تاریخ مدینه دمشق المجلد 37

هویة الکتاب

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

تفاصيل النشر: بیروت: دارالفکرالمعاصر؛ دمشق: دارالفکر دمشق: معهد الفتح الاسلامي، 1420ق.= 1999م.= 1378 -

دراسة و تحقيق علي شيري

عدد المجلدات: 80

لسان: العربية

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

تصنيف الكونجرس: DS99 /د8 1378 الف243015

تصنيف ديوي: 956/9144

موضوع: تاريخ الإسلام | التاريخ والجغرافيا المحلية | الترجمة الجماعية | رجال

ص: 1

اشارة

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

دراسة و تحقيق علي شيري

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

ص: 2

الجزء السابع و الثلاثون

[تتمة حرف العين]

ذكر من اسمه عبد الملك

4211 - عبد الملك بن أحمد بن عاصم

أبو عتبة القرشي

حدّث عن: أبي عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن مروان القرشي.

روى عنه: أبو الحسن علي بن محمّد بن إبراهيم الحنّائي (1).

4212 - عبد الملك بن إسحاق بن إبراهيم الحبلي الحنبلي

4212 - عبد الملك بن إسحاق بن إبراهيم الحبلي (2) الحنبلي

قدم دمشق بعد سنة اثنين و خمسين و أربعمائة طالب علم.

و حدّث بها عن أبي القاسم بن أبي عثمان، و أبي محمّد رزق اللّه بن عبد الوهاب التّميمي (3).

روى عنه علي بن محمّد الحنّائى.

أخبرنا علي بن حمزة (4) بن عبد اللّه بن الحسن بن حمزة بن الحسن - بقراءتي عليه - أنا جدي القاضي أبو محمّد عبد اللّه بن الحسن - قراءة عليه - أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن إبراهيم الحملي - قراءة - نا عبد الملك بن إسحاق بن إبراهيم الحنبلي، أنا أبو القاسم علي بن الحسن بن محمّد بن عمرو بن المنتاب البغدادي - إملاء - أنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان البزار (5)،نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز البغوي، نا هدبة بن خالد، نا أغلب بن تميم، نا الحجاج بن فرافصة، عن طلق قال: جاء رجل إلى أبي الدّرداء فقال: يا أبا

ص: 3


1- سير أعلام النبلاء 565/17.
2- عن م و إعجامها مضطرب في الأصل.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 609/18.
4- في م: أخبرنا أبو الحسن علي بن حمزة....
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 429/16.

الدّرداء احترق بيتك، فقال: ما احترق، فذكر الحديث.

أخبرناه بتمامه أعلى من هذا بثلاث درجات أبو القاسم بن السّمرقندي، و سعيد بن الحسين بن الحسن (1) بن حسان، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقور، أنا أبو القاسم بن حبابة، أنا أبو القاسم البغوي، نا هدبة بن خالد، نا الأغلف بن تميم، نا الحجاج بن فرافصة، عن طلق، قال: جاء رجل (2) إلى أبي الدرداء فقال: يا أبا الدرداء احترق بيتك، فقال: ما احترق، ثم جاء رجل آخر فقال: يا أبا الدرداء احترق بيتك، فقال: ما احترق، ثم جاء رجل آخر فقال: يا أبا الدرداء انتهت النار، فلما انتهت إلى بيتك طفئت، قال: قد علمت أن اللّه عزّ و جلّ لم يكن ليفعل، قالوا: يا أبا الدرداء أ ما تدري أي كلامك أعجب ؟ قولك: ما احترق أو قولك قد علمت أنّ اللّه لم يكن ليفعل، قال: ذلك لكلمات سمعتهن من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من قالها أول النهار لم يصبه مصيبة (3) حتى يمسي، و من قالها آخر النهار لم يصبه مصيبة حتى يصبح «اللّهم أنت ربّي لا إله إلاّ أنت، عليك توكلت و أنت رب العرش العظيم، ما شاء اللّه كان و ما لم يشأ لم يكن، لا حول و لا قوة إلاّ باللّه العلي العظيم، اعلم أن اللّه على كل شيء قدير و أن اللّه قد أحاط بكل شيء علما، اللّهم إني أعوذ بك من شر نفسي، و من شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها، إنّ ربي على صراط مستقيم»[7413].

4213 - عبد الملك بن الأصبغ بن محمّد بن مرزوق

أبو الوليد القرشي مولى عثمان بن عفّان الحرّاني (4)

نزيل بعلبك.

روى عن أبيه و عمه و الوليد بن مسلم، و عبيد بن حبّان، و مروان الطاطري، و منبه بن عثمان.

روى عنه أبو زرعة الدمشقي، و عمرو بن سعيد بن أحمد بن سنان المنبجي، و أبو حاتم الرازي، و أبو بكر بن أبي داود.

أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الواحد بن زريق الشيباني، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو بكر بن أبي داود، نا عمرو بن عثمان،

ص: 4


1- في م:«علي» قارن مع المشيخة 72/أ.
2- كتبت تحت الكلام بالأصل بين السطرين.
3- الأصل: يصبه، و المثبت عن م.
4- ميزان الاعتدال 651/2 و الجرح و التعديل 343/5.

و محمود بن خالد، و عبد الملك بن الأصبغ البعلبكي، قالوا: أنا الوليد عن أبي عمرو - يعني الأوزاعي - حدثني إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة أنه سمع أنس بن مالك يقول: ما صليت خلف إمام قط أخف صلاة من رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم و لا أتم.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (1):

عبد الملك بن الأصبغ الحرّاني، و هو ابن محمّد بن مرزوق القرشي، أبو الوليد، مولى عثمان بن عفّان، نزيل بعلبك، روى عن الوليد بن مسلم، روى عنه أبي.

أنبأنا أبو القاسم عبد المنعم بن علي بن أحمد بن الغمر، أنا علي بن الخضر بن سليمان، أنا عبد الوهاب بن جعفر بن علي الميداني، نا أبو هاشم المؤدب، حدثني الحسن بن حبيب، نا أبو زرعة النّصري، حدثني عبد الملك بن الأصبغ و كان ثقة.

ذكر أبو علي سعيد بن عثمان بن السّكن الحافظ .

أن عبد الملك بن الأصبغ مات قبل البخاري بيسير، و كانت وفاة البخاري سنة ست و خمسين و مائتين.

4214 - عبد الملك بن أكيدر بن عبد الملك

4214 - عبد الملك بن أكيدر بن عبد الملك (2)

صاحب دومة الجندل من أطراف دمشق (3).

ذكره أبو عبد اللّه بن منده في الصّحابة.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إسحاق، أنا محمّد بن محمّد بن يعقوب، نا عبد اللّه بن محمّد الحرّاني، نا عبد السلام بن محمّد، عن إبراهيم بن عمرو بن وهب الكلبي، عن أبيه، عن جدّه.

ح قال: و أنا محمّد بن يعقوب، نا عبد اللّه بن محمّد بن زريق المصري، نا

ص: 5


1- الجرح و التعديل 343/5.
2- انظر أخباره في: الإصابة 431/2 و أسد الغابة 405/3.
3- عدها ابن الفقيه من أعمال المدينة؛ و هي على سبع مراحل من دمشق بينها و بين مدينة الرسول صلى اللّه عليه و سلّم (معجم البلدان).

موسى بن نصر بن سلام، نا عمرو بن محمّد بن الحسن (1)،نا يحيى بن وهب (2) بن عبد الملك بن أكيدر صاحب دومة الجندل، عن أبيه، عن جده قال:

كتب رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم كتابا و لم يكن معه خاتم، فختمه بظفره.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: قال لنا أبو نعيم الحافظ :

عبد الملك بن أكيدر صاحب دومة الجندل، نا أبو أحمد الغطريفي، نا أبو الحسن المصري بالبصرة، نا موسى بن نصر بن سلام، فذكر بإسناده نحوه.

4215 - عبد الملك بن إياس بن أبي زكريا بن يزيد

و يقال: زيد - الخزاعي

أخو عبد اللّه و يحيى ابني أبي زكريا

ذكره الواقدي فيمن غزا القسطنطينية مع مسلمة بن عبد الملك أيام سليمان بن عبد الملك، و ذكر أنهم ثلاثتهم من فقهاء دمشق، و لا أعلم أحدا ذكر عبد الملك غير الواقدي.

4216 - عبد الملك بن بزيع

أبو مروان (3)

من أهل دمشق، سكن تنّيس من أعمال مصر و مات بها.

أخبرنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، نا أحمد بن الحسين - هو ابن نصر الحذاء - نا أحمد بن إبراهيم الدورقي، حدثني عبيد بن الوليد الدمشقي، نا عبد الملك بن بزيع قال:

كتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن أرطأة:

أمّا بعد، فإنك لن تزال تعنّي إليّ رجلا من المسلمين في الحر و البرد يسألني عن السّنّة، كأنك إنما تعظمني بذلك، و أيم اللّه لحسبك بالحسن، فإذا أتاك كتابي هذا فسل الحسن لي و لك و للمسلمين، فرحم اللّه الحسن، فإنه من الإسلام بمنزلة و مكان.

ص: 6


1- في الإصابة: الحسين.
2- من طريق يحيى بن وهب رواه ابن حجر في الإصابة و ابن الأثير في أسد الغابة.
3- الجرح و التعديل 344/5

و لا تقرئنّه كتابي هذا.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني الحسن بن عبد العزيز قال: سمعت أبا حفص - يعني عمرو بن أبي سلمة - يقول:

رأيت النبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم في النوم و هو يعاتبني في شيء، و قال لأبي مروان عبد الملك بن بزيع الزم ما نفعك، قال: فأخبرت: أبا مروان بما رأيت فقال: أ لم تر إلى الرجل إذا كان أحمق يقال له: الزم ما ينفعك.

أخبرنا أبو غالب شجاع بن فارس، أنا محمّد بن علي الحربي، و علي بن أحمد الملطي، قالا: أنا أحمد بن محمّد بن دوست (1)-زاد الحربي: و أبو الحسن محمّد بن عبد اللّه بن أخي ميمي قالا:- أنا الحسين بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني الحسن بن عبد العزيز الجروي، قال: سمعت أبا مروان عبد الملك بن بزيع قال: و كان أفضل من رأيته، فذكر عنه حكاية.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل - إذنا - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (2):

عبد الملك بن بزيع أبو (3) مروان التّنّيسي، روى عن الأوزاعي، و روح بن جناح، و عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و إبراهيم بن جدار، روى عنه جعفر بن مسافر التّنّيسي، و الحسن بن عبد العزيز الجروي.

قرأت بخط أبي محمّد بن الأكفاني، و ذكر أنه وجده بخط أصحاب الحديث: أبو مروان، اسمه عبد الملك بن بزيع دمشقي.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ص: 7


1- تقرأ بالأصل: درست، و المثبت عن م، ترجمته في سير أعلام النبلاء 491/18.
2- الجرح و التعديل 344/5.
3- الأصل: بن، تصحيف، و الصواب عن م و الجرح و التعديل.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال:

سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة السادسة: ابن بزيع، أبو مروان، مات بأرض مصر.

و قال ابن عتّاب: بن مروان (1) مات بمصر.

و الصواب ابن بزيع.

4217 - عبد الملك بن بشير بن عبد الملك

ابن بشر بن مروان بن الحكم بن أبي العاص

من أهل العراق.

كان مع آل مروان حين خرجوا من الشام، و دخل الأندلس و كان شاعرا، و كانت عنده بنت أخي مروان بن محمّد، و كان له منها ابن.

4218 - عبد الملك بن أبي بكر بن يزيد

ابن معاوية بن أبي سفيان، صخر بن حرب بن أمية

ابن عبد شمس القرشي الأموي

أمّه أم ولد.

ذكره أبو المظفر أحمد بن أحمد بن محمّد النّسّابة الأموي الأبيوردي.

4219 - عبد الملك بن جنادة القرشي مولاهم المصري الكاتب

وفد على عمر بن عبد العزيز.

و حكى عنه و عن عراك بن مالك، و عن أبيه جنادة.

حكى عنه ابن لهيعة.

و حكي عن أبي مرحوم عبد الرّحيم بن ميمون (2) عنه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، و أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، قالا: نا

ص: 8


1- كذا بالأصل و م، و هو تصحيف، و الصواب: ابن بزيع، و سينبه المصنف إلى الصواب.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 442/11.

نصر بن إبراهيم، و علي بن محمّد، قالا: أنا أبو الحسن بن عوف، نا محمّد بن موسى بن الحسين، نا محمّد بن خريم (1)،نا حميد بن زنجويه، نا يوسف بن يحيى، عن ابن (2)وهب، عن ابن لهيعة، عن عبد الملك بن جنادة كاتب حيّان بن شريح، و كان حيّان بعثه إلى عمر بن عبد العزيز و كتب معه يستفتيه أن يجعل جزية موتى القبط على أحيائهم، فسأل عمر عراك بن مالك (3) عن ذلك و هو يسمع، فقال: ما سمعت لهم بعهد و لا عقد، و إنما أخذوا عنوة بمنزلة العبيد.

أنبأنا أبو علي محمّد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان.

ثم أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد، قالا: أنا أبو علي بن شاذان، أنا عبد اللّه بن إسحاق بن إبراهيم البغوي.

و أنا طراد الزينبي، أنا أحمد بن علي بن الحسين بن البادا، أنا أبو علي حامد بن محمّد بن عبد اللّه الرفّاء، قالا: أنا علي بن عبد العزيز البغوي، نا أبو عبيد، نا سعيد بن عفير، عن عبد اللّه بن لهيعة، عن عبد الرّحمن (4) بن جنادة كاتب حيّان بن شريح، و كان حيان بعثه إلى عمر بن عبد العزيز و كتب إليه يستفتيه ليجعل جزية موتى القبط على أحيائهم، فسأل عمر عن ذلك عراك بن مالك، و عبد الرّحمن (5) يسمع فقال: ما سمعت لهم بعقد و لا عهد لأنهم أخذوا عنوة بمنزلة العبيد، فكتب عمر إلى حيّان والي عمر بن عبد العزيز على مصر.

قال: و نا أبو عبيد، نا سعيد بن أبي مريم، عن ابن لهيعة، قال: و أخبرني أبو مرحوم عن عبد الملك بن جنادة و كان زعم فيمن فتح مصر أنهم دخلوا مصر بلا عهد و لا عقد، كان في كتابي حيان بن سريج - بالسين و الجيم في موضعين، و هو وهم، و صوابه: ابن شريح بالشين المعجمة و الحاء، و كذلك حكاه حميد بن زنجويه عن أبي عبيد، و كذلك ذكره أبو سعيد بن يونس في تاريخ المصريين، و لم يذكر عبد الرّحمن بن جنادة، و لكن ذكر عبد الملك فقال فيما.

أنبأنا أبو محمّد حمزة بن العباس بن علي، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن

ص: 9


1- بالأصل و م «حذلم» تصحيف و الصواب ما أثبت، راجع ترجمة حميد بن زنجويه في تهذيب الكمال 256/5.
2- «بن» سقطت من م.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 514/12.
4- كذا بالأصل و م هنا، و هو صاحب الترجمة، و الصواب: عبد الملك.
5- كذا بالأصل و م هنا، و هو صاحب الترجمة، و الصواب: عبد الملك.

الحسن بن سليم، و حدثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنا أحمد بن الفضل بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه بن منده، قال: قال لنا أبو سعيد عبد الرّحمن بن أحمد بن يونس.

عبد الملك بن جنادة مولى قريش، كاتب حيّان بن شريح صاحب خراج مصر لعمر بن عبد العزيز، يروي عن عمر بن عبد العزيز، روى عنه عبد اللّه بن لهيعة.

4220 - عبد الملك بن الحارث بن الحكم

ابن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي

وجّهه عبد الملك بن مروان إلى المدينة لقتال أصحاب ابن الزبير.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن فهم (1)،نا محمّد بن سعد (2)،أنا محمّد بن عمر، أنا موسى بن يعقوب، عن عمه أبي الحارث بن عبد اللّه بن وهب بن زمعة.

ح (3) قال: و أنا شرحبيل بن أبي عون، و عبد اللّه بن وهب بن زمعة.

ح (4) قال: و أنا إبراهيم بن موسى، عن عكرمة بن أبي خالد، و أنا أبو صفوان العطّاف بن خالد، عن أخيه قالوا:

ثم بعث عبد الملك بن مروان بن عبد الملك بن الحارث بن الحكم في أربعة آلاف إلى المدينة فما دونها يلقون جموع ابن الزبير، و من أشرف لهم من عمّاله، و كان سليمان بن خالد بن أبي خالد الزرقي عابدا له فضل، فولاّه ابن الزبير خيبر، و فدك، فخرج، فنزل في عمله، فبعث عبد الملك بن الحارث أبا القمقام في خمسمائة إلى سليمان بن خالد، فقتله، و قتل من كان معه، فلما انتهى خبره إلى عبد الملك بن مروان غاظه، و كره قتله.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال (5):

ص: 10


1- بالأصل: الحسن بن القاسم، و في م:«الحسين بن قاسم»، كلاهما تصحيف و الصواب ما أثبت، و السند معروف، و انظر ترجمة ابن سعد في تهذيب الكمال 299/16.
2- في م: سعيد، تصحيف، انظر الحاشية السابقة.
3- «ح» حرف التحويل سقط من م.
4- «ح» حرف التحويل سقط من م.
5- الخبر في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 169 و انظر جمهرة ابن حزم ص 109.

و ولد الحارث بن الحكم بن أبي العاص عبد الملك، و عبد العزيز، و عبد الواحد له يقول القطامي (1):

أهل الجزيرة (2) لا يحزنك شأنهم *** إذا تخطّى عبد الواحد الأجل

قال: و عبد رب: أمهم المعداة (3) بنت الزبرقان بن بدر بن امرئ القيس بن خلف بن بهدلة بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم.

4221 - عبد الملك بن حمدان بن محمّد بن عبد الملك

أبو القاسم السّلمي المقرئ

حدّث عن: محمّد بن إسحاق بن الحريص.

روى عنه أبو الحسين الرازي، و أبو الفتح المظفّر بن أحمد بن إبراهيم بن برهان المقرئ.

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد، و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق في الدفعة الثانية: أبو القاسم عبد الملك بن حمدان بن عبد الملك السّلمي المقرئ.

4222 - عبد الملك بن حميد بن عبد الملك

وجد بدمشق كتابا من ابن عباس إلى معاوية.

روى عنه: أبو شيبة المطّلب بن حفص الجليلي، و أبو وهب الوليد بن عبد الملك بن عبيد اللّه بن مسرح الحرّاني.

و قد تقدم ذكر روايته في ترجمة عبد اللّه بن حمّاد.

4223 - عبد الملك بن خالد بن عتّاب بن أسيد

ابن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي

كان في صحابة عمر بن عبد العزيز.

ص: 11


1- راجع ديوان القطامي 35 و نسب قريش ص 169 و جمهرة أشعار العرب ص 151 من قصيدة طويلة.
2- عن م و نسب قريش و جمهرة أشعار العرب، و بالأصل: الجزية.
3- كذا رسمها بالأصل، و في م:«المقداة» و في ابن حزم ص 109 و نسب قريش:«المفداة».

قرأت في كتاب عبد اللّه بن منصور بن عبد اللّه الإمام بمربعة القز بدمشق، حدثني أبو الخير أحمد بن علي، حدثني أبو الحسن علي بن أحمد البصري، نا أبو عبد اللّه الحسين بن إبراهيم المذحجي، نا إبراهيم بن عبد العزيز، قال: قدم جرير بن الخطفى على عمر بن عبد العزيز فحجبه، و دخل عبد الملك بن خالد بن عتّاب بن أسيد يجر عمامته، فأنشأ جرير يقول (1):

يا أيها الرّجل المرخي عمامته *** هذا زمانك، إنّي قد مضى زمني

أبلغ خليفتنا إن كنت لاقيه: *** إنّي لدى الباب كالمقرون (2) في قرن (3)

فذكر الحكاية، و قد تقدم مثل هذه الحكاية لجرير مع رجاء بن حيوة بدل عبد الملك بن خالد بن عتّاب.

هذا و عبد الملك غير مشهور و إنّما المشهور عبد الملك بن خالد بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد أخي عتّاب.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزبير بن بكّار، قال (4):

فولد خالد بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد: سعيدا، و عبد الملك، و أمّهما عائشة بنت عبد اللّه بن خلف بن أسعد بن عامر بن بياضة الخزاعي.

4224 - عبد الملك بن الخضر

أبو القاسم

أظنه صوفيا.

حدّث بدمشق عن أبي القاسم سعد بن محمّد النّسوي الصوفي بكتاب صنّفه في السماع على مذهب الصوفيّة.

ص: 12


1- البيتان في ديوانه ط بيروت ص 446 من ثلاثة أبيات.
2- في الديوان: كالمصفود.
3- القرن، بالتحريك، الحبل الذي يقرن به البعيران.
4- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 192-193.

روى عنه أبو الحسن علي بن محمود الزوزني الصوفي.

و سمع منه بدمشق.

4225 - عبد الملك بن حبار

و يقال: ابن خيار - و يقال: ابن خباب - بن نهار بن بسطام (1)

قرابة يحيى بن معين.

سمع بساحل دمشق محمّد بن دينار السّاحلي.

روى عنه محمّد بن نهار بن عمار بن أبي المحيّاة التّيمي، و علي بن محيا.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أنا الحسن بن أبي بكر، و عثمان بن محمّد بن يوسف، قالا: أنا (2) محمّد بن عبد اللّه الشافعي، نا محمّد بن نهار بن أبي المحياة، نا عبد الملك بن خيار (3)-قرابة يحيى بن معين - نا محمّد بن دينار بساحل دمشق، نا هشيم، عن يونس، عن الحسن، عن أنس، قال:

كنت قاعدا عند النبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم فغشيه الوحي، فلما سرّي عنه قال لي:«يا أنس تدري ما جاءني به جبريل من عند صاحب العرش ؟» قال: قلت: بأبي و أمي، و ما جاءك به جبريل من عند صاحب العرش ؟ قال:«إنّ اللّه أمرني أن أزوّج فاطمة من علي»[7414].

لم يزدنا على هذا.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو الفضل و هو نصر بن أبي نصر العطّار الطوسي - نا أبو أحمد عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه القطان، نا محمّد بن أحمد بن هارون الدقاق، نا علي بن محيا، حدثني عبد الملك بن حباب (4)-ابن عم يحيى بن معين، نا محمّد بن دينار من أهل الساحل، دمشقي، نا هشيم، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن أنس بن مالك، فذكر الحديث.

كذا قال، و الصواب ابن خيار.

ص: 13


1- ميزان الاعتدال 654/2.
2- في م: أبو محمد.
3- مهملة بدون إعجام في م.
4- كذا الحرف الأول مهمل بالأصل و م، و مرّ أول الترجمة:«خباب» و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى أن الصواب: خيار.

و قد رواه أبو نعيم محمّد بن جعفر البغدادي، عن محمّد بن نهار كما رواه أبو بكر الشافعي.

أنبأنا أبو القاسم النسيب، نا أبو بكر الخطيب قال:

عبد الملك بن خيار الدمشقي حدّث عن محمّد بن دينار الساحلي، روى عنه محمّد بن نهار التيمي.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (1):

في باب خيار بالخاء (2) المعجمة: عبد الملك بن خيار الدمشقي، قرابة يحيى بن معين.

حدّث عن محمّد بن دينار السّاحلي.

روى عنه محمّد بن نهار بن عمار بن أبي المحياة التّيمي شيخ أبي بكر الشافعي.

4226 - عبد الملك بن دلهاث العبسي

من أهل الأردن.

كان أميرا على من كان منهم في جيش هارون بن المهدي الذي وجهه معه أبوه لغزو الصائفة.

تقدم ذكره في ترجمة معروف بن يحيى الحجوري.

4227 - عبد الملك بن أبي ذرّ الغفاري

حدّث عن أبيه، و سلمان الفارسي.

و قدم معه الشام مرابطا، و كان مرابط سلمان ببيروت.

روى عنه: علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، و أبو تميم عبد اللّه بن مالك الجيشاني (3)،و حنش بن عبد اللّه الصّنعاني، و جعفر بن ربيعة، و قيس بن شريح المرادي، المصريون، و علي بن أبي طلحة الشامي.

ص: 14


1- الاكمال لابن ماكولا 39/2 و 43.
2- في الاكمال: خيار أوله خاء مكسورة بعدها ياء مفتوحة.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 73/4.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، و حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد (1)،نا بكر بن سهل، نا عبد اللّه بن يوسف، نا يحيى بن حمزة، عن ثور بن يزيد، عن علي بن أبي طلحة، عن عبد الملك (2)،عن أبي ذر.

أن النبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم واصل بين يومين و ليلة، فأتاه جبريل فقال: إنّ اللّه قد قبل وصالك و لا يحلّ لأحد بعدك، و ذلك لأنّ اللّه قال: ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيٰامَ إِلَى اللَّيْلِ (3) فلا صيام بعد الليل، و أمرني بالوتر بعد الفجر.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، أنا محمّد بن علي الحسني، نا محمّد بن العباس الحذّاء، نا علي بن عبد الرّحمن بن عيسى بن ماتي (4)،نا محمّد بن إبراهيم العامري، نا محمّد بن راس الجمال (5)،نا عيسى بن عبد اللّه، عن أبيه، و حسين بن زيد، عن أبيه، عن أبيه (6)،عن عبد الملك بن أبي ذرّ الغفاري، قال:

أمرني أبي بصحبة سلمان الفارسي، فصحبته إلى الشام، فرابطنا بها حتى إذا انقضى رباطنا أقبلنا نريد الكوفة، فلما أتينا إلى النّجف قال لي سلمان: أ هي هي ؟ قال:

قلت: نعم، واها لك أرض البلية و أرض التّقية، و الذي نفس سلمان بيده إنّي لأعلم أنّ لك زمانا لا يبقى تحت أديم السماء مؤمن إلاّ و هو فيك، أو يحنّ إليك، و الذي نفس سلمان بيده كأنّي انظر إلى البلاء يصبّ عليك صبّا، ثم يكشفه عنك قاصم الجبارين، و الذي نفس سلمان بيده ما أعلم أنه تحت أديم السماء أبيات يدفع اللّه عنها من البلاء و الحزن إلاّ دون ما يدفع عنك إلاّ أبياتا أحاطت ببيت اللّه الحرام أو بقبر نبيه عليه السلام، و الذي نفس سلمان بيده كأني انظر إلى المهدي قد خرج منك في اثني عشر ألف عنان، لا يرفع له راية إلاّ أكبّها اللّه لوجهها، حتى يفتح مدينة القسطنطينية.

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العباس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن بن

ص: 15


1- في م:«سليمان بن أحمد بن بكير بن سهل» تصحيف.
2- في م: عبد اللّه، تصحيف.
3- سورة البقرة، الآية:187.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 566/15.
5- في م: الحبال.
6- «عن أبيه» لم تكرر في م، و قد مرّ في أول الترجمة أن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه والد زيد بن علي يروي عن عبد الملك.

سليم، و حدثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قال: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن منده، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:

عبد الملك بن أبي ذرّ الغفاري أقام بمصر بعد خروج أبي ذر عنها، يروي عن أبيه، روى عنه أبو تميم الجيشاني، و حنش الصّنعاني، و جعفر بن ربيعة، و قيس بن شريح المرادي، و علي بن أبي طلحة الشامي.

4228 - عبد الملك بن رفاعة بن خالد بن ثابت بن ظاعن

ابن العجلان بن عبد اللّه بن صبح بن والبة

ابن نصر بن صعصعة بن ثعلبة بن كنانة بن عمرو بن القين (1)

ابن فهم بن عمرو بن سعد بن قيس بن عيلان الفهمي المصري (2)

أمير مصر.

روى عنه الليث بن سعد.

و ولي عبد الملك مصر من قبل الوليد بن عبد الملك بعد قرّة بن شريك، ثم أقرّه سليمان بن عبد الملك، و عزله عمر بن عبد العزيز حين ولي الخلافة، فكانت إمرته على مصر ثلاث سنين، و عزل بأيوب بن شرحبيل الأصبحي.

و وفد عبد الملك بن رفاعة بعد ذلك على هشام بن عبد الملك إلى الشام، فولاّه مصر، فقدمها و هو عليل مستهل المحرم سنة تسع و مائة، فكان الوليد بن رفاعة أخوه، فخلفه عليها، فتوفي للنصف من المحرم، و كانت ولايته عليها خمس عشرة ليلة، و استخلف أخاه الوليد، فأقرّه هشام عليها إلى أن توفي واليا عليها يوم الثلاثاء مستهل جمادى الآخرة سنة سبع عشرة و مائة فكانت إمرة الوليد عليها تسع سنين و خمسة أشهر و استخلف عليها عبد الرحمن بن خالد بن مسافر بن خالد بن ثابت بن ظاعن الفهمي.

أنبأنا أبو علي محمد (3) بن محمّد بن عبد العزيز بن المهدي، نا علي بن عمر بن محمّد الحربي، أنا (4) عمر بن أحمد بن هارون الآجري، نا أحمد بن محمّد بن جعفر

ص: 16


1- في م: القيس.
2- الخطط 302/1 و النجوم الزاهرة 231/1 و حسن المحاضرة 9/2 و ولاة مصر للكندي ص 87 و 88 و 97.
3- المشيخة 210/ب.
4- مكانها بياض في م مقدار كلمتين.

الجوزي (1)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني (2) علي بن محمّد بن إبراهيم، نا عبد اللّه بن صالح، حدثني الليث بن سعد، قال: سمعت عبد الملك بن رفاعة الفهمي يقول في الهدية:

هو السّحت (3) الظاهر.

قال ليث: و قد كان بعض الناس يقول: إذا دخلت الهدية من الباب خرجت الإمامة من الكوة - يريد هدية الإمام-.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر نا يعقوب بن سفيان (4)،قال: قال ابن بكير (5):قال الليث: و فيها - يعني سنة تسع و مائة - أمّر عبد الملك بن رفاعة على أهل مصر في مستهل المحرّم، ثم توفي للنصف منه، فأمّر مكانه الوليد بن رفاعة.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الأديب - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح (6) قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال: عبد الملك (7) بن رفاعة الفهمي روى عن (8) روى عنه (9) الليث بن سعد.

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العباس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن، ثم حدثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنا أحمد بن الفضل بن محمّد، أنا أبو (10) عبد اللّه بن منده، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:

عبد الملك بن رفاعة بن خالد بن ثابت بن ظاعن الفهمي، أمير مصر لهشام بن

ص: 17


1- في م: الحوري، تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 397/15.
2- بياض في مقدار كلمتين.
3- بالأصل:«السنح» و في م:«الشيخ الطاهر» و المثبت عن المختصر 193/15. و السحت: الحرام الذي لا يحل كسبه، لأنه يسحت البركة أي يذهبها. و جاء في النهاية:«و السحت بالهدية» أي الرشوة في الحكم و الشهادة و نحوهما.
4- ليس في كتاب المعرفة و التاريخ المطبوع.
5- في م: بكر، تصحيف.
6- «ح» حرف التحويل سقط من م.
7- ما بين الرقمين سقط من م.
8- كذا بالأصل، و بين عن و روى فيه علامة تحويل إلى الهامش و لم يكتب على الهامش شيء، و في الجرح و التعديل بياض.
9- ما بين الرقمين سقط من م.
10- كتبت اللفظة بين السطرين بالأصل.

عبد الملك، روى عنه الليث بن سعد، توفي في المحرم سنة تسع و مائة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر الحافظ قال (1):

و أما قين أوله قاف بعدها ياء معجمة باثنتين من تحتها و نون: عبد الملك بن رفاعة بن خالد بن ثابت بن ظاعن بن العجلان بن عبد اللّه بن صبح بن والبة بن نصر بن صعصعة بن ثعلبة بن كنانة بن عمرو بن القين بن فهم بن عمرو بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر الفهمي، كان أمير مصر للوليد بن عبد الملك، روى عنه ليث بن سعد، توفي في المحرّم سنة تسع و مائة.

و ذكر الزيادي: أنه توفي للنصف من المحرّم.

4229 - عبد الملك بن سعيد

أبو عثمان الأسود

رفيق إبراهيم بن أدهم.

روى عنه عبد اللّه بن خبيق الأنطاكي الزاهد.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا أبو المحاسن بن أبي محمّد - بنيسابور-.

ح (2) و أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الحسن البروجردي، أنا أبو سعد (3)علي بن عبد اللّه بن أبي صادق الحيري.

قالا: أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن عبيد اللّه بن باكويه الشيرازي، نا الفقيه إبراهيم بن أحمد، نا أحمد بن يوسف، نا عبد اللّه بن سعيد، نا عبد اللّه بن خبيق، حدثني عبد الملك بن سعيد الدمشقي، قال: سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: أعربنا في الكلام فما نلحن، و لحنا في الأعمال فما نعرب.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا أبو محمد الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا أحمد بن علي المخزومي، نا ابن خبيق، عن أبي عثمان الأسود، رفيق إبراهيم بن أدهم، قال: سمعت إبراهيم يقول:

أعربنا في الكلام فلم نلحن، و لحنّا في الأعمال فلم نعرب.

ص: 18


1- الاكمال لابن ماكولا 57/7.
2- «ح» حرف التحويل سقط من م.
3- في م: سعيد.

4230 - عبد الملك بن سفيان

- و قيل: ابن يسار، و هو أصح - الثقفي

و حدث عن: أبي أمية يحمد (1) الشّعباني.

روى عنه: مطر (2) بن العلاء الفزاري.

أخبرنا أبو الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، أنا علي بن طاهر بن جعفر النحوي، أنا أحمد بن عبد الرّحمن الطرائفي، أنا تمّام بن محمّد الحافظ ، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن صالح بن سنان (3)،حدثني أبو بكر بن مطر، و هو محمّد بن أحمد، نا سليمان بن عبد الرّحمن، حدثني جدك، حدثني عبد الملك بن سفيان الثقفي، عن أبي أمية الشّعباني، و كان جاهليا، عن معاذ بن جبل، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم:«ثلاثون نبوّة، و ثلاثون خلافة و ملك، و ثلاثون تجبّر، و ثلاثون جبروت، و لا خير فيما وراء ذلك»[7415].

كذا وقع في هذه الرواية.

و قد أخبرناه أعلى من هذا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة السلمي، و أبو القاسم الواسطي، قالا: أنا أبو بكر الخطيب.

ح (4) و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا محمّد بن الحسين القطان، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا سليمان بن عبد الرّحمن الدمشقي، نا مطر بن العلاء الفزاري، نا عبد الملك بن يسار الثقفي، حدثني أبو أمية الشّعباني، و كان جاهليا، حدثني معاذ بن جبل، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم:

«ثلاثون خلافة نبوّة، و ثلاثون نبوّة و ملك، و ثلاثون ملك و تجبّر، و ما وراء ذلك فلا خير فيه»[7416].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ص: 19


1- الأصل و م،«محمد» و المثبت عن الأنساب (الشعباني) و هذه النسبة إلى شعبان، اسم لقبيلة من قيس ؟(أنكر ذلك في اللباب و قال ابن الأثير: شعبان قبيلة من حمير).
2- في م: مطرف.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 534/15.
4- «ح» حرف التحويل سقط من م.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال:

سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: عبد الملك بن يسار الثقفي، و ذكره في الطبقة الرابعة.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة فيما قرأت عليه عن أبي نصر الحافظ ، قال (1):

أما يسار أوله ياء معجمة باثنتين من تحتها، و سين مهملة فهو: عبد الملك بن يسار الثقفي، عن أبي أمية الشّعباني، و كان قد أدرك الجاهلية، روى عنه مطر بن العلاء الفزاري.

4231 - عبد الملك بن سليمان بن داود

ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية الأموي

له ذكر.

4232 - عبد الملك بن سوّار القرشي

من ساكني الرّاهب

له ذكر.

ذكره أبو الحسن أحمد بن حميد الأزدي.

4233 - عبد الملك بن شبيب الغسّاني

حكى عن أبي وهب عبيد اللّه بن عبيد (2) الكلاعي الدمشقي.

روى عنه: محمّد بن عمر الواقدي.

و ذكر عبد الملك أنه سمع بالشام أبيات جبلة بن (3) الأيهم في تنصّره.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، قال:

ص: 20


1- الاكمال لابن ماكولا 311/1 و 315.
2- بعدها في الأصل علامة تحويل إلى الهامش، و لم يذكر في الهامش شيئا، و الكلام متصل في م. انظر ترجمته في تهذيب الكمال 238/12 عبيد اللّه بن عبيد، أبو وهب الشامي الكلاعي، روى عنه:... و عبد الملك بن شعيب الغساني.
3- «بن» سقطت من م.

فحدثني عبد الملك بن شبيب، عن أبي وهب، عن عطية بن قيس قال:

لما مر بجنازة المسور بن مخرمة (1) يوم جاءهم نعي يزيد بن معاوية، ترك أهل الشام القتال و سلّموا الأمر، و كلّموا ابن الزبير أن يطوفوا بالبيت و ينصرفوا، فأبى ابن الزبير.

4234 - عبد الملك بن صالح بن علي بن عبد اللّه

ابن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف

أبو عبد الرّحمن الهاشمي (2)

و كانت أمّه أمة لمروان بن محمّد فشراها أبوه صالح، و يقال: إنها كانت حملت من مروان والي دمشق من قبل هارون الرشيد.

استعمله بعد السندي بن شاهك، ثم حبسه خشية و ثوبه على الخلافة، ثم أطلقه الأمين و ولاّه الشام و الجزيرة سنة أربع و تسعين، و ولي المدينة و الصوائف في أيام الرشيد.

روى عن: أبيه، و عمّه سليمان بن علي، و مالك بن أنس.

روى عنه: ابنه: علي بن عبد الملك، و فليح بن إسماعيل، و عبد اللّه بن عمرو الأسدي، و عبد الملك بن قريب الأصمعي.

أنبأنا علي (3) بن محمّد بن العلاّف.

ح (4) و أخبرنا أبو المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري عنه.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن أبي جعفر، و أبو الحسن بن العلاّف.

قالا: أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمّد، أنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الكندي، أنا محمّد بن جعفر الخرائطي، نا أبو يوسف الزهري يعقوب بن عيسى، نا الزبير بن بكار، نا

ص: 21


1- مات سنة 73 خلال حصار الجيش الذي أرسل لقتال ابن الزبير، و كان المسور بن مخرمة قد انحاز إلى مكة معه، و قد أصابه حجر منجنيق (انظر سير أعلام النبلاء 391/3).
2- انظر أخباره في: تاريخ الطبري (الفهارس)، الكامل لابن الأثير بتحقيقنا (الفهارس) جمهرة ابن حزم ص 36 و المعارف ص 375 وفيات الأعيان 30/3 فوات الوفيات 398/2 النجوم الزاهرة 90/2 سير أعلام النبلاء 221/9 و ولاة دمشق للصفدي ص 74، و تحفة ذوي الألباب للصفدي 236/1.
3- من قوله: و مالك... إلى هنا سقط من م.
4- «ح» حرف التحويل سقط من م.

محمّد بن عيسى بن بكّار، عن فليح بن إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير، عن عبد الملك بن صالح، عن عمه سليمان بن علي، عن عكرمة، قال:

إنّا لمع عبد اللّه بن عبّاس عشية عرفة، إذ أقبل فتية أدمان يحملون فتى أدم من بني عذرة، قد بلي بدنه، و كانت له حلاوة و جمال، حتى وقفوه بين يديه، ثم قالوا: استشف لهذا يا ابن عم رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم، فقال: و ما به ؟ قال: فترنّم الفتى بصوت ضعيف خفي لا يبين، و هو يقول:

بنا من جوى (1) الأحزان و الحبّ لوعة *** تكاد لها نفس الشّفيق تذوب

و لكنما أبقى حشاشة معول *** على ما به، عود هناك صليب

و ما عجب موت المحبّين في الهوى *** و لكن بقاء العاشقين عجيب

ثم شهق شهقة، فمات.

قال عكرمة: فما زال ابن عباس بقية يومه يتعوّذ باللّه من الحبّ .

رواه عبد اللّه بن شبيب، عن محمّد بن عيسى، عن فليح، فقال: عن عبد اللّه بن صالح، و قد تقدم في ترجمة عبد اللّه بن صالح.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (2)،نا أبو الحسين محمّد بن علي بن محمّد، أنا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن القاسم، نا محمّد بن سعيد بن (3) عبد الرّحمن القشيري، نا موسى بن عيسى بن بحر، نا حكيم بن سيف قال:

ذكر عبيد اللّه (4) بن عمرو ذات يوم و كان عنده داود بن كثير، فقال: من آل محمّد؟ فقال عبيد اللّه كل من آمن بمحمّد، قال عبيد اللّه: كنا عند عبد الملك بن صالح فقال: يا عبيد اللّه من آل محمّد؟ قلت: كلّ من آمن بمحمّد، قال: فقال كذاك قال مالك بن أنس.

قال: و سمعت عبيد اللّه بن عمرو قال: قال عبد الملك بن صالح: العاملين عليها، قلت: ليس لكم فيها شيء، قدم علينا عبد اللّه (5) بن محمّد بن عقيل، فأتيناه بمال قد جمعناه

ص: 22


1- بالأصل:«حرى الأخوان»؟ و المثبت عن م.
2- في الأصل:«المرزفي» و في م:«المررقي» كلاهما تصحيف، و الصواب ما أثبت، مرّ التعريف به.
3- بالأصل:«عن» تصحيف، و في م:«ثنا مالك سعد بن عبد الرحمن القشيري» و الصواب ما أثبت، و هو صاحب تاريخ الرقة ترجمته في سير أعلام النبلاء 335/15.
4- في م: عبد اللّه.
5- في م: محمد بن عبد اللّه بن عقيل.

له فقال: أصدقه أم صلة ؟ قال: قلنا: صدقة، قال: إنّ الصدقة لا تحلّ لنا أهل البيت.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي، أخبرني أحمد بن عيسى، نا مساور بن شهاب، قال:

قال إسحاق (1) بن سليمان: و في سنة سبع و سبعين و مائة عزل هارون الرشيد السّندي بن شاهك عن دمشق، و استعمل مكانه عبد اللّه (2) بن صالح، و فيها انقضى أمر أبي الهيذام (3)، و توارى و استقام أمر دمشق، ثم دخلت سنة ثمان و سبعين و مائة و على كور دمشق عبد اللّه (4) بن صالح، قال: فبلغ هارون الرشيد أنه يريد الخروج عليه بدمشق، فعزله و أشخصه إلى العراق.

قال: و كتب إلي هارون الرشيد قبل أن أشخصه:

أخلائي لي شجو و ليس لكم شجو *** و كل امرئ من شجو صاحبه خلو

من أيّ نواحي الأرض أبغي رضاكم *** و أنتم أناس ما لمرضاتكم نحو

فلا حسن نأتي به تقبلونه *** و لا إن أسأنا كان عندكم عفوا

قال: فأوصلها إليّ حسين الخادم.

فقال هارون: و اللّه لئن كان قالها لقد أحسن، و إن كان رواها لقد أحسن.

قال إسحاق بن سليمان: ثم دخلت سنة تسع و سبعين و مائة و فيها عزل عبد الملك بن صالح عن دمشق و استعمل مكانه إسحاق بن عيسى (5).

و قرأت بخط أبي الحسين، أنا أحمد بن عيسى، نا مساور بن شهاب (6)،قال: قال إسحاق بن سليمان: إن عبد الملك بن صالح لما ودّعه الرشيد في وجهه إلى الشام قال له الرشيد: أ لك حاجة ؟ قال: نعم، يا أمير المؤمنين بيني و بينك بيت يزيد بن الدسة حيث يقول:

فكوني على الواشين لدى شعبه *** كما أنّ للواشي ألدّ شعوب

ص: 23


1- في م: سليمان.
2- كذا بالأصل و م هنا «عبد اللّه»؟ و الخبر في تحفة ذوي الألباب 237/1 من طريق إسحاق و فيه: عبد الملك.
3- انظر أخباره في الكامل لابن الأثير بتحقيقنا (حوادث سنة 176) و انظر الأعلام للزركلي 23/4.
4- كذا بالأصل و م «عبد اللّه»؟ انظر الحاشية السابقة.
5- هو إسحاق بن عيسى بن علي بن عبد اللّه بن عباس، أبو الحسن الهاشمي، أخباره في الوافي بالوفيات 42/8 و تحفة ذوي الألباب 237/1.
6- عن م و بالأصل: أحمد.

قال: و بعث الرشيد إلى يحيى بن خالد بن برمك أن عبد الملك بن صالح أراد الخروج عليّ و منازعتي في الملك، و قد علمت ذلك، فأعلمني ما عندك فيه، فإنّك إن صدقتني أعدتك إلى حالك الأول، و كان يحيى في الحبس، فقال: و اللّه يا أمير المؤمنين ما اطلعت من عبد الملك على شيء من هذا، و لو اطّلعت عليه لكنت صاحبه دونك لأنّ ملكك كان ملكي، و سلطانك كان سلطاني، و الخير و الشرّ كان فيه عليّ ، و كيف يجوز لعبد الملك أن يطمع في ذلك منّي، و هل كنت إذا فعلت به ذلك لفعل بي أكثر من فعلك، أعيذك باللّه أن تظنّ بي هذا الظن، و لكنه كان رجلا محتملا، فسرّني أن يكون في أهلك مثله، فوليته لما حمدت من (1)وصلت إليه لأدبه و احتماله.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (2).

قال في تسمية عمال المهدي قال: و وليها - يعني الجزيرة - عبد الملك بن صالح مرتين.

قال (3):و أقام الصائفة - يعني سنة ثلاث و سبعين - عبد الملك بن صالح بن علي.

و لم (4) تكن صائفة - يعني سنة أربع و سبعين و مائة - غير أن عبد الملك بن صالح وجّه ابنه عبد الرّحمن بن عبد الملك بن صالح فبلغ عقبة الرّكاب (5)،فأصاب سبيا و خرثيا.

و فيها (6)-يعني سنة خمس و سبعين و مائة - غزا عبد الملك بن صالح الروم و هي غزاة أقراطية (7) في أهل الثغور جميعا فأدرب من الصفصاف، و أصاب سبعة عشر ألف رأس، و قفل على درب الحدث.

و لم (8) يكن صائفة - يعني سنة ست و سبعين و مائة - و بعث عبد الملك بن صالح إلى مخلد بن يزيد بن عمر بن هبيرة يأمره أن يسير إلى دبسة (9) حتى يأتيه عبد الرّحمن بن عبد الملك بن صالح، فأتاها عبد الرّحمن بن عبد الملك ففتحها، و له حديث طويل بوقعتها.

و ولّى - يعني هارون - المدينة عبد الملك بن صالح بن علي ثم عزله، و ولى محمّد بن

ص: 24


1- كلمة غير مقروءة بالأصل و م.
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 441.
3- المصدر السابق ص 449.
4- المصدر السابق ص 449.
5- عقبة الركاب قرب نهاوند (معجم البلدان).
6- تاريخ خليفة ص 449.
7- تاريخ خليفة: أقريطية.
8- تاريخ خليفة ص 449.
9- إعجامها مضطرب بالأصل و م، و المثبت عن تاريخ خليفة.

عبد اللّه بن سليمان بن محمّد بن عبد المطّلب بن ربيعة.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم و غيره، قالوا: أنا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن عائذ، قال:

استخلف هارون بن محمّد فغزا في سنة إحدى و سبعين ابن الأصم (1)،و في سنة اثنتين و سبعين و مائة عبد الملك بن صالح، و لم يكن للناس صائفة (2) حتى غزا القاسم بن هارون أمير المؤمنين سنة ثمان و ثمانين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا الحسين بن الحسن السكري، نا محمّد بن سلاّم الجمحي، قال:

أوصى عبد الملك بن صالح لأمير السرية ببلاد الروم فقال: أنت تاجر اللّه لعباده، فكن كالمضارب الكيّس الذي إن وجد ربحا تجر، و إلاّ احتفظ برأس المال، و لا تطلب الغنيمة حتى تجوز السلامة، و كن من احتيالك على عدوّك أشدّ خوفا من احتيال عدوّك عليك.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني محمّد بن عمر، نا محمّد بن المنذر، حدثني أحمد بن إبراهيم الحدثي، نا عروة بن مروان، أخبرني الخطّاب صاحب لنا، قال:

أوصى عبد الملك بن صالح لأمير السرية ببلاد الروم فقال: أنت تاجر اللّه لعباده، فكن كالمضارب الكيّس الذي إن وجد ربحا تجر، و إلاّ احتفظ برأس المال، و لا تطلب الغنيمة حتى تجوز السلامة، و كن من احتيالك على عدوّك أشدّ خوفا من احتيال عدوّك عليك.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا عبد اللّه الحافظ ، أخبرني محمّد بن عمر، نا محمّد بن المنذر، حدثني أحمد بن إبراهيم الحدثي، نا عروة بن مروان، أخبرني الخطّاب صاحب لنا، قال:

رأيت الجفان (3) بأرض الروم على رءوس الشرط فيها الكعك و السويق و التمر، فقلت:

لأتبعنّها حتى انظر إلى من يذهب بها، قال: فجيء بها إلى رحل ابن المبارك فقالوا: بعث بها عبد الملك، فسمعته يقول للشرط : انطلقوا، لا حاجة لنا فيها، فردّها.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال (4):

سنة اثنتين و سبعين و مائة فيها عزل إسحاق بن سليمان عن المدينة، و ولي عبد الملك بن صالح.

ص: 25


1- هو سليمان بن عبد اللّه الأصم، انظر تاريخ خليفة ص 448.
2- كذا بالأصل و يفهم من عبارة خليفة في تاريخه أنه كان للناس صائفة عام 173 و 177 و 187.
3- الجفان، الواحدة جفنة، و هي القصعة الكبيرة.
4- الخبر في المعرفة و التاريخ 162/1.

أنبأنا أبو القاسم بن السّمرقندي، عن أبي تمّام الواسطي، عن أبي الحسن الدار قطني، أنا الحسن بن رشيق - إجازة - نا يموت بن المزرّع [ثنا] (1) خالي عمرو بن بحر الحافظ ، قال: قال لي عبد الرّحمن مؤدب ولد عبد الملك بن صالح: قال لي عبد الملك بعد أن خصني و صيرني وزيرا بدلا من قمامة: يا عبد الرّحمن لا تطرني في وجهي، فأنا أعلم بنفسي منك، و لا تعنّي (2) على ما يقبح، و دع عنك: كيف أصبح الأمير، و كيف أمسى الأمير؟ و اجعل مكان التقريظ (3) لي صواب الاستماع مني (4)،و اعلم أن صواب الاستماع (5) أحسن من صواب القول، فإذا حدثتك حديثا فلا يفوتنك منه شيء، و أرني فهمك في طرفك، إنّي اتّخذتك مؤدبا بعد أن كنت معلّما، و جعلتك جليسا مقرّبا بعد أن كنت مع الصبيان مباعدا، و متى لم تعرف (6)نقصان ما خرجت منه لم تعرف رجحان ما صرت إليه.

أخبرنا أبو الحسن السّلمي الفقيه، نا أبو الحسن علي بن غنائم المصري - لفظا - بدمشق، أنا أبو خازم (7) محمّد بن الحسين (8)،أنا الحسن بن أحمد، نا أبو سهل أحمد بن محمّد بن زياد، حدثني حمزة بن نصير، حدثني أبو بكر القلوسي، نا حمّاد بن إسحاق بن إبراهيم الموصلي، عن أبيه، عن جده، قال:

كنت بين يدي هارون الرشيد و الناس يعزّونه في ابن له توفي في الليل، و يهنئونه في آخر ولد له في تلك الليلة، فدخل عبد الملك بن صالح الهاشمي فقال له الفضل بن الربيع: عزّ أمير المؤمنين في ابن له توفي في هذه الليلة، و هنّه بآخر ولد فيها، فقال عبد الملك بن صالح:

يا أمير المؤمنين آجرك اللّه فيما ساءك، و لا ساءك فيما سرّك، و جعل هذه بهذه جزاء للشكر، و ثوابا للصابر.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا (9)،أنا الحسين بن القاسم الكوكبي، نا العباس (10) بن الفضل

ص: 26


1- سقطت من الأصل و أضيفت عن م.
2- الأصل:«تغيبني» و بدون إعجام في م.
3- تقرأ بالأصل و م:«التعريض» و المثبت عن المختصر 196/15.
4- ما بين الرقمين سقط من م.
5- ما بين الرقمين سقط من م.
6- الأصل: يعرف.
7- الأصل و م: حازم، بالحاء المهملة، تحريف.
8- في م:«الحسن» تصحيف، و هو: محمد بن محمد بن الحسين، أبو خازم بن الفراء، ترجمته في سير أعلام النبلاء 604/19.
9- الخبر في الجليس الصالح الكافي للمعافى بن زكريا 29/4.
10- الأصل:«نا أبو علي، نا العباس» و في م:«الكوكبي أبو علي، نا العباس» و الذي أثبتناه يوافق عبارة الجليس الصالح.

الرّبعي، نا إسحاق الموصلي، قال: كان جعفر بن يحيى يقول لإخوانه:

لا يشغلني عنكم إلاّ ما يشغلني عن نفسي، فإذا تخلّيت من الخدمة فإليكم أرجع، فإنّ السلطان لا يبقى لي، و أنتم تبقون لي ما بقيت لكم، تعالوا نتفرج يومنا هذا، فنتضمخ بالخلوق، و نلبس ثياب الحرير، و نفعل و نفعل، فأجابه إخوانه و صنعوا ما صنع، و تقدّم إلى حاجبه في حفظ الباب إلاّ من عبد الملك بن بجران (1) كاتبه، فوقع في أذن الحاجب عبد الملك، و بلغ عبد الملك بن صالح مقام جعفر في منزله، فركب، فوجد الحاجب عبد الملك قد حضر، فقال: يؤذن له و هو يظن ابن بجران (2)،فدخل عبد الملك في سواده، و رصافيته، فلما رآه جعفر اسودّ وجهه، و كان عبد الملك لا يشرب النبيذ، و هو كان سبب موجدة الرشيد عليه، فوقف عبد الملك و دعا غلامه فناوله قلنسوته و سواده، و قال: افعلوا بنا ما فعلتم بأنفسكم، ففعل و دعا برطل فشرب و قال: جعلني اللّه فداك، و اللّه ما شربته قبل اليوم، فإن رأيت أن تأمر بالتخفيف، فدعا برطلية فوضعت بين يديه، و جعل كلّما فعل من ذلك شيئا سرّي عن جعفر، فلما أراد الانصراف قال له جعفر: سل حاجتك فيما تحيط به مقدرتي مكافأة لما صنعت.

قال: إنّ في قلب أمير المؤمنين هنة فنسأله الرضا عني رضى صرفا، قال: قد رضي عنك، قال: و عليّ أربعة ألف ألف درهم دين (3) تقضيها عنّي، قال: و اللّه إنّها عندي لحاضرة و لكن تقضى من مال أمير المؤمنين فإنه أنبل لك و أحبّ إليك، قال: و إبراهيم ابني أحبّ أن أشد ظهره بصهر من أولاد الخلافة، قال: فقد زوّجه أمير المؤمنين ابنته العالية، قال: و أحبّ أن يخفق اللواء على رأسه، قال: قد ولاّه أمير المؤمنين بلاد مصر، و انصرف عبد الملك و نحن نتعجب من إقدام جعفر على قضاء حوائجه من غير استئذان، و قلنا: لعله يجاب إلى ما سأل، فكيف بالتزويج، فلما كان من الغد وقفنا بباب الرشيد و دخل جعفر، فلم يلبث أن دعي بأبي يوسف القاضي، و محمّد بن الحسن، و إبراهيم بن عبد الملك، فخرج إبراهيم و قد خلع عليه، و غفر له و زوّج، و حملت البدر إلى منزل عبد الملك، و خرج جعفر فأشار إلينا باتّباعه، ثم قال لنا: تعلّقت قلوبكم بأوّل عبد الملك فأحببتم علم آخره، إنّي لمّا دخلت على أمير المؤمنين سألني عن خبر يومي فأخبرته حتى انتهيت إلى خبر عبد الملك فجعل يقول:

ص: 27


1- الأصل: نجران، و في م بدون إعجام و فوقها ضبة، و المثبت عن الجليس الصالح.
2- الأصل: نجران، و في م بدون إعجام و فوقها ضبة، و المثبت عن الجليس الصالح.
3- الجليس الصالح:«دينا» و في م كالأصل.

أحسن و اللّه، فقال: هذا ما صنع، فإذا صنعت أنت به ؟ فأخبرته أنّي حكّمته فاحتكم و ضمنت له قضاء حوائجه، فقال لي: أحسنت و دعا بما رأيتم (1) حتى استتم له كما سأل.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، عن أبي الفتح نصر بن إبراهيم، عن أبي الحسن بن السّمسار، أنا أبو الحسن محمّد بن يوسف البغدادي، نا الحسن بن رشيق، نا يموت بن المزرّع (2)،نا الرياشي - يعني العباس بن الفرج - نا الأصمعي، قال:

كنت عند الرشيد و دعا بعبد الملك بن صالح، و كان معتقلا في حبسه، فأقبل يرفل (3)في قيوده، فلما مثل بين يديه التفت الرشيد و قد كان يحدث يحيى بن خالد بن برمك و هو يتمثل ببيت عمرو بن معدي كرب الزّبيدي الذي تمثّل به علي بن أبي طالب (4):

أريد حباءه (5) و يريد قتلي *** عذيرك من خليلك من مراد

ثم قال: يا عبد الملك كأنّي و اللّه انظر إلى شؤبوبها (6) قد همع (7)،و إلى عارضها قد لع و كأني بالوعيد قد أورى نارا، فأبرز عن براجم (8) بلا معاصم، و رءوس بلا غلاصم (9).فمهلا مهلا بني هاشم، فيّ (10)،و اللّه سهّل لكم الوعر، و صفّى لكم الكدر، و ألقت إليكم الأمور أزمتها (11)،فبدار تدرككم (12) من حلول داهية أو خبوط باليد و الرجل.

فقال عبد الملك: أتكلم (13) يا أمير المؤمنين ؟ قال: قل، قال (14):اتّق اللّه يا أمير المؤمنين فيما ولاّك، و احفظه (15) في رعاياك التي استرعاك، و لا تجعل الكفر موضع الشكر، و العقاب بموضع الثواب، فقد و اللّه سهّلت لك الوعور، و جمعت على خوفك و رجائك

ص: 28


1- الأصل و م: رأيت، و المثبت عن الجليس الصالح.
2- الخبر من طريقه في مروج الذهب 420/3.
3- أي يجرّ.
4- شعر عمرو بن معدي كرب 92.
5- في م: حياته.
6- الشؤبوب: الدفعة القوية من المطر.
7- همع: سال و انصبّ .
8- البراجم: المفاصل، و البرجمة: مفصل الإصبع.
9- الغلاصم: جمع غلصمة، و هي اللحم بين الرأس و العنق.
10- كذا بالأصل، و في م:«فتى» و في المختصر 196/15 «فبي» و اللفظة سقطت من مروج الذهب.
11- ما بين الرقمين مضطرب بالأصل و العبارة فيه:«اثنا ان متمنا فتداز تدارككم».
12- ما بين الرقمين مضطرب بالأصل و العبارة فيه:«اثنا ان متمنا فتداز تدارككم».
13- ما بين الرقمين في مروج الذهب: أ فذا أتكلم أم توأما؟ فقال: توأما. فقال:.
14- ما بين الرقمين في مروج الذهب: أ فذا أتكلم أم توأما؟ فقال: توأما. فقال:.
15- مروج الذهب: و راقبه.

الصدور، و شددت أواخي (1) ملكك بأوثق من ركن يلملم (2) و كنت كما قال أخو بني جعفر بن كلاب - يعني لبيد- (3):

و مقام ضيّق فرّجته *** ببيان (4) و لسان و جدل

لو يقوم الفيل أو فيّاله *** زلّ عن مثل مقامي و رجل (5)

فأعاده إلى محبسه، ثم أقبل على جلسائه، فقال: و اللّه لقد نظرت إلى موضع السيف من عنقه مرارا، فمنعني من قتله إبقائي على مثله.

قال: فأراد يحيى بن خالد أن يضع من عبد الملك لرضا الرشيد فقال له: يا عبد الملك - بعد أن ولّى - بلغني أنك حقود.

فقال عبد الملك: أيها الوزير إن كان الحقد هو بقاء الخير و الشرّ، إنّهما لباقيان في قلبي.

فقال الرشيد: تا للّه، ما رأيت أحدا احتج للحقد بأحسن مما احتج به عبد الملك.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمّد بن جرير الطبري (6)،قال:

ذكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل أن عبد الملك بن صالح كان له ابن يقال له عبد الرّحمن، كان من رجال الناس، و كان عبد الملك يكنى به، و كان لابنه عبد الملك لسان على فأفأة فيه، فنصب لأبيه (7) عبد الملك و قمامة فسعيا به إلى الرشيد، و قالا له: إنّه يطلب الخلافة، و يطمع فيها، فأخذه فحبسه عند الفضل بن الربيع، فذكر أن عبد الملك أدخل على الرشيد حين سخط عليه فقال له الرشيد: أ كفرا للنعمة و جحودا لجليل المنّة و التكرمة ؟ فقال:

يا أمير المؤمنين لقد بؤت إذا بالندم، و تعرّضت لاستحلال النقم، و ما ذاك إلاّ بغي حاسد

ص: 29


1- الأواخي جمع أخية و آخية: عود يعرض في الحائط ، و يدفن طرفاه فيه، و يصير وسطه كالعروة تشد إليه الدابة.
2- يلملم: جبل من الطائف على ليلتين أو ثلاث.
3- ديوان لبيد ط بيروت ص 147.
4- مروج الذهب: بلسان أو بيان أو جدل.
5- مروج الذهب:«أو زحل» و في م: و رحل.
6- الخبر في تاريخ الطبري 302/8 و ما بعدها (حوادث سنة 187) و الكامل في التاريخ بتحقيقنا (حوادث سنة 187).
7- عن م و الطبري، و بالأصل:«و لابنه». و في ابن الأثير: فسعى بأبيه هو و قمامة كاتب أبيه.

نافسني فيك مودة القرابة و تقديم الولاية، إنّك يا أمير المؤمنين خليفة رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم في أمّته، و أمينه على عترته، لك عليها فرض الطاعة، و أداء النصيحة، و لها عليك العدل في حكمها، و التثبت في حادثها، و الغفران لذنوبها، فقال له الرشيد: أ تضع لي من لسانك، و ترفع لي من جناحك، هذا كاتبك قمامة يخبر بعملك و فساد نيتك، فاسمع كلامه، فقال عبد الملك أعطاك ما ليس في عقده، و لعله لا يقدر أن يعضهني (1)،و لا يبهتني بما لم يعرفه (2) مني، فأحضر قمامة، فقال له الرشيد: تكلم غير هائب و لا خائف، قال: أقول: إنّه عازم على الغدر بك، و الخلاف عليك، فقال عبد الملك أ هو ذا يا قمامة ؟ قال: نعم، لقد أردت ختل أمير المؤمنين، فقال عبد الملك: كيف لا يكذب عليّ من خلفي و هو يبهتني في وجهي، قال له الرشيد: و هذا ابنك عبد الرّحمن يخبرني بعتوّك و فساد نيّتك، و لو أردت أن أحتجّ عليك بحجّة لم أجد أعدل من هذين لك فلم (3) تدفعها عنك ؟ فقال عبد الملك: هو مأمور، أو عاقّ (4) مجنون (5)،فإن كان مأمورا فمعذور، و إن كان عاقّا ففاجر كفور، أخبر اللّه عز و جل بعداوته و حذّر منه بقوله:

إِنَّ مِنْ أَزْوٰاجِكُمْ وَ أَوْلاٰدِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ (6) .

قال: فنهض الرشيد و هو يقول: أما أمرك فقد وضح، و لكنّي لا أعجّل حتى أعلم الذي يرضي اللّه فيك، فإنه الحكم بيني و بينك، فقال عبد الملك: رضيت باللّه حكما، و أمير المؤمنين حاكما، فإنّي أعلم أنه يؤثر كتاب اللّه على هواه، و أمر اللّه على رضاه.

قال: فلما كان بعد ذلك جلس مجلسا آخر، فسلّم لما دخل، فلم يردّ عليه، فقال عبد الملك: ليس هذا يوما أحتج فيه، و لا أجاذب منازعا و خصما، قال: و لم ؟ قال: لأنّ أوله جرى على غير السنّة، فأنا أخاف آخره، قال: و ما ذاك ؟ قال: لم تردّ عليّ السلام، و لم أنصف نصفة العوام، قال: السلام عليكم، اقتداء بالسّنّة، و إيثارا للعدل، و استعمالا للتحية، ثم التفت نحو سليمان بن أبي جعفر و هو يخاطب بكلامه عبد الملك:

أريد حباءه (7) و يريد قتلي

البيت.

ص: 30


1- تقرأ بالأصل:«يعصمني» و المثبت عن م و الطبري.
2- عن م و الطبري و بالأصل: تعرفه.
3- كذا الأصل و م، و في الطبري: فبم تدفعهما عنك ؟.
4- الأصل: عان، و المثبت عن م و الطبري.
5- كذا بالأصل و م، و في الطبري: مجبور.
6- سورة التغابن، الآية:14.
7- الطبري:«حياته».

ثم قال: و اللّه لكأنّي انظر إلى شؤبوبها قد همع، و عارضها قد لمع، و كأنّي بالوعيد قد أورى نارا تسطع (1)،فأقلع عن براجم بلا معاصم، و رءوس بلا غلاصم، فمهلا، فبي، و اللّه سهل لكم الوعر، و صفا لكم الكدر، ألقت الأمور إليكم أثناء أزمّتها، و نذار، لكم نذار، قبل حلول داهية خبوط باليد، لبوط بالرجل، فقال عبد الملك: اتّق اللّه يا أمير المؤمنين فيما ولاّك، و في رعيته التي استرعاك، و لا تجعل الكفر مكان الشكر، و لا العقاب موضع الثواب، قد نخلت لك النصيحة، و محضت لك الطاعة، و شددت أواخي ملكك بأوثق (2) من ركني يلملم، و تركت عدوك مشتغلا فاللّه اللّه في ذي رحمك أن تقطعه بعد أن بللته، يظن أفصح الكتاب لي بعضهه (3)،أو ببغي باغ ينهس (4) اللحم، و يالغ (5) الدم فقد و اللّه سهّلت لك الوعور، و ذلّلت لك الأمور، و جمعت على طاعتك القلوب في الصدور، فكم ليل تمام فيك كابدته، و مقام ضيّق لك قمته، كنت فيه كما قال أخو بني جعفر بن كلاب:

و مقام ضيّق فرّجته *** ببياني (6) و لساني و جدل

لو يقوم الفيل أو فيّاله *** زلّ عن مثل مقالي و زحل

قال: فقال الرشيد: أما و اللّه لو لا الا بقاء على بني هاشم لضربت عنقك.

قال الطبري:

و ذكر زيد بن علي بن الحسين العلوي قال: لما حبس الرشيد عبد الملك بن صالح دخل عليه عبد اللّه (7) و هو يومئذ على شرطه، فقال: أ في إذن أنا فأتكلم ؟ قال: تكلم، قال:

لا و اللّه العظيم يا أمير المؤمنين، ما علمت عبد الملك إلاّ ناصحا فعلام حبسته، قال: ويحك، بلغني عنه ما أوحشني، و لم آمنه أن يضرب بين هذين - يعني الأمين و المأمون - فإن كنت ترى أن تطلقه من الحبس أطلقناه، قال: أما إذ حبسته يا أمير المؤمنين فلست أرى في قرب المدة أن

ص: 31


1- الأصل: يسطع، و بدون إعجام في م، و المثبت عن الطبري.
2- الأصل و م، و في الطبري: بأثقل.
3- الأصل و م: بعضه، و المثبت عن الطبري.
4- الأصل:«نهش» و في م:«ينهش» و المثبت عن الطبري.
5- الأصل: بالغ، و في م:«بالع» و المثبت عن الطبري. ولغ الكلب في الإناء، يلغ و يالغ أي شرب منه.
6- الطبري: ببناني.
7- الأصل و م: عبد الملك، تحريف، و المثبت عن الطبري.

تطلقه، و لكن تحبسه محبسا كريما، يشبه محبس مثلك مثله، قال: فإنّي افعل، فدعا الرشيد الفضل بن الربيع، فقال: امض إلى عبد الملك بن صالح إلى محبسه، و قل له: انظر ما تحتاج إليه في محبسك فأمر به حتى يقام لك، فذكر قصته و ما سأل.

قال: و قال الرشيد يوما لعبد الملك بن صالح في بعض ما كلّمه: ما أنت لصالح، قال:

فلمن أنا؟ قال لمروان الجعديّ ، قال: ما أبالي أيّ الفحلين غلب عليّ ، فحبسه الرشيد عند الفضل بن الربيع، فلم يزل محبوسا حتى توفي الرشيد، فأطلقه محمّد، و عقد له على الشام، فكان مقيما بالرّقّة، و جعل لمحمّد عهد اللّه و ميثاقه: لئن قتل و هو حيّ لا يعطي المأمون طاعته أبدا، فمات قبل قتل محمّد، فدفن في دار من دور الإمارة، فلما خرج المأمون يريد الروم أرسل إلى ابن له: حوّل أباك من داري، فنبشت عظامه و حوّلت. و كان قال لمحمّد: إن خفت فالجأ إليّ ، و اللّه لأصوننّك.

و قيل (1):بينا الرشيد يسير [و] (2) في موكبه عبد الملك بن صالح، إذ هتف به هاتف و هو يساير عبد الملك، فقال: يا أمير المؤمنين، طأطئ من إشرافه و قصّر من عنانه (3)، و اشدد من شكائمه، و إلاّ أفسد عليك ناحيته، فالتفت إلى عبد الملك فقال: تقول هذا يا عبد الملك ؟ فقال عبد الملك: مقال باغ، و تشويش (4) حاسد، فقال له هارون: صدقت، نقص القوم و فضلتهم، و تخلّفوا و تقدّمتهم حتى برز شأوك، و قصّر عنه غيرك، ففي صدورهم جمرات التخلّف، و حزازات البغض (5)،فقال عبد الملك: لا أطفأها اللّه و أضرمها عليهم حتى تورثهم (6) كمدا دائما أبدا.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم عنه، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم، أنا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي، حدثني حسن بن الفهم، نا محمّد بن أيوب... (7)،عن أبيه، قال: قال إبراهيم بن المهدي:

ص: 32


1- تاريخ الطبري 306/8.
2- الزيادة عن الطبري.
3- الأصل: عتابه، و المثبت عن م و الطبري.
4- كذا بالأصل و م، و في الطبري: دسيس.
5- الأصل و م، و في الطبري: النقص.
6- في الأصل: يورثهم، و المثبت عن م و الطبري.
7- غير مقروءة بالأصل و م و رسمها: المسى.

سمعت عبد اللّه (1) بن صالح بعد إخراج المخلوع (2) له من حبس الرشيد، و قد ذكر ظلم الرشيد إياه، و حبسه له على التّهمة و الحسد، يقول:

و اللّه إن الملك لشيء ما تمنّيته و لا نويته، و لا قصدت إليه، و لا ابتغيته و لو أردته لكان أسرع إليّ من السيل إلى الحدود، و من النار في يبس العرفج (3)،و إنّي لمأخوذ بما لم أجن، و مسئول، عمّا لا أعرف، و لكنه حين رآني للملك قمنا، و للخلافة خطرا، و رأى لي يدا تنالها إذا مدّت، و تبلغها إذا بسطت، و نفسا تكمن بخصالها، و تستحقها بخلالها، و إن كنت لم أختر تلك الخصال، و لم أترشح لها في سرّ، و لا أشرت إليها في جهر، و رآها تحنّ إليّ حنين الوالد، و تميل نحوي ميل الهلوك، و حاذر أن ترغب إلى خير مرغوب، و تنزع إلى خير منزوع، عاقبني عقاب من قد سهر في طلبها، و نصب في التماسها، و تقدّر لها بجهده، و تهيأ لها بكلّ حيلته.

فإن كان حبسني على أنّي أصلح لها و تصلح لي و أليق بها و تليق بي، فليس ذلك بذنب فأتوب منه، و لا جرم فأرجع عنه، و لا تطاولت لها، فأحتسب، و لا تصديتها فأحيد عنها، فإن زعم أنه لا صرف لعقابه، و لا نجاة من إغضابه إلاّ بأن أخرج له من الحلم، و العلم، و أتبرأ إليه من الحزم و العزم، فكما لا يستطيع المضياع أن يكون حافظا، و لم يملك العاجز أن يكون حازما كذلك العاقل لا يكون جاهلا، و لا يكون الذكي بليدا، و سواء عاقبني على شرفي و جمالي، أو على محبة الناس إياي، و لو أردتها لأعجلته عن التفكير و شغلته عن التدبير، و لما كان من الخطاب إلاّ اليسير و من بذل الجهد إلاّ القليل غير أني و اللّه - و اللّه شهيد لي - أرى السلامة من تبعاتها غنما، و الخفّ من أوزارها حظا، و السلام على من اتّبع الهدى.

كذا كان في الأصل، و الصواب عبد الملك بن صالح لأنه هو الذي كان في السجن، فأما عبد اللّه بن صالح أخوه فإنه مات سنة ست و ثمانين و مائة، قبل موت الرشيد و ولاية محمّد المخلوع بأعوام.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة، قال:

ص: 33


1- كذا الأصل:«عبد اللّه» و في م:«عبد العزيز» و كلاهما تصحيف. و الصواب:«عبد الملك»، و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب.
2- يعني محمدا الأمين، الخليفة بعد موت هارون الرشيد سنة 193.
3- العرفج: من نبات الصيف، سريع الاشتعال بالنار.

و فيها - يعني سنة ست و تسعين و مائة - مات عبد الملك بن صالح بن علي بالرّقّة (1).

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: و فيها - يعني سنة ست و تسعين و مائة - مات عبد الملك بن صالح الهاشمي.

و ذكر أبو حسان الزيادي: أنه مات في جمادى الآخرة منها.

و كذا ذكر أبو بكر بن كامل القاضي (2).

آخر (3) الجزء الخامس و العشرين بعد الأربعمائة من الفرع (4).

> ذكر من اسمه عبد المغيث< (5)

4235 - عبد المغيث بن زهير بن زهير البغدادي الحربي الحنبلي

سمع الحديث من أبي القاسم بن الحصين، و أبي بكر صهر هبة، و أبي البركات الأنماطي، و من جماعة سواهم.

و قدم دمشق مضاربا في تجارة لسعد الخير بن محمّد الأندلسي.

و تولى في مدرسة الحنابلة.

و روى شيئا من الحديث في حلقتهم، و هو الآن حي ببغداد.

قرأت من شعره بخطه:

يا عزّ من سمحت له أطماعه *** إن بات ذا عدم خفيف المزود

فالياس عزّ فادرعه وصل به *** تتلى السيادة في سبيل أقصد

و الحرّ من نزلت به أزمانه *** في جنب مكرمة و حسن تسدّد

ص: 34


1- لم يذكر خليفة في طبقاته و لا في تاريخه وفاة عبد الملك في سنة 196 ه .
2- ذكر المسعودي في مروج الذهب 483/3 أنه مات سنة 197 ه بالرقة.
3- ما بين الرقمين سقط من م هنا، و جاء فيها بعد ترجمة عبد المغيث التالية مباشرة.
4- ما بين الرقمين سقط من م هنا، و جاء فيها بعد ترجمة عبد المغيث التالية مباشرة.
5- كذا بالأصل و م ورد هنا من اسمه عبد المغيث، و وردت فيهما هذه الترجمة هنا، و حقها أن تقدم قبل «من اسمه عبد الملك».

لم تشتكي للنائبات إذا عرت *** صولا على الأعداء غير مغتد

في ذا ينافس كلّ قبل أروع *** سمح خليفته كريم المحتد

هذا هو أوّل الجزء.

4236 - عبد الملك بن صدقة بن عبد اللّه بن جندب

[روى] عن أبيه.

روى عنه الحكم بن موسى.

أخبرنا أبو محمّد عبدان بن زرّين (1) المقرئ، و أبو الفتح ناصر بن عبد الملك قالا:

أنا نصر اللّه بن محمّد، نا نصر اللّه - إملاء-.

ح (2) و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا عبد المحسن بن محمّد بن علي.

قالا (3):أنا أبو الفرج عبد الوهاب بن الحسين (4) بن عمر بن برهان البغدادي، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن عبيد الدقاق، نا إبراهيم بن عبد اللّه - هو ابن أيوب المخرّمي (5)-نا الحكم بن موسى، نا عبد الملك بن صدقة الدمشقي، عن أبيه، عن هشام الكناني (6)،عن أنس بن مالك، عن النبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم عن اللّه تبارك و تعالى قال:«من أهان لي وليا، فقد بارزني بالمحاربة»[7417].

رواه أبو عبد اللّه أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، عن الحكم بن موسى، عن أبي عبد الملك الحسن بن يحيى بن الحسين، عن صدقة، فيحتمل أنه كان عبد الحكم عنهما جميعا، و الأظهر أنه خطأ، و اللّه أعلم، فإنّا لم نجده إلاّ من هذا الوجه.

4237 - عبد الملك بن عبد اللّه بن يزيد بن عبد الملك بن مروان الأموي

كانت له ناحية من المهدي.

له ذكر.

ص: 35


1- الأصل: رزين، بتقديم الراء، و الصواب زرين بتقديم الزاي قارن مع المشيخة 133/ب.
2- «ح» حرف التحويل، سقط من م.
3- بالأصل: قال. و المثبت عن م.
4- أقحم بعدها في م:«ثنا» قارن مع المشيخة 133/ب.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 196/14.
6- عن م و بالأصل: الكتاني.

4238 - عبد الملك بن عبد العزيز بن الوليد

ابن عبد [الملك] (1) بن مروان (2)

و أمّه ميمونة (3) من ولد أبي بكر الصدّيق.

كان يرشّح للخلافة، و ذكر أن يزيد بن الوليد كان وعده أن يجعله ولي عهده فلم يف له، و أنه أتى مروان بن محمّد بدير أيوب (4) فسقاه سمّا، فانصرف من عنده و هلك، له ذكر.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال (5):

فولد عبد العزيز بن الوليد: عبد الملك، و عتيقا، و أمّهما: ميمونة بنت عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبي بكر الصدّيق، و قد تزوج عبد الملك بن عبد العزيز أمّ هشام بنت هشام بن عبد الملك، و كان تزوّج بها قبله يزيد بن الوليد بن عبد الملك، و لم يدخل بها، فتزوجها بعده، ثم خلف عليها عبد اللّه بن مروان بن محمّد بن مروان.

4239 - عبد الملك بن عبد الكريم

أبو الأصبغ الطّبراني

سمع بدمشق: أبا زرعة عبد الرّحمن بن عمرو النّصري (6)،و بغيرها: محمّد بن عبد الرّحمن بن عمر الإمام، و بكّار بن قتيبة القاضي بالصّنّبرة (7)،و فهد بن موسى الإسكندراني، و محمّد بن سليمان بن بزيع الرّملي، و هاشم بن مرثد الطّبراني، و أحمد بن مسعود بن الربيع المقدسي، و ابن أبي حمّاد الحمصي.

روى عنه أبو علي الحسن بن عبد اللّه بن سعيد الكندي الحمصي (8).

أخبرنا أبو الحسن علي بن يحيى بن رافع النابلسي، أنا أبو الحسن علي بن

ص: 36


1- بياض بالأصل، و اللفظة أضيفت عن م.
2- نسب قريش ص 165.
3- و هي ميمونة بنت عبد الرحمن بن عبد اللّه بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق (كما في نسب قريش).
4- دير أيوب: قرية بحوران من نواحي دمشق (معجم البلدان).
5- الخبر في نسب قريش للمصعب ص 165 و 167 فكثيرا ما كان الزبير بن بكار يأخذ عن عمه المصعب.
6- في م: البصري، تصحيف.
7- الصّنّبرة بالكسر ثم الفتح و التشديد ثم سكون الباء الموحدة: موضع بالأردن مقابل لعقبة أفيق. بينه و بين طبرية ثلاثة أميال (معجم البلدان).
8- ترجمته في سير أعلام النبلاء 415/16.

الحسن بن عبد السلام بن الحزوّر، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الرّبعي، أنا أبو علي الحسن بن عبد اللّه بن سعيد الفقيه - ببعلبك - نا أبو الأصبغ عبد الملك بن عبد الكريم الطّبراني - بطبرية - نا فهد بن موسى، نا الحارث بن مسكين، عن عبد اللّه بن وهب، عن عبد اللّه بن لهيعة، عن سلمان بن كيسان، عن الحسن، عن أبي هريرة، قال:

قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم:«أ لا أعلّمك كلمات تعمل بهنّ ، و تعلّمهن الناس ؟ كن ورعا تكن أعبد الناس، و اقنع بما رزقك اللّه تكن أغنى الناس، و أحبّ للناس ما تحبّ لنفسك تكن مؤمنا، و أحسن إلى من جاورك تكن مسلما، و لا تكثر الضحك، فإنه يميت القلب»[7418].

4240 - عبد الملك بن عبد الواحد بن سليمان

ابن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي

له ذكر و عقب من ابنه سليمان بن عبد الملك بن عبد الواحد.

4241 - عبد الملك بن عبد الوهاب بن عبد الملك

ابن محمّد بن عبد الصمد بن المهتدي باللّه

أبو الفضل الهاشمي

قال: لنا أبو محمّد بن الأكفاني: توفي الشريف أبو الفضل عبد الملك بن عبد الوهاب بن المهتدي الهاشمي في شهور سنة اثنتين و ستين و أربعمائة، و كان على مذهب الأشعري، رحمه اللّه تعالى.

4242 - عبد الملك بن عبد الوهاب

أبو عبد الرحيم المطّلبي

حدث بدمشق عن أبي الفتح الفرج بن عبد اللّه الغزنوي (1).

كتب عنه نجا بن أحمد.

قرأت بخط نجا بن أحمد بن عمرو (2) بن حرب، و أنبأنيه أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - عنه أنا أبو عبد الرحيم عبد الملك بن عبد الوهاب القعنبي المطّلبي، قدم علينا في

ص: 37


1- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى غزنة، و هي قصبة زابلستان الواقعة في طرف خراسان، بينها و بين الهند.(انظر معجم البلدان).
2- في م: عمر.

شهور سنة أربعين و أربعمائة، أنا أبو الفتح الفرج بن عبد اللّه الذّهبي الغزنوي باليمن، نا أبو منصور محمّد بن أحمد الفارسي البيّاع، نا الشريف أبو القاسم علي بن أحمد الخزاعي، نا أبي أبو بكر أحمد بن محمّد المراغي، نا أبو سعيد الحسن بن علي البصري - ببغداد - إملاء، نا خراش بن عبد اللّه، نا مولاي أنس بن مالك، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم:«الصّوم جنّة» (1)[7420].

4243 - عبد الملك بن أبي عبيدة

ابن الوليد بن عبد الملك بن مروان الأموي

كان يسكن العبّادية (2) من إقليم بيت الأبّار، له ذكر.

ذكره أبو الحسن بن أبي العجائز، و ذكر ابنا له اسمه عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي عبيدة رجل شاب.

4244 - عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز

ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية الأموي (3)

أمّه أم ولد كان رجلا صالحا يعين أباه على ردّ المظالم، و يحثّه على ذلك، و مات في حياة أبيه.

روى عنه زيد بن أسلم.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار قال:

و من ولد عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم: عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز.

كان عونا لأبيه على العدل، و قال لأبيه في أصحابه: أنفذ فيهم أمر اللّه، و إذا جاشت بي و بك القدور.

ص: 38


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن هامشه، و بعده كلمة: صح صح.
2- من قرى المرج،(معجم البلدان).
3- حلية الأولياء 353/5.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني (1)،أنا أبو القاسم تمّام بن محمّد، نا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة، قال في تسمية ولد عمر بن عبد العزيز:

عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر [ثنا] (2) أبو الميمون، نا أبو زرعة، قال في كتاب الاخوة و الأخوات في ذكر أهل الشام منهم:

عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز، روى عنه زيد بن أسلم، توفي في حياة أبيه.

أنبأنا أبو علي (3) الحداد، أنا أبو نعيم (4)،نا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، نا أحمد بن الحسين، نا أحمد بن إبراهيم الدورقي، نا يحيى بن يعلى المحاربي، نا بعض مشيخة أهل الشام، قال كنا نرى أن عمر بن عبد العزيز إنّما أدخله في العبادة ما رأى من ابنه عبد الملك.

قال (5):و نا أبو حامد بن جبلة، نا محمّد بن إسحاق، نا الفضل بن سهل، نا يزيد بن هارون، أنا عبد اللّه بن يونس الثقفي، عن سيّار أبي الحكم، قال:

قال ابن لعمر بن عبد العزيز يقال له عبد الملك - و كان يفضل على عمر:- يا أبة، أقم الحقّ و لو ساعة من نهار.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران، أنا أبو علي الحسين بن صفوان، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني عون بن إبراهيم، نا هشام بن عمّار، نا عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، عن أبيه أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى ابنه عبد الملك:

أما بعد، فإنّي أحضّك على الشكر للّه الذي اصطنع عندك من نعمه، و آتاك من كرامته، فإنّ نعمته يمدّها شكره، و يقطعها كفره، و أكثر ذكر الموت التي لا تدري متى يغشاك، و ذكر يوم القيامة و هوله و شدّته، فإنّ ذلك عونا حسنا على الزهادة فيما زهدت، و الرغبة فيما رغبت فيه، و كن مما أوتيت من الدنيا على حذر، فإنّه من أمن ذلك و لم يتوقّه أو شكت الصرعة أن تدركه في العمار حتى يضيع بعض الذي لا ينبغي له إضاعته، و أكثر النظر في دنياك التي تذهب

ص: 39


1- في م: الكناني، تصحيف.
2- سقطت من الأصل و أضيفت عن م.
3- في م: القاسم، تصحيف.
4- الخبر في حلية الأولياء 353/5-354 و سيرة عمر لابن الجوزي ص 297.
5- القائل أبو نعيم، و الخبر في الحلية 353/5 و سيرة عمر لابن الجوزي ص 299.

آخرتك ما لم تعاهدها، و اقتصر على ما أمرت به، فإن فيه شغلا عما نهيت عنه، و في الحقّ سعة لأهله على ما كان من شدّته و ثقله، و اعلم أنّ ذلك إمام الأعمال الصالحة، و أن عملا لم يكن الحق قائده و إمامه عمل لا يزكو به صاحبه، و احذر نفسك و اتّهمها، و لا تحملها على الرخاء و الدّعة، و احملها على مكروهها، و أكثر الصّمت فإنه زعة من الخطايا، و سلامة من الشرّ، ثم أنزل الدنيا منزل ظعن، فإنك مفارقها إلى غيرها، و لن تدرك الآخرة حتى تؤثرها على دنياك، و لا تستحق العلم حتى تؤثره على الجهل، و لا الحقّ حتى تذر الباطل، فلا يكوننّ الحقّ عندك ضعيفا، و لا الباطل لك أخا و صاحبا.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا حرملة بن عمران، حدثني سليمان بن حميد (1).

أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى عبد الملك بن عمر ابنه:

ليس من أحد من الناس رشده و صلاحه أحبّ إليّ من رشدك و صلاحك، إلاّ أن يكون والي عصابة من المسلمين، أو من أهل العهد، يكون لهم في صلاحه ما لا يكون لهم في غيره، أو يكون عليهم من فساده، ما لا يكون عليهم (2) من غيره.

رواه يعقوب بن سفيان (3)،عن عبدان (4) بن عثمان، عن ابن المبارك.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو الفضائل ناصر بن محمود بن علي، قالا: أنا الفقيه أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن الوليد الأنصاري، أخبرني محمّد بن أحمد فيما كتب إليّ ، أخبرني جدي عبد اللّه بن علي اللّخمي، أنا عبد اللّه بن يونس، أنا بقي بن مخلّد، نا أحمد بن إبراهيم الدّورقي، نا منصور بن أبي مزاحم، نا شعيب - و هو ابن صفوان - عن الفرات - يعني ابن السّائب - عن ميمون بن مهران (5).

أن عمر بن عبد العزيز قال له:

ص: 40


1- الكتاب من طريقه، ذكره ابن الجوزي في سيرة عمر بن عبد العزيز ص 7
2- في سيرة عمر: لهم.
3- المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 590/1.
4- كذا بالأصل و م، و في المعرفة و التاريخ: عبد اللّه بن عثمان.
5- من طريقه رواه ابن الجوزي في سيرة عمر بن عبد العزيز ص 302

إنّ ابني عبد الملك آثر ولدي عندي، و قدرين (1) من على علمي بفضله، فاستبره (2) لي، ثم ائتني بعلمه، و أدبه و عقله، و انظر هل ترى منه ما يشاكل نحوه، فإنه شاب.

قال: فخرجت إلى عبد الملك و ذكر دخوله عليه و ما جرى بينهما إلى أن قال: فلما كان في آخر ذلك أتاه غلام له فقال: أصلحك اللّه قد فرغنا مما أمرتنا به، فقلت: ما هذا الذي فرغ منه ؟ قال: الحمام أخلاه لي، قال: قلت: لقد كنت أعجبتني و وقعت مني كلّ موقع حتى سمعت هذه، فاسترجع و ذكر و قال: و ما ذاك يا عمّاه ؟ قلت: رأيت الحمّام أ لك هو؟ قال: لا، قلت: فما دعاك إلى أن تطرد عنه غاشيته و تدخل وحدك كأنك تريد بذلك الأبهة، فتكسر على صاحب الحمّام غلته، و يرجع من جاءه متعنتا.

قال: أما صاحب الحمّام فإنّي أرضيه فأعطيه غلّة ذلك اليوم، قلت: هذه نفقة سرف يخالطها كبر، فما منعك أن تدخل الحمّام مع الناس و أنت كأحدهم ؟ قال: و الذي عظم حقه عليّ ما يمنعني منه إلاّ أن رعاعا من الناس يدخلون بغير أزر فكرهت أن أعاين عورة امرئ مسلم، و كرهت أدبهم على الأزر فيضعون ذلك على سلطاننا، خلصنا اللّه منه كفافا، فقد وعظتني موعظة انتفعت بها، فاجعل لي من هذا فرجا، قال: فقلت له: أدخله ليلا إذا رجع الناس إلى رحالهم، فلم يدخله أحد فقال: لا جرم لا أدخله نهارا و لو لا شدة برد بلادنا ما دخلته ليلا و لا نهارا، فأقسمت عليك لتكتمنّ هذه عن أبي، فإنّي مفتيك (3)،و إني أكره أن تظل طرفة عين علي من دهره واحدا لعل الأجل يحول دون الرضا مما فيه سخطه، قلت له: أ فرأيت إن سألني هل رأيت منه شيئا نقمت عليه فيه أ تأمرني أن أكذب، و إنما... (4) عقله مع ورعه، فقال: معاذ اللّه، و لكن قل: و لقد رأيت عيبا فأفطنته له فأسرع إلى ما أحببت، فإنه لن يسألك عن التفسير لأن اللّه تعالى قد أعاذه من بحث ما ستر اللّه عز و جل، قال: فلم أر شابا و لا واليا مثلهما.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا يحيى بن محمّد بن صاعد، أنا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا حرملة بن عمران، حدثني رجل أنه سمع ميمون بن مهران قال:

ص: 41


1- في سيرة عمر لابن الجوزي: زين في عيني، و قد أعجبت به، و ما أرى إلاّ الهوى قد غلب على علمي بفضله.
2- في م:«فاستعزه لي»؟ و سبر الشيء؛ حزرة و خبره و السبر: التجربة.
3- في م: متبعك.
4- الكلمة غير مقروءة بالأصل و م.

قال لي عمر بن عبد العزيز: أ ما دخلت على عبد الملك - يعني ابنه - قال: فأتيت الباب، فإذا وصيف فقلت له: استأذن عليه فقال: أدخل فإنه عنده الناس أو أميرهم، فدخلت عليه، فقال: من أنت: قلت: ميمون بن مهران، فعرف، ثم حضر طعامه، فأتي بقلية مدنية - و هي عظام اللحم - ثم أتى بثريدة قد ملئت خبزا و شحما، ثم أتى بتمر و زبد، فقلت: لو كلّمت أمير المؤمنين، فخصك منه بخاصة ؟ فقال: إنّي لأرجو أن يكون أو فى حظا عند اللّه من ذلك، أي في ألف كان سليمان ألحقني فيهما، و اللّه لو كان إلى أبي في نفسي ما فعل (1) و لي غلّة بالطائف إن سلمت لي أتاني منها غلّة ألف درهم، فما أصنع بأكثر من ذلك، فقلت في نفسي:

أنت لأبيك.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد، عن نصر بن إبراهيم، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن الوليد الأنصاري، أنا محمّد بن أحمد أبو عبد اللّه فيما كتب إلي، أخبرني جدي عبد اللّه بن محمّد بن علي اللّخمي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن يونس، أنا بقي بن مخلد، نا الدّورقي، نا عبد اللّه بن جعفر الرّقّي، نا أبو المليح، عن ميمون بن مهران قال:

أتيت عمر بن عبد العزيز فجلست إليه، فتحدثنا، فلما أردت القيام قال لي: ألقيت عبد الملك ؟ قلت: لا، قال: فالقه، قال: فأتيته، فقلت لغلامه: استأذن لي، قال: هو داخل عند أهله، قال: قلت: قل هذا ميمون بن مهران يريد الدخول، فإن أذن لي دخلت و إن لم يأذن انصرفت، قال: فقام على الباب، فقال: هذا ميمون بن مهران يريد الدخول، قال: فسمعته يقول: أدخل، قال: فدخلت فإذا خوان بين يديه عليه ثلاثة قرصة (2) و قصعة فيها شيء من ثريد، فقال: ادن فاطعم، قال: فما منعني من الأكل معه إلاّ بقاء عليه، فاعتللت له بشيء، فلما فرغ رفع طنفسة تحته، فتناول من تحتها فلوسا ثم دعا غلامه فقال: اذهب فجئنا بعنب، قال:

فجاء بشيء صالح، فألقاه على الخوان، قال: و العنب يومئذ رخيص، لأن عمر منعهم العصير، قال: فقال: إن كان إنّما منعك من الأكل معنا الإبقاء علينا فكل من هذا فإنه رخيص، قلت: من أين معاشك ؟ قال: أرض لي أستدين عليها، فإن أتى على رقبتها بعت فقضيت، فقلت: فلعلك تستدين من رجل يشق عليه حبسك، و هو يجعل ذاك لك لمكانك من أمير

ص: 42


1- الأصل: فافعل، و المثبت عن م.
2- قرصة جمع قرصة و قرص، و هي الخبزة، و تجمع أيضا على أقراص و قرص (تاج العروس بتحقيقنا: مادة: قرص).

المؤمنين، قال: لا، إنما هي دراهم لصاحبي استقرضتها منه، فإذا أتى علي ثمن الأرض بعته فقضيتها، قلت: أ فلا أكلّم لك أمير المؤمنين يجري عليك رزقا يسعك و يسع أهلك ؟ قال:

و ترى ذاك ؟ قال: قلت: نعم، قال: لكني و اللّه ما أراه، و اللّه ما يسرني أن أمير المؤمنين [ (1) أجرى عليّ شيئا من صلب ماله خاصة عليّ دون إخوتي الصغار، فكيف يجري عليّ من فيء المسلمين.

قال: و أنا بقي بن مخلد، ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي حدّثني يحيى بن يعلى بن الحارث المحاربي، حدثني أبي قال: سمعت سليمان بن حبيب المحاربي فقال:

كنت قاعدا على باب عمر بن عبد العزيز أنتظر الإذن، و كان لا يأذن لأحد من الناس مسلمة و لا غيره إذا كان على....... (2) يتوضأ أو يصلي أو ينظر في مصحف و يأذن لهم في ما سوى ذلك، قال: فانتظرته قليلا، فظننا أنه يتوضأ و عبد الملك بن عمر جالس. قال:

فقلت له: خصك أمير المؤمنين أو جعل لك فراشين أو مطبخا أو قررك بشيء من المال أو سماه لك ؟ قال: لو أني لفي كفاية من اللّه عزّ و جل ما أحتاج إلى ذلك. قال: فقلت: إنك غلام شاب، و الشاب يتبع نفسه و يدعوه إلى أشياء.

قال: فأقبل عليّ بوجهه ثم قال: ويحك يا سليمان بن حبيب، إن اللّه قد أحسن إلى أمير المؤمنين و تولاه، و أحسن معونته منذ ولاه، فليس للناس فيه مقال.

ثم نظر عبد الملك إلى ذباب واقع على الحائط ، قال: و اللّه لأن يخرج نفس أمير المؤمنين أحب إليّ من [أن] يخرج نفس هذا الذباب.

قال: قلت سبحان اللّه كل هذا يقوله في أمير المؤمنين، قال: و كيف لا أقوله و لم يزل عبد ولي في نعم اللّه و عافية في عنايته بالعامة و الخاصة و سيرته الحسنة الجميلة، و لست آمن عليه أن ؟ يحبه (3) بعض ما يصرفه عن دينه، و اللّه لأن يموت على هذه الحال أحب إليّ من أن يموت قد دخل في بعض ما يتخوف عليه. ثم أذن لنا، فدخلنا فقال عمر لسليمان بن حبيب:

لقد أسمع سلاما و همهمة على الباب، فمن كان معك ؟ قال: ما عداي و عبد الملك أحد، فقال: ما كنتم تذكرون (4)؟قال: فقلت له: يا أمير المؤمنين لأجربه فأنظر كيف مذهبه و عقله،

ص: 43


1- من هنا بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن م.
2- كلمتان غير واضحتين في م.
3- كذا رسمها في م.
4- في م: تذكروا.

فقلت له: هل خصك أمير المؤمنين بشيء؟ أو جعل لك مطبخا؟ أو جعل لك فراشين ؟ أو أقررك بشيء من المال ؟ قال: إني لفي كفاية و نعمة من اللّه عظيمة، و ما أحتاج إلى ذلك مع أمير المؤمنين ما أبقى اللّه أمير المؤمنين، قال: فكسر عليّ كلامي و حجتي، قال: ثم ابتدأني فقال لي: يا سليمان، إن أمير المؤمنين قد صنع اللّه به خيرا، و سدده و وفقه، و أعانه على ما هو عليه إلى يومي هذا، قال: ثم نظر إلى ذباب الحائط واقع، فقال: يا سليمان و اللّه لأن تخرج نفس أمير المؤمنين أحبّ إليّ من أن تخرج نفس هذا الذباب، قال: فأعظمت ذلك، قال: فكان هذا أعظم عندي من الأمر الأول، قال: قال يا سبحان اللّه يقول هذا لأمير المؤمنين، قال: فقال:

إن أمير المؤمنين قد صنع اللّه به خيرا منذ ولاه اللّه سدده و وفقه إلى يومي هذا، و ليس الناس فيه مقال، فلان يقبضه اللّه على هذه الحال أحب إليّ من أن يحبه ؟ (1) أمرا.... (2) يصرفه عن دينه أو ما هو عليه. قال: فلا أدري أي الأمرين كان أعجب إلي منه الأمر الأول أو الثاني.

قال: فقال عمر: سبحان اللّه، ينطلق إلى غلام حديث السن متشرب قلبه حب الدنيا من مطبخ و فراشين و مال، بئس ما قلت يا أبا سليمان، قال: فقد أجابني جواب يا أمير المؤمنين و حرج من قوله و هذا الآخر قد خرج أيضا.

كتب إليّ أبو بكر يحيى بن إبراهيم بن عثمان الإسكندراني منها، حدثنا أبو بكر الخطيب بدمشق، أنا أبو الحسين بن بشران، أن أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، ثنا علي بن محمد، ثنا عبد اللّه بن صالح، حدثني يعقوب بن عبد الرحمن عن أبيه قال:

أمر عمر بن عبد العزيز غلامه بأمر، فغضب عمر، فقال له ابنه عبد الملك: و هو معه:

يا أبتاه، ما هذا الغضب و الاختلاط؟ فقال له عمر: إنك لمحتكم، يا عبد الملك ؟ فقال له عبد الملك: لا و اللّه، ما هو التحكم، و لكنه الحكم.

قال: و قال عمر بن عبد العزيز: لو لا أن أكون زيّن لي من أمر عبد الملك ما يزين في عين الوالد من الولد لرأيت أنه أهل الخلافة.

أنبأنا أبو علي الحداد و أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي، قالا: أنا أبو الفتح منصور بن الحسين، أنا أبو بكر بن المقرئ نا أبو عروبة الحراني،[نا] (3) سليمان بن

ص: 44


1- كذا رسمها في م.
2- بدون إعجام في م و رسمها:«ومسه».
3- سقطت من م، زيادة للإيضاح، انظر ترجمة أبي عروبة الحراني الحسين بن محمد بن أبي معشر في سير أعلام النبلاء 510/14.

سيف (1)،ثنا عفان، نا جويرية بن أسماء، حدثني (2) إسماعيل بن أبي حكيم قال:

غضب عمر بن عبد العزيز يوما، و اشتبه غضبه، و عبد الملك بن عمر، فلما رآه قد سكن غضبه، قال: أنت يا أمير المؤمنين في قدر نعمة اللّه عليك، و موضعك به، و ما رآك اللّه من أمر عباده يبلغ بك الغضب ما أرى.

قال: كيف قلت: فأعاد عليه، قال: أ ما يغضب يا عبد الملك، قال؛ ما يعني سعة جوفي إن لم أردد الغضب... (3) لا يظهر منه ما أكره.

قال: و ثنا أبو عروبة، ثنا عمرو بن عثمان، ثنا خالد بن يزيد بن معاوية قال: دخل عبد الملك على عمر، فقال يا أمير [المؤمنين] (4) ما ذا تقول لربك إذا أتيته و قد تركت حقا لم تحيه، و باطلا لم تمته ؟ قال: اقعد يا بني، إن آباءك و أجدادك خدعوا الناس عن الحق، فانتهت الأمور إليّ ، و قد أقبل شرها، و أدبر خيرها، و لكن، أ ليس حسبي جميلا ألاّ تطلع الشمس عليّ في يوم إلاّ أحييت فيه حقا، و أمتّ فيه باطلا حتى يأتيني الموت و أنا على ذلك ؟.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب بن سفيان (5)،ثنا أبو بشر (6) نا سعيد (7)،ثنا جويرية بن أسماء قال:

قال عبد الملك بن عمر: يا أمير المؤمنين ما يمنعك أن تنفذ (8) لرأيك في هذا الأمر، فو اللّه ما كنت أبالي أن تغلي بي و بك القدور في هذا (9) الأمر.

قال: فقال له: يا بني، أروض الناس رياضة الصعب، فإن اللّه أبقاني مضيت لنيتي و رأيي، و إن عجلت على منيتي فقد علم اللّه نيتي، إني أخاف إن بادهت (10) الناس بالتي تقول

ص: 45


1- في م: يوسف، تصحيف، و الصواب ما أثبت ترجمته في تهذيب الكمال 63/8 وانر ترجمة عفان بن مسلم في تهذيب الكمال 100/13.
2- في م:«حذابن» كذا، و لعل الصواب ما أثبت، انظر ترجمة إسماعيل بن أبي حكيم في تهذيب الكمال 154/2 و فيها روى عنه: جويرية بن أسماء.
3- كلمة غير واضحة في م.
4- سقطت من م.
5- الخبر في المعرفة و التاريخ 617/1.
6- هو بكر بن خلف البصري، أبو بشر، ترجمته في تهذيب الكمال 133/3.
7- هو سعيد بن عامر الضبعي، ترجمته في تهذيب التهذيب 125/2.
8- عن المعرفة و التاريخ و بالأصل: ينفذ.
9- في المعرفة و التاريخ: في نفاذ هذا الأمر.
10- في م:«ما ذهب» تصحيف، و الصواب عن المعرفة و التاريخ.

أن يلجئوني إلى السيف، و لا خير في خير لا يجيء إلا بالسيف، و لا خير في خير لا يجيء إلاّ بالسيف، و جل يرددها مرارا.

أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد و أبو بكر محمد بن عبيد اللّه بن الزاغوني قالا: أنا عبد اللّه بن أحمد السكري نا أحمد بن محمد بن موسى، ثنا حمزة بن القاسم، ثنا حنبل بن إسحاق ثنا عفان بن مسلم، ثنا جويرية بن ثنا نافع قال:

قال عبد الملك بن عمر لعمر بن عبد العزيز: يا أمير المؤمنين ما يمنعك أن تمضي للذي تريد (1)،و الذي نفسي بيده، ما أبالي لو غلت بي و بك القدور، و حق هذا منك يا بني ؟ قال: نعم، و اللّه. قال: الحمد للّه الذي جعل لي من ذريتي من يعينني على أمر ديني، يا بني لو بادهت (2) الناس بالذي تقول لم (3) أن ينكروها، فإن أنكروها لم أجد بدا من السيف، و لا خير في خير لا يجيء إلاّ بالسيف، يا بني إني أروض الناس رياضة الصعب، فإن بطأ بي عمر فإني أرجو أن ينفذ اللّه... (4) و أن يعدو على.... (5) فقد علم اللّه تعالى الذي أريد.

الصواب: يذهب (كذا).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أن أبو الحسين بن الفضل أنا عبد اللّه بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان (6) ثنا ابن بكير حدثني الليث عن عبد العزيز بن أبي سلمة عن عبيد اللّه بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب عن عبد اللّه بن أبي سلمة أنه قال:

قال عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز: قلت لأبي عمر بن عبد العزيز في بعض ما رأيته يتردد عنه] (7) من أموال أهل بيته، فقلت له: يا أبة امض لما تريد، فو اللّه ما أبالي أن تغلي بي و بك القدور (8) في ذلك، فقال لي: و اللّه ما أروض الناس إلاّ رياضة الصعب، إني لا أريد أبدا الخطة (9) من الحقّ ، فأخشى أن تردّ علي حتى أظهر معها طمعا من الدنيا، فإن تغيروا عن هذه

ص: 46


1- في م: الذي يريد.
2- في م:«تأهب»؟، و المثبت قياسا إلى الرواية السابقة.
3- كذا في م.
4- كلمة غير واضحة و رسمها:؟ مسنى.
5- كلمة غير مقروءة في م.
6- الخبر في المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 573/1.
7- إلى هنا ينتهي البياض بالأصل، و انتهى ما استدرك بين معكوفتين عن م.
8- كذا بالأصل و م، و في المعرفة و التاريخ: القدر.
9- الأصل و م: الحطة، و المثبت عن المعرفة و التاريخ و فيه: أبدأ بخطة.

لا ينوا في هذه، فإن أعش أمض (1) لما أريد، و إن أمت فقد علم اللّه نيتي.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، و أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، قالا: أنا منصور بن الحسين، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة، حدثني محمّد بن يحيى بن كثير، نا سعيد بن حفص، نا أبو المليح (2)،عن ميمون، قال:

بعث إليّ عمر بن عبد العزيز و إلى مكحول و إلى أبي قلابة: ما ترون في هذه الأموال التي أخذت من الناس ظلما؟ فقال مكحول يومئذ قولا ضعيفا كرهه عمر، قال: أرى أن تستأنف، فنظر إليّ عمر كالمستغيث بي، قلت: يا أمير المؤمنين، ابعث إلى عبد الملك بن عمر فأحضره، فإنه عندي ليس بدون من رأيت، قال: يا حارث ادع لي عبد الملك، فلما دخل عليه قال: يا عبد الملك ما ترى في هذه الأموال التي قد أخذت من الناس، قد حضروا يطلبونها و قد عرفنا مواضعها، قال: أرى أن تردّها، فإن لم تفعل كنت شريكا لمن أخذها.

أخبرنا أبو علي الحدّاد، و أبو القاسم غانم (3) بن محمّد بن عبيد اللّه، ثم حدثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد (4)،أنا جدي غانم، و أبو علي الحداد، و أبو سعد محمّد بن علي بن محمّد، و أبو منصور محمّد بن (5) عبد اللّه بن مندويه.

ح (6) و أخبرنا أبو طالب محمّد بن محفوظ بن الحسن بن القاسم بن محمود الثقفي، أنا أبو علي الحداد.

قالوا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا عبد اللّه بن جعفر بن أحمد بن فارس، نا أبو جعفر محمّد بن عاصم الثقفي، نا الجعفي - يعني الحسين بن علي - عن محمّد بن أبان قال: جمع عمر بن عبد العزيز قرّاء أهل الشام و فيهم ابن أبي زكريا الخزاعي، قال: إنّي قد جمعتكم لأمر قد أهمّني، هذه المظالم التي في يدي أهل بيتي ما ترون فيها؟ قال: فقالوا: ما نرى وزرها إلاّ من اغتصبها، قال: فقال لعبد الملك ابنه: ما ترى أي بني، قال: ما أرى من قدر على أن يردّها فلم يردها، و الذي اغتصبها إلاّ سوءا، قال: قال: صدقت أي بني، قال: ثم قال: الحمد للّه الذي جعل لي وزيرا من أهلي عبد الملك ابني.

ص: 47


1- في المعرفة و التاريخ: أمضي.
2- من طريقه الخبر في سيرة عمر لابن الجوزي ص 126 و حلية الأولياء 355/5-356.
3- في م: غالب.
4- في م: أحمد.
5- في م: محمد بن علي بن عبد اللّه.
6- «ح» حرف التحويل سقط من م.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم الحافظ (1)،نا عبد اللّه بن محمّد، نا أحمد بن الحسن (2)،نا أحمد بن إبراهيم، نا سعيد بن عامر، عن جويرية، عن إسماعيل بن أبي حكيم، و كان كاتب عمر بن عبد العزيز بالمدينة، فلم يزل معه بالشام، قال:

دخل عبد الملك على أبيه عمر فقال: أين وقع رأيك فيما ذكر لك من مزاحم من ردّ المظالم، قال: علي إنفاده، فرفع عمر يديه ثم قال: الحمد للّه الذي جعل لي من ذرّيتي من يعينني على أمر ديني، نعم يا بني أصلي الظهر إن شاء اللّه، ثم أصعد المنبر فأردّها على رءوس الناس، فقال عبد الملك: يا أمير المؤمنين من لك بالظهر، و من لك يا أمير المؤمنين إن بقيت أن تسلم لك نيتك للظهر؟ قال عمر: فقد تفرّق للناس للقائلة، فقال عبد الملك: تأمر مناديا فينادي: الصلاة جامعة حتى يجتمع الناس فأمر مناديه فنادى فاجتمع الناس، و قد جاء بسفط أو جونة فيها تلك الكتب، و في يد عمر جلم (3) يقصه، حتى نودي بالظهر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (4)،حدثني أبو بشر، نا سعيد، عن جويرية بن [أسماء] (5)،عن إسماعيل بن أبي حكيم قال:

كنا عند عمر بن عبد العزيز حتى تفرّق الناس و دخل أهله للقائلة، قال: فإذا مناد ينادي:

الصلاة جامعة، قال: ففزعنا فزعا شديدا مخافة أن يكون قد جاء فتق من وجه من الوجوه أو حدث حدث، قال جويرية: و إنّما كان دعا مزاحما، فقال: يا مزاحم إنّ هؤلاء القوم قد أعطونا عطايا، و اللّه ما كان لهم أن يعطونا، و ما كان لنا أن نقبلها، و إنّ ذاك قد صار إليّ ليس على نية دون اللّه محاسب، فقال له مزاحم: يا أمير المؤمنين هل تدري كم ولدك ؟ هم كذا و كذا، فذرفت عيناه و جعل يستدمع و يقول: أكلهم إلى اللّه، ثم انطلق مزاحم من وجهه حتى استأذن على عبد الملك، فأذن له و قد اضطجع للقائلة، فقال له عبد الملك: ما جاء بك يا مزاحم هذه الساعة ؟ هل حدث من حدث ؟ قال: نعم، أشد الحدث عليك و على بني (6) أبيك، قال:

ص: 48


1- الخبر في حلية الأولياء 356/5.
2- كذا بالأصل و م، و في الحلية: أحمد بن الحسين.
3- الجلم: محركة، ما يجزّ به الشعر و الصوف.
4- الخبر في المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 615/1-616 و قارن مع سيرة عمر لابن الجوزي ص 300 - 301.
5- بياض بالأصل، و اللفظة أضيفت عن م و المعرفة و التاريخ.
6- الأصل و م، و في المعرفة و التاريخ: عليك و على أبيك.

و ما ذاك (1)؟قال: دعاني أمير المؤمنين فذكر له ما قال عمر، فقال عبد الملك: فما قلت له ؟ قال: قلت له: يا أمير المؤمنين تدري كم ولدك هم كذا و كذا، قال: فما قال لك ؟ قال: جعل يستدمع و يقول: أكلهم إلى اللّه، أكلهم إلى اللّه، قال عبد الملك: بئس وزير الدين أنت يا مزاحم، ثم وثب، فانطلق إلى باب عمر، فاستأذن عليه، فقال الآذن، إنّ أمير المؤمنين قد وضع رأسه للقائلة، قال: استأذن لي، قال الآذن: أ ما ترحمونه ؟ ليس له من الليل و النهار إلاّ هذه الوقعة، قال عبد الملك: استأذن لي لا أم لك، قال: فسمع عمر الكلام، فقال: من هذا؟ قال: هذا عبد الملك، قال: ائذن له، فدخل عليه و قد اضطجع عمر للقائلة، فقال: ما حاجتك يا بني هذه الساعة ؟ قال: حديث حدثنيه مزاحم، قال: فأين وقع رأيك من ذلك ؟ قال: وقع رأيي على إنفاذه، قال: فرفع عمر يده ثم قال: الحمد للّه الذي جعل لي من ذرّيتي من يعينني على أمر ديني، نعم يا بني، أصلّي الظهر، ثم أصعد المنبر فأردّها علانية على رءوس الناس، فقال عبد الملك: يا أمير المؤمنين و من لك بالظهر يا أمير المؤمنين، و من لك (2) إن بقيت إلى الظهر أن تسلم لك نيتك إلى الظهر؟ قال: فقال عمر: قد تفرّق الناس و رجعوا للقائلة، فقال عبد الملك: تأمر مناديك فينادي الصلاة جامعة، فيجتمع الناس.

قال إسماعيل: فنادى المنادي: الصلاة جامعة، قال: فخرجت، فأتيت المسجد، و جاء عمر، فصعد المنبر، فحمد اللّه و أثنى عليه، ثم قال:

أمّا بعد، فإنّ هؤلاء القوم قد كانوا أعطونا عطايا، و اللّه ما كان لهم أن يعطونه، و ما كان لنا أن نقبلها، و إن ذلك قد صار إليّ ليس علي فيه دون اللّه محاسب، ألا و إنّي قد رددتها، و بدأت بنفسي و أهل بيتي، اقرأ يا مزاحم، قال: و قد جيء بسفط قبل ذلك - أو قال: جونة - فيها تلك الكتب، قال: فقرأ مزاحم كتابا منها، فلما فرغ من قراءته ناوله عمر و هو قاعد على المنبر، و في يده جلم (3)،قال: فجعل يقصه (4) بالجلم، و استأنف مزاحم كتابا آخر، فجعل يقرأه، فلما فرغ منه دفعه إلى عمر، فقصه، ثم استأنف كتابا آخر، فما زال كذلك حتى نودي بصلاة الظهر.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا

ص: 49


1- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن م و المعرفة و التاريخ.
2- في سيرة ابن الجوزي: و من لك أن تعيش إلى الصلاة ؟.
3- كذا بالأصل و م و سيرة عمر لابن الجوزي، و في المعرفة و التاريخ: جام.
4- في م: بعضه.

سليمان بن إسحاق، نا حارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (1)،أنا الحكم بن موسى، نا سبرة بن عبد العزيز بن الربيع بن سبرة، حدثني أبي، عن أبيه قال:

قال عمر بن عبد العزيز يوما: و اللّه [لوددت] (2) لو عدلت يوما واحدا و أنّ اللّه توفّى نفسي. فقال له ابنه عبد الملك: و أنا و اللّه يا أمير المؤمنين لوددت لو عدلت فواق ناقة، و أنّ اللّه توفّى نفسك، فقال: اللّه الذي لا إله إلا هو، فقال: اللّه الذي لا إله إلا هو، و لو حشيت (3)بي و بك القدور، فقال له عمر: جزاك اللّه خيرا.

قال: و نا ابن سعد (4)،أنا علي بن عبد اللّه بن جعفر، قال: قال سفيان: قالوا لعبد الملك بن عمر بن عبد العزيز: أبوك خالف قومه و فعل و صنع، فقال: إنّ أبي يقول:

قُلْ إِنِّي أَخٰافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذٰابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (5) قال: ثم دخل على أبيه فأخبره، قال:

فأيّ شيء قلت ؟ أ لا قلت إنّ أبي يقول: إنّي أخاف إن عصيت ربّي عذاب يوم عظيم، قال: قد فعلت.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، أخبرني عمر بن بكير النحوي عن شيخ، قال:

دخل عمر بن عبد العزيز على ابنه في وجعه، فقال: يا بني كيف تجدك ؟ قال: أجدني في الحقّ ، قال: يا بني لأن تكون في ميزاني أحبّ إليّ من أن أكون في ميزانك، قال ابنه: و أنا يا أبة لأن يكون (6)ما تحبّ أحبّ إليّ من أن يكون ما أحب (7).

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا إبراهيم الحربي، نا أحمد بن عبد اللّه بن يونس قال: سمعت سفيان الثوري يقول: قال عمر بن عبد العزيز لابنه: كيف تجدك ؟ قال: في الموت، قال له: لأن تكون في ميزاني أحبّ إليّ من أن أكون في ميزانك، فقال له: و اللّه يا أبت لأن يكون ما تحبّ

ص: 50


1- طبقات ابن سعد 400/5 ضمن أخبار عمر بن عبد العزيز.
2- سقطت من الأصل، و أضيفت عن م و ابن سعد.
3- في ابن سعد: حشّت.
4- الخبر في طبقات ابن سعد 380/5 ضمن أخبار عمر بن عبد العزيز.
5- سورة الأنعام، الآية:15.
6- الأصل: نكون، و المثبت عن م.
7- قارن مع سيرة عمر لابن الجوزي ص 306.

أحبّ إليّ من أن أكون (1)ما أحبّ .

أخبرنا أبو النجم هلال بن الحسين بن محمود الخياط ، أنا أبو منصور محمّد بن محمّد بن أحمد العكبري، أنا عبيد اللّه بن أبي مسلّم الفرضي، أنا أبو محمّد علي بن عبد اللّه بن المغيرة، نا أحمد بن سعيد الدمشقي، حدثني أبو عبد اللّه الزبير بن بكار، قال (2):

دخل عمر بن عبد العزيز على ابنه عبد الملك بن عمر و هو مريض، فقال له: كيف تجدك يا بني ؟ قال: أجدني في الحقّ ، قال: و اللّه لأن يكون ما تحبّ أحبّ (3)إليّ من أن يكون ما أحبّ ، فلما هلك عبد الملك قال عمر: يا بني لقد كنت في الدنيا كما قال جلّ ثناؤه:

اَلْمٰالُ وَ الْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيٰاةِ الدُّنْيٰا (4) و لقد كنت أفضل زينتها، و إنّي لأرجو أن تكون اليوم من الباقيات الصالحات التي هي خير ثوابا و خير أملا (5)،و اللّه ما يسرّني إن دعوتك من جانب فأجبتني.

قال: فعزاه الناس، و عزّاه محمّد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان، فقال: يا أمير المؤمنين ليشغلك ما أقبل من الموت عليك، عن من هو في شغل مما يدخل عليك، و أعدّ لنزوله عدّة تكن لك حجابا و سترا من النار، فقال عمر: إنّي لأرجو أن لا تكون رأيت جزعا تشمئز منه، و لا غفلة تنبه عليها، قال: يا أمير المؤمنين لو ترك رجل تعزية أخيه، لعلمه و انتباهه (6)لكنته و لكن اللّه قضى أن الذكرى تنفع المؤمنين.

و قام أعرابي من بني كلاب بين السماطين فقال:

تعزّ أمير المؤمنين، فإنّه *** لما قد ترى يغذى الصغير و يولد

هل ابنك إلاّ من سلالة آدم *** و كل على حوض المنيّة مورد

و ذكره.

ص: 51


1- كذا بالأصل، و الأشبه: يكون، كما في م.
2- الخبر من طريقه في سيرة عمر لابن الجوزي ص 306-307.
3- في سيرة عمر لابن الجوزي: أحب إليّ مما أحب.
4- سورة الكهف، الآية:46.
5- في سيرة عمر لابن الجوزي: و خير أمدا، اقتبسه عمر من قوله تعالى: وَ الْبٰاقِيٰاتُ الصّٰالِحٰاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوٰاباً وَ خَيْرٌ أَمَلاً تتمة الآية 36 من سورة الكهف.
6- الأصل:«و أشباهه» تصحيف، و الصواب عن م و سيرة عمر لابن الجوزي.

أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، أنا أبو صاعد يعلى بن هبة اللّه.

و أخبرنا أبو محمّد الحسين بن أبي بكر، أنا أبو عاصم الفضيلي.

قالا: أنا عبد الرّحمن بن أحمد (1) بن أبي شريح، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر، نا الدوري، نا سعيد بن عامر، عن حزم بن أبي حزم - يعني القطعي - قال:

لما قدّم عمر بن عبد العزيز ابنه قام على قبره فقال:

ما زلت مسرورا بك منذ بشّرت بك، و ما كنت قط أسرّ لي منك اليوم.

ثم قال: اللّهم اغفر لعبد الملك بن عمر و لمن استغفر له.

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد، و أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، قالا: أنا منصور بن الحسين، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة الحرّاني، نا أبو يوسف الصّيدلاني، نا إسماعيل بن عليّة، نا زياد بن أبي حسان (2).

أنه شهد عمر بن عبد العزيز حين دفن ابنه عبد الملك قال: لما سوّي عليه جعلوا في قبره خشبتين من زيتون إحداهما عند رأسه، و الأخرى عند رجليه، فلما سوّي عليه قام على قبره و طاف به الناس، فقال:

يرحمك اللّه يا بني، قد كنت برا بأبيك، و ما زلت مذ وهبك اللّه لي بك مسرورا، و لا و اللّه ما كنت قط أشدّ سرورا و لا أرجى لحظي من اللّه فيك مذ وضعتك في المنزل الذي صيّرك اللّه إليه، فرحمك اللّه، و غفر لك ذنبك، و تجاوز لك عن سيئة (3)،و رحم اللّه كل شافع يشفع لك بخير من شاهد و غائب، رضينا بقضاء اللّه، و سلّمنا لأمره، و الحمد للّه رب العالمين.

ثم انصرف.

قال: و نا أبو عروبة، نا عمر بن عثمان، نا خالد، عن جعونة قال:

لما مات عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز جعل يثني عليه، فقال له مسلمة: لو بقي كنت تعهد إليه ؟ قال: لا، قال: و لم ؟ و أنت تثني عليه ؟ قال: أخاف أن يكون زيّن في عيني منه، ما زين في عين الوالد من ولده (4).

ص: 52


1- «بن أحمد» ليس في م، قارن مع ترجمته في سير أعلام النبلاء 526/16.
2- الخبر في سيرة عمر لابن الجوزي ص 303 و فيه: زياد بن حسان.
3- «و تجاوز لك عن سيئة» مكانها في سيرة عمر: و جزاك بأحسن عملك.
4- قارن مع سيرة عمر لابن الجوزي ص 303 و ذكره من طريق حفص بن عمر.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان، أنا المنجاب بن الحارث، أنا يحيى بن عبد الملك بن أبي غنيّة (1)،أنا عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز، كان ابن تسع عشرة سنة حين مات.

4245 - عبد الملك بن عمر بن الوليد

ابن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص

ابن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي

والد حبيب بن عبد الملك، جد الحبيبيين الذين كانوا بالأندلس، و أمّ عبد الملك هذا أم عبد اللّه بنت حبيب بن الحكم بن أبي العاص بن أمية (2).

آخر الجزء..... (3) الثلاثمائة من الأصل.

4246 - عبد الملك بن عمير اللّخمي

من أهل قرية نوى (4) من قرى دمشق.

روى عن عروة بن رويم اللّخمي.

روى عنه: سليمان بن عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو بكر محمّد بن رزق اللّه بن عبد اللّه (5) المعروف بابن أبي عمرو الأسود المقرئ، نا أبو علي محمّد بن محمّد بن عبد الحميد بن آدم الفزاري - بدمشق - نا أحمد بن بشر - و هو ابن حبيب الصّوري - نا سليمان - و هو ابن عبد الرّحمن - نا عبد الملك بن عمير اللّخمي من أهل نوى، نا عروة بن رويم اللّخمي.

أنه سمع أنس بن مالك يحدث الخليفة بالجابية قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم يقول:

«الإيمان يمان، و الحكمة يمانية في هذين الحيّين من لخم و جذام»[7421].

ص: 53


1- إعجامها مضطرب بالأصل، و في م: عتبة، ترجمته في تهذيب الكمال 163/20.
2- انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص 172.
3- الكلام غير واضح بالأصل من سوء التصوير.
4- تقدم التعريف بها.
5- كذا بالأصل و م، ترجمته في سير أعلام النبلاء 452/17 و فيها عبيد اللّه.

كذا وجدته في نسخة عتيقة من آمالي ابن آدم، فيها سماع ابن أبي الأسود.

و سمّاه البخاري عبد الكريم بن محمّد اللخمي، و قد تقدم، و اللّه أعلم بالصواب.

و رواه علي بن بشرى بن عبد اللّه العطار، عن أبي علي بن آدم، فقال: عبد الملك.

و رواه صدقة بن المنتصر الشّعباني (1) عن عروة.

أخبرناه أبو محمّد هبة اللّه بن سهل الفقيه، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا الحسن بن سفيان، نا محمّد بن المتوكّل العسقلاني، نا صدقة بن المنتصر، نا عروة بن رويم اللّخمي، قال:

كنا عند عبد الملك بن مروان حين قدم عليه أنس بن مالك فقال له عبد الملك: حدّثنا بحديث سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم ليس فيه تزيد و لا نقصان، فقال أنس: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم يقول:«الإيمان يمان إلى لخم و جذام، ألا أن الكفر و قسوة القلب في هذين الحيّين من ربيعة و مضر»[7422].

و رواه غيرهم، عن عروة بن رويم، فأدخل بينه و بين أنس بن مالك فيه رجلا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي - قراءة عليه - أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي الصقر - قراءة عليه - أنا أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل بن الفرج، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد الدّولابي، نا موسى بن سهل أبو عمران، نا أبو توبة الربيع بن نافع، نا محمّد بن مهاجر، عن عروة بن رويم، عن أبي خالد الحرشي أو الجرشي، عن أنس بن مالك عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم قال:«الإيمان يمان إلى لخم و جذام»[7423].

رواه غيره عن ابن مهاجر، فذكر أن الخليفة: معاوية، و قال: عن أنس.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أنا محمّد بن علي بن يعقوب، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان، نا أبي، نا علي بن عياش الألهاني، نا محمّد بن مهاجر، أنا عروة بن رويم، قال:

أقبل أنس بن مالك إلى معاوية بن أبي سفيان و هو بدمشق، فقال له معاوية: يا أنس

ص: 54


1- الأصل: السمعاني، تصحيف، و المثبت عن م، راجع ترجمة عروة بن رويم في تهذيب الكمال 7/13 و فيها روى عنه: صدقة بن المنتصر الشعباني.

حدّثني بحديث سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم، ليس بينك و بينه فيه أحد، فقال أنس: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم يقول:«الإيمان يمان هكذا إلى لخم و جذام، و الجفاء في هذين الحيّين من ربيعة و مضر»[7424].

قال: يقول معاوية: ما هذا أردنا منك، قال: يقول أنس: هكذا سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم.

4247 - عبد الملك بن قريب بن عبد الملك

ابن علي بن أصمع بن مظهّر (1) بن رياح بن عمرو

ابن عبد شمس بن أعيا بن سعد بن عبيد (2) بن غنم بن قتيبة

ابن معن بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس عيلان

أبو سعيد الباهلي الأصمعي البصري (3)

صاحب اللغة.

حدّث عن مسعر بن كدام الهلالي، و المبارك بن سعيد الثوري، و يعقوب بن محمّد بن طحلاء، و نافع بن أبي نعيم، و عبد اللّه بن عون، و أبي عمرو بن العلاء، و سليمان التيمي، و أبي الأشهب العطاردي، و شعبة، و الحمّادين: بن سلمة، و ابن زيد، و سليمان بن المغيرة، و قرّة بن خالد، و هشام بن سعد، و سفيان بن عيينة، و عبد العزيز بن أبي حازم الأعرج، و بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة، و سلمة بن بلال، و عبد الصمد بن شبيب، و العلاء بن حريز.

سمع: مالك بن أنس.

و روى عنه أحمد الدّورقي، و نصر (4) بن علي الجهضمي، و أبو عبيد القاسم بن سلاّم، و أبو حاتم سهل بن محمّد السّجستاني، و أبو بكر أحمد بن عبد الرّحمن بن المفضّل الحرّاني،

ص: 55


1- عن تهذيب الكمال و بالأصل: مطهر.
2- في تهذيب الكمال: عبد، و في م كالأصل.
3- انظر أخباره في: تاريخ بغداد 410/10 و تهذيب الكمال 78/12 و تهذيب التهذيب 509/3 انباه الرواة 197/2 وفيات الأعيان 170/3 ميزان الاعتدال 662/2 مروج الذهب (انظر الفهارس) العبر 370/1 تهذيب الأسماء و اللغات 273/2 المعارف لابن قتيبة ص 543 بغية الوعاة 112/2 طبقات القراء 470/1 سير أعلام النبلاء 175/10 شذرات الذهب 36/2. و قريب بضم ففتح فسكون (الخلاصة).
4- في م: عمرو، تصحيف.

و أحمد بن عبيد بن ناصح، و محمّد بن مسلم بن وارة، و أبو حاتم الرازيان، و أبو الفضل العباس بن الفرج الرياشي، و أحمد بن محمّد اليزيدي، و محمّد بن عبد الملك بن زنجويه، و محمّد بن إسحاق الصغاني (1)،و يعقوب بن سفيان الفارسي، و رجاء بن الجارود، و بشر بن موسى الأسدي، و أبو العباس محمّد بن يونس الكديمي، و أبو يحيى زكريا بن يحيى المنقري، و مسعود بن بشر المازني، و ابن أخيه عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن قريب.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن الحسين، أنا أبو علي الحسن بن عمر بن الحسن بن يونس، أنا أبو الحسن علي بن القاسم بن حسن (2) النجاد - بالبصرة - نا أبو روق أحمد بن محمّد بن بكر الهزّاني، نا الرياشي أبو الفضل العباس بن الفرج، نا الأصمعي، عن يعقوب بن طحلاء، عن أبي الرّجال، عن أمه عمرة، عن عائشة، قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم:

«بيت لا تمر فيه جياع أهله»[7425].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور عبد الباقي بن محمّد بن غالب، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، نا زكريا بن يحيى المنقري، نا الأصمعي، نا كيسان مولى هشام بن حسان، عن هشام بن حسان، عن محمّد بن سيرين، عن عمرو بن وهب، عن المغيرة بن شعبة، قال:

كان أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم يقرعون بابه بالأظافير.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمّد بن جرير، قال (3):

و ذكر قعنب بن محرز أبو عمرو الباهلي أن الأصمعي حدّثه قال:

رأيت حكم الوادي حين مضى المهدي إلى بيت المقدس، فعرض له في الطريق و كان له شعيرات فأخرج دفّا له ينقر به فقال: أنا القائل:

فمتى تخرج (4) العرو *** س فقد طال حبسها

ص: 56


1- في تهذيب الكمال: الصاغاني.
2- في م: الحسن.
3- الخبر و البيتان في تاريخ الطبري 184/8 ضمن أخبار سنة 169.
4- في الأصل: يخرج، و بدون إعجام في م، و المثبت عن الطبري.

قد دنا الصبح أو بدا *** و هي لم يقض (1) لبسها

فتسرع إليه الجيوش (2)،فصيح بهم: كفّوا، و سئل عنه فقيل حكم الوادي، فأدخله إليه و وصله.

أخبرنا أبو الفرج غيث بن علي - و نقلته من خطه - أنا الشريف أبو الفضل جعفر بن الحسن بن أبي النضر الحبشي (3)-بعكا - نا عبد العزيز بن بندار بن علي الشيرازي - بمكة - قال: سمعت أبا علي الحسن بن أحمد الصفّار يقول: سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن خفيف يقول: سمعت عبد اللّه بن جعفر الأزركاني (4) يقول:

كنت عند يعقوب بن سفيان فتذاكرنا كتب أبي عبيد فقلت: ممن سمعت كتب أبي عبيد؟ فتبسّم و قال لي: من أبي عبيد، فقلت: و قد لقيته ؟ قال: يا بني أنا قد لقيت أستاذ أبي عبيد الأصمعي، قال: فقال: سمعت الأصمعي يقول:

مررت بالشام على باب دير، و إذا على حجر منقور كتابة بالعبرانية، فقرأتها، فأخرج راهب رأسه من الدير، و قال لي: يا حنيفي أ تحسن تقرأ العبرانية ؟ قلت: نعم، قال لي: اقرأ، فقلت:

أ يرجو (5) معشر قتلوا حسينا *** شفاعة جدّه يوم الحساب

فقال لي الراهب: يا حنيفي هذا مكتوب على هذا الحجر قبل أن بعث (6) صاحبك - يعني النبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم - بثلاثين عاما، أو كما قال.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا إسماعيل بن يونس، نا الرياشي، نا أبو سعيد الأصمعي عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن قريب (7) بن علي بن أصمع بن مظهّر بن رياح بن عمرو بن أعيا بن سعد بن غنم بن قتيبة بن معن بن مالك، فذكر حكاية.

عبد الملك بن قريب مكرر، لا حاجة إليه.

ص: 57


1- بالأصل و م و الطبري:«تقض» و الصواب ما أثبت عن الأغاني 286/6.
2- كذا بالأصل و م، و في الطبري: الحرس.
3- في م: الحسين.
4- انظر الأنساب(123/1 و اللباب 47/1).
5- عن م و بالأصل: أ ترجو.
6- كذا، و في م: يبعث.
7- كذا مكررا بالأصل و م، راجع عامود نسبه أول الترجمة و سينبه المصنف إلى هذا التكرار.

أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الواحد، أنا و أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد، نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، أنا محمّد بن عبد الواحد بن علي البزّاز، أنا عمر بن محمّد بن سيف (1) الكاتب، نا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن رستم الطبري، نا أبو حاتم السّجستاني قال:

الأصمعي عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع بن مطهر بن رياح بن عمرو بن عبد شمس بن أعيا بن سعد بن عبد بن غنم بن قتيبة بن معن بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس بن عيلان.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و أبو الحسين الأصبهاني قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (2):

عبد الملك بن قريب الأصمعي أبو سعيد البصري، سمع ابن عون و شعبة، يقال: ابن علي بن أصمع الباهلي، مات سنة ست عشرة و مائتين.

قال ابن معين: روى مالك عن عبد الملك بن قرير، و إنما هو: ابن قريب، قال الأصمعي: سمع مني مالك.

أخبرنا أبو عبد اللّه الأديب - إذنا - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح (3) قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (4):

عبد الملك بن قريب (5) أبو سعيد الأصمعي، و هو ابن قريب بن علي بن أصمع، روى عن ابن عون، و نافع بن أبي نعيم القارئ، روى عنه نصر بن علي، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد: و روى عن أبي عمرو بن العلاء، و سليمان التيمي، و أبي الأشهب، و كثير العابد (6)،روى عنه أبي، و محمّد بن مسلم.

ص: 58


1- في م: يوسف.
2- التاريخ الكبير للبخاري 428/1/3.
3- «ح» حرف التحويل سقط من م.
4- الجرح و التعديل 363/2.
5- في م: قرير.
6- كذا بالأصل و م و إحدى نسخ الجرح و التعديل «كثير العابد» و في الجرح و التعديل المطبوع: و كهمس.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمّام علي بن محمّد، عن أبي (1) عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم الكوكبي، نا أبو بكر بن أبي خيثمة زهير بن حرب، قال:

و الأصمعي عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن أصمع، أبو سعيد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول:

أبو سعيد عبد الملك بن قريب بن علي بن الأصمع بن المظهّر بن رياح الباهلي، سمع ابن عون، و مسعرا، و سليمان بن المغيرة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، نا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:

أبو سعيد عبد الملك بن قريب الأصمعي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر الأنباري، أنا أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، قال (2):

أبو سعيد عبد الملك بن قريب الأصمعي.

[أخبرنا أبو جعفر محمد بن [أبي] (3) علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو سعيد عبد الملك بن قريب] (4) بن علي بن أصمع بن مظهّر بن رياح الباهلي البصري، سمع عبد اللّه بن عون، و شعبة، سمع منه مالك بن أنس إن صح، و القاسم بن سلاّم.

أخبرنا الثقفي، قال: سمعت عبد الرّحمن بن هانئ النحوي، نا عبد الملك بن قريب أبو سعيد الأصمعي، و أصمع (5) من باهلة.

أخبرنا أبو منصور الشّيباني، و أبو الحسن العطار، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (6):

ص: 59


1- «أبي» سقطت من م.
2- الكنى و الأسماء للدولابي 187/1.
3- سقطت من م.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، فاختلّ المعنى، و الزيادة لازمة عن م.
5- تقرأ بالأصل:«و اجتمع» تصحيف، و المثبت عن م.
6- تاريخ بغداد 410/10.

عبد الملك بن قريب بن عبد الملك أبو سعيد الأصمعي، صاحب اللغة، و النحو، و الغريب، و الأخبار، و الملح، سمع عبد اللّه بن عون، و شعبة بن الحجاج، و الحمّادين، و يعقوب بن محمّد بن طحلاء، و مسعر بن كدام، و سليمان بن المغيرة، و قرّة بن خالد، روى عنه ابن أخيه عبد الرّحمن بن عبد اللّه، و أبو عبيد القاسم بن سلاّم، و أبو حاتم السّجستاني، و أبو الفضل الرياشي، و أحمد بن محمّد اليزيدي، و نصر بن علي الجهضمي، و رجاء بن الجارود، و محمّد بن عبد الملك بن زنجويه، و محمّد بن إسحاق الصغاني (1)،و يعقوب بن سفيان النسوي (2)،و بشر بن موسى الأسدي، و أبو العباس الكديمي في آخرين - و كان من أهل البصرة، و قدم بغداد في أيام هارون الرشيد.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (3):

أما مظهّر بظاء معجمة، و هاء (4) مشددة مكسورة: الأصمعي، هو عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع بن مظهّر بن رياح بن عمرو بن عبد شمس بن أعيا بن سعد بن عبد بن غنم بن قتيبة بن معن بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس بن عيلان، ذكر ذلك أبو حاتم السّجستاني.

حدثنا أبو مسعود عبد الجليل بن محمّد الحافظ - إملاء - قال: قرأت على فاطمة بنت عبد اللّه بن أحمد بن القاسم بن عقيل عن كتاب أبي بكر محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم لها، أنا أبو أحمد الحسن بن عبد اللّه بن سعيد العسكري - إجازة - أخبرني محمّد بن يحيى بن عبد اللّه بن العباس، نا محمّد بن يزيد المبرد، نا التّوّزي، قال:

كنا عند الأصمعي و عنده قوم قصدوه من خراسان، و أقاموا على بابه، فقال له قائل منهم: يا أبا سعيد إنّ خراسان ترجف (5) بعلم البصرة، و علمك خاصة، و ما رأينا أصح من علمك، فقال: لا عذر لي إن لم يصح علمي، دع من لقيت من العلماء، و الفقهاء و الرواة للحديث، و المحدثين، و لكن قد لقيت من الشعر الفصحاء، و أولاد الشعراء: رؤبة و مشرد بن اللعين، و بلالا، و نوحا ابني جرير، و لبطة بن الفرزدق، و محمّد بن علقة التيمي، و أبا نائل إهاب بن عمير، و قطينة اللّخمي، و نظاما المجاشعي، و ابن ميّادة، و الحسين بن

ص: 60


1- الأصل و م، و في تاريخ بغداد: الصاغاني.
2- في م و تاريخ بغداد: الفسوي.
3- الاكمال لابن ماكولا 201/7.
4- «و هاء» سقطت من م.
5- الأصل: يرجف، و بدون إعجام في م.

مطير، و ابن هرمة، و ابن أذينة، و الحكم الخضري، و مكينا العذري، و ابن شوذب المدني، و أبا الأفزر، الحماني، و جندل بن المثنى، و أبا نخيلة، و الذي هاجاه و هو الأبرش، و لقيت أبا الزّحف، و مقاتل بن أبي داود، و أبا خيرة، و أبا العراف، و أبا العذافر، و عمار بن عطية، و طفيلا الكناني، و قتادة بن معرب اليشكري، و ابن الدمينة، و أبا... (1)،و ابن الطثرية، و أبا.... (2) و بفصاحته يضرب المثل، و المرار و مصرف بن الحارث، و ابنه الحارث بن مصرف، و أبا العميثل بن الحارث، و مخيس بن أرطأة، و عريفا الكلبي و علاكم بن نهيد، و ابن شراد الغطفاني، و العجيف العجلي، و أبا القرين الفزاري، و حفظت عنهم و سمعت منهم، و سبقني أبو النجم، و ذو الرمة، و معبد بن طوق، و الرعيلي بن كليب، و زياد بن الأعجم، و نهار بن توسعة، و صخر و مغيرة ابنا حبناء، و ابن عرادة... (3) و لي ببعضهم رؤية لا رواية. و ما عرف هؤلاء غير الصواب، فمن أين لا يصح، و هل يعرفون أحدا له مثل هذه الرواية.

قال (4) أبو أحمد: فهذا الأصمعي يفتخر في علم الشعر و اللغة و العربية بكثرة الرواية (5) و يعتقد أن العلم يصح بالرواية و الأخذ عن أفواه الرجال.

أخبرني جدي القاضي أبو المفضل (6) يحيى بن علي، أنا القاضي أبو عمرو مسعود بن علي الأردبيلي، أنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة و ابنه أبو علي محمد بن محمد قالا:

أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين المقرئ قالا: أنا أبو الفرج أحمد بن محمد بن عمر بن المسلمة، أنا أبو سعيد الحسن بن عبد اللّه السيرافي قال: قال أبو العباس محمد بن يزيد:

كان الأصمعي أسد الشعر، و الغريب، و المعاني، و كان أبو عبيدة كذلك، و يفضل على الأصمعي بعلم النسب، و كان الأصمعي أعلم منه بالنحو. و هو عبد الملك بن قريب و يكنى أبا سعيد، و اسم قريب عاصم، و يكنى بأبي بكر بن عبد الملك بن أصمع بن مظهّر بن رياح بن عبيدة بن عبد اللّه الباهلي.

و قد هجاه أبو محمد يحيى بن المبارك اليزيدي بهذا السبب في قصيدة أولها:

ص: 61


1- غير مقروءة بالأصل.
2- غير مقروءة بالأصل.
3- غير مقروءة بالأصل و م.
4- ما بين الرقمين سقط من م.
5- ما بين الرقمين سقط من م.
6- في م: الفضل، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 63/20 و فيها «المفضل» و كتب محققها أنه أجمعت مصادر ترجمته (الواردة في حاشيتها) على كنيته: أبي الفضل.

ألا هتكت كل من ينتمي إلى *** أصمع أمه الهائلة

فكيف بمن كان ذا دعو *** ة و كفه بسببه سائله

و فيها:

ابن لي دعي بني أصمع *** أقفر رباعك أم آهله

و من أنت ؟ هل أنت إلاّ امرؤ *** إذا صح أصلك من باهله

قال السيرافي: و يقال: إن الرشيد كان يسميه شيطان الشعر، و كان الأصمعي صدوقا في الحديث عنده عن ابن عوف، و حمّاد بن سلمة و حماد بن زيد، و غيرهم، و عنده القراءات عن أبي عمرو، و نافع، و غيرهما. و يتوقى تفسير شيء من القرآن، و الحديث على طريق اللغة، و أكثر سماعه من الأعراب، و أهل البادية.

أخبرنا أبو الفتح محمّد بن أحمد بن عمر بن أحمد بن الخلاّل - خطيب الأنبار، بها.

أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن أبي الصقر الأنباري الخطيب المعدّل، أنا أبو الحسن محمّد بن مغلّس، نا أبو محمّد الحسن بن رشيق، نا أحمد بن جعفر - هو أخو الخرائطي حدّثني أحمد بن العباس الفارسي، نا أبو حمزة الأنصاري، قال (1):

قال الأصمعي: رآني أعرابي و أنا أطلب العلم فقال: يا أخا (2) الحضر، عليك بلزوم م أنت عليه، فإنّ العلم زين في المجلس، وصلة بين الإخوان، و صاحب في الغرفة، و دليل على المروءة، ثم أنشأ يقول:

تعلّم فليس المرء يخلق عالما *** و ليس أخو علم كمن هو جاهل

و إن كبير القوم لا علم عنده *** صغير إذا التفّت عليه المحافل

أخبرنا جدي القاضي أبو المفضّل يحيى بن علي، أنا القاضي أبو عمرو مسعود بن علي الأردبيلي، ثم أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين (3)،قالا: أنا أبو (4) جعفر محمّد بن أحمد بن المسلمة، و ابنه (5) أبو علي محمّد بن محمّد، قالا: أنا أبو الفرج أحمد بن محمّد بن عمر بن المسلمة، أنا أبو سعيد الحسن بن عبد اللّه السيرافي، نا أبو بكر بن السراج، نا أبو العباس المبرّد، قال (6):

ص: 62


1- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 85/12.
2- عن م و تهذيب الكمال و بالأصل: يا أخي.
3- في م: الحسن.
4- ما بين الرقمين سقط من م.
5- ما بين الرقمين سقط من م.
6- تهذيب الكمال 84/12.

قال الأصمعي: رآني أعرابي و أنا أكتب كل ما يقول، فقال: ما تدع شيئا إلاّ نمصته أي نتّفته (1).

و قال (2) له بعض الأعراب و قد رآه يكتب كل شيء: ما أنت إلاّ الحفظة، تكتب لفظة اللفظة.

و قال له آخر: أنت حتف الكلمة الشّرود.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو محمّد بن زبر، نا العباس بن محمّد، قال (3):سمعت يحيى بن معين يقول: سمعت الأصمعي يقول: سمع مني مالك بن أنس.

قال: و نا العباس بن محمّد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: قد روى مالك بن أنس عن شيخ يقال له عبد الملك بن قرير - و هو الأصمعي - و لكن في كتاب مالك:

عبد الملك بن قرير و هو خطأ، إنما هو الأصمعي.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالويه، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول:

سمعت الأصمعي يقول: سمع مني مالك بن أنس، قال: و سمعت يحيى يقول: قد روى مالك بن أنس عن شيخ يقال له عبد الملك بن قريب، و هو الأصمعي، لكن في كتاب مالك عبد الملك بن قرير و هو خطأ، إنما هو الأصمعي، كذا قال يحيى و وهم في ذلك، إنما هو عبد الملك بن قرير أخو عبد العزيز بن قرير (4).

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (5)،نا محمّد بن عبد الواحد بن علي البرّاز، و أنا محمّد بن عمران المرزباني، أنا محمّد بن العباس، قال: سمعت محمّد بن يزيد النحوي يقول: كان أبو زيد الأنصاري صاحب لغة، و غريب، و نحو، و كان أكثر من الأصمعي في النحو، و كان أبو عبيدة أعلم من أبي زيد، و الأصمعي

ص: 63


1- بدون إعجام بالأصل، و المثبت عن تهذيب الكمال، و هذه اللفظة و نمصته إعجامهما مضطرب في م.
2- تهذيب الكمال 84/12.
3- تهذيب الكمال 80/12 و سير أعلام النبلاء 176/10.
4- بالأصل: قريب، تصحيف، و المثبت عن م.
5- تاريخ بغداد 414/10.

بالأنساب، و الأيام، و الأخبار، و كان الأصمعي بحرا في اللغة لا يعرف مثله فيها و في كثرة الرواية، و كان دون أبي زيد في النحو.

قال الخطيب: و قد جمع الفضل بن الربيع بين الأصمعي و أبي عبيدة في مجلسه.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال:

سمعت أبا القاسم - يعني علي بن إسماعيل (1) بن عبد اللّه بن محمّد بن ميكال - يقول:

سمعت أبي يقول: سمعت أبا بكر الدّريدي يقول: أبو سعيد الأصمعي عند أهل الأدب أشهر من أبي عبيدة، و أبو عبيدة عند أهل الحديث أصدق من الأصمعي.

أخبرنا أبو منصور الشيباني، أنا أبو بكر الحافظ (2)،أنا محمّد بن عبد الواحد بن رزمة (3) البزّاز (4)،أنا عمر بن محمّد بن سيف، نا محمّد بن العباس اليزيدي، نا العباس بن الفرج - يعني الرياشي - قال: سمعت الأخفش يقول: ما رأينا أحدا أعلم بالشعر من الأصمعي، و خلف فقلت له: فأيّهما كان أعلم ؟ فقال: الأصمعي، لأنه كان معه نحو.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عمران بن الجندي، نا أبو روق أحمد بن محمّد بن بكر الهزّاني، قال:

قال الرياشي: قال الأصمعي: قال لي شعبة: لو أتفرّغ لجئتك (5).

قال: و قال الرياشي: قال الأصمعي (6):حدّث يوما شعبة بحديث فقال فيه: فذوى (7)السواك، فقال له رجل حضره: إنّما هو فذوي، فنظر إليّ شعبة و أومأ بيده، فقلت له: القول ما تقول، فزجر القائل.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (8)،أنا

ص: 64


1- ترجمة إسماعيل في سير أعلام النبلاء 156/16.
2- تاريخ بغداد 416/10.
3- الأصل: زرمة، تصحيف، و الصواب عن م و تاريخ بغداد.
4- بالأصل: البراز، و في م: البزار، كلاهما تصحيف، و الصواب ما أثبت عن تاريخ بغداد، ترجمته في سير أعلام النبلاء 514/17.
5- تهذيب الكمال 80/12 و سير أعلام النبلاء 177/10 و تاريخ بغداد 411/10.
6- تهذيب الكمال 80/12.
7- ذوى العود و البقل: ذبل. و ذوي العود يذوى، و هي لغة رديئة (راجع اللسان، و تاج العروس بتحقيقنا: ذوى).
8- تاريخ بغداد 410/10-411.

محمّد بن الحسن بن أحمد الأهوازي، أنا أبو أحمد الحسن بن عبد اللّه بن سعيد العسكري، أنا أبو بكر بن دريد، نا الرياشي، عن الأصمعي.

ح (1) و أخبرنا أبو أحمد، و أنا الهزّاني عن أبي حاتم، عن الأصمعي قال: قال لي شعبة: لو أتفرّغ لجئتك، قال الأصمعي، و حدّث يوما شعبة بحديث فقال فيه: فذوى السواك، فقال له رجل حضره: إنما هو فذوي فنظر إليّ شعبة فقلت له: القول ما قلت، فزجر القائل، هذا لفظ أبي بكر.

و قال أبو روق: فقال لمخالفه: أمش من هاهنا، قال: و هي كلمة من كلام الفتيان، قال: و كان شعبة صاحب شعر قبل الحديث، و كان يحسن.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو الحسين الفارسي، أنا أبو سليمان الخطابي (2)،أخبرني محمّد بن يعقوب المتّوثي، نا أحمد بن عمرو الزئبقي، نا أبي، نا الأصمعي، قال: قال لي شعبة: إنّي و صفتك لحمّاد بن سلمة و هو يحب أن يراك، قال:

فوعدته يوما، فذهبت معه إليه، فسلّمت عليه، فحيا و رحّب، فقال له شعبة: يا أبا سلمة، هذا ذاك الفتى الأصمعي الذي ذكرته لك، قال: فحيّاني بعد و قرّب ثم قال لي: كيف تنشد هذا البيت:

أولئك قوم إن بنوا أحسنوا

فقلت:

أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنا *** و إن عاهدوا أوفوا و إن عقدوا سدّوا (3)

يعني بكسر الباء.

فقال لي: انظر جيدا، فنظرت، فقلت: لست أعرف إلاّ هذا، فقال: يا بني:

أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنا

القوم إنّما بنو المكارم، و لم يبنوا باللّبن و الطين.

قال: فلم أزل هائبا لحمّاد بن سلمة، و لزمته بعد ذلك.

قال أبو سليمان: و أنشد بعض الأبيات عن محمّد بن حاتم المظفري، أنشدناه الرياشي

ص: 65


1- «ح» حرف التحويل سقط من م.
2- غريب الحديث للخطابي 62/1 و تهذيب الكمال 80/12.
3- البيت للحطيئة من أبيات في الكامل للمبرد 717/2.

فقال: البنا بضم الباء، قال: و واحدتها بنية.

قال أبو العباس محمّد بن يزيد (1):واحدتها بنية و بنية و جمع بنية بنى مثل كسرة و كسر، و جمع بنية بنى مثل ظلمة و ظلم، فأما المصدر من بنيت بناء فممدود.

و يشبه أن يكون حمّاد إنّما اختار الضمّة و أنكر الكسرة فيها لئلا تلتبس بالبناء الذي هو باللبن و الطين، إذ كان من مذهبهم أن يستجيزوا قصر الممدود في الشعر.

أخبرنا أبو علي بن نبهان في كتابه، ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الحسن محمّد بن إسحاق بن إبراهيم، و أبو علي بن نبهان.

ح (2) و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن قالوا: أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن مقسم، نا أبو العباس أحمد بن يحيى، قال: قال إسحاق الموصلي (3):

دخلت على الأصمعي أعوده، و إذا قمطر، فقلت: هذا علمك كله، فقال: إنّ هذا من حقّ لكثير.

قال ثعلب (4):و قيل للأصمعي: كيف حفظت و نسي أصحابك ؟ قال: درست و تركوا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، نا محمّد بن خلف، نا إسحاق بن إبراهيم الموصلي، قال: قلت للأصمعي: أي شيء معك من كتبك ؟ قال: فأومأ إلى رينليجة أو قمطر صغير، قال: قلت:

هذا؟ قال: أ و ليس هذا من صدق كثير.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (5)،أنا القاضي أبو العلاء محمّد بن علي الواسطي، نا محمّد بن جعفر بن محمّد بن هارون التيمي - بالكوفة - نا أبو الحسين عبد الرّحمن بن حامد البلخي المعروف بابن أبي حفص، قال:

ص: 66


1- انظر كلام المبرد معقبا في الكامل 718/2.
2- «ح» حرف التحويل سقط من م.
3- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 81/12 و الذهبي في سير أعلام النبلاء 176/10-177.
4- تهذيب الكمال 81/12 و سير أعلام النبلاء 177/10.
5- تاريخ بغداد 411/10 و سير أعلام النبلاء 177/10 و تهذيب الكمال 81/12 و انباه الرواة 198/2 و بغية الوعاة 112/2.

سمعت محمّد بن سعد يقول: سمعت عمر بن شبّة يقول: سمعت الأصمعي يقول: أحفظ ست عشر (1) ألف أرجوزة.

أخبرنا جدي أبو المفضّل القرشي، أنا أبو مسعود بن علي.

ح (2) أبو بكر بن المزرفي (3).

قالا: أنا محمّد بن محمّد بن المسلمة، و ابنه محمّد بن محمّد، قالا: أنا أحمد بن محمّد بن المسلمة، أنا الحسن بن عبد اللّه السيرافي، نا محمّد بن سهل الكاتب، نا أبو جعفر أحمد بن عبيد، قال (4):سمعت ابن الأعرابي قال:

شهدت الأصمعي و قد أنشد نحوا من مائتي بيت، ما فيها بيت عرفناه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عمران، نا أبو روق أحمد بن محمّد بن بكر، قال: قال الرياشي:

و أخبرونا عن حمّاد بن زيد أنه قال: الأصمعي يصلح للقضاء إن استشار.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن العطار، نا - أبو بكر الخطيب (5)،أنا أبو محمّد عبد اللّه بن علي بن عياض القاضي - بصور - و أبو نصر علي بن الحسين بن أحمد الوراق - بصيدا-.

ح (6) و أخبرناه عاليا أبو الحسن السّلمي الفقيه، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا:

أنا أبو نصر بن طلاّب.

قالوا: أنا محمّد بن أحمد بن جميع الغسّاني، قال: سمعت أحمد بن عبد اللّه - يعني أبا بكر الشّيباني - يقول: سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمّد المصري يقول: سمعت أبا الحسن منصور - يعني ابن إسماعيل الفقيه - سمعت الربيع بن سليمان (7) يقول: سمعت الشافعي يقول: ما عبّر أحد عن العرب بأحسن من عبارة الأصمعي.

ص: 67


1- كذا بالأصل و م، و في تاريخ بغداد و سير أعلام النبلاء و تهذيب الكمال:«ستة عشر» و في انباه الرواة: ست عشرة.
2- «ح» حرف التحويل سقط من م.
3- في م: المررقي.
4- رواه في تهذيب الكمال 81/12 و سير أعلام النبلاء 177/10.
5- تاريخ بغداد 417/10 و تهذيب الكمال 81/12 و سير أعلام النبلاء 177/10.
6- «ح» حرف التحويل سقط من م.
7- في تاريخ بغداد: سليم.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (1)، أخبرني الأزهري، نا علي بن عمر الحافظ ، حدثني إبراهيم بن محمّد، نا أبو الحديد عبد الوهاب بن سعد، نا علي بن الحسن (2) بن خلف، نا علي بن محمّد بن خيرون (3)الأنصاري، نا محمّد بن أبي زكير الأسواني، قال: سمعت الشافعي يقول: ما رأيت بذلك العسكر أصدق لهجة من الأصمعي.

أخبرنا أبو منصور، أنا - و أبو الحسن، نا - أبو بكر الخطيب (4)،أنا الصّيمري، نا علي بن الحسن الرازي، نا محمّد بن الحسين الزعفراني.

ح (5) و أخبرنا الخطيب، و نا عبيد اللّه بن عمر الوعظ ، نا أبي، نا الحسين بن صدقة قالا: نا.

ح (6) و أخبرنا أبو عبد اللّه يحيى بن البنّا - فيما قرئ عليه - عن أبي تمّام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم.

قالوا: أنا ابن أبي خيثمة، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: الأصمعي ثقة.

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلال - مشافهة - قالا: أنا أبو القاسم العبدي، أنا أحمد - إجازة-.

ح (7) قال و أنا أبو طاهر، أنا أبو الحسن قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (8)،نا الحسين بن الحسن الرازي، قال: سألت يحيى بن معين عن الأصمعي فقال: لم يكن ممن يكذب، و كان أعلم الناس في فنه.

أخبرنا أبو منصور الشيباني، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (9)،أنا أحمد بن أبي جعفر، أنا محمّد بن عدي البصري في كتابه، نا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري، قال: و سئل أبو داود عن الأصمعي، فقال: صدوق.

ص: 68


1- تاريخ بغداد 419/10.
2- الأصل و م، و في تاريخ بغداد:«الحسين» تصحيف.
3- الأصل و م، و في تاريخ بغداد: حيون.
4- تاريخ بغداد 419/10.
5- «ح» حرف التحويل سقط من م.
6- «ح» حرف التحويل سقط من م.
7- «ح» حرف التحويل سقط من م.
8- الجرح و التعديل 363/2/2 و تهذيب الكمال 81/12.
9- تاريخ بغداد 419/10 و سير أعلام النبلاء 177/10 و تهذيب الكمال 81/12.

أنبأنا أبو غالب بن البنّا و جماعة قالوا: أنا محمّد بن علي بن الفتح - إجازة - نا عبيد اللّه بن إبراهيم القزاز، نا أحمد بن يعقوب بن يوسف الأصبهاني النحوي، نا أبو مزاحم الخاقاني، قال: قال لي إبراهيم الحربي: أربعة من أهل البصرة من أهل السنّة: أبو عمرو بن العلاء، و الخليل بن أحمد، و يونس بن حبيب، و الأصمعي.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (1)،أنا القاضي أبو العلاء الواسطي، أنا محمّد بن جعفر بن هارون النحوي بالكوفة، أنا أبو بكر الصولي، نا ثعلب، قال: زعم الباهلي - صاحب المعاني - أن طلبة العلم كانوا إذا أتوا مجلس الصولي، نا ثعلب، قال: زعم الباهلي - صاحب المعاني - أن طلبة العلم كانوا إذا أتوا مجلس الأصمعي اشتروا البعر في سوق الدر، و إذا أتوا أبا عبيدة اشتروا الدر في سوق البعر، و المعنى أن الأصمعي كان حسن الإنشاد و الزخرفة لرديء الأخبار و الأشعار، حتى يحسن عنده القبيح، و أن الفائدة عنده مع ذلك قليلة، و أن أبا عبيدة كان معه سوء (2) عبارة و فوائد كثيرة، و العلم عنده جم.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (3)،أنا علي بن أبي علي، نا العباس بن أحمد بن الفضل الهاشمي، نا إبراهيم بن علي بن عبد اللّه.

ح (4) قال: و أنا القاضي أبو الحسن علي بن محمّد بن حبيب البصري، نا محمّد بن المعلى (5) الأزدي، نا أبو جزء محمّد بن حمدان القشيري، نا أبو العيناء، حدّثني كيسان قال:

قال لي خلف (6) الأحمر: ويلك الزم الأصمعي، ودع أبا عبيدة فإنه أفرس الرجلين بالشعر.

قال (7):و أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد الواحد، أنا محمّد بن العباس، نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عيسى المكي، نا محمّد بن القاسم بن خلاّد، قال: سمعت إسحاق الموصلي يقول: لم أر الأصمعي يدّعي شيئا من العلم فيكون أحد أعلم به منه.

أنبأنا أبو القاسم العلوي، و أبو الوحش المقرئ، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف، أنا أبو الحسن محمّد بن جعفر بن هارون النحوي بالكوفة، نا أبو محمّد العتكي، نا يموت بن المزرّع، قال: قال حمّاد بن إسحاق الموصلي: قال لي يوما هارون أمير المؤمنين الواثق: إنّ

ص: 69


1- الخبر في تاريخ بغداد 256/13 ضمن أخبار أبي عبيدة معمر بن المثنى.
2- بالأصل:«سرسر» و الصواب عن م و تاريخ بغداد.
3- تاريخ بغداد 416/10.
4- «ح» حرف التحويل سقط من م.
5- الأصل و م، و في تاريخ بغداد: العلاء.
6- في م: أبو خلف.
7- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 416/10.

لي حاجة إليك، فقلت: يا أمير المؤمنين إنّ هذا كلام يجل عني، إنما أنا عبد من عبيد أمير المؤمنين يأمرني ائتمر، قال: قد جعلتها حاجة، فقلت: يقول أمير المؤمنين ما أحبّ ؟ قال:

أحبّ أن تترك لي التشاغل بالأصمعي، فإنّي ربما سألت عنك فوجدتك مشغولا به، و تعتلّ (1)عليّ فلا تأتيني فقلت: يا أمير المؤمنين، أما هذا فلا أضمنه لك أن تمنعني شيئا به حللت عندك هذا المحلّ ، و فضّلتني به على غيري.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (2)، أنا القاضي أبو العلاء الواسطي، أنا محمّد بن جعفر التميمي، أنا أبو بكر بن الخيّاط ، نا المبرّد، نا الرياشي، قال: سمعت عمرو بن مرزوق يقول: رأيت الأصمعي و سيبويه يتناظران، فقال يونس: الحق مع سيبويه و هذا يغلبه بلسانه في الظاهر - يعني الأصمعي-.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أحمد بن محمّد بن عمران، أنا أبو روق أحمد بن محمّد بن بكر الهزّاني، قال: قال الرياشي: سمعت عمرو بن مرزوق يقول:

كان الأصمعي يناظر سيبويه في النحو، فقال يونس: الحق في يدي سيبويه، و ردّ عليه الأصمعي.

قال الرياشي: سمعت الأصمعي يقول: قال خلف: يغلبني الأصمعي بحضور الحجة.

آخر الجزء السادس و العشرين بعد الأربعمائة... (3).

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (4)،أنا حمزة بن محمّد بن طاهر، أنا محمّد بن الحسين (5) بن المأمون.

ح و أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا القاضي أبو الحسين بن المهتدي، أنا الشريف أبو الفضل محمّد بن الحسن بن محمّد بن الفضل بن المأمون، نا أبو بكر محمّد بن

ص: 70


1- في م: و تغفل. اعتل عليه بعلة: إذا اعتاقه عن أمر.
2- تاريخ بغداد 417/10.
3- كلمة غير واضحة بالأصل من سوء التصوير. و من قوله: آخر إلى هنا سقط من م.
4- تاريخ بغداد 256/13 ضمن أخبار أبي عبيدة معمر بن المثنى.
5- الأصل و م، و في تاريخ بغداد:«الحسن» و سيرد في السند التالي بالأصل و م «الحسن».

القاسم بن بشّار الأنباري، نا عبد اللّه بن عمرو بن لقيط ، قال (1):

لما أخبر أبو نواس بأن الخليفة [عمل] (2) على أن يجمع بين الأصمعي و أبي عبيدة، قال:

أما أبو عبيدة فعالم ما ترك مع أسفاره يقرؤها، و الأصمعي بمنزلة بلبل في قفص يسمع من نغمه لحونا، و يرى (3) كل وقت من ملحه فنونا.

أخبرنا أبو منصور القزاز، و أبو الحسن العطار، نا أبو بكر الخطيب (4)،أنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل، أنا إسماعيل بن سعيد المعدل، نا الحسين بن القاسم الكوكبي، نا أبو العيناء، أخبرني الدّعلجي - غلام أبي نواس - قال: قيل لأبي نواس: قد أشخص أبو عبيدة و الأصمعي إلى الرشيد، فقال: أما أبو عبيدة فإنهم إن مكّنوه (5) من سفره قرأ عليهم أخبار الأولين و الآخرين، و أمّا الأصمعي فبلبل يطربهم بنغماته.

قال (6):و أخبرني الأزهري، أخبرني محمّد بن الحسن بن المأمون الهاشمي، نا أبو بكر بن الأنباري، نا محمّد بن أحمد المقدّمي، نا أبو محمّد التميمي، أنا محمّد بن عبد الرّحمن - مولى الأنصار - نا الأصمعي، قال:

بعث إلي محمّد الأمين و هو ولي عهد، فصرت إليه، فقال: إنّ الفضل بن الربيع كتب إلي عن أمير المؤمنين يأمر بحملك إليه على ثلاث دوابّ من دوابّ البريد، و بين يدي محمّد السندي بن شاهك، فقال له: خذه فاحمله و جهّزه إلى أمير المؤمنين، فوكل به السّندي خليفته عبد الجبار، فجهّزني و حملني، فلما دخلت الرّقّة أوصلت إلى الفضل بن الربيع، فقال لي: لا تلقين أحدا و لا تكلّمه حتى أوصلك إلى أمير المؤمنين، و أنزلني منزلا أقمت فيه يومين - أو ثلاثة - ثم استحضرني فقال: جئني وقت المغرب حتى أدخلك على أمير المؤمنين،. فجئته فأدخلني على الرشيد و هو جالس منفرد، فسلّمت، فاستدناني و أمرني بالجلوس، فجلست، و قال لي: يا عبد الملك وجّهت إليك بسبب جاريتين أهديتا إليّ ، و قد أخذتا طرفا من الأدب، أحببت أن تبوّر (7) ما عندهما و تشير عليّ فيهما بما هو الصواب عندك، ثم قال: ليمض إلي عاتكة فيقال لها: أحضري الجاريتين، فحضرت جاريتان ما رأيت مثلهما قط ، فقلت

ص: 71


1- عن م و بالأصل:«قا».
2- سقطت من الأصل و م، و أضيفت عن تاريخ بغداد.
3- الأصل: و ترى، و المثبت عن م و تاريخ بغداد.
4- تاريخ بغداد 414/10 بتمامه.
5- الأصل و م، و في تاريخ بغداد: أمكنوه.
6- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 411/10.
7- باره: جربه (القاموس).

لإحداهما: ما اسمك ؟ قالت: فلانة، قلت: ما عندك من العلم ؟ قالت: ما أمر اللّه عز و جل به في كتابه، ثم ما تنظر الناس فيه من الأشعار و الآداب و الأخبار، فسألتها عن حروف القرآن فأجابتني كأنها تقرأ الجواب من كتاب، و سألتها عن النحو و العروض و الأخبار فما قصرت، فقلت: بارك اللّه فيك، فما قصرت في جوابي في كلّ فن أخذت فيه، فإن كنت تقرضين الشعر فأنشدينا شيئا، فاندفعت في هذا الشعر:

يا غياث البلاد في كلّ محل *** ما يريد العباد إلاّ رضاكا

لا و من شرّف الإمام و أعلى *** ما أطاع الإله عبد عصاكا

و مرت في الشعر إلى آخره.

فقلت: يا أمير المؤمنين ما رأيت في مسك (1) رجل مثلها، و قالت الأخرى: فوجدتها دونها، فقلت: ما تبلغ هذه منزلتها إلاّ أنها إن و وظب عليها لحقت، فقال: يا عباسي فقال الفضل: لبيك يا أمير المؤمنين، فقال: لتردّ (2) إلى عاتكة و يقال لها تصنع هذه التي و صفتها بالكمال لتحمل إليّ الليلة، ثم قال لي: يا عبد الرّحمن (3) أنا ضجر، و قد جلست أحب أن أسمع حديثا أتفرّج (4) به، فحدّثني بشيء، فقلت: لأي الحديث يقصد أمير المؤمنين ؟ قال:

لما شاهدت و سمعت من أعاجيب الناس و طرائف (5) أخبارهم، فقلت: يا أمير المؤمنين صاحب لنا في بدو كنت أغشاه و أتحدث إليه، و قد أتت عليه ست و تسعون سنة، أصحّ الناس ذهنا، و أجودهم أكلا، و أقواهم بدنا، فغبرت عنه زمانا ثم قصدته فوجدته ناحل البدن، كاسف البال، متغيّر الحال، فقلت له: ما شأنك ؟ أصابتك (6) مصيبة ؟ قال: لا، قلت: أ فمرض عراك ؟ قال: لا، قلت: فما سبب هذا التغير الذي أراه بك ؟ فقال: قصدت بعض القرابة في حي بني فلان، فألفيت عندهم جارية قد لاثت رأسها، و طلت بالورس ما بين قرنها إلى قدمها، و عليها قميص و قناع مصبوغان، و في عنقها طبل توقع عليه و تنشد هذا الشعر:

ص: 72


1- المسك: الجلد.
2- كذا بالأصل و م، و في تاريخ بغداد: ليردا.
3- كذا بالأصل و م، و هو تصحيف، و الصواب كما في تاريخ بغداد يا عبد الملك. و هو صاحب الترجمة، الأصمعي.
4- الأصل و م: انفرج، و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- الأصل: طرائب، و اللفظة غير واضحة في م من سوء التصوير، و المثبت عن تاريخ بغداد
6- الأصل و م، و في تاريخ بغداد: أ أصابتك مصيبة.

محاسنها سهام للمنايا *** مريّشة بأنواع الخطوب

برى ريب المنون لهنّ سهما (1) *** تصيب بنصله نهج القلوب

فأجبتها:

قفي شفتي في موضع الطبل ترتقي *** كما قد أبحت الطبل في جيدك الحسن

هبيني عودا أجوفا تحت شنّة (2) *** تمتّع فيما بين نحرك و الذقن

فلما سمعت الشعر مني نزعت الطبل، فرمت به في وجهي، و بادرت إلى الخباء، فدخلت، فلم أزل واقفا إلى أن حميت الشمس على مفرق رأسي، لا تخرج إليّ و لا ترجع إلي جوابا، فقلت: أنا معها و اللّه كما قال الشاعر:

فو اللّه يا سلمى لطال إقامتي *** على غير شيء يا سليمى أراقبه

ثم انصرفت (3) سخين العين، قريح (4) القلب، بهذا الذي ترى به من التغير من عشقي لها، فضحك الرشيد حتى استلقى و قال: ويحك يا عبد الملك ابن ست و تسعين سنة يعشق ؟ قلت: قد كان هذا يا أمير المؤمنين، قال: يا عباسي، فقال الفضل بن الربيع: لبيك يا أمير المؤمنين، فقال: أعط عبد الملك مائة ألف درهم، و ردّه إلى مدينة السلام، فانصرفت، فإذا خادم يحمل شيئا، و معه جارية تحمل شيئا، فقال: أنا رسول بنتك - يعني الجارية التي و صفتها - و هذه جاريتها و هي تقرأ عليك السلام و تقول: إن أمير المؤمنين أمر لي بمال و ثياب، هذا نصيبك منها، فإذا المال ألف دينار، و هي تقول: لن نخليك من المواصلة بالبر، فلم تزل تتعهدني (5) بالبر الواسع الكثير حتى كانت فتنة محمّد، فانقطعت أخبارها عني، و أمر لي الفضل بن الربيع من ماله بعشرة آلاف درهم.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي، نا أبو الفضل محمّد بن الحسن، نا محمّد بن القاسم الأنباري، حدثني أبي، نا الحسن بن عليل العنزي، نا أبو عثمان المازني، قال:

سمعت أبا عبيدة يقول: أدخلت على الرشيد، فقال لي: يا معمر بلغني أن عندك كتابا

ص: 73


1- بالأصل:«لهم سلما» و في م:«لهم سهاما» و المثبت عن تاريخ بغداد.
2- الشنة: القربة الخلق.
3- عن م و تاريخ بغداد، و بالأصل: انصرف.
4- الأصل و م: فرح، و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- الأصل و م:«يزل يعهدني» و المثبت عن تاريخ بغداد.

حسنا في صفة الخيل أحب أن أسمعه منك، فقال الأصمعي: و ما تصنع بالكتب تحضر فرس و تضع أيدينا على عضو عضو و نسميه و نذكر ما فيه، فقال الرشيد: يا غلام فرس، فأحضر فرس، فقام الأصمعي، فجعل يده على عضو عضو و يقول: هذا كذا، قال فيه الشاعر كذا، حتى انقضى قوله، فقال له الرشيد: ما تقول في ما قال ؟ قلت: قد أصاب في بعض و أخطأ في بعض، فالذي أصاب فيه مني تعلمه، و الذي أخطأ فيه لا أدري من أين أتى به.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمران، ثنا أبو روق أحمد بن محمد بن بكر (1)،قال: قال الرياشي:

سمعت محمد بن سلام الجمحي يحدث عن ابن أبي الوضاح قال: فخرج الفضل بن الربيع بين الأصمعي و أبي عبيدة و أحضرهم فرسا فقال لهما (2):قوما إليه فسميا أعضاءه. فقام الأصمعي فجعل يده على شيء منه و يسميه و يستشهد (3) الشعر، فقال الفضل لأبي عبيدة:

كيف ترى ؟ فقال: أصاب في بعض، و أخطأ في بعض، فما أصاب فيه فمني تعلّم.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (4)،أنا القاضي أبو العلاء الواسطي، ثنا محمد بن جعفر التميمي، ثنا [أبو القاسم السكوني] (5)،نا أحمد بن أبي موسى، ثنا أبو العيناء، قال: قال الأصمعي: دخلت [أنا و أبو عبيدة] (6)،على الفضل بن الربيع، قال: يا أصمعي، كم كتابك في الخيل ؟ قال:[قلت: جلد] (7)،قال:

فسأل أبا عبيدة عن ذلك، فقال: خمسون جلدا، قال: فأمر [بإحضار] (8) الكتابين ثم قال: ثم أمر بإحضار فرس، فقال: لأبي عبيدة اقرأ [كتابك حرفا] (9) حرفا وضع يديك على موضع موضع فقال أبو عبيدة: ليس أنا ببيطار، إنما هذا شيء أخذته و سمعته من العرب و ألفته، فقال لي: يا أصمعي قم فضع يدك على موضع موضع من الفرس، فقمت فحسرت (10) عن ذراعي و ساقي ثم وثبت فأخذت بأذني الفرس، ثم وضعت يدي على ناصيته (11)،فجعلت أقبض منه شيئا شيئا و أقول: هذا اسمه كذا، و أنشد فيه حتى بلغ حافره، قال: فأمر لي بالفرس، فكنت

ص: 74


1- في م: بكير.
2- كلمة غير مقروءة في م بسبب سوء التصوير.
3- كلمة غير مقروءة في م بسبب سوء التصوير.
4- تاريخ بغداد 415/10 و وفيات الأعيان 172/3 و تهذيب الكمال 83/12 و سير أعلام النبلاء 177/10 و انباه الرواة 202/2.
5- ما بين معكوفتين غير واضح في م من سوء التصوير، و المثبت يوافق عبارة تاريخ بغداد.
6- ما بين معكوفتين غير واضح في م من سوء التصوير، و المثبت يوافق عبارة تاريخ بغداد.
7- ما بين معكوفتين غير واضح في م من سوء التصوير، و المثبت يوافق عبارة تاريخ بغداد.
8- ما بين معكوفتين غير واضح في م من سوء التصوير، و المثبت يوافق عبارة تاريخ بغداد.
9- ما بين معكوفتين غير واضح في م من سوء التصوير، و المثبت يوافق عبارة تاريخ بغداد.
10- ما بين الرقمين ليس في م.
11- ما بين الرقمين ليس في م.

إذا أردت أن أغيظ أبا عبيدة ركبت الفرس و أتيته.(1) قال: و أنبأنا الحسين بن محمّد بن جعفر الرافقي (2)،أنا أحمد بن كامل القاضي، حدثني أبو العباس أحمد بن يحيى، عن أحمد بن عمر بن بكير النحوي قال: لما قدم الحسن بن سهل العراق قال:

أحب أن أجمع قوما من أهل الأدب فيخرجون بحضرتي في ذاك، فحضر أبو عبيدة معمر بن المثنّى و الأصمعي، و نصر بن علي الجهضمي، و حضرت معهم، فابتدأ الحسن، فنظر في رقاع كانت بين يديه للناس في حاجاتهم، و وقّع عليها، فكانت خمسين رقعة، ثم أمر فدفعت إلى الخازن، ثم أقبل علينا، فقال: قد فعلنا خيرا، و نظرنا في بعض ما نرجو نفعه من أمور الناس و الرعية، فنأخذ الآن فيما نحتاج إليه، فأفضنا في ذكر الحفّاظ ، فذكرنا: الزهري، و قتادة، و مررنا، فالتفت أبو عبيدة فقال: ما الغرض أيها الأمير في ذكر ما مضى، و إنّما نعتمد في قولنا على حكاية عن قوم [مضوا] (3) و نترك ما نحضره (4)، هاهنا من يقول أنه ما قرأ كتابا قط ، فاحتاج إلى أن يعود فيه، و لا دخل قلبه شيء فخرج عنه، فالتفت الأصمعي فقال: إنما يريدني بهذا القول أيها الأمير، و الأمر في ذلك على ما حكى، و أنا أقرب عليه، قد نظر الأمير فيما نظر فيه من الرقاع، و أنا أعيد ما فيها، و ما وقّع به الأمير على رقعة رقعة على توالي الرقاع، قال: فأمر فأحضر الخازن و أحضرت الرقاع، و إذا الخازن قد شكّها على توالي نظر الحسن فيها، فقال الأصمعي: سأل صاحب الرقعة الأولى كذا و اسمه كذا، فوقّع له بكذا، و الرقعة الثانية و الثالثة حتى مر في نيّف و أربعين رقعة، فالتفت إليه نصر بن علي فقال: يا أيها الرجل اتّق على نفسك من العين، فكفّ الأصمعي.

أخبرنا جدي أبو المفضّل، أنا مسعود بن علي.

ح و أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (5).

قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، و ابنه أبو علي، قالا: أنا أبو الفرج بن المسلمة، أنا أبو

ص: 75


1- القائل أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 415/10.
2- في م و تاريخ بغداد: الرافعي.
3- سقطت من الأصل و م، و أضيفت عن تاريخ بغداد.
4- الأصل:«يترك ما يحضره» و الحرف الأول في اللفظتين في م بدون إعجام، و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- الأصل:«المرزقي» و بدون إعجام في م، و الصواب ما أثبت.

سعيد السيرافي، نا أبو علي الكوكبي، حدثني محمّد بن سويد، أخبرني محمّد بن هبيرة قال:

قال الأصمعي للكسائي و هما عند الرشيد: ما معنى قول الراعي (1):

قتلوا ابن عفّان الخليفة محرما *** و دعا فلم أر مثله مخذولا

قال الكسائي: كان محرما بالحجّ ، قال (2) الأصمعي: فقوله:

قتلوا كسرى بليل محرما *** فتولى لم يمتّع بكفن (3)؟

هل كان محرما بالحج (4)؟.

فقال هارون للكسائي (5):يا علي إذا جاء الشعر فإيّاك و الأصمعي.

قوله محرما، كان في حرمة الإسلام.

قال محمّد بن سويد: قال ابن السكيت: قال الأصمعي: و من ثمّ قيل: مسلم محرم أي لم يحلّ من نفسه شيئا يوجب القتل.

و قوله في كسرى: محرما يعني حرمة العهد الذي كان [له] (6) في أعناق أصحابه.

أخبرنا أبو العز بن كادش - إذنا و مناولة و قرأ علي إسناده - أنا محمّد بن الحسين الجازري، أنا المعافى بن زكريا (7)،نا محمّد بن يحيى الصولي، نا محمّد بن يزيد، قال:

قال أبو عمر الجرمي يوما: أنا أعلم الناس بكلام العرب، فسمعه الأصمعي، فقال: كيف تنشد هذا البيت:

قد كنّ يخبأن الوجوه تستّرا *** فالآن حين بدأن للنظّار (8)

أو: حين بدين.

ص: 76


1- ديوانه ط بيروت، من قصيدة طويلة يمدح عبد الملك بن مروان و يشكو من السعاة ص 213 رقم البيت فيها 54 و اللسان (حرم).
2- ما بين الرقمين ليس في م.
3- البيت في اللسان (حرم) و فيه:«غادروه» بدل «فتولى» و انظر تعقيب ابن منظور على «محرم» في البيتين.
4- ما بين الرقمين ليس في م.
5- الأصل:«الكسائي» و المثبت عن م.
6- زيادة منا للإيضاح.
7- الخبر في الجليس الصالح الكافي 103/4-104 و انظر انباه الرواة 81/3 و معجم الأدباء (ت. إحسان عباس ترجمة 596).
8- البيت للربيع بن زياد العبسي في مقتل مالك بن زهير (الحماسة للمرزوقي رقم 347).

قال أبو عمر: حتى بدأن، فقال: أخطأت، فقال: بدين، فقال: أخطأت يا أعلم الناس بكلام العرب، حين بدون.

قال المعافى: أبو عمر (1) الجرمي أرفع طبقة عندنا في علم العربية من أن يذهب مثل هذا عليه، و لكنه أجاب على البديهة و ترك التبيّن و الروية، فوقع في خطأ العجلة، و هو أعلم بالتصريف و الأبنية، و أمضى في معرفة الهموز و الفصل في غير المهموز بين بنات الواو و بنات الياء من الأصمعي.

و أما تخطئة الأصمعي له في قوله: بدأن في البيت الذي أنشده فهو كما ذكر، و قد أصاب في تخطئته، و أما تخطئته إيّاه في قوله بدين فكما قال أيضا، و إنّما يقال بدأن بكذا إذا ابتدأ به بتخفيف الهمزة، و بدان على تليين الهمزة، و بدين على قلبها ياء حين ألقاها كما يقال: قرأت و قرات و قريت، و صحيفة مقروءة على تخفيف الهمزة، و مقروّة على تليينه، و مقراة على الطرح و القلب، و قد قرأ جمهور القرأة أَ رَأَيْتَ بالتخفيف، و قرأ نافع أَ رَأَيْتَ بالتليين و الجمع بين ساكنين، و قرأ الأعمش أريت (2) بالطرح، و اختار الكسائي هذا الوجه، فقرأ به، و هو معروف في العربية، و فيه تفريق بين الخبر و الاستخبار، و من هذه اللغة قول أبي الأسود الدّيلي:

أريت (3) امرأ كنت لم أبله *** أتاني فقال اتّخذني خليلا

و قال آخر:

أريت (4) الآمر يك بصرم حبلي *** مر يهم في أحبّتهم بذاك

و قال آخر:

أ رأيتك أن منعت كلام ليلى *** أ تمنعني على ليلى البكاء

و قال آخر (5):

أريت أن جاءت (6) به أملودا

معمما و يلبس البرودا

ص: 77


1- الأصل: عمران، و المثبت عن م و الجليس الصالح.
2- الأصل و م:«أ رأيت» و المثبت عن الجليس الصالح.
3- الأصل و م:«أ رأيت» و المثبت عن الجليس الصالح و الديوان 38 و اللسان (رأى).
4- الأصل و م:«أ رأيت» و المثبت عن الجليس الصالح و الديوان 38 و اللسان (رأى).
5- اللسان (رأى) و الخصائص لابن جني 1361.
6- في الخصائص: إن جئت.

أ قائلون (1) أحضروا الشهودا

و هذا باب مستقصى في كتبنا المرسومة في علوم القرآن.

قال (2):و نا المعافى، أنا أحمد بن العباس العسكري، نا عبد اللّه بن أبي سعد، حدثني أحمد بن علي بن أبي نعيم، قال: كان الرشيد يحب الوحدة، فكان إذا ركب حماره عادله الفضل بن الربيع، و كان الأصمعي يسير قريبا منه بحيث يحادثه، و إسحاق الموصلي على دابة يسير قريبا من الفضل، فأقبل الأصمعي لا يحدّث الرشيد شيئا إلاّ سرّ به و ضحك منه، فحسده إسحاق، و كان فيما حدّثه الأصمعي، قال: يا أمير المؤمنين مررت على رجل زانكي جالس على بابه قال: ويحك فما الزّانكي ؟ فوصفه له، قال العسكري: هو الشاطر، قال: فقلت: يا فتى أ يسرّك أنك أمير المؤمنين ؟ قال: لا، قلت: و لم ؟ قال: لا يدعوني أذهب حيث شئت، قال: فقال الرشيد: صدق و اللّه، ما يدعونا نذهب حيث شئنا، قال: فاستضحك الرشيد، فقال إسحاق للفضل: ما يقول كذب، فقال الرشيد: أيّ شيء قال ؟ فأخبره، فغضب، فقال: و اللّه لو كان ما يقول كذبا إنّه لأظرف الناس، و إن كان حقا، إنّه لأعلم الناس، فمكث بينهما شرّ دهرا من الدهر، فقال إسحاق:

أصيمع باهلي يستطيل

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (3)، أنبأنا الحسين بن محمّد الرافقي، أنا أحمد بن كامل القاضي، حدثني أبو العباس أحمد بن يحيى، قال: قدم الأصمعي بغداد و أقام بها مدة، و خرج عنها يوم خرج، و هو أعلم منه حيث قدم بأضعاف مضاعفة.

أخبرنا [أبو منصور] (4) أنا - و أبو الحسن، نا - أبو بكر الخطيب (5).

ح (6) و أخبرنا أبو العزّ بن كادش - إذنا و مناولة و قرأ علي إسناده - قالا: أنا أبو علي محمّد بن الحسين بن محمّد الجازري، نا المعافى بن زكريا الجريري (7)،نا الحسين بن القاسم الكوكبي، نا محمّد بن القاسم بن خلاد، قال: قال الأصمعي:

ص: 78


1- الأصل:«أ قائلين» و في اللسان: أ قائلنّ .
2- الخبر في الجليس الصالح الكافي 62/3.
3- تاريخ بغداد 417/10.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.
5- الخبر في تاريخ بغداد 413/10-414.
6- «ح» حرف التحويل سقط من م.
7- الخبر في الجليس الصالح الكافي 61/2-62 و 118/4.

دخلت على جعفر بن يحيى بن خالد يوما من الأيام، فقال لي: يا أصمعي هل لك من زوجة قلت: لا، قال: فجارية ؟ قلت: جارية للمهنة، قال: فهل لك أن أهب لك جارية نظيفة ؟ قال: إنّي لمحتاج إلى ذلك.

فأمر بإخراج جارية إلى مجلسه، فخرجت جارية في غاية الحسن و الجمال و الهيئة و الظرف، فقال لها: قد وهبتك لهذا، و قال: يا أصمعي، خذها - و قال ابن كادش: خذ بيدها - فشكرته، و بكت الجارية، و قالت: يا سيدي تدفعني إلى هذا الشيخ مع ما أرى من سماجته و قبح منظره ؟ و جزعت جزعا شديدا.

فقال: يا أصمعي هل لك أن أعوّضك منها ألف دينار؟ قلت: ما أكره ذلك، فأمر لي بألف دينار، و دخلت الجارية، فقال لي: يا أصمعي إنّي أنكرت على هذه الجارية أمرا فأردت عقوبتها بك، ثم رحمتها منك، فقلت: أيها الأمير، فألاّ أعلمتني قبل ذلك فإنّي لم آتك حتى سرّحت لحيتي و أصلحت عمّتي، و لو عرفت الخبر لحضرت على هيئة خلقتي، فو اللّه لو رأتني كذلك لما عاودت شيئا تنكره منها أبدا ما بقيت.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (1)،أنا الأزهري، أنا محمّد بن العباس الخزّاز - على شك دخلني فيه - نا أبو مزاحم موسى بن عبيد اللّه، قال: سمعت إبراهيم الحربي يقول: كان أهل البصرة أهل العربية منهم أصحاب الاهواء إلاّ أربعة، فإنهم كانوا أصحاب سنّة: أبو عمرو بن العلاء، و الخليل بن أحمد، و يونس بن حبيب، و الأصمعي.

قال (2):و أنا البرقاني، أنا الحسين بن علي التميمي، نا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الأسفرايني، قال: سمعت أبا أمية يقول: سمعت أحمد بن حنبل يثني على الأصمعي في السنّة.

قال: و سمعت علي بن المديني يثني عليه.

قال (3):و أخبرني عبد اللّه بن أبي بكر بن شاذان، أنا أبي، أنا أبو عمرو عثمان بن محمّد بن أحمد بن هارون السّمرقندي - بتنّيس - نا أبو أمية محمّد بن إبراهيم الطّرسوسي، قال: سمعت أحمد بن حنبل، و يحيى بن معين يثنيان على الأصمعي في السنّة.

ص: 79


1- تاريخ بغداد 418/10.
2- القائل: أبو بكر الخطيب، الخبر فى تاريخ بغداد 418/10 و 419.
3- القائل: أبو بكر الخطيب، الخبر فى تاريخ بغداد 418/10 و 419.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، و أبو نصر بن رضوان، و أبو غالب بن البنّا، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا جعفر بن محمّد بن الحسن، قال: سمعت نصر بن علي يقول: سمعت الأصمعي يقول: من قال: إن اللّه عز و جل لا يرزق الحرام فهو كافر.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (1)،أنا الحسين بن علي الصّيمري، نا محمّد بن عمران المرزباني، أخبرني الصولي، أنا أبو العيناء قال: قال الجاحظ :

كان الأصمعي مانيا (2)،فقال له العباس بن رستم: لا و اللّه، و لكن نذكر حين جلست إليه تسأله، فجعل يأخذ نعله بيده و هي مخصوفة بحرير و يقول: نعم قناع القدري، نعم قناع القدري، فعلمت أنه يعنيك فقمت.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو الحسين الفارسي، أنا أبو سليمان الخطّابي، حدثني محمّد بن معاذ، أنا بعض أصحابنا، عن أبي داود السّنجي، قال (3):سمعت الأصمعي يقول: إنّ أخوف ما أخاف على طالب العلم إذا لم يعرف النحو أن يدخل في جملة قول النبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم:«من كذب عليّ فليتبوأ مقعده من النار» لأنه لم يكن يلحن، فمهما رويت عنه و لحنت فيه كذبت عليه.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا بكر الإسماعيلي يقول: أخبرني المرزباني، حدثني محمّد بن الفضل، حدثني الرياشي قال:

مرّ الأصمعي برجل يدعو و يقول في دعائه: يا ذو الجلال و الإكرام، فقال له الأصمعي:

يا هذا ما اسمك ؟ فقال: ليث، فقال الأصمعي:

ص: 80


1- تاريخ بغداد 418/10 و تهذيب الكمال 80/12.
2- في الأصل:«متأنيا» و في م:«مباينا» و المثبت عن تاريخ بغداد، و هذه النسبة إلى ماني، فارسي قال أن العالم يقوم على: النور و الظلمة، و هما في صراع لا ينتهي إلا بانتهاء الدنيا. و في تهذيب الكمال: منانيا.
3- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 80/12 و الذهبي في سير أعلام النبلاء 178/10. و السنجي بكسر السين و سكون النون نسبة إلى سنج قرية من قرى مرو، تبعد عنها سبعة فراسخ.

يناجي ربه باللحن ليث *** لذاك إذا دعاه لا يجيب

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو محمّد بن زبر، أنا أبو قلابة، نا أبو عاصم، نا عبد اللّه بن عبد الرّحمن الطائفي، عن عمرو بن الشريد، عن أبيه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم قال:«الجار أحقّ بسقبه»[7426].

قال أبو قلابة: فسألت الأصمعي فقلت: يا أبا سعيد ما قوله: أحقّ بسقبه ؟ فقال: أنا لا أفسر حديث رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم، و لكن العرب تقول: السّقب اللّزيق (1).

أخبرنا جدي أبو المفضّل، أنا أبو عمرو الأردبيلي.

ثم أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (2) أنا أبو جعفر بن المسلمة و ابنه أبو علي قالا: أنا أبو الفرج بن المسلمة، أنا أبو سعيد السيرافي، نا أبو علي الصفار، نا أبو عمرو الصفار، نا نصر بن علي، قال:

حضرت الأصمعي و قد سأله سائل عن معنى قول النبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم:«جاءكم أهل اليمن و هم أبخع أنفسا»[7427] قال: يعني أقتل أنفسا، ثم أقبل على نفسه كاللائم لها فقال: و من أخذني بهذا، و ما علمي به ؟ فقلت له: لا عليك فقد حدثنا سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله جل و عز لَعَلَّكَ بٰاخِعٌ نَفْسَكَ (3) أي قاتل نفسك، فكأنه سرّي عنه.

و قال أبو العباس محمّد بن يزيد: أخبرني أبو قلابة الجرمي، قال: صرت إلى الأصمعي و معي كتاب المجاز لأبي عبيدة، فقال لي: هاته، فأعطيته و انصرفت، فنظر فيه حتى انتهى إلى آخره، ثم رجعت إليه فقال لي: قال أبو عبيدة في أول كتابه: الم ذٰلِكَ الْكِتٰابُ لاٰ رَيْبَ فِيهِ (4) أي لا شك فيه، فما يدريه أن الريب: الشك، قال: فقلت له: أنت فسرت له في شعر الهذليين (5):

فقالوا قد تركنا القوم قد حضروا به *** فلا ريب أن قد كان ثم لجيم (6)

ص: 81


1- في النهاية لابن الأثير (سقب): السقب بالسين و الصاد، في الأصل: القرب. يقال: سقبت الدار و أسقبت: أي قربت. و يحتمل أن يكون أراد أنه أحق بالبرّ و المعونة بسبب قربه من جاره.
2- الأصل: المزرقي، و في م: المرزقي، كلاهما تصحيف.
3- سورة الشعراء، الآية:3.
4- سورة البقرة، الآية:2.
5- شرح أشعار الهذليين 1162/3 من قصيدة لساعدة بن جؤية الهذلي.
6- في شرح أشعار الهذليين: فقالوا عهدنا القوم قد حصروا به... لحيم. اللحيم: المقتول.

قال: فأمسك و لم يقل شيئا، و ردّ الكتاب.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الخطيب (1)،أنا علي بن طلحة المقرئ (2)،أنا محمّد بن إبراهيم الغازي، نا محمّد بن محمّد بن داود الكرجي (3)،نا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش، نا نصر بن علي، قال:

سمعت الأصمعي يقول لعفّان - و جعل يعرض عليه شيئا من الحديث - فقال: اتّق اللّه يا عفان، و لا تغيّر حديث رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم بقولي.

قال نصر: و كان الأصمعي يتقي أن يفسّر حديث رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم كما يتقي أن يفسر القرآن.

و قال الكرجي: سمعت ابن خراش يقول: سمعت أبا حاتم السّجستاني يقول: أهديت إلى الأصمعي قدحا من هذه السّجزية (4) فجعل ينظر إليه و يقول: ما أحسنه، فقلت: إنهم يزعمون أن فيه عرقا من الفضة، فردّه عليّ و قال:

إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم نهى أن يشرب في آنية الفضة[7428].

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الفضل بن أبي سعد القروي (5)،أنا أبو الحسن محمّد بن محمود الفقيه - بمرو - نا أبو نصر محمّد بن مضر الرباطي، نا أبو داود سليمان بن معبد، قال: سمعت الأصمعي يقول: من لم يحتمل ذل التعلّم ساعة، بقي في ذلّ الجهل أبدا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن علي بن عمر الكابلي، و أبو القاسم عبد الصمد بن محمّد بن عبد اللّه بن مندويه، و أبو المطهّر شاكر بن نصر بن طاهر الأنصاري، و أبو غالب الحسن بن محمّد بن علي بن علوكة الأسدي، قالوا: أنا أبو سهل حمد بن أحمد بن عمر الصيرفي، أنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن أحمد الخشّاب، نا أبو علي أحمد بن محمّد بن إبراهيم

ص: 82


1- تاريخ بغداد 418/10 و تهذيب الكمال 82/12.
2- الأصل: المنقري، و المثبت عن م و تاريخ بغداد.
3- في م: الكرخي، تصحيف، مرّ التعريف به.
4- الأصل:«الشحرية» و في م:«السحرية» و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- في م: ابن أبي سعيد الهروي.

المصاحفي (1)،نا الحارث بن أبي أسامة (2)،نا يحيى بن حبيب، عن الأصمعي قال:

[بلغت] (3) ما بلغت بالعلم، و نلت ما نلت بالملح.

و قال مصعب الزبيري: قال أبي: الملح: يا بني لا يفهمها إلاّ عقلاء الرجال.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، و أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن سعد (4) بن محارب بن عمرو الأنصاري، نا أبو خليفة الفضل بن الحباب، نا الرياشي، قال: قال الأصمعي:

مررت بصنعاء اليمن على مزرعة و بجنبها عين، و إذا غلام قد ملأ قربته و هو متعلق بعزليها، و هو يصيح: يا أبيه، يا أبه، فاها فاها، قد غلبني فوها، لا طاقة لي بفيها، و إذا به قد أتى بوجوه الإعراب في حال الرفع و النصب و الخفض.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا أحمد السعدي - و هو محمّد بن محمّد بن إسحاق الهروي - يقول: سمعت محمّد بن المنذر يقول: سمعت محمّد بن عبد الكريم يقول: سمعت الأصمعي يقول:

أتى أعرابي إلى نحاس، فقال له: يا عمّ اشتر لي حمارا ليس بالقصير المحتقر و لا بالطويل المشتهر، إذا ركبته هام، و إذا ركبه غيري خام، إن خلا للطريق تدفق، و إن كثر الزحام ترفق، لا يقدم في السواري و لا هجمني (5) في البراري، إن أكثرت علفه شكر، و إن أقللته صبر، فقال النحاس: اصبر حتى إذا مسخ أبو يوسف القاضي حمارا اشتريته.

أخبرنا أبو الفتوح عبد الرزاق بن الشافعي بن أبي القاسم بن أحمد السياري (6)- بنيسابور - أنا أبو عطاء عبد الأعلى بن عبد الواحد بن أحمد بن القاسم المليحي - بهراة - أنا القاضي الإمام أبو عمر محمّد بن الحسين بن محمّد البسطامي (7)،نا أبو الحسين محمّد بن أحمد الدقاق - بالأهواز - نا أبو الحسن (8) علي بن عيسى الصيرفي، نا محمّد بن أحمد بن

ص: 83


1- عن م و بالأصل: المصافحي. له ترجمة قصيرة في الأنساب (المصاحفي).
2- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 85/12 و انظر سير أعلام النبلاء 179/10.
3- سقطت من الأصل و م، و أضيفت عن تهذيب الكمال.
4- في م: سعيد.
5- كذا رسمها بالأصل، و بدون إعجام في م.
6- في م:«النيسابوري» قارن مع المشيخة 113/أ.
7- قارن مع مشيخة ابن عساكر 113/أ.
8- في م: الحسين.

الخطاب، نا أحمد بن عمرو، نا زكريا، نا الأصمعي، قال: قال أعرابي:

إذا أردت أن تعرف وفاء الرجل، و دوام عهده و كرم أخلاقه فانظر إلى حنينه إلى أوطانه، و شوقه إلى إخوانه، و بكائه على ما مضى من زمانه.

أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم بن الحسين بن أحمد الصفار - ببسطام - أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك بن علي - بنيسابور - أنا أبو الحسن علي بن محمّد الأسفرايني بها، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق قال: حدث أبو عبد اللّه نفطويه، قال: سمعت محمّد بن المنذر البصري قال: سمعت الرياشي يقول: سمعت الأصمعي يقول:

دخلت مسجد البصرة فإذا أنا بسائل أو كسائل مادا يمينه يقول: أيها الناس الفقر حاضر يحث علي سؤالكم، و الحياء زاجر عن كلامكم، فرحم اللّه امرأ أمر بنبيل أو دعا بخير، فإن الدعاء إحدى الصدقتين، فقلت: من الرجل يرحمك اللّه ؟ فقال: اللّهم غفرا سوء الاكتساب يمنع عزّ شرف الانتساب، قال: قلت في ذلك شيئا قال: نعم:

كم من لئيم إلاّ بأشرفه *** المال أبوه و أمه الورق

و كم كريم (1) إلاّ ما ليس له *** ذنب سوى أن ثوبه خلق

أدبه سادة الكرام *** فما يأتيه إلا العفاف و الخلق

قال: و كان معي أربعمائة درهم، فدفعتها إليه، و حلّفته أن لا يقوم بالبصرة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه، و أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي، قالا:

نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (2)،أنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصيرفي - بنيسابور - نا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن أحمد الصفار الأصبهاني، نا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد النيسابوري - ببغداد - نا محمّد بن حبيب، قال: سمعت علي بن هشام (3)يقول: سمعت الأصمعي يقول: مررت بالبادية على رأس بئر، و إذا على رأسه جوار و إذا واحدة فيهن كأنها البدر، فوقع عليّ الرعدة و قلت لها:

يا أحسن الناس إنسانا و أملحهم *** هل باشتكائي إليك الحب من باس

ص: 84


1- عن م و بالأصل: كريب.
2- الخبر في تاريخ بغداد 327/1 ضمن أخبار أبي عبد اللّه محمد بن أحمد بن عمرويه الصفار النيسابوري.
3- تقرأ في الأصل: غتام، و في م: عتام، و المثبت عن تاريخ بغداد.

فبين لي بقول غير ذي خلف (1) *** أبا الصريمة يمضي عنك أم ياس

قال: فرفعت رأسها و قالت لي: اخسأ، فوقع في قلبي مثل جمر الغضا، فانصرفت عنها و أنا حزين (2) قال: ثم رجعت[ (3) إلى رأس البئر، فإذا هي على رأس البئر فقالت:

هلمّ نمح الذي قد كان أوله *** و نحدث الآن إقبالا من الراس

حتى نكون ثبيرا في مودتنا *** مثل الذي يحتذى نعلا بمقياس

فانطلقت معها إلى أبيها فتزوجتها، فابني عليّ منها.

أخبرني أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، نا محمد بن أحمد بن وردان، قال سمعت أبا عمير يقول: سمعت نصر - يعني ابن عمرو - يقول: صرت إلى منزل الأصمعي، فخرجت إليّ جارية، فقلت لها: أين مولاك، فذكرت غلاما أظنه في البيت يكذب على الأعرابي و قد قدمنا توثيق جماعة من الأئمة له، فلا يلتفت إلى قوله.... (4) فيه.

أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد اللّه السّنجي المؤذن بمرو، نا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد المديني المؤذن بنيسابور، نا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي - إملاء - أنا أبو بكر محمد بن داود بن سليمان الزاهد، ثنا إبراهيم بن عبد الواحد العبسي، ثنا وزيرة بن محمد الغساني، حدثني عبد اللّه بن محمد البلخي حدثني الحرمازي قال: جلست إلى الأصمعي و هو جالس إلى سارية في المسجد فقلت: حدثني. فقال: ما أجد حديثا أدنى من حديث قد ضاق له صدري و درعي. دخلت يومي هذا دار بني المهلب، فقرأت على قبر عروة بن يزيد:

يا عاذل القلب عن ذكر السنيات (5) *** عما قليل ستثوى بين أموات

فاذكر محلك قبل الحلول به *** و تب إلى اللّه من لهو و لذات

إذا الحام (6) له وقت إلى أجل *** و اذكر مصائب أيام و ساعات

لا تطمئن إلى الدنيا و زينتها *** قد آن للموت يا ذا اللب أن يأتي

ص: 85


1- عن تاريخ بغداد، و بالأصل و م: حلف.
2- عن م و تاريخ بغداد و بالأصل:«حين»؟.
3- بياض بالأصل من هنا، و ما استدرك بين معكوفتين عن م.
4- كلمة غير واضحة في م.
5- كذا رسمها في م.
6- كذا رسمها في م.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، ثنا عبد العزيز الكتاني (1)،أنا أبو زكريا أحمد بن محمد بن أحمد الصوفي، ثنا أبو نصر محمد بن أحمد بن تميم السرخسي قال: سمعت المنبجي بها قال: سمعت نصر بن علي قال: سمعت الأصمعي يقول:

كنت يوما أسك في سكة من سكك البصرة، فرأيت كناسا يحمل العذرة و هو ينشد هذا البيت:

و أكرم نفسي إنني إن أهنتها *** لعمري، لا تكرم على أحد بعدي

فقلت يا هذا، أي كرامة لنفسك عندك، و أنت من قرنك إلى قدمك في الخراء؟ فقال:

عن سفلة مثلك، لا آتيه أستقرض منه دانقا فيردني. قال: فأفحمت، فلم أجيء بجواب.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، حدثني أبو الطيب المقرئ، قال: سمعت ثعلب يقول: سمعت سلمة بن عاصم يقول:

ما لقيني الأصمعي قط إلاّ قال: أرجو أن تكون (2) من [أهل] (3) الجنة. قال: فقال لي جليس له: إنما أراد أنك أبله، لأن أكثر أهل الجنة البله، قال: لا يبعد، فقد كان ماجنا.

أخبرنا أبو منصور بن زريق أنا - و أبو الحسن بن سعيد، ثنا - أبو بكر الخطيب (4).

[ح] (5) و أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (6)،و أبو القاسم بن السمرقندي.

قالا: أنا الشريف أبو الفضل العباس بن أحمد بن محمد بن محمد بن بكران الهاشمي.

[ح] و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد و أبو الغنائم ابنا أبي عثمان، و أبو منصور عبيد اللّه بن عثمان بن محمد بن دوسك المعروف بابن السولى (7)،و محمد بن محمد بن أحمد بن الحسن بن عبد العزيز، و أبو بكر محمد بن الحسن بن هبة اللّه، و أبو الحسن علي بن المقلد بن البواب.

[ح] و أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان.

ص: 86


1- في م: الكناني تصحيف.
2- في م: يكون.
3- زيادة لازمة للإيضاح عن المختصر 213/15.
4- تاريخ بغداد 417/10-418.
5- «ح» حرف التحويل سقط من م.
6- في م: المرزقي، تصحيف.
7- كذا رسمها في م.

قالوا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن الحسن بن محمد بن القاسم العصايري (1)،أنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي - إملاء - ثنا محمد بن عبد الأكبر (2)،أنا عباس بن الفرج قال:

ركب الأصمعي حمارا دميما، فقيل له: أبعد براذين الخلفاء تركب هذا؟ فقال متمثلا:

و لما أبت إلا إطراقا (3) بودها *** و تكديرها الشرب الذي كان صافيا

شربنا برنق من هواها مكدر *** و ليس يعاف الرنق من كان صاديا

هذا - و أملك ديني و نفسي - أحب إليّ من ذلك مع ذهابهما.

أخبرنا أبو السعادات أحمد بن أحمد بن عبد الواحد المتوكلي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا القاضي أبو الطيب الطبري، ثنا المعافى بن زكريا حدثني الحسين بن القاسم الكوكبي، ثنا أحمد بن عبيد قال:

كان جعفر بن يحيى يعيب الأصمعي برثاثة الهندام و ذلك بعد أن أوصل إليه خمسمائة ألف درهم، و قد كان جعفر في يوم من الأيام، ركب ليقصد الأصمعي في منزله و أمر خادما ليحمل ألف دينار ليصله بها عند انصرافه، فلما دخل منزله و رأى رثاثة حاله و وسخ منزله، و رأى في دهليزه حبا مكسورا أمر الخادم برد ألف دينار، فقيل لجعفر في ذلك فقال إن لسان النقمة انطلق من لسانه، و إن ظهور الصنيعة أمدح و أهجا من مديحه، و هجاءه، فعلام تعطيه الأموال، إذا لم يظهر الصنيعة هذه، و ينطق بالشكر عنه... (4) يرى هل ترون... (5) عند أهل الحراث قال: و أخبرني أبو الحسن علي بن أيوب العمي الكاتب، أنا أبو عبيد اللّه محمد بن عمران بن موسى المرزباني أنا أبو... (6) أنا أبو عثمان.... (7) قال: كان أبو عبيدة ذاكر الأصمعي....... (8) الطعام بعينه فكان هو بعينه.... (9) طعام.

قال: و أخبرني علي بن أيوب نا المورياني، أخبرني الصولي نا أبو خليفة نا محمد بن سلام قال:

كنت مع أبي عبيدة في جنازة ننتظر (10) إخراج الميت، و نحن بقرب دار الأصمعي،

ص: 87


1- كذا رسمها في م، و في تاريخ بغداد: المخزومي.
2- في تاريخ بغداد: محمد بن عبد الواحد الأكبر.
3- كذا في م، و في تاريخ بغداد:«طرافا» و في المختصر:«انصراما».
4- كلمة غير واضحة في م.
5- كلمة غير واضحة في م.
6- كلمة غير واضحة في م.
7- كلمتان غير مقروءتين في م.
8- كلمتان غير مقروءتين في م.
9- كلمة غير مقروءة في م.
10- في م ننظر.

فارتفعت ضجة من دار الأصمعي، فبادر الناس ليعرفوا ذلك. فقال أبو عبيدة: إنما يفعلون هذا عند الخبز، كذا يفعلون إذا فقدوا رغيفا (1).

[أخبرني] جدي أبو المفضل القاضي، نا أبو عمر الأردبيلي.

ثم أخبرنا أبو بكر المزرفي.

قالا: نا أبو جعفر بن المسلمة و ابنه أبو علي قالا: أنا أبو الفرج.... (2) نا أبو سعيد السبراني قال (3):و قال أبو العيناء: توفي الأصمعي بالبصرة و أنا حاضر في سنة ثلاث عشرة و مائتين و صلى عليه الفضل بن إسحاق. و سمعت عبد الرّحمن] (4) ابن أخيه في جنازته، يقول:

إنا للّه و إنا إليه من الراجعين، فقلت: ما عليه لو استرجع كما علمه اللّه (5).

و يقال: مات الأصمعي في سنة سبع عشرة و مائتين، أو سنة ست عشرة (6) و مائتين.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن (7) السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (8)،قال:

و فيها - يعني سنة خمس عشرة و مائتين - مات عبد الملك بن قريب الأصمعي.

أخبرنا أبو منصور الشيباني، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (9)، أخبرني أحمد بن محمّد بن أحمد (10) بن يعقوب الكاتب، حدثني جدي (11) محمّد بن عبيد اللّه بن الفضل، نا محمّد بن يحيى النديم، نا أبو العيناء قال:

كنا في جنازة الأصمعي سنة خمس عشرة و مائتين، فحدثني أبو قلابة الجرمي الشاعر، فأنشدني لنفسه:

لعن اللّه أعظما حملوها *** نحو دار البلاء على خشبات

أعظما تبغض النبي و أهل *** البيت و الطيبين و الطيبات

ص: 88


1- الخبر في تهذيب الكمال 83/12-84 و سير أعلام النبلاء 179/10.
2- اللفظة غير واضحة في م.
3- تهذيب الكمال 85/12.
4- إلى هنا انتهى البياض بالأصل و الاستدراك عن م.
5- يعني قوله: إنا للّه و إنا إليه راجعون.
6- في م: ست عشر.
7- في م: الحسين، تصحيف.
8- تاريخ خليفة ص 475.
9- تاريخ بغداد 419/10-420.
10- «بن أحمد» ليس في تاريخ بغداد.
11- «جدي» ليس في تاريخ بغداد.

قال: و جذبني (1) من الجانب الآخر أبو العالية الشامي فأنشدني:

لا دردر بنات الأرض إذ فجعت *** بالأصمعي لقد أبقت لنا أسفا

عش ما بدا لك في الدنيا فلست ترى *** في الناس منه و لا من علمه خلفا

قال: فعجبت من اختلافهما فيه.

قال (2):و أنا الأزهري، أنا محمّد بن العباس، أنا إبراهيم بن محمّد الكندي، نا أبو موسى محمّد بن المثنى، قال: مات الأصمعي سنة ست عشرة و مائتين.

أخبرنا أبو نصر بن رضوان، و أبو القاسم بن الحصين، و أبو غالب بن البنا.

ح و أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (3).

قالوا: أنا الحسن بن علي الجوهري - زاد ابن زريق: و القاضي أبو العلاء الواسطي و محمّد بن محمّد بن عثمان السواق، قالوا: أنا أحمد بن جعفر بن حمدان، أنا محمّد بن يونس القرشي قال: سنة سبع عشرة و مائتين فيها مات الأصمعي.

أخبرنا أبو منصور، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (4)،حدثني الأزهري - لفظا - حدثني محمّد بن العباس.

ح قال: و أنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه - قراءة - أنا محمّد بن العباس، نا محمّد بن خلف بن المرزبان، حدثني أحمد بن أبي (5) طاهر، حدثني محمّد بن أبي العتاهية، قال: لما بلغ أبي موت الأصمعي جزع عليه و رثاه فقال (6):

لهفي (7) لفقد الأصمعي لقد مضى *** حميدا له في كل صالحة سهم

تقضّت بشاشات (8) المجالس بعده *** و ودّعنا إذ ودّع الأنس و العلم

و قد كان نجم العلم فينا حياته *** فلما انقضت أيامه أفل النّجم

ص: 89


1- في م: و حدثني.
2- القائل أبو بكر الخطيب، تاريخ بغداد 419/10.
3- تاريخ بغداد 419/10.
4- تاريخ بغداد 420/10.
5- كتبت «أبي» بين السطرين بالأصل.
6- ديوان أبي العتاهية ط بيروت ص 410.
7- الديوان: أسفت.
8- الأصل و م:«سياسات» و المثبت عن الديوان و تاريخ بغداد.

زاد ابن زريق، قال الشيخ أبو بكر: و بلغني أن الأصمعي بلغ ثمانيا و ثمانين سنة، و كانت وفاته بالبصرة.

4248 - عبد الملك بن القعقاع بن خليد العبسي

ولي بعض الصوائف لهشام، له ذكر.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز الكتاني (1)؛أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن عائذ، قال: قال الوليد: و في سنة تسع عشرة و مائة غزا عبد الملك العبسي.

بلغني أن عبد الملك بن القعقاع عذّبه يزيد بن عمر بن هبيرة بقنّسرين بأمر الوليد بن يزيد، فمات.

4249 - عبد الملك بن محمّد بن أحمد بن المعافى

4249 - عبد الملك بن محمّد (2) بن أحمد بن المعافى

أبو القاسم التّنوخي القزويني

سمع بدمشق أبا الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي.

و حدث عنه و عن القاضي أبي المحاسن عبد الواحد بن محمّد الرّوياني الطّبري.

روى عنه رفيقنا أبو الخير أحمد بن إسماعيل بن يوسف القزويني الطّالقاني (3) مدرّس النظامية اليوم.

4250 - عبد الملك بن محمّد بن إبراهيم بن يعقوب

أبو سعد بن أبي عثمان الواعظ النّيسابوري

المعروف بالخركوشي (4)

قدم دمشق سنة خمس و تسعين و ثلاثمائة.

ص: 90


1- في م: الكناني، تصحيف.
2- في م:«أحمد بن محمد» و فوق اللفظتين علامتا تقديم و تأخير.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 190/21.
4- انظر أخباره في: الأنساب (الخركوشي)، تاريخ بغداد 432/10 تذكرة الحفاظ 1066/3 طبقات الشافعية للسبكي 222/5 المنتظم 279/7 و سير أعلام النبلاء 256/17 و العبر 96/3 و شذرات الذهب 184/3. و الخركوشي نسبة إلى خركوش: سكة بنيسابور (كما في سير أعلام النبلاء و الأنساب).

و حدث بها، و سمع بها أبا الحسين الكلابي، و عبد اللّه بن محمّد بن إسماعيل الطّرسوسي.

و حدّث عن أبي عمرو بن مطر (1) الحافظ ، و أبي سعيد أحمد بن أبي بكر بن أبي عثمان الحيري (2)،و أبي سعيد عبد اللّه بن محمّد بن عبد الوهاب الرازي الصوفي (3)،و القاضي أبي أحمد يحيى بن منصور، و حامد بن محمّد الرفاء (4).

روى عنه من أهل دمشق: عبد الوهاب بن الميداني، و علي الحنّائي، و أبو علي الأهوازي، و من غيرهم أبو الحسين بن المهتدي باللّه الخطيب، و عبد الجبار بن عبد اللّه بن إبراهيم بن برزة الأردستاني.

و حدّث عنه من أهل نيسابور جماعة منهم: الحاكم أبو عبد اللّه - و هو من أقرانه - و أبو بكر محمّد بن الحسن الخبّازي، و أبو بكر البيهقي، و آخرهم أبو بكر بن خلف (5)،و كان له بنيسابور وجاهة و تقدّم عند أهلها، و قبره بها يزار - رحمه اللّه - و قد زرته.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو سعد عبد الملك (6) بن أبي عثمان الزاهد - رحمه اللّه - نا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد بن حامد بن متّويه البلخي، نا محمّد بن صالح بن سهل الترمذي، نا أبو معمر، نا خلف بن خليفة، عن حفص بن أخي أنس، عن أنس بن مالك قال:

كنت مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في حلقة، و رجل قائم يصلّي، فلما ركع و تشهّد دعا فقال في دعائه:

اللّهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلاّ أنت، المنّان بديع السموات و الأرض، يا ذا الجلال و الإكرام، يا حيّ يا قيّوم، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم للقوم:«أ تدرون ما دعا؟» قالوا: اللّه و رسوله أعلم، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«و الذي نفسي بيده لقد دعا اللّه عز و جل باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب، و إذا سئل به أعطى»[7429].

أخبرناه عاليا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل الفضيلي، أنا محلّم (7) بن إسماعيل بن

ص: 91


1- الأصل: مطهر، و المثبت عن م و سير أعلام النبلاء و تاريخ بغداد.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 29/16.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 427/16.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 16/16.
5- هو أحمد بن علي بن عبد اللّه بن عمر خلف الشيرازي ترجمته في سير أعلام النبلاء 478/18.
6- في م: عبد اللّه، تصحيف.
7- في م: محكم، تصحيف.

مضر الضّبّي، أنا الخليل بن أحمد بن محمّد السّجزي، أنا أبو العباس السّرّاج، نا قتيبة بن سعيد، نا خلف.

فذكر بإسناده نحوه.

حدثنا أبو الحسن السّلمي الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد، نا عبد الوهاب بن جعفر الميداني، نا أبو سعد عبد الملك بن أبي عثمان الواعظ ، نا أبو الفضل أحمد بن إسماعيل بن يحيى بن حازم الأزدي، نا محمّد بن الفضل البلخي الزاهد، نا إبراهيم بن يوسف، نا عبيد اللّه بن موسى، عن عثمان بن الأسود، عن عطاء قال:

بلغنا أن موسى بن عمران صلّى اللّه عليه و سلّم طاف بين الصّفا و المروة و عليه جبّة قطوانيّة (1) و هو يقول:«لبّيك اللّهم لبيك»، فيجيبه ربه:«لبيك يا موسى».

قرأت بخط أبي الحسن الحنّائي، أنا أبو سعد عبد الملك بن أبي عثمان الواعظ النيسابوري، قدم علينا بحديث ذكره.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، نا أبو بكر محمّد بن الحسن الطّبري الخبّازي المقرئ، قال: سمعت الأستاذ الزاهد أبا سعد الواعظ يقول: سمعت أبا الحسين عبد الوهاب بن عبد اللّه بدمشق يقول: سمعت أبا بكر بن خريم المؤدب، فذكر حكاية.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال:

عبد الملك بن محمّد بن إبراهيم أبو سعد بن أبي عثمان الواعظ الزاهد، تفقّه في حداثة السن، و تزهد، و جالس الزّهّاد المجرّدين إلى أن جعله اللّه خلفا لجماعة من تقدمه من العباد المجتهدين و الزّهّاد و التابعين.

سمع بنيسابور أبا محمّد يحيى بن منصور القاضي، و أبا عمرو بن نجيد، و أبا علي الرّفّاء الهروي (2)،و أبا أحمد محمّد بن محمّد بن الحسن (3) الشيباني و أقرانهم، و تفقّه للشافعي على أبي الحسن الماسرجسي، و سمع بالعراق بعد التسعين و ثلاثمائة، ثم خرج إلى

ص: 92


1- قطوانية: هي عباءة قصيرة الخمل، و النون زائدة (قاله في النهاية).
2- الأصل:«المقروي» تصحيف و الصواب عن م و سير أعلام النبلاء.
3- في الأنساب (الخركوشي) و تاريخ بغداد: الحسين.

الحجاز، و جاور حرم اللّه و أمنه بمكة، و صحب بها العبّاد الصالحين، و سمع الحديث من أهلها و الواردين، و انصرف إلى وطنه بنيسابور، فقد أنجز اللّه موعوده على لسان نبيه صلّى اللّه عليه و سلّم، في حديث سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:

«إن اللّه إذا أحبّ عبدا نادى جبريل: إن اللّه قد أحبّ فلانا فأحبّه، فينادي جبريل بذلك في السماء، فيجيبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض»[7430]، فلزم منزله و مجلسه، و بذل النفس و المال و الجاه للمستورين من الغرباء و الفقراء المنقطع بهم، حتى صار الفقراء في مجالسه.

كما حدّثونا عن إبراهيم بن الحسين، نا عمرو بن عون، نا يحيى بن اليمان قال:

كان الفقراء في مجلس سفيان أمراء (1)،قد وفقه اللّه لعمارة المساجد و الحياض، و القناطر، و الدروب، و كسوة الفقراء، و العراة من الغرباء و البلدية، حتى بنى دارا (2) للمرضى بعد أن خربت الدور القديمة لهم بنيسابور، و وكّل جماعة من أصحابه المستورين بتمريضهم، و حمل مياههم (3) إلى الأطباء و شراء الأدوية، و لقد أخبرني الثقة أن اللّه تعالى ذكره قد شفا جماعة منهم، فكساهم و زوّدهم للرجوع إلى أوطانهم، و قد صنّف في علوم الشريعة، و دلائل النبوة، و في سير العبّاد و الزّهاد كتبا نسخها جماعة من أهل الحديث و سمعوها منه، و صارت تلك المصنفات في المسلمين تاريخا لنيسابور و علمائها الماضين منهم و الباقين.

و كثيرا أقول أنّي لم أر أجمع منه علما و زهدا و تواضعا و إرشادا إلى اللّه تعالى ذكره، و إلى شريعة نبيّه المصطفى صلّى اللّه عليه و سلم و على آله، و إلى الزهد في الدنيا الفانية و التزود منها للآخرة الباقية، زاده اللّه ترفيعا و أسعدنا بأيامه، و وفّقنا للشكر للّه تعالى ذكره، بمكانه، إنه خير معين و موفق.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب، قال (4):

ص: 93


1- كذا بالأصل:«مجلس سفيان أمراء» و في م:«مجلس سبعين أمراء» و في سير أعلام النبلاء:«في مجلسه كالأمراء» و هو الأشبه.
2- الأصل و م:«دار» و الصواب عن الأنساب و سير أعلام النبلاء.
3- رسمها مضطرب و بدون إعجام بالأصل و م، و الصواب عن الأنساب.
4- تاريخ بغداد 432/10.

عبد الملك بن أبي عثمان - و اسم أبي عثمان محمّد - بن إبراهيم، و يكنى عبد الملك أبا سعد الواعظ من أهل نيسابور، قدم بغداد حاجا، و حدّث بها عن يحيى بن منصور القاضي، و حامد بن محمّد الهروي (1)،و محمّد بن الحسن بن إسماعيل السرّاج، و أبي عمرو بن مطر، و إسماعيل بن نجيد، و أبي أحمد محمّد (2) بن محمّد بن الحسن (3) الشيباني النيسابوريين، و محمّد بن عبد اللّه (4) بن جبير النّسوي، و بشر بن أحمد الأسفرايني، و علي بن بندار بن الحسن الصوفي، و أبي إسحاق المزكّي، و أبي سهل الصّعلوكي، حدثنا عنه أبو محمّد الخلاّل، و الأزهري، و عبد العزيز الأزجي و التنوخي، و قال لي التنوخي: قدم علينا أبو سعد عبد الملك بن أبي عثمان الزاهد بغداد حاجا في سنة ثلاث و تسعين و ثلاثمائة، و خرج إلى مكة، فأقام بها مجاورا، و سمعت منه بعد عوده في سنة ست و تسعين و ثلاثمائة.

قال الخطيب: و كان ثقة صالحا، ورعا - زاد ابن زريق: زاهدا-.

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل، قال: سمعت الشيخ أبا الفضل محمّد بن عبيد اللّه الصّرّام الزاهد يقول: رأيت الأستاذ الزاهد أبا سعد حضر مصلّى نيسابور للاستسقاء في أيام أمسك المطر فيها، و بدأ القحط ، و كان الناس يتضرّعون و يبكون، فصلّى صلاة الاستسقاء على رأس الملأ، و دعا في الاستسقاء و سمعته يصيح و يقول:

إليك جئنا و أنت جئت بنا *** و ليس ربّ سواك يغنينا

بابك رحب فناؤه كرم *** ثوى إلى بابك المساكينا

قال عبد الغافر: و أخبرني الثقة عنه أنه دخل على الإمام سهل الصّعلوكي (5) يوما و كان عليه قميص غليظ دنس، فقال له الإمام: أيها الأستاذ، إنّ هذا الملبوس غليظ خشن، فقال:

أيها الشيخ، و لكنه من الحلال، فقال: أيها الأستاذ إنه دنس، فقال: أيها الشيخ إنه مما تصح الصلاة فيه، فسكت الشيخ.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور الشيباني، أنا - أبو بكر الخطيب (6)،

ص: 94


1- الأصل: القروي، تصحيف و الصواب عن م و تاريخ بغداد.
2- سقطت من م.
3- كذا بالأصل و م، و في تاريخ بغداد: الحسين.
4- تاريخ بغداد: عبد الملك.
5- هو سهل بن محمد بن سليمان بن محمد العجلي الحنفي النيسابوري ترجمته في سير أعلام النبلاء 207/17.
6- تاريخ بغداد 432/10 و مثله في الأنساب و معجم البلدان، و في سير أعلام النبلاء 257/17 و المنتخب من السياق لتاريخ نيسابور ص 327 أنه: توفي في جمادى الأولى سنة سبع و أربعمائة

قال: سألت أبا صالح أحمد بن عبد الملك النيسابوري عن وفاة أبي سعد، فقال: في سنة ست و أربعمائة.

4251 - عبد الملك بن محمّد بن الحجّاج بن يوسف الثّقفي

ولي إمرة دمشق للوليد بن يزيد بن عبد الملك، و ولى الجند له أيضا، و كان قد خرج عن دمشق لأجل الوباء، فلذلك تمّ ليزيد بن الوليد الناقص تدبيره في الوثوب بدمشق.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمّد بن جرير (1)،حدثني أحمد بن زهير، نا علي بن محمّد، قال:

وافى يزيد و على دمشق عبد الملك بن محمّد بن الحجاج بن يوسف، فخاف الوباء فخرج، فنزل قطنا و استخلف ابنه على دمشق، و على شرطته أبو العاج كثير بن عبد اللّه السّلمي، فأجمع يزيد على الظهور، فقيل للعامل: إنّ يزيد خارج، فلم يصدق.

قال (2):و حدثني أحمد بن زهير، عن علي بن محمّد، عن عمر بن مروان الكلبي، حدّثني قسيم (3) بن يعقوب، و رزين بن ماجد و غيرهما قالوا: وجّه يزيد بن الوليد عبد الرّحمن بن [مصاد] (4) في مائتي فارس أو نحوهم ليأخذوا عبد الملك بن محمّد بن الحجّاج بن يوسف، و قد تحصن في قطنا، فأعطاه الأمان و خرج إليه.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (5).

قال في تسمية عمال الوليد بن يزيد الخراج و الجند.

عبد الملك بن محمّد بن الحجّاج بن يوسف، ثم ولّى الجاج بن عمير.

4252 - عبد الملك بن محمّد بن صدقة القرشي

من أهل دمشق.

له ذكر في كتاب أحمد بن حميد بن أبي العجائز.

ص: 95


1- تاريخ الطبري 240/7 حوادث سنة 126.
2- تاريخ الطبري 242/7.
3- عن تاريخ الطبري، و بالأصل و م: قثم.
4- بياض بالأصل، و اللفظة استدركت عن م و تاريخ الطبري.
5- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 367.

4253 - عبد الملك [بن محمّد] بن عبد الملك

4253 - عبد الملك [بن محمّد] (1) بن عبد الملك

ابن الأصبغ بن محمّد بن مرزوق (2)

أبو الوليد القرشي البعلبكّي

حدّث عن أبي زرعة الدمشقي، و أبي مسعود أحمد بن محمّد الصابوني القاضي.

روى عنه أبو محمّد بن ذكوان.

أنبأنا أبو القاسم العلوي، و أبو الوحش المقرئ، عن رشأ بن نظيف، أنا عبد الوهاب الميداني، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الغفار بن أحمد بن إسحاق بن ذكوان، أنا أبو الوليد عبد الملك بن محمّد بن عبد الملك بن الأصبغ بن محمّد بن مرزوق القرشي البعلبكّي، نا أبو زرعة بن عمرو، حدثني عبد الملك بن الأصبغ بن محمّد بن مرزوق القرشي، و هو جدّ الشيخ أبي الوليد، حدثني الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي قال: كتب إليّ قتادة:

و لئن كانت الدار (3) نائية *** فإن ألفة الإسلام جامعة

4254 - عبد الملك بن محمّد بن عدي

أبو نعيم الجرجاني الأسترآباذي الفقيه (4)

سمع العبّاس بن الوليد بن مزيد ببيروت، و أبا علي أحمد بن محمّد بن أبي الخناجر بأطرابلس، و يزيد بن محمّد بن عبد الصمد بدمشق، و محمّد بن عوف، و أبا عتبة أحمد (5) بن الفرج، و أبا حميد أحمد بن محمّد بن سيّار الحمصيين، و يوسف بن سعيد بن مسلم، و يزيد بن جهور، و سليمان بن سيف، و أبا عبيدة السّري بن يحيى، و بكّار بن قتيبة، و فهد بن سليمان، و الربيع بن سليمان، و محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، و علي بن المغيرة،

ص: 96


1- بياض بالأصل، و ما بين معكوفتين استدرك للإيضاح عن م.
2- في م: مروان.
3- في م: الدر، تصحيف.
4- انظر أخباره في: تاريخ بغداد 428/10 و الأنساب (الأسترآباديّ ) و تاريخ جرجان ص 276 رقم 466 و تذكرة الحفاظ 816/3 و طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 335/3 النجوم الزاهرة 251/3 البداية و النهاية بتحقيقنا (الجزء الحادي عشر: الفهارس)، سير أعلام النبلاء 542/14 العبر 198/2 و شذرات الذهب 299/2.
5- م: بن أحمد.

و الزعفراني (1)،و عمر بن شبة، و أحمد (2) بن منصور الرّمادي، و محمّد (3) بن سليمان بن بنت مطر، و محمّد بن إسماعيل الصائغ، و أبا يحيى بن أبي مسرّة (4)،و عمّار بن رجاء (5)، و محمّد بن عيسى بن زياد الدّامغاني، و إسحاق بن إبراهيم الطّلقي، و إبراهيم بن هانئ، و أحمد بن حازم.

روى عنه يحيى بن محمّد بن صاعد، و أبو بكر أحمد بن علي الرازي، و أبو علي الحسين بن علي، و أبو بكر الجوزقي، و أبو محمّد المخلدي، و أبو سعيد أحمد بن محمّد بن إبراهيم الجوري (6)،و أبو الحسين أحمد بن محمّد بن جعفر البحيري (7)،و سهل بن السّري البخاري، و أبو يعقوب يوسف بن إبراهيم بن موسى السّهمي الجرجاني، و سليمان الطّبراني، و أبو الوليد الفقيه، و الحسين بن محمّد الماسرجسي، و أبو الحسن علي بن الخضر الشافعي، و أبو إسحاق المزكّي.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن محمّد بن الحسن، أنا الحسن بن أحمد بن محمّد المخلدي، أنا أبو نعيم عبد الملك بن محمّد، أنا العباس بن الوليد، نا محمّد بن شعيب، أخبرني غسان بن نافذ أنه سمع أبا الأشهب النّخعي يحدث عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.

عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أنه قال:«لكلّ أمّة مجوس، و إن هؤلاء القدرية مجوس أمّتي، فإن مرضوا فلا تعودوهم، و إن ماتوا فلا تشهدوهم و لا تصلّوا عليهم»[7431].

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن [أبي] علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم، قال:

أبو نعيم عبد الملك بن محمّد بن عدي الأسترآباذي، سكن جرجان، سمع محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم المصري، و الحسن بن محمّد الزعفراني، و محمّد بن إسماعيل الأحمسي.

ص: 97


1- هو الحسن بن محمد الزعفراني.
2- في م: و عمر، تصحيف.
3- ما بين الرقمين سقط من م.
4- في تاريخ بغداد:«ميسرة» انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 632/12 و اسمه عبد اللّه بن أحمد، أبو يحيى بن أبي مسرة المكي.
5- ما بين الرقمين سقط من م.
6- ترجمته في سير أعلام النبلاء 430/16.
7- ترجمته في سير أعلام النبلاء 366/16.

روى عنه أبو محمّد يحيى بن محمّد بن صاعد، و أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال:

عبد الملك بن محمّد بن عدي الجرجاني أبو نعيم الفقيه الأسترآباذي، كان من أئمة المسلمين، ورد نيسابور في صفر سنة ست عشرة (1) و ثلاثمائة، و هو متوجه إلى بخارى، فخرج إليها، ثم انصرف و أقام بنيسابور مدّة يحدّث، ثم ذكر بعض من حدّث عنه.

و قال: روى عنه الحفّاظ بخراسان و أماثل الشيوخ.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي في تاريخ جرجان، قال (2):

عبد الملك بن محمّد بن عدي بن زيد الأسترآباذي، سكن جرجان، و كان مقدّما في الفقه و الحديث، و كانت الرحلة إليه في أيامه.

روى عن إسحاق بن إبراهيم الطّلقي، و محمّد بن عيسى الدّامغاني، و عمّار بن رجاء، و عن أهل العراق، و الشام، و مصر، و الثغور.

قال أبي: سمعت أبا نعيم يقول: إنه ولد في سنة اثنتين (3) و أربعين و مائتين.

أخبرنا أبوا (4) الحسن: بن قبيس، و ابن سعيد، و أبو منصور بن زريق، قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (5):

عبد الملك بن محمّد بن عدي أبو نعيم الفقيه الجرجاني المعروف بالأستراباذي، سمع عمّار بن رجاء، و إسحاق بن إبراهيم الطّلقي، و محمّد بن عيسى الدّامغاني، و عفّان بن سيّار (6)،و عمر بن شبّة البصري، و الحسن بن محمّد الزّعفراني، و أحمد بن منصور الرّمادي، و محمّد بن سليمان بن بنت مطر، و أبا يحيى محمّد بن سعيد العطار (7)،و علي بن

ص: 98


1- في م: ست عشر.
2- تاريخ جرجان ص 276 رقم 466.
3- في م: اثنين.
4- بالأصل و م:«أبو».
5- تاريخ بغداد 428/10.
6- إعجامها مضطرب بالأصل، و المثبت عن م و تاريخ بغداد.
7- كذا بالأصل و م، و في تاريخ بغداد: القطان، ترجمته في سير أعلام النبلاء 345/12 و فيها: العطار.

حرب الطائي، و يوسف بن سعيد بن مسلم المصّيصي، و محمّد بن عوف الحمصي، و محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، و الربيع بن سليمان المصري (1)،و أبا يحيى بن أبي مسرّة (2) المكي، و كان أحد أئمة المسلمين، و من الحفاظ لشرائع الدين مع صدق و تورّع، و ضبط و تيقّظ ، سافر الكثير، و كتب بالعراق، و الحجاز و الشام، و مصر، و ورد بغداد قديما، و حدّث بها، فروى عنه من أهلها يحيى بن محمّد بن صاعد، و محمّد بن عثمان بن ثابت الصيدلاني، و مات حدود سنة عشرين و ثلاثمائة.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، قال (3):سمعت الأستاذ أبا الوليد يقول:

لم يكن في عصرنا من الفقهاء أحد أحفظ للفقهيات و أقاويل الصحابة بخراسان من أبي نعيم الجرجاني، و بالعراق من (4) أبي بكر بن زياد النيسابوري.

أخبرنا أبو المظفر بن أبي العباس الحسن بن محمّد البسطامي - بقراءتي عليه بها - أنا جدي لأمي أبو الفضل محمّد بن علي بن أحمد (5) بن الحسين بن سهل السهلكي، فقال:

حكى الفقيه الصالح الثقة أبو عمرو محمّد بن عبد اللّه الرزجاهي (6)،قال: سمعت الأستاذ الإمام أبا سهل الصعلوكي - أو الشيخ الإمام أبا بكر الإسماعيلي، ذكروا أحدا، و الشك مني - يقول: أعاد اللّه تعالى هذا الدين بعد ما ذهب - يعني أكثره - بأبي الحسن الأشعري، و أحمد بن حنبل، و أبي نعيم الأسترآباذي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، نا و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (7)،أخبرني محمّد بن علي المقرئ، أنا محمّد بن عبد اللّه النيسابوري.

ثم قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا محمّد بن عبد اللّه النيسابوري.

ص: 99


1- الأصل و م، و في تاريخ بغداد: المصريين.
2- الأصل و تاريخ بغداد: ميسرة، تصحيف، و الصواب عن م، و قد مرّ التعريف به قريبا.
3- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 543/14.
4- كذا بالأصل و م، و في سير أعلام النبلاء: من أبي زياد النيسابوري.
5- «بن أحمد» ليست في م.
6- هذه النسبة إلى رزجاه، قرية من قرى بسطام، ذكره السمعاني في الأنساب.
7- تاريخ بغداد 429/10.

قال: سمعت أبا علي الحسين بن علي الحافظ يقول: كان أبو نعيم الجرجاني أحد الأئمة، ما رأيت بخراسان بعد أبي بكر محمّد بن إسحاق - يعني ابن خزيمة - مثله أو أفضل منه، كان يحفظ الموقوفات و المراسيل كما نحفظ نحن المسانيد.

قرأت على أبي القاسم أيضا، عن أبي بكر، أنا محمّد بن عبد اللّه، قال: سمعت الأمير أبا إسحاق إبراهيم بن أحمد بن إسماعيل بن أحمد الساماني، يقول:

لما ورد أبو نعيم الأسترآباذي الحضرة عقد له الأمير الشهيد مجلسا في دار الخاصة، و أجلسنا بين يديه حتى سمعنا منه جملة من الحديث.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا الحسن علي بن محمّد بن شعيب الأسترآباذي يقول:

توفي أبو نعيم بعد منصرفه من بخارى سنة اثنتين و عشرين و ثلاثمائة (1).

أخبرنا ابن السّمرقندي، أنا أبو القاسم الإسماعيلي، أنا حمزة بن يوسف، قال (2):

سمعت أبي يوسف بن إبراهيم يقول: توفي أبو نعيم عبد الملك بن محمّد بأستراباذ في ذي الحجة سنة ثلاث و عشرين و ثلاثمائة، و كان ابن ثلاث (3) و ثمانين سنة.

4255 - عبد الملك بن محمّد بن عطية بن عروة السعدي

من أهل دمشق.

ولي الحجاز و اليمن لمروان بن محمّد، له ذكر.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن محمّد بن علي السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة بن خيّاط ، قال (4):

فحدثنا إسماعيل بن إبراهيم (5)،قال: بعث مروان بن محمّد بن مروان محمّد (6) بن

ص: 100


1- سير أعلام النبلاء 545/14.
2- تاريخ جرجان ص 277 و سير أعلام النبلاء 545/14.
3- في سير أعلام النبلاء: عن نيّف و ثمانين سنة.
4- تاريخ خليفة بن خيّاط 393-394.
5- تاريخ خليفة: إسماعيل بن إسحاق.
6- كذا بالأصل و م و تاريخ خليفة، و في تاريخ الطبري 398/7 «عبد الملك بن محمد بن عطية» و مثله في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 121-140) ص 28 و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى أن الصواب: عبد الملك بن محمد بن عطية.

عطية السعدي، سعد بكر (1)،في أربعة آلاف من جنده عامّتهم رابطة، فشرطوا على مروان إذا قتلنا الأعور فقلنا لا سلطان [لك] علينا، فأعطاهم ذلك، فأقبل ابن عطية فلقي بلجا بوادي القرى و قد سار يريد الشام فاقتلوا، فقتل بلج و عامة أصحابه، و لم يزل يقتلهم حتى دخلوا المدينة و لحق نحو من ألف رجل منهم، عليهم رجل منهم يقال له الصّبّاح من همدان، فتحصن في جبل من جبال المدينة، فقاتلهم فيه ثلاثة أيام، ثم انحاز ليلا في نحو من ثلاثمائة، فرقى في الجبال حتى لحق بمكة، و دخل ابن عطية المدينة، ثم سار إلى مكة، فلقي أبا حمزة بالأبطح (2)،و مع أبي حمزة خمسة عشر ألفا، ففرّق عليه ابن عطية الخيل، فأتته خيل من أسفل مكة، و خيل من قبل منى، و أتاه هو بنفسه، و من أعلى الثنية، فاقتتلوا حتى كاد النهار أن ينتصف، و خرجت الخيل إليهم ببطن الأبطح، فألجئوهم إلى عسكرهم، و قتل أبرهة بن الصّبّاح عند بئر ميمون، و قتلت معه امرأته، و قتل أبو حمزة، و استباح العسكر، و قتل منهم مقتلة عظيمة، و بلغ عبد اللّه بن يحيى الأعور، فسار في نحو من ثلاثين ألفا، فنزل ابن عطية بتبالة (3) و نزل الأعور صعدة (4)،ثم التفوا فانهزم الأعور، فسار إلى جرش، و سار ابن عطية، فالتقوا فاقتتلوا حتى حال بينهم الليل، و أصبح ابن عطية مكانه، فنزل الأعور في نحو من ألف رجل من أهل حضرموت، فقاتل حتى قتل و من معه، و بعث برأس الأعور إلى مروان، و سار ابن عطية حتى أتى صنعاء، فثار به رجل من حمير يقال له يحيى بن عبد اللّه بن عمير بن السباق، فأخذ الجند، فبعث إليه ابن عطية بن أخيه عبد الرّحمن بن يزيد، فانهزم يحيى بن عبد اللّه، و أصيب ناس من أصحابه، و مضى يحيى حتى أتى عدن أبين، فجمع نحوا من ألفين، فسار إليه ابن عطية، فلقيه بواد (5) من أوديتهم، فقتل يحيى و عامة من معه، و رجع ابن عطية إلى صنعاء، ثم خرج رجل يقال له يحيى بن حرب من حمير بساحل البحر، فبعث إليه ابن عطية رجلا من كنده يكنى أبا أمية، كان على الوضّاحية، فقتل يحيى ناسا (6) من أصحابه، ثم سار ابن عطية إلى عبد اللّه بن سعيد خليفة الأعور، و هم في جماعة حضرموت في عدد (7)،فصبّحهم ابن عطية، فقاتلهم حتى آواه الليل، ثم أتاه كتاب مروان يأمره بالصلاة

ص: 101


1- سعد هوازن كما في الكامل لابن الأثير.
2- موضع بين مكة و منى.
3- بفتح التاء و الباء، موضع ببلاد اليمن (معجم البلدان).
4- صعدة: مخلاف باليمن بينها و بين صنعاء ستون فرسخا.
5- الأصل:«بوادي» و المثبت عن م و تاريخ خليفة.
6- كذا بالأصل و م، و عبارة خليفة:«و قتل يحيى و ناس من أصحابه» و هو أشبه بالسياق.
7- تاريخ خليفة: عدد كثير.

في الموسم، فدعا أهل حضرموت إلى الصلح فصالحوه، فانطلق ابن عطية في خمسة عشر رجلا من وجوه أصحابه مبادرا، و خلّف ابن أخيه عبد الرّحمن بن يزيد، و أقبل ابن عطية مستعجلا، فنزل واديا من أودية مراد بقرية يقال لها: شبام، فشدّوا عليه، فقتلوه و أصحابه، و احتزوا رأسه، و جاء ناس من همدان، فدفنوا (1) جسده في قرية يقال لها: خيوان، على طريق حاج اليمن، و بلغ عبد الرّحمن بن يزيد فأرسل رجلا من الوضّاحية يقال له شعيب البارقي في الخيل، و أمره أن يقتل كل من وجد، فقتل شعيب الرجال، و بقر النساء، و قتل الصبيان، و أخذ الأموال، و عقر النخل، و حرق القرى، ثم انصرف حتى أتى عبد الرّحمن.

كذا قال خليفة، و إنما هو عبد الملك بن محمّد بن عطية.

و قد ذكره في مواضع أخر على الصواب، فقال بهذا الإسناد: في هذه السنة (2):أقام الحج محمّد بن عبد الملك بن محمّد بن عطية.

قال (3):و دخل أبو حمزة المدينة، فوجه مروان عبد الملك بن محمّد بن عطية من سعد بن بكر، فقتل أبا حمزة و ضم إليه مكة، و خرج عبد الملك إلى اليمن، و استخلف الوليد بن عروة بن محمّد بن عطية.

و قال خليفة في تسمية عمال مروان بن محمّد على اليمن، فقال (4):لما وقعت الفتنة:

وثب عبد اللّه بن يحيى فأخرج الضحاك بن زمل (5) عنها، فوجه مروان بن محمّد عبد الملك بن محمّد فقتل عبد اللّه بن يحيى، ثم انحاز يزيد مكة، فقتل ببعض البلاد.

أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي و غيره، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية - إجازة - أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، أنا الحارث بن أبي أسامة، أنا محمّد بن سعد.

أنا محمّد بن عمر، حدثني الزبير بن عبد الرّحمن بن أبي يسار الشيبي من ولد شيبة بن ربيعة، قال:

خرجت مع ابن عطية و نحن في اثني عشر رجلا بعهد مروان على الحج، و معه أربعون

ص: 102


1- الأصل:«فدنوا» و المثبت عن م و تاريخ خليفة.
2- يعني سنة ثلاثين و مائة، انظر تاريخ خليفة ص 395.
3- تاريخ خليفة ص 406 (تسمية عمال مروان بن محمد).
4- تاريخ خليفة ص 407.
5- الأصل و م: رمل، و المثبت عن تاريخ خليفة.

ألف دينار في أخرجة متفرقة حتى ينزل الجرف (1) يريد الحج، فدخل في عسكره و خيله، و رآه بصنعاء، فو اللّه إنّا لنتحدث آمنون إذ سمعت كلمة من امرأة: قال اللّه ابني جمانة ما أشمهما، فقمت كأنّي أهريق الماء، فأشرفت على نشز فإذا الدّهم من الرجال و السلاح و الصبيان و الخيل و القذافات، و إذا ابنا جمانة المراديان قد أحدقوا بنا من كل ناحية يرمون، فقلنا: ما تريدون ؟ قال: أنتم لصوص، فأخرج ابن عطية كتاب أمير المؤمنين و عهده إلى الحج، و قال:[أنا] (2) ابن عطية: قالوا: هذا باطل، و لكنكم لصوص، فرأينا الشر، فركب الصقر (3) بن حبيب فرسه، فقاتل فأحسن حتى قتل، ثم ركب ابن عطية فقاتل حتى قتل، ثم قتل من معنا و بقيت، فقيل:

من أنت ؟ فقلت: رجل من همدان، قالوا: من أي همدان أنت، فاعتزيت إلى بطن منهم، و كنت عالما ببطون همدان، فعرفوني (4)،فقالوا: أنت آمن و كلّ ما كان في هذا الرحل فحزه فحزته، قال: فلو ادّعيت المال كلّه لأعطوني، فو اللّه لربعت (5) عليّ متاعي فأخذته، ثم بعثوا معنا فرسانا و قالوا: ليس لك منزل حتى بلغوني صعدة و أمنت من خوفي، و مضيت حتى قدمت مكّة.

4256 - عبد الملك بن محمّد بن يونس بن الفتح

أبو عقيل السّمرقندي

قدم دمشق.

و حدّث بها عن جده لأمّه عبد الكريم بن محمّد بن موسى، و القاضي أبي نصر أحمد بن عمرو بن محمّد العراقي.

روى عنه: علي بن محمّد الحنّائي، و علي بن محمّد بن شجاع بن أبي الهول، و عبد العزيز الكتاني (6).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو عقيل عبد الملك بن محمّد بن يونس بن الفتح السّمرقندي، قدم علينا قراءة عليه، نا القاضي أبو نصر أحمد بن عمرو بن محمّد العراقي - بسمرقند - نا أبو الفضل محمّد بن أحمد الحاكم، نا محمّد بن

ص: 103


1- بالأصل و م الجوف، و في تاريخ الطبري 400/7 «الجرف» و هو ما أثبتناه
2- الزيادة عن م.
3- في الطبري:«الصفر» و بهامشه عن نسخة: الصقر.
4- الأصل و م، و في تاريخ الطبري: فتركوني.
5- كذا رسمها بالأصل و م.
6- في م: الكناني، تصحيف.

إبراهيم بن خالد الهروي، نا أحمد بن عيسى اللّخمي، عن إبراهيم بن مالك، نا شعبة بن الحجّاج عن الحكم بن عتيبة (1)،عن عكرمة، عن ابن عباس، قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أكرموا العلماء، فإنهم - يعني - ورثة الأنبياء»[7432].

4257 - عبد الملك بن محمّد

أبو الزرقاء - و يقال: أبو محمّد - البرسمي الصّنعاني (2)

من صنعاء دمشق.

روى عن الربيع بن حظيان، و ثابت بن عجلان الحمصي، و هشام بن الغاز، و سلمة بن عمرو العاملي، و سعيد بن عبد العزيز، و عبد اللّه بن العلاء بن زبر، و راشد بن داود، و عبد الرّحمن بن يحيى بن إسماعيل، و هود بن عطاء اليمامي (3)،و عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و زيد بن جبيرة، و الحكم بن عبد اللّه بن خطّاف العاملي، و زهير بن محمّد، و عبد اللّه بن عمر، و عمر بن محمّد العمريّين، و خارجة بن مصعب السّرخسي (4)، و محمّد بن راشد المكحولي.

روى عنه سليمان بن عبد الرّحمن، و هشام بن عمّار، و عمرو بن عثمان، و داود بن رشيد، و عبد الرّحمن بن يحيى بن (5) إسماعيل، و أبو عبد اللّه محمّد بن عمر الواقدي، و حيوة بن شريح، و إسماعيل بن عبد اللّه السّكّري.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة [ثنا عبد العزيز] (6) بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم في آخرين قالوا: أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا عبد الملك بن محمّد الصّنعاني، عن الربيع بن حظيان، حدثني أبو هارون العبدي، حدثني أبو سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

ص: 104


1- في م:«عتبة» تصحيف.
2- ميزان الاعتدال 663/2 و تهذيب الكمال 91/12 و تهذيب التهذيب 512/3 و طبقات خليفة رقم 3041 و الجرح و التعديل 369/5 و البرسمي نسبة إلى برسيم، زقاق بمصر، و قيل: إلى برسم بطن من حمير كما في اللباب. و قد ورد:«اليرسمي» بالأصل و م في كل المواضع. صوبناه عن تهذيب الكمال.
3- في تهذيب الكمال: اليماني.
4- تهذيب الكمال: الخراساني.
5- في م: و إسماعيل.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل فاختل السند، و ما أضفناها عن م لتقويمه.

«الناس تبع لكم يا أهل المدينة في العلم»[7433].

قال: فكنا إذا أتينا أبا سعيد الخدري قال: مرحبا بوصية رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنا أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد، أنا محمّد بن إسماعيل بن العباس الورّاق، نا يحيى بن محمّد بن (1) صاعد، نا محمّد بن عوف، و محمّد بن إسماعيل السّلمي، قالا: نا حيوة بن شريح الحضرمي، نا عبد الملك بن محمّد الصّنعاني الرّحبي الدمشقي، حدّثني أبو سلمة العاملي، حدثني الزهري، عن أنس بن مالك.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«خير الرفقاء (2) أربعة»[7434].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو محمّد السّيّدي، قالا: أنا أبو سعد (3)الجنزرودي (4)،أنا أبو أحمد الحاكم، أنا محمّد بن محمّد بن سليمان، نا هشام بن عمّار، نا عبد الملك بن محمّد الصّنعاني، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة قال:

سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم عن الصلاة في الثوب الواحد قال:«ليتوشح به و يصلّي فيه»[7435].

أخبرنا أبو الحسن السّلمي الشافعي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، حدثني أبو زرعة، و أبو بكر ابنا أبي دجانة، قالا: نا إبراهيم بن عبد الرّحمن بن إبراهيم، نا هشام بن عمّار، نا أبو محمّد عبد الملك بن محمّد الصّنعاني، نا راشد بن داود بحديث ذكره.

كذا كنّاه: أبا محمّد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر الباقلاني، و أبو الفضل بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو العزّ ثابت بن منصور، أنا أبو طاهر قالا: أنا محمّد بن الحسن الأصبهاني، أنا أبو الحسين الأهوازي، نا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خياط (5).

قال في الطبقة الخامسة من أهل الشامات:

ص: 105


1- الأصل:«نا» تصحيف، و الصواب عن م.
2- في م: رفقائي.
3- الأصل: سعيد، تصحيف و الصواب ما أثبت.
4- الأصل:«الخنزرودى» و في م:«الحبرودى» كلاهما تصحيف و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
5- طبقات خليفة بن خيّاط ص 579 رقم 3041.

عبد الملك بن محمّد، أبو الزرقاء اليرسمي من حمير.

أخبرنا أبو البركات الحافظ ، أنا أبو طاهر الباقلاني، أنا أبو محمّد يوسف بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل الشام: عبد الملك بن محمّد البرسمي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد، قال: في الطبقة الخامسة من أهل الشام (1).

ح و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (2).

قال: في الطبقة السادسة من أهل الشام منهم:

عبد الرّحمن بن محمّد البرسمي - زاد ابن الفهم بن حمير - و هو أبو الزرقاء.

أخبرنا أبو عبد اللّه الأديب - إذنا - قالا (3):أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (4):

عبد الملك بن محمّد الصّنعاني - صنعاء دمشق - أبو الزرقاء، روى عن عبد اللّه بن يزيد بن تميم، و الأوزاعي، و راشد بن داود الصّنعاني، روى عنه هشام بن عمّار.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، نا مكي بن عبدان قال:[سمعت] (5) مسلم بن الحجاج يقول: أبو الزرقاء عبد الملك بن محمّد، عن ثابت بن عجلان، روى عنه داود بن رشيد.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا

ص: 106


1- من قوله: أخبرنا أبو بكر محمد.. إلى هنا سقط من م.
2- طبقات ابن سعد 470/7.
3- كذا بالأصل و م، و يمر السند أيضا بوجه آخر و قد مرّ و فيه:«أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي إذنا، و أبو عبد اللّه الخلال شفاها» و بذلك يصح قوله:«قالا».
4- الجرح و التعديل 369/5.
5- الزيادة عن م.

الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو الزرقاء عبد الملك بن محمّد.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني (1)،أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال:

في ذكر أصحاب الأوزاعي: عبد الملك بن محمّد الصّنعاني.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال:

سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة السادسة: عبد الملك بن محمّد الصّنعاني.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر الخطيب، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، قال (2):

أبو الزرقاء عبد الملك بن محمّد يروي عنه داود بن رشيد.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي منجويه، أنا أبو أحمد، قال:

أبو الزرقاء عبد الملك - أراه الصّنعاني - عن ثابت بن عجلان، روى عنه داود بن رشيد فإن كان هو الصّنعاني فقد روى عن الأوزاعي، روى عنه هشام بن عمّار، و عمرو بن عثمان القرشي.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن عمر العمري، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد الأنصاري، أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن عبد الجبار (3)الرّذاني، أنا أبو أحمد حميد بن زنجويه النّسوي (4)،نا أبو أيوب الدمشقي، نا عبد الملك بن

ص: 107


1- في م: الكناني، تصحيف.
2- الكنى و الأسماء للدولابي 182/1.
3- في الأنساب: محمد بن أحمد بن عبد اللّه بن أبي عون. و الرذاني بفتح الراء و الذال المعجمة المخففة نسبة إلى رذان من قرى نسا.
4- الخبر نقله المزي في تهذيب الكمال 92/12 من طريقه.

محمّد الصّنعاني، قال: و هو ثقة من أصحاب الأوزاعي، نا عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و هشام بن الغاز بحديث ذكره.

أخبرنا (1) أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الخلال - إذنا - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح (2) قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (3)،نا أبي، قال: سألت دحيما عن عبد الملك بن محمّد الصّنعاني، فكأنه ضجع، فقلت: هو أثبت أو عقبة بن علقمة ؟ فقال: ما أقربهما.

قال: و سألت أبي عنه، فقال: يكتب حديثه.

و قال أبو حاتم محمّد بن حبّان البستي (4) فيما بلغني عنه: عبد الملك بن محمّد الصّنعاني من صنعاء الشام، روى عن زيد بن جبيرة، و يحيى بن سعيد الأنصاري، روى عنه هشام بن عمّار، و أهل الشام، و كان يجيب فيما يسأل [عنه] (5) حتى ينفرد بالموضوعات، لا يجوز الاحتجاج بروايته.

آخر الجزء السابع و العشرين (6) بعد الأربعمائة من الفرع.

4258 - عبد الملك بن محمود

ابن إبراهيم بن محمّد بن عيسى بن القاسم بن سميع

أبو الوليد القرشي الفقيه

روى عن أبي الهيثم زكريا بن يحيى السّفلي، و عبيد بن محمّد الكشوري، و إسحاق الدّبري، و عبد الرّحمن بن خالد بن نجيح أبي الحسن القرشي، و عبد اللّه بن أحمد بن الدورقي، و يوسف بن يزيد القراطيسي، و يوسف بن سعيد بن مسلم، و يحيى بن أبي طالب، و محمّد بن إسحاق الصغاني، و أبي جعفر محمّد بن الحسن الأعرابي، و حفص بن عمر بن الصّبّاح، و عبد اللّه بن أحمد بن أبي مسرّة، و أحمد بن علي بن سهل، و أحمد بن بكر

ص: 108


1- أقحم بعدها بالأصل:«شر عبيه القاسم» و المثبت يوافق م، و السند معروف.
2- «ح» حرف التحويل سقط من م.
3- الجرح و التعديل 369/5 و تهذيب الكمال 92/12 عن أبي حاتم الرازي.
4- تهذيب الكمال 92/12 و ميزان الاعتدال 663/2.
5- الزيادة عن تهذيب الكمال.
6- في م:«و العشر».

البالسي، و سليمان بن المعافى بن سليمان، و أبي الحكم سيّار بن نصر الجلبي، و محمّد بن الوليد بن بحر المكي، و أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، و أحمد، و هلال ابني العلاء بن هلال، و سليمان بن عبد الحميد، و كثير بن شهاب القزويني، و يزيد بن أحمد السلمي، و أبي بكر محمّد بن الوليد، و علي بن حرب الطائي، و سعيد بن سهل الأهوازي.

روى عنه: أبو زرعة، و أبو بكر ابنا أبي دجانة، و أبو الطّيّب أحمد بن محمّد بن أبي زرعة النصريون، و محمّد بن سليمان الرّبعي البندار، و أبو علي بن شعيب، و أبو هاشم المؤدب، و أبو القاسم بن أبي العقب، و أبو زرعة محمّد بن أحمد بن عبد الخالق، و أبو بكر محمّد بن محمّد بن عمير الجهني، و أحمد بن عبد اللّه بن الفرج البرامي، و حمزة بن محمّد بن علي الكتاني الحافظ ، و أبو حاتم محمّد بن حبّان البستي، و أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسحاق بن السّنّي الدّينوري الحافظ (1).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني (2)،أنا تمام بن محمّد، حدثني بو بكر أحمد بن عبد اللّه بن أبي دجانة، نا ابن سميع، نا عبيد الكشوري، نا محمّد بن عمر السّمسار، نا عبد الملك بن الصّبّاح قال: قال سفيان بن سعيد الثوري: ذكره سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، عن زياد بن جارية، عن حبيب بن سلمة.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم نفل الثلث[7436].

أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا أبو الحسن بن السّمسار، نا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن أبي دجانة، نا أبو الوليد بن سميع عبد الملك بن إبراهيم (3)،نا محمّد بن عبد الملك الدقيقي، نا يزيد بن هارون، نا سالم - يعني ابن عبيد - عن أبي عبد اللّه، عن محمّد بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كان يقول:

«ما من رجل من المسلمين يرمي بسهم في سبيل اللّه في العدوّ، أصاب أو أخطأ إلاّ كان له أجر ذلك السهم كعدل - أو عدل - نسمة، و ما من رجل من المسلمين انتصب (4) شعرة منه في

ص: 109


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 255/16.
2- في م: الكناني، تصحيف.
3- كذا بالأصل و م، نسبه إلى جده.
4- كذا بالأصل رسمها، و في م:«انتصف» و في كنز العمال (رقم 10859) و من طريق ابن عساكر:«ابيضّت» و هو أشبه.

سبيل اللّه إلاّ كانت له نورا يوم القيامة، و ما من رجل من المسلمين أعتق صغيرا أو كبيرا إلاّ كان حقا على اللّه أن يجزيه بكل عضو منه أضعافا مضعفة»[7437].

أخبرنا أبو الحسين (1) أيضا، أنا جدي، أنا أبو المعمر المسدّد بن علي بن عبد اللّه بن العباس، نا أبو بكر محمّد بن سليمان بن يوسف الرّبعي، نا أبو الوليد عبد الملك بن محمود بن سميع، نا يونس بن عبد الأعلى، نا أشهب، عن مالك بن أنس.

في الرجل الغير فهم (2) يخرج (3) كتابه و يقول: هذا سمعته، قال: لا يوجد إلاّ عن من يحفظ حديثه أو يعرف.

أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنا أبو الحسن علي بن محمّد البحّاثي (4)،أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا أبو حاتم البستي، أنا عبد الملك بن محمّد (5) بن إبراهيم أبو الوليد - بصيدا - أنا إسحاق بن سيار بحديث ذكره.

كذا قال، و إنما هو ابن محمود.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: مات أبو الوليد بن سميع في جمادى الأولى سنة تسع و ثلاثمائة.

4259 - عبد الملك بن مروان بن الحكم

ابن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف

أبو الوليد الأموي (6)

بويع له بالخلافة بعد أبيه مروان بعهد منه.

ص: 110


1- في م: الحسن، تصحيف.
2- كذا بالأصل و م.
3- سقطت من م.
4- تقرأ في م: الفحاص، تصحيف، و البحاثي بفتح الباء الموحدة و الحاء المهملة المشددة و في آخرها الثاء المثلثة، نسبة إلى البحّاث، لقب لبعض أجداده.
5- كذا بالأصل و م،«محمد» تصحيف، و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى أن الصواب: محمود.
6- انظر أخباره في: تهذيب الكمال 93/12 و تهذيب التهذيب 513/3 و نسب قريش للمصعب الزبيري 160 تاريخ الطبري (الفهارس)، الكامل لابن الأثير بتحقيقنا (الفهارس) البداية و النهاية (بتحقيقنا: الفهارس) الفتوح لابن الأعثم بتحقيقنا (الفهارس) و العقد الفريد، بتحقيقنا (الفهارس) و تاريخ بغداد 388/10 و مروج الذهب (الفهارس) فوات الوفيات 402/2 سير أعلام النبلاء 246/4 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 81-100 ص 135) و انظر بحاشيته ثبتا بأسماء مصادر أخرى كثيرة ترجمته.

و سمع: عثمان بن عفّان، و أبا سعيد الخدري، و جابر بن عبد اللّه، و أبا هريرة، و ابن عمر قوله، و معاوية قوله، و أم سلمة أم المؤمنين، و بريرة مولاة عائشة، و أبا خالد يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، و أبا بحرية عبد اللّه بن قيس، و أباه مروان بن الحكم.

روى عنه: خالد بن معدان، و إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر، و الزّهري، و عروة بن الزبير، و عليّ بن رباح اللّخمي، و يونس بن ميسرة بن حلبس، و حريز بن عثمان، و أبو حملة والد علي بن أبي حملة، و ربيعة بن يزيد، و عمرو بن الحارث الفهمي، و رجاء بن حيوة، و ثعلبة بن أبي مالك القرظي، و ابنه محمّد بن عبد الملك.

أخبرنا أبو الحسن الفقيه الشافعي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن بن السّمسار، أنا أبو عبد اللّه بن مروان، أنا أحمد بن إبراهيم القرشي، نا إبراهيم بن عبد اللّه بن العلاء بن زبر، نا أبي عبد اللّه بن العلاء حدثني.

ح قال: و أنا ابن (1) مروان، حدثني الحسن بن علي بن خلف، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا الوليد بن مسلم، نا عبد اللّه بن العلاء بن زبر، أخبرني من سمع عبد الملك بن مروان يحدّث على المنبر عن أبي هريرة، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«من لم يغز أو يجهّز غازيا، أو يخلفه في أهله بخير أصابه اللّه عز و جل بقارعة قبل يوم القيامة»[7438].

و في حديث الوليد: إلا أصابه اللّه.

و رواه بكر بن خنيس، عن عبد اللّه بن العلاء، و ذكر أن الذي حدّثه به عن عبد الملك ابن حلبس (2)،و هو يونس بن ميسرة بن حلبس.

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدثني عنه أبو مسعود المعدّل، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد (3)،نا الحسن بن العباس الرازي، نا سهل بن عثمان، نا المحاربي، عن بكر بن خنيس، عن عبد اللّه بن العلاء، عن ابن حلبس، عن عبد الملك بن مروان، عن أبي هريرة، قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من لم يغز في سبيل اللّه أو يجهّز غازيا، أو يخلفه في أهله بخير

ص: 111


1- في م: و أنا مروان.
2- في م: أبو جلس.
3- من طريق آخر أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 180/8 رقم 7747.

أصابه اللّه بقارعة قبل الموت»[7439].

و رواه عثمان بن عبد الرّحمن الحرّاني المعروف بالطّرائفي، عن ابن زبر، و سمّى يونس بن ميسرة فيه.

أخبرنا أبو محمّد السّيدي، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان، نا الحسن بن سفيان.

ح (1) و أخبرناه (2) أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه بن الشّخير الصّيرفي، نا أبو بكر محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، قالا: نا أبو أمية عمرو بن هشام - زاد السيدي: الحرّاني - نا عثمان - و هو ابن عبد الرّحمن - عن عبد اللّه بن العلاء بن زبر، عن يونس بن ميسرة.

عن عبد الملك بن مروان (3) أنه قال و هو على المنبر: سمعت أبا هريرة يقول:- زاد أبو بكر: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و قالا:- «ما من امرئ - زاد السّيّدي: مسلم و قالا:- لا يغزو في سبيل اللّه، أو يجهّز غازيا، أو يخلفه (4) بخير إلاّ أصابه اللّه بقارعة قبل يوم القيامة»[7440].

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا أحمد بن إبراهيم بن جامع، و أحمد بن إسحاق بن أيوب، قالا: أنا علي بن عبد العزيز، نا سليمان بن أحمد الواسطي، نا عبد الخالق بن زيد بن واقد، حدثني أبي.

أن عبد الملك بن مروان حدّثهم قال:

كنت أجالس بريرة بالمدينة قبل أن ألي هذا الأمر، فكانت تقول: يا عبد الملك إنّي لأرى فيك خصالا لخليق أن تلي أمر هذه الأمة، فإن وليت فاحذر الدماء، فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:

«إنّ الرجل ليدفع عن باب الجنة أن ينظر إليها بملء محجمة (5) من دم يريقه من مسلم بغير حقّ »[7441].

ص: 112


1- ح، سقطت من م.
2- عن م و بالأصل: و أخبرنا.
3- في م: هارون.
4- خلقت الرجل في أهله: إذا أقمت بعده فيهم، و قمت عنه بما كان يفعله (النهاية: خلف).
5- المحجمة: قارورة الدم.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال (1):

فولد مروان بن الحكم أحد عشر رجلا و نسوة: عبد الملك بن مروان ولي الخلافة، و معاوية، و أمّ عمرو، تزوجها الوليد بن عثمان بن عفّان، و أمّهم: عائشة بنت معاوية بن [المغيرة بن] (2) أبي العاص.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب، قال (3):

قرأت على الجوهري، عن أبي عبيد اللّه بن المرزباني، حدثني إبراهيم (4)،نا أحمد بن أبي خيثمة، سمعت مصعب بن عبد اللّه الزبيري يقول: أول من سمّي في الإسلام عبد الملك: عبد الملك بن مروان.

قال أبو بكر بن أبي خيثمة: و أوّل من سمّي في الإسلام أحمد: أبو الخليل بن أحمد العروضي.

و ذكر عن محمّد بن سيرين (5):أن مروان بن الحكم سمّي ابنه القاسم، و كان يكنى به، فلما بلغه النهي، حوّل اسمه عبد الملك.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر الزّرّاد، نا عبيد اللّه بن سعد، عن عمّه يعقوب بن إبراهيم، قال:

أمّ عبد الملك بن مروان عائشة بنت معاوية بن المغيرة بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس، و أمّها فاطمة بنت عامر بن حذيم بن سلامان بن سعد بن عويج بن سعد بن جمح، و قد أنكر الزبير أن يكون في نسبها عويجا، و قد تقدم ذلك في ترجمة سعيد بن عامر.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر، و أبو الفضل الباقليان.

ح و أخبرنا أبو العزّ ثابت بن منصور، أنا أبو طاهر، قالا: أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا أبو الحسين الأهوازي، نا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خياط قال (6):

ص: 113


1- الخبر في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 160.
2- الزيادة عن نسب قريش.
3- تاريخ بغداد 389/10.
4- كذا بالأصل و م، و في تاريخ بغداد: حدثني محمد بن إبراهيم.
5- تهذيب الكمال 93/12.
6- طبقات خليفة بن خيّاط ص 420 رقم 2061.

عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية، يكنى أبا الوليد، توفي سنة ست و ثمانين.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم، أنا نعمة اللّه بن محمّد، نا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، نا سفيان بن محمّد، حدّثني الحسن بن سفيان، نا محمّد بن علي بن عمّ روّاد بن الجراح، عن محمّد بن إسحاق، قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: عبد الملك بن مروان أبو الوليد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (1).

قال في الطبقة الثانية من أهل المدينة:

عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس، يكنى أبا الوليد، كان عابدا ناسكا قبل الخلافة، سمع من عثمان، و أبي سعيد، و أبي هريرة، توفي بالشام سنة ست و ثمانين، و هو ابن ثمان و خمسين.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية - إجازة - أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم بن الخليل، نا حارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد قال (2):

عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، و كان عبد الملك يكنى أبا الوليد، و ولد سنة ستّ و عشرين في خلافة عثمان بن عفّان، و شهد يوم الدار مع أبيه و هو ابن عشر سنين، و حفظ أمرهم و حديثهم، و شتّى المسلمون بأرض الروم سنة اثنتين و أربعين، و هو أول مشتى شتّوه بها، فاستعمل معاوية على أهل المدينة عبد الملك بن مروان و هو يومئذ ابن ستّ عشرة سنة، فركب عبد الملك بالناس البحر.

و كان عبد الملك قد جالس العلماء و الفقهاء، و حفظ عنهم، و كان قليل الحديث.

أنا محمّد بن عمر عن رجاله من أهل المدينة قالوا: قد حفظ عبد الملك عن عثمان، و سمع من أبي هريرة، و أبي سعيد، و جابر بن عبد اللّه و غيرهم من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم،

ص: 114


1- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
2- طبقات ابن سعد 224/5 و 226.

و كان عابدا ناسكا قبل الخلافة.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل البخاري قال (1):

عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي القرشي أبو الوليد أراه، قال الحسن عن ضمرة، مات سنة ست و ثمانين.

و قال محمود (2) عن وهب (3)،عن أبيه، عن قتادة: ولي عبد الملك أربع عشرة سنة، و كانت فتنة ابن الزبير ثمان سنين، أصله مديني، سكن الشام.

قال ابن المنذر عن عبد اللّه بن عبيد اللّه بن عنبسة، عن عمه (4) سليمان بن عبد اللّه قال: دخل عبد الملك على عثمان و هو غلام فقبّله.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة - ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة-.

قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول:

في الطبقة الثالثة من تابعي أهل الشام: عبد الملك بن مروان بن الحكم (5).

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا نصر بن إبراهيم، أنا سليمان بن أيوب، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس، قال:

سمعت أبا عبد اللّه المقدّمي يقول: عبد الملك بن مروان أبو الوليد.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده، و حدثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمي أبو القاسم عن أبي عبد اللّه، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:

ص: 115


1- التاريخ الكبير للبخاري 429/1/3-430.
2- محمود بن غيلان.
3- وهب بن جرير.
4- «عمه» سقطت من التاريخ الكبير.
5- تهذيب الكمال 94/12.

عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس، يكنى أبا الوليد، مديني قدم مصر سنة خمس لغزو المغرب مع معاوية بن خديج التّجيبي، و كانت وفاته بدمشق.

أخبرنا أبو منصور الشيباني، و أبو الحسن علي بن الحسن، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):

عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، أبو الوليد، بويع له بالخلافة عند موت أبيه، و هو بالشام، ثم صار إلى العراق، فالتقى هو و مصعب بن الزبير بمسكن (2) على نهر دجيل قريبا من أوانا (3) عند دير الجاثليق، فكانت الحرب بينهما حتى قتل مصعب، و قتل الحجاج بن يوسف بعده أخاه عبد اللّه بن الزبير بمكة، و اجتمع الناس على عبد الملك، و كان منزله بدمشق.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن المجلي، نا محمّد بن علي بن محمّد.

و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي قالا: أنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن علي الصيدلاني، أنا محمّد بن مخلد بن حفص، قال: قرأت على علي بن عمرو، حدّثكم الهيثم بن عدي، قال:

عبد الملك بن مروان أبو الوليد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول:

أبو الوليد عبد الملك بن مروان بن الحكم القرشي، عن أبي هريرة.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو الوليد عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي، أصله مديني، سكن الشام، و أمّه عائشة بنت معاوية بن المغيرة بن أبي

ص: 116


1- تاريخ بغداد 388/10.
2- ضبطت بالفتح ثم السكون و كسر الكاف و نون عن معجم البلدان و هو موضع قريب من أوانا على نهر دجيل.
3- أوانا: بالفتح و النون، بليدة كثيرة البساتين من نواحي دجيل بغداد بينها و بين بغداد عشرة فراسخ (معجم البلدان).

العاص بن آمنة بن عبد شمس، و كان عابدا فقيها، ناسكا قبل أن ولي الخلافة، سمع عثمان بن عفّان، و أبا سعيد الخدري، و أبا هريرة، روى عنه أبو عيسى عبد الرّحمن بن أبي ليلى، و الشعبي، و رجاء بن حيوة.

أنبأنا أبو القاسم العلوي، و أبو الوحش المقرئ، عن رشأ بن نظيف، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن المكتب، و أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرّحمن المصريان، قالا:

أنا الحسن بن رشيق، نا أبو بشر الدولابي، أخبرني جعفر بن علي، عن أحمد بن محمّد .... (1)،قال: ولد عبد الملك بن مروان سنة ثلاث و عشرين.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عثمان، نا موسى، نا خليفة، قال (2):

ولد عبد الملك بالمدينة في دار مروان في بني حديلة (3) سنة ثلاث و عشرين، و يقال:

سنة ست و عشرين.

و ذكر أبو حسان الزيادي: أنه ولد سنة خمس و عشرين.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا عبد الرّحمن بن إبراهيم.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون.

ح و أخبرنا أبو منصور الشيباني، أنا - و أبو الحسن العطار، أنا - أبو بكر الخطيب (4)، قال: كتب إليّ عبد الرّحمن بن عثمان الدمشقي يذكر أن أبا الميمون البجلي أخبره: أنا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو النّصري (5)،حدثني عبد الرّحمن بن إبراهيم، عن

ص: 117


1- كلمة غير مقروءة بالأصل، و غير واضحة في م من سوء التصوير.
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 292.
3- الأصل:«جديله» و المثبت عن م و تاريخ خليفة.
4- تاريخ بغداد 388/10.
5- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 191/1.

عبد الرّحمن بن بشير، عن محمّد بن إسحاق، قال: ولد يزيد بن معاوية، و عبد الملك بن مروان سنة ست و عشرين.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن جنيقا، أنا إسماعيل بن علي الخطبي، نا محمّد بن موسى البربري، عن محمّد بن أبي السّري، قال:

مات عبد الملك بدمشق، و صلى عليه ابنه الوليد، و هو ابن اثنتين و ستين سنة.

قال (1):و كان ربعة إلى الطول أقرب منه إلى القصر، أبيض، ليس بالنحيف و لا البادن، و لم يخضب إلى أن مات، و كانت أسنانه مشبّكة بالذهب، أفوه مفتوح الفم.

قال الخطبي (2):و قد روي أنه خضب ثم ترك.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، أنا - أبو بكر الخطيب (3)، أنا الأزجي، أنا المفيد، أنا أبو بشر الدولابي، أخبرني الوجيهي عن أبيه، عن صالح بن الوجيه قال: قرأت في كتاب صفة الخلفاء في خزانة المأمون:

كان عبد الملك رجلا طويلا، أبيض، مقرون الحاجبين، كبير العينين، مشرف الأنف، دقيق الوجه، حسن الجسم، ليس بالقضيف و لا البادن، أبيض الرأس و اللحية.

و ذكر سعيد بن كثير بن عفير أنه كان ينسب إلى الطول، أبيض ليس بالقضيف، و لم يخضب إلى أن مات.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور النّهاوندي، أنا أبو العباس النّهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل، حدثني إبراهيم بن المنذر، نا عبد اللّه بن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عنبسة بن سعيد بن العاص، حدثني عمي سلمان بن عبد اللّه بن عنبسة، قال:

دخل عبد الملك بن مروان و هو غلام على عثمان بن عفّان فقبّله.

أخبرنا أبو منصور الشيباني، أنا و أبو الحسن بن سعيد، أنا - أبو بكر الخطيب (4).

ص: 118


1- تهذيب الكمال 94/12.
2- الأصل:«الخطيبي» و الكلمة غير واضحة في م من سوء التصوير.
3- تاريخ بغداد 391/10 و سير أعلام النبلاء 247/4.
4- تاريخ بغداد 389/10.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر الطبري، و أبو سعد محمّد بن علي الرستمي، قالوا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1)،حدثني سعيد بن أسد، نا ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة، عن عبادة بن نسي، قال:

قيل لابن عمر: إنكم معشر أشياخ قريش توشكوا أن تنقرضوا فمن يسأل بعدكم ؟ فقال:

إنّ لمروان ابنا فقيها فسلوه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي، نا أبو أسامة، عن جرير بن حازم (2)،عن نافع قال:

لقد رأيت المدينة و ما بها شاب أشد تشميرا لا أفقه و لا أقرأ لكتاب اللّه من عبد الملك بن مروان.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب (3)،أنا أبو الحسين محمّد بن عبد الواحد بن علي البزّاز (4)،أنا عمر بن محمّد بن سيف، نا محمّد بن العباس اليزيدي، نا العباس بن الفرج - هو الرياشي - نا موسى بن إسماعيل التبوذكي، نا جرير بن حازم، عن نافع، قال:

أدركت بالمدينة و ما بها شاب أنسك و لا أشد تشميرا، و لا أكثر صلاة، و لا أطلب للعلم من عبد الملك بن مروان.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا محمّد بن علي بن يعقوب، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان، نا أبي، نا وهب بن جرير، نا أبي قال: سمعت نافعا يقول:

لقد رأيت عبد الملك بن مروان و ما بالمدينة شاب أشد تشميرا، و لا أطول صلاة، و لا أعلم للعلم منه.

ص: 119


1- المعرفة و التاريخ 563/1 و تهذيب الكمال 94/12 و سير أعلام النبلاء 247/4 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 81-100) ص 138.
2- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 94/12 و سير أعلام النبلاء 248/4 و انظر ابن سعد 234/5 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 81-100) ص 138.
3- تاريخ بغداد 389/10.
4- الأصل و م: البزار، و المثبت عن تاريخ بغداد، ترجمته في سير أعلام النبلاء 514/17.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (1)،نا يحيى بن معين، نا حفص، و أبو معاوية عن الأعمش، عن ابن ذكوان - و هو أبو الزّناد - قال: كنا فقهاء المدينة أربعة: سعيد بن المسيّب، و عروة بن الزبير، و قبيصة بن ذؤيب، و عبد الملك بن مروان.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن شهربار، نا عمرو بن علي الفلاس، قال: سمعت وكيع بن الجراح يقول: نا الأعمش، عن ذكوان - أو ابن ذكوان - قال:

أدركت فقهاء المدينة أربعة: سعيد بن المسيّب، و عروة بن الزبير، و قبيصة بن ذؤيب، و عبد الملك بن مروان قبل أن يدخل الإمارة.

كذا قال وكيع، و إنما هو عبد اللّه بن ذكوان أبو الزناد، هذا قول الفلاس.

أخبرنا أبو حامد أحمد بن نصر بن علي بن أحمد الحاكمي الطّوسي - بها - أنا أبي، أنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد، نا أبو العباس الأصم، نا إبراهيم بن سليمان البرلّسي، نا عبد الحميد بن صالح، نا أبو شهاب، عن الأعمش، عن ذكوان، قال:

كان عبد الملك رابع أربعة في الفقه أو النّسك، فذكر سعيد بن المسيّب، و ابن الزبير، و قبيصة، و عبد الملك بن مروان.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، و أبو جعفر محمّد بن علي بن محمّد قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،حدثني ابن نمير، و أبو سعيد الأشج، قالا: أنا حفص بن غياث، نا الأعمش، نا أبو الزناد قال:

كان يعد فقهاء أهل المدينة أربعة: سعيد بن المسيّب، و عبد الملك بن مروان، و عروة بن الزبير، و قبيصة بن ذؤيب.

أخبرنا أبو منصور القزاز، أنا - و أبو الحسن العطار، نا - أبو بكر الحافظ (3)،أنا

ص: 120


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 404/1-405.
2- المعرفة و التاريخ 563/1 و سير أعلام النبلاء 248/4 و تاريخ الإسلام(81-100) ص 139.
3- تاريخ بغداد 389/10.

البرقاني، أنا محمّد بن عبد اللّه بن حميرويه الهروي، نا الحسين بن إدريس، نا ابن عمّار، نا عيسى بن يونس، عن الأعمش، قال:

قدم علينا أبو الزناد الكوفة، فقلت: من كان بالمدينة من الفقهاء؟ فقال: سعيد بن المسيّب، و أبو سلمة، و عروة بن الزّبير، و عبد الملك بن مروان.

أخبرنا أبو البركات، أنا ثابت، أنا أبو العلاء، أنا أبو بكر، أنا أبو أمية بن الغلاّبي، نا أبي، نا قريش بن أنس، نا حمّاد بن سلمة ذكره عن حميد، عن بكر.

أن قوما استغاثوا ليلة، فخرج الناس مغيثين، فأدركوا رجلا فجاءوا به، فجعل الرجل يقول: إنّما كنت مغيثا، فأبوا حتى رفعوه إلى عبد الملك فأمر بقتله، فجاء رجل من الناس، فقال: إنّ هذا و اللّه ما هو القاتل، و لكني أنا القاتل، و لا و اللّه لا أقتل رجلين، قال: فقال عبد الملك: بلغني أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«من أحيا نفسا بنفسه فلا قود عليه»، فخلاّ سبيله، و قال: ما أحسب قصته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم سقطت عن عبد الملك[7442].

أخبرنا أبو الحسن الفقيه، و علي بن زيد السّليمان، قالا: أنا أبو الفتح الزاهد - زاد الفقيه و أبو محمّد بن فضيل قالا: أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو علي بن منير، أنا أبو بكر بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا الهيثم بن عمران، قال: سمعت جدي - و هو عبد اللّه بن أبي عبد اللّه - يقول:

مر عبد الملك بن مروان بعبد اللّه بن عمر و هو في المسجد، و ذكر اختلاف الناس، فقال: لو كان هذا الغلام اجتمع الناس عليه.

و قال ابن عمر (1):ولد الناس أبناء، و ولد مروان أبا - يعني عبد الملك-.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ .

ح و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح المؤذن، أنا علي بن محمّد بن السّقّا، قالا: أنا أبو العباس الأصم.

ح و أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، قالا: نا عباس بن محمّد الدوري، نا يحيى بن معين.

ح و أخبرنا أبو نصر بن رضوان، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا

ص: 121


1- تاريخ الإسلام (حوادث سنة 81-100) ص 139 و سير أعلام النبلاء 248/4.

أبو بكر محمد بن خلف بن المرزبان، نا موسى بن الحسن، قالا: نا عبد اللّه بن بكر السّهمي (1)،حدثني بشر أبو نصر.

أن عبد الملك بن مروان دخل على معاوية و عنده عمرو بن العاص، فسلّم ثم جلس، ثم لم يلبث أن نهض، فقال معاوية: ما أكمل مروءة هذا الفتى، فقال عمرو: يا أمير المؤمنين إنّه أخذ بأخلاق أربعة، و ترك أخلاقا ثلاث: أخذ بأحسن البشر إذا لقي، و أحسن الحديث إذا حدّث، و أحسن الاستماع إذا حدّث، و بأيسر المئونة إذا خولف، و بترك مزاح من لا يوثق بعقله و لا دينه، و ترك مخالفة (2) لئام الناس، و ترك من الكلام ما يعتذر منه.

و اللفظ لابن رضوان.

أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا الحسين بن صفوان البردعي، نا عبد اللّه بن محمّد بن أبي الدنيا، حدثني علي بن مسلم أنا (3) عبد اللّه بن بكر السهمي، نا بشر أبو نصر.

أن عبد الملك بن مروان دخل على معاوية و عنده عمرو بن العاص، فسلّم و جلس، ثم لم يلبث أن نهض، فقال معاوية: ما أكمل مروءة هذا الفتى، فقال عمرو: يا أمير المؤمنين إنه أخذ بأخلاق أربعة، و ترك أخلاقا ثلاثة: إنه أخذ بأحسن البشر إذا لقي، و بأحسن الحديث إذا حدّث، و بأحسن الاستماع إذا حدّث، و بأيسر المئونة إذا خولف، و ترك مزاح من لا يوثق بعقله و لا دينه، و ترك مجالسة لئام الناس، و ترك من الكلام كلّما يعتذر منه.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي، أنا محمّد بن محمّد بن أحمد بن الحسين العكبري، أنا أبو الطّيّب محمّد بن أحمد بن خاقان.

ح (4) قال: و نا أبو محمّد عبد اللّه بن علي بن أيوب القاضي، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن الجراح.

قالا: نا أبو بكر بن دريد، نا الحسن - يعني ابن الخضر - عن أحمد بن الحارث الخرّاز، عن أبي الحسن المدائني، قال:

ص: 122


1- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 95/12.
2- كذا بالأصل و م، و في تهذيب الكمال: مجالسة.
3- غير واضحة بالأصل، و في م: ثنا.
4- «ح» حرف التحويل سقط من م.

دخل عبد الملك بن مروان على معاوية و عنده عمرو بن العاص، فسلّم و جلس، فلم يلبث أن نهض، فقال له معاوية: ما أكمل مروءة هذا الفتى، فقال عمرو: إنّه أخذ بأخلاق أربعة، و ترك أخلاقا ثلاثة، أخذ بأحسن البشر إذا لقي، و بأحسن الحديث إذا حدّث، و بأحسن الاستماع إذا حدّث، و بأيسر المئونة إذا خولف، و ترك مزاح من لا يثق بعقله، و ترك الكلام (1)فيما يعتذر منه، و ترك مخالفة لئام الناس.

