تاریخ مدینه دمشق المجلد 21

هویة الکتاب

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

تفاصيل النشر: بیروت: دارالفکرالمعاصر؛ دمشق: دارالفکر دمشق: معهد الفتح الاسلامي، 1420ق.= 1999م.= 1378 -

دراسة و تحقيق علي شيري

عدد المجلدات: 80

لسان: العربية

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

تصنيف الكونجرس: DS99 /د8 1378 الف243015

تصنيف ديوي: 956/9144

موضوع: تاريخ الإسلام | التاريخ والجغرافيا المحلية | الترجمة الجماعية | رجال

ص: 1

اشارة

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

دراسة و تحقيق علي شيري

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

ص: 2

الجزء الحادي و العشرون

تتمة حرف السين

ذكر من اسمه سعيد

2438 - سعيد بن أحمد بن محمّد بن نعيم بن إشكاب أبو عثمان بن أبي سعيد العيّار الصوفي النّيسابوري

2438 - سعيد بن أحمد بن محمّد بن نعيم بن إشكاب(1) أبو عثمان بن أبي سعيد العيّار الصوفي النّيسابوري(2)

أحد الطوافين لتسميع الحديث.

حدّث بدمشق، و أصبهان، و خراسان، و غزنة(3) بكتاب صحيح البخاري عن أبي علي محمّد بن عمر الشّبّوي، و حدث عن أبي بكر الجوزقي، و أبي العباس عقيل بن الحسين العلوي الرازي، و أبي بكر محمّد بن محمّد بن الحسن بن علي بن الهاني، و أبي الفضل عبيد اللّه بن محمّد الفامي، و أبي محمّد عبد اللّه بن أحمد الصيرفي، و عبد الرّحمن بن أحمد بن أبي شريح، و أبي محمّد المخلدي، و أبي طاهر بن خزيمة، و أبي الحسين الخفّاف، و أبي سعيد محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، و أبي العباس محمّد بن أحمد بن محمّد السّليطي، و أبي حفص عمر بن أحمد بن محمّد الجوزي، و أبي الحسن علي بن الحسن بن بندار بن المثنّى الأسترآباذي، و أبي إسحاق إبراهيم بن محمّد المؤدب الجناري، و أبي محمّد عبد اللّه بن حامد الأصبهاني، و أبي بكر عبيد اللّه بن محمّد بن إبراهيم بن جبريل بن إبراهيم الجوزي و غير هم، و ادّعى السماع من زاهر بن أحمد السّرخسي.

روى عنه نجاء بن أحمد العطار، و علي بن الخضر بن سعيد السّلمي، و سهل بن بشر، و سمعوا منه بدمشق نسخة سمعان بن المهدي، و أبو إسحاق إبراهيم بن علي

ص: 3


1- ضبطت بالكسر عن اللباب (الاشكابي) و ذكره ابن الأثير.
2- ترجمته في الوافي بالوفيات 197/15 العبر 241/3 شذرات الذهب 304/3 سير الأعلام 86/18.
3- غزنة: مدينة عظيمة و ولاية واسعة في طرف خراسان، و هي الحد بين خراسان و الهند (ياقوت).

القماني الصوفي، و أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد البجلي البوشنجي(1) ، و أبو العباس الفضل بن رافع بن محرز التّغلبي، و حدّثنا عنه أبو عبد اللّه الفراوي(2) ، و أبو القاسم(3) الشحامي، و أبو الفضل(4) ، و أبو الفضل الفضيلي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، و غانم بن أحمد بن الحسن الجلودي، و أبو منصور محمّد بن أحمد بن منصور العطار، و أبو بكر عتيق بن الحسن بن محمّد بن الحسن الرويدشتي(5) ، و أم البهاء بنت(6) البغدادي.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي - بنيسابور - و أبو الفضل الفضيلي - بهراة - و أم البهاء فاطمة بنت محمّد - بأصبهان - قالوا: أنا سعيد بن أحمد، أنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن الحسن بن علي بن هانئ البزاز الثقة، أنا أبو العباس محمّد بن إسحاق السّرّاج، نا قتيبة بن سعيد، نا الليث بن سعد، عن يحيى - و هو ابن سعيد - عن عدي بن ثابت، عن عبد اللّه بن يزيد الخطمي أنه سمع أبا أيوب يقول: صلّيت المغرب و العشاء مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في حجّة الوداع بالمزدلفة.

أنبأنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أحمد بن علي بن صابر بن عمر، أنا سهل بن بشر، أنا أبو عثمان سعيد بن أبي سعيد بن محمّد بن إشكاب الصّعلوكي النّيسابوري بدمشق، في سنة ثمان و ثلاثين و أربعمائة، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد المؤدب الجناري بجنارة - و هي قرية بين أستراباذ و جرجان (7)- فذكر نسخة سمعان بن المهدي عن أنس.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا(8) ، قال: و أما عيّار - بفتح

ص: 4


1- بالأصل: البوسنجي بالسين المهملة و الصواب ما أثبت بالشين المعجمة نسبة إلى بوشنج. (انظر الأنساب و معجم البلدان).
2- و اسمه محمد بن الفضل ترجمته في سير الأعلام 615/19.
3- و اسمه زاهر بن طاهر ترجمته في سير الأعلام 9/20.
4- كذا، و أبو الفضل، مكررة.
5- بالأصل و م: الرويدشني بالنون، و الصواب ما أثبت و ضبط عن الأنساب و.. النسبة إلى رويدشت قرية من قرى أصبهان.
6- في سير الأعلام: فاطمة بنت محمد البغدادي.
7- في معجم البلدان: من قرى طبرستان بين سارية و أسترآباذ.
8- الاكمال لابن ماكولا 286/6 و 287.

العين المهملة و تشديد الياء المعجمة باثنتين(1) من تحتها و آخره راء - فهو سعيد العيّار الصوفي، و هو ابن أحمد بن محمّد بن نعيم بن إشكاب.

روى عن بشر(2) الأسفرايني، و عبيد اللّه(3) بن محمّد الفامي، و خلق من أصحاب السراج، و ابن خزيمة [قال ابن ماكولا](4): كتب إليّ بحديثه من نيسابور.

لا أعلم العيّار. حدث عن بشر بن أحمد الأسفرايني بشيء، و لا يحتمل سنه السماع منه، و اللّه أعلم.

حدّثني أبو المحاسن عبد الرزاق بن محمّد بن أبي نصر، أنا أبو محمّد فضل اللّه بن محمّد بن أحمد الطّبسي(5) ، قال: كان الشيخ سعيد العيّار رحمه اللّه شيخا بهيا ظريفا من أبناء مائة و اثنتي(6) عشرة سنة، و ذكر أنه كان لا يروي شيئا من أحاديث النبي صلى اللّه عليه و سلم فرأى بدمشق من بلاد الشام رؤيا حملته و حرّضته على رواية مسموعاته من أخبار رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، ذكر أنه رأى في المنام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم كأنه(7) قاعد و أبو بكر الصّدّيق رضي اللّه عنه و عن محبّيه ماثل بين يديه، فأراد هذا الشيخ - سعيد - أن يسلّم عليه، فتلقّاه أبو بكر الصديق برسالة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال: كيف لا تنشر و لا تروي أخباري ؟ قال: و رأيت كأن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قام للطهارة، فكنت أنتظر بروزه لأسلّم عليه فانتبهت قبل ذلك، فأنا منذ رأيت تلك الرؤيا أطوف في بلاد الإسلام، و أروي مسموعاتي من أخبار النبي صلّى اللّه عليه و سلم(8).

قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي، حدّثني أبو الفرج الأسفرايني، عن سعيد العيّار أن النّخشبي رآه بدمشق، و ذكر أن أهل خراسان شديد في الطلب له لأن سماعه وجد على صحيح البخاري، و عرفه ذلك و أنه سار إليهم، أو كما قال.

ص: 5


1- بالأصل: باثنين.
2- بالأصل و م: بسر، و المثبت عن الاكمال.
3- بالأصل و م: عبد اللّه، خطأ.
4- زيادة لازمة منا للإيضاح، و ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م.
5- الطبسي ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى طبس بلدة بين نيسابور و أصبهان و كرمان.
6- بالأصل: و اثني عشر، خطأ.
7- بالأصل: كان.
8- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 87/19 من طريق فضل اللّه بن محمد الطبسي.

قال غيث: و سألت جماعة: لم سمّي العيّار؟ فقال: لأنه كان في ابتدائه يسلك مسالك الشّطّار(1) ، ثم رجع إلى هذه الطريقة.

و ذكر أبو الفضل محمّد بن طاهر المقدسي في كتاب صنفه سماه «تكملة الكامل في ضعفاء المحدثين»(2) قال: سعيد بن أبي سعيد العيّار يتكلمون فيه لروايته كتاب «اللمع» عن أبي نصر السّرّاج و غيره، و كان يزعم أنه سمع من زاهر بن أحمد السّرخسي كتاب «الأربعين» لمحمّد بن أسلم، و رواه عنه، فذكر بعض أهل العلم أنه لم يسمع من زاهر شيئا، و خرج له البيهقي عشرة أجزاء فوائد لطاف لم يخرج فيها له عن زاهر شيئا.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثني عمر بن عبد الكريم الدّهستاني، قال:

توفي أبو عثمان سعيد بن أبي سعيد العيّار الصوفي بغزنة سنة سبع و خمسين و أربعمائة.

أنبأنا أبو نصر إبراهيم بن الفضل بن إبراهيم، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد الكتبي بهراة، قال: سنة سبع و خمسين و أربعمائة ورد الخبر بوفاة سعيد العيّار بغزنة في ربيع الأول.

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر في تذييل تاريخ نيسابور(3) قال: سعيد بن أبي سعيد أحمد بن محمّد بن نعيم بن إشكاب، أبو عثمان النّيسابوري الصوفي المعروف بالعيّار، شيخ(4) من شيوخ خراسان، معروف بالحديث، صحب جماعة من مشايخ الصوفية، و طاف في البلاد دورا و زار المشاهد، و سمع صحيح البخاري من أبي علي الشبّوي بمرو، و حدث به بنيسابور، و سمع الطوائف منه، ثم خرج في آخر عمره إلى غزنة، و روى الحديث في الطريق و بغزنة سمعوا منه في عزّ و نفاق و توفي سنة سبع و خمسين و أربعمائة(5).

2439 - سعيد بن أحمد

حكى عن أحمد بن أبي الحواري.

ص: 6


1- في سير الأعلام 87/18 مسالك العيارين.
2- الخبر في سير الأعلام 88/18 و فيه: في كتاب: الضعفاء. و انظر لسان الميزان 30/3-31.
3- كتاب المنتخب من السياق لتاريخ نيسابور ط بيروت ص 236 ترجمة 742 باختلاف عبارته في آخرها عن الأصل، فثمة زيادة فيه و نقصان.
4- في المنتخ: سمع.
5- عن هامش الأصل.

حكى عنه علي بن أحمد الناهري(1).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الحسن البروجردي، أنا أبو سعد علي بن عبد اللّه بن أبي صادق الحيري، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن باكويه الشيرازي، نا علي بن أحمد الناهري(2) ، نا سعيد بن أحمد الدّمشقي، نا أحمد بن أبي الحواري، قال: سمعت أبا سليمان الدّاراني يقول: من صبر عن شهوة الحلال و الحرام عند إدراكه سنة يكفى مئونته - يعني الجماع -.

2440 - سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص القرشي الأموي والد يحيى

2440 - سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص القرشي الأموي والد يحيى(3)

سكن الكوفة، و حدث عن معاوية بن إسحاق، و موسى و سيف ابني(4) خليد، و عمر بن عبد العزيز، و وفد عليه.

روى عنه ابناه عبد اللّه و يحيى ابنا سعيد، و عمرو بن عبد الغفار الفقيمي، و أبو أحمد محمّد بن عبد اللّه الزّبيري.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين الكاتب(5) ، حدّثني أبو عبد اللّه(6) محمّد بن أحمد الصيرفي، نا محمّد بن علي بن خلف، نا عمرو بن عبد الغفار، حدّثني سعيد بن أبان القرشي، قال: كنت عند عمر بن عبد العزيز، فدخل عليه عبد اللّه بن الحسن، و هو يومئذ شاب في إزار و رداء، فرحّب به و أدناه و حيّاه، و أجلسه إلى جنبه و ضاحكه، ثم غمز عكنة(7) من بطنه و ليس في البيت يومئذ إلاّ أموي، فقالوا له: ما حملك على غمز بطن هذا الفتى، فقال: إني أرجو بها شفاعة محمّد صلّى اللّه عليه و سلم.

ص: 7


1- في م: القاهري، كذا.
2- في م هنا: التاهري، (بالتاء المثناة).
3- ترجمته في تهذيب التهذيب 287/2 التاريخ الكبير 455/1/2 الجرح و التعديل 3/1/2 الوافي بالوفيات 195/15.
4- بالأصل: ابنتي.
5- الخبر في الأغاني 119/21 في أخبار عبد اللّه بن الحسن بن الحسن.
6- الأغاني: عبيد.
7- العكنة بالضم ما انطوى و تثنى من لحم البطن سمنا.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل البغدادي، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين الصّيرفي، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد ابن خيرون: و محمّد بن الحسن قالا: - أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل(1) ، قال: سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص الأموي القرشي والد يحيى، و عبد اللّه، و عنبسة الكوفي، عن معاوية بن إسحاق، و موسى و سيف ابني خليد، و سمع عمر بن عبد العزيز.

روى عنه عبد اللّه ابنه، و سمع أيضا منه ابنه يحيى، و قال أبو أحمد الزّبيري: كان من خيار الناس.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة -، ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(2) ، قال: سعيد بن أبان بن العاص روى عن عمر بن عبد العزيز، روى عنه ابناه عبد اللّه، و يحيى، سمعت أبي يقول ذلك.

2441 - سعيد بن أبان بن عيينة بن حصن بن حذيفة ابن بدر بن عمرو بن جوية بن لوذان بن ثعلبة بن عدي ابن فزارة بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس ابن عيلان بن مضر، و يقال: سعد بن عيينة الفزاري

كان ناسكا، ثم قام بحرب فزارة مع كلب يوم بنات قين(3) حين صح عنده عن كلب ما يوجب قتلهم، و شهد عنده أنهم لا يدينون بدين و أنهم يطئون الحيّض، فغزاهم، فأقدمه عبد الملك بن مروان دمشق، ثم قتله قودا.

كتب إليّ أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أبو سعيد محمّد بن عبد الملك بن عبد القاهر بن أسد الأسدي، أنا أبو الحسين محمّد بن عبد الواحد بن علي بن

ص: 8


1- التاريخ الكبير 455/3.
2- الجرح و التعديل 3/4-4.
3- رسمها بالأصل: «بباب مبين» كذا و في م: بباب قين، و الصواب عن معجم البلدان و فيه: موضع بالشام في بادية كلب بن وبرة بالسماوة، و هي عيون عدة، و كانت بنو فزارة أوقعت ببني كلب على هذا الماء في أيام عبد الملك بن مروان وقعة مشهورة.

إبراهيم بن رزمة - إجازة - أنا أبو سعيد الحسن بن عبد اللّه بن المرزبان(1) السيرافي، أنا أبو بكر أحمد بن سهل الحلواني، أنا أبو سعيد الحسن بن الحسين السكري، أنا أبو جعفر محمّد بن حبيب قال: إن كلبا كانت أوقعت ببني فزارة يوم العماة قبل اجتماع الناس على عبد الملك بن مروان، فبلغ ذلك عبد العزيز بن مروان فأظهر الشماتة، و كانت أمه كلبية و هي لبنى(2) ابنة الأصبغ بن زبّان، و أم بشر قطيّة(3) بنت بشر بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب، فقال عبد العزيز لبشر أخيه: أ ما علمت ما صنع أخوالي بأخوالك ؟ فقال بشر: و ما فعلوا؟ فأخبره الخبر، فقال بشر: أخوالك أضيق أستاها من ذلك، فجاء وفد بني فزارة إلى عبد الملك يخبرونه بما صنع بهم، و أن حميد بن حريث بن بحدل الكلبي أتاهم بعهد من عبد الملك أنه مصدّق، فسمعوا له و أطاعوا، فاغترّهم فقتل منهم نيفا و خمسين رجلا، فأعطاهم عبد الملك نصف الحمالات، و ضمن لهم النصف الباقي في العام المقبل.

فخرجوا و دسّ إليهم بشر بن مروان مالا فاشتروا السلاح و الكراع، ثم غزوا(4) كلبا بنو فزارة فلقوهم ببنات قين، فتعدوا عليهم في القتل، فخرج بشر حتى أتى عبد الملك و عنده عبد العزيز فقال: أ ما بلغك ما فعل أخوالي بأخوالك ؟ فأخبره الخبر، فغضب عبد الملك لإخفارهم ذمّته و أخذهم ماله، فكتب عبد الملك إلى الحجاج يأمره إذا فرغ من أمر ابن الزبير أن يقع ببني فزارة إن امتنعوا عليه، و يأخذ من أصاب منهم، فلما فرغ من ابن الزبير نزل ببني فزارة، فأتاه حلحلة بن قيس بن أشيم، و سعيد بن أبان بن عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر و كانا رئيسي القوم فأخبره(5) الحجاج أنهما صاحبا الأمر، و لا ذنب لغيرهما، فأوثقهما و بعث بهما إلى عبد الملك، فلما دخل(6) عليه قال: الحمد للّه الذي أقاد منكما، قال له حلحلة: أما و اللّه ما أقاد اللّه مني لقد نقضت

ص: 9


1- بالأصل المزبان، و الصواب عن م و انظر الأنساب (السيرافي).
2- في ابن سعد 36/5 في ترجمة مروان بن الحكم: و عبد العزيز بن مروان و أم عثمان أمهما ليلى بنت زبان بن الأصبغ بن عمرو بن ثعلبة... من كلب.
3- بالأصل: قطبة، و المثبت عن ابن سعد 36/5.
4- كذا بالأصل.
5- في مختصر ابن منظور 285/9: «فأخبرا الحجاج» نقلا عن ابن عساكر لعله وصل إلى محققه نسخة مخطوط أخرى غير التي بيدنا.
6- كذا بالأصل، و الظاهر: دخلا.

و تري(1) و شفيت صدري، و برّدت و حري(2). قال عبد الملك: من كان له عند هذين وتر يطلبه فليقم إليهما، فقام سعيد(3) بن سويد الكلبي - و كان أبوه فيمن قتل يوم بنات قين فقال له: يا حلحلة(4) ، هل أحسست لي سويدا؟ قال: عهدي به يوم بنات قين و قد انقطع خرؤه في بطنه، قال: أما و اللّه لأقتلنك، قال: كذبت و اللّه، ما أنت تقتلني إنما يقتلني ابن الزرقاء - و الزرقاء إحدى أمهات مروان بن الحكم، و كان يسبّ بها - فقال بشر بن مروان: اصبر حلحلة فقال:

أصبر من عود بجنبيه(5) جلب *** قد أثّر البطان فيه و الحقب(6)

فضرب عنقه. ثم قيل لسعيد نحو مما قيل لحلحلة، فردّ مثل جواب حلحلة، فقام إليه رجل من بني عليم ليقتله. فقال له بشر: اصبر سعيد، فقال:

أصبر من ذي ضاغط معرّك(7) *** ألقى بواني زوره للمبرك

فقال علي بن الغدير(8):

لحلحلة القتيل و لابن بدر *** و أهل دمشق أندية تبين

فقد لقيا حميد بن المنايا *** و كل فتى ستشعبه المنون

فبعد اليوم أيام طوال *** و بعد خمود فتنتكم فتون

خليفة أمّة نصرت(9) عليه *** تخمّط(10) فاستهان بمن يدين

أراد عجبت لحلحلة و كثرة قومه لم يعاروا به.

ص: 10


1- أي أخذت ثأري.
2- الوحر: الغل.
3- في الأغاني 205/19 في أخبار عويف: نعمان بن سويد.
4- بالأصل: يا طلحة، و الصواب ما أثبت عن م، و هو ما يقتضيه السياق.
5- بالأصل: «بحقيبه» و المثبت عن الأغاني.
6- الرجز في التعازي و المراثي للمبرد ص 250 و الأول في الأغاني 205/19.
7- الضاغط: انفتاق في ابط البعير، و عرك البعير: حز جنبيه بمرفقه حتى خلص إلى اللحم.
8- الأبيات في الأغاني 205/19-206.
9- الأغاني: قسرت.
10- تخمط: تكبّر، و في الأغاني: و استخفّ بدل فاستهان.

2442 - سعيد بن إبراهيم بن طلحة بن عمرو بن مرّة الجهني

من أهل دمشق، حدث عن أبيه.

روى عنه ابنه عمرو بن سعيد.

2443 - سعيد بن إسحاق بن أبي النّضر بن إبراهيم بن يزيد أبو محمّد القرشي

قرأت بخط أبي محمّد بن الأكفاني، و ذكر أنه نقله من خط بعض أصحاب الحديث، قال: سعيد(1) بن إسحاق بن أبي النّضر القرشي يكنى أبا محمّد دمشقي.

2444 - سعيد بن إسحاق

حكى عنه عبّاس الحذّاء.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السّوسي، أنا جدي أبو محمّد، نا أبو علي الأهوازي، نا أبو القاسم حمزة بن عبد اللّه بن الحسين الأديب، نا أبو نصر محمّد بن محمّد بن عمرو النّيسابوري، حدّثني يحيى ابن علي بن هاشم، نا عبد الملك بن دليل، نا عباس الحذّاء، عن سعيد بن إسحاق الدمشقي في قول اللّه عز و جل إِذْ يُلْقُونَ أَقْلاٰمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ (2) على نهر بحلب يقال له قويق(3).

2445 - سعيد بن إسماعيل بن مساحق

روى عن حجوة بن مدرك الغسّاني.

روى عنه أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم البسري.

2446 - سعيد بن إسماعيل البيروتي

حكى عن سهل بن هاشم البيروتي.

روى عنه العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي.

ص: 11


1- بالأصل: سعد، خطأ، و هو صاحب الترجمة فالصواب: سعيد.
2- سورة آل عمران، الآية: 44.
3- بالأصل: قوين، خطأ و الصواب ما أثبت عن معجم البلدان، و هو نهر مدينة حلب مخرجه من قرية تدعى سبتات، و من مخرجه إلى مغيضه اثنان و أربعون ميلا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، نا جدي أبو محمّد قال: سمعت أبا علي الأهوازي يقول: سمعت أبا حفص عمر بن داود بن سلمون يقول: سمعت أبا علي محمّد بن سليمان بن حيدرة يقول: سمعت العباس بن الوليد بن مزيد(1) يقول: سمعت سعيد بن إسماعيل يقول: سمعت سهل بن هاشم يقول: سمعت يحيى بن حمزة يقول:

إن جهنم خلقت زرقاء وَ نَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً (2) و كان قذار عاقر الناقة أزرق، و لا أزرق إلاّ وجدته خبيثا.

2447 - سعيد بن أسود الخولاني

له ذكر.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد الأزهري، أنا أبو سعيد محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا أبو حامد بن الشّرقي، نا محمّد بن يحيى الذّهلي، نا أبو صالح، عن الليث، عن يونس، عن ابن شهاب، [قال:] فسألناه عن الجدّ أبي الأمّ فقال: لا يرث شيئا و لا يعطى شيئا، و لا ترث الخالة و لا العمّة.

قال: و كان الوليد بن عبد الملك ورّث عمّة سعيد بن الأسود الخولاني السدس مع ابنته و عصبته، فلما استخلف عمر بن عبد العزيز ردّ ذلك القضاء إلى ما مضت به السّنّة و لم يعطها شيئا، و قال: الكلالة من ليس له ولد و لا والد.

2448 - سعيد بن أوس الخفّاف

حدّث عن هشام بن عمّار، و هشام بن خالد، و القاسم بن عثمان الجوعي(3).

روى عنه سليمان الطّبراني(4).

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم حدّثنا أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ، نا سليمان بن أحمد، نا سعيد بن أوس الدمشقي الخفّاف، نا هشام بن عمّار، نا

ص: 12


1- بالأصل يزيد خطأ، و الصواب «مزيد» و قد تقدم في بداية الترجمة و انظر ترجمته في سير الأعلام 472/12.
2- سورة طه، الآية: 102.
3- بالأصل: الجدعي، خطأ و الصواب ما أثبت عن م، انظر ترجمته في سير الأعلام 77/12.
4- بالأصل: «الظفراني» خطأ و الصواب ما أثبت عن م، و هو سليمان بن أحمد بن أيوب، و سيرد صوابا في الخبر التالي، و انظر ترجمته في سير الأعلام 119/16.

الوليد بن مسلم، عن سعيد بن بشير، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة، عن النبي صلّى اللّٰه عليه و سلم قال:

«من أدخل فرسا بين فرسين و هو لا يأمن أن يسبق فليس بقمار». كذا رواه الطبراني(1) في الشاميين. و رواه في المعجم الصغير على وجه آخر فخالف في نسب هشام و في متن الحديث.

أخبرناه أبو علي الحداد و غيره في كتبهم قالوا: أنا محمّد بن عبد اللّٰه بن محمّد بن إبراهيم، أنا سليمان بن أحمد(2) ، نا سعيد بن أوس الدمشقي الإسكاف، نا هشام بن(3) خالد الأزرق، نا الوليد بن مسلم، عن سعيد بن بشير، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة قال: قال النبي صلّى اللّٰه عليه و سلم:

«من أدخل فرسا بين فرسين و هو يأمن أن يسبق فهو قمار» قال الطبراني(4): لم يروه عن قتادة إلاّ سعيد، و لا عنه إلاّ الوليد، تفرّد به هشام بن(5) خالد.

2449 - سعيد بن بريد أبو عبد اللّٰه التّميمي النّباجي الزاهد

2449 - سعيد بن بريد أبو عبد اللّٰه التّميمي النّباجي الزاهد(6)

حكى عن الفضل بن عياض، و أبي جدية(7) العابد.

حكى عنه أحمد بن أبي الحواري، و الوليد بن عتبة الدمشقيان، و عمر بن محمّد بن بحير البحيري، و أبو عبد اللّٰه الأصبحي، و أبو الحسن محمّد بن أبي الورد، و أحمد بن محمّد بن بكر القرشي، و أبو عبد اللّٰه محمّد بن معاوية الصوري، و سهل بن عاصم، و عبد اللّٰه بن خبيق الأنطاكي.

و كان عابدا سياحا.

في [نسخة](8) ما شافهني به أبو عبد اللّٰه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو

ص: 13


1- المعجم الصغير للطبراني ط دار الفكر 169/1.
2- في المعجم الصغير: هشام بن أبي خالد الأزرق.
3- ترجمته في بغية الطلب 4281/9 و سير الأعلام 586/9 و له ترجمة طويلة في حلية الأولياء 310/9 و حرف فيها إلى سعيد بن يزيد أبو عبد اللّٰه الساجي.
4- المعجم الصغير للطبراني ط دار الفكر 169/1.
5- ترجمته في بغية الطلب 4281/9 و سير الأعلام 586/9 و له ترجمة طويلة في حلية الأولياء 310/9 و حرف فيها إلى سعيد بن يزيد أبو عبد اللّٰه الساجي.
6- في بغية الطلب 4282/9 و 4285 أبي خزيمة العابد.
7- مكانها بياض بالأصل و اللفظة المستدركة قياسا إلى أسانيد مماثلة.
8- المعجم الصغير للطبراني ط دار الفكر 169/1.

علي - إجازة -، ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(1) قال: سعيد بن بريد أبو عبد اللّه النّباجي الزاهد روى عن (2) ، روى عنه أحمد بن أبي الحواري.

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي، أنا أبو بكر بن يحيى، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي، قال أبو عبد اللّه النّباجي من أقران ذي النون المصري، له كلام حسن في المعرفة و غيرها، و كان من أسنادي أحمد بن أبي الحواري، و اسم أبي عبد اللّه سعيد بن بريد، كذلك فذكره عمر بن محمّد بن بحير فيما حدّثنا عنه علي بن أحمد بن سعيد الجوزجاني، نا محمّد بن عمر، نا أبي، نا أبو عبد اللّه سعيد بن بريد النّباجي.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي زكريا البخاري.

و نا خال(3) القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى، نا نصر بن إبراهيم، أنا أبو زكريا البخاري، نا عبد الغني بن سعيد.

ح و قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال(4): في باب بريد بالباء و الراء سعيد بن بريد أبو عبد اللّه النّباجي، و قال ابن ماكولا في موضع آخر(5): أبو عبد اللّه النّباجي سعيد بن بريد أحد الزهاد، يحكي عنه أحمد بن أبي الحواري حكايات.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، قال: قال لنا أبو بكر الخطيب: أبو عبد اللّه سعيد بن بريد النّباجي كان أحد عباد اللّه الصالحين، يحكى عنه حكايات أحمد بن أبي الحواري الدمشقي و غيره(6).

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو سهل محمود بن عمر، أنا علي بن الفرج بن أبي روح، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني الحسين بن

ص: 14


1- الجرح و التعديل 8/4.
2- بياض بالأصل و بياض أيضا في م و كتب بالهامش: كذا في الأصل و في الجرح و التعديل المطبوع، و نقل الخبر ابن العديم في بغية الطلب و كذلك فيه بياض هنا.
3- كذا بالأصل، و لعله: «خالي».
4- الاكمال لابن ماكولا 231/1.
5- المصدر نفسه 372/7.
6- لا يوجد لسعيد بن بريد ترجمة في تاريخ بغداد المطبوع.

عبد الرّحمن، عن أبي عبد اللّه النّباجي، قال: قال لي قائل في منامي: أو يحسن بالحر المريد أن يتذلل للعبيد و هو واجد عند مولاه ما يريد(1).

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن محمّد بن منصور نصر الستوري، نا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي، قال: سمعت أبا نصر السّمرقندي - بمكة - يقول: سمعت أحمد بن أنس بن مالك يقول سمعت الوليد بن عتبة يقول: سمعت أبا عبد اللّه النباجي يقول: أصابتني ضيقة و شدة فبتّ و أنا أتفكر في المصير إلى بعض إخواني، فسمعت قائلا يقول لي في النوم: أ يجمل بالحرّ المريد إذا وجد عند اللّه ما يريد أن يميل بقبله إلى العبيد، فانتبهت و أنا من أغنى(2) الناس.

قال: و نا الخطيب، حدّثني مسعود بن ناصر السّجزي، أنا أبو سعيد عثمان بن محمّد بن أحمد الصّدفي - ببست (3)- نا والدي، نا أبو الحسن محمّد بن الحسين بن علي الجرجاني، نا أحمد بن محمّد بن إبراهيم الأزدي، نا عبد اللّه بن الحكم المخرمي الطيالسي، قال: سمعت أبا عبد اللّه الأصبحي يقول: سمعت سعيد بن بريد النّباجي يقول: بينا نحن صافّون نقاتل العدو بأرض الروم فإذا أنا بغلام كأحسن من رأيت من الغلمان، و عليه طرّة وقفا و عليه حلّة ديباج، و هو يقاتل قتالا شديدا و هو يقول:

أنا في أمري رشاد *** بين غزو و جهاد

بدني يغزو عدوّي *** و الفدى(4) يغزو فؤاد

قال: فدنوت منه، فقلت: يا غلام هذا القتال، و هذه المقالة، و الطرة، و القفا، و الحلّة لا يشبه بعضها بعضا، قال الغلام: أحببت ربي فشغلني بحبه عن حب غيره، فتزيّنت لحور العين لعلها تخطبني إلى مولاها.

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر، أنا أبو بكر محمّد بن يحيى بن إبراهيم بن محمّد بن يحيى، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، قال: سمعت أبا

ص: 15


1- بالأصل: «يويد» و الصواب ما أثبت انظر المختصر 287/9 و بغية الطلب 4287/9.
2- عن بغية الطلب و بالأصل «أغما».
3- بست: مدينة بين سجستان و غزنين و هراة (ياقوت).
4- كذا بالأصل و في المختصر و بغية الطلب: و الهوى.

العباس بن الخشاب البغدادي يقول: سمعت عبد السلام بن محمّد يقول: سمعت أبا علي الرّوذباري يقول: سمعت أبا العباس بن عبيد اللّه يقول: سمعت ابن أبي الورد يقول: قال أبو عبد اللّه النّباجي: من خطرت الدنيا بباله لغير القيام بأمر اللّه حجب عن اللّه(1).

قال: و أنا أبو عبد الرّحمن، أنا أبو جعفر الرازي، نا العباس بن حمزة قال:

سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول: سمعت أبا عبد اللّه النّباجي يقول: إن أعطاك أغناك، و إن منعك أرضاك.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا الحاكم أبو عبد اللّه، قال: سمعت أبا أحمد الحافظ - و هو محمّد بن محمّد بن أحمد - يقول: أنا أبو عثمان سعيد بن عبد العزيز الحلبي، نا أحمد بن أبي الحواري، قال: سمعت أبا عبد اللّه النّباجي يقول: أصل العبادة عندي في ثلاث: لا ترد من أحكامه شيئا، و لا تسأل غيره حاجة، و لا تدّخر عنه شيئا(2).

سمعت أبا المظفّر بن القشيري يقول: سمعت أبي يقول: سمعت محمّد بن الحسين يقول: سمعت أبا جعفر الرازي يقول: سمعت عباس بن حمزة يقول: حدّثنا أحمد بن أبي الحواري، قال: سمعت النّباجي يقول: أصل العبادة في ثلاثة أشياء: لا تردّ من أحكامه شيئا، و لا تدّخر عنه شيئا، و لا يسمعك تسأل غيره حاجة(3).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد الحافظ، أنا أبو العلاء عبد الصمد بن أحمد الكرجي(4) سنة ثمان و ستين و أربعمائة، أنا جدي أبو أحمد عبد اللّه بن عمر الكرجي(5) ، حدّثني أبو الحسين [الحسن](6) بن محمّد بن داود، نا أبو عبد اللّه محمّد بن سعيد بن إسحاق، أنا أبو طالب بن سوادة، نا عبد العزيز، قال: قال النّباجي:

إن أشرف ساعاتك ساعة لا يكون لك عارض فيما بينك و بين اللّه عزّ و جلّ.

ص: 16


1- حلية الأولياء 313/9.
2- حلية الأولياء 313/9.
3- من سمعت أبا المظفر إلى هنا سقط الخبر من م.
4- في م: الكرخي.
5- في م: الكرخي.
6- زيادة عن م.

و قال النّباجي: ما التّنعّم إلاّ في الإخلاص، و لا قرّة العين إلاّ في التقوى، و لا الراحة إلاّ في التسليم.

أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز الملكي، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن يحيى بن إبراهيم بن الحكاك المكي، أنا الحسين بن علي بن محمّد الشيرازي، أنا علي بن عبد اللّه بن جهضم، نا أبو بكر محمّد بن عيسى بن هارون، نا العباس بن حمزة، نا أحمد بن أبي الحواري، قال: سمعت أبا عبد اللّه النّباجي يقول:

إن للّه عز و جل عبادا يستحيون من الصبر، يسلكون مسلك الرضا، و له عباد لو يعلمون ما ينزل من القدر لاستقبلوه استقبالا حبا لربهم و لقدره عندهم، فكيف يكرهونه بعد ما يقع(1).

و قال ابن جهضم: نا أبو القاسم علي بن يعقوب الزاهد، نا أبو عمر بن خلف، نا أحمد بن أبي الحواري، قال: سمعت أبا عبد اللّه النّباجي يقول: تدرون ما أراد عبيد أهل الدنيا من مواليهم ؟ أن يرضوا عنهم، و أراد اللّه من عبيده أن يرضوا عنه، و ما رضوا عنه حتى كان رضاه عنهم قبل رضاهم عنه(2).

أخبرنا بها عالية أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس الدّينوري، نا الزاهد أبو الحسن علي بن عمر بن محمّد بن الحسن بن القزويني - إملاء - سنة سبع و ثلاثين و أربعمائة قال: قرأت على يوسف بن عمر القوّاس قلت له: حدثكم جعفر العابد إملاء من حفظه، نا الحسن بن علي بن شبيب المعمري، نا أحمد بن أبي الحواري، قال: سمعت أبا عبد اللّه النّباجي قال: تدري أيّ شيء أراد عبيد أهل الدنيا من مواليهم ؟ أرادوا أن يرضوا عنهم، و تدري أيّ شيء أراد اللّه عز و جل من عبيده ؟ أن يرضوا عنه، و ما كان رضاهم عنه إلاّ بقدر رضاه عنهم.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، نا نصر بن إبراهيم الزاهد، أنا أبو القاسم عمر بن أحمد بن الواسطي، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد الملطي، حدّثني أبو الحسن محمّد بن أبي شيخ بجامع حرّان، نا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن محمّد، نا أحمد بن أبي سفيان البصري، نا عبد اللّه بن محمّد قال: و حدّثني داود بن محمّد أنه

ص: 17


1- الخبر في حلية الأولياء 312/9 باختصار و اختلاف.
2- حلية الأولياء 312/9 و آخره: و ما كان رضاهم عنه إلاّ بعد رضاه عنهم.

سمع أبا عبد اللّه النّباجي و هو سعيد بن بريد يقول:

خمس خصال بها تمام العقل(1) و هي: معرفة اللّه عز و جل، و معرفة الحقّ، و إخلاص العمل للّه عز و جل، و العمل على السّنّة، و أكل الحلال، فإن فقدت واحدة لم يرتفع العمل، و ذلك أنك إذا عرفت اللّه عز و جل و لم تعرف الحقّ لم تنتفع، و إذا عرفت اللّه و عرفت الحقّ و لم تخلص العمل لم تنتفع، و إن عرفت اللّه و عرفت الحق و أخلصت العمل و لم تكن على السّنّة لم تنتفع، و إن تمت الأربع و لم يكن الأكل من حلال لم تنتفع(2).

أخبرنا بها عالية، أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو عثمان العتابري(3) ، أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم العدل، نا بشر بن محمّد المزني، نا محمّد بن إبراهيم، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبيد، نا داود بن محمّد: أنه سمع أبا عبد اللّه النّباجي يقول:

خمس خصال فيها تمام العمل: معرفة اللّه، و معرفة الحقّ، و إخلاص العمل للّه، و العمل على السّنّة، و أكل الحلال، فإن فقدت واحدة لم يرتفع العمل و ذلك أنك إذا عرفت اللّه و لم تعرف الحق لم تنتفع، و إذا عرفت الحقّ و لم تعرف اللّه لم تنتفع، و إذا عرفت اللّه و عرفت الحق و لم تخلص العمل لم تنتفع، و إن عرفت اللّه و عرفت الحق و أخلصت العمل و لم يكن العمل على السّنّة لم تنتفع، و إن تمّت الأربع و لم يكن الأكل من الحلال لم تنتفع.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، نا حمشاد، نا أحمد بن محمّد بن سالم، حدّثني إبراهيم بن الجنيد، حدّثني النّضر بن عيسى بن يحيى قال: قال رجل لأبي عبد اللّه النباجي: اسمع يا أبا عبد اللّه، الراضي يسأل ؟ قال: يعرّض. قال: مثل أي شيء؟ قال: مثل قول أيوب: مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرّٰاحِمِينَ (4).

ص: 18


1- في حلية الأولياء: خمس خصال ينبغي للمؤمن أن يعرفها.
2- الخبر في حلية الأولياء 312/9 ببعض اختلاف، و نقله ابن العديم في بغية الطلب 4287/9.
3- كذا رسمها بالأصل. و في م: الصابوني.
4- سورة الأنبياء، الآية: 83.

أنبأنا أبو سعد أحمد بن عبد الجبار بن الطّيّوري، عن عبد العزيز بن علي الأزجي.

ح و أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز، أنا الحسين بن يحيى، أنا الحسين بن علي، قالا: أنا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن جهضم، نا عبد الرّحمن بن محمّد بن مهران، نا أحمد بن محمّد بن سهل بن حسان، فيما قرأت عليه - ببلخ - نا يوسف بن موسى بن عبد اللّه، حدّثني محمّد بن سلام، نا محمّد بن عمرو الغزّي، أن أبا عبد اللّه النّباجي، سأل اللّه عز و جل أن يجعل رزقه في الماء، فكان غداؤه في الماء سأل اللّه أن يقطع عنه شرب الماء، فأري في منامه: إنك خلق أجوف و كان غداؤه الماء(1).

و في رواية ابن الطّيّوري عن الأزجي: بريد بن سعيد و إنما هو سعيد بن بريد النّباجي.

قالا: و أنا أبو الحسن بن جهضم، حدّثني عبد السّلام - يعني ابن محمّد المخزومي - حدّثني أبو العباس أحمد بن عبيد، عن محمّد بن أبي الورد قال: صلّى أبو عبد اللّه النّباجي بأهل طرسوس(2) صلاة الغداة فوقع النّفير و صاحوا، فلم يخفّف الصلاة، فلما فرغوا قالوا له: أنت جاسوس، قال: و كيف ذاك ؟ فقالوا: صاح النفير و أنت في الصّلاة فلم تخفّف فقال: إنما سميت صلاة لأنها اتصال باللّه، و ما حسبت أن أحدا يكون في الصّلاة فيقع في سمعه غير ما يخاطب اللّه به(3).

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، أنا علي بن أحمد الرزاز، نا أبو بكر محمّد بن الحسن بن زياد النقاش، نا جعفر بن عاصم - بدمشق - و يوسف بن الحسين - بالري - و ابن أبي حسان الأنماطي، قالوا: أنا ابن أبي الحواري، قال: سمعت أبا عبد اللّه النّباجي يقول: تدري أي شيء قلت البارحة و البارحة الأولى ؟ قلت: قبيح بعبيد ذليل مثلي يعلم عظيما مثلك ما لا يعلم أنك تعلم أني لو خيرتني بين أن تكون لي الدنيا منذ يوم خلقت أتنعّم فيها حلالا لا أسأل عنه يوم القيامة

ص: 19


1- نقله ابن العديم في بغية الطلب 4288/9.
2- طرسوس: مدينة بثغور الشام بين أنطاكية و حلب و بلاد الروم (ياقوت).
3- الخبر في حلية الأولياء 317/9 و نقله ابن العديم في بغية الطلب 4284/9.

و بين أن تخرج نفسي الساعة لاخترت نفسي الساعة، ثم قال: إنا نحب أن نلقى من نطيع.

أنبأنا بها أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم(1) ، نا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، نا إسحاق بن أبي حسان، نا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت أبا عبد اللّه النّباجي(2) يقول: تدري أي شيء قلت البارحة و البارحة الأوّل ؟ قلت: قبيح بعبيد ذليل مثلي يعلم عظيما مثلك ما لا يعلم، إنك لتعلم أنك لو خيرتني بين أن تكون لي الدنيا منذ يوم خلقت أتنعّم فيها حلالا لا أسأل عنها يوم القيامة، و بين أن تخرج نفسي الساعة لاخترت أن تخرج نفسي الساعة، ثم قال: إنا نحب أن نلقى من نطيع.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الحسن البروجردي، أنا أبو عطاء عبد الأعلى بن عبد الواحد بن أحمد بن أبي القاسم الملحي (3)- بمتراة (4)- أنا أبو محمّد إسماعيل بن إبراهيم بن محمّد بن عبد الرّحمن الفقيه المقرئ القراب، أنا أبو يعلى الحسين بن محمّد الزّبيري، أنا محمّد بن المسيّب، نا عبد اللّه بن خبيق(5) قال:

سمعت أبا عبد اللّه النّباجي يقول: كتب عبد اللّه بن داود إلى أخ له: أ ما آن لك أن تستوحش من الناس.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن القاسم الطّهراني، و أبو عمرو بن منده، قالا: أنا الحسن بن محمّد بن أحمد بن يوسف بن يوه، أنا أحمد بن محمّد بن عمر بن أبان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن إدريس، نا أحمد بن أبي الحواري، قال: سمعت محمّد بن بكر قال: قال أبو عبد اللّه النّباجي:

إن أحببتم أن تكونوا أبدالا فأحبوا: «ما شاء اللّه»، و من أحبّ: «ما شاء اللّه» لم تنزل به مقادير اللّه و أحكامه بشيء إلاّ أحبّه(6).

ص: 20


1- حلية الأولياء 311/9.
2- في الحلية: «أبا عبد اللّه الساجي» و قد تقدم أنه حرّفه.
3- في م: المليحي.
4- كذا بالأصل، و في م: تقرأ: بهراة، و لعله الصواب.
5- رسمها «بالأصل: «حبين» و في م: حبيق و الصواب ما أثبت، انظر في بداية الترجمة أسماء الذين رووا عن سعيد بن بريد.
6- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 4286/9 و ذكره أبو نعيم في الحلية 311/9-312 من طريق أحمد بن إسحاق.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، و أبو الحسن المقرئ، قالا: أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، أنا أبو عثمان الحنّاط، نا عبد الرّحمن بن محمّد بن منصور الحارثي، حدّثني عيسى بن إسحاق الأنصاري، قال: كان أبو عبد اللّه النّباجي رحمة اللّه يقول: كيف يكون عاقلا من لم يكن لنفسه ناظرا؟ أم كيف يكون عاقلا من يطلب بأعمال طاعته من المخلوقين ثوابا عاجلا؟ أم كيف يكون عاقلا من كان بعيوب نفسه جاهلا و في عيوب غيره ناظرا؟ أم كيف يكون عاقلا من لم يكن لما يراه من النقص في نفسه، و أهل زمانه محزونا باكيا؟ أم كيف يكون عاقلا من كان في قلة الحياء من اللّه عزّ اسمه متماديا؟.

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، أنا أبو نعيم الحافظ(1) قال: سمعت أبي يقول:

سمعت خالي أحمد بن محمّد بن يوسف يقول: سمعت(2) محمّد بن يوسف(3) يقول:

كان أبو عبد اللّه النّباجي مجاب الدعوة، و له آيات و كرامات؛ بينما هو في بعض أسفاره إمّا حاجا و إمّا غازيا على ناقة، و كان في الرفقة رجل عائن قلّ ما نظر إلى شيء إلاّ أتلفه و أسقطه، و كانت ناقة أبي عبد اللّه ناقة فارهة، فقيل له: احفظها من العائن فقال أبو عبد اللّه: ليس له إلى ناقتي سبيل؛ فأخبر العائن بقوله، فتحيّن غيبة أبي عبد اللّه فجاء إلى رحله فعان ناقته، فاضطربت ناقته، و سقطت تضطرب. فأتى أبو عبد اللّه فقيل له:

إن العائن قد عان ناقتك، و هي كما تراها تضطرب، فقال: دلوني على العائن، فدلّ عليه، فوقف عليه و قال: بسم اللّه حبس حابس، [و حجر يابس](4) ، و شهاب قابس، رددت عين العائن عليه، و على أحبّ الناس إليه، في كلوبته رشيق و في ماله يليق فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرىٰ مِنْ فُطُورٍ ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خٰاسِئاً وَ هُوَ حَسِيرٌ (5) فخرجت حدقتا العائن، و قامت الناقة لا بأس بها.

أنبأنا أبو علي المقرئ، أنا أبو نعيم الأصبهاني(6) ، نا عبد السلام بن محمّد

ص: 21


1- حلية الأولياء 316/9-317 و نقله مختصرا الذهبي في سير الأعلام 586/9 عن أبي نعيم.
2- ما بين الرقمين سقط من الحلية.
3- ما بين الرقمين سقط من الحلية.
4- ما بين معكوفتين زيادة عن الحلية و قد سقطت من الأصل و م.
5- سورة الملك، الآيتان: 3 و 4.
6- حلية الأولياء 317/9.

البغدادي، حدّثني أبو العباس [بن](1) عبيد قال: قال أبو الحسن بن أبي الورد: صلى أبو عبد اللّه النّباجي يوما بأهل طرسوس فصيح بالنفير(2) ، فلم يخفّف الصلاة، فلما فرغوا قالوا: أنت جاسوس، قال: و لم ؟ قالوا: صيح بالناس (3)[بالنفير] و أنت في الصّلاة فلم تخفّف، فقال: إنما سميت الصّلاة لأنها اتصال باللّه، و ما حسبت أن أحدا يكون في الصّلاة فيقع في سمعه غير ما يخاطبه اللّه.

2450 - سعيد بن بشير أبو عبد الرّحمن - و يقال: أبو سلمة - الأزدي و يقال إنه مولى بني نصر بن معاوية

2450 - سعيد بن بشير أبو عبد الرّحمن - و يقال: أبو سلمة - الأزدي و يقال إنه مولى بني نصر بن معاوية(4)

من أهل دمشق، حمله أبوه إلى البصرة، فسمع بها، ثم رجع إلى دمشق.

و روى عن قتادة، و مطر الوراق، و الأعمش، و محمّد بن مسلم بن شهاب، و عمرو بن دينار المكّي، و عبد العزيز بن صهيب، و عبيد اللّه بن عمر بن حفص العمري، و أبي الزبير، و منصور بن زاذان، و عبد الملك بن أبجر، و أبي بشر جعفر بن أبي وحشية إياس، و موسى بن السائب، و يعلى بن حكيم، و عمران بن داود القطان، و شعيب بن شعيب بن محمّد بن عبد اللّه بن عمرو بن العاص، و إدريس بن يزيد الأودي، و يزيد بن عبد الرّحمن بن أبي مالك الهمداني.

روى عنه: سفيان بن عيينة، و هشيم بن بشير، و بكر بن مضر، و الجرّاح بن مليح، و الدوكيع، و بقية بن الوليد الحمصي، و عبد الرّزّاق، و معن بن عيسى، و محمّد بن شعيب بن شابور، و الوليد بن مسلم، و مروان بن محمّد، و أبو مسهر الغسّاني(5) ، و أبو الجماهر محمّد بن عثمان، و وكيع بن الجرّاح، و عمرو بن أبي سلمة،

ص: 22


1- الزيادة عن الحلية.
2- بالأصل و م: النفير، و المثبت عن الحلية.
3- بالأصل: صيح الناس، و المثبت و الزيادة عن الحلية.
4- ترجمته في تهذيب التهذيب 291/2 و الوافي بالوفيات 205/15 ميزان الاعتدال 128/2 سير الأعلام 304/7 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
5- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل و رسمها: «احننناني» و الصواب عن م، ترجمته في سير الأعلام 228/10 و اسمه عبد الأعلى بن مسهر بن عبد الأعلى.

و عبد الحميد بن بكّار البيروتي، و أبو سلمة إسحاق بن سعيد بن الأركون(1) القرشي، و محمّد بن عبد اللّه بن نمران الذّماري، و روّاد بن الجرّاح، و محمّد بن خالد بن عثمة، و أبو خالد عتبة بن حمّاد، و الحسن بن موسى الأشيب، و يحيى بن بشر الجريري، و عمر بن سعيد أبو حفص الدمشقي، و محمّد بن سليمان بن أبي داود الحرّاني، و أبو المغيرة، و يحيى بن صالح، و عبد اللّه بن يوسف، و محمّد بن صبيح السّمّاك، و حميد بن عبد الرّحمن الرواسي، و أسد بن موسى السّنّة، و يعقوب بن أبي عبّاد المكي، و إسحاق بن الربيع القاضي، و الوليد بن الوليد القلانسي، و زيد بن يحيى بن عبيد، و الحكم بن بشير بن سلمان، و عبد الرّحمن بن مهدي، و محمّد بن بكّار بن بلال.

أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد اللّه بن رضوان، و أبو علي الحسن بن المظفّر، و أبو غالب أحمد بن الحسن(2) ، قالوا: أنا الحسن بن علي، أنا أبو بكر بن مالك، نا أحمد بن علي الأبّار، نا إسحاق بن سعيد بن الأركون، نا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«البزاق في المسجد خطيئة و كفارتها دفنها» [4712].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل بن غسان، أنا أبي أبو عبد الرّحمن، قال: قال الواقدي: كان سعيد بن بشير الشامي من أهل واسط، و ضعّف يحيى بن معين سعيد بن بشير، و خليد بن دعلج جميعا.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلال، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة - ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(3) ، قال: سمعت أبي يقول: قلت لأحمد بن صالح: سعيد بن بشير دمشقي شامي كيف هذه الكثرة عن قتادة، قال: كان أبوه بشير شريكا لأبي عروبة فأقدم بشير ابنه سعيدا البصرة فبقي بالبصرة يطلب الحديث مع سعيد بن أبي عروبة.

ص: 23


1- غير مقروءة بالأصل، و ما أثبتناه الصواب عن م، و سيرد صوابا في الخبر التالي.
2- غير واضحة بالأصل و تقرأ «احسن» و الصواب ما أثبت عن م. انظر فهارس المطبوعة المجلدة العاشرة ص 29.
3- الجرح و التعديل 7/4.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العز ثابت بن منصور، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي و أبو الفضل أحمد بن الحسن قالا: - أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد، أنا عمر بن أحمد، نا خليفة بن خياط(1) قال في الطبقة الرابعة من أهل الشامات: سعيد بن بشير أبو عبد الرّحمن، أزدي.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: سعيد بن بشير [بصري، نزل الشام، و كان قريبا من عمران، قال:

و سعيد بن بشير](2) كنيته أبو عبد الرّحمن.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(3) قال في الطبقة الخامسة من أهل الشام: سعيد بن بشير الأزدي، و يكنى أبا عبد الرّحمن كان من أهل البصرة فتحول إلى الشام فنزل دمشق و كان قدريا.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي(4) ، قال: سمعت ابن حمّاد يقول: قال البخاري.

ح و أنبأنا أبو الغنائم الكوفي الحافظ، ثم حدّثنا أبو الفضل البغدادي، أنا أبو الفضل الباقلاني، و أبو الحسين الصيرفي و أبو الغنائم و اللفظ له، قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد الباقلاني: و محمّد بن الحسن؛ قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل البخاري(5) ، قال: سعيد بن بشير مولى بني نصر، عن قتادة.

روى عنه الوليد بن مسلم، و معن بن عيسى يتكلمون في حفظه، نراه(6) أبا

ص: 24


1- طبقات خليفة ص 578 رقم 3030.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن م.
3- طبقات ابن سعد 468/7.
4- الكامل في الضعفاء لابن عدي 369/3-370.
5- التاريخ الكبير 460/3.
6- بالأصل: «فرآه» خطأ و الصواب عن البخاري و ابن عدي.

عبد الرّحمن الدمشقي الذي روى عنه هشيم، عن أبي عبد الرّحمن، عن قتادة، و ليس في رواية ابن حمّاد: «الذي».

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد محمّد بن عبد اللّه، أنا أبو حاتم التميمي، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو عبد الرّحمن، عن قتادة.

روى عنه هشيم، يظنون أنه سعيد بن بشير الدمشقي.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن محمّد بن أحمد بن محمّد الأنباري، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد الدّولابي، قال: أبو عبد الرّحمن سعيد بن بشير(1).

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي الهمذاني(2) ، أنا أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن منجويه، أنا محمّد بن محمّد الحاكم، قال: أبو عبد الرّحمن سعيد بن بشير الدمشقي، مولى بني نصر، بصري الأصل، نزل الشام، عن قتادة بن دعامة، و مطر بن طهمان، ليس بالقوي عندهم.

روى عنه الوليد بن مسلم، و معن بن عيسى.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر - قراءة - عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أنا العباس بن الوليد، نا إسحاق بن سعيد، نا سعيد بن بشير أبو سلمة، و قال في موضع آخر: أبو عبد الرّحمن سعيد بن بشير.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا محمّد بن محمّد بن عبد العزيز.

ح و أخبرنا أبو الفتح ناصر بن عبد الرّحمن القرشي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، قالا: أنا عبد الواحد بن أحمد بن الحسين العكبري، أنا أبو بكر محمّد بن عمر بن الجعابي، قال: أبو سلمة سعيد بن بشير نزل دمشق، حدث عن قتادة، حدث عنه وكيع و غيره.

ص: 25


1- الكنى و الأسماء للدولابي 66/2.
2- بالأصل و م «الهمداني» بالدال المهملة، و الصواب ما أثبت.

أخبرنا أبو سعد الفقيه، و أبو الحسن الهمداني، قالا: أنا أبو بكر بن خلف، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، قال: سعيد بن بشير الدمشقي، عن قتادة، و أبي الزبير، و مطر الوراق، و اختلفت الأقاويل فيه.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، ثم أخبرنا أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد، و أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد المروزي عنه، قال: أنا أبو نعيم الحافظ، نا سليمان بن أحمد، نا أبو زرعة الدمشقي(1) ، حدّثني حيوة بن شريح، نا بقية بن الوليد، قال: سألت شعبة عن سعيد بن بشير فقال: ذاك صدوق اللسان، قال بقية: فحدثت بذلك سعيد بن عبد العزيز فقال: بث هذا رحمك اللّه في جندنا.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي(2) ، نا موسى بن العباس، نا أبو حاتم - يعني الرازي - نا حيوة، و موسى بن أيوب، عن بقية، قال: سألت شعبة عن سعيد بن بشير فقال:

صدوق، و قال أحدهما: ثقة، قال بقية: فذكرت ذلك لسعيد بن عبد العزيز فقال:

انشر(3) هذا الكلام، فإن الناس قد تكلموا فيه.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة(4) ، حدّثني حيوة بن شريح، نا بقية بن الوليد، قال: قال شعبة: يا بقية اعلم أن سعيد بن بشير صدوق اللسان، قال: فحدثت بذلك سعيد بن عبد العزيز فقال: بث هذا رحمك اللّه في جندنا.

و قال: و نا أبو زرعة(5) ، حدّثني الوليد بن عقبة، نا بقية بن الوليد قال: سألت شعبة عن سعيد بن بشير فقال: ذاك صدوق اللسان، قال أبو زرعة: و رأيته موضعا عند أبي مسهر للحديث.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي

ص: 26


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 399/1.
2- الكامل في الضعفاء 370/3.
3- في ابن عدي: أيش هذا الكلام.
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 400/1.
5- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 400/1.

عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أنا سليمان بن الأشعث، قال: سمعت حيوة بن شريح يقول: سمعت بقية يقول: ذكر سعيد بن بشير عند شعبة فقال: كان صدوق اللسان، فذكرت ذلك في مجلس سعيد فقال: بث ذلك في جندنا يأجرك اللّه(1).

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم(2) ، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد، أنا ابن سلم، نا عباس الخلال، ح قال: و أنا أبو أحمد، نا علان، نا ابن أبي مريم قالا: نا حيوة، نا بقية قال: قال لي شعبة: سعيد بن بشير صدوق اللسان في الحديث، قال بقية: فحدثت به سعيد بن عبد العزيز فقال لي سعيد: بث هذا يرحمك اللّه في جندنا، فإن الناس عندنا كأنهم ينتقصونه.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحاس، نا أبو سعيد بن الأعرابي، أنا محمّد بن صالح كيلجة(3) ، نا الوليد بن عتبة الدمشقي، نا بقية قال: سألت شعبة عن سعيد بن بشير فقال: صدوق.

قال: و نا ابن الأعرابي، نا محمّد بن الوليد الأمي(4) ، نا محمّد بن الصفار، و الوليد بن عتبة، قالا: نا بقية، قال: قال لي شعبة: سعيد بن بشير صدوق الحديث.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا:

أنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف، أنا الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن يعقوب.

ح و أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، ثم أخبرني أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد البزاز عنه، أنا أبو نعيم الحافظ، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن يعقوب الحافظ في كتابه، نا الحسين بن الحسين بن مهاجر، نا العباس بن الوليد الخلاّل، نا مروان بن محمّد قال: سمعت سفيان بن عيينة على جمرة العقبة يقول: نا سعيد بن بشير و كان حافظا.

ص: 27


1- انظر تهذيب التهذيب 291/2.
2- كتب فوقها - بين السطرين - كلمة: «كذا» بخط مغاير.
3- ترجمته في سير الأعلام 524/12.
4- كذا بالأصل و م.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو القاسم السهمي، أنا أبو أحمد(1) ، نا ابن سالم(2) ، نا عباس الخلاّل، قال: سمعت مروان يقول في المجلس: سمعت سفيان بن عيينة يقول على جمرة العقبة: حدّثنا سعيد بن بشير و كان حافظا.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا عبد الرّحمن بن عثمان التميمي، أنا أبو الميمون البجلي، أنا أبو زرعة(3) ، قال: قلت لأحمد بن حنبل: ما تقول في سعيد بن بشير؟ قال: أنتم أعلم به، قد حدّث عنه أصحابنا وكيع، و الأشيب.

قال: و نا أبو زرعة(4) قال: و سألت عبد الرّحمن بن إبراهيم عن قول من أدرك في سعيد بن بشير فقال: يوثقونه، كان حافظا.

أنبأنا أبو علي المقرئ، ثم حدّثني أبو مسعود العدل عنه، أنا أبو نعيم، نا سليمان بن أحمد، نا أبو زرعة قال: سألت أحمد بن حنبل عن سعيد بن بشير فقال: أنتم أعلم به، قد روى عنه أصحابنا وكيع، و الأشيب، و رأيته عند أبي مسهر موضعا للحديث.

قال: و نا أبو زرعة قال: قلت لعبد الرّحمن بن إبراهيم دحيم: ما تقول في محمّد بن راشد؟ فقال: ثقة، و كان يميل إلى هوى، قلت: فأين هو من سعيد بن بشير؟ فقدم سعيدا عليه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد بن يوسف، نا محمّد بن عمرو بن موسى العقيلي(5) ، نا أحمد بن علي الأبّار، نا علي بن ميمون الرّقّي، نا أبو خليد قال: سألني سعيد بن عبد العزيز: ما الغالب على علم سعيد بن بشير؟ قال: قلت له: التفسير، قال: خذ عنه التفسير، ودع ما سوى ذلك فإنه كان حاطب ليل.

ص: 28


1- الكامل في الضعفاء 370/3.
2- في ابن عدي: سلم.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 54/1.
4- المصدر نفسه 400/1.
5- الخبر في كتاب الضعفاء الكبير للعقيلي 100/2.

قال: و نا العقيلي(1) ، نا زكريا بن يحيى، نا محمّد بن المثنى قال: ما سمعت عبد الرّحمن حدث عن سعيد بن بشير الدّمشقي، و كان حدّث عنه ثم تركه بآخرة فيما بلغني.

قال: و نا العقيلي(2) ، نا الحسين بن عبد اللّه الذّراع(3) ، نا أبو داود، قال: سألت أحمد بن حنبل عن سعيد بن بشير؟ فقال: كان عبد الرّحمن يحدث عنه ثم تركه.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد(4) ، قال: كتب إلي محمّد بن الحسن، نا عمرو بن علي - يعني الفلاس - قال: كان عبد الرّحمن - يعني ابن مهدي - يحدّثنا عن سعيد بن بشير ثم تركه.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر بن الطّيّوري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: سألت أبا مسهر عن سعيد بن بشير فقال: لم يكن في جندنا أحفظ عنه(5) ، و هو ضعيف منكر الحديث.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ح و أخبرنا أبو طاهر، أنا علي قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(6) قال: [قال](7) سمعت أبي، و أبا زرعة، و ذكرا سعيد بن بشير فقالا: محله الصدق عندنا، قلت لهما:

يحتج بحديثه ؟ قالا: يحتج بحديث ابن أبي عروبة و الدستوائي، هذا شيخ يكتب حديثه، قال: و سمعت أبي ينكر على من أدخله في كتاب الضعفاء، و قال: تحوّل منه.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا:

أنا أحمد بن علي بن خلف، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، قال: سمعت أبا العباس محمّد بن

ص: 29


1- المصدر نفسه 101/1.
2- المصدر نفسه.
3- بالأصل و م: الدارع، بالدال المهملة، و الصواب عن العقيلي.
4- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 370/3.
5- كذا، و الظاهر: «منه» كما في م و انظر تهذيب التهذيب 291/2.
6- الجرح و التعديل 7/4.
7- عن هامش الأصل.

يعقوب يقول: سمعت العباس بن محمّد الدوري يقول: سمعت يحيى بن معين يقول:

سعيد بن بشير ليس بشيء.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالويه، قالا: نا عباس بن محمّد قال: سألت يحيى عن سعيد بن بشير فقال: ليس بشيء.

قرأت على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد بن الحسن، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أبو الطّيّب محمّد بن القاسم بن جعفر، نا ابن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين يقول: سعيد بن بشير يكنى أبا عبد الرّحمن، دمشقي ليس حديثه بشيء.

أخبرني أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن رزقويه، أنا هبة اللّه بن محمّد بن حبش الفراء، نا أبو جعفر محمّد بن عثمان بن أبي شيبة(1) ، قال: سمعت أبا جعفر البستي يسأل يحيى بن معين عن عثمان بن عطاء و معاذ بن رفاعة، و سعيد بن بشير فقال يحيى: كلّ هؤلاء ضعفاء.

أخبرنا أبو البركات، أنا أبو الفضل، أنا أبو العلاء، نا أبو بكر البابسيري، نا أبو أمية الغلاّبي، نا أبي، عن يحيى بن معين قال: سعيد بن بشير، و خليد بن دعلج ضعيفان.

قال: و أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء، نا أبو بكر، نا أبو أمية، نا أبي قال: قال يحيى بن معين: خليد بن دعلج، و سعيد بن بشير، و عثمان بن عطاء يضعّفون.

و أخبرني أبو القاسم، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم قال:

سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس، قال: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: سعيد بن بشير؟ فقال: ضعيف، سمعت عثمان يقول: سمعت دحيما يوثّق سعيد بن بشير(2).

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل المكي، أنا عبيد اللّه بن

ص: 30


1- غير واضحة «بالأصل، و الصواب ما أثبت عن م، ترجمته في سير الأعلام 21/14.
2- انظر تهذيب التهذيب 291/2.

سعيد بن حاتم، أنا أبو الحسن الخصيب بن عبد اللّه أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أنا سليمان بن أشعث، قال: قلت ليحيى: سعيد بن بشير؟ فقال: ضعيف.

أنبأنا أبو علي، ثم أخبرنا أبو المعالي المروزي عنه، أنا أبو نعيم، نا سليمان بن أحمد، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: سألت يحيى بن معين عن سعيد بن بشير فقال: ضعيف.

قال: و نا محمّد بن عثمان قال: سألت علي بن المديني عن سعيد بن بشير فقال:

كان ضعيفا(1).

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه، أنا أبو القاسم، أنا أبو علي - إجازة -، ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا أبو الحسن، قالا: أنا أبو محمّد(2) ، قال: سمعت علي بن الحسين بن الجنيد يقول: سمعت ابن نمير يقول: سعيد بن بشير منكر الحديث، ليس بشيء، ليس بقوي الحديث، يروي عن قتادة المنكرات.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب.

ح و حدّثني أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين قالا: أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن غالب، أنا أبو يعلى حمزة بن محمّد بن علي بن هاشم، نا محمّد بن إبراهيم الغازي، نا محمّد بن إسماعيل البخاري(3) ، قال: سعيد بن بشير مولى بني نصر، عن قتادة.

روى عنه الوليد بن مسلم، و معن بن عيسى، يتكلمون في حفظه، نراه أبا عبد الرّحمن دمشقي و هو يحتمل(4).

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو نصر بن الجبّان - إجازة - أنا أحمد بن القاسم - إجازة - حدّثني أحمد بن طاهر بن النجم، أنا سعيد بن

ص: 31


1- تهذيب التهذيب 291/2.
2- الجرح و التعديل 7/4 و نقله ابن حجر في تهذيب التهذيب 291/2 نقلا عن محمد بن عبد اللّه بن نمير.
3- انظر التاريخ الكبير للبخاري 460/3.
4- قوله: و هو يحتمل، سقط من البخاري.

عمرو البردعي(1) ، فيما نسخه من كتاب أبي زرعة الرازي بخطه في أسامي الضعفاء و من تكلّم فيهم من المحدثين: سعيد بن بشير الدمشقي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو يعلى حمزة بن علي البزاز، قالا:

أنا أبو الفرج الأسفراييني، أنا علي بن منير، أنا الحسن بن رشيق، نا أبو عبد الرّحمن النسائي، قال: سعيد بن بشير يروي عن قتادة، ضعيف.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم قال: قال أبو أحمد بن عدي(2): و سعيد بن بشير له عند أهل دمشق تصانيف، لأنه سكنها، و هو بصري، و رأيت له تفسيرا مصنّفا من رواية الوليد عنه، و لا أرى بما يروي عن سعيد بن بشير بأسا، و لعله(3) يهم في الشيء بعد الشيء، و يغلط، و الغالب على حديثه الاستقامة، و الغالب عليه الصدق.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحاس، نا أبو سعيد بن الأعرابي، نا محمّد بن الوليد الأمي - بالرملة - نا ابن أبي السّري، نا شعيب بن إسحاق قال: كان يأتي سعيد بن بشير فيقول: اخرج لي كتاب سعيد بن أبي عروبة، فأخرجه إليه فيتحفظها(4) ثم يذهب فيحدث بها.

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم حدّثني أبو مسعود عنه، أنا أبو نعيم، نا سليمان بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو محمّد الأنصاري، أنا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو محمّد الشاهد، أنا أبو الميمون، قالا: نا أبو زرعة(5) ، قال: سمعت أبا مسهر يقول: أتينا سعيد بن بشير أنا و محمّد بن شعيب فقال: و اللّه لا أقول: إن اللّه يقدر الشر و يعذب عليه، قال: ثم قال: أستغفر اللّه أردت الخير فوقعت في الشر.

ص: 32


1- كذا بالأصل بالدال المهملة، و يقال فيه: البرذعي بالذال المعجمة و هو بالذال أصح، نسبة إلى برذعة (انظر الأنساب و معجم البلدان).
2- الكامل في الضعفاء 376/3.
3- بالأصل و م «و لعل» و الصواب عن ابن عدي.
4- كذا بالأصل و م.
5- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 400/1.

أنبأنا قتادة في - و في حديث الأنصاري: عن - قول اللّه عز و جل: أَ لَمْ تَرَ أَنّٰا أَرْسَلْنَا الشَّيٰاطِينَ عَلَى الْكٰافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا (1) قال: تزعجهم إلى المعاصي إزعاجا.

قال أبو زرعة: فحدّثنا أبو مسهر أنه اعتذر من كلمته و استغفر و حمل عنه.

أخبرنا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة(2) قال: قلت لأبي الجماهر: كان سعيد بن بشير قدريا؟ قال: معاذ اللّه.

قال: و أنا أبو زرعة(3) ، حدّثني محمّد بن عثمان أبو الجماهر قال: مات سعيد بن بشير سنة ثمان و ستين و مائة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أخبرني أبي، نا أبو العباس محمّد بن جعفر بن محمّد بن ملاس، نا الحسن بن محمّد بن بكّار بن بلال قال: و توفي أبو عبد الرحمن سعيد بن بشير الأزدي في سنة ثمان و ستين و مائة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن علي بن عبيد اللّه بن عمر بن سوار، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي الكوفي، ثم قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن عبيد اللّه بن أحمد الكوفي، أنا أحمد بن محمّد، نا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا محمّد بن مصفا، قال: سمعت الوليد قال: و مات سعيد بن بشير سنة تسع و ستين و مائة.

أخبرنا أبو الفرج قوام(4) بن زيد بن عيسى، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو الحسن الحربي، نا أبو بكر الباغندي، نا هشام بن عمّار، قال: مات سعيد بن بشير سنة تسع و ستين، و سمعت منه مجلسا فلم أكتبه.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: سألت هشام بن عمّار عن موت سعيد بن

ص: 33


1- سورة مريم، الآية: 83.
2- المصدر السابق نفسه 401/1.
3- المصدر السابق 276/1.
4- بالأصل: «فزام» و الصواب ما أثبت عن م، انظر فهارس المجلدة العاشرة ص 54.

بشير فقال: سنة تسع و ستين و مائة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(1) قال: و مات - يعني سعيدا - بدمشق سنة سبعين و مائة، أول ما استخلف هارون أمير المؤمنين.

2451 - سعيد بن بشير بن ذكوان القرشي

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، نا الشيخ الفقيه أبو الفتح نصر بن إبراهيم بن نصر بن إبراهيم المقدسي - من لفظه بصور - أنا الخضر بن علي الفارقي، أنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم البصري، حدّثني صالح بن يوسف الكرخي، نا أحمد بن عامر قال:

سمعت أبا عمرو عبد الرّحمن بن أحمد بن بشير بن ذكوان يقول: سمعت عمّي سعيد بن بشير القرشي يقول: سمعت مالك بن أنس إذا سئل عن مسئلة يظن أن صاحبها غير متعلم و أنه يريد المغالطة يدع له بهذه الآية يقول: قال اللّه تعالى: وَ لَلَبَسْنٰا عَلَيْهِمْ مٰا يَلْبِسُونَ (2).

2452 - سعيد بن بشير، ربيب القاسم بن عثمان الجوعي

سمع سفيان الثوري.

روى عنه: أحمد بن إبراهيم بن ملاس، حكاه المقدسي عن ابن منده(3).

2453 - سعيد بن بيهس بن صهيب الجرمي

من وجوه أهل الشام، استشاره الوليد بن يزيد بن عبد الملك في البيعة لابنيه:

الحكم، و عثمان ابني الوليد، فلم يستصوب ذلك لصغرهما، و أشار عليه بغير هما فصعب عليه و حبسه حتى مات في السجن، و قيل: بل خرج منه، و وجهه يزيد بن الوليد إلى أهل الأردن، له ذكر في التواريخ.

ص: 34


1- طبقات ابن سعد 468/7.
2- سورة الأنعام، الآية: 9.
3- بعدها في م: آخر الجزء الثالث و الأربعين بعد المائتين.

2454 - سعيد بن تركان أبو جعفر - و يقال: أبو الطّيّب - البغدادي الصّوفي

2454 - سعيد بن تركان أبو جعفر - و يقال: أبو الطّيّب - البغدادي الصّوفي(1)

حكى عنه أبو الحسن بن جهضم، و منصور بن عبد اللّه.

أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب(2) ، أنا أحمد بن علي المحتسب، أنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين النيسابوري، قال: سمعت منصور بن عبد اللّه يقول: سمعت أبا جعفر سعيد بن تركان - بدمشق - يقول: صحبت أنا و أخي علي يعقوب بن الوليد بعد صحبة الجنيد فما عظم في قلوبنا أحد و لا تجاوز حد الجنيد لأنه كان يؤدبنا تأديب شفقة، و الآخرون كانوا يؤدبونا تأديب رياضة و إظهار أستاذية. قال أبو عبد الرّحمن: سعيد، و علي ابنا تركان كانا من مشايخ البغداديين استوطنا الرملة، و ماتا بها، و سعيد كنيته أبو جعفر، و علي كنيته أبو الحسن.

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل، أنا أبو بكر بن يحيى المزكّي، قال:

قال لنا أبو عبد الرّحمن السّلمي: سعيد بن تركان أبو الطّيّب من مشايخ القوم من أقران أبي العباس بن عطاء و غيره.

قال لنا أبو الحسن بن سعيد و أبو النجم الشّيحي قال لنا أبو بكر الخطيب(3):

سعيد بن تركان أبو جعفر الصوفي، انتقل إلى الرملة فسكنها.

قرأت بخط أبي الحسن علي بن محمّد بن شجاع الرّبعي، ثم أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد السّوسي، عن محمّد بن علي بن أحمد بن المبارك، أنا علي بن محمّد، أنا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن الحسن بن جهضم قال: رأيت أبا جعفر بن تركان الشيخ الفاضل، و أبا محمّد بن الراسبي - شيخي فلسطين - يأخذون حوائج أهليهم في منصرفهم من المسجد مهناة لهم و سرورا بذلك.

سمعت أبا المظفّر بن القشيري يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبا عبد الرّحمن السّلمي يقول: سمعت منصور بن عبد اللّه يقول: سمعت أبا جعفر بن تركان يقول:

كنت أجالس الفقراء ففتح عليّ بدينار، فأردت أن أدفعه إليهم، ثم قلت في نفسي: لعلي

ص: 35


1- ترجمته في تاريخ بغداد 108/9.
2- الخبر في تاريخ بغداد 108/9.
3- الخبر في تاريخ بغداد 108/9.

أحتاج إليه. فهاج بي وجع الضّرس، فقلعت سنا، فوجعت الأخرى حتى قلعتها، فهتف بي هاتف: إن لم تدفع إليهم الدينار لا يبقى في فمك سن واحدة(1).

2455 - سعيد بن تكسين

قدم دمشق، و ولي حرب الأهواز في أيام المعتمد على اللّه، و ولي شرطة الجانب الشرقي من بغداد من قبل عيسى النوشري في خلافة المعتضد، له ذكر.

2456 - سعيد بن جابر السّغائذي

حكى عن روط بن عامر الليثي.

حكى عنه أحمد بن أبي طبية الجرجاني.

قرأت في كتاب بعض الدمشقيين، نا محمّد بن هارون بن محمّد بن بكّار بن بلال، نا محمّد بن أبي طيفور الجرجاني، حدّثني نوح بن أحمد بن أبي ظبية، عن أبيه، عن سعيد بن جابر السّغائذي قال: أتيت بيت المقدس، فلقيت فيها شيخا معمّرا يقال(2) له روط بن عامر الليثي فقال لي: يا ابن أخي من أين أنت ؟ قلت: من خراسان، قال:

بلاد الخشونة و الجشونة، أ فتدري أين إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد؟ قلت: أخبرني يا عمّ، قال: هي دمشق فارحل إليها، قلت: قد مررت بها قال: فهل رأيت جنة إلاّ و هي أحسن منها؟ ثم قال: إنّ الناس ليقولون إنّ تحت الغوطة زمرّدة(3) خضراء فيها ما خلق اللّه من الألوان فهي تري تلك الألوان من فوق أرضها.

2457 - سعيد بن جرير بن زبر

حكى عن أبيه.

حكى عنه أحمد بن المعلّى بن يزيد القاضي.

قرأت بخط أبي الحسين محمّد بن عبد اللّه الرازي، نا سعيد بن جرير بن زبر،

ص: 36


1- ليس لسعيد بن تركان ترجمة في الرسالة القشيرية.
2- رسمها بالأصل مضطرب تقرأ «يقول» ثم وضع ألفا فوق الواو لتقرأ «يقال» و الصواب ما أثبت.
3- بالأصل: زمرة، و الصواب عن م، و انظر مختصر ابن منظور 291/9.

قال: سمعت أبي يقول: خرجت جارية لنا إلى السوق، فأخذها أصحاب أبي العميطر(1) فصاروا بها إليه فأتيت أخاه، و كان يظهر نسكا، فدخل عليه فأعلمه فقال: ما ظننتها لبني زبر، و إنما قيل لي: إنها لرجل خراساني فقال له: و إن كانت لخراساني كيف يحل لك ؟ فقال: أموال أهل خراسان و دماؤهم لنا حلال.

2458 - سعيد بن جعفر أبو الفرج

حدّث عن سعيد بن عبد العزيز الحلمي.

روى عنه تمام بن محمّد.

قرأت على أبي القاسم بن السمرقندي، عن علي بن الحسين بن أحمد بن صصري، أنا تمام بن محمّد، و نقلت أنا من خط تمام، أخبرني أبو الفرج سعيد بن جعفر ختن ابن المصري، نا سعيد بن عبد العزيز، نا أبو نعيم الحلبي، نا ابن المبارك، عن مالك بن أنس، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللّه: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم صلّى خلف أبي بكر في ثوب واحد.

2459 - سعيد بن جندب أبي عدير بن النّعمان الأزدي

2459 - سعيد بن جندب أبي عدير(2) بن النّعمان الأزدي

يقال لأبيه أبي عدير صحبة. و كان يسكن النبيطن(3).

روى عن أبيه.

روى عنه ابنه عمر بن سعيد، تقدم حديثه(4).

ص: 37


1- في م: العميط.
2- كذا بالأصل و في معجم البلدان (النيبطن) «عزيز» و في م: عرير و له ترجمة في الإصابة 251/1 باسم جندب بن النعمان الأزدي أبو عزيز.
3- مهملة بدون نقط بالأصل و م، و الذي أثبت يوافق عبارة ياقوت و النيبطن: محلة بدمشق، قال ياقوت: ينسب إليها عمرو بن سعيد بن جندب بن عزيز بن النعمان الأزدي النيبطني.
4- انظر الإصابة 251/1.

2460 - سعيد بن الحارث بن قيس بن عدي

2460 - سعيد(1) بن الحارث بن قيس بن عدي، و يقال: عدي(2) بن سعيد بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص ابن كعب بن لؤي بن غالب القرشي السّهمي

ممّن أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم، و هاجر إلى أرض الحبشة، و استشهد باليرموك، و يقال:

بأجنادين.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر أحمد بن علي، أنا محمّد بن الحسين بن الفضل، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عتّاب، أنا القاسم بن عبد اللّه، نا إسماعيل بن أبي أويس، نا إسماعيل بن إبراهيم، عن عمه موسى ابن عقبة قال في تسمية من هاجر إلى أرض الحبشة من بني سهم بن عمرو بن هصيص: سعيد بن الحارث بن قيس قتل يوم اليرموك، ثم قال في تسمية من قتل يوم أجنادين من المسلمين من بني سهم: سعيد بن الحارث بن قيس.

أخبرنا أبو محمّد السّلمي، أنا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا عمار بن الحسن، نا سلمة بن الفضل، عن محمّد بن إسحاق(3) ، قال: و ذكر من خرج إلى أرض الحبشة من بني سهم: سعيد بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعيد بن سعد بن سهم.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد، نا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن محمّد بن إسحاق، قال في تسمية من هاجر إلى أرض الحبشة من بني سهم بن عمرو بن هصيص: سعيد بن الحارث بن قيس.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم، نا سليمان بن

ص: 38


1- ترجمته في الاستيعاب 8/2 هامش الإصابة، أسد الغابة 231/2 الإصابة 44/2 الوافي بالوفيات 208/15.
2- كذا، و في الاستيعاب: «عدي بن سعد» بسقوط «سعيد» بينهما.
3- انظر سيرة ابن هشام 351/1.

أحمد، نا محمّد بن عمرو، حدّثني أبي، نا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة قال في تسمية من قتل يوم أجنادين من المسلمين ثم من قريش من بني سهم: سعيد بن الحارث بن قيس.

أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن أشليها، و ابنه أبو الحسن قالا: أنا أبو الفضل بن الفرات، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم، نا ابن عائذ، نا الوليد بن مسلم، نا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة فذكر مثله.

أخبرنا أبو محمّد السّلمي، نا أبو بكر أحمد بن علي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا إبراهيم بن المنذر، حدّثني محمّد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، و ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة.

ح و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا إبراهيم بن المنذر، نا محمّد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب قالا: و قتل يوم اليرموك من بني سهم:

سعيد بن الحارث بن قيس، ثم ذكر يعقوب بهذا الإسناد بعد قليل فيمن قتل يوم أجنادين فقال: سعيد بن الحارث بن قيس.

أخبرنا أبو علي بن أشليها، و ابنه أبو الحسن قالا: أنا أبو الفضل بن الفرات، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم، نا ابن عائذ، نا الوليد بن مسلم، عن عبد اللّه بن لهيعة، عن أبي الأسود قال: و قتل يوم اليرموك من بني سهم: سعيد بن الحارث بن قيس.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط(1) ، نا بكر - يعني ابن سليمان - عن ابن إسحاق قال: و استشهد يوم اليرموك سعيد بن الحارث بن قيس.

ص: 39


1- تاريخ خليفة بن خياط ص 131 تحت عنوان «وقعة اليرموك».

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم، نا حبيب بن الحسن، نا محمّد بن يحيى، نا أحمد بن محمّد - يعني ابن أيوب - نا إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق قال: و قتل يوم اليرموك من المسلمين من بني سهم: سعيد بن الحارث.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو بكر بن يوسف، أنا السّري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن أبي عثمان، و خالد قالا: و كان ممّن أصيب في الثلاثة آلاف الذين أصيبوا يوم اليرموك سعيد بن الحارث السهمي(1).

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكار قال: فولد الحارث بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم: أبا قيس قتل يوم اليمامة شهيدا، و أمّه أم ولد حضرمية، و سعيدا قتل يوم اليرموك شهيدا و أمه ضعيفة(2) بنت عبد عمرو بن عروة بن(3) حذيم بن سعد بن سهم(4).

قال ابن الزبعري يرثي قوما من قومه منهم عروة بن حذيم:

كم ناصر لي في القبور و ناطق *** حقا إذا انبعث الخطيب السلحم

قيس و عروة منهم و منبّه *** و أبو ربيعة ذو الفعال و حذيم

و صبرة الوضاح يبرق وجهه *** عفّ المكاسب ذو فعال خضرم

ذهبوا و أصبح في الديار معاشر *** حولي كأنهم صداء و سلهم

كثرت كشيحة بينهم فتباغضوا *** فكان بعضهم لبعض جرهم

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(5) قال في الطبقة الثانية:

سعيد بن الحارث بن قيس بن عديّ بن سعد بن سهم، و أمه ابنة عروة بن سعد بن

ص: 40


1- كذا، و لم يرد اسمه في الأسماء التي ذكر الطبري أنهم أصيبوا، راجع الطبري 402/3.
2- مهملة بدون نقط «بالأصل و م، و المثبت عن أسد الغابة.
3- في أسد الغابة: عروة بن سعيد بن حذيم بن سعد.
4- انظر جمهرة ابن حزم ص 166.
5- طبقات ابن سعد 196/4.

حذيم بن سلامان بن سعد بن جمح، و يقال: بل هي ابنة عبد عمرو بن عروة بن سعد، و كان سعيد من مهاجرة الحبشة في الهجرة الثانية، و قتل يوم اليرموك شهيدا في رجب سنة خمس عشرة(1).

2461 - سعيد بن حريث بن أبي حريث القرشي مولاهم

أخو عبد الحميد بن حريث من أهل دمشق.

حدّث هو و أبوه، و أخوه.

روى عن معاوية، و الضّحّاك بن قيس الفهري، و يزيد بن معاوية.

روى عنه خالد بن يزيد المرّي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أنا علي بن أحمد بن عمر بن أبي قيس.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا محمّد بن محمّد بن عبد العزيز، أنا أبو الحسين بن بشران [أنا](2) القاضي أبو الحسن عمر بن الحسن بن علي بن مالك بن الأشناني(3) ، قالا: نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا سليمان بن الأشعث، نا أحمد بن أبي النجا، نا أبو مسهر - و في حديث ابن الأكفاني: عن أبي مسهر - نا خالد بن يزيد بن صبيح، نا سعيد بن حريث:

أن يزيد كان غائبا حيث مات معاوية، و أنه قدم بعد ذلك فأتى قبر أبيه فبدأ به قبل أن يدخل منزلة، فتقدم و صفّنا خلفه فصلّى عليه - زاد ابن السمرقندي: و كبّر أربعا، و قالا - ثم انكفأ فانصرف، و هذه قصة طويلة اقتصها سعيد بن حريث في وفاة معاوية أتى

ص: 41


1- كذا، و اختلفوا متى كانت وقعة اليرموك انظر تاريخ الطبري حوادث سنة 13 و قد تبع الطبري سيف بن عمر في ذكرها في هذه السنة قبل فتح دمشق، ثم اتبع الطبري ابن الأثير فذكرها في سنة 13 (انظر ابن الأثير بتحقيقنا 69/2) و قال ابن كثير في البداية و النهاية - و قد ذكرها في سنة 13 - و أما ابن عساكر فإنه نقل عن ابن أبي عبيدة و الوليد بن لهيعة و الليث و أبي معشر أنها كانت سنة 15 بعد فتح دمشق. و قال ابن إسحاق كانت في رجب سنة 15، و قال خليفة بن خياط: «و قال ابن الكلبي: كانت وقعة اليرموك الاثنين لخمس مضين من رجب سنة 15. قال ابن عساكر: و أما ما قاله سيف من أنها قبل فتح دمشق سنة 13 فلم يتابع عليه.
2- زيادة لازمة للإيضاح.
3- ترجمته في سير الأعلام 406/15.

بها ابن أبي الدنيا مختصرة، و ستأتي إن شاء اللّه في ترجمة معاوية بتمامها أعلى ممّا هاهنا.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن الكتاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، نا جعفر بن محمّد بن جعفر، نا أبو زرعة، قال في تسمية من اسمه سعيد ممن روي عنه بالشام: سعيد بن حريث.

روى عنه خالد بن يزيد بن صالح المري(1).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أبو الحسن بن جوصا - إجازة -.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا علي بن الحسن، نا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أبو الحسن بن جوصا، قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: سعيد بن حريث أدرك معاوية.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، قال في ذكر الإخوة من أهل الشام، اخوان:

عبد الحميد بن حريث بن أبي حريث، و سعيد بن حريث بن أبي حريث(2) ، و هو الذي روى عنه خالد بن يزيد المرّي(3).

2462 - سعيد بن الحسين أبو الفتح البانياسي البزّاز

سمع بدمشق القاضي أبا نصر بن الجندي(4).

كتب عنه نجا بن أحمد العطار.

قرأت بخط أبي الحسن نجاء بن أحمد، نا عمرو الشاهد، و أنبأنيه أبو محمّد بن

ص: 42


1- بالأصل: المدني، خطأ و الصواب ما أثبت عن م، انظر ترجمته في سير الأعلام 412/9.
2- قال أبو زرعة في تاريخه 65/1 و لما كان كتاب ابن عساكر يخص دمشق و من ورد إليها لذا فقد اقتبس مؤلفه من الكتاب ما يخصه فقط، فذكر الاخوة من أهل الشام - في التراجم التالية - ذاكر في أكثرها أسماء إخوانهم كما في هذه التراجم: عبد الحميد بن حريث.... و لم يذكر أبو زرعة سعيد بن حريث.
3- تقرأ: «المدى» بالأصل، و الصواب ما أثبت عن م و قد تقدمت.
4- و اسمه محمد بن أحمد بن هارون بن موسى، ترجمته في سير الأعلام 400/17.

الأكفاني - شفاها عنه - قال: قرأنا على أبي الفتح سعيد بن الحسين البانياسي البزاز قال:

قرئ على القاضي أبي نصر محمّد بن أحمد بن هارون الغسّاني في الجامع، نا أبو العباس جمح بن القاسم بن عبد الوهاب الجمحي المؤذن(1) ، نا أبو بكر عبد الرّحمن بن القاسم، نا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز التنوخي، عن عطية بن قيس الكلابي، حدّثني أبو العوّام مؤذن أهل بيت المقدس، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص قال: إنّ السّور الذي ذكره اللّه في القرآن: فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بٰابٌ بٰاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَ ظٰاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذٰابُ (2) سور «بيت المقدس» الشرقي، باطنه فيه الرحمة: المسجد، و ظاهره من قبله العذاب يعني: وادي جهنم.

2463 - سعيد بن الحكم بن أوس بن يحيى بن المعمّر أبو عثمان السّلمي، يعرف بالفندقي، و يقال: أبو عبد الرّحمن، و يقال: سعيد بن عبد الحكم

و أظنه سعيد بن أوس الذي روى عنه الطبراني.

حدّث عن أحمد بن أبي الحواري، و هشام بن خالد الأزرق، و أبي قرصافة محمّد بن عبد الوهاب، و موسى بن عبيد العسقلانيين، و ذي النون.

روى عنه: أبو محمّد عبد اللّه بن جعفر بن محمّد البغدادي نزيل مصر، و أبو عبد اللّه بن بيروز(3) ، و أبو الطّيّب أحمد بن إبراهيم بن عبد الوهاب بن عبادل الشّيباني(4) ، و عبد الواحد بن أحمد التّنّيسي، و أبو علي الحسن بن حبيب الحصائري، و أبو العباس أحمد بن عيسى بن الوشاء.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، و نقلته من خطه، أنا أبو الفتح محمّد بن الحسن بن محمّد الصوفي، نا أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن عبد اللّه الصيرفي، نا أبو محمّد عبد اللّه بن جعفر بن محمّد بن البغدادي، نا أبو عثمان سعيد بن الحكم بن أوس بن يحيى بن المعمّر السّلمي الدمشقي، نا أحمد بن عبد اللّه بن أبي الحواري، نا

ص: 43


1- ترجمته في سير الأعلام 77/16.
2- سورة الحديد، الآية: 13.
3- كذا رسمها بالأصل و م.
4- ترجمته في سير الأعلام 332/15.

فتح أبو صالح، نا إسحاق بن نجيح الملطي، عن إسماعيل الكندي قال: جاء رجل شاب من أهل البصرة إلى طاوس يسمع منه فوافاه مريضا فدخل عليه، فجلس عند رأسه يبكي.

فقال له طاوس: ما يبكيك يا شاب ؟ قال: و اللّه ما أبكي على قرابة بيني و بينك، و لا على دنيا جئت أطلبها منك، و لكن على العلم الذي جئت أطلبه منك يفوتني.

فقال: إنّي موصيك ثلاث كلمات، إن حفظتهنّ علمت علم الأوّلين و الآخرين، و علم ما كان و ما يكون: خف اللّه حتى لا يكون شيء عندك أخوف من اللّه، و ارج اللّه حتى لا يكون شيء عندك أرجى من اللّه عزّ و جلّ، و أحبب اللّه عزّ و جلّ حتى لا يكون شيء أحبّ إليك من اللّه، فإذا فعلت ذاك فقد علمت علم الأولين، و علم الآخرين و علم ما كان، و علم ما يكون، قال الفتى: لا جرم لا سألت بعدك أحدا عن شيء من العلم أبدا.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا جدي، أنا أبو محمّد، نا أبو علي الأهوازي، نا عبد الوهاب بن الحسن، نا أبو الطّيّب أحمد بن إبراهيم بن عبد الوهاب الشّيباني، المعروف بابن عبادل، نا أبو عبد الرّحمن سعيد بن الحكم بن أوس، قال:

سمعت أبا قرصافة، و موسى بن عبيد العسقلاني، يقولان: سمعنا روّاد بن الجرّاح يقول: سمعت أبا عمرو الأوزاعي يقول: لا تحبّوا الأحمق، فإن اللّه تبارك و تعالى بغضه فخلقه أحمق.

2464 - سعيد بن حمزة بن مالك الهمداني

2464 - سعيد بن حمزة بن مالك الهمداني(1)

من أهل الأردن كان غزّاء يغزو الروم، و يجتاز بدمشق.

و حكى أبو محمّد عبد اللّه بن سعيد القطربلي، عن الواقدي قال: قال مشيخة من أهل الشام: كان سفيان بن عوف الأزدي قد اتّخذ من كل جند من أجناد الشام رجالا أهل فروسية و نجدة و عفاف و سياسة للحرب، و كانوا عدة له قد عرفهم و عرفوا به فسمّى لنا منهم من جند الأردن: سعيد بن حمزة بن مالك الهمداني، و حبيش بن دلجة القيسي، و عبد اللّه بن قيس بن مكشوح المرادي، و ذكر غيرهم.

ص: 44


1- ترجم له في بغية الطلب 4296/9.

2465 - سعيد بن خالد بن حميد بن صهيب بن طليب ابن نجيت بن علقمة بن الصبر الأزدي المعروف بأبي العجائز

2465 - سعيد بن خالد بن حميد بن صهيب بن طليب ابن نجيت(1) بن علقمة بن الصبر الأزدي المعروف بأبي العجائز

كان كاتبا لأبي العميطر علي ابن عبد اللّه بن خالد بن يزيد بن معاوية(2) ، ذكره أبو الحسين الرازي في تسمية كتّاب أمراء دمشق.

2466 - سعيد بن خالد بن سعيد ابن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي

2466 - سعيد بن خالد بن سعيد ابن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي(3)

ولد في عهد النبي صلى اللّه عليه و سلم بأرض الحبشة إذ هاجر أبواه إليها، و خرج مع أبيه مجاهدا إلى الشام، و قتل بمرج الصّفّر(4) ، و يقال: بل بقي إلى اليرموك، و شهدها أميرا على كردوس.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق إبراهيم بن عمر البرمكي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(5) ، أنا محمّد بن عمر، حدّثني جعفر بن محمّد بن خالد بن الزّبير بن العوّام، عن إبراهيم بن عقبة، عن أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص، قالت: خرج خالد بن سعيد إلى أرض الحبشة و معه امرأته همينة(6) بنت خلف بن أسعد الخزاعية، فولدت له هناك سعيدا و أم خالد و هي أمة امرأة الزّبير بن العوّام.

قال ابن سعد: و هكذا كان أبو معشر يقول: همينة بنت خلف، و أما في رواية موسى بن عقبة، و محمّد بن إسحاق، فقالا: أمينة بنت خلف.

ص: 45


1- كذا رسمها بالأصل، و في م: «نحيت».
2- انظر ترجمته في سير الأعلام 284/9.
3- ترجمته في الاستيعاب 8/2 هامش الإصابة، أسد الغابة 233/2 الإصابة 45/2 الوافي بالوفيات 216/15.
4- مرج الصّفّر ضبطت عن ياقوت، موضع بين دمشق و الجولان صحراء كانت بها وقعة مشهورة في أيّام بني مروان (معجم البلدان).
5- طبقات ابن سعد 97/4.
6- في الإصابة: حمينة.

قال محمّد بن سعد(1): ولدت بأرض الحبشة تزوجها الزبير بن العوّام، فولدت له عمرا، و خالدا ثم خلف عليها سعيد بن العاص، و أمهما همينة بنت خلف بن أسعد بن عامر بن بياضة بن سبيع بن جعثمة بن سعد بن مليح بن عمرو بن خزاعة، و ليس لخالد بن سعيد اليوم عقب.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن عتّاب العبدي، نا القاسم بن عبد اللّه بن المغيرة، نا إسماعيل بن أبي أويس، نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه موسى بن عقبة، قال في تسمية من خرج إلى الحبشة من بني أمية بن عبد شمس خالد بن سعيد بن العاص، و امرأته أمينة ابنة خلف الخزاعية، ولدت له هناك سعيد بن خالد، و أمه ابنة خالد، و قتل بمرج الصّفّر.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد، نا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن [ابن](2) إسحاق(3) قال في تسمية من هاجر إلى أرض الحبشة من بني أمية بن عبد شمس: خالد بن سعيد بن العاص معه امرأته أمينة(4) ابنة خلف بن أسعد بن عامر بن بياضة من بني سبيع ابن خثعمة(5) من خزاعة ولدت له بأرض الحبشة سعيد بن خالد، و أمة ابنة خالد.

قال: و أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن عبد اللّه بن سعيد، نا السري بن يحيى(6) ، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن عمرو بن محمّد، عن إسحاق بن إبراهيم، عن ظفر بن دهر(7) ، و محمّد بن عبد اللّه، عن أبي عثمان، و طلحة، عن المغيرة و المهلّب بن عقبة، عن [عبد الرّحمن بن](8) سياه الأحمريّ،

ص: 46


1- طبقات ابن سعد 94/4.
2- زيادة لازمة منا.
3- سيرة ابن إسحاق رقم 303 صفحة 209.
4- عن سيرة ابن إسحاق و بالأصل: أمية.
5- في سيرة ابن إسحاق: خثعمة.
6- الخبر في تاريخ الطبري 407/3-408.
7- في الطبري: دهى.
8- الزيادة عن الطبري.

قالوا: كان أبو بكر قد وجّه خالد بن سعيد بن العاص إلى الشام فاستطردت له الروم، حتى أوردوه الصّفّر(1) ، ثم تعطّفوا عليه بعد ما أمن، فوافقوا ابنه سعيد بن خالد مستمطرا؛ فوافقوه فقتلوه و من معه، و أتى الخبر خالدا، فخرج هاربا حتى أتى البر.

