تاریخ مدینه دمشق المجلد 29

هویة الکتاب

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

تفاصيل النشر: بیروت: دارالفکرالمعاصر؛ دمشق: دارالفکر دمشق: معهد الفتح الاسلامي، 1420ق.= 1999م.= 1378 -

دراسة و تحقيق علي شيري

عدد المجلدات: 80

لسان: العربية

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

تصنيف الكونجرس: DS99 /د8 1378 الف243015

تصنيف ديوي: 956/9144

موضوع: تاريخ الإسلام | التاريخ والجغرافيا المحلية | الترجمة الجماعية | رجال

ص: 1

اشارة

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

دراسة و تحقيق علي شيري

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

ص: 2

الجزء التاسع و العشرون

تتمة حرف العين

تتمة ذكر من اسمه عبد الله على ترتيب الحروف في أسماء آبائهم و أجدادهم

حرف السّين في آباء العبادلة

3305 - عبد اللّه بن سالم بن عبد اللّه

3305 - عبد اللّه بن سالم بن عبد (1) اللّه

و يقال: ابن عبد الرّحمن الكاتب مولى سعيد بن عبد الملك، كان يكتب بعد أبيه للوليد بن يزيد، له ذكر.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن محمّد بن علي، أنا أبو عبد اللّه النهاوندي، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (2) قال: في تسمية عمال الوليد بن يزيد: كاتب الرسائل سالم مولى سعيد بن عبد الملك، ثم كتب له ابنه عبد اللّه بن سالم.

3306 - عبد اللّه بن سبأ

3306 - عبد اللّه بن سبأ (3)

الذي ينسب إليه السبئية و هم الغلاة من الرافضة أصله من أهل اليمن، كان يهوديا، و أظهر الإسلام، و طاف بلاد المسلمين ليلفتهم عن طاعة الأئمة، و يدخل بينهم الشرّ، و قد دخل دمشق لذلك في زمن عثمان بن عفّان.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنا محمّد بن عبد الرّحمن بن العبّاس، أنا أبو بكر بن سيف، نا السّري بن يحيى، نا

ص: 3


1- الوزراء و الكتّاب للجهشياري ص 68.
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 367.
3- ترجمته و أخباره في تاريخ الطبري (الفهارس)، و الكامل لابن الأثير بتحقيقنا (انظر الفهارس) و المعارف لابن قتيبة ص 622 و ميزان الاعتدال 426/2 الملل و النحل للشهرستاني ص 365 الفرق بين الفرق للبغدادي ص 223 الوافي بالوفيات 189/17.

شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن عطية، عن يزيد الفقعسي قال (1):

كان ابن سبأ يهوديا من أهل صنعاء، من أمّة سوداء (2)،فأسلم زمن عثمان بن عفان ثم تنقّل في بلاد المسلمين يحاول ضلالتهم، فبدأ بالحجاز، ثم بالبصرة، ثم الكوفة، ثم الشام، فلم يقدر على ما يريد عند أحد من أهل الشام، فأخرجوه حتى أتى مصر فاعتمر (3) فيهم، فقال لهم فيما كان يقول: العجب ممن يزعم أن عيسى يرجع، و يكذّب بأن محمدا يرجع، و قد قال اللّه عز و جل: إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرٰادُّكَ إِلىٰ مَعٰادٍ (4) فمحمد أحقّ بالرجوع من عيسى، قال: فقبل ذلك عنه، و وضع (5) له الرّجعة، فتكلّموا فيها، ثم قال بعد ذلك: إنه كان ألف نبيّ و لكلّ نبي وصيّ ، و كان علي وصيّ محمّد، ثم قال: محمّد خاتم النبيين، و علي خاتم الأوصياء، ثم قال بعد ذلك:

من أظلم ممن لم يجز وصية رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و وثب على وصيّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثم تناول (6) الأمة، ثم قال لهم بعد ذلك: إن عثمان قد جمع أموالا أخذها بغير حقها، و هذا وصيّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فانهضوا في هذا الأمر فحرّكوه، و ابدءوا بالطعن على أمرائكم، و أظهروا الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فتستميلوا الناس، و ادعوا (7) إلى هذا الأمر.

فبثّ دعاة، و كاتب من كان استفسد في الأمصار، و كاتبوه و دعوا في السر إلى ما عليه رأيهم، و أظهروا الأمر بالمعروف، و جعلوا يكتبون إلى الأمصار بكتب يضعونها في عيوب ولاتهم، و يكاتبهم إخوانهم بمثل ذلك، فكتب أهل كلّ مصر منهم إلى أهل مصر آخر بما يصنعون، فيقرأه أولئك في أمصارهم، و هؤلاء في أمصارهم حتى تناولوا بذلك المدينة، و أوسعوا الأرض إذاعة، و هم يريدون غير ما يظهرون و يسرّون غير ما يورون (8)،فيقول أهل كلّ مصر: إنّا لفي عافية مما ابتلي به هؤلاء إلاّ أهل المدينة، فإنهم

ص: 4


1- الخبر في تاريخ الطبري 647/2 (ط بيروت) حوادث سنة 35.
2- الطبري: أمه سوداء.
3- كذا بالأصل و م و الطبري، و في المطبوعة:«فاغتمر» نقلا عن مختصر ابن منظور، و الذي في المختصر المطبوع 219/12 «فاغتمز» بالزاي.
4- سورة القصص، الآية:58.
5- «وضع» مكانها بياض في م.
6- ي الطبري: و تناول أمر الأمة.
7- الطبري: و ادعوهم.
8- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: يرون، و في الطبري: يبدون.

جاءهم ذلك عن جميع أهل الأمصار، فقالوا: إنّا لفي عافية مما الناس فيه.

و جامعه محمّد و طلحة من هذا المكان، قالوا:

اجتمع أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى عثمان فقالوا: يا أمير المؤمنين أ يأتيك عن الناس الذي أتانا؟ قال: لا و اللّه، ما جاءني إلاّ السّلامة، قالوا: فإنا قد أتانا، و أخبروه بالذي أسقطوا إليهم، قال: فأنتم شركائي و شهود المؤمنين فأشيروا علي، قالوا: نشير عليك أن تبعث رجالا ممن تثق به من الناس إلى الأمصار حتى يرجعوا إليك بأخبارهم، فدعا محمد بن مسلمة فأرسله إلى الكوفة، و أرسل أسامة بن زيد إلى البصرة، و أرسل عمّار بن ياسر إلى مصر، و أرسل عبد اللّه بن عمر إلى الشام، و فرّق رجالا سواهم فرجعوا جميعا قبل عمّار، فقالوا: أيها الناس و اللّه ما أنكرنا شيئا، و لا أنكره أعلام المسلمين و لا عوّامهم، و قالوا جميعا الأمر أمر (1) المسلمين إلاّ أنّ أمراءهم يقسطون بينهم، و يقومون عليهم، و استبطأ الناس عمّارا حتى ظنوا أنه قد اغتيل (2)،و اشتهروه (3)فلم يفجأهم إلاّ كتاب من عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح يخبرهم أن عمّارا قد استماله قوم بمصر، و قد انقطعوا إليه فيهم عبد اللّه بن السوداء، و خالد بن ملجم، و سودان بن حمران، و كنانة بن بشر يريدونه على أن يقول بقولهم، يزعمون أن محمدا راجع، و يدعونه إلى خلع عثمان، و يخبرونه أنّ رأي أهل المدينة على مثل رأيهم، فإن رأى أمير المؤمنين أن يأذن لي في قتله و قتلهم قبل أن يبايعهم (4).

فكتب إليه عثمان: لعمري إنك لجرئ يا ابن أم عبد اللّه، و اللّه لا أقتله و لا أنكاه، و لا إياهم حتى يكون اللّه عز و جل ينتقم منهم و منه بمن أحبّ ، فدعهم، ما لم يخلعوا يدا من طاعة، يخوضوا و يلعبوا.

و كتب إلى عمّار: إنّي أنشدك اللّه أن تخلع يدا من طاعة أو تفارقها فتبوأ بالنار، و لعمري إنّي على يقين من اللّه تعالى، لأستكملنّ أجلي و لأستوفينّ رزقي غير منقوص شيئا من ذلك، فيغفر اللّه لك.

ص: 5


1- بالأصل و م:«الأمرا من» و المثبت عن الطبري.
2- بالأصل و م: اغتنل، و المثبت عن الطبري.
3- سقطت اللفظة من الطبري و مختصر ابن منظور، و رسمها و إعجامها بالأصل و م مضطربان و تقرأ: «و استهزوه» و القلب غير مطمئن لها، و أثبتناه ما في المطبوعة.
4- كذا بالأصل، و تقرأ في م:«يتابعهم» و في المطبوعة أيضا يتابعهم.

فثار أهل مصر، فهمّوا بقتله و قتل أولئك، فنهاهم عنه عبد اللّه بن سعد و أقرّ عمّارا حتى أراد القفل، فحمله و جهّزه بأمر عثمان، فلما قدم على عثمان قال: يا أبا اليقظان قذفت ابن أبي لهب أن قذفك، و غضبت على أن أوطأك فعنّفك، و غضبت على أني أخذت لك بحقك و له بحقه، اللّهمّ إنّي قد وهبت ما بين أمتي و بيني من مظلمة، اللّهمّ إنّي متقرّب إليك بإقامة حدودك في كلّ أحد و لا أبالي، اخرج عني يا عمّار، فخرج فكان إذا لقي العوامّ نضح (1) عن نفسه، و انتقل (2) من ذلك، و إذا لقي من يأمنه أقرّ بذلك و أظهر الندم، فلامه الناس و هجروه و كرهوه.

قال: و نا سيف عن أبي حارثة و أبي عثمان، قالا: لما قدم ابن السوداء مصر عجمهم و استخلاهم و استخلوه، و عرض لهم بالكفر فأبعدوه، و عرض لهم بالشقاق فأطمعوه، فبدأ فطعن على عمرو بن العاص، و قال: ما باله أكثركم عطاء و رزقا، ألا ننصب (3) رجلا من قريش يسوي بيننا، فاستحلوا ذلك منه، و قالوا: كيف نطيق ذلك مع عمرو، و هو رجل العرب، قال: تستعفون منه، ثم يعمل عملنا، و يظهر الائتمار بالمعروف و الطعن، فلا يرده علينا أحد، فاستعفوا منه، و سألوا عبد اللّه بن سعد، فأشركه مع عمرو، فجعله على الخراج، و ولّى عمرا على الحرب، و لم يعز له ثم دخلوا بينهما، حتى كتب كل واحد منهما إلى عثمان بالذي بلغه عن صاحبه، و ركب أولئك و استعفوا من عمرو، و سألوا عبد اللّه بن سعد فأعفاهم، فلما قدم عمرو على عثمان قال: ما شأنك يا أبا عبد اللّه ؟ قال: و اللّه يا أمير المؤمنين ما كنت منذ وليتهم أجمع أمرا و لا رأيا مني منذ كرهوني، و ما أدري من أين أتيت، فقال عثمان: و لكن أدري، لقد دنا أمر هو الذي كنت أحذره، و لقد جاءني نفر من ركب تردّد عنهم عمر و كرههم، ألا و إنه لا بدّ لما هو كائن أن يكون، و إن كابرتهم كذبوا و احتجوا، و إن كف منهم ما لم ينتهكوا محرما كان لهم، و لم يثبت لهم الحجة، و و اللّه لأسيرنّ فيهم بالصبر و لأتابعنهم ما لم يعص اللّه عز و جل.

آخر الجزء الرابع و الثلاثين بعد الثلاثمائة.

ص: 6


1- أي دفع عنها.(أساس البلاغة: نضح).
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«انتفل» و انتفل من الشيء: تبرأ منه (و هو أشبه بالصواب) و انظر اللسان: نفل.
3- غير واضحة بالأصل و م، و لعل الصواب ما أثبت.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الفضل أحمد بن الحسن، قالا: أنا عبد الملك بن محمّد بن عبد اللّه، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا محمّد بن العلاء، نا أبو بكر بن عيّاش، عن مجالد، عن الشعبي، قال: أوّل من كذب عبد اللّه بن سبأ.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل، و عن أبي نعيم محمّد بن عبد الواحد بن عبد العزيز، أنا علي بن محمّد بن خزفة، قالا: نا محمّد بن الحسن، نا ابن أبي خيثمة، نا محمّد بن عبّاد، نا سفيان، عن عمّار الدّهني (1)،قال: سمعت أبا الطفيل يقول: رأيت المسيّب بن نجبة أتى به ملبّبة - يعني: ابن السوداء - و عليّ على المنبر، فقال علي: ما شأنه ؟ فقال:

يكذب على اللّه و على رسوله.

أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق بن بشرى، و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، قالا: أنا أبو الحسن بن مكي، أنا أبو القاسم المؤمّل بن أحمد بن محمّد الشيباني، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا بندار، نا محمّد بن جعفر، نا شعبة، عن سلمة، عن زيد بن وهب، عن عليّ قال: ما لي و مال هذا الحميت (2) الأسود؟.

قال: و نا يحيى بن محمّد، نا بندار، نا محمّد بن جعفر، نا شعبة، عن سلمة قال: قال: سمعت أبا الزعراء يحدّث عن علي عليه السّلام، قال: ما لي و مال هذا الحميت الأسود؟.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو يعلى حمزة بن الحسن بن المفرّج (3)،قالا:

أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا أحمد بن زهير بن حرب، نا عمرو بن مرزوق، أنا شعبة، عن سلمة بن كهيل، عن زيد، قال: قال علي بن أبي طالب: ما لي و لهذا الحميت الأسود؟- يعني عبد اللّه بن سبأ -

ص: 7


1- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل، و المثبت و الضبط عن تقريب التهذيب و فيه: الدهني بضم أوله و سكون الهاء بعدها نون. و انظر ترجمته في تهذيب الكمال 439/13.
2- الحميت: الزقّ . و وقع في مختصر ابن منظور 222/12: الخبيث.
3- بالأصل و م: المفرح، بالحاء المهملة، خطأ و الصواب ما أثبت، انظر مشيخة ابن عساكر ص 57/أ رقم 347.

و كان يقع في أبي بكر و عمر.

أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن الحطّاب (1)،أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن علي الفارسي.

ح و أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم الدّاراني، أنا سهل بن بشر، أنا أبو الحسن علي بن منير بن أحمد بن منير (2) الخلاّل، قالا: أنا القاضي أبو الطاهر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الذهلي، نا أبو أحمد بن عبدوس، نا محمّد بن عبّاد، نا سفيان، نا عبد الجبار بن العبّاس الهمداني، عن سلمة بن كهيل، عن حجيّة بن عدي الكندي، قال:

رأيت عليا كرّم اللّه وجهه و هو على المنبر، و هو يقول: من يعذرني من هذا الحميت الأسود، الذي يكذب على اللّه و رسوله ؟- يعني ابن السوداء - لو لا أن لا يزال يخرج عليّ عصابة ينعي عليّ دمه كما ادّعيت عليّ دماء أهل النهر لجعلت منهم ركاما.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن عبد اللّه بن سيف، أنا السّري بن يحيى، أنا شعيب بن إبراهيم، أنا سيف بن عمر، عن عبد اللّه بن المغيرة العبدي، عن رجل من عبد القيس قال:

لما رآني (3) ابن السوداء السبئية و ما يطعنون على عليّ في سيرته، قام فقال: إذا كثر الخاطئون، و تمرّد الجائرون، و أرادوا إزالة الكتاب عن الذنوب من المسلمين، فانتهز (4) عنا و الحكم الذي قد عرف فضله و علمه، فاغمد لسانك فلسنا كمن يتردد في الضّلال، فقال علي: هذا الخطيب الشحشح من الخطباء ليس لنا من مالهم شيء، غلبنا عليه الكتاب (5)-يعني أصحاب عائشة-.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ص: 8


1- مرّ التعريف به، و انظر مشيخة ابن عساكر 169/أ، رقم 998.
2- بعدها بالأصل:«بن أحمد بن منير» و كأنه مشطوب عليها بخط خفيف رفيع، و قد حذفناها بما وافق عبارة م.
3- كذا بالأصل و م، و لعل الصواب: رأى.
4- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: فأنت تزعنا.
5- كذا بالأصول.

و أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن سعدويه، أنا إبراهيم بن منصور سبط بحرويه، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، أنا أبو كريب محمّد بن العلاء الهمداني، نا محمّد بن الحسن الأسدي، نا هارون بن صالح الهمداني، عن الحارث بن عبد الرّحمن، عن أبي (1) الجلاس، قال: سمعت عليا يقول لعبد اللّه الشيباني: ويلك، و اللّه ما أفضى إليّ بشيء كتمه أحدا من الناس، و لقد سمعته يقول: إنّ بين يدي السّاعة ثلاثين كذابا و إنك لأحدهم، قالا: و أنا أبو يعلى، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا محمّد بن الحسن - زاد ابن المقرئ: الأسدي - بإسناده مثله-.

أخبرنا أبو بكر أحمد بن المظفّر بن الحسين (2) بن سوسن التمار - في كتابه، و أخبرني أبو طاهر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه السّنجي، بمرو عنه، أنا أبو علي بن شاذان، نا أبو بكر محمّد بن جعفر بن محمّد الآدمي، نا أحمد بن موسى الشطوي، نا أحمد بن عبد اللّه بن يونس، نا أبو الأحوص، عن مغيرة، عن سباط (3)،قال: بلغ عليا أنّ ابن السوداء ينتقص أبا بكر و عمر، فدعا به، و دعا بالسيف، أو قال: فهمّ بقتله، فكلّم فيه، فقال: لا يساكني ببلد أنا فيه، قال: فسيّره إلى المدائن.

أنبأنا أبو بكر محمّد بن طرخان بن بلتكين (4) بن بجكم، أنا أبو الفضائل محمّد بن أحمد بن عبد الباقي بن طوق، قال: قرئ على أبي القاسم عبيد اللّه بن علي بن عبيد اللّه الرّقّي، نا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد بن أبي مسلم، أنا أبو عمر محمّد بن عبد الواحد، أخبرني الغطافي (5) عن رجاله، عن الصادق، عن آبائه الطاهرين، عن جابر قال:

لما بويع عليّ خطب الناس، فقام إليه عبد اللّه بن سبأ، فقال له: أنت دابّة الأرض، قال: فقال له: اتق اللّه، فقال له: أنت الملك، فقال له: اتّق اللّه، فقال له:

أنت خلقت الخلق، و بسطت الرّزق، فأمر بقتله، فاجتمعت الرّافضة، فقالت: دعه و انفه

ص: 9


1- سقطت اللفظة من الأصل و أضيفت عن م، و انظر ترجمته في تهذيب الكمال 124/21 (باب الكنى).
2- بالأصل و م: الحسن، و المثبت عن مشيخة ابن عساكر رقم 124.
3- كذا بالأصل و م.
4- كذا بالأصل و م، و في مشيخة ابن عساكر ص 189/أ يلتكين.
5- كذا بالأصل و م، و أبو عمر محمد بن عبد الواحد، المعروف بغلام ثعلب، يروى عن ثعلب، و اسمه أبو العباس أحمد بن يحيى بن زيد الشيباني.

إلى ساباط المدائن، فإنك إن قتلته بالمدينة، خرجت أصحابه علينا و شيعته، فنفاه إلى ساباط المدائن، فثمّ القرامطة و الرّافضة.

قال: ثمّ قامت إليه طائفة - و هم السبيئة - و كانوا أحد عشر رجلا، فقال: ارجعوا فإنّي عليّ بن أبي طالب، أبي مشهور، و أمّي مشهورة، و أنا ابن عمّ محمّد صلى اللّه عليه و سلم، فقالوا:

لا نرجع، دع داعيك، فأحرقهم بالنار، و قبورهم في صحراء، أحد عشر مشهورة، فقال من بقي ممن لم يكشف رأسه منهم: علمنا إنه إله، و احتجوا بقول ابن عبّاس: لا يعذّب بالنار إلاّ خالقها.

قال ثعلب: و قد عذّب بالنار قبل عليّ أبو بكر الصّدّيق (1) شيخ الإسلام رضي اللّه عنه، و ذلك أنه رفع إليه رجل يقال له الفجاءة، و قالوا: إنه شتم النبي صلى اللّه عليه و سلم بعد وفاته، فأخرجه إلى الصحراء، فأحرقه بالنار.

قال: فقال ابن عبّاس: قد عذّب أبو بكر بالنار، فاعبدوه أيضا.

3307 - عبد اللّه أبي سبرة الهذلي

أبو (2) سالم بن سلمة

تقدم في حرف السين.

3308 - عبد اللّه بن سبعون بن يحيى بن حمزة

أبو محمّد القيرواني المالكي (3)

سمع بدمشق أبا علي بن أبي نصر.

و حدّث عن أبوي عبد اللّه: محمّد بن العبّاس بن الفضل بن بلال الأنصاري، و الحسين بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن الأجدابي (4)،و أبي الحسن علي بن يحيى بن إبراهيم بن أبي الكرام المصري.

ص: 10


1- عن م، سقطت من الأصل.
2- كذا بالأصل، و في م:«و سالم» و في المطبوعة: هو سالم. انظر ترجمة سالم بن سلمة بن نوفل... الهذلي، أبو سبرة في كتابنا «حرف السين».
3- زيد بعدها في مختصر ابن منظور 222/12 البزاز.
4- هذه النسبة إلى أجدابية: بلد بين برقة و طرابلس الغرب بينه و بين زويلة نحو شهر سيرا.(معجم البلدان).

سمع منه أبو بكر الخطيب، و حكى عنه.

و روى عنه عبد العزيز الكتّاني و سمع منه بمكة، و نجا بن أحمد، و سمع منه بدمشق، و حدّثنا عنه أبو القاسم بن السّمرقندي، ثم استوطن بغداد و مات بها.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، نا أبو محمّد عبد اللّه بن سبعون بن يحيى بن أحمد البزّاز القيرواني في المسجد الحرام حذاء الركن الشامي، نا أبو عبد اللّه محمّد بن العبّاس بن الفضل بن بلال الأنصاري - قراءة عليه - و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن الأجدابي الفقيه، قالا: نا أبو العبّاس تميم بن محمّد بن أحمد بن تميم التميمي، أنا عيسى بن مسكين القاضي، نا سحنون بن سعيد التّنوخي، عن عبد الرّحمن بن القاسم، عن مالك بن أنس، عن عبد الرّحمن بن القاسم بن محمّد، عن أبيه، عن عائشة: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أفرد الحجّ .

أخبرناه أعلى من هذا بثلاث درجات أبو محمّد السّيّدي، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو علي زاهر بن أحمد، أنا إبراهيم بن عبد الصمد، نا أبو مصعب، نا مالك، عن عبد الرّحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة أمّ المؤمنين: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أفرد الحجّ .

حدّثني أبو القاسم إسماعيل بن أحمد - و هو أوّل حديث سمعته منه - حدّثني عبد اللّه بن سبعون بن يحيى بن أحمد السّلمي القيرواني أبو محمّد من لفظه و حفظه - و هو أوّل حديث سمعته منه، و كتبه لي بخطه - حدّثني الشيخ الحافظ أبو نصر عبيد اللّه بن سعيد بن حاتم الوائلي السّجستاني بمنزله بمكة حرسها اللّه في سوق الليل - و هو أول حديث سمعته منه - نا أبو يعلى حمزة بن عبد العزيز المهلّبي، نا أبو حامد أحمد بن محمّد بن بلال النيسابوري - و هو أوّل حديث سمعته منه - نا عبد الرّحمن بن بسر بن الحكم - و هو أول حديث سمعته منه - نا سفيان بن عيينة - و هو أوّل حديث سمعته منه - نا عمرو بن دينار، عن أبي قابوس (1) مولى عمرو بن العاص، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«الرّاحمون يرحمهم الرّحمن يوم

ص: 11


1- كذا بالأصل مولى عمرو بن العاص، و انظر ترجمته في تهذيب الكمال 458/21 (باب الكنى) و فيه: أبو قابوس مولى عبد اللّه بن عمرو بن العاص.. روى عن مولاه عبد اللّه بن عمرو بن العاص. روى عنه عمرو بن دينار.

القيامة، ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء (1)»[5931].

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (2)،قال: و أمّا سبعون بسين مهملة وباء معجمة بواحدة: أبو محمّد عبد اللّه بن سبعون القيرواني، وصل بغداد، و سمع بعض مشايخنا و أكثر، و كان سمع بمصر و غيرها.

قرأت بخط أبي الفضل بن خيرون: أبو محمّد عبد اللّه بن سبعون القيرواني توفي ليلة السبت و دفن يوم السبت ثالث و عشرين شهر رمضان باب حرب حدّث بشيء يسير - يعني سنة إحدى و سبعين و أربعمائة-.

2309 - عبد اللّه بن سراقة بن المعتمر بن أنس

ابن أداة (3) بن رباح (4) بن عبد اللّه بن قرط بن رزاح

ابن عدي بن كعب العدوي، و يقال: إنه أزدي (5)

له صحبة.

روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، و أبي عبيدة بن الجراح، و شهده خطيبا بالجابية.

روى عنه: عبد اللّه بن شقيق العقيلي، و عبد اللّه بن الحارث نسيب ابن سيرين، و عقبة بن وسّاج البصريون.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنا أبو طالب محمّد بن الفتح العشاري (6)،أنا أحمد (7) بن محمّد بن إسماعيل - إملاء - قال: قرئ على أبي عبد اللّه

ص: 12


1- أخرجه أبو داود في(35) كتاب الآداب(66) باب: الرحمة (ح:4941) و الترمذي(28) كتاب البر و الصلة، الحديث رقم 1924.
2- الاكمال لابن ماكولا 363/4-364.
3- أسد الغابة و جمهرة ابن حزم: أذاة.
4- في أغلب مصادر ترجمته: رياح، و انفرد الأصل و م ب : رباح.
5- ترجمته و أخباره في أسد الغابة 151/3 و الإصابة 315/2 و الاستيعاب 375/2 (هامش الإصابة)، و تهذيب الكمال 168/10 و تهذيب التهذيب 152/3 و جمهرة ابن حزم ص 150.
6- ضبطت عن الأنساب، و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 48/18 و فيها: محمد بن علي بن الفتح الحربي العشاري.
7- كذا بالأصل و م، و صوّب في المطبوعة: محمد بن أحمد بن إسماعيل.

محمّد بن خالد بن حفص، و أنا أسمع قيل له: حدّثكم محمّد بن الوليد البسري، نا محمّد بن جعفر.

و أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد، أنا أبو علي الحسن بن علي، قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،نا أبي، نا محمّد بن جعفر غندر، نا شعبة، عن خالد - زاد البسري: الحذّاء - عن عبد اللّه بن شقيق، عن عبد اللّه بن سراقة، عن أبي عبيدة بن الجراح، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه ذكر الدجّال فحلاّه بحلية لا أحفظها، قالوا: يا رسول اللّه كيف قلوبنا يومئذ؟ كاليوم ؟ فقال:«أو خير»- و في حديث البسري: اليوم أو خير قال: خير[5932].

أخبرناه أبو المظفّر القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو سهل بن سعدويه، أنا إبراهيم سبط بحرويه، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا عبد اللّه بن معاوية القرشي، نا حمّاد بن سلمة، عن خالد الحذّاء، عن عبد اللّه بن شقيق، عن عبد اللّه بن سراقة، عن أبي عبيدة، قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«إنه لم يكن نبيّ بعد نوح إلاّ قد أنذر قومه الدجال، و إني أنذركموه»، فوصفه لنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و قال:«لعله سيدركه بعض من رآني أو سمع كلامي»، قالوا: يا رسول اللّه، فكيف قلوبنا يومئذ أمثلها اليوم ؟ قال:«أو خير»[5933].

رواه التّرمذي (2)،عن عبد اللّه بن معاوية.

أنبأنا أبو غالب محمّد بن محمّد بن أسد، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر الشيرازي.

ح و أنبأنا أبو سعد أحمد بن عبد الجبار بن الطّيّوري، عن عبد العزيز بن علي الحافظ ، الأزجي، قالا: أنا عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة الخلاّل، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي، نا علي بن عاصم، أخبرني خالد

ص: 13


1- مسند أحمد 414/1 رقم 1692.
2- صحيح الترمذي(34) كتاب الفتن،55 باب ما جاء في الدجال، الحديث 2234.

الحذّاء، حدّثني عبد اللّه بن شقيق العقيلي، حدّثني عبد اللّه بن سراقة الأزدي، قال:

خطبنا أبو عبيدة بن الجرّاح بالجابية، فحمد اللّه و أثنى عليه، ثم قال: إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خطبنا فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال:«إنّ اللّه لم يبعث نبيا قط بعد نوح إلاّ حذّر قومه الدّجّال، و إنّي محدّثكم فيه حديثا لم يحدّث به أحد كان قبل، ليدركنّه بعض من يراني أو سمع (1) كلامي»، قال: فقال الناس: يا رسول اللّه كيف قلوبنا يومئذ أ هي كاليوم ؟ قال:

«أو خير»[5934].

قال علي بن عاصم: قلت لخالد الحذّاء: أي شيء في هذا؟ قال: أحسبه قد خرج و ليس يرى فرصته، و لو قدر رآها خرج علينا، قال يعقوب: عبد اللّه بن سراقة عدوي، عدي قريشي ثقة (2).

كذا قال يعقوب، و وافقه الزبير بن بكّار.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزبير بن بكار، قال: و من ولد أداة بن رباح (3) بن عبد اللّه بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب: أنس بن أداة فولد أنس بن أداه بن رباح المعتمر، و أمه أم المعتبر ابنه أهيب بن حذافة بن جمح، فولد المعتمر بن أنس: سراقة بن المعتمر، فولد سراقة بن المعتمر عبد اللّه، و زينب، و أمهما أمة بنت عبد اللّه بن عمير بن أهيب بن حذافة بن جمح، و عمرو بن سراقة، و أمّه أمة بنت عبد اللّه أيضا شهد عمرو و عبد اللّه ابنا سراقة بدرا مع النبي صلى اللّه عليه و سلم، و ليس لعمرو عقب.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر (4) بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (5) قال: في الطبقة الثانية من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم ممن لم يشهد بدرا و شهد أحدا: عبد اللّه بن

ص: 14


1- كذا بالأصل و م، و الأشبه: يسمع.
2- انظر تهذيب الكمال 170/10.
3- كذا بالأصل و م، و في جمهرة ابن حزم ص 150 و تهذيب الكمال.. نقلا عن الزبير بن بكّار-: رياح.
4- بالأصل و م:«أبو عمرو» خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
5- طبقات ابن سعد 141/4.

سراقة بن المعتمر بن أنس بن أداة (1) بن رياح (2) بن عبد اللّه بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي، و أمّه بنت عبد اللّه بن عمير بن أهيب بن حذافة بن جمح.

قال محمّد بن إسحاق وحده: و شهد عبد اللّه بن سراقة بدرا مع أخيه عمرو بن سراقة، و قال موسى بن عقبة، و أبو معشر، و محمّد بن عمر: لم يشهد عبد اللّه بن سراقة بدرا، و لكنه شهد أحدا و الخندق و المشاهد كلها مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال محمّد (3) بن إسحاق: و توفي عبد اللّه بن سراقة و ليس له عقب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه البقّال، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن القرميسيني، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب القرميسيني يقول: عبد اللّه بن سراقة الذي روى عنه عبد اللّه بن شقيق هو سراقة بن المعتمر بن أنس بن أداة بن رياح بن رزاح بن عدي بن كعب، كذا قال.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، نا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (4)،قال: في حرف السين في آباء من يسمى عبد اللّه بعد إفراده ذكر الصحابة في باب على حدة: عبد اللّه بن سراقة عن أبي عبيدة بن الجرّاح، قال: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنه (5) لم يكن نبيّ بعد نوح إلاّ أنذر الدجال قومه»، قاله موسى، عن حمّاد بن سلمة (6)،عن عبد اللّه بن شقيق، عن عبد اللّه بن سراقة، لا يعرف له سماع من أبي عبيدة.

فلو كان ابن سراقة هذا عند البخاري هو العدوي لم يقل: لا يعرف له سماع من

ص: 15


1- في ابن سعد: أذاة.
2- كذا بالأصل و م و ابن سعد: رياح هنا.
3- بالأصل و م:«و محمد» الواو مقحمة حذفناها، انظر سيرة ابن هشام 340/2 و تهذيب الكمال 169/10-170.
4- التاريخ الكبير للبخاري 97/1/3 و تهذيب الكمال 170/10 نقلا عن البخاري.
5- سقطت اللفظة من البخاري، و هي مثبتة في م و في تهذيب الكمال نقلا عن البخاري.
6- بعده عند البخاري: عن خالد...

أبي عبيدة، فإن عبد اللّه بن سراقة العدوي صحابي، شهد هو و أبو عبيدة بن الجرّاح جميعا بدرا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في قول محمّد بن إسحاق بن يسار، و قال غيره من أصحاب المغازي: لم يشهد بدرا، و لكنه شهد أحدا و غيرها.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء محمّد بن علي بن يعقوب، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل الغلاّبي، قال: قال أبي: روى عبد اللّه بن شقيق العقيلي عن عبد اللّه بن سراقة الأزدي من أهل دمشق، له شرف، له رواية تصح، و هو من أشراف أهل دمشق، له ذكر (1).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد الأنماطي و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا أبو (2) الحسين الأصبهاني، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط (3)،قال: عمرو و عبد اللّه ابنا سراقة بن المعتمر بن أنس بن أداة (4) بن رياح بن عبد اللّه بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب، أمّهما قدامة (5) بنت عبد اللّه بن عمير بن أهيب بن حذافة بن جمح بن عمرو، شهد عبد اللّه بدرا، و لا [نحفظ عن عمرو حديثا] (6) مات في خلافة عثمان.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (7)،قال: عبد اللّه بن سراقة روى عن أبي عبيدة بن الجرّاح، روى عنه عبد اللّه بن شقيق، سمعت أبي يقول ذلك.

ص: 16


1- تهذيب الكمال 170/10.
2- سقطت من الأصل و م، و وجودها ضروري قياسا إلى سند مماثل.
3- طبقات خليفة بن خيّاط ص 56 رقم 122 و 123.
4- في طبقات خليفة: أذاة.
5- كذا بالأصل و م و تهذيب الكمال، و في طبقات خليفة:«قدلمة»؟.
6- ما بين معكوفتين مكانه بياض بالأصل و م، و الذي أضفناه عن طبقات خليفة.
7- الجرح و التعديل 68/5.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: عبد اللّه بن سراقة بن المعتمر بن أنس من ولد رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي شهد بدرا.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، قال: قال لنا أبو نعيم: عبد اللّه بن سراقة بن المعتمر بن أنس بن أداة بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي أخو عمرو، شهد هو و أخوه بدرا، فإن كان هذا هو الراوي عن أبي عبيدة بن الجراح (1).

فيما (2) قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر (3) بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (4)،أنا محمّد بن عمر، نا عبد الجبار بن عمارة، عن عبد اللّه بن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم، قال: هاجر عبد اللّه بن سراقة مع أخيه عمرو من مكة إلى المدينة، فنزلا على رفاعة بن عبد المنذر.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا فاروق الخطابي، نا زياد بن الخليل، نا إبراهيم بن المنذر، نا محمّد بن فليح، نا موسى بن عقبة، عن ابن شهاب في تسمية من شهد بدرا من بني عدي بن كعب: عبد اللّه بن سراقة.

و ليس هذا في رواية إسماعيل بن إبراهيم، عن عمّه موسى بن عقبة (5).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أبو محمّد بن يعقوب، قالا: أنا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق أنه قال في تسمية من شهد بدرا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من بني عدي بن

ص: 17


1- كذا بالأصل و م قطع الخبر هنا.
2- كلمة «فيما» كذا بالأصل! و قد سقطت من م.
3- بالأصل و م: أبو عمرو، خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
4- طبقات ابن سعد 142/4.
5- تهذيب الكمال 170/10.

كعب: عمرو بن سراقة بن المعتمر، و أخوه عبد اللّه بن سراقة - زاد رضوان: لا عقب له-.

و قول علي بن عاصم إن كان محفوظا أنه أزدي يدل على أنه غير ابن سراقة العدوي.

و أمّا رواية عبد اللّه بن الحارث عنه فأخبرنا بها أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا محمّد بن سهل بن المرزبان، نا أحمد بن يونس، نا روح بن عبادة.

ح قال: و أنا خيثمة، نا أبو قلابة، نا بشر بن عمر.

ح قال: و أنا محمّد بن يعقوب، نا إبراهيم بن مرزوق، نا وهب بن جرير (1)، قالوا: نا شعبة، حدّثني عبد الحميد صاحب الزيادي، عن عبد اللّه بن الحارث، عن رجل من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«إن السّحور بركة أعطاكموها فلا تدعوها»[5935].

و قال ابن مندة: رواه يزيد بن زريع، عن خالد الحذّاء، عن عبد اللّه بن الحارث، عن عبد اللّه بن سراقة، موقوف (2).

و رواه عمران القطان، عن قتادة، عن عقبة بن وسّاج، عن عبد اللّه بن سراقة عن النبي صلى اللّه عليه و سلم رواية، قال:«تسحروا و لو بالماء»[5936].

فيحتمل أن يكون ابن سراقة هذا هو الراوي، عن أبي عبيدة لأن الرواة عنه بصريون، و يحتمل أن يكون له صحبة، لأن من شهد خطبة أبي عبيدة و هو رجل يشهد مثله الغزو قد سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم و أدركه لأن أبا عبيدة توفي بعد النبي صلى اللّه عليه و سلم بثمانية أعوام (3).

ص: 18


1- بالأصل و م: حريز، خطأ و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 476/19.
2- كذا بالأصل و م و تهذيب الكمال 171/10.
3- نقله الحافظ المزي في تهذيب الكمال 170/10-171 عن ابن منده في كتاب معرفة الصحابة.
3310 - عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح بن الحارث بن حبيّب

3310 - عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح بن الحارث بن حبيّب (1)

ابن جذيمة بن مالك، و يقال: جذيمة بن نصر بن مالك

ابن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك

أبو يحيى القرشي العامري (2)

أخو عثمان بن عفّان من الرضاع، له صحبة.

و روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

روى عنه: أبو الحصين الهيثم بن شفيّ (3) بن قاسط بن ذي نعم الرّعيني.

و كان عثمان قد ولاّه مصر، فشكاه أهل مصر و أخرجوه منها، فجاء إلى فلسطين، ثم قدم على معاوية دمشق، و شهد معه صفّين، و قيل بل لم يزل معتزلا بالرملة فرارا من الفتنة، و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه (4) بن مندة، أنا أبو عمرو أحمد بن محمّد بن إبراهيم، نا أبو حاتم الرازي، نا أبو الأسود النّضر بن عبد الجبّار.

ح قال: و أنا محمّد بن محمّد بن يونس، نا إبراهيم بن فهد، نا يحيى بن بسطام الأصفر جميعا عن ابن لهيعة، عن عيّاش بن عبّاس، عن أبي الحصين، عن هيثم بن شفيّ ، عن عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح، قال:

بينما رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في عشرة من أصحابه معه أبو بكر، و عمر، و عثمان، و علي،

ص: 19


1- ضبطت عن جمهرة ابن حزم ص 170، ضبطت فيها بالحركات.
2- ترجمته و أخباره في: الاستيعاب 375/2 هامش الإصابة، و الإصابة 316/2 و أسد الغابة 155/3 تاريخ الطبري (الفهارس)، نسب قريش 423، جمهرة ابن حزم ص 170، الكامل لابن الأثير بتحقيقنا (الفهارس)، النجوم الزاهرة 79/1 البداية و النهاية بتحقيقنا (الفهارس) الوافي بالوفيات 191/17 سير أعلام النبلاء 33/3 و انظر بالحاشية فيهما أسماء مصادر أخرى ذكرته و ترجمت له.
3- بالأصل و م: شقي، خطأ و الصواب ما أثبت عن سير أعلام النبلاء و ضبطت اللفظة عن التقريب، و انظر ترجمته في تهذيب الكمال 347/19.
4- «أنا أبو عبد اللّه» سقط من م.

و الزبير و غيرهم على جبل حرى (1) إذ تحرك، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اسكن حرى (2)فإنّما عليك نبيّ أو صدّيق أو شهيد»[5937].

قال ابن مندة: هكذا قال: ابن لهيعة عن أبي الحصين، عن هيثم، و أبو الحصين هو الهيثم، هكذا رواه غيره.

هكذا قال ابن مندة: و أخطأ ليس الوهم فيه من ابن لهيعة، و كيف يخفى ذلك عن ابن لهيعة، و أبو الهيثم شيخ شيخه، و هو مصري من أهل بلده، و قد رواه ابن مندة من وجه آخر عن أبي (3) النضر، عن ابن لهيعة على الصواب، و لم يفطن له:

أخبرناه أبو محمّد حمزة بن العبّاس بن علي، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن بن سليم في كتابيهما، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، نا أبو سعيد بن يونس، نا عاصم بن رازح بن رجب (4)،نا حبيش بن عائذ (5)،نا النضر بن عبد الجبار، نا ابن لهيعة، عن عيّاش بن عبّاس، عن أبي الحصين الهيثم بن شفيّ ، عن عبد اللّه بن أبي سرح، فذكر مثله.

قال أبو سعيد: لم يحدّث بهذا الحديث غير عبد اللّه بن لهيعة وحده.

و كذا رواه يعقوب بن سفيان الفارسي، عن أبي (6) النضر.

و كذا رواه عبد اللّه بن وهب، و عمرو بن خالد الحرّاني، عن ابن لهيعة.

فأمّا حديث يعقوب فأخبرناه أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أنا علي بن أحمد بن محمّد الفوّي، أنا الحسن بن محمّد بن عثمان الفسوي.

ح و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، قالا:

ص: 20


1- كذا بالأصل و م و في معجم البلدان: حراء بالكسر و التخفيف و المد، جبل من جبال مكة. قال ياقوت: و قال بعضهم للناس فيه ثلاث لغات:... و يقصرون ألفه. و هي ممدودة و يميلونها و هي لا تسوغ فيها الإمالة لأن الراء سبقت الألف ممدودة.
2- في م هنا: حراء.
3- كذا بالأصل و م «أبي النضر» و هو خطأ و الصواب «أبي الأسود النضر» و قد مرّ في بداية سند الحديث.
4- كذا بالأصل و م، و في تبصير المنتبه 594/2: رحب.
5- كذا بالأصل و م، و في تبصير المنتبه 540/2 حبيس بن عابد.
6- كذا بالأصل و م، و انظر ما سيرد في الخبر التالي و فيه: عن أبي الأسود - و هو النضر-.

نا يعقوب (1)،نا أبو الأسود، أنا ابن لهيعة، عن عيّاش بن عبّاس - زاد ابن السّمرقندي: القتباني - عن الهيثم بن شفي أبي الحصين، عن عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح، قال:

بينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في (2) عشرة من أصحابه معه أبو بكر، و عمر، و عثمان، و الزبير - و في حديث هبة اللّه: و عثمان، و علي، و طلحة - و غيرهم، على جبل إذ تحرك بهم الجبل، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اسكن حراء فإنّه ليس عليك إلاّ نبيّ أو صدّيق أو شهيد»[5938].

و أمّا حديث ابن وهب فأخبرناه أبو علي الحداد في كتابه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو عمرو بن حمدان، نا الحسن (3) بن سفيان، نا حرملة بن يحيى، نا ابن وهب، أخبرني ابن لهيعة، عن عيّاش بن عبّاس، عن الهيثم بن شفي أبي الحصين، عن عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح، قال:

بينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و عشرة من أصحابه: أبو بكر، و عمر، و علي، و عثمان، و الزبير و غيرهم على جبل حراء إذ تحرك بهم، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اسكن حراء فإنّه ليس عليك إلاّ نبيّ أو صدّيق أو شهيد»[5939].

و أمّا حديث عمرو بن خالد.

فأخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، نا عبد اللّه بن محمّد.

ح و أنبأنا أبو عبد اللّه بن الحطّاب (4)،أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن عيسى السعدي، أنا أبو عبد اللّه بن بطة، قال: قرئ على أبي القاسم عبد اللّه بن محمّد.

قال: و روى عمرو بن خالد الحرّاني عن ابن لهيعة، عن عيّاش بن عبّاس - و في

ص: 21


1- الخبر في المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 253/1-254.
2- في المعرفة و التاريخ: و عشرة.
3- بالأصل و م: الحسين، خطأ و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 157/14.
4- بالأصل و م: الخطاب خطأ و الصواب ما أثبت، و هو محمد بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد، أبو عبد اللّه الرازي الشروطي. ترجمته في سير الأعلام 583/19 و انظر مشيخة ابن عساكر 169/أ، رقم 998.

حديث عيسى: عن عبد اللّه بن عبّاس و هو وهم - عن الهيثم بن شفيّ ، عن عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح، فذكر الحديث.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمّام علي بن محمّد، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل، أنا محمّد بن الحسين الزعفراني، أنا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال: و أنا مصعب، قال: عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح بن الحارث بن حبيّب بن جذيمة بن مالك بن حسل، أخو عثمان بن عفّان من الرضاعة، استأمن له عثمان من النبي صلى اللّه عليه و سلم، و قد كان أمر بقتله، و استعمله عثمان على مصر.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الفضل أحمد بن الحسن.

ح و أخبرنا أبو العزّ ثابت بن منصور، أنا أبو طاهر، قالا: أنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن محمّد (1)،أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر (2) بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط (3)،قال: عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح أحد بني عامر بن لؤي، مات بعد قتل عثمان بن عفّان، ثم قال بعد ذلك (4):عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح بن الحارث بن جذيمة (5) بن حبيّب (6) بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر، قتل بأفريقية.

هذا وهم.

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال (7):و ولد

ص: 22


1- في م:«محمد بن أحمد» و فوق اللفظتين إشارتا تقديم و تاخير.
2- في م: عمرو.
3- طبقات خليفة بن خياط ص 529 رقم 2708.
4- ص 530 رقم 2713.
5- بالأصل:«جديمة» و في م:«جزيمة»، و في طبقات خليفة:«خزيمة» و المثبت قياسا إلى ما سبق من روايات.
6- كذا ورد بالأصل و م،(جديمة بن حبيب) و فوق اللفظتين إشارة تبديل تقديم و تأخير: و صوابه: حبيب بن جذيمة، كما مرّ قبل.
7- انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص 433.

أبو سرح بن الحارث بن حبيّب بن جذيمة بن مالك: سعدا، و أمّه من الأشعريين، فولد سعد: عبد اللّه بن سعد، كان أخا عثمان بن عفان من الرضاعة، و استأمن له عثمان بن عفّان [يوم فتح مكة من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فأمّنه، و كان أمر بقتله، و له قصة طويلة، و استعمله عثمان] (1) على مصر، و هو الذي فتح إفريقية، و هو الذي يقول في حصار عثمان:

أرى الأمر لا يزداد إلاّ تفاقما *** و أنصارنا بالمكتين قليل

و أسلمنا أهل المدينة و الهوى *** هوى أهل مصر و الذليل ذليل

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (2) قال في الطبقة الرابعة: عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح بن الحارث بن حبيّب بن جذيمة بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، و أمّه مهامه (3) بنت جابر من الأشعريين (4).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد، قال في تسمية من نزل مصر من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح، من بني عامر بن لؤي، نزلها و بنى بها دارا حتى كان زمن عثمان، فتحوّل إلى فلسطين، فمات بها بعد مقتل عثمان في الفتنة (5).

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، ثم أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو (6) علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي، قال: عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح، و اسم أبي سرح الحسام بن الحارث بن حبيّب بن جذيمة بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي - ذكر ذلك عمرو بن سواد، و هو من

ص: 23


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و إضافته لازمة لإزالة الخلل في العبارة، و قد أضفناه عن نسب قريش ص 433.
2- كذا بالأصل و م و في طبقات ابن سعد 407/3 في ترجمة وهب أخي عبد اللّه: مهانة.
3- كذا بالأصل و م و في طبقات ابن سعد 407/3 في ترجمة وهب أخي عبد اللّه: مهانة.
4- انظر الخبر في طبقات ابن سعد 496/7 في تسمية من نزل مصر من أصحاب رسول اللّه، باستثناء العبارة الأخيرة المتعلق باسم أمّه.
5- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
6- عن م، سقطت اللفظة من الأصل.

ولده - أسلم يوم الفتح، و كان أخا عثمان من الرضاعة، فيما قال ابن هشام، و ذكر عمرو بن سواد: أن جده عبد اللّه بن سعد اعتزل الفتنة، توفي بعسقلان في صفر، له حديث.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر محمّد بن هبة [اللّه] (1) أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،قال: عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح، و أبو سرح بن حبيّب بن جذيمة (3) نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، يقال: مات بعسقلان بعد قتل عثمان.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (4)،قال: عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح القرشي مات بالرّملة و هو في الصلاة، له صحبة، روى عنه أبو الحصين الحجري الهيثم بن شفّي، سمعت أبي يقول ذلك، و يقول: روى عنه عيّاش بن عبّاس.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، قال: عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح العامري، و قال (5):إنه ولد على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، بلغني أن عمرو بن سواد السرحي المصري من ولده، و بلغني عنه أنه نسب عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح بن الحارث بن حبيّب بن جذيمة (6) بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب.

قال: و نا عبد اللّه بن محمّد، قال: عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح، ولد على عهد

ص: 24


1- عن م، سقطت لفظ الجلالة من الأصل.
2- الخبر في المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 254/1.
3- عن م و بالأصل:«حذيفة» و مثله في أصل المعرفة و التاريخ و قد صوبه محققه «جذيمة».
4- الجرح و التعديل 63/5.
5- كذا بالأصل و م.
6- عن م و بالأصل: حذيفة.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و هو من بني (1) عامر بن لؤي، و كان عامل عثمان على مصر، و روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم حديثا.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا - فيما قرأت عليه - عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال: عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح بن الحارث بن حبيّب بن جزيمة (2) بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، و كان قد ارتدّ في عهد النبي صلى اللّه عليه و سلم، فأهدر النبي صلى اللّه عليه و سلم دمه، فستره عثمان بن عفّان، و جاء به إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فاستوهبه منه، فعفا عنه، و عاد إلى الإسلام، و هو الذي فتح إفريقية في أيام عثمان، و ولي مصر بعد ذلك.

قرأت على أبي الفتوح أسامة بن محمّد بن زيد العلوي، عن أبي جعفر محمّد بن أحمد بن عمر.

عن أبي عبد اللّه محمّد بن عمران (3).

عن أبي عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى المرزباني، قال: عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح بن الحارث بن حبيّب بن جذيمة بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، كان عبد اللّه بن سعد أخا عثمان بن عفّان من الرضاعة، و استعمله عثمان على مصر، و هو الذي فتح إفريقية، و كان النبي صلى اللّه عليه و سلم قد أمر بقتله، فاستأمن له عثمان، فأمّنه، و قال في حصار عثمان:

أرى الأمر لا يزداد إلاّ تفاقما *** و أنصارنا بالمكتين قليل

و أسلمنا أهل المدينة و الهوى *** هوى أهل مصر و الذليل ذليل (4)

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العبّاس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أبو سعيد بن يونس، قال:

ص: 25


1- سقطت «بني» من م.
2- عن م و بالأصل: خزيمة.
3- ما بين معكوفتين مقحم بالأصل و م و لا معنى لوجوده قياسا إلى أسانيد مماثلة سابقة، وضعته ضمن معكوفتين للإشارة إليه و الصواب حذفه.
4- البيتان في الوافي بالوفيات 193/17.

عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح بن الحارث بن حبيّب بن جذيمة بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، يكنى أبا يحيى، شهد الفتح بمصر، و اختطّ بمصر، و كان صاحب ميمنة عمرو بن العاص في حروبه، و كان فارس بني عامر بن لؤي المعدود فيهم، و قد ولي جند مصر لعثمان بن عفّان، و غزا منها إفريقية سنة سبع و عشرين، و الأساود من أرض النوبة سنة إحدى و ثلاثين، و هو هادنهم هذه الهدنة القائمة إلى اليوم، و ذات الصواري من أرض الروم في البحر سنة أربع و ثلاثين، ثم وفد على عثمان بن عفّان، و استخلف على مصر السائب بن هشام بن عمرو العامري (1)، فانتزى (2) محمّد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، فخلع السائب و تأمّر على مصر، و رجع عبد اللّه بن سعد من وفادته فمنعه ابن أبي حذيفة من دخول الفسطاط ، و مضى إلى عسقلان، فأقام بها و لم يبايع لعليّ و لا لمعاوية.

روى عنه أبو الحصين الهيثم بن شفيّ الرعيني، توفي بعسقلان سنة ست و ثلاثين، و كان أخا عثمان من الرضاعة، أمّه أرضعت عثمان.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو (3)عبد اللّه بن مندة، قال: عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح بن حبيّب بن الحارث بن حصن (4) بن جذيمة (5) بن مالك القرشي من بني معيص بن عامر، ثم من بني عامر بن لؤي، يكنى أبا يحيى، و هو أخو عثمان من الرضاعة، و كان قدم على النبي صلى اللّه عليه و سلم، ثم خرج إلى مكة، و كان النبي صلى اللّه عليه و سلم أهدر دمه يوم الفتح، فاستأمن له عثمان من النبي صلى اللّه عليه و سلم، فأمّنه، شهد فتح مصر، ثم تحوّل إلى فلسطين، ثم مات بعسقلان سنة ست و ثلاثين، قاله أبو سعيد بن يونس بن عبد الأعلى.

و قيل: ولاه عثمان مصر، و على يده افتتحت إفريقية توفي بالرملة سنة تسع و خمسين.

ص: 26


1- عن الوافي بالوفيات و بالأصل و م:«الغاضري» و انظر ولاة مصر للكندي ص 37.
2- بالأصل: فاعترى، و في م:«فأغزى» و في الوافي:«فانتزى» و في ولاة مصر للكندي ص 38 «فانتزى» أيضا و هو ما ارتأيناه فأثبتناه.
3- عن م، و سقطت اللفظة من الأصل.
4- في م: حصين.
5- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«ابن خزيمة بن حصن».

قول ابن مندة هذا يشتمل على أوهام منها: قوله: ابن حبيّب بن الحارث، و إنما هو ابن الحارث بن حبيّب، و منها قوله: جذيمة بن حصن، و إنما هو جذيمة بن نصر، [و منها قوله: إنه من بني معيص بن عامر، و إنما هو من بني حسل بن عامر، و منها قوله:

قيل ولاه عثمان، و لا شك أنه ولاه، و قوله: في وفاته.

أنبأنا أبو علي الحداد، قال: قال لنا أبو نعيم: عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح بن حبيّب بن الحارث بن جذيمة، و قيل: ابن حذيفة بن نصر] (1) بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي القرشي من بني معيص بن عامر، ثم من بني عامر بن لؤي، يكنى أبا يحيى، و كان يكتب الوحي، فارتدّ، و كان أخا عثمان بن عفّان من الرّضاعة، فاستأمن له يوم فتح مكة لما أهدر النبي صلى اللّه عليه و سلم دمه لارتداده، فأمّنه ثم رجع إلى الإسلام فاستعمله عثمان على مصر، و قتل عثمان و هو على مصر، ثم تحوّل إلى فلسطين، فمات بعسقلان سنة ست و ثلاثين، و قيل بل توفي بالرّملة سنة تسع و خمسين، و افتتح إفريقية على يده في خلافة عثمان.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي زكريا البخاري.

ح و حدّثنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا أبو زكريا، نا عبد الغني بن سعيد قال: سرح بالحاء عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح له صحبة، والد عياض.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (2)،قال: أما سرح - بالحاء المهملة - عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح بن الحارث بن حبيّب بن جذيمة بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي،[روى] (3) عن النبي صلى اللّه عليه و سلم و هو الذي فتح إفريقية.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا محمّد بن علي، أنا محمّد بن أحمد، أنا الأحوص بن المفضّل، أنا أبي قال: يقولون: أول من كتب لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح العامري، ثم ارتدّ فكتب له عثمان بن

ص: 27


1- ما بين معكوفتين استدرك على هامش م و بعدها «صح صح».
2- الاكمال لابن ماكولا 286/4.
3- زيادة للإيضاح.

عفّان، و أبان ابنا (1) سعيد بن العاص، و كتب له العلاء بن الحضرمي و شرحبيل بن حسنة.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل (2) بن أحمد بن عبد الملك بن علي الفقيه، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن عبد (3) اللّه بن عمر بن خلف، أنا الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أحمد بن سلمان الفقيه - إملاء - نا أبو داود سليمان بن الأشعث السّجستاني، نا أحمد بن محمّد المروزي، نا علي بن الحسين بن واقد، عن أبيه.

ح و أخبرنا به عاليا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، نا أبو عبد اللّه الحافظ - إملاء - نا بكر بن محمّد الصيرفي - بمرو - نا إبراهيم بن هلال،[نا علي بن الحسن (4) بن شقيق، نا الحسين بن واقد] (5) عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال:

كان عبد اللّه بن أبي سرح يكتب لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فأزلّه الشيطان، فلحق بالكفار، فأمر به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن يقتل، فاستجار له عثمان - زاد أبو سعد: ابن عفّان - فأجاره رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (6).

أخبرنا أبو بكر [محمد] (7) بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا حارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (8)،أنا عفان بن مسلم، نا حمّاد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيّب.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أمر بقتل ابن أبي سرح يوم الفتح، و فرتنى (9) و ابن الزبعرى و ابن خطل، فأتاه أبو برزة و هو متعلق بأستار الكعبة فبقر بطنه، و كان رجل من الأنصار

ص: 28


1- كذا بالأصل و م.
2- في م: عن، خطأ.
3- «بن عبد اللّه» سقط من م.
4- بالأصل: الحسين، خطأ و الصواب ما أثبت. انظر ترجمته في تهذيب الكمال 230/13.
5- ما بين معكوفتين مكانه في م: نا علي بن الحسين بن واقد.
6- الخبر أخرجه أبو داود في أول الحدود (ح:4358) و نقله الذهبي في سير أعلام النبلاء 34/3.
7- سقطت من الأصل و م.
8- الخبر في طبقات ابن سعد 141/2.
9- فرتنى هي قينة كانت تغني بهجاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فأمر رسول رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بقتلها، و كانت لهلال بن خطل (انظر سيرة ابن هشام 52/4).

قد نذر إن رأى ابن أبي سرح أن يقتله، فجاء عثمان و كان أخاه من الرضاعة فشفع له إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم و قد أخذ الأنصاري بقائم السّيف ينتظر النبي صلى اللّه عليه و سلم متى يومئ إليه أن يقتله، فشفع له عثمان حتى تركه، ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم للأنصاري:«هلا وفيت بنذرك»؟ فقال: يا رسول اللّه وضعت يدي على قائم السيف أنتظر متى تومئ فأقتله، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«الإيماء خيانة، ليس لنبيّ أن يومئ»[5940].

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن محمد، أنا الحسن بن الحسن بن أحمد بن محمد، أنا مكي بن عبدان، نا أحمد بن يوسف، نا الحسن بن بشر البجلي، نا الحكم بن عبد الملك، عن قتادة، عن أنس بن مالك قال:

أمّن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يعني الناس (1) يوم فتح مكة إلاّ أربعة من الناس:

عبد العزّى بن خطل، و مقيس بن صبابة الكناني، و عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح، و سارة.

قال: فأمّا عبد العزّى فإنه قتل و هو آخذ بأستار الكعبة، قال: و نذر رجل من الأنصار أن يقتل عبد اللّه بن سعد إذا رآه قال: و كان أخا عثمان بن عفّان من الرضاعة، قال: فأتى به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ليشفع له، فلما بصر به الأنصاري اشتمل السيف ثم خرج في طلبه - يعني فوجده عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - فهاب قتله، فجاء الأنصاري يتردّد و يكره أن يقدم عليه لأنه في حلقة النبي صلى اللّه عليه و سلم، و بسط النبي صلى اللّه عليه و سلم يعني يده فبايعه، قال للأنصاري:

«انتظرتك أن توفي نذرك»، قال: يا رسول اللّه هبتك، أ فلا أومضت، قال:«إنه ليس لنبيّ أن يومض»[5941].

قال: و أمّا مقيس، فإنه كان له أخ مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقتل خطأ، فبعث معه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رجلا من بني فهر ليأخذ عقله من الأنصار، قال: فلما جمع له العقل و رجع نام الفهري، فوثب مقيس، فأخذ حجرا فجلد به رأسه فقتله، ثم أقبل و هو يقول:

شفى النفس من قد بات بالقاع مسندا *** تضرج ثوبيه دماء الأخادع

و كانت هموم النفس من قبل قتله *** تلمّ فتنسيني وطئ المضاجع

قتلت به فهرا و غرّمت عقله *** سراة بني النجار أرباب فارع (2)

ص: 29


1- «يعني الناس» استدرك على هامش الأصل.
2- فارع: حصن بالمدينة (معجم البلدان).

حللت به نذري و أدركت ثؤرتي (1) *** و كنت إلى الأوثان أول راجع

و أمّا سارة: فإنها كانت مولاة لقريش، فأتت لرسول (2) اللّه صلى اللّه عليه و سلم فشكت إليه الحاجة، فأعطاها شيئا ثم أتاها رجل، فبعث معها كتابا إلى أهل مكة يتقرب بذلك إليهم ليحفظ عياله، و كان له بها عيال (3)،فأتى جبريل صلى اللّه عليه و سلم يعني النبي صلى اللّه عليه و سلم فأخبره بذلك، فبعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في إثرها عمر بن الخطاب (4)،و علي بن أبي طالب، فلحقاها في الطريق ففتشاها فلم يقدروا على شيء معها، فأقبلا راجعين، فقال أحدهما لصاحبه:

و اللّه ما كذبنا و لا كذّبنا، ارجع بنا إليها، فسلاّ سيفيهما (5) ثم قالا: لتدفعن إلينا الكتاب أو لنذيقنك الموت، فأنكرت ثم قالت: أدفعه إليكما على أن لا تردّاني إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقبلا ذلك منها، قال: فحلّت عقاص (6) رأسها فأخرجت الكتاب من قرن من قرونها فدفعته فرجعا بالكتاب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فدفعاه إليه، فدعا الرجل فقال:«ما هذا الكتاب ؟» قال: أخبرك يا رسول اللّه، ليس من رجل ممن معك إلاّ و له قوم يحفظونه في عياله، فكتبت بهذا الكتاب ليكون في عيالي، قال: فأنزل اللّه عز و جل: يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاٰ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَ عَدُوَّكُمْ أَوْلِيٰاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ (7) إلى آخر هذه الآيات.

كذا قال: سارة، و قال غيره: أم سارة، و هو الصواب (8).

أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (9)،أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو الدمشقي، نا الحسن بن بشر الكوفي، نا الحكم بن عبد الملك، عن قتادة، عن أنس بن مالك، قال:

أمّن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الناس يوم فتح مكة إلاّ أربعة من الناس: عبد العزّى (10) بن

ص: 30


1- بالأصل و م:«نوبتي» و على هامش الأصل: و صوابه:«ثؤرتي» و هو ما أثبتناه.
2- كذا بالأصل و م.
3- هو حاطب بن أبي بلتعة، انظر تفاصيل خبره في سيرة ابن هشام 40/4 و ما بعدها.
4- في سيرة ابن هشام: الزبير بن العوّام، بدل عمر بن الخطاب.
5- عن م و بالأصل: سيفهما.
6- العقاص جمع عقيصة أو عقصة، و هي الضفيرة.
7- سورة الممتحنة، الآية:1.
8- و قال محمد بن جعفر: إنها من مزينة،(سيرة ابن هشام 40/4).
9- الخبر في دلائل النبوة للبيهقي 60/5 و ما بعدها.
10- عن دلائل البيهقي و بالأصل: عبد العزيز.

خطل، و مقيس بن صبابة الكناني، و عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح، و أمّ سارة.

فأمّا عبد العزّى بن خطل فإنه قتل و هو آخذ بأستار الكعبة، قال: و نذر رجل من الأنصار أن يقتل عبد اللّه بن سعد إذا رآه، و كان أخا عثمان بن عفان من الرضاعة، فأتى به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ليشفع له، فلما بصر به الأنصاري اشتمل على السيف ثم أتاه فوجده في حلقة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فجعل الأنصاري يتردّد، و يكره أن يقدم عليه لأنه في حلقة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فبسط النبي صلى اللّه عليه و سلم يده فبايعه، ثم قال للأنصاري:«قد انتظرتك أن توفي نذرك»، قال: يا رسول اللّه هبتك، أ فلا أومضت إليّ ، قال:«انه ليس للنبيّ أن يومض (1)».

قال: و أمّا مقيس بن صبابة فإنه كان له أخ مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقتل خطأ، فبعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم معه رجلا من بني فهر ليأخذ عقله من الأنصار، فلما جمع له العقل و رجع، نام الفهري، فوثب مقيس فأخذ حجرا و جلد به رأسه فقتله، و أقبل يقول:

شفى النّفس من قد بات بالقاع مسندا *** تضرّج ثوبيه دماء الأخادع

و كانت هموم النّفس من قبل قتله *** تلمّ و تنسيني (2) وطاء المضاجع

قتلت به فهرا و غرّمت عقله *** سراة بني النجار أرباب فارع (3)

حللت به نذري و أدركت ثؤرتي *** و كنت إلى الأوثان أول راجع

قال: و أما أم سارة فإنها كانت مولاة لقريش، فأتت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فشكت إليه الحاجة، فأعطاها شيئا، ثم أتاها رجل فبعث معها بكتاب إلى مكة، فذكر قصة حاطب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي.

ح و أخبرنا محمّد بن طاوس، أنا أبو منصور بن شكرويه، أنا إبراهيم بن خرّشيذ قوله، نا أبو عبد اللّه المحاملي قالا: نا أحمد بن محمد بن يحيى القطان، نا زيد بن الحباب، حدّثني عمر بن عثمان بن عبد الرّحمن بن الصّرم، حدّثني جدي، عن أبيه.

ص: 31


1- في دلائل النبوة: أ فلا أومأت... يومئ.
2- بالأصل: و تنسى، و في م: و ينسى، و المثبت عن دلائل البيهقي.
3- بالأصل و م: قارع، خطأ و الصواب ما أثبت عن ابن عدي و انظر معجم البلدان.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال يوم الفتح:«أربعة لا أؤمنهم في حلّ و لا حرم: الحويرث بن نقيد بن عبد قصي، و هلال بن خطل، و عبد اللّه بن أبي سرح، و مقيس بن صبابة» و قينتان كانتا لمقيس بن صبابة، فقتل عليّ عليه السلام الحويرث، و قتل الزبير هلال بن خطل، و قتل مقيسا ابن عمّه لحّا، و استأمن عثمان بن عفّان لعبد اللّه بن أبي سرح، و هو أخوه من الرضاعة، فأمّنه، و قتلت إحدى القينتين و أفلتت الأخرى، فأسلمت.

- و في حديث المحاملي: الحارث (1) بن نقيد بن عمرو بن قصي كذا قال، و قد سقط فيه عن أبيه[5942].

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، و أبو القاسم نصر بن أحمد، و الحسن بن الحسن بن محمّد، قالوا: أنا أبو القاسم علي بن محمد (2) قالوا (3):أنا أبو منصور محمّد، و أبو عبد اللّه أحمد ابنا الحسين بن سهل - ببلد (4)-نا أبو العبّاس أحمد بن إبراهيم الإمام، نا علي بن حرب، نا زيد بن الحباب، حدّثني عمر بن عثمان بن عبد الرّحمن بن سعيد المخزومي، عن أبيه قال: حدّثني جدي، عن أبيه.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال يوم فتح مكة:«أربعة لا أؤمّنهم في حلّ و لا في حرم:

الحويرث بن نقيد، و مقيس بن صبابة، و هلال بن خطل، و عبد اللّه بن أبي سرح».

فأمّا الحويرث فقتله علي، و أمّا مقيس فقتله ابن عمّ له، و أمّا هلال بن خطل فقتله الزبير، و أمّا عبد اللّه بن أبي سرح، فاستأمن له عثمان، و كان أخاه من الرضاعة، و قينتين (5) كانتا لمقيس تغنّيان بهجو رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقتلت إحداهما، و أفلتت الأخرى [فأسلمت] (6)[5943].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو الحسين أحمد بن عبد الرّحمن الكيالي

ص: 32


1- و هو ما ورد في دلائل النبوة للبيهقي 63/5 و فيه: الحارث بن نقيدر.
2- «قالوا: أنا أبو القاسم علي بن محمد» سقط من م.
3- كذا بالأصل «قالوا».
4- بالأصل:«ببلدنا» خطأ و الصواب ما أثبت عن م، و بلد: بالتحريك، في مواضع كثيرة (انظر معجم البلدان).
5- كذا بالأصل و م، و الصواب: و قينتان.
6- زيادة عن م، سقطت من الأصل.

المقرئ (1)،أنا أبو نصر محمّد بن علي بن الفضل الخزاعي، نا أبو بكر محمّد بن الحسين القطان، نا أحمد بن يوسف السّلمي.

ح و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو طاهر الفقيه من أصله، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو الأزهر، قالا: نا أحمد بن المفضّل.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (2)،أنا أبو طاهر محمّد بن محمّد بن محمش الفقيه، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين القطان، نا أحمد بن يوسف السّلمي، نا أحمد بن المفضّل، نا أسباط بن نصر [الهمداني]، قال: زعم السّدّي عن مصعب بن سعد عن أبيه قال:

لما كان يوم فتح مكة آمن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الناس إلاّ أربعة نفر و امرأتين، و قال:

«اقتلوهم و إن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة؛ عكرمة بن أبي جهل، و عبد اللّه بن خطل، و مقيس بن صبابة، و عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح».

فأمّا عبد اللّه بن خطل فأدرك و هو متعلق بأستار الكعبة فاستبق إليه سعيد بن زيد - و قال الفراوي: بن حريث - و عمّار بن ياسر فسبق سعيد عمّارا و كان أشبّ الرّجلين فقتله، و أمّا مقيس بن صبابة فأدركه الناس في السوق فقتلوه.

و أمّا عكرمة فركب - و في حديث الفراوي: فإنه ركب - البحر، فأصابتهم عاصف، فقال أهل - و في حديث زاهر: فقال صاحب - السّفينة (3)-أخلصوا فإن آلهتكم لا تغني (4) عنكم شيئا هاهنا، فقال عكرمة: و اللّه لئن لم ينجني في البحر إلاّ الإخلاص فلا ينجيني (5) في البر غيره، اللّهم إن لك عليّ عهدا إن أنت عافيتني مما (6) أنا فيه أن آتي محمدا حتى أضع يدي في يده فلأجدنه عفوّا كريما، فجاء و أسلم.

و أمّا عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح فإنه اختبأ عند عثمان بن عفان، فلما دعا

ص: 33


1- عن م و بالأصل: المقبري.
2- الخبر في دلائل النبوة للبيهقي 59/5.
3- في دلائل البيهقي: فقال أهل السفينة لأهل السفينة.
4- دلائل البيهقي: فإن إلهكم لا يغني.
5- عن م، و بالأصل: تنجيني، و في دلائل البيهقي: ما ينجي.
6- بالأصل:«بما» و المثبت عن م و دلائل البيهقي.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الناس إلى البيعة جاء به حتى أوقفه على النبي صلى اللّه عليه و سلم، و قال: يا رسول اللّه بايع عبد اللّه، قال: فرفع رأسه فنظر إليه ثلاثا، كل ذلك يأبى، فبايعه بعد ثلاث، ثم أقبل على أصحابه، فقال:«أ ما فيكم - و في حديث زاهر: أ ما كان فيكم - رجل رشيد يقوم إلى هذا حيث رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله» فقالوا: ما يدرينا يا رسول اللّه ما في نفسك، هلاّ أومأت إلينا بعينك، قال:«إنه لا ينبغي لنبيّ خائنة أعين»- و قال زاهر: إنه لا ينبغي أن يكون لنبيّ خائنة الأعين[5944].

أخبرنا أبو الحسن (1) علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد - لفظا - و أبو الفضل المسلّم بن أحمد الكعكي - قراءة - قالا: أنا أبو محمّد بن أبي نصر، نا أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم، نا أبي (2)،نا ابن عيّاش، نا معان بن رفاعة السلامي، عن أبي خلف الأعمى، و كان نظير الحسن بن أبي الحسن، عن عثمان بن عفان.

أنه أتى النبي صلى اللّه عليه و سلم يوم فتح مكة آخذ (3) بيد ابن أبي السّرح و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«من وجد ابن أبي السّرح فليضرب عنقه و إن وجده معلقا بأستار الكعبة»، فقال: يا رسول اللّه ليسع ابن أبي السّرح ما وسع الناس، و مدّ إليه يده، فصرف عنه وجهه، ثم مدّ إليه يده، فصرف عنه يده (4)،ثم مدّ إليه يده أيضا، فبايعه و أمّنه، فلما انطلق قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أ ما رأيتموني ما صنعت ؟» قالوا: لا، أ فلا أومأت إلينا يا رسول اللّه ؟ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ليس في الإسلام إيماء و لا فتك، إنّ الإيمان قيد الفتك، و النبيّ لا يومئ» يعني بالفتك: الخيانة[5945].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبد الوهّاب بن أبي حيّة، أنا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر الواقدي (5)،قال:

قالوا: و كان عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح يكتب لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الوحي، فربّما أملى عليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سَمِيعٌ عَلِيمٌ فيكتب: عليم حكيم فيقرأه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فيقول:

كذلك اللّه و يقره، فافتتن، و قال: ما يدري محمّد ما يقول إنّي لأكتب له ما شئت، هذا

ص: 34


1- عن م و بالأصل: الحسين خطأ. و انظر مشيخة ابن عساكر ص 152/ب رقم 896.
2- استدرك بعدها في المطبوعة - و قد سقط من الأصول-: نا سليمان.
3- في م: آخذا.
4- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: وجهه.
5- الخبر في مغازي الواقدي 855/2-856.

الذي كتبت يوحى إليّ كما يوحى إلى محمّد و خرج هاربا من المدينة إلى مكة مرتدّا، فأهدر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم دمه يوم الفتح، فلما كان يومئذ، جاء ابن أبي سرح إلى عثمان بن عفّان، و كان أخاه من الرضاعة، فقال: يا أخي إنّي و اللّه اخترتك فاحتبسني (1) هاهنا، و اذهب إلى محمّد فكلّمه فيّ ، فإنّ محمّدا إن رآني ضرب الذي فيه عيناي، إنّ جرمي أعظم الجرم، و قد جئت تائبا، فقال عثمان: بل اذهب معي، قال عبد اللّه: و اللّه لئن رآني ليضربنّ عنقي و لا يناظرني، قد أهدر دمي، و أصحابه يطلبوني في كل موضع، فقال عثمان: انطلق معي، فلا يقتلك إن شاء اللّه، فلم يرع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلاّ بعثمان آخذا (2)بيد عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح واقفين بين يديه، فأقبل عثمان على النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا رسول اللّه إنّ أمّه كانت تحملني و تمشيه و ترضعني و تفطمه (3)،و كانت تلطفني و تتركه، فهبه لي.

فأعرض عنه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و جعل عثمان كلّما أعرض عنه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بوجهه استقبله فيعيد عليه هذا الكلام، و إنّما أعرض النبي صلى اللّه عليه و سلم إرادة أن يقوم رجل فيضرب عنقه لأنه لم يؤمّنه، فلما رأى أن لا يقوم (4) أحد و عثمان قد أكبّ على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقبّل رأسه و هو يقول: يا رسول اللّه تبايعه فداك أبي و أمي، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«نعم»، ثم التفت إلى أصحابه فقال:«ما منعكم أن يقوم رجل منكم إلى هذا الكلب فيقتله» أو قال:

«الفاسق»، فقال عبّاد بن بشر: أ لا أومأت إليّ يا رسول اللّه ؟ فو الذي بعثك بالحق إنّي لأتبع طرفك من كل ناحية رجاء أن تشير إليّ فأضرب عنقه، و يقال: قال هذا: أبو اليسر، و يقال عمر بن الخطاب، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّي لا أقتل بالإشارة»، و قائل يقول: إنّ النبي صلى اللّه عليه و سلم قال يومئذ:«إن النبي لا يكون له خائنة (5) الأعين»، فبايعه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فجعل يفرّ من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كلّما رآه، فقال عثمان: يا رسول اللّه بأبي و أمي لو ترى ابن أم عبد اللّه يفرّ منك كلما رآك، فتبسّم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«أ و لم أبايعه و أؤمنه ؟»، قال:

ص: 35


1- إعجامها مضطرب بالأصل و المثبت عن م و مغازي الواقدي.
2- في مغازي الواقدي: أخذ.
3- في المغازي: و تقطعه.
4- في المغازي: يقدم.
5- أي يضمر في نفسه غير ما يظهره، فإذا كف لسانه و أومأ بعينه فقد خان، و إذا كان ظهور تلك الحالة من قبل العين، سميت خائنة الأعين (النهاية).

بلى أي رسول اللّه، و لكنه يتذكر عظيم جرمه في الإسلام، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«الإسلام يجبّ ما كان قبله»، فرجع عثمان إلى ابن أبي سرح فأخبره، فكان يأتي فيسلّم على النبي صلى اللّه عليه و سلم مع الناس[5946].

أخبرنا أبو بكر أيضا، أنا أبو محمّد، أنا أبو الحسين بن المظفّر، نا أبو بكر الباغندي، نا أبو نعيم عبيد بن هشام الحلبي، نا عبيد اللّه بن عمرو، عن عبد الكريم، عن أبي عبيدة بن عمّار بن ياسر في قوله: مَنْ كَفَرَ بِاللّٰهِ مِنْ بَعْدِ إِيمٰانِهِ إِلاّٰ مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمٰانِ (1)،قال: ذاك عمّار بن ياسر، وَ لٰكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً (2)قال: ذاك عبد اللّه بن أبي (3) سرح.

كذا قال، و الصواب: أبو عبيدة بن محمّد بن عمّار.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، ثم أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن مظفّر، أنا أبو علي المدائني، نا أبو بكر بن البرقي، أنا أبو صالح، حدّثني الليث (4)،قال: كان عبد اللّه بن سعد واليا لعمر بن الخطاب بمصر على الصعيد، ثم ولاّه عثمان مصر كلها، و كان محمودا، و غزا ثلاث غزوات، غزا إفريقية فقتل جرجير صاحبها، و بلغت سهمانهم: للفارس ثلاثة آلاف دينار و للراجل ألف دينار (5)،ثم غزا ذات الصواري فلقوا ألف مركب (6) للروم، فقتلوا (7)الروم مقتلة لم يقتلوا مثلها قط ، ثم غزا الأساود.

كان في الأصل جرجير فجعل جرجس بالسين، و الصواب جرجير.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر بن الطبري.

ح و أخبرنا أبو محمّد السلمي، نا أبو بكر الخطيب، قالا: أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال:

ص: 36


1- سورة النحل، الآية:106.
2- سورة النحل، الآية:106.
3- عن م، و سقطت اللفظة من الأصل.
4- الخبر في سير أعلام النبلاء 34/3.
5- قوله:«و للراجل ألف دينار» سقط من م.
6- بالأصل و م:«ركب» و المثبت عن سير أعلام النبلاء.
7- في م:«فقتل» و في سير الأعلام: فقتلت.

و قد كان عثمان استعمل عمرو بن العاص على حرب مصر، و استعمل عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح على الجزية و خراج الأرض، و عبد اللّه بن سعد رضيع عثمان، فتواشيا إلى عثمان، فكتب عمرو إلى عثمان: إن عبد اللّه قد أمسك يدي عن غزوتي، و حال بيني و بين أن أنفذ لشيء من حربي، و كتب ابن سعد إلى عثمان: أن عمرا قد كسر علي جزيتي، و أخرب عليّ أرضي، و حال بيني و بين أن أنفذ لشيء من عملي، فكتب عثمان إلى عمرو فعزله، و جمع لعبد اللّه بن سعد الحرب و خراج الأرض، و قدم عمرو على عثمان متسخطا، فدخل ذات يوم عليه، و عليه جبّة له محشوة، فقال عثمان: ما حشو جبّتك يا أبا عبد اللّه ؟ قال: عمرو بن العاص، قال:

و اللّه ما عن ذاك سألتك، لقد عرفناك أنك فيها، لكن إنّما سألتك عن حشوها، قال:

لكني قد أحببت أن أعلمك أن فيها عمرو بن العاص، قال: و حشد ابن سعد في حمل المال ليصدّق حديثه، و ما كان يكتب به، فحمل أكثر مما كان يحمل، فلما قدم ذلك على عثمان أرسل إلى عمرو، فدخل عليه، فقال: هل علمت يا أبا عبد اللّه أنّ اللّقاح قد درّت (1) بعدك ؟ قال: إنكم أعجفتم أولادها، ثم أقام عمرو بالمدينة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمرو (2) بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر (3)،نا أسامة بن زيد الليثي، عن يزيد بن أبي حبيب، قال: كان عمرو بن العاص عاملا لعثمان بن عفّان على مصر، فعزله عن الخراج و أقرّه على الصلاة و الجند، و استعمل عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح على الخراج فتباغيا (4)، فكتب عبد اللّه بن سعد إلى عثمان: إن عمرو بن العاص كسر عليّ الخراج، و كتب عمرو إلى عثمان: إن عبد اللّه بن سعد قد كسر عليّ مكيدة الحرب، فكتب عثمان إلى عمرو أن انصرف، فعزله، و ولّى عبد اللّه بن سعد الجند و الصّلاة مع الخراج بمصر.

قال: و أنا محمّد بن عمر، حدّثني شرحبيل بن أبي عون، عن عيّاش بن عبّاس،

ص: 37


1- كذا بالأصل، و في م: كثرت.
2- بالأصل و م: أبو عمرو، خطأ، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
3- الخبر في سير أعلام النبلاء 34/3-35.
4- سير الأعلام: فتداعيا.

قال: لما عزل عثمان بن عفان عمرو بن العاص عن الخراج بمصر و ولاه عبد اللّه بن سعد كتب إلى عبد اللّه بن سعد: أمّا بعد، فقد رأيت ما صنعت بك، عزلت عنك عمرو بن العاص و استعملتك، فإذا جاءك كتابي هذا فاحشد في الخراج، و إيّاك في حشدك أن تظلم مسلما أو معاهدا.

قال: فبعث إليه عبد اللّه بن سعد بمال قد حشد فيه، فلما وضع بين يدي عثمان قال: عليّ بعمرو بن العاص، فأتي به مسرعا فقال: ما تشاء؟ فقال عثمان: يا عمرو، أرى تلك اللّقاح قد درّت (1) بعدك، فقال عمرو: إنّما درّت (2) لهلاك فصالها، و إنها قد هزلت، قال: فسكت عثمان.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن محمّد بن علي، أنا أبو عبد اللّه النهاوندي، نا أحمد بن عمران، نا موسى التستري، نا خليفة العصفري (3)، قال: و فيها - يعني سنة سبع و عشرين - عزل عثمان بن عفّان عمرو بن العاص عن مصر و ولاّها (4) عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح، فغزا ابن أبي سرح إفريقية و معه العبادلة:

عبد اللّه بن عمر، و عبد اللّه بن عمرو بن العاص، و عبد اللّه بن الزبير بن العوّام، فلقي جرجير - و جرجير في مائتي ألف - بسبيطلة (5) على سبعين ميلا من القيروان (6)، فقتل جرجير و سبوا و غنموا.

و قال محمد بن سعيد (7):بلغ سهم الفارس ثلاثة آلاف مثقال ذهب، و سهم الرّاجل ألف، و أقام ابن أبي سرح بسبيطلة مدينة قمودة (8) فبعث إليه أهل القصور و المدائن فصالحوه على مائتي ألف رطل من ذهب.

ص: 38


1- عن م و بالأصل: ذرت.
2- عن م و بالأصل: ذرت.
3- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 159.
4- بالأصل و م: و ولاه، و الصواب عن تاريخ خليفة.
5- انظر أيضا معجم البلدان.
6- في م: بنيانه.
7- و في تاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشدين ص 318) التقى هو و جرجير بسبيطلة على يومين من القيروان، و كان جرجير في مائتي ألف مقاتل، و قيل في مائة و عشرين ألفا، و كان المسلمون في عشرين ألفا.
8- كذا بالأصل و م و تاريخ خليفة، و ليست في معجم البلدان، و فيه: قمونية مدينة بأفريقيا، كانت موضع القيروان قبل أن تمصر القيروان.

قال خليفة (1):و حدّثني من سمع ابن لهيعة، نا أبو الأسود، حدّثني أبو إدريس:

أنه غزا مع عبد اللّه بن سعد إفريقية، قال: فافتتحها، فأصاب كل إنسان ألف دينار، و قال خليفة في موضع آخر (2):عزل - يعني عثمان - عمرو بن العاص عن مصر، و ولاها عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح، فلم يزل عليها حتى قتل عثمان.

و فيها - يعني سنة إحدى و ثلاثين - غزا ابن أبي سرح من مصر زيدان من ناحية المصّيصة (3)،و فيها - يعني سنة ثلاث و ثلاثين - غزا ابن أبي سرح الحبشة، فأصيبت عين معاوية بن حديج (4).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، نا أبو بكر بن الطبري.

ح و أخبرنا أبو محمّد السّلمي، نا أبو بكر الخطيب، قال: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا الحجّاج بن أبي منيع، نا جدي، عن الزهري قال توفى اللّه عمر، و استخلف عثمان فنزع عمرو بن العاص عن مصر و أمّر عليها عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح، و هو أحد بني عامر بن لؤي.

حدّثنا يحيى بن عبد اللّه بن بكير (5)،حدّثني الليث بن سعد قال: و فيها - يعني سنة خمس و عشرين - نزع عمرو بن العاص و أمّر عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح، ثم كانت غزوة عبد اللّه بن سعد إفريقية لسنة سبع و عشرين، ثم كانت الأساودة أميرهم عبد اللّه بن سعد لسنة إحدى و ثلاثين، ثم كانت ذو (6) الصواري (7) أميرهم عبد اللّه بن سعد لسنة أربع و ثلاثين.

أخبرنا أبو محمّد أيضا، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو بكر، قالا: أنا أبو الحسين، أنا عبد اللّه، نا

ص: 39


1- تاريخ خليفة ص 160.
2- تاريخ خليفة ص 178 في تسمية عمال عثمان بن عفان.
3- تاريخ خليفة ص 166.
4- تاريخ خليفة ص 168 و تاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشدين ص 416).
5- بالأصل و م: بكر، خطأ و الصواب ما أثبت.
6- كذا بالأصل و م.
7- سميت غزوة ذي الصواري لكثرة صواري المراكب و اجتماعها حيث كان قسطنطين بن هرقل في ألف مركب و يقال: في سبع مائة، و المسلمون في مائتي مركب أو نحوها.

يعقوب، حدّثني ابن بكير (1)،و أبو الطاهر، قالا: نا ابن وهب عن ابن لهيعة.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2)،أخبرني الحارث بن مسكين، عن ابن وهب، أخرني ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن أبي إدريس (3) مولى لهم، قال: غزونا مع عبد اللّه بن سعد إفريقية - زاد يعقوب: في خلافة عثمان بن عفان، و قالا:- سنة سبع و عشرين، فبلغ سهم الفارس ثلاثة آلاف دينار.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد (4) اللّه الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه الصفّار، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني أبو بكر بن محمّد بن هانئ، حدّثني أحمد بن شبّويه، حدّثني سليمان، حدّثني عبد اللّه عن (5)حرملة بن عمران، عن كعب بن علقمة، قال:

أرسل عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح إليه - يعني إلى عرفة (6) بن الحارث - و كان عبد اللّه بنى بناء فسأله عن شأنه (7) فقيل له: لا تفعل فإنه لا يكظم على جرّته، فقال ما تقول في بنائي هذا؟ فقال: ما أقول إن كنت بنيته من مالك فقد أسرفت، و اللّه لا يحبّ المسرفين، و إن كنت بنيته من مال اللّه فقد خنت، و اللّه لا يحب الخائنين.

قال: يقول أبو مسعود (8): إِنّٰا لِلّٰهِ وَ إِنّٰا إِلَيْهِ رٰاجِعُونَ (9).

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، عن أبي الطاهر مشرّف بن علي بن الخضر بن التمّار، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر بن الصّوّاف، نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن

ص: 40


1- بالأصل و م: بكر، خطأ و الصواب ما أثبت.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 184/1-185.
3- كذا بالأصل و م، و في أبي زرعة: أبي أويس.
4- بالأصل و م:«أبو بكر عبد اللّه» خطأ و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل سابق.
5- عن م و بالأصل «بن».
6- كذا بالأصل و م: عرفة، بالعين المهملة، و في تهذيب الكمال 10/15 غرفة، و في تهذيب التهذيب 219/8 قال ابن حجر: ذكره ابن قانع في المهملة، و كذا ذكره ابن حبا، ثم أعاده في المعجمة و هو الصواب.
7- في م: بنيانه.
8- كذا بالأصل و م، و لم يرد اسمه لا في السند و لا في أثناء الخبر.
9- سورة البقرة، الآية:157.

إسماعيل المهندس، أنا أبو الحسن محمّد بن محمّد الباهلي، نا أبو الربيع سليمان بن داود ابن أخي رشدين نا (1) ابن وهب (2)،حدّثني ابن لهيعة أنه سمع يزيد بن أبي حبيب يذكر: أن المقداد بن الأسود كان غزا مع عبد اللّه بن سعد إلى إفريقية، فلما رجعوا قال عبد اللّه بن سعد للمقداد في دار بناها: كيف ترى بنيان هذه الدار؟ فقال له المقداد: إن كان من مال اللّه فقد أفسدت، و إن كان من مالك فقد أسرفت، فقال عبد اللّه: لو لا أن يقول قائل: أفسدت مرتين، لهدمتها.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين (3) الغسّاني، عن عبد العزيز بن أحمد الكتّاني، أنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، أنا أبو سليمان محمّد بن عبد اللّه بن أحمد العبدي (4)،أنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن جعفر الفرعاني، أنا محمّد بن جرير الطبري (5)،قال: و أمّا هشام بن محمّد فإنه ذكر: أن أبا مخنف لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف بن سليم حدّثه عن محمّد بن يوسف الأنصاري من بني الحارث بن الخزرج، عن عبّاس بن سهل الساعدي.

أن محمّد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف - و هو الذي كان سرّب المصريين إلى عثمان بن عفّان - و أنهم لما ساروا إلى عثمان فحصروه وثب هو بمصر على عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح، أحد بني عامر بن لؤي القرشي، و هو عامل عثمان يومئذ على مصر، فطرده منها، و صلّى بالناس، فخرج عبد اللّه بن سعد من مصر، فنزل على تخوم أرض مصر مما يلي فلسطين، فانتظر ما يكون من أمر عثمان، فطلع عليه راكب فقال: يا عبد اللّه ما وراءك ؟ خبّرنا بخبر الناس خلفك، قال:

أفعل، قتل المسلمون عثمان فقال عبد اللّه بن سعد: إِنّٰا لِلّٰهِ وَ إِنّٰا إِلَيْهِ رٰاجِعُونَ (6) يا عبد اللّه ثم صنعوا ما ذا؟ قال: ثم بايعوا ابن عم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عليّ بن أبي طالب، قال عبد اللّه بن سعد: إِنّٰا لِلّٰهِ وَ إِنّٰا إِلَيْهِ رٰاجِعُونَ ،قال له الرجل: كأنّ ولاية عليّ عدلت

ص: 41


1- عن م، سقطت «نا» من الأصل.
2- في م: نا وهب، سقطت «ابن» من م.
3- بالأصل و م: الحسن، خطأ و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
4- كذا بالأصل و م.
5- الخبر في تاريخ الطبري 62/3 (ط بيروت) حوادث سنة 36.
6- سورة البقرة، الآية:156.

عندك قتل عثمان، قال: أجل، قال: فنظر إليه الرجل فتأمّله فعرفه، و قال: كأنك عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح أمير مصر، قال: أجل، قال له الرجل: فإن كان لك في نفسك حاجة فالنجاء النجاء، فإن رأي أمير المؤمنين فيك و في أصحابك سيّئ إن ظفر بكم قتلكم أو نفاكم عن بلاد المسلمين، و هذا بعدي أمير يقدم عليك، قال له عبد اللّه:

و من هذا الأمير؟ قال: قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري.

قال: يقول عبد اللّه بن سعد: أبعد اللّه محمد بن أبي حذيفة، فإنّه بغى على ابن عمّه، و سعى عليه، و قد كان كفله و ربّاه، و أحسن إليه، فأساء جواره، و وثب على عماله، و جهز الرجال إليه حتى قتل، ثم ولى عليه من هو أبعد منه و من عثمان، و لم يمتّعه بسلطان بلاده حولا و لا شهرا، و لم يره لذلك أهلا، فقال له الرجل: انج بنفسك لا تقتل، فخرج عبد اللّه بن سعد هاربا حتى قدم على معاوية بن أبي سفيان دمشق.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1)،حدّثني حرملة، أنا ابن وهب، عن ابن (2)لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، قال: أقام عبد اللّه بن سعد بعسقلان بعد قتل عثمان، و كره أن يكون مع معاوية، و قال: لم أكن لأجامع رجلا قد عرفته أن كان يهوى (3) قتل عثمان، فكان (4) بها حتى مات.

أنبأنا أبو طاهر محمّد بن الحسين بن إبراهيم الحنّائي (5)،عن أبيه أبي القاسم، عن عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي، أنا محمّد بن يوسف بن بشر الهروي، نا أبو إسماعيل محمّد بن إسماعيل السلمي، نا محمّد بن أبي السّري، قال: و مات عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح بعسقلان حيث خرج معاوية بن أبي سفيان إلى صفّين و لم يخرج معه، و كره الخروج في ذلك المخرج، فتوفي في أيام صفّين بعسقلان، و دفن في موضع

ص: 42


1- الخبر في المعرفة و التاريخ 254/1.
2- عن م و بالأصل:«أبي» خطأ.
3- عن المعرفة و التاريخ و بالأصل: يقول.
4- من قوله: و كره إلى هنا سقط من م.
5- بالأصل و م: الجبلي، خطأ و الصواب ما أثبت عن مشيخة ابن عساكر ص 183/ب و سماه: محمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم، أبو طاهر بن أبي القاسم الحنائي. و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 436/19.

معروف يقال له: مقابر (1) قريش، إلى اليوم.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد، [زاد أحمد:] (2) و محمّد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل البخاري (3)،قال: عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح مات بالرّملة، فارّا من الفتنة و هو في الصلاة، قاله سعيد بن أبي أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب.

- يعني ما أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، حدّثني محمّد بن إسحاق، نا أبو عبد الرّحمن المقرئ.

قال البغوي: و حدّثني أحمد بن منصور، نا أبو إسحاق الطالقاني، أنا عبد اللّه بن يزيد المقرئ، عن سعيد بن أبي أيوب، حدثني يزيد بن أبي حبيب قال: لما حضرت عبد اللّه بن سعد ابن أبي سرح الوفاة و هو بالرّملة، و كان خرج إليها فارا من الفتنة، فجعل يقول لهم من الليل: أصبحتم ؟ فيقولون: لا، فلما كان عند الصبح قال: يا هشام بن كنانة، إني لأجد برد الصبح، فانظر، ثم قال: اللّهم اجعل خاتمة عملي الصبح، فتوضأ ثم صلّى فقرأ في أوّل (4) ركعة بأم القرآن و العاديات، و في الأخرى بأمّ القرآن و سورة، فسلّم عن يمينه و ذهب يسلّم عن يساره، فقبض اللّه روحه (5)-و اللفظ لأحمد بن منصور-.

أخبرناه أبو غالب محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم التيمي، أنا أبو الفتح المظفر بن حمزة بن محمّد - بجرجان - أنا أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف ابن بامويه الأصبهاني، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا أبو يحيى بن أبي ميسرة، نا أبو عبد الرّحمن المقرئ، نا سعيد بن أبي أيوب، حدّثني يزيد بن أبي حبيب، قال:

ص: 43


1- استدركت على هامش م و بجانبها كلمة صح.
2- ما بين معكوفتين زيادة لازمة قياسا إلى سند مماثل. و قد سقطت العبارة من الأصل و م
3- التاريخ الكبير للبخاري 29/1/3.
4- في م: كلّ . و في سير الأعلام: الأولى.
5- الخبر في سير أعلام النبلاء 35/3 من طريق سعيد بن أبي أيوب.

لما حضر عبد اللّه بن أبي سرح الوفاة و هو بالرّملة، و كان خرج إليها فارا من الفتنة، فجعل يقول لهم من الليل: أصبحتم ؟ فيقولون: لا، فلما كان الصبح قال: إنّي لأجد برد السحر، فانظروا، ثم قال: اللّهمّ اجعل خاتمة عملي صلاة الفجر، قال:

فنظروا فإذا هو الصبح، فتوضأ ثم صلّى، فقرأ في ركعة بأم القرآن و العاديات، و في الأخرى بأمّ القرآن و سورة، ثم سلّم عن يمينه، فذهب يسلّم عن يساره فقبضت منه روحه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1)،قال: و أبو سرح بن حبيّب بن حذيفة (2) بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، يقال: مات - يعني عبد اللّه - بعسقلان بعد قتل عثمان.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم، نا أبو حامد بن جبلة، نا محمّد بن إسحاق، حدّثني حاتم بن الليث، نا سليمان بن عبد العزيز، حدّثني أبي عبد العزيز بن عمران الزهري، قال محمّد (3):مات عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح في آخر سني معاوية سنة تسع و خمسين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - أنا أبو محمّد السكري، أنا عبد الرحمن (4) بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، نا أبو عبيد، قال: سنة ست و ستين توفي فيها عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح (5).

3311 - عبد اللّه بن سعد بن عبد اللّه الأيلي

كان على شرطة عمر بن عبد العزيز فيما حكى سعيد بن كثير بن عفير، عن ابن

ص: 44


1- الخبر في المعرفة و التاريخ 254/1.
2- كذا بالأصل و م و أصل المعرفة و التاريخ، و صوبها محققه:«جذيمة».
3- سقطت اللفظة من المطبوعة.
4- بالأصل و م: عبد اللّه، خطأ و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
5- قال الذهبي في سير الأعلام: و الأصح وفاته في خلافة علي رضي اللّه عنه و في أسد الغابة - و بعد نقله مختلف الأقوال في وفاته: الأصح الأول، يعني وفاته بعسقلان سنة ست و ثلاثين، و قال ابن عبد البر في الاستيعاب: و الصحيح أنه توفي بعسقلان سنة ست أو سبع و ثلاثين.

وهب المصري، عن عبد الرّحمن بن أبي الرجال، عن عبد اللّه بن حسن، و عندي أنه والد الحكم بن عبد اللّه الأيلي (1)،و هو مولى الحارث بن الحكم بن أبي العاص.

آخر الجزء الثالث و الخمسين بعد المائتين من الأصل.

3312 - عبد اللّه بن سعد بن فروة البجلي مولاهم، الكاتب

3312 - عبد اللّه بن سعد بن فروة البجلي مولاهم، الكاتب (2)

حدّث عن عبد الرّحمن بن عسيلة الصّنابحي، و عبادة بن نسيّ ، و محمّد بن الوليد بن عتبة بن أبي سفيان العتبي.

روى عنه: الأوزاعي.

ذكره أبو الحسين الرازي في تسمية كتّاب أمراء دمشق، و ذكر أنه مولى بجيلة، و له عقب بعكا.

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل بن بشر، أنا أبو القاسم الحسين بن محمّد الحنّائي، أنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن هلال الحنّائي، نا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه النّجّاد، نا الحارث بن محمّد بن أبي أسامة، نا روح بن عبادة.

ح و أخبرناه أبو المعالي محمّد بن إسماعيل بن محمّد الفارسي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو سعيد بن أبي عمرو، قالا: نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، نا عبد الملك بن عبد الحميد الميموني، نا روح، نا الأوزاعي، عن عبد اللّه بن سعد، عن الصّنابحي، عن رجل من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم - زاد الفارسي: قد سماه و قالا:- قال: نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن الأغلوطات - و في حديث طاهر:

الغلوطات[5947]-.

قال الأوزاعي: شداد المسائل و صعابها.

قال البيهقي: بلغني عن أبي سليمان الخطّابي، أنه قال في معناه: أن يعترض العلماء بصعاب المسائل التي يكثر فيها الغلط ، ليستزلّوا بها، و يستسقط رأيهم فيها،

ص: 45


1- تقدمت ترجمته في كتابنا، راجع تراجم حرف الحاء.
2- ترجمته و أخباره في تهذيب الكمال 175/10 و فيه: الدمشقي الكاتب، و تهذيب التهذيب 154/3 و ميزان الاعتدال 428/2.

و فيها كراهة التعمّق و التكلف لما لا حاجة بالإنسان إليه من المسألة، و وجوب التوقف عما لا علم للمسئول به.

الرجل الذي لم يسمّ هو معاوية، بيّن ذلك عيسى بن يونس، و محمّد بن كثير المصّيصي في روايتهما عن الأوزاعي.

فأمّا حديث عيسى.

فأخبرناه أبو القاسم عبد الملك بن عبد اللّه بن داود الفقيه، و أبو غالب محمّد بن الحسن بن علي، قالا: أنا أبو علي علي بن أحمد بن علي التستري، أنا أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، أنا محمّد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي، أنا سليمان بن الأشعث (1)،نا إبراهيم بن موسى الرازي، نا عيسى، عن الأوزاعي، عن عبد اللّه بن سعد، عن الصّنابحي، عن معاوية:«أن النبي صلى اللّه عليه و سلم نهى عن الغلوطات (2)[5948].

و أمّا حديث ابن كثير.

فأنبأنا به أبو سعد محمّد بن محمّد، و أبو علي الحسن بن أحمد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن مخلد، نا محمّد بن يوسف بن الطباع، نا محمّد بن كثير، نا الأوزاعي، عن عبد اللّه بن سعد، عن الصّنابحي، عن معاوية: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم نهى عن الأغلوطات.

قال الأوزاعي: صعاب المسائل و شدادها.

و رواه غيرهم عن الأوزاعي، عن عبد اللّه بن سعد، عن عبادة بن نسي بدل الصّنابحي.

أخبرناه أبو علي الحداد و جماعة في كتبهم، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، أنا

ص: 46


1- سنن أبي داود(19) كتاب العلم،(8) باب التوقي في الفتيا، الحديث 3656.
2- الغلوطة كصبورة و كذلك الأغلوطة بالضم و أيضا المغلطة بالفتح: الكلام يغلط فيه. كذا في تاج العروس (بتحقيقنا: غلط ) قال الزبيدي - بعد ما ذكر الحديث - و روي نهي عن الغلوطات، و يقال مسألة غلوط كشاة حلوب و ناقة ركوب و إذا جعلتها اسما زدت فيها الهاء، قاله الخطابي، و قال أبو عبيد الهروي: الأصل فيها الأغلوطات ثم تركت الهمزة قال: و قد غلط من قال: هي جمع غلوطة. و قال القتيبي: و إنما نهي عن ذلك لأنها غير نافعة في الدين، و لا يكاد فيها إلا ما لا يقع.

سليمان بن أحمد بن أيوب، نا علي بن عبد العزيز، أنا سليمان بن أحمد الواسطي، نا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن عبد اللّه بن سعد، عن عبادة بن نسي، عن معاوية قال: نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن عقل (1) المسائل[5949].

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أحمد بن الحسن (2)، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد، و أبو الحسين الأصبهاني، قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (3)،قال: عبد اللّه بن سعد، عن الصّنابحي عن معاوية: نهى النبي صلى اللّه عليه و سلم عن الغلوطات[5950].

قاله إبراهيم بن موسى، عن عيسى (4)،عن الأوزاعي.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (5)،قال: عبد اللّه بن سعد، روى عن الصّنابحي، روى عنه عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي، سمعت أبي [يقول ذلك، و سمعته] (6) يقول: هو مجهول.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم القرشي، نا محمّد بن عائذ، نا الوليد، قال: ثم ولّى - يعني المنصور - علي بن صالح الأردن و البحر، فولّى البحر عبد اللّه بن سعد، ثم ولي حميد بن معيوف.

ص: 47


1- كذا بالأصل و م.
2- بالأصل و م: الحسين، خطأ، و الصواب ما أثبت قياسا عن سند مماثل.
3- التاريخ الكبير 106/1/3.
4- عند البخاري: عن عيسى بن يونس عن الأوزاعي: عن عبد اللّه.
5- الجرح و التعديل 64/5.
6- الزيادة بين معكوفتين عن الجرح و التعديل.
3313 - عبد اللّه بن سعد بن معاذ بن سعد بن معاذ بن أبي سعد

أبو سعد الأنصاري الرّقّي (1)

سمع بدمشق هشام بن عمّار، و بغيرها: أحمد بن محمّد بن أبي بكر بن سالم بن عبد اللّه بن عمر السّالمي، و أبا المنذر بسر بن المنذر، و محمّد بن عبد العزيز بن أبي رزمة المروزي.

روى عنه: أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن مسلم الأسفرايني.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن محمّد، أنا أبو محمّد الحسن بن أحمد محمّد المخلدي، أنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن مسلم الأسفرايني، نا عبد اللّه بن سعد بن معاذ بن سعد بن معاذ بن أبي سعد الأنصاري أبو سعد، نا هشام بن عمّار، نا القاسم بن عبد اللّه بن عمر. نا محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللّه، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من صلّى الصبح فهو مؤمن و هو في جوار اللّه، فلا تخفروا اللّه في جواره»[5951].

أنبأنا أبو المظفّر القشيري، عن أبي سعيد محمّد بن علي بن محمّد الصّوفي، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، قال: و سألت الدارقطني عن عبد اللّه بن سعد الرّقّي القاضي، فقال: كذاب، يضع الحديث.

3314 - عبد اللّه بن سعد الأنصاري الحرامي،

و يقال: القرشي، الأموي (2)

عمّ حرام بن حكيم (3) بن سعد

سكن دمشق، و كانت داره بسوق القمح.

روى عنه: خالد بن معدان، و ابن أخيه حرام بن حكيم.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني، أنا أبو القاسم بن الفرات، أنا

ص: 48


1- ترجمته في ميزان الاعتدال 428/2 و لسان الميزان 290/3.
2- ترجمته في أسد الغابة 154/3 و الإصابة 318/2 و الاستيعاب 378/2 (هامش الإصابة) و تهذيب الكمال 176/10 و تهذيب التهذيب 154/3.
3- كذا في الأصل و م و مصادر ترجمته و في أسد الغابة: و يقال: حرام بن معاوية.

عبد الوهّاب بن الحسن، نا أحمد بن عمير، نا محمّد بن إسماعيل بن عليّة، نا عبد الرّحمن بن مهدي، نا معاوية بن صالح، عن العلاء بن الحارث، عن حرام بن معاوية (1)،عن عمّه عبد اللّه بن سعد، قال: سألت النبي صلى اللّه عليه و سلم عن مؤاكلة الحائض، فقال:«و اكلها» (2)[5952].

كذا رواه بندار، و الفضل بن موسى البصري، عن ابن مهدي.

و خالفهم القواريري، و أحمد بن حنبل (3)،و يحيى بن معين، فرووه عن ابن مهدي، و قالوا: حرام بن حكيم. و كذلك قال عبد اللّه بن وهب، و عبد اللّه بن صالح المصريان، عن معاوية بن صالح، و كذلك رواه الهيثم بن حميد، عن العلاء بن الحارث.

فأمّا حديث أحمد.

فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (4)،حدّثني أبي، نا عبد الرّحمن بن مهدي، عن معاوية - يعني ابن صالح - عن العلاء - يعني ابن الحارث - عن حرام بن حكيم، عن عمّه عبد اللّه بن سعد: أنه سأل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عمّا يوجب الغسل و عن الماء يكون بعد الماء، و عن الصلاة في بيتي، و عن الصّلاة في المسجد، و عن مؤاكلة الحائض، فقال:«إن اللّه تبارك و تعالى لا يستحي (5) من الحقّ ، أما أنا فإذا فعلت كذا و كذا» فذكر الغسل، قال:«أتوضّأ و ضوئي (6) للصلاة، أغسل فرجي»، ثم ذكر الغسل و أمّا الماء يكون بعد الماء فذلك المذي، و كلّ فحل يمذي، فأغسل ذلك فرجي و أتوضأ، و أمّا الصلاة في المسجد و الصّلاة في بيتي فقد ترى ما أقرب بيتي من المسجد فلأن أصلّي في بيتي أحبّ إليّ من

ص: 49


1- كذا بالأصل و م، و انظر ما مرّ في الحاشية السابقة، و انظر ترجمته في كتابنا (حرف الحاء).
2- أي كل معها.
3- كذا بالأصل و م و قد ورد في مسند أحمد مرة عن حرام بن حكيم الحديث رقم 19029(22/7) و مرة عن حرام بن معاوية (و هو الذي تقدّم) الحديث رقم 22568(354/8) و رقم 19030(23/7).
4- رقم 19029.
5- بالأصل: يستحي، لغة فيها، و المثبت عن م و المسند.
6- عن م و المسند، و بالأصل: وضوء.

أن أصلي (1) في المسجد إلاّ أن تكون صلاة مكتوبة، و أمّا مؤاكلة الحائض فواكلها (2).

و أمّا حديث يحيى بن معين.

فأخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا علي بن يعقوب، نا عبد الرّحمن بن عمرو، نا يحيى بن معين، نا ابن مهدي، نا معاوية بن صالح، عن العلاء بن الحارث، عن حرام بن حكيم، عن عمّه عبد اللّه بن سعد، قال: سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن مواكلة الحائض فقال:«واكلها»[5953].

و أمّا حديث القواريري.

فأخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا عبيد اللّه بن عمر، نا عبد الرّحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح، عن العلاء بن الحارث، عن حرام بن حكيم، عن عمّه عبد اللّه بن سعد، فقال: سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن الصلاة في بيتي و الصلاة في المسجد قال:«قد ترى ما أقرب بيتي من المسجد فلأن أصلّي في بيتي أحبّ إليّ من أن أصلّي في المسجد إلاّ أن تكون صلاة مكتوبة»[5954].

و هذا حديث واحد، و إنّما فصل بعضه من بعض.

و أمّا حديث ابن وهب.

فأخبرناه أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد (3)،و أمّ المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالا:

أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العبّاس بن قتيبة، نا حرملة، نا ابن وهب، حدّثني معاوية بن صالح، عن العلاء بن الحارث عن حرام بن حكيم، عن عمه عبد اللّه بن سعد قال:

سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عما يوجب الغسل و عن الماء يكون بعد الماء، و عن الصلاة في بيتي و الصلاة في المسجد، و عن مؤاكلة الحائض، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ اللّه لا

ص: 50


1- بالأصل و م، و المثبت عن المسند.
2- في المسند: فآكلها.
3- بالأصل و م: أحمد، خطأ و المثبت عن مشيخة ابن عساكر ص 130/أ رقم 744 و فيها: عبد الواحد بن حمد بن عبد الواحد أبو الوفاء الصباغ المعروف بالشرابي.

يستحي (1) من الحق - و عائشة إلى جانبه - أما إذا بطنتها به فتوضأت ثم اغتسلت و أما الماء يكون بعد الماء فذاك المذي، و كلّ فحل يمذي، فاغسل من ذلك فرجك و أنثييك، و توضّأ وضوءك للصلاة، و أمّا الصّلاة في المسجد و الصلاة في بيتي، فقد ترى ما أقرب بيتي من المسجد، فلأن أصلّي في بيتي أحبّ إليّ من أن أصلي في المسجد إلاّ أن تكون صلاة المكتوبة، و أمّا مؤاكلة الحائض فواكلها».

و أمّا حديث خالد.

فأخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أحمد بن سليمان بن حذلم، نا أبو زرعة الدمشقي، نا حيوة بن شريح، نا بقية بن الوليد، عن بحير (2) بن سعد، عن خالد بن معدان، عن عبد اللّه بن سعد أنه قال:

إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«إنّ اللّه أعطاني فارس و نساءهم و أبناءهم و سلاحهم و أموالهم، و أعطاني الروم و نساءهم و أبناءهم و سلاحهم و أموالهم، و أمدّني بحمير»[5955].

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أبو الفضل الباقلاني، و أبو الحسين الصيرفي، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد الباقلاني: و محمّد بن الحسن، قالا:- أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو عبد اللّه البخاري (3)،قال في تسمية الصحابة: عبد اللّه بن سعد، و ذكر له أحاديث.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (4)،قال: عبد اللّه بن سعد عم حرام بن حكيم، له صحبة، روى عنه حرام بن حكيم، و خالد بن معدان.

ص: 51


1- عن م و بالأصل: يستحي.
2- بالأصل و م:«يحيى بن سعد» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 12/3.
3- التاريخ الكبير للبخاري 28/1/3.
4- الجرح و التعديل 63/5.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن الكتّاني، أنا أبو القاسم تمّام بن محمّد، نا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة، قال: و عبد اللّه بن سعد أحد بني حرام، عمّ حرام بن حكيم - و في نسخة غير مسموعة لنا: دمشقي-.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - نا أبو الحسن بن سميع، قال: و عبد اللّه بن سعد عم حرام بن حكيم بن سعد، من ولد أميّة بن عبد شمس.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا عبد العزيز بن أحمد، أنا مسدّد بن علي بن عبد اللّه، أنا أبي، نا عبد الصمد بن سعيد القاضي، قال في تسمية من نزل حمص من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم: عبد اللّه بن سعد، روى عنه خالد بن معدان، و هو عمّ حرام بن حكيم بن سعد من ولد أميّة بن عبد شمس.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، قال: عبد اللّه بن سعد الأموي سكن حمص، و روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم حديثا.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: عبد اللّه بن سعد الأنصاري عم حرام بن حكيم بن سعد، عداده (1) في أهل الشام، روى عنه خالد بن معدان، و حرام ابن أخيه.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، قال: قال لنا أبو نعيم: عبد اللّه بن سعد الأنصاري عمّ حرام بن معاوية،- و قيل ابن حكيم - حديثه عند ابن أخيه حرام، و خالد بن معدان يعد في الشاميين.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي

ص: 52


1- بالأصل:«عداد» و الكلمة غير واضحة في م من التصوير.

نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (1)،حدّثني الفضل بن سهل، أنا أبو أحمد الزبيري، نا رباح (2) بن أبي معروف، عن المغيرة بن حكيم، قال: قلت لعبد اللّه بن سعد: هل شهدت بدرا؟ قال: نعم، و العقبة مع أبي، رديفا.

قال أبو زرعة: و هذا غير عبد اللّه بن سعد عم حرام بن حكيم، هذا عبد اللّه بن سعد بن خيثمة، هما اثنان لهما صحبة (3).

3315 - عبد اللّه بن سعيد أبي أحيحة بن العاص

ابن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي (4)

له صحبة، كان اسمه الحكم، فسمّاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عبد اللّه، و استعمله النبي صلى اللّه عليه و سلم على سوق المدينة.

روى عنه: ابن ابن أخيه سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص، و استشهد يوم مؤتة، و ذكر أبو مخنف: أنه خرج مع إخوته: خالد، و عمر، و أبان إلى الشام مجاهدا، و ذكر غيره أنه استشهد ببدر، و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا عبد اللّه بن الحجّاج، أنا أحمد بن عمرو بن أبي عاصم، نا محمّد بن بحر الهجيمي - و كان خيارا نا عمرو بن سعيد بن عمرو، نا جدي سعيد بن عمرو، عن الحكم بن سعيد بن العاص: أنه أتى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال له:«ما اسمك ؟» قال: الحكم، قال:«أنت عبد اللّه»، قال: فأنا عبد اللّه يا رسول اللّه (5)[5956].

قال: و أنا ابن مندة، أنا بكر بن أحمد الخلاّل - بمصر - نا أحمد بن داود المكي، نا إبراهيم بن زكريا العبدسي، نا أبو أمية بن يعلى، حدّثني جدّي، عن عمّه الحكم بن سعيد، قال: أتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم لأبايعه، فقال:«ما اسمك ؟» قلت: الحكم، قال:«لا، بل

ص: 53


1- الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 609/1.
2- بالأصل و م: رياح، و الصواب ما أثبت عن أبي زرعة، و انظر ترجمته في تهذيب الكمال 117/6.
3- بعدها هنا بالأصل و م بياض، عدة أسطر.
4- ترجمته و أخباره في: جمهرة ابن حزم ص 80 و نسب قريش ص 174 و أسد الغابة 158/3 و الإصابة 344/1 الاستيعاب 374/2 (هامش الإصابة).
5- انظر أسد الغابة 158/3.

أنت عبد اللّه»، قلت: فأنا عبد اللّه[5957].

أخبرنا أبو غالب، و عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الحسن (1) الدارقطني، نا علي بن عبد اللّه بن مبشّر، نا عمرو بن علي، نا عبيد بن عبد الرّحمن بن عبيد الحنفي، أخبرني عمرو بن يحيى بن سعيد بن [عمرو بن سعيد بن] (2) العاص، حدّثني سعيد بن عمرو، عن الحكم بن سعيد، قال: أتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«ما اسمك ؟» قلت: الحكم، قال:«أنت عبد اللّه»، فأنا عبد اللّه.

قال الدارقطني: تفرّد به عبيد، عن عمرو بن يحيى.

هكذا قال الدارقطني، و قد رواه غيره:

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (3)،قال: قال محمّد بن يوسف: نا عبيد بن عبد الرّحمن أبو سلمة البصري، حدّثني عمرو بن يحيى بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، عن جده سعيد بن عمرو، قال: حدّثني الحكم بن سعيد قال: أتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«ما اسمك ؟» قال: أنا الحكم، قال:«بل أنت عبد اللّه»، قلت: فأنا عبد اللّه، قال البخاري: عبيد، لي فيه بعض النظر.

ذكر أبو مخنف لوط بن يحيى، حدّثني عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، عن عمرو بن محصن، عن سعيد - يعني المقبري-:

أن خالد بن سعيد لما أراد أن يغدو سائرا إلى الشام لبس سلاحه، و أمر إخوته فلبسوا أسلحتهم: عمرا و أبان و الحكم و غلمته و مواليه، و ذكر (4) الحديث.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو الفضل بن خيرون، قالا: أنا محمّد بن

ص: 54


1- عن م و بالأصل: أبو الحسين.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.
3- التاريخ الكبير للبخاري 330/2.
4- في المطبوعة: فذكر.

الحسن، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط (1)، قال: و من بني عبد شمس بن عبد مناف بن قصي: من بني أمية: أبان بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس، و أخواه: عمرو، و الحكم ابنا سعيد بن العاص، أمّهما هند بنت المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم، روى الحكم أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال له:«ما اسمك ؟» فقال: الحكم، قال:«أنت عبد اللّه»، و روى عمرو في الخاتم (2)،و استشهد عمرو يوم مرج الصّفّر (3)،و يقال: يوم اليرموك، و الحكم يوم اليمامة.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزبير بن بكار، قال: و عبد اللّه بن سعيد، و كان اسمه الحكم فسمّاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عبد اللّه (4)،و أمره أن يعلّم الكتاب بالمدينة، و كان كاتبا، قتل يوم بدر (5) شهيدا، و لم يذكره موسى بن عقبة، و لا ابن إسحاق فيمن شهد بدرا.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال: في الطبقة الثانية:

عبد اللّه بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس، و أمّه صفية بنت المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم، و كان عبد اللّه اسمه الحكم فأسلم قبل فتح مكة، فسمّاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عبد اللّه، و قتل يوم مؤتة شهيدا في جمادى الأولى سنة ثمان من الهجرة، و ليس له عقب، و كان أخوه لأبيه و أمّه العاص بن سعيد بن العاص، قتل يوم بدر كافرا، و هو أبو سعيد بن العاص الذي ولي الكوفة لعثمان بن عفّان (6).

أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد بن أبي الحديد،

ص: 55


1- طبقات خليفة بن خيّاط ص 39 و 40.
2- انظر الاستيعاب 487/2 و ابن سعد 100/4.
3- مرج الصّفّر: قرب دمشق في الجنوب منها، عند بلدة الكسوة.
4- سقطت من الأصل و أضيفت عن م.
5- كذا بالأصل و م، و الاستيعاب و أسد الغابة بدون أن ينسبا هذا القول إلى الزبير بن بكّار. و في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 174 «يوم مؤتة» و ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب و لم ينسبه لأحد، و أسد الغابة و نسب القول ابن الأثير للزبير بن بكّار.
6- لم أعثر لعبد اللّه بن سعيد على ترجمة في طبقات ابن سعد الكبرى المطبوع الذي بين يدي.

أنا علي بن الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير، قال: سمعت أبا الحسن محمود بن إبراهيم بن سميع يقول في الطبقة الأولى ممن نزل الشام من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: الحكم بن سعيد بن العاص بن أميّة.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال: الحكم بن سعيد بن العاص الأموي أتى النبي صلى اللّه عليه و سلم فسماه عبد اللّه.

رواه أبو سلمة (1)،عن عمرو بن يحيى بن سعيد بن العاص، عن جده سعيد، حدّثني الحكم بن سعيد بهذا، كذا قال.

أنبأنا أبو علي الحداد، قال: قال لنا أبو نعيم: عبد اللّه بن سعيد الأموي، كان اسمه الحكم فسمّاه النبي صلى اللّه عليه و سلم: عبد اللّه.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن محمّد بن علي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (2) قال: في تسمية عمّال النبي صلى اللّه عليه و سلم:

الحكم بن سعيد بن العاص على السّوق.

و ذكر أبو العبّاس الثقفي السّراج، نا أبو السّائب سالم بن جنادة، نا إبراهيم بن يوسف بن معمر بن حمزة بن عمر بن سعد بن أبي وقاص، حدّثني خالد بن سعيد بن عمرو بن سعيد، حدّثني أبي: أن أعمامه خالدا و أبان و عمرا بني سعيد رجعوا عن أعمالهم، حين بلغهم وفاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال أبو بكر: ما أحد أحقّ بالعمل من عمّال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ارجعوا إلى أعمالكم، فقال بنو أبي أحيحة: لا نعمل بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لغيره، فخرجوا إلى الشام فقتلوا جميعا، و كان خالد على اليمن، و كان أبان على البحرين، و كان عمرو على تيماء و خيبر، قرى عربية، و كان الحكم بن سعيد يعلّم الحكمة، فخرجوا إلى الشام.

قال أبي: فما افتتحت كورة إلاّ و قد وجد عندها رجل من بني سعيد ميت، فقتلوا أربعتهم، و قتل سعيد بن سعيد مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم الطائف.

ص: 56


1- بالأصل و م: أبو مسلمة، خطأ و الصواب ما أثبت، و اسمه عبيد بن عبد الرحمن بن عبيد بن سلمة، أبو سلمة البصري، انظر تهذيب الكمال 308/12 و التاريخ الكبير للبخاري 452/1/3.
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 97.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني ابن الأموي، حدّثني أبي، عن ابن إسحاق، قال:

و عبد اللّه بن سعيد بن العاص بن أميّة بن عبد شمس، كان اسمه الحكم، فلما أسلم سمّاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عبد اللّه، و قتل يوم مؤتة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العبّاس النهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل، قال:

و قتل الحكم بن سعيد بن العاص، سمّاه النبي صلى اللّه عليه و سلم - يعني عبد اللّه - يوم مؤتة.

أخبرنا (1) أبو بكر محمّد بن شجاع اللفتواني، أنا أبو عمرو عبد الوهّاب بن محمّد العبدي، أنا أبو محمّد الحسن بن محمّد المديني، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عمر اللّنباني (2)،نا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد القرشي، حدّثني سليمان بن أبي شيخ، قال: استشهد الحكم بن سعيد بن العاص يوم مؤتة مع جعفر بن أبي طالب، و استشهد مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم [يوم] (3) حصن الطائف سعيد بن سعيد بن العاص.

قال: و نا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد القرشي، نا محمّد بن عبّاد العكلي، قال:

سمعت عبد العزيز الأموي يحدّث عن أهل بيته قال: و ولد سعيد بن العاص أبو أحيحة ثمانية رجال، لم يمت أحد منهم على فراشه، فقتل ثلاثة مع المشركين و خمسة مع المسلمين، قتل أحيحة يوم الفجار، و قتل العاص بن سعيد بن العاص، و عبيدة بن سعيد بن العاص يوم بدر (4)،و قتل سعيد بن سعيد يوم الطائف، و قتل الحكم بن سعيد يوم اليمامة، و كان يعلّم الحكمة، بالمدينة، و قتل خالد (5) يوم مرج الصّفّر، و هو الذي يقول:

من فارس كره الكماة يعيرني *** رمحا إذا نزلوا بمرج الصّفّر

و قتل أبان و عمرو يوم أجنادين، و قال ابن الكلبي: قتل عمرو يوم فحل.

ص: 57


1- فوق اللفظة في م: ملحق.
2- بالأصل و م: اللبناني، خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و أضيف عن المطبوعة، و اللفظة مستدركة فيها ضمن معكوفتين.
4- و كانا كافرين.
5- بالأصل و م تقرأ اللفظتان:«قبل ذلك» و المثبت عن المطبوعة.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن محمّد بن علي، أنا أبو عبد اللّه النهاوندي، أنا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (1) قال: قال علي بن محمّد، عن أبي معشر المدني: في تسمية من استشهد من المسلمين يوم اليمامة:

الحكم بن سعيد بن العاص بن أمية.

و كذا ذكر أبو حسان الحسن بن عثمان الزّيادي في تاريخه، و ذكر أبو بكر البلاذري (2) أنّ الحكم قد (3) استشهد يوم اليمامة، قال: و يقال: إنه قتل يوم مؤتة.

3316 - عبد اللّه بن سعيد بن عبد الملك بن مروان

ابن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس

أبو (4) صفوان الأموي (5)

و أمّه أم جميل بنت عمرو بن عبد اللّه بن صفوان بن أمية.

لحقت به بمكة حين قتل أبوه بنهر أبي فطرس (6).

سمع أباه سعيد بن عبد الملك، و يونس بن يزيد، و ابن جريج، و موسى بن يسار صاحب مكحول، و ثور بن يزيد، و مجالد بن سعيد، و مالك بن أنس.

روى عنه: محمّد بن إدريس الشافعي، و أحمد بن حنبل، و علي بن المديني، و نعيم بن حمّاد، و عبد اللّه بن رجاء الغداني، و عبد اللّه بن الزّبير [الحميدي] (7)،و أبو رجاء قتيبة بن سعيد الثقفي، و أبو خيثمة زهير بن حرب، و محمّد بن الزبير، و أبو يعلى محمّد بن الصّلت التّوّزي (8).

ص: 58


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 111.
2- فتوح البلدان للبلاذري ص 107 (في أخبار اليمامة).
3- بالأصل و م:«هذا» و الأشبه ما أثبت عن المطبوعة.
4- بالأصل و م:«ابن» خطأ و الصواب ما أثبت عن مصادر ترجمته.
5- ترجمته و أخباره في تهذيب الكمال 183/10 و تهذيب التهذيب 156/3 جمهرة ابن حزم ص 104 و ميزان الاعتدال 429/2 و الأغاني 320/1. و الوافي بالوفيات 195/17 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة:181-190 ص 208) و انظر بحاشيته أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
6- موضع قرب الرملة من أرض فلسطين (معجم البلدان).
7- بالأصل و م: الثوري، خطأ و الصواب ما أثبت عن تهذيب الكمال، و انظر ترجمته فيه 375/16.
8- ما بين معكوفتين زيادة عن تهذيب الكمال للإيضاح و التمييز.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن علي بن المزرفي (1) المقرئ، نا أبو الحسين محمّد بن علي بن محمّد بن المهتدي باللّه - لفظا - أنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمّد الحربي السّكّري، نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، نا محمّد بن عبّاد، نا أبو صفوان - يعني الأموي - عن يونس، عن الزهري: أن أنسا كان يحدّث أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«فرج سقف بيتي و أنا بمكة، فنزل جبريل ففرج صدري، ثم غسله من ماء زمزم، ثم جاء بطست من ذهب مملوءا (2) حكمة، فأفرغها في صدري ثم أطبقه»[5958].

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور السلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا زهير، نا عثمان بن عمر، و أبو صفوان الأموي، عن يونس الأيلي، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن عائشة، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«لا نذر في معصية اللّه، و كفّارته كفارة يمين»[5959].

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، عن أبي القاسم السّميساطي، أنا أبي أبو عبد اللّه محمّد بن يحيى بن محمّد السّلمي - إجازة - أنا عثمان بن محمّد الذّهبي، نا إسماعيل بن إسحاق القاضي، نا علي بن المديني، قال: قال لي أبو صفوان: كان مؤدبي يحيى بن يحيى الغسّاني (3).

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا أبو الفتح سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس، قال: سمعت محمّد بن أحمد المقدّمي يقول: أنا إسماعيل - يعني القاضي - نا علي بن المديني، نا أبو صفوان الأموي عبد اللّه بن سعيد بن عبد الملك بن مروان، و كان أقعد (4) قرشي رأيته، و كان له أربعة عمومة خلفاء: الوليد، و سليمان، و هشام، و يزيد، بنو عبد الملك بن مروان (5).

ص: 59


1- بالأصل:«المزرقي» و في م:«المرزقي» و كلاهما تحريف، و الصواب ما أثبت و قد مرّ التعريف به.
2- في م: مملوء.
3- تهذيب الكمال 183/10.
4- مهملة بالأصل بدون نقط ، و المثبت عن م و تهذيب الكمال، و في تهذيب التهذيب، نقلا عن علي بن المديني: أفقه.
5- الخبر في تهذيب الكمال 183/10-184 نقله عن علي بن المديني.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (1) قال: عبد اللّه بن سعيد بن عبد الملك أبو (2) صفوان القرشي الأموي، سمع يونس (3) بن يزيد، و ابن جريج، سمع منه علي.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (4)،قال: عبد اللّه بن سعيد (5) بن عبد الملك بن مروان القرشي الأموي أبو صفوان المرواني، روى عن يونس بن يزيد الأيلي، و ابن جريج، روى عنه قتيبة بن سعيد، و الحميدي، و أبو يعلى، سمعت أبي يقول ذلك، قال أبو محمّد: روى عنه الشافعي، و نعيم بن حمّاد، و عبد اللّه بن رجاء البصري، و روى هو عن موسى بن يسار صاحب مكحول، و ثور (6) بن يزيد، و مجالد بن سعيد، و أبيه، و سئل أبو زرعة عنه، فقال: لا بأس به صدوق.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري، قال: عبد اللّه بن سعيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس أبو صفوان القرشي الأموي، سمع يونس بن يزيد، روى عنه قتيبة بن سعيد، و علي بن المديني في:

الجهاد، و الأطعمة، و اللباس.

ص: 60


1- التاريخ الكبير 104/1/3.
2- عن م و التاريخ الكبير، و بالأصل «بن» خطأ.
3- سقطت «يونس» من البخاري.
4- الجرح و التعديل 72/5.
5- بالأصل: سعد، خطأ و المثبت عن م و الجرح و التعديل. و فيه: عبد اللّه بن سعيد بن عبد الرحمن بن عبد الملك.
6- بالأصل:«أو يزيد بن يزيد» و في م:«و يزيد بن يزيد» و كلاهما تحريف و الصواب ما أثبت عن الجرح و التعديل.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو صفوان عبد اللّه بن سعيد الأموي عن يونس بن يزيد، روى عنه زهير بن حرب، و علي بن عبد اللّه.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو صفوان عبد اللّه بن سعيد بن عبد الملك بن مروان.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفّار، أنا أبو بكر محمّد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم، قال: أبو صفوان عبد اللّه بن سعيد بن عبد الملك بن مروان القرشي الأموي، سمع أبا يزيد يونس بن يزيد، و أبا خالد (1)عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المكي، روى عنه محمّد بن الصلت أبو يعلى التّوّزي، و علي بن عبد اللّه بن جعفر أبو الحسن السّعدي (2).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنا عبد الواحد بن محمّد بن عثمان، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، نا إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حمّاد بن زيد، قال: سمعت علي بن المديني يقول:

عبد اللّه بن سعيد أبو صفوان، هو عبد اللّه بن سعيد بن عبد الملك بن مروان ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء محمّد بن علي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل الغلاّبي، نا أبي قال: سألت أبا زكريا عن أبي صفوان الأموي، و هو عبد اللّه بن سعيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم، فقال: ثقة.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو بكر الخطيب، أنا القاضي أبو بكر الحيري (3)،نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم، نا العبّاس بن

ص: 61


1- ترجمته في تهذيب الكمال 55/12 و فيه: أبو الوليد و أبو خالد المكي.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 327/13.
3- عن م و بالأصل:«الحرى» و اسمه أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمد، أبو بكر الحرشي النيسابوري ترجمته في سير الأعلام 356/17.

محمّد الدوري، نا أبو مسلم المستملي، نا أبو صفوان الأموي، و كان ثقة، فذكر حديثا.

أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق، أنا القاضيان: أبو العبّاس محمّد بن علي بن علي بن الدّجاجي، و أبو تمّام علي بن محمّد بن الحسن الواسطي في كتابيهما عن أبي الحسن الدارقطني، قال: أبو صفوان، عبد اللّه بن سعيد بن عبد الملك من الثقات، عن يونس و مالك.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمّد الكاتب (1):أخبرني الحرمي بن أبي العلاء، نا الزبير بن بكّار، أخرني هارون بن أبي بكر، حدّثني إسحاق بن يعقوب العثماني مولى آل عثمان، عن أبيه، قال:

إنّا لبفناء دار عثمان (2) بن عفان بالأبطح في صبح خامسة من الثمان - يعني أيام الحج - إن دريت إلاّ برجل على راحلة على رحل جميل و أداة حسنة، معه صاحب له على راحلة قد جنب إليها فرسا و بغلا، فوقفا عليّ و سألاني، فانتسبت لهما عثمانيا، فنزلا و قالا: رجلان من أهلك قد بلتنا حاجة نحب أن تقضيها (3) قبل أن نشده (4) بأمر الحج، فقال (5):حاجتكما؟ قالا: نريد إنسانا يقفنا على قبر عبيد بن سريج (6)،قال:

فنهضت معهما حتى بلغت بهما محلّة - أبي (7) قارة من خزاعة بمكة - و هم موالي عبيد بن سريج (8)،فالتمست لهما إنسانا يصحبهما حتى يقفهما على قبره بدسم (9)فوجدت ابن أبي دباكل (10) فأنهضته معهما، فأخبرني بعد: أنه لما وقفهما على قبره نزل أحدهما فحسر عمامته عن وجهه و إذا هو عبد اللّه بن سعيد بن عبد الملك بن مروان فعقر ناقته و اندفع يندبه بصوت شجي طليل (11)،حسن و يقول:

ص: 62


1- الخبر في الأغاني 320/1 ضمن أخبار ابن سريج.
2- كذا بالأصل، و في الأغاني: عمرو بن عثمان.
3- عن الأغاني، و بالأصل: نقضيها.
4- أي نشغل.
5- في الأغاني: فقلت ما حاجتكما.
6- بالأصل: شريح.
7- في الأغاني: ابن أبي قارة.
8- بالأصل: شريح.
9- موضع قرب مكة (ياقوت).
10- ضبطت عن تاج العروس بتحقيقنا، مادة: دبكل. و فيه أنه شاعر خزاعي من شعراء الحماسة.
11- الأغاني: كليل.

وقفنا على قبر بدسم فهاجنا *** و ذكّرنا بالعيش إذ هو مصحب

فجالت بأرجاء الجفون سوافح *** من الدمع (1) تستبكي الذي يتعيب

إذا أبطأت عن ساحة الخد ساقها *** دم بعد دمع إثره يتصبّب

فإن تسعدا نندب عبيدا بعولة (2) *** و قلّ له منا البكا و التنحّب (3)

ثم نزل صاحبه فعقر ناقته، و قال له القرشي: خذ في صوت أبي يحيى، فاندفع يتغنّى (4):

أسعداني بدمعة (5) أسراب *** من دموع كثيرة التسكاب

إنّ أهل الحصاب قد تركوني *** مولعا مولها بأهل الحصاب (6)

أهل بيت تتابعوا للمنايا *** على الموت بعدهم من عتاب

فارقوني و قد علمت يقينا *** ما لمن ذاق ميتة من إياب

كم بذاك الحجون من أهل صدق (7) *** و كهول أعفة و شباب

سكنوا الجزع جزع بيت أبي مو *** سى إلى النخل من صفّى السّباب (8)

فلي الويل بعدهم و عليهم *** صرت فردا و ملّني أصحابي

قال ابن أبي دباكل: فو اللّه ما تمم صاحبه منها ثالثا حتى غشي على صاحبه، و أقبل يصلح السرج على بغلته [و هو غير معرج عليه] (9)،فسألته من هو؟ فقال: رجل من جذام، قلت: بمن يعرف ؟ قال: بعبد اللّه بن المنتشر، قال: و لم يزل القرشي على حاله ساعة ثم أفاق، فجعل الجذامي ينضح الماء على وجهه و يقول كالمعاتب له: أنت أبدا

ص: 63


1- الأغاني: من الدمع تستتلي الذي يقعقب.
2- العولة و العول و العويل، يقال أعول و عوّل للذي يرفع صوته بالبكاء و الصياح.
3- الأغاني: التحوّب.
4- الشعر لكثير بن الصلت السهمي كما في معجم البلدان (في الحصاب، و في السباب).
5- الأغاني: بعبرة.
6- الحصاب الموضع الذي يرمي به الجمار بمنى.
7- بالأصل:«حي صدوق» و المثبت عن الأغاني. و الحجون: جبل بأعلى مكة عنده مدافن أهلها.
8- قال الزبير: بيت أبي موسى الأشعري؛ وصفي السباب: ماء بين دار سعيد الحرشي التي تناوح بيوت بيوت أبي القاسم بن عبد الواحد التي في أصلها مسجد. و كان به نخل و حائط لمعاوية (انظر ياقوت).
9- الزيادة عن الأغاني.

مصبوب (1) على نفسك، من كلّفك ما ترى، ثم قرّب إليه الفرس، فلما علاه استخرج الجذامي من خرج على بغل قدحا و إداوة ماء، فجعل في القدح ترابا من تراب قبر ابن سريج (2)،وصب عليه من ماء الإداوة ثم قال: هاك فاشرب هذه السلوة، فشرب، ثم فعل هو مثل ذلك، و ركب على البغل و أردفني، فخرجنا لا و اللّه ما يعرّضان بذكر شيء مما كنا فيه، و لا أرى في وجوههما شيئا مما كنت أرى قبل ذلك. فلما اشتمل علينا أبطح مكة قال: انزل يا خزاعي. فنزلت، و أومأ الجذامي (3) إلى الفتى بكلام، فمد يده إليّ و فيها شيء فأخذته، فإذا هو عشرون دينارا، و مضيا، فانصرفت إلى قبره ببعيرين، فاحتملت عليهما أداة الراحلتين اللتين عقراهما (4)،فبعتهما (5) بثلاثين دينارا (6)

3316 م - عبد اللّه بن سعيد بن عتبة الثقفي

شاعر فارس ممن شهد فتنة أبي الهيذام (7)،و قال فيها شعرا.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي، و ذكر أنه مما أفاده بعض أهل دمشق عن أبيه، عن جده و أهل بيته من المرّيين قال:

و قال عبد اللّه بن سعيد بن عتبة الثقفي، و كان جرح يوم باب كيسان جراحات كثيرة، و كان من فرسان قيس:

ما زلت أحمل مهري وسط حومتهم *** و نحن في رهج الهيجاء نطعن

حتى قطعت حسامي في رءوسهم *** و قلت لا تذكرن من بعدها يمن

و الخيل عابسة قد سربلت بدم *** يغيب فيه لها الأرساغ و الثنن (8)

ص: 64


1- أي محثوث على اتباعها تستغويك.
2- بالأصل: ابن شريح، و الصواب عن الأغاني.
3- الأغاني: و أومأ الفتى إلى الجذامي.
4- عن الأغاني و بالأصل: عقراها.
5- كذا بالأصل، و الأشبه:«فبعتها» و الضمير يعود على أداة الراحلتين.
6- توفي سنة 190 قاله في الوافي بالوفيات 195/17 و قال الذهبي في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 181 - 190) ص 209: وجدت ما يدل على بقائه إلى حدود المائتين، و في موضع آخر يقول: إنه بقي إلى ما بعد المائتين.
7- مرت أخباره و ترجمته في كتابنا، ارجع إليها.
8- الثنن جمع ثنة، و هي شعرات في مؤخر رسغ الدابة.

و قال عبد اللّه بن سعيد الثقفي أيضا:

أقول إذ حملوني في رماحهم *** و السيف يأخذ منهم مشرف الهام

أنا أصد و في كفّي ذو شطب *** صمصامة تتعدى كل صمصام

و اللّه أنفكّ فيكم هكذا أبدا *** بالقتل حتى تخلّوا (1) جانب الشام

أو تلحقوا ببلاد الشّحر (2) في سخط *** من الإله و في ذلّ و إعدام

إني ابن شيخ ثقيف المجد يمنعني *** من الفرار قبيل غير أقزام

3317 - عبد اللّه بن سعيد بن قيس الهمداني

ذكر أنه قدم دمشق، و خرج منها غازيا مع مسلمة بن عبد الملك إلى القسطنطينية و عرض عليه أن يجعل أميرا على همدان، فلم يفعل فولى غيره.

و قد سقت إسناد ذلك، و بعض القصة في ترجمة الأصبغ بن الأشعث بن قيس (3).

3318 - عبد اللّه بن سعيد، و يقال: أخطل بن المؤمّل

أبو سعيد السّاحلي

من أهل جبيل من ساحل دمشق.

حدّث عن مسلم بن عبيد.

روى عنه: العبّاس بن الوليد بن مزيد.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو زكريا بن أبي إسحاق، و أبو بكر بن الحسن القاضي، قالوا: أنا (4) أبو العبّاس محمّد بن يعقوب قال: قرئ على العبّاس بن الوليد و أنا أسمع، قيل له: حدّثكم أبو

ص: 65


1- بالأصل و م:«يخلوا» و بالأصل و م:«لا أنفك» فيختل الوزن. حذفنا «لا» لاستقامة الوزن.
2- الشحر: بكسر الشين و فتحها صقع على ساحل بحر الهند من ناحية اليمن. قال الأصمعي: هو بين عدن و عمان (معجم البلدان).
3- راجع في كتابنا ترجمة الأصبغ بن الأشعث بن قيس.
4- في المطبوعة: نا.

سعيد السّاحلي و هو عبد اللّه بن سعيد، نا مسلم بن عبيد، عن أسماء بنت يزيد (1)الأنصارية من بني عبد الأشهل:

أنها أتت النبي صلى اللّه عليه و سلم و هو بين أصحابه، فقالت: بأبي أنت و أمي، إنّي وافدة النساء إليك، و اعلم - نفسي لك الفداء - أما إنه ما من امرأة كائنة في شرق و لا غرب سمعت بمخرجي هذا، أو لم تسمع، إلاّ و هي على مثل رأيي.

إنّ اللّه بعثك بالحق إلى الرجال و النساء، فآمنا بك و بإلهك الذي أرسلك، و إنّا معشر النساء محصورات مقصورات قواعد بيوتكم، و مقضى شهواتكم، و حاملات أولادكم، و إنّكم معاشر الرجال فضّلتم علينا بالجمعة (2) و الجماعات و عيادة المرضى و شهود الجنائز، و الحج بعد الحج، و أفضل من ذلك الجهاد في سبيل اللّه، و إن الرجل منكم إذا خرج حاجّا أو معتمرا أو مرابطا حفظنا لكم أموالكم و غزلنا (3) لكم أثوابكم، و ربّينا لكم أولادكم، أ فما نشارككم في الأجر يا رسول اللّه ؟ فالتفت النبي صلى اللّه عليه و سلم إلى أصحابه بوجهه كلّه ثم قال:«هل سمعتم مقالة امرأة قطّ أحسن من مساءلتها في أمر دينها؟ من هذه ؟» فقالوا: يا رسول اللّه ما ظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا، فالتفت النبي صلى اللّه عليه و سلم إليها ثم قال لها:«انصرفي أيتها المرأة، و أعلمي من خلفك من النساء أن حسن تبعّل (4) إحداكن لزوجها، و طلبها مرضاته و اتّباعها موافقته يعدل ذلك كله»، قال:

فأدبرت المرأة و هي تهلّل و تكبّر استبشارا[5960].

و هكذا رواه محمّد بن بركة برداعس (5) الحافظ ، عن العباس بن الوليد، و سمّى أبا سعيد عبد اللّه بن سعيد كما سمّته الجماعة عن الأصم.

و رواه أبو عبد اللّه محمّد بن إسحاق بن مندة، عن محمّد بن يعقوب الأصم، عن العباس بن الوليد بن مزيد، قال: أخبرني أبو سعيد السّاحلي، و اسمه الأخطل بن

ص: 66


1- انظر ترجمتها في تهذيب الكمال 294/22 و أسد الغابة 19/6 و قد ورد فيه خبر وفودها إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم من طريق مسلم بن عبيد.
2- أسد الغابة: بالجمع.
3- بالأصل:«عزلنا» و الصواب عن أسد الغابة، و قوله:«غزلنا لكم» سقط من م.
4- أي حسن مصاحبتها له.
5- مهملة بالأصل و م بدون نقط ، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 81/15. و في تذكرة الحفاظ 827/3 بالغين المعجمة.

المؤمّل الجبيلي، نا مسلم بن عبيد، فذكره و قد تقدم في حرف الألف (1).

و هكذا ذكره أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن مدرك، عن العباس بن الوليد.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو أحمد الحاكم، قال أبو سعيد السّاحلي عبد اللّه بن سعيد، سمع مسلم بن عبيد، عن أسماء بنت يزيد الأنصارية من بني عبد الأشهل أنها أتت النبي صلى اللّه عليه و سلم فذكرت حديثا طويلا، حدّث عنه أبو الفضل العباس بن الوليد (2).

3319 - عبد اللّه بن سعيد

حدّث بأطرابلس عن أبيه.

روى عنه: خيثمة، و أبو علي محمّد ابنا سليمان بن حيدرة الأطرابلسيان.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، و عبد اللّه بن أحمد، قالا: أنا علي بن الحسين بن أحمد بن صصرى، نا عبد الرّحمن (3) بن عمر بن نصر، نا خيثمة و أخوه، قالا: نا عبد اللّه بن سعيد بأطرابلس، حدّثني أبي، حدّثني أبو حريز سهل مولى المغيرة، عن زيد بن رفيع، عن عطاء، عن ابن عبّاس:

أن رجلا سأله فقال: أ كان النبي صلى اللّه عليه و سلم يمزح ؟ فقال عبد اللّه: نعم، فقال الرجل: ما كان مزاحه ؟ فقال ابن عبّاس: كسا النبي صلى اللّه عليه و سلم بعض نسائه ثوبا واسعا قال:«البسية، و احمدي اللّه، و جرّي من ذيلك هذا كذيل العروس»[5961].

كذا كان بخط عبد الرّحمن بن عمر، و لا أعرف عبد اللّه بن سعيد هذا، و أظنه عبيد اللّه بن سعيد بن كثير بن عفير أبا القاسم المصري، فإنّ أباه يروي عن أبي حريز، و أبو حريز هذا مدني، سكن مصر، و هو مولى المغيرة بن أبي الغيث (4) بن حمد بن عبد الرّحمن بن عوف الزهري، صاحب مناكير.

فإن كان هذا عبيد اللّه بن سعيد فإنّ أبا محمّد حمزة بن العباس، و أبا الفضل

ص: 67


1- راجع في كتابنا ترجمة الأخطل بن المؤمل.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 471/12.
3- بالأصل:«نا عبد الرحمن بن عمير، نا نصر» و المثبت عن م.
4- في الأسامي و الكنى للحاكم:«ابن أبي الليث» و في لسان الميزان 124/3 «ابن أبي المغيث».

أحمد بن محمّد بن الحسن بن سليم كتب إلي - و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما - قالا:

أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:

عبيد اللّه بن سعيد بن كثير بن عفير يكنى أبا القاسم، توفي في ذي الحجة يوم التروية، يوم السبت سنة ثلاث و سبعين و مائتين.

و يدل على هذا أنّ أبا أحمد الحاكم ذكر في الكنى (1) أبا حريز سهل الزهري هذا، و قال: روى عنه يحيى بن بكير، و سعيد بن كثير بن عفير.

3320 - عبد اللّه بن سعيد

أبو محمّد الحرّاني المقرئ

سكن دمشق و قرأ بها على أبي علي الأهوازي.

قرأ عليه الأمير أبو تراب علي بن الحسين بن علي الربعي.

3321 - عبد اللّه بن سفيان بن عبد الأسد بن هلال

ابن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرّة

ابن كعب بن لؤي القرشي المخزومي (2)

له صحبة.

حدّث عن النبي صلى اللّه عليه و سلم بحديث.

و روى عنه: عمرو بن دينار مرسلا، و قيل: إنه قتل باليرموك.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني أحمد بن إبراهيم العبدي، نا بكر بن عبد الرّحمن القاضي، عن عيسى عن (3) عمرو بن دينار، عن عبد اللّه بن سفيان، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا صام من صام الأبد»[5962].

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن

ص: 68


1- كتاب الأسامي و الكنى للحاكم 152/4 رقم 1832.
2- ترجمته و أخباره في أسد الغابة 159/3 و الإصابة 319/2 و الاستيعاب 385/2 (هامش الإصابة). و جمهرة ابن حزم ص 144 و نسب قريش ص 338 و طبقات ابن سعد 135/4.
3- عن م، و بالأصل «بن».

مندة، أنا عبد اللّه بن علي بن القاسم الصوفي، نا أحمد بن حازم (1)،أنا بكر بن عبد الرّحمن، عن عيسى بن المختار، عن ابن أبي ليلى، عن رجل، عن عبد اللّه بن سفيان أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«لا صام من صام الأبد»[5963].

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (2)،قال في الطبقة الثانية: هبّار بن سفيان، و أخوه عبد اللّه بن سفيان بن عبد الأسد بن هلال بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم، و أمّه بنت عبد بن أبي قيس بن عبد ودّ بن نصر (3) بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، و ليس له عقب، و كان قديم الإسلام بمكة، و هاجر إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية في روايتهم جميعا، و قتل يوم اليرموك شهيدا في خلافة عمر بن الخطاب.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب - أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، أنا حمد (4) بن عبد اللّه - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (5)،قال: عبد اللّه بن سفيان روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«لا صام من صام الأبد»، روى عنه عمرو بن دينار.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، قال: عبد اللّه بن سفيان سكن الشام، و روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم حديثا، و يشكّ في سماعه.

أخبرنا أبو الفتح، أنا شجاع، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: عبد اللّه بن سفيان بن عبد الأسد بن هلال بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم أخو هبّار بن سفيان.

ص: 69


1- عن م، و بالأصل «خازم» خطأ، و هو أحمد بن حازم بن محمد بن يونس بن أبي غرزة، أبو عمر الغفاري الكوفي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 239/13.
2- الخبر في طبقات ابن سعد 135/4.
3- كذا بالأصل و م، و في طبقات ابن سعد: نضر.
4- في م: أحمد.
5- الجرح و التعديل 66/5.

كذا قال: و هو ابن عم أبي سلمة بن عبد الأسد (1).

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة [قال] (2) أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا عمّار بن الحسن، نا سلمة بن الفضل، عن محمّد بن إسحاق (3)،قال: و ذكر من خرج إلى أرض الحبشة من بني مخزوم بن يقظة بن مرّة بن كعب: هبّار بن سفيان، و أخوه عبد اللّه بن سفيان بن عبد الأسد، قتل عام اليرموك بالشام في خلافة عمر بن الخطاب، يشكّ فيه قتل أم لا.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا إبراهيم بن المنذر الحزامي (4)،نا محمّد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب.

ح و أخبرنا أبو محمّد السّلمي، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين (5) بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا إبراهيم بن المنذر، حدّثني محمّد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، و ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة قال: و قتل يوم اليرموك من بني مخزوم: عبد اللّه بن سفيان بن عبد الأسد.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر بن الخطيب، أنا محمّد بن الحسين بن الفضل، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عتّاب، أنا القاسم بن عبد اللّه بن المغيرة، نا إسماعيل بن أبي أويس، نا إسماعيل بن إبراهيم، عن عمّه موسى بن عقبة، قال في تسمية من هاجر إلى أرض الحبشة من بني مخزوم: هبّار بن سفيان بن عبد الأسد، قتل يوم أجنادين، و قتل عبد اللّه بن سفيان بن عبد الأسد يوم اليرموك.

ص: 70


1- و قال ابن الأثير في أسد الغابة 159/3 و الصحيح أن أبا سلمة عمّ عبد اللّه. و في الإصابة 319/2: ابن أخي أبي سلمة.
2- عن م، و سقطت اللفظة من الأصل، و في المطبوعة:«نا».
3- سيرة ابن إسحاق رقم 302 ص 207، و الخبر لم يرد في كتاب يعقوب بن سفيان الفسوي «المعرفة و التاريخ» المطبوع.
4- عن م، و بالأصل: الخزامي، خطأ.
5- عن م و بالأصل: أبو الحسن.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد - إجازة - أنا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن محمّد بن إسحاق قال في تسمية من هاجر إلى أرض الحبشة من بني مخزوم:

هبّار بن سفيان، و أخوه عبد اللّه بن سفيان.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (1)،نا بكر - يعني ابن سليمان - عن ابن إسحاق، قال: و استشهد يوم اليرموك عبد اللّه بن سفيان بن عبد الأسد.

أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن أشليها، و ابنه أبو الحسن علي، قالا: أنا أبو الفضل بن الفرات، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم أبو (2) عبد الملك، نا ابن عائذ، نا الوليد بن مسلم، عن عبد اللّه بن لهيعة، عن أبي الأسود (3) قال: و قتل يوم اليرموك من بني مخزوم: عبد اللّه بن سفيان بن عبد الأسد.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا محمّد بن علي، أنا أبو عبد اللّه النهاوندي، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط (4)،نا بكر - يعني ابن سليمان - عن ابن إسحاق قال: و استشهد يوم اليرموك عبد اللّه بن سفيان بن عبد الأسد، و ذكر الزبير بن بكار أن المستشهد باليرموك أخوه عبيد اللّه (5)،فاللّه أعلم.

3322 - عبد اللّه بن سفيان بن عتبة بن يزيد بن معاوية

ابن أبي سفيان صخر بن حرب بن أميّة بن عبد شمس الأموي

كان بدمشق لمّا قدمها مروان بن محمّد طالبا للخلافة، فكان ممن تلقّاه بسوق عالية (6)،له ذكر.

ص: 71


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 131.
2- بالأصل «بن» خطأ و الصواب ما أثبت، و انظر ترجمته في تهذيب الكمال 100/1.
3- استدرك بعدها في المطبوعة - و قد سقطت من الأصل و م: عن عروة: قال.
4- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 131.
5- انظر جمهرة ابن حزم ص 144.
6- موضع قرب مسجد القدم على ميلين من دمشق،(غوطة دمشق لمحمد كردعلي ص 174).
3323 - عبد اللّه بن أبي سفيان بن الحارث

ابن عبد المطلّب بن هاشم بن عبد مناف

أبو الهيّاج الهاشمي (1)

روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، و عن علي بن أبي طالب.

روى عنه: سماك بن حرب البكري، و أبو موسى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا عبيد اللّه بن عمر، نا غندر، نا شعبة، عن سماك بن حرب، عن عبد اللّه بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلّب.

قال: و أنا عبد اللّه، قال: و نا أحمد بن إبراهيم العبدي، نا أبو داود الطيالسي، أنا شعبة، عن سماك قال: سمعت عبد اللّه بن أبي سفيان - و كان كبيرا (2)-يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا تقدّس أمة لا يأخذ ضعيفها الحقّ من قويها، و هو غير متعتع»[5964] (3).

قد ورد عبد اللّه هذا المدائن، و لم يذكره الخطيب في تاريخ بغداد، و وروده في مسند مسدّد بن مسرهد، و قد رواه الخطيب بأسره فكان ينبغي أن لا يخلّ بذكره.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (4) قال: أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلّب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، و اسمه المغيرة، و أمّه غزيّة بنت [قيس بن طريف بن عبد العزّى بن عامر بن عميرة بن وديعة بن الحارث بن فهر، و كان لأبي سفيان بن الحارث من الولد: جعفر، و أمّه جمانة بنت] (5) أبي طالب بن عبد المطلّب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، و أبو الهيّاج و اسمه عبد اللّه، و جمانة، و حفصة، و يقال: حميدة، و أمّهم قمعة (6) بنت همّام بن الأفقم بن أبي عمرو بن

ص: 72


1- ترجمته و أخباره في أسد الغابة 159/3 و الإصابة 320/2 و المحبر ص 56 و طبقات ابن سعد 49/4 و الاستيعاب 326/2 (هامش الإصابة).
2- بالأصل و م: كثيرا، و المثبت عن أسد الغابة 159/3 و مختصر ابن منظور 238/12 و المطبوعة.
3- أي من غير أن يصيبه أذى يقلقه و يزعجه (النهاية: تعتع).
4- طبقات ابن سعد 49/4.
5- ما بين معكوفتين استدرك على هامش م.
6- في ابن سعد: فغمة.

ظويلم بن جعيل بن دهمان بن نصر بن معاوية، و يقال: إنّ أم حفصة جمانة بنت أبي طالب، و ذكر بنات غير من سمّينا، و قال: و قد انقرض ولد أبي سفيان بن الحارث فلم يبق منهم أحد، و ذكر أن ابن أبي سفيان الذي كان معه يوم أسلم جعفر بن أبي سفيان.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر،[أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:-] (1) أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (2)،قال: عبد اللّه بن أبي سفيان بن عبد المطلّب (3)، روى عنه سماك، مرسل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، قال: عبد اللّه بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلّب، أحسبه سكن الكوفة، و روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم حديثا.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: عبد اللّه بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلّب القرشي، ذكر في الصحابة، و لا يصح له رؤية (4) و لا صحبة، روى حديثه شعبة، عن سماك بن حرب، عن عبد اللّه بن أبي سفيان، و كان كبيرا، قال: كان لرجل من اليهود على النبي صلى اللّه عليه و سلم تمر، فجاءه يتقاضاه، ثم ذكر الحديث (5)،رواه معاذ بن جبل (6)،و أبو داود و غيرهما عن شعبة.

قرأت في جزء كان لشيخنا أبي الفرج غيث بن علي، و ذكر أنه انتقل إليه من ابن ناطور السماء (7) بأطرابلس، فكان فيه، قال: بلغ عبد اللّه بن أبي سفيان بن

ص: 73


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.
2- الخبر في التاريخ الكبير للبخاري 101/1/3.
3- عند البخاري: عبد الملك.
4- في م: رواية.
5- انظر أسد الغابة 159/3.
6- كذا بالأصل و م و نستبعد صوابه لأن معاذا بن جبل مات في طاعون عمواس، و لا يصح أنه روى عن شعبة.
7- في م:«السماك» و لم أظفر به.

الحارث بن عبد المطلّب أن عمرو بن العاص يعيب بني هاشم و يقع فيهم و ينتقصهم (1)، و كان يكنى أبا الهيّاج، فغضب لذلك و زوّر كلاما يلقى به عمرا، ثم قدم على معاوية ليس أكثر سفره إلاّ ليشتم عمرو بن العاص، فدخل على معاوية مرارا، لم يتفق له ما يريد، ثم دخل عليه يوما و عنده عمرو، فجاء الإذن، فقال: هذا عبد اللّه بن جعفر قد قدم و هو بالباب، قال: ائذن له، فقال عمرو: يا أمير المؤمنين لقد أذنت لرجل كثير الخلوات للتمني (2)،و الطربات للتغني، صدوف عن السنان، محبّ للقيان، كثير مزاحه، شديد طماحه، ظاهر الطيش، لين العيش، أخاذ للسلف، صفّاق للشرف، فقال عبد اللّه بن أبي سفيان: كذبت يا عمرو، و أنت أهله ليس هو كما وصفت، و لكنه للّه ذكور، و لبلائه شكور، و عن الخنا زجور، سيّد كريم، ماجد صميم، جواد حليم، إن ابتدأ أصاب، و إن سئل أجاب، غير حصر و لا هيّاب، و لا فاحش غيّاب، كذلك قضى (3) اللّه في الكتاب، فهو كالليث الضرغام، الجريء المقدام، في الحسب القمقام، ليس بدعيّ و لا دنيّ ، كمن اختصم فيه من قريش شرارها، فعلت (4) عليه حرارها، فأصبح ينوء بالذليل و يأوي فيها إلى القليل، مذبذب (5) بين حيين، كالساقط بين المهدين، لا المعتري إليهم قبلوه و لا الظاعن عنهم فقدوه، فليت شعري بأي حسب بنازل (6) للنصال ؟ أم بأي قديم يعرّض للرجال، أ بنفسك، فأنت الجبان الوغد الزنيم، أم بمن تنتمي (7) إليه، فأهل السفه و الطيش و الدناءة في قريش ؟ لا يشرف في الجاهلية شهر و لا تقديم في الإسلام ذكر، غير أنك تنطق بغير لسانك، و تنهض بغير أركانك، و أيم اللّه، إن كان لأسهل للوعث، و ألمّ للشعث، أن يكمعك (8) معاوية عن ولوغك (9) بأعراض قريش كعام الضبع في و جارها، فإنك لست لها بكفي، و لا لأعراضها بوفي.

ص: 74


1- في م: و يتنقصهم.
2- في المطبوعة: للتهني.
3- في م: قضي في الكتاب.
4- كذا بالأصل و م:«فعلت عليه حداها» و في المطبوعة: فغلب عليه جزّارها.
5- بالأصل:«قد بدت بين حنين» و المثبت عن مختصر ابن منظور 239/12.
6- كذا بالأصل و م:«ينازل للنصال» و في مختصر ابن منظور:«تنازل النضال» و هو أشبه.
7- عن م و بالأصل: ينتمي.
8- كذا بالأصل و م. و لعل الصواب: يكعمك، كعم البعير شد فاه لئلا يعض (تاج العروس بتحقيقنا: كعم).
9- بالأصل و م: ولوعك، و المثبت عن مختصر ابن منظور 239/12.

قال: فتهيأ عمرو للجواب فقال له معاوية: نشدتك اللّه أبا عبد اللّه أ ما كففت، فقال عمرو: يا أمير المؤمنين دعني أنتصر، فإنه لم يدع شيئا، فقال معاوية: أما في مجلسك هذا فدع الانتصار و عليك بالاصطبار.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا علي بن محمّد بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا الحميدي، نا سفيان، نا عمرو، قال: خلف أبو الهيّاج بن أبي سفيان بن الحارث على أمامة بنت أبي العاص بعد علي بن أبي طالب.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر الواقدي، نا ابن أبي ذئب، حدّثني عبد اللّه بن عمير مولى أم الفضل.

ح قال: و أنا عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن علي، عن أبيه.

ح قال: و أنا يحيى بن سعيد بن دينار السعدي، عن أبيه.

قال: و حدّثني عبد الرّحمن بن أبي الزّناد، عن أبي و جزة السعدي، عن علي بن حسين.

قال: و غير هؤلاء أيضا قد حدّثني و ذكر الحديث في مقتل الحسين و تسمية من قتل معه، فقال: و رجل من آل أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلّب يقال له أبو الهيّاج، و كان شاعرا، و كان قتله يوم عاشوراء سنة إحدى و ستين.

3324 - عبد اللّه بن أبي سفيان بن عمرو بن عتبة

3324 - عبد اللّه بن أبي سفيان (1) بن عمرو بن عتبة

ابن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية الأموي

كان يسكن قرية من قرى دمشق تسمى (2) السطح (3) خارج باب توما حائر طاحونة العسول، كانت لجده عتبة بن أبي سفيان بن حرب أخي معاوية، له ذكر.

ص: 75


1- انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص 133 و فيه: سفيان بن عمرو.
2- عن م و بالأصل: يسمى.
3- كانت من إقليم بيت لهيا خارج باب توما، و كان يسكنها عبد الرحمن بن أبي سفيان (غوطة دمشق: محمد كردعلي ص 172).

و ذكره أبو الحسن أحمد بن حميد بن أبي العجائز: أنه عبد اللّه (1) بن أبي سفيان بن عمرو (2) بن عتبة، فاللّه أعلم.

3325 - عبد اللّه بن سلمة بن عبد اللّه بن الوليد بن الوليد

3325 - عبد اللّه بن سلمة بن عبد اللّه بن الوليد بن الوليد (3)

ابن المغيرة بن عبد اللّه بن المغيرة بن عبد اللّه

ابن عمر بن مخزوم

وفد على عمر بن عبد العزيز، له ذكر.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمّد الأموي (4)،قال: و روى (5)علي بن محمّد المدائني (6):أنه كان بين عمر بن عبد العزيز و بين يعقوب بن سلمة و أخيه عبد اللّه كلام، فأغلظ يعقوب لعمر في الكلام، فقال له: اسكت فإنّك ابن أعرابية جافية، و قال عقيل (7) لعمر: لعن اللّه شرار الثلاثة مني و منك و منه، فغضب عمر، فقال له صخر (8) بن أبي الجهم: آمين فهو و اللّه يا أمير المؤمنين شر الثلاثة، فقال عمر: و اللّه إني لأراك لو سألته عن آية من كتاب اللّه ما قرأها، فقال: بلى، و اللّه إنه (9)لقارئ لآية و آيات، قال: فاقرأ، فقرأ: إنّا بعثنا نوحا إلى قومه فقال عمر: قد أعلمتك أنك لا تحسن ليس هكذا قال اللّه عز و جل، قال: فكيف قال ؟ قال: إِنّٰا أَرْسَلْنٰا نُوحاً (10)،قال: فما الفرق بين أرسلنا و بعثنا؟

خذا أنف هرشى (11) أو قفاها فإنه *** كلا جانبي هرشى لهن طريق

ص: 76


1- كذا بالأصل و م.
2- عن م و بالأصل: عمر.
3- سقطت اللفظة «الوليد» الثانية من م.
4- الخبر في كتاب الأغاني 261/12 ضمن أخبار عقيل بن علفة.
5- عن الأغاني و بالأصل: و قرئ.
6- عن م و الأغاني و بالأصل: المديني.
7- هو عقيل بن علّفة، أبو العملس و أبو الجرباء، من شعراء الدولة الأموية.
8- الأغاني: صخير.
9- الأغاني: إني.
10- سورة نوح، الآية الأولى.
11- هرشى: ثنية في طريق مكة قريبة من الجحفة.
3326 - عبد اللّه بن أبي سلمة، هو ابن ميمون بن الماجشون

يأتي في حرف الميم في آباء العبادلة.

3327 - عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث بن إسحاق

ابن بشير بن عمرو بن عمران

أبو بكر بن أبي داود الأزدي الحافظ (1)

أصله من سجستان، ولد بها، و نشأ ببغداد.

و قدم دمشق مع أبيه، و سمع بها من محمود بن خالد، و هشام بن خالد، و إبراهيم بن مروان بن محمّد، و يزيد بن عبد اللّه بن رزيق، و أحمد بن عبد الواحد بن عبّود، و موسى بن عامر، و هارون بن محمّد بن بكّار، و محمّد بن وزير، و عبّاس بن الوليد الخلاّل، و القاسم بن عثمان الجوعي، و عبد الملك بن الأصبع البعلبكي، و عمرو بن عثمان، و محمّد بن مصفّى، و العبّاس بن الوليد بن مزيد، و محمّد بن عوف، و كثير بن عبيد.

و روى عنهم و عن أحمد بن صالح المصري، و أبي سعيد الأشجّ ، و أبي الطاهر عمرو بن السّرح، و الحسن الزعفراني، و يحيى بن حكيم المقوّمي (2)،و نصر بن علي الجهضمي، و عبّاد بن يعقوب الرّواجني، و إسحاق بن الأخيل، و الربيع بن سليمان، و علي بن مهران، و محمّد بن آدم المصّيصي، و عبد اللّه بن هاشم الطوسي، و يعقوب بن سفيان، و يونس بن حبيب.

روى عنه: أبو محمّد بن أبي حاتم، و هو من طبقته، و أبو حفص بن شاهين، و أبو الحسن الدارقطني، و أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسحاق بن السّنّي، و أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن علي بن هارون البردعي، و أبو بكر بن المقرئ، و أبو الفرج

ص: 77


1- ترجمته و أخباره في: تاريخ بغداد 464/9 و ميزان الاعتدال 433/2 طبقات الشافعية للسبكي 307/3 طبقات القرّاء للجزري 420/1 ذكر أخبار أصبهان 66/2 الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 265/4 و شذرات الذهب 168/2 العبر للذهبي 164/2 الوافي بالوفيات 200/17 سير أعلام النبلاء 221/13.
2- في م:«المقرى» خطأ، و الصواب ما أثبت و ضبط ، ترجمته في تهذيب الكمال 59/20.

أحمد بن القاسم بن مهدي (1) بن الخشاب، و أبو الحسين بن سمعون الواعظ ، و عثمان بن الحسين الخرقي، و أبو سليمان بن زبر، و أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الجرجاني، و أبو مسلم الكاتب، و أبو القاسم ابن حبابة، و أبو أحمد الحاكم و غيرهم.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو القاسم بن حبابة، أنا أبو بكر بن أبي داود، نا هشام بن خالد، عن الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة، عن ابن عبّاس: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان يباشر أم سلمة و على قبلها ثوب - يعني: و هي حائض-.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، و أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس (2)،قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا الحاكم أبو أحمد، أنا أبو بكر عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث السّجستاني - ببغداد - نا أحمد بن صالح المصري، قال: قرأت على عبد اللّه بن نافع، أخبرني مالك، عن وهب بن كيسان، عن أسماء (3)بنت أبي بكر، قالت:

دخل عليّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أنا أكتل (4) نفقة لنا و أحصيها، فقال:«يا أسماء لا تحصي فيحصي اللّه عليك»[5965].

قال: و سمعت أبا بكر يقول: قلت لأبي زرعة الرازي: ألق عليّ حديثا غريبا من حديث مالك، فألقى عليّ هذا الحديث عن عبد الرّحمن بن شيبة - و هو من أهل المدينة، و هو ضعيف - فقلت له (5):تحبّ أن تكتب عني هذا الحديث عن أحمد بن صالح، عن عبد اللّه بن نافع، عن مالك ؟ فغضب، و شكاني إلى أبي و قال: ما يقول لي أبو بكر؟

ص: 78


1- عن م و بالأصل: مهد.
2- بالأصل و م:«بن أبي العاص» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 20/20 و انظر مشيخة ابن عساكر 36/ب رقم 216 و سماه: تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس أبو القاسم الجرجاني القصّار.
3- عن م، سقطت اللفظة «أسماء» من الأصل.
4- كذا بالأصل و م، و في مختصر ابن منظور 241/12:«أكيل» أشبه بالصواب.
5- في م: يجب.

أخبرني أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو بكر الخطيب، أنا القاضي أبو بكر محمّد بن عمر بن إسماعيل الداودى، أنا أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه بن الفتح الصيرفي، نا أبو بكر بن أبي داود، نا محمّد بن قهزاد (1)،أخبرني سلمة بن سليمان، نا عبد اللّه بن المبارك، أنا عمر بن سلمة بن أبي يزيد، عن أبيه، عن جابر بن عبد اللّه أن النبي صلى اللّه عليه و سلم توضأ في طست، فأخذت فصببته في بئر لنا.

قال أبو بكر بن أبي داود: كتب عني أبي ثلاثة أحاديث، هذا أحدها، و سمع أبي مني هذا الحديث و كان يقول: حدّثت عن ابن قهزاد (2).

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم (3)،قال: أبو بكر عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث السّجستاني، سكن بغداد يعرف بابن أبي داود، سمع أبا جعفر أحمد بن صالح المصري، و عبد الملك بن شعيب بن الليث الفهمي، سمع منه أبوه سليمان، و يحيى بن [محمّد بن] (4) صاعد.

أخبرنا أبو الحسن (5) بن قبيس، و ابن سعيد، و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، قالوا:

قال لنا أبو بكر الخطيب (6):عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير (7) بن شداد بن عمرو بن عمران أبو بكر بن أبي داود الأزدي السّجستاني رحل به أبوه من سجستان، فطوّف به شرقا و غربا و سمعه من علماء ذلك الوقت، فسمع بخراسان و الجبال، و أصبهان، و فارس، و البصرة، و بغداد، و الكوفة، و مكّة، و المدينة، و الشام، و مصر، و الجزيرة، و الثغور، و استوطن بغداد، و صنّف المسند، و السنن و التفسير، و القراءات، و الناسخ و المنسوخ و غير ذلك، و كان فهما عالما حافظا، و حدّث عن علي بن خشرم (8) المروزي، و أبي داود سليمان بن معبد السّنجي، و سلمة بن شبيب،

ص: 79


1- ضبطت بضم القاف و سكون الهاء، ثم زاي، نص عليه في تقريب التهذيب و فيه: محمد بن عبد اللّه بن قهزاذ.
2- ضبطت بضم القاف و سكون الهاء، ثم زاي، نص عليه في تقريب التهذيب و فيه: محمد بن عبد اللّه بن قهزاذ.
3- الأسامي و الكنى للحاكم 213/2 رقم 671.
4- زيادة عن الأسامي و الكنى.
5- بالأصل و م: أبو الحسين، خطأ و الصواب ما أثبت، قياسا إلى سند مماثل.
6- تاريخ بغداد 464/9.
7- عن تاريخ بغداد و بالأصل و م: بشر.
8- عن تاريخ بغداد و بالأصل و م: حشرم.

و محمّد بن يحيى الذهلي، و أحمد بن الأزهر النيسابوري، و إسحاق بن منصور الكوسج، و محمّد بن بشار بندار، و محمّد بن المثنى، و عمرو بن علي، و نصر بن علي البصريين، و إسحاق بن إبراهيم النهشلي، و زياد بن أيوب، و محمّد بن عبد اللّه المخرّمي، و يعقوب الدّورقي، و يوسف بن موسى القطان، و عبّاد الرّواجني، و أبي سعيد الأشجّ ، و محمّد بن مصفّى الحمصي، و المسيّب بن واضح السلمي، و علي بن حرب الموصلي، و عيسى بن حمّاد زغبة، و أحمد بن صالح، و أبي طاهر بن السّرح، و محمّد بن سلمة المرادي، و أبي الربيع الرشديني المصريين، و خلق كثير من أمثالهم.

روى عنه أبو بكر بن مجاهد المقرئ، و عبد الباقي بن قانع، و دعلج بن أحمد، و عبد العزيز بن محمّد بن الواثق باللّه، و أبو بكر الشافعي، و محمّد بن المظفّر (1)، و محمّد بن إسماعيل الورّاق، و محمّد بن عبيد اللّه بن الشّخّير، و أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر بن شاذان، و الدارقطني، و ابن شاهين، و أبو القاسم بن حبابة، و محمّد بن عبد الرّحمن المخلّص، و عيسى بن علي الوزير، فيمن لا يحصى.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان الربعي، قال: و فيها: يعني سنة ثلاثين و مائتين - ولد عبد اللّه بن أبي داود.

أخبرنا أبو (2) الحسن علي بن أحمد، و علي بن الحسن، قالا: ثنا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (3)،أخبرني الطّناجيري، نا عمر بن أحمد الواعظ ، قال: سمعت عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث يقول: ولدت سنة ثلاثين و مائتين و رأيت جنازة إسحاق بن راهويه، و مات سنة ثمان و ثلاثين، و كنت مع ابنه في الكتّاب (4)،و أوّل ما كتبت سنة إحدى و أربعين عن محمّد بن أسلم الطوسي، و كان بطوس، و كان رجلا صالحا، و سرّ بي أبي لمّا كتبت عنه، و قال لي أوّل ما كتبت:

كتب (5) عن رجل صالح.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو القاسم يوسف بن الحسن بن محمّد

ص: 80


1- «و محمد بن المظفر» سقط من تاريخ بغداد المطبوع.
2- في المطبوعة:«أبوا» و يصح، و الذي بالأصل و م: أبو.
3- تاريخ بغداد 465/9.
4- تاريخ بغداد: في كتّاب.
5- زيادة لازمة عن تاريخ بغداد.

التّفكّري الزنجاني، قال: سمعت أبا علي الحسن بن علي بن بندار الزنجاني الشيخ الصالح، قال:

كان أحمد بن صالح يمتنع على المرد من رواية الحديث لهم تعففا و تنزها، و نفيا للظنّة عن نفسه، و كان أبو داود يحضر مجلسه و يسمع منه، و كان له ابن أمرد يحبّ أن يسمعه حديثه، و عرف عادته في الامتناع عليه من الرواية، فاحتال أبو داود بأن شدّ على ذقن ابنه قطعة من الشعر، ليتوهم ملتحيا، ثم أحضره المجلس، و أسمعه جزءا فأخبر الشيخ بذلك، فقال لأبي داود: أمثلي يعمل معه مثل هذا؟ فقال له: أيها الشيخ لا تنكر عليّ ما فعلته، و اجمع ابني هذا مع شيوخ الفقهاء و الرواة، فإن لم يقاومهم بمعرفته فاحرمه حينئذ من السماع، قال: فاجتمع طائفة من الشيوخ، فتعرّض لهم هذا الابن مطارحا، و غلب الجميع بفهمه، و لم يرو له الشيخ مع ذلك شيئا من حديثه، و حصل له ذلك الجزء الأول (1).

قال الشيخ: و أنا أرويه، و كان ابن أبي داود يفتخر برواية هذا الجزء الواحد.

أخبرنا أبو الحسن (2) بن قبيس، و ابن سعيد، قالا: نا و أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب (3)،قال: كتب إليّ أبو ذرّ (4) عبد بن أحمد الهروي من مكّة يذكر أنه سمع أبا حفص بن شاهين يقول: سمعت أبا بكر بن أبي داود (5) يقول: دخلت الكوفة و معي درهم واحد، فاشتريت به ثلاثين مدا باقلّى، فكنت آكل منه مدّا (6)،و أكتب عن أبي سعيد الأشجّ ألف حديث، فلما كان الشهر حصل معي ثلاثون ألف حديث، قال أبو ذرّ:

من بين مقطوع و مرسل و موقوف.

قال الخطيب (7):و أنا أبو منصور محمّد بن عيسى الهمذاني (8)،نا أبو الفضل

ص: 81


1- نقله الذهبي في سير أعلام النبلاء 226/13-227 و أعاده في صفحة 231.
2- بالأصل و م: أبو الحسين، خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ هذا السند كثيرا.
3- تاريخ بغداد 466/9.
4- بالأصل:«أبو داود» و في م:«أبو داود عبد اللّه» و كلاهما تحريف و الصواب ما أثبت عن تاريخ بغداد.
5- عن م و بالأصل: ذر.
6- يعني كل يوم، و هو ما يتضح بعد من سياق العبارة التالية.
7- تاريخ بغداد 465/9.
8- عن تاريخ بغداد، و بالأصل و م: الهمداني.

صالح بن أحمد الحافظ ، أنا أبو بكر عبد اللّه بن سليمان إمام العراق، و علم العلم في الأمصار، و من نصب له السلطان المنبر فحدّث عليه لفضله و معرفته، و حدّث قديما قبل السبعين (1) و مائتين، قدم همذان سنة نيف و ثمانين و مائتين، و كتب عنه عامّة مشايخ بلدنا ذلك الوقت، و قد كان في وقته بالعراق مشايخ أسند منه، و لم يبلغوا في الآلة و الاتفاق ما بلغ هو.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - قراءة - نا عبد العزيز بن أحمد، قال: كتب إليّ أبو ذرّ عبد بن أحمد الهروي من مكّة، و حدّثني عبد الغفار بن عبد الواحد الأرموي، قال: سمعت ابن شاذان يقول (2):

قدم ابن أبي داود أصبهان (3)،فسألوه أن يحدّثهم فقال: ما معي أصل، فقالوا:

ابن أبي داود و أصول ؟ فأملى عليهم ثلاثين ألف حديث ما أخطأ إلاّ في سبعة (4)،ثلاثة هو كان أخطأ فيها، و أربعة (5) كان شيوخه أخطئوا فيها.

كتب إليّ أبو نصر عبد الرحيم بن الأستاذ أبي القاسم القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا علي الحسين بن علي الحافظ يقول:

سمعت أبا بكر بن أبي داود يقول: حدّثت بأصبهان من حفظي بنيف (6) و ثلاثين ألف حديث ألزموني الوهم منها في سبعة أحاديث، فلما انصرفت إلى العراق وجدت في كتابي خمسة منها على ما كنت حدّثتهم به (7).

أخبرنا بها أبو الحسن (8) بن قبيس، و ابن سعيد، قالا: و أبو النجم (9) الشّيحي، أنا أبو بكر الخطيب (10)،أنا محمّد بن علي المقرئ، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ النيسابوري، و ذكرها.

ص: 82


1- تاريخ بغداد: التسعين.
2- نقله الذهبي في سير الأعلام 223/13.
3- سير الأعلام: سجستان، و في آخر الخبر وهم الذهبي راوي الخبر و أن ذلك كان بأصبهان.
4- سير الأعلام: ستة.
5- سير الأعلام: ثلاثة.
6- في سير الأعلام: بستة و ثلاثين ألف.
7- تذكرة الحفاظ 769/2 و سير أعلام النبلاء 224/13.
8- عن م و بالأصل:«أبو الحسين» و في المطبوعة: أبوا الحسن.
9- بالأصل و م: أبو القاسم، خطأ و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
10- تاريخ بغداد 466/9.

قال الخطيب (1):و حدّثني أبو القاسم الأزهري من حفظه، قال: سمعت أحمد بن إبراهيم بن شاذان يقول في المذاكرة: خرج أبو بكر بن أبي داود إلى سجستان في أيام عمرو بن الليث فاجتمع إليه أصحاب الحديث و سألوه أن يحدّثهم فأبى، و قال: ليس معي كتاب، فقالوا له: ابن أبي داود و كتاب ؟ قال أبو بكر: فأثاروني، فأمليت عليهم ثلاثين ألف حديث من حفظي، فلما قدمت بغداد، قال البغداديون: مضى ابن أبي (2)داود إلى سجستان و لعب بالناس، ثم فيّجوا فيجا اكتروه بستة دنانير إلى سجستان ليكتب لهم النسخة، فكتبت و جيء بها إلى بغداد، و عرضت على الحفّاظ بها فخطئوني في ستة أحاديث، منها: ثلاثة حدّثت بها كما حدّثت، و ثلاثة أحاديث أخطأت فيها.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، قال: كتب إليّ أبو ذرّ عبد بن أحمد، و حدّثني عنه عبد الغفار بن عبد الواحد الأرموي عنه قال: و سمعت أبا حفص بن شاهين يقول: أملى علينا ابن أبي داود نحو العشرين سنة، ما رأيت بيده كتابا، إنما كان يملي حفظا.

قال: و سمعت ابن شاهين يقول: كان ابن أبي داود يقعد على المنبر بعد ما عمي و كان ابنه أبو معمر يقعد تحته بدرجة و بيده كتاب يقول له: حديث كذا، فيقول من حفظه حتى يأتي على المجلس، و كان قرأ عليهم يوما حديث القنوت (3) من حفظه، فقام أبو تمّام الزينبي و قال: للّه درّك، ما رأيت مثلك إلاّ أن يكون إبراهيم الحربي، فقال ابن أبي داود: كلما كان يحفظ إبراهيم فأنا أحفظه، و أنا أعرف الطبّ ، و إبراهيم ما كان يعرفه، و أنا أعرف النجوم و إبراهيم ما كان يعرف (4).

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، و علي بن الحسن، قالا: نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (5)،أنا عبيد اللّه بن عمر المروروذي، أنا أبي قال:

سمعت أبا حامد بن أسد (6) المكتب يقول: ما رأيت مثل عبد اللّه بن سليمان بن

ص: 83


1- تاريخ بغداد 466/9.
2- بالأصل و م:«مضى أبو داود» و الصواب عن تاريخ بغداد.
3- كذا بالأصل و م، و في سير الأعلام و تذكرة الحفّاظ : الفتون.
4- نقله الذهبي في سير أعلام النبلاء 224/13-225 و تذكرة الحفاظ 769/2.
5- تاريخ بغداد 465/9.
6- بالأصل و م: أسة.

الأشعث - يعني: في العلم - و ذكر كلاما كثيرا ما ضبطته (1) إلاّ إبراهيم الحربي، و أحسب أنه قال: ما رأيت بعد إبراهيم مثله، أو كلاما يشبه هذا.

قال الخطيب (2):و سمعت بعض شيوخنا و أظنه هبة اللّه بن الحسن الطبري يحكي عن عيسى بن علي بن عيسى الوزير أنه كان يشير إلى موضع في داره فيقول: نا أبو القاسم البغوي في ذلك الموضع، و حدّثنا يحيى بن صاعد في ذلك الموضع، و حدّثنا أبو بكر بن مجاهد في ذلك الموضع، و ذكر غير هؤلاء، فيقول (3) له: لا نراك تذكر أبا بكر بن أبي داود، فيقول: ليته إذا مضينا إلى داره كان يأذن لنا في الدخول إليه و القراءة عليه.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - قراءة - نا عبد العزيز بن أحمد الصوفي، قال:

كتب إليّ أبو ذرّ عبد بن أحمد الهروي من مكة، و حدّثني عبد الغفار بن عبد الواحد الأرموي عنه قال: سمعت أبا حفص بن شاهين يقول: لما أراد الوزير عيسى بن علي أن يصلح بين ابن أبي داود و ابن صاعد جمعهما عنده و حضر القاضي أبو عمر فقال الوزير لابن أبي داود: أبو محمّد أكبر منك، فلو قمت إليه يا أبا بكر و سلّمت عليه، فقال: لا أفعل، فقال له الوزير: أنت شيخ زيّف، فقال ابن أبي داود: الشيخ الزيّف الكذاب على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال الوزير: من (4) الكذاب على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: هذا، ثم قام و قال: تتوهم أن (5) أذل لك لأجل أنّ رزقي يصل على يدك، و اللّه لا أخذت من يدك شيئا أبدا، و يوم آخذه تكون عليّ مائة بدنة محلّلة مهداة إلى بيت اللّه الحرام، فكان المقتدر بعد ذلك يرزق رزقه بيده و يجعله في طبق و يبعثه إليه على يد الخادم، و كان مولد ابن صاعد (6) سنة تسع و عشرين، و مولد ابن أبي داود سنة ثلاثين، بينهما سنة، أو كما قال.

و سمعتهم يقولون: مولد ابن منيع (7) سنة أربع عشرة، و كان يملي و يقول: نا إسحاق الطالقاني سنة خمس و عشرين، قبل أن يولد محدّثوكم يشير إلى ابن صاعد،

ص: 84


1- بالأصل و م، ضبطه، و المثبت عن تاريخ بغداد.
2- تاريخ بغداد 467/9.
3- تاريخ بغداد: فيقال له.
4- من قوله: لابن أبي داود إلى هنا سقط من م.
5- عن م، و بالأصل: أن.
6- هو يحيى بن محمد بن صاعد.
7- يعني أبا القاسم عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه بن المرزبان البغوي ترجمته في سير الأعلام 440/14.

و ابن أبي داود، و توفي ابن أبي داود سنة ست عشرة، و ابن منيع سنة سبع عشرة، و ابن صاعد سنة تسع عشرة، و أبو حامد الحضرمي سنة تسع عشرة.

أخبرنا أبو الحسن، قالا (1):نا و أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب (2)،أنا علي بن محمّد بن الحسن الحربي، أنشدنا أبو الحسين علي (3) بن إسحاق الواسطي في سنة ثلاث و سبعين و ثلاثمائة في جامع المدينة، أنشدنا ابن أبي داود لنفسه:

إذا تشاجر أهل العلم في خبر *** فليطلب البعض من بعض أصولهم

إخراجك الأصل فعل الصادقين فإن *** لم تخرج (4) الأصل لم تسلك سبيلهم

فاصدع بعلم و لا تردد نصيحتهم *** و اظهر أصولك إنّ الفرع متّهم

قال (5):و أنا البرقاني، قال: قرأت على أبي القاسم بن النّخّاس (6)،سمعت أبا بكر بن أبي داود يقول: رأيت أبا هريرة في النوم و أنا بسجستان أصنّف حديث أبي هريرة كثّ اللحية، ربعة، أسمر عليه ثياب غلاظ ، فقلت: يا أبا هريرة إنّي لأحبّك، فقال: أنا أول (7) صاحب حديث كان في الدنيا، قلت: يا أبا هريرة كم من رجل أسند عن أبي صالح عنك ؟ فقال: مائة رجل، قال ابن أبي داود: فنظرت فإذا عندي نحوها.

قال (8):و أنا أحمد بن محمّد العتيقي، قال: سمعت أبا القاسم طلحة بن محمّد بن جعفر صاحب ابن مجاهد يقول: سمعت أبا بكر بن أبي داود يقول: مررت يوما بباب الطاق فإذا رجل يعبر الرّؤيا، فمرّ به رجل فأعطاه قطعة و قال: رأيت البارحة كأنّي أطالب بصداق امرأة و لم أتزوج قط ، فردّ عليه القطعة و قال: ليس لهذا (9) جواب، فتقدمت إليه فقلت: خذ منه القطعة حتى أفسّر له جوابها، فأخذ القطعة، فقلت للرّجل:

ص: 85


1- كذا بالأصل و م، و هو يريد أبا الحسن علي بن أحمد و أبا الحسن علي بن الحسن، و قد مرّ هذا السند كثيرا و في المطبوعة:«أبو الحسن» و هو أشبه بالصواب.
2- تاريخ بغداد 466/9.
3- في تاريخ بغداد: علي بن يحيى بن إسحاق الواسطي.
4- بالأصل و م: يخرج، و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- تاريخ بغداد 467/9.
6- عن تاريخ بغداد، و بالأصل و م: النحاس.
7- بالأصل:«أو» و الصواب عن م و تاريخ بغداد.
8- تاريخ بغداد 467/9.
9- تاريخ بغداد: لهذه.

أنت تطالب بخراج أرض ليست لك، فقال: هو ذا و اللّه معي العون.

أنبأنا أبو المظفّر بن القشيري، عن محمّد بن علي، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، قال: و سألته - يعني الدارقطني-.

و أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (1)،قال: و ذكر أبو عبد الرّحمن السلمي أنه سأل الدارقطني عن أبي بكر بن أبي داود فقال: ثقة إلاّ أنه كثير الخطأ في الكلام على الحديث.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو عمرو الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي (2)،قال: و سمعت عبدان يقول: سمعت أبا داود السّجستاني يقول: و من البلاء أن عبد اللّه يطلب القضاء.

قال: و أنا أبو أحمد (3)،قال: سمعت علي بن عبد اللّه الدّاهري يقول: سمعت أحمد بن محمّد بن عمرو بن عيسى كركرة (4) يقول: سمعت علي بن الحسين (5) بن الجنيد يقول: سمعت أبا داود السّجستاني يقول: ابني عبد اللّه هذا كذاب.

و كان ابن صاعد يقول: كفانا ما قال أبوه فيه.

قال (6):و سمعت موسى بن القاسم بن موسى بن الحسن بن موسى الأشيب يقول: حدّثني ابن (7) بكر قال: سمعت إبراهيم الأصبهاني يقول: أبو بكر بن أبي داود كذاب.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، و علي بن الحسن، قالا: نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (8)،حدّثني أحمد بن عمر بن علي القاضي

ص: 86


1- تاريخ بغداد 468/9.
2- الخبر في الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 266/4.
3- المصدر السابق نفسه.
4- في ابن عدي: كركر.
5- بالأصل و م: الحسن، و المثبت عن ابن عدي.
6- القائل أبو أحمد بن عدي، و الخبر في الكامل 266/4.
7- كذا بالأصل و م، و في ابن عدي: أبو بكر.
8- تاريخ بغداد 467/9.

-بدرزنجان (1)-قال: سمعت محمّد بن عبد اللّه بن أيوب القطّان يقول: كنت عند محمّد بن جرير الطبري، فقال له رجل: إنّ ابن أبي داود يقرأ على الناس فضائل علي بن أبي طالب، فقال ابن جرير تكبيره من حارس، قال الخطيب: كان ابن أبي داود يتّهم بالانحراف عن علي، و الميل عليه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو عمرو الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي (2)،قال: سمعت علي بن عبد اللّه الداهري يقول:

سألت ابن أبي داود بالرّي عن حديث الطير فقال: إن صحّ حديث الطير فنبوة النبي صلى اللّه عليه و سلم باطل، لأنه حكى عن حاجب النبي صلى اللّه عليه و سلم خيانة و حاجب النبي لا يكون خائنا.

قال: و أنا أبو أحمد (3)،قال: سمعت محمّد بن الضّحّاك بن عمرو بن أبي عاصم النبيل يقول: أشهد على محمّد بن يحيى بن مندة بين يدي اللّه أنه قال لي: أشهد على أبي بكر بن أبي داود بين يدي اللّه أنه قال لي: روى الزهري عن عروة قال: كانت، فذكر.... (4).

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ (5)،قال: محمّد بن عبد اللّه بن الحسن بن حفص أبو عبد اللّه الهمذاني (6)توفي سنة خمس و ثمانين و مائتين، حدّث عن أبي سفيان صالح بن مهران، و محمّد بن بكير الكوفي (7)،و البصريين و الناس، عرض عليه قضاء أصبهان، و ورد كتاب المعتز بن المتوكل بتوليته القضاء له عليها، فهرب منها إلى قاسان مقيما بها إلى أن ولي محمّد بن إبراهيم بن الرمّاح الخراساني قضاء أصبهان، ثم عاد إلى أصبهان، و كانت أمّه فان (8) كان بنت خالد بن الأزهر أمير أصبهان و الأهواز، و هو الذي عمل و سعى في

ص: 87


1- بالأصل: ذززنجان، خطأ و الصواب عن م و تاريخ بغداد، و في ياقوت: درزيجان بالياء بدل النون و هي قرية كبيرة تحت بغداد على دجلة بالجانب الغربي.
2- الكامل لابن عدي 266/4.
3- الكامل لابن عدي 266/4.
4- بياض بالأصل و م مقداره سطرا. و انظر تمام الخبر في الكامل لابن عدي.
5- الخبر في كتاب ذكر أخبار أصبهان 210/2.
6- بالأصل و م الهمداني بالدال المهملة، و المثبت عن أخبار أصبهان.
7- في ذكر أخبار أصبهان: الحضرمي.
8- في ذكر أخبار أصبهان: نازكان.

خلاص عبد اللّه بن أبي داود لما أمر أبو ليلى الحارث بن عبد العزيز بضرب عنقه لما تقوّلوا عليه، و كان رحمه اللّه احتسب في أمر عبد اللّه بن أبي داود السّجستاني لما امتحن، و تشمّر في استنقاذه من القتل، و ذاك أن أبا بكر بن أبي داود قدم أصبهان و كان من المتبحرين في فنون العلم و الحفظ و الفهم و الذكاء، فحسده جماعة و أجري [يو] (1) ما في مذاكرته ما قالته الناصبة في أمر أمير المؤمنين علي رضي اللّه عنه، فإنّ الخوارج و النواصب نسبوه إلى أن أظا.... (2) فنسبوا الحكاية إليه، و تقوّلوا عليه، و حرّضوا عليه جعفر بن محمّد بن شريك، و أقاموا بعض العلوية خصماء [له] (3)، فأحضر مجلس الوالي أبي ليلى الحارث بن عبد العزيز، و أقاموا عليه الشهادة فيما ذكر محمّد بن يحيى بن مندة، و أحمد بن علي بن الجارود، و محمّد بن العبّاس الأخرم، فأمر الوالي أبو ليلى بضرب عنقه، فاتّصل الخبر بمحمّد بن عبد اللّه بن الحسن فحضر الوالي أبا ليلى و جرح الشهود، و قدح في شهادتهم فنسب محمّد بن يحيى بن مندة إلى العقوق و أنه كان عاقّا لوالديه (4)،و نسب الجارود (5) إلى أنه مربي (6) يأكل الربا و يؤكل الناس الربا، و نسب الأخرم إلى أنه مفتري (7) غير صدوق و أخذ بيد عبد اللّه بن أبي داود فأخرجه و خلّصه من القتل، و كان عبد اللّه بن أبي داود يدعو لمحمّد بن عبد اللّه طول حياته، و يدعو على الذين شهدوا عليه، فاستجيب له فيهم، و أصابت كلّ واحد منهم دعوته، فمنهم من احترق، و منهم من خلّط و فقد عقله.

و قد روي عنه أنه تبرّأ من ذلك فيما أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و ابن سعيد، قالا: نا و أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب (8)،قال: فأخبرني علي بن أبي علي، نا أبو الحسن أحمد بن يوسف الأزرق، قال: سمعت أبا بكر بن أبي داود غير مرّة و هو يقول:

ص: 88


1- ما بين معكوفتين بياض بالأصل و الجزء من الكلمة أضيف من ذكر أخبار أصبهان، و الكلمة سقطت من م.
2- كذا بالأصل و م:«أظا» و بعدها فيهما بياض بمقدار سطر، و تمام العبارة في ذكر أخبار أصبهان: أظافيره قد حفيت من كثرة تسلقه على أم سلمة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم.
3- الزيادة عن ذكر أخبار أصبهان.
4- في ذكر أخبار أصبهان: لوالده.
5- أخبار أصبهان: ابن الجارود.
6- كذا بالأصل و م بإثبات الياء، و يصح.
7- كذا بالأصل و م بإثبات الياء، و يصح.
8- تاريخ بغداد 468/9.

كل من بيني و بينه شيء أو ذكرني بشيء - شك أبو الحسن - فهو في حلّ إلاّ من رماني ببغض عليّ بن أبي طالب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو عمرو الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،قال: سمعت عبد اللّه بن محمد البغوي يقول: و قد كتب إليه ابن أبي داود رقعة يسأله عن لفظ حديث لجدّه بيّن (2) له من لفظ غيره (3)،فقال البغوي لما قرأ رقعته: أنت و اللّه عندي منسلخ من العلم.

قال ابن عدي (4):و أبو بكر بن أبي داود لو لا شرطنا في أوّل الكتاب أن كل من تكلم فيه متكلّم ذكرته في كتابي هذا، و ابن أبي داود قد تكلم فيه أبوه و إبراهيم الأصبهاني، و نسب في الابتداء إلى شيء من النصب، و نفاه ابن فرات من بغداد إلى واسط ، و ردّه علي بن عيسى، و حدّث و أظهر فضائل [علي] (5) ثم تحنبل فصار شيخا فيهم، و هو معروف بالطلب، و عامّة ما كتب مع أبيه أبي داود، و دخل مصر و الشام، و العراق، و خراسان، و هو مقبول عند أصحاب الحديث، و أمّا كلام أبيه فيه فلا أدري أيش تبيّن له منه.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: و توفي أبو بكر في ذي الحجة من هذه السنة - يعني سنة ست عشرة و ثلاثمائة - و مات و هو ابن ست و ثمانين سنة كاملة.

أنبأنا أبو سعد محمّد بن محمّد بن محمّد، و أبو علي الحسن بن أحمد، و أبو القاسم غانم بن محمّد بن عبيد اللّه البرجي، ثم أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد، أنا أبو علي، قالوا: أنا أبو نعيم، قال: سمعت عبد اللّه بن محمّد بن جعفر بن حيّان يقول: و مات أبو بكر عبد اللّه بن أبي داود السّجستاني سنة ست عشرة و ثلاثمائة.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، أنا أبو طاهر أحمد بن علي بن

ص: 89


1- الكامل لابن عدي 266/4.
2- غير واضحة بالأصل و م، و المثبت عن الكامل لابن عدي.
3- انظر نص الحديث في الكامل لابن عدي.
4- الكامل لابن عدي 266/4.
5- زيادة عن ابن عدي.

عبيد اللّه بن سوّار، نا أبو الفضل عبيد اللّه بن أحمد الكوفي، ثم قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفضل الكوفي، قال: قال لنا أبو الحسن أحمد بن محمّد الجندي، مات أبو بكر بن أبي داود سنة ست عشرة و ثلاثمائة.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا: أنا أحمد بن علي بن خلف، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت عيسى بن حامد بن بشر (1) بن عيسى الرخّجي القاضي يقول: مات أبو بكر بن أبي داود السّجستاني سنة ست عشرة و ثلاثمائة.

أخبرنا أبو الحسن (2)،قالا: نا و أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب (3)،أنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، قال: قال لنا عيسى بن حامد بن بشر الرخّجي: مات عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث بن أبي داود أبو بكر السّجستاني ليلة الاثنين، و دفن يوم الاثنين الظهر لثمان عشرة خلت من ذي الحجة سنة ست عشرة و ثلاثمائة، و صلى عليه مطّلب الهاشمي صاحب الصّلاة في جامع الرصافة، و دفن في مقابر باب البستان.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن رزقويه (4) البزّاز، أنا أبو محمّد إسماعيل بن علي الخطبي، قال: و توفي أبو بكر عبد اللّه بن أبي داود السّجستاني في ذي الحجة يوم الاثنين لثمان عشرة خلت منه سنة ست عشرة و ثلاثمائة.

كتب إليّ أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ .

ح و أخبرنا أبو الحسن (5)،قالا: نا و أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب (6)،أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، أنا محمّد بن (7) نعيم الضّبّي، قال: سمعت عبد الأعلى بن

ص: 90


1- عن م و بالأصل: بسر.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«أبوا الحسن» و هو الصواب، و انظر ما لاحظناه قريبا بشأن هذا السند، و هو يتكرر كثيرا.
3- تاريخ بغداد 468/9.
4- بالأصل و م: زرقويه، خطأ و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 258/17.
5- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«أبوا الحسن» و هو الصواب، و انظر ما لاحظناه قريبا بشأن هذا السند، و هو يتكرر كثيرا.
6- تاريخ بغداد 468/9.
7- بالأصل و م:«أبو» خطأ، و الصواب عن تاريخ بغداد.

عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث يقول: توفي أبي - زاد أبو نصر يوم الاثنين السابع عشر من ذي الحجة سنة ست عشرة و ثلاثمائة، و قالا:- و هو ابن ست و ثمانين سنة و ستة أشهر و أيام، و صلّى عليه مطّلب الهاشمي، ثم أبو عمر حمزة بن القاسم الهاشمي، صلّى - و قال أبو نصر: ثم صلى - عليه ثمانين مرة، حتى أنفذ (1) المقتدر بنازوك (2) فخلّصوا جنازته و دفنوه و خلف - زاد أبو نصر أي و قالا:- ثمانية أولاد: أبو داود محمد، و أبو معمر عبيد اللّه، و أبو أحمد عبد الأعلى و خمس بنات أكبرهن فاطمة و حدّثت.

أخبرنا أبو الحسن (3)،قالا: نا و أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب (4)،أنا القاضي أبو بكر محمّد بن عمر الداودي، أنا محمّد بن عبيد اللّه بن الفتح بن الشّخّير الصيرفي، قال: مات أبو بكر بن أبي داود يوم الأحد لاثنتي عشرة بقيت من ذي الحجة سنة ست عشرة و ثلاثمائة، و صلّى عليه مطّلب صاحب الصلاة، و مات و هو ابن سبع و ثمانين سنة، قد مضى له منها ثلاثة أشهر، و دفن في مقبرة باب البستان، و صلّى عليه زهاء ثلاث مائة ألف إنسان و أكثر، و صلّى عليه في أربع (5) مواضع، و أخرج صلاة الغداة و دفن بعد صلاة الظهر، و كان زاهدا عالما ناسكا رضي اللّه عنه و أسكنه الجنة برحمته.

3328 - عبد اللّه بن سليمان بن أبي كريمة الصّيداوي

سمع هشام بن الغاز.

روى عنه: ابن ابنه محمّد بن حمزة بن عبد اللّه، عن وجوده في كتابه.

قرأت على أبي القاسم بن السّمرقندي، عن محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي الصقر، نا الحسن بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن جميع، أنا أبو يعلى عبد اللّه بن محمّد بن حمزة بن أبي كريمة، نا أبي، قال: وجدت في كتاب جدي عبد اللّه بن سليمان مكتوبا بخطه: نا هشام بن الغاز، نا الزهري، عن سالم بن عبد اللّه، عن ابن

ص: 91


1- عن م و تاريخ بغداد و بالأصل: أنفد.
2- عن تاريخ بغداد و بالأصل و م: بناروك.
3- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«أبو الحسن» و هو الصواب، و انظر ما لاحظناه قريبا بشأن هذا السند و هو بتكرار كثيرا.
4- تاريخ بغداد 468/9.
5- كذا بالأصل و م، و في تاريخ بغداد:«أربعة»، و هو الصواب.

عمر قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«انطلق ثلاثة نفر ممن كان قبلكم»، و ذكر حديث الغار. كذا فيه[5966].

3329 - عبد اللّه بن سليمان - و يقال: ابن محمّد بن سليمان -

ابن محمّد بن عبد المطّلب بن ربيعة بن الحارث

ابن عبد المطّلب بن هاشم الهاشمي (1)

من أهل دمشق.

ولاّه المنصور البلقاء من كور دمشق.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالوا: أنا أبو جعفر المعدّل، أنا أبو طاهر الذهبي، أنا أبو عبد اللّه أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزبير بن بكّار، قال: و من ولده - يعني عبد المطّلب بن ربيعة - عبد اللّه بن سليمان بن - يعني: محمّد - بن عبد المطّلب، ولاّه أمير المؤمنين المنصور البلقاء، و ولاّه اليمن، و أمّه أمّ ولد، و ابنه محمّد بن عبد اللّه بن سليمان بن محمّد، ولاّه هارون الرّشيد المدينة، و كان يلقب:«زيرا» (2).

سقط :«محمّد» من كتابي في نسب عبد اللّه، و ذكره في نسب محمّد، و هو الصواب، و كذلك وجدته على الصواب من رواية أبي علي الحسن بن علي بن نصر الطوسي، عن الزبير بن بكّار.

و قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين (3)،عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهّاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا أبو جعفر الطبري (4)،قال: ذكر علي بن محمّد الهاشمي - يعني النوفلي - قال: كان المنصور ولّى عبد اللّه (5) بن محمّد بن سليمان بن محمّد بن عبد المطّلب بن ربيعة بن الحارث البلقاء، ثم عزله، و أمر أن يحمل إليه مع مال إن وجد عنده، فحمل

ص: 92


1- له ذكر في جمهرة ابن حزم ص 71 و نسب قريش للمصعب الزبيري ص 87.
2- في نسب قريش:«زينا» و في المطبوعة:«زيزا».
3- بالأصل و م: الحسن، خطأ و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
4- انظر تاريخ الطبري 81/8 حوادث سنة 158.
5- في تاريخ الطبري: محمد بن عبيد اللّه بن محمد....

إليه على البريد و ألفي دينار كانت معه، و ثقله الذي كان معه على البريد، و كان مصلّى سوسنجرد سجود و مضربة و مرفقة و وسادتين و طست (1) و إبريق و أشناندانة، فوجد ذلك مجموعا كهيئته - يعني لما ردّ المهدي المظالم التي قبضها المنصور - إلاّ أن المتاع قد تأكّل فأخذ الألفي دينار، و استحيا أن يخرج ذلك المتاع، و قال: لا أعرفه، فتركه، ثم ولاّه المهدي بعد ذلك اليمن، و ولّى الرشيد ابنه الملقب زيرا (2) المدينة.

3330 - عبد اللّه بن سليمان بن يوسف بن يعقوب

ابن الحكم بن المنذر بن الجارود

أبو محمّد العبدي البعلبكّي، و يقال: البغدادي (3)

حدّث عن أبيه سليمان، و الليث، و ابن لهيعة، و أبي إسحاق الفزاري، و عبد اللّه بن المبارك.

روى عنه: ابنه إبراهيم بن عبد اللّه، و يحيى بن محمّد بن عمران بن أبي الصّفيراء (4)،و محمّد بن الحسن بن قتيبة، و محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، و أبو عبد الرّحمن عبد الجبار بن محمّد بن الكوثر الصّوري، و القاسم بن عبيد المكتّب، و أحمد بن عيسى بن زيد الخشاب التّنّيسي، و محمّد بن رزيق (5) بن جامع المديني، و بكر بن سهل الدّمياطي.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا محمّد بن الحسن (6) بن قتيبة، نا عبد اللّه بن سليمان العبدي، نا أبو إسحاق الفزاري، عن مسعر، عن أبي فروة، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه، قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة الم تَنْزِيلُ (7) و تَبٰارَكَ (8).

ص: 93


1- في الطبري: و طستا و إبريقا.
2- كذا بالأصل و م، و في الطبري:«ربرا» و في المطبوعة: زيزا.
3- ترجمته في تاريخ بغداد 463/9 و الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 230/4 و لسان الميزان 293/3 و ميزان الاعتدال 432/2.
4- بالأصل:«الصقرا» و في م:«الصقر» و كلاهما تحريف، و الصواب ما أثبت عن ميزان الاعتدال.
5- عن م و بالأصل: زريق.
6- بالأصل و م: الحسين، خطأ و الصواب ما أثبت. و قد مرّ في أول الترجمة.
7- سورة السجدة، الآية الأولى.
8- سورة الملك، الآية الأولى.

قال: و أنا ابن قتيبة، نا عبد اللّه بن سليمان العبدي، نا أبو إسحاق الفزاري، نا الأعمش و الثوري، عن عبد اللّه بن السائب، عن زاذان (1)،عن عبد اللّه بن مسعود، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«للّه ملائكة سيّاحين في الأرض يبلّغوني عن أمّتي السّلام»[5967].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي (2)،نا يحيى بن محمّد بن عمران بن أبي الصفيراء، نا عبد اللّه بن سليمان أبو محمّد البعلبكّي العبدي، نا الليث بن سعد، عن عقيل، عن ابن شهاب، أخبرني عطاء بن يزيد الليثي أنه سمع أبيّ بن كعب يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا يحلّ لمؤمن أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام، يلتقيان فيصد هذا و يصد هذا، و خيرهما الذي يبدأ بالسّلام»[5968].

قال ابن عدي: هكذا يرويه الليث بن سعد، عن عقيل، و قد روي عن غير الليث، عن عقيل هكذا [أيضا] (3)،و إنّما يرويه أصحاب الزهري، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد، عن أبي أيوب الأنصاري، و عبد اللّه بن سليمان ليس بذلك المعروف، لم يحدّثنا عنه إلاّ هذا الشيخ و الباغندي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن (4) منصور، نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (5)،أنا علي بن أبي علي البصري، نا عبد اللّه بن أحمد بن ماهبزد (6)الأصبهاني، نا محمّد بن بن محمّد بن سليمان الباغندي، نا عبد اللّه بن سليمان بن يوسف بن يعقوب بن الحكم بن المنذر بن الجارود، نا الليث بن سعد، فذكر حديثا يأتي في ترجمة عثمان بن عفان.

قال الخطيب (7):عبد اللّه بن سليمان بن يوسف بن يعقوب الجارودي حدّث عن الليث بن سعد حديثا منكرا. رواه عنه أحمد بن عيسى بن زيد الخشاب التّنّيسي،

ص: 94


1- بالأصل و م:«زادان» بالدال المهملة، و الصواب ما أثبت، و انظر ترجمته في تهذيب الكمال 251/6.
2- الخبر في الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 230/4.
3- زيادة لازمة للإيضاح عن ابن عدي.
4- عن م، و بالأصل:«أبو».
5- الخبر في تاريخ بغداد 464/9.
6- بالأصل:«ماهيز» و في م:«ماهيز» و المثبت عن تاريخ بغداد.
7- تاريخ بغداد 463/9.

و محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، و روى عن عبد اللّه بن سليمان ابنه إبراهيم حديثا غير هذا (1).

3331 - عبد اللّه بن سليمان الأنصاري

سمع أبا الدّرداء و معاوية.

روى عنه: فرج بن فضالة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الحسين محمّد بن أحمد بن محمّد بن الآبنوسي، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن سمعون الواعظ ، أنا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا محمّد بن عبيد اللّه، نا يونس بن محمّد، نا فرج بن فضالة، حدّثني عبد اللّه بن سليمان الأنصاري، و كان من أصحاب أبي الدّرداء، قال: سمعت معاوية (2) يخطب بدمشق و يقول: إنّ الجمعة واجبة على أهل قردا (3) و البضيع (4)و زاكية (5) و فلانة و فلانة على رأس اثني (6) عشر ميلا.

3332 - عبد اللّه بن سماعة، والد إسماعيل

3332 - عبد اللّه بن سماعة، والد إسماعيل (7)

حكى عنه محمّد بن شعيب بن شابور.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز بن أحمد.

ح و أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي نصر، نا أبو علي الحسن بن حبيب، نا يزيد بن عبد الصمد، نا أبو مسهر،

ص: 95


1- و هو يريد الحديث الذي قال عنه: أنه سيأتي في ترجمة عثمان بن عفان.
2- بالأصل و م: و معاوية.
3- من غوطة دمشق، قاله محمد كردعلي في غوطة دمشق ص 176.
4- بالأصل و م: الصنع، و المثبت عن غوطة دمشق لمحمد كردعلي ص 12: و البضيع بالتصغير، و يروى بالفتح، و هو من الغوطة و قد ورد في بيت لحسان بن ثابت: أ سألت رسم الدار أم لم تسأل بين الجوابي فالبضيع فحومل و قال ياقوت: و جبل البضيع: جبل الكسوة المشرف على الغوطة.
5- زاكية: من قرى حوران.
6- بالأصل:«اثنتي» و اللفظة غير واضحة بالتصوير في م.
7- راجع ترجمته في كتابنا (في حرف الألف - باب إسماعيل).

نا محمّد بن شعيب، قال: قال لي عبد اللّه بن سماعة: ما أتت عليّ منذ عشرين سنة (1)ليلة إلاّ (2) ختمت فيها القرآن.

3333 - عبد اللّه بن سوّار بن همّام بن ثعلبة

ابن عبد اللّه بن زيد بن عامر بن الحارث العبدي (3)

تابعي، أظنه من أهل البصرة، و استعمله زياد على مكران (4).

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن علي السيرافي، أنا أحمد بن اسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (5)،قال: قال أبو خالد عن أبي الخطاب: بعث ابن عامر عبد اللّه بن سوّار العبدي - يعني إلى سجستان (6)-في ولاية عثمان، فلم يزل بها حتى قتل (7).

قال خليفة (8):و فيها - يعني سنة خمس و أربعين - بعث ابن عامر عبد اللّه بن سوّار العبدي، فافتتح القيقان، و أصاب غنائم، و أفاد فيها خيل البراذين (9) القيقانية من نسل تلك الخيل، ثم قدم و استخلف كراز (10) بن أبي كراز العبدي، و قدم على معاوية فردّه إلى عمله، و عزل ابن عامر.

ثم قال خليفة (11):سنة سبع و أربعين فيها غزا عبد اللّه بن سوّار العبدي القيقان فجمع له الترك، فقتل عبد اللّه بن سوّار و عامّة ذلك الجيش، و غلب المشركون على القيقان.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية،

ص: 96


1- سقطت من الأصل و أضيفت عن م، و كتبت فيها فوق الكلام بين السطرين.
2- سقطت من الأصل و أضيفت عن م.
3- ذكره ياقوت في معجم البلدان (قيقان) و ورد في تاريخ خليفة بن خيّاط (انظر الفهارس).
4- مكران بالضم ثم السكون، اسم لسيف البحر،(و انظر معجم البلدان).
5- تاريخ خليفة ص 180 حوادث سنة 35.
6- كذا و قد ورد الخبر فيه تحت عنوان: البحرين.
7- تاريخ خليفة بن خيّاط حتى قتل عثمان.
8- تاريخ خليفة ص 207.
9- كذا بالأصل و م، و في تاريخ خليفة: وقاد منها خيلا، فأصل البراذين القيقانية.
10- تاريخ خليفة: حزاز.
11- تاريخ خليفة ص 208.

أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1)،قال: قالوا: ثم سار ابن عامر نحو مرو الرّوذ فوجّه إليها عبد اللّه بن سوّار بن همّام العبدي، فافتتحها، و وجه يزيد الجرشي إلى زام و باخرز و جوين فافتتحها جميعا عنوة، و وجّه عبد اللّه بن خازم إلى سرخس فصالحه مرزبانهم.

