمرو بن غزية الأنصاري، و قيل: عروة بن شييم.
2- الطبري: تكونوا.
3- اللفظة غير تامة الإعجام بالأصل و م و «ز»، و المثبت عن المطبوعة.
4- الطبري: بائس.
5- الطبري: فأجابه.
6- كذا بالأصل و «ز»، و م، الطبري. و في المطبوعة: غلقنا.
7- عن هامش «ز».
8- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الطبري: فلن تضيع.

يا عثمان إني قاتلك، قال: كلا يا فلان، لا تقتلني، قال: و كيف ؟ قال: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم استغفر لك يوم كذا و كذا، فلن تقارف دما حراما، فاستغفر و رجع، و فارق أصحابه، و أقبل عبد اللّه بن سلام حتى قام على باب الدار، ينهاهم عن قتله، و قال: يا قوم، لا تسلّوا سيف اللّه عليكم، فو اللّه إن سللتموه لا تغمدوه، ويلكم إنّ سلطان اللّه اليوم يقوم بالدرة، و إن قتلتموه لم يقم إلاّ بالسيف، ويلكم إن مدينتكم محفوفة بملائكة اللّه، و اللّه لئن قتلتموه لتتركنها، فقالوا:

يا ابن اليهودية، و ما أنت و هذا؟ فرجع عنهم، و كان آخر من دخل عليه ممن رجع (1) إلى القوم محمّد بن أبي بكر، فقال له عثمان: ويلك، أعلى اللّه يغضب، هل لي إليك جرم إلاّ حقه [الذي] (2) أخذته منك ؟ فنكل و رجع.

قالوا: و لما خرج محمّد بن أبي بكر و عرفوا انكساره ثار قتيرة، و سودان بن حمران السّكونيان، و الغافقي - يعني - فضربه الغافقي بجريدة (3) معه، و ضرب المصحف برجله، و استدار المصحف و انتشر، فاستقرّ بين يديه، و سالت عليه الدماء، و جاء سودان بن حمران ليضربه، فأكبّت عليه نائلة، و اتّقت السيف بيدها، فتعمّدها، و نفح (4) أصابعها فأطنّ أصابع يدها، و ولت، فغمز أوراكها، و قال: إنها لكيدة العكيزة (5)،و يضرب عثمان فقتله، و قد دخل على القوم غلمة لعثمان لينصروه، و قد كان عثمان أعتق من كفه منهم، فلما رأى (6)[أحد العبيد] (7) سودان قد ضربه أهوى إليه، فضرب عنقه، و وثب قتيرة على الغلام فقتله، و انتهبوا ما في البيت، فأخرجوا من فيه، ثم أغلقوه على ثلاثة قتلى، فلما خرجوا إلى الدار وثب غلام لعثمان آخر على قتيرة فضربه فقتله، و دار القوم فأخذوا (8) ما وجدوا حتى تناولوا ما على النساء، و أخذ رجل ملاءة نائلة، و الرجل يدعى كلثوم من تجيب، فتنحّت نائلة، فقال: ويح أمك من عكيزة ما أتمّك، و يضربه (9) غلام آخر لعثمان فقتله، و قتل، و تنادى القوم: أبصر رجل من صاحبه، و تنادوا في الدار: أدركوا بيت المال لا تسبقوا إليه، و سمع أصحاب بيت

ص: 439


1- الأصل: رجل، و التصويب عن م و «ز».
2- سقطت اللفظة من الأصل و م و «ز».
3- في الطبري: بحديدة.
4- يقال نفحت الرجل بالسيف: تناولته به.
5- كذا بالأصل و م و «ز»، يريد: لجيدة العجيزة.
6- الأصل:«أي» و المثبت عن م، و «ز».
7- ما بين معكوفتين زيادة عن المختصر لإيضاح المعنى، و اللفظتان مستدركتان في المختصر بين معكوفتين.
8- الأصل و م و «ز»: يأخذوا.
9- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الطبري: و بصر به.

المال أصواتهم و ليس فيه إلاّ غرارتين (1)،فقالوا: النجاء، فإن القوم إنّما يحاولون الدنيا، فهربوا و أتوا بيت المال فانتهبوه، و ماج الناس، فالنائي يسترجع و يبكي، و الطارئ يسعى و يفرح.

و قتل عثمان يوم الجمعة لثمان عشرة (2) من ذي الحجة سنة خمس و ثلاثين على رأس إحدى عشرة سنة و أحد عشر شهرا و اثنين و عشرين يوما من مقتل عمر بن الخطّاب، و بقي الناس فوضى، و ندم القوم، فتخلى منهم الشيطان.

و أتى الزبير الخبر بمقتل عثمان و هو حيث هو، فقال: إنّا للّه و إنّا إليه راجعون، رحم اللّه عثمان و انتصر له، و قيل له: إنّ القوم نادمون (3)،فقال: دبروا دبروا (4)، وَ حِيلَ بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ مٰا يَشْتَهُونَ كَمٰا فُعِلَ بِأَشْيٰاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ ، إِنَّهُمْ كٰانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ (5)،و أتى طلحة الخبر، فقال: يرحم اللّه عثمان، و انتصر له و للإسلام، و قيل له: القوم نادمون، فقال: تبا لهم، و قرأ فَلاٰ يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً ، وَ لاٰ إِلىٰ أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ (6) و أتى عليا الخبر، فقيل: قتل عثمان، فقال: رحم اللّه عثمان، و حلف علينا بخير، و قيل ندم القوم فقرأ كَمَثَلِ الشَّيْطٰانِ إِذْ قٰالَ لِلْإِنْسٰانِ اكْفُرْ (7) إلى آخر الآية، و طلب سعد، فإذا هو في حائطه، و قال: لا أشهد قتله، فلما جاءه قتله قال: فررنا إلى المدينة بديننا، فصرنا اليوم نفرّ منها بديننا، و قرأ أولئك اَلَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيٰاةِ الدُّنْيٰا وَ هُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً (8) اللّهم أندمهم ثم خذهم، و كان الزبير قد خرج أيضا لئلا يشهد قتله، كارها (9) أن يقيم بالمدينة، فأقام على طريق مكّة.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، و ابن السّمرقندي، و أبو تراب المقرئ، قالوا: أنا عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الرّحمن بن عثمان بن أبي نصر، نا أبو بكر أحمد بن محمّد، و أبو الميمون بن راشد، قالا: نا أبو عبد الملك القرشي، نا محمّد بن عائذ، نا الحكم بن هشام العقيلي، عن عبّاد بن منصور، عن الحسن بن أبي الحسن البصري، قال: كان عثمان كخير ابني آدم.

ص: 440


1- كذا بالأصل و «ز»، و م، و في الطبري: غرارتان، و هو الأشبه.
2- الأصل و م و «ز»: لثمان عشر.
3- الأصل و م و «ز»: نادمين.
4- كذا بالأصل و م، و الحرف الثاني في اللفظة لم يعجم في «ز»، و في الطبري: ذئروا.
5- سورة سبأ، الآية:54.
6- سورة يس، الآية:50.
7- سورة الحشر، الآية:16.
8- سورة الكهف، الآية:104.
9- الأصل و م و «ز»: كاره.

أخبرنا (1) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، نا زكريا بن يحيى المنقري، نا الأصمعي و العلاء بن الفضل بن أبي سويّة، عن أبيه، قال:

أخبرت أنهم لما قتلوا عثمان بن عفّان فتّشوا خزانته (2) فوجدوا فيها صندوقا مقفلا، ففتحوه، فوجدوا فيها (3) ورقة مكتوب (4) في باطنها: عثمان بن عفّان يشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، و أن محمّدا عبده و رسوله، و أن الجنّة حقّ ، و أن النار حقّ ،[و أن الساعة آتية لا ريب فيها (5)]، و أن اللّه يبعث من في القبور،[ليوم لا ريب فيه إن اللّه] (6) لا يخلف الميعاد (7) عليها يحيي (8) و عليها يموت، و عليها نبعث إن شاء اللّه، و وجدوا في ظهرها مكتوبا:

غنى النفس يكفي النفس حتى يكفّها *** و إن عضّها حتى يضرّ بها الفقر

و ما عسرة، فاصبر لها إن لقيتها *** بكائنة إلاّ سيتبعها يسر

و من لم يقاس الدّهر لم يعرف الأسى *** و في غير الأيام ما وعظ الدّهر

كتب إليّ أبو طالب بن يوسف، أنا أبو إسحاق البرمكي، ثم حدّثني أبو المعمّر الأنصاري، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الحسن بن القزويني، و إبراهيم بن عمر، قالا: أنا محمّد بن العباس، أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، نا عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة، حدّثني أبو حاتم، عن الأصمعي، عن أبي عوانة قال:

كان القواد الذين ولوا قتله ستة: علقمة بن قيس (9)،و كنانة بن بشر، و حكيم بن جبلة، و الأشتر، و عبد اللّه بن بديل، و حمران بن فلان، أو فلان بن حمران، و قال مرة أخرى: قتله كنانة بن بشر، و قتل مكانه (10).

ص: 441


1- فوقها في «ز»: ملحق.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المطبوعة: خزائنه.
3- كذا بالأصل و م و «ز».
4- كذا بالأصل و م و «ز».
5- ما بين الرقمين سقط من المطبوعة.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م و «ز».
7- «لا يخلف الميعاد» استدرك عن هامش الأصل.
8- الأصل: نحي.. نموت. و المثبت عن م و «ز».
9- كذا بالأصل و م و «ز»، و المختصر، و في المطبوعة: عبس.
10- بعدها في «ز»: آخر الجزء الثامن و الخمسين بعد الأربعمائة من الفرع، و هو آخر الجزء الحادي و الثلاثين بعد الثلاثمائة من الأصل. و على هامشها كتب: بلغت سماعا بقراءتي و عرضا بالأصل على سيدنا القاضي الإمام... بقية السلف أبي نصر محمد بن هبة اللّه بن محمد الشيرازي بسماعه من المصنف و الملحق فبالإجازة و ابناه القاضيان: أبو الفضل محمد، و أبو المفاخر علي، و الفقيهان أبو عبد اللّه محمد بن حسان بن رافع العامري، و أبو محمد عبد العزيز بن عثمان بن أبي طاهر الإربلي، و محمد بن... يوسف بن محمد البرزالي الإشبيلي يوم الثلاثاء الثامن و العشرين من... حرسها اللّه و الحمد للّه وحده...

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي الأنصاري، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1)،أنا محمّد بن عمر، أنا ابن أبي سبرة، عن سعيد بن أبي زيد، عن الزهري، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، قال:

كان لعثمان بن عفّان عند خازنه يوم قتل ثلاثون ألف ألف درهم، و خمس مائة ألف [درهم، و خمسون و مائة ألف] (2) دينار، فانتهبت، و ذهبت، و ترك ألف بعير بالرّبذة و ترك صدقات كان تصدّق بها ببئر أريس، و خيبر، و وادي القرى قيمة مائتي ألف دينار.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي الفقيه، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل - إجازة-.

[ح] (3) قالا: أنا أبو تمام علي بن محمّد - إجازة - أنا أبو بكر بن بيري - قراءة-.

أنا أبو عبد اللّه محمّد بن الحسين الزعفراني، نا ابن أبي خيثمة، نا محمّد بن عمران الأخنسي، حدّثني خالد بن عيسى، حدّثني حصين بن عبد الرّحمن، نا الأعمش، عن خيثمة، قال: سمعت عدي بن حاتم الطائي قال:

سمعت صوتا يوم قتل عثمان يقول: أبشر يا ابن عفّان، بروح و ريحان، أبشر يا ابن عفّان بربّ غير غضبان، أبشر يا ابن عفان برضوان و غفران، قال: فالتفتّ فلم أر أحدا.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو سعيد بن أبي عمرو، قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا السّري بن يحيى، نا أحمد بن يونس، نا علي بن عيّاش، عن حبيب، عن سلمة، قال: قال علي:

ص: 442


1- طبقات ابن سعد 76/3.
2- الزيادة عن «ز»، و قوله:«خمس مائة ألف درهم» سقط من م.
3- «ح» أضيف عن م و «ز».

لقد علمت عائشة أن جيش المروة و أهل النهروان ملعونون على لسان محمّد صلّى اللّه عليه و سلم.

قال ابن عياش: جيش المروة قتلة عثمان.

كذا (1)،قال: علي بن عياش، و إنما هو: أبو بكر.

أخبرنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن، أنا أبو القاسم المهرواني، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، نا أحمد بن عبد اللّه بن يونس، نا أبو بكر بن عيّاش، عن حبيب، عن سلمة قال: قال علي:

لقد علمت عائشة أن جيش ذي (2) المروة و أهل النهر ملعونون على لسان محمّد صلّى اللّه عليه و سلم، قال أبو بكر: جيش ذي المروة قتلة عثمان.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو القاسم [بن] (3) مسعدة، أنا (4) حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (5)،أنا الفضل بن عبد اللّه بن سليمان الأنطاكي، نا مصعب بن سعيد، نا عيسى بن يونس، عن وائل بن داود، عن البهي، عن الزبير قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«لا يقتل أحد من قريش بعد اليوم صبرا إلاّ قاتل عثمان فاقتلوه، فإن لم تفعلوا فابشروا بذبح مثل ذبح الشاة»[8057].

قال: و أنا [أبو] (6) أحمد، أنا محمّد بن خلف، نا عبد اللّه بن شبيب، نا محمّد بن عبيد بن ميمون، نا عيسى بن يونس بإسناده نحوه و قال قال:[اليوم] (7) فتح مكة.

قال أبو أحمد: و هذا (8) يعرف بمصعب بن سعيد، عن عيسى بن يونس، و قد رواه ابن شبيب هذا عن محمّد بن عبيد، عن عيسى، و ابن شبيب لا اعتماد عليه.

قال: و أنا أبو أحمد (9)،نا محمّد بن الحسين بن شهريار، نا النّضر بن طاهر، نا عيسى بن يونس، عن وائل بن داود، عن البهي، عن الزبير بن العوّام.

ص: 443


1- أقحم بعدها بالأصل: و كذا.
2- بالأصل و م و «ز»: ذا.
3- الزيادة عن م و «ز».
4- «مسعدة أنا» استدركت على هامش «ز».
5- الحديث في الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 365/6 في ترجمة مصعب بن سعيد.
6- زيادة عن م و «ز».
7- الزيادة عن ابن عدي، و في م و «ز»: يوم.
8- الأصل: و هو، و المثبت عن م، و «ز»، و ابن عدي.
9- الحديث في الكامل لابن عدي 28/7 ضمن أخبار النضر بن طاهر، و لم يوفق محقق المطبوعة في العثور عليه في الكامل.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قتل رجلا من قريش و قال:«لا يقتل بعد (1) اليوم قرشي صبرا إلاّ رجل قتل عثمان فاقتلوه، فإن لم تقتلوه تقتلوا قتل الشاء»[8058].

قال أبو أحمد: و هذا يعرف بمصعب بن سعيد أبي خيثمة المصّيصي، عن عيسى بن يونس سرقه منه النضر هذا.

قال: و أنا أبو أحمد (2)[نا] (3) محمّد بن داود بن دينار، نا أحمد بن محمّد بن الحباب البصري، نا عمرو (4) بن فائد - يعني أبا علي الأسواري - عن موسى بن يسار (5)،عن الحسن، عن أنس قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إنّ للّه سيفا مغمودا في غمده ما دام عثمان حيا، فإذا قتل عثمان جرّد ذلك السيف، فلم يغمد إلى يوم القيامة»[8059].

قال أبو أحمد: و هذا بهذا اللفظ ، و هذا المتن لا أعرفه إلاّ عن عمرو بن فائد، و لعمرو بن فائد أحاديث مناكير.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الخلعي، أنا عبد الرّحمن بن عمر بن النحاس، أنا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن زياد، نا أبو يحيى عبد اللّه بن أحمد بن أبي مسرّة، نا أبو عبد الرّحمن المقرئ، نا حرملة، حدّثني يزيد بن أبي حبيب قال:

أعظم ما أتت هذه الأمة بعد نبيها ثلاث خلال: قتل عثمان بن عفّان، و تحريقهم الكعبة، و أخذهم الجزية من المسلمين.

قال ابن الأعرابي: و قتل الحسين بن علي.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا عبّاس بن محمّد، نا يحيى بن معين.

ح و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو

ص: 444


1- الأصل: قبل، و المثبت عن ابن عدي و م و «ز».
2- الحديث في الكامل لابن عدي 148/5 ضمن أخبار عمرو بن فائد الاسواري.
3- الزيادة عن م و «ز»، و في ابن عدي: حدثنا.
4- الأصل: عمر، و المثبت عن و «ز»، و ابن عدي.
5- كذا بالأصل، و ابن عدي:«يسار» و في «ز»، و م: سيّار و هو الصواب.

الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالويه، قالا: نا محمّد بن يعقوب الأصم، قال: سمعت العباس بن محمّد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول:

قال رجل لطاوس: ما رأيت أجرأ - و في حديث ابن مروان: أحدا أجرأ - على اللّه من فلان، قال: لم تر قاتل عثمان.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا محمّد بن عبد اللّه بن خميرويه، نا الحسين بن إدريس، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمّار، نا عبد الرّحمن بن مهدي، نا زمعة بن صالح، عن سلمة بن وهرام، قال:

قال رجل لطاوس: ما رأيت أحدا أجرأ على اللّه من فلان - لعامل ذكره - فقال طاوس:

لم ير قاتل عثمان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا سليمان بن أيوب صاحب البصري، نا عبد الرّحمن بن مهدي، عن زمعة (1)،عن سلمة بن وهرام، عن طاوس، قال: قال رجل: ما رأيت أحدا أجرأ على اللّه من فلان، قال: إنّك لم تر قاتل عثمان.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن بيري، أنا الزعفراني، أنا ابن أبي خيثمة، نا يحيى بن معين، نا حرمي بن عمارة، عن قرّة، عن محمّد بن سيرين قال: لو حل القتال في أهل القبلة حلّ يوم قتل عثمان.

أنبأنا (2) أبو علي محمّد بن سعيد بن نبهان (3)،ثم [أنا] (4) أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن الباقلاني، أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان، أنا عبد اللّه بن إسحاق بن سليمان البغوي.

ح قال: و أنا أبو الفوارس طراد بن محمّد، أنا أحمد بن علي بن البادا، أنا حامد بن محمّد الهروي.

ص: 445


1- الأصل: زعمة، تصحيف، و التصويب عن م و «ز».
2- فوقها في «ز»: ملحق.
3- الأصل: سفيان، تصحيف و التصويب عن «ز»، و قوله:«أبو علي محمد بن سعيد بن نبهان» استدرك على هامش «ز»، و هو غير موجود في م.
4- عن هامش «ز»، و في م:«أنبأنا» بحذف «ثم».

قالا: أنا [علي بن عبد العزيز، أنا أبو عبيد القاسم بن سلاّم] (1) نا (2) عبد اللّه بن صالح، نا حرملة بن عمران، عن يزيد بن أبي حبيب قال:

أعظم ما أتت هذه الأمة بعد نبيها صلّى اللّه عليه و سلم ثلاث خصال: قتلهم عثمان، و إحراقهم الكعبة، و أخذهم الجزية من المسلمين.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن، أنا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، نا محمّد بن هارون، أنا أبو كريب، نا ابن المبارك، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، قال: بلغني أن الركب الذين ساروا إلى عثمان عامتهم جنوا.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو منصور بن شكرويه، و أبو بكر السمسار، قالا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن خرّشيذ قوله، أنا أبو عبد اللّه [المحاملي، نا] (3) محمّد بن عبد اللّه المخرمي (4)،نا عنبسة بن سعيد، نا ابن المبارك، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، قال: إنّ عامة الرّكب الذين خرجوا إلى عثمان جنّوا، قال ابن المبارك: أيسره.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا الحارث بن أبي أسامة، نا يحيى الحمّاني، نا ابن المبارك، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، قال: بلغني أن عامة النفر الذين ساروا إلى عثمان بن عفّان جنّوا كلهم. قال ابن المبارك: الجنون لهم قليل.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو عثمان سعيد بن محمّد، أنا أبو سعيد محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، نا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن الشرقي، نا محمّد بن إسماعيل البخاري أبو عبد اللّه، نا موسى بن إسماعيل، عن عيسى بن منهال، نا غالب، عن محمّد بن سيرين قال:

كنت أطوف بالكعبة، فإذا رجل يقول: اللّهم اغفر لي، و ما أظنّ أن تغفر لي، قلت: يا عبد اللّه ما سمعت أحدا يقول ما تقول، قال: كنت أعطيت اللّه عهدا إن قدرت أن ألطم وجه عثمان إلاّ لطمته، فلمّا قتل وضع على سريره في البيت و الناس يجيئون فيصلّون عليه، فدخلت

ص: 446


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م و «ز».
2- الأصل: أبو، تصحيف، و الصواب عن م و «ز».
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م و «ز».
4- الأصل: الحرمي.

كأني أصلّي عليه، فوجدت [خلوة] (1) فرفعت الثوب عن وجهه، فلطمت وجهه و سجّيته و قد يبست يميني.

رأيتها (2) يابسة كأنها عود.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الفضل أحمد بن الحسن، قالا: أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي، نا يحيى بن آدم، عن أبي إسرائيل، عن الحكم، عن أبي سليمان زيد بن وهب، عن حذيفة قال: أوّل الفتن الدار، و آخرها الدجّال.

قال: و نا أبي، نا يحيى بن آدم، عن عمار بن رزيق، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن حذيفة قال: يوم الدار أوّل الفتن، و آخرها الدجّال.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا زيد بن إسماعيل، نا شبابة بن سوّار، نا حفص بن مورق الباهلي، عن حجّاج بن أبي عثمان الصوّاف، عن زيد بن وهب، عن حذيفة، قال:

أوّل الفتن قتل عثمان [بن عفان] (3)،و آخر الفتن خروج الدجّال، و الذي نفسي بيده لا يموت رجل و في قلبه مثقال حبّة من حبّ قتل عثمان إلاّ تبع الدجّال، إن أدركه، و إن لم يدركه آمن به في قبره (4).

أخبرنا أبو بكر الحاسب، أنا أبو محمّد الشيرازي، أنا أبو عمر الخزّاز، أنا أبو الحسن الخشاب، أنا أبو علي الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (5)،أنا عارم بن الفضل، نا الصعق بن حزن، نا قتادة، عن زهدم الجرمي قال: خطب ابن عبّاس فقال: لو لم يطلب الناس بدم عثمان لرموا بالحجارة من السّماء.

قال: و أنا ابن سعد (6)،أنا عبد اللّه بن إدريس، أنا ليث، عن زياد بن أبي مليح، عن أبيه، عن ابن عبّاس قال: لو اجتمع الناس على قتل عثمان لرموا بالحجارة كما رمي قوم لوط .

ص: 447


1- سقطت من الأصل و أضيفت عن م و «ز».
2- يعني أن محمد بن سيرين رأى يمين الرجل يابسة كأنها عود.
3- زيادة عن م و «ز».
4- الأصل: قتله، و المثبت عن م و «ز».
5- طبقات ابن سعد 80/3.
6- طبقات ابن سعد 80/3.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح المؤذن، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالويه، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمّد، قال: سمعت يحيى يقول:

نا ابن إدريس، عن ليث، عن زياد بن أبي المليح، عن أبيه، عن ابن عبّاس قال: لو أنّ الناس اجتمعوا على قتل عثمان لرموا بالحجارة كما رمي قوم لوط .

قال يحيى: و ما سمعنا هذا إلاّ من ابن إدريس.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن علي الورّاق - بالمصّيصة - نا أبو عبد اللّه أحمد بن خليد بن يزيد الكندي، حدّثني أبو نعيم، عن الأعمش، عن أبي جعفر الأنصاري، قال:

لما دخل على عثمان يوم الدار خرجت فملأت فروجي مجتازا في المسجد، فإذا رجل قاعد في ظلّة النساء، عليه عمامة سوداء، و حوله نحو من عشرة، فإذا هو علي، فقال: ما فعل الرجل ؟ قال: قلت: قتل، قال: تبا لهم، آخر الدهر.

كذا قال، و إنّما يرويه الأعمش عن ثابت بن عبيد، عن أبي جعفر:

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو القاسم زيد بن أبي هاشم العلوي - بالكوفة - و أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي، قالا: أنا أبو جعفر محمّد بن علي بن دحيم، نا إبراهيم بن عبد اللّه، نا وكيع، عن الأعمش، عن ثابت بن عبيد، عن أبي جعفر الأنصاري، قال:

شهدت الدار يوم قتل عثمان، فمررت في المسجد، فإذا رجل ينادي في ظلّة النساء، محتبي (1) بسيفه، عليه عمامة سوداء، فإذا علي، قال: ما صنع بالرجل ؟ قلت: قتل، قال: تبا لكم سائر الدهر.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي، أنا أبو زكريّا يحيى بن إسماعيل، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن، أنا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، نا الأعمش، عن ثابت بن عبيد الأنصاري، عن أبي جعفر الأنصاري، قال: سمعت عليا يقول يوم (2) قتل عثمان: تبا لكم سائر الدهر.

قال: و رأيت على علي يوم قتل عثمان عمامة سوداء.

ص: 448


1- كذا بالأصل و م و «ز» بإثبات الياء.
2- «يوم» سقطت من م.

أخبرنا أبو عبد اللّه بن البنّا، أنا أبو القاسم المهرواني، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، نا أبو نعيم، و جعفر بن عون - و سياق الحديث عن أبي نعيم - نا الأعمش، عن ثابت بن عبيد، عن أبي جعفر الأنصاري، قال:

لما دخل على عثمان يوم الدار، خرجت فملأت فروجي، فمررت مجتازا بالمسجد، فإذا رجل قاعد في ظلّة النساء، عليه عمامة سوداء، و حوله نحو من عشرة، فإذا هو علي، فقال: ما صنع الرجل ؟ قلت: قتل الرجل، قال: تبا لهم آخر الدهر.

قال: و نا جدي، نا الفضل بن دكين، نا مسعر، عن ثابت بن عبيد، عن أبي جعفر رجل من الأنصار، قال: أتيت عليا، فقلت له: أو أخبر بقتل عثمان ؟ فقال: خيبة لهم، أو تبا لهم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا شريك، عن عبد اللّه بن عيسى، عن ابن أبي ليلى قال:

سمعت عليا و هو على باب المسجد، أو عند أحجار الزيت رافعا صوته: اللّهم إنّي أبرأ إليك من دم عثمان، فذكر ذلك لعبد الملك بن مروان، فقال: ما أرى له ذنبا، و قد روي أنه كان غائبا يوم قتل.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر البيهقي، نا محمّد بن جعفر الزّرّاد، نا عبيد اللّه بن سعد، نا الحسن بن موسى، نا أبو هلال، نا قتادة أبو الخطاب، عن الحسن قال: قتل عثمان و علي غائب في أرض له، فلمّا بلغه قال: اللّهم إنّي لم أرض، و لم أمالئ.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل بن الكريدي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا أبو بكر الأدمي، أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا إبراهيم بن راشد الأدمي، نا الفضل بن عبد اللّه الفارسي، عن الربيع بن بدر، عن سيّار بن سلامة، عن أبي العالية قال:

لما أجيز (1) على عثمان بن عفّان دخل عليه علي بن أبي طالب فوقع عليه و جعل يبكي

ص: 449


1- أجيز على عثمان، يقال أجيز على الجريح لغة في أجهزت، و في حديث أبي ذر: قبل أن تجيزوا عليّ : أي تقتلوني، و تنفذوا فيّ أمركم (راجع تاج العروس بتحقيقنا - جوز).

حتى قلنا إنه سيلحق به، ثم قالوا: قد قتلنا الرجل، فلمن (1) نبايع ؟ قال علي: لمن سلت (2) اللّه أنفه فتقتلونه كما قتلتم هذا بالأمس، ثم أنشأ علي يقول:

عثمان لقيت حمام الحتف *** فابشر بخير ما له من وصف

اليوم حقا جاء يقين رجفي (3) *** قد قطعت رجلي و فيها خفّي

أتى لكم الويل (4) قتلتم سلفي *** و فضله عليّ يعلو سقفي

في رجز ذكره، اختصرته.

أخبرنا أبو محمّد بن صابر - إجازة - أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، و أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن حريز بن أحمد بن خميس السّلماسي، نا الفقيه أبو القاسم عيسى بن سليمان، نا عبد الخالق، حدّثني مرزوق (5) بن أحمد، نا محمّد بن يونس، نا هارون بن إسماعيل، نا قرّة بن خالد، عن الحسن، عن قيس بن عباد قال:

سمعت عليا يوم الجمل يقول: اللّهم إنّي أبرأ إليك من دم عثمان، و لقد طاش عقلي يوم قتل عثمان، و أنكرت نفسي، و جاءوني للبيعة، فقلت: و اللّه إنّي لأستحي من اللّه أن أبايع قوما قتلوا رجلا قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«أ لا أستحي ممّن تستحي منه الملائكة»[8060].

و إنّي لأستحي من اللّه أن أبايع و عثمان قتيل الأرض، لم يدفن بعد، فانصرفوا، فلما دفن رجع الناس يسألوني البيعة (6)،فقلت: اللّهمّ إنّي لمشفق مما أقدم عليه، ثم جاء عزمة فبايعت، فلمّا قالوا: أمير المؤمنين فكأن صدع قلبي، و انسكبت بعبرة.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة الحرّاني، نا أبو كريب محمّد بن العلاء الهمداني، نا ابن أبي زائدة، عن مسعر، عن عبد الكريم، عن طاوس، عن ابن عباس قال: أشهد [على] (7) علي بثلاث أنه قال في عثمان: ما قتلت، و لا أمرت، و لقد كنت [له] (8) كارها.

ص: 450


1- بالأصل: فلم، و المثبت عن م و «ز».
2- أي جدعه و قطعه (راجع اللسان: سلت).
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المختصر: زحفي.
4- كذا بالأصول:«أتى لكم الويل» و لعل الصواب لاستقامة الوزن أتاكم الويل.
5- الأصل: مروان، و المثبت عن «ز»، و م.
6- الأصل: بالبيعة، و المثبت عن م و «ز».
7- الزيادة عن م و «ز».
8- سقطت من الأصل و «ز»، و م، و أضيفت عن المطبوعة.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي، أنا يحيى بن إسماعيل، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن، نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، عن مسعر، عن عبد الكريم البصري أبي أمية، عن طاوس، عن ابن عباس قال: أشهد على علي بثلاث أنه قال: ما أمرت، و لا قتلت، و لقد نهيت.

قال: و نا وكيع، نا سفيان، عن ليث، عن طاوس، عن ابن عبّاس قال: قال علي: ما أمرت، و لا قتلت، و لكني غلبت.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1)،أنا أبو معاوية، عن ليث، عن طاوس، عن ابن عباس قال: سمعت عليا يقول حين قتل عثمان: و اللّه ما قتلت، و لا أمرت، و لكن غلبت، يقول ذلك ثلاث مرّات.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو العباس بن عقدة، نا أحمد بن يحيى الصوفي، نا عبد الرّحمن بن شريك، نا أبي، نا حبيب بن أبي العالية، عن مجاهد، عن عبد اللّه بن عبّاس، عن علي بن أبي طالب قال:

إن شاء اللّه (2) قمت لهم خلف مقام إبراهيم، فحلفت لهم باللّه ما قتلت عثمان، و لا أمرت بقتله، و لقد نهيتهم فعصوني.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي، أنا يحيى بن إسماعيل، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن، نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، نا محمّد بن قيس الأسدي، عن علي بن ربيعة الوالبي، قال: قال علي: وددت أن بني أميّة رضوا مني بقسامة خمسين رجلا، ما أمرت و لا قتلت.

أخبرنا أبو الفتح محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي بكر الكشميهني، أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن أبي الحسن العارف.

ح و أخبرنا أبو طاهر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه السّنجي، أنا أبو علي نصر اللّه بن أحمد بن عثمان.

ص: 451


1- الخبر في طبقات ابن سعد 82/3.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المطبوعة: شاء الناس.

قالا: أنا أبو بكر الحيري، نا أبو العبّاس الأصم، نا بحر بن نصر، نا ابن وهب، أخبرني سفيان بن عيينة، عن محمّد بن قيس، عن علي بن ربيعة، قال:

قال علي بن أبي طالب: لوددت أن بني أمية قبلوا مني خمسين يمينا قسامة أحلف بها ما أمرت بقتل عثمان، و لا مالأت.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا أبو منصور بن شكرويه، أنا أبو بكر بن مردويه، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم الشافعي، نا معاذ بن المثني، نا مسدّد، نا عبد اللّه بن داود، عن رمح (1)،عن أبي موسى، عن عبد اللّه بن أبي سفيان.

أن عليا قال: إنّ بني أمية يقاتلوني (2)،يزعمون أنّي قتلت عثمان، و كذبوا، إنّما يلتمس الملك، فلو أعلم أنما يذهب ما في قلوبهم أن أحلف لهم عند المقام و اللّه و اللّه ما قتلت عثمان، و لا أمرت بقتله لفعلت، و لكن إنّما يريدون الملك، و إنّي لأرجو أن أكون أنا و عثمان ممن قال اللّه عز و جل: وَ نَزَعْنٰا مٰا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ ، إِخْوٰاناً عَلىٰ سُرُرٍ مُتَقٰابِلِينَ (3).