قال سيف في موضع آخر: و كان سعيد بن خالد على كردوس - يعني باليرموك -.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة - ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(2) قال: سعيد بن خالد بن سعيد بن العاص ولد بأرض الحبشة في هجرة أبيه إليها و هو ممن أقام بأرض الحبشة حتى قدم بعد بدر، و أحد و هو ممن حمل في السفينتين، سمعت أبي يقوله، لا يروى عنه الحديث.

2467 - سعيد بن خالد بن أبي طويل

2467 - سعيد بن خالد بن أبي طويل(3)

من أهل صيداء(4) ساحل دمشق.

روى عن أنس بن مالك، و واثلة بن الأسقع.

روى عنه محمّد بن شعيب، و إسماعيل بن عياش.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمر العمري، أنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن عبد الجبار، نا حميد بن زنجويه، حدّثني أبو أيوب الدمشقي، نا محمّد بن شعيب، أخبرني سعيد بن خالد بن أبي طويل أنه سمع أنس بن مالك يحدث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه قال في صلاة الصبح:

«من توضّأ ثم توجّه إلى مسجد يصلّي فيه الصّلاة، كان له بكلّ خطوة حسنة، و يمحا عنه سيّئة، و الحسنة بعشر، فإذا صلّى ثم انصرف عند طلوع الشمس كتب له بكلّ شعرة في جسده حسنة، و انقلب بحجة مبرورة» قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «و ليس كل حاجّ

ص: 47


1- بالأصل و م: الصفرين، و الصواب ما أثبت، و قد تقدم.
2- الجرح و التعديل 15/4.
3- ترجمته في تهذيب التهذيب 297/2 و ميزان الاعتدال 133/2 ابن حبان 317/1 الضعفاء الكبير للعقيلي 102/2.
4- صيداء، بالمد، و أهله يقصرونه، مدينة على ساحل بحر الشام من أعمال دمشق شرقي (كذا) صور بينهما ستة فراسخ (ياقوت).

مبرور، فإن جلس حتى يركع كتب له بكل حسنة ألفي ألف حسنة، و من صلّى صلاة الفجر فله مثل ذلك، و انقلب بعمرة مبرورة قال: و ليس كل معتمر مبرور» [4713].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو نصر بن الجبّان، أنا جمح بن القاسم، نا محمّد بن العباس بن الوليد بن الدّرفس(1) ، نا كثير بن عبيد، نا محمّد بن شعيب، أخبرني سعيد بن خالد بن أبي طويل أنه سمع أنس بن مالك يحدث عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«من رابط ليلة في سبيل اللّه كان أفضل من صيام رجل و قيامه شهرا في أهله» [4714].

أخبرناه عاليا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد(2) محمّد بن عبد الرّحمن، أنا [أبو](3) عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا أبو همّام، حدّثني محمّد بن شعيب بن شابور، نا سعيد بن خالد بن أبي طويل القرشي، قال: سمعت أنس بن مالك يحدث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:

«من حرس ليلة على ساحل البحر كان أفضل من عبادة رجل في أهله ألف سنة، السنة ثلاثمائة و ستون يوما، كل يوم ألف سنة» (4)[4715].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، نا تمام بن محمّد، نا جعفر بن محمّد بن جعفر، نا أبو زرعة قال: سعيد بن خالد بن أبي طويل منزله صيدا.

روى عنه أبو شعيب.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -، ح قال: و أنا أبو طاهر الهمداني، أنا أبو الحسن الفأفاء قالا: أنا أبو محمّد بن

ص: 48


1- ترجمته في سير الأعلام 245/14.
2- بالأصل: «أبو سعيد» خطأ، و الصواب ما أثبت قياسا إلى أسانيد مماثلة.
3- زيادة لازمة منا للإيضاح.
4- نقله الذهبي في ميزان الاعتدال 132/2 و عقب بعده قال: فهذه عجيبة لو صحت لكان مجموع ذلك الفضل ثلاثمائة ألف ألف سنة و ستين ألف ألف سنة.

أبي حاتم(1) قال: سألت أبي عنه فقال: لا أعلم. روى عنه غير محمّد بن شعيب بن شابور، و لا يشبه حديثه حديث أهل الصدق، منكر الحديث، و أحاديثه عن أنس لا تعرف.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو نصر بن الجبّان - إجازة - نا أحمد بن القاسم الميانجي(2) ، نا أحمد بن طاهر بن النجم، حدّثني سعيد بن عمرو البردعي، قال: قلت - يعني - لأبي زرعة الرازي سعيد بن خالد بن أبي طويل ؟ قال: ضعيف الحديث، حدث عن أنس بمناكير، قلت: روى عنه غير محمّد بن شعيب قال: لا أعلمه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد بن الدحيل، نا أبو جعفر العقيلي(3) ، قال: سعيد بن خالد بن أبي طويل شامي لا يتابع على حديثه، و أورد له الحديث الذي أوردناه.

و قال أبو حاتم بن حبان فيما بلغني عنه: سعيد بن خالد بن أبي طويل من أهل الشام، يروي عن أنس بن مالك ما لا يتابع عليه، روى عنه محمّد بن شعيب بن شابور، لا يجوز الاحتجاج به(4).

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قال: قال لنا أبو نعيم سعيد بن ميسرة البكري، و سعيد بن رون الثعلبي، و سعيد بن خالد بن أبي طويل الشامي ثلاثتهم رووا عن أنس بن مالك بالمناكير، روى عن سعيد بن أبي طويل، عن محمّد بن شعيب بن شابور، لا شيء.

2468 - سعيد بن خالد بن عبد اللّه بن خالد ابن أسيد بن أبي العيص بن أميّة بن عبد شمس أبو خالد و يقال: أبو عثمان - الأموي العبشمي

سكن دمشق و الى أبيه خالد بن عبد اللّه تنسب رحبة خالد بدمشق، كان من

ص: 49


1- الجرح و التعديل 15/4 و 16.
2- بالأصل بالحاء المهملة خطأ و الصواب بالجيم نسبة إلى ميانج موضع بدمشق (انظر الأنساب).
3- كتاب الضعفاء الكبير 102/2.
4- تهذيب التهذيب 297/2.

أجواد(1) قريش، و كرمائها، مدحه موسى شهوات.

حكى عنه عبد اللّه بن عنبسة.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزبير بن بكار قال: فولد خالد بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد سعيدا، و عبد الملك، و أمهما عائشة بنت عبد اللّه بن خلف بن أسعد بن عامر بن بياضة الخزاعي، قال الزبير: قال محمّد بن يحيى: كان موسى شهوات(2) مولى بني عدي بن كعب، عشق فتنة(3) فذاكر مولاها أمرها فقال له: لست أقوى على هبتها لك، و لكني أبيعها بكذا و كذا الثمن(4) قد سماه و أرخصها به عليه إلى سنة و تضمنها و يكفيك مئونتها إلى أن تأتي بثمنها إلى ذلك الوقت فخرج شهوات يسأل في ثمنها إلى الشام فأتى سعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان و أمه بنت سعيد بن العاص، فأخبره خبره(5) فأعطاه ثمنها و وصله فقال موسى(6):

أبا خالد أعني سعيد بن خالد *** أخا العرف لا أعني ابن بنت سعيد(7)

و لكنما أعني ابن عائشة الذي *** أبو أبويه خالد بن أسيد

عقيد(8) الندى ما عاش يرضى به الندى *** فإن مات لم يرض(9) الندى بعقيد

ص: 50


1- بالأصل و م «أجود» و الصواب ما أثبت و هو ما يقتضيه السياق. و يوافق عبارة مختصر ابن منظور 293/9.
2- موسى شهوات: هو موسى بن يسار يكنى أبا محمد، لقبه غلب عليه، أخباره في الأغاني 351/3.
3- في مختصر ابن منظور 293/9 قينة، و في الأغاني 352/3 «جارية».
4- و كان عشرة آلاف درهم كما في الأغاني.
5- كذا بالأصل و يفهم أن سعيد بن خالد العثماني هو الذي أعطاه ثمنها و رواية الأغاني يفهم منها أنه اعتل و ماطله و لم يدفع له و أن الذي مدّه بالمال هو سعيد بن خالد بن أسيد، و تمام عبارة الأغاني 352/3 فأتى إلى سعيد بن خالد العثماني، فأخبره بحاله و استعان به و كان صديقه، و أوثق الناس عنده، فدافعه و اعتل عليه فخرج من عنده، فلما ولّى تمثل سعيد قول الشاعر: كتبت إلي تستهدي الجواريلقد أنعظت من بلد بعيد فأتى سعيد بن خالد بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد فأخبره بقصته فأمر له بستة آلاف درهم ثم ألفي درهم و كسوة و طيبا.
6- الأبيات في الشعر و الشعراء ص 367 و الأغاني 352/3 و 354.
7- يريد سعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان.
8- أي الكريم بطبعه.
9- بالأصل: يرضا.

دعوه دعوه إنّكم قد رقدتم *** و ما هو عن إحسانكم(1) برقود

قتلت رجالا هكذا في بيوتهم *** من الغم لمّا يقتلوا بحديد(2)

فقل لبغاة العرف قد مات خالد *** و مات الندى إلاّ فضول سعيد

فلما بلغ سعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان بن عفان استعدى عليه سليمان بن عبد الملك فقال: يا أمير المؤمنين، هجاني عبد بني عدي فقال: لم أهجه، و لكني قدمت من المدينة، ثم قصّ قصة الرجلين، قال: فلما صنع ابن خالد ابن عبد اللّه ما صنع أحببت أن أمدحه، فتخوفت أن يظن ظانّ أنه العثماني، فنسبت كل واحد إلى أبيه و أمّه، فقال سليمان: أما و اللّه لقد هجاك، و لو وجدت عليه متقدما لتقدمت عليه، و أمّ سعيد بن خالد بن عبد اللّه بن خالد عائشة بنت عبد اللّه بن خلف الخزاعية، قال زبير:

و قال عمي: موسى شهوات مولى بني سهم.

أنبأنا أبو طاهر محمّد بن الحسين الحنّائي، عن أبي الفضل محمّد بن أحمد بن عيسى السعدي.

ح و أنبأنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد الرحيم بن أحمد البخاري، قالا: أنا عبد الغني بن سعيد، و نقلته أنا من خط عبد الغني، نا أبو أحمد المادرائي أن أبا عبيد اللّه المادرائي حدثه، نا عمر بن شبّة، نا الباهلي، و اسمه أحمد بن معاوية عن المدائني، عن محمّد بن خالد قال: كان لسعيد بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد قصر بحيال قصر يزيد بن عبد الملك، فكان يزيد إذا ركب إلى الجمعة ركب سعيد فوافاه بموضع لا يخطئه فقال له يزيد: إن لي حاجة، قال: اذن لا تردّ عنها، قال: تهب(3) لي قصرك، قال: هو لك، قال: فإن لك به خمس حوائج فأرسلهما قال: أول ما أسأل أن تردّ عليّ قصري قال: فردّه، و قضى له أربع حوائج.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي(4) ، نا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو الحسن بن الفرّاء، أنا أبي أبو يعلى قالا: نا أبو القاسم عبيد بن

ص: 51


1- الأغاني: أحسابكم.
2- في الأغاني: هكذا في جلودهم من الغيظ لم نقتلهم بحديد.
3- بالأصل: هب.
4- بالأصل «المحلي» و في م: المجلي، و هو الصواب ما أثبت و ضبط، و قد مضى التعريف به.

أحمد بن علي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن مخلد بن حفص، قال: قرأت على علي بن عمرو الأنصاري، حدثكم القاسم بن عدي، قال: قال ابن عياش: سعيد بن خالد بن أسيد يكنى أبا عثمان.

كتب إليّ أبو جعفر، أنا أبو بكر، أنا أبو أحمد قال: أبو عثمان سعيد بن [خالد بن أسيد](1).

2469 - سعيد بن خالد بن عبد اللّه بن يزيد بن أسد بن كرز البجلي ثم القسري

كان بدمشق مع أبيه خالد بعد ما عزل عن العراق، و حدث عن أبيه.

روى عنه ابنه يحيى بن سعيد.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي بكر أحمد بن علي، أنا القاضي أبو العلاء الواسطي، أنا أبو علي الحسين بن محمّد بن حبش المقرئ - بالدّينور (2)- نا علي بن أحمد بن مروان السامري البزاز، نا محمّد بن يعقوب الدّينوري، نا أحمد بن صالح، نا يحيى بن يحيى بن سعيد بن خالد بن عبد اللّه القسري، عن أبيه، عن جده يزيد بن أسد أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«من كذب عليّ متعمّدا فليتبوّأ مقعده من النار» [4716].

خالفه غيره فقال: عن أحمد بن صالح، حدّثنا خالد بن يحيى بدل يحيى بن يحيى.

قرأته على أبي محمّد أيضا في موضع آخر، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر عبد اللّه(3) بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن رزقويه، أنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن الحسين الرازي، نا أحمد بن محمّد بن أحمد بن مهدي الأهوازي، نا سهل بن ديزويه، نا أحمد بن صالح، حدّثني خالد بن يحيى بن سعيد بن خالد بن

ص: 52


1- ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل و م.
2- الدينور: مدينة من أعمال الجبال، قرب قرميسين، و بينها و بين همذان نيف و عشرون فرسخا (ياقوت).
3- كذا بالأصل: «أنا أبو بكر عبد اللّه بن محمد...» و أبو بكر الخطيب يحدث عن «أبيه» محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد.

عبد اللّه بن يزيد بن أسد القسري، عن أبيه، عن جده يزيد بن أسد أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«من كذب عليّ متعمّدا فليتبوّأ مقعده من النار» [4717].

2470 - سعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان بن عفان ابن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس أبو عثمان - و يقال: أبو خالد - الأموي

2470 - سعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان بن عفان ابن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس أبو عثمان - و يقال: أبو خالد - الأموي(1)

أصله من المدينة، و سكن دمشق و داره بناحية سوق القمح، شمالي(2) دكة المحتسب القديمة و كانت له بدمشق دور، هذه أحدها، و هو صاحب الفدّين (3)- قرية من أعمال دمشق -.

روى عن عروة، و قبيصة بن ذؤيب.

روى عنه الزّهري، و معن بن محمّد بن معن بن نضلة، و أبوه محمّد بن معن بن نضلة.

أخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم، أنا أبي أبو القاسم القشيري، أنا أبو الحسين الخفّاف، أنا أبو العبّاس السّراج.

ح و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد الأزهري، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا أبو حامد بن الشرقي، قالا: نا محمّد بن يحيى، نا أبو اليمان، أنا شعيب، عن الزّهري، أخبرني سعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان بن عفان، و أنا أحدثه هذه الأحاديث أنه سأل عروة بن الزبير [عن الوضوء](4) عما مسّت النار، فقال عروة:

سمعت عائشة تقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«توضّئوا ممّا مسّت النار» [4718].

أخبرناه أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا ابن أبي داود، نا عمرو بن عثمان، نا أبي، نا شعيب بن أبي حمزة، عن الزّهري، أخبرني

ص: 53


1- ترجمته في تهذيب التهذيب 298/2 و الوافي بالوفيات 216/15.
2- عن الوافي بالوفيات و بالأصل و م: شامي.
3- الفدين من أرض حوران (معجم البلدان).
4- زيادة لازمة مقتبسة عن تهذيب التهذيب 98/2، و فيه: «في الوضوء».

سعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان بن عفان، و أنا أحدثه هذه الأحاديث أنه سأل عروة بن الزبير عن الوضوء ممّا مسّت النار فذكر مثله سواء، تابعه عقيل، و يونس.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا علي بن الفضل بن طاهر بن الفرات، أنا عبد الوهاب بن الحسن، نا أحمد بن عمير، نا أبو التّقي هشام بن عبد الملك اليزني، نا محمّد بن حرب، حدّثني الزّبيدي، حدّثني الزّهري أن سعيد بن خالد أخبره أن عروة بن الزبير أخبره أن عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم أخبرته أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«توضّئوا مما مسّت النار» [4719].

و أخبرناه أبو الفتح محمّد بن علي المصري، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أبي مسعود عبد العزيز بن محمّد الفارسي، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا محمّد بن هارون، أبو نشيط، نا أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، نا عبد الرّحمن بن يزيد بن تميم الدمشقي، نا الزهري، عن سعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان أنه سأل عروة بن الزبير عن الوضوء ممّا مسّت النار فقال عروة: سمعت عائشة تقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«توضّئوا مما مسّت النار» [4720].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي الصقر(1) ، أنا أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر الصّوّاف، نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا أبو بشر محمّد بن أحمد بن حمّاد الدّولابي، حدّثني سعيد بن عمرو السّكوني، و محمّد بن عمرو الكلبي، قالا: نا بقية بن الوليد، نا صفوان بن عمرو، عن يزيد بن أيهم(2) أبي رواحة، عن عمرو بن أبي حبيب.

ح قال: و نا عمران بن بكار، نا أبو المغيرة، نا صفوان بن عمرو، نا أبو رواحة، عن عمرو بن أبي حبيب أنه قال لسعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان بن عفان: ما علمت أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: خاب عبد و خسر من لم يجعل اللّه في قلبه رحمة للبشر.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا محمّد بن

ص: 54


1- بالأصل بالفاء خطأ و المثبت عن م.
2- على وزن أحمر بتحتانية، كما في تقريب التهذيب، و بالأصل: أبهم.

عوف بن أحمد المزني، أنا أبو العباس محمّد بن موسى بن الحسين الحافظ، أنا محمّد بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا المغيرة، نا رجاء - و هو ابن أبي سلمة - قال: أتى عمر بن عبد العزيز بطبق فيه تمر، و عنده سعيد بن خالد فقال: يا أبا خالد أ ترى الرجل يكتفي بحفنة من هذا التمر؟ قال: أما واحدة فلا، قال: فثنتين ؟ قال: نعم، قال: فعلى ما نتهور في النار إذا؟.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، قال: من ولده - يعني خالد بن عمرو بن عثمان - سعيد بن خالد و أم سعيد بن خالد أم عثمان بنت سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص - و هو صاحب الفدّين - و كان سعيد من أكثر الناس مالا و لسعيد بن خالد ولد كثير(1) ، و لسعيد بن خالد يقول الفرزدق(2):

كل امرئ يرضى و إن كان كاملا *** إذا نال(3) نصفا من سعيد بن خالد

له من قريش طيّبوها و فيضها(4) *** و إن عضّ كفّي أمّه(5) كل حاسد

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم بن الخليل، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد(6) قال في الطبقة الرابعة من أهل المدينة: سعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية، و أمه أم عثمان بنت سعيد بن العاص بن أمية، و أمها أميمة بنت جرير بن عبد اللّه البجلي.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أبو الحسن بن جوصا - إجازة -.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا

ص: 55


1- انظر الوافي بالوفيات 216/15.
2- البيتان في ديوانه 152/1 و الوافي بالوفيات 216/15.
3- الديوان: إذا كان نصفا.
4- الديوان: قبضها.
5- بالأصل: «أمة» و المثبت عن الديوان.
6- ليس لسعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان ترجمة في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد، فثمة قسم كبير من طبقات المدنيين ضائع.

عبد الوهاب الكلابي، أنا أبو الحسن بن جوصا - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة: سعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان دمشقي، سمع منه الزّهري بدمشق.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا: - أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل(1) قال: سعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان أبو عثمان الأموي، سمع عروة، و قبيصة بن ذؤيب. روى عنه الزهري.

كتب إليّ أبو جعفر، أنا أبو بكر، أنا أبو بكر، أنا أبو أحمد الحاكم، قال: أبو عثمان سعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان القرشي الأموي المدني، سمع أبا إسحاق قبيصة بن ذؤيب بن حلحلة الخزاعي، و عروة بن الزبير.

روى عنه أبو بكر بن شهاب الزّهري، و محمّد بن معن بن نضلة، و ابنه معن بن محمّد بن نضلة، والد أبي يونس محمّد بن معن الذي حدث عنه الحميدي، كناه لنا محمّد.

2471 - سعيد بن خالد بن محمّد بن عبد اللّه بن عمرو ابن عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية الأموي العثماني الفدّيني

2471 - سعيد بن خالد بن محمّد بن عبد اللّه بن عمرو ابن عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية الأموي العثماني الفدّيني(2)

من أهل قرية الفدّين.

خرج في أيام المأمون، و ادّعى الخلافة.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي، حدّثني محمّد بن أحمد بن غزوان، نا أحمد بن المعلّى، نا صالح بن البختري، نا النّضر بن يحيى قال: كان سعيد بن خالد بن محمّد بن عبد اللّه بن عمرو بن عثمان بن عفان المعروف بالفدّيني(3) العثماني، ادّعى الخلافة بعد أبي العميطر، خرج و أغار على ضياع بني شهيب السعديين و جعل يطلب

ص: 56


1- التاريخ الكبير 468/3.
2- ترجمته في الوافي بالوفيات 217/15 و ضبطت الفديني بالقلم فيه بالضم خطأ، و معجم البلدان: الفدّين و ضبطت اللفظة عن ياقوت.
3- بالأصل: «الفدني» و الصواب ما أثبت عن م.

القيسية و يقتلهم و يتعصّب لليمن، فوجّه إليه محمّد بن صالح بن بيهس، أخاه(1) يحيى بن صالح فلما صار بالقرب من حصنه المعروف بالفدّين هرب منه العثماني، فوقف يحيى بن صالح على الحصن حتى هدمه و خرّب زيزاء(2) و نهبها، و تحصن العثماني في عمّان في قرية يقال لها ماسوح، و صار يحيى بن الحكم إلى عمّان و استمد العثماني بريويديه(3) الغور و باراشة و بقوم من غطفان و انضمت إليه عيّارة بني أمية و من جلا(4) عن دمشق من أصحاب أبي العميطر و مسلمة فصار في زهاء عشرين ألفا، فلم يزل يحيى بن صالح يحاصره و يحاربه حتى أجلاه عن القريتين جميعا، فصار إلى قرية حسبان و بها حصن حصين، فأقام به و تفرق عنه أصحابه.

2472 - سعيد بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أميّة الأموي

2472 - سعيد بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أميّة الأموي(5)

و أمه [آمنة](6) بنت سعيد بن العاص، و أمها أم عمرة(7) بنت عثمان بن عفان، و أمها رملة بنت شيبة بن ربيعة بن عبد شمس، و أمها أم عمرو بنت وقدان بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، و كان سعيد يدعى المحضر(8).

2473 - سعيد بن دينار

هو ابن عبد اللّه بن دينار، يأتي فيما بعد إن شاء اللّه تعالى.

2474 - سعيد بن أبي راشد

2474 - سعيد بن أبي راشد(9)

حدّث عن التنوخي النصراني رسول قيصر(10) إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم(11)

ص: 57


1- بالأصل: «اجازه» و المثبت عن الوافي بالوفيات.
2- زيزاء: من قرى البلقاء (ياقوت).
3- في ياقوت (الفدين) بزيوندية.
4- عن معجم البلدان (الفدين) و بالأصل: خلا.
5- ترجم له في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 130.
6- زيادة عن نسب قريش.
7- في نسب قريش: أم عمرو.
8- كذا رسمها بالأصل. و في م: المحض.
9- ترجمته في تهذيب التهذيب 301/2 و ميزان الاعتدال 135/2.
10- و يقال رسول هرقل كما في تهذيب التهذيب.
11- و حدّث عن يعلى بن مرة أيضا كما في تهذيب التهذيب و ميزان الاعتدال.

روى عنه عبد اللّه بن عثمان بن خثيم.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن، أنا عبد الملك بن محمّد، أنا محمّد بن أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا عبد اللّه بن براد، نا عبد اللّه بن إدريس، أخبرني نوح بن أبي الفرات، عن عبد اللّه بن عثمان بن خثيم، عن سعيد بن أبي راشد، قال:

رأيت رجلا على باب معاوية، فقالوا: هذا الجهني رسول قيصر إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال: فقمت إليه قال: قلت: أنت رسول قيصر إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال:

نعم، قال: لما نزل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بتبوك، أو سار إلى تبوك(1) دعا عريفي قيصر، فقال:

ابغ لي رجلا فصيحا يبلغ هذا الرجل عني. قال عريفي: فانطلق بي إليه. قال: فكتب معي إليه، و قال: احفظ عني ثلاثا: لا تذكر عنده الصحيفة و لا الليل، و انظر الذي بظهره، قال: و كتب معي فأتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بتبوك. قال: فدفعت إليه الكتاب، فدعا رجلا يقرأ الكتاب، فقلت: من هذا؟ فقيل لي: معاوية، فكتبت اسمه عندي، قال: و قال لي: أما إنك لو كنت وافقت عندنا شيئا أعطيناك، قال(2): فقال رجل من القوم: عندي يا رسول اللّه، فكساني حلّة صفرية فقلت: من هذا؟ قالوا: عثمان بن عفّان، قال:

فكتبت اسمه عندي، ثم قال: من يقوته ؟ قال: فقال رجل من القوم: أنا، فسألت عن اسمه فقيل لي: سعد بن عبادة، قال: ثم قرأ الكتاب: إنك تدعوني إلى جنة عرضها السموات و الأرض، فأين النار، قال: فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«إذا جاء اللّه بالنهار فأين الليل»؟ قال: ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«إن صاحب فارس مزّق كتابي، و اللّه ممزّق ملكه، و إنّ صاحبكم بلغني أنه اقتنى(3) بكتابي و أنه لن يزال للناس منه بأس شديد ما كان في العيش خير» قال: فلما قمت، قال: لي: تعاله، إنها قد بقيت واحدة قال: ثم أخذ بثوبه فألقاه عنه فنظرت إلى التي بظهره كذا قال الجهنيّ [4721].

و روى إسحاق بن عيسى هذا الحديث عن يحيى بن سليم الطائفي عن عبد اللّه بن

ص: 58


1- تبوك: موضع بين وادي القرى و الشام (معجم البلدان).
2- استدركت عن هامش الأصل و بجانبها كلمة صح.
3- كذا بالأصل، و في م: «اعتنى» و هو الظاهر.

عثمان بن خثيم، عن سعيد بن أبي راشد قال: لقيت التنوخي رسول هرقل إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بحمص، و كان جارا لي فذكر نحوه، و قد سقته فيما تقدم من حديث حمّاد بن سلمة، و عبّاد بن عبّاد المهلّبي، عن ابن خثيم بعلو، فلا حاجة إلى إعادته.

2475 - سعيد بن زياد بن فائد بن زياد بن أبي هند

2475 - سعيد بن زياد(1) بن فائد بن زياد بن أبي هند، و يقال: يزيد بن عبد اللّه بن يزيد بن عمّيت بن ربيعة بن درّاع بن عدي ابن الدّار بن هانئ بن حبيب بن نمارة بن لخم بن عدي ابن الحارث بن الدّار

من عمّال(2) بيت المقدس.

حدّث عن أبيه، و عن طاهر بن روح ابن زنباع الجذامي.

روى عنه ابنه أبو عمرو سلامة بن سعيد بن زياد، و أبو الحسن بن جوصا، و يحيى بن عبد الباقي الأذني، و عبد اللّه بن محمّد بن يونس السمنلني(3) و محمّد بن الحسن بن قتيبة، و ابنه العباس بن محمّد بن الحسن، و قدم دمشق على المأمون.

أخبرنا(4) أبو القاسم بن أبي عبد الرّحمن، أنا أبو سعد بن أبي بكر، أنا أبو أحمد الحاكم، أنا أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف الدمشقي، نا سعيد بن زياد بن فائد بن زياد بن أبي هند، حدّثني أبي زياد، عن أبيه فائد، عن جده زياد بن أبي هند، عن أبي هند قال: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«من راءى باللّه لغير اللّه فقد برئ من اللّه عز و جل» [4722].

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن الحسن بن قتيبة، نا سعيد بن زياد بن فائد بن زياد بن أبي

ص: 59


1- ضبطت بالتثقيل مع فتح أوله عن تبصير المنتبه 646/2 و ذكر زياد بن أبي هند الداري عن أبيه و عنه حفيده زياد بن فاند بن زياد..... و سعيد بن زياد. و رجح الأمير التشديد و ذكرهم. 198/4.
2- بالأصل و م «أعمال» و مثله في مختصر ابن منظور 297/9 و صوبها محققه بالهامش «عمال» عن تاريخ دمشق الكبير، لعله وقع بين يديه نسخة مخطوط أخرى غير التي بيدنا.
3- كذا رسمها بالأصل و م.
4- سقط الخبر من م.

هند الدّاري، حدّثني أبي زياد بن فائد، عن أبيه فائد بن زياد، عن جده زياد بن أبي هند، عن أبيه أبي هند قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«قال اللّه عز و جل: من لم يرض بقضائي، و لم يصبر على بلائي، فليلتمس ربّا سواي» [4723].

و بإسناده قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«من راءى باللّه لغير اللّه فقد برئ من اللّه» [4724].

أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز المكي العباسي بالمدينة، أنا أبو علي الحسن بن عبد الرّحمن بن الحسن الشافعي بمكة، أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن علي بن أحمد بن فراس، أنا أبو جعفر محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه بن الفضل الدّيبلي، نا سعيد بن زياد، حدّثني أبي زياد، عن أبيه فائد، عن جده زياد، عن أبيه أبي هند الدّاري، قال: أهدي لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم طبق من زبيب مغطى، فكشف عنه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثم قال:

«كلوا بسم اللّه، نعم الطعام الزبيب يشدّ العصب، و يذهب الوصب(1) ، و يطفئ الغضب، و يطيّب النكهة، و يذهب بالبلغم، و يصفّي اللون»(2) و ذكر خصالا تمام العشرة، لم يحفظها سعيد، كذا رواه لنا أبو جعفر، و إنما سمعه ابن فراس من عباس بن محمّد بن قتيبة، عن سعيد.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا أبو جعفر الطبري(3) ، قال: و ذكر [عن](4) سعيد بن زياد أنه لما دخل على المأمون بدمشق قال: أرني الكتاب الذي كتبه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لكم، قال: فأريته قال: فقال: إني لأشتهي أن أدري أيّ شيء هذا الغشاء على هذا الخاتم، قال: فقال له أبو إسحاق: حلّ العقد حتى تدري ما هو، قال: فقال: ما أشك أن النبي صلى اللّه عليه و سلم عقد هذا العقد، و ما كنت لأحل

ص: 60


1- الوصب محركة: المرض (القاموس).
2- في الطب النبوي لابن قيم الجوزية ص 245 في الزبيب قال: روي فيه حديثان لا يصحان.
3- تاريخ الطبري ط بيروت 198/5 حوادث سنة 218.
4- زيادة عن الطبري للإيضاح.

عقدا عقده رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال: ثم قال للواثق(1): خذ فضعه على عينيك لعل اللّه أن يشفيك، و جعل يضعه على عينيه و يبكي.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال: و أمّا زياد فهو سعيد بن زياد بن فائد، من رهط أبي هند الدّاري، يروي عن أبيه، عن جده، عن آبائه عن أبي هند الدّاري.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر البخاري.

ح و حدّثنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي، نا نصر بن إبراهيم، أنا أبو زكريا البخاري، قال: و زياد واحد مشدد الياء و هو من رهط تميم الدّاري، حدث النسخة رواها ابنه سعيد بن زياد.

قرأت على أبي محمّد السّلمي عن أبي نصر بن ماكولا، قال(2): أما زياد بفتح الزاي و تشديد الياء: فائد بن زياد بن أبي هند، عن أبيه. روى عنه ابنه زياد و ابن ابنه سعيد بن زياد ابن فائد. روى عن أبيه. روى عنه يحيى بن عبد الباقي الأذني، و قال ابن ماكولا: قال أبو الحسن: سعيد بن زياد بن فائد من رهط أبي هند الدّاري، يروي نسخة عن أبيه، عن جده، عن آبائه عن أبي هند فوهم في قوله من رهط أبي هند و رهط الرجل قومه و عشيرته، و ولد الرجل لا يقال إنه من رهطه، و سعيد من ولد أبي هند لا من عشيرته، و هو سعيد بن زياد بن فائد بن زياد بن أبي هند، و قوله: يروي نسخة عن أبيه، عن جده، عن آبائه عن أبي هند وهم، و ليس بين جده و أبي هند غير أب واحد، و هو زياد، و قوله: عن آبائه يقتضي جماعة و ليس بينهما إلاّ واحد.

2476 - سعيد بن زياد - أبي محمّد - بن عبد اللّه ابن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب

له ذكر يأتي بعد.

ص: 61


1- بالأصل «الواثق» و المثبت عن الطبري.
2- الاكمال لابن ماكولا 198/4 و 199.

2477 - سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزّى بن رياح ابن...

2477 - سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزّى بن رياح(1) ابن عبد اللّه بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي أبو الأعور القرشي العدوي(2)

أحد العشرة الذين شهد لهم النبي صلى اللّه عليه و سلم بالجنة، شهد اليرموك و حصار دمشق، و ولاه أبو عبيدة بن الجرّاح دمشق، و خرج مع عمر بن الخطاب في خرجته الثانية إلى الشام التي رجع فيها من سرغ(3) و كان أميرا على ربع المهاجرين.

روى عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

روى عنه ابن عمر، و عمرو بن حريث، و أبو الطّفيل عامر بن واثلة الليثي، و عبد اللّه بن ظالم المازني، و زرّ بن حبيش الأسدي، و رباح بن الحارث النّخعي، و عبد الرّحمن بن الأخفش(4) ، و أبو عثمان النّهدي، و عروة بن الزبير، و محمّد بن زيد بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب، و أبو سلمة بن عبد الرّحمن بن عوف، و عباس بن سهل بن سعد، و عبد الرّحمن بن عمرو بن سهل الأنصاريان و غيرهم.

أخبرنا أبو المظفر بن الأستاذ أبي القاسم، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، و أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن سعدويه، قالا: أنا إبراهيم بن منصور سبط بحرويه، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى الموصلي.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا محمّد بن المظفّر الحافظ، أنا محمّد بن سليمان الباغندي، قالا: نا شيبان، نا جرير بن حازم، نا عبد الملك بن عمير، نا عمرو بن حريث، عن سعيد بن زيد أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سئل عن الكمأة فقال:

ص: 62


1- بالأصل: رباح، و المثبت عن أسد الغابة و سير الأعلام.
2- ترجمته في الاستيعاب 2/2 هامش الإصابة، أسد الغابة 235/2 الإصابة 46/2 تهذيب التهذيب 305/2 الوافي بالوفيات 220/15 سير الأعلام 124/1 و انظر بالحاشية فيها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
3- سرغ و هو أول الحجاز و آخر الشام بين المغيثة و تبوك من منازل حاج الشام (ياقوت).
4- تهذيب التهذيب: الأخنس.

«هي من المن و ماؤها شفاء للعين» [4725].

هذا حديث له عندنا طرق كثيرة اقتصرنا(1) منها على هذه الطريق(2).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو علي بن أبي جعفر بن المسلمة، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا أبو محمّد الحسن بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى العطار، نا أبو حذيفة إسحاق بن بشر قالوا: ثم خرج - يعني أبا عبيدة بن الجراح - من حمص فمرّ بدمشق فولاّها سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، ثم خرج حتى أتى الأردن فنزله.

حدّثنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه - لفظا -، و أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان - قراءة - قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن عائذ، أخبرني الوليد بن مسلم، عن عبد اللّه بن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة قال في تسمية أهل بدر: سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قدم من الشام بعد ما رجع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من بدر، فكلم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فضرب له بسهمه، قال: و أجري يا رسول اللّه ؟ قال: - زعموا - «و أجرك» (3)[4726].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين محمّد بن الحسين، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن عتّاب، أنا القاسم بن عبد اللّه بن المغيرة، نا إسماعيل بن أبي أويس، نا إسماعيل بن إبراهيم، عن عمه موسى بن عقبة قال: و قدم سعيد بن زيد من الشام بعد مقدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من بدر، فكلم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في سهمه فقال:

«لك سهمك» قال: و أجري يا رسول اللّه ؟ قال: «و أجرك» [4727].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني هارون بن موسى الفروي المدني(4) ، نا محمّد بن فليح،

ص: 63


1- غير واضحة بالأصل، و استدركت صوابا على هامشه.
2- نقله الذهبي في سير الأعلام 125/1 و انظر تخريجه فيه.
3- انظر سير الأعلام 135/1 و الإصابة 46/2 و أسد الغابة 236/2.
4- في م: المديني.

عن موسى بن عقبة، عن الزهري، ح قال: و حدّثني ابن الأموي، نا أبي، نا محمّد بن إسحاق، قالا في تسمية أهل بدر: سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزّى بن عبد اللّه بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب، قدم من الشام بعد ما قدم النبي صلى اللّه عليه و سلم من بدر، فضرب له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بسهمه، قال: و أجري ؟ قال: «و أجرك» [4728].

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد، نا عيسى، عن أبيه، عن ابن إسحاق(1) قال في تسمية من شهد بدرا من بني عدي: سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزّى بن عبد اللّه بن قرط بن رياح بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي، قدم من الشام(2) بعد ما قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم المدينة، فضرب له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بسهمه، قال: و أجري يا رسول رسول اللّه ؟ قال: «و أجرك» [4729].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد، أنا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال في تسمية من شهد بدرا من بني عدي بن كعب: سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، قدم من الشام بعد قدوم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من بدر، فضرب له بسهمه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة، نا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر(3): قال في تسمية من شهد بدرا من بني عدي: سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، كان النبي صلى اللّه عليه و سلم بعثه هو و طلحة يتحسّسان العير فضرب له بسهمه و أجره.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن بن المفرّج، أنا أبو الفرج سهل بن بشر الأسفرايني، و أبو نصر أحمد بن محمّد بن سعيد، قالا: أنا محمّد بن أحمد بن عيسى، أنا منير بن أحمد بن الحسن الخلاّل، أنا جعفر بن أحمد بن إبراهيم، أنا أحمد بن الهيثم، قال: قال أبو نعيم الفضل بن دكين: سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزّى بن عبد اللّه بن قرط بن رزاح بن فلان بن عدي بن كعب، و أمه حرملة ابنة

ص: 64


1- سيرة ابن هشام 340/2-341.
2- بالأصل: «الشا» و الصواب عن م، و انظر ابن هشام.
3- مغازي الواقدي 156/1.

قيس بن خالد بن وهب بن ثعلبة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العز الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد أبو البركات و أبو الفضل بن خيرون قالا: - أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خياط(1) قال: سعيد بن زيد عمرو بن نفيل بن عبد العزّى بن رياح بن عبد اللّه بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي، أمه فاطمة بنت بعجة(2) بن أمية بن خويلد من بني مليح من خزاعة، يكنى أبا الأعور، مات سنة إحدى و خمسين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا محمّد بن علي بن يعقوب، أنا محمّد بن أحمد، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي، عن يحيى بن معين قال: سعيد بن زيد بن(3) عمرو بن نفيل أبو الأعور.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار قال: و من ولد زيد بن عمرو:

سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، و يكنى أبا الأعور من المهاجرين الأوّلين، و ضرب له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم بدر بسهمه و أجره، و كان بعثه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و طلحة بن عبيد اللّه يتحسّسان له أمر عير قريش قبل أن يخرج من المدينة إلى بدر، فلم يحضرا بدرا، و ضرب لهما رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بسهمهما و أجرهما، و أم سعيد فاطمة بنت بعجة بن أمية بن خويلد بن خالد بن المعمّر من خزاعة و هو أحد العشرة الذين شهد لهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بالجنّة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية، قال: سمعت نوح بن حبيب يقول في تسمية العشرة الذين روي عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنهم في الجنة: سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، يكنى أبا الأعور من بني عدي بن كعب.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن

ص: 65


1- طبقات خليفة بن خيّاط صفحة 56 رقم 121.
2- كذا بالأصل و خليفة، و في الاستيعاب 2/2 نعجة بن مليح.
3- بالأصل: عن، خطأ.

يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، قالا: نا محمّد بن سعد(1) قال في الطبقة الأولى: سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزّى بن رياح(2) بن عبد اللّه بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب، و يكنى أبا الأعور، و أمه فاطمة بنت بعجة بن أمية بن خويلد بن خالد بن المعمور(3) بن حيّان بن غنم بن مليح من خزاعة - و في رواية ابن أبي الدنيا: ابن المعمود بدل المعمور.

أخبرنا أبو محمّد بن الآبنوسي في كتابه، ثم أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، أنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم بن البرقي، قال: سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزّى بن قرط بن رياح بن رزاح بن عدي بن كعب، حدّثنا بهذا النسب ابن هشام، عن زياد، عن ابن إسحاق قال: و نا ابن أبي مريم، نا محمّد بن جعفر، عن زيد بن أسلم أن سعيد بن زيد يكنى أبا الأعور.

أخبرنا أبو محمّد السّلمي، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن المظفّر(4) قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال: أبو الأعور سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزّى بن رياح(5) بن عبد اللّه بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الحسن بن الطّيّوري، و أبو الفضل بن خيرون، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد ابن خيرون: و محمّد بن الحسن قالا: - أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن

ص: 66


1- طبقات ابن سعد 379/3.
2- بالأصل و م: رباح، و المثبت عن ابن سعد.
3- ابن سعد: المعمر.
4- في م: الطبري.
5- بالأصل و م: رباح.

سهل، أنا محمّد بن إسماعيل(1) قال: سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل أبو الأعور القرشي ثم العدوي، قدم من الشام بعد ما انصرف النبي صلى اللّه عليه و سلم من بدر، فضرب له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بسهمه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد محمّد بن عبد اللّه، أنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو الأعور سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل القرشي صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن أخبرني أبي قال: أبو الأعور سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم نا يزيد بن محمّد بن إياس قال: سمعت محمّد بن أحمد المقدّمي يقول: سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوي يكنى أبا الأعور.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل الفضيلي، أنا أبو القاسم أحمد بن محمّد الخليلي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن الحسين الخزاعي، أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي قال: سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل أبو الأعور.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي بن محمّد الهمذاني في كتابه، أنا أبو بكر الصفار بنيسابور، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن منجويه الأصبهاني الحافظ، أنا أبو أحمد [محمّد](2) بن محمّد الحاكم قالوا: أبو الأعور سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد اللّه بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي القرشي ثم العدوي و أمه فاطمة بنت بعجة بن أمية بن خويلد من بني مليح من خزاعة، هو ابن عم عمر بن الخطاب بن نفيل. كان جده عمرو بن نفيل و الخطاب بن نفيل والد عمر بن الخطاب أخوان لأب. قدم من الشام بعد ما انصرف النبي صلى اللّه عليه و سلم من بدر، فضرب له بسهمه و شهد له بالجنة.

ص: 67


1- التاريخ الكبير 452/3.
2- زيادة لازمة للإيضاح، انظر ترجمته في سير الأعلام 370/16.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده قال: سعيد بن زيد عمرو بن نفيل بن عبد العزّى بن رياح بن عبد اللّه بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب العدوي، أبو الأعور القرشي و أمه فاطمة بنت بعجة بن أمية بن خويلد بن خالد بن المأمور بن جبار بن غنم بن مليح بن خزاعة، و كان رجلا آدم طوالا توفي بالعقيق و حمل على أعناق الرجال و دفن بالمدينة سنة إحدى و خمسين و قيل اثنتين و خمسين.

قال الهيثم بن عدي توفي سعيد بن زيد بالكوفة في زمن معاوية و صلّى عليه المغيرة و هو يومئذ و اليها، و كان لسعيد يوم توفي ثلاث و سبعون.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أحمد بن محمّد الكلاباذي قال: سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزّى بن رياح بن عبد اللّه بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب أبو الأعور القرشي العدوي المدني قدم من الشام بعد ما انصرف النبي صلى اللّه عليه و سلم من بدر فضرب له النبي صلى اللّه عليه و سلم بسهمه و أمه فاطمة بنت بعجة بن أمية بن خويلد بن خالد بن المعمور بن حيان بن غنم بن مليح الخزاعية سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم.

روى عنه عمرو بن حريث، و قيس بن أبي حازم، و عروة، و عبد الرّحمن بن عمرو بن سهل في التفسير و غير موضع، مات سنة إحدى و خمسين، و هو ابن بضع و سبعين سنة، قاله عمر بن علي، و قال الواقدي: مات بالمدينة سنة خمسين(1) و هو ابن بضع و سبعين سنة، هكذا قال في الطبقات، و قال في التاريخ: مات سنة إحدى و خمسين، و قال ابن نمير: مات بالمدينة سنة إحدى و خمسين، و قال محمّد بن سعد:

أخبرنا الهيثم بن عدي قال: مات سعيد بالكوفة في زمن معاوية، و صلّى عليه المغيرة بن شعبة، و هو يومئذ والي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(2) ، أنا محمّد بن عمر، نا محمّد بن صالح، عن يزيد بن رومان قال: أسلم سعيد بن زيد بن

ص: 68


1- الإصابة 46/2 و تهذيب التهذيب 306/2.
2- طبقات ابن سعد 382/3.

عمرو بن نفيل قبل أن يدخل النبي صلى اللّه عليه و سلم دار الأرقم، و قبل أن يدعو فيها.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور، أخبرنا أبو طاهر المخلّصي(1) ، أخبرنا رضوان بن أحمد، أخبرنا أحمد بن عبد الجبار، أخبرنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق(2) قال في تسمية المهاجرين المتقدمي الإسلام قال: ثم أسلم ناس من قبائل العرب منهم: سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل أخو بني عدي بن كعب و امرأته فاطمة بنت الخطاب بن نفيل بن عبد العزّى أخت عمر بن الخطاب.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا أحمد بن محمّد بن زياد، و محمّد بن يعقوب، قالا: نا الحسن بن علي بن عفان، نا أبو أسامة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قال: قال سعيد بن زيد لقد رأيتني و إني لموثقي عمر بن الخطاب على الإسلام، و ما كان أسلم بعد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر الخزّاز، أنا أبو الحسن الخشاب، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(3) ، أنا محمّد بن عمر، حدّثني أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة، عن المسور بن رفاعة، عن عبد اللّه بن مكنف، عن حارثة الأنصاري قال محمّد بن عمر: و سمعت بعض هذا الحديث من غير ابن أبي سبرة، قالوا: لما تحيّن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فصول عير قريش من الشام بعث طلحة بن عبيد اللّه، و سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قبل خروجه من المدينة بعشر ليال يتحسّسان خبر العير فخرجا حتى بلغا الحوراء(4) فلم يزالا مقيمين هناك حتى مرّت بهم(5) العير، و بلغ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الخبر قبل رجوع طلحة و سعيد إليه فندب أصحابه، و خرج يريد العير فتساحلت العير و أسرعت، و ساروا الليل و النهار فرقا من الطلب، و خرج طلحة بن عبيد اللّه، و سعيد بن زيد يريدان المدينة ليخبرا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خبر العير، و لم يعلما بخروجه فقدما المدينة في اليوم الذي لاقى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم النفير من

ص: 69


1- كذا، و مضى كثيرا: «المخلّص».
2- سيرة ابن إسحاق ص 124 رقم 187.
3- طبقات ابن سعد 382/3-383.
4- بالأصل: «الحررا» و المثبت عن م، و انظر ابن سعد، و ياقوت.
5- ابن سعد: بهما.

قريش ببدر، فخرجا من المدينة يعترضان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فلقياه بتربان(1) فيما بين ملل و السيّالة على المحجّة منصرفا من بدر، فلم يشهد طلحة و سعيد الوقعة، و ضرب لهما رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بسهمانهما و أجورهما في بدر، فكانا كمن شهدها. و شهد سعيد أحدا و الخندق و المشاهد كلها مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، نا أبو بكر بن خلف، نا الأستاذ الإمام أبو طاهر محمّد بن محمّد الزّيادي، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين القطان، نا علي بن الحسن الهلالي، أنا أبو جابر محمّد بن عبد الملك الأزدي، نا الحسن بن أبي جعفر، عن محمّد بن جحادة، عن الحرّ بن الصّيّاح، عن المغيرة بن الأخنس(2) قال: دخلنا على المغيرة بن شعبة و عنده سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، قال: فدخل قيس بن علقمة فنال من علي فقال سعيد بن زيد: أ لا أرى أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ينال منهم، و أنت ساكت، إني لعاشر المؤمنين مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حين سمعته يقول:

«أبو بكر الصّدّيق في الجنّة، و عمر بن الخطاب في الجنّة، و عثمان بن عفان في الجنّة، و علي بن أبي طالب في الجنّة، و طلحة بن عبيد اللّه في الجنّة، و الزّبير بن العوّام في الجنّة، و سعيد بن أبي و قاص في الجنّة، و عبد الرّحمن بن عوف في الجنّة» و ذكر التاسع آخر قال قلنا: من هو؟ فسكت، قال: فقلنا: من هو؟ فسكت، قال: فقلنا: من هو؟ قال: هو سعيد بن زيد، قال: و أرسل دموعه.

كذا قال المغيرة بن الأخنس، و ذلك وهم، إنما هو عبد الرّحمن بن الأخنس.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب.

ح و أخبرناه أبو علي بن السبط، أنا أبو محمّد الجوهري، قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد(3) ، حدّثني أبي قال: نا محمّد بن جعفر، نا شعبة، و حجاج

ص: 70


1- تربان: واد بين ذات الجيش و ملل و السيالة على المحجة نفسها، نزلها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في غزوة بدر (ياقوت).
2- كذا بالأصل و م «المغيرة بن الأخنس» و هو خطأ و الصواب: عبد الرحمن بن الأخنس ففي ترجمته في تهذيب التهذيب 335/3 يروي عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل حديث عشرة في الجنّة و عنه الحر بن الصياح، و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب.
3- مسند أحمد بن حنبل 188/1.

قالا: حدّثني شعبة عن الحرّ بن الصّيّاح(1) ، عن عبد الرّحمن بن الأخنس أن المغيرة بن شعبة خطب فنال من علي، قال: فقام سعيد بن زيد فقال: أشهد أني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في الجنّة، و أبو بكر في الجنّة، و عمر في الجنّة، و عليّ في الجنّة، و عثمان في الجنّة، و عبد الرّحمن بن عوف(2) في الجنّة، و طلحة في الجنّة، و الزّبير في الجنّة، و سعد في الجنّة» ثم قال: إن شئتم أخبرتكم بالعاشر، ثم ذكر نفسه.

و أخبرناه أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرناه أبو سهل محمّد بن إبراهيم، و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا زهير - زاد ابن المقرئ: بن حرب - نا وكيع، نا شعبة، عن الحرّ بن صيّاح - و قال ابن حمدان:

ابن الصيّاح - عن عبد الرّحمن بن الأخنس، قال: خطبنا المغيرة بن شعبة، فنال من علي فقام سعيد بن زيد فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«النبي في الجنّة، و أبو بكر في الجنّة، و عمر في الجنّة، و عثمان في الجنّة، و علي في الجنّة، و طلحة في الجنّة، و الزّبير في الجنّة، و عبد الرّحمن بن عوف في الجنّة، و سعد في الجنّة» و لو شئت أن أسمي العاشر [4730].

حدّثنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن - لفظا - و أبو القاسم بن السمرقندي، و المبارك بن أحمد بن علي بن القصار - قراءة - قالوا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا محمّد بن عبد اللّه بن أخي ميمي(3).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد بن كثير الكتّاني المقرئ(4) ، و أبو القاسم عيسى بن علي

ص: 71


1- بالأصل و المسند و تهذيب التهذيب 221/2 الصباح بالباء الموحدة، و في تقريب التهذيب «الصياح» بالمهملة و بتحتانية و هو ما أثبتناه. و سترد في الخبر التالي صوابا.
2- قوله: «بن عوف» سقط من المسند.
3- ترجمته في سير الأعلام 564/16.
4- ترجمته في سير الأعلام 482/16.

فرقهما، قالوا: أنا عبد اللّه بن محمّد نا داود بن عمرو الضّبّي، نا أبو شهاب الحنّاط، عن الحجاج - زاد الكتاني: بن أرطأة - عن الحرّ بن الصيّاح، عن ابن الأخنس قال عيسى: قال: شتم رجل [عليا](1) عند المغيرة بن شعبة فقال له سعيد بن زيد: يا مغيرة يشتم عندك أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أنت ساكت لا تغير، أما أني أشهد أني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول - و في حديث الكتاني و ابن أخي ميمي، عن ابن الأخنس - أن سعيد بن زيد قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول: - «أبو بكر في الجنة، و عمر في الجنّة، و عثمان في الجنّة، و علي في الجنّة، و طلحة في الجنّة، و الزّبير في الجنّة، و سعد و ابن عوف» - زاد الكتاني - يعني في الجنة، و قال ابن أخي ميمي: في الجنة، و لم يذكر سعدا، و لو شئت خبرتك - و قال الكتاني:

خبرتكم - من التاسع و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم العاشر - و في حديث عيسى: عاشرنا - و زاد كملنا عشرة فقال له المغيرة - زاد الكتاني، و ابن أخي ميمي: بن شعبة - و قالوا: أقسم عليك من التاسع ؟ قال: أنا - و في حديث ابن أخي ميمي - و لو شئت أخبرتكم من الثامن، و لو شئت أخبرتكم من التاسع [4731].

أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمّد بن عبد اللّه بن مندويه، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد الحسناباذي، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن موسى بن الصّلت، نا ابن عقدة، نا أحمد بن يوسف الجعفي، نا محمّد بن يزيد النّخعي، نا محمّد بن مروان، عن أشعث بن سوّار، عن الحرّ بن الصّيّاح، عن عبد الرّحمن بن الأخنس، عن سعيد بن زيد قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«أبو بكر في الجنّة، و عمر في الجنّة، و عثمان في الجنّة، و علي في الجنّة، و طلحة في الجنّة، و الزبير في الجنّة، و عبد الرّحمن بن عوف و سعد في الجنة، و سعيد في الجنّة» [4732].

و رواه رياح بن الحارث عن سعيد بن زيد.

أخبرناه أبو علي الحسن بن المظفّر، أنا الحسن بن علي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي الواعظ قالا: أنا أحمد بن جعفر،

ص: 72


1- زيادة منا للإيضاح اقتضاها السياق، و يوافق ذلك عبارة الروايات السابقة للحديث. و اللفظة سقطت من الأصل و م.

نا عبد اللّه بن أحمد(1) ، حدّثني أبي، نا يحيى بن سعيد، عن صدقة بن المثنى، حدّثني جدي رياح بن الحارث أن(2) المغيرة بن شعبة كان في المسجد الأكبر و عنده أهل الكوفة عن يمينه و عن يساره، فجاء رجل يدعى سعيد بن زيد فحيّاه المغيرة و أجلسه عند رجليه على السرير، فجاء رجل من أهل الكوفة فاستقبل المغيرة فسبّ و سبّ فقال: من سبّ هذا يا مغيرة ؟ قال: سبّ علي بن أبي طالب، قال: يا مغيرة بن شعب، يا مغير بن شعب ثلاثا ألا أسمع أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يسبون عندك لا تنكر و لا تغير، فأنا أشهد على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بما سمعت آذاني(3) ، و وعاه قلبي من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فإني لم أكن أروي عنه كذبا، يسألني عنه إذا لقيته أنه قال:

«أبو بكر في الجنّة، و عمر في الجنّة، و علي في الجنّة، و عثمان في الجنّة، و طلحة في الجنّة، و الزّبير في الجنّة، و عبد الرّحمن في الجنّة، و سعد بن مالك في الجنّة، و تاسع المؤمنين في الجنّة» لو شئت أن أسميه لسميته، قال: فصبّح أهل المسجد يناشدونه: يا صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من التاسع ؟ قال: ناشدتموني باللّه، و اللّه عظيم(4) ، أنا تاسع المؤمنين و رسول اللّه العاشر، ثم أتبع ذلك يمينا قال: و اللّه لمشهد شهده رجل مع رسول(5) اللّه صلى اللّه عليه و سلم يغبر فيه وجهه مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أفضل من عمل أحدكم و لو عمّر عمر نوح [4733].

أخبرناه أبو المعالي الفارسي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين علي بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران، أنا أبو جعفر محمّد بن عمرو الرزاز.

ح و أخبرنا أبو حفص عمر بن محمّد بن الحسن الدّهستاني، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن عبد اللّه، أنا الحاكم أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه(6) ، أنا أبو عمرو بن يزيد السماك (7)- ببغداد - قالا: نا عبد الرّحمن بن محمّد بن منصور، نا يحيى بن سعيد، عن

ص: 73


1- مسند الإمام أحمد 187/1.
2- في المسند: «الحارث بن المغيرة أن شعبة» خطأ.
3- في المسند: أذناي.
4- كذا بالأصل، و كانت: و اللّه العظيم، و شطبت بخط و كتب مكانها: عظيم، و في المسند: و اللّه العظيم.
5- في المسند: شهده رجل يغبر فيه وجهه مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.
6- نسب قريش في سير الأعلام 162/17.
7- و اسمه عثمان بن أحمد بن عبد اللّه بن يزيد، ترجمته في سير الأعلام 444/15.

صدقة بن المثنى، حدّثني - زاد الفارسي - جدي، و قالا: رياح بن الحارث أن المغيرة ابن شعبة كان في المسجد الأكبر و عنده أهل الكوفة عن يمينه و عن يساره، فجاء رجل يدعى سعيد بن زيد فحيّاه المغيرة و أجلسه عند رجليه على السرير، فجاءه رجل من أهل الكوفة فاستقبله المغيرة فسبّ و سبّ، فقال: من يسبّ هذا يا مغيرة ؟ قال: يسبّ فلان بن فلان، فقال: يا مغير بن شعب أ لا تسمع أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يسبّون عندك فلا تنكر، و لا تغير، فأنا أشهد على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بما سمعته أذناي و وعاه قلبي من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فإني لم أكن لأروي عنه كذبا يسألني - و قال الدّهستاني: فيسألني - عنه إذا لقيته أنه قال:

«أبو بكر في الجنّة، و عمر في الجنّة، و عثمان في الجنّة، و علي في الجنّة، و طلحة في الجنّة، و الزّبير في الجنّة، و عبد الرّحمن بن عوف في الجنّة، و سعد بن مالك في الجنّة» و تاسع المؤمنين لو شئت أن أسميه سميته - و في حديث الفارسي: لسمّيته - قال:

فرجّ أهل المسجد يناشدونه: يا صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من التاسع ؟ قال: ناشدتموني باللّه، و اللّه عظيم، أنا تاسع المؤمنين، و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم العاشر، ثم أتبع ذلك يمينا، و اللّه لمشهد شهده رجل مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - و زاد الدّهستاني: اغبرّ فيه وجهه مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و قالا: - أفضل من عمل أحدكم و لو - و قال الدهستاني: - لو - عمّر عمر نوح، و حديثه أتم.

و رواه محمّد بن سيرين، عن سعيد:

أخبرناه أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا إسحاق بن حمدان النيسابوري، نا حام بن نوح، نا سلم بن سالم، أنا مخلد بن يزيد العتكي، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن سعيد بن زيد، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«عشرة من قريش في الجنة: رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في الجنة، و أبو بكر في الجنّة، و عمر في الجنّة، و عثمان في الجنّة، و علي في الجنّة، و طلحة في الجنّة، و الزّبير في الجنّة، و سعد في الجنّة، و عبد الرّحمن في الجنة» قيل لسعيد: و من العاشر؟ فبكى ثم قال:

سعيد بن زيد.

و رواه يزيد بن الحارث، عن سعيد:

أخبرناه أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه، ثم أخبرنا أبو عبد اللّه

ص: 74

محمّد بن إبراهيم بن جعفر المقرئ، قالا: أنا أبو الفرج سهل بن بشر قالا: أنا محمّد بن الحسين بن محمّد الطّفّال، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد الذّهلي(1) ، نا جعفر بن محمّد - هو - الفريابي، نا أبو أيوب سليمان بن عبد الرّحمن الدمشقي(2) ، نا سعدان بن يحيى، نا صدقة بن أبي عمران، عن أبي يعقوب، عن يزيد بن الحارث قال:

كنت جالسا عند المغيرة بن شعبة، و عنده شيخ من شيوخ بدر، كبير السن يقال له:

سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل فقال سعيد: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - سأله أبو بكر فقال:

يا رسول اللّه ليتني رأيت رجلا حيّا من أهل الجنة، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: - «هو ذا أنا من أهل الجنّة» فقال: يا رسول اللّه إني لست أشك فيك، فعدّ له و قال:

«يا أبا بكر فأنا من أهل الجنّة، و أنت من أهل الجنّة، و عمر من أهل الجنّة، و عثمان من أهل الجنّة، و علي من أهل الجنّة، و طلحة من أهل الجنّة، و الزّبير من أهل الجنّة، و عبد الرّحمن بن عوف من أهل الجنّة، و سعد بن مالك من أهل الجنّة» و العاشر لو شئت سميته، فناشدوه باللّه من العاشر، قال: أنا. رضي اللّه عنهم.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا أبو خيثمة - و في حديث ابن المقرئ: نا زهير - و يعقوب، - قال ابن حمدان: ابن إبراهيم؛ و قال ابن المقرئ: الدورقي(3) قالا: - نا هشيم، أنا حصين، عن هلال بن يساف، - و قال ابن حمدان: ابن أساف - عن عبد اللّه بن ظالم المازني، عن سعيد بن زيد - زاد ابن المقرئ: ابن عمرو بن نفيل - قال: أشهد على التسعة أنهم في الجنّة، و لو شهدت على العاشر لم آثم، قال: قيل: و كيف ذلك ؟ قال: كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بحراء فقال:

«اسكن حراء فإنه ليس عليك إلاّ نبيّ أو صدّيق أو شهيد» قال: قيل: - و قال ابن حمدان: فقيل: - من هم ؟ قال:

ص: 75


1- ترجمته في سير الأعلام 204/16.
2- ترجمته في سير الأعلام 136/11.
3- ترجمته في سير الأعلام 141/12.

«رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أبو بكر، و عمر، و عثمان، و طلحة، و الزبير، و سعد، و ابن عوف»(1) قال: فقيل: و قال ابن المقرئ: قيل: فمن العاشر؟ قال: هي نفسه - و في حديث ابن حمدان: قال: أنا - يعني نفسه، و روي عن المغيرة بن شعبة، عن سعيد.

أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد بن موسى المعدل، أنا أبو العباس محمّد بن أحمد بن محمّد السّليطي، أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن الحسن بن الشرقي، نا أحمد بن حفص، حدّثني أبي، حدّثني إبراهيم بن طهمان، عن الحجّاج بن الحجّاج، عن علي بن زيد بن جدعان، عن عدي بن ثابت، عن المغيرة بن شعبة، عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل أنه كان عاشر عشرة مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على حراء فتحرك حراء فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«اثبت حراء فإنه ليس عليك إلاّ نبيّ أو صدّيق أو شهيد» [4734]، و قال سعيد بن زيد: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول بعد ذلك:

«أبو بكر في الجنّة، و عمر في الجنّة، و عثمان في الجنّة، و عليّ في الجنّة، و طلحة في الجنّة، و الزّبير في الجنّة، و عبد الرّحمن بن عوف في الجنّة، و سعد بن مالك في الجنّة» فقال المغيرة بن شعبة لسعيد: أذكرك اللّه من التاسع ؟ قال: دعني عنك، فقال:

أذكرك اللّه من التاسع ؟ قال: فلم يزل به حتى قال: أنا التاسع، يقول سعيد بن زيد ذلك لنفسه [4735].

رواه يعقوب بن سفيان، عن أحمد بن حفص. و رواه زرّ بن حبيش عن سعيد.

أخبرناه أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي(2) ، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو سهل بن سعدويه، و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، قالا: أنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا داود بن عمرو بن زهير الضّبّي، نا صالح بن موسى الطلحي، عن عاصم بن بهدلة، عن زرّ بن حبيش، عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، قال: اختبأنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فوق حراء

ص: 76


1- كذا بالأصل ذكر أنهم تسعة، و عدّ فقط ثمانية و لعل التاسع سقط سهوا من الناسخ، و التاسع هو علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه و قد ذكر في م تسعة من بينهم علي بن أبي طالب.
2- بالأصل: «الحنزرواي» خطأ و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.

فلما استوينا عليه رجف بنا فضربه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بكفّه قال:

«اسكن حراء فإنه ليس عليك إلاّ نبيّ أو صدّيق أو شهيد» [4736].

و عليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أبو بكر، و عمر، و عثمان، و علي، و طلحة، و الزبير، و سعد، و عبد الرّحمن بن عوف، و سعيد بن زيد الذي حدث بالحديث.

و رواه سالم بن أبي الجعد عن سعيد:

أخبرناه أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(1) ، أنا يحيى بن سعيد الأموي، نا عبيدة بن معتّب، عن سالم بن أبي الجعد، عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«اثبت حراء فإنه ليس عليك إلاّ نبيّ أو صدّيق أو شهيد» قال: فسمّى تسعة:

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أبا بكر، و عمر، و عليا، و عثمان، و طلحة، و الزبير، و عبد الرّحمن بن عوف، و سعد بن مالك، و قال: لو شئت أن أسمي العاشر لفعلت - يعني نفسه -.

و قد رواه غير سعيد عن النبي صلى اللّه عليه و سلم: عثمان بن عفان، و عبد الرّحمن بن عوف، و عبد اللّه بن عبّاس، و عبد اللّه بن عمر، و أبو هريرة.

فأمّا رواية عثمان:

فأخبرنا بها أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو محمّد(2) هبة اللّه بن سهل، قالا: أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، نا أحمد بن محمّد بن عمر بن يونس، نا محمّد بن العباس الأموي، نا بشر بن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، نا أبي، نا أبي عمر بن عبد العزيز، نا أبان بن عثمان، حدّثني عثمان بن عفان قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على حراء فتحرك، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«اسكن حراء فما عليك إلاّ نبيّ أو صدّيق أو شهيد»، و عليه: رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أبو

ص: 77


1- طبقات ابن سعد 383/3.
2- سقطت من الأصل و استدركت عن هامشه و بجانبها كلمة صح، انظر ترجمته في سير الأعلام 14/20.

بكر، و عمر، و عثمان، و طلحة، و الزبير، و عبد الرّحمن بن عوف، و سعد بن أبي وقاص، و سعيد بن زيد.

و أمّا رواية ابن عوف:

فأخبرنا بها أبو القاسم بن السمرقندي، و أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، و أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن محمّد قالوا: أنا أبو محمّد الصّريفيني(1).

ح و أخبرنا بها أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن علي البيهقي، أنا القاضي أبو علي محمّد بن إسماعيل بن محمّد العراقي، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي - و في حديث العراقي: نا أبو القاسم البغوي مرتين - إملاء و قراءة - نا يحيى بن عبد الحميد الحمّاني، نا عبد العزيز بن محمّد الدّراوردي، عن عبد الرّحمن بن حميد بن عبد الرّحمن بن عوف، عن أبيه، عن جده عبد الرّحمن بن عوف قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«أبو بكر في الجنّة، و عمر في الجنّة، و عثمان في الجنّة، و علي في الجنّة، و طلحة في الجنّة، و الزّبير في الجنّة، و عبد الرّحمن بن عوف في الجنّة، و سعد بن أبي وقاص في الجنّة، و سعيد بن زيد في الجنّة، و أبو عبيدة في الجنّة» [4737].

و أمّا رواية ابن عبّاس:

فأخبرنا بها أبو الأعز(2) قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو حفص بن شاهين، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا أبو الربيع الزهراني، نا إسماعيل بن زكريا، عن النّضر أبي عمر الخزّاز.

ح و أخبرنا بها أبو القاسم بن السمرقندي، و أبو الفرج قوام بن زيد بن عيسى، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو الحسن الحربي، نا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، نا أبو الربيع سليمان بن داود(3) الزّهراني [نا](4) إسماعيل بن

ص: 78


1- بالأصل: الصيرفيني، خطأ و الصواب ما أثبت عن م، و اسمه عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه بن عمر، ترجمته في سير الأعلام 330/18.
2- تقرأ بالأصل: أبو الأغر، و الصواب ما أثبت، قياسا إلى سند مماثل، و انظر فهارس المطبوعة المجلدة العاشرة ص 53.
3- مطموسة بالأصل و الصواب ما أثبت عن م، انظر ترجمته في سير الأعلام 676/10.
4- زيادة لازمة للإيضاح عن م.

زكريا، عن النّضر الخزّاز، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على حراء فتزلزل - زاد البغوي: الجبل، و قالا: - فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«اثبت فما عليك إلاّ نبيّ أو صدّيق أو شهيد»، و عليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أبو بكر، و عمر، و عثمان، و علي، و طلحة، و الزبير، و عبد الرّحمن - زاد البغوي: ابن عوف - و سعد - زاد البغوي: بن أبي وقاص - و سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل. قال ابن شاهين: و هذا حديث غريب تفرد به النّضر أبو عمر الخزّاز(1) ، و لا أعلم حدث به عنه إلاّ إسماعيل بن زكريا، و يعرف بالأسدي.

و أخبرنا بها أبو المظفّر القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أمّ البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا محمّد بن الصّبّاح، و أبو الربيع كلاهما قالا:

- و في حديث ابن حمدان: و أبو الربيع الزهراني قالا: - نا إسماعيل بن زكريا، عن نضر الخزّاز، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على حراء فتزلزل الجبل فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«اثبت حراء فما عليك إلاّ نبيّ أو صدّيق أو شهيد»، و عليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أبو بكر، و عمر، و عثمان، و طلحة، و الزبير، و عبد الرّحمن بن عوف، و سعد بن أبي وقاص، و سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل [4738].

قال أبو يعلى: و كتبته من حديث أبي الربيع.

و أمّا رواية ابن عمر:

فأخبرنا بها أبو العلاء الحسن بن أحمد الحافظ - إذنا - أنا أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن ريذة(2) ، و محمّد بن عبد اللّه بن يوسف بن شمة الأصبهانيّان - بها - قالا: أنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطّبراني، نا أحمد بن الحسين بن عبد الملك المؤدب أبو الشمقمق بقصر ابن هبيرة، نا حامد بن يحيى البلخي، نا سفيان بن عيينة، عن سعيد بن الحسن، عن حبيب بن أبي

ص: 79


1- في م: الخزار.
2- بالأصل و م: «زيده» خطأ و الصواب ما أثبت و ضبط قياسا إلى سند مماثل، و قد مضى التعريف به.

ثابت، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«عشرة من قريش في الجنّة: أبو بكر في الجنّة، و عمر في الجنّة، و عثمان في الجنّة، و علي في الجنّة، و طلحة في الجنّة، و الزّبير في الجنّة، و سعيد بن زيد في الجنّة، و سعد في الجنّة، و عبد الرّحمن بن عوف في الجنّة، و أبو عبيدة بن الجرّاح في الجنّة»، قال الطّبراني: لم يروه عن حبيب، عن ابن عمر إلاّ سعيد، و لا عن سعيد إلاّ سفيان، تفرّد به حامد بن يحيى [4739].

و أمّا رواية أبي هريرة:

فأخبرنا بها أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبد اللّه بن محمّد بن زياد النيسابوري - إملاء - في شهر ربيع الآخر من سنة عشرين و ثلاثمائة.

ح و أخبرنا بها أبو القاسم أيضا، و أبو غالب محمّد بن أحمد بن الحسين بن قريش، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى - إملاء - قالا: أنا عيسى بن علي، نا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن زياد النيسابوري - إملاء -.

ح و أخبرنا بها أبو يعقوب يوسف بن أيوب بن الحسين، نا أبو الحسين بن المهتدي، نا عبيد اللّه بن أحمد الصّيدلاني، نا عبد اللّه بن محمّد بن زياد النيسابوري، نا أحمد بن عبد الرّحمن بن وهب، نا عمي عبد اللّه بن وهب، حدّثني - و في حديث المخلّص - نا - معاوية بن صالح، عن يحيى بن سعيد، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: صعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على جبل يقال له حراء معه أبو بكر، و عمر، و عثمان، و علي، و طلحة، و الزبير، و عبد الرحمن بن عوف، و سعد، و سعيد فتحرك الجبل فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«اسكن حراء فليس عليك إلاّ نبيّ و صدّيق، و شهيد»، فسكن الجبل، و في حديث المخلّص: أو صدّيق أو شهيد [4740].

و أخبرنا بها أبو العز بن كادش، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا علي بن محمّد بن أحمد بن نصير، عن عرفة، نا أبو القاسم عثمان بن إسماعيل بن بكر السكري، نا

ص: 80

عبد اللّه بن شبيب، نا ابن أبي أويس، نا سليمان بن بلال، حدّثني يحيى بن سعيد، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان على حراء فتحرك فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«اسكن حراء فإنما عليك نبيّ أو صدّيق أو شهيد»، و كان عليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أبو بكر، و عمر، و عثمان، و علي، و طلحة، و الزّبير، و سعيد.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبد اللّه بن محمّد بن زياد، حدّثني عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، قال:

سألت أبي عن الشهادة لأبي بكر و عمر أنهما في الجنّة قال: نعم، و اذهب إلى حديث سعيد بن زيد قال: أشهد أن النبي صلى اللّه عليه و سلم في الجنّة، قال: فكذلك أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم التسعة، و قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:

«أهل الجنّة عشرون و مائة صف، ثمانون منها من أمّتي، فإذا لم يكن أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم منهم فمن يكون ؟» (1)[4741].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن غانم بن أحمد الحدّاد، أنا عبد الرّحمن بن مندة، أنا أبي أبو عبد اللّه، أنا أحمد بن محمّد بن زياد، نا الحسن بن محمّد بن الصبّاح، ح قال: و أنا أبي قال: و أنا محمّد بن يعقوب المقرئ، نا محمّد بن إسحاق النيسابوري، نا محمّد بن جعفر بن الحارث، قالا: نا خالد بن عمرو بن سعيد بن العاص القرشي، نا سهل بن يوسف بن سهل بن مالك بن أخي كعب بن مالك، عن أبيه، عن جده أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لما رجع من حجة الوداع إلى المدينة، صعد المنبر فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال:

«يا أيها الناس، إن أبا بكر لم يسؤني قط فاعرفوا ذلك له، يا أيها الناس، إني راض عن عمر، و عثمان، و علي، و طلحة، و الزبير، و سعد، و عبد الرحمن بن عوف، و المهاجرين الأوّلين فاعرفوا ذلك لهم، يا أيها الناس، إن اللّه قد غفر لأهل بدر و الحديبية، أيها الناس احفظوني في أصحابي و أصهاري، و في أختاني لا يطلبنكم اللّه بمظلمة أحد منهم فإنها مما لا توهب، أيها الناس ارفعوا ألسنتكم عن المسلمين، و إذا

ص: 81


1- بعدها في م: آخر الرابع و الأربعين بعد المائتين.

مات أحد من المسلمين فقولوا فيه خيرا» [4742].

قال ابن منده: هذا حديث غريب لا يعرف إلاّ من هذا الوجه، و رواه شعيب بن إبراهيم، عن سيف بن عمر، عن ابن همّام سهل بن يوسف بن سهل، عن أبيه، عن جده، و قد أسقط ابن منده بين الحسن(1) الزّعفراني و بين خالد بن عمرو، و زكريا بن يحيى الطائي، و سليمان بن داود، و قد رواه ابن النحاس، عن ابن الأعرابي على الصواب.

أخبرنا به خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى القرشي، أنا علي بن الحسن بن الحسين الخلعي، أنا أبو محمّد عبد الرحمن بن عمر، نا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن زياد بن بشر بن الأعرابي - بمكة، قراءة عليه، و أنا أسمع عند باب منزله: - نا الحسن بن محمّد بن الصّبّاح الزّعفراني أبو علي، نا زكريا بن يحيى، نا سليمان بن داود، نا خالد بن عمرو بن محمّد الأموي، عن سهل بن يوسف بن سهل بن مالك، عن أبيه، عن جده قال: لما قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من حجة الوداع صعد المنبر فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال:

«يا أيها الناس، إن أبا بكر لم يسؤني قط، فاعرفوا ذلك له، يا أيّها الناس إني راض عن عمر، و عثمان، و علي، و طلحة بن عبيد اللّه، و الزّبير بن العوّام، و سعد بن مالك، و عبد الرحمن بن عوف، و المهاجرين الأوّلين فاعرفوا ذلك لهم، يا أيها الناس، إن اللّه قد غفر لأهل بدر و الحديبيّة، يا أيها الناس احفظوني في أختاني و أصهاري و أصحابي لا يطلبنكم اللّه بمظلمة أحد منهم، فإنها ليست مما توهب، يا أيها الناس ارفعوا ألسنتكم عن المسلمين و إذا مات الرجل لا تقولوا فيه إلاّ خيرا»، ثم نزل. و قد أسقط الزعفراني منه ذكر(2) سعيد [4743].

و قد وقع لي هذا الحديث من وجه آخر أعلى من رواية الزّعفراني و فيه ذكر سعيد.

أخبرنا أبو العز بن كادش، أنا أقضى القضاة أبو الحسن الماوردي سنة تسع و أربعين و أربعمائة، نا أبو علي الحسن بن علي بن محمّد الجبلي المؤدب، نا محمّد بن

ص: 82


1- بالأصل: الحسين، و الصواب ما أثبت عن م، و سيرد صوابا في الحديث التالي، و انظر ترجمته في سير الأعلام 262/12.
2- بالأصل: و ذكر، و المثبت عن م.

أحمد بن عمرو اللؤلؤي، نا علي بن عبد الحميد القزويني، نا محمّد بن معاوية النيسابوري، نا خالد بن عمرو بن محمّد بن سعيد بن العاص، نا يوسف بن سهل بن يوسف بن مالك الأنصاري(1) ، عن أبيه، عن جده(2) أن النبي صلى اللّه عليه و سلم لما رجع من مكة إلى المدينة، قام خطيبا فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال:

«أيها الناس، إن أبا بكر الصّدّيق لم يسؤني قط، فاعرفوا ذلك له، يا أيها الناس إني راض عن أبي بكر، و عمر، و عثمان، و علي، و طلحة، و الزّبير، و عبد الرحمن، و سعد، و سعيد بن زيد، و المهاجرين الأوّلين فاعرفوا ذلك لهم، يا أيها الناس إن اللّه تعالى قد غفر لأهل بدر و الحديبيّة، يا أيها الناس لا تؤذوني في أصحابي، و لا في أصهاري، و لا يطالبنكم أحد منهم بمظلمة فإنها مظلمة لا توهب في القيامة لأحد من الناس، يا أيها الناس ارفعوا ألسنتكم عن المسلمين، و إذا مات الميت فقولوا فيه خيرا»، كذا وقع في هذه الرواية، و إنما هو سهل بن يوسف بن سهل بن مالك [4744].

أنبأنا أبو المكارم أحمد بن عبد الباقي بن الحسن بن منازل، أنا المبارك بن عبد الجبار بن أحمد، أنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر الشيرازي، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن حمّة، نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي يعقوب، نا محمّد بن حميد الرازي، نا جرير بن عبد الحميد، عن ثعلبة بن سهيل، عن جعفر بن أبي المغيرة الخزاعي، عن سعيد بن جبير، قال:

كان مقام أبي بكر، [و عمر](3) ، و عثمان، و علي، و طلحة، و الزبير، و سعد، و عبد الرّحمن بن عوف، و سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، كانوا أمام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في القتال و خلفه في الصّلاة في الصّف و ليس لأحد من المهاجرين و الأنصار يقوم مقام أحد منهم غاب أم شهد.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان الفقيه.

ص: 83


1- كذا ورد اسمه هنا، و قد تقدم في أكثر من رواية سابقة «سهل بن يوسف بن سهل بن مالك» و سينبه المصنف في آخر الحديث إلى الصواب.
2- لم يرد ذكر سعيد في هذا الإسناد خلافا لما صدّر به المصنف الحديث.
3- سقطت من الأصل و استدركت على هامشه و بجانبها كلمة صح.

ح و أخبرنا أبو سهل، و أبو عبد اللّه قالا: أنا إبراهيم، أنا أبو بكر، قالا: أنا أبو يعلى، نا أبو الربيع، نا حمّاد، عن هشام بن عروة، عن أبيه:

أن أروى بنت أويس ادّعت على سعيد بن زيد انه أخذ شيئا من أرضها فخاصمته إلى مروان بن الحكم فقال سعيد: أنا كنت آخذ من أرضها شيئا بعد الذي سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: و ما ذا سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«من أخذ شيئا من الأرض طوّقه إلى سبع أرضين» فقال له مروان: لا أسألك بيّنة بعد هذا، فقال: اللّهم إن كانت كاذبة فاعم بصرها، و اقتلها في أرضها، قال: فما ماتت حتى ذهب بصرها و بينا هي تمشي في أرضها إذ وقعت في حفرة فماتت (1)[4745].

رواه مسلم عن أبي الربيع(2).

أخبرنا أبو المظفّر، أنا أبو سعد، أنا أبو عمرو(3).

ح و أخبرنا أبو سهل، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا إبراهيم، أنا أبو بكر، قالا: أنا أبو يعلى، نا أحمد بن عيسى.

ح و أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه، أنا طاهر بن عبد اللّه، أنا علي بن عمر بن محمّد الحربي، نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصّوفي، نا أحمد بن عيسى المصري سنة ثمان و عشرين و مائتين، نا ابن وهب، أخبرني عمر بن محمّد أن أباه حدثه عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل:

أن أروى خاصمته في أرض فقال - زاد الصوفي: إني و قالا: - سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«من أخذ شبرا من الأرض بغير حقّه طوّقه إلى - و قال أبو يعلى: من - سبع أرضين يوم القيامة» ثم قال: اللّهم إن كانت كاذبة فاعم بصرها، و اجعل قبرها في بئرها - و قال أبو يعلى: في دارها - قال: فرأيتها عمياء تلتمس الجدر، تقول: أصابتني دعوة سعيد بن

ص: 84


1- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 137/1 من طريق هشام بن عروة و انظر تخريجه فيه.
2- صحيح مسلم، 22 كتاب المساقاة، 30 باب ح (1610) عن أبي الربيع العتكي. ص 1231/3.
3- يعني أبو المظفر القشيري، و أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الجنزرودي، و أبو عمرو بن حمدان الحيري.

زيد - زاد الصوفي قال: - و قالا: فبينا هي تمشي في الدار خرّت في بئر في الدّار فوقعت فيها، فكانت قبرها.

رواه مسلم عن حرملة، عن ابن وهب(1).

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكار، حدّثني إبراهيم بن حمزة، عن المغيرة بن عبد الرّحمن، عن عبد اللّه بن عمر بن حفص، عن نافع، عن ابن عمر:

أن مروان أرسل إلى سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، ناسا يكلمونه في شأن أروى بنت أويس، و خاصمته في شيء، فقال: تروني ظلمتها و قد سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«من ظلم شبرا من الأرض طوّقه يوم القيامة من سبع أرضين»، اللّهم إن كانت كاذبة فلا تمتها حتى تعمي بصرها، و تجعل قبرها في بئرها، قال: فو اللّه ما ماتت حتى ذهب بصرها، و خرجت تمشي في دارها و هي حذرة فوقعت في بئرها، فماتت، فكانت قبرها (2)[4746].

قال(3): و حدّثني إبراهيم بن حمزة، حدّثني عبد العزيز بن أبي حازم، عن العلاء بن عبد الرّحمن،(4) عن أبيه: أنّ أروى بنت أويس استعدت مروان بن الحكم - و هو والي المدينة - على سعيد بن زيد في أرضه بالشجوة(5) ، و قالت: إنه قد أخذ حقي و أدخل صفيرتي في أرضه بالشجرة(6) ، قال سعيد: كيف أظلمها و قد سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«من اقتطع شبرا من الأرض ظلما طوّقه اللّه من سبع أرضين يوم القيامة»، و ترك لها سعيد ما ادّعت، و قال: اللّهم إن كانت أروى ظلمتني فاعم بصرها، و اجعل قبرها في

ص: 85


1- صحيح مسلم 22 كتاب المساقاة (30) باب، ح (1610) عن حرملة بن يحيى. ص 1230/3.
2- الخبر من هذه الطريق في الاستيعاب 5/2 و 6 هامش الإصابة.
3- القائل هو الزبير بن بكار كما يفهم من السياق، و انظر الاستيعاب 6/2 هامش الإصابة.
4- في الاستيعاب: «عن العلاء بن الحضرمي عن عبد الرحمن عن أبيه» و فيه تحريف و تقديم و تأخير، و الصواب ما أثبتناه، و نظير سير الأعلام 137/1-138. و في م: الفلاس عبد الرحمن خطأ.
5- كذا بالأصل و م و في الاستيعاب: «بالشحر».
6- كذا، و تقدم «بالشجوة» و لم أحلهما.

بئرها، فعميت أروى و جاء سيل فأبدى عن ضفيرتها و حقها(1) خارجا من حق سعيد فجاء سعيد إلى مروان فقال له: أقسمت عليك لتركبنّ معي و لتنظرنّ إلى ضفيرتها و حقها، فركب مروان معه و ركب الناس معه حتى نظروا إليها قالوا: و إن أروى خرجت في بعض حاجتها بعد ما عميت فوقعت في البئر فماتت.

قال إبراهيم بن حمزة: و سمعت عبد العزيز بن أبي حازم يقول: سألت أروى سعيدا أن يدعو لها و قالت: إني ظلمتك، فقال: لا أرد على اللّه شيئا أعطانيه قال: و كان أهل المدينة يدعو بعضهم على بعض فيقول: أعماك اللّه عمى أروى - يريدونها ثم صار أهل الجهل يقولون أعماك اللّه عمى الأروى - يريدون الأروى التي بالجبل - يظنونها شديدة العمى(2).

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل الفضيلي، أنا أبو القاسم أحمد بن محمّد الخليلي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن الحسن الخزاعي، أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي، نا محمّد بن عبيد اللّه بن المنادي، نا يونس بن محمّد، نا ليث بن سعد، عن يزيد بن الهاد، عن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم قال: جاءت أروى بنت أويس(3) إلى أبي محمّد بن عمرو بن حزم فقالت: يا أبا عبد الملك إن سعيد بن زيد قد بنى ضفيرة في حقي، فائته فكلمه أن ينزع من حقي فو اللّه إن لم يفعل لأصيحن به في مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال لها: لا تؤذي صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و ما كان ليظلمك، و ما كان ليأخذ لك حقا. فخرجت فجاءت عمارة بن عمرو، [و](4) عبد اللّه بن مسلمة فقالت لهما: ائتيا سعيد بن زيد فإنه ظلمني و بنى في حقي، فو اللّه لئن لم ينزع لأصيحن به في مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فخرجا حتى أتياه في أرضه بالعقيق، فقال لهما: ما أتى بكما؟ قالا: جاءتنا أروى بنت أويس فزعمت أنك بنيت في حقها، و حلفت باللّه لئن لم تنزع لأصيحن(5) به في مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فأحببنا أن نأتيك و نذكّرك، فقال: إني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

ص: 86


1- في الاستيعاب: فرأوا حقها خارجا.
2- راجع الاستيعاب 6/2.
3- في الإصابة 46/2 أروى بنت أنيس.
4- زيادة لازمة للإيضاح.
5- في الاستيعاب: لتصيحن بك.

«من أخذ شبرا من الأرض بغير حق طوّقه يوم القيامة من سبع أرضين» لتأتين فلتأخذن ما كان لها من حق، اللّهمّ فإن كانت كذبت عليّ فلا تمتها حتى تعمي بصرها، و تجعل منيتها فيها، ارجعوا فأخبروها ذلك، قال: فجاءت فهدمت الضفيرة و بنت بنيانا فلم يلبث إلاّ قليلا حتى عميت، [و كانت](1) تقوم من الليل و معها جارية لها تقودها لتوقظ العمال فقامت ليلة، و تركت الجارية لم توقظها فخرجت [تمشي](2) حتى سقطت في البئر فأصبحت فيه ميّتة(3).

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم الحافظ(4) ، نا أبو عمرو بن حمدان، نا الحسن بن سفيان، نا أحمد بن عيسى، نا ابن وهب، أخبرني يونس، عن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم: أن أروى استعدت على سعيد بن زيد [إلى](5) مروان بن الحكم فقال سعيد: اللّهم إنها قد زعمت أني ظلمتها، فإن كانت كاذبة فاعم بصرها و ألقها في بئرها، و أظهر من حقي نورا بيّن للمسلمين أنّي لم أظلمها، قال: فبينا هم على ذلك إذ سال العقيق بسيل لم يسل مثله قط، فكشف عن الحدّ(6) الذي كانا يختلفان فيه، فإذا سعيد قد كان في ذلك صادقا، و لم نلبث إلاّ يسيرا(7) حتى عميت، فبينا هي تطوف في أرضها تلك فسقطت في بئرها، قال: فكنا و نحن غلمان نسمع الإنسان يقول للإنسان: أعماك اللّه كما أعمى الأروى. فلا يظن إلاّ أنه يريد الأروى التي من الوحش، فإذا هو إنما كان ذلك لما أصاب أروى من دعوة سعيد بن زيد.

و مما يتحدث الناس به ممّا استجاب اللّه له سؤله قال(8): و نا الحسن بن سفيان، نا محمّد بن رمح بن مهاجر، نا ابن لهيعة، عن محمّد بن زيد بن مهاجر أنه سمع أبا غطفان المرّي يخبر:

ص: 87


1- بياض بالأصل، و يوجد علامة تحويل إلى الهامش، لكنه لم يكتب شيئا به، و اللفظة استدركت عن الاستيعاب 7/2.
2- الزيادة عن الاستيعاب 8/2.
3- الخبر نقله ابن عبد البر من طريق عبد الوارث بن سفيان بسنده إلى أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم.
4- الخبر في حلية الأولياء 96/1-97.
5- زيادة لازمة عن حلية الأولياء.
6- تقرأ بالأصل و م: «الحر» و المثبت عن الحلية.
7- في الحلية المطبوعة: «إلاّ شهرا». و بهامشها عن إحدى النسخ: «إلاّ يسيرا».
8- القائل هو أبو عمرو بن حمدان كما يفهم من سياق عبارة حلية الأولياء 97/1.

أن أروى بنت أويس أتت مروان بن الحكم مستغيثة من سعيد بن زيد و قالت:

ظلمني أرضي و غلبني على حقي - و كان جارها بالعقيق - فركب إليه عاصم بن عمر فقال: أنا أظلم أروى حقها؟ فو اللّه لقد أبقيت(1) لها ستمائة ذراع من أرضي من أجل حديث سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«من أخذ من حق امرئ من المسلمين شيئا بغير حق طوّقه يوم القيامة حتى سبع أرضين» قومي يا أروى فخذي الذي تزعمين أنه حقك، فقامت فتسحبت(2) في حقه فقال: اللّهم إن كانت ظالمة فاعم بصرها و اقتلها في بئرها، فعميت و وقعت في بئرها فماتت.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو الحسن بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل - إجازة -، نا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، أنا مصعب قال: قيل لعمر: لم لا تدخل سعيد بن زيد في الشورى ؟ فقال: حسبنا منها.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا وهب بن بقية(3) ، أنا خالد بن عبد اللّه، عن عطاء بن السائب، عن محارب بن دثار(4) ، عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، قال:

كتب معاوية إلى مروان بالمدينة يبايع لابنه(5) يزيد فقال رجل من أهل الشام: ما يحبسك ؟ قال: حتى يجيء سعيد بن زيد فيبايع، فإنه سيّد أهل البلد، إذا بايع بايع الناس، قال: أ فلا أذهب فآتيك به ؟ قال: فجاء الشامي و أنا مع أبي في الدار، قال: انطلق فبايع، قال: انطلق فسأجيء فأبايع فقال: لتنطلقن أو لأضرب عنقك، قال: تضرب عنقي، فو اللّه إنك لتدعوني إلى قوم أنا قاتلتهم على الإسلام، قال: فرجع إلى مروان فأخبره، فقال له مروان: اسكت، قال: و ماتت أم المؤمنين أظنها زينب، فأوصت أن يصلّي عليها سعيد بن زيد، فقال الشامي: ما يحبسك أن تصلي على أم المؤمنين ؟ قال:

ص: 88


1- في الحلية: ألقيت.
2- مهملة بالأصل و م بدون نقط و رسمها: بببببحبب» و المثبت عن الحلية.
3- ترجمته في سير الأعلام 462/11.
4- ترجمته في سير الأعلام 217/5.
5- بالأصل: لأبيه، خطأ، و مهملة بدون نقط في م و الصواب عن سير الأعلام.

انتظر الذي أردت أن تضرب عنقه، فإنها أوصت أن يصلي عليها، فقال الشامي:

أستغفر اللّه.

قال: و أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني جدي، نا جرير، عن عطاء بن السّائب، عن محارب بن دثار، قال: لما توفيت أمّ سلمة أوصت أن يصلّي عليها سعيد بن زيد، فقال الشامي: ما يحبسك أن تصلي على أمّ المؤمنين ؟ قال: أنتظر الذي أردت أن تضرب عنقه، فإنها أوصت أن يصلّي عليها، فقال الشامي: أستغفر اللّه(1).

قال: و أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني جدي، نا جرير، عن عطاء بن السّائب، عن محارب بن دثار، قال: لما توفيت أمّ سلمة أوصت أن يصلّي عليها سعيد بن زيد(2) ، و كان أمير المدينة يومئذ مروان.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

ح و أخبرنا أبو محمّد السّلمي، نا أبو بكر الخطيب، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا عمار بن الحسن، نا جرير، عن عطاء بن السائب، عن محارب بن دثار قال: كان مروان على المدينة فأمر الناس أن يبايعوا ليزيد، و أرسل إلى سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل أهل الشام يدعوه إلى البيعة، قال: فخرج رجل أشعث أغبر رثّ الهيئة فقال: يأمرني مروان أن أبايع لقوم ضربتهم بسيفي حتى أسلموا، و اللّه ما أسلموا، و لكن استسلموا فقال أهل الشام: مجنون(3).

قال: و مات بعض أزواج النبي صلى اللّه عليه و سلم - قال غيره: أظنها ميمونة - و أوصت أن يصلّي عليها سعيد بن زيد، فلما حضرت الجنازة قال أهل الشام: أ لا تصلي عليها أيها الأمير؟ قال: إنها أوصت أن يصلّي عليها ذلك المجنون، فانتظروا حتى جاء سعيد فصلّى عليها.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان قال: و أنشد لسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل:

ص: 89


1- كذا و يبدو أنه مكرر، و لم يذكر في م إلاّ مرة واحدة.
2- عقب ابن حجر في الإصابة 460/4 في ترجمة أم سلمة قال: فإن سعيدا مات سنة خمسين أو سنة إحدى و خمسين أو اثنتين فيلزم منه أن تكون ماتت قبل ذلك و ليس كذلك اتفاقا و يمكن تأويله بأنها مرضت فأوصت بذلك ثم عوفيت فمات سعيد قبلها و اللّه أعلم.
3- رسمها بالأصل: «خفون» كذا و لا معنى لها، و المثبت عن م و انظر مختصر ابن منظور 302/9.

ويك أن من يكن له نشب يح *** بب و من يفتقر يعش عيش ضرّ

و يحسب سرّ النجيّ و لك *** نّ أخا المال محضر كلّ شرّ(1)

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(2) ، أنا أنس بن عياض الليثي، عن يحيى بن سعيد، أخبرني نافع، عن عبد اللّه بن عمر: أنه استصرخ على سعيد(3) بن زيد بن عمرو بن نفيل يوم الجمعة بعد ما ارتفع الضحى فأتاه ابن عمر بالعقيق و ترك الجمعة(4).

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم، نا أبو إسحاق إبراهيم بن [عبد اللّه](5) ، نا محمّد بن إسحاق، نا قتيبة بن سعيد، نا الليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد، عن نافع: أن(6) ابن عمر ذكر له أن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل - و كان بدريّا - مرض في يوم جمعة، فركب إليه بعد أن تعالى النهار، و اقتربت الجمعة، و ترك الجمعة.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عبد اللّه القاسم بن الفضل بن محمود الثقفي.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الحسن هبة اللّه بن عبد الرزاق بن محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا إسماعيل بن محمّد الصفّار، نا سعدان بن نصر، نا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن إسماعيل بن عبد الرّحمن: أن ابن عمر دعي يوم الجمعة و هو يستجمر للجمعة إلى سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل و هو يموت، فأتاه و ترك الجمعة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد(7)

ص: 90


1- نسبا بحواشي مختصر ابن منظور 302/9 لزيد بن نفيل والد سعيد، و قيل هما: لنبيه بن الحجّاج السهمي.
2- طبقات ابن سعد 383/3 و 384.
3- اللفظتان: «على سعيد» غير واضحتين بالتصوير، و المثبت عن م و ابن سعد.
4- اللفظة ممحوة بالأصل، و المثبت عن ابن سعد و م.
5- كلمة ممحوة بالأصل، و اللفظة استدركت عن م.
6- كلمة ممحوة بالأصل، و المثبت «أن» عن م.
7- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

قال: و أخبرني الهيثم بن عدي قال: مات سعيد بن زيد بالكوفة في زمن معاوية، و صلّى عليه المغيرة بن شعبة، و هو يومئذ والي(1). هذا وهم، و المحفوظ أنه مات بالمدينة(2).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا داود بن رشيد، نا سعيد بن مسلمة، نا إسماعيل بن أمية، عن نافع قال: مات سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل - و كان بدريا - فقالت أم سعيد لعبد اللّه بن عمر: أ تحنطه بالمسك ؟ قال: و أيّ طيب أطيب من المسك ؟ هلمي مسكا فناولته إياه، فقال: و لم نكن(3) نصنع كما تصنعون كنا نتبع بحناطه مراقه و مغابنه(4).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، أنا أبو زرعة(5) ، نا أبو مسهر، نا مالك بن أنس: أن سعد بن أبي وقاص، و سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل هلكا بالعقيق(6) فحملا إلى المدينة، و دفنا بالمدينة.

قال: و نا أبو زرعة(7) قال: و أخبرني يحيى بن صالح الوحاظي، نا سليمان بن بلال، نا الجعيد بن عبد الرّحمن(8) ، عن عائشة بنت سعد(9) قالت: مات سعيد بن زيد بالعقيق فغسّله سعد و كفّنه و خرج معه.

أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنا أبو بكر البيهقي(10) ، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أخبرني أبو الحسين محمّد بن يعقوب، أنا أبو العباس محمّد بن إسحاق الثقفي، نا قتيبة بن سعيد الثقفي، نا الليث، عن يحيى، عن نافع: أن ابن عمر ذكر له أن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل - و كان بدريا - مرض في يوم الجمعة فراح إليه بعد أن تعالى النهار

ص: 91


1- كذا بالأصل بإثبات الياء.
2- انظر تهذيب التهذيب 306/2 و سير الأعلام 140/1 و الإصابة 46/2.
3- الأصل: يكن.
4- المغابن جمع مغبن كمنزل و هو الإبط (القاموس).
5- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 222/1.
6- انظر فيه معجم البلدان.
7- تاريخ أبي زرعة 223/1.
8- ترجمته في تهذيب التهذيب ط الهند 80/2.
9- هي عائشة بنت سعد بن أبي وقّاص توفيت سنة 117 ه - انظر تهذيب التهذيب ط الهند 436/12.
10- سنن البيهقي 185/3.