قرأت بخط عبد العزيز بن محمّد بن عبدويه الشيرازي، حدثني أبو بكر محمّد بن سليمان بن يوسف الرّبعي، أنا أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف، نا علي بن إسحاق بن إبراهيم، قال: سمعت أبا صفوة الغسّاني يقول: سمعت أحمد بن شبيب الغساني يقول:

سمعت أبي شبيب بن عبدة يقول: قال عبدة بن رياح الغساني (2):

قالت أم الدّرداء لعبد الملك بن مروان: يا أمير المؤمنين ما زلت أتخيل هذا الأمر فيك مذ رأيتك، قال: و كيف ذاك ؟ قالت: ما رأيت أحسن منك محدّثا، و لا أعلم (3) منك مستمعا.

قال ابن جوصا: أبو صفوة المفضل بن سماك الغساني.

أخبرنا أبو منصور بن زريق أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (4).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر بن درستويه، نا يعقوب (5)،نا إبراهيم بن المنذر، حدثني عبد العزيز بن عامر - شيخ (6) من أهل تيماء كان يجالس سعيد بن المسيّب - قال: مرّ به يوما ابن رمل (7) العذري - و نحن معه - فحصبه سعيد، فجاءه، فقال له سعيد: بلغني أنك مدحت هذا - و أشار نحو الشام، يعني عبد الملك - قال: نعم يا أبا محمّد، قد مدحته، أ فتحبّ أن تسمع القصيدة ؟ قال: نعم، اجلس، قال: فأنشده حتى بلغ:

فما عابتك (8) في خلق قريش *** بيثرب حين أنت بها غلام

ص: 123


1- من هنا سقط في م أكثر من صفحة، سنشير إلى نهايته في موضعه.
2- الخبر من طريقه في تاريخ الإسلام(81-100) ص 139.
3- كذا بالأصل و المثبت، و في تاريخ الإسلام:«أحلم» و هو أشبه.
4- تاريخ بغداد 390/1.
5- المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 354/1.
6- في تاريخ بغداد و المعرفة و التاريخ: شيخ من عاملة من أهل تيماء.
7- كذا بالأصل، و في تاريخ بغداد:«ذمل» و في المعرفة و التاريخ: زمل. و هو الصواب، انظر جمهرة ابن حزم ص 440 و تبصير المنتبه 999/3.
8- في المعرفة و التاريخ: عاتبك.

فقال له سعيد: صدقت، و لكنه لما صار إلى الشام بدل.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي جعفر بن المسلمة، عن محمّد بن عمر بن محمّد بن بهتة، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي بن داود الزنبري (1)،قال (2):قال مالك: سمعت يحيى بن سعيد يقول:

أوّل من صلى في المسجد ما بين الظهر و العصر عبد الملك بن مروان و فتيان معه، كانوا إذا صلى الإمام الظهر قاموا فصلّوا إلى العصر، فقيل لسعيد بن المسيّب: لو قمنا فصلّينا كما يصلّي هؤلاء، فقال سعيد بن المسيّب: ليست العبادة بكثرة الصلاة و لا الصوم، إنّما العبادة التّفكّر في أمر اللّه، و الورع عن محارم اللّه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد بن أبي عثمان، أنا محمّد بن بكران بن عمران الرازي، نا محمّد بن مخلد بن حفص، حدثني جنيد - هو ابن حكيم - نا حرملة، نا ابن وهب، نا علي بن عابس، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، قال (3):

ما جالست أحدا إلاّ وجدت لي الفضل عليه إلاّ عبد الملك بن مروان فإنّي ما ذاكرته حديثا إلاّ زادني فيه، و لا شعرا إلاّ زادني فيه.

آخر الجزء الثاني عشر بعد الثلاثمائة من الأصل.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن محمّد بن علي بن أحمد، أنا أحمد بن إسحاق النهاوندي، نا أحمد بن عمران الأشناني، نا موسى التّستري، نا خليفة العصفري، قال (4):

قال أبو خالد أغزى (5) مسلمة بن مخلد معاوية بن حديج (6)-يعني سنة خمسين - و كتب معاوية إلى مروان بن الحكم - و هو عامل على المدينة - أن ابعث عبد الملك بن مروان على بعث المدينة إلى بلاد المغرب، فقدم عبد الملك بن مروان، فدخل مع معاوية بن حديج

ص: 124


1- غير مقروءة بالأصل، و الصواب ما أثبت، و اسمه: سعيد بن داود بن سعيد بن أبي زنبر، ترجمته في تهذيب الكمال 180/7.
2- من طريقه رواه الذهبي في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 81-100) ص 139.
3- تاريخ الإسلام ص 139 و تهذيب الكمال 95/12.
4- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 210 (حوادث سنة 50) و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 81-100 ص 139).
5- الأصل: غزا، و الصواب عن تاريخ خليفة و تاريخ الإسلام.
6- بالأصل: خديج، و التصويب عن المصادر، و قد صوب في كل مواضع الخبر.

إفريقية، فبعثه معاوية بن حديج على خيل [إلى] (1) جلولاء (2) بأرض المغرب، فحصر أهلها، و نصب عليها المنجنيق، فكتب إليه ابن حديج أن انصرف، فانصرف، و قد كان أوهى الحائط ، فخرّ الحائط ، و بلغ عبد الملك فانصرف بالناس أجمعين، فقتل المقاتلة، و سبى الذرية، و وجّه ابن حديج جيشا، فنزلوا على مدينة فسألوا الصلح، فصالحهم، و انصرف في سنة إحدى و خمسين.

قال: و نا خليفة (3) قال: قال وهب بن جرير: حدثني جويرية (4) قال: أخبرني مسافع أنه حدثه رجل من قريش - نسيت اسمه - أنه كان جالسا مع عبد الملك بن مروان تحت منبر عمرو بن سعيد حيث قال: رغم أنف من رغم، فوضع عبد الملك إصبعه على أنفه، ثم قال:

اللّهمّ فإن أنفي يرغم أن يغزى بيتك الحرام.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية - إجازة - أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم بن الخليل، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (5).

أنا محمّد بن عمر، حدثني عبد الرّحمن بن عبد العزيز، عن عبد اللّه بن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم.

ح قال: و حدثني إبراهيم بن الفضل، عن المقبري.

أن عبد الملك بن مروان لم يزل بالمدينة في حياة أبيه و ولايته حتى كان أيام الحرّة، فلما وثب أهل المدينة فأخرجوا عامل يزيد بن معاوية و هو عثمان بن محمّد بن أبي سفيان عن المدينة، و أخرجوا بني أميّة خرج عبد الملك مع أبيه، فلقيهم مسلم بن عقبة بالطريق قد بعثه يزيد بن معاوية في جيش إلى أهل المدينة، فرجع معه مروان و عبد الملك بن مروان، و كان مجدورا، فتخلّف عبد الملك بذي خشب، و أمر رسولا أن ينزل مخيضا - و هي في ما بين المدينة و ذي خشب، على اثني عشر ميلا من المدينة - و آخر يحضر الوقعة يأتيه بالخبر، و هو يخاف أن تكون الدولة لأهل المدينة، فبينا عبد الملك جالس في قصر مروان بذي خشب

ص: 125


1- الزيادة عن تاريخ خليفة.
2- في تاريخ الإسلام: إلى حصن.
3- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 233 حوادث سنة 60 تحت عنوان يزيد يطلب من والي المدينة أخذ البيعة له.
4- الأصل: حوثرة، و المثبت عن تاريخ خليفة، و هو جويرية بن أسماء، كما يفهم من عبارته.
5- طبقات ابن سعد 225/5.

يترقب إذا رسوله قد جاء يلوّح بثوبه، فقال عبد الملك: إنّ هذا لبشير، فأتاه رسوله الذي كان بمخيض يخبره أن أهل المدينة قد قتلوا، و دخلها أهل الشام، فسجد عبد الملك، و دخل المدينة بعد أن برأ.

و قال غير محمّد بن عمر: كان أهل المدينة قد أخذوا على بني أمية العهود و المواثيق حتى أخرجوهم أن لا يدلوا على عورة لهم، و لا يظاهروا عليهم عدوا، فلما لقيهم مسلم بن عقبة بوادي القرى فقال مروان لابنه عبد الملك: ادخل عليه (1) قبلي لعله يجترئ بك مني، فدخل عليه عبد الملك فقال له مسلم: هات ما عندك، أخبرني خبر الناس، و كيف ترى ؟ فقال: نعم ثم أخبره بخبر أهل المدينة، و دلّه على عوراتهم و كيف يؤتون، و من أين يدخل عليهم، و أين ينزل، ثم دخل عليه مروان فقال: إيه، ما عندك ؟ قال: أ ليس قد دخل إليك عبد الملك ؟ قال: بلى، قال: فإذا لقيت عبد الملك فقد لقيتني، قال: أجل، قال مسلم: و أيّ رجل عبد الملك قلّ ما كلّمت من رجال قريش رجلا به شبيها.

أنبأنا أبو علي الحداد و جماعة، قالوا: أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد، أنا سليمان بن أحمد (2)،نا أحمد بن رشدين، نا محمّد بن سفيان، نا ابن لهيعة عن أبي قبيل أن ابن موهب أخبره.

أنه كان عند معاوية بن أبي سفيان فدخل عليه مروان، فكلّمه في حوائجه، فقال: اقض حاجتي يا أمير المؤمنين، فو اللّه إنّ مئونتي لعظيمة، إنّي أصبحت أبا عشرة، و أخا عشرة، و عمّ عشرة، فلما أدبر مروان و ابن عباس جالس مع معاوية على سريره، فقال معاوية: أنشدك اللّه يا ابن عباس، أ ما تعلم أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«إذا بلغ بنو الحكم ثلاثين (3) رجلا اتّخذوا آيات اللّه بينهم دولا، و عباد اللّه خولا، و كتابه دغلا (4)،فإذا - يعني - بلغوا تسعة و تسعين و أربعمائة كان هلاكهم أسرع من الثمرة»[7443].

قال ابن عباس: اللّهم نعم، فذكر مروان حاجة له، فردّ مروان عبد الملك إلى معاوية، فكلّمه فيها، فلما أدبر قال معاوية: أنشدك اللّه يا ابن عباس أ ما تعلم أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ذكر هذا،

ص: 126


1- إلى هنا ينتهي السقط من م، و قد أشرنا إلى بدايته قريبا.
2- أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 182/12 رقم 12982 و 382/19 رقم 897.
3- الأصل و م: ثلاثون، و التصويب عن المعجم الكبير.
4- الأصل و م: دخلا، و المثبت عن المعجم الكبير.

فقال:«أبو الجبابرة الأربعة»، قال ابن عباس: اللّهم نعم، فلذلك ادّعى معاوية زيادا[7444].

أخبرنا أبو محمّد عبد اللّه بن منصور بن هبة اللّه بن الموصلي في كتابه، أنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الطّيّوري، أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن المسلمة، أنا أبو الحسن محمّد بن عمر بن محمّد بن حميد بن بهتة - إجازة - أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي يعقوب، نا أبو سلمة موسى بن إسماعيل، نا حمّاد بن سلمة (1)،أنا حميد، عن بكر بن عبد اللّه المزني (2).

أن رجلا كان يهوديا فأسلم، يقال له يوسف، و كان يقرأ الكتب، فمرّ بدار مروان بن الحكم فقال: ويل لأمة محمّد من أهل هذه الدار - ثلاث مرار - فقلت له: إلى متى ؟ قال: حتى تجيء رايات سود من قبل خراسان، و كان صديقا لعبد الملك بن مروان، فضرب منكبه ذات يوم فقال: اتّق اللّه يا مروان في أمّة محمّد، إذا وليتهم (3)،فقال: دعني ويحك، و دفعه، ما شأني و شأن ذلك ؟ فقال: اتّق اللّه في أمرهم.

قال: و جهز يزيد بن معاوية جيشا إلى أهل مكة، فقال عبد الملك بن مروان - و أخذ قميصه فنفضه - يعني من قبل صدره - فقال: أعوذ باللّه، أعوذ باللّه، أعوذ باللّه، أ تبعث إلى حرم اللّه ؟ فضرب يوسف منكبه و قال: لم تنفض قميصك ؟ جيشك إليهم أعظم من جيش يزيد بن معاوية.

أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (4)،أنا العتيقي، أنا عثمان بن محمّد بن القاسم الأدمي، نا ابن دريد، أنا عبد الأول بن مريد (5)،عن ابن عائشة قال: أفضى (6) الأمر إلى عبد الملك و المصحف في حجره يقرأ، فأطبقه و قال: هذا آخر العهد بك.

قال (7):و أنا الحسين بن محمّد بن جعفر الخالع، أنا أبو عمر محمّد بن عبد الواحد،

ص: 127


1- من طريقه رواه الذهبي في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 81-100) ص 139.
2- الأصل و م:«المري» و التصويب عن تاريخ الإسلام. ترجمته في سير أعلام النبلاء 532/4.
3- الأصل و م، و في تاريخ الإسلام: ملكتهم.
4- تاريخ بغداد 390/10 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 81-100) ص 140.
5- مضطربة بالأصل، و المثبت عن م و تاريخ بغداد.
6- قد تقرأ بالأصل:«أمضى» و المثبت عن م و تاريخ بغداد.
7- القائل أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 390/10.

عن ثعلب، عن ابن الأعرابي، قال: لما سلّم على عبد الملك بن مروان بالخلافة كان في حجره مصحف، فأطبقه و قال: هذا فراق بيني و بينك.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن جنيقا، أنا أبو محمّد إسماعيل بن علي الخطبي، نا محمّد بن حيان القاضي، نا عبد الملك بن أحمد بن سوادة، حدثني إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك، حدثني أبي، حدثني علي بن مجاهد بن عقبة، عن جده عقبة، قال:

بايع أهل الشام عبد الملك بالخلافة ليلة الأحد لهلال شهر رمضان سنة خمس و ستين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا عاصم بن علي، نا أبو معشر.

ح و أخبرني أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، نا محمّد بن المؤمل، أنا المفضّل بن محمّد، نا أحمد بن حنبل، نا إسحاق بن موسى، عن أبي جعفر قال:

ثم بايع أهل الشام عبد الملك بن مروان - يعني سنة أربع و ستين - و كانت الجماعة على عبد الملك سنة ثلاث و سبعين، و توفي عبد الملك يوم الخميس للنصف من شوال سنة [ست] (1) و ثمانين، فكانت خلافته ثلاث عشرة سنة و خمسة أشهر (2).

أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي، قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو الطّيّب محمّد بن جعفر الزّرّاد، نا عبيد اللّه بن سعد الزهري، قال: قال أبي:

و استخلف عبد الملك بن مروان في هلال شهر ربيع الأول سنة خمس و ستين.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، و أبو الحسن بن سعيد، قالا: نا - و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (3)،أنا علي بن أحمد بن عمر، أنا علي بن أحمد بن أبي قيس.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن محمّد بن عبد العزيز، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عمر بن الحسن بن علي.

قالا: نا عبد اللّه بن محمّد بن أبي الدنيا، أخبرني عباس - هو ابن هشام - عن أبيه قال:

ص: 128


1- سقطت من الأصل و أضيفت عن م.
2- تهذيب الكمال 96/12.
3- تاريخ بغداد 390/10

بويع لعبد الملك بن مروان في شهر رمضان من سنة خمس و ستين حيث مات أبوه.

قال ابن أبي الدنيا: قال الزبير بن بكار: و أمه عائشة بنت المغيرة بن أبي العاص بن أمية، و يكنى أبا الوليد، انتهى حديث ابن زريق، و ابن سعيد.

و زاد ابن الأكفاني و ابن السمرقندي: قال ابن أبي الدنيا: و بويع لعبد الملك بن مروان في اليوم الذي هلك فيه أبوه، و هو ابن ثمان و ثلاثين سنة، و يكنى أبا الوليد، و أمّه عائشة بنت معاوية بن المغيرة بن العاص - و قال الأشناني: ابن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس - قال:

و أخبرني عباس عن أبيه، قال: بويع عبد الملك في شهر رمضان من سنة خمس و ستين، حيث مات أبوه.

أنبأنا أبو علي محمّد بن سعيد بن إبراهيم، ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد الفقيه.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الفضل بن خيرون.

قالوا: أنا أبو علي بن شاذان، قالا: أنا أبو بكر الشافعي، نا عمر بن حفص السّدوسي، نا محمّد بن يزيد.

قال: و بايع أهل الشام عبد الملك بن مروان في شهر رمضان سنة خمس و ستين و اجتمع الناس على بيعته سنة ثلاث و سبعين في جمادى الآخرة لثلاث عشرة بقيت منه، و مات عبد الملك للنصف من شوال سنة ست و ثمانين، و كانت ولايته حين اجتمعوا عليه إلى أن توفي (1) ثلاث عشرة سنة و ثلاثة أشهر و ثمانية عشر يوما، بعد قتل ابن الزبير، و توفي و له سبع و خمسون سنة، و هو عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، و أمّه عائشة بنت معاوية بن المغيرة بن أبي العاص بن أمية، و صلّى عليه الوليد بن عبد الملك، مات بدمشق ليلة البدر.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن جنيقا، أنا إسماعيل بن علي الخطبي، قال: باب بيعة أبي الوليد عبد الملك بن مروان بالشام بعد أبيه، و كان أبوه عهد إليه و إلى أخيه عبد العزيز من بعده، و أم عبد الملك عائشة بنت معاوية بنت أبي العاص بن أمية.

ص: 129


1- أقحم بعدها بالأصل:«سنة» و الكلام غير واضح في م لسوء التصوير.

قال الخطبي: و مولده في سنة أربع و عشرين، عام استخلف عثمان بن عفّان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا عفان، نا ديلم (1)-يعني ابن غزوان - نا وهب بن أبي دبيّ ، عن أبي حرب، عن أبي الطّفيل، قال:

صنع لعبد الملك بن مروان مجلس بويع فيه، و قد كان يناله قبل ذلك، فدخله فقال:

لقد كان يرى ابن حنتمة (2) الأحوزي يقول: إنّ هذا عليه حرام - يعني عمر بن الخطاب-.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني (3)،أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (4)،نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز.

أن عبد الملك لما خرج إلى مصعب بن الزبير رحل معه يزيد بن الأسود الجرشي، قال: فلما التقوا، قال يزيد بن الأسود: اللّهمّ احجز بين هذين الجبلين، و ولّ (5) الأمر أحبّهما إليك، قال: فظفر عبد الملك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور عبد الباقي بن محمّد بن غالب، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، نا زكريا بن يحيى، نا الأصمعي، نا عدي بن أبي عمارة، عن أبيه، عن حرب بن زياد قال:

كان نقش خاتم عبد الملك بن مروان: أؤمن باللّه مخلصا.

أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن مالك العاقولي، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، أنا أبو بكر بن أبي الدّنيا، نا أبو بشير البجلي، عن الهيثم بن عدي، عن أبي يعقوب الثقفي، عن عبد الملك بن عمير.

أن عبد الملك بن مروان استلقى على فراشه و قال.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، أنا أبو بشر البجلي، حدّثني محمّد بن خالد،

ص: 130


1- ترجمته في تهذيب الكمال 75/6.
2- حنتمة، أمه، و هي بنت هاشم بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم.
3- في م: الكناني، تصحيف.
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 235/1.
5- الأصل و م:«و ولى» و الصواب ما أثبت عن أبي زرعة.

عن أبي عبد الرّحمن الطائي، عن أبي يعقوب الثقفي، عن عبد الملك بن عمير.

أن عبد الملك بن مروان دخل الكوفة بعد قتل المصعب بن الزبير، فطاف في القصر، ثم خرج فاستلقى و قال:

اعمل على حذر فإنّك ميّت *** و اكدح لنفسك أيها الإنسان

و في حديث عاصم: اعمل على مهل:

فكأن ما قد كان لم يك إذ مضى *** و كأنّما هو كائن قد كان (1)

أخبرنا أبو العزّ بن كادش - إذنا و مناولة و قرأ علي إسناده - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا (2)،أنا محمّد بن محمّد بن الحسن بن أستاذ الهروي، نا محمّد بن عبد الرّحمن السامي، نا أبو المنذر محمّد بن المنذر، أخبرني آدم بن عنبسة، قال: أخبرنيه رجل من بني تميم عن عبد الملك بن عمير، قال:

لقد رأيت في هذا القصر عجبا، دخلت على عبيد اللّه بن زياد في نومته على سرير و الناس عنده سماطان على يمينه ترس عليه رأس الحسين بن علي، ثم دخلت على المختار في ذلك البهو على ذلك السرير و الناس عنده سماطان، على يمينه ترس عليه رأس عبيد اللّه، ثم دخلت على مصعب في ذلك البهو على ذلك السرير و الناس عنده سماطان، على يمينه ترس عليه رأس المختار، ثم دخلت على عبد الملك في ذلك البهو، على ذلك السرير، و الناس عنده سماطان، على يمينه ترس عليه رأس مصعب، ثم قام عبد الملك و قمنا، فانتهى إلى منزل، فقال: لمن هذا؟ فقيل له: كان لفلان يا أمير المؤمنين، ثم انتهى إلى دار، فقال: لمن هذه ؟ قيل له: كانت لفلان حتى فعل ذلك بدور ثلاث أو أربع، كل ذلك يقال: كانت لفلان، فضرب بإحدى يديه على الأخرى ثم قال:

و كلّ جديد يا أميم (3) إلى بلّى *** و كلّ امرئ يوما يصير إلى كان

فاعمل على مهل فإنّك ميّت *** و امهد (4) لنفسك أيها الإنسان

فكأنّ ما قد كان لم يك إذ مضى *** و كأنّ ما هو كائن قد كان

ص: 131


1- البيتان في تاريخ الطبري 167/6 حوادث سنة 71، بإسكان القافية فيهما، منعا للاقواء في البيت الثاني.
2- الخبر و الأبيات في الجليس الصالح الكافي 139/4-140.
3- عن م و الجليس الصالح و تاريخ الطبري 167/6 و بالأصل: أهيم.
4- الطبري: و اكدح.

ثم مضى على وجهه.

أخبرنا أبو منصور الشّيباني، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب، أخبرني الأزهري، أنا أحمد بن إبراهيم، نا يوسف بن يعقوب النيسابوري، قال: قرئ على محمّد بن بكار، و أنا أسمع، عن أبي معشر، قال:

كانت الجماعة على عبد الملك بن مروان سنة ثلاث و سبعين (1).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية - إجازة - أنا سليمان بن إسحاق الجلاب، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (2).

أنا محمّد بن عمر، حدّثني شرحبيل بن أبي عون، عن أبيه قال:

لما أجمع الناس على عبد الملك بن مروان سنة ثلاث و سبعين، كتب إليه ابن عمر بالبيعة، و كتب إليه أبو سعيد الخدري، و سلمة بن الأكوع بالبيعة.

أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (3)،نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز، قال:

كتب عبد اللّه بن عمر إلى عبد الملك:

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، من عبد اللّه بن عمر إلى (4) عبد اللّه عبد الملك أمير المؤمنين، سلام عليك، فإنّي أحمد إليك اللّه الذي لا إله إلاّ هو، أما بعد، فإنّك راع، و كلّ راع مسئول عن رعيته اَللّٰهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلىٰ يَوْمِ الْقِيٰامَةِ ، لاٰ رَيْبَ فِيهِ ، وَ مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّٰهِ حَدِيثاً (5) لا أحد، و السلام، قال: و بعث به مع سالم.

قال: فوجدوا (6) عليه أن قدّم اسمه، فقال سالم: انظروا في كتبه إلى معاوية، فنظروا، فوجدوه يقدّم اسمه، فاحتملوا ذلك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا نصر بن أحمد بن نصر، أنا محمّد بن أحمد بن عبد اللّه.

ص: 132


1- تهذيب الكمال 96/12.
2- طبقات ابن سعد 229/5.
3- الخبر و الكتاب في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 192/1 و أعاده ص 236.
4- في تاريخ أبي زرعة: إلى عبد الملك بن مروان، أمير المؤمنين.
5- سورة النساء، الآية:87.
6- أي غضبوا عليه

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو طاهر أحمد بن علي، قالا: أنا أبو الفرج الحسين بن علي الطناجيري، قالا: أنا أبو عبد اللّه محمّد بن زيد، أنا أبو جعفر محمّد بن محمّد بن عقبة، نا هارون بن حاتم، نا أبو بكر بن عياش (1) قال:

ثم بايع الناس عبد الملك بن مروان و كانت الجماعة على عبد الملك بن مروان سنة ثلاث و سبعين حين قتل ابن الزبير، و مات عبد الملك بن مروان في النصف من شوال سنة سبع و ثمانين، يوم الخميس، فكانت خلافة عبد الملك أربع عشرة سنة و خمسة أشهر إلاّ أربعة أيام.

قال: و نا أبو بكر (2) بن عياش، قال: ثم حج بالناس عبد الملك بن مروان سنة خمس و سبعين.

أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي، قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو الطّيّب الزّرّاد المنبجي (3)،نا عبيد اللّه بن سعد الزهري، قال: قال أبي: ثم حجّ عبد الملك بالناس، و اعتمر سنة خمس و سبعين.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة، قال (4):

سنة خمس و سبعين أقام الحج عبد الملك بن مروان.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال (5):و حج عامئذ أمير المؤمنين عبد الملك - يعني سنة خمس و سبعين-.

نا (6) إبراهيم بن المنذر، حدثني ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب، قال: و أقام عبد الملك بعد الجماعة بضع عشرة سنة إلاّ أشهرا، حجّ حجّة (7).

ص: 133


1- في م: عباس، تصحيف.
2- في م هنا: بكير.
3- إعجامها مضطرب بالأصل، و بدون إعجام في م، و الصواب ما أثبت، مرّ التعريف به و انظر الأنساب (الزراد و المنبجي).
4- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 272.
5- انظر المعرفة و التاريخ 332/3.
6- المصدر السابق.
7- في المعرفة و التاريخ: حججا.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية - إجازة - أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (1)،أنا محمّد بن عمر، حدثني ابن أبي الزّناد، عن أبيه، قال: أقام الحجّ للناس سنة خمس و سبعين عبد الملك بن مروان، فلما مرّ بالمدينة نزل في دار أبيه، فأقام أياما ثم خرج حتى انتهى إلى ذي الحليفة، و خرج معه الناس فقال له أبان بن عثمان: أحرم من البيداء، فأحرم عبد الملك من البيداء.

قال (2):و أنا محمّد بن عمر، حدثني ابن أبي سبرة، عن المسور بن رفاعة قال: سمعت ثعلبة بن أبي مالك القرظي (3) يقول:

رأيت عبد الملك بن مروان صلّى المغرب و العشاء في الشّعب، فأدركني دون جمع، فسرت معه، فقال: صلّيت بعد؟ فقلت: لا، لعمري، قال: فما منعك من الصلاة ؟ قال:

قلت: إنّي و في وقت بعد، قال: لا، لعمري ما أنت في وقت، قال: ثم قال: لعلك ممن يطعن على أمير المؤمنين عثمان، فأشهد عليّ أبي لأخبرني أنّه رآه صلى المغرب و العشاء في الشّعب، فقلت: و مثلك يا أمير المؤمنين تكلّم بهذا، و أنت الإمام، و ما لي و للطعن عليه و على غيره ؟ قد كنت له لازما، و لكني رأيت عمر لا يصلّي حتى يبلغ جمعا، و ليست سنّة أحبّ إليّ من سنّة عمر، فقال: رحم اللّه عمر، لعثمان كان أعلم بعمر، لو كان عمر فعل هذا لاتّبعه عثمان، و ما كان أحد أتبع لأمر عمر من عثمان، و ما خالف عثمان عمر في شيء من سيرته إلاّ باللين، فإن عثمان لان لهم حتى ركب، و لو كان غلّظ عليهم جانبه كما غلّظ عليهم ابن الخطاب ما نالوا منه ما نالوا، و أين الناس الذين كان يسير فيهم عمر بن الخطاب، و الناس (4)اليوم، يا ثعلبة إنّي رأيت سيرة السلطان تدور مع الناس، إن ذهب اليوم رجل يسير بتلك السيرة أغير (5) على الناس في بيوتهم، و قطعت السّبل، و تظالم الناس، و كانت الفتن، فلا بدّ للوالي أن يسير في كل زمان بما يصلحه.

قال (6):و أنا محمّد بن عمر، حدثني ابن أبي سبرة، عن أبي موسى الحنّاط ، عن (7)

ص: 134


1- طبقات ابن سعد 229/5.
2- القائل: محمد بن سعد، و الخبر في الطبقات الكبرى 232/5.
3- تقرأ بالأصل و م:«القرطبي» تصحيف، و التصويب عن ابن سعد.
4- الأصل و م:«فالناس» و المثبت عن ابن سعد.
5- الأصل و م: أعمر، و المثبت عن ابن سعد.
6- طبقات ابن سعد 233/5.
7- في ابن سعد:«عن ابن كعب».

أبيّ بن كعب، قال: سمعت عبد الملك بن مروان يقول: يا أهل المدينة إنّ أحق الناس أن يلزم الأمر الأول لأنتم، و قد سالت علينا أحاديث من قبل هذا المشرق لا نعرفها، و لا نعرف منها إلاّ قراءة القرآن، فالزموا ما في مصحفكم الذي جمعكم عليه الإمام المظلوم رحمه اللّه، و عليكم بالفرائض التي جمعكم عليها إمامكم المظلوم رحمه اللّه، فإنه قد استشار في ذلك زيد بن ثابت، و نعم المشير كان للإسلام، رحمه اللّه، فأحكما ما أحكما، و أسقطا ما شذّ عنهما.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة، قال (1):

و قال أبو عاصم عن ابن جريج، عن أبيه، قال:

حج علينا عبد الملك بن مروان سنة خمس و سبعين بعد مقتل ابن الزبير عامين، فخطبنا و قال: أمّا بعد، فإنّه كان من قبلي من الخلفاء يأكلون من المال و يؤكلون، و إنّي و اللّه لا أداوي أدواء هذه الأمة إلاّ بالسيف، و لست بالخليفة المستضعف - يعني عثمان - و لا الخليفة المداهن - يعني معاوية - و لا الخليفة المأبون - يعني يزيد بن معاوية (2)-.

أيها الناس، إنّما يحتمل لكم كل اللّغوبة (3) ما لم يكن عقد راية، أو وثوب على منبر، هذا عمرو بن سعيد، حقّه و حقّه و قرابته قرابته، قال برأسه هكذا، فقلنا: بسيفنا هكذا، و إن الجامعة (4) التي خلعها من عنقه عندي، و قد أعطيت اللّه عهدا ألاّ أضعها في عنق أحد إلاّ أخرجها الصعداء (5)،فليبلغ الشاهد الغائب (6).

أنبأنا أبو علي محمّد بن محمّد بن عبد العزيز بن المهدي، و نا أبو الحجاج يوسف بن مكي الفقيه عنه، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد العتيقي، أنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان، نا أبو بكر محمّد بن مزيد بن أبي الأزهر (7)،نا أحمد بن

ص: 135


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 273 (حوادث سنة 273).
2- قوله:«و لا الخليفة المالون - يعني يزيد بن معاوية» ليس في تاريخ خليفة ابنه يأبنه: عابه. و بحاشية تاريخ خليفة:«المأفون» نقلا عن البيان و التبيين.
3- الأصل و م:«الغوبة». و المثبت عن خليفة، و اللغوب الأحمق، و اللغوبة و اللغابة: الضعف ؟.
4- الجامعة: الغل الذي تشد به اليدان إلى العنق.
5- غن م و بالأصل: السعدا.
6- من قوله: و إن الجامعة إلى هنا، ليس في تاريخ خليفة.
7- ترجمته في سير أعلام النبلاء 41/15.

الحارث، حدّثني أبو أمية العبسي، حدثني نصر بن معاوية.

أن عبد الملك بن مروان حجّ و قد شاب رأسه، فنظر إليه عمر بن أبي ربيعة فقال:

رأيت أبا الوليد غداة جمع *** به شيب و ما فقد الشبابا

و لكن تحت ذاك الشيب عزم *** إذا ما قال قارب أو أصابا

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، نا زكريا بن يحيى، أنا الأصمعي، نا عبّاد (1) بن سلم بن عثمان بن زياد، عن أبيه، عن جدّه قال: ركب عبد الملك بن مروان بكرا فأنشد قائده، يقول:

يا أيها البكر الذي أراكا *** عليك سهل الأرض في ممشاكا

ويحك هل تعلم من علاكا *** خليفة اللّه الذي امتطاكا

لم يحب بكرا مثل ما حباكا

فلما سمعه عبد الملك قال: ايها يا هناه، قد أمرت لك بعشرة ألف.

أخبرنا [أبو العز بن كادش] (2)-إذنا و مناولة و قرأ علي إسناده - أنا أبو علي محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا، حدثني عبيد اللّه بن محمّد بن جعفر الأزدي، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني المفضّل بن غسان، نا أبو مسهر الدمشقي، نا هشام بن يحيى بن يحيى الغسّاني، حدّثني (3) أبي، قال:

خرج عبد الملك بن مروان من الصخرة، فأدرك سليمان بن قيس الغساني (4)،و ابن هبيرة الكندي، و هما يمشيان في صحن بيت المقدس، قال: فما علما حتى وضع يده اليمنى على منكب سليمان، و يده اليسرى على منكب ابن هبيرة ثم قال: افرجا لملك ليس كملك غسان و لا كندة، قال: فالتفتا فإذا أمير المؤمنين، فأرادا أن يفخرا بملكهما، فقال: على

ص: 136


1- عن م و بالأصل:«عبد». و الخبر في البداية و النهاية بتحقيقنا 78/9 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 81-100) ص 140 و فيه:«عباد بن مسلم بن زياد» و العقد الفريد 274/2 و فيه أن الوليد بن عبد الملك كان على البعير و ليس عبد الملك. و انظر الأغاني 183/16 باختلاف الألفاظ في الشطور.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف للإيضاح و تقويم السند عن م.
3- ما بين الرقمين سقط من م.
4- ما بين الرقمين سقط من م.

رسلكما، أ ليس ما كان في الإسلام خيرا مما كان في الجاهلية ؟ قالا: بلى، قال: فملكي خير من ملككم، قال: ثم مشيا معه حتى أتى منزله، فدخل و أذن لهما، فقال لهما: إنّ الشاعر يقول:

جاءت لتصرعني فقلت لها ارفقي *** و على الرفيق من الرفيق ذمام

و قد صحبتماني من حيث رأيتما، و لكما بذلك عليّ حقّ و ذمام، فإن أحببتما أن ترفعا ما كانت لكم من حاجة الساعة، و إن أحببتما أن تنصرفا، فتذاكرا على مهلكما فعلتما، قالا:

ننصرف يا أمير المؤمنين، قال: فما رفعنا إليه حاجة إلاّ قضاها.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا أبو محمّد المصري، أنا أحمد بن مروان، نا ابن قتيبة، نا عبد الرّحمن، عن الأصمعي، عن أبي الزّناد، قال:

قال عبد الملك بن مروان: ما يسرني أن أحدا من العرب ولدني إلاّ عروة بن الورد لقوله (1):

إنّي امرؤ عافي (2) إنائي شركة *** و أنت امرؤ عافي (3) إنائك (4) واحد

أ تهزأ مني أن سمنت و أن ترى *** بجسمي مسّ الحقّ (5) و الحقّ جاهد

أقسّم جسمي في جسوم كثيرة *** و أحسو قراح الماء و الماء بارد

يريد أنه يقسم قوته على أضيافه، يعني أراد مكانه قسم قوته على أضيافه، فكأنه قسم جسمه، لأن اللحم الذي كان ينبته ذلك الطعام صيّره لغيره، و يحسو ماء القراح في الشتاء و وقت الجدب و الضيق، لأنه يؤثر باللبن أضيافه، و يجوّع نفسه حتى نحل جسمه، و هذا شعر شريف المعاني و الألفاظ .

و قال آخر في مثله:

إذا ما عملت الزاد فالتمسي له *** أكيلا فإنّي غير آكله وحدي

بعيدا قضيا أو قريبا فإنّني *** أخاف مذ مات الأحاديث من بعدي

و كيف يشبع المرء زادا و جاره *** خفيف المعا بادي الخصاصة و الجهد

ص: 137


1- الأبيات في ديوان عروة بن الورد ط بيروت ص 29.
2- الأصل و م: عاف.
3- الأصل و م: عاف.
4- الأصل و م: أناوك، و المثبت عن الديوان.
5- الديوان: بوجهي شحوب الحق.

أخبرنا أبو الحسن السّلمي الفقيه، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أبي نعيم النّسوي، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا عمي أبو علي محمّد بن القاسم، نا أبو بكر، نا محمّد بن بكر، نا ابن الفرج، عن الأصمعي قال (1):

خطب عبد الملك بن مروان فحصر فقال: إنّ اللسان بضعة من الإنسان، و إنّا لا نسكت حصرا و لا ننطق (2) هذرا، و نحن أمراء الكلام، فينا و شجت (3) عروقه، و علينا تهدّلت (4)أغصانه، و بعد مقامنا هذا مقام، و بعد أيامنا هذا أيام يعرف فيها فصل الخطاب، و مواقع (5)الصواب.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو علي محمّد بن محمّد بن أحمد بن المسلمة، و الحسن بن أحمد بن عبد اللّه بن البنّا، و أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن محمّد بن فهد العلاّف، قالوا: أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر الحمّامي، أنا أبو طاهر بن أبي هاشم شيخنا، نا موسى بن عبيد اللّه، نا ابن أبي سعد، نا محمّد بن إسحاق السهمي، قال: حدثنا هذا الشيخ - يعني أبا سفيان الكوفي - عن جعفر بن عقبة الحنظلي قال:

قيل لعبد الملك بن مروان: أسرع إليك الشيب، فقال: شيبني كثرة ارتقاء المنبر مخافة اللحن (6).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا محمّد بن يونس، نا الأصمعي، قال:

أراد عبد الملك قتل رجل، فقال له: يا أمير المؤمنين إنّك أعزّ ما تكون أحوج ما تكون إلى اللّه، فاعف له، فإنّك به تعان، و إليه تعاد، فخلّى سبيله.

قال: و نا عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة، نا الرياشي، عن الأصمعي، قال (7):

قيل لعبد الملك بن مروان: عجّل عليك الشيب، فقال: و كيف لا يعجّل عليّ و أنا

ص: 138


1- الخطبة في البداية و النهاية بتحقيقنا 78/9.
2- الأصل:«ينطق» و التصويب عن م و البداية و النهاية.
3- البداية و النهاية: رسخت.
4- البداية و النهاية: تدلت.
5- البداية و النهاية: و موضع الصواب.
6- الخبر في البداية و النهاية بتحقيقنا 78/9.
7- البداية و النهاية بتحقيقنا 79/9 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 81-100 ص 141) و سير أعلام النبلاء 248/4.

أعرض عقلي على الناس في كل جمعة مرة أو مرتين.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عبيد اللّه أحمد بن عمرو الواسطي، نا شعيب بن أيوب، نا يحيى بن أيوب، عن ابن إدريس عن: موسى بن سعيد بن أبي بردة، قال: لحن جليس لعبد الملك بن مروان، فقال رجل آخر من جلسائه: زد ألف، فقال له عبد الملك: و أنت فزد ألفا (1).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني (2)،أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (3)،أخبرني الحكم بن نافع، أنا شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، سمعت عبد الملك بن مروان بإيلياء قبل أن يقع الوجع الذي خرج منه إلى الموقّر (4)-خطيبا يقول: إن العلم سيقبض قبضا سريعا، فمن كان عنده علم فليظهره، غير غال فيه، و لا جافي (5)عنه.

أخبرنا أبو محمّد أيضا، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا.

قال: و نا أبو علي الجروي، عن ضمرة، عن علي بن أبي حملة، عن عبد اللّه بن عبد الملك بن مروان قال:

كنا نسير مع أبينا في موكبه فيقول لنا: سبّحوا حتى نأتي تلك الشجرة، فنسبّح حتى نأتي تلك الشجرة، فإذا رفعت لنا شجرة أخرى قال: كبّروا حتى نأتي تلك الشجرة، فنكبّر، و كان يصنع ذلك بنا مرارا (6).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، قال: سمعت أبا بكر الرازي يقول: سمعت علي بن موسى الباهرتي يقول: وقع من عبد اللّه - أو قال: عبد الملك - بن مروان فلس في بئر قذرة، فاكترى عليه بثلاثة عشر دينارا حتى

ص: 139


1- الخبر في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 81-100) ص 141 و البداية و النهاية بتحقيقنا 78/9 باختلاف الرواية فيها.
2- في م: الكناني، تصحيف.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 409/1 و البداية و النهاية بتحقيقنا 78/9.
4- الموقر: اسم موضع بنواحي دمشق (معجم البلدان).
5- كذا بالأصل و م بإثبات الياء.
6- البداية و النهاية 78/9 باختلاف.

أخرجه، فقيل له في ذلك، فقال: كان عليه اسم اللّه تعالى ذكره (1).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، و أبو محمّد بن طاوس، قالا: أنا أبو منصور بن شكرويه.

ح و أخبرنا أبو بكر أيضا، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن علي، و أخبرنا أبو طاهر محمّد بن أبي نصر بن أبي القاسم، أنا أبو المظفر محمود بن جعفر بن محمّد.

قالوا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد المخرمي، نا الزبير بن بكار، نا عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد اللّه بن أبي سلمة، أخبرني خالي يوسف بن الماجشون قال:

كان عبد الملك بن مروان إذا قعد للقضاء قيم على رأسه بالسيوف، فأنشد (2):

إنا إذا مالت دواعي الهوى *** و أنصت الساكت (3) للقائل

و اصطرع الناس بألبابهم (4) *** نقضي بحكم عادل فاصل

لا نجعل الباطل حقّا و لا *** نلط (5) دون الحق بالباطل

نخاف أن نسفّه أحلامنا *** فنحمل الدهر مع الخامل (6)

قال: ثم يجتهد في القضاء.

أخبرنا أبو سعد ناصر بن سهل بن أحمد البغدادي - بنوقان (7)-أنا أبو عبد اللّه عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن أحمد المروزي - بمرو - نا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن الفضل الكرابيسي، قال: سمعت أبا العباس عبد اللّه بن الحسين النصري (8) يقول: سمعت

ص: 140


1- البداية و النهاية 78/9.
2- الخبر و الأبيات في البداية و النهاية 78/9-79 و العقد الفريد بتحقيقنا 375/4 و فيه: أنه قدم عمر بن علي بن أبي طالب على عبد الملك فسأله أن يصير صدقة عليّ إليه، فقال عبد الملك متمثلا بأبيات ابن أبي الحقيق.
3- في المصادر: السامع.
4- العقد الفريد: بآرائهم.
5- لط الغريم بالحق دون الباطل و ألط :«دافع و منع الحق» و في البداية و النهاية:«نلفظ دون» و في العقد الفريد: «نرضى دون».
6- البيت ليس في العقد الفريد، و عجزه في البداية و النهاية: فنجهل الحق مع الجاهل
7- رسمها بالأصل: بتوقان، و الحرفان الأولان بدون إعجام في م و الصواب ما أثبت، و نوقان إحدى مدينتي طوس (انظر معجم البلدان).
8- في م: البصري.

إسماعيل بن إسحاق القاضي ببغداد قال:

كان عبد الملك بن مروان إذا جلس للمظالم أقام وصيفا على رأسه فينشد:

إنّا إذا مالت دواعي الهوى *** و أنصت السامع للقائل

و اصطرع القوم بألبابهم *** نقضي بحكم فاضل عادل

لا نجعل الباطل حقا و لا *** نلطّ دون الحقّ بالباطل

خيفة أن نسفّه أحلامنا *** فنحمل الدهر مع الخامل

أخبرنا أبو البركات محفوظ بن الحسن بن صصرى، أنا نصر بن أحمد الهمداني، أنا الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنا الحسن بن محمّد بن القاسم، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا إبراهيم بن يعقوب، حدثني عمر بن حفص بن غياث، نا أبي، نا الأعمش (1)، حدثني محمّد بن الزبير.

أن أنس بن مالك كتب إلى عبد الملك يشكو الحجاج و يقول: لو أن رجلا آوى عيسى ليلة واحدة أو خدمه فعرفته النصارى لنزل عندهم و لعرفوا ذلك له، و لو أنّ رجلا خدم موسى، فذكر نحوه، فعرفته اليهود، و إنّي خادم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و صاحبه، و أن الحجاج قد أضرّ بي (2)و فعل و فعل.

قال: فأخبرني من شهد عبد الملك يقرأ الكتاب و هو يبكي، و بلغ به الغضب ما شاء اللّه ثم كتب إلى الحجاج بكتاب غليظ (3)،فجاء إلى الحجاج فقرأه، فتغيّر وجهه ثم قال لصاحب الكتاب: انطلق بنا إليه.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، أنا محمّد بن محمّد بن أحمد بن الحسن، أنا أبو الطّيّب محمّد بن أحمد.

ح قال: و نا القاضي أبو محمّد عبد اللّه بن علي، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن الجرّاح، قالا: أنا أبو بكر بن دريد (4)،قال:

ص: 141


1- من طريقه الخبر و الكتاب في البداية و النهاية بتحقيقنا 79/9 و انظر الأخبار الطوال ص 323 و فيها نسخة أخرى للكتاب.
2- الأصل و م:«أضرني» و المثبت عن البداية و النهاية.
3- نسخة الكتاب في الأخبار الطوال ص 324 راجعها فيه.
4- رواه ابن كثير في البداية و النهاية 79/9.

و كتب عبد الملك إلى الحجّاج في أيام ابن الأشعث: إنك أعز ما تكون باللّه، أحوج ما تكون إليه (1)،و إذا عززت باللّه فاعف له، فإنك به تعزّ و إليه ترجع.

أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه الصنعاني، نا إسحاق بن إبراهيم، أنا عبد الرّزّاق، أنا معمر، عن الزهري.

أن يهوديا جاء إلى عبد الملك بن مروان، فقال له ابن هرمز: ظلمني، فلم يلتفت إليه، ثم الثانية، ثم الثالثة، فلم يلتفت إليه، فقال له اليهودي: إنّا نجد في كتاب اللّه في التوراة أن الإمام لا يشرك في ظلم و لا جور حتى يرفع إليه، فإذا رفع إليه فلم يغير شرك في الجور و الظلم، قال: ففزع لها عبد الملك، و أرسل إلى ابن هرمز، فنزعه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أحمد بن زكريا المخزومي، نا عبد الرحمن بن أخي الأصمعي، عن الأصمعي قال:

أخذ عبد الملك بن مروان رجلا و أراد قتله، فقال: يا أمير المؤمنين إنّك أعز ما تكون، أحوج ما تكون إلى اللّه، فاعف له، فإنك به تعان، و إليه تعاد، فخلاّ سبيله (2).

قال: و نا ابن مروان، نا محمّد بن الفرج، نا عبد اللّه بن بكر السّهمي، عن أبيه، قال:

سأل رجل عبد الملك بن مروان الخلوة، فقال لأصحابه: إذا شئتم فلما تهيأ الرجل للكلام قال له: إياك أن تمدحني فإنّي أعلم بنفسي منك، أو تكذبني فإنّه لا رأي لمكذوب، أو تسعى إليّ بأحد، و إن شئت أقلتك، قال: أقلني، فأقاله (3).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا الحسن بن محمّد بن إسحاق، نا محمّد بن زكريا، نا عبيد اللّه بن عائشة، عن أبيه، قال:

كان عبد الملك بن مروان إذا دخل عليه رجل من أفق من الآفاق قال: اعفني من أربع، و قل بعدها ما شئت: لا تكذبني، فإن المكذوب لا رأي له، و لا تجبني فيما لم أسألك عنه، فإنّ في الذي أسأل عنه شغلا عمّا سواه، و لا تطرني، فإنّي أعلم بنفسي منك، و لا تحملني على

ص: 142


1- بعدها في البداية و النهاية: و أذل ما تكون للمخلوق أحوج ما تكون إليهم.
2- مرّ الخبر قريبا عن الأصمعي من طريق آخر.
3- الخبر في البداية و النهاية 79/9 ببعض اختلاف.

الرعية، فإنّي إلى الرفق بهم و الرأفة أحوج (1).

قال البيهقي: و روي لا تخفّني - يعني لا تغضبني - حتى يحملني الغضب على خفة الطيش.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، نا سليمان بن إبراهيم بن محمّد، نا محمّد بن إبراهيم بن جعفر - إملاء - نا أبو علي الحسين بن علي، نا محمّد بن زكريا الغلاّبي، نا محمّد بن عبد الرّحمن، عن هشام بن سليمان قال:

كان عبد الملك بن مروان إذا دخل عليه رسول من أفق من الآفاق قال: اعفني من أربع، و قل ما شئت؛ لا تكذبنّ فإن المكذوب لا رأي له، و لا تجبني بغير ما أسألك عنه، و لا تطرني، فإنّي أعلم بنفسي منك، و لا تحملني على الرعية، فإنهم إلى رأفتي و معدلتي أحوج.

أخبرنا أبو العزّ السلمي - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا، حدثني عبيد اللّه بن محمّد بن جعفر الأزدي (2)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني أبي، أنا بعض أصحابنا قال:

كان عبد الملك إذا دخل عليه رجل من أفق من الآفاق قال له عبد الملك: اعفني من أربع و قل بعد ما شئت، لا تكذبني، فإن المكذوب لا رأي له، و لا تجبني فيما لا أسألك عنه، فإنّ في الذي أسألك شغلا عن سواه، و لا تطرني، فإنّي أعلم بنفسي منك، و لا تحملني على الرعية فإنهم إلى معدلتي و رأفتي أحوج.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد، أنا إسماعيل بن سعيد بن سويد، نا الحسين بن القاسم الكوكبي، نا أحمد بن عبيد (3)،أنا الأصمعي، عن أبيه، قال:

أتى عبد الملك بن مروان برجل كان مع بعض من خرج عليه، فقال: اضربوا عنقه، فقال: يا أمير المؤمنين ما كان هذا جزائي منك، قال: و ما جزاؤك ؟ قال: و اللّه ما خرجت مع فلان إلاّ بالنظر لك، و ذلك أنّي رجل مشئوم، ما كنت مع رجل قطّ إلاّ غلب و هزم، و قد بان لك صحة ما ادّعيت، و كنت عليك خيرا لك من مائة ألف معك، فضحك و خلّى سبيله (4).

ص: 143


1- البداية و النهاية 79/9.
2- في م: الأسدي.
3- في م: عبيد اللّه.
4- البداية و النهاية 79/9.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا عبد الوهاب بن محمّد، أنا الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدثني هارون بن سفيان، حدثني أبو عمر العبدي - و في نسخة العمري: حدثني علي بن عوف الأزدي - حدثني إسحاق بن سعيد بن عمرو بن سعيد، قال:

قال يحيى بن الحكم بن أبي العاص لعبد الملك بن مروان: أي الرجال أفضل ؟ قال:

من تواضع عن رفعة، و زهد عن قدرة، و ترك النّصرة عن قوة (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن غانم بن أحمد بن (2) الحداد، و أبو بكر محمّد بن عبد الواحد بن محمّد يعرف بقفل (3)،و أبو الوفاء المفضّل بن المطهّر بن الفضل بن بحر (4).

قالوا: أنا عبد الوهاب بن منده، أنا أبي، أنا محمّد بن الحسين المدائني - بمصر - قالا: نا زكريا بن يحيى أبو يعلى السّاجي، نا الأصمعي، نا محمّد بن حرب الزيادي.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدثني أبو الفضل محمّد بن الحسن الكاتب - ببغداد - نا محمّد بن الحسين بن عبيد، نا محمّد بن القاسم بن خلاّد، نا محمّد بن حرب، عن أبيه.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا سليمان بن إبراهيم بن محمّد، نا محمّد بن إبراهيم بن جعفر - إملاء - نا أبو علي الحسين بن علي، نا محمّد بن زكريا، نا ابن عائشة.

قالا: قيل لعبد الملك: من أفضل الناس ؟ قال: من تواضع عن رفعة، و زهد عن قدرة، و أنصف عن قوة (5).

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو محمّد المصري، أنا أبو بكر الدّينوري، نا محمّد بن عبد الرّحمن، نا إبراهيم بن المنذر، عن ابن عيينة، قال:

ص: 144


1- البداية و النهاية 80/9.
2- «بن» سقطت من م، قارن مع المشيخة 204/ب.
3- إعجامها مضطرب بالأصل، و بدون إعجام في م، و المثبت عن المشيخة 197/أ.
4- المشيخة 245/أ.
5- تهذيب الكمال 94/12.

قال عبد الملك بن مروان: ثلاثة من أحسن شيء: جود لغير ثواب، و نصب لغير دنيا، و تواضع لغير ذلّ (1).

أخبرنا أبو محمّد [بن] (2) طاوس - لفظا - أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو نصر (3)محمّد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز البقّال العكبري - بها - نا أبي، نا أبو بكر الباغندي، حدثني عبد الملك بن محمّد بن عبد اللّه الرقاشي (4)،نا أبو حفص القديري (5)، قال:

دخل أعرابي على عبد الملك بن مروان و هو يأكل الفالوذج، قال: فقال: يا ابن عمّ ادن فكل من هذا الفالوذج فإنه يزيد في الدماغ، قال: إن كان كما يقول أمير المؤمنين فينبغي أن يكون رأسه مثل رأس البغل.

أخبرنا آباء محمّد: هبة اللّه بن أحمد المزكي، و عبد الكريم بن حمزة، و طاهر بن سهل، قالوا: أنا أبو الحسين بن مكي، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن العباس الإخميمي، نا محمّد بن عبد اللّه بن سعيد المهراني، نا سهل بن محمّد السّجستاني، نا العتبي، عن أبيه قال:

قال عبد الملك بن مروان: يا بني أميّة إنّ خير المال ما أفاد حمدا، و منع ذما، فلا يقولن أحدكم «ابدأ بمن تعول»، فإن الناس عيال اللّه (6).

أخبرنا أبو الحسن الشافعي، أنا حيدرة بن علي، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا عمي أبو علي، نا أبو بكر محمّد بن بشر بن موسى القراطيسي، قال:

قال عبد الملك بن مروان: لا طمأنينة قبل الخبرة ضد الحزم (7).

أخبرنا أبو العز بن كادش - إذنا و مناولة و قرأ علي إسناده - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا القاضي، نا عمر بن الحسن بن علي بن مالك الشيباني، نا الغلابي، نا ابن سلام، أنا عبد اللّه بن سعيد، قال:

بعث عبد الملك بن مروان إلى الشعبي، فقال: يا شعبي عهدي بك و أنك لغلام في

ص: 145


1- تهذيب الكمال 94/12.
2- الزيادة عن م.
3- قوله:«أنا أبو نصر» سقط من م.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 89/12.
5- كذا رسمها بالأصل، و في م: الفريدي.
6- البداية و النهاية 80/9.
7- البداية و النهاية 80/9 و فيها: لا طمأنينة قبل الخبرة، فإن الطمأنينة قبل الخبرة ضد الحزم.

الكتّاب، فحدّثني، فما بقي معي شيء إلاّ و قد ملكته سوى الحديث الحسن، و أنشد:

و مللت إلاّ من لقاء محدّث *** حسن الحديث يزيدني تعليما

قال القاضي: و نظير هذا قول ابن الرومي:

و لقد سئمت ما أربي فكأن طيبها خبيث *** إلا الحديث فإنه مثل اسمه ابدا حديث

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو منصور بن شكرويه، و محمّد بن أحمد بن علي السمسار.

ح (1) و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو منصور بن شكرويه.

ح (2) و أخبرنا أبو طاهر محمّد بن أبي نصر بن أبي القاسم بن هاجر (3)،أنا أبو المظفر محمود بن جعفر بن محمّد بن أحمد الكوسج.

قالوا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن سلم (4)المخرمي، نا الزبير بن بكّار، نا محمّد بن إسماعيل بن حفص بن إبراهيم، عن القاسم بن محمّد بن عبد اللّه بن عمرو بن عثمان، عن ابن نبيه السلمي، قال:

قال عبد الملك بن مروان: كل شيء - زاد ابن طاوس: قد - و قالوا: قضيت منه وطرا إلاّ من مناقضة - و قال ابن طاوس: مفاوضة - الإخوان الحديث على فنن التلال العفر في الليالي البيض.

رواه غيره عن الزبير فلم يذكر بعده أحدا.

أخبرناه (5) أبو القاسم الحصين، أنا الحسن بن عيسى بن المقتدر، نا أحمد بن منصور اليشكري، نا الصولي، نا أحمد بن يحيى، نا عبد اللّه - يعني ابن شبيب - حدثني الزبير، قال:

قيل لعبد الملك: ما بقي من ملاذك يا أمير المؤمنين ؟ قال: مراجعة الإخوان الحديث على التلاع العفر.

قال اليشكري: التلاع العفر: عنى التلال التي فيها بعض الحمرة.

آخر الجزء الثامن و العشرين بعد الأربعمائة من الفرع.

ص: 146


1- «ح» حرف التحويل سقط من م.
2- «ح» حرف التحويل سقط من م.
3- في م: مهاجر.
4- في م: سالم.
5- عن م و بالأصل: أخبرنا.

أخبرنا أبو الحسن الفقيه الشافعي، أنا نصر بن إبراهيم، و عبد اللّه بن عبد الرزّاق.

و أخبرنا أبو الحسن علي بن زيد السّلمي، أنا نصر بن إبراهيم، قالا: أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو بكر بن خريم (1).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن عبدان، أنا محمّد بن علي بن أحمد الفراء، أنا عبد اللّه بن الحسين بن عبدان، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أبو الجهم بن طلاّب، قالا: نا هشام بن عمّار، نا الهيثم بن عمران.

نا و قال أبو الجهم: سمعت إسماعيل بن عبيد اللّه قال:

كنت أعلّم ولد عبد الملك بن مروان من عاتكة، فكنت جالسا على فراشي و هم بين يدي يتعلمون إذ أقبل عبد الملك يمشي، ليس عليه رداء، فلما دنا قمت ليجلس، فقال: اجلس مكانك، و أتى بوسادة فجلس ينظر إليهم و هم يتعلمون، فقال له بنوه: يا أمير المؤمنين إنّه قد شقّ علينا في التعليم، فإن رأيت أن تأذن لنا نلعب، فقال: تلعبون و قد مرّ على رأس أبيكم ما قد علمتم ؟ لقد رأيتني أغزو مصعب بن الزبير، و عدوي كأمثال الجبال كثرة، و أنصاري من أهل الشام عامتهم أعداء لي، فأمكث طويلا، و قد ذهب عقلي، ثم يرده اللّه عليّ بعد طويل، أو بعد ساعة.

- زاد أبو الجهم: و هم يزيد و مروان، و معاوية بنو عبد الملك بن مروان.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد، نا الهيثم بن خارجة، نا الهيثم بن عمران، قال: سمعت إسماعيل بن عبيد اللّه قال:

قال لي عبد الملك بن مروان: لا تطعم ولدي السّمن، و لا تطعمهم طعاما حتى تخرجهم على البراز، و علّمهم الصدق كما تعلّمهم القرآن، و جنّبهم الكذب و إن كان فيه القتل.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا إبراهيم الحربي، و محمّد بن موسى، قالا: نا محمّد بن الحارث، عن المدائني قال (2):

ص: 147


1- الأصل و م: حريم، تصحيف، و الصواب ما أثبت، مرّ التعريف به.
2- من طريقه رواه ابن كثير في البداية و النهاية بتحقيقنا 80/9.

قال عبد الملك بن مروان لمؤدب ولده: علّمهم الصدق كما تعلّمهم القرآن، و جنبهم السّفلة فإنهم أسوأ الناس رعة (1)،و أقلهم أدبا، و جنبهم الحشم فإنهم لهم مفسدة، و احف شعورهم تغلظ رقابهم، و أطعمهم اللحم يقووا، و علّمهم الشعر يمجدوا و ينجدوا، و مرهم أن يستاكوا عرضا، و يمصّوا الماء مصا، و لا يعبّوا عبا، و إذا احتجت أن تتناولهم بأدب فليكن ذلك في سرّ لا يعلم به أحد من الغاشية فيهونوا عليهم.

أخبرنا أبوا (2) الحسن الفقيهان، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا أبو يوسف يعقوب بن إسحاق القلوسي، نا إبراهيم بن المنذر، نا معن بن عيسى، عن عمر بن سلام.

أن عبد الملك بن مروان دفع ولده إلى الشعبي يؤدبهم، فقال: علّمهم الشعر يمجدوا و ينجدوا، و أطعمهم اللحم تشتد قلوبهم، و جزّ شعورهم تغلظ رقابهم، و جالس لهم الناس يناطقوهم الكلام.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن محمّد (3) بن علي بن المجلي - إذنا و مناولة - نا القاضي أبو الحسين محمّد بن علي بن محمّد بن عبيد اللّه بن عبد الصمد بن المهتدي باللّه من لفظه، قال: قرئ على أبي الحسن أحمد بن محمّد بن المكتفي و أنا أسمع فأقر به، نا محمّد بن الحسن بن دريد، أنا الحسن بن حضر، عن أبيه، عن الهيثم بن عدي، قال (4):

أذن عبد الملك للناس إذنا خاصا، فدخل شيخ رثّ الهيئة، فلم يأبه له الحراس حتى مثل بين يدي عبد الملك، و في يده صحيفة، فألقاها بين يديه و خرج، فلم يوجد، فإذا فيها:

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، يا أيها الإنسان إن اللّه عز و جل قد جعلك بينه و بين عباده، فَاحْكُمْ بَيْنَ النّٰاسِ بِالْحَقِّ ، وَ لاٰ تَتَّبِعِ الْهَوىٰ فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللّٰهِ -إلى قوله- يَوْمَ الْحِسٰابِ (5)أَ لاٰ يَظُنُّ أُولٰئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (6) إلى قوله لِرَبِّ الْعٰالَمِينَ (7)ذٰلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النّٰاسُ وَ ذٰلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ وَ مٰا نُؤَخِّرُهُ إِلاّٰ لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ (8) إلى الذي أنت فيه لو بقي لغيرك ما وصل إليك،

ص: 148


1- في البداية و النهاية: أسوأ الناس رغبة في الخير. و يقال: فلان سيّئ الرعة: إذا كان قليل الورع.
2- الأصل:«أبو» و التصويب عن م.
3- في م: بن محمد بن عبيد اللّه بن علي بن المجلي (في م: المحلى بالحاء المهملة).
4- الخبر في البداية و النهاية بتحقيقنا 80/9 من طريق الهيثم بن عدي.
5- سورة ص، الآية:26.
6- سورة المطففين، الآيات 4-6.
7- سورة المطففين، الآيات 4-6.
8- سورة هود، الآيتان 104-105.

فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خٰاوِيَةً بِمٰا ظَلَمُوا (1) ،و إني أحذرك يوم ينادي المنادي أَلاٰ لَعْنَةُ اللّٰهِ عَلَى الظّٰالِمِينَ (2)،قال: فتغير وجه عبد الملك، فدخل دار حرمه و لم تزل الكآبة في وجهه بعد ذلك أياما.

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد في كتابه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة، نا علي بن عياش، نا زكريا بن حكيم الحبطي، عن الشعبي، قال:

كتب زرّ بن حبيش إلى عبد الملك بن مروان.

ح (3) قال: و نا أبو نصر محمّد بن أحمد بن إبراهيم - و اللفظ له - نا محمّد بن علي بن الهيثم، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبيد، حدثني محمّد بن الحسين، نا شهاب بن عبّاد، عن سويد الكلبي.

أن زرّ بن حبيش كتب (4) إلى عبد الملك بن مروان كتابا يعظه، و كان في آخره.

و لا يطمعك يا أمير المؤمنين في طول البقاء ما يظهر من صحتك، فأنت أعلم بنفسك، و اذكر ما تكلم به الأولون:

إذا الرجال ولدت أولادها *** و بليت من كبر أجسادها

و جعلت أسقامها تعتادها *** تلك زروع قد دنا حصادها

فلما قرأ عبد الملك الكتاب بكى حتى بلّ طرف ثوبه، ثم قال: صدق زرّ، لو كتب إلينا بغير هذا كان أرفق.

أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب بن الحسين - بمرو - و أبو بكر محمّد بن الحسين - ببغداد - قالا: نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن سليمان بن جعفر، نا الحسين بن إسماعيل المحاملي، نا عبد اللّه بن أبي سعد، نا محمّد بن الحسين بن عباس، حدثني عبد اللّه بن الوضّاح، قال:

وقف عبد الملك على قبر أبيه فقال:

و ما الدهر و الأيام إلاّ كما أرى *** رزيّة مال أو فراق حبيب

ص: 149


1- سورة النمل، الآية:52.
2- سورة هود، الآية:18.
3- «ح» حرف التحويل سقط من م.
4- الخبر: الكتاب و البيتان في البداية و النهاية بتحقيقنا 80/9.

و إنّ امرأ قد جرّب الدهر لم يخف *** تقلّب عصريه بغير لبيب

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمّد الأسدي، أنا أبو الفرج سهل بن بشر، أنا القاضي أبو الحسن علي بن عبيد اللّه الهمداني - إجازة - أنا الحسين بن إسماعيل، نا أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن يزيد الحلبي، نا علي بن أحمد الجرجاني، نا ابن حميد، نا جرير (1) لعبد الملك بن مروان (2):

لعمري لقد عمرت في الدهر (3) برهة *** و دانت لي الدنيا بوقع البواتر

فأضحى الذي قد كان مما يسرّني *** كلمح (4) مضى في المزمنات الغوابر

فيا ليتني لم أعن (5) في الملك ساعة (6) *** و لم أله (7) في لذات عيش نواضر

و كنت كذي طمرين عاش ببلغة *** من الدهر حتّى زار ضنك المقابر

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا بكر بن المؤمّل يقول: سمعت أبا الفضل محمّد بن عبيد اللّه البلعمي يقول:

قال عبد الملك بن مروان يوما لجلسائه و أنشدهم بيت نصيّب (8):

أهيم بدعد ما حييت و إن أمت *** أو كلّ (9) بدعد من يهيم بها بعدي

ما تقولون فيه ؟ فكل غاية (10)،فقال عبد الملك فلو (11) كان إليكم كيف كنتم تقولون ؟ فقال رجل منهم: كنت أقول:

أهيم بدعد ما حييت و إن أمت *** فوا حزني من ذا يهيم بها بعدي (12)

ص: 150


1- هو جرير بن عبد الحميد، كما في تاريخ الإسلام.
2- الأبيات في البداية و النهاية بتحقيقنا 82/9 دون البيت الأخير، و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 81-100) ص 142، و في البداية و النهاية: أنه تمثل بها، و في آخرها قال ابن كثير: و قد أنشد معاوية بن أبي سفيان هذه الأبيات عند موته.
3- الأصل و م و تاريخ الإسلام، و في البداية و النهاية: في الملك.
4- الأصل و م و تاريخ الإسلام، و في البداية و النهاية: كحلم.
5- عن م و المصادر، و بالأصل: أغز.
6- الأصل و م و تاريخ الإسلام، و في البداية و النهاية: ليلة.
7- في البداية و النهاية: أسع.
8- الخبر في الشعر و الشعراء ص 243 و فيه أن الأقيشر دخل على عبد الملك بن مروان و عنده قوم فتذاكروا الشعر، و ذكروا قول نصيب.
9- في الشعر و الشعراء:«فيا ويح دعد». و البيت برواية الأصل في الشعر و الشعراء منسوبا للأقيشر.
10- كذا بالأصل و م.
11- ما بين الرقمين سقط من م.
12- ما بين الرقمين سقط من م.

فقال عبد الملك: قلت و اللّه أسوأ مما قال.

قال: فكيف كنت تقول يا أمير المؤمنين فقال:

كنت أقول:

أهيم بدعد ما حييت و إن أمت (1) *** فلا صلحت دعد لذي خلّة بعدي

فقالوا: و اللّه أنت أشعر الثلاثة يا أمير المؤمنين.

أنبأنا أبو علي محمّد بن سعيد بن نبهان، ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و محمّد بن إسحاق بن مخلد، و محمّد بن سعيد.

ح (2) و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن الحسن.

قالوا: أنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن مقسم، نا أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب، نا عمر بن شبّة، نا ابن عائشة، قال: سمعت أبي يذكر.

أن عبد الملك بن مروان (3) أشرف على أصحابه و هم يذكرون سيرة عمر، فغاظه ذلك فقال: إيها عن ذكر عمر، فإنه إزراء على (4) الولاة، مفسدة للرعية.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني (5)،أنا تمام بن محمّد، أنا محمّد بن سليمان الرّبعي (6)،نا محمّد بن الفيض، نا إبراهيم بن هشام بن يحيى (7)،حدثني أبي، عن جدي قال:

كان عبد الملك بن مروان كثيرا مما يجلس إلى أمّ الدرداء في مؤخر المسجد بدمشق و هو خليفة، فجلس إليها مرة من المرار، فقالت له: يا أمير المؤمنين بلغني أنّك شربت الطلاء (8)بعد العبادة و النّسك ؟ قال: أي و اللّه يا أمّ الدّرداء، و الدماء قد شربتها، ثم أتاه غلام له قد كان

ص: 151


1- صدره في الشعر و الشعراء: تحبكم نفسي حياتي فإن أمت
2- «ح» حرف التحويل سقط من م.
3- الخبر في البداية و النهاية بتحقيقنا 80/9.
4- في البداية و النهاية: مرارة للأمراء.
5- في م: الكناني، تصحيف.
6- في م: الربيعي، تصحيف.
7- من طريقه رواه ابن كثير في البداية و النهاية بتحقيقنا 80/9-81 و باختصار في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 81-100) ص 142 و سير أعلام النبلاء 249/4.
8- الطلاء: ما طبخ من عصير العنب حتى ذهب ثلثاه.

بعثه في حاجة فأبطأ عليه، فقال: ما حبسك عليك لعنة اللّه، فقالت له: لا تفعل يا أمير المؤمنين، فإنّي سمعت أبا الدّرداء يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«لا يدخل الجنّة لعّان»[7445].

أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب بن الحسين الهمذاني (1) الواعظ - بمرو - أنا أبو طاهر عبد الكريم بن الحسن بن رزمة الخباز - ببغداد - أنا أبو الحسين علي بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران، نا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن جعفر الجوزي، نا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن أبي الدنيا، أخبرني العباس بن هشام بن محمّد، عن أبيه قال: أخبرني عمر بن بشير - رجل من الأزد-.

أن عبد الملك بن مروان كتب إلى الحجاج: إنّما مثلي و مثل أهل العراق كما قال الأوّل (2):

إنّي و إيّاهم كمن نبّه القطا *** و لو لم ينبه باتت الطير لا تسري

أناة و حلما و انتظارا بهم غدا *** فما أنا بالواني و لا الضّرع الغمر

أظنّ صروف الدّهر و الجهل منهم *** ستحملهم (3) مني على مركب وعر

أ لم تعلموا (4) انّي تخاف عرامتي (5) *** و أنّ قناتي لا تلين على القسر

فما بال من أسعى لا خير عظمه *** حفاظا و ينوي من سفاهة كسري

أعود على ذي الجهل و الذنب منهم *** بحلم و لو عاقبت غرّقهم بحري

قال و نا أبو بكر، حدثني محمّد بن الحسين، حدثني يوسف بن الحكم، حدثني عبد السلام مولى مسلمة، قال:

قال عبد الملك بن مروان لمحمد بن عطارد التميمي: يا محمّد احفظ عني هذه الأبيات و اعمل بهن، قال: هاتها يا أمير المؤمنين، قال:

إذا أنت جاريت السفيه كما جرى *** فأنت سفيه مثله (6) غير ذي حلم

ص: 152


1- الأصل و م: الهمداني، بالدال المهملة.
2- الأبيات الثاني و الثالث و الرابع في مروج الذهب 159/3.
3- الأصل: سيحملهم، و بدون إعجام في م، و المثبت عن مروج الذهب.
4- الأصل: يعلموا، و بدون إعجام في م، و المثبت عن مروج الذهب.
5- العرامة: الشراسة و الأذى.
6- كتبت بالأصل فوق الكلام.

إذا أمن الجهال حلمك مرة *** فعرضك للجهال غنم من الغنم

فلا تعرضن عرض السفيه و داره *** بحلم، فإن أعيا عليك فبالصرم

و عضّ (1) عليه الحلم و الجهل و القه *** بمرتبة بين العداوة و السلم

فيرجوك تارات، و يخشاك تارة *** و تأخذ فيما بين ذلك بالحزم

فإن لم تجد بدا من الجهل فاستعن *** عليه بجهّال و ذاك من العزم

أنبأنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد أنا أحمد بن محمد بن عمر، نا أبو بكر ابن ابي الدنيا (2)،نا الحسين بن عبد الملك (3) قال:

قيل لسعيد بن المسيّب أن عبد الملك قال: قد صرت لا أفرح بالحسنة أعملها، و لا أحزن على السيئة أرتكبها، فقال سعيد: الآن تكامل موت قلبه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الحسن العتيقي.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر.

قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد العجلي، حدثني أبي (4) قال:

كان يقال ان لعبد الملك حلما، دخل عليه عبد الرّحمن بن أم الحكم، و كان... (5)، فقال له عبد الملك: ما لي أراك كأن عاضّ على صوفة - يريد بياض عنقفته - فقال له عبد الرّحمن: إنهن و اللّه يا أمير المؤمنين يقبلن مالي (6) و لا يشممن قفاي، فعرف عبد الملك أنه إنّما عيره بالبخر (7)،فسكت، و كان أبخر.

يقال إنه ولد لستة أشهر، فدخل عليه رجل من أهل العراق، فعرض له عبد الملك بما يكره، فقال له العراقي: إنّ هاهنا قوما لم تنضجهم (8) الأرحام، و لم يولدوا لتمام، فقال له

ص: 153


1- عضى الشيء: وزعه و فرقه.
2- من طريقه رواه ابن كثير في البداية و النهاية 81/9.
3- الأصل و م، و في البداية و النهاية: الحسين بن عبد الرحمن.
4- تاريخ الثقات للعجلي ص 312.
5- رسمها بالأصل:«جبارا» و في م:«جبارا» و في تاريخ الثقات: خيارا.
6- إعجامها مضطرب بالأصل، و اللفظة سقطت من م، و المثبت عن تاريخ الثقات.
7- البخر: النتن يكون في الفم و غيره (اللسان).
8- في تاريخ الثقات: تفضحهم.

عبد الملك: من هم ويلك ؟ قال: سويد بن منجوف منهم يا أمير المؤمنين، و إنما أراده هو، و كان سويد حاضرا، فلما خرجوا قال له سويد: أحسنت و اللّه ما سرّني أنك نقصته شيئا مما كان.

أنبأنا أبو علي محمّد بن سعيد.

ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد.

ح (1) و حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو طاهر، و أبو الحسن محمّد بن إسحاق بن إبراهيم، و أبو علي محمّد بن سعد.

قالوا: أنا أبو علي بن شاذان، أنا محمّد بن الحسن بن مقسم، نا أبو العباس، نا ابن عائشة، قال: سمعت أبي يذكر قال:

كان عبد الملك فاسد الفم، فعضّ تفاحة فألقاها إلى امرأة من نسائه، فأخذت سكينا، فاجتلفت ما عاب منها، فقال: ما تصنعين ؟ قالت: أمطت الأذى عنها.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، ثم حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن طاهر عنه، أنا مشرف بن علي بن الخضر - إجازة - أنا محمّد بن الحسين بن الفراء، قال: قرئ على إسماعيل بن سعيد المعدّل، و أنا أسمع، أنا الحسين بن القاسم الكوكبي، نا أبو الفضل الأصبهاني، أنا بندار، عن الأصمعي (2)،عن أبيه، قال:

صعد عبد الملك بن مروان ذات يوم إلى المنبر فخطب الناس بخطبة بليغة ثم قطعها و بكى بكاء شديدا، ثم قال: يا رب إنّ ذنوبي عظيمة، و إنّ قليل عفوك أعظم منها. اللّهمّ فامح بقليل عفوك عظيم ذنوبي.

قال: فبلغ ذلك الحسن فبكى و قال: لو كان كلام يكتب بالذهب لكتب هذا الكلام (3).

أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنا الفضيل بن يحيى، أنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر، نا محمّد بن نصر، نا عمرو بن زرارة، أنا أبو غسان شيخ من أهل المدينة كان غلاما لمنصور بن المعتمر اشتراه أبو جعفر فأعتقه، عن مجالد، عن الشعبي قال:

ص: 154


1- «ح» حرف التحويل سقط من م.
2- من طريقه في البداية و النهاية بتحقيقنا 81/9، و تهذيب الكمال 95/12.
3- من طريقه في البداية و النهاية بتحقيقنا 81/9، و تهذيب الكمال 95/12.

خطب عبد الملك بن مروان فقال في خطبته: اللّهمّ إن ذنوبي عظمت فجلت عن الضفة و هي صغيرة في جنب عفوك، فاعف عنا تعلم.

أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (1)،أنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل، نا علي بن عمر الحافظ ، نا الحسين بن إسماعيل، حدثني رجاء بن سهل، نا أبو مسهر، عن الحكم بن هشام، عن أبيه قال:

كان عبد الملك بن مروان يكثر في دعائه و في خطبته أن يقول: اللّهمّ إنّ ذنوبي جلت و عظمت عن أن توصف، و هي صغيرة في جنب عفوك، فاعف عني يا أرحم الراحمين، و كان كثيرا ما يتمثل بهذين البيتين:

أ لم تر أنّ الفقر يهجر أهله *** و بيت الغنى يهدى له و يزار

و ما ذا يضر المرء من كان جده *** إذا سرحت شول له و عشار (2)

أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنا البيهقي.

و أخبرنا أبو سعد [أحمد] (3) بن البغدادي، أنا أبو نصر محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمر، قالا: أنا أبو سعيد الصيرفي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن أحمد الصفّار، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني إبراهيم بن عبد الملك، عن أبي مسهر الدمشقي، قال (4):

حضر غداء عبد الملك فقال لآذنه: خالد بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد؟ قال: مات يا أمير المؤمنين قال: فأمية بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد؟ قال: مات يا أمير المؤمنين، قال:

و كان عبد الملك قد علم أنهم ماتوا، فقال: ارفع يا غلام، ثم قال:

ذهبت لداتي و انقضت آجالهم *** و غبرت بعدهم و لست بخالد

و اللفظ لأبي نصر.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، قال: و حدثني

ص: 155


1- الخبر في تاريخ بغداد 411/8 ضمن أخبار رجاء بن سهل الصاغاني.
2- الشول من النوق: هي التي خف لبنها و ارتفع ضرعها و أتى عليها سبعة أشهر من يوم نتاجها أو ثمانية. و العشار من الإبل: التي مضى لحملها عشرة أشهر.
3- زيادة عن م.
4- البداية و النهاية 81/9 باختلاف و زيادة أسماء، و ذكر البيت.

هارون بن سفيان، عن عبيد اللّه بن (1) محمّد التيمي، قال: سمعت أبي يحدّث، نا جعفر بن عطية، عن (2) قبيصة بن ذؤيب، عن أبيه (3)،قال:

كنا نسمع نداء عبد الملك بن مروان من وراء الحجرات: يا أهل النّعم لا تغالوا شيئا منها مع العافية، و كان قد أصابه داء في فمه.

قال: و نا ابن أبي الدنيا، قال: و حدثني أبو عبد الرّحمن الأزدي، قال: قال أبو مسهر:

قيل لعبد الملك بن مروان في مرضه: كيف تجدك يا أمير المؤمنين، قال: أجدني كما قال اللّه تعالى: وَ لَقَدْ جِئْتُمُونٰا فُرٰادىٰ كَمٰا خَلَقْنٰاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ تَرَكْتُمْ مٰا خَوَّلْنٰاكُمْ وَرٰاءَ ظُهُورِكُمْ وَ مٰا نَرىٰ مَعَكُمْ شُفَعٰاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكٰاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَ ضَلَّ عَنْكُمْ مٰا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (4)(5).

أخبرنا أبو رجاء محمود بن يحيى بن أحمد بن محمود الثقفي، و أبو القاسم محمود بن عبد الواحد بن أبي بكر، و أبو الفضائل أحمد بن حمد بن محمّد بن الفراء، و أبو سعيد عبد الجبار بن محمّد بن أبي القاسم، قالوا: أنا القاسم بن الفضل بن أحمد الثقفي، نا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي - بنيسابور - نا الحسن بن محمّد بن إسحاق الأسفرايني، نا محمّد بن زكريا الغلاّبي، نا ابن عائشة، عن أبيه، عن الشعبي قال:

ما حسدت أحدا على كلام تكلم به ما حسدت عبد الملك بن مروان، فإنّي سمعته يقول: اللّهمّ إنّ ذنوبي عظام، و إنها صغار في جنب عفوك، فاغفرها لي يا كريم (6).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطّبري، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا أبو عبد الرّحمن الخزاعي، نا عبد اللّه بن أحمد بن شبّويه، نا محمّد بن نصر، نا عبد اللّه بن المبارك، عن المفضّل بن فضالة، عن أبيه قال:

استأذن قوم على عبد الملك بن مروان و هو شديد المرض، فقالوا له لما به فقالوا: إنّما ندخل لنسلّم قياما ثم نخرج، فدخلوا عليه و قد أسند خصي إلى صدره و قد اربدّ لونه، و حد

ص: 156


1- ما بين الرقمين سقط من م.
2- الأصل: عن ابن قبيصة.
3- ما بين الرقمين سقط من م.
4- سورة الأنعام، الآية:94.
5- الخبر في البداية و النهاية بتحقيقنا 82/9 و مروج الذهب 197/3.
6- تاريخ الإسلام (حوادث سنة 81-100) ص 142-143

منخراه، و شخصت عيناه، فقال: إنّكم دخلتم عليّ في حين إقبال آخرتي، و إدبار دنياي، و إنّي تذكّرت أرجى عمل لي فوجدتها غزوة غزوتها في سبيل اللّه، و أنا خلو من هذه الأشياء، فإيّاكم ... (1) هذه الخبيثة أن تطيفوا بها.

قال: و نا ابن أبي الدنيا، حدثني محمّد بن إدريس، نا إبراهيم بن عبد اللّه بن زبر، قال: سمعت سعيد بن عبد العزيز التّنوخي يحدث قال (2):

لما نزل بعبد الملك بن مروان الموت أمر بفتح باب قصره، فإذا بقصّار يضرب بثوب له على حجر، فقال: ما هذا؟ فقالوا: قصار، قال: يا ليتني كنت قصارا - مرتين - فقال سعيد بن عبد العزيز (3):الحمد للّه الذي جعلهم يفزعون و يفرّون إلينا و لا نفرّ إليهم.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا أبو محمّد المصري، أنا أبو بكر الدينوري، نا محمّد بن موسى بن حمّاد، نا محمّد بن الحارث، عن سعيد بن بشير، عن أبيه.

أن عبد الملك بن مروان حين ثقل جعل يلوم (4) نفسه و يضرب بيده على رأسه و قال:

وددت أني كنت أكتسب يوما بيوم ما يقوتني و أشتغل بطاعة اللّه (5).

فذكر ذلك لأبي حازم فقال: الحمد للّه الذي جعلهم يتمنون عند الموت ما نحن فيه، و لا نتمنى عند الموت ما هم فيه.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر اللالكائي، أنا أبو الحسين المعدل، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني أبو زيد النميري، نا أبو غسان محمد بن يحيى الكتاني، حدثني عبد العزيز بن عمران بن (6) عمر بن عبد الرحمن (7) بن عوف عن أبيه عن جده قال:

لما حضرت عبد الملك بن مروان الوفاة نظر إلى غسّال بجانب دمشق يلوي ثوبا بيده ثم

ص: 157


1- رسمها بالأصل و م:«و ايا ابوابنا».
2- البداية و النهاية بتحقيقنا 82/9 باختلاف، و من هذه الطريق رواه المزي في تهذيب الكمال 95/12.
3- كذا بالأصل، و في تهذيب الكمال:«فقال سعيد» و لم ينسبه، و في البداية و النهاية:«فلما بلغ سعيد بن المسيب قوله قال...».
4- في البداية و النهاية 82/9: جعل يندم و يندب و يضرب بيده.
5- إلى هنا ينتهي الخبر في البداية و النهاية.
6- الأصل: أن، و المثبت عن م.
7- الأصل: عبد العزيز، و المثبت عن م.

يضرب به المغسلة، فقال عبد الملك: و اللّه ليتني كنت غسالا آكل كسب يدي يوما بيوم، و إني لم أل من أمر الناس شيئا.

قال عبد العزيز عن أبيه عن جده:

قال أبو حازم: الحمد للّه الذي جعلهم إذا حضرهم الموت يتمنون ما نحن فيه. و إذا حضر أحدنا الموت لم نتمن ما هم فيه.

قال: و نا ابن أبي الدنيا حدثني سلمة بن شبيب، نا سهل بن عاصم عن مسعود بن خلق قال:.

قال عبد الملك بن مروان في مرضه: و اللّه وددت أني عبد لرجل من تهامة أرعى غنما في جبالها و أني لم أل (1).

قال: و نا ابن أبي الدنيا، قال: و حدثني محمد بن عباد بن موسى عن شعيب بن صفوان قال (2):

لما حضرت عبد الملك بن مروان الوفاة دعا بنيه فأوصاهم ثم لم يزل بين مقالتين حتى فاضت نفسه:

الحمد للّه الذي (3) لا يبالي أ صغيرا أخذ من ملكه أم كبيرا.

و الأخرى (4):

فهل من خالد إمّا هلكنا *** و هل بالموت يا للناس عار

أخبرنا أبو الحسن بن المسلّم الفقيه، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو علي بن أبي نصر، أنا أبو سليمان بن زبر نا محمد بن جعفر السامري (5)،نا أبو موسى عمران بن موسى المؤدب قال:

ص: 158


1- عن م و بالأصل:«ألي».
2- الخبر و البيت في البداية و النهاية بتحقيقنا 82/9.
3- في البداية و النهاية: الذي لا يسأل أحدا من خلقه صغيرا....
4- البيت في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 81-100 ص 144) و نسبه لعدي بن زيد. و في البداية و النهاية:«للباقين عار» و البيت في الفتوح لابن الأعثم 204/7 برواية: فهل من خالد إن نحن متنا و هل بالموت للأحياء عار
5- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 95/12-96 و فيه: محمد بن جعفر الخرائطي. و البداية و النهاية 82/9-83 باختلاف.

يروى أن عبد الملك بن مروان لما أحس بالموت قال: ارفعوني على شرف، ففعل ذلك فتنسم الروح (1)،ثم قال: يا دنيا ما أطيبك، إن طويلك لقصير، و إن كثيرك لحقير، و إن كنا منك لفي غرور، و تمثل بهذين البيتين:

إن تناقش يكن نقاشك يا ربّ *** عذابا لا طوق لي بالعذاب

أو تجاوز فأنت ربّ صفوح *** عن مسيء ذنوبه كالتراب

و قد روي أن معاوية هو المتمثل بهذه الأبيات، و ستأتي في ترجمته.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو علي بن شاذان، قال:

قرئ على أبي الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب (2) الطيبي، حدّثكم أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن ساكن الزّنجاني - بزنجان - نا أبو الخطاب زياد بن يحيى، أخبرني أخي محمّد بن يحيى، أخبرني أبو الهيثم (3) الكوفي، عن الشعبي، قال:

أرسل إليّ عبد الملك بن مروان، فدخلت عليه و هو شاك، فقلت: كيف أصبحت يا أمير المؤمنين ؟ فقال: أصبحت كما قال أخو بني قيس بن ثعلبة، قال: قلت: و ما قال ؟ قال:

قال:

كأني و قد جاوزت سبعين حجة *** خلفت بها عني عذار لجامي

رمتني بنات الدّهر من كلّ جانب *** فكيف بمن يرمي و ليس برامي

فلو أنّني أرمى بسهم رأيته *** و لكنني أرمى بغير سهام

إذا ما رآني الناس قالوا: لم يكن *** حديثا شديد البطش غير كهام

فافني و ما أفني من الدهر ليلة *** و لم تفن ما أفنيت سلك نظام

على الراحتين مرّة و على العصا *** أتوا ثلاثا بعدهن قيامي

قال: قلت: لا، و لكنك كما قال لبيد بن ربيعة أخو بني جعفر بن كلاب، قال: و ما قال ؟ قال: قال (4):

نفسي تشكّي إلى الموت مجحفة (5) *** و قد حملتك سبعا بعد سبعينا

ص: 159


1- كذا بالأصل و م، و في تهذيب الكمال:«الرياح» و في البداية و النهاية: الهواء.
2- إعجامها مضطرب بالأصل، و بدون إعجام في م، و قد مرّ التعريف به.
3- في م: أبو القاسم.
4- ذيل ديوان لبيد ط بيروت ص 225.
5- الديوان: مجهشة.

فإذا تزادي ثلاثا تحرزي (1) أملا *** و في الثلاث تمام (2) للثمانينا

فعاش و اللّه يا أمير المؤمنين حتى بلغ تسعين حجة، فلما بلغها قال:

كأني و قد جاوزت تسعين حجة *** خلعت بها عن منكبيّ ردائيا

فعاش حتى بلغ مائة سنة، فقال (3):

أ ليس ورائي إن تراخت منيّتي *** لزوم العصا تحثى عليها الأصابع

أخبّر أخبار القرون التي مضت *** أدبّ (4) كأنّي كلّما قمت راكع

فعاش يا أمير المؤمنين حتى بلغ عشرا و مائة سنة، فقال (5):

و إنّ في مائة قد عاشها رجل *** و في تكامل عشر بعدها عمر

فعاش يا أمير المؤمنين حتى بلغ عشرين و مائة سنة، فقال (6):

و عشت سبعا بعد مجرى داحس *** لو كان للنفس اللّجوج خلود

فعاش يا أمير المؤمنين حتى بلغ أربعين و مائة سنة، فقال (7):

و لقد سئمت من الحياة و طولها *** و سؤال هذا الناس كيف لبيد

فقال عبد الملك: اقعد يا شعبي، ما بينك و بين الليل ؟ قال: فحدثته حتى أمسيت، ثم فارقته، فمات - و اللّه - في جوف اللّه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن المزرفي (8)،نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد بن أبي مسلم، أنا عثمان بن أحمد بن السماك، نا إسحاق بن إبراهيم بن سنين، نا أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن أبي مذعور، حدثني بعض أهل العلم، قال:

و كان آخر ما تكلم به عبد الملك بن مروان عند موته: اللّهمّ إن تغفر تغفر جما، ليتني

ص: 160


1- الديوان: تبلغي أملا.
2- الديوان: وفاء للثمانينا.
3- البيتان من قصيدة في ديوانه ط بيروت ص 89 يرثي أخاه أربد.
4- أدبّ أمشي الدبيب، و هي مشية الشيخ الهرم.
5- ذيل ديوان لبيد ص 225.
6- البيت في ديوان لبيد ص 46 و روايته: و غنّيت سبتا قبل مجرى داحس لو كان للنفس اللجوج خلود
7- ديوان لبيد ص 46، و ذيل ديوانه ص 225.
8- الأصل: المرزقي، و في م: المزرقي، كلاهما تصحيف.

كنت غسالا أعيش بما أكتسب يوما بيوم.

و كان نقش خاتمه: آمنت باللّه مخلصا.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو محمّد بن زبر، نا إسماعيل بن إسحاق، نا نصر بن علي، قال: خبرنا الأصمعي عن شيخ من أهل المدينة قال:

خرج سعيد بن المسيّب متوكئا على برد مولاه، فإذا هو بهشام - أو بابن هشام - يضرب الناس بين يديه، فقال: أيا برد ما هي إلاّ أربع، إنّي رأيت في المنام كأن موسى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و شيطان اعتلجا، فأخذ موسى برجل الشيطان، فكدس به في بئر، و إنّي لا أعلم نبيا من الأنبياء هلك على يده من الجبابرة ما هلك على يدي موسى، و البريد يأتينا يوم الرابع، فجاءهم يوم الرابع بموت الخليفة.

أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد بن يوسف، أنا إبراهيم بن عمر البرمكي.

ح (1) و حدثنا أبو المعمر المبارك بن أحمد، أنا المبارك بن عبد الجبار، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن الحسن، و إبراهيم بن عمر، قالا: أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، نا أبو محمّد بن قتيبة، قال في حديث سعيد بن المسيّب أنه قال ذات يوم:

اكتب يا برد (2) أني رأيت موسى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يمشي على البحر حتى صعد إلى قصر، ثم أخذ برجلي شيطان، فألقاها في البحر، و إنّي لا أعلم نبيا هلك على رجله من الجبابرة ما هلك على رجل موسى، و أظنّ هذا قد هلك - يعني عبد الملك - فجاء نعيه بعد أربع.

حدثنيه عبد الرّحمن - يعني ابن أخي الأصمعي - عن الأصمعي، عن ابن أخي الماجشون، قال: أخبرني زوج ابنة سعيد بن المسيّب بذلك عن سعيد.

قوله: هلك على رجله: أي في زمانه و أيامه، يقال: هلك القوم على رجل فلان أي بعهده.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - قراءة - أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر، نا علي بن أحمد بن أبي قيس.

ح (3) و أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث، أنا محمّد بن محمّد بن عبد العزيز، أنا أبو

ص: 161


1- «ح» حرف التحويل سقط من م.
2- الأصل:«بر» و المثبت عن م.
3- «ح» حرف التحويل سقط من م.

الحسين بن بشران، أنا عمر بن الحسن بن علي، قالا: أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا وهب بن جرير، نا أبي - و في حديث الأكفاني: عن وهب بن جرير - عن أبيه قال: سمعت قتادة.

ح (1) قال: و نا أبو عبد اللّه العجلي، عن عمرو بن محمّد - و في حديث الأكفاني: نا العجلي، عن عمرو - عن أبي معشر، قال:

ولي عبد الملك بن مروان أربع عشرة سنة.

قال: و حدثني سعيد بن يحيى، نا عبد اللّه بن سعيد، عن زياد بن عبد اللّه، عن محمّد بن إسحاق، قال:

جميع خلافة عبد الملك بن مروان ثلاث عشرة (2) سنة و أربعة أشهر.

أخبرنا أبو الحسن بن المسلّم الفقيه، و علي بن زيد المؤدب، قالا: أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم الزاهد - زاد الفقيه: و أبو محمّد بن فضيل قالا:- أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو علي بن منير، أنا أبو بكر بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا الهيثم بن عمران العنسي، قال:

ولي عبد الملك بن مروان اثنتين (3) و عشرين [سنة] و مات بدمشق.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (4)،أنا عبد العزيز بن علي الأزجي، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد المفيد، نا أبو بشر محمّد بن أحمد بن حمّاد، أخبرني أحمد بن القاسم، عن منصور بن أبي مزاحم، عن الهيثم بن عمران، قال:

كانت خلافة عبد الملك بن مروان اثنتين و عشرين سنة و نصفا.

قال الخطيب: يعني من وقت بويع له بالخلافة بعد موت أبيه.

قال (5):و أنا الأزجي، أنا المفيد، أنا أبو بشر، نا محمّد بن سعدان، عن الحسن بن عثمان قال:

كان موت عبد الملك لانسلاخ شوال، و قال آخرون: للنصف من شوال سنة ست

ص: 162


1- «ح» حرف التحويل سقط من م.
2- الأصل:«ثلاثة عشرة» و في م:«ثلاثة عشر».
3- الأصل و م: اثنين.
4- تاريخ بغداد 391/10.
5- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 391/10.

و ثمانين، و هو ابن سبع و خمسين سنة، و منهم من قال: إحدى و ستين سنة، و هو الثبت (1)عندنا، فكانت خلافته من مقتل ابن الزبير إلى أن توفي ثلاث عشرة سنة و أربعة أشهر و ثمانيا و عشرين ليلة، و صلّى عليه ابنه الوليد بن عبد الملك، و دفن خارجا بين باب الجابية و باب الصغير.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: قال أبي:

و ولي عبد الملك بن مروان إحدى و عشرين سنة، منها تسع سنين فتنة ابن الزبير، و هلك و هو ابن سبع و خمسين سنة.

و قال عمي أبو بكر: و ولي عبد الملك بن مروان أربع عشرة سنة.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي.

ح (2) و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي الصيدلاني، أنا محمّد بن مخلد قال: قرأت على علي بن عمرو، حدثكم الهيثم بن عدي، قال:

و هلك عبد الملك بن مروان و هو ابن ثمان و خمسين سنة، و كانت ولايته من يوم بويع له إلى يوم توفي احدى (3) و عشرين سنة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، ثنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (4)،قال: و كانت ولاية عبد الملك منذ اجتمع عليه ثلاث عشرة سنة و ثلاثة أشهر و ثمانية و عشرين يوما، و في الفتنة سبع سنين و ثمانية أشهر، و أربعة و عشرين يوما، فجميع ولايته إحدى و عشرين سنة و شهر و اثنان و عشرون يوما.

قال: و نا خليفة (5)،حدثني الوليد بن هشام القحذمي، عن أبيه، عن جدّه، و عبد اللّه بن المغيرة، عن أبيه، قالا: مات عبد الملك بدمشق للنصف من شوال سنة ست و ثمانين، و هو ابن ثلاث و ستين، و صلّى عليه الوليد بن عبد الملك.

ص: 163


1- كذا بالأصل و م، و في تاريخ بغداد: أثبت.
2- «ح» حرف التحويل سقط من م.
3- الأصل و م: أحد.
4- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 299.
5- تاريخ خليفة ص 292.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا علي بن أحمد بن عمر، أنا علي بن أحمد بن أبي قيس.

ح (1) و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن محمّد (2) بن عبد العزيز، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو الحسين الأشناني.

قالا: نا عبد اللّه بن محمّد بن أبي الدنيا، نا عباس، عن أبيه قال:

توفي عبد الملك بن مروان للنصف من شوال سنة ست و ثمانين.

و قال غير عباس: و صلّى عليه الوليد بن عبد الملك، و دفن بدمشق بباب الجابية الصغير، و كان إلى الطول ما هو، و لم يخضب حتى مات، و لم يكن بالقضيف (3).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني و أبو الحسن بن سعيد، قالا: نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (4)،أنا علي بن أحمد بن عمر، أنا علي بن أحمد بن أبي قيس.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو منصور عبد العزيز، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو الحسين عمر بن الحسن بن علي.

قالا: أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني أبو عبد اللّه العجلي، عن محمّد بن عمرو، عن أبي معشر، قال:

مات عبد الملك بن مروان يوم الجمعة للنصف من شوال، و هو ابن أربع و ستين سنة - و في حديث ابن السمرقندي: و هو ابن سبع و خمسين سنة-.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (5)،قال: قال ابن بكير، قال الليث:

و فيها - يعني سنة ست و ثمانين - توفي أمير المؤمنين عبد الملك يوم الخميس ليلة البدر لأربع عشرة ليلة خلت من شوال.

أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر، أنا أبو منصور النّهاوندي، أنا أبو العباس النّهاوندي،

ص: 164


1- «ح» حرف التحويل سقط من م.
2- «بن محمد» ليس في م.
3- القضافة: النحافة (القاموس المحيط ).
4- تاريخ بغداد 391/10.
5- انظر المعرفة و التاريخ المطبوع 334/3.

أنا أبو القاسم بن الأشقر، أنا أبو عبد اللّه البخاري (1)،نا الحسن بن واقع، نا ضمرة، قال:

مات عبد الملك سنة ست و ثمانين، و قال غيره: سنة سبع و ثمانين، و هو ابن أربع و ستين.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، و أبو سعد المطرّز، و أبو القاسم غانم بن محمّد بن عبيد اللّه.

ثم أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد البزار (2)،أنا أبو علي الحداد، قالوا: أنا أبو نعيم، نا.

ح (3) و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا (4) عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي محمّد بن أحمد بن الحسن (5)،نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمّد، نا الهيثم بن عدي، قال: و مات عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي سنة ست و ثمانين.

أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي، قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو الطّيّب المنبجي، نا عبيد اللّه بن سعد، قال: قال أبي:

و توفي عبد الملك بن مروان يوم الخميس، لخمس خلون من شوال سنة ست و ثمانين، و ذلك على رأس إحدى و عشرين سنة و ستة أشهر و عشرة أيام من وفاة مروان بن الحكم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني (6)،أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (7)،قال: قال لنا أبو مسهر:

فأقام عبد الملك حتى أصيب في ذي القعدة سنة ست و ثمانين، و كان بقاؤه من هلكة أبيه إلى هلكته إحدى و عشرين سنة، و مات بدمشق، فحدثني عبد الرّحمن بن إبراهيم أنه عمّر ستين سنة.

قال: و سمعت أبا مسهر يقول: توفي عبد الملك بن مروان بدمشق سنة ست و ثمانين (8).

ص: 165


1- راجع عبارة البخاري في التاريخ الكبير 430/1/3.
2- الأصل: البزاز، و المثبت عن م، قارن مع المشيخة 89/ب.
3- «ح» حرف التحويل ليس في م.
4- ما بين الرقمين في م: أنا عبد اللّه بن محمد بن أحمد بن الحسن.
5- ما بين الرقمين في م: أنا عبد اللّه بن محمد بن أحمد بن الحسن.
6- في م: الكناني، تصحيف.
7- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 193/1.
8- كذا بالأصل و م، و الذي في تاريخ أبي زرعة هنا: و تسعين.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن شهريار، قال: قال أبو حفص الفلاّس، قال (1):

و بايع - يعني مروان بن الحكم - لابنيه عبد الملك، و عبد العزيز، فقام عبد الملك بالحرب، و قتل الحجّاج ابن (2) الزبير، و استقام الناس لعبد الملك، و كانت الفتنة من يوم مات معاوية بن يزيد إلى أن استقام الناس لعبد الملك تسع سنين و إحدى و عشرين ليلة، فملك عبد الملك ثلاث عشرة سنة و أربعة أشهر إلاّ ليلتين، و مات يوم الأربعاء في النصف من شوّال سنة ست و ثمانين، و بايع لابنيه الوليد و سليمان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو القاسم البجلي، أنا الحسن بن محمّد، نا إسماعيل بن إسحاق القاضي، نا علي بن المديني قال: مات عبد الملك بن مروان سنة ست و ثمانين.

حدثنا أبو بكر السّلماسي، أنا نعمة اللّه بن محمّد، نا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنا سفيان بن محمّد، حدثني الحسن بن سفيان، نا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق، قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول:

ثم بايع أهل الشام عبد الملك بن مروان، فكانت ولايته إحدى و عشرين سنة و شهرا و خمسة عشر يوما، و توفي بدمشق لأربع عشرة خلت من شوال سنة ست و ثمانين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: و عبد الملك بن مروان سنة ست و ثمانين.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني (3)،أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم، نا ابن عائذ، قال:

توفي عبد الملك للنصف من شوال سنة ست و ثمانين، أخبرني عبد الأعلى بن مسهر:

أن عبد الملك بن مروان توفي و هو ابن ستين سنة، و بويع الوليد.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو

ص: 166


1- لخبر رواه المزي في تهذيب الكمال 96/12 من طريق عمرو بن علي.
2- لأصل و م: لابن الزبير، و التصويب عن تهذيب الكمال.
3- في م: الكناني، تصحيف.

سليمان بن زبر، قال؛ و فيها - يعني سنة ست و ثمانين - مات عبد الملك بن مروان للنّصف من شوال يوم الخميس، و بويع الوليد بن عبد الملك.

4260 - عبد الملك بن مروان بن عبد اللّه بن عبد الملك

ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية الأموي

كان مع أبيه حين خرج من حمص إلى دمشق للطلب بدم الوليد بن يزيد، فقتل مع أبيه مروان، له ذكر.

4261 - عبد الملك بن مروان بن محمّد بن مروان بن الحكم

ابن أبي العاص بن أمية الأموي

له عقب.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة، قال (1):

و فيها - يعني سنة تسع عشرة - قتل عبد الملك بن مروان بن محمّد هزار طرخان و عامة أصحابه ببلاد أرمينية.

أنبأنا أبو القاسم العلوي و غيره قالوا: نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، نا ابن عائذ، أخبرني الوليد، قال: قلت للشيخ القنّسريني:

فمن كان على مقدمته و ميمنته و ميسرته و ساقته - يعني مروان بن محمّد - حين غزا خزر غزوة السائحة، فقال: كان على ميمنة عبد الملك بن مروان ابنه، و بلغني أن عبد الملك بن مروان مات في خلافة أبيه بالرقّة بعد انصراف مروان من قتال سليمان بن هشام لما خلعه.

4262 - عبد الملك بن مروان بن موسى

ابن نصير العممي (2) اللّخمي مولاهم (3)

أمير مصر.

ص: 167


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 349.
2- كذا بالأصل و م، و لم أجدها في المصادر التي ترجمت موسى بن نصير و هذه النسبة إلى عمم بطن من لخم انظر الاكمال لابن ماكولا 325/1.
3- انظر أخباره في: ولاة مصر للكندي ص 116 و النجوم الزاهرة 324/1 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 121-140) ص 476 و سير أعلام النبلاء 463/5.

وفد على مروان بن محمّد فولاه مصر.

أنبأنا أبو القاسم العلوي، و أبو الوحش المقرئ، عن رشأ بن نظيف، أنا عبد الرّحمن بن عمر بن النحاس، أنا أبو عمر الكندي، قال في تسمية موالي أهل مصر قال:

و منهم عبد الملك بن مروان بن موسى بن نصير كان أميرا على مصر، صلاتها و خراجها، جمع ذلك له مروان بن محمّد، فحدثني ابن قديد عن عبيد اللّه بن سعيد بن عفير، عن أبيه قال: كان عبد الحميد كاتب مروان تزوّج ابنة معاوية بن مروان بن موسى بن نصير [عبد الملك بن مروان بن موسى بن نصير] (1) على مروان بن محمّد، فولاّه مصر، فلما تلقّاه سلمة بن أبي رجاء، و زياد بن أبي حمزة، و أبو عبيدة مولى بني سهم، و كانوا خاصته و جلساءه، فقال لسلمة: كيف أمك ؟ و قال لابن أبي حمزة: كيف أنت يا ابن كيسان، و لأبي عبيدة كيف أنت يا ابن فروخ ؟ فعوتب في ذلك، فقال: أردت أن أردد من سنن دالتهم ليلا ينبسطوا على الناس.

قال: النّصيري و هو أوّل من جعل المنابر في الكور، و لم يكن قبله، إنّما كان أصحاب الجبل يخطبون على العصي إلى جانب القبلة، و هو أوّل من سمّى الزّمام بمصر، و إنما كان قبل ذلك يعرف بديوان المحاسبة، و كان خطيبا من أخطب الناس.

قال النصيري: و قال الليث بن سعد: قدم علينا عبد الملك واليا على جند مصر و خراجها و دواوينها (2) و جميع أعمالها، فعدل فينا، و سار سيرة جميلة حسنة.

و قال هاشم بن حديج: من لم يكن عنده يد، أو معروف، أو صلة، أو منّة من عبد الملك فليس من أشراف الناس، و دخلت المسوّدة مصر و عبد الملك أمير عليها لمروان فأكرمه صالح بن علي (3)،و خرج به معه إلى العراق، فولاّه أبو جعفر فارس.

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العباس، و أبو الفضل بن (4) سليم، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن منده، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:

ص: 168


1- الزيادة للإيضاح عن م.
2- غير واضحة بالأصل و رسمها:«و ديواوينها» و في م:«و دواينها».
3- و كان دخول صالح بن علي إلى مصر في المحرم سنة 133، انظر النجوم الزاهرة 323/1 و ولاة مصر للكندي ص 119.
4- «بن» ليست في م.

عبد الملك بن مروان بن موسى بن نصير مولى لخم، أمير مصر لمروان بن محمّد بن مروان.

أنبأنا أبو الفضل بن سليم، و حدثني أبو بكر اللفتواني عنهما (1)،قالا (2):أنا أبو بكر الباطرقاني (3)،أنا أبو عبد اللّه بن منده، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس.

عبد الملك بن مروان بن موسى بن نصير آخر من ولي مصر لبني أمية و كان من أعدل ولاتهم.

قرأنا على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (4):

عبد الملك بن مروان بن موسى بن نصير مولى لخم، أمير مصر لمروان بن محمّد، له أخبار، كان حسن السيرة.

4263 - عبد الملك بن أبي مروان الجبيلي

4263 - عبد الملك بن أبي مروان الجبيلي (5)

روى عن محمّد بن السائب الكلبي.

روى عنه محمّد بن حمير.

أخبرنا أبو الحسين (6)،و أبو عبد اللّه - إذنا - قالا: أنا أبو القاسم، أنا حمد - إجازة-.

ح (7) قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (8):

عبد الملك بن أبي مروان الجبيلي روى عن محمّد بن السائب (9) الكلبي، روى عنه محمّد بن حمير، سألت أبي عنه فقال: مجهول.

4264 - عبد الملك بن مسمع بن مالك بن مسمع

ابن شيبان بن شهاب بن علقمة بن عبّاد بن عمرو

ابن ربيعة بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة الرّبعي

من وجوه أهل البصرة.

ص: 169


1- كذا بالأصل، و في م: عنه.
2- ما بين الرقمين سقط من م.
3- ما بين الرقمين سقط من م.
4- الاكمال لابن ماكولا 322/1 و 326.
5- ترجمته في الجرح و التعديل 371/5.
6- في م: الحسن، تصحيف.
7- «ح» حرف التحويل سقط من م.
8- الجرح و التعديل 371/5.
9- الأصل و م: المسيب، و المثبت عن الجرح و التعديل.

وفد على عبد الملك بن مروان، و ولي السند لعدي بن أرطأة عامل عمر بن عبد العزيز على البصرة.

قرأت في كتاب أبي سعيد الحسن بن الحسين السكري الذي صنّفه في ذكر آل مالك بن مسمع و أخبارهم، قال:

فولد مسمع بن مالك صاحب سجستان، و إنّما نسبه إلى ولايته لكثرة مسمع و مالك في نسب بني مسمع رجلين: عبد الملك و مالكا ابني مسمع، كان عبد الملك بن مسمع بن مالك سيدا جوادا جميلا، فتى ربيعة و سيدها في زمانه، لا يعرف فيها مثله، أمره أبوه مسمع و هو بسجستان أن يلحق بالحجاج بن يوسف، فلحق به، و هو ابن سبع عشرة سنة، فولاّه الحجاج شطّيّ دجلة، و أوفده إلى عبد الملك بن مروان، فلما قدم عليه وفد أهل البصرة قدّم المشيخة و أهل البلاء، فدخل عبد الملك في آخر من دخل لصغر سنّه، فلما انتسب له قال له عبد الملك: فما أخّرك عني يا غلام ؟ قال: أصلح اللّه أمير المؤمنين، قدم الأمير أهل السنّ و البلاء قال: فأنت و اللّه أعظمهم عندنا بلاء و والدا، يا حجاج، قدّمه في أول من يدخل عليّ من الناس، فلم يزل مكرما له، و عارفا بفضله حتى قدم مع الحجاج العراق، فولاّه البحرين، فلم يزل واليا عليها حتى مات الحجاج.

قال: فأخبرني بعض أصحابنا عن البريد الذي بعثته أم عمرو بنت مسمع بنعي الحجاج، و كان رجلا من بني عجل، قال: فأتيته بالكتاب، فنادى: الصلاة جامعة، ثم صعد المنبر، فحمد اللّه، و أثنى عليه، ثم نعى لهم الحجاج، فقام إليه رجل نصراني فقال: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و سلمة بن شيبان يشهد أنّ محمدا رسول اللّه، ثم تكلم فأحسن الكلام، و كان سلمة بن شيبان بن سلمة بن علقمة بن شيبان على شرط عبد الملك بالبحرين، ثم ولي بعد الحجاج البحرين و خزانة البحر، و السّند، و الهند لعديّ بن أرطأة، و فتح مدينة القيقان (1)،و مدينة راكس، و هما بين سجستان و السند، و أخذ ابن فاقة فأرسل به إلى عدي، و كتب إليه بخبر الفتح، و بعث به عدي إلى عمر بن عبد العزيز، فسر بذلك سرورا شديدا لما دخل ابن فاقة على عمر بن عبد العزيز، فيما أخبرني مسمع بن مالك، عن يونس النحوي قال: قال له عمر بن عبد العزيز: كيف أغزاك أبوك هذه المدينة و جعلك فيها و أنت حديث السن لم تحفظ الأمور و هو ملك السند؟ قال: أراد أبي إن كان فتحا كان لي ذكره و فخره، و له لموضعي منه،

ص: 170


1- قيقان بالكسر، من بلاد السند مما يلي خراسان.(معجم البلدان).

و إن كانت بلية قيل وليها غلام صغير، فقال عمر: إن لأولاد المليك فضلا و أعجب منه، و قد كان بعض الكتاب وجد على عبد الملك من أجل أنه كان قصر به في شيء، كان قسمه في الكتاب و الأعوان، فقال لعمر بن عبد العزيز: إن هذه المدينة في الصلح، و هو كاتب.

فكتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي، أمّا بعد فإنّ كتابك أتاني بهذا الفتح الذي سميته فتحا من قبل عبد الملك بن مسمع، و حمدت اللّه على حسن بلائه في ذلك، و على كلّ حال، و سألت عن الأرض التي ذكرت في كتابك، فأخبرني بعض الناس أنها كانت صلحا تعطي الجزية حديثا و قد كنت حقيقا في حق اللّه الذي أنت مسئول عنه أن لا تقاتل أهل الصلح، و قد كانوا صالحوه مرة آمنين على أنفسهم أن لا يبدءوا بقتال حتى يعلمني ذلك، فإن كانوا استخفوا القتال و السماء أمرت بذلك فيمر على علم به و بعد مراجعة منك لعاملك فيهم، و إن كانوا لم يجلوا بأنفسهم، و لم يستحقوا [ذلك] (1) لم يقدم به عليهم، و لم يسبقني إلى ذلك الحريص على المغنم في الدنيا الذي يكون عليه مغرما في الآخرة، فإني لعمري لو لم أختبر هذا يوما و لا ليلة إلاّ بأمانة و ورع، ثم فاجأني الذي منه لم يؤامرني منه في شيء، و لم يطلعني عليه لأسأت به ظنا فدع أني لم أره و لم أخبره، و لم أعلم ما هو، فإذا جاءك كتابي هذا فاكشف لي عما كتبت إليك فيه، فإنّه قد منعني بهذا الفتح، إن كان فتحا سوء الظن بعامله فيما ولي، فعجّل علي بأصل خبر القوم على هيبة، و إياك أن تهلك على أحد من الناس في دينك و أمانتك و ما أنت محاسب به، و السلام.

و قال فيه بعض البكريين قصيدة، و هذا مما وجدت فيها على غير تأليف:

و لقد دلفت لراكس بكتيبة *** خرساء يوم تقادح و نزال

بالخيل تردي و الرماح تنالها *** قب البطون لواحق الاطال

من آل أعوج و الوجيه و لاحق *** يحملن (2) كل سميدع (3) قتال

و عطفت للقيقان عطفة ماجد *** حامي الحقيقة كلّ يوم نصال

فتركتهم قتلى بكل نتوفة *** جزر السفلة صارم عسال

و هدمت حصنهم و بحرت حريمهم *** و قسمت سبيهم مع الأنفال

و الخيل تضرب بالكماة كأنّها *** عقبان دجن دائم التهطال

ص: 171


1- الزيادة عن م.
2- بعدها بالأصل ضبة.
3- عن م و بالأصل: سيدع.

و لقد بنى لكم أبوكم مسمع *** بيتا فطال به فروع الآل

فورثتموه ثم ما ألفيتم *** ترمون من راماكم بنبال

لكن ببيض مرهفات ماتني *** في الهام راسية و في الأوصال

و تركتم كبش الخميس مجدّلا *** تهمي عليه العين بالتهمال

تبكي عليه عرسه و بناته *** يندبنه شجوا و في الاطفال

و سننتم في المجد أفضل سنّة *** و حذوتم نعلا بغير مثال

و أتاه قوم بالسند كثير من ربيعة، فأعطاهم، و حملهم، و كان فيهم قوم ممن سعى عليه مع كيسة امرأة أبيه، و مر نوح بن شيبان فشاور فيهم قوما من أصحابه، فأشار عليه بعض القوم أن يضربهم (1)،و قال بعضهم: أحرمهم قال: ليس هذا برأي، إن كانوا أساءوا و جهلوا، فنحن أحقّ من عطف بفضل إذ رغبوا إلينا، فأمر لهم بجوائز كأفضل ما أعطى أحدا من زواره.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة، قال (2):

ولاها - يعني السند - عدي بن أرطأة عبد الملك بن مسمع بن مالك بن مسمع، ثم عزله و ولّى عمر بن مسلم الباهلي حتى مات عمر.

فحدثني (3) عبد اللّه بن المغيرة، عن أبيه، قال: و شهدت دار (4) الأمير بواسط يوم جاء قتل يزيد بن المهلب، و معاوية بن يزيد قاعد، فأتي بعدي بن أرطأة و ابنه محمّد بن عدي، و مالك، و عبد الملك ابني مسمع فضرب أعناقهم.

و ذكر خليفة أن ذلك كان في سنة اثنتين و مائة.

4265 - عبد الملك بن معاوية بن مروان بن الحكم بن أبي العاص

ابن أمية القرشي الأموي

له ذكر.

4266 - عبد الملك بن المغيرة بن عبد الملك الأموي

مولى الوليد بن عبد الملك.

ص: 172


1- الأصل: تضربهم، و المثبت عن م.
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 322.
3- الضمير يعود إلى شهاب، كما في تاريخ خليفة ص 325
4- عن م و بالأصل «وا» و في تاريخ خليفة: دار الإمارة.

حكى عن أبيه.

حكى عنه: ابنه أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الملك، سقت له حكاية في بناء الجامع.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن الفرج بن البرامي، قال:

قال أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الملك مات أبي في سنة ثلاث و أربعين - يعني و مائتين - و له إحدى و تسعون سنة.

4267 - عبد الملك بن مهران

أبو هشام المغازلي الرّقاعي الموصلي (1)

حدّث عن سهل بن أسلم العدوي، و معروف الخياط صاحب واثلة، و عبيد بن نجيح المدني، و هشام بن صالح، و سهيل بن أبي صالح، و مسعدة بن صدقة، و عمرو بن دينار، و معن بن عبد الرّحمن، و المعتمر بن سليمان التيمي، و يزيد بن أبي معاوية.

و لقي حمّاد بن زيد، و مالك بن أنس، و عبد اللّه بن المبارك، و جالس الوليد بن مسلم.

روى عنه بقية بن الوليد، و سليمان بن عبد الرّحمن، و أحمد بن أبي الحواري، و معلا بن سلاّم الخبّاز، و محمّد بن الخليل الحسني، و موسى بن أيوب النّصيبي.

أخبرنا أبو محمّد السّيّدي، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو أحمد الحاكم.

ح و أخبرنا أبو الفرج قوام بن زيد، و أبو القاسم بن السمرقندي، قالا: أنا أحمد بن محمّد بن النقور، أنا علي بن عمر بن محمّد السكري، قالا: أنا محمّد بن محمّد بن سليمان، نا هشام بن عمّار، نا بقية بن الوليد، نا عبد الملك بن مهران، عن عمرو بن دينار، عن عبد اللّه بن عباس.

أن رجلا قال: يا رسول اللّه إنّ بي ناسورا (2) و كلّما توضأت سال.

ص: 173


1- ميزان الاعتدال 665/2 و لسان الميزان 69/4 و الكامل في ضعفاء الرجال 307/5 و الأنساب (الرقاعي)، و اللباب 34/2 و الضعفاء الكبير 34/3. و الرقاعي: بكسر الراء، نسبة إلى الجد، و إلى من يكتب الرقاع مثل الفتاوى إلى العلماء و غيرها.
2- في م: باسورا. و الناسور بالسين و الصاد جميعا علة تحدث في المآقي يسقي فلا ينقطع، و علة تحدث في حوالي المقعدة أيضا، و علة تحدث في اللثة، و هو معرب (تاج العروس بتحقيقنا: نسر).

ح (1) و أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنا أبو سعيد الجنزرودي (2)،أنا أبو عمرو بن حمدان، أخبرني عمران بن موسى بن مجاشع، نا سويد بن سعيد، حدثني بقية.

ح (3) و أخبرني قوام بن زيد، و أبو القاسم بن السّمرقندي قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو الحسن الحربي، نا أبو القاسم عيسى بن سليمان القرشي وراق داود، نا داود بن رشيد، حدّثني بقية بن الوليد، عن عبد الملك بن مهران، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس.

أن رجلا أتى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: يا رسول اللّه إن بي الناسور، و إنّي أتوضأ فيسيل مني، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:

«إذا توضّأت فسال من قرنك إلى قدمك فلا وضوء عليك»[7446].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو محمّد صالح بن محمّد بن الحسن المؤدب، نا أبو بكر أحمد بن كامل القاضي، نا محمّد بن إسماعيل السّلمي، نا سليمان بن بنت شرحبيل.

ح (4) قال و أنا الحسن بن أبي بكر، و عثمان بن محمّد بن يوسف، قالا: أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم الشافعي، نا محمّد بن إسماعيل السّلمي أبو إسماعيل (5)،أنا سليمان بن عبد الرّحمن، نا عبد الملك بن مهران الرّقاعي - كان يلبس الرّقاع - و ليس في حديث الشافعي كان، نا سهل بن أسلم العدوي، حدثني معاوية بن قرّة المزني، قال: سمعت ابن عمر يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«إذا أتى على الجارية تسع سنين فهي امرأة»[7447].

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم، نا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي.

ح (6) و أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالا: أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن الآبنوسي، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا أبو عبد اللّه عبيد اللّه بن عبد الصمد بن

ص: 174


1- «ح» حرف التحويل سقط من م.
2- الأصل: الخنزرودي، و في م: الخنزرودي.
3- في م: أخبرني قوام.
4- «ح» حرف التحويل سقط من م.
5- في م: نا محمد بن إسماعيل، و لم يزد.
6- «ح» حرف التحويل سقط من م.

المهتدي باللّه، نا إسماعيل بن محمّد بن عبد القدوس العدوي، قالا: نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا عبد الملك بن مهران، نا - و في حديث عبد الكريم عن عبيد بن نجيح عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«عاقبوا أرقّاءكم على قدر عقولهم»[7448].

قال الدارقطني: تفرّد به عبيد بن نجيح، عن هشام، و تفرّد به سليمان، عن عبد الملك عنه.

قرأنا على أبي الفضل بن ناصر، عن محمّد بن أحمد بن محمّد الأنباري، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر أحمد بن إسماعيل، نا أبو بشر محمّد بن أحمد بن حمّاد، أخبرني أحمد بن شعيب، نا سعيد بن عبد الرّحمن - من أهل أنطاكية - نا موسى بن أيوب النّصيبي، نا عبد الملك بن مهران، عن يزيد أبي (1) معاوية، عن ابن عون، عن محمّد، عن (2) أبي هريرة، قال:

نهى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أن تقصّ الرؤيا حتى تطلع الشمس.

قال النسائي: شبيه حديث الكذّابين.

و عبد الملك بن مهران، و يزيد أبو معاوية مجهولان.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، حدثني عبد العزيز الكتاني (3)،أنا عبد الرّحمن بن الحسين بن الحسن بن علي بن يعقوب بن أبي العقب، نا جد أبي أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم، نا أحمد بن إبراهيم أبو عبد الملك البسري، حدثني معلا بن سلاّم الخبّاز القرشي - بباب (4) الفراديس-.

نا عبد الملك المغازلي، و كان يلبس الرّقاع، نا معروف الخياط ، قال:

رأيت واثلة بن الأسقع يشرب الفقاع، و رأيت عليه عمامة سوداء.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو محمّد بن يوسف، أنا أبو سعيد بن زياد، نا ابن أبي الدنيا، عن أحمد قال:

ص: 175


1- في م: بن، تصحيف.
2- في م:«ابن» تصحيف.
3- فى م: الكناني، تصحيف.
4- الأصل:«باب» و المثبت عن م.

قلت لأبي هشام بن عبد الملك المغازلي: أي شيء الزهد؟ قال: قطع الآمال، و إعطاء المجهود، و خلع الراحة.

أنبأنا أبو طاهر بن الحنّائي، أنا أبو علي الأهوازي.

ح (1) ثم أنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا سهل بن بشر، أنا طرفة بن أحمد، قالا: أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أبو الجهم بن طلاّب، أنا أحمد بن أبي الحواري، قال:

قلت لعبد الملك المغازلي - و كان من أهل الموصل - يسكن قرقيساء، لقي مالكا و حمّاد بن زيد، و ابن المبارك، و كان ينصت له الوليد بن مسلم، قلت له: أي شيء الزهد في الدنيا؟ قال: إعطاء المجهود، و قطع الآمال، و خلع الراحة.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الأديب - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح (2) قال و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (3):

عبد الملك بن مهران روى عن أبي صالح (4)،عن أبي هريرة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«من أكل الطين فقد أعان على قتل نفسه»[7449].

روى مروان الفزاري عن سهل بن عبد اللّه المروزي عنه: سألت أبي عنه فقال:

عبد الملك و سهل مجهولان، و الحديث باطل.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر القاضي الشّامي، أنا أبو علي الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد بن يوسف، أنا أبو جعفر العقيلي، قال (5):عبد الملك بن مهران صاحب مناكير، غلب على حديثه الوهم، لا يقيم شيئا من الحديث.

و قال أبو علي سعيد بن عثمان بن السكن الحافظ : عبد الملك بن مهران منكر الحديث.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف،

ص: 176


1- «ح» حرف التحويل سقط من م.
2- «ح» حرف التحويل سقط من م.
3- الجرح و التعديل 370/5.
4- بعدها في الجرح و التعديل: ذكوان.
5- الضعفاء الكبير للعقيلي 34/3 رقم 989.

أنا أبو أحمد بن عدي، قال (1):

عبد الملك بن مهران الرّقاعي أظنه شاميا (2)،يروي عنه بقية، و سليمان بن عبد الرّحمن، و هو مجهول ليس بالمعروف.

قرأت علي أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (3)،قال:

و أما الرّقاعي بالقاف فهو عبد اللّه (4) بن مهران الرّقاعي، روى عن سهل بن أسلم العدوي، حدّث عنه سليمان بن عبد الرّحمن الدمشقي.

كذا قال عبد اللّه، و صوابه: عبد الملك.

4268 - عبد الملك بن المهلّب بن أبي صفرة الأزدي

كان مع إخوته يزيد و المفضل و مروان حين هربوا من العراق من عسكر الحجاج، فلحقوا بسليمان بن عبد الملك بفلسطين، فشفع فيهم إلى أخيه الوليد، فأمّنهم فحملوا إلى الوليد فعفا عنهم.

ذكر ذلك أبو محمّد عبد اللّه بن سعد القطربلي - فيما قرأته بخطّه - مما حكاه عن غيره، و كان سليمان بن عبد الملك يريد أن يولّيه خراسان.

بلغني أن عبد الملك هرب بعد قتل أخيه إلى سجستان فقتل هناك سنة اثنتين و مائة في أيام يزيد بن عبد الملك.

4269 - عبد الملك بن ميسرة

4269 - عبد الملك بن ميسرة (5)

حدّث عن الوليد بن سليمان بن أبي السّائب.

روى عنه: عبد الملك بن محمّد الصّنعاني.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو سعيد

ص: 177


1- الكامل في ضعفاء الرجال 307/5.
2- الأصل و م: شامي، و التصويب عن ابن عدي.
3- الاكمال لابن ماكولا 137/4.
4- كذا بالأصل و م، و وقع بالأصل الاكمال: عبد اللّه أيضا، و صوبه محققه «عبد الملك» و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى أن الصواب: عبد الملك.
5- ترجمته في تهذيب الكمال 102/12 و تهذيب التهذيب 516/3 و زيد فيه:«الصنعاني، شامي» و معجم البلدان (عرزم).

الحسن بن محمّد بن عبد اللّه بن حسنويه الكاتب - بأصبهان - قال: قال لنا القاضي أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي الحافظ : عبد الملك بن أبي سليمان، يكنى أبا محمّد، و قيل: أبو عبد اللّه، و اسم أبي سليمان ميسرة، و هو من عرزم (1)،و لا أعلم أن أحدا حدّث يقال له عبد الملك بن ميسرة،[إلاّ عبد الملك بن أبي سليمان و شيخ لأهل الكوفة يقال له:

عبد الملك بن ميسرة] (2) و يكنى أبا زيد، و يعرف بالزّرّاد.

يحدّث عن سعيد بن جبير، و طاوس و غيرهما، و شيخ لأهل البصرة يحدّث عنه أبو داود الطيالسي، يحدّث عن عطاء بن أبي رباح، و شيخ لأهل دمشق يحدّث عنه عبد الملك بن محمّد الصنعاني، و يحدث عبد الملك، عن الوليد بن سليمان بن أبي السائب، و الوليد بن سليمان - من أهل الغوطة - يكنى بأبي عبد الرّحمن، كان ينزل في غوطة دمشق، و هو عندهم من الثقات.

4270 - عبد الملك بن النعمان المزّي

من حملة القرآن، و كان ممن يحضر الدراسة في جامع دمشق.

و حدّث عن أنس بن مالك.

حكى عنه محمّد بن شعيب بن شابور حكاية تقدمت في ترجمة سليمان بن بزيع القارئ، و سويد بن عبد العزيز.

و ذكر أبو علي سعيد بن عثمان بن السكن الحافظ .

أنه بصري سكن دمشق، و أنه أدرك أنس بن مالك.

4271 - عبد الملك بن الوليد بن عبد الملك بن مروان

ابن الحكم بن أبي العاص

أبو مروان الأموي

له ذكر.

أنبأنا أبو محمّد بن صابر، أنا سهل بن بشر، أنا علي بن بقاء الورّاق - إجازة - أنا أبو

ص: 178


1- عرزم بفتح أوله و سكون ثانيه و زاي مفتوحة، اسم جبانة بالكوفة (معجم البلدان).
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.

القاسم المبارك بن سالم، أنا الحسن بن رشيق، نا يموت بن المزرّع، قال: و نا عيسى تينه، قال: سمعت الأصمعي ينشد هذه الأبيات لرجل من كلب يرثي بها أبا مروان عبد الملك بن الوليد بن عبد الملك بن مروان:

أقول للرّكب إن عاجوا مطيّهم *** هل كان من حدث أم جاءكم خبر

قالوا: نعم أنت مفجوع بصاحبه *** أمسى و صبح وردا ما له صدر

مات الكريم أبو مروان فابتليت *** كلب و أيّ بلاء تبتلي مضر

إنّا وجدنا بني أمّ البنين لهم *** مجد طويل، و في آجالهم قصر

4272 - عبد الملك بن وهيب بن هارون القرحتاوي

4272 - عبد الملك بن وهيب بن هارون القرحتاوي (1)

من أهل قرحتاء (2).

حكى عن عمّه عبد اللّه بن هارون.

حكى عنه أبو بكر أحمد بن البختري (3) الدمشقي.

4273 - عبد الملك بن هشام بن عبد الملك بن مروان

ابن الحكم بن أبي العاص الأموي

له ذكر.

و فيه يقول الكميت بن زيد:

من عبد شمس إلى الشآم و من *** عبد مناف لبيتك القطب (4)

و أنت في البيت ذي الدعائم من *** مخزوم بيت علائه النسب

صفا لك التّبر حين صفت فلا *** يخلص إلاّ من تبرك الذّهب

فما لحيّ مجد و مكرمة *** إلاّ لكم فوق مجده رتب

ص: 179


1- معجم البلدان: قرحتاء. ترجمته نقلا عن ابن عساكر.
2- قرحتاء من قرى دمشق.
3- كذا رسمها بالأصل، و في بدون إعجام، و في معجم البلدان: أبو بكر أحمد البحتري.
4- القطب: الحديدة القائمة التي تدور عليها الرحى.

4274 - عبد الملك بن يزيد

أبو عون الأزدي مولاهم الجرجاني (1)

مولى بني هناءة من الأزد.

أحد قوّاد بني العباس.

شهد حصار دمشق مع عبد اللّه و صالح ابني علي، و كان نازلا على باب كيسان، و مضى إلى مصر في طلب مروان.

و ولي إمرة مصر في خلافة السفّاح خلافة لصالح بن علي مرتين (2)،و كانت ولايته الثانية عليها ثلاث سنين و ستة أشهر (3).

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمّد بن جرير الطبري، قال (4):

و ذكر أنّ أبا عون عبد الملك بن يزيد مرض فعاده المهديّ ، فإذا منزل رثّ ، و بناء سوء، و إذا طاق صفّته التي هو فيها لبن، قال: و إذا مضربة (5) ناعمة في مجلسه، فجلس المهدي على وسادة، و جلس أبو عون بين يديه، فبرّه المهدي و توجّع لعلّته و قال أبو عون: أرجو عافية اللّه يا أمير المؤمنين، و إنّي لواثق أ لا أموت حتى أبلي اللّه في طاعتك ما هو أهله، فإنّا قد روّينا و روّينا، فأظهر له المهدي رأيا جميلا، فقال: أوصني بحاجتك، و سلني ما أردت، و احتكم في حياتك، و مماتك، فو اللّه لئن عجز مالك عن شيء توصي (6) به لأحتملنّه كائنا ما كان، فقل و اوص (7)،قال: فشكر أبو عون و دعا، و قال: يا أمير المؤمنين حاجتي أن ترضى عن

ص: 180


1- انظر أخباره في: ولاة مصر للكندي ص 118 و 122 و 127 و 131 و 139 و النجوم الزاهرة 325/1 و 336 و حسن المحاضرة 10/2.
2- كذا بالأصل و م، و يفهم من عبارة ولاة مصر للكندي أن عبد الملك ولي مصر للمرة الثانية في شهر رمضان سنة سبع و ثلاثين (ص 127)، و المشهور أن أبا العباس السفاح مات بالأنبار سنة 136 (مات بالأنبار يوم الأحد لثلاث عشرة خلت من ذي الحجة سنة 136، كما في تاريخ خليفة بن خيّاط ص 412).
3- ولاة مصر للكندي ص 127.
4- تاريخ الطبري 180/8 (حوادث سنة 169).
5- المضربة: القطعة من القطن.
6- الأصل و م: يوصى، و التصويب عن تاريخ الطبري.
7- الأصل و م «و ارض» و المثبت عن تاريخ الطبري.

عبد اللّه بن أبي عون، و تدعو به، فقد طالت (1) موجدتك عليه، فقال: يا أبا عون إنه على غير الطريق، و على خلاف رأينا و رأيك، إنه يقع في الشيخين أبي بكر و عمر، و يسيء القول فيهما، قال: فقال أبو عون: هو و اللّه يا أمير المؤمنين على الأمر الذي خرجنا عليه و دعونا إليه (2)،فإن كان قد بدا لكم فمرونا بما أحببتم حتى نطيعكم (3)،قال: و انصرف المهدي، فلما كان بالطريق قال لبعض من كان معه من ولده و إخوته (4):ما لكم لا تكونون (5) مثل أبي عون، و اللّه ما كنت أظن إلاّ أن منزله مبنيا بالذهب و الفضة، و أنتم إذا وجدتم درهما بنيتم بالساج و الذهب.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي زكريا البخاري.

ح و حدثنا خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم - لفظا - أنا أبو زكريا البخاري.

نا عبد الغني بن سعيد، قال: اسم أبي عون أمير مصر: عبد الملك بن يزيد.

4275 - عبد الملك بن يسار، و قيل ابن سيّار

تقدّم ذكره.

4276 - عبد الملك الدمشقي

شاعر، حكى عنه ابن أبي اللقا الشاعر.

قرأت في كتاب أبي الحسن علي بن محمّد بن المظفّر السّميساطي، حدثني ابن أبي اللقا، حدثني عبد الملك الدمشقي قال:

خرجت في عصبة من أصدقائي إلى دير مايونا (6)،فأخرج إلينا قسّ كان فيه شرابا عتيقا، و كان معنا غلام حسن الوجه يضرب بالعود، و يغني أحسن غناء، فجلسنا في روضة أريضة تظلّ

ص: 181


1- الأصل و م: طال.
2- كذا بالأصل و م و تاريخ الطبري ؟!.
3- الأصل: بصيعكم، و المثبت عن م و تاريخ الطبري.
4- الطبري:«و أهله» و بهامشه عن إحدى النسخ: إخوته.
5- الأصل و م: تكونوا، و المثبت عن الطبري.
6- كذا بالأصل، و في م:«مابونا» و في معجم البلدان: دير بونّا بفتح أوله و ثانيه و تشديد النون، مقصور، بجانب غوطة دمشق في أنزه مكان. و في غوطة دمشق لمحمد كردعلي: دير يونا (يوحنا) بالياء.

على الغوطة، و أقمنا ثلاثة أيام، و أنشدني فيه (1):

تملّيت طيب العيش في دير مايونا (2) *** بندمان صدق أكملوا (3) الظرف و الحسنا

خطبنا (4) إلى قسّ به بنت كرمة *** معتقة قد صيروا خدرها دنّا

فتنا بها عجبا و قال بهذه تيه *** على الآفاق عجبا بها منا

دفعنا إليه مهرها حين زفها *** عروسا تهادى في قراطفها رفنا

و قمنا إلى روض أريض فشادن *** عضيض يخار الحور في شكله حسنا

له جيد جيدا و عين غزالة *** يريك إذا عاينته البدر و الغصنا

يغني فيغنينا لحسن غنائه *** عن المحسنات الغانيات إذا غنى

و يثني لنا الإطراب رفاة عوده *** إذا عوده في حجره مرحا رنا

و يثني إلى غي التصابي قلوبنا *** إذا استنطق الأوتار أو حرك المتنا

و يبدي لنا اللحن المليح إذا شدا *** و قد أثر الأسماع أن يسمع اللحنا

خلعنا عذار اللهو عنا و لم نزل *** إذا أسرف العذال في العي أسرفنا

و هان علينا القول في طاعة الهوى *** فإن أكثر اللوام في اللوم (5) هونا

فسقيا لذاك العيش لو كان عائدا *** علينا و كنا قبل مثل الذي كنا

سأشكر ما قد قلته و وصفته *** من العصف و الإطراب في دير مايونا

4277 - عبد الملك البيلقاني الناسخ

له ذكر.

قرأت بخط أبي عبد اللّه محمّد بن علي بن أحمد بن منصور بن قبيس:

مات عبد الملك البيلقاني الناسخ في سنة ثمان و ثمانين و أربعمائة.

ص: 182


1- البيتان الأول و الثاني في معجم البلدان:«دير بونا» و قال: و فيه يقول أبو صالح عبد الملك بن سعيد الدمشقي.
2- معجم البلدان: دير باونّا.
3- معجم البلدان: كمّلوا.
4- معجم البلدان: خطبت.
5- في م: اللوام.

ذكر من اسمه عبد المنّان

4278 - عبد المنّان بن المتلمّس الشاعر

و اسمه جرير بن عبد المسيح بن عبد اللّه بن زيد بن دوفن بن حرب بن وهب بن جليّ بن أحمس (1) بن ضبيعة بن ربيعة بن نزار بن معدّ بن عدنان.

هلك ببصرى (2) من أعمال دمشق، و لا عقب له.

له (3) ذكر.

ص: 183


1- الأصل: أحمد، و في م: أحبس، و المثبت عن جمهرة ابن حزم ص 293.
2- جمهرة ابن حزم ص 293: هلك ببصرى في الإسلام.
3- سقطت من م.

ذكر من اسمه عبد المنعم

4279 - عبد المنعم بن أحمد بن الحسن الرّحبي

سمع بأطرابلس: أبا سعيد عثمان بن أحمد بن شنبك الدّينوري.

روى عنه: فاتك بن عبد اللّه المزاحمي الصّوري أبو الشجاع.

4280 - عبد المنعم بن أحمد الدقّاق المالكي الفقيه

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني (1)،قال: توفي في شهر رمضان سنة خمسين و أربعمائة عبد المنعم بن أحمد الدّقّاق المالكي كان فقيها على مذهب مالك، و كتب الحديث، و كان ثقة مستورا.

4281 - عبد المنعم بن إبراهيم

أبو الهيذام (2)

سمع: أبا الفضل محمّد بن يحيى بن محمّد بن عبد الحميد السّكسكي البتلهي، و أبا بكر محمّد بن يوسف الهروي، قرأت سماعه منه في كتابه.

4282 - عبد المنعم بن الحسن

أبو الفضل المعروف بابن اللعيبة الحلبي

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن المحسن بن أحمد بن الملحي - من لفظه و كتبه لي بخطه - في تسمية من اجتمع به بدمشق من أهل الأدب قال:

ص: 184


1- في م: الكناني، تصحيف، و الصواب ما أثبت، مرّ التعريف به.
2- في م: أبو الهندام.

عبد المنعم بن اللعيبة رجل من أهل حلب، محبّ للأدب، نصيبه منه وافر، و هو بما يحاوله منه ظافر، سريع الخاطر في النظم و النثر، مائل إلى الشجاعة، و معان (1) بها حتى إنه يرمي عن المنجنيق، و يضاهي فيه كل عريق، و له في الموسيقى يد جيدة طويلة، و يلحّن شعره، و يغني به لنفسه، و هو القائل في صبي اسمه حسن:

أيا حسنا وجهه كاسمه *** و يا طلعة البدر في تمّه

و يا ظالما أنا عبد له *** و لا أتشكّاه من ظلمه

فلا يعجل الناس في حربه *** فإنّ السلامة في سلمه

قال: و سمعته أيضا يتغني بقوله:

قبلت أثر مطاياهم لتشفيني *** يوم الرحيل و هل يشفي الجوى العفر

ثم انثنيت من الأشجان منطويا *** على ما أثّر في قلبي لها أثر

حدثنا أبو الخير صالح بن إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل الخوارزمي، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن نصر بن محمّد بن خميس الموصلي - بقراءتي عليه بها - قال: حكي عن أبي الفضل عبد المنعم بن الحسن بن لعيبة أنه رأى في المنام كأن شيخا بعرفة أنشده:

مهلا أبا الفضل لا تضرع إلى أحد *** و اقنع فأنت و ذو الإكثار أكفاء

صن ماء وجهك و اكفف عن إراقته *** لظاهر اللوم ما في وجهه ماء

4283 - عبد المنعم بن حفاظ بن أحمد بن خلف

أبو البركات الأنصاري المعروف بابن البقلي

سمع بدمشق أبا القاسم بن أبي العلاء، و أبا عبد اللّه بن أبي الحديد، و نصر المقدسي، و بمصر: أبا الحسن الخلعي، و بتنّيس: أبا الحسين عبد اللّه بن الحسن بن عمر بن رذاذ، و أبا الحسين محمّد بن سلمان بن الخضر بن الفرج القاضي التّنّيسي، و بمكة: هيّاج بن عبيد الحطّيني (2)،و القاضي حسين بن علي بن حسين.

و حدّث بشيء يسير:

سمع منه: أبو الحسن بن طاهر النحوي، و أبو محمّد بن صابر، و أبو عبد اللّه بن قبيس

ص: 185


1- بالأصل و م: و معانا.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 393/18.

و غيرهم بدمشق سنة تسع و تسعين و أربعمائة.

ثم اتصل بخيرخان بن قراجا والي حمص، و تقدم عنده حتى استوزره، ثم عثر منه على أنه كاتب طغتكين والي دمشق، فقبض عليه و كحله فقدم علينا أعمى، و رأيته غير مرة، و لم أسمع منه، أنشدني أبو الطّيّب أحمد بن عبد العزيز بن محمّد المقدسي لنفسه بالرافقة:

لم تجتمع شرف الأصول و طيبها *** و محاسن الأفعال و الألفاظ

و الجود كلّ الجود أجمع و التقى *** إلاّ لعبد المنعم بن حفاظ

مات عبد المنعم في جمادى الأولى سنة سبع عشرة و خمسمائة.

4284 - عبد المنعم بن الخضر بن العباس

أبو الفتح الغسّاني

سمع أبا سعيد عمرو بن محمّد بن يحيى الدّينوري وراق محمّد بن جرير الطّبري، و أبا عمر محمّد بن موسى بن فضالة (1)،و أبا عبد اللّه الحسين بن أحمد بن محمّد بن أبي ثابت، و أبا الحسن علي بن داود الورثاني، و أبا الطيب القصّار الفقيه، و أبا بكر أحمد بن الفضل بن العباس الدّينوري البهرامي.