3334 - عبد اللّه بن سلام بن الحارث

3334 - عبد اللّه بن سلام (2) بن الحارث

أبو يوسف الإسرائيلي (3)

حليف الأنصار (4).

أسلم و صحب النبي صلى اللّه عليه و سلم، و شهد له بالجنة.

و روى عنه: أحاديث.

روى عنه: أبو هريرة، و أنس بن مالك، و عبد اللّه بن مغفّل المزني، و ابناه:

يوسف و محمّد ابنا عبد اللّه بن سلام، و بشر بن شغاف، و عطاء بن يسار، و عبد اللّه بن حنظلة بن (5) الراهب، و زرارة بن أوفى، و خرشة بن الحرّ، و قيس بن عبّاد، و أبو سلمة بن عبد الرّحمن، و عبيد اللّه بن خنيس الغفاري.

و شهد مع عمر بن الخطاب الجابية، و فتح بيت المقدس فيما رواه الواقدي عن أبي بكر بن أبي سبرة، عن عبد الواحد بن أبي عون، عن عمران بن أبي أنس، عن مالك بن أوس بن الحدثان النصري.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو

ص: 97


1- طبقات ابن سعد 46/5 ضمن أخبار عبد اللّه بن عامر بن كريز.
2- سلام بالتخفيف، قاله في تقريب التهذيب.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 205/10 و تهذيب التهذيب 163/3 و أسد الغابة 160/3 و الإصابة 320/2 و الاستيعاب 382/2 (هامش الإصابة) و الوافي بالوفيات 198/17 و سير أعلام النبلاء 296/2 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 41-60) ص 74 و انظر بحواشي المصادر الثلاثة الأخيرة أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
4- بالأصل و م: الأنصاري.
5- عن م و بالأصل: من.

بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا أبو ياسر - زاد ابن حمدان: عمار (1)-نا هشام أبو المقدام، حدّثني أبي، عن يوسف بن عبد اللّه بن سلام، عن أبيه أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«الحرب خدعة»[5969].

أخبرنا أبو عبد اللّه، و أبو المظفّر، قالا: أنا أبو سعد، أنا أبو عمرو، أنا أبو يعلى، نا عمّار أبو ياسر، نا هشام بن زياد أبو المقدام، حدّثني أبي، عن يوسف بن عبد اللّه بن سلام، عن أبيه أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«اللّهمّ بارك لأمّتي في بكورها»[5970].

قال: و أنا يعلى، نا أبو ياسر عمّار، نا أبو المقدام هشام بن زياد، حدّثني أبي عن يوسف بن عبد اللّه بن سلام، عن أبيه أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«الحياء من الإيمان»[5971].

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمّام علي بن محمّد، أنا أحمد بن عبيد بن بيري، أنا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، قال: سمعت أبي يقول: عبد اللّه بن سلام أبو يوسف.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد (2) بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا (3)،نا محمّد بن سعد، قال في الطبقة الثانية: عبد اللّه بن سلام، و يكنى أبا يوسف من بني إسرائيل من ولد يوسف بن يعقوب، و هو حليف القواقلة (4) من بني عوف بن الخزرج.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، قال: و من حلفاء القواقلة، و هم بنو غنم، و بنو سالم ابني عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج عبد اللّه بن سلام، و يكنى أبا يوسف، و كان اسمه الحصين، فلما أسلم سمّاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عبد اللّه، و هو رجل من بني إسرائيل من ولد يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرّحمن، و هو حليف القواقلة من بني عوف بن الخزرج (5).

ص: 98


1- عن م و بالأصل: عامر.
2- بالأصل و م: أنا محمد بن أحمد بن عمر، خطأ و الصواب ما أثبت، و هو الواقدي.
3- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليست في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
4- و هم ولد عنز، و هو قوقل، بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج بن حارثة.
5- الخبر ليس في طبقات ابن سعد المطبوع.

كتب إليّ أبو محمّد عبد اللّه بن علي بن الآبنوسي.

ح و أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، نا أبو بكر بن البرقي، قال: في تسمية أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: عبد اللّه بن سلام، يقال: إنه حليف لبني عوف من الأنصار.

ح قال ابن البرقي في موضع آخر: عبد اللّه بن سلام بن الحصين، و كان اسمه الحصين، فسمّاه النبي صلى اللّه عليه و سلم عبد اللّه، أسلم فيما ذكر الفريابي عن قيس بن الربيع، عن عاصم، عن الشعبي قال: أسلم عبد اللّه بن سلام قبل وفاة النبي صلى اللّه عليه و سلم بعامين.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (1) قال: عبد اللّه بن سلام بن الحارث الخزرجي نسبه محمّد الزبيدي.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (2)،قال: عبد اللّه بن سلام بن الحارث الخزرجي له صحبة، و يكنى أبا يوسف، روى عنه أبو هريرة، و ابناه يوسف و محمّد، و ابن أخيه، و أبو سلمة بن عبد الرّحمن، و زرارة بن أوفى، و بشر بن شغاف، و خرشة بن الحرّ، و عبادة بن نسي، سمعت أبي يقول بعض ذلك، و بعضه من قبلي.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا أبو الفتح سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا أبو زكريا يزيد بن محمّد بن إياس قال: سمعت محمّد بن أحمد المقدّمي يقول:

عبد اللّه بن سلام يكنى أبا يوسف.

ص: 99


1- التاريخ الكبير للبخاري 18/1/3.
2- الجرح و التعديل 62/5.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو القاسم عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، قال: أبو يوسف عبد اللّه بن سلام بن الحارث بن قينقاع حليف القواقلة من الخزرج.

قال محمّد بن سعد: أبو يوسف عبد اللّه بن سلام، و كان اسمه الحصين، فلما أسلم سمّاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عبد اللّه، و هو من بني إسرائيل من ولد يوسف بن يعقوب، و هو حليف القواقلة، و له إسلام قديم، بعد قدوم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم المدينة، و توفي بالمدينة.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا - فيما قرأت عليه - عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال: أمّا سلام فهو عبد اللّه بن سلام كان من أحبار اليهود و أسلم، و له صحبة و رواية عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، و يقال: كان اسمه الحصين فسمّاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عبد اللّه.

و قال سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى اللّه عليه و سلم في قوله عز و جل: وَ شَهِدَ شٰاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرٰائِيلَ عَلىٰ مِثْلِهِ (1)،قال: هو عبد اللّه بن سلام.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي زكريا البخاري.

ح و حدّثنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القرشي، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا أبو زكريا البخاري، نا عبد الغني بن سعيد قال: و سلام مخفف عبد اللّه بن سلام صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: عبد اللّه بن سلام بن الحارث من بني قينقاع الخزرجي، يكنى أبا يوسف، كان اسمه الحصين، فسمّاه النبي صلى اللّه عليه و سلم عبد اللّه، توفي في خلافة عليّ بالمدينة سنة ثلاث و أربعين، روى عنه: ابناه يوسف و محمّد، و ابن خنيس (2) الغفاري، و جندب و غيرهم.

أنبأنا أبو سعد (3) المطرز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، قال:

ص: 100


1- سورة الأحقاف، الآية:10.
2- بالأصل و م:«و حبيش الغفاري» خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ في أول الترجمة، و هو عبيد اللّه بن خنيس الغفاري انظر تهذيب الكمال 205/10.
3- سقطت من الأصل، و زيادة لازمة قياسا إلى سند مماثل.

عبد اللّه بن سلام بن الحارث الخزرجي من بني قينقاع يكنى أبا يوسف، سمّاه النبي صلى اللّه عليه و سلم عبد اللّه، و كان اسمه حصين، توفي بالمدينة سنة ثلاث و أربعين، و روى عنه: أبو هريرة، و أنس بن مالك، و عبد اللّه بن مغفّل، و يوسف، و محمّد ابناه، و ابن خنيس (1)الغفاري، و قيس بن عباد، و ربعي بن حراش، و زرارة بن أوفى، و خرشة بن الحرّ، و بشر بن شغاف.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (2)،قال: أما سلام بتخفيف اللام أبو يوسف عبد اللّه بن سلام بن الحارث الإسرائيلي حليف الخزرج، و كان من أحبار يهود، و أسلم، و له صحبة و رواية، و يقال: كان اسمه الحصين، فسمّاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عبد اللّه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو يوسف عبد اللّه بن سلام بن الحصين الإسرائيلي له صحبة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو يوسف عبد اللّه بن سلام.

أخبرنا أبو القاسم (3) بن إسماعيل بن أحمد، أنا أبو طاهر الأنباري، أنا أبو القاسم بن الصّوّاف، نا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي (4)،قال: أبو يوسف عبد اللّه بن سلام.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو يوسف عبد اللّه بن سلام بن الحارث الخزرجي،

ص: 101


1- بالأصل و م:«و حبيش الغفاري» خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ في أول الترجمة، و هو عبيد اللّه بن خنيس الغفاري انظر تهذيب الكمال 205/10.
2- الاكمال لابن ماكولا 403/4.
3- بالأصل و م:«أبو جعفر القاسم» تحريف و الصواب ما أثبت، و انظر مشيخة ابن عساكر ص 28/أ رقم 168 و هو إسماعيل بن أحمد بن عمر بن أبي الأشعث أبو القاسم بن أبي بكر بن السمرقندي الحافظ .
4- الكنى و الأسماء للدولابي 94/1.

و هو رجل من بني إسرائيل، من ولد يوسف بن يعقوب النبي صلى اللّه عليه و سلم، و كان حليفا للقواقلة من بني عوف بن الخزرج، كان اسمه في الجاهلية الحصين، فلما أسلم سمّاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عبد اللّه، له صحبة من النبي صلى اللّه عليه و سلم، و هو ممن شهد له بالجنّة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر الحافظ ، قال: عبد اللّه بن سلام أبو يوسف الخزرجي المدني حليف لهم، و هو من بني إسرائيل، من ولد يوسف بن يعقوب.

قال الغلاّبي، عن يحيى بن معين: كان اسمه الحصين، فسماه النبي صلى اللّه عليه و سلم عبد اللّه. سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم، روى عنه قيس بن عباد في التعبير.

قال محمّد بن سعد كاتب الواقدي: أنا الهيثم بن عدي، قال: توفي بالمدينة سنة ثلاث و أربعين.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر القشيري، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا (1)أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا يحيى بن يعلى - زاد ابن حمدان: الأسلمي، عن عبد الملك بن عمير، عن ابن أخي عبد اللّه - و في حديث ابن المقرئ: عن ابن عبد اللّه بن سلام - عن عبد اللّه - زاد ابن حمدان: بن سلام - قال: كان اسمي في الجاهلية فلان، فسمّاني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عبد اللّه.

و الصواب كما في حديث ابن حمدان.

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر (2)،أنا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، نا عبد اللّه بن محمّد - قال: عبد اللّه:

و سمعته أنا من عبد اللّه بن محمّد بن أبي شيبة - نا يحيى بن يعلى أبو (4) محياة التيمي

ص: 102


1- بالأصل و م:«قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى» صوبنا السند قياسا على سند مماثل.
2- بالأصل «جفير» و الصواب عن م.
3- مسند الإمام أحمد 203/9 رقم 23843.
4- بالأصل و م: بن، خطأ و المثبت عن مسند أحمد، و انظر ترجمته في تهذيب الكمال 263/20.

عن عبد الملك بن عمير، حدّثني ابن أخي عبد اللّه بن سلام، عن عبد اللّه بن سلام، قال: قدمت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و ليس اسمي عبد اللّه، فسمّاني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عبد اللّه.

و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا أبو المحيّاة عن عبد الملك بن عمير، عن ابن أخي عبد اللّه بن سلام، قال: قال - يعني عبد اللّه - كان اسمي سوى عبد اللّه، فسمّاني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عبد الله.

رواه ابن ماجة (1) عن أبي بكر هكذا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، نا نجيح أبو معشر عن المقبري و أبي وهب مولى أبي هريرة، قالا: كان اسم عبد الله بن سلام الحصين، فسمّاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عبد الله (2)أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا الفضل بن خيرون.

ح و أنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان الأزهري، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنا أبو الحسين العبّاس بن العبّاس، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي، نا أبو المغيرة.

ح و أخبرتنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، نا أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجّاج الخولاني، نا سعيد بن عبد العزيز.

ح و أخبرتنا (3) أمّ البهاء فاطمة بنت محمّد، أنا أحمد بن محمود الثقفي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا محمّد بن جعفر المنبجي، نا عبيد اللّه بن سعد، نا عمي، نا أبي، عن ابن إسحاق، قال: كان اسم عبد اللّه بن سلام الحصين، فسمّاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عبد اللّه - زاد حنبل: و كان اسم عبد الرّحمن بن عوف: عبد عمرو فسمّاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عبد الرّحمن.

ص: 103


1- سنن ابن ماجة(33) كتاب الأدب،(32) باب، الحديث رقم 3734.
2- الخبر ليس في طبقات ابن سعد المطبوع.
3- فوق الكلمة في م: ملحق.

قال (1) عبيد اللّه بن سعد، بلغني أن عبد اللّه بن سلام مات بعد قتل عثمان.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،نا أبو اليمان، عن سعيد بن عبد العزيز.

ح و أخبرنا أبو البركات، أنا أحمد بن الحسن،[أنا محمّد بن علي بن يعقوب] (3)،أنا محمّد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، أنا أبي، نا يحيى بن معين قالا: كان اسم عبد اللّه بن سلام الحصين، فسمّاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عبد اللّه.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد، أنا الحسن بن علي، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (4)،حدّثني أبي، نا يحيى بن سعيد، عن عوف، نا زرارة، قال:

قال (5) عبد اللّه بن سلام.

ح قال: و حدّثني أبي، نا محمّد بن جعفر، نا عوف، عن زرارة، عن عبد اللّه بن سلام قال: لما قدم النبي صلى اللّه عليه و سلم المدينة (6) انجفل الناس عليه، فكنت فيمن انجفل، فلما تبيّنت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، فكان أوّل شيء سمعته يقول:«أفشوا السّلام، و أطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، و صلّوا و الناس نيام تدخلوا الجنة بسلام»[5972].

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور السلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا أبو خيثمة، نا مروان الفزاري (7)،عن عوف، عن زرارة بن أوفى، قال: قال عبد اللّه بن سلام، لما قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم المدينة انجفل الناس قبله، فجئت في الناس انظر، فلما تبينت وجهه

ص: 104


1- فوق الكلمة في م: ملحق.
2- الخبر في كتاب المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 170/3.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و إضافته لازمة لإصلاح الخلل في السند، قياسا إلى أسانيد مماثلة.
4- مسند الإمام أحمد 204/9 رقم 23845.
5- سقطت من الأصل و أضيفت عن م و المسند.
6- الكلمة ليست في المسند.
7- بالأصل و م: الفراوي، خطأ، و الصواب ما أثبت، و هو أبو عبد اللّه مروان بن معاوية بن الحارث بن أسماء، ترجمته في تهذيب الكمال 20/18.

عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، قال: فكان اوّل شيء سمعته يتكلم به قال:«يا أيها الناس أفشوا السلام، و أطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، و صلّوا و الناس نيام تدخلوا الجنة بسلام»[5973].

و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد بن أبي عثمان، و أبو طاهر القصّاري.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن القصّاري، أنا أبي أبو طاهر، قالا: أنا أبو القاسم إسماعيل بن الحسن بن عبد اللّه.

ح و أخبرناه أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن السّكن، و أبو الفتح عبد الوهّاب بن محمّد بن الحسين الصابوني، قالا: أنا أبو الخطاب نصر بن أحمد بن عبد اللّه بن البطر.

ح و أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان.

قالا: أنا عبد اللّه بن عبيد اللّه بن يحيى بن زكريا.

قالا: نا القاضي أبو عبد اللّه الحسين بن إسماعيل المحاملي، نا يعقوب الدورقي، نا الطفاوي، نا عوف، عن زرارة بن أوفى، عن عبد اللّه بن سلام، قال:

لما قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم المدينة قال الناس: قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فخرجت إليه، فلما نظرت إليه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذّاب، فكان أوّل ما سمعت من كلامه قال:

«أيها الناس أفشوا السّلام، وصلوا الأرحام، و أطعموا الطعام، و صلّوا - زاد ابن زكريا:

بالليل، و قالا:- و الناس نيام تدخلوا الجنة بسلام» (1)[5974].

و أخبرناه عاليا أبو نصر أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن رضوان، و أبو علي الحسن بن المظفّر بن السبط ، و أبو غالب أحمد بن الحسن، قالوا: أنا أبو (2) محمّد الجوهري، أنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان، نا بشر بن موسى الأسدي، نا هوذة بن خليفة، نا عوف، عن زرارة بن أوفى، عن عبد اللّه بن سلام، قال:

لما ورد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم المدينة - يعني: و انجفل إليه الناس - و قيل: قدم

ص: 105


1- نقله الذهبي في سير الأعلام 414/2 من طريق عوف الأعرابي. و انظر تخريجه فيه.
2- عن م، سقطت «أبو» من الأصل.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: فجئت في الناس انظر، فلما تبينت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذّاب، فكان أول شيء سمعته يتكلم به أن قال:«يا أيّها الناس أفشوا السّلام، و أطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، و صلّوا و الناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام»[5975].

أخرجه الترمذي (1) من حديث عوف.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا ابن أبي عدي، عن حميد، عن أنس:

أن عبد اللّه بن سلام أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مقدمه المدينة، فقال: يا رسول اللّه، إني سائلك عن ثلاث خصال لا يعلمهن (3) إلاّ نبي، قال:«سل»، قال: ما أوّل أشراط السّاعة، و ما أوّل ما يأكل منه أهل الجنة، و من أين يشبه الولد أباه و أمه ؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أخبرني بهن جبريل آنفا»، قال: قال (4):جبريل، ذاك عدوّ اليهود من الملائكة، قال:«أما أول أشراط الساعة فنار تخرج من المشرق، فتحشر الناس إلى المغرب، و أما أول ما يأكل منه أهل الجنة زيادة كبد حوت، و أمّا شبه الولد أباه و أمّه فإذا سبق ماء الرّجل ماء المرأة نزع إليه الولد، و إذا سبق ماء المرأة ماء الرّجل نزع إليها».

قال: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أنك رسول اللّه، و قال: يا رسول اللّه إن اليهود قوم بهت (5)،و إنهم إن يعلموا بإسلامي يبهتوني عندك، فأرسل إليهم فسلهم (6) عني أيّ رجل ابن سلام فيكم، قال: فأرسل إليهم فقال:«أيّ رجل (7) عبد اللّه بن سلام فيكم ؟» قالوا: خيرنا، و ابن خيرنا، و عالمنا، و ابن عالمنا، و أفقهنا، و ابن أفقهنا، قال:«أ رأيتم إن أسلم تسلمون»، قلوا: أعاذه اللّه من ذلك، قال: فخرج ابن سلام فقال: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أن محمّدا رسول اللّه، قالوا: شرّنا و ابن شرّنا، و جاهلنا و ابن جاهلنا، فقال

ص: 106


1- أخرجه الترمذي في سننه(38) كتاب صفة القيامة،(42) باب الحديث:2485.
2- مسند الإمام أحمد 217/4 رقم 12057.
3- عن المسند، و بالأصل و م: يعلمه.
4- قوله:«قال جبريل» ليس في المسند.
5- بهت بضم الباء و الهاء و يجوز إسكانها، جمع بهوت كصبور و صبر، و قيل: بهيت، كقضيب و قضب، و قليب و قلب، و هو الذي يبهت السامع بما يفتر به عليه من الكذب.
6- في المسند: فاسألهم.
7- سقطت من المسند.

ابن سلام: هذا الذي كنت أتخوّف منه (1)[5976].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر، و أم البهاء بنت محمّد قالتا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا إبراهيم - زاد ابن حمدان: بن الحجّاج، نا حمّاد، عن ثابت، و حميد، عن أنس:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قدم المدينة و عبد اللّه بن سلام في نخله، فلما سمع به جاء فقال: إني سائلك عن أشياء لا يعلمها إلاّ نبي، فإن أخبرتني بها فأنت رسول اللّه، فسأله عن الشبه، و عن أول شيء يحشر الناس، و عن أول شيء يأكله أهل الجنّة، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أخبرني بهنّ جبريل آنفا»، قال: ذلك - و في حديث ابن المقرئ: قال عبد اللّه: فإن ذاك - عدو اليهود، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أمّا الشبه: فإذا سبق ماء الرّجل ماء المرأة ذهب بالشبه، و إذا سبق ماء المرأة ماء الرّجل ذهبت بالشبه، و أوّل شيء يحشر الناس نار تجيء من قبل المشرق، فتحشر الناس إلى المغرب، و أوّل شيء يأكله أهل الجنة فزيادة كبد حوت».

فآمن عبد اللّه بن سلام، قال: يا رسول اللّه إنّ اليهود قوم بهت، و إنهم إن سمعوا بإسلامي يبهتونني و يقعون فيّ ، فأخبأني و ابعث إليهم و سلهم عني، فبعث إليهم، فجاءوا و خبّأه، فقال:«أيّ رجل عبد اللّه بن سلام فيكم ؟» قالوا: خيرنا و ابن خيرنا، و سيدنا و ابن سيدنا، و عالمنا و ابن عالمنا، قال:- و قال ابن (2) المقرئ: فقال-: «أ رأيتم إن آمن تؤمنون ؟»- و قال ابن المقرئ: أ تؤمنون - قالوا: أعاذه اللّه من ذلك، ما كان ليفعل، فقال:«اخرج يا ابن سلام إليهم»، فخرج فقال: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أن محمّدا رسول اللّه، فقالوا: بل هو شرّنا، و ابن شرّنا، و جاهلنا و ابن جاهلنا، فقال: أ لم أخبرك يا رسول اللّه إنّهم قوم بهت[5977]؟ أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن (3) بن علي، أنا أبو عمر بن

ص: 107


1- كذا بالأصل و المسند، و في م: منهم.
2- كتبت فوق الكلام بين السطرين في م.
3- بالأصل و م: الحسين، خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.

حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا عبد اللّه بن عمرو، أبو (1) معمر المنقري، نا عبد الوارث بن سعيد، نا عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك قال:

أقبل نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى المدينة، فقالوا: جاء نبي اللّه فاستشرفوا ينظرون، إذ سمع به عبد اللّه بن سلام و هو في نخل لأهله، يخترف (2) لهم منه، فعجل أن يضع التي يخترف لهم فيها، فجاء و هي معه، فسمع من نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم، ثم رجع إلى أهله، قال: فلما خلا نبيّ اللّه صلى اللّه عليه و سلم جاء عبد اللّه بن سلام، فقال: أشهد أنك رسول اللّه حقا، و أنك جئت بحقّ ، و لقد علمت اليهود أني سيّدهم و ابن سيدهم، و أعلمهم و ابن أعلمهم، فادعهم فسلهم عني قبل أن يعلموا أنّي قد أسلمت، فإنهم إن يعلموا أنّي قد أسلمت قالوا فيّ ما ليس فيّ ، فأرسل نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم إليهم، فدخلوا عليه، فقال لهم نبيّ اللّه:«يا معشر اليهود، ويلكم اتقوا اللّه، فو الذي لا إله إلاّ هو إنكم لتعلمون أنّي رسول اللّه حقا، و أنّي جئتكم بحقّ ، أسلموا» قالوا: ما نعلمه، قال:«يا معشر اليهود ويلكم، اتّقوا اللّه، فو اللّه (3) الذي لا إله إلاّ اللّه إنكم لتعلمون أنّي رسول اللّه حقا، و أني جئتكم بحق، أسلموا» قالوا: ما نعلمه، قال:«يا معشر اليهود ويلكم، اتقوا اللّه، فو الذي لا إله إلاّ اللّه انكم لتعلمون أني رسول اللّه حقا و اني جئتكم بحق، أسلموا»، قالوا: ما نعلمه، قال:«فأيّ رجل فيكم عبد اللّه بن سلام ؟» قالوا: ذاك سيّدنا و ابن سيّدنا، و أعلمنا و ابن أعلمنا، قال:«أ فرأيتم إن أسلم»، قالوا: حاشا للّه، ما كان ليسلم، قال» أ رأيتم إن أسلم»، قالوا: حاشا للّه ما كان ليسلم، فقال:«يا ابن سلام اخرج عليهم»، فخرج إليهم، فقال: يا معشر اليهود ويلكم، اتقوا اللّه، و اللّه الذي لا إله إلاّ هو إنكم لتعلمون أنه رسول اللّه حقا، و أنه جاء بحق، فقالوا: كذبت، فأخرجهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (4)[5978].

أخبرنا أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد، أنا عبد الرّزّاق بن عمر بن

ص: 108


1- بالأصل و م:«و أبو» خطأ و الصواب ما أثبت، و هو عبد اللّه بن عمرو بن أبي الحجاج التميمي المنقري، أبو معمر المقعد البصري، ترجمته في تهذيب الكمال 370/10.
2- أي يجتني لهم من الثمار.
3- في م: فو الذي.
4- نقله الذهبي في سير أعلام النبلاء 415/2-416 من طريق عبد الوارث.

موسى، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا محمّد بن زبّان (1)،نا محمّد بن رمح، أنا الليث، عن إسحاق بن أبي فروة، عن حفص بن عمرو، عن القعقاع بن حكيم، عن عبد اللّه بن سلام:

أنه كان نزل بعمة له، و كان لا يأكل إلاّ ما يتهيأ له، فبينا هو خارج يريد أن يجتني لها رطبا، فلقي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فجعل يلتفت و ينظر إلى ظهره، فعرف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه يريد أن ينظر إلى الخاتم، فألقى له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رداءه، فصدّقه و سأله عن ثلاث آيات، فذكر الحديث.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (2)،أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد (3) الصفّار، قالا: نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا المنجاب - و في حديث البيهقي: الضّحّاك - بن الحارث، و هو وهم - أنا عبد اللّه بن الأجلح، عن محمّد بن إسحاق (4)،حدّثني عبد اللّه بن أبي بكر، عن يحيى بن عبد اللّه، عن رجل من آل عبد اللّه بن سلام، قال:

كان من حديث عبد اللّه بن سلام، حين أسلم، و كان حبرا عالما، قال: لما سمعت برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عرفت صفته، و اسمه، و زمانه - و قال الفراوي: و هيئته - و الذي كنا نتوكف (5) له، فكنت مسرّا لذلك صامتا عليه، حتى قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم المدينة، فلما قدم نزل بقباء في بني عمرو بن عوف، فأقبل رجل حتى أخبر بقدومه، و أنا في رأس نخلة لي أعمل فيها، و عمّتي خالدة بنت الحارث تحتي جالسة، فلما سمعت الخبر بقدوم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كبّرت، فقالت لي عمّتي حين سمعت تكبيري: لو كنت - و قال ابن الصّواف: خيبك اللّه - و اللّه لو كنت - سمعت بموسى بن عمران ما زاد - و قال ابن

ص: 109


1- بالأصل و م: ريان، خطأ و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 519/14.
2- الخبر في دلائل النبوة للبيهقي 530/2 و ما بعدها.
3- بالأصل:«عبد» و في م:«عبد اللّه» و كلاهما تحريف و الصواب عن دلائل البيهقي.
4- انظر الخبر أيضا في سيرة ابن هشام 138/2-139 و الروض الأنف للسهيلي 25/2-26
5- أي نترقب و نتوقع.

الصّوّاف: قادما - ما زدت قال: قلت لها: أيّ عمّة، هو و اللّه أخو موسى بن عمران، و على دينه، بعث بما بعث به، قال: فقالت لي ابن - و قال ابن الصّوّاف: أي ابن - أخ، أ هو النبي الذي كنا نخبر به أنه يبعث مع نفس (1) السّاعة، قال: قلت: نعم، قالت: فذاك إذا.

قال: ثم خرجت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأسلمت، ثم رجعت إلى أهل بيتي، فأمرتهم فأسلموا، قال: و كتمت إسلامي اليهود، و قال ابن الصّوّاف: من يهود - ثم جئت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقلت: إنّ اليهود - و قال ابن الصّوّاف: يهود - قوم بهت، و إنّي أحبّ أن تدخلني في بعض بيوتك، فتغيبني عنهم ثم تسألهم عني فيخبروك - و قال ابن الصّوّاف:

حتى يخبروك (2)-كيف أنا فيهم قبل أن يعلموا بإسلامي، فإنهم إن علموا به - و قال الصّفار: بذلك - بهتوني و عابوني، قال: فأدخلني - زاد ابن الصّوّاف: رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - بعض بيوته، فدخلوا عليه، فكلّموه، و ساءلوه، ثم قال لهم:«أي رجل عبد اللّه - و قال ابن الصّوّاف: الحصين - بن سلام فيكم ؟» قالوا: سيدنا و ابن سيدنا، و خيرنا و عالمنا، قال: فلما فرغوا من قولهم خرجت عليهم، فقلت لهم: يا معشر يهود، اتّقوا اللّه و اقبلوا ما جاءكم به، فو اللّه إنكم لتعلمون أنه لرسول اللّه تجدونه مكتوبا عندكم في التوراة، اسمه وصفته، فإنّي أشهد أنه رسول اللّه و آمن به، و أصدّقه و أعرفه، قالوا: كذبت، ثم وقعوا فيّ - و قال ابن الصّوّاف: بي - قال: فقلت: يا رسول اللّه أ لم أخبرك أنهم قوم بهت، و أهل غدر، و كذب، و فجور، قال: فأظهرت إسلامي و إسلام أهل بيتي و أسلمت عمّتي ابنة الحارث - و قال ابن الصواف: خالدة (3) بنت الحارث - فحسن إسلامها.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا رضوان بن أحمد، نا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن أبي معشر، عن سعيد المقبري قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا أتى قباء أمر مناديه فنادى بالصّلاة، فأذّن و إن كان في غير وقت صلاة، حتى يجتمع الناس إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و يعلمون (4) بمكانه، فوافق ذلك ذات

ص: 110


1- عند البيهقي: بعث الساعة.
2- و هي عبارة سيرة ابن هشام.
3- و هي عبارة سيرة ابن هشام.
4- كذا بالأصل و م، و الصواب: و يعلموا.

يوم عبد اللّه بن سلام، و هو على نخلة يجتني منها رطبا لعمة له، فسمع منادي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فجاء إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فجلس عنده، ثم جلس إلى عمته، فقالت له: يا ابن أخ لم احتبست ؟ و قد عرفت أني لا آكل شيئا حتى تأتيني، فقال: يا عمة كنت عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقالت له: كذبت، و الذي يحلف به ما كنت عنده، إلاّ أن تكون كنت عند موسى بن عمران، فقال: لم أكن عند موسى بن عمران، فقالت: عند النبي الذي يبعث قبيل (1) السّاعة ؟ قال: نعم، من عنده جئت.

فرجع إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم، فقال: يا أبا القاسم، ثلاثة أشياء إن أنت حدّثتني بهن فأنت رسول اللّه، أخبرني ما أول نزل ينزله أهل الجنة، و تخبرني عن آية الشبه من أين هي ؟ و تخبرني عن السّواد الذي في القمر، ما هو، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أول نزل ينزله أهل الجنة بالم (2) و نون، فقال: ما بالم (3) و نون، قال: ثور و حوت يأكل من زائدة كبد أحدهما سبعون ألفا، ثم يقومان و يزفنان لأهل الجنة.

و أمّا الشبه فأي النطفتين سبقت إلى الرحم من الرجل و المرأة فالولد له أشبه.

و أمّا السواد الذي في القمر فإنهما كانا شمسين، فقال اللّه عز و جل: وَ جَعَلْنَا اللَّيْلَ وَ النَّهٰارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنٰا آيَةَ اللَّيْلِ (4) فهو السواد الذي رأيت فهو المحو فمحونا آية الليل.

فقال عبد اللّه بن سلام: أشهد أن لا إله إلا اللّه و أشهد أن محمّدا رسول اللّه ثم قال: يا رسول اللّه إنّ اليهود قوم سوء، و أخشى أن يعلموا بإسلامي فيأبنوني عندك، و لا أدري أي شيء يقع ذلك عندك، فأرسل فسلهم عني قبل يعلمون (5).

فأرسل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فدعاهم فقال لهم:«حصين بن سلام: أي رجل هو فيكم»، و كان اسمه حصين، فسمّاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عبد اللّه، فقالوا: ذاك سيدنا، و خيرنا، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«فإن أسلم تسلمون معه»، فقالوا: فهو خير من أن يترك دينه يا أبا القاسم، فردّد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كلامه عليهم، فردوا عليه مثل قولهم له، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أخرج عليهم يا عبد اللّه»، فخرج فقال: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أشهد

ص: 111


1- في دلائل النبوة للبيهقي 262/6 يبعث عند قيام الساعة.
2- في دلائل البيهقي:«بلام و نون» و في المطبوعة: بالام.
3- في دلائل البيهقي:«بلام و نون» و في المطبوعة: بالام.
4- سورة الإسراء، الآية:12.
5- كذا بالأصل و م.

أن محمّدا رسول اللّه، فأبّنوه (1) عنده، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أجزنا الشهادة الأولى فأمّا هذه فلا».

أخبرنا (2) أبو علي الحداد في كتابه، و حدّثني عنه أبو مسعود الشروطي، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد (3)،نا [أحمد بن] (4) عبد الوهّاب بن نجدة.

ح و أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت: أنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى أحمد بن علي، نا أبو نشيط ، قالا: نا أبو المغيرة، نا صفوان، و قال ابن نجدة: حدّثني صفوان بن عمرو - عن عبد الرّحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن عوف بن مالك، قال:

انطلق النبي - و قال أبو نشيط : رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - يوما، و أنا معه حتى دخلنا كنيسة اليهود - زاد أبو نشيط بالمدينة - يوم عيدهم، فكرهوا دخولنا (5) عليهم، فقال لهم النبي - و قال أبو نشيط : رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم-: «يا معشر اليهود أروني اني عشر - زاد ابن نجدة:

منكم و قالا:- رجلا يشهدون أنه لا إله إلاّ اللّه و أن محمدا رسول اللّه يحطّ عن - و قال أبو نشيط : يحطّ اللّه عن - كل يهودي تحت أديم السماء الغضب الذي غضبه عليه»، فأسكتوا ما أجابه منهم أحد، ثم ردّ عليهم، فلم يجبه أحد - زاد ابن نجدة: ثم ثلّث فلم يجبه أحد، فقال:«أبيتم، فو اللّه إنّي لأنا الحاشر، و العاقب، و أنا المقفّى»، و قال أبو نشيط :

النبي المصطفى-«آمنتم أو كذبتم»، ثم انصرف و أنا معه حتى كدنا - و قال أبو نشيط :

أردنا - أن نخرج فإذا (6) رجل من خلفنا - زاد ابن نجدة: فقال:- كما أنت يا محمّد، فقال:

ص: 112


1- أي اتهموه و عابوه.
2- فوق الكلمة في م: ملحق.
3- أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 46/18 رقم 83.
4- زيادة لازمة من المعجم الكبير لاستقامة السند، و قد سقطت من الأصل و م. و قد انتبه محقق المطبوعة إلى هذا السقط ، لكنه وهم في اعتقاده صوابا حيث يقول في الحاشية:«و على ذلك فالصواب فيما يبدو هو:«نا سليمان بن أحمد نا أحمد بن عبد الوهّاب بن نجدة نا أبي...». و الصواب ما أثبت، و انظر ترجمة أحمد بن عبد الوهّاب بن نجدة الحوطي في تهذيب الكمال 197/1 و فيها أنه روى عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الخولاني، و سير أعلام النبلاء 152/13 و فيها أيضا أنه روى عن أبي المغيرة الخولاني. و في المصدرين: روى عنه أبو القاسم الطبراني؛ و أكثر عنه.
5- المعجم الكبير: دخوله.
6- المعجم الكبير: نادى رجل من خلفه.

ذاك - و قال أبو نشيط : ذلك - الرجل أي رجل تعلموني فيكم يا معشر اليهود؟ قالوا:

- زاد ابن نجدة: و اللّه ما نعلم فينا رجلا - و قال أبو نشيط أنه كان فينا رجل - أعلم بكتاب اللّه، و لا أفقه منك، و لا من أبيك قبلك،- و قال أبو نشيط : من قبلك - و لا من جدك قبل أبيك، قال: فإني أشهد له أنه - و قال أبو نشيط : باللّه، أنه نبي - اللّه الذي تجدون (1)،و قال أبو نشيط : تجدونه - في التوراة، قالوا:- زاد أبو نشيط : له - كذبت ثم ردوا عليه، و قالوا فيه - و قال أبو نشيط : له - شرا قال (2) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«كذبتم لن يقبل (3) قولكم»- زاد أبو نشيط : أما آنفا فتثنون عليه من الخير ما أثنيتم، و أما إذا آمن كذبتموه، قلتم فيه ما قلتم، فلن يقبل قولكم - ثم اتفقا قال: فخرجنا و نحن ثلاثة:

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أنا، و ابن سلام - و قال أبو نشيط : عبد اللّه بن سلام - فأنزل اللّه عز و جل فيه قُلْ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ كٰانَ مِنْ عِنْدِ اللّٰهِ وَ كَفَرْتُمْ (4) بِهِ -زاد ابن نجدة: وَ شَهِدَ شٰاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرٰائِيلَ عَلىٰ مِثْلِهِ فَآمَنَ وَ اسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللّٰهَ لاٰ يَهْدِي الْقَوْمَ الظّٰالِمِينَ (5).

أخبرنا أبو بكر الحاسب، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (6)،أنا يزيد بن هارون، أنا جويبر، عن الضحاك:

في قوله: قُلْ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ كٰانَ مِنْ عِنْدِ اللّٰهِ وَ كَفَرْتُمْ بِهِ ، وَ شَهِدَ شٰاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرٰائِيلَ عَلىٰ مِثْلِهِ قال:

جاء عبد اللّه بن سلام إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا رسول اللّه، إن اليهود أعظم قوم عضيهة (7)،فسلهم عني، و خذ عليهم ميثاقا أني إن اتبعتك و آمنت بكتابك أن يؤمنوا بك و بكتابك الذي أنزل إليك، و اخبأني يا رسول اللّه قبل أن يدخلوا عليك. فأرسل إلى اليهود، فقال:«ما تعلمون عبد اللّه بن سلام فيكم ؟» قالوا: خيرنا و أعلمنا بكتاب اللّه،

ص: 113


1- عن المعجم الكبير، و بالأصل: تجدون.
2- في المعجم الكبير: فقال.
3- المعجم الكبير: نقبل.
4- بالأصل: و كذبتم، و الصواب عن م و المعجم الكبير.
5- سورة الأحقاف، الآية:10.
6- لم يرد الخبر في طبقات ابن سعد المطبوع.
7- العضيهة: الكذب.

سيدنا و عالمنا و أفضلنا. قال:«أ رأيتم إن شهد أني رسول اللّه، و آمن بالكتاب الذي أنزل عليّ تؤمنون بي ؟» قالوا: نعم، فدعاه، فخرج عليهم عبد اللّه بن سلام، فقال:«يا عبد اللّه بن سلام، أ ما تعلم أني رسول اللّه، تجدوني مكتوبا عندكم في التوراة و الإنجيل، أخذ اللّه ميثاقكم أن تؤمنوا بي و أن يتبعني من أدركني ؟» قال: بلى، قالوا: ما نعلم أنك رسول اللّه، و كفروا به و هم يعلمون أنه رسول اللّه، و أن ما قال حق، فأنزل اللّه عزّ و جل:

قُلْ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ كٰانَ مِنْ عِنْدِ اللّٰهِ يعني: الكتاب و الرسول- وَ كَفَرْتُمْ بِهِ ، وَ شَهِدَ شٰاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرٰائِيلَ عَلىٰ مِثْلِهِ يعني: عبد اللّه بن سلام- فَآمَنَ وَ اسْتَكْبَرْتُمْ ، إِنَّ اللّٰهَ لاٰ يَهْدِي الْقَوْمَ الظّٰالِمِينَ ففي ذلك نزلت هذه الآية.

قال: و أنا محمّد بن سعد، أنا هوذة بن خليفة، نا عوف، عن الحسن قال:

لما أراد عبد اللّه بن سلام الإسلام دخل على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فأسلم، و قال:

أشهد أنك رسول اللّه أرسلك بالهدى، و دين الحق، و ان اليهود يجدونك عندهم في التوراة منعوتا، ثم قال: أرسل إلى نفر من اليهود، إلى فلان و فلان سمّاهم له، و أخبأني في بيتك، فسلهم عني، و عن والدي، فإنهم سيخبرونك، و أني سأخرج عليهم فأشهد أنك رسول اللّه، أرسلك بالهدى و دين الحق لعلهم يسلمون، ففعل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ذلك، فخبأه في بيته، و أرسل إلى النفر الذين أمره بهم، فدعاهم فقال لهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما عبد اللّه بن سلام فيكم ؟ و ما كان والده ؟» قالوا: سيدنا و ابن سيّدنا، و عالمنا و ابن عالمنا، قال: فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أ رأيتم إن أسلم أ تسلمون ؟» قالوا: إنّه لا يسلم، قال:«أ رأيتم إن أسلم أ تسلمون ؟» قالوا: إنّه لا يسلم، قال: فدعاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فخرج عليهم، فقال (1):أشهد أنك رسول اللّه أرسلك بالهدى و دين الحق، و إنهم ليعلمون منك مثل ما أعلم، قال: فقالت اليهود لعبد اللّه: ما كنا نخشاك يا عبد اللّه على هذا، قال:

فخرجوا من عنده، و أنزل اللّه تعالى في ذلك: قُلْ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ كٰانَ مِنْ عِنْدِ اللّٰهِ وَ كَفَرْتُمْ بِهِ ، وَ شَهِدَ شٰاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرٰائِيلَ عَلىٰ مِثْلِهِ فَآمَنَ وَ اسْتَكْبَرْتُمْ ، إِنَّ اللّٰهَ لاٰ يَهْدِي الْقَوْمَ الظّٰالِمِينَ .

قال: و أنا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، نا عبد الجبار بن عمارة، عن عبد اللّه بن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم قال: لما سمع عبد اللّه بن سلام ما نزل

ص: 114


1- عن م، و بالأصل: فقالوا.

على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من القرآن و عرف صفة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عنده، و عرف ما نزل عليه من القرآن، بما عنده من التوراة و كان أعلم بني إسرائيل بالتوراة و أصدقه عندهم، فأسلم، فسأل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم اليهود قبل أن يعلموا بإسلامه:«كيف هو فيكم ؟» قالوا: يا أبا القاسم ذاك سيّدنا و خيرنا و أعلمنا بالتوراة التي أنزل اللّه على موسى، و كان اسمه الحصين، فسمّاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عبد اللّه، و كان من علية أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من أهل الدين، و كان صحيح الإسلام حتى مات.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (1)،أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو سعيد بن أبي عمرو، قالا: نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد، قالا:

نا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق (2)،حدّثني محمّد بن أبي محمّد مولى زيد بن ثابت، عن سعيد بن جبير، و عكرمة عن ابن عبّاس قال:

لما أسلم عبد اللّه بن سلام و ثعلبة بن سعية، و أسيد بن سعية، و أسد بن عبيد، و من أسلم من يهود، فآمنوا و صدقوا و رغبوا في الإسلام، و نتجوا (3)فيه، قالت أحبار (4)يهود، أهل الكفر منهم: ما آمن بمحمد و لا تبعه (5)إلاّ شرارنا، و لو كانوا من خيارنا ما تركوا دين آبائهم و ذهبوا إلى غيره، فأنزل اللّه عز و جل في ذلك من قولهم: لَيْسُوا سَوٰاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتٰابِ أُمَّةٌ قٰائِمَةٌ يَتْلُونَ آيٰاتِ اللّٰهِ آنٰاءَ اللَّيْلِ وَ هُمْ يَسْجُدُونَ إلى قوله: وَ أُولٰئِكَ مِنَ الصّٰالِحِينَ (6)،و ذكر حديثا فيه طول.

أخبرنا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، و أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن

ص: 115


1- الخبر في دلائل النبوة للبيهقي 533/2-534.
2- و انظر سيرة ابن هشام 185/2.
3- بالأصل:«و نتجوا» و المثبت عن دلائل البيهقي.
4- بالأصل:«بالنار» كذا، و المثبت: قالت أحبار يهود عن دلائل البيهقي.
5- دلائل البيهقي: اتبعه.
6- سورة آل عمران، الآيتان:113-114.

أبي العبّاس، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد، أنا أبو عمرو محمّد بن أحمد بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن سعدويه، أنا إبراهيم بن منصور سبط بحرويه، أنا محمّد بن إبراهيم بن علي بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى أحمد بن علي، نا يحيى بن معين، نا أبو مسهر، نا - و قال تميم: حدّثني - مالك، حدّثني أبو النّضر - و قال تميم: عن أبي النّضر (1)-مولى عمر بن عبيد اللّه، عن عامر بن سعد - زاد تميم: ابن أبي وقاص - عن أبيه قال: ما سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول لأحد إنه من أهل الجنة إلاّ لعبد اللّه بن سلام (2).

أخبرناه أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكناني، أنا عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم، أنا عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عمر، نا عبد الرّحمن بن عمرو (3)، نا أبو مسهر، نا مالك بن أنس، عن أبي النّضر، عن عامر بن سعد عن أبيه قال: ما سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يشهد لأحد يمشي على الأرض أنه من أهل الجنّة، إلاّ لعبد اللّه بن سلام.

تابعه إسحاق بن عيسى بن الطباع عن مالك.

أخبرناه أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد، أنا الحسن بن علي بن محمّد.

و أخبرناه أبو علي الحسن بن المظفّر بن الحسن، و أنا الحسن بن علي بن محمّد، قالا:

أنا أحمد بن جعفر بن حمدان، نا عبد اللّه بن أحمد (4)،حدّثني أبي، نا إسحاق بن عيسى، حدّثني مالك - يعني ابن أنس - عن سالم أبي النّضر، عن عامر بن سعد بن أبي وقّاص، قال: سمعت أبي يقول: ما سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول لحيّ من الناس يمشي أنه في الجنّة إلاّ لعبد اللّه بن سلام.

ص: 116


1- عن م، و بالأصل: أبي النضير.
2- سير أعلام النبلاء 417/2.
3- الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 649/1.
4- مسند أحمد 358/1 رقم 1953.

و أخبرناه أبو المظفّر القشيري، و أبو القاسم (1)الشّحّامي، قالا: أنا أبو سعد الأديب، أنا محمّد بن أحمد بن حمدان.

ح و أخبرناه أبو سهل بن سعدويه، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا محمّد بن إبراهيم بن المقرئ، قالا: أنا أحمد بن علي بن المثنى، نا زهير، نا إسحاق بن عيسى، نا مالك، عن أبي النّضر، عن عامر بن سعد قال: سمعت أبي يقول: ما سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول لحيّ يمشي إنه من أهل الجنّة إلاّ لعبد اللّه بن سلام.

و أخبرنا أبو المظفّر القشيري، أنا أبي، أنا عبد الملك بن الحسن الأزهري، أنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الأسفرايني، نا محمّد بن إسماعيل الصائغ، و الصغاني و غيرهما، قالوا: أنا إسحاق بن عيسى بن الطباع، نا مالك.

ح قال: و أنا أبو عوانة، قال: و نا النفيلي علي بن عثمان، و يزيد بن عبد الصمد، و محمّد بن عوف، قالوا: نا أبو مسهر قال: سمعت مالكا يحدّث عن أبي النّضر عن عامر بن سعد قال: سمعت أبي يقول: ما سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول لحيّ يمشي إنه في الجنّة إلاّ لعبد اللّه بن سلام.

قال أبو مسهر: لأحد يمشي على الأرض إنه من أهل الجنّة إلاّ لعبد اللّه بن سلام.

تابعهما عبد اللّه بن يوسف الدمشقي نزيل تنّيس، عن مالك، و زاد فيه.

أخبرنا بحديثه أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا أبو محمّد الحسن بن إسماعيل، أنا أبو بكر أحمد بن مروان المالكي، نا بكر بن سهل.

ح و أخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه بن الحسن، أنا محمّد بن الحسين (2)بن محمّد، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (3)،قالا: نا عبد اللّه بن يوسف، قال: سمعت مالك بن أنس يحدّث عن أبي

ص: 117


1- بعد اللفظة في م: ملحق.
2- بالأصل: الحسن.
3- الخبر في المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 279/1.

النّضر، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه قال: ما سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول لأحد يمشي على الأرض إنه من أهل الجنّة إلاّ لعبد اللّه بن سلام، قال: و فيه نزلت هذه الآية: وَ شَهِدَ شٰاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرٰائِيلَ عَلىٰ مِثْلِهِ (1)-زاد أبو بكر: فَآمَنَ وَ اسْتَكْبَرْتُمْ (2).

و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أحمد بن منصور المقبري (3)،أنا محمّد بن عبد اللّه الجوزقي، أنا أبو حامد بن الشّرقي، نا محمّد بن يحيى، نا إسحاق بن عيسى بن الطباع، نا مالك بن أنس.

ح قال: و أنا أبو حامد بن الشّرقي، نا أبو الأزهر، نا أبو مسهر، نا مالك بن أنس، قال: و أنا أحمد بن محمّد بن الحسن الحافظ ، نا أبو حاتم الرازي، نا عبد اللّه بن يوسف التّنّيسي، نا مالك بن أنس، حدّثني أبو النّضر مولى عمر بن عبيد اللّه، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، قال: ما سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول لأحد يمشي على الأرض إنه من أهل الجنّة إلاّ لعبد اللّه بن سلام، لفظا واحدا، زاد عبد اللّه بن يوسف في حديثه: و فيه أنزلت هذه الآية: وَ شَهِدَ شٰاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرٰائِيلَ عَلىٰ مِثْلِهِ الآية.

و أخبرناه أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، أنا أبي أبو العبّاس، أنا عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم، أنا خيثمة بن سليمان، نا إسحاق بن سيار أبو يعقوب النّصيبي، نا عبد اللّه بن يوسف، نا مالك بن أنس، عن أبي النّضر، عن عامر بن سعد، عن أبيه، قال: ما سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يشهد لأحد أنه من أهل الجنّة إلاّ لعبد اللّه بن سلام، و فيه نزلت هذه الآية: وَ شَهِدَ شٰاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرٰائِيلَ عَلىٰ مِثْلِهِ فقلت لعبد اللّه بن يوسف: إنّ أبا مسهر حدّثناه، لم يقل فيه هذا الكلام، قال: تكلّم به في عقب الحديث، و كانت معي ألواحي فكتبته.

تابعهم عبد اللّه بن وهب المصري، و أبو الربيع عاصم بن مهجع البصري، عن مالك.

ص: 118


1- سورة الأحقاف، الآية:10.
2- سورة الأحقاف، الآية:10.
3- كذا بالأصل، و في م تقرأ:«المقري» و في المطبوعة: المغربي و هو أشبه بالصواب، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 94/18 و فيها: أحمد بن منصور بن خلف بن حمود أبو بكر المغربي الأصل النيسابوري حدّث عن أبي بكر الجوزقي.

و أخرجه البخاري في صحيحه عن عبد اللّه بن يوسف (1)،و أخرجه مسلم، عن زهير بن حرب، عن إسحاق (2)،و أخرجه النسائي في سننه، و في حديث مالك: عن عمرو بن منصور النّسائي، عن أبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر الدّمشقي، عن مالك.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنا أبو القاسم علي بن محمّد المصّيصي، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان، أنا أحمد بن سليمان بن حذلم، نا أبو زرعة الدمشقي، حدّثني إبراهيم بن يعقوب، نا أبو الأسود النّضر بن عبد الجبّار، أنا ابن لهيعة، عن عبد اللّه بن المغيرة، عن أبي النّضر، عن عامر بن سعد، عن أبيه، قال:

كنت مع النبي صلى اللّه عليه و سلم في مكان، فقال:«ليطعنّ (3) من هذا الشعب رجل من أهل الجنة» و كان من وراء الشعب عامر (4) بن أبي وقّاص، فظننت أنه سيطلع، فأطلع عبد اللّه بن سلام[5979].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو سهل بن سعدويه، و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا أبو خيثمة - و قال ابن المقرئ: نا زهير - نا عبد الصّمد بن عبد الوارث، نا ابن، نا - و في حديث ابن المقرئ: عن - عاصم، عن مصعب بن سعد، عن أبيه قال: دفعت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و عنده فضلة من طعام، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ليطلعنّ عليكم من هذا الفجّ رجل يأكل هذه الفضلة من أهل الجنّة»، قال: فمررت بعمير بن مالك و هو يتوضأ فقلت في نفسي:

هو صاحبها، فجعلنا نتشوف شخوص من يطلع علينا، فطلع عبد اللّه بن سلام على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فدعا له بالفضلة فأكلها[5980].

قال: و نا زهير، نا عفان - زاد ابن حمدان: بن مسلم - نا حمّاد بن سلمة، نا عاصم بن بهدلة، عن مصعب بن سعد، عن أبيه:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أتى بقصعة من ثريد، فأكل منها، ففضلت فضلة، فقال:«يجيء

ص: 119


1- البخاري 97/7 في المناقب، باب: مناقب عبد اللّه بن سلام.
2- صحيح مسلم، كتاب الفضائل(2483).
3- بالأصل و م:«ليطلعني» خطأ و الصواب ما أثبت، و سترد صوابا في الرواية التالية.
4- كذا بالأصل و م هنا، و سيرد اسمه في الخبر التالي: عمير.

من هذا الفجّ رجل من أهل الجنّة يأكل هذه الفضلة».

و أخبرناه أبو القاسم الحسين بن علي الزهري، و أبو عبد اللّه محمّد بن العمركي، و أبو الفتح المختار بن عبد الحميد، و أبو المحاسن سعد بن علي قالوا: أنا عبد الرّحمن بن المظفّر، أنا عبد اللّه بن أحمد، أنا إبراهيم بن خزيم (1)،نا عبد بن حميد، نا عفان بن مسلم، نا حمّاد بن سلمة، أنا عاصم بن بهدلة، فذكر الحديث.

قال سعد: و كنت تركت أخي عميرا يتوضّأ، فقلت: و هو عمير، قال: فجاء عبد اللّه بن سلام فأكلها.

أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبو محمّد الجوهري.

و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، قالا: أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا أبو عبد الرّحمن مؤمّل بن إسماعيل، و عفان - المعني - قالا: نا حمّاد، نا عاصم، عن مصعب بن سعد، عن أبيه أن النبي صلى اللّه عليه و سلم أتى بقصعة من ثريد، فأكل، ففضلت (3) منه فضلة فقال:«يدخل من هذا الفجّ رجل من أهل الجنة يأكل هذه الفضلة» قال سعد: و قد كنت تركت أخي عمير بن أبي وقاص يتهيأ لأن يأتي النبي صلى اللّه عليه و سلم فطمعت أن يكون هو، فجاء عبد اللّه بن سلام فأكلها.

قال: و حدّثني أبي (4)،نا عبد الصمد، نا أبان، نا عاصم، فذكر معناه إلاّ أنه قال:

فمررت بعويمر بن مالك (5).

و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا الحسين بن محمّد (6) القطان، نا الحسن بن محمّد الصباح، نا عفّان، نا حمّاد، عن عاصم، عن مصعب بن سعد [عن أبيه] (7):أن النبي صلى اللّه عليه و سلم أتى بقصعة فأكل منها، ففضلت

ص: 120


1- بالأصل و م: حريم، خطأ و الصواب ما أثبت و ضبط ، و قد مرّ التعريف به.
2- مسند أحمد 388/1 رقم 1591.
3- المسند: ففضل.
4- مسند أحمد رقم 1592.
5- فوقها في م: إلى.
6- عن م، سقطت من الأصل.
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك للإيضاح عن الروايات السابقة للخبر.

فضلة، فقال:«يجيء رجل من هذا الفجّ من أهل الجنة فيأكل هذه الفضلة» زاد.... (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو نصر أحمد بن محمّد بن عبد القاهر بن الطوسي، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور - زاد ابن السّمرقندي: و عبد اللّه بن محمد الصّريفيني، قالا: أنا عبيد اللّه بن محمّد بن حبابة.

ح و أخبرنا أبو الفتح محمد بن علي المصري، و أبو محمّد عبد السلام بن أحمد المقرئ، و أبو نصر عبيد اللّه بن أبي عاصم الصوفي، و أبو عبد اللّه سمرة و أبو محمّد عبد القادر ابنا جندب، قالوا: أنا محمّد بن عبد العزيز الفارسي، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن أبي شريح، قالا: نا عبد اللّه بن محمّد، نا مصعب بن عبد اللّه، نا الضّحّاك بن عثمان، عن عبد الرّحمن بن أبي الزّناد، عن إبراهيم بن عقبة، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، قال:

كنت مع أبي في المسجد، فطلع رجل أعجبتني (2) هيئته فقلت لأبي: من هذا الرجل ؟ فقال: أ ما تعرف هذا؟ أما تطيب نفسي أن أقول لأحد من الناس هو من أهل الجنة غير هذا، و ذلك - و قال ابن أبي شريح، و قال:- إنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول و نحن معه يوما:«أول من يدخل - و قال ابن حبابة: يطلع - عليكم من هذا الفجّ رجل من أهل الجنة»، فكلنا تمنى أن يكون حميما له، فطلع هذا - و هو عبد اللّه بن سلام-[5981].

أخبرنا أبو الثناء حامد بن عبد اللّه بن أحمد بن المفرج القضاعي الماكسيني (3)، نزيل قرقيسيا برحبة مالك بن طوق، نا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن الحسن (4) بن سعدون، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن طاهر، أنا أبو عمرو عثمان بن محمّد بن القاسم الآدمي، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا سليمان بن سيف الحرّاني، نا

ص: 121


1- كذا بالأصل و م: زاد، و بعدها بياض عدة كلمات.
2- بالأصل و م: أعجبني.
3- الماكسيني نسبة إلى ماكسين و هي مدينة من الجزيرة قريبة من رحبة مالك بن طوق بنواحي الرقة (الأنساب).
4- كذا بالأصل و م، و في مشيخة ابن عساكر ص 41/أ رقم 246 في خبره عن حامد بن عبد اللّه بن المفرج:«الحسين».

عبد اللّه بن هارون بن أبي عيسى البصري، حدّثني أبي، نا محمّد بن إسحاق، نا حكيم بن حكيم، عن يعقوب بن عبد اللّه بن طلحة - كذا قال: و إنما هو ابن أبي طلحة - عن أنس بن مالك، عن سعد بن أبي وقّاص، قال:

أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في العشاء الآخرة فوجدته في المسجد، فجلست إليه، و تركت أخي عمير بن أبي وقاص يتجهز إلى الصّلاة، فلما جلست إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«يطلع عليكم رجل من أهل الجنّة»، فقلت في نفسي: عمير إن شاء اللّه، ما تركت أحدا على مثل حاله، فطلع عبد اللّه بن سلام.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا إسحاق بن يوسف، نا ابن عون، عن محمّد، عن قيس بن عباد، قال: كنت في المسجد، فجاء رجل بوجهه (2) أثر من خشوع، فدخل فصلّى ركعتين، فأوجز فيهما، فقال القوم: هذا رجل من أهل الجنّة، فلما خرج اتبعته حتى دخل منزله، فدخلت معه، فحدّثته، فلما استأنس قلت له: إنّ القوم لما دخلت قبل المسجد قالوا: كذا و كذا، فقال: سبحان اللّه ما ينبغي لأحد [أن] (3) يقول ما لا يعلم، و سأحدّثك لم ؟ إني رأيت رؤيا على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقصصتها عليه، رأيت كأني في روضة خضراء - قال ابن عون: فذكر من خضرتها وسعتها، وسطها عمود حديد أسفله في الأرض و أعلاه في السّماء، في أعلاه عروة، فقيل لي: اصعد عليه، فقلت: لا أستطيع، فجاءني منصف - قال ابن عون: هو الوصيف - فرفع ثيابي من خلفي، فقال:

اصعد عليه، فصعدت حتى أخذت بالعروة، فقال: استمسك بالعروة، فاستيقظت و إنها لفي يدي، قال: فأتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم فقصصتها عليه فقال:«أما الروضة فروضة الإسلام، و أما العمود فعمود الإسلام، و أمّا العروة فهي العروة الوثقى، أنت على الإسلام حتى تموت»، قال: و هو عبد اللّه بن سلام[5982].

أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا زهير، نا إسحاق بن يوسف، نا ابن عون، عن

ص: 122


1- مسند أحمد 205/5 رقم 23848.
2- المسند: في وجهه.
3- زيادة عن المسند.

محمّد بن سيرين، عن قيس بن عباد، قال:

كنت جالسا في مسجد المدينة، فدخل رجل بوجهه أثر خشوع، فصلّى ركعتين، فأوجز فيهما، قال: فقال القوم: هذا رجل من أهل الجنة، قال: فلما خرج خرجت معه، قال: فلما دخل دخلت معه، فحدّثته، فلما استأنس قلت له: إنّ القوم لما دخلت قبل المسجد قالوا كذا و كذا، قال: سبحان اللّه ما ينبغي لأحد أن يقول ما لا يعلم، و سأحدّثك بذلك، إني رأيت رؤيا على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقصصتها عليه، رأيت كأني في روضة خضراء - قال: فذكر من خضرتها وسعتها - وسطها عمود حديد، أسفله في الأرض و أعلاه في السّماء، في أعلاه عروة، فقيل لي: اصعد عليه، فقلت: لا أستطيع، فجاءني منصف - قال ابن عون: و هو الوصيف (1)-قال: فرفع ثيابي من خلفي، و قال:

اصعد عليه، قال: فصعدت حتى أخذت العروة، فقال: استمسك بالعروة، فاستيقظت و انها لفي يدي، فأتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقصصتها عليه فقال:«أمّا الرّوضة فروضة الإسلام، و أمّا العمود فعمود الإسلام، و أمّا العروة فهي العروة الوثقى، أنت على الإسلام حتى تموت»، قال: و هو عبد اللّه بن سلام[5983].

أخبرنا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، أنا أبي أبو القاسم، أنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن بن محمّد، أنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الحافظ ، نا سعيد بن مسعود المروزي، و عيسى بن أحمد العسقلاني، و محمّد بن رجاء، قالوا: نا النّضر بن شميل، أنا عبد اللّه بن عون، عن محمّد بن سيرين، عن قيس بن عباد، قال:

كنت في مجلس فيه ناس من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم، فجاء رجل على وجهه أثر من خشوع، فصلّى ركعتين إلى سارية، فتجوّز فيهما، ثم خرج، فقال بعضهم: هذا رجل من أهل الجنّة، فقال: سبحان اللّه ما ينبغي لأحد أن يقول ما لا يعلم، و سأحدّثك ممّ ذلك أني رأيت رؤيا فقصصتها على النبي صلى اللّه عليه و سلم أني رأيت كأني في روضة، فذكر من خضرتها و حسنها، و في وسطها عمود من حديد، أسفله في الأرض و أعلاه في السماء، و في رأس العمود عروة، فقال لي: ارقه، فقلت: لا أستطيع، فجاءني منصف - أي خادم - فقال بثيابي (2) من ورائي، فرقيت حتى كنت في أعلاه، فأخذت بالعروة، فقال: استمسك،

ص: 123


1- الوصيف: الخادم.
2- فقال بثيابي أي فأخذ بها و رفع. و هذا تعبير عن الفعل بالقول.

فاستيقظت و إنها لفي يدي، فقصصتها على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«الروضة روضة الإسلام، و العمود بعمود (1) الإسلام، و العروة عروة الوثقى، فأنت على الإسلام حتى تموت»، فإذا هو عبد اللّه بن سلام.

أخرجه البخاري (2) عن خليفة بن خيّاط ، و أخرجه مسلم (3) عن محمّد بن مثنّى جميعا عن معاذ بن معاذ، عن ابن عون بنحوه.

و رواه قرّة بن خالد، عن ابن سيرين.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري.

ح و أخبرنا أبو منصور موهوب بن أحمد بن محمّد بن الخضر الجواليقي، و أبو الحسين أحمد بن محمّد بن الطّيّب بن الصّبّاغ، قالا: أنا أبو القاسم بن البسري، قالا:

أنا أبو طاهر المخلّص، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا عبد الجبار بن العلاء، نا أبو سعيد مولى بني هاشم، نا قرّة، عن محمّد - يعني ابن سيرين - عن قيس بن عباد، قال:

قدمت المدينة فجلست في حلقة ابن عمر، و سعد بن مالك، فمرّ رجل فقالوا:

هذا رجل من أهل الجنّة، فاتبعته، فأخذت بيده، فقلت: من أنت يا عبد اللّه ؟ فقال: و ما ذاك ؟ قلت: إنّ القوم لما رأوك قالوا: هل لكم في رجل من أهل الجنة، فوضع يده على رأسه و قال: سبحان اللّه ما كان لهم أن يقولوا ما لا علم لهم به، إنما ذلك لرؤيا رأيتها، أو رئيت لي، كأن عمودا في روضة، في رأس العمود حلقة من ذهب، و في أسفل العمود مقبض، فقيل: أين عبد اللّه بن سلام، فقيل لي: ارق، فأخذ بيدي حتى صرت في أعلاها، و استيقظت و أنا آخذ بالحلقة، فقصصتها على النبي صلى اللّه عليه و سلم أو قصّت عليه، فقال:

«يموت عبد اللّه بن سلام و هو آخذ بالعروة الوثقى»[5984].

أخبرناه أبو الأعزّ (4) قراتكين بن الأسعد، أنا الحسن بن علي بن محمّد، أنا عمر بن محمّد بن علي، نا قاسم بن زكريا بن يحيى، نا العبّاس بن يزيد، نا

ص: 124


1- كذا بالأصل.
2- أخرجه البخاري في التعبير باب التعليق بالعروة و الحلقة 353/12.
3- صحيح مسلم 44 كتاب فضائل الصحابة،33 باب،(ح:2484).
4- بالأصل:«أبو العز» خطأ و الصواب ما أثبت عن م، و مشيخة ابن عساكر ص 666/أ، رقم 979.

عبد الأعلى، نا قرّة بن خالد السّدوسي، نا محمّد بن سيرين، قال: حدّث قيس بن عباد قال:

إنّي لفي المدينة في حلقة فيها سعد، و ابن عمر، فدخل رجل المسجد، فتراءاه القوم، فقالوا: هل لكم في رجل من أهل الجنة ؟ فصلّى ركعتين يجوّز فيهما (1)،ثم خرج، فاتبعته، فقلت: يا عبد اللّه من أنت ؟ أصلحك اللّه، قال: و لم ؟ قلت: إن القوم لما رأوك قالوا (2):هل لكم في رجل من أهل الجنة، قال: فوضع يده على رأسه و قال:

سبحان اللّه ما كان لهم [أن يقولوا ما ليس لهم] (3) به علم، إنما هذا رؤيا رأيتها فقصصتها على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، رأيت كأن عمودا في روضة، رأسه في السماء، في رأسه حلقة من ذهب، أو في أصل العمود، فقيل: أين عبد اللّه بن سلام ؟ قال: فجئت أرتق، فأخذ بعضدي ثم قال بي، فرفعني، فانطلقت حتى [أتيتها] (4) إلى الحلقة، فاستيقظت و أنا آخذ بها، فقصصت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال:«يموت عبد اللّه بن سلام و هو آخذ بالعروة الوثقى»[5985].

و رواه خرشة بن الحرّ، عن ابن سلام:

أخبرتنا به أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على أبي القاسم السّلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا زهير.

ح و أخبرناه أبو سعد بن البغدادي - و اللفظ لحديثه - أنا أبو منصور محمّد بن أحمد بن علي بن شكرويه، و أبو بكر محمّد بن أحمد بن علي السّمسار، قالا: أنا أبو إسحاق بن عبد اللّه بن خرّشيد قوله، نا أبو عبد اللّه الحسين بن إسماعيل الضّبّي، نا يوسف بن موسى، قالا: نا جرير، عن الأعمش، عن سليمان بن مسهر، عن خرشة بن الحرّ، قال:

كنت جالسا في حلقة في مسجد المدينة و فيها شيخ حسن الهيئة، و هو عبد اللّه بن سلام، قال: فجعل يحدّثهم حديثا حسنا، قال: فلما قام قال القوم: من سرّه أن ينظر إلى

ص: 125


1- أي خفف فيهما و أسرع.
2- بالأصل: قال.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و لم يظهر في م بالتصوير، و أضيفت العبارة عن المطبوعة.
4- بياض بالأصل، و اللفظة أضيفت عن م.

رجل من أهل الجنّة فلينظر إلى هذا، قال: فقلت: و اللّه لأتبعنّه فلأعلمن مكان بيته، قال: فاتّبعته فانطلق حتى كاد يخرج من المدينة، قال: ثم دخل منزله، فاستأذنت عليه، فأذن لي، فقال: ما حاجتك يا ابن أخي ؟ قلت له: سمعت القوم يقولون لك لما قمت:

من سرّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنّة فلينظر إلى هذا، فأعجبني أن أكون معك، فقال: اللّه بأهل الجنّة، و سأحدّثك ممّ قالوا ذلك ؟ إني بينا أنا نائم إذ أتاني رجل، فقال لي: قم، قال: فأخذ بيدي، فانطلقت معه، فإذا أنا بجوادّ (1) عن شمالي، فقال: لا تأخذ (2) فيها فإنها طرق أصحاب الشمال، قال: و إذا أنا بجوادّ منهج عن يميني، فقال لي: خذ هاهنا قال: فأتى بي جبلا، فقال لي: اصعد، قال: فجعلت إذا أردت أن أصعد خررت على استي، فعلت ذلك مرارا، قال: ثم انطلق بي حتى أتى بي عمودا رأسه في السماء و أسفله في الأرض، و في أعلاه حلقة، فقال لي: اصعد فوق هذا، فقلت له:

كيف أصعد فوق هذا و رأسه في السماء؟ فأخذ بيدي، فزجل بي (3)،فإذا أنا متعلق بالحلقة، قال: ثم ضرب العمود فخرّ، قال: و بقيت متعلقا بالحلقة حتى أصبحت، قال: فأتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم فقصصته (4) عليه، قال: فقال:«أمّا الطرق التي رأيت عن يمينك فهي طرق أصحاب اليمين، و أمّا الجبل فهو منازل الشهداء و لن تناله، و أمّا العمود فهو عمود الإسلام، و أمّا العروة فهي عروة الإسلام، لم تزل مستمسكا به حتى تموت»، ثم قال:«أ تدري كيف خلق اللّه الخلق ؟»، قال: قلت: لا، قال:«خلق اللّه آدم فقال: تلد فلانا و تلد فلانا، و يلد فلان فلانا، و يلد فلان فلانا، أجله كذا و كذا، و عمله كذا و كذا، و رزقه كذا و كذا، ثم ينفخ فيه الروح»[5986].

و رواه المسيّب بن رافع الكاهلي الكوفي عن خرشة.

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (5)،حدّثني أبي، نا حسن بن موسى و عفان، قالا: نا حمّاد بن سلمة، عن عصام بن بهدلة، عن المسيّب بن رافع، عن خرشة بن الحرّ، قال:

ص: 126


1- جمع جادة و هي الطرق.
2- بالأصل و م: يأخذ.
3- أي دفع بي و رماني (اللسان: زجل).
4- كذا بالأصل و م، و لعل الصواب: فقصصتها.
5- مسند أحمد 206/9 رقم 23851.

قدمت المدينة، فجلست إلى مشيخة في مسجد النبي صلى اللّه عليه و سلم، فجاء شيخ يتوكّأ على عصا له، فقال القوم: من سرّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنّة فلينظر إلى هذا، فقام خلف سارية، فصلّى ركعتين، فقمت إليه، فقلت له: قال بعض القوم: كذا و كذا، فقال: الجنة للّه، يدخلها من يشاء، و إنّي رأيت على عهد النبي صلى اللّه عليه و سلم رؤيا، رأيت كأن رجلا أتاني فقال لي: انطلق، فذهبت معه، فسلك بي منهجا عظيما، فعرضت لي طريق عن يساري، فأردت أن أسلكها، فقال: إنّك لست من أهلها، ثم عرضت لي طريق عن يميني فسلكتها حتى انتهيت إلى جبل زلق، فأخذ بيدي فدحا بي (1) فإذا أنا على ذروته، فلم أتقارّ و لم أتماسك، فإذا عمود من حديد في ذروته حلقة من ذهب، فأخذ بيدي، فدحا (2) بي حتى أخذت بالعروة، فقال: استمسك، فقلت: نعم، قال: فضرب العمود برجله، فاستمسكت بالعروة، فقصصتها على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«رأيت خيرا، أمّا المنهج العظيم فالمحشر، و أمّا الطريق التي عرضت عن يسارك فطريق أهل النار و لست من أهلها، و أمّا الطريق التي عرضت عن يمينك فطريق أهل الجنة، و أما الجبل الزلق فمنزل الشهداء، و أمّا العروة التي استمسكت بها، فعروة الإسلام، فاستمسك بها حتى تموت»، قال: فأنا أرجو أن أكون من أهل الجنّة، قال: و إذا هو عبد اللّه بن سلام[5987].

و روي من وجه آخر عن خرشة:

أخبرناه أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد، و أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالا:

أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو (3) العبّاس بن قتيبة، نا حرملة، أنا ابن وهب، حدّثني معاوية بن صالح، عن أبي فروة يرفع الحديث إلى خرشة بن الحر، قال:

دخلت مسجد المدينة، فجلست إلى حلقة من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم، فقام شيخ منهم، فقال القوم حين ولى: من سرّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنّة فلينظر إلى هذا الشيخ، قال: فقمت إليه، فأدركته، فقلت: يا عبد اللّه، إنّ القوم لما قمت آنفا قالوا:

ص: 127


1- في المسند: فزجل بي.
2- في المسند: فزجل بي.
3- سقطت «أبو» من الأصل و م، و زيادتها لازمة قياسا إلى سند مماثل.

من سرّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنّة فلينظر إلى هذا الشيخ، فمن أنت يرحمك اللّه ؟ قال: أنا عبد اللّه بن سلام.

فأمّا قولهم: إني من أهل الجنّة فذلك عن رؤيا رأيتها فقصصتها على النبي صلى اللّه عليه و سلم، قلت: يا رسول اللّه إنّي رأيت في المنام رجلا جاءني، فأخذ بيدي، فانطلق بي حتى انتهينا إلى طريقين، أحدهما عن يميني، و الأخرى عن شمالي، فأردت أن آخذ اليسرى، فأخذ بيدي فألحقني باليمنى، ثم انطلق بي حتى انتهينا إلى جبل، فأردت أن أصعد فيه، فجعلت كلّما صعدت وقعت على استي، فأبكي، قال: ثم انطلق إلى عمود في رأسه حلقة، فضربني ضربة برجله، فإذا أنا في رأس الحلقة، مستمسك بالحلقة، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«نامت عينك، أما الطريق الذي أخذت يمينا و شمالا، فإنّ اليسرى طريق أهل النار، و اليمنى طريق أهل الجنّة، و أمّا الجبل فإنّه عمل الشهداء، و لم تبلغه، و أمّا العمود، فعمود الإسلام، و أمّا الحلقة فالعروة الوثقى، و أما الضارب فملك الموت، تموت و أنت مستمسك بالعروة الوثقى [ففي ذلك] (1) ما يقولون»، ثم قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ اللّه تبارك و تعالى خلق آدم عليه السلام فقال: هذا آدم يولد له فلان، و يولد لفلان فلان، و لفلان فلان، قال: ما شاء اللّه من ذلك، ثم أراه اللّه أعمالهم و آجالهم»[5988].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو (2) عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3)،أنا حمّاد بن عمرو النّصيبي، نا زيد بن رفيع، عن معبد الجهني، عن يزيد بن عميرة السّكسكي، و كان تلميذا لمعاذ بن جبل، فلما حضرت معاذ الوفاة قعد يزيد عند رأسه يبكي، فنظر إليه معاذ فقال: ما يبكيك ؟ فقال له يزيد: أمّا و اللّه ما أبكي لدنيا كنت أصيبها منك، و لكني أبكي لما فاتني من العلم، فقال له معاذ: إنّ العلم كما هو لم يذهب، فاطلب العلم بعدي عند أربعة، ثم سماهم، فيهم عبد اللّه بن سلام الذي قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«هو عاشر عشرة في الجنّة»[5989].

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو

ص: 128


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
2- سقطت «أبو» من م.
3- طبقات ابن سعد 352/2-353 و نقله الذهبي في سير أعلام النبلاء 418/2 عن ابن سعد.

العبّاس النهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا أبو عبد اللّه البخاري (1)،نا عبد اللّه هو ابن صالح، نا معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن يزيد بن عميرة الزبيدي، قال:

لما حضر معاذ بن جبل الموت قيل له: يا أبا عبد الرّحمن أوصنا، قال: التمسوا العلم عند أبي الدرداء، و سلمان، و عبد اللّه بن مسعود، و عبد اللّه بن سلام الذي كان يهوديا فأسلم، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنه عاشر عشرة في الجنّة»[5990].

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد (2)،نا بكر بن سهل، نا عبد اللّه بن صالح، حدّثني معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد (3)،عن أبي إدريس الخولاني، عن يزيد بن عميرة الزبيدي، قال:

لما حضر معاذ بن جبل الموت قال: التمسوا العلم عند أربعة رهط : عند عويمر أبي الدرداء، و عند سلمان الفارسي، و عند عبد اللّه بن مسعود، و عند عبد اللّه بن سلام الذي كان يهوديا فأسلم (4)،فإنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنه عاشر عشرة في الجنة» (5)[5991].

و روي عن الحارث بن عميرة:

أنبأناه أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا الحسن بن أبي بكر، أنا عبد الصمد بن علي الطّستي (6)،نا أسلم بن سهل، نا محمّد بن أبان، نا خليفة بن خيّاط ، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، عن الحارث بن عميرة، قال:

سمعت معاذ بن جبل يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«عبد اللّه بن سلام عاشر عشرة في الجنة»[5992].

ص: 129


1- ذكره البخاري في التاريخ الصغير 73/1 و نقله الذهبي في سير الأعلام 418/1 عن البخاري.
2- أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 116/20 رقم 229.
3- عن م و المعجم الكبير، و بالأصل: زيد.
4- قوله:«الذي كان يهوديا فأسلم» سقط من المعجم الكبير.
5- قوله:«في الجنة» سقط من المعجم الكبير.
6- إعجامها مضطرب بالأصل و المثبت عن م.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر (1)،أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (2)،أنا عبيد اللّه بن موسى، و أحمد بن عبد اللّه بن يونس، قالا: أنا إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهد: قوله:

وَ شَهِدَ شٰاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرٰائِيلَ عَلىٰ مِثْلِهِ (3) ،قال: عبد اللّه بن سلام.

قال: و أنا عبيد اللّه بن موسى، أنا إسرائيل، عن جابر، عن مجاهد، و عطاء و عكرمة: وَ شَهِدَ شٰاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرٰائِيلَ ،قالوا: عبد اللّه بن سلام.

و قال الحسن بن مسلم: نزلت هذه بمكة و عبد اللّه بن سلام بالمدينة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني زهير بن محمّد، نا فضيل بن عبد الوهّاب، نا عبد الوارث، عن حميد، عن مجاهد، قال: هو ابن سلام.

قال: و نا فضيل بن عبد الوهّاب، نا هشيم، عن جويبر، عن الضّحّاك، قال: هو ابن سلام.

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمّد، أنا علي بن محمّد بن علي، أنا علي بن أحمد (4)بن محمّد بن داود، أنا محمّد بن عمر بن سليمان، حدّثني أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا يحيى بن عبدك، نا خلف (5)بن عبد الرّحمن، نا مالك بن أنس، عن زيد - يعني ابن أسلم- وَ شَهِدَ شٰاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرٰائِيلَ قال: هو ابن سلام.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنا عيسى بن علي بن عيسى، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني سريج (6) بن يونس، نا سفيان، عن

ص: 130


1- هو أبو عمر بن حيوية، محمد بن العباس بن محمد بن زكريا، ترجمته في سير أعلام النبلاء 409/16.
2- طبقات ابن سعد 352/2.
3- سورة الأحقاف، الآية:10.
4- في م: محمد بن أحمد، و فوق اللفظتين إشارتا تقديم و تأخير.
5- كذا بالأصل و م، و هو خطأ و الصواب: خالد، و هو خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن سلمة، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 386/5 و فيها يروي عنه: يحيى بن عبدك القزويني.
6- بالأصل و م و المطبوعة: شريح، خطأ و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في تهذيب الكمال 60/7 و فيها روى عن سفيان بن عيينة، و روى عنه عبد اللّه بن محمد البغوي.

معمر، عن قتادة: وَ شَهِدَ شٰاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرٰائِيلَ عَلىٰ مِثْلِهِ ،قال: هو عبد اللّه بن سلام.

أخبرنا أبو بكر الحاسب، أنا أبو محمّد الشيرازي، أنا أبو عمر الخزّاز، أنا أبو الحسين الخشاب، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا قبيصة بن عقبة، نا سفيان، عن داود، عن الحسن، قال: نزلت حم (1)و عبد اللّه بن سلام بالمدينة مسلم.

قال: و أنا ابن سعد، أنا عبد اللّه بن عمرو أبو معمر المنقري، نا عبد الوارث بن سعيد، عن حميد - يعني الأعرج - قال: كان مجاهد يقرأ: وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتٰابِ (2)،قال: و كان يقول: هو عبد اللّه بن سلام (3).

قال: و أنا ابن سعد، أنا الفضل بن دكين، نا سفيان، عن رجل، عن مجاهد:

وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتٰابِ قال: عبد اللّه بن سلام.

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ، في كتابه، ثم حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبي، نا محمّد بن أحمد بن يزيد، نا أحمد بن محمّد بن الحسين، نا جدي الحسين - و هو ابن حفص الأصبهاني - نا إبراهيم بن محمّد بن أبي يحيى المدني، نا معاذ بن عبد الرّحمن، عن يوسف بن عبد اللّه بن سلام، عن أبيه: أنه جاء إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: إنّي قرأت القرآن و التوراة، فقال:«اقرأ بهذا ليلة، و بهذا ليلة» (4)[5993].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا شيبان، نا سليمان بن المغيرة، نا حميد بن هلال، نا عبد اللّه بن المغفّل، قال: كان عبد اللّه بن سلام، فذكر عنه حديثا في نهيه عن قتل عثمان، و قوله لعلي بن أبي طالب: لا تأتي العراق، و عليك بمنبر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم

ص: 131


1- أي سورة الأحقاف، و حم: أولها.
2- سورة الرعد، الآية:13.
3- سير أعلام النبلاء 418/2.
4- نقله الذهبي في سير أعلام النبلاء 418/2-419 و انظر تخريجه فيه.

فالزمه، و لا أدري هل ينجيك، فإن تركته لا تراه أبدا، فقال من حوله: دعنا فلنقتله (1)، فقال علي: دعوا عبد اللّه بن سلام فإنه منا، رجل صالح.

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر، أنا أبو الحسن (2)أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، عن إبراهيم بن محمّد، عن معاذ بن عبد الرّحمن التّيمي (3)،عن يوسف بن عبد اللّه بن سلام، عن أبيه، قال: أمرني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن أقرأ القرآن ليلة و التوراة ليلة.

أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا محمّد بن أبي بكر المقدّمي، نا إسماعيل بن سنان، نا عكرمة بن عمّار، عن محمّد بن القاسم، قال: زعم عبد اللّه بن حنظلة أن عبد اللّه بن سلام مرّ في السوق عليه حزمة من حطب فقيل له: أ ليس قد أغناك اللّه عن هذا؟ قال: بلى، و لكن أردت أن أقمع الكبر، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر»[5994].

أخبرناه أبو محمّد بن الأكفاني، أنا أبو القاسم الحسين بن محمّد بن إبراهيم الحنّائي، أنا أبو علي الحسين بن محمّد بن الحسين بن درستويه، نا أبو يحيى بن (4)زكريا بن أحمد البلخي القاضي، نا محمّد بن غالب التمتام (5).

و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا علي بن أحمد بن علي، نا أحمد بن عبيد، نا تمتام، حدّثني سلم (6) بن إبراهيم الورّاق، نا عكرمة بن عمّار، نا محمّد بن القاسم قال: زعم عبد اللّه بن حنظلة بن الراهب: أنه رأى عبد اللّه بن سلام في السوق و على رأسه حزمة حطب، قال: فقلت: أ ليس قد أوسع اللّه عليك ؟ قال: بلى،

ص: 132


1- بالأصل و م: فليقتله.
2- بالأصل و م:«أنا أبو الحسن، نا أحمد بن معروف» خطأ و الصواب ما أثبت، قياسا إلى سند مماثل.
3- بالأصل و م: التميمي، خطأ و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 174/18.
4- كذا بالأصل و م «بن زكريا» و سقطت «بن» من المطبوعة.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 390/13.
6- بالأصل و م: سالم، خطأ و الصواب ما أثبت «سلم» ضبطت عن تقريب التهذيب، و انظر ترجمة سلم في تهذيب الكمال 393/7.

و لكني أردت أن أدفع الكبر، و قد سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - و قال ابن الأعرابي (1):

النبي صلى اللّه عليه و سلم - يقول:«لا يدخل الجنّة من في قلبه - و قالا (2):مثقال - حبة من خردل من كبر»[5995].

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد بن أبي عثمان، و أبو طاهر القصّاري (3).

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه بن أبي طاهر، أنا أبي، قالا: أنا إسماعيل بن الحسن (4).

و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، قالا: أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، قالا: نا الحسين بن إسماعيل، نا أبو موسى محمّد بن المثنّى، نا إسماعيل بن سنان (5)،نا عكرمة بن عمّار، حدّثني محمّد بن القاسم، قال: زعم عبد اللّه بن حنظلة قال: مرّ عبد اللّه بن سلام في السوق و على رأسه حزمة من حطب، قال: فقال له ناس: ما يحملك على هذا، و قد أغناك اللّه عنه ؟ قال: أردت أن أدفع به الكبر، و ذاك أنّي سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لا يدخل الجنّة عبد في قلبه مثقال ذرّة من كبر» (6).

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر (7) بن حيّوية، أنا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا ابن لهيعة، حدّثني يزيد بن أبي حبيب، أنّ (8) بكير بن الأشجّ ، حدّثه: أن عبد اللّه بن سلام خرج من حائط له بحزمة حطب يحملها فلما أبصره الناس قالوا: يا أبا يوسف قد

ص: 133


1- كذا بالأصل و م، و لعل الصواب: ابن الأكفاني.
2- كذا بالأصل و م، و كأن في الكلام سقطا.
3- بالأصل:«القصابي» و المثبت عن المطبوعة.
4- من قوله: و أخبرنا أبو القاسم الشحامي إلى هنا سقط من م.
5- بالأصل و م: يسار، خطأ و الصواب ما أثبت.
6- بعدها في م:«إلى» و الحديث نقله الذهبي في سير أعلام النبلاء 419/2 و انظر تخريجه فيه.
7- في م: أبو عمرو، خطأ.
8- بالأصل و م: بن بكير، خطأ و الصواب ما ارتأيناه، راجع ترجمة يزيد بن أبي حبيب في تهذيب الكمال 293/20 و فيها أنه روى عن بكير بن عبد اللّه بن الأشج.

كان في ولدك و عبيدك من يكفيك هذا، قال: أردت أن أجرّب قلبي، هل ينكر هذا؟ أخبرنا أبو بكر الشاهد، أنا الحسن بن علي، أنا محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن محمّد، نا محمّد بن سعد، أنا عفّان بن مسلم، نا مهدي بن ميمون - و أنا وهب بن جرير، نا أبي - جميعا قالا: نا محمّد بن أبي يعقوب، عن بشر بن شغاف، عن عبد اللّه بن سلام، أنه شهد فتح نهاوند (1).

قال: و أنا ابن سعد، أنا عارم بن الفضل، نا حمّاد بن زيد، عن أيوب، و هشام، عن محمّد، قال: نبّئت أن عبد اللّه بن سلام قال: إن أدركني (2) و ليس بي ركوب (3)، فاحملوني حتى تضعوني بين الصّفّين - يعني: قبال (4) الأعماق (5)-.

قال: و نا ابن سعد، أنا محمّد بن مصعب، نا الأوزاعي، عن يحيى قال: كان عبد اللّه بن سلام إذا دخل المسجد سلّم على النبي صلى اللّه عليه و سلم، قال: اللّهمّ افتح لنا أبواب رحمتك، و إذا خرج سلّم على النبي صلى اللّه عليه و سلم، و تعوّذ من الشيطان (6).

قال: و أنا ابن سعد، أنا محمّد بن مصعب القرقساني، أنا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير: أن عبد اللّه بن سلام صكّ غلامه صكة فجعل يبكي و يقول: اقتصّ مني، فيقول الغلام: لا أقتصّ منك يا سيدي، قال ابن سلام: كل ذنب يغفره اللّه إلاّ صكّة الوجه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا أحمد بن محمّد بن غالب البصري، نا محمّد بن إبراهيم، عن محمّد بن كثير، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، قال: لطم عبد اللّه بن سلام غلاما لطمة، فقعد بين يديه، فقال: اقتصّ منّي، فقال: لا أقتصّ منك يا سيدي، فجعل عبد اللّه بن سلام يبكي و يقول: إنّ كلّ ذنب يغفر يوم القيامة إلاّ لطمة الوجه.

ص: 134


1- سير أعلام النبلاء 422/2.
2- يعني القتال.
3- الركوب كل دابة تركب.
4- بالأصل و م: فقال، خطأ و الصواب عن سير أعلام النبلاء.
5- نقله الذهبي في سير أعلام النبلاء 423/2 من طريق أيوب.
6- نقله الذهبي في سير أعلام النبلاء 423/2 من طريق محمد بن مصعب، و انظر تخريجه فيه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا حفص بن غياث النّخعي، عن أشعث،[عن أبي بردة بن أبي موسى، قال: قدمت المدينة فأتيت عبد اللّه بن سلام، فإذا رجل متخشع، فجلست إليه، فقال: يا ابن أخ إنك جلست إلينا، و قد حان قيامنا فتأذّن.

قال: و أنا ابن سعد، أنا الفضل بن دكين، نا (1) حفص بن غياث، عن أشعث] (2)،عن أبي بردة، قال:

أتيت المدينة فإذا عبد اللّه بن سلام جالسا في حلقة متخشّعا عليه سيماء الخير، فقال: يا أخي جئت و نحن نريد القيام، قال: فأذنت له، أو قال: أو قلت: إذا شئت، فقام، فاتبعته حتى انتهيت إلى منزله قال: من أنت ؟ قلت: أنا ابن أخيك، أنا أبو بردة بن أبي موسى، قال: فرحّب بي، و سألني و سقاني قدحا من سويق فشربته، ثم قال: إنكم بأرض الريف، و إنكم تساكنون (3) الدهاقين فيهدون لكم حملان (4) القتّ (5)و الدّواخل (6) فلا تقربوها فإنها نار (7).

أخبرنا أبو بكر محمّد (8) بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد، أنا الهيثم بن عدي، قال: توفي عبد اللّه بن سلام بالمدينة سنة ثلاث و أربعين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر - زاد أبو البركات: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط (9)،قال: عبد اللّه بن سلام

ص: 135


1- بالأصل: بن، خطأ، و الصواب ما أثبت.
2- ما بين معكوفتين سقط من م فاختل سياق العبارة بها.
3- في سير أعلام النبلاء: تسالفون.
4- بالأصل و م: حملات، و المثبت عن سير الأعلام.
5- القت: الفصفصة، و هي الرطبة من علف الدواب.
6- الدواخل جمع دوخلة و هي الزبيل من خوص يجعل فيه التمر و الرطب.
7- نقله الذهبي في سير أعلام النبلاء 423/2-424 و انظر تخريجه فيه.
8- «محمد» ليست في م.
9- طبقات خليفة بن خيّاط ص 35 رقم 29 و 30 و 31.

و ابناه يوسف و محمّد ابنا عبد اللّه بن سلام، مات عبد اللّه سنة ثلاث و أربعين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم، قال: سنة ثلاث و أربعين فيها توفي عبد اللّه بن سلام أبو يوسف بالمدينة، و هو حليف القواقلة من الأنصار.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو الحسن أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، قال: قالوا:

و توفي عبد اللّه بن سلام بالمدينة سنة ثلاث و أربعين، في خلافة معاوية بن أبي سفيان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي قال: و توفي ابن سلام فيما بلغني بالمدينة سنة ثلاث و أربعين، و قد روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أحاديث غير هذه.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: قال الهيثم بن عدي: و في سنة ثلاث و أربعين مات عبد اللّه بن سلام.

3335 - عبد اللّه بن سلاّم الفزاري الدّمشقي،

يعرف بعبادل

حدّث عن خالد بن عبد الرّحمن.

روى عنه: محمّد بن القاسم بن عبد الخالق.

ذكره أبو عبد اللّه بن مندة فيما حكاه أبو الفضل المقدسي عنه

3336 - عبد اللّه بن سيّار

دمشقي، و يقال حمصي.

حكى عن أبي الدّرداء.

روى عنه: أبو الفيض.

ذكر أبو جعفر الطحاوي في كتاب:«شرح معاني الآثار»: نا ابن مرزوق، نا

ص: 136

روح بن عبادة، نا شعبة،[قال: سمعت أبا الفيض] (1) قال: سمعت عبد اللّه بن سيّار الدّمشقي قال: ساوم أبو الدّرداء رجلا بفرس، فحلف الرجل ألاّ يبيعه، فلما مضى قال:

تعال، خلني (2) أكره أن أؤثمك، أما إني لم أعد اليوم مريضا و لم أطعم مسكينا، و لم أصلّ الضحى، و لكني بقية يومي صائم.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (3) قال: عبد اللّه بن سيّار [سمع] (4) أبا (5) الدّرداء روى عنه أبو الفيض.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (6)،قال: عبد اللّه بن سيّار حمصي (7) روى عن أبي الدّرداء، روى عنه أبو الفيض، سمعت أبي يقول ذلك.

ص: 137


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن المطبوعة، و العبارة فيها مستدركة أيضا بين معكوفتين.
2- كذا رسمها بالأصل و م.
3- التاريخ الكبير للبخاري 111/1/3.
4- بالأصل:«اي» و لعله سقط حرف من الكلمة و في المطبوعة رأى، و ما أثبت عن التاريخ الكبير و هي بدورها مستدركة فيه بين معكوفتين.
5- بالأصل: أبي» خطأ و الصواب ما أثبت عن م.
6- الجرح و التعديل 76/5.
7- سقطت اللفظة من الأصل و أضيفت عن م و الجرح و التعديل.

حرف الشين في أسماء آباء العبادلة

3337 - عبد اللّه بن الشاعر السّكسكي

كان بدمشق، و أظنه من أهل حمص.

سمع معاوية بن أبي سفيان و غيره من الصحابة و التابعين.

حكى عنه حوشب بن سيف السّكسكي الحمصي.

أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن أبي العلاء، نا أبو بكر الخطيب - لفظا - أنا أبو الحسين بن بشران، نا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد اللّه الدقاق، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن النضر، نا معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق، عن صفوان بن عمرو، نا حوشب بن سيف، قال: غزا الناس في زمان معاوية، و عليهم عبد الرّحمن بن خالد، فغلّ رجل من المسلمين مائة دينار رومية، فلما قفل الجيش ندم (1) الرجل، فأتى عبد الرّحمن بن خالد فأخبره خبره، و سأله أن يقبلها منه، فأبى و قال: قد تفرّق الجيش، فلن أقبلها منك حتى تأتي (2) اللّه بها يوم القيامة، فجعل يستقرئ أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فيقولون له مثل ذلك، فلما قدم دمشق دخل على معاوية يذكر ذلك له، فقال له مثل ذلك، فخرج من عنده و هو يبكي و يسترجع، فمرّ بعبد اللّه بن الشاعر السّكسكي فقال له: ما يبكيك ؟ فذكر له أمره، فقال: أ مطيعي أنت يا عبد اللّه ؟ قال: نعم، قال: فانطلق إلى معاوية فقال له: اقبل مني خمسك فادفع إليه عشرين دينارا، و انظر الثمانين الباقية، فتصدّق بها عن ذلك الجيش، فإنّ اللّه يقبل التوبة عن عباده، و هو أعلم بأسمائهم

ص: 138


1- بالأصل و م و مختصر ابن منظور 452/12 «قدم» و المثبت عن المطبوعة.
2- بالأصل و م: يأتي، و الصواب عن مختصر ابن منظور.

و مكانهم، ففعل الرجل، فقال معاوية: لأن أكون أفتيته بها أحبّ إليّ من كل شيء أملكه، أحسن الرجل.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل السّلامي، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أبو الفضل: و محمّد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (1)،قال: عبد اللّه بن الشاعر السّكسكي، روى عنه حوشب بن سيف قوله في الغلول إذا تفرق الجيش.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (2)،قال: عبد اللّه بن الشاعر السّكسكي، يروي عنه حوشب بن سيف قوله في الغلول إذا تفرّق الجيش، سمعت أبي يقول ذلك.

3338 - عبد اللّه - و يقال: عبيد اللّه - بن شميل،

و يقال: ابن شبل الفهري

كان حاضرا لميز أنهار دمشق في خلافة هشام سنة خمس عشرة و مائة، له ذكر، تقدم في ذكر الأنهار (3).

3339 - عبد اللّه بن شجرة السّكسكي ثم الكندي

حمصي، شهد البيعة لمروان بن محمّد بالخلافة بدمشق، و ولاّه مروان حمص (4)،له ذكر.

ص: 139


1- التاريخ الكبير للبخاري 117/1/3.
2- الجرح و التعديل 83/5.
3- راجع كتابنا تاريخ دمشق: المجلد الثاني.
4- يفهم من عبارة الطبري أن أهل حمص اختاروه لولاية جندهم بأمر من مروان بن محمّد و ذلك بعد مبايعتهم له بدمشق بالخلافة سنة 127 فأقره عليهم و أخذ عليه العهود و الأيمان المغلظة و انصرف مروان إلى منزله من حران.. (تاريخ الطبري 312/7).

و بلغني أن عبد اللّه بن شجرة خرج عن حمص حين خلعوا مروان إلى سلمية (1)، فقتل بها، قتله رجل من كلب.

3340 - عبد اللّه بن شدّاد بن الهاد - و اسمه أسامة

ابن عمرو بن عبد اللّه بن جابر - و يقال: خالد - بن بشر

ابن عتوارة بن عامر بن مالك بن ليث بن بكر بن عبد مناة

ابن علي بن كنانة بن خزيمة بن مدركة

أبو الوليد اللّيثي المدني (2)

حدّث عن علي بن أبي طالب، و عبد اللّه بن عبّاس، و أسماء بنت عميس، و عبد اللّه بن جعفر، و أبيه شدّاد بن الهاد، و له صحبة.

روى عنه: الشعبي، و إسماعيل بن محمّد بن سعد بن أبي وقاص، و عكرمة بن خالد المخزومي، و الحكم بن عتيبة، و أبو عون محمّد بن عبيد اللّه الثقفي، و ذرّ بن عبد اللّه الهمداني المرهبي، و عبد اللّه بن شبرمة الضّبّي، و عمّار بن معاوية الدهني، و سعد بن إبراهيم الزهري، و عبيد اللّه (3) بن عياض بن عمرو القاريّ .

و وفد على معاوية.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد البيهقي، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا عبيد اللّه بن محمّد الفامي، أنا محمّد بن إسحاق الثقفي، نا عبد اللّه بن عمران العابدي (4)،نا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن عبد اللّه بن شدّاد، قال: سمعت عليا يقول: ما سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يفدي أحدا بأبويه إلاّ

ص: 140


1- سلمية: بفتح أوله و ثانيه و سكون الميم و ياء مثناة من تحت خفيفة، و هي بليدة في ناحية البرية من أعمال حماه بينهما مسيرة يومين (ياقوت).
2- ترجمته و أخباره في الإصابة 60/2 و أسد الغابة 171/3 و تهذيب الكمال 209/10 و تهذيب التهذيب 165/3 و تاريخ بغداد 473/9 و أخبار القضاة لوكيع (انظر الفهارس) و العبر 94/1 و الوافي بالوفيات 210/17 و سير أعلام النبلاء 488/3 و تاريخ الإسلام حوادث سنة 81-100 (ص 111) و انظر بحاشيته أسماء مصادر أخرى كثيرة ترجمت له.
3- عن م و تهذيب الكمال و بالأصل: عبد اللّه، خطأ.
4- بالأصل و م: العائذي، خطأ و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 385/10.

سعد (1)،فإنّي سمعته يوم أحد يقول:«ارم فداك أبي و أمّي»[5996].

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا الحسن بن علي بن محمّد، أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن الزهري.

ح و أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن عبد الواحد، أنا أبو القاسم علي بن المحسّن التنوخي، أنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان البزاز، قالا: نا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز البغوي، نا أبو عبد اللّه أحمد بن حنبل، نا محمّد بن جعفر، نا - و في حديث ابن شاذان: حدّثني - شعبة، عن مسعر، عن أبي عون، عن عبد اللّه بن شدّاد، عن ابن عبّاس، قال:

إنما حرّمت الخمر بعينها، و المسكر من كلّ شراب.

قال أبو عبد اللّه: حدّث به شريك، عن أبي عون فقال مرة: المسكر، و قال مرة:

السّكر.

و في حديث ابن شاذان: قال أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد البغوي: سمعت أبا عبد اللّه يقول: شريك ربما حدّث المسكر، و ربما حدّث السّكر.

و وقع في حديث ابن البنّا: عن ابن عون في الموضعين، و هو وهم، و هو أبو عون محمّد بن عبيد اللّه الثقفي، كوفي (2).

رواه أبو عبد الرّحمن النسائي، عن الحسين بن منصور، عن أحمد بن حنبل.

أخبرنا أبو علي الحسن بن علي (3) بن المظفّر بن الحسن، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (4)،نا إسحاق بن عيسى (5) بن الطباع،

ص: 141


1- كذا بالأصل و م:«سعد» خطأ، و الصواب: سعدا.
2- بياض بالأصل بمقدار كلمة.
3- كذا بالأصل و م، و في مشيخة ابن عساكر ص 48/ب رقم 293: الحسن بن المظفر بن الحسن بن المظفر بن أحمد بن يزيد أبو علي بن أبي سعد المعروف بابن السبط .
4- مسند أحمد 186/1 و ما بعدها رقم 656.
5- في المسند: إسحاق بن عيسى الطباع.

حدّثني يحيى بن سليم، عن عبد اللّه بن عثمان بن خثيم (1)،عن عبيد اللّه بن عياض بن عمرو القاريّ :

قال: جاء عبد اللّه بن شدّاد، فدخل على عائشة و نحن جلوس عندها مرجعه من العراق ليالي قتل (2) عليّ عليه السّلام، فقالت: يا عبد اللّه بن شدّاد هل أنت صادقي عما أسألك عنه ؟ تحدّثني عن هؤلاء القوم الذين قتلهم عليّ ، قال: و ما لي لا أصدقك، قالت: فحدّثني عن قصتهم، قال: فإنّ عليا عليه السلام لما كاتب معاوية، و حكّم الحكمين (3) خرج عليه ثمانية آلاف من قرّاء الناس، فنزلوا بأرض يقال لها حروراء من جانب الكوفة، و إنّهم عتبوا عليه، فقالوا: انسلخت من قميص ألبسكه اللّه، و اسم سمّاك اللّه به، ثم انطلقت فحكّمت في دين اللّه و لا حكم إلاّ للّه، فلما أن بلغ عليا ما عتبوا عليه و فارقوه (4)،قام فأذّن مؤذّن بأن لا يدخل على أمير المؤمنين رجل إلاّ رجلا قد حمل القرآن، فلما أن امتلأت الدار من قرّاء الناس، دعا بمصحف إمام عظيم فوضعه بين يديه، فجعل يصكّه بيده و يقول: أيها (5) المصحف حدّث الناس، فناداه الناس، فقالوا:

يا أمير المؤمنين ما تسأل عنه إنّما هو مداد في ورق، و نحن نتكلم بما روينا منه، فما تريد؟ قال: أصحابكم هؤلاء الذين خرجوا بيني و بينهم كتاب اللّه، يقول اللّه عز و جل في كتابه في امرأة و رجل: وَ إِنْ خِفْتُمْ شِقٰاقَ بَيْنِهِمٰا (6) فأمّة محمّد أعظم دما و حرمة من امرأة و رجل، و نقموا علي أن كاتبت معاوية: كتبت (7) علي بن أبي طالب، و قد جاءنا سهيل بن عمرو، و نحن مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بالحديبية حين صالح (8) قومه قريشا، فكتب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: بسم اللّه الرّحمن الرحيم، فقال سهيل: لا أكتب (9) بسم اللّه الرّحمن الرحيم، فقال:«كيف تكتب ؟» فقال: اكتب باسمك اللّهم، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

ص: 142


1- بالأصل و م: خيثم، خطأ و الصواب ما أثبت عن المسند، ترجمته في تهذيب الكمال 324/10.
2- بالأصل و م: قفل، و المثبت عن المسند.
3- في المسند: و حكم الحكمان.
4- في المسند: و فارقوه عليه فأمر مؤذنا فأذن.
5- زيادة عن م و المسند، سقطت «أيها» من الأصل.
6- من الآية 35 من سورة النساء، و في التنزيل العزيز: و إن.
7- في المسند: كتب.
8- بالأصل:«حتى صالح قوما» و صوبنا العبارة عن المسند.
9- في المسند: لا تكتب.

«فاكتب محمّد رسول اللّه»، فقال: لو أعلم أنك رسول اللّه لم أخالفك، فكتب هذا ما صالح عليه (1) محمّد بن عبد اللّه قريشا، يقول اللّه عز و جل في كتابه: لَقَدْ كٰانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللّٰهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كٰانَ يَرْجُوا اللّٰهَ وَ الْيَوْمَ الْآخِرَ (2) فبعث إليهم عليّ عبد اللّه بن عبّاس، فخرجت معه حتى إذا توسّط عسكرهم قام ابن الكوّا فخطب الناس، فقال: يا حملة القرآن، إنّ هذا عبد اللّه بن عبّاس فمن لم يكن يعرفه فأنا أعرّفه من كتاب اللّه ما يعرفه به، هذا ممن نزل فيه و في قومه قَوْمٌ خَصِمُونَ (3) فردّوه إلى أصحابه (4)،و لا تواضعوه كتاب اللّه، فقام خطباؤهم فقالوا: و اللّه لنواضعنه كتاب اللّه، فإن جاء بحق نعرفه لنتبعنّه، و إن جاءنا بباطل لنبكتنّه بباطله، فواضعوا عبد اللّه الكتاب ثلاثة أيام، فرجع منهم أربعة آلاف كلّهم تائب فيهم ابن الكوّا حتى أدخلهم على عليّ بالكوفة، فبعث علي إلى بقيتهم فقال: قد كان من أمرنا و أمر الناس ما قد رأيتم، فقفوا حيث شئتم حتى تجتمع (5) أمة محمّد صلى اللّه عليه و سلم بيننا و بينكم أن لا تسفكوا دما حراما، أو تقطعوا سبيلا، أو تظلموا ذمّة، فإنكم إن فعلتم فقد نبذنا إليكم الحرب على سواء، إن اللّه لا يحب الخائنين.

فقالت له عائشة: يا ابن شدّاد فقد قتلهم ؟ فقال: و اللّه ما بعث إليهم حتى قطعوا السبيل، و سفكوا الدم، و استحلوا أهل الذمّة، فقالت: اللّه، قال: اللّه الذي لا إله إلاّ هو، لقد كان، قالت: فما شيء بلغني عن أهل العراق (6) يتحدّثون و يقولون: ذو الثدي و ذو الثدي ؟ قال: قد رأيته و قمت مع علي عليه السلام (7) في القتلى، فدعا الناس، فقال: أ تعرفون هذا؟ فما أكثر من جاء يقول: قد رأيته في مسجد بني فلان، و رأيته في مسجد بني فلان يصلّي، و لم يأتوا فيه بثبت (8) يعرف إلاّ ذلك، قالت: فما قول علي حين قام عليه كما يزعم أهل العراق، قال: سمعته يقول: صدق اللّه و رسوله، قالت: هل

ص: 143


1- سقطت من المسند.
2- سورة الأحزاب، الآية:21.
3- سورة الزخرف، الآية:58.
4- المسند: صاحبه.
5- عن م و المسند و بالأصل: يجتمع.
6- في المسند: أهل الذمة.
7- كذا بالأصل و م و في المسند: و قمت مع علي رضي اللّه عنه عليه في القتلى.
8- ثبت بالتحريك: الحجة و البيّنة.