و اقترب الجمعة، و ترك الجمعة.

رواه البخاري عن قتيبة(1).

أخبرتنا أمّ البهاء فاطمة بنت البغدادي، قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر الرازي، نا عبيد اللّه بن سعد، نا عمي، نا عبيد اللّه بن عمر، عن نافع: أن سعيد بن زيد لما ثقل خرج إليه - يعني ابن عمر - و ذلك يوم جمعة، و كان خارجا من المدينة عند بئر عروة فغسّله و حنطه و كفّنه، و صلّى عليه.

قال مصعب بن عبد اللّه: سعيد بن زيد يكنى أبا الأعور.

قال: و نا عبيد اللّه بن سعد، نا أخي إبراهيم بن سعد، نا مطرف، عن مالك أنه سمع غير واحد يقول: إن سعد بن أبي وقاص، و سعيد بن زيد ماتا بالعقيق، و حملا إلى المدينة و دفنا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، قالا: نا محمّد بن سعد(2) ، أنا محمّد بن عمر، نا عبد الملك بن زيد - و قال ابن أبي الدنيا بن يزيد - من ولد سعيد بن زيد - عن أبيه قال: توفي سعيد بن زيد بالعقيق فحمل على رقاب الرجال فدفن بالمدينة و نزل في حفرته سعد و ابن عمر، و ذلك سنة خمسين أو إحدى و خمسين، و كان يوم مات ابن بضع و سبعين سنة، و كان رجلا طوالا، أدم، أشعر.

قال محمّد بن عمر(3): و هو أثبت عندنا لا اختلاف فيه بين أهل البلد، و أهل العلم قبلنا أن سعيد بن زيد مات بالعقيق، و حمل فدفن بالمدينة، و شهد سعد بن أبي وقاص و ابن عمر و أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و قومه و أهل بيته، و ولده على ذلك يعرفونه و يروونه، و روى أهل الكوفة أنه مات عندهم بالكوفة في خلافة معاوية، و صلّى عليه المغيرة و هو يومئذ والي الكوفة لمعاوية.

أخبرنا أبو البركات، أنا ثابت بن بندار، أنا محمّد بن علي، أنا محمّد بن أحمد،

ص: 92


1- صحيح البخاري، كتاب المغازي رقم 3990.
2- طبقات ابن سعد 385/3.
3- طبقات ابن سعد 385/3.

أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل، نا أبي، نا الواقدي قال: و توفي سعيد بن زيد سنة إحدى و خمسين - و هو يومئذ ابن بضع و سبعين - قبر بالمدينة و نزل في قبره سعد و ابن عمر.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو القاسم [عيسى](1) بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني أحمد بن زهير، عن المدائني، قالوا: مات أبو الأعور سعيد بن زيد سنة إحدى و خمسين، و هو ابن ثلاث و سبعين سنة.

و قال محمّد بن عمر: كان سعيد بن زيد رجلا أدم، طويل الشعر، قبر بالمدينة، و الذي يعرف ممّن نزل في قبره: سعد بن أبي وقاص، و ابن عمر.

قال: و نا عبد اللّه بن محمّد قال: سمعت هارون بن عبد اللّه يقول: مات سعيد بن زيد بالعقيق.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، نا محمّد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص الفلاس، فقال: و مات سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل سنة إحدى و خمسين، و هو يومئذ ابن أربع و سبعين سنة، و كان يكنى أبا الأعور و كان رجلا أدم، طويلا أشعر، دفن بالمدينة، دخل قبره سعد بن أبي وقاص، و ابن عمر.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، أنا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط(2) قال: و فيها - يعني سنة إحدى و خمسين - مات سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد قالا: أنا أبو نعيم، نا سليمان بن أحمد، نا أبو الزّنباع، نا يحيى بن بكير، قال: توفي سعيد بن زيد و سنه بضع و سبعون سنة، سنة إحدى و خمسين، و نزل في قبره سعد و ابن عمر.

قال: و نا محمّد بن علي بن حسن، نا محمّد بن عبدوس بن كامل، نا محمّد بن عبد اللّه بن نمير، قال: مات سعيد بن زيد سنة إحدى و خمسين بالمدينة.

ص: 93


1- الزيادة عن م.
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 218.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم، أنا نعمة اللّه بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني الحسن بن سفيان، نا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق، قال: سمعت أبا عمر الضرير قال: توفي سعيد بن زيد بالمدينة سنة إحدى و خمسين.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن عبد العزيز التميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان الرّبعي قال: قال الواقدي: فيها - يعني سنة إحدى و خمسين - مات سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، و يكنى أبا الأعور بالمدينة و هو ابن بضع و ستين(1) سنة، قال الهيثم - يعني في هذه السنة - مات سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، و قال المدائني: فيها مات سعيد بن زيد، و ذكر أن أباه أخبره عن أحمد بن عبيد بن ناصح، عن المدائني، و الهيثم، و أن أباه حدثه عن إبراهيم بن عبد اللّه، عن محمّد بن سعد، عن الواقدي بذلك.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا أبو [محمّد](2) عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي محمّد بن المغيرة، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم، قال: سنة إحدى و خمسين - فيها - توفي سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بالمدينة(3) ، و قال بعضهم: بالكوفة(4).

أخبرنا أبو محمّد السّلمي، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال: و يقال فيها - يعني سنة إحدى و خمسين - مات أبو الأعور سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل.

أخبرتنا أمّ البهاء بنت البغدادي، قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو الطيب المنبجي، نا عبيد اللّه بن سعد الزهري، قال: مات

ص: 94


1- كذا بالأصل و م و في سير الأعلام و الإصابة نقلا عن الواقدي: ابن بضع و سبعين.
2- سقطت من الأصل و استدركت على هامشه و بجانبها كلمة صح.
3- انظر سير الأعلام 140/1.
4- و هو قول انفرد به الهيثم بن عدي كما تقدم، انظر سير الأعلام 140/1 و الإصابة 46/2.

سعيد بن زيد سنة ثنتين و خمسين(1).

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل الباقلاني، و أبو الحسين الصيرفي، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب، و محمّد - زاد الباقلاني: و محمّد بن الحسن - قالا: - أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل(2) قال: و قال المكي: حدّثنا الجعيد، عن عائشة بنت سعد قالت: أوذن(3) سعد بسعيد و هلك بالعقيق، و مات سعيد سنة ثمان و خمسين.

2478 - سعيد بن زيد الكلبي مولاهم

كان على حرس يزيد بن معاوية، له ذكر.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن علي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة(4) قال: و على خاتمه - يعني يزيد - زمل بن عمرو، و على حرسه سعيد بن زيد مولى لكلب.

2479 - سعيد بن سالم

صاحب الأوزاعي.

حكى عن الأوزاعي.

حكى عنه عمرو بن أبي سلمة.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، قالا: أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف - إجازة - أنا أبو الحسن علي بن موسى بن السمسار، أنا أبو سليمان محمّد بن عبد اللّه بن زبر، نا محمّد بن يوسف الهروي، نا محمّد بن مهدي بن جعفر الرّملي، نا عمرو بن أبي سلمة، نا سعيد بن سالم - صاحب الأوزاعي - قال: قدم أبو مرحوم من مكة على الأوزاعي فأهدى له طوائف(5) من طوائف مكة، فقال له

ص: 95


1- سير الأعلام 140/1 و تهذيب التهذيب 306/2.
2- التاريخ الكبير 453/3.
3- في البخاري: «أذن».
4- لم أجد له ذكرا لا في تاريخ خليفة و لا في طبقاته.
5- كذا بالأصل، و في م: طرائق من طرائق مكة.

الأوزاعي: إن شئت قبلت هديتك و لم تسمع مني حرفا، و إن شئت فاقبض هديتك و اسمع.

2480 - سعيد بن أبي سعيد أخو يزيد بن أبي سعيد النحوي

مولى لقريش من أهل مرو، و يقال: إنه أزدي بطن يقال لهم بنو نحو(1).

وفد على عمر بن عبد العزيز.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو بكر أحمد بن الفضل بن محمّد الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا أبو العباس القاسم بن عبد اللّه بن مهدي اليساري، قال: قال جدي أحمد بن يسار: سعيد بن أبي سعيد هو أخو يزيد النحوي، و كان أكبر منه، و كان خيّرا فاضلا، له ذكر و صلاح، ذكر لنا أنه وفد على عمر بن عبد العزيز، و كلّمه في أمر الموالي حتى أقام لهم الانزال.

قال أحمد بن يسار: و سألني محمّد بن علي بن الحسن فقال: يزيد النحوي يزيد بن من ؟ قلت: يزيد بن أبي سعيد، قال: عندك غير هذا؟ قلت: لا، قال: أما إنه قد كان له أخ يقال له سعيد، و سألني أحمد بن حنبل فقال: يزيد النحوي ابن من ؟ فلم يكن عندي شيء، و لم يبلغنا اسم أبيه.

أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أخبرني أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد، نا عبيد اللّه بن محمّد الحوشبي(2) ، نا أبو بكر عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث(3) ، قال: يزيد النحوي هو يزيد بن أبي سعيد، و هو من بطن من الأزد يقال لهم بنو نحو(4) ليسوا من نحو العربية، و لم يرو منهم الحديث، إلاّ رجلان أحدهما هذا؛ و سائر من يقال له النحوي، فمن(5) نحو العربية: شيبان بن عبد الرّحمن النحوي، و هارون بن موسى النحوي، و أبو زيد النحوي.

ص: 96


1- و هو نحو بن شمس بن مالك بن فهم بن الأزد، و يقال: بنو نحوة انظر الأنساب (النحوي).
2- بالأصل: الحرشبي، و الصواب عن م و ترجمته في تاريخ بغداد 361/10.
3- الخبر في الأنساب (النحوي) عن أبي بكر بن أبي داود، و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 462/9.
4- في الأنساب: بنو نحوة.
5- بالأصل: ممن، و المثبت عن الأنساب.

2481 - سعيد بن سعدون

ممن قدم صحبة أحمد بن طولون دمشق حين قدمها لخلع أبي أحمد الموفق سنة تسع و ستين و مائتين، كما ذكر أبو عمر محمّد بن يوسف الكندي المصري(1).

2482 - سعيد بن أبي سفيان بن حرب بن خالد ابن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي

كان يسكن الصفوانية(2) خارج باب توما، و كانت لجده خالد بن يزيد بن معاوية.

له ذكر.

و ذكره أحمد بن حميد(3) بن أبي العجائز أيضا في تسمية من كان بدمشق من بني أمية، و ذكر امرأته عائشة ابنة سعيد بن عبد اللّه بن الوليد بن عثمان بن عفان، و ذكر ابنيه حرب بن سعيد ابن عشر سنين، و يحيى بن سعيد ابن ثلاث سنين، و ابنته كبيشة بنت سعيد عاتق.

2483 - سعيد بن سليمان بن عبد الملك بن مروان ابن الحكم بن أبي العاص بن أمية الأموي

له عقب و ذكر.

2484 - سعيد بن سليمان بن عتاب

حكى عنه أبو بكر أحمد بن المعلّى الأسدي حكاية في أخبار أبي العميطر.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي، حدّثني محمّد بن أحمد بن غزوان، نا أحمد بن المعلّى، نا سعيد بن سليمان بن عتاب قال: كان الركيبي يأخذ البيعة لأبي العميطر على الناس في الأسواق، و كان يدور على منازل أهل دمشق فمن خرج إليه أخذ عليه البيعة و من لم يخرج يقول: يا غلام سمّر بابه، و اشمت به جاره.

ص: 97


1- انظر ولاة مصر للكندي ص 252 و ذكره مع عدة رجال خرجوا من مصر إلى دمشق اجتمعوا فيها و حضروا مراسم كتاب أحمد بن طولون بخلع أبي أحمد الموفق من ولاية العهد لمخالفته المعتمد و حصره إياه، و كان اجتماعهم في يوم الخميس لاثنتي عشرة ليلة خلت من ذي القعدة سنة تسع و ستين و مائتين.
2- الصفوانية خارج باب توما من إقليم حرلان، و حرف اسمها فيقال لها اليوم الصوفانية (غوطة دمشق: محمد كردعلي ص 174).
3- عن م و بالأصل: جعفر.

2485 - سعيد بن سليمان بن هشام بن عبد الملك ابن مروان بن الحكم الأموي

له ذكر.

2486 - سعيد بن سليمان أبو عبد الملك

2486 - سعيد بن سليمان أبو عبد الملك(1)

حدّث عن يحيى بن الحارث.

روى عنه معلّى بن منصور الرازي، و مروان بن محمّد الطّاطري، و هو كناه.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -، ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(2) ، قال: سعيد بن سليمان الدمشقي.

روى عن يحيى بن الحارث، روى عنه معلّى بن منصور، و مروان بن محمّد الطّاطري، سألت عنه أبي فقال: شيخ مجهول.

روى عنه مروان الطّاطري فكنى عن اسمه فقال: حدّثنا أبو عبد الملك، عن يحيى بن الحارث، عن واثلة بهذا الحديث، فعندي أنه هو(3).

و لم يذكر الحديث و لنا شيخ آخر روى عن يحيى بن الحارث، و يروي عنه مروان فلبس اسم الذّماري سعيد بن سليمان(4) ، و إنما اسمه مروان، و يلقب مرته كذلك، ذكر أبو الحسن بن جوصا - و هو من أحفظ أهل دمشق -.

2487 - سعيد بن أبي السميدع

من أهل الراهب(5) ، له ذكر في كتاب أبي الحسن بن أبي العجائز.

ص: 98


1- الجرح و التعديل 26/4.
2- الجرح و التعديل 26/4.
3- في الجرح: فنرى أنه هو.
4- له ترجمة في ميزان الاعتدال 142/2.
5- الراهب محلة كانت قبلي المصلى لسعيد بن عبد الملك. (غوطة دمشق لمحمد كردعلي ص 170).

2488 - سعيد بن سويد الكلبي الحمصي

حدّث عن العرباض بن سارية، و معاوية بن أبي سفيان، و عمير بن سعد بن عبيد القاري، و عبد الأعلى بن هلال، و عبيدة الأملوكي، و عمر بن عبد العزيز، و وفد عليه.

روى عنه أبو بكر بن أبي مريم، و معاوية بن صالح الحمصيان.

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، ثم حدّثني أبو مسعود عنه، أنا أبو نعيم الحافظ، نا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة، نا أبو المغيرة، نا أبو بكر بن أبي مريم، حدّثني سعيد بن سويد، عن العرباض بن سارية السّلمي، قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«إني عبد اللّه، و اللّه، في أم الكتاب خاتم النبيين، و إن آدم لمنجدل في طينته، و سوف أنبئكم بتأويل ذلك: دعوة إبراهيم، و بشارة عيسى قومه، و رؤيا أمي التي رأت أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام، و كذلك أمهات النبيّين يرين» [4747].

رواه معاوية بن صالح، عن سعيد، فزاد في إسناده عبد الأعلى بن هلال.

أخبرناه أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد، و أمّ المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالا:

أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العباس بن قتيبة، نا حرملة بن يحيى، أنا عبد اللّه بن وهب، حدّثني معاوية بن صالح، عن سعيد بن سويد، عن عبد الأعلى بن هلال السّلمي، عن عرباض بن سارية، قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«إني عبد اللّه مكتوب لخاتم النبيّين، و إن آدم لمنجدل في طينته، و سأخبركم بتأويل ذلك: دعوة إبراهيم، و بشارة عيسى بن مريم، و رؤيا أمّي التي رأت، و كذلك أمهات النبيّين(1) يرين أنها رأت حين وضعتني أنّه خرج منها نور أضاءت لها منه(2) قصور الشام». و كذلك رواه أبو صالح عبد اللّه بن صالح، عن معاوية بن صالح.

أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنا أبو سعد الجنزرودي(3) ، أنا أبو سعيد محمّد بن

ص: 99


1- كذا وردت العبارة بالأصل و م.
2- سقطت من الأصل و استدركت على هامش الأصل و بجانبها كلمة صح.
3- بالأصل: «الجنزوري» خطأ و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.

بشر بن العبّاس البصري، أنا أبو لبيد محمّد بن إدريس السامي(1) السّرخسي، نا سويد، نا علي بن مسهر، عن الأعمش، عن عمرو بن مرّة، عن سعيد بن سويد قال: صلّى بنا معاوية بن أبي سفيان يوم الجمعة و ذكر الحديث.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق الجلاّب، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد(2) ، أنا أحمد بن أبي إسحاق، نا زيد [بن](3) الحباب، أخبرني معاوية بن صالح، أخبرني سعيد بن سويد أن عمر بن عبد العزيز صلّى بهم الجمعة و عليه قميص مرقوع الجيب من بين يديه و من خلفه، فلما فرغ جلس و جلسنا معه قال: فقال له رجل من القوم: يا أمير المؤمنين إن اللّه قد أعطاك فلو لبست و صنعت، فنكّس مليا حتى عرفنا أن ذلك قد ساءه، ثم رفع رأسه فقال: إن أفضل القصد عند الحدّة، و أفضل العفو عند القدرة.

أنبأنا أبو القاسم النسيب، و أبو الوحش المقرئ، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف، أنا أحمد بن محمّد بن يوسف، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن عبّاد بن موسى، نا زيد بن حباب، نا معاوية بن صالح، حدّثني سعيد بن سويد من حرس عمر بن عبد العزيز، فذكر هذه الحكاية، سمعناها، و قد أوردت هذه الحكاية في ترجمة عمر بن عبد العزيز أعلى من هذا.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الحسين، و أبو الفضل، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد أبو الفضل:

و محمّد بن الحسن قالا: - أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل(4) قال: سعيد بن سويد الكلبي، قال عبد اللّه، عن معاوية، عن سعيد، عن عبيدة الأملوكي أنه كان يعظ الناس، و عن عمر بن عبد العزيز، و عبد الأعلى ابن هلال؛ يعدّ في الشاميين. روى عنه أبو بكر بن أبي مريم.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن محمّد، أنا

ص: 100


1- بالأصل و م: الشامي، بالشين المعجمة خطأ و الصواب ما أثبت «السامي» بالسين المهملة انظر ترجمته في سير الأعلام 464/14.
2- طبقات ابن سعد 402/5 في ترجمة عمر بن عبد العزيز.
3- عن م.
4- التاريخ الكبير 476/3.

الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمّد، ح قال: و أنا أبو علي - إجازة - قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(1) ، قال: سعيد بن سويد الكلبي روى عن العرباض بن سارية، و عمر بن عبد العزيز، و عبد الأعلى بن هلال.

روى عنه معاوية بن صالح، و أبو بكر بن أبي مريم، سمعت أبي يقول ذلك، قال أبو محمّد: و روى عن عمير بن سعد صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلم و عن عبيدة الأملوكي.

2489 - سعيد بن سهل بن سلام

قرأت بخط أبي الفضل المقدسي، فيما أخبره به أبو عمرو بن منده، عن أبيه، أنا محمّد بن إبراهيم بن مروان، قال: قال عمرو بن دحيم: مات - يعني سعيد بن سهل بن سلام - بدمشق لعشر من ربيع الأوّل سنة اثنتين و سبعين و مائتين.

2490 - سعيد بن سهل بن محمّد بن عبد اللّه أبو المظفّر النّيسابوري المعروف بالفلكي

2490 - سعيد بن سهل بن محمّد بن عبد اللّه أبو المظفّر النّيسابوري المعروف بالفلكي(2)

سمع بنيسابور أبا الحسن علي بن أحمد المديني المؤذن، و أبا نصر اللّه بن عثمان الخشنامي، و كان وزر(3) لصاحب خوارزم ثم خافه فخرج عن خوارزم، و حجّ و تصدّق بالحجاز بصدقات كثيرة ثم قدم دمشق في سنة ثلاث و خمسين و خمسمائة، و استوطن دويرة(4) أبي القاسم السميساطي، و جدّد بها الصّفة الغربية، و البركة التي تقابلها و جدّد قناتها من ماله، و لم يأخذ من مشاركيه في القناة شيئا، تصدق بذلك عليهم لما رأى من سوء مشاركتهم، و قلة إنصافهم فيما يلزمهم، و تفقد أحوال الصوفية، و نظر في أوقافهم و احتاط عليها، و أثّر فيها أثرا حسنا، و كان شيخا مسنا ثقة، حسن الاعتقاد، متواضعا، رحمه اللّه، كتبت عنه شيئا يسيرا(5).

أخبرنا أبو المظفر سعيد بن سهل بن محمّد، نا أبو الحسن علي بن أحمد بن

ص: 101


1- الجرح و التعديل 29/4.
2- ترجمته في العبر 170/4 و سير الأعلام 422/20 و بغية الطلب 4304/9 و الوافي بالوفيات 224/15 و شذرات الذهب 188/4 و النجوم الزاهرة 370/5 و تحرفت نسبته «الفلكي» إلى «العلكي» في شذرات الذهب.
3- بالأصل: «ورد» و الصواب عن م، و انظر سير الأعلام 422/20.
4- تقع قريبة من الباب الشمالي للجامع الأموي، يفصل بينهما حائط.
5- انظر أسماء من حدّث عن أبي المظفر في سير الأعلام 422/20 و بغية الطلب 4304/9.

محمّد بن عبد اللّه بن إسماعيل بن أبي العباس بن أبي الطّيّب الأخرم المدني المؤذن - إملاء - بنيسابور في رجب سنة إحدى و تسعين و أربعمائة، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد السّراج، نا أبو العباس الأصم، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، أنا عبد اللّه بن وهب، نا يحيى بن أيوب، عن محمّد بن عجلان، عن محمّد بن عمرو بن عطاء، عن سعيد بن المسيّب، عن معمر بن عبد اللّه، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«لا يحتكر إلاّ خاطئ».

مات سعيد الفلكي عصر يوم الأحد، و دفن يوم الاثنين الحادي و العشرين من شهر شوال سنة ستين و خمسمائة بعد صلاة الظهر بمقبرة الصوفية المقابلة للميدان الأخضر(1).

2491 - سعيد بن شداد أبو عثمان

حدّث عن محمّد بن طرخان.

روى عنه هشام بن عمّار.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم السّلمي، و علي بن زيد المؤدب، قالا: أنا نصر بن إبراهيم الزاهد - زاد ابن المسلّم: و عبد اللّه بن عبد الرزاق بن الفضيل قالا: - أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو علي بن منير، أنا بكر بن خريم، نا هشام بن عمّار في مشايخه الدمشقيين، نا سعيد بن شداد أبو عثمان عن محمّد بن طرخان، عن محمّد الكلبي في قول اللّه تبارك و تعالى: لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ (2) قال: من قبل الآخرة، قال: يقول لهم: إنه لا جنّة و لا نار، و لا نشور، و لا حساب، وَ مِنْ خَلْفِهِمْ (3) من قبل الدنيا، يذكرهم الشحّ، و الضن بالأموال، و لما يتركون خلفهم من الضيعة و العيال فلا ينتفعون منه بشيء وَ عَنْ أَيْمٰانِهِمْ (4) قال: من قبل الدّين و الحسب،

ص: 102


1- في الوافي بالوفيات 224/15 توفي سنة 478 و هو خطإ فاحش، و لعله يريد: «ولد» فقد ورد في بغية الطلب 4311/9 أنه ولد في شوال سنة 477 بنيسابور، و نقل خبرا آخر أنه سئل عن مولده فقال في شهر شوال سنة 478 بنيسابور.
2- سورة الأعراف، الآية: 17.
3- سورة الأعراف، الآية: 17.
4- سورة الأعراف، الآية: 17.

وَ عَنْ شَمٰائِلِهِمْ (1) من قبل الشهوات و المعاصي وَ لاٰ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شٰاكِرِينَ (2) ليس لهذا الشيخ في كتاب الدمشقيين غير هذا.

2492 - سعيد بن شريح بن عروة الكندي التجيبي مولاهم

2492 - سعيد بن شريح بن عروة الكندي التجيبي(3) مولاهم(4) له ذكر في أهل مصر.

روى عنه عبد اللّه بن كليب المصري، و ابنه القاسم بن سعيد.

و وفد على عمر بن عبد العزيز، و على هشام بن عبد الملك.

كتب إليّ أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن بن سليم، حدّثني أبو بكر محمّد بن شجاع عنه، أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن منده، ح قال اللفتواني: و أنبأني أبو عمرو بن منده، عن أبيه، نا أبو سعيد بن يونس، حدّثني أبي عن جدي، نا ابن وهب، حدّثني عبد اللّه بن كليب، عن سعيد بن شريح التجيبي أن الزّبير بن العوّام كان له فرسان يغزو عليهما: الظل(5) و الظليل.

قال أبو سعيد بن يونس: سعيد بن شريح بن عذرة مولى بني فهم من تجيب. روى عنه عبد اللّه بن كليب المرادي، و هو أبو معاوية بن سعيد، و القاسم بن سعيد، و كان شريفا بمصر في أيامه، و له وفادة على هشام بن عبد الملك، و كان منقطعا إلى زبّان(6) بن عبد العزيز بن مروان بمرو بحلقة حضرموت في فتنة حفص بن الوليد(7) فسلم عليهم فلم يردوا عليه فقال يهجو حفصا(8):

يا باعث الخيل تردي في ضلالتها(9) *** من المقطّم في أكناف حلوان(10)

ص: 103


1- سورة الأعراف، الآية: 17.
2- سورة الأعراف، الآية: 17.
3- التجيبي هذه النسبة إلى تجيب هي قبيلة و هو اسم امرأة و هي أم عدي و سعد ابني أشرس بن شبيب بن السكون، و هذه القبيلة نزلت مصر و بالفسطاط محلة تنسب إليهم يقال لها: نجيب (الأنساب).
4- له ذكر في ولاة مصر للكندي ص 109 و معجم البلدان (حلوان) و ورد فيه: سعد.
5- في أسماء خيل العرب و فرسانها لابن الأعرابي ص 40 أن الظل هو فرس مسلمة بن عبد الملك.
6- بالأصل: ريان، و المثبت عن م و انظر ولاة مصر ص 109 و معجم البلدان (حلوان).
7- انظر في نسبه و أخباره ولاة مصر للكندي (الفهارس) و النجوم الزاهرة 263/1 و ما بعدها، و حسن المحاضرة 9/2.
8- البيتان في ولاة مصر للكندي ص 110 و معجم البلدان (حلوان).
9- معجم البلدان: في أعنتها، و تردي: تعدو.
10- حلوان قرية من أعمال مصر، بينها و بين الفسطاط نحو فرسخين من جهة الصعيد مشرفة على النيل (معجم البلدان).

لا زال بغضي ينمّى(1) في صدوركم *** إن كان ذلك من حبي لزبّان(2)

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا(3) ، قال: و أما شريح بشين معجمة و حاء مهملة: سعيد بن شريح بن عذرة مولى بني فهم من تجيب.

روى عنه عبد اللّه بن كليب المرادي، و هو أبو معاوية و القاسم ابني سعيد، و كان شريفا بمصر في أيامه، و له وفادة على هشام بن عبد الملك، و كان شاعرا قاله ابن يونس.

2493 - سعيد بن شمر

روى عنه محمّد بن عائد.

أنبأنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، و عبد اللّه بن أحمد.

و أخبرنا أبو المفضّل بن أبي طاهر الأزدي، أنا أبو محمّد بن الأكفاني، قالا: نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، و أبو بكر أحمد بن علي بن سعيد بن فطيس، قالا: نا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم بن بسر(4) القرشي، نا محمّد بن عائذ، نا سعيد بن شمر شيخ من أهل دمشق، عن من حدثه، عن عوف الأعرابي، عن أبي رجاء العطاردي قال: رأيت رجلا قد اصطلمت(5) أذنه فقلت(6): يا عبد اللّه ما الذي فعل بك ما أرى ؟ قال: كنت مع علي أيّام الجمل فلمّا انهزم أهل البصرة خرجت فإذا برجل يفحص برجله و هو يقول:

لقد أوردتنا حومة الموت أمّنا *** فلم ننصرف(7) إلاّ و نحن رواء

لقد كان عن نصر بن ضبّة أمه *** و أشياعها مستبعد و مناء(8)

أطعنا قريشا ضلّة من حلومنا *** و طاعتنا أهل الحجاز شقاء(9)

ص: 104


1- الأصل: «يغض يمني» و المثبت عن م.
2- بالأصل: لريان، و المثبت عن م.
3- الاكمال لابن ماكولا 277/4 و 284 و 285.
4- بالأصل و م: «بشر» و المثبت عن تقريب التهذيب.
5- أي قطعت.
6- الخبر و الشعر في الطبري ط بيروت 49/3 و 50 و مروج الذهب ط بيروت 409/2-410 و التعازي و المراثي للمبرد ص 257-258 و الخبر بدون الشعر في فتوح ابن الأعثم بتحقيقنا 485/2.
7- في التعازي و المراثي: فما صدرت.
8- في الطبري و التعازي و المراثي: و شيعتها مندوحة و غناء.
9- الطبري و التعازي و المراثي: و نصرتنا أهل الحجاز عناء.

كفينا ببني تيم(1) بن مرة ما جنت *** و ما التيم إلاّ أعبد(2) و إماء

قال: فقلت له: يا أبا عبد اللّه قل لا إله إلاّ اللّه قال: أوص بها أمك فهي أحق بها، أ تأمرني بالجزع عند الموت ؟ فلما ولّيت ناداني فقال: يا عبد اللّه، قد قبلتها فادن مني و لقّنيها، و أسمعني فإن في أذني وقرا، قال: فدنوت منه فجعلت ألقّنه إيّاها، فأزم(3) أذني فأقطعها ثم قال: أخبر أمّك أن الذي فعل هذا بك عمير بن الأهلب الضّبّي.

2494 - سعيد بن صدقة القرشي

من أهل دمشق. له ذكر في كتاب أحمد بن حميد بن أبي العجائز.

2495 - سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس ابن عبد مناف بن قصيّ بن...

2495 - سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس ابن عبد مناف بن قصيّ بن كلاب بن مرّة ابن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر أبو أحيحة القرشي الأموي(4)

جاهلي شاعر، و كان من وجوه قريش، قدم في تجارة له إلى الشام فحبسه عمرو بن جفنة في شأن عثمان بن الحويرث فقال في ذلك شعرا.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار قال:

و ولد العاص بن أمية: سعيدا، و هو أبو أحيحة، و أمّ حبيب تزوجها شعبة بن عبد اللّه بن أبي قيس، فولدت له أبا ديب، و اسمه هشام، ثم تزوجها عمرو بن عبد اللّه بن أبي قيس، فولدت له، [و](5) ضعيفة بنت العاص تزوجها حكيم بن أمية بن حارثة بن

ص: 105


1- بالأصل تميم، و المثبت عن المصادر.
2- بالأصل «أبعد» و المثبت عن المصادر، و رواية البيت في الطبري و التعازي و المراثي: أطعنا بني تميم بن مرة شقوةو هل تيم إلاّ أعبد و إماء و في مروج الذهب: أطعنا بني تميم لشقوة جدناو ما تيم إلاّ أعبد و إماء
3- أزم أذني: عضها، و بالأصل: فأرم بالراء و المثبت عن التعازي و المراثي، و في مروج الذهب: التقم أذني.
4- انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص 173 و 174 و جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص 80.
5- زيادة لازمة عن نسب قريش.

الأوقص، فولدت له الطفيل، و أمهم ريطة بنت البياع بن عبد ياليل بن ناشب بن عنزة(1) بن سعد، و أخواهم لأمهم عبد عمرو بن عروة بن حذيم بن سعد، و موهبة بنت المطعم بن عدي بن نوفل.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه قالا: أنا أبو جعفر، أنا أبو طاهر، نا أحمد، نا الزّبير، حدّثني محمّد بن الضحّاك بن عثمان الحزامي، عن أبيه في حديث عثمان بن الحويرث الذي يأتي في ترجمته قال: و كتب قيصر لعثمان بن الحويرث إلى عمرو بن جفنة أن يحبس له من أراد حبسه من تجار قريش، فقدم على ابن جفنة فوجد بالشام أبا أحيحة سعيد بن العاص، و ابن أخته أبا ذئب فحبسهما، فمات أبو ذئب في الحبس و أجمع رهط من بني عبد شمس أن يفتدوا(2) سعيد بن العاص بمال يجمعونه فقال لهم مسافر ابن أبي عمرو: لا تفتدوا(3) رجلا فانيا واحدا بهذا المال، و زوجوا به فتيانكم يولد لبعضهم مثله، فعصوه و افتدوه، ففي ذلك يقول سعيد بن العاص:

يا راكبا أ ما عرضت *** فبلغن قومي بريدا

فلأمدحنّ الوافدين *** بمدحة تأتي شرودا

حسنا دوائرها أحبرها فنحسبها برودا *** عثمان أو عفان أو أبلغ مغلغلة أسيدا

قال: و كان بين سعيد و بين مسافر في ذلك من الشعر ما أكره ذكره، قال الزّبير:

دوائرها: عوافيها:

و قال محمّد بن الضحّاك عن أبيه في سياق الحديث: فلما قدم سعيد بن العاص أغزى بني عامر ببني أسد و قال: اطلبوهم بدم أبي ذئب، و رهبهم ابنه إيانا.

قال الزّبير: فحدّثني عمي مصعب بن عبد اللّه، و أنشدني أبيات سعيد بن العاص هذه و قال: قال سعيد بن العاص و هو محبوس قبل موت أبي ذئب و اسم أبي ذئب هشام:

قومي و قومك يا هشام قد أجمعوا *** تركي و تركك آخر الاعصار

قال: و كان مسافر بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس قد خذل عن سعيد بن

ص: 106


1- في نسب قريش: غيرة.
2- بالأصل تقرأ: يعتدوا، و لعل الصواب ما أثبت عن م.
3- بالأصل: «و لا يقيدوا» و لعل الصواب ما أثبت.

العاص، و قال للذين خرجوا في طلبه: لو قسم ما ينفقون في صداق عدة من فتيات بني أمية أوشكتم أن تروا فيكم مثل سعيد رجالا كثيرا، فأمسك بعضهم عن الخروج.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه قالوا: أنا أبو جعفر، أنا أبو طاهر، أنا أحمد، نا الزّبير قال: مسافر بن أبي عمرو بن أمية هو الذي يقول لأبي أحيحة سعيد بن العاص:

تمت إلى الأقصى شديك(1) كله *** و أنت عن الأدنى صروم محرّد

فإنك لو أصلحت ما أنت مفسد *** توددك الأقصى الذي تتودد

أخوك الذي إن تجن يوما عظيمة *** يبت ساهرا و المستذيقون رقّد

و كان ابن عم المرء يحمي ذماره *** و يمنعه حين(2) الفرائص ترعد

2496 - سعيد بن العاص ابن أبي أحيحة سعيد بن العاص بن أمية بن عبد...

2496 - سعيد بن العاص ابن أبي أحيحة سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس أبو عثمان - و يقال: أبو عبد الرّحمن - الأموي(3)

أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم، و له عنه رواية.

و روى عن عمر، و عثمان، و عائشة، و هو ابن المذكور قبله.

روى عنه ابناه يحيى، و عمرو ابنا سعيد، و سالم بن عبد اللّه بن عمر، و عروة بن الزّبير، و عمار مولى الحارث بن نوفل.

و قتل أبوه العاص بن سعيد يوم بدر كافرا، و كان سعيد عامل عثمان على الكوفة، و استعمله معاوية على المدينة غير مرة.

و قدم على معاوية بعد استقرار الأمر له، و لم يدخل معه في شيء من حروبه، و كانت له بدمشق دار كانت تعرف بعده بدار نعيم، و حمّام نعيم بنواحي الديماس.

ص: 107


1- كذا رسمها بالأصل: و في م: شريك.
2- رسمها بالأصل: «حس» و المثبت «حين» عن م.
3- ترجمته في الاستيعاب 8/2-9 هامش الإصابة، أسد الغابة 239/2 الإصابة 47/2 و تهذيب التهذيب 314/2 و الوافي بالوفيات 227/15 سير الأعلام 444/3 و انظر بحاشيتها أسماء مصادر أخرى ترجمت له.

ثم رجع سعيد إلى المدينة، و مات بها، و كان كريما جوادا ممدحا.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر أحمد بن علي.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، نا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه قالا: أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب(1) ، نا أبو سعيد الجعفي(2) ، نا عبد اللّه بن الأجلح، نا هشام بن عروة، عن أبيه أن سعيد بن العاص قال: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«خيار كم في الإسلام خياركم في الجاهلية» [4748].

قال يعقوب: سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس هذا وهم، سعيد بن العاص بن أمية لم يدركه الإسلام، و إنما هو ابن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، أنا أبو القاسم أحمد بن محمّد بن محمّد الخليلي - ببلخ - أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمّد بن الحسن الخزاعي - ببلخ - نا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي، حدّثني ببخارا، نا أبو قلابة عبد الملك الرقاشي، نا يحيى بن أبي بكر بن بشر العبدي، نا عبد اللّه بن عمر القرشي، حدّثني سعيد بن عمرو بن سعيد أنه سمع أباه يوم المرج يقول: سمعت أبي يقول: سمعت عمر بن الخطاب يقول: لو لا أني سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«إن اللّه سيعزّ هذا الدين بنصارى من ربيعة على شاطئ الفرات» [4749] ما تركت عربيا إلاّ قتلته أو يسلم.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر المعدّل، أنا محمّد بن عبد الرّحمن، نا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، حدّثني رجل عن عبد العزيز بن أبان، حدّثني خالد بن سعيد، عن أبيه، عن ابن عمر قال: جاءت امرأة إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ببرد فقالت: إني نويت أن أعطي هذا الثوب أكرم العرب فقال:

ص: 108


1- الخبر في المعرفة و التاريخ 292/1.
2- هو يحيى بن سليمان الكوفي ترجمته في تهذيب التهذيب ط الهند 108/12.

«أعطيه هذا الغلام» - يعني سعيد بن العاص و هو واقف - فلذلك سميت الثياب السّعيديّة(1).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن علي، أنبا أبو بكر محمّد بن علي الخياط، أنا أحمد بن عبد اللّه بن الخضر، أنا أبو جعفر أحمد بن أبي طالب، حدّثني أبي أبو طالب علي بن محمّد، حدّثني أبو عمرو محمّد بن مروان بن عمر القرشي، أخبرني عبد اللّه بن يحيى السعيدي من كتب عتيقة لجده عبد اللّه بن يحيى قال:

يروى أنه لما استقرت بمعاوية الدار و سبالة الأمر وفد إليه سعيد بن العاص فدخل عليه، فلما أبصره غمز عمرو بن العاص و فهم ذلك سعيد فقال معاوية: يا ابن العاص حيّاك اللّه بالسّلام، و أسعدك بسلامة المقدم، نعم الزائر لما سكن الأمر فالاقبل(2) و قد شفى بنا الأمر على تلف المهج، و نحن كأفراخ الحجل و قد انتقض رقانها(3) فهي تبحث الغوغاء للقط الحبّ و نحن لدى المعركة يصرعنا الخوف(4) و يحيينا الأجل، و قد كثرت عن روق الأسنة، و الخيل تجنح بالكماة، و نار الحرب تستعر و قد علت الغماغم، و ترامت الحدق و جفر كل أمر مهمة و جرض الجبان برتقه و اشتكت الاسماع من قرع الحجف حتى إذا راحت و خمد هريرها أسدلت أيمنك و تهادلت على الرسل، و لكنك كما قال الفقعسي في سليم بن قحف:

و أسلمني لما رأى الخيل أقفلت *** عشية يهدي القوم نصر بن مالك

و قام ينعي ناديا ثم عابني *** بنهبي جازاني ببيض السنابك

فلما قتلت المرء و اشتقت حشه(5) *** أتاني فهناني سليم بذلك

و أعرضت عما(6) كان من قبح فعله *** و قاسمته نهبي كفعل المشارك

فقال سعيد: بئست التحية من ابن العم على بعد اللقاء، أفصحت بالسب، و أبدأت الحي و إني لأحسب مآثر القوم قد خرجت جنبيك، و إنك لمثقف القناة لطعن الثّغرة،

ص: 109


1- الخبر في الإصابة 48/2 و فيه: «الثياب السعدية» و الوافي بالوفيات 228/15.
2- كذا رسمها بالأصل و م «فالا قبل».
3- كذا رسمها بالأصل، و في م: «رمانها».
4- رسمها بالأصل: «الحر» و في م: تصرعنا الحرب و لعل الصواب ما أثبت.
5- كذا رسمها بالأصل و م.
6- بالأصل: و عنا، و المثبت عن م.

عضب اللسان فصيح المنطق، و لقد كشفت القناع بها ذميمة يا أمير المؤمنين، أ تهمس بي و تغمز غمزا، و تبدهني بالجفاء، و لقد أغراك بي رجال أوغروا صدرك، و هزّوا حلمك، و السّيف لا يقطع إن لم يسر(1) و إني لأعلم أن صدرك صفحة ما يطويه لسانك، فلعمري ما أنا بالمرء المجهول، و لا النزق العجول، و لعمري لقد سبرت القرح حتى اندمل، فأصبت بالرمية غير المعنى، و أمّا تخلفي عن قتال الجمل فإنك أغريت بها أسدا و تيما فاعتورا الأمر كدلو في زمزم، فأقسم باللّه لو لا أن اخترمهم الأجل، و عجّل بهم القدر لكنا كقولك بين الشعاب لا نتعارف، و لطرح بك كمدر الفلفل إن لم تقتل؛ و أمّا صفّين فإنك شببت الحربة بنفسك و دبرتها بعقلك، و أحكمتها بفهمك، فوليت الجزم، و كفيت الحزم، و غناك عني باعدني منك، و خلفني عنك، و لو دعوت لأجبت و لو انثلمت لرفعت، و قد تخلفت(2) لأكون لك مردا، و عنك مدافعا، و لقد أقعد قعودي عنك رجالا ذوي عزائم ضربوني مثلا فقالوا: هذا ابن العاص قعد عن ابن صخر فما نحن و عليّ.

قال الحارثي:

فلا تحسبن يوم واقعت إذ بغت *** بنو عامر و الحرب باد شرارها

و دافعت عنا فارس العدل مقدما *** على الحرب يلقاها و قد شبّ نارها

جهلت الذي أوليت مما فعلته *** و لولاك يوم الغول فقع عارها

و لكنني أخفيت نفسي لوقعة *** فلو كان شيء طار عني غمارها

فأمّا ما ضربتني له مثلا من قول الفقعسي في سليم بن قحف فما كنت أحسب الدهر أخلدني لمثل هذا القول، و اللّه لوددت أن الأرض أخذتني و لم أسمعه منك، و لقد دعوت به فلما أنيسا(3) ، و لكني كما قال عمرو بن جدي النهشلي:

لعمري لئن شاهدت حربا تغيبت *** بنو نهشل عنها لما غاب نصرها

و لو كنت إذ واقعت ناديت نهشلا *** أتتك سراعا تنقل الأرض بدرها

مصاليت ضرابون للهام قادة *** إذا غدت الأيام فالدهر دهرها

ألا فاسرعوا فادعوا و لا تك ناسيا *** بني ضمرة العالي على الناس فخرها

ص: 110


1- كذا بالأصل و م.
2- بالأصل: تخلف، و المثبت عن م.
3- كذا رسمها بالأصل و م.

و اللّه يا أمير المؤمنين إني لأقول هذا، و ما أبالي كيف كنت من أمركم، و لبعدي منه أحب إليّ من قربي إليه، فاعترض عمرو بن العاص لما كان عرض به في صدر كلامه فقال: يا سعيد أ تفخر على ابن حرب و أمير المؤمنين و تراشقه الكلام ؟ و بهم عزكم في الكفر و الاسلام فعد عذيه(1) سعيد و قال: إذا شحم العير نهق، ما لبني سهم و عبد شمس و لكنك كالذباب على كل شيء تقع، أنا و اللّه أحب إلى ابن حرب و أعزّ عليه منك، و إنه لبك لعالم و لقد لبسك و خرجك بيدي.

فقال معاوية: يا أبا عبد اللّه إن الفراسة في سعيد بادية صدق، سعيد يميني و مروان شمالي، فقال عمرو: و اللّه إنّا لنعلم ذلك، قالا: أجملت(2) ؟ فقال: و أنت يا أبا عبد اللّه كالكف في الذراع فقال: الآن قالا قبل و اللّه لقد شهدتك و غاب عنك، و نصرتك و خذلك، و كان عليك و كنت معك، حتى إذا دسع الوطاب بزبدته و قدتها إليك مرمومة الخيشوم أقبل سعيد يتشدق، و يتبالغ علي ثم أقبل عمرو فقال:

أتتك الخلافة في خدرها *** هنيئا مريئا تقوا العيونا

تزف إليك زفاف(3) العروس *** بأهون من طعنك الدار عينا

فما الأشعري يرث الديار *** و لا خامل الذكر في الأشعرينا

و لكن أتيحت له حية *** يظل الشماع لها مستكينا

فقال: و قلت و كنت امرأ *** أجهجه بالخصم حتى يلينا

فخذها ابن هند على يأسه *** فقد دفع اللّه ما تحذرونا

و قد دفع اللّه عن شامكم *** عدوا شتيتا و حربا زبونا

و لم يستعن كأخي إربة *** و يسرى اليدين تعين اليمينا

و أصلح معاوية بينهما، و أمر لسعيد بجائزة عظيمة.

قال: و حدّثني أبي أبو طالب.

قال: و قال أبو عمرو محمّد بن مروان: كل ما روي أن سعيد بن العاص حضر من حرب معاوية من حارب في أيامه كلها فباطل، لأن سعيدا لم يقع عينه على معاوية منذ

ص: 111


1- كذا رسمها بالأصل. و في م: بعد عذبه سعيد.
2- في الأصل: و إلا أجملت، و المثبت عن م.
3- الأصل: رقاب، و الصواب ما أثبت عن م.

قتل عثمان بن عفان إلى سنة الجماعة، و هي سنة أربعين حين أجمع على معاوية بعد وفاة علي فإنه وفد إليه فبايعه. و له في ذلك أخبار صحيحة و معاتبته إياه في تخلفه عنه.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا الحسن، قالا: أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار(1) قال: فولد العاص بن سعيد بن العاص بن أمية:

سعيدا ليس له ولد غيره، و أمّه أم كلثوم بنت عمرو بن عبد اللّه بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، استعمله عثمان بن عفان على الكوفة، و غزا بالناس طبرستان و استعمله معاوية على المدينة و كان يعقب بينه و بين مروان بن الحكم في عمل المدينة و له يقول الفرزدق(2):

ترى الغر(3) الجحاجح من قريش *** إذا ما الأمر في الحدثان غالا(4)

قياما ينظرون إلى سعيد *** كأنهم يرون به هلالا

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد ابن خيرون: و محمّد بن الحسن، قالا: - أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل(5) قال: سعيد بن العاص الأموي القرشي سمع عمر بن الخطاب، و عثمان، و عائشة، سمع منه سالم و ابنه يحيى، و قال سعيد بن يحيى كنية سعيد أبو عثمان بن العاص بن سعيد أبي(6) أحيحة بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصيّ، و قال غيره: كنية سعيد أبو عبد الرّحمن.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال(7):

ص: 112


1- انظر الخبر و الشعر في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 176.
2- ديوانه 70/2-71 و الاستيعاب 10/2 و نسب قريش ص 176.
3- في الديوان: ترى الشمّ.
4- في الديوان: عالا، بالعين المهملة، أي ثقل و فدح.
5- التاريخ الكبير 502/3.
6- في م: بن أحيحة.
7- زيد في م: أبو عثمان سعيد بن العاص عن عمر بن الخطّاب روى عنه ابنه يحيى، و قال في موضع آخر.

أبو عثمان سعيد بن العاص الأموي عن عثمان و عائشة فرق بينهما و هما واحد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد، أنا محمّد بن أحمد بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: سعيد بن العاص أبو عثمان.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد، أنا حمد بن عبد اللّه - إجازة -، ح قال: و أنا الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(1) ، قال: سعيد بن العاص الأموي و هو سعيد بن العاص بن أبي أحيحة، و أبو أحيحة اسمه سعيد بن العاص القرشي، له صحبة، روى عن عمر بن الخطاب، روى عنه ابنه [يحيى](2) و سالم بن عبد اللّه بن عمر، سمعت أبي يقول ذلك.

أنبأنا أبو جعفر الهمذاني(3) ، أنا أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر الحافظ، أنا أبو أحمد الحاكم، قال: سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصيّ الأموي القرشي، سمع عثمان بن عفان، و عائشة، روى عنه سالم بن عبد اللّه بن عمر، و ابنه يحيى، حدّثنا محمّد، نا محمّد بن إسماعيل قال: سعيد بن العاص القرشي الأموي، سمع عمر، قال لي سعيد بن يحيى: كنية سعيد أبو عثمان.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن غانم بن أحمد، أنا عبد الرّحمن بن منده، أنا أبي قال: سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس.

روى عنه ابنه، و عمار مولى الحارث(4) بن نوفل، و هذا هو الأصغر، وجده سعيد بن العاص أبو أحيحة هو الأكبر، له ذكر في فتح خيبر.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية،

ص: 113


1- الجرح و التعديل 84/4.
2- الزيادة عن الجرح و التعديل.
3- بالأصل: الهمداني بالدال المهملة، و الصواب ما أثبت، انظر فهارس المطبوعة المجلدة العاشرة ص 23 و 59.
4- من بداية الخبر إلى هنا مكرر بالأصل.

أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(1) قال في الطبقة الأولى من أهل المدينة(2):

سعيد بن العاص بن سعيد بن أحيحة بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، و أمّه أم كلثوم بنت عمرو بن عبد اللّه بن أبي قيس بن عبد ودّ بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، و أمها أم حبيب ابنة العاص بن أمية بن عبد شمس.

قالوا(3): قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و سعيد بن العاص ابن تسع سنين أو نحوها، و ذلك أن أباه العاص بن سعيد بن العاص بن أمية قتل يوم بدر كافرا، و قال عمر بن الخطاب لسعيد بن العاص: ما لي أراك معرضا كأنك ترى أني قتلت أباك ؟ ما أنا قتلته، و لكن قتله علي بن أبي طالب و لو قتلته ما اعتذرت من قتل مشرك، و لكني قتلت خالي بيدي العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم. فقال سعيد بن العاص: يا أمير المؤمنين لو قتلته كنت على حق، و كان على باطل، فسر ذلك عمر منه(4).

قالوا(5): و لم يزل سعيد بن العاص في ناحية عثمان بن عفان للقرابة، فلما عزل عثمان الوليد بن عقبة بن أبي معيط عن الكوفة دعا سعيد بن العاص فاستعمله عليها، فلما قدم الكوفة قدمها شابا مترفا ليست له سابقة فقال: لا أصعد المنبر حتى يطهّر، فأمر به فغسل، ثم صعد المنبر فخطب أهل الكوفة و تكلم بكلام قصّر بهم فيه، و نسبهم إلى الشقاق و الخلاف فقال: إنما هذا السواد بستان لأغيلمة من قريش. فشكوه إلى عثمان فقال: كلما رأى أحدكم من أمير جفوة أرادنا أن نعزله. و قدم سعيد بن العاص المدينة وافدا على عثمان فبعث إلى وجوه المهاجرين و الأنصار بصلات و كسا و بعث إلى علي بن أبي طالب أيضا، فقبل ما بعث به إليه، و قال علي: إن بني أمية ليفوقوني تراث محمّد تفويقا(6) ، و اللّه لئن بقيت لهم لأنفضنهم من ذلك نفض القصّاب التّراب الوذمة، ثم انصرف سعيد بن العاص إلى الكوفة فأضر بأهلها إضرارا شديدا و عمل عليها خمس سنين إلاّ أشهرا(7). و قال مرة بالكوفة: من رأى الهلال منكم ؟ و ذلك في فطر رمضان،

ص: 114


1- طبقات ابن سعد 30/5.
2- يعني من التابعين، كما في طبقات ابن سعد.
3- كذا، و انظر الخبر في طبقات ابن سعد 31/5.
4- انظر الاستيعاب 9/2 هامش الإصابة، و أسد الغابة 240/2 و نسب قريش ص 176 و الإصابة 47/2.
5- الخبر في طبقات ابن سعد 31/5-32.
6- ابن سعد: تفوقا.
7- بالأصل و م: «أشهر» و الصواب عن ابن سعد.

فقال القوم: ما رأيناه، فقال هاشم بن عتبة بن أبي وقاص: أنا رأيته فقال له سعيد:

بعينك هذه العوراء رأيته من بين القوم ؟ فقال هاشم تعيرني بعيني و إنما فقئت في سبيل اللّه، و كانت عينه أصيبت يوم اليرموك، ثم أصبح هاشم في داره مفطرا، و غدّا الناس عنده فبلغ ذلك سعيد بن العاص فأرسل إليه فضربه و حرّق داره، فخرجت أمّ الحكم بنت عتبة بن أبي وقاص و كانت من المهاجرات و نافع بن عتبة بن أبي وقاص من الكوفة حتى قدما المدينة فذكرا لسعد(1) بن أبي وقاص ما صنع سعيد بهاشم فأتى سعد عثمان فذكر له ذلك، فقال عثمان: سعيد لكم بهاشم اضربوه بضربه، و دار سعيد لكم بدار هاشم فأحرقوها كما حرق داره. فخرج عمر بن سعد بن أبي وقاص و هو يومئذ غلام يسعى حتى أشعل النار في دار سعيد بالمدينة فبلغ الخبر عائشة فأرسلت إلى سعد بن أبي وقاص تطلب إليه و تسأله(2) أن يكفّ، ففعل و رحل من الكوفة إلى عثمان الأشتر مالك بن الحارث و يزيد بن مكنف(3) ، و ثابت بن قيس، و كميل بن زياد النّخعي، و زيد، و صعصعة ابنا صوحان العبديان، و الحارث بن عبد اللّه الأعور، و جندب بن زهير، و أبو زينب الأزديان، و أصفر(4) بن قيس الحارثي يسألونه عزل سعيد بن العاص عنهم، و رحل سعيد وافدا على عثمان فوافقهم عنده، فأبى عثمان أن يعزله عنهم و أمره أن يرجع إلى عمله(5) ، فخرج الأشتر من ليلته في نفر من أصحابه فسار عشر ليال إلى الكوفة، و استولى عليها و صعد على المنبر فقال: هذا سعيد بن العاص قد أتاكم يزعم أن هذا السواد بستان لأغيلمة من قريش، و السواد مساقط رءوسكم، و مراكز رماحكم، و فيئكم و فيء آبائكم فمن كان يرى للّه عليه حقا فلينهض إلى الجرعة، فخرج الناس فعسكروا بالجرعة (6)- و هي بين الكوفة و الحيرة - و أقبل سعيد بن العاص حتى نزل العذيب(7) ، فدعا الأشتر يزيد بن قيس الأرحبي(8) و عبد اللّه بن كنانة العبدي

ص: 115


1- بالأصل: «لسعيد» و الصواب ما أثبت، عن م، انظر ابن سعد.
2- بالأصل: و يسأله.
3- في ابن سعد: يزيد بن مكفّف.
4- ابن سعد: و أصغر.
5- بالأصل: «عقله» و المثبت عن ابن سعد.
6- الجرعة: موضع قرب الكوفة، و يوم الجرعة هو يوم خرج فيه أهل الكوفة سعيد بن العاص وقت قدم عليهم واليا من قبل عثمان رضي اللّه عنه فردوه و ولوا أبا موسى. و ضبطه العبدري بسكون الراء، بين النجفة و الحيرة (ياقوت).
7- العذيب: ماء بين القادسية و المغيثة، بينه و بين القادسية أربعة أميال (ياقوت).
8- بالأصل: «الأرجي» و المثبت عن ابن سعد.

- و كانا محربين - فعقد لكل واحد منهما على خمسمائة فارس و قال لهما: سيرا إلى سعيد بن العاص فأزعجاه و ألحقاه بصاحبه، فإن أبى فاضربا عنقه، و أتياني برأسه. فأتياه فقالا له: ارحل إلى صاحبك، فقال: إبلي أنضاء(1) أعلفها أياما و نقدم المصر فنشتري حوائجنا و نتزود ثم أرتحل فقالا: لا و اللّه و لا ساعة لترتحلن أو لنضربن عنقك، فلما رأى الجد منهما ارتحل لا حقا بعثمان و أتيا الأشتر فأخبراه؛ و انصرف الأشتر من معسكره إلى الكوفة فصعد المنبر فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: و اللّه يا أهل الكوفة ما غضبت إلاّ للّه و لكم و قد ألحقنا هذا الرجل بصاحبه و قد وليت أبا موسى الأشعري صلاتكم و ثغركم و حذيفة ابن اليمان على فيئكم ثم نزل و قال: يا أبا موسى اصعد. فقال أبو موسى: ما كنت لأفعل، و لكن هلموا فبايعوا لأمير المؤمنين عثمان و جددوا له البيعة في أعناقكم فأجابه الناس إلى ذلك فقبل ولايتهم و جدّد البيعة لعثمان في رقابهم و كتب إلى عثمان بما صنع فأعجب ذلك عثمان، و سرّه فقال عتبة بن الوغل(2) شاعر أهل الكوفة:

تصدق علينا يا ابن عفان و احتسب *** و أمّر علينا الأشعري لياليا

فقال عثمان: نعم و شهورا و سنين إن بقيت.

و كان الذي صنع أهل الكوفة بسعيد بن(3) العاص أول وهن دخل على عثمان حين اجترئ عليه، و لم يزل أبو موسى واليا لعثمان على الكوفة حتى قتل عثمان، و لم يزل سعيد بن العاص حين رجع عن الكوفة بالمدينة حتى وثب الناس بعثمان فحصروه، فلم يزل سعيد في الدار معه يلزمه فيمن يلزمه، لم يفارقه و يقاتل دونه.

قالوا(4): فلما خرج طلحة، و الزبير، و عائشة من مكة يريدون البصرة خرج معهم سعيد بن العاص، و مروان بن الحكم، و عبد الرّحمن بن عتّاب بن أسيد، و المغيرة بن شعبة، فلما نزلوا مرّ الظّهران (5)- و يقال: ذات عرق (6)- قام سعيد بن العاص فحمد اللّه

ص: 116


1- بالأصل: «أيضا» و المثبت عن ابن سعد.
2- في ابن سعد: عتبة بن الوعل التغلبي.
3- فوق كلمة «بن» علامة تحويل إلى الهامش، و على الهامش كتب: «أبي» و بجانبها كلمة صح. و المثبت يوافق عبارة ابن سعد.
4- طبقات ابن سعد 34/5.
5- مرّ الظهران: واد قرب مكة، فيه عيون كثيرة. (ياقوت).
6- ذات عرق: مهل أهل العراق و هو الحد بين نجد و تهامة، و قيل: عرق: جبل بطريق مكة و منه ذات عرق. (ياقوت).

و أثنى عليه ثم قال: أمّا بعد فإن عثمان عاش في الدنيا حميدا و خرج منها فقيدا، و توفي سعيدا شهيدا فضاعف اللّه حسناته و حط سيئاته و رفع درجاته مع الذين أنعم عليهم من النبيين و الصدّيقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا، و قد زعمتم أيّها الناس أنكم إنما تخرجون تطلبون بدم عثمان، فإن كنتم ذلك تريدون فإن قتلة عثمان على صدور هذه المطيّ و أعجازها فميلوا عليهم بأسيافكم و إلا فانصرفوا إلى منازلكم، و لا تقتلوا في رضى المخلوقين أنفسكم، و لا يغني الناس عنكم يوم القيامة شيئا، فقال مروان بن الحكم: لا بل نضرب بعضهم ببعض، فمن قتل كان الظفر فيه و يبقى الباقي فنطلبه و هو واهن ضعيف.

و قام المغيرة بن شعبة فحمد اللّه و أثنى عليه، ثم قال: إن الرأي ما رأى سعيد بن العاص من كان من هوازن فأحب أن يتبعني فليفعل، فتبعه منهم أناس و خرج حتى نزل الطائف فلم يزل بها حتى مضى الجمل و صفين، و رجع سعيد بن العاص بمن اتّبعه حتى نزل مكة فلم يزل بها حتى مضى الجمل و صفين.

و مضى طلحة و الزبير و عائشة و معهم عبد الرّحمن بن عتّاب بن أسيد، و مروان بن الحكم و من اتّبعهم من قريش و غيرهم إلى البصرة، فشهدوا وقعة الجمل، فلما ولي معاوية الخلافة ولّى مروان بن الحكم المدينة، ثم عزله و ولاّها سعيد بن العاص، ثم عزله و ولاّها مروان بن الحكم ثم عزله، و ولاّها سعيد بن العاص فمات الحسن بن علي بن أبي طالب في ولايته تلك سنة خمسين بالمدينة، فصلّى عليه سعيد بن العاص.

قرأت على أبي غالب، و أبي عبد اللّه ابني البنّا، عن أبي الحسن محمّد بن محمّد بن مخلد، أنا علي بن محمّد بن خزفة(1) الصّيدلاني، أنا محمّد بن الحسين الزّعفراني، نا ابن أبي خيثمة، نا سليمان بن أبي شيخ، نا يحيى بن سعيد الأموي، قال:

قدم محمّد بن عقيل بن أبي طالب على أبيه و هو بمكة، فقال: ما أقدمك يا بني ؟ قال:

قدمت لأن قريشا تفاخرني فأردت أن أعلم أشرف الناس، قال: أنا، و ابن أمي، ثم حسبك(2) بسعيد بن العاص.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر،

ص: 117


1- رسمها بالأصل و م: خرفة و نقرأ» حزفة» و الصواب ما أثبت و ضبط عن التبصير، و قد تقدم التعريف به.
2- بالأصل: «ثم حسف سعيد بن العاص» و المثبت عن م و الإصابة 48/2.

أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة(1) ، حدّثني أحمد بن شبّويه، نا سليمان بن صالح، حدّثني عبد اللّه بن المبارك، عن جرير بن حازم، عن عبد الملك بن عمير، عن قبيصة بن جابر، عن معاوية لما سأله من ترى لهذا الأمر بعدك ؟ - يعني الخلافة - قال: أمّا كريمة(2) قريش فسعيد(3) بن العاص.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان، نا أبي، نا محمّد بن الحسن الأسدي، نا جرير بن حازم، عن عبد الملك بن عمير، عن قبيصة بن جابر، قال: بعثني زياد إلى معاوية في حوائج فلما فرغت منها قلت له: يا أمير المؤمنين كلما جئت له فقد فرغت منه، و بقيت لي حاجة أصدرها في مصادرها، قال: و ما هي ؟ فقد قلت من لهذه الأمة بعدك، فقال: و ما أنت من ذاك ؟ و لم يا أمير المؤمنين فو اللّه إني لقريب القرابة عظيم الشرف، ناصح الجيب، وادّ الصدر، فسكت ساعة ثم قال: بين أربعة من بني عبد مناف: كريمة قريش سعيد بن العاص، و فتى [قريش](4) حياء و دهاء و سخاء عبد اللّه بن عامر، و أمّا الحسن(5) بن علي فرجل سيّد كريم، و أمّا القارئ لكتاب اللّه الفقيه في دين اللّه، الشديد في حدود اللّه فمروان بن الحكم، و أما رجل نفسه فعبد اللّه بن عمر، و أمّا رجل يرد الشريعة مع دواهي السباع، و يروغ روغان الثعلب فعبد اللّه بن الزبير.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن نصر بن بحير، نا علي بن عثمان بن نفيل، نا أبو مسهر، نا سعيد قال: قال معاوية: لكل قوم كريم، و كريمنا سعيد بن العاص(6).

ص: 118


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 592/1-593.
2- في أبي زرعة: كرمة.
3- بالأصل: بسعيد، و المثبت عن م و أبي زرعة.
4- زيادة منا لازمة اقتضاها السياق، و في تاريخ أبي زرعة: و فتاها، الضمير يعود على قريش، و قد تقدمت فيه قبل كلمات.
5- كذا بالأصل و أبي زرعة، و المعروف أن الحسن بن علي رضي اللّه عنه كان قد تنازل عن الخلافة سنة 40 ه، و لعله يريد الحسين بن علي.
6- الوافي بالوفيات 228/15.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين المقرئ، أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو عمرو عثمان بن محمّد بن القاسم الآدمي، أنا أبو بكر بن أبي داود، نا أحمد بن سنان، نا عبد الرّحمن - هو ابن مهدي - عن سعيد بن عبد الرّحمن، عن محمّد بن سيرين: أن عثمان بن عفان جمع اثني عشر رجلا من قريش و الأنصار منهم: أبي بن كعب، و زيد بن ثابت، و سعيد بن العاص - يعني لكتابة المصحف (1)-.

قال: و نا أبو بكر بن أبي داود، نا العباس بن الوليد بن مزيد(2) ، أخبرني أبي، أنا سعيد بن عبد العزيز أنّ عربيّة القرآن أقيمت على لسان سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية لأنه كان أشبههم لهجة برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم(3).

قال سعيد: و قتل العاص مشركا يوم بدر، و مات سعيد بن العاص قبل بدر مشركا.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(4) ، أنا الوليد بن عطاء بن الأغرّ، و أحمد بن محمّد بن الوليد الأزرقي، قالا: نا عمرو بن يحيى بن سعيد الأموي، عن جده أن سعيد بن العاص أتى عمر يستزيده في داره التي بالبلاط، و خطط أعمامه مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال عمر صلّ الغداة معي و غبّش (5)[ثم](6) اذكرني حاجتك قال: ففعلت حتى إذا هو انصرف قلت: يا أمير المؤمنين حاجتي التي أمرتني أن أذكرها لك، قال: فوثب معي ثم قال: امض نحو داره حتى انتهيت إليها فزادني و خطّ لي برجله فقلت: يا أمير المؤمنين زدني فإنه نبتت لي نابتة من ولد و أهل. فقال: حسبك و أختبئ عندك أن سيلي هذا الأمر بعدي من يصل رحمك و يقضي حاجتك، قال:

فمكثت خلافة عمر بن الخطاب حتى استخلف عثمان و أخذها عن شورى و رضا، فوصلني و أحسن و قضى حاجتي و أشركني في أمانته.

ص: 119


1- سير الأعلام 448/3 و الوافي 228/15 و أسد الغابة 240/2 و الاستيعاب 9/2.
2- بالأصل: يزيد خطأ، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 471/12.
3- سير الأعلام 447/3.
4- طبقات ابن سعد 31/5.
5- عن ابن سعد و بالأصل «و عبس».
6- زيادة لازمة للإيضاح عن ابن سعد.

قال: و أنا ابن سعد(1) ، أنا محمّد بن عمر، حدّثني عبد اللّه بن يزيد الهذلي، عن عبد اللّه بن ساعدة قال: جاء سعيد بن العاص إلى عثمان فقال: يا أمير المؤمنين إلى متى تمسك بأيدينا؟ قد أكلنا أكلا هؤلاء القوم، منهم من قد رمى بالنبل، و منهم من قد رمى بالحجارة، و منهم شاهر سيفه، فمرنا بأمرك، فقال عثمان: إني و اللّه ما أريد قتالهم، و لو أردت قتالهم لرجوت أن امتنع منهم، و لكني أكلهم إلى اللّه و أكل من ألّبهم عليّ إلى اللّه، فإنا سنجتمع(2) عند ربّنا، فأمّا قتال فو اللّه ما آمرك بقتال، فقال سعيد: و اللّه لا أسأل عنك أحدا أبدا، فخرج فقاتل حتى أمّ.

قال و أنا ابن سعد(3) ، أنا محمّد بن عمر، حدّثني الحكم بن القاسم، عن مصعب بن محمّد بن عبد اللّه بن أبي أمية، حدّثني من رأى سعيد بن العاص يومئذ يقاتل فضربه رجل يومئذ ضربة مأمومة فلقد رأيته و إنه ليسمع الرعد فيغشى عليه.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو بكر بن سيف، نا السّري بن يحيى(4) ، أنا شعيب بن إبراهيم، أنا سيف بن عمر، عن محمّد، و طلحة بإسنادهما قالا: قدم سعيد بن العاص [في] سنة(5) سبع من إمارة عثمان، و كان سعيد بن العاص بقية العاص بن أمية، و كان أهله كثيرا تتابعوا(6) فلما فتح اللّه الشام شهدها(7) و أقام مع معاوية، و كان يتيما و كان نشأ في حجر عثمان، فتذكر عمر قريشا فسأل عنه فيما يتفقد من أمور الناس فقيل: يا أمير المؤمنين هو بدمشق عهده العاهد و هو مأموم بالموت، فأرسل إلى معاوية: أن ابعث إليّ سعيدا في منقل، فبعث به و هو دنف فما بلغ المدينة حتى أفاق، فقال: يا ابن أخي، قد بلغني عنك بلاء و صلاح فازدد يزدك اللّه خيرا، و قال: هل لك من زوجة ؟ قال: لا، قال: يا أبا عمرو، ما منعك من هذا الغلام أن تكون زوّجته ؟ قال: قد عرضت ذلك عليه فأبى،

ص: 120


1- طبقات ابن سعد 34/5.
2- بالأصل و م: سنجمع، و المثبت عن ابن سعد.
3- المصدر السابق الجزء و الصفحة.
4- الخبر في تاريخ الطبري 612/2 ط بيروت.
5- بالأصل و م: «سنة سبع في إمارة عثمان» صوبنا العبارة و زدنا و حذفنا بما يوافق عبارة الطبري.
6- رسمها بالأصل و م: «يبايعوا» و المثبت عن الطبري.
7- كذا و في الطبري: قدمها.

فخرج يسير في البر فانتهى إلى ماء فلقيه عليه أربع نسوة فقمن إليه فقال: ما لكنّ و من(1) أنتن ؟ فقلن: بنات سفيان بن عويف و معهن أمهن. فقالت أمهن: هلك رجالنا، و إذا هلك الرجال ضاع نساؤهم، فضعهن في أكفائهن، فزوّج سعيد إحداهن، و عبد الرّحمن بن عوف إحداهن، و الوليد بن عقبة إحداهن، و أتينه(2) بنات نعيم بن مسعود(3) النّهشلي فقلن له: قد هلك رجالنا و بقي الصبيان فضعنا في أكفائنا، فزوّج سعيد إحداهن، و جبيرا بن مطعم إحداهن فشارك سعيد هؤلاء و هؤلاء، و قد كان عمومته ذوي بلاء في الإسلام و سالفة حسنة و قدمة مع النبي صلى اللّه عليه و سلم، فلم يمت عمر حتى كان سعيد من رجال الناس.

فقدم سعيد الكوفة في إمارة عثمان أميرا، و خرج معه من مكة - أو المدينة - الأشتر و أبو حثمة(4) الغفاري، و جندب بن عبد اللّه، و أبو صعب بن جثامة(5) ، و كانوا فيمن شخص مع الوليد يعتبون عليه فرجعوا مع هذا، فصعد سعيد المنبر فحمد اللّه و أثنى عليه فقال: و اللّه لقد بعثت إليكم و إنّي لكاره، و لكن لم أجد بدا إذ أمرت أن اتمر، إلاّ أن الفتنة قد أطلعت خطمها و عيبيها(6) ، و و اللّه لأضربن وجهها حتى أقمعها أو تعييني اللّه، و إني لرائد نفسي اليوم، و نزل، فسأل عن أهل الكوفة، فأقيم على حال أهلها.

فكتب إلى عثمان بالذي انتهى إليه أن أهل الكوفة قد اضطرب أمرهم، و غلب أهل الشرف فيهم و البيوتات و السابقة و القدمة، و الغالب على تلك البلاد روادف ردفت، و أعراب لحقت فلو و أحق طاعتنا حتى ما ننظر إلى ذي شرف فلا بلاء من نازلتها و لا نابتتها.

فكتب إليه عثمان: أما بعد ففضل أهل السابقة و القدمة ممّن فتح اللّه عليه تلك البلاد، و ليكن من نزلها بسببهم تبعا لهم، إلاّ أن يكونوا تثاقلوا عن الحق و تركوا القيام

ص: 121


1- بالأصل: «و ما أنتن» و المثبت عن الطبري.
2- كذا.
3- في الطبري: بنات مسعود بن نعيم النهشلي.
4- في الطبري: أبو خشة.
5- بالأصل: «و ابن صعب بن حثامة» و المثبت عن الطبري.
6- الطبري: و عينيها.

به، و قام به هؤلاء و احفظ [لكلّ](1) منزلته و أعطهم جميعا بقسطهم من الحق، فإن المعرفة بالناس بها يصاب العدل، فأرسل سعيد إلى وجوه الناس من أهل الأيام و القادسية فقال: أنتم وجوه من وراءكم و الوجه ينبئ عن الجسد، فأبلغونا حاجة ذي الحاجة و خلّة ذي الخلّة، و أدخل معه من يحتمل ذلك من اللواحق و الروادف، و خلص بالقراء و المتشمتين في سمره، فكأنما كانت الكوفة بيتا(2) شملته نار فانقطع إلى أولئك الضرب ضربهم و فشت القالة و الإذاعة.

و كتب سعيد إلى عثمان بذلك، فنادي منادي عثمان: الصّلاة جامعة، فاجتمعوا، فأخبرهم بالذي كتب إليه سعيد، و بالذي كتب به إليه فيهم، و بالذي جاءهم به من القالة و الإذاعة قالوا: أصبت فلا تعفهم من ذلك و لا تطعهم فيما ليسوا له بأهل، فإنه إذا نهض في الأمور من ليس لها بأهل لم يحتملها و أفسدها.

فقال عثمان: يا أهل المدينة استعدوا و استمسكوا فقد دنت إليكم الفتن و نزل، فأوى إلى منزله و تمثّل مثله، و مثل هذا الضرب الذين أسرعوا في الخلاف:

أ بني عبيد قد أتى أشياعكم *** عنكم مقالتكم و شعر الشاعر

فإذا أتتكم هذه فتلبّسوا *** إنّ الرماح بصيرة بالحاسر

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو صادق الأصبهاني، أنا أحمد بن محمّد بن زنجويه، أنا الحسن بن عبد اللّه بن سعيد، أنا محمّد بن يحيى، نا علي بن الصّبّاح الشيرازي، نا أبو محلم، حدّثني من سمع شعبة يقول: حدّثنا محمّد بن المنكدر قال:

أهدى سعيد بن العاص هدايا لأهل المدينة، و قال لرسوله: لا تعذرني إلاّ عند علي بن أبي طالب، و قل له: ما فضلت عليك أحدا في الهدية إلاّ أمير المؤمنين عثمان، فقال علي لما قال له الرسول ذلك: لشد ما نفست عليّ أمية و ضايقتني، و اللّه لئن و ليتها لأنفضها(3) نفض القصّاب الثراب الوذمة، قال: فقال له الأصمعي: التّراب(4) ، فقال

ص: 122


1- الزيادة لازمة للإيضاح عن الطبري.
2- الطبري: يبسا.
3- في اللسان: لأنفضنّهم.
4- التّراب أصل ذراع الشاة أنثى، و به فسر شمر قول علي رضي اللّه عنه قال: و عني بالقصاب هنا السبع، و السبع إذا أخذ شاة قبض على ذلك المكان فنفض الشاة. و قال ابن الأثير: التّراب يريد اللحوم التي تعفرت بسقوطها في التراب، و الوذمة: المنقطعة الأوذام، و هي السيور التي يشد بها عرى الدول.

شعبة: ما سمعته إلاّ الثراب بالثاء، فتحاكما إلى أبي عمرو فحكم كما قال شعبة، قال أبو محلم: الصواب ما قال شعبة، و حكم به أبو عمرو، قال العسكري: و أخبرنا به عبد العزيز بن يحيى الجلودي، عن أبي ذكوان، عن الثوري، عن الأصمعي بمثله، و قال الثوري: صحّف الأصمعي و أصاب شعبة و الثّراب: الكروش. يقال هذه كروش ثربة، و الوذمة: ذات زوائد شبهت بوذام الدلو و أنشد:

قد صدرت منزعة و ذامها

هذا مذهب أبي عبيد فيه، و قال أبو سعيد المكفوف: فيما رد علي أبي عبيد و تحاك حكاية عنه و فسّر: أن الثراب الوذمة هي الحزّة(1) من الكرش أو الكبد، و التربة التي قد سقطت في التراب فتربت ثم قال أبو سعيد: و الصحيح عندنا غير ما ذكروا، إنما سميت الكروش التربة(2) لأنها تحمل فيها التراب من المرتع، و الوذمة التي قد أخمل(3) باطنها نحمله و هي زبيرها، و كل كرش و ذمة لأنها مخملة فيقول: لئن وليتهم لأطهرنّهم مما هم فيه من الدنس، و لأطيبنّهم بعد الخبث.

قال: و سمعت أبا بكر بن دريد يقول: يرد هذا كله و يقول: إن قولهم الثراب الوذمة خطأ، و أن أصحاب الحديث قلبوه و إنما هو الوذام التربة(4) قال: و أصله أن كل سير قددته مستطيلا فهو وذم، و كذلك اللحم و الكرش و ما أشبهه و هذا أراد.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، أنا سليمان بن أبي شيخ، نا أبو سفيان - يعني سعيد بن يحيى الحميدي - عن هشام قال:

قدم الزبير الكوفة في خلافة عثمان و على الكوفة سعيد بن العاص فبعث إليه بسبعمائة ألف(5) ، و قال: لو كان في بيت المال أكثر منها لبعثت بها إليك، فقبلها، قال

ص: 123


1- بالأصل: الحرة، و المثبت عن اللسان: وذم.
2- كذا بالأصل بالثاء، و في اللسان وذم نقلا عن أبي سعيد: ترة ب.
3- عن اللسان و بالأصل و م: أحمل.
4- و هو قول شعبة كما يفهم من عبارة اللسان: ترب - وذم.
5- سير الأعلام 447/3.

سليمان: فحدثت مصعب الزبيري هذا الحديث قال: ما كان الذي بعث به عندنا إلاّ الوليد بن عقبة، و كنا نشكرها لهم، و هشيم أعلم.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد عنه، أنا أبو نعيم الحافظ، نا أبي، نا أحمد بن محمّد بن عمر، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبيد، حدّثني إبراهيم بن سعيد، نا أبو نعيم، عن قيس، عن أبي حصن: أن عثمان بن عفان أجاز الزّبير بن العوام بستمائة ألف، فمرّ على أخواله بني كاهل فقال:

أي المال أجود؟ قال: مال أصبهان، قال: أعطوني من مال أصبهان.

بنو كاهل أخوال خويلد بن أسد جد الزّبير بن العوّام فأمه زهرة - و يقال: الزهراء - ابنة عمرو بن جبير بن رويبة بن هلال من بني كاهل بن أسد بن خزيمة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة(1) قال: و فيها - يعني سنة تسع و عشرين - عزل عثمان بن عفان الوليد بن عقبة عن الكوفة و ولّى سعيد بن العاص، فغزا سعيد بن العاص أرمينية سنة تسع و عشرين، و فيها غزا سعيد بن العاص جرجان، و يقال سنة ثلاثين فافتتحها، فحدّثني الوليد - يعني ابن هشام القحذمي عن أبيه، عن جده - قال: ضرب سعيد بجرجان رجلا على حبل عاتقه فأخرج السيف من مرفقه. و قال أبو عبيدة انتقضت أذربيجان أيضا فغزاهم سعيد بن العاص فافتتحها، و فيها (2)- يعني سنة ثلاثين - غزا سعيد بن العاص طبرستان فحاصرهم فسألوه الأمان على أن لا يقتل منهم رجلا واحدا، فقتلهم كلهم إلاّ رجلا واحدا.

قال ثم كانت طبرستان - يعني سنة ثلاثين - و أميرها سعيد بن العاص، و فيها - يعني سنة أربع و ثلاثين - أخرج(3) أهل الكوفة سعيد بن العاص، و ولّوا أبا موسى الأشعري، و كتبوا إلى عثمان يسألونه أن يولّي أبا موسى فولاه، و فيها يوم الجرعة، و كان عثمان ردّ سعيد بن العاص على الكوفة، فخرج أهل الكوفة فمنعوه.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ص: 124


1- تاريخ خليفة بن خياط ص 163.
2- تاريخ خليفة ص 165.
3- تاريخ خليفة ص 168.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، قالا: أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا الحجاج بن أبي منيع، نا جدي، عن الزّهري، قال: توفى اللّه عمر، و استخلف عثمان فنزع المغيرة بن شعبة عن الكوفة و أمّر عليها سعد بن أبي وقاص، ثم نزع سعد بن أبي وقاص عنها و أمّر عليها الوليد بن عقبة، ثم نزع الوليد بن عقبة و أمّر عليها سعيد بن العاص، فلم يزل سعيد بن العاص أميرها حتى استعلت الفتنة في الناس ففصل سعيد بن العاص من عند عثمان إلى إمارته على الكوفة، فلقيه خيل أهل الكوفة بالعذيب و هو قريب من الكوفة فردّوه فرجع إلى عثمان بالمدينة، ثم لم يزل شأن الفتنة يستعر(1) حتى قتل عثمان.

قال: و نا يعقوب، قال: قال ابن بكير قال الليث: و استعمل سعيد بن العاص - يعني سنة خمس و أربعين - و فيها - يعني سنة ثمان و أربعين - نزع مروان من المدينة، و أمّر سعيد بن العاص، و في سنة تسع و أربعين حج بالناس سعيد بن العاص، و حج عامئذ - يعني سنة خمسين - معاوية، و قد قتل سعيد بن العاص، و حج عامئذ - يعني سنة إحدى و خمسين - سعيد بن العاص، و يقال: بل معاوية، و حج عامئذ - يعني سنة اثنتين و خمسين - بالناس سعيد بن العاص، و حج عامئذ - يعني سنة ثلاث و خمسين - بالناس سعيد بن العاص، و فيها - يعني سنة أربع و خمسين - نزع سعيد بن العاص عن المدينة، و أمّر مروان بن الحكم(2).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا نصر بن أحمد بن نصر الخطيب، أنا محمّد بن أحمد بن عبد اللّه.

ح و أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو طاهر أحمد بن علي بن سوّار، قالا: أنا الحسين بن علي بن عبيد اللّه الطناجيري، قالا: أنا محمّد بن زيد بن علي بن مروان، أنا أبو جعفر محمّد بن محمّد الشّيباني، نا هارون بن حاتم، نا أبو بكر بن عيّاش، قال: ثم حج بالناس سعيد بن العاص سنة تسع

ص: 125


1- مكانها بياض في م.
2- لم يرد الخبر في كتاب المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي، و ثمة خبر آخر فيه 322/3 و نصه: حج سعيد - يعني ابن العاص - بالناس في سنة تسع و أربعين، و سنة اثنتين و خمسين و لبث بعدها، ذكر ذلك يعقوب بن سفيان في تاريخه عن يحيى بن أبي كثير عن الليث.

و أربعين، ثم حج بالناس معاوية بن أبي سفيان، سنة خمسين، ثم حج بالناس يزيد بن معاوية سنة إحدى و خمسين و سنة اثنتين و خمسين و سنة ثلاث و خمسين، ثم حج بالناس مروان سنة أربع و خمسين، و سنة خمس و خمسين.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أحمد بن محمود الثقفي، أنا محمّد بن إبراهيم بن المقرئ، أنا محمّد بن جعفر المنبجي، نا عبيد اللّه بن سعد بن إبراهيم الزّهري، قال: قال أبي: و نزع مروان عن المدينة و أمّر سعيد بن العاص - يعني سنة خمس و أربعين - فحج بالناس سنة ست و أربعين، ثم حج سعيد بن العاص سنة إحدى و خمسين، ثم حج سعيد بن العاص سنة ثنتين و خمسين، ثم حج سعيد بن العاص سنة ثلاث و خمسين، و نزع سعيد بن العاص عن المدينة، و أمّر مروان، و حج بالناس سعيد بن العاص سنة أربع و خمسين.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسين السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، أنا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط(1) ، قال: فيها - يعني سنة ثمان و أربعين - عزل معاوية بن أبي سفيان مروان بن الحكم عن المدينة و ولاّها سعيد بن العاص، و أقام الحج - يعني فيها - سعيد بن العاص، و أقام الحج - يعني سنة تسع و أربعين - سعيد بن العاص، و أقام الحج - يعني سنة ثلاث و خمسين - سعيد بن العاص و فيها - يعني سنة أربع و خمسين - عزل معاوية سعيد بن العاص عن المدينة، و ولاّها مروان بن الحكم و جمعهما - يعني مكة و المدينة لسعيد بن العاص فولاّها سعيد ابنه عمرا.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا عبد الوهاب بن محمّد بن منده، أنا الحسن بن محمّد المديني، أنا أحمد بن محمّد بن عمر العبدي، نا عبد اللّه بن محمّد القرشي، حدّثني سليمان بن أبي شيخ، نا سليمان بن زياد، قال: كان بين سعيد بن العاص و بين قوم من بني أمية منازعة، فجاءت سعيدا ولاية المدينة من قبل معاوية، فقال: لا أنتصر و أنا وال فترك منازعة القوم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن كرتيلا، أنا محمّد بن علي الخياط المقرئ،

ص: 126


1- تاريخ خليفة بن خياط ص 208 و 209 و 222.

أنا أحمد بن عبد اللّه بن الخضر بن السّوسنجردي(1) ، أنا أبو جعفر أحمد بن أبي طالب، أنا أبي، أنا محمّد بن مروان بن عمر السّعيدي، أخبرني محمّد بن عمر السعيدي عن بعض العثمانيين نسبة بإسناد ذكره قال:

كان معاوية يولي المدينة مروان بن الحكم سنة و سعيد بن العاص سنة، فلما كان في ولاية سعيد كتب إليه معاوية: بلغني أن مروان ابتنى دارا و أنه خرج في الطريق فإذا أتاك كتابي هذا فاهدم داره، فقال سعيد: يا جارية خذي هذا الكتاب فضعيه في الصندوق، فلم يزل يكتب إليه في ولايته تيك، و يأمر باحتفاظ الكتب، لا ينفذ أمره فيما كتب به، ثم ولي مروان فكتب إليه بنظير الكتب التي كتب بها إلى سعيد في مروان، فمضى إلى دار سعيد بالفعلة - و سعيد قد صلّى الغداة في المسجد مستقبلا القبلة - فجاء خادم له بخبر مروان. فخرج سعيد فأخذ بيد مروان، فأدخله الدار، و أخبره مروان بالذي جاء له فقال سعيد: يا جارية هاتي الكتب، فجاءت بكتب معاوية، فرمى بها إلى مروان فلما قرأها قال: دواة و قرطاسا فكتب إلى معاوية:

كتبت إليّ تأمرني بعق *** كما قبلي كتبت إلى سعيد

فلما أن عصاك أردت حملي *** على ملساء تزلق بالشديد

لأقطع واصلا و أخا حفاظ *** فرأيك ليس بالرأي الرشيد(2)

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، نا موسى بن محمّد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبيه قال: لما مات الحسن بن علي بعث مروان بن الحكم إلى معاوية يخبره أنه مات، قال: و بعث سعيد بن العاص رسولا آخر يخبره بذلك، و كتب مروان يخبره بما أوصى به حسن من دفنه مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أن ذلك لا يكون و أنا حيّ، و لم يذكر ذلك سعيد، فلما دفن حسن بن علي بالبقيع أرسل مروان بريدا آخر يخبره بما كان من ذلك و من قيامه ببني أمية و مواليهم و إني يا أمير المؤمنين عقدت لوائي و تلبسنا السّلاح و أحضرت معي من اتّبعني ألفي رجل، فلم يزل اللّه بمنّه و فضله يدرا ذلك أن يكون مع أبي بكر و عمر ثالثا أبدا، حيث لم يكن أمير

ص: 127


1- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى سوسنجرد قرية بنواحي بغداد، ذكره السمعاني و ترجم له.
2- بعدها في م: آخر الجزء الخامس و الأربعين بعد المائتين.

المؤمنين عثمان المظلوم رحمه اللّه، و كانوا هم الذين فعلوا بعثمان ما فعلوا، فكتب معاوية إلى مروان يشكر له ما صنع، و استعمله على المدينة و نزع سعيد بن العاص، و كتب إلى مروان: إذا جاءك كتابي هذا فلا تدع لسعيد بن العاص قليلا و لا كثيرا إلاّ قبضته، فلما جاء الكتاب إلى مروان بعث به مع ابنه عبد الملك إلى سعيد يخبره بكتاب أمير المؤمنين فلما قرأه سعيد بن العاص صاح بجارية له: هات كتابي أمير المؤمنين فطلعت عليه بكتابين، فقال لعبد الملك: اقرأهما، فإذا فيهما: كتاب من معاوية إلى سعيد بن العاص - يأمره - حين عزل مروان - بقبض أموال مروان التي بذي المروة(1) و التي بالسّويداء(2) و التي بذي خشب(3) ، و لا يدع له عذقا(4) واحدا. فقال: أخبر أباك.

فجزاه عبد الملك خيرا، فقال سعيد: و اللّه لو لا أنك جئتني بهذا الكتاب ما ذكرت ما ترى حرفا واحدا، قال: فجاء عبد الملك بالخبر إلى أبيه فقال: هو كان أوصل لنا منا له.

قال: و أنا محمّد بن عمر، حدّثني عبد الرّحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، قال: حج معاوية بن أبي سفيان سنة خمسين و سعيد بن العاص على المدينة و قد وليها قبل ذلك في آخر سنة تسع و أربعين و هي السنة التي مات فيها الحسن، فلم يزل معاوية يهم بعزله، و يكتب إليه مروان يعلمه ما ألقى في شأن حسن بن علي، و أن سعيد بن العاص قد لابا بني هاشم و مالأهم على أن يدفن الحسن مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أبي بكر و عمر، فوعده معاوية أن يعزله عن المدينة و يوليه، فأقام عليها سعيد و معاوية يستحي من سرعة عزله إياه، و سعيد يعلم بكتب مروان إلى معاوية، فكان سعيد يلقى مروان ممازحا له فيقول:

ما جاءك فيما قبلنا بعد شيء؟ فيقول مروان: و لم تقول لي هذا؟ أ تظن أني أطلب عملك ؟ فلما أكثر مروان من هذا سكت سعيد بن العاص، و استحيى، و بلغ مروان أنه كتب إلى سعيد من الشام يعلم بكتبك أمير المؤمنين لمحل سعيد، و تزعم أن سعيدا في ناحية بني هاشم، ثم جاءه سعيد بعد العمل و قد حج سعيد سنة ثلاث و خمسين، و دخل في الرابعة فجاءه ولاية مروان بن الحكم فكان سعيد إذا لقيه بعد يقول له ممازحا له: قد كان وعدك حيث توفي الحسن بن علي أن يوليك و يعزلني، فأقمت كما ترى سنين، و اللّه يعلم لو لا

ص: 128


1- ذو المروة: قرية بوادي القرى، و قيل بين خشب و وادي القرى (معجم البلدان).
2- السويداء: موضع على ليلتين من المدينة على طريق الشام.
3- خشب: واد على مسيرة ليلة من المدينة (معجم البلدان).
4- العذق بالفتح: النخلة يحملها.

كراهة أن يعدّ ذلك مني خفة لاعتزلت و لحقت بأمير المؤمنين فيقول مروان: أقصر فإنا رأينا منك يوم مات الحسن بن علي أمورا ظننا أن صفوك مع القوم، قال سعيد: فو اللّه للقوم أشد لي تهمة، و أسوأ فيّ رأيا منهم فيك، فأمّا الذي صنعت من كفي عن حسين بن علي فو اللّه ما كنت لأعرض دون ذلك بحرف واحد، و قد كفيت أنت ذلك.

قال محمّد بن عمر: قال عبد الرّحمن بن أبي الزناد، و قال أبي: فلم يزالا متكاشرين فيما بينهما فيما يعيب أحدهما عن صاحبه ليس بحسن و هما بعد يتلاقيان و يقضي أحدهما الحق لصاحبه إذا لزمه و إذا التقيا سلم أحدهما على صاحبه سلاما لا يعرف أن فيه شيئا ممّا يكره فكان هذا من أمرهما.

قال: و أنا محمّد بن عمر، حدّثني أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة، عن صالح بن كيسان قال: كان سعيد بن العاص رجلا حليما وقورا، و لقد كانت المأمومة(1) التي أصابت رأسه يوم الدار قد كاد أن يخف منها بعض الخفة، و هو على ذلك من أوقر الرجال و أحلمه. و كان مروان رجلا حديدا، حديد اللسان، سريع الجواب، ذلق اللسان، كل ما صبر أن يكون في صدره شيء من حبّ أحد أو بغضه إلاّ ذكره، و كان في سعيد خلاف ذلك، كان من أحبّ صبر عن(2) ذلك، و من أبغض فمثل ذلك، و يقول: إن الأمور تغيّر و القلوب تغيّر، فلا ينبغي للمرء أن يكون مادحا اليوم عائبا(3) غدا(4).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن عبيد اللّه بن معاذ، نا أبي، نا ابن عون، عن عمير بن إسحاق قال: كان مروان بن الحكم أميرا علينا بالمدينة سنة ستين(5) ، فكان يسب عليا في الجمع كذلك، ثم عزل فاستعمل علينا سعيد بن العاص، فكان لا يسبّ عليا(6).

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، عن أبي

ص: 129


1- المأمومة: الشجة التي بلغت أم الرأس، و هي الجلدة التي تجمع أم الدماغ.
2- سقطت من الأصل و استدركت عن هامش الأصل و بجانبها كلمة صح.
3- بالأصل «غائبا» و المثبت عن م و انظر مختصر ابن منظور 312/9.
4- الخبر ورد مختصرا في سير الأعلام 447/3.
5- كذا بالأصل و م: «سنة ستين».
6- الخبر في سير الأعلام 447/3.

الحسن رشأ بن نظيف، أخبرني أبو الفتح إبراهيم بن علي بن الحسن البغدادي، نا أبو بكر محمّد بن يحيى الصّولي، حدّثني عبد اللّه بن إسحاق، حدّثني أحمد بن الأشعث، عن أبيه، عن أمية بن داب عن بعض أشياخه قال: كتب زياد بن أبي سفيان إلى سعيد بن العاص يخطب إليه ابنته(1) أم عثمان بنت سعيد، و أمّها أمية بنت جرير بن عبد اللّه البجلي، و بعث إليه بمال كثير، و هدايا كثيرة من هدايا العراق فصادفه الرسول و عنده جلساؤه و هم عشرة، و فيهم عبد الرّحمن بن حسان بن ثابت، فلما قرأ الكتاب دعا كعبا مولاه و حاجبه فقال: اقسم هذا المال و هذه الهدايا بينهم، فقال له كعب: المال و المتاع أكثر من ذلك، قال سعيد: اللّه أكبر منهم اقسمها بينهم بالسوية، ثم كتب إلى زياد كتابا صغيرا و دفعه إلى الرسول، فلما قدم على زياد قال للرسول: ما فعلت أقبل الهدايا؟ قال:

نعم، قال: فما صنع بها؟ قال: كان عنده جلساؤه فوزعها بينهم، فدفع إليه الكتاب فإذا فيه: بسم اللّه الرّحمن الرحيم، أمّا بعد: إِنَّ الْإِنْسٰانَ لَيَطْغىٰ أَنْ رَآهُ اسْتَغْنىٰ (2) و السلام.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو محمّد الشيرازي، أنا أبو عمر الخزّاز، أنا أبو الحسن الخشّاب، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا علي بن محمّد المدائني، عن يزيد بن عياض بن جعدبة، عن عبد اللّه بن أبي بكر بن حزم قال: خطب سعيد بن العاص أمّ كلثوم بنت علي بعد عمر، و بعث إليها بمائة ألف فدخل عليها الحسين فشاورته فقال: لا تزوّجيه، فأرسلت إلى الحسن فقال: أنا أزوّجه فاتّعدوا لذلك، و حضر الحسن و أتاهم سعيد و من معه، فقال سعيد: أين أبو عبد اللّه ؟ قال الحسن: أكفيك دونه، قال: فلعل أبو عبد اللّه كره هذا يا أبا محمّد؟ قال: قد كان و أكفيك، قال: إذا لا أدخل في شيء يكرهه، و رجع و لم يعرض في المال، و لم يأخذ منه شيئا(3).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الغنائم حمزة بن علي بن محمّد بن عثمان البندار المعروف بابن النسوان(4) ، أنا أبو منصور محمّد بن محمّد بن أحمد بن

ص: 130


1- بالأصل «ابنة» و المثبت عن م.
2- سورة العلق، الآية: 7.
3- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 446/3-447 من طريق ابن سعد.
4- كذا رسمها بالأصل و في م: ابن السواق.

الحسين، أنا أبو الفرج أحمد بن عمر بن عثمان، أنا أبو محمّد جعفر بن نصير، نا أبو العباس أحمد بن مسروق، حدّثني علي بن محمّد بن يحيى بن علي بن عبد الحميد الكتاني، حدّثني أبي، عن جده غسان بن عبد الحميد بن عبيد بن يسار:

أن سعيد بن العاص بعث إلى أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب التي كانت تحت عمر بن الخطاب يخطبها، فأنعمت(1) له فبلغ ذلك أخواتها فكرهوه و ثقل عليهم و كلموها كلاما شديدا، و قد كانت وعدت سعيدا موعدا فدعت ابنها زيد بن عمر بن الخطاب - و هو يومئذ غلام صغير - و بسطت دارها و وضعت فيها سريرا، ثم قالت: إذا جاء سعيد بن العاص فزوّجنيه. و قد كان سعيد وعد ناسا و أرسل إليهم ليحضروا تزويجه، فحضروه في المسجد، فلما اجتمعوا إليه قال: إني دعوتكم لأمر بدا لي غيره إني كنت خطبت أم كلثوم بنت علي، فأنعمت، و اللّه ما كنت لأدخل على ابني فاطمة بأمر يكرهانه ثم التفت إلى كعب مولاه فقال: انظر إلى المائتي ألف الدرهم التي هيأت لابنة علي، اذهب بها إليها، و قل لها: يقول لك ابن عمك إنّا كنا هيأنا لك هذه فاقبضيها صلة منا لك.

قال: و نا أبو العباس بن مسروق، حدّثني محمّد بن إسحاق المسمى(2) ، حدّثني أبي، قال: كان فينا دار كثير بن الصّلت بالمصلّى مجلسا لأشراف قريش، فكان لسعيد بن العاص فيه مجلس، فأتاه رجل يوما فقال: إن لي عندك يدا، قال: ما أعرفها، قال: بلى، رأيتك يوما جالسا في مجلسك من فناء دار كثير بن الصّلت، و ليس معك أحد فأتيت فجلست إليك فوصلت جناحك حتى أتاك جلساؤك، قال: ما أعرف هذا، قال:

بلى أوّل من أتاك فلان، فلم يجد معك أحدا غيري فسأل سعيد الرجل عن ذلك فصرفه فقال: يد و اللّه يا كعب ادفع إليه عشرة آلاف درهم.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن بن نظيف المقرئ، أنا الحسن بن إسماعيل المصري، أنا أحمد بن مروان، نا ابن أبي خيثمة، نا أبي، عن ابن عيينة قال:

كان سعيد بن العاص إذا سأله سائل فلم يكن عنده شيء قال: اكتب عليّ بمسألتك سجلا إلى يوم ميسرتي(3).