روى عنه عبد الوهاب بن جعفر الميداني.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، نا عبد الوهاب الميداني - و نقلته أنا من خط الميداني - حدثني أبو الفتح عبد المنعم بن الخضر بن العباس، نا أبو سعيد عمرو بن يحيى الدّينوري، نا أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري، نا ابن حميد، نا يعقوب القمي، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير قال:

كان النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يصلّي فمرّ رجل من المسلمين على رجل من المنافقين فقال له النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:

«تصلي و أنت جالس ؟» فقال له: امض إلى عملك إن كان لك عمل، فقال: ما أظن إلاّ سيمر عليك من ينكر عليك، فمرّ عليه عمر بن الخطاب، فقال له: يا فلان، النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يصلي و أنت جالس ؟ فقال له مثلها، قال له: هذا من عملي، فوثب عليه فضربه حتى انتهر، ثم دخل المسجد فصلّى مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، فلما انفتل النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قام إليه عمر، فقال: يا نبي اللّه مررت آنفا على فلان و أنت تصلّي، فقلت له: النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يصلّي و أنت جالس، قال: مرّ إلى عملك، إن

ص: 186


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 157/16.

كان لك عمل، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«فهلاّ ضربت عنقه!» فقام [عمر] مسرعا، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«يا عمر، ارجع، فإن غضبك عزّ، و رضاك حكم، إن للّه في السموات السبع ملائكة يصلون له، غني عن صلاة فلان».

فقال عمر: يا نبي اللّه، و ما صلاتهم ؟ فلم يرد عليه شيئا، فأتاه جبريل فقال: يا نبي اللّه، سألك عمر عن صلاة أهل السماء؟ قال:«نعم» قال: اقرأ على عمر السلام، و أخبره أن أهل السماء الدنيا سجود إلى يوم القيامة، يقولون: سبحان ذي (1) الملك و الملكوت، و أهل السماء الثانية قيام إلى يوم القيامة يقولون (2):سبحان الحي الذي لا يموت.

آخر الجزء التاسع و العشرين (كذا) من الفرع.

4285 - عبد المنعم بن عبيد اللّه بن غلبون

أبو الطّيّب الحلبي (3)

نزيل مصر، المقرئ الشافعي.

قدم دمشق، قرأ القرآن على نجم بن بدير، و نصر بن يوسف... (4) المجاهدي صاحب ابن مجاهد.

و حدّث عن أبي محمّد عبيد اللّه بن الحسين الأنطاكي الصّابوني، و أبي أيوب سليمان بن محمّد بن إدريس الحلبي المعروف بابن زويط (5)،و أبي الحارث أحمد بن محمّد بن عمارة الدمشقي، و أبي محمّد عبد اللّه بن سعد بن يحيى الفاضلي القرشي، و عدي (6) بن أحمد بن عبد الباقي الأذني (7)،و أبي عبد اللّه بن خالويه، و أبي بكر محمّد بن نصر بن هارون السّامري.

ص: 187


1- ما بين الرقمين سقط من م.
2- ما بين الرقمين سقط من م.
3- انظر أخباره في: غاية النهاية في طبقات القراء 470/1 وفيات الأعيان 277/5 (ضمن أخبار مكي بن حموش) طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 338/3 حسن المحاضرة 490/1 معرفة القراء الكبار 355/1 رقم 282 تاريخ الإسلام (حوادث سنة 381-400) ص 184 و شذرات الذهب 131/3 و تحرف فيهما اسم أبيه إلى «عبد اللّه» و تذكرة الحفاظ 1021/3 و العبر 44/3.
4- رسمها بالأصل:«الزابي» و في م:«الراى».
5- الأصل و م: رويط ، و التصويب عن تاريخ الإسلام و معرفة القراء.
6- الأصل:«وعد» و المثبت عن م و معرفة القراء و تاريخ الإسلام.
7- الأصل و م:«الادى» تصحيف، و التصويب عن تاريخ الإسلام.

روى عنه: أبو محمّد عبد اللّه بن جعفر الخبّازي الطبري، و أبو العباس أحمد بن سعيد الشيحي المعدّل، و أبو بكر محمّد بن جعفر بن علي الميماسي، و أبو طالب علي بن عبد السّميع (1) العباسي المصري، و أبو صالح محمّد بن أبي عدي السمرقندي، و أبو الفرج عبيد اللّه بن أحمد بن السّخت الرّقّي، و أبو حفص محمّد بن أحمد بن محمّد الجرجاني، و أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن كامل الصّوري، و أبو محمّد الحسن بن إسماعيل الضّرّاب.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، نا نصر بن إبراهيم، أنا أبو بكر محمّد بن جعفر الميماسي - قراءة عليه في منزله بعسقلان - نا أبو الطّيّب عبد المنعم بن عبيد اللّه بن غلبون المقرئ بمصر، نا سليمان - هو ابن محمّد بن إدريس-، نا هارون بن داود المصّيصي، نا مكي - و هو ابن إبراهيم - نا عبد اللّه بن أبي حميد، عن أبي المليح، عن معقل بن يسار، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«اعملوا بالقرآن، أحلّوا حلاله، و حرّموا حرامه، و اقتدوا به، و لا تكفروا بشيء منه، و ما تشابه عليكم فردّوه إلى اللّه - عز و جل - و إلى أولي العلم من بعدي كيما يخبروكم، و آمنوا بالتوراة و الإنجيل و الزّبور، و ما أوتي النّبيّون من ربّهم، و ليسعكم القرآن و ما فيه، فإنه شافع مشفّع، و ما حل مصدّق (2)،و إنّ لكلّ آية نورا يوم القيامة، ألا و إنّي أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول، فأعطيت طه، و الطواسين، من ألواح موسى، و أعطيت فاتحة الكتاب و خواتيم البقرة من تحت العرش، و المفصّل نافلة»[7449 م].

أخبرنا أبو الفتح الفقيه، نا نصر (3) بن إبراهيم - إملاء - أنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن علي الميماسي - بعسقلان - نا أبو الطّيّب عبد المنعم بن غلبون المقرئ، نا أبو الحارث أحمد بن محمّد بن عمارة، نا أحمد بن المعلّى، حدثني هشام بن عبد الملك، قال:

لما أمر الوليد ببناء مسجد دمشق وجدوا في حائط المسجد القبلي لوحا من حجر فيه

ص: 188


1- بعدها في م ضبة.
2- ما حل مصدق: أي خصم مجادل مصدق، و قيل: ساع مصدق، من قولهم: محل بفلان إذا سعى به إلى السلطان، يعني أن من اتبعه و عمل بما فيه فإنه شافع له مقبول الشفاعة، و مصدق عليه فيما يرفع من مساويه إذا ترك العمل به.(النهاية لابن الأثير: محل).
3- في م: ناصر، تصحيف.

كتاب نقش فأتوا به الوليد، فذكر الحكاية التي تأتي في ترجمة وهب بن منبّه إن شاء اللّه عز و جل.

أخبرنا أبو الفتح أيضا، نا نصر المقدسي، حدثني أبو القاسم عبد الرّحمن بن عبد اللّه المقرئ - رحمه اللّه - أخبرني أخي يحيى بن عبد اللّه، أخبرني أبو الطّيّب عبد المنعم بن غلبون المقرئ بمصر قال:

لما فتحت عمورية وجدوا على كنيسة من كنائسها مكتوب بالذهب: شرّ الخلف خلف يشتم السلف، واحد من السلف خير من ألف من الخلف، يا صاحب الغار نلت كرامة الافتخار، إذ أثنى عليك الملك الجبّار، إذ يقول في كتابه المنزل على نبيه المرسل: ثٰانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمٰا فِي الْغٰارِ (1)،يا عمر ما كنت واليا بل كنت والدا، عثمان، قتلوك مقهورا و لم يزوروك مقبورا، و أنت يا علي، إمام الأبرار، و الذابّ عن وجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم الكفار، فهذا صاحب الغار، و هذا أحد الأخيار، و هذا غياث الأمصار، و هذا إمام الأبرار، فعلى من ينتقصهم لعنة الجبار.

قال: فقلت لصاحب له قد سقطت حاجباه على عينيه من الكبر: منذ كم هذا على باب كنيستكم مكتوب ؟ (2) فقال: من قبل أن يبعث نبيكم بألفي عام، و هو قول اللّه عز و جل في كتابه ذٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرٰاةِ ، وَ مَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ (3).

أخبرنا أبو الحسن الشافعي، و أبو الفضل بن ناصر، قالا: أجاز لنا أبو إسحاق الحبّال، قال: سنة تسع و ثمانين و ثلاثمائة أبو الطّيّب عبد المنعم بن غلبون المقرئ يوم الجمعة لستّ خلون من المحرم. و قال الشافعي: من جمادى الأولى (4)-يعني مات هو-.

ذكر أبو علي الحسين بن محمّد بن أحمد الغسّاني: أنه مات في جمادى الآخرة من هذه السنة فاللّه أعلم، و قال: و كان ثقة خيارا (5).

ص: 189


1- سورة التوبة، الآية:41.
2- الأصل و م: مكتوبا.
3- سورة محمد، الآية:29.
4- نقل الذهبي في تاريخ الإسلام عن الحبال أنه توفي يوم الجمعة لسبع خلون من جمادى الأولى. و في معرفة القراء و تاريخ الإسلام أنه ولد سنة 309 و في غاية النهاية: ولد ليلة الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت من رجب سنة تسع و ثلاثمائة بحلب.
5- تاريخ الإسلام (حوادث سنة 381-400) ص 185 و معرفة القراء 356/1.

4286 - عبد المنعم بن عبيد اللّه

أبو سعد بن المنادي البغدادي

دخل دمشق، و لقي بها بعض الصالحين.

حكى عنه: أبو الحسين محمّد بن أحمد بن علي الحصري البغدادي.

أنبأنا أبو السعود بن المجلي، أخبرني أخي أبو نصر هبة اللّه بن علي بن محمّد بن المجلي، حدثني أبو الحسين محمّد بن أحمد بن علي الحضرمي، أخو أبي البركات، حدثني أبو سعد عبد المنعم بن عبيد اللّه بن المنادي، قال:

كنت بجامع دمشق يوما في بعض أسفاري، فرأيت فيه رجلا، فقال لي: إذا دخلت بغداد امض إلى أبي الحسن القزويني اقرأ عليه السلام، فقلت: عن من أقول ؟ فقال لي: ليس تحتاج قلوب العارفين تتعارف، فلما دخلت بغداد، دخلت عليه المسجد، و هممت أن أبلغه السلام، فقال لي: ابتدأني، بلغ اللّه سلامان، و حسبنا اللّه و نعم الوكيل، فأبهرني ذلك، و ودّعته و انصرفت.

4287 - عبد المنعم بن عبد الملك

أبو القاسم

الإمام ببانياس.

حكى عن أبي العباس أحمد بن مضر الجلودي، و معاذ بن أحمد الصّوريين.

و روى عنه: أبو أحمد عبد اللّه بن (1) بكر بن محمّد الطّبراني ساكن الأكواخ (2)،و ذكر أنه كان شيخا صالحا.

4288 - عبد المنعم بن عبد الواحد بن علان

أبو القاسم القاضي

حدّث عن: أبي الخير أحمد بن علي الحافظ الحمصي.

روى عنه: عبد العزيز بن أحمد.

ص: 190


1- في معجم البلدان (الأكواخ): ابن أبي بكر.
2- الأكواخ ناحية من أعمال بانياس ثم من أعمال دمشق (معجم البلدان).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني (1)،أنا أبو القاسم عبد المنعم بن عبد الواحد، أنا أبو الخير أحمد بن علي الحافظ ، نا أبو يعقوب إسحاق بن أحمد بن إسحاق الحلبي، نا أبو داود سليمان الحرّاني ثنا (2) سليمان (3) بن داود القرشي، نا عبد اللّه بن سمعان المدني، عن فاطمة بنت الحسين، عن أبيها، عن علي أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«الذباب في أحد جناحيه داء و في الآخر شفاء، فإذا وقع على الطعام فاغمسوه فيه يذهب اللّه الداء بالدواء».

الصواب: محمّد بن سليمان بن أبي داود، و هو حرّاني، يعرف بالبومة.

سمع عبد العزيز من هذا الشيخ في سنة ثلاث عشرة و أربعمائة.

4289 - عبد المنعم بن علي بن أحمد بن الغمر بن أحمد بن الغمر

أبو القاسم الكلابي الورّاق المعروف بالمديد (4)

سمع أبا عبد اللّه محمّد بن علي بن يحيى، و أبوي (5) القاسم: ابن الفرات، و السميساطي، و أبا نصر أحمد بن علي بن الحسن الكفرطابي، و علي بن الخضر السّلمي، و أبا القاسم الحنّائي، و أبا علي الأهوازي، و أبا الفضل عبد الكريم بن الحسين بن إسماعيل، و رشأ بن نظيف، و أبا الحسين بن أبي نصر، و أبا الحسن بن أبي الحديد، و أبا نصر أحمد بن الحسن بن الحسين الشيرازي، و عبد العزيز الكتاني (6)،و أحمد بن محمّد بن عمر القزويني.

روى عنه غيث بن علي.

ص: 191


1- في م: الكناني، تصحيف.
2- بالأصل:«بن» تصحيف و المثبت عن م و انظر ترجمة أبي داود سليمان بن سيف بن يحيى بن درهم الحراني في تهذيب الكمال 63/8.
3- كذا بالأصل و م: سليمان بن داود القرشي. و هو تصحيف، و الصواب محمد بن سليمان بن أبي داود الحراني، أبو عبد اللّه و يعرف ببومة، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 323/16 و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب.
4- المشيخة 129/أ، و سير أعلام النبلاء 263/19.
5- الأصل و م:«أبو» و الصواب ما أثبت انظر ترجمة أبي القاسم علي بن محمد بن يحيى بن محمد السميساطي في سير أعلام النبلاء 71/18.
6- في م: الكناني، تصحيف.

و سمع منه... (1) أبو الحسين (2) الحافظ ، و أصحابنا، و أجاز لي جميع حديثه.

قرأت بخط أبي القاسم بن صابر.

قال لي أبو القاسم عبد المنعم بن علي بن أحمد بن الغمر الكلابي الشروطي و سألته عن مولده فقال: ولدت في سنة ثمان و عشرين و أربعمائة، و سمعت الحديث في سنة اثنتين و أربعين.

قال لي أبو البركات الخضر بن أبي طاهر:

توفي شيخنا أبو القاسم عبد المنعم بن علي بن أحمد الكلابي في يوم الخميس غدوة، و دفن من يومه بعد العصر الثامن من ذي القعدة من سنة أربع و خمسمائة في مقبرة باب الفراديس.

قال: و أخبرني أن مولده في شوال من سنة سبع و عشرين و أربعمائة.

ذكر أبو محمّد بن الأكفاني: أن أبا القاسم عبد المنعم بن علي بن أحمد بن الغمر الكلابي الورّاق، توفي يوم الخميس السابع من ذي القعدة سنة أربع و خمس مائة.

و ذكر أنه نزل في بركة حمام جاره فمات فيها، و دفن بباب الفراديس.

و كذا قال ابن صابر: السابع.

4290 - عبد المنعم بن علي بن محمّد بن أحمد بن داود بن محمّد بن الوليد

أبو محمّد الخطيب العدل المعروف بابن النّحوي

حدّث عن أبي بكر الميانجي.

و سمع أبا بكر بن أبي الحديد.

روى عنه: أبو سعد إسماعيل بن علي السّمّان، و عبد العزيز الكتاني (3).

أخبرنا (4) أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني (5)،أنا عبد المنعم بن علي بن محمّد بن أحمد بن داود الخطيب، نا يوسف بن القاسم الميانجي، نا أبو خليفة الفضل بن

ص: 192


1- كلمة غير واضحة بالأصل و رسمها:«ابرحى» و في م:«ابوحى».
2- في م: الحسن.
3- في م: الكناني، تصحيف.
4- ما بين الرقمين سقط من م.
5- ما بين الرقمين سقط من م.

الحباب، نا أبو عمر الحوضي، نا جامع بن مطر، عن معاوية بن قرّة، عن معقل بن يسار، قال:

حرّمت الخمر، و إنّ عامّة شرابهم الفضيخ (1)،قال: فقذفتها و أنا أقول هذا آخر عهد بالخمر.

سمعه منه عبد العزيز سنة خمس عشرة و أربعمائة بجامع دمشق.

4291 - عبد المنعم بن محمّد بن عبيد اللّه بن محمّد

ابن عبد الكريم بن أبي حكيم

أبو محمّد القرشي

روى عن جعفر بن أحمد بن عاصم.

روى عنه أبو نصر بن الجبّان (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو نصر بن الجبّان، أنا أبو محمّد عبد المنعم بن محمّد بن عبيد اللّه بن أبي حكيم القرشي، نا جعفر بن أحمد بن عاصم، نا هشام بن عمّار، نا شعيب بن إسحاق، نا سعيد بن أبي عروبة، عن عامر الأحول، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«لا يرجع في هبته إلاّ الوالد من ولده، و العائد في هبته كالعائد في قيئه»[7450].

4292 - عبد المنعم بن محمّد الكندي الصائغ

حكى عن: أبي محمّد عبد اللّه بن عطية.

سمع منه: أبو الفرج محمّد بن أحمد بن عثمان الزّملكاني (3).

قرأت بخط أبي الفرج الزّملكاني، حدثني عبد المنعم بن محمّد الكندي، حدثني أبو محمّد عبد اللّه بن عطية الأديب قال:

رأيت في النوم كأن على قبة جامع دمشق شابين و هما يعودان بيوتات دمشق، فقال

ص: 193


1- الفضيخ: عصير العنب، و شراب يتخذ من بسر مفضوخ، و لبن غلبه الماء (القاموس المحيط : فضخ).
2- في م: الحمار، تصحيف. و قد مرّ التعريف به.
3- هذه النسبة بفتح الزاي و اللام، بينهما ميم ساكنة، إلى زملكان، قريتان إحداهما بدمشق و الأخرى ببلخ، و أبو الفرج ينسب إلى زملكان دمشق، و أهل الشام يقولون زملكا، و هي قرية بغوطة دمشق (معجم البلدان).

أحدهما للآخر: يا أخي أعيذها باللّه ما فيها بيت فيه بدعة إلاّ بيت أبي محمّد بن الأشعث في المقسلاط (1)،و بيت ابن عمه ابن الأشعث في قطنا، قال عبد المنعم: و كان ابن عمه يسكن في قطنا، قال عبد المنعم: فما مرّت الأيام حتى اتّصل أبو محمّد بن الأشعث و صار داعيا، و رأيت ابن عمه بين يدي أحد الأشراف في أسوأ ما يكون من الحال.

و حدثني أبو العشائر الزّمن بياع الدفاتر بعد ما سألته، و ذلك أنّي رأيت عنده كتاب «اختلاف العلماء للمروزي» كل ورقة منه مصلّب بالحبر من الناحيتين، فقلت: ما شأن هذا الكتاب ؟ فقال: هذا كان لأبي محمّد بن الأشعث، فلما اتّصل عمد إلى كتبه فصلبها كما ترى و باعها.

4293 - عبد المنعم بن موحد بن إسحاق بن إبراهيم بن سلامة

أبو القاسم بن البرّي

حكى عن: خال أبيه أبي حفص عمر بن سعيد بن البرّي.

حكى عنه علي الحنّائي.

ذكر أبو الحسن علي (2) بن محمّد الحنّائي فيما نقلته من خطه، سمعت أبا القاسم عبد المنعم بن الموحد البرّي يقول: سمعت أبا حفص عمر بن البرّي يقول: اجتمع عندي أبو القاسم الإمام، و أبو بكر بن الفريابي، و أبو محمّد بن الوراق، و ختن الطوسي فيسألوني أن أحكي لهم من فضائل أبي بكر بن سيد حمدويه فقلت لهم: لو أن الشيخ في الحياة ما جسرت أن أحكي له ما رأيت منه.

آخر الجزء الثالث عشر بعد الثلاثمائة من الأصل.

ص: 194


1- موضع بدمشق، و هو موضع النحاسين (غوطة دمشق لمحمد كردعلي ص 11).
2- الأصل:«عن» تصحيف، و التصويب عن م، و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 565/17.

ذكر من اسمه عبد المؤمن

4294 - عبد المؤمن بن أحمد

أبو حاتم البيروتي القاضي

حدّث عن أحمد بن يوسف الأوزاعي.

روى عنه: أبو (1) عبد اللّه بن منده.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا عبد المؤمن بن أحمد البيروتي، نا أحمد بن يوسف الأوزاعي، نا موسى بن سهل الرّملي، نا أحمد بن يوسف بن أبي أسماء بن علي، قال: سمعت جدي أبو (2) أسماء بن علي بن أبي أسماء، عن أبيه، عن جده أبي أسماء قال (3):

وفدت (4) على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فبايعته و صافحني، فآليت على نفسي أن لا أصافح أحدا بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

قال: و أنا ابن منده، أنا عبد المؤمن بن أحمد أبو حاتم القاضي ببيروت، أنا أحمد بن يوسف الأوزاعي، نا موسى بن سهل، نا مدرك بن سليمان الجذامي، حدثني سليمان بن عقبة، عن أبيه عقبة بن شبيب أراه عن أبيه، عن جده حرام بن حزم (5) الجذامي، قال:

ص: 195


1- سقطت «أبو» من م.
2- الأصل و م:«أبا».
3- رواه ابن حجر في الإصابة 7/4 ضمن أخبار أبي أسماء الشامي.
4- عن الإصابة، و بالأصل و م: ولدت.
5- كذا بالأصل و م، و في أسد الغابة: حازم بن حرام، و قيل: حزام - الخزاعي، و في الإصابة: حازم بن حرام الجذامي و في الاستيعاب: حازم بن حزام الخزاعي. و صوب ابن حجر اسم أبيه أنه بمهملتين:«حرام».

أتيت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بصيد اصطدته، فأهديتها، فقبلها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و كساني عصابته، و سمّاني حرام (1).

4295 - عبد المؤمن بن خلف بن طفيل بن زيد

ابن طفيل بن شريك بن شماس بن زيد بن الحارث

أبو يعلى التّميمي النّسفي (2)

محدّث مشهور.

له رحلة سمع فيها بدمشق أبا العباس عبد اللّه بن عتّاب بن الزّفتي، و محمّد بن علي بن خلف، و محمّد بن العباس بن الوليد بن الدّرفس، و بغيرها: محمّد بن سليمان الشيزري، و بكر بن سهل الدّمياطي، و أبا عبد اللّه أحمد بن خليد بحلب، و إبراهيم بن عبد اللّه القصّار الكوفي، و هاشم بن يونس القصّار المصري، و يحيى بن عثمان بن صالح، و عبيد بن محمّد الكشوري، و علي بن عبد العزيز البغوي بمكة.

روى عنه أبو الحسن محمّد بن أحمد بن... (3)،و أبو علي منصور بن عبد اللّه الخالدي، و أبو الفضل أحمد بن أبي عمران الهروي، و أبو الحسن علي بن بندار الطّبري، و أبو علي الحسن بن محمّد بن... (4) البلخي، و محمّد بن أحمد بن الفضل.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن علي بن فطيمة البيهقي، أنا أبو سعيد محمّد بن علي بن محمّد الخشّاب - بنيسابور - أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن... (5)، أنا أبو يعلى عبد المؤمن بن خلف بن طفيل بن زيد بن طفيل بن شريك بن شمّاس بن زيد بن الحارث التّميمي، ثم النّسفي (6)،أنا إبراهيم بن عبد اللّه العبسي، أنا وكيع بن الجرّاح، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«إنّ أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء و الفجر، و لو يعلمون ما فيهما لأتوهما و لو حبوا»[7451].

ص: 196


1- كذا بالأصل و م.
2- انظر أخباره في: تذكرة الحفاظ 866/3 و سير أعلام النبلاء 480/15 و العبر 272/2 و شذرات الذهب 373/2.
3- غير واضحة بالأصل و م و قد تقرأ: شيث.
4- غير واضحة بالأصل و رسمها:«سطم» و في م:«اسنطم».
5- غير واضحة بالأصل و م و قد تقرأ: شيث.
6- غير مقروءة بالأصل و م، و لعل الصواب ما أثبت.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن المفضّل بن سيّار الدهّان - بهراة - أنا أبو سهل نجيب بن ميمون بن سهل بن علي الواسطي، نا أبو علي منصور بن عبد اللّه بن خالد بن أحمد بن حمّاد الذهلي، أنا أبو جعفر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه بن حمزة بن جميل البغدادي.

ح قال: و حدثني أبو يعلى عبد المؤمن بن خلف بن زيد بن طفيل النّسفي.

قالا: نا يحيى بن عثمان صالح، نا أبو صالح كاتب الليث، حدّثني أبو يحيى سليمان بن عيسى بن نجيح السّجزي، عن سفيان بن سعيد الثوري، عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل، عن محمّد بن علي بن الحنفية، عن علي بن أبي طالب قال:

أمرنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أن ندفن موتانا وسط قوم صالحين و قال:

«إن الموتى يتأذّون بجيران السوء كما يتأذّى الأحياء»[7452].

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد البيهقي، أنا أبو سعيد الخشّاب، أنا أبو الحسن (1) محمّد بن أحمد، أنا أبو يعلى عبد المؤمن بن خلف، نا محمّد بن علي بن خلف - بدمشق - نا أحمد بن أبي الحواري، قال: سمعت محمّد بن نعيم بالموصل يقول: لا ينال حبّ اللّه إلاّ بالنصب (2) للّه، و القلب الذي يحبّ للّه يتعب للّه.

قال (3):و أنا أبو يعلى، نا محمّد بن العباس بن الوليد بدمشق، نا أحمد بن أبي الحواري، نا دحيم قال: سمعت أبا عبد اللّه المؤذن البصري يقول: من أحبّ للّه لم يجد طعم الخبز (4).

4296 - عبد المؤمن بن المتوكّل بن مشكان

أبو خازم البيروتي

حدّث بدمشق و بيروت عن أبي الجهم بن طلاّب، و أبي الحسن محمّد بن بكار البتلهي، و أبي العباس عبد اللّه بن عتّاب الزّفتي، و أبي الحسن بن جوصا، و محمّد بن يوسف الهروي، و مكحول البيروتي، و أبي جعفر محمّد بن إبراهيم الدّيبلي (5).

ص: 197


1- في م: الحسين.
2- النصب: التعب (اللسان).
3- من هنا إلى آخر الخبر سقط من م.
4- توفي أبو يعلى عبد المؤمن بن خلف في جمادى الآخرة سنة ست و أربعين و ثلاثمائة بنسف (انظر سير أعلام النبلاء 482/15 و تذكرة الحفاظ 867/3).
5- إعجامها مضطرب بالأصل، و اللفظة غير مقروءة في م من سوء التصوير و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 9/15.

روى عنه: أبو مسعود صالح بن أحمد بن القاسم الميانجي، و أبو علي الحسين بن أحمد بن محمّد بن المبارك البعلبكّي، و تمام بن محمّد الرازي.

قرأت بخط أبي محمّد عبد العزيز بن أحمد، و أخبرني أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة عنه، حدثني أبو الحسن علي بن الحسن بن علي الرّبعي، أنا أبو علي الحسين بن أحمد بن محمّد بن المبارك البعلبكي، نا عبد المؤمن بن المتوكل بن مشكان، أبو خازم القاضي ببيروت في منزله، أنا أبو الحسن بن بكّار، نا محمّد بن الوليد - يعني القلانسي - نا مهدي بن عيسى، نا بشر بن مروان، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن مالك بن يخامر، عن معاذ بن جبل، قال:

قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«ما أزين الحلم»[7453].

قرأت بخط أبي القاسم تمام بن محمّد، و أنبأنيه أبو محمّد بن الأكفاني، و ابن السّمرقندي، قالا: أنا أبو الحسين بن صصري، أنا تمام بن محمّد، أخبرني عبد المؤمن بن المتوكل قاضي بيروت بدمشق.

بحديث ذكره.

4297 - عبد المؤمن بن مهلهل القرشي

حكى عن أبيه.

روى عنه هشام بن عمّار.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و علي بن زيد السّلميان، قالا: أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم - زاد الفقيه: و أبو محمّد بن فضيل - قالا: أنا أبو الحسن (1) بن عوف، أنا أبو علي بن منير، أنا أبو بكر بن خريم.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن عبدان، أنا محمّد بن علي بن أحمد بن المبارك، أنا عبد اللّه بن الحسين بن عبدان، أنا عبد الوهاب الكلابي، نا أبو الجهم بن طلاّب، قالا: نا هشام بن عمّار في مشايخه الدمشقيين، نا عبد المؤمن بن مهلهل القرشي، عن أبيه، قال:

قال لي مروان بن محمد لما عظم أمر أصحاب الرايات السود: لو لا وحشتي لك، و أنسي بك لأحببت أن تكون ذريعة فيما بيني و بين هؤلاء القوم، فأخذ لي و لك الأمان. فقال:

ص: 198


1- اللفظة غير واضحة بالأصل و المثبت عن م.

أني و قد بلغت هذه الحال، قال: إي و اللّه. قال: فأنا أدلك على أحسن في الأحدوثة مما أردت. قال: أذكره، قال: إبراهيم بن محمد في يديك تخرجه من حبسك، و تزوجه ابنتك، و تشركه في أمرك. فإن كان الأمر كما تقولون انتفعت بذلك عنده، و إلاّ يكون كذلك كنت قد وضعت ابنتك في كفاءة، فقال: أشرت و اللّه بالرأي و لكن الآن ؟! السيف و اللّه أهون من ذلك! انتهى حديث أبي الجهم، و زاد ابن خريم (1):و لكن انتظروا خامس ولد العباس، فو اللّه ليملكنها سبعا يكون فيها لاهيا، و سبعا ساهيا، و تسعا جابيا، و ليموتن في سنة ثلاث و تسعين و مائة، و لتدخلن سن أربع ببلاء من العصبية. و ليخرجن السفياني في سنة خمس و تسعين و مائة.

الخامس هو الرشيد، و ولى ثلاثا و عشرين سنة، و خرج أبو العميطر: علي بن عبد اللّه بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان في سنة خمس على الأمين.

4298 - عبد المؤمن بن يزيد بن عبد الملك

ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي

كان يسكن في ربض باب الجابية، و زوجته فاطمة ابنة اليمان بن صدقة بن الوليد بن عبد الملك، و كانت أم عبد المؤمن هذا - أو أم أخويه: أبو بكر و علي - امرأة كلبية. ذكرهما أبو الحسن بن أبي العجائز في تسمية من كان بدمشق من بني أمية، و ذكر أن له ابنا اسمه محمد (2) محتلم، و ابنته اسمها فاطمة عاتق.

ص: 199


1- الأصل: خزيم، تصحيف.
2- أقحم بعدها بالأصل و م: بن.

ذكر من اسمه عبد الواحد

4299 - عبد الواحد بن أحمد بن إسماعيل بن عوف

أبو القاسم المري الشاهد

حدث عن أبي علي محمد بن سليمان أخي خيثمة، و أبي بكر محمد بن العباس بن الفضل بن البردي (1)،و أبي المعمر الحسين بن محمد بن سنان المعروف بالموصلي، و أبي الحسن خيثمة بن سليمان بن سنان المعروف بالموصلي، و أبي الحسن خيثمة بن سليمان.

روى عنه علي الحنّائي، و علي الرّبعي.

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا علي بن محمّد الحنّائي، أنا أبو القاسم عبد الواحد بن أحمد بن عوف - قراءة عليه - أنا أبو علي محمّد بن سليمان بن حيدرة الأطرابلسي، نا خراش بن مخلد، نا أحمد بن عاصم، عن عبد العزيز بن مسلم، عن الأعمش، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«تخرج عنق (2) من النار لها عينان تبصر، و أذنان تسمع، و لسان ناطق، تقول: أمرت بأخذ الجبارين، ثم تخرج فتقول: أمرت بأخذ من اتّخذ مع اللّه إلها آخر، ثم تخرج فتقول:

أمرت بأخذ المصوّرين»[7454].

قرأت بخط أبي الحسن الحنّائي، و أنبأنيه أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني (3)،أنا علي الحنّائي، أنا أبو القاسم عبد الواحد بن أحمد بن إسماعيل الشاهد، و كان

ص: 200


1- كذا رسمها بالأصل، و في م: البردعي.
2- اللفظة غير واضحة بالأصل و رسمها:«عمن» و المثبت عن م، و العنق: الطائفة من الناس. و عنق من النار أي طائفة منها (النهاية).
3- في م: الكناني، تصحيف.

من الدارسين لكتاب اللّه - رحمه اللّه-.

فذكر عنه حديثا.

قرأت بخط عبد المنعم بن النحوي، مات أبو القاسم بن عوف الشيخ يوم الثلاثاء لثمان خلون من شهر ربيع الأول سنة تسع و تسعين و ثلاثمائة.

و قرأت بخطه في موضع آخر: مات أبو القاسم بن أبي عبد اللّه بن عوف في يوم الجمعة لعشر بقين من المحرم سنة إحدى و أربعمائة.

4300 - عبد الواحد بن أحمد بن الطّيّب

أبو القاسم الوكيل يعرف بابن القماح

حدث عن عبد الوهاب الكلابي.

روى عنه عبد العزيز الكتاني (1).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو القاسم عبد الواحد بن أحمد بن (2) الطيب الوكيل، نا عبد الوهاب بن الحسن، نا أحمد بن عمير، نا أبو عمير - و هو عيسى بن محمّد - نا ضمرة، عن أبي شعبة الشّعباني، عن شعبة، عن معاوية بن قرّة، عن أبيه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم»[7455].

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدثني أبي، نا يزيد، أنا شعبة، عن معاوية بن قرة، عن أبيه قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فذكر مثله.

4301 - عبد الواحد بن أحمد بن عمر بن أبي الأشعث

أبو طاهر بن السّمرقندي

ولد بدمشق.

و سمع بها أبا الحسين بن مكي و غيره.

ص: 201


1- في م: الكناني، تصحيف.
2- أقحم بعدها بالأصل: عوف.
3- مسند أحمد بن حنبل 305/5 رقم 15596.

و حدّث عنه ببغداد، و سمع بها من جماعة.

توفي أبو طاهر بن السّمرقندي في صفر سنة خمس و خمسمائة ببغداد.

4302 - عبد الواحد بن أحمد بن محمّد

ابن سفيان (1) بن محمّد بن مقدام بن قادم

يعرف بابن مشماس

أبو محمّد - و قيل أبو القاسم - الهمداني

و يقال: عبد الواحد بن محمّد بن محمّد بن يوسف

هكذا نسبه أبو علي الأهوازي.

حدّث بكتاب الصحيح عن أبي زيد المروزي (2).

و روى عن أبي القاسم بن أبي العقب، و أبي عبد اللّه الحسين بن أحمد بن أبي ثابت، و أبي نصر محمّد بن محمّد بن زكريا البلخي.

روى: عنه عبد العزيز بن أحمد، و علي بن محمّد الحنّائي، و علي بن محمّد بن شجاع، و علي بن الخضر، و أبو سعد السّمّان، و أبو الفتح نصر بن الحسين البالسي الجزري، و أبو علي الأهوازي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا عبد الواحد بن أحمد بن مشماس، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن أبي ثابت، نا أبو عقيل أنس بن السّلم، نا محمّد بن رجاء، نا منبّه بن عثمان الدّمشقي، حدثني الزّبيدي عن الزّهري، عن عطاء، عن أبي أيوب الأنصاري، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«قد يتوجه الرجلان إلى المسجد، فينصرف أحدهما، و صلاته أفضل من الآخر إذا كان أفضلهما عقلا، و ينصرف الآخر، و صلاته لا تعدل مثقال ذرّة»[7456].

أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد الكتّاني، قال:

توفي شيخنا أبو محمّد عبد الواحد بن أحمد بن مشماس يوم السبت مستهل شهر

ص: 202


1- كذا بالأصل و في م و المختصر 245/15 يوسف.
2- هو محمد بن أحمد بن عبد اللّه بن محمد، أبو زيد راوي صحيح البخاري ترجمته في سير أعلام النبلا 313/16.

رمضان سنة تسع عشرة و أربعمائة، سمّعه والده شيئا كثيرا.

حدّث بكتاب الجامع الصحيح للبخاري عن أبي زيد محمّد بن أحمد المروزي، عن محمّد بن يوسف الفربري، وجد بلاغة فيه مع أبيه.

و حدث عن علي بن يعقوب بن أبي العقب و غيره، و كان سماعه صحيحا غير أنه لم يكن الحديث من صنعته.

و ذكر أبو بكر محمّد بن علي بن موسى الحداد: أنه مات سنة ثماني عشرة، و اللّه أعلم.

و ذكر أبو علي الأهوازي:

أنه مات في شعبان سنة عشرين و أربعمائة، و دفن بباب الصغير فيما أنبأناه أبو الحسن الفقيه، أنا سهل بن بشر، أنا أبو علي الأهوازي فذكره.

4303 - عبد الواحد بن أحمد

من أهل دمشق.

حكى عن أحمد بن عاصم الأنطاكي (1).

روى عنه: أبو عبد اللّه محمّد بن دوست النّيسابوري.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو الحسن محمّد بن محمّد بن الحسن القارزي، و هو الكارزي (2)،قال: سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن دوست يقول: سمعت عبد الواحد بن أحمد الدمشقي يقول: قال أحمد بن عاصم الأنطاكي:

دخلت العراق أريد بعض الثغور، فلما صرت إلى جبل لكام إذا أنا بعابد قد تفرّد عن المخلوقين، و أنس برب العالمين، فسلّمت عليه، فردّ السلام عليّ ثم قال لي: من أين أقبلت ؟ قلت: من العراق، أريد بعض الثغور، فقال: إلى أمر توقنه، أو إلى أمر لا توقنه ؟ قلت: بل إلى أمر لا أوقنه، قال: إليك عني يا هذا، أ ما علمت أن العارفين باللّه وصلوا إلى اللّه بقلوبهم على أمر يوقنوه، ثم قال: أوه، قلت: مم تأوه العابد، قال: ذكرت لذة عيش المسرفين، و فرح

ص: 203


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 487/10 و 409/11 و بغية الطلب 848/2.
2- هذه النسبة - بفتح الكاف و كسر الراء و الزي، و قال ابن ماكولا بفتح الراء. إلى كارز، و هي قرية بنواحي نيسابور على نصف فرسخ منها، ذكره السمعاني و ترجم له ترجمة قصيرة.

قلوب الواصلين، فقلت: رحمك اللّه، إنّي رجل مهموم، قال: بما ذا؟ قلت: بثلاث، قال:

و ما هن ؟ قلت: أخبرني ما دليل الخوف ؟ قال: الحزن، قلت: فما دليل الشوق ؟ قال:

الطلب، قلت: فما دليل الرجاء؟ قال: العمل، قلت: من أين جاء ضعفنا؟ قال: لأنكم وثقتم بحلم اللّه عنكم، و لو عاجلكم لهربتم من معصيته إلى طاعته، و لكنّ حلمه و ستره حملكم على معصيته، ثم أنشأ يقول:

إن كنت تفهم ما تقول و تعقل *** فارحل بنفسك قبل أن بك يرحل

ودع التّشاغل بالذّنوب و خلّها *** حتى متى و إلى متى تتعلل ؟

أنسيت جانب عفوه فعصيته *** إذ لم تخف فوتا عليك فتعجل

الموت ضيف (1) لا محالة نازل *** فاحتل لضيفك قبل أن بك ينزل

4304 - عبد الواحد بن أحمد الغساني

أبو محمّد الطبيب

طبيب تاج الدولة (2)وجدت له رسالة تشتمل على نظم و نثر، قالها على لسان أبي نصر هبة اللّه بن عتّاب في دواة له كسرت فيها هذه الأبيات:

جلّ المصاب و قلّ فيه مساعدي *** و رميت من دون الورى يا وابد

جار الزمان عليّ في أحكامه *** حتى بليت بجور عبد الواحد

كسر الدواة مؤدبا لغلامه *** بأقبح فعل من حكيم ماجد

و يقول لي: صبرا إذا ما عزني *** صبري و ينصحني نصيحة والد

اقرع إلى دخر (3) الشئون و غربها *** فالدمع يذهب بعض جهد الجاهد

و ذكر ابنه أبو عبد اللّه محمّد بن عبد الواحد بن أحمد الغساني - و قد رأيته - قال:

سمعت أبي ينشد لنفسه بديها في صفة نهر ثورا (4) بحضرة أبي عبد اللّه بن الخياط الشاعر:

دمشق دار رعاها اللّه من بلد *** و نهر ثورا سقاه اللّه من واد

ص: 204


1- الأصل: ضيق، و المثبت «ضيف» عن م و هو أشبه.
2- هو تتش بن ألب التركي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 83/19.
3- كذا رسمها بالأصل، و في م:«دحن».
4- ثورا: بالفتح و القصر، اسم نهر عظيم بدمشق (معجم البلدان).

كأنه و نسيم الريح جمّشه (1) *** نقش (2) المبارد في سلساله الهادي (3)

مزجت بالراح منه الراح فاكتسبت *** لونا و طعما غريبا غير معتاد

في روضة من رياض الخلد باكرها *** صوب الغمام بإبراق و إرعاد

ظللت فيه رخيّ البال مع رشأ *** مهفهف كقضيب البان ميّاد

4305 - عبد الواحد بن إبراهيم بن أحمد بن محمّد

أبو الفضل بن أبي سعد

المعروف بابن القرّة (4)

كان أبوه من أهل حلب و انتقل إلى دمشق.

سمع عبد الواحد من الفقيه أبي الفتح نصر بن إبراهيم.

سمعت منه مجلسا واحدا من أمالي نصر و أشياء أجيزت له.

أخبرنا أبو الفضل بن القرّة، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم - لفظا - في ذي الحجة سنة إحدى و ثمانين و أربعمائة، أنا أبو الفتح سليم بن أيوب بن سليم الرازي، أنا القاضي أبو الحسين محمّد بن أحمد بن القاسم المحاملي، أنا أبو علي إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل الصفار، نا أبو بكر أحمد بن منصور بن سيّار الرّمادي، نا عبد الرّزّاق، أنا معمر، عن ابن خثيم (5)،عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد قالت: قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:

«يمكث الدجال في الأرض أربعين سنة، السنة كالشهر، و الشهر كالجمعة، و الجمعة كاليوم، و اليوم كاصطرام السّعفة في النار»[7457].

قال: و نا نصر قال: كتب إليّ أبو خازم (6) محمّد بن الحسين بن الفراء، أنشدني أبي أبو

ص: 205


1- الأصل:«جمسه» و في م:«حمشه» و الصواب ما أثبت، و الجمش: المغازلة ضرب بقرص و لعب، و قد جمشه: أي قرصه و لاعبه.
2- الأصل: نفس، و المثبت عن م.
3- الأصل: العاد، و المثبت عن م.
4- مشيخة ابن عساكر 130/أ.
5- إعجامها مضطرب بالأصل و م و تقرأ: خيثم، و الصواب ما أثبت، و هو عبد اللّه بن عثمان بن خثيم، انظر ترجمة شهر بن حوشب في تهذيب الكمال 407/8.
6- الأصل و م: حازم، تصحيف و الصواب خازم، بالخاء المعجمة، و هو محمد بن محمد بن الحسين أبو خازم بن الفراء البغدادي الحنبلي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 604/19.

عبد اللّه الحسين بن محمّد بن خلف، أنشدنا أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة (1)، أنشدنا المبرّد هو محمّد بن يزيد:

يا صاحب المعروف كن تاركا *** ترداد ذي الحاجة في حاجته

فشرّ معروفك ممطوله *** و خيره ما كان من ساعته

لكلّ شيء آفة تبقى *** و حبسك المعروف من آفته

سألت أبا الفضل عن مولده فقال:

سنة خمس و سبعين و أربعمائة، و مات و دفن يوم الأحد الثاني عشر ذي الحجة سنة ستين و خمسمائة بعد صلاة الظهر في مقبرة باب الصغير، و كان قد اختلط .

4306 - عبد الواحد بن إبراهيم بن عبد الواحد بن إبراهيم

أبو محرز العبسي

روى عن أبيه، و أحمد بن محمّد بن السكن العامري البصري، و أبي صالح يحيى بن محمّد بن محمّد البغدادي الكلبي.

روى عنه تمام بن محمّد.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمّام بن محمّد، أنا أبو محرز عبد الواحد بن إبراهيم بن عبد الواحد العبسي - قراءة عليه من كتاب أبيه - في سنة خمس و أربعين و ثلاثمائة، نا أبي إبراهيم بن عبد الواحد العبسي، نا جدي لأمي الهيثم بن مروان، نا زيد بن يحيى بن عبيد، نا سعيد بن عبد العزيز، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس:

أن الصلاة كانت تقام لعشاء الآخرة، فيقوم النبي صلّى اللّه عليه و سلّم مع الرجل يكلّمه حتى يرقد طوائف من أصحابه، ثم ينتهون إلى الصلاة.

4307 - عبد الواحد بن بسر النّصري

حدّث عن يزيد بن أسيد.

روى عنه الوليد بن مسلم.

أخبرنا أبو محمّد بن السّمرقندي، و ابن الأكفاني، قالا: نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو

ص: 206


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 544/15.

محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، نا محمّد بن عائذ، عن الوليد، قال: فحدّثني عبد الواحد بن بسر أن يزيد بن أسيد حدثه.

أنه كان فيمن سار مع سعيد الحرشي من أهل الجزيرة - أو قال ممن وجه هشام بن عبد الملك مع سعيد الحرشي قال: فلما دعاهم إلى لقاء خزر الذين معه فسبقه المسلمون، فأجابوه إلى ذلك، و أنه أرسله في فوارس طليعة ليأتيه بخبرهم و حذرهم من الليل، فسرنا حتى أشرفنا على عسكرهم، فرأينا نساء المسلمين قد أوقدوا (1) النيران على أبواب أبنية الخزر محتجرات يبكين أنفسهم، و يبدين الإسلام، قال يزيد: فأرقنا ما رأينا من ذلك، و ألقينا السمع إليهم، فانتظرنا مأساة بما رأينا و سمعنا، فأخبرنا سعيدا و من معه يعني بعد قتل الجرّاح الحكمي.

4308 - عبد الواحد بن بسر

من ولد عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن بسر النّصري.

حكى عن الأوزاعي، و سعيد بن عبد العزيز.

حكى عنه إبراهيم بن عبد اللّه بن صفوان النّصري، و أبو النّصر (2) أسود بن عامر شاذان.

و أظن إبراهيم نسبه إلى جد جده، و لم يسمّ أباه، و قد سقت له حديثا في ترجمة عبد اللّه بن بسر النصري (3).

4309 - عبد الواحد بن بكر بن محمّد

أبو الفرج الهمداني الورثاني (4) الصوفي (5)

سمع بدمشق جمح بن القاسم، و محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الرازي، و يحيى بن

ص: 207


1- كذا بالأصل و م.
2- كذا بالأصل و م، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 246/2 و سير أعلام النبلاء 112/10 و كنيته فيهما: أبو عبد الرحمن.
3- تقدمت ترجمته في كتابنا تاريخ مدينة دمشق.
4- ضبطت عن الأنساب بفتح الواو و الراء و الثاء المثلثة نسبة إلى ورثان من قرى شيراز. و ضبطها ياقوت بفتح الواو و سكون الراء قال ياقوت: و هو بلد آخر حدود أذربيجان.
5- انظر أخباره في: معجم البلدان (ورثان)، و الأنساب (الورثاني)، و تاريخ جرجان ص 253 رقم 410.

عبد اللّه العبدري بن الزّجّاج، و أبا بكر أحمد بن عبد اللّه بن أبي دجانة، و أبا القاسم بن أبي العقب، و محمّد بن هارون بن شعيب، و أبا يعلى عبد اللّه بن أبي كريمة الصيداوي، و أبي بكر محمّد بن داود الدّقّي (1)،و منصور بن أحمد الهروي.

روى عنه حمزة بن يوسف السّهمي، و المظفّر بن أحمد بن محمّد الفقيه، و أبو الحسن عبد الواحد بن محمّد بن شاه، و أبو أحمد الأبهري الصوفي، و أبو سعد الماليني، و أبو عبد الرّحمن السّلمي، و أبو محمّد الحسن بن إسماعيل بن الضّرّاب الغسّاني.

أخبرنا أبو الوفاء أحمد بن إبراهيم بن عبد الواحد الصّالحاني (2)-ببغداد - أخبرتنا عائشة بنت الحسن بن إبراهيم الوركانية الواعظة، قالت: نا أبو الحسن (3) عبد الواحد بن محمّد بن شاه - إملاء - حدثني عبد الواحد بن بكر، نا محمّد بن الحسين القرشي، نا أحمد بن أنس بن مالك، نا أحمد بن يزيد الرملي، نا أيوب بن سويد، عن سفيان الثوري قال:

قرأت في بعض الكتب: ابن آدم خلق أحمق، و لو لا ذلك لم يحب الدنيا و لم يركن إليها.

أخبرنا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، أنا أبي، أنا أبو عبد اللّه الشيرازي، نا أبو الفرج الورثاني، قال: سمعت علي بن يعقوب بدمشق يقول: سمعت أبا بكر محمّد بن أحمد، قال: سمعت قاسم الجوعي قال:

رأيت رجلا في الطواف لا يزيد على قوله: إلهي قضيت حوائج الكلّ و لم تقض حاجتي، فقلت: ما لك لا تزيد على هذا الدعاء؟ فقال: أحدّثك: اعلم أنّا كنا سبعة أنفس من بلدان شتى، فخرجنا إلى الغزاة، فأسرنا الروم و مضوا بنا لنقتل، فرأيت سبعة أبواب فتحت من السماء، و على كلّ باب جارية حسناء من الحور العين، فتقدم واحد منا، فضرب عنقه، فرأيت جارية منهن هبطت إلى الأرض، بيدها منديل فقبضت روحه، حتى ضرب أعناق ستة منّا، فاستوهبني بعض رجالهم، فقالت الجارية: أيّ شيء فاتك يا محروم، و أغلق الباب.

ص: 208


1- بدون إعجام بالأصل، و نميل إلى قراءتها:«الدمي» و في م: الرقي كلاهما تصحيف، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 138/16.
2- مشيخة ابن عساكر 2/أ.
3- في مشيخة ابن عساكر 2/أ:«أبو الحسين» و في م: أبو الحسن كالأصل.

فأنا يا أخي متحسر على ما فاتني.

قال قاسم: أراه أفضلهم لأنه رأى ما لم يروا، و عمل على الشوق بعدهم.

أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد بن عبد اللّه الحلواني (1)-بمرو - نا أبو بكر بن خلف (2)-إملاء - أنا الشيخ السعيد والدي أبو الحسن علي بن عبد اللّه الشيرازي، أنشدني الحسن بن العباس الكرماني، أنشدني أبو الفرج عبد الواحد بن بكر، أنشدني علي بن عبد الرحيم الصوفي لنفسه:

جوع و عري و جفاء و ما وجه قد عفا

لم يبق إلاّ نفس قد كاد بيدي ما خفا

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي في تاريخ جرجان، قال (3):

عبد الواحد بن بكر الورثاني الضبي (4) أبو الفرج كتب الكثير، كان رفيق أحمد بن منصور الشيرازي بالشام، دخل جرجان في سنة خمس و ستين في أيام الشيخ أبي بكر الإسماعيلي، و سمع و حدّث بجرجان بأخبار و أحاديث و حكايات، توفي بالحجاز سنة اثنتين و سبعين و ثلاثمائة.

4310 - عبد الواحد بن جرير العطّار الدّمشقي

4310 - عبد الواحد بن جرير العطّار الدّمشقي (5)

روى عن عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان.

روى عنه أحمد بن أبي الحواري.

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي - إذنا - و أبو عبد اللّه الأديب - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح (6) قال: و أنا أبو طاهر، أنا أبو الحسن قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (7):

ص: 209


1- مشيخة ابن عساكر 89/ب.
2- و اسمه: أحمد بن علي بن عبد اللّه بن عمر بن خلف الشيرازي.
3- تاريخ جرجان ص 253 رقم 410 و انظر الأنساب (الورثاني).
4- كذا بالأصل و م:«الضبي»؟! و في تاريخ جرجان: الصوفي و هو أشبه.
5- ترجمته في الجرح و التعديل 20/6.
6- «ح» حرف التحويل سقط من م.
7- الجرح و التعديل 20/6.

عبد الواحد بن جرير العطار الدمشقي، روى عن عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان، روى عنه أحمد بن أبي الحواري.

4311 - عبد الواحد بن جهير بن مفرج

كان أبوه قاضيا.

قال الشعر في صباه، و نبغ في شبوبيته.

و رأيته مرارا و لم أسمع منه من شعره شيئا.

أنشدني عبد العزيز بن محمّد لعبد الواحد بن جهير:

قلبي أشار ببنيهم *** و عليه عاد و باله

و غدا (1) كئيبا في الهوى *** تبكي له عذاله

يا كاملا لو لا نفور *** فيه تمّ كماله

قمر و لكن قافه *** عين، فتمّ جماله

اسمه عمر.

قال: و أنشدني ابن جهير:

ظالمي في الحبّ أضحى حكمي *** كيف لا يأثم من سفك دمي ؟

يرقد الليل وطر في ساهر *** أرقب النّجم به في الظّلم

جعل الهجر لعقلي سببا *** ليته شاركني في الألم

كم كتمت الحبّ عن عاذلي *** حذر البين فلم يتكتّم

من سقامي بغزالي صلف *** فاتن الظرف مليح الشّيم

غافلا عن مقلة باكية *** مذ يراها حبّه لم تتم

هل ترى لذّة أوقات الصبي *** تجمع الشّمل بوادي الحرم

إذ وقفنا ليلة النفر و قد *** غرّد الحادي بذات العلم

ليتهم إذ و دعوا حنّوا علي *** مسلم من حبّهم لم يسلم

مات ابن جهير و دفن يوم الثلاثاء الخامس و العشرين من ذي القعدة سنة أربع و خمسين و خمسمائة.

ص: 210


1- بالأصل: و غدي.

4312 - عبد الواحد بن حبيب

حكى عنه علي بن الحسن بن أبي مريم.

أخبرنا أبو الحسن محمّد بن مرزوق، و أبو بكر محمّد بن الحسين البغداديان، قالا:

أنا أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد الخياط المقرئ، أنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن يوسف بن دوست العلاّف، أنا الحسين بن صفوان البردعي.

و أخبرنا أبو سعد بن البغدادي في كتابه، أنا أبو عمرو (1) بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، قالا: نا عبد اللّه بن محمّد بن أبي الدنيا، نا علي بن الحسن، قال: قال عبد الواحد بن حبيب الدمشقي: في زبور داود عليه السلام:

طوبى لعبد اطلع اللّه من قلبه على الرضا استوجب عظيما من الجزاء، طوبى لمن لم يهمّه همّ الناس، و إذا عرض له غضب فيه معصية كظم الغيظ بالحلم.

4313 - عبد الواحد بن الحسن بن محمّد بن خلف

أبو نصر الأبهري (2) المقرئ (3)

قدم دمشق و حدّث بها عن أبيه (4).

كتب عنه نجاء العطار.

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد بن عمرو بن حرب، و أنبأنيه أبو محمّد بن الأكفاني عنه، أنا الشيخ أبو نصر عبد الواحد بن الحسن بن محمّد بن خلف الأبهري - قدم علينا - أنا أبي الحسن بن محمّد بن خلف الأبهري المقرئ - قراءة عليه - قال: قرئ على أبي بكر محمّد بن الحسين الآجري بمكة - حرسها اللّه - نا أبو بكر جعفر بن محمّد الفريابي، نا هشام بن عمّار الدمشقي، نا صدقة بن خالد، نا عثمان بن أبي العاتكة، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة الباهلي قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«عليكم بالعلم قبل أن يقبض، و قبل أن يرفع»، ثم يجمع بين إصبعيه الوسطى و التي تلي الإبهام ثم قال:«العالم و المتعلّم شريكان في الأجر، و لا خير في سائر الناس بعد» (5)[7458].

ص: 211


1- في م: أبو عمر.
2- بفتح الألف و سكون الباء المنقوطة بواحدة و فتح الهاء نسبة إلى أبهر مدينة مشهورة بين قزوين و زنجان و همذان من نواحي الحبل (معجم البلدان).
3- ترجمته في معجم البلدان (أبهر).
4- في معجم البلدان: روى عن الدارقطني.
5- قال يحيى بن منده: قدم أصبهان سنة 443 كتب عنه جماعة من أهل بلدنا.

4314 - عبد الواحد بن الحسين بن إبراهيم بن عطية

أبو الفضل الحارثي المعروف بابن أبي الزّميت

قاضي جسرين (1).

سمع أبا بكر الخطيب، و أبا الفتح بن تميم.

كتب عنه شيخنا الفقيه أبو الحسن.

أنبأنا أبو الحسن السّلمي و نقلته من خطه، أنا القاضي أبو الفضل عبد الواحد بن الحسين بن أبي الزّميت، أنا الشيخ أبو الفتح عبد الصمد بن محمّد بن تميم - إمام جامع دمشق-.

ح و حدثنا أبو محمّد بن الأكفاني - لفظا - أنا جدي أبو الفتح بن تميم، أنا أبو بكر عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن هلال البغدادي المعروف بالحنّائي (2)،أنا أبو يوسف يعقوب بن عبد الرّحمن الجصّاص (3) المعروف بالدّعاء، نا أبو حذافة (4)،نا مالك بن أنس، عن نافع، عن ابن عمر.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«من أتى الجمعة فليغتسل»[7459].

قال لنا أبو محمّد بن الأكفاني:

سنة ثمان و ستين و أربعمائة، فيها توفي القاضي أبو الفضل عبد الواحد بن الحسين بن إبراهيم بن عطية الحارثي المعروف بابن أبي الزّميت، من أهل قرية جسرين - رحمه اللّه - في العشر الأخير من ذي الحجّة.

4315 - عبد الواحد بن الحسين بن الحسن

أبو أحمد بن الورّاق الكاتب

روى عن أبي عبد الله بن مروان.

ص: 212


1- جسرين بكسر الجيم و الراء و سكون السين و الياء، من قرى غوطة دمشق (معجم البلدان).
2- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل، و اللفظة غير مقروءة في م لسوء التصوير، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 149/17.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 296/15. و الجصاص بفتح الجيم و الصاد المشددة المهملة، هذه النسبة إلى العمل بالجص و تبييض الجدران.
4- هو أحمد بن إسماعيل السهمي، أبو حذافة السهمي القرشي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 24/12.

روى عنه عبد العزيز الكتاني (1).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني (2)،أنا أبو أحمد عبد الواحد بن الحسين بن الحسن المعروف بابن الورّاق، نا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن مروان، نا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، نا أبو الجماهر محمّد بن عثمان التّنوخي، نا مروان بن معاوية الفزاري، نا إسماعيل (3)،عن قيس بن أبي حازم، عن أبي مسعود الأنصاري قال:

أشار رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بيده نحو اليمن فقال:«إنّ الإيمان هاهنا، إنّ الإيمان هاهنا، و إن القسوة، و غلظ القلوب في الفدّادين (4)،عند أصول أذناب الإبل، حيث يطلع قرن الشيطان في ربيعة و مضر».

أخبرناه عاليا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا زهير، نا جرير، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس قال:

قال أبو مسعود:

أشار رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بيده إلى اليمن فقال:«الإيمان هاهنا، إنّ القسوة و غلظ القلوب في الفدّادين عند أصول أذناب الإبل حيث يطلع قرن الشيطان في ربيعة و مضر»[7460].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، قال:

توفي أبو أحمد عبد الواحد بن الحسين بن الحسن بن الورّاق الكاتب في جمادى الأولى سنة إحدى و عشرين و أربعمائة، حدّث عن محمّد بن إبراهيم بن مروان بشيء يسير.

4316 - عبد الواحد بن الخطاب

و يقال: عبد الواحد الخطاب

من أهل البصرة.

ص: 213


1- في م: الكناني، تصحيف.
2- في م: الكناني، تصحيف.
3- هو إسماعيل بن أبي خالد، انظر ترجمة مروان بن معاوية الفزاري في تهذيب الكمال 20/18 و ترجمة إسماعيل المذكور في تهذيب الكمال 156/2.
4- الفدّادون: بالتشديد، الذين تعلو أصواتهم في حروثهم و مواشيهم، واحدهم فدّاد، و قيل: هم المكثرون من الإبل، و قيل: هم الجمّالون و البقّارون و الحمّارون و الرعيان، و قيل: الفدادون مخففا، هي البقرة التي يحرث بها، و أهلها أهل جفاء و غلظة (النهاية: فدد).

اجتاز بدمشق او باعمالها.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا الحارث بن أبي أسامة، نا داود بن المحبّر (1)،نا عبد الواحد بن الخطّاب، قال:

أقبلنا قافلين من بلد الروم نريد البصرة حتى إذا كنا بين الرّصافة و حمص سمعنا صائحا يصيح من بين تلك الرمال - تسمعه الآذان و لم تره الأعين - يقول: يا مستور، يا محفوظ ، اعقل في سرّ من أنت فاتن الدنيا فإنها غرّارة، فإن كنت لا تعقل كيف تتقيها فصيّرها شوكا، ثم انظر أين تضع قدميك منها.

رواه أحمد بن خالد بن مهران، عن داود بن المحبّر، عن عبد الواحد الخطاب.

و قد روي نحو هذا اللفظ من وجه آخر عن عبد الواحد بن زيد و هو في ترجمة محمّد بن واسع و مالك بن دينار، يأتي إن شاء اللّه.

أنبأنا أبو السعود أحمد بن علي بن المجلي، أنا أبو عبد اللّه أحمد بن أحمد بن سليمان بن علي الواسطي، أنا أبو أحمد عبيد الله بن محمّد بن أحمد بن أبي مسلم (2)،نا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي، نا أحمد بن محمّد بن مسروق، نا أبو جعفر محمّد بن الحسين البرجلاني، نا داود بن محبّر، نا عبد الواحد الخطاب و كان من القوامين بحقوق اللّه، فذكر نحو هذه الحكاية.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني محمّد بن الحسين، نا داود بن محبّر، نا عبد الواحد الخطاب قال:

سمعت زياد النّميري و نحن في جنازة فذكروا القيامة، فقال زياد: من مات فقد قامت قيامته.

ص: 214


1- غير واضحة بالأصل و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 42/6 و فيها: روى عن عبد الواحد بن زياد.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 212/17.

4317 - عبد الواحد بن رزق الله بن عبد الوهاب

ابن عبد العزيز بن الحارث بن أسيد (1) بن الليث بن سليمان

ابن الأسود بن سفيان بن يزيد بن أكينة (2) بن عبد الله

أبو القاسم بن أبي محمّد التّميمي البغدادي الحنبلي

قدم دمشق رسولا من الخليفة المستظهر باللّه.

سمع أباه أبا محمّد.

حكى عنه أبو محمّد بن صابر، و استجاز منه لنفسه و غيره.

قرأت بخط أبي محمّد بن صابر، قال لي: أبو القاسم عبد الواحد بن رزق الله بن عبد الوهاب التميمي البغدادي، توفي أبي في اليوم الرابع عشر من جمادى الأولى سنة ثمان و ثمانين و أربعمائة.

قال: و سألته عن مولده فقال: مولدي في يوم الخميس سابع رجب من سنة سبع و ثلاثين و أربعمائة ببغداد في الجانب الغربي.

قرأت بخط أبي البركات أحمد بن عبد الله بن طاوس:

وصل أبو القاسم عبد الواحد بن التميمي و هو الأصفر إلى دمشق في رسالة من الخليفة المستظهر باللّه في يوم الاثنين الرابع و عشرين من جمادى الآخرة سنة تسعين و أربعمائة، و خرج الوزير و العسكر و أهل البلد فاستقبلوه، و جاء في صحبته خلع للملك دقاق، و للوزير، و لطغتكين، و لغسيان صاحب انطاكية، و أنزل في حارة الخاطب.

قرأت بخط أبي المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري: مات أبو القاسم عبد الواحد بن أبي محمّد رزق اللّه بن عبد الوهاب التميمي في يوم الأحد سابع عشر جمادى الآخرة سنة ثلاث و تسعين و أربعمائة، و دفن من الغد في مقبرة باب حرب عند أخيه أبي الفضل.

4318 - عبد الواحد بن زيد

أبو عبيدة البصري الزاهد (3)

كان يسرح في الشام، و قدم دمشق.

ص: 215


1- غير واضحة بالأصل و نميل إلى قراءتها: أسد.
2- كذا رسمها بالأصل، و اللفظة غير مقروءة في م من سوء التصوير.
3- انظر أخباره في: حلية الأولياء 155/6 ميزان الاعتدال 672/2 و الضعفاء الكبير للعقيلي 54/3 تاريخ الإسلام (حوادث سنة 141-160 ص 509) سير أعلام النبلاء 178/7.

روى عن الحسن البصري، و عطاء بن أبي رباح، و عبادة بن نشيّ ، و أبي عبد الله القرشي صاحب أبي الدّرداء، و عبد الله بن راشد مولى عثمان بن عفّان، و أسلم الكوفي، و أبي خالد زيد بن أسلم.

روى عنه زيد بن الحباب، و النّضر بن شميل، و أبو عبيدة الحداد، و أبو داود الطيالسي، و عبد الصمد بن عبد الوارث، و قرّة بن حبيب، و مسلم بن إبراهيم، و قثم العابد، و محمّد بن صبيح السماك الواعظ ، و الهيثم بن حميد الدمشقي، و أبو سليمان الدّاراني، و داود بن المحبّر، و مسمع بن عاصم، و وكيع بن الجرّاح.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، و أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس، قالا:

أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا يحيى بن معين، نا أبو عبيدة الحداد، عن عبد الواحد بن زيد، عن فرقد السّبخي (1)،عن مرّة الطّيّب، عن زيد بن أرقم، عن أبي بكر الصدّيق أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«لا يدخل الجنة جسد غذّي بحرام»[7461].

هكذا جاء في هذه الرواية، و قد أسقط من إسناده رجل، و فيه رجل مزيد، و الرجل الذي سقط اسمه هو أسلم الكوفي.

و قرأت على أبي (2) سهل بن سعدوية، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا يحيى بن معين، نا أبو عبيدة الحداد، عن عبد الواحد بن زيد، عن أسلم، عن فرقد السّبخي (3)،عن مرّة الطّيّب، عن زيد بن أرقم، عن أبي بكر.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«لا يدخل الجنّة جسد غذّي بحرام».

زاد أبو يعلى الموصلي في هذا الإسناد فرقد السّبخي، و لا أعرف أحدا تابعه على ذلك.

ص: 216


1- الأصل: السنجي، تصحيف، و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 46/15.
2- الأصل:«أبو».
3- الأصل: السنجي، تصحيف، و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 46/15.

و قد رواه أبو عبد الله الصوفي، عن يحيى بن معين على الصواب.

أخبرنا أبو الفرج قوام بن زيد بن عيسى المري (1)،و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا علي بن عمر بن محمّد بن الحسن الحربي، نا أبو عبد اللّه أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصوفي، نا يحيى بن معين، نا أبو عبيدة الحداد، عن عبد الرّحمن بن زيد، عن أسلم، عن مرّة، عن زيد بن أرقم، عن أبي بكر، قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لا يدخل الجنة جسد غذّي بحرام»[7462].

تابعه إسحاق بن إبراهيم المروزي عن أبي عبيدة على إسناده، و رواه أتمّ منه.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم عبد الله بن الحسن بن محمّد بن الحسن بن الخلاّل (2)،أنا أبو الحسن محمّد بن عثمان بن محمّد بن عثمان بن شهاب الدّقّاق النّقّري (3)،نا أبو عثمان سعيد بن محمّد بن أحمد أخو زبير الحافظ ، نا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم المروزي، نا عبد الواحد بن واصل نا عبد الواحد بن زيد عن أسلم عن مرة الطيب، عن زيد بن أرقم قال: كان لأبي بكر غلام يأتيه بغلته طعام. قال: و كان لا يأكل حتى يسائله من أين أصابه ؟ من أين جاء به ؟ حتى إذا كان ليلة جاء بطعام و ضرب بيده، فأكل لقمة من غير أن يسأله، فقال الغلام: يا أبا بكر مالك كنت تسألني كل ليلة، غير أنك الليلة لم تسألني ؟ قال: الجوع حملني عليه، ويحك! أخبرني من أين جئت به ؟ قال: رقيت الناس في الجاهلية، فوعدوني عليه عدة. فرأيت عندهم وليمة، فذكرت عدتهم التي وعدوني، فأعطوني هذا الطعام. فاسترجع عند ذلك، ثم أخذ يتقيأ، فكابد و جاهد بنفسه على أن ينزع اللقمة من بطنه، فلم يقدر، فلما رأوا ما تلقى من المعالجة قالوا: يا أبا بكر لو شربت عليه قدحا من ماء، فأتوه بعس، فشرب، ثم تقيأ، فما زال يعالج نفسه حتى نبذه.

قالوا له: يا أبا بكر، أكل هذا من أجل هذه اللقمة ؟ قال: إني سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«إن اللّه عزّ و جلّ حرم الجنة على كل جسد غذي بحرام»[7463].

ص: 217


1- مشيخة ابن عساكر 166/أ.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 368/18.
3- ضبطت «النفري» بكسر النون و فتح الفاء المشددة، هذه النسبة إلى النفر، قال السمعاني ظني أنها موضع بالبصرة ذكره و ترجم له في الأنساب باسم محمد بن عثمان بن محمد بن شهاب.

و رواه أبو داود سليمان بن داود الطيالسي عن عبد الواحد، بهذا الإسناد مختصرا إلاّ أنه اختلف فيه عنه في نسب عبد الواحد بن زيد.

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين القرشي الزهري، و أبو عبد اللّه محمد بن العمركي بن نصر المتّوثي، و أبو الفتح المختار بن عبد الحميد بن المنتصر، و أبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفق بن زياد قالوا:

أنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداودي، أنا أبو محمد عبد اللّه بن أحمد بن حيويه السرخسي - قراءة عليه - أنا أبو إسحاق إبراهيم بن خزيم، نا أبو محمد عبد بن حميد بن نصر، نا أبو داود سليمان بن داود عن عبد الرحمن بن زيد عن أسلم الكوفي عن مرة عن زيد بن أرقم عن أبي بكر الصديق قال: سمعت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«إن اللّه - عزّ و جلّ - حرم على الجنة جسدا غذّي بحرام»[7464].

أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا موسى بن حبان نا أبو داود نا عبد الواحد بن سليمان عن زيد عن أسلم عن مرة عن زيد بن أرقم قال: سمعت أبا بكر يقول: إن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«لا يدخل الجنة جسد غذي بحرام»[7465].

خالفه غيره.

أخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل، نا سليمان بن إبراهيم الحافظ ، نا عثمان بن أحمد البرجي، نا محمد بن عمر بن حفص، أنا إسحاق بن إبراهيم يعني شاذان الفارسي (1)،نا أبو داود، نا عبد الواحد بن زياد عن أسلم الكوفي عن مرة الهمذاني عن زيد بن أرقم عن أبي بكر الصديق عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«لا يدخل الجنة جسد غذي بحرام»[7466].

و هكذا روي عن قرة بن حبيب عن عبد الواحد.

أخبرناه أبو الفضل محمد بن إسماعيل الفضيلي، و أبو المحاسن مسعود بن محمد بن غانم الغانمي الفقيه بهراة، أنا أبو القاسم أحمد بن محمد بن محمد الخليلي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن الحسن، أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي ببخارى، نا أبو

ص: 218


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 382/12.

قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي، حدثني قرة بن حبيب نا عبد الواحد يعني ابن زياد عن أسلم الكوفي عن مرة عن زيد بن أرقم عن أبي بكر الصديق أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت»[7467].

و الصواب رواية إسحاق بن إبراهيم المروزي عن أبي عبيدة، و إنما وهم أبو يعلى في ذكر فرقد في إسناده، لأن فرقدا روى عن مرة بن شراحيل الطيب الهمداني عن أبي بكر نفسه حديثا غير هذا.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمد، أنا أبو العباس أحمد بن عتبة نا عبد الله بن عتّاب، نا عيسى الفاخوري، نا ضمرة، نا روح بن مسلمة (1)،عن قثم العابد، أخبرني عبد الواحد بن زيد، قال:

هبطت داريّا فإذا أنا براهب قد حبس نفسه في بعض مقابر داريا بالقرب منها، فراعني، و أوحشت منه، فقلت: أ جنّيّ أنت أم أنسي ؟ فقال: و كيف يتخوّف من غير اللّه، أنا رجل أوبقته ذنوبه، فهرب منها إلى ربه، لست بجنّيّ و لكني إنسي مغرور، فقلت: ما أنسك ؟ قال:

الوحش، قلت: ما طعامك ؟ قال: ثمار الأشجار، و نبات الأرض، قلت: أ ما تحن و تشتاق إلى الناس ؟ قال: منهم أفر، قلت: فعلى الإسلام أنت ؟ قال: ما أعرفه، غير أنّ المسيح أمرنا بالانفراد عند فساد الناس.

و في غير هذه الرواية: ما أعرف غيره.

و روي من وجه آخر، و فيه: هبطت واديا بدل داريّا.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا محمّد بن يحيى بن عبد الرّحمن الأزدي، نا روح بن أسلم (2)،نا قثم العابد، قال: سمعت عبد الواحد بن زيد يقول:

هبطت مرة واديا في بعض أسفاري، فإذا براهب قد حبس نفسه في بعض غيرانه (3)، فراعني ذلك، فقلت: إنسي أو جنّي ؟ فقال لي: و فيما الخوف من غير اللّه ؟ أنا رجل أوبقته

ص: 219


1- كذا بالأصل و م، و سيأتي في الخبر التالي: روح بن أسلم.
2- مرّ في الخبر السابق: مسلمة.
3- غيران جمع غار و مغارة و مغار و هو الكهف، أو البيت في الجبل أو المنخفض فيه، أو الجحر يأوي إليه الوحشي، و يجمع أيضا على أغوار (القاموس المحيط ).

ذنوبه، فهرب إلى ربه، ليس بجنّي و لكني إنسي مغرور، قلت: مذ كم أنت هاهنا؟ قال: مذ ثلاثين سنة، قلت: من أنيسك ؟ قال: الوحش، قلت: فما طعامك ؟ قال: البهار (1)-يعني نبات الأرض - قلت: أ ما تشتاق إلى الناس ؟ قال: منهم هربت، قلت: أ فعلى الإسلام ؟ قال: ما أعرف غيره، إنّ المسيح عليه السلام أمر في بعض الكتب بالعزلة و الانفراد عند فساد الناس.

قال عبد الواحد: فحسدته و اللّه على مكانه ذلك.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنا أبو العباس أحمد (2) بن محمّد بن القاسم الطّهراني، و أبو عمرو عبد الوهاب بن محمّد بن إسحاق، قالا: أنا الحسن بن محمّد بن أحمد (3)،أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا عبد الله بن محمّد بن أبي الدنيا، حدثني محمّد بن الحسين، حدثني عمّار بن عثمان الحلبي، حدثني حصين بن القاسم الورّاق، قال:

سمعت عبد الواحد بن زيد يقول:

خرجت إلى الشام في طلب العبّاد، فجعلت أجد الرجل بعد الرجل شديد الاجتهاد، حتى قال لي رجل: قد كان هاهنا رجل من النحو الذي تريد، و لكنا فقدنا من عقله، فلا ندري يريد أن يحتجز عن الناس بذلك أو هو شيء أصابه، قلت: و ما أنكرتم منه ؟ قال: إذا كلّمه أحد، قال الوليد و عاتكة: لا يزيد عليه قال: قلت: فكيف لي به ؟ قال: هذه مدرجته، فانتظرته فإذا برجل واله، كريه الوجه، كريه المنظر، وافر الشعر، متغير اللون، و إذا الصبيان حوله و خلفه، و هو ساكت يمشي، و هم خلفه سكوت يمشون، عليه أطمار له دنسة (4)،قال:

فتقدمت إليه، فسلّمت عليه، فالتفت إليّ فردّ عليّ السلام، قلت: رحمك اللّه إنّي أريد أن أكلمك، قال الوليد و عاتكة: قلت: قد أخبرت بقصتك، قال الوليد و عاتكة: ثم مضى حتى دخل المسجد، و رجع الصبيان الذين كانوا يتبعونه، فاعتزل إلى سارية، فركع فأطال الركوع، ثم سجد فأطال السجود، فدنوت منه، فقلت: رجل غريب يريد أن يكلمك و يسألك عن شيء، فإن شئت فأطل، و إن شئت فأقصر، فلست ببارح أو تكلمني، قال: و هو في سجوده يدعو و يتضرع، قال: فقمت (5) عنه و هو ساجد و هو يقول: سترك، سترك، قال: فأطال السجود حتى سئمت، قال: فدنوت منه، فلم أسمع له نفسا و لا حركة، قال: فحركته، فإذا هو

ص: 220


1- البهار: نبت طيب الريح (القاموس المحيط ).
2- ما بين الرقمين سقط من م.
3- ما بين الرقمين سقط من م.
4- أي وسخة، يقال: دنس الثوب يدنس دنسا: توسخ.
5- مضطربة بالأصل، و تقرأ: ففهمت ؟.

ميت، كأنه قد مات منذ دهر طويل.

فخرجت إلى صاحبي الذي دلّني عليه، فقلت: تعال (1) فانظر إلى الذي زعمت انك أنكرت من عقله، قال: و قصصت عليه من قصّته، قال: فهيأناه و دفناه.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني سلمة بن شبيب، نا سهل بن عاصم، عن عثمان بن صخر، عن عبد الواحد بن زيد قال:

بينما أنا أسير في الساقة (2) في بلاد الروم فغفلت ذات ليلة عن وردي، فأتاني آت في منامي فقال لي (3):

ينام من شاء على غفلة *** و النوم كالموت (4) فلا تتّكل

تنقطع الأيام عنه كما *** تنقطع الدنيا عن المرتحل (5)

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي.

ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن (6)،و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:

أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل.

ح و أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، و حدثني أبو عبد الله البلخي، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين بن هريسة، قالا: أنا أحمد بن محمّد بن غالب، أنا حمزة بن محمّد، نا أبو الحسين محمّد بن إبراهيم بن شعيب، قالا: نا محمّد بن إسماعيل، قال (7):

عبد الواحد بن زيد البصري (8) عن الحسن، و عبادة بن نسيّ تركوه.

ص: 221


1- الأصل و م: تعالى.
2- كذا بالأصل و م: الساقة، بالسين المهملة، و في معجم البلدان: شاقة (بالشين المعجمة): من مدن صقلية.
3- البيتان في حلية الأولياء 162/6 باختلاف المناسبة.
4- الأصل و م: أخو الموت، و المثبت عن الحلية.
5- في الحلية: تنقطع الأعمال... عن المنتقل.
6- في م: الحسين.
7- التاريخ الكبير للبخاري 62/2/3.
8- عن م و البخاري و بالأصل: النصري، تصحيف.

أخبرنا أبو الحسين هبة الله بن الحسن - إذنا - و أبو عبد الله الخلال - شفاها - قالا:

أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح (1) قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (2):

عبد الواحد بن زيد البصري (3) أبو عبيدة، روى عن عبادة بن نسيّ ، و الحسن، روى عنه النّضر بن شميل، و مسلم بن إبراهيم، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد: روى عنه أبو عبيدة الحداد، و أبو داود الطيالسي، و عبد الصمد بن عبد الوارث، و قرّة بن حبيب.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالويه، قالا: نا محمّد بن يعقوب.

ح (4) و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر الشامي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا أبو يعقوب يوسف بن أحمد، أنا أبو جعفر العقيلي (5)،نا محمّد بن عيسى.

قالا: نا عباس بن محمّد، قال: سمعت يحيى بن معين قال: عبد الواحد بن زيد ليس بشيء.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن حميد، قال: سمعت أبا الحسن أحمد بن محمّد بن عبدوس قال: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: و سألت يحيى بن معين عن عبد الواحد بن زيد؟ فقال: ليس بشيء.

قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أبو الطّيّب محمّد بن القاسم بن جعفر الكوكبي، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: عبد الواحد بن زيد ليس حديثه بشيء، ضعيف الحديث أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد الله الأديب - إذنا - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي إجازة.

ص: 222


1- «ح» حرف التحويل سقط من م.
2- الجرح و التعديل 20/6.
3- الأصل: النصري، تصحيف و المثبت عن م و الجرح و التعديل.
4- «ح» حرف التحويل سقط من م.
5- الضعفاء الكبير للعقيلي 54/3.

ح (1) قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (2)،نا محمّد بن إبراهيم، نا عمرو بن علي، قال: كان عبد الواحد بن زيد قاصا، و كان متروك الحديث، سمعت أبا داود و أبا عاصم يحدثان عنه.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - قراءة - نا عبد العزيز الكتاني، أنا عبد الوهاب الميداني، أنا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، نا أبو بكر القاسم بن عيسى العصار (3)، قال: سمعت إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني يقول: عبد الواحد بن زيد كان قاصا بالبصرة، سيّئ المذهب، ليس من معادن الصدق.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن أحمد بن عمر الخلاّل، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي يعقوب، قال:

عبد الواحد بن زيد رجل صالح، متعبّد، و كان يقصّ ، يعرف بالنّسك، و التزهّد، و أحسبه كان يقول بالقدر، و ليس له بالحديث علم، هو ضعيف الحديث.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطّبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد الله بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان قال (4):

عبد الواحد بن زيد حدثنا عنه ابن حساب (5)،و هو ضعيف، أمسك عبد الرّحمن بن مهدي عن حديثه.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو نصر بن الجبّان - إجازة - نا أحمد بن القاسم الميانجي، نا أحمد بن طاهر بن النجم، حدثني أبو عثمان سعيد بن عمرو البردعي، نا محمّد بن إسحاق - هو الصاغاني - عن يحيى بن معين: أن عبد الواحد بن زيد كان قاصّا بالبصرة.

قال أبو عثمان: قلت - يعني لأبي زرعة الرازي-: عبد الواحد بن زيد؟ قال: قدري، قلت: كيف حديثه ؟ قال: أما في الحديث فليس بذاك الضعيف.

ص: 223


1- «ح» حرف التحويل سقط من م.
2- الجرح و التعديل 20/6.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 173/15.
4- المعرفة و التاريخ 122/2.
5- هو محمد بن عبيد بن حساب الغبري البصري (ترجمته في تهذيب التهذيب 329/9).

ذكر أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم الكتّاني الأصبهاني أنه سأل أبا حاتم الرازي، عن (1)عبد الواحد بن زيد؟ فقال: ليس بقوي في الحديث.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو (2) عبد اللّه الأديب - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح (3) قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (4):

سألت أبي عن عبد الواحد بن زيد فقال: ليس بقوي في الحديث، ضعيف بمرّة.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، و أبو يعلى بن الحبوبي، قالا: أنا سهل بن بشر، أنا علي بن منير، أنا الحسن بن رشيق، نا أبو عبد الرّحمن النسائي، قال:

عبد الواحد بن زيد البصري متروك الحديث (5).

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو ياسر محمّد بن عبد العزيز بن عبد اللّه، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن غالب، قال: هذا ما وافقت عليه أبا الحسن الدارقطني من المتروكين.

ح و أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق بن بشري، أنا محمّد بن علي بن علي، و علي بن محمّد بن الحسين في كتابيهما، عن أبي الحسن الدارقطني، قال:

عبد الواحد بن زيد القاصّ بصري، عن الحسن، و ثابت - زاد ابن بطريق: ضعيف - هذه الأقاويل في ضعفه في الرواية، فأما زهده.

فأنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم الحافظ (6)،نا أبي، نا أحمد بن محمّد بن أبان، نا عبد اللّه بن أبي الدنيا، نا محمّد بن الحسين، نا عمار بن عثمان، قال:

سمعت حصين بن القاسم الوزّان يقول:

لو قسم بثّ (7) عبد الواحد بن زيد على أهل البصرة لوسعهم، فإذا أقبل سواد الليل

ص: 224


1- ما بين الرقمين سقط من م.
2- ما بين الرقمين سقط من م.
3- «ح» حرف التحويل سقط من م.
4- الجرح و التعديل 20/6.
5- سير أعلام النبلاء 178/7 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 141-160 ص 509).
6- الخبر في حلية الأولياء 161/6 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 141-160 ص 510) و سير أعلام النبلاء 179/7.
7- البث: الحال و أشد الحزن (القاموس المحيط ).

نظرت إليه كأنه فرس رهان مضمّر يتحزّم (1)،ثم يقوم إلى محرابه، فكأنه رجل مخاطب.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا علي بن محمّد بن محمّد بن الأخضر، أنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن يوسف العلاّف، أنا البردعي، أنا ابن أبي الدنيا، نا محمّد - و هو ابن الحسين - حدثني حكيم بن جعفر، نا مضر القارئ قال:

ما رأيت عبد الواحد بن زيد ضاحكا قطّ ، و ما شئت أن أراه باكيا إلاّ رأيته.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أبو الحسن اللّنباني (2)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني محمّد - هو ابن الحسين - قال:

سمعت عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: كان عبد الواحد بن زيد إذا ذكر الموت تغيّر لونه جدا.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو نصر محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمر بن سسّويه (3)،أنا أبو سعيد الصّيرفي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن أحمد الصّفّار، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني محمّد بن الحسين، حدثني يحيى بن بسطام، نا حاتم بن منيع الطّاحي (4)،قال:

شهدت عبد الواحد بن زيد في جنازة حوشب، فلما دفن قال: رحمك اللّه يا أبا بشر، فلقد كنت حذرا من مثل هذا اليوم، رحمك اللّه يا أبا بشر، فلقد كنت جزعا من الموت، أما و اللّه لئن استطعت لأعملن رحلي بعد مصرعك (5) هذا، قال: ثم شمّر بعد فاجتهد.

أخبرتنا أم الفتوح فاطمة بنت محمّد بن عبد اللّه بن الحسن القيسية (6)،قالت:

أخبرتنا أم الفتح عائشة بنت الحسن بن إبراهيم الوركانية، نا أبو الحسين عبد الواحد بن

ص: 225


1- سقطت اللفظة من م و حلية الأولياء. و تحزم الرجل: شد وسطه.
2- تقرأ في م:«الكبارى» تصحيف، مرّ التعريف به.
3- في م: شيبويه، تصحيف و المثبت و الضبط عن تبصير المنتبه 681/2 و فيه: أبو نصر أحمد بن محمد بن عمر بن ممشاذ بن سسّويه الإصطخري ثم الأصبهاني. روى مسند الشافعي عن الحيري.
4- في حلية الأولياء 159/6 «حاتم بن سليمان الطائي» و الطاحي نسبة إلى بني طاحية، و هي محلة بالبصرة نزلتها طاحية و هي قبيلة من الأزد (الأنساب).
5- الأصل و م:«مضر عليّ » تصحيف، و التصويب عن حلية الأولياء.
6- بدون إعجام في م و رسمها:«العسه».

محمّد بن شاة الشيرازي - إملاء - أنا أبو العلاء الخضر بن مهيار - بمدينة السلام - نا أحمد بن الفضل الإمام، نا أحمد بن محمّد التّستري، قال: ذكر أحمد بن مسروق، قال محمّد بن الحسين البرجلاني: حدثني.

و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل في كتابه، أنا أبو الفتح المظفّر بن محمّد البيع، نا أبو عبد اللّه سفيان بن علي بن بساط ، نا عبد الواحد بن محمّد بن شاة الشيرازي، نا أبو العلاء الخضر بن شهريار (1)،نا عبد السلام، نا أحمد بن الفضل الإمام، قال: ذكر أحمد بن مسروق، عن البرجلاني، عن أبي [سليمان] (2) داود بن المحبّر، حدثني عبد اللّه بن رشيد قال:

سمعت عبد الواحد بن زيد يقول في دعائه: أسألك أركانا قوية على عبادتك، و أسألك جوارح مسارعة إلى طاعتك، و أسألك همما متعلقة بمحبتك.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم (3) نا إسحاق بن أحمد بن علي، نا إبراهيم بن يوسف بن خالد (4)،نا أحمد بن أبي الحواري، قال: قال أبو سليمان الدّاراني:

أصاب عبد الواحد بن زيد الفالج، فسأل اللّه أن يطلقه في وقت الصلاة (5)،فإذا أراد أن يتوضّأ انطلق، و إذا رجع إلى سريره عاد إليه الفالج.

قال (6):و نا أبي و محمّد بن أحمد - هو اللنباني - قالا: نا أبو الحسن بن أبان، نا أبو بكر بن سفيان، حدثني محمّد بن الحسين، حدثني حكيم بن جعفر، نا حبان (7) بن الأسود، حدثني عبد الواحد بن زيد قال:

أصابتني علة في ساقي، فكنت أتحامل عليها للصلاة، قال: فقمت عليها من الليل، فأجهدت وجعا، فجلست ثم لففت إزاري في محرابي، و وضعت رأسي عليه فنمت، فبينا أنا كذلك إذا أنا بجارية تفوق الدنيا (8) حسنا تخطر بين جوار مزينات حتى وقفت عليّ و هنّ

ص: 226


1- كذا بالأصل هنا، و في م:«شهريار» و قد مرّ في السند السابق فيهما: مهيار.
2- زيادة للإيضاح، سقطت اللفظة من الأصل، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 42/6، و في م: عن داود بن المحبر.
3- الخبر في حلية الأولياء 155/6.
4- كذا بالأصل و م، و في حلية الأولياء: خلاد.
5- كذا بالأصل و م، و في الحلية: الوضوء.
6- حلية الأولياء 161/6.
7- كذا بالأصل و م، و في الحلية: حيان الأسود.
8- اللفظة غير مقروءة و بدون إعجام بالأصل و م، و المثبت عن حلية الأولياء.

خلفها، فقالت لبعضهن: اربعنه و لا تهجنه، قال: فأقبلن نحوي، فاحتملنني عن الأرض، و أنا انظر إليهن في منامي، ثم قالت لغيرهن من الجواري اللاتي معها: افرشنه و مهّدنه، و وطّئن له، و وسّدنه، قال: ففرشن تحتي سبع حشايا لم أر لها (1) في الدنيا مثلا، و وضعن تحت رأسي مرافق خضرا، حسانا، ثم قالت للاّئي (2) حملنني: اجعلنه على الفرش رويدا، لا تهجنه، قالت: فجعلت على تلك الفرش و أنا انظر إليها، و ما تأمر به من شأني، ثم قالت: احففنه بالريحان، قال: فأتي بياسمين فحفّت به الفرش، ثم قامت إليّ فوضعت يدها على موضع علّتي التي كنت أجد (3) في ساقي، فمسحت ذلك المكان بيدها، ثم قالت: قم شفاك اللّه إلى صلاتك غير مضرور، قال: فاستيقظت و اللّه و كأني قد نشطت (4) من عقال، فما اشتكيت تلك العلّة بعد ليلتي تلك، و لا ذهبت حلاوة منطقها من قلبي: قم شفاك اللّه إلى صلاتك غير مضرور.

أنبأنا أبو الفرج عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر، أنا المبارك بن عبد الجبار الصيرفي (5)،أنا أبو طالب العشاري، أنا محمّد بن عبد اللّه بن أخي ميمي، أنا الحسين بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، قال: قال محمّد بن الحسين - هو البرجلاني - حدثني عمّار بن عثمان الحلبي، نا حصين الوراق، قال: قال عبد الواحد بن زيد (6):

ما للعاملين و للبطنة، إنّما العامل للّه - عز و جل - يجزيه العلقة التي يقوم برمقه.

قال: و سمعته يوما يقول: عاهدت اللّه عهدا لا أخيس (7) بعهدي عنده أبدا، قلت: ما هو يا أبا عبيدة ؟ قال: أقصر يا حصين، قلت: أ و ما تؤمل في إخبارك إياي خيرا من قدوة ؟ قال:

بلى، قلت: فأخبرني، قال: عاهدته أن لا يراني طاعما نهارا أبدا حتى ألقاه، قال حصين: كان

ص: 227


1- الأصل و م، و في الحلية: لهن.
2- الأصل:«التي حملتني» و في م:«للتي حملنني» و المثبت عن الحلية.
3- الأصل و م، و في الحلية: أجدها.
4- كذا بالأصل و م، و في الحلية: أنشطت. و أنشط العقال: مدّ أنشوطته فانحل، و كذلك الحبل إذا مددته حتى ينحل، قيل: قد أنشطته. قال ابن الأثير: و كثيرا ما يجيء في الرواية: كأنما نشط من عقال و ليس بصحيح.
5- سير أعلام النبلاء 213/19.
6- الخبر في حلية الأولياء 162/6-163.
7- خاس بالعهد يخيس خيسا و خيسانا: غدر، و نكث (القاموس المحيط )، و في الحلية:«أحنس» و في م بدون إعجام.

يشتد به المرض، فيجتهد به إخوانه أن ينال شيئا فيأبى ذلك، حتى مضى (1)،عليه رحمة اللّه.

قال: و حدثني محمّد بن الحسين، حدثني الصّلت بن حكيم، حدثني أبو عاصم العبّاداني، قال: قال لي عبد الواحد بن زيد يوما:

ما باللّه حاجة إلى تعذيب عباده أنفسهم بالجوع و الظمأ، و لكن الحاجة بالمؤمن إلى ذلك ليراه سيّده ظمآن ناصبا، قد جوّع نفسه له، و أهمل عينيه، و أنصب بدنه، فلعله أن ينظر إليه برحمته فيعطيه بذلك الجوع و الظمأ الثمن الجزيل، ثم قال: و هل تدري ما الثمن الجزيل ؟ فكاك الرقاب من النار.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز الكتاني (2)،أنا أبو محمّد بن أبي نصر، نا أبو علي الحسن بن حبيب، نا أبو حفص القاضي الحلبي - يعني عمر بن الحسن - نا إبراهيم بن الجنيد، نا محمّد بن الحسين، حدثني يحيى بن بسطام الأصفر، نا مضر القارئ، قال:

شاهدت لعبد الواحد بن زيد دعوات مستجابات، قال:

كان يجالسه فتية متعبدون من قريش فأتوه يوما، فشكوا إليه الحاجة و أعلموه أن السلطان أرادهم على عمله، فبكى ثم رفع رأسه إليهم فقال: اصبروا يا بني فإنما يهدي الفقر و الضيق إلى أوليائه كرامة منهم عليه، ثم رفع بيده إلى السماء، فقال: اللّهمّ إنّي أسألك باسمك ذاك الرفيع المرفّع الذي تكرم به من شئت من أوليائك، و تلهمه الصفيّ من إحسانك، أسألك أن تأتينا برزق من لدنك، نقطع به علائق السلطان من قلوبنا، و قلوب أصحابنا هؤلاء عن السلطان، فأنت الحنّان المنّان، و أنت القديم الإحسان، اللّهمّ الساعة الساعة، قال: فسمعت و اللّه السقف يقهقه، ثم تناثرت علينا الدنانير و الدّراهم.

قال: فقال لنا عبد الواحد: استغنوا باللّه عن الأمراء، قال: فأخذت و أخذ القوم و لم يأخذ عبد الواحد من ذلك شيئا، و أصاب عبد الواحد خطرة من الفالج، فقال يوما: من هاهنا فلم يجبه أحد، ثم قال: من هاهنا فلم يجبه أحد، ثم قال: اللّهمّ أحللني من وثاقي هذا حتى أقضي حاجتي، ثم أمرك فيّ ، قال: فنشط و اللّه من دائه حتى قضى حاجته، ثم عاد إلى فراشه، فعاودته علّته.

ص: 228


1- الأصل و م، و في الحلية: قضى.
2- في م: الكناني، تصحيف.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبي الأستاذ أبو القاسم، أنا الشيخ أبو عبد الواحد السلمي، نا أبو الحارث الخطابي، نا محمّد بن الفضل، نا علي بن مسلّم، نا سعيد بن يحيى البصري، قال:

كان أناس من قريش يجلسون إلى عبد الواحد بن زيد، فأتوه يوما و قالوا: إنا نخاف من الضيعة و الحاجة، فرفع رأسه إلى السماء و قال:

اللّهمّ إنّي أسألك باسمك المرتفع الذي تلزم به من شئت من أوليائك، و تلهمه الصفيّ من أحبابك، أن تأتينا برزق من لدنك تقطع به علائق الشيطان من قلوبنا و قلوب أصحابنا هؤلاء، و أنت الحنّان المنّان، القديم الإحسان، اللّهمّ الساعة الساعة، قال: فسمعت قعقعة - و اللّه - للسقف، ثم تناثرت علينا دنانير و دراهم، فقال عبد الواحد بن زيد: استغنوا باللّه عن غيره، فأخذوا ذلك و لم يأخذ عبد الواحد شيئا.

قال: و سمعت محمّد بن الحسين السّلمي يقول: نا أبو الحارث الخطابي، نا محمّد بن الفضل، نا علي بن مسلم، نا سعيد بن يحيى البصري، قال:

أتيت عبد الواحد بن زيد و هو جالس في ظلّ ، فقلت له: لو سألت اللّه أن يوسّع عليك الرزق لرجوت أن يفعل، فقال: ربي أعلم بمصالح عباده، ثم أخذ حصى من الأرض ثم قال:

اللّهمّ إن شئت أن تجعلها ذهبا فعلت، فإذا هي - و اللّه - في يده ذهب، فألقاها إليّ و قال: أنفقها أنت، فلا خير في الدنيا إلاّ للآخرة.

آخر الجزء الثلاثين بعد الأربعمائة، و بكماله كل المجلد الثالث و الأربعين من الفرع، وافق ذلك عشية يوم الاثنين الحادي و العشرين من شهر ذي القعدة سنة أربع عشرة و ستمائة بدار الحديث بدمشق حرسها اللّه (1).

قرأت على أبي الحسين بن كامل، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن الحسين، حدثني بشر بن مصلح العتكي، حدثني زيد بن عمر قال:

شهدت مجلس عبد الواحد (2) بن زيد بعد العصر، فكنت انظر إلى منكبيه ترتعد و دموعه

ص: 229


1- من آخر الجزء الثلاثين إلى هنا ليس في م.
2- الأصل: عبد العزيز، تصحيف، و الصواب عن م.

تنحدر على لحيته و هو ساكت و الناس يبكون، فقال: أ لا تستحيوا من طول ما لا تستحيون، قال: و في القوم فتى يقال له عتبة الغلام، فغشي عليه، فما أفاق حتى غربت الشمس، فأفاق و هو يقول: ما لي، ما لي، كأنه يعمي على الناس أمره، قال: ثم خرج فتوضّأ.

قال: و قال محمّد: حدثني إسحاق بن إبراهيم قال: سمعت مضر أبا سعيد يقول:

جلسنا يوما إلى عبد الرّحمن بن زيد فلم يتكلم طويلا، فقال له بعض إخوانه: أ لا تعلّم إخوانك شيئا يا أبا عبيدة، أ لا تهديهم إلى خدمة اللّه، قال: فبكى بكاء شديدا ثم قال: السرور و الخير الأكبر أمامكم أيها العابدون فعلى ما ذا تعرجون (1)،و ما تنتظرون، خذوا الأهبة (2)للرحيل، و العدّة لسلوك السبيل، فكأنكم بالأمر الجليل قد نزل بكم، فأوردكم على الكرامة و السرور، أو على مقطعات النيران، مع طول النداء بالويل و الثبور، ألا فبادروا إليه رحمكم اللّه.

قال: ثم غشي عليه و تفرق الناس.

قال مضر: و قال لي عبد الواحد يوما: اقرأ عليّ : وَ أَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ (3) الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنٰاجِرِ كٰاظِمِينَ (4) فقرأت عليه، فجعل يشهق حتى ظننت أن نفسه ستخرج، ثم أفاق إفاقة فقال (5):كيف بالقلوب إذ ذاك و قد كظمت له الحناجر، ثم غشي عليه، فحمل إلى أهله.

قال أبو يعقوب: و قرأ مضر يوما: هٰذٰا كِتٰابُنٰا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنّٰا كُنّٰا نَسْتَنْسِخُ مٰا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (6) فبكا حتى غشي، ثم أفاق فقال: و عزتك، لا عصيتك جهدي أبدا، فأيّدني بتوفيقك على طاعتك، فلما انصرف أتاه قوم من إخوانه فقالوا: كيف قلت الغداة ؟ فبكى ثم قال: أطعه بجدك و جهدك، و سله المعونة على ذلك يؤتك، قال: فبكى و اللّه أهل البيت جميعا أو شغلهم عما جاءوا له.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن الحسين، و أحمد بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد - أظنه ابن الفضل البلخي - أنا عبد اللّه - نزيل

ص: 230


1- الأصل:«يعرجون... ينتظرون» و في م: الحرف الأول في الكلمتين بدون إعجام، و التصويب عن المختصر 252/15.
2- رسمها مضطرب في الأصل و م و نميل إلى قراءتها:«الهنة» و المثبت عن المختصر.
3- ما بين الرقمين سقط من م.
4- سورة غافر، الآية:18.
5- ما بين الرقمين سقط من م.
6- سورة الجاثية، الآية:

سمرقند - نا محمود بن المهدي، نا ابن السماك، عن عبد الواحد بن زيد قال:

كان يقال: من عمل بما علم فتح له علم ما لا يعلم (1).

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني أبو محمّد علي بن الحسن، عن العلاء الموصلي، عن عبد الواحد بن زيد قال:

الغمّ غمّان، فالغمّ على ما مضى من المعاصي و التفريط ، و ذلك يفضي بصاحبه إلى راحة، و غمّ إذا صار في الراحة غمّ إشفاق ألا (2) يسلب الأمر الذي هو فيه - يعني من الطاعة و العبادة-.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا الحسن بن محمّد الأزهري، نا محمّد بن زكريا، نا محمّد بن علي، قال: سمعت مضر أبا سعيد يقول: قال عبد الواحد بن زيد:

ما أحب أن شيئا من الأعمال يتقدم الصبر إلاّ الرضا، فلا أعلم درجة أشرف و لا أرفع من الرضا، و هو رأس المحبة (3).

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو الحسين علي بن أحمد بن خرابحت (4) الجيرفتى (5)،نا أحمد بن كامل بن خلف القاضي، نا محمّد بن هشام المستملي، نا ابن عائشة، نا إسماعيل بن زكريا (6)،قال: قال عبد الواحد بن زيد:

قاعدوا أهل الدين، فإن لم تقدروا عليهم فقاعدوا أهل المروءات من أهل الدنيا فإنهم في مجالسهم لا يرفثون.

أخبرنا أبو نصر بن رضوان، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّويه، أنا أبو بكر محمّد بن خلف بن المرزبان، نا أبو بكر بن زنجويه، نا عبيد اللّه بن محمّد التيمي، أن عبد الواحد بن زيد قال (7):

ص: 231


1- حلية الأولياء 163/6 و فيها: فتح اللّه.
2- كذا بالأصل و م، و المعنى على هذه الرواية غير مستقيم، و الأشبه «أن» و بها يستقيم السياق.
3- حلية الأولياء 163/6.
4- كذا رسمها بالأصل و م.
5- كذا رسمها بالأصل، و بدون إعجام في م.
6- في الحلية: إسماعيل بن ذكوان.
7- حلية الأولياء 160/6.

جالسوا أهل الدين، فإن لم تقدروا عليهم فجالسوا أهل المروءات في الدنيا (1)،فإنهم لا يرفثون في مجالسهم.

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمّد بن الحسن الفرغولي، نا أبو القاسم إبراهيم بن عثمان الخلاّل الجرجاني، أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف بن إبراهيم السهمي، أنا الحسين بن جعفر الجرجاني، نا حسان بن محمّد الفقيه، حدثني أحمد بن داود بن موسى البصري، نا عبيد اللّه بن محمّد بن عائشة، قال: قال عبد الواحد بن زيد لأهل مجلسه:

جالسوا أهل الدين من أهل الدنيا، و إن كنتم لا بد فاعلين فجالسوا أهل المروءات، فإنهم لا يرفثون.

أنبأنا أبو علي بن نبهان.

ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو طاهر الباقلاني، و أبو الحسن محمّد بن إسحاق بن إبراهيم، و أبو علي بن نبهان.

ح (2) و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر.

قالوا: أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن مقسم، نا أبو العباس، قال: قال عبد الواحد بن زيد العابد لأصحابه:

جالسوا أهل الدين، فإن لم تقدروا عليهم فجالسوا الأشراف، فإن الفحش لا يجري في مجالسهم (3).

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم (4)،نا عثمان بن محمّد العثماني، نا أبو الحسن الواعظ البغدادي، قال: ذكر لي عن أحمد بن أبي الحواري، قال: قال أبو سليمان: ذكر لي عن عبد الواحد بن زيد قال:

نمت عن وردي ليلة، فإذا أنا بجارية لم أر أحسن وجها منها عليها ثياب حرير خضر، و في رجليها نعلان تقدس بأطراف أزمتها، فالنعلان يسبحان و الزمامان يقدسان، و هي تقول:

يا ابن زيد جدّ في طلبي فإنّي في طلبك، ثم جعلت تقول برخيم صوتها:

ص: 232


1- «في الدنيا» ليس في الحلية.
2- «ح» حرف التحويل سقط من م.
3- «في مجالسهم» استدركت عن هامش الأصل، و بعدها صح.
4- الخبر و الأبيات في حلية الأولياء 157/6-158.

من يشتريني و من يكن سكني *** يأمن في ربحه من الغبن

فقلت: يا جارية ما ثمنك فأنشأت تقول:

تودد (1) اللّه مع محبّته *** و طول فكر (2) يشاب بالحزن

فقلت: لمن أنت يا جارية ؟ فقالت:

لما لك لا يرد لي ثمنا *** من خاطب قد أتاه بالثمن

فانتبه و آلى على نفسه أن لا ينام الليل.

قال (3):و نا عثمان بن محمّد العثماني، نا أبو الحسن محمّد بن أحمد، نا عمر بن محمّد بن يوسف، قال: سمعت أبا جعفر الصفّار يقول: سمعت الفيض بن إسحاق الرّقّي يقول: سمعت الفضيل بن عياض يقول: قال عبد الواحد بن زيد:

سألت اللّه ثلاث ليال (4) أن يريني (5) رفيقي في الجنة، فرأيت كأن قائلا يقول: يا عبد الواحد رفيقك في الجنة ميمونة السوداء، فقلت: و أين هي ؟ قال: في آل فلان بالكوفة، قال: و خرجت إلى الكوفة، فسألت عنها، فقيل: هي مجنونة بين ظهر انينا ترعى غنيمات، فقلت: أريد [أن] (6) أراها، قالوا: اخرج إلى الجنان (7)،فخرجت و إذا بها قائمة تصلّي، و إذا بين يديها عكازة لها، فإذا عليها جبّة من صوف عليها مكتوب: لا تباع و لا تشترى، و إذا الغنم مع الذئاب، لا الذئاب تأكل الغنم، و لا الغنم تفزع من الذئاب، فلمّا رأتني أوجزت في صلاتها ثم قالت: ارجع يا ابن زيد، ليس الموعد هاهنا إنّما الموعد ثمّ ، فقلت لها: رحمك اللّه، و ما يعلمك أنّي ابن زيد؟ فقالت: أ ما علمت أن الأرواح جنود مجنّدة، فما تعارف منها ائتلف، و ما تناكر منها اختلف، فقلت لها: عظيني، فقالت: وا عجبا لواعظ يوعظ ، ثم قالت: يا ابن زيد إنّك لو وضعت معايير القسط على جوارحك لخبرتك بمكتوم مكنون ما فيها: يا ابن زيد إنّه بلغني ما من عبد أعطي من الدنيا شيئا فابتغى إليه ثانيا إلاّ سلبه اللّه حبّ الخلوة معه، و بدّله بعد

ص: 233


1- في م:«بورث» الحرف الأول بدون إعجام.
2- في م:«قلب» و في الحلية: شكر.
3- القائل: أبو نعيم الحافظ ، و الخبر في حلية الأولياء 158/6-159.
4- الأصل:«ليالي» و المثبت عن م و الحلية.
5- الأصل:«يرني، و المثبت عن م و الحلية.
6- الزيادة عن الحلية و م.
7- رسمها بالأصل:«الحبان» و المثبت عن م، و في الحلية:«الخان» و في المختصر 253/15 الجبّان.

القرب البعد، و بعد الأنس الوحشة، ثم أنشأت تقول:

يا واعظا قام لاحتساب *** يزجر قوما عن الذنوب

تنهى و أنت السقيم حقا *** هذا من المنكر العجيب

لو كنت أصلحت قبل هذا *** غيّك أو تبت من قريب

كان لما قلت يا حبيبي *** موضع صدق من القلوب

ينهى عن الغي و التمادي *** و أنت في النهي كالمريب

فقلت (1) لها: إني أرى هذه الذئاب مع الغنم، لا الغنم تفزع من الذئاب، و لا الذئاب تأكل الغنم، فأيش هذا؟ قالت: إليك عني، فإنّي أصلحت ما بيني و بين سيّدي، فأصلح بين الذئاب و الغنم.

قال (2):و نا أبو محمّد بن حيان (3)،نا أحمد بن روح، نا أحمد بن غالب، نا محمّد بن عبد اللّه الخزاعي، قال:

صلّى عبد الواحد بن زيد الغداة بوضوء العتمة أربعين سنة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، أنا زكريا بن يحيى المنقري، أنا الأصمعي، نا عبد الوارث بن سعيد قال:

خطب عبد الواحد بن زيد رابعة، فحجبته أياما ثم أذنت له، فلما دخل قالت له: يا شهواني، أي شيء رأيت من آلة الشهوة فيّ أ لا خطبت شهوانية مثلك.

أخبرنا أبو الفتوح عبد الخلاّق بن عبد الواسع بن عبد الهادي بن عبد اللّه (4) بن محمّد الأنصاري، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن محمّد بن علي بن عمير العميري (5)،نا أبو زكريا يحيى بن عمّار بن يحيى بن عمّار الشيباني - إملاء - قال: سمعت أبا بكر هبة اللّه بن

ص: 234


1- عن الحلية، و بالأصل و م: فقال.
2- القائل: أبو نعيم، و الخبر في حلية الأولياء 163/6.
3- «بن حيان» ليس في الحلية.
4- «بن محمد الأنصاري» مكرر بالأصل. قارن مع م و المشيخة 105/أ.
5- قارن مع المشيخة 105/أ، و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 69/19.

الحسن القاضي - بفارس - قال: قرأت على الحارث بن عبيد اللّه، عن إسحاق بن إبراهيم، قال:

وقف عبد الواحد بن زيد على قبر فقال:

و بينا تراه في سرور و غبطة *** إذا هاتف من هاجس الموت قد هتف

فتلقاه مكروبا كثيرا غمومه *** أخا أسف، لو كان ينفعه الأسف

فيا عجبا ممن يسّر (1) بدهره *** و قد بصر الأنباء فيه و قد عرف

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن الخبّازي المقرئ، أنا أبو الحسن المزكّي - يعني عبد الرّحمن بن إبراهيم (2)-أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، نا الغلاّبي، نا أحمد بن غسان، حدثني أحمد بن عطاء، قال:

وقف عبد الواحد بن زيد على قبر يتمثل:

فبينا تراه ناعما في سروره (3) *** إذا هاجس من هاجس الموت قد هتف

فتلقاه مكروبا كثيرا همومه *** أخا أسف لو كان ينفعه الأسف

فيا عجبا ممن يسرّ بدهره *** و قد أبصر الأنباء فيه و قد عرف

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو زكريا بن أبي إسحاق، أنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه، نا عبد اللّه بن محمّد بن أبي الدنيا، حدثني محمّد بن الحسين، حدثني عمّار بن عثمان الحلبي، حدثني حصين بن القاسم الورّاق (4)،قال (5):

كنا عند عبد الواحد بن زيد و هو يعظ ، فناداه رجل من ناحية السجد: كفّ يا أبا عبيدة لقد كشفت قناع قلبي، فلم يلتفت عبد الواحد إلى ذلك، فمرّ في الموعظة، فلم يزل الرجل يقول:

كفّ يا أبا عبيدة لقد كشفت قناع قلبي، و عبد الواحد يعظ لا يقطع موعظته حتى و اللّه حشرج الرجل حشرجة الموت، و خرجت نفسه، قال: و أنا و اللّه شهدت جنازته يومئذ، ما رأيت بالبصرة يوما أكثر باكيا من يومئذ.

ص: 235


1- الأصل:«بسر» و المثبت لتقويم الوزن عن م.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 497/16.
3- في م: سريره.
4- في الحلية و تاريخ الإسلام: الوزان.
5- الخبر في حلية الأولياء 159/6 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 141-160 ص 510).

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، عن رشأ بن نظيف، أنا أبو شعيب عبد الرّحمن بن محمّد المكتب، و أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرّحمن المصريان، قالا: أنا الحسن بن رشيق، أنا أبو بشر الدولابي، حدثني عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدثني روح بن عبد المؤمن، قال:

مات عبد الواحد بن زيد سنة سبع و سبعين و مائة (1).

4319 - عبد الواحد بن سعيد بن عبد الملك

ابن عبد الوهاب بن حسّان

أبو بكر

حدّث بدمياط عن: موسى بن عامر.

روى عنه: أبو أحمد بن عدي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو القاسم الجرجاني، نا عبد اللّه بن عدي، نا عبد الواحد بن سعيد بن عبد الملك بن عبد الوهاب بن حسّان، أبو بكر الدمشقي بدمياط ، نا موسى بن عامر، نا الوليد بن مسلم، نا عمر بن محمّد، عن نافع، عن ابن عمر.

أن رجلا سأل ابن عمر عن الوتر أ واجب هو؟ فقال ابن عمر:

أوتر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و المسلمون بعد، و لم يزده على ذلك.

4320 - عبد الواحد بن سعيد

روى عن عمر بن عبد العزيز فعله.

روى عنه معمر بن راشد.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا أبو كريب، نا ابن المبارك، عن عبد الواحد بن سعيد قال:

ص: 236


1- عقب الذهبي على قول من قال أنه مات في هذا التاريخ: و هذا بعيد جدا، ما بقي الرجل إلى هذا الوقت، و إنما هو بعد الخمسين و مائة.(راجع تاريخ الإسلام 141 - 160 ص 513) و سير أعلام النبلاء 180/7.

خاصمت إلى عمر بن عبد العزيز في جوار غصبتهن (1)،و ولدن في الشام، فردّهن علينا و أولادهن.

كذا قال، و أسقط منه معمرا (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا داود بن عمرو، نا عبد اللّه بن المبارك، عن معمر، عن عبد الواحد بن سعيد قال:

خاصمت إلى عمر بن الخطاب (3) في جوار اغتصبناهن و قد ولدن، قال: فردّهن عمر و أولادهن.

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلال - إذنا - قالا: أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (4):

عبد الواحد بن سعيد قال: خاصمت إلى عمر بن عبد العزيز، روى عنه معتمر (5)، سمعت (6) أبي يقول ذلك.

4321 - عبد الواحد بن سليمان بن جمعة

له ذكر.

كان يسكن كسملين (7) خارج باب السلامة.

ذكره أبو الحسن أحمد بن حميد بن أبي العجائز الأزدي.

ص: 237


1- ما بين الرقمين سقط من م.
2- يعني بين المبارك و بين عبد الواحد بن سعيد.
3- قبلها بالأصل: العزيز، ثم شطبت الكلمة بخطين أفقيين، و كتب بعدها «الخطاب» و هو تصحيف، و قد مرّ في الرواية السابقة: عمر بن عبد العزيز، و انظر ما سيأتي عن الجرح و التعديل.
4- الجرح و التعديل 21/6.
5- كذا بالأصل و الجرح و التعديل، و هو تصحيف، و الصواب «معمر» و قد مرّ، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 5/7 و تهذيب الكمال 268/18.
6- ما بين الرقمين سقط من م.
7- كذا بالأصل، و في م:«سليمان» و في غوطة دمشق كمحمد كردعلي ص 178: كمشتكين، قال: و كشملين: تحريف.

4322 - عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك بن مروان

ابن الحكم بن أبي العاص بن أمية

أبو عثمان، و يقال: أبو خالد - الأموي (1)

و أمّه (2) بنت عبد اللّه بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية.

حدّث عن أبيه، و عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه بن العباس.

روى عنه الوليد بن محمّد الموقّري، و كانت داره بدمشق في سوق الصفارين القديم المعروفة اليوم بدار ابن عوف.

و ولي الموسم لمروان بن محمّد، و كان عامله على المدينة.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا سهل بن بشر، أنا علي بن منير، أنا الحسن بن رشيق، أنا أحمد بن يحيى بن زكير.

ح (3) و نا أبو العباس أحمد بن أبي القاسم بن أحمد النسائي السهمي، أنا أبو شجاع عبد الرزاق بن سهلب بن عمر الخياط - قراءة عليه - أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إسحاق بن محمّد بن يحيى بن منده الحافظ ، أنا الحسين بن أبي الحسن العسكري - بمصر - نا أحمد بن يحيى بن زكير المصري، نا عبد الرّحمن بن خالد بن نجيح، حدّثني أبي خالد بن نجيح - و في حديث نصر: نا أبي - نا الوليد بن محمّد، نا عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك بن عبد الملك، عن أبيه، عن عمر بن عبد العزيز، عن أبان بن عثمان، عن عثمان بن عفّان.

أنه لما بنى المسجد و أكثر الناس فيه، فقال: أما إكثاركم سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:

«من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار».

و سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«من بنى للّه بيتا بنى اللّه له بيتا في الجنة»، فلقيت عروة بن الزبير، فحدّثني أنه لما زاد عثمان في مسجد النبي صلّى اللّه عليه و سلّم - و في حديث ابن رشيق: في المسجد -

ص: 238


1- انظر أخباره في: نسب قريش للمصعب الزبيري ص 166 و انظر الأغاني (الجزء الثاني و الجزء السادس: الفهارس)، تاريخ خليفة بن خيّاط (الفهارس).
2- هي:«أم عمرو و بنت عبد اللّه...» كما في نسب قريش.
3- «ح» حرف التحويل سقط من م.

أكثر الناس، فقال علي بن أبي طالب: ما إكثاركم ؟ سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«من بنى للّه مسجدا بنى اللّه له بيتا في الجنة»[7468].

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن (1) بكّار.

قال في تسمية ولد سليمان: و عبد الواحد بن سليمان قتله صالح بن علي، كان واليا لمروان بن محمّد على المدينة و مكة، أظنه قال: و ولي الحج عام الحرورية، أصحاب عبد اللّه بن يحيى، لم يدر بهم عبد الواحد و هو واقف بعرفة حتى تدلّوا عليه من جبال عرفة من طريق الطائف، فوجّه إليهم رجالا من قريش فيهم: عبد اللّه بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب، و أمية بن عبد اللّه بن عمرو (2) بن عثمان بن عفّان، و عبد العزيز بن عبد اللّه بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب، فكلموهم و سألوهم أن يكفّوا حتى يفرغ الناس من حجّهم، ففعلوا، فلما كان يوم النفر الأول، خرج عبد الواحد كأنه يفيض، ثم مضى على وجهه إلى المدينة، و نزل فساطيطه و ثقله بمنى.

و أم عبد الواحد أم عمرو بنت عبد اللّه بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس، و كان جوادا ممدحا، له يقول إبراهيم بن علي بن هرمة أنشدني ذلك أبو عمير نوفل بن ميمون، قال: أنشدنيه أبو مالك محمّد بن مالك بن علي بن هرمة (3):

إذا قيل من خير من يرتجى (4) *** لمعترّ (5) فهر و محتاجها

و من يقرع (6) الخيل يوم الوغا *** بإلجامها ثم إسراجها

أشارت نساء بني مالك (7) *** إليك به قبل أزواجها

و قال ابن ميّادة يمدحه (8):

ص: 239


1- الخبر في نسب قريش للمصعب ص 166 فكثيرا ما أخذ الزبير بن بكار عن عمه المصعب.
2- كذا بالأصل و م، و في نسب قريش: عمر.
3- الأبيات في الأغاني 111/6 و فيها أنه قالها لعبد الواحد بن سليمان.
4- رسمها بالأصل:«يعنتمرى» و اللفظة غير واضحة في م لسوء التصوير، و المثبت عن الأغاني.
5- معتر: الفقير و المتعرض للمعروف من غير أن يسأل.
6- الأغاني:«يعجل» و في م: يفرع.
7- الأصل و م، و في الأغاني: بني غالب.
8- بعض الأبيات في الأغاني 326/2-327.

من كان أخطأه الربيع فإنّه *** نصر (1) الحجاز بغيث عبد الواحد

إنّ المدينة أصبحت معمورة *** بمتوّج حلو الشمائل ماجد

كالغيث من عرض الفرات تهافتت *** سبل إليه بصادرين و وارد

و ملكت غير معنّف في ملكه *** ما دون مكة من حصا و مساجد

و ملكت ما بين العراق و يثرب *** ملكا أجار لمسلم و معاهد

مليكهما (2) و دميهما من بعد ما *** غشّى الضعيف شعاع سيف المارد

و لقد رمت قيس وراءك بالحصا *** من رام ظلمك من عدوّ جاهد

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (3):

ولّى مروان بن محمّد عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك بن مروان المدينة، ثم عزل عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز - يعني عن مكة - و ولّى عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك بن مروان، ثم انحاز من أبي حمزة و دخل أبو حمزة - يعني الخارجي المدينة - فوجّه مروان عبد الملك بن محمّد بن عطية من سعد بن بكر، فقتل أبا حمزة، و ضمّ إليه مكة.

و أقام (4) الحج - يعني سنة تسع و عشرين و مائة - عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك بن مروان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطّبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (5)،قال:

و فيها - يعني سنة ثمان و عشرين و مائة - نزع عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز من المدينة حين خرج أميرا على الحاج، و هو حجّ عامئذ بالناس، فخالفه عبد الواحد بن سليمان أميرا على المدينة، و فيها - يعني سنة تسع و عشرين - نزلت الخوارج مكة مع الحاجّ ، و حجّ بالناس عامئذ عبد الواحد بن سليمان.

ص: 240


1- نصر: سقي، يقال: نصر الغيث الأرض نصرا: غاثها و سقاها و أعانها على الخصب و النبات (اللسان: نصر، و البيت من شواهده).
2- الأغاني: ماليهما.
3- تاريخ خليفة بن خيّاط (تحت عنوان: تسمية عمال مروان بن محمد) ص 406 و 407.
4- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 389.
5- الخبر التالي سقط من كتاب المعرفة و التاريخ المطبوع للفسوي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو طاهر بن سوار، قالا: أنا الحسين بن علي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا نصر بن أحمد بن نصر، أنا محمّد بن أحمد الجواليقي.

قالا: أنا محمّد بن زيد الأنصاري، أنا محمّد بن محمّد بن عقبه، نا هارون بن حاتم، نا أبو بكر بن عياش قال:

ثم حجّ بالناس عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك سنة تسع و عشرين و مائة.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم العلوي، و أبو الوحش المقرئ عنه، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم البغدادي، نا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي، نا الحسين بن فهم، نا أبي قال: امتدح إبراهيم بن هرمة عبد الواحد بن سليمان بشعر كثير فقال فيه و أحسن:

دعته المكرمات فناولته *** خطام المجد في علوّ العظيم

فقاد المكرمات مسمحات *** يكفي لا الف و لا سئوم

يجيب السائلين إذا اعتروه *** بأطيب شيمة و يخبر خيم

تزينه خلائق باقيات *** و أرواح مباركة النسيم

غلبت على المكارم طالبيها *** فما لك في المكارم من قسيم

قال رشأ: و أنا أبو القاسم عبد الرزاق بن أحمد بن عبد الحميد، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن جعفر بن محمّد بن ورد، نا أبو إسحاق إبراهيم بن حميد البصري القاضي، نا أحمد بن يحيى الشيباني، نا الزبير بن بكّار، قال:

لما (1) ولي عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك أتاه ابن هرمة ممتدحا (2) فأعجب، و أدناه منه، و أمر بتسهيل إذنه، و تقريب مجلسه، و حباه و أسنى عطيته، و أخذ عليه أن لا يمدح أحدا بعده ممن يتولى المدينة، و لم يمض إلاّ أيام يسيرة حتى عزل عبد الواحد، و قدمها أمير

ص: 241


1- انظر الخبر، باختلاف الرواية في الأغاني 104/6.
2- قصيدته في الأغاني 102/6-103 و 104 و منها: يكاد بابك من جود و من كرم من دون بوابه للناس يندلق

آخر، فأتاه ابن هرمة ممتدحا (1)،ثم لم تمض إلاّ مديدة حتى عزل المولّى و وليها عبد الواحد، فأمر أن يحجب عنه ابن هرمة، و لا يؤذن له، فاستشفع عليه بالناس، فلم يشفعهم فيه، فغدا يوما إلى حسن (2) بن حسن، فقال له: إنّي جئتك مستشفعا، قال: على من ؟ قال:

عبد الواحد، فركب معه إليه، فلما دخل إلى عبد الواحد قام على رجله و تلقاه في صحن داره، فقال: حاجة، قال: مقضية إلاّ أن تكون الحاجة في ابن هرمة، فقال: ما أحب أن تستثني عليّ ، قال: لا أستثني عليك، جعلني اللّه فداك، قال: فهي ابن هرمة، قال: ائذنوا له، فدخل و قد مدحه بكلمة و هو يقول:

أ نغدوا أم نجهّز للرّواح *** فكم هذا تميل إلى المزاح

رأينا غالبا خلعت جناحا *** و كان أبوك قادمة الجناح

قال: فوثب حسن بن حسن، فخرج، فتجوز ابن هرمة في الإنشاد فتبعه و قبّل ركابه و قال: أحسنت إليّ ، أحسن اللّه بك، قال: أغرب عني، ما استحييت و أنت تقول لابن مروان.

و كان أبوك قادمة الجناح

و أنا ابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و ابن فاطمة عليهما السلام، قال: ففدتك نفسي، ففي أثر هذا البيت قلت:

و لكن عتبة عتبت علينا (3) *** و بعض القول يذهب في الرياح

قال: فضمّه إليه و ضحك، و قال: قتلك اللّه ما أظرفك.

قد تقدم عن الزبير بن بكار: أن عبد الواحد قتله صالح بن علي، و كان ذلك في سنة اثنتين و ثلاثين و مائة.

4323 - عبد الواحد بن شعيب

أبو القاسم الجبلي

قاضي جبلة.

ص: 242


1- و كان هذا الوالي من بني الحارث بن كعب، كما في الأغاني.
2- في الأغاني: عبد اللّه بن الحسن بن الحسن.
3- الأغاني: و لكن سقطة عيبت علينا

سمع بدمشق: سليمان بن عبد الرّحمن، و يحيى بن الخوّاص، و أبا الحباب خالد بن الحباب - نزيل حماة - و سلامة بن عبد العزيز اللّخمي، و أبا اليمان الحكم بن نافع.

روى عنه: أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن الحسن بن متّويه (1) الأصبهاني، و علي بن سراج الحافظ المصري، و أحمد بن محمّد بن المؤمّل، و أبو عمر أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن حكيم الأصبهاني (2)،و أبو بكر محمّد بن حمدون النيسابوري، و الفضل بن الربيع بن محمّد الكندي اللاّذقي، و أبا الحسن بن جوصا، و إسحاق بن محمّد بن إبراهيم بن حكيم، و خيثمة بن سليمان.

أخبرنا أبو المطهّر عبد المنعم بن أحمد بن يعقوب الشامكاني (3)-بأصبهان - أنا جدي أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي، فيما قرئ عليه و أنا حاضر سنة خمس و خمسين و أربعمائة، أنا أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه بن الحسن بن محمّد بن عبد اللّه بن الحسن المعدّل الأصبهاني، نا أبو عمرو أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن حكيم، نا عبد الواحد بن شعيب - بجبلة - نا سلامة بن عبد العزيز اللّخمي، نا سلمة بن كلثوم، عن الأوزاعي، عن قرة بن عبد الرّحمن، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال:

مرّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم برجل من الأنصار و هو يعظ أخاه في الحياء، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«ذره، فإنّ الحياء من الإيمان»[7469]، المحفوظ حديث الزهري، عن سالم بن عبد اللّه بن عمر، عن أبيه.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، و طاهر بن سهل بن بشر، قالا: أنا أبو الحسين بن مكي، أنا جدي أحمد بن عبد اللّه بن زريق، نا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة القرشي - إملاء من حفظه - حدّثني عبد الواحد بن شعيب (4)-قاضي جبلة - نا إبراهيم بن حماد، نا أبو عوانة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال:

قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«أفطر الحاجم و المحجوم»[7470].

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه،

ص: 243


1- الأصل:«ممويه» و اللفظة غير مقروءة في م من سوء التصوير، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 142/14.
2- سير أعلام النبلاء 306/15 و 332 و كناه: أبا عمرو.
3- مشيخة ابن عساكر 128/ب.
4- الأصل:«شبيب» و اللفظة غير مقروءة في م.

أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو القاسم عبد الواحد بن شعيب الشامي سكن جبلة، سمع أبا اليمان، و سلامة بن عبد العزيز.

روى عنه أبو بكر بن حمدون، و هو كنّاه لنا.

4324 - عبد الواحد بن عبد اللّه بن بسطام التاجر

له ذكر.

بلغني أن عبد الواحد بن عبد اللّه بن بسطام توفي و دفن يوم الأربعاء لخمس و عشرين ليلة خلت من ذي القعدة سنة اثنتين و خمسين و أربعمائة.

4325 - عبد الواحد بن عبد اللّه بن كعب بن عمير

ابن قنبع بن عبّاد بن عوف بن نصر بن معاوية بن بكر

ابن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان

و يعرف بابن بسر

أبو بسر (1) النّصري (2)

حدّث عن أبيه، و واثلة بن الأسقع.

روى عنه حريز (3) بن عثمان، و عمر (4) بن رؤبة، و عبد الوهاب بن بخت، و عبد الرّحمن بن حبيب بن أردك (5)،و محمّد بن الوليد الزّبيدي، و عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي، و سليمان بن حبيب المحاربي.

و داره بدمشق هي دار ابن بشر المعروفة اليوم بدار العميان في سوق القمح.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا عبد العزيز الكتاني (6)،أنا تمام بن محمّد،

ص: 244


1- ضبطت بضم الموحدة و سكون المهملة (تقريب التهذيب) و في م و تهذيب التهذيب: بشر.
2- انظر أخباره في: تهذيب الكمال 122/12 و تهذيب التهذيب 522/3 و ميزان الاعتدال 674/2 تقريب التهذيب 526/1 و التاريخ الكبير للبخاري 55/2/3 طبقات خليفة ص 574 و الجرح و التعديل 22/6.
3- الأصل و م: جرير، تصحيف، و التصويب عن تهذيب الكمال، تقدمت ترجمته.
4- في تهذيب الكمال:«عمرو».
5- في م: أدرك.
6- في م: الكناني، تصحيف.

و عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم، و أبو نصر بن الجندي، و أبو بكر القطان، و أبو القاسم عبد الرّحمن بن الحسين.

ح و أخبرنا جدي القاضي أبو المفضّل يحيى بن علي القرشي، و خالاي: أبو المعالي محمّد و أبو المكارم سلطان، ابنا يحيى.

قالوا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، نا أبو علي الحسن بن محمّد بن الحسين المعروف بابن طيّب الوراق.

ح و أخبرنا أبو الحسن الفقيه الشافعي، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، نا أبو زرعة، نا علي بن عياش (1)،نا حريز بن عثمان، عن عبد الواحد بن عبد اللّه النصري، عن واثلة بن الأسقع، قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إنّ من أعظم الفرى على اللّه أن يدّعي الرجل إلى غير أبيه، أو يري عينيه - و قال ابن السّمرقندي: في المنام - ما لم ير، و يقول (2) على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم - و في حديث ابن طيّب و ابن ياسر: أو يقول على اللّه - ما لم يقل»[7471].

أنبأناه عاليا أبو علي الحداد، ثم حدّثني أبو مسعود عبد الرّحيم بن علي بن حمد عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا أبو زرعة، نا أبو اليمان.

ح (3) قال: و نا أحمد بن عبد الوهاب بن (4) نجدة، نا علي بن عياش الحمصي.

قالا: نا حريز (5) بن عثمان، حدّثني عبد الواحد بن (6) عبد اللّه النصري (7)،عن واثلة بن الأسقع، قال: قال نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إنّ من أعظم الفرى أن يدّعي الرجل إلى غير أبيه، أو يري عينيه في المنام ما لم ير، أو يقول (8) عليّ ما لم أقل» (9)[7472].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو القاسم البغوي، نا داود بن رشيد، نا محمّد بن حرب

ص: 245


1- في م: عباس، تصحيف.
2- عن م و بالأصل: و تقول.
3- «ح» حرف التحويل سقط من م.
4- ما بين الرقمين سقط من م.
5- الأصل جرير.
6- ما بين الرقمين سقط من م.
7- الأصل و م: البصري.
8- الأصل و م: يقل.
9- من وجه آخر أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 68/22 رقم 164.

الخولاني الحمصي، نا عمر بن رؤبة، عن عبد الواحد بن عبد اللّه النصري، عن واثلة بن الأسقع قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«تحوز (1)-و قال ابن العطار: تحرز (2) المرأة - ثلاثة مواريث:

عتيقها، و وليدها، و الولد الذي لا عنت عليه»[7473].

و المحفوظ : و لقيطها بدل وليدها.

أخبرناه أبو القاسم أيضا، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا محمّد بن عبد اللّه بن الحسين بن عبد اللّه بن هارون، نا أبو القاسم البغوي، نا داود بن رشيد، نا بقية، عن أبي سلمة سليمان بن سليم، أخبرني عمر بن رؤبة الثعلبي (3)،عن عبد الواحد بن عبد اللّه النّصري، عن واثلة بن الأسقع أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«إن المرأة تحوز ثلاثة مواريث: لقيطها، و عتيقها، و ولدها الذي تلاعن (4)عليه»[7474].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد الأنماطي و أبو الفضل بن خيرون - قالا: أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خياط قال (5):

في الطبقة الثالثة من أهل الشامات: عبد الواحد النّصري، دمشقي.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا ابن خيرون، و ابن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد ابن خيرون: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (6):

عبد الواحد بن عبد اللّه النصري قال عصام: نا جرير، فذكر بعض الحديث الأول (7).

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب - إذنا - قالا (8):أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ص: 246


1- سقطت من م.
2- كذا بالأصل، و في م:«بحور».
3- كذا بالأصل و م، و في تهذيب الكمال: عمرو بن رؤبة التغلبي.
4- في م:«تلاعبوا».
5- طبقات خليفة بن خيّاط ص 574 رقم 3003.
6- التاريخ الكبير للبخاري 55/2/3.
7- يعني قوله صلّى اللّه عليه و سلم:«إن أعظم الفرى...».
8- في م: قال.

ح (1) قال: و أنا أبو طاهر، أنا أبو الحسن قالا: أنا أبو محمّد قال (2):

عبد الواحد بن عبد اللّه النصري، روى عن واثلة بن الأسقع، روى عنه حريز (3) بن عثمان (4)،و عمر (5) بن رؤبة، و عبد الوهاب بن بخت، و عبد الرّحمن بن حبيب بن أردك (6)، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو القاسم البجلي، أنا أبو عبد اللّه الكندي، أنا أبو زرعة.

قال في الطبقة الثالثة:

عبد الواحد بن عبد اللّه بن بسر النّصري ولي حمص، و ولي المدينة.

قال تمّام: قرأت في نسخة أخرى قال أبو زرعة: هو جدّنا.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح (7) و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - أنا أبو الحسن بن سميع قال:

عبد الواحد بن عبد اللّه النّصري دمشقي.

قال أبو سعيد: و ولي المقاسم، و ولي المدينة و حمص في خلافة يزيد بن عبد الملك.

قال عبد الرّحمن بن عمرو: هو عبد الواحد بن عبد اللّه بن بسر، لعبد اللّه صحبة - زاد الكلابي قال ابن عمير: هذا آخر، ذاك [مزني] (8) و هذا قيسي ذاك حمصي و هذا دمشقي.

قوله مزني وهم، إنّما هو مازني من مازن سليم (9).

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو صادق محمّد بن أحمد بن جعفر، أنا أحمد بن محمّد بن زنجويه، أنا أبو أحمد العسكري، قال:

ص: 247


1- «ح» حرف التحويل سقط من م.
2- الجرح و التعديل 22/6.
3- بالأصل و م و الجرح و التعديل:«جرير» تصحيف.
4- «بن عثمان» ليس في الجرح و التعديل.
5- في الجرح و التعديل:«و عمرو» و الاسم كله سقط من م.
6- في م: أدرك.
7- الجرح و التعديل 22/6.
8- سقطت من الأصل و أضيفت عن م.
9- أقحم بعدها في م: مري.

فالنصري بالنون منهم: عبد الواحد بن عبد اللّه النّصري، روى عن واثلة بن الأسقع، روى عنه حريز (1)،و عمر (2) بن رؤبة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني.

ح و أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، عن الدارقطني، قال: عبد الواحد بن عبد اللّه النّصري يروي عن واثلة بن الأسقع، و عن عبد اللّه بن بسر.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو الفضل محمّد بن طاهر، أنا أبو مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري، قال:

عبد الواحد بن عبد اللّه بن بسر النّصري، سمع واثلة بن الأسقع، روى عنه حريز (3) بن عثمان في ذكر بني إسرائيل، قال الواقدي: كان واليا على المدينة سنة و ثمانية أشهر، آخر جمادى الآخرة سنة ست و مائة (4).

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (5).

قال في باب النصري: أوله نون: عبد الواحد بن عبد اللّه النصري، يحدث عن واثلة بن الأسقع، و عبد اللّه بن بسر.

قرأنا على أبي غالب، و أبي عبد اللّه ابني أبي علي، عن أبي الحسن محمّد بن محمّد بن مخلد، أنا علي بن محمّد بن خزفة (6)،أنا أبو عبد اللّه محمّد بن الحسين بن محمّد، نا أحمد بن زهير بن حرب، نا مصعب بن عبد اللّه، حدّثني مصعب بن عثمان قال:

كان عبد الواحد النّصري واليا على المدينة، و كان رجلا صالحا.

قال: و حدّثنا مصعب بن عبد اللّه، قال: بلغني عن القاسم بن محمّد أنه سئل عن شيء فقال: ما زلت أحبّه حتى بلغني أن الأمير يكرهه، و الأمير إذ ذاك عبد الواحد النّصري.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد العتيقي.

ص: 248


1- الأصل و م: جرير، تصحيف.
2- في م: عمرو.
3- الأصل و م: جرير، تصحيف.
4- في م:«ست و ثمانين و مائة» خطأ.
5- الاكمال لابن ماكولا 389/1 و 390.
6- في م:«حرفه» تصحيف.

ح (1) و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر.

قالوا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (2):

عبد الواحد بن عبد اللّه النّصري شامي، ثقة، تابعي.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلال - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

[ح] (3) قال: و أنا أبو طاهر، أنا أبو الحسن قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (4):

سألت أبي عن عبد الواحد النّصري فقال: كان واليا على المدينة، صالح الحديث، قلت: يحتج به ؟ قال: لا.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

قلت للدارقطني: فعبد الواحد بن عبد اللّه النّصري ؟ قال: ثقة.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد البرقاني، قال: سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول:

عبد الواحد بن عبد اللّه النصري ثقة، من أهل حمص، ولي إمارة المدينة، محمود الإمارة.

أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي، قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو الطّيّب محمّد بن جعفر الزّرّاد، نا عبيد اللّه بن سعد، قال (5):قال أبي سعد بن إبراهيم:

و نزع عبد الرّحمن بن الضّحّاك، و أمّر عبد الواحد بن عبد اللّه النّصري على مكة و المدينة، فحجّ سنة أربع و مائة بالناس، ثم استخلف هشام، فحجّ بالناس تلك السنة إبراهيم بن هشام - يعني ابن إسماعيل - و النّصري على مرأته.

ص: 249


1- «ح» حرف التحويل سقط من م.
2- تاريخ الثقات للعجلي ص 313.
3- «ح» حرف التحويل سقط من م، و أضيفت قياسا إلى سند مماثل.
4- الجرح و التعديل 22/6.
5- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 123/12.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفتح نصر بن أحمد بن نصر، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الجواليقي.

و أخبرنا الأنماطي، أنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار، و أبو طاهر أحمد بن علي بن سوار، قالا: أنا أبو الفرج الطّناجيري، قالا: أنا أبو عبد اللّه محمّد بن زيد الأنصاري، أنا أبو جعفر محمّد بن محمّد، نا هارون بن حاتم، نا أبو بكر بن عياش قال:

ثم حجّ بالناس عبد الواحد بن عبد اللّه النّصري سنة أربع و مائة.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة، قال (1):

و أقام الحج - يعني سنة أربع و مائة - عبد الواحد بن عبد اللّه النّصري، نصر بن معاوية.

أنبأنا أبو بكر الحاسب و غيره، عن أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، أنا الحارث بن أبي أسامة، أنا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر (2)،قال: سنة أربع و مائة فيها نزع عبد الرّحمن بن الضحاك عن المدينة، و وليها عبد الواحد بن عبد الله بن بسر النّصري، و مكة، و الطائف، فقدم المدينة يوم السبت للنصف من شوال، لم يقدم عليهم وال أحبّ إليهم منه، كان يذهب مذاهب الخير، و لا يقطع أمرا إلاّ استشار فيه القاسم و سالما.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان قال:

و نزع ابن الضحاك عن المدينة - يعني سنة أربع و مائة - و أمّر عبد الواحد العبسي، و حج عامئذ بالناس عبد الواحد بن عبد اللّه النّصري، و فيها - يعني سنة ست و مائة - نزع عبد الواحد من المدينة و أمّر إبراهيم بن هشام (3).

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، حدّثني عمامة بن عمرو السّهمي، عن

ص: 250


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 330.
2- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 123/12.
3- الخبر ليس في المعرفة و التاريخ المطبوع.

رجل من خزاعة، عن مولى لمحمّد بن ذكوان فارسي قال:

لما عزل عبد الرّحمن بن الضّحاك الفهري و استعمل النّصري، و قد كان قبل ذلك ولي الطائف، فطرح له كتاب على المنبر فيه حمل بني جذيمة في البحر يدي في دينه، و دينه في يدي، فقام على المنبر فقال: يا أهل الطائف، يا قصار الجدود، يا لئام الجدود، يا بقية ثمود، من كتب هذا الكتاب فرجلي في كذا و كذا من أمّه.

فلما جاء عمل النّصري قريشا بالمدينة أظهرت شتم بني مروان، فلما قدم أعظمت قريش عمله، فحدّثني عمامة بن عمرو، عن ميسور بن عبد الملك اليربوعي، قال: فقال عبد اللّه و يحيى ابنا عروة بن الزبير: نحن نرتاد لكم خبره، فدخلا عليه، فقال عبد اللّه: أصلح اللّه الأمير، إن هذا أخي ليس بذي علو في سنّة (1)،و لا ذي هدي في السيرة، و لا رضى عند العشيرة، فقال له يحيى: أصلح اللّه الأمير، هذا أخي، و أسنّ مني، و أبي بعد أبي، قيض لي شهود زور يخرجونني من ميراث أبي، فقال النّضري: لستما كما قلتما، بل أنتما كما قال اللّه عز و جل: بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ (2) يا سعد أعن عني قومك - يريد سعد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف - فخرجا عن القرشيين فقالا: ليس بالرجل بأس.

قال: و نا الزبير، قال:

و حدّثني مطرف بن عبد اللّه، حدّثني مالك بن أنس، قال: كان ابن أبي عتيق يخاصم القاسم بن محمّد إلى النّصري، و هو إذ ذاك والي المدينة، و كانت لابن أبي عتيق من النّصري ناحية، فاختصما يوما عنده، فقال النّصري للقاسم بن محمّد: أعلمت أنه ربما كان الرجل بر الشقتين، فاخر الزبيبتين، فقال له القاسم: أعلمت أنه حقيق على من جلس مجلسك ألاّ يقول إلاّ حقا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا محمّد بن علي بن يعقوب، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان، نا أبي قال: قال الواقدي (3):

سمعت أفلح بن حميد يقول: ما كان النّصري يعدو قول القاسم، و سالم، و ما كان لبني

ص: 251


1- الأصل: سنه، و المثبت عن م.
2- سورة الزخرف، الآية:58.
3- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 123/12.

مروان وال أحمد منه عند أهل المدينة، و لا أجدر أن يقرب أهل الخير و يعرف قدرهم، و كان يتعفّف (1) في حالاته كلها.