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل بن الكريدي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا القاضي الحسين بن إسماعيل، نا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي، حدّثني أبي، عن موسى و سيف ابني خليد، عن أبيهما خليد بن شريك قال:

سمعت علي بن أبي طالب و هو على منبر الكوفة يقول: إنّ بني أمية من شاء نفلت (4)له يميني بين المقام و الركن ما قتلت عثمان، و لا شركت في دمه.

أخبرنا (5)أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد، و أبو [الحسن علي بن الحسن بن سعيد (6)]، أنا أبو بكر الخطيب، حدّثني الحسن بن محمّد الخلاّل، نا يوسف بن عمر القوّاس، نا علي بن يعقوب بن عيسى (7)-إملاء من حفظه - حدّثني أبو صالح الهيثم بن خالد - وراق الفضل بن دكين (8)-عن الأعمش، عن أبي صالح قال:

ص: 452


1- هو رمح بن نفيل الكلابي.
2- كذا بالأصل و م و «ز»: يقاتلوني، بحذف النون.
3- سورة الحجر، الآية:47.
4- أي حلفت (راجع اللسان: نفل).
5- فوقها في «ز»: ملحق.
6- ما بين الرقمين استدرك على هامش «ز».
7- الخبر في تاريخ بغداد 124/12 ضمن أخبار علي بن يعقوب بن عيسى.
8- بعدها في المطبوعة:«عن الفضل بن دكين» و هذه الزيادة سقطت من الأصل، و م، و «ز»، و تاريخ بغداد.

رأيت علي بن أبي طالب قاعدا في زرارة (1)تحت السدرة، و انحدرت سفينة فقرأ وَ لَهُ الْجَوٰارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلاٰمِ (2)و الذي أجراها مجراها ما قتلت عثمان، و لا شايعت في قتله، و لا مالأت، و لقد غمّني.

أخبرنا أبو طاهر يحيى بن محمّد بن أحمد بن المحاملي، أنا أبو الحسن جابر بن ياسين بن الحسن الحنّائي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور.

قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، نا يحيى بن إسحاق بن سافري، نا عبيد اللّه بن موسى، نا جويرية بن أسماء، حدّثني أبو خلدة الحنفي، قال:

سمعت عليا يخطب، فذكر عثمان في خطبته، فقال: ألا إن الناس يزعمون أنّي قتلت عثمان، و لا و اللّه الذي لا إله إلاّ هو ما قتلت، و لا مالأت.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن الحسن بن الخلال، نا محمّد (3)بن عثمان النّفري، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا علي بن محمّد بن معاوية، نا عبد اللّه بن داود، عن العلاء بن عبد الكريم، عن طلحة بن مصرّف، عن عمر بن سعيد (4)قال:

كنت - أو كنّا - مع علي بن أبي طالب عند شط الفرات، فمرّ به سفيان فقال: وَ لَهُ الْجَوٰارِ [الْمُنْشَآتُ ] (5)فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلاٰمِ قال: ثم نكس رأسه و نكت في الأرض بعود معه ثم قال: و اللّه ما قتلت عثمان، و لا مالأت على قتله.

أخبرنا أبو عبد اللّه النّشّابي، أنا أبو الفضل بن الكريدي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا محمّد بن منصور بن أبي الجهم، نا السري بن عاصم، نا يزيد بن هارون، أنا العوّام بن حوشب، عن حبيب بن أبي ثابت، عن محمّد بن علي قال:

ص: 453


1- الأصل و م و «ز»: زواره. و المثبت عن تاريخ بغداد.
2- سورة الرحمن، الآية:24.
3- في المطبوعة: نا محمد بن عثمان بن محمد بن عثمان النفري.
4- بالأصل و م: عمير بن سعد، تصحيف و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 412/14.
5- سقطت من الأصل.

لما كان يوم الدار أرسل عثمان إلى علي فدعاه، فأراد إتيانه، فتعلقوا به و منعوه، فلما حيل بينه و بين ذاك ألقى عمامة عليه سوداء عن رأسه، و نادى بأعلى صوته: اللّهمّ إنّي لا أرضى قتله، و لا آمر به.

قال: و أنا الدارقطني، نا عبد الوهاب بن أبي حية، نا يعقوب بن شيبة، نا أحمد بن يونس، نا ابن المبارك، نا عاصم الأحول قال: سمعت أبا فزارة العنزي، و أبا عبد اللّه الشيباني، و كانا شيعة لعلي يقولان:

نشهد شهادة يسألنا اللّه عنها يوم القيامة أنّا سمعنا عليا يقول: ما قتلت، و لا أمرت، و لا شاركت، و لا رضيت - يعني قتل عثمان-.

قال: و أنا الدارقطني، نا محمّد بن حمدويه المروزي، نا أبو الموجّه، نا عبدان، عن أبي حمزة، عن إسماعيل.

[ح] (1) قال: و نا الدّارقطني، قال: و نا علي بن عبد اللّه بن الفضل - بمصر - نا أحمد بن محمّد بن العرّاد أبو عيسى، نا محمّد بن علي الشقيقي، قال: سمعت أبي يقول: أنا أبو حمزة (2)،عن إسماعيل بن (3) أبي خالد، عن حصين الحارثي قال: أخبرتني سرّية زيد بن أرقم.

أن عليا دخل على زيد بن أرقم يعوده في مرض له، فوجد عنده قوما يتحدّثون، فقال لهم: صه - أو أنصتوا - و اللّه لا تسألوني عن شيء حتى أقوم إلاّ أخبرتكم به، فقال له زيد بن أرقم عند ذلك: أنشدك باللّه، أنت قتلت عثمان ؟ قال: فأطرق علي ساعة ثم قال: لا و الذي فلق الحبة، و برأ النسمة ما قتلته، و لا أمرت بقتله. و قال عبدان: صه أي أنصتوا.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو الحسين بن بشران، نا ابن الصّوّاف، نا عبد اللّه بن أحمد، نا أبي، عن [يحيى بن] (4) عبد الملك (5) بن

ص: 454


1- «ح» حرف التحويل أضيف عن م و «ز».
2- هو محمد بن ميمون، أبو حمزة السكري المروزي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 385/7.
3- الأصل:«عن» تصحيف، و التصويب عن م و «ز».
4- ما بين معكوفتين زيادة عن م و «ز».
5- بالأصل: عبد اللّه، تصحيف، و التصويب عن م، و «ز». انظر ترجمته في تهذيب الكمال 163/20.

حميد بن أبي غنيّة، نا إسماعيل بن أبي خالد، عن حصين الحارثي قال:

جاء علي إلى زيد بن أرقم يعوده و عنده قوم، قال: فما أدري قال (1) علي: أنصتوا، أو اسكتوا، فو اللّه لا تسألوني عن شيء حتى أقوم إلاّ حدّثتكم به، قال: فقال له زيد: أنشدك اللّه، أنت قتلت عثمان ؟ قال: فأطرق علي ساعة ثم رفع رأسه قال: لا و الذي فلق الحبة، و برأ النسمة ما قتلت و لا أمرت بقتله.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل بن الكريدي، أنا أبو الحسن المجهّز، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا محمّد بن عبد اللّه بن غيلان الخزّاز، نا الحسن (2) بن الجنيد (3).

ح (4) قال: و أنا الدارقطني، نا أبو ذر أحمد بن محمّد بن أبي بكر الواسطي، نا سعدان بن نصر بن منصور.

قالا: نا أبو معاوية الضرير، نا أبو مالك الأشجعي، عن سالم بن أبي الجعد قال:

كنت جالسا عند محمّد بن الحنفية في الشّعب، قال: فذكروا عثمان، قال: فنهانا محمّد، و قال: كفوا عن هذا الرجل؛ قال: ثم غدونا يوما آخر قال: فنلنا منه أكثر مما كان قبل ذلك، فقال: أ لم أنهكم عن هذا الرجل ؟ قال: و ابن عباس جالس عنده، فقال: يا ابن عباس، تذكر عشية الجمل، و أنا على يمين علي، في يدي الراية، و أنت على يساره إذ سمع هدّة (5) في المربد، فأرسل رسولا فجاء الرسول، فقال: هذه عائشة تلعن قاتل عثمان في المربد، قال:

فرفع يده حتى بلغ بهما وجهه مرتين أو ثلاثا، قال: و أنا ألعن قتلة عثمان، لعنهم اللّه في السهل و الجبل، قال: فصدّقه ابن عباس، ثم أقبل علينا، فقال: في و في هذا لكم شاهدا عدل.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو محمّد [أحمد] (6) بن أبي عثمان، و أبو طاهر القصّاري.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه بن القصّاري، أنا [أبي] (7) أبو طاهر.

ص: 455


1- في «ز»، و م: أقال.
2- في المطبوعة: الحسين.
3- بالأصل: الجنيدي، و المثبت عن م و «ز».
4- «ح» أضيفت عن م و «ز».
5- الهدة: الصوت الشديد.
6- الزيادة عن م، و «ز».
7- الزيادة عن «ز»، و م.

قالا: أنا إسماعيل بن الحسن بن عبد اللّه الصرصري، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا هارون بن إسحاق، نا المحاربي، عن أبي مالك الأشجعي، عن نعيم بن أبي هند، عن سالم بن أبي الجعد، قال:

كنا مع ابن الحنفية في الشّعب، فسمع رجلا ينتقص عثمان، و عنده ابن عباس، فقال: يا أبا عباس هل سمعت أو سمعت أمير المؤمنين عشية سمع الضّجّة من قبل المربد، فبعث - فقال: نعم، عشية بعث - فلان بن فلان:[فقال] (1) اذهب فانظر ما هذا الصوت، فجاء، فقال: هذه عائشة تلعن قتلة عثمان و الناس يؤمّنون، فقال علي: و أنا ألعن (2) قتلة عثمان في السهل و الجبل، اللّهم العن قتلة (3) عثمان، اللّهمّ العن قتلة عثمان في السهل و الجبل، ثم أقبل ابن الحنفيّة عليه و علينا، فقال: أ ما فيّ و في ابن عباس شاهدا عدل ؟ قال: قلنا: بلى، قال: قد كان هذا.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا نصر بن إبراهيم، و عبد اللّه بن عبد الرزاق، قالا: أنا [أبو] (4) الحسن محمّد بن عوف بن أحمد المزني (5)،أنا أبو علي الحسن بن منير بن محمّد التنوخي، أنا محمّد بن خريم، نا هشام بن عمار، نا أيوب بن حسّان، نا سليمان بن عبد اللّه بن فرّوخ الطائفي، عن محمّد بن الحنفيّة قال:

أيها الناس أما فيّ و في ابن عباس شاهدي (6) عدل، سمعنا علي بن أبي طالب يقول:

لعن اللّه قتلة عثمان في السهل و الجبل.

قال: و نا سليمان بن عبد اللّه بن فروخ، قال:

قيل لعلّي يوم الجمل و هو في فسطاط صغير و قد بلغنا النّبل، فقال: شيموا سيوفكم حتى صاحوا: يا ثارات عثمان، فقال علي:[لقد نعوه يا قنبر، ائتني بلأمتي (7) فلبسها،

ص: 456


1- الزيادة عن «ز»، و م.
2- بالأصل:«فقال علي لعن قتلة» و التصوب عن م، و «ز».
3- الأصل:«قاتله» و التصويب عن م، و «ز».
4- الزيادة عن م، و «ز».
5- رسمها مضطرب بالأصل و م و «ز»، و قد تقرأ: المري، تصحيف و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 550/17.
6- كذا بالأصل و م و «ز»: شاهدي عدل، و الصواب: شاهدا عدل.
7- اللأمة: الدرع.

فقال: ترسوا لي فترسوه. قال: فقال: ما قلتم ؟ قال: قلنا يا ثارات عثمان، فقال علي] (1)أكبّ اللّه قتلة عثمان على مناخرهم.

أخبرنا أبو العشائر محمّد بن الخليل بن فارس، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الدوري، أنا محمّد بن موسى بن فضالة، نا الحسن بن الفرج، نا يوسف بن عدي الكوفي، نا يعلى عن (2) إسماعيل، عن أبي الضحاك، عن أبي جعفر، قال:

سمع علي بن أبي طالب صوتا يوم الجمل تلقاء أم المؤمنين، فقال: انظروا ما يقولون ؟ قال: يهتفون بقتلة عثمان، قال: اللّهمّ جلل قتلة عثمان حزنا (3).

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، أنا سعدان بن يزيد البزّاز، نا الهيثم بن جميل، نا عبّاد، عن المجالد بن سعيد، عن عمير بن زودي، قال:

قال علي بن أبي طالب: لئن لم يدخل الجنة إلاّ من قتل عثمان لا أدخلها، و إن لم يدخل النار إلاّ من قتله لا أدخلها، فأكثر الناس في ذلك، فقال: إنكم قد أكثرتم فيّ و في عثمان، و اللّه قتله و أنا معه، قال عبّاد: يعني قتله اللّه و يقتلني معه.

قال: و أنا الخرائطي، نا حمّاد بن الحسن بن (4) عنبسة الوراق، نا أبو داود الطّيالسي، عن شعبة، أخبرني أبو حمزة، قال: سمعت أبي قال: سمعت أبي (5) قال:

سمعت عليا يقول: اللّه قتل عثمان و أنا معه. قال أبو حمزة: فذكرت ذلك لابن عباس، فقال:

صدق، يقول: اللّه قتل عثمان و يقتلني معه.

أخبرنا أبو علي الحدّاد و جماعة في كتبهم، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة (6)،أنا سليمان بن أحمد (7)،نا علي بن عبد العزيز، نا عارم أبو النعمان، نا حمّاد بن زيد، نا

ص: 457


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م و «ز».
2- الأصل: بن، تصحيف، و التصويب عن «ز»، و م.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المطبوعة:«خزيا» و قوله «قال اللهم جلل قتلة عثمان» استدرك على هامش «ز».
4- الأصل: عن، تصحيف، و التصويب عن م و «ز».
5- «قال:«سمعت أبي» مكرر في الأصل و م و «ز»، راجع ترجمة أبي حمزة محمد بن ميمون في تهذيب الكمال 284/17 و سير أعلام النبلاء 385/7.
6- الأصل: زيده، و بدون إعجام في م و «ز»، و الصواب ما أثبت و السند معروف.
7- الخبر في المعجم الكبير للطبراني 80/1 رقم 112.

مجالد بن سعيد، عن عمير بن زودي قال:

خطب علي فقال: يا أيها الناس إنّه و اللّه لئن لم يدخل النار إلاّ من قتل عثمان لا أدخلها (1) و لئن لم يدخل الجنة إلاّ من قتل عثمان لا أدخلها (2)،قال: فلما نزل قيل له:

تكلّمت بكلمة فرقت عليك بها أصحابك، فخطبهم فقال: يا أيها الناس ألا إن اللّه قتل عثمان و أنا معه.

قال: حماد: و حدّثنا حبيب بن الشهيد، عن محمّد بن سيرين قال:

كلمة قرشية لها وجهان. قال سليمان بن أحمد: كأنه يعني أن اللّه قتله و أنا معه مقتول.

أخبرنا أبو عبد اللّه المقرئ، أنا أبو الفضل بن الكريدي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدثتنا أم عمر بنت حسّان بن زيد،- و كانت عجوز صدق - قالت: حدّثني أبي قال:

دخلت المسجد الأكبر، مسجد الكوفة، و علي بن أبي طالب قائم على المنبر يخطب الناس، و هو ينادي بأعلى صوته ثلاث مرّات: يا أيها الناس إنكم تكثرون فيّ و في ابن عفان، و إن مثلي و مثله كما قال اللّه عز و جل: وَ نَزَعْنٰا مٰا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ ، إِخْوٰاناً عَلىٰ سُرُرٍ مُتَقٰابِلِينَ (3).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا منصور بن محمّد الزاهد، نا محمّد بن الصباح، حدثتنا أم عمر بنت حسّان، قالت: سمعت أبي يقول:

دخلت المسجد الأكبر، مسجد الكوفة، و علي بن أبي طالب على المنبر، و هو يخطب الناس، و هو ينادي بأعلى صوته: يا أيها الناس، يا أيها الناس، يا أيها الناس إنكم تكثرون فيّ و في ابن عفّان، إنّ مثلي و مثله كما قال اللّه عز و جل: وَ نَزَعْنٰا مٰا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ ، إِخْوٰاناً عَلىٰ سُرُرٍ مُتَقٰابِلِينَ .

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، نا أبو العباس محمّد بن أحمد بن أحمد بن حمّاد الأثرم، في

ص: 458


1- الأصل:«أدخلهما» خطأ، و التصويب عن م، و «ز»، و المعجم الكبير.
2- الأصل:«أدخلهما» خطأ، و التصويب عن م، و «ز»، و المعجم الكبير.
3- سورة الحجر، الآية:47.

سنة ثلاثين و ثلاثمائة، نا حميد بن الربيع، نا أبو أسامة، حدّثني عثمان بن واقد العمري، حدثتني قرة بنت جون الضّبّي قالت:

كنت عند عبد اللّه بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، فجاء قنبر، فسلّم، فقال: لا سلّم اللّه عليك، فقلت: سبحان اللّه، تقول هذا لمولى عمك، قال: إنّ هذا يأتي إلى أهل العراق فيقول: قال ابن عفّان، و قال علي، و أنا سمعت عليا يقول: قاتل اللّه هؤلاء المفضّلي على ابن عفّان، و المفضّلي ابن عفان على ما أقل علمهم باللّه، و اللّه إنّي لأرجو أن أكون أنا و ابن عفّان من الذين قال اللّه تعالى: إِخْوٰاناً عَلىٰ سُرُرٍ مُتَقٰابِلِينَ .

أخبرنا (1) أبو الفضل الفضيلي، أنا أبو القاسم الخليلي، أنا أبو القاسم الخزاعي، أنا الهيثم بن كليب، نا ابن المنادي، نا وهب بن جرير، نا شعبة، عن حبيب بن الزبير، عن عبد الرّحمن، عن علي بن أبي طالب قال:

إني لأرجو أن أكون أنا و عثمان من الذين قال اللّه تعالى: وَ نَزَعْنٰا مٰا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ ، إِخْوٰاناً عَلىٰ سُرُرٍ مُتَقٰابِلِينَ .

و عبد الرّحمن هذا هو ابن الشرود.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا عباس الدوري، نا سعيد بن عامر، نا شعبة، عن حبيب بن الزبير، عن عبد الرّحمن بن الشرود: عن علي بن أبي طالب قال: إنّي لأرجو أن أكون أنا و عثمان ممن قال اللّه عز و جل: وَ نَزَعْنٰا مٰا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ ، إِخْوٰاناً عَلىٰ سُرُرٍ مُتَقٰابِلِينَ .

أخبرنا أبو طاهر السّنجي، و أبو محمّد بختيار بن عبد اللّه الهندي، قالا:[أنا أبو علي الحسن بن محمد بن عبد العزيز التككي،] (2) أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو سهل بن زياد، نا عبد اللّه بن روح، نا عثمان بن عمر، أنا شعبة، عن حبيب بن الزبير، عن عبد الرّحمن بن شرود.

أنه سمع عليا يقول: إنّي لأرجو أن أكون أنا و عثمان ممن قال اللّه عز و جل: وَ نَزَعْنٰا مٰا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ .

ص: 459


1- فوقها في «ز»، كتب: ملحق.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن «ز»، و م.

أخبرنا (1) أبو الفضل الفضيلي، أنا أحمد بن محمّد بن محمّد الخليلي، أنا علي بن أحمد بن الحسن، أنا الهيثم بن كليب الشّاشي، نا ابن المنادي، نا يوسف بن محمّد، نا حرب بن ميمون، عن النّضر بن أنس - و لا أحسبه إلاّ قال - عن أنس بن مالك، قال:

لأن أشهد عشر مرار أن عليا و عثمان رضي اللّه عنهما في الجنة فينزع اللّه عز و جل ما في قلوبهما من غل، أحبّ إليّ من أن أشهد شهادة واحدة أنهما ليسا كذلك (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو محمّد بن أبي عثمان، و أبو القاسم بن البسري، قالوا: أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن موسى بن القاسم بن الصّلت، نا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى الهاشمي (3)،أنا أبو سعيد الأشجّ .

ح و أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن الحسن بن الخلاّل، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي الصيدلاني، أنا أبو محمّد يزداد بن عبد الرّحمن بن [محمد بن يزداد، نا أبو سعيد الأشج نا [ابن] إدريس، عن شعبة، عن أبي بشر، عن يوسف المكي، عن] (4) محمّد بن حاطب، قال: سمعت عليا - و قال ابن السّمرقندي: علي بن أبي طالب - يقول في قوله: إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنىٰ أُولٰئِكَ عَنْهٰا مُبْعَدُونَ (5)قال: عثمان و أصحابه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه بن عمر، و أبو محمّد، و أبو الغنائم ابنا أبي عثمان.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم (6).

قالوا: أنا عبد اللّه بن عبيد اللّه بن يحيى بن زكريا البيع، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا أبو السائب، نا ابن إدريس، عن شعبة، عن أبي بشر، عن محمّد بن حاطب، عن علي قال.

عثمان منهم [من] (7)الذين قال اللّه تعالى: إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنىٰ أُولٰئِكَ عَنْهٰا مُبْعَدُونَ .

ص: 460


1- كتب فوقها في «ز»: ملحق.
2- فوقها في «ز»: إلى.
3- بعدها في المطبوعة:«قال» سقطت من الأصل و م و «ز».
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك لتقويم السند عن م، و «ز».
5- سورة الأنبياء، الآية:101.
6- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المطبوعة: أبو الغنائم بن أبي عثمان.
7- زيادة للإيضاح عن «ز»، و م.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو بكر بن سيف، نا السّري بن يحيى، أنا شعيب بن إبراهيم، أنا سيف بن عمر، عن سعيد بن عبد اللّه الجمحي، عن عبد الرّحمن، و محمّد ابني (1)حاطب.

أن رجلا أتى عليا يسأله عن (2)عثمان، و عنده أصحابه، فكلّهم، قال: كافر، قال الرجل: إنّي لست أسألكم إنّما أسأل أمير المؤمنين، فقال علي: في عثمان و أصحابه نزلت إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنىٰ أُولٰئِكَ عَنْهٰا مُبْعَدُونَ .

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو علي الحسن بن محمّد بن القاسم بن عبيد اللّه بن زينة، أنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الخفاف (3)،نا أبو العباس أحمد بن محمّد بن صالح البروجردي الخطيب، نا إبراهيم بن الحسين بن دازيل، نا موسى بن إسماعيل، نا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن يوسف بن سعد قال:

قدم علينا محمّد بن علي بن أبي طالب (4)،فنزل عليّ قال: شهدت عليا و عنده صعصعة بن صوحان و عمّار بن ياسر، و الأشتر في رهط من أصحابه، فذكروا عثمان، فنالوا منه، قال لهم صعصعة بن صوحان: لا تقولوا هذا، فإنه لم يبلغ ذلك، و لكن إن شئتم عثمتم فيه، فلما سكت، قال علي بن أبي طالب، و هو على سريره، و معه عود ينكث به، فجعل ينكث بعوده و يقول: إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنىٰ أُولٰئِكَ عَنْهٰا مُبْعَدُونَ لاٰ يَسْمَعُونَ حَسِيسَهٰا وَ هُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خٰالِدُونَ عثمان و أصحاب عثمان، قال: قلت له: ما تقول ؟ قال: أقول ذلك، أشهد على علي بن أبي طالب أنّي سمعته يقول: قلت: أحدّث بهذا عنك ؟ قال: نعم.

أخبرنا (5) أبو القاسم الشحامي، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد بن موسى، أنا أبو العبّاس محمّد بن أحمد بن محمّد السّليطي، أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن الحسن بن محمّد بن محمّد (6) بن عقيل، و أحمد بن حفص، و عبد اللّه بن محمّد الفراء،

ص: 461


1- الأصل: بني، و المثبت عن م، و «ز».
2- «عن» استدركت على هامش «ز».
3- كذا بالأصل و م و «ز»، «الخفاف» انظر ترجمته في تاريخ بغداد 75/14 و فيها: الحفار. و في الأنساب أيضا ذكره فيمن نسب إلى الحفار، هذا الاسم لمن يحفر القبور.
4- أقحم بعدها بالأصل:«فنزل علي بن أبي طالب» و لا مكان لها.
5- كتب فوقها في «ز»: ملحق.
6- كذا بالأصل «بن محمد بن محمد» و لم تكرر «محمد» في م و «ز».

و قطن قالوا: نا حفص، حدّثني إبراهيم، عن خالد الحذّاء، عن يوسف أبي يعقوب، عن ابن حاطب.

أنه قال: شهدت علي بن أبي طالب و سأله رجل عن عثمان، فقال عمّار بن ياسر كذا تواطأ القوم على ذلك، فقال الرجل: إنّما أسألك، فقال علي: إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنىٰ أُولٰئِكَ عَنْهٰا مُبْعَدُونَ عثمان، و أصحاب عثمان.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، و أبو الفضل محمّد بن أحمد بن علي بن عبد الواحد بن الأشقر، قالا: أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا عبيد اللّه بن محمّد بن إسحاق بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا محمّد بن حميد، نا يحيى بن ضريس، نا يعقوب القمّي، عن ليث، عن الشعبي، عن النّعمان بن بشير قال:

كنا مع علي بن أبي طالب في مسجد الكوفة، و هو مجتنح لشقه (1)،فخضنا في عثمان، و طلحة، و الزبير، فاجتنح لشقه الآخر فقال: فيم خضتم ؟ قلنا: خضنا في عثمان، و طلحة، و الزبير، و حسبناك نائما، فقال: إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنىٰ أُولٰئِكَ عَنْهٰا مُبْعَدُونَ و إن ذاك عثمان و طلحة و الزبير، و أنا من شيعة عثمان و طلحة و الزبير، ثم قال: وَ نَزَعْنٰا مٰا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ ، إِخْوٰاناً عَلىٰ سُرُرٍ مُتَقٰابِلِينَ ذاك عثمان، و طلحة، و الزبير، و أنا من شيعة عثمان، و طلحة، و الزبير.

رواه الباغندي عن ابن حميد، فقال: أشعث بدل ليث، و الصواب: ليث، و هو ابن أبي سليم.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد الزهري، نا جعفر بن أحمد بن محمّد القافلاني (2)،نا عيسى بن محمّد بن منصور الإسكافي، نا شعيب بن حرب المدائني، عن محمّد الهمداني، حدّثني شيخ في هذا المسجد - مسجد الكوفة - حدّثني عمي النعمان بن بشير قال:

كنا عند علي بن أبي طالب فذكروا عثمان بن عفّان، فقال علي: إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنىٰ أُولٰئِكَ عَنْهٰا مُبْعَدُونَ ،عثمان و أصحاب عثمان، و أنا من أصحاب عثمان.

ص: 462


1- مجتنح: مائل، اجتنح: إذا مال على أحد شقيه (اللسان: جنح).
2- القافلاني: بفتح القاف و سكون الفاء، هذه النسبة إلى حرفة عجمية، اسم لمن يشتري السفن الكبار المنحدرة من الموصل، و يكسرها و يبيع خشبها و قيرها و قفلها (الأنساب).

قال شعيب يومئذ: و أنا من أصحاب عثمان.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن. خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (1)،أنا إبراهيم بن مخلد المعدل، نا محمّد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي، نا عيسى بن محمّد بن منصور الإسكافي، نا شعيب بن حرب المدائني، عن محمّد الهمداني، نا شيخ في هذا المسجد - يعني مسجد الكوفة - عن النعمان بن بشير قال:

كنا عند علي بن أبي طالب فذكروا عثمان، فقال علي: إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنىٰ ، أُولٰئِكَ عَنْهٰا مُبْعَدُونَ عثمان و أصحاب عثمان، و أنا من أصحاب عثمان.

قال عيسى: قال شعيب: و أنا من أصحاب عثمان.

أنبأنا (2) أبو علي الحداد و غيره قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة (3)،أنا سليمان بن أحمد الطبراني (4)،نا عمرو بن أبي الطاهر (5) المصري، نا عبد المنعم بن بشير الأنصاري، نا علي بن غراب المحاربي، عن عبد اللّه بن سعيد، عن أبيه قال:

كنا جلوسا عند [علي بن] (6) أبي طالب، و عن يمينه عمّار بن ياسر، و عن يساره محمّد بن أبي بكر إذ جاءه غراب بن فلان الصيدني (7)،فقال: يا أمير المؤمنين ما تقول في عثمان فبدره الرجلان، فقالا: عمّ تسأل ؟ عن رجل كفر باللّه من بعد إيمانه و نافق، فقال الرجل لهما: لست إيّاكما [أسأل، و لا إليكما] (8) جئت، فقال له علي: لست أقول ما قالا، فقالا [له جميعا: فلم قتلناه إذا؟ قال: ولي عليكم و أساء الولاية في آخر أيامه و جزعتم فأسأتم الجزع] (9) و اللّه إنّي لأرجو أن أكون أنا و عثمان كما قال اللّه عز و جل: وَ نَزَعْنٰا مٰا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوٰاناً عَلىٰ سُرُرٍ مُتَقٰابِلِينَ .

ص: 463


1- الخبر في تاريخ بغداد 169/11 ضمن أخبار عيسى بن محمد بن منصور، أبي موسى الاسكافي.
2- كتب فوقها في «ز»: يقوم إلى آخر الوجه.
3- الأصل: زيد، و في م: ربده، و في «ز»: ريد، كلها تصحيف و السند معروف.
4- الخبر في المعجم الكبير للطبراني 79/1 رقم 111.
5- المعجم الكبير: عمرو بن أبي الطاهر بن السرح المصري.
6- زيادة عن م، و «ز»، و المعجم الكبير، للإيضاح.
7- بالأصل و م و «ز»: الصيدفي، بالفاء، و لم أجد هذه النسبة، و المثبت عن المعجم الكبير.
8- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م و «ز»، و المعجم الكبير.
9- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف لتقويم المعنى عم و «ز»، و المعجم الكبير.

أخبرنا أبو عبد اللّه المقرئ، أنا أبو الفضل، أنا أبو الحسن المجهّز، أنا أبو الحسن الدارقطني، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة، نا يعقوب بن شيبة، نا أسود بن عامر، نا عبد الرّحمن بن عثمان بن محمّد بن حاطب، حدّثني أبي، عن محمّد بن حاطب، قال:

كنت مع علي بالبصرة، فلما هدأت الحرب قلت: يا أمير المؤمنين ما أردّ على قومي إذا سألوني عن قتل هذا الرجل ؟ قال: أنا و عثمان مثل ما وصف اللّه في كتابه: وَ نَزَعْنٰا مٰا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ الآية، فإذا قدمت فأبلغهم أن عثمان من الذين آمنوا ثم اتّقوا، ثم آمنوا ثم اتّقوا، ثم آمنوا ثم اتّقوا، و على ربهم يتوكلون.

قال: و أنا الدارقطني، حدّثني أبي، نا عبد اللّه بن محمّد بن ناجية، نا الحسن بن قزعة مولى بني هاشم، نا سفيان بن حبيب، نا جامع بن مطر، عن عبد اللّه بن الأسود بن تمام، عن عبد اللّه بن رافع بن (1) خديج، عن رافع بن (2) خديج قال:

قال علي: دخلت على بناتي و هن يبكين، فقلت: ما يبكيكن ؟ قلن: لانقطاعنا من أرضنا، و لموت - أو لقتل - ابن عفّان، فقال: إنّي لأرجو أن أكون أنا و ابن عفّان ممن قال اللّه:

وَ نَزَعْنٰا مٰا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ ، إِخْوٰاناً عَلىٰ سُرُرٍ مُتَقٰابِلِينَ .

كتب إليّ أبو بكر أحمد بن المظفر بن الحسن بن سوسن التّمّار، و أخبرني أبو طاهر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه السّنجي عنه، أنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان، أنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن محمّد الأدمي القارئ، نا محمّد بن عثمان الكوفي، نا أحمد بن عبد اللّه بن يونس، نا أبو بكر بن عيّاش، عن حصين بن عبد الرّحمن، عن عبد اللّه بن الحارث قال:

دخل علي على نسائه و هن يبكين، فقال: ما يبكيكن ؟ قلن: ذكرن (3)عثمان و الزبير و قرابتهما منك، قال: فإنّي و إيّاهما من الذين قال اللّه تعالى: إِخْوٰاناً عَلىٰ سُرُرٍ مُتَقٰابِلِينَ .

أخبرنا أبو أبو بكر بن المزرفي، نا أبو الحسين بن المهتدي.

ح (4)و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور.

قالا: أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا داود بن عمرو، نا حماد بن زيد، عن

ص: 464


1- بالأصل:«عن» في الموضعين، خطأ، و الصواب عن م و «ز».
2- بالأصل:«عن» في الموضعين، خطأ، و الصواب عن م و «ز».
3- كذا بالأصل و م و «ز».
4- «ح» سقط من م، و «ز»، و الأصل.

عاصم بن أبي النجود، قال:

دخلت إحدى بنات عثمان على علي، فقال: إنّي لأرجو أن أكون أنا و أبوك ممن قال اللّه تعالى: وَ نَزَعْنٰا مٰا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوٰاناً عَلىٰ سُرُرٍ مُتَقٰابِلِينَ .