سمعت منه أنه قال غير ذلك ؟ قال: اللّهمّ لا، قالت: أجل، صدق اللّه و رسوله، يرحم اللّه عليا إنه كان من كلامه لا يرى شيئا يعجبه إلاّ قال: صدق اللّه و رسوله، فيذهب أهل العراق يكذبون عليه، و يزيدون عليه في الحديث.

قرأت بخط بعض أهل العلم أنا أبو الحسين عثمان بن محمّد بن علاّن الذهبي - قراءة عليه - و أنا أسمع، نا أبو بكر أحمد بن زهير بن حرب، نا محمّد بن يزيد، نا يونس بن بكير، نا محمّد بن إسحاق، حدّثني محمّد بن كعب، عن عبد اللّه بن شدّاد بن الهاد، قال: وفدنا مع عبيد اللّه بن العبّاس على معاوية فذكر حكاية.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون، قالا:- أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط (1)،قال:

شدّاد بن الهاد اسمه أسامة بن عمرو بن عبد اللّه بن عتوارة بن عامر بن مالك (2) بن جابر بن بشر بن عتوارة (3) بن بكر بن عبد مناة بن علي بن كنانة، و هو أبو عبد اللّه بن شدّاد بن الهاد، شدّاد سلف (4) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، كانت عنده سلمى بنت عميس، هي أخت أسماء بنت عميس، خلف عليها بعد (5) حمزة بن عبد المطلب.

و قال خليفة (6):في الطبقة الثانية من تابعي أهل الكوفة: عبد اللّه بن شدّاد بن الهاد، اسم الهاد أسامة بن عمرو بن عبد اللّه بن جابر بن بشر بن عتوارة بن عامر بن مالك بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن علي بن كنانة بن خزيمة، أمه سلمى بنت عميس بن معدّ (7) بن الحارث بن تيم بن كعب بن قحافة بن عامر بن ربيعة بن عامر بن سعد بن مالك بن بشر بن وهب اللّه بن شهران بن عفرس بن أفتل (8)،و هو خثعم بن أنمار بن أراش بن عمرو بن الغوث، فقد ليلة دجيل مع ابن الأشعث سنة ثلاث و ثمانين.

ص: 144


1- طبقات خليفة بن خيّاط ص 36 رقم 37.
2- ما بين الرقمين ليس في طبقات خليفة و فيها مكانه فقط : عامر بن ليث بن بكر.
3- ما بين الرقمين ليس في طبقات خليفة و فيها مكانه فقط : عامر بن ليث بن بكر.
4- بالأصل و م:«شداد حمزة بن المطلب عم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم». و المثبت عن طبقات خليفة.
5- في طبقات خليفة:«بعده» خطأ. و انظر تهذيب الكمال 209/10.
6- طبقات خليفة بن خياط ص 256 رقم 96
7- بالأصل و م: سعد، و المثبت عن طبقات خليفة.
8- بالأصل و م: أقتل، و المثبت عن طبقات خليفة.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، ثم أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم، قال: شدّاد بن الهاد، و اسم الهاد أسامة بن عمرو بن عبد اللّه بن جابر بن عتوارة بن عامر بن مالك بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، و يقال: إن الهاد جدّ عبد اللّه بن شدّاد بن الهاد من بني ليث حلفاء في بني هاشم.

و قال في موضع آخر: و اسم الهاد عمرو بن عبد اللّه، و إنّما قيل له: الهاد، لأنه كان يهدي الناس.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا يوسف بن رباح بن علي، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى بن معين يقول في ذكر تابعي أهل المدينة و محدّثيهم: عبد اللّه بن شدّاد اللّيثي.

ثم قال في تسمية أهل الكوفة: عبد اللّه بن شدّاد بن الهاد الكناني، روى عن عمر.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا: أنا أبو بكر بن خلف، أنا الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ ، نا الحسن بن محمّد بن إسحاق، نا محمّد بن أحمد بن البراء، قال: سمعت علي بن عبد اللّه المديني يقول: عبد اللّه بن شدّاد أصله مديني، و كنيته أبو الوليد، قد روى عنه أهل الكوفة، و كان مع عليّ يوم النهروان، و قد لقي عمر بن الخطاب، و معاذ بن جبل، و ابن عبّاس، و ابن عمر.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، و علي بن الحسن، قالا: نا و أبو النجم الشّيحي (1)،أنا أبو بكر الخطيب (2)،أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه المعدل، نا عثمان بن أحمد [الدقاق، نا محمّد بن أحمد بن البراء] (3) بن البراء، قال: قال علي بن عبد اللّه المديني: عبد اللّه بن شدّاد أصله مديني، و قد روى عنه أهل الكوفة، و كان مع

ص: 145


1- بالأصل و م: الشيخي، خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
2- تاريخ بغداد 474/9.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م و تاريخ بغداد.

علي يوم النهروان (1)،و لقي عمر بن الخطاب، و معاذ بن جبل، و ابن عبّاس، و ابن عمر، و عائشة، و أمّ سلمة، و غير واحد.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم، أنا نعمة اللّه بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني الحسن بن سفيان، نا محمّد بن علي ابن عمّ رواد بن الجرّاح، عن محمّد بن إسحاق، قال: سمعت أبا عمر الضرير قال في تسمية أصحاب عبد اللّه بن مسعود: عبد اللّه بن شدّاد بن الهاد اللّيثي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا (2)،أنا محمّد بن سعد، قال في الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة: عبد اللّه بن شدّاد بن الهاد اللّيثي، سمع عمر، و كان يأتي الكوفة، و قتل يوم دجيل.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسن بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3) قال (4) في الطبقة الأولى من أهل الكوفة: عبد اللّه بن شدّاد بن الهاد اللّيثي، روى عن عمر، و علي، و ذكر معنى الذي قبله.

قال: و نا محمّد بن سعد (5) قال [في الطبقة] (6) الأولى من تابعي أهل المدينة:

عبد اللّه بن شدّاد بن أسامة بن عمرو، و عمرو: هو الهاد بن عبد اللّه بن [جابر بن] (7)بشر بن عتوارة بن عامر بن ليث، و أمّه سلمى بنت عميس، أخت أسماء بنت عميس الخثعمية، و إنّما سمّي عمرو الهاد (8) لأنه كان و قد (9) ناره ليلا للأضياف و لمن سلك

ص: 146


1- تاريخ بغداد: يوم النهر.
2- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
3- بياض بالأصل، و أضيفت الكلمة عن م.
4- الخبر في طبقات ابن سعد 126/6.
5- طبقات ابن سعد 61/5.
6- بياض بالأصل و ما بين معكوفتين أضيف عن م و انظر طبقات ابن سعد 5/5.
7- بياض بالأصل و م: و ما بين معكوفتين أضيف عن ابن سعد.
8- في ابن سعد: الهادي، و هو أشبه.
9- في م: يوقد، و في ابن سعد: توقد.

الطريق، و قد روى عبد اللّه بن شدّاد، عن عمر بن الخطاب، و علي بن أبي طالب و كان ثقة، قليل الحديث، و كان شيعيا، قال محمّد بن عمر: و كان عبد اللّه بن شدّاد يأتي الكوفة كثيرا فينزلها، و خرج فيمن خرج مع عبد الرّحمن بن محمّد بن الأشعث، فقتل يوم دجيل.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، أنا (1) أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (2)،قال: عبد اللّه بن شدّاد بن الهاد سمع عمر بن الخطاب، و عليا، و عن أبيه روى عنه الشعبي، و إسماعيل بن محمّد بن سعد، و محمّد (3) بن أبي يعقوب، و عكرمة بن خالد.

و قال عمرو بن علي: سمعت يحيى بن سعيد يقول: سمعت شعبة يقول: قدم عبد اللّه بن شدّاد، و عبد الرّحمن (4) بن أبي ليلى، اقتحم بهما فرساهما الفرات فذهبا.

في (5) نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (6) قال: عبد اللّه بن شدّاد بن الهاد اللّيثي روى عن عمر بن الخطّاب و علي بن أبي طالب و عن أبيه.

روى عنه الشعبي، و إسماعيل بن محمّد بن سعد، و عكرمة بن خالد، و عبد اللّه بن أبي يعقوب، و أبو عون الثقفي، و ابن شبرمة سمعت أبي يقول ذلك. قال أبو محمّد: روى عنه طاوس.

ص: 147


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: ثم حدثنا.
2- التاريخ الكبير 115/1/3.
3- من هنا إلى قوله فذهبا، و هو تتمة كلام البخاري سقط من مكانه هنا و وضع في الفقرة المنسوبة إلى ابن أبي حاتم، و وضع مكانه كلام ابن أبي حاتم، صوبنا العبارة و قدمنا و أخّرنا بما يناسب السياق و العبارة في التاريخ الكبير للبخاري 115/1/3 و الجرح و التعديل 80/5.
4- في التاريخ الكبير:«عبد اللّه» خطأ.
5- هذا الخبر جاء بالأصل و م مؤخرا عن الخبرين التاليين، فقدمناه.
6- الجرح و التعديل 80/5.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو الوليد عبد اللّه بن شدّاد.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو طاهر الأنباري، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، نا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، قال أبو الوليد: عبد اللّه بن شدّاد.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي حاتم علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو الوليد، عبد اللّه بن شدّاد بن الهاد، و اسم الهاد أسامة بن عمرو بن عبد اللّه بن جابر بن بشر بن عتوارة بن عامر بن مالك بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن علي بن كنانة بن خزيمة اللّيثي الكوفي، و أمّه سلمى بنت عميس أخت أسماء بنت عميس بن معدّ بن الحارث بن كعب بن تيم بن كعب بن قحافة بن عامر بن ربيعة بن عامر بن سعد بن مالك بن بشر بن وهب اللّه بن شهران بن عفرس (1) بن أفتل (2)،و هو خثعم بن أنمار بن أراش بن عمرو بن الغوث الخثعمية، سمع عمر بن الخطاب، و علي بن أبي طالب، و ابن عبّاس، روى عنه أبو عمرو الشعبي، و إسماعيل بن محمّد [بن سعد] (3) بن أبي وقاص الزهري، و عكرمة بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم المخزومي، أنا محمّد بن إسحاق الثقفي، حدّثني سلمان بن توبة (4) بن زياد، قال: سمعت عليا قال: عبد اللّه بن شدّاد يكنى أبا الوليد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل المقدسي (5)،أنا أبو سعيد السّجزي (6)،أنا أبو الحسين عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري، قال:

عبد اللّه بن شدّاد الليثي، و كان يأتي الكوفة، و أمّه سلمى بنت عميس أخت أسماء بنت

ص: 148


1- بالأصل و م: عرس، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ عامود نسبه.
2- بالأصل و م: أقتل، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ أيضا.
3- ما بين معكوفتين زيادة لازمة عن تهذيب الكمال 210/10.
4- بالأصل و م:«عثمان بن توتة بن زياد».
5- بالأصل و م: المقدمي، خطأ و الصواب ما أثبت و السند معروف.
6- بالأصل: السنجري، و في م: الشجري، كلاهما خطأ، و الصواب ما أثبت، و السند معروف.

عميس، و كانتا أختي ميمونة لأمّها، و أمهنّ هند بنت عوف (1) نسبناها في ترجمة لبابة (2)،و هو أخو بنت حمزة بن عبد المطلب لأمّها، سمع خالته ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم، و علي بن أبي طالب، و عائشة، روى عنه سعد بن إبراهيم، و أبو إسحاق الشيباني، و معبد بن خالد في الطب، و الجهاد، و الحيض، و مواضع، قتل يوم دجيل.

قال محمّد بن يحيى الذهلي: قال ابن بكير به، و قال الواقدي مثله، و قال ابن نمير: قتل بدجيل سنة إحدى و ثمانين.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و ابن سعيد، و أبو النجم الشّيحي (3)،قالوا: قال أنا أبو بكر الخطيب (4):عبد اللّه بن شدّاد بن الهاد أبو الوليد الليثي المديني، و اسم الهاد أسامة بن عمرو بن عبد اللّه بن جابر - و قيل خالد - بن بشر بن عتوارة بن عامر بن مالك بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن علي (5) بن كنانة بن خزيمة كان من كبار التابعين و ثقاتهم، و حدّث عن عمر بن الخطاب و علي بن أبي طالب، و معاذ بن جبل (6)، و عبد اللّه بن عمر، و عبد اللّه بن عباس، و عائشة، و أم سلمة، و ميمونة أمّهات المؤمنين. روى عنه طاوس بن كيسان، و عامر الشعبي، و سعد بن إبراهيم، و إسماعيل بن محمّد بن سعد، و عكرمة بن خالد، و محمّد بن أبي يعقوب، و أبو عون الثقفي، و أبو إسحاق الشيباني، و عبد اللّه بن شبرمة الضّبّي، و كان ممن نزل الكوفة، و ورد المدائن في صحبة علي بن أبي طالب لمّا خرج في حرب الخوارج بالنهروان.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (7)،نا صالح بن أحمد بن حنبل، نا علي - يعني ابن المديني - قال: سمعت

ص: 149


1- هي هند بنت عوف بن زهير بن الحارث بن حماطة من حمير (تهذيب الكمال).
2- بالأصل و م: لبانه، خطأ و الصواب ما أثب عن تهذيب الكمال 209/10 و هي لبابة الصغرى بنت الحارث.
3- بالأصل: السنجي، و في م: الشيخي، كلاهما خطأ و السند معروف.
4- تاريخ بغداد 473/9.
5- «بن علي» ليس في تاريخ بغداد.
6- «و معاذ بن جبل» ليس في تاريخ بغداد.
7- الجرح و التعديل 80/5.

يحيى بن سعيد يقول: عبد اللّه بن شدّاد أحبّ إليّ من أبي صالح مولى أمّ هانئ، و سئل أبو زرعة عن عبد اللّه بن شدّاد، فقال (1):مديني ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار بن إبراهيم، قالا: أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، قالا: أنا الوليد بن بكر بن مخلد، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي (2) قال: عبد اللّه بن شدّاد (3) بن الهاد: مديني، تابعي، ثقة، من كبار التابعين.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا علي بن الحسن بن علي الربعي، و رشأ بن نظيف، قالا: أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد، أنا محمّد بن محمّد بن داود بن عيسى، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش، قال: عبد اللّه بن شدّاد بن الهاد ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن، أنا يوسف بن [رباح بن] (4)علي، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح، أخبرني الرّمادي، عن ابن عيينة، عن مجالد، عن الشعبي، عن عبد اللّه بن شدّاد في الدعاء، أنه سمعه قبل الإسلام، حديث الراهب (5).

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، نا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، نا أبو الحسن بن السّقّاء (6)،و أبو (7) محمّد بن بالويه، قالا: أنا أبو العبّاس المعقلي، نا عبّاس بن محمّد، نا يحيى بن معين، نا ابن عيينة، عن إسماعيل بن محمّد، عن عبد اللّه بن شدّاد، قال: سمعت نشيج عمر و أنا في آخر الصفوف، قال: و سمعت يحيى يقول: قد

ص: 150


1- بالأصل و م: و قال، و المثبت عن الجرح و التعديل.
2- كتاب تاريخ الثقات للعجلي ص 261.
3- أقحم بعدها بالأصل و م:«في الدعاء أنه سمعه قبل الإسلام» حذفناها بما يوافق عبارة الثقات للعجلي.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م، و فيها «رياح» خطأ، و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
5- كذا وردت العبارة بالأصل و م.
6- بالأصل و م: الشقاف، خطأ و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
7- بالأصل: أبو.

سمع عبد اللّه بن شدّاد من علي.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر (1) بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (2)،أنا محمّد بن عبد اللّه الأنصاري،[نا ابن عون قال: عبد اللّه بن شدّاد أخو (3) ابنة حمزة لأمها.

قال: نا ابن سعد، أنا محمّد بن عبد اللّه الأنصاري] (4)،أنا عفّان بن مسلم، نا شعبة، أنا الحكم (5) عن عبد اللّه بن شدّاد بن الهاد، قال: أ تدرون ما كانت ابنة حمزة مني ؟ كانت أختي لأمي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - نا أبو محمّد التميمي، أنا أبو الحسن الربعي و رشأ، قالا: أنا محمّد بن إبراهيم، أنا محمّد بن محمّد، نا عبد الرّحمن بن يوسف، نا إسحاق بن شاهين، نا خالد الواسطي، أنا عطاء بن السائب قال: سمعت عبد اللّه بن شدّاد بن الهاد يقول: لوددت أنّي أقمت على المنبر من غدوة إلى الظهر فأذكر فضائل علي، ثم أقول فأنزل فيضرب عنقي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد الشاهد، أنا أبو الميمون، أنا أبو زرعة (6)،قال: قال ابن عمر عن ابن عيينة، عن يزيد بن أبي زياد، قال: رأيت عبد الرّحمن بن أبي ليلى، و عبد اللّه بن شدّاد يقول أحدهما لصاحبه:

يرحمك اللّه، أو يجزيك اللّه خيرا، فربّ حديث أحييته في صدري.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ ثابت بن منصور، قالا: أنا أحمد بن الحسن بن أحمد - زاد أبو البركات: و أحمد بن الحسن بن خيرون، قالا:- أنا محمّد بن الحسن الأصبهاني، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط (7)،حدّثني أمية بن خالد، نا شعبة، عن (8) عمرو بن مرة، فقال

ص: 151


1- في م: أبو عمرو، خطأ.
2- طبقات ابن سعد 61/5.
3- سقطت من الأصل و أضيفت عن ابن سعد.
4- ما بين معكوفتين سقط من م. و المثبت يوافق عبارة ابن سعد.
5- بالأصل و م:«أنا الهيثم بن عبد اللّه» خطأ و الصواب:«أنا الحكم، عن» عن ابن سعد.
6- الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 541/1.
7- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 283.
8- بالأصل و م:«بن» و الصواب عن تاريخ خليفة.

فقد (1) عبد الرّحمن بن أبي ليلى، و عبد اللّه بن (2) شدّاد بن الهاد، و أبو (3) عبيدة بن عبد اللّه بن مسعود ليلة دجيل.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو [محمّد] (4) الحسن بن علي الجوهري، أنا علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ، نا محمّد بن الحسين بن شهريار، قال: سمعت أبا حفص عمرو بن علي يقول: سمعت يحيى بن سعيد يقول: سمعت شعبة يقول: فقد عبد الرّحمن بن أبي ليلى، و عبد اللّه بن شدّاد في الجماجم (5)،اقتحم بهما فرساهما في القرات فذهبا.

حدّثنا أبو بكر السّلماسي (6)،أنا أبو الحسن المرندي، نا أبو مسعود البجلي، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني الحسن بن سفيان، نا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق، قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول:

عبد اللّه بن شدّاد بن الهاد قتل يوم دجيل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا إبراهيم بن محمّد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية، قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: و مات عبد الرّحمن بن أبي ليلى، و عبد اللّه بن شدّاد يوم الجماجم، و قال بعضهم غرقا يومئذ.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الحسن (7)العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالا:

أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد بن صالح، حدّثني

ص: 152


1- في تاريخ خليفة: افتقد ليلة دجيل بمسكن.
2- بالأصل: بن أبي شداد.
3- بالأصل و م: و أبي، و الصواب عن تاريخ خليفة.
4- زيادة لازمة منا للإيضاح.
5- الجماجم؛ دير الجماجم: موضع بظاهر الكوفة، يبعد عنها سبعة فراسخ (انظر معجم البلدان).
6- بالأصل و م: السلامي، خطأ و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
7- بالأصل و م: أبو الحسين، خطأ و الصواب ما أثبت.

أبي (1) قال:[فقد] (2) عبد الرّحمن بن أبي ليلى، و عبد اللّه بن شدّاد في الجماجم اقتحم (3) بهما فرساهما الفرات فذهبا.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء محمّد بن علي بن يعقوب، أنا أبو الحسن علي بن الحسن.

ح قال: و أنا ابن خيرون، أنا أبو علي الحسن بن الحسين النّعالي، نا جدي لأمي إسحاق بن محمّد، قالا: أنا عبد اللّه بن إسحاق المدائني، نا أبو عمرو قعنب بن المحرّر بن قعنب قال: قتل عبد اللّه بن شدّاد بن الهاد بمسكن البصرة، ما بين الجبّانة و الدير (4) بعد الجماجم بشهرين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا علي [بن أحمد بن محمّد بن علي، أنا محمّد بن عبد الرّحمن - إجازة - أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة،[حدّثني أبي]] (5).

حدّثني أبو عبيد قال: سنة إحدى و سبعين فيها أصيب عبد اللّه بن شدّاد بن الهاد الليثي.

هذا وهم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، و علي بن الحسن، قالا: نا و أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب (6)،أنا ابن الفضل القطان، أنا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي (7).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، و أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن محمّد بن فهد العلاّف، قالا: أنا أبو الحسن الحمّامي، أنا الحسن بن محمّد بن الحسن، قالا: نا محمّد بن عبد اللّه الحضرمي، قال: سمعت ابن

ص: 153


1- تاريخ الثقات للعجلي ص 261.
2- سقطت من الأصول، و أضيفت عن ثقات العجلي.
3- بالأصل و م:«اقتحما» و الصواب عن ثقات العجلي.
4- عن م، و بالأصل:«و السر».
5- ما بين معكوفتين استدرك عن المطبوعة، و مكانها بالأصل و م: أنا علي، أنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة.
6- تاريخ بغداد 474/9.
7- بالأصل و م: الخالدي، خطأ و الصواب عن تاريخ بغداد.

نمير يقول: عبد اللّه بن شدّاد قتل بدجيل سنة إحدى و ثمانين.

أخبرنا أبو الحسن (1) قالا: نا و أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب (2)،أنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن (3) المروزي في كتابه، نا عبيد اللّه (4) بن محمّد بن حبيب البزناني، نا أحمد بن سيار، نا عبيد اللّه بن يحيى بن بكير - يعني أباه - قال: عبد اللّه بن شدّاد بن الهاد فقد بدجيل سنة ثنتين و ثمانين، كما ذكره ابن بكير - يعني أباه-.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا محمّد بن علي السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق النهاوندي، نا أحمد بن عمران الأشناني، نا موسى بن زكريا التستري، نا خليفة بن خيّاط (5)،قال: سنة اثنين و ثمانين عبد اللّه بن شدّاد بن الهاد فقد ليلة دجيل.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: و في سنة ثلاث و ثمانين كانت وقعة دير الجماجم، قتل فيها عبد اللّه بن شدّاد.

3341 - عبد اللّه بن شدّاد

حدّث عن من لم يسمّ لنا.

روى عنه: صدقة بن خالد.

بلغني عن أبي عبد اللّه محمّد بن يوسف الهروي، حدّثني أحمد بن الحسن السكري الحافظ ، قال: عبد اللّه بن شدّاد الدمشقي روى عنه صدقة بن خالد، مجهول.

ص: 154


1- كذا بالأصل:«قالا» و هو يريد علي بن أحمد و علي بن الحسن و قد مرّ السند قريبا و كلاهما يكنى:«أبا الحسن» و في المطبوعة:«أبو الحسن قالا» و هو أشبه بالصواب.
2- تاريخ بغداد 474/9.
3- تاريخ بغداد: الحسين.
4- بالأصل و م: عبد اللّه، و الصواب عن تاريخ بغداد.
5- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 287.
3342 - عبد اللّه بن شرحبيل بن حسنة القرشي

3342 - عبد اللّه بن شرحبيل بن حسنة القرشي (1)

نا عثمان بن عفان و عن عبد الرّحمن بن أزهر، و سعد بن إبراهيم... (2).

3343 - عبد اللّه بن شعوذ

3343 - عبد اللّه بن شعوذ (3)

من أهل دمشق، له ذكر، و لم يقع له إليّ رواية.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أبو الحسن بن جوصا - إجازة-.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أبو الحسن - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة: و عبد اللّه بن شعوذ، قال عبد الرّحمن: مولى لقريش دمشقي، أظنه أخو (4) غالب بن شعوذ، كذا قال ابن سميع.

3344 - عبد اللّه بن شقيق

أبو عبد الرّحمن العقيلي (5)

من أهل البصرة، قدم الشام و اجتاز بدمشق.

و حدّث عن أبي هريرة، و عائشة، و عبد اللّه بن عبّاس، و عبد اللّه بن عمر،

ص: 155


1- ترجمته و أخباره في أسد الغابة 172/3 و فيه: أبو علقمة، ذكره في الصحابة و عداده في التابعين. و في الوافي بالوفيات 208/17. لم يلحق الرواية عن أبيه و... و توفي في حدود التسعين للهجرة. و في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 81-100) ص 112: و وفد على معاوية من المدينة. روى عنه الزهري و أبو إسحاق مولى ابن عبّاس. و له ترجمة عند البخاري في التاريخ الكبير 117/1/3. و الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 81/5.
2- بياض بالأصل و م عدة أسطر.
3- له ترجمة في الجرح و التعديل 82/5.
4- كذا بالأصل و م، و الصواب:«أخا».
5- ترجمته و أخباره في تهذيب الكمال 213/10 و تهذيب التهذيب 166/3 و ميزان الاعتدال 439/2 و الكامل لابن عدي 168/4 و كتاب الضعفاء الكبير للعقيلي 265/2.

و مرّة (1) بن كعب البهزي (2).

روى عنه: سعيد بن إياس الجريري، و بديل بن ميسرة العقيلي، و خالد الحذّاء، و عمران بن حدير، و كهمس بن الحسن، و البراء بن عبد اللّه، و قتادة بن دعامة السّدوسي.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، نا أبو بكر الشافعي،، نا أحمد بن عبيد، و هو النّرسي (3)،نا يزيد - هو ابن هارون - نا كهمس بن الحسن، عن عبد اللّه بن شقيق، قال:

سألت عائشة: كان (4) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقرن بين السور؟ قالت: المفصّل، قلت:

أ كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يصلّي جالسا؟ قالت: حين يحطمه الناس، قلت: أ كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يصوم شهرا معلوما سوى رمضان ؟ قالت: لا و اللّه، ما صام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم شهرا معلوما سوى رمضان، يصومه كلّه، و لا يفطر كلّه حتى يصيب منه.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (5)،حدّثني أبي، نا عبد الصّمد، حدّثني أبي، نا الجريري، عن عبد اللّه بن شقيق، قال: أقمت بالمدينة مع أبي هريرة سنة، فقال لي ذات يوم و نحن عند حجرة عائشة، لقد رأيتني (6) و ما لنا ثياب (7) إلا البراد المتفتقة، و إنه ليأتي على أحدنا الأيام ما يجد طعاما يقيم به صلبه، حتى إن كان أحدنا ليأخذ الحجر فيشدّه على أخمص بطنه، ثم يشده بثوبه ليقيم به صلبه، فقسم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ذات يوم بيننا تمرا، فأصاب كلّ إنسان منا سبع تمرات فيهن حشفة، فما يسرّني أنّ لي (8) مكانها تمرة جيدة، قال:

قلت: لم ؟ قال: تشد لي من مضغي، قال: فقال لي من [أين] (9) أقبلت ؟ قلت: من

ص: 156


1- بالأصل و م: و برة، و الصواب عن تهذيب الكمال.
2- مضطربة بالأصل و م، و الصواب عن تهذيب الكمال 214/10.
3- في م: الرسي، خطأ.
4- في م: أ كان.
5- مسند الإمام أحمد ط الحلبي 324/2.
6- المسند: رأيتنا.
7- بالأصل: و ما لنا فتات إلا الزاد» و مثله في م، و الصواب عن المسند.
8- عن المسند، و بالأصل و م: لها.
9- الزيادة عن م و المسند، سقطت اللفظة من الأصل.

الشام، قال (1):فقال لي: قال: رأيت حجر موسى ؟ قلت: و ما حجر موسى، قال: إن بني إسرائيل قالوا لموسى قولا تحت ثيابه في مذاكيره، قال: فوضع ثيابه على صخرة و هو يغتسل قال: فسعت بثيابه، قال: فتبعها في أثرها و هو يقول: يا حجر ألق ثيابي، يا حجر ألق ثيابي، حتى أتت به على بني إسرائيل، فرأوه (2) سويا حسن الخلق، فلحبه ثلاث لحبات (3)،فو الذي نفس أبي هريرة بيده لو كنت نظرت لرأيت لحبات (4) موسى فيه.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (5)،حدّثني محمّد بن عبد الرحيم قال:

سألت عليا عن عبد اللّه بن شقيق رأى ابن عمر؟ قال: لا، و لكنه رأى أبا ذرّ، و أبا هريرة (6).

و من يدرك أبا هريرة و أبا ذرّ لا يمتنع أن يلقى ابن عمر، لأنه عاش بعدهما برهة، و قد روى ابن شقيق عن ابن عمر حديثا أخرج في الصحيح:

أخبرناه أبو الحسن علي بن الحسن السّلمي - قراءة عليه - أنا أبو الحسين بن أبي نصر، أنا أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي، أنا أبو يعلى، نا سريج (7) بن يونس، نا يحيى بن زكريا، عن عاصم الأحول، عن عبد اللّه بن شقيق، عن ابن عمر، قال: قال [رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«بادروا الصبح بالوتر».

رواه مسلم (8) في صحيحه عن سريج (9)] (10).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن

ص: 157


1- بالأصل: قال: فقلت، فقال لي.
2- في المسند: فرأوا مستويا.
3- المسند: فلجبه ثلاث لجبات.
4- عن م و بالأصل و المسند: لجبات.
5- الخبر في المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 128/2-129.
6- إلى هنا تنتهي عبارة يعقوب، و الكلام التالي هو تعقيب لابن عساكر على كلام علي بن المديني.
7- بالأصل (و م: في الموضع الأول) شريح، خطأ و الصواب ما أثبت و قد مرّ التعريف به.
8- صحيح مسلم(6) كتاب صلاة المسافرين و قصرها،20 باب،(ح:750).
9- بالأصل (و م: في الموضع الأول) شريح، خطأ و الصواب ما أثبت و قد مرّ التعريف به.
10- ما بين معكوفتين سقط من م.

الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية، قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: عبد اللّه بن شقيق العقيلي روى عن علي، و عثمان، و أبي ذرّ، و عائشة، و ابن عمر، و ابن عبّاس، و عن محجن بن الأذرع.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد الأنماطي: و أبو الفضل أحمد بن الحسن قالا:- أنا أبو الحسن الأصبهاني، أنا أبو الحسين الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط (1) قال: في الطبقة الأولى من تابعي أهل البصرة من عقيل بن كعب بن ربيعة (2) بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر: عبد اللّه بن شقيق، عمّر حتى صار في الطبقة الثانية، مات بعد المائة، يكنى أبا عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو البركات، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا يوسف بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى يقول في تسمية تابعي أهل البصرة: عبد اللّه بن شقيق العقيلي.

[أنبأنا أبو نصر محمّد بن الحسن بن البنّا، و أبو طالب عبد القادر بن محمّد بن يوسف قالا: قرئ على أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3) قال: في الطبقة الأولى من تابعي أهل البصرة: عبد اللّه بن شقيق العقيلي] (4) روى عن عمر، قال: كنا جلوسا بباب عمر و معنا أبو ذرّ، فقال: إنّي صائم، ثم أذن عمر، فأتي بالعشاء، فأكل، قالوا: و كان عبد اللّه بن شقيق عثمانيا، و كان ثقة في الحديث، و روى أحاديث (5) صالحة، و توفي في ولاية الحجّاج بن يوسف على العراق.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن

ص: 158


1- طبقات خليفة بن خيّاط ص 337 رقم 1569.
2- بالأصل و م:«بن عامر بن ربيعة» و المثبت عن طبقات خليفة.
3- الخبر في طبقات ابن سعد 126/7 و تهذيب الكمال 214/10 نقلا عن ابن سعد.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و أضيف عن المطبوعة، و السند معروف، و انظر طبقات ابن سعد 126/7.
5- بالأصل و م: أحاديثا.

سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (1)،قال: عبد اللّه بن شقيق العقيلي البصري، سمع عائشة، قال عبّاس بن الوليد: نا عبد (2) الأعلى، نا الجريري، عن عبد اللّه بن شقيق، قال: جاورت أبا هريرة سنة، قال ابن (3) منصور: كنيته أبو عبد الرّحمن.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، نا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (4)،قال: عبد اللّه بن شقيق العقيلي البصري، روى عن أبي هريرة و ابن عمر، و ابن عبّاس، و يقال إن عبد اللّه بن شقيق قال: جاورت أبا هريرة سنة، و روى عن عائشة، روى عنه بديل بن ميسرة، و خالد الحذّاء، و الجريري، و عمران بن حدير، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أبو الفضل بن الحكاك - قراءة - أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن (5)، أخبرني أبي، قال: أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن شقيق بصري.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي طاهر بن أبي الصقر، أنا أبو القاسم بن الصّوّاف، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، قال أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن شقيق.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي في كتابه، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم: قال أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن شقيق (6)العقيلي البصري من (7) عقيل بن كعب بن عامر (8) بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن

ص: 159


1- التاريخ الكبير 116/1/3.
2- في البخاري: حدثنا أبو الأعلى.
3- عن م و البخاري، و بالأصل: أبو.
4- الجرح و التعديل 81/5.
5- بالأصل و م: عبد اللّه، خطأ، و السند معروف.
6- من أول الخبر إلى هنا كرر بالأصل و م.
7- بالأصل و م: عن.
8- كذا بالأصل و م بزيادة «بن عامر» هنا، و انظر ما مرّ في عامود نسبه عن طبقات خليفة، و انظر جمهرة ابن حزم ص 482.

معاوية بن بكر، عن عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم، و أبي هريرة، و ابن عبّاس، روى عنه ابن سيرين، و قتادة، و بديل بن ميسرة.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل (1)،أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،نا سلمة - يعني ابن شبيب - عن أحمد بن حنبل.

ح و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا أبو عبد اللّه أحمد بن حنبل، نا إسماعيل، أنا خالد - و في حديث يعقوب: نا - خالد - الحذّاء، قال: ذكر أبو قلابة عبد اللّه بن شقيق فقال: أيّ رجل هو، لو لا أن تعرب (3).

رواه محمّد بن سعد (4) كاتب الواقدي، عن ابن عليّة، فقال: لو لا أنه تعرب (5)بالعين المهملة، كذلك قيده أبو عبد اللّه الصوري، عن الجوهري.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (6)،قال: ذكره أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين أنه قال:

عبد اللّه بن شقيق، لقد سألت أبي عن عبد اللّه بن شقيق العقيلي فقال: بصري ثقة.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل - إجازة - أنا محمّد بن الحسين بن محمّد بن سعيد، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: عبد اللّه بن شقيق من خيار المسلمين لا يطعن في حديثه.

ص: 160


1- بعدها بالأصل و م:«بن البقال، أنا أبو الحسن بن بشران» و السند معروف.
2- الخبر في المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 88/2.
3- كذا بالأصل و م، و في المعرفة و التاريخ:«إلاّ أنه تعرب».
4- راجع طبقات ابن سعد 126/7.
5- و التعرب الرجوع إلى البادية و اللحوق بالأعراب بعد الإقامة بالحضر (انظر اللسان: عرب).
6- الجرح و التعديل 81/5.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد بن أحمد العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالوا:

أنا الوليد بن بكر (1)،أنا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي، قال:

عبد اللّه بن شقيق العقيلي بصري، تابعي، ثقة، و كان يحمل على عليّ رضي اللّه عنه.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الصوفي، أنا ابن الحسن، و رشأ بن نظيف، قالا: أنا أبو الفتح الطّرسوسي، أنا أبو بكر الكرجي (2)،نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد، قال: عبد اللّه بن شقيق العقيلي كان ثقة، و كان عثمانيا ينقص عليا (3).

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا طراد بن محمّد بن علي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن الصباح، نا داود بن الزبرقان، عن الحميري (4)،قال: كان عبد اللّه بن شقيق مجاب الدعوة، كانت تمرّ به السحابة فيقول: اللّهم لا تجوز موضع كذا و كذا حتى تمطر، فلا تجاوز ذلك الموضع حتى تمطر.

رواها أبو بكر بن أبي خيثمة، عن محمّد بن الصباح.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح عبد الملك بن عمر بن خلف.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الفتح الرّزّاز، أنا أبو حفص بن شاهين، أنا محمّد بن مخلد بن حفص.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه أيضا، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الحسن (5) بن العتيقي، أنا أبو عمرو عثمان بن محمّد المخرّمي، نا إسماعيل بن محمّد الصفّار، قالا:

أنا العبّاس بن محمّد، نا عبد اللّه بن محمّد بن حميد، نا عمر أبو حفص العقيلي، عن

ص: 161


1- بالأصل و م: بكير، خطأ، و السند معروف.
2- عن م و بالأصل: الكرجي.
3- تهذيب الكمال 214/10 و فيه: يبغض عليا.
4- كذا بالأصل و م، و في مختصر ابن منظور 259/12 الجريري.
5- بالأصل و م: أبو الحسين، خطأ، و السند معروف.

رياح بن عبيدة (1):اشترى لعمر بن عبد العزيز أنبجانيا (2) بثلاثين درهما. قال: و رأيت أبا العلاء يقرأ في مصحف ضخم، و رأيت عبد اللّه بن شقيق، له وفرة، أبيض الرأس و اللحية، لا أعلمه إلاّ مفروقا، و كان عبد اللّه بن شقيق بالحفير (3)،و رأيت عبد اللّه بن شقيق يصلّي الضحى.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا علي بن موسى بن الحسين، أنا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد الربعي، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا جدي أحمد بن منيع، نا عبّاد بن عبّاد، عن الزبير بن الخرّيت، قال:

قال:

كان بين عبد اللّه بن شقيق و بين رجل خصومة، فدعاه إلى القاضي، فقال: ما تصنع بي ؟ اذهب بنا إلى القاضي، فقضى (4) عليه، ثم ائتني فأخبرني بما قضى، فذهب خصمه إلى القاضي، فقصّ (5) عليه امره ثم رجع إلى خصمه، فأخبره أنه قضى له و عليه، قال: فسلّم له ذلك و قبله.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء محمّد بن علي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد، أنا الأحوص بن أبي عبد الرّحمن المفضّل الغلاّبي، نا أبي، قال يحيى بن سعيد (6):و كان التيمي - يعني سليمان بن طرخان - سيّئ الرأي في عبد اللّه بن شقيق، و أبي المغيرة القوّاس.

أخبرنا أبو البركات أيضا، أنا أبو بكر الشامي، أنا أحمد بن محمّد العتيقي، أنا

ص: 162


1- بالأصل و م: عبيد اللّه، خطأ و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في تهذيب الكمال 246/6 و فيها أنه روى عن عمر بن عبد العزيز، و روى عنه... و عمر أبو حفص العقيلي.
2- أنبجاني نسبة إلى منبج على غير قياس، و قال ابن قتيبة: كساء منبجاني و لا يقال أنبجاني. و قال ابن الأثير: المحفوظ بكسر الباء يقال كساء أنبجاني منسوب إلى منبج، و قيل منسوبة إلى أنبجان موضع، و هو أشبه. و هو كساء من صوف له خمل و لا علم له و هو من أدون الثياب الغليظة (مختلف هذه الأقوال نقلها الزبيدي في تاج العروس بتحقيقنا: نبج).
3- الحفير: مواضع (انظر معجم البلدان).
4- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«اذهب أنت إلى القاضي فقصّ عليه» و هو أشبه باعتبار ما يلي.
5- بالأصل و م: فقضى، و المثبت عن المطبوعة.
6- بالأصل و م: معين، و المثبت عن تهذيب الكمال.

يوسف بن أحمد، نا محمّد بن عمرو العقيلي (1)،أنا محمّد بن عيسى، نا صالح بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو القاسم السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو القاسم السهمي، أنا أبو أحمد بن عدي (2)،نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، حدّثني صالح، نا علي، قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: كان.

ح و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن البراء، قال: قال علي بن المديني:

سمعت يحيى قال: كان.

ح و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا علي بن محمّد بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا علي بن عبد اللّه، نا يحيى بن سعيد، قال:

و كان التيمي سيئ الرأي في عبد اللّه بن شقيق، قلت ليحيى: سمعته منه ؟ قال:

نعم، انتهت رواية ابن عدي - و زادوا: قلت: فأبو المغيرة القوّاس ؟ قال: كان عنده (3)شرّا منه قال يحيى: و لم أعرف أحدا عرف - و قال البراء: يعرف - أبا المغيرة غيره.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم،[أنا أبو القاسم] (4)،أنا أبو أحمد بن عدي (5)،قال: و عبد اللّه بن شقيق له غير ما ذكرت (6)،و ليس بالكثير، و قد روى عنه قتادة و جماعة من الثقات، و ما بأحاديثه إن شاء اللّه بأس.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمّد،

ص: 163


1- الضعفاء الكبير للعقيلي 265/2.
2- الكامل في ضعفاء الرجال 168/4.
3- عند العقيلي: كان أشر عنده.
4- ما بين معكوفتين زيادة لازمة عن م، سقطت من الأصل.
5- الكامل لابن عدي 169/4.
6- عن م و ابن عدي، و بالأصل: ذكر.

قال: قال الهيثم بن عدي: و مات عبد اللّه بن شقيق العقيلي [في] (1) ولاية الحجّاج.

أخبرنا [أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا] (2) أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (3)، قال في الطبقة الثانية من تابعي أهل البصرة: عبد اللّه بن شقيق العقيلي توفي في ولاية الحجّاج.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن علي السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (4)،قال: و بعد المائة - يعني مات أبو شيخ الهنائي و عبد اللّه بن شقيق العقيلي.

3345 - عبد اللّه بن شوذب

أبو عبد الرّحمن الخراساني البلخي (5)

سكن البصرة، و سمع بها الحسن البصري، و ابن سيرين، و أبا نضرة (6) العبدي، و ثابتا البناني، و أبا التّيّاح يزيد بن حميد، و عقيل بن طلحة، و عبد اللّه بن القاسم، و أبا سهل كثيرا، و أبا وائلة أياس بن معاوية، و مطر الورّاق، عن توبة، و قيل عن توبة العنبري نفسه، و أبا غالب صاحب أبي أمامة، و عامر بن عبد الواحد الأحول، و أبا المهزّم يزيد بن سفيان، و مالك بن دينار الزاهد، و أبا الجويرية حطّان (7) بن خفاف الجرمي، و أبا هارون عمارة بن جوين العبدي، و علي بن زيد بن جدعان، و خالد بن ميمون العبدي، و معبد بن أبي عروبة، و محمّد بن عمرو بن علقمة.

ثم انتقل إلى الشام، و سكن بيت المقدس، و قدم دمشق، و سمع بها مكحولا، و حج معه.

ص: 164


1- سقطت من الأصل، و أضيفت عن م.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و السند معروف.
3- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
4- تاريخ خليفة بن خياط ص 339.
5- ترجمته و أخباره في تهذيب الكمال 216/10 و تهذيب التهذيب 167/3 حلية الأولياء 129/6 ميزان الاعتدال 440/2 شذرات الذهب 240/1 العبر للذهبي 225/1 الوافي بالوفيات 211/17 سير أعلام النبلاء 92/7 تاريخ الإسلام (حوادث سنة 141-160) ص 457.
6- بالأصل و م: أبا نصرة، خطأ و الصواب ما أثبت، و اسمه: المنذر بن مالك بن قطعة العبدي.
7- بالأصل:«خطاف بن خفاق» و المثبت عن تهذيب الكمال.

روى عنه: عبد اللّه بن المبارك، و أبو إسحاق الفزاري، و عيسى بن يونس، و ضمرة بن ربيعة، و أيوب بن سويد، و إبراهيم بن أدهم، و عطاء بن مسلم الخفّاف الحلبي، و محمّد بن كثير المصّيصي، و سلمة بن العيّار، و الوليد بن مزيد.

أخبرنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبيد اللّه الخطبي (1)،أنا أبو بكر الطّيّب عبد الرّزّاق بن عمر بن موسى بن شمّة، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن الحسن بن قتيبة، أنا أحمد بن زيد الخزّاز (2)،نا أيوب بن سويد، عن ابن شوذب، عن أبي التّيّاح، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أدّ الأمانة إلى من ائتمنك، و لا تخن من خانك»[5997].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو القاسم تمّام بن أحمد، نا أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد، نا أبو زرعة، قال في تسمية نفر قدموا الشام فذكرهم و فيهم: عبد اللّه بن شوذب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (3)،حدّثني عبد المؤمن بن أحمد بن حوثرة (4)،نا أبو حاتم الرازي، نا صفوان (5) ابن صالح، نا ضمرة، عن ابن شوذب، قال: كنا عند مكحول و معنا سليمان بن موسى، فجاء رجل و استطال على سليمان، و سليمان ساكت، فجاء أخ لسليمان فردّ عليه، فقال مكحول: لقد ذلّ من لا سفيه له.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، نا محمّد بن علي بن يعقوب، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسّان، نا أبي قال: عبد اللّه بن شوذب جليس لابن أبي عروبة، صار إلى الشام، فسمع هذا الحديث منه عيسى بن يونس هناك.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا

ص: 165


1- كذا بالأصل و م، و في مشيخة ابن عساكر:93/أ رقم 542 الخطيبي.
2- بالأصل: الجزاز، و في م:«الخراز» و تقرأ:«الحزاز» و المثبت عن المطبوعة.
3- الخبر في الكامل لابن عدي 265/3 في ترجمة سليمان بن موسى الأسدي.
4- بالأصل:«جويرية» و المثبت عن م و ابن عدي.
5- بالأصل: نا صفوان نا ابن صالح، خطأ و الصواب عن م و ابن عدي.

عبد اللّه، نا يعقوب (1)،نا أبو عمير (2)،نا ضمرة، عن ابن شوذب، قال: لما قدمت فلسطين لقيني رجل، فقال: يا أبا عبد الرّحمن (3) من أي شيء عيشك ؟ قال: قلت:

غلمان لي في هذا السوق، قال: فأين أنت عن مفتاح من مفاتيح بيت المال ؟ قال: قلت:

كيف لي بذاك ؟ قال:[و لو] (4) قلت له: إن ذلك مكروه، قال: يا حروري (5)،يا خارجي.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، عن رشأ بن نظيف، أنا عبد الرّحمن (6) بن محمّد، و عبد اللّه بن عبد الرّحمن، قالا: أنا الحسن بن رشيق، أنا أبو بشر الدولابي، حدّثني أبو جعفر أحمد بن هاشم، نا ضمرة بن ربيعة، عن عبد اللّه بن شوذب، قال: مولدي سنة ست و ثمانين.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: سنة ست و ثمانين فيها ولد ابن (7) شوذب.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا يوسف بن رباح، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح، عن يحيى قال في تسمية أهل الشام: ابن شوذب.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أبو الفضل الباقلاني، و أبو الحسين الصيرفي، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد الباقلاني: و محمّد بن الحسن - قالا:- نا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن إسماعيل (8)،قال: عبد اللّه بن شوذب، عن ثابت، و عقيل بن طلحة،

ص: 166


1- الخبر في المعرفة و التاريخ 388/2.
2- هو عيسى بن محمد الرملي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 52/12.
3- بالأصل و م: عبد اللّه، خطأ، و الصواب عن المعرفة و التاريخ.
4- سقطت من الأصل و م، و أضيفت عن المعرفة و التاريخ.
5- عن المعرفة و التاريخ و بالأصل و م: يا جريري.
6- عن م و بالأصل: عبد العزيز.
7- بالأصل:«ولدت شوذب» و في م:«ولد شوذب» و الصواب ما أثبت.
8- التاريخ الكبير للبخاري 117/1/3.

و أبي التّيّاح، روى عنه ضمرة بن ربيعة، و ابن المبارك، قال أبو عمير (1):نا ضمرة، عن ابن شوذب أبي عبد الرّحمن.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه، أنا أبو القاسم، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا طاهر، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (2)، قال: عبد اللّه بن شوذب، روى عن الحسن، و ثابت البناني، و أبي التّيّاح، و عقيل بن طلحة، روى عنه ابن المبارك، و أبو إسحاق الفزاري، و ضمرة بن ربيعة، و عيسى بن يونس، و أيوب بن سويد، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: عبد اللّه بن شوذب بصري، نزل فلسطين، ذكره ابن سميع في الطبقة الخامسة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو معبد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن شوذب، عن محمّد بن جحادة، و توبة، روى عنه ابن المبارك، و ضمرة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي طاهر الخطيب، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، قال أبو عبد الرّحمن، عبد اللّه بن شوذب (3).

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن الحكاك - قراءة - أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، قال: أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن شوذب، روى عنه ابن المبارك، و ضمرة.

ص: 167


1- في البخاري:«أبو عمرو» خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به قريبا.
2- الجرح و التعديل 82/5.
3- الكنى و الأسماء للدولابي 67/2.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم، قال: أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن شوذب البصري، سكن الشام، عداده في التابعين، روى عنه عن أبي رجاء عمران بن ملحان العطاردي، و سمع ثابتا (1) البناني، و توبة بن أبي أسد، روى عنه ابن المبارك، و ضمرة بن ربيعة، و سلمة بن العيّار.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا يوسف بن الحسن بن محمّد التّفكّري (2)،أنا أبو نعيم، نا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: سمعت منجابا قال: سمعت أبا عامر العقدي (3) يقول: سمعت سفيان يقول: كان ابن شوذب عندنا، و نحن نعده من ثقات مشايخنا (4).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو (5) الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (6)،حدّثني الفضل بن زياد، قال:

قال أحمد بن حنبل.

- و في نسخة ما أجاز لي أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (7)،نا محمّد بن حموية (8) بن الحسن، قال: سمعت أبا طالب قال: قال أحمد بن حنبل:

ابن شوذب من أهل بلخ، نزل البصرة فسمع بها الحديث و تفقه - و في حديث ابن

ص: 168


1- بالأصل و م،«ثابت».
2- بالأصل و م:«يوسف بن أحمد بن يوسف التفكري» خطأ و الصواب ما أثبت قياسا إلى أسانيد مماثلة، و هو أبو القاسم الزنجاني، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 551/18 و فيها سمع من أبي نعيم الحافظ ، و حدّث عنه: إسماعيل بن السمرقندي.
3- بالأصل و م: الأسدي، خطأ و الصواب ما أثبت عن تهذيب الكمال 217/10.
4- الخبر في تهذيب الكمال 217/10.
5- سقطت من الأصل و م، و الزيادة لازمة، و السند معروف.
6- الخبر في المعرفة و التاريخ 180/2
7- الجرح و التعديل 82/5.
8- بالأصل و م: حيوية، و المثبت عن الجرح و التعديل.

السّمرقندي: و يكتب - و قال: ثم انتقل إلى الشام - زاد الخلاّل: فأقام بها و قالا:- و كان من الثقات.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (1)،قال: و سألت أحمد بن حنبل عن ابن شوذب فقال: لا أعلم به بأسا.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، قال: و سمعت أبا عبد اللّه، قيل له: ما تقول في ابن شوذب ؟ فقال: لا أعلم إلاّ خيرا.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر بن الخطيب، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن حميد، قال: سمعت أحمد بن حنبل قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: و سألت يحيى بن معين عن ابن شوذب كيف حديثه ؟ فقال: ثقة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا محمّد بن عبد اللّه بن خميرويه، نا الحسين بن إدريس، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمّار، قال: عبد اللّه بن شوذب ثقة.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (2)،قال: سئل أبي عن عبد اللّه بن شوذب، فقال: لا بأس به.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم الحافظ (3)،نا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، نا محمّد بن أحمد بن راشد، نا أبو عمير الرملي، نا كثير بن الوليد قال.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن

ص: 169


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 458/1.
2- الجرح و التعديل 83/5.
3- حلية الأولياء 131/6.

الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (1)،نا أبو عمير قال: سمعت كثير بن الوليد يقول: كنت إذا رأيت ابن شوذب ذكرت الملائكة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن قبيس، نا و أبو منصور محمّد بن عبد الملك بن خيرون، أنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ (2)،أخبرني عبد العزيز بن محمّد بن نصر السّتوري، نا أبو القاسم فارس بن محمّد الغوري، نا أحمد بن محمّد بن عبد الخالق، أنا العلاء بن مسلمة أبو (3) سالم، نا ضمرة بن ربيعة، حدّثني ابن شوذب قال: يقول اللّه تعالى: ما أنصفني ابن آدم، يدعوني فأستحيى منه، و يعصيني و لا يستحيى مني.

أخبرتنا أمّ البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنا أبو طاهر الثقفي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو الطّيّب محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد بن إبراهيم، نا هارون بن معروف، نا ضمرة عن ابن (4) شوذب، قال: كان بمكة رجل يطعم الطعام، قال: فشكته قريش إلى هشيم، قالوا: يزدري بنا، قال: فنهاه هشيم أن يطعم إلاّ في جفنة واحدة، قال: فأخذ جفنة تشبه السفينة فكان يطعم الناس فيها الحيس و التمر، و كان يجلس في صدرها، فكل ما نفذ أمدّهم بالحيس و التمر، قال: فمررت مع أيوب السّختياني عليه، فنظر إليه، فجعل يدعو له و يعجب بفعاله.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص (5)،قال: قرئ على أبي عبيد (6) القاسم بن إسماعيل المحاملي، نا الحسين بن السّكين (7) بن عيسى البلدي أبو منصور، نا إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، نا ضمرة بن ربيعة، عن عبد اللّه بن شوذب، قال: مثل الذي يروي عن عالم واحد كمثل رجل له امرأة إذا حاضت نقي.

ص: 170


1- المعرفة و التاريخ 372/2.
2- الخبر في تاريخ بغداد 391/12 في ترجمة فارس بن محمد الغوري.
3- في م: أبا سالم.
4- بالأصل و م:«بن» خطأ و الصواب ما أثبت.
5- عن م و بالأصل: المخلصي.
6- بالأصل و م: أبي عبيد اللّه، خطأ، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 263/15.
7- بالأصل و م:«المسكين» و المثبت عن الأنساب (البلدي).

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، عن رشأ بن نظيف، أنا أبو شعيب عبد الرّحمن بن محمّد المكتّب، و أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرّحمن المصريان، قالا: أنا الحسن بن رشيق، أنا أبو بشر الدولابي، نا محمّد بن يعقوب الفرجي (1)،نا محمّد بن سماعة أبو الأصبع الرّملي، نا ضمرة، قال: مات ابن شوذب سنة ست و خمسين و مائة.

قرأت أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر (2)،أنا أبو سليمان بن زبر، قال: قال الحسن بن علي: فيها - يعني سنة ست و خمسين و مائة - توفي ابن شوذب، و علي بن أبي حملة.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، عن أبي الفتح نصر (3) بن إبراهيم المقدسي، عن أبي خازم (4) محمّد بن الحسين بن محمّد بن الفراء، أنا منير بن أحمد بن الحسن، أنا علي بن أحمد بن إسحاق، نا أبو مسهر أحمد بن مروان، نا الوليد بن طلحة، نا ضمرة بن ربيعة، قال: مات ابن شوذب سنة ست و خمسين و مائة، أو في أوّل سنة سبع و خمسين و مائة.

3346 - عبد اللّه بن شيبة بن عثمان بن أبي طلحة

عبد اللّه بن عبد العزّى بن عثمان بن عبد الدّار بن قصي

ابن كلاب القرشي العبدري الحجبي،

و هو عبد اللّه الأصغر المعروف بالأعجم

من أهل مكة.

وفد على سليمان بن عبد الملك يشكو عامله على مكّة خالد بن عبد اللّه القسري (5)،له ذكر.

ص: 171


1- رسمها بالأصل و م:«البرحي» و المثبت عن الأنساب (الفرجي) و ضبطت عنه، ذكره السمعاني و ترجم له.
2- عن م و بالأصل «العمر» و ضبطت عن تبصير المنتبه.
3- بالأصل و م: نصر اللّه، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 136/19.
4- بالأصل و م: حازم، خطأ و الصواب ما أثبت «خازم» بالخاء المعجمة، و قد مرّ التعريف به.
5- عن م، و بالأصل: القرشي.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي بن البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير قال. فولد شيبة بن عثمان: عبد اللّه، و أم حجير و هي صفية، لها بنو عبد اللّه بن خالد بن أسيد، و أمّهم (1)أم عثمان، و هي و برة (2) بنت سفيان بن سعيد بن فاتق (3)،و هي أخت أبي (4) الأعور بن سفيان السلمي، و عبد اللّه الأصغر بن شيبة بن عثمان، و هو الأعجم، كان في لسانه ثقل، و بذلك سمّي الأعجم.

قال: و نا الزبير، قال: قال عمّي مصعب بن عبد اللّه هو الذي ضربه خالد بن عبد اللّه (5) القسري في إمرة خالد على مكة الوليد بن عبد الملك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد عبد الوهّاب بن علي بن عبد الوهّاب، أنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز، قال: قرئ على أبي بكر أحمد بن جعفر بن محمّد بن سلم (6)،قال: أنا أبو خليفة الفضل بن الحباب، نا محمّد بن سلاّم الجمحي (7)،قال:

و كان خالد على مكّة أيام سليمان بن عبد الملك، و كان ولايته للوليد قبل ذلك، فعتب على رجل من بني عبد الدّار، يقال له: عبد اللّه بن الأعجر بن شيبة بن عثمان، فحبسه، فأرسل إلى ابنه محمّد بن طلحة بن عبد اللّه، و كتب معه إلى سليمان، فكتب له سليمان إلى خالد كتابا أنه لا سلطان لك عليه، و لا على أحد من بني شيبة.

قال ابن سلام: فسمعت يونس يقول: فقدم الكتاب على خالد فحبسه و ضربه مائة سوط ، فأتى الشيبي سليمان فأراه ظهره، و أرسل بثوبه مع ابن ابنه مترملا بالدماء، فكتب سليمان إلى طلحة بن داود الحضرمي، و كان قاضي مكة يأمره إن كان خالد ضربه

ص: 172


1- كذا بالأصل و م، و قد سقط اسمين هما: جبير، و عبد الرحمن الأكبر.
2- كذا بالأصل و م، و في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 253: برّة.
3- كذا بالأصل و م، و في نسب قريش: قانف.
4- عن نسب قريش و بالأصل و م: ابن.
5- بالأصل و م: الوليد، خطأ.
6- بالأصل و م: مسلم، خطأ و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 82/16.
7- بالأصل و م: الحجبي، خطأ و الصواب ما أثبت عن مختصر ابن منظور 260/12.

بعد قراءة الكتاب أن تقطع يده، و إن كان ضربه قبل قراءة الكتاب أن يضربه مائة سوط و يسهّد ثلاث ليال.

قال محمّد بن عائشة: فشهد له رجلان ضخمان داود بن علي بن عبد اللّه بن عبّاس، و كان على أمر زمزم، فكان يقيم بمكة، و عبد الأعلى بن عبد اللّه بن عبد اللّه (1) بن عامر بن كريز، شهد أنه ضربه قبل قراءة الكتاب، فضربه طلحة مائة سوط ، و سهّد فكان يقول التسهيد أشدّ عليّ من الضرب، فمرّ به الفرزدق و هو يضرب، فقال: ضمّ إليك جناحك يا ابن النصرانية، قال خالد: فانتفعت بما قال، فقال الفرزدق (2):

لعمري لقد صبّت (3) على ظهر خالد *** شآبيب ما استهللن من سبل القطر

لعمري لقد سار ابن شيبة سيرة *** أرتك نجوم الليل ضاحية تجري

أ تضرب في العصيان من ليس عاصيا *** و تعصي أمير المؤمنين أخا قسر؟

و هي أبيات، فكان سليمان أمر بقطع يده البتة، فكلّمه يزيد بن المهلب، فصار إلى ما صار إليه و قال الفرزدق (4):

سلا (5) خالدا لا قدس اللّه خالدا أقبل رسول اللّه أم (6) بعد عهده و هي أبيات، كذا قال ابن الأبجر (7)،و إنما هو ابن:«الأعجم» لقب عبد اللّه.

أخبرنا أبو بكر [محمّد] بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين (8) بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال: فولد شيبة بن عثمان: عبد اللّه الأصغر، و هو الأعجم، و هو الذي ضرب في سببه خالد بن

ص: 173


1- «بن عبد اللّه» ذكرت مرة واحدة في م.
2- الأبيات في ديوانه ط بيروت 301/1.
3- في الديوان: صابت.
4- من ثلاثة أبيات في ديوانه ط بيروت 334/2.
5- الديوان: سلوا خالدا لا أكرم... متى و ليت..
6- الديوان: فتلك قريش.
7- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: الأعجز.
8- بالأصل و م: الحسن، خطأ، و السند معروف.

عبد اللّه، و عبد الملك بن شيبة، و أمّهما لبنى بنت شدّاد بن قيس بن الأوبر بن أبان بن صفوان بن ذراع من بني الحارث بن كعب.

أخبرنا أبو غالب (1) أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص (2)،أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، قال: و حدّثني محمّد بن الضّحّاك، عن أبيه: أن خالد بن عبد اللّه القسري أخاف و عبد اللّه الأصغر بن شيبة بن عثمان، و هو الأعجم، فهرب منه فاستجار بسليمان بن عبد الملك.

قال محمد بن الضّحّاك عن أبيه: و خالد بن عبد اللّه حينئذ والي (3) لسليمان بن عبد الملك على مكّة، فكتب سليمان بن عبد الملك إلى خالد بن عبد اللّه ألا يهيجه و أخبره أنه قد أمّنه، فجاءه الكتاب، فأخذ الكتاب و لم يفتحه، و أمر به فبرز فجلده، ثم فتح الكتاب، فقال له: لو كنت علمت ما في الكتاب ما جلدتك.

فرجع عبد اللّه الأصغر بن شيبة إلى سليمان بن عبد الملك فأخبره الخبر، فأمر بالكتاب في خالد بن عبد اللّه القسري أن تقطع يده، فكلّمه فيه يزيد بن المهلّب و قبّل يده، فكتب مع عبد اللّه الأصغر بن شيبة إن كان خالدا قرأ الكتاب ثم جلده قطعت يده، و إن كان جلده قبل أن يقرأ الكتاب أقيد منه، فأقيد منه عبد اللّه بن شيبة فقال في ذلك الفرزدق:

لعمري لقد سار ابن شيبة سيرة *** أرتك نجوم الليل ضاحية تجري

لعمري لقد صبت على ظهر خالد *** شآبيب ما استهللن من سبل القطر

أ تضرب في العصيان من كان عاصيا *** و تعصي أمير المؤمنين أخا قسر

فلو لا يزيد بن المهلب حلّقت *** بكفّك فتخاء إلى جانب الوكر

و قال الفرزدق في ذلك أيضا:

سلوا خالدا لا قدس اللّه خالدا *** متى و ليت قسر قريشا تدينها (4)

ص: 174


1- عن م و بالأصل: أبو البركات، خطأ.
2- بالأصل و م: المخلصي، خطأ، و قد مرّ التعريف به.
3- كذا بالأصل و م: والي، بإثبات الياء.
4- عن الديوان: و بالأصل و م: يدينها.

أبعد رسول اللّه أم قبل عهده *** وجدتم قريشا قد أغثّ سمينها

رجونا هداه لا هدى اللّه قلبه *** و ما أمّه بالأم تهدى جنيبها

و قال أيضا:

و كيف يؤمّ الناس من كانت أمّه *** تدين بأن اللّه ليس بواحد

و أم عبد اللّه الأصغر بن شيبة لبنى بنت شداد بن قيس؛ من بني الحارث بن كعب.

ص: 175

حرف الصّاد في أسماء آباء العبادلة

3347 - عبد اللّه بن صالح بن جرير

أبو محمّد لقبه عبيد.

روى عن سليمان بن عبد الرّحمن بن ابنة شرحبيل.

روى عنه: محمّد بن جعفر بن ملاّس، و أبو الحسن بن جوصا، و القاسم بن عيسى القصار (1).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد الكتّاني (2)،أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن إسحاق بن عبد العزيز اللّهبي، نا أحمد بن عبد الوهّاب بن محمّد الصابوني، نا أبو العبّاس محمّد بن جعفر النّميري، نا عبد اللّه بن صالح بن جرير (3)،نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا عبد ربه بن ميمون، نا الربيع بن خطبان (4)، عن عطاء (5) بن أبي رباح، عن جابر بن عبد اللّه:

أن رجلا أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأذّن بلال بصلاة الظهر حين زالت الشمس، فأمره رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأقام الصلاة، فصلّى، ثم أذّن بلال بالعصر حين ظننا أن ظلّ الرجل قد

ص: 176


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: العصار.
2- عن م و بالأصل: الكتاني.
3- بالأصل: جويرية» و في م:«جوبرة».
4- عن م، و بالأصل:«خطبان» و في لسان الميزان: حطان و قيل: ابن حيطان. و في الميزان: حيظان و يقال: حظيان.
5- بالأصل و م:«صالح» خطأ، و الصواب ما أثبت.

كان أطول منه، فأمره رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فأقام الصّلاة، ثم أذّن بلال بالمغرب حين غابت الشمس و أفطر الصائم، فأمره فأقام الصلاة، ثم أذّن بلال بالعشاء و هي العتمة حين ذهب بياض النهار، و هو الشفق فيما يرى، فأمره فأقام الصّلاة، ثم أذّن بلال بالفجر حين تبين الفجر، فأمره فأقام الصّلاة، فصلّى.

ثم أذّن بلال الغداة (1) لصلاة الظهر حين دلكت الشمس، فأخّرها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى ظننا أنّ ظلّ الرّجل قد صار مثليه، فأقام الصّلاة، فصلّى ثم أذّن بالعصر فوخّرها (2)رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى ظننا أنّ ظلّ الرّجل قد صار مثليه، فأمره فأقام الصّلاة، ثم أذّن بالمغرب فأخّرها حتى كاد يذهب بياض النهار، و هو الشفق فيما نرى نحن فأمره فأقام الصّلاة، ثم أذّن بالعشاء و هي العتمة حين ذهب بياض النهار، فنمنا ثم قمنا مرارا، ثم خرج إلينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«إنّ الناس قد صلّوا و رقدوا، فإنّكم لن تزالوا في صلاة ما انتظرتم الصّلاة، و لو لا أن أشقّ على أمّتي لأخّرت الصلاة إلى هذا الحين»، ثم صلّى قريبا من نصف الليل أو قبل أن ينتصف، ثم أذّن بلال بالفجر، فأخّرها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى أسفر الصّبح، و رأى الرائي مواقع نبله، ثم صلّى، ثم التفت إلى الناس - يعني فقال:

«أين سائلي عن وقت الصّلاة ؟» فقال: هذا أنا يا رسول اللّه، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما بين هذين الوقتين وقت الصّلاة» (3)[5998].

أنبأنا أبو الحسن علي، و أبو الفضل محمّد ابنا الحسن بن الحسين السلميان.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن جعفر، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الموازيني، قالا: أنا أبو القاسم علي بن الفضل بن طاهر بن الفرات، أنا عبد الوهّاب الكلابي، نا أبو الحسن بن جوصا، نا يزيد بن محمّد، و خالد بن روح، و عبد اللّه بن صالح بن جرير، قالوا: نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا مسلمة بن علي، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي جعفر، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ثلاث دعوات مستجابات، لا شكّ فيهن: دعوة الوالد على ولده، و دعوة المسافر، و دعوة المظلوم»[5999].

ص: 177


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: للغد.
2- عن م و بالأصل: فوجزها.
3- كذا بالأصل و م، و في مختصر ابن منظور 262/12 الصلوات.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم، قال: أبو محمّد عبد اللّه بن صالح بن جرير الشامي، يلقّب بعبيد (1) اللّه، سمع أبا أيوب سليمان بن عبد الرّحمن الدمشقي، كناه لنا أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف.

3348 - عبد اللّه بن صالح بن علي بن عبد اللّه بن عبّاس

ابن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف الهاشمي (2)

كان مع أبيه بالحميمة (3) من أرض الشّراة من نواحي البلقاء.

و حدّث عن عمّه سليمان بن علي.

روى عنه: فليح بن إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير، و جعفر بن محمّد بن الحارث.

و ولاّه الرشيد العواصم (4) سنة ثمان و تسعين (5)،و عزل عنها أخاه عبد الملك، ثم عزل عبد اللّه سنة ست و تسعين (6)،و أعيد عبد الملك إليها.

أنبأنا أبو علي محمّد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان، ثم أخبرنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الحسن محمّد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد، و أبو علي بن نبهان.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر الكرجي (7)،قال: أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن يعقوب بن

ص: 178


1- عن م، و بالأصل: بعبيد اللّه، خطأ.
2- ترجمته و أخباره في تاريخ بغداد 476/9.
3- الحميمة: بلفظ تصغير الحمة، بلد من أرض الشراة، من أعمال عمان في أطراف الشام، كان منزل بني العباس.
4- العواصم: حصون موانع و ولاية تحيط بها بين حلب و أنطاكية و قصبتها أنطاكية.(ياقوت).
5- كذا بالأصل و م و في المطبوعة: ثمان و سبعين، و هو أشبه بالصواب، فقد مات الرشيد سنة 193 ه . و مات عبد اللّه بن صالح كما يستفاد من آخر الترجمة سنة 186.
6- كذا بالأصل و م، و هو خطأ آخر انظر الحاشية السابقة.
7- بالأصل و م: الكرخي، خطأ و الصواب ما أثبت و اسمه أحمد بن الحسن بن أحمد بن الحسن، ترجمته في سير أعلام النبلاء 144/19.

مقسم العطّار، نا أبو العبّاس أحمد بن يحيى ثعلب، حدّثني عبد اللّه - يعني ابن شبيب - حدّثني محمّد بن عيسى، عن فليح بن إسماعيل، حدّثني عبد اللّه بن صالح سنة ثنتين و ستين و مائة، حدّثني عمي سليمان بن علي، عن عكرمة، قال (1):إنّي لمع ابن عبّاس بعرفة إذا فتية أدمان (2) يحملون فتى في كساء معرورق الوجه ناحل البدن، له حلاوة، حتى وضعوه بين يدي ابن عبّاس، و قالوا له: استشف له يا ابن عمّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال:

فقال ابن عبّاس: و ما به، فأنشأ الفتى يقول:

بنا من جوى الأحزان و الوجد (3) لوعة *** يكاد لها نفس الشفيق تذوب

و لكنما أبقى حشاشة معول *** على ما به عود هناك صليب

فأقبل ابن عبّاس على عبيد اللّه بن حميد بن زهير بن الحارث بن أسد عبد العزّى، فقال: أخذ هذا البدوي العود علينا و عليك، قال: فحملوه فخفت في أيديهم فمات.

فقال ابن عبّاس:

هذا قتيل الحبّ ، لا عقل (4) و لا قود

قال عكرمة: فما رأيت ابن عبّاس سأل اللّه في عشية (5) إلاّ العافية مما ابتلي به الفتى.

رواه الزّبير بن بكّار، عن محمّد بن عيسى، قال: عبد الملك بن صالح و سيأتي في ترجمته.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، و علي بن الحسن بن سعيد، و أبو النجم بدر بن عبد اللّه قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (6):عبد اللّه بن صالح بن علي بن عبد اللّه بن العبّاس بن عبد المطّلب.

ص: 179


1- الخبر و الشعر في الأغاني 166/24 ضمن أخبار عروة بن حزام.
2- أي شديدي السمرة (راجع اللسان).
3- بالأصل:«و الواجد» و في الأغاني:«في الصدر» و المثبت عن م.
4- بالأصل و م: علل، و المثبت عن الأغاني.
5- الأغاني: عشيته.
6- تاريخ بغداد 476/9.

ذكر أحمد بن محمّد بن حميد الجهمي (1) النّسّابة أنه كان عظيم القدر، كبير المحل، و كان ينزل الشام بسلمية (2) من أرض حمص، و قدم بغداد في خلافة الرشيد.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، أنا أحمد بن عمران، نا موسى بن خليفة (3)،قال في تسمية عمّال المهدي قال: و وليها - يعني الجزيرة - عبد الملك بن صالح مرتين، و عبد اللّه بن صالح.

و أغزى هارون عبد اللّه بن صالح [بن] علي الصائفة - يعني سنة سبع و سبعين و مائة - و سليمان بن راشد الثقفي الشاتية، فقفل عبد اللّه سالما، و كلب الشتاء على سليمان فعصى بعض أصحابه و مات بعضهم، و وصل ملطية.

و عزل (4) عبد اللّه بن صالح - يعني سنة ثمان و ثمانين - و ولّى القاسم بن هارون ابنه (5)،فوجّه القاسم إبراهيم بن جبريل، فدخل من درب الحدث، فلقي (6) العدو، ثم خرج يهزم العدو.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو البركات يحيى بن عبد الرّحمن بن حبيش الفارقي، و أبو الحسن محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن صرما الطحان، و شمس النهار بنت محمّد بن أحمد بن محمّد بن النّقّور، قالوا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، نا عيسى بن علي، نا أبو الحسين عبد اللّه بن محمّد بن سفيان - و صوابه شقيق (7)-الخراز (8) النحوي، قال: قال أبو العباس - يعني المبرّد - قال عبد اللّه بن صالح: لا يكبرنّ عليك ظلم من ظلمك، فإنّما يسعى في مضرّته و نفعك.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و ابن سعيد، قالا: نا و أبو النجم الشّيحي، أنا أبو بكر الخطيب (9).

ص: 180


1- كذا بالأصل و م و في تاريخ بغداد:«الجهني».
2- مرّ التعريف بها قريبا.
3- تاريخ خليفة ص 441 و 450.
4- تاريخ خليفة ص 458.
5- بالأصل و م: ابنه القاسم.
6- في تاريخ خليفة: فلقي العدو بمرج العذراء فهزم اللّه العدو.
7- في المطبوعة: شقير.
8- في م: الخزاز.
9- تاريخ بغداد 476/9.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الغنائم حمزة بن علي بن محمّد بن عثمان بن السّوّاق البندار، و أبو منصور محمّد بن محمّد بن أحمد العكبري، قالوا: أنا أبو الفرج أحمد بن عمر بن عثمان الغضاري (1)،نا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي (2)،نا أحمد بن محمّد بن مسروق، حدّثني محمّد بن أبي علي البصري، نا أبو عثمان كاتب إسماعيل بن جعفر، حدّثني جعفر بن محمّد بن الحارث، قال: قدم عبد اللّه بن صالح في خلافة الرشيد مدينة السّلام، فدخل عليه أحداث من أهل بيته فرآهم على غير منهاج آبائهم فلما مضوا من عنده تمثّل:

سوء التأدّب أردأهم و غيّرهم *** و قد يشين صحيح المنصب الأدب

قال: و سمرت ليلة عند عبد اللّه بن صالح، فذكرنا ما حدث من الاستمعان (3)باللذات، فقال عبد اللّه: ما عرف فينا أهل البيت رجل يشرب نبيذ، و لا استماع غناء، حتى ولي، و لقد أدركت من مضى من أهل بيتي (4) يصونون من الدنس أعراضهم، و يحفظون من العار أحسابهم، ثم خلف من بعدهم خلف كما قال حسّان بن ثابت (5):

إنّي رأيت من المكارم حسبكم *** أن تلبسوا خزّ (6) الثياب و تشبعوا

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا محمّد بن علي السيرافي، أنا أبو عبد اللّه النهاوندي، أنا أحمد بن عمران، نا موسى التستري، نا خليفة العصفري، قال: سنة ست و ثمانين و مائة، فيها مات عبد اللّه (7) بن صالح بن علي بسلمية، و قال ابن حسان الزيادي مثله، و زاد في شهر ربيع الأول.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو النجم الشّيحي، أنا أبو بكر الخطيب (8)،

ص: 181


1- عن تاريخ بغداد و بالأصل و م: العصاري.
2- بالأصل و م: الخالدي، و الصواب ما أثبت و ضبط ، و قد مرّ التعريف به.
3- كذا بالأصل و م، و في تاريخ بغداد:«الاشتهار» و في مختصر ابن منظور 263/12 «الاستهتار» و هو أشبه.
4- بالأصل و م:«أهل البيت» و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- ليس البيت في ديوانه ط بيروت.
6- في تاريخ بغداد: حرّ.
7- تاريخ خليفة ص 457 و فيه أن صالح بن علي مات بسلمية في هذه السنة.
8- تاريخ بغداد 476/9.

أخبرني الحسن بن أبي بكر، أنا محمّد بن إبراهيم بن عمران الجوزي (1)[في كتابه] (2)إليّ من (3) شيراز، نا أحمد بن حمدان بن الخضر، نا أبو العباس أحمد بن يونس الضّبّي (4)،حدّثني أبو حسان الزيادي، قال: سنة ست و ثمانين و مائة فيها مات عبد اللّه بن صالح بن علي بسلمية في أرض حمص، في ربيع الأول.

3349 - عبد اللّه بن صالح بن محمّد بن مسلم

أبو صالح المصري الجهني مولاهم (5)

كاتب الليث بن سعد.

حدّث عن سعيد بن عبد العزيز التّنوخي، و الليث بن سعد، و عبد اللّه بن لهيعة، و معاوية بن صالح، و يحيى بن أيوب، و إبراهيم بن سعد، و موسى بن عليّ بن رباح (6)،و بكر بن مضر (7)،و المفضّل بن فضالة، و حرملة بن عمران التجيبي، و قباث بن رزين اللّخمي، و عبد اللّه بن وهب.

روى عنه: الليث بن سعد، و هو أستاذه، و عبد اللّه بن وهب، و أبو عبيد القاسم بن سلاّم، و محمّد بن يحيى الذهلي، و أحمد بن منصور الرّمادي، و محمّد بن إسحاق الصّغاني، و يعقوب بن سفيان، و الحسن بن سليمان قبيطة، و يحيى بن معين، و محمّد بن سهل بن عسكر، و أحمد بن ثابت، و الربيع بن سليمان، و أبو مسعود أحمد بن الفرات الرازي، و عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن الفضل الدّارمي، و محمّد بن

ص: 182


1- كذا بالأصل و م و في تاريخ بغداد: الجوري.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و أضيف عن تاريخ بغداد.
3- عن تاريخ بغداد و بالأصل و م: ابن.
4- عن تاريخ بغداد و بالأصل و م: الكنى.
5- ترجمته و أخباره في تهذيب الكمال 218/10 تهذيب التهذيب 167/3 تاريخ بغداد 478/9 تذكرة الحفاظ 388/1 ميزان الاعتدال 440/2 العبر للذهبي 387/1 الشذرات 51/2 الضعفاء الكبير للعقيلي 267/2 الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 206/4 الوافي بالوفيات 213/17 و سير أعلام النبلاء 405/10 و تاريخ الإسلام للذهبي (حوادث سنة 221-230 ص 224) و انظر بحاشية المصادر الثلاثة الأخيرة أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
6- بالأصل و م: رياح، خطأ و الصواب ما أثبت عن تهذيب الكمال و سير أعلام النبلاء، و علي ضبطت عن تقريب التهذيب.
7- بالأصل و م: مطر، و الصواب عن تهذيب الكمال.

إسماعيل البخاري، و علي بن عبد الرّحمن بن المغيرة علاّن، و أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين بن ديزيل، و أبو يزيد يوسف بن يزيد القراطيسي، و المطّلب بن شعيب الأزدي، و جعفر بن أحمد بن علي بن بيان (1) الماسح، و بكر بن سهل، و أبو الحسن محمّد بن عثمان بن (2) سعيد المعروف بابن أبي السّوّار المصري، و هو آخر من حدّث عنه.

قال (3):و قدم دمشق مع الليث بن سعد متوجها إلى العراق، و بها سمع من سعيد بن عبد العزيز.

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم حدّثني أبو مسعود العدل عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا بكر بن سهل، و مطّلب بن شعيب الأزدي، قالا: نا عبد اللّه بن صالح، حدّثني معاوية بن صالح أنّ العلاء بن الحارث، حدّثه عن مكحول أنّ أبا هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«الجهاد واجب عليكم مع كل برّ و فاجر، و إن هو عمل الكبائر، و الصلاة واجبة عليكم على كلّ مسلم يموت برّا كان أو فاجرا، و إن هو عمل الكبائر» (4)[6000].

كتب إليّ أبو علي الحداد، و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن جعفر بن أحمد بن فارس، نا أبو مسعود أحمد بن الفرات، أنا عبد اللّه بن صالح، عن ليث، عن ابن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«إنّ في أحد جناحي الذباب داء، و في الآخر شفاء، فإذا وقع في إناء أحدكم فليغطه (5) ثم يخرجه».

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو سعد عبد الرّحمن بن محمّد بن شبانة (6)-بهمذان - نا القاضي أبو القاسم عبد الرّحمن بن

ص: 183


1- بالأصل و م: بنان، و الصواب عن تهذيب الكمال.
2- عن م و تهذيب الكمال و بالأصل: عثمان و سعيد.
3- في م:«و قال» و في المطبوعة: وفاة. و في تاريخ الإسلام آخرهم وفاة محمد بن عثمان بن سعيد بن أبي السواري المصري المتوفي سنة 297. و في سير الأعلام: خاتمتهم محمد بن عثمان بن أبي السوار المصري المتوفي سنة 297.
4- سير أعلام النبلاء 415/10-416 و انظر تخريجه فيه.
5- في مختصر ابن منظور 264/12 فليغطسه.
6- بالأصل و م: شبابه، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 432/17 و كناه: أبا سعيد.

الحسن بن أحمد بن محمّد بن عبيد الأسدي، نا إبراهيم بن الحسين بن علي الكسائي، نا خلف - يعني ابن خالد، أبا المهنى - نا الليث بن سعد، عن عبد اللّه بن صالح، عن من أخبره يرفع الحديث إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«ما أعطي أحد أربعة فمنع أربعة: ما أعطي أحد الشكر فمنع الزيادة، لأن اللّه تعالى يقول: لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ (1) و من أعطي الدعاء لم يمنع الإجابة لأن اللّه تعالى يقول: اُدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ (2) و ما أعطي أحد الاستغفار ثم منع المغفرة، لأن اللّه تعالى يقول: اِسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كٰانَ غَفّٰاراً (3) و ما أعطي أحد التوبة فمنع أحد التقبل لأن اللّه تعالى يقول: وَ هُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبٰادِهِ (4)»[6001].

قال: ثم لقيت أبا صالح فسألته عن ذلك فقال: نعم، أنا حدّثته بذلك، فسألت أبا صالح، قلت: من حدّثك ؟ قال: حدّثني أبو زهير يحيى بن عطارد بن مصعب، عن أبيه، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثم ذكر الحديث (5).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب (6)،نا محمّد بن فارس الغوري - إملاء - في شوال سنة ثمان و أربعمائة، نا أبو الحسن علي بن محمّد المصري، نا محمّد بن عمرو (7) بن نافع أبو جعفر المعدّل، نا عبد اللّه بن صالح، حدّثني نافع بن يزيد، عن زهرة بن معبد، عن سعيد بن المسيّب، عن جابر بن عبد اللّه، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ اللّه اختار أصحابي على العالمين سوى النبيين و المرسلين، و اختار من أصحابي أربعة: أبا بكر، و عمر، و عثمان، و عليّا (8)،فجعلهم خير أصحابي - و في أصحابي كلهم خير - و اختار أمّتي على سائر الأمم»[6002].

ص: 184


1- سورة إبراهيم، الآية:7.
2- سورة المؤمن، الآية:60.
3- سورة نوح، الآية:10.
4- سورة الشورى، الآية:25.
5- الخبر نقله الذهبي باختصار 406/10 و انظر تخريجه فيه، و في السير: خلف بن الوليد أبا المهنا، و هو تحريف.
6- الخبر في تاريخ بغداد 162/3 ضمن أخبار محمد بن فارس الغوري.
7- بالأصل و م:«عمر» و المثبت عن تاريخ بغداد.
8- بالأصل و م:«أبو بكر... و علي» و الصواب عن تاريخ بغداد.

قال الخطيب: هذا حديث غريب من حديث ابن المسيّب عن جابر، و من حديث زهرة بن معبد، عن سعيد، تفرد بروايته نافع بن يزيد عنه، و قد تابع عبد اللّه بن صالح على روايته سعيد بن أبي مريم، فرواه عن نافع هكذا.

أخبرناه أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه بن كادش، أنا أقضى القضاة أبو الحسن علي بن محمّد بن حبيب الماوردي البصري سنة سبع (1) و أربعين و أربعمائة، نا أبو علي الحسن بن علي بن محمّد الجبّلي (2) المؤدب، نا أبو العباس محمّد بن أحمد بن أحمد الأثرم، نا علي بن داود القنطري، نا ابن أبي مريم، و عبد اللّه بن صالح، قالا: نا نافع بن يزيد، عن زهرة بن معبد، عن سعيد بن المسيّب، عن جابر بن عبد اللّه، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ اللّه اختار أصحابي على جميع العالمين إلاّ النبيّين و المرسلين، و اختار لي من أصحابي فجعلهم خيرة أصحابي - يعني أبا بكر، و عمر، و عثمان، و علي - و في كل أصحابي خير»[6003].

كتب إليّ أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني طاهر بن أحمد، نا محمّد بن الحسين الحافظ الورّاق، نا أبو بكر بن رجاء، قال: سمعت علاّن (3) بن عبد الرّحمن يقول:

قدم علينا محمّد بن يحيى و معه مائتا دينار، فرأيته جاء يوما إلى أبي صالح، و معه أحمد بن صالح فقال محمّد بن يحيى لأبي صالح كاتب الليث: يا أبا صالح، و اللّه ثم و اللّه ما كانت رحلتي إلاّ إليك، قال: قال: ثم قال له: اخرج إليّ حديث زهرة بن معبد، عن ابن المسيّب، عن جابر، من كتابك، فأجابه أبو صالح، فقال: و اللّه لو كان في يدي ما فتحتها لك.

قال: و أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا بكر الورّاق - يعني محمّد بن أحمد بن الحسن بن سعيد الجرجاني - يقول: سمعت أبا الحسن أحمد بن الحسن القاضي بجرجان يقول: سمعت أحمد بن محمّد بن سليمان التستري يقول: سألت أبا

ص: 185


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: تسع.
2- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى جبّل بلدة على الدجلة بين بغداد و واسط .
3- اسمه علي بن عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة، أبو الحسن، لقبه علان. ترجمته في سير أعلام النبلاء 141/13.

زرعة الرازي عن حديث زهرة بن معبد عن سعيد بن المسيّب، عن جابر، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم في الفضائل فقال: هذا حديث باطل، كان خالد بن نجيح البصري وضعه و دلّسه في كتاب الليث، و كان خالد بن نجيح هذا يضع في كتب الشيوخ ما لم يسمعوا، و يدلّس لهم، و له غير هذا.

قلت لأبي زرعة: فمن رواه عن ابن أبي مريم ؟ قال: هذا كذّاب.

قال أحمد بن محمّد التستري: و قد كان محمّد بن الحارث العسكري حدّثني به عن كاتب الليث و ابن أبي مريم.

قال الحاكم: فأقول: رضي اللّه عن أبي زرعة، لقد شفى في علة هذا الحديث، و بيّن ما خفي علينا، فكلّ ما أتى أبو صالح كان من أجل هذا الحديث، فإذا وضعه غيره و كتبه في كتاب الليث كان المذنب فيه غير أبي صالح (1).

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب (2)،أنا أبو بكر البرقاني، نا يعقوب بن موسى الأردبيلي، نا أحمد بن طاهر بن النجم، نا سعيد بن عمرو البردعي (3)،قال: قلت - يعني لأبي زرعة-: رأيت بمصر نحوا من مائة حديث عن عثمان بن صالح عن ابن لهيعة عن (4) عمرو بن دينار، و عطاء عن ابن عباس عن النبي صلى اللّه عليه و سلم منها:«لا تكرم أخاك بما يشق عليك».

فقال: لم يكن عثمان عندي ممن يكذب، و لكن كان [يكتب] (5) الحديث مع خالد بن نجيح، و كان خالد إذا سمعوا من الشيخ أملى عليهم ما لم يسمعوا فبلوا به، و بلي به أبو صالح أيضا في حديث زهرة بن معبد، عن سعيد بن المسيّب، عن جابر ليس له أصل، و إنما هو من خالد بن نجيح.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي

ص: 186


1- الخبر في تهذيب الكمال 222/10 نقلا عن الحاكم أبي عبد اللّه.
2- الخبر في تاريخ بغداد 162/3 ضمن أخبار محمد بن فارس بن الغوري و تهذيب الكمال 222/10.
3- كذا بالأصل و م: البردعي، بالدال المهملة، و في تاريخ بغداد البرذعي، بالذال المعجمة، و كلاهما يصح.
4- بالأصل و م: بن، خطأ.
5- زيادة عن تاريخ بغداد.

نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (1)،قال: قال أبو صالح كاتب الليث: ولدت سنة تسع و ثلاثين و مائة.

و قال غير أبي زرعة:[سنع سبع] (2).

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العبّاس بن علي، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن بن محمّد بن سليم، ثم حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو (3) عبد اللّه بن مندة، أنا أبو سعيد بن يونس، نا أحمد بن محمّد بن سلامة، نا علي بن عبد الرّحمن. يعني ابن المغيرة - قال: سمعت أبا صالح كاتب الليث يقول: ولدت في سنة سبع و ثلاثين و مائة، و رأيت (4) زبّان بن فائد و عمرو بن الحارث.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا أبو بكر الخطيب (5)،أنبأنا علي بن محمّد بن عيسى البزّاز (6)،نا محمّد بن عمر بن سلم الحافظ ، حدّثني عبد اللّه بن محمّد بن سعيد، نا أحمد بن منصور، نا أبو صالح، قال: خرجنا مع الليث بن سعد إلى بغداد سنة إحدى و ستين و مائة، خرجنا في شوال، و شهدنا الأضحى في بغداد.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و ابن سعيد، قالا: نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (7)،أخبرني الأزهري - زاد ابن قبيس:[في موضع آخر (8):

و عبد الملك بن عمر الرزاز، قالا - أنا علي بن عمر بن أحمد، نا أبو طالب الحافظ ، نا هاشم بن يونس] (9)،نا أبو صالح، قال: قال الليث بن سعد: و نحن ببغداد: سل عن قطيعة بني جدار (10)،فإذا أرشدت إليها فسل عن منزل هشيم الواسطي فقل له: أخوك

ص: 187


1- تاريخ أبي زرعة 285/1.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن المطبوعة.
3- سقطت من الأصل و م، و السند معروف.
4- بالأصل:«و رأت رمانة قائد» و في م:«و رأيت ريان بن قائد» و كلاهما تحريف و الصواب عن تهذيب الكمال 224/10.
5- الخبر في تاريخ بغداد 4/13 ضمن أخبار ليث بن سعد المصري.
6- عن م و تاريخ بغداد و بالأصل: البزار.
7- تاريخ بغداد 479/9.
8- انظر تاريخ بغداد 4/3 ترجمة الليث بن سعد.
9- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م، و انظر المصدر السابق في الموضعين.
10- إعجامها غير واضح بالأصل و م، و المثبت عن تاريخ بغداد.

الليث المصري يقرئك السّلام، و يسألك أن تبعث إليه شيئا من كتبك، فأتيت هشيما، فدفع إليّ شيئا، فكتبنا منه، و سمعتها من الليث.

و السياق لرواية الأزهري إسنادا و متنا، و سنذكر في ترجمة الليث بن سعد وروده دمشق.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا يوسف بن رباح بن علي، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين، قال في تسمية محدّثي أهل مصر: عبد اللّه بن صالح كاتب الليث.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل السلامي، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن الفضل، أنا محمّد بن إسماعيل البخاري (1)،قال: عبد اللّه بن صالح أبو صالح الجهني المصري، كاتب الليث بن سعد، سمع موسى بن عليّ ، و معاوية، و الليث، و يحيى بن أيوب، روى عنه الليث.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن سعد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو صالح عبد اللّه بن صالح كاتب الليث بن سعد، سمع موسى بن عليّ ، و معاوية، و الليث، و يحيى بن أيوب، و معاوية بن صالح.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا محمّد بن أبي حاتم (2)،قال: عبد اللّه بن صالح أبو صالح كاتب الليث، مصري، روى عن موسى بن عليّ ، و معاوية بن صالح، و الليث بن سعد، و يحيى بن أيوب، و بكر بن مضر،

ص: 188


1- التاريخ الكبير 121/1/3.
2- الجرح و التعديل 86/5.

و المفضّل بن فضالة، و حرملة بن عمران، و قباث (1) بن رزين، روى عنه الليث (2) بن سعد، و عبد اللّه بن وهب (3)،و الربيع بن سليمان، و محمّد بن يحيى النيسابوري، و أحمد بن الفرات أبو مسعود الرازي، سمعت أبي يقول ذلك، و يقول: كتبنا عنه.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو صالح عبد اللّه بن صالح كاتب الليث؛ مصري.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا أبو الفتح نصر (4) بن إبراهيم الزاهد، أنا سليم بن أيوب الرازي، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان الموصلي، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس، قال: سمعت محمّد بن أحمد المقدّمي يقول: أبو صالح عبد اللّه بن صالح كاتب الليث.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو منصور عبد الباقي بن محمّد بن غالب بن العطار، نا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عمران بن الجندي، نا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، قال: أبو صالح عبد اللّه بن صالح كاتب الليث، روى عن الليث، و نافع بن يزيد.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو صالح عبد اللّه بن صالح الجهني مولاهم، المصري، كاتب الليث بن سعد، عن أبي عبد الرّحمن موسى (5) بن علي بن رباح (6)اللّخمي، و أبي عمرو معاوية بن صالح الحضرمي، و أبي العبّاس يحيى بن أيوب الغافقي المصري، ذاهب الحديث، روى عنه الليث بن سعد، و أبو عبيد القاسم بن سلاّم، و يحيى بن معين.

ص: 189


1- اللفظة رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل و م، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ في أول الترجمة.
2- بالأصل و م كرر الخبر السابق عن مسلم بن الحجاج، و خبر ابن أبي حاتم إلى هنا.
3- بعدها في الجرح و التعديل:«و دحيم». و هو عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي دحيم، و قد ذكره في تهذيب الكمال 219/10 في الأسماء التي روت عنه.
4- بالأصل و م:«نصر اللّه» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
5- عن م، سقطت اللفظة من الأصل.
6- بالأصل و م: رياح، خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ صوابا أثناء الترجمة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر الكلاباذي، قال: عبد اللّه بن صالح أبو صالح الجهني المصري كاتب الليث بن سعد، سمع الليث بن سعد، روى عنه البخاري، قال:

«و زاد عبد اللّه: حدّثني الليث»- بعقب حديث تقدّم في الزكاة، و قال البخاري: مات سنة ثنتين و عشرين و مائتين.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و ابن سعيد، و أبو النجم الشّيحي (1) التاجر، قالوا:

قال لنا أبو بكر الخطيب (2):عبد اللّه بن صالح بن محمّد بن مسلم، أبو صالح مولى جهينة من أهل مصر، و هو كاتب الليث بن سعد، قدم مع الليث بن سعد (3) بغداد، و لا أعلمه حدّث بها، و كان يذكر أنه رأى زبّان بن فائد (4)،و عمرو بن الحارث، و سمع من عبد اللّه بن لهيعة، و الليث بن سعد، و معاوية بن صالح، و يحيى بن أيوب و غيرهم، روى عنه جماعة من الأئمّة مثل أبي عبيد القاسم بن سلاّم، و محمّد بن إسماعيل البخاري، و محمّد بن يحيى الذهلي، و أحمد بن منصور الرمادي، و محمّد بن إسحاق الصّاغاني، و يعقوب بن سفيان و عامة الشيوخ المصريين، و حدّث عنه (5) الليث بن سعد.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم (6)،نا عبد اللّه بن جعفر، نا إسماعيل بن عبد اللّه، حدّثني عبد اللّه بن صالح، قال: صحبت الليث عشرين سنة لا يتغذى و لا يتعشى وحده إلاّ مع الناس، و كان لا يأكل اللحم إلاّ أن يمرض.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت عبد اللّه بن محمّد الصيدلاني يقول: سمعت الفضل بن محمّد يقول:

غبت عن أبي صالح كاتب الليث أياما كنت عند نعيم بن حمّاد ففقدني فسأل عني، فقيل

ص: 190


1- بالأصل و م: الشيخي، خطأ و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
2- تاريخ بغداد 478/9.
3- «بن سعد» ليس في تاريخ بغداد.
4- بالأصل:«ريان بن قائد» و في م:«زبان بن قائد» و في تاريخ بغداد:«زياد بن قائد» و كله خطأ و الصواب ما أثبت، و قد صوّبناه أثناء الترجمة.
5- تاريخ بغداد: عن.
6- الخبر في حلية الأولياء 321/7 ضمن أخبار الليث بن سعد.

عند نعيم، فذهبت إليه، فقلت: يا أبا صالح كنت عند نعيم فقال: كتب عني الليث و ابن وهب.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و ابن سعيد، قالا: نا و أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب (1)،أخبرني محمّد بن [أحمد بن] (2) يعقوب، أنا محمّد بن نعيم الضّبّي.

ح و أنبأنا أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت علي بن حمشاد (3) العدل يقول: سمعت الفضل بن محمّد الشعراني يقول: ما رأيت عبد اللّه بن صالح إلاّ و هو يحدّث أو يسبّح (4).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني (5)،أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو الميمون، نا أبو زرعة (6)،قال: فحدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم، قال: قدمت مصر بعد موت ابن وهب سنة ثماني و تسعين و مائة، فكتبت، كتب معاوية بن صالح، عن عبد اللّه بن صالح.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب - أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، أنا حمد (7)-إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر الهمذاني، أنا أبو الحسن (8) الفأفاء، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (9)،قال: سمعت أبي يقول سمعت (10) عبد الملك بن شعيب بن الليث يقول: أبو صالح كاتب الليث ثقة مأمون، قد سمع من جدي حديثه، و كان يحدّث بحضرة أبي، و أبي يحضّه على التحديث، قال: و سمعت أبي يقول: سمعت أبا الأسود النّضر بن عبد الجبار، و سعيد بن عفير يثنيان على كاتب الليث.

ص: 191


1- تاريخ بغداد 479/9.
2- الزيادة عن تاريخ بغداد.
3- بالأصل و م: حماد، خطأ، و في تاريخ بغداد: حمشاذ، بالذال المعجمة.
4- عن م و تاريخ بغداد و تهذيب الكمال، و بالأصل: ينسخ.
5- عن م و بالأصل: الكناني.
6- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 286/1.
7- بالأصل و م: أحمد. خطأ، و السند معروف.
8- عن م، و بالأصل: أبو الحسين.
9- الجرح و التعديل 86/5.
10- بالأصل و م: ذلك، و المثبت عن الجرح و التعديل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،نا محمّد بن يحيى بن آدم، نا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، قال: سمعت أبي يقول ما لا أحصي، و قد قيل له: إن يحيى بن عبد اللّه بن بكير يقول في أبي صالح كاتب الليث شيئا، فقال: قل له هل جئنا الليث قط إلاّ و أبو صالح عنده، فرجل كان يخرج معه إلى الأسفار و إلى الريف، و هو كاتبه فينكر على هذا أن يكون عنده ما ليس عند غيره.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه - أنا أبو القاسم، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (2) قال: سمعت أبي يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: أقلّ أحوال أبي صالح كاتب الليث أنه قرأ هذه الكتب على الليث، فأجازها له، و يمكن أن يكون ابن أبي ذئب كتب إليه بهذا الدرج.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و ابن سعيد، قالا: نا و أبو النجم الشّيحي (3)،أنا أبو بكر الخطيب (4)،أنا البرقاني، أنا الحسين بن علي التميمي النيسابوري، نا يعقوب بن إسحاق الأسفرايني، قال: سمعت يعقوب بن سفيان يقول: سمعت أبا الأسود - و قال له رجل - إن ابن بكير يتكلّم في أبي صالح فأيش تقول (5) فيه ؟ فقال: أبو صالح إذا قال لكم بمصر اكتبوا عن فلان فاكتبوا، و اتركوا ما سواه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، نا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، قال: نا يعقوب (6)،قال: و أمّا حديث شهر فإنّ أبا صالح - الرجل الصالح - عبد اللّه بن صالح الجهني حدّثنا؛[قال] حدّثني معاوية بن صالح الحمصي قاضي الأندلس، فذكر حديثا.

آخر الجزء الثامن و الثلاثين بعد الثلاثمائة من الفرع.

ص: 192


1- الكامل في ضعفاء الرجال 206/4.
2- الجرح و التعديل 87/5.
3- بالأصل و م: الشيخي، خطأ.
4- تاريخ بغداد 479/9.
5- بالأصل و م: يقول، و الصواب عن تاريخ بغداد.
6- الخبر في المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 426/2.

-في نسخة ما شافهنى به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (1)،قال: سمعت أبي يقول: الأحاديث التي أخرجها أبو صالح في آخر عمره التي أنكروا عليه نرى أن هذه ممّا افتعل خالد بن نجيح، و كان أبو صالح يصحبه، و كان أبو صالح سليم الناحية، و كان خالد بن نجيح يفتعل الحديث و يضعه في كتب الناس، و لم يكن وزن أبي صالح وزن الكذب، كان رجلا صالحا (2) قال: و سألت أبا زرعة عن أبي صالح كاتب الليث فقال: لم يكن عندي ممن يتعمد الكذب، و كان حسن الحديث، قال: و سئل أبي عن أبي صالح كاتب الليث (3) فقال: مصري صدوق أمين ما علمته.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا منصور بن الوليد - و هو محمّد بن حسان بن محمّد - يقول: سمعت أبا إبراهيم القطان يقول: سمعت محمّد بن يحيى يقول: حكم اللّه بيني و بين أبي صالح شغلني حسن حديثه عن الاستكثار من سعيد بن كثير بن عفير (4).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو القاسم السهمي، أنا أبو أحمد بن عدي (5)،قال: و لعبد اللّه بن صالح روايات كثيرة عن صاحبه الليث بن سعد، و عنده عن معاوية بن صالح نسخة كبيرة (6)،و يروي عن يحيى بن أيوب صدرا صالحا، و يروي عن ابن لهيعة أخبارا كثيرة، و من نزول رجاله عبد اللّه بن وهب، و هو عندي مستقيم الحديث إلاّ أنه يقع في حديثه في أسانيده و متونه غلط ، و لا يتعمّد الكذب، و قد روى عنه يحيى بن معين كما ذكرت.

أخبرنا أبو الحسن الغساني، و ابن سعيد، قالا: نا و أبو النجم الشّيحي، أنا أبو

ص: 193


1- الجرح و التعديل 87/5 و تهذيب الكمال 223/10.
2- سقطت اللفظة من الأصل و م، و أضيفت عن الجرح و التعديل و تهذيب الكمال.
3- عن م و الجرح و التعديل، سقطت اللفظة من الأصل.
4- الخبر في تهذيب الكمال 223/10.
5- الخبر في الكامل لابن عدي 208/4.
6- عن م و ابن عدي، و بالأصل: كثيرة.

بكر الخطيب (1)،أنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي (2)-بنيسابور - نا القاسم بن غانم بن حموية المهلّبي، أنا محمّد بن إبراهيم بن (3) سعيد البوشنجي (4)، قال: سمعت ابن بكير يقول: يحلف على يحيى بن عبد اللّه عتق رقبة بخمسين دينارا، أو عليه صدقة خمسين دينارا، و و اللّه، و اللّه ثلاثة أيمان، إن لم أكن سمعت أبا صالح عبد اللّه بن صالح - يعني كاتب الليث - يقول: لم أسمع من الليث شيئا لأبي الأسود.

قال الخطيب: و إنّما قال ابن بكير هذا لأن أبا صالح روى عن الليث عن أبي الأسود.

قال (5):و أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه المعدّل، أنا محمّد بن أحمد بن الحسن الصّوّاف، نا عبد اللّه بن أحمد - إجازة - قال: سمعت أبي ذكر كاتب الليث بن سعد عبد اللّه بن صالح، فذمّه و كرهه، و قال: إنه روى عن الليث عن ابن أبي ذئب كتابا أو أحاديث، و أنكر أن يكون الليث روى عن ابن أبي ذئب.

أخبرنا أبو الحسن (6) قالا: نا و أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب (7).

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر الشامي، قالا: أنا أحمد بن محمّد العتيقي، أنا يوسف بن أحمد الصيدلاني - بمكة - نا محمّد بن عمرو العقيلي (8)،نا عبد اللّه بن أحمد، قال: سألت أبي عن عبد اللّه بن صالح كاتب الليث فقال: كان أوّل أمره متماسكا، ثم فسد بآخرة، و ليس هو بشيء.

[و سمعت أبي فذمّه و كرهه، و قال: مرة أخرى ذكر عبد اللّه بن صالح كاتب

ص: 194


1- تاريخ بغداد 479/9.
2- بالأصل و م:«العدوي» و في تاريخ بغداد:«أبو خازم... العبدي» و في الكل تحريف و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 333/17.
3- في تاريخ بغداد:«أبو» خطأ، كنيته أبو عبد اللّه، ترجمته في سير أعلام النبلاء 581/13.
4- بالأصل و م: البوسنجي، خطأ و الصواب عن تاريخ بغداد و سير الأعلام.
5- القائل: هو الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 479/9.
6- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«أبوا الحسن» و هو الصواب، و يمر هذا السند كثيرا.
7- الخبر في تاريخ بغداد 479/9-480.
8- الضعفاء الكبير للعقيلي 267/2.

الليث بن سعد إنه روى عن الليث عن ابن أبي ذئب كتابا أو أحاديث، و أنكر أن يكون ليث روى عن ابن أبي ذئب شيئا] (1).

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد بن عدي (2)،نا ابن حمّاد، حدّثني عبد اللّه بن أحمد، قال: سألت أبي عن عبد اللّه بن صالح كاتب الليث فقال: كان أوّل أمره متماسكا، ثم فسد بأخرة، و ليس هو بشيء، و كتب إليّ بحمص يسألني الزيارة (3).

قال: و سمعت أبي أيضا، و ذكره يوما فذمّه و كرهه، و قال: بلغني أنه روى عن الليث عن ابن أبي ذئب كتابا، و أنكر أن يكون ليث روى عن ابن أبي ذئب شيئا.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (4)،قال: سمعت أبي قال: سمعت أحمد بن صالح يقول: لا أعلم أحدا روى عن الليث عن ابن أبي ذئب إلاّ أبو صالح كاتب الليث، و ذكر أنّ أبا صالح أخرج درجا قد ذهب أعلاه، و لم يدر حديث من هو؟ فقيل له: حدّثك (5) ابن أبي ذئب، فروى عن الليث عن ابن أبي ذئب.

أخبرنا أبو الحسن (6) قالا: نا و أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب (7)،أنا البرقاني، أنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، أنا أحمد بن طاهر بن النجم الميانجي، نا سعيد بن عمرو البردعي (8)،قال: قلت لأبي زرعة: أبو صالح ؟ فضحك و قال: رجل

ص: 195


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و كان مكانه هنا العبارة التالية عن ابن عدي: من قوله: و كتب إلي و أنا بحمص إلى آخر الخبر. صوبنا العبارة و أضفناها بين معكوفتين عن تاريخ بغداد و الضعفاء الكبير للعقيلي.
2- الكامل لابن عدي 206/4.
3- عن ابن عدي و بالأصل و م: الزيادة.
4- الجرح و التعديل 87/5.
5- في الجرح و التعديل: حديث.
6- كذا بالأصل و م، و قد مرّ قريبا، و الصواب كما في المطبوعة:«أبوا الحسن».
7- الخبر في تاريخ بغداد 480/9.
8- تاريخ بغداد: البرذعي، بالذال المعجمة، و يصح.

حسن الحديث، قلت: أحمد يحمل عليه في كتاب ابن أبي ذئب و حكاية سعيد بن منصور قد عرفتها، قال: نعم، و شيء آخر سمعت عبد العزيز بن عمران يقول: قرأ علينا كتاب عقيل، فإذا أوّله مكتوب: حدّثني أبي، عن جدي، عن عقيل، و إذا هو كتاب عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد، قلت: فأي شيء حاله في يحيى بن أيوب و معاوية بن صالح و المشيخة ؟ قال: كان يكتب لليث، فاللّه أعلم.