قال: و نا أبي، نا الواقدي، عن أفلح بن حميد، قال (2):حين نزع النّصري توجّع القاسم بن محمّد و جزع، و قال رجل قد عرفناه، و عرفنا مذاهبه، و أمناه يأتينا غرّ لا ندري (3) ما هو.

أخبرنا أبو البركات أيضا، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، نا أبو بكر البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل، نا أبي، نا مصعب بن عبد اللّه (4)،حدّثني مصعب بن عثمان، قال:

كان عبد الواحد بن عبد اللّه النّصري عامل المدينة، و كان رجلا صالحا، و كان بارز الأمر، لا يستر شيئا، فإذا أتى برزقه في الشهر و كان ثلاثمائة دينار كان يقول: إنّ الذي يخون بعدك لخائن.

قال: و نا أبي، نا الواقدي، قال: سمعت أفلح بن حميد يقول: ما كان النّصري يعدو قول القاسم و سالم، و ما كان لبني مروان وال أحمد منه عند أهل المدينة، و قد حدث عن واثلة بن الأسقع، و كان يؤخذ عنه العلم.

و قال مصعب: ثبت وقف الزبير عنده، فهو ثابت إلى (5) اليوم بقضيته، و قد ثبت عنده أوقاف من أوقاف أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلى اليوم (6).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو محمّد بن زبر، نا الحسين بن عليل العنزي، نا مسعود بن بسر، نا الأصمعي، عن مالك بن أنس قال:

كان سعيد بن سليمان بن زيد بن ثابت فاضلا عابدا كثير الصلاة، فأريد على قضاء المدينة، فامتنع، فكلّمه إخوانه من الفقهاء و قالوا له: لقضية تقضبها بحقّ أفضل من كذا و كذا

ص: 252


1- الأصل:«تعقف» و بدون إعجام في م.
2- تهذيب الكمال 123/12.
3- الأصل و م:«يدري» و المثبت عن تهذيب الكمال.
4- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 123/12.
5- «إلى» شطبت بالأصل، و شطب بعدها أيضا «ألف و اللام» في اليوم. و المثبت يوافق م و تهذيب الكمال.
6- «إلى اليوم» ليس في تهذيب الكمال.

من التطوع، فلم يجب، فأكره على القضاء، فكان أول شيء قضى به على عبد الواحد بن عبد اللّه والي المدينة، و أخرج من يده مالا عظيما لفقراء أهل المدينة، فقسمه فيهم، و عزل عبد الواحد بذلك السبب، فقال لسعيد بن سليمان إخوانه: قضيتك هذه خير لك من مال عظيم لو تصدّقت به من عندك.

4326 - عبد الواحد بن عبد اللّه بن هشام بن عبد اللّه بن سوار

أبو الفضل العنسي الدّاراني (1)

سمع ابن أبي نصر، و ابن أبي كامل.

روى عنه أبو محمّد بن السّمرقندي.

أخبرنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن عمر (2) في كتابه، أنا عبد الواحد بن عبد اللّه بن هشام بن عبد اللّه بن سوار، أبو الفضل العنسي - قراءة عليه في داره في عقبة الصوف-؛ أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان بن أبي نصر، أنا أبو سعيد عمرو بن محمّد بن يحيى الدّينوري، نا أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري، نا خلاّد بن أسلم، أنا النّضر بن شميل، نا ابن جريج، عن موسى بن عقبة، عن عمر بن عبد اللّه الأنصاري، عن أبي الدّرداء أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«من ذكر امرأ بما ليس فيه ليعيبه حبسه اللّه به في جهنم حتى يأتي بنفاذ ما قال»[7475].

ذكر لي أبو محمّد بن الأكفاني في تتمة تاريخ داريا: عبد الواحد هذا، و إنه كتب عنه عن ابن أبي نصر.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (3):

و أمّا سوار بكسر السين و تخفيف الواو فهو: عبيد اللّه بن عبد اللّه بن هشام بن عبد اللّه بن سوار العنسي، سمعت منه بدمشق، و أخوه أبو الفضل عبد الواحد بن عبد اللّه حدث أيضا و لم أسمع منه شيئا.

4327 - عبد الواحد بن عبد اللّه

أبو الحسين البغدادي اللؤلؤي (4)

حكى عن ابن المقرئ المكي الذي يروي عن أبيه، عن ابن عيينة، و عن محمّد بن

ص: 253


1- له ذكر في تاريخ داريا ص 118.
2- مشيخة ابن عساكر 89/أ.
3- الاكمال لابن ماكولا 387/4.
4- أخباره في تاريخ بغداد 11/؟؟.

يحيى بن صاعد، و محمّد بن الحسن بن دريد، و أحمد بن طاهر الحافظ ، و محمّد بن القاسم بن بشّار الأنباري، و أبي الدّحداح أحمد بن محمّد بن إسماعيل و سمع منه بدمشق، و محمّد بن القاسم الدّينوري بالدّينور.

روى عنه أبو الحسين الميداني، و أبو علي الحسين بن عثمان بن إبراهيم العمري.

نا (1) عبد الواحد بن عبد اللّه البغدادي اللؤلؤي، حدّثني ابن المقرئ بمكة قال:

سمعت أبي يقول: سمعت سفيان بن عيينة يقول:

مكتوب في التوراة: استوصوا بالغرباء خيرا.

و سمعته يقول: سمعت أبي يقول: سمعت سفيان بن عيينة يقول:

إن اللّه عز و جل ينظر إلى الغريب في كلّ يوم مرتين رحمة منه لغربته.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن زريق، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (2):

عبد الواحد بن عبد اللّه البغدادي اللؤلؤي.

حدّث بدمشق عن يحيى بن محمّد بن صاعد، و أبي بكر بن دريد النّحوي و غيرهما.

روى عنه عبد الوهاب بن جعفر الميداني الدمشقي.

المعروف أبو محمّد عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن محمّد بن المقرئ، يروي عن جده أبي يحيى، عن سفيان، و اللّه أعلم.

4328 - عبد الواحد بن عبد الرّحمن أبي الميمون بن عبد اللّه

ابن عمر بن راشد

أبو محمّد البجلي

سمع أبا القاسم علي بن الحسن بن طعان المحتسب، و أباه أبا الميمون.

روى عنه: ابنه أبو الميمون عبد الرّحمن بن عبد الواحد - إجازة - و أبو عبد اللّه شعيب بن عبد الرّحمن بن عمر بن نصر.

ص: 254


1- كذا بالأصل و م.
2- تاريخ بغداد 10/11.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي، نا عبد العزيز الكتاني (1)،أنا أبو عبد اللّه شعيب بن عبد الرّحمن بن عمر، نا أبو محمّد عبد الواحد بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه (2) بن عمر بن راشد، حدّثني أبي، نا وزيرة (3)،حدّثني عبّاد الثقفي، عن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن عباس أنه قال:

احذر الكريم إن أهنته، و اللئيم إن أكرمته، و العاقل إن أحرجته، و الأحمق إن مازحته، و الفاجر إن عاشرته.

أخبرنا أبو الفتح ناصر بن عبد الرّحمن بن محمّد، نا نصر بن إبراهيم، أنا عبد الرحيم بن أحمد البخاري الحافظ ، أنا عبد الرّحمن بن عبد الواحد الدمشقي قال:

أجازني أبي، أنا أبو القاسم علي بن الحسن، أنا محمّد بن جعفر، قال: أنشدني محمّد بن عبد الرّحمن بن الحسين بن سعد:

تغربت عن أهلي (4) أؤمل ثروة *** فلم أعط آمالي و طال التّغرّب

فما للفتى المختال في الرزق حيلة *** و لا لحدود حدها اللّه مذهب

4329 - عبد الواحد بن عبد السلام

ابن عبد الرّحمن بن عبيد بن سعدان

أبو القاسم

أخو أبي عبد اللّه و هو الأكبر.

حدّث عن أبي بكر محمّد بن سليمان بن يوسف الرّبعي البندار.

كتب عنه بعض أصحاب الحديث.

4330 - عبد الواحد بن عبد العزيز

أبو القاسم المصري الواعظ

سكن أصبهان.

و سمع بدمشق طلحة بن أسد الرّقّي.

أخبرنا أبو طاهر عبد المنعم بن أحمد بن إبراهيم الصالحاني، و أبو العزّ ثابت بن أبي

ص: 255


1- في م: الكناني، تصحيف.
2- «بن عبد اللّه» ليس في م.
3- مضطربة بالأصل، و المثبت عن م.
4- الأصل: أهل، و المثبت عن م.

القاسم بن أحمد الثقفي، قالا: أنا أبو مطيع محمّد بن عبد الواحد بن عبد العزيز المصري قراءة عليه، قال: وجدت في كتاب والدي أبي القاسم عبد الواحد بن عبد العزيز، نا أبو محمّد طلحة بن أسد الرّقّي بدمشق، أنشدنا أبو بكر الآجري بمكة، أنشدني أحمد بن غزال لنفسه:

الأرض تحيى إذا ما عاش عالمها *** حتى يمت عالم منها يميت طرف

كالأرض تحيى إذا ما الغيث حلّ بها *** و إن أبي عاد في أكنافها التلف

4331 - عبد الواحد بن عبد الماجد بن عبد الواحد

ابن عبد الكريم بن هوازن بن محمّد بن طلحة بن عبد الملك

أبو محمّد بن أبي المحاسن بن أبي سعيد بن أبي القاسم

القشيري النيسابوري الصوفي (1)

قدم دمشق في شهور سنة سبع و خمسين و خمسمائة، و حدث بها عن أبيه عبد الماجد، و أبي بكر الشيروي (2)،و أبي سعيد محمّد بن أحمد بن صاعد، و عمّه أبي الأسعد هبة الرّحمن بن عبد الواحد القشيري (3).

سمعت منه، و خرج من دمشق بعد النصف من شعبان سنة ثمان و خمسين و خمسمائة.

أخبرنا أبو محمّد عبد الواحد بن عبد الماجد، أنا أبو بكر عبد الغفار بن محمّد بن الحسين الشيروي - بنيسابور - سنة عشر و خمسمائة، و أجازه لي الشيروي.

و أخبرنا أبو سعد بن السّمناني، أنا أبو بكر الشيروي - قراءة عليه و أنا حاضر - أنا القاضي الجليل أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحيري - قراءة عليه - فأقرّ به، أنا أبو (4)العباس محمّد بن يعقوب بن يوسف بن معقل (5) الأصم، نا أبو يحيى زكريا بن يحيى بن أسد المروزي - ببغداد - نا سفيان بن عيينة، عن عمرو، عن أبي العباس، عن عبد اللّه بن عمر قال:

حاصر النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أهل الطائف فلم ينل منهم شيئا، قال:«إنّا قافلون غدا إن شاء اللّه» (6)،

ص: 256


1- لم يرد في مشيخة ابن عساكر.
2- في م: السيروي، بالسين المهملة.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 180/20.
4- في م: أبي.
5- سير أعلام النبلاء 452/15.
6- كذا وردت العبارة بالأصل و م، و في المختصر 258/15 زيادة و نصها: قال المسلمون: أ نرجع و لم نفتحه ؟ فقال لهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«اغدوا على القتال» فأصابهم جراح، فقال لهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إنا قافلون غدا إن شاء اللّه تعالى».

فأعجبهم ذلك، فضحك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

توفي أبو محمّد رحمه اللّه في المحرم سنة تسع و ستين و خمسمائة بأصبهان، و دفن بالقرب من قبر حممة الدّوسي.

4332 - عبد الواحد بن عبد الوهّاب بن عبد العزيز بن المظفّر أبي حزور

أبو محمّد - و يقال: أبو علي - الأزدي الورّاق

سمع: أبا عثمان إسماعيل بن عبد الرّحمن الصابوني، و أبا علي الأهوازي، و أبا الحسن بن السمسار، و محمّد بن عبد السلام بن سعدان (1)،و أبا علي بن أبي نصر، و أحمد بن محمّد بن أحمد العتيقي، و أبا (2) الحسين طاهر بن أحمد القايني، و محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن بندار المرندي.

سمع منه عمر بن أبي الحسن (3) الدّهستاني، و أبو القاسم، و أبو محمّد ابنا صابر، و أبو محمّد بن السّمرقندي.

أنبأنا أبو محمّد بن السّمرقندي، أنا عبد الواحد بن عبد الوهّاب بن عبد العزيز بن [أبي] (4) حزور الوراق، أبو علي - بدمشق - نا الأستاذ أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرّحمن الصابوني - إملاء - بدمشق، نا الحسن بن أحمد بن علي بن مخلد، أنا أبو العباس محمّد بن إسحاق السراج، نا قتيبة بن سعيد، نا عبد العزيز بن أبي حازم، عن سهل بن سعد.(5) ح قال: و نا الأستاذ أبو عثمان، أنا الإمام أبو علي زاهر بن أحمد السّرخسي، أنا علي بن عبد اللّه بن مبشّر الواسطي، نا أبو الأشعث، نا فضيل بن سليمان، نا أبو حازم قال:

سمعت سهل بن سعد الساعدي يقول:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«ليدخلنّ الجنّة من أمّتي سبعون ألفا»- أو سبع مائة ألف، لا يدري أبو حازم أيهما قال:- «متماسكين (6)،آخذ بعضهم بعضا، لا يدخل أوّلهم حتى يدخل آخرهم، وجوههم على صورة القمر ليلة البدر»[7476].

كذا فيه، و قد سقط منه أبو حازم.

ص: 257


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 635/17.
2- في م: و أبو الحسين، تصحيف.
3- بالأصل: الحسين، تصحيف، و التصويب عن م، مرّ التعريف به.
4- سقطت من الأصل و م.
5- «ح» حرف التحويل سقط من م.
6- كذا بالأصل و م و المختصر، و في صحيح مسلم: متماسكون.

أخبرناه عاليا على الصواب أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أحمد بن منصور المغربي.

ح و أخبرناه أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح، و أبو بكر وجيه بن طاهر، قالا: أنا أحمد بن الحسن بن محمّد، أنا أبو محمّد المخلدي.

ح و أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد البيهقي، و أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالوا (1):أنا أحمد بن منصور، أنا أبو طاهر محمّد بن الفضل بن خزيمة، قالا: أنا أبو العباس السراج، نا قتيبة بن سعيد، نا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، فذكره.

رواه البخاري (2) و مسلم (3) عن قتيبة.

ذكر أبو محمّد بن صابر أنّ كنية عبد الواحد: أبو محمّد، و أنه سأله عن مولده فقال:

ولدت في سنة ثمان و عشرين و أربعمائة.

قرأت بخط أبي القاسم بن صابر، قال الشيخ أبو محمّد عبد الواحد بن عبد الوهّاب بن عبد العزيز الورّاق: ولدت في المحرم من سنة تسع و عشرين و أربعمائة، فاللّه أعلم.

4333 - عبد الواحد بن علي بن عبد الواحد بن موحد

ابن إسحاق بن إبراهيم بن البري

- و يقال: موحد بن إبراهيم بن إسحاق - بن سلامة

أبو الفضل السّلمي (4)

سمع أبا محمّد بن أبي نصر، و أبا بكر محمّد بن عبد الرّحمن بن عبيد اللّه القطان.

روى عنه: أبو بكر الخطيب، و عمر بن عبد الكريم الدّهستاني، و حدّثنا عنه ابن أخيه أبو الحسن علي بن الحسن.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي بن عبد الواحد بن البرّي - بقراءتي عليه في داره - نا عمي أبو الفضل عبد الواحد بن علي بن عبد الواحد بن موحد بن إبراهيم بن إسحاق بن البرّي - قراءة عليه و أنا أسمع - سنة ثمان و خمسين و أربعمائة، أنا أبو محمّد

ص: 258


1- في م: قالا.
2- في كتاب الرقاق رقم 6177.
3- صحيح مسلم: كتاب الإيمان(1)، رقم 219(198/1).
4- قارن مع المشيخة 142/أ.

عبد الرّحمن بن عثمان بن أبي نصر - قراءة عليه - أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد (1) بن أحمد بن أبي ثابت - قراءة عليه - سنة ست و ثلاثين، نا إبراهيم بن مرزوق البصري - بمصر - نا روح بن أسلم، نا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت أبي يحدث عن سليمان بن مهران، عن يزيد الرّقاشي، عن أنس بن مالك قال:

كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يكثر أن يقول:«يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك»، فقال بعض أصحابه:- أو بعض أهله (2)-أ تخاف علينا و قد آمنا بك ؟ فقال:«سبحان اللّه، إنّ القلوب بين اصبعين من أصابع - يعني: الرّحمن - يقول به هكذا - يعني يقلبه-» [7477].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، قال: موحد أبو الفرج، و عبد الواحد أبو الفضل، و الحسن أبو محمّد بنو (3) عبد الواحد بن إبراهيم بن إسحاق السّلمي الدمشقيون يعرفون ببني البرّي، سمعوا من أبي محمّد بن أبي نصر، و حدثوا، و سمعت منهم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني (4)،قال: توفي أبو الفضل عبد الواحد بن علي البرّي يوم السبت التاسع من المحرم سنة إحدى و ستين و أربعمائة من نشابة أصابته؛ و قد حدث عن عبد الرّحمن بن عثمان بن أبي نصر، و محمّد بن عبد الرّحمن القطان.

و قال لنا أبو محمّد بن الأكفاني: و في هذه السنة احترق جامع دمشق يوم الاثنين بعد العصر للنصف من شعبان من سنة إحدى و ستين و أربعمائة.

4334 - عبد الواحد بن الفضل المطيع للّه بن جعفر المقتدر باللّه

ابن أحمد المعتضد بن أبي أحمد الموفق بن جعفر المتوكل بن محمّد المعتصم

ابن هارون الرشيد بن محمّد المهدي بن عبد اللّه المنصور بن محمّد بن علي

ابن عبد اللّه بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي البغدادي

قدم دمشق سنة ثمان و أربعين و ثلاثمائة، و نزل لؤلؤة (5) خارج باب الجابية، له ذكر.

ص: 259


1- «بن محمد» سقط من المشيخة 142/أ، قارن مع ترجمته في سير أعلام النبلاء 460/15.
2- تقرأ بالأصل:«عليه» و التصويب عن م.
3- قسم من اللفظة مطموس بالأصل، و المثبت عن م.
4- في م: الكناني، تصحيف.
5- و هي لؤلؤة الكبيرة، كما في معجم البلدان: و فيه: أنها محلة كبيرة كانت بدمشق خارج باب الجابية.

قرأت بخط عبد الوهاب الميداني، قال: و في يوم الجمعة سلخ شهر ربيع الأول - يعني سنة ثمان و أربعين و ثلاثمائة - وافى إلى دمشق عبد الواحد بن الخليفة المطيع اللّه و أنزل دارا في لؤلؤة.

4335 - عبد الواحد بن قيس السّلمي

4335 - عبد الواحد بن قيس السّلمي (1)

والد عمر بن عبد الواحد.

من أهل دمشق.

روى عن أبي هريرة، و أبي أمامة الباهلي، و عروة بن الزبير، و نافع مولى ابن عمر.

روى عن رجل، عن أبي هريرة.

روى عنه ابنه أبو بكر محمّد بن عبد الواحد، و الأوزاعي، و ثور بن يزيد، و الحسن بن ذكوان، و الهيثم بن عمران، و سعيد بن عبد العزيز، و مروان بن جناح، و إبراهيم بن أبي عبلة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا محمّد بن هارون الحضرمي، نا أبو همام، نا مبشّر بن إسماعيل، حدّثني الأوزاعي، عن عبد الواحد بن قيس، عن عروة بن الزبير.

و أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنا حيدرة بن علي بن محمّد الأنطاكي (2).

ح (3) و أخبرنا أبو الفرج أحمد بن الحسن بن زرعة، أنا أبو الحسن محمّد بن علي بن عبيد اللّه الهاشمي الفقيه - بصور - قالا: أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، أنا العباس بن الوليد بن مزيد، أخبرني أبي، نا الأوزاعي، نا عبد الواحد بن قيس، حدّثني عروة بن الزبير، عن كرز الخزاعي، قال.

ح (4) و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا (5) أحمد بن الحسن بن محمّد (6)،أنا الحسن بن أحمد بن محمّد، أنا أبو بكر الأسفرايني، قال: قرأت على العباس: أخبرك

ص: 260


1- انظر أخباره في: تهذيب الكمال 127/12 و فيه: أبو حمزة الدمشقي الأفطس. و تهذيب التهذيب:523/3، الكامل في ضعفاء الرجال 297/5 و ميزان الاعتدال 675/2.
2- بعدها في م: أخبرني أبي، ثنا الأوزاعي.
3- «ح» حرف التحويل سقط من م.
4- «ح» حرف التحويل سقط من م.
5- ما بين الرقمين في م:«أنا أحمد بن الحسن بن محمد بن أحمد بن محمد».
6- ما بين الرقمين في م:«أنا أحمد بن الحسن بن محمد بن أحمد بن محمد».

أبوك، قال: سمعت الأوزاعي، حدّثني عبد الواحد بن قيس، حدّثني عروة بن الزبير، عن كرز الخزاعي، قال:

أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أعرابي فقال: يا رسول اللّه هل للإسلام من منتهى ؟ قال:«نعم، فمن أراد اللّه به خيرا من عجم أو عرب أدخله عليهم - و قال خيثمة: أدخله اللّه عليهم - ثم تقع فتن كالظّلل - و قال ابن أبي نصر: كالظلام - يعودون فيها أساود صبّا يضرب بعضهم - و قال ابن السّمرقندي: بعضكم - رقاب بعض، فأفضل الناس يومئذ مؤمن معتزل في شعب من الشعاب يتّقي ربّه و يدع الناس من شرّه»[7478].

زاد خيثمة قال العباس: يعني أساود (1) صبّا: الأسود إذا انصبّ ، قال: و إنه لا يدركه البصر، أسرع من الريح.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن المعافى الصيداوي - بصيدا - نا هشام بن عمّار، نا عبد الحميد بن أبي العشرين، نا الأوزاعي، حدّثني عبد الواحد بن قيس، حدّثني نافع مولى ابن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال:

كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إذا توضّأ عرك عارضيه بعض العرك، ثم يشبّك لحيته باصبعه من تحتها.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه، أنا القاضي أبو الطّيّب طاهر بن عبد اللّه الطبري، أنا علي بن عمر بن محمّد، نا محمّد بن محمّد الباغندي، نا هشام بن عمّار، و أنا سألته، نا عبد الحميد بن أبي العشرين، حدّثني الأوزاعي، حدّثني عبد الواحد بن قيس، عن نافع، عن ابن عمر.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم كان إذا توضّأ عرك عارضه بعض العرك، و شبّك يده في لحيته.

و أخبرناه أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين بن حسنون، أنا موسى بن عيسى بن عبد اللّه (2) السراج، نا محمّد بن محمّد، نا هشام بن عمّار، أنا سألته، نا عبد الحميد بن حبيب، نا الأوزاعي، عن عبد الواحد بن قيس، عن نافع، عن ابن عمر.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم كان إذا توضّأ خلّل لحيته بأصابعه، أو قال: شبك يديه في لحيته.

ص: 261


1- الأساود: الحيات.
2- في م: عبيد اللّه.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عثمان بن عمرو بن محمّد بن المنتاب، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا محمّد بن كثير المصّيصي، عن الأوزاعي، عن عبد الواحد بن قيس، عن رجل، عن أبي هريرة قال:

تكفير كل لحاء (1) ركعتين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، قال: سمعت ابن حمّاد يقول (2):قال البخاري: عبد الواحد بن قيس عن أبي هريرة، روى عنه الأوزاعي، و هو والد عمر الشامي، كان الحسن بن ذكوان يحدّث عنه بعجائب.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب.

ح (3) و حدّثنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا محمّد بن الحسين بن هريسة، قالا: أنا أحمد بن محمّد بن غالب، أنا حمزة بن محمّد بن علي، نا محمّد بن إبراهيم بن شعيب، نا محمّد بن إسماعيل، قال:

عبد الواحد بن قيس، عن أبي هريرة، و عروة بن الزبير، روى عنه الأوزاعي، و ثور بن يزيد، و هو والد عمر الشامي.

قال يحيى القطان: كان الحسن بن ذكوان يحدث عنه بعجائب.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلال - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم العيدي، أنا أبو علي - إجازة-.

ح (4) قال: و أنا أبو طاهر، أنا أبو الحسن، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (5):

عبد الواحد بن قيس والد عمر بن عبد الواحد الشامي صاحب الأوزاعي، روى عن أبي هريرة، مرسل، و عن عروة بن الزبير، و قد أدركه، روى عنه الأوزاعي، و ثور بن يزيد، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد: روى عن نافع مولى ابن عمر.

ص: 262


1- اللحاء: المنازعة.
2- الكامل لابن عدي 297/5.
3- «ح» حرف التحويل سقط من م.
4- «ح» حرف التحويل سقط من م.
5- الجرح و التعديل 23/6.

لم يذكره البخاري في تاريخه في روايتنا (1).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني (2)،أنا أبو القاسم البجلي، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة، قال في ذكر نفر ثقات: عبد الواحد بن قيس السّلمي - و في نسخة أخرى: و هو أبو (3) عمر بن عبد الواحد.

أخبرنا أبو جعفر الهمذاني (4) في كتابه، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم (5) قال:

أبو حمزة عبد الواحد بن قيس الشامي يقول: مولى عروة بن الزبير، و هو والد عمر بن عبد الواحد، عن أبي هريرة، و عروة بن الزبير، منكر الحديث، روى عنه: الأوزاعي، و ثور (6) بن يزيد أبو خالد، كنّاه مسلم (7).

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، عن مشرف بن علي بن الخضر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا هلاف بن محمّد بن هلال، نا عبد اللّه بن جعفر البغدادي، نا يوسف بن يعقوب النيسابوري، نا عمرو بن علي الفلاّس، قال: سمعت يحيى - يعني ابن سعيد - يقول (8):

عبد الواحد بن قيس نحو السنّ من الأوزاعي.

أخبرنا أبو الحسن الفقيه، و علي بن زيد، قالا: نا نصر بن إبراهيم - زاد الفقيه:

و عبد اللّه بن عبد الرزاق - أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو علي بن منير، أنا أبو بكر بن خريم، أنا هشام بن عمّار، نا الهيثم بن عمران قال: جلست إلى نمير (9) و أنا غلام لم احتلم، فسألني عن ابنة عبد الواحد بن قيس السلمي كيف وجدتها؟ قلت: من خير النساء، فقال نمير: إن يك كذلك فإن أباها خير من نمير (10).

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن محمّد بن سليم، أنا أبو

ص: 263


1- كذا بالأصل:«في روايتنا» و سقطت من م.
2- في م: الكناني، تصحيف.
3- الأصل:«ابن» و المثبت عن م.
4- الأصل و م:«الهمداني» تصحيف.
5- الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 39/4 رقم 1693.
6- في الأسامي و الكنى:«و أبو ثور خالد بن يزيد» خطأ.
7- الكنى و الأسماء 294/1.
8- تهذيب الكمال 128/12.
9- كذا بالأصل و م، و هو: نمير بن أوس، كما في المختصر 260/15.
10- الخبر رواه المزي في تهذيب الكمال 129/12 من طريق هشام بن عمار عن الهيثم بن مروان العنسي.

العباس أحمد بن محمّد بن يوسف المكتب، أنا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي، نا أحمد بن عمير، نا أبو عبيد اللّه معاوية بن صالح، نا أبو مسهر (1)،نا صدقة بن خالد، نا مروان بن جناح، عن عبد الواحد بن قيس الأفطس (2) مولى عمرو بن عتبة بن أبي سفيان، و كان عالم أهل الشام بالنحو، و كان معلم بني يزيد بن عبد الملك بن مروان، قال: قلت ليزيد بن عبد الملك: إنّي لست آخذ منك على القرآن شيئا، إنّما آخذ منك على آدابي.

قال أحمد بن عمير: هو أبو أبي بكر بن عبد الواحد، حدث عنه ثور بن يزيد، و الأوزاعي، و سعيد.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم، قال: سمعت أبا الحسن أحمد بن محمّد بن عبدوس، قال: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: و سألت يحيى بن معين عن عبد الواحد بن قيس فقال: ثقة (3).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد.

ح (4) و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (5):

عبد الواحد بن قيس شامي، تابعي، ثقة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة، أنا أبو أحمد (6)،نا محمّد بن حمّاد - هو الدولابي - حدّثني صالح بن أحمد بن حنبل، نا علي - يعني ابن المديني - قال: سمعت يحيى بن سعيد، و ذكر عنده عبد الواحد بن قيس الذي روى عنه الأوزاعي، فقال: كان يشبه لا شيء، قلت ليحيى: كيف كان ؟ قال: كان الحسن بن ذكوان يحدث عنه بعجائب.

قال أبو أحمد (7):و عبد الواحد بن قيس والد عمر بن عبد الواحد، و قد حدث

ص: 264


1- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 129/12 و ميزان الاعتدال 676/2.
2- في م: الأقطش، تصحيف.
3- تهذيب الكمال 128/12.
4- «ح» حرف التحويل سقط من م.
5- تاريخ الثقات ص 314.
6- الكامل لابن عدي 297/5.
7- المصدر نفسه.

الأوزاعي عن عبد الواحد هذا بغير حديث، و أرجو أنه لا بأس به، لأن في روايات الأوزاعي عنه استقامة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو المعالي البقّال، أنا محمّد بن علي بن يعقوب، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن موسى، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي، عن يحيى بن معين، قال:

لم يكن عبد الواحد بن قيس بذاك و لا قريب (1).

و قال أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الكناني (2) الأصبهاني: قلت لأبي حاتم: ما تقول في عبد الواحد بن قيس عن أبي، و عروة بن الزبير، روى عنه الأوزاعي و ثور بن يزيد، فقال:

يكتب حديثه، و ليس بالقوي (3).

أخبرنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه - إذنا - قالا: أنا أبو القاسم بن منده أنبأنا أبو علي.

ح (4) قال: و أنا أبو طاهر، قالا: أنا أبو الحسن، أنا ابن أبي حاتم، قال (5):

سمعت أبي يقول: لا يعجبني حديثه.

أخبرنا أبو الحسن الفقيه، و أبو يعلى بن الحبوبي، قالا: أنا سهل بن بشر، أنا علي بن منير، أنا الحسن بن رشيق، نا أبو عبد الرّحمن النسائي قال:

عبد الواحد بن قيس يروي عنه الأوزاعي، ليس بالقوي (6).

أخبرنا أبو بكر الحاسب، عن أبي إسحاق البرمكي، عن محمّد بن العباس بن الفرات، أنا محمّد بن العباس الضبّي، أنا يعقوب بن إسحاق بن محمود، أنا صالح بن محمّد الحافظ ، قال:

عبد الواحد بن قيس لا أدري من أين هو، روى عنه الأوزاعي، و ثور بن يزيد، و هو يحدث عن عروة، و نافع، و يزيد الرقاشي، و روى عن أبي هريرة، و لم يسمع منه، و أظنه مدنيا (7) و سكن الشام.

ص: 265


1- تهذيب الكمال 128/12.
2- عن م و تهذيب الكمال و بالأصل: الكتاني.
3- رواه المزي في تهذيب الكمال 128/12.
4- «ح» حرف التحويل سقط من م.
5- الجرح و التعديل 23/6.
6- تهذيب الكمال 128/12.
7- الأصل:«مني» و في م:«مدني» و الصواب عن تهذيب الكمال 128/12.

و بلغني عن أبي حاتم محمّد بن حبّان البستي أنه قال: ينفرد بالمناكير عن المشاهير (1).

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو ياسر محمّد بن عبد العزيز، أنا أبو بكر البرقاني (2)- إجازة - قال: هذا ما وافقت عليه أبا الحسن الدارقطني من المتروكين.

ح (3) و أخبرنا أبو القاسم بن بطريق، أنا أبو تمّام الواسطي، و أبو الغنائم الدّجاجي في كتابيهما عن أبي الحسن الدارقطني، قال: و فيهم - يعني المتروكين - عبد الواحد بن قيس.

آخر الجزء الرابع عشر بعد (4) الثلاثمائة من الأصل (5).

4336 - عبد الواحد بن محمّد بن أحمد بن الحر، و هو المعروف بحيدرة

ابن سليمان بن هران بن سليمان بن حيّان بن وبرة

أبو الفضل المرّي الأطرابلسي

سمع أبا عروبة الحسين بن محمّد بن أبي مبشّر الحرّاني - بها-.

روى ابنه القاضي أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن حيدرة قاضي أطرابلس، عن وجوده في كتابه.

4337 - عبد الواحد بن محمّد بن أحمد بن سيد حمدويه

أبو محمّد بن أبي بكر العابد

قرأت بخط عبد الوهاب الميداني قال:

و في يوم الأحد لإحدى و عشرين ليلة خلت من هذا الشهر - يعني شهر رمضان - سنة سبع و أربعين و ثلاثمائة مات أبو محمّد عبد الواحد بن أبي بكر بن سيد حمدويه، و أخرجت جنازته عند الظهر باب شرقي، و شهده جمع كثير، و كان رجلا ينتحل الستر و العبادة.

ص: 266


1- تهذيب الكمال 128/12.
2- من طريق أبي بكر البرقاني في تهذيب الكمال 128/12.
3- «ح» حرف التحويل سقط من م.
4- ما بين الرقمين سقط من م.
5- ما بين الرقمين سقط من م.

4338 - عبد الواحد بن محمّد بن أحمد بن مسرور

أبو الفتح البلخي الحافظ (1)

سمع بدمشق و غيرها أبا بكر أحمد بن سليمان بن زبّان (2)،و أبا عبد اللّه محمّد بن الحسين بن محمّد بن إسماعيل الأنباري، و أبا سعيد عبد الرّحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى، و عبد الواحد بن أحمد بن عبد اللّه بن سالم بن قتيبة، و أبا عبد اللّه الحسين بن محمّد بن سعيد بن المطبّقي - ببغداد-.

روى عنه: عبد الغني بن سعيد، و أبو الفتح أحمد بن عمر بن سعيد بن ميمون بن يحيى الجهازي المعروف بابن قديدة (3)،و أبو حفص عمر بن الخضر الثمانيني المالكي، و محمّد بن عبد الرّحمن الأزدي.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي زكريا البخاري.

ح (4) و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن يونس بن محمّد، أنا أبو زكريا.

و أخبرنا أبو الحسين بن سلامة، أنا سهل بن بشر، أنا رشأ بن نظيف.

قالا: نا عبد الغني بن سعيد، قال في باب الجندي: بضم الجيم: أبو الفتح عبد الواحد بن محمّد بن مسرور الجندي.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، قال: قرأت في كتاب أبي الفتح عبد الواحد بن محمّد بن مسرور، سألت أبا بكر أحمد بن سليمان بن إسحاق الكندي - بدمشق - فذكر تاريخ مولده.

قرأت على أبي الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبي الفضل محمّد بن ناصر، قلت لهما: أجاز لكم أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد بن عبد اللّه الحبّال، قال: أبو الفتح

ص: 267


1- انظر أخباره في: تذكرة الحفاظ 1005/3 و العبر 7/3 و طبقات الحفاظ ص 398 و سير أعلام النبلاء 422/16 و 516 و شذرات الذهب 92/3.
2- بالأصل: ريان، و في م: ربان، كلاهما تصحيف، و التصويب عن سير أعلام النبلاء، مرّ التعريف به.
3- كذا بالأصل و م، و في سير أعلام النبلاء و تذكرة الحفاظ : ابن قديد.
4- «ح» حرف التحويل سقط من م.

عبد الواحد بن محمّد بن أحمد بن مسرور البلخي، سلخ ذي الحجة - يعني - من سنة ثمان و سبعين و ثلاثمائة - يعني مات - و كان محدثا حافظا مكثرا (1).

4339 - عبد الواحد بن محمّد بن أحمد

أبو الحسن الكلبي الكناني (2) المعروف بالسّنّي

روى عن علي بن يعقوب بن أبي العقب.

روى عنه عبد العزيز الكتّاني (3)،و أبو الحسن الحنّائي، و علي بن الخضر.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو الحسن عبد الواحد بن محمّد بن أحمد الكلبي الكناني - قراءة عليه - نا أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب، نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو (4) نا آدم بن أبي إياس، نا شعبة، عن سماك بن حرب، قال:

سمعت النعمان بن بشير يخطب و يقول:

كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يسوّي صفوفنا في الصلاة حتى يدعهنّ مثل القدح (5)،فرأى صدر رجل ناتئا فقال:«عباد اللّه لتسوّنّ صفوفكم، أو ليخالفنّ اللّه بين وجوهكم»[7479].

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن بن عبد السلام (6)،قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي - هو ابن الجعد - أنا شعبة، عن سماك بن حرب، قال: سمعت النّعمان يخطب، قال:

كان النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يسوّي الصفّ أو الصفوف حتى يدعه مثل القدح أو الرمح، فرأى صدر رجل ناتئا، فقال:«عباد اللّه سوّوا صفوفكم أو ليخالفنّ اللّه بين وجوهكم»[7480].

ص: 268


1- سير أعلام النبلاء 517/16 و انظر تذكرة الحفاظ 1005/3 و قال الذهبي في سير أعلام النبلاء: أظنه نيّف على السبعين.
2- الأصل: الكتاني، و المثبت عن م و المختصر 261/15 و سيرد في الخبر التالي بالأصل: الكناني.
3- في م: الكناني، تصحيف.
4- أقحم بعدها بالأصل: نافع.
5- القدح: السهم قبل أن يراش.
6- غير واضحة بالأصل، و تقرأ: عبد الغلام، و المثبت عن م.

4340 - عبد الواحد بن محمّد بن أحمد بن عثمان

ابن الوليد بن الحكم بن سليمان (1) بن أبي الحديد

أبو الفضل الشاهد

حدّث عن أبي بكر الميانجي، و أبي نصر عبد اللّه بن منصور بن عبد اللّه الإمام، و أبي علي الحسين بن إبراهيم بن جابر الفرائضي.

روى عنه ابنه أبو الحسن، و أبو نصر بن طلاّب، و علي بن محمّد الحنّائي، و عبد العزيز الكتّاني، و أبو سعد السّمّان.

و ذكر الحداد أنه ثقة مأمون.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا والدي أبو الفضل عبد الواحد بن محمّد بن أحمد بن عثمان بن [أبي] الحديد السّلمي، أنا يوسف بن القاسم بن يوسف، نا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد عبدان، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن همّام، عن حذيفة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:.

«لا يدخل الجنّة قتّات» (2)[7481].

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن سهل السّامري الخرائطي - قراءة عليه - نا أبو زيد (3)عمر بن شبّة بن عبيدة النّميري، نا يحيى بن سعيد، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن همّام، عن حذيفة، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«لا يدخل الجنّة قتّات»[7482].

قال: و أنا ابن أبي الحديد، أنا والدي أبو الفضل عبد الواحد بن محمّد بن أحمد بن عثمان بن الوليد بن الحكم السّلمي، نا أبو بكر يوسف بن القاسم بن يوسف بن فارس (4)،نا أبو خليفة الفضل بن الحباب، نا محمّد بن كثير، أنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن

ص: 269


1- في م: سليم.
2- القتات: النمام، كما في النهاية و ذكر الحديث، ثم قال: يقال: قتّ الحديث يقته إذا زوره و هيّأه و سوّاه. و قيل: النمّام الذي يكون مع القوم يتحدثون فينمّ عليهم.
3- الأصل: زرعة، تصحيف، و التصويب عن م، ترجمته في سير أعلام النبلاء 369/12.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 361/16.

أم سلمة، قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«إذا حضرتم الميت فقولوا خيرا، فإنّ الملائكة يؤمّنون على ما تقولون»، قالت: فلما مات أبو سلمة قالت: يا رسول اللّه ما أقول ؟ قال:«قولي: اللّهمّ اغفر له، و أعقبنا عقبى صالحة»، قالت: فأعقبني اللّه به محمّدا صلّى اللّه عليه و سلّم[7483].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني (1)،حدّثني هشام بن محمّد الكوفي، قال:

توفي أبو الفضل عبد الواحد بن محمّد (2) بن أحمد بن محمّد بن أبي الحديد يوم السبت السابع من ذي الحجة سنة سبع عشرة و أربعمائة، قال عبد العزيز: و كان قد حدّث عن الميانجي و غيره بشيء يسير، سمعنا منه.

و ذكر أبو علي الأهوازي فيما وجدت بخطه: أنه مات سنة ثمان عشرة.

4341 - عبد الواحد بن محمّد بن جبريل بن هلال بن عبد الصّمد

أبو أحمد الهروي المقرئ الصّوفي المعروف بالطّيني (3)

سمع بدمشق: أبا بكر عبد اللّه بن محمّد بن هلال النحوي، و القاضي [أبا نصر بن الجندي، و تمام بن محمّد، و أبا القاسم بن الطبر (4)،و عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، و حدث بها أيضا عن] (5) أبي القاسم نصر بن أحمد بن الخليل المرجي (6)،و عبد الوهّاب الكلابي.

روى عنه علي الحنّائي، و علي بن محمّد بن شجاع بن أبي الهول، و علي بن الخضر، و أبو سعد إسماعيل بن علي الرازي، و أبو محمّد الكتّاني (7).

ص: 270


1- في م: الكناني، تصحيف.
2- كذا بالأصل و م «بن محمد» هنا، انظر عامود نسبه في أول الترجمة.
3- غاية النهاية لابن الجزري 477/1 و الاكمال لابن ماكولا 261/5.
4- هو هبة اللّه بن أحمد بن عمر، ترجمته في سير أعلام النبلاء 593/19.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف للإيضاح عن م.
6- ترجمته في سير أعلام النبلاء 16/7. و المرجي نسبة إلى المرج، و هو عمل كبير من أعمال الموصل، يشتمل على قرى كثيرة، و يعرف بمرج الموصل (معجم البلدان).
7- في م: الكناني، تصحيف.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني (1)،أنا أبو أحمد عبد الواحد بن محمّد بن جبريل الهروي الطّيني [ثنا] (2) أبو القاسم نصر بن أحمد بن الخليل المرجي، نا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي، نا شيبان بن فرّوخ الأيلي، نا سعيد بن سليم الضّبّي، نا مولاي أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم[7484]:

«يقول اللّه تعالى: إذا أخذت كريمتي عبدي، فصبر، و احتسب أقل ثوابه عندي الجنة».

لا أعرف بين سعيد و أنس موالاة.

و قد أخبرنا بالحديث عاليا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم بن يزداد المقرئ الأهوازي، أنا هبة اللّه بن موسى بن الحسين المزني - بالموصل (3) من حفظه - نا أبو يعلى أحمد بن علي، نا شيبان بن فرّوخ الأيلي، نا سعيد بن سلمان - كذا في كتابي، عن الأهوازي، و إنّما هو سعيد بن سليم الضّبّي - عن أنس بن مالك، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«إذا سلبت (4) كريمتي عبد، فصبر، و احتسب، لم أجد له ثوابا غير الجنة»[7485].

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر الحافظ ، قال (5):

و أبو أحمد عبد الواحد بن محمّد بن جبريل الهروي المعروف بالطّيني روى عن أبي القاسم نصر بن أحمد بن الخليل المرجي و غيره، سمع منه إبراهيم بن محمّد بن عبد اللّه بن حذلم الدمشقي.

قرأت على أبي الحسن علي بن المسلّم، و أبي الفضل بن ناصر، قلت لهما: أجاز لكم إبراهيم بن سعيد بن عبد اللّه الحبّال قال:

سنة تسع عشرة - يعني و ثلاثمائة - أبو أحمد الصوفي الهروي الطيني، توفي سلخ يوم الثلاثاء الخامس عشر من جمادى الأولى عنده المرجي صاحب أبي يعلى و غيره.

ص: 271


1- في م: الكناني، تصحيف.
2- زيادة للإيضاح عن م.
3- كذا بالأصل، و في م: الموصلي.
4- غير واضحة تماما بالأصل و نميل إلى قراءتها:«سلمت» و المثبت عن م و المختصر 262/15.
5- الاكمال لابن ماكولا 261/5 (هامش نقلا عن إحدى النسخ) باختلاف العبارة.

4342 - عبد الواحد بن محمّد بن الحارث بن الخزرج

أبو محمّد الغسّاني الدّاراني

سمع عثمان بن خلف.

سمع منه صدقة بن حديد بن يوسف المقرئ.

قرأت بخط أبي الحسن علي بن الحسين السّلمي، أنا صدقة بن حديد بن يوسف بن عبد اللّه المقرئ، أنشدني أبو محمّد عبد الواحد بن محمّد بن الحارث بن الخزرج الغسّاني الدّاراني - رحمه اللّه - قال: أنشدني عثمان بن خلف العراقي في الفرائض:

يا أيها العلماء الفارضون خذوا *** أعجوبة الدّهر لا لهو و لا لعب

ما ذا تقولون في ميراث أربعة *** من الرجال استووا في العد و انتسبوا

فكان كلّ امرئ منهم يعدّ كما *** يعدّ صاحبه في الحقّ ما كذبوا

و ليس منهم قريب دون صاحبه *** و لا بعيد إذا أصحابه قربوا

فحاز أحدهم الميراث أجمعه *** و للثلاثة منه الحزن و الحرب

4343 - عبد الواحد بن محمّد بن عبد الرّحمن

أبو محمّد المقانعي (1)

حدّث عن أبي علي الأهوازي.

سمع منه أبو القاسم بن صابر.

قرأت بخط أبي القاسم عبد اللّه بن أحمد بن صابر: توفي شيخنا أبو محمّد عبد الواحد بن محمّد بن عبد الرّحمن المقانعي رضي اللّه عنه ليلة الجمعة، و دفن يوم الجمعة السابع عشر من شعبان من سنة سبع و ثمانين و أربعمائة، و دفن في مقبرة باب الصغير.

حدّثنا بقراءة ابن عامر تصنيف أبي علي الأهوازي عنه، و كان شيخا صالحا، ديّنا، مالكي المذهب، لم يكن الحديث من شأنه.

4344 - عبد الواحد بن محمّد بن عمر

أبو القاسم الرّقّي الواعظ

سمع بدمشق أبا نصر بن الجبّان، و أبا الحسن علي بن الخضر السّلمي.

ص: 272


1- ضبطت بفتح الميم و القاف و كسر النون، هذه النسبة إلى المقانع و هو جمع مقنعة التي تختمر بها النساء، يعني الخمار.

و حدّث بدمشق في سنة سبع، و سنة ثمان، و ثلاثين و أربعمائة.

و سمع منه ابنه أبو عبد اللّه محمّد بن عبد الواحد، و أحمد بن المؤمّل المصّيصي، و محمّد بن عبد الواحد بن علي و غيرهم.

[آخر الجزء الحادي و الثلاثين بعد الأربعمائة من الفرع] (1)

4345 - عبد الواحد بن محمّد بن عمرو بن حميد بن معيوف

4345 - عبد الواحد بن محمّد بن عمرو (2) بن حميد بن معيوف

أبو المقدّم الهمذاني المعيوفي (3)

قاضي عين ثرماء (4).

حدّث عن خيثمة بن سليمان.

روى عنه علي الحنّائي (5)،و علي بن الخضر (6).

أخبرنا أبو القاسم عبد المنعم بن علي بن أحمد بن الغمر - إذنا - أنا علي بن الخضر السّلمي، أنا الشيخ أبو المقدّم عبد الواحد بن محمّد المعيوفي، نا خيثمة بن سليمان، نا محمّد بن أبي العوام، نا سعيد بن عامر، نا شعبة، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة، قال:

كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إذا أكل طعاما بعث بفضله إلى أبي أيوب الأنصاري، فبعث إليه بقصعة فلم يأكل منها لأن فيها ثوما، فأتى أبو أيوب فقال: يا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أ حرام هو؟ قال:

«لا، و لكنّي أكرهه من أجل ريحه»، قال: فإنّي أكره ما كرهت[7486].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني (7)،قال:

توفي أبو المقدّم عبد الواحد المعيوفي يوم الخميس النصف من ربيع الأول سنة تسع و أربعمائة، حدّث عن خيثمة بن سليمان بشيء وجد له بلاغ مع تمام بن محمّد، لم أسمع منه.

ص: 273


1- ما بين معكوفتين الكلام غير مقروء بالأصل من سوء التصوير و الذي أثبتناه عن م.
2- في م: عمر.
3- راجع الأنساب (المعيوفي)، هذه النسبة إلى معيوف، و ذكر ابنه المسلم بن عبد الواحد، و ترجم له. و معجم البلدان (عين ثرماء) ترجم له. و بالأصل و م: الهمداني، و المثبت عن معجم البلدان.
4- عين ثرماء: قرية في غوطة دمشق (معجم البلدان).
5- بالأصل و م: الجبان، تصحيف، و المثبت عن معجم البلدان.
6- كذا بالأصل و م، و في معجم البلدان:«الحصين» تصحيف.
7- في م: الكناني، تصحيف.

4346 - عبد الواحد بن محمّد بن المسلّم بن الحسن بن هلال

أبو المكارم بن أبي طاهر بن أبي الفضل

ابن أبي محمّد الأزدي الشاهد (1)

أحضره أبوه عند عبد الكريم بن المؤمّل الكفرطابي.

آخر الرواة عن أبي محمّد بن أبي نصر.

و سمع أبا الحسن علي بن الحسن بن أبي الحزوّر، و الشريف أبا القاسم النّسيب، و أبا طاهر بن الحنّائي، و أبا الحسن الموازيني، و عم أبيه أبا القاسم عبد اللّه بن الحسن بن هلال و جماعة سواهم، و استجاز له أبوه من الفقيه نصر، و أبي الفضل بن الفرات، و أبي عبد اللّه محمّد بن أبي نعيم النّسوي، و أبي الفرج الأسفرايني، و أبي الفضل أحمد بن عبد المنعم بن الكريدي، و عبد اللّه بن عبد الرّزّاق بن الفضيل و غيرهم.

سمعت منه.

و سألته عن مولده فقال: في جمادى الأولى سنة تسع و ثمانين و أربعمائة.

أخبرنا أبو المكارم بن هلال، قال: قرئ على أبي الفضل عبد الكريم بن المؤمّل بن الحسن الكفرطابي في ذي الحجة سنة اثنتين و تسعين و أربعمائة - و أنا حاضر - أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، أنا العباس بن الوليد، أنا ابن شعيب، أخبرني غسان بن ناقد أنه سمع أبا الأشهب النّخعي يحدث عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أنّه قال:«لكلّ أمة مجوس، و إنّ مجوس أمّتي هؤلاء القدرية، فإن مرضوا فلا تعودوهم، و إن ماتوا فلا تشهدوهم و لا تصلّوا عليهم»[7487].

حدّث أبو المكارم بقطعة صالحة من مسموعاته، و حجّ غير مرة و هو كثير الصلاة و الصوم، و مواظب على قراءة القرآن في المصحف، متصدّق، حسن العشرة، و مات ليلة الأحد عاشر جمادى الآخرة سنة خمس و ستين و خمسمائة، و دفن من الغد بمقبرة باب الفراديس.

ص: 274


1- انظر أخباره في: سير أعلام النبلاء 499/20 و العبر 191/4 و النجوم الزاهرة 384/5 و شذرات الذهب 251/4.

4347 - عبد الواحد بن محمّد

أبو الليث المقرائي (1) الحمصي

حدّث عن أبي عمرو أحمد بن محمّد بن عنبسة الحمصي.

روى عنه تمام بن محمّد.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز الكتاني (2)،أنا تمام بن محمّد، حدّثني أبو الليث عبد الواحد بن محمّد المقرائي الحمصي، نا أبو عمرو أحمد بن محمّد بن عنبسة الحمصي، نا أبو تقي، نا يحيى بن سعيد العطّار، عن المثنى بن بكر العطار البصري، عن دهر بن حكيم، عن أبيه، عن جده قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:

«ويل للذي يحدّث فيكذب ليضحك به القوم، ويل له، ويل له»[7488].

4348 - عبد الواحد بن محمّد بن المهذّب

ابن المفضّل بن محمّد بن المهذّب

أبو المجد التّنوخي المعرّي

سمع أباه، و الشريف أبا القاسم بن أبي الجن (3) الحسيني، و جدي القاضي أبا (4)المفضّل، و خالي القاضي أبا (5) المعالي، و كان صديقا له.

و كان انتقل من المعرة حين أخذت، و سكن دمشق مدة مديدة، و اجتمعت به غير مرة عند خالي، و لم أسمع منه شيئا، ثم عاد إلى المعرّة حين استنقذت من أيدي العدوّ - خذله اللّه - فسكنها إلى أن مات بها، و كان قد حدّث بالمعرّة.

و سمع منه بها صديقنا الشيخ أبو سعد بن السمعاني، و استجاز لنا منه.

أنبأنا أبو المجد التّنوخي، نا والدي رحمه اللّه من أصله و خطه في شهر رمضان سنة اثنتين و تسعين و أربعمائة، حدّثني جدي أبو صالح محمّد في منزله بمعرّة النعمان، نا جدي أبو الحسين علي، نا جدي أبو حامد محمّد بن همّام، نا محمّد بن سليم القرشي، نا إبراهيم بن

ص: 275


1- المقرائي نسبة إلى مقرى بالفتح ثم السكون، قرية بالشام من نواحي دمشق. و المحدثون و أهل دمشق على ضم الميم (معجم البلدان).-
2- في م: الكناني، تصحيف.
3- في م: ابن أبي الحن.
4- في م: أبو.
5- في م: أبو.

هدنة، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«ألا من زيّن نفسه للقضاة بشهادة الزور، زيّنه اللّه عز و جل يوم القيامة بسربال من قطران، و ألجمه بلجام من نار»[7489].

حدّثني أبو حصين عبد الباقي بن المحسّن بن عبد الباقي بن أبي حصين، المعري.

أن أبا المجد توفي بالمعرة سنة خروج الروم إلى الشام و رجوعهم خائبين، و كان ذلك في سنة أربع و خمسين و خمسمائة.

4349 - عبد الواحد بن المستنير

أبو القاسم الجرجاني (1)

سمع بدمشق: أبا يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي (2)،و خيثمة بن سليمان.

روى عنه بعض الجرجانيين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف السهمي في تاريخ جرجان قال (3):أبو القاسم عبد الواحد بن المستنير الجرجاني، دخل الشام و كتب عن خيثمة الأطرابلسي و إسحاق بن إبراهيم الأذرعي.

4350 - عبد الواحد بن ميمون - و يقال: ابن حمزة -

أبو حمزة المدني القرشي (4)

مولى عروة بن الزبير.

حدّث عن عروة بن الزبير، و عبد اللّه بن سعد الأسلمي.

روى عنه طلحة بن يحيى الأنصاري، و عيسى بن يونس، و أبو عامر عبد الملك بن عمرو العقدي (5)،و أبو المنذر إسماعيل بن عمر الواسطي، و حمّاد بن خالد الخياط ، و صالح بن عبد اللّه بن صالح المدني، و محمّد بن عمر الواقدي، و إبراهيم بن سويد.

ص: 276


1- تاريخ جرجان ص 253 رقم 409.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 478/15.
3- الخبر في تاريخ جرجان ص 253.
4- ميزان الاعتدال 676/2 و الكامل لابن عدي 301/5 و التاريخ الكبير 58/2/3 و الجرح و التعديل 24/6 و لسان الميزان 83/4 و الكنى للدولابي 156/1.
5- سير أعلام النبلاء 469/9.

و قدم دمشق مع عروة بن الزبير في المقدمة التي قطعت فيها رجله.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو منصور بن شكرويه، و محمّد بن أحمد بن علي السمسار، قالا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد، نا أبو عبد اللّه المحاملي، أنا أبو موسى محمّد بن المثنى، أنا أبو عامر، نا عبد الواحد بن ميمون، عن عروة، عن عائشة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«من ترك الجمعة ثلاث مرات من غير علّة، و لا مرض، و لا عذر طبع اللّه على قلبه»[7490].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب (1)،أنا أبو عمر بن مهدي، أنا القاضي أبو عبد اللّه الحسين بن إسماعيل المحاملي - إملاء - نا العباس بن يزيد، نا أبو عامر، نا عبد الواحد بن ميمون - مولى عروة - عن عروة، عن عائشة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«من ترك الجمعة ثلاث مرات من غير علّة - أو قال: غير (2) ضرورة - طبع اللّه - عز و جل - على قلبه»[7491].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي، نا أبو العباس الأصم، نا محمّد بن إسحاق الصغاني، نا أبو المنذر إسماعيل بن عمر، نا عبد الواحد و يكنى أبا حمزة مولى عروة بن الزبير، حدّثني عروة، عن عائشة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«قال اللّه تبارك و تعالى: من آذى لي وليا فقد استحلّ محاربتي، و ما تقرّب إليّ عبدي بمثل أداء فرائضي، و إنّ عبدي ليتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبّه، فإذا أحببته كنت عينه الذي (3) يبصر بها، و فؤاده الذي يعقل به، و لسانه الذي يتكلّم به، إن دعاني أجبته، و إن سألني أعطيته، و ما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن موته، إنه يكره الموت، و أنا أكره مساءته»[7492].

رواه محمّد بن رافع النيسابوري، عن أبي المنذر، عن عبد الواحد مولى عروة، و لم يكنه و لم ينسبه.

ص: 277


1- الخبر في تاريخ بغداد 142/12 ضمن أخبار العباس بن يزيد بن أبي حبيب
2- في تاريخ بغداد: من غير ضرورة.
3- كذا بالأصل و م.

و كذلك رواه حمّاد بن خالد الخياط عن عبد الواحد و لم ينسبه.

و رواه محمّد بن الحسين بن إشكاب، عن أبي المنذر، عن عبد الواحد بن حمزة أبي حمزة.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا حمّاد - يعني: بن خالد الخياط - و أبو المنذر، قالا: نا عبد الواحد مولى عروة، عن عروة، عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«قال اللّه عز و جل: من أذلّ لي وليا فقد استحلّ محاربتي، و ما تقرّب إليّ عبدي بمثل (2)الفرائض، و ما يزال العبد يتقرّب إليّ بالنوافل حتى أحبّه، إن سألني أعطيته، و إن دعاني أجبته، ما ترددت عن شيء أنا فاعله تردّدي عن وفاته لأنه يكره الموت، و أكره مساءته»[7493].

قال عبد اللّه: قال أبي: و قال أبو المنذر، حدّثني عروة، حدثني عائشة، و قال أبو المنذر: آذى لي.

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، أنا أبو خيثمة [ثنا] (3) أبو عامر، عن عبد الواحد بن ميمون مولى عروة (4)،عن عروة، عن عائشة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«قال اللّه عز و جل: من آذى لي وليا فقد استحلّ محاربتي، ما تقرّب إليّ عبد بمثل أداء فرائضي، و إنّ عبدي ليتقرّب إليّ بالنوافل حتى أحبّه، فإذا أحببته كنت عينه التي ينظر بها، و أذنه التي يسمع بها، و يده التي يبطش بها، و رجله التي يمشي بها، و فؤاده الذي يعقل به، إن دعاني أجبته، و إن سألني أعطيته، و ما تردّدت عن شيء أنا فاعله تردّدي عن موته، و ذاك أنه يكره الموت و أنا أكره مساءته»[7494].

أخبرنا أبو جعفر (5) أحمد بن محمّد بن عبد العزيز المكي، أنا الحسن بن عبد الرّحمن بن الحسن، أنا أحمد بن إبراهيم بن علي بن أحمد بن فراس، نا أبو جعفر محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه بن الفضل المكي، نا محمّد بن أبي الأزهر المعروف بابن زنبور المكي، نا عيسى بن يونس بن إسحاق السّبيعي، نا عبد الواحد مولى عروة بن الزبير قال:

ص: 278


1- مسند أحمد 112/10 رقم 26253.
2- الأصل و م، و في المسند: بمثل أداء الفرائض.
3- أضيفت عن م.
4- «مولى عروة» ليس في م.
5- أقحم بعدها بالأصل: بن.

شهدت عروة بن الزبير قطع رجله و هو صائم من بلاء كان به.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،قال: سمعت ابن حمّاد يقول: قال البخاري.

ح و أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل البخاري (2) قال:

عبد الواحد بن ميمون أبو حمزة المديني، سمع عروة - زاد ابن سهل: بن الزبير و قالا:- روى عنه طلحة بن يحيى - زاد ابن سهل: الأنصاري و قالا:- و العقدي، منكر الحديث.

أخبرنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - قالا:

أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح (3) قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (4):.

عبد الواحد بن ميمون، و هو عبد الواحد أبو حمزة، روى عن عروة بن الزبير، روى عنه طلحة بن يحيى، و ابنه، و أبو عامر العقدي، و حمّاد بن خالد الخياط ، و صالح بن عبد اللّه بن صالح، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول:

أبو حمزة عبد الواحد بن ميمون، سمع عروة بن الزبير، روى عنه طلحة بن يحيى الأنصاري.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:

ص: 279


1- الكامل لابن عدي 301/5.
2- التاريخ الكبير للبخاري 58/2/3.
3- «ح» حرف التحويل سقط من م.
4- الجرح و التعديل 24/6.

أبو حمزة عبد الواحد بن ميمون مدني، ليس بثقة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر الأنباري، أنا أبو القاسم هبة اللّه بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، قال (1):

أبو حمزة: عبد الواحد بن ميمون، روى عن عروة بن الزبير.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال (2):

أبو حمزة: عبد الواحد بن ميمون المدني مولى عروة، و يقال: عبد الواحد بن حمزة، عن عروة بن الزبير، ليس بالقوي عندهم، روى عنه طلحة بن يحيى الأنصاري، و أبو عامر العقدي، كنّاه محمّد، نا محمّد (3)،و قال: منكر الحديث.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب - إذنا - قالا: أنا أبو القاسم العبدي، أنا أبو علي - إجازة-.

ح (4) قال: و أنا أبو طاهر، أنا أبو الحسن قالا: أنا ابن أبي حاتم (5)،أنا عمر بن شبّة فيما كتب إليّ ، أنا أبو عامر العقدي، نا عبد الواحد مولى عروة، قال:- يعني عمر بن شبة - قلت لأبي عامر: كيف كان هذا الشيخ ؟ فقال: تعرف و تنكر.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إبراهيم، قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس قال: سمعت عثمان بن سعيد الدرمي يقول: و سألت يحيى بن معين عن عبد الواحد بن حمزة فقال: ليس به بأس.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان قال (6):

عبد الواحد بن ميمون أبو حمزة، يروي عن عروة، يعرف (7) حديثه و ينكر.

ص: 280


1- الكنى و الأسماء للدولابي 156/1.
2- الأسامي و الكنى للحاكم 37/4 رقم 1690.
3- في الأسامي و الكنى: كناه لنا محمد بن سليمان، حدثنا محمد بن إسماعيل.
4- «ح» حرف التحويل سقط من م.
5- الجرح و التعديل 24/6.
6- المعرفة و التاريخ للفسوي 66/3.
7- الأصل:«تعرف... و تنكر» و المثبت عن م و المعرفة و التاريخ.

أخبرنا أبو الحسن الفقيه، و أبو يعلى البزاز، قالا: أنا أبو سهل بن بشر، أنا علي بن منير، أنا الحسن بن رشيق، نا أبو عبد الرّحمن النسائي، قال:

عبد الواحد بن ميمون أبو حمزة، ليس بثقة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،قال:

و عبد الواحد بن ميمون، روى عن عروة، عن عائشة غير حديث، منها:«من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة»، و غير ذلك أحاديث عن عروة، عن عائشة ينفرد بها عن عروة[7495].

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو ياسر محمّد بن عبد العزيز، أنا أبو بكر البرقاني - إجازة - قال: هذا ما وافقت عليه أبا الحسن الدارقطني من المتروكين.

و أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق، أنا محمّد بن علي بن علي الدجاجي، و علي بن محمّد بن الحسن العبدي - في كتابيهما - عن أبي الحسن الدارقطني، قال:

عبد الواحد بن ميمون أبو حمزة، مدني، عن عروة - زاد ابن بطريق: ضعيف-.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين، أنا أحمد بن محمّد بن غالب، قال: سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول:

عبد الواحد بن ميمون مولى عروة، عن عروة، كنيته أبو حمزة، متروك، صاحب مناكير.

4351 - عبد الواحد بن نصر بن محمّد

أبو الفرج المخزومي المعروف بالببغاء (2)

أصله من نصيبين.

ص: 281


1- الكامل لابن عدي 301/5.
2- انظر أخباره في: تاريخ بغداد 11/11 و وفيات الأعيان 199/3 و الكامل في التاريخ بتحقيقنا (الفهارس العامة)، و البداية و النهاية بتحقيقنا (الجزء الحادي عشر)، يتيمة الدهر 293/1 المنتظم 241/7 تذكرة الحفاظ 1028/3 الأنساب و اللباب، و سير أعلام النبلاء 91/7 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 381-400 ص 358) و شذرات الذهب 152/3. و الببغاء ضبطت بفتح الباء الأولى و تشديد الثانية عن وفيات الأعيان، و ضبطت في الأنساب بفتح الباء الأولى و إسكان الباء الثانية.

و قدم دمشق غير مرة، و له أشعار يصف فيها أوقاته بدير مرّان، و أشعاره حسنة سائرة.

ذكره أبو منصور الثعالبي فقال (1):نجم الآفاق و شمامة الشام و العراق، و ظرف الظرف، و ينبوع اللطف، و أحد أفراد الدهر في النظم و النثر، و إنّما لقب بالببغاء للثغة فيه.

قال لنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن زريق: قال لنا أبو بكر الخطيب (2):

عبد الواحد بن نصر بن محمّد أبو الفرج المخزومي الحنطبي الشاعر المعروف بالببغاء، كان شاعرا مجودا، و كاتبا مترسلا، مليح الألفاظ ، جيّد المعاني، حسن القول في المديح، و الغزل، و التشبيه، و الأوصاف و غير ذلك.

و روى لنا جماعة عنه شيئا كثيرا من شعره - زاد ابن زريق: عن الخطيب: و هو عبد الواحد بن نصر بن محمّد بن عبيد اللّه بن عمر بن الحارث بن المطّلب بن عبد اللّه بن عبد العزيز بن المطلّب بن عبد اللّه بن المطلّب بن حنطب بن الحارث بن عبيد بن عمر بن مخزوم.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (3)، حدّثني أبو حكيم الخوارزمي، قال: كتب أبو الفرج الببّغاء إلى سيف الدولة يشكره - و قد خلع عليه و حمله: إنّ شكري نعمة اللّه عليّ بما جدّده (4) من ملاحظة سيدنا الأمير - أيّده اللّه - حالي، و تداركه بطبيب التطول مرض آمالي، ما لا أؤمل مع المبالغة و الإغراق فيه، فك نفسي بحال من رق أياديه، غير أني أحسن لها النظر، و أحمل عنها الأحدوثة و الخبر، بالدخول في جملة الشاكرين، و الارتسام بفضيلة المخلصين، إذ كان - أدام اللّه عزه - قد نصر نباهتي على الخمول، و استنقذني من التعبد للتأميل،[و لذلك أقول:] (5)(6)

فصرت أمسك عن أوصاف نعمته *** عجزا و ينطق عن آثارها حالي

لمّا تحصنت من دهري بخلعته (7)*** سمت يحملانه ألحاظ إقبالي

و واصلتني صلات منه رحت بها *** أختال ما بين عزّ الجاه و المال

ص: 282


1- يتيمة الدهر 293/1.
2- تاريخ بغداد 11/11.
3- المصدر السابق 11/11-12.
4- الأصل:«إنما حدده» و في م:«إنما جدده» و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و أضيف عن تاريخ بغداد.
6- الأبيات في تاريخ بغداد 12/11 و يتيمة الدهر 304/1-305 و وفيات الأعيان 200/3.
7- يتيمة الدهر: بمعقله.

فلينظر الدهر عقبى ما صبرت له *** إذ كان من بعض حسادي و عذّالي

أ لم أكده بحسن الانتظار إلى *** أن صنت حظي عن حطّ و ترحال (1)

بلغت من لا يجوز السؤل نائله *** و لا يدافع عن فضل و إفضال

يا عارضا لم اسم مذ كنت بارقه *** إلا رويت بغيث منه هطال

رويد جودك قد ضاقت (2) به هممي *** و ردّ عني برغم (3) الدهر إقلال

لم يبق لي أمل أرجو نداك به *** دهري لأنّك قد أفنيت آمالي

أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، عن أبي الحسن محمّد بن هلال بن المحسّن بن إبراهيم الكاتب، أنشدنا أبو الحسين هلال والدي، قال: و كتب جدي إبراهيم بن هلال (4)هذه الأبيات إليه - يعني أبا الفرج الببّغاء - و هي مشهورة (5):

أبا الفرج أسلم و ابق و انعم و لا تزل *** يزيدك صرف الدهر حظا إذا نقص

مضت (6) مدة استام ودك عاليا *** فأرخصته و البيع غال و مرتخص

و آنستني في محبسي بزيارة شفت *** شفت كمدا (7) من صاحب لك قد خلص

و لكنها كانت كحسوة طائر *** فواقا كما يستفرص السارق الفرص

و أحسبك استوحشت من ضيق موضعي *** و أوجست خوفا من تذكّرك القفص

كذا الكرز (8) اللّمّاح ينجو بنفسه *** إذا عاين الأشراك تنصب للقنص

فحوشيت يا قسّ الطيور فصاحة *** إذا أنشد المنظوم أو درس القصص

من المنسر (9) الأشقى (10) و من حزة المدى *** و من بندق الرامي و من قصة المقصّ

ص: 283


1- يتيمة الدهر: حلّ و ترحال.
2- غير مقروءة بالأصل، و تقرأ في م:«فاضت» و المثبت عن يتيمة الدهر و تاريخ بغداد.
3- تقرأ بالأصل:«بعزم» و غير واضحة في م، و المثبت عن اليتيمة و تاريخ بغداد.
4- هو إبراهيم بن هلال أبو إسحاق الحراني الصابى، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 523/16.
5- الأبيات ذكرها مع مناسبتها الثعالبي في يتيمة الدهر 309/1 و جاء فيها: أن أبا الفرج قدم بغداد مرة و أبو إسحاق معتقل منذ مدة بعيدة فلم يصبر عنه فزاره في محبسه ثم انصرف عنه و لم يعاوده، فكتب إليه أبو إسحاق، الأبيات.
6- صدره في اليتيمة: مضى زمن تستام و صلي غاليا
7- الأصل:«قرما» و في م:«سبقت قرطا» و المثبت عن اليتيمة.
8- الأصل و م الكرر، و المثبت عن اليتيمة، و الكرز: البازي.
9- الأصل:«المسير» و بدون إعجام في م، و المثبت عن يتيمة الدهر، و المنسر: المنقار.
10- كذا بالأصل و م، و في اليتيمة: الأشغى، يعني: الطويل.

و من صعدة فيها من الدبق لهذم *** لفرسانكم عند الطعان بها قصص (1)

فهذي دواهي الطير وقّيت شرها *** إذا الدهر من أحداثه جرع الغصص

فأجابه أبو الفرج (2):

أبا ماجدا مذ يمّم المجد ما نكص *** و بدر تمام مذ تكامل ما نقص

ستخلص من هذا السرار و أيّما *** هلال توارى بالسرار فما خلص

برأفة تاج الملة الملك الذي *** لسؤدده في خطة المشتري خصص

تقنصت بالألطاف، شكري، و لم أكن *** علمت بأن الحرّ بالبر يقتنص

و صادفت أدنى (3) فرصة فانتهزتها *** بلقياك إذ بالحزم تنتهز الفرص

أتتني القوافي الباهرات تحمل ال *** بدائع من مستحسن الجدّ و الرخص

فقابلت زهر الروض منها و لم أرع (4) *** و أحررت درّ البحر منها و لم أغص

فإن كنت بالببغاء قدما ملقبا *** فلم لقب بالجور لا العدل مخترص

و بعد فما أخشى تقنص جارح *** و قلبك لي وكر و رأيك لي قفص

أنشدني أبو العز (5) أحمد بن عبيد اللّه بن كادش، أنشدني أبو محمّد الجوهري، أنشدني أبو الفرج الببغاء (6):

كثير التلون في وعده *** قليل الحنو على عبده

يموج الكثب إلى ردفه *** و ينمي القضيب إلى قدّه

و لما بدا الروض (7) في عارضيه *** و اشتعل الورد في خده

بعثت بقلبي مستعديا *** على وجنتيه فلم تعده (8)

و خلّفته عنده موثقا *** فما لي سبيل إلى ردّه

و أنشدناها أبو العز مرة أخرى، أنشدنا الجوهري، أنشدنا ابن الحجاج لنفسه، فذكر الأبيات.

ص: 284


1- اللهذم من السيوف: الحاد و القاطع، و القصص: القتل و الإجهاز.
2- الأبيات في يتيمة الدهر 310/1.
3- الأصل:«يكد» و في م:«يلد» و المثبت عن يتيمة الدهر.
4- الأصل:«يكد» و في م:«يلد» و المثبت عن يتيمة الدهر.
5- «أبو العز» ليس في م.
6- الأبيات في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 381-400 ص 359)
7- الأصل:«الروض» و المثبت عن م و تاريخ الإسلام.
8- الأصل و م: يعده، و المثبت عن تاريخ الإسلام.

و أنشدنا أبو العزّ، أنشدنا أبو محمّد، أنشد أبو الفرج الببغاء لنفسه:

قد ساعف الدهر بإعتابه *** و اعتاد قلبي بعض إطرابه

فاشكر له من فعله يومنا *** بالدير، يا من لي بإضرابه

غداة باكرناه في فتية *** و الصبح قد سار بأسبابه

و قام وسط الدير سحارة *** يتلو المزامير بمحرابه

محدوب لم يبق فيه التقى *** إلاّ خيالا بين أثوابه

شاركته عند قرابينه *** فظنّني من بعض أصحابه

فلو تراني و ترى وقفتي *** و قد أتينا العيش من بابه

من بين مستلق على جنبه *** و آخر يسأل عما به

يريد تمزيقا لأثوابه *** من فرح منه بأحبابه

عاجله السكر فأضحى لقّى *** و كفه في ثنى جلبابه

يا دير مرمارى سقيت الجبا *** ما كشر الأصباح عن نابه

أنشدنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنشدنا أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني، أنشدنا القاضي أبو محمّد يوسف بن رباح، أنشدنا أبو الفرج عبد الواحد بن نصر الببّغاء لنفسه (1):

و مهفهف لمّا اكتست و جناته *** حلل الملاحة طرّزت بعذاره

لمّا انتصرت على عظيم بلائه (2) *** بالقلب (3) كان القلب من أنصاره

كملت محاسن وجهه فكأنّما *** اكتسب (4) الهلال النور من أنواره

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن زريق، قالا: أنشدنا الخطيب (5)، أنشدنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسّن التنوخي، أنشدنا أبو الفرج الببّغاء لنفسه:

أ كلّ وميض بارقة كذوب *** أ ما في الدهر شيء لا يريب (6)

ص: 285


1- الأبيات في يتيمة الدهر 317/1.
2- في اليتيمة: جفائه.
3- في اليتيمة: بالثلب.
4- اليتيمة: اقتبس.
5- الخبر و الأبيات في تاريخ بغداد 11/11 و البيت الأول في يتيمة الدهر 326/1.
6- بعده في يتيمة الدهر: أبى لي أن أقول الهجر قدر بعيدان تجاوره العيوب

تشابهت الطباع فلا دنىء *** بحقّ إلى الثناء و لا حسيب

و شاع البخل في الأشياء حتى *** يكاد تشح بالريح الهبوب

فكيف أخص باسم العيب شيئا *** و أكثر ما نشاهده معيب

أخبرنا أبو شجاع ناصر بن محمّد بن أحمد النّوقاني - بها - أنشدنا أبو سعيد عبد الواحد بن عبد الكريم بن هوازن القشيري - بنيسابور - أنشدنا محمّد بن إسماعيل الطوسي الفقيه، أنشدنا أبو الفرج الببّغاء لنفسه:

عقرب الصدق لمّا سألنه هو وحده *** يلسع الناس جميعا و هي لا تلسع حده

أنشدنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه، أنشدنا أبو محمّد الحسن بن علي، أنشدنا أبو الفرج المخزومي لنفسه:

لم يدع سكر الغرام في خطى للمدام *** أمرت عيناك عيني بهجران المنام

أيها البدر الذي نحسبه بدر التّمام *** هل يطيق الهجران يبلغ بي غير الحمام

و أنشدنا أبو العزّ في موضع آخر، فقال: أخبرنا الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنشدنا أبو الفرج المخزومي.

و ذكر ابن حيّوية في إسنادها وهم.

أنبأنا أبو السعادات المتوكّلي، و أبو الحسن بن مرزوق، و أبو غالب شجاع بن فارس بن الحسين، قالوا: أنشدنا أبو بكر الخطيب، أنشدنا القاضي أبو القاسم التّنوخي، أنشدنا أبو الفرج الببّغاء لنفسه:

يا ذا الذي عاينته متجرما من غير ذنب

حملته ثقل المقارع و هو ليس يطيق عتبي

حسست حين ضربته أعضاه و ضربت قلبي

أنشدنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور الشيباني، قالا: أنشدنا أبو بكر الخطيب (1)،أنشدنا أبو بكر نصر أحمد بن عبد اللّه القايني (2)،أنشدنا أبو الفرج

ص: 286


1- الخبر و الأبيات في تاريخ بغداد 12/11 و المنتظم 241/7 و يتيمة الدهر 316/1 و البداية و النهاية بتحقيقنا 391/11 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 381-400 ص 358).
2- كذا بالأصل، و اللفظة غير واضحة في م من سوء التصوير، و في تاريخ بغداد: الثابتي.

عبد الواحد بن نصر المخزومي لنفسه:

يا من تشابه من الخلق و الخلق *** فما تسافر إلاّ نحوه الحدق

توريد دمعي من خدّيك مختلس *** و سقم جسمي من جفنيك مسترق

لم يبق لي رمق أشكو إليك (1) به *** و إنّما يتشكّى من به رمق

أنبأنا أبو ياسر عبد اللّه بن محمّد بن أحمد بن محمّد البوداني، و حدّثنا أبو الحجاج يوسف بن بكر بن يوسف عنه، أنشدنا أبو علي محمّد بن وشاح الزينبي، أنشدنا أبو الفرج الببّغاء لنفسه:

يا مكمدي دعني أمت كمدا *** أوجد بعبدك مثل ما وجدا

و زعمت أنّ البين منك غدا *** هدّد بهذا من يعيش غدا

أنبأنا أبو غالب شجاع بن فارس الذهلي الحافظ ، أنشدنا أبو علي بن وشاح، أنشدنا أبو الفرج المعروف بالببغاء المخزومي فذكر هذين البيتين، قال: و أنشدني الببغاء (2):

يا سادتي هذه روحي تودّعكم *** إذ كان لا الصبر يلهيها و لا الجزع

قد كنت أطمع في روح الحياة لها *** فالآن مذ (3) غبتم لم يبق لي طمع

لا عذّب اللّه روحي بالحياة فما *** أظنها بعدكم بالعيش تنتفع (4)

أنشدنا أبو العزّ بن كادش، أنشدنا أبو محمّد الجوهري، أنشدنا أبو الفرج الببّغاء لنفسه:

خذ لقلبي من التّجنّي أمانا *** و اعفني أن أذمّ فيك الزمانا

أنت صيرت في فؤادي مكانا لك *** فاحفظ بالود ذاك المكانا

كن لودّي على جفائك عونا *** من زمان يغيّر الإخوانا

أنشدني أبو القاسم محمود بن عبد الرّحمن بن أبي القاسم البستي - بنيسابور - أنشدنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد بن علي الواحدي، أنشدنا أبو عبد الرّحمن

ص: 287


1- في المصادر: هواك به.
2- الأبيات في يتيمة الدهر 316/1.
3- في اليتيمة: فالآن إذا بنتم.
4- روايته في يتيمة الدهر: لا عذب اللّه روحي بالبقاء فما أظنني بعدكم بالعيش أنتفع

السّلمي، أنشدني أبو الفرج عبد الواحد بن محمّد بن نصر بن المخزومي - ببغداد - لنفسه (1):

يا من إذا خفت منه العدل آمنني *** جميل ألطافه (2) من عذل عذّال

ما يستحق زماني - و هو سامحني *** يودّ مثلك (3)-أن يشكوه (4) في حال

رآك غاية آمالي فما برحت *** تسعى لياليه حتى نلت آمالي

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد بن أحمد البيهقي، أنشدنا أبو سعيد عبد الواحد بن عبد الكريم، أنشدنا الشريف أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن طباطبا الحسني - ببغداد - أنشدنا أبو الفرج الببّغاء لنفسه (5):

أستودع اللّه قوما ما ذكرتهم *** إلاّ وضعت يدي لهفا على كبدي

تبدّلوا و تبدّلنا، و أخسرنا *** من ابتغى غرضا (6) يسلي فلم يجد

طمعت، ثم رأيت اليأس أجمل بي *** تنزّها فخصمت (7) الشوق بالجلد

أنشدنا أبو العزّ بن كادش، أنشدنا أبو محمّد الجوهري، أنشدنا أبو الفرج المخزومي - و هو المعروف بببغاء - لنفسه:

طمعت ثم رأيت الياس أجمل بي *** تنزها فخصمت الشّوق بالجلد

تبدّلت و تبدّلنا و أخسرنا *** من ابتغى عوضا يسلي فلم يجد

قال: و أنشدنا أبو الفرج لنفسه:

أشقيتني فرضيت أن أشقى *** و ملّكتني فأذنتني عشقا

و سألت عن حالي و كيف أنا *** حوشيت أن تلقى الذي ألقا

و زعمت أنّك لا تكلّمني *** عشرا فمن لك إنني أبقى

ليس الذي ترجوه من تلقا *** متعذرا فاستعمل الرفقا

أنشدنا أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد، أنشدنا أبو سعيد.

ص: 288


1- الأبيات في يتيمة الدهر 318/1.
2- في يتيمة الدهر: إنصافه.
3- الأصل و م، و في اليتيمة: بمثل ودك.
4- الأصل، و في م و اليتيمة: أشكوه.
5- الأبيات في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 381-400 ص 359) و المنتظم 241/7.
6- في م و المختصر 266/15 «عوضا» و في تاريخ الإسلام و المنتظم: خلفا.
7- خصمه يخصمه خصما: غلبه بالحجة.

ح و أنبأنا أبو طالب الزينبي قالا: أنشدنا أبو عبد اللّه بن طباطبا، أنشدني أبو الفرج الببّغاء لنفسه:

يا نازحا شطّ المزار به *** شوقي إليك يجلّ عن وصفي

أغفي لكي ألقاك في حلمي *** و من النجائب عاشق يغفي

أنبأنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد بن عبد القاهر بن الطوسي، أنا عبد المحسن بن محمّد بن علي البغدادي، أنشدنا أبو القاسم التّنوخي، أنشدنا الببّغاء لنفسه:

أشتاقه فإذا بدا عرضت من إجلاله

و أصدّ عنه إذا دنا و أروم طيف خياله

لا خيفة بل هيبة و صيانة لجماله

فالموت من أعراضه و الموت من إقباله

قال: و أنشدنا أبو الفرج لنفسه:

حالي كما يؤثر في نحالي *** فما الذي ينكر عذالي

لم أعرف الشغل إلى أن غدا *** هواه من أبكر أشغالي

فوجهه غاية ما ارتجي *** و قربه جملة آمالي

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (1)، حدّثني أحمد بن علي بن الحسين التّوّزي، قال: توفي أبو الفرج الببّغاء في ليلة السبت لثلاث بقين من شعبان سنة ثمان و تسعين و ثلاثمائة.

4352 - عبد الواحد بن واقد

أحد الصالحين.

حكى عنه أبو بكر محمّد بن إسماعيل الفرغاني.

أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز المكي، أنا الحسين بن يحيى بن إبراهيم بن الحكّاك المكي، نا الحسين بن علي بن محمّد الشّيرازي - بمكة - أنا علي بن عبد اللّه بن جهضم، حدّثني أبو بكر محمّد بن داود، حدّثني محمّد بن إسماعيل الفرغاني، قال:

ص: 289


1- تاريخ بغداد 12/11.

كنت مع عبد الواحد بن واقد فخرجنا نحو الزّبداني (1) فإذا نبطية معها حمارة قد سخّرها جندي، فلما خلي بها روادها عن نفسها فمنعه عبد الواحد من ذلك، و قال: دع المرأة، فأبى و لحّ ، فغضب عبد الواحد من ذلك غضبا شديدا، و قال: ويلك دع المرأة، فأبى، و قال لغلمانه: خذوه، فقال عبد الواحد: يا أرض خذيه، فأخذته الأرض، و مضت المرأة فقلت له:

لا أصحبك، فقال: و لم ؟ قلت: أنا بشر لا آمن أن أزلّ زلّة فتفعل مثل ما رأيت، فقال: يا أبا بكر ما هذا حالي، و لكن اللّه أراد أن يريكم آية.

4353 - عبد الواحد بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق

أبو يوسف الطّبري

حدّث بدمشق عن: غيلان بن محمّد بن إبراهيم بن غيلان، و أبي علي الحسين بن عبد الرّحمن بن العباس الخطيب بهيت.

روى عنه: علي الحنّائي، و علي بن الخضر.

قرأت بخط أبي الحسين علي بن الخضر، أنا عبد الواحد بن يوسف الطّبري الشافعي، نا غيلان بن محمّد - ببغداد - نا محمّد بن عبد اللّه الشافعي، أنا عبد اللّه القرشي، نا أبو سعيد المدني، نا ذؤيب السهمي، نا عبد الرّحمن بن كعب، عن أبيه، عن جده سعد القرظ .

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كان يخطب الناس في الحرب و هو متوكّئ على قوسه.

روى عنه علي الحنّائي هذا الحديث بعينه في معجمه.

4354 - عبد الواحد

4354 - عبد الواحد (2)

لم ينسب.

سمع أبا الدّرداء، و أبا هريرة.

و حكى عن علي بن أبي طالب.

روى عنه محمّد بن سوقة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن الحسن بن أبي

ص: 290


1- الزبداني: بفتح أوله و ثانيه و دال مهملة: كورة مشهورة معروفة بين دمشق و بعلبك (معجم البلدان).
2- ميزان الاعتدال 677/2.

أيوب الفوركي (1)،أنا أبو حسان محمّد بن أحمد بن محمّد بن جعفر الفقيه - بنيسابور - أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن أحمد الورّاق، أنا أحمد بن عمير الدّمشقي، نا طاهر بن عمرو بن الربيع، نا أبي، نا إسماعيل بن اليسع الكندي، عن عمرو بن شمر، عن محمّد بن سوقة، قال: سمعت عبد الواحد الدمشقي قال:

رأيت أبا الدّرداء يحدّث الناس و يفتيهم، و ولده إلى جنبه، و أهل بيته جلوس في جانب يتحدثون، قيل له: ما بال الناس يرغبون فيما عندك من العلم، و أهل بيتك جلوس لاهين ؟ قال: إنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«أزهد الناس في الأنبياء، و أشدّهم عليهم الأقربون» و ذلك فيما أنزل اللّه عز و جل وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ »إلى آخر الآية (2)،ثم قال:«أزهد الناس في العالم أهله حتى يفارقهم» الحديث[7496].

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا محمّد بن المظفّر، نا القاسم بن جعفر بن أحمد بن عمران الشيباني، نا عبّاد بن أحمد العرزمي، نا عمّي، عن أبيه، عن محمّد بن سوقة، عن عبد الواحد الدمشقي قال:

مرّ أبو هريرة حتى قام على أهل مجلس فقال: أ لا أحدّثكم عن نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حديثا غير كذّب ؟ سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«أ لا نحدّثكم (3) بما يدخلكم الجنّة ؟» قالوا: بلى، قال:

«ضرب بالسيف، و طعام [الضيف] (4) و اهتمام بمواقيت الصلاة، و إسباغ الطّهور في الليلة القرّة، و إطعام على حبّه»[7497].

قال: و أنا أبو نعيم، نا أحمد بن محمّد بن موسى، نا علي بن أبي قربة، نا نصر بن مزاحم، نا أبي، نا عمرو - يعني ابن شمر - عن محمّد بن سوقة، عن عبد الواحد الدمشقي قال:

نادى حوشب الحميري عليا يوم صفين فقال: انصرف عنا يا ابن أبي طالب، فإنّا ننشدك اللّه في دمائنا و دمك، نخلي بينك و بين عراقك، و تخلي بيننا و بين شامنا، و نحقن دماء المسلمين، فقال علي: هيهات يا ابن أم ظليم، و اللّه لو علمت أنّ المداهنة تسعني في دين اللّه لفعلت، و لكان أهون عليّ في المئونة، و لكنّ اللّه لم يرض من أهل العراق بالادهان و السكون و اللّه يعصى.

ص: 291


1- ضبطت بضم الفاء و فتح الراء عن الأنساب، هذه النسبة إلى فورك، اسم جد.
2- سورة الشعراء، الآية:214.
3- في م: أحدثكم.
4- سقطت من الأصل و أضيفت عن م، و فيها: و إطعام الضيف.

4355 - عبد الواحد الميداني

أنبأنا أبو محمّد طاوس، و أبو المعالي الفضل بن سهل، قالا: أنا سهل بن بشر، أنا أبو علي الأهوازي، قال:[مات] (1) عبد الواحد بن الميداني المقرئ في الأبواب في المحرم سنة اثنتين و تسعين و ثلاثمائة.

قال: و كان شيخا مليحا، له هيئة و لباس حسن، و كان أصحابه شيوخ الخواصين، رحمه اللّه و تفضل عليه برحمته.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني (2)،قال: سمعت أبا علي الحسن بن علي يقول: مات في هذه السنة - يعني سنة اثنتين و تسعين و ثلاثمائة - عبد الواحد بن الميداني المقرئ.

4356 - عبد الواحد الحلواني

إمام جامع دمشق.

أنبأنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو المعالي الفضل بن سهل، قالا: أنا سهل بن بشر، أنا أبو علي الأهوازي، قال: مات في آخر هذه السنة - يعني سنة اثنتين و تسعين و ثلاثمائة - عبد الواحد الحلواني، و كان فاضلا، خيّرا، ديّنا، انتقل من طرسوس إلى دمشق، و أقام بها إلى أن مات، و قد صلّى بالناس زمانا في الجامع.

4357 - عبد الواحد المقرئ

المعروف بالمقانعي

قرأت بخط أبي عبد اللّه محمّد بن علي بن أحمد بن قبيس، و في هذه السنة - يعني سنة سبع و ثمانين و أربعمائة - مات عبد الواحد المقرئ المعروف بالمقانعي.

ص: 292


1- الزيادة للإيضاح عن م.
2- في م: الكناني، تصحيف

ذكر من اسمه عبد الوارث

4358 - عبد الوارث بن الحسن بن عمرو القرشي

4358 - عبد الوارث بن الحسن بن عمرو (1) القرشي

يعرف بابن الترجمان البيساني (2)

من أهل بيسان.

قدم دمشق، و سمع بها أبا أيوب سليمان بن عبد الرّحمن، و هشام بن عمّار الدمشقيين، ثم قدمها و حدّث بها عن أبي عبد الرّحمن المقرئ عبد اللّه بن يزيد، و أبي حازم عبد الغفار بن الحسن، و إسحاق بن بشر الكاهلي، و إسماعيل بن أبي (3) أويس، و عطاء بن همّام الكندي، و محمّد بن المبارك الصّوري، و آدم بن أبي إياس، و محمّد بن يوسف الفريابي، و يحيى بن حبيب، و أبي اليمان الحكم (4) بن نافع، و أبي الطاهر موسى بن محمّد المقدسي، و أبي جعفر محمّد بن جعفر بن محمّد بن عبد الواحد بن عمر بن عبد العزيز، و عبيد اللّه بن محمّد التيمي العيشي، و أحمد بن شبّويه المروزي، و خلف بن هشام البزّار المقرئ، و يحيى بن صالح الوحاظي.

روى عنه أبو الدّحداح، و أبو العباس بن ملاّس، و إبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان،

ص: 293


1- في معجم البلدان: عمر.
2- أخباره في معجم البلدان (بيسان)، و الأنساب (البيساني)، و اللباب (البيساني). و البيساني بفتح الباء المنقوطة بواحدة و سكون الياء و فتح السين المهملة، نسبة إلى بيسان: مدينة بالأردن بالغور الشامي.(معجم البلدان). و انظر الأنساب (البيساني).
3- معجم البلدان: ابن أويس، و سقطت منه «أبي».
4- في م: محمد، تصحيف.

و ذكر أنه سمع منه بدمشق، و محمّد بن عثمان بن حملة الأنصاري، و عامر بن خريم (1)العقيلي.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز الكتّاني (2)،أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن إسحاق بن عبد العزيز اللّهبي، نا أحمد بن عبد الوهاب بن محمّد بن الحسين اللّهبي، نا أبو العباس النميري، نا عبد الوارث بن الحسن بن عمرو (3) القرشي، نا عبد اللّه بن يزيد المقرئ، نا سعيد بن أبي أيوب، عن عطاء بن دينار، عن حكيم بن شريك الهذلي، عن يحيى بن ميمون الحضرمي، عن ربيعة الجرشي، عن أبي هريرة، عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«لا تجالسوا أهل القدر و لا تفاتحوهم»[7498].

أنبأنا أبو الحسن الموازيني، أنا أبو علي الأهوازي، نا أبو أحمد الحافظ الحسين بن محمّد بن الوزير، نا محمّد بن جعفر بن محمّد بن ملاّس، نا عبد الوارث بن الحسن بن عمرو القرشي البيساني، نا عطاء بن همّام الكندي، عن عبد اللّه بن شوذب، عن أبي التّيّاح (4)،عن المغيرة بن سبيع (5)،عن عمرو بن حريث قال:

مرض أبو بكر، فصلّى بالناس ثم أقبل عليهم بوجهه، فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: إنّا لم نألوكم (6) نصحا، سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«يخرج الدّجّال من قبل المشرق و معه قوم وجوههم كالمجان» (7)[7499].

كتب إليّ أبو بكر محمّد بن علي بن أبي ذرّ الصالحاني - من أصبهان - أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن عبد الرحيم، أنا أبو حفص عمر بن محمّد بن جعفر المغازلي، أنا أبو الدّحداح أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا عبد الوارث بن الحسن بن عمرو البيساني، نا أبو حازم عبد الغفار بن الحسن، نا سفيان الثوري، عن منصور بن المعتمر، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

ص: 294


1- معجم البلدان:«خزيم».
2- في م: الكناني، تصحيف.
3- الأصل:«عمر» و المثبت عن م.
4- هو يزيد بن حميد، أبو التياح الضبعي (تهذيب الكمال 299/20 و سير أعلام النبلاء 251/5).
5- في م: المغيرة بن الزبير، تصحيف، و الصواب ما أثبت، انظر شيوخ أبي التياح في تهذيب الكمال.
6- كذا بالأصل و م.
7- المجان جمع مجن، الترس.

«يأتي على الناس زمان أفضل أهل ذلك الزمان كلّ (1) خفيف الحاذ» قيل: يا رسول اللّه و من خفيف الحاذ؟ قال:«قليل العيال»[7500].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، قال:

عبد الوارث بن الحسن البيساني، حدّث عن عبد الغفار بن الحسن، روى عنه أبو الدّحداح الدّمشقي.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (2):

و أما البيساني أوّله باء معجمة بواحدة، ثم ياء معجمة باثنتين (3) من تحتها، ثم سين مهملة، فهو: عبد الوارث بن الحسن البيساني، حدّث عن عبد الغفار بن الحسن، روى عنه أبو الدّحداح.

4359 - عبد الوارث بن عبد الغني بن علي بن يوسف بن عاصم

أبو محمّد المغربي التّونسي المالكي الأصولي الزاهد

كان عالما بعلم الكلام، بصيرا به، حسن الاعتقاد له قدم في العبادة.

قدم دمشق غير مرة، و كان يتردد منها إلى حمص و حلب، و يرجع إليها، و كان له أصحاب و مريدون.

اجتمعت به غير مرة، و جرت بيني و بينه مفاوضات في أصحاب الدعاوي، و ذوي الرعونات من المنتسبين، فرأيته منكرا لشأنهم، مزريا عليهم، مؤثرا الكلف عنهم للسلامة من شرّهم.

أنشدني أبو محمّد الأصولي لبعضهم، و كتب إليّ أبو القاسم نصر بن نصر العكبري يخبرني عن القاضي أبي المعالي عرموني بن عبد الملك، أنشدنا القاضي الإمام أبو الحسين هبة اللّه بن عبد اللّه السبي (4) مدرّس و ملقن ولي العهد في العالمين أبي القاسم عبد اللّه بن محمّد بن الإمام أمير المؤمنين القائم بأمر اللّه عبد اللّه بن جعفر:

إذا كنت في علم الأصول موافقا *** بعقدك قول الأشعري المسدّد.

ص: 295


1- الأصل: كان، و المثبت عن م.
2- الاكمال لابن ماكولا 113/5.
3- بالأصل و م: باثنين.
4- كذا رسمها بالأصل، و اللفظة غير واضحة في م لسوء التصوير.

و عاملت مولاك الكريم مخالصا *** بقول الإمام الشافعيّ المؤيد

و أيقنت حرف ابن (1) العلاء مجرّدا *** و لم تعد في الإعراب رأي المبرّد

فأنت على الحقّ اليقين موافق *** شريعة خير المرسلين محمّد

توفي أبو محمّد عبد الوارث بن عبد الغني في عشر ذي الحجّة من سنة خمسين و خمسمائة بحلب على ما بلغني.

ص: 296


1- يعني: أبي عمرو بن العلاء.

ذكر من اسمه عبد الوهّاب

4360 - عبد الوهّاب بن أحمد بن أبي الحجّاج

يزعمون أنهم من ولد عمر بن الخطاب، و يقال: إنهم موالي لذي الكلاع الحميري روى عن القاضي الميانجي.

روى عنه عبد العزيز الكتّاني (1).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني (2)،أنا عبد الوهاب بن أحمد بن أبي الحجاج - قراءة عليه - أنا القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي، نا أبو عبد اللّه أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، نا علي بن الجعد، أخبرني الحسن بن حيّ ، عن عبد اللّه بن دينار، عن ابن عمر.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم كان يأتي قباء راكبا و ماشيا[7501].

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصّريفيني، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أخبرني الحسن بن صالح بن حيّ ، عن عبد اللّه بن دينار، عن ابن عمر.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم كان يزور قباء راكبا و ماشيا[7502].

ص: 297


1- في م: الكناني، تصحيف.
2- في م: الكناني، تصحيف.

4361 - عبد الوهّاب بن أحمد بن هارون بن موسى

أبو الحسين (1) بن الجندي (2) الشاهد (3)

أخو القاضي أبي نصر (4)

روى عن أبي بكر بن أبي الحديد (5).

روى عنه أبو طاهر بن الحنّائي، و حدّثنا عنه أبو القاسم النّسيب.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا القاضي أبو الحسين عبد الوهاب بن أحمد بن هارون بن الجندي، أنا محمّد بن أحمد بن عثمان بن الوليد السّلمي، أنا محمّد بن جعفر السّامري، نا علي بن حرب، قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول:[سمعت] (6) زياد بن علاقة، عن أسامة بن شريك، قال:

شهدت الأعاريب يسألون النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يقولون: ما خير ما أعطي العبد؟ قال:«خلق حسن»[7503].

قال لنا أبو محمّد بن الأكفاني:

توفي القاضي أبو الحسين عبد الوهّاب بن أحمد بن هارون الغسّاني المعروف بابن الجندي في جمادى الأولى سنة تسع و أربعين و أربعمائة، حدّث عن أبي بكر بن أبي الحديد.

و قال أبو محمّد بن صابر: إنه دفن في باب الفراديس.

4362 - عبد الوهّاب بن إسحاق القرشي

4362 - عبد الوهّاب بن إسحاق القرشي (7)

حدّث عن: إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر الدّمشقي.

روى عنه: سليمان بن عبد الرّحمن.

أنبأنا أبو القاسم العلوي، و أبو طاهر إبراهيم بن حمزة بن الجرجاني، قالا: نا

ص: 298


1- الأنساب: الحسن.
2- ضبطت عن الأنساب بضم الجيم و سكون النون و الدال المهملة، نسبة إلى الجند يعني العسكر. و ضبطت بالقلم في المختصر بفتح الجيم.
3- ترجم له في الأنساب (الجندي).
4- و اسمه محمد.
5- و اسمه: محمد بن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد السلمي.
6- سقطت من الأصل و م، و الزيادة للإيضاح، انظر ترجمة سفيان بن عيينة في تهذيب الكمال 368/7.
7- الجرح و التعديل 73/6.

عبد العزيز الكتاني (1)،أنا تمام بن محمّد، أنا أبو الحسن بن حذلم، نا يزيد بن محمّد بن عبد الصمد، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا عبد الوهاب بن إسحاق القرشي، نا إسماعيل بن عبيد اللّه، قال:

خطب عبد الملك بن مروان أم الدّرداء، فأبت أن تتزوج، فسمعتها تقول: لا إني سمعت أبا الدرداء يقول: المرأة لآخر أزواجها (2).

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الخلاّل - إذنا - قالا: أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح (3) قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (4):

عبد الواحد بن إسحاق القرشي شامي، عن إسماعيل بن عبيد اللّه، روى عنه سليمان بن عبد الرّحمن ابن بنت (5) شرحبيل الدمشقي.

4363 - عبد الوهّاب بن إبراهيم الإمام بن محمّد

ابن علي بن عبد اللّه بن عباس بن عبد المطّلب بن هاشم الهاشمي (6)

ولي الموسم و إمرة دمشق، و فلسطين من قبل أبي جعفر المنصور.

و مولده بأرض الشّراة من أعمال دمشق.

و قدم دمشق على أبي جعفر المنصور، و ولاّه غزو الصائفة سنة أربعين و مائة، فلم تحمد ولايته.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني (7)،أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، نا محمّد بن عائذ، قال: قال الوليد بن مسلم:

ص: 299


1- في م: الكناني.
2- أخرجه المصنف في كتاب تاريخ دمشق، في ترجمة أم الدرداء راجع كتاب تراجم النساء المطبوع ص 434.
3- «ح» حرف التحويل سقط من م.
4- الجرح و التعديل 73/6.
5- «بنت» سقطت من م.
6- أخباره في تاريخ خليفة بن خيّاط (الفهارس العامة)، و المعرفة و التاريخ 130/1-131-138 و تاريخ بغداد 17/11-18 تحفة ذوي الألباب للصفدي 215/1.
7- في م: الكناني، تصحيف.

ثم لما أفضى الأمر إلى أمير المؤمنين أبي جعفر عبد اللّه بن محمّد أغزى صالح بن علي في سنة ثمان و ثمانين (1) و مائة، في نحو من سبعين ألفا، ثم أغزى عبد الرّحمن بن إبراهيم، و الحسن بن قحطبة في سنة تسع و ثلاثين و مائة في سبعين ألفا ملطية، و أمضى طائفة منهم إلى أرض الروم.

- زاد ابن الأكفاني في موضع آخر: بهذا الإسناد عن ابن عائذ فيما لم أسمعه منه:

قال: و وجّه - يعني - المنصور في تلك السنة - يعني سنة اثنتين و أربعين و مائة:

عبد الوهّاب بن إبراهيم معه الحسن بن قحطبة في جماعة من أهل خراسان، و أهل الشام، و الجزيرة، و الموصل، و أمرهما أن يبنيا ما خرّبته الروم من حائط لملطية و إعادته على ما كان.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (2):

سنة ست و أربعين و مائة، أقام الحج عبد الوهّاب بن إبراهيم بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن عباس.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان قال (3):

و في سنة ست و أربعين و مائة حجّ بالناس عبد الوهّاب بن إبراهيم.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا محمّد بن علي، أنا أبو عبد اللّه النهاوندي، أنا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة، قال (4):

و فيها - يعني سنة أربعين و مائة - وجّه أبو جعفر عبد الوهّاب بن إبراهيم بن محمّد بن علي لبناء ملطية، فأقام عليها سنة حتى بناها و أسكنها الناس.

و غزا الصائفة - يعني سنة اثنتين و خمسين - عبد الوهّاب بن محمّد فلم يدرب (5).

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعب، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا

ص: 300


1- كذا بالأصل و م، و هو تحريف فاحش، و لعل الصواب: ثمان و ثلاثين و مائة، باعتبار ما يأتي.
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 423.
3- المعرفة و التاريخ ليعقوب بن سفيان الفسوي 130/1.
4- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 418.
5- تاريخ خليفة ص 426.

أبو محمّد بن درستويه، نا يعقوب بن سفيان قال (1):

و فيها - يعني سنة إحدى و خمسين و مائة - غزا الصائفة عبد الوهّاب بن إبراهيم بن هارون.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي، حدّثني أبو عبد الملك بن الفارسي، أخبرني ابن جابر، عن الأوزاعي.

أن عبد الوهّاب بن إبراهيم الهاشمي خاصم امرأته في ضيعة بدمشق، فقال لها: بيني و بينك القاضي، قالت: إن القاضي يقضي لك، قال: فأرضى برجل يحكم بيني و بينك، قالت: الأوزاعي، فبعث إليه، فأتاه، فذكر له و هي مختدرة، قال: فليقم خصمها فليتكلم بحجتها، قال: فتكلّم خصمها بحجتها و عبد الوهّاب بحجته، فقضى لها عليه ثم ودّعه مكانه و خرج؛ فقال عبد الوهّاب لغلام له خذ هذه الثلاثمائة دينار فألحقه بها، و قل له: استعن بهذه على رباطك، فأدركه الغلام، فقال الأوزاعي: اقرأ على الأمير السلام و رحمة اللّه، و أعلمه أنه لو لم يبعث إلاّ بدرهم لقبلته إن شاء اللّه، و لكني حضرت محضرا أكره أن آخذ عليه جزاء، فردّها.

قال: يقول عبد الوهّاب: وفّق اللّه هذا الشيخ في ردّها.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي، أخبرني أبو العباس محمّد بن جعفر بن هشام النميري، نا أبو عبد اللّه معاوية بن صالح الأشعري، حدّثني نوح بن عمرو بن حويّ (2)السّكسكي، أخبرني محمّد بن أبان بن حوي أبو عتبة، أخبرني الربيع بن حظيان قال:

كنت جالسا عند المنصور في قصر الفضل بن صالح بدمشق، و هو مقبل عليّ يحدّثني، إذا دخل الحاجب فقال: عبد الوهّاب بن إبراهيم بالباب، فقال: يدخل ابن الفاعلة، و بيد المنصور قضيب، قال: فلمّا سمعت ذلك قمت، فأمرني بالجلوس، فجلست، و دخل عبد الوهّاب، فسلّم، فقال: لا سلّم اللّه عليك يا ابن الفاعلة، فألقى عبد الوهّاب نفسه على ركبتيه و جعل يحبو (3) إليه و هو يقول: يا ابن فلانة الفاعلة حتى انتهى إليه، فألقى بقضيبه

ص: 301


1- المعرفة و التاريخ 138/1.
2- غير واضحة بالأصل و م، و المثبت و الضبط عن الاكمال 574/2.
3- الأصل:«يجثو» و في م بدون إعجام، و المثبت عن المختصر 271/15 و هو أشبه.

قلنسوته و جعل يضربه حتى وقع من رأسه حتى أدماه، و هو يقول: يا ابن فلانة تقتل الغسّاني و تتعصب، فلو أنك إذ خرجت من دينك عممت، و لكن تعصبت، فمن يعدل بين الناس ؟.

قال الربيع بن حظيان: فقمت فجلست خارج البيت، فلما فرغ عبد الوهّاب أخذت بيده فصببت عليه من كوز كان إلى جانبي فغسل وجهه و مضى، و عدت إلى المنصور.

قال الرازي: و أخبرني محمّد بن جعفر بن هشام، نا أبو عبيد اللّه معاوية بن صالح، أخبرني محمّد بن سماعة الفلسطيني، حدّثني غير واحد من مشيختنا.

أن عبد الوهّاب بن إبراهيم ولي فلسطين للمنصور، فأخربها، فوجّه إليه المنصور أن احمل إليّ إبراهيم بن أبي عبلة و ابن مخمر الكناني لأسألهما عن أمر البلد، فدعا بهما عبد الوهّاب، فغداهما، ثم غلفهما بالغالية (1) بيده ثم قرأ عليهما كتاب المنصور و أشخصهما إليه، فلما قدما و دخلا على المنصور أدنى مجالسهما، و رفعهما، و قال: يا ابن أبي عبلة، كيف تركت البلد؟ فقال: يا أمير المؤمنين لقد قرأت العهود منذ زمن الوليد بن عبد الملك، فما سمعت عهدا أحسن من عهد عهدته إلى عبد الوهّاب، لكنه عمد إلى جميع ما أمرته به، فاجتنبه، و إلى جميع ما نهيته عنه فارتكبه، و قال ابن مخمر الكناني: يا أمير المؤمنين، ترك ابن أخيك البلد كهذا الطائر، و أخرج من كمه طائرا قد نتفه.

فقال المنصور: ما له قبّحه اللّه، قد عزلته، فاختاروا من أحببتم.

فاختاروا العباس بن محمّد، فولاّه عليهم.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن زريق، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (2):

عبد الوهّاب بن إبراهيم الإمام بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن العباس بن عبد المطّلب صاحب سويقة عبد الوهّاب ببغداد، ولي الشام لأبي جعفر المنصور، و كان عظيم القدر، و مات بالشام.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني أبو محمّد الرملي، حدّثني أبو عمير بن النحاس، حدثتني أمي عن خال أخيها، قال:

ص: 302


1- الغالية: نوع من الطيب.
2- تاريخ بغداد 17/11-18.

لما احتضر عبد الوهّاب بن إبراهيم و كان أمير فلسطين جعل يقول: يا ويحكم أ يموت (1) مثلي ؟.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور القزاز، أنا - أبو بكر الخطيب (2).

أخبرني الحسن بن أبي بكر، أنا محمّد بن إبراهيم الجوري - في كتابه إلينا من شيراز - أنا أحمد بن حمدان بن الخضر، أنا أحمد بن يونس الضّبّي، نا أبو حسان الزيادي قال: سنة ثمان و خمسين و مائة فيها مات عبد الوهّاب بن إبراهيم الهاشمي.

بلغني أن عبد الوهّاب توفي و هو والي دمشق في يوم اثنين بعد المنصور في ذي الحجة سنة سبع (3) و خمسين و مائة، و استخلف ابنه إبراهيم بن عبد الوهّاب.

4364 - عبد الوهّاب بن بخت

4364 - عبد الوهّاب بن بخت (4)

أبو عبيدة - و يقال: أبو بكر (5)

مولى آل مروان، مكي.

سكن الشام ثم تحوّل إلى المدينة.

و روى عن ابن (6) عمر، و أنس بن مالك، و أبي هريرة، و نافع مولى ابن عمر، و أبي الزناد عبد اللّه بن ذكوان، و سليمان بن حبيب المحاربي، و زرّ بن حبيش، و عطاء بن أبي رباح، و عبد الواحد بن عبد اللّه النّصري، و ثابت بن سليم الجهني.

روى عنه أيوب السّختياني، و يحيى بن سعيد الأنصاري، و محمّد بن عجلان، و مالك بن أنس، و معان بن رفاعة، و معاوية بن صالح، و هشام بن سعد، و أسامة بن زيد الليثي، و عبيد اللّه بن عمر العمري، و شعيب بن أبي حمزة.

ص: 303


1- و كان يقول ذلك و ذلك لكبر كان يجده في نفسه (تحفة ذوي الألباب 216/1).
2- تاريخ بغداد 18/11.
3- نميل إلى قراءتها «سبع» بالأصل، و في م:«تسع» و في المختصر 272/15:«تسع» و جاء في تاريخ الطبري 13/8 أن وفاته كانت سنة 157 و قيل سنة 158.
4- بخت بضم الموحدة و سكون المعجمة بعدها مثناة (تقريب التهذيب).
5- انظر أخباره في: تهذيب الكمال 139/12 تهذيب التهذيب 527/3 و ميزان الاعتدال 678/2.
6- عن م و بالأصل: أبي.

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا أبو (1) الوليد القرشي، نا الوليد بن مسلم، حدّثني معان بن رفاعة، عن عبد الوهّاب بن بخت، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«نضّر اللّه من سمع مقالتي هذه فوعاها، ثم بلّغها غيره، فربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث لا يغلّ عليهن: صدر مؤمن، إخلاص العمل للّه، و مناصحة أولي الأمر، و لزوم جماعة المسلمين، فإنّ دعوتهم تحيط من ورائهم»[7504].

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا بكر بن سهل، نا عبد اللّه بن صالح، حدّثني معاوية بن صالح، عن عبد الوهّاب بن بخت، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«من لقي أخاه فليسلّم عليه، و إن حالت بينهما شجرة أو حائط أو حجر ثم لقيه فليسلّم عليه»[7505].

أخبرنا أبو العباس أحمد بن أبي القاسم بن أحمد النشابي (2)،أنا أبو شجاع عبد الرّزّاق بن سلهب (3) بن عمر الخيّاط ، أنا أبو عبد اللّه بن منده، نا أحمد بن محمّد بن سهل البغدادي - بمكة - نا الحسن بن علي بن شبيب، نا عبد اللّه بن خالد بن يزيد، نا يحيى بن إبراهيم السّلمي، نا عبد الخالق بن أبي حازم أخو عبد العزيز، عن عبد الوهّاب بن بخت، قال:

كنت عند عمر بن عبد العزيز فأتي بموالي (4) لسليمان بن عبد الملك في جراح بينهم، فقال لي: يا عبد الوهّاب قم فاقض بينهم، و اعلم أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لم يقض في شجّة دون الموضحة (5)،كما حدّثني خارجة بن زيد بن ثابت، عن أبيه، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

صوابه نجيح بن إبراهيم [السّلمي] (6)،و اللّه أعلم.

ص: 304


1- «أبو» سقطت من م.
2- قارن مع المشيخة 13/أ.
3- الأصل و م: سهلب، تصحيف و المثبت عن المشيخة 13/أ.
4- كذا بالأصل و م بإثبات الياء، و الأشبه: بموال.
5- الموضحة: الشجة التي تبدي وضح العظام (القاموس المحيط ).
6- الزيادة عن م.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (1):

عبد الوهّاب بن بخت المكي، عن نافع، و سليمان بن حبيب، و أبي الزّناد، روى عنه ابن عجلان، و يحيى (2)،و معاوية.

و قال إسحاق: نا أبو المغيرة، نا معان: رأيت عبد الوهّاب بن بخت أبو (3) عبيدة المكي، و عن حبان، نا وهيب (4)،نا أيوب، عن عبد الوهّاب، عن ابن عمر: من حالت شفاعته، و عن أيوب، عن عبد الوهّاب، عن أبي هريرة: للشهيد ست خصال، و قال محمّد بن عبد الرّحمن، عن أيوب، عن محمّد، عن عبد الوهّاب، عن أبي هريرة: للشهيد ست خصال، و لا أراه حفظه (5) عن محمّد، و حديث وهيب (6) أصح، و هو بعبد الوهّاب بن بخت أشبه، سمع منه مالك، يقال مولى آل مروان.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الأديب - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح (7) و قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (8):عبد الوهّاب بن بخت المكي أبو عبيدة، روى عن ابن عمر، و أبي هريرة، روى عنه أيوب السّختياني، و مالك بن أنس، سمعت أبي يقول ذلك.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، قال:

أبو بكر عبد الوهّاب بن بخت المكي، و قيل: أبو عبيدة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر الخطيب، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، قال (9):

أبو بكر عبد الوهّاب بن بخت المكي.

ص: 305


1- التاريخ الكبير 96/2/3.
2- «و يحيى» ليس في التاريخ الكبير.
3- كذا بالأصل و م، و في البخاري: أبا عبيدة.
4- كذا بالأصل و م، و في البخاري: وهب.
5- عن البخاري، و بالأصل و م: حفظ .
6- كذا بالأصل و م، و في البخاري: وهب.
7- «ح» حرف التحويل سقط من م.
8- الجرح و التعديل 69/6.
9- الكنى و الأسماء للدولابي 119/1.

قرأنا على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي طاهر الخطيب، أنا هبة اللّه، أنا أبو بكر، نا أبو بشر قال في موضع (1) آخر:

أبو عبيدة عبد الوهّاب بن بخت المكي.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم، قال:

أبو عبيدة، و يقال: أبو بكر - عبد الوهّاب بن بخت القرشي مولى آل مروان، عداده في التابعين.

و قال في موضع آخر (2):

أبو بكر، و يقال أبو عبيدة عبد الوهّاب بن بخت القرشي المكي، مولى آل مروان، تزوج بالمدينة، و أقام بها، عداده في التابعين، يروي عنه عن أبي حمزة أنس بن مالك النجاري، و سمع أبا عبد اللّه نافعا مولى ابن عمر، و سليمان بن حبيب المحاربي، سمع منه: أبو سعيد يحيى بن سعيد الأنصاري، و أبو عبد اللّه مالك بن أنس الأصبحي، و أبو عبد اللّه محمّد بن عجلان القرشي.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي، نا أبو بكر الخطيب، قال:

عبد الوهّاب بن بخت أبو عبيدة المكي، و قيل: إنّه شامي، حدث عن نافع مولى ابن عمر، و عطاء بن أبي رباح، و أبي الزناد، و عبد الواحد النّصري، روى عنه معان بن رفاعة، و محمّد بن عجلان، و معاوية بن صالح، و أسامة بن زيد الليثي و غيرهم.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر الحافظ ، قال (3):

عبد الوهّاب بن بخت المكي أبو عبيدة، أصله شامي، حدّث عن نافع مولى ابن عمر، و عطاء بن أبي رباح و غيرهم، روى عنه معان بن رفاعة، و محمّد بن عجلان، و جماعة سواهم.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن

ص: 306


1- الكنى و الأسماء للدولابي 73/2.
2- الأسامي و الكنى للحاكم 145/2 رقم 529.
3- الاكمال لابن ماكولا 215/1 في مادة: بخت.

السّقّا، و أبو محمّد بن بالويه، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد، قال (1):

سمعت يحيى بن معين يقول: قد سمع مالك بن أنس من عبد الوهّاب بن بخت، و كان عبد الوهّاب بن بخت ثقة، و كان شاميا، نزل المدينة.

قال يحيى: و سلمة بن بخت، حدث عنه يوسف السّمتي، و إسحاق الرازي، و كان سلمة أيضا ثقة، و ليس بينه و بين عبد الوهّاب قرابة.

قال (2):و سمعت يحيى بن معين يقول: عبد الوهّاب بن بخت كان رجل صدق.

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل - إذنا - قالا: أنا أبو القاسم بن أبي عبد اللّه، أنا حمد - إجازة-.

ح (3) قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم.

قال (4):ذكره (5) أبي عن إسحاق بن منصور، عن (6) يحيى بن معين أنه قال:

عبد الوهّاب بن بخت شامي ثقة.

قال: و سألت أبي عن عبد الوهّاب بن بخت، فقال: لا بأس به.

و سئل أبو زرعة عن عبد الوهّاب بن بخت فقال: ثقة.

ذكر أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الأصبهاني أنه سأل أبا حاتم الرازي عن عبد الوهّاب بن بخت وقع بالمدينة، فقال: صالح الحديث.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال (7):

عبد الوهّاب بن بخت شامي، نزل المدينة، ثقة.

قال: و نا يعقوب (8)،نا زيد بن بشر، أخبرني ابن وهب، قال: قال الليث: حدّثني أبو

ص: 307


1- رواه من طريق عباس الدوري - المزي في تهذيب الكمال 138/12.
2- رواه من طريق عباس الدوري - المزي في تهذيب الكمال 138/12.
3- «ح» حرف التحويل سقط من م.
4- الجرح و التعديل 69/6.
5- ما بين الرقمين ليس في الجرح و التعديل، و مكانه فيه:«قرئ على العباس بن محمد الدوري قال سمعت...».
6- ما بين الرقمين ليس في الجرح و التعديل، و مكانه فيه:«قرئ على العباس بن محمد الدوري قال سمعت...».
7- المعرفة و التاريخ للفسوي 460/2.
8- المعرفة و التاريخ 674/1.

هارون المديني (1)،عن عبد الوهّاب بن بخت أنه كان يغلب (2) إلى (3) المسجد إلى ذكر اللّه.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن محمّد بن أحمد بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، حدّثني أبو عثمان سعيد بن عثمان الحمصي، و محمّد بن عوف، قالا: نا عاصم (4) بن خالد، حدّثني معان بن رفاعة قال:

رأيت أبا عبيدة عبد الوهّاب بن بخت المكي إذا رأى في المسجد الصبيان يشتد ذلك عليه حتى لو يستطيع يأخذهم بيده أخذ.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، نا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: قال أبو عبد اللّه - يعني مصعبا - كان عبد الوهّاب بن بخت و هو يشبّه بالبطّال في بلاد العدوّ، و هما من موالي آل مروان (5).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، نا أبو محمّد بن يوسف - إملاء - نا أبو سعيد بن الأعرابي.

ح و أخبرنا أبو غالب محمّد بن إبراهيم بن محمّد - بالثعلبية - نا أبو الفتح المظفّر بن محمّد بن محمّد، أنا عبد اللّه بن يوسف بن بامويه، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا أبو داود قال: قرئ على الحارث بن مسكين و أنا شاهد، أخبرك ابن القاسم قال مالك:

بلغني أن عبد الوهّاب بن بخت خرج إلى الغزو، فانبعثت به راحلته، فقال: عَسىٰ رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوٰاءَ السَّبِيلِ (6) فاستشهد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (7).

ح قال: و حدّثني محمّد بن أبي زكير، أنا ابن وهب، حدّثني مالك، عن عبد الوهّاب بن

ص: 308


1- كذا بالأصل و م، و في المعرفة و التاريخ:«أبو هارون المسكين» و هو موسى بن أبي عيسى الحناط الغفاري المدني، أبو هارون، ترجمته في تهذيب الكمال 501/18.
2- رسمها بالأصل:«بعلت» و في م:«بعلب» و المثبت عن المعرفة و التاريخ.
3- في المعرفة و التاريخ: أهل.
4- في م: عصام أبي خالد.
5- الخبر في تهذيب الكمال 139/12.
6- سورة القصص، الآية:22.
7- الخبر في المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 673/1-674.

بخت قال: و قد كان تزوج عندنا بالمدينة و أقام بها، قال: فخرج إلى الغزو (1)،فلما ركب راحلته من السفارية (2) و انحرف بوجهه قال: عَسىٰ رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوٰاءَ السَّبِيلِ ،قال مالك: ما أراه أخذ ذلك إلاّ من موسى عليه السلام حين توجه تلقاء مدين، قال: عسى ربي أن يهديني سواء السبيل.

قال مالك: و إن عبد الوهّاب مرّ بالسقيا (3) و هو يريد الغزو، فرأى الرياح (4) في جريدها قال: فرفع يده ثم قال: الحمد للّه الذي لم يجعلك لي.

قال (5):و نا محمّد بن أبي زكير، أنا عبد اللّه بن وهب، نا مالك، عن عبد الوهّاب بن بخت.

أنه لم يكن هو أحقّ بما في رحله في السفر من رفقائه، قال: و كان كثير الحج و العمرة و الغزو (6) حتى استشهد.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهّاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمّد بن جرير الطبري قال (7):ذكر محمّد بن عمر، عن عبد اللّه (8) بن عمر أن عبد الوهّاب غزا مع البطال، و انكشفوا (9)،فجعل عبد الوهّاب يكر فرسه و هو يقول:

ما رأيت فرسا أجبن منك، و سفك اللّه دمي، إن لم أسفك دمك.

ثم ألقى بيضته عن رأسه و صاح: أنا عبد الوهّاب بن بخت أ من الجنة تفرّون، ثم تقدم في نحو العدو، قال: فمرّ برجل و هو يقول: وا عطشاه، فقال: تقدّم الرّي أمامك، قال:

فخالط القوم فقتل، و قتل فرسه.

ص: 309


1- كذا بالأصل و م، و في المعرفة و التاريخ: العراق.
2- كذا بالأصل و م، و في المعرفة و التاريخ: السقاية.
3- كذا بالأصل و م، و في المعرفة و التاريخ:«السعيا» و كلاهما اسم موضع، انظر فيهما معجم البلدان (حرف السين).
4- كذا بالأصل و م، و في المعرفة و التاريخ:«الرماح في حديدها».
5- المعرفة و التاريخ 673/1 و تهذيب الكمال 139/12.
6- عن م و المصادر و بالأصل: و الغزوة.
7- تاريخ الطبري 88/7 حوادث سنة 113.
8- كذا بالأصل و م، و في الطبري: عبد العزيز بن عمر.
9- العبارة في الطبري: غزا مع البطال سنة ثلاث عشرة و مائة، فانهزم الناس عن البطال و انكشفوا.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و غيره، قالوا: أنا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن عائذ، نا الوليد، قال: فأخبرني عبد الرّحمن بن جابر، أخبرني من غزا معه - يعني البطال - أنه سمع عبد الوهّاب بن بخت المكي و هو يقول:

و اللّه لقد كنا نسمع أن سرية ثمانية آلاف و نحوها يليها رجل من قيس، فيقتل و من معه إلاّ الشريد، و آية ذلك أنها خيل جريدة، ليس معهم إلاّ راحلة، فانظروا هل ترون إبلا أو راحلة ؟ فركب بعض أهل المجلس، فجال في العسكر، فقال: لم أر إلاّ راحلة عند آل فلان، قال:

و لقينا العدو، فقتلوا مالكا - يعني ابن شبيب - و البطّال، و عبد الوهّاب بن بخت المكي.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني (1)،أنا محمّد بن عبيد اللّه بن أبي عمرو، أنا ابن مروان، أنا أبو عبد الملك البسري، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا علي بن عبد اللّه التميمي، قال: عبد الوهّاب بن بخت قتل مع البطّال سنة إحدى عشرة و مائة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد الأنماطي و أبو الفضل بن خيرون - قالا: أنا محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خياط ، قال (2):

في الطبقة الثانية من أهل مكة: عبد الوهّاب بن بخت استشهد بالروم سنة ثلاث عشرة و مائة.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن (3) نصير، أنا محمّد (4) بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص الفلاس، قال:

و قتل عبد الوهّاب بن بخت مع البطّال سنة ثلاث عشرة و مائة.

قال: و نا إسحاق، أنا المغيرة - يعني ابن سلمة المخزومي - نا معاذ قال: رأيت عبد الوهّاب بن بخت أبا عبيدة المكي.

ص: 310


1- في م: الكناني، تصحيف.
2- طبقات خليفة بن خيّاط ص 493 رقم 2553.
3- ما بين الرقمين سقط من م.
4- ما بين الرقمين سقط من م.

قال: و نا يحيى بن سليمان - يعني الجعفي - نا ابن وهب، حدّثني مالك، قال: كان عبد الوهّاب بن بخت تزوج عندنا بالمدينة، و أقام بها، يروي عن أبي الزّناد، و نافع، و سليمان بن حبيب، روى عنه ابن عجلان.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء محمّد بن علي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان، أنا أبي قال: قال مصعب - يعني الزّبيري - كان عبد الوهّاب بن بخت يكنى أبا بكر، و قتل مع البطال سنة ثلاث عشرة و مائة.

قال: و أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء، نا محمّد، أنا الأحوص، أنا أبي قال:

و قتل عبد الوهّاب بن بخت مع البطال سنة ثلاث عشرة و مائة.

[ (1) أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن نصر، أنا محمّد بن الحسين، نا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العباس النهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، ثنا محمّد بن إسماعيل قال: و قال مصعب: قتل عبد الوهّاب بن بخت أبو بكر مع البطال سنة ثلاث عشرة و مائة] و لا أراني أحفظ كنيته.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التّميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: و فيها يعني سنة ثلاث عشرة قتل البطال بأرض الرّوم، و قتل معه عبد الوهّاب بن بخت.

4365 - عبد الوهّاب بن جعفر بن علي بن جعفر بن أحمد بن زياد

4365 - عبد الوهّاب بن جعفر بن علي بن جعفر (2) بن أحمد بن زياد

أبو الحسين بن الميداني (3)

كتب الكثير.

و روى عن أبي عبد اللّه بن مروان، و أبي علي بن شعيب، و أبي الحارث أحمد بن محمّد بن عمارة، و أبي عمر بن فضالة، و أبي موسى هارون بن محمّد الطحان، و أبي علي محمّد بن محمّد بن آدم، و أبي طاهر محمّد بن عبد العزيز بن حسنون الإسكندراني، و أبي

ص: 311


1- الخبر التالي ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.
2- «بن جعفر» سقطت من م.
3- ميزان الاعتدال 679/2 لسان الميزان 86/4 العبر 128/3 و سير أعلام النبلاء 499/17 و المغني في الضعفاء 412/2 و شذرات الذهب 210/3.

بكر محمّد بن سليمان الرّبعي، و جمح بن القاسم، و أبي عبد اللّه الحسين بن أحمد بن أبي ثابت، و أبي عمر محمّد بن العباس بن الوليد بن كودك، و أبي بكر أحمد بن عبد اللّه بن أبي دجانة، و أبي بكر محمّد بن محمّد بن عمير، و أبي بكر أحمد بن عبد الوهّاب بن جعفر اللّهبي، و أبي عمران موسى بن عبد الرّحمن بن موسى الصباغ - إمام بيروت - و أبي بكر محمّد بن عيسى بن عبد الكريم الطّرسوسي، و أبي بكر محمّد بن أحمد بن سهل النّابلسي، و أبي الحسن الدارقطني، و أبي الخير الحافظ الحمصي، و أبي سليمان بن زبر، و أبي بكر الميانجي، و أبي بكر محمّد بن حاتم بن زنجويه البخاري الفقيه الفرائضي، و أبي علي الحسين بن هارون بن عيسى بن أبي موسى الإيادي، و أبي الفرج أحمد بن القاسم الحافظ الخشاب، و عثمان بن الحسين الحرفي، و أبي بكر محمّد بن موسى بن حسنون (1) المراغي، و أبي حفص عمر بن علي العتكي، و أبي القاسم عبد الرّحمن بن أحمد بن عمران الدّينوري، و أبي قابوس النعمان بن جميل اللّخمي، و أبي العباس عمرو بن العباس بن مروان الفزاري، و أبي الحسن محمّد بن عبد الكريم بن سليمان الجوهري، و ابن أبي الزمزام الفرائضي، و الحسن بن منير، و أبي بكر أحمد بن صافي التّنّيسي، و أبي القاسم الحسن بن سعيد بن الحسن بن الحارث بن حكيم القرشي، و أبي (2) القاسم عبد اللّه بن أحمد بن علي بن طالب البزّاز البغدادي، و أبي محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عبد الغفار بن ذكوان، و أبي بكر محمّد بن يحيى بن ياسر، و أبي القاسم بن طعان، و أبي القاسم الفرح بن إبراهيم النصيبي، و أبي غالب الشبل بن طرخان، و الفضل بن جعفر المؤذن، و محمّد بن داود الدّقّي الصوفي.

روى عنه رشأ بن نظيف، و علي بن محمّد بن شجاع، و أبو علي الأهوازي، و عبد العزيز الكتّاني (3)،و الحسن بن علي بن عبد الصمد اللّبّاد، و أبو الفتح محمّد بن حمزة بن الخضر القرشي، و أبو سعد السّمّان، و أبو العباس بن قبيس، و علي بن الخضر بن سليمان السّلمي، و أبو القاسم بن أبي العلاء.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني (4) أن (5) أبا القاسم تمام بن محمّد بن عبد اللّه بن جعفر بن الجنيد الرازي الحافظ ، و أبا الحسين عبد الوهاب بن

ص: 312


1- الأصل: حسون، و المثبت عن م.
2- في م: و أبا القاسم.
3- في م: الكناني.
4- في م: الكناني.
5- في م:«أنا القاسم» بدل:«أن أبا القاسم» تصحيف، انظر ترجمة تمام بن محمد في سير أعلام النبلاء 289/17.

جعفر بن علي الميداني أخبراه قالا: أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن مروان القرشي، نا زكريا بن يحيى بن إياس، نا يحيى بن عثمان، نا رشدين (1) بن سعد، عن زياد بن فائد، عن سهل بن معاذ بن أنس، عن أبيه، قال: سمعت أم الدّرداء تقول:

خرجت من الحمام، فلقيني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال:«من أين يا أم الدّرداء؟» قالت:

فقلت: من الحمّام، قال:«و الذي نفسي بيده ما من امرأة تضع ثيابها في غير بيتها إلاّ و هي هاتكة كلّ ستر بينها و بين الرّحمن تعالى»[7506].

سمعت أبا الحسن (2) السّلمي (3) الفقيه يقول: سمعت عبد العزيز بن أحمد يقول:

سمعت أبا الحسين (4) عبد الوهاب بن جعفر الميداني يقول: سمعت أبا علي أحمد بن محمّد بن الزّفتي.

ح (5) قال عبد العزيز: و سمعت أبا نصر عبد الوهاب بن عبد اللّه بن عمر المرّي يقول:

سمعت أبا الحسين عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي، قالا: سمعنا أحمد بن الحسين بن طلاّب المشغرائي (6) يقول: سمعت أبا بكر أحمد بن الوليد الأمي يقول: سمعت سعيد بن نصير يقول: سمعت - قال ابن الميداني: بشير بن حاتم، و قال ابن الجبّان بشار بن حاتم (7)،ثم اتفقا - يقول: سمعت جعفر بن سليمان الضبعي يقول: سمعت محمّد بن المنكدر يقول:

سمعت جابر بن عبد اللّه يقول: سمعت رسول اللّه صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول:

«مرّ رجل ممن كان قبلكم بجمجمة» فقال ابن الميداني: أنت أنت - و قال ابن الجبّان:

فنظر إليها فقال: اللّهم أنت أنت، ثم اتفقا:- و أنا أنا، أنت العوّاد - قال ابن الميداني بالنعم، و قال ابن الجبّان بالمغفرة ثم اتفقا:- و أنا العود بالذنوب، فاغفر لي، و خرّ على جبهته ساجدا، فنودي أنت أنت العوّاد بالذنوب، و أنا العوّاد بالمغفرة، قد غفرت لك، فرفع رأسه، قال ابن الميداني: فغفر له، قال ابن الجبّان: و غفر اللّه - عز و جل - له»[7507].

ص: 313


1- في م:«رسد بن سعد».
2- «أبا الحسن» مكرر بالأصل.
3- رسمها مضطرب بالأصل و قد تقرأ: السالمي، و المثبت عن م.
4- الأصل: الحسن، تصحيف، و الصواب عن م، و هو صاحب الترجمة.
5- «ح» حرف التحويل سقط من م.
6- الأصل:«الشعراني»، و في م:«المسعراني» و كلاهما تصحيف و الصواب ما أثبت و ضبط عن الأنساب.
7- كذا بالأصل و م، و في تهذيب الكمال 400/3 في ترجمة جعفر بن سليمان الضبعي ذكر المزي في أسماء من روى عنه: سيار بن حاتم.

أخبرنا أبو الحسين الفقيه الشافعي، نا عبد العزيز الكتّاني (1)،قال: كان عبد الوهّاب - يعني الميداني - بين ذلك - يعني في ثقته - سمعت الفقيه أبو الحسن بن قبيس يحكي عن أبيه أو عن غيره من شيوخه من أدرك ابن الميداني.

أنه كان لا يبخل بإعارة شيء من كتبه سوى كتاب واحد كان يضنّ بإعارته، فلما احترقت كتبه استجد جميعها من النّسخ التي كتبت منها غير ذلك الكتاب الذي ضنّ بإعارته، فإنه لم يقدر على نسخته، و آلى على نفسه أن لا يبخل بإعارة كتاب - أو كما قال-.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز، حدّثنا هشام بن محمّد الكوفي، قال:

توفي أبو الحسين عبد الوهّاب بن جعفر الميداني يوم السبت لسبع بقين من جمادى الأولى من سنة ثماني عشرة و أربعمائة، و ذكر أن مولده سنة ثمان و ثلاثين و ثلاثمائة.

قال (2) عبد العزيز: حدّث عن أبي عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن مروان، و أبي علي محمّد بن هارون بن شعيب الأنصاري و غيرهما، كتب الكثير، و ذكر أنه كتب بنحو مائة رطل حبر، احترقت كتبه، و جدّدها، كان فيه تساهل، و اتّهم في محمّد بن هارون بن شعيب الأنصاري (3).

و ذكر أبو علي الأهوازي أنه عاش ثمانين سنة، و دفن في مقبرة باب الفراديس، و صلّى عليه في الجامع أبو محمّد بن أبي نصر، و في مسجد الجنائز القاضي أبو تراب بن أبي الحسن.

4366 - عبد الوهّاب بن الحسن بن الوليد بن موسى

ابن سعيد بن راشد بن يزيد بن قندس (4) بن عبد اللّه

أبو الحسين الكلابي المعروف بأخي تبوك العدل (5)

روى عن: طاهر بن محمّد الإمام، و محمّد بن خريم، و أبي الحسن بن جوصا، و سعيد بن عبد العزيز، و إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عبد الملك بن مروان، و أبي

ص: 314


1- في م: الكناني، تصحيف.
2- في م: قال أبو عبد العزيز.
3- انظر ميزان الاعتدال 679/2 و سير أعلام النبلاء 500/17.
4- في م: فندس. و في تاج العروس بتحقيقنا: فندس (بالفاء) كقنفذ، و قندس (بالقاف) كقنفذ: علم.
5- انظر أخباره في: سير أعلام النبلاء 557/16 العبر 61/3 و النجوم الزاهرة 214/4 و شذرات الذهب 147/3 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 381-400) ص 333.

عبد الرّحمن محمّد بن عبد اللّه بن عبد السلام مكحول، و محمّد بن أحمد بن محمّد بن الصّلت، و إبراهيم بن محمّد بن أبي ثابت، و أبي يحيى زكريا بن أحمد البلخي القاضي، و أبي عبيدة أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن ذكوان، و محمّد بن أحمد بن عمارة، و عبد الرّحمن بن إسماعيل الكوفي، و عبد اللّه بن أحمد بن زبر، و أحمد بن عبد اللّه بن نصر بن هلال، و محمّد بن بكّار بن يزيد السّكسكي، و صاعد بن عبد الرّحمن بن صاعد النحّاس، و محمّد بن أحمد بن الوليد بن هشام القبيطي، و أبي القاسم عبد الوهاب بن هلال بن عبد الوهّاب البيروتي، و أبي القاسم عبد اللّه بن أحمد بن محمّد المعلّم التميمي، و عمر بن سلمة، و أبي الدّحداح، و أبي الجهم بن طلاّب، و سليمان بن محمّد الخزاعي، و أبي الطّيّب أحمد بن إبراهيم بن عبادل، و عبد الغافر بن سلامة، و أبي هاشم محمّد بن عبد الأعلى بن عليل، و أحمد بن إبراهيم بن حبيب الزّرّاد، و أبي علي الحسين بن محمّد بن عويث، و أبي علي الحسن بن أحمد بن الحسن الناعس، و أبي بكر محمّد بن العباس بن يونس بن زلزل، و أبي بكر محمّد بن إسماعيل بن محمّد بن سلام البصال.

روى عنه: تمّام بن محمّد الرازي، و أبو القاسم السّميساطي، و أبو الحسن رشأ بن نظيف، و أبو علي الأهوازي، و أبو الحسن، و أبو إسحاق، و أبو القاسم بنو الحنائي (1)،و أبو الحسين الميداني، و أبو بكر أحمد بن الحسن بن الطّيّان، و عبد اللّه بن الحسين بن عبدان، و أبو القاسم بن الفرات، و أبو صالح طرفة بن أحمد، و أبو نصر المرّي، و أبا الحسن بن السّمسار، و الرّبعي، و علي بن طاهر بن محمّد القرشي المقدسي، و أبو بكر خليل بن هبة اللّه بن محمّد التّميمي، و أبو بكر محمّد بن بكير بن أحمد التنوخي، و محمّد بن علي بن حميد الكفرطابي، و أبو القاسم عبد الواحد بن أحمد بن الطّيّب الوكيل، و علي بن محمّد بن شجاع بن أبي الهول، و أبو العباس أحمد بن محمّد بن يوسف بن مردة الأصبهاني و غيرهم.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبا محمّد هبة اللّه بن الأكفاني، و عبد الكريم بن حمزة، و طاهر بن سهل، و أبو المعالي ثعلب بن جعفر السراج، قالوا: أنا أبو القاسم الحسين بن محمّد بن إبراهيم الحنّائي (2).

ح و أخبرنا أبو سهل بن سعدويه، أنا أبو الفضل الرازي.

ص: 315


1- غير واضحة بالأصل و م و نميل إلى قراءتها:«الجبان» و الصواب ما أثبت. انظر سير أعلام النبلاء 557/16.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 130/18.

ح و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن حسنون.

ح و أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه، أنا أبو الحسن علي بن محمود الزوزني، و أبو الحسين بن حسنون.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد العطار، أنا أبو القاسم السّميساطي، قالوا: أنا - و قال الحنّائي: نا - أبو الحسين عبد الوهّاب بن الحسن بن الوليد الكلابي، أنا أبو بكر محمّد بن خريم بن محمّد بن عبد الملك بن مروان العقيلي، نا هشام بن عمّار، نا مالك بن أنس، حدّثني صفوان بن سليم، عن سعيد بن سلمة (1) من آل ابن الأزرق: أن المغيرة بن أبي بردة (2)-و هو من بني عبد الدار - حدّثه أنه سمع أبا هريرة يقول:

جاء رجل إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: يا رسول اللّه إنّا نركب البحر و نحمل معنا القليل من الماء، فإن توضّأنا به عطشنا، فنتوضّأ من ماء البحر؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«هو الطّهور ماؤه، الحلّ ميتته» (3).

و اللفظ لعلي بن إبراهيم و الباقون نحوه.

قال لنا أبو غالب بن البنّا، قال لنا محمّد بن أحمد بن حسنون النّرسي، قال لنا أبو الحسين عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي: ولدت في ذي القعدة سنة ست و ثلاثمائة (4).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا علي بن محمّد الحنّائي، أنا عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي الشاهد الشيخ الثقة الأمين، فذكر حديثا.

أنبأنا أبو عبد اللّه بن أبي العلاء و غيره، قالوا: أنا أبو القاسم أحمد بن سليمان بن خلف بن سعد الباجي، أنا أبي أبو الوليد قال:

أبو الحسين عبد الوهّاب بن الحسن ثقة محسن.

سمعت أبا القاسم بن السّمرقندي يقول: سمعت أبا منصور عبد المحسّن بن محمّد بن علي ببغداد يقول: سمعت أبا القاسم الحسين بن محمّد الحنّائي بدمشق يقول: مات

ص: 316


1- ترجمته في تهذيب الكمال 216/7.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 296/18.
3- رواه المزي في تهذيب الكمال، في ترجمة سعيد بن سلمة، من هذا الوجه. و رواه أبو داود عن القعنبي، و رواه الترمذي و النسائي عن قتيبة، كلاهما عن مالك (تهذيب الكمال 219/7).
4- سير أعلام النبلاء 557/16، و في تاريخ الإسلام:«ثلاث و ثلاثمائة»، و في المختصر:«خمس و ثلاثمائة».

عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي في سنة ست و تسعين و ثلاثمائة.

أخبرنا أبو محمّد الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، حدّثني أبو علي الحسن بن علي، حدّثني عبد العزيز بن محمّد بن الحسن بن أخي عبد الوهّاب بن الحسن أن مولد عمه عبد الوهّاب في شهر ربيع الأول سنة خمس و ثلاثمائة.

قال عبد العزيز: و حدّثني أبو الحسن علي بن محمّد الحنّائي، قال: توفي شيخنا أبو الحسن عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي - رحمه اللّه - يوم الأحد لإحدى عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة ست و تسعين و ثلاثمائة، و توفي في ذلك اليوم القاضي أبو محمّد بن أبي الدّيس.

قال عبد العزيز: و أنا أذكر يوم مات القاضي ابن أبي الديس.

حدّث عبد الوهّاب عن جماعة من أصحاب هشام بن عمّار، و عن مكحول البيروتي، و ابن جوصا و غيرهم، و كان ثقة نبيلا، مأمونا، حدّثنا عنه عدة.

و ذكر أبو علي الأهوازي أنه مات يوم السبت عند غروب الشمس العاشر من الشهر.

4367 - عبد الوهّاب بن الحسين بن عبد اللّه

أبو البركات الإسكندراني

قدم دمشق، و أنشد بها شعرا (1) لأبي العباس المهدوي.

حكى عنه أبو بكر الخطيب.