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عمر بن إبراهيم بن أحمد بن كثير، نا عبد اللّه بن محمّد، نا داود بن رشيد، نا محمّد بن زيد، عن العوّام - يعني ابن حوشب - عن محمّد بن حاطب، قال:

قيل لعلي: إنّ هؤلاء الذين يسألونا (1)عن عثمان غدا، فما نقول لهم ؟[قال: نقول:] (2)كان من الذين آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّٰالِحٰاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا، وَ آمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَ أَحْسَنُوا (3).

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، و عبد الرّحمن بن عثمان، قالا: أنا أبو الحسن (4)بن حذلم، نا أبو زرعة، نا أبو نعيم، نا مسعر، عن أبي عون، عن محمّد بن حاطب، عن علي قال: كان عثمان من الذين آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّٰالِحٰاتِ إلى قوله ثُمَّ اتَّقَوْا وَ أَحْسَنُوا .

كتب إليّ أبو بكر الشيرويي، و حدّثني أبو المحاسن الطّبسي عنه، أنا أبو بكر الحيري، نا أبو العبّاس الأصم، نا إبراهيم بن مرزوق، نا أبو داود الطّيالسي، و سعيد بن عامر، قالا: نا شعبة، عن أبي عون، عن محمّد بن حاطب، قال:

سألت عليا عن عثمان، فقال: كان من الذين اتقوا و آمنوا (5) ثم اتقوا و آمنوا ثم اتّقوا.(6) أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم المقرئ (7)،أنا سهل بن بشر.

قالا: أنا علي بن محمّد بن علي، أنا محمّد بن أحمد الذهلي، نا أحمد بن عمرو بن

ص: 465


1- كذا بالأصل و م و «ز»، و الصواب: يسألوننا.
2- الزيادة عن م و «ز».
3- سورة المائدة، الآية:95.
4- الأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن م، و «ز».
5- في «ز»، و م: كان من الذين آمنوا.
6- الخبر التالي سقط من م.
7- زيد بعدها في المطبوعة:«و أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم قالا» و هذه الزيادة سقطت من الأصل و «ز».

حفص القطراني، نا عمرو بن مرزوق (1)،أنا شعبة، عن أبي عون، عن محمّد بن حاطب، قال: سألت عليا عن عثمان، فقال: كان من الذين آمنوا، ثم اتّقوا، ثم آمنوا، ثم اتّقوا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن محمّد بن (2) أحمد، أنا محمّد بن عبد الرّحمن، نا أحمد بن عبد اللّه بن سيف، نا السّري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن (3) عمر، عن مسعر بن كدام، عن أبي عون - يعني محمّد بن عبيد اللّه الثقفي - عن محمّد بن حاطب، قال:

ذكر عثمان عند الحسن و الحسين، فقالا: هذا أمير المؤمنين يأتيكم الآن و يخبركم عنه، فجاء علي فقال: عثمان (4) من الذين اِتَّقَوْا وَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّٰالِحٰاتِ ، ثُمَّ اتَّقَوْا وَ آمَنُوا، ثُمَّ اتَّقَوْا وَ أَحْسَنُوا، وَ اللّٰهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ .

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو محمّد الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا عباس بن محمّد الدوري، نا شبابة بن سوّار، نا الحسن بن عمارة، عن ثابت قال:

جاء رجل من آل حاطب إلى علي، فقال: يا أمير المؤمنين إنّي آتي المدينة غدا، و الناس سائلي عن عثمان، فما ذا أقول ؟ فقال علي: أخبرهم أن عثمان كان من الذين آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّٰالِحٰاتِ ، ثُمَّ اتَّقَوْا وَ آمَنُوا، ثُمَّ اتَّقَوْا وَ أَحْسَنُوا، وَ اللّٰهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ .

أخبرنا أبو عبد اللّه المقرئ، أنا أبو الفضل بن الكريدي، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد، أنا علي [بن عمر] (5) الدارقطني، نا أبو صالح القاسم بن سالم بن الأخباري، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبو بكر بن أبي شيبة، نا حمّاد بن أسامة، نا العلاء بن المنهال، نا عاصم بن كليب الجرمي، حدّثني أبي قال:

كنّا مع علي، فالتفت إلى محمّد بن حاطب، فدعاه، فتحوّل إليه، فقال: إنّ قومي إذا أتيتهم يقولون: ما قول صاحبك في عثمان ؟ فسبّه الذين حوله، فرأيت جبين علي يرشح كراهية لما يجيئون به، فقال محمّد بن حاطب: كفّوا، فو اللّه ما إيّاكم أسأل (6)،فقال علي: أخبرهم

ص: 466


1- الأصل: مروان، و المثبت عن «ز»، و المطبوعة.
2- ما بين الرقمين سقط من م.
3- ما بين الرقمين سقط من م.
4- «عثمان» أضيف عن م و «ز»، و مكانها بالأصل:«أمير المؤمنين» ثم شطبت بخط أفقي.
5- الزيادة عن م و «ز».
6- كذا بالأصل و م، و في «ز»: أسل.

أن قولي في عثمان أحسن القول، إنّ عثمان كان من الذين آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّٰالِحٰاتِ ، ثُمَّ اتَّقَوْا وَ آمَنُوا، ثُمَّ اتَّقَوْا وَ أَحْسَنُوا، وَ اللّٰهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ .

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، و أبو محمّد، و أبو الغنائم ابنا أبي عثمان.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان.

قالوا: أنا عبد اللّه بن عبيد اللّه بن يحيى بن زكريا البيع، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا أبو السّائب، نا ابن إدريس، عن عاصم بن كليب، عن عبد الملك بن سفيان، عن محمّد بن حاطب قال:

لما سار علي إلى البصرة فدنا منها قلت له: يا أمير المؤمنين، إنّ بها ناسا من قومي، و لا بدّ من لقائهم، و سيسألونني (1) عن عثمان، فما أقول ؟ فقال: هو و اللّه من الذين آمنوا ثم آمنوا و على ربهم يتوكلون.

و أخبرنا أبو عبد اللّه النّشّابي، أنا أبو الفضل بن الكريدي، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا أبو عبيد القاسم بن إسماعيل المحاملي، نا أبو السّائب سلم بن جنادة، نا عبد اللّه بن إدريس، فذكر نحوه، و قال: فأقبل من حوله فتناوله، فاحمرّ وجهه و تغير، ثم أخذ بيدي فقال: هو و اللّه من الذين آمنوا، ثم آمنوا ثم آمنوا و على ربهم يتوكلون.

قال: و نا الدارقطني، نا القاضي الحسين بن إسماعيل، نا يوسف بن موسى، نا مسلم بن إبراهيم، نا القاسم بن الفضل قال: سمعت يوسف بن سعد مولى عثمان بن مظعون قال:

قال لي ابن حاطب: لو شهدت اليوم شهدت عجبا، قال: قلت: ما هو؟ قال: فإنّ عليا، و عمارا، و مالكا، و صعصعة اجتمعوا في دار نافع، فذكروا عثمان فقال علي: يا أبا اليقظان لقد سبق في عثمان من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم سوابق لا يعذبه اللّه بعدها أبدا.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو (2) بن منده، أنا الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا علي بن الجعد، أنا القاسم بن الفضل

ص: 467


1- الأصل و «ز»: و سيسلوني، و في م: و سيسألوني.
2- الأصل: عمر، و التصويب عن م و «ز»، و السند معروف.

الحدّاني، حدّثني يوسف بن سعد مولى عثمان بن مظعون، قال:

قال ابن حاطب: لو (1) شهدت اليوم شهدت عجبا، اجتمع عليّ و عمّار، و مالك الأشتر، و صعصعة بن صوحان في هذه الدار - يعني دار نافع - فتكلّم عمّار، فذكر عثمان، فجعل علي يتغير وجهه، قال: ثم تكلم مالك حذاء (2) عمّار قال: ثم إن صعصعة تكلم فقال:

أبا اليقظان، ما كلّ ما يزعم الناس أن عثمان أتى، أتى، أو قال قائل: كان أول من ولي فاستأثر، و أول من تفرّقت عنه الأمة، ثم إنّ عليا تكلّم فقال: إنّا و اللّه على الأثر الذي أتى عثمان، لقد سبقت له سوابق لا يعذّبه اللّه بعدها أبدا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو بكر بن سيف، أنا السّري [بن يحيى] (3)،أنا شعيب بن إبراهيم، نا سيف، عن عمر، عن عطية، عن أبي أيوب، عن علي قال:

أتاه رجل فقال: إنّي أبغض عثمان، فقال: مهلا، فإنهم - يعني أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و الكافرين - الذين أنزل اللّه فيهم اَلَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ إلى: لِلَّذِينَ آمَنُوا (4)أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلم [فاغفر لهم] (5) تابوا من الشرك، و اتبعوا الرسول إلى اَلَّذِينَ كَفَرُوا يُنٰادَوْنَ (6) فإيّاكم أن تكونوا ببغضة منهم.

أخبرنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن، أنا أبو القاسم المهرواني، أنا أبو عمر (7) بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، نا حجّاج بن المنهال، و موسى بن إسماعيل، قالا: نا حمّاد، عن أبي نعامة العدوي، عن مطرّف.

أنّ عليا قال لمطرّف: أ ما يمنعك من اتباعي إلاّ حب عثمان ؟ أما و اللّه لئن أحببته، لقد كان أوصلنا للرحم.

كذا قال: و أبو نعامة لم يسمعه من مطرّف، بينهما إسحاق بن سويد:

ص: 468


1- الأصل: لقد، و المثبت عن م و «ز».
2- الأصل: خد، و التصويب عن م و «ز».
3- الزيادة عن م و «ز».
4- سورة غافر، الآية:7 و بالأصل و م و «ز»: الذين آمنوا.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و «ز»، و استدرك عن المطبوعة و هو مستدرك فيها بين معكوفتين أيضا.
6- سورة غافر، الآية:9.
7- الأصل: عمرو، تصحيف و التصويب عن م و «ز»، و السند معروف.

أخبرنا بذلك أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا الحارث بن أبي أسامة، نا روح بن عبادة، نا أبو نعامة - يعني عمرو بن عيسى العدوي (1)-عن إسحاق بن سويد العدوي، عن مطرّف بن عبد اللّه بن الشّخّير قال:

لقيت علي بن أبي طالب بهذا الحزيز (2)،فسألته عن عثمان بن عفّان فقال: لقد كان من خيرنا و أوصلنا.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد، نا الحسن بن إسماعيل بن رشيد، نا ضمرة، نا ابن شوذب، عن قتادة، عن مطرّف، قال:

لقيت عليا بالبصرة يوم الجمل بالحزيز (3) فقال لي: ما الذي بطّأ بك عنا؟ أحبّ عثمان بطّأ بك عنا؟ قال: ثم حرّك دابّته و حرّكت دابّتي اعتذر إليه، فقال لي: إن تحبه (4) فقد كان خيرنا، و أوصلنا للرحم.

قال الدارقطني: تفرّد به ضمرة بن ربيعة، عن ابن شوذب، عن قتادة.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل بن الكريدي، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا القاضي الحسين بن إسماعيل، نا محمّد بن يزيد (5)،أخو كوخويه، نا يزيد بن هارون، أنا عبد السلام بن صالح الدارمي [نا إسحاق] (6) بن سويد، نا مطرّف بن عبد اللّه بن الشّخّير، قال:

سايرت عليا، فرفعته بغلته، و رفعت بغلي معه حتى خلونا من الناس، فقال لي: ما بطّأك عنا يا مطرّف ؟ أحبّ ذلك الرجل - يعني عثمان - ثم قال (7):أما إن أحببته فقد كان أشدّنا حياء، و أحسننا طهورا، قال: فجرّأني ما سمعت من علي [على] (8) حبّ عثمان.

ص: 469


1- ترجمته في تهذيب الكمال 307/14.
2- بالأصل و م و «ز»: الحرير، براءين، تصحيف، و الصواب ما أثبت راجع تاج العروس بتحقيقنا: حزز: و فيها: و في حديث مطرف: لقيت عليا بهذا الحزيز، هو المنهبط من الأرض. و قيل: المكان الغليظ المتقاد، و قيل هو الموضع الذي كثرت حجارته و غلظت.
3- بالأصل و م و «ز»: الحرير، براءين، تصحيف، و الصواب ما أثبت راجع تاج العروس بتحقيقنا: حزز: و فيها: و في حديث مطرف: لقيت عليا بهذا الحزيز، هو المنهبط من الأرض. و قيل: المكان الغليظ المتقاد، و قيل هو الموضع الذي كثرت حجارته و غلظت.
4- الأصل: ان أحبه، و المثبت عن م و «ز».
5- الأصل: زيد، تصحيف، و المثبت عن م و «ز»، انظر ترجمته في تاريخ بغداد 374/3.
6- الزيادة عن م و «ز».
7- بالأصل: فقال، بدل: ثم قال، و المثبت عن م و «ز».
8- الزيادة عن م و «ز».

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن. خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (1)،أنا عبد العزيز بن محمّد (2) بن جعفر العطار، نا عثمان بن أحمد الدقاق، نا عبيد بن محمّد بن خلف، نا أبو معمر الهذلي، نا ابن عيينة، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن مطرّف قال:

لقيت عليا فقال لي: يا أبا عبد اللّه ما بطّأ بك ؟ أحبّ عثمان ؟ ثم قال: لئن قلت ذلك لقد كان أوصلنا للرحم، و أتقانا للربّ عزّ و جل.

أخبرنا أبو نصر بن رضوان، و أبو علي بن السبط ، و أبو غالب بن البنّا، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا موسى بن إسحاق الأنصاري، نا أحمد بن يونس، نا أبو شهاب، عن الحجّاج، عن قتادة، عن مطرّف بن الشّخّير قال:

لقيني علي بن أبي طالب يوم الجمل، فقال لي: أحبّ عثمان شغلك عنّا؟ قال: فسكتّ لمن معه من الناس، فلما رأيت منه خلوة، أقبل نحوي، قال: قلت: أنا أحقّ بالسرعة، قال - فحركت فقال: إن تفعل فإنه كان أتقانا للربّ ، و أوصلنا للرّحم.

أخبرنا أبو عبد اللّه النّشّابي، أنا أبو الفضل أحمد بن عبد المنعم، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد، أنا علي بن عمر الدارقطني، أنا أبو علي إسماعيل بن محمّد الصفار، نا سوادة بن علي بن جابر، نا أحمد بن يونس، نا أبو شهاب، عن حجّاج الصّوّاف، عن قتادة، عن مطرّف بن عبد اللّه قال:

لقيني علي فقال: أحبّ عثمان شغلك ؟ قال: فسكتّ لما معه من الناس، فلما رأيت منه خلوة أقبل نحوي، فقلت: أنا أحقّ بالسرعة إليك، قال: فحركت، فقال: إن تفعل فإنه كان أتقانا للربّ ، و أوصلنا للرّحم.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن الحسن بن الخلاّل، أنا عبيد اللّه [بن أحمد] (3) الصيدلاني، نا يزيد بن عبد الرّحمن، نا أبو سعيد الأشج، نا أبو أسامة، عن سعيد بن أبي عروبة، عن الخليل بن حبان (4)،عن ابن أخي مطرّف [عن مطرّف] (5) قال:

ص: 470


1- الخبر في تاريخ بغداد 100/11 في أخبار: عبيد بن محمد بن خلف.
2- في تاريخ بغداد: أحمد، تصحيف.
3- الزيادة عن م و «ز».
4- بالأصل و «ز»، الحرف الثاني بدون إعجام، و المثبت عن م، و في المطبوعة: حيان.
5- الزيادة بين معكوفتين استدركت عن م و «ز»، لتقويم السند.

لقيت عليا بالحزين (1)-يعني المربد - و ما حوله، فلمّا رآني أسرع نحوي، فقلت: أنا أحقّ بالإسراع إليك، فقال: ما منعك أن تأتينا؟ فاعتذرت، فقال: ما شغلك (2) و لا منعك إلاّ حبّ عثمان، قال: فلما تنفس عن أصحابه قال: إن تحبه فقد و اللّه كان خيرنا، و أبرّنا، و أوصلنا.

أخبرنا أبو سعد البغدادي، أنا أبو منصور بن شكرويه، و أبو بكر السمسار، قالا: أنا إبراهيم بن [عبد اللّه بن] (3) خرّشيذ قوله، نا الحسين بن إسماعيل المحاملي، نا علي بن مسلم، أنا عمرو بن محمّد بن أبي رزين، نا سعيد، نا الخليل بن أخي مطرّف [عن مطرّف] (4) بن عبد اللّه قال:

لما ظهر علي يوم الجمل رأيته بهذا الحزيز (5) و هو (6) بأصحابه، فأسرعت إليه، فأسرع إلى دابته، فقلت: أنا أحق بذلك، فسلّمت عليه، قال: أحبّ عثمان منعك (7) أن تأتينا؟ قال:

إنّك إن تحبه فإنّه كان من خيرنا و أوصلنا.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا عبد اللّه بن أيوب المخرمي، نا أيوب بن سويد، نا السّري بن يحيى، عن مطرّف بن عبد اللّه قال:

لقيت عليا بهذا الحرير (8)،فقال لي: حبّ عثمان بطّأ بك عنا؟ فاعتذرت إليه، فقال:

أما إنه كان أبرّنا، و أوصلنا.

كذا قال، و أسقط منه ذكر قتادة.

الصواب: الحزيز بالحاء و زاءين مكررتين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه بن عمر بن علي، و أبو محمّد، و أبو الغنائم ابنا أبي عثمان.

ص: 471


1- فقها في «ز» ضبة، و كأنه تنبيه على أنها خطأ، و سينبه المصنف في نهاية الخبر بعد الخبر التالي إلى الصواب: الحزيز، و قد مرّ التعريف بها.
2- الأصل و م: أشغلك، و المثبت عن «ز».
3- الزيادة عن م و «ز».
4- الزيادة عن م و «ز»، لتقويم السند.
5- الأصل و م و «ز»: الحرير، تصحيف.
6- كذا بالأصل، و في م و «ز»: بين «و هو» و «أصحابه» فراغ مقدار كلمة، و فوق الفراغ ضبة.
7- في «ز»، و م، و الأصل: معك.
8- كذا بالأصل و م و «ز»، و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب.

ح (1) و أخبرناها أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان.

قالوا: أنا عبد اللّه بن عبيد اللّه بن يحيى البيع، نا أبو عبد اللّه المحاملي - إملاء - نا عبد اللّه بن أيوب، نا أيوب بن سويد، نا السّري بن يحيى، عن قتادة، عن مطرّف قال:

لقيت عليا بهذا الحرير (2)،فقال لي: حبّ عثمان بطّأ بك عني ؟ فاعتذرت إليه، فقال:

أمّا إنّك إن أحببته، إنّه لخيرنا و أوصلنا.

أخبرنا أبو الحرم مكي بن الحسن بن المعافى، و أبو إسحاق إبراهيم بن طاهر بن بركات، قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو نصر بن الجبّان، نا أبو بكر محمّد بن سليمان بن يوسف الرّبعي البندار، نا أبو الحسن (3) محمّد بن الفيض بن محمّد الغساني، نا عبد اللّه بن يزيد المقرئ، نا الأوزاعي، قال:

قيل لعلي بن أبي طالب: أقتل عثمان منافقا؟ قال: لا، و لكنه ولي فاستأثر، و جزعنا فأسأنا، و كلّ سيرجع إلى حكم عدل، و إن تكن الفتنة أصابتنا [أو خبطتنا] (4) فبما (5) شاء اللّه.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسن، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (6)،نا سليمان بن حرب، نا حمّاد بن زيد، عن مجالد، عن عمير بن زودي أبي كثير (7)،قال:

خطب علي عليه السلام، فقطعوا عليه خطبته، فنزل، فدخل، فقال: إنّما مثلي و مثل عثمان مثل ثلاثة أثوار كنّ في غيضة، أبيض، و أحمر، و أسود، معهم فيها أسد، كان كلما أراد واحدا (8) منهم اجتمعن عليه (9)،فلم يطقهم، فقال للأسود (10) و الأحمر: إنّ هذا الأبيض يفضحنا في غيضتنا، يري بياضه خلّيا عليه كيما آكله، ثم أكون أنا و أنتما، فلوني على

ص: 472


1- «ح» سقط من المطبوعة.
2- كذا بالأصل و م و «ز».
3- كذا بالأصول، و في المطبوعة: الحسين، تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 428/14.
4- الزيادة عن م و «ز».
5- الأصل و م: فيما، و المثبت عن «ز».
6- الخبر في المعرفة و التاريخ 118/3 و البداية و النهاية بتحقيقنا 216/7.
7- في المعرفة و التاريخ:«عمير بن روذي، أبو كبير» و في البداية و النهاية: رودي، أبو كثير. و الذي بالأصول: أبو كثير، يوافقه ما جاء في الكنى و الأسماء للدولابي 90/2.
8- الأصل: واحد، و التصويب عن م عن و «ز»، و المعرفة و التاريخ و التاريخ.
9- المعرفة و التاريخ: منها اجتمعت عليه.
10- الأصل و م و «ز»: الأسود، و الصواب عن المصدرين.

ألوانكما، و ألوانكما على [لوني، قال: فخلّيا عنه، فلم يلبث أن أكله] (1)،ثم قال: ثم كان كلما أراد واحدا منهما اجتمعا عليه، فلم يطقهما، فقال للأحمر: إنّ هذا الأسود يفضحنا في غيضتنا، يري سواده، فخلّ عني كيما آكله، ثم أكون أنا و أنت، فلوني على لونك، و لونك على [لوني] (2) قال: فتركه فلم يلبث أن أكله، قال: فلبث؛ قال: يا أحمر إنّي آكلك، قال:

تأكلني ؟ قال: نعم، قال: فخلّ عني أصوّت ثلاثة أصوات، قال: ثم قال: ألا إني إنّما أكلت يوم أكل الأبيض، ألا إنّما أكلت يوم أكل الأبيض، قال: ثم قال علي: و أنا إنّما و هنت يوم قتل عثمان، قال ذلك ثلاثا: ألا و إنّي و هنت يوم قتل عثمان (3).

أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن (4)،أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أحمد بن عبد اللّه بن يونس، نا حمّاد بن زيد، قال: قال مجالد: حدّثني عمير بن زوذي (5)،قال:

قام علي يوما خطيبا، فقامت تلك الخوارج، فقطعوا عليه خطبته، فنزل، فدخل الدار، و دخلنا، قال: فقال علي: ألا إنّما أكلت يوم أكل الأبيض، قال: ثم ضرب مثلا، فقال: مثل ثلاثة أثوار و أسد، كنّ في أجمة، أحمر و أسود، و أبيض، فكان إذا أراد شيئا منهن اجتمعن فلم يقدر عليهن، قال: فقال للأحمر و الأسود: و لا يفضحنا في أجمتنا هذه، و لا يشهرنا إلاّ هذا الأبيض، فلو خلّيتما بيني و بينه حتى آكله، ثم أخلو أنا و أنتما، فلوني على ألوانكما، و لونكما على لوني، قال: فخلّيا بينه و بينه، فلم يلبث أن قتله، قال: فكان إذا أراد واحدا منهما اجتمعا عليه، فلم يقدر عليهما، فقال للأحمر: يا أحمر، إنه لا يشهرنا في أجمتنا هذه و لا يفضحنا إلاّ مكان هذا الأسود، فذرني حتى آكله، ثم أخلو أنا و أنت في هذه الأجمة، فلونك على لوني، و لوني على لونك، قال: فخلّى بينه و بينه، فلم يلبث أن قتله، ثم لبثا ما شاء اللّه ثم قال للأحمر: إنّي آكلك، قال: فقال: تأكلني ؟ قال: نعم، قال: فدعني حتى أصوّت ثلاثة أصوات ثم شأنك، ثم قال: إنّي إنّما أكلت يوم أكل الأبيض ثلاثا.

قال: فقال علي: ألا و إنّي إنّما و هنت يوم قتل عثمان.

ص: 473


1- الزيادة عن م و «ز»، و المعرفة و التاريخ.
2- الزيادة عن م، و «ز»، و المعرفة و التاريخ.
3- كررت العبارة في م، و استدركت مرة ثانية على هامش «ز».
4- الأصل: الحسين، تصحيف، و المثبت عن م و «ز».
5- بالأصل و م و «ز»: روذي.

حدّثنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن - لفظا - و أبو القاسم بن السّمرقندي - بقراءتي عليه - قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا محمّد بن عبد اللّه بن الحسين، نا محمّد بن هارون الحضرمي، نا سوّار بن عبد اللّه العنبري القاضي، نا عبد الرّحمن بن مهدي، نا حمّاد بن زيد، عن يحيى بن سعيد بن المسيّب، قال: قال طلحة بن عبيد اللّه (1) حين قتل عثمان (2):

[فقد ضيعت حين تبعت سهما] (3) *** ندامة ما ندمت و قلّ حلمي (4)

ندمت ندامة الكسعي (5) لما *** شريت رضا بني جرم (6) برغمي

قال: و كانت المرأة تجيء في زمان عثمان إلى بيت المال، فتحمل و قرها ثم تقول:

اللّهم بدّل، اللّهم غيّر، فقال حسان بن ثابت حين قتل عثمان (7):

قلتم بدّل فبدّلتم به (8) *** سنة حرّى و حربا كاللّهب

ما نقمتم من ثياب خلفة *** و عبيد و إماء و ذهب

قال: و قال أبو حميد أخو بني ساعدة و كان فيمن شهد بدرا، و كان فيمن جانب عثمان، فلما قتل قال:

و اللّه ما أردنا (9) قتله، و لا كنا نرى أن نبلغ منه القتل، اللّهم إنّ لك عليّ أن لا أفعل كذا (10)،و لا أضحك حتى ألقاك.

أنبأنا أبو غالب محمّد بن محمّد بن أسد العكبري، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا

ص: 474


1- الأصل و م و «ز»: عبيد اللّه.
2- من أبيات تمثل بها طلحة بن عبيد اللّه، راجع تاريخ الطبري 508/4 و الكامل لابن الأثير بتحقيقنا 338/2.
3- زيادة صدره عن المصدرين السابقين.
4- عجزه في الطبري و ابن الأثير: سفاها ما سفهت و ضل حلمي.
5- يضرب به المثل في الندامة و سفاهة الرأي، و الكسعي رجل كانت له قوس، فرمى عليها من الليل حمرا من الوحش، فظن أنه قد أخطأ و كان قد أصاب، فغضب أنه قد أخطأها فكسر قوسه، و لما أصبح رأى خمسا من العير مقتولة و فيها سهامه فندم على كسر قوسه و عض يده و قطع إبهامه ندما. انظر مجمع الأمثال 401/2 الفاخر ص 90.
6- في ديوان الحطيئة: رضا بني سهم، و مثله في الطبري ابن الأثير.
7- من أبيات قالها حسان بن ثابت، ديوانه ص 79، و البداية و النهاية بتحقيقنا 217/7.
8- في المصدرين: فقد بدلكم.
9- الأصل:«ردنا» و المثبت عن م و «ز».
10- الأصل:«كذبا» و المثبت عن م و «ز».

عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر الشيرازي، أنا أبو الحسين بن عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد الخلاّل، نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي يعقوب، نا محمّد بن جعفر الشّيرازي، نا الربيع بن صبيح، عن علي بن زيد بن جدعان، عن الحسن قال:

لما كانت (1) الفتن، جعل رجل يسأل عن أفضل أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في أنفسهم، لا يسأل أحدا إلاّ قالوا له: سعد بن مالك، قال: و قد قيل له: إنّ سعدا رجل إن أنت رفقت به كنت قمنا أن تصيب منه حاجتك، و إن أنت خرقت (2) به كنت قمنا (3) ألاّ تصيب منه شيئا، قال: فجلس إليه أياما لا يسأله عن شيء حتى عرف مجلسه، و استأنس إليه، ثم قال: أعوذ بالسميع العليم من الشّيطان الرجيم إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مٰا أَنْزَلْنٰا مِنَ الْبَيِّنٰاتِ وَ الْهُدىٰ مِنْ بَعْدِ مٰا بَيَّنّٰاهُ لِلنّٰاسِ فِي الْكِتٰابِ ، أُولٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللّٰهُ وَ يَلْعَنُهُمُ اللاّٰعِنُونَ (4) قال: فقال سعد: مه، لئن قلت، لا جرم، لا تسألني عن شيء أعلمه إلاّ أخبرتك به، قال: فقال له: ما تقول في عثمان ؟ قال: كان إذا كنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم من أحسننا وضوءا، و أطولنا صلاة، و أعظمه نفقة في سبيل اللّه عز و جل، ثم ولي المسلمين (5) زمانا لا ينكرون منه شيئا، ثم أنكروا منه أشياء، فما أتوا إليه أعظم مما أتى إليهم، فقلت له: هذا علي يدعو الناس، و هذا معاوية يدعو الناس، و قد جلس عنهما عامة أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فقال سعد: أما إنّي لا أحدثك ما سمعته من وراء [وراء] (6)،ما أحدثك إلاّ ما سمعته أذناي و وعاه قلبي، سمعت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«إن استطعت أن تكون عبد اللّه المقتول و لا تقتل أحدا من أهل القبلة فافعل»[8060م] أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن مندويه، و أبو الوفاء عبد اللّه بن محمّد بن أبي الحسن الكاغذي (7)،قالا: أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن عمر النقاش، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا عبد الرّحمن بن يحيى، نا يحيى بن حاتم بن زياد، نا نصر بن عبد الرّحمن، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا إسماعيل بن أمية، عن عائشة بنت سعد بن أبي وقّاص، سمعت أباها يقول:

ألا لعن اللّه من لعن عليا، ألا لعن اللّه من لعن عثمان، إنّهما الفئتان التي (8)،قال اللّه:

ص: 475


1- في المطبوعة: تلك الفتن.
2- خرقت به: أي جهلت، يقال خرق بالشيء: جهله و لم يحسن عمله.
3- أي جديرا.
4- سورة البقرة، الآية:159.
5- الأصل: المسلمون، و التصويب عن «ز»، و م.
6- الزيادة عن م، و «ز».
7- ضبطت عن الأنساب.
8- كذا بالأصل و م و «ز»: التي.

حَتّٰى تَفِيءَ إِلىٰ أَمْرِ اللّٰهِ (1) .

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الشيرازي، أنا أبو عمر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (2)،أنا عبد اللّه بن إدريس، أنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، قال: لقد رأيتني و إن عمر موثقي و أخته على الإسلام، و لو ارفضّ أحد فيما صنعتم بابن عفّان (3) كان حقيقا (4).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن عبد اللّه بن سيف، نا أبو عبيدة السّري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن سعيد بن زيد بن عمرو (5) بن نفيل، قال: سمعته يقول:

لقد رأيتني و عمر بن الخطاب موثقي على الإسلام و أخته، و ما أسلم عمر يومئذ و اللّه، لقد انقضّ أحد فيما فعلتم بعثمان لكان حقيقا أن ينقضّ .

أخبرنا أبو عبد اللّه بن البنّا، أنا أبو القاسم يوسف بن محمّد، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر بن يعقوب، نا جدي، نا عثمان بن محمّد، نا أبو أسامة، نا هشام، نا محمّد بن سيرين، عن عقبة بن أوس السّدوسي، عن عبد اللّه بن عمرو قال:

يكون على هذه الأمة اثنا عشر خليفة، منهم: أبو بكر الصدّيق أصبتم اسمه، و عمر بن الخطاب الفاروق، قرن (6) من حديد، أصبتم اسمه، و عثمان بن عفّان ذا (7) النورين، أوتي كفلين من الرحمة، قتل مظلوما، أصبتم اسمه.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنا أبو الحسن علي بن الحسن، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا علي بن داود القنطري، نا عبد اللّه بن صالح، نا الليث بن سعد، حدّثني جرير بن حازم، عن أيوب السّختياني، و عبد اللّه بن

ص: 476


1- سورة الحجرات، الآية:9.
2- طبقات ابن سعد 79/3.
3- «بابن عفان» استدركت على هامش «ز».
4- مضطربة بالأصل، و المثبت عن م، و «ز»، و ابن سعد.
5- الأصل: عمر، تصحيف، و التصويب عن م و «ز».
6- القرن بفتح القاف و سكون الراء: الحصن راجع اللسان (قرن).
7- كذا بالأصل و م و «ز»: «ذا النورين».

عون بن أرطبان (1)،و هشام بن حسّان، عن محمّد بن سيرين، عن عقبة السّدوسي، قال:

كنا جلوسا إلى عبد اللّه بن عمرو بن العاص في بيت المقدس، فقال: أبو بكر الصدّيق أصبت اسمه، عمر الفاروق قرن من حديد أصبت اسمه،[عثمان] (2) ذو النورين، أوتي كفلين من الرحمة، قتل مظلوما، ثم سكت، فقال له رجل من أهل الشام: أ لا تذكر أمير المؤمنين معاوية ؟ فقال: ملك الأرض المقدسة.