ص: 131


1- كذا، و لعله يريد أنها قالت: نعم.
2- كذا بالأصل و م.
3- سير الأعلام 447/3 من طريق ابن عيينة.

أنبأنا أبو القاسم تمام بن عبد اللّه بن المظفّر، أنا عبد اللّه بن الحسن بن حمزة البعلبكّي، أنا أبو نصر بن الجبّان - إجازة - أنا أبو سليمان بن زبر، أنا أبي، نا حفص بن عمر السّيّاري(1) ، نا الأصمعي، عن أبيه قال: كان سعيد بن العاص يدعو إخوانه و جيرانه في كل جمعة يوما، فيصنع لهم الطعام و يخلع عليهم الثياب الفاخرة، و يأمر لهم بالجوائز الواسعة، و يبعث إلى عيالاتهم بالبر الكثير، و كان يوجه مولى له في كل ليلة جمعة فيدخل المسجد و معه صرر فيها دنانير فيضعها بين يدي المصلّين، فكان قد كثر المصلون في كل ليلة جمعة في مسجد الكوفة.

أنبأنا أبو الوفاء إسماعيل بن عبد العزيز العكّي اليماني، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن أبي بكر بن أبي يزيد الكشمردي (2)- بمكة - أنا أبو سعيد الخليل بن أبي يعلى منصور بن محمّد بن حمد القرشي، أنا أبو القاسم بن محمّد الفقيه، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إبراهيم، نا إسحاق بن إبراهيم، نا العباس بن عبد العظيم، نا عبد الأعلى بن حمّاد، قال:

استسقى سعيد بن العاص من دار بالمدينة فسقوه ثم حضر صاحب الدار في الوقت مع جماعة فعرض الدار على البيع(3) ، و كان عليه أربعة آلاف دينار، فبلغه أن صاحب الدار يريد بيع داره، فقال لغلام له: لم يبيع هذا الرجل داره ؟ فقال: عليه أربعة آلاف دينار دين قال سعيد بن العاص: إن له لحرمة و ذماما علينا، لسقيه إيّانا، فأمر الغلام بالفرس في الوقت، و ركب إليه فخافضه، فقال له: السّلام عليك، و قال لغريمه: كم لك عليه ؟ قال: أربعة آلاف دينار، قال: أ ترضى بضمانها؟ قال: نعم، قال له: فمر و هي لك عليّ، و قال لصاحب الدار استمتع بدارك(4).

قال: و قال عبد الأعلى بن حمّاد: أن أعرابيا أتى بسعيد بن العاص فسأله شيئا فقال: يا غلام اعطه خمس مائة فذهب و رجع فقال: خمسمائة درهم أم خمس مائة دينار

ص: 132


1- تقر بالأصل: اليساري، و الصواب ما أثبت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى جد اسمه سيّار، ذكره السمعاني و ترجم له.
2- ضبطت عن الأنساب بكسر الكاف و سكون الشين و فتح الميم و سكون الراء، هذه النسبة إلى كشمرد، قال السمعاني: أظنه اسم جد.
3- مطموسة بالأصل و اللفظة أثبتت عن م و انظر مختصر ابن منظور 314/9.
4- انظر الخبر مختصرا في سير الأعلام 447/3.

فقال سعيد: ويحك ما أردت إلاّ الدراهم، فإذا توهمت الدنانير فاعطه الدنانير، قال:

فقبضها الأعرابي ثم جلس يبكي فقال له سعيد: ما يبكيك أ ليس قد قضى اللّه حاجتك ؟ قال: بلى، و لكن أبكي على الأرض تأكل مثلك.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّاء، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، قال:

سمعت العباس بن محمّد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: سأل أعرابي سعيد بن العاص فقال: يا غلام أعطه خمس مائة فقال الأعرابي: خمس مائة ما ذا؟ قال: خمس مائة دينار، قال: فأعطاه، فجعل الأعرابي يقلب الدنانير بيده و يبكي، فقال له سعيد: ما يبكيك يا أعرابي ؟ قال: أبكي و اللّه أن تكون الأرض تبلي مثلك.

أخبرنا أبو العز بن كادش - إذنا و مناولة - و قرأ علي إسناده، أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا، نا عبيد اللّه بن محمّد بن جعفر الأزدي، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني سليمان بن منصور الخزاعي، نا أبو سفيان الحميري، عن عبد الحميد بن جعفر الأنصاري، قال: قدم أعرابي المدينة يطلب في أربع ديات حملها فقيل له: عليك بالحسن بن علي، عليك بعبد اللّه بن جعفر، عليك بسعيد بن العاص، عليك بعبيد اللّه بن العباس فدخل المسجد، فرأى رجلا يخرج و معه جماعة. فقال: من هذا؟ فقيل: سعيد بن العاص، فقال: هذا أحد أصحابي الذين ذكروا لي، فمشى معه فأخبره بالذي قدم له، و من ذكر له و أنه أحدهم و هو ساكت لا يجيبه. فلما بلغ باب منزله قال لخازنه: قل لهذا الأعرابي فليأت بمن يحمل له. فقيل له: ائت بمن يحمل لك.

قال: عافى اللّه سعيدا إنما سألناه ورقا لم نسأله تمرا، قال: ويحك: ائت بمن يحمل لك، فأخرج إليه أربعين ألفا، فاحتملها الأعرابي فمضى إلى البادية و لم يلق غيره(1).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن علي، أنا أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد، أنا أحمد بن عبد اللّه بن الخضر، أنا أحمد بن علي بن محمّد، حدّثني أبي، حدّثني محمّد بن مروان بن عمرو، حدّثني محمّد بن الحسن.....(2) ، نا أبو مروان المرواني، نا يحيى بن سعيد الأموي، حدّثني أبي قال:

ص: 133


1- الخبر في البداية و النهاية بتحقيقنا 93/8.
2- رسمها و إعجامها مضطربان و رسمها: «التيشي» و في م: القسي.

كان سعيد بن العاص واليا لمعاوية على المدينة فأصاب الناس سنة فأقحموا(1) فأطعمهم سعيد حتى أنفق ما في بيت المال، و ادّان فكتب إلى معاوية فغضب، و قال: لم يرض أن أنفق مالنا حتى ادّان فعزله(2).

فلما احتضر دعا ابنه عمرا فقال: إني قد رضيت غيبتك و شهادتك فانظر ديني فاقضه و اكسر فيه أموالي و لا يعطه عني معاوية، و انظر بناتي فلتكن قبورهن بيوتهن إلاّ من الأكفان، و انظر إخواني لا يفقدوني، احفظ منهم ما كنت أحفظ، فلما بلغ معاوية موته قال: رحم اللّه أبا عثمان مات من هو أكبر مني و من هو أصغر مني(3):

إذا سار من دون امرئ و أمامه *** و أوحش من إخوانه فهو سائر

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، نا أبو الفوارس طراد بن محمّد الزينبي - إملاء - أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن وصيف، أنا محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم، نا محمّد بن يونس بن موسى القرشي، نا الأصمعي، نا شبيب، قال:

لما حضرت سعيد بن العاص الوفاة قال لبنيه: أيكم يقبل وصيتي ؟ قال ابنه الأكبر: أنا يا أبه، قال: فإن فيها قضاء ديني، قال: و ما دينك يا أبه ؟ قال: ثمانون ألف دينار، قال: و فيم أخذتها يا أبه ؟ قال: يا بني، في كريم سددت منه خلة، و في رجل أتاني في حاجة و دمه ينزو في وجهه من الحياء، فبدأته بها قبل أن يسألني.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الغساني، أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو محمّد بن زبر، نا مجد بن يونس، نا الأصمعي، نا شبيب بن شيبة الخطيب قال:

لما حضرت سعيد بن العاص الوفاة قال لبنيه: أيكم يقبل وصيتي ؟ فقال ابنه الأكبر: أنا يا أبه، قال: إن فيها قضاء ديني، قال: و ما دينك يا أبه ؟ قال: ثمانون ألف دينار، قال: يا أبه و فيم أخذتها؟ قال: يا بني، في كريم سددت منه خلة، و في رجل

ص: 134


1- بالأصل: أقمحوا، و الصواب عن م و اللسان و فيه: أقحموا و أقحموا: أدخلوا بلاد الريف هربا من الجدب (اللسان: قحم).
2- الخبر باختصار في سير الأعلام 447/3.
3- البيت في التعازي و المراثي للمبرد ص 52، و عيون الأخبار 61/3 و البداية و النهاية بتحقيقنا 94/8 بدون نسبة.

جاءني في حاجة و دمه ينزو في وجهه من الحياء، فبدأته بحاجته قبل أن يسألنيها.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن بن محمّد، أنا أبو سهل محمود بن عمر بن جعفر بن إسحاق العكبري، أنا أبو الحسن علي بن الفرج بن علي بن أبي روح العكبري، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني الحسن بن عثمان البصري، أنا شعيب بن صفوان، عن عبد الملك بن عمير قال:

قال سعيد بن العاص لابنه: يا بني أخزى اللّه المعروف إذا لم يكن ابتداء عن غير مسألة، فأما إذا أتاك تكاد ترى دمه في وجهه، و مخاطرا لا يدري أ تعطيه أم تمنعه، فو اللّه لو خرجت له من جميع مالك ما كافأته(1).

أنبأنا أبو علي محمّد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، و أبو الحسن محمّد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد، و محمّد بن سعيد.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن قالوا: أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن مقسم، نا أبو العباس أحمد بن يحيى قال: و قال إسحاق الموصلي: حدّثني شيخ من بني أمية قال: قال سعيد بن العاص: ما وصلت من ألجأته إلى أن ينتح كما ينتح الحميت - يعني يرشح - و الحميت:

النحي المربوب.

أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب، أنا عبد الكريم بن الحسن، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أحمد بن محمّد بن جعفر الجوزي(2) ، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني العباس بن هشام، عن أبيه قال: قال سعيد بن العاص: ما شاتمت رجلا منذ كنت رجلا، و لا زاحمت ركبتي ركبته، و إذا أنا لم أصل زائري حتى يرشح جبينه كما يرشح السّقّاء فو اللّه ما وصلته.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، و عبد الباقي بن محمّد بن غالب، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبيد اللّه بن

ص: 135


1- الخبر في العقد الفريد بتحقيقنا 93/1 باختلاف الرواية.
2- ترجمته في سير الأعلام 397/15.

عبد الرّحمن بن محمّد بن عيسى، نا زكريا بن يحيى، أنا الأصمعي، نا المبارك بن سعيد، حدّثني غير عبد الملك بن عمير أن سعيد بن العاص قال: ما أدري كيف أكافئ رجلا بات يقسم ظنه، فلا يقع إلاّ عليّ، أصبح يتخطّى الناس و يتخطّى المجالس، و الأحياء حتى يكرمني بنفسه، و يؤنسني بحديثه، غدا التجار إلى تجاراتهم، و غدا إليّ في حاجته، فإن كان فإن كان(1) أخسّهم فأخسّ اللّه حظي يوم القيامة.

قال: و نا الأصمعي، نا المبارك بن سعيد، عن عبد الملك بن عمير، قال: قال سعيد بن العاص: إن الكريم ليرعى من المعرفة ما يرعى الواصل من القرابة.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبي، أنا عمر بن الحسن بن علي بن مالك(2) ، نا أبو العيناء(3) محمّد بن القاسم، نا الأصمعي، عن مبارك بن سعيد، عن عبد الملك بن عمير قال: قال سعيد بن العاص: إن الكريم ليرعى من الغريب - و قال غيره: من المعرفة - ما يرعى الواصل من القرابة.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، نا أبو سعد الزاهد، نا عبد اللّه بن محمّد الأشعري، نا محمّد بن الطيب بن العباس، نا إبراهيم بن إسحاق الغسيلي(4) ، حدّثني أبو جعفر مولى بني هاشم، حدّثني أبو بكر المديني قال: قال سعيد بن العاص: يا بني إن المكارم لو كانت سهلة يسيرة لسابقكم إليها اللئام، و لكنها كريهة مرّة لا يصبر عليها إلاّ من عرف فضلها و رجا ثوابها.

أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن التّبريزي، أنا أبو الفتح أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن علي، نا أبو سعيد محمّد بن علي بن عمرو بن مهدي الحافظ(5) ، أنا عبد اللّه بن حامد الفقيه، نا محمّد بن الطّيّب البوشنجي(6) ، نا إبراهيم بن إسحاق الغسيلي، حدّثني أبو جعفر مولى بني هاشم، حدّثني أبو بكر المديني قال: قال سعيد بن

ص: 136


1- كذا بالأصل مكررة.
2- ترجمته في سير الأعلام 406/15.
3- ترجمته في سير الأعلام 308/13.
4- رسمها بالأصل: «الغبييلي» كذا و المثبت عن م، و سيرد قريبا «الغسيلي» انظر ترجمته في سير الأعلام 493/13.
5- ترجمته في سير الأعلام 307/17.
6- بالأصل و م «البوسنجي» و الصواب بالشين المعجمة نسبة إلى بوشنج انظر الأنساب و معجم البلدان.

العاص: يا بني إن المكارم لو كانت سهلة يسيرة لسابقكم إليها اللئام، و لكنها كريهة مرّة لا يصبر عليها إلاّ من عرف فضلها و رجا ثوابها قال: و أنشدني أبو جعفر:

كل الأمور تزول عنك و تنقضي *** إلاّ الثناء فإنه لك باق

و لو أنني خيّرت كلّ فضيلة *** ما اخترت غير مكارم الأخلاق

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، و علي بن المسلم الفقيهان قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي، أنا أبو بكر الخرائطي قال: سمعت أبا العباس محمّد بن يزيد المبرّد يقول: قال سعيد بن العاص لجليسي عليّ ثلاث خصال: إذا أقبل وسعت له، و إذا جلس أقبلت عليه، و إذا حدّث سمعت منه(1).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، نا زكريا بن يحيى المنقري، أنا الأصمعي، نا المبارك بن سعيد، عن سعيد، عن عبد الملك بن عمير قال: قال سعيد بن العاص: لجليسي عليّ ثلاث: إذا دنا رحبت به، و إذا جلس أوسعت له، و إذا حدّث أقبلت عليه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا ابن أبي الدنيا، نا محمّد بن سلام، عن أبي عبيدة قال: قال سعيد بن العاص لابنه: لا تمازح الشريف فيحقد عليك، و لا الدّنيء فتهون عليه(2).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو محمّد بن أبي عثمان، أنا أبو القاسم الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر القاضي، نا أبو علي بن صفوان البردعي، نا أبو بكر بن أبي الدّنيا، حدّثني أبو صالح المروزي، نا عبد العزيز بن أبي رزمة، عن عبد اللّه بن المبارك، قال: قال سعيد بن العاص لابنه: يا بني لا تمازح الشريف فيحقد عليك، و لا تمازح الدنيء فيحتوي عليك.

أخبرنا خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى القرشي، أنا عبد المحسن بن عثمان بن غانم، أنا أحمد بن عبيد الله بن محمّد، نا أبو مسلم محمّد بن أحمد الكاتب،

ص: 137


1- الخبر في البداية و النهاية بتحقيقنا 93/8.
2- البداية و النهاية 93/8.

أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن دريد، نا أبو حاتم عن العتبي، قال: قال معاوية لسعيد بن العاص: كم ولدك ؟ قال: عشرة، و الذكران فيهم أكثر، فقال معاوية: وَ يَهَبُ لِمَنْ يَشٰاءُ الذُّكُورَ (1) فقال سعيد: يؤتي الملك من يشاء و ينزع الملك ممن يشاء(2).

أخبرنا أبو العز بن كادش - إذنا و مناولة، و قرأ علي إسناده - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا، نا المظفّر بن يحيى بن أحمد المعروف بابن الشرابي، نا أبو العباس المروزي، نا أبو إسحاق الطّلحي، أخبرني أحمد بن إبراهيم قال: قال سعيد بن العاص لمعاوية و هو معه على سريره: يا أمير المؤمنين و اللّه لكأن عمتك حمزة هند عند بعض أزواجها فيما يوصف لي قال: فلم يجبه معاوية بشيء، و دخل سليمان بن صرد فقال له معاوية: مرحبا، هاهنا فأجلسه بينه و بين سعيد على السرير، فساءله طويلا ثم قال له: كيف بر هذا بكم - يعني سعيدا - و كانت أم سعيد عند سليمان بن صرد فقال سعيد: ما أردت بهذا يا أمير المؤمنين قال: ما أردت بحمزة هند.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو محمّد المصري، أنا أحمد بن مروان، نا أحمد بن علي المقرئ، نا الأصمعي، قال: خطب سعيد بن العاص فقال في خطبته: من رزقه اللّه رزقا حسنا فليكن أسعد الناس به، إنما يتركه لأحد رجلين: إمّا مصلح فلا يقلّ عليه شيء، و إمّا مفسد فلا يبقى له شيء، فقال معاوية: جمع أبو عثمان طرف الكلام(3).

قال: و نا أحمد، نا محمّد بن عبد العزيز، نا محمّد بن سلام، قال: قال سعيد بن العاص: لا أعتذر من العيّ في حالين: إذا خاطبت سفيها، أو طلبت حاجة لنفسي.

قال: و نا أحمد، نا محمّد بن يونس، نا الأصمعي، عن حكيم بن قيس قال: قال سعيد بن العاص: موطنان لا أستحي من العي فيهما: عند مخاطبتي جاهلا، و عند مسألتي حاجة لنفسي(4).

ص: 138


1- سورة الشورى، الآية: 49.
2- سورة آل عمران، الآية: 26، و في التنزيل العزيز: تؤتي الملك من تشاء و تنزع الملك ممن تشاء.
3- الخبر في البداية و النهاية بتحقيقنا 93/8-94 و فيها «إما مصلح فيسعد بما جمعت له و تخيب أنت، و المصلح لا يقل عليه شيء.
4- الخبر في البداية و النهاية 94/8 و فيها: موطنان لا أستحي من رفقي فيهما و التأني عندهما: مخاطبتي...

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو محمّد بن بالويه، و أبو الحسن بن السّقّا، قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: حدّثنا يحيى بن سعيد الأموي عن معروف بن خرّبوذ(1) قال: قال إسماعيل بن أمية: ما قال سعيد بن العاص شعرا قط إلاّ بيتا واحدا:

غضبت قريش كلها لحليفها *** و أنا امرؤ بكر هم ولدوني

قال: و سمعت يحيى يقول: قال سعيد بن العاص:

فبطني عبد عرضي ليس عرضي *** إذا اشتهى الطعام بعبد بطني

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الغنائم حمزة بن علي بن محمّد بن عثمان، و أبو منصور محمّد بن محمّد بن أحمد، قالا: أنا أبو الفرج أحمد بن عمر بن عثمان القصاري، نا جعفر بن محمّد بن نصير، نا أبو العباس أحمد بن محمّد بن مسروق، حدّثني عبد اللّه بن الحارث المروزي، أخبرني محمّد بن موسى المقرئ بمكة، قال:

لما ولي سعيد بن العاص الكوفة أتته هند بنت النعمان مترهبة معها جوار قد ترهّبن و لبسن المسوح، فاستأذنت، فأذن لها، فدخلت فأجلسها على فرشه، و كلمته في حاجات لها، فقضاها، فلما قامت قالت: أصلح اللّه الأمير أ لا أحييك بكلمات كانت الملوك تحيى بهن قبلك ؟ قال سعيد: بلى، قالت: لا جعل اللّه لك إلى لئيم حاجة، و لا زالت المنّة لك في أعناق الكرام. و إذا أزال عن كريمة نعمة. فجعلك اللّه سببا(2) في ردّها إليه.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو(3) جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير قال:

و حدّثني محمّد بن هلال، حدّثني عبد اللّه بن مصعب، عن عمر بن مصعب بن الزبير

ص: 139


1- بالأصل خربود، و المثبت و الضبط بفتح المعجمة و تشديد الراء و سكونها ثم موحدة مضمومة و واو ساكنة و ذال معجمة (تقريب التهذيب).
2- تقرأ بالأصل: «نسيا لردها» و صوبنا العبارة عن مختصر ابن منظور 316/9 و في م: سببا لردها إليه.
3- سقطت من الأصل و استدركت على هامشه و بجانبها كلمة صح.

قال: كان يقال لسعيد بن العاص عكة العسل و كان غير طويل، قال زبير: و أنشدني محمّد بن سلام للحطيئة في سعيد بن العاص(1):

سعيد فلا تغررك خفة لحمه *** تخدّد(2) عنه اللحم و هو صقيع

قال: و نا الزبير قال: و حدّثني محمّد بن حسن، عن نوفل بن عمارة قال: كان دين سعيد بن العاص ثلاثة آلاف ألف درهم(3) ، فاشترى معاوية من عمرو بن سعيد بن العاص القصر بألف ألف، و المزارع بألف ألف، و النخل بألف ألف درهم، فولد سعيد بن العاص محمّدا و عثمان الأكبر(4) ، و عمرا - يقال له الأشدق - و رجالا درجوا و أمهم أم البنين بنت الحكم بن أبي العاص أخت مروان بن الحكم لأبيه و أمّه.

قال الزبير: و مات سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية في قصره بالعرصة(5) على ثلاثة أميال من المدينة، و دفن بالبقيع، و أوصى إلى ابنه عمرو الأشدق و أمره أن يدفنه بالبقيع، قال: إن قليلا لي عند قومي في برّي بهم أن يحملوني على رقابهم من العرصة إلى البقيع، ففعلوا و أمر ابنه عمرا إذا دفنه أن يركب إلى معاوية فينعاه يبيعه منزله بالعرصة و كان منزلا قد اتّخذه سعيد و غرس فيه النخل و زرع فيه و بنى فيه قصرا معجبا و لذلك القصر يقول أبي قطيفة عمرو بن الوليد بن عقبة:

القصر ذو النخل فالجمّاء فوقهما *** أشهى إلى النفس من أبواب جيرون(6)

ص: 140


1- لم أجده في ديوانه ط بيروت.
2- خدد لحمه و تخدد: هزل و نقص، و قيل: تشنج.
3- كذا و في أسد الغابة 241/2 و الإصابة 48/2 ثمانون ألف دينار.
4- لم يذكره المصعب في نسب قريش انظر ص 178 و ما بعدها.
5- العرصة: بالعقيق من نواحي المدينة ابتنى بها سعيد بن العاص قصرا و احتفر بها بئرا و غرس النخل و البساتين (ياقوت).
6- البيت في معجم البلدان (الجماء) من ثلاثة أبيات نسبها إلى أبي قطيفة، و لم يذكر اسمه، و في روايته: القصر فالنخل... أشهى إلى القلب..». و الجماء جبيل من المدينة على ثلاثة أميال من ناحية العقيق إلى الجرف. و في سير الأعلام 448/3 و الأغاني 8/1 و 11 و نسب قريش ص 177 و فيه عمر بن الوليد بدل «عمرو» انظر أخباره و نسبه في الأغاني 12/1 «عمرو بن الوليد». و في السير: و الجمار فوقهما.

و قال لابنه عمرو: إن منزلي هذا ليس من العقد(1) ، إنما هو منزل نزهة فبعه من معاوية و اقض عني ديني و مواعيدي، و لا تقبل من معاوية قضاء ديني فتزودنيه إلى ربي، فلما دفنه عمرو بن سعيد وقف للناس بالبقيع فعزّوه ثم ركب رواحله إلى معاوية، فقدم على معاوية، فنعى له أول الناس، فاسترجع معاوية ثم ترحّم(2) عليه، و توجّع لموته، ثم قال: هل ترك من دين ؟ قال: نعم، قال: و كم ؟ قال: ثلاث مائة ألف درهم، قال: هي عليّ، قال: قد أبى ذلك و أمرني أن أقضي عنه من أمواله، أبيع ما استباع منها، قال:

فعرّضني(3) ما شئت، قال: أنفسها و أحبها إلينا و إليه في حياته منزله بالعرصة، فقال معاوية: هيهات لا تبيعون هذا المنزل انظر غيره، قال: فما نصنع، نحب تعجيل قضاء دينه، فقال: قد أخذته بثلاث مائة ألف قال: اجعلها بالوافية (4)- يريد دراهم فارس، الدرهم زنة المثقال الذهب - قال: قد فعلت، قال: و احملها إلى المدينة، قال: و أفعل قال: فحملها له، فقدم عمرو بن سعيد فجعل يفرقها في ديونه و يحاسبهم بما بين الدراهم الوافية (5)- و هي(6) البغلية و بين الدراهم الجواز و هي تنقص في العشرة ثلاثة:

كل سبعة بالبغلية عشرة بالجواز - حتى أتاه فتى من قريش، يذكر حقا له في كراع أديم بعشرين ألف درهم على سعيد بن العاص، بخط مولى لسعيد كان يقوم لسعيد على بعض نفقاته، و بشهادة سعيد على نفسه بخط سعيد، فعرف خط المولى و خط أبيه، و أنكر أن يكون للفتى و هو صعلوك من قريش هذا المال، فأرسل إلى مولى أبيه فدفع إليه الصك، فلمّا قرأه المولى بكى، ثم قال: نعم أعرف هذا الصك و هو حقّ دعاني مولاي فقال لي و هذا الفتى عنده على بابه معه هذه القطعة الأديم اكتب فكتبت بإملائه هذا الحق فقال عمرو للفتى: و ما سبب ما لك هذا؟ قال: رأيته و هو معزول، يمشي وحده، فقمت فمشيت معه حتى بلغ باب داره ثم وقف فقال: هل لك من حاجة ؟ فقلت: لا إلاّ أني رأيتك تمشي وحدك فأحببت أن أصل جناحك فقال: وصلتك رحم يا ابن أخي، قال:

ص: 141


1- العقد بضم العين و فتح القاف جمع عقدة بضم فسكون، و هو ما يقتني من العقار. ففي اللسان: و كل ما يعتقده الإنسان من العقار فهو عقدة له، و اعتقد ضيعة و مالا أي اقتناهما.
2- بالأصل: رحم، و المثبت عن نسب قريش.
3- بالأصل مضطربة الرسم و الإعجام و رسمها: «فعرضي» و صوبت اللفظة عن نسب قريش.
4- الدرهم الوافي: درهم و أربعة دوانق، و الدانق: سدس الدرهم.
5- بالأصل: الواقعة خطأ و الصواب عن نسب قريش ص 177.
6- كذا، و في نسب قريش: و بين البغلية.

ابغني قطعة أديم فأتيت خرازا عند باب داره فأخذت منه هذه القطعة فدعا مولاه هذا فقال: اكتب، فكتب و أملا عليه هذا الكتاب، و كتب فيه شهادته على نفسه، ثم دفعه إليّ و قال: يا ابن أخي ليس عندنا اليوم شيء، فخذ هذا الكتاب فإذا أتانا شيء فائتنا به إن شاء اللّه، فمات رحمه اللّه قبل أن يأتيه شيء، قال عمرو: لا جرم لا يأخذها إلاّ وافية، فدفعها إليه كل(1) سبعة باثنتي عشرة جوازا.

قال: و نا الزبير، حدّثني عمي مصعب بن عبد اللّه، عن مصعب بن عثمان قال:

و حدّثني محمّد بن حسن، عن عيسى بن موسى بن معبد، عن فضالة بن عثمان قال:

اشترى معاوية عرصة سعيد من ابنه عمرو بن سعيد بألف ألف درهم.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا أبو الفرج سهل بن بشر، أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن علي الفارسي - بمصر - أنا أبو أحمد عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن الناصح بن شجاع المفسّر - بمصر - نا أبو عبد اللّه الحسين بن سليمان النحوي، نا سليمان بن أبي شيخ، نا محمّد بن الحكم، عن عوانة قال: لما توفي سعيد بن العاص قيل لمعاوية: توفي سعيد بن العاص فقال معاوية: ما مات رجل ترك عمرا(2).

و قيل له: توفي ابن عامر فقال: لم يدع خلفا ابن عامر، و كان سعيد و ابن عامر ماتا في عام واحد في سنة ثمان و خمسين، كانت بينهما جمعة، و مات سعيد قبل ابن عامر.

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل: و محمّد بن الحسن قالا: - أنا أحمد بن عبدان، أنا أبو الحسن بن سهل، نا محمّد بن إسماعيل(3) قال:

و قال مسدّد: مات سعيد بن العاص، و أبو هريرة، و عائشة، و عبد اللّه بن عامر(4) سنة

ص: 142


1- في نسب قريش: «كل عشرة على الجواز ثلاثة». و في الأغاني 33/1 فدفع إليه عشرين ألف درهم وافية.
2- انظر البداية و النهاية بتحقيقنا 94/8.
3- التاريخ الكبير 502/3.
4- في البخاري: «عبد اللّه بن عباس» و في تهذيب التهذيب 315/2 نقلا عن البخاري: «و ابن عامر».

سبع أو ثمان و خمسين، و قال غيره(1): كنية سعيد أبو عبد الرّحمن القرشي مات سنة تسع و خمسين.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا أبو الحسن المؤدب، أنا أبو سليمان الرّبعي قال: قال الهيثم بن عدي: فيها - يعني سنة سبع و خمسين - مات سعيد بن العاص، و عبد اللّه بن عامر و ذكر أن أباه أخبره عن أحمد بن عبيد، عن الهيثم بذلك.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالويه، قالا: نا محمّد بن يعقوب، قال: سمعت عباس بن محمّد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: حدّثنا حجاج الأعور قال: قال أبو معشر: مات في تلك السنة - يعني سنة ثمان و خمسين - سعيد بن العاص.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا محمّد بن علي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط(2) ، قال: و فيها - يعني سنة تسع و خمسين - مات سعيد بن العاص.

2497 - سعيد بن عامر بن حذيم بن سلامان بن ربيعة ابن سعد بن جمح الجمحي

2497 - سعيد بن عامر بن حذيم بن سلامان بن ربيعة ابن سعد بن جمح الجمحي(3)

له صحبة، روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

روى عنه عبد الرّحمن بن سابط الجمحي، و شهر بن حوشب الأشعري، و حسّان بن عطية.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني عمي، نا أبو غسان، نا مسعود بن سعد، عن يزيد بن أبي

ص: 143


1- كذا بالأصل و م، و قد جاءت العبارة مبتورة و فيها سقط و تمام عبارة البخاري: «و قال سعيد بن يحيى: كنية سعيد أبو عثمان... و قال غيره: كنية سعيد...».
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 226.
3- ترجمته في الاستيعاب 12/2 هامش الإصابة، و أسد الغابة 241/2 و الإصابة 48/2-49 و في الاستيعاب و الإصابة: «حديم» و الوافي بالوفيات 230/15 و تهذيب التهذيب 316/2 و حلية الأولياء 244/1.

زياد، عن عبد الرّحمن بن سابط قال: قال سعيد بن عامر بن حذيم: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«يجيء فقراء المسلمين يرفون(1) كما يرفّ الحمام، و يقال لهم: قفوا للحساب، فيقولون: و اللّه ما أعطيتمونا شيئا تحاسبونا به، فيقول اللّه عز و جل: صدق عبادي فيدخلون الجنة قبل الناس بسبعين عاما» [4750].

أخبرتنا به عاليا أم المجتبى فاطمة العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا الحسن بن يزيد، نا محمّد بن فضيل، نا يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرّحمن بن سابط، عن سعيد بن عامر اللّخمي(2) ، قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«يجيء فقراء المسلمين يوم القيامة يرفّون كما يرفّ الحمام، يقال لهم: قفوا للحساب، فيقولون: ما تركنا شيئا فتحاسبونا عليه فيقول اللّه: صدق عبادي، ادخلوهم الجنة بغير حساب»، كذا قال اللخمي: و إنما هو الجمحي، و قال الحسن - و هو الحسين الصّدّائي -.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر بن إسماعيل، قالا: نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا حمّاد بن الحسن بن عنبسة الورّاق، نا سيار بن حاتم، نا جعفر بن سليمان، و الحارث بن نبهان.

ح و أخبرنا أبو الفضل محمّد بن عمر بن يوسف، و أبو الحسن أحمد بن عبد اللّه بن علي، و أبو الفضل عبد الملك بن علي بن عبد الملك بن محمّد بن يوسف، و أبو عمرو عثمان بن محمّد بن الحسين بن نصير، و أبو القاسم سعد اللّه بن أحمد بن علي بن الحسين بن شداد، و إسماعيل بن محمّد بن الفضل الحافظ، و فاطمة بنت أبي البركات بن عدنان، قالوا: أنا أبو نصر الزينبي، أنا محمّد بن عمر بن علي بن خلف، نا عبد اللّه بن أبي داود، نا حمّاد بن الحسن، نا سيار، نا جعفر، عن مالك بن دينار، عن شهر بن حوشب.

ص: 144


1- في الإصابة 49/2 يزفون.
2- كذا و لم أجد في عامود نسبه «اللخمي» انظر جمهرة ابن حزم ص 159 و ما بعدها. و سينبه المصنف في آخر الحديث إلى الصواب.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن الحسن بن أبي بكر، أنا الفضيل بن يحيى، أنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر، نا أبو عبيد اللّه الورّاق حمّاد بن الحسن بن عنبسة - بسامرّة - نا سيار، نا جعفر بن سليمان، و الحارث بن نبهان، عن مالك بن دينار، عن شهر بن حوشب، عن سعيد بن عامر بن حذيم قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«لو أن امرأة من نساء أهل الجنة أشرفت إلى أهل الأرض لملأت الأرض ريح المسك و لأذهبت ضوء الشمس و القمر»، انتهى حديث ابن أبي داود - و زاد - و إني و اللّه ما كنت لأختارك عليهن و دفع يده في صدرها - يعني امرأته -. اللفظ لحديث الحسن بن أبي بكر، و لم يذكر ابن صاعد: و دفع يده. إلى آخر الحديث.

أخبرتنا به عاليا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم، أنا أحمد بن علي بن المثنى، نا شريح بن يونس، نا محمّد بن حازم، عن موسى بن قيس، عن عبد الرّحمن بن سابط، عن سعيد بن حذيم، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«لو أن امرأة من الحور العين أخرجت يدها لوجد ريحها كل ذي روح، فأنا أدعهن لكن بالحري أن أدعكن لهن منهن لكن» و هذا مختصر من قصة حديث(1).

أخبرنا بها أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(2) ، أنا ابن إسماعيل أبو غسان النهدي، نا مسعود بن سعد الجعفي، نا يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرّحمن بن سابط قال: أرسل عمر بن الخطاب إلى سعيد بن عامر الحجبي(3) فقال: إنا مستعملوك على هؤلاء، تسير بهم إلى أرض العدو، فتجاهد بهم. فقال: يا عمر لا تفتنّي. فقال عمر: و اللّه لا أدعكم جعلتموها في عنقي ثم تخلّيتم مني، أنا أبعثك على قوم لست بأفضلهم، و لست أبعثك لتضرب أبشارهم، و لا تنتهك أعراضهم، و لكن تجاهد بهم عدوّهم، و تقسم بينهم فيأهم فقال: اتق اللّه يا عمر، أحبّ لأهل الإسلام ما

ص: 145


1- ورد مختصرا في الإصابة 49/2.
2- سقط الخبر من ترجمته في طبقات ابن سعد الكبرى 269/4.
3- كذا بالأصل، و هو خطأ و الصواب «الجمحي» كما في م.

تحب لنفسك، و أقم وجهك و قضاءك لمن استرعاك اللّه من قريب المسلمين و بعيدهم، و لا تقض في أمر واحد بقضاءين فيختلف عليك أمرك، و تنزع عن الحق، و الزم الأمر ذا الحجة يعنك اللّه على ما ولاك، و خض الغمرات إلى الحق حيث علمته، و لا تخش في اللّه لومة لائم(1).

قال: فقال عمر: ويحك يا سعيد بن من يطيق هذا؟ قال: من قطع(2) اللّه في عنقه مثل الذي وضع في عنقك إنما عليك أن تأمر فيطاع أمرك و تترك فيكون لك الحجة، قال: فقال عمر: إنا سنجعل لك رزقا قال: لقد أعطيت ما يكفيني دونه - يعني عطاءه - و ما أنا بمزداد من مال المسلمين شيئا، قال: فكان إذا خرج عطاؤه نظر إلى قوت أهله من طعامهم و كسوتهم و ما يصلح فيعز له و ينظر إلى بقيته فيتصدق به، فيقول أهله: أين بقية المال ؟ فيقول: أقرضته قال: فأتاه نفر من قومه فقالوا: إنّ لأهلك عليك حقا، و إن لقومك عليك حقا، قال: ما أستأثر عليهم، إن يدي لمع أيديهم، و ما أنا بطالب أو ملتمس رضاء أحد من الناس بطلبي الحور العين، لو اطّلعت منهم واحدة لأشرقت لها الأرض كما تشرق الشمس، و ما أنا بمتخلف عن العنق(3) الأول بعد إذ سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«يجيء فقراء المسلمين يدفّون(4) كما يدفّ الحمام، فقال لهم: قفوا للحساب فيقولون: و اللّه ما تركنا شيئا نحاسب به، فيقول اللّه: صدق عبادي، فيدخلون الجنة قبل الناس بسبعين عاما» (5)[4751].

و قد روى الشعبي بعض القصّة و لم يسند منها شيئا.

أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنا أبو سعد الجنزرودي(6) ، أنا الحاكم أبو أحمد، أنا أبو جعفر محمّد بن الحسين الخثعمي - بالكوفة - نا جعفر بن محمّد بن عبد السلام، نا أبو معاوية، عن موسى الصغير، عن عبد الرّحمن بن سابط، عن سعيد بن حذيم قال:

ص: 146


1- ورد مختصرا في الإصابة 49/2.
2- في مختصر ابن منظور 320/9 وضع.
3- يقال جاء القوم عنقا عنقا أي طوائف (انظر اللسان: عنق).
4- كذا هنا بهذه الرواية، و تقدم برواية: يرفون، و في الإصابة: يزفون، بمعنى.
5- جزء من الحديث في الاستيعاب 13/2 و أسد الغابة 242/2.
6- بالأصل: «الجنزوري» خطأ و الصواب ما أثبت، و قد تقدم التعريف به.

بلغ عمر أنه لا يدخر في بيته من الحاجة فبعث إليه بعشرة آلاف فجعل يفرقها صررا قال:

فما أبقى منها إلاّ شيئا يسيرا فقالت امرأته: إلى أين تذهب بهذه ؟ قال: أذهب بها بربح لنا فيها قال: فلما نفذ الذي كان عندهم قالت له امرأته: اذهب إلى بعض أولئك الذين أعطيتهم فخذ من أرباحهم قال: نعم و جعل يماطلها(1) فلما طال ذلك قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«لو أن حوراء اطّلعت إصبعا من أصابعها لوجد ريحها كل ذي روح، فأنا أدعها لكن لا و اللّه لأنتن أحرى أن أدعكن لهن منكن لهن» [4752].

أخبرنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ(2) ، نا سليمان بن أحمد، نا علي بن عبد العزيز، نا أبو غسان مالك بن إسماعيل، نا مسعود بن سعد، ح.

قال(3): و نا أبو عمرو بن حمدان، نا الحسن بن سفيان، نا إسحاق بن إبراهيم، نا جرير قالا: نا يزيد بن أبي زياد، ح.

قال: و نا محمّد بن أحمد بن الحسن، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا عبد الحميد بن صالح، نا أبو معاوية، عن موسى الصغير قالا: عن عبد الرّحمن بن سابط الجمحي قال:

دعا عمر بن الخطاب رجلا من بني جمح يقال له سعيد بن عامر بن حذيم فقال له: إني مستعملك على أرض كذا و كذا، فقال: لا تفتنّي يا أمير المؤمنين، قال: و اللّه لا أدعك، قلدتموها في عنقي و تتركوني! فقال عمر: أ لا نفرض لك رزقا؟ فقال: قد جعل اللّه في عطائي ما يكفيني دونه، أو فضلا على ما أريد قال: و كان إذا خرج عطاؤه ابتاع لأهله قوتهم، و تصدّق ببقيته فتقول له امرأته: أين فضل عطائك ؟ فيقول: قد أقرضته، فأتاه ناس فقالوا: إن لأهلك عليك حقا، و إن لأصهارك عليك حقا، فقال: ما أنا بمستأثر عليهم و لا بمستلمس(4) رضا أحد من الناس اطلب الحور العين لو اطلعت خيرة من خيرات الجنة لأشرقت لها الأرض كما تشرق الشمس، و ما أنا بمتخلف عن العنق الأوّل

ص: 147


1- بالأصل: يمالطها، و الصواب ما أثبت عن م.
2- حلية الأولياء 246/1-247.
3- القائل أبو نعيم الحافظ كما يفهم من عبارة الحلية.
4- الحلية: بملتمس.

بعد أن سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«يجمع اللّه الناس للحساب، فيجيء فقراء المؤمنين يرفّون كما يرفّ الحمام(1) فيقال لهم: قفوا للحساب، فيقولون: ما عند ما حساب، و لا آتيتمونا شيئا، فيقول ربهم:

صدق عبادي فيفتح لهم باب الجنة فيدخلونها قبل الناس بسبعين عاما» [4753].

لفظ حديث جرير، و قال موسى الصغير في حديثه: فبلغ عمر أنه تمرّ به كذا و كذا لا يدّخر(2) في بيته، فأرسل إليه عمر مالا(3) فأخذه و صرّه صررا فتصدّق به يمينا و شمالا، و قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«لو أن حوراء اطلعت أصابعها لوجد ريحها كل ذي روح» فأنا أدعهن لكنّ، و اللّه لأنتن أحرى أن أدعكن لهن منهن لكن.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو علي الحسن بن حبيب، نا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم البغدادي، نا محمّد بن يحيى، نا عبد اللّه بن نوح، نا مالك بن دينار، عن شهر بن حوشب قال(4):

لما قدم عمر حمص أمرهم أن يكتبوا له فقراءهم، فرجع(5) الكتاب، فإذا فيه سعيد بن عامر قال: من سعيد بن عامر؟ قالوا: يا أمير المؤمنين أميرنا، قال: و أميركم فقير؟ قالوا: نعم، فعجب، فقال: كيف يكون أميركم فقيرا أين عطاؤه أين رزقه ؟ قالوا:

يا أمير المؤمنين، لا يمسك شيئا، قال: فبكى عمر حتى عمد إلى ألف دينار فصرّها و بعث بها إليه و قال: أقرءوه مني السلام و قولوا(6) له: بعث بها إليك أمير المؤمنين، فاستعن بها على حاجتك، قال: فجاء بها إليه الرسول فنظر إليها فإذا هي دنانير فجعل يسترجع، فقالت له امرأته: ما شأنك ؟ أصيب أمير المؤمنين ؟ قال: أعظم، قال:

فظهرت آية ؟ قال: أعظم من ذلك، قالت: فأمر من السّاعة ؟ قال: بل أعظم من ذلك،

ص: 148


1- في الحلية: يزفون كما تزف الحمام.
2- كذا رسمها بالأصل و في الحلية و م: يدخن.
3- بالأصل: «مال» و الصواب عن الحلية، و في م: بمال.
4- الخبر نقله ابن الأثير في أسد الغابة 242/2 من طريق أبي محمد القاسم بن علي بن الحسن الدمشقي عن أبيه (يعني ابن عساكر).
5- أسد الغابة: فرفع الكتاب.
6- بالأصل: قالوا، و المثبت عن أسد الغابة.

قالت: فما شأنك ؟ قال: الدنيا أتتني الفتنة أتتني، حتى حلت عليّ. قالت: فاصنع فيها ما شئت، قال لها: عندك عون ؟ قالت: نعم، قال: ائتني به، قال: و أتته بخمارها فصرّ الدنانير(1) فيها صررا ثم جعلها في مخلاة ثم بات يصلي حتى إذا أصبح، ثم اعترض بها جيشا من جنود المسلمين فأمضاها كلها، فقالت له امرأته: لو كنت حبست منها شيئا تستعين به، فقال لها: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«لو اطّلعت امرأة من نساء الجنة إلى الأرض لملأت الأرض من ريح المسك» فإني و اللّه ما أختار عليهن، فسكتت (2)[4754].

و رواه حسان بن عطية، عن سعيد فرفعه.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا إبراهيم بن محمّد بن الفتح الحلي، أنا أبو يوسف محمّد بن سفيان بن موسى المصّيصي، نا أبو عثمان سعيد بن رحمة بن نعيم قال: سمعت ابن المبارك، عن الأوزاعي حدّثني حسان بن عطية: أن سعيد بن عامر قال: لو أن خيرة من خيرات الحسان اطّلعت من السماء لأضاءت لها الأرض، و لقهر ضوء وجهها الشمس و القمر، و لنصيف(3) نكساه خير من الدنيا و ما فيها، و قال لامرأته: و لأنت أحق أن أدعك لهن، من أن أدعهن لك.

و رواه يحيى البابلتّي(4) ، عن الأوزاعي في قصة طويلة.

أنبأنا بها أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أحمد بن عبد اللّه(5) ، نا محمّد بن معمر، حدّثني أبو شعيب الحرّاني، نا يحيى بن عبد اللّه الحرّاني، نا الأوزاعي، حدّثني حسان بن عطية قال:

لما عزل عمر بن الخطاب معاوية بن أبي سفيان عن الشام بعث سعيد بن عامر بن

ص: 149


1- رسمها مضطرب و صورتها: «بصانير» كذا بالأصل و م، و المثبت عن أسد الغابة.
2- قوله: «فسكتت» سقطت من أسد الغابة.
3- النصيف: الخمار، قال أبو سعيد: ثوب تتجلل به المرأة فوق ثيابها كلها، سمي نصيفا لأنه نصف بين الناس و بينها فحجز أبصارهم عنها (اللسان: نصف).
4- رسمها بالأصل و م: «البابلي» خطأ و الصواب ما أثبت و ضبط عن الأنساب، و اسمه يحيى بن عبد اللّه بن الضحاك بن يابلت، أبو سعيد الأموي الحراني، ترجمته في سير الأعلام 318/10.
5- الخبر في حلية الأولياء 244/1-245.

حذيم(1) الجمحي قال: فخرج معه بجارية من قريش نضيرة الوجه، فما لبث إلاّ يسيرا حتى أصابته حاجة شديدة قال: فبلغ ذلك عمر فبعث إليه بألف دينار قال: فدخل بها على امرأته فقال: إن عمر بعث إلينا بما ترين، قالت: لو أنك اشتريت لنا أدما و طعاما و ادّخرت(2) سائرها فقال لها: أ فلا أدلك على أفضل من ذلك. نعطي هذا المال من يتجر لنا فيه، فنأكل من ربحها، و ضمانها عليه، قالت: فنعم إذا. فخرج فاشترى أدما و طعاما و اشترى بعيرين و غلامين يمتاران(3) عليهما حوائجهم و فرقها في المساكين و أهل الحاجة، قال: فما لبثت إلاّ يسيرا حتى قالت له امرأته: إنه قرّ(4) بعد كذا و كذا، فلو أتيت ذلك الرجل فأخذت لنا من الربح فاشتريت لنا مكانه قال: فسكت عنها، ثم عاودته قال: فسكت عنها، ثم عاودته قال: فسكت عنها حتى آذته و لم يكن يدخل بيته إلاّ من ليل إلى ليل قال: و كان رجل من أهل بيته ممّن يدخل بدخوله فقال لها: ما تصنعين إنك قد آذيتيه، و أنه قد تصدّق بذلك المال فبكت أسفا على ذلك المال.

قال: ثم أنه دخل عليها يوما فقال: على رسلك إنه كان لي أصحاب فارقوني منذ قريب، ما أحبّ أني صددت عنهم، و إن لي الدنيا و ما فيها و لو أن خيرة من خيرات الحسان اطّلعت من السماء إلى الأرض، لأضاءت لأهل الأرض و لقهر ضوء وجهها الشمس و القمر، و لنصيف بكساء(5) خير من الدنيا و ما فيها، فلأنت في نفسي أحرى أن أدعك لهن من أن أدعهن لك، قال: فسمحت(6) و رضيت.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد: قال: قال مصعب - هو سعيد بن عامر بن حذيم بن سلامان بن ربيعة بن سعد بن جمح -.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار قال(7):

ص: 150


1- في الحلية: جذيم، بالجيم.
2- حرفت بالأصل و رسمها: «و ادخت» و الصواب ما أثبتناه عن م، و انظر الحلية.
3- عن الحلية و بالأصل: «يماران».
4- في الحلية: نفذ.
5- كذا وقع هنا، و تقدم في الرواية السابقة: «نكساه» و في الحلية: «تكسي».
6- عن م و انظر الحلية و رسمها بالأصل: «نسمجت» كذا.
7- انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص 399 و أسد الغابة 241/2.

و ولد ربيعة بن سعد بن جمح: سلامان، و أمّه ابنة حذافة بن جمح، فولد سلامان بن ربيعة: حذيما، و أمّه من خزاعة، فولد حذيم بن سلامان عامر بن حذيم، و أمّه كريمة بنت معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح، فولد عامر بن حذيم:

سعيد بن عامر، ولاّه عمر بن الخطاب بعض أجناد الشام، فبلغ عمر أنه يصيبه لمم، فأمره بالقدوم عليه، فقدم عليه، و كان زاهدا فلم ير معه عمر إلاّ مزودا و عكّازه، و قدحا، فقال له عمر: ما معك إلاّ ما أرى ؟ قال له سعيد: و ما أكثر من هذا! عكّاز أحمل به زادي، و قدح آكل(1) فيه، فقال له عمر: أ بك لمم ؟ قال: لا، قال: فما غشية بلغني أنها تصيبك ؟ قال: حضرت خبيب بن عدي حين صلب، فدعا على قريش، و أنا فيهم، فربما ذكرت ذلك، فأجد(2) فترة حتى يغشا عليّ، فقال له عمر: ارجع إلى عملك، فأبى، و ناشده إلاّ أعفاه.

قال الزبير: و قوم يخطئون في نسبه فيقولون: سلامان بن عريج(3) بن ربيعة، و ذلك خطأ عريج و ربيعة و لوذان بنو سعد بن جمح، فأمّا عريج فلم يكن له ولد إلاّ بنات، إحداهن سعدى(4) أم عبد اللّه بن جدعان.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العز الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد أبو البركات و أبو الفضل بن خيرون قالا: - أنا أبو الحسين محمّد بن الحسين، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خياط(5) قال: سعيد بن عامر بن حذيم بن سلمان بن ربيعة بن عريج(6) بن سعد بن جمح بن عمرو، و مات بالشام.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد(7) قال

ص: 151


1- في نسب قريش: أشرب فيه.
2- بالأصل و م «فاخذ» و المثبت عن نسب قريش و أسد الغابة.
3- في نسب قريش ص 398 عويج.
4- في نسب قريش للمصعب ص 398 سعدى هي ابنة سعد بن جمح.
5- طبقات ابن خياط ص 60 رقم 140.
6- في طبقات خليفة: عويج، بالواو.
7- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

في الطبقة الثالثة: سعيد بن عامر بن حذيم الجمحي شهد خيبر و هاجر و لا نعلم له بالمدينة دارا، هو والي عمر على بعض الشام، مات سنة عشرين.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد(1) قال في الطبقة الثالثة:

من بني جمح بن عمرو: سعيد بن عامر بن حذيم بن سلامان بن ربيعة بن سعد بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب، أمّه أروى بنت أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، و لم يكن لسعيد ولد و لا عقب، و أسلم سعيد بن عامر قبل خيبر، و هاجر إلى المدينة، و شهد مع النبي صلى اللّه عليه و سلم خيبر و ما بعد ذلك من المشاهد، و لا نعلم له بالمدينة دارا.

قال محمّد بن عمر(2): و مات سعيد بن عامر سنة عشرين، في خلافة عمر بن الخطاب.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، ثم أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، نا أبو علي المدائني، نا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم قال: و سعيد بن عامر بن حذيم يقول من ينسبه: سعيد بن عامر بن حذيم بن سلمان بن ربيعة بن عويج، و اسم عريج(3) دعموص بن سعد بن جمح، كان واليا لعمر بن الخطاب على الشام، و يقال: إن سعيد بن عامر توفي سنة إحدى و عشرين، و أمّ سعيد أروى بنت أبي معيط، له حديثان.

أنبأنا أبو الغنائم الحافظ، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ، أنا أبو الفضل الباقلاني، و أبو الحسين الصّيرفي، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا: - أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل(4) قال: سعيد بن عامر بن حذيم الجمحي أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم، قال عبد اللّه بن محمّد، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزّهري: مات في زمن عمر، نسبه

ص: 152


1- طبقات ابن سعد 269/4 و انظر طبقات ابن سعد 398/7 في من نزل الشام من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.
2- سقطت العبارة من ترجمته في طبقات ابن سعد 269/4 و مثبتة في ابن سعد 398/7.
3- كذا بالأصل: عريج بالراء، و قبلها مباشرة عويج بالواو.
4- التاريخ الكبير 453/3.

يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرّحمن بن سابط، هو عامل عمر، حديثه مرسل(1).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا تمام بن محمّد، أنا جعفر بن محمّد، نا أبو زرعة قال: و سعيد بن عامر أحد أمراء حمص من قريش كما حدّثنا علي بن عياش، عن حريز(2) بن عثمان أنه حدثهم. قال أبو زرعة و هو عامل عمر بالشام على الخراج، و حدّثنا به أبو مسهر، و يحيى بن صالح، عن سعيد بن عبد العزيز، نسبه في بني جمح.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أحمد بن محمّد بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أبو الحسن بن جوصا - إجازة -.

و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أبو الحسن بن جوصا قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في تسمية من شهد الفتح: سعيد بن عامر بن حذيم الجمحي.

أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمّد بن علي، أنا أبو القاسم علي بن المحسّن التنوخي، أنا محمّد بن المظفّر، أنا بكر بن أحمد بن حفص، نا أحمد بن محمّد بن عيسى البغدادي قال في تسمية من نزل حمص من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من قريش و عمل عليها قال: و استعمل عليها عمر بن الخطاب بعد عياض سعيد بن عامر بن حذيم من بني جمح، فبلغنا أنه مات بحمص.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد، نا أبو المعمّر المسدّد بن أبي طالب علي بن عبد اللّه بن أبي السجيس، أنا أبي، نا عبد الصمد بن سعيد القاضي قال في تسمية من نزل حمص من الصحابة: سعيد بن عامر بن حذيم، ولي حمص في خلافة عمر، جمحي، ولي حمص نصف سنة في آخر المحرم سنة عشرين، و توفي فيها في جمادى سنة عشرين.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن

ص: 153


1- كذا، فبعض الذين روى عن سعيد مثل عبد الرحمن بن سابط و غيره لم يدركوه، أما سعيد بن عامر فصحبته ثابتة و قد أجمعت مصادر ترجمته أنه أسلم قبل خيبر و هاجر فشهدها و ما بعدها من المشاهد.
2- بالأصل: جرير خطأ و الصواب ما أثبت «حريز» عن م انظر ترجمته في سير الأعلام 79/7.

الدارقطني قال: سعيد(1).

و قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا(2) ، قال: أما عريج بضم العين و فتح الراء: سعيد بن عامر بن حذيم بن سلمان بن ربيعة بن عريج بن سعد بن جمح، له صحبة و رواية - زاد الدارقطني عن النبي صلى اللّه عليه و سلم -.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن غانم بن أحمد، أنا عبد الرّحمن بن منده، أنا أبي أبو عبد اللّه قال: سعيد بن عامر بن حذيم بن سلامان بن ربيعة بن عريج بن سعد بن جمح، مات بالرقة سنة ثمان عشرة و قبره بها، و أمّه أروى بنت أبي معيط.

روى عنه عبد الرّحمن بن سابط، و غيره، و قال الهيثم بن عدي: مات سعيد بن عامر و هو أمير قيسارية(3) سنة تسع عشرة، و قال غيره: مات سعيد بن عامر و كان على حمص، استعمله عمر بعد عياض بن حمار، كذا قال ابن منده.

و أخبرنا أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم قال:

سعيد بن عامر بن حذيم بن سلامان بن ربيعة، أمّه أروى بنت أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس توفي بالرّقّة، و بها قبره، و قال الهيثم بن عدي: مات بقيسارية و هو أميرها سنة تسع عشرة، قال: و قيل: بل مات بعد عياض بن غنم، و كان واليا بحمص استعمله عليها عمر بن الخطاب سنة ثمان عشرة، أحد الزهاد من الصحابة، حضر قتل خبيب بن عدي بالتّنعيم(4) ، و كان تصيبه من ذكره غشية، حدث عنه عبد الرّحمن بن سابط الجمحي، و شهر بن حوشب.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو علي محمّد بن محمّد بن المسلمة، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحمّامي، أنا أبو علي محمّد بن أحمد بن الصّوّاف، أنا الحسن بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى العطّار، أنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر، عن من ذكره قال: و بلغ سعيد بن عامر بن حذيم أن أبا بكر يريد أن يبعثه و أنه قد كتب

ص: 154


1- كذا بالأصل و م.
2- الاكمال لابن ماكولا 180/6 و 181.
3- قيسارية: بلد على ساحل بحر الشام تعد في أعمال فلسطين بينها و بين طبرية ثلاثة أيام (معجم البلدان).
4- التنعيم: موضع بمكة في الحل، و هو بين مكة و سرف، على فرسخين من مكة و قيل على أربعة (ياقوت).

بذلك إلى يزيد بن أبي سفيان، فلما أبطأ عليه ذلك، و مكث أيّاما لا يذكر ذلك له أبو بكر فقال: يا أبا بكر و اللّه لقد بلغني أنك أردت أن تبعثني في هذا الوجه ثم رأيتك قد سكتّ فما أدري ما بدا لك فإن كنت تريد أن تبعث غيري فابعثني معه فما أرضاني بذلك، و إن كنت لا تريد أن تبعث أحدا فما أرغبني في الجهاد، ائذن لي رحمك اللّه حتى ألحق بالمسلمين، فقد ذكر لي أنه قد جمعت لهم جموع عظيمة، فقال له أبو بكر: رحمك اللّه ارحم الراحمين يا سعيد، فإنك ما عملت من المتواضعين، المتواصلين، المخبتين، المتهجدين بالأسحار، الذاكرين اللّه كثيرا. فقال سعيد: يرحمك اللّه، نعم اللّه عليّ أفضل، له الطول و المنّ، و أنت - ما علمتك يا خليفة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - صدوقا بالحق، قواما بالقسط، رحيما بالمؤمنين، شديدا(1) على الكافرين، تحكم بالعدل و لا تستأثر بالقسم. فقال له: حسبك يا سعيد اخرج رحمك اللّه، فتجهز، فإني باعث إلى المؤمنين جيشا ممدّا لهم و موردك عليهم، و أمر بلالا فنادى في الناس: ألا انتدبوا أيها الناس مع سعيد بن عامر إلى القتال، قال: فانتدب معه جيش من المسلمين في أيام قال: و جاء سعيد بن عامر و معه راحلته حتى وقف على باب أبي بكر و المسلمين جلوس فقال لهم سعيد: أما إنّ(2) هذا الوجه وجه رحمة و بركة، اللّهم فإن قضيت لنا - يعني البقاء - فعلى طاعتك، و إن قضيت علينا الفرقة فإلى رحمتك، و استودعكم اللّه، و اقرأ عليكم السّلام، ثم ولّى سائرا قال: و أمره أبو بكر أن يسير حتى يلحق بيزيد بن أبي سفيان، قالوا: فقال أبو بكر: عباد اللّه، ادعوا اللّه أن يصحب صاحبكم و إخوانكم معه، و يسلمهم، فارفعوا أيديكم رحمكم اللّه أجمعين، فرفع القوم أيديهم، و هم أكثر من خمسين، فقال علي: ما رفع عدة من المسلمين أيديهم إلى ربهم يسألونه شيئا إلاّ استجاب لهم، ما لم يكن معصية أو قطيعة رحم.

قال: و أنا إسحاق قال: قال محمّد بن إسحاق: و قال حسين بن ضمرة: قال علي بن أبي طالب: ما رفع أربعون رجلا أيديهم إلى اللّه يسألونه شيئا إلاّ أعطاهم إيّاه.

قال: فبلغ ذلك سعيدا بعد ما وقع إلى الشام و لقي العدو، فقال: رحم اللّه إخواني، ليتهم ما لم يكونوا دعوا لي، قد كنت خرجت، و إني على الشهادة لحريص، فما هو إلاّ أن

ص: 155


1- كذا بالأصل: صدوقا... قواما... رحيما... شديدا منصوبة.
2- بالأصل: «أنا أم» و المثبت عن مختصر ابن منظور 322/9.

لقيت العدو، فعصمني اللّه من الهزيمة و الفرار، و ذهب من نفسي ما كنت أعرف من حبي الشهادة، فلما أن أخبرت أن إخواني دعوا لي بالسلامة علمت أنه قد استجيب لهم، قالوا: و كان مع يزيد بن أبي سفيان كما أوصاه أبو بكر، فشدّ اللّه به و بمن كان معه أعضاد المسلمين، و فتّ بهم أعضاد المشركين.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى التّستري، نا خليفة العصفري(1) ، قال: فتحت قيسارية أميرها معاوية بن أبي سفيان، و سعيد بن عامر بن حذيم كلّ أمير على جنده، فهزم اللّه المشركين و قتل منهم مقتلة عظيمة، و قال ابن الكلبي: و ذلك سنة تسع عشرة، و قال ابن إسحاق: سنة عشرين.

و قال خليفة(2) في تسمية عمال عمر: و ولّى سعيد بن عامر بن حذيم حمص.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(3) ، أنا محمّد بن عمر، نا سعيد بن عبد الرّحمن الجمحي قال: لما مات عياض بن غنم، و ولّى عمر بن الخطاب سعيد بن عامر بن حذيم عمله، و كان على حمص و ما يليها من الشام، و كتب إليه كتابا يوصيه فيه بتقوى اللّه، و الجدّ في أمر اللّه و القيام بالحق الذي يجب عليه، و يأمره بوضع الخراج و الرفق بالرعيّة، فأجابه سعيد بن عامر على نحو من كتابه.

أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن أشليها، و ابنه أبو الحسن علي، قالا: أنا أبو الفضل بن الفرات، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أبو عبد الملك القرشي، نا محمّد بن عائذ(4) ، نا الوليد بن مسلم، نا ابن لهيعة، عن يونس قال: توفي أبو عبيدة بن الجرّاح فاستخلف ابن عمه و خاله عياض بن غنم، فأقره عمر، ثم توفي عياض بن غنم فأمّر مكانه سعيد بن عامر بن حذيم الجمحي، ثم توفي سعيد بن عامر فأمّر مكانه عمير بن سعد الأنصاري.

ص: 156


1- تاريخ خليفة بن خياط ص 141 حوادث سنة 191.
2- تاريخ خليفة ص 155.
3- طبقات ابن سعد 269/4.
4- بالأصل و م: «عائد» و المثبت قياسا إلى سند مماثل.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر محمّد بن العباس، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة، أنا محمّد بن شجاع البلخي، أنا محمّد بن عمر الواقدي(1): حدّثني عبد اللّه بن جعفر، عن عثمان بن محمّد الأخنسي قال: استعمل عمر بن الخطاب سعيد بن عامر بن حذيم الجمحي على حمص، و كان يصيبه غشية و هو بين ظهري أصحابه؛ فذكر ذلك لعمر بن الخطاب، فسأله في قدمة قدم عليه من حمص فقال: يا سعيد ما الذي يصيبك أ بك جنّة ؟ قال: لا و اللّه يا أمير المؤمنين، و لكني كنت فيمن حضر خبيبا حين قتل، و سمعت دعوته؛ فو اللّه ما خطرت على قلبي و أنا في مجلس إلاّ غشي عليّ، قال: فزادته عند عمر خيرا.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني ابن الأموي، حدّثني أبي، عن ابن إسحاق قال: كان عمر استعمل سعيد بن عامر بن حذيم الجمحي على بعض الشام، فكانت تصيبه غشية و هو بين ظهراني القوم فذكر ذلك لعمر، و قيل بالرجل طيف، فسأله عمر في قدمة قدمها فقال: يا سعيد ما هذا - يعني الذي يصيبك ؟ - فقال: و اللّه يا أمير المؤمنين ما بي من بأس و لكني كنت فيمن حضر خبيب بن عدي حين قتل، و سمعت دعوته؛ فو اللّه ما خطرت على قلبي و أنا في مجلس إلاّ غشي عليّ، فزاده عند عمر خيرا.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، عن محمّد بن إسحاق(2) ، حدّثني بعض أصحابنا قال: كان عمر بن الخطاب استعمل سعيد بن عامر بن حذيم على بعض الشام، فكانت تصيبه غشية و هو بين ظهراني(3) القوم، فذكر ذلك لعمر فقيل له: إن الرجل مصاب، فسأله عمر في قدمة قدمها عليه، فقال: يا سعيد، ما هذا الذي يصيبك ؟ قال: و اللّه يا أمير المؤمنين ما بي من بأس، و لكني كنت فيمن حضر خبيب بن عدي حين قتل، و سمعت دعوته، فو اللّه ما خطرت على قلبي و أنا في مجلس قط إلاّ غشي عليّ، قال: فزادته تلك عند عمر خيرا.

ص: 157


1- الخبر في مغازي الواقدي 359/1 و انظر طبقات ابن سعد 398/7-399.
2- سيرة ابن هشام 182/3-183 تحت عنوان ذكر يوم الرجيع.
3- في ابن هشام: ظهري القوم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا أحمد بن عبد اللّه بن يونس، نا زهير بن معاوية، نا إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر قال:

أمّر عمر سعيد بن عامر على جيش فقال: اللّهم إن(1) لم أسلط سعيد بن عامر على أشعارهم و لا على أبشارهم و لكن أمّرته أن يجاهد بهم عدوهم، و يعدل فيهم، و يقسم فيأهم بينهم، فقال سعيد بن عامر لعمر: يا أمير المؤمنين اخش اللّه في الناس و لا تخشى الناس في اللّه، و أحب للمسلمين ما تحب لنفسك و أهل بيتك، و اكره لهم ما تكره لنفسك و أهل بيتك، و الزم الأمر ذا الحجة يعنك اللّه على أمرك و يكفك ما أهمّك، و أقم وجهك و قضاءك لمن استرعاك اللّه أمره تقريب المسلمين و بعيدهم و لا تقض في الأمصار قضاءين فيختلف عليك رأيك و تنزع عن الحق، و خض الغمرات إلى الحق حيث علمته، و لا تخف في اللّه لومة لائم، فإنّ خير القول ما تبعه الفعل، فقال عمر: و من يطيق هذا يا سعيد بن عامر؟ قال: من وضع اللّه في عنقه ما وضع في عنقك من أمر المسلمين، إنما عليك أن تقول فيتبع قولك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن المزرفي(2) ، نا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور قالا: أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا عبد الأعلى بن حمّاد، نا أبو داود بن عبد الرّحمن العطار، عن يحيى بن سعيد، نا ابن أبي حسين، عن مكحول:

أن سعيد بن عامر بن حذيم قال لعمر بن الخطاب: أريد أن أوصيك أن تخش اللّه في الناس و لا تخشى الناس في اللّه(3) و لا يختلف فعلك و قولك، فإن خير القول ما صدّقه الفعل، و لا تقض في أمر بقضاءين فيختلف عليك أمرك و تزيغ عن الحق، خذ بالأمر ذي الحجة تأخذ الفلج أو الفلج(4) ، و يعينك اللّه على أمرك، و أقم وجهك لقريب

ص: 158


1- كذا، و لعله: إني.
2- بالأصل «الزرقي» خطأ و الصواب ما أثبت عن م و قياسا إلى سند مماثل، و انظر فهارس المطبوعة المجلدة العاشرة ص 22 و 56 و انظر ترجمته في سير الأعلام 631/19.
3- بالأصل: و لا تخشى اللّه في الناس، و فوق: اللّه و الناس علامتان تشيران إلى تقديم و تأخير، و هو ما أثبتناه. و في م وردت صوابا.
4- كذا بالأصل و م.

الناس و بعيدهم، و أحب لهم ما تحب لنفسك و لأهل بيتك، و اكره لهم ما تكره لنفسك و لأهل بيتك، و خض الغمرات في الحق، و لا تخف في اللّه لومة لائم.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي أويس المدني، نا سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، حدّثني أبو طوالة عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن معمر بن حزم أن مكحولا أخبره:

أن سعيد بن عامر بن حذيم الحجبي(1) من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم قال لعمر بن الخطاب: إني أريد أن أوصيك يا عمر، قال: أجل، فأوصني، قال: أوصيك أن تخشى اللّه في الناس، و لا تخشى الناس في اللّه، و لا يختلف قولك و فعلك، فإن خير القول ما صدقه الفعل، و لا تقض في أمر واحد بقضاءين فيختلف عليك أمرك و تزيغ عن الحق، و خذ بالأمر ذي الحجة تأخذ بالفلج و يعنك اللّه و يصلح رعيتك على يديك، و أقم وجهك و قضاءك لمن ولاّك اللّه أمرك من بعيد المسلمين و قريبهم، و أحبّ لهم ما تحب لنفسك و أهل بيتك، و اكره لهم ما تكره لنفسك و أهل بيتك، و خض الغمرات إلى الحق، و لا تخف في اللّه لومة لائم، فقال عمر: من يستطيع ذلك ؟ فقال سعيد: مثلك من ولاه اللّه أمر أمّة محمّد صلى اللّه عليه و سلم ثم لم يحل بينه و بينه أحد.

أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم، أنا محمّد بن الحسين بن الطّفّال.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم المقرئ، أنا أبو الفرج الأسفرايني، أنا علي بن منير بن أحمد قالا: أنا أبو الطاهر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الذّهلي القاضي، نا موسى بن هارون أبو غسان، نا وكيع، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن رجل: أن عمر بن الخطاب أجاز سعيد بن عامر بألف دينار(2).

أخبرنا أبو بكر الحاسب، أنا أبو محمّد الشيرازي، أنا أبو عمر الخزّاز، أنا أبو الحسن الخشّاب، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا معن بن عيسى، نا موسى بن علي بن رباح، عن أبيه: أن عمر بن الخطاب أجاز رجلا بألف دينار - ابن

ص: 159


1- كذا بالأصل: الحجبي، و صوابه: الجمحي كما في م.
2- في م: دثير.

حذيم الحجبي (1)- و كان فاضلا، قال معن: و قد ذكر موسى بن علي من فضل ابن حذيم و صدقته ما هو أهل أن يجاز بألف دينار في حديث طويل.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، حدّثني محمّد بن حسن، حدّثني يزيد بن هارون، عن رجل قد سمّاه، قال: ذكر عمر بن الخطاب الفقراء فقال:

إن سعيد بن عامر لمنهم، فأرسل إليه بألف دينار فأخذها و قال لامرأته: هل لك أن نضعها موضعا إذا احتجنا إليها وجدناها فقالت: نعم فصرّوها صررا، و كتب فيها: كلوا هنيئا فجعل يأتي أهل البيت الذي يرى أنهم فقراء فيلقيها إليهم حتى أنفذها قال: فلمّا احتاجوا، قالت امرأته: لو جئتنا من تلك الدنانير فأنفقناها فجعل يسوقها، فقالت: أراك و اللّه قد فعلت، قال: أجل و اللّه لقد فعلت، و قد بلغني أن فقراء المهاجرين يدعون قبل أغنيائهم بخمس مائة عام، و ما أحبّ أن لي الدنيا و ما عليها و أي من الزمرة الآخرة و لقد بلغني أن المرأة من الحور العين لو أشرقت على أهل الدنيا لملأت الدنيا ريح المسك، و لأن أدعكن لهن أحبّ إليّ من أن أدعهن لكن.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، أنا أحمد بن محمّد، أنا علي بن أحمد بن محمّد، أنا الهيثم بن كليب الشاشي، نا محمّد بن عبيد اللّه بن المنادي، نا أبو بدر، نا عبد الرّحمن بن زياد، نا عبد اللّه بن يزيد:

أن عمر بن الخطاب سأل عاملا له على حمص يقال له سعيد بن عامر، فقال له عمر: ما لك من المال ؟ قال: سلاحي، و فرسي، و أبغل أغزو عليها، و غلام يقوم عليّ، و خادم لا مرأتي، و سهم يعدّ في المسلمين. فقال له عمر: ما لك غير هذا؟ قال: حسبي هذا، هذا كثير، فقال له عمر: فلم يحبّك أصحابك ؟ قال: أواسيهم بنفسي، و أعدل عليهم في حكمي، فقال له عمر: خذ هذه الألف دينار فتقوّ(2) بها قال: لا حاجة فيها أعط من هو أحوج إليها مني، فقال عمر: على رسلك حتى أحدثك(3) ما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، ثم إن شئت فاقبل، و إن شئت فدع: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عرض عليّ شيئا،

ص: 160


1- كذا، و الصواب الجمحي كما في م.
2- بالأصل: فتقوى.
3- بالأصل: أخذتك، و الصواب ما أثبت عن م و انظر مختصر ابن منظور 323/9.

فقلت مثل الذي قلت، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«من أعطي شيئا من غير سؤال و لا استشراف(1) نفس فإنه رزق من اللّه، فليقبله و لا يردّه» فقال الرجل: أنت سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: نعم، فقبله الرجل ثم أتى امرأته فقال: إن أمير المؤمنين أعطانا هذه الألف دينار، فإن شئت أن نعطيه من يتّجر لنا به، و نأكل الربح، و يبقى لنا رأس مالنا، و إن شئت أن نأكله الأوّل فالأوّل. فقالت المرأة: بل أعطه من يتّجر لنا، فنأكل الربح، و يبقى لنا رأس المال. قال: ففرّقيه صررا، ففعلت، فجعل كل ليلة يخرج صرة، فيضعها في المساكين ذوي الحاجة، فلم يلبث [الرجل](2) إلاّ يسيرا حتى توفي، فأرسل عمر يسأل عن الألف، فأخبرته امرأته بالذي كان يصنع، فالتمسوا ذلك، فوجدوا الرجل قدمها لنفسه، ففرح بذلك عمر و سرّ، و قال: يرحمه اللّه، إن كان ذاك الظن به.

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، أنا أبو نعيم(3) ، نا محمّد بن عبد اللّه، نا الحسن بن علي بن نصير(4) الطوسي، نا محمّد بن عبد الكريم العبدي، نا الهيثم بن عدي، نا ثور بن يزيد، نا خالد بن معدان، قال:

استعمل علينا عمر بن الخطاب بحمص سعيد بن عامر بن حذيم(5) الجمحي فلما قدم عمر بن الخطاب حمص قال: يا أهل حمص، كيف وجدتم عاملكم ؟ فشكوه إليه - و كان يقال لأهل حمص: الكويفة(6) الصغرى لشكايتهم العمال - قالوا: نشكو أربعا:

لا يخرج إلينا حتى يتعالى النهار، قال: أعظم بها، قال: و ما ذا؟ قال: لا يجيب أحدا بليل، قال: و عظيمة قال: و ما ذا؟ قالوا: و له يوم في الشهر لا يخرج فيه إلينا، قال:

و عظيمة، و ما ذا؟ قالوا: يغبط الغبطة(7) بين الأيام - يعني: تأخذه موتة -.

ص: 161


1- بالأصل: استشواب، و المثبت عن م.
2- زيادة للإيضاح عن م.
3- حلية الأولياء 245/1.
4- كذا و في الحلية «نصر» و انظر ترجمته في سير الأعلام 287/14 و 6/15 تحت اسم: الحسن بن علي بن نصر بن منصور.
5- بالأصل: خذيم، و في الحلية: جذيم، و الذي أثبت يوافق ما مرّ بشأنه في ما تقدم أثناء الترجمة.
6- بالأصل: الكوفية، و المثبت عن الحلية.
7- أغبطت عليه الحمى: دامت (اللسان: غبط)، و في الحلية: يغنظ الغنظة.

قال: فجمع عمر بينهم و بينه و قال: اللّهم لا تفيّل رأيي فيه اليوم، ما تشكون منه ؟ قالوا: لا تخرج إلينا حتى يتعالى النهار، قال: و اللّه إن كنت لأكره ذكره، ليس لأهلي خادم فأعجن عجيني، ثم أجلس حتى يختمر، فأخبز خبزي، ثم أتوضأ ثم أخرج إليهم.

فقال: ما تشكون منه ؟ قالوا: لا يجيب أحدا بالليل. قال: ما تقول(1) ؟ قال: كنت لأكره ذكره، إني جعلت النهار لهم، و جعلت الليل للّه عز و جل. قال: و ما تشكون منه ؟ قالوا:

إن له يوما في الشهر لا يخرج إلينا فيه، قال: ما تقول ؟(2) قال: ليس لي خادم يغسل ثيابي، و لا لي ثياب أبدلها، فأجلس حتى تجف (3)[ثم] أدلكها، ثم أخرج إليهم من آخر النهار. قال: ما تشكون منه ؟ قالوا: يغبط الغبطة(4) بين الأيام، ما [قال:] ما تقول(5) ؟ قال: شهدت مصرع خبيب الأنصاري بمكة، و قد بضعت قريش لحمه، ثم حملوه على جذعة. فقالوا: أ تحب أن محمّدا مكانك ؟ فقال: و اللّه ما أحب أني في أهلي و أن محمّدا يشك بشوكة، ثم نادى: يا محمّد فما ذكرت ذلك اليوم و تركي نصرته في تلك الحال، و أنا مشرك لا أؤمن باللّه العظيم، إلاّ ظننت أن اللّه تعالى لا يغفر لي بذلك الذنب أبدا، قال: فتصيبني تلك الغبطة(6) فقال عمر: الحمد للّه الذي لم يفيّل فراستي، فبعث إليه بألف دينار فقال: استعن بها على أمرك، فقالت امرأته: الحمد للّه الذي أغنانا عن خدمتك. فقال لها: فهل لك في خير من ذاك ؟ نرفعها إلى من يأتينا بها أحوج ما نكون إليها، قالت: نعم، فدعا رجلا من أهله يثق به، فصررها صررا، ثم قال: انطلق بهذه إلى أرملة آل فلان(7) ، و إلى يتيم آل فلان(8) ، و إلى مسكين آل فلان(9) ، و إلى مبتلى آل فلان(10) ، فبقيت منها ذهبية فقال: أنفقي هذه ثم عاد إلى عمله، فقالت: أ لا تشتري لنا خادما؟ ما فعل ذلك المال ؟ قال: سيأتيك أحوج ما تكونين إليه.

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنا أبو نعيم الحافظ، نا سعد بن محمّد بن إبراهيم الناقد، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا

ص: 162


1- عن الحلية و بالأصل: يقولون.
2- عن الحلية و بالأصل: يقولون.
3- بالأصل: يجف، و المثبت عن الحلية.
4- زيادة عن الحلية.
5- عن الحلية و بالأصل: يقولون.
6- أغبطت عليه الحمى: دامت (اللسان: غبط)، و في الحلية: يغتط الغنطة.
7- بالأصل و م: إلى فلان، و المثبت عن الحلية.
8- بالأصل و م: إلى فلان، و المثبت عن الحلية.
9- بالأصل و م: إلى فلان، و المثبت عن الحلية.
10- بالأصل و م: إلى فلان، و المثبت عن الحلية.

علي بن حكيم، نا شريك، عن جامع بن أبي راشد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه قال:

قال عمر لسعيد بن عامر بن حذيم:

إن أهل الشام يحبونك فقال: إني أغازيهم و أواسيهم فقال له عمر: خذ هذه العشرة ألف(1) فتوسع بها، فقال: اعطها من هو أحوج إليها مني، فقال له عمر: إن النبي صلى اللّه عليه و سلم أعطاني، فقلت مثل الذي قلت فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:

«إذا أتاك اللّه ما لا تطلبه و لم تشره إليه نفسك فخذه، فإنما هو رزق أتاك اللّه به» [4755].

قرأت على أبي محمّد بن عبد الكريم بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن هارون، و عبد الرّحمن بن الحسين بن الحسن، قالا: أنا علي بن يعقوب، أنا أبو عبد الملك، نا ابن عائذ(2) ، قال: قال الوليد: حدّثنا سعيد بن عبد العزيز، حدّثني عطية بن قيس:

أن عمر بن الخطاب استعمل سعيد بن عامر بن حذيم على جند حمص فقدم عليه فعلاه بالدّرّة فقال سعيد: سبق سيلك مطرك إن تستعتب نعتب، و إن تعاقب نصبر، و إن تعف(3) نشكر. قال: فاستحيا عمر و ألقى الدّرّة و قال: ما على المؤمن ان(4) المسلم أكثر من هذا، إنك تبطئ بالخراج. فقال سعيد: إنك أمرتنا أن لا نزيد الفلاح على أربعة دنانير، فنحن لا نزيد و لا ننقص إلاّ أنّا(5) نؤخرهم إلى غلاتهم فقال عمر: لا أعزلك ما كنت حيّا.

و رواه أبو مسهر عن سعيد فلم يذكر عطية.

أنبأناه أبو علي محمّد بن سعيد بن إبراهيم، ثم أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، قالا: أنا أبو علي بن شاذان، أنا عبد اللّه بن إسحاق بن إبراهيم.

ص: 163


1- كذا بالأصل و م.
2- بالأصل: «عائد».
3- بالأصل: «تعفو».
4- كذا، و لعله: «أو».
5- بالأصل: «ان» و لعل الصواب ما أثبت.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا طراد بن محمّد، أنا أحمد بن علي بن الحسين، أنا حامد بن محمّد بن عبد اللّه قالا: أنا علي بن عبد العزيز، نا أبو عبيد، نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز، قال:

قدم سعيد بن عامر بن حذيم على عمر بن الخطاب، فلما أتاه علاه بالدرّة فقال سعيد: سبق سيلك مطرك، إن تعاقب نصبر، و إن تعف نشكر، و إن تستعتب نعتب، فقال: ما على المسلم إلاّ هذا، قال: ما لك تبطئ بالخراج ؟ قال: أمرتنا أن لا نزيد الفلاحين على أربع الدنانير(1) فلسنا نزيدهم على ذلك، و لكنا نؤخرهم إلى غلاّتهم، فقال عمر: لا عزلتك على [ما](2) حييت.

قال أبو مسهر: ليس لأهل الشام بحديث في الخراج غير هذا.

أنبأنا أبو الحسين بن أبي الحديد، عن جده أبي عبيد اللّه الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن بن علي، نا أبو العباس أحمد بن عتبة بن مكين، نا سليمان بن محمّد الخزاعي، و أحمد بن عمير قالا: نا محمّد بن وزير.

ح قال: و أنا أبو العباس محمّد بن جعفر بن ملاس، نا أبو عامر المزني قالا: نا الوليد بن مسلم، نا أبو عمرو عن امرأة سعيد بن عامر بن حذيم الجمحي قالت: بينا أنا نائمة و هو متوسد ساعدي، فقلت: ما هذا؟ قال: إني كنت فيمن قد علمت و مع من عرفت من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أصحابه إذ بقيت بعدهم في قوم لا يرون لأحد فضلا إلاّ الذي يسار و ثروة، و ما يسرني أني اختلفت عن....(3) الأول من محمّد و حزبه، و دخول الجنة معهم، و أنّ لي حمر النعم.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد [الحسن](4) بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا إسماعيل بن عياش، أخبرني أبو سلمة الحمصي، عن العلاء بن سفيان، عن أبي مريم الغسّاني:

ص: 164


1- كذا بالأصل و م: أربع الدنانير.
2- زيادة للإيضاح.
3- بياض بالأصل و م مقدار كلمة.
4- الزيادة منا للإيضاح، و هو أبو محمد الجوهري، و قد تقدم التعريف به.

أن رجالا من الجند خرجوا ينتضلون فيهم سعيد بن عامر، فبينما هم كذلك إذ أصابهم الحرّ، فوضع سعيد قلنسوته عن رأسه و كان رجلا أصلع، فلما رمى سعيد صاح به الواصف في شيء ذكره من رميته: يا أصلع - و هو لا يعرفه - فقال له سعيد: إن كنت لغنيا أن تلعنك الملائكة، فقال رجل منهم: و عمّ تلعنه الملائكة ؟ قال: من دعا امرأ بغير اسمه لعنته(1) الملائكة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال: سنة تسع عشرة فيها توفي سعيد(2) بن عامر بن حذيم(3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمّد، أنا أبو طاهر - إجازة -، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم، قال: سنة إحدى و عشرين فيها توفي سعيد بن عامر بن حذيم(4).

2498 - سعيد بن عامر - أبي بردة - بن عبد اللّه - أبي موسى - بن قيس بن سليم الأشعري الكوفي

2498 - سعيد بن عامر - أبي بردة - بن عبد اللّه - أبي موسى - بن قيس بن سليم الأشعري الكوفي(5)

وفد مع أبيه على عمر بن عبد العزيز.

و حدّث عن أبيه، و أنس بن مالك(6).

روى عنه قتادة، و شعبة، و أبو إسحاق الشيباني، و أبو مسلم عمرو بن المهاجر الكوفي، و زيد بن أبي أنيسة، و مجمع بن يحيى الأنصاري، و مسعر بن كدام الهلالي، و زكريا بن أبي زائدة، و أبو عميس عتبة بن عبد اللّه المسعودي، و خالد بن نافع الأشعري.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبي أبو القاسم، أنا أبو نعيم الأسفرايني، أنا

ص: 165


1- قسم من الكلمة مطموس بالأصل، و الصواب ما أثبت عن م.
2- انظر الإصابة 49/2.
3- بالأصل هنا: حديم.
4- بالأصل هنا: حديم.
5- ترجمته في تهذيب التهذيب 290/2 الوافي بالوفيات 230/15.
6- انظر أسماء أخرى وردت في تهذيب التهذيب 290/2.

أبو عوانة يعقوب بن إسحاق، نا علاّن بن المغيرة، نا عفّان، نا همّام، نا قتادة.

[ح](1) و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل - و اللفظ له - أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل بن نظيف المصري - بمكة - نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن أبي الموت المكي - إملاء - نا علي بن عبد العزيز، نا عفان بن مسلم الصفّار، نا همّام، نا قتادة، أن عونا و سعيدا - يعني ابن أبي بردة - حدّثناه أنهما سمعا أبا بردة يحدث عمر بن عبد العزيز عن أبيه، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: «لا يموت رجل مسلم إلاّ أدخل اللّه مكانه النار يهوديا أو نصرانيا» فاستحلفه عمر بن عبد العزيز باللّه الذي لا إله إلاّ هو - ثلاث مرات - أن أباه حدّثه عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال: فحلف له، قال: و لم يحدّثني سعيد أنه استحلفه - زاد البيهقي: و لم ينكر على عون قوله - و ليس في حديث ابن القشيري: ثلاث مرّات [4756].

ح(2) أخبرنا أبو المظفّر، أنا أبي، أنا أبو نعيم، أنا أبو عوانة، نا يعقوب بن سفيان الفارسي، نا عمرو بن عاصم، نا همّام، نا قتادة، عن سعيد بن أبي بردة، و عون بن عبد اللّه انهما شهدا أبا بردة بن أبي موسى يحدث عمر بن عبد العزيز، عن أبيه أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: «لا يموت رجل مسلم إلاّ أخّر اللّه مكانه النار يهوديا أو نصرانيا»، قال عون: فاستحلفته باللّه الذي لا إله إلاّ هو: أن أباه حدّثه عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ فحلف ثلاث مرات، قال: فلم ينكر سعيد على عون أنه استحلفه، و لم يقل سعيد استحلفه.

أخبرناه عاليا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن الزهري، نا أبو القاسم البغوي.

و أنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، قالا: نا هدبة، نا همّام، نا قتادة، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن أبي موسى أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: «ما من مسلم يموت إلاّ جعل اللّه مكانه رجلا من اليهود و النصارى في النار» [4757].

و ممّا وقع لي عاليا من حديثه ما أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن

ص: 166


1- زيادة عن م.
2- سقط حرف التحويل من م.

علي بن هبة اللّه بن عبد السّلام، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني(1) ، أنا أبو القاسم بن حبابة(2) ، نا عبد اللّه بن محمّد، نا علي بن الجعد، أنا شعبة، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن أبي موسى، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: «على كل مسلم صدقة»، قالوا: يا رسول اللّه إن لم يجد؟ قال: «يعمل بيده فينفع نفسه و يتصدّق»، قالوا: أريت(3) إن لم يستطع - أو لم يفعل ؟ - قال: «يعين ذا الحاجة، و الملهوف»، قال: أ رأيت إن لم يفعل، قال: «يأمر بالمعروف - أو بالخير» - قالوا: أ رأيت إن لم يفعل، قال: «يمسك عن الشر، فإنها له صدقة» [4758].

أخبرنا أبو العز بن كادش(4) ، و أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، قالا: أنا أبو محمّد الجوهري - قراءة - و قال ابن كادش (5)- إملاء و قراءة - أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن كيسان النحوي، نا يوسف بن يعقوب القاضي، نا عمرو بن مرزوق، نا شعبة، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: «إن على كل مسلم صدقة» قالوا: يا رسول اللّه أ رأيت إن لم يجد، قال: «فيعمل بيديه و يأكل و يتصدّق»، قالوا: يا رسول اللّه أ رأيت إن لم يستطع، قال: «يعن ذا الحاجة الملهوف»(6) قالوا:

أ رأيت إن لم يستطع، قال: «يأمر بالمعروف» قالوا: أ رأيت إن لم يفعل، قال: «يحبس نفسه عن الشر، فإنها له صدقة» [4759].

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا يوسف بن رباح، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل الكوفة سعيد بن أبي بردة بن أبي موسى.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن

ص: 167


1- بالأصل «الصيرفيني» خطأ، و الصواب ما أثبت عن م، نسبة إلى صريفين، و قد مضى التعريف به قريبا.
2- قوله «بن حبابة» اللفظتان غير واضحتين بالأصل و الصواب ما أثبت عن م و قياسا إلى أسانيد مماثلة.
3- كذا، و لعل الصواب: «أ رأيت» و سترد في السطر التالي صوابا.
4- تقرأ بالأصل: كارش بالراء خطأ و الصواب ما أثبت عن م، انظر فهارس المطبوعة المجلدة العاشرة ص 25 و 31 و اسمه أحمد بن عبيد اللّه بن محمّد السلمي العكبري.
5- تقرأ بالأصل: كارش بالراء خطأ و الصواب ما أثبت عن م، انظر فهارس المطبوعة المجلدة العاشرة ص 25 و 31 و اسمه أحمد بن عبيد اللّه بن محمّد السلمي العكبري.
6- بالأصل «اللهوف» و المثبت عن م.

يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد(1) ، قال في الطبقة الرابعة من أهل الكوفة.

و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(2) قال في الطبقة الثالثة(3) منهم سعيد بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل البغدادي، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين الصيرفي، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد بن موسى - زاد ابن خيرون: و محمّد بن الحسن بن أحمد، قالا: - أنا أبو بكر أحمد بن عبدان بن محمّد، أنا أبو الحسن محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل(4) قال: سعيد بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، روى عنه قتادة، و شعبة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أحمد بن محمّد بن الحسين الكلاباذي، قال: سعيد بن أبي بردة و اسمه عامر بن عبد اللّه بن قيس الأشعري، حدّث عن أبيه أبي بردة بن أبي موسى، روى عنه أبو إسحاق الشيباني، و شعبة في: الزكاة، و المغازي، و المناقب.

أخبرنا أبو البركات أيضا، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي(5) قال: سعيد بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، كوفي، ثقة -.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ح و قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي

ص: 168


1- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
2- طبقات ابن سعد 324/6.
3- يعني من أهل الكوفة كما يفهم من عبارة الطبقات.
4- التاريخ الكبير 460/3.
5- تاريخ الثقات للعجلي ص 181.

حاتم(1) ، قال: ذكر أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين أنه(2) قال:

سعيد بن أبي بردة ثقة، قال: و ذكر عبد اللّه بن بشر الطالقاني البكري، قال: سمعت عبد الملك الميموني قال: قلت لأحمد بن حنبل: سعيد بن أبي بردة ؟ قال: بخ، ثبت في الحديث، قال: و سمعت أبي يقول: سعيد بن أبي بردة صدوق ثقة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن بن عبد السلام، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني(3) ، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، حدّثني أبو سعيد الأشج، نا ابن إدريس، عن موسى بن أبي بردة، قال: كان الشعبي يجيء إلى دارنا فيقول: أين قمر الدار - يعني سعيد بن أبي بردة - و كانت أمه بنت عبد الرّحمن بن سعيد بن قيس الهمداني.

قال: و نا البغوي، نا صالح - و هو ابن أحمد - حدّثني علي، عن يحيى قال: لم يسمع سفيان من سعيد بن أبي بردة، قال البغوي: اسم أبي بردة عامر بن عبد اللّه بن قيس، قال ذلك محمود بن غيلان، و حدّثني أيضا صالح بن أحمد، عن أبيه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان(4) ، نا أبو بكر، نا سفيان، نا إدريس بن يزيد الأودي، قال: أخرج إلينا سعيد بن أبي بردة رسالة عمر بن الخطّاب إلى أبي موسى الأشعري، فقال: هذه رسالة عمر إلى أبي موسى.

قال: و كان سعيد بن أبي بردة وصيّ أبيه.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل بن محمّد، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران، نا أبو عمرو بن السّمّاك، نا حنبل بن إسحاق، نا محمّد بن الأصبهاني، نا وكيع، عن المسعودي، عن سعيد بن أبي بردة قال: كان يقال: الحكمة ضالّة المؤمن يأخذها من حيث وجدها(5).

ص: 169


1- الجرح و التعديل 48/4.
2- بالأصل: «و أنه» و المثبت عن الجرح و التعديل.
3- بالأصل: الصيرفيني، خطأ و الصواب ما أثبت عن م، و قد مضى قريبا.
4- كتاب المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 580/2.
5- توفي في حدود المائة و عشرين قاله في الوافي، و في تهذيب التهذيب: نقلا عن الصريفيني قال: مات سنة 168 كذا بخط مغلطاي، و لعله: ثلاثين بدل و ستين.

2499 - سعيد بن عبد اللّه بن دينار أبو روح البصري التّمّار

سكن دمشق.

و روى عن الربيع بن صبيح، و عبد الواحد بن زيد.

روى عنه عبّاس التّرقفي، و سلمة بن شبيب، و نسبه إلى جده، و عبد العزيز بن المبارك الدّينوري، و أحمد بن محمّد العمّي.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الفقيه، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا التّرقفي، نا سعيد بن دينار الدمشقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي.

و أخبرنا أبو محمّد السّلمي، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن أبي القاسم بن المنتاب قالوا: أنا عبد اللّه بن يحيى بن عبد الحميد، نا إسماعيل بن محمّد، نا عباس بن عبد اللّه، نا سعيد بن عبد اللّه بن دينار الدمشقي، و زعم أن أصله بصري، نا الربيع بن صبيح، عن الحسن، عن أنس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: «إذا استقر أهل الجنة في الجنة اشتاق الإخوان إلى الإخوان، فيسير سرير ذا إلى ذا، فيلتقيان فيتحدثان ما كان بينهما في دار الجنة(1) ، فيقول: يا أخي تذكر يوم كنا في دار الدنيا في مجلس كذا، فدعونا اللّه عز و جل فغفر لنا»، تابعه عبد العزيز بن المبارك الدّينوري، عن سعيد، و نسبه إلى جدّه [4760].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل بن صبيح، عن الحسن، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قال: «إذا دخل أهل الجنة يشتاق بعضهم إلى بعض، فيسير سرير ذا إلى سرير ذا، و سرير ذا إلى سرير ذا حتى يلتقيا، فيتكئ ذا و يتكئ ذا، فيقول أحدهما لصاحبه: تعلم

ص: 170


1- كذا بالأصل و م، و صوبها محقق مختصر ابن منظور 326/9 «دار الدنيا» عن تاريخ دمشق، لعله وقعت بيده نسخة أخرى مخطوطة غير النسختين اللتين بيدنا. و السياق يدل على ذلك.

متى غفر لنا؟ فيقول صاحبه: نعم، يوم كنا في موضع كذا، فدعونا اللّه فغفر لنا» [4761].

و رواه سلمة بن شبيب، عن سعيد فأرسله.

أخبرناه أبو منصور عبد الخالق، و أبو سعيد طاهر ابنا زاهر بن طاهر، قالا: أنا أبو سعد عبيد اللّه بن عبد اللّه بن محمّد بن حسنويه، و أبو عثمان إسماعيل بن عثمان بن عبد(1) الابريسي - زاد عبد الخالق: و أبو العباس الفضل بن عبد الواحد بن عبد الصمد التاجر قالوا: - أنا أبو سعيد محمّد بن موسى بن الفضل الصّيرفي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن أحمد الصفار، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني سلمة بن شبيب، نا سعيد بن دينار الدمشقي، عن الربيع بن صبيح، عن الحسن، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: «إذا دخل أهل الجنة الجنة فيشتاق الإخوان بعضهم إلى بعض، فيسير سرير ذا إلى سرير ذا، و سرير ذا إلى سرير ذا حتى يلتقيا، فيتكئ ذا و يتكئ ذا، فيقول أحدهما لصاحبه: تعلم متى غفر اللّه لنا؟ يقول صاحبه: نعم، يوم كنا في موضع كذا فدعونا اللّه فغفر لنا» [4762].

أخبرنا أبو منصور بن زريق(2) ، نا أبو الحسين بن المهتدي، نا أبو بكر محمّد بن يوسف بن محمّد بن دوست العلاّف - إملاء - نا أبو حفص عمر بن يوسف الزّعفراني، نا العباس بن عبد اللّه بن أبي عيسى، نا سعيد بن عبد اللّه بن دينار، نا الربيع بن صبيح، عن الحسن، عن أنس بن مالك، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: «إذا سمعت النداء فأجب و عليك السكينة، فإن أصبت فرجة و إلاّ فلا تضيّق على أخيك، و اقرأ ما تسمع أذناك(3) ، و لا تؤذ(4) جارك، و صلّ صلاة مودّع» [4763].

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، و علي بن المسلم الفقيهان، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي، أنا أبو بكر الخرائطي، نا العبّاس بن عبد اللّه التّرقفي، نا سعيد بن عبد اللّه، نا الربيع بن صبيح، عن الحسن، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: «من أكرمه أخوه المسلم فليقبل كرامته، فإنما هي كرامة اللّه، فلا

ص: 171


1- في م: عمر.
2- في م: رزيق بتقديم الراء.
3- بالأصل: أذنيك خطأ و الصواب ما أثبت عن م.
4- بالأصل و م: تؤذي، خطأ و الصواب ما أثبت.

تردّوا على اللّه كرامته» [4764].

أنبأنا أبو علي الحداد، نا أبو نعيم الحافظ، نا أبي، نا محمّد بن علاّن، نا أحمد بن محمّد القرشي، نا أحمد بن محمّد العمي، نا أبو روح سعيد بن دينار، نا الربيع، عن الحسن، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «ليس الجهاد أن يضرب بسيفه في سبيل اللّه، إنما الجهاد من عال والديه، و عال ولده، فهو في جهاد، و من عال نفسه فكفّها عن الناس فهو في جهاد» [4765].

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا أبو الحسن قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(1) ، قال:

سعيد بن دينار [الدمشقي](2) روى عن الربيع بن صبيح، روى عنه سلمة بن شبيب، سمعت أبي يقول ذلك، و سألت أبي عنه فقال: مجهول.

2500 - سعيد بن عبد اللّه بن عثمان بن الوليد ابن عبد اللّه بن الوليد بن عثمان بن عفّان القرشي الأموي

كان يسكنى دمشق بباب توما.