قال الخطيب: و حكاية سعيد بن منصور التي ذكرها البردعي في هذا الخبر قد أخبرنا بها البرقاني أيضا، أنا يعقوب بن موسى، نا أحمد بن طاهر بن النجم، نا سعيد بن عمرو، قال: سمعت أبا زرعة يقول: قال سعيد بن منصور: قلت لأبي صالح كاتب الليث: سمعت من الليث ؟ قال: لم أسمع من الليث إلاّ كتاب يحيى بن سعيد.

قال (1):و أنا الماليني، أنا أبو أحمد بن عدي.

ح و أنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة، أنا أبو أحمد (2)،نا عبد اللّه بن محمّد بن مسلم، نا يوسف بن سعيد بن مسلم، قال: سمعت سعيد بن منصور يقول: جاءني ابن معين بمصر فقال لي: يا أبا عثمان أحبّ أن تمسك عن كاتب الليث، فقلت (3):لا أمسك عنه، و أنا أعلم [الناس] (4) به، إنما كان كاتبا للضياع.

أنبأنا (5) أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا تراب المذكّر يقول: سمعت إبراهيم بن عبد الرّحمن بن سهل يقول: سمعت العبّاس بن محمّد الهاشمي يقول: دخل يحيى بن معين مصر، فاستقبلته هدايا أبي صالح كاتب الليث، و جارية و مائة دينار، فقبلها، و دخل مصر، فلما تأمّل حديثه، فقال: لا تكتبوا عن أبي صالح.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ص: 196


1- تاريخ بغداد 480/9.
2- الكامل لابن عدي 206/4.
3- بالأصل و م: فقال، و الصواب عن المصدرين السابقين.
4- عن المصدرين السابقين، سقطت اللفظة من الأصل و م.
5- عن م و بالأصل: أنا.

ح (1) قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (2)،حدّثني أبو زرعة، قال: سمعت عبد العزيز بن عمران المصري يقول: كنا نحضر شعيب بن الليث، و أبو صالح يعرض عليه حديث الليث، و إذا فرغنا فقلنا: يا أبا صالح نحدّث بهذا عنك ؟ فيقول: نعم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، و علي بن الحسن، قالا: نا و أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب (3)،أخبرني علي بن محمّد بن الحسن المالكي، أنا عبد اللّه (4) بن عثمان الصفّار، نا محمّد بن عمران الصيرفي، نا عبد اللّه بن علي بن المديني، قال: سمعت أبي يقول: ضربت على حديث عبد اللّه بن صالح، و ما أروي عنه شيئا.

قال الخطيب (5):و أنا عبيد اللّه بن عمر الواعظ ، أنا أبي، قال: و في كتاب جدي: عن ابن رشدين قال: سمعت أحمد بن صالح يقول في عبد اللّه بن صالح: متّهم ليس بشيء، و قال فيه قولا شديدا.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، و أبو يعلى حمزة بن علي، قالا: أنا أبو الفرج الأسفرايني، أنا أبو الحسن بن منير، أنا الحسن بن رشيق، نا أبو عبد الرّحمن النسائي [قال: عبد اللّه بن صالح كاتب الليث، ليس بثقة.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت علي بن عمر الحافظ يقول: سمعت أبا الحسين أحمد بن سعيد بن سعد البغدادي بمصر، يقول: سمعت عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النسائي] (6) يقول:

سمعت أبي يقول: يحيى بن بكير أحبّ إلينا من أبي صالح، و سعيد بن عفير أحبّ إلينا من يحيى بن بكير، و سعيد بن أبي مريم أحبّ إلينا من سعيد بن عفير.

قال أبو عبد الرّحمن: و لقد حدّث أبو صالح عن نافع بن يزيد عن زهرة بن معبد،

ص: 197


1- زيدت «ح» عن م.
2- الجرح و التعديل 87/5.
3- تاريخ بغداد 481/9.
4- بالأصل و م: عبيد اللّه، و الصواب عن تاريخ بغداد.
5- تاريخ بغداد 480/9-481.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.

عن سعيد بن المسيّب، عن جابر بن عبد اللّه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«إنّ اللّه اختار أصحابي على جميع العالمين»، حديث بطوله موضوع[6004].

قال: و أنا (1) أبو عبد اللّه، أخبرني أبو أحمد بن أبي الحسن (2)،نا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، قال: سمعت أبي، و أبا زرعة يقولان إن هذا الحديث موضوع، و الحمل فيه على أبي صالح.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، و علي بن الحسن، قالا: نا و أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب (3)،أنا محمّد بن علي المقرئ، أنا أبو مسلم بن مهران، نا أبو يعلى عبد المؤمن بن خلف النسفي، قال: سألت أبا علي (4) صالح بن محمّد، عن أبي صالح كاتب الليث قال: كان يحيى بن معين يوثّقه، و عندي كان يكذب في الحديث.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (5)،قال: مات - يعني أبا صالح - سنة اثنين (6)و عشرين و مائتين - أو بعدها بيسير.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن، قالا: نا و أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا محمّد بن الحسين القطان، أنا عبد اللّه بن جعفر بن درستويه، نا يعقوب بن سفيان، قال: سنة اثنتين و عشرين و مائتين فيها مات أبو صالح كاتب الليث، انتهى حديث العلوي (7)،و قالوا: و كان مولده سنة سبع و ثلاثين و مائة.

ص: 198


1- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
2- عن م و بالأصل: الحسين.
3- تاريخ بغداد 481/9.
4- سقطت «علي» من الأصل و م، و أضيفت عن تاريخ بغداد.
5- تاريخ أبي زرعة 285/1.
6- كذا بالأصل و م، و الصواب: اثنتين، كما في تاريخ أبي زرعة.
7- كذا بالأصل و م، و تتمة الخبر هو الذي ورد في تاريخ بغداد و قد نقله المصنف من طريق أبي القاسم العلوي، و لعل الصواب: السمرقندي.

أخبرنا أبو الحسن (1)،قالا: نا و أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب (2).

قال: و أنا (3) ابن الفضل، أنا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، و أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن محمّد بن فهد، قالا: أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم الحسن بن محمّد بن الحسن السّكّري، قالا: نا محمّد بن عبد اللّه الحضرمي، قال: مات عبد اللّه بن صالح كاتب الليث بن سعد سنة اثنتين و عشرين و مائتين آخرها، و في حديث الخلدي (4):كاتب الليث آخر سنة اثنتين و عشرين و مائتين.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال: سنة اثنتين و عشرين و مائتين فيها مات عبد اللّه بن صالح، و هو ابن خمس و ثمانين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الفضل بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو العزّ ثابت بن منصور، أنا أبو طاهر، قالا: أنا محمّد بن الحسن بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط (5)،قال: في الطبقة الخامسة من تابعي أهل مصر: عبد اللّه بن صالح كاتب الليث، مات سنة ثلاث و عشرين و مائتين.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (6)،قال: سنة ثلاث و عشرين و مائتين فيها مات أبو صالح كاتب الليث في المحرّم (7).

ص: 199


1- كذا بالأصل، و قد مرّ هذا السند كثيرا، و صوابه:«أبوا الحسن» كما في النسخة المطبوعة.
2- تاريخ بغداد 481/9.
3- بالأصل و م:«قال: و أنا ابن الهذلي، أنا ابن الفضل» صوبنا العبارة عن تاريخ بغداد.
4- بالأصل و م:«و في حديث الخالد بن كاتب» صوبنا العبارة عن تاريخ بغداد.
5- طبقات خليفة بن خيّاط ص 545 رقم 2806.
6- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 477.
7- «في المحرم» سقطت من تاريخ خليفة.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمّام الواسطي، أنا أبو عمر بن حيّوية - إجازة - أنا محمّد بن القاسم الكوكبي، نا أبو بكر بن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين يقول: مات عبد اللّه كاتب الليث سنة ثلاث و عشرين و مائتين، قال ابن أبي خيثمة: و يقال: إنه مات يوم عاشوراء في أول خلافة أبي إسحاق بن هارون، حدّثنا عنه يحيى بن معين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (1)-إجازة أو سماعا - قال: سمعت أحمد بن علي المدائني يقول:

سمعت أحمد بن عبد الرحيم البرقي يقول: مات أبو صالح كاتب الليث يوم عاشوراء في المحرّم سنة ثلاث و عشرين و مائتين أو نحوها.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر (2) بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3)،قال في الطبقة السّادسة من أهل مصر: عبد اللّه بن صالح الجهني، و يكنى أبا صالح، و كان كاتب الليث بن سعد و راويته، مات بمصر يوم عاشوراء في المحرم سنة ثلاث و عشرين و مائتين في خلافة أبي إسحاق.

أنبأنا أبو القاسم العلوي، و أبو الوحش المقرئ، عن رشأ بن نظيف، أنا أبو شعيب عبد الرّحمن بن محمّد، و أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرّحمن المصريان، قالا:

أنا الحسن بن رشيق، أنا أبو بشر الدولابي، نا أبو الزنباع، قال: مات أبو صالح عبد اللّه بن صالح يوم عاشوراء سنة ثلاث و عشرين و مائتين.

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العبّاس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أبو سعيد بن يونس، قال:

عبد اللّه بن صالح بن مسلم مولى جهينة، كاتب الليث بن سعد، يكنى أبا صالح، روى عن الليث بن سعد مناكير، توفي يوم الأربعاء لتسع خلون من المحرّم سنة ثلاث

ص: 200


1- لم يرد خبر موته في ترجمته في الكامل لابن عدي.
2- بالأصل و م:«أبو عمرو» خطأ.
3- طبقات ابن سعد 518/7.

و عشرين و مائتين، و دفن يوم الخميس يوم عاشوراء، و كان مولده سنة تسع (1) و ثلاثين و مائة، و اللّه تعالى أعلم.

3350 - عبد اللّه بن صالح

صاحب المصلى.

ولي بدمشق البريد في أيام المتوكّل جعفر، و كتب إليه بأمر الزلزلة التي حدثت بدمشق في ربيع الآخر سنة ثلاث و ثلاثين و مائتين.

3351 - عبد اللّه بن صخر

وفد على سليمان بن عبد الملك.

و حكى عن رجل قيل إنه الخضر عليه السلام.

حكى عنه رجل من يحصب.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الحسين (2) عاصم بن الحسن بن محمّد بن علي بن عاصم، أنا أبو السهل محمود بن عمر بن جعفر بن إسحاق بن محمود بن علي بن بيان بن نمير العكبري، أنا أبو الحسن علي بن الفرج بن علي بن أبي روح العكبري، نا ابن أبي الدنيا، نا عصمة بن الفضل، نا يحيى بن يحيى بن نعيم النحوي - يعني ابن ميسرة المروزي - عن شيخ من أهل الشام من يحصب، قال: نا (3)عبد اللّه بن صخر قال:

خرجت من عند سليمان بن عبد الملك في الظهيرة، فإذا رجل (4) ينادي: يا (5)عبد اللّه بن صخر، فالتفتّ إليه فقال لي: للّه أبوك لهذا العدوّ الذي أبيح (6) لأبوينا و هما في الجنّة يأكلان منها رغدا حيث شاءا، فلم يزل يمنّيهما و يدلّيهما بغرور و يقاسمهما باللّه

ص: 201


1- في المطبوعة:«سبع و ثلاثين» و في تهذيب الكمال نقلا عن أبي سعيد بن يونس:«سبع» أيضا.
2- بالأصل:«أبو الحسين بن عاصم» حذفنا «بن» لأنها مقحمة، و هو ما يوافق عبارة م. و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 598/18.
3- بالأصل: يا.
4- في مختصر ابن منظور 266/12 يهتف بي.
5- من قوله: نا عبد اللّه.. إلى هنا سقط من م.
6- كذا بالأصل و م، و في مختصر ابن منظور: أتيح.

إنه لهما لمن الناصحين، حتى أخرجهما مما كانا فيه ثم ها هو ذا قد نصب لنا، فنحن نمدّ أعيننا إلى ما لم يقسم لنا من الرزق حتى نقطع أنفسنا دونه، و يزهّدنا في الذي قد انتهى إلينا، و حوينا (1) من رزق اللّه حتى نقصّر في الشكر، فذهبت لأجيبه فما أدري كيف ذهب، قال: فذكرته، فقيل: ذاك الخضر عليه السّلام، أو لا نظنه إلاّ الخضر.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (2)،قال: عبد اللّه بن صخر، روى كلاما في الزهد و الحكمة عن رجل تراءى (3) له ثم مات (4) حتى لا يدرى كيف ذهب ؟ فذكر له أنه كان الخضر، روى نعيم بن ميسرة عن رجل من يحصب، عنه.

3352 - عبد اللّه بن صفوان بن أميّة بن خلف

ابن وهب بن حذافة بن جمح - و اسمه تيم - بن عمرو بن هصيص

ابن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر (5)

أبو صفوان الجمحي (6) المكي (7)،

و هو الأكبر من ولد صفوان بن أميّة

سمع حفصة، و أم سلمة أم المؤمنين، و صفية بنت أبي عبيد.

و أدرك عصر النبي صلى اللّه عليه و سلم.

ص: 202


1- بالأصل:«و حرمنا» و في م:«و حرسا»، و المثبت عن مختصر ابن منظور 266/12.
2- الجرح و التعديل 85/5.
3- بالأصل و م:«ترايا» و المثبت يوافق عبارة المطبوعة.
4- كذا بالأصل و م، و في الجرح و التعديل:«غاب» و هو أشبه بالصواب باعتبار السياق.
5- بالأصل و م: نصر، خطأ و الصواب ما أثبت، انظر جمهرة ابن حزم ص 12.
6- بالأصل و م: الجهني، خطأ، و الصواب ما أثبت عن مصادر ترجمته.
7- ترجمته و أخباره: جمهرة ابن حزم ص 160 تهذيب الكمال 234/10 تهذيب التهذيب 173/3 و الإصابة 60/3 و أسد الغابة 175/3 البداية و النهاية - بتحقيقنا (الجزء الثامن)، شذرات الذهب 80/1 الوافي بالوفيات 215/17 سير أعلام النبلاء 150/4، تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80 ص 450) و انظر بحاشيته أسماء مصادر أخرى ترجمت له.

روى عنه: ابن (1) ابنه: أميّة بن صفوان بن عبد اللّه، و عبد الرّحمن بن موسى، و أبو إدريس [المرهبي] (2)،و يوسف بن ماهك، و سالم بن أبي الجعد.

و وفد على معاوية في خلافته، و كان له بدمشق دار في الزقاق المعروف بزقاق صفوان.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن عبد الواحد بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه (3) بن أحمد، حدّثنا أبي (4)،نا (5) سفيان بن عيينة، عن أميّة بن صفوان - يعني ابن عبد اللّه بن صفوان - عن جده، عن حفصة، قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«ليؤمنّ هذا البيت جيش يغزونه حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم بأوسطهم، فينادى أوّلهم و آخرهم فلا ينجو إلاّ الشريد الذي يخبر عنهم»، فقال رجل (6) لجدي: و اللّه ما كذبت على حفصة، و لا كذبت حفصة على النبي صلى اللّه عليه و سلم[6005].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، قالا: أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى العلوي، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا هارون بن عبد اللّه البزاز، نا سفيان - زاد ابن المقرئ: ابن عيينة - عن أميّة بن صفوان، سمع - و في حديث ابن المقرئ: أنه سمع - جدّه يقول: حدّثتني حفصة أنها قالت: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم - و في حديث ابن المقرئ:

حدّثتني حفصة أنه قال صلى اللّه عليه و سلم:«ليؤمّنّ هذا البيت جيش يغزونه، حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بأوسطهم، فنادى - و قال ابن المقرئ: فينادى - أوّلهم و آخرهم، فيخسف بهم جميعا، فلا ينجو إلاّ الشريد الذي يخبر عنهم»، قال سفيان: فقام إلى أميّة

ص: 203


1- عن م، سقطت من الأصل.
2- أضفناها للإيضاح عن تهذيب الكمال.
3- بالأصل:«عبد» و الصواب عن م.
4- مسند أحمد ج 164/10 رقم 26506.
5- في المسند: حدثنا محمد بن سفيان بن عيينة.
6- في المسند: فقال رجل: كذا و اللّه.

رجل [فقال] (1):أشهد عليك ما كذبت على جدك، و أشهد على جدك أنه لم يكذب على حفصة، و أشهد على حفصة أنها لم تكذب على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم[6006].

أخبرنا أبو عبد اللّه (2) الحسين بن عبد الملك، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا المفضّل بن محمّد بن إبراهيم، نا ابن أبي عمر، و عبد الجبار، قالا: نا سفيان عن (3) أميّة بن صفوان بن عبد اللّه بن صفوان، عن جدّه عبد اللّه بن صفوان، عن حفصة أنها قالت: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«ليؤمّنّ هذا البيت جيش حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بأوسطهم (4)[إلاّ الشريد، الذي يخبر عنهم»، فقال رجل لجدّي: أشهد ما كذبت على حفصة، و لا كذبت حفصة على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

و أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر المغربي، أنا أبو بكر الجوزقي، أنا أبو حامد بن الشرقي، نا عبد الرّحمن بن بشر، نا سفيان بن عيينة، عن أمية بن صفوان بن عبد اللّه بن صفوان سمع جده يقول: حدّثتني حفصة قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ليؤمنّ هذا البيت جيش يغزونه، فإذا كانوا ببيداء، من الأرض خسف بأوسطهم] (5) فينادي (6) أوّلهم و آخرهم، فلا يبقى منهم إلاّ الشريد الذي يخبر عنهم»، فقال رجل: أشهد أنك لم تكذب على حفصة، و أنّ حفصة لم تكذب على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

تابعهم علي بن المديني، عن سفيان.

و رواه محمّد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن عبد الرّحمن بن موسى، عن عبد اللّه بن صفوان، فاختلف - عنه - فيه، فرواه سلمة بن الفضل الأبرش، و جرير بن حازم عنه، فقالا: عن عبد اللّه بن صفوان، عن حفصة كما تقدم.

و رواه علي بن مجاهد الرازي، عن ابن إسحاق، فقال: عن عبد اللّه بن صفوان، عن صفيّة، عن أم سلمة.

ص: 204


1- سقطت من الأصل و أضيفت عن م.
2- بالأصل:«أخبرنا عبد اللّه بن الحسين» خطأ، و المثبت عن م.
3- بالأصل و م:«بن» خطأ.
4- عن م و بالأصل: بأوساطهم.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و أضيف للإيضاح عن المطبوعة.
6- بالأصل و م: فينادي.

و رواه ابن مهدي، عن سفيان الثوري، عن سلمة بن كهيل [عن] (1) أبي إدريس المرهبي، عن ابن صفوان، عن صفية، عن (2) أمّ سلمة، بالشك.

فأمّا حديث سلمة:

فأخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (3)،نا إسحاق بن إبراهيم الرازي، و هو ختن سلمة الأبرش، نا سلمة، حدّثني محمّد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن عبد الرّحمن بن موسى، عن عبد اللّه بن صفوان، عن حفصة ابنة عمر، قالت: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«يأتي جيش من قبل المشرق يريدون رجلا من أهل مكة، حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم، فرجع من كان إمامهم لينظر ما فعل بالقوم فيصيبهم ما أصابهم»، فقلت: يا رسول اللّه، فكيف بمن كان منهم مستكرها؟ قال:«يصيبهم كلّهم ذلك، ثم يبعث اللّه عز و جل كلّ امرئ على نيّته»[6007].

و أمّا حديث جرير فرواه ابن المديني، عن وهب بن جرير، عن أبيه.

و أمّا حديث علي بن مجاهد: فرواه محمّد بن حميد الرازي عنه.

و أمّا حديث عبد الرّحمن بن مهدي، فرواه علي بن المديني عنه.

و ذكر ذلك البخاري في تاريخه (4).

فيما أنبأنا به أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، عن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل [أنا محمّد بن إسماعيل] (5) البخاري فذكره.

ص: 205


1- سقطت من الأصل و م و إضافتها لازمة للإيضاح.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«أو أم سلمة» و هو أشبه بالصواب، باعتبار ما جاء في آخر العبارة: بالشك.
3- مسند أحمد ج 166/10 رقم 26520.
4- الخبر ورد في التاريخ الكبير 119/1/3.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و زيادته لازمة، فالسند معروف.

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا أبي (1) علي، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص (2)،نا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزبير بن بكار، قال (3):فمن ولد صفوان بن أميّة عبد اللّه الأكبر (4)،و أمّه برزة بنت مسعود بن عمرو (5) بن عمير، و كان من أشراف قريش.

حدّثني عمي مصعب بن عبد اللّه و غيره من قريش: أنه وفد على معاوية هو و أخوه عبد الرّحمن الأكبر، و أمّ عبد الرّحمن أم (6) حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب بن أميّة، و كان معاوية يقدّم عبد اللّه بن صفوان على عبد الرّحمن، فعاتبته أخته، فذكر حكاية تأتي في ترجمة عبد الرّحمن بن صفوان.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أحمد بن الحسن بن أحمد - زاد الأنماطي: و أحمد بن الحسن بن خيرون قالا: أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط (7)،قال: في الطبقة الأولى من أهل مكة: عبد اللّه بن صفوان بن أميّة بن خلف (8) بن حذافة بن جمح، أمّه امرأة من ثقيف، قتل و هو متعلق بأستار الكعبة مع ابن الزبير سنة ثلاث و سبعين، يكنى أبا صفوان، أمّه ثقفيّة.

أخبرنا أبو البركات، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا يوسف بن رباح بن علي، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية، عن صالح، قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية التابعين من أهل مكّة: عبد اللّه بن صفوان بن أميّة الجمحي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن

ص: 206


1- سقطت من الأصل و م، و زيادتها لازمة، فالسند معروف.
2- بالأصل و م: المخلصي خطأ، و قد مرّ التعريف به.
3- انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص 286 و جمهرة ابن حزم ص 160.
4- في نسب قريش: المتكبر خطأ.
5- في نسب قريش: عمر، خطأ.
6- بالأصل و م: ابن حبيبة، و الصواب ما أثبت، عن جمهرة ابن حزم ص 111 و في نسب قريش: أم حبيب.
7- طبقات خليفة ص 411 رقم 2014.
8- بالأصل: خالد، خطأ. و الصواب عن طبقات خليفة.

محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا (1)،نا محمّد بن سعد، قال في الطبقة الأولى ممّن روى عن عمر من أهل مكة: عبد اللّه بن صفوان بن أميّة بن خلف.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، قال: فولد صفوان بن أميّة: عمرا، و عبد اللّه الأكبر، و هو الطويل، قتل مع عبد اللّه بن الزبير بن العوّام يوم قتل، و هشام (2) الأكبر، و أميّة، و أمّ حبيب، و أمّهم برزة بنت مسعود بن (3) عمرو بن عمير الثقفي.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أبو الفضل الباقلاني، و أبو الحسين الصيرفي، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد الباقلاني: و محمّد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (4)،قال: عبد اللّه بن صفوان بن أميّة بن خلف الجمحي القرشي المكي، قال علي: قتل مع ابن الزبير في يوم واحد.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (5)،قال: عبد اللّه بن صفوان بن أميّة بن خلف الجمحي القرشي، مكي، قتل مع الزبير في يوم واحد، روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم «ليغزونّ هذا البيت جيش يخسف بهم بالبيداء»، روى عنه ابنه أميّة بن (6) عبد اللّه بن صفوان (7)،سمعت أبي يقول ذلك.

ص: 207


1- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد و لكن الخبر التالي مثبت في الطبقات المطبوع برواية حسين بن الفهم راجع طبقات ابن سعد 465/5.
2- كذا بالأصل و م، و الصواب: و هشاما.
3- بالأصل و م:«بن» خطأ، و الصواب ما أثبت عن تهذيب الكمال 235/10.
4- التاريخ الكبير للبخاري 118/1/3.
5- الجرح و التعديل 84/5.
6- كذا بالأصل و م و الجرح و التعديل، و قد مرّ: أنه ابن ابنة أمية بن صفوان بن عبد اللّه بن صفوان بن أمية، و انظر تهذيب الكمال 235/10.
7- بعدها في الجرح و التعديل: و روى عاصم بن عمر بن قتادة عن عبد الرحمن بن موسى عنه.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي القاسم يوسف بن الحسن بن محمّد التفكري، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا بكر محمّد بن عمر بن سالم الجعابي يقول: صفوان بن أميّة من بني (1) جمح يكنى أبا وهب، و ابنه عبد اللّه بن صفوان، و كان من سادات قريش، ولد على عهد النبي صلى اللّه عليه و سلم في شيء (2) من الهجرة.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل الحافظ ، أنا أبو منصور بن شكرويه، أنا أبو بكر بن مردويه، أنا أبو بكر الشافعي، نا أبو المثنّى معاذ بن المثنّى، نا مسدّد، نا يحيى، عن ابن أبي عروبة، نا قتادة، عن أبي مجلز: أن رجلا سأل ابن عمر عن رجل أعور فقئت عينه الصحيحة، فقال عبد اللّه بن صفوان: قضى عمر بن الخطاب فيها بالدية، فقال: إياك أسأل، فقال: تسألني، و هذا يخبرني أن عمر قضى بذلك ؟ أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو محمّد عبد اللّه بن علي بن [أحمد بن عبد اللّه المقرئ، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أخبرتنا أم الفتح أمة السلام بنت القاضي أبي بكر] (3) أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة، قالت: حدّثنا أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن علي البندار المعروف بالبصلاني، نا محمّد بن يحيى أبو بكر القطعي (4)،نا عبد الأعلى، نا سعيد، عن قتادة، قال:- إن لم يكن عن لا حق فلا أدري - أن رجلا أصاب صيدا، فأتى عبد اللّه بن عمر، و عبد اللّه بن صفوان، فقال:

احكما عليّ ، فقال ابن عمر لعبد اللّه بن صفوان: إمّا أن تقول فأصدّقك، و أمّا أن أقول فتصدّقني، فقال عبد اللّه بن صفوان: قل أنت، فقال عبد اللّه بن عمر صدّقه الآخر.

في هذا الخبر تعديل من ابن عمر لابن صفوان، إذ لو لم يكن عنده عدلا لما جوّز حكمه في الصّيد، و اللّه تعالى يقول: يَحْكُمُ بِهِ ذَوٰا عَدْلٍ مِنْكُمْ (5).

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن بن البنّا، قالا: أنا أبو

ص: 208


1- بالأصل و م:«بن أبي جمح».
2- كذا بالأصل و م و المطبوعة، و في تهذيب الكمال: في سنين من الهجرة.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و أضيف للإيضاح عن المطبوعة.
4- بالأصل و م: القطيعي، و المثبت عن تهذيب الكمال 317/17 و كناه أبا عبد اللّه.
5- سورة المائدة، الآية:95.

جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، حدّثني محمّد بن سلاّم، حدّثني يزيد بن عياض بن جعدبة، قال:

لما قدم معاوية مكة لقيته رجال قريش، فلقيه عبد اللّه بن صفوان على بعير في خفّين و عمامة و بتّ (1) فساير معاوية فقال أهل الشام: من هذا الأعرابي الذي يساير أمير المؤمنين ؟ فلما انتهى إلى مكة إذا الجبل أبيض من غنم عليه، فقال: يا أمير المؤمنين هذه ألفا شاة أجزرتكها (2) فقسمها، معاوية في جنده، فقالوا: ما رأينا أسخى من ابن عمّ أمير المؤمنين، هذا الأعرابي (3).

قال: و نا الزبير،[حدّثني محمّد بن سلاّم] (4)،حدّثني عامر بن حفص التميمي (5) قال: قدم رجل من مكة على معاوية، فقال: من يطعم اليوم بمكّة ؟ قال:

عبد اللّه بن صفوان، قال: تلك نار قديمة (6).

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، و أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا عمر بن شبّة، نا أبو (7) عاصم النبيل، نا جويرية قال:

قالت بنات أبي سفيان لمعاوية: يقدم عليك ابن أختك - يعنين صفوان بن أميّة - فتؤخره، و يقدم عليك عبد اللّه فتقدّمه، قال: فأقعدهنّ مقعدا جعل بينه و بينهن سترا، فقال: ائذنوا لابن أختي، فأذن له، فلما دخل قال له: أهلا و مرحبا، حاجتك ؟ قال: يا أمير المؤمنين أقطعني كذا، و أقطعني كذا، قال: هيه، قال: أقطعني و افعل بي كذا، ثم قال: ائذنوا لعبد اللّه بن صفوان، فلما أراد أن يدخل قام إليه رجل، قال: حاجة لي إلى أمير المؤمنين في هذا القرطاس، فلما دخل قال: هيه، قال: آل فلان بيننا و بينهم من

ص: 209


1- البت: الكساء الغليظ المهلهل.
2- الخبر نقله في تهذيب الكمال 235/10 عن يزيد بن عياض بن جعدبة و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80 ص 451).
3- بالأصل و م و تهذيب الكمال:«أحزرتكها» و المثبت عن تاريخ الإسلام.
4- ما بين معكوفتين زيادة لازمة لاستقامة السند، و قد سقط من الأصل و م، انظر الرواية السابقة. و تهذيب الكمال.
5- تهذيب الكمال: العجيفي.
6- الخبر في تهذيب الكمال 235/10.
7- بالأصل و م:«ابن» خطأ.

القرابة و بهم حاجة، قال: هيه حسبك الآن، قال: فآل (1) فلان، قال: حسبك الآن، قال: و آل فلان، قال: ما أراك تسألني حاجة لنفسك، قال: لو لم أفد إليك إلاّ لنفسي ما وفدت أبدا، فلما قام قال: يا أمير المؤمنين حاجة هذا الرجل، قال: حسبك، قال: لا و اللّه، ما أقبل منك واحدة منها إلاّ بهذه، قال: فدخل على أخواته قال: أذنت لذلك، فما سألني إلاّ لنفسه، و أذنت لهذا فما سألني إلاّ لقرابتي.

كذا قال، و الصواب: يعنين عبد الرّحمن بن صفوان بن أميّة (2).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو محمّد بن زبر، نا إبراهيم بن مهدي الأبلّي (3)،نا أبو حاتم السّجستاني، نا الأصمعي، نا جويرية بن أسماء:

أن بنات أبي سفيان قلن لمعاوية: يقدم عليك ابن أختك - يعنين ابنا لصفوان بن أميّة - فتؤخره، و يقدم عليك عبد اللّه بن صفوان فتقدّمه، قال: فأجلسهن مجلسا من وراء ستر، و دعا بابن أخته، فلما دخل و هنّ ينظرن و يسمعن، قال: مرحبا و أهلا، قال:

حاجتك ؟ قال: أقطعني كذا و أعطني كذا، و افعل بي كذا، قال: هيه، حاجتك، قال:

فأعاد مثل قوله حتى فعل ذلك ثلاثا، ثم قال: ائذنوا لعبد اللّه بن صفوان، فلمّا نهض ليدخل قام إليه رجل، فقال: حاجة لي إلى أمير المؤمنين في هذا القرطاس، فأخذه و دخل، فقال له معاوية: هيه، فقال: يا أمير المؤمنين آل فلان بيننا و بينهم من القرابة ما تعلمه، و بهم حاجة و فاقة، قال: هيه حسبك الآن، قال: و آل فلان من حالهم و من أمرهم، قال: ما أراك تسألني لنفسك حاجة، فقال: لو لم أفد إليك إلاّ لنفسي ما وفدت أبدا، قال: فأمر بقضاء ما سأله من الحوائج، فلمّا قام، قال: يا أمير المؤمنين و حاجة لصاحب هذا القرطاس، فهو ببابك، قال: لا و اللّه حسبك، فقال: لا (4) و اللّه، لا أقبل منك واحدة منهن إلاّ بهذه، قال: فدخل على أخواته، فقال: قد رأيتنّ ، أذنت لابن أختي فما سأل إلاّ لنفسه، و أذنت لهذا فما سأل إلاّ لقرابتي.

ص: 210


1- سقطت من الأصل و مكانها إشارة تحويل إلى الهامش لكنه لم يذكر شيئا عليه، و الزيادة أضفناها من م.
2- و قد مرّ قريبا أن أمّه هي أم حبيبة بنت أبي سفيان.
3- بالأصل و م:«الايلي» و الصواب ما أثبت و ضبط ، ترجمته في تهذيب الكمال 438/1، و انظر الأنساب (الأبلّي).
4- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: فقال: و اللّه.

أخبرنا أبو بكر بن كرتيلا، أنا أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد الخيّاط ، أنا أبو الحسين أحمد بن عبد اللّه السّوسنجردي، أنا أبو جعفر أحمد بن علي بن محمّد الكاتب، أنا أبي، أنا محمّد بن مروان السّعيدي، أخبرني جعفر بن أحمد - هو ابن معدان - نا الحسن - و هو ابن جهور - قال: ذكروا عن علي بن سليمان قال:

حضر قوم من قريش مجلس معاوية فيهم عمرو بن العاص، و عبد اللّه بن صفوان بن أميّة، و عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام، فقال عمرو: احمد (1) اللّه يا معشر قريش إذ جعل وليّ أمركم من يغضّ (2) على القذى، و يتصامّ (3) عن (4) العوراء و يجر ذيله (5) على الخدائع، فقال عبد اللّه بن صفوان: لو لم يكن كذلك لمشينا إليه الضّرّاء، و دببنا إليه الخمر (6)،و قلبنا ظهر المجنّ ، و وجد أن يقوم بأمرنا من لا يطعمك مال مصر. فقال معاوية: حتى متى لا تنصفون (7) من أنفسكم، فقال عبد الرّحمن بن الحارث: إن عمرا و ذويه أفسدوك علينا، فأفسدونا عليك، ما كان عليك لو أغضيت على هذه ؟ فقال: إن عمرا (8) ناصح لي، قال عبد الرّحمن: فأطعمنا مثل ما أطعمك (9)،ثم خذنا بمثل نصيحته، إنّا رأيناك تضرب عوامّ قريش بأياديك في خواصها، كأنك ترى أنّ كرامها حازوك عن لئامها، و أيم اللّه لنفرغن من وعاء فعم في إناء ضخم، و كأنك بالحرب، قد حل عقالها عليك، ثم لا ينظر لك، فقال له معاوية: يا ابن أختي ما أحوج أهلك إليك - معناه إنّي لا أقتلك - ثم أنشأ يقول:

غرّ رجالا من قريش تبايعوا (10) *** على سفه منّي الحيا و التّكرّم

ص: 211


1- كذا بالأصل و م، و في مختصر ابن منظور 269/12 «احمدوا اللّه» و هو الصواب.
2- كذا بالأصل و م و مختصر ابن منظور، و في المطبوعة: يغضي.
3- عن م، و بالأصل: و يصام.
4- بالأصل و م: على، و الصواب عن مختصر ابن منظور.
5- غير واضحة بالأصل و المثبت عن م.
6- بالأصل:«و دنينا له الجمر» و في م:«و دنينا الجمر» و الصواب ما أثبت عن مختصر ابن منظور. و في تاج العروس - بتحقيقنا - في مادة خمر: يقال للرجل إذا ختل صاحبه: هو يدب له الضراء و يمشي له الخمر.
7- بالأصل و م: تنصفوا.
8- بالأصل:«عمرو» و في م:«عمر» و الصواب ما أثبت.
9- في مختصر ابن منظور: أطعمته.
10- كذا بالأصل و م، و في مختصر ابن منظور: تتايعوا.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي (1)،أنا أبو منصور محمّد بن محمّد بن أحمد بن الحسين، أنا أبو الطيّب محمّد بن أحمد بن خاقان.

ح قال: و أنا أبو (2) منصور، ثنا أبو محمّد عبد اللّه بن مكي بن أيوب الشافعي، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن الجراح (3) الخزّاز. قالا: أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن دريد، أنا العكلي عن من حدّثه عن أبي الحسن بن عبد الرّحمن الأنصاري، قال:

قدم على معاوية وفد من قريش فيهم عبد اللّه بن جعفر، و ابن الزبير، و عبد اللّه بن صفوان بن أميّة، فوصلهم و فضّل عبد اللّه بن جعفر، فقال عبد اللّه بن صفوان: يا أمير المؤمنين إنّما صغرت أمورنا عندك، و خفّت حقوقنا عليك، إذ لم نقاتلك كما قاتلك (4) غيرنا، و لو كنا فعلنا ذلك كنا كابن جعفر، فقال معاوية: إنّي أعطيكم بين رجلين: إمّا معدم أعطيته يخزن، أو مضمر لها على بخل، و إن ابن جعفر ارتجى يعطى مما يأخذ ثم لا يأتينا حتى يدّان بأكبر ممّا أخذ، فخرج ابن صفوان و هو يقول: إن معاوية ليحرمنا حتى نيأس، و يعطينا حتى نطمع.

أنبأنا أبو غالب شجاع بن فارس، أنا محمّد بن الفتح بن علي (5)،و علي بن أحمد الملطي، قالا: أنا أحمد بن محمّد بن دوست - زاد محمّد: و محمّد بن عبد اللّه بن الحسين الدقاق، قالا:- أنا الحسين بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، نا داود بن مهران، نا عبد الجبار بن الورد، قال: سمعت ابن أبي مليكة يقول:

كان عمر بن عبد العزيز يقول لي: ما (6) بلغ ابن صفوان ما بلغ ؟ قلت: أجل، سأخبرك، و اللّه لو أن عبدا وقف عليه يسبّه ما استنكف عنه ابن صفوان، و سأخبرك عنه:

ص: 212


1- بالأصل و م:«المحلي» خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
2- عن م، سقطت من الأصل.
3- «بن الجراح» سقط من الأصل و أضيف عن م.
4- عن م و بالأصل: قاتلت.
5- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: محمد بن علي الحربي.
6- في المطبوعة:«بم».

إن (1) لم تكن تأتيه قط إلاّ كان أوّل خلق اللّه نزعا إليه الرجال، و لم يسمع بمفازة إلاّ حفرها، و لا ثنية إلاّ سهّلها (2)،و كنتم تقدمون علينا هاهنا فيكون أوّلنا عليكم دخولا، و آخرنا من عندكم خروجا، و كنتم تحسبوننا بعطائنا، فنصيح بكم و أنتم بالشام و نحن بمكة، فتخرجونها له، فبهذا بلغ.

قال: و نا ابن أبي الدنيا، قال: و حدّثت (3) عن محمّد بن الحسين، نا عبد الوهّاب بن عطاء، نا أبو الربيع السّمّان، عن القاسم بن أبي بزّة قال: تناول رجل من أهل مكة ابنا لعبد اللّه بن صفوان ببعض ما يكره، فأمسك عنه الفتى، فقال مجاهد: لقد أشبه أباه في الحلم و الاحتمال (4).

قال: و نا ابن أبي الدنيا، أخبرني العبّاس بن هشام، عن أبيه، حدّثني شيخ من أهل المدينة قال (5):

أقبل أبو حميد بن داود بن قيس بن السائب المخزومي على عبد اللّه بن صفوان بن أميّة يشتمه و يقع فيه، و هو جالس في المسجد، و حوله بنوه و أهله، فقال:

عزمت على رجل منكم أن يجيبه، ثم انصرف، فقالوا: لم نر مثل تركك هذا يشتمك، فأمر له بصلة مكانه، فأقبل إليه بعد ذلك فقال: أشتمك و تصلني ؟ قال: تريد أن تزيل الجبال ؟ أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص (6)،نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، حدّثني محمّد بن سلاّم، عن أبي (7) عبد اللّه الأزدي، قال:

وفد المهلّب بن أبي صفرة على عبد اللّه بن الزبير، فأطال الخلوة معه، فجاء ابن

ص: 213


1- كذا وردت العبارة التالية بالأصل و م، و في تاريخ الإسلام: إنه لم يكن يأتيه أحد قطّ إلاّ كان أول خلق اللّه تسرعا إليه بالرجال.
2- إلى هنا ينتهي الخبر في تاريخ الإسلام(61-80 ص 451).
3- بالأصل و م:«و حديث» و الصواب عن المطبوعة.
4- بالأصل و م:«بره» و الصواب عن تهذيب الكمال.
5- الخبر في تهذيب الكمال 235/10، و مختصر في تاريخ الإسلام ص 451.
6- بالأصل و م:«المخلصي» و قد مرّ التعريف.
7- سقطت من الأصل و م و أضيفت عن تاريخ الإسلام.

صفوان، فقال: من هذا الذي قد شغلك منذ اليوم يا أمير المؤمنين ؟ فقال: هذا سيّد العرب بالعراق، فقال: ينبغي أن يكون المهلّب ؟ فقال: هو المهلّب بن أبي صفرة، فقال المهلّب: من هذا الذي يسألك عني يا أمير المؤمنين ؟ قال: هذا سيّد قريش بمكة، قال: ينبغي أن يكون عبد اللّه بن صفوان (1).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، حدّثني محمّد بن عبد اللّه بن عبيد بن عمير، عن رجل قال:

سمعت ابن عبّاس و عنده محمّد بن الحنفيّة، و قد جاءهم - نعي (2) حسين بن علي - و عزّاهم (3) الناس فقال ابن صفوان: إنّا للّه و إنا إليه راجعون، أي مصيبة! يرحم اللّه أبا عبد اللّه و آجركم اللّه في مصيبتكم، فقال ابن عبّاس: يا أبا القاسم، ما هو إلاّ أن خرج من مكة، فكنت أتوقع ما أصابه، قال ابن الحنفية: و أنا و اللّه فعند اللّه نحتسبه و نسأله الأجر و حسن الخلف، قال ابن عبّاس: يا ابن صفوان، أما و اللّه لا يخلد بعد صاحبك الشامت بموته، فقال ابن صفوان: يا أبا العبّاس، و اللّه ما رأيت ذلك منه، و لقد رأيته محزونا بمقتله، كثير الترحّم عليه، قال: يريك ذلك لما يعلم من مودتك لنا، فوصل اللّه رحمك، لا يحبّنا ابن الزبير أبدا، قال ابن صفوان: فجد بالفضل فأنت أولى به منه.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر المعدّل، أنا محمّد بن عبد الرّحمن، نا أبو عبد اللّه الطوسي، نا الزبير بن أبي بكر، قال (4):و كان عبد اللّه بن صفوان ممن يقوّي أمر عبد اللّه بن الزبير، فقال له عبد اللّه بن الزبير: قد أذنتك و أقلتك بيعتي، قال: إنّي و اللّه ما قاتلت معك لك ما قاتلت إلاّ عن ديني، فأبى أن يقبل الأمان، حتى قتل هو و ابن الزبير معا في يوم واحد، و هو متعلّق بأستار الكعبة، و له يقول الشاعر:

ص: 214


1- الخبر نقله الذهبي في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80 ص 452).
2- بالأصل و م:«يعني وراهم» و هو تحريف، و صوبنا العبارة عن مختصر ابن منظور 270/12.
3- بالأصل و م:«يعني وراهم» و هو تحريف، و صوبنا العبارة عن مختصر ابن منظور 270/12.
4- الخبر و الشعر في تهذيب الكمال 235/10-236 و انظر نسب قريش لمصعب بن عبد اللّه الزبيري ص 389.

كرهت كتيبة الجمحي لما *** رأيت الموت سال به كداء (1)

فليت أبا أميّة كان فينا *** فيعذر أو يكون له غناء

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا الحميدي عبد اللّه بن الزبير، نا سفيان عن (2) يحيى بن سعيد قال: رأيت رأس عبد اللّه بن مطيع أتى به إلينا إلى المدينة، و رأس عبد اللّه بن الزبير، و رأس عبد اللّه بن صفوان، و لم يؤت من الرءوس بغير رءوس هؤلاء.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (3)،قال: و فيها - يعني سنة ثلاث و سبعين - قتل عبد اللّه بن صفوان بن أميّة و هو متعلق بأستار الكعبة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العبّاس النهاوندي، ثنا القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل، نا علي بن عبد اللّه، قال:

قتل ابن الزبير و عبد اللّه بن صفوان، و عبد اللّه بن مطيع في يوم واحد.

حرف الضاد في أسماء آباء العبادلة

اشارة

حرف (4) الضاد

في أسماء آباء العبادلة: فارغ

ص: 215


1- البيتان في تهذيب الكمال، و البيت الأول في نسب قريش. و كداء: جبل بأعلى مكة (معجم البلدان).
2- عن م و بالأصل:«بن».
3- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 269 و نقله في تهذيب الكمال 236/10 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61 - 80 ص 452).
4- قوله:«حرف الضاد في أسماء آباء العبادلة: فارغ» سقط من م.

حرف الطّاء في أسماء آبائهم

اشارة

في (1) أسماء آبائهم

3353 - عبد اللّه بن طاهر بن الحسين بن مصعب بن رزيق بن أسعد

3353 - عبد اللّه بن طاهر بن الحسين بن مصعب بن رزيق (2) بن أسعد

أبو العبّاس الخزاعي الأمير (3)ولاّه المأمون دمشق، و مصر، و قدم دمشق مجتازا إلى مصر، و كان جوادا عادلا.

و حدّث عن أبيه، و جعفر بن يحيى بن خالد بن برمك.

و سمع وكيع بن الجرّاح، و يحيى بن الضريس، و المأمون.

روى عنه: يحيى بن خلاّد البغوي (4)،و يقال: يحيى بن حمّاد، و إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، و نصر بن زياد القاضي، و ياسين بن النضر، و الحسين بن منصور السلمي، و أحمد بن سعيد الرّباطي النيسابوري، و أبو محمّد عقيل بن عمرو الخطيب، و الفضل بن محمّد الشعراني، و ابنه محمّد بن عبد اللّه، و ابن أخيه منصور بن طلحة بن طاهر.

كتب إليّ أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني عبد اللّه بن الحسين الوراق، نا عبد الرّحمن بن محمّد بن علوية

ص: 216


1- في م: في أسماء آباء العبادلة.
2- كذا بالأصل و م و في الاكمال: بتقديم الراء. و في الوافي بالوفيات: زريق بتقديم الزاي.
3- ترجمته و أخباره في تاريخ بغداد 483/9 شذرات الذهب 68/2 وفيات الأعيان 83/3 الأغاني 101/12 البداية و النهاية (بتحقيقنا: الجزء العاشر)، العقد الفريد (بتحقيقنا: الفهارس) العبر 357/1 النجوم الزاهرة 258/2، و ولاة مصر للكندي ص 204 تاريخ الإسلام للذهبي (حوادث سنة 221 - 230 ص 229) و الوافي بالوفيات 219/17 و سير أعلام النبلاء 684/10 و انظر بحاشية المصادر الثلاثة الأخيرة أسماء مصادر كثيرة ترجمت له.
4- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل، و المثبت عن المطبوعة.

الأبهري، نا الفضل بن محمّد (1) الشعراني وزير عبد اللّه بن طاهر، حدّثني أبي، حدّثني عمّي علي بن مصعب بن زريق (2)،نا خارجة بن مصعب، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن عبد اللّه بن عبّاس، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«إنّ اللّه عز و جل سائل كلّ راع استرعاه رعية قلّت أو كثرت حتى يسأل الزوج عن زوجته، و الوالد عن ولده، و الرّبّ عن خادمه: هل أقام (3) فيهم أمر اللّه ؟» [6008].

قرأت على أبي الفتح أسامة بن زيد العلوي، عن أبي جعفر بن المسلمة، عن أبي عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى المرزباني (4)،قال: عبد اللّه بن طاهر بن الحسين بن مصعب بن رزيق أبو العبّاس كان بارع الأدب، حسن الشعر نبيها في نفسه، تنقل في الأعمال الجليلة شرقا و غربا، قلّده المأمون مصر و المغرب، ثم نقله عنها إلى خراسان بعد وفاة أبيه، و مولده سنة ثمان (5) و ثمانين و مائة، و توفي عبد اللّه بنيسابور في خلافة الواثق في سنة ثلاثين و مائتين، و سنّه سبع و أربعون سنة، و كان إليه وقت وفاته:

الشرطتان بمدينة السّلام و سرّ من رأى، و الحرب بطساسيج السواد، و خليفته على ذلك إسحاق بن إبراهيم المصعبي، و كان إليه الحرب و الخراج بخراسان و أعمالها بجانبي النهر، و طبرستان، و جرجان، و الريّ و أعمالها، و رثاه جماعة من الشعراء منهم:

عمارة بن عقيل، و علي بن الجهم، و الحسن بن وهب الكاتب و غيرهم.

و عبد اللّه هو القائل للمعتصم:

إنّ التي أمطرت بالندّ صوب ردّى باتت تألّق بالقاطول للروم (6)إنّ الفتوح على قدر الملوك و همّات الولاة و أقدام المقاديم و له أيضا:

ألا من لقلب مسلم للنوائب *** أحاطت به الأحزان من كلّ جانب

ص: 217


1- بالأصل و م: أحمد، خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ قريبا.
2- بالأصل هنا: زريق، و الصواب عن م.
3- عن م و بالأصل: قام.
4- ليس له ذكر في معجم الشعراء المطبوع.
5- كذا بالأصل و م، و في الوافي بالوفيات و تاريخ الإسلام:«اثنتين» و في المطبوعة: ثلاث.
6- الندّ: حصن باليمن، قال الأصمعي أظنه من أعمال صنعاء (ياقوت). و القاطول: نهر كان في موضع سامرّاء قبل أن تعمّر و كان الرشيد أول من حفر هذا النهر (ياقوت).

تبيّن يوم البين أن اعتزامه *** على الصبر من بعض الظنون الكواذب

حرام على الرامي فؤادي بسهمه *** دم صبّه بين الحشا و الترائب

أراق دما لو لا الهوى ما أراقه *** فهل يدمي من ثائر فمطالب

و له أيضا:

يبيت ضجيعي السيف طورا و تارة *** يعضّ بها مات الرجال مضاربه

أخو ثقة أرضاه في الروع صاحبا *** و فوق رضاه أنني أنا صاحبه

إذا ما دعى الداعي بالسلاح (1) وجدتني *** منيعا به كالحتف يحرم خائنه (2)

و ليس أخو العلياء إلاّ فتى له *** بها كلف ما تستقرّ (3) ركائبه

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، و علي بن الحسن، و أبو النجم الشّيحي (4)، قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (5):عبد اللّه بن طاهر بن الحسين بن مصعب بن رزيق أبو العبّاس الخزاعي: كان أمير المؤمنين المأمون ولاّه الشام حربا و خراجا، فخرج من بغداد إليها، و احتوى عليها، و بلغ إلى مصر، ثم عاد، فولاّه المأمون إمارة خراسان، فخرج إليها، و أقام بها حتى مات، و كان أحد الأجواد الممدّحين، و السّمحاء المذكورين.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (6)،قال: أما رزيق بتقديم الراء (7):الحسين بن مصعب بن رزيق بن أسعد، و كان أسعد مولى لسعد بن أبي وقّاص، و كان يزعم أن اسمه كان آزادمرد بن فرّخان بن هرمزدان (8) و ذكر قوم: أن رزيقا كان نوبيا مزينا ذكر ذلك ابن أبي معدان في تاريخ مرو، و هو والد طاهر بن الحسين الأمير.

ص: 218


1- في المطبوعة: السلاح.
2- المطبوعة: جانبه.
3- بالأصل و م: يستقر.
4- بالأصل و م: الشيخي خطأ، و السند معروف.
5- تاريخ بغداد 483/9.
6- الاكمال لابن ماكولا 51/4.
7- نقل الذهبي عنه في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 221-230 ص 231) بتقديم الزين:«زريق».
8- بالأصل و م: مرمزدان، و المثبت عن الاكمال.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر الحافظ ، أنا محمّد بن عبد اللّه الحاكم، قال: سمعت محمّد بن يعقوب بن يوسف يقول: سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن بكر المروزي - ببيت المقدس - يقول: سمعت إسحاق بن راهويه يقول:

سألني عبد اللّه بن طاهر: متى مات عبد اللّه بن المبارك ؟ فقلت له: مات سنة اثنتين و ثمانين و مائة، قال: ذاك مولدي.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، فقال: سمعت أبا بكر محمّد بن أحمد بن بالويه، يقول: سمعت أبا بكر محمّد بن إسحاق يقول: سمعت أحمد بن سعيد الرّباطي يقول: قال لي عبد اللّه بن طاهر:

يا أحمد، إنّكم تبغضون هؤلاء القوم جملة، و أنا أبغضهم عن معرفة (1)،و إن أوّل أمرهم: أنهم لا يرون للسلطان طاعة، و الثاني: ليس للإيمان عندهم قدر، و اللّه لا أستجيز أن أقول إيماني كإيمان يحيى بن يحيى، و لا كإيمان أحمد بن حنبل، و هم يقولون (2):إيماننا كإيمان جبريل و ميكائيل.

قال: و أنا عبد اللّه، قال: سمعت محمّد بن صالح بن هانئ يقول: سمعت أبا بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة فذكره بنحوه - زاد عند قوله: هؤلاء القوم، يعني المرجئة-.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمّد بن نعيم، قال: سمعت أبا حفص عمر بن أحمد الجوزي يقول: سمعت أبا زكريا العنبري يقول:

سمعت أبي يقول: سمعت محمّد بن أحمد الجوزجاني يقول: سمعت محمّد بن يحيى النيسابوري يقول: سمعت عبد اللّه بن طاهر يقول: لا تمنعوا العلم طالبه، فإنه أوحش جانبا من أن يستقرّ إلاّ عند أهله.

ص: 219


1- بالأصل و م:«معاوية» تحريف، و الصواب عن مختصر ابن منظور 273/12.
2- كذا بالأصل و م، و الخبر في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 221-230 ص 234) نقلا عن أحمد بن سعيد الرباطي و بدايته من قوله: و اللّه لا أستجيز... و فيه: و هؤلاء يقولان... و يريد: يحيى بن يحيى و أحمد بن حنبل. و لم يتنبّه محقق كتاب التاريخ للذهبي للأمر مع سعة معرفته.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد،[و] (1) علي بن الحسن، قالا: نا و أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب (2)،أخبرني الأزهري، قال: أخبرني أحمد بن إبراهيم، نا إبراهيم بن محمّد بن عرفة، قال: غلب عبد اللّه بن طاهر على الشام، و وهب له المأمون ما وصل إليه من الأموال هنالك، ففرّقه على القوّاد، ثم وقف على باب مصر، فقال: أخزى اللّه فرعون، ما كان أخسّه، و أدنى همّته، ملك هذه القرية فقال: أنا ربكم الأعلى، و اللّه لأدخلنها.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمع أبا سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان يقول: سمعت فاطمة بنت إبراهيم بن عبد اللّه السّعدي يقول: سمعت فاطمة امرأة يحيى بن يحيى تقول:

قام يحيى ليلة لورده، فلما فرغ منه قعد يقرأ في المصحف - فذكر قصة في دخول عبد اللّه بن طاهر الأمير عليه - قالت: فلمّا قرب منه و سلم قام إليه، و المصحف في يده، ثم رجع إلى قراءته حتى ختم السورة التي كان افتتحها، ثم وضع المصحف و اعتذر إلى الأمير و قال: لم أشتغل عنه تهاونا بحقه، إنّما كنت افتتحت سورة فختمتها، فقعد عبد اللّه ساعة يحدثه، ثم قال له: ارفع حوائجك، فقال: و هل يستغنى عن السلطان أيّده اللّه، و قد وقعت لي حاجة في الوقت، فإن قضاها رفعتها، فقال: مقضيّة، ما كانت ؟ فقال أبو زكريا: قد كنت أسمع بمحاسن وجه الأمير و لم أعاينها إلاّ ساعتي هذه (3)، و حاجتي أن لا يرتكب ما يحرق هذه المحاسن بالنار، فأخذ الأمير عبد اللّه بن طاهر في البكاء حتى قام يبكي.

كتب إليّ أبو نصر القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال:

سمعت أبا حامد أحمد بن محمّد المقرئ الواعظ يقول: سمعت غير واحد من مشايخنا يذكر:

أن رجلا ورد من هراة، فرفع قصّة إلى عبد اللّه بن طاهر، فلما قدم بين يديه قال:

من خصمك ؟ قال: الأمير أيّده اللّه، قال: ما الذي تدّعي (4) عليّ ؟ قال: ضيعة لي بهراة

ص: 220


1- سقطت الواو من الأصل و م، و زيادتها لازمة، و السند معروف، و في المطبوعة:«أبوا الحسن».
2- تاريخ بغداد 483/9.
3- بالأصل و م:«ساعة إذ» و المثبت عن مختصر ابن منظور 273/12.
4- بالأصل و م: يدعى.

غصبنيها والد الأمير، و هي اليوم في يده، قال: أ لك بيّنة ؟ قال: إنّما تقام البينة بعد الحكومة إلى القاضي، فإن رأى الأمير أيّده اللّه أن يحملني و إياه على حكم الإسلام، قال: فدعا عبد اللّه بن طاهر بالقاضي نصر بن زياد، ثم قال للرجل: ادّع، قال: فادّعى الرجل مرة بعد أخرى، فلم يلتفت إليه نصر بن زياد و لم يسمع دعواه، فعلم الأمير أنه قد امتنع عن استماع الدعوى حتى جلس الخصم مع المدّعي، فقام عبد اللّه بن طاهر من مجلسه حتى جلس مع خصمه بين يديه، فقال نصر للمدّعي: ادّع (1)،فقال: أدّعي - أيّد اللّه الأمير (2) القاضي - إن ضيعة لي بهراة و ذكرها بحدودها و حقوقها، هي لي في يدي (3) الأمير أيّده اللّه، فقال له الأمير عبد اللّه بن طاهر: أيها الرجل قد غيّرت الدعوى، إنما ادّعيت أوّلا على أبي، فقال له الرجل: لم أشته (4) أن أفضح والد الأمير في مجلس الحكم، أدّعي أن والد الأمير قد كان غصبني عليها و أنها اليوم في يد الأمير، فسأل نصر بن زياد عبد اللّه بن طاهر عن دعواه، فأنكره، فالتفت إلى الرجل فقال: أ لك بيّنة ؟ قال: لا، قال: فما الذي تريد، قال: يمين الأمير باللّه الذي لا إله إلاّ هو، قال:

فقام الأمير إلى مكانه، و أمر الكاتب ليكتب إلى هراة (5)،فردّ الضيعة عليه.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و ابن سعيد، قالا: نا و أبو النجم الشّيحي (6)،أنا أبو بكر الخطيب (7)،أنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل، أنا إسماعيل بن سعيد المعدّل، نا الحسين بن القاسم الكوكبي، حدّثني أبو الفضل الربعي، حدّثني أبي، قال:

قال المأمون لعبد اللّه بن طاهر: أنا أطيب مجلسي أو (8) مجلسك ؟ قال: ما عدلت بك يا أمير المؤمنين شيئا، فقال: ليس إلى هذا ذهبت،[إنما ذهبت] (9) إلى الموافقة في العيش و اللذة، قال: منزلي يا أمير المؤمنين، قال: و لم ذلك ؟ قال: لأني فيه مالك و أنا هاهنا مملوك.

ص: 221


1- بالأصل و م:«ادعى».
2- سقطت اللفظة من مختصر ابن منظور و المطبوعة.
3- في م: في يد الأمير.
4- بالأصل و م: أشتهي.
5- في مختصر ابن منظور: بردّ.
6- بالأصل و م: الشيخي، خطأ، و السند معروف.
7- تاريخ بغداد 483/9.
8- عن تاريخ بغداد، و بالأصل و م:«إلى».
9- الزيادة عن تاريخ بغداد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه بن الشّخير الصّيرفي، نا أبو بكر أحمد بن إسحاق الملحمي (1)،نا أبو عمر (2) عبد الكبير بن محمّد الأنصاري - بمصر - حدّثني الحسن بن الخضر بن علي الأزدي، قال:

سمعت أحمد بن أبي دؤاد يقول: خرج دعبل بن علي إلى خراسان، فنادم عبد اللّه بن طاهر، فأعجب به، فكان في كل يوم ينادمه فيه يأمر له بعشرة آلاف درهم، و كان ينادمه في الشهر خمسة عشر يوما، و كان ابن طاهر يصله في كل شهر بمائة و خمسين ألف درهم، فلما كثرت صلاته له توارى عنه دعبل يوم منادمته في بعض الخانات، فطلبه، فلم يقدر (3) عليه،[فشقّ عليه] (4)،فلما كان من الغد كتب (5):

هجرتك لم أهجرك من كفر نعمة *** و هل يرتجى (6) منك بالزيادة بالكفر؟

و لكنني لمّا أتيتك زائرا *** فأفرطت في برّي عجزت عن الشكر

فملاّن لا آتيك إلاّ معذرا *** أزورك في الشهرين يوما و في الشهر

فإن زدت في برّي تزيّدت جفوة *** و لم نلتقي (7) حتى القيامة و الحشر

و قد حدّثني أمير المؤمنين المأمون، عن أمير المؤمنين الرشيد، عن المهدي، عن المنصور، عن أبيه، عن جده، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من لا يشكر الناس لا يشكر اللّه عز و جل، و من لا يشكر القليل لا يشكر الكثير»، فوصله بثلاثمائة ألف درهم، و انصرف.

رواها الخطيب (8) عن الجوهري، و عبيد اللّه بن عبد العزيز بن جعفر البردعي (9)،عن أبي إسحاق، عن ابن الشّخّير، إلاّ أنه قال: أبو عمير عبد الكبير.

ص: 222


1- تقرأ بالأصل و م: الملحي، خطأ و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 247/15.
2- كذا بالأصل هنا، و سينبه المصنف في آخر الخبر نقلا عن أبي بكر الخطيب إلى أنه: أبو عمير
3- بالأصل و م: يقصر، و المثبت عن تاريخ بغداد.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.
5- الأبيات في تاريخ بغداد 488/9 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 221-230 ص 231).
6- تاريخ بغداد و تاريخ الإسلام: و هل يرتجي نيل الزيادة بالكفر.
7- كذا بالأصل بإثبات الياء للوزن، و في تاريخ بغداد: و لم تلقني.
8- الخبر في تاريخ بغداد 487/9-488.
9- في تاريخ بغداد: البرذعي، بالذال المعجمة. و جميعهما صواب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الفضل أحمد بن الحسن بن هبة اللّه، قالا: أنا أبو الخطاب عبد الملك بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد الخطيب الشوكي، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن جعفر بن محمّد الرافعي (1) الخالع، أنا عمي أبو عمرو عثمان بن جعفر بن محمّد بن الحسين الجواليقي، نا أبو مقاتل محمّد بن العبّاس بن أحمد بن مجاشع، نا أبي قال: لما قدم عبد اللّه بن طاهر خراسان اعترضه دعبل الشاعر فأنشأ يقول (2):

جئتك (3) مستشفعا بلا سبب *** إليك إلاّ بحرمة الأدب

فاقض (4) ذمامي فإنني رجل *** غير ملحّ عليك في الطّلب

قال: يا غلام أعطه عشرة آلاف درهم، فأعطاه، و كتب إليه (5):

أعجلتنا فأتاك عاجل برّنا *** و لو انتظرت كثيرة لم نقلل

فخذ القليل و كن كمن لم يسأل (6) *** و نكون نحن كأننا لم نفعل

أخبرنا أبو الحسن الفقيه، و العطار، قالا: نا و أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب (7).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الغنائم حمزة بن علي بن السّوّاق، و أبو منصور محمّد بن محمّد، قالوا:

أنا أبو الفرج أحمد بن عمر الغضاري (8)،أنا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي، أنا أحمد بن محمّد بن مسروق، حدّثني عبيد اللّه (9) بن فرقد، أخبرني محمّد بن

ص: 223


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«الرافقي» نقلا عن تاريخ بغداد.
2- البيتان في تاريخ الإسلام (ص 232)(حوادث سنة 221-230) و ديوانه ص 119 و انظر تخريجهما فيه.
3- الديوان: أتيت.
4- بالأصل و م:«فاقضي» و المثبت عن الديوان و تاريخ الإسلام.
5- البيتان في تاريخ الإسلام (ص 232).
6- بالأصل و م:«يسل» و المثبت عن تاريخ الإسلام.
7- الخبر في تاريخ بغداد 483/9 و الأغاني 101/12 و الوافي بالوفيات 221/17 و مختصرا في تاريخ الإسلام (ص 234) حوادث سنة 221-230.
8- إعجامها مضطرب بالأصل. و المثبت عن تاريخ بغداد.
9- الأغاني: عبد اللّه.

الفضل بن محمّد بن منصور، قال: لما افتتح عبد اللّه بن طاهر مصر، و نحن معه، سوّغه المأمون خراجها سنة، فصعد المنبر، فلم ينزل حتى أجاز بها كلها ثلاثة آلاف ألف دينار أو نحوها، فقبل أن ينزل أتاه معلّى الطائي، و قد أعلموه ما صنع عبد اللّه بن طاهر بالناس في الجوائز، و كان عليه واجدا، فوقف بين يديه تحت المنبر، فقال: أصلح اللّه الأمير، أنا معلّى الطائي مما كان منك من جفاء و غلظ فلا تغلظ عليّ قلبك و لا يستخفنك ما قد بلغك، أنا الذي أقول:

يا أعظم الناس عفوا عند مقدرة *** و أظلم الناس عند الجود للمال

لو أصبح النّيل يجري (1) ماؤه ذهبا *** لما أشرت إلى خزن بمثقال

تعبا (2) بما فيه رقّ الحمد تملكه *** و ليس شيء أعاض الحمد بالغال

كفك باليسر كفّ العصر (3) من زمن *** إذا استطال على قوم بإقلال

فلم يحل (4) كفّك من جود لمختبط (5) *** أو مرهف قاتل في رأس قتال

و ما ثنيت (6) رعيل الخيل في بلد *** إلاّ عصفن بأرزاق و آجال

هل من سبيل إلى إذن فقد ظمئت *** نفسي إليك فما تروى على حال

إن كنت منك على بال مننت به *** فكان (7) شكرك من حمدي (8) على بال

ما زلت مقتضيا (9) لو لا (10) مجاهرة *** من ألسن خضن في ضرّي (11) بأقوال

قال: فضحك عبد اللّه و سرّ بما كان منه، و قال: يا أبا السمراء باللّه أقرضني عشرة آلاف دينار، فما أمسيت أملكها - زاد الخطيب: فأقرضه - و قالا: فدفعها إليه.

ص: 224


1- عن المصادر السابقة، و بالأصل «تجري».
2- الأصل و م، و في تاريخ بغداد و الوافي «تعنى» و في الأغاني: تغلي.
3- الأصل و م، و في المصادر السابقة: تفك باليسر كفّ العسر.
4- في م:«فلم يجد» و في المصادر: لم تخل.
5- اختبطه و تخبطه: سأله المعروف بلا وسيلة من آصرة قربى أو مودة أو معرفة.
6- الأصل و م، و في المصادر السابقة: و ما بثثت.
7- تاريخ بغداد و الأغاني و الوافي:«فإن».
8- الوافي:«حمد» و في الأغاني: من قلبي.
9- الأصل و م و الأغاني:«مقتضبا» و المثبت عن تاريخ بغداد و الوافي.
10- بالأصل:«لولاه» و المثبت عن م و المصادر.
11- الأغاني:«صدري» و في تاريخ بغداد:«صبري» و في الوافي:«بشري».

أخبرنا أبو القاسم صدقة بن (1) محمّد بن الحسين (2)،أنا أبو عبد اللّه الحميدي - قراءة - أنا أبو محمّد علي بن أحمد، أنا (3) عبد اللّه بن ربيع التميمي، نا أبو علي إسماعيل بن القاسم البغدادي.

ح و أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي (4)،أنا أبو بكر الخطيب، حدّثني العلاء بن حزم الأندلسي، أنا إبراهيم بن محمّد بن أبي زكريا الزهري، أنا القاضي أبو بكر محمّد بن الحسن الزبيدي، نا أبو علي إسماعيل بن القاسم، قال ابن حزم: هو القالي (5)،حدّثني أبو معاذ عبدان الجندي (6) المتطبّب، قال:

إن عوفا (7)-يعني ابن محلّم الحرّاني (8)-دخل على عبد اللّه بن طاهر، فسلّم عليه عبد اللّه، فلم يسمع، فأعلم بذلك، فزعموا أنه ارتجل هذه القصيدة - زاد ابن المجلي: ارتجالا و قالا:- فأنشده:

يا ابن الذي دان له المشرقان *** طرّا و قد دان له المغربان

إنّ الثمانين و بلّغتها *** قد أحوجت سمعي إلى ترجمان

و بدّلتني بالشطاط انحنا *** و كنت كالصّعدة (9) تحت السّنان

و بدّلتني من زماع (10) الفتى *** و همّتي همّ الجبان الهدان (11)

و قاربت من خطا لم تكن *** مقاربات و ثنت من عنان (12)

ص: 225


1- بالأصل و م: عن، خطأ، انظر الحاشية التالية.
2- بالأصل و م: الحسن، خطأ و الصواب عن مشيخة ابن عساكر 84/أ، رقم 494.
3- عن م، و بالأصل: بن.
4- بالأصل و م: المحلي، خطأ، و الصواب ما أثبت مرّ التعريف به.
5- الخبر و الشعر في أمالي أبي علي القالي 50/1-51 و بعض الأبيات في تاريخ الإسلام: سنة(221 - 230)(ص 232).
6- كذا بالأصل و م، و في أمالي القالي: الخولي.
7- بالأصل و م:«عونا» و المثبت عن الأمالي.
8- في أمالي القالي: الخزاعي.
9- بالأصل و م:«الحنا... كالصعدا» و المثبت عن أمالي القالي.
10- بالأصل و م: رماع، و المثبت عن أمالي القالي، و الزماع: المضاء في الأمر و العزم عليه.
11- الهدان: الأحمق الجافي الوخم الثقيل في الحرب.
12- بالأصل و م:«و ثبت من عفان» و المثبت عن أمالي القالي.

و أسبلت (1) بيني و بين الورى *** عنانة من غير (2) نسج العنان

و لم يدع فيّ لمستمتع *** إلاّ لساني و يحميني (3) لسان

أدعو (4) به اللّه و أثني به *** على الأمير المصعبي الهجان

فقرّباني بأبي أنتما *** من وطني قبل اصفرار البنان

و قبل منعاي إلى نسوة *** أوطانها حرّان و الرّقّتان

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أبو بكر المالكي، نا علي بن الحسن، نا أبي قال: جاء أعرابي إلى ابن (5) طاهر و هو راكب فأنشده:

سألت عن المكارم أين حلت *** فكلّ الناس أرشدني إليكا

فجدلي يا ابن طاهر إنّ فعلي *** سينبئ بالذي تولي عليكا

قال له: كم ثمن هذين البيتين ؟ قال: ألفا درهم، قال: لقد أرخصت، يا غلام، أعطه أربعة آلاف درهم، فقال أيضا:

صدّقت ظني و ظن الناس كلّهم *** فأنت أكرمهم نفسا و أجدادا

لا زلت في روضة خضراء واسعة *** فأنت أخضرها روضا و أعوادا

فقال: يا غلام أعطه أربعة آلاف أخرى، فقال:

لو كان قولي بهذا الشعر مستمعا *** لكنت أحوي خراج الشرق و الغرب

أنت الكريم الذي تعطي بلا نكد *** و أنت تحيى الذي قد مات من جدب

قال: يا غلام أعطه أربعة آلاف أخرى، فلما قبضها قال: يا أيها الأمير فني شعري و لم يضق صدرك.

أخبرنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي، أنا سهل بن بشران، أنا أبو الحسن محمّد بن الحسين بن أحمد بن السّري - بمصر - أنا أبو محمّد الحسن بن رشيق

ص: 226


1- الأصل و م، و في أمالي القالي: و أنشأت.
2- بالأصل و م: غيره، و المثبت عن أمالي القالي.
3- بالأصل و م، و في الأمالي: و بحسبي.
4- الأصل و م:«أدع» و المثبت عن الأمالي.
5- بالأصل و م:«أبي» خطأ.

العسكري، نا يموت بن المزرّع، حدّثني عبد اللّه بن زكريا، حدّثني ابن عوف بن محلّم الشيباني (1) عن أبيه قال: عادلت (2) عبد اللّه بن طاهر إلى خراسان، فدخلنا الري في وقت السحر، فإذا قمرية تغرد على فنن شجرة، فقال عبد اللّه بن طاهر: أحسن و اللّه أبو كبير (3) الهذلي حيث يقول:

ألا يا حمام الأيك إلفك حاضر *** و غصنك ميّاد ففيم تنوح (4)؟

ثم قال: يا عوف أحسن (5) فقلت: أعزّ اللّه الأمير، شيخ ثلب، حملته على الندبة (6)،و لا سيما في معارضة أبي كبير (7)،ثم انفتح لي شيء فقلت:

أ في كلّ عام غربة و نزوح *** أ ما للنوى من ونية فتريح ؟

لقد طلّح البين المشتّ ركائبي *** فهل أرينّ البين و هو طليح ؟

و أرّقني بالرّيّ نوح حمامة *** فنحت و ذو الشجو الحزين ينوح

على أنها ناحت و لم تذر دمعة *** و نحت و أسراب الدموع سفوح (8)

و ناحت و فرخاها بحيث تراهما *** و من دون أفراخي مهامه فيح

عسى جود عبد اللّه أن يعكس النوى *** فتلفى (9) عصا التطواف و هي طريح

فإن الغنى يدني الفتى من صديقه *** و يعدي الغنى بالمقترين طروح

قال يموت: الثلب:[الهرم] (10)،و الأسراب: ظهور الماء، و ما يسرب فهو مثل هذا.

قال: فأذن لي من ساعتي، و وصلني بمائة ألف درهم، و ردّني إلي منزلي.

ص: 227


1- في أمالي القالي: الخزاعي.
2- بالأصل و م:«عاذلت» خطأ و الصواب ما أثبت عن اللسان، و فيه: عدل الرجل في المحمل و عادله: ركب معه.
3- بالأصل و م: أبو كثير، خطأ و الصواب ما أثبت، انظر شعره في شرح أشعار الهذليين للسكري 1067/3.
4- البيت في شرح أشعار الهذلي 1333/3 في زيادات شعره من ثلاثة أبيات. و انظر تخريجها فيه.
5- الأصل و م، و في المطبوعة: أجزه.
6- الأصل و م، و في المطبوعة: البديهة.
7- بالأصل و م: أبو كثير، خطأ و الصواب ما أثبت، انظر شعره في شرح أشعار الهذليين للسكري 1067/3.
8- عن م و بالأصل: سلوح.
9- بالأصل:«فتلقى» و في م:«فتلفي».
10- ما بين معكوفتين زيادة اقتضاها السياق عن المطبوعة، سقطت اللفظة من الأصل و م.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، و علي بن الحسن، قالا: نا و أبو النجم الشّيحي (1)،أنا أبو بكر الخطيب (2).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الغنائم حمزة بن علي بن محمّد، و أبو منصور محمّد بن محمّد بن أحمد (3)،قالوا: أنا أحمد بن عمر الغضاري (4)،أنا جعفر بن محمّد الخلدي (5)،أنا أحمد بن محمّد بن مسروق، حدّثني عبد اللّه بن الربيع، حدّثني محلّم (6) بن أبي محلّم (7) الشاعر عن أبيه قال: شخصت مع عبد اللّه بن طاهر إلى خراسان في الوقت الذي شخص، و كنت أعادله و أسامره، فلمّا صرنا إلى الري مررنا به سحرا، فسمعنا به أصوات الأطيار من القماريّ و غيرها، فقال لي عبد اللّه: للّه درّ أبي كبير (8) الهذلي حيث يقول:

ألا يا حمام الأيك إلفك حاضر *** و غصنك ميّاد ففيم تنوح ؟

قال: ثم قال لي: يا أبا محلّم هل يحضرك في هذا شيء؟ فقلت: أصلح اللّه الأمير كبرت سني، و فسد ذهني، و لعل شيئا أن يحضرني، فحضر شيء، فقلت: أصلح اللّه الأمير، قد حضرني شيء تسمعه، قال: هاته، فقلت:

أ في كلّ عام غربة و نزوح *** أ ما للنوى من ونية فتريح ؟

لقد طلّح البين المشتّ ركائبي *** فهل أرينّ البين و هو طليح

و ذكّرني بالريّ نوح حمامة *** [فنحت] (9) و ذو الشجو الحزين ينوح

على أنها ناحت و لم تذر دمعة *** و نحت و أسراب الدموع سفوح

و ناحت و فرخاها بحيث تراهما *** و من دون أفراخي مهامه فيح

عسى جود عبد اللّه أن يعكس النوى *** فيلقى (10) عصا التطواف و هي طريح

ص: 228


1- بالأصل و م: الشيخي، خطأ.
2- تاريخ بغداد 486/9.
3- بالأصل و م:«محمد بن أحمد بن محمد» خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ قبل صفحات صوابا.
4- بالأصل و م: القصار، و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- بالأصل و م: الخالدي، خطأ و المثبت عن تاريخ بغداد.
6- بالأصل و م:«محكم» في الموضعين خطأ و الصواب ما أثبت، عن تاريخ بغداد.
7- بالأصل و م:«محكم» في الموضعين خطأ و الصواب ما أثبت، عن تاريخ بغداد.
8- بالأصل و م:«أبي كثير» خطأ، و قد مرّ.
9- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و أضيفت لاستقامة الوزن عن تاريخ بغداد.
10- كذا بالأصل و م، و في تاريخ بغداد:«فنلقي» و في المطبوعة:«فنلفي».

قال: فقال:- زاد الخطيب: يا غلام أنخ و قالوا:- ألا و اللّه لا جزت معي حافرا و لا خفا حتى ترجع إلى فراخك (1)،كم الأبيات ؟ قلت: ستة، قال: يا غلام أعطه ستين ألفا، و مركبا، و كسوة، و ودعته و انصرفت.

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن محمّد السّنجي (2)،أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد المديني، نا يحيى بن إبراهيم بن محمّد بن يحيى - إملاء - أنا محمّد بن داود بن سليمان الزاهد، حدّثني إبراهيم بن عبد الواحد العنسي، نا وريزة بن محمّد قال:

سمعت محمّد بن عبد اللّه يقول: دخل كلثوم على عبد اللّه بن طاهر مع أصحاب القصص، فلما نظر إليه قال: حاجتك يا شيخ ؟ فأنشأ يقول:

حسن ظنّي و حسن ما عوّد اللّه سواي بك الغداة أتى بي (3)أي شيء يكون أحسن من حسن يقين ثنى عليك (4) ركابي قال: كلثوم: قال: أ لا أتيتنا أوّل الدهر؟ و أمر له بألفي دينار.

آخر الجزء السّادس و الخمسين بعد المائتين من الأصل.

أخبرنا أبو الحسن [علي] بن أحمد بن منصور الفقيه، و علي بن الحسن بن سعيد، قالا: نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه الشّيحي (5)،أنا أبو بكر الخطيب (6)،أنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني، و محمّد بن الحسين (7) الجازري (8)،قال أحمد:

أخبرنا - و قال محمّد: نا - المعافى بن زكريا (9).

ح و أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنا أبو علي محمّد بن الحسين، نا المعافى، نا الحسين بن القاسم الكوكبي، حدّثني أحمد بن

ص: 229


1- الأصل و م، و في تاريخ بغداد: أفراخك.
2- بالأصل و م: الشيخي، خطأ و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 284/20
3- تقرأ بالأصل و م:«أترابي» و المثبت عن تاريخ بغداد 487/9 و مختصر ابن منظور 272/12.
4- في المصدرين السابقين: إليك.
5- بالأصل و م: الشيخي، خطأ.
6- الخبر في تاريخ بغداد 487/9.
7- بالأصل و م: محمد بن الحسن، خطأ و الصواب «الحسين» و قد مرّ التعريف به و سيرد صوابا.
8- بالأصل:«الحارزي» خطأ، و الصواب ما أثبت.
9- الخبر في كتاب الجليس الصالح للمعافى بن زكريا 382/1.

أبي طاهر، حدّثني أبو هفّان، حدّثني أبي قال: دخل العتّابي (1) على عبد اللّه بن طاهر فأنشده:

حسن ظنّي و حسن ما عوّد اللّه سواي (2) بك الغداة أتى بي (3)أيّ شيء يكون أحسن من حسن يقين حدا إليك ركابي فأمر له بجائزة، ثم دخل عليه مرة أخرى فأنشده:

جودك يكفينيك في حاجتي *** و رؤيتي تكفيك مني السؤال

كيف أخشى الفقر ما عشت لي *** و إنما كفاك لي بيت مال

فأجازه أيضا، ثم دخل عليه اليوم الثالث فأنشده:

أكسني ما يبيد أصلحك اللّه *** فإني أكسوك ما لا يبيد

فأجازه و كساه و حمله.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد بن علي، أنا علي بن عمر بن أحمد بن مهدي، نا القاضي الحسين بن إسماعيل، نا عبد اللّه بن أبي سعد، حدّثني هارون بن ميمون الخزاعي، نا محمّد بن أبي شيخ من أهل الرقّة، حدّثني أحمد بن يزيد بن أسيد السلمي قال: كنت مع طاهر بن الحسين بالرقّة، و أنا أحد قواده، و كانت لي به خاصّية (4)،أجلس عن يمينه، فخرج علينا يوما راكبا، و مشينا بين يديه و هو يتمثّل (5):

عليكم بداري فاهدموها فإنها *** تراث كريم لا يخاف العواقبا

إذا همّ ألقى بين عينيه عزمه *** و أعرض عن ذكر العواقب جانبا

سأرخص عني العار بالسيف جالبا *** عليّ قضاء اللّه ما كان جالبا

فدار حول الرافقة (6) ثم رجع فجلس مجلسه، فنظر في قصص و رقاع، فوقّع فيها

ص: 230


1- هو كلثوم بن عمرو بن أيوب العتابي، انظر ترجمته و أخباره في الأغاني 109/13، و هذا الخبر و الشعر مثبت في الأغاني 116/13.
2- الجليس الصالح: سوائي.
3- عن م و المصادر، و في الأصل: أترابي.
4- كذا بالأصل و م، و في المختصر 279/12:«خاصة».
5- الأبيات لسعد بن ناشب، و هو من شعراء بني تميم، راجع خزانة الأدب 443/3.
6- الرافقة بلد متصل البناء بالرقة، و هما على ضفة الفرات و بينهما مقدار ثلاثمائة ذراع (ياقوت).

صلات أحصيت ألف ألف و سبع مائة ألف، فلما فرغ (1) نظر إليّ مستطعما للكلام، فقلت: أصلح اللّه الأمير، ما رأيت أنبل من هذا المجلس، و لا أحسن، و دعوت له، ثم قلت: لكنه سرف (2)،فقال: السرف من الشرف، فأردت الآية التي فيها: وَ الَّذِينَ إِذٰا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَ لَمْ يَقْتُرُوا وَ كٰانَ بَيْنَ ذٰلِكَ قَوٰاماً (3) فجئت بالأخرى التي فيها: إِنَّهُ لاٰ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (4) فقال: صدق اللّه، و ما قلنا كما قلنا، ثم ضرب الدهر حتى جمعنا (5) ابنه مع عبد اللّه بن طاهر في ذلك القصر بعينه، فخرج علينا راكبا و هو يتمثّل:

يا أيها المتمنّي أن يكون [فتى] (6) *** مثل ابن ليلى لقد جلا (7) لك السملا (8)

انظر ثلاث خلال قد جمعن له *** هل سبّ من أحد أو سبّ أو بخلا؟

ثم دار حول الرافقة، ثم انصرف و جلس مجلسه، و حضرنا و حضرت رقاع و قصص، فجعل يوقع فيها، و أنا أحصي فبلغت صلاته ألفي ألف و سبع مائة ألف، زيادة ألف ألف على ما وصل أبوه، ثم التفت إليّ مستطعما للكلام، فدعوت له، و حسّنت فعاله، ثم أتبعت [ذاك] (9) قال: فإن قلت له لكنه سرف، فقال: السرف من الشرف، فقلت: نعم، أعز اللّه الأمير السرف من الشرف، السرف من الشرف، كررتها فقال: لم كرّرتها؟ فقلت (10):

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و ابن (11) سعيد، قالا: نا و أبو النجم الشّيحي (12)،

ص: 231


1- سقطت من م، و مكانها إشارة تحويل إلى ه الهامش، و لم يكتب عليه شيء.
2- بعدها بالأصل و م: و السرف، مقحمة لا لزوم لها حذفناها.
3- سورة الفرقان، الآية:67.
4- سورة الأنعام، الآية:141 و فيها: إنه لا يحب.
5- كذا بالأصل و م، و في مختصر ابن منظور 279/12 «اجتمعنا مع ابنه عبد اللّه» و هذا أظهر.
6- سقطت من الأصل و م، و أضيفت للوزن عن مختصر ابن منظور.
7- في م:«حالك» و في المختصر:«خلّى لك» و في المطبوعة: جلا.
8- الأصل و م، و في المختصر و المطبوعة:«السبلا».
9- بالأصل و م: انبعث، و المثبت و الزيادة التالية عن مختصر ابن منظور 280/12.
10- بياض بالأصل، و بهامش «بياض بالأصل» و بياض في م و مختصر ابن منظور أيضا.
11- بالأصل و م:«و أبو سعيد» خطأ و الصواب ما أثبت و السند معروف.
12- بالأصل و م: الشيخي، خطأ. و قد مرّ كثيرا.

أنا أبو بكر الخطيب (1)،حدّثني عبيد اللّه بن أبي الفتح، نا محمّد بن العبّاس، أنا محمّد بن خلف بن المرزبان، حدّثني عبد اللّه بن بشر، حدّثني الحسين (2) بن علي بن طاهر، قال: بعث عبد اللّه بن طاهر إلى عبد اللّه بن السّمط :

لعمري لنعم الغيث غيث أصابنا *** ببغداد من أرض الجزيرة و ابله (3)

و نعم الفتى و البيد دون مزاره *** بعشرين ألفا صبّحتنا رسائله

فكنا كحيّ صبّح الغيث أهله *** و لم ينتجع أظعانه و حمائله

أتى جود عبد اللّه حتى كفت به *** رواحلنا سير الفلاة رواحله

أخبرنا أبو العزّ السلمي مناولة، و قرأ عليّ إسناده، و قال: اروه عني، أنا محمّد بن الحسين، أنا أبو الفرج المعافى بن زكريا (4)،نا محمّد بن أحمد الحكيمي (5)،نا عبد اللّه بن عمرو الوراق، نا محمّد بن عبد الرّحمن بن بشر، قال:

أنشد أبو السمط بن أبي الجنوب بن أبي حفصة لرؤبة:

إن جئت أعطاني و إن أنا لم أجي *** تفقّد (6) أمري فوق ما كنت أرتجي (7)

فقال: لي و اللّه أجود من هذا في عبد اللّه بن طاهر، و هو متوجّه إلى نصر بن شبث (8)،فوجّه إليّ عشرين ألفا، فقلت:

لعمري لنعم الغيث غيث أصابنا *** ببغداد من أرض الجزيرة و ابله (9)

و نعم الفتى و البيد بيني و بينه *** بعشرين ألفا صبّحتنا رسائله

فكنا كحيّ صبّح الغيث أهله *** و لم يحتمل أظغانه (10) و حمائله

ص: 232


1- تاريخ بغداد 485/9.
2- بالأصل و م:«الحسن بن علي بن أبي طاهر» و المثبت عن تاريخ بغداد.
3- الأصل و م: وايله، و المثبت عن تاريخ بغداد.
4- الخبر في الجليس الصالح الكافي 438/1.
5- بالأصل و م: الحكمي، و المثبت عن الجليس الصالح.
6- في الجليس الصالح: تنفذ.
7- لم يرد البيت في ديوان رؤبة و لا في زيادات شعره.
8- بالأصل و م: شبيب، خطأ و الصواب عن الجليس الصالح (ورد فيه خطأ شيث).
9- عن الجليس الصالح، و بالأصل و م: وايله.
10- بالأصل:«قلنا حتى صبح... إطعامه» و الصواب عن م و الجليس الصالح.

فأنشدنا هذا الشعر عمارة بن عقيل، فقال لي:- و اللّه - في خالد بن يزيد أحسن من هذا ثم أنشد:

لم أستطع سيرا لمدحة خالد *** فجعلت مدحته (1) إليه رسولا

فليدخلن (2) إليّ نائل [خالد] (3) *** و ليكفينّ رواحلي السترحيلا (4)

فأنشد هذا الشعر المسمعي فقال: أنشدني الأصمعي أجود من هذا:

جزى اللّه خيرا و الجزاء بكفّه *** بني السّمط إخوان (5) السماحة و الحمد

أتاني و أهلي بالعراق حباهم (6) *** كما انقضّ غيث من (7) تهامة من نجد

قال: و نا المعافى (8)،نا علي بن محمّد بن الجهم أبو طالب المكي (9) الكاتب، حدّثني القاسم بن أحمد الكاتب، حدّثني أحمد بن محمّد بن مدبّر (10)،حدّثني إسحاق بن إبراهيم بن مصعب، قال:

تضمنت (11) السواد من المأمون لسنة ثلاث عشرة و مائتين بأربع مائة ألف كرّ شعيرا مصرفا بالفالج حاصلا، و ثمانية آلاف درهم سوى مؤن العمل و أرزاق العمال و غير ذلك، فارتفع لي فيه من الفضل بعد المؤن و الأرزاق الجارية عشرون ألف ألف درهم، قال: فأتيت المأمون فقلت: يا أمير المؤمنين إنّي قد استفضلت في ضمان السّواد عشرين ألف ألف درهم، قال: قد سررتني و قد سوغتكها، و لكن اكتب إلى عبد اللّه بن طاهر فعرّفه (12) إنما ضمّنتك السواد له و سوّغتك هذا الفضل لمكانه و محله مني، ففعلت قال:

ص: 233


1- الجليس الصالح: مدحيه.
2- الجليس الصالح: فليرحلن.
3- سقطت من الأصل و م، و أضيفت لاستقامة الوزن عن الجليس الصالح.
4- البيتان في ديوانه ص 70.
5- الجليس الصالح: أخدان.
6- الجليس الصالح: جداهم.
7- الجليس الصالح: في تهامة أو نجد.
8- الخبر في كتاب الجليس الصالح الكافي للمعافى بن زكريا 106/3.
9- «المكي» ليست في الجليس الصالح.
10- عن الجليس الصالح، و بالأصل و م: مدير.
11- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل، و الصواب عن الجليس الصالح.
12- عن م و الجليس الصالح، و بالأصل: نعرفه.

فكتب إليّ عبد اللّه بن طاهر: قد سرني ما كتبت به من ربحك عشرين ألف ألف درهم، و تسويغ أمير المؤمنين إياك، ذلك و أمير المؤمنين أجلّ قدرا، و أعظم خطرا من أن يستكثر هذا من فعله، إذ كان أهلا لما هو أكثر منه، و ليس ينبغي أن يقنع لك بهذا دون أن أضيف إليه شيئا آخر من مالي فاقبض من [غلة] (1) ضياعي (2) مائة ألف ألف درهم.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف المقرئ، أنا الحسن بن إسماعيل المصري، أنا أحمد بن مروان، أنا محمّد بن عبد العزيز، قال: أمر عبد اللّه بن طاهر لزائر بشيء، فوقّع في رقعته: قد أمرنا لك بشيء هو دون قدرك في الاستحقاق، و فوق الكفاية مع الاقتصاد.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

قرأت بخطّ أبي عمرو المستملي، سمعت الحسين بن منصور يحكي عن فتيان من طلبة الحديث، قالوا:

كنا بالشام أيام عبد اللّه بن طاهر، قال: فأملقنا حتى صرنا في غير نفقة، و كانت العلماء لا تحدّث يوم الجمعة، فقلنا لأصحابنا يوم الجمعة: مرّوا بنا إلى الفرات نغسل هذا الشعث عنا و الدنس، فذهبنا إلى الفرات فجعلنا (3) نغسل ثيابنا و رءوسنا، إذ أقبل شاب بين غلالتين يتلوه خادم، حتى وقف علينا، فقال: من أنتم ؟ قلنا: شتوت من الناس، و نوازع بلدان، فقال: من طلبة الحديث ؟ قلنا: نعم، فقال: ممن (4) يقول:«الإيمان قول و عمل يزيد و ينقص ؟» قلنا: نعم، قال: فما حالكم في نفقاتكم ؟ قلنا: أسوأ حال، فالتفت إلى الخادم قال: يعطون ألفا ألفا، قال: فمرّ بنا، فألقيت في أكمامنا ألفا ألفا، فقلنا للخادم: من هذا؟ قال: عبد اللّه بن طاهر.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و ابن سعيد، قالا: نا و أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب (5)،حدّثني الأزهري، قال: وجدت في كتابي عن أبي نصر محمّد (6) بن

ص: 234


1- بياض بالأصل، و اللفظة استدركت عن الجليس الصالح، و سقطت الكلمة من م و الكلام فيها متصل.
2- عن م و الجليس الصالح و بالأصل: صناعي.
3- بالأصل و م:«فجعل يغسل».
4- بالأصل و م:«من» و المثبت عن مختصر ابن منظور 280/12.
5- تاريخ بغداد 485/9-486.
6- بالأصل و م:«أبي نصر محمد بن أبي نصر محمد بن أحمد..» صوبنا العبارة عن تاريخ بغداد، و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 86/17 و فيها: محمد بن أحمد بن محمد بن موسى.

أحمد بن موسى الملاحمي النيسابوري - شيخ قدم علينا - قال: سمعت عمرو بن إسحاق السكني يقول: سمعت سهل بن ميسرة (1) يقول: لما رجع أبو العبّاس عبد اللّه بن طاهر من الشام ارتفع فوق سطح قصره فنظر إلى دخان يرتفع (2) في جواره، فقال لعمرويه: ما هذا الدخان ؟ قال: أظن القوم يخبزون، فقال: و يحتاج (3) جيراننا أن يتكلفوا ذلك، ثم دعا (4) حاجبه فقال: امض و معك كاتب، فأحص جيراننا ممن لا يقطعهم عنا شارع، فمضى فأحصاهم، فبلغ عدد صغيرهم و كبيرهم أربعة آلاف نفس، فأمر لكلّ واحد منهم بمنوين (5) في كل يوم خبزا و منا لحما، و من التوابل في كل شهر عشرة دراهم و الكسوة في الشتاء مائة و خمسون درهما،[و في الصيف مائة درهم] (6)، و كان ذلك دأبه مقامه ببغداد، فلما خرج انقطعت الوظائف إلاّ الكسوة ما عاش أبو العبّاس.

أخبرنا أبو العزّ السلمي - فيما قرأ عليّ إسناده و ناولني إيّاه و أذن لي في روايته - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا (7)،نا عبد اللّه بن جعفر بن إسحاق الجابري الموصلي بالبصرة، نا محمّد بن ياسر الكاتب - كاتب أحمد بن طولون - حدّثني أبي، نا علي بن إسحاق قال: اشترى عبد اللّه بن طاهر جارية بخمسة و عشرين ألفا على ابنة عمّه فوجدت عليه و قعدت في بعض المقاصير فمكثت شهرين لا تكلمه، فعمل هذين البيتين:

إلى كم يكون العتب في كلّ ساعة *** و كم لا تملّين القطيعة و الهجرا

رويدك إنّ الدهر فيه كفاية *** لتفريق ذات البين فانتظري (8) الدهرا

قال: و قال للجارية: اجلسي على باب المقصورة فغنّي به، فلما غنّت بالبيت

ص: 235


1- تاريخ بغداد: مرة.
2- تاريخ بغداد: مرتفع.
3- بالأصل و م:«و تحتاج إلى جيراننا» و المثبت عن تاريخ بغداد.
4- الأصل و م:«ادعا» و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- المنا: الكيل أو الميزان، يثني: منوان و مينان، و الأول أعلى (اللسان).
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيفت العبارة عن م و تاريخ بغداد، و سقطت من م:«درهم».
7- الجليس الصالح الكافي للمعافى بن زكريا 96/2.
8- الأصل و م: فانتظر، و المثبت عن الجليس الصالح.

الأول لم تر شيئا، فلما غنّت البيت الثاني فإذا قد خرجت مشقوقة الثوب حتى أكبّت على رجله فقبّلتها.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنشدنا أبو عبد اللّه السلمي، أنشدنا أبو الفرج المعافى بن زكريا القاضي، أنشدني عبد اللّه بن إسحاق، أنشدني عبد اللّه بن طاهر لبعضهم:

إلى كم يكون العتب في كلّ ساعة *** و كم لا تملّين القطيعة و الهجرا

رويدك إنّ الدهر فيه كفاية *** لتفريق ذات البين فانتظري (1) الدهرا

أخبرنا أبو الفضل أحمد بن الحسن (2) بن هبة اللّه، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، قالا: أنا أبو الخطاب عبد (3) الملك بن أحمد بن عبد اللّه بن حمدان الخطيب الشوكي (4)،أنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن جعفر المعروف بالخالع، أنا عمّي أبو عمرو عثمان بن جعفر بن محمّد بن الحسين الجواليقي، أنا أبو مقاتل محمّد بن العبّاس بن أحمد بن مجاشع، أنشدني أحمد بن يحيى ثعلب أبو العبّاس (5):

يقول رجال إن مروا بعيدة *** و ما بعدت مرو (6) و فيها ابن طاهر

و أبعد من مرو (7) رجال *** أراهم بحضرتنا، معروفهم غير حاضر

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو عثمان الصّابوني، أنشدنا أبو صادق محمّد بن أحمد بن شاذان الصيدلاني الأديب لبعضهم:

يا من يؤمّل أن تكون خصاله *** كخصال عبد اللّه أنصت و اسمع

فلأمحضنّ لك النصيحة و الذي *** حجّ الحجيج إليه فاقبل أو دع

ص: 236


1- بالأصل و م: فانتظر، و المثبت عن الرواية السابقة.
2- بالأصل و م: الحسين، و المثبت عن مشيخة ابن عساكر 6/أ رقم 17.
3- بالأصل و م،«عبد الرحمن بن عبد الملك» و في المطبوعة: عبد الملك، بسقوط «عبد الرحمن» و قد صوبنا السند عن سند مماثل سابق مرّ قريبا:«أبو الخطاب عبد الملك».
4- بالأصل و م هنا:«الشوبكي» صوبنا النسبة عن السند المماثل المتقدم قبل صفحات. و انظر في هذه النسبة الأنساب للسمعاني.
5- البيتان في الوافي بالوفيات 222/17 لبعض الشعراء و هو بمصر.
6- الوافي: يقول أناس إن مصرا بعيدة و ما بعدت يوما و فيها.
7- الوافي: مصر.

أكرم و عفّ و كفّ و احلم و احتمل *** و اسمح و دار و هشّ و اصفح و اشجع

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أحمد بن داود، نا الفضل بن محمّد، قال: قال عبد اللّه بن طاهر ذات يوم لرجل أمره بعمل: احذر أن تخطئ فأعاتبك (1) بكذا و كذا، لأمر عظيم، فقال: أيّها الأمير من كانت هذه عقوبته على الخطأ فما ثوابه على الإصابة ؟.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الوحش المقرئ، عن رشأ بن نظيف، أنا محمّد بن جعفر النحوي، أنا الصّولي، عن المبرّد، عن عبد اللّه بن طاهر، قال: المال غاد و رائح، و السلطان ظلّ زائل، و الإخوان كنوز وافرة.

ذكر أبو علي القاسم بن الحسين الكوكبي، حدّثني أبو العبّاس المؤدب، قال:

عتب عبد اللّه بن طاهر على بعض إخوانه، فاعتذر إليه الرجل و كتب إليه:

يا سيّدي ضاقت الدنيا بما رحبت *** عليّ حتى تريني منك وجه رضا

فإن ترينيه أحيا عند رؤيته *** أو لا فإنّي و شيك (2) ميت حرضا

فكتب إليه عبد اللّه:

هل حلت من وجه مرضاتي إلى غضبي *** فتبتغي بجميل الرأي وجه رضا

لو كنت أقبل ما يمضي على أذني *** لكنت للناس فيما حاولوا غرضا (3)

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنشدنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنشدني عبد العزيز بن عبد الملك الأموي ببخارا، أنشدنا أبو سهل بن زياد، أنشدنا المبرّد لعبد اللّه بن طاهر:

ليس في كلّ ساعة و أوان *** تتهيّا صنائع الإحسان

فإذا أمكنت تقدّمت فيها *** حذرا من تعذّر الإمكان

أنشدنا أبو القاسم محمود بن عبد الرّحمن البستي، أنشدنا أبو الحسن علي بن أحمد المديني، أنشدنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، أنشدنا أحمد بن سعيد المروزي،

ص: 237


1- الأصل و م، و في المختصر 281/12 فأعاقبك.
2- كذا بالأصل و م، و الصواب: وشيكا.
3- بالأصل و م:«حالوا عرضا» و المثبت عن المطبوعة.

أنشدنا أبو عمرو الفقيه، لعبد اللّه بن طاهر (1):

نبّهته و ظلام الليل منسدل *** بين الرياض دفينا في الرياحين (2)

فقلت: خذ قال: كفّى لا تطاوعني *** فقلت: قم. قال: رجلي لا تؤاتيني

إنّي غفلت عن الساقي فصيّرني *** كما تراني سليب العقل و الدّين

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو نصر عبد الوهّاب بن عبد اللّه بن عمر المرّي - و نقلته أنا من خط المرّي - أنشدنا أبو سليمان بن زبر لعبد اللّه بن طاهر:

إذا كنتم للنّاس أهل سياسة *** فسوسوا كرام النّاس بالبرّ و الفضل

و سوسوا لئام النّاس بالنبل (3) يصلحوا *** على الذلّ إنّ الذلّ يصلح للنّذل

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الفضل أحمد بن الحسن، قالا: أنا أبو الخطاب عبد الملك بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن حمدان، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن جعفر، أنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، أنشدنا أبو العبّاس المبرّد لعبد اللّه بن طاهر:

ألا من (4) لقلب معرض للقلب (5) *** أطافت به الأحزان من كلّ جانب

يبيّن يوم البين أن اعتزامه *** على الصّبر من أخذ (6) الظنون الكواذب

أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمّد بن أحمد الأصبهاني، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الحسن بن القزويني، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا محمّد بن خلف بن المرزبان، حدّثني أبو الوضّاح التغلبي، حدّثني أبو علي الحسن بن السكن الرازي، قال: خرج عبد اللّه بن طاهر يتنزه بنيسابور فرأى في بعض بساتينها حمامتين على شجرة

ص: 238


1- الأبيات في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 221-230 ص 233) صدرها الذهبي: و مما ينسب إلى عبد اللّه بن طاهر قوله.
2- بالأصل و م: بين الرياضين دفينا في الرياح و المثبت عن تاريخ الإسلام.
3- كذا بالأصل، و في م:«بالنيل» و في المطبوعة: بالذل.
4- بالأصل:«الأمر تقلب» و المثبت عن م.
5- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: للنوائب.
6- المطبوعة: إحدى.

تصوّتان (1) فأشجاه ترنّمهما و أطربه فأنشأ يقول:

يا طائران على غصن أنا لكما *** من أنصح النّاس لا أبغي به ثمنا

كونا إذا ما طرتما زوجا *** فإنكما لا تأمنان إذا أفردتما حزنا

هذا أنا لا على غيري أحيلكما *** أخو اكتئاب بتركي الإلف و الوطنا

قرأت على أبي القاسم الشّحّامي، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو بكر محمّد بن علي الفقيه ببخارى، نا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي، قال: كتب علي بن هشام إلى عبد اللّه بن طاهر:

ابن لي أبا العبّاس ما أنا صانع *** أشكرك أم أغضي على غصص الصّبر؟

أ تدعو فلا أعصي و أدعو فلا تجي *** ففعلك هذا قد يدلّ على الكبر

و خبّرتني أن الرسول أتاكم *** فوافاك عنّي بالكتاب مع العصر

فهذا رسولي قد أتاك مبكرا *** فلا تحبسنّه بالغداة إلى الظهر

و لا تعتذر، نفسي تقيك من الردى *** فما لك عندي إن تخلّفت من عذر

قال: فأجابه عبد اللّه بن طاهر:

عجلت إلى لومي جعلت لك الفداء *** و ألزمتني ما ليس فيّ من الكبر

و باللّه إني (2) ما اعتللت و إنّني *** صدقتك فيما قد شرحت من العذر

و ها أنا ذا بعد الكتاب بساعة *** فإن قلت: لا أرجع إلى آخر الشهر

أقمت لألقى هو ظنّ ظننته *** و أذهب ما أكننت (3) من غصص (4) الصدر

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم غير مرة، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أحمد بن عبدان الأزدي، نا محمّد بن منصور البغدادي، قال: دخلت على عبد اللّه بن طاهر و هو في سكرات الموت فقلت: السلام عليك أيها الأمير، فقال: لا تسمّني أميرا، و سمّني أسيرا، و لكن أكتب عني بيتين عرضا

ص: 239


1- بالأصل و م: يصوتان.
2- سقطت من الأصل و م، و أضيفت عن المطبوعة.
3- عن م و بالأصل: ما أ كتبت.
4- ضبطت بالأصل بضمة فوق الغين و فتحة فوق الصاد الأولى.

بقلبي ما أراهما إلاّ آخر بيتين أقولهما، ثم أنشأ يقول:

بادر فقد أسمعك الصوت *** إن لم تبادر فهو الفوت

من لم تزل نعمته قبله *** زال عن الموت (1) بالموت (2)

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، و علي بن الحسن، قالا: نا و أبو النجم الشّيخي (3)،أنا أبو بكر الخطيب (4)،أخبرني الحسن بن أبي بكر، أنا محمّد بن إبراهيم بن عمران الجوري (5) في كتابه، أنا أحمد بن حمدان بن الخضر، نا أحمد بن يونس الضّبّي، حدّثني أبو حسان الزيادي قال:

سنة ثلاثين و مائتين فيها مات عبد اللّه بن طاهر، و يكنى أبا العبّاس بمرو، في شهر ربيع الأول لإحدى عشرة ليلة خلت منه، و كان مرضه يوم الاثنين لثمان خلون، فمرض ثلاثة أيام من وجع أصابه في حلقه (6)،و توفي و هو والي خراسان و جرجان و الريّ و طبرستان.

قال الخطيب: و ذكر غير أبي حسان: أنه توفي بنيسابور.

[قال:] (7) أخبرنا الحسن بن أبي طالب، أنا أحمد بن محمّد بن عمران، أنا محمّد بن يحيى النّديم، نا محمّد بن موسى بن حمّاد، عن الحسن بن (8) وهب، قال:

توفي عبد اللّه بن طاهر بنيسابور ليلة الجمعة لأيام خلت من شهر ربيع الأول، سنة ثلاثين و مائتين.

قال (9):و أنا الأزهري، أنا علي بن عمر الحافظ ، نا عبد اللّه بن إسحاق المعدّل، نا الحارث بن محمّد، قال: مات عبد اللّه بن طاهر بن الحسن بنيسابور سنة ثلاثين

ص: 240


1- كذا بالأصل و م، و في المختصر: عن النعمة.
2- في البيت إقواء.
3- بالأصل و م: الشيخي، خطأ.
4- تاريخ بغداد 488/9.
5- بالأصل: الجوزي، و في م:«الحوري» و المثبت عن تاريخ بغداد.
6- بالأصل: جلده، و المثبت عن تاريخ بغداد.
7- زيادة منا للإيضاح، فالقائل: أخبرنا، هو أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 488/9.
8- بالأصل و م: عن، خطأ، و الصواب ما أثبت عن تاريخ بغداد.
9- المصدر السابق.

و مائتين، و هو والي خراسان، و كان لعبد اللّه بن طاهر حين توفي ثمان و أربعون سنة و تسعة و أربعون يوما.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهّاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمّد بن جرير الطبري (1) قال: و في هذه السنة - يعني سنة ثلاثين و مائتين - مات عبد اللّه بن طاهر أبو العبّاس بنيسابور يوم الاثنين لإحدى عشرة [ليلة] (2) خلت من شهر ربيع الأول بعد موت أشناس بسبعة (3) أيام، و مات و إليه الحرب و الشرطة، و السواد (4)و خراسان و أعمالها و الريّ و طبرستان و ما يتصل بها، و كرمان و خراج هذه الأعمال (5)، فولّى الواثق أعمال ابن طاهر كلها ابنه طاهرا.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأني أحمد بن كامل القاضي - شفاها - قال: مات أبو العبّاس عبد اللّه بن طاهر بن الحسين يوم الخميس لإحدى عشرة ليلة خلت... (6) بنيسابور، و كان قد أظهر التوبة، و كسر لآلات الملاهي، و عمّر رباطات خراسان، و وقف لها الوقوف، و أظهر الصدقات، و وجّه أموالا عظيمة إلى الحرمين، و افتدى أسرى المسلمين من الترك، و بلغ ما أنفقه على الأسارى ألفي ألف درهم.