[قال:] (3) و لم يحدّثنا [محمّد] (4) قط بهذا الحديث إلاّ أتبعه: أنبئت أن أبا الجلد (5) كان يقول: يبعث على الناس ملوك بذنوبهم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، و ابن السّمرقندي، و أبو تراب حيدرة بن أحمد قالوا:

أنا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن فطيس، نا أبو عبد الملك القرشي، نا محمّد بن عائد، نا مروان بن محمّد، عن ضمرة، حدّثني عبد اللّه بن شوذب (6)،حدّثني زهدم الجرمي، قال:

كنت في سمر ابن عباس، فقال: لأحدّثنكم حديثا ليس بسرّ و لا علانية، إنه لمّا كان من أمر هذا الرجل ما كان - يعني عثمان - قلت لعلي: اعتزل هذا الأمر، فو اللّه لو كنت في جحر لأتاك الناس حتى يبايعوك، فعصاني، و أيم اللّه ليتأمرنّ عليه معاوية، ذلك بأن اللّه يقول:

وَ مَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنٰا لِوَلِيِّهِ سُلْطٰاناً، فَلاٰ يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كٰانَ مَنْصُوراً (7) .

أخبرنا أبو بكر الحاسب، أنا أبو محمّد (8) الجوهري، نا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم.

ح و أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا.

ص: 477


1- في م: أربطان، تصحيف.
2- زيادة عن م، و «ز».
3- سقطت من الأصل و م و «ز»، زيدت عن المطبوعة.
4- زيد عن م و «ز».
5- اسمه جيلان بن فروة: أبو الجلد الأسدي البصري، الكنى و الأسماء للدولابي 139/1 و الأسامي و الكنى للحاكم 193/3.
6- من طريقه رواه الذهبي في تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص 480.
7- سورة الإسراء، الآية:33.
8- «أنا أبو محمد» مكرر بالأصل.

قالا: نا محمّد بن سعد (1)،أنا عمرو بن عاصم الكلابي، نا أبو الأشهب، حدّثني عوف، عن محمّد بن سيرين أنّ حذيفة بن اليمان قال: اللّهم إن كان قتل عثمان بن عفّان خيرا فليس لي فيه (2) نصيب، و إن كان قتله شرا [فإني منه بريء، و اللّه لئن كان قتله خيرا لتحلبنه لبنا، و لئن كان قتله شرّا] (3) لتمتصن بها دما.

أخبرنا أبو عبد اللّه بن البنّا، أنا أبو القاسم المهرواني، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، نا موسى بن إسماعيل، نا جرير بن حازم، عن الصّلت بن بهرام، عن زيد بن وهب قال:

جاءنا كتاب من عثمان قرئ على الناس: السلام عليك (4)،أمّا بعد، فإنّ جيش ذي المروة نزلوا بنا، فكان مما صالحناهم عليه أن يؤدي إلى كل ذي حقّ حقه، فمن كان له قبلنا حقّ (5) فليركب إليه (6)،فإن أبطأ أو تثاقل فليتصدق، فإنّ اللّه يجزي المتصدقين، فقال الناس: اللّهم تصدّقنا، فلبثنا أربعين ليلة، ثم جاءنا قتله، فجزع الناس من ذلك، فخرجت إلى صاحب لي كنت أستريح إليه، فقلت: قد صنع الناس ما ترى، و فينا رهط من أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و سلم، فاذهب بنا إليهم، فدخلنا على أبي موسى - و هو أمير الكوفة - فكان قوله نهيا عن الفتنة، و الأمر بالجلوس في البيوت، فخرجنا، فأتينا منزل حذيفة فلم نجده، فأتينا المسجد فوجدناه مسندا ظهره إلى سارية، و معه رجل، فقلت: إنّي أظن أن له حاجة، فجلسنا دونهما، فجاء رجل فجلس إليهما، فقمنا فجلسنا إليه و هو عاضّ على إبهامه، و هو يقول: أتتكم ترمي بالنّشف (7)،ثم يليها أخرى يرمي بالرّضف (8)،ثم المظلمة التي يصبح المرء فيها مهتديا و يمسي ضالا، و يمسي مهتديا و يصبح ضالا، و العاقل حيران بين ذلك، لا يدري أضلّ أم اهتدى، ألا إن لها دفعات و مثاعب (9)،فإن استطعت أن تموت - أو تكون - في وقفاتها

ص: 478


1- طبقات ابن سعد 83/3.
2- ابن سعد: منه.
3- الزيادة بين معكوفتين - سقطت من الأصل و م هنا، و استدرك عن طبقات ابن سعد، و هامش «ز»، و في ابن سعد: ليحلبنها بدل لتحلبنه. و قد أقحمت الزيادة في الكتاب التالي بالأصل و م.
4- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المطبوعة: عليكم.
5- أقحم بعدها بالأصل و م هنا العبارة التي سقطت من قول حذيفة بن اليمان في الخبر السابق، و التي وضعناها في مكانها هناك بين معكوفتين.
6- من قوله: نزلوا بنا إلى هنا استدرك على هامش «ز».
7- النّشف: حجارة سود كأنها أحرقت بالنار (اللسان: نشف).
8- الرضف: الحجارة المحماة بالنار (اللسان: رضف).
9- المثاعب: واحدة مثعب، و هو المرزاب (راجع تاج العروس بتحقيقنا: ثعب).

فافعل، فقال الرجل الذي جلس إليه: جزاكم اللّه أصحاب محمّد شرا، فو اللّه لقد لبّستم علينا حتى ما ندري أ نقعد أم نقوم، فهلاّ نهيت الناس يوم الجرعة (1)،قال: قد نهيت عنها نفسي و ابن الخضرامة، و لو لم أنهه لكان من القائمين فيها، و القائلين.

أخبرنا أبو محمّد المزكي، و ابن السّمرقندي، و أبو تراب المقرئ، قالوا: أنا عبد العزيز بن أبي طاهر، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو بكر بن فطيس، و أبو الميمون بن راشد، قالا: أنا أحمد بن إبراهيم، نا ابن عائذ، قال: و ذكر يحيى بن حمزة،[قال:] حدّثني أبو عبد اللّه النّجراني.

أن حذيفة بن اليمان في مرضه الذي هلك فيه كان عنده رجل من إخوانه و هو يناجي امرأته، ففتح عينيه فسألهما، فقالا: خير، فقال: إنّ شيئا تسرّانه دوني، ما هو بخير، قال: قتل الرجل - يعني عثمان - قال: فرجّع ثم قال: اللّهم إن كنت من هذا الأمر بمعزل، فإن كان خيرا فهو لمن حضره، و أنا منه بريء، و إن كان شرا فهو لمن حضره و أنا منه بريء؛ اليوم نفرت القلوب بأنفارها، الحمد للّه الذي سبق بي الفتن قادتها (2) و علوجها، الحظيّ (3) من تردّى بعيره، فشيع شحما و قل عمله.

أخبرنا أبو الحسن (4) بن قبيس،[نا-] (5) و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (6)،أنا الحسن بن أبي بكر، أنا عبد اللّه بن إسحاق البغوي، نا يحيى بن أبي طالب، أنا علي بن عاصم، نا حصين بن عبد الرّحمن عن (7) أبي وائل، عن خالد بن ربيع العبسي، قال:

سمعنا بوجع حذيفة، فركب (8) إليه أبو مسعود الأنصاري في نفر أنا فيهم إلى المدائن، قال: ثم ذكر قتل عثمان، فقال: اللّهم إنّي لم أشهد، و لم أقتل، و لم أرض.

ص: 479


1- الجرعة: موضع بالكوفة، كانت فيه فتنة زمن عثمان بن عفان (معجم البلدان).
2- الأصل: قادها، و التصويب عن م و «ز».
3- الأصل: الخطر، و التصويب عن «ز»، و م.
4- الأصل: الحسين، تصحيف، و الصواب عن م، و «ز»، و السند معروف.
5- زيادة لتقويم السند عن «ز»، و م.
6- الخبر في تاريخ بغداد 291/8 ضمن أخبار خالد بن الربيع العبسي.
7- بالأصل:«بن» تصحيف و التصويب عن م، و «ز»، و تاريخ بغداد.
8- في تاريخ بغداد: لما سمعنا... ركب.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم، أنا سهل بن بشر، أنا علي بن منير بن أحمد الخلاّل، أنا محمّد بن أحمد القاضي، نا محمّد بن عبدوس، نا إبراهيم بن عرعرة، نا يحيى القطان، عن شعبة، عن حبيب بن الشهيد، عن حبيب بن أبي ثابت، قال:

ذكروا عند أبي [الشعثاء قول] (1) حذيفة في عثمان، فقال: عثمان عندنا خير من حذيفة.(2) أخبرنا (3) أبو القاسم علي بن أحمد بن محمّد بن بيان.

ح و أخبرنا خالي أبو المعالي سلطان بن يحيى، و أبو سليمان داود بن محمّد الإربلي عنه، أنا أبو الحسن بن مخلد، أنا إسماعيل بن محمّد الصفّار، نا الحسن بن عرفة، نا إسماعيل بن إبراهيم بن عليّة، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي موسى الأشعري، قال:

لو كان قتل عثمان هدى لاحتلبت به الأمة لبنا، و لكنه كان ضلالا فاحتلبت به الأمة دما.

أنبأنا (4) أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الحسين بن الطيوري (5)،و أبو الغنائم الكوفي، قالا: أنا أبو أحمد الغندجاني.

قال ابن ناصر: و أنا أبو الفضل بن. خيرون، أنا محمّد بن الحسن الأصبهاني، و عبد الوهاب بن محمّد الغندجاني.

قالا: أنا أحمد بن عبدان، نا محمّد بن سهل، نا محمّد بن إسماعيل البخاري (6)حدّثني زياد بن يحيى، نا ابن أبي عدي، نا سعيد بن أبي عروبة، حدّثني إسماعيل بن عمران، عن أبي عثمان النهدي، قال: نا أبو موسى إن قتل هذا - يعني عثمان - لو كان هدى لاحتلبت به العرب لبنا، و لكنه ضلال، فاحتلبوا دما.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن

ص: 480


1- الزيادة بين معكوفتين عن م و «ز»، لإيضاح المعنى.
2- قبلها في المطبوعة:«أخبرنا أبو القاسم الأسدي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، ح و أخبرنا أبو المعالي السلمي، أنا أبو القاسم بن بيان قالا» و قد سقط من الأصل و م و «ز».
3- في م و «ز»: أنبأنا.
4- فوقها في «ز»: ملحق، و في المطبوعة: أنبأنا أبو الغنائم الكوفي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر.
5- الأصل: النقور، و المثبت عن م و «ز».
6- الخبر في التاريخ الكبير للبخاري 369/1 ضمن ترجمة إسماعيل بن عمران الضبعي.

معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1)،أنا محمّد بن عبيد الطنافسي، نا فطر بن خليفة، عن زيد بن علي: أن زيد بن ثابت كان يبكي على عثمان يوم الدار.

قال: و أنا ابن سعد (2)،أنا مسلم بن إبراهيم، نا سلاّم بن مسكين، نا مالك بن دينار، أخبرني من سمع عبد اللّه بن سلاّم يقول يوم قتل عثمان: اليوم هلكت العرب.

قال: و أنا ابن سعد (3)،أنا أبو معاوية الضرير، نا الأعمش عن (4) أبي صالح قال:

سمعت عبد اللّه بن سلام يقول يوم قتل عثمان: و اللّه لا تهريقون (5) محجما من دم إلاّ ازددتم به من اللّه بعدا.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، و عبد اللّه بن أحمد، و أبو تراب المقرئ، قالوا: أنا عبد العزيز الكتاني، أنا عبد الرّحمن بن عثمان، نا أحمد بن محمّد بن سعيد، و عبد الرّحمن بن عبد اللّه، قالا: نا أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن عائذ، نا ابن عياش، عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرّحمن بن جبير قال:

انصرف عبد اللّه بن سلام إلى منزله، فإذا هو برجلين يمشيان أمامه و هو خلفهما يقول أحدهما للآخر: يا هناه، لمن (6) ترى الأمر بعد عثمان ؟ فقال له صاحبه: و اللّه و اللّه لا تنتطح في عثمان شاتان، فسمعه ابن سلام، فقال: أجل إنّ الغنم و البقر لا تنتطح في قتل خليفة إذا قتل، و لكن تنتطح فيه الرجال بالسلاح، و اللّه ليقتلنّ به أقوام (7) إنهم لفي أصلاب آبائهم ما ولدوا بعد.

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (8)،أنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي، عن ليث، عن طاوس، قال: قال عبد اللّه بن سلام: يحكّم عثمان يوم القيامة في القاتل و الخاذل.

قال (9):و أنا عارم بن الفضل، نا حمّاد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، قال:

ص: 481


1- طبقات ابن سعد 81/3.
2- المصدر السابق.
3- المصدر السابق.
4- الأصل:«بن» تصحيف، و التصويب عن م و «ز»، و ابن سعد.
5- الأصل و م، و «ز»: «تهرقوا» و في ابن سعد:«تهرقون» و الصواب ما أثبت.
6- الأصل: لن، و المثبت عن م و «ز».
7- الأصل: أقواما، و الصواب عن م و «ز».
8- طبقات ابن سعد 81/3.
9- طبقات ابن سعد 80/3.

لما بلغ ثمامة بن عدي قتل عثمان - و كان أميرا على صنعاء - و كانت له صحبة بكى، فطال بكاؤه ثم قال: هذا حين انتزعت خلافة النبوة من أمّة محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم فصار ملكا و جبرية، من غلب على شيء أكله.

قال (1):و أنا سليمان بن حرب، و عارم بن الفضل، قالا: نا حمّاد بن زيد، نا يحيى بن سعيد، قال:

قال أبو حميد السّاعدي لما قتل عثمان، و كان ممن شهد بدرا: اللّهم إنّ لك عليّ أن لا أفعل كذا، و لا أفعل كذا، و لا أضحك حتى ألقاك.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، نا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن الجنيد، نا الأسود بن عامر، نا حمّاد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، قال:

لما بلغ أبا حميد الساعدي قتل عثمان بن عفّان قال: للّه عليّ كذا و كذا، و للّه عليّ كذا و كذا، و عليّ أن لا أضحك حتى ألقاه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطّبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (2)،نا سليمان بن حرب، نا حمّاد بن زيد، عن يزيد بن حازم، عن سليمان بن يسار، قال:

قال أبو أسيد و كان قد عمي بصره، حين قتل عثمان: الحمد للّه الذي متّعني ببصري حياة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، انظر بهما إليه، حتى إذا قبض اللّه نبيّه و أراد الفتنة بعباده كفّ عليّ (3) بصري.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور محمّد بن الحسن، نا أحمد بن الحسين بن زنبيل، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن بن الخليل، نا محمّد بن إسماعيل (4)،حدّثني حامد بن عمر البكراوي (5)،نا حمّاد بن زيد، نا يزيد بن حازم، عن سليمان بن يسار.

أن أبا أسيد كانت له صحبة، فذهب بصره قبل قتل عثمان، فلما قتل عثمان قال:

ص: 482


1- الخبر في طبقات ابن سعد 81/3.
2- الخبر في المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 442/1.
3- في المعرفة و التاريخ: عني.
4- التاريخ الصغير للبخاري 82/1.
5- الأصل و م و «ز»: «البكرواني» تصحيف، و التصويب عن الأنساب، ترجم له السمعاني.

الحمد للّه الذي منّ عليّ ببصري في حياة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فلما قبض اللّه نبيّه و أراد الفتنة بعباده كفّ بصري.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، و أبو محمّد بن أبي عثمان، و أبو طاهر أحمد بن محمّد بن إبراهيم.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد (1)،أنا أبي.

قالوا: نا إسماعيل بن الحسن بن عبد اللّه.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي.

قالا: نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا أبو الأشعث، نا حزم بن أبي حزم، قال: سمعت أبا الأسود يقول: سمعت أبا بكرة يقول: لأن أخرّ من السماء إلى الأرض أحب إليّ من أن أشرك (2) في دم عثمان.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، و أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمّد، قالا: أنا نصر بن إبراهيم المقدسي، أنا أبو الفرج عبد الوهاب بن الحسين بن عمر بن برهان الغزال - بصور - أنا أبو يعقوب إسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان النّسوي، نا جدي الحسن بن سفيان، نا أمية بن بسطام، نا المعتمر قال: سمعت حميدا يحدّث عن الحسن، عن سمرة، قال:

إنّ الإسلام كان في حصن حصين، و إنهم ثلموا في الإسلام ثلمة بقتلهم عثمان، و إنهم شرطوا شرطة، و إنهم لن يسدّوا ثلمتهم - أو لا يسدوها (3)-إلى يوم القيامة، و إنّ أهل المدينة كانت فيهم الخلافة، فأخرجوها و لم تعد فيهم.

أخبرنا (4) أبو بكر المزرفي (5)،و أبو عبد اللّه البارع، و أبو علي بن السبط ، و أبو غالب عبد اللّه بن أحمد بن بركة، و محمّد بن أحمد بن الحسين بن قريش، قالوا: أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو الحسن الحربي، نا جعفر بن أحمد بن محمّد بن الصّبّاح

ص: 483


1- بالأصل و م و «ز»: بن أبي أحمد، تصحيف. و الصواب ما أثبت و هو محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم، أبو عبد اللّه بن أبي طاهر القصاري،(المشيخة 172/ب).
2- بالأصل:«أشرك باللّه» و المثبت يوافق م و «ز».
3- كذا بالأصل و م و «ز».
4- كتب فوقها في «ز»: ملحق.
5- الأصل: المرزقي، تصحيف، و التصويب عن م و «ز»، و السند معروف.

الجرجرائي، نا جدي، نا علي بن ثابت، عن غالب بن عبيد اللّه، عن أبي مريم، قال:

رأيت أبا هريرة يوم قتل عثمان و له ضفيرتان [و هو] (1) ممسك بهما و هو يقول: اضربوا عنقي، قتل و اللّه عثمان على غير وجه الحق (2).

أخبرنا أبو عبد اللّه بن البنّا، أنا أبو القاسم المهرواني، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، نا بكر بن خداش، نا حبّان بن علي العنزي، عن مجالد بن سعيد - أحسبه عن الشعبي - عن طحرب [العجلي] (3) قال:

قال الحسن بن علي: ما كنت لأقاتل بعد رؤيا رأيتها، رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم واضعا يده على العرش، و رأيت أبا بكر واضعا يده على منكب النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و رأيت عمر واضعا يده على منكب أبي بكر، و رأيت [عثمان واضعا يده على منكب عمر، و رأيت دما دونهم، قلت: ما هذا الدم ؟ قالوا: هذا دم] (4) عثمان يطلب اللّه به.

كذا رواه بالشك، و رواه جميع بن عمر، عن مجالد، عن طحرب نفسه بغير شك (5):

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد بن عقيل القطان، نا أبو عبد اللّه محمّد بن يزيد [بن محمّد بن يزيد] (6)العدل، نا أبو يحيى البزّاز زكريّا بن يحيى، نا سفيان بن وكيع، نا جميع بن عمر، نا مجالد، عن طحرب (7)،قال:

سمعت الحسن بن علي يقول: ما كنت لأقاتل بعد رؤيا رأيتها، رأيت العرش، و رأيت النبي صلّى اللّه عليه و سلم متعلقا بالعرش، و رأيت أبا بكر واضعا يده على منكب النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و كان عمر واضعا يده على منكب أبي بكر، و رأيت عثمان واضعا يده على منكب عمر، و رأيت دما دونهم (8)، فقلت: ما هذا؟ فقيل: هذا دم عثمان يطلب اللّه به.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا

ص: 484


1- الزيادة عن م و «ز».
2- فوقها في «ز»: إلى.
3- زيدت اللفظة عن «ز»، و م للإيضاح.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م، و «ز». لإيضاح المعنى.
5- بعدها في «ز»: آخر الجزء التاسع و الخمسين و الأربعمائة من الفرع.
6- الزيادة عن م و «ز».
7- الأصل: طلحة، و في «ز»، و م: طحربة.
8- في «ز»: بينهم، مشطوبة بخط ، و فوقها علامة تحويل إلى الهامش، و عليه: دونهم و بعدها صح.

أبو أحمد بن عدي (1)،نا عمر بن سنان، نا سفيان بن وكيع، نا جميع بن عبد الرّحمن (2)،عن مجالد، عن طحرب العجلي.

عن الحسن بن علي قال: لا أقاتل بعد رؤيا رأيتها، رأيت النبي صلّى اللّه عليه و سلم واضعا يده على العرش، و رأيت أبا بكر واضعا يده على النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و رأيت عمر واضعا يده على أبي بكر، و رأيت عثمان واضعا يده على عمر، و رأيت دما دونهم، فقلت: ما هذا الدم ؟ قيل (3):دم عثمان يطلب اللّه به.

قال: و أنا أبو أحمد، نا ابن ذريح، نا سفيان بن وكيع، نا جميع بن عبد الرّحمن، عن مجالد بإسناده نحوه.

أخبرناه بها عالية أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر [بن] القشيري، قالا: أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ (4) على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ.

قالا: أنا أبو يعلى، نا سفيان بن وكيع، نا جميع بن عمر بن عبد الرّحمن العجلي، عن مجالد، عن طحرب العجلي، عن الحسن بن علي قال:

لا أقاتل بعد رؤيا رأيتها، رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم واضعا يده على العرش، و رأيت أبا بكر واضعا يده على النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و رأيت عمر واضعا يده على أبي بكر، و رأيت عثمان واضعا يده على عمر، و رأيت دما دونهم، فقلت: ما هذه الدماء؟ قيل: دم عثمان يطلب به.

و قال ابن (5) حمدان: يطلب اللّه به.

قالا: و أنا أبو يعلى، نا إبراهيم بن محمّد بن (6) عرعرة، نا محمّد بن عباد الهنائي، نا

ص: 485


1- الخبر في الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 167/1 في أخبار جميع بن عبد الرّحمن العجلي الكوفي.
2- فوقها في «ز» ضبة، و كأنه تنبيه إلى أن اسمه جميع بن عمر بن عبد الرّحمن العجلي انظر تهذيب التهذيب 95/2.
3- الأصل و م و «ز»: قال، و المثبت عن ابن عدي.
4- استدركت «قرئ» على هامش «ز»، و بعدها: صح.
5- الأصل: أبو، تصحيف.
6- الأصل: عن، تصحيف و الصواب عن م و «ز».

البراء بن أبي فضال (1)،نا - و قال ابن حمدان: أنا (2) الحضرمي، عن أبي مريم رضيع الجارود، قال:

كنت بالكوفة، فقام الحسن بن علي خطيبا، فقال: أيّها الناس، رأيت البارحة في منامي عجبا، رأيت الربّ تبارك و تعالى فوق عرشه، فجاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قام عند قائمة من قوائم العرش، فجاء أبو بكر، فوضع يده على منكب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، ثم جاء عمر فوضع يده على منكب أبي بكر، ثم جاء عثمان، و كان نبذة (3)-و في حديث ابن حمدان: فكان بيده - يعني رأسه، ثم اتفقا فقال: ربّ ، سل عبادك فيم قتلوني ؟ فانبعث - و قال ابن حمدان: قال:

و انبعث - من السماء ميزابان من دم في الأرض.

قال: فقيل لعلي: أ لا ترى ما يحدّث به الحسن ؟ قال: فحدث بما رأى.

أخبرنا أبو عبد اللّه بن البنّا، أنا أبو القاسم يوسف بن محمّد، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، نا عارم أبو النعمان، نا حمّاد بن زيد، عن هشام، عن محمّد أن عائشة قالت: مصتموه (4) موص الإناء ثم قتلتموه - يعني عثمان-.

قال: و نا جدي، نا موسى بن إسماعيل، نا جرير بن حازم، قال: سمعت محمّدا قال:

قالت عائشة حيث قتل عثمان: مصتم الرجل موص الإناء، ثم قتلتموه.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (5)،نا روح بن عبادة، نا سعيد بن عبد الرّحمن، عن ابن سيرين قال: قالت عائشة: مصتموه موص الإناء ثم قتلتموه.

قال: و نا خليفة (6)،نا أبو عاصم، نا عمر بن أبي زائدة، عن أبيه، عن أبي خالد الوالبي، قال: قالت عائشة: استنابوه حتى تركوه كالثوب الرحيض (7) ثم قتلوه.

ص: 486


1- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المطبوعة: فضالة .
2- الأصل:«نا» و المثبت عن م و «ز».
3- بالأصل و م: بيده، و المثبت عن «ز». يقال: جلس نبذة أي ناحية.
4- الموص: الغسل، يقال: مصته أموصه موصا. أرادت أنهم استتابوه عما نقموا منه، فلما أعطاهم ما طلبوا و خرج نقيا مما كان فيه قتلوه (راجع النهاية و اللسان و تاج العروس).
5- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 175.
6- تاريخ خليفة ص 175.
7- الثوب الرحيض أي المغسول، الرحض: الغسل.

قال: و نا خليفة، نا أبو قتيبة، نا يونس بن أبي إسحاق، عن عون بن عبد اللّه بن عتبة، قال: قالت عائشة: غضبت لكم من السوط ، و لا أغضب لعثمان من السيف!؟ استعتبتموه حتى إذا تركتموه كالقلب (1) المصفّى (2) قتلتموه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد عمران (3) المعروف بابن الجندي، نا أبو روق (4) أحمد (5) بن محمّد بن بكر الهزّاني، نا علي بن حرب الموصلي بسرّمن رأى، نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن خيثمة، عن مسروق، قال:

قالت عائشة حين قتل عثمان: تركتموه كالثوب المنقى (6) من الدنس، ثم قتلتموه، فقلت: هذا عملك، كتبت إلى الناس تأمريهم (7) بالخروج إليه، قالت: لا و الذي آمن به المؤمنون، و كفر به الكافرون ما كتبت إليهم سوداء في بيضاء حتى جلست مجلسي هذا.

قال الأعمش: فكانوا يرون أنه كتب عنها و هي لا تعلم.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، و أبو بكر محمّد بن أبي نصر اللفتواني، قالا: أنا رزق اللّه بن عبد الوهاب بن عبد العزيز التميمي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل الصفار، نا سعدان بن نصر، نا أبو معاوية عن الأعمش، عن خيثمة، عن مسروق، عن عائشة.

قالت حين قتل عثمان: تركتموه كالثوب المنقى (8) من الدنس، ثم قرّبتموه فذبحتموه كما تذبح الكبش، فهلا كان هذا قبل هذا، فقال لها مسروق: هذا عملك، أنت كتبت إلى الناس تأمرينهم (9) أن يخرجوا إليه، فقالت عائشة: لا، و الذي آمن به المؤمنون، و كفر به الكافرون ما كتبت إليهم سوداء في بيضاء حتى جلست مجلسي هذا.

قال الأعمش: فكانوا يرون أنه كتب على لسانها.

ص: 487


1- القلب: السوار من الفضة.
2- الأصل: الصفى، و المثبت عن م و «ز».
3- بالأصل:«عمر بن معروف» و التصويب عن م و «ز»، ترجمته في سير أعلام النبلاء 555/16.
4- بالأصل: أبروق، و في م:«أيرون» و التصويب عن «ز».
5- «أحمد» استدركت على هامش م.
6- كذا بالأصل و م، و في «ز»، و البداية و النهاية بتحقيقنا 218/7 النقي.
7- كذا بالأصل و م و «ز»، و البداية و النهاية: تأمريهم» و الصواب تأمرينهم.
8- كذا بالأصل و م، و في «ز»، و البداية و النهاية بتحقيقنا 218/7 النقي.
9- كذا بالأصل و م و «ز»، و البداية و النهاية: تأمريهم» و الصواب تأمرينهم.

أخبرنا أبو علي الحداد و غيره قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة (1)،أنا سليمان بن أحمد، نا عبد الوهاب بن الضحاك، نا إسماعيل بن عيّاش، عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرّحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن عائشة قالت: كان الناس يختلفون إليّ في عتب عثمان، و لا أرى إلاّ أنها معاتبة، و أمّا الدم، فأعوذ باللّه من دمه، فو اللّه لوددت أنّي عشت في الدنيا برصاء سالخ و أنّي لم أذكر عثمان بكلمة قط ، و أيم اللّه لإصبع عثمان التي يشير بها إلى الأرض خير من طلاع (2) الأرض، مثل فلان.

قال: و نا سليمان، نا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم الزبيدي، نا أبي، نا عمرو بن الحارث، نا عبد اللّه بن سالم، عن الزّبيدي (3)،نا حميد بن عبد الرّحمن أن مالك بن أبي رشيد حدّثهم أن عائشة حدّثتهم قالت: لقد آذيت عثمان فأوذيت، و أشخصت عثمان فأشخصت، و لو قتلته لقتلت.

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي (4)،ثم حدّثنا أبو الفضل (5) بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (6)،حدّثني يحيى بن موسى، نا أبو داود، نا حزم القطعي، نا أبو الأسود سوادة (7)،أخبرني طلق بن خشّاف قال: قتل عثمان فتفرقنا في أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلم (8)،نسألهم عن قتله، فسمعت عائشة قالت: قتل مظلوما، لعن اللّه قتلته (9).

و أخبرنا (10) أبو الغنائم في كتابه، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الحسين بن

ص: 488


1- الأصل: زيدة، و في م: ريده، و التصويب عن «ز».
2- طلاع الشيء: ملؤه (راجع اللسان: طلع).
3- هو محمد بن الوليد بن عامر، ترجمته في تهذيب التهذيب 502/9.
4- في م: غانم، تصحيف.
5- في المطبوعة: أبو الفضل محمد بن ناصر.
6- الخبر في التاريخ الكبير للبخاري 358/4.
7- كذا بالأصول، و عقب محقق نسخة التاريخ الكبير المطبوع بقوله:«كذا، و في هذا تخليط لا أدري أ من الرواة أم النساخ، و حاصل الترجمة أن طلقا روى عن عائشة، و زاد ابن أبي حاتم أنه روى عن عثمان، و روى عنه مسلم أبو الأسود و هو مسلم بن مخراق و روى عن مسلم ابنه سوادة، و حزم بن أبي حزم القطعي».
8- بعدها بالأصل: عن قتله نسلهم عن قلة.
9- الأصل: قتله، و الصواب عن «ز»، و م.
10- كتب فوقها في «ز»: ملحق.

الطّيّوري، و أبو الغنائم، قالا: أنا أبو أحمد، أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل البخاري (1)،قال: قال لي علي - يعني ابن المديني - و بشر بن يوسف، نا محمّد بن إبراهيم اليشكري، حدثتني أم كلثوم بنت ثمامة.

أنها أرادت الحج، فقال أخوها: أقرئي أم المؤمنين عائشة السلام، و سليها عن عثمان حين قتل، قالت: من سبّ عثمان فعليه لعنة اللّه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد،[نا-] (2) و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (3)،أنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، نا محمّد بن عبد اللّه الشافعي، نا معاذ بن المثنّى، نا علي بن الجعد، أنا عكرمة بن إبراهيم عن (4) عبد الملك بن عمير، حدّثني موسى بن طلحة بن عبيد اللّه، قال:

ما رأيت أحدا أخطب و لا أعرب من عائشة، لقد رأيتها يوم الجمل و ثار الناس إليها، فقالوا: يا أم المؤمنين أخبرينا عن عثمان و قتله، فاستجلست الناس، فحمدت اللّه، و أثنت عليه، ثم قالت: أيّها الناس، إنّا إنّا نقمنا على عثمان خصالا ثلاثا: إمرة [الفتى] (5)،و ضربة السوط ، و موقع الغمامة المحماة، حتى إذا أعتبنا منهن مصتموه موص الثوب (6)،عدوتم عليه الحرم الثلاث: حرمة الشهر الحرام [و البلد الحرام] (7)،و حرمة الخلافة، و اللّه لعثمان كان أتقاهم - أو (8) أتقاكم - للربّ ، و أوصلهم للرحم، و أحصنهم فرجا، أقول قولي هذا و أستغفر اللّه لي و لكم.

كتب إليّ أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم، ثم أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن، أنا سهل بن بشر قالا: أنا علي بن محمّد بن علي، أنا محمّد بن أحمد الذهلي، نا جعفر بن محمّد، نا النّفيلي، نا عكرمة بن إبراهيم الأزدي، عن عبد الملك بن عمير، عن موسى بن طلحة، قال:

ص: 489


1- الخبر في التاريخ الكبير للبخاري 26/1.
2- زيادة لتقويم السند عن م و «ز».
3- الخبر في تاريخ بغداد 262/12 ضمن أخبار عكرمة بن إبراهيم الأزدي.
4- الأصل: بن، تصحيف، و التصويب عن م، و «ز»، و تاريخ بغداد.
5- الزيادة عن م، و «ز»، و تاريخ بغداد.
6- في تاريخ بغداد: موص الثوب بالصابون.
7- الزيادة عن م، و «ز»، و تاريخ بغداد.
8- بالأصل و م:«و أتقاكم» و المثبت:«أو أتقاكم» عن «ز»، و تاريخ بغداد.

ما رأيت أحدا أخطب من عائشة، و لا أعرب، لقد رأيتها يوم الجمل، و ثار إليها الناس، فقالوا: يا أم المؤمنين، حدثينا عن عثمان و قتله، قال (1):فاستجلست الناس، ثم حمدت اللّه، و أثنت (2) عليه، ثم قالت: إنّما نقمنا على عثمان خصالا ثلاثا: إمرة (3) الفتى، و ضربة السوط ، و موضع الغمامة المحمّاة، فلما أعتبنا مصتموه موص (4) الثوب بالصّابون، عدوتم به الفقر (5) الثلاث، عدوتم به الشهر الحرام، و البلد الحرام، و حرمة الخلافة، و اللّه لعثمان كان أتقانا للرب، و أوصلكم للرحم، و أحصنكم فرجا، أقول قولي هذا و أستغفر اللّه لي و لكم.