ذكره أبو الحسن أحمد بن حميد في تسمية من كان بدمشق من بني أميّة(3).

2501 - سعيد بن عبد اللّه بن محمّد بن عجب أبي رجاء أبو عثمان الأنباري

2501 - سعيد بن عبد اللّه بن محمّد بن عجب أبي رجاء أبو عثمان الأنباري(4)

سمع بدمشق هشام بن عمّار، و هارون بن محمّد بن بكّار بن بلال، و دحيم بن اليتيم، و بحمص: صالح بن عبد الرّحمن بن عمرو بن الحارث، و سعيد بن عمرو السّكوني، و إبراهيم بن مرزوق البصري بمصر، و أبا عمر حفص بن عمر الدوري المقرئ، و إسحاق بن بهلول التّنوخي الأنباري، و عمرو بن النّضر الكوفي،

ص: 172


1- الجرح و التعديل 18/4.
2- زيادة عن الجرح و التعديل.
3- سقطت من الأصل و استدركت عن هامشه.
4- ترجمته في تاريخ بغداد 102/9.

و موسى بن خاقان البغدادي، و محمّد بن إسماعيل الحشّاني الواسطي، و عبد اللّه بن أبي رومان بالإسكندريّة، و علي بن معبد، و أبا جعفر بن التركي، و سفيان بن وكيع، و محمّد بن خلف العسقلاني، و أبا عمير عيسى بن محمّد النحاس، و محمّد بن عبيد اللّه السّرّاج، و أحمد بن عبد الرّحمن البسري.

روى عنه محمّد بن مخلد الدوري، و أبا بكر بن كامل القاضي، و محمّد بن إبراهيم الشافعي، و الإسماعيلي الجرجاني، و محمّد بن علي الحسن البغدادي الشرابي، و مخلد بن جعفر الباقرحي(1) ، و محمّد بن أحمد بن محمّد بن يعقوب المفيد الجرجرائي، و أبو الحسن أحمد بن جعفر الصّيدلاني البغدادي، و أبو منصور محمّد بن سعد الباوردي، و علي بن جعفر بن محمّد الفريابي، و أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن فراس المالكي، و أبو العبّاس أحمد بن إبراهيم بن علي الكندي البغدادي، و أبو بكر محمّد بن القاسم المعروف بابن أخي شونير المؤدب، و محمّد بن يحيى بن أحمد الفقيه و غيرهم.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو الحسن محمّد بن أبي المعروف الفقيه، أنا مخلد بن جعفر بن مخلد الدقاق، نا سعيد بن عجب أبو عثمان الأنباري، نا هشام بن عمّار، نا عبد الحميد بن أبي العشرين، حدّثني الأوزاعي، نا يحيى بن أبي كثير، حدّثني أبو سلمة، نا أبو هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «إن أسوأ الناس سرقة الذي يسرق صلاته»، قالوا: يا رسول اللّه و كيف يسرق صلاته ؟ قال: «لا يتمّ ركوعها و لا سجودها» [4766].

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، نا أبو بكر محمّد بن علي بن الحسن البغدادي، نا أبو عثمان سعيد بن عبد اللّه بن محمّد بن عجب الأنباري، نا صالح بن عبد الرّحمن بن عمرو بن الحارث، بحديث ذكره.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، و أبو النجم بدر بن عبد اللّه قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب(2): سعيد بن عبد اللّه بن أبي رجاء أبو عثمان الأنباري، يعرف بابن عجب،

ص: 173


1- بالأصل: الباقوحي، خطأ و الصواب الباقرحي، بالراء عن م و انظر ترجمته في سير الأعلام 254/16.
2- الخبر في تاريخ بغداد 102/9.

حدث عن هشام بن عمّار الدمشقي، و أبي عمر الدوري المقرئ، و سعيد بن عمرو السّكوني الحمصي، و إسحاق بن بهلول التنوخي، و عمرو بن النّضر الكوفي، و موسى بن خاقان البغدادي، و محمّد بن خاقان البغدادي(1) ، و محمّد(2) بن إسماعيل الحسابي(3) ، و إبراهيم بن مرزوق البصري و غيرهم، روى عنه [محمّد](4) ابن مخلد، و أحمد بن كامل القاضي، و أبو بكر الشافعي، و مخلد بن جعفر، و أبو بكر الإسماعيلي الجرجاني، و محمّد بن أحمد المفيد الجرجرائي - زاد أبو النجم قال: أنا أبو بكر الخطيب، و قال الدّارقطني: لا بأس به - قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا(5) ، قال: و أمّا عجب بفتح الجيم، فهو سعيد بن عجب.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال: سعيد بن عبد اللّه بن عجب الأنباري لا بأس به.

و أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، نا و أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب(6) ، أنا أحمد بن علي بن الحسين المحتسب، قال: قرأنا على أحمد بن الفرج بن الحجاج الورّاق، عن أبي العباس أحمد بن محمّد بن سعيد قال: توفي أبو عثمان سعيد بن عبد اللّه بن أبي رجاء الأنباري يوم السبت لعشر بقين من جمادى الآخرة سنة ثمان و سبعين(7) و مائتين بالأنبار، و رأيته يخضب بأخرة.

ص: 174


1- قوله: و محمد بن خاقان البغدادي، لم يرد في تاريخ بغداد.
2- في تاريخ بغداد: و محمود.
3- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل و في م: الحشاني، و المثبت عن تاريخ بغداد، و تقدم في بداية الترجمة: و محمد بن إسماعيل الحشاني الواسطي.
4- زيادة عن تاريخ بغداد.
5- الاكمال لابن ماكولا 147/6.
6- تاريخ بغداد 102/9.
7- في تاريخ بغداد: و تسعين.

2502 - سعيد بن عبد اللّه بن أبي سفيان بن عبد اللّه بن أبي سفيان ابن عبد اللّه بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن عبد اللّه ابن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية القرشي الأموي

ذكره أبو الحسن بن أبي العجائز في تسمية من كان بدمشق و غوطتها من بني أمية.

2503 - سعيد بن عبد اللّه القشيري

خطيب بليغ، كان ممن خلع الوليد بن يزيد، و قام في جامع دمشق يذكر عيوب الوليد ليلة ظهر يزيد بن الوليد.

2504 - سعيد بن عبد اللّه أبو الحسين النّوائي

2504 - سعيد بن عبد اللّه أبو الحسين النّوائي(1)

من أهل قرية نوى(2).

حدّث عن أبي العبّاس أحمد بن البردعي(3).

روى عنه أبو الخير نعمة بن هبة اللّه بن محمّد الجاسمي الفقيه.

2505 - سعيد بن عبيد اللّه بن أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عبيد اللّه بن أحمد بن محمّد بن سعيد بن أبي مريم أبو عثمان - و يقال: أبو القاسم - القرشي المعروف بابن فطيس الورّاق

من موالي جويريّة بنت أبي سفيان.

حدّث عن أبيه، و عن الميانجي(4) ، و أبي القاسم بن طعان، و عبد الرّحمن بن

ص: 175


1- بليدة من أعمال حوران، و قيل هي قصبتها، بينها و بين دمشق منزلان (ياقوت).
2- ترجمته في معجم البلدان (نوا).
3- في معجم البلدان: البرذعي بالذال المعجمة، نسبة إلى برذعة.
4- و هو يوسف بن القاسم الميانجي، نسبة إلى ميانج موضع بالشام (الأنساب).

أحمد بن عمران الدّينوري الواعظ، و أبي عمر بن فضالة، و أبي عمر محمّد بن العبّاس بن كودك.

روى عنه: عبد العزيز الكتّاني، و علي بن محمّد الحنّائي - و هو كنّاه أبا القاسم - و محمّد بن علي بن محمّد بن صالح المطرّز، و علي بن محمّد بن شجاع بن أبي الهول(1) ، و أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد السّلمي الحدّاد.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو عثمان سعيد بن عبيد اللّه بن أحمد بن فطيس - قراءة عليه - نا يوسف بن القاسم الميانجي، نا الحسن بن الطيب البلخي، نا أبو كريب محمّد بن العلاء البكيلي - من همدان - نا عبد الرحيم بن سليمان الرازي، نا إسرائيل، عن عبد الأعلى، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس أن رجلا وقع في قرابة للعباس - كان في الجاهلية - فلطمه العبّاس، فجاء قومه، فقالوا: لنلطمنه كما لطمه، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم: «العبّاس مني و أنا منه، لا تسبّوا أمواتنا فتؤذوا أحياء نا» [4767].

أخبرنا أبو محمّد، نا عبد العزيز، قال: توفي شيخنا أبو عثمان سعيد بن عبيد اللّه بن فطيس الورّاق لعشر خلون من جمادى الآخرة سنة اثنتين و عشرين و أربعمائة.

حدّث عن أبي عمر محمّد بن موسى بن فضالة، و أبي عمر بن محمّد بن كودك، و يوسف بن القاسم الميانجي، و غيره، سمعه والده، لم يكن الحديث من صنعته.

و ذكر أبو علي الأهوازي: أنه توفي في جمادى الأولى العاشر منه، فاللّه أعلم.

2506 - سعيد بن عبد الحكم أبو عثمان المعروف بابن الفندقي

حدّث عن مؤمّل بن إهاب.

روى عنه أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم القرشي - و هو سعيد بن عثمان بن عياش - فيما أحسب.

ص: 176


1- في م: المعول.

2507 - سعيد بن عبد الرّحمن بن حسان بن ثابت أبو عبد الرّحمن الأنصاري

2507 - سعيد بن عبد الرّحمن بن حسان بن ثابت أبو عبد الرّحمن الأنصاري(1)

شاعر ابن شاعر ابن شاعر.

حدّث عن عبد اللّه بن عمر، و جابر بن عبد اللّه، و عكرمة مولى ابن عباس، و أبيه عبد الرّحمن بن حسّان.

روى عنه محمّد بن إسحاق، و معاذ بن النجارين(2) ، و أبو عبد الرّحمن العجلاني.

و وفد على يزيد بن عبد الملك، و على هشام بن عبد الملك.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا عبد اللّه بن إسحاق الجوهري - بمصر - نا أحمد بن محمّد بن الحجّاج المهري، نا يحيى بن سليمان الجعفي، نا يونس بن بكير، عن محمّد بن إسحاق، عن سعيد بن عبد الرّحمن بن حسان بن ثابت، عن أبيه قال: مرّ حسان بن ثابت برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و معه الحارث المرّي، فلمّا عرف(3) حسّان قال(4):

يا حار(5) من يغدر بذمّة جاره *** منكم، فإنّ محمّدا لا يغدر

و أمانة المرّيّ(6) حيث لقيته *** مثل الزجاجة صدعها لا يجبر

إن تغدروا فإن الغدر منكم عادة(7) *** و الغدر ينبت في أصول السّخبر(8)

فقال الحارث للنبي صلى اللّه عليه و سلم: إني أعوذ باللّه و بك من هذا، لو أن شعر هذا مزج بماء البحر لمزجه.

ص: 177


1- ترجمته و أخباره في الأغاني 269/8 و الوافي بالوفيات 234/15.
2- كذا رسمها بالأصل.
3- كذا بالأصل و م، و الصواب «فلما عرفه حسان قال» باعتبار ما يأتي بعد، فالأبيات التالية هي لحسان بن ثابت، انظر الحاشية التالية.
4- الأبيات لحسان بن ثابت ديوانه ط بيروت ص 121 و الثاني في طبقات الشعراء لمحمد بن سلام الجمحي ص 88 منسوبا لحسان بن ثابت.
5- هو الحارث بن عوف بن أبي حارثة المري.
6- عن الديوان و بالأصل: المرء.
7- صدره في الديوان: إن تغدروا فالغدر منكم شيمة.
8- السخبر: شجر إذا طال تدلت رءوسه و انحنت، بشبه الثمام و في البيت إقواء.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط، نا بكر بن سليمان، عن ابن إسحاق، عن سعيد بن عبد الرّحمن بن حسّان بن ثابت، قال: توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو ابن ثلاث و ستين.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو نصر بن قتادة، أنا أبو الحسن بن إسماعيل السّرّاج، نا عبد اللّه بن غنام بن حفص بن عتّاب، نا علي بن حكيم الأودي، أنا شريك، عن محمّد بن إسحاق، عن سعيد بن عبد الرّحمن بن حسّان قال: رأى ابن عمر عليّ أوضاح(1) فضّة فقال: إنك قد بلغت، أو كبرت، فألقها عنك.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمّد الكاتب(2) قال: نسخت من كتاب عمرو بن أبي عمرو الشيباني يأثره عن أبيه قال: كان سعيد بن عبد الرّحمن بن حسّان إذا وفد [إلى](3) الشام نزل على الوليد بن يزيد، فأحسن نزله [و أعطاه](4) و كساه، و شفع له، فلما حج يزيد(5) لقيه سعيد بن عبد الرّحمن في أوّل من لقيه، فسلّم عليه، فردّ [الوليد](6) عليه السّلام، و حيّاه، و قرّبه، و أمر بإنزاله معه، فأنشده [سعيد](7) شعره فيه(8):

يا لقومي للهجر بعد التصافي *** و تنائي الجميع بعد ائتلاف

ما شجا القلب بعد طول اندمال *** غير هاب(9) كالفرخ بين الأثافي

و نعيب الغراب في عرصة الدار *** و نؤي يسفي عليه السوافي

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، و أبو العز ثابت بن منصور، قالا:

أنا أحمد بن الحسن بن أحمد - زاد ابن المبارك: و أبو الفضل بن خيرون قالا: - أنا محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد، أنا عمر بن أحمد، نا خليفة بن خياط(10) قال

ص: 178


1- الأوضاح: حلي من الدراهم الصحاح (اللسان: وضح).
2- الأغاني 275/8.
3- زيادة لازمة للإيضاح عن الأغاني.
4- زيادة لازمة للإيضاح عن الأغاني.
5- كذا بالأصل و هو خطأ و الصواب: الوليد بن يزيد، كما في الأغاني.
6- زيادة لازمة للإيضاح عن الأغاني.
7- زيادة لازمة للإيضاح عن الأغاني.
8- الأبيات في الأغاني 275/8.
9- الهابي: الرماد الدقيق أو التراب المنتشر في الجو كالهباء.
10- طبقات خليفة بن خياط ص 460 رقم 2346.

في الطبقة الرابعة من أهل المدينة: سعيد بن عبد الرّحمن بن حسّان بن ثابت يكنى أبا عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو البركات، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا يوسف بن رباح بن علي، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا أبو بشر محمّد بن أحمد بن معاوية(1) ، نا معاوية بن صالح، قال: و سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة و محدثيهم: سعيد بن عبد الرّحمن بن حسّان.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، نا سليمان بن إسحاق، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد قال: فولد عبد الرّحمن بن حسّان سعيد بن عبد الرّحمن، و كان شاعرا، و قد روى عنه و أمّه أم ولد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد(2) قال في الطبقة الثالثة من أهل المدينة: سعد(3) بن عبد الرّحمن بن حسّان بن ثابت الأنصاري، و يكنى أبا عبد الرّحمن، و كان شاعرا، كذا قال سعد، و الصواب سعيد.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد قال: في الطبقة الثالثة من أهل المدينة: سعيد بن عبد الرّحمن بن حسّان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النّجّار، و أمّه أم ولد، و قد انقرض من ولد حسان، فلم يبق منهم أحد، و كان سعيد قليل الحديث، شاعرا(4).

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، أنا حمد بن عبد اللّه - إجازة -.

ص: 179


1- كذا بالأصل، و لعل الصواب «حماد» بدل «معاوية».
2- الخبر برواية ابن أبي الدنيا سقط من الطبقات الكبرى لابن سعد.
3- كذا بالأصل هنا، و هو صاحب الترجمة، صوابه: سعيد، و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب.
4- لم يرد الخبر في طبقات ابن سعد، فثمة قسم كبير من تراجم أهل المدينة ضائع و ساقط من الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

ح قال: و أنا الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(1) قال: سعيد بن عبد الرّحمن بن حسان بن ثابت، روى عن جابر بن عبد اللّه، و عن أبيه(2) ، روى عنه محمّد بن إسحاق، سمعت أبي يقول ذلك.

كتب إليّ أبو جعفر الهمذاني(3) ، أنا أبو بكر الصّفار، أنا أبو بكر بن منجويه، أنا الحاكم أبو أحمد قال: أبو عبد الرّحمن سعيد بن عبد الرّحمن بن حسّان بن ثابت الأنصاري المدني، كان شاعرا، عن أبيه عبد الرّحمن، روى عنه محمّد بن إسحاق بن يسار، و كنّاه، و سمّاه و نسبه لنا محمّد بن عيسى، نا موسى، نا خليفة.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، نا أبو إسحاق المزكّي، نا أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم القطان، نا محمّد بن يحيى، نا محمّد بن عبد العزيز الرّملي، نا عبد اللّه بن كليب المرادي، نا موسى بن علي بن رياح، حدّثني شيخ جار لي بأفريقية من أهل المدينة، قال: سمعت حسّان بن ثابت في جوف الليل و هو ينوّه بأسمائه و هو يقول: أنا حسّان بن ثابت، أنا ابن الفريعة، أنا الحسام، فلما أصبحت غدوت عليه، فقلت له: سمعتك البارحة تنوّه بأسمائك، فما الذي أعجبك ؟ قال: عالجت شيئا من الشعر، فلما أحكمته نوّهت بأسمائي، فقلت: و ما البيت ؟ قال: قلت:

و إنّ امرأ يمسي و يصبح سالما *** من الناس إلاّ ما جنى لسعيد(4)

قال أبو إسحاق: زادني فيه أبو الحسين بن أبي سعيد بن الخالدي، [قال:] فلما مات حسّان بن ثابت قال عبد الرّحمن بن حسّان بعد موت أبيه: أوقد نارا حتى اجتمع إليه الحي، ثم قال: أنا عبد الرّحمن بن حسّان و قد قلت بيتا فخفت أن يسقط بحدث يحدث علي فجمعتكم لتسمعوه(5) فأنشدهم:

ص: 180


1- الجرح و التعديل 39/4.
2- في الجرح و التعديل: «و عكرمة» بدل «و عن أبيه».
3- بالأصل و م «الهمداني» بالدال المهملة، و الصواب ما أثبت، و قد مضى التعريف به، و انظر فهارس المطبوعة المجلدة العاشرة.
4- البيت في ديوانه ط بيروت ص 78 و تقرأ بالأصل: لسعير، و المثبت عن الديوان و طبقات الشعراء للجمحي ص 88 و الوافي 234/15.
5- بالأصل: «لشعره» و المثبت عن الديوان ص 78.

و إنّ امرأ نال الغنى ثم لم ينل *** صديقا و لا ذا حاجة لزهيد(1)

فلمّا مات عبد الرّحمن فعل سعيد بن عبد الرّحمن مثل ذلك، و أنشدهم:

فإنّ امرأ لاحى الرجال على الغنى *** و لم يسأل اللّه الغنى لحسود(2)

2508 - سعيد بن عبد الرّحمن بن عتاب بن أسيد ابن أبي العيص بن أمية بن...

2508 - سعيد بن عبد الرّحمن بن عتاب بن أسيد ابن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف أبو عثمان القرشي الأموي(3)

من أهل البصرة، كان جوادا ممدحا.

و وفد على سليمان بن عبد الملك.

ذكر بعض أهل العلم، قال: كان سعيد بن عبد الرّحمن بن عتاب بن أسيد يجود، فدخل يوما على سليمان بن عبد الملك فلمّا رآه من بعيد نادى:

إني سمعت مع الصباح مناديا *** يا من يعين على الفتى المعوان(4)

ثم قال: حاجتك يا أبا عثمان، فأخرج سعيد من كمّه طومارا فقذفه إليه، فتصفحه سليمان من غير أن يقرأه ثم دفعه إلى خادم كان على رأسه، و قال: اذهب به إلى الديوان، فقل: انفذوه له، و أقبل عليه، فقال: لقد أكثرت من السّواد في البياض، فنظر في الديوان فإذا هو زهاء خمسة آلاف ألف.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزّبير بن بكّار، قال: و من ولده - يعني عبد الرّحمن بن عتاب: سعيد بن عبد الرّحمن، و محمّد بن عبد الرّحمن، و أمهما بنت أبي أهاب بن عزيز من بني عبد اللّه بن دارم(5) ، و أمّها أم حجير بنت أبي ربيعة بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم، و أمّها أسماء

ص: 181


1- البيت في ديوان حسان ص 78 و الوافي بالوفيات 234/15.
2- البيت في ديوان حسان ص 78 و الوافي بالوفيات 234/15.
3- أخباره في نسب قريش ص 194 و الوافي بالوفيات 236/15.
4- البيت في الوافي بالوفيات 236/15.
5- انظر نسب قريش ص 193-194.

بنت مخربة، و لسعيد بن عبد الرّحمن يقول: عبيد اللّه الراعي النميري(1):

ترجّي من سعيد بني لؤيّ *** أخي الأعياص أنواء غزارا

تلقّى نوءهنّ سرار شهر *** و خير النّوء ما لقي السرارا

كريم يعزب العلاّت عنه *** إذا ما حان يوما أن يزارا

متى ما تأته في عام جدب(2) *** فلا [بخلا](3) تخاف و لا اعتذارا

هو الرجل الذي نسبت قريش *** فصار المجد منها حيث صارا

و أنضاء أنخن على سعيد *** طروقا ثم عجّلن ابتكارا

على أكوارهن بنو سبيل *** قليل نومهم إلاّ غرارا

حمدن مزاره و لقين منه *** عطاء لم يكن عدة ضمارا

و قال أيضا يمدحه(4):

إني حلفت يمينا غير كاذبة *** و قد حبا دونها ثهلان فالنسر(5)

لو لا سعيد أرجى أن ألاقيه *** ما ضمّني في سواد البصرة الدور

الواهب البخت خضعا في أزمتها *** و البيض فوق تراقيها الدنانير

سجعاء معلمة(6) تدمى مناسمها *** كأنها حرج بالقدّ مأسور

ما عرّست ليلة إلاّ على وجل *** حتى تلوح من الصبح التباشير

حتى أنيخت على ما كان من وجل *** في الدار حيث تلاقي المجد و الخير(7)

إلى الأكارم أحسابا و مأثرة(8) *** تبري الأكارم و يبري ظهرها الكور

ص: 182


1- الأبيات في ديوانه ط بيروت ص 144 و اسمه عبيد بن حصين، و وردت الأبيات أيضا في نسب قريش ص 194.
2- هذه رواية نسب قريش، و رواية صدره في الديوان: متى ما يجد نائله علينا
3- زيادة عن الديوان لاستقامة الوزن.
4- الأبيات في ديوان الراعي ص 97 و انظر تخريجها فيه، و نسب قريش ص 195.
5- عجزه في الديوان: و قد حبا خلفها ثهلان فالنير. و ثهلان جبل بالعالية بنجد، و النير: بكسر النون جبل بأعلى نجد.
6- الديوان: «شجعاء معملة» و في نسب قريش: معجلة.
7- الخير بكسر الخاء: الكرم و الشرف.
8- بالأصل: «و ما يوه» و المثبت عن الديوان.

كائن تخطت إليكم من ذوي ترة *** كأن أبصارهم نحوي مسامير(1)

ما يدرأ اللّه عني من عداوتهم *** فإن شرهم في الصدر محذور

إن يعرفوني فمعروف لذي كرم(2) *** أو ينسبوني فعالي الذكر مشهور

يا خير مأتى أخي همّ و ناقته(3) *** إذا التقى حقب منها و تصدير

زور مغب و مسئول أخو ثقة *** و سائر من ثناء الصدر منشور

و قال أيضا له(4):

أ سعيد إنك من قريش كلها *** شرف(5) السنام و موضع القلب

متحلب الكفين غير عصيه *** ضيق محلته و لا جدب

و إذا تغولت البلاد بنا *** منيته و فعاله صحبي

متواترات بالإكام إذا *** جلف العزاز جوالب النكب(6)

حتى أنخن إلى ابن أكرمهم *** حسبا و هنّ كمنجز النحب

و قال أيضا(7):

أبلغ سعيد بن عتاب مغلغلة *** إن لم تغلك بأرض دونه الغول

أنت ابن فرعي قريش لو تقايسهم *** مجدا لصار إليك العرض و الطول

إذا ذكرتك لم أهجع بمنزلة *** حتى أقول لأصحابي بها حولوا

قال: و نا الزبير، أخبرني عمي مصعب بن عبد اللّه قال: زعموا أنه أعطاه ثلاثة آلاف دينار.

ص: 183


1- في نسب قريش: «ذوي قرة... مشاتير».
2- الديوان: لذي بصر.
3- بالأصل: «يا خير واحدهم و قاننه» و صدره أثبتناه عن الديوان.
4- الأبيات للراعي، ديوانه ص 9 و نسب قريش ص 196.
5- بالأصل: سرف، و المثبت عن المصدرين.
6- روايته بالأصل: متواترات بالاكارم إذحلف الغرار حوالب النكب و المثبت رواية الديوان.
7- الأبيات للراعي، ديوانه ص 194 و نسب قريش ص 196.

2509 - سعيد بن عبد الرّحمن بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي

أمه مريم بنت سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية.

له ذكر، ذكره أبو المظفر محمّد بن أحمد بن محمّد الأبيوردي الأموي النسابة.

2510 - سعيد بن عبد الرّحمن البصري

أخو أبي حرّة واصل بن عبد الرّحمن.

روى عن مكحول، و محمّد بن سيرين، و يحيى بن أبي إسحاق، و أبي حمزة(1) نصر بن عمران الضّبعي.

روى عنه عبد الرّحمن بن مهدي، و أبو داود الطيالسي، و أبو نعيم الفضل بن دكين، و عبد اللّه بن داود الخريبي، و عبيد اللّه بن موسى، و أبو عقيل يحيى بن المتوكل، و حجوة بن مدرك الغسّاني، و مسلم بن إبراهيم الأزدي، و قدم دمشق.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك، و أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم بن هوازن، قالا: أنا الأستاذ أبو القاسم القشيري، أنا أبو الحسين الخفّاف، أنا أبو العباس السّرّاج، نا عبيد اللّه بن سعيد، نا عبد الرّحمن، نا سعيد بن عبد الرّحمن، عن محمّد بن سيرين، عن أبي هريرة قال: صلّى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إحدى صلاتي العشاء: الظهر أو العصر، فصلى ركعتين، ثم سلّم، ثم قام فوضع إحدى يديه على الأخرى على خشبة في المسجد، و خرج سرعان الناس يقولون: قصرت الصّلاة، و في القوم أبو بكر و عمر، فهاباه أن يكلماه، فقام رجل طويل اليدين كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يسمّيه ذا اليدين، فقال: يا رسول اللّه أقصرت الصّلاة أم نسيت ؟ فقال:

«لم تقصر و لم أنس»، قال: بلى نسيت يا رسول اللّه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «صدق ذو اليدين»، قال: فصلّى ركعتين ثم سلّم ثم كبّر و سجد سجدتين أو أطول، ثم رفع رأسه فكبّر [4768].

ص: 184


1- بالأصل: حمزة، خطأ و الصواب ما أثبت عن م، و انظر تقريب التهذيب و الضبعي: بضم المعجمة و فتح الموحدة بعدها مهملة انظر ترجمته في سير الأعلام 243/5.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي(1) ، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا أحمد بن محمّد بن سعدان الصّيدلاني - بواسط - نا شعيب بن أيوب، نا عبيد اللّه بن موسى، نا سعيد بن عبد الرّحمن أخو أبي حرّة، عن أبي جمرة(2) ، عن ابن عباس قال: قدم وفد عبد القيس على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقالوا: يا رسول اللّه إن بيننا و بينك كفار مضر، و لا نصل إليك إلاّ في أشهر الحرم، فمرنا بأمر ننتهي إليه و ندعوا إليه من وراءنا، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«شهادة أن لا إله إلاّ اللّه، و أن محمّدا عبده و رسوله، و إقام الصّلاة و إيتاء الزكاة، و صوم شهر رمضان، و خمس ما غنتم»، و نهاهم عن الدّبّاء(3) و الحنتم و المزفّت و النّقير [4769].

و أعلى ما وقع لي من حديثه، ما أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو القاسم زاهر بن طاهر قالا: أنا أبو يعلى إسحاق بن عبد الرّحمن بن أحمد الصابري، أنا أبو سعيد عبد اللّه بن محمّد بن عبد الوهاب الرازي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أيوب بن يحيى بن ضريس البجلي الرازي، أنا مسلم بن إبراهيم، نا سعيد بن عبد الرّحمن، نا محمّد بن سيرين، عن ابن عباس: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان يسافر بين مكة و المدينة يصلّي ركعتين لا يخاف إلاّ اللّه عز و جل.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي(4) ، أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو عمرو عثمان بن محمّد بن القاسم البزاز المعروف بابن الأدمي، نا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا يونس بن حبيب، نا أبو داود، نا سعيد أخو أبي حرّة قال: وقف مكحول عليّ بالشام، و أنا أبيع مصحفا فقال: يا أهل العراق! ما أجرأكم على بيع المصاحف، قال: قلت: إن صاحبنا الحسن لا يرى بذلك بأسا. قال: أحسن أهل العراق أو حسن البصرة ؟ لا تكذبوا على الحسن، قال: قلت: و اللّه ما كذبت عليه.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن

ص: 185


1- بالأصل: المزرقي بالقاف خطأ و الصواب بالفاء عن م، و قد تقدم.
2- بالأصل «حمزة» خطأ و الصواب ما أثبت بالجيم، و قد مضى قريبا.
3- تقرأ بالأصل: «الربا» و الصواب ما أثبت عن م. و الدباء و الحنتم و المزفت و النقير، أوعية كانوا ينبذون فيها و قد مضى شرحها.
4- بالأصل: المزرقي بالقاف خطأ و الصواب بالفاء عن م، و قد تقدم.

الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد القرميسيني(1) ، أنا إبراهيم بن أبي أمية، قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: سعيد البزار هو سعيد(2) بن أبي حرّة، و أبو حرّة - صاحب الحسن - واصل بن عبد الرّحمن، و سعيد بن عبد الرّحمن الذي يروي عن ابن سيرين هو أخو أبي حرّة.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أبو الطّيّب محمّد بن القاسم بن جعفر الكوكبي، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، أنا محمّد بن سلام، قال: الربيع بن برة بن عبد الرّحمن مولى لهم، و أخوه أبو حرّة - يعني واصل بن عبد الرّحمن - و سعيد - يعني ابن عبد الرّحمن - أخو أبي حرّة كلهم يروى عنه.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(3) ، قال في الطبقة الخامسة من أهل البصرة: أبو حرّة و اسمه واصل بن عبد الرّحمن، و كان فيه ضعف، و أخوه سعيد بن عبد الرّحمن، و قد روي عنه أيضا الحديث.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أحمد بن الحسين، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن الأصبهاني قالا: - أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل(4) قال: سعيد بن عبد الرّحمن البصري أخو أبي حرّة، سمع ابن سيرين، روى عنه ابن مهدي، و أبو نعيم.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه، أنا أبو القاسم، أنا أبو علي إجازة، ح قال:

و أنا أبو طاهر، أنا أبو الحسن قالا: أنا أبو محمّد(5) قال: سعيد بن عبد الرّحمن أخو أبي حرّة بصري.

ص: 186


1- رسمها و إعجامها مضطربان، و صورتها: «القرييني» و في م: «القوسني» و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير الأعلام 136/16.
2- كذا وقع بالأصل هنا، و تقدم في بداية الترجمة أنه أخو أبي حرة.
3- طبقات ابن سعد 275/7 في ترجمتين مستقلتين، ترجم لأبي حرة، و ترجمة أخرى لأخيه: سعيد.
4- التاريخ الكبير 494/3.
5- الجرح و التعديل 40/4-41.

روى عن محمّد بن سيرين، و يحيى بن أبي إسحاق، روى عنه عبد الرّحمن بن مهدي، و أبو نعيم سمعت أبي يقول ذلك، و سمعته يقول: سعيد أخو أبي حرّة أتقن من أبي حرّة و من الربيع بن برة، و هم ثلاثة إخوة و سعيد أحبّهم [- يعني إلى -](1) و ما بحديثه بأس.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد الكرماني، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب الهمذاني(2) ، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف، أنا أبو عبد اللّه(3) الحافظ قال:

سعيد بن عبد الرحمن الرقاشي، و أخوه واصل أبو حرّة لم يثبت سماع واحد منهما من أنس.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه، أنا أبو القاسم، أنا أبو علي - إجازة - ح قال:

و أنا أبو طاهر أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(4) ، نا أحمد بن سنان قال: سمعت وكيعا يقول: حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن أخو أبي حرّة و كان ثقة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا عبد الواحد بن محمّد، أنا الحسن بن محمّد، نا إسماعيل بن إسحاق قال: سمعت علي بن المديني يقول: كان عبد الرحمن يوثق سعيد بن عبد الرحمن، و هو أخو أبي حرّة، و أبو حرّة اسمه واصل بن عبد الرحمن.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا محمّد بن علي، أنا محمّد بن أحمد أنا(5) الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: قال يحيى: و كان عبد الرحمن يوثق سعيد أخا أبي حرّة و يضعّفه يحيى.

كتب إليّ أبو القاسم الأصبهاني، و أبو الفضل البغدادي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو إسحاق البرمكي، أنا أبو بكر الدّقّاق، أنا أبو حفص الجوهري، نا أحمد بن محمّد بن هانئ قال: سمعت أحمد بن محمّد بن حنبل يسأل عن سعيد بن

ص: 187


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن الجرح و التعديل.
2- بالأصل: الهمداني، بالدال المهملة، و الصواب ما أثبت انظر فهارس المطبوعة المجلدة العاشرة ص 63.
3- لفظ الجلالة استدركت على هامش الأصل.
4- الجرح و التعديل 40/4.
5- مكانها بالأصل: «الا» و الصواب ما أثبت.

عبد الرحمن و قيل له: هو أخو أبي حرّة ؟ فقال: نعم، فقال: كيف هو؟ فقال ثقة.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة - ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(1) ، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل فيما كتب إليّ قال: سمعت أبي يقول:

سعيد بن عبد الرحمن أخو أبي حرّة ثقة. و ذكره أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين أنه قال: سعيد بن عبد الرحمن أخو أبي حرّة ثقة.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر بن محمّد، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالويه، قالا: أنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى يقول: سعيد أخو أبي حرّة أوثق من أبي حرّة، و لم يذكر أبا حرّة إلاّ بخير.

ثم قال في موضع آخر: سمعت يحيى يقول: أبو(2) حرّة ضعيف، و سعيد أخو أبي حرّة ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار البقّال، أنا أبو العلاء محمّد بن علي بن يعقوب، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل بن غسان الغلاّبي، نا أبي قال: قال يحيى بن معين: أبو حرة ضعيف، و سعيد أخو أبي حرّة ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر - زاد ابن الطّيّوري و أبو نصر محمّد بن الحسن قالا: - أنا أبو العباس الوليد بن بكر، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد بن صالح، حدّثني أبي أحمد(3) قال: سعيد بن عبد الرحمن أخو أبي حرّة بصري ثقة، و هو أرفع من أبي حرّة.

أنبأنا أبو البركات الأنماطي، عن أبي القاسم عبد الواحد بن علي بن محمّد، عن أبي الفتح محمّد بن أحمد بن أبي الفوارس، أنا أبو الحسن محمّد بن يوسف بن موسى

ص: 188


1- الجرح و التعديل 40/4.
2- بالأصل: «أبي» و الصواب ما أثبت.
3- تاريخ الثقات للعجلي ص 186 و فيه سعيد بن عبد الرحمن بن أبي حرة.

الصباغ، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد الله الأنسي، أنا علي بن الحسين بن الجنيد قال:

واصل عبد الرحمن أخو سعيد بن عبد الرحمن بصري، هو ضعيف، و أخوه سعيد ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد، أنا يوسف بن أحمد بن يوسف، نا محمّد بن عمرو بن موسى، نا محمّد بن عيسى، نا صالح بن أحمد، نا علي قال: سمعت يحيى بن سعيد - و قيل له في سعيد بن عبد الرحمن أخو أبي حرّة أن عبد الرحمن كان يقول أثبت شيخ بالبصرة - قال يحيى: أيش أقول لك، كأنه يضعّفه.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه، أنا أبو القاسم، أنا أبو علي - إجازة - ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(1) قال: يدل(2) قول يحيى على إنكار قول عبد الرحمن بن مهدي، إنه أثبت شيخ بالبصرة لا إنه ضعّفه. قال أبو محمّد: و أنا أحمد بن سنان، نا عبد الرحمن بن مهدي، نا سعيد بن عبد الرحمن أخو أبي حرّة، و كان أثبت من أبي حرّة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي(3) ، نا ابن حمّاد، نا صالح - يعني ابن أحمد - نا علي - يعني ابن المديني - قال: سمعت يحيى و قيل له في سعيد بن عبد الرحمن أخو أبي حرّة أن عبد الرّحمن كان يقول: أثبت شيخ بالبصرة(4) ، فقال يحيى: أي شيء أقول لك، كأنه يضعّفه.

و قال عمرو بن علي: سعيد بن عبد الرحمن أخو أبي حرّة ثبت.

قال ابن عدي: و لا أرى بما يروي سعيد بن عبد الرحمن و مقدار ما يرويه بأسا، و هو عزيز الحديث و أخوه أبو حرّة كذلك.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو يعلى حمزة بن الحبوبي، قالا:

أنا سهل بن بشر، أنا علي بن منير بن أحمد، أنا الحسن بن رشيق، نا أبو عبد الرحمن

ص: 189


1- الجرح و التعديل 40/4.
2- بالأصل و م «بدل» بالباء الموحدة، و الصواب عن الجرح و التعديل.
3- الكامل في ضعفاء الرجال 390/3.
4- في الكامل: «أتيت شيخا» خطأ.

النسائي قال: سعيد بن عبد الرّحمن، أخو أبي حيرة(1) ليس بالقوي كذا قال، و الصواب أخو أبي حرّة.

2511 - سعيد بن عبد الرحمن

جار أبي سليمان الدّاراني، حكى عن أبي سليمان.

روى عنه محمّد بن الحسين(2) البرجلاني.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن الحسين، نا سعيد بن عبد الرحمن - و كان جارا لأبي سليمان الدّارّاني - قال: كان أبو سليمان يبكي عامّة دهره، و كان كثيرا يردّد هذا الكلام يقول: بكوا الذنوب قبل بكائها، و فرغوا القلوب إلاّ من شغل حسابها، فبالحري إن كنتم كذلك أن تدركوا فوت ما قد فات بسوم التفريط بالإنابة و المراجعة و الإخلاص لعرب الكريم و كان يبكي و يقول: وجدنا أكرم مولى لشر عبيد.

لا أحسب سعيد هذا دمشقيا و قد كان أبو سليمان سكن العراق مدّة فلعل هذا من جيرانه العراقيين و اللّه أعلم.

2512 - سعيد بن عبد العزيز بن سعيد ابن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي

له ذكر. ذكره أحمد بن حميد بن أبي العجائز، و ذكر امرأته أم هشام ابنة عثمان بن سعيد بن هشام، و أنه كان يسكن بربض(3) باب الجابية.

ص: 190


1- كذا بالأصل و هو خطأ و الصواب: أبي حرة، و سينبه المصنف إلى الصواب في آخر الخبر.
2- بالأصل: «الحسن» و المثبت عن م. و سيرد في الخبر التالي «الحسين» و هو الصواب انظر ترجمته في سير الأعلام 112/11. و البرجلاني بضم الباء و الجيم و سكون الراء، نسبة إلى برجلان من قرى واسط، ذكره السمعاني و ترجم له و فيه «الحسين» بدل الحسن.
3- كلمة غير مقروءة و رسمها: «بر نضر» و المثبت: «بربض» عن م.

2513 - سعيد بن عبد العزيز بن مروان أبو عثمان الحلبي الزاهد

2513 - سعيد بن عبد العزيز بن مروان أبو عثمان الحلبي الزاهد(1) نزيل دمشق.

روى عن عبد الرحمن بن عبيد اللّه بن أخي الإمام الحلبي(2) ، و محمّد بن إبراهيم بن أبي سكينة الحلبي، و أحمد بن أبي الحواري، و أبي نعيم عبيد بن هشام الحلبي، و أحمد بن شيبان الرّملي، و قاسم بن عثمان الجوعي، و أبي عتبة أحمد بن الفرج، و عبد الله بن هانئ بن عبد الرحمن بن أبي عبلة، و بركة بن محمّد الحلبي، و المؤمل بن إهاب، و محمّد بن المصفّا، و عبد السّلام بن إسماعيل الحداد، و أبي عبيد محمّد بن حسان البسري الزاهد، و العباس بن الوليد بن مزيد(3) ، و عبيد الله بن محمّد العربلي(4) ، و الحسن بن إسماعيل المجالدي المصّيصي، و السّري بن المغلّس السّقطي.

روى عنه محمّد بن عبد الله الرازي، والد تمام، و أبو بكر محمّد بن سليمان بن يوسف الرّبعي، و أحمد بن هارون(5) ، و عبد الوهاب الكلابي، و أبو هشام السّلمي المؤدب، و أبو بكر بن المقرئ، و أبو علي الحسين بن هارون بن أبي موسى محمّد بن عيسى، و أبو علي الحسن بن عبد اللّه بن سعيد الكندي البعلبكّي، و أبو العباس عمرو بن العباس بن مروان المقرائي الفزاري، و أبو علي بن شعيب الأنصاري، و أبو الوليد بكر بن شعيب بن بكر بن محمّد القرشي، و أبو زرعة، و أبو بكر ابنا عبد الله بن أبي دجانة، و أبو سليمان بن زبر، و أبو بكر أحمد بن عبد الوهاب بن الحسين اللّهبي، و محمّد بن أحمد بن أبي الميمون، و أبو الفرج سعيد بن جعفر، و الحاكم أبو أحمد الحافظ، و أبو(6) بكر أحمد بن محمّد بن إسحاق بن السّنّي(7) ، و محمّد بن عبد الله

ص: 191


1- ترجمته في الوافي بالوفيات 238/15 و النجوم الزاهرة 227/3 و العبر 173/2 و سير الأعلام 513/14 و حلية الأولياء 366/10 و شذرات الذهب 279/2.
2- ترجمته في سير الأعلام 307/14.
3- بالأصل: يزيد، و مطموسة في م، و الصواب ما أثبت و قد مضى التعريف به.
4- كذا رسمها بالأصل، و في م: الفريابي.
5- مطموسة بالأصل. و المثبت عن م.
6- بالأصل و م: «و أبا» و الصواب ما أثبت.
7- بالأصل: السبي، خطأ و الصواب ما أثبت عن م انظر ترجمته في سير الأعلام 255/16.

الأبهري، و محمّد بن داود الدّينوري الدّقّي(1) ، و أحمد بن عتبة الأطروش، و علي بن الحسين بن بندار الأذني القاضي.

أخبرنا أبو عبد الله الخلاّل، أنا أبو طاهر بن محمود الثقفي، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم، نا سعيد بن عبد العزيز بن مروان الدّمشقي، نا أبو نعيم عبيد بن هشام، نا سفيان بن عيينة، و معتمر بن سليمان جميعا عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«من كان مصلّيا بعد الجمعة فليصلّ أربعا» [4770].

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي بن محمّد، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم، قال: أبو عثمان سعيد بن عبد العزيز بن مروان الحلبي، سكن دمشق، سمع أحمد بن أبي الحواري، و أبا نعيم عبيد بن هشام، و كان من عباد اللّه الصالحين.

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل، أنا أبو بكر محمّد بن يحيى بن إبراهيم المزكّي، أنا أبو عبد الرحمن السّلمي في كتاب «تاريخ الصوفية» قال: سعيد بن عبد العزيز من أهل حلب، صحب سري السّقطي و هو من جلّة مشايخ الشام و علمائهم.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ(2) ، قال: و منهم سعيد بن عبد العزيز الحلبي. سكن دمشق، صحب سريا السّقطي أحد الأوتاد من علماء العباد، تخرج به عدة من الأعلام: إبراهيم بن المولد و طبقته، ملازم للشرع متبع له.

أنبأنا أبو الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد بن القشيري الصوفي و غيره، قالوا:

قال: نا أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن [أنا](3) سعيد بن عبد العزيز بن مروان الحلبي، أبو عثمان، سكن دمشق، أحد العباد، و صحب سري السّقطي، تخرج به جماعة من الأعلام مثل: إبراهيم بن المولد و غيره.

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد فيما ذكر أنه وجده بخط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق في الكرة الأولى أبو عثمان سعيد بن عبد العزيز بن مروان

ص: 192


1- ترجمته في سير الأعلام 138/16.
2- الخبر في حلية الأولياء 366/10.
3- زيادة منا للإيضاح.

الحلبي الزاهد، سكن دمشق، و مات بدمشق، و أنا بها في سنة سبع عشرة و ثلاثمائة(1) ، كذا قال.

و قرأت على أبي محمّد السّلمي عن عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: سنة ثمان عشرة و ثلاثمائة أبو عثمان سعيد بن عبد العزيز الحلبي - يعني مات بها (2)-.

2514 - سعيد بن عبد العزيز بن أبي يحيى أبو محمّد - و يقال: أبو عبد العزيز - التّنوخي

2514 - سعيد بن عبد العزيز بن أبي يحيى أبو محمّد - و يقال: أبو عبد العزيز - التّنوخي(3)

فقيه أهل دمشق، و مفتيهم بعد الأوزاعي، قرأ القرآن على عبد الله بن عامر، و يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك، أقرأ عنه الوليد بن مسلم، و أبو مسهر.

و روى عن الزّهري، و نافع مولى بن عمر، و يزيد بن أسلم، و عمير بن هانئ، و عبد العزيز بن صهيب، و إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، و عبد الله بن أبي زكريا، و عطية بن قيس، و ربيعة بن يزيد، و يونس بن ميسرة بن حلبس، و سليمان بن موسى، و أبي الزبير المكي، و يحيى بن الحارث الذّماري، و يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك، و مكحول، و جناح مولى الوليد، و بلال بن سعد، و عبد الرحمن بن سلمة الجمحي المدني، و أبي يوسف حاجب معاوية، و زياد بن أبي سودة، و عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، و عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، و الوليد بن سليمان بن أبي السائب، و أبي قنان طلحة بن أبي قنان، و عاصم الجذامي، و عمرو بن قيس السّكوني، و عبد الكريم بن أمية، و يزيد بن أبي مجيب(4) ، و محمّد بن عجلان، و أبي الأزهر المغيرة بن فروة، و محمّد بن يزيد الرّجي(5).

روى عنه سفيان الثوري، و شعبة بن الحجاج، و وكيع بن الجرّاح، و سليم بن

ص: 193


1- سير الأعلام 514/14.
2- سير الأعلام 514/14 و زاد الذهبي قال: قلت عاش نيّفا و تسعين سنة.
3- ترجمته في تهذيب التهذيب 320/2-321 و حلية الأولياء 124/6 و الوافي بالوفيات 239/15 و ميزان الاعتدال 149/2 و سير الأعلام 32/8 و انظر بحاشيتها أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
4- كذا رسمها بالأصل و فوقها علامة تحويل إلى الهامش، لكنه لم يذكر شيئا بالهامش. و في م: مجيب.
5- كذا رسمها بالأصل، و في م: الرحبي.

أخضر البصري، و الوليد بن مزيد، و زيد بن يحيى بن عبيد، و عبد الله بن المبارك، و عبد الرحمن بن مهدي، و أبو مسهر، و الوليد بن مسلم، و عبد الله بن كثير القارئ الطويل، و أبو خليد عتبة بن حمّاد، و عبد الملك بن محمّد الصّنعاني، و عقبة بن علقمة البيروتي، و محمّد بن شعيب، و [عبد الحميد](1) بن بكار، و إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى، و أبو عبد الله محمّد بن هاشم الأزفر، و يحيى بن بشر الجريري(2) ، و أبو إسحاق الفزاري، و يحيى بن حمزة، و بقية بن الوليد، و عمرو بن أبي سلمة، و مروان بن محمّد، و عمر بن عبد الواحد، و الحسن بن يحيى الخشني، و مسكين بن بكير، و إسحاق بن سعيد بن الأركون، و سالم بن سالم البلخي، و سعيد بن مسلمة بن هشام، و أبو حمزة شريح بن يزيد، و أبو المغيرة الخولاني، و عبد الله بن عمرو الواقعي(3) ، و عبد الرزاق بن همّام، و عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي، و بشر بن بكر، و أبو عاصم النبيل، و صدقة بن خالد، و أبو عامر العقدي، و ضمرة بن ربيعة، و عمار بن مطر العنبري، و أبو حفص عمر بن سعيد الدمشقي، و أبو نصر التّمار، و يحيى بن صالح، و محمّد بن معاذ، و يحيى بن سلام، و عبد الله بن يوسف، و أبو اليمان البهراني، و محمّد بن المبارك الصّوري، و أبو الجماهر محمّد بن عثمان، و أبو النّضر إسحاق بن إبراهيم القرشي، و حجاج بن محمّد الأعور، و عثمان بن حصن بن عبيدة بن علاق، و محمّد بن سليمان بن أبي داود البومة، و عبد الله بن صالح كاتب الليث، و محمّد بن ربيعة الكلابي.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني، أنا أبو عبد الله محمّد بن علي بن سلوان، أنا الفضل بن جعفر، أنا عبد الرحمن بن القاسم، نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز، عن زياد بن أبي سودة، قال:

رؤي عبادة بن الصامت و هو على سور بيت المقدس الشرقي و هو يبكي. قال:

فقيل: ما يبكيك يا أبا الوليد؟ قال: من هاهنا، أخبرنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، أنه رأى جهنم.

أخبرناه أبو عبد الله الخلاّل، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن

ص: 194


1- ممحوة بالأصل، و ما بين معكوفتين استدرك عن م.
2- في م: الحريري.
3- كذا رسمها بالأصل و فوقها علامة تحويل. و في م أيضا: الواقعي.

المقرئ، نا الصوفي، و أبو يعلى، و ابن منيع، قالوا: نا أبو نصر التّمّار، نا سعيد بن عبد العزيز، عن زياد بن أبي سودة:

أن عبادة بن الصامت قعد على سور بيت المقدس الشرقي يبكي، فقال بعضهم:

ما يبكيك أبا الوليد؟ فقال: من هاهنا أخبرنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، أنه رأى جهنم.

و أخبرنا أبو بكر بن المزرفي، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو القاسم بن حبابة، أنا أبو القاسم البغوي، نا أبو نصر التّمّار، نا سعيد بن عبد العزيز التّنوخي، عن زياد بن أبي سودة:

أن عبادة بن الصامت قام على سور بيت المقدس الشرقي فبكا، فقال بعضهم: ما يبكيك يا أبا الوليد؟ قال: من هاهنا أخبرنا النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه رأى جهنم.

أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد عبد الرحمن بن عثمان، نا أبو الميمون البجلي، نا أبو زرعة(1) ، قال: قلت لعبيد الله بن النضر: سل أبا مسهر عن سعيد بن عبد العزيز فسأله فأخبرني أنه قال: له كان وصيفا في أيام الوليد بن عبد الملك.

قال: و نا أبو زرعة: حدّثني عبد الرحمن بن إبراهيم عن أبي مسهر قال: كان سن سعيد بن قريبا من سن الأوزاعي.

قال: و نا أبو زرعة، حدّثني العباس بن الوليد بن مزيد(2) ، قال: سألت أبا مسهر عن سن الأوزاعي و سعيد و كنا نقول: سعيد أسنّ الرجلين، فقال: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول: ولد الأوزاعي قبل أن يجتمع أبواي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا محمّد بن علي بن يعقوب، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان، نا أبي، نا أحمد بن حنبل قال: بلغني عن أبي مسهر قال: ولد الأوزاعي في سنة ثمان و ثمانين، و سعيد بن عبد العزيز سنة تسعين.

ص: 195


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 274/1.
2- بالأصل: يزيد خطأ و الصواب عن تاريخ أبي زرعة، و انظر ترجمته في تهذيب التهذيب ط الهند 131/5.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد الله، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد الله قال:

بلغني أن سعيد بن عبد العزيز ولد سنة تسعين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا يوسف بن رياح، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح، قال سعيد بن عبد العزيز التّنوخي، قال أبو مسهر: ولد في إمارة الوليد بن عبد الملك.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل الشامي، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين بن الطّيّوري، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد ابن خيرون و محمّد بن الحسن قالا: - أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل(1) قال: سعيد بن عبد العزيز أبو محمّد التّنوخي الدمشقي، سمع مكحول و الزّهري، روى عنه الثوري.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني(2) ، أنا أبو بكر أحمد بن منصور، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو محمّد سعيد بن عبد العزيز التّنوخي، سمع مكحولا و الزهري، روى عنه الثوري، و أبو مسهر، و عبد الرزاق.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد الله، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن، أخبرني أبي قال: أبو محمّد سعيد بن عبد العزيز الدمشقي، و قيل أبو عبد العزيز.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد الله بن عتّاب، أنا أبو الحسن بن جوصا - إجازة -.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير قراءة قال: سمعت أبا

ص: 196


1- التاريخ الكبير 497/3.
2- بالأصل «السقا» خطأ و في م: «الشقائي» و الصواب ما أثبت، قياسا إلى سند مماثل.

الحسن بن سميع يقول في الطبقة الخامسة: سعيد بن عبد العزيز التّنوخي.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا [أبو](1) أحمد الحاكم قال: أبو محمّد سعيد بن عبد العزيز التّنوخي الدمشقي، سمع الزهري، و أبا عبد الله مكحول الهذلي.

روى عنه سفيان الثوري، و الوليد بن مسلم.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقا، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: قال أبو مسهر: لم يسمع سعيد بن عبد العزيز من عطاء بن أبي رباح إلاّ هذا الحديث الواحد: قدمنا مكة فدهشنا عن الهرولة، فسألت عطاء. لم يسمع من عطاء غير هذا، قال أبو مسهر - يعني سعيد بن عبد العزيز - بعد الأوزاعي عشر سنين(2).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة(3) ، نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز، قال: دهشنا عن الهرولة، فسألنا عطاء بن أبي رباح فقال: لا شيء عليكم.

قال لنا أبو مسهر: لم يسمع سعيد من عطاء غير هذه المسألة.

قال: و نا أبو زرعة(4) ، نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز، قال: صلى بنا الزّهري و هو نازل بالراهب(5) على بساط حبري(6).

قال: و نا أبو زرعة(7) ، حدّثني أحمد بن أبي الحواري، عن أبي مسهر، عن سعيد قال: قدم علينا الزّهري فصحبته إلى الجامع فانتظمتها مسألة.

ص: 197


1- زيادة منا للإيضاح.
2- يعني أنه ولد بعد الأوزاعي بعشر سنين.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 275/1.
4- المصدر السابق نفسه.
5- الراهب: ناحية خارج مدينة دمشق، و انظر غوطة دمشق لمحمد كردعلي ص 170 و فيه: محلة كانت قبلي المصلى لسعيد بن عبد الملك.
6- تقرأ بالأصل: خيري، و المثبت عن تاريخ أبي زرعة، و حبري نسبة إلى البرود اليمانية المنمرة الموشية (لسان العرب: حبر).
7- المصدر السابق نفسه.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن عبد الله، أنا علي بن محمّد بن السّقّا، نا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى يقول: قد سمع سعيد بن عبد العزيز من الزّهري.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا محمّد بن علي بن يعقوب، أنا محمّد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال أبو زكريا: سمع سعيد بن عبد العزيز من الزهري بعد موت مكحول.

قال: و أنا ثابت بن بندار، أنا محمّد بن علي، أنا محمّد بن أحمد، أنا الأحوص(1) ، نا أبي قال: قال أبو مسهر: أدرك سعيد القاسم بن مخيمرة، و لم يسمع منه.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة(2) ، حدّثني إبراهيم بن عبد الله بن العلاء بن زبر، عن أبيه قال: كنا نجلس إلى مكحول، و سعيد بن عبد العزيز معنا، و كان أخوه يزيد بن عبد العزيز أسن منه، قال عبد الله بن العلاء: و كان سعيد في مجلس مكحول يسقي الماء.

قال: و نا أبو زرعة(3) قال: فحدّثت عن أبي مسهر عن سعيد بن عبد العزيز قال:

كنا عند مكحول كبعض ولده.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة - ح قال: و نا أبو طاهر الهمداني، أنا أبو الحسن الفأفاء، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(4) ، حدّثني أبي، نا دحيم، نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز قال: كنت أجالس بالغداة [يزيد](5) ابن أبي مالك، و بعد الظهر إسماعيل بن عبيد الله، و بعد العصر مكحولا.

ص: 198


1- بالأصل: «أبو الأحوص» خطأ، و قد مرّ قريبا صوابا.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 385/1.
3- المصدر السابق نفسه.
4- الجرح و التعديل 34/4.
5- الزيادة عن الجرح و التعديل.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو بكر أحمد بن يحيى، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، قالوا: أنا عبد الرحمن بن محمّد، أنا عبد الله بن أحمد بن حموية، أنا عيسى بن عمر بن العباس، أنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، أنا مروان بن محمّد، نا سعيد بن عبد العزيز قال: ما كتبت حديثا قط.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز، أنا أبو محمّد الشاهد، أنا أبو الميمون البجلي، نا أبو زرعة، نا أبو مسهر قال: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول: ما لي كتاب.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطّيّوري، أنا أبو الحسن بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، حدّثني الوليد بن عتبة الدّمشقي، نا أبو مسهر قال: سمعت ابن عبد العزيز يقول: ما كتبت حديثا قط.

أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، نا أبو محمّد، نا أبو الميمون، نا أبو زرعة(1) قال: سمعت أبا مسهر ينسب سعيدا فقال: سعيد بن عبد العزيز بن أبي يحيى التّنوخي.

قال: و نا أبو زرعة(2) ، حدّثني عبد اللّه بن أحمد بن ذكوان، عن مروان بن محمّد قال: كان علم سعيد بن عبد العزيز في صدره.

قال: و نا أبو زرعة(3) ، نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز قال: لا يؤخذ الحديث إلاّ من صحفي.

قال أبو زرعة: فذكرته لهشام، فأخبرني عن الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز قال: قال لي سليمان بن موسى: لا يؤخذ العلم إلاّ من صحفي.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة - ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم(4) ، أنا العباس بن الوليد بن مزيد(5) البيروتي، قال: سمعت

ص: 199


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 274/1.
2- المصدر نفسه 275/1-276.
3- المصدر السابق 318/1.
4- الجرح و التعديل 43/4.
5- بالأصل: يزيد، خطأ و الصواب ما أثبت عن الجرح، و قد مضى التعريف به.

أبي يقول: كان الأوزاعي إذا سئل عن مسئلة و سعيد بن عبد العزيز حاضر قال: سلوا أبا محمّد، قال العباس: فظننت إنما كان يفعل ذلك لسنّ سعيد بن عبد العزيز حتى سألت أبا مسهر عن سنّهما فقال: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول: ولد الأوزاعي قبل أن يجتمع أبواي، فسمعت العباس يقول: إنما فعله تعظيما له، قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: كان أبو مسهر يقدم سعيد(1) بن عبد العزيز على(2) الأوزاعي.

أخبرنا أبو محمّد المزكّي، أنا أبو محمّد الصّوفي، أنا أبو محمّد الشاهد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال: قلت - يعني لدحيم بن عبد الرّحمن بن يزيد - من أصحاب مكحول قال الأوزاعي: قال سعيد بن عبد العزيز قلت: فسعيد أكثر مجالسة لمكحول من الأوزاعي قال: ذلك بيّن في حديثه، كان الأوزاعي ربما غاب.

و قلت(3) ليحيى بن معين و ذكرت له الحجة فقلت: محمّد بن إسحاق منهم، فقال: كان ثقة، إنما الحجة عبيد اللّه بن عمر، و مالك، و الأوزاعي، و سعيد بن عبد العزيز.

و سمعت(4) رجلا منهم يقول لأبي نعيم: ما كان بالشام أحد؟ قال: بلى كان به الأوزاعي، و سعيد بن عبد العزيز، و موسى بن علي بن رباح.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو القاسم السهمي، أنا أبو أحمد بن عدي(5) ، قال: سمعت يعقوب بن إبراهيم بن يزيد يقول:

سمعت أبا زرعة الدمشقي يقول: سألت يحيى بن معين عن محمّد بن إسحاق هو حجة ؟ فقال: هو صدوق، و لكن الحجة عبيد اللّه بن عمر، و الأوزاعي، و سعيد بن عبد العزيز.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل البغدادي، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب - زاد أبو

ص: 200


1- بالأصل: لسعيد، و المثبت عن الجرح.
2- بالأصل: يقدم، و المثبت عن الجرح و التعديل.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 460/1-461.
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 460/1-461.
5- ليس لسعيد بن عبد العزيز ترجمة في الكامل لابن عدي، و الخبر ورد في الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي في ترجمة محمد بن إسحاق بن يسار 105/6.

الفضل: و محمّد بن الحسن قالا: - أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسين المقرئ، نا محمّد بن إسماعيل(1) ، قال: و قال علي - يعني ابن المديني - عن الوليد بن مسلم:

أحدثكم عن الثقات: صفوان بن عمرو، و ابن(2) جابر، و سعيد.

أنبأنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن بن علي الرّبعي، نا أحمد بن عتبة، نا الهروي، نا إسحاق بن سيار، قال: قال عبد اللّه بن يوسف: لم يكن في أصحاب مكحول أصح حديثا من سليمان بن موسى، و سعيد بن عبد العزيز، و العلاء بن الحارث.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي ابن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي قال: ليس بالشام رجل أصح حديثا من سعيد بن عبد العزيز، زاد غيره: عن عبد اللّه، عن أبيه: و سعيد و الأوزاعي عندي سواء.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة - ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(3) قال: ذكره أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين قال: سعيد بن عبد العزيز ثقة، قال: و سمعت أبي يقول: لا أقدم بالشام بعد الأوزاعي على سعيد بن عبد العزيز أحدا و الأوزاعي أكبر(4) منه، قال: و سئل أبي عن سعيد بن عبد العزيز فقال: ثقة.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، و أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد، قالا: أنا المبارك بن عبد الجبار، و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه، و أبو نصر السّلماسيان(5) ، قالا: نا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي(6) قال: سعيد بن عبد العزيز التّنوخي شامي ثقة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا

ص: 201


1- التاريخ الكبير 497/3-498.
2- عن البخاري، و بالأصل: و أبو.
3- الجرح و التعديل 43/4.
4- في الجرح و التعديل: أكثر منه (كذا).
5- رسمها مضطرب بالأصل، و الصواب ما أثبت عن م.
6- تاريخ الثقات للعجلي ص 186.

محمّد بن عبد اللّه بن خميرويه(1) ، نا الحسين بن إدريس، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمار الموصلي، قال: كان سعيد بن عبد العزيز دمشقيا، و كان ثقة، قال: و أروني حلقته بدمشق، قال: و كان يجلس في الحلقة قبل الأوزاعي، و كان أقدم من الأوزاعي.

أخبرنا أبو الحسن بن المسلّم الفرضي، و أبو يعلى حمزة بن علي قالا: أنا سهل بن بشر، أنا علي بن منير، أنا الحسن بن رشيق، قال: قال لنا أبو عبد الرّحمن النسائي: و من فقهاء أهل الشام عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي، و سعيد بن عبد العزيز، و ذكر أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الكتاني الأصبهاني، قال: قلت لأبي حاتم الرازي: ما تقول في سعيد بن عبد العزيز التنوخي ؟ فقال: ثقة، من ثقات أهل الشام.

قرأت على أبي الفضل عبد الواحد بن إبراهيم بن قرّة، عن أبي الفضل عبد الواحد بن إبراهيم بن قرّة، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار، أنا أبو مسلم عمر بن علي بن أحمد بن الليث الليثي البخاري، قال: سمعت أبا الحسن علي بن أبي بكر الحافظ الجرجاني يقول: سمعت مسعود بن علي السّجزي يقول: سمعت الحاكم أبا عبد اللّه يقول: سعيد بن عبد العزيز لأهل الشام كمالك بن أنس لأهل المدينة في التقدم و الفضل و الفقه و الأمانة(2).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، و أبو محمّد بن أبي نصر، و أبو بكر القطان، و أبو نصر بن الجندي، و أبو القاسم عبد الرّحمن بن أبي العقب.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، أنا أبي أبو العباس، أنا أبو محمّد بن أبي نصر قالوا: أنا علي بن يعقوب بن أبي العقب، نا أبو زرعة، حدّثني أبو النضر إسحاق بن إبراهيم قال: كنت أسمع وقع دموع سعيد بن عبد العزيز على الحصير في الصلاة - يعني - في المسجد(3).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا أبو محمّد عبد العزيز الصوفي، أنا

ص: 202


1- بالأصل: خيرويه، و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
2- نقله الذهبي في سير الأعلام 34/8.
3- سير الأعلام 34/8 من طريق أبي زرعة.

أبو محمّد بن أبي نصر، نا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة(1) ، نا أبو النضر إسحاق بن إبراهيم، قال: كنت أرى سعيد بن عبد العزيز مستقبل القبلة يصلّي، قال:

و كنت أسمع لدموعه وقعا على الحصير.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر الثقفي، أنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثني أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن معمر، نا أحمد بن إبراهيم بن برد الخطيب، نا نوح بن نوح، قال: سمعت بشر بن الحسين يقول: ما رأيت سعيد بن عبد العزيز قط قام إلى صلاة مفروضة إلاّ و دموعه تسيل على لحيته.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم الحافظ، نا محمّد بن علي بن حسن، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا العباس بن حمزة، نا أحمد بن أبي الحواري، حدّثني أبو عبد الرّحمن الأسدي، قال: قلت لسعيد بن عبد العزيز: يا أبا محمّد ما هذا البكاء الذي يعرض لك في الصلاة ؟ فقال: يا ابن أخي، و ما سؤالك عن ذلك ؟ قلت:

لعل اللّه أن ينفعني به، فقال سعيد: ما قمت إلى صلاة إلاّ مثلت لي جهنم(2). أبو عبد الرّحمن الأسدي هو مروان بن محمّد [الطاطري](3).

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد الرازي، نا أحمد بن سليمان، نا أبو بكر الصّوري، نا ابن مصفّى، نا الوليد بن مسلم قال: رأيت سعيد بن عبد العزيز شيخا كبيرا إذا فاتته الصلاة في جماعة أخذ بلحيته و قعد يبكي(4).

أخبرني أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصمد بن علي الغزال، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو طاهر محمّد بن علي بن محمّد بن يوسف الواعظ، أنا أبي أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو علي محمّد بن أحمد بن الحسن بن الصّوّاف، أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان الأنماطي، نا أحمد بن أبي الحواري، عن مروان بن محمّد قال: دخل قاض كان مع محمّد بن إبراهيم من باب الساعات فتكلم،

ص: 203


1- بالأصل و م: «أبو الدعة» و الصواب ما أثبت قياسا إلى أسانيد مماثلة.
2- نقله الذهبي في سير الأعلام 34/8 من طريق أحمد بن أبي الحواري.
3- زيادة منا للإيضاح.
4- الخبر في حلية الأولياء 126/6 و سير الأعلام 34/8.

فلما فرغ من كلامه قال لي سعيد بن عبد العزيز: ادعه لي، قال: فدعوته له، قال: فتكلم و كان سعيد رقيقا قال: فما سال من عين سعيد قطرة.

قال مروان: ما لقيت فيمن لقيت أحدا(1) أخوف من سعيد، و ما رأيته صلّى صلاة قط إلاّ و دموعه تقطر على الحصير.

ذكر أبو الميمون عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عمر بن راشد، نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو، حدّثني إبراهيم بن عبد اللّه بن صفوان عمي، عن عبد الواحد بن بسر النّصري من ولد عبد اللّه عامل المدينة و مكة، قال: خرجت في آخر الليل أريد المسجد فوجدت باب البريد مغلقا، فدنوت من الباب فإذا هو لم يفتح فاعتزلت ناحية فأقبل شيخ يهلل و يكبّر حتى صار إلى باب المسجد فدفعه فانفتح قال:

فلحقت به فإذا الباب مغلق فجلست ناحية أنتظر الفتح، فأذن(2) المؤذن للفجر و فتح الباب فدخلت فلم يكن لي همّ إلاّ أن أعرف من الشيخ، فإذ هو سعيد بن عبد العزيز يحيى الليل، فإذا طلع الفجر جدّد و ضوأه و خرج إلى المسجد(3).

أنبأنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، و عبد اللّه بن أحمد، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر قال: سمعت أبا بكر أحمد بن عمرو بن جابر الرّملي - إملاء - نا يزيد بن عبد الصمد، نا أبو مسهر قال: ما رأيت سعيد بن عبد العزيز ضحك قط و لا تبسّم، و لا رأيته شكا شيئا قط، و لا رأيته سأل إنسانا شيئا قط - زاد غيره: و لا عاب شيئا قط (4)-.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال: قال أبو مسهر: ينبغي للرجل أن يقتصر على علم بلده و على علم عالمه، فلقد رأيتني أقتصر على سعيد بن عبد العزيز فما أفتقر معه إلى أحد(5).

ص: 204


1- عن م و بالأصل: أحد.
2- عن م و بالأصل: فإذا.
3- نقله الذهبي في سير الأعلام 35/8 من طريق أبي زرعة الدمشقي.
4- سير الأعلام 35/8 من طريق يزيد بن عبد الصمد، بدون الزيادة الأخيرة.
5- سير الأعلام 35/8.

قال: و نا أبو زرعة، أخبرني عبد اللّه بن أحمد (1)- يعني ابن ذكوان - عن مروان قال: لما قدم علينا ليث بن سعد جالس سعيد بن عبد العزيز، فنشط سعيد للحديث فكنّا بما يحدّثنا سعيد أسرّ منا بما يحدّثنا ليث.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضل، نا أبي قال: كان سعيد بن عبد العزيز لا يكاد يحلف، و كان يكنى أبا محمّد.

أخبرنا أبو محمّد الأنصاري - قراءة - نا عبد العزيز التميمي - لفظا - أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة(2) قال: قلت لأبي مسهر كان سعيد يقول: حدّثنا؟ قال: لا، قلت: فكيف كان يقول ؟ قال: يقول - يعني مكحول - ربيعة(3) أو كما قال.

قال: و نا أبو زرعة(4) ، نا أبو مسهر قال: سمعت سعيد بن عبد العزيز يعاتب أصحاب الأوزاعي فقال: ما لكم لا تجتمعون، ما لكم لا تتذاكرون ؟.

قال: و نا أبو زرعة(5) ، أخبرني يحيى بن صالح قال: سألت سعيد بن عبد العزيز عن حديث فامتنع عليّ، و كان عسرا.

قال: و نا أبو زرعة(6) ، نا أبو مسهر قال: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول في الذين يضعون الأحاديث عند غير أهلها: وقع العلم عند الحمقى.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: قال أبو مسهر: كان سعيد بن عبد العزيز قد اختلط قبل موته، و كان يعرض عليه قبل موته أن يموت، و كان يقول: لا أجيزها.

ص: 205


1- استدركت على هامش الأصل و بجانبها كلمة صح و الخبر في تاريخ أبي زرعة 361/1.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 360/1.
3- يقصد أن سعيدا يقول: يقول مكحول، يقول ربيعة، أو كما قال مكحول.... (هامش تاريخ أبي زرعة).
4- المصدر السابق 361/1.
5- المصدر السابق 360/1.
6- المصدر السابق 365/1.

أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة(1) ، نا أبو مسهر قال: رأيت أصحابنا و صدقة بن خالد يعرضون على سعيد بن عبد العزيز.

قال: و نا أبو زرعة(2) قال: سمعت أبا مسهر قال: رأيت أصحابنا يعرضون على سعيد بن عبد العزيز حديث المعراج عن يزيد بن أبي مالك، عن أنس. فقلت: يا أبا محمّد أ ليس حدثتنا عن يزيد بن أبي مالك قال: حدّثنا أصحابنا عن أنس بن مالك ؟ قال:

نعم، إنما يقرون(3) على أنفسهم.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا مكحول البيروتي، نا يزيد بن عبد الصمد، نا أبو مسهر قال: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول: ذكر اللّه شفاء يبرئ من الداء، و ذكر الناس داء لا يقبل الشفاء.

قال: و نا سعيد بن عبد العزيز قال: من الناس حامل داء، و من الناس حامل دواء.

سمعت أبا الحسن علي بن المسلّم الفقيه يقول: سمعت عبد العزيز يقول:

سمعت عبد الوهاب بن جعفر الميداني يقول: سمعت أبا علي أحمد بن محمّد المعروف بابن الزقي يقول: سمعت محمّد بن بكار البتلهي(4) يقول: سمعت يزيد بن محمّد بن عبد الصمد يقول: سمعت أبا مسهر يقول: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول: لا خير في الحياة إلاّ لأحد رجلين: صموت واع، و ناطق عارف(5).

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد البغدادي، أنا إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم، أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن خرشيد قوله، أنا أبو بكر النّيسابوري، أنا العباس بن الوليد، أخبرني عقبة بن علقمة، نا سعيد بن عبد العزيز.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، و محمّد بن موسى.

ص: 206


1- المصدر السابق 365/1.
2- المصدر السابق 369/1.
3- كذا رسمها بالأصل، و في أبي زرعة: يقرءون.
4- بفتح الباء و التاء و سكون اللام نسبة إلى بيت لهيا، من أعمال دمشق بالغوطة كما في اللباب ذكره ابن الأثير.
5- نقله الذهبي في سير الأعلام 36/8 من طريق البتلهي.

ح و أخبرني أبو الحسين محمّد بن محمّد بن محمّد البسطامي الخطيب - بها - أنا أبو الفضل محمّد بن علي بن أحمد بن الحسين، أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، قالوا: أنا أبو العباس محمّد بن يعقوب الأصم، أنا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي، أنا عقبة بن علقمة البيروتي، حدّثني سعيد بن عبد العزيز قال: من أحسن فليرج الثواب، و من أساء فلا يستنكر الجزاء، و من أخذ عزّا بغير حق أورثه اللّه ذلا بحق، و من جمع مالا بظلم أورثه اللّه فقرا بغير ظلم(1).

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا عبد الرّحمن بن محمّد المعدّل، نا أحمد بن عيسى، نا عبد اللّه بن يوسف قال: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول: من لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو [القاسم](2) ابن أبي العلاء، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن عبيد اللّه بن محمّد الحرمي، أنا أبو الحسين عبد الصمد بن علي بن محمّد بن مكرم، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا إبراهيم بن سعيد الجوهري، نا موسى بن أيوب، نا عقبة، عن سعيد بن عبد العزيز قال: الدنيا غنيمة الآخرة(3).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، نا أبو العباس الأصم، أنا العباس بن الوليد، أنا أبي قال: سئل سعيد بن عبد العزيز عن الكفاف من الرزق ما هو؟ قال: شبع يوم و جوع يوم(4).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي، و أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، و أبو تراب حيدرة بن أحمد بن الحسين(5) المقرئ، قالوا: حدّثنا و أبو منصور محمّد بن عبد الملك، أنا أبو بكر أحمد بن علي، أنا أحمد بن محمّد العتيقي، نا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب المقرئ، نا محمّد بن شريك الأسفرايني قدم للحج، نا محمّد بن الجنيد النّيسابوري أن أبا مسهر أخبرهم قال: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول: من استخار و استشار فقد قضى ما عليه.

ص: 207


1- سير الأعلام 36/8 من طريق عقبة بن علقمة البيروتي.
2- زيادة عن م.
3- حلية الأولياء 125/6.
4- حلية الأولياء 126/6 و سير الأعلام 37/8.
5- في م: الحسن.

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى المرزباني، أنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن أبي سعيد البزار، نا أبو الفضل أحمد بن أبي طاهر، حدّثني حبيب بن أوس قال: و تذوكر الكلام في مجلس سعيد بن عبد العزيز التّنوخي و حسنه(1) و الصمت و نبله فقال: ليس النجم كالقمر، إنك إنما تمدح السكوت بالكلام، و لن تمدح الكلام بالسكوت، و ما نبأ عن شيء فهو أكثر منه.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا عبد الرّحمن بن عبد اللّه، نا أبو زرعة(2) ، نا أبو مسهر قال: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول: لا أدري لما «لا أدري» نصف العلم.

قال: و سمعت أبا مسهر يقول: سمعت سعيدا يقول: ما كنت قدريا قط(3).

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، نا أبو نعيم الحافظ، نا سليمان بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو مسعود عبد الجليل بن محمّد بن عبد الواحد الأصبهاني، أنا أحمد بن محمّد بن مردويه، أنا عبد السلام بن عبد الوهاب، و أحمد بن عبد اللّه قالا:

نا سليمان، نا أبو زرعة قال: سمعت أبا مسهر قال: قال رجل.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، نا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة قال: سمعت أبا مسهر يقول: سمعت رجلا قال لسعيد بن عبد العزيز: أطال اللّه بقاءك، فغضب و قال: بل عجّل اللّه بي إلى رحمته(4).

قرأت في كتاب علي بن الحسن بن أبي زروان، أنا محمّد بن علي بن أحمد بن أبي فروة، نا عبيد اللّه بن الحسين بن عبد الرّحمن الصّابري، نا أحمد بن عبد الرحيم، نا عمرو بن أبي سلمة، قال: سمعت عبيد بن وردان يذكر قال؛ رأى إنسان في المنام أبلغ

ص: 208


1- تقرأ بالأصل و م: و حمسه» و المثبت يوافق عبارة مختصر ابن منظور 332/9.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 361/1.
3- سير الأعلام 36/8.
4- حلية الأولياء 125/6 و سير الأعلام 36/8.

سعيد بن عبد العزيز أن حور العين يتنافسنه.

قال: و نا عمرو، قال: سمعت بشر بن بكر يحدث عن ابن لسعيد بن عبد العزيز الأصغر أنه قال: رأيت في المنام من قبل أن يموت أبي بأربع أني دخلت من باب الخضر(1) فإذا أنا بالنبي صلى اللّه عليه و سلم جالس في مجلس ابن جابر، و إذا رأس أبي في حجر النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: فقال لي النبي صلى اللّه عليه و سلم ارفق بهذا الشيخ، فكأنه قد فارقك، قال: فما لبث بعد ذلك إلاّ أربعا حتى مات.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا عبد الرّحمن بن إبراهيم قال: مات سعيد بن عبد العزيز سنة تسع و خمسين و مائة، و مولده سنة سبع و ستين، هذا القول في ذكر مولده و وفاته وهم و قد تقدم ذكر مولده.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو القاسم بن البسري، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلام، قال: سنة ثلاث و ستين و مائة فيها مات سعيد بن عبد العزيز التّنوخي، و هذا وهم، و الصواب أنه توفي سنة سبع و ستين(2).

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب قالا:

أنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أنا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن عمرو الأحمسي بالكوفة حدثني الحسن بن حميد بن الربيع حدثني أبي قال:

مات سعيد بن عبد العزيز الدمشقي سنة أربع و ستين و مائة، و هذا وهم أيضا(3).

أخبرنا أبو القاسم السمرقندي أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي الصقر، أنا أبو الفتح منصور بن علي بن عبد اللّه الطوسي، أنا الحسن بن رشيق، نا أحمد بن محمّد بن سلام البغدادي أبو بكر، نا داود بن رشيد أبو الفضل، قال: سألت الوليد بن مسلم: متى هلك الأوزاعي ؟ قال: سنة سبع و خمسين و مائة، قال: قلت فسعيد بن عبد

ص: 209


1- في مختصر ابن منظور 332/9 الخضراء.
2- انظر سير الأعلام 38/8.
3- سير الأعلام 38/8 و الوافي بالوفيات 239/15.

العزيز؟ قال: أراه بعد الأوزاعي عشر سنين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، نا أحمد بن علي بن عبيد اللّه بن سوار، أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن أحمد الكوفي.

ح و قرأت على أبي غالب بن البنّا عن أبي الفضل الكوفي، أنا أحمد بن محمّد بن عبدان، نا أبو بكر بن أبي داود، نا محمّد بن مصفى قال: سمعت الوليد قال: مات سعيد بن عبد العزيز سنة تسع و ستين و مائة، كذا قال، و كذا حكى عن أحمد بن حنبل و الصواب سنة سبع و ستين.

أخبرنا أبو البركات أيضا، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا يوسف بن رباح، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح، نا صفوان قال: سعيد بن عبد العزيز مات سنة سبع و ستين، حكاه عن أبي مسهر(1).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن اللاّلكاني، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، حدثني صفوان بن صالح قال: سمعت الوليد و غيره يقولون: مات سعيد بن عبد العزيز التّنوخي سنة سبع و ستين و مائة.

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدثنا أبو الفضل(2) ، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب - زاد أبو الفضل: و محمّد بن الحسن قالا: - أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل(3) قال: و قال محمّد بن يوسف عن أبي مسهر مات - يعني سعيدا - سنة سبع و ستين و مائة، و قال يحيى بن بكير: مات و هو ابن بضع و سبعين سنة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه بن مروان قال: أخبرني أبي، نا أبو عبد اللّه محمّد بن صالح الأشعري، قال: قال أبو مسهر: مات سعيد بن عبد العزيز سنة سبع و ستين و مائة.

قال: و نا عبد العزيز، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة(4) ،

ص: 210


1- سير الأعلام 38/8 و الوافي 239/15 و تهذيب التهذيب 321/2.
2- كذا.
3- التاريخ الكبير 497/3-498.
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 273/1.

نا أبو مسهر قال: مات سعيد بن عبد العزيز سنة سبع و ستين و مائة.

أخبرنا أبو محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي الحسن، أنا سهل بن بشر، أنا أبو بكر الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنا عبد الوهاب الكلابي، نا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاّب، نا هشام بن خالد، نا أبو مسهر قال: مات سعيد بن عبد العزيز سنة سبع و ستين و مائة.

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم حدثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد عنه، أنا أبو نعيم الحافظ.

ح و حدثنا أبو مسعود عبد الجليل بن محمّد - إملاء - أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن أحمد بن مردويه، أنا عبد السلام بن عبد الوهاب، و أحمد بن عبد اللّه بن أحمد قالا: نا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن أنس بن مالك الدمشقي قال: سمعت إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغسّاني يقول: مات سعيد بن عبد العزيز سنة سبع و ستين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا عبد الرّحمن بن إبراهيم قال: مات سعيد بن عبد العزيز سنة سبع و ستين و مائة.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، نا أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه بن أبي عمرو، نا أبو عبد اللّه بن مروان، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم بن محمّد القرشي، نا سليمان بن عبد الرّحمن التميمي، نا علي بن عبد اللّه قال: سعيد بن عبد العزيز يكنى أبا محمّد، مات سنة سبع و ستين و مائة، و هو ابن بضع و ستين سنة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، أنا حنبل بن إسحاق، نا أبو عبد اللّه قال: بلغني أن سعيدا مات سنة سبع و ستين و مائة(1).

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا

ص: 211


1- بالأصل «سنة» و الصواب ما أثبت.

أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط(1) قال: و سعيد بن عبد العزيز التّنوخي - يعني مات سنة سبع و ستين و مائة -.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أحمد بن الحسن بن أحمد - زاد أبو البركات و أبو الفضل أحمد بن الحسن قالا: - أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خياط(2) قال في الطبقة الرابعة من أهل الشامات سعيد بن عبد العزيز التنوخي يكنى أبا محمّد، مات سنة سبع و ستين و مائة، دمشقي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد(3) قال في الطبقة الرابعة من أهل الشام:

سعيد بن عبد العزيز التّنوخي، و يكنى أبا محمّد، مات سنة سبع و ستين و مائة، و هو ابن بضع و سبعين سنة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(4) قال في الطبقة الخامسة منهم: سعيد بن عبد العزيز التّنوخي، و كان ثقة إن شاء اللّه، أنا عمر بن سعيد قال: كان سعيد بن عبد العزيز يكنى أبا محمّد، و مات بدمشق سنة سبع و ستين و مائة في خلافة المهدي، و كان ابن بضع و سبعين سنة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أخبرني أبي، نا أبو العباس محمّد بن جعفر بن ملاس، نا الحسن بن محمّد بن بكار، قال: و ولد أبو محمّد سعيد بن عبد العزيز التّنوخي في سنة ثلاث و ثمانين و توفي في سنة سبع و ستين و مائة، فكانت وفاته و هو ابن أربع و ثمانين سنة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان قال: سمعت سليمان بن سلمة

ص: 212


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 439.
2- طبقات خليفة ص 577 رقم 3024.
3- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
4- طبقات ابن سعد 468/7.

الخبائري الحمصي قال: مات جرير سنة ثمان و ستين و مائة، و فيها مات سعيد بن عبد العزيز(1).

أخبرنا أبو البركات، أنا ثابت، أنا أبو العلاء، أنا أبو بكر، أنا أبو أمية، نا أبي، نا أحمد قال: و بلغني أن التّنوخي سعيد بن عبد العزيز - يعني مات سنة تسع و ستين و مائة - كذا قال، و أظنه أراد سنة سبع.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن مروان، أخبرني أبي، نا أحمد بن إبراهيم بن ملاس، حدّثني محمّد بن العلاء بن زهير مولى أبي عبيدة بن الجرّاح، نا مروان بن محمّد قال: رأيت ابن حلبس في النوم فقلت: إلى أيّ شيء صرت ؟ قال: إلى خير، قال: قلت: فسعيد بن عبد العزيز؟ قال: هيهات رفع ذلك إلى علّيين.

2515 - سعيد بن عبد العزيز البيروتي

حكى عنه سعد بن محمّد قاضي بيروت.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، قال: سمعت إبراهيم بن إسحاق السمرقندي بصري يقول: سمعت سعد بن محمّد البيروتي يقول: سمعت سعيد بن عبد العزيز البيروتي يقول: كان عندنا قاض قال للناس: احلقوا لحاكم، فإنها نبتت على الضلالة حتى تنبت على الطاعة، قال: فحمل الناس كلهم على حلق اللحا، فكنت لا تلقى أحدا إلاّ محلوق اللحية.

2516 - سعيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم ابن أبي العاص بن أمية....

2516 - سعيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم ابن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس أبو عثمان - و يقال: أبو محمّد - الأموي(2)

و يعرف بسعيد الخير.

روى عن أبيه عبد الملك، و قبيصة بن ذؤيب، و عمر بن عبد العزيز.

ص: 213


1- تهذيب التهذيب 321/2.
2- ترجمته في الوافي بالوفيات 240/15-241 و الجرح و التعديل 44/4.

و كانت له دار بدمشق من نواحي باب البريد عند دار الرقي(1).

روى عنه مسلمة الجهني، و أبو عبيد مولى سليمان بن عبد الملك، و يحيى بن سعيد بن الأنصاري، و أبو الأجثم عبد الحميد بن عبد اللّه العمري(2) ، و رجاء بن أبي سلمة.

و كان سعيد متألها، و ولي الغزو في خلافة أخيه هشام بن عبد الملك، و ولي فلسطين للوليد بن يزيد، و كان حسن السيرة، و كانت له بدمشق أملاك منها محلة الراهب قبلي المصلى(3).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب(4) ، حدّثني سعيد بن أسد، نا ضمرة، عن عبد الحميد بن عبد اللّه أبي(5) الأجثم، عن سعيد بن عبد الملك قال: بتّ عند أختي فاطمة امرأة عمر بن عبد العزيز، فلما أمسينا دخل البيت، و في البيت تابوت له، ففتحه فأخرج ثوبي شعر و وضع ثيابه ثم لبسهما ثم قام يصلّي.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار قال:

في تسمية ولد عبد الملك: و سعيد الخير بن عبد الملك: و هو صاحب نهر(6) سعيد الذي عمله.

قال: و نا الزبير قال: و حدّثني محمّد بن الضّحّاك الحزامي، عن أبيه قال: خرج سعيد بن عبد الملك و معه حاتم بن الأسيد بن الأحنف القليعي(7) من بني أسد بن خزيمة من الناعورة(8) فاستبقا على فرسيهما فسبقه حاتم فكتب إليه هشام بن عبد الملك:

ص: 214


1- في م: الزفتي.
2- في م: العري.
3- انظر غوطة دمشق لمحمد كردعلي ص 170.
4- كتاب المعرفة و التاريخ 611/1 و سيرة عمر لابن الجوزي ص 178.
5- بالأصل: «ابن أبي الأجثم» و في المعرفة و التاريخ: أبي الأخثم.
6- عن نسب قريش للمصعب الزبيري ص 165 و بالأصل: بهز.
7- كذا رسمها بالأصل و م، و سترد في الشعر «قليعي».
8- الناعورة: موضع بين حلب و بالس، بينه و بين حلب ثمانية أميال (ياقوت).

أخيل قليعي سبقنك ليتنا *** جلبنا إليك الخيل من كل مجلبة

فكتب إليه حاتم بن أسيد:

ألتّ سعيدا أن سبقنا جياده *** و ضيعت ما ضيّعت في أرض دابق(1)

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل السّلامي، أنا أبو الفضل الباقلاني، و أبو الحسين الصّيرفي، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد الباقلاني و محمّد بن الحسن قالا: - أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، نا محمّد بن إسماعيل(2) قال: سعيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم أخو سليمان، و يزيد، و الوليد، و هشام(3) ، صلّى خلف عبد الملك، و قبيصة بن ذؤيب قاله عبد الكريم أبو أمية مع مسلمة الجهني.

و قال ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة، عن أبي عبيدة(4) مولى سليمان: دخلت مع سعيد بن عبد الملك الصخرة، و يقال له سعيد الخير أبو محمّد و له ابن يقال له محمّد.

كذا فيه أبو عبيدة، و إنما هو أبو عبيد.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا أبو الحسين الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة: سعيد بن عبد الملك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا تمام بن محمّد، أنا جعفر بن محمّد بن جعفر، نا أبو زرعة قال: سعيد بن عبد الملك بن مروان، روى عنه أبو عبيد الحاجب، و رجاء بن أبي سلمة.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي الوليد الحسن بن محمّد بن علي البلخي، أنا أبو الفرج محمّد بن إدريس بن محمّد بن إدريس قال: قرأت على أبي منصور المظفّر بن محمّد الطوسي، أنا أبو زكريا يزيد بن محمّد بن إياس الأزدي قال في

ص: 215


1- بالأصل و م: دانق، و الصواب ما أثبت، و دابق قرية قرب حلب من أعمال عزاز، بينها و بين حلب أربعة فراسخ (ياقوت).
2- التاريخ الكبير 497/3.
3- في البخاري: و سليمان، و جاءت اللفظة مكررة عنده.
4- كذا بالأصل و م و في البخاري: «أبي عبيد» و سينبه المصنف إلى هذا في آخر الخبر.

طبقات محدثي أهل الموصل و منهم: سعيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم و إليه ينسب سوق سعيد التي بالموصل بحضرة دار أبي يعلى، و المسجد الذي في السوق المعروف بعبيدة مسجده، و عبيدة مؤذنه نسب المسجد إليه، و قد رأيت لسعيد هذا رواية فإن وجدتها أخرجتها و كان يتنسك و يدعى سعيد الخير.

ذكر لي عن المدائني قال: كان سعيد بن عبد الملك يقال له سعيد الخير قدم الكوفة فأتى قوما من النسّاك فقال: لو أن الخلافة لا تكون إلاّ في أولياء اللّه لخفت على الوليد.

قال: و أخبرني موسى بن محمّد بن أبي النزل(1) الأزدي، قال: سمعت محمّد بن أحمد بن أبي المثنى يقول: لما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة كتب إلى سعيد بن عبد الملك و هو بالموصل سلم العمل إلى يحيى بن يحيى الغسّاني و اقدم إلينا.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو محمّد سعيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم يقال له سعيد الخير.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت البغدادي، قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر الرّزّاز، نا عبيد اللّه بن سعد قال: قال أبي سعد(2) بن إبراهيم: و غزا سعيد بن عبد الملك أرض الروم - يعني سنة خمس و مائة - في ولاية أخيه هشام(3).

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا محمّد بن علي بن أحمد، أنا أبو عبد اللّه النهاوندي، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط(4) ، قال: و فيها - يعني سنة ست و مائة - غزا سعيد بن عبد الملك الروم.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر،

ص: 216


1- كذا رسمها بالأصل، و في م: النزال.
2- بالأصل: سعيد، خطأ و الصواب ما أثبت عن م.
3- انظر تاريخ الطبري 21/7 حوادث سنة 105 و فيه أن سعيد بعث سرية في نحو من ألف مقاتل فأصيبوا - فيما ذكر - جميعا.
4- تاريخ خليفة بن خياط ص 336.

أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن عائذ، قال: قال الوليد:

و أنا عثمان بن محمّد فإنه حدّثني أن هشام بن عبد الملك أغزى الصائفة سنة ست و مائة سعيد بن عبد الملك، و كنت فيمن غزا تلك السنة، فصلّى بنا الظهر أربعا بدابق(1) فدخل عليه مكحول فأفتاه بقصر الصلاة، فخرج فصلى بنا العصر ركعتين عن فتيا مكحول، بلغني أن سعيدا بقي إلى حين دعا يزيد بن الوليد الناقص إلى نفسه في سنة ست و عشرين و مائة، و قيل: إنه بقي بعد ذلك حتى قتل يوم نهر أبي فطرس في سنة اثنتين و ثلاثين و مائة.

2517 - سعيد بن عبد الملك الدّمشقي

روى عن الربيع بن صبيح.

روى عنه عباس التّرقفي، و هو سعيد بن عبد اللّه، تقدم ذكره.

2518 - سعيد بن عبد الملك

حدّث عن سفيان الثوري، و الأوزاعي، و حمّاد بن زيد.

روى عنه مبارك بن عبد اللّه النّصيبي السراج، و أبو نصر فتح بن أيوب البصري، و محمّد بن عيسى الرازي.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، و أبو العشائر محمّد بن خليل بن فارس، قالا: أنا أبو الفرج الأسفرايني، أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن علي الفارسي - بمصر - أنا أبو أحمد عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن الناصح بن شجاع بن المفسّر الفقيه - بمصر - نا عبد الرّحمن بن إسماعيل الكوفي، نا مبارك بن عبد اللّه السّرّاج بنصيبين(2) ، نا سعيد بن عبد الملك الدّمشقي، نا سفيان الثوري، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، قال: خرج علي بن أبي طالب يوما بالكوفة فوقف على باب فاستسقى ماء، فخرجت إليه جارية بإبريق و منديل، فقال لها: يا جارية لمن هذه الدار؟ فقالت: لفلان القسطال، فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

ص: 217


1- عن م و بالأصل: «يدامن».
2- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل، و في م: بنصير خطأ، و الصواب ما أثبت، انظر معجم البلدان.

«لا تشرب من بئر قسطال، و لا تستظلن في ظل عشّار(1)» [4771].

2519 - سعيد بن عثمان بن سعيد بن السّكن بن سعيد ابن مصعب بن...

2519 - سعيد بن عثمان بن سعيد بن السّكن بن سعيد ابن مصعب بن رستم بن برثنة بن كسرى أنوشروان أبو علي المصري البزّاز الحافظ(2)

كذا قرأت نسبه بخط أبي عامر العبدري(3).

سمع بدمشق محمّد بن خريم، و طاهر بن محمّد، و أبا الدحداح، و أبا الحسن بن جوصا، و أبا علي الحصائري، و أبا جعفر محمّد بن عبد الحميد المؤدب، و سالم بن معاذ، و محمّد بن بكّار، و سعيد بن عبد العزيز الحلبي، و أبا عروبة الحرّاني، و مكحولا، و سعيد بن هاشم الطّبراني، و بمصر: محمّد بن أيوب الصموت، و محمّد بن زيان، و محمّد بن بشر العكري(4) ، و علي بن أحمد علانا، و أبا جعفر الطحاوي، و محمّد بن محمّد بن بدر الباهلي، و ببغداد: أبا القاسم البغوي، و يحيى بن محمّد بن صاعد، و أبا بكر بن أبي داود، و محمّد بن منصور الشعبي، و أبا حامد الحضرمي، و أبا عبيد القاسم، و أبا عبد اللّه الحسين ابني إسماعيل المحامليّين، و أحمد بن إسحاق بن البهلول، و بواسط: علي بن عبد اللّه بن مبشّر، و جسر بن محمّد، و محمّد بن محمود الواسطيين، و بالأبلّة: أبا يعلى محمّد بن زهير بن الفضل الأبلّي، و محمّد بن غسان بن حبلة العتكي، و بالبصرة: أبا علي محمّد بن سليمان المالكي، و بالكوفة أبا العباس بن عقدة، و عمر بن أحمد الجوهري بمرو، و أبا العباس الدّغولي بسرخس، و أبا محمّد، و أبا حامد ابني الشرقي، و مكي بن عبدان و غيرهم.

روى عنه أبو سليمان بن زبر الرّبعي، و أبو عبد اللّه بن مندة، و عبد الغني بن سعيد، و أبو القاسم خلف بن القاسم بن سهل الأندلسي، و أبو عبد اللّه محمّد بن

ص: 218


1- العشار: قابض العشر، و العشر جزء من عشرة، يقال: عشر القوم يعشرهم عشرا أي أخذ عشر أموالهم (اللسان).
2- ترجمته في تذكرة الحفّاظ 938/3 العبر 297/2 النجوم الزاهرة 338/3 شذرات الذهب 12/3 الوافي بالوفيات 241/15 سير الأعلام 117/16.
3- وقعت العبارة من: «كذا قرأت إلى هنا» قبل كنيته أبي علي المصري البزاز الحافظ، فأخرناها، و قدمنا الكنية.
4- كذا رسمها بالأصل و م.

الحسن، و علي بن محمّد بن يحيى الدقاق، و محمّد بن أحمد بن محمّد(1) بن مفرّج الأندلسي، و أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد الجهني الأندلسي.

و رأيت له جزءا من كتاب كبير صنفه في معرفة أهل النقل، يدل على توسع في الرواية إلاّ أن فيه أغاليط.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا سعيد بن عثمان بن السكن المصري، نا عبد اللّه بن محمّد الورّاق، نا أحمد بن إبراهيم الموصلي، نا سلام بن أبي الصّهباء، نا ثابت قال: حججت فلعت إلى حلقة فيها رجلان أدركا نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم أخوان، أحسب أن اسم أحدهما محمّد، و هما يتذاكران الوسواس... على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فذكر الحديث، لم يزد على هذا.

أخبرناه عاليا بتمامه أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن علي بن الآبنوسي، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، حدّثني أحمد بن إبراهيم الموصلي، نا سلام بن أبي الصّهباء، نا ثابت قال:

حججت فدفعت إلى حلقة فيها رجلان أدركا نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم أخوان، قال: أحسب أن اسم أحدهما محمّد قال: و هما يتذاكران أمر الوسواس لأن يقع أحدنا من السماء أحبّ إليه من أن يتكلم بما يوسوس إليه، قال: «و قد أصابكم ذلك ؟» قالوا: نعم يا رسول اللّه قال: «فإن ذلك محض الإيمان».