أنبأنا أبو السعادات أحمد بن أحمد المتوكّلي، و أبو الحسن محمّد بن مرزوق الفقيه، و أبو غالب شجاع بن فارس، قالوا: أنا أبو بكر الخطيب، أبو البركات عبد الوهاب بن الحسين بن عبد اللّه الإسكندراني بدمشق، أنشدني أبو العباس أحمد بن محمّد المهدوي لنفسه أبياتا جمعت كل «ظاء» كتاب اللّه:

ظنت عظيمة ظلمنا من حظها *** فظللت أوقظها لكاظم غيظها

و ظعنت انظر في الظلام و ظله *** ظمآن أنتظر الظهور لوعظها

ظهري و ظفري ثم عظمي في لظى *** لاظاهرن لحظرها و لحفظها

ص: 317


1- الأصل:«شعر» و التصويب عن م.

لفظي شواظ أو كشمس ظهيرة *** ظفر لذي غلظ القلوب و قظها

آخر الجزء الثاني و الثلاثين [بعد الثلاثمائة] (1) من الفرع.

4368 - عبد الوهّاب بن الحسين بن عمر

أبو القاسم التّنّيسي المطرّز

سمع بدمشق: أبا الفرج محمّد بن عبد الواحد الدارمي، و أبا الحسن بن أبي الحديد، و بمصر أبا الحسن بن الطّفّال النيسابوري، و أبا الحسين بن الترجمان الصوفي.

روى عنه: أبو نصر هبة اللّه بن عبد الجبار بن فاخر بن أحمد بن محمّد السّجزي و سمع منه بمكّة، و شيخنا أبو القاسم النّسيب.

أنبأنا أبو القاسم العلوي، أنا الشيخ أبو القاسم عبد الوهّاب بن الحسين بن عمر التّنّيسي - إملاء من حفظه - أنشدنا أبو عبد اللّه الحسين بن عتيق الكاتب، أنشدنا أبو الحسن علي بن محمّد بن إسحاق بن يزيد (2)،أنشدنا الصّنوبري لنفسه:

أيها الحاسد المعدّ لذمّي *** ذمّ ما شئت، ربّ ذمّ كحمد

لا فقدت الحسود مدّة عمري *** إنّ فقد الحسود أخبث فقد

لم لا أؤثر الحسود بشكري *** و هو عنوان نعمة اللّه عندي

4369 - عبد الوهّاب بن سعيد بن عطية

أبو محمّد السّلمي (3)،يعرف بوهب (4)

روى عن شعيب بن إسحاق، و سفيان بن عيينة، عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم.

روى عنه شعيب بن شعيب بن إسحاق، و عمر بن مضر، و يحيى بن عثمان الحمصي، و عباس بن الوليد الخلاّل، و عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن الفضل الدارمي.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو بكر أحمد بن يحيى، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، قالوا: أنا أبو الحسين الدّاودي، أنا

ص: 318


1- ما بين معكوفتين أضيف عن م.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 553/16.
3- أخباره في تهذيب الكمال 140/12 و تهذيب التهذيب 528/3 و المعرفة و التاريخ، و تاريخ أبي زرعة الدمشقي.
4- الأصل:«بو» و بعدها بياض، و المثبت عن تهذيب الكمال و م.

عبد اللّه بن أحمد بن حموية، أنا عيسى بن عمر بن العباس، أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن الدارمي (1)،أنا عبد الوهّاب بن سعيد، نا شعيب بن إسحاق عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:

كان يوم عاشوراء يوما تصومه قريش في الجاهلية، فلما قدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم صامه و أمر الناس بصيامه، حتى إذا فرض رمضان كان رمضان هو الفريضة، و ترك يوم عاشوراء، فمن شاء صامه، و من شاء تركه.

أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا أبو علي الحسن بن عبد اللّه بن سعيد، نا الحسين بن محمّد بن إبراهيم، نا يحيى بن عثمان، نا عبد الوهّاب بن سعيد الدّمشقي السلمي، نا سفيان بن عيينة، نا عمرو بن دينار، عن عكرمة، عن ابن عباس.

أن شاعرا أتى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال:«يا بلال، اقطع لسانه عني»[7508].

فأعطاه أربعين درهما و حلّة، فقال: قطع، و اللّه لساني.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو القاسم البجلي، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة، قال في ذكر أهل الفتوى بدمشق: وهب بن عطية.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا تمام بن محمّد، أخبرني أبي، نا محمّد بن جعفر بن محمّد بن ملاّس، نا الحسن بن محمّد بن بكّار بن بلال، قال:

و توفي أبو محمّد عبد الوهّاب بن سعيد السّلمي في سنة عشرة و مائتين.

كذا قال، و قد أسقط منه ثلاث.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2) قال:

و شهدت جنازة عبد الوهّاب بن سعيد بن عطية السّلمي المفتي - الذي يقال له وهب (3)-في سنة ثلاث عشرة و مائتين.

ص: 319


1- سنن الدارمي 23/2.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 284/1 و 709/2 و تهذيب الكمال 141/12.
3- «الذي يقال له وهب» ليس في تاريخ أبي زرعة 709/2، و موجودة في تهذيب الكمال نقلا عن أبي زرعة. و موجودة عند أبي زرعة 284/1.

و هكذا قال عمرو بن دحيم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، قال (1):

و فيها - يعني سنة ثلاث عشرة و مائتين - مات عبد الوهاب بن سعيد بن عطية الدمشقي المفتي.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال:

و فيها - يعني سنة ثلاث عشرة و مائتين - مات عبد الوهّاب بن سعيد بن عطية.

4370 - عبد الوهّاب بن صدقة بن محمّد

أبو محمّد الضّرير المقرئ الفقيه الشافعي

كان أديبا، و له شعر متوسط ، و كانت له بعبارة الرؤيا معرفة حسنة، و كان يقرأ في السبع الكبير.

و سكن في دويرة حمد، و كان يتردد إلى سماع الدرس بالزاوية الغربية، و المدرسة الأمينية.

و سمع مني حديثا كثيرا.

و كان حسن الاستفادة، صحيح العقيدة، أنشدني بعض أصدقائه له:

كفى عجبا بأن تعدي فراقا *** محبا ذاب وجدا و اشتياقا

حشوت حشاه بالإحراق نارا *** فكيف قرار (2) من ذاق احتراقا

و لو لا حكم هذا الدهر قدما *** أذاق صميم قلبك ما أذاقا

قطعت (3) بذات عرق كل عرق *** عريق حين يمّمت العراقا

و لما ساق حادي الركب ليلا *** بعثت لمهجة الصبّ السياقا

فلو حملت ما بي كلّ ملك *** تحمل عرش ربك ما أطاقا

ص: 320


1- المعرفة و التاريخ 198/1.
2- في م: فراق.
3- عن م و بالأصل: قطفت.

قال: و أنشدني له:

إن من وكل طرفي بالأرق *** لخليّا لم يذق طعم القلق

لا رعى اللّه و شاة بيننا *** فيهم زاد من الحبّ الحنق

صدّ عني و جفاني معرضا *** و رمى قلبي بنار فاحترق

و نعم صد، فمن علّمه *** أن يعوق الطيف حتى ما طرق

ما على الحادي الذي رحله *** حلسه بالليل لو كان رفق

و إذا افتراري من ثغره *** لمعان البرق و الدّرّ اليلق (1)

راشقا باللحظ لم يقنص *** على سهم جفنيه مرادان رشق

ما انثنى إلاّ أرانا دله *** حركات الغصن في ضمن الورق

قال: و أنشدنا عبد الوهاب لنفسه:

ظبي تبدى من ظباء الترك

و قد تربى في ديار الملك

يهجرني عمدا يريد هتكي

بين الورى في السر و الإعلان

مرصعا في حمرة المرجان

ثوب الضنا في الحب البيساني

يا ليته بوصله أحياني

فالمشتكى منك إلى الرّحمن

فالخد منه أحمر مورد

و صدغه من فوقه مقعد

و الريق خمر و الثنايا برد

ميم اسمه قد تيمت فؤادي

و جاءوه قد شردت رقادي

و الميم و الدال هما عتادي

بقامة تحكى قوام الألف

ص: 321


1- اليلق محركة، الأبيض من كل شيء (القاموس المحيط ).

قد أنحلت جسمي و زاد كلفي

و وافقتني في بحار التلف

كم قلت رفقا باسمي المصطفى

إلى متى هذا الصدود و الجفا

قد أثر الدمع بخدي أحرفا

مات عبد الوهاب و دفن يوم الجمعة بعد الصلاة السابع و العشرين من ذي الحجة سنة إحدى و ستين و خمسمائة في مقبرة باب الفراديس.

4371 - عبد الوهّاب بن الضحّاك

أبو الحارث العرضي (1)

سكن سلميّة (2).

و ذكر أنه سمع بدمشق: محمّد بن شعيب بن شابور، و الوليد بن مسلم، و سليمان بن عبد الرّحمن، و بحمص: إسماعيل بن عيّاش [و الحارث] (3) بن عبيدة، و عبد القاهر بن ناصح العابد، و بالحجاز: عبد العزيز بن أبي حازم، و محمّد بن إسماعيل بن أبي فديك.

روى عنه عبد الوهّاب بن نجدة الحوطي، و هو من أقرانه، و أبو عبد اللّه بن ماجة في سننه، و يعقوب بن سفيان الفسوي، و الحسن بن سفيان النّسوي، و أبو عروبة الحسين بن أبي معشر الحرّاني، و محمّد بن عبيد اللّه بن فضيل الحمصي (4)،و محمّد بن محمّد بن سليمان الواسطي، و إبراهيم بن محمّد بن عرق الحمصي، و محمّد بن سليمان بن فارس.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين (5) بن

ص: 322


1- أخباره في الأنساب (العرضي)، و تهذيب الكمال 141/12 و تهذيب التهذيب 528/3 و معجم البلدان (عرض)، و اللباب (العرضي)، و ميزان الاعتدال 679/2 و الكامل لابن عدي 295/5 و التاريخ الكبير 100/2/3 و الجرح و التعديل 74/6. و العرضي بضم المهملة و سكون الراء بعدها معجمة (تقريب التهذيب)، نسبة إلى عرض ناحية بدمشق (اللباب). و في معجم البلدان: بليد في برية الشام يدخل في أعمال حلب الآن.
2- سلمية: بليدة من أعمال حماه (المراصد)، و في تهذيب الكمال: بنواحي حمص.
3- سقطت من الأصل، و أضيفت عن م و تهذيب الكمال.
4- «بن فضيل الحمصي» ليس في م. و في تهذيب الكمال: الفضل بدل فضيل.
5- عن م و بالأصل: الحسن.

المظفر، نا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، نا عبد الوهّاب بن الضحّاك، نا إسماعيل بن عياش، عن محمّد بن طلحة، عن عثمان بن يحيى، عن ابن عباس، قال:

أوّل ما سمعنا بالفالوذج (1) أن جبريل - عليه السلام - أتى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: إن أمّتك تفتح لهم الأرض، و تفاض عليهم الدنيا حتى إنهم ليأكلون الفالوذج، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«و ما الفالوذج ؟» قال: يخلطون السّمن و العسل جميعا، قال: فشهق النبي صلّى اللّه عليه و سلّم لذلك شهقة[7509].

رواه ابن ماجة (2) عن عبد الوهّاب.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو محمّد السّيّدي، قالا: أنا سعيد بن محمّد البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان بانتقاء والدي عليه، نا الحسن بن سفيان النسوي، نا عبد الوهّاب بن الضحّاك السلمي، نا ابن عياش، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«السّواك مطهرة للفم، مرضاة للربّ عز و جل»[7510].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (3)،قال: سمعت ابن حمّاد يقول: قال البخاري.

ح (4) و أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و الكوفي - و اللفظ له - قالوا: نا أبو أحمد - زاد أحمد:

و أبو الحسين قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل المقرئ، أنا محمّد بن إسماعيل البخاري، قال (5):

عبد الوهّاب بن الضحّاك - زاد المقرئ: الحمصي و قالا:- عنده عجائب.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الخلاّل - إذنا - قالا: أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح (6) قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (7):

عبد الوهّاب بن الضحّاك السلمي قاصّ (8) أهل سلميّة أبو الحارث، روى عن

ص: 323


1- الفالوذج، دخيلة، حلواء تعمل من الدقيق و الماء و العسل.
2- سنن ابن ماجة: كتاب الأطعمة(29)، 46 باب الفالوذج رقم 3340(1108/2-1109).
3- الكامل لابن عدي 295/5.
4- «ح» حرف التحويل سقط من م.
5- التاريخ الكبير للبخاري 100/2/3.
6- «ح» حرف التحويل سقط من م.
7- الجرح و التعديل 74/6.
8- الأصل و م: قاضي، و المثبت عن الجرح و التعديل.

عبد العزيز بن أبي حازم، و إسماعيل بن عياش، و الحارث بن عبيدة، و ابن أبي فديك.

سمع منه أبي بالسّلميّة، و ترك حديثه، و الرواية عنه، و قال: كان يكذب، سمعت أبي يقول: سألت أبا اليمان عنه فقال: لا يكتب عنه، هذا قاصّ (1) ثم أتيناه فأخرج إلينا شيئا من الحديث، فقال: هذا جميع ما عندي، ثم بلغني انه أخرج بعدنا حديثا كثيرا، فسمعت أبي يقول: قال محمّد بن عوف: قيل لي إنه أخذ فوائد أبي اليمان، فكان يحدّث به عن إسماعيل بن عياش (2)،و حدّث بأحاديث كثيرة موضوعة، فخرجت إليه، فقلت: أ لا تخاف اللّه ؟ فضمن لي أن لا يحدّث بها، فحدّث بها بعد ذلك.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، و أبو يعلى البزار، قالا: أنا سهل بن بشر، أنا علي بن منير بن أحمد، أنا الحسن بن رشيق، أنا أبو عبد الرّحمن النسائي قال:

عبد الوهّاب بن الضحّاك ليس بثقة، متروك الحديث، كان بسلمية.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي بكر الخطيب، قال:

عبد الوهّاب بن الضحّاك ثلاثة: أحدهم أبو الحارث السّلمي العرضي، حدث عن إسماعيل بن عياش، و عبد العزيز بن أبي حازم، و سفيان بن عيينة، و ابن أبي فديك، روى عنه أحمد بن عبد الوهّاب بن نجدة الحوطي، و محمّد بن محمّد الباغندي، و أبو عروبة الحرّاني و غيرهم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (3)،قال: سألت عبدان عن حديث ابن أبي حازم عن أبيه، عن سهل بن سعد، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«لو كان القرآن في إهاب ما مسّته النار»[7511]، فقال: لقّن (4)عبد الوهّاب بن الضحّاك بحضرتي فمنعتهم.

قال ابن عدي: و أظن عبدان قال: كان البغداديون يلقّنونه (5)،فمنعتهم.

ص: 324


1- الأصل و م: قاضي، و المثبت عن الجرح و التعديل.
2- في م: عباس، تصحيف.
3- الكامل لابن عدي 295/5 و تهذيب الكمال 142/12.
4- بالأصل «لعن» و المثبت عن م و تهذيب الكمال و الكامل لابن عدي و كتب محققه بالهامش:«لقن، كذا بالأصل، و أحسب الصواب: لعن، من اللعنة»؟!.
5- كذا بالأصل و م و تهذيب الكمال، و في ابن عدي:«يلعنونه» و هذا ما يفسر ما كتب محققه، انظر الحاشية السابقة

قال: و أنا ابن عدي (1)،سمعت ابن حمّاد يقول: قال السّعدي: عبد الوهّاب بن الضحّاك السّلمي قدم و جسر (2) فأراح الناس.

قال ابن عدي (3):و سمعت عبدان يقول: كان عبد الوهّاب يقول: قد سمعت حديث ابن عيّاش كله، فأقره على [ما] (4) قال.

و كان محمّد بن عوف يحسن القول فيه.

قلت (5) لعبدان: أيما أحبّ إليك هو أو المسيّب ؟ فقال: كلاهما سواء.

قال ابن عدي (6):و لعبد الوهّاب بن الضحّاك حديث كثير عن إسماعيل بن عياش، و الوليد بن مسلم، و محمّد بن شعيب و غيرهم من شيوخ الشام، و بعض حديثه ما لم يتابع عليه.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين بن عبد اللّه البزّار، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن غالب البرقاني، قال: سمعت أبا الحسن علي بن عمر الدارقطني يقول: عبد الوهّاب بن الضحّاك العرضي متروك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر السامي (7)،أنا أبو الحسن العتيقي، نا أبو يعقوب يوسف بن أحمد بن يوسف، أنا أبو جعفر محمّد بن عمرو العقيلي، قال (8):

عبد الوهّاب بن الضحّاك الحمصي، شامي، متروك الحديث.

قرأت على أبي القاسم الشحامي، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ أخبرني علي بن محمّد المروزي قال: سألت صالح بن محمّد عن عبد الوهّاب بن الضحّاك فقال:

منكر الحديث، عامة حديثه كذب.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، قال لنا أبو بكر البيهقي: عبد الوهّاب بن الضحّاك متروك (9).

ص: 325


1- الكامل لابن عدي 295/5 و تهذيب الكمال 142/12.
2- كذا بالأصل، و في م:«و حسر» و في ابن عدي:«و حسين» و في تهذيب الكمال: أقدم و جسر.
3- الكامل لابن عدي 295/5 و تهذيب الكمال 142/12.
4- سقطت من الأصل و م، و أضيفت عن ابن عدي. و في تهذيب الكمال: فاقرأه عليّ .
5- الكامل لابن عدي 295/5 و تهذيب الكمال 142/12.
6- الكامل لابن عدي 296/5 و تهذيب الكمال 143/12.
7- في م: الشامي.
8- الضعفاء الكبير للعقيلي 78/3.
9- تهذيب الكمال 142/12.

4372 - عبد الوهّاب بن طالب بن أحمد بن يوسف

ابن عبد اللّه بن عنبسة بن عبد اللّه بن كعب بن زيد بن تميم

أبو القاسم التميمي البغدادي المقرئ الأزجي الفقيه

قدم دمشق، و سمع بها.

و روى عن أبي الفرج الطناجيري - إجازة-.

و سمع منه ابنا صابر، و كان إمام مسجد درب الرّيحان (1).

أنبأنا أبو محمّد بن صابر، أنا أبو القاسم عبد الوهّاب بن طالب بن أحمد بن يوسف بن عبد اللّه بن عنبسة بن عبد اللّه بن كعب بن زيد بن تميم التميمي المقرئ الفقيه سنة ست و ثمانين و أربعمائة بدرب الرّيحان، أنا أبو الفرج الحسين بن علي بن عبد اللّه الطناجيري - إجازة - أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين، نا يحيى بن أحمد بن صاعد، نا محمّد بن يحيى بن أبي حزم القطعي، و الفضل بن يعقوب الجزري، قالا: نا عبد الأعلى، نا برد بن سنان، عن عطاء بن أبي رباح، و عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد اللّه، قال:

أكل أبو بكر بعد وفاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم خبزا و لحما ثم صلّى و لم يتوضّأ.

قرأت بخط أبي عبد اللّه محمّد بن علي بن قبيس.

مات أبو القاسم عبد الوهّاب بن طالب الأزجي المقرئ الحنبلي ليلة الثلاثاء، و دفن يوم الثلاثاء الثامن عشر من جمادى الآخرة من سنة سبع و ثمانين و أربعمائة، و دفن في مقبرة باب الصغير.

ص: 326


1- و هو عند رأس درب الريحان من السوق الكبير، و هو مسجد فضالة بن عبيد الأنصاري الصحابي قاضي دمشق (الدارس في تاريخ المدارس للنعيمي 237/2).

4373 - عبد الوهّاب بن عبد اللّه بن عمر بن أيوب

ابن المعمر بن قعنب بن يزيد بن كثير بن مرّة بن مالك

أبو نصر المرّي الإمام الحافظ الشروطي

و يعرف بابن الأذرعي، و بابن الجبّان (1)

روى عن أبي القاسم الحسن بن علي (2) بن علي البجلي، و أبي علي الحسين بن أبي الزمزام، و أبي عمر بن فضالة، و أبي بكر أحمد بن عبد الوهّاب بن محمّد اللّهبي، و أبي زرعة محمّد بن الحسن بن القاسم بن دحيم، و أبي بكر محمّد بن سليمان بن يوسف الرّبعي، و جمح بن القاسم، و المظفّر (3) بن حاجب بن أركين، و أبي العباس محمّد بن الحسن بن الوليد الكلابي، و أخويه تبوك و عبد الوهّاب، و الفضل بن جعفر، و أبي علي الحسن بن علي بن الحسن المري، و أبي القاسم الحسن بن علي بن سلمة بن الطبري، و أبي الفتح محمّد بن هارون بن نصر بن السيدي، و أبي النمر محمّد بن العباس بن الحسن الغسّاني الخشاب، و أبي محمّد عبد المنعم بن محمّد بن عبيد اللّه بن أبي حكيم، و أحمد بن محمّد بن أحمد بن معيوف، و أبي سليمان بن زبر، و أبي العلاء أحمد بن عبيد اللّه بن الحسن بن شقير النحوي البغدادي، و أبي علي أحمد بن محمّد بن علي بن الرقي، و إبراهيم بن حصن الأندلسي المحتسب، و الحسن بن علي السقلي النحوي، و يوسف بن القاسم، و أبي عبد اللّه محمّد بن أحمد بن أبي الخطاب - قاضي حمص - و أبي الحسن الدارقطني، و أبي سعيد أحمد بن عثمان الفقيه البغدادي، و أبي هاشم المؤدب، و أبي علي بن منير، و أبي الفرج أحمد بن القاسم الخشاب، و أبي الفضل محمّد بن عبد اللّه الشيباني، و أبي القاسم إسماعيل بن القاسم بن إسماعيل الحلبي، و أبي بكر محمّد بن حميد بن معيوف، و أبي الحسن محمّد بن زهير بن محمّد الكلابي الفقيه، و عبد اللّه بن محمّد بن أيوب القطان، و أبي العباس بن السمسار، و أبي إسحاق إبراهيم بن عبد اللّه بن إبراهيم البغدادي الثلاج، و أبي محمّد عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد بن الحريص البغدادي، و أبي الحسن محمّد بن

ص: 327


1- معجم البلدان (أذرعات)، الأنساب (المري)، تذكرة الحفاظ 1076/3 و العبر 158/3 و تصحف فيهما إلى «المزي» بالزاي. سير أعلام النبلاء 468/17 و شذرات الذهب 229/3 و تصحف فيها و في العبر «الجبان» إلى «الحبان» بالحاء المهملة. و الأذرعي هذه النسبة إلى أذرعات بالفتح ثم السكون و كسر الراء و هو بلد في أطراف الشام.(معجم البلدان).
2- «بن علي» لم تكرر في م و معجم البلدان.
3- «و المظفر» سقطت من م.

أحمد البغدادي الواعظ ، و أبي طلحة محمّد بن إبراهيم بن إسماعيل بن عزرة الضّبي، و أبي بكر أحمد بن جعفر البلدي الواعظ ، و أبي الحسين علي بن أحمد بن عبيد الحضرمي، و أبي المحسن حميد بن الحسن الورّاق، و أبي الحسن علي بن عبد اللّه بن أحمد بن أبي سعيد، و عبد الجبار بن عبد اللّه بن المهنّا الدّاراني، و أبي بكر أحمد بن علي بن جعفر الواصلي، و أبي الحسن علي بن محمّد بن عبد اللّه القزويني القاضي.

روى عنه أبو الحسن (1) بن السمسار، و أبو علي الأهوازي، و عبد العزيز الكتّاني، و أبو القاسم بن أبي العلاء، و غنائم بن أحمد، و أبو القاسم الحنّائي، و أبو علي الحسين بن أحمد بن المظفّر بن أبي حريصة المالكي، و علي بن محمّد بن شجاع بن أبي الهول، و محمّد بن علي بن محمّد الحداد، و علي بن الخضر السلمي، و أبو الفتح عاصم بن محمّد بن أبي مسلّم الدّينوري، و أبو القاسم الخضر بن الفتح بن عبد اللّه الدمشقي، و أبو الفتح محمّد بن الحسن بن محمّد الأسدآباذي الصوفي، و أبو علي الفتح بن عبد اللّه التميمي، و أبو بكر محمّد بن أبي نصر المروزي الصوفي، و أبو العباس بن قبيس، و أبو سعد السّمّان.

و ذكر أبو بكر الحداد أنه ثقة.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد اللّه بن عمر المرّي - قراءة عليه - أنا أبو عمر محمّد (2) بن موسى بن فضالة - قراءة عليه - نا أبو هشام عبد الرّحمن بن عبد الصمد بن البرزوز، نا إبراهيم بن عبد اللّه بن العلاء بن زبر، عن مكحول، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، عن عوف بن مالك الأشجعي، قال:

أتيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هو في حبالة (3) من أدم، فسلّمت ثم قلت: أدخل ؟ قال:«ادخل»، قال: فأدخلت رأسي، فإذا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يتوضأ وضوءا مكيثا (4)،فقلت: يا رسول اللّه أدخل كلي ؟ قال:«كلّك»، قال: فلما جلست قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أعدد ستّ خصال بين يدي لساعة» قال:«موت نبيكم صلّى اللّه عليه و سلّم» قال عوف: فوجمت لذلك وجمة ما وجمت مثلها قط قال:

ص: 328


1- الأصل: الحسين، تصحيف، و الصواب عن معجم البلدان، و اللفظة غير واضحة في م من سوء التصوير، و هو علي بن موسى بن الحسين بن السمسار. ترجمته في سير أعلام النبلاء 506/17.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 157/16.
3- كذا بالأصل و م، و في رواية البخاري (جزية: رقم 2005): قبة.
4- أي بطيئا متأنيا غير مستعجل، تاج العروس بتحقيقنا مادة: مكث، و ذكر الحديث

«قل إحدى»، قلت: إحدى قال:«و فتح بيت المقدس»، قال:«و فتنة فيكم تعمّ بيوتات العرب، و يأخذكم موت كقعاص (1) الغنم، و يفشو المال فيكم حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا، و هدنة تكون بينكم و بين بني الأصفر (2)،فيغدرون، فيأتونكم في ثمانين غاية (3)تحت كلّ غاية اثنا عشر ألفا»[7512] حدّثنا أبو الحسن الفقيه الشافعي، نا عبد العزيز بن أحمد، نا عبد الوهّاب بن عبد اللّه الحافظ ، نا حميد بن الحسن الوراق، نا جعفر بن محمّد الجروي - بتنّيس - نا أبو هشام الرفاعي، نا أبو بكر بن عياش، نا أبو [إسحاق السبيعي، ثنا أبو وائل قال: قال عبد اللّه - يعني-] (4) ابن مسعود في قوله عز و جل: سَيُطَوَّقُونَ مٰا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيٰامَةِ (5) قال: ثعبان له زبيبتان (6) تنهشه في قبره، تقول: أنا مالك الذي بخلت به.

قال أبو هشام الرفاعي: سمعت أبا بكر بن عياش يقول: و اللّه ما كذبت على أبي إسحاق السّبيعي، قال أبو هشام الرفاعي: و لا و اللّه ما كذبت على أبي بكر بن عيّاش، و لا و اللّه ما كذب أبو وائل على ابن مسعود، قال جعفر الجروي: و لا و اللّه ما كذبت على أبي هشام الرفاعي، قال حميد: و لا و اللّه ما كذبت على جعفر الجروي، و قال عبد الوهّاب: و لا و اللّه ما كذبت على حميد، و قال عبد العزيز: و لا و اللّه ما كذبت على عبد الوهّاب، و قال الفقيه: و لا و اللّه ما كذبت على عبد العزيز، قال الحافظ : و لا و اللّه ما كذبت على الفقيه، قال القاضي أبو نصر محمّد: و لا و اللّه ما كذبت على الحافظ .

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (7):

أما المرّي بضم الميم و كسر الزاء و تشديدها: أبو نصر عبد الوهّاب بن عبد اللّه بن عمر بن أيوب المرّي الدمشقي، روى عن أبي عمر محمّد بن موسى بن فضالة، روى عنه أبو محمّد الكتاني و غيره من الدمشقيين.

ص: 329


1- القعاص داء يصيب الغنم، فيسيل من أنوفها شيء، فتموت فجأة.
2- يعني ببني الأصفر: الروم.
3- غاية: راية (تاج العروس بتحقيقنا: غي).
4- ما بين معكوفتين مطموس بالأصل، و الذي أضيف عن م.
5- سورة آل عمران، الآية:180.
6- كذا بالأصل و في م: ريشتان، و الزبيبتان مثنى زبيبة و هي نكتة سوداء فوق عين الحية، و قيل: الزبيبتان هما نقطتان تكتنفان فاها (تاج العروس بتحقيقنا: زبب).
7- الاكمال لابن ماكولا 241/7.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني (1) قال: توفي شيخنا و أستاذنا أبو نصر عبد الوهّاب بن عبد اللّه بن عمر المرّي الحافظ المعروف بابن الجبّان - رحمه اللّه - ليلة الاثنين لثمان خلون من شوال سنة خمس و عشرين و أربعمائة، حدّث عن أبي عمر بن فضالة، و جمح بن القاسم و غيرهما، و صنّف كتبا كثيرة، و كان يحفظ شيئا من علم الحديث (2).

و ذكر الأهوازي: انه صلى عليه أبو الحسن بن السّمسار، و دفن في مقبرة باب الصغير.

4374 - عبد الوهّاب بن عبد اللّه بن محمّد بن سعيد

ابن عمرو بن حفص بن حريش

أبو الفرج العنسي الدّاراني

يعرف: بوهيب (3)

روى عن: أبي علي الحسين بن إبراهيم بن جابر الفرائضي (4)،و أبي عبد اللّه أحمد بن عطاء الرّوذباري (5)،و يوسف بن القاسم الميانجي.

سمع منه: أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن عبد اللّه بن سليمان بن أيوب بن حذلم، و ابنه أبو الحسن محمّد، و مكي بن جابار (6) الدّينوري، و هو نسبه.

حدّثنا أبو محمّد بن الأكفاني - لفظا - أنا أبو الحسن محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم الأسدي - إجازة - و نقلته من خط أبيه أبي إسحاق، حدّثني عبد الوهّاب بن عبد اللّه بن محمّد بن حريش الدّاراني في داريّا في شهور سنة ثلاث عشرة و أربعمائة، نا أبو عبد اللّه أحمد بن عطاء المعروف بالروذباري (7)-بصور - نا أبو سعيد الحسن بن علي بن زكريا بن راشد العدوي، نا خراش مولى أنس، حدّثني مولاي أنس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«الحياء و الإيمان مقرونان في قرن، فمن سلب أحدهما تبعه الآخر»[7513].

ص: 330


1- في م: الكناني، تصحيف.
2- انظر سير أعلام النبلاء 469/17 و معجم البلدان (أذرعات).
3- تاريخ داريا - نقلا عن ابن عساكر ص 115.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 140/16 و 305.
5- سير أعلام النبلاء 227/16.
6- الأصل و م:«حابار» و المثبت بالجيم الصواب، ترجمته في سير أعلام النبلاء 412/18.
7- مكانها بياض في م.

سألت أبا محمّد بن الأكفاني عن نسبة عبد الوهّاب فقال: ما وجدته إلاّ هكذا.

و ذكره لي ابن الأكفاني: بالشين المعجمة، و وجدته بخط مكي بن جابار: حريس بالسين المهملة، فاللّه أعلم.

4375 - عبد الوهّاب بن عبد الجليل بن عثمان

أبو طاهر العنسي

قرأت على ظهر كتاب محمّد بن علي بن محمّد بن جلول الأزدي البرقي بخط غيره:

أنشدني أبو طاهر عبد الوهاب بن عبد الجليل بن عثمان الدمشقي العنسي:

إياك أن تزدري الرجال فما تدرك *** ما قد تكنّه الصدف

نفس الجواد العتيق باقية *** فيه و إن كان مسّه العجف (1)

و الحرّ حرّ و إن ألزّ (2) به الضّرّ *** ففيه الحياء و الأنف

4376 - عبد الوهّاب بن عبد الرّحيم بن عبد الوهّاب بن محمّد بن يزيد

أبو عبد اللّه الأشجعي الجوبري (3)

من أهل قرية جوبر.

روى عن سفيان بن عيينة، و مروان بن معاوية، و الوليد بن مسلم، و شعيب بن إسحاق، و عقبة (4) بن علقمة، و عيسى بن خالد اليمامي، و محمّد بن شعيب بن شابور.

روى عنه: أبو داود في سننه، و ابنه أبو بكر (5)،و أبو الحسن بن جوصا، و أبو الدّحداح، و أبو عبد اللّه أحمد بن عبد الواحد الجوبري، و محمّد بن الحسن بن قتيبة، و أبو الجهم بن طلاّب، و عبد اللّه بن أحمد بن أبي الحواري، و سليمان بن محمّد الخزاعي، و أحمد بن محمّد بن الوليد المرّي (6).

ص: 331


1- العجف محركة ذهاب السّمن، و هو أعجف، و عجف الدابة و أعجفها، يعجفها: هزلها.(القاموس المحيط ).
2- لزّه لزّا و لززا، كألزّه: شده و ألصقه (القاموس).
3- ترجمته في الأنساب (الجوبري)، و اللباب (الجوبري)303/1 و معجم البلدان (جوبر). و تهذيب الكمال 145/12 و تهذيب التهذيب 530/3. و الجوبري بفتح الجيم و الباء و سكون الواو، نسبة إلى جوبر من قرى دمشق (الأنساب).
4- الأصل: علقمة، و الصواب عن م و تهذيب الكمال.
5- يعني: أبا بكر بن أبي داود السجستاني.
6- كذا رسمها بالأصل و م، و في تهذيب الكمال: المزني، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 81/14.

أخبرنا أبوا (1) الحسن الفقيهان، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو الدّحداح أحمد بن محمّد بن إسماعيل التّميمي، نا أبو عبد اللّه عبد الوهّاب بن عبد الرّحيم بن عبد الوهّاب الأشجعي الدمشقي - من قرية جوبر - نا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«لا حسد إلاّ في اثنتين: رجل آتاه اللّه القرآن فهو يقوم به آناء الليل و آناء النهار، و رجل آتاه اللّه مالا فهو ينفقه آناء الليل و آناء النهار»[7514].

قال سفيان: ينفقه في طاعة اللّه.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي (2)،أنا أبو بكر الخطيب قال:

عبد الوهّاب بن عبد الرّحيم بن عبد الوهّاب أبو عبد اللّه الأشجعي الدّمشقي، ثم الجوبري - من قرية جوبر - حدّث عن شعيب بن إسحاق، و مروان بن معاوية، روى عنه أبو داود السّجستاني، و أبو الدّحداح الدمشقي و غيرهما.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر الحافظ ، قال (3):

أما الجوبري بفتح الجيم و سكون الواو، و فتح الباء المعجمة بواحدة فهو:

عبد الوهّاب بن عبد الرّحيم بن عبد الوهّاب أبو عبد اللّه الأشجعي الدمشقي، ثم الجوبري من قرية جوبر، روى عن شعيب بن إسحاق و غيره، روى عنه ابن أبي داود و أبو الدّحداح و غيرهما.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر الحافظ ، قال (4):

أما الجوبري بفتح الجيم و سكون الواو، و فتح الباء المعجمة بواحدة فهو:

عبد الوهّاب بن عبد الرّحيم بن عبد الوهّاب أبو عبد اللّه الأشجعي الدمشقي، ثم الجوبري من قرية جوبر، روى عن شعيب بن إسحاق و غيره، روى عنه ابن أبي داود و أبو الدّحداح و غيرهما.

قرأت على أبي محمّد أيضا، عن أبي محمّد التّميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال:

و في هذه السنة - يعني سنة تسع و أربعين - توفي عبد الوهّاب بن عبد الرّحيم الأشجعي سمعت أبا الدّحداح يذكر ذلك.

و ذكر أبو الفضل المقدسي فيما أخبره أبو عمرو بن منده، عن أبيه، أنا محمّد بن إبراهيم بن مروان قال: قال عمرو بن دحيم:

ص: 332


1- الأصل:«أبو» و التصويب عن م.
2- في م:«المحلى» تصحيف.
3- الاكمال لابن ماكولا 245/2.
4- الاكمال لابن ماكولا 245/2.

مات يوم الخميس لعشر ليال خلون من المحرم سنة خمسين و مائتين (1)-يعني الجوبري (2)

4377 - عبد الوهّاب بن عبد الرزّاق بن عمر بن مسلم

أبو محمّد القرشي مولاهم

حدّث عن من لم يسمّ لنا.

كتب عنه أبو الحسين الرازي.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن عبد العزيز الصوفي، قال:

توفي أبو محمّد عبد الوهّاب بن عبد الرزّاق في رجب - يعني سنة عشرين و ثلاثمائة-.

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد، و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين للرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق.

أبو محمّد عبد الوهّاب بن عبد الرزّاق بن عمر بن مسلم القرشي مولاهم، و كان من أجلة أهل دمشق، و بلغني أنه ولد و لأبيه خمس و تسعون سنة، حملته امرأته على صدرها و هو زمن (3) فواقعها فحملت بعبد الوهّاب هذا، و مات عبد الوهّاب و له أكثر من مائة سنة، سنة عشرين و ثلاثمائة.

4378 - عبد الوهّاب بن عبد العزيز بن المظفر

أبو بكر الأزدي بن حزوّر (4) الورّاق

حدّث عن تمّام بن محمّد الحافظ ، و أبي الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن ياسر الجوبري.

و سمع أبا الحسن بن عوف.

روى عنه ابنه عبد الواحد، و نجاء بن أحمد العطار، و حدّثنا عنه أبو طاهر بن الحنّائي.

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن الحسين - قراءة عليه و أنا أسمع - في سنة تسع و خمسمائة،

ص: 333


1- تهذيب الكمال 146/12.
2- «يعني الجوبري» استدركت على هامش الأصل.
3- زمن: أي مقعد،(تاج العروس، بتحقيقنا: زمن).
4- ضبطت بفتح الحاء و الزاي و تشديد الواو (استدراك ابن نقطة هامش الاكمال 463/2-464) و ذكر ابنه عبد الواحد.

أنا الشيخ أبو بكر عبد الوهّاب بن عبد العزيز الورّاق في ربيع الآخر سنة سبع و أربعين و أربعمائة.

و حدّثنا عبد العزيز بن أحمد في التاريخ.

قالا: أنا أبو القاسم تمّام بن محمّد بن عبد اللّه الرازي - قراءة عليه - سنة ثنتي عشرة و أربعمائة، أنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة القرشي الأطرابلسي، نا أبو بكر الحسين بن محمّد بن أبي معشر، نا محمّد بن ربيعة، عن الأعمش، عن طلحة بن مصرّف، عن عبد الرّحمن بن عوسجة، عن البراء بن عازب قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«زيّنوا القرآن بأصواتكم»[7515].

قرأت بخط أبي الحسن نجاء بن أحمد، أنا الشيخ أبو بكر عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحزوّر الورّاق الشيخ صالح، فذكر عنه حديثا.

و ذكر أبو بكر الحداد.

أنه كان كهفا للفقراء و أصحاب الحديث، و كان يمدّهم بالورق و الورق (1).رجل صالح، ثقة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني (2)،قال:

ورد نعي أبي بكر عبد الوهّاب بن حزوّر الورّاق في شعبان من سنة خمسين و أربعمائة من تنّيس.

و حدّث بشيء يسير عن تمّام بن محمّد الرازي، و عبد الرّحمن بن محمّد بن ياسر الجوبري، وجد له بلاغ، و كان فيه خير، كان يعطي أصحاب الحديث الورق، و كان يذهب إلى مذهب أحمد بن حنبل - رحمه اللّه-.

4379 - عبد الوهّاب بن عبد القادر

حدّث عن أبي الدّحداح أحمد بن محمّد التّميمي.

روى عنه عبد الوهّاب الميداني.

و أظنه عبد الوهّاب الكلابي، دلّسه الميداني، و اللّه أعلم.

ص: 334


1- في م: الوراق، تصحيف.
2- في م: الكناني، تصحيف.

4380 - عبد الوهّاب بن عبد الملك بن محمّد بن عبد الصّمد

أبو طالب الفقيه الهاشمي بن المهتدي باللّه

روى عن أبي عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن مروان، و الفضل بن جعفر.

روى عنه علي بن الخضر، و عبد العزيز الكتّاني (1)،و أبو القاسم الخضر بن عبيد اللّه بن الحسين بن علي بن كامل المرّي، و أبو الفتح بن تميم (2).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا الشريف الفقيه أبو طالب عبد الوهّاب بن عبد الملك بن محمّد بن عبد الصّمد بن المهتدي باللّه، نا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن مروان، نا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، نا محمّد بن عائذ، نا يحيى بن حمزة، عن الأوزاعي، نا ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، و سعيد بن المسيّب أن حكيم بن حزام قال:

سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«يا حكيم إنّ هذا المال حلوة خضرة، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، و من أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، و كان كالذي يأكل و لا يشبع، و اليد العليا خير من اليد السفلى»[7516].

فقال حكيم: فقلت: يا رسول اللّه، و الذي بعثك بالحق لا أرزأ بعدك أحدا شيئا حتى أفارق الدنيا.

فكان أبو بكر يدعو حكيما ليعطيه العطاء فيأبى أن يقبله منه، فقال عمر: إنّي أشهدكم يا معشر المسلمين على حكيم أنّي أعرض عليه حقّه الذي قسم اللّه له من هذا الفيء فيأبى أن يأخذه، فلم يرزا حكيم أحدا من الناس حتى توفي - رحمه اللّه-.

أخبرتنا به عاليا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا أبو الربيع سليمان بن داود العتكي، نا فليح (3)، عن الزهري، عن عروة، و سعيد بن المسيّب [أن حكيم] (4) بن حزام قال:

سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فأعطاني، ثم سألته فأعطاني ثلاث مرار، ثم قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«يا حكيم إنّ هذا المال حلوة خضرة، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، و من أخذه بإشراف

ص: 335


1- في م: الكناني، تصحيف.
2- في م: توفي.
3- انظر تهذيب الكمال 125/15.
4- الزيادة بين معكوفتين عن م للإيضاح.

نفس لم يبارك له فيه، و كان كالآكل لا يشبع، و اليد العليا خير من اليد السفلى» قال حكيم:

فقلت: يا رسول اللّه، و الذي بعثك بالحق لا أرزأ (1) أحدا بعدك شيئا حتى أفارق الدنيا[7517].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني (2)،قال:

توفي شيخنا الشريف أبو طالب عبد الوهّاب بن عبد الملك بن المهتدي باللّه الفقيه يوم الاثنين العاشر من شهر رمضان سنة خمس عشرة (3).

حدّث عن أبي عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن مروان و غيره، و سمعه جده الفضل بن جعفر المؤذن، حدّث بشيء يسير، و كان فقيها حافظا للفقه، يذهب إلى مذهب أبي الحسن الأشعري رحمه اللّه.

4381 - عبد الوهّاب بن عبدون بن عبد الملك الثقفي

حكى عن أبيه.

حكى عنه أحمد بن المعلّى القاضي.

تأتي حكايته في ترجمة أبيه إن شاء اللّه.

4382 - عبد الوهّاب بن عبيد اللّه

أبو القاسم البغدادي

حدّث بأطرابلس في سنة ثمان و ثلاثين و ثلاثمائة عن أبي الطّيّب عبد المنعم بن عبد اللّه بن غلبون المقرئ.

روى عنه: أبو القاسم حمزة بن عبد اللّه بن الحسين بن الشام.

4383 - عبد الوهّاب بن عزون

قاضي بانياس.

توفي بدمشق في يوم الأحد لثلاث بقين من شهر ربيع الآخر سنة سبع و تسعين و ثلاثمائة، و صلّى عليه بعد صلاة العصر في الجامع، و كان الذي صلّى عليه القاضي أبو

ص: 336


1- رزأه ماله رزءا: أصاب منه شيئا.(القاموس المحيط ).
2- في م: الكناني، تصحيف.
3- كذا بالأصل و م، يعني و أربعمائة كما يفهم من عبارة المختصر 282/15.

عبد اللّه بن أبي الديس، و دفن في مقابر باب الفراديس، و كان قد انكسر عليه ألف و مائتا دينار من ضمان ضياع السلطان ببانياس فأشخصه العامل خلف بن إسماعيل، فنزل عند أبي القاسم بن القاطوع ثم اعتلّ و مات، و لم يحاسب.

قرأت جميع ذلك بخط عبد المنعم بن علي بن النحوي.

و قرأت بخط عبد العزيز بن أحمد الكتّاني:

توفي عبد الوهّاب بن عزون يوم السبت لسبع خلون من ذي القعدة سنة أربع عشرة و أربعمائة.

فأظنّ الذي ذكر عبد العزيز غير الذي ذكر ابن النحوي، فاللّه أعلم.

4384 - عبد الوهّاب بن علي بن نصر بن أحمد

ابن الحسين بن هارون بن مالك

أبو محمّد البغدادي القاضي المالكي الفقيه (1)

صاحب المصنفات.

قدم دمشق سنة تسع عشر و أربعمائة مجتازا إلى مصر، و حدّث بها و ببغداد عن:

يوسف بن عمر القوّاس، و أبي حفص بن شاهين، و أحمد بن وصيف الصياد، و عمر بن محمّد بن إبراهيم بن سبنك (2)،و أبي عبد اللّه الحسين بن محمّد بن عبيد العسكري الدقاق (3).

روى عنه: أبو بكر الخطيب، و أبو محمّد الكتّاني، و أبو العباس بن قبيس، و أبو طاهر بن أبي الصقر الأنباري (4)،و علي بن الخضر السّلمي، و علي بن محمّد بن شجاع، و حيدرة بن علي العابر، و أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن برهان النحوي البغدادي (5).

ص: 337


1- انظر أخباره في: تاريخ بغداد 31/11 و وفيات الأعيان 219/3 و البداية و النهاية (بتحقيقنا 41/12) و الكامل في التاريخ بتحقيقنا (حوادث سنة 422) سير أعلام النبلاء 429/17 و فوات الوفيات 419/2 و النجوم الزاهرة 276/4 و شذرات الذهب 223/3 و المنتظم 61/8 و العبر 149/3 و ترتيب المدارك 691/4.
2- ضبطت عن تبصير المنتبه 674/2 بفتح السين المهملة و الموحدة و سكون النون. و الذي بالأصل:«سنيك» و المثبت عن م.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 317/16.
4- في م: الابناوي.
5- ترجمته في تاريخ بغداد 17/11.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور الشيباني، أنا - أبو بكر الخطيب (1)،أنا أبو محمّد بن أبي نصر في سنة ثلاث عشرة و أربعمائة، نا عمر بن محمّد بن إبراهيم البجلي، نا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، نا علي بن عبد اللّه بن المديني (2)،نا يحيى بن سعيد، نا ابن أبي ذئب، نا عبد الرّحمن بن مهران، عن عبد الرّحمن بن سعد، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«الأبعد فالأبعد إلى المسجد أعظم أجرا»[7518].

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، أنا أبي أبو العباس، نا القاضي أبو محمّد بن عبد الوهّاب بن علي بن نصر البغدادي المالكي بدمشق، نا أبو الفتح يوسف بن عمر بن مسرور القوّاس، نا عبد الملك بن أحمد - إملاء - نا علي بن إشكاب، نا عمرو بن محمّد البصري، نا المبارك بن سعيد، عن ياسين بن معاذ، عن أبي الزبير، عن جابر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«الشياطين يستمتعون بثيابكم، فإذا نزع أحدكم ثوبه فليطوه حتى ترجع إليها أنفاسها، فإنّ الشيطان لا يلبس ثوبا مطويا»[7519].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم [قال لي الشيخ] (3) أحمد بن منصور الغسّاني، قدم الشيخ أبو محمّد عبد الوهاب بن نصر الفقيه المالكي رضي اللّه عنه - يعني دمشق - في شوال سنة تسع عشرة و أربعمائة، و خرج في جمادي الأولى من سنة عشرين و أربعمائة، و توفي بمصر.

أخبرنا أبو الكرم المبارك بن فاخر بن محمّد بن يعقوب النحوي (4) المعروف بابن الدّبّاس في كتابه إلينا من بغداد، قال: أنشدني شيخنا أبو القاسم عبد الوهّاب بن علي بن برهان النحوي، أنشدني القاضي عبد الوهّاب بن نصر المالكي، و قد ودّعته بالصراة (5) من بغداد (6):

ص: 338


1- تاريخ بغداد 31/11.
2- الأصل و م، و في تاريخ بغداد: المدني.
3- ما بين معكوفتين أضيف للإيضاح عن م.
4- قارن مع المشيخة 222/ب.
5- الصراة: نهران ببغداد الصراة الكبرى و الصراة الصغرى (انظر معجم البلدان 399/3).
6- الأبيات في البداية و النهاية بتحقيقنا 41/12 و وفيات الأعيان 220/3 و ترتيب المدارك 193/4 و المنتظم 61/8.

سلام على بغداد في كلّ منزل *** و حقّ لها مني السلام المضاعف

لعمرك ما فارقتها عن قلى لها *** و إنّي بشطّي جانبيها لعارف

و لكنها ضاقت عليّ بأسرها *** و لم تكن الأرزاق فيها تساعف

فكانت كخلّ كنت أهوى دنوّه *** و أخلاقه تنأى بها (1) و تعاسف (2)

قال: و أنشدنيها غيره، إلاّ أنه جعل موضع:«بشطي»:، «بجنبي»، و موضع «بأسرها»:

«برحبها».

أنشدني أخي أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن الفقيه، أنشدنا أبو طاهر أحمد بن محمّد بن أحمد السلفي، أنشدني القاضي أبو منصور سالم بن محمّد بن منصور العمراني - بثغر آمد - قالا: أنشدنا أبو طالب عفيف عبد اللّه الأسعردي للقاضي عبد الوهاب بن نصر المالكي رحمه اللّه:

أبغي رضاكم جاهدا حتى إذا *** أملت حسبي عاد لي منكم أذى

إني لأصبح من تجن خائفا *** و يسلمكم من حربكم متعوذا

فإلام صبري للتعتب منكم *** و علام أعطي الجفون على القذا

لو شئت أمنني الفريض من الذي *** أنا خائف و لكان لي مستنقذا

فيظل (3) بي متململا متمعصا *** من كان قبل بشعره متلذذا

لكنني أرعى الوداد و إن عدا *** غيري به متشوقا و مطرمذا

و أجل قدري في المودة أن أرى *** بعد الحفاظ لعهدكم أن أنبذا

و أظل يملكني (4) الحنو عليكم *** و بكف صائب أسهمي أن ينفذا

إذ أنتم تفض العهود عداكم *** و على طباعكم غدا مستحوذا

أ يظن بغدادي طبع خالصا *** يلغى هزيم من اعتدى متبغددا

هيهات إن من الظنون كواذبا *** و الحزم أولى في الحجى أن تحتذى

إن تعتذر منها تجدني قائلا *** أو رمت بجديد الوداد فحبذا

طبعي التجاوز عن صديق (5) إن هذى *** و يغفر زلات الأخلاء اغتذا

ص: 339


1- في م: به.
2- في البداية و النهاية: و تخالف.
3- البيت سقط من م.
4- الأصل: بملكي، و المثبت عن م.
5- في م: صديقي.

فتحين عتبي و عد لمودتي *** لا تصغين لقول واش إن هذا

و اعلم بأنّي غافر لك زلة *** إن رابني خلق لكم من بعد ذا

ذو الحلم ما سالمته لك منصف *** و متى تضاعيه تجده قد بدا

يا شاعرا ألفاظه في نظمه *** دررا غدت و زبرجدا و زمردا

كم شاعر أضحى بعيني مولعا *** فتركته بعد الكمال محددا

أقبل مزاح أخ صديق لم يزل *** لك في الأخوة تابعا متلمذا

خذها فقد نمّقتها لك ساهر *** أبيها و حقّ لمثلها أن يؤخذا

حتى تظلّ تقول من عجب بها: *** من قال شعرا فليقله هكذا

و للقاضي عبد الوهّاب:

عكفت على البرحاء من أشجانها *** و تثنت عنان السرّ في كتمانها

نفس على مضض الغرام شحيحة *** من شأنها أن لا تبوح بشأنها

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن زريق، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):

عبد الوهّاب بن علي بن نصر بن أحمد بن الحسين بن هارون بن مالك، أبو محمّد الفقيه المالكي، سمع أبا عبد اللّه العسكري، و عمر بن محمّد بن سبنك (2)،و أبا حفص بن شاهين.

و حدّث بشيء يسير، كتبت عنه و كان ثقة، و لم يلق من المالكيين أحدا كان أفقه منه، و كان حسن النظر، جيّد العبارة، و تولى القضاء ببادرايا و باكسايا (3) و خرج في آخر عمره إلى مصر، فمات بها سنة اثنتين و عشرين و أربعمائة.

قال الخطيب في موضع آخر: في شعبان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، قال: قال لنا أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الفيروزآبادي في كتاب طبقات الفقهاء (4) تأليفه في ذكر أصحاب مالك، قال:

ص: 340


1- تاريخ بغداد 31/11.
2- الأصل:«سينك» و إعجامها ناقص في م. و الصواب عن تاريخ بغداد، و قد مرّ ضبطها.
3- كذا بالأصل و م و تاريخ بغداد، و على هامشه كتب مصححه: بادرايا طسوج بالنهروان و هي بليدة بقرب باكسايا بين البندنيجين و نواحي واسط (و انظر معجم البلدان) و في وفيات الأعيان:222/3 بليدتان من أعمال العراق.
4- كتاب طبقات الفقهاء ص 143، و انظر ترتيب المدارك 692/4.

منهم أبو محمّد عبد الوهّاب بن علي بن نصر، أدركته و سمعت كلامه في النظر، و كان قد رأى أبا بكر الأبهري (1) إلاّ أنه لم يسمع منه شيئا، و كان فقيها شاعرا متأدبا، و له كتب كثيرة في كلّ فن من الفقه، و خرج في آخر عمره إلى مصر، و حصل له هناك حال من الدنيا بالمغاربة، و مات بمصر سنة اثنتين و عشرين و أربعمائة، و أنشد في خروجه من بغداد:

سلام على بغداد في كلّ موطن *** و حقّ لها مني سلام مضاعف

فو اللّه ما فارقتها عن قلى لها *** و إنّي بشطّي جانبيها لعارف

و لكنها ضاقت عليّ بأسرها *** و لم تكن الأرزاق فيها تساعف

و كانت كخلّ كنت أهوى دنوّه *** و تنأى به أخلاقه و تخالف

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني (2) قال:

توفي القاضي أبو محمّد عبد الوهّاب بن علي بن نصر المالكي البغدادي بمصر في شعبان من سنة اثنتين و عشرين و أربعمائة، و كان قدم علينا دمشق، و حدّث بها، و لقيته قبل ذلك بميافارقين.

قال ابن الأكفاني: و ذكر الحميدي أمّا في ذي القعدة، و إمّا ذي الحجة في وفاة المالكي، عوضا من شعبان.

و ذكر الحداد: أنه مات سنة إحدى و عشرين.

و ذكر أبو علي الأهوازي: أنه مات في صفر سنة اثنتين و عشرين و أربعمائة (3).

آخر الجزء الخامس عشر بعد الثلاثمائة من الأصل.

4385 - عبد الوهّاب بن علي

أبو الفرج القرشي

حكى عن حسين البردعي أحد الصالحين.

حكى عنه: علي بن محمّد الحنّائي حكاية تقدمت في ترجمة حسين البردعي.

ص: 341


1- هو محمد بن عبد اللّه بن محمد بن صالح التميمي الأبهري، أبو بكر ترجمته في تاريخ بغداد 462/5.
2- في م: الكناني، تصحيف.
3- مات عن ستين سنة، كما في سير أعلام النبلاء 432/17 و دفن في القرافة الصغرى، كما في وفيات الأعيان 222/3.

4386 - عبد الوهّاب بن عيسى بن محمّد

أبو محمّد اليشكري المغربي الفقيه المالكي

قدم دمشق و هو شاب سنة خمس و ثلاثين، و كان يختلف إلى مدرسة الفقيه أبي البركات بن عبد، ثم رزق عناية من الأمير أنر (1) فحلق تحت النسر، و اجتمع إليه جماعة من المغاربة و درّسهم مذهب مالك في حياة الفقيه يوسف الفندلاوي (2)،ثم شرع في الوعظ ، و فتح عليه فيه، فلما استشهد الفندلاوي (3) رحمه اللّه جلس في حلقة المالكية، فلما مات أنر، قصده ابن الصوفي، فخرج إلى بعلبك فأحسن إليه أميرها عطاء بن حفاظ السّلمي الحمصي، فلما جاء عطاء إلى دمشق أعاده إلى الحلقة، و عزل عنها الفقيه عيسى بن هارون الأغماتي، فلما ملك الملك العادل أدام اللّه أيامه دمشق تعصب الفقيه أبو سعد بن أبي عصرون (4) لعيسى و أعاده إلى الحلقة، و عزل عنها عبد الوهّاب، فلما مات عيسى عاد إلى الحلقة، و كانت طريقته حسنة و فتح له الإجادة في أكثر فتاويه، و كان قد سمع مني و من الحافظ المرادي (5) كتاب الصحيح لمسلم بن الحجّاج، وفاته من أوله أجزاء فلما عاد من بعلبك أعادها عليّ ثم انصلح له الملك العادل، و شرع في ترميم دار الحجر الذهب و جعلها مدرسة للمالكيين لأجله.

و مات عبد الوهّاب ليلة الخميس، و دفن يوم الخميس السادس من رجب سنة أربع و خمسين و خمسمائة بجبل قاسيون، و كان يذكر أنه رأى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم مرات، و صلّى خلف النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في النوم، و رآه قبل موته بأربعة أيام، و أخبره أنه يموت في مرضه الذي مات فيه.

4387 - عبد الوهّاب بن فياض القرشي

حدّث بدمشق.

سمع منه بعض الغرباء.

ص: 342


1- بدون إعجام بالأصل، و في م:«أبو» و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 229/20.
2- هو يوسف بن دوناس المغربي، أبو الحجاج الفندلاوي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 209/20.
3- قتل يوم السبت في ربيع الأول سنة 543 بالنيرب في حرب الفرنج انظر تفاصيل ذلك في مرآة الزمان 121/8 و معجم البلدان 277/4 و البداية و النهاية 224/12 (ط السعادة).
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 125/21 و اسمه: عبد اللّه بن محمد بن هبة اللّه بن المطهر، أبو سعد.
5- لعله أراد أبا الحسن علي بن سليمان بن أحمد المرادي القرطبي الشّقّوري ترجمته في سير أعلام النبلاء 187/20.

4388 - عبد الوهّاب بن قرّة

أبو محمّد الواسطي (1)

سكن دمشق.

و حدّث عن: عبد الرّزّاق بن همام، و أبي يزيد عبد الرّحمن بن مصعب المعني الكوفي - نزيل الري - و عبيد اللّه بن موسى، و أبي غسان مالك بن إسماعيل النهدي (2).

روى عنه: أبو حاتم الرازي.

أخبرنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلال - شفاها - قالا:

أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح (3) قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (4):

عبد الوهّاب بن قرّة الواسطي أبو محمّد، روى عن عبد الرزاق، و عبد الرّحمن بن مصعب أبي يزيد المعني، و عبيد اللّه بن موسى، و أبي غسان.

سمع منه أبي بدمشق، و روى عنه، سئل أبي عنه، فقال: شيخ.

4389 - عبد الوهّاب بن محمّد بن خالد بن أبي معاذ

أبو معاذ بن سعدان

حدّث عن أبي علي بن أبي الزمزام الفرضي، و يوسف الميانجي.

روى عنه: علي الحنّائي، و عبد العزيز الكتّاني.

قرأت بخط أبي الحسن علي بن محمّد الحنّائي، أنا أبو معاذ، عبد الوهاب بن محمّد بن خالد بن أبي معاذ، نا أبو علي الحسين بن إبراهيم بن جابر الفرائضي، نا عيسى بن إدريس، نا عثمان بن أبي شيبة، نا وكيع بن الجرّاح، نا محمّد بن شريك، نا عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«نعم الإبل الثلاثون؛ يحمل على نجيبها، و تغني أربابها، و تمنح غزيرها، و تلتقي في محلها يوم ورودها، في أعطانها» (5)[7520].

ص: 343


1- ترجمته في الجرح و التعديل 74/6.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء.
3- «ح» حرف التحويل سقط من م.
4- الجرح و التعديل 74/6.
5- أعطان الإبل: مباركها.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني قال:

توفي شيخنا أبو معاذ بن سعدان يوم الأحد لثمان خلون من شهر رمضان سنة أربع عشرة و أربعمائة.

حدّث عن القاضي أبي بكر يوسف بن القاسم الميانجي - بجزء، و ذكر نصر بن الحسين بن سليمة الطبري - فيما قرأته بخطه - أنه توفي يوم السبت لستّ خلون من شهر رمضان.

4390 - عبد الوهّاب بن محمّد بن ميمون

ابن علي بن سليمان بن إلياس بن غنم

ابن سليمان بن يحيى بن محمّد بن يحيى

ابن سالم بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب

أبو القاسم العمري المدني

قدم دمشق و حدّث بها و بالقدس، عن: الحسن بن صالح بن جابر بن علي، و أبي الحسن علي بن محمّد الحنّائي الدمشقي، و أبي الحسن علي بن أحمد بن غسّان البصري.

روى عنه: عبد العزيز الكتّاني، و الفقيه نصر المقدسي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني (1)،أنا أبو القاسم عبد الوهاب بن محمّد بن ميمون العمري، قدم علينا، نا الحسن بن صالح بن جابر بن علي، أنا أبو طلحة عبد الجبار بن محمّد بن الحسن الطّلحي، و أبو محمّد الحسن بن محمّد بن السّميدع الضّبّي المعروف بابن أبي كنانة، قالا: نا أبو العباس محمّد بن أحمد الأثرم، حدّثني الحسن بن داود بن مهران، حدّثني سليمان بن داود - و في كتاب الطّلحي: داود بن سليمان - بن عمرو، عن الحارث بن زياد المحاربي، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«مكتوب على ساق العرش: محمّد رسول اللّه، أبو بكر الصدّيق - رضي اللّه عنه»[7521].

4391 - عبد الوهّاب بن محمّد الأوزاعي

حدّث عن: عمرو بن مهاجر و القاسم بن مخيمرة (2).

ص: 344


1- في م: الكناني تصحيف.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 201/5 و تهذيب الكمال 193/15.

روى عنه: الهيثم بن حميد، و زيد بن يحيى بن عبيد (1).

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، ثم حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن النّضر العسكري، نا العباس بن الوليد الخلاّل الدمشقي، نا زيد بن يحيى بن عبيد، نا عبد الوهاب بن محمّد الأوزاعي، حدّثني عمرو بن المهاجر، قال:

قدم محمّد بن كعب القرظي على عمر بن عبد العزيز بخناصرة فجعل محمّد بن كعب يحدّ إليه النظر، فقال له عمر: ما لي أراك تحدّ إليّ النظر يا محمّد؟ قال: يا أمير المؤمنين عهدي بك بالمدينة، و أنت غزير اللون، ظاهر الدم، و هيئتك غير هذه الهيئة، فقال عمر:

كيف بك يا محمّد لو رأيتني في قبري بعد ثالثة، و قد وقعت عيناي على وجنتي، و سال فمي قيحا و دما، رأيتني أشد تغيرا؟.

يا محمّد، حدّثني حديث ابن عباس أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«اقتلوا الحيّة و العقرب و إن كنتم في الصلاة» فقال محمّد: حدّثني عبد اللّه بن عباس أنه سمع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«اقتلوا الحية و العقرب و إن كنتم في الصلاة»[7522].

قال محمّد، و حدّثني ابن عباس أنه سمع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«أشرف المجالس ما استقبل به القبلة»[7523].

قال ابن العباس: و سمعت النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول:«من اطّلع في كتاب أخيه بغير أمره، فكأنّما اطّلع في النار»[7524].

قال محمّد: و قال ابن عباس: قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«شرّكم من نزل وحده، و ضرب عبده، و منع رفده»[7525].

أخبرناه أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن الدّاراني، أنا سهل بن بشر، أنا أبو بكر خليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنا عبد الوهاب الكلابي، نا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاّب، نا العباس بن الوليد بن صبح، نا زيد بن يحيى، حدّثني عبد الوهاب بن محمّد الأوزاعي، حدّثني عمرو بن مهاجر قال:

قدم محمّد بن كعب القرظي على عمر بن عبد العزيز بخناصرة، قال: فجعل محمّد بن

ص: 345


1- ترجمته في تهذيب الكمال 491/6.

كعب، فذكر الحديث نحوه إلاّ أنه قال: عهدتك، و قال: أنت غزير اللحم، و فيه قال: فقال محمّد: و فيه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أشرف المجالس» و الباقي في مثله.

4392 - عبد الوهّاب بن محمّد

حكى عنه أحمد بن المعلّى قاضي دمشق.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي، حدّثني محمّد بن أحمد، نا أحمد بن المعلى، نا عبد الوهاب بن محمّد، قال: خرج أبو العميطر يوما من باب الجابية فنخص به فرسه فجاء حجير حتى أخذ بعنانه، فقال له: اسكن يا.... (1) تريد تلقي أمير المؤمنين.

4393 - عبد الوهّاب بن المحسن بن عبد الوهاب بن سقير

أبو الفضائل العطار (2)

سمع أبا الحسن علي بن ظاهر النحوي.

سمعت منه أحاديث مع أبي سعد بن السّمعاني.

أخبرنا أبو الفضائل عبد الوهاب بن المحسن بن سقير - قراءة عليه في الجامع - أنا أبو الحسن علي بن [ظاهر] (3) سنة تسع و تسعين و أربعمائة:

قال (4) أبو الحسن علي بن عبد الملك بن الحسين بن عبد الملك بن الفضل الدبيقي (5)-بثغر عكا - أنا أبو الفرج عبد الوهاب بن الحسين بن برهان - بصور - أنا محمّد بن عبد اللّه بن خلف بن بخيت (6) أنا خلف بن عمرو العكبري (7)،نا الحميدي، نا عبد العزيز بن محمّد الدّراوردي، عن عمرو بن أبي عمرو، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«ربّ قائم حظّه من قيامه السّهر، و ربّ صائم حظّه من صيامه الجوع و العطش»[7526].

سقط من إسناده أبو هريرة.

ص: 346


1- غير معجمة و غير مقروءة بالأصل و م و رسمها:«مر تعريف».
2- مشيخة ابن عساكر 133/أ.
3- بياض بالأصل، و الزيادة عن م و المشيخة.
4- كذا، و في م: ثنا.
5- كذا رسمها بالأصل، و في م:«الربيعى» و في المشيخة 133/أ الدمشقي.
6- غير واضحة بالأصل و م، ترجمته في سير أعلام النبلاء 334/16.
7- ترجمته في سير أعلام النبلاء 577/13.

4394 - عبد الوهّاب بن موسى بن عبد العزيز بن عمر

ابن عبد الرّحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة

أبو العباس القرشي الزّهري البصري

حدّث عن مالك بن أنس.

روى عنه: سعيد بن كثير بن عفير، و سعيد بن أبي مريم.

و كان يلي شرط مصر (1).

و اجتاز بدمشق أو ساحلها ذاهبا إلى الرشيد بالرقّة شاكيا لمحمّد بن مسروق قاضي مصر.

و سنذكر ذلك في ترجمة محمّد بن مسروق إن شاء اللّه.

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العباس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن بن سليم، ثم حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني (2)،أنا أبو عبد اللّه بن منده، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:

عبد الوهاب بن موسى بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرّحمن بن عوف، يكنى أبا العباس، يروي عن مالك بن أنس، روى عنه سعيد بن عفير و غيره، و عنه سعيد بن أبي مريم، توفي في شهر رمضان سنة عشر و مائتين، و كان على شرط مصر.

4395 - عبد الوهّاب بن نجدة

4395 - عبد الوهّاب بن نجدة (3)

أبو محمّد الجبلي الحوطي (4)

سمع بدمشق: الوليد بن مسلم، و سويد بن عبد العزيز، و محمّد بن شعيب بن شابور، و عبد العزيز بن الوليد بن سليمان بن أبي السّائب، و بحمص: إسماعيل بن عيّاش، و بقية بن

ص: 347


1- انظر ولاة مصر للكندي ص 165.
2- في م:«الطبرقاني» تصحيف.
3- نجدة: بفتح النون و سكون الجيم (تقريب التهذيب).
4- انظر أخباره في: تهذيب الكمال 154/12 و تهذيب التهذيب 533/3 و تقريب التهذيب، و انظر الأنساب (الحوطي) و (الجبلي)، معجم البلدان (جبلة) و الاكمال لابن ماكولا 197/3، و الجبلي بفتح الجيم و الباء نسبة إلى جبلة قلعة مشهورة بساحل الشام من أعمال حلب قرب اللاذقية.(معجم البلدان). و الحوطي بفتح الحاء و سكون الواو نسبة إلى حوط ، من قرى حمص أو جبلة (كما في الأنساب، و نقله ياقوت في معجم البلدان عن السمعاني) و قيل هذه النسبة إلى حوط ، اسم جد. راجع الاكمال 197/3.

الوليد، و علي بن عيّاش، و عبد الملك بن الأحوص بن حكيم بن عمير، و يحيى بن سعيد العطار، و أبا المغيرة عبد القدوس بن الحجّاج، و عيسى بن يونس السّبيعي، و الحكم بن نافع، و الحارث بن عطية، و ضمرة بن ربيعة.

روى عنه ابنه أبو عبد اللّه أحمد بن عبد الوهاب، و موسى بن أيوب النّصيبي، و محمّد بن عوف الحمصي، و أبو داود السّجستاني، و أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم، و عبد اللّه بن زيد بن لقمان البهراني، و إسماعيل بن الفضل البلخي، و هزّان بن محمّد بن هزّان المذحجي، و أبو بكر بن أبي خيثمة، و عمران بن بكّار البرّاد، و أبو زرعة الرازي - مكاتبة-.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، و حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة، نا أبي، نا بقية، عن خالد بن حميد المهري، نا أبو الأسود المالكي عن أبيه، عن جده قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«ما عدل وال تجر في رعيته»[7527].

و بإسناده قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من أخون الخيانة تجارة الوالي في رعيته»[7528].

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا: أنا أحمد بن عبدان - أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (1):

عبد الوهّاب بن نجدة سمع إسماعيل بن عيّاش، الشامي.

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلال - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح (2) قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (3):

ص: 348


1- ليس له ترجمة في التاريخ الكبير، و فيه عبد الوهاب بن محمد سمع منه إسماعيل بن عياش، الشامي، لعله تحرفت نسبته فيه ؟.
2- «ح» حرف التحويل سقط من م.
3- الجرح و التعديل 73/6.

عبد الوهّاب بن نجدة الحوطي، روى عن إسماعيل بن عياش، و بقية بن الوليد، و الوليد بن مسلم، و علي بن عياش، روى عنه موسى بن أيوب النّصيبي، و محمّد بن عوف الحمصي، و أبو زرعة - فيما كتب إليه - و روى عنه أبو بكر بن أبي عاصم النبيل قاضي أصبهان.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح (1) و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة-.

قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة السادسة: عبد الوهّاب بن نجدة الحوطي (2).

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمّام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال (3):

قال رجل لعبد الوهّاب الحوطي: سخنت عين الرّعونة أنا شامي عراقي.

و رأيت الحوطي يصلي في سراويل و قلنسوة و خفّ ، متقلدا (4) سيفا ليس عليه قميص، فقلت له، فقال: أ ليس يقال: السيف بمنزلة الرداء في الصلاة.

[و قال:] (5) قال لنا الحوطي: سألني رجل عن قريب لي فقال لي: أيش هو منك ؟ قلت: أمسك، قرابته من قبل أبيه، و أمه، أما قرابته من قبل أبيه فأبوه خالي، و جده جدي، و جدته جدتي، و عمّه خالي، و عمّته أمي، و عمّته خالتي، و كانت بنت عمته امرأتي، و بنت عمه (6) امرأة أخي، و أما قرابته من قبل أمّه فأمه بنت ابن عمي، و جدّه من قبل أمه ابن عمي، وجدته من قبل أمّه ابنة عمي، و هو زوج ابنتي، و ابني (7) زوج أخته، و أنا زوج أمّه.

ص: 349


1- «ح» حرف التحويل سقط من م.
2- تهذيب الكمال 155/12.
3- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 155/12.
4- بالأصل و م: متقلد.
5- زيادة عن تهذيب الكمال للإيضاح، و الخبر التالي فيه 155/12.
6- عن م و تهذيب الكمال، و بالأصل: عمته.
7- عن م و تهذيب الكمال، و بالأصل: و ابنتي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (1)-إجازة أو سماعا - قال: سمعت أحمد بن عبد اللّه بن زياد بن زكريا الأعرج يقول: مات عبد الوهّاب بن نجدة الحوطي سنة اثنتين و ثلاثين و مائتين.

4396 - عبد الوهّاب بن هشام بن الغاز الجرشي

4396 - عبد الوهّاب بن هشام بن الغاز الجرشي (2)

روى عن أبيه.

روى عنه ابنه محمّد بن عبد الوهاب، و الوليد بن مزيد.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب بن البنّا، قالا: أنا أبو يعلى بن الفراء، أنا أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن بن عبيد اللّه بن يحيى القطان (3)-بدمشق-.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، و أبو الفتح ناصر بن عبد الرّحمن بن محمّد، قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو نصر محمّد بن هارون الجندي - زاد الفرضي: و أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن بن عبيد القطان - فرقهما قالا:- أنا خيثمة بن سليمان بن حيدرة، أنا العباس بن الوليد، أخبرني أبي، حدّثني عبد الوهّاب بن هشام بن الغاز، عن أبيه، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«من كان وصلة - و في حديث القطان: نصرة - لأخيه المسلم إلى ذي سلطانه - و في حديث ابن أبي العلاء عن القطان: ذي سلطان - في منفعة برّ أو تيسير عسير، أعين على إجازة الصراط يوم دحض الأقدام»[7529].

قال العباس: ثم لقيت محمّد بن عبد الوهّاب، فحدّثني عن أبيه، عن جده، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم مثله.

أخبرناه أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو بكر أحمد بن الحسين القاضي، و أبو عبد الرّحمن السّلمي.

ص: 350


1- من طريق ابن عدي رواه المزي في تهذيب الكمال 155/12 و قال ابن حجر في تهذيب التهذيب 533/3 و فيها أرخه ابن قانع.
2- ميزان الاعتدال 684/2 و الجرح و التعديل 71/6 و الاكمال لابن ماكولا 234/2، و انظر الأنساب (الجرشي)، و لسان الميزان 93/4 و الضعفاء الكبير 77/3.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 399/17.

ح (1) و أخبرناه أبو حفص عمر بن أحمد الفاضلي، أنا أبو القاسم الفضل بن أبي حرب الجرجاني.

ح و أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد الحلواني البزّار - بمرو - أنا أبو بكر بن خلف.

قالا: أنا الشيخ أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين السّلمي - رحمه اللّه-.

قالوا: أنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، أنا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي، أخبرني أبي، أخبرني عبد الوهّاب بن هشام بن الغاز، عن هشام بن الغاز - و في حديث البيهقي: عن أبيه هشام - عن نافع عن ابن عمر، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«من كان وصلة لأخيه المسلم إلى ذي سلطانه - و قال الشّحّامي: سلطان - لمنفعة برّ، أو تيسير عسير، أعين على إجازة الصراط يوم دحض الأقدام»[7530].

قال العباس: ثم لقيت محمّد بن عبد الوهّاب فحدّثني به عن أبيه، عن جده، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم مثله.

أخبرناه أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمّد بن أحمد بن عثمان، أنا جدي، أنا محمّد بن بركة بن الحكم بن إبراهيم، أنا العباس بن الوليد بن مزيد (2)،أخبرني أبي، نا عبد الوهاب بن هشام بن الغاز، حدّثني - يعني - أبي عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«من كان ذا وصلة لأخيه المسلم إلى ذي سلطان في منفعة برّ أو تيسير عسير، أعين على إجازة الصراط يوم دحض الأقدام»[7531].

قال أبو الفضل - يعني العباس بن الوليد - ثم لقيت محمّد بن عبد الوهّاب فحدّثني عن أبيه، عن جده، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بمثل حديث أبي.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ص: 351


1- «ح» حرف التحويل سقط من م.
2- بالأصل: يزيد، تصحيف.

ح (1) قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (2):

عبد الوهّاب بن هشام بن الغاز، شامي، روى عن أبيه، روى عنه الوليد بن مزيد، سألت أبي عنه فقال: كان يكذب.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمّد بن المظفر، أنا أبو الحسن (3)العتيقي، أنا يوسف بن أحمد بن يوسف، أنا أبو جعفر العقيلي قال (4):

عبد الوهّاب بن هشام بن الغاز، عن أبيه، و لا يتابع على حديثه، و لا يعرف إلاّ به.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (5):

و أما الجرشي بضم الجيم و فتح الراء و كسر الشين المعجمة: عبد الوهّاب بن هشام بن الغاز الجرشي، شامي، روى عن أبيه (6)،و حدّث عنه ابنه محمّد بن عبد الوهّاب، و الوليد بن مزيد البيروتي.

4397 - عبد الوهّاب بن هلال بن عبد الوهّاب

أبو القاسم البيروتي

حدّث ببيروت عن: يحيى بن عبد الباقي بن يحيى أبي القاسم الخوّاص الأذني (7)، و حسنون بن أحمد، و أبي عبد اللّه محمّد بن أحمد البركاني القاضي، و أبي العباس أحمد بن العباس بن الوليد بن مزيد، و أبي بكر الحسين بن السّميدع بن إبراهيم البجلي الأنطاكي، و عبيد اللّه بن أحمد بن الصنام الرملي.

روى عنه: عبد الوهّاب الكلابي.

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن الحسين في كتابه، أنا أبو القاسم علي بن الفضل المقرئ - قراءة - أنا عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي، نا أبو القاسم عبد الوهّاب بن هلال بن عبد الوهّاب ببيروت - لفظا - نا يحيى بن عبد الباقي، نا محمّد بن سليمان، نا

ص: 352


1- «ح» حرف التحويل سقط من م.
2- الجرح و التعديل 71/6.
3- الأصل: الحسين، تصحيف، و المثبت عن م.
4- الضعفاء الكبير للعقيلي 77/3.
5- الاكمال لابن ماكولا 234/2-235.
6- في الاكمال: أبيه هشام.
7- ترجمته في سير أعلام النبلاء 45/14.

عبد الحميد بن سليمان، عن عبد اللّه بن المثنّى، عن عمّه ثمامة، عن أنس بن مالك قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«قيّدوا العلم بالكتاب»[7532].

أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا جدي أبو محمّد، أنا أبو علي الأهوازي - إجازة - قال: قال عبد الوهّاب الكلابي في تسمية شيوخه: عبد الوهّاب بن هلال بن عبد الوهّاب البيروتي.

4398 - عبد الوهّاب

سمع حمّاد بن المبارك، و ضمرة بن ربيعة.

روى عنه ابنه عبد اللّه بن عبد الوهّاب عن وجوده في كتابه.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز الكتاني (1)،أنا أبو محمّد بن أبي نصر، نا أبو علي الحسن بن حبيب، نا عبد اللّه بن عبد الوهّاب الدّمشقي، قال:

وجدت في كتاب أبي بخطه عن ضمرة، عن ابن شوذب أن مالك بن دينار مرّ برجل يقرأ و يطوف في قراءته، فقال: يا هذا أصلح زمانك.

ص: 353


1- في م: الكناني، تصحيف.

ذكر من اسمه عبدان

4399 - عبدان بن زرّين بن محمّد

4399 - عبدان بن زرّين (1) بن محمّد

أبو محمّد الأذربيجاني الدّويني (2) المقرئ الضّرير

قدم دمشق و هو شاب فسكنها، و سمع بها الفقيه نصر بن إبراهيم، و أبا البركات بن طاوس، و أقرأ القرآن مدة، و لقّن جماعة، و كان ثقة خيرا، كتبت عنه، و كان يسكن دار حمد، و يصلّي بالناس في الجامع عند مرض البدليسي.

أخبرنا أبو محمّد عبدان بن زرّين بن محمّد الدّويني، نا نصر بن إبراهيم، أنا أبو الفرج عبد الوهاب بن الحسين بن عمر بن برهان، أنا أبو عبد اللّه الحسين (3) بن محمّد بن عبيد العسكري، أنا إبراهيم بن أيوب المخرمي، نا أحمد بن محمّد الرّقّي، نا عيسى بن يونس، نا العباس بن كثير، نا يزيد بن أبي حبيب، عن ميمون بن مهران قال:

دخلت على سالم بن عبد اللّه بن عمر، فحدّثني، و حدّثته مليا، ثم التفت إليّ فقال: يا أبا أيوب أ لا أخبرك بحديث تحبه و تحمله عني و تحدّث به، قال: قلت: بلى، قال: دخلت على أبي عبد اللّه بن عمر بن الخطّاب و هو يتعمّم، فلما فرغ التفت إليّ فقال: أ تحبّ العمامة ؟ قلت: بلى، قال: فأحبها و أعربها تجلّ ، و توقّر و تكرم، و لا يراك الشيطان ألاّ ولّى سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:

ص: 354


1- الأصل: رزين، بتقديم الراء، و في م: زريق، بالقاف و كلاهما تصحيف، و الصواب ما أثبت و ضبط عن تبصير المنتبه 602/2.
2- هذه النسبة بضم الدال المهملة و كسر الواو، و يقال في النسبة إليها دويني بفتح ثانيه كما في سير أعلام النبلاء 588/20 و ضبطها السمعاني بكسر ثانيه، و هذه النسبة إلى دوين، ضبطها ياقوت بفتح أوله. بليدة بطرف أذربيجان مما يلي بلاد الكرج.
3- في م: الحسن، تصحيف، مرّ التعريف به.

«صلاة تطوّع أو فريضة بعمامة تعدل خمسا (1) و عشرين صلاة بلا عمامة، و جمعة بعمامة تعدل سبعين جمعة بلا عمامة، أي بني اعتمّ ، فإنّ الملائكة يشهدون يوم الجمعة معتمّين (2)، فيسلّمون على أهل العمائم حتى تغيب الشمس»[7533].

مات عبدان يوم الجمعة، و دفن من الغد الثامن من رجب سنة أربع و أربعين و خمسمائة وقت صلاة الظهر في مقبرة باب الصغير، و شهدت دفنه و الصلاة عليه، رحمه اللّه.

4400 - عبدان بن عمر بن الحسن

أبو محمّد المنبجي

حدّث بدمشق عن هاشم (3) بن محمّد المنبجي الطائي، و أبي بكر محمّد بن داود الدّقّي، و أبي الحسن أحمد بن الصقر بن ثابت المنبجي المقرئ، و عبدان بن حميد المنبجي.

روى عنه: علي بن محمّد الحنّائي، و أبو علي الحسين بن مبشّر بن عبد اللّه الكتاني (4)الصوري، و الحسن بن إبراهيم الأهوازي.

و سمع منه عبد العزيز [بن] (5) أحمد بن علي بن حمدان اللّخمي - بدمشق - و أبو الحسن بن داود.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو علي الأهوازي، أنا أبو محمّد عبدان بن عمر بن الحسن المنبجي بدمشق، نا عبدان بن حميد المنبجي، نا عمر بن سعيد المنبجي، نا إبراهيم بن أبي مريم، نا جنادة بن مروان، نا الحارث بن النعمان قال:

سمعت الحسن يحدث عن أبي ذر: رأيته بالرّبذة، أنشأ يحدث عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أنه قال لأصحابه:«أي اليأس أغنى»؟ قالوا: أبو سفيان بن حرب.

قال آخر: عبد الرّحمن بن عوف، قال آخر: عثمان بن عفّان، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«أغنى الناس حملة القرآن، من جعله اللّه في جوفه»[7534].

قرأت بخط علي بن محمّد الحنائي، أنا أبو محمّد عبدان بن عمر بن الحسن المنبجي

ص: 355


1- الأصل و م: خمسة.
2- مكانها بياض في م.
3- في م: هشام، و في المختصر 288/15 هاشم.
4- في م: الكناني.
5- الزيادة عن م.

الطائي الشيخ الصالح، نا هاشم (1) بن محمّد الطائي بن منبج، نا أبي محمّد بن هاشم (2)،نا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن عبد الملك بن يزيد الأزدي (3)،نا مسكين بن بكير، نا شعبة بن الحجاج، عن هشام بن زيد، عن أنس بن مالك.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كان يطوف على نسائه بغسل واحد.

أنبأنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، نا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، نا الحسن بن أحمد بن أبي شعيب، نا مسكين بن بكير، عن شعبة، عن هشام بن زيد، عن أنس:

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم طاف على نسائه بغسل واحد.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - قراءة - أنا محمّد بن علي الحداد - إجازة - أنا علي بن محمّد الحنّائي، نا عبدان بن عمر المنبجي، و صدقة بن المظفّر الأنصاري، و سيدة بنت عبد اللّه الطّرسوسية، قالوا: نا أبو بكر محمّد بن داود الدّينوري المعروف بالدّقّي (4)،قال سمعت الدّقّاق يقول:

نهاية الإرادة أن يشير إلى اللّه فيجده مع نفس الإشارة، فقلت له: و ما تستوعب الإرادة ؟ فقال: أن يجد (5) اللّه عز و جل بلا إشارة.

4401 - عبدان بن محمّد بن عيسى

أبو محمّد المروزي الحافظ الزاهد (6)

قيل: إن اسمه عبد اللّه، و عبدان لقب.

رحل و سمع هشام بن عمّار بدمشق، و محمّد بن يزيد المستملي بطرسوس، و قتيبة بن سعيد، و إسحاق بن راهوية، و علي بن حجر، و عبد اللّه بن منير، و عمّار بن الحسن

ص: 356


1- في م: هشام، في الموضعين. و في المختصر: هاشم.
2- في م: هشام، في الموضعين. و في المختصر: هاشم.
3- تهذيب الكمال 145/1 و فيه: الرهاوي، و لم يذكر في نسبه: الأزدي.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 138/16.
5- في م:«تشير.. فتجده.. تجد اللّه» العبارة فيها بالبناء للمخاطب.
6- انظر أخباره في: تاريخ بغداد 135/11 و تذكرة الحفاظ 687/2 الطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 297/2 سير أعلام النبلاء 13/14 و العبر 95/2 و شذرات الذهب 215/2 المنتظم 58/6.

الرازي، و عبد الجبار بن العلاء، و عبد اللّه بن محمّد بن المسور الزهري، و أبا شعيب صالح بن يحيى الطالقاني، و إسماعيل بن مسعود الجحدري، و أبا موسى محمّد بن المثنّى، و بندارا محمّد بن بشّار، و أبا كريب محمّد بن العلاء، و محمّد بن غالب الأنطاكي، و محمّد بن إسماعيل الحسّاني الواسطي، و هارون بن إسحاق، و حوثرة بن محمّد المنقري.

روى عنه سليمان بن أحمد الطّبراني، و أبو نعيم محمّد بن عبد الرّحمن الغفاري المروزي، و يحيى بن محمّد بن صاعد، و أبو عوانة الأسفرايني، و أبو أحمد محمّد بن أحمد بن إبراهيم العسّال (1)،و عمر بن علّك (2)،و أبو العباس الدّغولي، و علي بن حمشاذ، و محمّد بن صالح بن هانئ، و يحيى بن محمّد العنبري، و أبو الفضل محمّد بن أحمد السّلمي الوزير، و أبو بكر بن أبي نصر الداربدي، و أبو الطيب محمّد بن عبد اللّه الشّعيري.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك النيسابوري، أنا القاضي الإمام أبو سعد عبد الكريم بن أحمد الفقيه الوراق الطبري بنيسابور في ذي القعدة سنة ثمان و خمسين و أربعمائة، و كان أوحد وقته في النظر، أنا الشيخ الإمام أبو بكر عبد اللّه بن أحمد القفّال المروزي، أنا أبو نعيم محمّد بن عبد الرّحمن الغفاري، أنا أبو محمّد عبدان بن محمّد بن عيسى، نا أبو الوليد هشام بن عمّار الدمشقي، نا صدقة بن خالد، نا ابن جابر، نا إسماعيل بن عبيد اللّه، حدثتني كريمة، قالت:

سمعت أبا هريرة يقول في بيت أم الدرداء قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«قال ربّكم عز و جل: أنا مع عبدي ما ذكرني، و تحرّكت بي شفتاه»[7535].

أنبأنا أبو علي الحدّاد، ثم حدثني أبو مسعود المعدل عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد الطبراني، نا عبدان بن محمّد المروزي، نا هشام بن عمّار، نا صدقة بن خالد، نا ابن جابر، حدثني ابن أخي الزهري، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرّحمن قال:

سمعت أبا هريرة يقول: سمعت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«يتقارب الزمان، و يقبض العلم، و يلقى الشّحّ ، و تظهر الفتن، و يكثر الهرج»، قلنا: و ما الهرج يا رسول اللّه ؟ قال:

«القتل»[7536].

ص: 357


1- الأصل و م: الغسال، تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 6/16.
2- هو عمر بن أحمد بن علي، أبو حفص المروزي الجوهري، ترجمته في سير أعلام النبلاء 243/15.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم.

قال:

أبو محمّد عبدان بن محمّد المروزي، سمع أبا بكر محمّد بن بشّار العبدي، و أبا القاسم هارون بن إسحاق الهمداني، كنّاه لي علي بن محمّد.

كتب إليّ أبو نصر القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

عبدان بن محمّد بن عيسى الحافظ أبو محمّد المروزي الزاهد، حدّث عبدان بنيسابور سنة خمس و ستّ و ثمانين و مائتين، فسمع منه مشايخنا أبو حامد بن الشّرقي، و أحمد بن علي الرازي، و جماعتهم، و هو ثقة، مأمون، إمام.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):

عبدان بن محمّد بن عيسى أبو محمّد المروزي، سمع قتيبة بن سعيد، و إسحاق بن راهوية، و علي بن حجر، و عمّار بن الحسن الرازي، و أبا كريب محمّد بن العلاء، و حوثرة بن محمّد المنقري، و عبد الجبار بن العلاء، و عبد اللّه بن محمّد الزهري المكيين، و محمّد بن بشّار، و محمّد بن المثنّى، روى عنه أبو العباس الدّغولي و غير واحد من الخراسانيين، و قدم بغداد، و روى بها كتاب التفسير لمقاتل بن حيان و غيره، حدث عنه القاضيان أحمد بن كامل، و عبد الباقي بن قانع، و كان ثقة، حافظا، صالحا زاهدا.

أخبرنا (2) أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ .

و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (3).

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا محمّد بن نعيم الضّبّي - و هو أبو عبد اللّه الحافظ - قال: سمعت أبا نعيم عبد الرّحمن - بمرو يقول: سمعت عبدان بن محمّد الحافظ يقول: ولدت سنة عشرين و مائتين ليلة عرفة في ذي الحجة.

قال أبو نعيم: و توفي عبدان ليلة عرفة في ذي الحجة سنة ثلاث و تسعين و مائتين (4).

ص: 358


1- تاريخ بغداد 135/11.
2- في م: أنبأنا.
3- تاريخ بغداد 136/11.
4- انظر سير أعلام النبلاء 14/14.

و ليس في رواية الخطيب ذكر ليلة عرفة في وفاته.

قرأت بخط أبي الفضل محمّد بن طاهر المقدسي:

ذكر أبو بكر أحمد بن عبد الرّحمن بن أحمد الشيرازي: أن عبدان عبد اللّه (1) بن محمّد بن عيسى أبو محمّد المروزي كان ورعا، فاضلا من قرية جنوجرد (2)،كتب عن قتيبة، و رحل إلى الشام، و مات في ذي القعدة سنة ثلاث و تسعين و مائتين، و هو ابن ثلاث و سبعين سنة، صنّف كتابا سماه:«الموطّأ».

ذكر من اسمه عبد العزّى

اشارة

ذكر من اسمه (3) عبد العزّى

4402 - عبد العزّى

أبو لهب - بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف

يأتي ذكره في الكنى إن شاء اللّه.

ذكر من اسمه عبد عمرو

اشارة

ذكر من اسمه (4) عبد عمرو

4403 - عبد عمرو بن يزيد بن عامر الجرشي

4403 - عبد عمرو بن يزيد بن عامر الجرشي (5)

ممن أدرك النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و شهد اليرموك، و بعثه أبو عبيدة بن الجرّاح إلى فحل من أرض الأردن لما كان أبو عبيدة بمرج الصّفّر.

ذكر ذلك سيف بن عمر التّميمي (6) عن أبي عثمان، عن خالد و عبادة (7).

ص: 359


1- كذا ورد في الأنساب أيضا (الجنوجردي) أن اسمه عبد اللّه و كان يعرف بعبدان الزاهد.
2- كذا ضبطت بضم الجيم و النون و كسر الجيم الأخرى عن الأنساب و اللباب و لب اللباب. و ضبطها ياقوت بالفتح ثم الضم. و جنوجرد من قرى مرو، كما في سير أعلام النبلاء. و زيد في الأنساب أنها على خمسة فراسخ منها على طريق سرخس.
3- «ذكر من اسمه» ليس في م.
4- «ذكر من اسمه» ليس في م.
5- الأصل و م:«الحرشي» تصحيف. و الصواب عن الطبري أخباره في الإصابة 430/2 و تاريخ الطبري 438/3.
6- الخبر مطولا في تاريخ الطبري 438/3.
7- الإصابة: قتادة.

ذكر من اسمه عبد المسيح

4404 - عبد المسيح بن عمرو بن قيس بن حيّان بن بقيلة

4404 - عبد المسيح بن عمرو بن قيس بن حيّان (1) بن بقيلة (2)

و اسمه ثعلبة بن بسير، و يقال: عبد المسيح بن عمرو بن بقيلة -

و اسمه الحارث بن سبين بن زيد بن سعد بن عدي بن نمر

ابن صوفة (3) بن العاص بن عمرو بن مازن بن الأزد الغسّاني (4)

شاعر جاهلي نصراني.

وفد على سطيح الغسّاني إلى الجابية يسأله عن رؤيا موبذان الفرس التي رأى ليلة ولد النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و كان عبد المسيح من المعمّرين، و هو الذي صالح خالد بن الوليد على الحيرة (5).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال:

عبد المسيح بن بقيلة الغسّاني صاحب الحيرة مشهور.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (6).

ص: 360


1- تقرأ بالأصل: حمار، و في م: حماد، و المثبت عن جمهرة ابن حزم 374 و المختصر 290/15.
2- سمي ببقيلة، لأنه خرج في ثوبين أخضرين فقال له إنسان: ما أنت إلاّ بقيلة، انظر أمالي المرتضى 260/1 و المقتضب ص 72.
3- الأصل: صرفه، و الصواب عن م و ابن حزم.
4- انظر في أخباره: جمهرة ابن حزم 374 و آمالي المرتضى 260/1 و المعمرين ص 37 و الأغاني 195/16 و الاكمال لابن ماكولا.
5- انظر الأغاني 195/16.
6- الاكمال لابن ماكولا 347/1.

قال في باب بقيلة: بقاف مفتوحة عبد المسيح بن عمرو بن بقيلة، له خبر مشهور مع خالد بن الوليد.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - بقراءتي عليه - أنا أبو القاسم الحسين بن محمّد بن إبراهيم الحنّائي، قال: كتب إليّ أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس العبقسي (1)من مكة، يذكر أن أبا محمّد عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن المقرئ حدّثهم، نا علي بن حرب (2)،نا أبو أيوب يعلى بن عمران البجلي ذكر أنه من آل جرير بن عبد اللّه، حدثني مخزوم بن هانئ المخزومي، عن أبيه، و أتت له خمسون و مائة سنة، قال:

لمّا كانت الليلة التي ولد فيها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ارتجس إيوان كسرى، و سقطت منه أربع عشرة (3) شرافة، و خمدت نار فارس، و لم تخمد قبل ذلك ألف عام، و غاضت بحيرة ساوة.

فلمّا أصبح أفزعه ذلك، فتصبّر عليه تشجعا، فلمّا عيل صبره رأى أن لا يستر ذلك عن وزرائه و مرازبته (4)،فلبس تاجه، و قعد على سريره، و جمعهم إليه، فأخبرهم بما رأى، فبينا هم كذلك إذ ورد عليه الكتاب بخمود النار، فازداد غمّا إلى غمّه، فقال الموبذان: و أنا - أصلح اللّه الملك - قد رأيت في هذه الليلة إبلا صعابا، تقود خيلا عرابا، قد قطعت دجلة، و انتشرت في بلادها، فقال: أيّ شيء يكون يا موبذان ؟ و كان أعلمهم في أنفسهم قال: كان حادث يكون من ناحية العرب، فكتب عند ذلك.

من كسرى ملك الملوك إلى النّعمان بن المنذر، أما بعد، فابعث إليّ برجل عالم عما أريد أن أسأله عنه.

فبعث إليه بعبد المسيح بن عمرو بن حيّان بن بقيلة (5) الغسّاني، فلمّا قدم عليه قال:

أ عندك علم عما أريد أن أسألك عنه ؟ قال: ليخبرني الملك، فإن كان عندي منه علم أخبرته، و إلاّ دللته على من يخبره، فأخبره بما رأى، فقال: علم ذلك عند خال لي يسكن مشارف (6)

ص: 361


1- رسمها غير واضح بالأصل، و إعجامها ناقص في م، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 181/17 و العبقسي نسبة إلى عبد القيس.
2- من طريقه الخبر بطوله في دلائل النبوة للبيهقي 126/1 و ما بعدها، و دلائل النبوة لأبي نعيم 139/1.
3- الأصل و م: أربعة عشر.
4- المرازبة جمع مرزبان، و هو الرئيس دون الملك في المرتبة.
5- في دلائل أبي نعيم: نفيلة، تصحيف.
6- الأصل و م: مشارق، و المثبت عن المختصر 290/15 و المصدرين السابقين.

الشام، يقال له سطيح، قال: فأته (1) فاسأله عما أخبرتك، ثم ائتني بجوابه، فخرج عبد المسيح حتى قدم على سطيح و قد أشفى على الموت، فسلّم عليه، و حيّاه فلم يردّ عليه سطيح جوابا، فأنشأ عبد المسيح يقول:

أصمّ أم يسمع غطريف اليمن *** أم فاز (2) فاز لم به شأو الغبن (3)

يا فاصل الخطّة أعيت من و من (4) *** أتاك شيخ الحيّ من آل سنن

و أمّه من آل ذئب بن حجن *** أزرق بهم النّاب صرار الأذن (5)

أبيض فضفاض الرداء و البدن *** رسول قيل العجم يسرّي الوسن (6)

لا يرهب الرعد و لا ريب الزّمن *** تجوب بي الأرض علندات شجن (7)

ترفعني وجنا (8) و تهوي بي وجن *** حتى أتى عاري الجآجي (9) و القطن

يلفّه في الريح بوغاء الدّمن *** كأنما حثحث من حضني ثكن

فلما سمع شعره رفع رأسه، و قال: عبد المسيح، على جمل مشيح، إلى سطيح، و قد أوفى على ضريح، بعثك ملك بني ساسان، لارتجاس الإيوان، و خمود النيران، و رؤيا الموبذان، رأى إبلا صعابا، تقود خيلا عرابا، قد قطعت دجلة، و انتشرت في بلادها.

يا عبد المسيح إذا كثرت التلاوة، و ظهر صاحب الهراوة و خمدت نار فارس، و غاضت (10) بحيرة ساوة، و فاض وادي السماوة فليس الشام لسطيح شاما، يملك منهم ملوك

ص: 362


1- الأصل:«فاتيه» و الصواب ما أثبت.
2- فاز: أي مات، يقال للرجل إذا مات: قد فوّز أي صار في مفازة ما بين الدنيا و الآخرة. (اللسان: فوز) و في دلائل البيهقي:«فاد فاز لم».
3- كذا بالأصل و م، و في اللسان (فوز، و عنن): العنن. و العنن: اعتراض الموت.
4- دلائل أبي نعيم: يا فصل الخطة أعيت من فتن و بعده في دلائل البيهقي: و كاشف الكربة عن وجه غصن
5- دلائل أبي نعيم: أصك مهم الناب صرار الأذن. و في دلائل البيهقي: صوار.
6- دلائل البيهقي: بالرسن.
7- دلائل البيهقي: شزن.
8- دلائل أبي نعيم: تحمله و جناء تهوي من وجن.
9- الجآجي: مفردها جؤجؤ و هو مجتمع عظام الرأس. و القطن: أسفل الظهر من الإنسان.
10- دلائل أبي نعيم: غارت.

و ملكات، على عدد الشرفات، و كلّ ما هو آت آت، ثم قضى سطيح مكانه، و وثب عبد المسيح الغساني يقول (1):

شمّر فإنّك ماضي الهمّ شمّير *** لا يفزعنّك تفريق و تغيير (2)

إن يمس ملك بني ساسان أفرطهم *** فإنّ ذا الدهر أطوار دهارير (3)

فربّما ربّما أضحوا بمنزلة *** تهاب صولهم (4) الأسد المهاصير

منهم أخو الصّرح بهرام و إخوته *** و الهرمزان و سابور و سابور

و الناس أولاد علاّت (5) فمن علموا *** أن قد أقلّ فمحقور و مهجور

و هم بنو الأم، إما إن رأوا نشبا (6) *** فذاك بالغيب محفوظ و منصور

فالخير و الشرّ مقرونان (7) في قرن *** فالخير متّبع و الشرّ محذور

فلما قدم عبد المسيح على كسرى أخبره بقول سطيح، فقال كسرى: إلى أن يملك منا أربعة عشر ملكا، قد كانت أمور، قال: فملك منهم عشرة أربع سنين، و ملك الباقون إلى آخر خلافة عثمان.

و رواه معروف بن خربوذ عن بشير بن تيم المكي، قال:

لما كانت الليلة التي ولد فيها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فذكر نحوه، و قال فيه: قال نعم ابن عم لي بالجابية يقال له سطيح، قال: اذهب فسله، فخرج عبد المسيح حتى أتاه بالجابية غير أنه قال:

بألفي عام و زاد فيه و نقص.

و زاد في شعره عبد المسيح بعد:«الأسد المهاصير» ثلاثة أبيات و هي:

و ربّ يوم ضحيان دوران *** شدت يلهوهم فيه المزامير

و أسعدتها أكفّ غير مفرّقة *** بح الحناجير تنبيها المزاهير

من كل خافقة الصقلين أسفلها *** و عث و عسلوج بادي المتن محضور

ص: 363


1- الأبيات في دلائل النبوة للبيهقي 129/1 و بعضها في دلائل النبوة لأبي نعيم 141/1.
2- دلائل أبي نعيم: تشريد و تغوير.
3- دلائل البيهقي:«فإن ذلك أطوار دهارير» و ليس البيت في دلائل أبي نعيم.
4- في المصدرين: صولتها.
5- أولاد علات: و هم بنو رجل واحد و أمهات شتى (المعجم الوسيط ).
6- في دلائل أبي نعيم: شعبا.
7- دلائل أبي نعيم: مجموعان، و القرن محركة، الحبل.

أخبرنا أبو العزّ كادش - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنا أبو علي محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا القاضي (1)،نا محمّد بن الحسن بن دريد، أنا العكلي، نا محمّد بن مرزوق، نا هشام بن محمّد بن السائب، عن عوانة بن الحكم، و شرقي بن قطامي، و أبي مخنف.

قالوا: لما انصرف خالد بن الوليد من اليمامة ضرب عسكره على الجرعة (2) التي بين الحيرة و النهر، و تحصن منه أهل الحيرة في القصر الأبيض (3)،و قصر ابن بقيلة (4) فجعلوا يرمونه بالحجارة حتى نفذت، ثم رموه بالخزف من آنيتهم، فقال ضرار بن الأزور: ما لهم مكيدة أعظم مما ترى، فبعث إليهم: ابعثوا إليّ رجلا من عقلائكم أسائله و يخبرني عنكم، فبعثوا إليه عبد المسيح بن عمرو بن قيس بن حيّان بن بقيلة الغسّاني، و هو يومئذ ابن خمسين و ثلاثمائة سنة، فأقبل يمشي إلى خالد، فلما رآه قال: ما لهم أخزاهم اللّه بعثوا إليّ رجلا لا يفقه، فلما دنا من خالد قال: أنعم صباحا أيها الملك، فقال خالد: قد أكرمنا اللّه بغير هذه التحية، بالسلام، ثم قال له خالد: من أين أقصى أثرك (5)؟قال: من ظهر أبي، قال: من أين خرجت ؟ قال: من بطن أمي، قال: على ما أنت ؟ قال: على الأرض، قال: فيم أنت ويحك ؟ قال: في ثيابي، قال: أ تعقل ؟ قال: نعم و أقيد قال: ابن كم أنت ؟ قال: ابن رجل واحد، قال خالد: ما رأيت كاليوم قط ، أسائله عن شيء و ينحو في غيره، قال: ما أجيبك إلاّ عن ما سألت عنه، فاسأل عن ما بدا لك، قال: كم أتى لك ؟ قال: خمسون (6) و ثلاثمائة، قال: أخبرني ما أنتم ؟ قال: عرب استنبطنا و نبط استعربنا، قال: فحرب أنتم أم سلم ؟ قال: بل سلم، قال: فما بال هذه الحصون ؟ قال: بنيناها لنحبس (7) السفيه حتى ينهاه الحليم، قال: و معه سمّ ساعة

ص: 364


1- الخبر بطوله في الجليس الصالح الكافي 445/1 و ما بعدها، و انظر البيان و التبيين 146/2 و المعمرين 47 و آمالي المرتضى 260/1.
2- الجرعة: الأرض ذات الحزونة تشاكل الرمل.
3- القصر الأبيض من قصور الحيرة، ذكر في الفتوح أنه كان بالرقة، قال ياقوت: و أظنه من أبنية الرشيد (معجم البلدان).
4- هو قصر بني بقيلة، بناه عبد المسيح بالحيرة كما في آمالي المرتضى، و لما بناه قال: لقد بنيت للحدثان حصنا لو أنّ المرء تنفعه الحصون طويل الرأس أقعس مشمخرا لأنواع الرياح به حنين
5- الأصل: أبوك، و المثبت عن م و الجليس الصالح و آمالي المرتضى.
6- أماي المرتضى: ستون.
7- الأصل و م: لتحبس، و المثبت عن الجليس الصالح.

يقلبه في يده، فقال له: ما هذا معك ؟ قال: هذا السمّ ، قال: و ما تصنع به ؟ قال: أتيتك فإن رأيت عندك ما يسرّني و أهل بلدي حمدت اللّه، و إن كانت الأخرى، لم أكن أول من ساق إليهم ضيما و بلاء فآكله و أستريح، و إنّما بقي من عمري يسير، فقال: هاته، فوضعه في يد خالد فقال: بسم اللّه، و باللّه ربّ الأرض، و رب السماء الذي لا يضر مع اسمه داء، ثم أكله، فتجلّته غشية، فضرب بذقنه على صدره، ثم عرق، و أفاق فرجع ابن بقيلة إلى قومه، فقال: جئت من عند شيطان أكل سمّ ساعة فلم يضرّه، أخرجوهم عنكم، فصالحوهم على مائة ألف، فقال له خالد: ما أدركت ؟ قال: أدركت سفن البحر ترفأ (1) إلينا في هذا الجرف، و رأيت المرأة من أهل الحيرة تخرج إلى الشام في قرى متواترة ما تزوّد رغيفا، و قد أصبحت خرابا يبابا، و كذلك دأب اللّه في العباد و البلاد، و قال عبد المسيح حين رجع (2):

أبعد المنذرين أرى سواما *** تروّح بالخورنق و السّدير (3)

تحاماها فوارس كلّ حيّ *** مخافة ضيغم عالي الزئير

و بعد فوارس النعمان أرعى *** رياضا بين دورة (4) و الحفير

فصرنا بعد هلك أبي قبيس *** كمثل الشاء في اليوم المطير

تقسّمها القبائل من معدّ *** علانية كأيسار الجزور

و كنّا لا يباح لنا حريم *** فنحن كصرّة النّاب الضجور (5)

كذاك الدّهر دولته سجال *** تصرّف بالمساءة و السّرور

قال القاضي: قول عبد المسيح لخالد لما سأله: ما أنتم ؟ قال: عرب استنبطنا و نبط استعربنا، معناه: إنّا عرب و نبط خالط بعضنا بعضا و جاوره، فأخذ كل فريق منا من خلائق صاحبه و سيرته.

آخر (6) الجزء الثالث و الثلاثين بعد الأربعمائة (7).

ص: 365


1- الأصل:«ترقى» و المثبت عن م و الجليس الصالح. و أرفأت السفينة: إذا أدنيتها من وجه الأرض.
2- الأبيات في الجليس الصالح 447/1 و المعمرين 47 و أمالي المرتضى 262/1 و تاريخ الطبري 362/3 و معجم البلدان 402/2 و 201/3.
3- الخورنق و السدير: قصران كانا بالحيرة.
4- الأصل و م، و في الجليس الصالح:«ذروة» و مثله في معجم البلدان، و عجزه في أمالي المرتضى: مراعي نهر مرة فالحفبر.
5- فى الجليس الصالح: الفخور.
6- ما بين الرقمين ليس في م.
7- ما بين الرقمين ليس في م.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أنا أحمد (1) بن علي بن ثابت الخطيب، أنا أبو منصور محمّد بن علي بن إسحاق الكاتب، أنا أبو بكر أحمد بن بشر بن سعيد الخرقي، أنا أبو روق أحمد بن محمّد بن بكر الهزّاني، نا أبو حاتم سهل بن محمّد بن عثمان السّجستاني، قال:

قالوا: و عاش عبد المسيح بن عمرو بن قيس بن حيان بن بقيلة الغسّاني مائة و خمسين سنة، و أدرك الإسلام فلم يسلم، و كان شريفا في الجاهلية و قال (2):

لقد بنيت للحدثان بيتا (3) *** لو أن المرء تنفعه الحصون

رفيع (4) الرأس أحوى مشمخرا *** لأنواع الرّياح فيه حنين

و قال يذكر من كان معه من ملوك قومه الذين مضوا:

أبعد المنذرين أرى سواما *** تروّح (5) بالخورنق و السّدير

تحاماه فوارس كلّ حيّ *** مخافة أغضف (6) عالي الزئير

و بعد فوارس النّعمان أرعى *** رياضا بين مرّة و الحفير

و صرنا بعد ملك (7) أبي قبيس *** كجرب (8) الشافي يوم مطير

تقسّمها القبائل من معد *** علانية كأيسار الجزور

و كنا لا ترام لنا حريم *** فنحن كصرة الضرع الفجور

نؤدي الخرج بعد خراج بصرى *** و خرج بني قريظة و النّضير

كذاك الدهر دولته سجال *** فيوم من مساءة أو سرور

قالوا: و خرج بقيلة في ثوبين أخضرين، فقال له إنسان: ما أنت إلاّ بقيلة، فسمي بقيلة بذلك، و اسمه ثعلبة بن سنبر (9).

ص: 366


1- الأصل: حمد، تصحيف.
2- البيتان في أمالي المرتضى 262/1 قالهما لما بنى بالحيرة قصره المعروف بقصر بني بقيلة.
3- أمالي المرتضى: حصنا.
4- أمالي المرتضى: طويل الرأس أقعس مشمخرا.
5- الأصل: ما تروح.
6- مرّ: ضيغم، و هما بمعنى.
7- مرّ: هلك.
8- الأصل و م، و مرّ: كمثل الشاء في اليوم المطير.
9- كذا بالأصل و م، و مرّ: سبين.

ذكر من اسمه عبد المطّلب

4405 - عبد المطّلب بن ربيعة

ابن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف الهاشمي (1)

له صحبة.

و روى شيئا يسيرا.

روى عنه: عبد اللّه بن الحارث بن نوفل.

و كان من أهل المدينة، ثم انتقل إلى دمشق فسكنها و مات بها، و كانت داره بزقاق الهاشميين الذي فيه الحمّام المعروف بالحمام الجديد.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي (2)،نا يعقوب، و سعد قالا: نا أبي، عن طلح، عن الزهري، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب أنه أخبره أن عبد المطلّب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب أخبره أنه اجتمع ربيعة بن الحارث و عباس بن عبد المطلّب فقالا:

و اللّه لو بعثنا هذين الغلامين، فقال لي و للفضل ابن عباس، إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فأمرهما

ص: 367


1- انظر أخباره في: الإصابة 430/2 و الاستيعاب 1006 و أسد الغابة 404/3 تهذيب الكمال 22/12 و تهذيب التهذيب 489/3 و الجمع بين رجال الصحيحين 329/1 طبقات ابن سعد 57/4 سير أعلام النبلاء 112/3 و العبر 66/1 و شذرات الذهب 70/1 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80) ص 180 و انظر بحاشيته أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
2- مسند أحمد بن حنبل 165/6 رقم 17527.

على هذه الصدقات، فأدّيا ما يؤدّي الناس، و أصابا ما يصيب الناس من المنفعة، فبينما هما في ذلك جاء علي بن أبي طاب، فقال: ما ذا تريدان ؟ فأخبراه بالذي أرادا، قال: فلا تفعلا، فو اللّه ما هو بفاعل، فقال: لم تصنع هذا؟ فما هذا منك إلاّ نفاسة علينا، لقد صحبت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و نلت صهره، فما نفسنا ذلك عليك، قال: فقال: أنا أبو حسن أرسلوهما، ثم اضطجع، قال:

فلما صلّى الظهر سبقنا إلى الحجرة، فقمنا عندها حتى مرّ بنا فأخذ بأيدينا ثم قال:«أخرجا ما تصرّران» و دخل فدخلنا معه و هو حينئذ في بيت زينب ابنة جحش قال: فكلمناه فقلنا: يا رسول اللّه جئناك لتؤمرنا على هذه الصدقات، فنصيب ما تصيب الناس من المنفعة، و نؤدّي إليك ما يؤدي الناس، قال: فسكت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و رفع رأسه إلى سقف البيت حتى أردنا أن نكلمه، قال: فأشارت إلينا زينب من وراء حجابها كأنها تنهانا عن كلامه، و أقبل فقال:«ألا إنّ الصّدقة لا تنبغي لمحمّد، و لا لآل محمّد، إنّما هي أوساخ الناس، ادعوا إليّ (1) محمية (2) بن الجزء - و كان على العشر، و أبا سفيان بن الحارث» قال: فأتيا فقال لمحمية:«أصدق عنهما من الخمس»[7537].

أخبرناه أعلى من هذا بدرجتين أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا عبيد اللّه بن عمر، نا محمّد بن فضيل، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد اللّه بن الحارث، عن عبد المطّلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب قال:

مشت بنو عبد المطّلب إلى العباس فقالوا: كلّم لنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فليجعل فينا ما يجعل في الناس من هذه السعاية (3) و غيرها، قال: فبينما هم كذلك يأتمرون إذ جاء علي بن أبي طالب، فدعاه العباس فقال: هؤلاء قومك، و بنو عمك اجتمعوا، لو كلّمت لهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أن يجعل لهم السّعاية، فقال علي: إنّ اللّه تعالى أبى لكم يا بني عبد المطّلب أن يطعمكم غسالة أوساخ أيدي الناس، قال: فقال ربيعة بن الحارث: دعوا هذا، فليس عنده خير، و ابعثوا أنتم، فبعث العباس ابنه الفضل، و بعثني أبي ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب، قال: فانطلقنا حتى دخلنا على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال: فأجلسنا عن يمينه و عن شماله، قال: فحصرنا كأشد حصر (4)،

ص: 368


1- في المسند: لي.
2- سقطت من م.
3- سعى سعاية: مشى لأخذ الصدقة.
4- الحصر: ضرب من العي، حصر الرجل حصرا: عيي في منطقه، و لم يقدر على الكلام.

قال: ثم أخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بإذني و إذنه، فقال:«أخرجا ما تصرّران» (1)،فقلنا: يا رسول اللّه، بعثنا إليك عمّك، و اجتمع بنو عمك إليه بنو عبد المطّلب فبعثوا إليك أن تجعل لهم السّعاية، فقال:«إنّ اللّه تعالى أبى لكم يا بني عبد المطّلب أن يطعمكم غسالة أوساخ أيدي الناس، و لكن لكما عندي الحباء و الكرامة، أمّا أنت يا عبد المطّلب فأزوجك فلانة، و أما أنت يا فضل فأزوجك فلانة»، قال: فرجعنا إليهم و هم كذلك، فلما أتيناهم قالوا: ما وراء كما أسعد أو سعيد (2)،قال: فقلنا: قد زوّجنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فادعوا لنا بالبركة، قال: فأخبرناهم بقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال: فوثب عليّ عليه السلام، فقال: أنا أبو الحسن، و تفرقوا[7538].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر - زاد الأنماطي و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا أبو الحسين الأنماطي، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص، نا خليفة بن خياط قال (3):

عبد المطلّب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف، و أمّه أم الحكم بنت الزبير بن عبد المطّلب بن هاشم، مات بالشام في ولاية يزيد بن معاوية.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو بكر بن عبيد بن الفضل - إجازة - نا محمّد بن الحسين، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، أنا مصعب قال (4):

كان عبد المطّلب بن ربيعة بن الحارث رجلا على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فأمر (5) أبا سفيان بن الحارث أن يزوّجه ابنته، ففعل، و لم يزل عبد المطّلب بالمدينة إلى زمن عمر بن الخطّاب، و تحوّل عبد المطّلب بن ربيعة إلى دمشق، فنزلها و مات بها.

أخبرنا (6) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا أحمد بن زهير، نا مصعب قال: كان عبد المطّلب رجلا على عهد النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و لم يزل بالمدينة إلى عهد عمر، ثم تحوّل إلى دمشق.

ص: 369


1- أي ما تجمعانه في صدوركما من الكلام، و كل شيء جمعته فقد صررته.
2- مثل، انظر من قاله و مناسبته في جمهرة الأمثال للعسكري 155/1 و 377 و الفاخر 59 و فضل المقال 176 و المستقصى 69 و مجمع الأمثال للميداني 222/1 و اللسان (سعد).
3- طبقات خليفة ص 31 رقم 14.
4- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 87.
5- يعني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، كما يفهم من عبارة نسب قريش.
6- الخبر التالي و الذي يليه سقطا من م.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال:

و من ولد ربيعة: عبد المطّلب بن ربيعة، و أمّه أم الحكم بنت الزبير بن عبد المطّلب، و كان عبد المطّلب بن ربيعة رجلا على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أبا سفيان بن الحارث أن يزوّجه ابنته فزوجه إيّاها، و هو الذي أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم مع الفضل بن عباس فسألا أن يستعملهما على الصّدقة، و لم يزل عبد المطّلب بالمدينة إلى زمن عمر بن الخطاب، ثم تحوّل إلى دمشق فنزلها، و هلك بها، و أوصى إلى يزيد بن معاوية في خلافة يزيد، و قبل يزيد وصيّته (1).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (2) قال في الطبقة السابعة: عبد المطّلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب بن هاشم، و هو الذي أتى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم مع الفضل بن عباس، فسألاه أن يستعملهما على الصدقة، هلك في زمن يزيد بن معاوية، و إليه أوصى، و كان قد نزل دمشق في زمن عمر، و ابتنى بها دارا.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3).

قال في الطبقة الثامنة: عبد المطّلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، و أمّه أم الحكم بنت الزبير بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، و قد روى عبد المطّلب بن ربيعة عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و كان رجلا على عهده.

قال محمّد بن عمر و علي بن عيسى بن عبد اللّه النوفلي (4):لم يزل عبد المطلّب بن ربيعة بالمدينة إلى زمن عمر بن الخطاب، ثم تحول إلى دمشق فنزلها، و ابتنى بها دارا، و هلك بدمشق في خلافة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، و أوصى إلى يزيد بن معاوية، فقبل وصيّته.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، ثم أخبرني أبو الفضل السّلامي عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أحمد بن علي بن الحسن، أنا أحمد بن

ص: 370


1- راجع نسب قريش للمصعب ص 87 و الإصابة 430/2.
2- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
3- طبقات ابن سعد 57/4 و 58.
4- طبقات ابن سعد 59/4.

عبد اللّه بن عبد الرحيم قال في تسمية من روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم من قريش: عبد المطّلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب، أمّه أم الحكم بنت الزبير بن عبد المطّلب، له ثلاثة أحاديث (1).

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو الفضل أحمد بن الحسن، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد:

و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (2):

عبد المطّلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب الهاشمي له صحبة.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب - إذنا - قالا: أنا أبو القاسم العبدي، أنا أبو علي - إجازة.

ح (3) قال: و أنا أبو طاهر الهمداني، أنا أبو الحسن قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (4):

عبد المطّلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب له صحبة، روى عنه عبد اللّه بن الحارث بن نوفل، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسن بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد قال:

عبد المطّلب - و يقال: المطلب - بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب بن هاشم الهاشمي.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، قال:

عبد المطّلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب روى عنه عبد اللّه بن الحارث.

قال ابن أبي خيثمة عن مصعب الزبيري قال:

ص: 371


1- انظر تهذيب الكمال 22/12.
2- التاريخ الكبير للبخاري 132/2/3.
3- «ح» حرف التحويل سقط من م.
4- الجرح و التعديل 68/6.

كان عبد المطّلب رجلا على عهد النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و لم يزل بالمدينة إلى زمن عمر، ثم تحول إلى دمشق، فمات بها (1).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن زهير التميمي المالكي، أنا أبو الحسن علي بن الخضر السّلمي، نا أبو القاسم عبد الرّحمن بن عمر الشيباني، حدّثني أبو الفوارس أحمد بن محمّد السندي الصابوني - بمصر - قال: سمعت الربيع بن سليمان يقول: سمعت محمّد بن إدريس الشافعي يقول: توفي عبد المطّلب بدمشق، و دفن بها.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني (2)،أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال:

عبد المطّلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب نزل دمشق، و بها داره، سألت عن تاريخ موته بعض ولده فلم يجد له بعد معاوية ذكرا في تلك الأمور.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (3):

و مات أيام يزيد بن معاوية عبد المطّلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب.

ذكر من اسمه عبد مناف

4406 - عبد مناف بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف

أبو طالب

يأتي ذكره في الكنى إن شاء اللّه.

ص: 372


1- راجع ما مرّ عن مصعب الزبيري، و قارن مع نسب قريش ص 87.
2- في م: الكناني، تصحيف.
3- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 251 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80) ص 181

ذكر من اسمه عبدوس

4407 - عبدوس بن ديرويه

أبو محمّد - و يقال: أبو عبد اللّه - الرازي

سكن مصر، و سمع بدمشق هشام بن عمّار، و دحيما، و أحمد بن أبي الحواري، و هشام بن خالد، و الوليد بن عتبة، و بحمص: محمّد بن مصفّى، و بغيرها: علي بن ميمون الرّقّي، و إبراهيم بن المنذر الحزامي، و عبد اللّه بن هانئ بن عبد الرّحمن بن أبي عبلة، و المسيّب بن واضح.

روى عنه: سليمان بن أحمد بن الطّبراني، و أبو جعفر محمّد بن عمرو بن موسى العقيلي، و أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد بن خروف المصري، و عبد اللّه بن جعفر بن محمّد بن الورد، و طلحة بن عبيد اللّه العمري الرّملي، و أبو العباس محمّد بن جعفر بن محمّد بن كامل الحضرمي، و أحمد بن الحسن بن إسحاق الرازي، و أبو الحسين أحمد بن عبد اللّه بن علي الناقد المصري، و أبو مروان عبد الملك بن يحيى بن شاذان المكي.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، و حدّثني أبو مسعود عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا عبدوس بن ديرويه الرّازي، نا الوليد بن عتبة الدمشقي، نا الوليد بن مسلم، نا سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت، قال:

صلى بنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم صلاة يجهر فيها بالقراءة، فالتبست عليه القراءة، فلما انصرف أقبل علينا بوجهه ثم قال:«هل تقرءون خلفي إذا جهرت ؟» فقال بعضنا: إنّا لنصنع ذلك، قال:

«فلا تقرءوا خلفي بشيء من القرآن إذا جهرت إلاّ بأمّ القرآن»[7539].

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو بكر الشامي (1)،أنا أبو الحسن العتيقي، أنا

ص: 373


1- عن م و بالأصل: السامي.

يوسف بن أحمد، أنا أبو جعفر العقيلي (1)،حدّثني عبدوس بن ديرويه (2)،نا هشام بن عمّار، نا رفدة بن قضاعة الغسّاني (3)،نا الأوزاعي، عن عبد اللّه بن عبيد بن عمير الليثي، عن أبيه، عن جده قال:

كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يرفع يديه مع كل تكبيرة.

و قد أوردته في ترجمة رفدة عاليا.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال: نا أبو سعيد بن يونس.

عبدوس بن ديرويه يكنى أبا عبد اللّه.

و قال أبو سعيد مرة أخرى: يكنى أبا محمّد من أهل الري، قدم مصر، و حدّث بها، توفي في مصر في شوال.

و قال أبو سعيد مرة أخرى: في جمادى الأولى سنة تسعين و مائتين.

ذكر من اسمه عبدون

4408 - عبدون بن عبد الملك الثقفي

حكى عنه ابنه عبد الوهاب بن عبدون.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي، حدّثني محمّد بن أحمد بن غزوان، نا أحمد بن المعلى، نا عبد الوهاب بن عبدون بن عبد الملك الثقفي قال: سمعت أبي يقول:

لما لقينا عبد اللّه بن طاهر وقت مجيئه إلى دمشق لبسنا ثياب سواد جدد، و لقيه صدقة بن عثمان المرّي بسواد قد رثت، فقال له صدقة: أيها الأمير من كان من أهل السواد الرث فإنّه كان في منزله قديما، و من كان من أصحاب أبي العميطر فإنّ سواده جديد.

ص: 374


1- أخرجه العقيلي في الضعفاء الكبير 65/2 ضمن أخبار رفدة بن قضاعة الغساني.
2- ورد في الضعفاء الكبير: ديزويه.
3- التاريخ الكبير 343/1/2 و ميزان الاعتدال 53/2.

ذكر من اسمه عبدة

4409 - عبدة بن رياح الغسّاني

4409 - عبدة بن رياح الغسّاني (1)

روى عن أم الدّرداء، و يزيد بن أبي مالك، و عبادة بن نسيّ ، و منيب بن عبد اللّه بن منيب، و عطاء الخراساني، و القاسم بن عبد الرّحمن بن عضاة الأشعري.

روى عنه: الوليد بن مسلم، و ابنه الحارث بن عبدة، و جبلة بن مالك الغسّاني.

و ولي عبدة الجزيرة للوليد بن يزيد، و كانت داره بدمشق بباب البريد، و هي المعروفة بدار الكأس.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا أحمد بن عبد اللّه بن صفوان البصري، نا محمّد بن الحسن اللّخمي، نا إبراهيم بن محمّد بن يوسف المقدسي، نا عمرو بن بكر السكسكي، نا الحارث بن عبدة بن رياح، عن أبيه، عن منيب بن عبد اللّه، عن أبيه قال:

تلا علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (2)قلنا: يا رسول اللّه و ما ذاك الشأن ؟ قال:«أن يغفر ذنبا، و يكشف كربا، و يرفع قوما، و يضع آخرين»[7540].

قال ابن منده: هذا حديث غريب لا يعرف إلاّ بهذا الإسناد من حديث إبراهيم الفريابي، رواه الحسن بن سفيان، عن إبراهيم.

ص: 375


1- في م:«رباح» في كل مواضع الترجمة، و المثبت يوافق ما نص عليه ابن ماكولا في الاكمال. التاريخ الكبير 114/2/3 و فيه:«رباح»، و الجرح و التعديل 89/6 و فيه أيضا: رباح. و تاريخ أبي زرعة 381/1 و الاكمال لابن ماكولا 17/4 و جاء فيه: عبيدة بن رباح الغساني و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 121 - 140 ص 481) و فيه: رباح.
2- سورة الرحمن، الآية:29.

أنبأناه (1)أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحدّاد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو عمرو بن حمدان، أنا الحسن بن سفيان، نا إبراهيم بن محمّد بن يوسف الفريابي، نا عمرو بن بكير، نا الحارث بن عبدة بن رياح الغسّاني، عن أبيه عبدة، عن منيب بن عبد اللّه الأزدي، عن أبيه عبد اللّه قال:

تلا علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم هذه الآية كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ قلنا: يا رسول اللّه و ما ذلك الشأن ؟ قال:«أن يغفر ذنبا، و يفرج كربا، و يرفع قوما و يضع آخرين»[7541].

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو عبد اللّه البخاري، قال (2):

عبدة بن رياح (3)،قال زكريا نا الحكم بن المبارك، نا الوليد بن مسلم، عن عبدة بن رياح (4)،عن عبادة بن نسيّ ، عن عبد الرّحمن بن غنم عن عمر قوله حديثه (5) في الشاميين.

أخبرنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - قالا:

أنا أبو القاسم بن منده، أنا أحمد - إجازة-.

ح (6) قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي قالا: أنا أبو محمّد قال (7):

عبدة بن رياح (8) الغسّاني روى عن يزيد بن أبي مالك، و عبادة بن نسيّ ، روى عنه الوليد بن مسلم، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال (9):

و قال أبو مسهر: و قد رأيت ابن جابر، و عبدة بن رياح (10) الغسّاني جالسين في المسجد.

ص: 376


1- عن م و بالأصل: أنباه.
2- التاريخ الكبير للبخاري 114/2/3.
3- في التاريخ الكبير: رباح، بالباء الموحدة.
4- في التاريخ الكبير: رباح، بالباء الموحدة.
5- في التاريخ الكبير:«حدثنا الشاميين» و كتب محققه: كذا في الأصل و لعل الصواب: حديثه في الشاميين. و اللّه أعلم.
6- «ح» حرف التحويل سقط من م.
7- الجرح و التعديل 89/6.
8- في الجرح و التعديل: رباح، بالباء الموحدة.
9- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 381/1.
10- في تاريخ أبي زرعة الدمشقي: رباح.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر الحافظ قال (1):

و أما رياح بكسر الراء و فتح الياء المعجمة باثنتين من تحتها عبيدة (2) بن رياح الغسّاني، حدّث عن منيب بن عبد اللّه، عن (3) أبيه، قال: تلا علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ الحديث (4) روى عنه ابنه الحارث.

كذا قال (5).

قرأت على أبي محمّد عبد اللّه بن أسد بن عمّار بن السّويدي، عن عبد العزيز الكتاني (6)،أنا علي بن محمّد المقرئ، أنا محمّد بن أحمد السّلمي، نا أحمد بن عمرو بن جابر، نا يزيد بن عبد الصمد، نا أبو مسهر قال: كان له - يعني سعيد بن عبد العزيز - جليس يقال له هشام بن يحيى الغسّاني، فقال له يوما: كان عندنا صاحب شرطة يقال له عبدة بن رياح و كان ظلوما، فجاءته امرأة فقالت إن ابني يعقّني و يظلمني، فأرسل بها في الطريق، فقالوا لها: إن أخذ ابنك ضربه، قتله، قالت: كذا؟ قالوا: نعم، قال: فمرت بكنيسة على بابها شماس، فقالت: خذوا هذا، هذا (7) ابني، فقالوا له: أجب عبدة بن رياح، فلما مثل بين يديه، قالوا له: تضرب أمك و تعقّها؟ قال: ما هي أمي ؟ قال: و تجحدها أيضا؟ خذوه، فضربه ضربا وجيعا، و أرسله، فقالت: إن أرسلته معي ضربني. قال: هاتوه، فأركبها على عنقه، و قال: كرروا عليه النداء، و قالوا: هذا جزاء من يضرب أمه و يعقّها، فمرّ به رجل ممن يعرفه، فقال له: ما هذا؟ فقال: من لم يكن له أم فليمر إلى عبدة (8) بن رياح حتى يجعل له أما.

4410 - عبدة بن عبد الرّحيم بن حسّان

أبو سعيد المروزي (9)

حدّث بمصر، و بدمشق، و حلب عن: سفيان (10)،و إبراهيم بن عيينة، و وكيع بن

ص: 377


1- الاكمال لابن ماكولا 14/4 و 17.
2- كذا بالأصل و م و الاكمال، و هو صاحب الترجمة.
3- ما بين الرقمين ليس في الاكمال.
4- ما بين الرقمين ليس في الاكمال.
5- يعني أنه سماه عبيدة، و قد تقدم: عبدة.
6- في م: الكناني، تصحيف.
7- سقطت من م، و المثبت يوافق عبارة تاريخ الإسلام (حوادث سنة 121-140 ص 482).
8- الأصل و م: عبيدة. و المثبت عن تاريخ الإسلام.
9- انظر أخباره في: تهذيب الكمال 165/12 و تهذيب التهذيب 537/3 و ميزان الاعتدال 685/2 و التاريخ الكبير 115/2/3 و الجرح و التعديل 90/6.
10- هو سفيان بن عيينة، كما يفهم من تهذيب الكمال، و في م: سفيان بن إبراهيم بن عيينة.

الجرّاح، و أبي معاوية الضرير، و النضر (1) بن شميل، و عمرو بن محمّد العنقزي، و محمّد بن شعيب بن شابور، و سلمة بن سليمان، و بقية بن الوليد، و محمّد بن حرب الأبرش، و الفضل بن موسى السّيناني (2)،و ضمرة بن ربيعة، و عبد الرّحمن بن مخلد المحاربي، و عبد اللّه بن نمير، و إبراهيم بن الأشعث، و محمّد بن يوسف الفريابي، و قتيبة بن سعيد.

روى عنه: محمّد بن زبّان بن حبيب المصري، و محمّد بن أحمد بن عمارة، و أبو جعفر أحمد بن محمّد بن أبي عبد الملك، و أبو عبد الرّحمن النسائي (3) في سننه، و أبو زرعة الدمشقي، و عبد الرّحمن بن عبيد (4) اللّه الحلبي، و أبو عبد اللّه أحمد بن عبد الواحد الجوبري، و محمّد بن أبي حرملة القلزمي، و عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، و أبو حاتم الرازي، و موسى بن إسحاق بن موسى الأنصاري، و محمّد بن عبيد اللّه بن الفضيل الحمصي، و عمر بن الحسن بن نصر الحلبي، و محمّد بن معافى الصيداوي.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا محمّد بن زبّان بن حبيب بن زبّان الحضرمي - بمصر - نا عبدة بن عبد الرّحيم المروزي، نا وكيع بن الجرّاح، نا سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن محمّد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن علقمة بن وقّاص الليثي، سمعت عمر بن الخطاب يقول:

إنّما الأعمال بالنيات، و إنّما لامرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى اللّه و رسوله فهجرته إلى اللّه و رسوله، و من كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو امرأة يتزوجها، فهجرته إلى ما هاجر إليه.

أخبرنا أبو العلاء أحمد بن مكي بن حسنويه الحسنوي - قاضي زنجان، بها - نا أبو سهل غانم بن محمّد بن عبد الواحد بن عبيد اللّه (5) الحافظ - إملاء - بأصبهان، نا عبد اللّه بن محمّد بن أحمد الواعظ ، نا محمّد بن أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن عبدة السّليطي، نا عمر بن محمّد بن علي الجوهري، قال: سمعت أحمد بن علي، أنا العباس الجوهري قال:

قال عبدة بن عبد الرّحيم:

ص: 378


1- الأصل: النضير، و المثبت عن م و تهذيب الكمال.
2- في م: الشيباني، تصحيف.
3- في م: الشيباني، تصحيف.
4- في تهذيب الكمال: عبد اللّه.
5- في م: عبد اللّه.

دخلنا بلاد الروم، و كان معنا شاب يقطع نهاره بقراءة القرآن و الصوم، و ليله بالقيام، و كان من أعلم الناس بالفرائض و الفقه، فمررنا بحصن لم نؤمر أن نقف عليه، فمال إلى ناحية الحصن، و نزل عن فرسه يبول، فنظر إلى من ينظر من فوق الحصن، فرأى امرأة فأعجبته فقال لها بالرومية: كيف السبيل إليك ؟ فقالت: هين، تتنضّر فنفتح لك الباب، و أنا لك، ففعل و دخل الحصن، فنزل بكلّ واحد منا من الغمّ ما لو كان ولده من صلبه ما كان أشد عليه، فقضينا غزاتنا فرجعنا، فلم نلبث إلاّ يسيرا حتى خرجنا إلى غزوة أخرى، فمررنا بذلك الحصن، فإذا هو ينظر إلينا مع النصارى، فقلنا: يا فلان ما فعل قرآنك ؟ ما فعل علمك ؟ ما فعل صومك و صلاتك ؟ فقال: أنسيت القرآن كلّه حتى [لا] (1) أحفظ منه إلاّ قوله: رُبَمٰا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كٰانُوا مُسْلِمِينَ ، ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَ يَتَمَتَّعُوا وَ يُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (2).

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (3):

عبدة المروزي (4) أبو سعيد، سمع بقية.

أخبرنا أبو عبد اللّه الأديب - شفاها - و أبو الحسين القاضي - إذنا - قالا: أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح (5) قال: و أنا أبو طاهر، أنا أبو الحسن قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (6):

عبدة بن عبد الرّحيم أبو سعيد المروزي، روى عن الفضل بن موسى، و إبراهيم بن عيينة، و ضمرة، و محمّد بن حرب الأبرش، و النّضر بن شميل، و محمّد بن فضيل، و أبي معاوية الضرير، و المحاربي، و عبد اللّه بن نمير، و عمرو العنقزي، و بقية. روى عنه أبي، و موسى بن إسحاق الأنصاري، سئل أبي عنه فقال: صدوق.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو سعيد عبدة المروزي سمع بقية.

ص: 379


1- سقطت من الأصل، و أضيفت عن م للإيضاح.
2- سورة الرعد، الآية:2.
3- التاريخ الكبير للبخاري 115/2/3.
4- في التاريخ الكبير:«المروي» كذا، و المعروف بالنسبة إلى مرو، مروزي.
5- «ح» حرف التحويل سقط من م.
6- الجرح و التعديل 190/6.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:

أبو سعيد عبدة بن عبد الرّحيم مروزي.

و قال النسائي في موضع آخر: يعني هذا الإسناد مروزي صدوق لا بأس به (1).

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو سعيد عبدة بن عبد الرّحيم المروزي، سمع ابن المبارك، و بقية بن الوليد، كنّاه لنا محمّد، قال: نا محمّد.

أنبأنا أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا أبو القاسم عمي، عن أبيه أبي عبد اللّه بن منده، أنا أبو سعيد بن يونس قال:

عبدة بن عبد الرّحيم بن حسان، يكنى أبا سعيد مروزي، قدم مصر، و حدّث بها، و خرج إلى دمشق، فكانت وفاته بها سنة أربع و أربعين و مائتين (2).

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد الكتاني (3)،أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر، نا محمّد بن أحمد بن عمارة، قال: و توفي عبدة بن عبد الرّحيم المروزي بدمشق في يوم عرفة من سنة أربع و أربعين و مائتين، و دفن بباب الجابية (4).

4411 - عبدة بن عبد القدّوس

روى عن أنس بن أبي الليث.

روى عنه: أصبغ بن عثمان البابلتّي (5) الجزري.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، عن أبي علي الأهوازي، أنا تمّام بن محمّد، و نقلته أنا من خط تمام، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علان الحرّاني الحافظ ، أنا أبو عروبة، نا

ص: 380


1- تهذيب الكمال 166/12.
2- تهذيب الكمال 167/12.
3- في م: الكناني، تصحيف.
4- تهذيب الكمال 167/12.
5- هذه النسبة ضبطت بفتح الباء المنقوطة بواحدة و سكون الباء الثانية و ضم اللام و كسر التاء المنقوطة بنقطتين من فوقها في الآخر مع التشديد هذه النسبة إلى بابلت قرية بالجزيرة بين حران و الرقة (انظر معجم البلدان و الأنساب)

محمّد بن وهب، نا أصبغ بن عثمان البابلتّي، نا عبدة بن عبد القدّوس الدّمشقي، عن أنس بن أبي الليث.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كان في بعض جبال مكة أتاه شيخ، فذكر حديث.

4412 - عبدة بن أبي لبابة

أبو القاسم الأسدي (1)

مولى بني غاضرة حيّ من بني أسد، و يقال: مولى قريش، كوفي.

سكن دمشق.

و روى عن ابن (2) عمر، و أبي وائل شقيق بن سلمة، و زرّ بن حبيش، و سويد بن غفلة، و ورّاد كاتب المغيرة، و سالم بن أبي الجعد، و سعيد بن عبد الرّحمن بن أبزى، و القاسم بن مخيمرة، و أبي سلمة بن عبد الرّحمن، و مجاهد بن جبر، و هلال بن يساف.

روى عنه: حبيب بن أبي ثابت، و الأعمش، و الأوزاعي، و الثوري، و ابن عيينة، و شعبة، و محمّد بن راشد المكحولي، و ابن جريج، و الحسن بن الحرّ، و هو ابن أخت عبدة، و إبراهيم بن يزيد بن ذي حماية الحمصي، و أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي مريم، و عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و إبراهيم بن أبي شيبان، و رجاء بن أبي سلمة، و النعمان بن المنذر، و برد بن سنان.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة، نا أيوب بن سليمان، نا سلمة بن عبد الملك العوصي (3)،نا إبراهيم بن يزيد، عن عبدة بن أبي لبابة الدمشقي، سمعت ابن (4) عمر يقول:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«تابعوا بين الحجّ و العمرة، فوالذي نفسي بيده إنّ متابعتهما تنفي الفقر و الذنوب كما تنفي النار خبث الحديد»[7542].

نسبه إلى دمشق لسكناه بها، و هو من أهل الكوفة، و من عالي حديثه ما.

ص: 381


1- انظر أخباره في: تهذيب الكمال 167/12 و تهذيب التهذيب 538/3 و طبقات ابن سعد 328/6 و التاريخ الكبير 114/2/3 و الجرح و التعديل 99/6 سير أعلام النبلاء 229/5 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 121-140) ص 171.
2- عن م و بالأصل: أبي.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 446/7.
4- عن م و بالأصل: أبي.

أخبرنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن علي بن أبي عثمان (1)،أنا (2) أبو الفرج أحمد بن عثمان بن (3) الفضل بن جعفر المحتوي.

ح (4) و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الفضل بن العالمة، و أبو منصور علي بن علي بن عبيد اللّه بن سكينة.

قالوا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، قالا: أنا أبو القاسم بن حبابة، نا عبد اللّه بن محمّد، نا علي بن الجعد، أنا ابن ثوبان، عن عبدة بن أبي لبابة قال: سمعت شقيق بن سلمة قال:

شهدت عثمان توضّأ ثلاثا ثلاثا، و ذكر أنه أفرد - و قال ابن أبي عثمان: و أفرد - المضمضة من الاستنشاق، ثم قال: هكذا توضّأ النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش، أنا أبو طالب الحربي، نا إبراهيم بن محمّد الحلبي المصّيصي، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا علي بن الجعد، نا عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان، عن عبدة بن أبي لبابة قال: سمعت شقيق بن سلمة قال:

شهدت عثمان بن عفان توضّأ ثلاثا ثلاثا، و أفرد المضمضة و الاستنشاق، ثم قال: هكذا توضأ النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

رواه عاصم بن علي، عن ابن ثوبان، فزاد فيه: عليا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا الحسين بن محمّد بن عبيد، نا أبو بكر محمّد بن يحيى بن سليمان المروزي، أنا أبو عبيدة، حدّثني عاصم بن علي، عن عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان، عن عبدة بن أبي لبابة أنه سمع من يقول و هو شقيق بن سلمة قال: رأيت عليا و عثمان يتوضّأن ثلاثا ثلاثا، و يقولان: هكذا توضّأ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

قال أبو بكر يحيى بن يحيى المروزي: نا عاصم بن علي بإسناده مثله.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني (5)،أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال: في ذكر نفر قدموا الشام في إمارة عبد الملك و ذويه، فذكرهم و فيهم: أبو القاسم عبدة بن أبي لبابة.

ص: 382


1- قارن مع المشيخة 17/ب.
2- ما بين الرقمين سقط من م.
3- ما بين الرقمين سقط من م.
4- «ح» حرف التحويل سقط من م.
5- في م: الكناني، تصحيف.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا يوسف بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل الكوفة: عبدة بن أبي لبابة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، نا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (1).

قال في الطبقة الرابعة من فقهاء أهل الكوفة: عبدة بن أبي لبابة مولى قريش.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال (2):

في الطبقة الثالثة من أهل الكوفة: عبدة بن أبي لبابة مولى قريش.