قال القاضي الذهلي: قال: أبي: سألت أحمد بن يحيى عن قول عائشة في عثمان:

مصتموه موص الثوب، ثم عدوتم به الفقر الثلاث، قال: الموص و الغسل واحد، و أما الفقر الثلاث فإنه مأخوذ من أن البعير يفقر ثلاث فقر، يحزّ حزّات، فإذا كان معييا جعل يجزّ على الفقرة الأولى مع الزمام، فيشتد عليه، فإذا لان أنزلوها إلى الثانية، ثم إلى الثالثة، فيقول:

صنعتم به هذا، ثم جزتموه إلى أكثر منه، قال: و معناه أنكم أذللتموه قال: و يقال: فقرة و فقر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن علي بن المبارك الزاهد، قالا: أنا أبو منصور بن العطار، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الجندي، نا محمّد بن نوح، نا محمّد بن عبد الرّحمن السّلمي، نا الأنصاري، نا أبي، عن ثمامة، عن أنس قال:

لما كان من أمر عثمان ما كان، قالت [لي] (6) أم سليم: رحّلني رحلني فاشتريت بعيرا، فرحّلتها أريد مكة، فلمّا سرنا منزلا أو منزلين فلحقنا راكب، فقالت: يا أنس اعترضه و سله ما فعل أمير المؤمنين، فاعترضته فسألته فقال: قتل، فرجعت إليها، فبكت، و قالت: رحمه اللّه، و قالت: أما إنّهم لن يحتلبوا بعده إلاّ دما.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد الكرجي، أنا أبو علي بن شاذان، أنا (7) عثمان بن أحمد الدقاق، نا الحسن بن سلام السّوّاق، نا مسلم بن إبراهيم، نا سلام بن مسكين، عن وهب بن شبيب، عن زيد بن صوحان أنه قال يوم قتل عثمان: اليوم

ص: 490


1- الأصل، قالت، و المثبت عن «ز»، و اللفظة ليست في م.
2- الأصل: أثنيت، و المثبت عن «ز»، و م.
3- الأصل:«أمر» و التصويب عن «ز»، و م.
4- الأصل:«مص» تصحيف، و التصويب عن «ز»، و م.
5- الفقر جمع فقرة و هي الأمر العظيم الشنيع (راجع النهاية لابن الأثير، و اللسان: فقر).
6- الزيادة عن «ز»، و م.
7- ليست في م.

نفرت القلوب منافرها، و الذي نفسي بيده لا تتآلف إلى يوم القيامة.

أخبرنا أبو علي محمّد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان، أنا أبو علي بن شاذان، أنا عبد اللّه بن جعفر بن درستويه النحوي، نا يعقوب بن سفيان، نا أبو سليمان يحيى بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار القرشي، نا بقيّة، حدّثني علي بن زيد الخولاني، عن مرثد بن سمي و سعيد بن هانئ، عن أبي مسلم (1) الخولاني.

أنه مرّ به رجال من أهل المدينة قدموا منها، و هو عند معاوية بدمشق، فلقيهم أبو مسلم، فقال لهم: هل مررتم بإخوانكم من أهل الحجر؟ (2) فقالوا: نعم، فقال: كيف رأيتم صنع اللّه بهم ؟[قالوا: بذنوبهم] (3) قال: فإنّي أشهد أنكم عند اللّه مثلهم، قال: فدخلوا على معاوية فقالوا: ما لقينا من هذا الشيخ الذي خرج من عندك ؟ فبعث إليه، فجاءه، فقال له: يا أبا مسلم، ما لك و لبني أخيك ؟ قال: قلت لهم: مررتم على أهل الحجر؟ قالوا: نعم، قلت:

كيف رأيتم صنيع اللّه بهم ؟ قالوا (4):صنع اللّه ذلك بهم بذنوبهم، فقلت: أشهد أنكم عند اللّه مثلهم، فقال: و كيف يا أبا مسلم ؟ قال: قتلوا ناقة اللّه، و قتلتم خليفة اللّه، و أشهد على ربّي لخليفته أكرم عليه من ناقته.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا محمّد بن عبد العزيز الدّينوري، نا الحسن بن علي الخلاّل، عن ابن عليّة، عن يونس بن عبيد، عن الحسن قال: لو كان قتل عثمان هدى لاحتلبت به الأمّة لبنا، و لكنه كان ضلالا فاحتلبت به الأمة دما.

أخبرنا أبو عبد اللّه بن البنّا، أنا أبو القاسم المهرواني، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي، نا محمّد بن سعيد بن الأصبهاني، أنا عبد السلام، عن سليمان بن أبي (5) المغيرة، عن أبي جعفر، قال: قتل عثمان بن عفّان على غير وجه الحق.

ص: 491


1- هو عبد اللّه بن ثوب الخولاني اليماني، ترجمته في تهذيب الكمال 36/22.
2- أهل الحجر هم قوم صالح، قال تعالى وَ لَقَدْ كَذَّبَ أَصْحٰابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ انظر تفسير القرطبي 45/10 و الحجر: اسم ديار ثمود عند وادي القرى بين المدينة و الشام.
3- الزيادة عن م و «ز».
4- بالأصل و م و «ز»: قال.
5- فوقها في «ز»: ضبة. و لعله ينبه إلى ضرورة حذف «أبي» و أنه يعني: سليمان بن المغيرة القيسي، أبا سعيد البصري، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 103/8.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (1)،نا أبو سعيد الأشج، أخبرني أبو معاوية، عن الأعمش، قال: كان أبو صالح إذا ذكر عثمان يبكي [حتى] (2) يقول: هاه، هاه.

أخبرنا بها عالية أبو محمّد بن الأكفاني، و أبو المعالي ثعلب بن جعفر، قالا: أنا عبد الدائم بن الحسن، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا عبد اللّه بن عتّاب بن الزّفتي، نا أحمد بن أبي الحواري، نا أبو معاوية، عن الأعمش قال:

سمعت أبا صالح إذا ذكر عثمان يبكي حتى أسمع نشيجه و بكاءه، قال أبو معاوية: قال:

هاه هاه.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي عثمان الصابوني، أنا أبو القاسم بن حبيب المفسّر، نا أبو أحمد محمّد بن قريش بن سليمان سنة ثمان (3) و ثمانين بمروالرّوذ، نا إسحاق بن إبراهيم بن عبّاد الدّبري، نا عبد الرّزّاق، نا معمر، عن ابن (4) طاوس، عن أبيه قال:

لما وقعت الفتنة زمن عثمان قال رجل [لأهله: أوثقوني فإني مجنون كيلا أوذيكم فأوثقوه، فلما قتل عثمان قال (5)]: خلّوا عني فقد صحوت و الحمد للّه الذي عافاني من قتل عثمان.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو يعلى بن الحبوبي، قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان، نا إسحاق بن إبراهيم بن عبّاد - بصنعاء - عن عبد الرّزّاق (6)،عن معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه قال:

لما وقعت فتنة عثمان قال رجل لأهله: أوثقوني بالحديد، فإنّي مجنون، فلما قتل عثمان قال: خلّوا عني، فالحمد للّه الذي شفاني من الجنون، و عافاني من قتل عثمان.

أخبرنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا عمر بن محمّد بن حاتم، نا جدي

ص: 492


1- المعرفة و التاريخ 557/2.
2- الزيادة عن م و «ز».
3- عن م، و «ز»، و بالأصل: ثلاث.
4- الأصل:«أبي» تصحيف، و التصويب عن م، و «ز».
5- ما بين الرقمين سقط من م.
6- الجامع المصنف لعبد الرزّاق 450/11.

محمّد بن عبيد اللّه بن مرزوق، نا عفان، نا حمّاد بن زيد، نا هشام، عن محمّد قال: لم نر (1)هذه الحمرة التي في آفاق السماء حتى قتل الحسين بن علي، و لم تفقد الخيل البلق في المغازي حتى قتل عثمان.

قال: و نا أبو بكر بن خلاّد، نا محمّد بن يونس، نا أزهر، نا ابن عون، عن محمّد قال:

لم يختلف في الأهلّة حتى قتل عثمان.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو إسحاق الخشوعي، قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن أحمد بن سعيد بن الروزبهان، نا أبو الحسن علي بن الفضل بن إدريس السّتوري، نا محمّد بن مقبل، نا أبو محمّد يحيى بن السّري، نا عفّان الصفار، عن حمّاد، عن ابن عون، عن محمّد بن سيرين قال: لم تفقد الخيل البلق في المغازي و الجيوش حتى قتل عثمان.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، و أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن أحمد بن الشرابي (2)، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا محمّد بن يوسف الهروي، أنا محمّد بن حمّاد، أنا عبد الرزاق، أنا إسماعيل بن عبد اللّه، و غير واحد، عن ابن عون، عن إبراهيم النخعي، قال:

لما نزلت ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيٰامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ (3) قالوا: فيم الخصومة و نحن إخوان ؟ فلما قتل عثمان بن عفّان قالوا: هذه خصومتنا.

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (4)،أنا سليمان بن حرب، نا حمّاد بن زيد، عن أيوب، عن قنافة (5) العقيلي، عن مطرّف.

أنه دخل على عمار بن ياسر فقال له: إنّا كنا ضلاّلا فهدانا اللّه، و كنا أعرابا فهاجرنا، يقيم مقيمنا يتعلم القرآن و يغزو الغازي، فإذا قدم الغازي أقام فتعلّم القرآن، و غزا المقيم ينظر ما تأمروننا به، فإذا أمرتمونا بأمر اتّبعنا، و إذا نهيتمونا عن شيء انتهينا عنه، جاءنا كتابكم بقتل

ص: 493


1- بالأصل و م «ير» و في المختصر:«تر» و المثبت عن «ز».
2- الأصل: السيرابي، تصحيف، و التصويب عن «ز»، و م.
3- سورة الزمر، الآية:31.
4- الخبر في طبقات ابن سعد 83/3.
5- بالأصل: قتابة. و بدون إعجام في م و «ز»، و الذي أثبتناه ما ورد عند ابن سعد.

أمير المؤمنين عمر، و إنّا بايعنا ابن عفان، و رضينا لأنفسنا و أنفسكم، فبايعنا لبيعتكم، فبم (1)قتلتموه ؟ قال أيوب: فلم يجد (2) عند ذلك جوابا.

أخبرنا أبو علي الحداد و غيره في كتبهم، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة (3)،أنا سليمان بن أحمد (4)،نا أبو خليفة، نا أبو عمر حفص بن عمر الحوضي، نا الحسن بن أبي جعفر، نا مجالد، عن الشعبي، قال:

لقي مسروق الأشتر فقال مسروق للأشتر: قتلتم عثمان ؟ قال: نعم، قال: أما و اللّه لقد قتلتموه صوّاما، قوّاما، قال: فانطلق الأشتر فأخبر عمّارا [فأتى عمار] (5) مسروقا، فقال: و اللّه ليحدّن (6) عمارا، و ليسيّرنّ أبا ذر، و ليحمينّ الحمى، و تقول: قتلتموه صوّاما قوّاما، فقال له مسروق: فو اللّه ما فعلتم واحدة من شيئين (7):ما عاقبتم (8) بمثل ما عوقبتم به، و ما صبرتم فهو خير للصابرين (9)،قال: فكأنما ألقمه حجرا.

و قال الشعبي: و ما ولدت همدانية مثل مسروق.

أخبرنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن، أنا يوسف بن محمّد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي أبو سلمة، نا أبو هلال، عن محمّد قال: قالوا: هذا أفضلنا فاستعملوه، ثم قالوا: هو شرّنا فقتلوه - يعني عثمان بن عفّان-.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنا أبو الحسن الفقيه الخلعي، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عمر، أنا أحمد بن محمّد بن زياد، نا محمّد بن أحمد بن أبي العوّام (10)،نا أبي أحمد بن يزيد، نا كثير بن مروان الفلسطيني، قال.

سألت جعفر بن برقان عمّا اختلف الناس فيه في أمر عثمان و علي، و طلحة، و الزبير، و معاوية، و عن قول العامّة في ذلك، فقال جعفر بن برقان: قال ميمون بن مهران:

ص: 494


1- عند ابن سعد: فلم.
2- ابن سعد: نجد.
3- الأصل: زيده، و في م: ربده، و في «ز»: ريده. كله تصحيف، و السند معروف.
4- الخبر في المعجم الكبير للطبراني 81/1 رقم 114.
5- الزيادة عن م و «ز»، و المعجم الكبير.
6- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المعجم الكبير: ليجلدن.
7- في المعجم الكبير: ثنتين.
8- الأصل: عقبتم، و التصويب عن م و «ز»، و المعجم الكبير.
9- الأصل: الصابرين، و التصويب عن م، و «ز»، و المعجم الكبير.
10- أقحم بعدها بالأصل و م: نا أبي أحمد بن أبي العوّام.

قبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فبايع أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم كلّهم أبا بكر رضي اللّه عنه، و رضوا به، من غير قهر و لا اضطهاد، ثم إن أبا بكر استخلف عمر، فاستأمر المسلمين في ذلك، فبايعه أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أجمعون، و رضوا به، من غير قهر و لا اضطهاد، فلما حضر عمر الموت جعل الأمر شورى (1) إلى ستة نفر من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، من أهل بيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و أصحابه و الحواريين، و لم يأل (2) النصيحة للّه و لرسوله صلّى اللّه عليه و سلم، و للمؤمنين جهده؛ و كره عمر أن يولي منهم رجلا، فلا تكون (3) إساءة إلاّ لحقت عمر في قبره، فاختار أهل الشورى عثمان بن عفّان، فبايعه أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أجمعون و التابعون لهم بإحسان، و رضوا به من غير قهر و اضطهاد.

قال جعفر بن برقان و محمّد بن يزيد الرّقّيان: قال ميمون بن مهران:

فلم يزل - يعني أمر الناس - على عهد أبي بكر و عمر مستقيما، كلمتهم واحدة، و دعواهم جماعة حتى قتل عثمان بن عفّان.

قال كثير بن مروان: فقلت لجعفر بن برقان: فما الذي نقموا على عثمان ؟ قال جعفر:

قال ميمون: إنّ أناسا أنكروا على عثمان، جاءوا بما هو أنكر منه، أنكروا عليه أمرا هم فيه كذبة، و إنهم عاتبوه فكان فيما عاتبوه أنه ولّى رجلا من أهل بيته، فأعتبهم و أرضاهم، و عزل من كرهوا، و استعمل من أرادوا، ثم إنّ فسّاقا من أهل مصر و سفهاء من أهل المدينة دعاهم أشقاهم إلى قتل عثمان، فدخلوا عليه منزله، و هو جالس معه [مصحف] (4) يتلو فيه كتاب اللّه، و معهم السلاح، فقتلوه صابرا محتسبا، رحمه اللّه.

و إنّ الناس افترقوا عن قتله على أربع فرق، ثم فصل (5) منهم صنف آخر فصاروا خمسة أصناف: شيعة عثمان، و شيعة علي، و المرجئة، و من لزم الجماعة، ثم خرجت الخوارج بعد حيث حكم عليّ الحكمين، فصاروا خمسة أصناف، فأما شيعة عثمان فأهل الشام و أهل البصرة، قال أهل البصرة: ليس أحد أولى بطلب دم عثمان من طلحة و الزبير، لأنهما من أهل الشورى، و قال أهل الشام: ليس أحد أولى [بطلب دم عثمان] (6) من أسرة عثمان و قرابته،

ص: 495


1- في «ز»: لشورى إلى ستة.
2- بالأصل و م و «ز»: يألوا.
3- بالأصل و م و «ز»: يكن.
4- سقطت من الأصل و م و «ز»، و الزيادة عن المطبوعة، و اللفظة مستدركة فيها أيضا.
5- الأصل و م و «ز»: فضل.
6- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن هامش «ز»، و م.

و لا أقوى على ذلك - يعنون من معاوية - و إنهم جميعا برءوا من علي و شيعته، و أمّا شيعة علي و هم أهل الكوفة، و أما المرجئة فهم الشكاك الذين شكوا، فكانوا في المغازي، فلما قدموا المدينة بعد قتل عثمان و كان عهدهم بالناس و أمرهم واحد ليس فيهم اختلاف، فقالوا:

تركناكم و أمركم واحد ليس فيكم اختلاف، و قدمنا عليكم و أنتم مختلفون، فبعضكم يقول:

قتل عثمان مظلوما، و كان أولى بالعدل و أصحابه، و بعضكم يقول: كان علي أولى بالحق، و أصحابه كلهم ثقة، و عندنا مصدّق فنحن لا نتبرأ منهما، و لا نلعنهما، و لا نشهد عليهما، و نرجئ أمرهما إلى اللّه، حتى يكون اللّه هو الذي يحكم بينهما (1)،و أما من لزم الجماعة، فمنهم: سعد بن أبي وقّاص، و أبو أيوب الأنصاري، و عبد اللّه بن عمر، و أسامة بن زيد، و حبيب بن مسلمة الفهري، و صهيب بن سنان، و محمّد بن مسلمة في أكثر من عشرة آلاف من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و التابعين لهم بإحسان، قالوا جميعا: نتولّى عثمان و عليا لا نتبرأ منهما، و نشهد عليهما و على شيعتهما بالإيمان، و نرجو لهم و نخاف عليهم، و أما الصنف الخامس فهم: الحرورية، قالوا: نشهد على المرجئة بالصواب (2)،و من قولهم حيث قالوا:

لا نتولّى عليا و لا عثمان، ثم كفروا بعد حيث لم يتبرءوا، و نشهد على أهل الجماعة بالكفر.

قال ميمون بن مهران: و كان هذا أول ما وقع الاختلاف، و قد بلغوا أكثر من سبعين صنفا، فنسأل اللّه العصمة من كل هلكة و مزلّة.

و قد كان بعض من خرج من هذه الأصناف دعوا سعد بن أبي وقّاص إلى الخروج معهم، فأبى عليهم سعد، و قال: لا، إلاّ أن تعطوني سيفا له عينان بصيرتان، و لسان ينطق بالكافر فاقتله، و بالمؤمن فأكفّ عنه، و ضرب لهم سعد مثلا، فقال: مثلنا و مثلكم كمثل قوم كانوا على محجّة و المحجة البيضاء الواضحة، فبينا هم كذلك يسيرون هاجت ريح عجّاجة، فضلوا الطريق، و التبس عليهم، فقال بعضهم: الطريق ذات اليمين، فأخذوا فيه، فتاهوا [و ضلّوا] (3)،و قال آخرون (4):الطريق ذات الشمال، فأخذوا فيه فتاهوا و ضلّوا، و قال الآخرون: كنا على الطريق حيث هاجت الريح فننيخ، فأناخوا، و أصبحوا، و ذهبت الريح و تبيّنت الطريق، فهؤلاء هم أهل الجماعة، قالوا: نلزم ما فارقنا عليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم حتى نلقاه، و لا ندخل في شيء من الفتن حتى نلقاه، فصارت الجماعة و الفئة التي تدعى فئة

ص: 496


1- عن م و «ز»، و بالأصل: بيننا.
2- فوقها في «ز»: ضبة.
3- زيادة عن م و «ز».
4- الأصل و م و «ز»، و في المطبوعة: الآخرون.

الإسلام، ما كان عليه سعد بن أبي وقّاص و أصحابه الذين اعتزلوا الفتنة، حتى أذهب اللّه الفرقة، و جمع الألفة، فدخلوا الجماعة و لزموا الطاعة، و انقادوا لها، فمن فعل ذلك و لزمه نجا، و من لم يلزمه، و شكّ فيه وقع في المهالك.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال: قال عمّي مصعب بن عبد اللّه: و قال هشام بن عروة: قال عبد اللّه بن الزبير:

لقيني ناس ممن كان يطعن على عثمان ممن يرى رأي الخوارج، فراجعوني في [رأيهم] (1)،و حاجوني بالقرآن، فو اللّه ما قمت معهم، و لا قعدت، فرجعت إلى الزبير منكسرا، فذكرت ذلك له، فقال: إنّ القرآن قد تأوله قوم على رأيهم، و حملوه عليه، و لعمر اللّه إنّ القرآن لمعتدل مستقيم، و ما التقصير إلاّ من قبلهم، و من طعنوا عليه من الناس فإنهم لا يطعنون على أبي بكر و عمر، فخذهم بسنتهما و سيرتهما، قال عبد اللّه: كأنّما أيقظني (2) بذلك،[فلقيتهم] (3)،فحاججتهم بسنتي أبي بكر و عمر، فلما أخذتهم بذلك قهرتهم و ضعف قولهم حتى كأنهم صبيان يمغثون (4) سخبهم (5).

قال: و نا الزبير، قال: و حدّثني إسماعيل بن أبي أويس، عن عبد الرّحمن بن أبي الزناد، عن هشام بن عروة قال: قال عبد اللّه بن الزبير:

لقيني ناس ممن كان يطعن على عثمان ممن يرى رأي الخوارج، فراجعوني في رأيهم، و حاجوني بالقرآن، قال: فلم أقم معهم، و لم أقعد، فرجعت إلى الزبير منكسرا، فذكرت ذلك له، فقال الزبير: إنّ القرآن قد تأوّله كلّ قوم على رأيهم، و حملوه عليه، لعمر اللّه إنّ القرآن لمعتدل مستقيم، و ما التقصير إلاّ من قبلهم، و من طعنوا عليه من الناس فإنّهم لا يطعنون على أبي بكر و عمر، فخذهم بسنتهما و سيرتهما، قال عبد اللّه: فكأنما أيقظني بذلك، فلقيتهم، فحاججتهم بسنّة أبي بكر و عمر، فلما أخذتهم بذلك قهرتهم و ضعف قولهم حتى لكأنهم صبيان يمضغون سخبهم.

ص: 497


1- الزيادة عن م و «ز»، للإيضاح.
2- الأصل: أيقظتني، و اللفظة غير معجمة في م، و المثبت عن «ز».
3- الزيادة عن م و «ز»، للإيضاح.
4- مغث الشيء يمغثه مغثا: دلكه و مرسه.
5- السخب جمع سخاب، و هو الخيط الذي نظم فيه الخرز.

قال: و نا الزبير، قال: و حدّثني عبد الرّحمن بن المغيرة الحزامي: شبيها به، بمثل إسناده إلاّ أنه قال: صبيان يمغثون (1) سخبهم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري، و أبو نصر الزينبي.

ح و أخبرنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أبو القاسم بن البسري.

قالوا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبد اللّه بن محمّد [نا محمود] (2) بن غيلان، نا حسين بن علي، عن زائدة، عن أبي حصين، عن سعد بن عبيدة، قال:

جاء رجل إلى ابن عمر، فسأله عن عثمان، فذكر محاسن عمله، فقال: لعل ذاك يسوؤك ؟ قال: نعم، قال: فأرغم اللّه عز و جل بأنفك (3)،قال: ثم سأله عن علي، فذكر محاسن عمله، ثم قال: هو ذاك، بيته أوسط بيوت النبي صلّى اللّه عليه و سلم، ثم قال: لعل ذاك يسؤك ؟ قال:

أجل، قال: فأرغم اللّه بأنفك، انطلق فاجهد عليّ جهدك.

أخبرنا أبو النجيب غانم بن أبي نجيح بن أبي الحسن بن محمّد بن أحمد بن ميلة الخياط - بأصبهان - أنا أبو الفضل المطهّر بن عبد الواحد بن محمّد البزاني، نا أبو عبد اللّه بن منده - إملاء - أنا محمّد بن أحمد بن زياد النيسابوري، نا حامد (4) بن محمود، نا إسحاق بن سليمان الرّازي، نا أبو سنان سعيد بن سنان، عن أبي إسحاق الهمداني، عن العلاء بن عرار، قال:

أتيت ابن عمر، فقلت: إنّي أريد أن أسألك عن رجلين من أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و سلم اختلف الناس علينا فيهما، قال: من هما؟ قلت: علي و عثمان، فقال: أما علي فهذه داره و اللّه، و أمّا عثمان فأذنب ذنبا فيما بينه و بين اللّه، ذنبا عظيما، فعفا اللّه عنه، و أذنب فيما بينكم و بينه ذنبا صغيرا، فعمدتم إليه فقتلتموه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا

ص: 498


1- الأصل:«يعنون» و في م يمعنون، و بدون إعجام في «ز»، و المثبت عن المطبوعة.
2- الزيادة بين معكوفتين لتقويم السند عن م، و «ز».
3- كذا بالأصل و م و «ز»، «بأنفك» و المعروف: أرغم اللّه أنفك.
4- في م: حماد.

أحمد بن مروان، أنا أبو إسماعيل الترمذي، نا موسى بن داود، عن عبد الرّحمن بن راشد، عن أبي حازم، قال:

كنت عند عبد اللّه بن عمر بن الخطّاب، فذكر عثمان، فذكر فضله و مناقبه و قرابته حتى تركه أنقى من الزجاجة، ثم ذكر علي بن أبي طالب، فذكر فضله و سابقته و قرابته حتى تركه أنقى من الزجاجة، ثم قال: من أراد أن يذكر هذين فليذكرهما هكذا أو فليدع.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو يعلى حمزة بن علي، قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا إسحاق بن سيّار (1) النّصيبي، نا أبو عاصم، نا عيسى بن عتبة، عن عبد اللّه بن بابيه (2)،قال:

كنت مع ابن عمر، فجاءه رجل يسأله عن علي و عثمان، فدفعه حتى تباعد الرجل، فقال: ما حملك على هذا؟ تسألني عن رجلين كلاهما كنت أجلّه و أعظّمه، أ فتراني أمدح أحدهما و أذم الآخر؟ فقيل لأبي عاصم: عمر بن سعيد، عن عيسى بن عتبة ؟ قال: نعم.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب، نا ابن الفضل، و ابن شاذان، قالا: أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمروية، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا أبو علي حرمي بن حفص، نا حرب بن ميمون، عن النضر بن أنس.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا رزق اللّه بن عبد الوهّاب بن عبد العزيز التميمي، نا أبو الفرج أحمد بن محمّد بن عمر بن الحسن بن المسلمة - إملاء - أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمرويه، نا أحمد بن أبي خيثمة، نا حرمي بن حفص، نا حرب بن ميمون، عن النضر بن أنس.

قال: سمعت أنس بن مالك يقول:

لأن أشهد بما [في] (3) كفّي عشر مرات أن عليّا و عثمان في الجنّة على سرر متقابلين، قد نزع اللّه ما في صدورهم من غلّ أحبّ إليّ من أن أشهد شهادة واحد أنه ليس كذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو يعلى بن الحبوبي، قالا: أنا أبو القاسم علي بن

ص: 499


1- إعجامها مضطرب بالأصل، و المثبت عن م، و «ز».
2- كذا بالأصل و م و «ز»، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 31/10 و فيها: عبد اللّه بن باباه، و يقال: ابن بابيه، و يقال: ابن بابي.
3- سقطت من الأصل و أضيفت عن م، و «ز».

محمّد، أنا عبد الرّحمن بن عثمان، أنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان، نا أبو علي بن أبي الخناجر، نا مؤمّل، نا حمّاد بن سلمة، نا حميد الطويل قال:

سمعت أنس بن مالك يقول: يقولون: لا يجتمع حب عليّ و عثمان في قلب مؤمن، و كذبوا، و اللّه الذي لا إله إلاّ هو لقد اجتمع حبهما في قلوبنا.

قال: و نا خيثمة، نا يحيى بن أبي طالب، أنا علي بن عاصم، نا حميد الطويل، قال:

ذكر عند أنس بن مالك أنه لا يجتمع حب علي و عثمان في قلب عبد أبدا، فقال أنس:

كذبوا و اللّه، إنا نحبّ عليا و نحب عثمان.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنا أبو الحسن علي بن الحسن، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن الجنيد، نا الأسود بن عامر، شاذان [نا هريم بن سفيان] (1) البجلي، عن حميد قال:

قلت لأنس بن مالك: يدّعي ناس أن حبّ علي و عثمان لا يجتمعان في قلب واحد، فقال: كذبوا و اللّه، لقد جمع اللّه حبّهم (2) في قلوبنا.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ المقرئ، أنا الحسن بن إسماعيل المصري، أنا أحمد بن مروان، نا إسماعيل بن إسحاق، نا علي - يعني: بن المديني - نا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت حميدا الطويل قال:

قيل لأنس بن مالك: إنّهم يزعمون أن حبّ علي و عثمان لا يجتمعان في قلب أحد - أراه قال:- قال: فقد كذبوا، و اللّه لقد اجتمع حبهما في قلوبنا.

أخبرنا أبو بكر الحاسب، أنا أبو محمّد الشيرازي، أنا أبو عمر الخزّاز، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا عفّان بن مسلم، و عمرو بن عاصم الكلابي، قالا: نا حمّاد بن سلمة، قال عفّان، عن حميد - و قال عمرو: عن ثابت - عن أنس بن مالك قال: يقولون: لا يجتمع حب علي و عثمان في قلب مؤمن، و كذبوا و اللّه، قد جمع اللّه حبّهما في قلوبنا.

ص: 500


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و أضيف عن م، و «ز»، لتقويم السند. و ضبطت هريم، بالتصغير، عن تقريب التهذيب.
2- فوقها ضبة في «ز»، و لعله يريد أن ينبه إلى أن الصواب: حبهما.

قال: و نا ابن سعد، نا محمّد بن عبد اللّه الأنصاري (1)،حدّثني ثمامة، حدّثني أنس بن مالك قال:

إن ناسا يزعمون أنّ حبّ علي و عثمان لا يجتمعان في قلب رجل مؤمن - و قال مرة: في قلب مسلم - ألا و إنهما قد اجتمعا في قلبي.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس،[نا-] (2) و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (3)،أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن حمّاد الواعظ ، نا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة الكوفي - إملاء-.

ح (4) و أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع - بأصبهان - و أبو القاسم الجنيد بن يعقوب بن الحسن بن الحجّاج بن يوسف الجبيلي (5)،و أبو صالح عبد الصمد بن عبد الرّحمن بن أحمد الحنوي - ببغداد - قالوا: أنا أبو محمّد التميمي، أنا أبو الحسين (6) أحمد بن محمّد بن المتيّم الواعظ ، نا أبو العباس بن عقدة الحافظ .

نا عبد اللّه بن الحسين بن الحسن الأشقر، قال: سمعت عثّام بن علي العامري.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو عثمان الصابوني، أنا أبو الحسن الماسرجسي.

ح (7) و أخبرنا أبو طالب بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن الفقيه، أنا عبد الرّحمن بن عمر.

قالا: أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا عبد اللّه بن الحسين بن الأشقر، قال: سمعت علي بن عثّام يقول: سمعت الثوري يقول: لا يجتمع حب علي و عثمان إلاّ في قلوب نبلاء الرجال.

و قال ابن أبي عقيل: سمعت عثّام بن علي و هو الصواب.

ص: 501


1- بعدها في المطبوعة:«حدّثني أبي» و هذه الإضافة ليست في م، و «ز».
2- زيادة عن م، و «ز»، لتقويم السند.
3- الخبر في تاريخ بغداد 15/5.
4- «ح» حرف التحويل أضيف عن م، و «ز».
5- كذا بالأصل و م، و بدون إعجام في «ز»، و في المطبوعة: الحنبلي، و انظر مشيخة ابن عساكر ص 40/أ. و فيها: الجبلي الحنبلي.
6- الأصل و م و «ز»: الحسن، و المثبت يوافق ما جاء في مشيخة ابن عساكر 40/أ. و انظر سير أعلام النبلاء 17/ 271.
7- «ح» حرف التحويل أضيف عن م، و «ز».

أخبرنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن، أنا أبو القاسم المهرواني، أنا أبو عمر الفارسي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن [يعقوب بن] (1) شيبة، نا جدي، قال: حدّثت عن حمّاد بن سلمة، قال: سمعت أيوب يقول:

من أحبّ (2) أبا بكر فقد أقام الدين، و من أحبّ عمر فقد أوضح السبيل، و من أحبّ عثمان فقد استنار بنور اللّه، و من أحبّ عليا فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها.

قال حمّاد: فقلت لأيوب: أتحفظ هذا؟ (3) قال: نعم، فاحفظوه، و علّموه أبناءكم، و ليعلّمه أبناؤكم أبناءهم.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر، أنا محمّد بن هبة اللّه بن الطبري، أنا محمّد بن الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر بن درستويه، نا يعقوب (4)،حدّثني أبو سعيد الأشج، أخبرني ابن إدريس، عن الأعمش، عن طلحة بن مصرّف قال: أبي قلبي إلاّ حبّ عثمان عليه السّلام.

أخبرنا أبو محمّد المقرئ، و أبو يعلى البزّاز، قالا: أنا أبو القاسم الفقيه، أنا أبو محمّد العدل، أنا خيثمة، نا أحمد بن ملاعب البغدادي، أنا أحمد بن حنبل، نا حسين بن علي، عن موسى الجهني، قال: سمعت طلحة يقول: أكثرتم عليّ في عثمان، و يأبى قلبي إلاّ أن أحبه.