قال ثابت: فقلت أنا: يا ليت اللّه أراحنا من ذلك المحض قال: فانتهراني، و زبراني فقالا: نحدثك عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و تقول يا ليت أن اللّه أراحنا [4772]؟! قال البغوي: لا أعلم بهذا الإسناد غيره، و هو غريب.

قال لي أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن أحمد القيسي:

ذكر أبو طاهر مشرف بن علي بن الخضر بن عبد اللّه بن التّمّار المصري فيما قرأته بخطه قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن مرزوق المعدّل بمصر قال: سنة ثلاث

ص: 219


1- في تذكرة الحفاظ 937/3: «محمد بن أحمد بن يحيى بن مفرج» و سقطت اللفظة «محمد» من عامود نسبه في سير الأعلام 118/16.

و خمسين و ثلاثمائة توفي أبو علي بن السكن سعيد بن عثمان الحافظ ليلة الأربعاء لخمس عشرة ليلة خلت من المحرم(1).

2520 - سعيد بن عثمان بن عفّان بن أبي العاص ابن أمية بن عبد شمس بن....

2520 - سعيد بن عثمان بن عفّان بن أبي العاص ابن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف أبو عثمان القرشي الأموي المدني(2)

سمع أباه عثمان بن عفان، و طلحة بن عبيد اللّه.

روى عنه عبد الملك بن عمير، و هانئ بن هانئ، و عمرو بن نباتة، و عبد الملك بن محمّد بن عمرو بن حزم، و عبد الخالق بن عبد اللّه المروزي.

و قدم دمشق على معاوية، و ولاه خراسان(3) ، و هو الذي فتح سمرقند(4) ، و قيل:

إنه كان له بدمشق قطيعة.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو نعيم الحافظ، نا إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكّي، أنا أبو العباس محمّد بن إسحاق السّرّاج، نا محمّد بن الصّبّاح، أنا مروان الفزاري، عن المغيرة بن مسلم، عن عمرو بن نباتة، عن سعيد بن عثمان قال: قال عثمان: الربا سبعون بابا أهونها مثل نكاح الرجل أمّه.

قال: و أنا الخطيب قال: و أنا أحمد بن عبد اللّه بن الحسين بن إسماعيل المحاملي، أنا عمر بن جعفر بن سالم الختّلي، نا إبراهيم بن إسحاق الحربي، عن عمرو بن نباتة، عن سعيد بن عثمان، قال: قال عثمان: أربا الربا عرض أخيك المسلم أن تشتمه. قال الخطيب: سعيد بن عثمان بن عفان.

أخبرنا أبو الحسين بن أبي يعلى، و أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا أبي

ص: 220


1- انظر تذكرة الحفاظ 938/3، و الوافي 242/15 و سير الأعلام 118/16 و زيد فيهما: مولده سنة أربع و تسعين و مائتين.
2- ترجمته في الوافي بالوفيات 241/15.
3- و كان ذلك سنة 56 كما في تاريخ الطبري 304/5 (حوادث سنة 56) و انظر فيه سبب توليته خراسان.
4- ذكر الطبري فتح سمرقند على يد سعيد بن عثمان في سنة 56.

علي قالوا: أنا محمّد بن أحمد بن المسلمة، أنا أبو طاهر الذهبي(1) ، نا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار قال في تسمية ولد عثمان بن عفان قال: و الوليد و سعيد و أم عثمان(2) أمهم فاطمة بنت الوليد بن عبد شمس بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم، و أمّها أم حكيم بنت أبي جهل بن هشام بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، و أبو العزّ ثابت بن منصور قالا: أنا أحمد بن الحسن بن أحمد - زاد أبو البركات و أحمد بن الحسن بن خيرون قالا: - أنا محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خياط(3) ، قال: سعيد بن عثمان بن عفان، أمّه فاطمة بنت الوليد بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم، يكنى أبا عثمان.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(4) قال في الطبقة الأولى من أهل المدينة: سعيد بن عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، و أمّه فاطمة بنت الوليد، و أمّها أسماء بنت أبي جهل بن هشام بن المغيرة، و أمّها أروى بنت أبي العيص بن أميّة بن عبد شمس، و أمّها رقيّة بنت أسد بن عبد العزّى بن قصيّ، و أمّها خالدة بنت هاشم بن عبد مناف بن قصيّ، و كان قليل الحديث.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا محمّد بن العباس، أنا أبو الحسن الخشاب، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(5) قال: كان لعثمان من [الولد:](6) الوليد(7) بن عثمان، و سعيد، و أم سعيد، و أمهم فاطمة بنت الوليد بن

ص: 221


1- هو محمد بن عبد الرحمن بن العباس بن عبد الرحمن بن زكريا البغدادي الذهبي ترجمته في تاريخ بغداد 322/2 و سير الأعلام 478/16.
2- انظر نسب قريش للمصعب ص 110 و 111 و 112.
3- طبقات خليفة بن خياط ص 419 رقم 2060.
4- طبقات ابن سعد 153/5.
5- طبقات ابن سعد 54/3 في ترجمة عثمان بن عفّان رضي اللّه عنه.
6- زيادة عن ابن سعد.
7- بالأصل: الوليد المغيرة بن عثمان، حذفنا «المغيرة» لأنها مقحمة.

عبد شمس بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم، و ذكر غيرهم.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا: - أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل(1) قال: سعيد بن عثمان بن عفان القرشي الأموي المدني، غزا وراء النهر بخراسان.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى.

ح و أخبرنا أبو السعود بن المجلي(2) ، أنا أبو الحسين بن المهتدي، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد بن حفص، قال: قرأت على علي بن عمرو: حدثكم الهيثم بن عدي، قال: قال ابن عياش: سعيد بن عثمان يكنى أبا عثمان.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: سعيد بن عثمان بن عفان، أبو عثمان.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر الحافظ، أنا أبو بكر الحاكم قال: أبو عثمان سعيد بن عفان القرشي المدني استعمله معاوية على خراسان فغزا سمرقند، و فتح اللّه على يديه فتحا عظيما، و أصيبت عينه بها، و أخذ الرّهون، و قدم على معاوية ذكر ذلك الهيثم بن عدي، و أمّه فاطمة بنت الوليد بن المغيرة بن عبد اللّه أرسل إلى أبي هريرة مرجعه من خراسان فسأله، ذكر ذلك ابن شهاب. و يقال: أمّه أم عبد اللّه بنت الوليد بن الوليد بن المغيرة المخزومي.

أخبرنا أبو غالب [محمّد](3) بن الحسن الماوردي، أنا أبو الحسن محمّد بن علي السيرافي، أنا أبو عبد اللّه النهاوندي، نا أحمد بن عمران، نا موسى التّستري، نا خليفة العصفري(4) ، قال: سنة ست و خمسين: فيها عزل معاوية عبيد اللّه بن زياد عن خراسان

ص: 222


1- التاريخ الكبير 503/3.
2- بالأصل: المحلي، خطأ، و الصواب ما أثبت و ضبط، عن التبصير، و قد مضى التعريف به.
3- زيادة لازمة منا للإيضاح، انظر فهارس المطبوعة المجلدة العاشرة ص 25.
4- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 224 حوادث سنة 56.

و ولاّها سعيد بن عثمان بن عفان، فغزا سعيد و معه المهلّب بن أبي صفرة، و طلحة بن عبد اللّه طلحة الطّلحات، و أوس بن ثعلبة من بني تيم اللاّت، و ربيعة بن عسال(1) اليربوعي، فغزا سمرقند و خرج إليه الصّغد فقاتلوه، فألجأهم إلى مدينتهم، فصالحوه و أعطوه رهائن.

و فيها (2)- يعني سنة سبع و خمسين - عزل معاوية سعيد بن عثمان عن خراسان و ولاّها عبيد اللّه بن زياد.

أخبرنا أبو محمّد السّلمي، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، قالا: أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب حدّثني يوسف بن موسى، نا جرير، عن عبد الملك بن عمير قال: كنت مع سعيد بن عثمان بخراسان و كان إسحاق بن طلحة بها، و كان لا يصلّي خلفه فقال سعيد: لا تصلي خلف أي هذا فصلّى خلفه، و كان سعيد على خراسان استعمله عليها معاوية و انصرف سعيد بن عثمان بعد موت معاوية إلى المدينة فقتله أعلاج كان قدم بهم من سمرقند.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، حدّثني علي بن صالح، حدّثني ابن الكابلي قال: كان أهل المدينة عبيدهم و نساؤهم يقولون:

و اللّه لا *** ينالها يزيد

حتى ينال *** هامه الحديد

إن الأمير *** بعده سعيد(3)

يعنون لا ينالها يزيد: الخلافة، إن الأمير بعده سعيد بن عثمان، و كانت أمّه أم عبد اللّه بن الوليد بن عبد شمس بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم، فقدم

ص: 223


1- عند خليفة: عسل.
2- تاريخ خليفة ص 225.
3- الرجز في الوافي بالوفيات 241/15.

سعيد على معاوية فقال: يا ابن أخي ما شيء يقوله أهل المدينة قال: و ما يقولون ؟ قال:

قولهم:

و اللّه لا *** ينالها يزيد

حتى يعض *** هامه الحديد

إن الأمير *** بعده سعيد

قال: ما تنكر من ذلك يا معاوية ؟ و اللّه إنّ أبي لخير من أبي يزيد، و لأمي(1) خير خير من أمّ يزيد، و لأنا خير منه، و قد استعملناك فما عزلناك بعد، و وصلناك فما قطعناك، ثم صار في يديك ما قد ترى فحلأتنا عنه أجمع فقال له معاوية: يا بني، أما قولك إن أبي خير من أبي يزيد فقد صدقت، عثمان خير من معاوية، و أمّا قولك أمي خير من أم يزيد فقد صدقت، امرأة من قريش خير من امرأة من كلب، و لحسب امرأة أن تكون من صالح نساء قومها. و أمّا قولك: إني خير من يزيد فو اللّه ما يسرّني أن خيلا بيني و بين العراق ثم نظم لي فيه أمثالك به. ثم قال معاوية لسعيد بن عثمان: الحق بعمك زياد بن أبي سفيان، فإني قد أمرته أن يوليك خراسان، و كتب إلى زياد: أن ولّه ثغر خراسان، و ابعث على الخراج رجلا جلدا حازما، فقدم عليه فولاّه و توجه سعيد إلى خراسان على ثغرها و بعث زياد أسلم بن زرعة الكلابي معه على الخراج(2).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن كرتيلا، أنا محمّد بن علي الخياط، أنا أحمد بن عبد اللّه بن الخضر، أنا أحمد بن علي بن محمّد، أنا أبي، أنا محمّد بن مروان بن عمر السّعيدي، حدّثني الفضل بن الحسن الأنصاري، نا إبراهيم بن أخي القرشي، نا ابن عائشة عن أبيه، قال: دخل سعيد بن عثمان على معاوية بن أبي سفيان و عنده يزيد ابنه فقال سعيد: يا معاوية طلبت لحقنا حتى إذا أدركت حاجتك أثرت علينا يزيد ابنك، و اللّه لأنا خير منه أمّا و أبا و نفسا(3) و مولدا فقال معاوية: يا ابن أخي أما سابقة أبيك و فضله فلست أنكره، و أمّا أمك فما فضل امرأة من قريش على امرأة من صالحي من

ص: 224


1- بالأصل و م: و لا خير، و لعل الصواب ما أثبتناه، و هو ما اقتضاه السياق.
2- في الطبري 305/5 حوادث سنة 56 و فيه أنه ولّى إسحاق بن طلحة خراج خراسان، و هو ابن خالة معاوية، و لما صار سعيد بالري مات إسحاق بن طلحة، فولى سعيد خراج خراسان و حربها.
3- بالأصل و م: «ألا و انا و نفسا» و المثبت ما أثبتناه عن الطبري 305/5.

حي منهم من العرب، و أمّا نفسك فو اللّه ما يسرني أن الغوطة ملئت رجالا مثلك، فقال يزيد: يا أمير المؤمنين إنه ابن من يعرف، و حقه الحق الواجب الذي لا يدفع، فانظر له و تعطّف عليه و ولّه.

قال ابن عائشة: انظروا ذاك يشتم هذا و هذا يعطف أباه على ذاك فلم يزل به حتى ولاّه خراسان، فذكر الحديث بطوله و قصّة مالك بن الرّيب حين صحبه، كذا في الأصل.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد، عن نصر بن إبراهيم المقدسي، عن أبي الحسن بن السمسار، أنا أبو الحسن محمّد بن يوسف البغدادي، نا الحسن بن رشيق، نا يموت بن المزرع، نا محمّد بن حميد شجن، حدّثني عيسى بن أسد بن معاذ، عن أبيه قال: دخل سعيد بن عثمان بن عفان على معاوية فقال له معاوية: لقد أيمنك أبي و اصطنعك حتى بلغك باصطناعه إياك المدى الذي لا يجازى، و الغاية التي لا تسامى، فما حاربت أبي بالآية و قد قدّمت عليّ هذا و جعلت له الأمر دوني، و أومئ إلى يزيد، فو اللّه لأبي خير من أبيه، و أمي خير من أمّه، و أنا خير منه، فقال له معاوية: أمّا ما ذكرت يا ابن أخي من تواتر آلائكم عليّ، و تظاهر نعمائكم لديّ فقد كان ذلك و وجب عليّ المكافأة و المحاباة، و قد كان من شكري إياك أن طلبت بدمه حتى كادت أهوال البلاء، و عسست عساكر المنايا حتى سقيت حرارات الصدور، و تجلت عني الأمور، و لست لنفسي باللائم في التشمير(1) و لا الرازي عليها بالتقصير، و ذكرت أن أباك خير من أبي هذا، و أشار إلى ابنه يزيد، فصدقت لعمر اللّه لعثمان خير من معاوية، أكرم كرما و أفضل قدما و أقرب برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رحما، و ذكرت أن أمّك خير من أمّه فلعمري إن امرأة من قريش خير من امرأة من كلب، و ذكرت أنك خير من يزيد فو اللّه يا ابن أخي ما يسرّني أن الغوطة يملؤها رجال كلهم مثل يزيد بيزيد - و يزيد إلى جانبه - فقال له يزيد: مه يا أمير المؤمنين، ابن أخيك استعمل الدالة عليك، و استعتبك و استزادك منك فزده، و أجمل له في ردّك، و احمل له على نفسك، و ولّه خراسان بشفاعتي و أعنه بمال يظهر به مروءته فولاه معاوية خراسان و أجازه بمائة ألف درهم. و كان ذلك أعجب ما ظهر من حلم يزيد(2).

ص: 225


1- في الطبري: و لست بلائم لنفسي في التشمير.
2- الخبر في تاريخ الطبري باختلاف 305/5 و الأغاني 261/18 في أخبار ابن مفرغ.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار قال:

سعيد بن عثمان ولاّه معاوية خراسان و فتح سمرقند، و له يقول ابن مفرّغ(1):

تركي سعيدا ذا الندى *** و البيت يرفعه الدعامة

قال الزبير و أنشدني عبد اللّه بن عنبسة العثماني ليزيد بن مفرّغ(2):

إن تركي ندى سعيد بن عثمان *** بن عفان(3) ناصري و عديدي

و اتّباعي أخا الرضاعة و اللؤ *** م لنقص و فوت شأو بعيد

قلت و الليل مطبق بعراه: *** ليتني متّ قبل ترك سعيد

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي.

ح و أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي قالا: نا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد بن حفص، قال: قرأت على علي بن عمرو الأنصاري، حدثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عباس في تسمية العور من الأشراف: سعيد بن عثمان ذهبت عينه بسمرقند مع الأحنف بن قيس(4).

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار:

قال خالد بن عقبة: كان حسن المذهب شهد الحسين بن علي من بين أهله و أمسكوا فتفلّت منهم حتى شهده، و هو الذي رثى سعيد بن عثمان بن عفان فقال(5):

يا عين جودي بدمع منك تهتانا *** و ابكي سعيد بن عثمان بن عفانا

إن ابن زينة(6) لم تصدق مودّته *** و فرّ عنه ابن أرطأة بن سيحانا

ص: 226


1- البيت من قصيدة يهجو فيها عباد بن زياد، و هو في الأغاني 260/18 و جاء بعده: فتحت سمرقند لهو بنى بعرصتها خيامه
2- الأبيات في الأغاني 273/18 و الشعر و الشعراء ص 210.
3- في الشعر و الشعراء: «فتى الجود» بدل «بن عفان».
4- انظر البرصان و العرجان للجاحظ ص 56.
5- البيتان في نسب قريش ص 111 و الأغاني 35/1 و نسبهما لأبي قطيفة، قال: و قيل لخالد بن عقبة، و انظر الأغاني 252/2.
6- تقرأ بالأصل: «ابن زنية» و تقرأ «ابن زينة» و المثبت عن نسب قريش و الأغاني، و كان ابن زينة أحد الذين كانوا حاضرين لما قتله الأعلاج كما يفهم من رواية الأغاني.

أنشدنيها عمي مصعب بن عبد اللّه هكذا، قال: - يعني عبد الرّحمن بن أرطأة بن سيحان المحاربي حليف بني أمية قال: و كان مع سعيد بن عثمان حين قتله غلمانه من الصّغد فقال عبد الرّحمن بن أرطأة يعتذر(1):

يقول رجال: قد دعاك فلم تجب *** و ذلك من تلقاء مثلك رائع

فإن كان نادى دعوة فسمعتها *** فشلّت يدي و استكّ(2) مني المسامع

يلومونني أن كنت في الدّار حاسرا *** و قد حاد عنها خالد و هو ذارع(3)

فقال خالد بن عقبة يرد عليه(4):

لعمرك ما نادى و لكن رأيته(5) *** بعينيك إذ مسعاك في الدّار واسع

قال: و نا الزبير، حدّثني عمي مصعب بن عبد اللّه و غيره، قالوا(6): قدم سعيد بن عثمان المدينة فقتله غلمان جاء بهم من الصّغد، و كان معه عبد الرّحمن بن أرطأة بن سيحان حليف بني حرب بن أمية، و هو من محارب(7) فقال خالد بن عقبة بن أبي معيط يرثي سعيد [بن عثمان] بن عفان(8):

يا عين جودي بدمع منك تهتانا *** و ابكي سعيد بن عثمان بن عفانا

إن ابن زينة لم تصدق مودّته *** و فر عنه ابن أرطأة بن سيحانا

فقال عبد الرّحمن بن أرطأة بن سيحان يعتذر من ذلك(9):

يقول رجال: قد دعاك فلم تجب *** و ذلك من تلقاء مثلك رائع

ص: 227


1- البيتان الأول و الثاني في نسب قريش ص 111 و الأبيات في الأغاني 252/2 في أخبار عبد الرحمن بن أرطأة.
2- أي صمت و ضاقت.
3- عجزه في الأغاني: و قد فرّ عنه خالد و هو دارع. و خالد بن عقبة بن أبي معيط أخو عثمان لأمّه.
4- البيت في الأغاني 253/2 من أبيات نسبها لبعض الشعراء يجيب عبد الرحمن بن أرطأة.
5- صدره في الأغاني: فإنك لم يسمع و لكن رأيته.
6- الخبر في الأغاني 252/2 في أخبار عبد الرحمن بن أرطأة، و انظر نسب قريش ص 111.
7- زيد في الأغاني هنا: فهرب عنه لما قتلوه.
8- البيتان في الأغاني 35/1 و 252/2، و ابن عثمان استدركت عن هامش الأصل.
9- الأغاني 252/2.

فإن كان نادى دعوة فسمعتها *** فشلّت يدي و استكّ مني المسامع

يلومونني أن كنت في الدار حاسرا *** و قد فرّ عنه خالد و هو دارع

فقال رجل يجيبه(1):

فإنك لم تسمع و لكن رأيته *** بعينيك إذ مجراك في الدار واسع

و أسلمته للصغد(2) تدما كلومه *** و فارقته و الصوت في الدار شاسع

و ما كان [فيها](3) خالد بمعذّر *** سواء عليه صمّ أو هو سامع

فلا زلتما في غلّ شرّ بعبرة *** و دارت عليكم بالشمات القوارع

و لسعيد بن عثمان يقول الشاعر يبكيه(4):

يا عين جودي كل جود(5) *** و ابكي هبلت على سعيد

و ابكي لقرم ماجد *** بين الخليفة و الوليد

و لقد أصبت بغدرة(6) *** و حملت حتفك من بعيد

و قال خالد بن عقبة بن أبي معيط يرثي سعيد بن عثمان(7):

ألا إن خير الناس نفسا و والدا *** سعيد بن عثمان قتيل الأعاجم

فإن تكن الأيام أردت صروفها *** سعيدا، فهل حيّ من الناس سالم

2521 - سعيد بن عثمان بن عيّاش أبو عثمان البغدادي

2521 - سعيد بن عثمان بن عيّاش أبو عثمان البغدادي(8)

و يعرف بالفندقي الدمشقي الحياك(9) الصوفي.

ص: 228


1- الأغاني 253/2 لبعض الشعراء.
2- الصغد، و يقال السفد بالسين المهملة، ناحية كثيرة المياه، قصبتها سمرقند (انظر ياقوت).
3- زيادة عن الأغاني لاستقامة الوزن.
4- الأول و الثالث في نسب قريش ص 111، في الأغاني نسبهما لابن سيحان.
5- صدره في الأغاني: إن كنت باكية فتى.
6- صدره في الأغاني: فارقت أهلك بغتة.
7- البيتان في الأغاني 254/2.
8- ترجمته في تاريخ بغداد 99/9.
9- كذا بالأصل، و في تاريخ بغداد: «الحناط» و سيرد قريبا: الخياط.

سمع بدمشق: أحمد بن أبي الحواري، و ببيت المقدس: طاهرا المقدسي، و بمصر: ذا النون بن إبراهيم الإخميمي، و بالعراق: أبا عثمان بكر بن محمّد الماري(1) ، و محمّد بن المثنى السمسار، صاحب بشر بن الحارث، و محمّد بن رزق اللّه الكلوذاني، و سريّ بن المغلّس السّقطي.

روى عنه أحمد بن محمّد بن مصقلة، و أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أبان الأصبهانيان، و العباس بن يوسف الشّكلي، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن سهل النّيسابوري، و محمّد بن مخلد، و عبد الصمد بن مكرم الطّستي، و عبد الرّحمن بن سيما المجبّر، و أبو عمر محمّد بن عبد الواحد غلام ثعلب، و الحسن بن محمّد بن إسحاق، و أبو الطّيّب محمّد بن حميد بن سليمان بن الحواري الكلابي، و نسبه إلى دمشق.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد، نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب(2) ، أنا الحسن بن أبي بكر، أنا عبد الرّحمن بن سيما المجبر، نا أبو عثمان سعيد بن عثمان الخياط(3) ، نا محمّد بن رزق اللّه الكلوذاني، نا أسود بن عامر، نا أبو بكر بن عياش، عن هشام، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«ما حبست الشمس على بشر قط إلاّ على يوشع بن نون ليالي سار إلى بيت المقدس» [4773].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق قال: سمعت أبا عثمان الخياط(4) يقول: سمعت ذا النون يقول: ثلاثة من أعلام الخير في التاجر: ترك الذمّ إذا اشترى، و المدح إذا باع خوفا من الكذب، و بذل النصيحة للمسلمين حذرا من الخيانة، و الوفاء في الوزن إشفاقا من التطفيف، و ثلاثة من أعلام الخير في المكاسب: حفظ اللسان، و صدق الوعد، و إحكام العمل.

ص: 229


1- كذا رسمها بالأصل.
2- الخبر في تاريخ بغداد 99/9.
3- كذا، و في تاريخ بغداد: الحناط.
4- كذا، و في تاريخ بغداد: الحناط.

قال لنا أبو الحسن بن سعيد، و أبو النجم بدر بن عبد اللّه قال لنا أبو بكر الخطيب(1): سعيد بن عثمان بن عياش أبو عثمان الخياط(2) ، حدث عن أبي عثمان المازني، و محمّد بن المثنى السمسار، و محمّد بن رزق اللّه الكلوذاني، و سريّ السّقطي، و ذي(3) النون المصري.

روى عنه العباس بن يوسف الشكلي، و محمّد بن مخلد، و عبد الصمد الطّستي، و عبد الرّحمن بن سيما المجبّر، و أبو عمر الزاهد، و غيرهم.

بلغني أن سعيد بن عثمان بن عياش مات في سنة أربع و تسعين و مائتين.

2522 - سعيد بن عثمان و يقال: ابن عمر، و يقال: ابن محمّد بن نصر أبو عمرو الهمداني

سمع بدمشق: أحمد بن أنس بن مالك، و أحمد بن عمير بن جوصا، و أحمد بن علي بن سعيد القاضي، و الخطّاب بن سعد الخير، و إسماعيل بن قيراط، و أبا بكر بن الرّوّاس، و حميد بن نضر البعلبكّي، و بمصر: عمر بن النضر بن سهل، و أبا الوليد عبد الملك بن يحيى بن بكير، و أحمد بن محمّد بن الحجاج بن رشدين، و أبا يزيد القراطيسي، و موسى بن عمرو القلزمي بالقلزم، و عبيد اللّه بن عمر العمري القاضي، و عبد العزيز بن سليمان بن محمّد البغدادي بالرّافقة، و الوليد بن حمّاد الرّملي، و أبا هاشم أصبح بن القاسم بعكا، و غيرهم.

روى عنه أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسين بن نصر بن سليم الآملي الطبري، و أبو علي أحمد بن علي بن محمّد بن عبد الرحيم الحافظ.

كتب إليّ أبو طالب عبد القادر بن محمّد بن يوسف، و أخبرنا أبو بكر محمّد بن بركة الصلحي عنه، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن حسنون النّرسي، أنا أبو حاتم محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن يحيى الخزاعي، أنا أبو علي أحمد بن علي بن

ص: 230


1- المصدر السابق نفسه.
2- كذا في تاريخ بغداد: الحناط.
3- بالأصل و م: «و ذا» خطأ و الصواب ما أثبت.

محمّد بن عبد الرحيم الحافظ، نا أبو عمرو سعيد بن محمّد بن نصر، نا أحمد بن عمير أبو الحسن، نا موسى بن عامر، نا عراك بن خالد، نا إبراهيم بن أبي عبلة، عن ابن حجّاج(1) ، عن أبيه، عن زيد بن خالد الجهني قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«رحم اللّه امرأ سمع منّا حديثا فوعاها، ثم بلّغها من هو أوعى منه» [4774].

2523 - سعيد بن عثمان التّميمي المرورّوذي

من قواد بني العباس الذين حاصروا دمشق، تقدم ذكر ذلك في ترجمة جبريل بن يحيى.

2524 - سعيد بن عثمان الأطرابلسي

حكى عن أبي علي الجمحي، عن أبي مطيع الأطرابلسي حكاية تقدمت في ترجمة خالد بن معدان.

2525 - سعيد بن عثمان أبو عمرو الرّازي

سمع بدمشق: هشام بن عمّار، و محمّد بن عبد الرّحمن بن أخي حسين الجعفي، و بحمص: محمّد بن مصفّى، و أبا التّقي(2) هشام بن عبد الملك اليزني(3) ، و بحلب: أبا نعيم عبيد بن هشام، و عبد الرّحمن بن عبيد اللّه بن أخي الإمام، و المسيّب بن واضح، و محمّد بن أحمد الصّيدلاني الدّقي، و المؤمّل بن إهاب، و أبا أمية الطّرسوسي، و بالعراق: أبا الأشعث أحمد بن المقدام العجلي، و زياد بن يحيى أبا الخطاب الحسّاني، و محمّد بن إسماعيل الأحمسي، و الحسن بن رشيد البصري، و بالري:

محمّد بن حميد، و أبا زرعة، و أبا جعفر حمدان بن عبد الرحيم الرازيين، و سهل بن عثمان العسكري، و بمكة: محمّد بن زنبور، و سلمة بن شبيب النّيسابوري، و بمصر: أبا عبد اللّه بن أخي بن وهب.

روى عنه: نبهان بن عماد المراغي.

ص: 231


1- في م: ابن عجلان.
2- ضبطت عن التبصير، و انظر سير الأعلام.
3- مهملة بالأصل بدون نقط، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 303/12.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم بن أحمد السّلماسي، أنا الأديب أبو الوفاء خليل بن شعبان بن إبراهيم، أنا جدي عبد اللّه بن سادي، أنا أبو سعيد محمود بن عمر الخطيب المراغي، نا القاضي أبو سالم سعيد بن نبهان بن سعيد بن عبد الرحيم بن نبهان، نا أبي(1) القاضي عبد الرحيم بن نبهان، نا أبي نبهان بن عماد، نا سعيد بن عثمان، نا هشام بن عمّار، نا سلام بن سوّار، نا كثير بن سليم، عن الضّحّاك بن مزاحم قال: سمعت أنس بن مالك يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«من أحبّ أن يلقى اللّه طاهرا فليتزوج الحرائر» [4775].

كذا قال؛ و أظنه سقط من إسناده، نا أبي، نا أبي.

2526 - سعيد بن عجلان الأطرابلسي

حدّث عن محمّد بن شعيب بن شابور.

روى عنه: أحمد بن محمّد بن الحجّاج بن رشدين.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمي أبو القاسم، عن أبيه، عن أبي عبد اللّه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:

سعيد بن عجلان الأطرابلسي، قدم مصر، يروي عن محمّد بن شعيب بن شابور. روى عنه أحمد بن محمّد بن الحجاج بن رشدين.

2527 - سعيد بن عريض بن عادياء ابن أخي السّموءل بن عادياء

2527 - سعيد بن عريض بن عادياء ابن أخي السّموءل بن عادياء(2)

من يهود الحجاز.

وفد على معاوية، و كان شاعرا.

ذكر أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد الخطّابي الشاعر، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن إسحاق الزّجّاجي، أنا الصّولي، نا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي القاضي، نا

ص: 232


1- كذا بالأصل و ثمة فراغ بسيط بعد كلمة «أبي» و وضعت علامة فيه إشارة إلى اضطراب السند، و صوابه: نا أبي، نا أبي، و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى هذا السقط.
2- أخباره في الأغاني 129/3 و ذكره باسم سعية بن غريض، و فيها 122/22 باسم سعية بن عريض.

محمّد بن سلاّم قال: دخل آذن معاوية إليه يوما فاستأذنه فقال: يا أمير المؤمنين، بالباب رجل يقال له سعيد بن عريض من أهل الحجاز فقال: أي و اللّه، ائذن له فدخل عليه و معاوية جالس على طنفسة، و نعلاه في رجليه، و هو متوشح بملحفة، فأكثر الترحيب به، و أدنى مجلسه و أخذ بيده، و قال: يا ابن عريض ما فعل مالك بالحجاز؟ قال: على أحسن حال يا أمير المؤمنين، نعود به على الجار و القريب و الصديق و نطعم الجائع و نكسو العاري، و نعين ابن السبيل، فقال معاوية: أ فلا تبيعنيه ؟ قال: بلى، قال: و كم الثمن ؟ قال: خمسمائة ألف درهم، قال: لقد أكثرت يا ابن عريض أما إذا منعتني مالك، فأنشدني مرثية أبيك نفسه، قال: نعم فأنشده(1):

إنّ امرأ أمن الحوادث ضلّة(2) *** و رجا الخلود كضارب بقداح

يا ليت شعري حين أندب هالكا *** ما ذا تبكّيني به أنواحي ؟

أ يقلن: لا تبعد؟ فربّ عظيمة(3) *** فرّجتها بشجاعة و سماحي

و لقد أخذت الحقّ غير مخاصم *** و لقد نطقت(4) الحقّ غير ملاحي

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو بكر اللفتواني قالا: أنا أبو منصور بن شكرويه.

ح و أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا محمّد بن أحمد بن علي السّمسار.

ح و أخبرنا أبو طاهر محمّد بن أبي نصر بن أبي القاسم هاجر، أنا محمود بن جعفر بن محمّد الكوسج، قالوا: أنا أبو إسحاق بن خرشيذ قوله، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد المخرمي، نا الزّبير بن بكّار(5) ، نا عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد اللّه بن أبي سلمة، أخبرني خالي يوسف بن الماجشون، قال: كان عبد الملك بن مروان إذا قعد للقضاء(6) قيم على رأسه بالسيوف فأنشد(7):

ص: 233


1- الأبيات في ديوان السموأل ط بيروت ص 86.
2- الديوان: جاهل.
3- الديوان: كريهة.
4- الديوان: بذلت.
5- الخبر و الشعر في الأغاني 124/22 و لم ينسب الأبيات إنما وردت ضمن أخبار سعية بن عريض.
6- العبارة في الأغاني: للقضاء بين الناس أقام وصيفا على رأسه ينشده.
7- الأبيات في ديوان السموأل ط بيروت ص 86.

إنّا إذا مالت دواعي الهوى *** و أنصت الساكت(1) للقائل

و اصطرع الناس(2) بألبابهم *** نقضى بحكم عادل فاصل

لا نجعل الباطل حقا و لا *** نلطّ دون الحقّ بالباطل

فخاف أن تسفه أحلامنا *** فنحمل الدّهر مع الخامل(3)

و هذه الأبيات لسعيد بن عريض بن عادياء و منها:

لباب يا أخت بني مالك *** لا تشتري العاجل بالآجل

لباب داوي و لا تقتلي *** قد فضل الساقي على القائل

لباب هل عندك من نائل *** لعاشق ذي حاجة سائل

علّلته منك بما لم ينل *** يا ربما عللت بالباطل

إن تسألي بي فاسألي خابرا *** بالعلم قد يكفي لداء السّائل(4)

ينبئك من كان بنا عالما *** عنا و ما العالم كالجاهل

إنّا إذا مالت دواعي الهوى *** و أنصت الساكت للقائل

و ذكر الأبيات الثلاثة التي قبلها.

2528 - سعيد بن عطية و يقال سعد بن عطية بن قيس الكلابي

روى عن أبيه.

روى عنه أبو مسهر، و الهيثم بن عمران العبسي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و علي بن زيد السّلميان، قالا: أنا نصر بن إبراهيم بن نصر، - زاد الفقيه: و عبد اللّه بن عبد الرزاق بن الفضل قالا: - أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو علي بن منير، أنا أبو بكر بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا الهيثم بن عمران قال: سمعت ابن عطية بن قيس يحدث عن أبيه قال:

ص: 234


1- الأغاني: السامغ.
2- الأغاني: القوم.
3- الأبيات وردت أيضا في طبقات الشعراء للجمحي ص 107 و نسبها للربيع بن أبي الحقيق.
4- البيت في طبقات الشعراء للجمحي: سائل بنا خابر أكمائناو العلم قد يلقي لدى السائل

خرج معاوية لصلاة الصبح في غداة باردة من الثلج و المطر، و كان لا يكبّر حتى ينظر عن يمينه و شماله إلى الصف، فإن اعتدل و إلاّ أومئ بيده أن اعتدلوا، فلما صلّى استقبلهم بوجهه و قال: لم يشهد الصّلاة غير من أرى ويح العرب كيف يكشف عراقيبها - مرتين أو ثلاثا - ثم دخل الخضراء(1) فقال: علي بالمسلمين، فدخلت فيمن دخل من الناس، فقال لنا خيرا ثم دعا بالطباخ فقال: ائتهم بغدائك، فقال: ما أوقدنا نارا بعد، قال: فائتهم بتمر و سمن فإنه مدماة(2) حتى تدرك غداؤك، قال: فتحدّثنا و أكلنا من ذلك التمر و السّمن حتى أدرك الغداء فتغدينا ثم انصرفنا.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، نا جعفر بن محمّد، نا أبو زرعة قال في تسمية من اسمه سعيد ممن روي عنه بالشام: سعيد بن عطية بن قيس.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أبو الحسن بن جوصا - إجازة -، و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهاب بن الحسن قال: سمعت أبا الحسن بن جوصا قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة: سعيد بن عطية بن قيس دمشقي.

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسن، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا: - أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل(3) قال: سعد بن عطية بن قيس الكلابي الشامي.

سمع أباه، روى عنه عبد الأعلى بن مسهر.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، أنا أبو علي - إجازة -.

ص: 235


1- الخضراء قصر معاوية بن أبي سفيان، و قد حرق سنة 461 ه - إبان الفتنة بين الفاطميين و العباسيين.
2- كذا رسمها، و في م: مدفاة.
3- التاريخ الكبير 62/4 ذكره في باب سعد.

ح قال و أنا أبو طاهر، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(1) ، قال: سعد(2) بن عطية بن قيس الكلابي، روى عن أبيه.

روى عنه أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني، سمعت أبي يقول ذلك.

كذا قال البخاري و ابن أبي حاتم، و قد روى عنه الهيثم بن عمران فقال سعد أيضا و روى عنه أبو مسهر، فقال سعيد: و وجدته بخط ابن فطيس في رواية أبي مسهر سعيدا، فاللّه أعلم.

2529 - سعيد بن عقبة الطّبراني

مولى بني الحارث بن كعب كاتب(3) يزيد بن عبد الملك.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، أنا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط(4) ، قال في تسمية عمّال يزيد(5): الخراج و الجند: أسامة بن زيد ثم عزله، و ولاّها عبيد(6) اللّه بن الحبحاب مولى بني سلول، ثم ولاّه مصر و جعل مكانه سعيد بن عقبة مولى بني الحارث بن كعب.

و ذكر أبو الحسين الرازي في تسمية كتاب أمراء دمشق، و ذكر أنه مكث واليا ديوان العرب حتى مات هشام بن عبد الملك و هو عليه، و اعمل(7) سعيد فانصرف إلى طبرية و استخلف محمّدا ابنه فأقرّه الوليد بن يزيد حتى مات.

2530 - سعيد بن عكرمة الخولاني الدّاراني

من حرس عمر بن عبد العزيز، حكى عنه و عن سليمان بن حبيب المحاربي القاضي، و أبي قلابة الجرمي(8).

ص: 236


1- الجرح و التعديل 91/4.
2- بالأصل «سهل»، و المثبت «سعد» عن الجرح و التعديل.
3- بالأصل: الكاتب، و لعل الصواب ما أثبت. و في م: الكاتب كاتب.
4- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 362.
5- في تاريخ خليفة: تسمية عمّال هشام بن عبد الملك.
6- تاريخ خليفة: عبيدة.
7- كذا رسمها بالأصل و م.
8- و اسمه عبد اللّه بن زيد بن عمرو (عامر) ترجمته في سير الأعلام 468/4.

روى عنه عبد العلاء بن العلاء بن زبر، و يحيى بن حمزة.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو بكر أحمد بن يحيى بن الحسن، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، قالوا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفّر، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن حموية، أنا عيسى بن عمر بن العباس، أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن بهرام، أنا محمّد بن المبارك، نا يحيى بن حمزة، عن ابن عكرمة شيخ من أهل دمشق، قال:

كنت عند عمر بن عبد العزيز و عنده سليمان بن حبيب، و أبو قلابة إذ دخل غلام فقال: أرضنا بمكان كذا و كذا باعكم الوصي و نحن أطفال فالتفت إلى سليمان بن حبيب فقال: ما تقول ؟ قال: فأضجع في القول فالتفت إلى أبي قلابة فقال: ما تقول ؟ قال: رد على الغلام أرضه، قال: إذا يهلك مالنا قال: أنت أهلكته.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا علي بن محمّد بن طوق الطّبراني، أنا عبد الجبار بن محمّد الخولاني(1) ، أنا أبو العباس بن ملاس، نا أبو عامر، نا الوليد، نا عبد اللّه بن العلاء بن زبر، عن سعيد بن عكرمة الخولاني، قال:

قال عمر بن عبد العزيز: يا حرسي ما لي أراك تصلي نصف النهار من يوم الجمعة ؟ فقال: يا أمير المؤمنين بلغني أن جهنم لا تسعّر يوم الجمعة؛ قال: فسكت.

قال الخولاني: و سعيد بن عكرمة هذا من أصحاب عمر بن عبد العزيز.

ذكره عبد الرّحمن بن إبراهيم في كتاب الطبقات، و ولده بداريا إلى اليوم، و كان سعيد بن عكرمة على حرس عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو محمّد أيضا، نا عبد العزيز، أنا تمام بن محمّد، أنا جعفر بن محمّد بن جعفر الكندي، نا أبو زرعة الدمشقي، قال في تسمية من اسمه سعيد ممن روي عنه بالشام: سعيد بن عكرمة يحدث عنه ابن زبر.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة -.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو

ص: 237


1- الخبر في تاريخ داريا ط دار الفكر ص 103.

الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: سعيد بن عكرمة من أصحاب عمر بن عبد العزيز.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، أنا أبو علي حمد بن عبد اللّه - إجازة - ح قال: و أنا أبو طاهر الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(1) قال:

سعيد بن عكرمة روى عن عمر بن عبد العزيز.

روى عنه عبد اللّه بن العلاء بن زبر.

2531 - سعيد بن علي بن بدار أبو محمّد الغسّاني

حدّث عن أبي العباس سلام بن سليمان.

روى عنه أبو الحسن أحمد بن أنس بن مالك الدّمشقي.

2532 - سعيد بن علي أبو القاسم الميمذي

2532 - سعيد بن علي أبو القاسم الميمذي(2)

اجتاز بدمشق، و سكن صور مدة، و كان يحضر مجلس الفقيه نصر بن إبراهيم المقدسي، و كان من أهل الأدب، فسأله الفقيه نظم قصيدة تشتمل على الاعتقاد و المواعظ، فعمل هذه القصيدة.

أنشدناها أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، قال: أنشدنا أبو القاسم سعيد بن علي الميمذي لنفسه:

عدّ عن ذكر خولة و نوار *** و تشكى(3) الجوى و ندب الديار

و اشتغال بوصف أغيد مهضو *** م الحشا أو خريدة معطار

ودع الخوض في الفصول *** تتعب العيش و الستر و اعتساف العقار

ص: 238


1- الجرح و التعديل 54/4.
2- هذه النسبة إلى ميمذ، و هي مدينة بأذربيجان أو أران (معجم البلدان).
3- في م: و سكنى.

و دعاء على الغراب و تأميل *** اقتراب الحب البعيد المزار

و انتحل من بنات فكرك عذرا *** ء معان تسير في الأقطار

تلقم الجاحد المخالف *** جلمودا و تنعي شجا لكل مماري

و اقصر بها على المواعظ و ال *** ذكر و تفضيل أحمد المختار

و امتداح الصحابة الغرر الساد *** ة سبل الهدى النجوم الدراري

تلقها في المعاد من أنفع ال *** زاد و خير العباد و الاخيار(1)

و افتتحها بحمد مستوجب الحم *** د على الأنعم الكناف العرار

أحمد اللّه عالم الأسرار في *** خفيات غامض الإضمار

سامك(2) السبع مالك الضر *** و النفع مجلي الدجا بضوء النهار

واضع الأرض شافع البسط *** بالغيض(3) محلي الرياض بالأزهار

فالق الحب مخرج الأب مروي *** ظمأ الترب بانسجام القطار

حمد مسترهن عطاياه بالحمد *** عليها المفض إلى الادرار

شاهد أنه الإله بحق *** عن ضمير صاف من الأكدار

لا إله سواه منفرد *** فيما ابتداه بالنقض و الإمرار

صمد واحد عليم حكيم *** عالم حاكم بعزّ اقتدار

جلّ عن عاضد و ضدّ و ندّ *** و ظهير في الملك أو مستشار

و تعالى عن الصواحب *** و الأولاد و المشبّهين و الأنظار

قدّر الأمر قبل أن يخلق *** الخلق و أجرى نوافذ الأقدار

و اصطفى أحمد لإيضاح نهج *** الحق من خير محتد و نجار

صاحب الحوض و الشفاعة *** و الكوثر يوم المعاد و الانشار

الرءوف الرحيم بالخلق *** ذا الوجه الوسيم المبارك الآثار

و ارتضاه مبشرا و نذيرا *** إذ جمار الشيطان ذات أوار

و حشود الطغيان ذات ازدحام *** و بنود البهتان ذات انتشار

ص: 239


1- رسمها: «العبا و الاخار» و المثبت عن م.
2- كذا، و في م: «سابك».
3- في م: بالقبض.

و الورى خائضون في الحج مغ *** رقة(1) من ضلالهم و غمار

و أتاهم على افتقار بأهدى *** شرعة(2) تقتفى و أسنى شعار

و كتاب مفصل بازغ(3) *** الأحكام و الآي ساطع الأنوار

و تناهى في النصح للخلق *** و الحرص عليهم و قام بالأعذار

و دعاهم طوعا و كرها إلى *** الإقرار بعد الجحود و الإنكار

فاستقام المعوج و استبصر *** الجاهل منهم و قرّ أهل النفار

مستمدا في قمع عادية *** الكفر و ردع الطغام و الأشرار

بسراة المهاجرين المخبتي *** ن لداعي الرشاد و الأنصار

مستخصّا في السرّ و الجهر منهم *** و أوان الإيراد و الإصدار

بالإمام الصّديق من جاء في *** القرآن تفضيله و في الآثار

جائز السبق و التقدم في الإس *** لام دون الورى بغير تماري

فهو تالي النبي في رتب الفض *** ل و ثانيه إذ هما في الغار

و أبو الطهر زوج خير البرايا *** خير حمو لأكرم الأصهار

أنفق المال في إقامة *** دين اللّه حتى غدا رفيع المنار

و ارتدى بالعباء و استعذب *** الضرّ و باع اليسار بالإقتار

و أبي حفص المحدث ذي البسطة *** في الجسم و الزناد السواري(4)

عمر محرز الفضيلة في *** إظهار نور الإسلام يوم الداري

إذ رآه خوف الأذى مستسرا *** فنزا نزوة الهزبر الضاري

و انتقض(5) سيفه و أقسم أن لا *** عبد اللّه بعدها في استتار

و رأى في النسوان ما وافق *** اللّه به أن يعذن بالأستار

و احتوت خيله على ملك كسرى *** و أذلّت شوامس الأمصار

و بعثمان صاحب الجيش و البئ *** ر و تالي القرآن بالأسحار

ص: 240


1- في م: معرفة.
2- في م: سرعة.
3- في م: بارع.
4- في م: و الوتاد الواري.
5- في م: و افتضى.

و الذي استحيت الملائكة الأب *** رار منه لما حوى من وقار

و عليّ مردي الكمي بحدّ المشرفي *** القرم الحمي الذّمار

بدر آل الرسول سيف الهدى المس *** لول زوج البتول ذات الفخار

ذا السيدين سبطي نبي اللّه *** خير البادين و الحضار

كم فقار من ذوي افتراء على *** اللّه فرآه بشفرتي ذي الفقار

و عظيم من الأمور كفاه *** غير ما هائب(1) و لا خوّار

سل به خيبرا و بدرا و أحدا *** و حنينا تنبئك بالأخبار

فعلى أحمد الصلاة توالى *** أبدا بالعشي و الأبكار

و على آله و أزواجه أز *** كى سلام و صحبه الأخيار

أيها الناس ما الذهول عن *** الزاد و قد حدا بعد الاسفار

أ تظنون أن حادي المنايا *** مسمح بالإمهال و الإنظار

البدار البدار من قبل أن يه *** تف داعي الفناء بالأعمار

إنما هذه الحياة عواري *** و سيقضي فيكم بردّ العواري

ثم ما بعد نقلة الموت *** إلاّ مستقرا(2) في جنّة أو نار

يوم تطوى السّماء كطيّ السجلا *** ت و تبدي كوامن الأسرار

يا له موقفا يشيب له الول *** دان قبل الفطام و الإثغار

رحم اللّه ذا مشيب نهاه *** شيبه عن تحمّل الأوزار

و أنيق الشباب عار على نض *** رته من شحوب أهل النار

و امرأ فكّ نفسه بتقاه *** من جحيم شديدة الإسعار

تتلظى غيظا و سخطا على أه *** ل الخطايا و ترتمي بالشرار

أكل سكانها ضريع و يسقو *** ن حميما و دارهم شرّ دار

و سعى في حلول جنة عدن *** منزل الأتقياء و الأبرار

في رياض منورات حوال *** و بساتين غضة الاثمار

و قصور مزخرفات عوال *** و فروش من الحرير و ثار

ص: 241


1- في م: هائف.
2- في م: مستقر.

و ثياب من سندس صافيات *** و أوان من فضة و قضار(1)

و معاطاة أكؤس من رحيق *** بين حور كواعب أبكار

حبّذا ذلك الجزاء لمن أس *** لف خيرا و نعم دار القرار

أيها الناس أقلعوا و أنيبوا *** و استجيبوا لمسمع الإنذار

و تلقوا أوامر اللّه فيكم *** و لكم بالقبول و الائتمار

و توقوا ما حدّكم و نهاكم *** عنه بالارتداع و الازدجار

و أنيبوا عن فعل الدنايا و عن كس *** ب الخطايا في الجهر و الأسرار

و احذروا البغي و التحاسد و الفس *** ق و أكل الربا و شرب العقار(2)

أي خير في سالب للفتى ثو *** ب النهى حالب لكل دمار

هذه الجاهلية ارتفعت عن *** ه رجال منهم حذار العار

منهم قيس عاصم ثم صفوان *** و منهم مساور الأقمار

و وليد و عامر و ابن مرداس *** و ما هو بذلك بالأشعار

أ فأنتم أضل رشدا و أعمى *** عن سبيل الهدى من الكفار

ثم لمل مم هذا للقاك و حمام(3) *** مقاله صر على الاصرار

قد تقضى شهر الصيام فهل *** نلتم به قربه(4) في الجبّار

ليت شعري منا من الرابح(5) *** الصفقة فيه و المسيء بالخيار

فهنيئا للعالمين و يا حس *** رة أهل التسوف(6) و الاعتذار

ارجعوا أيها الجناة إلى *** اللّه فهذا أوان الاستغفار

و اقرعوا بالدعاء في السر و الإع *** لان باب المهيمن الغفار

أي عذر لطالب السبق من بع *** د وجود الجواد و المضار

سددت بالشيخ [الإمام](7) أبي الفت *** ح عليكم مسالك الأعذار

ص: 242


1- في م: ضابيات... و قصار.
2- العقار بالضم الخمر لمعاقرتها، أي لملازمتها الدن، أو لعقرها شاربها عن المشي.
3- كذا صدره بالأصل و م، «و للقاك» عن م، و بالأصل: «اللبا» و في م: بعد و حمام: منام.
4- كذا بالأصل و م.
5- بالأصل: ما من المرابح و المثبت عن م.
6- في م: التسويف.
7- زيادة عن م.

هو نجم في ظلمة العصر يهدي *** سناه قصد السبيل السار

بل هلال بل بدر تم منير *** لا رسا يوم اله سرار(1)

يريد قيس بن عاصم السّعدي، و صفوان بن أمية بن محرب(2) الكناني، و عبد اللّه بن جدعان، و هو مساور القمر، و الوليد هو ابن المغيرة المخزومي، و عامر - هو - ابن الظّرب العدواني و ابن مرداس هو العبّاس السّلمي.

2533 - سعيد بن عمارة بن صفوان بن عمرو بن أبي كرب بن حي ابن دلج...

2533 - سعيد بن عمارة بن صفوان بن عمرو بن أبي كرب بن حي ابن دلج بن مرثد بن هاني بن ذي جدن الكلاعي الحمصي(3)

كان في الجيش الذي توجه إلى دمشق في الطلب بدم الوليد بن يزيد.

روى عن الحارث بن النعمان الليثي(4).

روى عنه سلمة بن بشر بن صيفي الدمشقي، و علي بن عياش الألهاني الحمصي.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا أبو القاسم بن منيع.

ح أخبرنا أبو غالب أيضا، أنا الحسن بن غالب بن المبارك المقرئ، أنا أبو عبد اللّه عثمان بن أحمد العجلي، نا أبو القاسم بن بنت منيع، نا داود بن رشيد، نا سلمة بن بشر بن صيفي الدّمشقي، نا سعيد بن عمارة الكلاعي، نا الحارث بن النعمان الليثي قال: سمعت أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«أكرموا أولادكم و أحسنوا آدابهم» [4776].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمّد السلمي، أنا جدي أبو بكر محمّد بن أحمد بن عثمان، أنا أبو بكر محمّد بن جعفر السامري، نا إبراهيم بن الهيثم البلدي، نا علي بن عياش الحمصي، عن سعيد بن عمارة عن الحارث بن النعمان قال: سمعت أنس بن مالك عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

ص: 243


1- كذا عجزه بالأصل و م.
2- كذا بالأصل و م.
3- ترجمته في تهذيب التهذيب 325/2 و ميزان الاعتدال 153/2.
4- انظر أسماء أخرى ذكرها ابن حجر في تهذيب التهذيب.

«المقيم على الرياء(1) كعابد وثن» [4777].

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمّد الأسدي، أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن أبي العلاء، أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن جعفر بن علي بن جعفر الميداني، نا أبو العباس أحمد بن محمّد بن علي بن هارون البردعي، نا أبو علي الحسن بن عبد الرّحمن بن زريق الحمصي العدل، نا عبد الصمد بن عبد الوهاب، نا علي بن عيّاش، نا سعيد بن عمّار(2) ، حدّثني الحارث بن النعمان الليثي، عن أنس بن مالك أنه حدث عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أن رجلا سأله يعطيه شيئا فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:

«و عزة ربي، إنها أيادي(3) بعضها فوق بعض، يد المعطي بعضها أيادي اللّه، و يده الوسطى، و يد أخرى أسفل من ذلك، و يقول ربي: بعزّتي حلفت لأنفسنّ عنك بما رحمت عبدي، و بعزتي لأحلّينك بما رحمت عبدي، و بعزّتي لأخلفنّ عليك بما أعطيت عبدي» [4778].

أخبرنا أبو طالب الحسين بن محمّد الزينبي في كتابه، أنا أبو القاسم علي بن المحسّن التّنوخي، أنا أبو الحسين محمّد بن المظفّر، أنا بكر بن أحمد بن حفص الشعراني، نا أحمد بن محمّد بن عيسى البغدادي، قال: و صفوان بن عمرو الكلاعي عمل على حمص لعبد الملك بن مروان، و هو صفوان بن عمرو بن أبي كرب بن يحيى بن دلج بن مرثد بن ذي جذن، و خالد بن معدان بن عم صفوان بن عمرو، فعمرو و معدان ابنا أبي كرب، أخبرني بذلك سعيد بن إسحاق بن سعيد بن عمارة بن صفوان، و سألت عن وفاته فقال: قتل صفوان في خلافة عبد الملك بن مروان في أرض الروم، و ما أحسبه ضبط، و ذلك أني وجدته في بعض أخبار الطوانة(4) و هي سنة ثمان و ثمانين أن مسلمة بعث صفوان بن عمرو في البشرى، و ابنه عمارة بن صفوان يكنى أبا سعيد، حدث عنه بحير بن سعد.

قال أبو بكر: فأخبرني سعيد بن إسحاق بن سعيد بن عمارة بن صفوان، و سألته

ص: 244


1- في مختصر ابن منظور 339/9 الربا.
2- كذا وقع هنا، و هو صاحب الترجمة.
3- كذا بإثبات الياء.
4- الطوانة حصن من حصون الروم فتحه اللّه على المسلمين في جمادى الآخرة سنة 88 و كان على الجيش مسلمة بن عبد الملك و العباس بن الوليد بن عبد الملك (انظر الطبري 434/6 حوادث سنة 88).

عن وفاته فقال: قتل عمارة بن صفوان مع الجرّاح بن عبد اللّه الحكمي في سنة اثنتي عشرة و مائة، و استشهد مع الوليد ابنه و خلف سعيد بن عمارة ابنه ابن سنتين(1).

2534 - سعيد بن عمرو الأسود بن مالك بن كعب بن الحريش و اسمه معاوية بن كعب بن ربيعة بن...

2534 - سعيد بن عمرو الأسود بن مالك بن كعب بن الحريش و اسمه معاوية بن كعب بن ربيعة بن عامر ابن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن الحرشي(2)

شامي قيل إنه كان سائلا يسأل على الأبواب ثم صار يسقي الماء ثم صار في الجند، فولي إمرة خراسان من قبل عمر بن هبيرة، ثم عزله و سجنه، فلما ولي خالد القسري العراق أخرجه من السجن و أكرمه، فلما هرب ابن هبيرة من سجن خالد بعث خالد سعيدا في أثره فلم يدركه إلاّ بعد قدومه على هشام، و قدم سعيد على هشام و ولاّه غزو الخزر(3) من بعد قتل الجرّاح بن عبد اللّه، و علت حاله و كان ولده بأرمينية.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أخبرني أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد العزيز المحتسب، نا أحمد بن عمرو بن فضالة، نا العباس بن مصعب، نا محمّد بن إبراهيم الررادى(4) ، عن عيسى(5) ، عن سليمان بن صالح الليثي:

أن عمر بن هبيرة الفزاري ولي العراق فبعث يزيد بن عبد الملك: أن ابعثوا إليّ بأسماء أهل البلاء مع مسلمة فكتبوا له و لم يثبتوا سعيد الحرشي لعداوة ابن هبيرة إيّاه، فيقال إن الذي كتب أسامي أهل البلاء مع مسلمة كنا عن سعيد بن عمرو الحرشي، و كان الفتح إنما جاء على وجهه و من قبله و كان مسلمة يبغضه فلما قرأ يزيد بن عاتكة أسماءهم قال: فأين الحرشي ؟ قال: فو اللّه ما كان الفتح إلاّ على يديه، و ما قتل المرتدين غيره، و كتب إلى ابن هبيرة أن ولّه خراسان، فولاّه ثغرها، و ولّى خراج خراسان عبد الرّحمن بن ضرار بن مرثد الفزاري، و ولّى خطارستان عمرو بن مسلم الباهلي،

ص: 245


1- نقله ابن حجر في التهذيب 325/2.
2- انظر أخباره في تاريخ الطبري 143/8 و الوافي بالوفيات 248/15.
3- الخزر: هي بلاد الترك خلف باب الأبواب المعروف بالدربند (معجم البلدان).
4- كذا رسمها بالأصل، و في م: الورادي.
5- قوله: «عن عيسى» سقط من م.

و قدم سعيد بن عمرو الحرشي خراسان و ذلك في سنة ثلاث و مائة عاملا لابن هبيرة، و ذلك في خلافة يزيد بن عبد الملك، ثم إن عمر بن هبيرة عزله بمسلم بن سعيد بن أسلم بن زرعة الكلابي، فورد مسلم، و سعيد بن عمرو بها فأمر بحبسه و رفعه إلى القهندز(1) و ذلك في سنة خمس و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي،، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، أنا عبيد اللّه السكري، نا زكريا المنقري، أنا الأصمعي، حدّثني أبي قال: لما ولّى ابن هبيرة سعيد بن عمرو الحرشي خراسان قال له: يا سعيد اجعل حاجبك عاقلا فإنه وجهك، و لسانك، و المخبر عنك، و المؤدي إليك، و عليك بعمال العذر قال: و ما عمال العذر؟ قال: من شاورت فيه العامة فأشاروا عليك به، فإنهم إن أحسنوا كان حسنهم لك، و إن أساءوا اتسع العذر بينك و بينهم و بين الناس.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن الماوردي، أنا محمّد بن علي السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط(2) قال:

سنة ثلاث و مائة فيها جمع يزيد بن عبد الملك العراق لعمر بن هبيرة الفزاري، فعزل سعيد بن عبد العزيز بن الحارث بن الحكم بن أبي العاص، و ولّى سعيد بن عمرو الحرشي - يعني خراسان - فكفرت الصّغد و ساروا بأهاليهم و أموالهم، و سار إليهم سعيد بن عمرو فسألوه الصلح على أن يرجعوا إلى بلادهم و يؤدوا الجزية، فخرج بعضهم و بقي بعض، ثم خرجوا على الناس يضربونهم يمينا و شمالا، فقتلهم سعيد عن آخرهم و سبى ذراريهم.

و قال أبو خالد(3): قال أبو الخطّاب: لما قتل الجرّاح - يعني سنة اثنتي عشرة و مائة - وجه هشام بن عبد الملك سعيد بن عمرو الحرشي - يعني إلى أرمينية - و وجه معه فرسان العرب على البريد، فمضى سعيد بن عمرو حتى قدم بردعة(4).

ص: 246


1- قهندز بضم القاف و الهاء و الدال أربعة مواضع، معرب (القاموس).
2- تاريخ خليفة بن خياط 328.
3- تاريخ خليفة ص 342.
4- كذا بالدال المهملة، و يقال فيها برذعة بالذال المعجمة، و هو أظهر، و هو بلد في أقصى أذربيجان (معجم البلدان).

قال أبو خالد(1) قال البراء: حدّثني عبد اللّه بن عبد اللّه العامري أن سعيد بن عمرو الحرشي لقي ابن خاقان فبيتهم فقتلهم عظيمة و هرب طاغية الخزر، و كتب بالفتح إلى هشام [بن عبد الملك](2).

قال خليفة(3): و في سنة ثلاث عشرة و مائة ولّى هشام أخاه مسلمة أرمينية و أذربيجان، و عزل سعيد الحرشي فولّى مسلمة عبد الملك بن مسلم(4) ، ثم سار مسلمة فأخذ سعيد بن عمرو فقيده و حبسه، فبعث هشام فأخرجه من الحبس(5).

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد الأنصاري، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم القرشي، نا محمّد بن عائذ، أخبرني الوليد، حدّثني عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر:

أن صاحب الخزر كايد هشاما بإرساله رجلا من العرب قد سماه لنا فنسيته، قد كان أصاب أهله و ولده، و جعل له تخلية سبيل أهله و ولده بإبلاغه تلك الرسالة إلى هشام و الرجعة إليه بخبر ما يبلغه، و حمله على بريد المسلمين، فأقبل متحزما حتى دخل على هشام، فقال: السّلام عليك يا أمير المؤمنين، الجرّاح بن عبد اللّه يقرأ على أمير المؤمنين السّلام، و يخبره بسلامته و بسلامة من معه من المسلمين بمكان كذا و كذا، و أنه من عدوّه منتصف، و يعزم على أمير المؤمنين ليردّني إليه بعد إبلاغي الرسالة بخبر أمير المؤمنين، قال: ويحك من غير كتاب ؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، قال: فدعا بدوابّ البريد فحمله من ساعته، و أقام هشام يومه حتى إذا كان من غروب الشمس قال لخاصّته:

ويحكم رسول الجرّاح يأتيني بغير كتاب ثم رجع لم يأتني مصداق لخبره من صاحب بريد و لا عامل، إن نحن إلاّ في مكر من عدوّنا، عليّ بسعيد الحرشي. فأتي به فقعد له في عشرة من قومه على البريد، و قال له: سر في أصحابك، فإن قدمت و الجرّاح حي فأنت مدد له، و إن كان قتل فأنت أمير على أرمينيّة، حتى يأتيك رأي أمير المؤمنين، و عقد له هشام بيده، و دفع إليه اللواء و قال: ادع حاملا، فنادى سعيد: يا فرج فقال

ص: 247


1- المصدر السابق نفسه ص 343.
2- زيادة منا للإيضاح.
3- تاريخ خليفة ص 344.
4- في خليفة: بن مسلمة.
5- بالأصل: الجيش، و الصواب عن خليفة و م.

هشام: أ صنعت هذا؟ قال: لا و لكنه أحد موالي و أعواني، قال هشام: هذا أول الفرج.

قال: فحدّثني غير ابن جابر أن هشاما وجه الحرشي على البريد و أصحبه ممّن هو في عسكره من وجوه الناس نحوا من أربع مائة رجل و امرأة أن لا يمر بشريف من العرب إلاّ استنفره من قومه، ففعل.

قال: فحدّثني عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر قال: فأقبل سعيد الحرشي سريعا على البريد و أنا ببردعة على بيت مال أرمينية قال: فلقيته فرأيته كاسفا لونه منخزلا(1) ظهره على دابته. فلما دنوت منه قلت: السّلام عليك أيها الأمير و رحمة اللّه، قال عبد الرّحمن: فاعتدل على سرجه و رد السّلام قال: ويحك ما فعل الجرّاح ؟ قلت: يرحم اللّه الجرّاح فأسفر لونه، و ذهبت عنه كآبته و أقبل عليّ يسألني عن خبرهم و أمورهم، حتى دخل بردعة، ثم عسكر معسكرا وضوى إليه الفلّ و بقية الناس، و أهل الحسبة حتى صار في الألف(2) دون العشرة، فأخبر أن صاحب خزر(3) وجّه بما غنم من بلاد المسلمين من النساء و الذّرّية و غيرهم من أهل ذمتهم مع طرخان من طراخنته من نحو من عشرين ألفا - أو قال: ثلاثين ألفا - إلى بلاده فدعا المسلمين إلى قتالهم و لقائهم، فأجابوه إلى ذلك، فسار بمن كان معه.

قال: فحدّثني عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و شيخ من أهل حمص قالا: فسار إليهم، حتى لقيهم بهم، فقاتلوهم قتالا شديدا فنصرهم اللّه عليهم، فاستنقذ جميع ما كان من ذلك و الذّرية و السقبة(4) ثم ثبت لهم معسكرا ليعترض من مرّ به منهم، فانتخبوا الأبطال و الفرسان منهم - يعني من خزر - ثلاثين ألفا - أو قالا: أكثر منها - فاقتتلوا قتالا شديدا فهزمهم اللّه، و قتلوهم مقتلة لم يقتلها قوم قط، و بلغ ذلك الطاغية، و قد بلغه إقبال مسلمة بن عبد الملك بالجموع، فولّى قافلا إلى بلاده(5).

ص: 248


1- الخزلة بالضم: الكسرة في الظهر، و الأخزل من الإبل: ما ذهب سنامه كله.
2- كذا، و لعله الآلاف.
3- بالأصل: «حز» و الصواب ما أثبت عن م.
4- كذا رسمها بالأصل و في م: و السيقة.
5- خبر مقتل الجراح بن عبد اللّه الحكمي، و إرسال سعيد بن عمرو الحرشي و انتصاره على ملك الخزر و إنقاذه الأسرى و السبايا من المسلمين ورد مفصلا في الكامل في التاريخ لابن الأثير بتحقيقنا - حوادث سنة 112.

قال ابن أبي العقب: و رأيت فى رواية يزيد بن عبد الصمد: قال أبو عبد اللّه:

و قال الشاعر:

أنت الذي أدرك اللّه(1) العباد به *** بعد البلاء بتأييد و إظفار

موفق للهدى و الرشد مضطلع *** كيد الحروب أريب زنده واري

تضمّن الحذب(2) و الإيمان منبره *** كالصبح أقبل في غرّ و اسفار

لأمت ما شئت من شعب و من شعب *** للمسلمين بجدّ غير عثّار

على أوان شديد ليس يعلمه *** من شأننا كان غير الخالق الباري

قد أبدت الحرب فيه عن نواجذها *** و شمّرت عن شذاها(3) أي تشمار

و أنت يوم أبى حزوان(4) إذ رجعت *** فيه الطراخين ذو نقض و إمرار

لقيتهم بليوث في اللقاء و قد *** وافوا بأرعن ناوى(5) الزم جرار

فجستهم جوس قرم(6) ما يقيلهم *** بالخيل ننقض أوتارا بأوتار

و الخيل ساهمة نضح الدماء بها *** من علها بعد انهال و إصدار

من كل طرف شديد الشعب منصلت *** نهدا شقّ كصدر الرمح خطار

فهم يولّون و الفرسان تضربهم *** بكلّ عضب شديد المتن بتّار

أمام ليث هزبر فرهم أزر *** صلب الدواس هصور هيصم ضار

عبل الذراعين أبي شبلين ذي لب *** د دلمس هو عداء على الساري

و يوم أسراب إذ جاشت جموعهم *** و أسعروا نار حرب أي إسعار

و أقبلوا كالتماع البرق بيضهم *** لهم عصار تراه بعد إعصار

فسرت بالخيل و الرايات تقدمها *** بخيرة من عباد اللّه أخيار

أمدّك اللّه رب العالمين بهم *** مسوّمين أمام الناس أنصار

فأهلك اللّه جمع الشرك إذ رجعوا *** على يديك و أخزى كل كفّار

ص: 249


1- عن هامش الأصل و بجانبها كلمة صح.
2- عن م: الخرم، و هو الظاهر. و بالأصل: الحذب.
3- في م: شواها.
4- كذا بالأصل و م.
5- في م: نادي.
6- في م: قوم.

ذكر أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي، نا أبو حفص السلمي الأحول، نا أبو حاتم السجستاني، عن الأصمعي قال: دخل سعيد بن عمرو الحرشي على هشام فأهوى إلى يده ليقبّلها فلما ولّى قال: كنت أظن هذا أرجح مما هو، فقيل له: يا أمير المؤمنين إنه لراجح و لكنه كان بخراسان و هذا من سنّتهم.

2535 - سعيد بن عمرو بن جعدة بن هبيرة بن أبي وهب ابن عمرو بن عائذ بن....

2535 - سعيد بن عمرو بن جعدة بن هبيرة بن أبي وهب ابن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم ابن يقظة بن مرّة القرشي المخزومي الكوفي(1)

حدّث عن أبي عبيدة بن عبد اللّه بن مسعود، و عن أبيه عمرو بن جعدة.

روى عنه يونس بن أبي إسحاق، و عبد الرّحمن بن عبد اللّه المسعودي، و عثمان بن عبد اللّه بن أبي عتيق الحجازي، و القاسم بن مالك المزني.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، و أبو منصور الحسين بن طلحة بن الحسين الصالحاني، قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا أبو خيثمة، نا يحيى بن أبي بكير، نا المسعودي، عن سعيد بن عمرو بن جعدة، عن أبي عبيدة، عن عبد اللّه قال: سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن ليلة القدر فقال:

«أيّكم يذكر ليلة الصهباوات ؟» قال: فقال عبد اللّه: أنا بأبي أنت و أمي يا رسول اللّه، و بيدي تمرات أتسحّرهن - و أنا مستتر - من الفجر حين طلع الفجر، و ذلك ليلة سبع و عشرين إن شاء اللّه [4779].

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد(2) ، حدّثني أبي، نا أبو النضر، نا المسعودي، عن سعيد بن عمرو بن

ص: 250


1- انظر جمهرة ابن حزم ص 141.
2- مسند الإمام أحمد 396/1.

جعدة، عن أبي عبيدة، عن عبد اللّه: أن رجلا أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يسأله عن ليلة القدر، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«أيّكم يذكر ليلة الصّهباوات ؟» فقال عبد اللّه: أنا و اللّه أذكرها يا رسول اللّه، بأبي أنت و أمي، و إن في يدي لتمرات أتسحّر بهن مستترا بمؤخرة رحلي من الفجر، و ذلك حين طلع الفجر [4780].

قال: و نا أبي، نا أبو قطن - يعني عمرو بن الهيثم - نا المسعودي، عن سعيد بن عمرو، عن أبي عبيدة، عن عبد اللّه بن مسعود: أن رجلا أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: متى ليلة القدر؟ قال:

«من يذكر منكم ليلة الصهباوات ؟» قال عبد اللّه: أنا، بأبي أنت و أمي، و إنّ في يديّ لتمرات أتسحر بهنّ مستترا من الفجر بمؤخرة رحلي، و ذلك حين طلع القمر.

أنبأنا أبو غالب بن البنّا، عن أبي الفضل عبيد اللّه بن أحمد بن الكوفي الصّيرفي، أنا عبد الرّحمن بن عمر بن حمّة الخلاّل، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، أنا جدي يعقوب، قال: و روي هذا الحديث عن يحيى بن أبي بكير، و عبد اللّه بن رجاء، عن المسعودي فقال: و هذا إسناد كوفي صالح.

ذكر أبو محمّد عبد اللّه بن سعد القطربلي فيما قرأته بخطه: أن هشام بن عبد الملك ضمّ سعيد بن عمرو بن جعدة بن هبيرة المخزومي إلى ولده ليتأدّبوا بأدبه.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا: - أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل(1) قال: سعيد بن عمرو بن جعدة المخزومي نسبه إسماعيل بن عمرو(2): حدّثنا يونس بن أبي إسحاق.

و روى عثمان بن عبد اللّه بن أبي عتيق، عن سعيد بن عمرو بن جعدة

ص: 251


1- التاريخ الكبير 500/3.
2- كذا بالأصل و البخاري، و لعل الصواب «إسماعيل بن عمر» انظر ترجمته في التاريخ الكبير 370/1/1 و تهذيب التهذيب 202/1.

المخزومي، عن أبيه، و يقال عن ابن شهاب، حدّثني إبراهيم بن محمّد(1).

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة - ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(2) قال: سعيد بن عمرو بن جعدة بن هبيرة، روى عن أبي عبيدة بن عبد اللّه، و عن أبيه.

روى عنه يونس بن أبي إسحاق و المسعودي، و عثمان بن عبد اللّه بن أبي عتيق، سمعت أبي يقول ذلك: قال أبو محمّد: روى عنه القاسم بن مالك المزني.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان، نا أبي، عن يحيى بن معين قال: و قد حدث ابن عيينة عن سعيد بن عمرو بن جعدة بن هبيرة بثلاثة أحاديث.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا علي بن الحسن الرّبعي، و رشأ بن نظيف، قالا: أنا محمّد بن إبراهيم البصري، أنا محمّد بن محمّد الكرخي، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش(3) ، قال: سعيد بن عمرو بن جعدة كوفي صدوق لا بأس به.

2536 - سعيد بن عمرو بن الزّبير بن عمرو بن عمرو...

2536 - سعيد بن عمرو بن الزّبير بن عمرو بن عمرو(4) ابن الزّبير بن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى ابن أفصى القرشي الأسدي الزّبيري المدني

حدّث عن مالك بن أنس، و عبد الرّحمن بن أبي الزّناد.

ذكره الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ في كتاب مزكى رواة الاخبار في تسمية الرواة

ص: 252


1- كذا بالأصل هنا و التاريخ الكبير، و في ترجمة إبراهيم بن محمد في التاريخ الكبير للبخاري 320/1/1 «إبراهيم بن محمد بن ثابت بن شرحبيل» ورد فيها: «قال لي أبو مصعب حدثنا إبراهيم عن عثمان بن عبد اللّه بن أبي عتيق عن سعيد بن عمرو بن جعدة عن أبيه...» كذا ورد، و يبدو أن ورد هنا في ترجمة سعيد بن عمرو فيه سقط أو تحريف.
2- الجرح و التعديل 49/4.
3- بالأصل و م: «حراس» خطأ و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 508/13.
4- فوق اللفظة الثانية «بن عمرو» كلمة صح. بالأصل.

عن مالك، و نسبه إلى دمشق، و أرى أنه فعل ذلك لسكناه بها، فإنه ولي الشرطة بدمشق في إمارة العباس بن محمّد الهاشمي.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار قال: و سعيد بن عمرو بن الزبير بن عمرو بن عمرو بن الزبير.

روى عن مالك بن أنس و عبد الرّحمن بن أبي الزناد، و ولي الشرطة بدمشق للعباس بن محمّد بن إبراهيم، ثم دعاه أبو البختري وهب بن وهب إلى ولاية شرط المدينة، و وهب بن وهب إذ ذاك يليها لأمير المؤمنين هارون، فأبى ذلك عليه فحلف وهب ليضربنه و ليسجننه، ثم لا يرسله ما دام له سلطان، فقبل عمله، و أعطاه أبو البختري وهب بن وهب مائة دينار و ذلك بعد صلاة العصر، فانصرف سعيد بن عمرو إلى منزله و مضى معه رسول أبي البختري بالمائة الدينار، فلما صار إلى منزله قال له الرسول: خذ هذه الدنانير. قال: ضعها في تلك الكوة، فلما أصبح سعيد جلس في الرحبة، و أرسل إلى من يليه من فقهاء المدينة، و هم: أبو زيد محمّد بن زيد الأنصاري(1) ، و مطرّف بن عبد اللّه اليساري، و عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد اللّه بن أبي سلمة بن بنت الماجشون، فقال لهم: رزقني الأمير ثلاثين دينارا، فأنا أقسمها بينكم، لكلّ رجل عشرة دنانير، و قد استخلفتك يا أبا زيد. فقال أبو زيد: إن عشرة دنانير لمستزاد لها، و لكني ضعيف عن أن أخلفك. أصلحك اللّه، و قال لعبد الملك: و أمّا أنت يا عبد الملك فقد استكتبتك، فقال له عبد الملك: إن عشرة دنانير لكل شهر لمرغوب فيها، و لكني ضعيف البصر، و لا يكون الكاتب ضعيف البصر، قال: و أمّا أنت يا مطرّف فقد استعملتك على الطواف. قال: و كان مطرّف ضيفا فقال: و اللّه لو استعملتني على عملك ما قبلته، فكيف أعمل لك على الطواف ؟ فقال: ما أنا بتارككم و لا معفيكم إلاّ أن أعفى من ولاية الشرط(2). فدخلوا على أبي البختري فذكروا ذلك له، فلما جاءه كلّمه في تركهم، فقال له سعيد: ليس لك أن تكرهني، و تمنعني من إكرامهم(3) قال له: ننظر في أمرك و لا تعجل، فحلف له سعيد، فاجتهد أن

ص: 253


1- في أخبار القضاة لوكيع: أبو غزية الأنصاري (و اسمه محمد بن موسى بن مسكين).
2- في أخبار القضاة أنه لما أبوا عليه قال: إن كان لأبي البختري أن يكرهني، فلي أن أكرهكم.
3- كذا رسمها بالأصل و م و لعل الصواب: «إكراههم» و هو ما يقتضيه السياق.

لا يعمل له إلاّ أن يدعه يكره على العمل من رأى. فقال له: ضع سيفنا. فوضع السيف، و انصرف إلى منزله، و ألحقه أبو البختري رسولا فقال له: يقول لك الأمير اردد المائة الدينار التي أعطيتك فقال للرّسول: أين كنت وضعتها؟ قال: أمرتني أن أضعها في تلك الكوة، قال: فانظرها حيث وضعتها، فأخذها الرسول من الكوة و ذهب بها إلى أبي البختري فقال في ذلك سعيد بن عمرو:

أظنّ وهب بن وهب أن أكون له *** لمّا تغطرس في سلطانه تبعا(1)

2537 - سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص بن سعيد ابن العاص بن أمية....

2537 - سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص بن سعيد ابن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف أبو عنبسة - و يقال أبو عثمان - القرشي الأموي(2)

روى عن ابن عمر، و عائشة، و أبي هريرة، و أبيه عمرو بن سعيد، و عبد اللّه بن عياش بن أبي ربيعة.

روى عنه بنوه إسحاق، و خالد، و عمرو، و ابن ابنه عمرو بن يحيى بن سعيد، و الأسود بن قيس، و شعبة بن الحجاج، و محمّد بن السائب البكري.

و أصله من المدينة، و أمّه أم حبيب بنت حريث بن سليم العذرية، و شهد وقعة راهط مع أبيه، و كان مع أبيه إذ غلب على دمشق، فلما قتل أبوه سيّره عبد الملك مع أهل بيته إلى الحجاز، ثم سكن الكوفة و كان له بها عقب، ثم وفد على الوليد بن يزيد بن عبد الملك.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف، أنا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الجوزقي، أنا أحمد بن محمّد بن الحسن الحافظ، نا أبو الأزهر، نا آدم بن أبي إياس، نا شعبة، نا الأسود بن قيس، نا سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص أنه سمع ابن عمر يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

ص: 254


1- البيت من عدة أبيات وردت له في أخبار القضاة لوكيع 254/1 في نهاية الخبر، و قد اختلفت روايته عن الأصل. و في أخبار القضاة: «أراد» بدل «أظن» و ورد البيت فيه مفردا 252/1 كرواية الأصل.
2- ترجمته في تهذيب التهذيب 326/2 و الوافي بالوفيات 249/15 و سير الأعلام 200/5 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

«إنا أمّة أميّة، لا نكتب، و لا نحسب، و الشهر هكذا و هكذا - يعني مرّة تسعا و عشرين و مرّة ثلاثين -.

أخبرناه أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، أنا أبو القاسم أحمد بن محمّد بن محمّد الخليلي - ببلخ - أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمّد بن الحسن الخزاعي(1) ، نا الهيثم بن كليب الشاشي، نا أبو قلابة عبد الملك الرقاشي، نا يحيى بن أبي بكير بن نسر العبدي، نا عبد اللّه بن عمر القرشي(2) ، حدّثني سعيد بن عمرو بن سعيد أنه سمع أباه يوم المرج يقول: سمعت أبي يقول: سمعت عمر بن الخطاب فذكر الحديث الذي أخبرناه أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن سعدويه، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا إسحاق بن إسماعيل، و خالي أبو جعفر قالا: نا يحيى بن أبي بكير، نا عبد اللّه بن عمرو القرشي، حدّثنا - و قال ابن حمدان: حدّثني - سعيد بن عمرو بن سعيد أنه سمع أباه يوم المرج يقول: سمعت عمر بن الخطاب يقول:

لو لا أني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - و في حديث ابن المقرئ: النبي صلى اللّه عليه و سلم - يقول:

«ان اللّه عز و جل يمنع - و قال ابن المقرئ: سيمنع - الدين بنصارى من ربيعة على شاطئ - و قال ابن حمدان: على ساحل - الفرات. ما تركت عربيا إلاّ قتلته أو يسلم» و في حديث ابن المقرئ: أنه سمع أباه مرتين و الثانية زيادة، و في حديث ابن حمدان: يوم السرح، و هو تصحيف، إنما هو يوم المرج - يعني مرج راهط -.

و ذكر أبو محمّد بن زبر فيما قرأته في كتاب ابنه أبي سليمان عنه قال: ذكر عوانة قال:

أمر عبد الملك بعمرو حين قتله فأدرج في عباءة، فقال عبد العزيز(3): ما رأيت مثل هذا قتله(4) طالب دنيا و لا طالب آخرة، فقال سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص:

يا عمرو يا عمرو خير العمور متى تثأرنّ بك الثائر

ص: 255


1- ترجمته في سير الأعلام 199/17.
2- سير الأعلام 177/13.
3- هو عبد العزيز بن مروان - أخو عبد الملك -.
4- بالأصل: قبله، و المثبت عن الطبري 145/6.

قال ابن زبر: قال - يعني المدائني -: و قال إسحاق بن أيوب: دخل بنو عمرو بن سعيد على عبد الملك و هم: إسماعيل، و سعيد، و موسى فسلموا و انصرفوا فتمثل عبد الملك:

أجامل أقواما حياء و قد أرى *** صدورهم تغلي عليّ مراضها

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد، أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن محمّد المعدّل، أنا أبو الحسن محمّد بن عمر بن محمّد بن حميد بن بهتة البزار - إجازة - أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي يعقوب، حدّثني سليمان بن منصور، و هو ابن أبي شيخ، أنا محمّد بن الحكم، عن عوانة(1) قال:

لما قتل عبد الملك بن مروان عمرو بن سعيد(2) أدخل عليه بنو عمرو بن سعيد:

أميّة، و محمّد، و إسماعيل، و سعيد، فقال لهم: إنكم أهل بيت لم تزالوا ترون أن لكم الفضل على جميع قومكم، و لم يجعله اللّه لكم، إن الذي كان بيني و بين عمرو لم يكن حديثا، بل كان قديما في أنفس أوليتنا على أوّليتكم في الجاهلية، قال: فانقطع أمية، و كان أكبرهم، و أجابه سعيد فقال: يا أمير المؤمنين، لم تنعى لنا أمرا كان في الجاهلية، و قد أتى اللّه بالإسلام، فوعد جنّة و عدّ(3) نارا، أمّا ما كان بينك و بين عمرو فأنت و هو أعلم، و قد وصل عمرو إلى اللّه، و لعمري لئن واخذتنا بما كان بينك و بين أبينا لبطن الأرض خير(4) لنا من ظهرها، قال: فرّق لهم، و قال: إن أباكم خيّرني بين أن يقتلني أو أقتله، فاخترت قتله على قتلي، فأمّا(5) أنتم فما أعرفني بحقكم و أوصلني لقرابتكم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا يوسف بن رباح، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن

ص: 256


1- الخبر باختلاف الرواية في تاريخ الطبري 147/6.
2- كان قتله حسب رواية الطبري سنة 69، انظر خبر قتله مفصلا فيه 140/6 و ما بعدها. و في مروج الذهب 121/3 قتله سنة سبعين.
3- كذا، و في الطبري: و حذرنا نارا.
4- بالأصل: «خيرا». و المثبت عن الطبري و م.
5- في الطبري: و أما أنتم فما أرغبني فيكم، و أوصلني لقرابتكم، و أرعاني لحقكم، فأحسن جائزتهم، و وصلهم و قرّبهم.

صالح، قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل الكوفة: سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، قال: و من ولد عمرو بن سعيد: سعيد بن عمرو، و كان من علماء قريش بالكوفة، و ولده بها(1).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمرو بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق الجلاّب، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد(2) قال: فولد عمرو بن سعيد: أمية و سعيدا، و إسماعيل، و محمّدا(3) ، و أم كلثوم، و أمّهم أم حبيب بنت حريث بن سليم بن عثمان(4) بن لبيد بن عدّاء بن أمية بن عبد اللّه بن رزاح بن ربيعة بن حرام بن ضنّة بن عبد بن كثير(5) بن عذرة من قضاعة.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن عمرو، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد قال: في الطبقة الرابعة.

ح و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(6) قال في الطبقة الثالثة من أهل الكوفة: سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص - زاد ابن الفهم: بن سعيد بن العاص بن أمية و قالا: - روى عنه الأسود بن قيس.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسن الأصبهاني، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد ابن خيرون و محمّد بن الحسن قالا: - أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن

ص: 257


1- تهذيب التهذيب 326/2.
2- طبقات ابن سعد 237/5.
3- بالأصل: «و محمد» و المثبت عن م.
4- في ابن سعد: عشّ.
5- ابن سعد: كبير.
6- طبقات ابن سعد 327/6.

سهل، أنا محمّد بن إسماعيل(1) قال: سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص الأموي القرشي.

سمع عائشة و ابن عمر، و عن أبي هريرة.

روى عنه ابناه(2) إسحاق، و خالد، و ابن ابنه عمرو بن يحيى بن سعيد يعدّ في أهل الحجاز. هو(3) أخو أمية و موسى.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر الحافظ، أنا أبو أحمد الحاكم قال أبو عثمان سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص الأموي القرشي، عن عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم، و أبي هريرة، و سمع عمر بن الخطاب، أخو أمية و موسى يعد في الحجاز.

روى عنه ابناه إسحاق و خالد و ابن ابنه عمرو بن يحيى، هذا وهم، لم يسمع عمرو من عمر، و إنما سمع منه أبوه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل المقدسي، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أحمد بن محمّد الكلاباذي، قال: سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص القرشي الأموي الكوفي أخو أمية و موسى، سمع ابن عمر، و أم خالد بنت خالد(4).

و روى عن أبي هريرة، روى عنه ابناه إسحاق، و خالد، و ابن ابنه عمرو بن يحيى بن سعيد في الوضوء و السير و العيدين.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي الأصبهاني - إجازة - ح قال: و أنا أبو طاهر الهمداني، أنا أبو الحسن الفأفاء، قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم(5) قال: سمعت أبي يقول: سعيد بن عمرو بن [سعيد بن](6)

ص: 258


1- التاريخ الكبير 499/3.
2- بالأصل: و م: ابنه، و الصواب ما أثبت.
3- بالأصل: «هو عنه أخو» حذفنا «عنه» فهي مقحمة و صوبنا العبارة عن م.
4- يعني خالد بن سعيد بن العاص.
5- الجرح و التعديل 49/4.
6- الزيادة عن الجرح و التعديل.

العاص صدوق، و سئل أبو زرعة عن سعيد بن عمرو بن سعيد فقال: كان يكون بالكوفة، و هو ثقة.

2538 - سعيد بن عمرو بن عمار أبو عثمان الأزدي البردعي الحافظ

2538 - سعيد بن عمرو بن عمار أبو عثمان الأزدي البردعي(1) الحافظ(2)

سمع بدمشق: أبا زرعة الدمشقي، و إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، و بأطرابلس: أحمد بن محمّد بن سفيان، و بغيرها: أبا سعيد الأشج، و هلال بن بشر، و عمران بن موسى الطّرسوسي، و محمّد بن مسلم بن وارة، و مسلم بن الحجاج الحافظ، و محمّد بن سهل بن عسكر، و عبده الصفار، و محمّد بن معمر، و بحمص:

سليمان بن محمّد بن سليمان الرّعيني، و محمّد بن عوف بن سفيان الطائي، و بالبصرة:

سعيد بن عيسى الكريزي، و بندارا، و أبا موسى، و زياد بن أيوب، و محمّد بن يحيى الذّهلي، و أبا مسعود أحمد بن الفرات، و سليمان بن داود القزاز، و أبا زرعة، و أبا حاتم الرازيين، و محمّد بن إسحاق الصّغاني، و أحمد بن سليمان الرّهاوي، و محمّد بن عبد اللّه بن قهزاد(3) المروزي، و بمصر: أبا عبيد اللّه بن أخي بن وهب، و بحر بن نصر، و ابن عبد الحكم.

روى عنه محمّد بن يوسف بن إبراهيم، و أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمّد الأنصاري الميمذي(4) ، و حفص بن عمر بن زيلة الأردبيلي(5) ، و أبو عبد اللّه أحمد بن طاهر بن النّجم الميانجي.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا و أبو الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الخطيب(6) ، حدّثني أبو القاسم الأزهري، و الحسن بن علي الجوهري، قالا: أنا الوزير أبو الحسن

ص: 259


1- كذا بالأصل «البردعي» بالدال المهملة، و في تذكرة الحفاظ 743/2 و سير الأعلام 77/14 البرذعي بالذال المعجمة، و هذه النسبة إلى برذعة، و قد رواها بعضهم بردعة بالدال المهملة.
2- ترجمته في: سير الأعلام 77/14 و معجم البلدان (برذعة) و تذكرة الحفّاظ 743/2.
3- ضبطت بالنص عن تقريب التهذيب.
4- نسبة إلى أردبيل من أشهر مدن أذربيجان.
5- هذه النسبة إلى ميمذ، ضبطها باللباب: بفتح الميمين، و ضبطها ياقوت بكسر الميم الأولى و فتح الميم الثانية.
6- الخبر في تاريخ بغداد 364/10 في ترجمة عبيد اللّه بن محمد بن حمدويه.

عبيد اللّه بن محمّد بن حمدويه، قدم علينا من ناحية الري في سنة تسع و سبعين و ثلاثمائة، و كتبنا عنه بانتخاب الدارقطني، نا حفص بن عمر بن زيلة(1) الحافظ، حدّثني سعيد بن عمرو البردعي، نا يحيى بن عبدك(2) من كتابه، قال حفص: و حدّثناه يحيى بن عبدك - قراءة عليه - نا عبد اللّه بن عبد الحكم المصري، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان يكبّر في العيدين سبعا في الأولى، و خمسا في الآخرة سوى تكبيرة الافتتاح [4781].

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني، و أبو القاسم بن عبد الواحد بن علاّن، قالا: نا أبو الخير أحمد بن علي الحمصي، نا أحمد بن علي الفارسي، نا حفص بن عمر الأردبيلي(3) ، قال(4):

جلس سعيد بن عمرو البردعي في منزله و أغلق بابه، و قال: ما أحدّث الناس، فإنّ الناس قد تغيروا، فاستعان عليه أصحاب الحديث بمحمّد بن مسلم بن وارة الرازي، فدخل عليه، فسأله أن يحدثهم، فقال: ما أفعل ؟ فقال: بحقي عليك إلاّ حدّثتهم، فقال:

و أي حق هو لك عليّ؟ قال: أخذت ذات يوم بركابك، قال: قضيت حقا للّه عليك، و ليس لك عليّ حق. قال: فإن قوما اغتابوك، فرددت عنك. قال: و هذا أيضا يلزمك لجماعة المسلمين. قال: فإني عبرت بك يوما في ضيعتك، فتعلّقت بي إلى طعامك، فأدخلت على قلبك سرورا. فقال: أمّا هذا فنعم، فأجابه إلى ما أراد(5).

2539 - سعيد بن عمرو بن مرّة الجهني

حدّث عن أبيه.

روى عنه ابنه طلحة بن سعيد.

ص: 260


1- في تاريخ بغداد: ربال.
2- بالأصل: عبذك، بالذال المعجمة، و المثبت عن تاريخ بغداد.
3- بالأصل الارذبيلي، بالذال المعجمة، و الصواب بالدال و قد مرّ قريبا.
4- الخبر نقله ياقوت في معجم البلدان (برذعة) من طريق الاردبيلي.
5- نقل الذهبي في السير 79/14 و في تذكرة الحفاظ 743/2 عن ابن عقدة: توفي سنة اثنتين و تسعين و مائتين. و قال الذهبي في السير:.

ذكر محمّد بن خلف وكيع فيما قرأته بخطّ أبي الحسين الرازي، عن أبي معدّ عدنان بن أحمد بن طولون عنه، نا علي بن حرب الموصلي، نا المعافى بن محمّد، حدّثني فرج بن فضالة، عن طلحة بن سعيد بن عمرو بن مرّة، عن أبيه، عن جده عمرو قال: كنا ذات يوم عند النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:

«من كان هاهنا من ولد معدّ فليقم» فقاموا و قمت فقال:

«اجلس يا عمرو - مرارا - ثم قال: من كان هاهنا من اليمن فليقم» فقاموا و جلست، فقال: «يا عمرو، هم قومك، فقم معهم» [4782].

2540 - سعيد بن عمرو، و يقال معبد بن عمرو التّميمي

2540 - سعيد بن عمرو، و يقال معبد بن عمرو التّميمي(1)

صحب النبي صلى اللّه عليه و سلم و هاجر إلى أرض الحبشة و استشهد بأجنادين، و هي في قول سيف بعد اليرموك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عتّاب، أنا القاسم بن عبد اللّه بن المغيرة، نا إسماعيل بن أبي أويس، نا إسماعيل بن إبراهيم، عن عمه موسى بن عقبة، قال في تسمية من هاجر إلى أرض الحبشة من بني سهم بن عمرو بن هصيص، تميم بن الحارث بن قيس، و أخ له من أمّه من بني تميم يقال له سعيد بن عمرو، قتلا بأجنادين.

أخبرنا أبو محمّد السّلمي، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، قالا: أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا عتّاب نا عمار بن الحسن، نا سلمة بن الفضل، عن محمّد بن إسحاق، قال: ذكر من خرج إلى أرض الحبشة من بني سهم: قيس بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعيد بن سعد بن سهم، و أخ له من أمّه من بني تميم يقال له: سعيد بن عمرو، و معمر بن الحارث بن قيس(2).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو الحسين رضوان بن أحمد، أنا أبو عمر أحمد بن عبد الجبار، نا

ص: 261


1- ترجمته في الاستيعاب 18/2 هامش الإصابة، أسد الغابة 246/2 و الإصابة 50/2.
2- سيرة ابن هشام 351/1 و ثمة اختلاف و تقديم و تأخير بين عبارتها و عبارة الأصل.

يونس بن بكير، عن ابن إسحاق(1) ، قال في تسمية من هاجر إلى أرض الحبشة من بني سهم: معمر بن الحارث، و أخ له من أمّه من بني تميم(2) يقال له سعيد بن عمرو.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه و يحيى ابنا الحسن، قالا: أنا [أبو](3) جعفر المعدّل، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار قال: تميم بن الحارث - يعني ابن قيس السهمي - أمّه ابنة حرثان بن حبيب بن سواءة بن عامر بن صعصعة، و أخوه لأمه سعيد بن عمرو من بني تميم، قتل يوم أجنادين شهيدا.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا محمّد بن عمر، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(4) قال في الطبقة الثانية من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ممّن تقدّم إسلامه، و لم يشهد بدرا: سعيد بن عمرو التميمي حليف لهم - يعني لأبي قيس بن الحارث - و عبد اللّه بن الحارث، و السائب بن الحارث، و الحجاج بن الحارث، و تميم و يقال: نمير بن الحارث، و سعيد بن الحارث، و معبد بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم، و أخوهم لأمّهم أمه ابنة حرثان بن حبيب بن سواءة بن عامر بن صعصعة، هكذا قال موسى بن عقبة، و محمّد بن إسحاق: سعيد بن عمرو، و قال أبو معشر و محمّد بن عمر: معبد بن عمرو.

و كان من مهاجرة الحبشة الهجرة الثانية.

2541 - سعيد بن عمرو القرشي

من أهل دمشق، له ذكر في كتاب أحمد بن حميد بن أبي العجائز.

2542 - سعيد بن عمر بن الفتح أبو الفتح البغدادي الفقيه

2542 - سعيد بن عمر بن الفتح أبو الفتح البغدادي الفقيه(5)

سمع بصور: أبا العباس عمرو بن عصيم، و أبا سعيد أحمد بن سعيد بن عتيب الفارسي، و بغيرها: زكريا بن يحيى القرشي، و أبا البهي محمّد بن عبد الصمد

ص: 262


1- سيرة ابن إسحاق ص 207 رقم 302.
2- كذا بالأصل و في ابن إسحاق: «تيم» و انظر سيرة ابن هشام 351/1 فيما نقله عن ابن إسحاق.
3- زيادة لازمة منا للإيضاح، قياسا إلى أسانيد مماثلة.
4- طبقات ابن سعد 197/4.
5- ترجمته في تاريخ بغداد 111/9 و كنّاه بأبي عمرو.

القنّسريني، و عبد الرّحمن بن عبيد اللّه بن أخي الإمام بحلب.

روى عنه أبو القاسم عبد الرّحمن بن عمر الشّيباني.

قرأت بخط أبي محمّد عبد العزيز بن أحمد.

و أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان عنه، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن عمر بن محمّد البزاز، حدّثني سعيد بن عمر بن الفتح البغدادي الفقيه، حدّثني أبو سعيد أحمد بن سعيد بن عتيب الفارسي - بصور - نا إبراهيم بن مرزوق، نا ياسين بن ثابت، نا نصر بن القاسم، عن عبد الرّحمن بن داود، عن صالح بن صهيب، عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«ثلاث فيهنّ البركة: البيع إلى أجل، و المعارضة، و إخلاط البرّ بالشعير للبيت لا للبيع» [4783].

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، و أبو النجم الشّيحي، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب(1): سعيد بن عمر بن الفتح، أبو عمرو الفقيه الشافعي البغدادي.

حدّث بالشام فيما أرى عن زكريا بن يحيى المقدسي، و أبي البهي محمّد بن عبد الصمد القنّسريني، و عمرو بن عصيم، و أحمد بن سعيد بن عتيب الصوري.

روى عنه عبد الرّحمن بن [عمر بن](2) نصر الدمشقي.

2543 - سعيد بن عمر بن نصر و يقال ابن عثمان بن نصر

تقدم ذكره.

2544 - سعيد بن علاقة أبو فاختة مولى أمّ هانئ بنت أبي طالب

2544 - سعيد بن علاقة أبو فاختة مولى أمّ هانئ بنت أبي طالب(3)

حدّث عن علي، و عبد اللّه بن عمر، و عبد اللّه بن عباس(4) ، و عبد اللّه بن

ص: 263


1- الخبر في تاريخ بغداد 111/9.
2- زيادة عن تاريخ بغداد.
3- ترجمته في الوافي بالوفيات 249/15 و تهذيب التهذيب 327/2 و علاقة: بكسر ففتح فسكون ففتح كما في المغني.
4- بالأصل: عياش، و الصواب عن تهذيب التهذيب و م.