قال: و نا محمّد بن سعد، أنا عمر بن سعيد، أنا سعيد بن عبد العزيز.

أن عبدة بن أبي لبابة كان يكنى أبا القاسم، و كان مكحول يكنيه بها إذا لقيه.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل: و محمّد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان (3)،[أنا محمد بن سهل] (4) أنا محمّد بن إسماعيل قال (5):

عبدة بن أبي لبابة أبو القاسم الدمشقي مولى لبني غاضرة من أسد، سمع ابن عمر، و القاسم بن مخيمرة، روى عنه الثوري، كنّاه أبو مسهر، نسبه الحزامي، و قال علي عن ابن عيينة: جالست عبدة سنة ثلاث و عشرين و مائة، كان من أهل الكوفة يسكن الشام.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور النهاوندي، نا أبو العباس النهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل، قال: قال شقيق: جالست عبدة سنة ثلاث و عشرين و مائة، و كان من أهل الكوفة، نزل الشام، و كنيته أبو القاسم مولى بني غاضرة من أسد، دمشقي، كنّاه أبو مسهر، نسبه الحزامي.

ص: 383


1- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
2- بهذه الرواية، الخبر في طبقات ابن سعد 328/6.
3- الأصل و م: عمران، تصحيف، و التصويب قياسا إلى سند مماثل.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و أضيف للإيضاح قياسا إلى سند مماثل.
5- التاريخ الكبير 114/2/3.

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح (1) قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (2):

عبدة بن أبي لبابة الدمشقي أبو القاسم مولى لبني غاضرة، و كان من أهل الكوفة، سكن الشام، روى عن ابن عمر، و زرّ بن حبيش، و أبي وائل، و ورّاد كاتب المغيرة، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد: روى عن سويد بن غفلة، و سالم بن أبي الجعد، و سعيد بن عبد الرّحمن بن أبزى، روى عنه شعبة، و ابن عيينة.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو الفضل محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال:

عبدة بن أبي لبابة أبو القاسم الغاضري مولاهم الأسدي الكوفي، سكن دمشق من الشام، سمع مجاهدا و زرّ بن حبيش، و ورّادا، روى عنه فليح، و الأوزاعي، و ابن عيينة في القدر و هجرة النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و آخر التفسير.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن نصر بن بجير، نا علي بن عثمان بن فضيل.

ح (3) و أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني (4)،أنا أبو محمّد العدل، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (5).

قالا: نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز قال: كان عبدة بن أبي لبابة يكنى أبا القاسم - و قال ابن فضيل: بأبي القاسم-.

و روى الميموني عن أحمد بن حنبل قال: عبدة بن أبي لبابة من أهل الكوفة، و لقي ابن عمر بالشام (6).

ص: 384


1- «ح» حرف التحويل سقط من م.
2- الجرح و التعديل 89/6.
3- سقطت من م.
4- في م: الكناني، تصحيف.
5- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 355/1.
6- من طريق أبي الحسن الميموني، تهذيب الكمال 167/12.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن حمدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول:

أبو القاسم عبدة بن أبي لبابة سمع ابن عمر، و القاسم بن مخيمرة، و أبا سلمة، روى عنه الثوري، و الأوزاعي.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:

أبو القاسم عبدة بن أبي لبابة كوفي ثقة، نزل الشام.

قرأنا على أبي الفضل أيضا، عن أبي طاهر الخطيب، أنا هبة (1) بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، أنا أبو بشر الدولابي قال:

أبو القاسم عبدة بن أبي لبابة (2).

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو القاسم عبدة بن أبي لبابة الأسدي الكوفي، سكن دمشق، مولى لبني غاضرة، من أسد كان يسمع، كان يبيع البزّ، سمع ابن عمر، و أبا سلمة بن عبد الرّحمن الزهري، و القاسم بن مخيمرة الهمداني، روى عنه الأوزاعي، و أبو خالد بن جريج، و أبو الحكم الحسن (3) بن الحرّ.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو حامد بن جبلة، نا محمّد بن إسحاق قال: سمعت عبد اللّه بن عمر القرشي قال: سمعت أبا أسامة يقول (4):قال الأوزاعي: لم يقدم علينا من العراق أحد أفضل من عبدة بن أبي لبابة، و الحسن بن الحر، و كانا شريكين جميعا موليين لبني أسد مولى لبني غاضرة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل،

ص: 385


1- في م: هبة اللّه.
2- الكنى و الأسماء للدولابي 84/2.
3- تهذيب التهذيب 261/2 و سير أعلام النبلاء 152/6.
4- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 168/12؛ و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 121-140 ص 171) و سير أعلام النبلاء 229/5.

أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (1)،نا أبو نعيم، نا سفيان، عن عبدة بن أبي لبابة كوفي (2) ثقة، تحوّل إلى الشام، روى عنه حبيب بن أبي ثابت، و الأعمش، و الأوزاعي، و الناس و هو من ثقات أهل الكوفة.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب - إذنا - قالا: أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح (3) و قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (4):

سئل أبي عن عبدة بن أبي لبابة فقال: ثقة.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني (5)،أنا أبو الحسن الرّبعي، و رشأ بن نظيف، قالا: أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد، أنا محمّد بن محمّد بن داود بن عيسى، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش، قال: عبدة بن أبي لبابة كوفي ثقة.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل، أنا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، نا علي بن الجعد، أنا عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان، عن عبدة بن أبي لبابة قال: كنت في سبعين من أصحاب ابن مسعود، قرأت عليهم القرآن (6).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن علي، أنا محمّد بن أحمد، أنا الأحوص بن المفضّل، أنا أبي، نا علي بن الجعد، أنا ابن ثوبان (7)،عن عبدة بن أبي لبابة قال:

كنت في سبعين من أصحاب ابن مسعود، و قرأت عليهم القرآن، ما رأيت منهم اثنين يختلفان يحمدون اللّه على الخير، و يستغفرونه من الذنوب.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم، نا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، نا إبراهيم بن

ص: 386


1- المعرفة و التاريخ 101/3.
2- اللفظة سقطت من المعرفة و التاريخ.
3- سقطت من م.
4- الجرح و التعديل 89/6.
5- في م: الكناني، تصحيف.
6- تاريخ الإسلام (حوادث سنة 121-140 ص 172) و سير أعلام النبلاء 229/5.
7- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 168/12.

محمّد بن الحسن، نا عبد السلام بن عتيق، نا عقبة بن علقمة (1)،قال: سمعت الأوزاعي يقول:

كان عبدة إذا كان في المسجد لم يذكر شيئا من أمر الدنيا.

قال: و نا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني الحسن بن عبد العزيز الجروي، نا أبو حفص التّنّيسي، عن الأوزاعي، قال: رأيت عبدة يطوف بالبيت و هو ضعيف فقلت: لو رفقت بنفسك، فقال: إنّما المؤمن بالتحامل.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم الدّاراني (2)،أنا أبو القاسم نصر بن أحمد الهمداني، أنا أبو بكر الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنا أبو علي الحسن بن محمّد بن الحسن بن القاسم بن درستويه، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل أبو الدحداح، نا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، نا محمّد بن كثير، عن الأوزاعي قال: طفت مع عبدة بالبيت، فقعد فاستراح ساعة ثم قال: قم بنا فإنّما المؤمن بالتحامل.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (3)،نا محمّد بن أبي أسامة، نا ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة قال:

سمعت عبدة بن أبي لبابة يقول: لوددت أن حظي من أهل هذا الزمان: لا يسألوني عن شيء، و لا أسألهم، يتكاثرون [بالمسائل] (4) كما يتكاثر أهل الدراهم بالدراهم.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو بكر أحمد بن يحيى، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، قالوا: أنا أبو الحسن الدّاودي، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حموية، أنا عيسى بن عمر بن العباس، أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن الدّارمي، أخبرني العباس بن سفيان، عن زيد بن حباب (5) أخبرني رجاء بن أبي سلمة قال: سمعت عبدة بن أبي لبابة يقول:

ص: 387


1- من طريقه في تهذيب الكمال 168/12.
2- قارن مع المشيخة 106/ب.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 355/1 و تهذيب الكمال 168/12 و سير أعلام النبلاء 230/5 و تاريخ الإسلام (121-140) ص 172.
4- زيادة عن المصادر السابقة، سقطت من الأصل و م.
5- في م: خباب، تصحيف، ترجمته في تهذيب الكمال 242/6.

قد رضيت من أهل زماني هؤلاء أن لا يسألوني و لا أسألهم، إنّما يقول أحدهم: أ رأيت أ رأيت.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز الصوفي.

ح (1) قال: أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه.

قالا: أنا محمّد بن عوف، أنا محمّد بن موسى، أنا محمّد بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا حفص بن عمر قاضي البلقاء، نا الأوزاعي (2)،حدّثني عبدة بن أبي لبابة قال:

إذا رأيت الرجل لجوجا مماريا محبا (3) برأيه قد تمّت خسارته.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني (4)،أنا أبو محمّد الشاهد، أنا أبو الميمون البجلي، نا أبو زرعة (5)،نا أبو مسهر، نا يحيى بن حمزة، عن سليمان بن داود الخولاني، أنه حدثه - و كان عبدة بن أبي لبابة بعث معه بخمسين و مائة درهم، فأمره أن يفرّقها في فقراء الأنصار - قال: فأتيت الماجشون فسألته عنهم فقال: و اللّه ما أعلم أن فيهم اليوم محتاجا، لقد أغناهم عمر بن عبد العزيز، فزع إليهم حين ولي، فلم يترك فيهم أحدا إلاّ ألحقه (6).

قال أبو زرعة: فدلنا خبر أبي (7) مسهر على تقدم قدوم عبدة دمشق.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان قال (8):

سمعت الحميدي - أظنه ذكره عن سفيان - قال: كان لعبدة شريك يجهّز (9) عليه، و كان يحاسبه كل سنة و يتصدق بربح ما يدخل (10)،فحاسبه سنة و قد حجّ ، فقال لبعض أهل مكة:

اكتب لي أسامي قوم، قال: فكتب له، و تسامع الناس، فكثروا عليه، و انقطع بهم، قال: فرموا

ص: 388


1- «ح» حرف التحويل سقط من م.
2- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 168/12 و سير أعلام النبلاء 229/5 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 121-140) ص 172.
3- في المصادر: معجبا.
4- في م: الكناني، تصحيف.
5- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 502/1.
6- يعني ألحقه بالديوان.
7- عن م و بالأصل: أبو.
8- المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 407/2.
9- الأصل: يجهر، و في م: يجمر، و المثبت عن المعرفة و التاريخ.
10- الأصل و م، و في المعرفة و التاريخ: يزيد.

الدار التي كان يسكنها و رجموه بالحجار و قالوا: دفع إليه مال ليتصدق به، فخان و سرق - هذا أو نحوه-.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي جعفر بن المسلمة، عن أبي الحسن محمّد بن عمر بن حميد بن بهتة (1)،نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي (2)، حدّثني الحسن بن علي، حدّثني حسين الجعفي، قال:

قدم الحسن بن الحرّ، و عبدة بن أبي لبابة، و كانا شريكين و معهما أربعون ألف درهم، قدما في تجارة فوافقار (3) أهل مكة و بهم حاجة شديدة، قال: فقال الحسن بن الحرّ: هل لك في رأي قد رأيته ؟ قال: و ما هو؟ قال: تقرض ربنا عشرة ألف درهم و تقسمها بين المساكين، قال: فأدخلوا مساكين أهل مكة دارا، قال: و أخذوا يخرجون واحدا واحدا فيعطونهم، فقسموا العشرة آلاف و بقي من الناس ناس كثير، قال: هل لك في أن تقرضه عشرة آلاف أخرى ؟ قال: نعم، قال: فقسموها حتى قسموا المال الذي كان معهم أجمع، و تعلّق بهم المساكين و أهل مكة، و قالوا: لصوص بعث معهم أمير المؤمنين بمال يقسمونه فسرقوه، قال:

فاستقرضوا عشرة آلاف فارضوا بها الناس قال: و طلبهم السلطان فاختفوا حتى ذهب أشراف أهل مكة، فأخبروا الوالي عنهم بصلاح و فضل، قال: فخرجوا بالليل و رجعوا إلى الشام.

قال (4):و حدّثنا حسين الجعفي قال: كان عبدة بن أبي لبابة قد عمي و كان يأتي الحسن بن الحر، فكان إذا قام عبدة يتوضّأ أمر الحسن بن الحرّ غلاما يقوده أن يغسل ذراعيه و طيّبه ليضع عبدة يده على ذراعه (5)،فإذا توكأ عليه - يعني توكأ عليه و هو طيّب (6)-.

ص: 389


1- «بن بهتة» سقط من م.
2- من طريق يعقوب بن شيبة السدوسي رواه المزي في تهذيب الكمال 168/12 و في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 121-140 ص 172) من طريق حسين الجعفي، و مختصرا في سير أعلام النبلاء 229/5.
3- تاريخ الإسلام: فوافيا.
4- تهذيب الكمال 169/12.
5- في م و تهذيب الكمال: ذراعيه.
6- ذكر الذهبي أنه مات في حدود سنة سبع و عشرين و مائة (تاريخ الإسلام و سير أعلام النبلاء).

4413 - عبد بن أحمد بن محمّد بن عبد اللّه

ابن محمّد بن عفير (1) بن عمران بن خليفة بن إبراهيم

ابن قتيبة بن قيس بن عامر بن قيس

أبو ذرّ الأنصاري الهروي الحافظ (2)

سمع أبا عبد اللّه شيبان بن محمّد بن عبد اللّه بن شيبان، و أبا بكر هلال بن محمّد، و علي بن وصيف القطان، و عبد اللّه بن أحمد و أبا بكر محمّد بن داسة بالبصرة، و بدمشق عبد الوهاب الكلابي، و أبا بكر بن أبي الحديد، و أبا أحمد عبد اللّه بن بكر الطّبراني بالأكواخ، و أبا إسحاق إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم المستملي البلخي، و أبا محمّد عبد اللّه بن أحمد بن حموية السّرخسي، و أبا الهيثم محمد بن المكي الكشميهني، و القاضي أبا سعيد الخليل بن أحمد بن محمد السجزي، و أبا الحسن علي بن الحسن بن أحمد البلخي، و بشر بن موسى المري، و أبا الفضل محمّد بن عبد اللّه بن خميرويه الهروي، و زاهر بن أحمد (3) الفقيه السرخسي، و العباس بن الفضل بن زكريا البغدادي، و أبا الفضل عبيد اللّه بن عبد الرّحمن الزهري، و أبا الحسن الدارقطني، و أبا بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان، و أبا حفص بن شاهين، و أبا القاسم بن حبابة، و أبا عمر (4) بن حيّوية، و يوسف بن عمر القوّاس، و أبا الحسن أحمد بن محمّد بن الصّلت، و جعفر بن عبد الرّزّاق بن عبد الوهاب، و أبا إسحاق إبراهيم بن محمّد بن أحمد بن عثمان الدّينوري - بمكة - و محمّد بن عبد اللّه بن الحسين، و محمّد بن جعفر النّحوي.

و سكن مكة مجاورا بها.

حدّث عنه: ابنه أبو مكتوم، و علي بن محمّد بن أبي الهول، و أبو عمران موسى بن علي الصّقليّ (5)،و أبو محمّد عبد اللّه بن الحسن بن عمر بن رداد التّنّيسي، و أبو محمّد

ص: 390


1- كذا بالأصل و م و ترتيب المدارك، و في سير أعلام النبلاء و تبصير المنتبه 1047/3 غفير، بالغين المعجمة.
2- انظر أخباره في: تاريخ بغداد 141/11 تذكرة الحفاظ 1103/3 و البداية و النهاية بتحقيقنا (الجزء 12، سنة 434)، و الكامل لابن الأثير (بتحقيقنا حوادث سنة 434)، المنتظم 115/8 ترتيب المدارك 696/4 النجوم الزاهرة 36/5 نفح الطيب 70/2 سير أعلام النبلاء 555/17 و العبر 180/3 و شذرات الذهب 254/3.
3- الأصل: محمد، تصحيف، و الصواب عن م، ترجمته في سير أعلام النبلاء 476/16.
4- في م:«و أبو عمرو».
5- ضبطت بفتح الصاد المهملة و القاف عن الأنساب، نسبة إلى صقلية.

عبد اللّه بن الحسن بن عبد اللّه بن المستملي الصّقلي، و أبو الحسن علي بن بكّار بن أحمد بن بكّار الصّوري، و أبو منصور أحمد بن محمّد بن عمر القزويني المقرئ، و أبو الحسن علي بن عبد الغالب بن الضّرّاب البغدادي و غيرهم.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن بركات بن محمّد المقدسي الدّهّان - بدمشق - أنا أبو محمّد عبد اللّه بن الحسن بن عمر بن رداد المقرئ التّنّيسي، قدم علينا القدس، نا الشيخ الحافظ أبو ذر عبد بن أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن غفير (1) الهروي - بمكة - نا أبو عبد اللّه شيبان بن محمّد بن عبد اللّه بن شيبان بن سيف الضّبعي - قراءة عليه بالبصرة - نا أبو خليفة، نا أبو الوليد، عن حمّاد بن سلمة، عن زياد الأعلم، عن الحسن عن (2) أبي بكرة.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم كبّر في صلاة الفجر ثم أومأ إليهم، ثم انطلق و اغتسل، فجاء و رأسه يقطر، فصلّى بهم.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني (3)،حدّثني أبو النجيب الأرموي قال:

سألت أبا ذرّ عن مولده فقال: سنة خمس أو ست و خمسين، و سمعت الحديث من ابن خميرويه، و دخلت على أبي حاتم بن أبي الفضل بن إسحاق قبل ذلك، و كان عنده حديث سعيد بن منصور الذي رواه البخاري عن ختّ عنه و سمعته يملي يقول: نا الحسين بن إدريس (4).

ذكر لي أبو محمّد بن الأكفاني.

أن أبا ذرّ قدم دمشق و سمع بها من عبد الوهاب الكلابي:«الموطّأ»، و رواه عنه، و قد وجدت أنا سماعه على بعض أصول عبد الوهاب، و أبي بكر بن أبي الحديد.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس الفقيه، و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (5):

عبد بن أحمد بن محمّد أبو ذرّ الهروي، سافر الكثير، و حدّث ببغداد عن أبي الفضل بن

ص: 391


1- كذا بالأصل و م هنا، و مرّ أول الترجمة: عفير، بالعين المهملة، و ضبطت عن التبصير.
2- في م: بن.
3- في م: الكناني، تصحيف.
4- سير أعلام النبلاء 557/17.
5- تاريخ بغداد 141/11.

خميرويه الهروي، و أبي منصور النّضروي، و بشر بن محمّد المزني، و طبقتهم و كنت لمّا حدث غائبا، خرج أبو ذرّ إلى مكة فسكنها مدة ثم تزوّج في العرب، و أقام بالسّروان (1)،و كان يحجّ في كلّ عام، و يقيم بمكة أيام الموسم، و يحدّث ثم يرجع إلى أهله، و كتب إلينا من مكة بالإجازة بجميع حديثه، و كان ثقة ضابطا ديّنا فاضلا، و كان يذكر أن مولده في سنة خمس - أو ست - و خمسين و ثلاثمائة - يشك في ذلك-.

و مات بمكة لخمس خلون من ذي القعدة سنة أربع و ثلاثين و أربعمائة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر الحافظ ، قال (2):

أبو ذرّ عبد بن أحمد الهروي، كتب الكثير، و سمع، و سافر الشام و العراق، و خوزستان و غيرهما، و أقام بمكة إلى أن مات، و كان من الأعيان، و سمع ابن خميرويه، و جامع البخاري، و حدّث.

سمعت أبا الحسن علي بن سليمان المرادي الحافظ بنيسابور يقول: سمعت أبا علي الحسن بن علي الأنصاري البطليوسي و قد لقيته و لم أسمعها منه قال: سمعت أبا علي الحسن بن إبراهيم بن بقي (3) الجذامي المالقي (4) يقول: سمعت بعض الشيوخ يقول (5):

قيل لأبي ذرّ الهروي أنت من هراة فمن أين تمذهبت لمالك و الأشعري ؟ فقال: سبب ذاك أني قدمت بغداد أطلب الحديث، فلزمت الدارقطني فلما كان في بعض الأيام كنت معه فاجتاز به القاضي أبو بكر بن الطّيّب، فأظهر الدارقطني من إكرامه ما تعجبت منه، فلما فارقه قلت له: أيها الشيخ الإمام من هذا الذي أظهرت من إكرامه ما رأيت ؟ فقال: أ و ما تعرفه ؟ قلت: لا، فقال: هذا سيف السنة أبو بكر الأشعري، فلزمت القاضي منذ ذلك، و اقتديت به في مذهبه.

حدّثني أبو بكر يحيى بن إبراهيم بن أحمد السّلماسي، عن أبي محمّد رزق اللّه بن عبد الوهاب التميمي، قال: سمعت أبا ذرّ الهروي يقول:

ص: 392


1- الأصل و م و المختصر 299/15 بالسروات، و المثبت عن تاريخ بغداد، و في معجم البلدان: كأنه تثنية سراة بفتح ثانيه: محلتان من محاضر سلمى أحد جبلي طيء.
2- الاكمال لابن ماكولا 334/3.
3- بالأصل «تقي» و اللفظة غير واضحة في م لسوء التصوير و المثبت عن سير أعلام النبلاء و تذكرة الحفاظ .
4- المالقي نسبة إلى مالقة بلدة من بلاد الأندلس بالمغرب (الأنساب).
5- الخبر مختصرا في سير أعلام النبلاء 559/17 و تذكرة الحفاظ 1105/3.

كنت أحج على قدميّ حجّات، فنفذ زادي مرة، و ضعفت فاستقرضت من إنسان، فأعطاني كفا فما كفاني، و مضى بعد ذلك عليّ يومان، فآيست من نفسي، و استسلمت للموت فإذا بسواد قد لاح لي مقبلا إليّ ، فحدّقت النظر نحوه، و إذا أنا بامرأتين على ناقتين و قد مدّتا أيديهما، بيد كل واحدة منهما قعب فيه لبن، فأخذت أحدهما و شربت فبكت الأخرى فقلت لها: ما لك تبكين ؟ فقالت: تسابقنا إلى البرّ فسبقتني، فقلت لها: أعطني (1) فإنّي أشرب أيضا، فما شبعت فقالت: هيهات و من لي بريّ عظامك ؟.

قال لنا أبو محمّد بن الأكفاني:

توفي أبو ذرّ عبد بن أحمد بن محمّد الهروي الحافظ رحمه اللّه بمكة لخمس خلون من ذي القعدة سنة أربع و ثلاثين و أربعمائة، و كان يذكر أن مولده سنة خمس أو ست و خمسين و ثلاثمائة، شك في ذلك.

كذا ذكر شيخنا الإمام الحافظ أبو بكر الخطيب رحمه اللّه، و كذا رأيته بخط أبي عبد اللّه الحميدي رحمه اللّه، و كان أحد الحفّاظ الأثبات، و كان على مذهب مالك بن أنس رحمة اللّه عليه، في الفروع و مذهب أبي الحسن في الأصول.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثني الشيخ أبو علي الحسين بن أحمد بن أبي حريصة، قال: بلغني أن أبا ذرّ عبد بن أحمد الهروي الحافظ - رحمه اللّه - توفي في شهور سنة أربع و ثلاثين و أربعمائة، و كان مقيما بمكة، و بها مات، و كان على مذهب مالك، و على مذهب أبي الحسن الأشعري (2).

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد الجرباذقاني (3)-بهراة - أنا أبو إسماعيل عبد اللّه بن محمّد الأنصاري الواعظ ، قال: سمعت أبا القاسم عبد الكريم بن ميتاس الحرار الصوفي البوسنجي يقول:

تركت أبا ذرّ حيا بمكة، و خرجت إلى فارس فنعي إلينا، مات سنة أربع و ثلاثين هو و الفقيه الشهرزوري في عام.

ص: 393


1- بالأصل و م: اعطيني.
2- تبيين كذب المفتري ص 255 و سير أعلام النبلاء 557/17.
3- هذه النسبة بفتح الجيم و سكون الراء و الباء الموحدة المفتوحة بعدها ألف و سكون الذال المعجمة و القاف المفتوحة و في آخرها نون هذه النسبة إلى بلدتين (انظر الأنساب و معجم البلدان).

قال الأنصاري (1):هو عبد بن أحمد بن محمّد السماك الحافظ ، صدوق، تكلموا في رأيه، سمعت منه حديثا واحدا عن شيبان بن محمّد الضبعي بالبصرة، عن أبي خليفة، عن علي بن المديني حديث جابر بطوله في الحج (2)،قال لي: اقرأه عليّ حتى تعتاد قراءة الحديث، و هو أول حديث قرأته على شيخ و ناولته الجزء، فقال: لست على وضوء فضعه.

و سمعت ابن أبي أسامة يقول: أبو ذرّ أول من أدخل مذهب الأشعري الحرم.

أخبرنا أبو نصر إبراهيم بن الفضل بن إبراهيم البئّار، أنا الحاكم أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد الكتبي، قال:

ورد الخبر بوفاة أبي ذرّ عبد بن أحمد السّماك الهروي بمكة في ذي القعدة سنة أربع و ثلاثين و أربعمائة.

4414 - عبد بن زهرة الهذلي

4414 - عبد بن زهرة الهذلي (3)

قدم غازيا في زمان معاوية.

و ذكر قدومه في ترجمة أبي العيال الهذلي.

ص: 394


1- الخبر من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 556/17-557 و تذكرة الحفاظ 1106/3-1107
2- أخرجه بطوله مسلم في صحيحه - كتاب الحج - باب حجة النبي صلّى اللّه عليه و سلّم (رقم 1218).
3- رسمها مضطرب بالأصل و تقرأ:«المقدلي» و المثبت عن م.

ذكر من اسمه عبيد اللّه

4415 - عبيد اللّه بن أحمد بن الحسن بن يعقوب

أبو الفرج بن السخت المقرئ الرّقّي البزار

حدّث بدمشق عن أبي الحسن علي بن إبراهيم بن طيّب المستملي، و أبي محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن ذكوان القاضي، و أبي الطيب عبد المنعم بن عبيد اللّه بن غلبون، و عبد الباقي بن قانع، و أبي بكر الشافعي، و جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي، و أبي بكر أحمد بن سلمان النّجّاد، و أبي بكر محمّد بن الحسن النقاش، و محمّد بن إبراهيم بن مروان الدمشقي.

روى عنه: أبو بكر محمّد بن الحرمي بن الحسين المقرئ، و أبو الحسين عبد الوهاب بن جعفر بن الميداني، و أبو علي الحسن بن علي الأهوازي، و علي بن محمّد الحنّائي.

أنبأنا أبو محمّد بن صابر، أنا عبد اللّه بن عبد الرزاق بن عبد اللّه.

و قرأت على أبي القاسم الخضر بن عبدان، عن أبي عبد اللّه محمّد بن علي بن أحمد الفراء، قالا: أنا أبو بكر محمّد بن الحرمي بن الحسين البغوي (1) في الجامع، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن السّخت الرّقّي، نا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن طيف (2) المعروف بالمستملي، نا محمّد بن إسحاق بن إبراهيم أبو العباس، نا إسحاق بن راهويه، نا إسماعيل بن عليّة، عن حميد، عن أنس قال:

ص: 395


1- كذا بالأصل و رسمها في م:«البصرى».
2- كذا بالأصل هنا، و اللفظة غير واضحة في م بسبب سوء التصوير، و قد مرّ فيهما: طيب. انظر الأنساب (المستملي).

لا يجتمع حب هؤلاء الأربعة إلاّ في قلب مؤمن، و قد اجتمع حبّهم في قلبي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، قال: وجدت على ظهر كتاب تمام بن محمّد: توفي أبو الفرج بن سخت الرّقّي، و هو عبيد اللّه بن أحمد بن الحسن الجبلي في سنة أربعمائة.

4416 - عبيد اللّه بن أحمد بن سليمان بن يزيد

المعروف بابن الصنام

أبو محمّد القرشي الرّملي

قدم دمشق و حدّث بها سنة خمس و تسعين و مائتين عن: الحسين بن عبد الرّحمن الاحتياطي (1)،و إبراهيم بن هانئ النيسابوري، و أحمد بن محمّد بن ماهان، و عبد الرّحمن بن الحارث جحدرة، و إسحاق بن سويد الرملي، و هارون بن إسحاق الهمداني، و عبيد اللّه بن سعد الزهري، و عبد اللّه بن نصر الأصم، و عيسى بن خالد بن نافع بن أخي أبي اليمان، و جعفر بن محمّد القلانسي، و عبد اللّه بن هاني بن عبد الرّحمن، و محمّد بن آدم المصّيصي، و أبي عمرو عبد اللّه بن هارون المقدسي، و أبي عمير عيسى ابن محمّد النحاس، و محمّد بن عبد اللّه بن يزيد المقرئ المكي، و عمر بن شبّة، و محمّد بن سعيد بن غالب، و أحمد بن عبد العزيز النابلسي، و إبراهيم بن حمزة بن أبي يحيى البزّار الرملي، و يحيى بن بشير، و أبي عمرو عثمان بن يحيى الصياد القرقساني، و عصام بن روّاد، و إسحاق بن إسماعيل الأيلي، و عمّار بن خالد الواسطي، و عباس بن يزيد البحراني (2)، و إبراهيم بن سعيد الجوهري.

روى عنه: أبو الحسين إبراهيم بن أحمد بن الحسن بن علي حسنون الأزدي، و أبو علي بن آدم الفزاري، و الفضل بن جعفر المؤذن، و أبو عمر بن فضالة، و أبو علي بن أبي الزّمزام، و جمح بن القاسم، و أبو الحارث أحمد بن محمّد بن عمارة الليثي، و أبو علي بن شعيب، و سليمان الطّبراني، و أبو الطيب محمّد بن حميد بن سليمان بن الحوراني (3).

ص: 396


1- رسمها غير واضح بالأصل و م، و التصويب عن الأنساب، و سماه السمعاني: الحسن، و نقل عن الخطيب قوله: روى عنه غير واحد و سماه الحسين.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 485/9.
3- الأصل:«الحواري» و في م:«الحوارني» كلاهما تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 432/15.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو بكر محمّد بن رزق اللّه بن عبيد اللّه بن أبي عمرو الأسود المقرئ، نا أبو علي محمّد بن محمّد بن عبد الحميد بن آدم الفزاري، نا عبيد اللّه بن أحمد بن الصنام الرّملي، قدم علينا، نا إدريس بن أبي الرّباب، و أبو أحمد الخشّاب، قالا: نا مؤمل بن إسماعيل، نا مبارك بن فضالة، نا عبد ربه بن سعيد، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«أحبّكم و أقربكم منّي مجلسا في الجنّة أحاسنكم أخلاقا، و أبغضكم إليّ الثرثار و المتشدّقون المتفيهقون»، قلنا: يا رسول اللّه قد عرفنا الثرثارين و المتشدقين، فما المتفيهقون ؟ قال:«المستكبرون»[7543].

أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن، و أبو طاهر محمّد بن الحسين.

ح و أخبرنا أبو طاهر الشامي عنهما قالا: أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد السلام بن سعدان (1)،أنا أبو عمر محمّد بن موسى بن فضالة، نا عبيد اللّه بن أحمد بن الصنام، نا الحسن بن عرفة، نا قدامة بن شهاب المازني، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن وبرة (2)،عن ابن عمر قال:

سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عن أطيب الكسب فقال:«عمل الرّجل بيده، و كلّ بيع مبرور»[7544].

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد الصوفي، أنا مكي المؤدب، أنا أبو سليمان بن زبر قال: و فيها - يعني سنة تسع و تسعين و مائتين - مات أبو محمّد عبيد اللّه (3) بن الصنام الرملي بدمشق.

4417 - عبيد اللّه بن أحمد بن عبد اللّه بن عمرو بن عبد اللّه بن صفوان

أبو محمّد النّصري

روى عن: جده لأمه أبي زرعة بن عمرو النّصري.

ص: 397


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 365/17.
2- هو وبرة بن عبد الرحمن، أبو خزيمة (تهذيب الكمال 369/19).
3- عن م و بالأصل: عبيد.

روى عنه: عبد الوهاب الكلابي، و أبو الحسين الرازي، و أبو علي محمّد بن جعفر بن أبي كريمة الصّيداوي.

أنبأنا أبو القاسم النّسيب، عن أبي القاسم بن الفرات، أنا عبد الوهاب الكلابي، نا أبو محمّد عبيد اللّه بن أحمد بن عبد اللّه بن عمرو بن عبد اللّه بن صفوان النّصري، حدّثني جدي أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو بكتاب الطبقات تصنيفه كذا وجدته في نسخة بخط تمّام مكتوبة عن عبد الوهاب و قد ضبب تمّام على عبيد اللّه بن عمرو، و على جدي، و لا معين له، فإنّ أبا زرعة جده لأمه.

قرأت بخط نجا بن أحمد فيما ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق في الدفعة الثانية:

أبو محمّد عبيد اللّه بن أحمد بن عبد اللّه بن عمرو بن (1) عبد اللّه بن عمرو (2) بن صفوان بن عمرو النّصري، و هو ابن ابنة أبي زرعة عبد الرّحمن، و أبوه ابن أخي أبي زرعة أيضا، و هم أهل بيت علم، مات في المحرم سنة اثنتين و ثلاثين و ثلاثمائة.

4418 - عبيد اللّه بن أحمد بن عبد الأعلى بن محمّد بن مروان

أبو القاسم الرّقّي الفقيه

المعروف بابن الحرّاني (3)

حدّث بدمشق، و ببغداد عن: أبي نصر محمّد بن أحمد بن محمّد بن موسى الملاحمي (4)،و أبي الحسين عبد اللّه بن القاسم بن سهل الصّوّاف (5) الفقيه الموصلي، و نصر بن أحمد بن الخليل بن المرجي.

روى عنه أبو بكر الخطيب، و عبد العزيز الكتاني (6).

أخبرنا أبو منصور بن زريق الشيباني، أنا أبو الحسن علي بن الحسن، نا أبو بكر الخطيب (7)،أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن الحرّاني، نا نصر بن أحمد بن الخليل

ص: 398


1- ما بين الرقمين سقط من م.
2- ما بين الرقمين سقط من م.
3- ترجمته في الأنساب (الرقي)، و اللباب (الرقي)، و تاريخ بغداد 387/10. و هو حرّاني الأصل رقي المولد.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 86/17.
5- كذا بالأصل و م و تاريخ بغداد، و في الأنساب و اللباب:«الصواب».
6- في م: الكناني، تصحيف.
7- تاريخ بغداد 387/10.

المرجي بالموصل، نا إبراهيم بن محمّد بن عرعرة، نا أحوص أبو الجوّاب (1)،نا أسباط بن نصر، عن السّدّي، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«لا يفتك مؤمن، الإيمان قيد الفتك»[7545].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني (2)،أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن عبد الأعلى الفقيه، نا أبو نصر محمّد بن أحمد بن موسى الملاحمي البخاري، نا أبو إسحاق محمّد بن إسحاق بن محمود بن مصعب بن مالك بن عبد اللّه بن نافع بن كرز بن علقمة الخزاعي صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، نا أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل البخاري، نا إسماعيل بن أبي أويس، حدّثني عبد الرّحمن بن أبي الزّناد، عن موسى بن عقبة، عن عبد اللّه بن الفضل الهاشمي، عن عبد الرّحمن بن هرمز الأعرج، عن عبيد اللّه بن أبي رافع، عن علي بن أبي طالب.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كان يرفع يديه إذا كبّر في الصلاة حذو منكبيه، و إذا أراد أن يركع (3)، و إذا رفع رأسه من الركوع، و إذا قام من الركعة فعل مثل ذلك.

أخبرناه عاليا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن حسنون النّرسي، أنا أبو نصر الحازمي، فذكره.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، و أبو الحسن بن سعيد قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (4):

عبيد اللّه بن أحمد بن عبد الأعلى بن محمّد بن مروان أبو القاسم الرّقي، و يعرف بابن الحرّاني، سمع بالموصل من نصر بن أحمد بن الخليل الفقيه، و عبد اللّه بن القاسم بن سهل الصّوّاف، و قدم بغداد فدرس فقه الشافعي على أبي حامد الأسفرايني، و سمع من موسى بن عيسى السّرّاج، و الحسين بن أحمد بن محمّد الزنجاني (5)،و أبي (6) القاسم بن حبابة، و محمّد بن الحسن (7) بن عبدان الصّيرفي (8)،و أبي حفص الكتّاني (9)،و أبي طاهر

ص: 399


1- هو أحوص بن جواب، أبو الجواب الكوفي (تهذيب الكمال 482/1).
2- في م: الكناني، تصحيف.
3- في م: يرفع، تصحيف.
4- تاريخ بغداد 387/10.
5- كذا بالأصل و م، و في تاريخ بغداد: الريحاني.
6- بالأصل «و أبو» و التصويب عن م و تاريخ بغداد.
7- كذا بالأصل و م و في تاريخ بغداد: الحسين.
8- سقطت من تاريخ بغداد.
9- في م: الكناني، تصحيف، و هو أبو حفص عمر بن إبراهيم الكتاني.

المخلّص، و أبي نصر الملاحمي.

كتبت عنه ببغداد في سنة ست و عشرين و أربعمائة، و كان ثقة، سألته عن مولده فقال:

في ربيع سنة أربع و ستين و ثلاثمائة، قال: و كان دخولي بغداد في سنة ست و ثمانين، و بلغني أنه مات بالرّحبة سنة ثلاث و أربعين و أربعمائة، و كان قد سكن الرحبة.

4419 - عبيد اللّه بن أحمد بن محمّد بن سعيد بن أبي مريم

أبو محمّد بن فطيس (1) القرشي المستملي

سمع أباه أحمد، و أبا الحسن بن جوصا، و زكريا بن أحمد البلخي، و محمّد بن بكّار السّكسكي، و مكحولا، و خيثمة، و الأذرعي، و أبوي علي: ابن شعيب، و ابن أبي نصر، و أبا عبد اللّه محمّد بن يوسف الهروي، و أبا بكر بن أبي دجانة، و الخرائطي، و أبا هاشم المؤدب.

روى عنه: ابنه سعيد، و مكي بن محمّد بن الغمر، و عبد الوهاب بن الجبّان.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا أبو الحسن مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو محمّد عبيد اللّه بن أحمد بن محمّد بن سعيد بن فطيس (2)المستملي، نا أحمد بن عمير بن يوسف، نا أبو تقي هشام بن عبد الملك، نا بقية بن الوليد، حدّثني ورقاء و ابن ثوبان عن عمرو بن دينار، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«إذا أقيمت الصّلاة فلا صلاة إلاّ المكتوبة»[7546].

4420 - عبيد اللّه بن أحمد بن محمّد

أبو القاسم الحلبي السّرّاج الفقيه

قدم دمشق سنة ثمان و ستين و ثلاثمائة.

و حدّث بها عن عبد الرّحمن بن عبيد اللّه الحلبي، و عمر بن إسحاق بن أبي حمّاد الجرمي، و أبي محمّد عبد اللّه بن علي بن الأخيل، و أبي بكر أحمد بن جعفر البغدادي.

روى عنه: أبو القاسم تمّام بن محمّد، و أبو الحسين الميداني، و أبو الحسن بن السّمسار، و مكي بن محمّد بن الغمر، و أبو الحسن علي بن الحسن الرّبعي، و أبو نصر بن الجبّان (3)،و أحمد بن الحسن بن الطّيّان.

ص: 400


1- في م: قطيش.
2- في م: قطيش.
3- في م: الحبان، تصحيف.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني (1)،أنا أبو الحسن بن السّمسار، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن محمّد السّرّاج الحلبي، قدم علينا، نا عبد الرّحمن بن عبيد اللّه بن أخي الإمام (2) بحلب، نا أحمد بن حرب، نا زيد بن الحباب، نا موسى بن عبيدة، حدّثني إبراهيم بن عبد اللّه بن حنين (3)،عن أبيه، عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«مثل الذي لا يتمّ صلاته كمثل حبلى حملت، فلما دنا نفاسها أسقطت، فلا هي ذات حمل، و لا هي ذات ولاد، يا علي، مثل المصلّي كالتاجر لا يخلص له ربحه حتى يأخذ رأس ماله، كذلك المصلي لا تقبل له نافلة حتى يؤدي الفريضة»[7547].

4421 - عبيد اللّه بن أبان بن معاوية

ابن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي

كان مع أبيه أبان حين قتلته المسودة بناحية المشرق، فأفلت عبيد اللّه و لحق بالأندلس، و كان له عقب بها، و قتله عمه عبد الرّحمن بن معاوية المعروف بالداخل (4).

4422 - عبيد اللّه بن إبراهيم بن أحمد بن محمّد

[أبو محمد النجار المعروف بابن كبيبة] (5)

هكذا وجدت اسمه بخطه، و يسمى أيضا عبد القادر، و كان يسمع له على الأجزاء، و يكتب له: عبيد.

سمع: أبا محمّد بن أبي نصر، و تمّام بن محمّد، و أبا عبد اللّه بن أبي كامل، و أبا مسلم محمّد بن علي بن طلحة الأصبهاني - ببيت المقدس - و أبا بكر محمّد بن عبد الرّحمن القطان.

روى عنه: أبو بكر الخطيب، و سهل بن بشر: الأسفرايني، و ابنه صاعد بن سهل، و حدّثنا عنه أبو محمّد بن الأكفاني، و أبو القاسم بن السّمرقندي، و طاهر بن سهل بن بشر.

ص: 401


1- في م: الكناني، تصحيف.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 307/14.
3- تهذيب الكمال 374/1.
4- انظر خبره في جمهرة ابن حزم ص 94، و انظر نسب قريش للمصعب ص 168.
5- ما بين معكوفتين كان موضعه بالأصل و م في السطر التالي بعد كلمة: عبيد، قدمنا الكنية إلى موضعها هنا. و كبيبة بموحدة مصغر، تبصير المنتبه 1185/3 و انظر الاكمال 124/7.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد عبيد بن إبراهيم بن كبيبة النّجار الدمشقي - بها - في جمادى الأولى سنة إحدى و ستين و أربعمائة، أنا أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن بن عبيد اللّه بن يحيى القطان، نا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة القرشي، نا محمّد بن عوف بن سفيان الطائي - بحمص - نا عثمان بن سعيد، نا محمّد بن مهاجر، عن الزّبيدي، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة.

قالت: رحم اللّه لبيدا إذ يقول (1):

ذهب الذين يعاش في أكنافهم *** و بقيت في خلف كجلد الأجرب

فقالت عائشة: رحم اللّه لبيدا كيف لو أدرك زماننا هذا، قال عروة: رحم اللّه عائشة كيف لو أدركت زماننا هذا، قال الزهري: رحم اللّه عروة كيف لو أدرك زماننا هذا، قال الزّبيدي:

رحم اللّه الزهري كيف لو أدرك زماننا هذا، قال محمّد بن مهاجر: رحم اللّه الزّبيدي كيف لو أدرك زماننا هذا، قال عثمان بن سعيد: رحم اللّه محمّد بن مهاجر كيف لو أدرك زماننا هذا، قال محمّد بن عوف: رحم اللّه عثمان بن سعيد كيف لو أدرك زماننا هذا، قال خيثمة: رحم اللّه محمّد بن عوف كيف لو أدرك زماننا هذا، قال محمّد بن عبد الرّحمن: رحم اللّه خيثمة كيف لو أدرك زماننا هذا، قال أبو محمّد بن كبيبة: رحم اللّه محمّد بن عبد الرّحمن كيف لو أدرك زماننا هذا، قال أبو القاسم بن السّمرقندي: رحم اللّه ابن كبيبة كيف لو أدرك زماننا هذا، قال الحافظ : رحم اللّه ابن السّمرقندي كيف لو أدرك زماننا هذا.

قرأت بخط أبي محمّد بن الأكفاني أنه سأله عن مولده فقال: ولدت في سنة إحدى و ثلاثين و ثلاثمائة.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة - فيما قرأت عليه-، عن أبي نصر الحافظ قال (2):

أما كبيبة (3):فهو ابن كبيبة النّجّار شيخ صالح، سمعنا منه بدمشق، يحدث عن أبي عبد اللّه الحسين بن عبد اللّه بن محمّد بن إسحاق المعروف بابن أبي كامل الأطرابلسي، سمع منه الحميدي، و اسمه أبو محمّد عبيد اللّه بن إبراهيم بن كبيبة النجار.

ص: 402


1- البيت في ديوانه ط بيروت ص 36.
2- الاكمال لابن ماكولا 124/7.
3- في الاكمال: كبيبة بضم الكاف و باء بعدها معجمة بواحدة و ياء معجمة باثنتين من تحتها و بعدها باء معجمة بواحدة.

و بلغني أنه كان في الخزانة التي في مطلع الجامع، فسلم من الحريق، فسقف الزاوية القريبة من ماله.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني (1) قال: توفي عبيد بن إبراهيم بن كبيبة النّجار في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين و ستين (2) و أربعمائة، حدّث بشيء يسير عن أبي عبد اللّه الحسين بن عبد اللّه بن أبي كامل، و عبد الرّحمن بن عثمان بن أبي نصر، و غيرهما ... (3) وجدت له، وقع من سطح الجامع.

قال ابن الأكفاني: و كان يقول في اسمه: عبد القادر، و عبيد اللّه (4).

4423 - عبيد اللّه - أو عبد اللّه - بن إبراهيم بن محمّد الجبيلي

حكى عن أبيه.

روى عنه علي بن سراج المصري، تقدمت حكايته في ترجمة أبيه.

4424 - عبيد اللّه بن إبراهيم بن مهدي

أبو القاسم البغدادي ثم الدمشقي المقرئ (5)

حدّث بصور سنة ثمان و تسعين و مائتين عن: إبراهيم بن أحمد بن مروان، و أحمد بن عبد الجبار العطاردي، و الفضل بن يعقوب الرّخامي، و محمّد بن علي الرّافقي، و هارون بن موسى بن شريك المقرئ و حفص بن عمرو الرّبالي (6)،و علي بن داود القنطري، و محمّد بن عبيد اللّه بن المنادي، و محمّد بن حسان الأزرق، و علي بن إشكاب، و عباس الدوري، و زكريا بن يحيى، و جماعة سواهم.

ثم سكن مصر و مات بها.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:

عبيد اللّه بن إبراهيم بن المهدي يكنى أبا القاسم، قدم من بغداد إلى مصر، أراه بصريا حدّث بمصر، و توفي بها في شوال سنة سبع و ثلاثمائة.

ص: 403


1- في م: الكناني، تصحيف.
2- في م: اثنين و سبعين.
3- كلمة غير مقروءة بالأصل و م و رسمها:«من إبلاغات».
4- في م: و عبد اللّه.
5- ترجمته في غاية النهاية لابن الجزري 484/1.
6- الربالي بفتح الراء و الباء، هذه النسبة إلى ربال، اسم جد. ذكره السمعاني و ترجم له.

4425 - عبيد اللّه بن إبراهيم الخليع بن الوليد

ابن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص

له ذكر.

4426 - عبيد اللّه بن إبراهيم بن محمّد القارئ

قرأ بدمشق القرآن العظيم بحرف ابن عامر على هشام بن عمّار.

ذكره أبو علي أحمد بن محمّد بن أحمد المقرئ الأصبهاني نزيل دمشق فيما قرأته بخطه.

4427 - عبيد اللّه بن أرقم

أبي عبيد اللّه (1) بن أبي الأرقم، عبد مناف

ابن أبي جندب بن أسد بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم

ابن يقظة بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي المخزومي

و أبوه الأرقم له صحبة، و هو الذي استخفى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في داره التي تعرف اليوم بدار الخيزران (2).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3)،أنا محمّد بن عمر، عن عمران بن هند، عن أبيه قال:

حضرت الأرقم بن أبي الأرقم الوفاة فأوصى أن يصلّي عليه سعد بن أبي وقّاص، و كان مروان بن الحكم واليا لمعاوية على المدينة، و كان سعد في قصره بالعقيق.

و مات الأرقم فاحتبس عليهم سعد، فقال مروان: أ يحبس صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لرجل غائب ؟ و أراد الصلاة عليه، فأبى عبيد اللّه بن الأرقم ذلك على مروان، و قامت معه بنو مخزوم، و وقع بينهم كلام ثم جاء سعد فصلّى عليه، و ذلك سنة خمس و خمسين بالمدينة، و هلك الأرقم و هو ابن بضع و ثمانين سنة.

ص: 404


1- كذا بالأصل و م، و في أسد الغابة 74/1 أبو عبد اللّه.
2- و هي في أصل الصفا كما في أسد الغابة.
3- طبقات ابن سعد 244/3 (ضمن أخبار الأرقم بن أبي الأرقم).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، عن عبد الواحد بن علي بن محمّد بن فهد، عن أبي الفتح بن أبي الفوارس، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن يحيى، أنا أبو العباس السّرّاج قال:

سمعت أحمد بن عبد اللّه بن عمران بن عبد اللّه بن عثمان بن الأرقم بن أبي الأرقم، و أبو الأرقم بن عبد مناف بن أسد بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم، قال: سمعت أبي يقول:

عثمان بن الأرقم يكنى أبا عمرو، و عبيد اللّه بن الأرقم أخو عثمان لأبيه و أمّه (1).

أدرك زمن عمر بن عبد العزيز و دخل عليه بدمشق، و خرج غازيا و استشهد هناك، و لا عقب له، و أمهما حميدة بنت عبد الرّحمن بن عوف.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن بن البقشلان، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني عمي، عن أبي عبيد قال:

الأرقم بن أبي الأرقم بن أسد بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم، شهد بدرا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حين تغيّب من قريش، تغيّب في داره و هي التي تعرف بالخيزران عند الصفا.

أخبرنا أبو بكر الحاسب، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو محمّد بن العباس، أنا أبو الحسن الخشّاب، أنا الحسين بن محمّد، نا محمّد بن سعد قال (2):

أرقم بن أبي الأرقم بن أسد بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم، و أمّه أميمة بنت عبد الحارث بن حبالة بن عمير بن غبشان من خزاعة (3)،و خاله نافع بن عبد الحارث الخزاعي عامل عمر بن الخطاب على مكة، و يكنى الأرقم أبا عبد اللّه، و اسم أبي الأرقم عبد مناف، و يكنى أسد بن عبد اللّه أبا جندب، و كان للأرقم من الولد: عبيد اللّه لأم ولد، و عثمان لأم ولد، و يتعادّ ولد الأرقم إلى بضعة (4) و عشرين إنسانا، و كلّهم ولد عثمان بن الأرقم، و بعضهم بالشام، وقعوا إليها منذ سنين، و أما ولد عبيد اللّه بن الأرقم فانقرضوا فلم يبق منهم أحد.

ص: 405


1- كذا بالأصل و م و سيرد عن ابن سعد أن عبيد اللّه لأم ولد، و أن عثمان أيضا لأم ولد.
2- طبقات ابن سعد 242/3.
3- انظر ما ورد بشأنها في أسد الغابة 74/1.
4- بالأصل و م:«بضع» و التصويب عن ابن سعد.

4428 - عبيد اللّه بن إسحاق بن سهل

أبو القاسم السّنجاري (1)

حدّث عن أبي الوليد هشام بن أحمد بن مسرور النّصيبي، و أبي يعلى الموصلي.

روى عنه: أبو الحسن بن السّمسار، و علي بن محمّد بن علي بن سوار.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الحسن بن السّمسار، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن إسحاق بن سهل السّنجاري، نا أبو الوليد هاشم بن أحمد بن مسرور بنصيبين، نا إبراهيم، نا موسى بن داود، نا عبد اللّه بن المثنّى، عن أبان، عن أنس بن مالك (2).

أن أم سليم أتت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بحجلات قد شوتهن (3) بأضباعهن و خمّرتهن (4) فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:

«اللّهم (5) ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي هذا الطائر» قال أنس: فجاء علي بن أبي طالب فقال: استأذن لي على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقلت: هو على حاجة، و أحببت أن يجيء رجل من الأنصار، فرجع ثم عاد، فسمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم صوته فقال:«ادخل يا عليّ ، اللّهم وال (6)، اللّهم وال (7)،اللّهم وال» (8)(9)[7548].

4429 - عبيد اللّه بن أقرم -و هو عبيد اللّه بن أبي المهاجر

4429 - عبيد اللّه بن أقرم (10)-و هو عبيد اللّه بن أبي المهاجر -

أبو الوليد المخزومي

مولاهم والد إسماعيل بن عبيد اللّه

حكى عنه ابنه إسماعيل، و داود بن نافع.

و كانت داره بدمشق ناحية باب الفراديس.

ص: 406


1- ضبطت بكسر السين و سكون النون و فتح الجيم نسبة إلى سنجار بكسر أوله، و هي مدينة مشهورة من نواحي الجزيرة، و بينها و بين الموصل ثلاثة أيام (معجم البلدان - الأنساب).
2- من طريق ابن عساكر أخرجه الهندي في كنز العمال رقم 36505.
3- الأصل:«شهرتهن»، و في م:«سوتهن» و المثبت عن المختصر 304/15.
4- الأصل و م: و حمرهن، و التصويب عن كنز العمال.
5- استدركت عن هامش الأصل و بعدها صح.
6- بالأصل و م:«والي».
7- بالأصل و م:«والي».
8- بالأصل و م:«والي».
9- «اللهم وال» لم تذكر في م ثلاث مرات، وردت فيها مرتين فقط .
10- بالأصل: أرقم.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم، نا سليمان بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون قالا: نا أبو زرعة (1) حدّثني عبد الرّحمن بن يحيى بن إسماعيل (2)،عن جده إبراهيم بن أبي شيبان قال: سمعت إسماعيل بن عبيد اللّه يقول: لما حضرت أبي الوفاة، جمع بنيه، فقال: يا بنيّ عليكم بتقوى اللّه، و عليكم بالقرآن فتعاهدوه، و عليكم بالصدق حتى لو قتل أحدكم قتيلا، ثم سئل عنه، أقرّ به، و اللّه ما كذبت كذبة منذ قرأت القرآن، و عليكم بسلامة الصدور لعامة المسلمين، فو اللّه، لقد رأيتني، و إني لأبرح من بابي، فما ألقى مسلما، إلاّ و الذي في نفسي له، كالذي في نفسي لنفسي، أ فتروني أحب لنفسي إلاّ خيرا؟.

أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (3)،نا عبد الرّحمن بن يحيى بن إسماعيل، نا إبراهيم بن أبي شيبان عن عمه - داود بن نافع - قال:

عدت (4) عبد اللّه بن أبي مهاجر، و ابن أبي زكريا فقال له بعض القوم: أبشر يا أبا الوليد، فقال: ما استعفيت اللّه من شكو أصابني منذ عقلت، و لا لقيت أحدا إلاّ بالذي في نفسي.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم العلوي، و أبو الوحش المقرئ عنه، أنا أحمد بن محمّد بن دوست العلاف، أنا أحمد بن الحسن بن سلمان، نا الحسن بن علي بن شبيب، نا أحمد بن أبي الحواري، نا عباس بن نجيح أبو الحارث، نا ابن أبي شيبان، و أبو سعد يقال له مدرك قالا: خرج عطية بن قيس (5) و يونس بن ميسرة و بلال بن سعد يعودون عبيد اللّه بن أبي المهاجر أبو إسماعيل في منزله في سقيفة كعب، فلما دخلوا عليه قال لهم: ما استعفيت اللّه قط من مرض أصابني، و لا لقيت أحدا بغير ما في نفسي، فلما نزلوا من عنده قالوا: لقد صغر إلينا هذا الرجل أنفسنا.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني (6) أنا تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال: في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام: عبيد اللّه بن أبي المهاجر المخزومي.

ص: 407


1- الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 585/1.
2- ترجمته في تهذيب التهذيب 294/6.
3- تاريخ أبي زرعة 585/1-586.
4- الأصل: عذب، و الصواب عن م و أبي زرعة.
5- الأصل و م: قبيس، تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 324/5.
6- في م: الكناني، تصحيف.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتاب، نا أحمد بن عمير إجازة.

ح (1) و أخبرنا أبو القاسم ابن السوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد. أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير، قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: في الطبقة الثالثة: عبيد اللّه بن أبي المهاجر، دمشقي.

4430 - عبيد اللّه بن جعفر بن أحمد بن عاصم بن الرّوّاس

أبو الفتح

كان يسكن بالبيمارستان.

حدّث عن أبيه، و أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن إسحاق (2) بن يونس البغدادي، و محمّد بن أحمد بن أبي عبيد اللّه المديني، و أبي عبد الرّحمن النّسائي، و يوسف بن يعقوب النيسابوري، و المفضّل بن محمّد الجندي (3)،و الحسن بن الفرج الغزي.

روى عنه: تمّام بن محمّد، و أبو العباس محمّد بن موسى بن السّمسار الحافظان.

أخبرنا أبو محمّد السّلمي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمّام بن محمّد، أنا أبو الفتح عبيد اللّه بن جعفر بن أحمد بن عاصم بن الرّوّاس - قراءة عليه - و أبو الحسن علي بن أبي طالب بن صبيح، قالا: نا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن يونس البغدادي - بمصر - نا بشر بن هلال الصّوّاف، نا داود بن الزّبرقان، نا داود بن أبي هند، عن ثابت عن أنس.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم مرّ على صبيان فسلّم عليهم.

4431 - عبيد اللّه بن أبي جعفر

أبو بكر المصري الفقيه (4)

مولى بني كنانة، و يقال مولى بني أمية.

رأى عبد اللّه بن الحارث بن جزء الزّبيدي.

ص: 408


1- «ح» حرف التحويل سقط من م.
2- «بن إسحاق» ليست في م.
3- بالأصل: الفضل، و المثبت عن م، ترجمته في سير أعلام النبلاء 257/14.
4- أخباره في تهذيب الكمال 178/12 و تهذيب التهذيب 7/4 و ميزان الاعتدال 4/3 و تذكرة الحفاظ 136/1 و سير أعلام النبلاء 8/6 و شذرات الذهب 190/1 و الجرح و التعديل 310/5.

و حدّث عن نافع مولى ابن عمر، و بكير بن عبد اللّه بن الأشج، و صفوان بن سليم، و أبي الأسود محمّد بن عبد الرّحمن يتيم عروة، و حمزة بن عبد اللّه بن عمر، و عطاء بن أبي رباح (1).

روى عنه: الليث بن سعد، و خالد بن حميد، و حيوة (2) بن شريح، و أبو شريح عبد الرّحمن بن شريح، و ابن لهيعة، و إبراهيم بن نشيط الوعلاني، و محمّد بن إسحاق صاحب المغازي.

و وفد على عمر بن عبد العزيز، و غزا القسطنطينية.

أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر القارئ، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عمر بن مسرور، الشيخ الصالح، أنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن أحمد البالوي، أنا أبو العباس السّرّاج، نا قتيبة بن سعيد، أنا (3) الليث، عن ابن أبي جعفر، عن بكير بن عبد اللّه الأشجّ ، عن بسر بن (4) سعيد، عن زينب (5) الثقفية.

أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:«أيّتكن أرادت المسجد فلا تقربنّ طيبا»[7549] رواه النسائي (6) عن قتيبة.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد بن أحمد، قالت: أنا سعيد بن أحمد بن محمّد، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد الصيرفي، أنا أبو العباس السّرّاج، نا قتيبة بن سعيد، نا ابن لهيعة، عن عبيد اللّه بن أبي جعفر، عن نافع، عن ابن عمر أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«عليكم بالسّواك فإنّه مطيبة للفم، مرضاة للربّ »[7550].

قال: و نا ابن لهيعة، عن عبيد اللّه بن أبي جعفر قال:

رأيت على عبد اللّه بن الحارث بن جزء صاحب النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم عمامة حرقانية، و رداء صنعانيا (7).

قال ابن لهيعة: الحرقانية: السوداء.

ص: 409


1- الأصل: رياح، تصحيف، و الصواب عن م، و تهذيب الكمال.
2- الأصل: جيره» تصحيف، و الصواب عن م و تهذيب الكمال.
3- من هنا إلى آخر الخبر سقط من م.
4- الأصل: بشر، تصحيف، و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 44/3.
5- و هي امرأة عبد اللّه بن مسعود.
6- سنن النسائي 155/8.
7- بالأصل و م: صنعاني، تحريف.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو عثمان سعيد بن محمّد البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أحمد بن علي بن المثنّى الموصلي، نا الهذيل بن إبراهيم الحنّائي (1)،نا إسماعيل بن عياش، عن عمارة بن غزيّة الأنصاري، عن عبيد اللّه بن أبي جعفر المصري، عن عبد اللّه بن عمرو قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«ما أهدى مسلم لأخيه هدية أفضل من كلمة حكمة تزيده هدى، أو تردّه بها عن رديء»[7551].

قال البحيري: هكذا قال عن ابن أبي جعفر، عن عبد اللّه بن عمرو، و بلغني أن عبيد اللّه ولد في سنة ستين، و هو من سبي أطرابلس الغرب.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، أنا أبو الحسن أحمد بن (2) الحسين بن محمّد بن عبد اللّه بن خلف بن بخيت الدّقاق، أنا جدي أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن خلف بن بخيت، نا أبو جعفر محمّد بن محمّد بن عقبة الشيباني الشاهد، نا أبو السّري هنّاد بن السّري التميمي، نا عبد اللّه بن المبارك، عن حيوة (3)،عن عبيد اللّه بن جعفر.

أنّ أناسا من المسلمين رموا بالمنجنيق يوم سربيل (4) فأصابوا رجلا من المسلمين فقتلوه، فوداه عمر بن عبد العزيز في خلافته زعم أنه حضر ذلك.

قال حيوة: و المقتول رجل من بخيت يقال له: شريك.

كتب إليّ أبو محمّد (5) حمزة بن العباس بن علي، و أبو الفضل أحمد بن محمّد، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا: أنا أحمد بن الفضل، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا أبو سعيد بن يونس، حدّثني أبي، عن جدي، عن ابن وهب، حدّثني أبو شريح عبد الرّحمن بن شريح (6)،عن عبيد اللّه بن أبي جعفر قال:

غزونا القسطنطينية فكسر بنا مركبنا، فألقاها الموج على خشبة في البحر، و كنا خمسة أو ستة، فأنبت اللّه لنا بعددنا ورقة لكل رجل منا، فكنا نمصّها فتشبعنا و تروينا، فإذا أمسينا أنبت اللّه لنا (7) مكانها حتى مرّ بنا مركب فحملنا.

ص: 410


1- غير مقروءة بالأصل و المثبت عن م.
2- «الحسن أحمد بن» سقط من م.
3- الأصل و م: حيويه.
4- كذا رسمها بالأصل و م.
5- «محمد» سقطت من م.
6- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 178/12 و سير أعلام النبلاء 9/6.
7- عن المصادر، و بالأصل و م: له.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد يوسف بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين قال في تسمية محدثي أهل مصر: عبيد اللّه بن أبي جعفر.

قرأت على أبي غالب، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو الحسن أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا.

قالا: نا محمّد بن (1) سعد قال في الطبقة الثالثة من أهل مصر.

عبيد اللّه بن أبي جعفر مولى بني أمية - زاد ابن الفهم: و كان ثقة بقية في زمانه و قالا:- مات سنة خمس أو ستّ و ثلاثين و مائة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو علي الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: و عبيد اللّه بن أبي جعفر مولى لبني أمية.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (2):

عبيد اللّه بن أبي جعفر القرشي المصري، عن نافع، و بكير بن الأشجّ ، سمع منه الليث، نسبه المقرئ.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب - إذنا - قالا: أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح (3) قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (4):

عبيد اللّه بن أبي جعفر المصري القرشي روى عن صفوان بن سليم، و نافع مولى ابن

ص: 411


1- الخبر برواية ابن الفهم في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد 514/7.
2- التاريخ الكبير 376/1/3.
3- «ح» حرف التحويل سقط من م.
4- الجرح و التعديل 310/5.

عمر، و بكير (1) بن الأشجّ ، و أبي الأسود، روى عنه الليث بن سعد، و خالد بن حميد، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو الفضل بن طاهر المقدسي، أنا أبو سعيد مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري، قال:

عبيد اللّه بن أبي جعفر القرشي الأموي مولاهم البصري، و كان فقيها في زمانه (2)، حدّث عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، و حمزة بن عبد اللّه بن عمر، و أبي الأسود محمّد بن عبد الرّحمن، و محمّد بن جعفر بن الزبير، روى عنه الليث بن سعد، و عمرو بن الحارث في الغسل و غير موضع.

و قال محمّد بن سعد: مات سنة خمس أو ستّ و ثلاثين و مائة.

أنبأنا أبو محمّد العلوي، و أبو الفضل بن سليم، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا أبو سعيد بن يونس، حدّثني عاصم بن رازح، نا سليمان بن أبي داود، حدّثني سعيد بن زكريا الأدم، قال (3):كان سليمان بن أبي داود يقول: ما رأت عيني (4) عالما زاهدا إلاّ عبيد اللّه بن أبي جعفر.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - و أبو الحسين القاضي - إذنا - قالا: أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح (5) قال: و أنا أبو طاهر، أنا أبو الحسن قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (6)،أنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل - فيما كتب إليّ - قال: قال أبي: عبيد اللّه بن أبي جعفر كان يتفقّه، ليس به بأس.

قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن عبيد اللّه بن أبي جعفر؟ فقال: ثقة بابة (7) يزيد بن أبي حبيب، روى عن المتقدمين و المتأخرين (8).

ص: 412


1- في الجرح و التعديل: و ابن بكير.
2- انظر تهذيب الكمال 179/12 و سير أعلام النبلاء 9/6.
3- انظر تهذيب الكمال 179/12 و سير أعلام النبلاء 9/6.
4- في المصادر: عيناي.
5- «ح» حرف التحويل سقط من م.
6- الجرح و التعديل 311/5.
7- البابة عند العرب: الوجه، يقال: هذا ليس من بابتك أي ليس مما يصلح لك. يريد أبو حاتم أنه في منزلته و وزنه و قدره.
8- من طريق أبي حاتم في تهذيب الكمال و سير أعلام النبلاء.

قرأت على أبي القاسم بن عبدان، عن أبي عبد اللّه محمّد بن علي بن أحمد، أنا رشأ بن نظيف، أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد، أنا محمّد بن محمّد بن داود، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد قال:

عبيد اللّه بن أبي جعفر، مصري، صدوق.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا محمّد بن إسماعيل بن العباس، و محمّد بن العباس بن حيّوية، قالا: نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا رشدين بن سعد (1)،نا الحجّاج بن شداد.

أنه سمع عبيد اللّه بن أبي جعفر - أو قال عبد اللّه:- و كان أحد الحكماء يقول في بعض قوله: إذا كان المرء يحدّث في مجلس فأعجبه الحديث فليسكت (2)،و إذا كان ساكتا فأعجبه السكوت فليتحدّث.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، نا الإمام أبو الحسن محمّد بن علي بن سهل الماسرجسي - إملاء - بانتخاب الحاكم أبي عبد اللّه، أنا أبو طاهر أحمد بن محمّد بن عمرو المديني - بمصر-، نا يونس بن عبد الأعلى، نا ابن وهب، حدّثني إبراهيم بن نشيط ، عن عبيد اللّه بن أبي جعفر قال (3):

كان يقال: ما (4) استعان عبد على دينه بمثل الخشية من اللّه عز و جل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: قال ابن بكير (5):توفي عبيد اللّه بن أبي جعفر بعد دخول المسودة.

أنبأنا أبو محمّد حمزة بن العباس، و أبو الفضل بن سليم، و حدّثني أبو بكر عنهما، قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا أبو سعيد بن يونس، قال:

و قد روى عن عبيد اللّه بن أبي جعفر محمّد بن إسحاق المدني و غيره من أهل المدينة، توفي سنة ست و ثلاثين و مائة، و قيل سنة اثنتين و ثلاثين و مائة مدخل المسوّدة مصر في ذي

ص: 413


1- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 179/12-180 و سير أعلام النبلاء 10/6.
2- في المصادر: فليمسك.
3- تهذيب الكمال 179/12 و سير أعلام النبلاء 9/6.
4- عن المصادر، و بالأصل و م: هل.
5- تهذيب الكمال 180/12.

الحجة، و قيل صلّى عليه أبو عون عبد الملك بن يزيد أمير مصر، و كان مولده فيما حدّثني علي بن قديد عن يحيى بن عثمان بن صالح، عن أبيه عن ابن لهيعة قال: ولد عبيد اللّه بن أبي جعفر سنة ستين (1).

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الوحش المقرئ، عن رشأ بن نظيف، أنا أبو شعيب عبد الرّحمن بن محمّد المكتب، و عبد اللّه بن عبد الرّحمن المصريان قالا: أنا الحسن بن رشيق، أنا أبو بشر الدولابي، أخبرني محمّد بن سعدان، عن الحسن بن عثمان قال: و فيها - يعني سنة خمس و ثلاثين و مائة - مات عبيد اللّه بن أبي جعفر المصري مولى بني أمية.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (2):

و فيها - يعني سنة أربع و ثلاثين - مات عبيد اللّه بن أبي جعفر بمصر مولى بني أمية.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر - زاد الأنماطي و أبو الفضل بن خيرون قالا: أنا محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خياط قال (3):في الطبقة الثانية من تابعي أهل مصر: عبيد اللّه بن أبي جعفر مولى بني أمية، مات سنة خمس أو ستّ و ثلاثين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد قال (4):

سنة ستّ و ثلاثين و مائة فيها توفي عبيد اللّه بن أبي جعفر مولى بني أمية.

أخبرنا أبو محمّد العلوي، و أبو الفضل بن سليم كتابة، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن منده، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس.

عبيد اللّه بن أبي جعفر مولى بني كنانة رأى عبد اللّه بن الحارث بن جزء الزّبيدي، روى عنه محمّد بن إسحاق و غيره توفي سنة ست و ثلاثين و مائة، و كان عالما عابدا زاهدا.

آخر الجزء السادس عشر بعد الثلاثمائة من الأصل.

ص: 414


1- تهذيب الكمال 180/12 و سير أعلام النبلاء 10/6.
2- خليفة بن خيّاط لم يذكر هذا الخبر في تاريخه و لا في طبقاته. و رواه نقلا عن خليفة في تهذيب الكمال 180/12 و سير أعلام النبلاء 10/6.
3- طبقات خليفة بن خيّاط ص 540 رقم 2781.
4- عنه، رواه في تهذيب الكمال 180/12.

4432 - عبيد اللّه بن الحبحاب السّلولي مولاهم الكاتب

4432 - عبيد اللّه بن الحبحاب السّلولي مولاهم الكاتب (1)

كان كاتبا لهشام بن عبد الملك، ثم ولاه إمرة مصر، ثم ولاه إفريقية.

روى عنه: موسى بن عليّ بن رباح.

ذكره أبو الحسين الرازي في تسمية كتاب أمراء دمشق، فقال:

عبيد اللّه بن الحبحاب و هو مولى بني سلول و له ولد بالجزيرة، ولي لهشام بن عبد الملك الخراج و المعونة بمصر، و الغرب بأسره (2) و الأندلس.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (3).

قال في تسمية عمال هشام الخراج و الجند: أسامة بن زيد، ثم عزله و ولاها عبيد (4) اللّه بن الحبحاب، مولى بني سلول، ثم ولاّه مصر، و جعل مكانه سعيد بن عقبة مولى بني الحارث بن كعب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطّبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (5) قال:

و فيها يعني سنة سبع و مائة، نزع يزيد بن أبي يزيد و أمّر عبيد اللّه بن الحبحاب و قدم مصر يوم الثلاثاء لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر رمضان.

قال ابن بكير: قال الليث: و في سنة ست عشرة و مائة نزع عبيدة بن عبد الرحمن من إفريقيا و أمّر عبيد اللّه بن الحبحاب جاءته إمارة إفريقية و هو بمصر، و استخلف ابنه القاسم.

أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن، أنا أبو الحسن محمد بن علي، أنا أبو عبد اللّه النهاوندي، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (6):

سنة ست عشرة و مائة فيها كتب هشام بن عبد الملك إلى عبيد (7) اللّه بن الحبحاب مولى بني سلول، و هو واليه على مصر، فولاه إفريقية فدخلها في سنة ست عشرة و مائة.

ص: 415


1- انظر ولاة مصر للكندي ص 95 و 98 و البيان المغرب 51/1.
2- في الأصل:«باسو» و المثبت عن.
3- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 362.
4- في تاريخ خليفة: عبيدة بن الحبحاب.
5- سقط الخبر من كتاب المعرفة و التاريخ المطبوع.
6- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 347.
7- الأصل و م، و في تاريخ خليفة: عبيدة.

و فيها أغزى ابن الحبحاب عبد الرحمن بن حبيب بن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع السوس و أرض السودان فظفر و أصاب ذهبا كثيرا.

و فيها أغزى ابن الحبحاب عثمان بن أبي عبيدة فأصاب (1) ناحية من سقلية و قفل، فلقيه مراكب الروم في البحر، فهزموا و أصابوا من المسلمين.

قال أبو خالد: و فيها يعني سنة سبع عشرة (2)-بعث عبيد اللّه بن الحبحاب حبيب بن أبي عبيدة فأصاب قرية من سردانية و أثخن في القتل و السبي.

قال أبو خالد: فيها يعني سنة ثمان عشرة و مائة - أغزى (3) ابن الحبحاب قثم بن عوانة الكلبي، فأصاب أولية من صقلية، فأحاطوا به ثم خلوا عنه.

و فيها يعني سنة تسع عشرة - أغزى (4) ابن الحبحاب أيضا قثم بن عوانة فأصاب قلعة من سردانية من بلاد المغرب، و غرق قثم في مراكب من المسلمين، و سلم بعضهم ثم عزله سنة ثلاث و عشرين و مائة و ولاها كلثوم بن عياض.

قال: و نا خليفة قال (5):قال بيهس بن حبيب: و في يوم الاثنين لثلاث (6) بقيت من ذي القعدة سنة اثنتين و ثلاثين و مائة قتل عبيد اللّه بن الحبحاب الكاتب.

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العباس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني (7)،أنا أبو عبد اللّه بن منده.

ح و أخبرنا أبو بكر أيضا، قال: أنبأني أبو عمرو بن منده، عن أبيه أبي عبد اللّه قال:

قال لنا أبو سعيد بن يونس.

عبيد اللّه بن الحبحاب مولى بني سلول، عامل مصر زمن هشام بن عبد الملك، يروي عنه موسى بن عليّ بن رباح، قتله أبو جعفر المنصور بواسط مع ابن هبيرة سنة اثنتين و ثلاثين و مائة.

4433 - عبيد اللّه بن الحجّاج بن علاط السّلمي

كان أبوه يسكن دمشق هو ولده (8).و سكن عبيد اللّه حمص، و كان له بها عقب، له ذكر.

ص: 416


1- عن تاريخ خليفة، بالأصل و م: و أصاب.
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 348.
3- تاريخ خليفة ص 349.
4- تاريخ خليفة ص 349.
5- تاريخ خليفة ص 402.
6- عند خليفة: لثلاث عشرة ليلة.
7- في م: الطبرقاني، تصحيف.
8- في م: و والده.

أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمّد، أنا أبو القاسم علي بن المحسّن التنوخي، أنا أبو الحسين محمّد بن المظفّر، أنا بكر بن أحمد بن حفص، نا أحمد بن محمّد بن عيسى البغدادي قال:

و عبيد اللّه بن الحجّاج بن علاط السّلمي عمل على حمص، استعمله معاوية على أرض حمص، و استخلفه شرحبيل بن السّمط على الصلاة حين خرج إلى صفّين، و ولده بحمص اليوم، و داره دار الخالديين.

4434 - عبيد اللّه بن الحرّ

ابن عمرو بن خالد بن المجمع بن مالك بن كعب بن عوف

ابن حريم بن جعفي (1) بن سعد العشيرة

ابن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد

ابن كهلان بن سبأ الجعفي الكوفي (2)

سمع عليا، و حدث عن الحسين بن علي.

روى عنه: سليمان بن يسار، و عمرو بن حبيب، و يقال: جابر بن عمرو.

و قدم دمشق على معاوية، و شهد معه صفّين، و كان عثمانيا، و كان شجاعا فاتكا.

أخبرنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن أحمد عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا علي بن عبد العزيز، نا ابن الأصبهاني، نا شريك، عن جابر بن عمرو بن حبيب، عن عبيد اللّه بن الحرّ.

أنه سأل الحسين بن علي: أعهد إليك رسول اللّه صلّى الله عليه و آله و سلّم في مسيرك هذا شيئا؟ قال: لا.

أخبرنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثني أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد أبو الفضل:

و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (3):

ص: 417


1- «بن جعفي» سقطت من م.
2- وقعة صفين لنصر بن مزاحم (الفهارس العامة)، التاريخ الكبير 377/1/3 و الجرح و التعديل 311/5 و جمهرة أنساب العرب ص 385 و الكامل لابن الأثير بتحقيقنا 24/3 و تاريخ الطبري 168/7 و فتوح ابن الأعثم 162/6.
3- التاريخ الكبير 377/1/3.

عبيد اللّه بن الحرّ الجعفي عن علي قوله، قاله إسماعيل بن جعفر، عن ابن خصيفة، عن سليمان بن يسار، و روى شريك عن عمرو بن حبيب (1)،عن عبيد اللّه بن حرّ حديثه في الكوفيين.

أخبرنا القاضي أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الأديب - شفاها - قالا: نا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح (2) قال: و أنا أبو طاهر، أنا أبو الحسن قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (3):

عبيد اللّه بن الحرّ الجعفي كوفي، روى عن علي، روى عنه سليمان بن يسار، و عمرو بن حبيب، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أيوب البزّار، نا أبو علي بن شاذان، أنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي، نا أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين بن علي الكسائي، نا يحيى بن سليمان الجعفي، نا هشيم، أنا أبو إسحاق الشيباني، أخبرني عمران بن كثير النّخعي.

أن عبيد اللّه بن الحرّ كان تزوّج جارية يقال لها الدرداء، زوّجها إياه أبوها، ثم غاب عبيد اللّه إلى الشام و لحق (4) بمعاوية ثم مات أبوها فزوّجها أخوها و أمّها رجلا يقال له عكرمة بن خبيص (5) فدخل بها فبلغ ذلك عبيد اللّه بن الحرّ، فقدم من الشام فخاصمه إلى علي فلما دخل على علي قال لعبيد اللّه: أ ظاهرت علينا عدونا و لحقت بمعاوية و فعلت و فعلت، فقال له: عبيد اللّه و يمنعني ذلك من عدلك ؟ قال: لا، فقصّ عليه القصة، فردّ عليه امرأته، و قضى بها له، فقالت المرأة لعلي: أقضيت بي لعبيد اللّه ؟ قال: نعم، قالت: فأنا أحق بما لي أم عبيد اللّه ؟ فقال: بل أنت أحق بمالك، قالت: فاشهد أن ما كان لي على عكرمة من شيء فهو له، قال: و كانت المرأة حبلى فوضعها على يدي عدل فلما وضعت ألحق الولد بعكرمة، و دفع المرأة إلى عبيد اللّه.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو حازم الحافظ ، أنا أبو

ص: 418


1- في التاريخ الكبير: خبيب.
2- «ح» حرف التحويل سقط من م.
3- الجرح و التعديل 311/5.
4- الخبر في الكامل لابن الأثير بتحقيقنا 24/3-25.
5- بدون إعجام بالأصل و رسمها:«صسص» و في م:«حفيص» و المثبت و الإعجام عن ابن الأثير.

الحسن بن حمزة الهروي، أنا أحمد بن نجدة، نا سعيد بن منصور، نا هشيم، عن الشيباني، أخبرني عمران بن كثير النّخعي.

أن عبيد اللّه بن الحر تزوّج جارية من قومه يقال لها الدرداء، زوّجها إياه أبوها، فانطلق عبيد اللّه فلحق بمعاوية فأطال الغيبة عن امرأته، و مات أبو الجارية فزوّجها أهلها من رجل منهم يقال له عكرمة، فبلغ ذلك عبيد اللّه، فقدم فخاصمهم إلى عليّ فردّ عليه المرأة، و كانت حاملا من عكرمة. فوضعها على يدي عدل، فقالت المرأة لعلي: أنا أحقّ بمالي أو عبيد اللّه بن الحر؟ فقال: بل أنت أحق بذلك، قالت: فاشهدوا أنّ كل ما كان لي على عكرمة من شيء من صداقي فهو له، فلما وضعت ما في بطنها ردّها إلى عبيد اللّه بن الحرّ و ألحق الولد بأبيه.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو سعد الجنزرودي (1)،أنا أبو طاهر بن خزيمة، أنا جدي أبو بكر، نا علي بن حجر، نا إسماعيل بن جعفر، نا يزيد بن خصيفة بن يزيد بن عبد اللّه الكندي أن سليمان بن يسار أخبره.

أن عبيد اللّه بن الحرّ الجعفي خرج إلى معاوية حين كان بينه و بين علي ما كان، فغدا ابن عمّ له على امرأته كانت أحبت الفتى فأنكحها رجلا من قومه، و قال: قد فارقنا.

فذكر لي سليمان بن يسار: أن ابن الحرّ لما بلغه ذلك خرج حتى أتى عليا فقال له حين رآه: قد أتى لك يا ابن الحرّ، فقال ابن الحرّ: إنّي و اللّه ما رجعت إليك، و لكن بلغني أنّ ابن عمّ لي سفيها أنكح امرأتي رجلا، فوجعني ذلك، و أنا أنشدك العدل فإنّي و إن كنت فارقت هواك لم أكفر باللّه، فزعم سليمان أن عليا قال له: ويحك هل لك أن يرضوك ؟ قال: لا آخذ إلاّ الحق، فقال له علي حين فعل تلك فإنّي أقضي بأنّها إذا وضعت ذا بطنها أخذ الذي نكحها ولده و كانت امرأته إليك رداء، فضعوها على يدي عدل حتى تنفس، فقال الذي نكحها: فكيف بمالي ؟ قال: فيما استحللت فرجها، قال ابن الحرّ: فلمّا طلقت أو أخذها الطلق، جلست بالباب حتى إذا ولدت أخذت ولدها بيدها، فذهبت به.

قرأت على أبي محمّد عبد اللّه بن أسد بن عمار بن الخضر، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد

ص: 419


1- إعجامها مضطرب في م و تقرأ: الخبرزودي، تصحيف.

الفرغاني، أنا محمّد بن جرير الطبري، قال (1):قال أبو مخنف، حدّثني عبد الرّحمن بن جندب الأزدي.

أن عبيد اللّه بن زياد بعد قتل الحسين تفقد أشراف أهل الكوفة، فلم ير عبيد اللّه بن الحرّ ثم جاءه بعد أيام حتى دخل عليه فقال: أين كنت يا ابن الحرّ؟ قال: كنت مريضا، قال:

مريض القلب أو مريض البدن ؟ قال: أما قلبي فلم يمرض، و أما بدني فقد منّ اللّه عليّ بالعافية، فقال ابن زياد: كذبت، و لكنك كنت [مع عدونا، قال: لو كنت مع عدوك لرئي] (2)مكاني، و ما كان مثل مكاني يخفى، قال: و عقل عنه ابن زياد غفلة قال: فخرج ابن الحرّ فقعد على فرسه، فقال (3) ابن زياد: أين ابن الحرّ؟ قالوا: خرج الساعة، قال: عليّ به، و أحضرت الشرط فقالوا له: أجب الأمير، فدفع (4) فرسه ثم قال: أبلغوه أنّي لا آتيه و اللّه طائعا أبدا، ثم خرج حتى أتى منزل أحمر بن زياد الطائي فاجتمع إليه في منزله أصحابه، ثم خرج حتى أتى كربلاء، فنظر إلى مصارع القوم، فاستغفر لهم و أصحابه ثم مضى حتى نزل المدائن و قال في ذلك (5):

يقول أمير غادر حق غادر: *** ألا كنت قاتلت الشهيد ابن فاطمه

و نفسي (6) على خذلانه و اعتزاله *** و بيعة هذا الناكث العهد لائمه

فيا ندمي ألاّ أكون نصرته *** ألا كل نفس لا تسدد نادمه

و إني لأني لم أكن من حماته *** لذو حسرة ما إن تفارق لازمه

سقى اللّه أرواح الذين تأزروا *** على نصره سقيا من الغيث دائمه

وقفت على أجداثهم و مجالهم *** فكاد الحشا ينفضّ و العين ساجمه

لعمري لقد كانوا مصاليت في الوغى *** سراعا إلى الهيجا حماة خضارمه

تآسوا على نصر ابن بنت نبيهم *** بأسيافهم آساد غيل ضراغمه

فإن يقتلوا فكل نفس تقية *** على الأرض قد أضحت لذلك واجمه

و ما إن رأى الراءون أفضل منهم *** لدى الموت سادات و زهرا قماقمه

ص: 420


1- الخبر في تاريخ الطبري 469/5 (حوادث سنة 61) و الكامل لابن الأثير بتحقيقنا 25/3.
2- ما بين معكوفتين استدرك عن الطبري، و مكانه بالأصل و م:«كنت من عدوي برأي مكاني».
3- بالأصل و م: فقال له ابن زياد.
4- الأصل و م: فرفع، و التصويب عن الطبري.
5- الأبيات في تاريخ الطبري 470/5 و الكامل لابن الأثير 25/3.
6- البيت ليس في تاريخ الطبري.

تقتلهم (1) ظلما و ترجو ودادنا *** فدع خطة ليست لنا بملائمه

لعمري لقد راغمتمونا بقتلهم *** فكم ناقم منا عليكم و ناقمه

أهمّ مرارا أن أسير بجحفل *** إلى فئة زاغت عن الحق ظالمة

فكفوا و إلا ذدتكم (2) في كتائب *** أشد عليكم من زحوف الديالمه

قرأت على أبي الفتوح أسامة بن محمّد بن زيد العلوي، عن محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمر، عن أبي (3) عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى المرزباني قال:

عبيد اللّه بن الحرّ بن عروة بن خالد (4) بن المجمع بن مالك بن كعب بن سعد بن عوف بن حريم بن جعفر أحد شعراء الكوفة، و فتاكها، دعاه الحسين بن علي إلى نصره فأبى عليه، ثم ندم، و من قوله (5):

تبيت (6) السكارى من أمية نوّما *** و بالطّفّ قتلى ما ينام حميمها

و ما نبيع الإسلام إلاّ قبيلة (7) *** تأمّر نوكاها و دام نعيمها

و أضحت (8) قناة الدين في كفّ ظالم *** إذا اعوجّ منها جانب لا يقيمها

فأقسمت لا تنفكّ عيني حزينة *** و عيني تبكي لا يخفّ سجومها

حياتي أو تلقي أمية جزية *** يذل بها حتى الممات عميمها

و له:

يقول أمير ظالم حقّ ظالم *** ألا كنت قاتلت الشّهيد ابن فاطمة

و نفسي على خذلانه و اعتزاله *** و بيعة هذا الناكث العهد سادمة

سقى اللّه أرواح الذين تبايعوا *** على نصره سقيا من الغيث دائمة

ص: 421


1- في م و ابن الأثير: يقتلهم، و في الطبري: أ تقتلهم.
2- عن الطبري، و بالأصل و م: زرتكم بكتائب.
3- في م: أبيه.
4- الأصل: الخلد، و المثبت عن م.
5- الأبيات في معجم البلدان (الطق) و نسبها لأبي ذهل الجمحي.
6- الأصل و م:«يبيت النشاوى» و المثبت عن معجم البلدان.
7- صدره في معجم البلدان: و ما أفسد الإسلام إلاّ عصابة
8- معجم البلدان: فصارت.

4435 - عبيد اللّه بن الحر بن يوسف بن يحيى

ابن الحكم بن أبي العاص الأموي

كان مع عبد اللّه بن مروان بن محمّد حين دخل أرض النوبة، له ذكر.

4436 - عبيد اللّه بن الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن زنجويه

- و يقال: ابن العباس بن زنجويه -

أبو الحسن الأصبهاني المعروف بابن الورّاق

إمام جامع دمشق.

حدّث عن أحمد بن سليمان بن حذلم، و أبي القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب، و علي بن الحسين البغدادي الوراق، و أبي (1) الميمون بن راشد، و أبي بكر محمّد بن الحسين بن عمر بن مزاريب، و أبي بكر محمّد بن سهل القنّسريني، و أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي، و أبي عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن عبد الملك بن مروان، و أبي عمر محمّد بن العباس بن الوليد بن عمر بن كوداك، و أبي عمر محمّد بن موسى بن فضالة، و أبي بكر أحمد بن عبد اللّه بن أبي دجانة، و أبي موسى هارون بن محمّد بن هارون الموصلي الطّحّان، و أبي علي الحسن بن منير بن محمّد التّنّوخي، و أبي القاسم إسماعيل بن القاسم الحلبي المؤدب، و أبي الحسن علي بن جندل القزويني، و أبي علي محمّد بن القاسم بن معروف بن أبي نصر (2).

روى عنه: أبو القاسم الحنّائي، و علي بن الخضر، و أبو محمّد الصوفي، و أبو بكر الحداد، و علي الحنّائي، و أبو علي الأهوازي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا أبو القاسم الحنّائي، نا أبو الحسن عبيد اللّه بن الحسن بن أحمد الورّاق، أنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن حذلم، نا بكّار بن قتيبة البكراوي، نا أبو المطرّف بن أبي الوزير، نا محمّد بن طلحة بن مصرّف، عن زبيد الإيامي، عن أبي وائل، عن ابن مسعود قال:

سباب المسلم فسوق، و قتاله كفر، قال زبيد: فقلت له: ترويه عن عبد اللّه، و عبد اللّه يرويه عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ؟ قال: نعم.

ص: 422


1- في م: و أبو.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 572/15.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني قال:

توفي أبو محمّد (1) عبيد اللّه بن الحسن بن الوراق شيخنا يوم الأربعاء لأربع و عشرين ليلة خلت من جمادى الآخرة - يعني سنة تسع و أربعمائة-.

حدّث عن أبي الميمون بن راشد، و أحمد بن سليمان بن حذلم و غيرهما بشيء يسير، و كانت عنده كتب كثيرة، و كان شيخا صالحا، ثقة، مأمونا، سمعت منه فوائده و غيرها.

4437 - عبيد اللّه بن الحسن

- من ولد جعفر بن أبي طالب - الهاشمي الأعرج

شهد حصار دمشق مع عبد اللّه بن علي، له ذكر.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو محمّد بن الأكفاني قالا: نا أبو محمّد الكتاني، أخبرني تمّام بن محمّد، أخبرني أبي، أنا محمود بن محمّد الرافقي، نا حبش بن موسى، عن المدائني.

ح (2) قال: و أخبرني محمود، نا محمّد بن الفرخان، نا الهيثم بن عدي عن رجاله قال:

و أخبرني أيوب بن سليمان، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد، عن الواقدي عن رجاله.

ح (3) قال: و أخبرني محمود بن الفرخان، نا بكر بن عبد اللّه، نا عمر بن شبّة، عن رجاله.

قالوا: و لما دخل عبد اللّه بن علي حمص، و وافاه أخوه عبد الصمد بن علي في عشرة آلاف من أهل خراسان و غيرهم و اتّصل الخبر بمروان، فخرج على دمشق و خلّف عليها عامله الوليد بن معاوية فحصّنها و نصب عليها المجانيق و العرّادات (4) و الخطارات (5) على أبرجة السور، و أعدّ فيها الميرة و العلوفة و السلاح الكثير، و توثّق من كل شيء يريده، فنزل عبد اللّه بن علي على باب من أبوابها، و أنزل أخاه عبد الصمد على باب آخر، ثم وافاه عبيد اللّه بن الحسن من ولد جعفر بن أبي طالب في خمسة آلاف، فأنزله على باب آخر، ثم

ص: 423


1- كذا، كناه هنا «أبا محمد» بالأصل و م، و قد مرّ أول الترجمة:«أبو الحسن».
2- «ح» حرف التحويل سقط من م.
3- «ح» حرف التحويل سقط من م.
4- العرادات جمع عرّادة و هي شيء أصغر من المنجنيق (القاموس المحيط ).
5- و خطّار ككتان: المقلاع و المنجنيق كالخطارة (قاله في تاج العروس بتحقيقنا مادة: خطر).

وافاه بسام بن إبراهيم في خمسة آلاف، فأنزله على باب آخر.

و ألحّ عليهم أبو العباس بالكتب يأمرهم بالمناجزة، فأقاموا عليها، قالوا: فأقام عبد اللّه بن علي محاصرا لدمشق خمسة أشهر، و قال قومه: كان الحصار مائة يوم، و قال قوم: كان الحصار شهرا و نصفا، فلم يقدر عبد اللّه بن علي على شيء منها حتى وقعت العصبية بين اليمانية و المضرية، فذكر من شهد يومئذ من أهل خراسان الذين كانوا مع عبد اللّه بن علي قال:

صففنا فصفّوا، و إن أعيننا لتقتحمهم استقلالا لهم، و نحن قد ملأنا الأرض فما شعرنا بشيء حتى أقبل جماعة منهم ببغال و أحمرة تحمل طوبا، فقلنا: ما نراهم يصنعون بهذا؟ ثم جاءت مثلها تحمل حصى ثم جاءت دوابّ تحمل ماء، ثم نخل الحصى و بلّ ، و قام البنّاءون فبنوا منارة في طرفة عين، و نحن نراهم و نعجب و نقول: أيّ مكيدة هذه من مكايد اللقاء، فما كان بشيء حتى ارتفع البناء و أناف، و إذا رجل قد صعد إليه، صيّت (1) و نادى: يا أهل دمشق، ويلكم يا بني فلان، عن من تقاتلون ؟ عن مروان الذي قتل منكم فلانا و كان سيدكم، و فلانا، و فعل بكم كذا، و قال فيكم كذا، و شتمكم بكذا؟ قال: فلقد رأيت أولئك و هم يتأخرون و ينكصون بعد أن أقدموا و كانوا في أول الصّفوف، ثم خرجوا إلى آخرها، ثم يقول يا أهل مدينة كذا و تسمى المدينة من مدن الشام، ويلكم أنسيتم فعال مروان القبيحة فيكم ؟ و ما صنع بكم و قتل منكم ؟ و هدم سور مدينتكم ؟ فيعدد على أهل كل مدينة ما صنع مروان بهم، فيفعلون من الانخزال أكثر مما فعل الأولون حتى اختلفوا بينهم و تلاعنوا في المسجد يوم جمعة، و تضاربوا بالأيدي و النّعال، ثم دسّت اليمانية إلى عبد اللّه بالرّسل بأنّا نفتح (2) لك الباب الذي يلي عبد الصمد أخاك على أن تؤمّنا، و تقتل أعداءنا المضرية، ففعل و فتح له اليمانية الباب الشرقي و خرجوا إليه عليهم العمائم الصّفر، و قالوا: هذا شعارنا، فاقتل من ليس عليه مثله، و دعا عبد اللّه أخاه عبد الصمد فقال له: ادخل المدينة فيمن معك من الجند و أهل خراسان فاقتلوا كل من لقيتموه إلاّ من أعلم بصفرة، فدخلها عبد الصمد ففعل ما أمره به فكان يفني أهلها، ثم دعا عبد اللّه عبيد اللّه بن الحسن الطالبي فقال له: اكفني الأبواب ألاّ يخرج منها أحد.

ثم دخل عبد اللّه مدينة دمشق و أهل خراسان يكبّرون و ينادون يا محمّد، يا منصور نكس

ص: 424


1- أي عالي الصوت.
2- الأصل: يفتح، و المثبت عن م.

نكس، و هاد و هاد، يعني اقتلوا اقتلوا، قالوا: و لما وقعت العصبية بينهم قبل فتحها جعلوا في كل مسجد من مساجدهم قبلتين، و في المسجد الكبير منبرين، فصلى هؤلاء بخطبة و إمام، و هؤلاء بخطبة و إمام و يجمعهم جميعا واحد، فأقاموا شيخا لهم قالوا: قم فاخطب، وعير الناس و وبّخهم بالفرقة، و حثهم على الجماعة و الألفة، و ذكّرهم اللّه و الإسلام و صلة الرحم، و كان الشيخ مغفلا (1) فخطبهم و حض على الصلح و الالفة ثم قال: فأصبحتم كما قال اللّه فريق في جهنم و فريق في السّعير (2).

هذا منقطع و الواقدي ضعيف، و المدائني شيعي متهم.

4438 - عبيد اللّه بن الحسين بن محمّد بن عبد الرّحمن

ابن عثمان بن القاسم بن معروف بن أبي نصر

أبو (3) نصر التميمي

سمع جده أبا الحسين (4).

توفي أبو نصر هذا فيما بلغني يوم الأحد الخامس من رجب سنة إحدى و أربعين و أربعمائة و عمره ثلاثون سنة، و دفن بمقبرتهم عند سوق الغنم، و كان له مشهد عظيم، وجده أبو الحسين بن أبي محمّد حيّ إذ ذاك.

4439 - عبيد اللّه بن الحكم بن أبي العاص

ابن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي (5)

أخو مروان بن الحكم.

و كان ممن وجهه أخوه مع حبيش بن دلجة إلى المدينة، له ذكر.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار قال (6):

ص: 425


1- كذا بالأصل و م.
2- سورة الشورى، الآية:7 و بالأصل و م:«فريق منكم... فريق منكم».
3- «أبو نصر» ليس في م.
4- في م:«أبا الحسن» تصحيف، و سيرد فيها بعد أسطر صوابا.
5- انظر نسب قريش للمصعب ص 160 و جمهرة ابن حزم ص 87.
6- الخبر في نسب قريش للمصعب ص 160 فكثيرا ما كان الزبير يأخذ عن عمه المصعب.

في تسمية ولد الحكم: عبيد اللّه (1) بن الحكم قتل يوم الرّبذة مع حبيش بن دلجة القيني (2)،و ذكر غيره، ثم قال: و أمّهم بنت منبّه بن شبيل (3) بن العجلان بن عتاب (4) بن مالك بن كعب من ثقيف.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال:

فولد الحكم فذكرهم، و قال: فيهم: و عبيد اللّه قتل مع حبيش بن دلجة، و داود، و الحارث الأصغر، و الحكم درج، و عبد اللّه درج، و أم الحكم و أمّهم ابنة منبّه بن شبيل بن العجلان بن عتّاب بن مالك بن كعب من ثقيف.

و قد سقت خبر قتله في ترجمة حبيش.

4440 - عبيد اللّه بن دراج مولى معاوية

ذكره أبو الحسين الرازي في تسمية كتّاب أمراء دمشق، و ذكر أن معاوية استعمله على خراج الكوفة مع عبد الرّحمن بن أم الحكم.

4441 - عبيد اللّه بن رباح

أبو خالد

مولى عبد الرّحمن بن خالد بن الوليد.

و هو الذي ادّعى نصر بن الحجّاج بن علاط البهزي أنه أخوه، و خاصم عبد الرّحمن بن خالد بن الوليد فيه إلى معاوية.

سمع معاوية بن أبي سفيان، و جرير بن عبد اللّه البجلي.

و كان نديما ليزيد بن معاوية بدمشق، و أمّره معاوية على بعض جيوشه في غزو الروم.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن محمّد، أنا الحسن بن أحمد بن محمّد بن الحسن، أنا أبو عمران موسى بن العباس الجويني (5)،نا

ص: 426


1- بالأصل و م هنا: عبد اللّه، تصحيف.
2- بدون إعجام بالأصل، و سقطت اللفظة من م، و التصويب عن نسب قريش.
3- بالأصل: سبيل، و المثبت عن م و نسب قريش.
4- الأصل: عباب، و الحرف الثاني في م بدون إعجام، و المثبت عن نسب قريش.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 235/15.

الصّغانيّ - يعني محمّد بن إسحاق - نا يحيى بن محمّد بن مطيع بن زيد بن خليدة، نا ابن أبي عتبة، عن إسماعيل، عن قيس قال:

كان جرير مع عبيد اللّه بن رباح و كانوا في الدّرب، و كان عبيد اللّه أمير الجيش، فأصاب الناس برد شديد قال: فقال جرير لعبيد اللّه بن رباح: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:

«من لا يرحم الناس لا يرحمه اللّه».

قال: فكتب عبيد اللّه إلى معاوية بالذي قال جرير، قال: فقال معاوية: ابعث إليّ بجرير، قال: فبعث، فقدم على معاوية فقال: ما حديث ترويه عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ؟ قال: نعم، سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«من لا يرحم الناس لا يرحمه اللّه»، قال: أنت سمعته ؟ قال: أنا سمعته، قال: لا جرم، و لأوسعنّهم طعاما و لحما، و لا يشتو (1) لي جيش وراء الدّرب بعدها أبدا، قال: فبعث إليهم القطائف (2) و الأكسية و الثياب.

أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن محمّد بن الفراء، أنا أبو يعلى.

ح (3) و أخبرنا أبو السعود بن المجلي، أنا أبو الحسين بن المهتدي.

قالا: أنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد بن حفص قال:

قرأت على علي بن عمرو حدثكم الهيثم بن عدي قال: عبيد اللّه بن رباح يكنى أبا خالد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: عبد اللّه بن رباح أبو خالد كذا قال (4).

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (5):

ولّى معاوية - يعني الصّائفة - عبد الرّحمن بن خالد بن الوليد، ثم ولّى عبيد اللّه بن رباح و شتّا في أرض الروم.

ص: 427


1- الأصل:«يشتر إلي» و في م بدون إعجام، و المثبت عن المختصر 311/15.
2- القطائف: طعام يسوى من الدقيق المرقّ بالماء، و القطائف: تمر صهب متضمرة (تاج العروس بتحقيقنا: قطف).
3- «ح» حرف التحويل سقط من م.
4- يعني قوله: عبد اللّه، و قد صحّفه و الصواب: عبيد اللّه.
5- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 180 ضمن حوادث سنة 35 ه .

قال: و نا خليفة.

قال في تسمية عمال معاوية على الجزيرة: أبو هاشم بن عتبة بن ربيعة، ثم عبد اللّه بن ياسر مولى خالد بن الوليد، ثم عبد الرّحمن بن أم الحكم حتى مات معاوية (1).

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفر القشيري، قالا: أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو بكر بن المقرئ قالا: أنا أبو يعلى، نا داود بن رشيد، نا أبو تميلة قال: سمعت محمّد بن إسحاق قال:

ادّعى نصر بن الحجاج بن علاط السّلمي عبد اللّه (2) بن رباح مولى خالد بن الوليد فقام - و قال ابن المقرئ قال: فقام - عبد الرّحمن بن خالد الوليد فقال: مولاي ولد على فراش مولاي، فقال نصر: أخي أوصاني بمنزله، قال: فطالت خصومتهم، فدخلوا على معاوية و هو تحت فراشه، فادّعيا فقال معاوية: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«الولد للفراش و للعاهر الحجر»[7552].

فقال نصر: فأين قضاؤك هذا يا معاوية في زياد؟ فقال معاوية: قضاء رسول اللّه صلّى الله عليه و آله و سلّم خير من قضاء معاوية، فكان عبد اللّه بن رباح لا يجيب نصرا إلى ما يدّعي، فقال نصر - و في حديث ابن المقرئ: فقال له: نصر:

أبا خالد خذ مثل ما لي وراثة *** و خذ لي أخا عند الهزاهز شاهدا

أبا خالد ما لي ثوى و منصب سنى *** و أعراق تهزك صاعدا

أبا خالد لا تجعلن بناتنا *** إماء لمخزوم و كن مواجدا

أبا خالد إن كنت تخشى ابن خالد *** فلم يكن الحجاج يرهب خالدا

أبا خالد، لا نحن نار و لا هم *** جنان ترى فيها العيون رواكدا

كذا قال، و إنما هو عبيد اللّه.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر بن المخلص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار قال: قال عمي مصعب بن عبد اللّه: كان عبيد اللّه بن رباح رجلا و كان قد نادم يزيد بن معاوية و فيه يقول يزيد:

ص: 428


1- لم أعثر على الخبر في تاريخ خليفة.
2- كذا بالأصل و م، و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى أن الصواب: عبيد اللّه.

ما (1) نحن يوم استعبرت أم خالد *** بمرض ذوي داء و لا بصحاح

و قامت تغني الشرب حمرا عيونهم *** مخضبة الأطراف ذات و شاح

و هان علينا أن بيتي مناخة *** على الخسف ما يجتنيه ابن رباح

و أن تحرمي صوب الربيع و تذلقي *** برق لندماني كل صباح

قال: و قال فيه أيضا يزيد بن معاوية:

رأيت خليلي أبا خالد *** يعالج بالجصّ لونا شديدا

يريد البياض و يأبى السواد *** و كان رباح عليه شهيدا

و قال فيه أيضا:

ما أنت من بهز و لا كان منهم *** أبوك و لكن أنت مولى لخالد

أبوك رباح رشدة غير زنية *** و لونك عدل بين خصيك شاهد

و قد سقت بعض أخباره في ترجمة نصر بن الحجّاج.

4442 - عبيد اللّه بن زيادة

4442 - عبيد اللّه بن زيادة (2)

أبو زيادة البكري - من بكر بن وائل - و يقال: الكندي (3)

من أهل دمشق.

روى عن بلال، و أبي الدرداء، و ابني (4) بسر السّلميين، و أختهما الصّمّاء بنت بسر.

روى عنه عبد اللّه بن العلاء بن زبر، و عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن بن السّمسار، أنا أبو عبد اللّه بن مروان، حدّثني الحسن بن علي بن خلف، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا الوليد بن مسلم، نا عبد اللّه بن العلاء بن زبر، نا أبو زيادة عبيد اللّه بن زيادة الكبرى، عن بلال.

أنه أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يؤذنه بصلاة الغداة فحبسته (5) عائشة بأمر سألته عنه حتى انفجر

ص: 429


1- البيت الأول في نسب قريش ص 129 و الأغاني 342/17 قاله يزيد في أم خالد بن يزيد.
2- و في تهذيب الكمال: و يقال: ابن زياد بلا هاء، و يقال: عبد اللّه. قال: و الصحيح الأول، يعني عبيد اللّه بن زيادة.
3- أخباره في: تهذيب الكمال 195/12 و تهذيب التهذيب 13/4.
4- يعني عبد اللّه و أخاه عطية ابني بسر، كما يفهم من عبارة تهذيب الكمال.
5- بالأصل: فحسبته، و على هامشه: لعله: فحبسته، و هو ما أثبتناه، و في م: فحبسته.

الصّبح، و أصبح جدا قال: فقام بلال فآذنه بالصلاة، و تابع أذانه، فلم يخرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فلما خرج، و صلّى بالناس ثم انصرف، فأخبره بلال أن عائشة شغلته عنه حتى أصبح جدا فقال:«إنّي لو أصبحت أكثر مما أصبحت لركعتهما و أحسنتهما و أجملتهما»[7553].

أنبأنا أبو علي الحدّاد، ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة، نا أبو المغيرة، نا عبد اللّه بن العلاء بن زبر.

ح (1) و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسريّ ، و أبو محمّد أحمد بن أبي عثمان، و أبو طاهر أحمد بن محمّد بن إبراهيم.

و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد، أنا أبي أبو طاهر.

قالوا: أنا أبو القاسم إسماعيل بن الحسن بن عبد اللّه الصّرصري.

و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن بن محمّد، أنا أبو عمر بن مهدي قالا: نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا إبراهيم بن هانئ، نا عبد القدّوس بن الحجّاج.

ح (2) و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، نا أبو المغيرة، نا عبد اللّه بن العلاء، نا أبو زيادة الكندي عبيد اللّه بن زيادة (4) عن بلال أنه أتى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يؤذنه بصلاة الغداة، فشغلت عائشة بلالا بأمر سألته - و قال ابن طاوس و ابن الحصين سألته عنه - حتى فضحه (5) الصبح، و أصبح جدا، فقام بلال فآذنه - و في حديث الصرصري - فأذن و أذنه بالصلاة، و تابع أذانه، و قال ابن الحصين: بين، و قالا:- أذانه، فلم يخرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فلما خرج يصلّي بالناس - و في حديث ابن الحصين: فصلّى بالناس - و قال ابن طاوس: للناس - أخبره أن عائشة شغلته بأمر سألته عنه حتى أصبح جدا، و أنه أبطأ عليه بالخروج، فقال:«إنّي ركعت ركعتي الفجر»، قال:

يا رسول اللّه، إنك قد أصبحت جدا، قال:«لو أصبحت أكثر مما أصبحت لركعتهما (6)و أحسنتهما و أجملتهما»[7554].

ص: 430


1- «ح» حرف التحويل سقط من م.
2- «ح» حرف التحويل سقط من م.
3- مسند أحمد بن حنبل 238/9 رقم 23966.
4- في مسند أحمد: أبو زياد عبيد اللّه بن زياد الكندي.
5- في المسند: أفضحه.
6- المسند: فركعتهما.

-و في حديث الحداد: حدّثني أبو زيادة عبد اللّه بن زيادة الكندي - و الصّواب:

عبيد اللّه.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم الدّاراني، أنا سهل بن بشر، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن محمّد الواسطي، نا أحمد بن عمر بن عبد الملك بن موسى، أنا عبد اللّه بن محمّد بن سلم، نا هشام بن عمّار، نا صدقة بن خالد، نا ابن جابر، حدّثني عبيد اللّه بن زيادة من بكر بن وائل، قال:

دخلت على ابني بسر السّلميين فقلت: يرحمكما اللّه الرجل يركب الدابة فيضربها بالسوط و يكبحها (1) باللجام، فهل سمعتما من النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في ذلك شيئا؟ فقالا: لا، فنادتني امرأة من جوف البيت: يا هذا إنّ اللّه عز و جل يقول: وَ مٰا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَ لاٰ طٰائِرٍ يَطِيرُ بِجَنٰاحَيْهِ إِلاّٰ أُمَمٌ أَمْثٰالُكُمْ مٰا فَرَّطْنٰا فِي الْكِتٰابِ مِنْ شَيْ ءٍ ثُمَّ إِلىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (2)فقالا: هذه اختنا (3)و هي أكبر منا و قد أدركت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو صالح بن أبي طاهر العميري، أنا جدي يحيى بن منصور القاضي، نا محمّد بن إسماعيل الإسماعيلي، نا محمود بن خالد الدمشقي، أنا الوليد بن مسلم، نا ابن جابر، نا عبيد اللّه بن زيادة البكري قال:

دخلنا على ابني بسر (4)المازنيين صاحبي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقلت: يرحمكما اللّه، الرجل يركب منا الدابة فيضربها بالسوط ، و يكبحها باللجام، فهل سمعتما من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في ذلك شيئا؟ فقالا: لا، قال عبيد اللّه: فنادتني امرأة من الداخل فقالت: يا هذا إنّ اللّه عز و جل يقول في كتابه: مٰا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَ لاٰ طٰائِرٍ يَطِيرُ بِجَنٰاحَيْهِ إِلاّٰ أُمَمٌ أَمْثٰالُكُمْ مٰا فَرَّطْنٰا فِي الْكِتٰابِ مِنْ شَيْ ءٍ ثُمَّ إِلىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ فقالا: هذه أختنا و هي أكبر منا، و قد أدركت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو

ص: 431


1- في م: و يلجمها. و كبح الدابة: جذبها إليه باللجام، و ضرب فاها به كيف تقف و لا تجري.
2- سورة الأنعام، الآية:38.
3- يعني الصماء بنت بسر.
4- في م: بشر، تصحيف.

الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (1):

عبيد اللّه بن زيادة (2) البكري، عن بلال، و قال أبو المغيرة عبد القدوس: هو البكري يعدّ في الشاميين.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الأديب - مشافهة - قالا: أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح (3) قال: و أنا أبو طاهر، أنا أبو الحسن قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (4):

عبيد اللّه بن زيادة (5) أبو زيادة البكري، و يقال الكندي، روى عن بلال، و أبي الدّرداء، روى عنه عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و عبد اللّه بن العلاء بن زبر، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني (6)،أنا أبو القاسم البجلي، أنا أبو عبد اللّه الكندي، أنا أبو زرعة قال في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام: أبو زيادة عبيد اللّه بن زيادة البكري.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح (7) و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الجديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال:

سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: في الطبقة الثانية من أهل الشام:

أبو زيادة عبيد اللّه بن زيادة.

ثم أعاد ذكره مرة أخرى فقال: و عبد اللّه بن زيادة البكري من ربيعة، دمشقي من ربيعة بكر بن وائل - زاد الكلابي: قديم-.

كذا قال، و إنّما هو عبيد اللّه، كما تقدم.

ص: 432


1- التاريخ الكبير 382/1/3.
2- الأصل و م، و في التاريخ الكبير و الجرح و التعديل:«زياد» و قد قيل ذلك أيضا.
3- «ح» حرف التحويل سقط من م.
4- الجرح و التعديل 314/5.
5- الأصل و م، و في التاريخ الكبير و الجرح و التعديل:«زياد» و قد قيل ذلك أيضا.
6- في م: الكناني، تصحيف.
7- «ح» حرف التحويل سقط من م.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو زيادة عبيد اللّه بن زيادة البكري، و يقال: الكندي، عن بلال.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو زيادة عبيد اللّه بن زيادة روى عنه عبد اللّه بن العلاء-، هو ابن زبر-.

و قال أبو عبد الرّحمن في موضع آخر في باب أبي زياد بغير هاء: أبو زياد عبيد اللّه بن زياد البكري الشامي، عن بلال.

و هذا وهم، و إنّما هو أبو زيادة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر الخطيب، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال (1):

أبو زيادة عبيد اللّه بن زيادة.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي (2)،أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو زيادة عبد اللّه - و يقال عبيد اللّه - بن زيادة البكري - و يقال الكندي - عن بلال، حديثه في الشاميين، روى عنه أبو زبر بن العلاء.

4443 - عبيد اللّه بن زياد بن عبيد

المعروف بابن أبي سفيان

أبو حفص (3)

أمير العراق.

ص: 433


1- الكنى و الأسماء للدولابي 181/1.
2- في الأصل:«العلاء» و التصويب عن م.
3- انظر أخباره في: تاريخ الطبري (الفهارس)، مروج الذهب (الجزء الثالث الفهارس) الكامل لابن الأثير بتحقيقنا (الفهارس العامة)، البداية و النهاية (الجزء الثامن: الفهارس)، المحبر ص 245، سير أعلام النبلاء 545/3 تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80) ص 175 و انظر بحاشيته ثبتا بأسماء مصادر أخرى كثيرة ترجمت له.

روى عن سعد بن أبي وقّاص، و معاوية بن أبي سفيان، كما ذكر الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ في تاريخ نيسابور، فيما، أنبأني أبو بكر وجيه بن طاهر، و أبو سعد عبد اللّه بن أسعد بن حيّان (1)،قالا: أنا موسى بن عمران، أنا الحاكم أبو عبد اللّه:

قدم دمشق على معاوية، ثم قدمها بعد موت يزيد بن معاوية، و كانت له بها دار بناحية زقاق الديماس النافذ إلى سوق الأساكفة العتق (2)،و عرفت بعده بدار ابن عجلان و غيرهم.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد (3)،نا بكر بن سهل، نا عبد اللّه بن صالح، حدّثني معاوية بن صالح أن عصام بن يحيى حدّثه عن أبي قلابة، عن عبيد اللّه بن زياد عن بني (4) أمية أخي بني جعدة قال:

كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يتغدى في السفر و أنا قريب منه جالس، فقال:«هلمّ إلى الغداء» فقلت: يا رسول اللّه إنّي صائم، فقال:«هلمّ أحدّثك ما للمسافر عند اللّه، إنّ اللّه وضع عن أمتي نصف الصّلاة، و الصّيام في السّفر»[7555].

كذا قال، و رواه يعقوب بن سفيان (5)،و أبو إسماعيل التّرمذي، عن أبي صالح، فقال:

ابن زيادة، و قال: أبو أميمة.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان.

ح (6) و قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أنا الحسن بن أبي بكر، نا أبو بكر أحمد بن كامل القاضي، نا محمّد بن إسماعيل السّلمي.

قالا: نا أبو صالح (7)،نا معاوية بن صالح أن عصام بن يحيى حدّثه عن أبي قلابة (8)،

ص: 434


1- كذا بالأصل، قارن مع المشيخة 90/أ. و في م: حبان.
2- في م: الاسكافة العتق.
3- أخرجه الطبراني في المعجم الكبير من هذا الوجه 362/22 رقم 909.
4- كذا بالأصل، و في م: أبي أمية. و في المعجم الكبير: أبي أمية.
5- المعرفة و التاريخ 468/2.
6- «ح» حرف التحويل سقط من م.
7- هو كاتب الليث بن سعد.
8- هو عبد اللّه بن زيد الجرمي، مرّ التعريف به.

عبد اللّه بن زيادة (1) عن أبي أميمة (2) أخي بني جعدة قال:

كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يتغدّى في سفر، و أنا قريب منه جالس، فقال:«هلمّ إلى الغداء» فقلت: يا رسول اللّه إنّي صائم، فقال:«هلمّ أحدّثك ما للمسافر عند اللّه عز و جل، إنّ اللّه وضع عن أمّتي نصف الصلاة، و الصيام في السفر»[7556].

و أبو أمية هذا هو أنس بن مالك الكعبي، و هذه الرواية غريبة، و المحفوظ عن أبي قلابة، عن أنس نفسه.

كذلك رواه أيوب السّختياني، و يحيى بن أبي كثير، عن أبي قلابة، و قيل عن رجل من بني عامر يقال: إنه أبو حمران، عن أنس بن مالك، و ما أخال عبيد اللّه بن زياد المسمى فيه صاحب الترجمة، و اللّه أعلم.

ذكر أبو العباس أحمد بن يونس الضّبي: أن عبيد اللّه بن زياد ولد سنة تسع و ثلاثين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي، نا الفضل بن دكين، قال:

ذكروا أن عبيد اللّه بن زياد حين قتل الحسين كان ابن ثمان و عشرين سنة (3).

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (4):

عبيد اللّه بن زياد بن أبي سفيان قتل بالكوفة، روى عنه ابن سيرين.

قال ابن المثنى: نا عبد الأعلى، نا هشام، عن محمّد أن عبيد اللّه كانت تحته بنت (5)عمر بن عبيد اللّه فقال له مهران: أ تريد أن تفارقها (6).

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن

ص: 435


1- كذا بالأصل و م و المعرفة و التاريخ.
2- المعرفة و التاريخ ورد فيه: أبي أمية.
3- تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80) ص 176.
4- التاريخ الكبير للبخاري 381/1/3.
5- العبارة في التاريخ الكبير شديدة الاضطراب و نصها:«كانت تحته عمر بن عبيد اللّه، فقال له مهران» و لم يوفق محققه إلى الصواب.
6- العبارة في التاريخ الكبير شديدة الاضطراب و نصها:«كانت تحته عمر بن عبيد اللّه، فقال له مهران» و لم يوفق محققه إلى الصواب.

السّقّا، نا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: ابن مرجانة هو عبيد اللّه بن زياد، و مرجانة أمّه (1).

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي.

ح (2) و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد، قال: قرأت على علي بن عمرو، و حدثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عياش:

عبيد اللّه بن زياد يكنى أبا حفص.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال:

عبيد اللّه بن زياد أبو حفص.

أنبأنا أبو جعفر الهمذاني (3)،أنا أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو أحمد الحاكم قال (4):

أبو حفص عبيد اللّه بن زياد بن عبيد، و يقال ابن أبي سفيان، و يقال: ابن سميّة، سمع معقل بن يسار، و معاوية بن أبي سفيان.

ذكره الحسن بن أبي الحسن البصري، و أبو المليح عامر بن أسامة بن عمير الهذلي في حديثهما، قتل يوم عاشوراء سنة ست و ستين.

قرأت على أبي الفتوح أسامة بن محمّد بن زيد العلوي، عن محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمر، عن أبي عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى، قال:

عبيد اللّه بن زياد بن أبيه، أمّه مرجانة سبية من أصبهان، هو القائل لمروان حين وجهه لحرب ابن الأشتر - و قال: إياك و الفرار كعادتك (5):-

سيعلم مروان ابن نسوة (6) أنّني *** إذا التقت الخيلان أطعنها (7) شزرا

ص: 436


1- تاريخ ابن معين 382/2 و انظر تاريخ الإسلام (ترجمته ص 176).
2- «ح» حرف التحويل سقط من م.
3- الأصل و م: الهمداني، تصحيف.
4- الأسامي و الكنى للحاكم 221/3 رقم 1271.
5- البيتان في البداية و النهاية بتحقيقنا 312/8.
6- رسمها مضطرب بالأصل «سبرة» و المثبت عن م و البداية و النهاية.
7- الأصل و م: أطعنهما، و المثبت عن البداية و النهاية.

و إنّي إذا حلّ الضيوف و لم أجد *** سوى فرسي أوسقنه لهم نحرا

و له يمدح الأزد حين أجاروه بعد موت يزيد بن معاوية من أبيات:

فقل للأزد دارك خير دار *** و زندك في العلاء أورى زناد

جزيتم عن عبيد اللّه خيرا *** بنعماكم و قبل عن زياد

حللتم داره فمنعتموه *** بسمر الحظّ و البيض الحداد

و كنتم عند ظنّي حين ضاقت *** عليّ برحبها سعة البلاد

أنبأنا أبو علي بن نبهان، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد، و أبو الحسن محمّد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد، و أبو علي بن نبهان.

ح (1) و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر.

قالوا: أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن مقسم المقرئ، نا أبو العباس أحمد بن يحيى، قال: و حدّثني ثابت بن عبد الرّحمن، قال (2):

كتب معاوية بن أبي سفيان إلى زياد: إذا جاءك كتابي فأوفد إليّ ابنك عبيد اللّه. فأوفده عليه (3)،فما سأله (4) عن شيء إلاّ أنفذه (5) له، حتى سأله عن الشعر، فلم يعرف منه شيئا، قال: ما منعك من روايته ؟ قال: كرهت أن أجمع كلام اللّه و كلام الشيطان في صدري، فقال:

أغرب، و اللّه لقد وضعت رجلي في الركاب يوم صفّين مرارا ما يمنعني من الانهزام إلاّ أبيات ابن الإطنابة (6) حيث يقول (7):

أبت لي عفّتي و أبى بلائي *** و أخذي الحمد بالثّمن الربيح

و إعطائي على الإعدام مالي *** و إقدامي على البطل المشيح (8)

ص: 437


1- «ح» حرف التحويل سقط من م.
2- الخبر في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80) ص 176، و البداية و النهاية بتحقيقنا 312/8 نقلا عن ابن عساكر.
3- الأصل و م: عليّ .
4- الأصل و م: سائله، و المثبت عن تاريخ الإسلام.
5- في البداية و النهاية: نفد منه.
6- هو عمرو بن الإطنابة، و الإطنابة أمه.
7- الأبيات في البداية و النهاية 312/8 و أمالي القالي 258/1 و تاريخ الإسلام (ص 176) و معجم الشعر ص 204.
8- أمالي القالي: و ضربي هامة البطل المشيح، و المشيح: المقبل إليك، و المانع لما وراء ظهره.

و قولي كلّما جشأت و جاشت *** مكانك (1) تعذري (2) أو تستريحي

لأدفع عن مآثر صالحات *** و أحمي بعد عن أنف صحيح

و كتب إلى أبيه أن روه الشعر، فروّاه فما كان يسقط عليه منه شيء.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، نا زكريا بن يحيى المنقري، نا الأصمعي، نا سلمة بن بلال، عن أبي رجاء، قال:

ولّى معاوية عبد اللّه بن عمرو بن غيلان بن سلمة الثقفي ستة أشهر على البصرة ثم عزله، ثم ولّى عبيد اللّه بن زياد البصرة سنة خمس و خمسين، فلم يزل واليا حتى مات معاوية بدمشق، فلما قام يزيد بن معاوية أقر عبيد اللّه بن زياد على البصرة و ضم إليها الكوفة (3)،فبنى في سلطان يزيد البيضاء (4) و علق عليها باب قصر الأبيض - أبيض كسرى - و هو المحبس، و بنى الحمراء و هي على سكة المربد، التي هي اليوم لسليمان بن علي، فكان يشتو في الحمراء و يصيف في البيضاء - يعني بالكوفة - فلم يزل على البصرة حتى هلك يزيد بن معاوية بحمص، فلمّا خرج الناس على عبيد اللّه بن زياد تراضوا بعبد اللّه بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، و يلقب: ببّة. و أمّه هند بنت أبي سفيان (5).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم - قراءة عليهما - قالا: أنا رشأ بن نظيف، أنا محمّد بن أحمد بن علي، أنا أبو بكر بن الأنباري، نا إسماعيل بن إسحاق، نا نصر بن علي، قال: أخبرنا الأصمعي، نا عيسى بن عمر أن معاوية قال للناس:

كيف ابن زياد فيكم ؟ قالوا: ظريف على أنه يلحن، قال: فذاك أظرف له - يريد باللحن - أفقه، يقول: ألحن بحجته.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمّد الفارسي، أنا أبو سليمان حمد بن محمّد الخطّابي، قال في حديث معاوية أنه قال كيف ابن زياد؟ فقالوا:

طريف على أنه يلحن، فقال: أ و ليس ذاك أطرف له.

ص: 438


1- أمالي القالي: رويدك.
2- في تاريخ الإسلام و البداية و النهاية: تحمدي.
3- انظر تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80) ص 177.
4- البيضاء: دار عمرها عبيد اللّه بن زياد بن أبيه بالبصرة (ياقوت).
5- الخبر في البداية و النهاية بتحقيقنا 313/8.

ذكره ابن قتيبة في كتابه، فقال: أراد القوم اللّحن الذي هو الخطأ، و ذهب معاوية إلى اللّحن الذي هو الفطنة، قال: و الأول بسكون الحاء، و الثاني بفتحها، قال: و أما قول الآخر:

منطق صائب و تلحن أحيانا *** و خير الحديث ما كان لحنا (1)

فإنه أراد اللّحن الذي هو الخطأ، كأنه استملحه في المرأة و استثقل منها الاعراب، قال:

و كان بعضهم يذهب في قول معاوية في عبيد اللّه بن زياد هذا المذهب، و لا أراه كذلك.

قال أبو سليمان: و الأصل الذي يجري عليه عادة البيان أن يكون الجواب وفقا للسؤال و محمولا على حكمه، و ما دام التوفيق ممكنا فالتفريق لا وجه له، و من البعيد الممتنع أن يكون معاوية و قومه و هم عرب صرحاء، إذا تخاطبوا لم يتفاهموا، و إن يذهب بعضهم عن مراد بعض هذا الذهاب، و أن يتباينوا هذا التباين، و اللغة واحدة، و العيون متواجهة، و الأسباب إلى المقاصد مشيرة، و عليها دليلة مثل هذا الوصف ينبو عنهم، و لا يليق بهم.

و في تأويل هذا الكلام وجوه: أحدها أن يكون القوم إنّما أرادوا اللحن الذي هو الخطأ، و أن يكون معاوية قد استحسن منه السهولة في كلامه، و ابتذال السليقة في خطابه، و رأى أنّ تركه تفخيم الكلام و إشباعه بالاعراب نوع من الطرف، و باب من الأخذ بحقه المئونة في إفهام من يخاطبه ممن لا يتسع لمعرفة الإعراب، و لا يكمل لضبطه عنه لا سيما و هو أمير أو رئيس ينتقد قوله، و تلزم طاعته. و قد نحا هذا النحو جماعة من كملة الرؤساء، و أجلّة الولاة و الأمراء و قال بعضهم لأصحابه: لا تستعملوا الإعراب في كلامكم إذا خاطبتم، و لا تخلوا منه كتبكم إذا كاتبتم، و عابوا الحجاج حين يقول لطباخه: أتخذ لنا... (2) و أكثر فيحها، فخرج يسأل عنها فلم يكن بحضرته أحد يفهم ما أراد، حتى عادوا إليه فسألوه، فقال: إنّما قلت له: اتّخذ لنا سماقية، و أكثر فيها السّذّاب.

و دخل الجند على بعض الولاة ببغداد أيام فتنة المستعين فقالوا: قد اقتحم الأتراك من بعض أبواب المدينة، فقال لهم: استلموا سدفة فخرجوا يسألون عن هذا الكلام و لا يفهمونه حتى جاءوا إلى باب تغلب فقال: يقول لكم بكروا و اغدوا في السلاح فهذا وجه.

و الثاني أن يكون القوم إنّما أرادوا به لحن الفطنة كما أرادها معاوية الاّ أنهم لم يجعلوا قولهم على انه يلحن استثناء من قولهم طريف، لكنهم إنّما أرادوا بذلك المبالغة في مدحه،

ص: 439


1- البيت في العقد الفريد 480/2 و نسبه إلى مالك بن أسماء بن خارجة الفزاري و فيه: منطق بارع.
2- كلمة غير واضحة بالأصل و رسمها:«عبر يبه» و في م:«عقربيه».

و اشتراطا للزيادة في ظرفه، كقول النابغة الجعدي:

فتى كان فيه ما يسرّ صديقه *** على أن فيه ما يسوء الأعاديا

فتى كملت خيراته غير أنه *** جواد فما يبتغي من المال باقيا

و كقول النابغة الذبياني:

و لا عيب فيهم غير أن سيوفهم *** بهنّ فلول من قراع الكتائب

و كقول الآخر:

و لا عيب فينا غير عرق لمعشر *** كرا و أنّا لا نحدّ على النّمل

أي لسنا بمجوس، و ذلك أنهم كانوا يقولون: إنّ الرجل إذا خرجت به النمل فخط عليها ابنه من أمة أو ابنته برأ الرجل، هذا تفسير الأصمعي و غيره من أهل العربية إلاّ ابن الاعرابي وحده فإنه يرويه بحط بالحاء غير معجمة يقول: إنّا لا نأتي بيوت النمل في الجدب فنحفر على ما قد جمع لنأكله.

و وجه ثالث و هو إنّما أرادوا باللحن اللّكنة التي كان ابن زياد يرتضخها. ذكروا أنه كان يرتضح لكنة فارسية، و قال لرجل اتهمه برأي الخوارج أ هروري أنت ؟ يريد أ حروري أنت ؟ يريد أ حروري، و قال في كلام له: من كاتلنا كاتلناه، يريد قاتلناه، و إنّما أتته هذه اللكنة من قبل أمه شيرويه (1) و كانت ابنة بعض ملوك فارس يزدجرد أو غيره، فقد يكون معاوية لما رأى القوم يعيبونه بها صرف الأمر فيها عن وجه العيب إلى ناحية المدح فقال: أ و ليس ذاك أظرف له ؟ يريد أ و ليس ذلك أنجب له إذا نزع بالشبه إلى الخال (2) و كانت ملوك فارس تذكر بالسياسة (3)و توصف بمحاسن الشيم، و العرب تعظم أمر الخؤولة و تكاد تغلبه في الشبه على بعض العمومة، أنشدني أبو عمر لبعضهم:

عليك الخال إنّ الخال يسري *** إلى ابن الأخت بالشبه المبين

و قال آخر:

فإنّ ابن أخت القوم مكفأ اناوه *** إذا لم تراحم خاله باب خالد

و حدثني عثمان المروزي نا علي بن بشير نا حسين بن عمرو العنقزي ثنا أبو بلال

ص: 440


1- في م و البداية و النهاية: سيرويه.
2- البداية و النهاية: أخواله.
3- البداية و النهاية: بحسن السياسة.

الأشعري قال: قال تبيع صاحب كعب الأحبار: من أعرقت فيه الفارسيات لم يخطه دين أو حلم. و من أعرقت فيه الروميات لم تخطه شدة أو نقابة، و من أعرقت فيه البربريات لم تخطه حدة أو تكلف. و من أعرقت فيه الحبشيات لم يخطه سكر أو تأنيث. و لم يقصد بهذا معاوية مدحه على اللحن، و لا كان يرى اللحن ظرفا، و إنما أشار بذلك أنه قد نزع إلى أخواله، و كانوا ملوكا، أهل أدب و ظرف.

فأما قول الآخر:

منطق صائب و يلحن أحيانا *** و خير الحديث ما كان لحنا

و تأويل ابن قتيبة له على أن اللحن يستملح من المرأة و يستثقل منها الإعراب فقد قيل هذا. و كان أبو العباس ثعلب يقول في ذلك بخلاف هذا القول.

قال أبو العباس: اللحن هجين حيث كان مستقبح من صاحبه رجلا كان أو امرأة، و إنما أثنى عليها بشدة الخفر و الحياء الذي يقطعها عن إصابة الأعراب في منطقها فتلحن في كلامها.

و كان ابن الأعرابي تناوله على خلاف هذا و ذلك، و قال: إنما هو من لحن الفطنة. يريد أنها تفطن لبعض الحديث من عقلها و لا تفطن لبعض الحديث لعفافها، و اللحن ساكنة الحاء عنده:

الفطنة كاللحن الذي هو الخطأ سواء. و عامة أهل اللغة في هذا على خلافه، إنما قالوا:

في الفطنة اللحن مفتوحة الحاء، و في الخطأ بسكونها. قال ابن الأعرابي: و اللحن أيضا اللغة.

قال: و قد روي أن القرآن نزل بلحن قريش أي بلغتهم.

قال: و منه قول عمر: تعلموا الفرائض، و السنة، و اللحن أي اللغة، قال: و اللحن فحوى الكلام و معناه. و منه قوله تعالى: وَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ (1) قال غيره: و اللحن:

الصوت أيضا.

قال الفرزدق:

وداع بلحن الكلب يدعو و دونه *** من الليل سجفا ظلمه و ستورها

و قال آخر يصف طائرين:

باتا على غصن بان في ذرى فنن *** يرددان لحونا ذات ألوان

ص: 441


1- سورة محمد، الآية:30.

فأما قولهم: فلان ظريف، فإن الظرف أدب اللسان خاصة، و من هذا قول بعض السلف:

إذا كان اللص ظريفا لم يقطع، يريد أنه قد يتخلص بالحجّة، فيدفع بها عن نفسه فيقول:

إذا وجدت معه السرقة قد التقطتها، أو كانت عندي وديعة فخنتها، أو ما أشبه هذا من الكلام.

و حدّثنا ابن الأعرابي، نا عبد الصمد بن عبد اللّه بن أبي يزيد الدمشقي، نا أيوب بن إسحاق، نا منصور بن سلمة الخزاعي، نا شبيب بن شيبة، قال: سمعت ابن سيرين يقول:

الكلام أكثر من أن يكذب ظريف، يريد أن الظريف لا تضيق عنه معاني الكلام، فهو قد يكني و يعرض و لا يكذب. و هذا كما قيل إنّ في المعاريض مندوحة عن الكذب.

و قال ابن الأعرابي: العرب تقول الظرف في اللسان و الملاحة في الفم.

و أخبرني ابن سابور، نا علي بن عبد العزيز، قال: قال الأصمعي:

العرب تقول الملاحة في الفم و الحلاوة في العينين، و الجمال في الأنف.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة، قال (1):

و فيها مات زياد سنة ثلاث و خمسين فاستخلف على البصرة سمرة بن جندب، فأقرّه معاوية سنة و نصف، ثم عزله، و ولّى عبد اللّه بن عمرو بن غيلان بن سلمة الثقفي، ستة أشهر، ثم عزله، و ولى عبيد اللّه بن زياد حتى مات معاوية.

و فيها (2)-يعني سنة ثلاث و خمسين - ولّى - يعني معاوية - عبيد اللّه بن زياد خراسان.

و فيها (3)-يعني سنة أربع و خمسين - غزا عبيد اللّه بن زياد خراسان فقطع النهر إلى بخارى على الإبل، فكان أول عربي قطع النهر إلى بخارى، و افتتح رامين (4)،و نصف (5)بيكند، و هما من بخارى.

ص: 442


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 219 و 223 و البداية و النهاية 313/8 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80) ص 178.
2- تاريخ خليفة ص 219.
3- تاريخ خليفة ص 222.
4- كذا بالأصل و تاريخ الإسلام، و في تاريخ خليفة: زامبن، و في تاريخ الطبري: راميثن.
5- في تاريخ الإسلام: و نسف و بيكند؟.

قال خليفة (1):و فيها - يعني سنة ست و خمسين - عزل معاوية عبيد اللّه بن زياد عن خراسان و ولاها سعيد بن عثمان.

و فيها - يعني سنة سبع و خمسين - عزل معاوية سعيد بن عثمان عن خراسان و ولاها عبيد اللّه بن زياد فولاها عبيد اللّه سالم بن زرعة الكلابي، ثم عزل معاوية عبيد اللّه عن خراسان فولاه سجستان، ثم جمعهما يزيد لعبيد اللّه بن زياد فأقرّ يزيد بن معاوية عبيد اللّه بن زياد على البصرة، ثم جمع له الكوفة، و العراق.

و بعث - يعني مروان عبيد اللّه بن زياد - إلى العراق فقتله ابن الأشتر بالخازر من أرض الموصل (2).

أخبرنا أبو السعود بن المجلي (3)،نا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى، قالا: أنا أبو القاسم الصيدلاني، أنا محمّد بن مخلد بن حفص، قال: قرأت على علي بن عمرو، حدثكم الهيثم بن عدي (4)، عن ابن عباس قال في تسمية من ولي العراق و جمع له المصران: زياد بن أبيه، و ابنه عبيد اللّه بن زياد.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو القاسم رضوان بن محمّد بن الحسن الدّينوري، أنا الحسين بن جعفر بن محمّد العنزي - بالري - نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الوليد الحجازي بمصر، نا عمارة بن وثيمة، أخبرني عقبة بن سنان، عن جده قال:

خاصمت أم الفجيع (5) زوجها إلى عبيد اللّه بن زياد، و كانت قد أحبت فراقه، فقال أبو الفجيع (6):أصلح اللّه الأمير، لا تحكم (7) لها ودع ما تقول، فإنّ خير شطري الرجل آخره، و إنّ شرّ شطري المرأة آخره، قال: و كيف ذاك ؟ قال: الرجل إذا أسنّ اشتدّ عقله و استحكم رأيه

ص: 443


1- تاريخ خليفة ص 224.
2- و ذلك في سنة ست و ستين، انظر تاريخ خليفة ص 263.
3- في م بالمهملة تصحيف.
4- بالأصل: الهيثم بن علي، تصحيف، و التصويب عن م، و السند معروف.
5- الخبر في البداية و النهاية بتحقيقنا 313/8 و فيه: أم الفجيج.
6- في البداية و النهاية: أبو الفجيج.
7- الأصل و م: يحكم، و المثبت عن المختصر.

و ذهب جهله، و إنّ المرأة إذا أسنّت ساء خلقها (1) و عقم رحمها و حدّ (2) لسانها، فقال:

صدقت، خذ بيدها و انصرف.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف، أنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد الفرضي، أنا أبو بكر محمّد بن يحيى بن عبد اللّه الصولي، أنا المبرّد، نا العتبي قال:

أتى عبيد اللّه بن زياد برجل، فقال: أيها الأمير، ماتت امرأتي و أردت أن أتزوج أمها، و ليس عندي تمام صداقها، فأعنّي قال: كم عطاؤك ؟ قال: سبع مائة، قال: يا غلام حطّه أربعمائة، يكفيك من فقهك هذا ثلاثمائة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا محمّد بن علي بن يعقوب، أنا محمّد بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي، نا يحيى بن معين قال: أمر ابن زياد لصفوان بن محرز بألفي درهم، فسرقت فقال: عسى أن يكون خيرا، فقال أهله: كيف يكون هذا خيرا، فبلغ ابن زياد، فأمر له بألفين، فوجد الأولى التي سرقت فصارت أربعة آلاف.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوه، أنا أبو الحسن اللّنباني، نا ابن أبي الدنيا، نا هشام (3) بن الوليد، نا أبو بكر بن عيّاش قال: قال أبو عتّاب ما رأيت رجلا أحسن وجها من عبيد اللّه بن زياد.

أنبأنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا جعفر بن أحمد بن الحسين، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن خلف بن المرزبان، نا عبد اللّه بن أحمد العبدي، حدّثني القحذمي عن مسلمة بن محارب قال (4):

قيل لهند بنت أسماء بن خارجة: أيّ أزواجك كان أحبّ إليك ؟ فقالت: ما أكرم النساء (5) إكرام بشر بن مروان، و لا هاب النساء هيبة الحجاج، و وددت (6) أنّ القيامة قد قامت فأرى عبيد اللّه بن زياد و أشتفي من حديثه و انظر إليه، و كان أبا عذرتها (7).

ص: 444


1- بعدها في البداية و النهاية: و قلّ عقلها.
2- البداية و النهاية: و احتد لسانها.
3- عن م و بالأصل: هاشم.
4- الخبر في البداية و النهاية بتحقيقنا 313/8.
5- البداية و النهاية: أكرم النساء أحد.
6- الأصل:«و ودت» و المثبت عن م و البداية و النّهاية.
7- الأصل و م: عذرها، و المثبت عن المختصر، و في البداية و النهاية: و كان أتى عذارتها.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي، نا جرير، عن مغيرة، عن إبراهيم قال: أول من جهر بالمعوّذتين في المكتوبة عبيد اللّه بن مرجانة (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو جعفر محمّد بن عليّ ، قال: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا ابن حبابة، نا البغوي، نا محمّد بن حميد - هو الرازي - نا جرير، عن مغيرة قال: أول من ضرب الزّيوف (2) عبيد اللّه بن مرجانة.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو العبدي، أنا أبو محمّد (3)،أنا أبو الحسن، نا ابن أبي الدنيا، نا هشام (4) بن الوليد، نا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، قال: قال أبو وائل:

دخلت على ابن زياد و عنده مال، فقال: يا أبا وائل هذه ثلاثة آلاف ألف خراج أصبهان فما ظنك بمن مات و هذا عنده ؟ قال: قلت: أصلح اللّه الأمير فكيف أيضا إذا كان من خيانة ؟ أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا إبراهيم بن عبد اللّه، نا محمّد بن إسحاق، نا قتيبة بن سعيد، نا جرير، عن الأعمش، عن أبي وائل قال:

دخلت على عبيد اللّه بن زياد مع مسروق بالبصرة، قال: فإذا بين يديه مال من ورق ثلاثة آلاف ألف من خراج أصبهان، قال: فقال: يا أبا وائل، ما ظنّك برجل يموت و يدع مثل هذا؟ قال: فقلت: فكيف إذا كان من غلول، قال: فذاك شرّ على شرّ.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (5)،حدّثني أبي، نا عبد الصّمد، نا زيد - يعني ابن مرة - أبو (6) المعلّى، عن الحسن قال:

ثقل معقل بن يسار فدخل إليه عبيد اللّه بن زياد يعوده، فقال: هل تعلم يا معقل أنّي

ص: 445


1- الخبر في البداية و النهاية بتحقيقنا 314/8.
2- في م: الدفوف. و الزيوف، يقال درهم زيف و زائف: يعني رديء، قاله في النهاية (زيف) في تفسير حديث ابن مسعود أنه باع نفاية بيت المال و كانت زيوفا و قسية.
3- «أنا أبو محمد» سقط من م، و السند معروف، و هو أبو محمد بن يوه، و قد مرّ هذا السند قريبا.
4- عن م و بالأصل: هاشم.
5- مسند أحمد بن حنبل 289/7 رقم 20335 ط دار الفكر - بيروت.
6- الأصل: أبا، و المثبت عن م و المسند.

سفكت دما، قال: ما علمت، قال: تعلم أنّي دخلت في شيء من أسعار المسلمين ؟ قال: ما علمت، أجلسوني ثم قال: اسمع يا عبيد اللّه حتى أحدّثك شيئا لم أسمعه من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم مرة و لا مرتين، سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«من دخل في شيء من أسعار المسلمين ليغلّيه عليهم كان حقا على اللّه أن يقعده بعظم من النار يوم القيامة» قال: أنت سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ؟ قال: نعم، غير مرة و لا مرتين[7557].

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا أحمد بن عبد الرّحمن، نا عمّي، نا علي بن عابس، حدّثني شيخ يقال له أبو بكر قال: كان يجالسنا عند عبد الملك بن أبي سليمان، نا الحسن قال:

دخل عبيد اللّه بن زياد على عبد اللّه بن مغفّل (1) قال: حدّثني بشيء سمعته عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و لا تحدثني بشيء سمعته من غيره، و إن كان ثقة في نفسك فقال: لو لا أنّي سمعته غير مرة ما حدثتك، سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«ويل للوالي من الرّعية إلاّ واليا يحوطهم (2) من ورائهم بالنصيحة»[7558].