قال: و أنا خيثمة، نا يحيى بن أبي طالب، أنا أحمد بن عبد الملك، نا زهير، نا أبي قال:

قلت لطلحة: بلغني أنك تقول قلبي أبي إلاّ حبّ عثمان، قال: ما قلت ذاك، و لكني قلت: أبي قلبي إلاّ حب عثمان.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا أحمد بن عبد الحميد الحارثي، نا حسين الجعفي، عن موسى الجهني، عن طلحة بن مصرّف، قال: قلتم في عثمان: فيأبى قلبي إلاّ حبّه.

ص: 502


1- الزيادة عن م و «ز».
2- الأصل:«حب» و التصويب عن «ز»، و م.
3- الأصل:«فقلت لأيوب: الحفظ؟ قال: نعم» صوبنا العبارة عن م و «ز».
4- الخبر في المعرفة و التاريخ 558/2.

(1) كتب إليّ أبو بكر عبد الغفار بن محمّد بن الحسين، و حدّثني أبو المحاسن عبد الرزاق بن محمّد عنه، أنا أبو محمّد الحيري، نا أبو العباس الأصم، نا يحيى بن أبي طالب، أنا إبراهيم بن بكر أبو إسحاق الشيباني، قال: سمعت سعيد بن أبي عروبة يقول:

كانت المشيخة الأولى (2) يمرّ بهم الرجل فإذا قالوا: هذا عثماني يعجبهم ذلك، قال: فقلت له: كيف ذاك ؟ قال: إذا قدّم عثمان لم يبغض غيره.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو يعلى بن الحبوبي، قالا: أنا علي بن محمّد، أنا عبد الرّحمن بن عثمان، أنا خيثمة بن سليمان، نا يحيى بن أبي طالب، أنا إبراهيم بن بكر، نا سعيد بن أبي عروبة، قال: كان المشيخة الأولى (3) إذا مرّ بهم الرجل فقيل: إنّ هذا عثماني يعجبهم ذلك، قال إبراهيم: فقلت لسعيد: و كيف ذاك ؟ قال: لأن الرجل إذا قدّم عثمان لم يبغض غيره - و في نسخة: لم ينتقص غيره-.

أخبرنا (4) أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنا علي بن الحسن الخلعي، أنا عبد الرّحمن بن عمر بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا محمّد بن المبارك (5) أبو بكر بن حماد المقرئ، قال: و أخبرني أبو زكريا، قال: قيل ليزيد بن هارون: لم تحدث بفضائل عثمان و لا تحدث بفضائل علي ؟ فقال: إنّ أصحاب عثمان مأمونون على علي، و أصحاب علي ليس (6) بالمأمونين على عثمان.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمّد، نا يحيى بن معين، نا

ص: 503


1- قبله سقط خبر من الأصل و م، و هو مستدرك على هامش «ز»، و موجود في متن المطبوعة. نثبته هنا، و تمام روايته: أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن طلحة بن علي الرازي، و أبو القاسم بن السمرقندي قالا: أنا أبو محمد الصريفيني، أنا عبيد اللّه بن محمد، نا عبد اللّه بن محمد، نا أبو سعيد الأشج، نا حسين الجعفي، قال: ذكروا لخاله: موسى الجهني، عن طلحة بن مصرف، قال: أكثرتم في عثمان، و يأبى قلبي إلاّ حبه. قال: و نا أبو سعيد، قال: نا ابن إدريس، قال: قال لي الأعمش قال لي طلحة بن مصرف: أبى قلبي إلاّ حب عثمان.
2- الأصل و م و «ز»، و في المطبوعة: الأول.
3- الأصل و م و «ز»، و في المطبوعة: الأول.
4- كتب فوقها في «ز»: ملحق.
5- بالأصل و م و «ز»: «نا محمد بن أحمد، و أبو بكر بن المقرئ» خطأ صوبنا الاسم - و هو شخص واحد - عن المطبوعة انظر ترجمته في طبقات القراء لابن الجزري 234/2.
6- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المطبوعة:«ليسوا».

عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: سمعت أبي يحدّث: حدّثني إسحاق بن سويد هذا الشعر، و زعم أنه قاله (1):

برئت من الخوارج لست منهم *** من الغزّال كان أو ابن باب (2)

إذ اعتزلوا عن الإسلام جهلا *** حيارى محدثين من الشباب

و من قوم إذا ذكروا عليا *** يردّون السلام على السحاب (3)

و ممن (4) دان دين أبي بلال (5) *** عصائب يفترون على الكتاب

فكل لست منه و ليس مني *** سيفصل بيننا يوم الحساب

و لكنّي أحبّ بكلّ قلبي *** و أعلم أن ذاك من الصواب

رسول اللّه و الصدّيق حبّا *** به أرجو غدا حسن الثواب

و حبّ (6) الطّيّب الفاروق عندي *** كحبّ أخي الظما برد الشراب

و عثمان بن عفان شهيد *** تقيّ لم يكن دنس الثياب

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو القاسم علي بن الفضل بن طاهر بن الفرات، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أبو الحسن بن جوصا، نا عبد اللّه بن خبيق، نا يوسف بن أسباط ، عن خالد بن دينار، قال:

أتينا سالم بن عبد اللّه نسمع منه، فقال: من أين أنتم ؟ قلنا: من أهل الكوفة، قال:

حرورية سبئية، عثمان خير من علي، عثمان خير من علي.

أخبرنا (7) أبو بكر الشّحّامي، أنا أبو حامد الأزهري، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا أبو حامد بن الشرقي، نا محمّد بن يحيى، و أحمد بن يوسف، قالا: نا عبد الرزّاق عن معمر (8)

ص: 504


1- بعضها في البيان و التبيين 23/1 و الكامل للمبرد 1110/3 و حكى المبرد أن هذا الشعر لأعرابي لا يعرف المقالات التي يميل إليها أهل الأهواء.
2- في الكامل: من الغزال منهم و ابن باب. يعني بالغزال و اصل بن عطاء، كان معتزليا، و لم يكن غزالا، و لكنه كان يلقب بذلك لأنه كان يلزم الغزالين ليعرف المتعففات من النساء ليجعل صدقته لهن. و ابن باب: هو عمرو بن عبيد بن باب، مولى بني العدوية، من بني مالك بن حنظلة، معتزلي.
3- و يروى: أشاروا بالسلام إلى السحاب.
4- الأصل: و من، و المثبت عن و «ز».
5- أبو بلال هو مرداس بن أدية الشاري، من زعماء الخوارج.
6- الأصل: و أحب، و المثبت عن م و «ز».
7- كتب فوقها في «ز»: ملحق.
8- «عن معمر» مكانه بالأصل:«عمر» صوبنا السند عن م و «ز».

قال: سألت الزهري: عليّ أحبّ إليك أم عثمان ؟ قال: فسكت ساعة ثم قال: عثمان، الدماء الدماء.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن اللاّلكائي، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا [عبد اللّه بن جعفر] (1)،نا يعقوب (2)،حدّثني محمّد بن أبي السّري، نا عبد الرزاق، عن معمر، قال:

سألت الزهري عن عثمان و علي أيهما أفضل ؟ قال: فقال: الدم الدم عثمان أفضلهما.

قال: و كان يقال: أبو بكر، و عمر، و عثمان (3) ثم يسكت.

قال ابن أبي السري (4):و كان حفص بن غياث و رجل من أصحاب ابن إدريس يكلّمه في ذلك، فقال: كان عثمان ست سنين، ثم (5) قال: فقال له رجل: فعثمان كان أفضل قبل أن يقتل أو بعد ما قتل ؟ قال: فسكت.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصمد بن علي، قال: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا ابن زنجويه، نا عبد الرزاق، أنا معمر، قال: قال قتادة و سمع قوما يفضّلون عليا على عثمان، فغضب، فقال: ما كان على هذا أوّلتكم - يعني أهل البصرة-.

أخبرنا (6) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد عبد اللّه بن عدي، نا جعفر بن أحمد بن مهمرد، نا عبد اللّه بن عبد الوهاب الخوارزمي، نا بركة الأنصاري، أنا عطاء بن مسلم، قال:

قلت لسفيان الثوري: رجل يقدّم أبا بكر و عمر و عثمان، إلاّ أنه يجد لعلي في قلبه ما لا يجد لهم، قال: ذاك يريد أن يسقى شربة دواء حتى يسهله (7).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: نا - و أبو

ص: 505


1- ما بين معكوفتين أضيف عن م و «ز»، و مكانه بالأصل:«عبد» و هذا السند معروف.
2- انظر الخبر في المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 806/2.
3- «و عثمان» سقطت من المعرفة و التاريخ المطبوع.
4- الخبر في المعرفة و التاريخ 807/2.
5- فوقها في «ز»، ضبة، و كأنه يريد التنبيه إلى ما وقع بعد ذلك.
6- كتب فوقها في «ز»: ملحق.
7- فوقها في «ز»: إلى.

منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (1)،قال: قرأت على محمّد بن أحمد بن رزق، عن أبي بكر الشافعي.

ح قال: و أنا طلحة بن علي بن الصقر، نا محمّد بن عبد اللّه الشافعي - إملاء-.

حدّثني أبو العباس أحمد بن إسحاق بن إبراهيم الصفار، نا سفيان بن وكيع، أنا حفص، قال: سمعت سفيان يقول:

من قدّم عليا على عثمان فقد أزرى على اثني عشر ألف (2)،قبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و هو عنهم راض، الذين أجمعوا على بيعة عثمان.

رواها قبيصة بن عقبة، عن سفيان، فقال: على أبي بكر و عمر:

أخبرنا بها أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (3)،نا قبيصة بن عقبة، قال: سمعت سفيان الثوري يقول:

من قدّم عليا على أبي بكر و عمر فقد أزرى (4) على المهاجرين و الأنصار، و أخاف أن لا ينفعه مع ذلك عمل.

أنبأنا أبو طاهر محمّد بن محمّد السّنجي، أنا أبو الفضل محمّد بن عبد السلام بن أحمد الأنصاري، أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان، أنا أبو علي حامد بن محمّد الرّفّاء الهروي، أنا علي بن عبد العزيز، نا عارم قال: سمعت عبد اللّه بن داود يقول:

من قدّم عثمان على علي رضي اللّه عنهما فحجّته قوية، لأن الخمسة اختاروه.

أخبرنا أبو بكر الشّحّامي، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، نا محمّد بن يعقوب، نا عباس قال: سمعت يحيى يقول:[سمعت] (5) أبا أسامة يقول: من قدّم عليا على عثمان فهو أحمق، و قال أبو أسامة: كانت أمّي شيعية.

حدّثنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن عبد اللّه، أنا أحمد بن محمّد بن الشرقي، نا محمّد بن يحيى، قال: سمعت محمّد بن عبيد يقول في

ص: 506


1- الخبر في تاريخ بغداد 29/4.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و الصواب: ألفا.
3- المعرفة و التاريخ 467/1.
4- في المعرفة و التاريخ: زرى.
5- الزيادة عن م و «ز»، للإيضاح.

مجلسه: اتّقوا اللّه و قدّموا أبا بكر و عمر و عثمان.

أخبرنا (1) أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (2)،أنا القاضي أبو بكر الحيري، و أبو سعيد محمّد بن موسى الصيرفي، قالا:[أنا] (3) أبو العباس محمّد بن يعقوب الأصم، قال: سمعت العباس الدوري يقول: سمعت محمّد بن عبيد الطنافسي يقول:

خير هذه الأمّة بعد نبيّها: أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، و يقول: لا يسخر بكم هؤلاء الكوفيون، لا يخدعنكم (4) هؤلاء الكوفيون إلى.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (5)،أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي الصيرفي، أنا عمر بن إبراهيم المقرئ، نا حبشون بن موسى بن أيوب الخلاّل، نا عبد اللّه بن أيوب قال:

قال رجل عند محمّد بن عبيد: أبو بكر، و عمر، و علي، و عثمان، فقال: ويلك، من لم يقل: أبو بكر، و عمر، و عثمان، و علي فقد أزرى على أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم.

قال الخطيب: و أنبأنا محمّد (6) بن أحمد بن رزق، نا أبو إسحاق المزكي، أنا محمّد بن إسحاق الثقفي، قال: سمعت عباس بن أبي طالب، أنا بعض أصحابنا قال:

رأيت يعلى في المنام، فقلت: ما فعل بك ربّك ؟ قال: غفر لي ربي، قلت: فمحمّد بن عبيد أخوك ؟ قال: ذاك أرفع مني، قلت: بم ؟ قال: لأنه كان يفضّل عثمان على عليّ .

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد (7)، قال: سمعت منصور الفقيه ذكر عن بعض شيوخه - ذهب عليّ اسمه - قال: سمعت حرملة يقول: سمعت الشافعي يقول: أبو بكر، و عمر، و عثمان، و علي - يعني في الفضل و الخلافة-.

أخبرنا (8) أبو المظفر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن

ص: 507


1- كتب فوقها في «ز»: ملحق.
2- الخبر في تاريخ بغداد 367/2 ضمن أخبار محمد بن عبيد الطنافسي.
3- زيادة عن م و «ز».
4- تاريخ بغداد: اتقوا لا يخدعكم.
5- تاريخ بغداد 367/2.
6- في تاريخ بغداد:«أحمد بن محمد بن رزق» و في م، و «ز»، كالأصل.
7- الخبر في الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 460/2 ضمن أخبار حرملة بن يحيى التجيبي.
8- كتب فوقها في «ز»: ملحق.

الحسين السّلمي، أنا أبو سهل الأسفرايني، نا داود بن الحسين البيهقي، نا عمرو (1) بن عثمان الحمصي السيد بن السيد، قال:

حمل أحمد بن حنبل إلى الروم في أيام المأمون، فنزل هاهنا بحمص، فدخلت عليه، فقلت: يا أبا عبد اللّه ما تقول في الخلافة ؟ فقال: أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي، و من فضّل عليا على عثمان فقد أزرى [بأصحاب] (2) الشورى، لأنهم قدّموا عثمان.

أخبرنا (3) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن مطهر، قال:

سألت أبا عبد اللّه أحمد بن حنبل منذ أربعين سنة عن (4) التفضيل، فقال: أبو بكر، و عمر، و عثمان، و من قال: علي لم أعنفه، ثم ذكر حديث حمّاد بن سلمة، عن سعيد بن جمهان، عن سفينة (5) في الخلافة، فقال أحمد: علي عندنا من الراشدين المهديين (6)، و حمّاد بن سلمة عندنا ثقة، و ما نزداد فيه كلّ يوم إلاّ بصيرة.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو محمّد السّيّدي، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالوا:

أنا أبو سعد الأديب، أنا الحاكم أبو أحمد قال: سمعت أبا عروبة الحسين بن أبي معشر الحرّاني السّلمي - بحرّان - قال: سمعت الميموني - يعني عبد الملك بن عبد الحميد - يقول:

سمعت أحمد بن حنبل.

و قيل له: إلى ما تذهب في الخلافة ؟ قال: أبو بكر، و عمر، و عثمان، و علي، قال:

فقيل له: كأنك تذهب إلى حديث سفينة، قال: أذهب إلى حديث سلينة و إلى شيء آخر، رأيت عليا في زمن أبي بكر و عمر و عثمان لم يتسمّ أمير المؤمنين، و لم يقم الجمعة و الحدود، ثم رأيته بعد قتل عثمان قد فعل ذلك، فعلمت أنه قد وجب له في ذلك الوقت ما لم يكن قبل ذلك.

أخبرنا أبو طالب بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، قال: سمعت الدوري يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول.

ص: 508


1- الأصل: عمر، و المثبت عن م و «ز».
2- الزيادة عن «ز»، و م.
3- فوقها في «ز»: ملحق.
4- الأصل: على، و المثبت عن «ز»، و م.
5- أخرجه أحمد في مسنده 21978/8 و انظر فيه رقم 21982 و 21987.
6- الأصل: المهتدين، و المثبت عن «ز»، و م.

في الفضل: أبو بكر، و عمر، و عثمان، و في الخلافة: أبو بكر، و عمر، و عثمان، و علي.

قال: سمعت عباسا يقول: سمعت يحيى بن معين يقول في الخلافة و الفضل: أبو بكر، و عمر، و عثمان، و علي.

قال: و نا ابن الأعرابي، قال: سمعت مطيّن (1) يقول: سمعت محمّد بن منصور الطوسي يقول لأحمد بن حنبل: بلغني أن قوما يقولون: أبو بكر، و عمر، و عثمان ثم يسكت، فقال: هذا كلام سوء.

أنبأنا أبو المظفر [بن] (2) القشيري، عن أبي سعيد محمّد بن علي بن محمّد الخشاب، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، قال: قال الشيخ أبو الحسن الدارقطني:

اختلف قوم من أهل بغداد من أهل العلم، فقال قوم: عثمان أفضل، و قال قوم: علي أفضل، فتحاكموا إليّ فيه، فسألوني عنه، فأمسكت عنه، و قلت: الإمساك عنه خير، ثم لم أر (3) لديني السكوت، قلت: دعهم يقولون فيّ ما أحبوا، فدعوت الذي جاءني مستفتيا، و قلت: ارجع إليهم و قل: أبو الحسن يقول: عثمان بن عفّان أفضل من عليّ بن أبي طالب باتفاق جماعة أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، هذا قول أهل السّنّة، و هو أول عقد يحل في الرفض.

[أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري] (4).

أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (5)،نا عبد العزيز بن عمران، نا أسد بن موسى، نا يوسف بن عمرو، قال: سئل مالك بن أنس عن علي و عثمان فقال: ما أدركت أحدا اقتدى به إلاّ و هو يقدّم أبا بكر و عمر، و يمسك عن علي و عثمان.

كتب إليّ أبو طالب عبد القادر محمّد بن يوسف، و حدّثنا أبو الحجّاج يوسف بن مكي (6) عنه، أنا إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي، أنا أحمد بن جعفر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني عبد اللّه بن عمر، أنا حسين الجعفي، عن سفيان بن

ص: 509


1- كذا بالأصل و م، و «ز».
2- سقطت من الأصل و م و «ز».
3- الأصل: أرى، و التصويب عن م، و «ز».
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م و «ز»، لتقويم السند.
5- الخبر في المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 467/1.
6- في المطبوعة: يوسف بن مكي بن يوسف.

عيينة، عن مسعر عن (1) مهاجر التيمي، عن ابن عمر، قال: لا تسبّوا عثمان، فإنا كنا نعدّه من خيارنا.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (2)،نا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا داود بن عمرو، نا جرير، عن مغيرة قال:

تحوّل جرير بن عبد اللّه، و حنظلة، و عدي بن حاتم من الكوفة إلى قرقيسياء (3) و قالوا:

لا نقيم ببلد يشتم فيه عثمان (4).

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنا أبو طالب محمّد بن علي العشاري، نا محمّد بن أحمد بن إسماعيل بن سمعون - إملاء - نا أحمد بن محمّد بن سلم المخرمي، نا حفص بن عمرو الرّبالي، نا حمّاد بن واقد الصّفار، نا جسر أبو جعفر قال:

عدنا أبا جابر العطاردي في مرضه الذي مات فيه، فتحامل فجلس إلينا، فقال:

حيّاكم اللّه بالسلام، و أحلّنا و إياكم دار السلام، اتّقوا اللّه تعالى و لا تسبّوا عليا، و أبغضوا من يسبّه، و اتّقوا اللّه و لا تسبّوا عثمان، و أبغضوا من يسبّه.

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد في كتابه، أنا أبو بكر أحمد بن الفضل بن محمّد، أنا [أبو] (5) عبد اللّه بن منده، أنا القاسم بن القاسم بن عبد اللّه السّيّاري، قال: قال جدي أحمد بن سيّار: نا محمّد بن علي، نا أبي - يعني: بن الحسن بن شقيق - أنا بشير أبو نصر، قال:

ص: 510


1- بالأصل و م و «ز»، «بن» تصحيف، و الصواب ما أثبت، راجع ترجمة مسعر بن كدام في تهذيب الكمال 51/18.
2- الأصل: المرزقي، و المثبت عن م، و الفاء بدون إعجام في «ز».
3- قرقيسياء: بالمد، و يقال بياء واحدة، بلد على نهر الخابور قرب رحبة مالك بن طوق (معجم البلدان).
4- بعدها في «ز»: آخر الجزء الثاني و الثلاثين بعد الثلاثمائة من الأصل. و كتب على هامشها: بلغت سماعا بقراءتي و عرضا بالأصل على القاضي بقية السلف. أبي نصر محمد بن هبة اللّه بن محمد الشيرازي بسماعه من المصنف و الملحق فبالإجازة، و ابناه أبو الفضل محمد و أبو المفاخر علي و الفقيهان أبو عبد اللّه محمد بن حسان بن رافع العامري، و أبو محمد عبد العزيز بن عثمان بن أبي طاهر الاربلي، و كتب محمد بن يوسف بن محمد البرزالي الاشبيلي يوم الثلاثاء، الثالث عشر من ذي القعدة سنة تسع عشرة و ستمائة بدمشق حرسها اللّه، و الحمد للّه وحده و صلاته على محمد نبيه و سلّم.
5- زيادة عن م، و «ز».

أتيت الحسن فقلت: إنّي أحبّ اللّه و رسوله، و أحبّ عليا، و أقوام عندنا يقولون: إن لم تسبّ عثمان لم يغن عنك حبّ علي، فقال: يا بني إنّ الذي يأمرك بهذا لعثمان خير منه و مني و منك، زوّجه النبي صلّى اللّه عليه و سلم ابنته أم كلثوم، أ فترى النبي صلّى اللّه عليه و سلم كان جاهلا أن يزوّج خبيثا؟ فماتت عنده، ثم زوّجه ابنته رقيّة، فلو كان جهل أمره أ كان يجهل الثانية ؟ و جهّز جيش العسرة، و كان مع النبي صلّى اللّه عليه و سلم حتى فارق الدنيا، فينبغي لك أن تسبّ رجلا كانت هذه الأشياء له من المناقب و المكرمات ؟ أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد المقرئ، و أبو يعلى حمزة بن علي الثّعلبي، قالا:

أنا علي بن محمّد المصّيصي، أنا أبو محمّد التميمي، أنا أبو الحسن الأطرابلسي، نا أحمد بن ملاعب، نا موسى بن داود [نا] (1) حمّاد بن زيد، عن علي بن زيد، قال:

كنت جالسا عند سعيد بن المسيّب فقال: قل لقائدك (2) يذهب ينظر إلى هذا الرجل حتى أحدثك، قال: فذهب فقال: رأيت رجلا أسود الوجه، أبيض الجسد، فقال سعيد: إنّ هذا كان يسبّ عليا، و عثمان، و طلحة، و الزبير، فقلت: إن كان كاذبا سوّد اللّه وجهه، فخرجت بوجهه قرحة فاسودّ وجهه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، و ابنه أبو علي، و أبو الحسين الميداني، و أبو نصر بن الجبّان - و اللفظ لابني أبي نصر قالوا:- أنا أبو سليمان محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن ربيعة بن زبد الرّبعي، أنا أبي، نا أحمد بن السّري البزّار، نا إبراهيم بن بسطام، نا أبو قتيبة، عن عبد اللّه بن أبي نضرة، عن أبيه، قال: كنا بالمدينة فنال رجل من عثمان، فنهيناه فأبى أن ينتهي، فأرعدت [فجاءت] (3)صاعقة فأحرقته.

أنبأنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء بن أبي منصور [أنا منصور] (4) بن الحسين، و أحمد بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو محمّد منتصر بن نصر بن المنتصر بن تميم الواسطي، نا محمّد بن عبد الملك أبو عمران موسى بن إسماعيل

ص: 511


1- زيادة عن «ز»، و م.
2- كان علي بن زيد، المذكور، قد ولد أعمى، و هو علي بن زيد بن عبد اللّه بن أبي مليكة التيمي، ترجمته في تهذيب الكمال 269/13.
3- سقطت من الأصل و أضيفت عن م و «ز».
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و أضيف عن م و «ز»، لتقويم السند.

الجبّلي (1)،نا سلم بن سالم، عن سعيد، عن قتادة، قال: ما سبّ أحد عثمان إلاّ افتقر.

أخبرنا (2) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم الجرجاني، أنا أبو القاسم السّهمي، أنا أبو أحمد بن عدي (3)،نا إسحاق بن إبراهيم بن يونس، حدّثني زكريا بن يحيى، نا أبو موسى الزّمن عن الأنصاري، عن سعيد بن أبي عروبة، قال: من سبّ عثمان افتقر.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد، أنا أبو القاسم عيسى بن علي، أنا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أخبرني حمّاد بن سلمة، عن سعيد بن جمهان، عن سفينة، قال: ولي عثمان ثنتي عشرة سنة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب،[أنا علي بن أحمد بن عمر] (4) نا علي بن أحمد بن أبي قيس.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن محمّد بن عبد العزيز، أنا أبو الحسين بن بشران،[نا عمر بن الحسن بن علي] (5).

[قالا:] (6) نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمود بن غيلان، نا وهب بن جرير، نا أبي قال: سمعت قتادة يقول: ولي عثمان ثنتي عشرة سنة غير اثني عشر يوما.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب.

ح و أخبرنا علي بن السبط ، أنا أبو محمّد الجوهري.

قالا: أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد (7)،حدّثني أبي، نا إبراهيم بن خالد الصّنعاني، حدّثني أمية بن شبل و غيره، قالوا: ولي عثمان ثنتي عشرة سنة، و كانت الفتنة خمس سنين.

ص: 512


1- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى جبّل، بلدة على الدجلة بين بغداد و واسط ، ذكره السمعاني و ترجم له.
2- كتب فوقها في «ز»، ملحق.
3- الخبر رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال، ضمن أخبار سعيد بن أبي عروبة 393/3.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن «ز»، و م لتقويم السند.
5- ما بين معكوفتين أضيف لتقويم السند عن م، و «ز».
6- ما بين معكوفتين أضيف لتقويم السند عن م، و «ز».
7- مسند أحمد بن حنبل 160/1 رقم 544 (ط دار الفكر - بيروت).

أخبرنا أبو الحسن (1) علي بن المسلّم، أنا نصر بن إبراهيم، و عبد اللّه بن عبد الرزاق.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن زيد، أنا نصر.

قالا: أنا محمّد بن عوف بن أحمد، أنا الحسن بن منير بن محمّد التّنوخي، أنا محمّد بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا الهيثم بن عمران أبو الحكم العبسي، قال: ثم ولي عثمان ثنتي عشرة سنة، و قتله نفر من أهل مصر و غيرهم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2)،حدّثني هشام، عن الهيثم بن عمران، عن عبد اللّه بن أبي عبد اللّه، قال: ثم ولي عثمان بن عفّان، فأقام ثنتي عشرة سنة.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني أحمد بن منصور، قال: سمعت ابن بكير يقول: كانت ولاية عثمان ثنتي عشرة سنة.

أخبرنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن، أنا أبو القاسم المهرواني، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، قال: سمعت أبا نعيم يذكر أن خلافة عثمان كانت ثنتي عشرة سنة.

أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب.

قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني عبيد اللّه بن معاذ، نا معتمر بن سليمان، نا أبي، نا أبو عثمان: أن عثمان قتل في أوسط أيام التشريق (4).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا

ص: 513


1- الأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن «ز»، و م، و السند معروف.
2- الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 183/1.
3- مسند أحمد بن حنبل 160/1 رقم 546 (ط دار الفكر - بيروت).
4- أيام التشريق ثلاثة أيام بعد يوم النحر، لأن لحوم الأضاحي تشرق فيها أي تشرر في الشمس، و قيل: سميت بذلك لقولهم: أشرق ثبير كيما نغير، أو لأن الهدي لا ينحر حتى تشرق الشمس (تاج العروس: بتحقيقنا: شرق).

عبد اللّه بن محمّد، نا إسحاق بن إبراهيم، نا معتمر، عن أبيه، و سليم بن أخضر، عن سليمان، عن أبي عثمان النهدي، أن عثمان قتل أوسط أيّام التشريق.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن (1)علي بن محمّد بن أحمد، أنا محمّد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص [الفلاّس، نا معتمر، عن أبيه، عن أبي عثمان: أن عثمان قتل وسط أيام التشريق. قال أبو حفص:] (2)، و كان من أحسن [الناس] (3) وجها.

أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا الحسن بن علي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي الواعظ .

قالا: أنا أبو بكر أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (4)،نا زكريا بن عدي، عن عبيد (5) اللّه بن عمرو، عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل، قال: قتل عثمان سنة خمس و ثلاثين، فكانت الفتنة خمس سنين، منها أربعة أشهر للحسن.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة، قال (6):و حدّثني أبو الحسن، عن أبي معشر، عن نافع، قال:

قتل يوم الجمعة لسبع عشرة، أو لثماني عشرة خلت من ذي الحجة.

قال: و ولد عثمان بمكة في دار أبي العاص التي يقال لها دار أبي الحكم (7)،و يقال: قتل يوم النحر، و قتل بالمدينة، و فيه قال الفرزدق (8):

عثمان إذ قتلوه (9) و انتهكوا *** دمه صبيحة ليلة النّحر

و قال نابغة بني جعدة:

و ابن عفان حنيفا مسلما *** و لحوم الإبل (10) لمّا تنتقل

ص: 514


1- الأصل: الحسين، و التصويب عن م و «ز».
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك لتقويم السند و المعنى عن م و «ز».
3- سقطت من الأصل، و أضيفت عن م و «ز».
4- مسند أحمد بن حنبل 161/1 رقم 550.
5- في المسند: عبيد.
6- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 176.
7- في تاريخ خليفة: دار الحكم.
8- ديوانه 329/1 من قصيدة يمدح سليمان بن عبد الملك.
9- الديوان: ظلموه.
10- تاريخ خليفة: و لحوم البدن.

و قال القاسم بن أمية بن أبي الصّلت:

لعمري لبئس الذبح ضحيتم به *** خلاف رسول اللّه يوم الأضاحي

قال: و دفن عثمان [ليلا] (1) و صلّى عليه جبير بن مطعم، و يقال: حكيم بن حزام، و يقال: المسور بن مخرمة، و كانت ولايته إحدى عشرة سنة، و أحد عشر شهرا، و ثمانية عشر يوما، و يقال: أربعة عشر يوما، و اختلف في سنّة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، نا علي بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن محمّد بن عبد العزيز، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عمر بن الحسن.

قالا: أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد، نا محمّد بن عمر، نا - و قال الأكفاني: أنا - عمرو بن عبد اللّه بن عنبسة بن عمرو بن عثمان، عن ابن أبي لبيبة، عن عبد اللّه بن عمرو بن عثمان، قال:

قتل عثمان - و في حديث الأكفاني: أن عثمان قتل - يوم الجمعة بالمدينة لثمان عشرة خلت من ذي الحجّة سنة خمس و ثلاثين و هو يومئذ ابن اثنتين و ثمانين سنة.

قال: و أنا ابن أبي الدنيا، نا (2) سعيد بن يحيى الأموي (3)،نا أبي، عن محمّد بن إسحاق.

مثل ذلك [قال:] (4) على رأس إحدى عشرة سنة و أحد (5) عشر شهرا و اثنين و عشرين يوما من مقتل عمر.

كذا قالا، و قد أسقطا بعض إسناده.(6) أخبرناه أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا أبو محمّد بن يوه (7)، أنا أبو الحسن اللّنباني (8)،أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد، نا محمّد بن عمر، أنا

ص: 515


1- سقطت من الأصل، و أضيفت عن م و «ز»، و تاريخ خليفة.
2- مكرر بالأصل.
3- مكرر بالأصل.
4- زيادة عن م و «ز».
5- الأصل و م و «ز»: إحدى، و الصواب ما أثبت.
6- الخبر التالي سقط من م.
7- ضبطت عن التبصير.
8- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن «ز»، و الضبط عن التبصير.

عمرو (1) بن عبد اللّه بن عنبسة بن عمرو بن عثمان بن عفّان، عن محمّد بن عبد اللّه بن عمرو بن عثمان، عن ابن لبيبة (2)،عن عبد اللّه بن عمرو بن عثمان، قال:

قتل عثمان رحمه اللّه بالمدينة يوم الجمعة لثمان عشرة ليلة خلت من ذي الحجّة، سنة خمس و ثلاثين، و يقال: قتل في عشر ذي الحجة، و هو يومئذ ابن اثنتين و ثمانين سنة.

و الأول أثبت.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3)،أنا محمّد بن عمر، حدّثني عمرو بن عبد اللّه بن عنبسة، عن محمّد بن عبد اللّه بن عمرو (4)،عن ابن لبيبة، عن عبد اللّه بن عمرو بن عثمان، قال:

بويع عثمان بن عفّان بالخلافة أوّل يوم من المحرّم سنة أربع و عشرين، و قتل يرحمه اللّه يوم الجمعة لثمان (5) عشرة ليلة خلت من ذي الحجّة سنة ستّ و ثلاثين بعد العصر، و كان يومئذ صائما، و دفن ليلة السبت بين المغرب و العشاء في حشّ كوكب بالبقيع، فهي مقبرة بني أميّة اليوم، و كانت خلافته اثنتي عشرة سنة غير اثني عشر يوما، و قتل و هو ابن اثنتين و ثمانين سنة.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين البزاز، أنا أبو القاسم عيسى بن علي، أنا أبو القاسم البغوي، حدّثني ابن زنجويه، نا علي بن معبد، نا عبيد اللّه بن عمرو، عن ابن عقيل، قال: قتل عثمان سنة خمس و ثلاثين.