قرأت على أبي القاسم الشّحّامي، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا العباس عبد اللّه بن محمّد الوراق يقول: كان زكريا بن دلويه يزور كلّ جمعة قبر عبد اللّه بن طاهر فيخرق الأسواق، و طريقه على قبر استاذه أحمد بن حرب، فلا يقف على قبره، فعوتب على ذلك فقال: إنّ أحمد بن حرب و غيره من العلماء و الصّالحين لم يعدهم زهدهم و آثار عبد اللّه بن طاهر باقية ما بقيت السموات و الأرض.

كتب إليّ أبو نصر القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني

ص: 241


1- الخبر في تاريخ الطبري 131/9 ضمن حوادث سنة 230.
2- زيادة عن تاريخ الطبري.
3- في الطبري المطبوع:«بتسعة أيام» و بهامشه عن نسخ منه:«بسبعة».
4- بالأصل:«قال: وافي خراسان» و في م:«و الشرطة و خراسان» و الصواب عن تاريخ الطبري.
5- بعدها في تاريخ الطبري: كان يوم مات ثمانية و أربعين ألف ألف درهم.
6- بياض بالأصل و م و المطبوعة.

أبو الحسين بن يعقوب الحافظ ، نا محمّد بن إسحاق بن إبراهيم، قال: سمعت محمّد بن أحمد بن سلمة يقول: قال محمّد بن عبد اللّه بن منصور لما بلغه موت عبد اللّه بن طاهر:

هيهات لا يأتي الزمان بمثله *** إنّ الزمان بمثله لبخيل

3354 - عبد اللّه بن طاهر بن محمّد بن كاكو

3354 - عبد اللّه بن طاهر بن محمّد بن كاكو (1)

أبو محمّد المعروف بالقاضي ابن زينة (2) الواعظ

أصله من مرو الرّوذ، و ولد بصور، و نشأ بالشام، و ذكر أنه سمع القضاعي (3)بمصر، و أنه تفقه على أبي إسحاق الشيرازي (4)،و رأيت له سماعا من أبي محمّد عبد اللّه بن الحسين بن أبي فحّة البعلبكي (5) سنة ست و ثمانين و أربعمائة، و هو إذ ذاك كبير، و كان كثير الحفظ للنتف و الأشعار المقطعة، حسن الإيراد، حلو اللسان، يعظ في الأعزية، و كان كثير التطفيل. ذكر أنه ولد في حدود سنة سبع و ثلاثين و أربعمائة، اجتمعت به غير مرة غير أني لم أكتب عنه شيئا.

قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي، أنشدني القاضي أبو محمّد عبد اللّه بن طاهر، أنشدني أبو إسحاق الشيرازي رحمة اللّه عليه:

لما أتاني كتاب منك مبتسما *** عن كلّ معنى و لفظ غير محدود

حكت معانيه في أثناء أسطره *** أفعالك البيض في أحوالي السّود

قال: و أنشدني أيضا - و لم يذكر عمن أنشده - على طريقة البستي:

عزيز (6) على غرّتي غرّني *** و ألبسني الهجر إذ سلّما

فلمّا تملّكني و احتوى *** على مهجتي سلّ ما سلّما

ص: 242


1- في مختصر ابن منظور 283/12 كاكو.
2- بالأصل و م:«ابن عربية» و المثبت عن مختصر ابن منظور و المطبوعة.
3- هو أبو عبد اللّه القضاعي المصري محمد بن سلامة بن جعفر بن علي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 92/18.
4- هو إبراهيم بن علي بن يوسف، أبو إسحاق الفيروزآبادي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 452/18.
5- تقدمت ترجمته في كتابنا.
6- في م: غرير.

و سمعته ينشد لبعضهم في وزير عزل عن الوزارة ثم أعيد:

قد رجع الأمر إلى نصابه *** و أنت من كلّ الورى أولى به

ما كان إلاّ السّيف سلّته يد *** ثم أعادته إلى قرابه

توفي في (1) عشرين و خمسمائة، و أنا غائب ببغداد في رحلتي الأولى.

حرف الظاء

اشارة

فارغ

ص: 243


1- كذا بالأصل و م، و في المختصر 283/12:«توفي سنة عشرين...» و في المطبوعة: توفي في (بعدها بياض) عشرين و خمسمائة.

حرف العين في أسماء آباء العبادلة

3355 - عبد اللّه بن عامر الحضرمي

3355 - عبد اللّه بن عامر الحضرمي (1)

و اسمه عبد اللّه بن عمّار بن سلمى بن أكبر (2) زيد بن ربيعة بن مالك بن الخزرج بن أبد بن أبنود بن الصّدف (3)،و أمّه أم طلحة: و اسمها أرنب بنت كريز (4)ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف وجهه معاوية من الشام إلى البصرة يدعو إلى الطلب بدم عثمان، و نزل على بني تميم، و اجتمع إليه جماعة.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن النّقّور، و أبو منصور عبد الباقي بن محمّد بن غالب، قالا (5):أنا محمّد بن عبد الرّحمن بن العباس، أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، نا زكريا بن يحيى، قال: قال الأصمعي:

الحضرمي - أبو العلاء بن الحضرمي - اسمه عبد اللّه بن عبّاد (6) بن أكبر بن مالك بن

ص: 244


1- أخباره في تاريخ الطبري 110/5 و الكامل لابن الأثير بتحقيقنا (الجزء الثاني - الفهارس) و تاريخ خليفة (الفهارس).
2- رسمها و إعجامها مضطربان في الأصل و م، و المثبت عن أسد الغابة، ترجمة العلاء بن الحضرمي 571/3.
3- أسد الغابة: الخزرج بن أبي ابن الصدف.
4- بالأصل و م:«كر» و المثبت عن المطبوعة.
5- عن م و بالأصل: قال.
6- كذا في أسد الغابة في نسب العلاء ابنه، قال: و قيل: عبد اللّه بن عمار، و قيل: عبد اللّه بن ضمار، و قيل: عبد اللّه بن عبيدة بن ضمار.

الخزرج بن الصّدف الكندي، و منزله حضر موت، و هو حليف لبني عبد شمس بن عبد مناف.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو عبد اللّه، و أبو غالب ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص (1)،نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال (2):و ولد حبيب بن عبد شمس ربيعة، و أمّه من فهم، فولد ربيعة بن حبيب كريزا، أمّه أم سكن بنت ظالم بن منفذ بن سبيع بن جعثمة بن سعد بن مليح الخزاعي، فولد كريز بن (3) ربيعة: أم طلحة بنت كريز، و هي أرنب (4) تزوجها عامر بن الحضرمي فولدت له، و ذكر غيرها، ثم قال: و أمّهم أم حكيم بنت عبد المطّلب.

أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي و غيره، عن أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم بن الخليل، أنا الحارث بن أبي أسامة، أنا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر الواقدي قال: و فيها - يعني سنة تسع و عشرين قدم ابن عامر على عثمان - و استخلف عبد اللّه بن عامر بن الحضرمي، فقتل عثمان و هو على البصرة.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسين، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (5)،قال: و فيها - يعني سنة ثمان و ثلاثون - وجّه معاوية بن أبي سفيان عبد اللّه بن الحضرمي إلى البصرة ليأخذها و بها زياد خليفة لابن عبّاس، فنزل ابن الحضرمي في بني تميم، و تحوّل زياد إلى الأزد فنزل على صبرة (6) بن شيمان الحدّاني، فكتب زياد إلى علي يعلمه بذلك، فوجّه علي

ص: 245


1- بالأصل و م: المخلصي، خطأ.
2- انظر ما ورد في كتاب نسب قريش للمصعب بن عبد اللّه الزبيري ص 147 و انظر جمهرة ابن حزم ص 74-75.
3- سقطت «بن» من الأصل و أضيفت عن م و نسب قريش و ابن حزم.
4- بالأصل:«و هي أم أرنب» و الصواب عن م و نسب قريش.
5- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 196-197.
6- بالأصل و م: قتيرة، و المثبت عن تاريخ خليفة.

أعين بن ضبيعة (1) المجاشعي، فقتل على فراشه غيلة (2)،فبعث علي جارية (3) بن قدامة السعدي (4) فحاصر ابن الحضرمي في دار سنبل (5)،ثم حرّق عليه.

3356 - عبد اللّه بن أبي بردة، و عامر و يقال الحارث

3356 - عبد اللّه بن أبي بردة، و عامر (6) و يقال الحارث

ابن عبد اللّه بن قيس الأشعري

والد بريد (7) بن عبد اللّه الكوفي سمع أباه أبا بردة، و أدرك جماعة من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم، و لا أعلم له رواية.

وفد على عمر بن عبد العزيز، و له ذكر.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف - إجازة - نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (8)،أنا علي بن محمّد عن مسلمة بن محارب و غيره، قال:

خرج بلال بن أبي بردة [و أخوه عبد اللّه بن أبي بردة] (9) إلى عمر بن عبد العزيز فاختصما إليه في الأذان في مسجدهم، فارتاب بهما عمر، فدسّ إليهما رجلا، فقال لهما: إن كلّمت أمير المؤمنين فولاّكما العراق ما تجعلان لي ؟ فبدأ الرجل ببلال، فقال له ذلك، فقال: أعطيك مائة ألف، ثم أتى أخاه، فقال له مثل ذلك، فأخبر الرجل عمر فقال لهما الحقا بمصركما و كتب (10) إلى عبد الحميد بن عبد الرّحمن: لا تولّ بلالا بلال الشر، و لا أحدا من ولد أبي (11) موسى شيئا.

ص: 246


1- بالأصل و م: مسبعة، و الصواب عن تاريخ خليفة.
2- رسمها مضطرب بالأصل و م و الصواب عن خليفة.
3- عن م و خليفة و بالأصل: حارثة.
4- عن م و خليفة و بالأصل: السعد.
5- كذا بالأصل و م، و في تاريخ خليفة: سنبيل.
6- بالأصل و م: و عامر.
7- بالأصل و م، و الصواب و الضبط عن تبصير المنتبه 1490/4 و الاكمال لابن ماكولا 257/1.
8- طبقات ابن سعد 395/5.
9- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و أضيف عن ابن سعد.
10- عن هامش الأصل.
11- كتبت اللفظة فوق الكلام بين السطرين بالأصل.

و قال بعضهم: كتب: لا (1) تولّ بليّل الشرّ صغّر بلالا.

3357 - عبد اللّه بن عامر بن كريز بن ربيعة

ابن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي

أبو عبد الرّحمن القرشي [العبشمي] (2)(3)

له رؤية (4) من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و حدّث عنه بحديث رواه عنه حنظلة بن قيس، و استعمله عثمان بن عفان على البصرة، فافتتح خراسان، و قدم على معاوية و زوّجه ابنته هند، و أسكنه إلى جنبه، و كانت داره بدمشق في الموضع المعروف بالجزيرة (5) قبلة باب الريح غربي سوق القمح.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو نصر أحمد بن محمّد بن الطوسي، قالا: أنا أبو الحسين (6) بن النّقّور - زاد إسماعيل: و أبو محمّد الصّريفيني قالا:- أنا أبو (7) القاسم بن حبابة.

ح و أخبرنا أبو الفتح محمّد بن علي، و أبو نصر عبيد اللّه بن أبي عاصم، و أبو محمّد عبد السّلام بن أحمد، و أبو عبد اللّه سمرة بن جندب، و أخوه أبو محمّد عبد القادر، قالوا: أنا محمّد بن عبد العزيز الفارسي، أنا عبد الرّحمن بن أبي شريح قالا: أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا مصعب بن عبد اللّه الزبيري، حدّثني أبي، عن

ص: 247


1- بالأصل:«لا تول بليل العراق بليل الشر صغير بلال» و في م:«لا تول بليل الشر صغير بلال» صوبنا العبارة عن ابن سعد.
2- الزيادة عن م، سقطت اللفظة من الأصل.
3- ترجمته و أخباره في نسب قريش ص 147 الوزراء و الكتاب للجهشياري ص 148 ذكر أخبار أصبهان 61/11 أسد الغابة 184/3 الإصابة 60/3 تهذيب التهذيب 178/3 البداية و النهاية بتحقيقنا (الجزء الثامن: الفهارس) الوافي بالوفيات 229/17 شذرات الذهب 25/1 سير أعلام النبلاء 18/3 تاريخ الإسلام (حوادث سنة 41-60 ص 257) و انظر بحاشيته أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
4- في م:«له رواية» و في سير الأعلام و تاريخ الإسلام: رأى النبي صلى اللّه عليه و سلم.
5- كذا بالأصل و م، و في سير الأعلام:«بالحويرة» و في تاريخ الإسلام: بالجويرة. و فيهما: و تعرف اليوم ببيت ابن الحرستاني.
6- بالأصل و م:«أبو الحسن، خطأ. و السند معروف.
7- بالأصل و م:«ابن» خطأ و الصواب ما أثبت، و اسمه: عبيد اللّه بن محمد بن إسحاق ترجمته في سير أعلام النبلاء 548/16.

مصعب بن ثابت، عن حنظلة بن قيس، عن عبد اللّه بن الزبير، و عبد اللّه بن عامر، قالا: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من قتل دون ماله فهو شهيد» (1)[6008 م].

قال البغوي: و لم أجد على هذا الحديث في كتابي علامة السماع، فأخبرني موسى بن هارون أنّا سمعناه أنا و هو من مصعب في موضع واحد.

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ (2)،نا محمّد بن أحمد بن مخلد، نا عبد اللّه بن أحمد بن إبراهيم الدورقي، نا عبد اللّه بن مصعب بن ثابت، عن أبيه، عن حنظلة بن (3) قيس، عن عبد اللّه بن الزبير، و عبد اللّه بن عامر بن كريز، قالا: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من قتل دون ماله فهو شهيد»[6009].

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر المعدّل، أنا أبو طاهر المخلّص (4)،نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار (5)، قال: فولد عامر بن كريز: عبد اللّه بن عامر، استعمله عثمان بن عفّان على البصرة، و عزل أبا موسى الأشعري، فقال أبو موسى: قد أتاكم فتى من قريش، كريم الأمّهات و العمّات و الخالات، يقول بالمال فيكم هكذا و هكذا، و هو الذي دعاه طلحة و الزبير إلى البصرة، و قال: إن لي فيها صنائع، فشخصا معه، و له يقول الوليد بن عقبة:

ألا جعل اللّه المغيرة و ابنه *** و مروان نعلي (6) بذلة لابن عامر

لكي يقياه الحرّ و القرّ و الأذى *** و لسع الأفاعي و احتدام الهواجر

كان كثير المناقب، و هو الذي افتتح خراسان، و قتل كسرى (7) في ولايته، و أحرم من نيسابور شكرا للّه، و هو الذي جعل السّقايات بعرفة، و كان ابن عامر رجلا

ص: 248


1- سير أعلام النبلاء 258/3 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 41-60 ص 257)، و انظر تخريجه فيهما.
2- الخبر في ذكر أخبار أصبهان 62/1.
3- بالأصل و م:«عن» خطأ و الصواب ما أثبت عن أخبار أصبهان، و قد مرّ أول الترجمة.
4- بالأصل و م: المخلدي، خطأ و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
5- انظر نسب قريش ص 147، و سير الأعلام 19/3 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 41-60 ص 258).
6- بالأصل و م:«بعلى بذله» و المثبت عن المطبوعة.
7- في نسب قريش:«يزدجرد» و هذا ما يفهم من سياق عبارة سير أعلام النبلاء 20/3 و في الوافي 229/17 «كسرى» كالأصل. و في أسد الغابة:«قتل كسرى يزدجرد».

سخيا، كريما، و أمّه دجاجة بنت أسماء بن الصّلت بن حبيب بن جارية بن هلال بن حرام بن سمّاك بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم، و أخوه لأمّه عبد ربه بن قيس بن السّائب بن عويمر بن عائذ بن عمران بن مخزوم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، قال: فولد عامر بن كريز عبد اللّه، و أمّ رافع، و أمّهما دجاجة بنت أسماء بن الصّلت بن حبيب بن جارية بن هلال بن حرام بن سماك بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم، و أبا الصهباء بن عامر لأم ولد، و أسلم عامر بن كريز يوم فتح مكة، و بقي إلى خلافة عثمان بن عفان، و قدم على ابنه عبد اللّه بن عامر البصرة، و هو و اليها لعثمان بن عفان، و عقبه (1) عامر بالبصرة و بالشام كثيرة (2).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3)،قال في الطبقة الأولى من أهل المدينة: عبد اللّه بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، و يكنى أبا عبد الرّحمن، قالوا: ولد عبد اللّه بن عامر بمكة بعد الهجرة بأربع سنين، فلما كان عام عمرة القضاء سنة سبع و قدم (4) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مكة معتمرا، حمل إليه ابن عامر و هو ابن ثلاث سنين، فحنكه (5) فتلمّظ و تثاءب فتفل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في فيه و قال:«هذا ابن السّلمية ؟» قالوا: نعم، قال:«هذا ابننا، و هو أشبهكم بنا، و هو مسقى»، فلم يزل عبد اللّه شريفا، و كان سخيا كريما، كثير المال و الولد، ولد له: عبد الرّحمن و هو ابن ثلاث (6) عشرة سنة[6010].

قرأت على أبي غالب أيضا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن

ص: 249


1- بالأصل و م: و عقبة، و الصواب ما أثبت عن سير أعلام النبلاء 19/3.
2- كذا بالأصل و م، و الصواب:«كثير» كما في سير الأعلام.
3- الخبر في طبقات ابن سعد 44/5-45.
4- عن م و ابن سعد، و بالأصل: و قد.
5- رسمها مضطرب بالأصل، استدركت اللفظة على هامشه.
6- مكان اللفظة «ثلاث» بياض بالأصل، و سقطت من م و الكلام فيها متصل، و استدركت اللفظة عن ابن سعد.

الدارقطني، قال: أما كريز فهو كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف (1)،و ابنته أروى بنت كريز أم عثمان بن عفّان، و ابنته أرنب بنت كريز، أم ولد عامر بن الحضرمي، و ابنه عامر بن كريز، و أمّ عامر بن كريز البيضاء بنت عبد المطّلب، أسلم يوم الفتح و بقي إلى خلافة عثمان، و هو والد عبد اللّه بن عامر بن كريز الذي ولاّه عثمان بن عفان البصرة و خراسان، و روى عبد اللّه بن عامر بن كريز عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:«من قتل دون ماله فهو شهيد»[6011].

قرأت على أبي الفتوح أسامة بن محمّد بن زيد العلوي، عن أبي جعفر بن المسلمة، عن أبي عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى، قال:

عبد اللّه بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف، و عبد اللّه ابن خال عثمان بن عفان، أم عثمان أروى بنت كريز، و قلد عثمان عبد اللّه البصرة في حداثة سنه، و لما جمع عثمان أهله و عمّاله و شاورهم في أمره قال (2):قال ابن عامر من أبيات:

منحت ابن أروى نصحه و هديته *** إلى الحقّ إنّ الحق أبلج واضح

و لما ركب البحر من مصر قال:

بكى صاحبي لما رأى الفلك قرّبت *** ليركب منها فوق ذي لجج غمر

و حنّ إلى أهل المدينة حنّة *** بمصر و هيهات المدينة من مصر

فقلت له: لا تبك عينك إنما *** نفرّ فرار من جهنم و البحر

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي زكريا البخاري.

و حدّثنا خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى القرشي، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا أبو زكريا، نا عبد الغني بن سعيد، قال: كريز بضم الكاف: عبد اللّه بن عامر بن كريز.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة في كتاب:«معرفة الصحابة»، قال: عبد اللّه بن عامر بن كريز بن حبيب بن

ص: 250


1- بعدها بالأصل و م:«و اسمه و ابنته».
2- كذا بالأصل و م، و الأشبه حذفها.

عبد شمس، توفي النبي صلى اللّه عليه و سلم و له ثلاث عشرة سنة (1)،و توفي هو سنة تسع و خمسين.

أنبأنا أبو سعد المطرز، و أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود العدل (2)،أنا أبو علي، قالا: قال لنا أبو نعيم الحافظ : عبد اللّه بن عامر بن كريز بن حبيب بن عبد شمس القرشي، توفي النبي صلى اللّه عليه و سلم و له ثلاث عشرة سنة، و توفي سنة ستين.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر الحافظ (3)،قال: أما كريز بضم الكاف و فتح الراء: عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف، أمّه البيضاء بنت عبد المطّلب، أسلم يوم الفتح، و عاش إلى خلافة عثمان، و ابنه (4)عبد اللّه، عبد اللّه بن عامر بن كريز، ولاّه عثمان البصرة، و خراسان، روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم «من قتل دون ماله فهو شهيد»، رواه [عنه] (5) حنظلة بن قيس.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي (6)،أنا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبو يعلى، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي الصيدلاني، أنا محمّد بن مخلد العطار، قال: قرأت على علي بن عمرو حدّثكم الهيثم بن عدي (7)،قال: قال ابن عيّاش (8):عبد اللّه بن عامر يكنى أبا عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو البركات بن الأنماطي، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال:

عبد اللّه بن عامر بن كريز أبو عبد الرّحمن.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن عامر بن كريز بن

ص: 251


1- نقله الذهبي في سير أعلام النبلاء 19/3.
2- اسمه عبد الرحيم بن علي عيسى بن عبد الوهاب بن محمد بن المرزبان، أبو مسعود الحاجي العدل، ترجمته في سير أعلام النبلاء 575/20 و في مشيخة ابن عساكر ص 111/أ، رقم 640.
3- الاكمال لابن ماكولا 167/7.
4- عن الاكمال، و مكانها في الأصل و م:«و اسمه عبد اللّه».
5- عن الاكمال، سقطت اللفظة من الأصل و م.
6- بالأصل و م: المحلي.
7- عن م و بالأصل: علي.
8- بالأصل و م: ابن عباس

حبيب بن سمرة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي القرشي الأموي ابن خال عثمان بن عفّان، كانت أمّ عثمان أروى بنت كريز، و أمّها البيضاء أم حكيم بنت عبد المطّلب بن هاشم، و كانت البيضاء و عبد اللّه أبو (1) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم توأمين (2).عزل عثمان أبا موسى عن البصرة و ولاّها عبد اللّه بن عامر ثم عزله عنها، و ولاّه خراسان، و هو أول من افتتحها في خلافة عثمان، له رواية عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، أنا ثابت بن بندار البقّال، أنا محمّد بن علي بن يعقوب، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي، حدّثني أبي، نا بشر بن المفضّل، حدّثني قرّة بن خالد السّدوسي، حدّثني سهل بن علي النميري (3)،حدثني بعض آل عمير قال: لما كان زمن الفتح أتى عمير بن عمرو النبي صلى اللّه عليه و سلم و عنده خمس نسوة، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«طلّق إحداهن»، فطلّق دجاجة بنت أسماء بن الصلت فتزوجها عامر بن كريز، فولدت له عبد اللّه بن عامر.

قال أبي: و قد أنكر هذا الحديث مصعب بن عبد اللّه و غيره من علماء قريش و كلهم ذكر (4) بالإجماع منهم - أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أتى بعبد اللّه بن عامر بن كريز في فتح مكة، فجعل ينفث (5) عليه، و جعل عبد اللّه يبتلع ريق النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: إنه لمسقى أو لمسقاة (6).

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (7)،أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن يحيى (8)،نا محمّد بن مسلم، نا محمّد بن سليمان بن فارس، نا عمر (9) بن شبّة، أنا أبو عبيدة النحوي.

ص: 252


1- عن م و بالأصل:«أتو».
2- بالأصل و م:«يومين» و الصواب عن مختصر ابن منظور 285/12.
3- في المطبوعة: النمري.
4- عن م و بالأصل: ذكره.
5- عن م و بالأصل:«ينقب» و في أسد الغابة: يتفل.
6- كذا بالأصل، و في م:«المسقا» و في المطبوعة: لمسقى أو لمسقيّ .
7- الخبر في دلائل النبوة للبيهقي 225/6.
8- بعدها بالأصل و م:«نا محمد بن مسلم» حذفناها بما وافقت عبارة الدلائل.
9- في الدلائل: عمرو بن شيبة، خطأ و الصواب ما أثبت بالأصل و م راجع ترجمته في تهذيب الكمال 89/14.

أن عامر بن كريز أتى بابنه (1) إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو ابن خمس سنين، أو ست سنين، فتفل النبي صلى اللّه عليه و سلم في فيه، فجعل يزدرد ريق النبي صلى اللّه عليه و سلم و يتلمّظ ، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ ابنك هذا لمسقى» (2)،قال: فكان يقال لو أنّ عبد اللّه قدح حجر أماهه - يعني (3) لخرج الماء من الحجر ببركته.

أخبرنا أبو الحسين (4) بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه، قالوا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص (5)،نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال: قال عمي مصعب بن عبد اللّه (6):بلغني أن معاوية أراد أن يصفي أمواله فقال ابن عامر: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«المقتول دون ماله شهيد»، و اللّه لأقاتلنه حتى أقتل دون مالي فأعرض عنه معاوية و زوّجه بنته (7) هند بنت معاوية.

قال عمي مصعب بن عبد اللّه: و يقال: إنه أتى به النبي صلى اللّه عليه و سلم و هو صغير فقال:«هذا شبيهنا» (8)،و جعل النبي صلى اللّه عليه و سلم يتفل عليه و يعوّذه، فجعل عبد اللّه يتسوغ ريق النبي صلى اللّه عليه و سلم، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«إنّه لمسقى»، فكان لا يعالج أرضا إلاّ ظهر له الماء، و له النّباج (9)الذي يقال له نباج ابن عامر، و له الجحفة (10) و له بستان ابن عامر على ليلة من مكة، و له آبار (11) في الأرض كثيرة.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (12) قال: سنة تسع و عشرين فيها عزل

ص: 253


1- بالأصل «بأبيه» خطأ و الصواب عن م و دلائل البيهقي.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«لمسقيّ » و كتب محققه أنها ضبطت عن الدلائل، و الذي في دلائل البيهقي المطبوع الذي بيدي إن ابنك هذا مسقى.
3- في دلائل البيهقي: يعني يخرج من الحجر الماء من بركته.
4- بالأصل و م: أبو الحسن، تحريف.
5- بالأصل و م: المخلصي، و قد مرّ التعريف به.
6- انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص 148-149.
7- بالأصل:«بنته بنت هند» و المثبت عن م و نسب قريش.
8- في نسب قريش: يشبهنا.
9- النباج: بكسر النون و تخفيف الباء، موضع قريب من البصرة في الطريق إلى مكة (ياقوت).
10- الجحفة: موضع بالحجاز بين مكة و المدينة (ياقوت).
11- في نسب قريش: آثار.
12- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 161.

عثمان أبا موسى الأشعري عن البصرة، و عثمان بن أبي العاص عن فارس، و جمع ذلك أجمع لعبد اللّه بن عامر بن كريز.

فحدّثني الوليد بن هشام، حدّثني أبي، عن جدي، عن الحسن قال أبو موسى:

ولي (1) عليكم غلام كريم الجدّات و العمّات فجمع له الجندان فقدم ابن عامر.

قال خليفة: و سمعت أبا اليقظان ذكر نحو ذلك، قال: و قدم ابن عامر و هو ابن أربع أو خمس و عشرين سنة.

أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن منصور بن هبة اللّه بن الموصلي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري (2)،أنا أبو القاسم عبد العزيز بن (3) علي بن أحمد الأزجي (4)،أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن جمّة الخلاّل، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي يعقوب قال: و فيما أخبرنا أن عبد اللّه صعد منبر البصرة فحصر فشقّ عليه ذلك، فقال له زياد: أيها الأمير إنّك إن أقمت عامة من ترى أصابه أكثر مما أصابك.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة، نا الرياشي، حدّثني عبد الرّحمن بن أخي الأصمعي، عن الأصمعي قال: أرتج على عبد اللّه بن عامر بالبصرة يوم أضحى فمكث ساعة، ثم قال: و اللّه لا أجمع غيكم غيّا و لؤما من أخذ شاة من السوق فهي له و ثمنها عليّ (5).

أخبرنا أبو سهل بن سعدويه، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، أنا محمّد بن هارون، نا أبو الحسن ميسّر بن الحسن البصري، نا أبو داود، نا حميد بن مهران، عن سعد بن أوس العدوي، عن زياد بن كسيب العدوي، قال:

ص: 254


1- سقطت من الأصل و أضيفت عن م، و في تاريخ خليفة: يقدم.
2- بالأصل:«أبو الحسن بن الطبري» و الصواب عن م، و فيها:«أبو الحسن» خطأ، و الصواب أبو الحسين، و قد مرّ التعريف به.
3- سقطت من الأصل و م.
4- بالأصل و م: الأرجي، خطأ و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 18/18.
5- الخبر في سير أعلام النبلاء 19/3.

خرج عبد اللّه بن عامر إلى الجمعة عليه ثياب رقاق، و أبو بلال تحت المنبر، و ذلك في يوم الجمعة، فقال أبو بلال: انظروا إلى أميركم فلبس لباس الفسّاق، فقال أبو بكرة و هو تحت المنبر: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من أهان سلطان اللّه في الأرض أهانه اللّه»[6012].

أبو بلال مرداس بن أديّة من رءوس الخوارج.

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم حدّثنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا يوسف بن الحسن، قالا: أنا أبو نعيم، نا عبد اللّه بن جعفر بن أحمد بن فارس، نا يونس بن حبيب، نا أبو داود، نا حميد بن مهران، فذكر بإسناده و معناه.

و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد الصّفّار، نا إبراهيم بن صالح الشّيرازي، نا مسلم بن إبراهيم، نا حميد بن مهران الكندي، نا سعد بن أوس، عن زياد بن كسيب العدوي، قال:

كان عبد اللّه بن عامر يخطب الناس عليه ثياب رقاق، مرجّل شعره، قال: فصلّى يوما ثم دخل، قال: و أبو بكرة جالس إلى جنب المنبر، فقال مرداس أبو بلال: أ لا ترون إلى أمير الناس و سيّدهم يلبس الرّقاق، و يتشبه بالفسّاق ؟ فسمعه أبو بكرة فقال لابنه الأصيلع: ادع لي أبا بلال، فدعاه، فقال أبو بكرة: أما إنّي قد سمعت مقالتك للأمير آنفا، و قد سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من أكرم سلطان اللّه أكرمه اللّه، و من أهان سلطان اللّه أهانه اللّه»[6013].

و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، و أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم، قالا: أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو طاهر بن خزيمة، أنا جدي أبو بكر، نا بندار، نا أبو داود، نا حميد بن مهران، عن سعد بن أوس، عن يزيد (1) بن كسيب العدوي، قال:

كنت مع أبي بكرة عند منبر ابن عامر و هو يخطب و عليه ثياب رقاق، فقال أبو بلال:

انظروا إلى أميرنا هذا يلبس ثياب الفسّاق، فقال أبو بكرة: اسكت، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من أهان سلطان اللّه في الأرض أهانه اللّه عز و جل»[6014].

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن

ص: 255


1- كذا بالأصل و م هنا، و مرّ: زياد، و هو الصواب، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 400/6.

إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (1)،قال: و فيها - يعني سنة تسع و عشرين - عزل عثمان أبا موسى الأشعري عن البصرة، و عثمان بن أبي العاص عن فارس، و جمع ذلك كله (2) أجمع لعبد اللّه بن عامر بن كريز.

و قال الوليد: عن أبيه عن جده، عن الحسن قال: غزا ابن عامر و على مقدمته عبد اللّه بن بديل الخزاعي، فأتى أصبهان، فصالحوه على أن يؤدوا إليه كما يؤدي (3)أهل فارس.

و قال الوليد في حديثه عن أبيه، عن جده، و أبو اليقظان، و أبو الحسن: أن ابن عامر سار (4) إلى اصطخر و على مقدمته عبيد اللّه بن معمر، فافتتحها ابن عامر عنوة، فقتل و سبى.

و قال الوليد عن أبيه، عن جده و قاله أبو اليقظان، و أبو الحسن: سار ابن عامر إلى حلوان (5) و كانوا نقضوا (6) الصلح، فافتتحها صلحا و عنوة، و ذلك سنة تسع و عشرين فأكثر القتل فيهم.

قال (7):و حدّثني الوليد - يعني ابن هشام القحذمي - عن أبيه، عن جده و أبو اليقظان، و أبو الحسن قال: غزا ابن عامر جور (8) سنة ثلاثين فافتتحها ابن عامر عنوة (9)،و أصاب بها غنائم كثيرة، و افتتح الكاريان (10) و الفسنجان (11) من داربجرد

ص: 256


1- انظر تاريخ خليفة بن خيّاط ص 161.
2- اللفظة ليست في تاريخ خليفة.
3- بالأصل و م: يؤدوا، و المثبت عن تاريخ خليفة.
4- سقطت من الأصل، و أضيفت عن تاريخ خليفة، و في م: صار.
5- حلوان: بليدة في آخر حدود السواد مما يلي الجبال من بغداد، على طريق همذان (انظر معجم البلدان).
6- عن م و تاريخ خليفة، و بالأصل: انقضوا.
7- تاريخ خليفة ص 163-164.
8- جور: مدينة بفارس بينها و بين شيراز عشرون فرسخا (معجم البلدان).
9- كذا بالأصل و م، و اللفظة سقطت من المطبوعة و تاريخ خليفة.
10- بالأصل و م: الكاربان، و المثبت عن ياقوت، و هي مدينة بفارس صغيرة.
11- الفسنجان: و في معجم البلدان: فسنجان بكسرتين: بلدة من نواحي فارس. و في تاريخ خليفة: «الفيشجان»؟.

و لم يكونا دخلا في صلح ابن أبي العاص، و افتتح ابن عامر أيضا أردشيرخرّه (1) فقتل و سبى.

و توجه ابن عامر إلى خراسان على مقدمته الأحنف بن قيس، فلقي أهل هراة فهزمهم، فافتتح ابن عامر أيرشهر صلحا [و يقال: عنوة] (2)[و بعث ابن عامر أمير بن أحمر اليشكري، فافتتح طوس و ما حولها [صلحا]] (3) و صالح من جاءه من أهل سرخس على مائة ألف و خمسين ألفا، و بعث أهل مرو يطلبون الصلح، فصالحهم ابن عامر على ألفي ألف و مائتي ألف.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري (4)،قالا: أنا أبو الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (5)،نا الحجّاج بن أبي منيع، نا جدي، عن الزهري، قال: توفى اللّه عمر، و استخلف عثمان، فنزع عثمان أبا موسى عن البصرة، و أمّر عليها عبد اللّه بن عامر بن كريز.

قال عمّار بن الحسن، عن سلمة، عن ابن إسحاق:

و أثبت عثمان أبا موسى، و كان عامل عمر على البصرة سنوات، قال: ثم وفد يزيد بن خرشة بن عمرو بن ضرار الضّبّي إلى عثمان، فقال: أ ما فيكم و ضيع فترفعونه، أو فقير فتجبرونه ؟ عمدتم إلى نصف سلطانكم فأطعمتموه هذا الأشعريّ ، قال:

فاستعمل عثمان عبد اللّه بن عامر بن كريز، و كان ابن خاله، عامر بن كريز، و أروى أخوال لأمّ و أب.

ثم كانت بالعراق غزوة جور و أميرها عبد اللّه بن عامر بن كريز يريد إصطخر،

ص: 257


1- أردشيرخرة: من أجل كور فارس (معجم البلدان).
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و المثبت عن تاريخ خليفة.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن تاريخ خليفة، و كلمة «صلحا» أضيفت عن المطبوعة و لم ترد في تاريخ خليفة.
4- بعدها يوجد سقط في الكلام بالأصل و م، نثبته هنا عن المطبوعة: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان قال: ثم كانت جور سنة تسع و عشرين، و أميرها عبد اللّه بن عامر بن كريز، و هو عام قبرس. أخبرنا أبو محمد السلمي، نا أبو بكر الخطيب، ح و أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو بكر بن الطبري.
5- لم يرد الخبر، و لا الخبر الذي قبله في المعرفة و التاريخ ليعقوب بن سفيان المطبوع.

و على مقدمته عبيد اللّه بن معمر، و بإصطخر يومئذ يزدجرد بن شهريار بن كسرى، و هو ابن الختّانة، فلما بلغه ذلك بعث جيشا فلقوا عبيد اللّه، فقاتلوه برام جرد (1)،فقتل عبيد اللّه بن معمر و رجع الآخرون و خرج يزدجرد في مائة ألف مقاتل حتى أتى مرو فنزلها، و خلّف على إصطخر رجل من الفرس استعمله عليها، فأتاها عبد اللّه بن عامر فافتتحها، و قد كانت فتحت قبل ذلك و لكن الفرس (2) الفرس رجعوا إليها و قتل يزدجرد بمرو، و كلّ من كان معه إلاّ رجل واحد أخذ آنية (3) من آنية الملك ثم أتى جرجان فكان بها، و مضى عبد اللّه بن عامر حتى نزل بأبر شهر، و بها ابنتا كسرى، فحاصر أهلها فصالحوه على أنفسهم أنهم آمنون، و على ابنتي كسرى أنهما آمنتان، و فتحوها له و بعث الأحنف بن قيس التميمي إلى هراة، فصالحوا أهلها و فتحوها، و بعث عبد اللّه بن خازم (4) السلمي إلى سرخس، فصالحوا أهلها و فتحوها، و بعث حاتم بن النعمان الباهلي إلى مرو فصالحوا أهلها و فتحوها، ثم خرج عبد اللّه بن عامر من نيسابور معتمرا قد أحرم منها، و خلّف على خراسان الأحنف بن قيس، فلما قضى عمرته أتى عثمان بن عفان، و ذلك في السنة التي قتل فيها عثمان، فقال له عثمان: لقد غرّرت بعمرتك حين أحرمت من نيسابور، فلم يزل عبد اللّه بن عامر (5) بنيسابور و إصطخر، و فسا (6)، و دارابجرد، و أردشيرخرّه، و كرمان، و سجستان، و كابل و حيّزها، و مرو و ما دونها من البلاد، و عثمان يسير بسيرة عمر، فلما كثر الخراج و أتاه المال من كلّ وجه حتى ضاق به ذرعا، و اتّخذ له خزائن، فلما كثر المال قسمه في الناس فكان يأمر للرجل الواحد بمائة ألف.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: سمعت أبي،

ص: 258


1- رامجرد: قرية من قرى فارس. قتل بها عبيد اللّه بن معمر فدفن في بستان من بساتينها (معجم البلدان).
2- مكررة بالأصل.
3- بالأصل:«أبيه من ابنه» و المثبت عن م.
4- بالأصل و م: حازم، خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مضت ترجمته في كتابنا.
5- ثمة سقط في الأصل و م، نستدركه هنا عن المطبوعة: على البصرة حتى قتل عثمان، و لم يزل معاوية على الشام حتى قتل عثمان، و لم يزل عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح على مصر حتى قتل عثمان. قال: فافتتح عبد اللّه بن عامر نيسابور.
6- فسا: أكبر مدينة في كورة دارابجرد (انظر معجم البلدان).

سمعت أبا نعيم يقول: فتح الكوفة سعد بن أبي وقاص، و فتح البصرة عتبة بن غزوان، قال أبو جعفر: و عتبة بن غزوان الذي مصّر (1) البصرة، و فتح خراسان عبد اللّه بن عامر بن كريز.

قرأت على أبي غالب بن البنّا عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (2)،قال: قالوا لما ولي عثمان بن عفّان الخلافة أقرّ أبا موسى الأشعري على البصرة أربع سنين كما أوصى به عمر في الأشعري أن يقرّ أربع سنين، ثم عزله عثمان و ولّى البصرة ابن خاله عبد اللّه بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، و هو ابن خمس و عشرين سنة، و كان ابن عامر رجلا سخيا شجاعا، وصولا لقومه و لقرابته محببا فيهم، رحيما، ربما غزا فيقع الحمل في العسكر، فينزل فيصلحه، فوجّه ابن عامر عبد الرّحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس إلى سجستان، فافتتحها صلحا على أن لا يقتل (3) بها ابن عرس، و لا قنفذ، و ذلك لمكان (4) الأفاعي بها أنها تأكلها، ثم مضى إلى أرض الداور (5)،فافتتحها، ثم كان ابن عامر يغزو أرض البارز (6)،و قلاع فارس، و قد كان أهل البيضاء (7) من إصطخر غلبوا عليها، فسار إليها ابن عامر فافتتحها ثانية، و افتتح جور و الكاريان و الفسنجان (8) و هما من دارابجرد، ثم تاقت نفسه إلى خراسان فقيل (9)[له]: بها يزدجرد ابن فيروز بن شهريار بن كسرى و معه أساورة فارس، و قد كانوا تحمّلوا بخزائن إلى كسرى، حيث هزم أهل نهاوند، فكتب في ذلك إلى عثمان، فكتب إليه عثمان أن سر إليها إن أردت، قال: فتجهّز و قطع البعوث، ثم سار و استخلف أبا الأسود الدّيلي على البصرة

ص: 259


1- بالأصل و م:«نصر» و أثبتنا اللفظة عن المطبوعة.
2- طبقات ابن سعد 45/5-48.
3- عن م و ابن سعد و بالأصل: يقبل.
4- بالأصل و م: المكان، تحريف، و الصواب عن ابن سعد.
5- عن م و ابن سعد و بالأصل: الدوار. و الداور: ولاية واسعة من إقليم سجستان على حد جبال الغور (انظر معجم البلدان).
6- ناحية قريبة من كرمان،(انظر تاج العروس بتحقيقنا مادة برز).
7- البيضاء: أكبر مدينة في كورة اصطخر (انظر معجم البلدان).
8- ابن سعد: و الفسنجان.
9- بالأصل و م: فقتل فيها و المثبت عن ابن سعد، و الزيادة التالية عنه.

على صلاتها، و استخلف على الخراج راشدا الجديدي (1) من الأزد، ثم سار على طريق إصطخر فيما بين خراسان و كرمان حتى خرج على الطّبسين (2) ففتحها، و على مقدمته قيس بن الهيثم بن [أسماء بن] (3) الصّلت السلمي، و معه فتيان من فتيان العرب، ثم توجّه نحو مرو، فوجّه إليها حاتم بن النعمان الباهلي، و نافع بن خالد الطاحي، فافتتحاها كلّ واحد منهما على نصف المدينة، و افتتحا رستاقها عنوة، و فتحا المدينة صلحا، و قد كان يزدجرد [قتل] (4) قبل ذلك خرج يتصيد، فمر بنقّار رحا فضربه، فلم يزل يضربه النقّار بفأس فنثر دماغه، ثم سار ابن عامر نحو مرو الرّوذ، فوجّه إليها عبد اللّه بن سوّار بن همّام العبدي، فافتتحها، و وجه يزيد الجرشي إلى زام و باخرز و جوين فافتتحها جميعا عنوة [و وجّه عبد اللّه بن خازم إلى سرخس فصالحه مرزبانهم و فتح ابن عامر أبرشهر عنوة] (5)،و طوس و طخارستان، و نيسابور، و بوشنج، و باذغيس، و أبيورد، و بلخ، و الطالقان، و الفارياب، ثم بعث صبرة ابن شيمان الأزدي إلى هراة فافتتح رساتيقها، و لم يقدر على المدينة ثم بعث عمران بن الفضيل (6) البرجمي إلى آمل فافتتحها.

قال: ثم خلّف ابن عامر الأحنف بن قيس على خراسان فنزل مرو في أربعة آلاف، ثم أحرم ابن عامر بالحجّ من خراسان، فكتب إليه عثمان يتوعّده و يضعّفه و يقول:

تعرضت للبلاء حتى قدم على عثمان، فقال له: صل قومك من قريش، ففعل، و أرسل إلى علي بن أبي طالب بثلاثة آلاف درهم و كسوة، فلما جاءته قال: الحمد للّه إنّا نرى تراث محمد يأكله غيرنا، فبلغ ذلك عثمان فقال لابن عامر: قبح اللّه رأيك أ ترسل إلى علي بثلاثة آلاف درهم، قال: كرهت أن أغرق و لم أدر ما رأيك قال: فأغرق، قال:

فبعث إليه بعشرين ألف درهم، و ما يتبعها قال: فراح علي إلى المسجد فانتهى إلى حلقته، و هم يتذاكرون صلات ابن عامر هذا الحي من قريش، فقال علي: هو سيّد فتيان

ص: 260


1- بالأصل و م:«راشد الحديدي» و المثبت عن ابن سعد.
2- الطبسان: قصبة ناحية بين نيسابور و كرمان، و هما بلدتان كل واحدة منهما يقال لها طبس: إحداهما: طبس العنّاب، و الأخرى: طبس التمر (ياقوت).
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م و ابن سعد.
4- سقطت من الأصل و م و أضيفت عن ابن سعد.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و أضيف عن ابن سعد.
6- كذا بالأصل، و في م:«الفضل» و في ابن سعد:«الفصيل».

قريش غير مدافع، قال: و تكلّمت (1) الأنصار، فقالت: أبت الطلقاء إلاّ عداوة، فبلغ ذلك عثمان فدعا ابن عامر، فقال: أبا عبد الرّحمن، ق عرضك، و دار الأنصار فألسنتهم ما قد علمت قال: فأفشى فيهم الصّلات و الكساء، فأثنوا عليه، فقال له عثمان: انصرف [إلى عملك، قال: فانصرف] (2) و الناس يقولون قال ابن عامر، و فعل ابن عامر، فقال ابن عمر: إذا طابت المكسبة زكت النفقة، و لم تحتمله البصرة، فكتب إلى عثمان يستأذنه في الغزو فأذن له، فكتب إلى ابن سمرة أن تقدم، فتقدّم، فافتتح بست و ما يليها، ثم مضى إلى كابل، و زابلستان فافتتحها (3) جميعا، و بعث بالغنائم إلى ابن عامر، قالوا: و لم يزل ابن عامر ينتقص شيئا شيئا من خراسان حتى افتتح هراة و بوشنج و سرخس، و أبرشهر، و الطالقان، و الفارياب، و بلخ، فهذه خراسان التي كانت في زمن ابن عامر، و زمن عثمان، و لم يزل ابن عامر على البصرة و هو سيّر عامر بن عبد اللّه بن عبد قيس العنبري من البصرة إلى الشام بأمر عثمان بن عفان، و هو أوّل (4) من اتّخذ السوق للناس بالبصرة، اشترى دورا فهدمها و جعلها سوقا، و هو أوّل من لبس الخزّ بالبصرة، لبس جبة دكناء، فقال الناس: الأمير جلد دبّ ثم لبس جبّة حمراء فقالوا: لبس الأمير قميصا أحمر، و هو أوّل من اتّخذ الحياض بعرفة، و أجرى إليها العين، و سقى الناس الماء، فذلك جار إلى اليوم، فلما استعتب عثمان من عماله كان فيما اشترطوا عليه أن يقرّ ابن عامر على البصرة لتحببه إليهم، وصلته هذا الحي من قريش، فلما نشب (5) الناس في أمر عثمان دعا ابن عامر مجاشع بن مسعود، فعقد له على جيش إلى عثمان، فساروا حتى إذا كانوا بأداني بلاد الحجاز خرجت خارجة من أصحابه فلقوا رجلا، فقالوا: ما الخبر؟ قالوا: قتل عدو اللّه نعثل و هذه خصلة من شعره، فحمل عليه زفر بن الحارث و هو يومئذ غلام مع مجاشع بن مسعود فقتله، فكان أوّل مقتول [قتل] (6)في دم عثمان، ثم رجع مجاشع إلى البصرة، فلما رأى ذلك ابن عامر حمل ما في بيت

ص: 261


1- بالأصل و م:«فكلمت» و المثبت عن ابن سعد.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن ابن سعد.
3- الأصل و م، و في ابن سعد: فافتتحهما.
4- كذا بالأصل و م، و ليست اللفظة في المطبوعة و ابن سعد.
5- بالأصل و م: شتت، و المثبت عن ابن سعد.
6- زيادة عن ابن سعد.

المال و استعمل (1) على البصرة عبد اللّه بن عامر الحضرمي، ثم شخص إلى مكة، فوافى بها طلحة و الزبير و عائشة، و هم يريدون الشام، فقال: لا بل ائتوا البصرة، فإن لي بها صنائع، و هي أرض الأموال، و بها عدد الرجال، و اللّه لو شئت ما خرجت [منها] (2)حتى أضرب بعض الناس ببعض، فقال طلحة: هلا فعلت (3)،أشفقت على مناكب تميم، ثم أجمع رأيهم على المسير إلى البصرة، ثم أقبل بهم فلما كان من أمر الجمل ما كان و هزم الناس، جاء عبد اللّه بن عامر إلى الزبير، فأخذ بيده فقال: أبا عبد اللّه أنشدك اللّه في أمة محمّد، فلا أمة محمد بعد اليوم أبدا، فقال الزبير: خلّ بين الغارين يضطربان، فإن مع الخوف الشديد المطامع، فلحق ابن عامر بالشام حتى نزل دمشق، و قد قتل ابنه عبد الرّحمن يوم الجمل - و به كان يكنى - فقال حارثة (4) بن بدر أبو العنبس الغداني في خروج ابن عامر إلى دمشق:

أتاني من الأنباء أنّ ابن عامر *** أناخ و ألقى في دمشق المراسيا

يطيف بحمّامي دمشق و قصره *** فعيشك إن لم (5) يأتك القوم راضيا

رأى (6) يوم إنقاء العراض (7) وقيعة *** و كان إليها قبل ذلك داعيا

كأن السّريجيات (8) فوق رءوسهم *** بوارق غيث راح أو طفّ دانيا

فند نديدا لم ير الناس مثله *** و كان عراقيا فأصبح شاميا

و لمّا خرج ابن عامر عن البصرة بعث عليّ إليها عثمان بن حنيف الأنصاري، فلم يزل بها حتى قدم طلحة و الزبير و عائشة، و لم يزل عبد اللّه بن عامر مع معاوية بالشام، و لم يسمع له بذكر في صفين، و لكن معاوية لمّا بايعه الحسن بن علي ولّى بسر (9) بن أبي

ص: 262


1- كذا بالأصل و م، و في ابن سعد: و استخلف.
2- الزيادة عن ابن سعد.
3- عن ابن سعد، و بالأصل و م: ففعلت.
4- بالأصل و م:«جارية بن بدر أبو العباس الغداني» و المثبت عن ابن سعد.
5- سقطت من الأصل و أضيفت عن م و ابن سعد للوزن، و في ابن سعد: بعيشك.
6- بالأصل و م:«و إني» و المثبت عن ابن سعد.
7- كذا بالأصل و م و المطبوعة، و في ابن سعد: إنقاء الفراض.
8- في ابن سعد:«الشريجيات» و السريجيات نسبة إلى سريج كزبير قين معروف، و هو الذي تنسب إليه السيوف السريجية.(تاج العروس - بتحقيقنا - مادة: سرج).
9- بالأصل و م: بشر، خطأ و الصواب ما أثبت عن ابن سعد، و قد مرّ ترجمته في كتابنا.

أرطأة للبصرة، ثم عزله، فقال له ابن عامر: إنّ لي بها ودائع عند قوم، فإن لم تولّني البصرة ذهبت، فولاّه البصرة ثلاث سنين، و مات ابن عامر قبل معاوية بسنة، فقال معاوية: يرحم اللّه أبا عبد الرّحمن بمن نفاخر و بمن نباهي ؟.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أحمد بن الحسين (1)-ببخارا - أنا أبو بكر [أحمد] (2) بن محمّد بن بسطام المروزي، نا أحمد بن سيار الفقيه، قال: قرئ على الحسن بن إسحاق، عن سليمان بن صالح، قال: ذكر مسلم بن محارب (3) عن داود بن أبي هند.

أن عبد اللّه بن عامر بن كريز حين فتح خراسان قال: لأجعلنّ شكري للّه أن أخرج من موضعي محرما، فأحرم من نيسابور، فلما قدم على عثمان لامه على ما صنع، و قال:

لبيك تضبط من الوقت الذي يحرم منه الناس.

قال: و أنا أبو الحسين بن الفضل (4)،أنا عبد اللّه بن [جعفر، نا يعقوب بن سفيان - حدثني عمار بن الحسن، نا سلمة، عن محمد بن إسحاق قال: ثم خرج عبد اللّه بن] (5) عامر من نيسابور معتمرا قد أحرم منها، و خلّف على خراسان الأحنف بن قيس، فلما قضى عمرته أتى عثمان بن عفان، و ذلك في السنة التي قتل فيها عثمان، فقال له عثمان: لقد غرّرت بعمرتك حين أحرمت من نيسابور.

أخبرنا أبو غالب بن الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (6) قال: قال أبو عبيدة: و على الميمنة - يعني ميمنة طلحة و الزبير يوم الجمل - و هي مضر، عبد اللّه بن عامر، و يقال: عبد اللّه بن الحارث (7).

أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن منصور بن هبة اللّه الموصلي، أنا المبارك بن

ص: 263


1- بالأصل:«أحمد بن أبي الحسين» و المثبت عن م.
2- زيادة عن م، سقطت اللفظة من الأصل.
3- بالأصل و م:«عازب» خطأ و المثبت عن المطبوعة.
4- بالأصل و م:«ابن عبد الفضل» خطأ، و السند معروف.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و زيادته لازمة، و السند معروف و ما زدناه يوافق عبارة المطبوعة.
6- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 184.
7- بالأصل و م:«الحول» و المثبت عن خليفة.

عبد الجبار، أنا عبد العزيز بن علي الأزجي، أنا عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد، نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، نا خلف بن سالم، نا وهب بن جرير، أنا جويرية بن أسماء قال: سمعت أبا بكر الهذلي يقول: قال علي بن أبي طالب يوم الجمل: أ تدرون من حاربت ؟ أمجد الناس أو أنجد الناس، يعني ابن عامر، و أشجع الناس - يعني الزبير - و أدهى الناس طلحة بن عبيد اللّه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص (1)،نا أحمد بن عبد اللّه بن سعيد، نا السّري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن محمّد، و طلحة قالا (2):و أما ابن عامر فإنه خرج أيضا مشجّجا (3)-يعني بعد الجمل - فتلقاه رجل من بني حرقوص يدعى مري (4) فدعاه للجوار، فقال: نعم، فأجازه، و أقام عليه، فقال: أي البلدان أحبّ إليك ؟ قال: دمشق، فخرج في ركب من بني حرقوص حتى بلغوا به دمشق، و قال حارثة بن بدر، و كان مع عائشة و أصيب ابنه و أخوه ذراع (5):

أتاني من الأنباء أن ابن عامر *** أناخ و ألقى في دمشق المراسيا

يطيف بحمّامي دمشق و قصره (6) *** فعيشك إن لم تأتك اليوم راضيا

أجارتك منّا عصبة مازنية *** تراها لدى الهيجاء تجر (7) الأمانيا

كأنّ السّريجيات فوق رءوسهم *** عشية غيث راح أو طفّ دانيا

فند نديدا لم ير الناس مثله *** و كان عراقيا فأصبح شاميا

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (8) قال: و فيها - يعني سنة إحدى

ص: 264


1- بالأصل و م: المخلصي.
2- انظر تاريخ الطبري ط بيروت(56/3) حوادث سنة 36.
3- مهملة بدون نقط بالأصل و م، و المثبت عن الطبري.
4- كذا بالأصل و م، و في الطبري: مريّا.
5- كذا بالأصل و م، و في الطبري:«زراع» و في الأغاني 387/8 (ضمن أخبار حارثة بن بدر) و كان لحارثة بن بدر أخ يقال له:«درع» و بهامشها عن إحدى نسخها:«دراع» قال: و قد أحرق مع ابن الحضرمي بالبصرة.
6- بالأصل و م هنا:«و انها» و المثبت عن الرواية السابقة للبيت.
7- بالأصل و م: يجر.
8- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 204 و 206 و 207.

و أربعين - ولّى - يعني معاوية - عبد اللّه بن عامر بن كريز البصرة، و سنة أربع و أربعين افتتح ابن عامر كابل، و فيها وفد ابن عامر إلى معاوية، و استخلف على البصرة قيس بن الهيثم السّلمي، و فيها - يعني سنة خمس و أربعين - عزل معاوية ابن عامر عن البصرة، و ولّى الحارث بن عمرو الأزدي، فقدم في أوّل السنة، ثم عزله و ولّى زيادا، فقدم البصرة في شهر ربيع الأول أو الآخر (1).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن علي بن كرتيلا، أنا أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد المقرئ، أنا أحمد بن عبد اللّه بن الخضر، أنا أبو جعفر أحمد بن أبي طالب علي بن (2) أحمد بن محمّد بن الجهم الكاتب، حدّثني أبي أبو طالب، حدّثني أبو عمرو محمّد بن مروان بن عمر القرشي السّعيدي، حدّثني إسحاق بن عيسى بن علي الهاشمي من كتب لهم عتيقة، قال:

كان عبد اللّه بن عامر بالبصرة عاملا لمعاوية، فضعّفه (3) في عمله ضعفا شديدا حتى شكي إلى معاوية حتى (4) أكثر عليه في أمره، كتب إليه [يسأله] (5) أن يزوره، فقدم عليه و كان يزوره و يأتيه، و يتغدى عنده، ثم دخل عليه يودّعه راجعا إلى عمله، فودّعه و قبل وداعه، ثم قال: إنّي سائلك ثلاثا، فقال: هي لك، و أنا ابن أم حكيم، قال:

ترد عليّ عملي و لا تغضب عليّ ، قال: قد فعلت، قال: وهب لي مالك بعرفة، قال: قد فعلت، قال: و تهب لي دورك بمكة، قال: قد فعلت، قال: وصلتك رحم، قال: و إنّي سألتك يا أمير المؤمنين ثلاثا، فقل قد قد فعلت، قال: قد فعلت، و أنا ابن هند، قال:

تردّ إليّ مالي بعرفة، قال: قد يردّ (6) إليك مالك بعرفة، قال: و تهب لي دورك بمكة (7)، قال: و تنكحني هند بنت معاوية، قال: و قد فعلت، قال: و لا تحاسبني عاملا و لا تتبع أثري، قال: قد فعلت.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد المعدّل، أنا

ص: 265


1- قوله:«الأول أو الآخر» ليس في تاريخ بغداد.
2- في المطبوعة: علي بن محمد بن أحمد بن الجهم.
3- كذا بالأصل و م، و لعل الصواب:«فضعّف» و هو ما يقتضيه السياق.
4- كذا بالأصل و م، و في مختصر ابن منظور 288/12 «فلما» و هو أشبه.
5- زيادة لازمة للإيضاح عن مختصر ابن منظور.
6- كذا بالأصل و م، و في مختصر ابن منظور:«رددت» و هو أصوب.
7- قوله:«قال: و تهب لي دورك بمكة» سقط من مختصر ابن منظور و المطبوعة.

أبو الميمون، نا أبو زرعة (1)،حدّثني أحمد بن شبويه، نا سليمان بن صالح، حدّثني عبد اللّه بن المبارك، عن جرير بن حازم عن (2) عبد الملك (3) بن عمير، عن قبيصة بن جابر عن (4) معاوية في حديثه لما سأله عن من ترى لهذا الأمر من بعده - يعني الخلافة-؟ قال: و أما فتاها حياء و حلما و سخاء فابن عامر.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو عمر [محمد بن عبد الواحد الزاهد ببغداد، نا ثعلب، عن عمر] (5)-هو ابن شبّة - نا أبو سلمة أيوب بن عمر المرّي، أخبرني عبد اللّه بن محمّد الفروي، قال: اشترى عبد اللّه بن عامر من خالد بن عقبة بن أبي معيط داره التي في السوق، يشرع (6) بها داره عن السوق بثمانين أو سبعين ألف درهم، فلما كان الليل سمع بكاء أهل خالد، فقال لأهله: ما هؤلاء؟ قال: يبكون دارهم، قال: يا غلام، فأتهم فأعلمهم أن الدار و المال لهم جميعا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن علي بن إبراهيم، أنا عبد الصمد بن علي بن المأمون، أنا عبيد اللّه بن محمّد بن إسحاق، أنا سليمان، نا أبو الحسن عمر بن الحسن بن علي بن مالك القاضي، أنا محمّد بن زكريا بن دينار الغلاّبي، نا ابن عائشة، عن أبيه، قال:

لما ولي ابن عامر البصرة انحدر عليه صديقان له من أهل المدينة حتى سارا إلى البصرة، ثم إن أحدهما ندم (7) على مسيره، و كان نزيها غنيّ القلب، فقال لصاحبه: أنا راجع، قال: أنشدك اللّه أبعدك الشقة البعيدة و النفقة الكثيرة، ترجع صفرا؟ قال: إنّي لم أزل عن ابن عامر غنيا، و الذي أغناه قادر أن يغنيني عنه، ثم اعتزم فرجع عنه، فلم يلق ابن عامر قال: فقال صاحبه: ما علمت من رجوعه إلاّ و قد ساءني، غير أني كنت أتسلى عن ذلك بفراغ وجه ابن عامر لي، و أمّلت أن يجعل لي صلتي وصلة صاحبي، قال:

ص: 266


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 593/1.
2- بالأصل و م:«بن» خطأ.
3- بالأصل و م: عبد اللّه، خطأ و الصواب ما أثبت.
4- بالأصل و م:«بن» خطأ.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن المطبوعة.
6- بالأصل:«يسرع» و في مختصر ابن منظور 288/12: ليشرع بها داره على السوق.
7- بالأصل و م:«قدم» و المثبت عن مختصر ابن منظور 289/12.

و كان لابن عامر رجل مقيم بالمدينة، فكتب إليه بشخوص من شخص يريده، و لا يقدم الرجل إلاّ على جائزة معدّة، و أمر قد أحكم له، قال: فلما دخل عليه قال: أين أخوك ؟ فقصّ عليه القصة (1)،قال: فأمر للمقيم بصلته، و أضعف ذلك للظاعن، فخرج المقيم متوجها و هو يقول:

أمامة ما حرص الحريص بنافع *** فتيلا و لا زهد المقيم بضائر (2)

خرجنا جميعا من مساقط روسنا *** على ثقة منا بجود ابن عامر

فلما أنخنا الناعجات (3) ببابه *** تخلّف عني الخزرجي ابن جابر

فقال ستكفيني عطية قادر *** على ما أراد اليوم للناس قاهر

فقلت: خلالي وجهه و لعله *** سيجعل لي خطّ الفتي المتأخر

فلما رآني سأل عنه صبابة *** إليه كما حنت طراب (4) الأباعر

فأضعف عبد اللّه إذ غاب حظّه *** على حظّ لهفان من الجوع فاغر

و أبت و قد أيقنت أن ليس نافعي *** و لا ضائري شيء خلاف المقادر

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، أنا أبو الحسين عاصم بن الحسن بن محمّد بن علي بن عاصم، أنا أبو السهل محمود بن عمر بن جعفر بن إسحاق، أنا علي بن الفرج بن علي العنبري (5)،نا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن عبّاد بن موسى العكلي، نا الحسن بن علي بن زبّان البصري، مولى بني هاشم، حدّثني سفيان بن عبدة الحميري، و عبيد بن يحيى الهجري قالا:

خرج إلى عبد اللّه بن عامر بن كريز و هو عامل العراق لعثمان بن عفّان، رجلان من أهل المدينة أحدهما ابن جابر بن عبد اللّه الأنصاري، و الآخر من ثقيف، فكتب به إلى عبد اللّه بن عامر فيما يكتب به من الأخبار، فأقبلا يسيران حتى إذا كانا بناحية البصرة قال الأنصاري للثقفي: هل لك في رأي رأيته ؟ قال: أعرضه، قال: رأيت أن تنيخ رواحلنا و نتناول مطاهرنا و نمسّ ماء ثم نصلّي ركعتين، و نحمد اللّه على ما قضى من

ص: 267


1- كذا بالأصل و م، و في مختصر ابن منظور 290/12 القصص.
2- بالأصل و م: بصائر و المثبت عن المختصر.
3- الناعجات: جمع ناعجة، و هي الناقة البيضاء، و السريعة (قاموس).
4- الإبل الطراب التي تنزع إلى أوطانها (اللسان).
5- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: العكبري.

سفرنا، قال: هذا الذي لا يردّ، فتوضّيا ثم صلّيا ركعتين ركعتين، فالتفت الأنصاري إلى الثقفي فقال: يا أخا ثقيف، ما رأيك ؟ قال: و أيّ موضع رأي هذا؟ قضيت سفري و انصبت بدني، و أنضبت (1) راحلتي، و لا مؤمّل دون ابن عامر، فهل لك رأي غير هذا؟ قال: نعم، قال: إنّي لمّا صلّيت هاتين الركعتين فكّرت فاستحييت من ربي أن يراني طالبا رزقا من غيره، اللّهمّ رازق ابن عامر ارزقني من فضلك، ثم ولّى راجعا إلى المدينة، و دخل الثقفي البصرة، فمكث أياما فأذن له ابن عامر، فلمّا رآه رحّب به ثم قال: أ لم أخبر أنّ ابن جابر خرج معك ؟ فخبّره خبره، فبكى ابن عامر، ثم قال: أما و اللّه ما قالها أشرا و لا بطرا، و لكن رأى مجرى الرّزق و مخرج النعمة، فعلم أنّ اللّه الذي فعل ذلك، فسأله من فضله، فأمر للثقفي بأربعة آلاف درهم و كسوة، و طرف، و أضعف ذلك كله للأنصاري، فخرج الثقفي و هو يقول:

أمامة ما حرص الحريص بزائد *** فتيلا و لا زهد الضعيف بضائر (2)

خرجنا جميعا من مساقط رءوسنا *** على ثقة منّا بخير ابن عامر

فلما أنخنا الناعجات ببابه *** تأخر عني اليثربيّ ابن جابر

و قال: ستكفيني (3) عطية قادر *** على ما يشاء اليوم، بالخلق قاهر

و إن (4) الذي أعطى العراق ابن عامر *** لربي الذي أرجو لسدّ مفاقري

فلما رآني سال عنه صبابة *** إليه كما حنّت طراب الأباعر

فأضعف عبد اللّه إذ غاب حظّه *** على حظّ لهفان من الحرص فاغر

فأبت و قد أيقنت أن ليس نافعي *** و لا ضائري شيء خلاف المقادر

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، قال: قرأت في كتاب أبي عبيد اللّه المرزباني بخطه، و حدّثني محمّد (5) بن أحمد بن محمّد بن عمر المعدّل عنه، حدّثني أحمد بن إبراهيم بن الجمال، نا الحسن بن عليل العتري، نا

ص: 268


1- عن م و بالأصل: و أنصبت.
2- بالأصل و م: بصائر، و قد مرّ.
3- بالأصل و م: سيكفيني.
4- هذا البيت ورد في الوافي بالوفيات 230/17 نسبة إلى ابن أذينة.
5- بالأصل و م:«أبو محمد» حذفنا «أبو» فهي مقحمة، انظر ترجمته في سير الأعلام 213/18.

عباس بن فرج الرياشي، حدّثني الوليد [بن هشام] (1) القحذمي (2) قال: وعد عبد اللّه بن عامر أنس بن أبي أناس (3) شيئا، و قد كان عوّده ذلك، قال: فمطله، فقام إليه بمكة في الموسم فقال:

ليت شعري عن خليلي ما الذي *** غاله في الودّ حتى ودعه ؟

لا تهنّي بعد إذ أكرمتني *** وقيح عادة منتزعه

فاذكر البلوى التي أبليتني *** و مقالا قلته في المجمعة

لا يكن برقك برقا خلّبا *** إنّ خير البرق ما الغيث معه

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد البلخي، أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أيوب، أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب (4)،نا إبراهيم بن الحسين بن علي، أنا أبو سعيد يحيى بن سليمان الجعفي، نا عبد الرّحمن بن محمّد المحاربي، نا ليث بن أبي سليم مولى معاوية عن مغراء (5)الضّبّي، قال:

لما قدم عبد اللّه بن عامر الشام أتاه من شاء اللّه أن يأتيه من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم و غيرهم إلاّ أبو الدرداء، فإنه لم يأته، فقال: لا أرى أبا الدرداء أتاني فيمن أتى، فلآتينّه و لأقضينّ من حقه، فأتاه فسلّم عليه، و قال له: أتاني أصحابك، و لم تأتني فأحببت أن آتيك و أقضي من حقك، فقال له أبو الدرداء: ما كنت قطّ أصغر في عين اللّه و لا في عيني منك اليوم إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أمرنا أن نتغير عليكم إذا تغيّرتم.

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم (6) الحافظ ، أنا أبو حامد بن جبلة، نا محمّد بن إسحاق الثقفي، نا داود بن رشيد، نا أبو المليح، عن ميمون - يعني ابن مهران - قال: أراد ابن

ص: 269


1- بياض بالأصل، و الذي أضفناه بين معكوفتين عن المطبوعة، و سقطت اللفظتان من م و الكلام متصل.
2- تقرأ بالأصل و م:«الفندمي» و المثبت عن المطبوعة.
3- بالأصل و م:«إياس» خطأ، و الصواب ما أثبت، و هو شاعر مشهور، ترجمته في المؤتلف و المختلف للآمدي ص 55. و الشعر و الشعراء لابن قتيبة ص 361.
4- بالأصل و م: منجاب، خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
5- مغراء بفتح أوله و سكون ثانيه و المدّ (تقريب التهذيب).
6- الخبر في ذكر أخبار أصبهان 62/1.

عمر شرى أهل بيت كان (1) يعجبهم فأعطى بهم ألف دينار، فأبي عليه ذاك (2) فاشتراهم عبد اللّه بن عامر بن كريز بعشرة آلاف دينار فأعتقهم.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، أنا أبو الحسين الكارزي (3)،أنا علي بن عبد العزيز، عن أبي عبيد، نا يزيد بن هارون، عن عمرو بن ميمون بن مهران: أن عبد اللّه بن عامر حين مرض مرضه الذي مات فيه، فدخل عليه أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم و فيهم ابن عمر، قال: ما ترون في حالي ؟ قال:

ما نشكّ أنّ لك في النجاة، قد كنت تقري الضيف، و تعطي المختبط .

قال أبو عبيد: المختبط الذي يسأله عن غير معرفة كانت بينهما، و لا يد سلفت منه إليه و لا قرابة.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو يعلى بن الفرّاء.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، قالا: أنا أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، نا عيسى - يعني ابن سالم الشاشي - نا أبو المليح، عن ميمون، قال:

بعث عبد اللّه بن عامر حين حضرته الوفاة إلى مشيخة أهل المدينة، و فيهم ابن عمر، فقال: أخبروني كيف كانت سيرتي ؟ قال: كنت تصدّق و تعتق، و تصل رحمك، قال: و ابن عمر ساكت، فقال: يا أبا عبد الرّحمن ما يمنعك أن تتكلم ؟ قال: قد تكلم القوم، قال: عزمت عليك لتكلمنّ (4)،فقال ابن عمر: إذا طابت المكسبة زكت النفقة، و ستقدم فترى.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر بن محمّد بن علي، أنا أحمد بن الحسن، و أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا

ص: 270


1- في ذكر أخبار أصبهان: كان يعجب منهم.
2- بالأصل و م:«فأتى» و المثبت عن ذكر أخبار أصبهان.
3- في م:«الكازري» خطأ و الصواب ما أثبت بتقديم الراء و هذه النسبة إلى كارز، قرية بنواحي نيسابور على نصف فرسخ منها.
4- في م: لتتكلمن.

أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (1)،قال: قال مسدّد: مات سعيد بن العاص، و أبو هريرة، و عائشة، و عبد اللّه بن عامر (2) سنة سبع أو ثمان و خمسين.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي (3)،أنا ابن الغمر (4)،أنا أبو سليمان الرّبعي، قال: قال الهيثم:[فيها يعني سنة سبع و خمسين مات سعيد بن العاص و عبد اللّه بن عامر. قال: و قال ابن قتيبة] (5) فيها - يعني سنة تسع و خمسين - مات عبد اللّه بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بمكة، و ذكر أن أباه أخبره عن أحمد بن عبيد بن ناصح، عن الهيثم بذلك.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (6)،قال: و فيها - يعني سنة تسع و خمسين - مات عبد اللّه بن عامر بن كريز.

3358 - عبد اللّه بن عامر

أبو عمران - و يقال: أبو عبيد اللّه، و يقال:

أبو عامر (7)-اليحصبي (8) قارئ أهل الشام (9)

قرأ القرآن العظيم على المغيرة بن أبي شهاب المخزومي، و قرأ المغيرة على

ص: 271


1- التاريخ الكبير للبخاري 502/1/2 في ترجمة سعيد بن العاصي الأموي.
2- في التاريخ الكبير: و عبد اللّه بن عباس.
3- بالأصل و م: السلمي، خطأ، و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
4- بالأصل و م:«العمر» خطأ و الصواب ما أثبت و ضبط و هو: مكي بن محمد بن الغمر، انظر تبصير المنتبه 971/3.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن المطبوعة.
6- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 226.
7- زيد في كناه في تهذيب الكمال: و قيل: أبو نعيم، و قيل: أبو عثمان، و قيل: أو معبد، و قيل: أبو محمد، و قيل: أبو موسى، و الأول أصح (يعني: أبو عمران).
8- نسبة إلى يحصب بن دهمان بن عامر بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، و هذا ما عليه المحققون من النّسّاب، كما في تهذيب الكمال، و الصاد في يحصب مثلثة (قاموس).
9- ترجمته و أخباره في تهذيب الكمال 244/10 تهذيب التهذيب 179/3 طبقات القرّاء للجزري 423/1 معرفة القرّاء الكبار للذهبي 82/1 ترجمة رقم 33 أخبار القضاة لوكيع 203/3 ميزان الاعتدال 449/2 شذرات الذهب 156/1 الوافي بالوفيات 227/17 سير أعلام النبلاء 292/5 تاريخ الإسلام (حوادث سنة 101-120 ص 399) انظر بحاشيته أسماء مصادر أخرى ترجمت له.

عثمان، و قيل: إنّ ابن عامر قرأ على عثمان نفسه.

و ولي قضاء دمشق بعد أبي إدريس الخولاني (1).

و قيس بن الحارث الغامدي (2).

قرأ عليه القرآن: إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر، و أبي عبيد اللّه مسلم بن مشكم، و هما من أقرانه، و يحيى بن الحارث الذّماري.

و روى عنه: عبد اللّه بن العلا، بن زبر، و محمد بن الوليد الزبيدي، و يحيى بن الحارث الذماري و جعفر بن ربيعة، و ربيعة بن يزيد، و عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و الوليد بن سليمان بن أبي السائب، و معاوية بن يزيد الرّقاشي، و أخوه عبد الرّحمن بن عامر اليحصبي.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الخطيب، أنا القاضي أبو المكارم محمّد بن سلطان بن محمد الغنوي (3).

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، و أنا (4) أبي أبو العباس، عن يحيى بن الحارث، أنا أبو (5) محمّد عبد العزيز بن أحمد، و الحسين بن محمّد بن أبي الرضا، و غنائم بن أحمد بن عبيد اللّه، و أبو القاسم بن أبي العلاء.

ح و أنا أبو الحسن علي (6) ابن المسلّم الفرضي، نا عبد العزيز الصوفي، و علي بن الخضر بن عبدان، و غنائم بن أحمد الخياط ، و أبو القاسم بن أبي العلاء.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي بن البرّي (7)،نا عمّي أبو الفضل عبد الواحد بن علي.

ص: 272


1- ثمة سقط في الكلام بالأصل و م أخلّ بالمعنى، و قد أثبت في المطبوعة عن هامش إحدى النسخ: و روي عن معاوية بن أبي سفيان، و واثلة بن الأسقع، و النعمان بن بشير، و فضالة بن عبيد - قصة. و زيد في من روى عنهم في تهذيب الكمال: أبا أمامة صدي بن عجلان الباهلي، و أبا إدريس الخولاني عائذ اللّه بن عبد اللّه.
2- بالأصل و م:«العامري» و المثبت عن تهذيب الكمال.
3- إعجامها مضطرب بالأصل و م، و الصواب ما أثبت عن المطبوعة.
4- كذا ورد السند بالأصل و م، و في المطبوعة: أنا أبي أبو العباس، و أبو محمد عبد العزيز بن أحمد.
5- كذا ورد السند بالأصل و م، و في المطبوعة: أنا أبي أبو العباس، و أبو محمد عبد العزيز بن أحمد.
6- عن م، و بالأصل:«عن».
7- بالأصل:«ابن أبي البري» و المثبت عن م.

و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، و أبو يعلى حمزة بن علي، و أبو العشائر محمّد بن الخليل، قالوا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء.

[قالوا] (1) أنا عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم (2) بن أبي نصر، نا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن أحمد بن أبي ثابت، نا يحيى بن أبي طالب، أنا وهب بن جرير، أنا أبي، قال: سمعت يحيى بن أيوب يحدّث عن يزيد بن أبي حبيب، عن جعفر بن ربيعة عن عبد اللّه بن عامر عن معاوية (3) بن أبي سفيان، قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّما أنا خازن، و إنّما يعطي اللّه عزّ و جل، فمن أعطيته عطاء أنا به طيّب النفس بورك له فيه، و من أعطيته عطاء عن شره نفس، و شدّة مسئلة كان كالذي يأكل و لا يشبع»[6015].

و روي من وجه آخر عن ابن عامر: أخبرنا أعلى من هذا بدرجة أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الأصبهاني، أنا أبو الفتح منصور بن الحسين، و أبو طاهر أحمد بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو الحسن علي بن عبد الحميد بن سليمان الغضائري - بحلب - نا سوّار بن عبد اللّه، نا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت سفيان الثوري، عن معاوية بن صالح، عن يزيد بن ربيعة - هكذا قال: و إنما هو ربيعة بن يزيد - عن (4) عبد اللّه بن عامر، قال: سمعت معاوية يخطب على المنبر يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من يرد اللّه به خيرا يفقّهه في الدين»[6016]، و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«إنما أنا خازن، فمن أعطيته عطاء عن طيبة نفس فهو مبارك لأحدكم، و من أعطيته عن مسألة فهو كالآكل لا يشبع»[6017].

و هما مختصران من حديث:

أخبرناه - أعلى من الأول بدرجتين:- أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد، و أمّ المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالا: أنا أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العباس بن قتيبة، نا حرملة، نا ابن وهب، حدّثني معاوية، عن ربيعة بن يزيد، عن

ص: 273


1- الزيادة عن المطبوعة و هي مستدركة فيها بين معكوفتين.
2- بالأصل و م:«عن أبي القاسم» خطأ و الصواب ما أثبت.
3- بالأصل و م:«عبد اللّه بن عامر بن ربيعة بن أبي سفيان».
4- بالأصل و م:«بن» و الصواب ما أثبت. و انظر بداية الترجمة فقد روى عنه ربيعة بن يزيد.

عبد اللّه بن عامر: أنه سمع معاوية بن أبي سفيان على المنبر بدمشق يقول: يا أيها الناس إيّاكم و أحاديث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، إلاّ حديثا كان يذكر في عهد عمر، فإن عمر رجل (1)يخيف الناس في اللّه عز و جل، قال: ثم قال: ألا إنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من يرد اللّه به خيرا يفقهه في الدين».

ألا و إني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«أنا خازن، و إنما اللّه عز و جل يعطي، فمن أعطيته عطاء عن طيب نفس فاللّه يبارك فيه، و من أعطيته عطاء عن شره و شدّة مسئلة فهو كالذي يأكل و لا يشبع»، ألا و إني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لا يزال (2) أمّة من أمّتي قائمة على الحقّ لا يضرهم من خالفهم و لا من خذلهم، حتى يأتي أمر اللّه، و هم ظاهرون على الناس»[6018].

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى موسى بن محمّد بن حيّان (3)،نا عبد الرّحمن - يعني ابن مهدي - عن معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن عبد اللّه بن عامر اليحصبي، قال: سمعت معاوية يخطب على منبر دمشق يقول: إياكم و الأحاديث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، إلاّ حديثا ذكر على عهد عمر، فإنّ عمر - رحمه اللّه - كان يخيف الناس في اللّه، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من يرد اللّه به خيرا يفقهه في الدين».

و سمعته يقول:«إنّما أنا خازن، و إنّما يعطي اللّه، فمن أعطيته عطاء عن طيبة نفس قمن (4) أن يبارك لأحدكم، و من أعطيته بشره و شدّة مسألة فهو كالذي يأكل و لا يشبع».

و سمعته يقول:«لا تزال أمّة من أمّتي على الحق، لا يضرّهم من خالفهم، و لا من خذلهم حتى يأتي أمر اللّه و هم ظاهرون على الناس»[6019].

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن محمد (5)،نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة (6)،قال: سمعت أبا مسهر -

ص: 274


1- بالأصل و م:«رجلا».
2- كذا بالأصل و م.
3- بالأصل «حبان» و المثبت عن م.
4- كذا بالأصل و م. و القمن: الخليق و الجدير.
5- بالأصل و م: أحمد، خطأ و الصواب عن مشيخة ابن عساكر ص 235/أ رقم 1468.
6- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 344/1.

أو حدّثت عنه - عن عبد الرّحمن بن عامر اليحصبي، قال: قال لي إسماعيل بن عبيد اللّه: على أخيك قرأت القرآن.

و قال لي إسماعيل بن عبيد اللّه: أخوك أكبر مني بخمس سنين.

قال: و نا أبو زرعة (1)،حدّثني هشام، نا عراك بن خالد بن يزيد المرّي، نا يحيى بن الحارث الذّماري، قال: قرأت على عبد اللّه بن عامر، و قرأ عبد اللّه بن عامر على المغيرة بن أبي شهاب، و قرأ المغيرة بن أبي شهاب على عثمان بن عفان.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه، و علي بن يزيد، السّلميان (2)،قالا:

أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم - زاد الفقيه: و أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرزاق بن أبي الفضيل (3) الكلاعي قالا:- أنا أبو (4) الحسن بن عوف، أنا أبو علي بن منير، أنا أبو بكر بن خريم (5)،نا هشام بن عمّار، نا عراك بن خالد، قال: سمعت يحيى بن الحارث الذّماري يقول: جمعت القرآن على عبد اللّه بن عامر اليحصبي، و قرأ عبد اللّه بن عامر على المغيرة بن أبي شهاب المخزومي، و قرأ المغيرة على عثمان بن عفان ليس بينه و بينه أحد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الفضل بن محمّد بن علي (6) الخاني (7)،و أبو القاسم إسماعيل (8) بن علي بن الحسين الحمّامي الصوفيان - بأصبهان - قالا: أنا أبو مسلم محمّد بن علي بن الحسين بن مهرايزد (9) النحوي، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن المعافى بن أبي حنظلة الصيداوي، و محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي،

ص: 275


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 349/1.
2- فوق السين فتحة،(ضبط قلم) بالأصل.
3- عن م، و بالأصل: الفضل.
4- عن هامش الأصل و بجانبها كلمة صح.
5- بالأصل و م: حريم، خطأ و الصواب ما أثبت و ضبط ، و قد مرّ التعريف به.
6- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل، و الصواب ما أثبت، عن مشيخة ابن عساكر ص 206/أ رقم 1213.
7- بالأصل و م:«الحاني» و المثبت عن مشيخة ابن عساكر.
8- عن م، سقطت الكلمة من الأصل.
9- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل. و المثبت عن إنباه الرواة 194/3 و انظر شذرات الذهب 307/3 و مرآة الجنان 83/3.

قالا: نا هشام بن عمّار، أنا عراك بن خالد بن صالح بن صبيح المرّي قال: سمعت يحيى بن الحارث الذّماري قال: قرأت على عبد اللّه بن عامر اليحصبي، و قرأ عبد اللّه على المغيرة بن أبي شهاب المخزومي، و قرأ المغيرة على عثمان قال هشام: و حديث عراك هذا عندنا أصح، و ذاك أن الوليد بن مسلم حدّثنا عن يحيى بن الحارث، عن عبد اللّه بن عامر، أنه قرأ على عثمان [بن عفان] (1).

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، عن أبي القاسم علي بن الفضل بن طاهر، أنا أبو علي أحمد بن محمّد الأصبهاني، نا سليمان بن أحمد الطبراني، نا علي بن عبد العزيز، نا أبو عبيد القاسم بن سلام، نا أبو مسهر [عبد الأعلى بن مسهر] (2).

قال الطبراني: و حدّثنا أيضا عبد الرّحمن بن القاسم بن الفرج الهاشمي، نا عبد الأعلى بن مسهر عن أيوب بن تميم، و الوليد بن مسلم، جميعا عن يحيى بن الحارث، عن عبد اللّه بن عامر، قال: قال لي فضالة بن عبيد: أمسك عليّ هذا المصحف، و لا تردّنّ (3) عليّ ألفا و لا واوا، و ستأتي أقوام لا يسقط عليهم ألف و لا واو، و ذكر الحديث.

أنبأنا أبو علي محمّد بن محمّد بن عبد العزيز بن المهدي، نا علي بن عمر بن محمّد القزويني، أنا عمر بن أحمد بن هارون الآجري، نا أحمد بن محمّد بن جعفر الجوزي، نا ابن أبي الدنيا، نا زياد بن أيوب، نا زياد بن الحباب، أخبرني معاوية بن صالح، أخبرني معاوية بن يزيد الرقاشي، عن عبد اللّه بن عامر اليحصبي، قال:

كنت (4)[عند] فضالة بن عبيد الأنصاري صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فجاءه رجلان يختصمان في باز، فقال أحدهما: وهبته له، و أنا أرجو أن يثيبني منه، و قال الآخر:

وهب لي بازا، و لم أسأله إياه، و لم أتعرّض له، فقال: اردد إليه بازه أو (5) أثبه منه، فإنما يرجع في المواهب النساء و شرار الأقوام.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء محمّد بن علي بن

ص: 276


1- الزيادة عن م، و اللفظتان سقطتا من الأصل.
2- الزيادة بين معكوفتين عن م، سقطت من الأصل.
3- عن م و بالأصل:«تزدن».
4- بالأصل و م: كتب، و المثبت و الزيادة عن مختصر ابن منظور 293/12.
5- بالأصل و م:«و أثبه» و المثبت عن مختصر ابن منظور.

يعقوب، أنا محمّد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان، نا أبي، نا أبو مسهر عن صدقة بن خالد، نا الوليد بن سليمان بن أبي السّائب، قال: سمعت ربيعة بن يزيد يقول: سمعت عبد اللّه بن عامر يقول: أرسل معاوية النعمان بن بشير، حديث فيه طول.

قال أبي: و سمع عبد اللّه بن عامر هذا من فضالة بن عبيد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا يوسف بن رباح (1) بن علي، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: عبد اللّه بن عامر اليحصبي قال أبو مسهر: أدرك معاوية، و أدرك إمارة عمر بن عبد العزيز، قال أبو مسهر: لم يدرك عثمان، و أظنه أدرك معاوية، و غيره يثبت ذلك.

أخبرنا أبو البركات أيضا، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد أبو البركات و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا محمّد بن الحسن بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط (2) قال:

في الطبقة الثانية من أهل الشام: مات عبد اللّه بن عامر اليحصبي في سنة ثمان عشرة و مائة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا.

ح و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، قالا:

نا محمّد بن سعد (3)،قال: في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام: عبد اللّه بن عامر اليحصبي، مات سنة ثمان عشرة و مائة - زاد ابن الفهم: و كان قليل الحديث-.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا

ص: 277


1- بالأصل و م:«رياح» خطأ، و الصواب ما أثبت، قياسا إلى سند مماثل.
2- طبقات خليفة بن خيّاط ص 567 رقم 2939.
3- طبقات ابن سعد 447/7.

أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (1)،قال: عبد اللّه بن عامر أبو عمران اليحصبي، سمع معاوية، روى عنه ربيعة بن يزيد، و جعفر بن ربيعة، و يحصب من اليمن.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (2)،قال: عبد اللّه بن عامر اليحصبي أبو عمران، و يحصب من اليمن، روى عن معاوية، روى عنه ربيعة [بن يزيد، و جعفر بن ربيعة] (3) سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد: روى عنه يحيى بن الحارث الذّماري، و قرأ عليه القرآن.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمّام بن محمّد، أنا جعفر بن محمّد، نا أبو زرعة، قال في الطبقة الثالثة: و عبد اللّه بن عامر اليحصبي القاضي، و قال أبو مسهر: قد قضى في أيّام الوليد.

أنبأنا أبو القاسم العلوي، نا عبد العزيز الصوفي، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، قال: أخوان: عبد اللّه بن عامر اليحصبي القارئ و عنه أخذت القراءة العثمانية بالشام، و أخوه عبد الرّحمن بن عامر، سمعته من أبي مسهر.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين (4) بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أبو الحسن بن جوصا - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير بن جوصا، قال: سمعت أبا [الحسن] (5) بن سميع يقول في الطبقة [الثالثة] (6):عبد اللّه بن عامر اليحصبي قارئ

ص: 278


1- التاريخ الكبير للبخاري 156/1/3.
2- الجرح و التعديل 122/5.
3- ما بين معكوفتين سقط الأول و أضيف عن الجرح و التعديل للإيضاح.
4- بالأصل و م:«أبو الحسن، خطأ، و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
5- بياض بالأصل، و الزيادة لازمة للإيضاح، و في م:«سمعت ابن سميع».
6- الزيادة عن المطبوعة، سقطت اللفظة من الأصل و م.

أهل الشام، دمشقي، روى عن فضالة بن عبيد [و] (1) معاوية بن أبي سفيان.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالوا:

أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي (2) قال:

عبد اللّه بن عامر روى عنه ربيعة بن يزيد، شامي، تابعي، ثقة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو عمران عبد اللّه بن عامر اليحصبي،[سمع معاوية، روى عنه ربيعة بن يزيد، و جعفر بن ربيعة. قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن، أخبرني أبي قال: أبو عامر عبد اللّه بن عامر اليحصبي] (3) عن معاوية، روى عنه ربيعة بن يزيد.

و قال في موضع آخر: أبو عمران.

أنبأنا أبو جعفر الهمذاني (4)،أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم، قال: أبو عمران: عبد اللّه بن عامر اليحصبي الدمشقي، و يحصب من اليمن، سمع معاوية بن أبي سفيان، روى عنه ربيعة بن يزيد الدمشقي، و جعفر بن ربيعة القرشي كنّاه لنا محمّد، قال: حدّثنا محمّد.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (5)،قال: سمعت أبا مسهر - أو حدّثت عنه - عن عبد الرّحمن بن عامر اليحصبي، قال: قال إسماعيل بن عبيد اللّه (6):على أخيك قرأت

ص: 279


1- سقطت الواو من الأصل و زيدت من م.
2- كتاب تاريخ الثقات للعجلي ص 262.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك للإيضاح عن المطبوعة.
4- بالأصل و م: الهمداني، خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
5- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 344/1.
6- بالأصل و م:«عبد اللّه» و الصواب عن تاريخ أبي زرعة.

القرآن، و قال لي إسماعيل بن عبيد اللّه: أخوك أكبر منّي بخمس سنين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصّريفيني، نا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن كثير الكتّاني، أنا أبو بكر أحمد بن موسى بن العبّاس بن مجاهد، قال: و أمّا أهل الشام فيسندون قراءتهم إلى عبد اللّه بن عامر اليحصبي، و كان عبد اللّه أخذ القراءة عن المغيرة بن أبي شهاب المخزومي، و أخذها المغيرة عن عثمان بن عفان.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت، أنا أبو العلاء، أنا أبو بكر، أنا أبو أميّة بن الغلاّبي، نا أبي، قال (1):قال رجل كان من ناحية الشام و ذكر أنّ عطية بن قيس، و عبد اللّه بن عامر اليحصبي و يرون (2) أنه أدرك معاوية، و كانا عالمي دمشق، يقرءان الناس القرآن.

أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (3)، نا عبد الرّحمن بن إبراهيم، قال: قال أبو مسهر ثم ولي - يعني القضاء - عبد اللّه بن عامر اليحصبي، ثم زرعة بن ثوب.

قال: و نا أبو زرعة (4)،نا أبو مسهر أو حدّثت عنه، حدّثني عبد الرّحمن بن عامر اليحصبي، عن أخيه عبد اللّه بن عامر، قال: قال الوليد بن عبد الملك: أين مجلسك يا ابن عامر؟ (5) مجلسك بين الجنانة (6) و القنطرة.

قال عبد الرّحمن بن عامر: فكان إسماعيل بن عبيد اللّه يقول لي: هذا مجلسكم ابن عامر.

قال (7):و نا أبو زرعة، حدّثني هشام، قال: سمعت الهيثم بن عمران، قال: كان عبد اللّه بن عامر رئيس أهل المسجد.

ص: 280


1- بالأصل و م: قالا.
2- بالأصل و م: و يروي، و المثبت عن المطبوعة.
3- الخبر في تاريخ أبي زرعة 201/1.
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 343/1.
5- بياض بالأصل و م مقدار كلمة، و الكلام متصل في تاريخ أبي زرعة الدمشقي.
6- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«الجبانة» و في تاريخ أبي زرعة: الحناية.
7- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 343/1.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، و علي بن زيد المؤدب، قالا: أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم الزاهد - زاد الفرضي: و عبد اللّه بن عبد الرّزّاق بن الفضيل:- أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو علي بن منير، أنا أبو بكر محمّد بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا الهيثم بن عمران، قال:

كان رأس المسجد بدمشق زمان الوليد بن عبد الملك و بعده عبد اللّه بن عامر اليحصبي، و كان يزعم أنه من حمير، و كان يغمز في نسبه (1) فحضر شهر رمضان، فقالوا: من يؤمنا؟ فذكروا رجالا، و ذكروا المهاجر بن أبي المهاجر، فقال: ذاك مولى، و لسنا نريد يؤمنا مولى، فبلغت سليمان، فلما استخلف بعث إلى مهاجر فقال: إذا كان الليلة أوّل ليلة في شهر رمضان فقف خلف الإمام، فإذا تقدّم ابن عامر قبل أن يكبّر فخذ بثيابه من خلفه، ثم اجذبه و قل: تأخّر فلن يتقدمنا دعيّ ، و صلّ أنت بالناس، ففعل.

أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، أنا أبو زرعة (2)،نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز: أن عبد اللّه بن عامر اليحصبي ضرب عطية بن قيس حين رفع يديه في الصلاة.

قال: و نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز، قال: قال عطية بن قيس (3):

فمصعني مصعات (4).

قال (5):و نا أبو مسهر، نا عبد اللّه بن العلاء بن زبر عن (6) عمرو بن مهاجر: أن عبد اللّه بن عامر اليحصبي استأذن على عمر بن عبد العزيز، فلم يأذن له، و قال الذي ضرب أخاه - يعني عطية بن قيس - أن رفع يديه: إن كنا لنؤدب عليها بالمدينة.

ص: 281


1- كذا بالأصل، و مرّ عن تهذيب الكمال 245/10 أن المحققين من النسّاب على القول أنه من حمير. و في سير أعلام النبلاء 293/5 و الأصح أنه عربي، ثابت النسب من حمير. و قال الذهبي أيضا في معرفة القرّاء الكبار 82/1 أنه ثابت النسب إلى يحصب بن دهمان أحد حمير، و حمير من قحطان، قال: و بعضهم يتكلم في نسبه، و الصحيح أنه صريح النسب.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 246/1.
3- بالأصل:«قيس بن عطية» تحريف و الصواب عن أبي زرعة.
4- بالأصل و م:«مضغني مضغات» تحريف و الصواب ما أثبت، و مصعه بالسوط : ضربه، و المصع: الضرب بغير شدة (اللسان).
5- تاريخ أبي زرعة 346/1-347.
6- عن أبي زرعة و بالأصل «بن».

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم (1) بن البسري، أنا أبو طاهر المخلّص (2)،نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني ابن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي محمّد بن المغيرة، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم، قال: سنة ثماني عشرة و مائة فيها مات عبد اللّه بن عامر اليحصبي.

و قد سلف قول خليفة بن خيّاط ، و محمّد بن سعد في وفاته هكذا.

3359 - عبد اللّه بن عامر

أبو عبد الرّحمن الهمداني ثم الأوزاعي الأزدي (3)

حدّث عن معاوية بن أبي سفيان.

روى عنه: سليمان بن موسى الدمشقي، و ولاّه يزيد بن معاوية شرطته بعد حميد بن حريث بن بحدل.

أنبأنا أبو الغنائم الحافظ ، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال: عبد اللّه بن عامر الهمداني، عن معاوية، روى عنه سليمان بن موسى.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (4)،قال: عبد اللّه بن عامر الهمداني، روى عن معاوية، روى عنه سليمان بن موسى، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن

ص: 282


1- بالأصل و م: أبو الفضل، خطأ و السند معروف.
2- بالأصل و م: المخلصي، خطأ، و قد مرّ التعريف به.
3- ترجمته في ميزان الاعتدال 449/2 و التاريخ الكبير للبخاري 156/1/3 و الجرح و التعديل 122/5.
4- التاريخ الكبير للبخاري 156/1/3.

إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (1)،قال: و فيها - يعني سنة خمسين شتا عبد اللّه بن عامر أرض (2) الروم.

قال: و نا خليفة (3)،قال: و كان على شرطته - يعني يزيد بن معاوية - حميد بن حريث الكلبي، ثم عزله و ولّى عبد اللّه بن عامر الهمداني من أهل الأردن.

أنبأنا أبو الوحش سبيع بن المسلّم و غيره، عن رشأ بن نظيف، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم البغدادي، نا أبو بكر محمّد بن القاسم بن بشران، نا أبو عبد اللّه أحمد بن عبد اللّه بن علي بن سويد، نا أبي، نا ابن عيّاش، عن أبيه:

و اللّه إنّا لعند عبد الملك بن مروان إذ دخل عليه عبد اللّه بن عامر الهمداني، فكلّمه في رجل من قومه، فقال: يا أمير المؤمنين نحن نضمنه لك، و إن كان الرجل هذا يتعزل (4) فعفوك يسعه، فقال: لا، و لكن وجدتكم معاشر اليمن أقلّ شيء شكرا. قال:

كلاّ ما أتينا أم أساك (5) و لو كنا فعلنا، و كان هذا الكلام منك لكان قبيحا، و أيم اللّه لو لا حق الطاعة لعلمت أن هذا الكلام يردّ عليك، و إنّما استعديت لتعدي و شفعت لتشفع، و إنا انقدنا إليك و لك (6) انقياد الجمل الأنف، و رفرفنا حواليكم رفرفة المدير، و أمرت فسارعنا، و نهيت فارتدعنا، و دعوت فسمعنا و أطعنا، كأنك لم تسمع بيوم راهط ، و قد أحرض الحوب بمروان بن الحكم أبيك حتى استجار بقحطان، فقال عبد الملك:

يغفر اللّه لك أبا عبد الرّحمن، ثم خرج و هو يقول:

بني أمية إنّ الدهر منقلب *** ما إن تدوم له نعمى و لا بؤس

لا تكفروا (7) أنعما (8) نالت أوائلكم *** من أوّلينا و ثوب العجز ملبوس

أيام قيس مع الضّحّاك مجلبة *** كما تلاطم في البحر القواميس

ص: 283


1- تاريخ خليفة ص 211.
2- كذا بالأصل و م، و تاريخ خليفة.
3- لم يرد الخبر التالي في تاريخ خليفة.
4- عن م و بالأصل: ينعزل.
5- كذا بالأصل و م.
6- كذا.
7- بالأصل:«لا تفكروا» و في م:«لا تذكروا» و المثبت عن المطبوعة.
8- في م: نعمة.

و ما لمروان إلاّ نحن معتصر *** و منقذ و عيون نحوه شوس

لم تغن عنه معدّ غير قولهم *** غالت أميّة بالشام الدّهاريس

فدافعت عنه منا أسد ملحمة *** كأنهم في الوغا البزل القناعيس

حتى أبادوا الذي مالت دعائمه *** و استوسقت لكم الشّمّ القداميس

ثم اعتصمت لنا نعمى مجلّلة *** كأنها فوق (1) فيكم خلابيس

فإن تغلكم من الأيام غائلة *** فللحوادث تظفير و تضريس

فأشرف بما كان منساغا خليقكم (2) *** منا و يضحي حمامكم و هو مدعوس

3360 - عبد اللّه بن عامر الكلاعي

كان على شرطة الوليد بن يزيد، له ذكر.

أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أبو عبد اللّه النهاوندي، نا أحمد بن عمران، نا موسى التستري، نا خليفة العصفري (3)،قال في تسمية عمّال الوليد بن يزيد: شرط الوليد عبد الرّحمن بن جميل (4) الكلبي ثم عزله، و ولّى عبد اللّه بن عامر الكلاعي.

3361 - عبد اللّه بن عائذ بن اللّهبة بن عوف بن قريع بن بكر

3361 - عبد اللّه بن عائذ بن اللّهبة (5) بن عوف بن قريع بن بكر

ابن ثعلبة بن الدّول (6) بن سعد (7) مناة بن غامد

و هو عمرو بن عبد اللّه بن كعب بن الحارث بن كعب

ابن عبد اللّه بن مالك بن نصر بن الأزد الأزدي الغامدي

كان شريفا من أصحاب معاوية، له ذكر.

3362 - عبد اللّه بن أبي عائشة

حكى عن عمر بن عبد العزيز.

ص: 284


1- كذا بالأصل و م ؟ و في المطبوعة: كأنها فيكم برق خلابيس.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: حلوقكم.
3- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 367.
4- في تاريخ خليفة: حنبل.
5- عن م و بالأصل: اللّهية.
6- بالأصل و م: الدولي.
7- بالأصل و م: سعد مناة.

حكى عنه ابنه.

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، عن سهل بن بشر الأسفرايني، أنا خليل بن هبة اللّه بن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الخليل البزّاز، أنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنا أبو الجهم أحمد بن الحسين (1)،أنا العبّاس بن الوليد بن صبح، نا مروان بن محمّد، نا ابن أبي عائشة، حدّثني أبي عبد اللّه بن أبي عائشة أن عمر بن عبد العزيز لم يغتسل من أهله من حين ولي إلاّ ثلاث مرات.

3363 - عبد اللّه بن عبّاس بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف

ابن قصي بن كلاب أبو العبّاس الهاشمي

ابن عم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و حبر (2) الأمة، و ترجمان القرآن (3)

روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، و عن عمر، و علي، و معاذ بن جبل، و أبي ذرّ (4).

روى عنه: عبد اللّه بن عمر، و أنس بن مالك، و أبو الطفيل عامر بن واثلة، و ثعلبة بن الحكم، و أبو أمامة بن سهل بن حنيف، و أخوه كثير بن عبّاس، و ابنه علي بن عبد اللّه، و ابن أخيه عبد اللّه بن معبد بن عبّاس (5)،و مواليه: عكرمة، و أبو معبد نافذ، و كريب، و عوسجة، و أبو عبد اللّه شعبة، و مقسم أبو القاسم، و عطاء بن أبي رباح، و مجاهد بن جبر، و عبيد اللّه بن عبد اللّه بن أبي مليكة، و عمرو بن دينار، و عبد اللّه بن أبي يزيد، و محمّد بن عبّاد بن جعفر المخزومي، و أبو صالح باذام مولى أم هانئ، و عبيد بن عمير الليثي، و عبد اللّه بن عبيد بن عمير الليثي، و عمّار بن أبي عمّار مولى بني هاشم، و سعيد بن الحويرث، و محمّد بن مسلم، أبو الزبير، و عكرمة بن خالد المخزومي المكنون، و سعيد بن المسيّب، و القاسم بن محمّد، و عبيد اللّه بن

ص: 285


1- عن م و بالأصل: الحسن.
2- بالأصل و م:«و خير» و المثبت عن تهذيب الكمال و الوافي بالوفيات.
3- ترجمته و أخباره في: الاستيعاب رقم 1588 و أسد الغابة 186/3 و الإصابة 330/2 و تهذيب الكمال 250/10 و تهذيب التهذيب 180/3 حلية الأولياء 314/1 و صفة الصفوة 314/1 و وفيات الأعيان 62/3 و الوافي بالوفيات 231/17 و سير أعلام النبلاء 331/3 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80 ص 148) و انظر بحاشية المصادر الثلاثة الأخيرة أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
4- انظر أسماء كثيرة غير التي وردت بالأصل و م، وردت في تهذيب الكمال.
5- عن م، و بالأصل: عياش.

عبد اللّه بن عتبة، و نافع بن جبير بن مطعم، و حميد و أبو مسلمة ابنا عبد الرّحمن بن عوف، و سليمان بن يسار، و عطاء بن يسار، و سعيد بن يسير (1) أبو الحباب، و طلحة بن عبد اللّه بن عوف، و عبد اللّه بن حنين (2)،و أبو غطفان بن ظريف المرّي، و إسحاق بن عبد اللّه بن كنانة، و الحكم بن مينا، و ذكوان أبو صالح السّمّان، و عبيد بن السّبّاق، و عروة بن الزبير بن العوام، و علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، و محمّد بن كعب القرظي، و وهب بن كيسان، و يزيد بن هرمز، و علقمة بن وقاص المدنيون، و طاوس بن كيسان، و وهب بن منبّه، و حجر بن قيس المدري، و عبد الرّحمن بن البيلماني اليمانيون، و عامر الشعبي، و سعيد بن جبير، و عبد الرّحمن بن عابس، و عبد العزيز بن رفيع، و أبي البختري سعيد بن فيروز الطائي، و عمرو بن ميمون الأودي، و أبو المنهال عبد الرّحمن بن مطعم، و أرقم بن شرحبيل، و إسماعيل بن عبد الرّحمن السّدّي، و حبيب بن أبي ثابت الأسدي، و أبو ظبيان حصين بن جندب الجنبي، و حصين بن مالك البجلي، و سالم بن أبي الجعد الغطفاني، و أبو الحكم عمران بن الحارث السلمي، و كليب بن شهاب الجرمي، و أبو الضّحى مسلم بن صبيح، و أبو الجوزاء أوس بن عبد اللّه الربعي، و عطية بن سعد العوفي الكوفيون، و أبو الشعثاء جابر بن زيد، و الحسن و سعيد ابنا أبي الحسن، و محمد بن سيرين، و مسلم بن عراق، و أبو حسّان مسلم بن عبد اللّه الأعرج، و أبو نضرة منذر بن مالك العبدي، و موسى بن سلمة بن المحبّق الهذلي، و أبو حمزة نصر بن عمران بن عصام الضبعي، و النّضر بن أنس بن مالك الأنصاري، و أبو مجلز لاحق بن حميد السّدوسي، و بكير بن عبد اللّه المزني، و أبو سليمان يحيى بن يعمر، و الحكم بن عبد اللّه بن الأعرج، و سعيد بن أبي هند، و عبد اللّه بن الحارث، نسيب ابن سيرين، و عبد اللّه بن شقيق العقيلي، و أبو رجاء عمران بن تيم العطاردي، و أبو الجويرية حطّان بن خفاف، و أبو المتوكل علي بن داود، و أبو العالية رفيع الرّياحي، و بجالة بن عبد (3) التميمي، و زرارة بن أوفى الحرشي البصريون، و أبو إدريس الخولاني، و خالد بن اللّجلاج، و شهر بن حوشب الدمشقيون، و ميمون بن مهران، و يزيد بن الأصم الجوزيان، و عبد الرّحمن بن وعلة المصري، و أبو

ص: 286


1- في تهذيب الكمال: يسار.
2- عن تهذيب الكمال و بالأصل و م: جنين.
3- كذا بالأصل و م:«عبد» و في تهذيب الكمال: عبدة.

زميل سماك بن الوليد الحنفي (1) اليمامي، و عبيد اللّه بن يزيد الطائفي، و الضّحّاك بن مزاحم، و عطاء بن أبي مسلم الخراسانيان و غيرهم و قدم دمشق وافدا على معاوية.

أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد اللّه بن رضوان (2)،و أبو علي الحسن بن المظفّر، و أبو غالب أحمد بن الحسن، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، حدّثنا بشر بن موسى، نا هوذة بن خليفة، نا عوف، عن سعيد بن أبي الحسن، قال:

كنت عند ابن عبّاس إذ أتاه رجل فقال: إنّي إنسان إنما معيشتي من صنعة يدي، و إنّي أصنع هذه التصاوير، قال ابن عبّاس: لا أحدثك إلاّ ما سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من صوّر صورة، فإنّ اللّه يعذبه يوم القيامة حتى ينفخ فيها، و ليس بنافخ فيها أبدا»، قال: فربا لها الرجل ربوة شديدة، و اصفرّ وجهه، ثم قال:

ويحك إن أبيت إلاّ أن تصنع، فعليك بهذا الشجر و كل شيء ليس فيه روح[6020].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو القاسم تامر بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة، قال: و قدمها - يعني دمشق - ابن عبّاس زائرا لمعاوية.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن علي بن كرتيلا، أنا محمّد بن علي المقرئ، أنا أحمد بن عبد اللّه السّوسنجردي، أنا أبو جعفر أحمد بن أبي طالب علي بن محمّد الكاتب، أنا أبي، أنا محمّد بن مروان بن عمر السّعيدي، أخبرني جعفر بن أحمد بن معدان، نا الحسن بن جهور، و نا المدائني، عن مسلمة بن محارب، قال: قال عبد اللّه بن عبّاس:

دخلت على معاوية حين كان الصلح، و أوّل ما التقيت أنا و هو، فإذا عنده أناس، فقال: مرحبا يا ابن عباس، ما تحاكت الفتنة بيني و بين أحد كان أعزّ عليّ بعدا و لا أحب إليّ قريبا منك، الحمد للّه الذي أمات عليا، قلت: إنّ اللّه عز و جل لا يذم في قضائه، و غير هذا الحديث أحسن منه، هل لك فيه ؟ قال: ما هو؟ قلت: تعفيني عن ذكر ابن

ص: 287


1- عن م و تهذيب الكمال، و بالأصل: و الحنفي.
2- انظر مشيخة ابن عساكر رقم 34 ص 7/ب.

عمي، و أعفيك من ذكر ابن عمك، قال: ذاك لك، أنشدك اللّه يا ابن عبّاس إلاّ حدّثتني عن أبي سفيان، فقد حضرك من حضرك، قلت: تجر فربح، و أسلم فأفلح، و ولد فأنجح و كان في الشرك فكان نكسا (1) حتى يقضي، فقال: رحمك اللّه يا ابن عباس، فو اللّه ما يعجزك في علمك أن يسر به جليسك و لو لا أن تراني أني قارضتك لأخبرتك (2) عن نفسك.

قال: و أنا محمّد بن مروان، قال: و حدّثني أحمد بن جعفر بن أحمد بن معدان، نا الحسن بن جهور، حدّثني محمّد بن إبراهيم مولى بني هاشم، حدّثني علي، عن عبد الملك بن صالح بن علي بن عبد اللّه بن عباس بن عبد المطّلب، عن أبيه، عن جده، عن علي بن عبد اللّه بن عباس، قال: وفد عبد اللّه بن عباس على معاوية في السّنة التي قتل فيها، و ذكر حديثا أنا اختصرته.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا محمّد بن أحمد بن حسنون، أنا أبو القاسم موسى بن عيسى بن عبد اللّه السّراج، نا محمّد بن محمّد بن سليمان، نا عبد اللّه بن عمر الكوفي، نا محمّد بن الحارث القرشي، نا مسلم بن خالد الزّنجي، أخبرني ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: قال ابن عبّاس:

لما كان النبي صلى اللّه عليه و سلم و أهل بيته بالشّعب، قال أتى أبي النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا محمّد أرى أم الفضل قد اشتملت على حمل، فقال:«لعل اللّه أن يقر أعينكم»[6021]، قال: فأتى بي (3) النبي صلى اللّه عليه و سلم و أنا في خرقة يحنّكني بريقه.

قال مجاهد: فلا نعلم أحدا حنّك بريق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم غيره.

قال: و نا عبد اللّه بن عمر، نا محمّد بن الحارث، نا أبو المليح الرّقّي بن ميمون، عن ابن عبّاس مثله.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (4)،نا نوح بن الهيثم العسقلاني، نا

ص: 288


1- عن مختصر ابن منظور 293/12 و بالأصل و م: رأسا.
2- كذا بالأصل و م: و في مختصر ابن منظور: لأجزتك.
3- سقطت من الأصل و م و أضيفت عن مختصر ابن منظور 294/12.
4- الخبر في المعرفة و التاريخ 541/1.

الوليد عن سعيد (1) بن عبد العزيز، عن داود بن علي أنهم قالوا: يا رسول اللّه إنّ أمّ الفضل حامل، قال: فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«عسى أن يبيّض (2) وجوهنا بغلام»، فولدت (3) عبد اللّه بن عبّاس[6022].

أنبأنا أبو سعد المطرز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم، نا عبيد اللّه بن أبي عاصم، نا الحسن بن علي، نا موسى بن داود، نا زهير، عن موسى بن عقبة، عن كريب، قال: عندنا حمل من كتب ابن عبّاس.

و قالوا: ولد قبل الهجرة بثلاث سنين، و هم في الشّعب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى، أنا عبد اللّه، حدّثني علي بن أبي سليمان، نا سعيد بن أبي مريم، أخبرني يعقوب بن إسحاق، نا محمّد بن مسلم الطائفي عن عمرو (4) بن دينار، عن ابن عبّاس، قال: أوّل التاريخ في السّنة التي قدم فيها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و فيها ولد ابن عبّاس رضي اللّه تعالى عنهما (5)(6).

ص: 289


1- بالأصل و م:«الوليد بن سعيد عن عبد العزيز» صوبنا السند عن المعرفة و التاريخ.
2- اللفظة غير واضحة بالأصل و م.
3- في المعرفة و التاريخ: فولد.
4- بالأصل و م:«بن».
5- بعدها كتب في م: تم هذا الجزء المبارك بحمد اللّه تعالى و حسن تسديده و عونه و صلى اللّه على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلّم. سنة ألف و مائة و اثني عشرة من الهجرة النبوية لعشر بقيت من جماد الأول (و هو الجزء الثالث عشر من المخطوط ).
6- هنا يبدأ الجزء الرابع عشر من م، و صدّر صفحته الأولى بعبارة: بسم اللّه الرحمن الرحيم. أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه اللّه تعالى. بعدها سقط بالأصل و م تناول بقية أخبار عبد اللّه بن عباس، و سقط تناول تراجم أخرى لا نعلم مقدار عددها، و ما يلي من أخبار عبد اللّه بن عبد الرحمن بن عوف، و لا ندري أيضا السقط من أخباره أيضا.
3364-[عبد اللّه بن عبد الرحمن بن عوف

ابن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة

ابن كلاب أبو سلمة، و هو عبد اللّه الأصغر] (1)(2)

أخبرنا (3) أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو عبد الوهّاب بن محمّد، أنا الحسن (4) بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، عن محمّد بن سعد (5) قال: في الطبقة الثانية من أهل المدينة ممن أدرك عثمان، و عليا، و زيد بن ثابت: أبو سلمة بن عبد الرّحمن بن عوف أحد بني زهرة بن كلاب، و اسمه عبد اللّه، قال الهيثم بن عدي: توفي سنة أربع و تسعين، و قال الواقدي: سنة أربع و مائة، و هو ابن ثنتين و سبعين سنة.

قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن (6)،عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (7)،قال: في الطبقة الثانية من تابعي أهل المدينة: أبو سلمة بن عبد الرّحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب، و هو عبد اللّه الأصغر، و أمّه تماضر بنت الأصبغ بن عمرو بن ثعلبة بن حصن بن ضمضم بن عدي بن جناب بن هبل من كلب قضاعة، و هي أول كلبية نكحها قرشي، قالوا: إنّ سعيد بن العاص بن

ص: 290


1- ما بين معكوفتين زيادة لا بدّ منها للإيضاح عن مختصر ابن منظور 7/13 لفصل ترجمته عن ترجمة عبد اللّه بن عباس. و انظر مصادر ترجمته.
2- ترجمته و أخباره في تهذيب الكمال 269/21 و تهذيب التهذيب 115/12 و أخبار القضاة لوكيع 116/1 و تذكرة الحفّاظ 63/1 خلاصة تذهيب التهذيب ص 451، البداية و النهاية بتحقيقنا (الجزء التاسع، الفهارس) العبر 112/1 سير أعلام النبلاء 286/4 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة:81-100 ص 522). و انظر ثبتا بأسماء من روى عنهم و من روى عنه في تهذيب الكمال.
3- هنا يبدأ الجزء الرابع عشر من م، بعد أن ينتهي الجزء الثالث عشر منها بقطع ترجمة عبد اللّه بن عباس. و صدّر الصفحة الأولى من الرابع عشر بعبارة: بسم اللّه الرحمن الرحيم. أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه اللّه تعالى.
4- بالأصل و م: الحسين، خطأ، و السند معروف.
5- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
6- بالأصل:«ابن غالب أحمد بن الحسين» خطأ و الصواب ما أثبت عن م و السند معروف.
7- الخبر في طبقات ابن سعد 155/5 و 157.

سعيد بن العاص بن أمية لمّا ولي المدينة لمعاوية بن أبي سفيان في المرة الأولى استقضى أبا سلمة بن عبد الرّحمن بن عوف بن عبد الرّحمن على المدينة، فلما عزل سعيد بن العاص و ولي مروان المدينة المرة الثانية عزل أبا سلمة بن عبد الرحمن عن القضاء، و ولّى القضاء و شرطه أخاه مصعب بن عبد الرّحمن بن عوف.

قال: و قال محمّد بن عمر: و قد روى أبو سلمة عن أبيه، و عن زيد بن ثابت، و أبي قتادة، و جابر بن عبد اللّه، و أبي هريرة، و ابن عمر، و عبد اللّه بن عمرو، و ابن عبّاس، و عائشة، و أم سلمة، و كان ثقة، فقيها، كثير الحديث، و توفي أبو سلمة بالمدينة سنة أربع و تسعين في خلافة الوليد بن عبد الملك، و هو ابن اثنتين (1) و سبعين سنة، و هذا أثبت من قول من قال: إنه توفي سنة أربع و مائة.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد بن أحمد، قالت: أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو الطّيّب محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد (2) بن إبراهيم، قال: قال عمي: قال أبي: أم أبي سلمة تماضر (3) بنت الأصبغ الكلبية، و اسم أبي سلمة: عبد اللّه بن عبد الرّحمن الأصغر الفقيه، مكتوب في كتاب النسب حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم، أنبأ نعمة اللّه بن محمّد محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، نا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني الحسن (4) بن سفيان، نا محمّد بن علي ابن عمّ روّاد، عن محمّد بن إسحاق، قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: أبو سلمة بن عبد الرّحمن: عبد اللّه بن عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب، أنبأ محمّد بن الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن الحسين بن زنبيل، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن بن الخليل، نا محمّد بن إسماعيل، قال: و اسم أبي سلمة عبد اللّه بن عبد الرّحمن القرشي.

ص: 291


1- بالأصل و م: اثنين، و الصواب عن ابن سعد.
2- عن م و بالأصل: سعيد خطأ انظر ترجمته في تهذيب الكمال 196/12 و ترجمة أبيه في تهذيب الكمال 71/7.
3- عن م و بالأصل: لماض.
4- عن م و بالأصل: الحسين، خطأ.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد بن إسماعيل (1)،قال: عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن عوف أبو سلمة القرشي، ثم الزهري المدني (2) سمع أبا هريرة، و ابن عبّاس، و ابن عمر، سمع منه [الزهري و] (3) يحيى بن سعيد الأنصاري و الشعبي، و يحيى بن أبي كثير، و محمد بن إبراهيم بن الحارث، و قال ابن أبي أويس، حدّثني مالك، قال: أبو سلمة اسمه كنيته، و قال الفضل بن موسى، نا محمّد بن عمرو، نا عبد اللّه أبو سلمة.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل-.

أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأنا علي بن محمّد، قالا: أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم (4)،قال: عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن عوف بن سلمة، و يقال: إنّ اسمه و كنيته واحد القرشي الزهري (5) المدني، روى عن أبيه، و ابن عبّاس، و ابن عمر، و جابر، و أبي هريرة، و عائشة. روى عنه الزهري، و محمّد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، و يحيى بن سعيد (6) الأنصاري، و يحيى بن أبي كثير، سمعت أبي يقول ذلك، و سئل أبو زرعة، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، فقال (7):اسمه عبد اللّه مدني (8) ثقة إمام.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو

ص: 292


1- الخبر في التاريخ الكبير للبخاري 130/5.
2- عند البخاري: المديني.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و أضيف عن البخاري.
4- الجرح و التعديل 93/5.
5- في الجرح و التعديل: ثم الزهري المديني.
6- بالأصل «سعد» و الصواب عن م و الجرح و التعديل.
7- عن م و الجرح و التعديل، و بالأصل: يقال.
8- كذا بالأصل و م، و في الجرح و التعديل: مديني.

سلمة عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن عوف، سمع ابن عبّاس، و أبا هريرة، و عائشة، روى عنه الزهري.

قرأت (1) على ابن الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، قال: أبو سلمة عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن عوف، و قيل: اسمه كنيته.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي (2)،قال: أبو سلمة عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن عوف.

أخبرنا أبو الفتح ناصر بن عبد الرّحمن بن محمّد، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو الحسن عبد الواحد بن أحمد بن الحسين بن عبد الواحد البقّال [العسكري بها] (3)،قال: قال أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي: أبو سلمة بن عبد الرّحمن بن عوف، و اختلفوا في اسمه، فقالوا: عبد اللّه، هكذا قال الفضل بن موسى، عن محمّد بن عمرو، عن أبي سلمة عبد اللّه بن عبد الرّحمن، و قيل: اسمه إسماعيل.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي الصّوّاف، أنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: اسم أبي سلمة بن عبد الرّحمن: عبد اللّه بن عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو القاسم السّمرقندي، نا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: أبو سلمة بن عبد الرّحمن هو اسمه، و قيل: اسمه عبد اللّه.

قرأت على أبي (4) غالب بن البنّا، عن أبي الفتح عبد الملك بن عمر، أنا أبو حفص (5) بن شاهين.

ص: 293


1- فوق اللفظة بالأصل: ح.
2- الكنى و الأسماء للدولابي 191/1.
3- مكانها بياض في م.
4- بالأصل «بن» خطأ، و المثبت عن م، و السند معروف.
5- بالأصل و م هنا: أبو جعفر، خطأ، و سيرد صوابا في السطر التالي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأ أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الفتح عبد الملك بن عمر، أنا أبو حفص بن شاهين، أنا محمّد بن مخلد.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الحسن العتيقي (1)،أنا عثمان بن محمّد، قال: سمعت إسماعيل (2) ابن محمّد قالا: أنا عبّاس بن محمّد، أنا عبد اللّه بن محمّد بن حميد، قال: أبو سلمة بن عبد الرّحمن:

عبد اللّه بن عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي في كتابه، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم، قال: أبو سلمة عبد اللّه بن عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن الحارث بن زهرة القرشي الزهري المدني، و أمّه تماضر بنت الأصبغ بن عمرو بن ثعلبة بن ضمضم بن عدي بن جناب بن عبد اللّه بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن كلاب بن وبرة الكلبية، أخو إبراهيم، و حميد، و مصعب (3)، و محمّد، و الحسن سمع ابن عبّاس، و ابن عمر، و أبا هريرة. روى عنه الشعبي، و يحيى بن أبي كثير، و ابن شهاب، و عمرو بن دينار، و يحيى بن سعيد الأنصاري، و يقال: اسمه كنيته.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل المقدسي، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري، قال: عبد اللّه بن عبد الرحمن بن عوف بن سلمة القرشي الزهري المدني، سماه البخاري، و قال عمرو بن علي: لا يعرف له اسم، سمع أبا هريرة، و ابن عمر، و عبد اللّه بن عمرو بن العاص، و عائشة، و جابرا، و أبا سعيد الخدري، و معيقيب بن أبي فاطمة، و عروة بن الزبير. روى عنه الزهري، و يحيى بن سعيد، و يحيى بن أبي كثير، و محمّد بن إبراهيم التيمي، و سعد بن إبراهيم، و أبو بكر بن حفص في الأيمان و غير موضع، قال الذهلي محمّد بن يحيى، نا يحيى بن عبد اللّه بن بكير، قال: مات سنة أربع و مائة، و هو ابن اثنتين (4) و سبعين

ص: 294


1- عن م و بالأصل: العبسي.
2- عن م سقطت من الأصل.
3- تقرأ بالأصل: و معيقيب، و الصواب عن م و نسب قريش ص 267.
4- بالأصل و م: اثنين.

سنة، و قال عمرو بن علي: مات سنة أربع و مائة، و قال الواقدي مثل ابن بكير، و قال الهيثم بن عدي، توفي سنة أربع و تسعين.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسين الأزدي، أنا أبو الفرج سهل بن بشر، و أبو نصر أحمد بن محمّد بن سعيد، قالا: ثنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن عيسى، ثنا... (1)

ابن أحمد بن الحسن، أنا جعفر بن أحمد بن إبراهيم، نا أحمد بن الهيثم قال: قال أبو نعيم الفضل بن دكين: أبو سلمة بن عبد الرحمن، اسمه أبو سلمة.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين (2) بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد، أنا محمّد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص الفلاس، قال: أبو سلمة بن عبد الرحمن، لا يعرف له اسم.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، أنا علي بن إبراهيم بن أحمد، أنا يزيد بن محمّد بن إياس، قال: سمعت محمّد بن أحمد المقدّمي يقول: أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، يقال: اسمه عبد اللّه، و قد قيل: ليس له اسم.(3) أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر فيما أرى، أنا موسى بن عمران، أنا الحاكم أبو عبد اللّه، أنا أبو أحمد بكير بن محمّد الصيرفي - بمرو - نا عبد الصمد بن الفضل البلخي، نا هشام بن عبد اللّه، عن بكير بن معروف الدّامغاني، عن مقاتل بن حيان، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، و اسمه علقمة، عن عبد الرحمن بن أبزى، فذكر حديثا.

قد قرأنا على أبي (4) غالب أحمد، و أبي (5) عبد اللّه يحيى (6) ابني أبي علي، عن محمّد بن محمّد بن مخلد، أنا علي بن محمّد بن خزفة (7)،نا محمّد بن الحسين بن (8)

ص: 295


1- بياض بالأصل، و اللفظة غير واضحة في م.
2- سقطت اللفظة من م.
3- قبلها و على هامش الأصل: و أنا أبو بكر الفضيلي، أنا القاسم.... الهيثم بن كليب الشاشي، قال: أبو سلمة بن عبد الرحمن (اسم أبي) سلمة: عبد اللّه صح. و في م:«أخبرنا أبو الفضل الفضيلي أنا أبو...» و الباقي كالعبارة الواردة على هامش الأصل.
4- بالأصل «بن» خطأ و الصواب ما أثبت عن م.
5- بالأصل «بن» خطأ و الصواب ما أثبت عن م.
6- في م:«بن».
7- بالأصل:«حزمة» و في م:«حرفه» و كلاهما تحريف و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
8- «بن» ليست في م.

الزعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة قال: سئل يحيى بن معين عن حديث النضر بن سفيان، روى عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبيه، قال: ليس حديثه شيئا (1)، و سئل يحيى بن معين، عن حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن طلحة بن عبد اللّه، قال: مرسل، لم يسمع من طلحة بن عبيد اللّه (2).

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالويه، قالا: أنا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، لم يسمع من أبيه شيئا.

و قال يحيى في موضع آخر: أبو سلمة لم يسمع من أبيه شيئا و لا من طلحة بن عبيد اللّه (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (4)،قال: و قد روى النّضر بن شيبان (5)،عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، حدّثني عبد الرحمن بن عوف، و هذا خطأ، لم يسمع أبو سلمة من أبيه شيئا.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأ علي بن الحسن بن علي الربعي، و رشأ بن نظيف، قالا: أنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن الطرسوسي، أنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن داود بن عيسى (6)،ثنا عبد الرحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش، قال: أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف إمام، لم يلق طلحة بن عبيد اللّه، و أبو سلمة لم يسمع من أبيه شيئا.

قرأت على أبي القاسم بن عبدان، عن أبي عبد اللّه محمّد بن المبارك، أنا رشأ بن نظيف، أنبأ أبو الفتح محمّد بن إبراهيم، أنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن داود، أنا

ص: 296


1- كتبت فوق الكلام بين السطرين، و مكانها:«شيء» و في م: بشيء.
2- بالأصل:«عبد اللّه» و الصواب عن م.
3- بالأصل:«عبد اللّه» و الصواب عن م.
4- الخبر في المعرفة و التاريخ 119/2.
5- بالأصل: سفيان، خطأ، و الصواب عن م و المعرفة و التاريخ.
6- بالأصل: مكان «بن عيسى» بمعرفته من ابن عبدان، و المثبت عن م.

عبد الرحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش، قال: أبو سلمة بن عبد الرحمن، لم يسمع من عبادة شيئا.

قرأت على أبي غالب ابن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، عن هارون بن محمّد، عن أبيه، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، قال: قلت لعائشة: إنّما فاقنا عروة بدخوله عليك كلما أراد، قالت: و أنت إذا أردت فاجلس من وراء الحجاب فتسألني عما أحببت، فإنا لم نجد أحدا بعد النبي صلى اللّه عليه و سلم أوصل لنا من أبيك، و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (1):«لا يحني (2) عليكن إلاّ الصادق البار» و هو عبد الرحمن بن عوف (3).

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد، أنا أبو علي الحسن بن علي، أنبأ أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد (4)،حدّثني أبي نا إسماعيل - يعني ابن عليّة - أنا هشام الدّستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، قال: تذاكرنا ليلة القدر في نفر من قريش فأتيت أبا سعيد الخدري، و كان صديقا لي، فقلت: اخرج بنا إلى النخل، فخرج و عليه خميصة (5) له، فذكر الحديث.(6) أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن علي، نا أبو جعفر محمّد بن

ص: 297


1- قوله: و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم استدرك على هامش الأصل و بجانبه كلمة صح، و هو يوافق عبارة م.
2- لا يجني عليكن: أي لا يعطف و يشفق، يقال حنا عليه يحنو، و أحنى يحني (النهاية).
3- الخبر في طبقات ابن سعد 211/8 تحت عنوان ذكر حج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بأزواجه.
4- مسند الإمام أحمد 121/4 رقم 11580.
5- خميصة: ثوب خزّ أو صوف معلّم، و قيل: لا تسمى خميصة إلا أن تكون سوداء معلمة (النهاية).
6- قبله في م ورد خبران نثبتهما هنا و تمام روايتهما: أخبرنا أبو الفضل الفضيل و أبو المحاسن بن داود و أبو بكير الادامي (كذا) و أبو؟ السجزي قالوا: أنا أبو الحسن الرازي أنا أبو محمد؟ و أبو عمر بن السمرقندي، أنا عبد اللّه بن عبد الرحمن الدارمي، أنا أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم عن سفيان بن عبيد(؟) عن الزهري عن أبي سلمة قال: لو رفقت بابن عباس لأصبت منه علما كثيرا. أخبرنا أبو بكر الشحامي أنا أبو حامد الأزهري أنا أبو سعد بن حمدون،[أنا] أبو حامد بن الشرقي، ثنا علي بن عبد اللّه نا سعد قال: سمعت الزهري يقول: قال أبو سلمة بن عبد الرحمن: لو كنت أرفق بابن عباس لاستخرجت منه علما كثيرا.

إبراهيم بن عبد (1) اللّه بن الفضيل الدّيبلي، أنا أبو عبد اللّه سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، نا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أبي سلمة، قال: لو رفقت بابن عباس لاستخرجت منه علما جما.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، نا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، نا يونس، نا حمّاد، عن معمر، عن الزهري، قال: كان أبو سلمة [بن عبد الرحمن] (2) يسأل ابن عباس، قال: فكان يخزن عنه، قال: و كان عبيد اللّه بن عبد اللّه يلطفه فكان يغرّه غرّا.

قال: أنا حنبل، نبأنا أبو سلمة، نا مهدي بن ميمون، نا محمّد بن أبي يعقوب (3)، قال: قدم علينا أبو سلمة بن عبد الرحمن [البصرة] (4) في إمارة بشر بن مروان، و كان رجلا صبيحا، كأن وجهه دينار هرقلي (5).

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: نا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا محمّد بن جعفر، نا أبو الفضل الزهري، نا عمي يعقوب، نا أبي، عن أبيه، قال: رأيت أبا سلمة بن عبد الرحمن يخضب بالسواد (6).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق، نا الحارث بن أبي أسامة، أنا محمّد بن سعد (7)،أنا معن بن عيسى، و عبد العزيز بن عبد اللّه الأويسي، قالا: أنا إبراهيم بن سعد بن إبراهيم، عن أبيه أنه رأى أبا سلمة بن عبد الرحمن يصبغ بالسواد.

قال محمّد بن سعد: ثم حدّثنا به مرة أخرى بهذا الإسناد أنه رأى أبو سلمة يصبغ بالوسمة، قال: و كان اسمه عبد اللّه.

ص: 298


1- في م: نا أبو جعفر محمد بن عبد الرحمن بن الفضل الدّيبلي.
2- الزيادة عن م.
3- في تهذيب الكمال: محمد بن عبد اللّه بن أبي يعقوب الضّبّي.
4- الزيادة عن تهذيب الكمال 272/10.
5- الخبر في تهذيب الكمال 272/10 و سير أعلام النبلاء 289/4 و ابن سعد 156/5.
6- سير الأعلام 288/4.
7- طبقات ابن سعد 156/5.

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد - إجازة-.

و قرأنا عليهما عن أبي الحسين مخلد، أنا أبو الحسن بن خزفة، أنا محمّد بن الحسين الزعفراني، أنا ابن أبي خيثمة، نا المثنّى بن معاذ، أنا أبي، نا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: أبو سلمة - يعني ابن عبد الرحمن - في زمانه خير من ابن عمر في زمانه (1).

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، نا أحمد بن الحسين، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنبأ محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (2)،قال: و قال أحمد بن ثابت: سمعت عبد الرّزّاق يقول: أنبأ معمر، عن الزهري، قال: أدركت بحورا أربعة: سعيد بن المسيّب، و عروة بن الزبير، و عبيد (3) اللّه بن عبد اللّه، و أبا سلمة بن عبد الرحمن، قال الزهري: و كان أبو سلمة يماري ابن عباس، فحرم بذلك علما كثيرا.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ ، ثنا أبو حامد بن جبلة، نا أبو العباس السراج، قال: سمعت نوح بن حبيب، و محمّد بن يحيى، و محمّد بن سهل بن عسكر، قالوا: أنا عبد الرّزّاق، عن معمر، عن الزهري، قال: أدركت أربعة بحور من قريش: سعيد بن المسيّب، و أبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، و عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، و عروة بن الزبير (4).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني (5)،أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (6)،نا محمّد بن مصفّى (7)،نا بقية، حدّثني

ص: 299


1- سير الأعلام 288/4.
2- التاريخ الكبير 130/5.
3- في التاريخ الكبير: عبد اللّه بن أبي عبد اللّه.
4- تاريخ الإسلام (حوادث سنة 81-100 ص 523) و سير الأعلام 289/4.
5- عن م و بالأصل: الكتاني، خطأ.
6- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 407/1.
7- ترجم له البخاري في التاريخ الكبير 246/1/1.

الزبيدي، حدّثني الزهري، قال: فلقيت أربعة من قريش كلهم بحور: عروة، و سعيد، و أبو سلمة، و عبيد اللّه.

دخل على أبي (1) الميمون حكاية من حكاية إنّما رواها أبو زرعة عن أحمد بن صالح، عن عبد الرازق، عن معمر، و هي محفوظة لمعمر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،حدّثني أبو بكر بن عبد الملك، نا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، قال: لقيت من قريش أربعة بحور: سعيد بن المسيّب، و عروة بن الزبير، و أبا سلمة بن عبد الرحمن، و عبيد اللّه بن عبد اللّه.

قال: و نا يعقوب (3)،حدّثني الحسن بن علي الحلواني، نا عبد الرزاق، أنا معمر، عن الزهري، قال: أدركت من بحور قريش أربعة: عروة بن الزبير، و عبيد اللّه بن عبد اللّه، و أبا سلمة بن عبد الرحمن، و سعيد بن المسيّب، فأمّا أبو سلمة بن عبد الرحمن فكان يماري ابن عباس، فحرم (4) بذلك علما كثيرا.

قال: و نا يعقوب (5)،حدّثني حرملة، أنا ابن وهب، حدّثني ابن لهيعة، عن عقيل بن خالد، قال: سمعت ابن شهاب يقول: قدمت مصر على عبد العزيز بن مروان، و أنا أحدّث عن سعيد بن المسيّب، قال: فقال لي إبراهيم بن عبد اللّه بن قارظ : ما أسمعك تحدّث إلاّ عن ابن المسيّب، فقلت: أجل، فقال: لقد تركت رجلين من قومك، لا أعلم [أحدا] (6) أكثر حديثا منهما عروة بن الزبير، و أبو سلمة بن عبد الرحمن.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم.

ص: 300


1- عن م و بالأصل: بن.
2- الخبر في المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 479/1.
3- الخبر في التاريخ الكبير 552/1.
4- كذا بالأصل و م و في المعرفة و التاريخ: فجرب.
5- المعرفة و التاريخ 551/1.
6- زيادة عن المعرفة و التاريخ.

و أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسين بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، أنا أبو بكر ابن أبي الدنيا، قالا:

نا محمّد بن سعد (1)،أنبأ (2) محمّد بن عمر، نا هشام بن سعد، عن الزهري، قال: لزمت سعيدا (3)،و كان هو الغالب على علم المدينة، و المستفتا، هو و أبو بكر بن عبد الرحمن، و سليمان بن يسار (4)،و كان من العلماء، و عروة بن الزبير بحر من البحور، و عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة فمثل ذلك، و أبو سلمة بن عبد الرحمن، و خارجة بن زيد بن ثابت، و القاسم، و سالم، فصارت الفتوى إلى هؤلاء.

قال (5):و أنا محمّد بن عمر، نا مالك بن أبي الرجال، عن سليمان بن عبد الرحمن بن خبّاب، قال: أدركت رجالا من المهاجرين و رجالا من الأنصار من التابعين يفتون بالبلد، فأمّا المهاجرين (6) فسعيد بن المسيّب، و سليمان بن يسار (7)، و أبو بكر بن عبد الرحمن، و أبان بن عثمان، و عبد اللّه بن عامر بن ربيعة، و أبو سلمة بن عبد الرحمن، و عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، و عروة بن الزبير، و القاسم، و سالم، و ذكر الأنصار.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا [البنا] (8) قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل - إجازة - نا محمّد بن الحسين الزعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال: دفع إلي ابن (9) علي بن المديني كتابا، و نحن بالبصرة، ذكر أنه كتاب أبيه بيده، فكان فيه، قال يحيى بن سعيد القطان فقهاء أهل المدينة عشرة، قلت ليحيى:

عدهم، قال: سعيد بن المسيّب، و أبو سلمة بن عبد الرحمن، و القاسم بن محمّد،

ص: 301


1- طبقات ابن سعد 382/2 في ذكر من كان يفتي بالمدينة بعد أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من أبناء المهاجرين و أبناء الأنصار.
2- بالأصل:«أنبا أبو محمد» و الصواب حذف «أبو» عن م و ابن سعد.
3- عن م و ابن سعد، و بالأصل: سعدا، خطأ.
4- عن م و ابن سعد، و بالأصل: بشار.
5- طبقات ابن سعد 383/2.
6- كذا بالأصل و م، و في ابن سعد المهاجرون.
7- عن م و ابن سعد، و بالأصل: بشار.
8- عن م، سقطت اللفظة من الأصل.
9- كذا بالأصل و م.

و سالم بن عبد اللّه، و عروة بن الزبير، و سليمان بن يسار (1)،و عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، و قبيصة بن ذؤيب، و أبان بن عثمان، و سقط من الكتاب العاشر.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر بن اللالكاني، نا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، أنا يعقوب (2)،قال: قال علي بن المديني لم يكن من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم أحد له أصحاب حفظوا عنه، و قاموا بقوله في الفقه إلاّ ثلاثة: زيد بن ثابت، و عبد اللّه بن مسعود، و ابن عبّاس، فأعلم الناس بزيد بن ثابت، و قوله العشرة: سعيد بن المسيّب، و أبو سلمة بن عبد الرحمن، و عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، و عروة بن الزبير، و أبو بكر بن عبد الرحمن، و خارجة بن زيد، و سليمان بن يسار، و أبان بن عثمان، و قبيصة بن ذؤيب، و ذكر آخر.

قال علي: قال معن بن عيسى عن عبد الملك بن سمي قال: اسم أبي بكر بن عبد الرحمن أبو بكر، و كنيته أبو عبد الرحمن، فكان أعلم الناس بقولهم و حديثهم ابن شهاب ثم بعده مالك، ثم بعد مالك عبد الرحمن بن مهدي.

أخبرنا أبو الفتح الفقيه، نا أبو الفتح الفقيه، أنا أبو الفتح الفقيه، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، أنا علي بن إبراهيم بن أحمد، أنا يزيد بن محمّد بن إياس، قال:

سمعت محمّد بن أحمد المقدّمي، يقول: حدّثنا أبي قال: سئل علي بن المديني، و أنا حاضر، عن أعلى أصحاب أبي هريرة فبدأ بسعيد بن المسيّب ثم قال: و بعده أبو سلمة بن عبد الرحمن و أبو صالح السمّان و ابن سيرين فقيل لعلي بن المديني، فالأعرج ؟ فقال: هو ثقة، و هو دون هؤلاء، فقيل له: فعبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة ؟ فقال: هو ثقة، و هو دون هؤلاء.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، أخبرني علي بن المغيرة عن هشام بن محمّد بن السائب، قال: ولي أبو سلمة شرط سعيد بن العاص بالمدينة.

أخبرنا أبو الحسن (3) علي بن المسلّم الفقيه، و أبو يعلى حمزة بن علي البزاز،

ص: 302


1- عن م و ابن سعد، و بالأصل: بشار.
2- المعرفة و التاريخ 353/1.
3- عن م، و بالأصل:«أبو الحسين» و قد مرّ التعريف به.

قالا: ثنا سهل بن بشر، أنا علي بن منير، أنا الحسن بن رشيق، نا أبو عبد الرحمن النسائي، قال في تسمية فقهاء أهل المدينة بمعرفة من حضره من التابعين سعيد بن المسيّب، و عروة بن الزبير، و أبو سلمة بن عبد الرحمن، و عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، و ذكر غيرهم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، نا أبو (1) الحسين أنا (2) أبو عبد اللّه السلماني، عن أبي الحسن العتيقي.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا بندار، قالا: نا الحسين بن محمّد قالوا: أنبأنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنبأنا صالح بن أحمد، حدثنا أبي قال: أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، مدني، تابعي، ثقة (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو (4) الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، أنا يعقوب (5)،حدّثني أبو سعيد يحيى بن سليمان، حدّثني أحمد بن بشير (6)،نا إسماعيل بن أبي خالد، قال: مشى أبو سلمة بن عبد الرّحمن يوما بيني و بين الشعبي، فقال له الشعبي: من أعلم أهل المدينة ؟ قال:

رجل يمشي بينكما.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (7)،نا محمّد بن أبي عمر، عن سفيان، عن مجالد، قال: قال الشعبي لأبي سلمة: أي أهل بيت أفقه - و كان أبو سلمة بينه و بين عبد اللّه بن معقل - فقال: رجل بينكما.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن الخليل، أنا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن

ص: 303


1- عن م سقطت من الأصل.
2- عن م سقطت من الأصل.
3- من قوله: أنبأنا الوليد... إلى هنا استدرك عن هامش الأصل و بجانبه كلمة صح، و العبارة مثبتة في م.
4- عن م، سقطت من الأصل.
5- المعرفة و التاريخ 559/1.
6- عن م و المعرفة و التاريخ و بالأصل: بشر.
7- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 529/1.

سعد (1)،أنبأ محمّد بن عمر، عن سفيان بن عيينة، و قيس بن الربيع، عن مجالد، عن الشعبي، قال: قدم علينا أبو سلمة بن عبد الرّحمن الكوفة، فمشى بيني و بين أبي بردة، فقلنا له: من أفقه من خلّفت ببلادك ؟ فقال: رجل بينكما.

قرأت على أبي (2) غالب، و أبي عبد اللّه ابني البنّا، عن محمّد بن محمّد بن مخلد، أنا علي بن محمّد.

ح أخبرنا نا (3) محمّد بن الحسين الزعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا الصلت بن مسعود، نا ابن عيينة، عن مجالد، عن الشعبي، قال: قدم أبو سلمة الكوفة فكان يمشي بيني و بين رجل، فسئل: من أعلم من بقي، فتمنع و تزجر ساعة ثم قال:

رجل بينكما.

قال: و نا ابن أبي خيثمة، نا أبي، ثنا أبو بكر بن عيّاش، عن مغيرة، قال: جاء رجل يسأل أبا سلمة بن عبد الرّحمن، فقال: لا يضرك ألاّ تعدو رجلا بينك و بين الجدار.

قال: و نا ابن أبي خيثمة، قال: و قال علي بن محمّد المدائني، عن أبي المقدام، عن الشعبي، قال: لقيت أبا سلمة، فقلت: دلني على أعلم رجل بالمدينة، قال: لا عليك أن تعدو رجلا أنت عنده فسألته عن أربع مسائل فأخطأ فيهن كلهم.(4) أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، نا عبد اللّه، نا يعقوب، نا أبو بكر، نا سفيان، نا عمرو قال: قال أبو سلمة بن عبد الرّحمن أنا: أفقه من بال، فقال ابن عبّاس: في المباول.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو يعلى الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضل بن [غسان، نا أبي، نا محمّد بن أبي الوزير، عن سفيان عن عمرو قال، قال أبو سلمة بن عبد الرحمن عند ابن عباس: أنا أفقه من

ص: 304


1- طبقات ابن سعد 156/5.
2- عن م و بالأصل «بن».
3- كذا.
4- المعرفة و التاريخ 559/1.

بال، فقال ابن عباس: في المباول] (1).

أخبرنا أبو الحسن (2) علي بن أحمد بن منصور، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن زبر، أنا عبد اللّه بن عمرو بن أبي سعد الوراق، نا أحمد بن معاوية، نا الأصمعي، عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، قال: قال أبو سلمة بن عبد الرّحمن: أنا أفقه من بال: فقال ابن عبّاس:

أجل في المباول و عجب من قوله.

قال: و قال الزهري: قال أبو سلمة: لو رفقت بابن عبّاس لأفدت منه علما كثيرا، قال: و كان أبو سلمة ينازع ابن عبّاس في المسائل و يماريه، فبلغ ذلك عائشة، فقالت:

إنّما مثلك يا أبا سلمة مثل الفرّوج سمع الديكة تصيح فصاح معها، يعني أنك لم تبلغ مبلغ ابن عبّاس، و أنت تماريه.

قال: و قدم أبو سلمة الكوفة، فجلس بين رجلين، فقال له أحدهما: أيّ أهل المدينة أفقه ؟ فقال: رجل بينكما.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، نا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، ثنا موسى، نا خليفة (3) قال: عزل مروان - يعني عن إمرة المدينة - سنة ثمان و أربعين و ولي سعيد بن العاص، فاستقضى أبا سلمة بن عبد الرّحمن بن عوف، فلم يزل قاضيا حتى عزل سعيد بن العاص، و ولي (4) مروان بن الحكم الثانية سنة أربع و خمسين فاستقضى مروان مصعب بن عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو الفضل الفضيلي، و أبو المحاسن سعيد بن علي، و أبو بكر أحمد بن يحيى، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، قالوا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفّر، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن حموية، أنا عيسى بن عمر بن العبّاس، أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن الدارمي، نا مسلم بن إبراهيم، نا أبو عقيل، نا سعيد

ص: 305


1- ما بين معكوفتين أضيف عن هامش الأصل، و كانت العبارة مضطربة فيه فصوبناها عن م.
2- عن م و بالأصل أبو الحسين.
3- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 208 و ص 228.
4- عن م و تاريخ خليفة، و بالأصل: و قال.

الجريري، عن أبي (1) بصرة، قال: لما قدم.

و أخبرنا أبو بكر (2) محمّد بن الحسين (3)،ثنا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن علي الصيدلاني، نا الحسين بن إسماعيل المحاملي، نا أخو كرخونة و هو محمّد بن يزيد، نا مسلم بن إبراهيم، نا أبو عقيل، نا سعيد الجريري، قال:

لما قدم أبو سلمة البصرة أتيته أنا و الحسين، فقال للحسين بن الحسن: ما كان بالبصرة أحد أحبّ إليّ لقاء منك، و ذلك أنه بلغني أنك تفتي برأيك فلا تفتي برأيك إلاّ أن يكون سنة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، أو كتاب منزل، و سقط من حديث المزرفي (4) ذكر أبي بصرة، و لا بد منه.

فقد أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا أحمد الخليل، نا إسحاق بن إبراهيم، نا عبد الأعلى، نا الجريري، عن أبي بصرة، قال: قدم أبو سلمة - و هو ابن عبد الرّحمن - فنزل دار أبي بشر، فأتيت الحسن (5)،فقلت: إنّ أبا سلمة قدم، و هو قاضي المدينة و فقيههم، انطلق بنا إليه، فأتيناه، فلما رأى الحسن (6) قال: من أنت ؟ قال: أنا الحسن (7) بن أبي الحسن (8)،قال: ما كان بهذا المصر (9) أحد أحبّ إلي أن ألقاه منك، و ذلك أنه بلغني أنك تفتي الناس، فاتّق اللّه يا حسن، وافت الناس بما أقول لك، أ فتهم بشيء من القرآن قد علمته، أو سنّة ماضية قد بينتها الصالحون و الخلفاء و انظر رأيك الذي هو رأيك فالقه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، قال: نا أبو منصور بن خيرون، أنبأ أبو بكر الخطيب، أنا أبو سعيد الصّيرفي.

ص: 306


1- عن م و بالأصل: ابن.
2- بالأصل:«أبو بكر بن محمد» و فوق لفظة «بن» إشارة، حذفناها بما يوافق م، و السند معروف.
3- في م: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن المهتدي، خطأ.
4- بالأصل:«المرزمي» و في م:«المررقي» و كلاهما تحريف و الصواب ما أثبت و قد تقدم التعريف به.
5- بالأصل: و «الحسين» و المثبت عن م.
6- بالأصل: و «الحسين» و المثبت عن م.
7- بالأصل: و «الحسين» و المثبت عن م.
8- بالأصل: و «الحسين» و المثبت عن م.
9- عن م و بالأصل: المطر.

و أخبرنا [أبو... و] (1) أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، قالا: أنا أبو بكر البيهقي، نا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو سعيد بن أبي عمرو، قالا: نا محمّد بن يعقوب الأصم، ثنا (2):عبد اللّه بن أحمد بن حنبل حدثني أبي و قاسم الخطيب (3)،نا إسحاق بن إبراهيم الرازي، أنا سلمة بن الفضل، حدّثني - و في حديث أبي (4) البركات:

نا - محمد بن إسحاق قال: رأيت أبا سلمة بن عبد الرّحمن يأخذ بيد الصبي من الكتّاب، فيذهب به إلى البيت، فيملي عليه الحديث، و يكتب له.

أخبرنا أبو بكر الشّحّامي، نا أحمد بن عبد الملك المؤذن، أنبأ أبو الحسين بن السقا، ثنا محمّد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمّد نا (5) يحيى بن معين نا سلمة بن الفضل [الأبرش] حدثني.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، نا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري (6) أنا (7) الأحوص (8)،بن المفضل الغلاّبي، أنا أبي، نا يحيى، نا سلمة بن الفضل الأبرش (9)،حدّثني محمّد بن إسحاق، قال: رأيت أبا سلمة بن عبد الرّحمن يأتي الكتّاب، فيأخذ بيد الغلام، فينطلق به إلى بيته، فيملي عليه الحديث، فيكتبه لأبي سلمة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، ثنا أبو بكر بن الطبري، ثنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، أنا يعقوب (10)،نا عمرو بن خالد، عن ابن لهيعة (11)،عن

ص: 307


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م، و ثمة لفظة فيها غير مقروءة تركنا مكانها بياضا.
2- عن م، و بالأصل: قالا.
3- «و قاسم الخطيب» ليس في م.
4- في الأصل:«أبو» خطأ. و مكان:«حديث أبي البركات» بياض في م.
5- عن م، سقطت من الأصل.
6- عن م و مكانها بالأصل:«أنا مبشر بن».
7- عن م، سقطت من الأصل.
8- بالأصل:«الأخوص بن الفضل العلائي» خطأ صوبناه عن م، و السند معروف.
9- بالأصل:«نا سلمة بن الفضل، نا سلمة الأبرش» صوبنا الاسم عن سير الأعلام، ترجمته 42/9.
10- المعرفة و التاريخ 560/1 و تاريخ الإسلام(81-10 ص 523).
11- بالأصل و م:«أبي لهيعة» خطأ، و الصواب عن المعرفة و التاريخ.

أبي (1) الأسود، قال: كان أبو سلمة مع قوم فرأوا قطيعا من غنم، فقال: اللّهمّ إن كان في سابق علمك أن أكون خليفة فاسقنا من لبنها، فانتهى إليها، فإذا هي تيوس كلها.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، نا أبو الحسن بن السّقّاء، و أبو محمّد بن بالويه، قالا: ثنا محمّد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمّد، نا يحيى، نا أبو المنذر، عن ابن أبي ذئب، عن يونس بن سالم (2):أن أبا سلمة بن عبد الرحمن اشترى قطا بالعرج و هو محرم، فبلغ ذلك سعيد بن المسيّب فأرسل إليه، و قال: لأنت (3) صغيرا أفقه منك كثيرا.

هو يونس بن يوسف.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن (4)،أنبأ محمّد بن علي السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، أنا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (5)،قال: و فيها - يعني سنة ثلاثا و تسعين - مات أبو سلمة بن عبد الرّحمن بن عوف.

قرأت على أبي غالب، و أبي عبد اللّه ابني البنّا، عن أبي الحسن بن مخلد، أنا أبو الحسن بن خزفة، نا محمّد بن الحسين الزعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال:

سمعت يحيى بن معين يقول: أبو سلمة بن عبد الرّحمن مات سنة أربع و تسعين، و كذا سلف القول عن خليفة، و محمّد بن سعد.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد، أنا أبي أبو يعلى.

و أخبرنا أبو السعود بن المجلي (6)،حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد بن حفص، قال: قرأت على علي بن عمرو حدّثكم الهيثم بن عدي.

و أخبرنا أبو سعد (7) محمّد بن محمّد المطرّز، و أبو علي الحسين بن أحمد،

ص: 308


1- في المعرفة و التاريخ: ابن الأسود.
2- كذا بالأصل، و في م: يونس بن أبي سالم.
3- عن م و بالأصل:«لابن» و بالأصل و م:«صغير» و الصواب ما أثبت.
4- عن م و بالأصل: الحسين.
5- تاريخ خليفة ص 306 (ت العمري).
6- بالأصل و م: المحلي، خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
7- بالأصل: أبو أسعد، خطأ و المثبت عن م، و قد مرّ.

و أبو القاسم غانم بن محمّد في كتبهم، قالوا: أنا أبو نعيم.

و أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو علي الحسين بن أحمد، أنا أبو نعيم.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد قال: ثنا أبو علي محمّد بن أحمد بن الحسن، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمّد، نا الهيثم بن عدي، قال: و مات أبو سلمة بن عبد الرّحمن سنة مائة.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم، أنبأ نعمة اللّه بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، نا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني الحسن بن سفيان [نا] (1) محمّد بن علي ابن عمّ روّاد بن (2) الجراح، عن محمّد بن إسحاق، قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: توفي أبو سلمة بن عبد الرّحمن سنة مائة.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن نصير، أنا محمّد بن الحسين بن شهريار، ثنا أبو حفص الفلاس، قال: و مات أبو سلمة بن عبد الرّحمن سنة أربع و مائة و كذا ذكر أبو حسان الزيادي، و ذكر أن اسمه عبد اللّه و أنه مات و هو ابن اثنتين (3) و سبعين سنة.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنا أبو طاهر الثقفي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو الطّيّب محمّد بن جعفر، ثنا عبيد اللّه بن سعد بن إبراهيم قال: بلغني أن أبا سلمة مات سنة أربع و مائة و له يقول الشاعر:

يا ابن عبد الرّحمن ابنا لمن *** جاء لعظم الأمور و الأحداث

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال: قال ابن بكير: مات أبو سلمة سنة أربع و مائة.

ص: 309


1- بياض بالأصل، أضيفت اللفظة عن م.
2- «رواد بن» مكانه بياض في م.
3- بالأصل و م: اثنين.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو القاسم بن البسري (1)،أنا محمّد بن عبد الرّحمن - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم، قال: سنة أربع و مائة، توفي فيها أبو سلمة، و اسمه عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن عوف.

3365 - عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن الفضل بن بهرام

أبو محمّد الدّارمي السّمرقندي الحافظ المشهور (2)

رحل و طوّف، و سمع بدمشق أبا مسهر، و مروان بن محمّد، و عبد الوهّاب بن سعيد المفتي (3)،و زيد بن يحيى بن عبيد، و محمّد بن المبارك الصّوري، و عبد اللّه بن جعفر الرّقّي، و دحيما و أحمد بن عبد الرّحمن، و القاسم بن كثير، و روى عنهم، و عن الفريابي، و يحيى بن حسان التّنّيسي، و عبيد اللّه بن عبد المجيد الحنفي، و أحمد بن إسحاق الحضرمي، و أبي (4) المغيرة الخولاني، و الحكم بن نافع البهراني، و محمّد بن كثير المصّيصي، و عبدان بن عثمان، و النّضر بن شميل، و يحيى بن حمّاد، و يزيد بن هارون، و يعلى بن عبيد، و جعفر بن عون، و وهب بن حرب، و عثمان بن عمر بن فارس، و بشر بن عمر الزهراني، و أبي نعيم الفضل بن دكين، و خالد بن مخلد القطواني، و سعيد بن عامر الضبعي، و زكريا بن عدي، و محمّد بن القاسم الأسدي، و سهل بن حمّاد الدّلاّل، و أبي عاصم، و الأسود بن عامر شاذان، و أبي عبد الرّحمن المقرئ، و قبيصة بن عقبة، و عبيد اللّه بن موسى، و أبي النّضر هاشم بن القاسم، و يونس بن محمّد المؤدب، و عفان، و يعلى بن أسد، و أبي الوليد الطّيالسي، و منصور بن سلمة الخزاعي، و خلق (5)،سواهم.

ص: 310


1- بالأصل: التستري، خطأ و الصواب عن م، و السند معروف.
2- ترجمته و أخباره في تهذيب الكمال 283/10 تهذيب التهذيب 191/3 و تاريخ بغداد 29/10 و شذرات الذهب 130/2 و العبر 8/2 و الوافي بالوفيات 242/17 و سير أعلام النبلاء 224/12 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 251-260 ص 179) و انظر بهامشه أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
3- تهذيب الكمال: الدمشقي.
4- بالأصل و م:«و ابن» خطأ و الصواب ما أثبت، و هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني الحمصي.
5- بالأصل:«و خلف و أبو داود السجستاني سواهم» صوبنا العبارة عن م.

روى عنه: الحسين بن الصّبّاح (1)،و هو أكبر (2) منه، و محمّد بن يحيى الذهلي، و أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل البخاري، و مسلم بن الحجّاج، و أبو زرعة، و أبو حاتم الرازيان (3)،و عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، و أبو عيسى التّرمذي، و محمّد بن عبد اللّه بن سليمان الحضرمي، و جعفر بن محمّد الفريابي.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالوا: أنا أبو سعد الجنزرودي، أنبأ الحاكم أبو أحمد، أنا أبو الحسن (4)أحمد بن محمّد بن الفضل السّجستاني بدمشق، حدّثني عبد اللّه - يعني ابن (5)عبد الرّحمن السّمرقندي - نا مروان بن محمّد.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن الحسين بن علي بن الفرخان (6)السّمناني - بسمنان - و أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، و أبو المحاسن أسعد بن علي - بهراة - و أبو بكر أحمد بن يحيى، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، قالوا: أنا أبو الحسين (7) عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفّر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حموية، أنا عيسى بن عمر بن العبّاس، أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن الدارمي، أنا مروان بن محمّد، نا سعيد بن عبد العزيز، عن عطية بن قيس، عن قزعة، عن أبي سعيد - زاد أبو عمران:

الخدري قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا رفع رأسه من الركوع قال:«ربّنا لك الحمد ملء السموات و ملء الأرض، و ملء من شئت من شيء بعد، أهل الثناء و المجد، أحق ما قال العبد، و كلنا لك عبد، اللّهمّ لا مانع لما أعطيت و لا معطي لما منعت، و لا ينفع ذا الجد منك الجدّ»[6023].

رواه مسلم (8)،عن الدّارمي (9).

ص: 311


1- عن م و تهذيب الكمال، و بالأصل: الضياء.
2- بالأصل:«مراد منه» و مكانها بياض في م، و المثبت عن تهذيب الكمال و سير الأعلام.
3- بالأصل:«الرازباني و الصواب عن م، و انظر تهذيب الكمال.
4- عن م و بالأصل: أبو الحسين، خطأ انظر ترجمته في سير الأعلام 426/14.
5- عن م و بالأصل: أبي.
6- بالأصل و م:«الفرحان» و المثبت عن مشيخة ابن عساكر ص 53/ب.
7- م: الحسن.
8- صحيح مسلم، كتاب الصلاة الحديث 477.
9- سنن الدارمي 301/1.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا عمر بن محمّد الناقد، أنا جعفر بن محمّد الفريابي حدّثنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن السّمرقندي، نا مروان بن محمّد، نا أبو يزيد الخولاني، و كان شيخا صدوقا، و كان ابن وهب يحدّث عنه، حدّثني سيّار بن عبد الرّحمن الصّدفي عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال: فرض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم زكاة الفطر طعمة للمساكين، و طهرة للصيام من اللغو و الرّفث، فمن أدّى قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، و من أدّاها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات.

رواه أبو داود (1) عن الدارمي.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل بن الحسين العلوي، و أبو الفضل محمّد بن إسماعيل الأنصاري، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو بكر أحمد بن يحيى، و أبو الوقت بن عيسى، و أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن الحسين، قالوا: ثنا أبو الحسن الداودي، نا عبد اللّه بن أحمد، أنا عيسى بن عمر، أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن، أنا يحيى بن حسان، نا سليمان بن بلال، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«نعم الإدام - أو الأدم - الخل».

رواه مسلم (2)،و أبو عيسى (3) عن الدارمي.

أخبرنا أبو الحسن: (4) ابن قبيس، و ابن سعيد، قالا: ثنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنبأ أبو بكر الخطيب (5)،أخبرني علي بن أبي علي المعدل، نا أبو سعيد (6)عبد الرّحمن بن محمّد بن محمّد السّمرقندي الحافظ في كتابه إلينا حدّثني محمّد بن محمّد بن صالح بن شعيب (7) النسفي بسمرقند، نا محمّد بن عثمان بن سالم السّمرقندي، نا العبّاس بن جعفر الصّغاني (8)،نا محمّد بن إسحاق الصنعاني (9)،نا

ص: 312


1- سنن أبي داود، كتاب الزكاة، باب زكاة الفطر رقم 1609.
2- أخرجه مسلم في الأشربة، باب فضيلة الخل و التأدم به رقم(2051).
3- سنن الترمذي، في الأطعمة، باب ما جاء في الخلّ رقم(1840).
4- بالأصل: الحسين.
5- تاريخ بغداد 30/10.
6- كذا بالأصل و م، و في تاريخ بغداد: أبو سعيد.
7- عن م و تاريخ بغداد، و بالأصل: سعيد.
8- تاريخ بغداد: الصاغاني.
9- تاريخ بغداد: الصاغاني.

محمد بن بشار، قال: كتب إليّ محمّد بن يحيى، ثنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن، أنا يحيى بن حسّان بإسناده نحوه، و قال ابن سلم: سمعت جدي يقول: سمعت عبد اللّه بن عبد الرّحمن يقول: كان يقرع على بابي فأقول: من ذا؟ فيقولون (1):

يحيى بن حسّان، نعم الإدام الخل، كأنني سمعت هذا الحديث من العبّاس بن جعفر.

قرأنا على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، نا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرّحمن السّمرقندي.

قرأنا على أبي الفضل أيضا، عن أبي طاهر الخطيب، ثنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، نا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر (2)،قال: أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرّحمن السّمرقندي.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

قال: أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (3) قال: عبد اللّه بن عبد الرحمن السّمرقندي أبو محمّد، روى عن يحيى بن حسّان التّنّيسي (4)،و مروان بن محمّد الطاطري، و عبيد اللّه بن عبد المجيد الحنفي، و أبي (5) المغيرة، و أحمد بن إسحاق الحضرمي، روى عنه أبي (6) و أبو زرعة، كتبا عنه بالري سئل أبي عنه، فقال: ثقة صدوق.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن [أبي] (7) علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم، قال: أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرحمن الدارمي السّمرقندي، سمع أبا زكريا يحيى بن حسان التّنّيسي (8)،و أبا عبد اللّه

ص: 313


1- تاريخ بغداد:«فيقول» و في م كالأصل.
2- الكنى و الأسماء للدولابي 98/2.
3- الجرح و التعديل 99/5.
4- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل و م، و المثبت عن الجرح و التعديل.
5- بالأصل و م:«و ابن» خطأ و الصواب عن الجرح و التعديل.
6- بياض بالأصل، و اللفظة أثبتت عن م و الجرح و التعديل.
7- عن م، سقطت من الأصل.
8- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل و م، و المثبت عن الجرح و التعديل.

محمّد بن يوسف الفريابي، روى عنه أبو علي الحسين بن الصّبّاح البزّار البغدادي، و محمّد بن إسماعيل الحنفي، و مسلم بن الحجّاج القشيري كناه لنا، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الفضل السّجستاني.

أنبأنا أبو طاهر محمّد بن الحسين الحنائي، و حدّثنا عنه أبو البركات الحضرمي (1) الحازمي - لفظا - و أبو الفهم عبد الرّحمن بن عبد العزيز - قراءة عليه - أنبأ أبو الحسن علي بن إبراهيم بن نصرويه بن سختام (2) الفقيه السّمرقندي، قدم علينا دمشق، قال: قال محمّد بن إبراهيم بن منصور الشيرازي:

عبد اللّه بن عبد الرحمن بن بهرام الدارمي الحافظ السّمرقندي، كنيته أبو محمّد، و كان على غاية من العقل و الديانة من (3) يضرب به المثل في الحلم، و الدراية، و الحفظ ، و العبادة، و الزهادة، أظهر علم الحديث و الآثار بسمرقند، و ذبّ عنها الكذب، و كان مفسّرا كاملا، و فقيها عالما، مات رحمه اللّه سنة خمس و خمسين و مائتين (4).

أخبرنا أبوا الحسن (5) بن قبيس، و ابن سعيد، و أبو النجم قالوا: قال أنا أبو بكر الخطيب (6):عبد اللّه بن عبد الرحمن بن الفضل بن بهرام بن عبد الصمد (7)، أبو محمّد السّمرقندي الدارمي من بني دارم بن مالك بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم، كان أحد الرحّالين في الحديث و الموصوفين بحفظه و جمعه، و الإتقان له، مع الثقة و الصدق، و الورع، و الزهد، و استقضى على سمرقند، فأبى، فألحّ عليه السلطان حتى تقلده، و قضى قضية واحدة، ثم استعفى، فأعفي، و كان على غاية العقل، و في نهاية الفضل، يضرب به المثل في الديانة، و الحلم، و الرزانة، و الاجتهاد، و العبادة، و الزهادة، و التقلل، و صنف المسند و التفسير و الجامع، و حدّث عن يزيد بن هارون،

ص: 314


1- لفظة غير مقروءة بالأصل و م.
2- مهملة بالأصل و م، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 604/17.
3- كذا بالأصل و م، و في تهذيب التهذيب: ممن.
4- الخبر في تهذيب الكمال 286/10 و سير الأعلام 227/12.
5- في م:«أبو الحسين بن قيس» خطأ و السند معروف.
6- تاريخ بغداد 29/10.
7- في سير الأعلام 22/12: ابن عبد اللّه.

و عبيد اللّه بن موسى، و محمّد بن يوسف الفريابي، و يعلى بن عبيد، و جعفر بن عون، و يحيى بن حسّان التّنّيسي، و أبي المغيرة الحمصي، و الحكم بن نافع البهراني، و عثمان بن عمر بن فارس، و سعيد بن عامر، و عبد الصمد بن عبد الوارث، و أحمد بن إسحاق الحضرمي، و أشهل بن حاتم، و أبي بكر الحنفي، و زكريا بن عدي، و محمّد بن المبارك الصوري، و أبي صالح كاتب الليث بن سعد و غيرهم من أهل العراق، و الشام، و مصر، روى عنه بندار بن بشار، و محمّد بن يحيى الذهلي، و رجاء بن مرجا الحافظ ، و مسلم بن الحجّاج، و أبو عيسى التّرمذي، و جعفر بن محمّد الفريابي، و قدم بغداد، فحدّث بها، و روى عنه من أهلها صالح بن محمّد المعروف بجزرة، و عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، و محمّد بن عبدوس بن كامل السّرّاج، و روى عنه أيضا محمّد بن عبد اللّه الحضرمي مطيّن و أراه سمع منه ببغداد.

أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد بن يوسف، و أبو نصر المعمّر بن محمّد البيّع، قالا: أنا أبو المظفّر هنّاد (1) بن إبراهيم بن محمّد النسفي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد بن سليمان، أنا أبو يحيى السّمرقندي.

و أخبرنا (2) أبو الحسن (3):علي بن أحمد، و علي بن الحسن، قالا: ثنا أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب (4)،أخبرني أبو الوليد الدّربندي (5)،نا محمّد بن أبي بكر الحافظ ، نا أبو يحيى أحمد بن محمّد بن إبراهيم السّمرقندي، نا محمّد بن إسحاق الحافظ ، حدّثني أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الورّاق، قال: سمعت أبا محمّد عبد اللّه بن عبد الرحمن يقول: ولدت في سنة مات ابن المبارك سنة إحدى و ثمانين و مائة.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي.

فأخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ .

ص: 315


1- عن م، و بالأصل:«هناي».
2- في م:«أبو» و الصواب ما أثبت.
3- عن م و بالأصل: الحسين، خطأ، و السند معروف.
4- تاريخ بغداد 30/10.
5- عن م و تاريخ بغداد: و بالأصل:«اللدبندي» خطأ.

و أخبرنا أبو الحسن (1) قالا: نا و أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب (2)،أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، أنا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد النيسابوري، قال: سمعت أبا بكر محمّد (3) بن عمر بن يوسف بن ثابت الفقيه - ببخارا - يقول: سمعت أبا القاسم عمرو (4) بن محمّد الأنصاري السّمرقندي يقول: سمعت أبا الفضل محمّد بن إبراهيم - زاد الخطيب و زاهر: الفقيه السّمرقندي يقول: كنت عند أحمد بن حنبل، فذكر عبد اللّه بن عبد الرحمن فقال: هو ذاك السيد، ثم قال أحمد: عرض عليّ الكفر فلم أقبل، و عرض عليه الدنيا فلم يقبل.

أخبرنا أبوا (5) الحسن، قالا: ثنا أبو النجم، ثنا أبو بكر الخطيب (6)،قال:

قرأت على الحسين بن محمّد أخي الخلاّل، عن عبد الرّحمن بن محمّد الأسترابادي، حدّثني محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن جعفر الكاغدي السّمرقندي، نا محمّد بن صالح الكرابيسي السّمرقندي، نا أحمد بن حامد السّمرقندي، قال: سمعت إسحاق بن داود السّمرقندي يقول: قدم قريب لي من الشاش، فقال: أتيت ابن حنبل فجعلت أصف له ابن (7) المنذر، و جعلت أمدحه فقال ابن حنبل: لا أعرف هذا، قد طالت غيبة إخواننا عنا، و لكن أين أنت عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن.

و قال أحمد بن حامد: سمعت رجاء بن [جابر] (8) المرجى يقول: رأيت أحمد بن حنبل، و إسحاق، و ابن المديني و الشاذكوني، فما رأيت أحفظ من عبد اللّه.

أنبأنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر المعمّر بن محمّد، قالا: أنا هنّاد بن إبراهيم بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد الغنجار، ثنا أبو يحيى أحمد بن

ص: 316


1- في م:«أبو الحسن» خطأ، و الصواب ما أثبت، و هما: علي بن أحمد و علي بن الحسن، و قد مرّ السند قريبا.
2- تاريخ بغداد 30/10-31.
3- في م:«محمد بن محمد بن يوسف بن ثابت الفقيه» و في تاريخ بغداد:«محمد بن محمد بن يوسف الفقيه».
4- الأصل و م، و في تاريخ بغداد: عمر
5- في م:«أبو الحسن» خطأ، و الصواب ما أثبت، و هما: علي بن أحمد و علي بن الحسن، و قد مرّ السند قريبا.
6- تاريخ بغداد 31/10.
7- بالأصل و م: أبا المنذر، و المثبت عن تاريخ بغداد.
8- زيادة عن تاريخ بغداد.

محمّد بن إبراهيم السّمرقندي، نا محمّد بن إسحاق الحافظ السّمرقندي، نا أبو سعيد الجزري عمرو (1) بن الحسن قال: كنت بمصر و بالشام، و ذكر البلدان، ما رأيت أحدا من أهل العلم إلاّ و هو يعرف عبد اللّه بن عبد الرّحمن، و لا يعرفون رجاء بن المرجّا الحافظ ، و لا محمّد بن إسماعيل.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، ثنا أبو عبد اللّه الحافظ ، ثنا علي بن حمشاد العدل، نا محمد بن نعيم بن عبد اللّه، نا عبد اللّه بن عبد الرّحمن السّمرقندي الشيخ الفاضل.

و قال: و أنا أبو عبد اللّه، قال سمعت أبا عبد اللّه بن أبي يعقوب المؤذن يقول:

سمعت أبا حامد بن الشرقي يقول: إنّما أخرجت (2) خراسان من أئمة الحديث خمسة (3)رجال: محمد بن يحيى، و محمّد بن إسماعيل، و عبد اللّه بن عبد الرّحمن، مسلم بن الحجّاج، و إبراهيم بن أبي طالب (4).

أنبأنا أبو طالب، و أبو نصر، قالا: أنبأنا هنّاد، أنبأنا أبو عبد اللّه الغنجار.

و أخبرنا أبوا الحسن (5) قالا: ثنا أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب (6)،قال:

و أخبرني أبو الوليد، قالا: أنا محمّد بن أبي بكر الحافظ ، نا أبو يحيى السّمرقندي، نا محمّد بن إسحاق بن عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا محمد جعفر بن محمّد الأدمي يقول: سمعت رجاء الحافظ يقول: ما أعلم أحدا أعلم - و في رواية هنّاد: ما رأيت أحدا أعلم بحديث - النبي صلى اللّه عليه و سلم من عبد اللّه بن عبد الرّحمن.

قال (7):ثنا أبو يحيى، أنا محمّد بن إسحاق بن عبد اللّه الحافظ ، نا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الوراق، أخبرني عبد الصمد - يعني بن سليمان الأعرج البلخي - قال: سألت أحمد بن حنبل عن الحمّاني فقال تركناه بقول عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن

ص: 317


1- عن م و بالأصل: عمر.
2- بالأصل و م:«ايما خرجت» و الصواب عن م و تهذيب الكمال و سير الأعلام.
3- بالأصل و م: خمس.
4- سير أعلام النبلاء 227/12 و تهذيب الكمال 286/10.
5- في م:«أبو الحسن» و قد مرّ السند قريبا.
6- تاريخ بغداد 31/10.
7- تاريخ بغداد 31/10.

السّمرقندي، لأنه إمام. قال إسحاق: سمعت محمّد بن عبد اللّه بن المبارك المخرّمي ببغداد يقول: يا أهل خراسان ما دام عبد اللّه بن عبد الرّحمن بين أظهركم فلا تشتغلوا بغيره، قال إسحاق: و سمعت أبا سعيد الأشجّ يقول: عبد اللّه بن عبد الرّحمن إمامنا، قال إسحاق: و سمعت عثمان بن أبي شيبة يقول: أمر عبد اللّه بن عبد الرّحمن أعظم من ذاك فيما يقولون، من البصر، و الحفظ ، و صيانة النفس، عافاه اللّه.- و زاد هنّاد: قال إسحاق: سمعت سريج بن يونس البغدادي يقول: طوبى لكم يا أهل خراسان بعبد اللّه بن عبد الرّحمن، و اتفقا فقالا: و ثنا أبو يحيى، نا محمّد، ثنا نعيم بن ناعم، قال: سمعت محمّد بن عبد اللّه بن نمير (1) يقول: غلبنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن بالحفظ و الورع.

أخبرنا أبو الحسن (2) قالا: نا و أبو النجم، أنبأ أبو بكر الخطيب (3)،ثنا هبة اللّه بن الحسن (4) بن منصور الطبري، ثنا العلاء بن محمد، و محمّد بن أحمد بن الحسن الرازي، قالا: سمعنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم يقول: سمعت أبي يقول:

عبد اللّه بن عبد الرّحمن السّمرقندي إمام أهل زمانه.

أنبأنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر البيّع، قالا: ثنا هنّاد بن إبراهيم القاصّ ، قال: أنا محمّد بن أحمد الحافظ ، نا أبو يحيى، نا محمّد بن إسحاق الحافظ ، نا أبو حفص عمر بن حذيفة، قال: كنا ببغداد في مجلس سعيد بن يحيى الأموي فحدّثنا في المجلس فقال: حدّثنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن السّمرقندي، قال: فعظموا أصحابه، و قالوا: نعم، حق له، نعم الفتى قال: و كانوا يمدحونه و ذلك في سنة خمس و أربعين و مائتين.

قال: و ثنا محمد بن أحمد، ثنا خلف بن محمّد قال: سمعت إسحاق بن أحمد بن خلف يقول: كنا عند محمّد بن إسماعيل نورد عليه كتاب فيه نعي عبد اللّه بن عبد الرّحمن، فنكّس رأسه ثم رفع و استرجع، و جعل تسيل دموعه على خديه، ثم أنشأ يقول:

ص: 318


1- بالأصل:«سمعت ابن محمد بن عبد اللّه بن بكير» صوبنا الاسم عن م و تاريخ بغداد.
2- بالأصل:«الحسين» خطأ، و في م:«أبو الحسين» خطأ أيضا، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ السند قريبا.
3- تاريخ بغداد 32/10.
4- عن م و تاريخ بغداد.

إن تبق تفجع بالأحبة كلّهم *** و فناء نفسك لا أبا لك أفجع

قال إسحاق بن أحمد: و ما سمعنا ينشد شعرا إلاّ ما يجيء في الحديث (1).

قرأت على أبي (2) القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ .

و أخبرنا أبو الحسن (3) قالا: ثنا و أبو النجم، ثنا أبو بكر الخطيب (4)،أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب، ثنا محمد بن عبد اللّه النيسابوري، أخبرني سعيد بن محمّد الصوفي (5)،قال: سمعت أحمد بن إبراهيم الكرابيسي (6)-كناه البيهقي لنا الأسد (7)- يقول: سمعت عبد اللّه بن الوليد السّمرقندي يقول: توفي عبد اللّه بن عبد الرّحمن الدارمي سنة خمسين و مائتين.

قال الخطيب: هذا وهم، و الصواب ما أنبأنا محمد (8) بن إبراهيم بن مخلد، أنا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن رميح النّسوي (9)،نا أحمد بن محمّد بن عثمان بن بسطام المروزي، نا أحمد بن سيّار قال: و عبد اللّه بن عبد الرّحمن أبو محمّد كان حسن المعرفة، قد دوّن المسند و التفسير، مات في سنة خمس و خمسين و مائتين يوم التروية بعد العصر، و دفن يوم عرفة، و ذلك في يوم الجمعة، و هو ابن خمس و سبعين سنة.

أخبرنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر البيّع، قالا: أنا هنّاد بن إبراهيم، أنا أبو عبد اللّه الغنجار.

و أخبرنا أبوا الحسن، قالا: ثنا و أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب (10)،قال:

ص: 319


1- الخبر و الشعر في تهذيب الكمال 287/10 و تهذيب التهذيب 296/5 (ط الهند) و سير الأعلام 228/12 - 229.
2- عن م و بالأصل:«بن».
3- في م:«أبو الحسن» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ السند قريبا.
4- تاريخ بغداد 32/10.
5- من هنا سقط كبير في م يتناول عدة ترجمات، سنشير في موضعه إلى نهايته.
6- تاريخ بغداد: الكرجي السمرقندي.
7- كذا بالأصل.
8- في تاريخ بغداد: أنبأنا إبراهيم بن مخلد.
9- بالأصل: التستري، و الصواب عن تاريخ بغداد، و انظر ترجمته في سير الأعلام 196/16.
10- تاريخ بغداد 32/10.

و أخبرني أبو الوليد الدربندي، أنا محمّد بن أبي بكر، قال: ثنا أبو علي محمّد بن محمّد بن محمود المعدّل، قال: سمعت أبا العبّاس المكي [يقول: سمعت] (1)محمد بن أحمد بن ماهان البلخي الحافظ يقول: مات عبد اللّه بن عبد الرّحمن يوم عرفة، و ذلك يوم الخميس، و دفن يوم الجمعة سنة خمس و خمسين و مائتين.

3366 - عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد بن محمّد

أبو محمّد الأزدي الشيخ الصالح

حدّث عن أحمد بن إسحاق بن يزيد الحلبي، و أبي الحسن علي بن العبّاس بن محمّد بن الون، و علي بن الحسين علان، و أبي جعفر أحمد بن أسامة بن أحمد التجيبي، و أحمد بن الحسن بن إسحاق، و أبي الحسن أحمد بن محمّد بن عثمان بن أبي اليمام، و أبي بشر سعيد بن علي الأزدي والد عبد الغني الحافظ ، و محمّد بن عبد اللّه بن زكريا النيسابوري، و الحسين بن رستق (2)،و عبد اللّه بن جعفر بن الورد.

روى عنه علي بن محمّد الحنّائي، و ابن عليّة، و أبو علي الأهوازي.

أنبأنا أبو طاهر بن الحنّائي، نا أبو علي الحسين بن علي بن إبراهيم، ثنا أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد بن محمّد الأردنيّ ، نا أحمد بن إسحاق بن يزيد، نا أحمد بن أبي عبد الملك الحمصي، نا سليمان بن سلمة، نا بقية، نا ثور بن يزيد بن خالد بن معدان، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من مشى إلى صاحب بدعة ليوقره فقد أعان على هدم الإسلام»[6024].

أنبأناه أبو علي الحداد، ثم حدّثني أبو مسعود المعدل عنه، ثنا أبو نعيم، نا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن النّضر، نا سليمان بن سلمة، أنا بقية فذكر مثله بإسناده.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا جدي أبو محمّد، نا أبو علي الأهوازي، نا أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد الأزدي المعروف بالأردني، نا أبو بكر محمّد بن علي الموازيني، نا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن يونس

ص: 320


1- ما بين معكوفتين زيادة للإيضاح عن تاريخ بغداد و اللفظتان مستدركتان فيه بين معكوفتين أيضا، و مكانهما بالأصل «بن».
2- كذا رسمها بالأصل.

البغدادي، نا إسحاق بن أبي إسرائيل، نا جعفر بن سليمان، عن طارف، عن الحسن، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«من يأخذ عنّي هؤلاء الكلمات فيعمل بهن، أو يعلمهنّ من يعمل بهن»؟، قال:

فقلت: أنا يا رسول اللّه، قال: فأخذ بيدي و عقد فيها خمسا فقال:«اتّق المحارم تكن أعبد الناس، و ارض بما قسم اللّه تكن أغنى الناس، و ارض للناس ما ترضى لنفسك تكن مسلما، و أحسن إلى جارك تكن مؤمنا، و لا تكثر الضحك، فإنّ الضحك يقسّي القلب»[6025].

قال و نا أبو محمّد الأردنّي، نا الشريف أبو محمّد جعفر بن القاسم بن جعفر الهاشمي، قال: كتبت من مكة إلى أهلى من منا (1):

أ معشر أحبابي سلام عليكم *** رحلنا و خلّفنا القلوب لديكم

و بعد فأنتم قيد من سار عنكم *** و ذكركم زاد المشوق إليكم

3367 - عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن معاوية بن حديج

3367 - عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن معاوية بن حديج (2)

ابن جفنة بن قتيرة بن حارثة بن عبد شمس

ابن معاوية بن جعفر بن أسامة بن سعد

ابن أشرس بن شبيب بن السكون (3) بن أشرس

ابن كندة الكندي ثم التجيبي المصري (4)

ولي إمرة الإسكندرية في خلافة هشام بن عبد الملك.

روى عنه: عمرو بن بحري السّبئي.

و وفد في وجوه أهل مصر على يزيد بن الوليد بن عبد الملك حين بويع، ثم ولي مصر لأبي جعفر المنصور في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين (5) و خمسين و مائة، و هو أول

ص: 321


1- كذا بالأصل.
2- بالأصل: جريج خطأ، و الصواب ما أثبت و ضبط عن الاكمال.
3- بالأصل:«السلوي» و الصواب ما أثبت، انظر جمهرة ابن حزم ص 429.
4- أخباره في النجوم الزاهرة 17/2 و الخطط 307/1 و حسن المحاضرة 10/2 و ولاة مصر للكندي ص 139 و الوافي بالوفيات 244/17 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 141-160 ص 458).
5- بالأصل: اثنين.

من خطب بمصر في السواد، و خرج إلى المنصور في شهر رمضان (1) سنة أربع و خمسين، و استخلف أخاه محمّد، بن عبد الرّحمن على مصر، و رجع في آخر سنة أربع و توفي و هو و اليها يوم الأحد مستهل صفر سنة خمس و خمسين و مائة، و استخلف أخاه محمّدا، فأقره أبو جعفر إلى أن توفي (2) ليلة السبت النصف من شوال سنة خمس خمسين و مائة، ذكر ذلك أبو عمر محمد بن يوسف بن يعقوب الكندي ثم التّجيبي.

قرأت على ابن محمّد السلمي، عن أبي نصر الحافظ (3)،قال: أما حديج بضم الحاء و فتح الدال عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن معاوية بن حديج التجيبي، روى عنه عمرو بن بحري السّبائي، توفي و هو أمير على مصر سنة خمس و خمسين و مائة.

لم يذكره البخاري و لا ابن أبي حاتم في كتابيهما و لا أبو سعيد بن يونس في تاريخ المصريين، و ليس بمشهور، و إنما المشهور أخوه عبد الواحد بن عبد الرحمن، ولي قضاء مصر لعبد اللّه بن عبد الملك بن مروان (4).

3368 - عبد اللّه بن عبد الرحمن بن معمر بن حزم بن زيد بن لوذان

أبو طوالة الأنصاري المديني (5)(6)

سمع أنس بن مالك، و عامر بن سعد، و سعيد بن يسار (7)،و عطاء بن يسار (8)، و نهاور العبدي (9)،و سعيد بن المسيّب، و أبا يونس مولى عائشة.

روى عنه: مالك، و الأوزاعي، و سليمان بن بلال، و زائدة [بن قدامة] (10)،

ص: 322


1- لعشر بقين منه،(ولاة مصر ص 139).
2- بالأصل:«يؤتى» و الصواب ما أثبت عن ولاة مصر ص 140.
3- الاكمال لابن ماكولا 395/2 و 396.
4- انظر ولاة مصر للكندي ص 81.
5- في سير الأعلام و تاريخ الإسلام و تهذيب الكمال: المدني.
6- ترجمته و أخباره في تهذيب الكمال 288/10 و تهذيب التهذيب 193/3 أخبار القضاة 147/1 خلاصة تذهيب الكمال ص 204 الوافي بالوفيات 241/17 و سير أعلام النبلاء 251/5 و تاريخ الإسلام حوادث سنة:121-140 ص 464.
7- عن تهذيب الكمال و سير الأعلام، و بالأصل: بشار.
8- عن تهذيب الكمال و بالأصل: بشار.
9- بالأصل:«و تهارا الع العبدي».
10- زيادة للإيضاح عن تهذيب الكمال.

و خالد بن عبد اللّه الواسطي، و إسماعيل بن جعفر، و الدّراوردي، و فليح بن سليمان، و يزيد بن عبد اللّه بن أسامة، و سعيد بن عبّاس أبو عبد اللّه الفزاري، و أبو الفضل الفضيلي، و أسامة بن زيد اللّيثي، و مسلم بن خالد.

و وفد على عمر بن عبد العزيز، فولاّه القضاء بالمدينة، فلم يزل قاضيا بها حتى توفي عمر.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، ثنا محلّم بن إسماعيل بن مضر، أنا الخليل بن أحمد بن محمّد.

و أخبرنا أبو سعد (1) إسماعيل بن أبي صالح، و أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن علي، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالوا: أنا أحمد بن منصور بن خلف.

و أخبرتنا (2) أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالوا:

ثنا سعيد بن محمّد، قالا: أنا أبو الفضل عبد اللّه بن محمّد القاضي، قالا: ثنا أبو العبّاس السّرّاج، نا قتيبة بن سعيد، نا عبد العزيز - يعني بن محمّد-.

و أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبيد اللّه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، نا محمّد بن محمّد الباغندي، نا علي بن المديني نا عبد العزيز بن محمّد، أخبرني عبد اللّه بن عبد الرحمن بن معمر أبو طوالة.

و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد (3) محمّد بن عبد الرحمن، نا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن جعفر، ثنا محمّد بن إسحاق بن خزيمة.

و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو سعد (4)،أنا أبو طاهر بن خزيمة، أنا جدي محمّد بن إسحاق، ثنا علي بن حجر، نا إسماعيل بن جعفر، نا عبد اللّه بن عبد الرحمن بن معمر بن حزم أنه سمع أنس بن مالك يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«فضل عائشة على النّساء كفضل الثّريد على سائر الطعام»[6026].

و ليس في حديث فاطمة: سائر، و لهذا الحديث عندنا طرق كثيرة.

ص: 323


1- كتبت فوق الكلام بين السطرين.
2- بالأصل: و أخبرنا.
3- بالأصل: أبو أسعد.
4- بالأصل: أبو أسعد.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن [أبي] (1) علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (2)،قال: و قال موسى: نا إبراهيم، نا يزيد بن عبد اللّه بن أسامة، عن أبي طوالة، قال: سمعت عمر بن عبد العزيز سأل عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية في السقط ، فقال: بلغني، و قال ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة، عن الوليد بن هشام: قدم علينا (3) عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية على عمر بن عبد العزيز و رفع إليه دينا، فوعده (4).

- يعني قدم عليه من دمشق إلى خناصرة فدل على أن أبا طوالة (5)،سمع منه بالشام.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن، و أحمد بن الحسن (6).

و أخبرنا أبو نصر اللبلى ؟؟ (7)،أنا أبو طاهر، قالا: أنا أبو الحسين الأصفهاني، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط (8) قال: في الطبقة الرابعة من أهل المدينة: أبو طوالة عبد اللّه بن عبد الرحمن بن معمر بن حزم بن زيد بن لوذان من بني النجار.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن (9) بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال: فولد معمر بن حزم بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار

ص: 324


1- زيادة لازمة للإيضاح، و السند معروف.
2- التاريخ الكبير للبخاري 364/5 ضمن أخبار عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية.
3- لفظة «علينا» ليست في التاريخ الكبير.
4- إلى هنا تنتهي عبارة البخاري.
5- بالأصل:«علي بن أبي طوالة».
6- كذا بالأصل:«و أحمد بن الحسن».
7- كذا رسمها بالأصل.
8- طبقات خليفة بن خياط ص 459 رقم 2345.
9- بالأصل:«الحسين» خطأ، و السند معروف.

عبد الرحمن، ولده أبو طوالة، و اسمه عبد اللّه بن عبد الرحمن، كان قاضيا بالمدينة لأبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم والي عمر بن عبد العزيز على المدينة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال:

نا أبي و عمي قالا: اسم أبي طوالة عبد اللّه بن عبد الرحمن بن معمر.

أخبرنا أبو البركات أيضا، أنا أبو طاهر الباقلاني، أنا يوسف بن رباح بن علي، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، أنا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح، قال:

سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة و محدّثيهم: أبو طوالة.

أخبرنا أبو بكر محمّد (1) بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا (2)،نا محمّد بن سعد قال: في الطبقة الرابعة من أهل المدينة: أبو طوالة، و اسمه عبد اللّه بن عبد الرحمن بن معمر بن حزم من بني مالك بن النجار قال الهيثم بن عدي: توفي في وسط من خلافة أبي جعفر، و شهد به (3) بالمدينة، و أنكر الواقدي: أن يكون أدرك أبا جعفر، و قال: مات قبل ذلك بسنتين، و قضى لأبي بكر بن حزم في ولايته على المدينة في خلافة عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو بكر بن الحاسب، أنا أبو محمّد الشيرازي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم بن الخليل، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (4)،قال: في الطبقة الرابعة من أهل المدينة أبو طوالة قال محمد بن عمر و اسمه:

عبد اللّه بن عبد الرحمن بن معمر بن حزم بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد بن عوف بن مالك بن النّجّار، و قال عبد اللّه بن محمد بن عمارة: و هو القداحي الأنصاري، اسم أبي طوالة الطّفيل، أنا محمّد بن عمر قال: لما ولي أبو بكر بن

ص: 325


1- بالأصل:«أبو بكر بن محمد» و فوق «بن» إشارة حذف، فحذفناها، و السند معروف، و انظر ترجمة محمد بن شجاع في سير الأعلام 74/20.
2- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
3- كذا بالأصل، و لعله:«و شهدته» فالهيثم بن عدي مات سنة 207 و له ثلاث و تسعون سنة (انظر سير الأعلام 104/10).
4- ليس له ترجمة في طبقات ابن سعد المطبوع، فهو ضمن القسم الضائع من تراجم أهل المدينة.

محمّد بن عمرو بن حزم إمرة المدينة لعمر بن عبد العزيز، ولّى أبا طوالة القضاء بالمدينة، فكان يقضي في المسجد، و روى أبو طوالة عن أنس بن مالك، و توفي أبو طوالة قديما في آخر سلطان بني أميّة، و أول سلطان بني هاشم، و كان ثقة كثير الحديث، كذا نسبته هاهنا، و قال في نسب عمرو بن حزم بن عمرو بن عبد عوف بن عثمان بن مالك، و هو الصواب.

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهّاب بن محمّد زاد أبو الفضل: و محمّد بن الحسن قالا: أنا أبو بكر الشيرازي، ثنا أبو الحسن المقرئ، ثنا أبو عبد اللّه البخاري (1)،قال: عبد اللّه بن عبد الرحمن بن معمر أبو طوالة الأنصاري المدني (2)، سمع أنسا، و عامر بن سعد، سمع منه مالك بن أنس، و سليمان بن بلال، و زائدة، و خالد بن عبد اللّه.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي إجازة.

قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنبأنا أبو (3) محمّد ابن أبي حاتم (4)،قال: عبد اللّه بن عبد الرحمن بن معمر أبو طوالة الأنصاري المدني (5)،روى عن أنس، و عامر بن سعد، و سعيد بن يسار (6)،و عطاء بن يسار، و نهار العبدي (7)، روى عنه مالك، و زائدة، و سليمان بن بلال، و إسماعيل بن جعفر، و الدّراوردي، و فليح، و خالد الواسطي، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني (8)،أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن

ص: 326


1- التاريخ الكبير للبخاري 130/5.
2- عند البخاري: المديني.
3- بالأصل: أبي.
4- الجرح و التعديل 94/5.
5- الجرح و التعديل:«المديني».
6- عن الجرح و التعديل و بالأصل: بشار.
7- في الجرح و التعديل:«الضبي» خطأ.
8- بالأصل:«السفاني» خطأ و الصواب ما أثبت و ضبط ، و قد مرّ التعريف به.

حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو طوالة عبد اللّه بن عبد الرحمن بن معمر بن حزم الأنصاري، سمع أنس بن مالك، روى عنه فليح، و مالك.

أخبرنا أبو الفتح الكروخي، نا أبو عامر الأزدي (1)،و أبو بكر الغورجي (2)،قالا:

أبو محمّد الجرّاحي، نا أبو العبّاس... (3) بن عيسى... (4):عبد (5) اللّه بن عبد الرّحمن بن معمر هو أبو طوالة الأنصاري من التابعين، ثقة.

قرأت على أبي (6) الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن، أخبرني أبي، قال: أبو طوالة عبد اللّه بن عبد الرحمن بن معمر، مدني، ثقة.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، نبا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، نبا أبو الفتح سليم بن أيوب، نبا أبو طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس، قال: سمعت محمّد بن أحمد المقدمي يقول: أبو طوالة عبد اللّه الأنصاري بن عبد الرحمن بن معمر بن حزم، كان قاضيا على المدينة.

قرأنا على أبي الفضل الحافظ ، عن أبي طاهر الأنباري، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، قال: أبو طوالة عبد اللّه بن عبد الرحمن الأنصاري.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم، قال: أبو طوالة عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن معمر بن حزم بن زيد بن لوذان من بني مالك بن النجار الأنصاري المديني، القاضي، قاضي عمر بن عبد العزيز.

ص: 327


1- غير واضحة بالأصل و رسمها:«الارور» و الصواب ما أثبت و اسمه محمود بن القاسم بن محمد بن المهلب ترجمته في سير الأعلام 32/19 و قد مرّ هذا السند كثيرا.
2- غير واضحة بالأصل، و رسمها:«العبور» و الصواب ما أثبت ترجمته في سير الأعلام 7/19 و اسمه: أحمد بن عبد الصمد بن أبي الفضل.
3- بياض بالأصل.
4- بياض بالأصل.
5- بالأصل: و ابن عبد اللّه و عبد الرحمن و معمر».
6- بالأصل:«ابن» خطأ و الصواب ما أثبت، و السند معروف.

سمع أنس بن مالك.

روى عنه مالك بن أنس، و عبد الرّحمن بن عمرو بن محمّد الأوزاعي.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد، نا أبو حاتم محمّد بن حبّان قال: عبد اللّه بن عبد الرّحمن هذا هو ابن معمر بن حزم أبو طوالة من أهل المدينة، ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن طاهر، نا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، نبا أبو نصر البخاري، قال: عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن معمر بن حزم أبو طوالة الأنصاري البخاري المدني، سمع أنس بن مالك، روى عنه سليمان بن بلال، و محمّد بن جعفر بن أبي كثير، و ورقاء، و أبو إسحاق الفزاري، و خالد بن عبد اللّه بن الواسطي (1) في فضل عائشة، و المناقب، و الجهاد، و الأطعمة.

قال محمّد بن سعد كاتب الواقدي: قال الهيثم بن عدي: توفي في وسط في خلافة أبي جعفر، قال الهيثم: و شهدته بالمدينة، و قال ابن سعد: و أنكر (2) الواقدي أن يكون أدرك (3) أبا جعفر، قال: و مات قبل ذلك بسنتين، و قضى لأبي بكر بن حزم في ولايته على المدينة في خلافة عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح المؤدب، أنا علي بن محمّد بن علي، و عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمّد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو طوالة ثقة.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة.

ح- (4) قال: أنا أبو طاهر، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (5)،قال: ثنا محمّد بن حموية بن الحسن، قال: سمعت أبا طالب قال: سألت

ص: 328


1- كلمة غير واضحة بالأصل، و لعل الصواب ما أثبت.
2- بالأصل:«و أبو بكر» و الصواب ما أثبت.
3- بالأصل: أدركه.
4- سقطت من الأصل، و إثباتها لازم.
5- الجرح و التعديل 95/5.

أحمد بن حنبل عن أبي طوالة فقال: ثقة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - نا عبد العزيز بن أحمد، أنا علي بن الحسن، و رشأ بن نظيف، قالا: أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد الطرسوسي، أنا محمّد بن محمّد بن داود، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش (1)،قال:

عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن معمر الأنصاري، أبو طوالة كان صدوقا، و كان مالك يرضاه، روى عنه مالك، و يحيى بن سعيد و غيرهما.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو منصور محمّد (2) بن الحسين بن عبد اللّه، أنا أحمد بن محمّد بن غالب البرقاني، قال: و سألته - يعني الدارقطني - عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن معمر بن حزم، فقال: أبو طوالة [شامي] (3) ثقة.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو محمّد عبد العزيز بن الحسين بن علي بن أبي صابر، نا أبو حبيب العبّاس بن أحمد بن محمّد البرتي، نا عبد الأعلى بن حمّاد، نا مسلم بن خالد، نا عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن معمر الأنصاري، أبو طوالة، و كان قاضيا بالمدينة.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (4)،حدّثني محمّد بن أبي زكير (5)،أنبأنا ابن وهب، حدّثني مالك، عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن معمر قال: و كان قاضيا في خلافة سليمان بن عبد الملك، و عمر بن عبد العزيز، و كان يسرد الصوم، و كان يحدّث حديثا حسنا.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: نا أبو طاهر أحمد بن محمود، نا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر، نا عبد اللّه بن سعيد، نا الحسن بن صالح

ص: 329


1- بالأصل: حراس، و الصواب ما أثبت و ضبط ، و قد مرّ التعريف به.
2- بالأصل:«أبو منصور بن محمد» حذفنا «بن» فهي مقحمة قياسا إلى سند مماثل.
3- بياض بالأصل، و اللفظة استدركت عن مختصر ابن منظور 14/13.
4- المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 674/1.
5- غير مقروءة بالأصل و رسمها:«يطير» و المثبت عن المعرفة و التاريخ.

اليمني، قال: قال أبو طوالة ليت (1) لنا مع إسلامنا أحكام (2) آبائنا.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو محمّد بن زبر، قال: سمعت أبو إسحاق، نا نصر بن علي، قال: خبرنا الأصمعي، نا شيخ من آل حزم، قال: قال أبو طوالة ليت (3) لنا مثل أخلاق آبائنا مع إسلامنا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد - و هو ابن الحسين - حدّثني عبيد بن أبي قرّة، قال: سمعت أبا عبد الرّحمن العمري الزاهد يقول:

جمع أبو طوالة عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن معمر بن حزم الأنصاري ولده عند موته فقال: يا بنيّ اتقوا اللّه فإنكم إن اتّقيتم اللّه فأنتم مني على الصدر و النحر، و إن لم تتقوا اللّه لم أبال ما صنع اللّه بكم (4).

3369 - عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر

أبو إسماعيل الأزدي الدّاراني (5)

روى عنه: أبيه، و عمه يزيد بن يزيد، و إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي (6)المهاجر، و عطاء بن أبي مسلم الخراساني، و معاوية بن مسلمة (7) النصري، و أبي محمّد الحكمي، و محمّد بن الحجّاج بن أبي قيلة الخولاني (8)،و عمرو بن مرثد.

روى عنه: الوليد بن مسلم، و محمّد بن المبارك الصّوري، و سليمان بن عبد الرّحمن، و هشام بن عمّار، و هشام بن خالد، و الهيثم بن خارجة، و الحكم بن

ص: 330


1- بالأصل: كتب، و المثبت عن مختصر ابن منظور.
2- في المختصر: أحلام.
3- بالأصل: كتب، و المثبت عن مختصر ابن منظور.
4- ذكر في الوافي 242/17 أنه توفي في حدود الأربعين و مائة. و في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 121-140 ص 464) توفي سنة نيّف و ثلاثين و مائة، و قال في سير الأعلام 251/12 أنه مات بعد الثلاثين و مائة.
5- ترجمته و أخباره في تهذيب الكمال 290/10 و تهذيب التهذيب 194/3 و تاريخ داريا ص 105 و في مختصر ابن منظور 15/13 «الأردني» بدل:«الأزدي».
6- بالأصل:«رأى» بدل «بن أبي» و الصواب عن تهذيب الكمال.
7- بالأصل:«و معاوية و سلمة النصري» خطأ و الصواب ما أثبت عن تهذيب الكمال.
8- ترجمته في تاريخ داريا ص 104.

موسى، و محمّد بن عبد اللّه بن بكّار، و عبد اللّه بن يوسف، و محمّد بن عائذ (1).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو الحسين علي بن إبراهيم بن عيسى الباقلاني، أنا أبو بكر بن مالك، نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، نا الهيثم بن خارجة، نا عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، عن أبيه، عن أبي يحيى سليم بن عامر الحمصي (2) قال: سمعت أبا أمامة الباهلي و هو يحدّث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال:

«بينما أنا نائم انطلق بي إلى جبل وعر، فقيل لي: اصعد، قال: فقلت: لست أستطيع الصعود، قيل: إنا سنسهّله لك، قال: فصعدت حتى إذا كنت في استواء الجبل إذا أنا بأصوات، فقلت: ما هذه الأصوات ؟ قيل: هذه أصوات أهل جهنم، قال: ثم انطلق بي حتى مررت بقوم أشدّ انتفاخا و أسوأه منظرا، و أنتنه ريحا، قال: قلت: من هؤلاء؟ قيل: الكفار، ثم انطلق بي حتى مرّ بي على قوم أشدّ شيء انتفاخا و أسوأ منظرا و أنتنه ريحا، ريحهم كريح المراحيض، قال: قلت: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الزانون و الزواني، ثم انطلق بي حتى مرّ بي على نسوة معلقات بثديّهن، تنهش ثديهن الحيّات، قال: قلت: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء اللاتي يمنعن أولادهن ألبانهن، ثم انطلق بي حتى مررت على قوم معلّقين بعراقيبهم مشتقة أشداقهم، تسيل أشداقهم دما، قال: قلت: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يفطرون قبل إيجاب صومهم، قال أبو يحيى: سمعت أبا أمامة يقول: خابت اليهود و النصارى و لا أدري من سمعه من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أو قاله من قبل نفسه، ثم انطلق بي حتى أشرفت على ولاية نفر يشربون من خمر لهم، قال: قلت: من هؤلاء؟ قال: هذا زيد و جعفر و ابن رواحة، قال: ثم انطلق بي حتى أشرفت على غلمان يلعبون بين نهرين، قال: قلت: من هؤلاء؟ قال: ذراري المؤمنين يحضنهم إبراهيم عليه السلام، قال: ثم انطلق بي حتى أشرفت على ثلاثة نفر، قلت: من هؤلاء؟ قال: إبراهيم، و موسى، و عيسى و هم ينتظرونك»[6027].

أخبرنا أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمّد بن محمّد الزّيدي، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، قالا: أنا أحمد بن محمّد بن (3)،أنا علي بن عمر بن محمّد بن

ص: 331


1- بالأصل:«عائد» و الصواب ما أثبت.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 476/6 و سير أعلام النبلاء 185/5.
3- كلمة غير مقروءة.

الحسن، نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، نا الهيثم بن خارجة، نا عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، نا عطاء الخراساني، عن الزهري، عن عروة بن الزبير أن عائشة حدّثته.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان إذا أراد أن يخرج سفرا قرع بين أزواجه، و أيتهن خرج سهمها خرج بها معه.

فقالت عائشة: فأفرع بيننا في غزوة غزاها، فخرج فيها سهمي، فخرجت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعد ما أنزل الحجاب، فأنا أحمل في هودج و أنزل فيه، فسرنا حتى فرغ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من غزوته و قفل ثم دنوا من المدينة فأذن ليلة بالرحيل، فقمت حين أذن بالرحيل فلمست صدري عقدا من جزع أظفار قد انقطع، فرجعت فالتمست عقدي فحبسني ابتغاؤه، و أقبل الرهط الذين كانوا يرحلون بي، و احتملوا هودجي فرحلوه على بعيري الذي كنت أركب، و هم يحسبون أنّي فيه، و كنّ إذ ذاك النساء خفافا لم يمتلئن، و إنما نأكل العلقة (1) من الطعام، فلم يستنكر القوم نقل الهودج حين رفعوه فدخلوه (2)، و كنت جارية حديثة السن فبعثوا البعير و ساروا، و وجدت عقدي بعد ما استمر الجيش، فجئت منزلهم و ليس به داع، و لا مجيب، فتيمّمت منزلي الذي كنت فيه، و ظننت أنهم سيفقدوني فيرجعون إليّ ، فبينا أنا لبيثة في منزلي إذ غلبتني عيني فنمت، و كان صفوان (3) بن المعطّل السلمي من وراء الجيش، فادّلج (4) فأصبح في المنزل، فرأى سواد إنسان نائما فأتاني فعرفني حين رآني، و قد كان يراني قبل الحجاب، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني، فخمرت وجهي بجلبابي و ولّى ما يكلمني بكلمة، و لا سمعت منه كلمة غير استرجاعه حتى أناخ راحلته و وطئ لي على يديها فركبتها، فانطلق يقودني حتى أتى الجيش، بعد ما نزلوا في نحر الظهيرة (5)،فهلل من هلّل، و قال الذي تولى كبره منهم عبد اللّه بن أبي بن (6) سلول.

ص: 332


1- العلقة: القليل، و يقال لها أيضا: البلغة.
2- كذا بالأصل و في المختصر: فرحلوه.
3- بالأصل:«سفيان» خطأ و الصواب ما أثبت عن صحيح مسلم(49) كتاب التوبة، باب 10، الحديث رقم 2770.
4- ادّلج: الادلاج هو السير في آخر الليل.
5- نحر الظهيرة: وقت القائلة و شدة الحرّ.
6- سقطت من الأصل و أضيفت عن صحيح مسلم.

ثم قدمت المدينة، فاشتكيت حين قدمت شهرا و الناس يخوضون في قول أصحاب الإفك، لا أشعر بشيء من ذلك، و هو يريبني في وجعي أني لا أعرف من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم اللطف الذي كنت أرى منه، إنّما يدخل عليّ و يسلم عليّ ثم يقول:«كيف تيكم ؟»، فذلك يريبني و لا أشعر بالشرّ حتى خرجت بعد ما نقهت، و خرجت معي أم مسطح قبل المناصع (1) و هو متبرزنا و لا نخرج إلاّ ليلا إلى ليل، و ذلك قبل أن نتخذ الكنف قريبا من بيوتنا. أمر العرب الأول التبرز قبل الغائط ، و كنا نتأذى بالكنف أن نتخذها عند بيوتنا، فانطلقت و أم مسطح و هي أم (2) أبي رهم بن المطلب بن عبد مناف، و أمها ابنة صخر بن عامر خالة أبي بكر الصدّيق، و أبيها مسطح بن أثاثة (3) بن عبّاد بن عبد المطلب بن عبد مناف، فأقبلت أنا و نبت أبي (4) رهم قبل بيتي حين فرغنا، فعثرت أم مسطح في مرطها (5)،فقالت: تعس مسطح، قال: فقلت: بئس ما قلت، أ تسبين رجلا شهد بدرا، قالت لي: أي هنتاه و ما سمعت ما قال ؟ قلت: و ما ذا قال ؟ قالت:

فأخبرتني بقول أهل الإفك، فازددت مرضا على ما كان بي، فلما رجعت إلى بيتي دخل عليّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فسلّم ثم قال:«كيف تيكم ؟» قالت: قلت: يا رسول اللّه ائذن لي أن آتي أبويّ ، و أنا أريد حينئذ أن أستثبت الخبر من قبلهما، قالت: فأذن لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فجئت أبوي، فقلت: يا أمتاه ما ذا يتحدّث الناس ؟ قالت: أي بنية هوّني على نفسك، فو اللّه لا قل ما كانت امرأة قط وضيئة (6) عند رجل يحبها لها ضرائر إلاّ كثّرن عليها، قال: فقلت: سبحان اللّه، و قد تحدّث الناس بهذا، قالت: فبكيت تلك الليلة لا ترقى لي دمعة، و لا تكتحل عيني بنوم، ثم أصبحت أبكي، فدعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عليا، و أسامة بن زيد ثم استلبث (7) الوحي، يستشيرها في فراق أهله، و أمّا أسامة فأشار على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بالذي يعلم من براءة أهله، و بالذي يعلم في نفسه من الود لهم، فقال: يا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أهلك و لا نعلم إلاّ خيرا، و أما علي فقال: يا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لم يضيّق اللّه

ص: 333


1- المناصع مواضع خارج المدينة كانوا يتبرزون فيها.
2- كذا بالأصل، و في صحيح مسلم: بنت أبي رهم.
3- عن صحيح مسلم و بالأصل: أبانة.
4- بالأصل:«أنا و أتيت بن رهم» و المثبت عن صحيح مسلم.
5- المرط : كساء من صوف أو قد يكون من غيره.
6- بالأصل: وصية، و الصواب عن صحيح مسلم.
7- بالأصل:«اشتكيت» و الصواب عن مسلم، و استلبث الوحي أي أبطأ و لبث و لم ينزل.

عليك و النساء سواها كثير، و إن تسأل الجارية عنها تصدقك، فدعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بريرة فقال لها: أي بريرة هل رأيت من شيء يريبك ؟ فقالت: لا، و الذي بعثك بالحق إن رأيت عليها أمرا قط أغمصه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن، تنام عن عجين أهلها فتدخل الداجن فتأكله، قالت: فقام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يومئذ فاستعذر من عبد اللّه بن أبي بن سلول، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو على المنبر:«يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في أهلي، فو اللّه ما علمت على أهلي إلاّ خيرا، و لقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلاّ خيرا، و ما كان يدخل على أهلي إلاّ معي».

قالت: فقام سعد بن معاذ، فقال: أنا أعذرك منه يا رسول اللّه إن كان من الأوس ضربت عنقه، و إن كان من إخواننا أمرتنا ففعلنا أمرك.

فقال (1) سعد (2) بن عبادة و هو سيد الخزرج، و كان قبل ذلك رجلا صالحا، و لكن حملته الحميّة فقال لسعد حديث نعم، و اللّه لا تقتله، و لا تقرب إلى قتله، فقام أسيد بن حضير، و هو ابن عمّ سعد بن معاذ فقال لسعد بن عبادة: نعم و اللّه لنقتلنّه، و إنك لمنافق تجادل عن المنافقين، فثار الحيّان الأوس و الخزرج حتى همّوا أن يقتتلوا، و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على المنبر يكفّهم حتى سكتوا و سكت، قالت: و بكيت يومي ذلك كله لا ترقى لي دمعة، و لا أكتحل بنوم، فأصبح أبواي عندي و قد بكيت ليلتي و يومي ذلك، حتى ظننت أن البكاء فالق كبدي، فبينما هما جالسان عندي و أنا أبكي إذ استأذنت عليّ امرأة من الأنصار، فأذنت لها، فجلست تبكي معي، فبينا نحن على ذلك دخل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و جلس، و لم يجلس عندي منذ قيل لي ما قيل قبلها، و قد لبث شهرا لا يوحى إليه في شأني شيء. فتشهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حين جلس ثم قال:«أما بعد يا عائشة، فإنه قد بلغني عنك ما و ما، فإن كنت ألممت بذنب فاستغفري اللّه تعالى و توبي إليه، فإنّ العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب إلى اللّه عز و جل تاب اللّه عز و جل عليه»، فلما فرغ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من مقالته، قلص دمعي (3) حين ما أحس منه قطرة، فقلت لأبي أجب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: ما أدري ما أقول لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقلت لأمي: أجيبي

ص: 334


1- بالأصل: يقال.
2- بالأصل: سعيد، خطأ و الصواب عن مسلم.
3- أي ارتفع، لاستعظام ما يعيبني من الكلام.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بما قال، فقالت: ما أدري ما أقول لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قالت: فقلت - و أنا جارية حديثة السن، لا أقرأ كثيرا من القرآن-: إنّي و اللّه، لقد علمتم و سمعتم هذا الحديث حتى استقرّ في أنفسكم و صدّقتم به، فإن قلت: إني بريئة، و اللّه يعلم أني بريئة لم تصدقوني بذلك، و إن اعترفت بأمر و اللّه يعلم أني بريئة لتصدقوني ما أجد لكم مثلا إلاّ أبا يوسف فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَ اللّٰهُ الْمُسْتَعٰانُ عَلىٰ مٰا تَصِفُونَ .