مسعود، و أمّ هانئ، و الأسود بن يزيد.

روى عنه ابنه ثوير بن أبي فاختة، و سعيد المقبري، و عمرو بن دينار، و سعيد بن عثمان بن عفان، و بريد(1) و برد ابنا أبي زياد.

و وفد على معاوية بن أبي سفيان.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد(2) ، حدّثني أبي، نا عبيدة بن حميد، حدّثني ثوير عن أبيه قال: عاد أبو موسى الأشعري الحسن بن علي قال: فدخل علي فقال: أ عائدا جئت يا أبا موسى أو زائرا؟ قال: فقال: يا أمير المؤمنين لا بل عائدا، فقال علي: فإني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«ما عاد مسلم مسلما إلاّ صلى عليه سبعون ألف ملك من حين يصبح إلى حين يمسي، و جعل اللّه له خريفا في الجنة» قال: فقلنا: يا أمير المؤمنين و ما الخريف ؟ قال:

السّاقية التي تسقي [النخل] (3)[4784].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب(4) ، نا الحميدي، نا سفيان، نا عمرو قال:

سمعت أبا فاختة سعيد بن علاقة يقول: سمعت ابن عباس يقول: يصوم المجاور المعتكف، فحكي لسفيان أن هشيما يقول عن عمرو، عن أبي فاختة أن ابن عباس قال:

لا اعتكاف إلاّ بصوم، فقال سفيان: أخطأ هشيم هو كما قلت لك.

قال يعقوب(5): و أبو فاختة مولى جعدة بن هبيرة المخزومي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية،

ص: 264


1- كذا بالأصل و م، و في تهذيب التهذيب 327/2 «يزيد» و هو الصواب و هو يزيد بن أبي زياد القرشي الهاشمي أبو عبد اللّه مولاهم الكوفي ترجمته في تحريف 329/11 ط الهند.
2- مسند الإمام أحمد 91/1.
3- الزيادة عن مسند أحمد.
4- كتاب المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 810/2.
5- المصدر السابق نفسه.

أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا شبابة بن سوار، أخبرني إسرائيل بن يونس، عن يزيد بن أبي فاختة، عن أبيه قال: وفدت مع الحسن و الحسين إلى معاوية فأجازهما فقبلا.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان الأزهري، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنا أبو الحسين العباس بن العباس بن محمّد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي.

ح و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، نا أبو بكر بن المؤمّل، نا الفضل بن محمّد، نا أحمد بن حنبل، قال: قال بهز: أبو فاختة، قال ابن عيينة: اسمه سعيد بن علاقة، و قال حمّاد بن سلمة: مولى جعدة بن هبيرة - زاد ابن القشيري - يعني أبا فاختة -.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون عبد الرّحمن بن عبد اللّه، نا أبو زرعة النّصري(1) ، حدّثني سليمان بن عبد الرّحمن، عن ابن عيينة قال: اسم أبي فاختة سعيد بن علاقة.

أنبأنا أبو غالب محمّد بن محمّد بن أسد، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر، أنا عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد الخلاّل، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدّثني جدي، حدّثني أحمد بن هلال، نا بهز قال: قال ابن عيينة: أبو فاختة سعيد بن علاقة، قال يعقوب: و اسم أبي فاختة سعيد بن علاقة و هو مولى جعدة بن هبيرة المخزومي.

روى عن علي، و عبد اللّه بن مسعود، و عبد اللّه بن عمر، سمعت غير واحد من أصحابنا منهم محمّد بن عبد اللّه بن نمير، و أبا بكر بن أبي شيبة يقولان ذلك.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي(2) ، نا علي بن الحسن(3) بن سليمان الباقلاني، نا

ص: 265


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 485/1.
2- بالأصل: علي، خطأ، و الصواب ما أثبت عن م، و هو صاحب كتاب الكامل في ضعفاء الرجال، و قد ذكر الخبر في الكامل في ترجمة ثوير بن أبي فاختة 105/2.
3- في ابن عدي: الحسين.

هارون بن حاتم، أنا عبيدة بن حميد، حدّثني ثوير بن أبي فاختة و اسم أبي فاختة سعيد بن علاقة.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن، أنا سهل بن بشر، و أحمد بن محمّد الطريثيثي(1) ، قالا: أنا محمّد بن أحمد بن عيسى السّعدي، أنا منير بن أحمد بن الحسن، أنا جعفر بن أحمد الحذاء، نا أحمد بن الهيثم، قال: قال أبو نعيم: أبو فاختة سعيد بن علاقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل بن غسان، أنا أبي قال: قال يحيى بن معين: أبو فاختة سعيد بن علاقة مولى جعدة بن هبيرة.

أخبرنا أبو بكر الشّحّامي، أنا أبو صالح المؤذن، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالويه، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أبا فاختة اسمه سعيد بن علاقة.

قال: و أنا أبو الحسن بن السّقّا، أنا محمّد بن يعقوب، نا عباس قال: سمعت يحيى يقول: أبو ثوير بن أبي فاختة سعيد.

قرأنا على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي المعالي محمّد بن عبد السلام.

ح و قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن محمّد بن عبد السلام، و محمّد بن عبد الواحد بن حضية(2) ، قالا: أنا علي بن محمّد بن خزفة.

ح و قرأنا على أبي عبد اللّه أيضا، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل - قراءة - قالا: أنا محمّد بن الحسين الزّعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال: أبو فاختة هو أبو ثوير بن أبي فاختة، و اسمه سعيد بن علاقة، سمعت يحيى بن معين يذكر ذاك، و أبو فاختة مولى أمّ هانئ بنت أبي طالب، حدّثنا بذاك محمّد بن الصّبّاح، عن إسماعيل بن زكريا، عن يزيد بن أبي زياد.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن

ص: 266


1- بالأصل: الطيرثيثي، و المثبت عن م.
2- كذا رسمها بالأصل، و في م: خصية.

الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب قال: اسم أبي فاختة مولى جعدة بن هبيرة سعيد بن علاقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد، أنا محمّد بن أحمد بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، حدّثني أبي و عمي أبو بكر قالا: أبو فاختة سعيد بن علاقة مولى جعدة بن هبيرة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(1) قال في الطبقة الأولى من أهل الكوفة: أبو فاختة و اسمه سعيد بن علاقة مولى جعدة بن هبيرة المخزومي.

روى عن علي، و عبد اللّه بن مسعود، و عبد اللّه بن عمر.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو العلاء محمّد بن علي بن يعقوب، أنا علي بن الحسن بن علي قال: و أنا ابن خيرون، أنا الحسن بن الحسين النّعالي، نا جدي لأمي إسحاق بن محمّد قالا: أنا عبد اللّه بن إسحاق المدائني، نا قعنب بن المحرّر الباهلي، قال: أبو فاختة اسمه سعيد بن علاقة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، قال: أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العباس النهاوندي، نا عبد اللّه بن محمّد بن إسماعيل، قال: اسم أبي فاختة سعيد بن علاقة مولى أم هانئ بنت أبي طالب الهاشمي، حدّثنا موسى، نا حمّاد، عن حجّاج، عن ثوير - يعني ابن أبي فاختة مولى جعدة بن هبيرة - و جعدة هو ابن أم هانئ المخزومي.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل السّلامي، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد ابن خيرون و محمّد بن الحسن قالا: - أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل(2) قال: سعيد بن علاقة أبو فاختة مولى أمّ هانئ بنت أبي طالب الهاشمي عن علي. روى عنه ابنه ثوير، و برد.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي

ص: 267


1- طبقات ابن سعد 176/6.
2- التاريخ الكبير 503/3.

- إجازة - ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(1) ، قال: سعيد بن علاقة أبو فاختة مولى أم هانئ بنت أبي طالب.

روى عن علي و عبد اللّه، و أم هانئ.

روى عنه عمرو بن دينار، و سعيد المقبري، و ثوير بن أبي فاختة، و سعيد بن عثمان بن عفان، و برد و يزيد ابنا أبي زياد سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: أبو فاختة سعيد بن علاقة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو فاختة سعيد بن علاقة مولى أم هانئ عن علي.

روى عنه ابنه ثوير و برد.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي أبو عبد الرّحمن النسائي قال: أبو فاختة سعيد بن علاقة.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر فيما قرأت عليه، عن أبي طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بشر الدولابي(2) ، قال: و أبو فاختة سعيد بن علاقة.

أنبأنا أبو جعفر الهمذاني(3) ، أنا أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر أحمد بن علي، أنا محمّد بن محمّد الحاكم قال: أبو فاختة سعيد بن علاقة الهاشمي الكوفي مولى أمّ هانئ بنت أبي طالب، و يقال مولى جعدة، عن علي بن أبي طالب الهاشمي، و أبي العباس عبد اللّه بن عباس القرشي.

روى عنه ابنه ثوير بن أبي فاختة، و أبو عمرو برد بن أبي زياد الهاشمي أخو

ص: 268


1- الجرح و التعديل 51/4.
2- الكنى و الأسماء للدولابي 81/2.
3- بالأصل: الهمداني، و الصواب ما أثبت، انظر فهارس المطبوعة المجلدة العاشرة ص 23.

يزيد بن أبي زياد، و أبو محمّد عمرو بن دينار الجمحي.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال: و أمّا فاختة - أوّله فاء ثم بعد الألف خاء معجمة، و تاء معجمة باثنتين من فوقها - أبو فاختة سعيد بن علاقة مولى أمّ هانئ و هو والد ثوير.

روى عن علي، و ابن مسعود، و أم هانئ.

روى عنه ابنه ثوير، و عمرو بن دينار، و سعيد المقبري، و سعيد بن عثمان بن عفان.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا الحسين بن جعفر - زاد ابن الطّيّوري و ابن عمه أبو نصر محمّد بن الحسن قالا: - أنا أبو الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي أحمد(1) قال: أبو فاختة كوفي ثقة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - نا عبد العزيز بن أحمد، أنا علي بن الحسن الرّبعي، و رشأ بن نظيف، قالا: أنا محمّد بن إبراهيم الطّرسوسي، أنا محمّد بن محمّد بن داود، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش(2) قال: أبو فاختة سعيد بن علاقة لم يتكلّم فيه.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا محمّد بن الحسين بن عبد اللّه، أنا أحمد بن محمّد بن غالب، قال: سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول: ثوير ابن أبي فاختة مولى بني هاشم متروك، و أبو فاختة سعيد بن علاقة.

أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق، أنا أبو تمام علي بن محمّد بن الحسن، و محمّد بن علي بن علي الدجاجي في كتابيهما عن أبي الحسن الدارقطني.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو ياسر محمّد بن عبد العزيز بن عبد اللّه الخياط، أنا أحمد بن محمّد بن غالب - إجازة - قال: هذا ما وافقت عليه أبا الحسن

ص: 269


1- تاريخ الثقات للعجلي ص 507.
2- بالأصل و م: حراش، بالحاء المهملة خطأ، و الصواب ما أثبت و قد مرّ قريبا.

الدارقطني - يعني من المتروكين - ثوير بن أبي فاختة، اسم أبي فاختة سعيد بن علاقة كوفي أبوه ثقة.

قرأنا على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي طاهر محمّد بن أحمد، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بشر محمّد بن أحمد بن حمّاد(1) ، أخبرني محمّد بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمّد بن عمرو(2) ، قال: أبو فاختة مولى بني هاشم شهد مشاهد علي، هلك في إمارة عبد الملك أو الوليد بن عبد الملك(3).

2545 - سعيد بن عياذ

2545 - سعيد بن عياذ(4)

من أهل عمان. وفد على عبد الملك بن مروان.

أنبأنا أبو القاسم النسيب و غيره، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو الحسن علي بن محمّد(5) بن قشيش، أنا أبو الحسن علي بن عمرو بن سهل بن حبيب الجريري، أنا أبو أحمد محمّد بن أحمد بن يوسف الجريري، أنا أبو جعفر أحمد بن الحارث الخزّاز، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن عبد اللّه المدائني، عن الحارث بن أبي سليمان، عن أبي عبد الرّحمن بن ذكوان، و شعبة بن خلف بن عبد اللّه بن شريك بن الأعور، عن أبيه:

أن بني عياد(6) سعيدا و سليمان و سعوة كانوا أيام فتنة ابن الزبير، غلبوا على عمان فكانوا يعشرون(7) الناس، فأصابوا أموالا كثيرا فلما قتل ابن الزبير جمعوا ما أصابوا من الأموال و تحصّنوا في قرية نعمان (8)- و هي قريبة من البحر - و هي في البحر، فلما قدم الحجاج

ص: 270


1- الكنى و الأسماء للدولابي 82/2.
2- الدولابي: «عمر» و هو الصواب و هو محمد بن عمر الواقدي، انظر التهذيب لابن حجر 328/2.
3- نقل ابن حجر في التهذيب عن ابن قانع أنه مات سنة عشرين و مائة، و عقب ابن حجر على قوله قال: و أظنه خطأ. 328/2.
4- ضبطت بكسر العين... و آخره ذال معجمة عن الاكمال لابن ماكولا 63/6 و وقع في تاريخ خليفة ص 297 في تسمية عمال عبد الملك: سعيد بن عبّاد، بالباء الموحدة.
5- قسم من الكلمة مطموس.
6- كذا وقع هنا، و في الكامل لابن الأثير بتحقيقنا 655/2 بنو عباد بن عبد اللّه.
7- أي يأخذون عشر أموالهم (اللسان: عشر).
8- نعمان عدة مواضع راجع معجم البلدان 293/5-294 و في مختصر ابن منظور 346/9 و تحصنوا في قرية بعمان.

العراق استعمل سورة بن أبجر على عمان، و كتب إليه أن ابعث إلى بني عياذ من يحصرهم، فبعث بديل بن طهفة البجلي فحصرهم في السفن، فلم يكن يصل إليهم أحد في البحر، فخلف سعيد و سليمان أخاهما في القلعة و خرجا إلى عبد الملك، فصالحاه على سبعمائة ألف، على أن لهما ما في القلعة إن أدركاها و لم تفتح، و أنهما و جميع من في القلعة آمنون، و إن كانت القلعة قد فتحت فما فيها لعبد الملك، فأمّنهم، و كتب لهما إلى الحجاج، فقدما و القلعة على حالها فأدّيا المال و لحقا بعبد الملك، و حملا إليه هدايا كثيرة و جوهرا سوى ما صالحاه عليه، و كان فيما حملا إليه طست من ذهب فيها شجرة من ياقوت و زمرّد، فأعجب بها عبد الملك، و ظنّ أن عندهما أموالا كثيرة و جوهرا، فأراد أن يعتلّ عليهما فيأخذ الأموال، فقال لهما: لقد بلغني أنكما كنتما تغضبان الناس و تخيفان السبيل ؟ قال سعيد: قد كنا نفعل، و كلما أتيناك به فهو من غصب فأعرض عنهما، و جعل الحجّاج يكتب فيهما، و يحمله عليهما، فلما خافا أجمعا على الخروج، فقالا لعبد الملك: قد نفذت نفقاتنا، و عندنا جوهر فمر صاحب بيت المال أن يأخذه و يسلفنا حاجتنا إلى أن يأتينا ما لنا، فقد وجّهنا رسولا يأتينا بمال. فأمر عبد الملك حاجب بيت المال أن يفعل، فاحتالا لصاحب بيت المال فأخرجا له جوهرا، فقوّمه أصحاب الجوهر بمائة ألف، فقالا: متاعنا خير من ذلك. فردّ عليهما الجوهر فقال سليمان لأخيه سعيد: يا أخي مالنا يأتينا إلى أيام فنفتكّ متاعنا، فاقبل هذه المائة الألف، فإنما هي أيام يسيرة، فدفعوا إلى صاحب المال جوهرا خسيسا، ليست له قيمة، في كيس مثل الكيس الذي كان فيه الجوهر، فأخذه، و لم يفتشه، و ظن أنه الأوّل، و لم ينكر منه شيئا، و أعطاهما مائة ألف.

فخرجا من وجههما ذلك، و قد كانا فرغا من جهازهما، فاستأجرا أدلاّء، و فقدهما عبد الملك بعد ثالثة، فسأل عنهما، فلم يحسّ لهما أثرا، فقال لصاحب بيت المال:

انظر ما في يديك. فأخرجه فإذا فيه خمسة آلاف درهم، فكتب عبد الملك إلى الحجاج، و إلى أجناد الشام، و إلى إبراهيم بن عربي، و هو على اليمامة يأمره بطلبهما.

و لحقا بالأسياف، فخفي أمرهما، فلم يزالا مستخفيين حتى كانت فتنة ابن الأشعث، فقدما في الفتنة إلى عمان، فطردا عامل الحجاج، و غلبا على البلاد فلما انقضت فتنة ابن الأشعث و هرب فرجع إلى سجستان بعث الحجاج إلى عمان القاسم بن شعر المرّي

ص: 271

- مرّة بن عبيد من بني سعد - فقتله سليمان بن عياذ فوجّه الحجاج مجّاع بن سعر(1) فظفر بعمان فقتل أهلها و سباهم، و هرب سعيد و سليمان(2) فقتلا في بلاد العدو و تحصن سعوة بن عباد(3) في تلك القلعة فاتّخذ مجّاع مركبا، و اتّخذ على دقل(4) المركب درجا، و غشّاه بجلود، و وضع فنزرا(5) على رأس الدقل، و أدنى المركب من القلعة، و الدّقل مشرف على القلعة، و قال: من ينتدب فيصير على الفنزر و ترامى أهل القلعة و له دية ؟ فانتدب الدني و رجلان معه، فتعصب بحريرة فصاروا في الفنزر فرامى أهل القلعة، و رماهم أهل القلعة فقتل من الثلاثة رجل، و انقصف الدقل أسفل الفنزر بثلاثة أذرع، فسقطوا في البحر، فغرق المقتول و صاحبه و نجا [الدني](6) الذي كان شدّ رأسه بحريرة فطفا الذي بالحريرة التي على رأسه جعلت ترفعه حتى لحقوه بالقوارب، فأخرجوه، فطلب سعوة الأمان، فنزل على حكم عبد الملك، فقتله مجّاع حين أخذه.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا(7) ، قال: و أما عياذ - بكسر العين و ياء معجمة باثنتين من تحتها و آخره ذال معجمة - سعيد بن عياذ.

ذكر(8) المدائني أن عبيد اللّه بن زياد بن ظبيان نزل عليه بعمان فسمّه في بطيخ.

2546 - سعيد بن عيسى القرشي

كان يسكن دمشق.

روى عن جدته أمّ الربيع.

روى عنه الوليد بن مسلم، و سلمة بن بشر الدمشقيان، و يحيى بن حسان التّنّيسي.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و عبد الباقي بن

ص: 272


1- تقدم قبل سطر «شعر» بالشين المعجمة.
2- مطموس قسم من الكلمة، و الصواب ما أثبت عن م.
3- كذا مرّ هنا: عباد.
4- الدقل: سهم السفينة.
5- الفنزر: بيت يتخذ على خشبة طولها ستين ذراعا للربيئة.
6- زيادة منا للإيضاح، و اللفظة سقطت من الأصل و م.
7- الاكمال لابن ماكولا 62/6 و 63.
8- بالأصل: ذكره، و المثبت عن الاكمال.

محمّد بن غالب قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو القاسم بن بنت منيع، نا داود بن رشيد، نا سلمة بن بشر، نا سعيد بن عيسى، حدثتني جدتي عن أمها أنها سألت أم حبيبة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم عن العلك للصائم قال: فنهتني و أمرتني بالسواك، كذا في هذه الرواية.

و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو بكر بن الحارث الفقيه، أنا أبو محمّد بن حيّان، نا إبراهيم بن محمّد بن الحسن، نا أبو عامر، نا الوليد بن مسلم، أخبرني سعيد بن عيسى، عن جدته أنها سمعت أم حبيبة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم تقول: «لا يمضغ العلك الصّائم» [4785].

قال البيهقي: جدته أم الرّبيع و الحديث موقوف.

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل، و أبو الحسن الأصبهاني، قالا: - أنا أبو بكر الحافظ، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو عبد اللّه البخاري(1) قال:

سعيد بن عيسى سمع جدته أمّ الرّبيع.

روى عنه الوليد بن مسلم، و يحيى بن حسان، منقطع، هو القرشي.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة - ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا أبو الحسن قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(2) قال:

سعيد بن عيسى. روى عن جدته أم الرّبيع، عن أم حبيبة.

روى عنه الوليد بن مسلم، و يحيى بن حسان التّنّيسي، سمعت أبي يقول ذلك.

2547 - سعيد بن غنيم أبو شيبة الكلاعي الحمصي

2547 - سعيد بن غنيم أبو شيبة الكلاعي الحمصي(3)

والد عنبسة بن سعيد.

حدّث عن عبد الرّحمن بن غنم الأشعري، و أراه سمع منه بدمشق.

روى عنه إسماعيل بن عياش.

ص: 273


1- التاريخ الكبير 503/3.
2- الجرح و التعديل 51/4.
3- ترجمته في ميزان الاعتدال 154/2 و التاريخ الكبير للبخاري و ذكره في باب العين: عثيم.

أخبرني أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو بكر الخطيب، أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه المعدّل، أنا الحسين بن صفوان، أنا عبد اللّه بن أبي الدنيا، حدّثني الحسن بن الصباح، حدّثني أبو توبة، نا إسماعيل بن عياش، عن سعيد بن غنيم الكلاعي، عن عبد الرّحمن بن غنم، عن أبي موسى الأشعري، أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«لا تقوم السّاعة حتى يجعل كتاب اللّه عارا و يكون الإسلام غريبا، و حتى ينقص العلم، و يهرم الزمان، و ينقص عمر البشر، و ينقص السنون و الثمرات، و يؤتمن التهماء، و يصدّق الكاذب، و يكذّب الصادق، و يكثر الهرج»، قالوا: و ما الهرج يا رسول اللّه قال:

«القتل، القتل، و حتى تبنى الغرف فتطاول، و حتى تحزن ذوات الأولاد و تفرح العواقر، و يظهر البغي و الحسد و الشحّ و يغيض العلم غيضا، و يفيض الجهل فيضا، و يكون الولد غيظا و الشتاء قيظا، و حتى يجهر بالفحشاء، و تزول الأرض زوالا» [4786].

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا: - أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل(1) ، قال: سعيد بن عثيم أو غنيم الكلاعي.

روى عنه إسماعيل بن عياش.

كذا وقع في الأصل و هو غلطا(2) ، و صوابه ابن غنيم بلا شك.

أنبأنا أبو طالب الزينبي، أنا أبو القاسم التنوخي، أنا محمّد بن المظفّر، أنا أبو بكر بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد البغدادي قال: أبو شيبة سعيد بن عثيم الكلاعي.

حدث عنه إسماعيل بن عياش.

كذا كان في النسخة عثيم بالعين المهملة و الثاء.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا(3) ، قال: و أما غنيم بغين معجمة مضمومة و نون مفتوحة سعيد بن غنيم الكلاعي الشامي.

حدّث عن عبد الرّحمن بن غنم الأشعري. روى عنه إسماعيل بن عياش.

ص: 274


1- التاريخ الكبير للبخاري 505/3.
2- كذا بالأصل.
3- الاكمال لابن ماكولا 140/6.

2548 - سعيد بن الفضل بن ثابت أبو عثمان البصري القرشي مولاهم

2548 - سعيد بن الفضل بن ثابت أبو عثمان البصري القرشي مولاهم(1)

سكن دمشق، ثم رجع إلى البصرة.

روى عن عاصم الأحول، و غالب القطان، و حميد الطويل، و هشام الدّستوائي، و سعيد بن إياس الجريري، و عبد اللّه بن عون، و أبي هلال محمّد بن سليم الرّاسبي، و هشام بن حسان، و سعيد بن أحمد، و الضحاك بن أعين.

روى عنه من أهل دمشق: عبد الرّحمن بن يحيى بن إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر، و أبو النّضر إسحاق بن إبراهيم، و سليمان بن عبد الرّحمن، و هشام بن عمّار، و صفوان بن صالح، و من أهل البصرة: طالوت بن عبّاد، و أحمد بن عبدة، و الحسين بن سلمة بن أبي كبشة.

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن نصير بن عرفة، أنا أبو جعفر محمّد بن إبراهيم الصلحي(2) ، نا أبو علي الحسين بن سلمة بن إسماعيل بن أبي كبشة، نا سعيد بن الفضل القرشي، نا حميد، عن أنس بن مالك، قال: كنا إذا رفع النبي صلى اللّه عليه و سلم رأسه من الركوع لم ينحدر أحد منا للسجود حتى نرى(3) جبهة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في الأرض.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، و علي بن زيد المؤدب، قالا: أنا نصر بن إبراهيم بن نصر - زاد الفرضي: و عبد اللّه بن عبد الرزاق بن الفضيل قالا: - أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو علي بن منير، أنا أبو بكر بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا سعيد بن الفضل، نا أبو هلال، عن يسار، عن الشعبي، عن عبد اللّه بن عباس قال: إن اللّه عز و جل أخرج من آدم ذريته كالذّر في آذيّ من الماء.

قال هشام: الآذيّ الموج الشديد.

قال: و نا هشام بن عمّار، نا سعيد بن الفضل، نا عبد اللّه بن عون، عن محمّد بن

ص: 275


1- له ترجمة في ميزان الاعتدال 154/2.
2- مطموسة بالأصل، و المثبت عن م.
3- بالأصل و م: يرى.

سيرين، قال: من قبلتم شهادته فاقبلوا عمله.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل السّلامي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو الفضل الباقلاني، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد أبو الفضل: و أبو الحسين الأصبهاني قالا: - أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو عبد اللّه البخاري(1) ، قال: سعيد بن الفضل أبو عثمان القرشي البصري، [قال:] حدّثني عاصم الأحول، رأى ابن سيرين توضّأ و حرك خاتمه.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الحلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة - ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(2) قال: سعيد بن الفضل بن ثابت البصري مولى قريش.

روى عن عاصم الأحول، و غالب القطان، و حميد الطويل، و سعيد بن إياس الجريري.

روى عنه طالوت بن عبّاد، و أحمد بن عبدة، و الحسين بن سلمة بن أبي كبشة، و عبد الرّحمن بن يحيى بن إسماعيل بن عبيد اللّه المخزومي الدّمشقي، سألت أبي عنه فقال: شيخ بصري.

سكن دمشق وقع إلى الشام، و هو مثل عبد الملك العائذي(3) ، حدّثنا عنه أبو النّضر الفراديسي، و سليمان(4) بن شرحبيل، و هشام بن عمّار، و عبد الرّحمن بن يحيى، ثم رجع إلى البصرة، فكتب عنه طالوت، و ابن أبي كبشة قلت: ما حاله ؟ قال:

ليس بالقوي، منكر الحديث.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا نصر بن إبراهيم، أنا أبو الحسن بن عوف، نا أبو العباس محمّد بن موسى بن الحسين بن السمسار، أنا أبو بكر بن خريم، نا أبو أحمد

ص: 276


1- التاريخ الكبير 507/3.
2- الجرح و التعديل 55/4.
3- بالأصل و م: «العابدي» و المثبت عن الجرح و التعديل.
4- كذا بالأصل و م و الجرح و التعديل، و الصواب سليمان ابن بنت شرحبيل، و اسمه سليمان بن عبد الرحمن بن عيسى بن ميمون ترجمته في تهذيب التهذيب 413/2 و قد تقدم في بداية الترجمة في الذين رووا عن سعيد بن الفضل، و كنيته أبو أيوب الدمشقي.

حميد بن زنجويه، حدّثني أبو أيوب الدمشقي(1) ، حدّثني سعيد بن الفضل القرشي، أخبرنا هشام بن أبي عبد اللّه الدستوائي، عن عباد بن عبد الأعلى، عن أبي حازم، عن أبي هريرة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«ويل للعرفاء، ويل للعرفاء، ويل للأمراء، ويل للأمراء، ليودّنّ أقوام يوم القيامة لو أنهم كانوا معلّقين بذوائبهم بالثريا، يذبذب بهم بين السماء و الأرض، و أنهم لم يلوا من أمر الناس شيئا، أو قال لم يلوا من أمر الأمة شيئا» [4787].

أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسين بن الصّوري، أنا أبو حفص عمر بن الحسين بن عيسى الدّوني(2) ، أنا أبو القاسم سعيد بن محمّد بن الحسن بن إدريس المروزي الإدريسي - بصور - نا أبو محمّد الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فراس - بمكة - نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن أحمد بن سهل الحذّاء(3) ، نا الحسن بن علي بن شبيب المعمري، نا الحسين بن سلمة بن أبي كبشة اليحمدي(4) ، نا سعيد بن الفضل القرشي، و كان ثقة، نا حميد الطويل، فذكر الحديث الأوّل.

2549 - سعيد بن كيسان أبو سعد بن أبي سعيد المقبري

2549 - سعيد بن كيسان أبو سعد بن أبي سعيد المقبري(5)

مولى بني ليث من أهل المدينة.

روى عن أبيه، و أبي هريرة، و ابن عمر، و أنس بن مالك، و أبي شريح العدوي، و عبيد بن جريج، و عياض بن عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح، و عبد اللّه بن أبي قتادة، و سعيد بن يسار، و عمرو بن سليم الزّرقي، و أبي سعيد مولى المهري، و عبيد أبي الوليد، و أخيه عباد بن أبي سعيد المقبري، و عبد الرّحمن بن بجيد، و عطاء بن مينا،

ص: 277


1- انظر الحاشية السابقة.
2- الدوني بضم الدال نسبة إلى دون من قرى الدينور (اللباب).
3- بالأصل: «الحدا» و في م: «الحداد».
4- رسمها بالأصل: «البحعدى» و الصواب عن تهذيب التهذيب، و اليحمدي بفتح الياء و الميم و سكون الحاء نسبة إلى يحمد بطن من الأزد. ترجمته في تهذيب التهذيب 524/1.
5- ترجمته في تهذيب التهذيب 308/2 و ميزان الاعتدال 139/2 تذكرة الحفاظ 116/1 الوافي بالوفيات 205/15 سير الأعلام 216/5 و بحاشيتها أسماء مصادر أخرى ترجمت له.

مولى ابن أبي ذباب(1) ، و بشير بن محرز، و شريك بن أبي نمر، و عون بن عبد اللّه بن عتبة المسعودي.

روى عنه مالك بن أنس، و ابن أبي ذئب، و عبيد اللّه بن عمر العمري، و الليث بن سعد، و إسماعيل بن أمية، و عمرو بن أبي عمرو، و شعبة، و معن بن محمّد الغفاري، و محمّد بن عجلان، و أبو حازم، و طلحة بن أبي سعيد، و عبد الحميد بن جعفر، و أيوب بن موسى، و أسامة بن زيد الليثي، و محمّد بن إسحاق، و عطاء الخراساني، و عبد الرّحمن بن إسحاق.

قدم الشام مرابطا.

و حدث ببيروت من ساحل دمشق، و سمع منه هناك عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو الحسن علي بن عيسى بن إبراهيم الباقلاني - قراءة عليه، و أنا حاضر - قيل له: حدثكم أبو بكر أحمد بن جعفر، نا أبو مسلم إبراهيم بن عبد اللّه البصري، نا أبو عاصم الضّحّاك بن مخلد، عن ابن عجلان، عن المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلاّ اللّه. فإذا قالوها عصموا مني دماءهم و أموالهم إلاّ بحقّها و حسابهم على اللّه عز و جل» [4788].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الجنيد الميهني (2)- بها - نا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن أبي الحسين العارف الطوسي - بميهنة - أنا أبو علي الحسين بن محمّد بن الحسين بن يوسف السختياني، نا أبو الحسن علي بن عبد العزيز بن يحيى المكي - بمكة - نا سليمان بن أحمد الواسطي، حدّثني عمر بن عبد الواحد، عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، حدّثني سعيد بن أبي سعيد المقبري، و نحن ببيروت، عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

ص: 278


1- بالأصل و م: «دباب» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في تحريف 138/4 ط بيروت.
2- بالأصل «المهني» و الصواب ما أثبت عن م، انظر فهارس المطبوعة المجلدة العاشرة ص 55. و هذه النسبة إلى ميهنة و هي إحدى قرى خابران، بين سرخس و أبيورد (الأنساب).

«ألا إن اللّه قد جعل لكل ذي حقّ حقّه، ألا لا وصيّة لوارث» [4789].

فرق أبو بكر الخطيب أبو بكر(1) في المتفق و المفترق بين المقبري و بين سعيد بن أبي سعيد الذي حدّث ببيروت و وهم في ذلك.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، و أمّ المجتبى العلوية، قالا: أنا أبو الطّيّب عبد الرزاق بن عمر، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا محمّد بن الحسن بن قتيبة - و اللفظ له - و محمّد بن زبان المصري، قالا: نا عيسى، أنا الليث، عن سعيد المقبري أنه سمع أبا هريرة يقول:

بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خيلا قبل نجد فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال سيّد أهل اليمامة فربطوه بسارية من سواري المسجد فخرج إليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:

«ما عندك يا ثمامة بن أثال ؟» فقال: عندي يا محمّد خير، إن تقتلني، تقتل ذا دم، و إن تنعم تنعم على شاكر، و إن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت، فتركه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى كان بعد الغد ثم قال له:

«ما عندك يا ثمامة ؟» قال: ما قلت لك: إن تنعم تنعم على شاكر، و إن تقتل تقتل ذا دم، و إن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «أطلقوا ثمامة» فانطلق إلى محل قريب من المسجد فاغتسل ثم دخل المسجد فقال: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أن محمّدا رسول اللّه، يا محمّد و اللّه ما كان على الأرض وجه أبغض إليّ من وجهك، فقد أصبح وجهك أحبّ الوجوه كلها إليّ، و اللّه ما كان من دين أبغض إليّ من دينك، فقد أصبح دينك أحبّ الدين كله إليّ، و اللّه ما كان من بلد أبغض إليّ من بلدك، فقد أصبح بلدك أحبّ البلاد إليّ، و إن خيلك أخذتني و أنا أريد العمرة، فما ذا ترى ؟ فبشّره رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أمره أن يعتمر، فلما قدم مكة قال له قائل: صبوت ؟ قال: لا، و لكن أسلمت مع محمّد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و لا و اللّه لا يأتيكم من اليمامة حبّة حنطة حتى يأذن فيها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم [4790].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن محمّد بن حسنون النّرسي، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمّد الحربي، نا أبو بكر محمّد بن محمّد بن

ص: 279


1- كذا وردت اللفظة بالأصل و م، و لعلها مقحمة، و الظاهر حذفها.

سليمان الباغندي، نا هشام بن عمّار، نا محمّد بن شعيب بن شابور، عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«الولد للفراش و للعاهر الحجر»، هذا مختصر من حديث [4791].

أخبرناه بتمامه أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، أنا أبو عثمان سعيد بن محمّد البحيري(1) ، أنا أبو عمرو بن حمدان الحيري، أنا الحسن بن سفيان النّسوي، نا هشام بن عمّار، نا محمّد بن شعيب، نا عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أنس بن مالك قال: إني لتحت ناقة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يسيل عليّ لعابها سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«إن اللّه قد جعل لكلّ ذي حق حقّه، ألا لا وصيّة لوارث، و الولد للفراش و للعاهر الحجر، ألا لا يتولين رجل غير مواليه، و لا يدعى إلى غير أبيه، فمن فعل ذلك فعليه لعنة اللّه متتابعة إلى يوم القيامة، ألا لا تنفق امرأة من بيت زوجها إلاّ بإذن زوجها» فقال رجل:

و من الطعام يا رسول اللّه ؟ قال: «و هل أفضل أموالنا إلاّ الطعام، ألا إن العارية مؤدّاة(2) و المنحة مردودة، و الدّين مقضيّ و الزعيم عارم» [4792].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو عثمان البحيري فيما قرئ عليه أنا جدي أبو الحصين أحمد بن محمّد بن جعفر، نا أبو أحمد محمّد بن سليمان بن فارس، نا علي بن شعيب، نا أبو أسامة حمّاد بن أسامة، حدّثني عبيد اللّه بن عمر، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، قال: جئت إلى عبد اللّه بن عمر و هو يناجي رجلا فظننت أنه يحدثه فأدخلت رأسي بينهما فصكّ في صدري فدهشت و ضحكت، فقال: مجنون أنت ؟ قال:

قلت: ظننت أنك تحدثه بحديث؛ فقال ابن عمر: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«إذا كان اثنان يتناجيان فلا تدخل بينهما» [4793].

أخبرنا أبو محمّد المزكّي، أنا أبو محمّد الصوفي، أنا أبو محمّد المعدّل، أنا أبو الميمون البجلي، نا أبو زرعة، نا هشام - يعني ابن عمّار - قال: قلت لابن المقبري:

ص: 280


1- بالأصل: البحير، و الصواب ما أثبت عن م و قد تقدم التعريف به.
2- بالأصل: «مواده» و المثبت عن م، و انظر عبارة مختصر ابن منظور 7/10.

ممّن أنتم ؟ قال: من بني ليث من كنانة، قلت: فلم سميتم المقبري ؟ قال: بما ترى، و أشار إلى المقبرة بجوارها.

قرأنا على أبي غالب، و أبي عبد اللّه ابني البنّا، عن أبي الحسن محمّد بن محمّد بن مخلد، أنا علي بن محمّد بن خزفة، أنا محمّد بن الحسين بن محمّد، نا ابن أبي خيثمة، أنا مصعب بن عبد اللّه قال: سعيد بن أبي سعيد المقبري.

روى عن سعيد بن أبي وقاص، و أبي هريرة، سألت يحيى بن معين عن عبد اللّه بن سعيد بن أبي سعيد قال: هو ابن المقبري، يروي عنه الكوفيون، و هو ضعيف الحديث يقال: إن سعيد بن أبي سعيد اختلط قبل موته بأربع سنين، و مات في خلافة هشام بن عبد الملك سنة ثلاث و عشرين و مائة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن الباقلاني، أنا يوسف بن رباح، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة و محدثيهم:

سعيد بن أبي سعيد المقبري.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد(1) قال في الطبقة الثالثة من أهل المدينة: سعيد بن أبي سعيد المقبري مولى بني ليث كان قد كبر حتى اختلط قبل موته بأربع سنين، و مات في أول خلافة هشام بن عبد الملك.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم بن الخليل، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد(2) ، قال في الطبقة الثالثة من أهل المدينة: سعيد بن أبي سعيد المقبري مولى بني ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة.

روى عن سعد بن أبي وقاص، و جبير بن مطعم، و أبي شريح الكعبي، و أبي هريرة، و أبي سعيد الخدري، و ابن عمر، و عبد الرّحمن بن أبي سعيد الخدري،،

ص: 281


1- الخبر برواية ابن أبي الدنيا سقط من الطبقات الكبرى لابن سعد المطبوع.
2- لا يوجد لسعيد المقبري ترجمة في الطبقات المطبوع لابن سعد، قسم كبير من تراجم أهل المدينة ضائع و سقط من الطبقات المطبوع.

و سعيد بن يسار، و عروة بن الزبير، و أبي سلمة بن عبد الرّحمن، و عبد اللّه بن رافع مولى أمّ سلمة، و عبيد بن جريج، و عبد اللّه بن أبي قتادة، و عبد الرّحمن بن مهران، و القعقاع بن حكيم، و عن أبيه، و عن أخيه عبّاد بن أبي سعيد.

و كان سعيد بن أبي سعيد ثقة كثير الحديث، و لكنه كبر و بقي حتى اختلط(1) قبل موته بأربع سنين، و مات في خلافة هشام بن عبد الملك بالمدينة سنة ثلاث و عشرين و مائة.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل، نا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد ابن خيرون و محمّد بن الحسن قالا: - أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل(2) قال: سعيد بن أبي سعيد المقبري أبو سعد، قال ابن أبي أويس: نسب إلى مقبرة، و قال غيره: أبو سعيد كيسان مكاتب لامرأة من بني ليث مدني.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب، أنا محمّد بن الحسن بن محمّد بن يونس، نا أحمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن، نا محمّد بن إسماعيل، نا آدم، نا شعبة، نا سعيد بن المقبري، و كان سعيد مات بعد نافع و هو سعيد بن أبي سعيد المقبري.

روى عنه يحيى بن أبي كثير، قال: عن أبي سعد، عن أبي شريح، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، و هو سعيد بن أبي سعيد.

و روى مخول بن راشد، عن أبي سعد، و هو سعيد قال: و قال لي ابن أبي أويس:

ينسب إلى المقبرة، و قال غيره: اسم أبي سعيد: كيسان مكاتب مولى(3) امرأة من بني ليث المدني.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد محمّد بن عبد اللّه، أنا أبو حاتم التميمي قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو سعد سعيد بن أبي سعيد المقبري سمع أبا هريرة.

ص: 282


1- عقب الذهبي في سير الأعلام 217/5 قال: «قلت: ما أحسبه روى شيئا في مدة اختلاطه» و نفى في موضع آخر أنه اختلط، فقد ورد في ميزان الاعتدال 139/2: و وقع في الهرم و لم يختلط.
2- التاريخ الكبير 474/3.
3- كذا بالأصل و م: مكاتب مولى امرأة.

روى عنه عبد اللّه، و أبو حازم، و ابن عجلان و مالك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الصوفي، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا جعفر بن محمّد، نا أبو زرعة قال في تسمية من اسمه سعيد ممّن روي عنه بالشام: سعيد بن أبي سعيد ببيروت.

روى عنه ابن جابر.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني أبو موسى بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو سعد سعيد بن كيسان أبي سعيد المقبري.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو طاهر الأنباري، أنا أبو القاسم الصّوّاف، نا أبو بكر أحمد بن محمّد، نا أبو بشر الدّولابي(1) قال: أبو سعد سعيد بن أبي سعيد المقبري.

أنبأنا أبو جعفر الهمذاني(2) ، أنا أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر الحافظ، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو سعد(3) سعيد بن أبي سعيد المقبري، و اسم أبي سعيد كيسان المدني مولى بني ليث.

سمع أبا هريرة، و أبا شريح خويلد بن عمر.

روى عنه سلمة بن دينار، و محمّد بن عجلان، و مالك بن أنس، و عبيد اللّه بن عمر، كناه لنا محمّد، قال: حدّثنا محمّد.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا محمّد بن طاهر المقدسي، أنا مسعود بن ناصر السّجزي، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أحمد بن محمّد الكلاباذي، قال: سعيد بن أبي سعيد و اسمه كيسان أبو سعيد المقبري الليثي المدني مولاهم، كان ينزل عند مقبرة فنسب إليها.

حدّث عن أبي شريح الكعبي، و أبي هريرة، و أبيه كيسان و أبي سلمة بن

ص: 283


1- الكنى و الأسماء للدولابي 186/1.
2- بالأصل «الهمداني» بالدال المهملة خطأ، و الصواب بالذال المعجمة، و قد مرّ كثيرا.
3- استدركت عن هامش الأصل و بجانبها كلمة صح.

عبد الرّحمن، و شريك بن أبي نمر.

روى عنه الليث بن سعد، و مالك، و عبيد اللّه بن عمر، و ابن أبي ذئب، و عمرو بن أبي عمرو في: العلم، و الصّلاة، و غير موضع.

قال ابن سعد: قال الواقدي: كان قد كبر حتى اختلط قبل موته بأربع سنين، ثم مات في أوّل خلافة هشام بن عبد الملك.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إبراهيم قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس قال: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: سألت يحيى بن معين عن العلاء بن عبد الرّحمن، عن أبيه كيف حديثهما؟ فقال:

ليس به بأس، قلت: هو أحبّ إليك أو سعيد المقبري ؟ فقال: سعيد أوثق، العلاء ضعيف.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر بن محمّد، و محمّد بن الحسن بن محمّد.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار بن إبراهيم، أنا الحسين بن جعفر قالا: أنا الوليد بن بكر بن مخلد، نا علي بن أحمد بن زكريا بن الخصيب، نا صالح بن أحمد بن عبد اللّه بن صالح بن مسلم العجلي قال: قال أبي(1): سعيد بن أبي سعيد المقبري مدني تابعي ثقة.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة - ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي بن محمّد قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم(2) قال: سمعت أبي يقول: سعيد المقبري صدوق، و سئل أبو زرعة عن سعيد المقبري ؟ فقال: مدني ثقة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - نا عبد العزيز بن أحمد - لفظا - أنا أبو الحسن علي بن الحسن، و رشأ بن نظيف، قالا: أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد، أنا أبو بكر الكرجي، أنا أبو محمّد بن حراش، قال: سعيد بن أبي سعيد المقبري و هو سعيد بن

ص: 284


1- تاريخ العجلي ص 184.
2- الجرح و التعديل 57/4.

كيسان، ثقة، أثبت الناس فيه الليث بن سعد.

قرأت على أبي القاسم بن عبدان، عن أبي عبد اللّه محمّد بن علي بن أحمد، أنا رشأ بن نظيف، أنا محمّد بن إبراهيم، أنا أبو بكر، نا أبو محمّد بن حراش قال:

سعيد بن أبي سعيد المقبري رجل ثقة، و قد سمع من أبيه، و من جابر بن عبد اللّه حليل(1).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد(2) ، حدّثني أبي، نا عبد الرّحمن - يعني ابن مهدي - قال: قال شعبة:

سمعت سعيد بن أبي سعيد المقبري بعد ما كبر يقول: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«ما أسفل [من](3) الكعبين من الإزار في النار».

قال(4): و حدّثني أبي، نا حجّاج، نا شعبة، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«ما كان أسفل من الكعبين من الإزار فهو في النار»، قال شعبة: و كان سعيد قد كبر.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار، أنا عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر، أنا عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد، نا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي قال: سمعت علي بن المديني يقول:

سعيد بن أبي سعيد ثقة.

قال جدي: و كان سعيد المقبري مولى لبني ليث من كنانة، و كانت وفاته في أوّل خلافة هشام بن عبد الملك، قد كان تغيّر و كبر و اختلط قبل موته، يقال: بأربع سنين، حتى لقد استشا(5) بعض المحدثين عنه ما كتب(6) عنه في كبره مما كتب قبله فكان شعبة

ص: 285


1- كذا بالأصل و م.
2- الحديث في مسند أحمد 461/2.
3- زيادة عن المسند.
4- المصدر السابق نفسه 498/2.
5- كذا بالأصل و م.
6- بالأصل: كنت، و لعل الصواب ما أثبت عن م.

يقول: حدّثنا سعيد المقبري بعد ما كبر(1).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد(2) قال: إنما ذكرنا سعيد المقبري [في جملة من اسمه سعيد](3) لأن شعبة يقول: حدّثنا سعيد بعد ما كبر و أرجو أن سعيدا من أهل الصدق، و قد قبله الناس، و روى عنه الأئمّة و الثقات من الناس و ما تكلم فيه أحد إلاّ بخير.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالويه، قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: حدّثنا حجاج الأعور، أنا أبو معشر قال: كان سعيد المقبري ربّما أنشد الشعر و يمزح بالشيء، و يقول: هو أبلّ للّسان.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: و سعيد بن أبي سعيد، و ابن أبي مليكة و قيس بن سعد ماتوا سنة سبع عشرة و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، أنا أبو طاهر الذهبي - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو(4) عبيد القاسم بن سلاّم قال: سنة خمس و عشرين و مائة فيها مات سعيد بن أبي سعيد المقبري.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العز الكيلي، قالا: أنا أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي و أحمد بن الحسن قالا: - أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خياط(5) قال: سعيد بن أبي سعيد المقبري مولى بني ليث، مات سنة ست و عشرين و مائة.

ص: 286


1- انظر تهذيب التهذيب 308/2.
2- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 391/3-392.
3- ما بين معكوفتين زيادة عن ابن عدي و سقطت العبارة من الأصل و من م أيضا.
4- عن م و بالأصل: أبي.
5- طبقات خليفة ص 447 رقم 2253.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، أنا أحمد بن عمران، نا موسى التّستري، نا خليفة العصفري(1) ، قال: و في سنة ست و عشرين و مائة مات عمرو بن دينار مولى [آل](2) باذان بمكة، و سعيد بن أبي سعيد المقبري بالمدينة.

2550 - سعيد بن محمّد بن الحسن بن القاسم بن إدريس أبو القاسم المرورّوذي الإدريسي

2550 - سعيد بن محمّد بن الحسن بن القاسم بن إدريس أبو القاسم المرورّوذي(3) الإدريسي

سكن صور، و كان إمام جامعها.

و حدث عن أحمد بن علي بن الحسن بن إسحاق الكسائي، و أبي الحسن علي بن محمّد بن بندار القزويني، و أبي نصر الفتح بن الحسين بن أحمد بن سعدان الفارقي، و أبي محمّد عبد السلام بن محمّد بن أحمد النقوي اليمني، و أبي الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس، و ابنه [أبي](4) محمّد الحسن بن أحمد بن فراس، و أبي الحسن علي بن محمّد بن ماشادة الأصبهاني، و صالح بن أحمد الميانجي، و أبي علي بن شاذان البغدادي، و أبي سعيد محمّد بن موسى الصّيرفي، و أبي الحسين بن بشران، و محمّد بن الحسين القطان، و أبي الحسن علي بن أحمد بن الحسن بن نعيم البصري النّعيمي، و أبي أسامة محمّد بن أحمد بن محمّد الهروي، و أبي عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبيد الوشاء و غيرهم.

و سمع من علي بن محمّد الحنّائي بدمشق.

روى عنه أبو بكر الخطيب، و عبد العزيز الكتّاني، و أبو الفضل يوسف بن الحسن بن إبراهيم المقرئ، و أبو الفتح نصر بن إبراهيم الزاهد بالإجازة، و أبو اليسر المؤمّل بن الحسن بن أبي سلامة الطائي، و أبو المعالي مشرف بن مرجى بن إبراهيم، و أبو القاسم مكي بن عبد السلام بن الحسين المقدسيان.

و روى لنا عنه أبو محمّد بن الأكفاني بالإجازة له منه.

ص: 287


1- تاريخ خليفة بن خياط ص 368.
2- زيادة عن تاريخ خليفة.
3- رسمها و إعجامها مضطربان و صورتها: «المرورورى» و في م: المروروري و انظر لسان الميزان 42/3.
4- زيادة منا للإيضاح.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، أنا أبو الفضل يوسف بن الحسن بن إبراهيم بن الباقلاني المقرئ، نا أبو القاسم سعيد بن محمّد بن الحسن بن القاسم الإدريسي المقرئ - بجامع صور - أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن بندار(1) القزويني بمكة - أنا أبو الحسن محمّد بن الحسن بن يعقوب بن مقسم المقرئ، نا أبو العباس أحمد بن الصّلت بن المغلّس الحنّائي، نا أبو نعيم، نا فطر، حدّثني أبو خالد الوائلي قال: سمعت جابر بن سمرة يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«لا يضر هذا الأمر من ناوأه حتى يقوم اثنا عشر خليفة، كلّهم من قريش» [4794].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو القاسم سعيد بن الحسن الإدريسي، نا الأستاذ الأديب أبو الحسن علي بن محمّد الطّرازي، نا أبو حامد أحمد بن حسنويه المقرئ البزاز، نا أبو الحسين مسلم بن الحجّاج القشيري الإمام - رحمه اللّه - نا سعيد بن عمرو الأشعثي، نا عبثر بن القاسم، نا مطرّف بن طريف، عن سوادة بن أبي الجعد، عن ابن أبي جعفر قال: كنت جالسا عند سويد بن مقرّن فقال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«من قتل دون ماله فهو شهيد» [4795].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا الفقيه أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد العزيز الأنصاري الأندلسي، أنا أبو علي حسين بن سعد الآمدي - بصور - قال: نا أبو القاسم سعيد بن محمّد بن الحسن الإدريسي - قال الأكفاني: و هو لي إجازة من سعيد مع جميع حديثه - نا أبو عبد اللّه محمّد بن الحسن بن عمرو الناقد بفسطاط مصر، أنا أبو الطّيّب أحمد بن سليمان الحريري، نا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن سلامة الأزدي الطّحاوي، نا إبراهيم بن مرزوق، نا عبد اللّه بن بكر، عن حميد، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«أ لا أخبركم بخير دور الأنصار؟ دار بني النجار، ثم دار بني الأشهل، ثم دار بني الحارث، ثم(2) الخزرج، ثم دار بني ساعدة، و في كل دور الأنصار خير»، صوابه بني

ص: 288


1- في مختصر ابن منظور 8/10 شداد.
2- كذا بالأصل و م، و هو خطأ و صوابه: الحارث بن الخزرج بن حارثة، و كان سكنهم في السنح على ميل من مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، انظر جمهرة ابن حزم ص 361، و سينبه المصنف إلى هذا خطأ في آخر الحديث.

الحارث بن الخزرج [4796].

أخبرناه على الصواب أعلى من هذا بثلاث درجات أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد، نا الحسن بن علي، أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد(1) ، حدّثني أبي، نا ابن أبي عدي، عن حميد، عن أنس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«أ لا أخبركم بخير دور الأنصار: دار بني النجار، ثم دار بني عبد الأشهل، ثم دار بني الحارث بن الخزرج، ثم دار بني ساعدة، و في كل دور الأنصار خير» [4797].

أخبرنا أبو السّعادات المتوكلي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو القاسم سعيد بن محمّد بن الحسن المروروذي من لفظه بصيدا، أنا أحمد بن علي بن الحسن بن إسحاق الكسائي - بزبيد(2) اليمن - نا أحمد بن الحسن بن إسحاق بن عتبة أبو العباس الرازي، نا إسماعيل بن محمود، نا محمّد بن كيسان، نا هارون بن المغيرة، عن إسماعيل بن مسلم، عن الحسن قال: لا تشتر مودّة ألف رجل بعداوة رجل واحد.

قال هارون: قدم عليّ ابن المبارك فجاء إليّ و هو على الرحل، فسألني عن هذا الحديث فحدثته، فقال: ما وضعت رحلي من مرو إلاّ لهذا الحديث.

كتب إليّ أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل يخبرني في تذييله لتاريخ نيسابور(3) قال: سعيد بن محمّد بن الحسن بن القاسم بن إدريس أبو القاسم الصوفي المروروذي الإدريسي دخل نيسابور فسمع الكثير من المشايخ و سمع منه.

حدّث عن أبي عمر القاضي، و علي بن القاسم النّجّاد، و أبي الحسين بن بشران و طبقتهم. [روى عنه الحسن بن محمّد الصفار](4).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أخبرني أبو الفتيان عمر بن عبد الكريم الدّهستاني، قال: توفي سعيد بن محمّد الإدريسي بصور في شعبان سنة تسع و خمسين و أربعمائة.

قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي: توفي أبو القاسم سعيد بن محمّد بن

ص: 289


1- مسند الإمام أحمد 105/3.
2- زبيد بفتح أوله، مدينة مشهورة باليمن و بإزائها ساحل غلافقة و ساحل المندب (ياقوت).
3- المنتخب من السياق لتاريخ نيسابور ص 236.
4- ما بين معكوفتين زيادة عن المنتخب من السياق. و العبارة سقطت من الأصل و من م.

الحسن بن القاسم بن إدريس المروذي المقرئ يوم الأحد لخمس بقين من رجب سنة تسع و خمسين.

حدّث عن أبي الحسين محمّد بن أحمد بن جميع، و أبي الحسن بن فراس المكي، و ولده أبي محمّد الحسن بن أحمد، و أبي الحسن بن رزقويه، و أبي الحسين بن بشران، و أبي محمّد عبد السلام بن محمّد بن أحمد النقوي، و القاضي أبي عمر الهاشمي، و القاضي أبي مسعود الميانجي، و هلال بن محمّد الحفّار، و أبي الحسن علي بن ححاف(1) الدمشقي و غيرهم، و كان إمام مسجد الجامع، لم أسمع منه غير حكاية.

2551 - سعيد بن أبي محمّد بن عبد اللّه بن يزيد بن معاوية ابن أبي سفيان الأموي

كان يسكن دير قيس(2) من إقليم خولان(3) من قرى دمشق، و كانت لجده معاوية، له ذكر.

و ذكره أحمد بن حميد الأزدي و ذكر أولاده: خالد بن سعيد شاب، و عنبسة بن سعيد فطيم، و أم عثمان ابنة سعيد عاتق.

2552 - سعيد بن محمّد أبو الفرج ختن ابن المصري

حدّث عن أبي عثمان سعيد بن عبد العزيز الحلبي الصّوفي نزيل دمشق.

روى عنه تمام بن محمّد.

قرأت بخط أبي القاسم تمام بن محمّد، و أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي، نا عبد العزيز الكتاني، أنا تمام بن محمّد، أخبرني أبو الفرج سعيد بن محمّد الدمشقي ختن ابن(4) المصري، نا أبو عثمان سعيد بن عبد العزيز الحلبي، نا أبو نعيم

ص: 290


1- كذا رسمها بالأصل و م.
2- في إقليم خولان سكنه خالد بن سعيد بن أبي محمد الأموي، و في بعض المصادر دير القس و لعله الأولى (غوطة دمشق: محمد كردعلي ص 195) و انظر معجم البلدان 529/2.
3- قرية لغسان، سماها النازلون فيها عند الفتح باسم مخلاف من مخاليف اليمن، كما سموا غيرها من القرى التي نزلوها. و إقليم خولان يدخل فيه داريا. (غوطة دمشق: محمد كردعلي ص 169).
4- بالأصل: «أبي» و الصواب ما أثبت و قد تقدم في صدر الترجمة.

الحلبي، نا ابن المبارك، عن مالك بن أنس، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم صلى خلف أبي بكر في ثوب واحد.

أخبرناه أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد الرازي، حدّثني أبو زرعة، و أبو بكر محمّد و أحمد ابنا عبد اللّه بن أبي دجانة النصريان، قالا: نا أبو عثمان سعيد بن عبد العزيز بن مروان الحلبي فذكره.

2553 - سعيد بن مالك بن بحدل بن أنيف بن دلجة ابن قنافة بن عدي بن زهير بن جناب بن هبل الكلبي

أخو حسان بن مالك، ولي إمرة قنّسرين و الجزيرة في أيام يزيد بن معاوية، و إليه ينسب دير ابن بحدل(1) من إقليم بيت الآبار(2) أقطعه إياه يزيد بن معاوية.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن محمّد بن علي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط(3) قال: كان على الجزيرة - يعني أيام يزيد بن معاوية - سعيد بن مالك بن بحدل، فأخرجه زفر بن الحارث حين وقعت الفتنة(4).

أخبرنا أبو محمّد السّلمي، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان قال:

و كان الضحاك بن قيس الفهري مرّض معاوية، و صلّى عليه و دفنه، و قام بالأمر حتى قدم يزيد من البرية و تلقاه و كان أول من هنّأه بالخلافة، فلما توفي يزيد و ابنه معاوية أشاع في جنده أنه مبايع لابن الزبير، و كان مبغضا لمروان و ولده، و وقع ذكر ما همّ به

ص: 291


1- لم يبق من القرى التي تبدأ باسم دير في الغوطة سوى دير بحدل، و هو منسوب إلى سعيد بن مالك بن بحدل... و هو اليوم زرائب للبهائم و حواصل للغلات و بيوت للفلاحين (غوطة دمشق: محمد كردعلي ص 192).
2- بالأصل لبيت الآبار، و بيت الآبار بليدة خربت و من عملها المنيحة و جرمانا.... و الغالب أنها التل الكبير المائل للعيان شرقي جرمانا و يقال لخرائبها الآن تل أم الإبر و هي على نهر العقرباني (غوطة دمشق: محمد كردعلي ص 164).
3- لم أجد لسعيد بن مالك ذكرا لا في طبقات خليفة و لا في تاريخه.
4- قسم من الكلمة مطموسة، ما أثبتناه الصواب عن م.

الضحاك بن قيس إلى النعمان بن بشير(1) ، و هو على حمص، و كان النعمان زبيريا، فدعا إلى ابن الزبير فبلغ الخبر زفر بن الحارث الكلابي بقنّسرين و عليها سعيد بن مالك بن بحدل الكلبي فأرسل زفر إلى سعيد أن اخرج عنا، فخرج حتى لحق بأخيه حسّان بن مالك و استولى زفر بن الحارث على قنّسرين، و بايع لعبد اللّه بن الزبير، فلما قدم سعيد بن مالك على أخيه حسان بن مالك وثب بهم ناتل بن قيس و دعا إلى ابن(2) الزبير.

قال: و نا يعقوب قال: سمعت ابن عفير قال: كان مروان مع مسرف - يعني ابن عقبة - فلمّا توجه مسرف إلى مكة رجع مروان إلى الشام - يعني فلما سمع بموت يزيد و ابنه معاوية عدل إلى فلسطين و هاله(3) إلى الأمر و رأى أن الأمر قد استوثق لابن الزبير فقعد إلى حسان و سعيد ابني مالك بن بحدل فقال لهما: لو قمتما معي لشددنا على هذا الأعرابي لناتل و أخذت بيعة أهل فلسطين و الأردن لعبد اللّه بن الزبير و سرت إليه بيعتهم فقد كان من أمر الأجناد ما كان، فقالا له: أنت شيخ قريش اليوم و يزيد أن يكون .....(4) لابن الزبير قال: فما الحيلة ؟ قال: ندعو الناس إلى بيعة خالد بن معاوية، و دخل الضحاك من ذلك بعض الوهم، و قد كان بايع لابن الزبير، و كتب حسان بن مالك كتابا إلى الضحاك يذكر بلاء بني أميّة عنده، و يدعوه إلى طاعتهم و إلى الأمر إلى أن اجمعوا أن يبايع لمروان و يكون خالد بن يزيد ولي العهد من بعده فبايع الناس مروان(5).

ص: 292


1- بالأصل «بشر» خطأ و المثبت عن م.
2- استدركت عن هامش الأصل.
3- كذا رسمها «بالأصل و م.
4- رسمها بالأصل: «ركاحبا» و في م: ركاصا.
5- بشأن اختلاف أهل الشام على ابن الزبير، و صراع أجنحة السلطة الأموية الذي انتهى بتسوية تمثلت بالعمل على استمرار النظام الأموي عبر مرحلة انتقالية تمثلها خلافة مروان بن الحكم على أن تعود الخلافة إلى البيت السفياني ممثلا بخالد بن يزيد، لكن مروان خرق هذا الاتفاق التسوية بتزوجه أم خالد بن يزيد ليحط من قدره و يضعفه ثم مبادرته إلى تعيين ولديه لولاية العهد مطوقا أية محاولة في المستقبل لانتزاع السلطة من بيت بني العاص أو بني مروان. انظر ما لاحظناه في هذا الشأن كتاب الإمامة و السياسة لابن قتيبة بتحقيقنا 20/2 و ما بعدها.

2554 - سعيد بن مسبّح و يقال: مسجح أبو عثمان، و يقال: أبو عيسى القرشي الأسود المكّي

2554 - سعيد بن مسبّح و يقال: مسجح أبو عثمان، و يقال: أبو عيسى القرشي الأسود المكّي(1)

مولى بني جمح، و يقال مولى بني نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب، و يقال:

مولى بني مخزوم، المغني.

أستاذ عبيد بن سريج(2) في الغناء.

سمع عبد اللّه بن الزبير، و وفد على عبد الملك بن مروان.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمّد القرشي(3) ، حدّثني عمي، و الحسين بن القاسم الكوكبي، قالا جميعا: حدّثنا محمّد بن سعيد الكراني، حدّثني النضر بن عمرو، و حدّثني أبو أمية القرشي، حدّثني دحمان الأشقر قال:

كنت عاملا لعبد الملك بن مروان بمكة فرفع إليّ أن رجلا أسود يقال له ابن مسجح قد أفسد فتيان قريش، و انفقوا عليه أموالهم - يعني - فكتبت بذلك إلى عبد الملك بن مروان فكتب إليه أن اقبض ماله و سيّره إليّ، ففعل، و توّجه ابن مسجح إلى الشام فصحبه رجل جوار مغنيات في طريقه فقال له: أين تريد؟ فأخبره خبره، و قال له: أريد الشام قال له: فتكون معي ؟ قال: نعم، فصحبه حتى بلغا دمشق فدخلا مسجدها فسألاهم(4): من أخص الناس بأمير المؤمنين ؟ فقالوا: هؤلاء النفر من قريش و بني(5) عمه، فوقف ابن مسجح عليهم و سلم ثم قال: يا فتيان هل فيكم من يضيف رجلا غريبا من أهل الحجاز، فنظر بعضهم إلى بعض و كان عليهم موعد أن يذهبوا إلى قينة يقال لها برق الأفق، فتثاقلوا به إلاّ(6) فتى منهم تذمم(7) فقال له: أنا أضيفك، و قال لأصحابه: انطلقوا أنتم و أنا أذهب مع ضيفي، قالوا: بل تجيء معنا أنت و ضيفك،

ص: 293


1- ترجمته في الأغاني 276/3 و الوافي بالوفيات 257/15. و تقرأ بالأصل: مسحج فقد وضع علامة «ح» على الحرف الأول إشارة إلى تقديم الحاء على الجيم.
2- بالأصل: شريح، و المثبت عن الأغاني 277/3.
3- الخبر في الأغاني 282/3-283.
4- كذا بالأصل و م، و في الأغاني: فسألا.
5- كذا بالأصل و م.
6- عن الأغاني و بالأصل «إلى».
7- تذمم أي خشي الذم و اللوم إن هو امتنع عن استضافته.

فذهبوا جميعا إلى بيت القينة. فلما أتوا بالغداء قال لهم سعيد: إني رجل أسود و لعل فيكم من يقذرني فأنا أجلس و آكل ناحية فقاموا، و قام فاستحيوا منه و بعثوا إليه بما أكل، و أخرجوا جاريتين فجلستا على سرير قد وضع لهما، فغنّتا إلى العشاء ثم دخلتا و خرجت جارية حسنة الوجه و الهيئة و هما معها، فجلستا أسفل السرير عن يمينه و شماله، و جلست هي على السرير قال ابن مسجح: فتمثلت هذا البيت:

فقلت: أشمس أم مصابيح بيعة *** بدت لك خلف السّجف أم أنت حالم ؟

فغضبت الجارية، و قالت: أ يضرب مثل هذا الأسود لي الأمثال، فنظروا إليّ نظرا(1) منكرا، و لم يزالوا يسكنونها، ثم غنّت صوتا، قال ابن مسجح فقلت: أحسنت و اللّه، فغضب مولاها و قال: أمثل هذا الأسود يقدم على جاريتي ؟ فقال لي الرجل الذي أنزلني عنده: قم فانصرف إلى منزلي فقد ثقلت على القوم، فذهبت لأقوم فتذمّم القوم، و قالوا لي: بل أقم و أحسن أدبك، فأقمت و غنّت فقلت: أخطأت و اللّه يا زانية، و أسأت، ثم اندفعت فغنّيت الصوت فوثبت الجارية و قالت: لمولاها: هذا أبو عثمان سعيد بن مسجح فقلت: أي و اللّه أنا هو، لا و اللّه لا أقيم عندكم، فوثب القرشيون فقال: هذا يكون عندي، و قال هذا: بل يكون عندي، فقلت: لا و اللّه لا أقيم إلاّ عند سيدكم أعني الرجل الذي أنزلني منهم و سألوه عمّا أقدمه فأخبرهم الخبر، فقال له صاحبه إني أسمر الليلة عند أمير المؤمنين فهل تحسن أن تحدو؟ قال: لا و اللّه، و لكني أصنع [حداء، قال](2) له: فإني منزلي بحذاء منزل أمير المؤمنين، فإذا وافقت منه طيب نفس أرسلت إليك، و مضى إلى عبد الملك، فلما رآه طيّب النفس أرسل إلى ابن مسجح فأخرج رأسه من وراء شرف القصر ثم حدا:

إنك يا معاوي المفضل(3)

إن زلزل الأقوام لم تزلزل

عن دين موسى و الكتاب المنزل

ص: 294


1- بالأصل: انظر.
2- ما بين معكوفتين مكان اللفظتين مطموس بالأصل، و المثبت عن الأغاني و مخطوط م.
3- روايته في الأغاني: إنك يا معاذ يا ابن الفضل.

تقيم أصداغ(1) القرون الميّل

للحق حتى ينتهوا للأعدل

فقال عبد الملك للقرشي: من هذا؟ قال: رجل حجازي قدم عليّ، قال:

أحضره، فأحضره، فقال له: أحد فحدا(2) ، ثم قال له: هل تغني غناء الركبان ؟ قال:

نعم، قال: غنّه، فغنّى فقال له: هل تغنّي الغناء المتقن ؟ قال: نعم، قال: غنّه، فتغنّى فاهتز عبد الملك طربا ثم قال له: أقسم أن لك في القوم اسما كبيرا، من أنت ويلك ؟ قال: أنا المظلوم المقبوض ماله، المسيّر عن وطنه سعيد بن مسجح قبض مالي عامل الحجاز، و نفاني، فتبسم عبد الملك ثم قال: قد وضح عذر فتيان قريش في أن ينفقوا عليه أموالهم، و أمنه و وصله، و كتب إلى عامله بردّ ماله، و ألاّ(3) يعرض له بسوء فعاد إلى ماله و وطنه.

2555 - سعيد بن مسلمة بن أميّة بن هشام ابن عبد الملك بن مروان بن الحكم ابن...

2555 - سعيد بن مسلمة بن أميّة بن هشام ابن عبد الملك بن مروان بن الحكم ابن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس و يقال: سعيد بن مسلمة بن هشام أبو عبد الملك الأموي(4)

كان ينزل الجزيرة.

و حدث عن الأعمش، و إسماعيل بن أمية، و محمّد بن عجلان، و ليث بن أبي سليم، و عبد الملك بن أبي سليمان، و سعيد بن بشير، و جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين، و هشام بن عروة، و أبي جناب يحيى بن أبي حيّة الكلبي.

روى عنه دحيم، و عبد اللّه بن أحمد بن بشير بن ذكوان، و أبو عبد اللّه محمّد بن إدريس الشافعي، و الحكم بن موسى، و داود بن رشيد، و يحيى بن عبد الحميد

ص: 295


1- بالأصل و م: الأصداع بالعين المهملة خطأ، و الصواب ما أثبت، يقال: صدغ يصدغ صدوغا و صدغا بمعنى مال، و منه: لأقيمن صدغك أي ميلك.
2- في الأغاني: أحد مجدّا.
3- بالأصل «و لا» و المثبت عن الأغاني و مخطوط م.
4- ترجمته في تهذيب التهذيب 335/2 و ميزان الاعتدال 158/2.

الحمّاني(1) ، و محمّد بن الصّبّاح الجرجرائي، و الحسن بن الجنيد، و الفتح بن سلومة(2) الحرّاني، و عمر بن إسماعيل بن مجالد، و يوسف بن بحر قاضي جبلة، و محمّد بن غالب بن حصن الأنطاكي، و علي بن الحسن النّسائي نزيل الرّقّة، و أبو التّقي هشام بن عبد الملك اليزني، و أبو محمّد عبد اللّه بن كعب الأشقري، و داود(3) بن رشيد، و الفضل بن يعقوب الرّخامي.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد(4) ، نا الحكم بن موسى أبو صالح، نا سعيد بن مسلمة، عن إسماعيل بن أمية، عن موسى بن عمران بن مناح(5) ، عن أبان بن عثمان أنه رأى جنازة مقبلة، فلما رآها قام و قال: رأيت عثمان يفعل ذلك، و أخبرني أنه رأى(6) النبي صلى اللّه عليه و سلم يفعله.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا عمر بن محمّد بن علي أبو حفص الزيات نا قاسم بن زكريا المطرّز، أنا عمر بن إسماعيل بن مجالد، نا سعيد بن مسلمة، عن إسماعيل بن أمية، عن نافع، عن ابن عمر قال: خرج علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - أو دخل المسجد - و هو آخذ بيد أبي بكر و عمر، أحدهما عن يمينه، و الآخر عن يساره فقال:

«هكذا نبعث يوم القيامة» [4798].

رواه الترمذي عن عمر بن إسماعيل(7).

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، عن أبي عبد اللّه الحسن بن

ص: 296


1- تقرأ بالأصل «الحنائي» و المثبت عن ترجمته في سير أعلام النبلاء 526/10.
2- في ثقات ابن حبّان و لسان الميزان: سلمويه.
3- كذا ورد مكررا بالأصل.
4- مسند الإمام أحمد 68/1.
5- كذا بالأصل و المسند.
6- بالأصل: و أخبرني أن النبي صلى اللّه عليه و سلم يفعله، و المثبت و الزيادة عن م و مسند أحمد.
7- سنن الترمذي، كتاب المناقب ح (3669) و قال الترمذي: و سعيد بن مسلمة ليس عندهم بالقوي. و قد روي هذا الحديث أيضا من غير هذا الوجه عن نافع عن ابن عمر.

أحمد بن أبي الحديد، أنا علي بن الحسن بن أبي زروان(1) ، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن محمّد بن إسحاق السراج، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن أبي حمّاد الحومي(2) ، نا محمّد بن غالب، نا علي النسائي، نا سعيد بن مسلمة، عن إسماعيل بن أمية، عن نافع، عن ابن عمر قال: دخل النبي صلى اللّه عليه و سلم و أبو بكر عن يمينه و عمر عن شماله فقال:

«هكذا نبعث يوم القيامة» [4799].

قال أبو عبد اللّه بن غالب: فقدم علينا سعيد بن مسلمة فحدّثنا بكتاب إسماعيل بن أمية فقلت: يا أبا عبد الملك فأين حديث إسماعيل بن أمية عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: فذكرت الحديث فقال لنا: قد محا الرافضة - أو الشيعة - من كتابي أحاديث، فقلت: إن عليّا النّسائي حدّثني عنك عن إسماعيل بن أمية، فذكرت له الحديث، فقال: هكذا حدّثناه إسماعيل كما حدثكم عليّ النّسائي.

أخبرنا أبو القاسم زاهر، و أبو بكر وجيه ابنا(3) طاهر بن محمّد، و أبو الفرج عبد الوهاب بن الشاه(4) بن أحمد قالوا: أنا أحمد بن الحسن الأزهري، أنا الحسن بن أحمد المجلدي، أنا أبو بكر الأسفرايني، أنا محمّد بن غالب، نا سعيد بن مسلمة بن أمية بن هشام بن عبد الملك بن مروان، عن الأعمش، بحديث ذكره.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا: - أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل(5) قال: سعيد بن مسلمة بن هشام بن عبد الملك بن مروان الأموي القرشي، عن إسماعيل بن أمية، فيه نظر، يروي عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، مناكير.

أنبأنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد و عبد اللّه بن أحمد قالا: قال لنا أبو بكر

ص: 297


1- بالأصل: زوان.
2- كذا رسمها بالأصل و م.
3- بالأصل «أنا» خطأ و الصواب ما أثبت عن م، انظر فهارس المطبوعة المجلدة العاشرة ص 40 و 66.
4- بالأصل: «المشاة» خطأ و الصواب ما أثبت عن م، انظر ترجمته في سير الأعلام 35/20 و كنّاه الذهبي: أبا الفتوح.
5- التاريخ الكبير 516/3.

الخطيب: سعيد بن مسلمة بن هشام بن عبد الملك بن مروان الأموي.

حدّث عن هشام بن عروة، و جعفر بن محمّد بن علي، و ليث بن أبي سليم، و إسماعيل بن أمية، و محمّد بن عجلان، و أبي جناب الكلبي.

روى عنه محمّد بن إدريس الشافعي، و الحكم بن موسى، و محمّد بن الصّبّاح البغداديان، و داود بن رشيد، و دحيم الدمشقي، و الفضل بن يعقوب الرحامي(1) و غيرهم.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: فسعيد بن مسلمة الأموي ؟ فقال: ليس بشيء.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي(2) ، نا أحمد بن علي بن بحر، نا عبد اللّه بن الدّورقي قال: قال يحيى: سعيد بن مسلمة ينزل قرب الرّقّة ليس حديثه بشيء.

قال: نا أبو أحمد(3) قال: سمعت ابن حمّاد يقول: قال البخاري: سعيد بن مسلمة الأموي، عن إسماعيل بن أمية، منكر الحديث.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا قاضي القضاة أبو بكر محمّد بن المظفّر، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد، أنا يوسف بن أحمد بن يوسف، نا أبو جعفر العقيلي(4) ، حدّثني آدم بن موسى قال: سمعت البخاري قال: سعيد بن مسلمة الأموي منكر الحديث، في حديثه نظر.

قال أبو جعفر: سعيد بن مسلمة الأموي جزري.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو نصر بن الجبّان - إجازة - أنا أحمد بن القاسم الميانجي - إجازة - حدّثني أحمد بن طاهر بن النجم، أنا

ص: 298


1- كذا رسمها بالأصل و م.
2- الكامل لابن عدي 379/3.
3- المصدر نفسه: الجزء و الصفحة.
4- كتاب الضعفاء الكبير للعقيلي 111/2.

سعيد بن عمرو البردعي فيما نسخه من كتاب أبي زرعة الرازي بخطه في أسامي الضعفاء و من تكلّم فيهم من المحدثين: سعيد بن مسلمة.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة - ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا أبو الحسن الفأفاء، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(1) قال: سألت أبي عن سعيد بن مسلمة فقال: ليس بقوي هو ضعيف الحديث، منكر الحديث.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، و أبو يعلى حمزة بن علي، قالا: أنا أبو الفرج الأسفرايني، أنا علي بن منير، أنا الحسن بن رشيق، نا أبو عبد الرّحمن قال: سعيد بن مسلمة الأموي يروي عن إسماعيل بن أمية ضعيف.

أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق، أنا القاضيان أبو الغنائم محمّد بن علي بن علي بن الدّجاجي، و أبو تمام علي بن محمّد بن الحسن في كتابيهما عن أبي الحسن الدارقطني قال: سعيد بن مسلمة بن هشام بن عبد الملك ضعيف الحديث يعتبر به.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالويه قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول:

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر، أنا أبو الحسن العتيقي(2) ، أنا يوسف بن أحمد بن يوسف، نا أبو جعفر العقيلي(3) ، نا محمّد بن عيسى، نا عباس قال: سمعت يحيى بن معين قال: سعيد بن مسلمة كان عنده كتاب عن منصور فقال له رجل: سمعت هذا الكتاب من منصور؟ فقال: حتى يجيء ابني فأسأله.

2556 - سعيد بن مسلم بن بانك أبو مصعب المدني

2556 - سعيد بن مسلم بن بانك أبو مصعب المدني(4)

روى عن أبيه، و سالم بن عبد اللّه بن عمر، و عكرمة مولى ابن عباس، و يزيد بن

ص: 299


1- الجرح و التعديل 67/4.
2- و اسمه أحمد بن محمّد بن أحمد بن منصور ترجمته في سير الأعلام 602/17.
3- الضعفاء الكبير للعقيلي 111/2.
4- ترجمته في تهذيب التهذيب 335/2.

عبد اللّه بن قسيط، و سالم بن سيلان، و عامر بن عبد اللّه بن الزّبير، و عبيد بن نسطاس المدني، و عبد اللّه بن رافع، و سعد بن عبد الرّحمن بن أبي أيوب الأنصاري، و كلثوم بن عمّار، و عمارة بنت عبد الرّحمن.

روى عنه إسماعيل بن أبي أويس، و محمّد بن عمر الواقدي، و عبد اللّه بن مسلمة القعنبي، و معن بن عيسى، و إسحاق بن محمّد الفروي، و عبد العزيز بن عبد اللّه الأويسي، و إسحاق بن جعفر بن محمّد بن علي، و أبو سعيد عبد الرّحمن بن عبد اللّه مولى بني هاشم، و منصور بن سلمة الخزاعي، و خالد بن يزيد العمري.

و وفد على عمر بن عبد العزيز.

أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى نا محمّد بن إسماعيل بن أبي سمينة، نا محمّد بن خالد الحنفي، نا سعيد بن مسلم بن بانك، عن عبادل، عن عمر بن أبان، عن أبي غطفان، عن أبي رافع قال: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم انتشل كتفا ثم خرج إلى الصّلاة و لم يتوضأ.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن(1) المهرجاني، أنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق المهرجاني(2) - إملاء - نا إبراهيم بن الهيثم البلدي، نا عبد اللّه بن مسلمة القعنبي، عن سعيد بن مسلم.

ح و أخبرتنا أم المجتبى قالت: قرئ على منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا أبو خيثمة، نا أبو عامر هو العقدي، نا سعيد بن مسلم بن بانك قال: سمعت عامر بن عبد اللّه بن الزبير يقول: حدّثني عوف بن الحارث بن الطّفيل أن عائشة أخبرته أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«يا عائشة إياك و محقّرات الذنوب، فإن لها من اللّه طالبا»، انتهى حديث أبي عامر، و زاد القعنبي: قال سعيد بن مسلم: فحدثت بهذا الحديث عامر بن هشام فقال لي:

ويحك يا سعيد بن مسلم لقد حدّثني سليمان بن المغيرة أنه عمل ذنبا فاستصغره فأتاه آت

ص: 300


1- بالأصل: الحسين، خطأ و الصواب ما أثبت عن م، انظر ترجمته في سير الأعلام 71/17.
2- كذا «المهرجاني» في عامود نسبه، انظر ترجمته في سير الأعلام 417/14.

في منامه فقال له: يا سليمان:

لا تحقرنّ من الذّنوب صغيرا *** إنّ الصغير غدا يعود كبيرا

إنّ الصغير و قد تقادم عهده *** عند الإله مسطر(1) تسطيرا

فازجر هواك عن البطالة لا تكن *** صعب القياد و شمّرن تشميرا

إن المحبّ إذا أحبّ إلهه *** طار الفؤاد و ألهم التّفكيرا

فاسأل هدايتك الإله بنيّة *** فكفى بربّك هاديا و نصيرا

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد(2) ، حدّثني أبي، نا الخزاعي - قال: أخبرنا - و أبو سعيد - قال:

حدّثنا - سعيد بن مسلم بن بانك، نا عامر بن عبد اللّه بن الزبير، عن عوف بن الحارث - قال: الخزاعي ابن أخي عائشة لأمّها - عن عائشة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«يا عائشة إياك و محقّرات الذنوب فإن لها عند(3) اللّه طالبا» [4800].

قال(4): و حدّثني أبي، نا أبو عامر، نا سعيد بن مسلم قال: سمعت عامر بن عبد اللّه بن الزبير، حدّثني عوف بن الحارث بن الطّفيل: أن عائشة أخبرته أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان يقول:

«يا عائشة إياك و محقّرات الذنوب فإن لها من اللّه طالبا» [4801].

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف - إجازة -، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(5) ، أنا محمّد بن عمر، حدّثني سعيد بن مسلم بن بانك قال: سمعت عمر بن عبد العزيز يقول: - و هو خليفة - إنه لا يحل لكم أن تأخذوا لموتاكم، فارفعوهم إلينا، و اكتبوا لنا كلّ منفوس(6) نفرض له.

ص: 301


1- بالأصل: مسطرا، و المثبت عن م.
2- مسند الإمام أحمد 70/6.
3- في المسند: من.
4- مسند الإمام أحمد 151/6.
5- الخبر في طبقات ابن سعد 346/5 في ترجمة عمر بن عبد العزيز.
6- الولد منفوس أي مولود، يقال: نفست المرأة: ولدت.

أخبرنا أبو البركات الأنصاري، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد(1) قال في الطبقة السادسة من أهل المدينة: سعيد بن مسلم بن بانك.

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، أنا أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل - أنا أبو الحسين أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل(2) قال: سعيد بن مسلم بن بانك المدني(3) عن يزيد بن قسيط، و سمع عكرمة، و سالما. سمع منه معن، و عبد اللّه بن مسلمة.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا(4) ، قال: أما بانك - أوّله باء معجمة بواحدة و بعد الألف نون - فهو سعيد بن مسلم بن بانك، مدني، حدث عنه معن بن عيسى، و القعنبي.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو بكر الأشناني قال:

سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول:

و سألت يحيى بن معين و سألته عن سعيد بن مسلم بن بانك فقال: ثقة.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة - ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد(5) ، نا محمّد بن حموية بن الحسن قال: سمعت أبا طالب قال: سألت أحمد بن حنبل عن سعيد بن مسلم بن بانك فقال: ثقة من أهل المدينة.

قال: و ذكره أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين أنه قال: سعيد بن مسلم بن بانك صالح، قال: و سمعت أبي يقول: سعيد بن مسلم بن بانك ثقة.

ص: 302


1- لا يوجد ترجمة له في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد، فهي ضمن القسم الضائع من تراجم أهل المدينة.
2- التاريخ الكبير 514/3.
3- عند البخاري: المديني، و كلاهما نسبة إلى المدينة.
4- الاكمال لابن ماكولا 175/1.
5- الجرح و التعديل 64/4.

2557 - سعيد بن معاوية

كان عاملا على أرض بعلبكّ في أيام هشام بن عبد الملك فعزله هشام و ولّى عبد اللّه بن نافع، له ذكر.

2558 - سعيد بن معيوف

هو ابن يزيد بن معيوف، يأتي بعد إن شاء اللّه عز و جل.

2559 - سعيد بن المفرج الشيباني البصري

شاعر، قدم دمشق و مدح بها القاضي المنتجب رحمه اللّه بقصيدة منها:

إذا كان يدنيني إليك التّجنّب *** فإن بعادي من دنوي أقرب

حفظت الذي بيني و بينك في الهوى *** و ضيعته بالصون فهو محجب

و إن كثر الواشون فيك و قلّلوا *** فربّ سحاب بارق و هو خلّب

و ما كان فكر صادق في ظنونه *** و لا كائن منه الذي كان يحسب

يروم الفتى جهد التغلب نفسه *** على طبعه و الطبع للنفس أغلب

و ليس لراض بالدنية راحة *** من الهون يشقى بالحياة و يتعب

و هي قصيدة طويلة.

2560 - سعيد بن منصور بن شعبة أبو عثمان الخراساني

2560 - سعيد بن منصور بن شعبة أبو عثمان الخراساني(1)

سكن مكة، و سمع بدمشق مدرك بن أبي سعد، و سويد بن عبد العزيز، و بحمص إسماعيل بن عياش، و بغيرها: عيسى بن يونس، و حجر بن الحارث الرّملي، و عتّاب بن بشير الحرّاني، و هشيم بن بشير، و عبيد اللّه بن إياد بن لقيط، و إبراهيم بن هواسة الشّيباني، و إسماعيل بن زكريا، و طلحة بن عمرو المكي.

روى عنه أحمد بن حنبل، و أبو زرعة، و أبو حاتم الرازيان، و مسلم بن الحجّاج في صحيحه، و أبو زرعة الدمشقي، و عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن الفضل الدّارمي، و أبو داود السّجستاني، و أبو بكر أحمد بن عبد الرحيم بن محمّد بن الحجّاج، و يحيى بن

ص: 303


1- ترجمته في تهذيب التهذيب 338/2 و ميزان الاعتدال 159/2 و الجرح و التعديل 68/1/2 و الوافي بالوفيات 263/15 و سير الأعلام 586/10 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

موسى البلخي ختّ، و محمّد بن يحيى الذّهلي، و معاذ بن المثنى بن معاذ العنبري.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه الشافعي - إملاء - نا معاذ بن المثنى العنبري، نا سعيد بن منصور، نا إسماعيل بن زكريا، عن حجّاج بن دينار، عن الحكم، عن حجيّة بن عدي، عن علي أن العباس سأل النبي صلى اللّه عليه و سلم عن تعجيل صدقته قبل محلّها فرخص له.

رواه أبو داود(1) عن سعيد، و رواه الترمذي عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن عن سعيد.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن الحسن الباقلاني، أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان، أنا دعلج بن أحمد، نا محمّد بن علي بن زيد، نا سعيد بن منصور، نا مدرك بن أبي سعد الدمشقي، فذكر حديثا.

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ، نا محمّد بن الحسين(2) اليقطيني، نا أحمد بن محمّد بن أبي حمدان الأنطاكي، نا جعفر بن محمّد بن الحجّاج، نا سعيد بن منصور بن شعبة الخراساني، نا إبراهيم بن هراسة، فذكر حديثا.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن، و أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا: - أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل(3) قال:

سعيد بن منصور مات بمكة سنة تسع و عشرين و مائتين أو نحوها، أبو عثمان، خراساني سكن مكة سمع عبيد اللّه بن إياد، و حجر بن الحارث.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو عثمان

ص: 304


1- سنن أبي داود ح (1624).
2- في م: الحسن.
3- التاريخ الكبير 516/3.

سعيد بن منصور البزاز، سمع سفيان بن عيينة، و هشيم بن بشير.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب، أنا عمي أبو القاسم بن أبي عبد اللّه بن منده، عن أبيه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس الصّدفي: سعيد بن منصور الخراساني من أهل مرو قدم مصر و كتب عنه بها، و كان قد قطن بمكة، و بها مات في شهر رمضان سنة سبع و عشرين و مائتين.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عثمان، سعيد بن منصور.

أنبأنا أبو جعفر الهمذاني(1) ، أنا أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر الحافظ، أنا أبو أحمد الحافظ قال: أبو عثمان سعيد بن منصور بن شعبة الخراساني، سكن مكة، سمع أبا خلف حجر بن الحارث، و أبا السليل عبيد اللّه بن إياد(2).

روى عنه أبو يحيى محمّد بن عبد الرحيم، و أبو عبد اللّه الذّهلي(3).

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو الفضل محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، نا عبد الملك بن الحسن، أنا أحمد بن محمّد بن الحسين قال: سعيد بن منصور أبو عثمان الخراساني الجوزجاني ولد بها(4) و نشأ ببلخ، سكن مكة سنين مجاورا، و هو والد أحمد، سمع فليح بن سليمان.

روى محمّد بن إسماعيل البخاري، عن يحيى بن موسى الختّي(5) عنه في آخر كتاب الصلاة، مات بمكة سنة سبع(6) و عشرين و مائتين أو نحوها، قاله البخاري.

ص: 305


1- بالأصل بالدال المهملة خطأ، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ كثيرا.
2- ترجمته في سير الأعلام 317/7.
3- و اسمه محمد بن يحيى بن عبد اللّه بن خالد، أبو عبد اللّه النيسابوري ترجمته في سير الأعلام 273/12.
4- يعني بجوزجانان و هي مدينة بخراسان مما يلي بلخ (انظر الأنساب، و معجم البلدان).
5- كذا.
6- في التاريخ الكبير 516/3 تسع و عشرين.

و ذكر أبو داود: أنه مات سنة سبع و عشرين و مائتين.

أنبأنا أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

سعيد بن منصور أبو عثمان النّيسابوري و يقال الخراساني، و يقال الجوزجاني، و يقال البلخي، سكن مكة مجاورا بها، فنسب إليها، سمع فليح بن سليمان، و عبيد اللّه بن إياد بن لقيط، و حجر بن الحارث، و طعمة بن عمرو الجعفري، و حمّاد بن زيد، و عبد الوارث بن سعيد، و هو راوية سفيان بن عيينة، و أحد أئمة الحديث، و له مصنفات كثيرة، متفق على إخراجه في الصحيحين(1) فإن الإمامين محمّد بن إسماعيل البخاري، و مسلم بن الحجاج قد رويا عنه، و احتجا به في الصحيحين، و قد روى البخاري في آخر كتاب الصلاة عن يحيى بن موسى ختّ البلخي، عن سعيد بن منصور.

روى عنه محمّد بن يحيى، و أبو زرعة الرازي.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا سعيد بن منصور قال عبد اللّه: حدّثنا أبي عنه و هو حي، نا حجر بن الحارث الغسّاني من أهل الرّملة، فذكر حديثا.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

ح و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان(2) ، نا سلمة - هو ابن شبيب - و في رواية البيهقي: و عن سلمة بن شبيب قال: - و ذكرت له - يعني لأحمد بن حنبل - سعيد بن منصور فأحسن الثناء عليه و فخّم أمره.

زاد ابن الطبري قال: - و نا يعقوب(3) ، حدّثني الفضل بن زياد قال: سمعت أبا عبد اللّه، و قيل له من بمكة ؟ قال: سعيد بن منصور.

أخبرنا أبو نصر بن القشيري في كتابه، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: نا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عبدوس العنزي، نا عثمان بن سعيد الدارمي،

ص: 306


1- انظر سير الأعلام 590/10 و تهذيب التهذيب 339/2.
2- كتاب المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 178/2 و نقله الذهبي في سير الأعلام عن سلمة بن شبيب 587/10.
3- المصدر نفسه 179/2.

قال: سألت محمّد بن عبد اللّه بن نمير، عن سعيد بن منصور فقال: ثقة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة(1) قال: فأخبرني أحمد بن صالح، و عبد الرّحمن بن إبراهيم أنهما حضرا يحيى بن حسان(2) مقدما لسعيد بن منصور يرى له و يثبت حفظه، و كان حافظا.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو القاسم بن محمّد، أنا أحمد - إجازة - ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(3) ، نا حرب بن إسماعيل الكرماني فيما كتب إليّ قال: سمعت أحمد بن حنبل يحسن الثناء على سعيد بن منصور قال: و نا عيسى بن بشير الصّيدلاني(4) الرّازي قال: سألت محمّد بن عبد اللّه بن نمير عن سعيد بن منصور فقال: ثقة، قال: و سألت أبي عن سعيد بن منصور فقال: ثقة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي بكر الخطيب، أخبرني علي بن الحسن بن محمّد الدّقّاق، أنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، نا عمر بن محمّد بن شعيب الصابوني، نا حنبل بن إسحاق قال: قلت لأبي عبد اللّه أحمد بن محمّد بن حنبل: سعيد بن منصور؟ قال: من أهل الفضل و الصّدق(5).

أنبأنا أبو نصر عبد الرحيم بن الأستاذ أبي القاسم، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، نا أبو عبد اللّه محمّد بن يعقوب الحافظ، نا يحيى بن محمّد بن يحيى، نا سعيد بن منصور الخراساني بمكة قال أبو عبد اللّه بن يعقوب: بلغني أنه ولد بجوزجان(6) و نشأ ببلخ.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - نا عبد العزيز بن أحمد - لفظا - أنا

ص: 307


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 304/1 و نقله ابن حجر في التهذيب في ترجمة يحيى بن حسّان.
2- هو يحيى بن حسان بن حيان التنيسي، أبو زكريا البصري، ترجمته في تهذيب التهذيب ط الهند 197/11.
3- الجرح و التعديل 68/4.
4- في الجرح: «الصيدناني» و بهامشه عن نسخة: «الصداي».
5- سير الأعلام 589/10 من طريق حنبل بن إسحاق.
6- جوزجان و جوزجانان، واحد، تقدم التعريف بها قريبا.

علي بن الحسن بن علي، و رشأ بن نظيف، قالا: أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد، أنا محمّد بن محمّد بن محمّد بن داود الكرخي، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش(1) قال: سعيد بن منصور ثقة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب(2) قال: سمعت الحميدي يقول: كنت بمصر و كان لسعيد بن منصور حلقة في مسجد مصر، و يجتمع إليه أهل خراسان و أهل العراق فجلست إليهم، فذكروا شيخا لسفيان فقالوا: كم يكون حديثه ؟ قلت: كذا و كذا، قال:

فسبّح(3) سعيد بن منصور، و أنكر ذلك، و أنكر ابن دسيم(4) و كان إنكار ابن دسيم أشد علي، فأقبلت على سعيد فقلت: كم تحفظ عن سفيان عنه فذكر نحو النصف مما قلت:

و أقبلت على ابن دسيم فقلت: كم تحفظ عن سفيان عنه ؟ فذكر زيادة على ما قال سعيد نحو الثلاثين مما قلت أنا، فقلت لسعيد: تحفظ ما كتبت عن سفيان عنه ؟ فقال: نعم، فقلت: فعدّ، قال: فعدّ، ثم قلت لابن دسيم: عدّ ما كتبت عن سفيان عنه فإذا سعيد يغرب على ابن دسيم بأحاديث، و ابن دسيم يغرب على سعيد في أحاديث كثيرة فإذا قد ذهب عليهما أحاديث يسيرة(5) ، قال: فذكرت ما ذهب عليهما. قال: فرأيت الحياء و الخجل في وجوههما.

قال يعقوب: و كان سعيد بن منصور إذا رأى في كتابه خطأ لم يرجع عنه(6).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة(7) قال: و مات سعيد بن منصور سنة ست و عشرين و مائتين.

أنبأنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنّا قالا: قرئ على أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا

ص: 308


1- بالأصل و م: حراش بالحاء المهملة خطأ و الصواب ما أثبت، و قد تقدم التعريف به قريبا.
2- الخبر في كتاب المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 179/2.
3- في المعرفة و التاريخ: «فشنج».
4- كذا بالأصل في الخبر، و في المعرفة و التاريخ و م: ابن ديسم.
5- في المعرفة و التاريخ: نسياها.
6- تهذيب التهذيب 339/2 و ميزان الاعتدال 339/2.
7- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 304/1.

محمّد بن سعد(1) قال: سعيد بن منصور، و يكنى أبا عثمان توفي بمكة سنة سبع و عشرين و مائتين، زاد غيره عن ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، أبو القاسم بن العلاّف، قالا: أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا أبو القاسم الحسن بن محمّد، نا أبو جعفر محمّد بن عبد اللّه بن سليمان، و كتب إليّ أبو سعد محمّد بن المطرّز، و أبو علي الحسن بن أحمد، و أبو القاسم غانم بن محمّد بن عبيد اللّه البرجي، ثم أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد، أنا أبو علي قالوا: أنا أبو نعيم الحافظ، نا أبو بكر عبد اللّه بن يحيى بن معاوية الطّلحي قالا: نا محمّد بن عبد اللّه بن سليمان الحضرمي قال: و فيها - يعني - سنة سبع و عشرين و مائتين مات سعيد بن منصور الخراساني.

أنبأنا أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أخبرني محمّد بن إسحاق، نا محمّد بن سليمان بن فارس، نا محمّد بن إسماعيل قال: مات سعيد بن منصور بمكة سنة سبع(2) و عشرين و مائتين، و كذا ذكر موسى بن هارون الحمّال.

2561 - سعيد بن موسى بن سعيد أبو عثمان الصّدفي

قدم دمشق، و حدث بمسجد أبي صالح خارج الباب الشرقي عن أبي الحسن علي بن أحمد بن يوسف الهكّاري القرشي.

كتب عنه أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن صابر السّلمي.

2562 - سعيد بن مهران بن داود أبو عثمان الكردي الحنبلي

سمع بدمشق: أبا عبد اللّه الحسين بن عثمان بن أحمد اليبرودي(3).

ص: 309


1- طبقات ابن سعد 502/5.
2- الذي في التاريخ الكبير «تسع و عشرين أو نحوها» و قد مرّت الإشارة إلى ذلك. و الذي ذكره ابن حجر في التهذيب 339/2 عن موسى بن هارون سنة 229، قال ابن حجر: و الصحيح الأول (يعني سنة 227).
3- تقرأ بالأصل و م: البيروذي، بتقديم الباء الموحدة، و بالذال المعجمة و المثبت عن معجم البلدان، و هذه النسبة إلى يبرود، و هي بليدة بين حمص و بعلبك، ذكره ياقوت و ترجم له و ذكر أنه مات سنة 401.