[قال: و نا البغوي، نا إبراهيم بن هانئ، نا أبو صالح، حدثني اللّيث قال: قتل عثمان مصدر الحاج سنة خمس و ثلاثين] (6).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم القرشي، أنا محمّد بن عائذ، أنا الوليد، عن

ص: 516


1- الأصل: عمر، و المثبت عن «ز».
2- كذا بالأصل و «ز»، و المطبوعة هنا، و تقدم: ابن أبي لبيبة.
3- الخبر في طبقات ابن سعد 77/3.
4- الأصل: عمر، و التصويب عن م و «ز»، و ابن سعد.
5- عند ابن سعد: لثماني..
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و أضيف عن م و «ز».

عثمان بن علاّق، عن يزيد بن عبيدة، قال: و في سنة خمس و ثلاثين قتل عثمان.

قال أبو عبد اللّه: و أخبرني غير الوليد قال:

قتل عثمان يوم الأربعاء لثماني عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة خمس و ثلاثين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، نا إسحاق بن عيسى، عن أبي معشر.

[ح] (1) قال: و نا حنبل، نا عاصم بن [علي] (2)،نا أبو معشر، قال:

و قتل عثمان يوم الجمعة لثمان عشرة مضت من ذي الحجة سنة خمس و ثلاثين، فكانت خلافته ثنتي عشرة سنة إلاّ اثني عشر يوما، ثم بويع علي بن أبي طالب.

أخبرنا (3) أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفر بن القشيري، و أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمر بن السّمّاك، نا حنبل بن إسحاق، نا عاصم بن علي، نا أبو معشر قال:

بويع عثمان بن عفّان، و قتل يوم الجمعة لثمان عشرة مضت من ذي الحجة سنة خمس و ثلاثين، و كانت ثنتي عشرة سنة إلاّ اثني عشر يوما.

و لم يذكر الفراوي المبايعة.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي الواعظ .

ح و أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبو محمّد بن علي.

قالا: أنا أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد (4)،حدّثني أبي، نا إسحاق بن عيسى الطّبّاع (5)،عن أبي معشر قال: قتل عثمان يوم الجمعة لثمان عشرة ليلة (6) مضت من ذي

ص: 517


1- «ح» حرف التحويل سقط من الأصل، و أضيف عن م و «ز».
2- سقطت من الأصل و استدركت عن م و «ز».
3- فوقها في «ز»: ملحق.
4- مسند أحمد بن حنبل 160/1 رقم 545 (ط . دار الفكر - بيروت).
5- الأصل:«الطبسي» و في م:«الطيب» تصحيف، و المثبت عن «ز»، و مسند أحمد.
6- «ليلة» ليست في المسند.

الحجّة سنة خمس و ثلاثين، و كانت خلافته ثنتي [عشرة سنة إلاّ اثني] (1) عشر يوما.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي،[أنا عبيد اللّه بن عثمان] (2)أنا إسماعيل بن علي بن إسماعيل (3)،نا الحسن بن علي أبو محمّد القطّان، نا إسماعيل بن عيسى، عن إسحاق بن بشر، عن محمّد بن إسحاق، قال:

قتل عثمان بن عفّان صبيحة يوم الاثنين لثمان عشرة خلت من ذي الحجّة سنة خمس و ثلاثين، و هو على رأس خمس و عشرين من متوفّى النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و على رأس إحدى عشرة سنة و أحد عشر شهرا و اثنين (4) و عشرين يوما من مقتل عمر (5) رضي اللّه عنه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور النّهاوندي، أنا أبو العبّاس، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل، قال (6):قال سعيد بن يحيى، نا أبي قال: قال ابن إسحاق:

قتل عثمان على رأس إحدى عشرة سنة و أحد عشر شهرا و اثنين (7) و عشرين يوما من مقتل عمر، و قتل عثمان سنة خمس و ثلاثين، لثمان عشرة ليلة خلت من ذي الحجة يوم الجمعة، و يقال: و هو ابن ثمانين، و قال بعضهم: ابن خمس و سبعين.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب [ح] (8)[و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري] (9).

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، حدّثني عمّار بن الحسن، نا سلمة، عن محمّد بن إسحاق، قال:

قتل عثمان بن عفّان يوم الجمعة لثمان عشرة خلت من ذي الحجّة سنة خمس و ثلاثين،

ص: 518


1- الزيادة بين معقوفتين عن م، و «ز»، و المسند، لإيضاح المعنى.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و م، و «ز»، و أضيف لقويم السند عن أسانيد مماثلة، و سيرد السند قريبا صوابا.
3- أقحم بعدها بالأصل:«بن علي بن إسماعيل».
4- الأصل:«أو اثنين» و التصويب عن «ز»، و في م: و اثنتين.
5- كذا بالأصل و «ز»، و في م: عثمان، تصحيف.
6- الخبر في التاريخ الصغير 32.
7- في م، و «ز»: و اثنتين.
8- «ح» حرف التحويل أضيف عن المطبوعة، سقط من الأصل و م و «ز».
9- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن هامش «ز».

و كانت خلافته إحدى [عشرة سنة، و أحد] (1) عشر شهرا و اثنين و عشرين يوما.

قال: و نا يعقوب، نا يحيى بن عبد اللّه بن بكير، نا الليث قال: ثم كانت ذو خشب في رجب، و عامئذ قتل أمير المؤمنين عثمان مصدر (2) الحاج سنة خمس و ثلاثين.

أخبرنا أبو عبد اللّه بن البنّا، أنا أبو القاسم المهرواني، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد، نا جدي يعقوب، قال: سمعت أبا نعيم يقول: قتل عثمان سنة خمس و ثلاثين.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن، أنا أبو الفرج الأسفرايني، و أبو نصر الطريثيثي، قالا: أنا أبو الفضل السعدي، نا منير بن أحمد بن الحسن، أنا أحمد بن الهيثم، قال: قال أبو نعيم.

ح و أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز بن أحمد، قال: قرأت على أبي خازم (3) بن الفرّاء، أنا يوسف (4) القوّاس، نا ابن مخلد، نا الدوري، نا أبو نعيم قال:

و قتل عثمان يوم الجمعة لستّ - و قال الدوري: لثلاث عشرة - بقيت من ذي الحجّة سنة خمس و ثلاثين، و كانت خلافته ثنتي عشرة سنة.

أخبرنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم، أنا نعمة اللّه بن محمّد المرندي (5)،نا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني عمي الحسن بن سفيان، نا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق، قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول:

و عثمان بن عفّان، أبو عمرو ولي عثمان بن عفّان يوم الجمعة لغرّة المحرّم سنة أربع و عشرين، و كانت ولايته اثنتي عشرة سنة إلاّ ثمانية أيّام، و قتل يوم الجمعة لاثنتي عشرة بقيت من ذي الحجة سنة خمس و ثلاثين، و قال في موضع آخر: لثمان (6) عشرة، و هو يومئذ ابن اثنتين و ثمانين.

ص: 519


1- الزيادة بين معكوفتين لتقويم المعنى عن م و «ز».
2- غير واضحة بالأصل و رسمها:«تنصر» و المثبت عن م و «ز».
3- الأصل و م: حازم، بالحاء المهملة تصحيف، و التصويب عن «ز»، و قد مرّ التعريف به.
4- الأصل:«أبو يوسف» و التصويب عن م و «ز».
5- الأصل: المردني، و في م: المرثدي، و التصويب عن «ز». و السند معروف.
6- في م و «ز»: لثماني.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: قال أبي و عمي أبو بكر:

قتل عثمان سنة خمس و ثلاثين في ذي الحجّة، و ولي عثمان اثنتي عشرة سنة، قال أبي:

و قتل و هو ابن إحدى و ثمانين سنة.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، نا محمّد بن الحسين، نا عمرو بن علي، قال:

بايع الناس عثمان بن عفّان و كان الذي وليّ العقد له عبد الرّحمن بن عوف، و كانت خلافته اثنتي عشرة سنة إلاّ ثماني [عشرة] (1) ليلة، و قتل يوم الجمعة لاثنتي عشرة خلت من ذي الحجّة سنة خمس و ثلاثين.

[أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2)،قال سمعت أبا مسهر يقول: و استخلف عثمان بن عفان، فأقام ثنتي عشرة سنة، و أصيب في ذي الحجة من سنة خمس و ثلاثين] (3).

أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال:

و بويع لعثمان بالخلافة يوم الاثنين لليلة بقيت من ذي الحجّة سنة ثلاث و عشرين، و قتل يوم الجمعة لثمان عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة ست و ثلاثين، بعد العصر، و كان يومئذ صائما، و دفن ليلة السبت بين المغرب و العشاء الآخرة في حشّ كوكب (4) بالبقيع، كان عثمان اشتراه، فوسّع به البقيع، و قتل و هو ابن اثنتين (5) و ثمانين سنة، و حمله جبير بن مطعم، و حكيم بن حزام، و أبو جهم بن حذيفة، و نيار بن مكرم الأسلمي، و صلّى عليه جبير بن مطعم، و كانت معه امرأتاه: أم البنين بنت عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزارية، و نائلة

ص: 520


1- الزيادة عن م و «ز».
2- انظر الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 183/1 و 187.
3- الخبر الذي استدرك بين معقوفتين سقط من الأصل، و أضيف عن م، و «ز».
4- مر التعريف به.(راجع أيضا معجم البلدان).
5- في م: اثنين.

بنت الفرافصة الكلبية، و زعم آل مالك بن أنس أن مالك بن أبي عامر شهده معهم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم، قال:

سنة خمس و ثلاثين فيها أصيب عثمان بن عفّان، و أصيب معه في الدار عبد اللّه بن وهب بن زمعة، و عبد اللّه بن أبي ميسرة بن عوف بن السباق بن عبد الدار، و المغيرة بن الأخنس بن شريق الثّقفي.

أخبرنا (1) أبو الفضل الفضيلي، أنا أبو القاسم الخليلي، أنا أبو القاسم الخزاعي، أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي، قال: سمعت محمّد بن صالح يقول: سمعت عثمان بن أبي شيبة يقول: سمعت أبا نعيم الفضل بن دكين يقول: ولي عثمان ثنتي عشرة سنة (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطّبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال:

و قتل عثمان بن عفّان في ذي الحجّة يوم الجمعة صبيحة ثنتي عشرة ليلة خلت من ذي الحجّة سنة خمس و ثلاثين، و كانت خلافته ثنتي عشرة سنة.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن سعيد بن إبراهيم في (3) كتابه، ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن أحمد المحاملي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الفضل بن خيرون.

قالوا: أنا أبو علي بن شاذان.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه أيضا، أنا طراد بن محمّد، و رزق (4) اللّه بن عبد الوهاب، قالا: أنا أبو بكر بن وصيف.

قالا: أنا أبو بكر الشافعي، نا عمر بن حفص السّدوسي، نا محمّد بن يزيد قال:

ثم استخلف عثمان بن عفّان أوّل يوم من المحرم سنة أربع و عشرين، و يقال: لأربع

ص: 521


1- فوقها في «ز»: ملحق.
2- فوقها في «ز»: إلى.
3- بالأصل: ثم، و التصويب عن «ز»، و م.
4- بالأصل و م: محمد بن رزق اللّه، و التصويب عن «ز».

خلون من المحرم، و قتل في ذي الحجة لثمان عشرة خلت منه سنة خمس و ثلاثين يوم الجمعة، فكانت ولايته إحدى عشرة سنة و أحد عشر شهرا و أياما، و هو عثمان بن عفّان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، و أمّه أروى بنت كريز بن حبيب بن عبد شمس، و توفي عثمان و له إحدى و ثمانون سنة، و صلى عليه جبير بن مطعم، و كنيته أبو عمرو.

و قال السّدوسي: الكنية من عندي.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، قال: قال أبو إسحاق إبراهيم الحربي.

فروى ابن إسحاق أنه قتل يوم الأربعاء، و دفن بالبقيع، و صلّى عليه جبير بن مطعم، و كانت ولايته اثنتي عشرة سنة إلاّ اثنتي عشرة ليلة.

قرأت (1) على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: سنة خمس و ثلاثين فيها قتل أمير المؤمنين عثمان بن عفّان في يوم الجمعة بعد العصر لثمان عشرة خلت من ذي الحجة سنة خمس و ثلاثين، و هو ابن إحدى و ثمانين سنة، و بويع علي بن أبي طالب، فكانت خلافته ثنتي عشرة سنة تنقص اثني عشر يوما، و دفن في الليل.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبيد اللّه بن عثمان، أنا إسماعيل بن علي الخطبي، نا الحسن بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى، نا إسحاق بن بشر (2)،عن محمّد بن إسحاق و غيره، عن الزهري أن عثمان بن عفّان قتل و هو ما بين الثمانين و التسعين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا نصر بن أحمد بن نصر الخطيب، أنا محمّد بن أحمد الجواليقي.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو طاهر بن سوار، قالا: أنا الحسين بن علي الطناجيري.

ص: 522


1- كتب فوقها في «ز»: ملحق، و في آخره كتب فوق الليل: إلى.
2- أقحم بعدها بالأصل:«عن محمد بن إسحاق بن بشر» و لا موضع له، و المثبت يوافق السند في م، و «ز»، و المطبوعة.

قالا: أنا محمّد بن زيد الأنصاري، نا محمّد بن محمّد بن عقبة، نا هارون بن حاتم، نا محمّد بن يعلى، قال: قتل عثمان و له نيّف و ثمانون سنة.

قال: و نا الفضل بن دكين، عن شريك، عن ابن (1) إسحاق، قال: مات النبي صلّى اللّه عليه و سلم و أبو بكر، و عمر، و علي أبناء ثلاث و ستين، و قتل عثمان و هو ابن نيّف و سبعين.

أخبرنا أبو عبد اللّه بن أبي علي، أنا يوسف بن محمّد، أنا أبو عمر الفارسي، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، نا ابن الحمّاني (2)،نا شريك، عن [محمد] (3) بن إسحاق، قال:

توفي النبي صلّى اللّه عليه و سلم و هو ابن ثلاث و ستين، و توفي أبو بكر و هو ابن ثلاث و ستين، و قتل عمر و هو ابن ثلاث و ستين، و قتل عثمان و هو ابن نيّف و سبعين، و قتل علي و هو ابن ثلاث و ستين.

قال: و نا جدي، نا أبو نعيم، و يحيى بن عبد الحميد، قالا: نا شريك عن إ [بن] (4)إسحاق، قال: مات عثمان و هو ابن نيّف و سبعين.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن (5) السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (6)،قال: و حدّثني يحيى بن محمّد، حدّثني عبد العزيز بن عمران، حدّثني محمّد بن عبد اللّه المخزومي، قال: قتل عثمان (7) و هو ابن اثنتين و ثمانين سنة.

قال: و نا خليفة، نا أبو اليقظان، قال: قال أبو المقدام: قتل و هو ابن اثنتين و ثمانين، و يقال: ابن (8) أربع و ثمانين.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن

ص: 523


1- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المطبوعة: أبي إسحاق.
2- هو يحيى بن عبد الحميد الحماني، ترجمته في تهذيب الكمال 146/20.
3- الزيادة عن «ز»، و م، للإيضاح، و في المطبوعة: عن أبي إسحاق.
4- مكانها بياض بالأصل، و المثبت عن م و «ز»، و في المطبوعة: أبي.
5- الأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن م و «ز»، و السند معروف.
6- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 177.
7- «عثمان» ليست في تاريخ خليفة.
8- «ابن» ليست في تاريخ خليفة.

محمّد، حدّثني أحمد بن منصور، قال: سمعت يحيى بن بكير يقول: قتل عثمان و هو ابن اثنتين و ثمانين.

أخبرنا أبو غالب، أنا أبو الحسن، أنا أحمد،[نا أحمد] (1) نا موسى، نا خليفة (2)، قال: فحدّثنا معاذ بن هشام، حدّثني أبي، عن قتادة: أن (3) عثمان قتل و هو ابن نيّف و ثمانين (4).

أخبرنا (5) أبو عبد اللّه بن البنّا، أنا أبو القاسم المهرواني، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي قال: سمعت الحسن بن موسى الأشيب - أو حدّثت عنه - نا أبو هلال، نا قتادة: أن عثمان بن عفّان قتل و هو ابن تسع و ثمانين، أو ثمان و ثمانين.

أخبرنا (6) أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا محمّد بن الحسين بن شهريار، نا عمرو بن علي بن بحر، نا معاذ بن هشام، حدّثني أبي، عن قتادة: أن عثمان قتل و هو ابن ستّ و ثمانين سنة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال (7):

حضرت مجلسا في مسجد (8) الجامع بدمشق، حضره عبد الرّحمن بن إبراهيم، و عبد اللّه بن ذكوان، و محمود (9) بن خالد، فسأل محمود بن خالد عبد الرّحمن بن إبراهيم عن سنّ عثمان بن عفّان، فسألني عبد الرّحمن بن إبراهيم عن ذلك، فقال لي: أيش عندك فيه ؟ قلت: قد جاز الثمانين.

أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبو محمّد الجوهري.

ص: 524


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و «ز»، و هو أحمد بن عمران، و السند معروف، و قد مرّ قبل أسطر.
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 177.
3- كذا ما بين الرقمين بالأصل و م و «ز»، و العبارة في تاريخ خليفة مكانها: قال قتل و هو ابن ستّ و ثمانين سنة.
4- كذا ما بين الرقمين بالأصل و م و «ز»، و العبارة في تاريخ خليفة مكانها: قال قتل و هو ابن ستّ و ثمانين سنة.
5- كتب فوقها في «ز»: يؤخر، و قد جاء هذا الخبر في المطبوعة بعد الذي يليه.
6- فوقها في «ز»: يقدم، و قد جاء في المطبوعة مقدما على الخبر السابق.
7- الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 596/1.
8- تاريخ أبي زرعة: المسجد الجامع.
9- في المطبوعة: و هو محمود بن خالد، خطأ. و في م:«و محمد» تصحيف.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب.

قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي (1)،نا حسن بن موسى، نا أبو هلال، نا قتادة: أن عثمان قتل و هو ابن تسعين سنة، أو ثمان و ثمانين.

رواه أبو نعيم الحافظ ، عن ابن مالك (2)،فقال: أو تسع و ثمانين.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن (3) بن الحمّامي، نا علي بن أحمد بن أبي قيس.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن محمّد، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عمر بن الحسن.

قالا: نا ابن أبي الدنيا، حدّثني - و قال ابن السّمرقندي: أخبرني - روح بن حاتم، نا زياد البكّائي، عن محمّد بن إسحاق، حدّثني - و في رواية عمر: أخبرني - المطّلب بن عبد اللّه بن قيس بن مخرمة، عن أبيه، قال: بعث قيس بن مخرمة إلى عثمان بكفن حين قتل، فقالت امرأته رملة: وصلتك رحم، عندنا ما نكفّنه، و دفن في حشّ كوكب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو بكر بن سيف، أنا السّري [بن يحيى] (4)،أنا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن أبي حارثة، و أبي عثمان، و محمّد، و طلحة، قالوا:

قتل عثمان لثمان عشرة ليلة خلت من ذي الحجّة يوم الجمعة في آخر ساعة، دخلوا عليه و هو يدعو: اللّهم لا تكلني إلى نفسي فتعجز عني، و لا إلى الدنيا فتغرّني، و لا إلى الناس فيخذلوني، تولى أنت صلاح آخرتي التي أصير إليها، و أخرجني من الدنيا سالما، اللّهمّ حل بينهم و بين ما يشتهون من الدنيا، و بغّضهم إلى خلقك، و اجعلهم شينا (5) على من تولاّهم، أما و اللّه لو لا أنها ساعة الجمعة و أنّي أموت أن أدعو عليكم لما فعلت و لصبرت (6)

ص: 525


1- مسند أحمد بن حنبل 160/1 رقم 547.
2- يعني به أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك، أبو بكر البغدادي القطيعي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 210/16.
3- الأصل: الحسين، و التصويب عن م و «ز».
4- الزيادة عن م، و «ز».
5- الأصل:«شيئا شيئا» و المثبت عن «ز»، و م.
6- سقطت من م.

فقتل (1) رحمه اللّه، فقتل قاتله، و قتل ناصره، و أغلق الباب على ثلاثة قتلى، و في الدار أحد المصريين، و قتل قاتله، فقالت (2) نائلة لعبد الرّحمن بن عديس: إنك أمسّ القوم بي رحما، و أولاهم بأن تقوم بأمري، أغرب عني هؤلاء الأموات، فشتمها و زجرها حتى إذا كان في جوف الليل خرج مروان حتى يأتي دار عثمان، فأتاه زيد بن ثابت، و طلحة بن عبيد اللّه، و علي، و الحسن، و كعب بن مالك، و عامة من ثمّ من الصحابة (3)،و توافى إلى موضع الجنائز صبيان و نساء، فأخرجوا عثمان، فصلّى عليه مروان، ثم خرجوا به حتى انتهوا به إلى البقيع، فدفنوه [فيه] (4) مما يلي حشّان (5) كوكب، حتى إذا أصبحوا أتوا أعبد عثمان فأخرجوهم، فرأوهم، فمنعوهم من أن يدفنوهم، فأدخلوهم حشّان كوكب، فإذا انفشّوا خرجوا بهما، فدفنوهما إلى جنب عثمان، و مع كلّ واحد منهما خمسة نفر، و امرأة، فاطمة أم إبراهيم بن عربي (6).

ثم رجعوا فأتوا كنانة بن بشر، فقالوا: إنّك أمسّ القوم بنا رحما، فأمر بهاتين الجيفتين اللتين في الدار أن تخرجا، فكلّمهم في ذلك فأبوا، فقال: أنا جار لآل عثمان من أهل مصر، و من لفّهم فاخرجوهما فارموا بهما، فجرّ بأرجلهما فرمي بهما في البلاط ، فأكلتهما الكلاب، و كان العبدان اللذان قتلا يوم الدار يقال لهما نجيح و صبيح، فكان اسماهما (7) الغالب على أسماء الرّقيق لفضلهما و بلائهما، و لم يحفظ الناس اسم الثالث.

و قتل عثمان يوم الجمعة، و دفن ليلة السبت في جوف الليل، و هو ابن ثلاث و ثمانين سنة، و كان شهيدا، فلم يغسّل، كفّن في ثيابه و دمائه، و لا غلاميه، و ترك القوم الآخرون بالبلاط حتى أكلتهم الكلاب.

قال: و نا سيف، عن سهل بن يوسف، عن عبد الرّحمن بن كعب، قال:

دفن عثمان ليلة السبت، لم يغسّل و لم يمتنع أحد أن يصلّي عليه من شيء، و صلّى عليه مروان، فخرجوا حتى دفنوه مما يلي حشّان كوكب من البقيع، و منع القوم من غلاميه من الغد، فلما ذهبوا دفنوهما إلى جنب عثمان، فقد كانا أدخلا حين منعا (8) حشّان كوكب، و كان القوم

ص: 526


1- الأصل: قتل، و المثبت عن م، و قوله:«فقتل رحمه اللّه» استدرك على هامش «ز».
2- من هنا راجع الخبر في تاريخ الطبري 414/4.
3- تاريخ الطبري: أصحابه.
4- زيادة عن م و «ز».
5- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الطبري: حش كوكب.
6- في الطبري: عدي.
7- الأصل: اسمهما، و المثبت عن م و «ز».
8- كررت بالأصل.

يتّخذون الحشيش في ذلك الزّمان كما يتخذ (1) أهل هذا الزمان الأرياف (2)،و أهل الأرياف القرط (3) و الفصافص (4)،و حمل العبدين عشرة رهط ، و معهم امرأة: فاطمة أم إبراهيم بن عربي.

أخبرنا أبو محمّد المزكي، نا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، نا علي بن أحمد بن أبي قيس.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث، أنا محمّد بن محمّد، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو الحسين بن (5) الأشناني.

قالا: نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني سريج (6) بن يونس.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب.

ح و أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبو محمّد الجوهري.

قالا: أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل (7)،حدّثني سريج بن يونس.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا سريج (8).

نا محبوب بن محرز - زاد ابن حنبل: بياع القوارير (9)-عن (10) إبراهيم بن عبد اللّه بن فرّوخ، عن أبيه قال: شهدت عثمان دفن في ثيابه بدمائه و لم يغسّل.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الحسين البزار (11)،أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو بكر بن سيف، أنا السّري بن يحيى، أنا شعيب بن إبراهيم، أنا سيف بن عمر، عن مجالد، عن الشعبي، قال:

ص: 527


1- «يتخذ أهل هذا الزمان» مكرر بالأصل.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و كأنها مقحمة، لا موضع لها هنا.
3- الأصل و م، و إعجامها مضطرب في «ز»، و الصواب ما أثبت، و القرط : نبات كالرطبة إلاّ أنه أجل منها و أعظم ورقا تعتلفه الدواب.(اللسان: قرط ).
4- الفصافص: جمع فصفصة، و هي الرطبة (تاج العروس بتحقيقنا: فصفص).
5- «بن» ليست في م و «ز».
6- الأصل و م: شريح، و التصويب عن «ز».
7- مسند أحمد بن حنبل 158/1 رقم 531.
8- الأصل و م: شريح، و التصويب عن «ز».
9- «بياع القوارير» ليست في مسند أحمد بن حنبل.
10- من هنا تبدأ «ز» بخط مختلف عن الخط الذي سبق منها.
11- الأصل و م و «ز»، و في المطبوعة: البزاز.

دفن عثمان من الليل، و صلّى عليه مروان، و خرجت ابنته تبكي في أثره، و نائلة بنت الفرافصة.

قال: و نا سيف، عن عبد اللّه بن سعيد بن ثابت، عن أبيه قال:

دفن عثمان من ليلته، و حضره من أراد المقام و الخروج، و ندم القوم، و سقط في أيديهم، و لمّا صلّى عليه خرج من خرج و أقام من أقام (1) و أزواج (2) النبي صلّى اللّه عليه و سلم يقلن: هجم البلاء، و انكفأ الإسلام.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا أبو بكر الخطيب، أنبأ علي بن أحمد بن عمر، نا علي بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن محمّد بن عبد العزيز أنبأ أبو الحسين بن بشران، أنبأ عمر بن الحسن.

قالا: أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا خالد بن خداش، حدّثني مالك بن أنس، عن عمّه أبي سهيل (3)،عن أبيه، قال: كنت فيمن دفن عثمان بن عفّان، دفنّاه ليلا، ثم تفرّقنا في السكك، و كنت سادس سنة.

أخبرنا أبو القاسم الشيباني، أنا أبو علي التميمي.

ح (4) و أخبرنا أبو علي [الحسن] (5) بن المظفر، أنا الحسن بن علي.

قالا: أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (6)،نا عبد الرّزّاق، نا معمر، عن قتادة، قال: صلّى الزبير على عثمان و دفنه، و كان أوصى إليه.

أخبرنا أبو محمّد بن المزكي، نا أبو بكر الخطيب، أنبأ علي بن أحمد، ثنا علي بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو القاسم محمّد بن محمّد، أنا أبو الحسين، أنا عمر بن الحسن.

ص: 528


1- عن م و «ز»، و بالأصل: قام.
2- المطبوعة: من أزواج.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و هو نافع بن مالك بن أبي عامر الأصبحي، ترجمته في تهذيب الكمال 28/19.
4- «ح» حرف التحويل سقط من الأصل و م و «ز».
5- سقطت من الأصل و م و «ز»، و استدركت عن المطبوعة.
6- مسند أحمد بن حنبل 161/1 رقم 549 (ط . دار الفكر - بيروت).

قالا: أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد، نا محمّد بن عمر، نا موسى بن محمّد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبيه، عن عبد اللّه بن نيار الأسلمي، قال:

لما حجّ معاوية دعاني خاليا، فقال: متى حملتموه ؟- يعني عثمان - متى قبرتموه ؟ و من صلّى عليه ؟ قال: قلت: حملناه ليلة السبت بين المغرب و العشاء، و كنت أنا و جبير بن مطعم، و حكيم بن حزام، و أبو جهم بن حذيفة، فصلّى عليه، فصدّقه معاوية، و كانوا هم الذين أنزلوه في قبره.

كذا قال.

أخبرنا أبو بكر اللّفتواني أنبأ أبو عمرو بن منده، أنا أبو محمّد بن يوه (1)،أنا أبو الحسن اللنباني (2)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا.

ح و أخبرنا أبو بكر الحاسب، أنا أبو محمّد الجوهري أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم.

قالا: نا محمّد بن سعد (3)،أنبأ محمّد بن عمر، حدّثني موسى بن محمّد بن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن عبد اللّه بن نيار الأسلمي، عن أبيه.

قال: لما حج معاوية نظر إلى بيوت أسلم شوارع في السوق، فقال: أظلموا عليهم بيوتهم، أظلم اللّه عليهم قبورهم، هم قتلة عثمان، قال نيار بن مكرم: فخرجت إليه، فقلت:

له: اللّه (4)،إن بيتي يظلم علي، و أنا رابع أربعة حملنا أمير المؤمنين، و قبرناه، و صلينا عليه، فعرفه معاوية، فقال: اقطعوا البناء، لا تبنوا على وجه داره، قال: ثم دعاني خاليا، فقال: متى حملتموه ؟ و متى قبرتموه، و من صلّى عليه ؟ فقلت: حملناه - رحمه اللّه - ليلة السبت بين المغرب و العشاء، فكنت: أنا و جبير بن مطعم، و حكيم بن حزام، و أبو جهم بن حذيفة العدوي، و تقدم جبير بن مطعم فصلّى عليه، فصدّقه معاوية، و كانوا هم الذين نزلوا في حفرته.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا عمرو قال: أنبأ محمّد بن عمر، حدّثني أبو محمّد، أنبأ أبو عمر، نا أبو بكر.

ص: 529


1- الأصل و م و «ز»: ربوه، تصحيف، و الصواب ما أثبت و ضبط عن التبصير.
2- الأصل: اللبناني، و إعجامها ناقص في م و «ز»، و الصواب ما أثبت و ضبط ، عن التبصير، تقدم التعريف به.
3- الخبر في طبقات ابن سعد 78/3.
4- ليست «اللّه» في ابن سعد.

أخبرنا [أبو بكر اللّفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوه، أنا أبو الحسن اللّنباني، نا أبو بكر بن أبي الدنيا (1).] ح و أخبرنا أبو بكر الحاسب، أنا الجوهري، أنا أبو [عمر] (2) حيّوية، و نا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، أنبأ محمّد بن سعد (3)،قال (4):أنبأ محمّد بن عمر، حدّثني عبد الرّحمن بن أبي الزناد عن (5) محمّد بن يوسف.

قال: خرجت نائلة بنت الفرافصة تلك الليلة، و قد شقّت جيبها قبلا و دبرا، و معها سراج، و هي تصيح: وا أمير المؤمناه، قال: فقال جبير بن مطعم: اطفئي السراج لا يفطن بنا، فقد رأيت الغواة الذين على الباب، قال: فأطفأت السراج، و انتهوا إلى البقيع، فصلّى عليه جبير بن مطعم، و خلفه حكيم بن حزام، و أبو جهم بن حذيفة، و نيار بن مكرم الأسلمي، و نائلة بنت الفرافصة، و أم البنين بنت عيينة - زاد ابن الفهم: امرأتاه - و قالا: و نزل في حفرته نيار بن مكرم و أبو جهم بن حذيفة، و جبير بن مطعم، و كان حكيم بن حزام و أم البنين و نائلة يدلّونه على الرجال، حتى لحد له، و بني عليه، و غيّبوا قبره، و تفرّقوا.(6) [أخبرنا أبو بكر الحاسب، أنا الحسن بن علي، أنا محمد بن العباس، أنا أحمد (7) بن معروف، أنا الحسين (8) بن محمد، نا محمّد بن سعد (9)،أنبأ يزيد بن هارون، أنبأ أبو مالك عبد الملك بن حسين النخعي، عن عمران بن مسلم بن رياح عن عبد اللّه البهي:

أن جبير بن مطعم صلّى على عثمان في ستة عشر رجلا، بجبير سبعة عشر.

قال ابن سعد: الحديث الأول، صلى عليه أربعة، أثبت].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا

ص: 530


1- ما بين الرقمين مضطرب بالأصل و م و «ز»، فالمثبت عن المطبوعة.
2- سقطت من الأصل و م و «ز» و أضيفت لتقويم السند.
3- الأصل و «ز»: سعيد، تصحيف، و الصواب ما أثبت، و اللفظة سقطت من م.
4- طبقات ابن سعد 78/3.
5- الأصل و م و «ز»: بن، و التصويب عن ابن سعد.
6- الخبر التالي بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م و «ز».
7- في م و «ز»: محمد.
8- في م و «ز»: الحسن.
9- طبقات ابن سعد 79/3.

أبو الميمون، نا أبو زرعة، قال (1):فأخبرني عبد الأعلى أنه سمع سعيد بن عبد العزيز يقول: صلّى جبير بن مطعم على عثمان في ثمانية.