قالت: ثم تحوّلت، فاضطجعت على فرشي (1)،و اللّه يعلم أني بريئة، و اللّه يبرئني ببراءتي، و لكن، لم أكن أرجو أن ينزل اللّه في شأني وحيا. لشأني من نفسي كان أحقر من أن يتكلّم اللّه و به أمر يتلى، و لكن، كنت أرجو أن يري اللّه رسوله في منامه رؤيا يبرئني بها، قال: فو اللّه ما رام (2)رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مجلسه و لا خرج أحد من أهل البيت حتى أنزل اللّه عليه، فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء (3)حتى نزل عليه، و كان إذا أوحي إليه أخذه البرحاء حتى أنه ليتحدر منه مثل الجمان (4)من العرق في اليوم الشّات، من ثقل القول الذي ينزل عليه، قالت: فلما سرّي عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو يضحك، فكان أول كلمة تكلم بها أن قال:«أما اللّه فقد برّأك»، قالت: فقالت لي أمي: قومي إليه، قلت: و اللّه ما أقوم إليه و لا أحمد على ذلك إلاّ اللّه، فأنزل اللّه عز و جل: إِنَّ الَّذِينَ جٰاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لاٰ تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَ الَّذِي تَوَلّٰى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذٰابٌ عَظِيمٌ (5)قالت: و كان أبو أيوب الأنصاري حين أخبرته امرأته، قالت: يا أبا أيوب أ لم تسمع ما يتحدّث الناس ؟ قال: و ما يتحدّثون ؟ فأخبرته بقول أهل الإفك، قالت: قال: ما يكون لنا أن نتكلم بهذا، سبحانك هذا بهتان عظيم، قالت: فأنزل اللّه عز و جل لَوْ لاٰ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مٰا يَكُونُ لَنٰا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهٰذٰا سُبْحٰانَكَ هٰذٰا بُهْتٰانٌ عَظِيمٌ حتى بلغ وَ لاٰ يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَ السَّعَةِ حتى بلغ أَ لاٰ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللّٰهُ لَكُمْ (6)،قالت: و كان أبو (7)بكر ينفق على مسطح لفقره و قرابته،

ص: 335


1- صحيح مسلم: فراشي.
2- أي ما فارق.
3- البرحاء: الشدة.
4- الجمان: الدّر.
5- سورة النور، الآية:11 إلى 22.
6- سورة النور، الآية:11 إلى 22.
7- بالأصل: أبا.

قال: و اللّه لا أنفق عليه، و قد قال في عائشة ما قال، فلما أنزل اللّه: أَ لاٰ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللّٰهُ لَكُمْ قال أبو بكر: بلى، أنا أحب أن يغفر اللّه لي، فأنفق على مسطح مثل ما كان ينفق عليه، قبل ذلك، و قال: لا أتركك منه أبدا.

قالت عائشة: كانت زينب بنت جحش زوجة النبي صلى اللّه عليه و سلم و سألها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال:«يا زينب ما علمت أو ما رأيت من عائشة ؟» فقالت: يا رسول اللّه أحمي سمعي و بصري، و اللّه ما علمت إلاّ خيرا، قالت: و هي التي كانت تساميني (1) من أزواج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فعصمها (2) اللّه بالورع، و كانت أختها تجانب لها، فهلكت فيمن هلك (3).

قرأنا على أبي (4) عبد اللّه ابن البنّا، عن أبي تمّام علي بن محمّد بن الحسن، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أبو الطّيّب محمّد بن القاسم بن جعفر الكوكبي، نا ابن أبي خيثمة، نا الهيثم بن خارجة، قال: قال الوليد بن مسلم: كنت جالسا مع عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، فمرّ عبد اللّه بن عبد الرّحمن - يعني ابنه - فقال: إنه أكبر منه بثلاث عشرة أو أربع عشرة سنة (5).

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهّاب - زاد أبو الفضل: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أبو بكر الشيرازي، ثنا أبو الحسن المقرئ، ثنا أبو عبد اللّه البخاري (6)،قال: عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر أبو إسماعيل الشامي (7) الأزدي، عن أبيه، سمع منه الهيثم بن خارجة.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - ثنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ص: 336


1- تساميني أي تفاخرني و تضاهيني بجمالها و مكانها من النبي صلى اللّه عليه و سلم و مكانتها لديه.
2- الأصل:«فصممها» و المثبت عن صحيح مسلم.
3- و هي حمنة بنت جحش، و كانت تحكي و تتحدّث بما يقوله أهل الإفك.
4- بالأصل: بن.
5- بالأصل:«بثلاث عشر أو أربعة عشر سنة» خطأ.
6- التاريخ الكبير للبخاري 134/5.
7- عن البخاري و بالأصل: السامي.

قال: أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد قالا: ثنا أبو محمّد أبي حاتم (1)، قال: عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر الأزدي أبو إسماعيل شامي، روى عن عطاء الخراساني، و إسماعيل بن عبيد اللّه (2)،و أبيه، و عمّه يزيد بن يزيد بن جابر، روى عنه الوليد بن مسلم، و الهيثم بن خارجة، و سليمان بن عبد الرّحمن ابن بنت شرحبيل، و هشام بن عمّار، و هشام بن خالد، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، نا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو إسماعيل عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، عن أبيه، روى عنه الهيثم بن خارجة، و الحكم بن موسى.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، ثنا أبو نصر، ثنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو إسماعيل عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، شامي (3) ليس به بأس.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد ثنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد ثنا علي بن الحسن، ثنا أبو الحسن الكلابي، ثنا أحمد بن عمير، و رآه قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: سمعته من نصر: عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا عبد العزيز الكتاني، ثنا علي بن محمّد الطبراني، أنا عبد الجبار الخولاني (4)،قال: و عبد اللّه بن عبد الرّحمن يكنى أبا إسماعيل و ولده بداريا إلى اليوم.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ص: 337


1- الجرح و التعديل 98/5.
2- عن الجرح و التعديل و بالأصل: عبد اللّه.
3- بالأصل:«سامي» و الصواب مما سبق.
4- تاريخ داريا ص 106.

قال: و نا أبو طاهر، أنا علي قالا: ثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم (1)،أنا الحسين (2) ابن الحسن الرازي، قال (3):سألت يحيى بن معين عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر فقال: لا بأس به، قال: و سألت أبي عن (4) عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، فقال: صالح الحديث.

3370 - عبد اللّه بن عبد الرّحمن، و يقال: ربيعة بن السكن

أبو رويحة القرعي

يأتي في الكنى إن شاء اللّه.

3371 - عبد اللّه بن عبد الرّحمن

و يقال: عبد الرّحمن بن عبد اللّه

روى خطبة عمر بن الخطاب بالجابية، و شهدها.

روى عنه: أبو السّكينة (5) الحمصي.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، ثنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا القواريري - يعني عبيد اللّه بن عمر - ثنا كثير بن هشام، ثنا جعفر بن برقان، ثنا أبو سكينة الحمصي، عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن.

أن عمر قدم الجابية - جابية دمشق - فقام خطيبا فحمد اللّه، و أثنى عليه بما هو أهله، ثم قال:

إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قام فينا يوما كقيامي فيكم اليوم، فقال:«أكرموا أصحابي، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يظهر الكذب (6) حتى يحلف الرجل و إن لم يستحلف، و حين يشهد و إن لم يستشهد، فمن أراد بحبحة الجنة فعليه بالجماعة، فإنّ

ص: 338


1- الجرح و التعديل 98/5.
2- عن الجرح و التعديل و بالأصل «قال».
3- بالأصل «قالت» و الصواب عن الجرح و التعديل.
4- سقطت من الأصل و أضيفت عن الجرح و التعديل.
5- ضبطت عن الاكمال لابن ماكولا 316/4 و فيه سكينة بضم السين و فتح الكاف و تخفيفها و فتح النون. أبو سكينة الحمصي حدّث عن وابصة بن معبد، روى عنه جعفر بن برقان الجزري.
6- بالأصل: العرب، و المثبت عن مختصر ابن منظور.

الشيطان مع الفرد، و هو من الاثنين أبعد، ألا لا يخلونّ رجل بامرأة فإنّ ثالثهما الشيطان، و من ساءته خطيئته فهو مؤمن».

ثم قال: إذا انصرفت من مقامي هذا فلا يتعين أحد له حق في الصدقة إلاّ أتاني فلم يأته ممن حضره إلاّ رجلان، فأمر لهما فأعطيا، فقام رجل فقال: أصلح اللّه أمير المؤمنين، ما هذا الغني المتفقد بأحق بالصدقة من هذا الفقير المتعفّف، قال عمر:

ويحك كيف لها بالدليل ؟.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو القاسم بن مسعدة (1)،أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد، نا أبو عروبة، ثنا عمرو بن هشام، ثنا مخلد بن يزيد، عن جعفر - يعني ابن برقان - عن أبي السكينة الحمصي، عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن، قال: قدم عمر جابية دمشق، فقام في الناس فذكر الحديث.

قال: ثنا أبو عروبة، ثنا محمّد بن سعيد الأنصاري، قال: سمعت مسكين بن بكير يقول: سألني سعيد: سمعت من جعفر بن برقان ؟ قال: قلت: نعم، قال: فهل سمعت حديث أبي سكينة: من أراد بحبحة الجنة فعليه بالجماعة ؟ قلت: لا، قال: لم تصنع شيئا، قال مسكين: فلما رجعت، كتبت عنه.

3372 - عبد اللّه بن عبد الرّحمن

أبو محمّد الملياري المعروف بالسّندي

حدّث بعدلون: مدينة من أعمال صيدا من ساحل دمشق، عن أحمد بن عبد الواحد بن أحمد الحساب الشيرازي.

روى عنه: أبو عبد اللّه الصّوري الحافظ .

3373 - عبد اللّه بن عبد بن عبد الرحيم

أبو الحسين المازني

حكى عن أشياخ له من أهل دمشق.

روى عنه: أبو الحسين أحمد بن حميد بن أبي العجائز الدّمشقي.

ص: 339


1- بالأصل: مسعد، خطأ، و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
3374 - عبد اللّه بن عبد الرّزّاق بن عبد اللّه بن الحسين بن فضيل

أبو محمّد بن أبي القاسم الكلاعي

سمع أبا الحسن بن عوف، و ابن السمسار.... (1)،و أبا بكر محمّد بن الحرمي، و مسدّد بن علي، و أبا عثمان الصابوني، و أبا القاسم بن الطّيّب، و أبا عبد اللّه محمّد بن عبد السلام بن سعدان، و عثمان بن أبي بكر السفاقسي، و أبا الفرج عمر بن عبد اللّه بن جعفر، و رشأ بن نظيف المقرئ، و علي بن الخضر السّلمي، و أبا طاهر محمّد بن أحمد بن أبي الصّقر الأنباري.

حدّثنا عنه أبو الحسن الفرضي، و أبو محمّد بن صابر، و كان خالي قد سمع منه، و تكرّه الرواية عنه لأجل خدمته بعض الجند.

حدّثنا (2) أبو محمّد بن صابر لفظا - أنا أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرّزّاق بن عبد اللّه بن الحسين بن الفضيل الكلاعي - بقراءتي عليه - سنة ست و ثمانين، و أبو الحسن علي بن الحسن بن عبد السلام بن أبي بحرون، قالا: أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد العتيقي، قدم علينا، ثنا الحسن بن جعفر الحربي، ثنا محمّد بن الحسن بن سماعة، ثنا أبو نعيم الفضل بن دكين، ثنا سفيان الثوري، عن سهيل بن أبي صالح، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن تميم الداري، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّما الدين النصيحة، إنّما الدين النصيحة، إنّما الدين النصيحة»، قيل: لمن يا رسول اللّه ؟ قال:«للّه و لرسوله، و لأئمّة المسلمين و عامّتهم»[6028].

ذكر أبو محمّد بن صابر أنه ولد في العشر الأول من شهر ربيع الأول سنة إحدى و عشرين و أربع مائة.

ذكر أبو محمّد الأكفاني، أن أبا محمّد بن الفضيل الكلاعي توفي في شعبان سنة اثنين و تسعين و أربعمائة بدمشق.

قال ابن صابر: توفي ليلة الاثنين للسادس و العشرين من شعبان، ثقة لم يكن الحديث من شأنه.

ص: 340


1- مهملة بدون نقط و رسمها بالأصل:«و العسى ؟؟» لعلها: العتيقي.
2- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
3375 - عبد اللّه بن عبد ربه بن النّضر بن حسّان

3375 - عبد اللّه بن عبد ربه بن النّضر بن حسّان (1)

أبو محمّد البخاري

نزيل نسف (2).

سمع بدمشق: هشام بن (3) عمّار، و هشام بن خالد، و عبد الرّحمن بن إبراهيم، دحيما، و بمصر: أحمد بن صالح المصري، و بخراسان: حبّان بن موسى (4)، و سويد بن نصر الطوساني (5)،و عبد الوارث بن عبيد اللّه المروزيين.

و لم يقع له إليّ رواية، و لم ينته إليّ اسم من روى عنه.

و بلغني أنه توفي سنة ست و ثمانين و مائتين.

3376 - عبد اللّه بن عبد الصمد

حكى شيئا من أمر أبي العميطر.

حكى عنه ابنه عبد الصمد بن عبد اللّه.

قرأت خط أبي الحسين الرازي، حدّثني محمّد بن أحمد بن غزوان، ثنا أحمد بن المعلّى، نا أبو محمّد عبد الصمد بن عبد اللّه بن عبد الصمد، قال: سمعت أبي يقول:

لما صعد أبو العميطر منبر دمشق قام إليه مجنون كان في المسجد، فقال: أسخر اللّه عينيك يا أبا العميطر فقد ألقيت نفسك و ألقيتنا معك في حفرة سقر.

3377 - عبد اللّه بن عبد العزيز بن أبان بن مروان

ابن الحكم بن أبي العاص الأموي

له ذكر.

3378 - عبد اللّه بن عبد العزيز

أبو محمّد

كتب عنه إبراهيم بن صابر.

ص: 341


1- عن تهذيب الكمال 219/6 و تقرأ بالأصل: حشار.
2- بالأصل:«بن بكر لسيف» كذا. و المثبت عن تهذيب الكمال 219/6.
3- بعدها بالأصل و قد وضع فوق كل لفظة إشارة:«بكر لسيف سمع بدمشق هشام» حذفناها فالعبارة مقحمة.
4- ترجمته في سير الأعلام 10/11.
5- ترجمته في تهذيب الكمال 219/8 و قد ورد في من روى عنه: صاحب الترجمة عبد اللّه بن عبد ربه.

قرأت بخط أبي (1) القاسم عبد اللّه بن أحمد بن علي بن صابر، أنشدني الشيخ أبو محمّد عبد اللّه بن عبد العزيز لنفسه:

لا رعى اللّه عسقلان مطارا *** لحصيص (2) يرتع (3) فيها قرارا

فكتب في العضاة قلبي و راحت *** تلبس الصدر من هموم صدارا

أسكرتني وليتها إذ حمتني *** راحها نشوة حمتني الخمارا

عرفتني أنياب دهري حتى *** قد رأى الناس مخ حالي رارا (4)

إن أطافت بك الحوادث يوما *** أو أحلت من الهضيمة دارا

فكما يطرق الكسوف أديم ال *** شمس أو يصحب الهلال سرارا (5)

فاحتمالا، إذا أذاقك دهر *** صبر أمر، صروفه و اصطبارا

يحمر سرى صرفه فجل مغارا *** محكما قبله، و فك غرارا

أجد العمر مع فراقك حتفا *** و معار الحياة بعدك عارا

و إذا مرّ باللهاة مذاق العيش *** ألقيته و بذا مرارا

فابق حين يرى الشرار سمّا *** سائغ الشرب و الزلالة نارا

3379 - عبد اللّه بن عبد الكريم بن الحسين

أبو المعالي المعروف بابن الطويل الجوهري

سمع بدمشق: أبا القاسم بن أبي العلاء، و نصر (6) الفقيه، ثم رحل إلى بغداد قبل العشر و خمسمائة، و سمع بها حديثا كثيرا، و استنسخ ما سمع، و حدّث ببغداد (7) بشيء ثم رجع إلى دمشق، فلم تطل مدته، و وقف كتبه على الزاوية الغربية بشام من جامع دمشق، و توفي بدمشق، قيل: سنة أربع (8) عشرة و خمسمائة.

ص: 342


1- بالأصل: أبو.
2- حص شعره: انجرد، و طائر أحص الجناح، و فرس أحص و حصيص.
3- في مختصر ابن منظور 22/13 يرتع.
4- أي فاسد من الهزال.
5- السرار: الليلة التي يستسر فيها القمر، أي خفي.
6- كذا بالأصل.
7- بالأصل: بغداد.
8- بالأصل: أربعة.
3380 - عبد اللّه بن عبد الملك بن سليمان بن داود

ابن مروان بن الحكم القرشي الأموي

كان يسكن ريض باب الفراديس.

ذكره أبو الخير بن أبي العجائز في تسمية من كان بدمشق من بني أمية، و ذكر له ابنا اسمه عمر بن عبد اللّه سداسي، و ابنا اسمه عبد الملك بن عبد اللّه سداسي، و بنتا (1)اسمها أم عبد الملك بنت عبد اللّه عالي (2)،و بنتا (3) اسمها فاطمة كان لها تسع سنين، و ابنا اسمه داود بن عبد اللّه رضيع.

3381 - عبد اللّه بن عبد الملك بن عبد العزيز

ابن الوليد بن عبد الملك بن مروان الأموي

كان يسكن السقبا (4) من إقليم بيت الأبار، له ذكر.

ذكره أبو (5) الحسين بن أبي العجائز في تسمية من كان بدمشق و غوطتها من بني أمية.

و ذكر امرأته ميمونة ابنة... (6) بن الوليد بن عبد الملك، و ذكر بنيه عمر بن عبد اللّه مراهق، و محمّد بن عبد اللّه رضيع، و مسلمة بن عبد اللّه فطيم.

و ذكر هذا له.

3382 - عبد اللّه بن عبد الملك بن مروان بن الحكم

ابن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس أبو عمر الأموي (7)

حكى عن أبيه، و أخيه الوليد بن عبد الملك.

ص: 343


1- مهملة بالأصل و غير مقروءة، و الصواب ما أثبتناه.
2- كذا.
3- مهملة بالأصل و رسمها:«و اسا؟؟» و لعلها:«و انبتا» و الصواب ما أثبت.
4- رسمها بالأصل:«السعا» و لعله تصحيف «السقبا» و هي من قرى الغوطة، إنما السقبا هي من إقليم داعية (غوطة دمشق لمحمد كردعلي ص 156 و انظر صفحة 164 و صفحة 88).
5- بالأصل: أبي، خطأ.
6- كلمة غير مقروءة.
7- انظر أخباره في النجوم الزاهرة 210/1 و حسن المحاضرة 8/2 و ولاة مصر ص 79 و الوافي بالوفيات 200/17 و تاريخ الإسلام(81-100 ص 402).

و ولي العشر (1) في خلافة أبيه، و هو الذي بنى المصّيصة.

روى عنه: علي بن أبي حملة، و كانت داره بدمشق في المحلة المعروفة بالقباب، عند باب الجامع، كنّاه أبو عمر محمّد بن (2) يوسف في كتاب أمراء بمصر أبا عمر.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا أبو علي الجروي، عن ضمرة بن ربيعة، عن علي بن أبي حملة، قال: سمعت عبد اللّه بن عبد الملك بن مروان قال: قال لي الوليد: كيف أنت و القرآن ؟ قلت: يا أمير المؤمنين أختمه في كل جمعة، قلت: فأنت يا أمير المؤمنين ؟ قال: و كيف مع ما أنا فيه من الشغل، و إن علي ذاك، قال في كل ثلاث.

قال علي: فذكرت ذلك لإبراهيم بن أبي عبلة فقال كان يختم في شهر رمضان سبع (3) عشرة مرة - يعني الوليد-.

له حكاية بهذا الإسناد عن أبيه، قال: أخرجتها في ترجمة عبد الملك.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص (4)،نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال في تسمية ولد عبد الملك بن مروان: و عبد اللّه بن عبد الملك و هو لأمّ ولد، و كان يوصف بحسن الوجه، و حسن المذهب، و له يقول الحزين الديلي (5):

في كفه خيزران ريحها عبق *** من نشر أبيض في عرنينه شمم

يغضي حياء و يغضي من مهابته *** فما يكلّم إلاّ حين يبتسم

أخبرنا أبو [الحسن] علي بن أحمد بن الحسن (6)،أنا أبو الحسين بن

ص: 344


1- في مختصر ابن منظور 22/13:«الغزو» و مثله في الوافي و تاريخ الإسلام.
2- بالأصل: أبي، خطأ.
3- بالأصل: سبعة.
4- بالأصل:«المخلصي» خطأ، و قد مرّ التعريف به.
5- البيتان في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 164 و اشتهر أن هذين البيتين من قصيدة للفرزدق مدح بها زين العابدين علي بن الحسين بن أبي طالب رضي اللّه عنه.
6- بالأصل: الحسين، و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.

الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أبو الحسن بن جوصا - إجازة-.

و أخبر أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أبو الحسن (1) قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة من تابعي أهل الشام: عبد اللّه بن عبد الملك.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر المنبجي، نا عبيد اللّه بن سعد بن إبراهيم الزهري، قال: قال أبي سعد بن إبراهيم: و عرضنا على يعقوب أيضا - يعني ابن إبراهيم - عمه قال: و حجّ أبان بن عثمان سنة اثنتين (2) و ثمانين، و غزا عبد اللّه بن عبد الملك أرض الروم، ففتح اللّه على يديه حصن سارة، و حجّ أبان بن عثمان بالناس سنة ثلاث و ثمانين، و غزا عبد اللّه بن عبد الملك في قلة من الناس حتى لقي الروم بأرض سورية و لؤلؤة (3)،فهزمت الروم، و غزا عبد اللّه بن عبد الملك حتى نزل طرندة من أرض الروم، و بنيت المصيصة بناها عبد اللّه بن عبد الملك - يعني سنة أربع و ثمانين-.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، أنا يعقوب، قال: قال ابن بكير: قال الليث: و فيها - يعني سنة ست و ثمانين - أمّر عبد اللّه بن أمير المؤمنين على أهل مصر، فدخلها يوم الاثنين لإحدى عشرة من جمادى الآخر، و في سنة تسعين نزع عبد اللّه بن عبد الملك من مصر، و أمّر قرّة بن شريك يوم الاثنين (4) لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، ثنا محمّد بن علي، ثنا أحمد بن إسحاق، ثنا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (5)،قال: و فيها - يعني سنة اثنتين (6) و ثمانين - فتح عبد اللّه بن عبد الملك بن مروان حصن سنان من أرض الروم من ناحية المصّيصة.

ص: 345


1- بعدها بالأصل: و له ؟!.
2- بالأصل: اثنين.
3- لؤلؤة: قلعة قرب طرسوس، غزاها الملك المأمون و فتحها (معجم البلدان).
4- في ولاة مصر للكندي ص 84 أنه قدم مصر في هذا اليوم.
5- تاريخ خليفة ص 288 و 289.
6- بالأصل: اثنين.

و في سنة ثلاث و ثمانين غزا عبد اللّه بن عبد الملك بن مروان أرض الروم، فلقي الروم بسورية و لؤلؤة فهزمت الروم.

قال خليفة (1):و قال ابن الكلبي: في هذه السنة - يعني سنة أربع و ثمانين - غزا عبد اللّه بن عبد الملك بن مروان أرض الروم حتى بلغ طرندة و فيها بنى عبد اللّه بن عبد الملك المصّيصة.

فمات (2) عبد العزيز سنة أربع و ثمانين، فولاها عبد الملك - يعني مصر - ابنه عبد اللّه بن عبد الملك، فلم يزل و اليها حتى مات عبد الملك، و ذلك سنة ست و ثمانين.

و ذكر خليفة في تسمية عمال عبد الملك على حمص ابنه عبد اللّه بن عبد الملك (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، ثنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، ثنا عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب، قال: و فيها غزا عبد اللّه بن أمير المؤمنين - يعني في سنة اثنتين (4) و ثمانين-.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - بقراءتي عليه - ثنا عبد العزيز بن أحمد، ثنا أبو محمّد بن أبي نصر، ثنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم بن (5) بسر، ثنا أبو عبد اللّه بن عائد (6)،قال: و في سنة ثلاث و أربع و ثمانين غزا عبد اللّه بن عبد الملك الصائفة، و غزا محمّد بن مروان، فواقع الروم و أهل أرمينية فهزمهم اللّه عز و جل.

قرأت على أبي (7) الحسين محمّد بن كامل بن ديسم، عن أبي بكر الخطيب، أنا

ص: 346


1- المصدر السابق ص 291.
2- كذا وردت العبارة بالأصل، و قد اختصر المصنف عبارة خليفة و تمام العبارة فيه ص 297: مصر: ولاها عبد العزيز بن مروان، فمات عبد العزيز...
3- تاريخ خليفة ص 298.
4- بالأصل: اثنين.
5- بالأصل: بشر، خطأ و الصواب ما أثبت و بسر أحد أجداد أبيه البعيدين انظر ترجمته في تهذيب الكمال 100/1.
6- بالأصل:«عائد» و الصواب ما أثبت، و هو محمد بن عائذ القرشي الدمشقي.
7- بالأصل «بن» خطأ.

أبو الحسن علي بن عبد العزيز الطاهري، ثنا أبو محمّد علي بن عبد اللّه بن العبّاس بن المغيرة الجوهري، نا أبو الحسين أحمد بن سعيد الدمشقي، أنا الزبير بن بكار، حدّثني مصعب بن عبد اللّه: أن عبد اللّه بن عبد الملك حجّ فقال له أبوه: انه سيأتيك بالمدينة الحزين الشاعر و هو ذرب اللسان، فإياك أن تحتجب عنه و أرضه، و هو أشعر، ذو بطن، عظيم الأنف، قال: فلما قدم عبد اللّه المدينة وصفه لحاجبه، و قال له: إياك أن تردّه، فلم يأت الحزين حتى قام فدخل لينام، فقال له الحاجب: قد ارتفع، فلما ولّى ذكر فلحقه، فقال له: ارجع، فرجع فاستأذن له فأدخله فلما صار بين يديه و رأى جماله و في يده قضيب خيزران وقف ساكتا، فأمهله عبد اللّه حتى ظنّ أنه قد أراح ثم قال له:

السلام - يرحمك اللّه - أولا فقال: عليك السلام أيها الأمير، أصلحك اللّه إنّي كنت قد مدحتك بشعر، (1) فلما دخلت عليك و رأيت جمالك و بهاءك هبتك، فأنسيت ما قلت، و قد قلت في مقامي هذا بيتين، فقال: و ما هما؟ فقال:

في كفّه خيزران ريحها عبق *** من كفّ أزهر (2) في عرنينه شمم

يغضي حياء و يغض من مهابته *** فما يكلّم (3) إلاّ حين يبتسم

فأجازه، فقال اخدمني أصلحك اللّه، فإنه لا خادم لي، قال: أخدمني (4) هذين الغلامين فآخذ أحدهما، فقال عبد (5) اللّه بن عبد الملك: خذ الآخر.

أنبأنا أبو محمّد حمزة بن العبّاس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسين بن سليم، ثم حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: ثنا أبو بكر، ثنا الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا أبو سعيد بن يونس، قال: قال سعيد بن عفير.

ولّى عبد الملك بن مروان عمران بن عبد الرّحمن بن شرحبيل بن حسنة القضاء و الشرط ، فأتي بمولى لعبد اللّه بن عبد الملك سكران كان به خاصا، فأمر به يجلد الحدّ، فقيل: لا تفعل إنه من خاصة عبد اللّه بن عبد الملك، فقال: لو كان ابنه لحددته، و كان عبد اللّه بن عبد الملك بالإسكندرية، فلما بلغه ذلك غضب، فعزله

ص: 347


1- بالأصل:«شعر».
2- في نسب قريش للمصعب ص 164 من نشر أبيض.
3- بالأصل: تكلم، و المثبت عن نسب قريش.
4- بالأصل:«أخبر في».
5- بالأصل: عبد اللّه بن دل.

و ضيّق عليه (1)،و أمر بقميص من قراطيس، فكتب فيه عيوبه، و ما رفع عليه، ثم أمر أن يلبسه فيوقف للناس فبينما هو في المسجد يخاف ذلك إذ رحبت الريح إليه سحاة فنظر فيها فإذا فيها فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّٰهُ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (2).

و خرج عبد اللّه بن عبد الملك إلى نزهة دعاه إليها يحيى بن حنظلة الكاتب مولى بني سهم، و استخلف عبد الأعلى بن خالد بن ثابت الفهمي على الفسطاط ، فلما متع (3)النهار أقبل قرّة بن شريك العبسي أحد بني عوذ بن مالك (4) على أربعة من دوابّ البريد، إحداهن عليها الفرانق (5)،فنزل بصاحب (6) المسجد، و نزل صاحباه، فدخل فصلّى في القبلة، ثم تحوّل و جلس صاحباه عن يمينه و عن شماله، فأتتهم حرس المسجد، و كان له شرط يذبون عنه، فقالوا: إنّ هذا مجلس الوالي، و لكم في المسجد سعة، قال:

فأين الوالي ؟ قالوا (7):في متنزه له، قال: فادعوا خليفته، فانطلق شرطي منهم إلى عبد الأعلى بن خالد فأتاه، و قد فرغ من الغداء فقال أصحابه: أرسل إليه يأتيك (8)صاغرا، قال: ما بعث إليّ ألاّ و له السلطان عليّ ، أسرجوا، فركب حتى أتاه، فسلّم، فقال: أنت خليفة الوالي ؟ قال: نعم، قال: انطلق فاطبع الدواوين و بيت المال، قال: إن كنت والي خراج فلسنا أصحابك، قال: ممن أنت ؟ قال: من فهم، فتمثّل قرة بن شريك (9):

لن تجد الفهمي إلاّ محافظا *** على الخلق الأعلى و بالحق عالما

سأثني (10) على فهم ثناء سرّها *** أوافي (11) به أهل القرى و المواسما

ص: 348


1- و كان ذلك في صفر سنة 89 (ولاة مصر للكندي ص 81).
2- سورة البقرة، الآية:137.
3- متع النهار: ارتفع.
4- تابع عامود نسبه في ولاة مصر للكندي ص 84 و انظر أخباره في النجوم الزاهرة 217/1 و حسن المحاضرة 9/2 و الخطط 302/1.
5- الفرانق كعلابط ، الذي يدل صاحب البريد على الطريق (القاموس).
6- كذا بالأصل و في ولاة مصر ص 83: فنزل بباب المسجد و هو أشبه بالصواب.
7- بالأصل: قال.
8- كذا بالأصل و الصواب: يأتك.
9- البيتان في ولاة مصر ص 83.
10- عن ولاة مصر و بالأصل:«سأيني... توافي».
11- عن ولاة مصر و بالأصل:«سأيني... توافي».

انطلق كما تؤمر، فقال عبد الأعلى: السلام عليك أيها الأمير و رحمة اللّه، ثم مضى لما أمره به، و كتب إلى عبد اللّه بن عبد الملك يعلمه، فأتاه الخبر، و قد أهديت له جارية، فقال: بعها، فبكا، و قال: مات عبد الملك و لبس خفيه قبل سراويله و شغل عبد اللّه بن عبد الملك عن عمران.

أنبأنا أبو سعد (1) أحمد بن عبد الجبار، عن محمّد بن علي الصوري.

و أنبأنا أبو محمّد السلمي، عن خلف بن أحمد الحوفي، قالا: أنبأ عبد الرّحمن بن عمر الشاهد، أنا أبو عمر محمّد بن يوسف بن يعقوب الكندي، حدّثني يحيى بن أبي معاوية، حدّثني خلف بن ربيعة، عن أبيه، حدّثني عمي عوف بن سليمان، عن جعفر بن ربيعة.

أن أهل مصر تشاءموا بعبد اللّه بن عبد الملك في ولايته عليهم، و ذلك أن الطعام غلا فاضطربوا لذلك، و كانت أول شدة رآها أهل مصر، فهجاه ابن أبي زمزمة (2) فطلبه عبد اللّه بن عبد الملك، فبلغ عبد اللّه أن (3) عمران - يعني ابن عبد الرّحمن بن شرحبيل بن حسنة قاضي مصر آواه عنده و بلغه أيضا أن عمران هجاه فقال في أبيات:

أنا ابن بني تدب يهجره يثرب *** و هجرة أرض للنجاشي أفخر

أمثلي على سني و فضل بنوتي *** سبت و هذا نجل مروان يذكر

فبلغ ذلك عبد اللّه، فعزله عن القضاء و الشرط في سنة تسع و ثمانين.

قال أبو عمر: حدّثني قيس بن حملة الغافقي، حدّثني أبو قرّة الرّعيني، قال:

سمعت يحيى بن عبد اللّه بن بكير، قال: لما عزل عبد اللّه بن عبد الملك عمران عن القضاء و ولى عليه عبد الواحد بن عبد الرّحمن بن معاوية بن حديج، و كان غلاما حدثا غير أنه كان فقيها فقال عمران يهجو عبد اللّه بن عبد الملك:

لحا اللّه قوما أمّروك أ لم يروا *** بإعطائك التحبب كيف يرتب

أ تصرفنا جهلا عن الحكم ظالما *** و وليته عجزا فتاه تخيب

ص: 349


1- بالأصل: أبو أسعد، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 467/19.
2- بالأصل: بن، خطأ.
3- اسمه زرعة بن سعد اللّه بن أبي زمزمة الخشني.

ثكلتك من وال و أيضا ثكلته *** أ لم يك في الناس الكثير نصيب

فأمر عبد اللّه بن عبد الملك أن يقطع له قميص من قراطيس، و تكتب فيه عيوبه و يوقف للناس فصرف عبد اللّه قبل أن يوقف.

و ذكر أبو عمر محمّد بن يوسف أن ولايته على مصر كانت ثلاث سنين و عشرة أشهر (1).

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى، ابنا (2) الحسن، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، ثنا أبو طاهر المخلّص (3)،ثنا أحمد بن سلميان، ثنا الزبير بن بكّار، حدّثني عمي مصعب بن عبد اللّه قال: قال ابن شهاب لعبد اللّه بن عبد الملك بن مروان:

أقول لعبد اللّه لما رأيته *** يطوف بأعلى الفيتنين (4) مشرّقا

اتبع خبايا الأرض و ادع مليكها *** لعلك يوما أن تجاب (5) فترزقا

لعل الذي أعطى العزيز بقدره *** و ذا حسب أعطي و قد كان دورقا

سيعطيك ماء ثابتا ذا و نانه (6) *** إذا ما مياه القوم غارت تدفقا

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا عبد العزيز الكتّاني (7)،أنا أبو محمّد بن أبي نصر، ثنا أبو الميمون، ثنا أبو زرعة (8)،ثنا عبيد بن حبان، عن مالك بن أنس، عن يحيى بن سعيد، قال: سأل عمر بن عبد العزيز عن بسر بن سعيد، فقيل له: مات، و قد علم أنه قد مات، قال: فما فعل عبد اللّه بن عبد الملك، قيل: مات، و ذكر أن عبد اللّه بن عبد الملك ورّث سبعين مديا (9) من ذهب، فقال عمر: إن كان مدخلهما

ص: 350


1- كتاب ولاة مصر ص 84.
2- بالأصل:«أنبأنا» خطأ و الصواب ما أثبت، و السند مشهور.
3- بالأصل:«المخلصي» خطأ.
4- كذا بالأصل، و في مختصر ابن منظور 24/13 القنتين.
5- بالأصل:«تحاف» و المثبت عن مختصر ابن منظور.
6- كذا في الأصل.
7- بالأصل: الكناني، تحريف.
8- الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 419/1-420.
9- المدي: جمع أمداء، مكيال في مصر و الشام يسع 19 صاعا و يساوي جريبا(45 رطلا) أو 15 مكوكا، و المكوك يساوي صاعا و نصفا (و انظر لسان العرب: مدى).

واحدا، لأن أعيش بعيش بسر بن سعيد أحبّ إليّ من أن أعيش بعيش عبد اللّه بن عبد الملك، قال: فلما قام الناس دنا (1) منه مزاحم فقال: يا أمير المؤمنين أهلك، قال:

لا أدع أن أذكر أهل الفضل بفضلهم.

> عورض آخر الحادي و الستين بعد المائتين، يتلوه: < أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، ثنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، ثنا أبو عبد اللّه الحافظ ، ثنا مخلد بن جعفر، ثنا مرجى، ثنا محمّد بن جريد؟؟ (2)،قال: ذكر لي عن معن بن عيسى، عن مالك بن أنس قال: مات بسر (3) بن سعيد، و لم يدع كفنا، و مات عبد اللّه بن عبد الملك بن مروان و ترك ثمانين مدى ذهب (4)،فبلغ عمر بن عبد العزيز موتهما، فقال: و اللّه إن كان مدخلهما واحدا (5)،فلأن أعيش بعيش بسر (6) بن سعيد أحبّ إليّ ، كذا قال.

و قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار، ثنا عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر الشيرازي، ثنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد الخلاّل، نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، ثنا جدي، حدّثني أحمد بن المعدّل، حدّثني محمّد بن مسلمة المخزومي الثقة المأمون، عن مالك بن أنس، قال: قال عمر بن عبد العزيز يوما: ما فعل عبد اللّه بن عبد الملك ؟ قال: و كان مات أميرا على مصر، و كان مترفا، قال: فقيل له: مات، و قد علم أنه مات، قال: فما فعل بسر (7) بن سعيد، و كان بسر مجتهدا، قال: فقيل له مات، و قد علم أنه مات، قال: فقال: و اللّه لأن كان مدخلهما واحدا لأن أعيش عيش عبد اللّه بن عبد الملك أحبّ إليّ من أن أعيش عيش بسر بن سعيد، و اللّه لئن تجاوز لعبد الله سرفه، لا يلت (8) بسرا اجتهاده.

قال: و حدّثني أحمد بن المعدّل مستشهدا على قول عمر بن عبد العزيز: لا

ص: 351


1- سقطت من الأصل و أضيفت عن تاريخ أبي زرعة.
2- كذا رسمها.
3- بالأصل: بشر، و الصواب عن تاريخ الإسلام.
4- نقل الذهبي الخبر في تاريخ الإسلام(81-100 ص 402) إلى هنا عن معن بن عيسى.
5- بالأصل: واحد.
6- بالأصل: بشر، و الصواب عن تاريخ الإسلام.
7- بالأصل: بشر، و الصواب عن تاريخ الإسلام.
8- أي لا ينقص. و بالأصل: يكتب.

يلت (1) بسرا اجتهاده، يريد لا ينقصه.

فقال لي: سمعت أم الهيثم الأعرابية من بني جشم بن معاوية بن بكر تقول: ندعو بأمر لا يفات و لا يلات و لا تغلطه الأصوات.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا عبد العزيز الكتاني (2)،ثنا صدقة بن محمّد بن مروان، نا أبو الطّيّب أحمد بن إبراهيم بن عبد الوهّاب الشيباني - إملاء - نا سعد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، نا أبي، نا مالك، قال:

سأل عمر بن عبد العزيز، عن بسر (3) بن سعيد قيل: مات، و سأل عن عبد اللّه بن عبد الملك، فقيل: مات و ترك سبعين مديا من ذهب، فقال عمر: لأن كان مدخلهما واحدا لأن أعيش بعيش عبد اللّه بن عبد الملك أحبّ إليّ من أن أعيش بعيش بسر (4) بن سعيد، فلما خرج الناس قام إليه مزاحم فقال: إن أهلك يرون أن هذا هو الربح، فقال:

لا أدع أن أذكر أهل الفضل.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، ثنا محمد بن هبة اللّه، ثنا محمّد بن الحسين، ثنا عبد اللّه، نا يعقوب (5)،ثنا حرملة، ثنا ابن وهب، حدّثني الليث، عن يحيى بن سعيد و غيره.

أن عمر بن عبد العزيز قدم عليه بعض أهل المدينة، فجعل يسائله عن أهل المدينة، فقال: ما فعل المساكين الذين كانوا يجلسون مكان كذا و كذا؟ قال: قد قاموا منه يا أمير المؤمنين، قال: فما فعل المساكين الذين كانوا يجلسون في مكان كذا و كذا؟ قال: قد قاموا منه و أغناهم اللّه، قال: و كان من أولئك المساكين من يبيع كبب (6)الخيط للمسافرين، فالتمس ذلك منهم بعد، فقالوا: قد أغنانا اللّه عن بيعه بما يعطينا عمر، قال يحيى بن سعيد، فقال عمر، فما فعل بسر (7) بن سعيد؟ فقال: صالح يا أمير

ص: 352


1- أي لا ينقص، و بالأصل: يكتب.
2- بالأصل: الكناني، تحريف.
3- بالأصل: بشر، و الصواب عن تاريخ الإسلام.
4- بالأصل: بشر، و الصواب عن تاريخ الإسلام.
5- الخبر في المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 581/1.
6- غير واضحة القراءة بالأصل، و المثبت عن المعرفة و التاريخ.
7- عن المعرفة و التاريخ و بالأصل: بشر.

المؤمنين قال عمر: أ في ثوبيه (1) اللذين كنت أعرف، قال: نعم في ثوبيه (2)،فقال: و اللّه لئن كان بسر (3) بن سيعد، و عبد اللّه بن عبد الملك من الجنة في درجة واحدة لأن أعيش بعيش عبد اللّه بن عبد الملك، و أكون معه في درجته أحبّ إليّ من أن أعيش بعيش بسر (4) بن سعيد و أكون معه في درجته.

قرأت بخط عبد الوهّاب بن عيسى بن عبد الرّحمن بن ماهان، ثنا الحسن بن رشيق (5) العسكري، نا أبو بشر محمّد بن أحمد بن حمّاد، حدّثني عبد اللّه بن سعيد، حدّثني أبي، حدّثني هارون بن عبد اللّه القاضي، عن أبيه: أن عبد اللّه بن عبد الملك بن مروان توفي سنة مائة.

أنبأنا أبو القاسم العلوي، و أبو الوحش المقرئ، عن رشأ بن نظيف، ثنا أبو سعيد عبد الرّحمن بن محمّد، و أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرّحمن، قالا: ثنا الحسن بن رشيق (6)،ثنا أبو بشر، فذكرهما.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، ثنا أبو الحسن محمّد بن علي، أنا أبو عبد اللّه النهاوندي، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (7) قال: و فيها - يعني سنة اثنتين (8) و ثلاثين و مائة - قتل عبد اللّه بن علي عبد اللّه بن عبد الملك.

هذا وهم، و الصحيح أنه مات قبل عمر بن عبد العزيز.

3383 - عبد اللّه بن عبد الملك

أبو العبّاس القرشي الجمحي

روى عن: الأوزاعي، و الحكم بن هشام العقيلي، و ثور بن يزيد.

روى عنه: محمّد بن وهب بن عطية، و أبو جعفر محمّد بن عبد الكريم الكندي، و الحسن بن منصور الطويل، و علي بن عيسى الهذلي، و عمرو بن عاصم الكلابي.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر المغربي، ثنا أبو بكر الجوزقي،

ص: 353


1- إعجامها غير واضح بالأصل، و المثبت عن المعرفة و التاريخ.
2- إعجامها غير واضح بالأصل، و المثبت عن المعرفة و التاريخ.
3- عن المعرفة و التاريخ و بالأصل: بشر.
4- عن المعرفة و التاريخ و بالأصل: بشر.
5- بالأصل: رستق، خطأ، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 280/16.
6- بالأصل: رستق، خطأ، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 280/16.
7- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 410.
8- بالأصل: اثنين.

ثنا أبو العبّاس الدغولي، ثنا أبو جعفر محمّد بن عبد الكريم العبدي، ثنا عبد اللّه بن عبد الملك، ثنا الاوزاعي.

قال: و ثنا محمّد بن يعقوب بن يوسف بن معقل، ثنا العبّاس بن الوليد بن مزيد، أخبرني أبي، نا الأوزاعي، حدّثني عمير بن هانئ، حدّثني جنادة بن أبي أمية، حدّثني عبادة بن الصامت، قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من شهد أن لا إله إلاّ اللّه و أن محمّدا عبده و رسوله و أن عيسى عبد اللّه، و كلمته ألقاها إلى مريم، و روح منه، و أنّ الجنة حقّ و النار حق، أدخله اللّه الجنّة على ما كان من عمل»[6029].

أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبيد اللّه، ثنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن محمّد بن حسنون، ثنا أبو الحسن (1) الدارقطني.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، و أبو البركات عبد الباقي بن أحمد بن إبراهيم، قالا: ثنا أبو القاسم عبد اللّه بن الحسن (2) بن الخلاّل (3)،أنا أبو محمّد الحسين بن الحسين بن علي النّوبختي: قالا: ثنا علي بن عبد اللّه بن مبشر، ثنا الحسين (4) بن منصور الطويل، نا عبد اللّه بن عبد الملك - زاد النوبختي الشامي - ثنا الأوزاعي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة، قال:

قلت يوم حنين و الخيل تمرغ بنا في آثار العدو: أ كان مسيرنا هذا يا رسول اللّه في الكتاب السابق ؟ قال:«نعم»، رواه غيره عنه، فقال عن أبي سلمة بدل سعيد[6030].

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفراء، و أبو غالب أحمد بن الحسن (5) بن البنّا، قالا: ثنا أبو يعلى محمّد بن الحسين، قال: أخبرتنا أم الفتح أمة السلام بنت أحمد بن كامل القاضي، قالت: حدّثنا محمّد بن الحسين بن حميد بن الربيع اللّخمي، ثنا محمّد بن أحمد بن زيد المداري، ثنا عمرو بن عاصم، ثنا عبد اللّه بن عبد الملك القرشي، عن مزاحم القيسي، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن

ص: 354


1- بالأصل: أبو الحسين، خطأ.
2- بالأصل: الحسين، خطأ و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 368/18.
3- بالأصل: الجلال، خطأ، و الصواب: الخلال، انظر الحاشية السابقة.
4- مرّ في أول الترجمة: الحسن.
5- بالأصل: الحسين، خطأ، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 144/19.

أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قلنا لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و الخيل تمرغ بنا في أدبار العدو يوم حنين. أ كان هذا في الكتاب السابق يا رسول اللّه ؟ قال:«نعم»[6031].

قرأت في رواية أبي الفرج عبد اللّه بن محمّد النحوي، ثنا أبو الحسين علي بن الحسين الفرغاني، ثنا أبو بكر أحمد بن مسعود الوزان - بحلب - نا أبو يوسف يعقوب بن إسحاق القلوسي، نا علي بن عيسى الهذلي، نا عبد اللّه بن عبد الملك الدمشقي، نا نون فذكر حديث.

أنبأنا أبو علي الحسين بن أحمد، أنبأ أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه، نا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن محمّد بن صدقة، نا إسحاق بن إبراهيم الصّوّاف، حدّثني أبو العبّاس بن عبد الملك الشامي، ثنا الأوزاعي، فذكر حديثا.

3384 - عبد اللّه بن عبد الواحد بن الحسين

أبو الفضل بن البرعوري المعدل

سمع أبا الفضل أحمد بن علي بن الفضل بن الفرات، و أبا محمد الحسين بن علي بن عبد الواحد بن البري، و أبا علي الحسين بن علي بن محمّد بن مسلمة بن لجاج الأزدي.

سمع منه أخي أبو الحسين الحافظ ، و أبو محمّد بن صابر و غيرهما.

و قد لقيته غير مرّة، و لم يقدّر لي السماع منه، مات سنة اثنتي عشرة و خمسمائة، حضرت جنازته.

3385 - عبد اللّه بن عبد الوهّاب

حدّث عن وجوده في كتاب أبيه.

روى عنه: أبو علي الحصائري.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني. أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد.

و أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو تراب حيدرة بن أحمد بن الحسن، قالا: ثنا عبد العزيز بن أحمد، قالا: ثنا أبو محمّد بن أبي نصر، ثنا أبو علي

ص: 355

الحسن (1) بن حبيب بن عبد الملك، أخبرني عبد اللّه بن عبد الوهّاب الدمشقي، قال:

وجدت في كتاب أبي بخطّه أن حمّاد بن المبرد حدّثهم قال: حدّثنا يونس - زاد ابن أبي الحديد: بن عطاء السعلاني قال: ثنا عوف، عن الحسن أنه قيل له: يا أبا سعيد: إن ابن سيرين ما احتلم قط ، فقال الحسن: إن الاحتلام عرش النشاط إذا علم اللّه منهم العفاف.

3386 - عبد اللّه بن عبد أبي أحمد بن جحش بن رئاب بن يعمر

3386 - عبد اللّه بن عبد أبي أحمد بن جحش بن رئاب (2) بن يعمر

ابن صبرة بن مرّة بن كثير (3) بن عثمان (4) بن دودان (5) بن أسد

ابن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار الأسدي (6)

حليف بني عبد شمس بن عبد مناف

أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم.

و حدّث عن أبيه، و علي بن أبي طالب، و ابن عبّاس، و كعب الأحبار.

روى عنه: عبد اللّه بن الأشجّ ، و سعيد بن عبد الرّحمن بن رقيش، و حسين بن السّائب بن أبي لبابة الأنصاري.

و وفد (7) على معاوية، و كان جوادا كريما، و أبوه أبو أحمد من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم المهاجرين، و كذلك عمّه عبد اللّه بن جحش، و شهد أبوه أحدا.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب [بن] المبارك (8)،ثنا أبو بكر محمّد بن المظفّر بن بكران، ثنا أحمد بن محمّد بن أحمد العتيقي، ثنا يوسف بن أحمد بن يوسف، ثنا محمّد بن عمرو بن موسى بن محمّد، نا زكريا بن يحيى الحلواني، نا أحمد بن صالح المصري، نا يحيى بن محمّد الجاريّ ، نا أبو شاكر عبد اللّه بن

ص: 356


1- بالأصل: الحسين، خطأ و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 383/15.
2- بكسر الراء ثم تحتانية مهموزة و آخره موحدة (الإصابة).
3- كذا بالأصل و أسد الغابة (في ترجمة عبد اللّه بن جحش 90/3) و في تهذيب الكمال: كبير - بالباء الموحدة.
4- كذا بالأصل، و في مختصر ابن منظور و تهذيب الكمال و أسد الغابة: غنم.
5- بالأصل: داوودان، و المثبت عن تهذيب الكمال.
6- ترجمته في أسد الغابة 67/3 و الإصابة 57/3 و تهذيب الكمال 14/10 و تهذيب التهذيب 96/3.
7- مطموسة بالأصل، و اللفظة أثبتناها عن مختصر ابن منظور 26/13.
8- بالأصل: المبرد، خطأ، و الصواب و الزيادة السابقة «بن» عن مشيخة ابن عساكر ص 132/أ رقم 761.

خالد بن سعيد بن أبي مريم، عن أبيه، عن سعيد بن عبد الرّحمن بن رقيش أنه سمع شيوخا من بني عمرو بن عوف و من خاله عبد اللّه بن أبي أحمد، قال:

قال علي بن أبي طالب: حفظت لكم على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ستّا:«لا طلاق إلاّ من بعد نكاح، و لا عتاق إلاّ بعد ملك (1)،و لا وفاء لنذر في معصية اللّه، و لا يتم بعد الاحتلام، و لا صمات من يوم إلى الليل، و لا وصال في الصيام»[6031 م].

قال أحمد: عبد اللّه بن أبي أحمد بن جحش من كبار تابعي المدينة، و قد لقي عمر بن الخطّاب.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، ثنا أبو بكر البيهقي، ثنا أبو علي الرّوذباري، ثنا أبو بكر محمّد بن بكر.

و أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، و أبو القاسم عبد الملك بن عبد اللّه بن داود، قالا: ثنا علي بن أحمد بن علي، ثنا القاسم بن جعفر بن عبد الواحد، ثنا محمّد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي، قالا: ثنا أبو داود سليمان بن الأشعث (2)،نا أحمد بن صالح، نا يحيى بن محمّد المديني، نا عبد اللّه بن خالد بن سعيد بن أبي مريم، عن أبيه، عن سعيد بن عبد الرّحمن بن رقيس: أنه سمع شيوخا من بني عمرو بن عوف، و من خاله عبد اللّه بن أبي أحمد، قال: قال علي بن أبي طالب:

حفظت عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا يتم بعد احتلام، و لا صمات يوم إلى الليل».

و قد وقع لي هذا الحديث عاليا إلاّ أنه سقط منه ذكر محمد (3) المديني، و يعرف بالجاريّ ، نا أبو شاكر عبد اللّه بن خالد بن سعيد بن أبي مريم، عن سعيد بن عبد الرّحمن بن أبي شاكر (4).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، ثنا أبو الحسين بن النّرسي، ثنا موسى بن عيسى بن عبد اللّه السّراج، نا عبد اللّه بن سليمان، نا أحمد بن صالح، نا يحيى (5) بن رقيش أنه

ص: 357


1- عن تهذيب الكمال 16/10 و بالأصل: ذلك.
2- سنن أبي داود(12) كتاب الوصايا،(9) باب ما جاء متى ينقطع اليتيم، الحديث 2873.
3- كذا بالأصل، و مرّ في الروايتين السابقتين: يحيى بن محمد، مرة الجاري، و مرّة: المديني.
4- كذا بالأصل.
5- كذا بالأصل: يحيى بن رقيش ؟! و انظر ما مرّ في الروايتين في تتابع أسماء الرواة في السندين.

سمع شيوخا من بني عمرو بن عوف، و عن خاله (1) عبد اللّه بن أبي أحمد، قال: قال علي بن أبي طالب:

حفظت لكم عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ستا:«لا طلاق إلاّ من بعد نكاح، و لا عتاق إلاّ من بعد ملكة، و لا يتم بعد احتلام، و لا وصال للصيام، و لا رضاع بعد فصال، و لا صمات (2) يوم إلى الليل»[6032].

قال أبو بكر: و قد أخرج أبي هذا الحديث في السنن، و قال: ليس في هذا الباب حديث صحيح مثل هذا.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، ثنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، ثنا عبد اللّه بن عبيد اللّه بن يحيى بن زكريا البيّع، نا المحاملي، نا عبد اللّه بن شبيب، نا عبد الجبار بن سعيد، نا مجمع بن يعقوب، عن حسين بن السّائب بن أبي لبابة، عن عبد اللّه بن أبي أحمد بن جحش، قال (3):هاجرت أم كلثوم ابنة عقبة بن أبي معيط في الهدنة، فخرج أخواها الوليد و عمارة ابنا عقبة حين قدما على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فكلماه (4) في أم كلثوم أن يردها إليهم فنقض اللّه عز و جل العهد بين رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و بين المشركين في النساء خاصة، و منعهنّ أن يرددن إلى المشركين، و أنزل اللّه عز و جل آية الامتحان (5).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، ثنا الحسن (6) بن علي، ثنا أبو عمر بن حيّوية، ثنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (7)،ثنا محمّد بن عمر، حدّثني عمر بن عثمان الجحشي، عن أبيه قال: كان بنو عثمان بن دودان أهل إسلام قد أوعبوا (8) في الهجرة إلى المدينة: رجالهم و نساؤهم، فخرجوا جميعا و تركوا دورهم مغلقة، فخرج عبد اللّه بن جحش و أخوه أبو أحمد بن جحش

ص: 358


1- كذا، و عبد اللّه بن أبي خالد هو خال سعيد بن عبد الرحمن بن رقيش.
2- بالأصل:«صمار» و الصواب ما أثبت.
3- الخبر في أسد الغابة 67/3.
4- بالأصل: يعلماه، و المثبت عن أسد الغابة.
5- يعني الآية 10 من سورة الممتحنة و نصها: يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذٰا جٰاءَكُمُ الْمُؤْمِنٰاتُ مُهٰاجِرٰاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللّٰهُ أَعْلَمُ بِإِيمٰانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنٰاتٍ فَلاٰ تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفّٰارِ... .
6- بالأصل: الحسين، خطأ، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ، و السند معروف.
7- طبقات ابن سعد 89/3-90.
8- عن ابن سعد و بالأصل:«أرغبوا».

و اسمه عبد و عكّاشة بن محصن، و أبو سنان بن محصن، و سنان بن أبي سنان، و شجاع بن وهب، و أخوه عقبة بن وهب، و أربد بن حميرة، و معبد بن نباتة، و سعيد بن رقيش، و يزيد بن رقيش، و محرز بن نضلة، و قيس بن جابر، و عمرو بن محصن بن مالك، و مالك بن عمرو، و صفوان بن عمرو، و ثقاف بن عمرو، و ربيعة بن أكثم، و زيد (1) بن عبيد، فنزلوا جميعا على مبشّر بن عبد المنذر.

قال (2):و أنا محمّد بن عمر، نا محمّد بن صالح، عن يزيد بن رومان قال: أسلم عبد اللّه و عبيد اللّه و أبو أحمد بنو جحش قبل دخول رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم دار الأرقم.

قال محمّد بن سعد: عبد اللّه (3) بن جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كثير (4) بن عثمان بن دودان بن أسد بن خزيمة، و أمّه أميمة بنت عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، ثنا أبو عمرو بن مندة، ثنا الحسين بن محمّد، ثنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا (5)،ثنا محمّد بن سعد، قال فيمن أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم و رآه و لم يحفظ عنه شيئا، عبد اللّه بن أبي أحمد بن جحش بن رئاب، أحد بني أسد بن خزيمة حلفاء بني عبد شمس.

قرأت على أبي (6) غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، ثنا أبو عمر بن حيّوية، ثنا أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (7)،قال في الطبقة الأولى من أهل المدينة: عبد اللّه بن أبي أحمد بن جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كثير (8) بن عثمان (9) بن دودان بن أسد بن خزيمة حلفاء بني عبد شمس بن عبد مناف.

ص: 359


1- في ابن سعد: و زبير.
2- طبقات ابن سعد 89/3.
3- بالأصل: عبيد اللّه، و المثبت عن ابن سعد 89/3.
4- في ابن سعد: كبير.
5- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
6- بالأصل «بن» خطأ.
7- طبقات ابن سعد 62/5.
8- في ابن سعد: كبير.
9- في ابن سعد: غنم.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (1)،قال: و أما برّة مثل الذي قبله إلاّ أن باءه (2) مضمومة فهو برّة (3) بن رئاب و هو جحش والد عبد اللّه، و أبي أحمد، و عبيد اللّه، و زينب، و حمنة بني جحش، كان اسم جحش في الجاهلية برة، ورد ذلك في حديث رواه مقسم عن ابن عبّاس، عن زينب بنت جحش.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: ثنا أبو جعفر بن المسلمة، ثنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، حدّثني محمّد بن الحسن، عن إبراهيم بن محمّد بن عبد العزيز، عن أبيه، قال: قال عبد اللّه بن أبي أحمد: قدمت عند معاوية بثلاثمائة ألف دينار، ثم أقمت سنة فحاسبت قوّامي فوجدني أنفقت مائة ألف دينار ليس بيدي منها إلاّ رقيق و غنم و قصور و أثاث، ففزعت من ذلك فزعا شديدا إذ لقيت كعب الأحبار، فذكرت ذلك له فقال: أين أنت عن النخل ؟ فإنها تجدها في كتاب اللّه: المطعمات في المحل، الراسيات في الوحل، و خير المال النخل، بايعها ممحوق و مبتاعها مرزوق، مثل من باعها ثم لم يحمل ثمنها في مثلها كمثل رماد على صفوان اشتدت به الريح في يوم عاصف ففزعت للنخل (4)فابتعتها.

أخبرنا أبو نصر بن كادش في ما قرأ علي إسناده و ناولني إياه و قال اروه عني، أنا محمّد بن الحسين، ثنا المعافى بن زكريا القاضي (5)،نا محمّد بن الحسن (6) بن دريد، نا الرياشي، عن ابن سلاّم، قال: حدّثت عن عبد اللّه بن الحسن، قال:

قال معاوية لابن أبي أحمد: اصب لي مالا ابتاعه ؟ قال: قد أصبت (7) لك مالا، قال: ما هو؟ قال: البلدة، قال: لا حاجة لي بها، قال: النخيل ؟ قال: لا حاجة لي فيه، قال: ودعان ؟ قال: لا حاجة لي به، قال: الغابة قال: نعم، اشترها، قال له: يا أمير

ص: 360


1- الاكمال لابن ماكولا 254/1.
2- عن الاكمال، و بالأصل: باء.
3- بالأصل «مره» و المثبت يوافق ما جاء في الاكمال.
4- بالأصل: النخل.
5- الجليس الصالح الكافي 83/2.
6- عن الجليس الصالح و بالأصل: الحسين.
7- عن الجليس الصالح، و بالأصل: أصب.

المؤمنين سميت لك أموالا تعرفها فكرهتها، و أخبرتك بما لا تعرف فاخترته، قال: نعم سمّيت لي البلدة فتبلّدت عليّ ، و سمّيت النّخيل فكان مصغرا، و سمّيت لي ودعان فنهتني نفسي عنها، و سمّيت الغابة فعلمت أنها كثيرة الماء و قد قال الأول:

إن كنت تبغي العلم أو مثله *** و شاهدا (1) يخبر عن غائب

فاعتبر الأرض بأسمائها *** و اعتبر الصاحب بالصّاحب

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، ثنا الحسن بن علي، ثنا أبو عمر بن حيّوية، ثنا أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن الفهم، ثنا محمّد بن سعد، ثنا محمّد بن عمر، أنا عبد الرّحمن بن أبي الزناد، قال: خرج عبد اللّه بن جعفر و الحسن و الحسين ابنا علي، و عبيد اللّه بن العبّاس، و عبد اللّه بن أبي أحمد بن جحش، و كان كأحدهم إلى ينبع، فلما كانوا بطاشا أصابتهم السماء فلحوا إلى خباء رجل، فنزلوا به، فذبح لهم و قراهم، فلما سكنت السماء ركبوا و قالوا له: الحقنا بالمدينة، فقال: و اللّه ما أعرفكم، و إنّي لأرى وجوها حسانا، فقال عبد اللّه بن جعفر: أنا عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب، و هذان الحسن و الحسين ابنا علي بن أبي طالب، و هذا عبيد اللّه بن العبّاس، و هذا عبد اللّه بن أبي أحمد بن جحش، فقال الرجل: هذا و اللّه الفتى، فبحين رجوعهم من ينبع، ثم لحقهم بالمدينة فبدأ بالحسن بن علي فأعطاه خمسمائة شاة و درع، ثم مر عليهم كلهم فأعطاه كلّ رجل مثل ذلك.

3387 - عبد اللّه بن عبيدة بن نشيط الرّبذي

3387 - عبد اللّه بن عبيدة بن نشيط الرّبذي (2)

مولى بني عامر بن (3) لؤي، وفد على عمر بن عبد العزيز.

و روى عنه، و عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، و عن جابر بن عبد اللّه مرسلا.

روى عنه عمرو بن عبد اللّه بن أبي الأبيض، و صالح بن كيسان، و أخوه موسى بن عبيدة.

أخبرنا أبو منصور الحسين بن طلحة بن الحسين، و أم البهاء فاطمة بنت محمّد،

ص: 361


1- الجليس الصالح: أو شاهدا.
2- ترجمته و أخباره في تهذيب الكمال 314/10 و تهذيب التهذيب 201/3.
3- بالأصل:«و لؤي» و الصواب: بن لؤي، عن تهذيب الكمال.

قالا: ثنا إبراهيم بن منصور، ثنا أبو بكر بن المقرئ، ثنا أبو يعلى، نا زهير، ثنا مروان بن معاوية الفزاري، عن موسى بن عبيدة، عن عبد اللّه بن عبيدة، عن أبيه، عن جابر، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من قضى [نسكه] (1) و سلم الناس من لسانه و يده، غفر اللّه له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر»[6033].

قوله: عن أبيه، فقد رواه أيوب الوزّان عن مروان و لم يقل: عن أبيه.

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت: قرئ (2) على إبراهيم بن منصور، أنبأ أبو بكر بن المقرئ، أنبأ أبو يعلى، ثنا محمّد بن أبي بكر، ثنا معتمر، و عامر بن صالح، و عمرو بن عثمان، عن موسى بن عبيدة، عن أخيه، عن جابر بن عبد اللّه أن نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«لا تزال المغفرة على العبد ما لم يقع الحجاب»، قيل: يا نبي اللّه و ما الحجاب ؟ قال:«الإشراك باللّه»، قال:«ما من نفس تلقى اللّه عز و جل لا تشرك به شيئا إلاّ حلّت له المغفرة من اللّه، إن شاء أن يعذّبها (3)،و إن شاء أن يغفر لها غفر لها»، ثم قرأ نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم: إِنَّ اللّٰهَ لاٰ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَ يَغْفِرُ مٰا دُونَ ذٰلِكَ لِمَنْ يَشٰاءُ (4).

أخبرنا أبو منصور الحسين بن طلحة، و أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالا: ثنا إبراهيم بن منصور، أنبأ محمّد بن إبراهيم، ثنا أبو يعلى، نا أبو خيثمة، ثنا بهلول بن موسى الشامي، حدّثنا موسى بن عبيدة، قال: أخبرني عبد اللّه بن عبيدة، عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا تزال طائفة من أمّتي يقاتلون على الحقّ حتى ينزل عيسى بن مريم فيقول إمامهم: يا رسول اللّه أمنّا، فيقول لا بعضكم أمراء بعض، أمر يكرم اللّه به هذه الأمة»[6034].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، ثنا أبو طاهر أحمد (5) بن الحسن (6) الكرجي (7)، ثنا أبو يوسف بن رياح البصري، ثنا محمّد بن أحمد بن إسماعيل المهندس، ثنا أبو بشر

ص: 362


1- بياض بالأصل، و اللفظة استدركت عن مختصر ابن منظور 28/13.
2- بالأصل:«و ابن» و المثبت قياسا إلى سند مماثل.
3- كذا بالأصل، و يبدو أن العبارة ناقصة.
4- سورة النساء، الآية:47.
5- كتبت فوق الكلام بين السطرين.
6- بالأصل: الحسين، خطأ و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 144/19.
7- بالأصل: الكرخي، خطأ و الصواب ما أثبت، انظر الحاشية السابقة.

محمّد بن أحمد بن حمّاد، ثنا معاوية بن صالح الأشعري، قال: سمعت يحيى بن مسعود يقول: و تابعي أهل المدينة و محدّثيهم: عبد اللّه بن عبيدة بن نشيط .

قرأت على أبي (1) غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، ثنا أبو عمر بن حيّوية، ثنا أحمد بن معروف - إجازة - ثنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (2)،أنا محمّد بن عمر، حدّثني عمرو بن عبد اللّه بن أبي الأبيض، عن عبد اللّه بن عبيدة، قال: سمعت عمر بن عبد العزيز يقول: ما يهلك الناس إلاّ في هذه العلوقات (3)،و كان يكتب: لا يذهب إلى العلاّقة إلاّ جماعة و قوة، ثم يأخذ بعضهم ببعض حتى يرجعوا جميعا أو يعطبوا جميعا.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، ثنا إسماعيل بن مسعدة، ثنا حمزة بن يوسف، ثنا أبو أحمد بن عدي (4)،نا أحمد بن يحيى (5) بن بحر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد الرومي (6)،ثنا يحيى بن معين قال: موسى بن عبيدة الرّبذي، عن أخيه عبد اللّه بن عبيدة، عن جابر مرسلا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، ثنا محمّد بن طاهر، أنبأ مسعود بن ناصر، أنبأ عبد الملك بن الحسن، ثنا أبو نصر الحافظ (7)،قال: عبد اللّه بن عبيدة بن نشيط أخو موسى بن عبيدة الرّبذي (8)،و هو.... (9) العامري مولاهم، و ينسبون إلى العمر، يروي عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، روى عنه صالح بن كيسان في التعبير، و المغازي في باب قصة العبسي، قال ابن أسعد (10) عن الواقدي قتلته الحرورية بقديد (11) سنة ثنتين و مائة.

ص: 363


1- بالأصل:«ابن».
2- طبقات ابن سعد 355/5.
3- ابن سعد: العلاّقات.
4- الكامل لابن عدي 334/6 ضمن أخبار موسى بن عبيدة.
5- في ابن عدي: أحمد بن علي بن بحر.
6- ابن عدي: الدورقي.
7- الاكمال لابن ماكولا 142/4 في باب الربذي.
8- بالأصل: الزيدي.
9- غير واضحة بالأصل و رسمها:«العر؟؟».
10- بالأصل: أبو أسعد.
11- قديد: اسم موضع قرب مكة (ياقوت).

أخبرنا أبو بكر الحاسب، ثنا أبو محمّد الشيرازي، ثنا أبو عمر الخزّاز، ثنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم الخلاّل، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد، قال في الطبقة الرابعة (1) من أهل المدينة: عبد اللّه بن عبيدة بن نشيط أخو موسى بن عبيدة قتلته الحرورية بقديد سنة ثلاثين و مائة، و كان قليل الحديث.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، ثنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: ثنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين قالا:- ثنا أحمد بن عبدان، ثنا محمّد بن سهل، ثنا محمّد بن إسماعيل (2) قال: عبد اللّه بن عبيدة بن نشيط أخو موسى الرّبذي، مولى لبني عامر بن لؤي القرشي و هم ينتمون إلى اليمن، يروي عن عبيد اللّه (3) بن عبد اللّه بن عتبة، روى عنه صالح بن كيسان، مات سنة ثلاثين (4) و مائة.

3388 - عبد اللّه الأكبر بن عبيد - و يقال: ابن عامر - أبي الجهم

ابن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد اللّه بن عبيد بن عويج

ابن عدي بن كعب بن لؤي العدوي القرشي (5)

أسلم يوم فتح مكة، و قتل يوم أجنادين.

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا أبي علي، قالا: ثنا أبو جعفر بن المسلمة، ثنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال: و ولد أبو جهم بن حذيفة: عبد اللّه الأكبر، قتل يوم أجنادين بالشام، و أخيه لأمّه عبيد اللّه بن عمر بن الخطاب، و أمّه أم كلثوم ابنة جرول بن مالك بن المسيّب (6) بن ربيعة بن أصرم بن ضبيس بن حرام بن حبشية بن خزاعة.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، ثنا الحسن بن علي، ثنا محمّد بن العبّاس، ثنا

ص: 364


1- من طبقات أهل المدينة «تراجمها» مفقودة في طبقات ابن سعد المطبوع الكبرى.
2- التاريخ الكبير 143/5.
3- بالأصل: عبد اللّه، و المثبت عن التاريخ الكبير.
4- في تهذيب الكمال 315/10 نقلا عن البخاري: سنة ثلاث و مائة.
5- ترجمته في الإصابة 290/2 و أسد الغابة 97/3 و جمهرة ابن حزم ص 156.
6- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن نسب قريش للمصعب ص 349.

أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن الفهم، ثنا محمّد بن سعد، قال في الطبقة الرابعة:

عبد اللّه بن أبي جهم بن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد اللّه بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب، و أمّه أم كلثوم بنت جرول بن مالك بن المسيّب بن ربيعة بن أصرم بن ضبيس بن رياح بن حرام، أسلم يوم فتح مكة مع أبيه، و خرج إلى الشام غازيا، فقتل يوم أجنادين شهيدا.

قال الصوري في نسخته ضبيس بالفتح.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، ثنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، ثنا عبد اللّه بن محمّد قال: عبد اللّه بن أبي جهم بن حذيفة، أسلم يوم فتح مكة، و قتل يوم أجنادين.

3389 - عبد اللّه بن عبيد بن يحيى

أبو العبّاس بن أبي حرب السّلماني (1)

من أهل سلمية (2).

قدم دمشق و حدّث بها عن: أبي علقمة نصر (3) بن خزيمة بن جنادة الكناني الحمصي، و أبي صارة (4) عبد العزيز بن وحيد بن عبد العزيز بن حليم البهراني.

روى عنه: الحسن بن حبيب.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، أنبأ أبي (5) أبو العبّاس، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر، ثنا الحسن (6) بن حبيب، نا أبو العبّاس عبد اللّه بن عبيد بن يحيى المعروف بابن أبي حرب من أهل سلمية، قدم علينا، ثنا أبو علقمة نصر بن خزيمة بن جنادة الكناني، أخبرني أبي عن نصر بن علقمة، عن أخيه محفوظ بن علقمة، عن

ص: 365


1- ترجمته في معجم البلدان «سلمية» نقلا عن ابن عساكر. و السلماني نسبة إلى سلمية، هكذا نسبه ابن عساكر، قاله في معجم البلدان، و النسبة إلى سلمية: سلمي (و انظر الأنساب: سلمي).
2- سلمية: بفتح أوله و ثانيه و سكون الميم بليدة في ناحية البرية من أعمال حماة بينهما مسيرة يومين.
3- في معجم البلدان «سلمية» نصر بن خريد بن جنازة الكناني.
4- كذا رسمها بالأصل، و في معجم البلدان: أبي ضبارة.
5- بالأصل: أبي.
6- بالأصل: الحسين، خطأ. و قد مرّ التعريف به.

ابن (1) عائذ كناز - يعني أن اسمه كناز - عن عتبة بن عبد أن النبي صلى اللّه عليه و سلم نهاهن عن النوح الأكبر، و الخمش، و قد الثوب، و الرّنّة (2)،و لكن العين تدمع و النفس تحزن.

قال: و لست أعلم صحة ذلك، و المحفوظ أن اسم ابن عائذ (3) عبد الرّحمن، و اللّه أعلم.

3390 - عبد اللّه بن عتاب بن أحمد بن كثير

أبو العبّاس بن الزّفتي الخزاعي مولاهما (4)

أصله من البصرة.

روى عن أحمد بن أبي الحواري، و عيسى بن حمّاد، و هارون بن سعيد الأيلي، و محمود بن خالد، و يزيد بن عبد اللّه بن رزيق، و دحيم، و هشام بن عمّار، و عيسى بن يونس الفاخوري، و مؤمّل بن إهاب، و محمود بن خالد السّلمي (5)،و محمّد بن محمّد بن مصعب الصّوري المعروف بوحشي، و حميد بن زنجويه النسائي.

روى عنه: أبو (6) الحسين علي بن عمرو بن سهل الحريري، و سليمان الطبراني، و أبو يعلى عبد المؤمن بن خلف بن طفيل النسفي، و أبو العبّاس أحمد بن عتبة بن مكين، و أبو الحسين الرازي، و عبد الوهّاب الكلابي، و أبو بكر بن المقرئ، و محمّد بن عبد الرّحمن بن عثمان بن سعيد المؤذن، و أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عبد الغفار بن ذكوان، و أبو الفرج العباس بن محمّد بن حبان، و أبو بكر أحمد بن عبد الوهّاب الصابوني، و أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد السّلمي، و الحاكم أبو

ص: 366


1- بالأصل:«عائد» و الصواب ما أثبت، و هو عبد الرحمن بن عائذ الأزدي الثمالي، أبو عبد اللّه، و قيل أبو عبيد اللّه. ترجمته في تهذيب الكمال 245/11 و فيها أنه روى عن عتبة بن عبد السلمي، و روى عنه: محفوظ بن علقمة.
2- الرنة: الصيحة الشديدة، و الصوت الحزين، و البكاء.
3- بالأصل:«عائد» و الصواب ما أثبت، و هو عبد الرحمن بن عائذ الأزدي الثمالي، أبو عبد اللّه، و قيل أبو عبيد اللّه. ترجمته في تهذيب الكمال 245/11 و فيها أنه روى عن عتبة بن عبد السلمي، و روى عنه: محفوظ بن علقمة.
4- ترجمته و أخباره في الأنساب (الزفتي) سير أعلام النبلاء 64/15 و شذرات الذهب 285/2 و العبر 182/2.
5- كذا، و لعله الذي تقدم، فهو مكرر إذن.
6- كتبت فوق الكلام بين السطرين.

أحمد، و أبو سليمان بن زبر (1)،و عمر بن علي العلي الخطيب، و علي بن الحسن بن علاء الحرّاني الحافظ ، و أبو القاسم الحسين بن سعيد بن الحسين بن الحارث القرشي، و أبو مضر شافع بن محمّد بن يعقوب الأسفرايني.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن (2) علي بن الحسن بن سعيد، قالا: أنبأ أبو القاسم السّميساطي، ثنا عبد الوهّاب بن الحسن (3) بن الوليد الكلابي، ثنا عبد اللّه بن عتّاب، هو ابن الزّفتي، نا عيسى بن حمّاد زغبة ثنا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سعد بن سنان، عن أنس بن مالك، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:

«تقبلوا لي بستّ أتقبل لكم بالجنة»، قالوا: و ما هن ؟ قال:«إذا حدّث أحدكم فلا يكذب، و إذا وعد فلا يخلف، و إذا أيمن فلا يخن، و غضّوا أبصاركم، و كفّوا أيديكم، و احفظوا فروجكم»[6035].

هذا بقول الليث بن سعد، و قال عمرو بن الحارث و ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب: سنان بن سعد.

قال ابن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب: سعيد بن سنان بزيادته، و اللّه أعلم بالصواب.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، ثنا مكي بن محمّد، ثنا أبو سليمان الربعي، قال: و في هذه السنة - يعني سنة أربع و عشرين و مائتين - ولد عبد اللّه بن عتّاب الزّفتي.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن [أبي] (4) علي، ثنا أبو بكر الصفّار، ثنا أبو بكر بن منجويه، ثنا أبو أحمد الحاكم، قال: أبو العباس عبد اللّه بن عتّاب بن أحمد الخزاعي الزّفتي الدمشقي، سمع أبا موسى عيسى بن حمّاد التجيبي زغبه (5)،و أبا علي محمود بن خالد بن يزيد السلمي، رأيناه ثبتا.

ص: 367


1- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن سير الأعلام.
2- بالأصل: أبو الحسين، خطأ، و السند معروف. و انظر مشيخة ابن عساكر ص 141/ب رقم 825.
3- بالأصل: الحسين» خطأ و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 557/16.
4- زيادة لازمة منا للإيضاح.
5- بالأصل: و عنه» خطأ و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 537/14.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي زكريا البخاري، و حدّثنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى، قال: نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، ثنا أبو زكريا، ثنا عبد الغني بن سعيد، قال: عتّاب و التاء و الباء: عبد اللّه بن عتّاب الرومي (1).

قرأت بخط أبي الحسين نجا بن أحمد فيما ذكر أنه وجده بخط أبي (2) الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق في الدفعة الثانية: أبو العباس عبد اللّه بن عتاب، و يعرف بابن (3) الزّفتي، دمشقي، مات و أنا بها في سنة عشرين و ثلاثمائة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن عبد العزيز التّميمي، ثنا مكّي المؤدب، ثنا أبو سليمان بن أبي محمد قال: توفي أبو العباس عبد اللّه بن عتّاب، و يعرف بابن الزفتي يوم الأربعاء لاحدى عشرة خلت من رجب - يعني سنة عشرين و ثلاثمائة-.

3391 - عبد اللّه بن عتبة بن أبي سفيان

صخر بن حرب بن أمية (4)

روى عن عمته أم حبيبة.

روى عنه: أبو المليح بن أسامة [الهذلي].

أخبرنا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، ثنا أبي أبو القاسم، ثنا أبو الحسين أحمد بن محمّد الخفّاف، ثنا محمّد بن إسحاق السّرّاج، نا قتيبة بن سعيد، نا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن أبي المليح، عن عبد اللّه بن عتبة بن أبي سفيان، عن عمته أم حبيبة بنت أبي سفيان قالت: كان النبي صلى اللّه عليه و سلم إذا كان عندي فسمع الأذان يقول كما يقول المؤذن، ثم يسكت.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، ثنا أبو علي بن المذهب، نا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (5)،حدّثني أبي، نا هشيم (6)،عن أبي بشر، عن أبي المليح بن

ص: 368


1- كذا بالأصل هنا.
2- بالأصل: ابن، خطأ.
3- كتبت «ابن» فوق السطر.
4- ترجمته و أخباره في تهذيب الكمال 316/10 و تهذيب التهذيب 201/3 و ميزان الاعتدال 459/2.
5- مسند أحمد ج 10/رقم 27463 من حديث أم حبيبة بنت أبي سفيان.
6- عن المسند و بالأصل: هاشم.

أسامة، قال: أخبرني عبد اللّه بن عتبة بن أبي سفيان قال: حدّثني عمتي أم حبيبة بنت أبي سفيان: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان إذا كان عندها في يومها أو ليلتها، فسمع المؤذن قال كما يقول المؤذن.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأ أبو القاسم علي بن أحمد بن البسري (1)،و أبو علي محمّد بن محمّد بن أحمد بن المسلمة، و أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه بن عمر بن البقّال، و أبو الوفاء طاهر بن الحسين الفقيه، و أبو الحسين عاصم بن الحسن العاصمي، و أبو الحسن هبة اللّه بن عبد الرّزّاق الأنصاري، و بقية النقباء أبو الفوارس طراد بن محمّد بن علي الزينبي (2) الهاشمي - قراءة على كل واحد منهم و أنا أسمع ببغداد - فأقروا به.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، ثنا أبو بكر البيهقي.

و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو الكرم المبارك بن الحسن بن أحمد بن علي بن فتحان بن منصور بن الشّهرزوري (3) المقرئ، و أبو الحسن علي بن محمد بن يحيى الدّريني، و زوجه شهدة (4) بنت أحمد بن الفرج بن الإبري الكاتبة، قالوا: ثنا النقيب أبو الفوارس طراد بن محمّد بن علي الزينبي (5).

و أخبرنا أبو الفضل عبد الرحيم بن غانم بن عبد الواحد العدل، و أبو زيد شكر بن أبي طاهر أحمد بن حمد المؤدب الأبهري، و أبو علي الحسين بن أبي سعد أحمد بن محمّد بن أحمد بن الحسين بن علي سليمان بن البغدادي الأصبهانيون - بأصبهان - قالوا: أنبأ الرئيس (6) أبو عبد اللّه القاسم بن الفضل بن أحمد الثقفي، قالوا: ثنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر، ثنا الحسين بن يحيى بن عيّاش القطان، نا يحيى بن السري، نا هشام، عن أبي بشر، عن أبي المليح، عن عبد اللّه بن عتبة بن

ص: 369


1- بالأصل: التستري، خطأ، و الصواب ما أثبت، و السند معروف. و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 185/19.
2- بالأصل: الزيدي، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 37/19.
3- بالأصل:«السهروردي» و الصواب عن مشيخة ابن عساكر ص 220/ب رقم 1302 و انظر ترجمته في سير الأعلام 289/20.
4- ترجمتها في سير الأعلام 542/20.
5- بالأصل: الزيدي، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 37/19.
6- مهملة بالأصل، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 8/19.

أبي سفيان، عن عمته أم حبيبة، قالت:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا كان عندها في يومها سمع المؤذن يؤذن قال كما يقول المؤذن حتى يفرغ.

3392 - عبد اللّه بن عتبة

ابن العباس أبو محمّد الأشجعي

حدّث عن أبي جعفر، سمع منه الحسين بن الحسين الربعي و أجاز له و لأخيه علي بن الحسين بن أبي وردان سنة إحدى و ثمانين و ثلاثمائة.

3393 - عبد اللّه بن عتبة بن الوليد بن عتبة

أبو محمّد المعدّل

حدّث عن أبي الحسن (1) جوصا.

روى عنه أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد بن الطيار، و تمّام بن محمّد الرازي.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، و أبو نصر غالب بن أحمد بن المسلّم، قالا:

ثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن زهير التّميمي المالكي، نا أبو بكر أحمد بن الحسين بن أحمد بن عثمان بن سعيد بن القاسم الغسّاني، ثنا أبو محمّد عبد اللّه بن عتبة بن الوليد المعدّل - بدمشق - نا أبو الحسن (2) أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا، نا محمّد بن وزير، نا روّاد بن الجرّاح، نا سفيان، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«الإيمان بضع و ستون أو بضع و سبعون جزءا أوّلها و أفضلها: لا إله إلاّ اللّه، و أدناها إماطة (3) الأذى عن الطريق، و الحياء شعبة من شعب الإيمان»[6036].

3394 - عبد اللّه بن عتبة الأعور بن يزيد

ابن معاوية بن أبي سفيان الأموي

أمّه أم خالد بنت عبد اللّه بن قيس الضبابي.

ذكره أبو المظفّر الأبيوردي.

ص: 370


1- بالأصل: أبي الحسين، خطأ، مرّ التعريف به.
2- بالأصل: أبي الحسين، خطأ، مرّ التعريف به.
3- أي إزالته، أماط الشيء: أزاله عنه و أذهبه.
3395 - عبد اللّه بن عتبة الأعور

ابن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان

أمه الكاملة بنت الأشعث الكلبية، له ذكر، و هو أخو المذكور أيضا.

كتب إليّ أبو المظفّر محمّد بن أحمد بن محمّد... (1) النسابة، قال: و ولد عتبة الأعور بن يزيد عبد اللّه، أمه الكاملة بنت الأشعث بن حبال (2) من بني حارثة بن خباب الكلبي، و جدّها حبال يقول:

أ لا قالت العصماء يوم لقيتها *** كبرت و لم تجزع من الشيب مجزعا

فقلت لها: لا تهزئي بي فقلما *** يسود الفتى حتى يشيب و يصلعا

رأت ذا عصا يمشي عليها و شيبة *** تقنع منها رأسه ما تقنّعا

و للفارح اليعبور خير علالة *** من... (3) المزجي و أبعد منزعا

3396 - عبد اللّه بن عثمان بن الحكم بن أبي العاص

ابن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي

أنبأنا أبو طاهر بن الحنائي (4).

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي عنه، ثنا أبو علي الأهوازي - قراءة - ثنا عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، أنبأ أبو بكر أحمد بن محمّد بن أبي الموت المكي (5)- بمصر، نا علي بن عبد العزيز، أنا أبو عبيد القاسم بن سلاّم، نا عمر بن الربيع بن طارد، عن عبد اللّه بن لهيعة، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن بشر بن المحرز، عن عبد اللّه بن عثمان بن الحكم بن مروان (6) بن الحكم.

سمع كعب الأحبار يقول: إنّ في التوراة: إنّ الفتى إذا تعلّم القرآن، و هو حدث

ص: 371


1- كلمة غير واضحة و رسمها:«الا سولى».
2- بالأصل هنا: حبان.
3- لفظة غير مقروءة.
4- غير واضحة بالأصل، و لعل الصواب ما أثبت.
5- ترجمته في سير الأعلام 25/16.
6- كذا ورد بالأصل هنا.

السن و حرص عليه، و عمل به، و تابعه خلطه اللّه بلحمه و دمه، و كتبه عنده من السّفرة (1)الكرام البررة، و إذا تعلم الرجل القرآن و قد دخل في السن، فحرص عليه، و هو في ذلك يتابعه و يتفلت (2) منه كتب له أجره مرتين.

خالفه عمرو (3) بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال في إسناده.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، ثنا أبو بكر العمري، ثنا أبو محمّد بن أبي شريح، ثنا أبو جعفر البرداني، ثنا حميد بن زنجويه، نا سعيد بن أبي مريم (4)،نا ابن (5) وهب، عن عمرو بن الحارث أخبره عن سعيد بن أبي هلال (6)،عن المقبري، عن بشير بن الحارث() (7) قال:

إن في التوراة: أن الغلام إذا تعلّم القرآن و هو حديث السن، حرص عليه، و عمل به، و تابعه، خلطه اللّه بلحمه و دمه، و كتبه اللّه عنده من السّفرة الكرام البررة، و إذا تعلم القرآن و قد دخل في السن فحرص عليه، و هو في ذلك يتفلّت منه كان له أجره مرتين بحرصه عليه و تفلّته منه، فإذا بعث الرجل تكلم القرآن فقال: يا رب إنّ هذا كان حريصا على تعلّمي، و عمل بي، فآته اليوم أجره، فيكسى حلّة الكرامة، و يتوّج تاج الوقار، فيقول اللّه: هل رضيت ما أعطيته، فيعطى الرحمة بيمينه و الجنة بشماله، فيقول اللّه للقرآن: هل رضيت لعبدي هذا؟ فيقول: نعم يا رب، هذا ما أعطيته، فيقول القرآن: ما شاء اللّه أن يقول، فيعطى النعمة بيمينه و الجنة بشماله، فيقول اللّه للقرآن: هل رضيت لعبدي هذا؟ فيقول: نعم يا رب قد رضيت.

أما قوله في الرواية الأولى بشر وهم، و قوله في الثانية ابن مخزم (8) بالزاي وهم و الصواب بشير بن المحزز بزاءين.

ص: 372


1- السفرة جمع سافر و هو الكاتب، و السفرة: الملائكة الذين جعلهم اللّه سفراء بينه و بين رسله.
2- عن مختصر ابن منظور 32/13 و بالأصل: و ينقلب.
3- بالأصل: عمر، خطأ و الصواب ما أثبت.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 164/7.
5- بالأصل: أبو وهب، خطأ.
6- ترجمته في تهذيب الكمال 316/7.
7- بالأصل:«بن هنا».
8- كذا بالأصل.

قرأت على ابن محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (1)،قال: بشير بن المحزز مديني، والد عمران و حميد، روى عنه ابنه عمران بن بشير.

3397 - عبد اللّه بن عثمان بن عبد اللّه بن حكيم بن حزام

ابن خويلد بن أسد بن عبد العزيز بن قصي بن كلاب ابن مرّة بن كعب القرشي الأسدي المكي (2)و أمه رملة بنت الزبير بن العوام.

روى عنه: محمّد بن إسحاق.

و وفد على (3) عبد الملك بن مروان يكلّمه في شأن امرأته سكينة بنت الحسين.

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى، ابنا الحسن قالا: ثنا محمّد بن أحمد المعدّل، ثنا محمّد بن عبد الرّحمن بن العبّاس، ثنا أحمد بن سليمان، نا الزبير، قال: و من ولد عثمان بن عبد اللّه بن حكيم: عبد اللّه و سعيد انقرض إلاّ من قبل النساء (4)،و أمهما رملة بنت الزبير بن العوّام أخت مصعب، و حمزة ابني الزبير لأبيهما و أمّهما.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، ثنا علي بن محمّد، قالا: ثنا أبو محمّد بن أبي حاتم (5) قال: عبد اللّه بن عثمان من ولد حكيم بن حزام (6).روى عنه محمّد بن إسحاق، سمعت أبي يقول ذلك.

ص: 373


1- الاكمال لابن ماكولا 168/7 و فيه: محرر بفتح الحاء المهملة وراء مشددة مفتوحة مكررة: بشير بن المحرر، و الباقي كالأصل.
2- انظر جمهرة ابن حزم ص 121 و نسب قريش ص 233 الجرح و التعديل 113/5.
3- مكررة بالأصل.
4- يفهم من عبارة نسب قريش للمصعب ص 233 أن سعيد هو الذي انقرض إلاّ من قبل النساء، و جاء اسم عبد اللّه بن عثمان بعد هذه الجملة.
5- الجرح و التعديل 113/5.
6- في الجرح و التعديل بعدها:«روى عنه....» و لم يذكره أحدا.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: ثنا أبو جعفر بن المسلمة، ثنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، حدّثني عثمان بن عبد الرّحمن، أخبرني إبراهيم بن إبراهيم بن عثمان، قال: كانت عند عبد اللّه بن عثمان بن عبد اللّه بن حكيم فاطمة بنت عبد اللّه بن الزبير، فلما خطب سكينة بنت الحسين أحلفته بطلاقها ألا... (1) يؤثر عليها فاطمة بنت عبد اللّه، ثم اتّهمته أن يكون آثرها، فاستعدت عليه هشام بن إسماعيل، و هو والي المدينة، فركب عثمان رواحله و ورد الشام، فقام إليه خالد بن يزيد حيث رآه ليعانقه، فرفع (2) بيده في صدره كراهة أن يعانقه و عنده أمّه، فدخلت رملة على عبد الملك و كان من أمرها سببه بالحديث الذي و صفت - يعني في الحكاية التي تأتي بعد هذه - قام له عبد الملك بالكتاب إلى هشام بن إسماعيل أن يحلفه عند المنبر ما آثر فاطمة بنت عبد اللّه بن الزبير على سكينة بنت الحسين، فإذا حلف ردّها عليه، فقالت رملة لابنها عبد اللّه: خذ كتابك و انهض فأعجل، فقال لها خالد: ما لك تعجلين ابني ؟ قالت: ما أردت به من خير فتبخر (3) كتابه قال: فتبخر (4) الكتاب، و قدم به على هشام إسماعيل في الوقت الذي خرج فيه لصلاة الجمعة، فقال له: هذا كتاب أمير المؤمنين فإن عصيته فأنا له أعصى، و قال له: اجمع القرشيين فأحضرهم الكتاب، فلما صلّى الجمعة جمعهم عند المنبر و قرأ الكتاب، ثم أحلفه على ما أمر به عبد الملك، فلما حلف أمر هشام بردّها عليه، فقال لهشام و للقرشيين: اكتبوا، و أرسل إلى سكينة يقول لها: إنّما كرهت أن أغلب على أمري، فأما إن صرت إلى الاقتدام (5) عليه فأمرك بيدك، فلم ينسبوا أن جاء به مولاة لها، فقالت له:

تقرئك سكينة بنت الحسين السلام و تقول لك: ما ظننا أنّا هنّا عليك هذا الهوان، إنما تخلّج في نفسي شيء و خشيت المأثم، فأما إذ برئت من ذلك فما نؤثر عليك شيئا.

قال: و نا الزبير، حدّثني أبو الحسن المدائني و غيره من مشايخ قريش من أهل المدينة.

أن سكينة بنت الحسين توهّمت على عبد اللّه بن عثمان بن عبد اللّه بن حكيم

ص: 374


1- لفظة غير مقروءة بالأصل.
2- كذا، و في مختصر ابن منظور 33/13 فدفع.
3- كذا رسمها بالأصل.
4- كذا رسمها بالأصل.
5- كذا.

و هي زوجته أن يكون طلّقها، فاستعدت عليه، فدخلت رملة بنت الزبير على عبد الملك بن مروان و كانت عند خالد بن يزيد (1) بن معاوية، فقالت له: يا أمير المؤمنين إنّ سكينة بنت الحسين نشزت بابني عبد اللّه بن عثمان، و لو لا أن نغلب (2) على أمورنا ما كانت لنا (3)حاجة بمن لا حاجة له بنا، فقال لها عبد الملك: يا رملة إنها بنت فاطمة، فقالت (4):

نكحنا و اللّه خيرهم، و أنكحنا و اللّه خيرهم، و ولدنا خيرهم، فقال لها عبد الملك: يا رملة غرّني عروة منك، فقالت: لم يغررك و لكنه نصحك (5) أنك قتلت مصعبا أخي، فلم يأمنّي عليك.

و كان عبد الملك أراد أن يتزوجها، فقال له عروة: لا أرى ذلك لك، رواها أبو بكر محمّد بن أبي الأزهر، عن الزبير بن بكّار، عن عمه مصعب، عن جده عبد اللّه بن مصعب، و عن المدائني بمعنى رواية الطوسي، و ستأتي في ترجمة رملة بنت الزبير.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه قالا: ثنا أبو جعفر، ثنا أبو طاهر، أنا أبو عبد اللّه ثنا الزبير، حدّثني مصعب بن عثمان قال: كان عبد اللّه بن عثمان يشبه خاله مصعب بن الزبير، و لعبد اللّه بن عثمان يقول أبو دهبل (6) الجمحي:

قضت و طرا من أهل مكة يا فتى *** سوى أملي في الماجد بن حزام

تمطّت به بيضاء فرع نجيبة *** هجان (7) و بعض الوالدات غرام

جميل المحيّا من قريش كأنه *** هلال بدا من شرفة (8) و ظلام

فأكرم بنسل منك يا ابن محمّد *** و يا ابن عليّ فاستمعن (9) كلام

ص: 375


1- بالأصل هنا: زيد، تحريف
2- بالأصل: يغلب.
3- بالأصل: لها.
4- بالأصل: فقال.
5- بالأصل: يضحك، و الصواب عن مختصر ابن منظور 33/13.
6- بالأصل:«أهبل» و الصواب ما أثبت، و الأبيات في ديوان أبي دهبل ص 22 و نسب قريش للمصعب ص 233.
7- بالأصل:«هجاني و يعد» و المثبت عن نسب قريش.
8- في نسب قريش: سدفة.
9- نسب قريش: فاسمعن كلام.

و بين حكيم و الزبير فلن ترى *** لهم شبه (1) في منجد و تهام

فولدت سكينة بنت الحسين لعبد اللّه بن عثمان: عثمان بن عبد اللّه و لقّبته قرينا (2)،و بذلك كان يعرف، و حكيما و ربيحة (3) تزوجها (4) العبّاس بن الوليد بن عبد الملك، و قد انقرض ولد حكيم بن عبد اللّه بن عثمان، و البقية من ولد سكينة بنت الحسين في ولد عثمان قرين بن عبد اللّه بن عثمان عبد اللّه، و ولدت فاطمة بنت عبد اللّه بن الزبير لعبد اللّه بن عثمان: يحيى و موسى و فيهم بقية، و هم قليل يسكنون (5) مكة.

ص: 376


1- نسب قريش: شبها.
2- بالأصل: قريبا، و المثبت عن نسب قريش ص 233 و جمهرة ابن حزم ص 121.
3- مهملة بدون نقط بالأصل، و أثبتت عن نسب قريش، و ضبطت بالقلم في جمهرة ابن حزم ص 121.
4- بالأصل:«بزوجها» و المثبت عن جمهرة ابن حزم.
5- نسب قريش: و فيهم بقية يكونون بمكة.

الفهرس

حرف السين في آباء العبادلة 3305 - عبد اللّه بن سالم بن عبد اللّه و يقال: ابن عبد الرّحمن الكاتب 3

3306 - عبد اللّه بن سبأ 3

3307 - عبد اللّه أبي سبرة الهذلي أبو سالم بن سلمة 10

3308 - عبد اللّه بن سبعون بن يحيى بن حمزة أبو محمّد القيرواني المالكي 10

3309 - عبد اللّه بن سراقة بن المعتمر بن أنس بن أداة ابن رباح بن عبد اللّه بن قرط بن رزاح بن عدي ابن كعب العدوي، و يقال: إنه أزدي 12

3310 - عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح بن الحارث بن حبيب ابن جذيمة بن مالك، و يقال: جذيمة بن نصر بن مالك ابن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك أبو يحيى القرشي العامري 19

3311 - عبد اللّه بن سعد بن عبد اللّه الأيلي 44

3312 - عبد اللّه بن سعد بن فروة البجلي مولاهم، الكاتب 45

3313 - عبد اللّه بن سعد بن معاذ بن سعد بن معاذ بن أبي سعد أبو سعد الأنصاري الرقي 48

3314 - عبد اللّه بن سعد الأنصاري الحرامي و يقال القرشي الأموي عم حرام بن حكيم بن سعد 48

3315 - عبد اللّه بن سعيد أبي أحيحة بن العاص ابن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي 53

ص: 377

3316 - عبد اللّه بن سعيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم ابن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس أبو صفوان الأموي 58

3316 م - عبد اللّه بن سعيد بن عتبة الثقفي 64

3317 - عبد اللّه بن سعيد بن قيس الهمداني 65

3318 - عبد اللّه بن سعيد، و يقال: أخطل بن المؤمل أبو سعيد الساحلي 65

3319 - عبد اللّه بن سعيد 67

3320 - عبد اللّه بن سعيد أبو محمّد الحراني المقرئ 68

3321 - عبد اللّه بن سفيان بن عبد الأسد بن هلال بن عبد اللّه ابن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب ابن لؤي القرشي المخزومي 68

3322 - عبد اللّه بن سفيان بن عتبة بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس الأموي 71

3323 - عبد اللّه بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ابن هاشم بن عبد مناف أبو الهياج الهاشمي 72

3324 - عبد اللّه بن أبي سفيان بن عمرو بن عتبة ابن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية الأموي 75

3325 - عبد اللّه بن سلمة بن عبد اللّه بن الوليد بن الوليد بن المغيرة ابن عبد اللّه بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم 76

3326 - عبد اللّه بن أبي سلمة، هو ابن ميمون بن الماجشون 77

3327 - عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير ابن عمرو بن عمران أبو بكر بن أبي داود الأزدي الحافظ 77

3328 - عبد اللّه بن سليمان بن أبي كريمة الصيداوي 91

3329 - عبد اللّه بن سليمان و يقال: ابن محمّد بن سليمان بن محمّد بن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث ابن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي 92

3330 - عبد اللّه بن سليمان بن يوسف بن يعقوب بن الحكم بن المنذر ابن الجارود أبو محمّد العبدي البعلبكي، و يقال: البغدادي 93

3331 - عبد اللّه بن سليمان الأنصاري 95

3332 - عبد اللّه بن سماعة، والد إسماعيل 95

3333 - عبد اللّه بن سوار بن همام بن ثعلبة بن عبد اللّه ابن زيد بن عامر بن الحارث العبدي 96

ص: 378

3334 - عبد اللّه بن سلام بن الحارث أبو يوسف الإسرائيلي 97

3335 - عبد اللّه بن سلام الفزاري الدمشقي، يعرف بعبادل 136

3336 - عبد اللّه بن سيّار 136

حرف الشين في أسماء آباء العبادلة 3337 - عبد اللّه بن الشاعر السكسكي 138

3338 - عبد اللّه - و يقال: عبيد اللّه - بن شميل، و يقال:

ابن شبل الفهري 139

3339 - عبد اللّه بن شجرة السكسكي ثم الكندي 139

3340 - عبد اللّه بن شداد بن الهاد - و اسمه أسامة بن عمرو ابن عبد اللّه بن جابر - و يقال: خالد - بن بشر بن عتوارة ابن عامر بن مالك بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن علي بن كنانة ابن خزيمة بن مدركة أبو الوليد الليثي المدني 140

3341 - عبد اللّه بن شدّاد 154

3342 - عبد اللّه بن شرحبيل بن حسنة القرشي 155

3343 - عبد اللّه بن شعوذ 155

3344 - عبد اللّه بن شقيق أبو عبد الرّحمن العقيلي 155

3345 - عبد اللّه بن شوذب أبو عبد الرّحمن الخراساني البلخي 164

3346 - عبد اللّه بن شيبة بن عثمان بن أبي طلحة عبد اللّه ابن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي بن كلاب القرشي العبدري الحجبي، و هو عبد اللّه الأصغر المعروف بالأعجم 171

حرف الصاد في أسماء آباء العبادلة 3347 - عبد اللّه بن صالح بن جرير أبو محمّد 176

3348 - عبد اللّه بن صالح بن علي بن عبد اللّه بن عباس ابن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف الهاشمي 178

3349 - عبد اللّه بن صالح بن محمّد بن مسلم أبو صالح المصري الجهني مولاهم 182

3350 - عبد اللّه بن صالح 201

3351 - عبد اللّه بن صخر 201

ص: 379

3352 - عبد اللّه بن صفوان بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة ابن جمح - و اسمه تيم - بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي ابن غالب بن فهر أبو صفوان الجمحي المكي، و هو الأكبر من ولد صفوان بن أمية 202

حرف الضاد في أسماء آباء العبادلة: فارغ حرف الطاء في أسماء آبائهم 3353 - عبد اللّه بن طاهر بن الحسين بن مصعب بن رزيق بن أسعد أبو العباس الخزاعي الأمير 216

3354 - عبد اللّه بن طاهر بن محمّد بن كاكو أبو محمّد المعروف بالقاضي ابن زينة الواعظ 242

حرف الظاء فارغ حرف العين في أسماء آباء العبادلة 3355 - عبد اللّه بن عامر الحضرمي 244

3356 - عبد اللّه بن أبي بردة، و عامر و يقال الحارث ابن عبد اللّه بن قيس الأشعري 246

3357 - عبد اللّه بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب ابن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي أبو عبد الرّحمن القرشي العبشمي 247

3358 - عبد اللّه بن عامر أبو عمران و يقال: أبو عبيد اللّه، و يقال: أبو عامر - اليحصبي قارئ أهل الشام 271

3359 - عبد اللّه بن عامر أبو عبد الرّحمن الهمداني ثم الأوزاعي الأزدي 282

3360 - عبد اللّه بن عامر الكلاعي 284

3361 - عبد اللّه بن عائذ بن اللهبة بن عوف بن قريع بن بكر ابن ثعلبة بن الدّول بن سعد مناة بن غامد و هو عمرو بن عبد اللّه بن كعب بن الحارث بن كعب ابن عبد اللّه بن مالك بن نصر بن الأزد الأزدي الغامدي 284

ص: 380

3362 - عبد اللّه بن أبي عائشة 284

3363 - عبد اللّه بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب أبو العباس الهاشمي ابن عم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و حبر الأمة، و ترجمان القرآن 285

3364 - عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن عوف بن عبد عوف ابن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب أبو سلمة، و هو عبد اللّه الأصغر 290

3365 - عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن الفضل بن بهرام أبو محمّد الدارمي السمرقندي الحافظ المشهور 310

3366 - عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد بن محمّد أبو محمّد الأزدي الشيخ الصالح 320

3367 - عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن معاوية بن حديج بن جفنة ابن قتيرة بن حارثة بن عبد شمس بن معاوية بن جعفر ابن أسامة بن سعد بن أشرس بن شبيب بن السكون ابن أشرس بن كندة الكندي ثم التجيبي المصري 321

3368 - عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن معمر بن حزم بن زيد ابن لوذان أبو طوالة الأنصاري المديني 322

3369 - عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر أبو إسماعيل الأزدي الداراني 330

3370 - عبد اللّه بن عبد الرّحمن، و يقال: ربيعة بن السكن أبو رويحة القرعي 338

3371 - عبد اللّه بن عبد الرّحمن و يقال: عبد الرّحمن بن عبد اللّه 338

3372 - عبد اللّه بن عبد الرّحمن أبو محمّد الملياري المعروف بالسندي 339

3373 - عبد اللّه بن عبد بن عبد الرحيم أبو الحسين المازني 339

3374 - عبد اللّه بن عبد الرزّاق بن عبد اللّه بن الحسين بن فضيل أبو محمّد بن أبي القاسم الكلاعي 340

3375 - عبد اللّه بن عبد ربه بن النضر بن حسان أبو محمّد البخاري 341

3376 - عبد اللّه بن عبد الصمد 341

3377 - عبد اللّه بن عبد العزيز بن أبان بن مروان بن الحكم ابن أبي العاص الأموي 341

ص: 381

3378 - عبد اللّه بن عبد العزيز أبو محمّد 341

3379 - عبد اللّه بن عبد الكريم بن الحسين أبو المعالي المعروف بابن الطويل الجوهري 342

3380 - عبد اللّه بن عبد الملك بن سليمان بن داود بن مروان ابن الحكم القرشي الأموي 343

3381 - عبد اللّه بن عبد الملك بن عبد العزيز بن الوليد ابن عبد الملك بن مروان الأموي 343

3382 - عبد اللّه بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص ابن أمية بن عبد شمس أبو عمر الأموي 343

3383 - عبد اللّه بن عبد الملك أبو العباس القرشي الجمحي 353

3384 - عبد اللّه بن عبد الواحد بن الحسين أبو الفضل ابن البرعوري المعدل 355

3385 - عبد اللّه بن عبد الوهّاب 355

3386 - عبد اللّه بن عبد أبي أحمد بن جحش بن رئاب بن يعمر ابن صبرة بن مرة بن كثير بن عثمان بن دودان بن أسد ابن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار الأسدي حليف بني عبد شمس بن عبد مناف 356

3387 - عبد اللّه بن عبيدة بن نشيط الربذي 361

3388 - عبد اللّه الأكبر بن عبيد - و يقال: ابن عامر - أبي الجهم ابن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد اللّه بن عبيد بن عويج ابن عدي بن كعب بن لؤي العدوي القرشي 364

3389 - عبد اللّه بن عبيد بن يحيى أبو العباس ابن أبي حرب السلماني 365

3390 - عبد اللّه بن عتاب بن أحمد بن كثير أبو العباس ابن الزفتي الخزاعي مولاهما 366

3391 - عبد اللّه بن عتبة بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية 368

3392 - عبد اللّه بن عتبة بن العباس أبو محمّد الأشجعي 370

3393 - عبد اللّه بن عتبة بن الوليد بن عتبة أبو محمّد المعدل 370

3394 - عبد اللّه بن عتبة الأعور بن يزيد بن معاوية ابن أبي سفيان الأموي 370

ص: 382

3395 - عبد اللّه بن عتبة الأعور بن يزيد بن معاوية ابن أبي سفيان 371

3396 - عبد اللّه بن عثمان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية ابن عبد شمس القرشي الأموي 371

3397 - عبد اللّه بن عثمان بن عبد اللّه بن حكيم بن حزام ابن خويلد بن أسد بن عبد العزيز بن قصي بن كلاب ابن مرة بن كعب القرشي الأسدي المكي 373

الفهرس 377.

ص: 383

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.