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو بكر بن ريذة (3)،أنا سليمان بن أحمد نا أبو معن ثابت بن نعيم الغزّي، نا محمّد بن أبي السّري، نا ضمرة بن ربيعة، عن السّري بن يحيى، عن الحسن قال:

قدم علينا عبيد اللّه بن زياد أميرا، أمّره علينا معاوية، فقدم علينا غلاما سفيها يسفك الدماء سفكا شديدا، و فينا عبد اللّه بن مغفّل المزني صاحب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و كان من التّسعة (4)رهط الذين بعثهم عمر بن الخطّاب يفقّهون أهل البصرة في الدين، فدخل عليه ذات يوم فقال له: انته عما أراك تصنع، فإنّ شرّ الرعاء (5) الحطمة (6)،فقال له: ما أنت و ذاك، إنّما أنت حثالة من حثالات أصحاب محمد صلّى اللّه عليه و سلّم، فقال له: و هل كان فيهم حثالة لا أمّ لك، بل كانوا أهل

ص: 446


1- في م: معقل، تصحيف، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 561/10.
2- أي يحفظهم و يصونهم و يذب عنهم.
3- في م: زيده، تصحيف، و الصواب ما أثبت و ضبط .
4- إدخال «ال» التعريف على العدد المضاف جائز على رأي البعض، و هو قبيح.
5- الأصل و م: الدعاء، تصحيف. انظر ما يلي.
6- في النهاية:(حطم): و منه الحديث: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«شر الرعاء الحطمة» هو العنيف برعاية الإبل في السوق و الإيراد و الإصدار، و يلقي بعضها على بعض، و يعسفها، ضربه مثلا لوالي السوء، و يقال: حطم بلا هاء.

بيوتات و شرف ممن كانوا منه، أشهد لسمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هو يقول:«ما من إمام، و لا وال (1) بات ليلة سوداء غاشّا لرعيته إلاّ حرم اللّه عليه الجنة»[7559].

ثم خرج من عنده حتى أتى المسجد فجلس فيه و جلست إليه و نحن نعرف في وجهه ما قد لقي منه، فقلت له: يغفر اللّه لك يا أبا زياد، ما كنت تصنع بكلام هذا السفيه على رءوس الناس، فقال: إنّه كان عندي علم خفي من علم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فأحببت أن لا أموت حتى أقول به علانية على رءوس الناس، و لوددت أن داره وسعت أهل هذا المصر فسمعوا مقالتي و سمعوا مقالته، ثم أنشأ يحدّثنا، قال: بينا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هو نازل في ظل شجرة و أنا آخذ ببعض أغصانها مخافة أن تؤذيه إذ قال:«لو لا أنّ الكلاب أمّة من الأمم أكره أن أفنيها لأمرت بقتلها، فاقتلوا منها كلّ أسود بهيم فإنّه شيطان، و لا تصلّوا في معاطن الإبل فإنها خلقت من الجن، أ لا ترون إلى هيئتها و إلى عيونها إذا نظرت، و صلّوا في مرابض الغنم فإنها أقرب إلى الرحمة»[7560].

ثم قام الشيخ و قمنا معه، فما لبث الشيخ أن مرض مرضه الذي توفي فيه، فأتاه عبيد اللّه بن زياد يعوده فقال له: أ تعهد إلينا شيئا نفعل فيه الذي تحبّ ، قال: أو فاعل أنت ؟ قال: نعم، قال: فإنّي أسألك أن لا تصلي عليّ ، و لا تقم على قبري، و أن تخلي بيني و بين أصحابي حتى يكونوا هم الذين يلون ذلك مني، قال: فكان عبيد اللّه بن زياد رجلا جبانا يركب في كل غداة، فركب ذات يوم فإذا الناس في السّكك ففزع فقال: ما لهؤلاء؟ قالوا: مات عبد اللّه بن مغفّل صاحب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، فوقف حتى مرّ بسريره فقال: أما إنّه لو لا أنه سألنا شيئا فأعطيناه إياه لسرنا معه حتى نصلّي عليه و نقوم على قبره.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا عبد الرّحمن بن محمّد المحاربي، نا محمّد بن إسحاق، عن طلحة بن عبيد اللّه بن كريز عن الحسن قال:

كان عبد اللّه بن المغفّل المزني أحد الذين بعثهم عمر بن الخطاب إلى أهل البصرة يفقهونهم فدخل عليه عبيد اللّه بن زياد يعوده فقال: عهد إلينا أبا زياد (2)،فإنّ اللّه قد كان ينفعنا بك، قال: و هل أنت فاعل ما آمرك به ؟ قال: نعم، قال: فإنّي أطلب إذا أنا متّ أن لا

ص: 447


1- الأصل: والي، و المثبت عن م.
2- كان يكنى أبا سعيد، و قيل: أبا زياد انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 485/2.

تصلي علي، و أن تخلي بيني و بين بقية أصحابي فيكونوا هم الذين يلوني و يصلّون عليّ قال:

فركب في اليوم الذي مات فيه فإذا كل طريق قد ضاق بأهله فقال: ما بال الناس ؟ فقالوا:

صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم توفي، عبد اللّه بن المغفّل، قال: فوقف دابته حتى أخرج به ثم قال:

لو لا أنه طلب إلينا شيئا فأعطيناه إياه لسرنا معه و صلّينا عليه، قال: يقول الحسن لا أبا لك أ تراه فرقا من الخبيث.

أخبرنا أبو نصر بن رضوان، و أبو علي بن السّبط ، و أبو غالب بن البنا قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا بشر بن موسى، نا هوذة بن خليفة، نا عوف عن خزاعي بن زياد بن محمّد و قال ابن رضوان عن محمّد بن عبد اللّه بن مغفّل المزني قال: أرى عبد اللّه بن مغفّل أن الساعة قامت و أن الناس حشروا فجعلوا يعرضون على مكان عليه عارض، قد علمت في منامي أنه من جاز ذلك المكان فقد نجا، فذهبت أدنو منه لأنجو زعمت (1) فقال (2): وراءك أين تريد أن تنجو و عندك ما عندك، كلا و اللّه، فرجعت، و استيقظت من الفزع، قال: فأيقظ أهله و عنده تلك الساعة عيبة مملوءة دنانير فقال: يا فلانة أرني تلك العيبة ففتحها و فتح ما فيها فعرف رؤياه قال: فما أصبح حتى قسمها جميعا صررا فلم يدع منها دينارا واحدا.

فلما كان المرض الذي مات فيه أوصى أهله فقال: لا يليني إلاّ أصحابي، و لا يصلّي عليّ ابن زياد، فلما مات أرسلوا إلى أبي برزة الأسلمي (3) و إلى عائذ بن عمرو (4) و إلى نفر من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بالبصرة فولوا غسله و تكفينه فما زادوا على أن طووا يدي قمصهم و رفعوا قمصهم في حجزهم ثم غسلوه و كفّنوه، فلم يزد القوم على أن توضئوا، فلما أخرجوه من داره إذا ابن زياد في موكبه بالباب فقيل له: إنّه أوصى أن لا تصلي عليه قال: فسار معه حتى بلغ حدّ البيضاء فمال لي البيضاء و تركه.

قال: و حدثنا عوف عن الحسن قال مرض معقل بن يسار مرضا ثقل منه فأتاه ابن زياد يعوده فقال: إنّي محدثك حديثا سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، إنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:

ص: 448


1- كذا بالأصل و م.
2- كذا، و في سير أعلام النبلاء 485/2: فقال لي قائل.
3- اختلفوا في اسمه، قيل نضلة بن عبيد الصحابي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 40/3.
4- هو عائذ بن عمرو بن هلال المزني، أبو هبيرة البصري، ترجمته في تهذيب الكمال 389/9 و أسد الغابة 43/3.

«من استرعي رعية فلم يحطهم بنصيحة (1) لم يجد ريح الجنة، و ريحها يوجد من مسيرة مائة عام».

قال ابن زياد أ لا كنت حدثتني بهذا قبل الآن، قال: و الآن لو لا الذي أنا عليه لم أحدّثك[7561].

أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر، أنا عمر بن أحمد بن عمر، أنا الحاكم أبو أحمد الحافظ ، أنا أبو عروبة الحرّاني، نا المؤمّل بن هشام، نا إسماعيل، عن يونس، عن الحسن (2).

أن معقل بن يسار اشتكى فدخل عليه عبيد اللّه بن زياد فقال: أما إنّي سأحدثك حديثا لم أكن حدثتك به، إني سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:- أو: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:- «لا يسترعي اللّه عبدا رعية فيموت يوم يموت و هو لها غاشّ إلاّ حرّم اللّه عليه الجنّة»[7562] فقال له: أ فلا حدثتني هذا قبل اليوم، قال: ما فعلت أو ما كنت لأفعل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا أبو الأشهب عن الحسن قال:

عاد عبيد اللّه بن زياد معقلا في مرضه الذي قبض فيه، فقال له معقل: إنّي محدثك بحديث سمعته من رسول اللّه صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول:«ما من عبد يسترعيه اللّه رعية يموت يوم يموت غاشا لرعيته إلاّ حرّم اللّه عليه الجنّة»[7563].

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر (3) بن مهدي، نا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن إسحاق المصري - إملاء - نا إبراهيم بن مرزوق (4) البصري، نا عبد اللّه بن حمران (5)،نا سوادة بن أبي الأسود (6) القيسي عن أبيه عن معقل بن يسار أنه قال لعبيد اللّه بن زياد و عاده في مرضه الذي مات فيه فقال له معقل بن يسار: إن كنت لتكرمني في الصحة و تعودني في المرض فسأحدثك حديثا سمعته من

ص: 449


1- في م: بنصيحته.
2- أخرجه ابن كثير في البداية و النهاية بتحقيقنا 314/8.
3- في م: عمرو، تصحيف.
4- في م: مروان. ترجمته في تهذيب الكمال 427/1.
5- ترجمته في تهذيب الكمال 93/10.
6- ترجمته في تهذيب الكمال 195/8.

رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فلو لا ما أنا فيه ما حدّثتك، سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«أيما راعي غشّ رعيته فهو في النار»[7564].

أخبرنا أبو محمّد أيضا، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا عبد اللّه بن عبيد اللّه بن يحيى، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا سعيد بن الأموي، حدّثني أبي، أخبرني إسماعيل الأودي قال: أخبرتني ابنة معقل بن يسار، قالت: لما ثقل أبي قالت: بلغ ذلك زياد، فجاء، فقيل:

هذا الأمير، قال: فدخل فنظر إليه، فعرف فيه الموت، فقال: يا معقل أ لا تزوّدنا منك، فقد كان اللّه ينفعنا بأشياء نسمعها منك، فقال: إنه ليس من وال يلي أمة قلّت أو كثرت لم يعدل فيهم إلاّ أكبه اللّه على وجهه في النار، فأطرق ساعة ثم قال: ائتني بشيء سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، أو من وراء وراء، فقال: لا بل سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم (1).

أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى (2)،نا شيبان بن فرّوخ، نا جرير، نا الحسن.

أن عائذ بن عمرو و كان من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم دخل على عبيد اللّه بن زياد فقال:

أيّ بنيّ إنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«إنّ شرّ الرّعاء (3) الحطمة، فإياك أن تكون منهم»، فقال [له: اجلس] (4):فإنما أنت من نخالة (5)[أصحاب] (6) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فقال: هل كانت لهم نخالة ؟ إنّما كانت النّخالة بعدهم، في غيرهم.

رواه مسلم (7) عن شيبان.

آخر الجزء الخامس و الثلاثين بعد الأربعمائة.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (8)،أنا الفضل بن دكين، و مالك بن

ص: 450


1- انظر الإصابة 447/3.
2- من طريقه رواه ابن كثير في البداية و النهاية بتحقيقنا 314/7.
3- الأصل و م:«الدعاء» تصحيف و الصواب ما أثبت.
4- الزيادة عن البداية و النهاية.
5- نخالة يعني أنك لست من فضلائهم و علمائهم و أهل المراتب منهم، بل من سقطهم، و النخالة و الحثالة و الحفالة بمعنى واحد.
6- الزيادة عن البداية و النهاية.
7- صحيح مسلم(33) كتاب الامارة،(5) باب رقم 1830(1461/3) و انظر الإصابة 262/2 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80 ص 179).
8- البداية و النهاية بتحقيقنا 314/8 من طريق محمد بن سعد.

إسماعيل، قالا: نا عبد السلام بن حرب، عن عبد الملك بن كردوس، عن حاجب عبيد اللّه بن زياد قال:

دخلت معه القصر حين قتل الحسين قال: فاضطرم (1) في وجهه نارا أو كلمة نحوها فقال: هكذا بكمه على وجهه، و قال: لا تحدّثنّ بهذا أحدا.

قال: و نا محمّد بن سعد، أنا أحمد بن عبد اللّه بن يونس، نا شريك، عن مغيرة قال:

قالت مرجانة لابنها عبيد اللّه: يا خبيث، قتلت ابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، لا ترى الجنة أبدا (2).

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار قال:

و قال أبو الأسود الدّيلي في قتل الحسين بن علي:

أقول و زادني جزعا و غيظا *** أزال اللّه ملك بني زياد

و أبعدهم كما بعدوا و خابوا *** كما بعدت ثمود و قوم عاد

و لا رجعت ركابهم إليهم *** إذا قفت إلى يوم التّناد

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (3) قال أبو اليقظان، و الوليد بن هشام و غيرهما.

لما بلغ ابن زياد وفاة يزيد بن معاوية صعد المنبر فنعاه، فقال (4):يا أيها الناس أنا رجل منكم، فبايعوا من أحببتم، فقال (5) الأحنف: نحن راضون بك حتى يجتمع الناس، فقال:

اغدوا على أعطياتكم، فوضع الديوان، و أعطى العطاء، فخرج سلمة بن ذؤيب الرّياحي بناحية المربد فدعا إلى بيعة ابن الزبير، فمال الناس إليه (6)،فرفع ابن زياد الديوان (7)،و شاور إخوته و أهل بيته في قتال من عصاه و خالفه، فأشاروا عليه بالكفّ عن ذلك فتنحى، و صار إلى مسعود بن عمرو المعني.

قال: و نا خليفة، نا وهب بن جرير، حدّثني أبي، و محمّد بن أبي عيينة، عن شهرك،

ص: 451


1- الأصل و م: فاصطرم، و المثبت عن البداية و النهاية، و اضطرمت النار: اشتعلت و أوقدت (القاموس المحيط ).
2- البداية و النهاية 314/8 و سير أعلام النبلاء 548/3
3- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 258.
4- العبارة في تاريخ خليفة: اختاروا لأنفسكم.
5- العبارة في تاريخ خليفة: اختاروا لأنفسكم.
6- «فمال الناس إليه» ليس في تاريخ خليفة.
7- تاريخ خليفة: العطاء.

قال (1):شهدت ابن زياد حين جاءه وفاة يزيد بن معاوية قام خطيبا، فحمد اللّه، و أثنى عليه ثم قال:

يا أهل البصرة إن تنسبوني فجدودي مهاجري و مولدي و داري فيكم، و قد وليتكم و ما أحصى ديوان مقاتلتكم إلاّ أربعين ألفا، و قد أحصى إلى اليوم أربعين و مائة ألف، و ما تركت لكم ظنّة أخافها عليكم إلاّ و هي في سجنكم هذا، و إنّ أمير المؤمنين يزيد بن معاوية قد توفي و ولي ابنه معاوية بن يزيد - و زاد ابن أبي عيينة: عن شهرك: و قد اختلف أهل الشام، فأنتم اليوم أكثر عددا، و أعرضه فيئا (2) و أغناه عن الناس، و أوسعه بلادا، فاختاروا لأنفسكم رجلا ترضونه لدينكم و جماعتكم، فأنا أول من رضي به، و تابع، و أعان بنصيحته و ماله و قوته، فإن اجتمع أهل الشام على رجل ترضونه دخلتم فيما دخل فيه المسلمون، و إن كرهتم ذلك كنتم على جديلتكم (3) حتى تعطوا حاجتكم، فما لكم إلى شيء من البلاد حاجة و ما يستغني الناس عنكم.

فقامت خطباء أهل البصرة، فقالوا: قد سمعنا مقالتك أيها الأمير، و ما نعلم أحدا أقوى عليها منك، فهلمّ نبايعك،[فقال: لا] (4) فلما أبوا بسط يده فبايعوه و انصرفوا و هم يقولون:

أ يظن ابن مرجانة أن نستقاد (5) له في الجماعة و الفرقة كذب و اللّه.

قال: و نا خليفة، نا سليمان بن حرب، و وهب بن جرير، عن غسان بن مضر، عن سعيد بن يزيد.

أن ابن زياد نعى لهم يزيد، و قال: اختاروا لأنفسكم، فقالوا: نختارك، فبايعوه، و قالوا: أخرج لنا إخواننا و كانت السجون مملوءة من الخوارج، فقال: لا تفعلوا، فإنهم يفسدون عليكم، فأبوا، فأخرجهم، فجعلوا يبايعونه، فما تتامّ آخرهم حتى أعطوا له، ثم خرجوا في ناحية بني تميم، فمرّ بهم سلمة بن ذؤيب الرّياحي، فقالوا: من أين أقبلت ؟ فقال:

من عند هذا الخبيث ابن البغي الدّعيّ .

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ص: 452


1- انظر الخبر في تاريخ الطبري 504/5 و الكامل لابن الأثير بتحقيقنا (حوادث سنة 64).
2- في الطبري و ابن الأثير: قناء.
3- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل و م، و المثبت عن الطبري.
4- الزيادة بين معكوفتين عن م.
5- كلمة غير معجمة و غير مقروءة بالأصل و م و رسمها:«يستفاد» و المثبت عن الطبري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: أملى علينا سليمان بن حرب بمكة مرسل، و بلغني أنه ذكر بالبصرة، نا غسان بن مضر، عن سعيد بن يزيد، قال:

لما مات يزيد بن معاوية صعد عبيد اللّه بن زياد المنبر، فخطب، و نعاه إلى أهل البصرة، فقال: اختاروا لأنفسكم، فإنه سيأتيكم الآن أمير، فقالوا: فإنا نختارك، فقال: لعل يحملكم على هذا حداثة عهدي عليكم، قالوا: فإنّا نختارك، قال: و السجن مملوءا من الخوارج، فقالوا: أخرج إلينا إخواننا من السجن، قال: إنّي أشير عليكم بغير ذلك، اجمعوا جزلا من جزل (1) الحطب ثم احدقوا بالسجن، ثم حرّقوا عليهم، قالوا: فإنّا لا نفعل ذلك بإخواننا، قال: فأخرجهم، فبايعوه، قال: فما خرج منهم إلاّ قليل حتى جعلوا يغلظون له في البيعة، قال: فخرجوا من السجن، فخرجوا عليه، فحصبوه، قال: فأرسل إلى الحارث بن قيس الجهضمي، فجاءه فقال: إنّ نفسي قد أبت إلاّ قومك، و اللّه ما ذلك لك عندهم و قد أبلوا في أبيك ما أبلوا، ففعلت بهم ما فعلت، قال: فأردف (2) الحارث بن قيس، و كان الناس يتحارسون قال: فانطلق به في ناحية قال: فمرّ بقوم يحرسون، فقالوا: من هذا؟ قال:

الحارث بن قيس: قالوا: ابن أختنا، انطلق، قال: و فطن رجل فقال: ابن مرجانة، فرماه بسهم، فوقع في قلنسوته و جاء به إلى مسعود بن عمرو، قال: فلبث في منزله ما لبث.

قال سليمان: فحدّثنا غسان بن مضر عن أبي سلمة قال:

لبث عند مسعود ما لبث و هم أن (3) قال فقالوا له: لو أرسلت إلى رجل من قومك فاستشرناه في هذا الأمر، قال: فبعث إلى رجل من بني معن أعور يقال له حسن، قال: فجاء يجر ملحفة له غليظة دستوانية يسحبها، حتى جلس، قال: فقال: هذا ابن زياد، قال: لا مرحبا و لا أهلا، إن كان، و اللّه ما علمت لهيتنا وقع فينا، يزعم أنه لو ركب المهرانية ثم استاق الأزد ما عوض له، فما اضطرك إلينا، لا و لا كرامة، ثم قال: أيها الشيخ اعمد إلى هذا فدسه ثم يكون كطير وقع فلا يعلم به أحد، فأرسلوه في سبعين من أزد و ربيعة حتى بلغوا مأمنه.

قال سليمان: و قال غيره:

ص: 453


1- الجزل: الحطب اليابس، أو الغليظ العظيم منه،(القاموس المحيط ).
2- الردف: الراكب خلف الراكب. ردفه و أردفه: تبعه (القاموس المحيط ).
3- كذا بالأصل:«إن قال» و غير مقروءة في م.

لما خرج عبيد اللّه بن زياد بايع الناس، فقالت الأزد و ربيعة: لا نرضى بهؤلاء، إن رجلا لم يشاورنا في أمره قال: فبايعوا مسعود بن عمرو، و خرجوا معه حتى أتى مسجد الجامع، قال: فصعد مسعود المنبر، و امتلأ المسجد من الناس، و جاء رجل من ولد عبد اللّه بن عامر يلقب فقير بن فقير، قال: و جاءت الأساورة، قال: فجعلوا يرمون بالنشاب في المسجد حتى عقروا ناسا من الناس، قال: فنزل مسعود، و ثار الناس إلى دوابهم.

قال سليمان - فحدّثنا غسان عن أبي سلمة، عن إبراهيم بن عبد الرّحمن رجل من اليمن قال:

جئت إلى مسعود و قد ازدحم الناس عليه، و على بغلته، قال: فصرعوا البغلة عليه، فاندقّت فخذه، قال: فأخذته فجررته، قال: حس أوجعتني، قال: و خرج نافع بن الأزرق في سبعين من قضاء رحبة بني سليم، فحكموا، قال: فأخرج الناس عنه، فضربوه حتى قتلوه (1)قال سليمان: و قال غير غسان:

فجاءت بنو تميم فحملوه فألقوه فيهم و ادّعوا قتله، فاجتمعوا في المربد، فخرج هؤلاء و هؤلاء، قال: فولت ربيعة مالك بن مسمع و ولت الأزد زياد بن عمرو العتكي، قال: فلما كانوا في المربد صف بعضهم لبعض و اعتقد بعضهم على بعض أنهم ظفر، فليس له على النساء سبيل، قال: فقالت الأزد و ربيعة: اختاروا منا إحدى ثلاث، قال الأحنف: هاتوا، قال:

تخرجون من الدار فتلحقوا ببلادكم، قالوا: هذه إعرابية لا حاجة لنا فيها، قال: هذه لا ... (2) قال: فتدون قتلانا، و تعطون مسعود مائة ألف درهم، فرضي الأحنف، و دعا ناسا من بني تميم فعرض عليهم، فأبوا أن يضمنوا، فدعا ابن أخيه أناس بن قتادة فأمره، فضمن. قال:

فندم القوم بعد و قالوا: ندخل معك، قال: فقال: لا و اللّه، لا يدخل معي أحد.

و قال الفرزدق: و منا الذي أعطى يديه رهينة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة، نا وهب، عن أبيه، حدّثني عمي صعب بن زيد أنهم لما بايعوا ابن زياد خرجوا، فجعلوا يمسحون أيديهم بجدر باب الإمارة و يقولون: هذه بيعة

ص: 454


1- الذي في تاريخ الطبري 525/5 قتله علج يقال له مسلم من أهل فارس، دخل البصرة فأسلم، ثم دخل في الخوارج.
2- كلمة غير معجمة بالأصل و م و رسمها:«بعبالها».

ابن مرجانة، و اجترأ الناس عليه حتى أخذوا دوابّه من مربطه (1).

قال: و نا خليفة، قال: قال وهب عن القاسم بن الفضل.

أن أهل البصرة لما بايعوا ابن زياد طلبوا إليه أن يخرج أهل السجن، ففعل، فخرجوا مع نافع بن الأزرق، فعسكروا بالمربد، فخافهم ابن زياد على نفسه، فأرسل إلى الحارث بن قيس الجهضمي، قال (2):

قال ابن زياد: أما و اللّه إنّي لأعرف سوء رأي كان في قومك، فوقفت عليه، فأردفته على بغلتي - و ذاك ليلا - فأخذت به على بني سليم، فقال: من هؤلاء؟ قلت: بني سليم، فقال: إن سلمنا إن شاء اللّه، ثم مررنا على بني ناجية و هم جلوس معهم السلاح، فقالوا: من (3) هذا؟ قلت: الحارث بن قيس، فقالوا (4):امض راشدا، فقال رجل: هذا و اللّه ابن مرجانة خلفه، فرماه بسهم فوضعه في كور عمامته، فقال: يا أبا محمّد من هؤلاء؟ قلت: الذي كنت تزعم أنهم من قريش هؤلاء بنو ناجية، فقال: نجونا إن شاء اللّه، قال الحارث: قال لي: إنّك قد أحسنت و أجملت، فهل أنت صانع ما أشير به عليك ؟ قد عرفت حال مسعود بن عمرو (5)، و شرفه و سنه و طاعة قومه له، فهل لك أن تذهب بي إليه، فأكون في داره فهي أوسط الأزد، فإنّك إن لم تفعل تصدع (6) عليك أمر قومك، قلت: نعم، فانطلقت به، فما شعر مسعود و هو جالس يوقد له بقضيب على لبنة و هو يعالج خفيه، قد خلع أحدهما و بقي الآخر، فعرفنا، فقال: إنه قد كان يتعوذ من طوارق السوء، و إنكما من طوارق السوء، قال الحارث: فقلت له:

أ فتخرجه بعد ما دخل عليك بيتك، فأمره، فدخل بيت عبد الغافر بن مسعود، ثم ركب مسعود من ليلته و معه الحارث و جماعة من قومه، فطافوا في الأزد فقال: إن ابن زياد قد فقد، و لا نأمن أن يلخطونا (7) به، فأصبحوا في السلاح، فأصبحت الأزد في السلاح، و أصبح الناس قد فقدوا ابن زياد، فقالوا: أين توجه (8)؟ثم قالوا: ما هو إلاّ في الأزد.

ص: 455


1- سير أعلام النبلاء 547/3.
2- انظر الخبر في تاريخ الطبري 510/5-511 و الكامل لابن الأثير (حوادث سنة 64).
3- عن الطبري، بالأصل و م: فقال.
4- عن الطبري، بالأصل و م: فقال.
5- الأصل:«عمر» تصحيف و الصواب عن م و تاريخ الطبري.
6- الطبري: صدع، و في ابن الأثير: فرق.
7- الطبري: تلطخوا به.
8- الأصل: بوجه، و المثبت عن الطبري و م.

قال: و نا خليفة قال: قال وهب (1):فحدثني (2) أبي عن [أبي] (3) بكر بن الفضل العتكي عن قبيصة بن مروان بن المهلب أن عجوزا من بني عقيل قالت: أين توجه! اندحس و اللّه في أجمة (4) أبيه.

قال: و نا خليفة قال: قال وهب: و حدّثني الأسود بن شيبان، عن عبد اللّه بن جرموز (5) المازني (6) قال: بعث إليّ شقيق بن ثور، فقال (7):بلغني أن أبا (8) منجوف هذا و ابن مسمع يدلجان بالليل إلى مسعود ليردّوا ابن زياد إلى الدار ليصلوا (9) بين هذين الغارين، فيهرقوا دماءهم و يعزّوا أشرافهم، و لقد هممت أن أبعث إلى ابن منجوف فأشده وثاقا، و أخرجه عني، اذهب إلى مسعود فاقرئه مني السلام و قل له: إنّ ابن منجوف و ابن مسمع يفعلان هكذا، فأخرج هذين الرجلين عنك، قال: و كان مع ابن زياد أخوه عبد اللّه، فدخلت على مسعود و ابنا زياد عنده: عبيد اللّه، و عبد اللّه، أحدهما عن يمينه و الآخر عن شماله، فقلت: السلام عليكم أبا قيس، قال: و عليك السلام، قلت: بعثني شقيق بن ثور بكذا، فقال مسعود: قد و اللّه قلت (10) ذاك، فقال عبيد اللّه: لا نخرج (11) عنكم، قد أجرتمونا و عقدتم لنا ذمتكم، فلا نخرج حتى نقتل بين أظهركم، فيكون عارا عليكم إلى يوم القيامة.

قال: و نا خليفة، قال: و قال أبو اليقظان (12):انطلق مالك بن مسمع، و سويد بن منجوف إلى مسعود ليخالفوه و يردّوا ابن زياد إلى دار الإمارة، فقال ابن زياد لأخيه عباد بن زيد: أكّد بينهم الحلف.

فكتبوا بينهم كتابا و ختمه مسعود بخاتمه، و كتب لمالك بن مسمع كتابا و ختمه بخاتمه،

ص: 456


1- سقطت من م.
2- الخبر من هذا الطريق في تاريخ الطبري 511/5.
3- سقطت من الأصل و م، و أضيفت عن الطبري، و في م: عن بكير.
4- الأصل: وجمة، و المثبت عن م و الطبري.
5- كذا بالأصل و م، و في الطبري: جرير.
6- الأصل: الماني، و في م:«الماري» و المثبت عن الطبري.
7- الخبر في تاريخ الطبري 511/5-512.
8- الأصل و م، و في الطبري:«ابن منجوف» و هو الصواب، و هو «سويد بن منجوف» و سيرد صوابا فيما يأتي.
9- غير مقروءة بالأصل و م و المثبت عن الطبري.
10- كذا بالأصل و م، و في الطبري: فعلت، و بهامشه عن نسخة: قلت.
11- الأصل: يخرج، و الحرف الأول بدون إعجام في م. و المثبت عن الطبري.
12- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 258 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80) ص 38 نقلا عن خليفة.

و دفع الكتاب إلى ذراع النميري أبي هارون بن ذراع، فوضعوهما على يده، و قالوا لابن زياد:

انطلق حتى ترد (1) إلى دار الإمارة، فقال لهم ابن زياد: انطلقوا، فمسعود عليكم، فإن ظفرتم رأيتم حينئذ رأيكم، فسار مسعود و أصحابه يريدون الدار، و دخل أصحاب مسعود المسجد، و قتلوا قصّارا كان في ناحية المسجد، و نهبوا دار امرأة يقال لها عرة، و بلغ الأحنف، فبعث حتى علم ذلك، ثم بعث إلى بني تميم فجاءوا، و دخلت الأساورة المسجد، فرموا بالنشاب، فيقال فقئوا أربعين عينا، و جاء رجل من بني تميم إلى مسعود و هو واقف في رحبة بني سليم فقتله، و هرب مالك بن مسمع، فلجأ إلى بني عدي، و انهزم الناس.

قال: و نا خليفة، قال: فحدّثني الوليد بن هشام (2)،حدّثني عمّي، حدّثني أبي، حدّثني عمر (3) بن هبيرة والي العراق، حدّثني يساف (4) بن شريح بن أساف العدوي من بني يشكر، قال:

لما خرج ابن زياد من البصرة شيعته فقال: قد مللت الخف فابغوني ذا حافر، فركب حمارا و تفرد فدنوت منه، فقلت: أ نائم ؟ فقال: لا، بل مفكر، قلت: إن شئت أنبأتك فيم كنت مفكرا، قال: هات فأنبئني، قلت: كنت تقول: ليتني لم أقتل الحسين، و ليت أني لم ابن البيضاء، و ليت أني لم أكن أوّل الدهاقين، و ليت أني كنت أسمح مما كنت، قال: ما أصبت واحدة منهن، أما الحسين فإنه أتاني يخيّرني بين أن يقتلني أو أقتله، فاخترت قتله، و أما البيضاء فإنّ أمير المؤمنين يزيد بن معاوية اشتراها من ماله، و بناها من ماله، و أما استعمال الدهاقين فإنّي كنت أولّي الرجل منكم من العرب فيكسر الخراج، فأكره الإقدام عليه لمكان عشيرته، فولّيت الدهاقين، فكانوا أوفر للخراج، و أما قولك أسمح، فإنّما كنت خازنا أعطي إذا أمرت و أمنع إذا نهيت، و لكني أخبرك فيما كنت مفكرا، قلت: ليت إنّي كنت قاتلت بمن أطاعني من أهل البصرة من خالفني، حتى تكون الدار لي أولهم، و ليت أنّي ضرمت السجن نارا على من فيه من الخوارج فأريح الناس منهم، فأما إذا فاتتني هاتان الخلتان، فليت أنّي آتي الشام و لم يبايعوا أحدا.

فقدم الشام و لم يجتمعوا على خليفة، فكان منه ما تقدم ذكره في ترجمة الضّحاك بن قيس.

ص: 457


1- الأصل و م، و في تاريخ خليفة: نردك.
2- من طريقه رواه الطبري في تاريخه 522/5 و ابن الأثير بتحقيقنا حوادث سنة 64.
3- في الطبري: عمرو بن هبيرة.
4- في ابن الأثير: مسافر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان قال:

و قد كان مروان لما بايع لعبد الملك، و عبد العزيز عقد لعبيد اللّه بن مرجانة و جعل له ما غلب عليه، و مات مروان قبل أن ينفصل، فأمضى عبد الملك بعثه، فخرج متوجها إلى العراق، و بلغ ذلك أهل الكوفة، و ذلك في سنة ست و ستين، ففرغ شيعة الكوفة إلى سليمان بن صرد الخزاعي، و إلى المسيّب بن نجبة الفزاري، و إلى عبد اللّه بن سعد بن نفيل الأزجي (1)،و إلى عبد اللّه بن وال (2) التميمي، و إلى رفاعة بن شداد البجلي.

و قد كان أهل الكوفة وثبوا على عمرو بن حريث حين هلك يزيد، فأخرجوه من القصر، فاصطلحوا على عامر بن مسعود بن أمية بن خلف الجمحي، فصلّى بالناس، و بايع لابن الزبير (3).

و كان موت يزيد بن معاوية في شهر ربيع الأول يوم الخميس لأربع عشرة خلت منه، و ذلك في سنة أربع و ستين، فكان بين قتل حسين بن علي بن أبي طالب، و موت يزيد ثلاث سنين و شهران و أربعة أيام، و هلك يزيد و أمير العراق عبيد اللّه بن زياد و هو بالبصرة، و خليفته بالكوفة عمرو بن حريث، و قدم المختار بن أبي عبيد في النصف من رمضان يوم الجمعة، و قدم عبد اللّه بن يزيد الخطمي من قبل ابن الزبير أميرا على الكوفة على حربها و ثغورها، و قدم معه إبراهيم بن محمّد بن طلحة على خراج الكوفة، و كان قدوم عبد اللّه بن زياد لثمان بقين من رمضان بعد مقدم المختار بثمانية أيام، و قدم المختار و قد اجتمع رءوس القراء و وجوههم على سليمان بن صرد الخزاعي، فليسوا يعدلون به، و خرج سليمان حتى انتهى إلى قرقيسا و بها زفر بن الحارث، فأغلق باب قرقيسا (4) ثم فتح الباب، و أحسن فيما بينه و بين سليمان بن حريصة و حبيش، و مضى سليمان حتى نزل عين الوردة (5) و التقوا هم و أهل الشام، فقتل سليمان بن صرد، رماه الحصين بن نمير بسهم، فوقع، و قتل المسيّب بن نجبة في هذا اليوم، و قتل عبد اللّه بن سعد بن نفيل، و قتل عبد اللّه بن والي (6) قتله أدهم بن محرز، و سلم

ص: 458


1- كذا بالأصل و م، و في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80) ص 46 الأزدي.
2- الأصل:«والي» و اللفظة سقطت من م، و المثبت عن تاريخ الإسلام.
3- تاريخ الطبري 524/5 و تاريخ(61-80) ص 39.
4- قرقيسيا بلد يقع على نهر الخابور قرب رحبة مالك بن طوق على ستة فراسخ (معجم البلدان).
5- عين الوردة: مدينة مشهورة بالجزيرة (معجم البلدان).
6- الأصل:«والي» و اللفظة سقطت من م، و المثبت عن تاريخ الإسلام.

رفاعة بن شداد و بلغ قسطنطين صاحب الروم، فزحف و نزل المصّيصة، و سار بابك بن قيس في أربعة آلاف من قبل ابن الزبير، و زعم الليث بن سعد أن بابكا نزل أرض فلسطين، و قال غيره: نزل أجنادين.

قال: و نا يعقوب قال: و بعث المختار إبراهيم بن الأشتر لقتال ابن زياد، فمضى حتى التقى مع ابن زياد بالخازر-، و بين الخازر و بين الموصل خمسة (1) فراسخ - و التقوا هم و أهل الشام، فصارت الدبرة على الشام، و انهزم أهل الشام بعد قتال شديد و قتلى كثيرة بين الفريقين، و همهم ابن زياد و قالوا: ترون (2) نجا؟ فقال إبراهيم بن الأشتر قد قتلت رجلا وجدت منه رائحة المسك، شرّقت يداه، و غرّبت رجلاه، تحت راية منفردا (3) على شاطئ النهر، فانظروا من هو؟ فالتمس فإذا هو عبيد اللّه بن زياد مقتولا كما وصف إبراهيم بن الأشتر، و قتل في هذا اليوم حصين بن نمير، و قتل شرحبيل بن ذي كلاع، و حمل رأس ابن زياد إلى الكوفة (4).

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز الكتّاني (5)،أنا عبد الوهاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر الفرغاني، أنا محمّد بن جرير الطبري، قال (6):قال هشام بن محمّد: قال أبو مخنف: حدّثني فضيل بن خديج.

أن إبراهيم - يعني ابن الأشتر - لما شدّ على ابن زياد و أصحابه انهزموا بعد قتال شديد و قتلى كثيرة بين الفريقين، و أن عمير بن الحباب لما رأى أصحاب إبراهيم قد هزموا أصحاب عبيد اللّه بعث إليه أجيئك الآن ؟ فقال: لا تأتني (7) الآن حتى تسكن فورة شرطه اللّه، فإنّي أخاف عليك عاديتهم.

و قال ابن الأشتر: قتلت رجلا وجدت منه رائحة المسك، شرّقت يداه، و غرّبت رجلاه، تحت راية منفردة، على شاطئ نهر خازر، فالتمسوه فإذا هو عبيد اللّه بن زياد قتيلا ضربه فقدّه بنصفين، فذهبت رجلاه في المشرق و يداه في المغرب، و حمل شريك بن جرير

ص: 459


1- بالأصل و م: خمس.
2- الأصل و م: يرون.
3- الأصل و م: منفرد.
4- انظر تاريخ الطبري 86/6-92 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80) ص 56-57.
5- في م: الكناني، تصحيف.
6- تاريخ الطبري 90/6 (حوادث سنة 67).
7- الأصل:«يأتني» و في م:«يأتين» و في الطبري: تأتيني.

الثعلبي (1) على الحصين بن نمير السّكوني، و هو يحسبه عبيد اللّه بن زياد، فاعتنق كل واحد منهما صاحبه، و نادى الثعلبي (2):اقتلوني و ابن الزانية، فقتل ابن نمير.

قال الطبري (3):حدّثني عبد اللّه بن أحمد، نا أبي، نا سليمان - يعني ابن صالح - حدّثني عبد اللّه بن المبارك، حدّثني الحسن بن كثير، قال:

كان شريك بن جرير الثعلبي (4) مع علي بن أبي طالب، أصيبت عينه معه، فلما انقضت حرب عليّ لحق ببيت المقدس، فكان به، فلمّا جاءه قتل الحسين قال: أعاهد اللّه إن قدرت على كذا و كذا يطلب بدم الحسين لأقتلن ابن المرجانة، أو لأموتنّ دونه، فلما بلغه أن المختار خرج يطلب بدم الحسين أقبل إليه، قال: فكان وجهه مع ابن الأشتر و جعل على خيل ربيعة فقال لأصحابه: إنّي عاهدت اللّه على كذا و كذا، فبايعه ثلاثمائة على الموت، فلمّا التقوا حمل على صفوفهم فجعل يهتكها صفّا صفا حتى وصلوا إليه، و ثار الرّهج فلا تسمع إلاّ وقع السيوف (5)،فانفرجت عن الناس و هما قتيلان ليس بينهما أحد، الثعلبي (6) و عبيد اللّه قال:

و هو الذي يقول:

كلّ عيش قد أراه قذرا *** غير ركز الرمح في ظلّ الفرس

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب، أنا أبو منصور النّهاوندي، أنا أبو العباس النّهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل، نا موسى - هو ابن إسماعيل - نا أبو المعلّى، قال: سمعت أبي قال: خرجنا مع المختار إلى ابن زياد، و حال بينهم الفرات، و كان أولئك على الخيل، و إنّ رجلا أخذ بهم على طريق عتيق على رأس فرسخين و جعل له عامل المختار قريته ماكلة، و أنهم أتوه فأصبح القوم في مكان واحد، و قتل ابن زياد، و قتل الناس إلاّ من هرب.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن منده، أنا أبو محمّد بن يوه (7)،أنا أبو الحسن اللّنباني (8)،نا ابن أبي الدنيا، نا هاشم بن الوليد، نا أبو بكر بن عيّاش، نا يزيد - يعني ابن أبي زياد (9)-عن أبي الطّفيل قال:

ص: 460


1- كذا بالأصل و م، و في الطبري - شريك بن جدير التغلبي.
2- كذا بالأصل و م، و في الطبري - شريك بن جدير التغلبي.
3- تاريخ الطبري 90/6.
4- كذا بالأصل و م، و في الطبري - شريك بن جدير التغلبي.
5- الطبري: وقع الحديد و السيوف.
6- الأصل و م، و في الطبري: التغلبي.
7- ضبطت عن التبصير، و في م بدون إعجام.
8- الأصل: اللبناني، بتقديم الباء، و في م:«الكسائي» كلاهما تصحيف.
9- من طريقه في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80) ص 179 و سير أعلام النبلاء 548/3-549.

عزلنا سبعة آراس و غطينا رأس حصين بن نمير، و رأس عبيد اللّه بن زياد، فجئت فكشفتها فإذا حية في رأس عبيد اللّه بن زياد تردد فيه تأكله.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطّبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (1)،حدّثني يوسف بن موسى، نا جرير، عن يزيد بن أبي زياد، قال:

لما جيء برأس ابن مرجانة و أصحابه طرحت بين يدي المختار، فجاءت حية دقيقة (2)تخلّلت الرءوس حتى دخلت في فم ابن مرجانة و خرجت من منخره، و دخلت من منخره و خرجت من فيه، فجعلت تدخل و تخرج في رأسه من بين الرءوس.

قال يعقوب: و قتل عمر بن سعد و ابن له يقال له: حفص.

أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي، أنا أبو عامر محمود بن القاسم الأزدي، و أبو نصر عبد العزيز بن محمّد التّرياقي، و أبو بكر أحمد بن عبد الصمد الغورجي، قالوا: أنا عبد الجبار بن محمّد الجرّاحي، أنا محمّد بن أحمد المحبوبي، أنا أبو عيسى محمّد بن عيسى الترمذي (3)،نا واصل بن عبد الأعلى، نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير قال:

لما جيء برأس عبيد اللّه بن زياد و أصحابه نصبت في المسجد في الرحبة، فانتهيت إليه و هم يقولون: قد جاءت، قد جاءت، فإذا حية قد جاءت تخلّل الرءوس حتى دخلت في منخري عبيد اللّه بن زياد، فمكثت هنيئة ثم خرجت، فذهبت حتى تغيبت، ثم قالوا: قد جاءت، قد جاءت، ففعلت ذلك مرتين أو ثلاثا.

قال أبو عيسى: هذا حديث صحيح.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب، أنا أبو العلاء محمّد بن الحسن بن محمّد الوراق، نا أبو عيسى بكّار بن أحمد المقرئ إملاء، نا أبو عبد اللّه أحمد بن القاسم بن نصر بن دوست (4)،نا سويد بن سعيد، نا علي بن مسهر، عن

ص: 461


1- من طريقه في البداية و النهاية بتحقيقنا 315/8.
2- البداية و النهاية: رقيقة.
3- سنن الترمذي كتاب المناقب، باب مناقب الحسن و الحسين رضي اللّه عنهما رقم 3869 و من طريق الترمذي في البداية و النهاية بتحقيقنا 315/8 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80 ص 179) و سير أعلام النبلاء 549/3.
4- الخبر في تاريخ بغداد 350/4-351 ضمن أخبار أحمد بن القاسم بن نصر بن دوست.

الأعمش، عن عمارة بن عمير قال:

لما قتل عبيد اللّه بن زياد أتى برأسه و رءوس أصحابه، فألقيت في الرحبة، فقام الناس إليها، فبينا هم كذلك إذ جاءت حية عظيمة، فتفرّق الناس من فزعها، فجاءت تخلّل الرءوس حتى دخلت في منخري عبيد اللّه بن زياد ثم خرجت من فيه، ثم دخلت في (1) فيه و خرجت من أنفه، ففعلت ذلك به مرارا ثم ذهبت، ثم عادت ففعلت به مثل ذلك مرارا، فجعل الناس يقولون: قد جاءت، قد جاءت، قد ذهبت، فلا يدرى من أين جاءت و لا أين ذهبت.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال: قال الليث بن سعد، و في سنة ست و ستين قتل عبيد اللّه بن زياد و أصحابه بالخازر.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة، قال: قال أبو اليقظان و غيره:

وجه المختار إبراهيم بن الأشتر، فلقي عبيد اللّه بن زياد يوم عاشوراء أول سنة ست و ستين بالخازر من أرض الموصل، فقتل ابن زياد و حصين بن نمير السّكوني، و شرحبيل بن ذي الكلاع، و عدة كثيرة من أهل الشام (2).

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أحمد بن محمّد العتيقي، أنا محمّد بن الحسين بن عمر اليمني - بمصر-.

ح قال الخطيب: و أنا القاضي أبو القاسم التنوخي، أنا محمّد بن المظفر، قالا: نا بكر بن أحمد بن حفص الشّعراني، نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عيسى البغدادي قال:

سنة ست و ستين عام الخازر قتل عبيد اللّه بن زياد، و حصين بن نمير، و جرير بن شراحيل الكندي في آخرين سموا لنا.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال: سنة ست و ستين قالوا: فيها قتل عبيد اللّه بن زياد و الحصين بن نمير، ولي قتلهما إبراهيم بن الأشتر، و بعث برءوسهم إلى المختار، فبعث بها إلى ابن الزبير، فنصبت بالمدينة و مكة.

ص: 462


1- تاريخ بغداد: من فيه.
2- انظر تاريخ خليفة بن خيّاط ص 263 باختلاف.

4444 - عبيد اللّه بن أبي زياد

4444 - عبيد اللّه بن أبي (1) زياد

أبو منيع الرّصافي (2)

أصله من دمشق.

سمع الزّهري.

روى عنه: ابن ابنه أبو محمّد الحجّاج بن يوسف بن عبيد اللّه.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه بن كادش، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن حسنون النّرسي، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا أبو طالب الحافظ ، نا أحمد بن نصر، نا أحمد بن زياد الحذّاء، و أبو (3) أسامة الحلبي.

ح قال: و أنا أبو محمّد بن صاعد، و أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل الفارسي.

قالا: نا أبو أسامة عبد اللّه بن (4) محمّد بن أبي أسامة الحلبي، قالا:

نا حجّاج بن أبي منيع الرّصافي، حدّثني جدي عبيد اللّه بن أبي زياد عن الزهري، حدثني أبو سلمة بن عبد الرّحمن بن عوف الزّهري، و أبو عبد اللّه الأغرّ (5) صاحب أبي هريرة أن أبا هريرة أخبرهما أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«ينزل ربّنا - عز و جل - كلّ ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر إلى السماء الدنيا، فيقول:

من يدعوني فأستجيب له، من يستغفرني فأغفر له، من يسألني فأعطيه، حتى الفجر»[7565].

قرأت على أبي الحسن علي بن المسلّم الفقيه، عن أبي العباس أحمد بن إبراهيم بن أحمد الرازي، أنا أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر الصّوّاف، أنا القاضي أبو الحسن علي بن الحسين بن بندار الأذني (6)،نا أبو عروبة الحسين بن محمّد بن مودود الحرّاني،

ص: 463


1- سقطت من ميزان الاعتدال.
2- أخباره في: تهذيب الكمال 191/12 و تهذيب التهذيب 12/4 و ميزان الاعتدال 8/3 و الأنساب (الرصافي)، و كناه أبا أحمد و التاريخ الكبير 382/1/3 و الجرح و التعديل 316/5 و الرصافي بضم الراء، نسبة إلى رصافة الشام كما في ميزان الاعتدال.
3- ما بين الرقمين سقط من م.
4- ما بين الرقمين سقط من م.
5- اضطرب إعجامها بالأصل و م و المثبت عن تهذيب التهذيب، و ضبطت عن تقريب التهذيب.
6- الأصل و م:«الادى» تصحيف و الصواب ما أثبت و ضبط ، ترجمته في سير أعلام النبلاء 464/16.

قال: سمعت هلال بن العلاء يقول (1):

أبو منيع عبيد اللّه بن أبي زياد، و هو مولى لآل هشام بن عبد الملك.

قال: و كنية الحجاج أبو محمّد، كان لزم حلب في آخر عمره.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف بن بشر، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال (2):

الحجاج بن أبي منيع، و اسم أبي منيع يوسف بن عبيد اللّه بن أبي زياد مولى عبدة بنت عبد اللّه بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، و كان عبيد اللّه بن أبي زياد أخا امرأة هشام بن عبد الملك من الرّضاعة، و هي عبدة بنت عبد اللّه بن يزيد بن معاوية، و كان الزهري لما قدم على هشام بالرّصافة و قبل ذلك كان نازلا عندهم عشرين عاما غير أشهر، فلزق عبيد اللّه بن أبي زياد، فسمع علمه و كتبه، فسمعها منه ابنه يوسف بن عبيد اللّه، و سمعها منه ابن ابنه الحجاج بن يوسف أبي منيع في آخر خلافة أبي جعفر، و قال: أنا كنت أحمل الكتب إليه فيقرأها على الناس، قال حجاج: و مات عبيد اللّه بن أبي زياد سنة ثمان أو تسع و خمسين و مائة، و هو يومئذ ابن نيّف و ثمانين سنة، أسود شعر الرأس، أبيض (3)،و كان ذا جمّة، و كان الحجاج يكنى أبا محمّد، و قال الحجاج في جمادى الأولى سنة ست عشرة و مائتين: أنا اليوم ابن ستّ و سبعين سنة.

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي في كتابه، ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (4):

عبيد اللّه بن أبي زياد الشامي عن الزهري، سمع منه الحجّاج بن أبي منيع.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الخلال - إذنا - قالا: أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح (5) قال: و أنا أبو طاهر، أنا أبو الحسن قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (6):

ص: 464


1- تهذيب الكمال 192/12.
2- طبقات ابن سعد 474/7 و تهذيب الكمال 192/12.
3- في المصادر: أبيض اللحية.
4- التاريخ الكبير 382/1/3.
5- «ح» حرف التحويل سقط من م.
6- الجرح و التعديل 316/5.

عبيد اللّه بن أبي زياد الشامي، روى عن الزهري، روى عنه ابن ابنه حجّاج بن أبي منيع الرّصافي، سمعت أبي يقول ذلك.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم، قال:

أبو منيع عبيد اللّه بن أبي زياد الشامي مولى لآل هشام بن عبد الملك، و يقال: اسمه يوسف بن عبيد اللّه بن أبي زياد مولى لآل أبي سفيان، يعرف بالرّصافي، سكن رصافة الرّقّة، سمع محمّد بن مسلم الزهري، روى عنه حجّاج بن أبي منيع، أبو محمّد الرّصافي، كنّاه و سمّاه لنا أبو عروبة السّلمي.

أخبرنا أبو العباس الثقفي، نا الجوهري - يعني حاتم بن الليث - نا حسين بن حسن المروزي، قال:

كان الحجاج بن منيع الرصافي - رصافة الرّقّة - و اسم أبي منيع يوسف بن عبيد اللّه بن أبي زياد مولى لآل أبي سفيان، قال حسين: حدثني رجل منهم بهذا الكلام (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبيد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، قال (2):

سمعت الحجاج بن أبي منيع الرّصافي يقول: أقام الزهري بالرّصافة عشرين سنة إلاّ أربعة أشهر، خلافة هشام كلها، إلاّ أن يكون حجّ فاستمكنوا منه.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش، أنا أحمد بن علي بن الفتح، قال: قال لنا أبو الحسن الدارقطني (3):شعيب بن أبي حمزة، و عقيل بن خالد، و عبيد اللّه بن أبي زياد الرّصافي، من الثقات.

4445 - عبيد اللّه بن سعيد بن خالد بن يزيد

ابن معاوية بن أبي سفيان الأموي

أمّه حمادة بنت عبد اللّه بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان.

ص: 465


1- تهذيب الكمال 192/12.
2- تهذيب الكمال 192/12 و المعرفة و التاريخ 636/1.
3- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 193/12.

كتب إليّ أبو المظفر محمّد بن أحمد بن محمّد الأبيوردي، قال:

فولد سعيد بن خالد: عبيد اللّه، أمّه حمادة بنت عبد اللّه بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، و هندا، تزوجها عنبسة الأصفر، فلم تلد له، و هي لأم ولد.

4446 - عبيد اللّه بن سفيان بن عبد الأسد

ابن هلال بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم بن يقظة

ابن مرّة بن كعب القرشي المخزومي (1)

استشهد يوم اليرموك في خلافة عمر.

و هو ممن صحب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و لا يعرف له رواية، و هو ممن هاجر إلى أرض الحبشة.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال:

و ولد سفيان بن عبد الأسد بن هلال: الأسود بن سفيان، و هبّار بن سفيان قتل يوم مؤتة، و عمر هاجر إلى أرض الحبشة، و عبيد اللّه قتل يوم اليرموك، و عبد اللّه، و أمّهم ريطة بنت عبد بن أبي قيس بن عبد ودّ بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، كذا قال الزبير.

و ذكر ابن إسحاق: أن المقتول باليرموك عبد اللّه، و ذلك فيما.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، أنا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (2)،نا بكر - يعني ابن سليمان - عن ابن إسحاق قال:

و استشهد يوم اليرموك عبد اللّه بن سفيان بن عبد الأسد.

كذا في الأصل.

و أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3).

قال في الطبقة الرابعة: هبّار بن سفيان، و أخوه عبيد (4) اللّه بن سفيان بن عبد الأسد بن

ص: 466


1- ترجمته في الإصابة 437/2 و الاستيعاب على هامش الإصابة 435/2 و أسد الغابة 419/3 تاريخ خليفة بن خيّاط ص 131.
2- تاريخ خليفة ص 131.
3- طبقات ابن سعد 135/4 و ذلك في ترجمتين مستقلتين.
4- في ابن سعد: عبد اللّه.

هلال بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم، و أمّه ابنة عبد بن أبي قيس بن عبد ودّ بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، قتل يوم اليرموك شهيدا في (1) رجب سنة خمس عشرة من الهجرة (2)،و ذلك في خلافة عمر بن الخطاب.

كذا قال ابن سعد.

و ذكر في الطبقة الثانية فيمن هاجر إلى أرض الحبشة: هبّار بن سفيان، و أخاه عبد اللّه بن سفيان، و ذكر أن عبد اللّه قتل باليرموك، فاللّه أعلم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أحمد بن علي بن ثابت، أنا أبو الحسين محمّد بن الحسين بن الفضل، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عتّاب، أنا القاسم بن عبد اللّه بن المغيرة، نا إسماعيل بن أبي أويس، نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه موسى بن عقبة، قال في تسمية من هاجر إلى أرض الحبشة من بني مخزوم: هبّار بن سفيان بن عبد الأسد، قتل يوم أجنادين، و قتل عبيد اللّه بن سفيان بن عبد الأسد يوم اليرموك (3).

4447 - عبيد اللّه بن سلمة بن حزم المكتب

حدّث عن أبي محمّد عبد اللّه بن عطية الدمشقي المفسّر، و عبد المنعم بن عبيد اللّه بن غلبون، و أبي الحسين محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن الملطي (4)،و أبي طاهر محمّد بن الحسن بن علي الأنطاكي المقرئ.

روى عنه: أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان الدّاني.

4448 - عبيد اللّه بن سليمان بن عبد الملك

ابن مروان بن الحكم بن أبي العاصي بن أمية الأموي

و أمّه عائشة بنت عبد اللّه بن عمرو بن عثمان بن عفّان (5).

له عقب و ذكر.

4449 - عبيد اللّه بن سليمان بن هشام بن عبد الملك بن مروان الأموي

4449 - عبيد اللّه بن سليمان بن هشام بن عبد الملك بن مروان الأموي (6)

له ذكر.

ص: 467


1- ما بين الرقمين ليس في ابن سعد.
2- ما بين الرقمين ليس في ابن سعد.
3- الإصابة 437/2.
4- عن م و بالأصل: المطلي، تصحيف.
5- نسب قريش للمصعب ص 166.
6- انظر نسب قريش ص 168.

4450 - عبيد اللّه بن سليمان

4450 - عبيد اللّه بن سليمان (1)

من أهل دمشق.

حدّث عن عبد الرزاق.

روى عنه ابنه محمّد.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل الحافظ ، أنا أبو الفتح المطهّر بن محمّد بن جعفر البيّع، أنا شجاع بن علي المصقلي (2)،أنا أبو عمر بن عبد الوهاب - إجازة - نا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن الموفق، نا أبو علي الحسن (3) بن يوسف، نا محمّد بن عبيد اللّه بن سليمان الدمشقي، حدّثني أبي عبيد اللّه بن سليمان، نا عبد الرّزّاق، عن معمر، عن الزهري، عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:

«إنّي لأدخل الجنة، فلا أفقد منها أحدا إلاّ معاوية بن أبي سفيان سبعين عاما، ثم أراه بعد ذلك على ناقة من زبرجدة خضراء، قوائمها (4) من ياقوتة حمراء (5)،فأقول: يا معاوية أين كنت ؟ فيقول: لبيك يا رسول اللّه، كنت تحت عرش ربّي - عز و جل - يحييني بيده، فقال: هذا بما كانوا يشتمونك في دار الدنيا»[7566].

هذا حديث منكر، و فيه غير واحد من المجاهيل.

4451 - عبيد اللّه بن سنان

أبو سفيان النّصري

عمّ أبي زرعة.

حكى عنه أبو زرعة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، قال: سألت أبا سفيان النّصري عبيد اللّه بن سنان، و حدّثني أن جدّتي أم أبي أرضعته، قلت: أي سنة مات محمّد بن عبد اللّه الشّعيثي النصري ؟ قال: لقد رأيته و جالسته، مات بعد سنة أربع و خمسين و مائة بيسير.

ص: 468


1- ميزان الاعتدال 10/3.
2- في م: الصقلي.
3- في م: الحسين.
4- بالأصل: قوائمه، و فوقها ضبة تنبيه إلى أن الصواب قوائمها، و المثبت عن م.
5- الأصل: أحمر، و فوقها ضبة، و التصويب عن م.

4452 - عبيد اللّه - و يقال: عبد اللّه - بن شميل الفهري

تقدم ذكره في باب عبد اللّه.

4453 - عبيد اللّه بن شدّاد

4453 - عبيد اللّه بن شدّاد (1)

والد شدّاد بن عبيد اللّه القارئ، من أهل دمشق.

روى عن أبيه قوله.

روى عنه سليمان بن عتبة أبو الربيع.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد الأنماطي و أبو الفضل بن خيرون: أنا محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسين الأهوازي، نا خليفة بن خياط (2).

قال في الطبقة الأولى من أهل الشامات: عبيد اللّه بن أبي (3) شدّاد أبو حيّ ، دمشقي.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي الحافظ ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (4):

عبيد اللّه بن شدّاد عن أبيه قوله، روى عنه سليمان بن عتبة الشامي.

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلال - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح (5) قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (6):

عبيد اللّه بن شدّاد روى عن أبيه قوله، روى عنه سليمان بن عتبة الشامي، سمعت أبي يقول [ذلك] (7).

ص: 469


1- طبقات خليفة بن خيّاط ص 564 رقم 2909، التاريخ الكبير 384/1/3 الجرح و التعديل 318/5.
2- طبقات خليفة ص 564 رقم 2909.
3- كذا بالأصل و م و طبقات خليفة.
4- التاريخ الكبير 384/1/3.
5- «ح» حرف التحويل سقط من م.
6- الجرح و التعديل 318/5.
7- الزيادة عن م و الجرح و التعديل.

أخبرنا أبو محمّد بن أبي الحسين المزكي، نا عبد العزيز بن أبي طاهر، أنا أبو القاسم بن أبي الحسين، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة، قال في الطبقة الثانية:

عبيد اللّه بن شدّاد قديم، و هو ابن شدّاد قديم، و هو أبو شدّاد بن عبيد اللّه القارئ.

4454 - عبيد اللّه بن طغج بن جفّ

أبو الحسن الفرغاني (1)

ولي إمرة دمشق في أيام الراضي باللّه (2) خلافة لأخيه أبي بكر محمّد بن طغج بن جفّ (3)المعروف بالإخشيد بعد عزله أخاه الحسن بن طغج (4)،ثم عزله و ولّى غلامه بدرا (5)الإخشيدي المعروف ببدير فيما ذكره أبو الحسين الرازي.

و بلغني أن عبيد اللّه مات بالرّملة في جمادى الآخرة سنة ثلاث و ثلاثين و ثلاثمائة.

4455 - عبيد اللّه بن عامر اليحصبي

أخو عبد اللّه بن عامر المقرئ.

ذكر أبو علي أحمد بن محمّد بن الحسن الأصبهاني المقرئ - نزيل دمشق فيما قرأته بخطه - و أنبأنيه أبو القاسم العلوي، عن أبي القاسم بن الفرات فيما سمعه منه أنه قرأ على أخيه عبد اللّه بن عامر، و أنه كان على القضاء، و أدّب أهل دمشق أيام الوليد بن عبد الملك، و لم أقف على ذلك من غير جهة أبي علي، و الذي نعرفه أخا لابن عامر (6) عبد الرّحمن بن عامر، و قد تقدم ذكره في موضعه.

4456 - عبيد اللّه بن العبّاس بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف

أبو محمّد الهاشمي (7)

أدرك النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و حدث عنه.

ص: 470


1- أمراء دمشق ص 55 و النجوم الزاهرة 310/3 و تحفة ذوي الألباب 360/1.
2- انظر أخباره في الوافي بالوفيات 297/2 و تاريخ الخلفاء ص 390.
3- أخباره في الوافي بالوفيات 171/3 و وفيات الأعيان 56/5 و سيترجم له المصنف، انظر المخطوط 484/15.
4- ترجمته في الوافي بالوفيات 61/12 و النجوم الزاهرة، و قد تقدمت ترجمته في كتابنا هذا (راجع تراجم من اسمه الحسن).
5- ترجمته في الوافي بالوفيات 94/10 و أمراء دمشق ص 17 و تحفة ذوي الألباب 355/1.
6- أقحم بعدها بالأصل «بن».
7- انظر أخباره في: تهذيب الكمال 205/12 و تهذيب التهذيب 16/4 و نسب قريش ص 27 و المحبر (الفهارس) و تاريخ الطبري (الفهارس)، الكامل في التاريخ بتحقيقنا (الفهارس)، البداية و النهاية بتحقيقنا (الفهارس) العقد الفريد بتحقيقنا (الفهارس)، سير أعلام النبلاء 512/3 الإصابة 437/2 و الاستيعاب 429/2 و أسد الغابة 524/3 تاريخ الإسلام (حوادث سنة 41-60 ص 267)، و (حوادث سنة 81-100 ص 146) و انظر بالحاشية في المجلدين أسماء مصادر كثيرة ترجمت له.

و قدم دمشق وافدا على معاوية.

روى عنه سليمان بن يسار، و محمّد بن سيرين، و عطاء بن أبي رباح.

و كان عبيد اللّه من كرماء قريش و جودائهم.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا أحمد بن إبراهيم بن نافع، نا علي بن عبد العزيز، نا حجّاج بن منهال، نا يزيد بن إبراهيم التّستري، عن محمّد بن سيرين، عن عبيد اللّه بن عباس قال:

كنت رديف النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و أتاه رجل فقال: يا نبي اللّه، إنّ أمه عجوز كبيرة، إن حزمها خشي أن يقتلها، و إن حملها لم تستمسك، فأمره النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أن يحجّ عنها.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثنا أبي، نا هشيم، نا يحيى بن أبي إسحاق.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني جدي، نا هشيم، نا يحيى بن أبي إسحاق، عن سليمان بن يسار، عن عبيد اللّه بن عباس قال: جاءت الغميصاء أو (2) الرّميصاء إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم تشكو (3) زوجها و تزعم أنه لا يصل إليها، فجاء زوجها فقال: إنها كاذبة، و لكنها تريد أن ترجع إلى زوجها الأول، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ليس ذلك لك حتى يذوق عسيلتك رجل غيره»[7567].

و في حديث ابن حنبل فما كان إلاّ يسيرا حتى جاء زوجها فزعم أنها كاذبة، و ليس فيه:

إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أحمد بن الحسن - زاد

ص: 471


1- مسند أحمد بن حنبل 1/رقم 1837، و من هذا الطريق ورد في تهذيب الكمال 207/12.
2- الأصل و م: و الرميصاء، و المثبت عن المسند.
3- الأصل: يشكو، و التصويب عن م و المسند و تهذيب الكمال.

الأنماطي و أحمد بن الحسن بن خيرون قالا: أنا أبو محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسين، أنا أبو جعفر، نا خليفة قال (1):

عبيد اللّه، و قثم ابنا العباس بن عبد المطلّب بن هاشم، و معبد بن العباس بن عبد المطّلب، أمّهم أم الفضل بنت الحارث، و هي لبابة بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد اللّه بن هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان.

عبيد اللّه يكنى أبا محمّد، مات بالمدينة سنة ثمان و خمسين، و استشهد قثم بسمرقند، و استشهد معبد بأفريقية.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا الهيثم بن كليب - إجازة-.

قال: قال ابن أبي خيثمة، عن مصعب الزبيري قال (2):

كان عبيد اللّه أصغر سنا من عبد اللّه [بسنة] (3)،و مات بالمدينة، و قد رأى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار (4).

قال في تسمية ولد العباس: و عبيد اللّه بن العبّاس كان أصغر سنا من عبد اللّه بسنة، و قد رأى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و كان سخيا جوادا، و كان ينحر و يذبح و يطعم في موضع المجزرة التي تعرف بمجزرة ابن عباس بالسوق، فنسبت المجزرة إليه بذلك السبب، و استعمل علي بن أبي طالب عبيد اللّه بن العبّاس على اليمن، و أمّره، فحج بالناس سنة ست و ثلاثين (5)،و مات عبيد اللّه بالمدينة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (6).

ص: 472


1- طبقات خليفة بن خيّاط ص 404.
2- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 27.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و أضيف عن نسب قريش.
4- الخبر في نسب قريش للمصعب ص 25 و ما بعدها، فكثيرا ما كان الزبير بن بكّار يأخذ عن عمّه المصعب.
5- في نسب قريش: فحج بالناس سنة 36 و سنة 37.
6- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

قال فيمن أدرك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و رآه و لم يحفظ عنه شيئا: عبيد اللّه بن العبّاس بن عبد المطّلب بن هاشم، و يكنى أبا محمّد كان بينه و بين أخيه عبد اللّه (1) سنة في السن.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (2)،قال في الطبقة الخامسة:

عبيد اللّه بن العبّاس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، و أمّه أم الفضل لبابة الكبرى بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد اللّه بن هلال بن عامر بن صعصعة، ولد عبيد اللّه: محمّدا و به يكنى، و سمّى غيره، ثم قال: و كان عبيد اللّه بن العبّاس أصغر سنا من عبد اللّه بن العباس بسنة، فكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قبض و هو ابن اثنتي عشرة سنة، و قد رأى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

و سمع منه، و كان سخيا جوادا.

و قال بعض أهل العلم: كان عبد اللّه و عبيد اللّه ابنا العباس إذا قدما مكة أوسعهم عبد اللّه علما، و أوسعهم عبيد اللّه طعاما، و كان عبيد اللّه رجلا تاجرا، و مات عبيد اللّه بالمدينة.

قال محمّد بن عمر: و عبيد اللّه بن العبّاس قد بقي إلى دهر يزيد بن معاوية بن أبي سفيان (3).

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة الخلاّل، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي يعقوب، قال:

و عبيد اللّه بن العبّاس يكنى أبا محمّد، كان بينه و بين أخيه عبد اللّه بن عباس في السن سنة، عبد اللّه أكبر من عبيد اللّه بسنة. يعد عبد اللّه بن عباس في الطبقة السابعة من الصحابة، و يعد عبيد اللّه في آخر الطبقة الثامنة ممن يعلم أنه أدرك النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و رآه و لم يحفظ عنه شيئا (4).

ص: 473


1- بالأصل: عبيد اللّه، تصحيف و التصويب عن م.
2- لم يرد له ذكر في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد، فترجمته ضمن القسم الضائع من الطبقات. و انظر تهذيب الكمال 205/12 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 81-100 ص 146).
3- تهذيب الكمال 205/12 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 81-100 ص 146).
4- انظر تهذيب الكمال 205/12.

و يروى أن عبد اللّه بن عباس كانوا إذا أتوه يوسعهم علما، و كان عبيد اللّه يوسعهم طعاما، و كان سخيا جوادا، استعمله علي بن أبي طالب على اليمن، و أمّره أن يحجّ بالناس سنة ست و ثلاثين، و سنة سبع و ثلاثين، و مات عبيد اللّه بالمدينة سنة سبع و ثمانين، فكأنه مات و له بضع و ثمانون سنة، و كان لعبيد اللّه بن عباس من الولد محمّد، و به كان يكنى، و عباس و العالية، و ميمونة، و أمّهم عائشة بنت عبد اللّه، و عبد اللّه بن جعفر و عمرة لأمهات أولاد و لبابة و أم محمّد (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، قال:

عبيد اللّه بن العبّاس بن عبد المطلب سكن المدينة، و بها مات، و روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

أنبأنا أبو جعفر الهمذاني، أنا أبو بكر الصّفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم، قال: أبو محمّد عبيد اللّه (2) بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي، و أمه أم الفضل بنت الحارث، و اسمها لبابة، رأى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و هو غلام، يقال: و كان بينه و بين عبد اللّه في السن سنة، يقال: مات باليمن، و يقال بالمدينة سنة ثمان و خمسين، كنّاه خليفة.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده قال:

عبيد اللّه بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي روى عنه ابنه عبد اللّه، و محمّد بن سيرين، و سليمان بن يسار، و عطاء بن أبي رباح، كان (3) أصغر سنا من أخيه عبد اللّه بسنة، و كان إسلامه مع إسلام أبيه، توفي بالمدينة أيام يزيد بن معاوية، يكنى أبا محمّد.

أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنا شجاع المصقلي، أنا محمّد بن إسحاق، أنا الحسين (4) بن علي، نا محمّد بن إسحاق بن خزيمة، نا الفضل بن أبي طالب، نا محمّد بن

ص: 474


1- تهذيب الكمال 205/12 و عقب الذهبي في تاريخ الإسلام على قوله أنه مات سنة سبع و ثمانين: أستبعد أنه بقي إلى هذا الوقت.
2- الأصل و م:«عبد اللّه» تصحيف.
3- إلى هنا ينتهي الخبر في م، و الكلام التالي فيها من خبر آخر، و إسناده فيها: أنبأنا أبو سعد المطرز و أبو علي الحداد قالا: قال لنا أبو نعيم: عبيد اللّه بن العباس بن عبد المطلب روى عنه عبد اللّه و محمد بن سيرين و سليمان بن يسار و عطاء بن أبي رباح...
4- في م: الحسن.

صالح مولى بني هاشم، نا مروان بن ضرار الفزاري، أخبرني عبد الرّحمن بن الحكم بن البراء بن قبيصة الثقفي، حدّثني أبي، عن عامر بن عبد الأسود العبقسي، عن عبد اللّه بن الغسيل قال (1):

كنت مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فمرّ بالعباس فقال:«يا عبّاس أتبعني بنيك ؟» فقال لهم أبو الهيثم بن عتبة: يا عمّ انتظرني حتى أجيئك، قال: فلم يأتهم، فانطلق بهم ستة من بنيه: الفضل، و عبد اللّه، و عبيد اللّه، و عبد الرّحمن، و قثم، و معبد، فأدخلهم النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بيتا و غطاهم بشملة له سوداء، مخططة بحمرة، فقال:«اللّهمّ إنّ هؤلاء أهل بيتي و عترتي، فاسترهم من النار كما سترتهم بهذه الشملة»، قال: فما بقي في البيت مدرة و لا باب إلاّ أمّن[7568].

أخبرنا عاليا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا علي بن سعيد الرازي، نا محمّد بن صالح بن مهران، نا مروان بن ضرار الفزاري، أخبرني عبد الرّحمن بن الحكم بن البراء بن قبيصة الثقفي، حدّثني أبي، عن عامر بن عبد الأسد العبقسي، عن عبد اللّه (2) بن الغسيل قال:

كنت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فمرّ بالعباس، فقال:«يا عمّ اتبعني بنيك» فانطلق بستة من بنيه: الفضل، و عبد اللّه، و عبيد اللّه، و عبد الرّحمن، و قثم، و معبد، فأدخلهم النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بيتا و غطّاهم بشملة سوداء مخططة بحمرة، قال:«اللّهمّ إنّ هؤلاء أهل بيتي و عترتي فاسترهم من النار كما سترتهم بهذه الشملة»، قال: فما بقي في البيت مدر و لا باب إلاّ أمّن[7569].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، نا جرير، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يصف عبد اللّه و عبيد اللّه و كثيرا (4) بني العباس ثم يقول:«من سبق إليّ فله كذا و كذا»، فيستبقون إليه، فيقعون إليه على ظهره و صدره فيقبّلهم و يلزمهم[7570].

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (5)،نا أبو الحسين بن المهتدي.

ح (6) و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور قالا: أنا

ص: 475


1- الإصابة 357/2 ضمن ترجمة عبد اللّه بن الغسيل.
2- الأصل: عبيد اللّه.
3- مسند أحمد بن حنبل 459/1 رقم 1836.
4- الأصل و م: و كثير، و المثبت عن المسند.
5- الأصل:«المزرقي» و في م:«المررقي» كلاها تصحيف.
6- «ح» حرف التحويل سقط من م.

عيسى بن علي، أنا أبو القاسم البغوي، نا داود بن عمرو الضّبي، نا جرير، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، قال:

كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يصف عبد الله و عبيد الله و كثيرا بني العباس و يقول:«من سبق فله كذا و كذا»، يستبقون و يقعون عليه، فيقبّلهم[7571].

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد الله بن منده، أنا محمّد بن سعد البيوردي، نا أبو عبيدة عبد الوارث بن إبراهيم، نا (1) أبو الربيع الحارثي، نا الحسن بن عنبسة، نا علي بن هاشم، عن الصياح بن يحيى، عن يزيد بن أبي زياد، عن العباس، عن كثير بن العباس قال:

كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يجمعنا أنا و عبد الله و عبيد الله و قثم فيفرج يديه هكذا و يمد باعيه و يقول:«من سبق إليّ فله كذا و كذا»[7572].

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر، أنا أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد، أنا أبو بكر بن (2) إسماعيل، نا يحيى بن محمّد بن (3) صاعد، نا عمرو بن علي، و يوسف بن موسى، و زيد بن أخرم، قالوا: أنا أبو عاصم الضّحّاك بن مخلد.

ح قال: و نا العباس بن محمّد (4)،أنا روح - و اللفظ لعمرو - عن أبي عاصم، نا ابن جريج، حدّثني جعفر بن خالد بن سارة، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر قال:

مر بنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أنا و قثم و عبيد الله فقال:«ارفعوا هذا»، فجعلني أمامه ثم قال:

«ارفعوا هذا»- يعني قثم - فجعله وراءه، ثم استحيا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من عمّه العباس أن حمل قثم و ترك عبيد الله، و كان عبيد الله أحب إلى العبّاس من قثم قال: قلت ما فعل قثم ؟ و قال يوسف في حديثه: قلت لعبد الله ما فعل قثم، قال: استشهد، قلت: اللّه و رسوله كانا أعلم بالخيرة، قال: أجل، و قال زيد بن أخرم في حديثه: قلت: اللّه أعلم بالخير حيث كان.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن

ص: 476


1- سقطت من م.
2- ليست في م.
3- بين الرقمين سقط من م.
4- بين الرقمين سقط من م.

أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، قالا: نا محمّد بن سعد (1)قال: قال محمّد بن عمر: استعمل علي بن أبي طالب عبيد الله بن العباس على اليمن، فأمّره فحجّ بالناس سنة ست و ثلاثين، و سنة سبع و ثلاثين، و بعثه أيضا على الحجّ سنة تسع و ثلاثين، فاصطلح الناس تلك السنة على شيبة بن عثمان بن أبي طلحة العبدري، فحجّ بهم.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (2):

و أقام الحج سنة ست و ثلاثين عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب و يقال: إن الذي أقام الحج عبد الله بن العباس.

قال: و أقام الحج - يعني سنة سبع و ثلاثين - عبيد الله (3) بن عباس بن عبد المطلب.

و قال (4):سنة أربعين فيها: بعث معاوية بن أبي سفيان بسر بن أبي أرطأة أحد بني عامر بن لؤي إلى اليمن، و عليها عبيد الله بن العباس بن عبد المطّلب فتنحى عبيد الله و أقام بسر عليها، فبعث عليّ جارية بن قدامة السّعدي فهرب بسر، و رجع عبيد الله بن عباس إليها، فلم يزل [عليها] (5) حتى قتل علي.

أخبرنا أبو بكر محمّد (6) بن محمّد بن علي، أنا أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد، أنا أحمد بن عبد الله بن الخضر، أنا أحمد بن أبي طالب علي بن محمّد، حدّثني أبي، حدّثني محمّد بن مروان بن عمر القرشي، نا جعفر بن أحمد بن معدان، نا الحسن بن جهور قال:

ذكروا أن عليا ولّى عبيد الله بن العبّاس اليمن، فهلك عليّ ، فبعث معاوية بسر (7) بن أبي أرطأة الفهري على اليمن، فأصاب ابنين لعبيد الله صغيرين فقتلهما، و كانت أمهما تجيء إلى الموسم كلّ سنة تبكي عليهما و تقول (8):

ص: 477


1- سقط الخبر من ابن سعد ضمن القسم الضائع من الطبقات الكبرى المطبوع.
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 191.
3- الذي في نسخة تاريخ خليفة (ت. العمري) ص 192:«عبد اللّه» و كتب محققه:«في الحاشية: قال ابن بكار: عبيد اللّه بن عباس».
4- تاريخ خليفة ص 198.
5- الزيادة عن تاريخ خليفة.
6- كذا بالأصل و م.
7- في م: بشر، تصحيف.
8- الأبيات في الاستيعاب 160/1 و الكامل لابن الأثير بتحقيقنا (حوادث سنة 40)، و الكامل للمبرد 1387/3 و الأغاني 204/16.

ها (1) من أحسّ بنيّ اللّذين هما *** كالدّرّتين تشظّى (2) عنهما الصّدف

ها (3) من أحسّ بنيّ اللّذين هما *** مخّ العظام، فمخي اليوم مزدهف (4)

خبّرت (5) بسرا، و ما أيقنت ما زعموا *** من قولهم و من الإفك الذي اقترفوا

أنحى على ودجي ابنيّ مرهفة *** مشحوذة لم يخالط حدّها عقف (6)

من دلّ والهة عبرى مسلّبة *** على صبيين ضلا إذا غدا السلف

قال: فدخل عبيد الله على معاوية حين استقام له الناس، و قد عزل بسر بن أبي أرطأة على اليمن، فقال عبيد الله: يا أمير المؤمنين إنّ بسرا قتل ابنيّ ظالما لهما، و لو أنه أصاب ابنيك على الوجه الذي أصاب ابنيّ عليه قتلهما، و لو ولينا من أمره ما ولّيت أقدناكه، فأقدنيه بابني، و أيم اللّه أن لو قتلت بسرا بهما كان من قتله بواء بهما، و لكن لا سبيل لي إلاّ على من قتل ابنيّ ، و إني في ذلك لكما قال امرؤ القيس الكندي في قاتل حجر أبيه:

و قد يشفي الضّغينة غير كفء *** و قد يملأ الوطاب من الحباب

و كما قال عمرو بن عدي بن أخت جذيمة الأبرش في قتل خاله:

إن أقتلك لا أقتلك إلاّ لجاجة *** أو أتركك لا أتركك إلاّ تكرّما

و قد علمت قريش أنّي غير هشّ المشاشة (7)،و لا مريء المأكلة، و إنّ أولنا ساد أولكم، و إنّ آخرنا هدى آخركم، فإن كنت أمرت بسرا بقتل ابني فقتل ابني خلّينا عنه و طلبناك، و إن كنت لم تفعل خلّيناك و طلبناه، و أيم اللّه لو لا أنه لا فتك في الإسلام، لما سألناك استقادة بسر.

فقال معاوية: يا عبيد الله إنّ بسرا قتل ابنيك ظالما لهما، فاقتل ابنيه بابنيك فدونك الرجل، و أما قولك إنّي غير هشّ المشاشة، و لا مريء المأكلة، فكذلك بنو عبد مناف، و قريش بعضها أكفّاء بعض، عرض بعرض، و دم بدم، و لا و اللّه ما أمرته بقتلهما و لا عزلته إلاّ لهما، و لو أمرته لاعتذرت (8) إليك، و طلبك بسرا أهون عليّ من طلبي. و لقد ساد أولكم

ص: 478


1- في المصادر: يا.
2- تشظى: زال.
3- في المصادر: يا.
4- الازدهاف: الشدة و الأذى، و الزهف: الحزن.
5- الكامل للمبرد: نبئت.
6- عجزه في الكامل للمبرد: و عظيم الإفك يقترف.
7- المشاشة: رءوس العظام اللينة التي يمكن مضغها.
8- الأصل: لا اعتذرت، و التصويب عن م.

و هدى آخركم، فإن يك لنا مع سيدكم سيد، فليس لنا مع هاديكم هاد.

و أنشأ عبيد الله بن عباس يقول:

يا ابن صخر و ابن حرب تبيّن *** من تقيسون بعبد المطّلب

من إذا رأت قريش وجهه *** عظّموا المرء و خرّوا للركب

صاحب الفيل و ساقي زمزم *** ثمّت الفدية رأس في العرب

و هدى آخرنا آخركم *** فبه الملك لكم أجرى الحقب

إنّ بسرا قتل ابنيّ و ما *** بين بسر و بني فهر نسب

فاقتل العبد بفرخي هاشم *** إنّ هذا من بواء العجب (1)

اجعل الفضّة فينا ذهبا *** و نضار القوم فينا كالغرب

لا يقرّ العين إلاّ قتل من *** سبّب القتل و للقتل سبب

ذاك ما ذاك ابن حرب إنه *** قطب الشّرّ و للشّرّ قطب

و كان معاوية يقول إن عبيد الله بن عباس علّم قريشا الجود، و كان عبيد الله أجود العرب، و قد قال فيه شاعر من قريش:

و علّمها عبيد الله ما لم تكن *** تأتيه من شيم الكرام

و ورثها مكارم ثابتات نفى *** عنها بها لوم اللئام

وصية هاشم و بني أبيه *** قصيّ و الهمام بن الهمام

و قال معاوية:

يا عبيد اللّه إنّي حامل لك *** ما قد كان من تلك الخطب

أنت علمت قريشا جودها *** أدب منك و للجود أدب

ليس تمريك قريش كلها *** إنّ خير القوم عبد المطّلب

ثم ما تحوي جميعا كله *** كان للأمي أمي العرب

إنّ بسرا قتل ابنيك على *** غير جرم قاطعا منك النّسب

أنزل اللّه ببسر بأسه *** و على بسر من اللّه الغضب

أضرب العبد على يافوخه *** ضربة تذهب منه ما ذهب

ص: 479


1- باء فلان بفلان! إذا كان كفأ له. و فلان بواء فلان أي كفؤه، و هم بواء في هذا الأمر: أي أكفاء، و هو مع مطالبته بقتله بسرا يستنكر أن يكون بواء بولديه، أي كفأ لهما، يقول: بواء العجب ؟.

في مقيل الدهر من ضعف به *** ليس هذا من مناف بعجب

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد الله بن أحمد، حدّثني أبي، نا يحيى، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس أنه دعا أخاه عبيد الله يوم عرفة إلى طعام، فقال: إني صائم، فقال: إنكم أئمة يقتدى بكم، قد رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم دعا بحلاب (1) في هذا اليوم فشرب و قال غير مرة:«أهل بيت يقتدى بكم».

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل المصري، أنا أحمد بن مروان، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد، نا الواقدي (2)،قال: سمعت عمّي يقول:

كان يقال بالمدينة: من أراد العلم و السّخاء و الجمال فليأت دار العباس بن عبد المطلب، أما عبد الله فكان أعلم الناس، و أما عبيد الله فكان أسخى الناس، و أما الفضل فكان أجمل الناس.

آخر الجزء السابع عشر بعد الثلاثمائة من الأصل.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد الله ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار (3)،حدّثني عبد الله بن إبراهيم الجمحي، عن أبيه قال:

دخل أعرابي دار العباس بن عبد المطلب و في جانبها عبد الله بن عباس لا يرجع في شيء يسأل عنه، و في الجانب الآخر عبيد الله بن العبّاس يطعم كلّ من دخل، قال: فقال الأعرابي: من أراد الدنيا و الآخرة فعليه بدار العباس بن عبد المطلب، هذا يفتي و يفقّه الناس، و هذا يطعم الطعام.

قال: و نا الزبير، قال: و أخبرني عمّي مصعب بن عبد الله (4) قال:

قال بعض أهل العلم: كان عبد الله يوسعهم علما، و كان عبيد الله يوسعهم طعاما.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، و أبو الحسن سعد الخير بن محمّد قالا: أنا طراد بن محمّد، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن جعفر

ص: 480


1- الحلاب: إناء يحلب فيه اللبن.
2- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 206/12.
3- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 206/12.
4- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 27.

الجوزي، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن صالح القرشي، نا أبو اليقظان، حدّثني جويرية (1) بن أسماء.

أن عبيد الله بن العباس كان ينحر كل يوم جزورا، فقال له عبد الله: تنحر كلّ يوم جزورا، قال: و كثير ذاك يا أخي ؟ و اللّه لأنحرنّ كلّ يوم جزورين.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو الطّيّب محمّد بن جعفر الزّرّاد، نا عبيد الله بن سعد، نا يعقوب بن القاسم التيمي (2)-من ولد طلحة بن عبيد الله - نا علي بن المنذر بن فرقد مولى عبد الله بن عباس، عن عمّه - أو عن أبيه - قال: كان عبد الله بن عباس يسمّى حكيم المعضلات، و كان عبيد الله يسمى تيار الفرات، و كان يطعم كلّ يوم، فقال له أبوه: يا بنيّ ما لك تغدّي و لا تعشّي، إذا غدّيت فعشّ ، فقال عبيد الله لغلام له: يا بنيّ (3) انحر غدوة و انحر عشية.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الغنائم حمزة بن علي بن محمّد بن عثمان، و محمّد بن محمّد بن أحمد بن الحسين، قالا: أنا أبو الفرج أحمد بن عمر بن عثمان، أنا جعفر بن محمّد بن نصير الخوّاص، نا أحمد بن محمّد بن مسروق، نا أبو يوسف يعقوب بن القاسم الطّلحي، أخبرني علي بن المنذر بن فرقد مولى ابن عباس، قال:

كان عبيد الله بن عباس يسمى تيار الفرات، و كان عبد الله بن عباس يسمى حكيم المعضلات، قال: فكان عبيد الله يطعم، كل يوم ينحر غدوة حتى قدموا المدينة، قال: فقال له أبوه العباس: يا بنيّ ما لك تغدّي و لا تعشّي، إذا غدّيت فعشّ ، فقال عبيد الله لغلام له يقال [له] (4) بند: يا بند انحر غدوة و انحر عشية.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (5)،أنا محمّد بن عمر، أنا عبد الرّحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، قال: قيل: أي هؤلاء الثلاثة أسخى: عبد الله بن جعفر، أو الحسن بن علي، أو عبيد الله بن العباس ؟ فقال: ما رأينا أعطى الجزيل من

ص: 481


1- الأصل و م: حوثرة، تصحيف، و التصويب عن تهذيب الكمال (ترجمته 475/3) و فيها: روى عنه أبو اليقظان عامر بن حفص العجيفي الأخباري.
2- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 206/12.
3- تهذيب الكمال:«بند، يا بند» و سيرد ذلك في الرواية التالية.
4- الزيادة عن تهذيب الكمال.
5- ليس الخبر في طبقات ابن سعد.

الحسن، و ما رأينا أحدا أعطى الجزيل و غير جزيل من عبد الله بن جعفر، و ما مررنا بأبيات عبيد الله بن العباس في ساعة قط إلاّ رأينا عنده قوتا رطبا قال: و كان ينحر كلّ يوم جزورا في مجزرته، و به سميت مجزرة ابن عباس، قال: فقلّت الجزر حتى بلغت خمسة عشر دينارا (1)و عشرين دينارا فعاتبه عبد الله بن جعفر على ذلك و قال: لا يقوم لهذا مال، فقال: و اللّه لا أدع ذلك أبدا.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا الحسن بن عيسى بن المقتدر، نا أحمد بن منصور اليشكري، أنا أبو مالك، عن أبي العباس، عن محمّد بن بشير، عن أبان بن عثمان.

ح (2) و أنبأنا أبو علي بن نبهان، و حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الحسن محمّد بن إسحاق، و أبو علي بن نبهان.

ح (3) و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر.

قالوا: أنا أبو علي بن شاذان، أنا محمّد بن الحسن بن مقسم، نا أبو العباس قال: قال ابن سلام: حدّثني أبان بن عثمان قال:

أراد رجل بالمدينة أن يسوء عبيد الله بن العباس بن عبد المطّلب و يضارّ به، فجعل يأتي وجوه أهل المدينة فيقول: قال لكم عبيد الله بن العباس تغدّوا عندي، فجاء الناس حتى ملئوا عليه الدار، و عبيد الله غافل، فقال: ما شأن الناس ؟ قال: جاءهم رسولك أن يتغدّوا عندك، فعلم ما أريد به، فأمر بالباب فأغلق، و أرسل إلى السوق في أنواع الفاكهة، و ذكر الأترجّ (4)و العسل و الموز فشغلهم، و أمر بالأطعمة فطبخت و شويت فلم يفرغوا من الفاكهة حتى أتوا بالطعام حتى صدروا عنه. فقال عبيد الله: أ موجود هذا كلّما شئت ؟ فقالوا: نعم، قال: ما أبالي من أتاني - و في حديث أبي مالك: حين أتوا فأكلوا حتى صدروا عنه، قال عبيد الله:

أ موجود هذا كلّما شئت ؟ قالوا: نعم، قال: فما أبالي من أتاني-.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد الله الحافظ ، قال:

سمعت إسماعيل بن محمّد بن الفضل بن محمّد الشّعراني يقول: سمعت جدي يقول:

سمعت عبيد الله بن محمّد العائشي يقول:

قدمت امرأة إلى البصرة في سنة شهباء و معها ابنان لها، فلم يأت عليها الحول حتى

ص: 482


1- الأصل و م: دينار.
2- «ح» حرف التحويل سقط من م.
3- «ح» حرف التحويل سقط من م.
4- الأترجّ : شجر يعلو، ذكي الرائحة، حامض، كالليمون الكبار (المعجم الوسيط ).

دفنتهما فقعدت بين قبريهما فقالت:

فلله عيناي اللّذان نراهما (1) *** قريبين مني، و المزار بعيد

هما تركا عينيّ لا ماء فيهما *** و شكّا سواد القلب، فهو عميد

مقيمان بالبيداء لا يبرحانها *** و لا يسألان الرّكب: أين يريد؟

فقيل لها: لو أتيت عبيد الله بن العباس فقصصت عليه القصة، فأتته، فقالت له: يا ابن عم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إنّي أصبحت لا عند قريب يحميني، و لا عند عشيرة تؤويني، و إنّي سألت عن المرجى سببه، المأمول نائله، المعطي سائله، فأرشدت إليك، فاعمل بي واحدة من ثلاث: إمّا أن تقيم أودي، أو تحسن صلتي، أو تردّني إلى أهلي، فقال عبيد الله: كلّ يفعل بك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا حمزة بن علي بن محمّد، و محمّد بن محمّد بن أحمد، قالا: أنا أبو الفرج القصّاري، أنا أبو محمّد جعفر بن محمّد الخوّاص، نا أبو العباس أحمد بن محمّد، حدّثني عبد الله بن مروان بن معاوية الفزاري، حدثني محمّد بن الوليد أبو الحجّاج الفزاري.

أن عبيد الله بن العبّاس خرج في سفر له و معه مولى له، حتى إذا كان في بعض الطريق وقع لهما بيت أعرابي، قال: فقال لمولاه: لو أنا مضينا فنزلنا بهذا البيت و بتنا به، قال:

فمضى و كان عبيد الله رجلا جميلا، جهيرا، فلما رآه الأعرابي أعظمه و قال لامرأته: لقد نزل بنا رجل شريف، و أنزله الأعرابي، ثم إن الأعرابي أتى امرأته فقال: هل من عشاء لضيفنا هذا؟ فقالت: لا، إلاّ هذه الشّويهة التي حياة ابنتك من لبنها، قال: لا بد من ذبحها، قالت:

أ فتقتل ابنتك، قال: و إن، قال: ثم إنه أخذ الشاة و الشفرة و جعل يقول:

يا جارتي لا توقظني البنيّة *** إن توقظيها تنتحب عليّه

و تنزع الشفرة من يديه

ثم ذبح الشاة فهيّأ منها طعاما، ثم أتى به عبيد اللّه و مولاه فعشّاهما، و عبيد الله يسمع كلام الأعرابي لامرأته و محاورتهما.

فلما أصبح عبيد الله قال لمولاه: هل معك شيء؟ قال: نعم، خمسمائة دينار فضلت

ص: 483


1- في م: تراهما.

من نفقتنا، قال: ادفعها إلى الأعرابي، قال: سبحان اللّه أ تعطيه خمسمائة دينار و إنّما ذبح لك شاة ثمن خمسة دراهم، قال: ويحك، و اللّه لهو أسخى منا و أجود، إنّما أعطيناه بعض ما نملك، و جاد علينا و آثرنا على مهجة نفسه و ولده.

قال: فبلغ معاوية، فقال: للّه در عبيد الله من أي بيضة خرج، و من أي عش درج.

كتب إليّ أبو علي بن نبهان، ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد بن أحمد، و محمّد بن إسحاق بن مخلد، و ابن نبهان.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن الحسن قالوا: أنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا محمّد بن الحسن بن مقسم، نا أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب (1)، نا عمر بن شبّة، حدثني ابن عائشة، حدثني سعيد بن عامر بن جويرية، قال: اقتسم عبد الله و عبيد الله ابنا عباس دارا (2) فقال عبد الله: يا غلام، أقم حبلك، فقال عبيد الله: دع لأخي ذراعا، فقال عبد الله: يا غلام، إنّ أخي قد ترك لي ذراعا، فأقم حبلك فقال عبيد اللّه: دع لأخي ذراعين، فقال: يا غلام، إن أخى قد ترك لي ذراعين، فقال: يا أخي كأنك تحبّ أن تكون الدار كلها لك ؟ قال: نعم، قال: فهي لك.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد الله السّلمي - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا القاضي (3)،نا الحسن بن أحمد الكلبي، نا محمّد بن زكريا، نا العباس بن بكّار، نا عيسى بن يزيد، عن صالح بن كيسان.

ح (4) قال: و نا الحسن بن أحمد الكلبي، نا محمّد بن زكريا، نا عبد الله بن الضحاك، نا هشام بن محمّد، عن عوانة، قال:

وفد عبيد الله بن العباس على معاوية بن أبي سفيان، فلمّا كان ببعض الطريق عارضته سحابة فأمّ أبياتا من الشعر، فإذا هو بأعرابي قد قام إليه، فلما رأى هيئته و بهاءه، و كان من أحسن الناس شارة و أحسنهم هيئة ثار (5) إلى عنيزة له ليذبحها، فجاذبته امرأته و مانعته و قالت:

أكل الدهر مالك، فلم يبق لك و لبناتك إلاّ هذه العنيزة يتمتّعون منها ثم تريد أن تفجعهنّ بها،

ص: 484


1- انظر مجالس ثعلب ص 206.
2- الأصل: دار، و التصويب عن م.
3- الخبر في الجليس الصالح الكافي 547/1.
4- «ح» سقط من م.
5- في الجليس الصالح: قام.

فقال: و اللّه لأذبحنها، فذبحها أحسن من اللؤم قالت: إذا و اللّه لا يبقى (1) لبناتك شيئا، فأخذ العنيزة (2) و أضجعها و قال:

قرينتي لا توقظي بنيّة

إن توقظيها تنتحب عليّه

و تنزع الشّفرة من يديه

أ تقضي (3) بهذا أو بذا إليّه

ثم ذبح الشاة، و أضرم نارا، و جعل يقطع من أطايبها و يلقيه على النار، ثم يناوله عبيد الله، و يحدثه في خلال ذلك بما يلهيه، و يضحكه، حتى إذا أصبح عبيد الله و انجلت السحابة و همّ بالرحيل قال لقيّمه: ما معك ؟ قال: خمسمائة دينار، قال: ألقها إلى الشيخ، قال القيّم: جعلت فداك، إنّ هذا يرضيه عشر ما سميت، و أنت تأتي معاوية و لا تدري على ما توافقه على ظاهره أم على باطنه، قال: ويحك، إنّا نزلنا بهذا و ما نملك من الدنيا إلاّ هذه الشاة فخرج إلينا (4) من دنياه كلها و إنما جدنا له ببعض دنيانا فهو أجود منا، ثم ارتحل فأتى معاوية يقضي (5) حوائجه، فلما انصرف و قرب من الأعرابي قال لوكيله: انظر ما حال صاحبنا، فعدل (6) إليه فإذا إبل و حال حسنة و شاء كثير، فلما بصر الأعرابي بعبيد الله قام إليه فأكبّ على أطرافه يقبلها، ثم قال: بأبي أنت و أمي، قد مدحتك و ما أدري من أيّ خلق اللّه أنت، ثم أنشده الشيخ:

توسّمته لمّا رأيت مهابة *** عليه، و قلت: المرء من آل هاشم

و إلاّ فمن آل المرار و إنهم (7) *** ملوك و أبناء الملوك الأكارم

فقمت إلى عنز بقية أعنز *** فأذبحها فعل امرئ غير نادم

فعوّضني منها غناي و إنّما *** يساوي لحيم العنز خمس دراهم

أفدت بها ألفا من الشاء حلّبا *** و عبدا و أنثى بعد عبد و خادم

مباركة من هاشمي مبارك *** خيار بني حواء من نسل آدم

فلله عينا من رأى لعنيرة (8) *** أفادت و راشت بعد عسر قوادمي

ص: 485


1- الجليس الصالح: تبقي.
2- عن الجليس الصالح و بالأصل و م: العنز.
3- في الجليس الصالح: أبغض.
4- الأصل و م، و في الجليس الصالح: لنا.
5- الجليس الصالح: فقضى.
6- الجليس الصالح: فعوّل.
7- في م و الجليس الصالح: فإنهم.
8- الأصل و م: كعنيزة، و المثبت عن الجليس الصالح.

فقلت لعرسي في الخلاء و صبيتي *** أحقّ ترى هذا أم أحلام نائم

قال عبيد اللّه: قد أصبت، فأنا من ولد العباس، و أنا من آل المرار (1)،فبلغت معاوية، فقال: للّه درّ عبيد اللّه من أيّ بيضة خرج، و في أي عش درج، عبيد اللّه معلم الجود، و هو و اللّه كما قال الحطيئة (2):

أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنى *** و إن عاهدوا أوفوا و إن عقدوا شدّوا

و إن كانت النّعمى عليهم جزوا بها *** و إن أنعموا لا كدّروها و لا كدّوا

قال القاضي في هذا الخبر: و جعل يقطع من أطايبها، و الصواب من مطايبها، هكذا يقال في اللحم، و العرب تقول: مطايب الجزور، و أطائب الفاكهة، و المطايب من الجمع الذي لا واحد له على منهاج لفظه، و قياسه مثل ملامح و مشابه و هذا كثير (3).

و قد حكى الفراء أنه سأل بعض العرب عن الواحد في مطايب الجزور؟ فحكى عنه ما معناه أنه لم يكن عنده فيه شيء يحفظه، و أنه أخذ يتكلف فيه قولا يستخرجه و جعل يقول:

مطيبة و أنه يضحك من هذا من قوله مطيبة.

و قول الحطيئة: أحسنوا البنى، هكذا رأيته بضم الباء.

و قد حدّثنا محمّد بن يحيى، نا القاسم بن إسماعيل، أنا عبيد اللّه بن محمّد القرشي، نا الأصمعي قال: أتيت شعبة يوما و عنده حمّاد بن سلمة، و هما يتكلمان في حديث، فقال له شعبة: يا أبا سلمة هذا الفتى الذي ذكرته لك، فقال لي حمّاد بن سلمة: كيف تنشد قول الحطيئة: أولئك قوم، فابتدأت القصيدة من أولها (4):

ألا طرقتنا بعد ما هجعت (5) هند *** و قد سرن خمسا و اتلأبّ بنا نجد

إلى أن بلغت البيت:

أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنى *** و إن عاهدوا أوفوا و إن عقدوا شدّوا

فقال لي حمّاد بن سلمة: يا بنيّ إنّ العرب تقول بنى يبني بناء في العمران، و تقول في الشرف: بنا يبنو بنى فأنشد هذا البيت:

ص: 486


1- يريد: آل آكل المرار، و هم ملوك اليمن.
2- البيتان في ديوان الحطيئة ط بيروت ص 41.
3- الأصل:«و مذاكير».
4- ديوان الحطيئة ط بيروت ص 39.
5- الديوان: هجدوا.

أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنى

قال: فعرفت قدر حمّاد بن سلمة من ذلك اليوم، فما كنت أنشده إلاّ ما أتقنته.

قال القاضي: و البنّاء في الرباع و المساكن ممدود مكسور الباء في لغات عامة العرب، و بهذه اللغة جاء القرآن، قال اللّه تعالى: وَ السَّمٰاءَ بِنٰاءً (1) و ذكر الفراء أن من العرب من يقصر البناء هاهنا.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا (2)،أنا عبيد اللّه بن محمّد بن جعفر الأزدي، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، نا سليمان (3) بن حرب، نا أبو هلال الراسبي، عن حميد بن هلال، قال:

تفاخر رجلان من قريش، رجل من بني هاشم، و رجل من بني أمية، فقال هذا: قومي أسخى من قومك، و قال هذا: قومي أسخى من قومك، قال: سل في قومك حتى أسأل في قومي، فافترقا على ذلك، فسأل الأموي عشرة من قومه، فأعطوه مائة ألف عشرة آلاف عشرة آلاف، قال: و جاء الهاشمي إلى عبيد اللّه بن عباس فسأله فأعطاه مائة ألف، ثم أتى الحسن بن علي فسأله فقال: هلا أتيت أحدا قبلي ؟ قال: نعم، عبيد اللّه بن عباس فأعطاني مائة ألف، فأعطاه الحسن مائة ألف و ثلاثين ألفا، ثم أتى الحسين بن علي فسأله فقال: هل سألت أحدا قبل أن تأتيني ؟ قال: نعم أخاك الحسن، فأعطاني مائة و ثلاثين ألفا، فقال: لو أتيتني قبل أن تأتيه أعطيتك أكثر من ذلك، و لكن لم أكن لأزيد على سيدي، قال فأعطاه مائة ألف و ثلاثين ألفا.

قال: فجاء الأموي بمائة ألف من عشرة، و جاء الهاشمي بثلاثمائة و ستين ألفا من ثلاثة، فقال الأموي: سألت عشرة من قومي فأعطوني مائة ألف، و قال الهاشمي: سألت ثلاثة من قومي فأعطوني ثلاثمائة و ستين ألفا، قال: ففخر الهاشمي الأموي، فرجع الأموي إلى قومه فأخبرهم الخبر و ردّ عليهم المال فقبلوه، و رجع الهاشمي إلى قومه فأخبرهم الخبر و ردّ عليهم المال فأبوا أن يقبلوه، و قالوا: لم نكن لنأخذ (4) شيئا قد أعطيناه.

ص: 487


1- سورة البقرة، الآية:22.
2- الجليس الصالح الكافي 362/1.
3- في الجليس الصالح: سليم بن حرب.
4- الجليس الصالح: لنرتجع.

أخبرنا أبوا (1) الحسن الفقيهان، و أبو المعالي الحسين بن حمزة، قالوا: أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر محمّد بن جعفر الخرائطي، نا علي بن الأعرابي، نا علي بن عمروس.

ح قال: و نا الخرائطي، نا أبو الفضل العباس بن الفضل الربعي، عن بعض مشايخه قال:

نزل عبيد اللّه بن العبّاس بن عبد المطّلب منزلا منصرفه من الشام نحو الحجاز، فطلب غلمانه طعاما فلم يجدوا في ذلك المنزل ما يكفيهم لأنه كان مرّ به زياد بن أبي سفيان - أو عبيد اللّه بن زياد - في جمع عظيم، فأتوا على ما فيه، فقال عبيد اللّه لوكيله: اذهب في هذه البرية فلعلك أن تجد راعيا أو تجد أخبية فيها لبن أو طعام، فمضى القيّم و معه غلمان عبيد اللّه، فدفعوا إلى عجوز في خباء، فقالوا: هل عندك من طعام نبتاعه منك ؟ قالت: أما طعام أبيه فلا، و لكن عندي ما بي إليه حاجة لي و لبنيّ ، قالوا: و أين بنوك ؟ قالت: في رعي لهم، و هذا أوان أوبتهم، قالوا: فما أعددت لك و لهم ؟ قالت: خبزة و هي تحت ملتها (2)أنتظر بها أن يجيئوا، قالوا: فما هو غير ذلك ؟ قالت: لا، قالوا: فجودي لنا بنصفها، قالت:

أما النّصف فلا أجود به، و لكن إن أردتم الكلّ فشأنكم بها، قالوا: فلم تمنعين النصف و تجودين بالكل ؟ قلت: لأن إعطاء الشطر نقيصة و إعطاء الكل فضيلة، فأنا أمنع ما يضعني و أمنح ما يرفعني، فأخذوا الملّة و لم تسألهم من هم ؟ و لا من أين جاءوا؟ فلما أتوا بها عبيد اللّه، و أخبروه بقصة العجوز عجب و قال: ارجعوا إليها فاحملوها إليّ الساعة، فرجعوا و قالوا: انطلقي نحو صاحبنا، فإنه يريدك، قالت: و من هو صاحبكم، أصحبه اللّه السلامة ؟ قالوا: عبيد اللّه بن العبّاس قالت: ما أعرف هذا الاسم، فمن بعد العباس ؟ قالوا: العباس عم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، قالت: هذا و أبيكم الشرف العالي ذروته، الرفيع عماده، هو أبو هذا عمّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، قالوا: نعم، قالت: عم قريب أم عمّ بعيد؟ قال: عم هو صنو أبيه، و هو عصبته، قالت: و يريد ما ذا؟ قالت: يريد مكافأتك و برّك، قالت: على ما؟ قالوا: على ما كان منك، قالت: أوه لقد أفسد الهاشمي بعض ما اثل له ابن عمه، و اللّه لو كان ما فعلت معروفا ما أخذت بدينه فكيف و إنما هو شيء يجب على الخلق أن يشارك بعضهم فيه بعضا، قالوا:

فانطلقي فإنه يحبّ أن يراك، قالت: قد تقدم منكم وعيد، ما أجد نفسي تسخو بالحركة معه،

ص: 488


1- الأصل:«أبو» تصحيف.
2- ملّ الشيء في الجمر: أدخله، و الملّة، الجمر، و الرماد الحار (القاموس المحيط ) و في الصحاح: الملة: الخبزة نفسها و الملّى كربّى: الخبزة المنضجة (تاج العروس).

قالوا: فأنت بالخيار، إن بذل لك شيء بين أخذه أو تركه، قالت: لا حاجة لي بشيء من هذا، إن كان هذا أوله قالوا: فلا بد من أن تنطلقين إليه، قالت: فإنّي ما أنهض على كره إلاّ لواحدة، قالوا: و ما هي ؟ قالت: أرى وجها هو جناح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و عضو من أعضائه، ثم قامت فحملوها على دابّة من دوابه، فلما صارت إليه سلّمت عليه، فردّ عليها السلام، و قرّب مجلسها، و قال لها: ممن أنت ؟ قالت: أنا من كلب، قال لها: فكيف حالك ؟ قالت: أجد الفائت و استمريه، و أهجع أكثر الليل، و أرى قرة العين من ولد بارّ و كنة رضية، فلم يبق من الدنيا شيء إلاّ و قد وجدته و أخذته، و إنّما انتظر أن تأخذني، قال: ما أعجب أمرك كله، قالت: قضى عليّ أول عجبة، قال: بذلك لنا ما كان في حوائك، فرفعت رأسها إلى القيّم فقالت: هذا ما قلت لك، قال عبيد اللّه: و ما قالت لك ؟ فأخبره، فازداد تعجبا، و قال:

خبريني، فما ادّخرت لبنيك إذا.... (1) قالت: ما قال حاتم طيئ (2):

و لقد أبيت على الطّوى و أطلبه *** حتى أنال به كريم المأكل

فازداد منها عبيد اللّه تعجبا، و قال: أ رأيت لو انصرف بنوك و هم جياع و لا شيء عندك ما كنت تصنعين بهم ؟ قالت: يا هذا، لقد عظمت هذه الخبزة عندك، و في عينك حتى أن صرت لتكثر (3) فيها مقالك، و تشغل بذكرها بالك، اله (4) عن هذا و ما أشبهه، فإنه يفسد النفس و يؤثر (5) في الحسن، فازداد تعجبا، ثم قال لغلامه: انطلق إلى فنائها (6) فإذا أقبل بنوها فجئني بهم، فقالت العجوز: أما إنهم لا يأتوك إلاّ بشريطة، قال: و ما هي ؟ قالت: لا تذكر لهم ما ذكرته لي، فإنّهم شباب أحداث تحركهم الكلمة، و لا آمن بوادرهم إليك، و أنت في هذا البيت الرفيع، و الشرف العالي، فإذا نحن من أشرّ العرب جوارا، فازداد عبيد اللّه تعجبا، و قال: سأفعل ما أمرت به.

فقالت العجوز للغلام: انطلق فاقعد بحذاء الخباء الذي رأيتني في ظله، فإذا أقبل ثلاثة، أحدهم دائم الطرف نحو الأرض قليل الحركة، كثير السكون، فذاك الذي إذا خاصم أفصح، و إذا طلب أنجح، و الآخر دائم النظر، كثير الحذر (7)،له أبهة قد كملت من حسبه، و أثرت من

ص: 489


1- رسمها غير واضح بالأصل و نميل إلى قراءتها: انصرفوا، و اللفظة غير ظاهرة في م من سوء التصوير.
2- ليس في ديوانه ط بيروت.
3- اللفظة غير مقروءة في الأصل، و المثبت عن م.
4- كذا رسمها بالأصل، و تقرأ في م:«بال».
5- عن م و بالأصل: و تؤثر.
6- اللفظة غير معجمة بالأصل و رسمها:«منالها» و تقرأ في م: قبائها و لعلنا وفقنا فيما أثبتناه.
7- إعجامها مضطرب بالأصل، و المثبت عن م.

نسبه فذاك الذي إذا قال فعل، و إذا ظلم قتل، و الآخر كأنه شعلة نار و كأنه يطلب الخلق بثأر، فذاك الموت المائت، هو و اللّه و الموت قسمان، فاقرأ عليهم سلامي، و قل لهم: تقول لكم والدتكم، لا يحدّثنّ أحد (1) منكم أمرا حتى تأتوها، فانطلق الغلام، فلما جاء الفتية أخبرهم، فما قعد قائمهم، و لا شدّ جمعهم، حتى تقدموا سراعا، فلما دنوا من عبيد اللّه و رأوا أمّهم سلّموا، فأدناهم عبيد اللّه من مجلسه، و قال: إنّي لم أبعث إليكم و لا إلى أمكم لما تكرهون، قالوا: فما بعد هذا؟ قال: أحب أن أصلح من أمركم، و ألمّ من شعثكم، قالوا: إنّ هذا قلّ ما يكون إلاّ عن سؤال أو مكافأة لفعل قديم، قال: ما هو لشيء من ذلك، و لكن جاورتكم (2) في هذه الليلة، و خطر ببالي أن أضع بعض مالي فيما يحبّ اللّه عز و جل، قالوا: يا هذا، إنّ الذي يحب اللّه لا يحب لنا إن كنا في خفض من العيش، و كفاف من الرزق، فإن كنت هذا أردت فوجهه نحو من يستحقّه، و إن كنت أردت النوال مبتدئا لم يتقدمه سؤال فمعروفك مشكور، و برّك مقبول، فأمر لهم عبيد اللّه بعشرة آلاف درهم، و عشرين ناقة، و حوّل أثقاله إلى البغال و الدوابّ ، و قال: ما ظننت أن في العرب و العجم من يشبه هذه العجوز و هؤلاء الفتيان.

فقالت العجوز لفتيانها: ليقل كل واحد منكم شيئا من الشعر في هذا الشريف، و لعلّي أن أعينكم.

فقال الكبير:

شهدت عليك بطيب الكلام *** و طيب الفعال و طيب الخبر

و قال الأوسط :

تبرّعت بالجود قبل السّؤال *** فعال كريم عظيم الخطر

و قال الأصغر:

و حقّ لمن كان ذا فعله *** بأن يسترقّ رقاب البشر

و قالت العجوز:

فعمرك اللّه من ماجد *** و وقيت سوء الرّدى و الحدر

آخر الجزء السادس و الثلاثين (3) بعد الأربعمائة.

ص: 490


1- الأصل: أحدا، تصحيف و التصويب عن م.
2- بالأصل:«جاوزتكم» و في م: جارتكم في هذه الليلة.
3- في م: و الثلاثون.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - قراءة - نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو القاسم تمّام بن محمّد، أنا ضحاك بن يزيد السّكسكي، نا وزيرة بن محمّد الغسّاني، نا الفضل بن محمّد بن عبد الهاشمي، عن أبيه قال:

قيل لعبيد اللّه بن العبّاس: كم تطلب العلم ؟ قال: إذا نشطت فهو لذتي، و إذا اغتممت فسلوتي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور النّهاوندي، نا أبو العباس النّهاوندي، نا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل، قال:

يقال: مات قثم بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي زمن معاوية بسمرقند، و مات عبيد اللّه بن عباس بالمدينة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطّبري.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال: و قد قيل:

مات عبيد اللّه بن عباس، و قثم بن عباس زمن معاوية، قثم بسمرقند، و عبيد اللّه بالشام.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم قال:

سنة سبع و ثمانين فيها توفي عبيد اللّه بن العبّاس بالمدينة.

أنبأنا أبو القاسم، و أبو الوحش، عن رشأ، أنا عبد الرّحمن بن محمّد، و عبد اللّه بن عبد الرّحمن، قالا: أنا الحسن بن رشيق، أنا أبو بشر الدولابي، أنا محمّد بن سعدان، أخبرني الحسن بن عثمان، قال:

في سنة سبع و ثمانين مات عبيد اللّه بن العبّاس بن عبد المطلب (1).

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا

ص: 491


1- استبعد الذهبي أن يكون بقي إلى هذا الوقت. انظر سير أعلام النبلاء 514/3 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 41-60 ص 268).

أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (1):

و فيها - يعني سنة ثمان و خمسين - مات عبيد اللّه بن العباس بن عبد المطلب بالمدينة.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، عن رشأ بن نظيف، أنا أبو شعيب عبد الرّحمن بن محمّد، و أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرّحمن، قالا: أنا الحسن بن رشيق، أنا أبو بشر الدولابي، حدّثني جعفر بن علي العباس، نا أحمد بن محمّد بن أيوب قال:

مات عبيد اللّه بن العبّاس بن عبد المطلب سنة ثمان و خمسين.

ص: 492


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 225 و عنه في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 41-60) ص 269، و (حوادث سنة 81-100) ص 147 و سير أعلام النبلاء 514/3 و تهذيب الكمال 207/12.

الفهرس

ذكر من اسمه عبد الملك 4211 - عبد الملك بن أحمد بن عاصم أبو عتبة القرشي 3

4212 - عبد الملك بن إسحاق بن إبراهيم الحبلي الحنبلي 3

4213 - عبد الملك بن الأصبغ بن محمّد بن مرزوق أبو الوليد القرشي مولى عثمان بن عفّان الحرّاني 4

4214 - عبد الملك بن أكيدر بن عبد الملك 5

4215 - عبد الملك بن إياس بن أبي زكريا بن يزيد و يقال: زيد الخزاعي أخو عبد اللّه و يحيى ابني أبي زكريا 6

4216 - عبد الملك بن بزيع أبو مروان 6

4217 - عبد الملك بن بشير بن عبد الملك بن بشر بن مروان ابن الحكم بن أبي العاص 8

4218 - عبد الملك بن أبي بكر بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي 8

4219 - عبد الملك بن جنادة القرشي مولاهم المصري الكاتب 8

4220 - عبد الملك بن الحارث بن الحكم بن أبي العاص بن أمية ابن عبد شمس بن عبد مناف الأموي 10

4221 - عبد الملك بن حمدان بن محمّد بن عبد الملك أبو القاسم السلمي المقرئ 11

4222 - عبد الملك بن حميد بن عبد الملك 11

4223 - عبد الملك بن خالد بن عتّاب بن أسيد بن أبي العيص ابن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي 11

4224 - عبد الملك بن الخضر أبو القاسم 12

4225 - عبد الملك بن حبار و يقال: ابن خيار و يقال: ابن خباب بن نهار بن بسطام 13

ص: 493

4226 - عبد الملك بن دلهاب العبسي 14

4227 - عبد الملك بن أبي ذر الغفاري 14

4228 - عبد الملك بن رفاعة بن خالد بن ثابت بن ظاعن بن العجلان بن عبد اللّه ابن صبح بن والبة بن نصر بن صعصعة بن ثعلبة بن كنانة بن عمرو بن القين ابن فهم بن عمرو بن سعد بن قيس بن عيلان الفهمي المصري 16

4229 - عبد الملك بن سعيد أبو عثمان الأسود 18

4230 - عبد الملك بن سفيان و قيل: ابن يسار،19 4231 - عبد الملك بن سليمان بن داود بن مروان بن الحكم ابن أبي العاص بن أمية الأموي 20

4232 - عبد الملك بن سوّار القرشي من ساكني الراهب 20

4233 - عبد الملك بن شبيب الغساني 20

4234 - عبد الملك بن صالح بن علي بن عبد اللّه بن العباس بن عبد المطلب ابن هاشم بن عبد مناف أبو عبد الرّحمن الهاشمي 21

ذكر من اسمه عبد المغيث 4235 - عبد المغيث بن زهير بن زهير البغدادي الحربي الحنبلي 34

4236 - عبد الملك بن صدقة بن عبد اللّه بن جندب 35

4237 - عبد الملك بن عبد اللّه بن يزيد بن عبد الملك بن مروان الأموي 35

4238 - عبد الملك بن عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك بن مروان 36

4239 - عبد الملك بن عبد الكريم أبو الأصبغ الطبراني 36

4240 - عبد الملك بن عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي 37

4241 - عبد الملك بن عبد الوهّاب بن عبد الملك بن محمّد بن عبد الصّمد ابن المهتدي باللّه أبو الفضل الهاشمي 37

4242 - عبد الملك بن عبد الوهّاب أبو عبد الرحيم المطّلبي 37

4243 - عبد الملك بن أبي عبيدة بن الوليد بن عبد الملك بن مروان الأموي 38

4244 - عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم ابن أبي العاص بن أمية الأموي 38

4245 - عبد الملك بن عمر بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم ابن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي 53

4246 - عبد الملك بن عمير اللخمي 53

4247 - عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع بن مظهر

ص: 494

ابن رياح بن عمرو بن عبد شمس بن أعيا بن سعد بن عبيد ابن غنم بن قتيبة بن معن بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس عيلان أبو سعيد الباهلي الأصمعي البصري 55

4248 - عبد الملك بن القعقاع بن خليد العبسي 90

4249 - عبد الملك بن محمّد بن أحمد بن المعافى أبو القاسم التنوخي القزويني 90

4250 - عبد الملك بن محمّد بن إبراهيم بن يعقوب أبو سعد بن أبي عثمان الواعظ النيسابوري المعروف بالخركوشي 90

4251 - عبد الملك بن محمّد بن الحجاج بن يوسف الثقفي 95

4252 - عبد الملك بن محمّد بن صدقة القرشي 95

4253 - عبد الملك بن محمّد بن عبد الملك بن الأصبغ بن محمّد بن مرزوق أبو الوليد القرشي البعلبكي 96

4254 - عبد الملك بن محمّد بن عدي أبو نعيم الجرجاني الأسترآباذي الفقيه 96

4255 - عبد الملك بن محمّد بن عطية بن عروة السعدي 100

4256 - عبد الملك بن محمّد بن يونس بن الفتح أبو عقيل السمرقندي 103

4257 - عبد الملك بن محمّد أبو الزرقاء و يقال: أبو محمّد البرسمي الصنعاني 104

4258 - عبد الملك بن محمود بن إبراهيم بن محمّد بن عيسى بن القاسم ابن سميع أبو الوليد القرشي الفقيه 108

4259 - عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية ابن عبد شمس بن عبد مناف أبو الوليد الأموي 110

4260 - عبد الملك بن مروان بن عبد اللّه بن عبد الملك بن مروان ابن الحكم بن أبي العاص بن أمية الأموي 167

4261 - عبد الملك بن مروان بن محمّد بن مروان بن الحكم ابن أبي العاص بن أمية الأموي 167

4262 - عبد الملك بن مروان بن موسى بن نصير العممي اللخمي مولاهم 167

4263 - عبد الملك بن أبي مروان الجبيلي 169

4264 - عبد الملك بن مسمع بن مالك بن مسمع بن شيبان بن شهاب بن علقمة ابن عباد بن عمرو بن ربيعة بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة الربعي 169

4265 - عبد الملك بن معاوية بن مروان بن الحكم بن أبي العاص ابن أمية القرشي الأموي 172

4266 - عبد الملك بن المغيرة بن عبد الملك الأموي 172

4267 - عبد الملك بن مهران أبو هشام المغازلي الرقاعي الموصلي 173

4268 - عبد الملك بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي 177

ص: 495

4269 - عبد الملك بن ميسرة 177

4270 - عبد الملك بن النعمان المزّي 178

4271 - عبد الملك بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم ابن أبي العاص أبو مروان الأموي 178

4272 - عبد الملك بن وهيب بن هارون القرحتاوي 179

4273 - عبد الملك بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم ابن أبي العاص الأموي 179

4274 - عبد الملك بن يزيد أبو عون الأزدي مولاهم الجرجاني 180

4275 - عبد الملك بن يسار، و قيل ابن سيّار 181

4276 - عبد الملك الدمشقي 181

4277 - عبد الملك البيلقاني الناسخ 182

ذكر من اسمه عبد المنّان 4278 - عبد المنّان بن المتلمس الشاعر 183

ذكر من اسمه عبد المنعم 4279 - عبد المنعم بن أحمد بن الحسن الرّحبي 184

4280 - عبد المنعم بن أحمد الدقّاق المالكي الفقيه 184

4281 - عبد المنعم بن إبراهيم أبو الهيذام 184

4282 - عبد المنعم بن الحسن أبو الفضل المعروف بابن اللعيبة الحلبي 184

4283 - عبد المنعم بن حفاظ بن أحمد بن خلف أبو البركات الأنصاري المعروف بابن البقلي 185

4284 - عبد المنعم بن الخضر بن العباس أبو الفتح الغسّاني 186

4285 - عبد المنعم بن عبيد اللّه بن غلبون أبو الطيب الحلبي 187

4286 - عبد المنعم بن عبيد اللّه أبو سعد بن المنادي البغدادي 190

4287 - عبد المنعم بن عبد الملك أبو القاسم 190

4288 - عبد المنعم بن عبد الواحد بن علان أبو القاسم القاضي 190

4289 - عبد المنعم بن علي بن أحمد بن الغمر بن أحمد بن الغمر أبو القاسم الكلابي الورّاق المعروف بالمديد 191

4290 - عبد المنعم بن علي بن محمّد بن أحمد بن داود بن محمّد بن الوليد أبو محمّد الخطيب العدل المعروف بابن النّحوي 192

4291 - عبد المنعم بن محمّد بن عبيد اللّه بن محمّد بن عبد الكريم ابن أبي حكيم أبو محمّد القرشي 193

ص: 496

4292 - عبد المنعم بن محمّد الكندي الصائغ 193

4293 - عبد المنعم بن موحد بن إسحاق بن إبراهيم بن سلامة أبو القاسم بن البرّي 194

ذكر من اسمه عبد المؤمن 4294 - عبد المؤمن بن أحمد أبو حاتم البيروتي القاضي 195

4295 - عبد المؤمن بن خلف بن طفيل بن زيد بن طفيل بن شريك بن شماس ابن زيد بن الحارث أبو يعلى التميمي النسفي 196

4296 - عبد المؤمن بن المتوكل بن مشكان أبو خازم البيروتي 197

4297 - عبد المؤمن بن مهلهل القرشي 198

4298 - عبد المؤمن بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم ابن أبي العاص الأموي 199

ذكر من اسمه عبد الواحد 4299 - عبد الواحد بن أحمد بن إسماعيل بن عوف أبو القاسم المري الشاهد 200

4300 - عبد الواحد بن أحمد بن الطّيّب أبو القاسم الوكيل يعرف بابن القماح 201

4301 - عبد الواحد بن أحمد بن عمر بن أبي الأشعث أبو طاهر بن السّمرقندي 201

4302 - عبد الواحد بن أحمد بن محمّد بن سفيان بن محمّد بن مقدام بن قادم يعرف بابن مشماس أبو محمّد و قيل أبو القاسم الهمداني و يقال: عبد الواحد بن محمّد بن محمّد بن يوسف 202

4303 - عبد الواحد بن أحمد 203

4304 - عبد الواحد بن أحمد الغساني أبو محمّد الطيب طبيب تاج الدولة 204

4305 - عبد الواحد بن إبراهيم بن أحمد بن محمّد أبو الفضل بن أبي سعد المعروف بابن القرّة 205

4306 - عبد الواحد بن إبراهيم بن عبد الواحد بن إبراهيم أبو محرز العبسي 206

4307 - عبد الواحد بن بسر النصري 206

4308 - عبد الواحد بن بسر 207

4309 - عبد الواحد بن بكر بن محمّد أبو الفرج الهمداني الورثاني الصوفي 207

4310 - عبد الواحد بن جرير العطار الدمشقي 209

4311 - عبد الواحد بن جهير بن مفرج 210

4312 - عبد الواحد بن حبيب 211

4313 - عبد الواحد بن الحسن بن محمّد بن خلف أبو نصر الأبهري المقرئ 211

4314 - عبد الواحد بن الحسين بن إبراهيم بن عطية أبو الفضل الحارثي المعروف بابن أبي الزّميت 212

4315 - عبد الواحد بن الحسين بن الحسن أبو أحمد بن الورّاق الكاتب 212

4316 - عبد الواحد بن الخطاب و يقال: عبد الواحد الخطاب 213

ص: 497

4317 - عبد الواحد بن رزق اللّه بن عبد الوهّاب بن عبد العزيز بن الحارث ابن أسيد بن الليث بن سليمان بن الأسود بن سفيان بن يزيد بن أكينة ابن عبد اللّه أبو القاسم بن أبي محمّد التميمي البغدادي الحنبلي 215

4318 - عبد الواحد بن زيد أبو عبيدة البصري الزاهد 215

4319 - عبد الواحد بن سعيد بن عبد الملك بن عبد الوهّاب ابن حسّان أبو بكر 236

4320 - عبد الواحد بن سعيد 236

4321 - عبد الواحد بن سليمان بن جمعة 237

4322 - عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص ابن أمية أبو عثمان و يقال: أبو خالد الأموي 238

4323 - عبد الواحد بن شعيب أبو القاسم الجبلي 242

4324 - عبد الواحد بن عبد اللّه بن بسطام التاجر 244

4325 - عبد الواحد بن عبد اللّه بن كعب بن عمير بن قنبع بن عباد ابن عوف بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة ابن خصفة بن قيس بن عيلان و يعرف بابن بسر أبو بسر النصري 244

4326 - عبد الواحد بن عبد اللّه بن هشام بن عبد اللّه بن سوار أبو الفضل العنسي الداراني 253

4327 - عبد الواحد بن عبد اللّه أبو الحسين البغدادي اللؤلؤي 253

4328 - عبد الواحد بن عبد الرّحمن أبي الميمون بن عبد اللّه بن عمر ابن راشد أبو محمّد البجلي 254

4329 - عبد الواحد بن عبد السّلام بن عبد الرّحمن بن عبيد بن سعدان أبو القاسم 255

4330 - عبد الواحد بن عبد العزيز أبو القاسم المصري الواعظ 255

4331 - عبد الواحد بن عبد الماجد بن عبد الواحد بن عبد الكريم بن هوازن بن محمّد ابن طلحة بن عبد الملك أبو محمّد بن أبي المحاسن بن أبي سعيد ابن أبي القاسم القشيري النيسابوري الصوفي 256

4332 - عبد الواحد بن عبد الوهّاب بن عبد العزيز بن المظفّر أبي حزور أبو محمّد و يقال: أبو علي الأزدي الورّاق 257

4333 - عبد الواحد بن علي بن عبد الواحد بن موحد بن إسحاق بن إبراهيم ابن البري و يقال: موحد بن إبراهيم بن إسحاق بن سلامة أبو الفضل السلمي 258

4334 - عبد الواحد بن الفضل المطيع للّه بن جعفر المقتدر باللّه بن أحمد المعتضد بن أبي أحمد الموفق بن جعفر المتوكل بن محمّد المعتصم بن هارون الرشيد ابن محمّد المهدي بن عبد اللّه المنصور بن محمّد بن علي بن عبد اللّه ابن عباس بن عبد المطلب الهاشمي البغدادي 259

ص: 498

4335 - عبد الواحد بن قيس السلمي 260

4336 - عبد الواحد بن محمّد بن أحمد بن الحر، و هو المعروف بحيدرة بن سليمان ابن هران بن سليمان بن حيان بن وبرة أبو الفضل المري الأطرابلسي 266

4337 - عبد الواحد بن محمّد بن أحمد بن سيد حمدويه أبو محمّد بن أبي بكر العابد 266

4338 - عبد الواحد بن محمّد بن أحمد بن مسرور أبو الفتح البلخي الحافظ 267

4339 - عبد الواحد بن محمّد بن أحمد أبو الحسن الكلبي الكناني المعروف بالسني 268

4340 - عبد الواحد بن محمّد بن أحمد بن عثمان بن الوليد بن الحكم بن سليمان ابن أبي الحديد أبو الفضل الشاهد 269

4341 - عبد الواحد بن محمّد بن جبريل بن هلال بن عبد الصّمد أبو أحمد الهروي المقرئ الصوفي المعروف بالطيني 270

4342 - عبد الواحد بن محمّد بن الحارث بن الخزرج أبو محمّد الغساني الداراني 272

4343 - عبد الواحد بن محمّد بن عبد الرّحمن أبو محمّد المقانعي 272

4344 - عبد الواحد بن محمّد بن عمر أبو القاسم الرقي الواعظ 272

4345 - عبد الواحد بن محمّد بن عمرو بن حميد بن معيوف أبو المقدم الهمذاني المعيوفي 273

4346 - عبد الواحد بن محمّد بن المسلم بن الحسن بن هلال أبو المكارم ابن أبي طاهر بن أبي الفضل بن أبي محمّد الأزدي الشاهد 274

4347 - عبد الواحد بن محمّد أبو الليث المقرائي الحمصي 275

4348 - عبد الواحد بن محمّد بن المهذب بن المفضل بن محمّد بن المهذب أبو المجد التنوخي المعرّي 275

4349 - عبد الواحد بن المستنير أبو القاسم الجرجاني 276

4350 - عبد الواحد بن ميمون و يقال ابن حمزة أبو حمزة المدني القرشي 276

4351 - عبد الواحد بن نصر بن محمّد أبو الفرج المخزومي المعروف بالببغاء 281

4352 - عبد الواحد بن واقد 289

4353 - عبد الواحد بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق أبو يوسف الطبري 290

4354 - عبد الواحد 290

4355 - عبد الواحد الميداني 292

4356 - عبد الواحد الحلواني 292

4357 - عبد الواحد المقرئ المعروف بالمقانعي 292

ص: 499

ذكر من اسمه عبد الوارث 4358 - عبد الوارث بن الحسن بن عمرو القرشي يعرف بابن الترجمان البيساني 293

4359 - عبد الوارث بن عبد الغني بن علي بن يوسف بن عاصم أبو محمّد المغربي التونسي المالكي الأصولي الزاهد 295

ذكر من اسمه عبد الوهّاب 4360 - عبد الوهّاب بن أحمد بن أبي الحجّاج 297

4361 - عبد الوهّاب بن أحمد بن هارون بن موسى أبو الحسين بن الجندي الشاهد أخو القاضي أبي نصر 298

4362 - عبد الوهّاب بن إسحاق القرشي 298

4363 - عبد الوهّاب بن إبراهيم الإمام بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن عباس ابن عبد المطّلب بن هاشم الهاشمي 299

4364 - عبد الوهّاب بن بخت أبو عبيدة و يقال: أبو بكر 303

4365 - عبد الوهّاب بن جعفر بن علي بن جعفر بن أحمد بن زياد أبو الحسين بن الميداني 311

4366 - عبد الوهّاب بن الحسن بن الوليد بن موسى بن سعيد بن راشد بن يزيد ابن قندس بن عبد اللّه أبو الحسين الكلابي المعروف بأخي تبوك العدل 314

4367 - عبد الوهّاب بن الحسين بن عبد اللّه أبو البركات الإسكندراني 317

4368 - عبد الوهّاب بن الحسين بن عمر أبو القاسم التنيسي المطرز 318

4369 - عبد الوهّاب بن سعيد بن عطية أبو محمّد السلمي يعرف بوهب 318

4370 - عبد الوهّاب بن صدقة بن محمّد أبو محمّد الضرير المقرئ الفقيه الشافعي 320

4371 - عبد الوهّاب بن الضحّاك أبو الحارث العرضي 322

4372 - عبد الوهّاب بن طالب بن أحمد بن يوسف بن عبد اللّه بن عنبسة ابن عبد اللّه بن كعب بن زيد بن تميم أبو القاسم التميمي البغدادي المقرئ الأزجي الفقيه 326

4373 - عبد الوهّاب بن عبد اللّه بن عمر بن أيوب بن المعمر بن قعنب بن يزيد ابن كثير بن مرّة بن مالك أبو نصر المرّي الإمام الحافظ الشروطي و يعرف بابن الأذرعي، و بابن الجبّان 327

4374 - عبد الوهّاب بن عبد اللّه بن محمّد بن سعيد بن عمرو بن حفص بن حريش أبو الفرج العنسي الداراني يعرف: بوهيب 330

4375 - عبد الوهّاب بن عبد الجليل بن عثمان أبو طاهر العنسي 331

4376 - عبد الوهّاب بن عبد الرّحيم بن عبد الوهّاب بن محمّد بن يزيد أبو عبد اللّه الأشجعي الجوبري 331

ص: 500

4377 - عبد الوهّاب بن عبد الرزّاق بن عمر بن مسلم أبو محمّد القرشي مولاهم 333

4378 - عبد الوهّاب بن عبد العزيز بن المظفر أبو بكر الأزدي ابن حزور الورّاق 333

4379 - عبد الوهّاب بن عبد القادر 334

4380 - عبد الوهّاب بن عبد الملك بن محمّد بن عبد الصّمد أبو طالب الفقيه الهاشمي بن المهتدي باللّه 335

4381 - عبد الوهّاب بن عبدون بن عبد الملك الثقفي 336

4382 - عبد الوهّاب بن عبيد اللّه أبو القاسم البغدادي 336

4383 - عبد الوهّاب بن عزون 336

4384 - عبد الوهّاب بن علي بن نصر بن أحمد بن الحسين بن هارون ابن مالك أبو محمّد البغدادي القاضي المالكي الفقيه 337

4385 - عبد الوهّاب بن علي أبو الفرج القرشي 341

4386 - عبد الوهّاب بن عيسى بن محمّد أبو محمّد اليشكري المغربي الفقيه المالكي 342

4387 - عبد الوهّاب بن فياض القرشي 342

4388 - عبد الوهّاب بن قرة أبو محمّد الواسطي 343

4389 - عبد الوهّاب بن محمّد بن خالد بن أبي معاذ أبو معاذ بن سعدان 343

4390 - عبد الوهّاب بن محمّد بن ميمون بن علي بن سليمان بن إلياس ابن غنم بن سليمان بن يحيى بن محمّد بن يحيى بن سالم بن عبد اللّه ابن عمر بن الخطاب أبو القاسم العمري المدني 344

4391 - عبد الوهّاب بن محمّد الأوزاعي 344

4392 - عبد الوهّاب بن محمّد 346

4393 - عبد الوهّاب بن المحسن بن عبد الوهّاب بن سقير أبو الفضائل العطار 346

4394 - عبد الوهّاب بن موسى بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرّحمن بن عوف ابن عبد عوف بن عمرو بن زهرة أبو العباس القرشي الزهري البصري 347

4395 - عبد الوهّاب بن نجدة أبو محمّد الجبلي الحوطي 347

4396 - عبد الوهّاب بن هشام بن الغاز الجرشي 350

4397 - عبد الوهّاب بن هلال بن عبد الوهّاب أبو القاسم البيروتي 352

4398 - عبد الوهّاب 353

ذكر من اسمه عبدان 4399 - عبدان بن زرين بن محمّد أبو محمّد الأذربيجاني الدويني المقرئ الضرير 354

4400 - عبدان بن عمر بن الحسن أبو محمّد المنبجي 355

4401 - عبدان بن محمّد بن عيسى أبو محمّد المروزي الحافظ الزاهد 356

ص: 501

ذكر من اسمه عبد العزّى 4402 - عبد العزّى أبو لهب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف 359

ذكر من اسمه عبد عمرو 4403 - عبد عمرو بن يزيد بن عامر الجرشي 359

ذكر من اسمه عبد المسيح 4404 - عبد المسيح بن عمرو بن قيس بن حيان بن بقيلة و اسمه ثعلبة بن بسير، و يقال: عبد المسيح بن عمرو بن بقيلة و اسمه الحارث بن سبين بن زيد بن سعد ابن عدي بن نمر بن صوفة بن العاص بن عمرو ابن مازن بن الأزد الغساني 360

ذكر من اسمه عبد المطّلب 4405 - عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف الهاشمي 367

ذكر من اسمه عبد مناف 4406 - عبد مناف بن عبد المطلّب بن هاشم بن عبد مناف أبو طالب 372

ذكر من اسمه عبدوس 4407 - عبدوس بن ديرويه أبو محمّد و يقال: أبو عبد اللّه الرازي 373

ذكر من اسمه عبدون 4408 - عبدون بن عبد الملك الثقفي 374

ذكر من اسمه عبدة 4409 - عبدة بن رياح الغسّاني 375

4410 - عبدة بن عبد الرّحيم بن حسان أبو سعيد المروزي 377

4411 - عبدة بن عبد القدّوس 380

4412 - عبدة بن أبي لبابة أبو القاسم الأسدي 381

4413 - عبدة بن أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن عفير بن عمران ابن خليفة بن إبراهيم بن قتيبة بن قيس بن عامر بن قيس أبو ذر الأنصاري الهروي الحافظ 390

4414 - عبد بن زهرة الهذلي 394

ذكر من اسمه عبيد اللّه 4415 - عبيد اللّه بن أحمد بن الحسن بن يعقوب أبو الفرج بن السخت المقرئ الرّقّي البزار 395

ص: 502

4416 - عبيد اللّه بن أحمد بن سليمان بن يزيد المعروف بابن الصنام أبو محمّد القرشي الرملي 396

4417 - عبيد اللّه بن أحمد بن عبد اللّه بن عمرو بن عبد اللّه بن صفوان أبو محمّد النصري 397

4418 - عبيد اللّه بن أحمد بن عبد الأعلى بن محمّد بن مروان أبو القاسم الرقي الفقيه المعروف بابن الحراني 398

4419 - عبيد اللّه بن أحمد بن محمّد بن سعيد بن أبي مريم أبو محمّد بن فطيس القرشي المستملي 400

4420 - عبيد اللّه بن أحمد بن محمّد أبو القاسم الحلبي السراج الفقيه 400

4421 - عبيد اللّه بن أبان بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان ابن الحكم الأموي 401

4422 - عبيد اللّه بن إبراهيم بن أحمد بن محمّد أبو محمّد النجار المعروف بابن كبيبة 401

4423 - عبيد اللّه بن أو عبد اللّه بن إبراهيم بن محمّد الجبيلي 403

4424 - عبيد اللّه بن إبراهيم بن مهدي أبو القاسم البغدادي ثم الدمشقي المقرئ 403

4425 - عبيد اللّه بن إبراهيم الخليع بن الوليد بن عبد الملك ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص 404

4426 - عبيد اللّه بن إبراهيم بن محمّد القارئ 404

4427 - عبيد اللّه بن أرقم أبي عبيد اللّه بن أبي الأرقم، عبد مناف ابن أبي جندب بن أسد بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم بن يقظة ابن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي المخزومي 404

4428 - عبيد اللّه بن إسحاق بن سهل أبو القاسم السنجاري 406

4429 - عبيد اللّه بن أقرم و هو عبيد اللّه بن أبي المهاجر أبو الوليد المخزومي مولاهم والد إسماعيل بن عبيد اللّه 406

4430 - عبيد اللّه بن جعفر بن أحمد بن عاصم بن الروّاس أبو الفتح 408

4431 - عبيد اللّه بن أبي جعفر أبو بكر المصري الفقيه 408

4432 - عبيد اللّه بن الحبحاب السلولي مولاهم الكاتب 415

4433 - عبيد اللّه بن الحجاج بن علاط السلمي 416

4434 - عبيد اللّه بن الحر بن عمرو بن خالد بن المجمع بن مالك ابن كعب بن عوف بن حريم بن جعفي بن سعد العشيرة بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ الجعفي الكوفي 417

4435 - عبيد اللّه بن الحر بن يوسف بن يحيى بن الحكم ابن أبي العاص الأموي 422

4436 - عبيد اللّه بن الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن زنجويه و يقال: ابن العباس

ص: 503

ابن زنجويه أبو الحسن الأصبهاني المعروف بابن الورّاق 422

4437 - عبيد اللّه بن الحسن من ولد جعفر بن أبي طالب الهاشمي الأعرج 423

4438 - عبيد اللّه بن الحسين بن محمّد بن عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم ابن معروف بن أبي نصر أبو نصر التميمي 425

4439 - عبيد اللّه بن الحكم بن أبي العاص ابن أمية ابن عبد شمس القرشي الأموي 425

4440 - عبيد اللّه بن دراج مولى معاوية 426

4441 - عبيد اللّه بن رباح أبو خالد 426

4442 - عبيد اللّه بن زيادة أبو زيادة البكري من بكر بن وائل و يقال: الكندي 429

4443 - عبيد اللّه بن زياد بن عبيد المعروف بابن أبي سفيان أبو حفص 433

4444 - عبيد اللّه بن أبي زياد أبو منيع الرصافي 463

4445 - عبيد اللّه بن سعيد بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي 465

4446 - عبيد اللّه بن سفيان بن عبد الأسد بن هلال بن عبد اللّه بن عمر ابن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب القرشي المخزومي 466

4447 - عبيد اللّه بن سلمة بن حزم المكتب 467

4448 - عبيد اللّه بن سليمان بن عبد الملك بن مروان بن الحكم ابن أبي العاص بن أمية الأموي 467

4449 - عبيد اللّه بن سليمان بن هشام بن عبد الملك بن مروان الأموي 467

4450 - عبيد اللّه بن سليمان 468

4451 - عبيد اللّه بن سنان أبو سفيان النصري 468

4452 - عبيد اللّه و يقال: عبد اللّه بن شميل الفهري 469

4453 - عبيد اللّه بن شداد 469

4454 - عبيد اللّه بن طغج بن جف أبو الحسن الفرغاني 470

4455 - عبيد اللّه بن عامر اليحصبي 470

4456 - عبيد اللّه بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف أبو محمّد الهاشمي 470

الفهرس 493

ص: 504

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.