أخبرنا أبو محمّد أيضا، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، نا علي بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن أحمد، أنا محمّد بن محمّد، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عمر بن الحسن، قالا: ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني أبو زيد النميري قال: سمعت أبا عبيدة يقول: صلّى على عثمان بن عفّان المسور بن مخرمة.

أخبرنا أبو بكر المزرفي (2)،و أبو علي بن السبط ، و أبو عبد اللّه البارع، و أبو غالب بن قريش، قالوا: أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو الحسن علي بن عمر الحربي، ثنا أحمد بن محمّد الصيدلاني، نا موسى بن عبد الرّحمن المسروقي، حدّثني عبيد بن الصّبّاح، قال: حدثنا حفص، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال:

لما قتل عثمان مكث ثلاثا لا يدفن حتى هتف بهم هاتفان: ادفنوه و لا تصلّوا عليه، فإنّ اللّه قد صلّى عليه.

أخبرنا أبو الحسن بن زيد السّلمي، و أبو محمّد الدّاراني، قالا: أنبأ سهل بن بشر، أنا علي بن منير بن أحمد الخلاّل، أنا محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الذهلي، نا موسى بن هارون، نا بشّار - هو ابن موسى الخفّاف - أنا حفص بن غياث، نا هشام بن عروة، عن أبيه، قال:

لمّا منعوا الصّلاة على عثمان قال أبو جهم بن حذيفة: إن تمنعوا الصلاة عليه فقد صلى اللّه عليه و ملائكته.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنبأ الحسن بن علي، أخبرنا أبو عمر [أنا] (3) أحمد أنا (4)الحسين، نا ابن سعد (5)،أنا أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي أويس المدني، حدثني عمّ جدتي الربيع بن مالك بن (6) أبي عامر، عن أبيه، قال:

ص: 531


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 187/1.
2- الأصل و «ز»: المرزوقي، تصحيف، و المثبت عن م.
3- سقطت من الأصل و م و «ز»، و زيادتها لازمة لتقويم السند.
4- الأصل:«بن» تصحيف، و التصويب عن م و «ز»، و السند معروف.
5- الخبر في طبقات ابن سعد 79/3.
6- الأصل: عن، و التصويب عن م و «ز».

كنت أحد حملة عثمان بن عفّان حين توفي، حملناه على باب و إنّ رأسه ليقرع الباب لإسراعنا به، و إن بنا من الخوف لأمرا عظيما،[حتى] (1) واريناه في قبره، في حشّ كوكب.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: أنبأ أبو نعيم، نا سليمان بن أحمد، نا عمرو بن أبي الطاهر بن السرح، نا [عبد الرحمن بن] (2) عبد اللّه بن عبد الحكم، نا عبد الملك [بن] (3) الماجشون، قال: سمعت مالكا يقول:

قتل عثمان، فأقام مطروحا على كناسة بني فلان ثلاثا، فأتاه اثنا عشر رجلا فيهم جدي مالك بن أبي عامر، و حويطب بن عبد العزّى، و حكيم بن حزام، و عبد اللّه (4) بن الزبير، و عائشة بنت عثمان معهم مصباح في حقّ ، فحملوه على باب و إن رأسه يقول على الباب: طق، طق، حتى أتوا به البقيع، فاختلفوا في الصّلاة عليه، فصلّى عليه حكيم بن حزام، أو حويطب (5) بن عبد العزى،- شك عبد الرّحمن - ثم أرادوا دفنه فقام رجل من بني مازن فقال: و اللّه لئن دفنتموه مع المسلمين لأخبرنّ الناس، فحملوا به حتى أتوا به إلى حشّ كوكب، و لمّا دلّوه في قبره صاحت عائشة بنت عثمان، فقال لها ابن الزبير: اسكتي فو اللّه لئن عدت لأضربنّ الذي فيه عيناك، فلما دفنوه و سوّوا عليه التراب، قال لها ابن الزبير: صيحي ما بدا لك أن تصيحي.

قال مالك: و كان عثمان بن عفّان قبل ذلك يمرّ بحشّ كوكب، فيقول: ليدفنن هنا رجل صالح.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (6)،أنبأ أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي أويس، حدّثني عم، جدتي الربيع بن مالك بن أبي عامر، عن أبيه، قال:

كان الناس يتوقون أن يدفنوا موتاهم في حشّ كوكب، فكان عثمان بن عفّان يقول:

يوشك أن يهلك رجل صالح فيدفن هنالك (7)،فيأتي الناس به، قال مالك بن أبي عامر:

ص: 532


1- سقطت من الأصل و استدركت عن م، و «ز»، و ابن سعد.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م و «ز».
3- سقطت من الأصل و م و «ز».
4- الأصل: و عبد الرّحمن، و التصويب عن م و «ز».
5- بالأصل: و حوطب بن عبد العزيز.
6- الخبر في طبقات ابن سعد 77/3.
7- في ابن سعد: هناك.

فكان عثمان أول من دفن هناك.

قال محمّد بن سعد: فذكرت هذا الحديث لمحمّد بن عمر، فعرفه.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا أبو الفضل أحمد بن علي بن الفضل بن الفرات، أنبأ أبي إجازة، أنبأ أبو القاسم عبد الجبّار بن أحمد بن عمر بن الحسن الطرسوسي - بمصر - أنا أبو محمّد الحسن بن إبراهيم الليثي الشافعي، نا محمّد بن أحمد، نا عبيد (1) بن المهلب، نا قعنب (2) بن المحرر، نا الأصمعي، نا أبو عمرو بن العلاء المقرئ، عن يعلى بن حكيم، عن طاوس، عن ابن عبّاس، قال:

لما أن قتل عثمان بن عفّان رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في منامي، فمرّ بي، فسلّم علي، فقلت: حبيبي رسول اللّه أ لا تقف حتى أشتفي منك بالنظر؟ قال:«إني مستعجل، إن أبي إبراهيم و أخي موسى منتظرون لي (3) لزفاف عثمان بن عفّان الليلة» أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا القاضي أبو منصور عبد (4) الباقي بن محمّد بن غالب بن العطار، أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عمران بن الحسن، نا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا المنذر بن الوليد - يعني الجارودي - حدّثني أبي، نا حميد بن مهران، عن رجل من بني راسب، عن مطرف:

أن مطعما (5) رأى عثمان فيما يرى النائم، فقال: رأيت عليه ثيابا خضرا (6)،قلت: يا أمير المؤمنين كيف فعل اللّه بك ؟ قال: فعل اللّه بي خيرا، قلت: يا أمير المؤمنين أي الدين خير؟ قال: الدين القيّم، ليس يسفك الدم.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأ أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلص، نا أبو بكر بن سيف، أنا السري بن يحيى، أخبرنا شعيب بن إبراهيم، أنا سيف بن عمر، عن سهل، عن (7) القاسم، قال:

ص: 533


1- في المطبوعة: عبيدة.
2- رسمها مضطرب بالأصل، و بدون إعجام في م، و المثبت عن «ز».
3- بالأصل و م و «ز»: «في إزفاف» و المثبت عن المختصر و المطبوعة.
4- في المطبوعة: بن عبد الباقي.
5- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المطبوعة:«مطرفا» و في المختصر: و عن مطرف أنه رأى عثمان.
6- بالأصل و م و «ز»: ثياب خضر.
7- الأصل و م و «ز»: بن.

ما أراد القوم إلا يخلعونه فلما مغثوه (1) مات، فضربوه بأسيافهم.

و قال: حسان بن ثابت هجاء لغزاة عثمان رضي اللّه عنه و أرضاه (2):

أ تركتم غزو الدروب وراءكم (3) *** و غزوتمونا عند قبر محمّد

فلبئس هدي المسلمين (4) هديتم *** و لبئس أمر الفاجر المتعمد (5)

إن تقدموا (6) نجعل قرى سرواتكم *** حول المدينة كل لين (7) مذود

أو تدبروا فلبئس ما سافرتم *** و لمثل أمر أميركم لم يرشد

و كأن أصحاب النبي عشية *** بدن تنحّر (8) عند باب المسجد

أبكي أبا عمرو لحسن بلائه *** أمسى مقيما (9) في بقيع الغرقد

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو عمر، أنبأ أحمد، أنبأ الحسين، نا محمّد بن سعد (10)،أنبأ يزيد بن هارون، أنا اليمان بن المغيرة، نا إسحاق بن سويد، حدّثني من سمع حسان بن ثابت يقول.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه بن البنّا، أنا أبو القاسم المهرواني، أنا أبو عمر، أنبأ أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، ثنا جدي، نا يزيد بن هارون، أنبأ يمان بن المغيرة، نا إسحاق بن سويد، حدّثني من سمعها من حسّان و هو يقول:

و كأنّ أصحاب النّبي عشية *** بدن تنحّر عند باب المسجد

أبكي أبا عمرو لحسن بلائه *** أمسى رهينا في بقيع الغرقد

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو بكر بن سيف، أنا أبو عبيدة، أنا شعيب بن إبراهيم، أنا سيف بن عمر، قال: قال حسّان بن ثابت (11):

ما ذا أردتم من أخي الدين (12) باركت *** يد اللّه في ذاك الأديم المقدّد

ص: 534


1- مغثوا فلانا: ضربوه ضربا ليس بالشديد.
2- الأبيات في ديوانه ط بيروت ص 61 و تاريخ الطبري 424/4 و الكامل لابن الأثير بتحقيقنا 300/2.
3- الديوان: و جئتم لقتال قوم عند.
4- الديوان: الصالحين.
5- الديوان: و لبئس فعل الجاهل المتعمد.
6- الديوان: تقبلوا.
7- الديوان: كل لدن.
8- في الطبري و ابن الأثير: تذبح.
9- في ابن الأثير: أمسى ضجيعا.
10- طبقات ابن سعد 81/3.
11- الأبيات في ديوانه ط بيروت ص 61-62.
12- الديوان: الخير.

قتلتم ولي اللّه في جوف داره *** و جئتم بأمر جائر غير مهتد

فهلاّ رعيتم ذمّة اللّه بينكم (1) *** و أوفيتم بالعهد عهد محمّد

أ لم يك فيكم ذا بلاء و مصدق *** و أوفاكم (2) قدما لدى كلّ مشهد

فلا ظفرت أيمان قوم تبايعوا (3) *** على قتل عثمان الرشيد المسدّد

و قال كعب بن مالك يرثي عثمان:

فإن أمس قد أنكرت جسمي و قوّتي *** و أدركني ما يدرك المرء في العمر

فلا ضير إنّ اللّه أعطى و نالني *** مواقف (4) ترجى غير منّ و لا فخر

و إنّي من القوم الذين سمعتهم *** أجابوا و لبّوا دعوة اللّه للأمر

أنابوا و لم يفتنهم ما أصابهم *** من النكت (5) فيها و البلابل و الوقر

[فجادوا بجوباء النفوس و لم يروا *** لهم هذه الدنيا كعاقبة الدهر] (6)

و ما جعلوا من دون أمر رسولهم *** لدن آزروه و من وراد و لا صدر

و يأمرهم أمثال سعد و مفذر *** و أمثال عبد الحارث الحسن الذكر

و نعمان و ابن الجدّ قيس و ثابت *** و أمثال ابن عفراء بالصّبر

و مثل ابن عمرو و امرئ القيس منهما *** و أمثال محمود و مثل أبي عمرو

و مثل رجال فيهم لم أسمّهم *** و كم من نجيب في طوائفهم صقر (7)

[و رهط مع الفاروق و المرء عامر *** و زيد و زيد و الأمين أبي بكر] (8)

مع ابن كنود و ابن جحش و مصعب *** و ذي العاتق المضروب يوم رحى بدر

و طلحة و الحجّاج منهم و حاطب *** و ليس ابن عوام بناس و لا غمر

و عمرو (9) و عثمان بن عفان و الفتى *** أبو مرثد سقيا لذلك من ذكر

أولئك أقوم لهم ما تقدّموا *** هم مهلوا قبل البرية في الأجر

ص: 535


1- الديوان: وسطكم.
2- الديوان: و أوفاكم عهدا.
3- الديوان:«قوم» تظاهرت.
4- بالأصل:«بزحا مواقف» و في م:«مواقف برحا» و كتبت «مواقف» في «ز» فوق الكلام.
5- كذا بالأصل و «ز»، و في م:«النكث» و في المطبوعة: النكب.
6- سقط البيت من الأصل، و استدرك عن «ز»، و م.
7- مكانها بالأصل:«و الأمين أبي بكر» و هي نهاية عجز البيت التالي.
8- سقط البيت من الأصل و استدرك عن م و «ز».
9- الأصل و م: و عمر، و المثبت عن «ز».

تضاعف ما أسدوا من الخير كله *** و ما أمر معروف المشاهد كالنّكر

و قال كعب بن مالك (1):

يا للرجال لهمّ (2) هاج لي حزني *** و قد عجبت لمن يبكي على الدّمن

إنّي رأيت أمين اللّه مضطجعا *** عثمان يهدى (3) إلى الأجداث في كفن

يا قاتل اللّه قوما كان أمرهم *** قتل الإمام الزّكيّ الطّيّب الفطن (4)

قد قتلوه و أصحاب النبيّ معا *** لو لا الذي فعلوا لم نبل بالفتن

قد قتلوه بريئا غير ذي ابن *** صلى الإله على وجه له حسن

قد جمع الحلم (5) و التقوى بمعصمة *** مع الخلافة أمرا كان لم يشن

هذا به كان رأي في قرابته *** لم يحظ شيئا من الدنيا و لم يخن

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأ رشأ بن نظيف، أنبأ الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا الحارث بن أبي أسامة، نا داود بن المحبّر، نا أبي المحبّر بن قحذم (6)،عن مجالد، عن الشعبي قال:

لما قتل عثمان بن عفان رثاه كعب بن مالك الأنصاري رضي اللّه عنه فقال:

عجبت لقوم أسلموا بعد عزّهم *** إمامهم للمنكرات و للغدر

فلو أنهم سيموا من الضيم خطّة *** لجاد لهم عثمان باليد و النصر

فما كان في دين الإله بخائن *** و لا كان في الأقسام بالضيق الصدر

و لا كان نكاثا لعهد محمّد *** و لا تاركا للحق في النهي و الأمر

فإن أبكه أعذر لفقدي عدله *** و ما بي عنه من عزاء و لا صبر

و هل لامرئ يبكي لعظم مصيبة *** لفقد ابن عفان الخليفة من عذر؟

فلم أر يوما كان أعظم ميت *** و أهتك منه للمحارم و العتر

غداة أصيب المسلمون بخيرهم *** و مولاهم في حالة العسر و اليسر

ص: 536


1- الأبيات من الأول إلى الرابع في الاستيعاب ترجمة 1778، و هي في ديوان حسان بن ثابت ط بيروت ص 249.
2- في ديوان حسان:«لدمع هاج بالسنن» و في الاستيعاب:«لأمر هاج لي حزنا.
3- في ديوان حسان: عثمان رهنا لدى الأجداث و الكفن.
4- الاستيعاب: الردن.
5- الأصل و م: الحكم، و المثبت عن «ز».
6- بالأصل:«داود بن المخير بن فحذه» و في م و «ز»: «داود بن المخير ثنا أبي المخير بن فحده» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمة داود بن المحبر بن قحذم في تهذيب الكمال 42/6.

أخبرنا أبو عبد اللّه بن البنّا، نا القاضي أبو الحسين بن المهتدي، نا أبو الحسين أحمد بن عبد اللّه بن الخضر، أنا أبو القاسم إبراهيم بن أحمد بن محمّد بن أبي حصين الهمداني - بالكوفة، قراءة عليه - نا القاسم - يعني ابن محمّد الدلال - نا محمّد بن إسحاق البلخي، حدّثني عبد الرّحمن بن مغراء، عن مجالد، عن الشعبي، قال:

ما سمعت من مراثي عثمان أحسن من قول كعب بن مالك (1):

فكفّ (2) يديه ثم أغلق بابه *** و أيقن أنّ اللّه ليس بغافل

و قال لأهل الدار: لا تقتلونهم (3) *** عفا اللّه عن كلّ امرئ لم يقاتل

فكيف رأيت اللّه صبّ عليهم *** العداوة و البغضاء بعد التواصل

و كيف رأيت الخير أدبر بعده *** عن (4) الناس إدبار النعام الجوافل

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، أنبأ أبو الحسين محمّد بن علي بن محمّد، أنا عبيد اللّه بن محمّد بن أبي مسلم، أنبأ عثمان بن أحمد بن السمّاك، نا إسحاق بن إبراهيم بن سنين، نا عبد اللّه بن المعلى - يعني الكوفي - عن عبيد اللّه بن محمّد، عن أبيه، قال: قال رجل من الأنصار في عثمان:

فكفّ يديه ثم أغلق بابه *** و أيقن أنّ اللّه ليس بغافل

و قال لأهل الدار: ألاّ تقاتلوا *** عفا اللّه عن ذنب امرئ لم يقاتل

فكيف رأيت اللّه ألقى عليهم *** العداوة و البغضاء بعد التواصل

و كيف رأيت الخير أدبر بعده *** عن الناس إدبار النعام الجوافل

و قد رويت هذه الأبيات للمغيرة بن الأخنس:

أخبرنا بها أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأ أبو طاهر بن المخلّص، أنا أحمد بن عبد اللّه بن سيف، أنا السّري بن يحيى، أنبأ شعيب بن إبراهيم، أنبأ سيف بن عمر، قال: فقال المغيرة بن الأخنس:

كفّ يديه ثم أغلق بابه *** و أيقن أنّ اللّه ليس بغافل

و قال لأهل الدار: لا تقتلوهم *** عفا اللّه عن كل امرئ لم يقاتل

ص: 537


1- الأبيات في الأغاني 233/16.
2- الأغاني: كفّ .
3- الأغاني: و قال لمن في داره: لا تقاتلوا.
4- الأغاني: و ولى كإدبار النعام الجوافل.

فكيف رأيت اللّه ألقى عليهم *** العداوة و البغضاء بعد التواصل ؟

و كيف رأيت الشرّ يقبل نحوهم *** و يكتب عن أيمانهم و الشمائل

و كيف رأيت الخير أدبر بعده *** عن الناس إدبار النّعام الجوافل

قال: و نا سيف قال: و قال كعب بن مالك (1):

يا للرجال للبك المخطوف *** ولد معك المترقرق المذروف (2)

ويح لأمر قد أتاني رائع *** هدّ الجبال فأنغضت (3) برجوف

قتل الخليفة كان أمرا مفظعا *** قامت لذاك بلية التخويف

قتل الإمام له النجوم خواضع *** و الشمس بازغة له بكسوف

يا لهف نفسي إذا تولّوا غدوة *** بالنّعش فوق عواتق و كفوف

ولوا و دلوا في الضّريح أخاهم *** ما دا أجنّ ضريحه المسقوف (4)

من نائل أو سؤدد و حمالة (5) *** سبقت له في الناس أو معروف

كم من يتيم كان يجبر عظمه *** أمسى بمنزلة الضياع يطوف (6)

فرّجتها عنه بوجهك بعد ما *** كانت و أيقن بعدها بحتوف

ما زال يقبلهم و يؤثر (7) ظلمه *** حتّى سمعت برنّة التلهيف

أمسى مقيما في البقيع و أصبحوا *** متفرقين قد أجمعوا بخنوف (8)

النار موعدهم بقتل إمامهم *** عثمان طهرا (9) في البلاد، عفيف

جمع الحمالة (10) بعد حلم راجح *** و الخير فيه مبيّن معروف (11)

يا كعب لا تنفك تبكي هالكا (12) *** ما دمت حيا في البلاد تطوف (13)

ص: 538


1- الأبيات في تاريخ الطبري 424/4.
2- في تاريخ الطبري: المنزوف.
3- بالأصل و الطبري:«فانقضت»، و المثبت عن م و «ز». و أنغض الشيء: تحرك و اضطرب.
4- في البيت إقواء.
5- الحمالة: ما يتحمله الإنسان عن غيره من دية أو غرامة.
6- في البيت إقواء.
7- الأصل و م و «ز»: «و ياثر» و في الطبري: يرأب.
8- الطبري: بحفوف.
9- الأصل و م و الطبري: ظهرا، و المثبت عن «ز».
10- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المطبوعة: الجمالة.
11- في البيت إقواء.
12- الطبري: مالكا.
13- في البيت إقواء.

فابكي أبا عمرو عفيفا و اصلا *** و لرأيه (1) إذ كان غير سخيف

و لتبكه عند الحفاظ بمعظم (2) *** و الخيل بين مقلب و صفوف

قتلوك يا عثمان غير مدنّس *** قتلا لعمرك واقع بسفيف (3)

و قال أيضا يرثي عثمان (4):

من مبلغ الأنصار عنك (5) رسالة *** رسل تقصّ عليهم التبيانا

رسل تخبركم بما أوليتم *** أن البلاء يكشف الإنسانا

أن قد فعلتم فعلة مذكورة *** رمت الشيوخ و أبدت الولدانا (6)

بفراركم عن داركم (7)،و أميركم *** تغشى (8) ضواحي داره النيرانا

حتى إذا خلصوا إلى أبوابه *** دخلوا عليه صائما عطشانا

بمنى غداة تلا الصحيفة فيكم *** فاهتجتم و قبلتم الأديانا

ألاّ تزالوا ما تغور كوكب *** أخرى المنون مواليا أعوانا

و اللّه لو شهد ابن قيس ثابت *** و معاشر كانوا إليه إخوانا

و رفاعة (9) العمري و ابن معاذهم *** و أخو المشاهد من بني العجلانا

و أبو دجانة و ابن أقرم ثابت *** و أخو معاوية لم يخف خذلانا

كانوا يرون الحقّ نصر إمامهم *** و يرون طاعة أمره إيمانا

لا يجبنون عن العدو و لا ترى *** يوم الحفاظ جموعهم تيهانا

و قوام أمر المسلمين إمامهم (10) *** يزع السفيه و يقمع العدوانا

فوددت لو كنتم بذلتم عهدكم *** لبقي أميركم على ما كانا

و كررتم كر المحافظ إنما *** يسعى الحليم لمثله أحيانا

فمنعتموه أو قتلتم حوله *** متلببين البيض و الأبدانا

و لقد عتبت على معاشر منكم *** يوم الوقيعة أسلموا عثمانا

ص: 539


1- الطبري: و لواءهم.
2- الطبري: و ليبكه... لمعظم.
3- الطبري: واقعا بسقيف.
4- الأغاني 228/16-229.
5- الاغاني: عني آية رسلا.
6- الأغاني: كست الفضوح و أبدت الشنآنا.
7- الأغاني: بقعودكم في دوركم و أميركم.
8- الأغاني: تحشى.
9- هذا البيت و الذي يليه سقطا من الأصل و م و «ز».
10- الأغاني: قوم يرون الحق نصر أميرهم.

و ليعلين اللّه كعب وليّه *** و ليجعلن عدوّه الذّلانا

إني رأيت محمدا اختاره (1) *** صهرا و كان لنفسه خلصانا (2)

محض الضرائب ما جد أعراقه *** من خير خندق منصبا و مكانا

عرفت له عليا معدّ كلها *** بعد النبيّ المجد و السلطانا

من معشرة لا يغدون بجارهم *** كانوا بمكة يرتعون زمانا

يعطون سائلهم و يأمن جارهم *** فيهم و يردون الكماة طعانا

و أما الذين عدد أسماءهم ابن قيس: ثابت بن قيس بن شماس، و العمري؛ رفاعة بن عبد المنذر، و ابن معاذ: سعد بن معاذ، و أخو المشاهد: معن بن عدي، و أبو دجانة سماك بن خرثة، و ابن أقرم، ثابت ابن أقرم قتله طلحة بن خويلد، و أخو معاوية: المنذر بن عمرو.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، و ابن السّمرقندي، و أبو تراب حيدرة بن أحمد - إجازة - قالوا: أنا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد - لفظا - أنا عبد الرّحمن بن عثمان، ابنا أحمد بن محمّد بن سعيد، قال: نا أبو عبد الوهّاب القرشي، نا محمّد بن عائذ، نا يعقوب بن فضالة أن الوليد بن عقبة كتب بشعره هذا إلى معاوية رضي اللّه عنه (3):

معاوي إنّ الملك قد جبّ غاربه *** و أنت بما في كفّك اليوم صاحبه

أتاك كتاب من عليّ بخطّة *** هي الفصل فاختر سلمه أو تحاربه

فإن كنت تنوي أن تردّ (4) كتابة *** و أنت (5) بأمر لا محالة راكبه

فالق إلى الحيّ اليمانيّ (6) كلمة *** تنال بها الأمر الذي أنت طالبه

تقول: أمير المؤمنين أصابه *** رجال و ما لأهم (7) عليه أقاربه

فريقان (8) منهم فاتك و محضض *** بلا ترة كانت و آخر سالبه

و كنت أمير الشام فيكم و عندكم (9) *** و حسبي و إياكم من الحق واجبه (10)

ص: 540


1- «اختار» قطع الهمزة لضرورة الشعر.
2- الخلصان: الصديق الخالص.
3- الأبيات في وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص 53-54.
4- وقعة صفّين: تجيب.
5- عجزه في وقعة صفّين: فقبح ممليه و قبح كاتبه.
6- وقعة صفّين: اليمانين.
7- مالاهم: من الممالأة و هي المعاونة و المساعدة. و عنى بأمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي اللّه عنه.
8- في وقعة صفّين: أفانين منهم قاتل و محضض.
9- في وقعة صفّين: و كنت أمير قبل بالشام فيكم.
10- الأصل: اجبه، و المثبت عن وقعة صفّين.

فجيئوا و من أرسى ثبيرا (1) مكانه *** لدفاع بحر لا تردّ غواربه

فأقلل و أكثر ما لها اليوم صاحب *** سواك فصرّح لست ممن توازنه (2)

و لا تدعنّ الملك و الأمر مقبل *** و تطلب ما أعيت عليك مذاهبه

فإنّ عليا غير ساحب ذيله *** على خدعة ما سوّغ الماء شاربه

و لا قابلا ما لا يريد و هذه (3) *** يقوم بها يوما عليك (4) نوادبه

فحاربه إن حاربت حرب ابن حرة *** و إلاّ فسلّم لا تدب عقاربه

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأ أبو الحسين بن النّقّور، أنبأ أبو طاهر بن المخلّص، أنا أبو بكر بن سيف، أنا السّري بن يحيى، أنا شعيب بن إبراهيم، أنا سيف بن عمر قال: و قال الوليد بن عقبة:

أ لم تر للأنصار قتت جموعها *** لكشف يوما لا توارى كواكبه

و إنّ قريشا و نزعتها عصابة *** سما لهم فيها الدميم و صاحبه

و صاحب عثمان المسير تقبله *** تدبّ إلينا كل يوم عقاربه

و إن دلتما بطهر اليوم غدره *** و في تفسير الأمر الذي هو راكبه

و قد سرّني لعبة زيد بن ثابت *** و طلحة و النعمان لاحب غاربه

هم زمروا من غاب عثمان منهم *** و أولى بني العلات بالغيب غالبه

بني هاشم ردّوا سلاح ابن أختكم *** و لا تنهبوه ما تحل مناهبه

بني هاشم إلاّ تردّوا فإننا *** سواء علينا قاتلاه و ناهبه

بني هاشم كيف الهوادة بيننا *** و سيف ابن أروى عندكم و حرائبه (5)

قتلتم أمير المؤمنين جناية *** كما غدرت (6) يوما بكسرى مرازبه

فو اللّه لا أنسى ابن أمّي عيشتي *** و هل ينسينّ الماء من كان شاربه

ص: 541


1- الأصل:«مر» و المثبت: ثبيرا عن وقعة صفّين.
2- وقعة صفّين: تواربه.
3- الأصل: ويلكم... عليه نوادبه، و المثبت عن وقعة صفّين.
4- الأصل: ويلكم... عليه نوادبه، و المثبت عن وقعة صفّين.
5- عجزه في الأغاني 149/5: و عند علي سيفه و نجائبه .
6- الأغاني: قتلتم أخي كيما تكونوا مكانه كما فعلت و في المختصر: خيانة بدل جناية.

هو الأنف و العينان مني فليس لي *** سوى الأنف و العينين وجها أعاتبه

و قال حنظلة بن الربيع التميمي و بلغه قتل عثمان و تنحل شعره هذا حسان (1):

أوفت بنو عمرو بن عوف عهدها (2) *** و تلوّثت غدرا بنو النجار

جيرانه الأدنون حول بيوته *** غدروا به (3) و البيت ذو الأستار

و تبدّلوا دار الحفيظة إنّهم (4) *** ليسوا هنا لكم من الأخيار

و نسوا وصاة محمّد، في صهره *** و تبدّلوا بالعزّ دار بوار

و تركتموه مفردا بمضيعة *** تنتابه الغوغاء من الأمصار

لهفان يدعو غائبا أنصاره *** يا ويحكم يا معشر الأنصار

إلاّ وفيتم عندها بعهودكم *** و وفيتم (5) بالسمع و الأبصار

[و قال:] (6):

لعمر أيهم لقد وردوا *** و لا يصلح الورد إلاّ الصدر

و نالوا دما إن يكن سفكه *** حراما فقد حلّ فيه الغير

و إن يك كان لهم سفكه *** حلالا فقد حار فيه البصر

و قد عاب قوم لم يأمروا *** و شتان من غاية أو أمر

ثلاثة رهط اتفلوا *** علينا البرية دون البشر

هم الهبوها بإضبارها *** و هم كشفوا شمسها و القمر

و هم حملونا على شبهة *** و هم ضربونا بخير و شرّ

[و قال:] (7):

آليت جهدا لا أبايع بعده *** إماما و لا أدعى (8) لما قال قائل

ص: 542


1- الأبيات من قصيدة في ديوان حسان بن ثابت ط بيروت يرثي عثمان بن عفان رضي اللّه عنه.
2- الديوان: نذرها.
3- الديوان: غدروا، و رب البيت ذي الأستار.
4- صدره في الديوان: و تخاذلت يوم الحفيظة إنهم.
5- الديوان: و فديتم.
6- سطر مطموس بالأصل.
7- سطر مطموس بالأصل، و الزيادة منا، و الأبيات في فتوح ابن أعثم الكوفي بتحقيقنا 426/2 و فيه: قال و نظر عثمان فإذا مروان (يعني ابن الحكم) و قد سلّ سيفه و تهيّأ للقتال و هو يقول.
8- في الفتوح: أصغى.

و لا أبرح البابين ما هبّ الصبا *** بذي رونق قد أخلصته (1) الصياقل

حسام كلون الملح ليس بعائذ *** إلى الجفن ما هبت رياح الشمائل

تقاتل من دون ابن عفان إنه *** إمام و قد جاشت عليه القبائل (2)

قال: قال رجل من العرب:

هل لا على عثمان يبكي مدمع *** في الباب أبناه الحجاب غريب

و هل لا على عثمان تبكي أرامل *** ظلمن فما يغطى لهن نصيب

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنبأ عبيد اللّه بن محمّد بن أبي مسلم، أنبأ عثمان بن أحمد بن السمّاك، نا إسحاق بن إبراهيم بن سفيان قال:

و حدّثني عبد اللّه بن معلّى عن يونس بن الحكم عن بعض أشياخه قال:

قال راعي الإبل النميري في عثمان رضي اللّه عنه (3):

عشية يدخلون بغير إذن *** على متوكل أو في وطابا

خليل محمّد و وزير صدق *** و رابع خير من وطئ الترابا

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أحمد بن محمّد بن النقور، أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمّد بن موسى بن القاسم بن الصلت المجبّر (4)،نا أبو بكر محمّد بن القاسم بن بشار الأنباري - إملاء - نا أحمد بن محمّد الأسدي، نا الرياشي عباس بن الفرج، أنشدنا الأصمعي لليلى الأخيلية ترثي عثمان بن عفّان فقد أنشدناها أيضا أحمد بن يحيى:

أبعد عثمان ترجو الخير أمّته *** و كان أمس من يمشي على ساق

خليفة اللّه أعطاهم و خوّلهم *** ما كان من ذهب محض و أوراق

فلا تكذب بوعد اللّه و اتّقه *** و لا يوكل على شيء باشفاق

و لا تقولنّ لشيء سوف أفعله *** فقد قدّر اللّه ما كل امرئ لاق

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنبأ أبي أبو العباس، أنبأ محمّد بن أبي نصر، أنبأ

ص: 543


1- في الفتوح: و أصل بحر الحرب ما هبت الصبا أصقلته الصياقل.
2- الفتوح: أجالد... إمام و قد حلّت لديه الفضائل.
3- البيتان ليسا في ديوانه ط بيروت، و هي في البداية و النهاية بتحقيقنا 220/8 و نسبهما للراعي النميري.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 186/17.

خيثمة بن سليمان، نا أبو يعقوب إسحاق بن سيّار النّصيبي، نا أبو عاصم، عن عثمان بن مرة قال: حدّثتني أمي قالت:

سمعت الجن بكت على عثمان بن عفان فوق مسجد المدينة فكانت تنشد ما قالوا:

ليلة المسجد إذ ير *** مون بالصخر الصلاب

ثم قاموا بكرة ين *** عون صقرا كالشهاب

زينهم في الحي و المج *** لس فكاك الرقاب.

ص: 544

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.