روى عنه أبو يعلى بن الفراء الفقيه الحنبلي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الحسن بن أسد البروجردي الأسدي ببغداد، أنا أبو عبد اللّه إسماعيل بن عبد الغافر بن محمّد الفارسي، أنا أبو الغنائم الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن حمّاد - بالأهواز - قال: كتب إليّ محمّد بن الحسين بن محمّد بن خلف الفقيه ثقة مأمون بخطه، أنا أبو عثمان سعيد بن مهران بن داود الكردي شيخ قدم علينا من أصحابنا - قراءة عليه - نا أبو عبد اللّه الحسين بن عثمان المروذي(1) بدمشق، نا عبد اللّه بن محمّد المالكي، نا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه بن يعقوب بن زوزان(2) ، نا أبو العباس أحمد بن جعفر بن يعقوب بن عبد اللّه الفارسي الإصطخري، قال: قال أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن حنبل:

القدر خيره و شرّه، و قليله و كثيره، ظاهره و باطنه، و حلوه و مرّه، و محبوبه و مكروهه، و حسنه و سيّئه، و أوّله و آخره من اللّه. قضاء قضاه على عباده، و قدر قدّره عليهم لا يعدو أحد منهم مشيئة اللّه و لا يجاوز قضاءه، بل هم كلهم صائرون إلى ما خلقهم له، واقعون فيما قدّر عليهم، و هو عدل منه عزّ ربنا و جلّ، و الزنا، و السرقة، و شرب الخمر، و قتل النفس، و أكل المال الحرام و الشرك باللّه، و المعاصي كلها بقضاء من اللّه عزّ و جل و قدر من غير أن يكون لأحد من الخلق على اللّه حجة، بل للّه الحجة البالغة على خلقه: لاٰ يُسْئَلُ عَمّٰا يَفْعَلُ وَ هُمْ يُسْئَلُونَ (3) علم اللّه ماض في خلقه بمشيئة منه، قد علم من إبليس و من غيره ممن عصاه من لدن أن يعصى اللّه إلى أن تقوم السّاعة المعصية و خلقهم لها، و علم الطاعة من أهل الطاعة و خلقهم لها، و كل يعمل لما خلق له، و صائر إلى ما قضى عليه و علم منه لا يعدوا أحد منهم قدر اللّه و مشيئته، و اللّه الفاعل لما يريد، الفعّال لما يشاء، و من زعم أن اللّه شاء لعباده الذين عصوه الجنة و الطاعة، و أن العباد شاءوا لأنفسهم الشرّ و المعصية فعملوا على مشيئتهم فقد زعم أن مشيئة العباد أغلط من مشيئة اللّه، فأي افتراء أكبر على اللّه من هذا، و من زعم أن الزنا ليس بقدر قيل له:

أنت رأيت هذه المرأة حملت من الزنا و جاءت بولدها، شاء اللّه أن يخلق هذا الولد و هل

ص: 310


1- كذا وقع هنا، و انظر الحاشية السابقة.
2- بالأصل و م: زوران، و المثبت عن سير الأعلام، ترجمته فيها 336/15 و فيها: قيد جده ابن ماكولا بمعجمتين يعني بزايين.
3- سورة الأنبياء، الآية: 23.

مضى في سابق علمه ؟ فإن قال: لا فقد زعم أن مع اللّه خالقا و هذا الشرك صراحا، و من زعم أن السرقة و شرب الخمر و أكل مال الحرام ليس بقضاء و قدر فقد زعم أن هذا الإنسان قادر على أن يأكل رزق غيره و هذا صراح قول المجوسية: بل أكل رزقه، و قضى اللّه أن يأكل من الوجه الذي أكله، و من زعم أن قتل النفس ليس بقدر من اللّه فقد زعم أن المقتول مات بغير أجله، و أي كفر أوضح من هذا؟ بل ذلك بقضاء اللّه و مشيئته في خلقه و تدبيره فيهم، و ما جرى من سابق علمه فيهم، و هو العدل الحق الذي يفعل ما يريد، و من أقر بالعلم لزمه الإقرار بالقدر و المشيئة على الغضب و الرضا، و لا يشهد على أحد من القبلة أنه في النار لذنب عمله(1) و لا لكبيرة أتاها إلاّ أن يكون في حديث كما جاء على ما روي بصدقه(2) ، و نعلم أنه كما جاء، و لا نشهد على أحد أنه في الجنة بعمل صالح و لا لخير أتاه إلاّ أن يكون في ذلك حديث كما جاء على ما روي لا بنص الشهادة، و عذاب القبر، حقّ، يسأل العبد عن دينه و نبيّه و عن الجنة، و النار، و منكر و نكير حق، و هما فتّانا القبر، نسأل اللّه الثبات. و حوض محمّد صلى اللّه عليه و سلم حقّ ترده أمته، و له آنية يشربون بها منه، و الصراط حقّ يوضع على سواء جهنم و يمرّ الناس عليه، و الجنة من وراء ذلك نسأل اللّه السلامة، و الميزان حقّ توزن به الحسنات و السيئات كما شاء اللّه أن توزن، و الصور حقّ ينفخ فيه إسرافيل فيموت الخلق، ثم ينفخ فيه أخرى فيقومون لربّ العالمين للحساب و القضاء، و الثواب و العقاب، و الجنة و النار، و اللوح المحفوظ تستنسخ منه أعمال العباد لما سبق فيه من المقادير و القضاء، و القلم حقّ، كتب اللّه به مقادير كل شيء و أحصاه في الذكر، و الشفاعة يوم القيامة حق يشفع قوم، في قوم، فلا يصيرون إلى النار، و يخرج قوم من النار بعد ما دخلوها بشفاعة الشافعين، و يبقى فيها ما شاء اللّه ثم يخرجهم من النار، و قوم يخلدون فيها أبدا أبدا، و هم أهل الشرك و التكذيب و الجحود و الكفر باللّه، و يذبح الموت يوم القيامة بين الجنة و النار، و قد خلقت الجنة و ما فيها، و خلقت النار و ما فيها، خلقهما اللّه و خلق الخلق لهما، و لا تفنيان و لا يفنى ما فيهما أبدا، فإن احتج مبتدع أو زنديق بقول اللّه: كُلُّ شَيْءٍ هٰالِكٌ إِلاّٰ وَجْهَهُ (3) و بنحو هذا من متشابه القرآن قيل له: كل شيء ممّا كتب اللّه عليه الفناء و الهلاك هالك، و الجنة

ص: 311


1- بالأصل: علمه، خطأ. و المثبت عن م.
2- بالأصل و م: نصدقه.
3- سورة القصص، الآية: 88.

و النار خلقتا للبقاء لا للفناء، و لم يكتب اللّه عليهم الموت، فمن قال خلاف هذا فهو مبتدع، و قد ضلّ سواء السّبيل.

أخبرنا بها عالية أبو الحسن بن قبيس، نا عبد العزيز الصوفي، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن عثمان اليبرودي(1) فذكره(2).

2563 - سعيد بن نصر بن عمر بن خلف أبو عثمان الأندلسي الحافظ

2563 - سعيد بن نصر بن عمر بن خلف أبو عثمان الأندلسي الحافظ(3)

سمع خيثمة بن سليمان بأطرابلس، و أبا مسعود إبراهيم بن محمّد بن عبيد اللّه الدمشقي، و أبا علي الصفار - ببغداد - و أبا سعيد الأعرابي - بمكة - و عبد اللّه بن جعفر بن أحمد بن فارس - بأصبهان - و أبا العباس الأصم - بنيسابور - و أبا العباس محمّد بن أحمد المحبري (4)- بمرو -.

روى عنه أبو عبد اللّه الحاكم.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

سعيد بن نصر أبو عثمان الأندلسي، و كان يفهم و يحفظ، و من الصالحين المستورين الأثبات، كتب بأندلس ثم خرج إلى مصر فأدرك بها أصحاب يونس بن عبد الأعلى، و سمع بالحجاز: أبا سعيد بن الأعرابي و أقرانه، و بالشام خيثمة بن سليمان الأطرابلسي و أقرانه، و بالجزيرة أصحاب علي بن حرب الموصلي، و ببغداد أبا علي الصفار و أقرانه، و بأصبهان عبد اللّه بن جعفر و أقرانه، و التقينا ببغداد في شوال من سنة إحدى و أربعين فسألني عن حال أبي العباس الأصم فأخبرته بسلامته و حثثته على الورود عليه، فورد بنيسابور مع أبي الأصبغ سنة اثنتين و أربعين، و أكثر عن أبي العباس و أقرانه، ثم خرج إلى أبي العباس المحبوبي(5) بمرو، فأدركته المنية رحمة اللّه عليه ببخارى سنة ثمان و أربعين و ثلاثمائة.

ص: 312


1- بالأصل: البيروذي، و الصواب ما أثبت، و قد تقدم قريبا.
2- بعدها في م: آخر الجزء و الأربعين بعد المائتين.
3- ترجمته في جذوة المقتبس ص 234.
4- كذا رسمها بالأصل و في م: المحبوبي، و سيرد في الخبر التالي «المحبوبي».
5- انظر ترجمته في سير الأعلام 537/15 و اسمه محمد بن أحمد بن محبوب بن فضيل، أبو العباس المروزي.

قرأت على أبي الحسن سعد الخير بن محمّد بن سهل، عن أبي عبد اللّه الحميدي في كتاب تاريخ الأندلس تصنيفه(1) قال: سعيد بن نصر بن عمر بن خلف أندلسي حافظ رحل و طوّف البلاد، و دخل خراسان، سمع من أبي سعيد بن الأعرابي، و إسماعيل الصفار، و أبي بكر أحمد بن كامل بن شجرة، و عبد اللّه بن جعفر بن أحمد بن فارس الأصبهاني، مات ببخارى يوم الأربعاء لاحدى عشرة ليلة خلت من شعبان سنة خمسين و ثلاثمائة.

ذكره أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد بن سليمان بن كامل البخاري غنجار في «تاريخ بخارى».

2564 - سعيد بن نمران بن نمر الهمداني ثم النّاعطي

2564 - سعيد بن نمران بن نمر الهمداني ثم النّاعطي(2)

شهد اليرموك، و كان في الجيش الذي أمدّ به أهل القادسية.

و حدث عن أبي بكر الصّدّيق، و عمر بن الخطاب، و كان كاتبا لعلي بن أبي طالب.

روى عنه عامر بن سعد البلخي، و قدم به على معاوية مع حجر بن عديّ(3) فشفع فيه حمرة(4) بن مالك الهمداني فخلّى سبيله(5).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل الحافظ، أنا أبو منصور بن شكرويه، أنا أبو بكر بن مردويه، أنا أبو بكر الشافعي، نا معاذ بن المثنى، نا مسدّد، نا يحيى، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن عامر البجلي، عن سعيد بن نمران، عن أبي بكر: إِنَّ الَّذِينَ قٰالُوا: رَبُّنَا اللّٰهُ ثُمَّ اسْتَقٰامُوا (6) قال: هم الذين لم يشركوا باللّه شيئا.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمّد الفارسي، أنا أبو سليمان الخطابي، أنا ابن الأعرابي، نا أبو داود، نا محمّد بن كثير، أنا سفيان عن أبي

ص: 313


1- انظر جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس ص 234 رقم 484.
2- ترجمته في ميزان الاعتدال 161/2. و الناعطي ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى ناعط و هو بطن من همدان.
3- انظر الطبري ج 272/5 و 274 حوادث سنة 51 و فيها تسمية الذي بعث بهم إلى معاوية، و من قتل منهم و أسماء الذين أخلي سبيلهم.
4- في الأغاني 7/16 و بالأصل «حمزة» و المثبت عن الطبري و تبصير المنتبه 457/1.
5- انظر الطبري ج 272/5 و 274 حوادث سنة 51 و فيها تسمية الذي بعث بهم إلى معاوية، و من قتل منهم و أسماء الذين أخلي سبيلهم.
6- سورة فصلت، الآية: 30، و الأحقاف، الآية: 13.

إسحاق عن عامر بن سعد عن ابن نمران البجلي(1) قال: قرأت عند أبي بكر: إِنَّ الَّذِينَ قٰالُوا: رَبُّنَا اللّٰهُ، ثُمَّ اسْتَقٰامُوا قال: هم الذين لم يشركوا باللّه شيئا.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن عبد اللّه بن سعيد، نا السّري بن يحيى(2) ، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن مجالد، عن الشعبي قال: قدم هاشم بن عتبة من قبل الشام معه قيس بن المكشوح المرادي في سبع مائة بعد فتح اليرموك و دمشق، فتعجّل في سبعين، فيهم سعيد بن نمران الهمداني. قال المجالد: و كان قيس بن أبي حازم مع القعقاع في مقدمة هاشم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا يوسف بن علي بن رباح بن علي، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل الكوفة: سعيد بن نمران، سمع من أبي بكر.

أنبأنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنّا قالا: قرأ على أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(3) قال في الطبقة الأولى من أهل الكوفة: سعيد بن نمران بن نمران النّاعطي من همدان.

أخبرنا هشام بن محمّد، عن أبيه قال: كان سعيد بن نمران من أصحاب علي بن أبي طالب، و ضمّه إلى عبيد اللّه بن العباس بن عبد المطّلب حين ولاّه اليمن، و كان ابنه مسافر بن سعيد من أصحاب المختار.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل: و أبو الحسين

ص: 314


1- كذا، و ابن نمران ناعطي ثم همداني، و لعل اللفظة مقحمة أو أخرت عن موضعها، فعامر بن سعد بجلي كما تقدم في الرواية السابقة للخبر.
2- الخبر في الطبري 552/3.
3- طبقات ابن سعد 84/6.

قالوا (1)-: أنا أبو بكر، أنا أبو عبد اللّه البخاري(2) قال: سعيد بن نمران، سمع أبا بكر قوله.

روى عنه عامر بن سعد البجلي، في الكوفيين.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي الأصبهاني - إجازة - ح قال: و أنا أبو طاهر الهمداني، أنا علي بن محمّد قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم(3) قال: سعيد بن نمران. روى عن أبي بكر الصّدّيق.

روى عنه عامر بن سعد البجلي سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، أنا محمّد بن عثمان قال في تسمية من روى عن أبي بكر الصّدّيق و عمر بن الخطاب: سعيد بن نمران.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب(4) ، حدّثني أبو عبيدة أحمد بن أبي السفر قال: عمرو ذو(5) مر و سعيد بن نمران همدانيان(6).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف في تاريخ جرجان(7) قال: سعيد بن نمران الهمداني الكوفي، يقال إنه من الاثني عشر الذين حملوا مع حجر بن عدي من الكوفة إلى معاوية فاستوهبه بعض بني عمه من معاوية فوهبه له فقدم جرجان و سكنها و اختط بها دورا و ضياعا، دوره في قصبة جرجان في درب همدان و سمّى ضياعه شعب همدان.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن علي، أنا أحمد بن عمران، نا

ص: 315


1- كذا، قالوا.
2- التاريخ الكبير 517/3.
3- الجرح و التعديل 68/4.
4- المعرفة و التاريخ 800/2.
5- مهملة غير مقروءة بالأصل و المثبت عن م، و انظر المعرفة و التاريخ.
6- في المعرفة و التاريخ: همذانيان، بالذال المعجمة خطأ.
7- تاريخ جرجان للسهمي ص 215 ترجمة 335.

موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط(1) قال في تسمية عمال عليّ: كاتبه سعيد بن نمران الهمداني.

قرأت على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل - قراءة - ح و عن أبي نعيم محمّد بن عبد الواحد، أنا علي بن محمّد بن خزفة، قالا: أنا محمّد بن الحسن بن محمّد، نا أبو بكر بن أبي خيثمة قال: قال سليمان بن أبي شيخ: لما كان أيام ابن الزبير أراد مصعب أن يولي سعيد بن نمران - يعني قضاء الكوفة - فكتب إليه عبد اللّه بن الزبير ألاّ تولّيه فإنه من أصحاب ابن أبي طالب، و ولّى عبد اللّه بن الزبير عبد اللّه بن عتبة بن مسعود.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أبو عبد اللّه النهاوندي، نا أحمد الأشناني، نا موسى التّستري، نا خليفة العصفري(2) قال: و لما غلب المختار على الكوفة استقضى عبد اللّه بن عتبة أياما فتمارض فاستقضى عبد اللّه بن مالك الطائي، و اعتزل شريح القضاء فاستقضى مصعب على الكوفة سعيد بن نمران الهمداني ثم عزله، و ولّى عبد اللّه بن عتبة بن مسعود الهذلي فلم يزل قاضيا حتى قتل مصعب و اجتمع الناس على عبد الملك بن مروان.

2565 - سعيد بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك ابن مروان بن الحكم

كان ترشّح للخلافة، و لم يكن له عقب.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار قال في تسمية ولد الوليد بن يزيد قال: و سعيد بن الوليد و أمّه أم عبد الملك بنت سعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان بن عفان(3). أنشدني محمّد بن عبد الرّحمن الحكم لأبي معدان مهاجر مولى آل أبي الحكم في عثمان و سعيد ابني الوليد بن يزيد:

يؤمّل عثمان بعد الولي *** د للعقد فينا و يرجو سعيدا

ص: 316


1- تاريخ خليفة ص 200.
2- انظر تاريخ خليفة ص 269.
3- انظر نسب قريش للمصعب ص 167.

كما كان إذ كان في ملكه *** يزيد يرجي لتلك الوليدا

ملوك توارث في ملكها *** و أفعالها العرف مجدا تليدا

و إن هي حالت فأقضى القري *** ب عنها ليؤيس منها البعيدا

و قيل: إن البيت الأول للوليد بن يزيد و لا يصح.

2566 - سعيد بن الوليد الكلبي

هو الأبرش الكلبي تقدم ذكره في حرف الألف.

2567 - سعيد بن هاشم بن صالح أبو عثمان المخزومي مولاهم

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:

سعيد بن هاشم بن صالح مولى بني مخزوم يكنى أبا عثمان دمشقي، قدم مصر، و حدث بها، و توفي بالفيّوم(1) من أرض صعيد مصر في ذي الحجة سنة أربع عشرة و مائتين.

2568 - سعيد بن هشام بن عبد الملك بن مروان ابن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس

2568 - سعيد بن هشام بن عبد الملك بن مروان ابن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس(2)

ولي بعض المغازي في خلافة أبيه، و كان مع أخيه سليمان حين خلع مروان بن محمّد و تحصّن بحمص، فصالح مروان أهل حمص على أن يسلموا إليه سعيدا و ابنيه عثمان و مروان فحبسه مروان بحرّان و قتل بها(3).

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد، و أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر الذهبي، أنا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار في تسمية ولد هشام قال: و معاوية بن هشام، و سعيد بن هشام و هما لأم ولد(4).

ص: 317


1- الفيوم بتشديد ثانيه، ولاية غربية في مصر بينها و بين الفسطاط أربعة أيام بينهما مفازة لا ماء بها و لا مرعى (معجم البلدان).
2- ترجمته في الوافي بالوفيات 269/15.
3- انظر تاريخ الطبري 436/7.
4- انظر نسب قريش للمصعب ص 168.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم القرشي، نا محمّد بن عائذ قال: قال الوليد: و بلغنا أن هشام بن عبد الملك أغزى مسلمة بن عبد الملك الصائفة سنة سبع و مائة، و سعيد بن هشام على صائفة أهل الشام و مسلمة على جماعة الناس، و في سنة تسع و مائة أغزى سعيد بن هشام في ناحية من أرض الروم أيضا.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن علي السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط(1) قال: و فيها - يعني سنة إحدى عشرة و مائة - غزا سعيد بن هشام الصائفة مما يلي الجزيرة فبلغ قيسارية.

و بلغني أن عبد الصمد بن عبد الأعلى كان مؤدبا لسعيد بن هشام بن عبد الملك فعبث به يوما فدخل سعيد على هشام فوقف بين يديه ثم أنشأ يقول:

إنّه و اللّه لو لا أنت لم *** ينج منّي سالما عبد الصمد

فقال هشام: و لم ذاك ؟ فقال:

إنّه قد رام مني خطة *** لم يرمها قبله مني أحد

قال هشام: و ما رام ؟ قال سعيد:

رام جهلا بي و جهلا بأبي *** يولج العصفور في خيس الأسد

فقال هشام: لا، و لا كرامة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسن بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان قال: قال ابن بكير: قال الليث:

رجع سليمان بن هشام من الفرات بمن اتّبعه، ثم بعث أخاه سعيد بن هشام إلى حمص فأغلقها و قتل عبد اللّه بن سمرة أميرها، فانصرف أمير المؤمنين مروان فنزل على أهل حمص، ثم هرب سليمان بن هشام حين سار أمير المؤمنين مروان إليه إلى حمص، و تخلّف فيها سعيد بن هشام فحاصرهم أمير المؤمنين و اقتتلوا قتالا شديدا ففتحها و كسر

ص: 318


1- تاريخ خليفة بن خياط ص 341.

سورها ثم انصرف سريعا إلى الجزيرة.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهاب بن جعفر، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمّد بن جرير(1) ، حدّثني أحمد بن زهير، نا عبد الوهاب بن إبراهيم بن خالد، نا أبو هاشم مخلّد بن محمّد بن صالح قال: لما كان [قبل](2) هزيمة مروان من الزاب يوم هزمه عبد اللّه بن علي بجمعة، خرج سعيد بن هشام و من معه من المسجنين فقتلوا صاحب السجن، و خرج فيمن معه، و تخلف أبو محمّد السّفيانيّ في الحبس، فلم يخرج فيمن خرج، لم يستحل الخروج من الحبس، فقتل أهل حرّان و من كان فيها من الغوغاء سعيد بن هشام، و شراحيل بن مسلمة بن عبد الملك، و عبد الملك بن بشر التغلبي، و بطريق أرمينية بالحجارة، و لم يلبث مروان بعد قتلهم إلاّ نحوا من خمس عشرة ليلة؛ حتى قدم حرّان منهزما من الزّاب، فخلّى عن أبي محمّد و من كان في حبسه من المحبّسين.

2569 - سعيد بن يحيى بن صالح أبو يحيى المعروف بسعدان

2569 - سعيد بن يحيى بن صالح أبو يحيى المعروف بسعدان(3)

من أهل الكوفة، سكن دمشق، و حدث بها عن إسماعيل بن أبي خالد، و ورقاء بن عمر، و أبي معشر نجيح صاحب المغازي، و زكريا بن أبي زائدة، و يونس بن يزيد الأيلي، و عبيد اللّه بن الوليد الوصافي، و أبي حمزة ثابت بن أبي صفية الثّمالي، و محمّد بن أبي حفصة البصري، و إسرائيل بن يونس، و شعبة، و أبي عقيل الحدا، و هشام بن الغاز، و عاصم بن محمّد، و صدقة بن أبي عمران، و حمّاد بن سلمة، و عبيد اللّه بن أبي حميد الهذلي، و عيينة بن عبد الرّحمن، و فضيل بن غزوان، و محمّد بن عمرو بن علقمة، و عبد الملك بن أبي سليمان، و موسى بن عبيدة الرّبذي، و عبد الحميد بن جعفر، و عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، و المثنّى بن سعيد، و أبي هلال الرّاسبي، و همّام بن يحيى، و عبيد اللّه بن عبد اللّه الأزدي، و سليمان بن

ص: 319


1- تاريخ الطبري 436/7.
2- سقطت من الأصل و استدركت عن تاريخ الطبري.
3- ترجمته في تهذيب التهذيب 344/2 ميزان الاعتدال 162/2.

المعافى، و عبد الأعلى بن أبي المساور، و عبد رب بن عبد العزيز السّعدي، و أبي عامر الخزّاز، و جعفر بن برقان، و حنظلة بن أبي سفيان، و نافع مولى يوسف الأسلمي، و محمّد بن أبي ليلى، و حريث بن أبي مطر، و ابن جريج، و فطر بن أبي خليفة، و عبيدة بن معتب، و هشام بن عروة، و ابن إسحاق، و الحسن بن دينار.

روى عنه سليمان بن عبد الرّحمن، و هشام بن عمّار، و أبو النّضر إسحاق بن إبراهيم بن يزيد، و علي بن حجر المروزي و غير هم.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، و أبو القاسم تميم بن أبي سعد، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا الحاكم أبو أحمد الحافظ، نا محمّد بن خريم(1) ، نا هشام بن عمّار، نا سعيد بن يحيى، نا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس، عن جرير قال: كنا عند النبي صلى اللّه عليه و سلم فأبصرنا القمر ليلة البدر فقال:

«إنكم سترون ربكم عز و جل كما ترون هذا، لا تضامّون(2) في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس و قبل غروبها فافعلوا» ثم قرأ جرير:

وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَ قَبْلَ غُرُوبِهٰا (3) يعني صلاة العصر.

أنبأنا أبو الغنائم الحافظ، ثم حدّثنا أبو الفضل البغدادي، أنا أبو الفضل الباقلاني، و أبو الحسين الصّيرفي، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد الباقلاني و محمّد بن الحسن قالا: - أنا أحمد بن عبدان أنا محمّد بن سهل أنا محمّد بن إسماعيل(4) قال: سعدان بن يحيى بن صالح اللخمي عن محمّد الشعيثي و محمّد بن أبي حفصة، سمع منه سليمان بن عبد الرّحمن، و يقال: سعدان لقب و اسمه سعيد بن يحيى، و قال علي بن حجر: كنيته أبو يحيى الكوفي، رأيته بدمشق.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أبو أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو يحيى

ص: 320


1- بالأصل و م: بالحاء المهملة خطأ و الصواب ما أثبتناه، و قد تقدم التعريف به.
2- يروى بالتشديد و التخفيف، فالتشديد معناه: لا ينضم بعضكم إلى بعض و تزدحمون وقت النظر إليه، و يجوز ضم التاء و فتحها على تفاعلون و تتفاعلون، و معنى التخفيف: لا ينالكم ضيم في رؤيته فيراه بعضكم دون بعض، و الضيم: الظلم.
3- سورة طه، الآية: 120.
4- التاريخ الكبير 196/4.

سعدان بن يحيى بن صالح اللّخمي، عن محمّد الشّعيثي، و محمّد بن أبي حفصة.

روى عنه سليمان بن عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر فيما قرأت عليه، عن أبي الفضل جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو يحيى سعدان بن يحيى بن صالح و اسمه سعيد، كوفي، كان بدمشق.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة - ح قال: و أنا الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم(1) ، قال: سعدان بن يحيى بن صالح اللخمي أبو يحيى، و يقال: سعيد بن يحيى كوفي سكن دمشق.

روى عن إسماعيل بن أبي خالد، و زكريا بن أبي زائدة، و فضيل بن غزوان، و محمّد بن عمرو بن علقمة، و محمّد بن إسحاق، و يونس بن يزيد، و محمّد بن أبي حفصة، و عبيد اللّه بن أبي حميد، و أبي معشر.

روى عنه أبو النّضر إسحاق بن إبراهيم الدّمشقي الفراديسي، و هشام بن عمّار، و سليمان بن عبد الرّحمن، سمعت أبي يقول ذلك، و سألته عنه فقال: محله الصدق.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة -.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة السادسة: سعيد بن يحيى بن صالح اللّخمي.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه(2) ، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو يحيى سعيد بن يحيى بن صالح اللّخمي الكوفي، و لقبه سعدان، سمع أبا عبد اللّه إسماعيل بن أبي خالد البجلي، و صدقة بن

ص: 321


1- الجرح و التعديل 289/4.
2- عن م و بالأصل: سحنون.

أبي عمران قاضي الأهواز الكوفي.

روى عنه أبو أيوب سليمان بن عبد الرّحمن الدمشقي، و هشام بن عمّار كناه لنا محمّد بن سليمان، نا محمّد - يعني ابن إسماعيل قال: قال علي بن حجر كنيته أبو يحيى.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر السّجزي، نا عبد الملك بن الحسن، أنا أحمد بن محمّد الكلاباذي قال: سعدان بن يحيى بن يحيى(1) بن صالح يقال اسمه أيضا سعيد و سعدان لقب و هو أبو يحيى اللّخمي الكوفي. سكن دمشق.

حدّث عن محمّد بن أبي حفصة.

روى عنه سليمان بن عبد الرّحمن في غزوة الفتح.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو الحسن(2) علي بن محمّد البخاري، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد الزوزني، أنا أبو حاتم محمّد بن حبّان البستي قال:

سعيد بن يحيى يعرف بسعدان من أهل دمشق، ثقة مأمون مستقيم الأمر في الحديث.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: قلت لأبي الحسن الدارقطني: فسعدان بن يحيى اللخمي ؟ قال: ليس بذلك.

2570 - سعيد بن يربوع بن عنكثة بن عامر بن مخزوم بن يقظة بن مرّة بن كعب أبو الحكم، و يقال: أبو هود، و يقال: أبو يربوع، و يقال أبو مرّة القرشي المخزومي

2570 - سعيد بن يربوع بن عنكثة(3) بن عامر بن مخزوم بن يقظة بن مرّة بن كعب أبو الحكم، و يقال: أبو هود، و يقال: أبو يربوع، و يقال أبو مرّة القرشي المخزومي(4)

صحب النبي صلى اللّه عليه و سلم. و روى عنه.

ص: 322


1- كذا مكررة بالأصل، و شطبت الثانية من م.
2- كذا، و في م: أبو طاهر علي بن محمد البحاني (و لعله: الحنائي).
3- بفتح المهملة و سكون النون و فتح الكاف بعدها مثلثة (تقريب التهذيب).
4- ترجمته في الاستيعاب 14/2 هامش الإصابة، و أسد الغابة 249/2 و الإصابة 51/2 و تهذيب التهذيب 345/2 و سير الأعلام 542/2 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له. و في أسد الغابة كنيته: أبو هود، قيل: أبو عبد الرحمن. و مثله في الاستيعاب.

روى عنه ابنه عبد الرّحمن بن سعيد.

و قدم الشام مع عمر بن الخطاب في الخرجة التي رجع منها من سرع(1).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا أحمد بن محمّد بن يحيى القطان، نا زيد بن الحباب، حدّثني عمر بن عثمان بن عبد الرّحمن بن الصرم، حدّثني جدي، عن أبيه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال له:

«أيما أكبر أنا أو أنت ؟» قال: أنت أكبر و خير مني، و أنا أقدم سنا. و سمّاه سعيدا، و قال: الصرم قد ذهب(2).

و نا عبد اللّه، نا علي بن حرب الطائي، نا زيد بن الحباب، حدّثني عمر بن عثمان، حدّثني جدي عن أبيه سعيد قال: كان اسمي الصرم فسماني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سعيدا(3).

قال أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد و قد روى الصرم عن النبي صلى اللّه عليه و سلم غير هذين.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن غانم بن أحمد، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، أنا أبي، أنا عبد اللّه بن إبراهيم، و عبد الرّحمن بن يحيى بن منده، قالا: نا أبو مسعود، أنا علي بن عبد اللّه، نا زيد بن الحباب، نا عمر بن عبد الرّحمن بن عثمان بن سعيد بن الصرم المخزومي، حدّثني جدي، عن أبيه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«أيما أكبر أنا أو أنت ؟» قال: قلت له: أنت أكبر مني، و خير مني.

قال محمّد بن إسحاق: هذا حديث غريب لا يعرف إلاّ بهذا الإسناد، تفرد به زيد بن الحباب، و قد قلب ابن منده نسبه.

أخبرناه عاليا على الصواب أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، أنا أبو منصور بن شكرويه، أنا إبراهيم بن خرشيذ قوله، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا أحمد بن

ص: 323


1- كذا و في ياقوت سرغ بالغين المعجمة، و العين لغة فيه، و هو أول الحجاز و آخر الشام بين المغيثة و تبوك من منازل حاج الشام.
2- الإصابة 51/2.
3- أسد الغابة 249/2.

محمّد بن يحيى بن سعيد، نا زيد بن الحباب، حدّثني عمر بن عثمان بن عبد الرّحمن بن الصّرم، حدّثني جدي، عن أبيه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال له:

«أينا أكبر أنا أو أنت ؟» فقال: أنت أكبر و أخبر مني، و أنا أقدم سنا، فسمّاه سعيدا، و قال: الصّرم: قد ذهب، و هذا هو الصواب(1).

ذكر أبو عبد اللّه محمّد بن عمر الواقدي، حدّثني ابن أبي سبرة، عن سليمان بن سحيم، عن نافع بن جبير قال: قال عمر: ادعوا لي مشيخة قريش و كبراءهم قال: فدخل عليه حويطب بن عبد العزّى، و مخرمة بن نوفل، و سعيد بن يربوع، و حكيم بن حزام(2) ، و أبو سفيان بن حرب، و أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، و أبو يعلى ابن أمية الثقفي، و صفوان بن أمية، و عبد الرّحمن بن أزهر فاستشارهم، فقال مخرمة بن نوفل: يا أمير المؤمنين كان كبراء قومك لا يقدمون عليه خرجت عير من قريش قبل الإسلام بعشر سنين و هم ثمانون رجلا إلى الشام تجارا و البلاد يومئذ وبئة فأقاموا أياما حتى فرغوا مما يريدون ثم خرجوا فلما كانوا بعنازة على ساق بسطوا خميلة لهم و وضعوا شرابهم فشربوا حتى ثملوا و طرقهم الطاعون فماتوا أجمعون إلاّ رجلين منهم هما حملا تركات القوم أحدهما صفوان بن نوفل أخي - يعني مخرمة بن نوفل أخاه - فارجع يا أمير المؤمنين بالناس و وافقه القوم جميعا و صدقوه، فرجع عمر بالناس - يعني لما رجع عمر من سرع و أذرح -.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العز الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون قالا: - أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن بن أحمد الأصبهاني، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن إسحاق الأهوازي، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن إسحاق الأهوازي، نا خليفة بن خياط(3) قال في تسمية من سكن مكة من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من بني مخزوم: سعيد بن يربوع بن عنكثة بن عامر بن مخزوم، و يقال لسعيد صرم، أمه بنت سعد(4) بن سهم بن عمرو بن كعب.

ص: 324


1- راجع الاستيعاب 17/2.
2- رسمها و إعجامها مضطربان و غير واضحة بالأصل، و الصواب ما أثبت، عن م، انظر ترجمته في سير الأعلام 44/3.
3- انظر طبقات خليفة بن خياط ص 54 رقم 115 و صفحة 486 رقم 2508.
4- طبقات خليفة: سعيد.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا الحسن قالا: أنا أبو جعفر المعدّل، نا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير قال: و ولد عامر بن مخزوم عنكثة بن عامر، و أمه عني بنت عمر بن جابر بن عمير بن كثير بن تيم بن غالب، و ولد عنكثة بن عامر يربوعا، و أمّه نعم بنت عمرو بن كعب، فولد يربوع بن عنكثة سعيدا، و هو أحد القرشيين الذين أمرهم عمر بن الخطاب بتجديد أنصاب الحرم، و أمّه لبنى بنت سعيد بن رئاب بن سهم فولد سعيد بن يربوع الحكم، و هودا. كان سعيد بن يربوع يكنى أبا هود و أمّهما هند ابنة المطاع بن عثمان بن عمرو بن كعب بن معدّ بن تيم بن مرّة، و عبيد بن سعيد، و عبد الرّحمن. - روى عنه - و عبد اللّه و عياضا، و عطاء، و عونا بني سعيد بن يربوع، و أمّهم من عك يقال لها أروى بنت عركي بن عمرو.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(1) قال في الطبقة الرابعة ممن أسلم يوم الفتح من بني مخزوم: سعيد بن يربوع بن عنكثة بن عامر بن مخزوم، و أمّه لبنى بنت رئاب بن سهم، فولد سعيد بن يربوع الحكم و به كان يكنى، و ببطه و هندا و أم حبيب و أمنهم(2) و أمهم هند بنت أبي المطاع بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة، و عبيدا و عبد الرّحمن، و عبد اللّه، و عياضا، و عطاء، و عونا، و أمهم أم عبيد، و هي أروى بنت عربي بن عمرو بن قيس بن سويد بن عمرو من عك من بني عمران، و أسلم سعيد بن يربوع يوم فتح مكة، و شهد مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حنينا، و أعطاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من غنائم حنين خمسين بعيرا، قال الصّوري: في الأصل عركي(3) ، و الصواب عركي(4).

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا: - أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا

ص: 325


1- لا يوجد له ترجمة في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد، فهو ضمن القسم الضائع منها.
2- كذا بالأصل، و الصواب: و آمنه كما في م.
3- كذا بالأصل و م، و لم ترد في الخبر.
4- كذا.

محمّد بن إسماعيل البخاري(1) ، قال: سعيد بن يربوع المخزومي و كان اسمه صرم فسمّاه النبي صلى اللّه عليه و سلم سعيدا، قاله ابن منذر عن زيد بن حباب، حدّثني ابن عبد الرّحمن بن سعيد المخزومي، و قال علي: حدّثنا زيد، أنا عمر(2) بن عثمان بن عبد الرّحمن بن سعيد الصّرم المخزومي، أخبرني جدي، عن أبيه أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال له:

«أنا أكبر أو أنت ؟» قال: أنت أكبر و خير، و أنا أقدم سنا، و قال عبد اللّه: نا الليث، حدّثني يحيى أن سعيد بن يربوع أصيب في بصره فأتاه عمر بن الخطاب يعزيه، قال يحيى: حسبت أن أبا بكر بن المنكدر حدث بذلك، و يقال أصرم.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة - ح قال: و أنا الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(3) قال: سعيد بن يربوع الصّرم المخزومي.

روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قال: «أيّنا أكبر»؟.

روى عنه ابنه عبد الرّحمن بن سعيد، سمعت أبي يقول ذلك.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو هود سعيد بن يربوع المخزومي له صحبة، و قيل أبو يربوع.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي قال: الصّرم و اسمه سعيد بن يربوع المخزومي، سكن المدينة.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي في كتابه، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو هود، و يقال: أبو يربوع سعيد بن يربوع بن عنكثة بن عامر بن مخزوم المخزومي يلقب أصرم و يقال: كان اسمه صرم فسمّاه النبي صلى اللّه عليه و سلم سعيدا، و أمّه ابنة سعيد بن سهم بن عمر، و له صحبة من النبي صلى اللّه عليه و سلم كان

ص: 326


1- التاريخ الكبير 453/3.
2- بالأصل و م «عمرو» و المثبت عن البخاري و أسد الغابة، و قد مرّ قريبا «عمر» صوابا.
3- الجرح و التعديل 72/4.

قد ذهب بصره، و بلغ من السن عشرين و مائة سنة، مات بالمدينة - و يقال: بمكة - سنة أربع و خمسين، و له دار بالمدينة بالبلاط عند طرف بني كعب بن عمر، و كناه محمّد بن عمر الواقدي أبا هود فيما أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد الأصبهاني، نا محمّد - يعني ابن عبد اللّه بن رستة - نا سليمان - يعني ابن داود المنقري - نا محمّد - يعني ابن عمر الواقدي -.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن غانم، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، أنا أبي أبو عبد اللّه قال: سعيد بن يربوع بن عنكثة بن عامر بن مخزوم، يكنى أبا هود، و كان اسمه صرم فسماه النبي صلى اللّه عليه و سلم سعيدا، مات سنة أربع و خمسين و هو ابن عشرين و مائة سنة.

روى عنه ابنه عثمان.

أنبأنا أبو الحسن الفقيه و غيره، عن عبد العزيز الكتاني، أنا محمّد بن عبيد اللّه المنيني(1) ، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم، أنا أبو عبد الملك القرشي، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا علي بن عبد اللّه التميمي قال: سعيد بن يربوع يكنى أبا مرّة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(2) ، أنا محمّد بن عمر، نا خالد بن إلياس عن يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب، عن أبيه قال: كان سعيد بن يربوع فيمن يجدد أنصاب الحرم في كل سنة معرفة بها حتى ذهب بصره في آخر خلافة عمر بن الخطاب.

قال: و أنا محمّد بن عمر قال: سمعت عبد اللّه بن جعفر بن عبد الرّحمن بن المسور يقول: جاء عمر بن الخطاب سعيد بن يربوع إلى منزله فعزاه بذهاب بصره و قال: لا تدع الجمعة و لا الصلاة في مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال: ليس لي قائد، قال:

فنحن نبعث إليك بقائد، فبعث إليه بغلام من السبي(3).

ص: 327


1- المنيني بفتح الميم و كسر النون، نسبة إلى منين و هي قرية من قرى جبل سنير، و هذا الجبل من أعمال دمشق (الأنساب) و في ياقوت أنه جبل بين حمص و بعلبك.
2- الخبر ليس في طبقات ابن سعد المطبوع، فهو ضمن القسم الضائع من تراجم المدنيين.
3- نقله في أسد الغابة 249/2 و فيه: لا تدع الجمعة و لا الجماعة.

قال محمّد بن عمر: و توفي سعيد بن يربوع بالمدينة سنة أربع و خمسين في خلافة معاوية بن أبي سفيان، و كان يوم توفي ابن مائة و عشرين(1) سنة، و كانت له دار بالمدينة عند طرف بني كعب بن عمرو من خزاعة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العز الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني(2) - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون قالا: - أنا محمّد بن الحسن الأصبهاني، أنا محمّد بن أحمد الأهوازي، نا عمر بن أحمد الأهوازي، نا خليفة بن خياط(3) قال:

سعيد بن يربوع بن عنكثة بن عامر بن مخزوم يلقب الصرم(4) ، أمّه بنت سعيد بن سهم بن عمرو، مات بمكة، و يقال بالمدينة سنة أربع و خمسين.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد المشكاني، أنا أبو منصور محمّد بن الحسن النهاوندي، أنا أبو العباس أحمد بن الحسن بن زنبيل، نا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل البخاري(5) ، نا عبد اللّه بن صالح، نا الليث، حدّثني يحيى قال: أصيب سعيد بن يربوع في بصره فعاده عمر بن الخطاب قال يحيى:

حسبت أن أبا بكر بن المنكدر حدّثني به عن عثمان - يعني ابن عبد الرّحمن بن سعيد بن يربوع -.

قرأت على أبي محمّد السّلمي عن أبي محمّد التّميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال: قال أبو موسى و الواقدي و فيها - يعني سنة أربع و خمسين - مات سعيد بن يربوع.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن محمّد بن علي السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق بن خربان، أنا أحمد بن عمران الأشناني، نا موسى بن زكريا التّستري، نا خليفة بن خيّاط(6) قال: سنة أربع و خمسين فيها مات سعيد بن يربوع المخزومي.

ص: 328


1- في الاستيعاب 16/2 مائة سنة و أربع و عشرون سنة.
2- بعدها بالأصل: «زاد الأنماطي و أبو العز الكيلي قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني، زاد الأنماطي...» صوبنا السند فثمة تكرار و اضطراب فيه، و المثبت يوافق ما جاء في م.
3- طبقات خليفة بن خياط ص 54 رقم 115.
4- عند خليفة: أصرم.
5- انظر الخبر في التاريخ الكبير للبخاري 454/3 باختلاف.
6- تاريخ خليفة ص 223.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا ابن البسري، أنا المخلّص - إجازة - أنا عبيد اللّه السكري، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، عن أبيه، أنا [أبو] عبيد قال: سنة أربع و خمسين فيها توفي سعيد بن يربوع المخزومي أبو هود.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمّد بن إسحاق، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أبو الحسن اللبناني، أنا أبو بكر القرشي، نا محمّد بن سعد(1) قال في الطبقة الخامسة ممن أسلم بعد فتح مكة: سعيد بن يربوع أحد بني مخزوم، يكنى أبا هود، مات بالمدينة سنة أربع و خمسين، و هو ابن مائة و عشرين سنة، و له دار بالمدينة عند طرف بني عمرو بن كعب بن خزاعة.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان قال: و فيها - يعني سنة أربع و خمسين - مات سعيد بن يربوع بالمدينة.

2571 - سعيد بن يزيد بن معيوف الحجوري

روى عن عمرو بن هاشم البيروتي، و عبد العظيم بن حبيب، و مروان بن محمّد، و نمير بن الوليد بن نمير، و إسماعيل بن عياش.

روى عنه أبو الحسن بن جوصا، و محمّد بن العباس بن الدّرفس، و عبد اللّه بن أحمد بن سوادة البغدادي، و جعفر بن درستويه الفارسي.

أنبأنا أبو القاسم الحسين بن أحمد بن تميم، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو الحسن علي بن محمّد الحنّائي(2) ، أنا عبد الوهاب الكلابي، نا أبو الحسن بن جوصا، نا سعيد بن يزيد بن معيوف الحجوري، نا عمرو بن هاشم(3) ، نا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد اللّه بن كعب بن مالك عن أبيه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان إذا صلّى على الميت قال:

ص: 329


1- الخبر برواية أبي بكر القرشي سقط من الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
2- في م: الجنابي، خطأ.
3- في م: هشام، خطأ.

«اللّهمّ اغفر لأوّلنا و آخرنا، و حيّنا و ميّتنا، و كبيرنا و صغيرنا، و ذكرنا و أنثانا، و شاهدنا و غائبنا، اللّهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام، و من توفّيته منا فتوفّه على الإيمان» [4802].

المحفوظ حديث يحيى بن أبي كثير، عن إبراهيم الأشهلي، عن أبيه.

أخبرنا أبو القاسم عبيد اللّه، و أبو الحسن علي ابنا حمزة بن إسماعيل بن حمزة الموسويان، و أبو نصر أحمد بن محمّد بن أحمد بن أبي العباس الاسكيذياني، و أبو جعفر محمّد بن علي الطبري الفقيهان، و أبو النضر عبد الرّحمن بن عبد الجبار بن عثمان الفامي، و أبو الفتح محمّد بن الموفق بن محمّد الجرجاني المعدّلان، و أبو المظفّر عبد الفاطر بن عبد الرحيم(1) بن أبي بكر السّقطي المقرئ بهراة، قالوا: أنا أبو سهل نجيب بن ميمون بن علي الواسطي ثم الهروي، أنا أبو علي منصور بن عبد اللّه بن خالد الخالدي، نا أبو بكر محمّد بن يعقوب بن إبراهيم بن المرزبان الحسّاني - ببلخ - نا أبو الفضل جعفر بن درستويه، نا سعيد بن يزيد بن معيوف(2) الدمشقي، و كان من الأبدال، و كان ثقة، نا عبد العظيم بن حبيب، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«من كذب عليّ متعمّدا فليتبوأ مقعده من النار».

2572 - سعيد بن يزيد القرشي

حدّث عن سليمان بن موسى.

روى عنه الوليد بن مسلم.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أنا محمّد بن عبد اللّه الشافعي، نا معاذ بن المثنّى، نا داود بن رشيد، نا الوليد، عن سعيد بن يزيد القرشي، عن سليمان بن موسى، عن عبيد بن حري(3): أنه رأى ابن عمر يخضّب بالصّفرة و يخبر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان يخضب بها، كذا في هذه الرواية.

ص: 330


1- في م: عبد الرحيم بن عبد اللّه بن أبي بكر.
2- بالأصل: معثوف، و هو صاحب الترجمة و الصواب ما أثبت عن م.
3- كذا بالأصل و م، و الصواب «عبيد بن جريج» التيمي مولاهم المدني، انظر ترجمته في تهذيب التهذيب، و تقريب التهذيب، و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب.

و ذكره الخطيب فيما استدركه على الدارقطني، و عبد الغني، و هو وهم و صوابه عبيد بن جريج و هو من أهل المدينة مولى لبني تميم(1).

روى عنه سعيد المقبري، و زيد بن أسلم هذا الحديث بعينه أتم من هذا.

فأما حديث المقبري عنه بذلك.

فأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو محمّد الصّريفيني(2).

ح و أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمّد بن عبد القاهر بن الطوسي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، قالا: أنا أبو القاسم بن حبابة.

ح و أخبرنا أبو الفتح محمّد بن علي بن عبد اللّه المصري و جماعة بهراة قالوا: أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أبي مسعود الفارسي، أنا أبو محمّد عبد الرحمن بن أحمد بن أبي شريح الأنصاري، قالا: نا أبو القاسم البغوي، نا مصعب بن عبد اللّه.

ح و أخبرنا أبو محمّد السّيدي، أنا أبو عثمان البحيري، أنا زاهر بن أحمد، أنا إبراهيم بن عبد الصمد، نا أبو مصعب قالا: نا مالك، عن سعيد بن أبي سعيد - زاد أبو مصعب: المقبري - عن عبيد بن جريج أنه قال لعبد اللّه بن عمر: يا أبا عبد الرحمن أراك - و قال أبو مصعب: - رأيتك - تصنع أربعا لم أر أحدا من أصحابك يصنعها، قال:

و ما هي يا ابن جريج ؟ قال: رأيتك لا تمس من الأركان إلاّ اليمانيين، و رأيتك تلبس النّعال السّبتية(3) ، و رأيتك تصبغ بالصّفرة، و رأيتك إذا كنت بمكّة أهلّ الناس إذا رأوا الهلال و لم تهلّ أنت حتى كان - و قال أبو مصعب: و لم تهلل أنت حتى يكون - يوم التروية. فقال ابن عمر: أما الأركان فإني لم أر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يمس - و في حديث أبي مصعب - يستلم - إلاّ اليمانيين، و أمّا النعال السّبتية فإني رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يلبس النّعال التي ليس فيها شعر، و يتوضّأ فيها، فأنا أحبّ أن ألبسها، و أمّا الصّفرة قال مصعب في حديثه: فإني أحب أن أصبغ بها - و قال أبو مصعب: و أمّا الصفرة فإني رأيت

ص: 331


1- كذا «تميم» بالأصل و م، انظر الحاشية السابقة، و لعله «تيم».
2- بالأصل: الصيرفيني، خطأ، و الصواب ما أثبتناه عن م، و قد تقدم التعريف به.
3- السبتية بكسر السين، جلود البقر المدبوغة بالقرظ يتخذ منها النعال (انظر النهاية و القاموس المحيط - سبت).

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يصبغ بها، فأنا أحبّ أن أصبغ بها، و قالا: - و أمّا الإهلال فإني لم أر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يهلّ حتى تنبعث به راحلته.

و أمّا حديث زيد عنه بذلك:

فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا أبو محمّد جعفر بن محمّد بن شاكر الصائغ، نا أبو نعيم، نا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عبيد بن جريج، قال: قلت لابن عمر: يا أبا عبد الرحمن رأيتك تحب هذه النعال السّبتية و تستحب هذا الخلوق و لا تستلم من البيت إلاّ هذين الركنين، فقال: أمّا هذه النعال السّبتية فإني رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يلبسها و يتوضّأ فيها، و أمّا الخلوق فإنه كان أحبّ الطّيب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و ما رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يستلم إلاّ هذين الركنين.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة - ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(1) قال عبيد بن جريج مولى بني تيم(2) سمع أبا هريرة و ابن عمر.

روى عنه سعيد المقبري، و زيد بن أسلم، و سليمان بن موسى، سمعت أبي يقول ذلك، و سئل أبو زرعة عن عبيد بن جريج ؟ فقال: مدني(3) ثقة.

2573 - سعيد بن يوسف الرّحبي

2573 - سعيد بن يوسف الرّحبي(4)

الأظهر أنه حمصي، و قيل إنه صنعاني من صنعاء دمشق.

حدّث عن عبد اللّه بن بسر المازني، و يحيى بن أبي كثير.

روى عنه إسماعيل بن عياش، و ابنه أبو فوارس(5) مؤمّل بن سعيد بن يوسف.

ص: 332


1- الجرح و التعديل 403/5 في باب عبيد.
2- كذا بالأصل هنا، و في الجرح و التعديل: تميم.
3- في الجرح و التعديل: «مديني» و كلاهما يصح، نسبة إلى المدينة المنورة.
4- ترجمته في تهذيب التهذيب 347/2 و ميزان الاعتدال 163/2 و ذكر السمعاني في الأنساب (الرحبي) بفتح الراء و الحاء، ابنه مؤمل و كنّاه أبا فراس، و فيه أنه: من أهل الشام. و الرحبي نسبة إلى بني رحبة بطن من حمير و هو رحبة بن زرعة أخو سدد.
5- في الأنساب: فراس، انظر الحاشية السابقة.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو القاسم التّنوخي، أنا أبو الحسين عبد اللّه بن إبراهيم بن جعفر الزّينبي، نا الحسن بن علوية القطان، أنا عبّاد بن موسى الختّلي، نا إسماعيل بن عياش، حدّثني سعيد بن يوسف الرّحبي، عن يحيى بن أبي كثير اليمامي.

ح و أخبرنا أبو سعد عبد اللّه بن أسعد بن أحمد بن محمّد بن حيان، و أبو بكر عبد الجبار بن محمّد بن أبي صالح الصوفيان و أبو القاسم عبد الكريم الكاتب، و أبو عبد الرحمن أحمد الواعظ قالوا: أنا الحسن بن أحمد بن يحيى قالوا: أنا أبو الفضل محمّد بن عبيد اللّه بن محمّد الصّرّام(1) ، أنا القاضي أبو عمر محمّد بن الحسين بن محمّد البسطامي، أنا أحمد بن عبد الرحمن بن الجارود الرّقّي، أنا الحسن بن عرفة، أنا إسماعيل بن عياش، أنا سعيد بن يوسف الرّحبي، عن يحيى بن أبي كثير.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، و أبو الفوارس عبد الباقي بن محمّد بن عبد الباقي بن أبي الغبار قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، نا عبد اللّه بن محمّد قالا: نا خالد بن مرداس، نا إسماعيل بن عياش، عن سعيد بن يوسف الرّحبي، عن يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«ساووا بين أولادكم في العطية، فلو كنت مفضّلا أحدا لفضّلت النساء»، لفظهم سواء [4803].

و رواه الأوزاعي عن يحيى مرسلا.

أخبرناه أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو سعيد الحسن بن جعفر الحرفي(2) ، نا أبو شعيب عبد اللّه بن الحسن بن أحمد الحرّاني، حدّثني يحيى بن عبد اللّه البابلتّي(3) ، نا الأوزاعي، حدّثني يحيى بن أبي كثير قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

ص: 333


1- سير الأعلام 483/18. و الصرام ضبطت عن الأنساب نسبة إلى بيع الصرم، و هو الجلد الذي ينعل به الخفاف.
2- بالأصل و م: «الخرقي» خطأ و الصواب ما أثبت عن الأنساب ذكره و ترجم له، و هذه النسبة للبقال ببغداد و من يبيع الأشياء التي تتعلق بالبزور و البقالين. ترجمته في سير الأعلام 369/16 و تاريخ بغداد 292/7.
3- ضبطت عن الأنساب.

«سووا بين أولادكم في العطية، فإني لو كنت مؤثرا أحدا على أحد لآثرت النساء على الرجال» [4804].

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، نا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد، أنا سليمان بن أحمد الطّبراني، أنا أحمد بن النّضر العسكري، نا سليمان بن سلمة الخبائري، نا أبو فراس(1) المؤمّل بن سعيد بن يوسف الرّحبي، حدّثني والدي سعيد بن يوسف قال:

سمعت عبد اللّه بن بسر يحدث عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«ليس مني ذو حسد، و لا نميمة، و لا كهانة و لا أنا منه» ثم تلا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم هذه الآية: وَ الَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنٰاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتٰاناً وَ إِثْماً مُبِيناً (2)[4805].

قرأت بخط أبي الفضل محمّد بن طاهر المقدسي: سعيد بن يوسف الصّنعاني من صنعاء الشام، حدث عن يحيى بن أبي كثير بمناكير، و بلغني عن محمّد بن عوف قال سعيد بن يوسف الذي يروي عنه إسماعيل بن عياش كان يكون بجبلة(3) و هو حمصي ضعيف الحديث، و ليس له كبير شيء.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل البغدادي، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني قالا: - أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل(4) قال: سعيد بن يوسف عن يحيى بن أبي كثير.

روى عنه إسماعيل بن عياش.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة - ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(5) قال: سعيد بن يوسف الحمصي الرّحبي.

ص: 334


1- كذا ورد هنا بالأصل و م.
2- سورة الأحزاب، الآية: 58.
3- جبلة: بالتحريك، اسم لعدة مواضع، منها قلعة مشهورة بساحل الشام من أعمال حلب قرب اللاذقية (ياقوت).
4- التاريخ الكبير 521/3-522.
5- الجرح و التعديل 75/4.

روى عن يحيى بن أبي كثير. روى عنه إسماعيل بن عياش، و لا أعلم روى عنه غير إسماعيل بن عياش، سمعت أبي يقول ذلك، و سألت أبي عنه فقال: ليس بالمشهور، [و أرى](1) حديثه ليس بالمنكر.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، نا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال: سألت أبا عبد اللّه، عن سعيد بن يوسف صاحب يحيى بن أبي كثير فقال: ليس بشيء(2).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة(3) قال: و سألت أحمد بن حنبل عن سعيد بن يوسف صاحب يحيى بن أبي كثير فلم يعجبه.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي(4) ، نا علاّن، نا ابن أبي مريم قال: سمعت يحيى بن معين يقول: سعيد بن يوسف شيخ ضعيف الحديث. روى عنه إسماعيل بن عياش.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، و أبو يعلى حمزة بن علي قالا: أنا أبو الفرج سهل بن بشر، أنا علي بن منير، أنا أبو محمّد الحسن بن رشيق، نا أبو عبد الرحمن النسائي قال: سعيد بن يوسف يروي عنه إسماعيل بن عياش ليس بالقوي.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد بن عدي(5) قال:

سعيد بن يوسف اليمامي لا أعلم يروي عنه غير إسماعيل بن عياش. و لسعيد غير ما ذكرت(6) ، و هو قليل الحديث، و لا أعلم يروى عنه غير إسماعيل بن عياش، و رواياته ثابتات الأسانيد لا بأس بها، و لا أعرف له شيئا أنكر مما ذكرت من حديث عكرمة عن ابن

ص: 335


1- زيادة عن الجرح و التعديل.
2- نقله ابن حجر في التهذيب عن أبي زرعة 347/2 و سقط الخبر من تاريخ أبي زرعة.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 453/1.
4- الكامل لابن عدي 380/3.
5- المصدر السابق نفسه 380/3 و 381.
6- يعني من الحديث، و وقعت هذه العبارة بعد أن ذكر ابن عدي بعض الأحاديث.

عباس - يعني الذي سقناه في ترجمته، سعيد بن يوسف ليس بيمامي(1) ، و إنما هو شامي -.

2574 - سعيد مولى نمران

2574 - سعيد مولى نمران(2)

حدّث عن يزيد بن نمران.

روى عنه سعيد بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا محمّد بن إبراهيم بن مروان، نا ابن معلّى، نا سليمان، و صفوان، و دحيم قالوا: أنا الوليد، نا سعيد، حدّثني مولى ليزيد بن نمران، عن يزيد بن نمران قال:

رأيت بتبوك رجلا مقعدا فسألته عن إقعاده فقال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يصلي فمررت بين يديه فقال:

«قطع صلاتنا قطع اللّه أثره» قال: فأقعدت.

و روى عنه من غير ذكر يزيد بن نمران في إسناده، و سيأتي فيمن لم يسمّ.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم نا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و أبو الحسين الأصبهاني قالا: - أنا أبو بكر الحافظ، أنا أبو الحسن المقرئ، نا أبو عبد اللّه البخاري(3) قال: سعيد مولى نمران، عن يزيد بن نمران قاله أبو اليمان، عن سعيد بن عبد العزيز.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة - ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(4) قال: سعيد مولى نمران.

روى عنه سعيد بن عبد العزيز سمعت أبي يقول ذلك.

ص: 336


1- كذا، و قد ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال: اليمامي الرحبي الشامي.
2- ترجمته في تهذيب التهذيب 348/2 و فيه: مولى يزيد بن نمران الذماري. و ميزان الاعتدال 163/2 و الكاشف للذهبي 299/1.
3- التاريخ الكبير 517/3.
4- الجرح و التعديل 77/4.

2575 - سعيد مولى الوليد بن عبد الملك

كان حاجبا للوليد. له ذكر.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أبو عبد اللّه النهاوندي، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط(1) قال في تسمية عمال الوليد: حاجبه سعيد مولاه، و يقال محمّد [بن أبي سهيل](2) مولى مروان، حدّثني الوليد بن هشام، عن أبيه عن جده، و عبد اللّه بن المغيرة [عن أبيه](3) و غير هم بذلك.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي(4) ، نا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد بن حفص قال: قرأت على علي بن عمرو الأنصاري حدثكم الهيثم بن عدي، عن ابن عياش قال: و كان الوليد يأذن عليه مولاه سعيد.

2576 - سعيد مولى سليمان بن عبد الملك

حكى عن عمر بن عبد العزيز، و رجاء بن حيوة.

حكى عنه ابنه محمّد بن سعيد.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسن بن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، نا الهيثم بن عمران قال: سمعت محمّد بن سعيد مولى سليمان بن عبد الملك يقول: كان أبي من أكرم موالي سليمان عليه قال: أصاب سليمان الجنب(5) و هو بدابق(6) فدخل عليه رجاء بن حيوة الكندي و أنا معه فكتب العهد لعمر بن عبد العزيز فقال: يا أمير المؤمنين أ لم تعلم أن أباك حين جعل العهد لأخيك و لك أخذ عليكما أن تجعلا الخلافة لرجل من ولد عاتكة(7) ، قال: صدق اكتب يزيد من

ص: 337


1- تاريخ خليفة ص 312.
2- الزيادة عن تاريخ خليفة.
3- الزيادة عن تاريخ خليفة.
4- بالأصل: المحلي، بالحاء المهملة، و الصواب ما أثبت و ضبط عن م، و انظر التبصير و قد تقدم التعريف به.
5- غير واضحة بالأصل، و في م: «الحبب»، و لعل الصواب ما أثبتناه.
6- غير واضحة بالأصل و الصواب ما أثبت عن م، و المشهور أنه مات بدابق، انظر الطبري 550/6.
7- كان عبد الملك قد أوصى بابني عاتكة من كان منهما حيا كما يفهم من عبارة العقد الفريد بتحقيقنا 400/4.

بعده، فكتب و فرغ و أدخل الناس فقال: إني قد عهدت عهدا و جعلته في يد رجاء فاسمعوا و أطيعوا لمن جعلت ذلك له من بعدي، ثم دخل عليه رجاء من الغد و بعده فإذا الرجل في السوق(1) عند انتصاف النهار من يوم الجمعة فغمضاه و سجيا عليه و خرجا فقال رجاء: يا معشر المسلمين اجلسوا حتى أعلمكم عهد خليفتكم محمّد(2) اللّه و أثنى عليه و قرأ الكتاب: بسم اللّه الرّحمن الرحيم من عبد اللّه سليمان أمير المؤمنين إلى أمّة محمّد صلى اللّه عليه و سلم فإني أحمد إليكم اللّه الذي لا إله إلاّ هو، أمّا بعد فإني قد استخلفت عليكم من بعدي عمر بن عبد العزيز و من بعده يزيد بن عبد الملك، فاسمعوا لهما و أطيعوا، و أحسنوا موازينهما فإني لم أ لكم و نفسي نصحة، و السلام عليكم و رحمة اللّه(3).

و عمر جالس، فأتاه رجاء و خالد بن الديان صاحب الحرس فقالا: يا أمير المؤمنين لم مثلكما(4) فاحتمله الحرس حتى أجلسوه على المنبر، فقال: عسى أن تحبّوا شيئا و هو شر لكم، و عسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم، ثم خطب فلما فرغ أخذ خالد بن الديان أشراف الناس فشرط عليهم أن يسمعوا و يطيعوا ليس في ذلك عتق و لا طلاق ثم تصعد كل رجل حتى تصافح عمر فما كلم عمر غير هشام فقال له عمر: عليك عهد اللّه و ميثاقه لتسمعن و لتطيعن ؟ قال: نعم، و أكون عند ما يحب أمير المؤمنين(5).

2577 - سعيد أبو عثمان السّرّاج

حكى عن الأوزاعي.

حكى عنه عمر بن عبد الواحد.

إن لم يكن أبا عثمان سعيد بن شداد، أو سعيد بن عبد الملك فهو غيرهما.

ص: 338


1- أي بالموت، تقول: رأيت فلانا يسوق أي ينزع نزعا عند الموت، يعني الموت. و يقول أبو ابن شميل: رأيت فلانا بالسوق أي بالموت يساق سوقا.
2- كذا بالأصل و م.
3- نسخة الكتاب في الطبري 551/6 و الكامل لابن الأثير 252/3 بتحقيقنا، و البداية و النهاية بتحقيقنا 206/9. و نسخة العهد مطولة في الإمامة و السياسة بتحقيقنا 130/2-131 و نقلا عن ابن قتيبة نسخته في صبح الأعشى 360/9.
4- كذا رسمها بالأصل، و في م: «قم مبلكا».
5- انظر الطبري 552/6.

2578 - سعيد الحاجب

أحد قوّاد المتوكل، قدم معه فيما قرأته بخط عبد اللّه بن محمّد الخطّابي دمشق سنة ثلاث و أربعين و مائتين، و سعيد هذا هو الذي تولّى قتل المستعين بعد ما استتب الأمر للمعتز.

2579 - سعيد بن البري والد أبي حفص عمر بن سعيد

صحب هو و ابنه أبا بكر بن سيد حمدويه، و حكيا عنه. حكى عنه ابنه عمر بن سعيد.

ص: 339

ذكر من اسمه

اشارة

[ذكر من اسمه](1) سفر

2580 - السّفر

2580 - السّفر(2) بن إسماعيل بن سهل بن بشر بن مالك ابن الأخطل التّغلبي الشاعر حكى عن مالك بن طوق.

حكى عنه ابنه الحسين بن السّفر حكاية تأتي في ترجمة مالك بن طوق إن شاء اللّه تعالى.

قرأت بخط أبي الحسين(3) الرازي، حدّثني أبو الحسن علي بن الحسين بن السفر بن إسماعيل بن سهل بن بشر بن مالك بن الأخطل التغلبي الشاعر، حدّثني أبي عن أبيه السفر بن إسماعيل قال: حضرنا مالك بن طوق في وقت علّة أصابته عندنا بدمشق فأنشأ يقول:

و ليس من الرّزيّة فقد مال *** و لا شاة تموت و لا بعير

لكن الرزيّة فقد شخص *** يموت لموته ناس كثير

ص: 340


1- زيادة منا للإيضاح.
2- السفر، بسكون الفاء، كما في تقريب التهذيب.
3- عن م و بالأصل: الحسن.

ذكر من اسمه سفيان

2581 - سفيان بن الأبرد بن أبي أمامة بن قابوس أبو يحيى الكلبي من بني جبّار

كان له سوق الصياقلة بدمشق قطيعة، و داره بدمشق بجيرون، و كان بدمشق يوم خطب الضّحّاك بن قيس و دعا إلى بيعة ابن الزّبير، و كان هوى سفيان و حسان بن مالك بن بحدل مع بني أمية، و ولى بعض الشام لبني أمية، و كان مع عبد الملك حين حاصر عمرو بن سعيد.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن محمّد، أنا أبو سعيد محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، نا أبو حامد بن الشرقي، نا محمّد بن يحيى الذّهلي، نا بشر بن شعيب بن أبي حمزة، حدّثني أبي عن الزهري، أخبرني رجاء بن حيوة:

أن عبد الملك بن مروان قضى في أمّ ولد توفي عنها سيدها فنكحت بعده في عدتها قبل أن تعتدّ عدة الحرة المتوفى عنها زوجها فدخل بها زوجها الذي تزوجته في عدتها، فقضى عبد الملك أن يفرق بينها و بينه، فتعتدّ عدّتها من سيدها الذي توفي عنها، فعتقت بوفاته، ثم تعتدّ عدتها من زوجها الآخر الذي نكحها في عدتها و يكون لها مهرها بما استحلّ منها ثم يفرق بينها فلا يجمعان(1) أبدا.

قال رجاء: و أمرني عبد الملك، أنا و روح بن زنباع أن يجلد كل واحد منهما أربعين جلدة، ففعلنا، قال رجاء: ثم أرسلني إلى قبيصة بن ذؤيب فأخبرته بقضاء أمير

ص: 341


1- في م: يجتمعان، و هو الأظهر.

المؤمنين عبد الملك فيهما فقال قبيصة: قد أصاب أمير المؤمنين القضاء غير أني وددت أنه خفف من الجلد، فقلت لقبيصة: فكم كنت ترى أن يجلدا(1) ؟ قال: كنت أرى أن يجلد كل واحد منهما عشرين سوطا، قال محمّد: و كان سفيان بن الأبرد هو أفتى أم الولد و زوجها، و هو أمير هم يومئذ بأن تزوّج قبل أن تعتدّ أربعة أشهر و عشرا، فرد ذلك عليه عبد الملك، و قضى بما ذكرناه.

و حكى أبو محمّد عبد اللّه بن سعد القطربلي عن الواقدي، حدّثني عاصم بن الحكم بن عوانة، عن أخيه عوانة قال:

غزا يزيد بن معاوية القسطنطينية(2) و معه سفيان بن الأبرد الكلبي، و حميد بن حريث بن بحدل الكلبي فرأى بعض أبواب القسطنطينية لا يغلق ليلا و لا نهارا فسأل في ذلك فقيل له: إنما تركته الروم مفتوحا لعزهم في أنفسهم، و أنهم لا يخافون أحدا يدخل عليهم منه(3) ، فقال: لئن أصبحت صالحا فيغلقنه أو لأدخلن عليهم، و قال لسفيان و عبيد شدا إليّ إذا شددت من ظهري، فلما أصبح شدّ بينهما فامتدا للباب، فشدّ بطريق من بطارقة الروم على سفيان فطعنه فصرعه، و شدّ حميد على البطريق فطعنه فخرّ ميتا، و اتّبع يزيد حتى إذا قرب من الباب أغلقته الروم، فطعنه يزيد، و قد قيل: إن حميدا كان الطاعن، ثم انصرفا فقال يزيد: خالي خالي - يعني سفيان - فلما انتهى إليه نزل فوضع رأسه في حجره و قال: علي بالمتطبب فأتي به فنظر إلى الطعنة التي بسفيان فقال: ابغوني شحما فأبطئ عليه فقال: شقوا بطن البطريق فأخرجوا من شحمه ففعل ذلك و أتى بشيء من شحم بطنه فأدخله في طعنة سفيان ثم خاطها فبرأ سفيان و لم يولد له.

بلغني أن سفيان بن الأبرد مات في أيام عبد الملك بن مروان سنة أربع و ثمانين أو سنة خمس و ثمانين.

2582 - سفيان بن الحارث النّوفلي و يقال شيبان بن الحارث الغطفاني

شاعر من أهل الحجاز، وفد على عبد الملك بن مروان، و يقال على يزيد بن

ص: 342


1- بالأصل: يجلد خطأ و الصواب ما أثبت عن م.
2- بالأصل و م القسطنطينة خطأ و الصواب ما أثبت.
3- بالأصل منهم، خطأ و الصواب ما أثبت عن م.

عبد الملك، و كتب إليه أبياتا من الشعر، ستأتي قصته في ترجمة عمرو بن مرّة الحنفي، و في حرف الشين في ذكر من اسمه شيبان.

2583 - سفيان بن سلمون السّفياني

حدّث عن زهير بن عبّاد.

روى عنه أبو معاوية على ما قيل.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو العباس أحمد بن عمر بن أحمد البرمكي، أنا أبو الحسين محمّد بن إسماعيل بن عيسى(1) بن إسماعيل المعروف بابن سمعون، نا أبو علي محمّد بن محمّد بن أبي حذيفة بدمشق(2) ، نا أبو معاوية، نا سفيان بن سلمون السّفياني الدمشقي، نا زهير بن عبّاد، نا رديح(3) بن عطية، عن إبراهيم بن أبي عبلة(4) ، عن شريك بن خماشة:

أنه ذهب يستقي من جبّ سليمان الذي في مسجد بيت المقدس، فانقطع دلوه فنزل في الجبّ فبينما هو يطلبه في نواحي الجبّ إذا هو بشجرة فتناول ورقة من الشجرة فأخرجها معه، فإذا هي ليست من ورق شجر الدنيا، فأتى بها عمر بن الخطاب فقال:

أشهد أن هذا لهو الحق، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«يدخل رجل من هذه الأمة الجنّة قبل موته» [4806]. فجعلوا الورقة بين دفتي المصحف.

كذا قال ابن خماشة بالميم و الخاء و الصواب حباشة بالحاء و الباء(5) ، و سفيان بن سلمون هذا هو سفيان بن شعيب بن مسلم بن شعيب بن مسلم الذي يأتي، و هو أبو معاوية. و قوله حدّثنا، بين أبي معاوية و سفيان مزيدة، و لا شك أن جده مسلما كان يقال له سلمون فنسب إلى جده، و قال: السفياني لأنه من مواليهم، و اللّه أعلم.

ص: 343


1- ترجمته في سير الأعلام 505/16 باسم محمد بن أحمد بن إسماعيل بن عنبس، أبو الحسين البغدادي ابن سمعون. و انظر ترجمته في تاريخ بغداد 274/1.
2- ترجمته في سير الأعلام 331/15.
3- رديح بالتصغير، انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 161/2.
4- ترجمته في سير الأعلام 323/6.
5- كذا و في الاكمال 192/3 خباشة بالخاء المعجمة، و يقال بسين مهملة.

2584 - سفيان بن شعيب بن مسلم و يقال سفيان بن شعيب بن مسلم ابن شعيب بن عبد الرّحمن بن سويد أبو معاوية من موالي يزيد بن أبي سفيان

حدّث عن: أبي الجماهر، وجده مسلم، و زهير بن عبّاد، و صفوان بن صالح.

و روى عنه: محمّد بن جعفر بن محمّد بن ملاس، و أحمد بن عمير بن جوصا، و محمّد بن محمّد بن أبي حذيفة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن إسحاق بن عبد العزيز اللّهبي، أنا أبو بكر أحمد بن عبد الوهاب اللّهبي، نا أبو العباس محمّد بن جعفر بن محمّد بن هشام النّميري، نا أبو معاوية سفيان بن شعيب بن مسلم بن شعيب بن مسلم، من موالي أبي سفيان، نا محمّد بن عثمان، نا الهيثم بن حميد، أخبرني العلاء بن الحارث، و أبو وهب عبيد اللّه بن عبيد، عن مكحول، عن زياد بن جارية التميمي، عن حبيب بن مسلمة: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نفّل الربع مما في أيدي القوم في البداءة و في الرجعة الثلث بعد الخمس.

أنبأنا أبو طاهر محمّد بن الحسين، و أبو الحسن علي بن الحسن الموازيني، قالا: أنا أبو القاسم بن الفرات، أنا عبد الوهاب الكلابي، نا أبو الحسن بن جوصا، نا سفيان بن شعيب، أخبرني جدي عن صدقة بن عبد اللّه، عن عبد الرّحمن بن عمرو، عن محمّد بن الوليد الزّبيدي، عن الزّهري، عن أنس بن مالك أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«لا تباغضوا، و لا تحاسدوا، و لا تدابروا، و كونوا عباد اللّه إخوانا كما أمركم اللّه عز و جل» [4807].

ذكر ذلك أبو الفضل المقدسي فيما أخبره أبو عمرو بن منده عن أبيه، أنا محمّد بن إبراهيم بن مروان قال: قال عمرو بن دحيم: مات بدمشق - يعني سفيان - يوم السبت لثمان ليال خلون من صفر سنة خمس و سبعين - يعني و مائتين -.

ص: 344

2585 - سفيان بن عاصم بن عبد العزيز ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة ابن عبد شمس بن عبد مناف الأموي

كان عند عمه عمر بن عبد العزيز في حجره.

حكى عنه و عن خالد بن أسلم.

روى عنه جعفر بن محمّد، و يحيى بن خالد بن دينار، و محمّد بن مروان بن أبان، و محمّد بن صالح التّمّار.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد(1) ، أنا أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي أويس، عن سليمان بن بلال، عن جعفر بن محمّد، عن سفيان بن عاصم بن عبد العزيز بن مروان قال: شهدت عمر بن عبد العزيز قال لمولاة له: إني أراك ستلين حنوطي فلا تجعلي فيه مسكا.

قال(2): و أنا محمّد بن عمر، حدّثني يحيى بن خالد بن دينار، عن سفيان بن عاصم قال: أوصى عمر بن عبد العزيز إذا حضر أن يوجّه إلى القبلة على شقه الأيمن.

أخبرنا أبو الفتح ناصر بن عبد الرّحمن النجار، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم بن نصر - لفظا - أنا أبو محمّد عبد اللّه بن الوليد الأنصاري الأندلسي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد فيما كتب إليّ، أخبرني جدي عبد اللّه بن محمّد بن علي اللخمي الباجي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن يونس، أنا بقيّ بن مخلد، نا أحمد بن إبراهيم الدّورقي، نا منصور بن بشير، نا شعيب - يعني ابن صفوان - عن محمّد بن مروان بن أبان، عن سفيان بن عاصم بن عبد العزيز بن مروان قال:

أمر عمر بن عبد العزيز أن يقبض مني شيء كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قطعه بين عثمان بن عفان و الزّبير، فصار حقّ الزبير لعبد اللّه بن الزبير و صار حقّ عثمان صدقة عثمان، فكانت هذه مما قبض عبد الملك من أموال ابن الزبير بعد مقتله فقطعه لسفيان بن

ص: 345


1- الخبر في طبقات ابن سعد 406/5 في ترجمة عمر بن عبد العزيز.
2- المصدر نفسه الجزء و الصفحة.

عاصم، فلما ولي عمر بن عبد العزيز قبضها منه فردها على بني عبد اللّه بن الزبير فقال له سفيان: يعطيني القوم و تأخذ أنت مالي ؟ قال عمر: ما تتهمني و ما أتهم نفسي عليك إنك لابن أخي، و إن ابنتي لتحتك، و لكني خير لك ممن أعطاكها، أخرجتك من الإثم و رددت الحقّ إلى أهله، فلما وليها يزيد - يعني ابن عبد الملك - ردها على سفيان و قال:

أنا خير لك من عمّك قبضها منك و رددتها عليك.

2586 - سفيان بن عياد بن إسماعيل بن عبّاد بن زياد بن أبيه المعروف بزياد بن أبي سفيان

أمّن ساكني جرود من إقليم معلولا(1) من أعمال دمشق.

ذكره أحمد بن حميد بن أبي العجائز في تسمية من كان بدمشق من بني أمية، و ذكر امرأته حمّادة ابنة سوار بن عبد اللّه بن عبّاد، و ذكر ابنيه عبّاد بن سفيان ابن سبع سنين، و ابنه همّام بن سفيان ابن سنتين، و ذكر بناته: خلاّدة ابنة سفيان عاتق، و هنادة بنت سفيان بنت ثمان سنين، و هنيد ابنة سفيان بنت سبع سنين.

2587 - سفيان بن عبد شمس بن أبي وقاص و يقال سفيان بن أميّة بن أبي سفيان ابن عبد شمس الزّهري

و هو الذي ذهب بنعي علي إلى معاوية أو إلى عمرو بن العاص من عند معاوية، و يقال نعاه لأهل الحجاز.

له ذكر في حديث مقتل علي، و لم أجد لسفيان هذا ذكر في كتاب النسب و لا في كتاب التواريخ، فاللّه أعلم بصحة أمره.

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد و غيره في كتبهم، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة(2) ، أنا سليمان بن أحمد الطّبراني، نا أحمد بن علي الأبّار، نا أبو أمية عمرو بن هشام الحرّاني، نا عثمان بن عبد الرّحمن الطرائفي، نا إسماعيل بن راشد قال: فبلغ ذلك معاوية - يعني وثوب الخارجي على عمرو بن العاص - فكتب إليه:

ص: 346


1- إقليم من نواحي دمشق (ياقوت) و فيه في موضع آخر (جرود) من أعمال غوطة دمشق.
2- بالأصل: زبدة، خطأ، و الصواب ما أثبت و ضبط عن تبصير المنتبه و قد تقدم التعريف به، ترجمته في سير الأعلام 595/17.

وقتك و أسباب المنون كثيرة *** منية شيخ من لؤيّ بن غالب

فيا عمرو مهلا إنما أنت عمه *** و صاحبه دون الرجال الأقارب

نجوت و قد بلّ المرادي بسيفه *** من ابن أبي شيخ الأباطح طالب

و يضربني بالسيف آخر مثله *** فكانت عليه تلك ضربة لازب

و أنت تناغي كل يوم و ليلة *** بمصرك بيضا كالظباء الشوازب

و كان الذي ذهب ينعيه سفيان بن عبد شمس بن أبي وقاص الزّهري.

2588 - سفيان بن عوف بن المغفّل بن عوف بن عمير بن كلب ابن ذهل بن سيّار بن والبة بن...

2588 - سفيان بن عوف بن المغفّل بن عوف بن عمير بن كلب ابن ذهل بن سيّار بن والبة بن الدول ابن سعد مناة بن غامد و اسمه عمرو بن عبد اللّه بن كعب بن الحارث بن كعب ابن عبد اللّه بن مالك بن نصر بن الأزد، الأزدي الغامدي(1)

استعمله معاوية على الصوائف.

حكى عنه سفيان بن سليم، و أبو جهضم الأزديان، و كان مع أبي عبيدة بن الجرّاح بالشام حين افتتحت.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم و غيرهما، قالوا: أنا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الحسين أحمد بن علي بن محمّد الدّولابي، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الغفار بن ذكوان البعلبكّي، أنا أبو يعقوب إسحاق بن عمّار بن حش(2) بالمصّيصة(3) ، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن مهدي، نا عبد اللّه بن محمّد بن ربيعة القدامي، حدّثني أبو جراس(4) ، عن سفيان بن مسلم الأزدي، عن سفيان بن عوف قال:

بعثني أبو عبيدة بن الجرّاح ليلة غدا من حمص إلى أرض دمشق فقال: ائت

ص: 347


1- ترجمته في الوافي بالوفيات 283/15 و انظر جمهرة ابن حزم ص 378 و الغامدي بفتح الغين المعجمة و كسر الميم نسبة إلى غامد، بطن من الأزد.
2- كذا رسمها بالأصل، و في م: حش.
3- بالفتح ثم الكسر، و التشديد، و ياء ساكنة و صاد أخرى: مدينة على شاطئ جيحان من ثغور الشام بين أنطاكية و بلاد الروم تقارب طرسوس (معجم البلدان).
4- كذا بالأصل، و في م: أبو جواس.

عمر بن الخطاب أمير المؤمنين و أبلغه مني السّلام، و أخبره بما قد رأيت و عاينت، و بما قد حدثتنا العيون و بما استقر عندك من كثرة العدو، و الذي رأى المسلمون من الرأي من التنحي، و كتب معه: بسم اللّه الرّحمن الرحيم فذكر الكتاب.

قال سفيان بن عوف: فلما أتيت عمر فسلّمت عليه، قال: أخبرني بخبر الناس، فأخبرته بصلاحهم و دفع اللّه عز و جل عنهم، قال: فأخذ الكتاب فقال لي: ويحك ما فعل المسلمون ؟ فقلت: أصلحك اللّه خرجت من عند هم ليلا بحمص و تركتهم و هم يقولون:

نصلّي الصبح و نرتحل إلى دمشق، و قد أجمع رأيهم على ذلك. قال: فكأنه كرهه، و رأيت ذلك في وجهه، فقال لي: و ما رجوعهم عن عدوهم و قد أظفر هم اللّه بهم في غير موطن! و ما تركهم أرضا(1) قد حووها(2) و فتحها اللّه عليهم فصارت في أيديهم ؟ إني لأخاف أن يكونوا قد أساءوا الرأي، و جاءوا بالعجز، و جرّوا عليهم العدو. قال: فقلت له: أصلحك اللّه إنّ الشاهد يرى ما لا يرى الغائب، إن صاحب الروم قد جمع لنا جموعا لم يجمعها هو و لا أحد كان قبله لأحد كان قبلنا، و لقد جاء بعض عيوننا إلى عسكر واحد من عساكرهم، أمر بالعسكر في أصل الجبل فهبطوا من الثنية نصف النهار إلى عسكرهم فما تكاملوا فيها حتى أمسوا، ثم تكاملوا حين ذهب أول الليل، هذا عسكر واحد من عساكرهم فما ظنّك بمن قد بقي ؟ فقال عمر: لو لا أني ربما كرهت الشيء من أمرهم يصنعونه فإذا اللّه يخير لهم في عواقبه لكان هذا رأي أنا له كاره، أخبرني أجمع رأي جماعتهم على التحول ؟ قال: قلت: نعم، قال: فإن اللّه إن شاء اللّه لم يكن يجمع رأيهم إلاّ على ما هو خير لهم.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى التّستري، نا خليفة العصفري(3) قال: و كتب عثمان إلى معاوية أن يغزي بلاد الروم، فوجّه يزيد بن الحر العبسي ثم عبد الرّحمن بن خالد بن الوليد على الصّائفتين جميعا ثم عزله و ولّى سفيان بن عوف الغامدي، فكان سفيان يخرج على البر، و يستخلف على البحر جنادة بن أبي أمية، فلم يزل كذلك حتى مات

ص: 348


1- بالأصل: أيضا، و لعل الصواب ما أثبتناه عن م.
2- بالأصل و م: «حروها» خطأ و لعل الصواب ما ارتأيناه.
3- تاريخ خليفة بن خياط ص 180.

سفيان فولّى معاوية عبد الرّحمن بن خالد بن الوليد.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو الطّيّب محمّد بن جعفر المنبجي الزّرّاد، نا أبو الفضل عبيد اللّه بن سعد بن إبراهيم الزّهري قال: قال أبي سعد بن إبراهيم و عرضناها على يعقوب أيضا - يعني ابن إبراهيم - عمّه قال: و شتّى بسر بن أبي أرطأة بأرض الروم مع سفيان بن عوف الأزدي، و حج سعيد بن العاص سنة ثلاث و خمسين قال: و شتى فيها - يعني سنة خمس و خمسين - سفيان بن عوف بأرض الروم(1).

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن علي بن أحمد، أنا أحمد بن إسحاق النهاوندي، نا أحمد بن عمران بن موسى، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط(2) قال: و فيها - يعني سنة اثنتين و خمسين - شتى ببسر بن أبي أرطأة أرض الروم و معه سفيان بن عوف الأزدي ثم قال: و فيها - يعني سنة خمس و خمسين شتى سفيان بن عوف بأرض(3) الروم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن علي بن كرتيلا، أنا محمّد بن علي بن محمّد الخياط، أنا أبو الحسين أحمد بن عبد اللّه بن الخضر السّوسنجردي(4) ، أنا أبو جعفر أحمد بن علي، حدّثني أبي أبو طالب، حدّثني محمّد بن مروان بن عمر القرشي، أخبرني محمّد بن الحسن الأزدي، حدّثني سهل بن محمّد، نا العتبي، حدّثني أبي قال:

جاشت الروم و غزوا المسلمين برا و بحرا، فاستعمل معاوية على الصّائفة عبد الرّحمن بن خالد بن الوليد، فلما كتب عهده قال: ما أنت صانع بعهدي ؟ قال:

أتّخذه إماما لا أعصيه. قال: اردد عليّ عهدي: قال: أ تعزلني بعد أن وليتني قبل أن تخبرني ؟ أم و اللّه لو كنا ببطن مكة على السّواء ما فعلت هذا. قال: لو كنا ببطن مكة على السّواء كنت أنا معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أمية، و كنت عبد الرّحمن بن خالد بن الوليد و كان منزلي بالأبطح حيث ينشقّ عنه الوادي، و كان منزلك بأجياد أسفله عذرة

ص: 349


1- انظر تاريخ الطبري 207/3 حوادث سنة 50، و 237/3 حوادث سنة 52 و 245/3 حوادث سنة 55.
2- تاريخ خليفة بن خياط ص 218 و 223 و انظر الحاشية السابقة.
3- بالأصل: أرض الروم، و المثبت عن تاريخ خليفة.
4- بالأصل: السرسنجردي خطأ و الصواب ما أثبت و ضبط عن الأنساب.

و أعلاه مدرة، ثم بعث إلى سفيان بن عوف الغامدي، فكتب له عهده ثم قال: ما أنت صانع بعهدي ؟ قال: أتّخذه إماما ما أمّ الحرم فإذا خالفه خالفته. فقال معاوية: هذا و اللّه الذي لا يكفكف من عجلة، و لا يدفع في ظهره من بطء، و لا يضرب على الأمر ضرب الجمل الثقال. قال: فخرج فاحتضر، فاستعمل على الناس عبد اللّه(1) بن مسعود الفزاري فقال: يا ابن مسعود، إن فتحا كثيرا و غنما عظيما أن ترجع بالناس لم ينكبوا و لم ينكوا فأقحم بالناس فنكب. فقال شاعر أهل الشام:

أقم يا ابن مسعود قناة قويمة(2) *** كما كان سفيان بن عوف يقيمها

و سم يا ابن مسعود مدائن قيصر *** كما كان سفيان بن عوف يسومها

فلما رجع دخل على معاوية فقال:

أقم يا ابن مسعود قناة قويمة *** كما كان سفيان بن عوف يقيمها

فقال: يا أمير المؤمنين إن عذري في ذلك أني ضممت إلى رجل لا يضمّ إلى مثله الرجال، فقال معاوية: إنّ من فضلك عندي معرفتك بفضل من هو أفضل منك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - بقراءتي عليه - نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم القرشي، نا ابن عائذ، نا الوليد بن مسلم، نا إسماعيل بن عياش، عن صفوان بن عمرو، عن الفرج بن يحمد عن بعض أشياخه قال:

كنا مع سفيان بن عوف الغامدي شاتين بأرض الروم فلما صفنا دعا سفيان الخيول، فاختار ثلاثة آلاف، فأغار بنا على باب الذهب حتى فزع أهل القسطنطينية(3) و ضربوا بنواقيسهم ثم لقونا فقال: ما شأنكم يا معشر العرب ؟ و ما جاء بكم ؟ قلنا: جئنا لنخرب مدينة الكفر و يخربها اللّه على أيدينا، فقالوا: ما ندري أخطأتم الحساب، أم كذب الكتاب، أم استعجلتم القدر، و اللّه إنا لنعلم أنها ستفتح يوما، و لكنا لا نرى هذا زمانها.

ص: 350


1- في جمهرة ابن حزم ص 255 عبد الرحمن.
2- البيت الأول في جمهرة ابن حزم ص 256 برواية: قناة صليبة.
3- بالأصل: القسطنطينة، و الصواب ما أثبت.

قال ابن عائذ(1): و حدّثني عبد الأعلى - يعني ابن مسهر - عن هشام بن يحيى، عن أبيه يحيى بن يحيى الغسّاني: أن سفيان بن عوف كان تثنى له وسادة فما يقوم حتى يحمل على ألف قارح(2).

قال: و نا ابن عائذ، نا الوليد قال: قال زيد بن دعكنة ثم شتا سفيان بن عوف سنة أربع و خمسين قال: و نا ابن عائذ قال: و حدّثني عبد الأعلى عن سعيد بن عبد العزيز أن سفيان بن عوف - أو مالك بن عبد اللّه، شك سعيد - كان يركب الثقل و هو أمير الصّائفة.

و ذكر عبد اللّه بن سعد القطربلي عن محمّد بن عمر الواقدي:

أن سفيان ساح في أرض العدو حتى بلغ الرنداق و اسمه بالرومية خازقا، فأدرك سفيان أجله فلما ثقل قال للناس: إني لما بي فأقيموا عليّ ثلاثة أيام، فأقاموها عليه فمات في اليوم الثالث، و قد أوصى و استخلف و قال: أدخلوا عليّ أمراء الأجناد و الأشراف من كل(3) جند، فوقعت عينه على عبد الرّحمن بن مسعود الفزاري فقال: ادن مني يا أخا فزارة(4) ، ففعل فقال له: إنك لمن أبعد العرب مني نسبا، و لكني قد أعلم أن لك نية حسنة و عفافا، و قد استخلفتك على الناس، فاتق اللّه يجعل لك من أمرك مخرجا، و أرد للمسلمين السلامة، و اعلم أن قوما على مثل حالكم لم يفقدوا أميرهم إلاّ اختلفوا لفقده و انتشر عليهم أمرهم، و إن كان كثيرا عددهم، ظاهرا جلدهم و إنّ فتحا على المسلمين كثيرا أن يفعل بهم و لم يكلموا(5) ثم مات، فبكت عليه العرب جميعا حتى كأنه كان لهم والدا، فلما بلغ معاوية وفاته كتب إلى أمصار المسلمين و أجناد العرب ينعاه لهم، فبكي عليه في كلّ مسجد و قام عبد الرّحمن بن مسعود بالأمر بعده قال: فكان معاوية إذا رأى في الصّوائف خللا قال: وا سفياناه و لا سفيان لي.

و قال مشيخة من أهل الشام: كان سفيان لا يجيز في العرض رجلا إلاّ بفرس و رمح

ص: 351


1- بالأصل هنا: «عائد».
2- القارح من ذي الحافر بمنزلة البازل من الإبل (القاموس المحيط).
3- بالأصل «كان» خطأ و الصواب ما اقتضاه السياق.
4- و هو عبد الرحمن بن مسعود بن الحارث بن عمرو بن خارجة بن حرام بن سعد بن عدي بن فزارة (جمهرة ابن حزم ص 255-256).
5- بالأصل: يتكلموا.

و مخصف و مسلّة و برنس(1) و خيوط كتان و مخلاة و مبضع و نقود(2) و سكة حديد.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا علي بن أحمد بن محمّد، أنا محمّد بن عبد الرّحمن بن العباس - إجازة - أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم، قال:

سنة اثنتين و خمسين فيها توفي سفيان بن عوف الأزدي، مات شاتيا بالروم، و ذكر الواقدي: أنه توفي سنة أربع و خمسين، فاللّه أعلم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع اللفتواني في كتابه، أنا أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن، أنا أبو بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إسحاق بن مندة، أنا أبو سعيد عبد الرّحمن بن أحمد بن يونس قال: سفيان بن عوف الأزدي قتل بأرض الروم سنة خمس و خمسين، كذا قال ابن يونس. و قول من قال: «إنه مات» أصح، و اللّه أعلم.

2589 - سفيان بن مجيب - و يقال: نفير - بن مجيب الأزدي

2589 - سفيان بن مجيب - و يقال: نفير - بن مجيب الأزدي(3)

له صحبة، و سفيان أصح، كان على إمرة بعلبك من قبل معاوية.

روى عنه الحجّاج بن عبد اللّه الثّمالي.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد، أنا أبو بكر الخطيب، أنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أنا عبد الباقي بن قانع القاضي.

ح قال: و أنا أبو بكر، أنا أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد، أنا عمر بن محمّد بن علي الناقد قالا: نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار - زاد عمر: الصوفي - نا الهيثم بن خارجة، نا إسماعيل بن عياش، عن سعيد بن يوسف، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلام، حدّثني الحجّاج بن عبد اللّه(4) الثّمالي - زاد عمر: و كان رأى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أو حج معه حجة الوداع، و قالا: - إن سفيان بن بخيت (5)- و قال عمر: مجيب - حدثه

ص: 352


1- غير مقروءة بالأصل و رسمها: «و برش» و في م: «بزبس» و المثبت عن مختصر ابن منظور 25/10.
2- عن المختصر و بالأصل و م «و مقود.
3- ترجمته في أسد الغابة 255/2 و الإصابة 57/2 و الوافي بالوفيات 283/15.
4- في الإصابة: عبيد.
5- بخيت: بموحدة و معجمة و آخره مثناة، مصغر، قاله في الإصابة 57/2.

و كان من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم - زاد عمر - و قدمائهم - أن في جهنم ألف واد. انتهى حديث ابن قانع - و زاد عمر: في كل واد سبعين(1) ألف شعب، في كل شعب سبعون ألف دار، في كل دار سبعون ألف بيت، في كل بيت سبعون ألف شق، في كل شق سبعون ألف ثعبان، في كل ثعبان سبعون ألف عقرب، لا ينتهي الكافر و المنافق حتى يواقع ذلك.

قال الخطيب: رواه غير عبد الباقي عن ابن عبد الجبار فقال: سفيان بن مجيب و هو أشبه بالصواب، و اللّه أعلم.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ، نا أبو محمّد بن حمّاد، نا أحمد بن عبد الجبار، نا الهيثم بن خارجة، نا إسماعيل بن عياش عن سعيد بن يوسف، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلام، عن حجاج بن عبيد الثّمالي، و كان قد رأى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و حج معه حجة الوداع قال: إنّ سفيان بن مجيب حدّثه و كان من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و قدمائهم قال: إن في جهنم سبعة آلاف واد، في كل واد سبعون ألف شعب، في كل شعب سبعون ألف ثعبان، و سبعون ألف عقرب لا ينتهي الكافر و المنافق حتى يواقع ذلك كله(2).

روى غير الهيثم عن ابن عياش فقال نفير بن مجيب.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمّد بن ماهان، أنا شجاع بن علي بن شجاع، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا محمّد بن إبراهيم بن مروان، نا أحمد بن إبراهيم القرشي، نا إسحاق بن إبراهيم الدمشقي، عن إسماعيل بن عياش، عن سعيد بن يوسف، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلام، نا الحجاج بن عبد اللّه الثّمالي، و كان قد رأى النبي صلى اللّه عليه و سلم أو حج معه حجة الوداع - أن نفير بن مجيب حدّثه و كان من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم و قدمائهم قال: إنّ في جهنم سبعين ألف واد، لكل واد سبعون ألف شعب، في كل شعب سبعون ألف دار، في كل دار سبعون ألف عقرب لا ينتهي الكافر أو المنافق حتى يواقع ذلك كله.

قال ابن منده: رواه عمر بن الخطاب السّجستاني، عن أبي اليمان الحكم بن

ص: 353


1- كذا بالأصل، و في م: سبعون، و هو الظاهر.
2- انظر الخبر في الإصابة 57/2.

نافع، عن إسماعيل بن عياش.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ثم حدّثنا أبو الفضل البغدادي، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا: - أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل(1) قال: نفير بن مجيب من قدماء أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم يعد في الشاميين، قال إسحاق بن يزيد: نا إسماعيل. عن سعيد - و هو ابن يوسف - عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلام، نا الحجّاج بن عبد اللّه الثّمالي، و كان رأى النبي صلى اللّه عليه و سلم أو حج معه حجة الوداع أن نفير بن مجيب حدّثه - و كان من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم من قدمائهم - قال: إن في جهنم ذكر نحوه - و زاد - في كل دار سبعون ألف بيت، في كل بيت سبعون ألف بئر، في كل بئر سبعون ألف ثعبان، في شدق كل ثعبان سبعون ألف عقرب، و الباقي مثله.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة - ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(2) قال: نفير بن مجيب الشامي له صحبة قديمة. روى أن في جهنم سبعين ألف واد(3).

روى عنه الحجّاج بن عبد اللّه الثّمالي، و لقد أخطأ فيه و صحّفه(4) ، قال أبي و أبو زرعة: إنما هو سفيان بن مجيب.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده قال: نفير بن مجيب عداده في أهل الشام.

روى عنه الحجاج بن عبد اللّه الثّمالي.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن غانم بن أحمد، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن

ص: 354


1- التاريخ الكبير 124/8 في باب نفير.
2- الجرح و التعديل 504/8 ذكره في باب نفير.
3- بالأصل: وادي، بإثبات الياء.
4- كذا بالأصل و م: «و لقد أخطأ فيه و صحفه» و مكانها في الجرح و التعديل: و لهذا أيضا صحبة. و انظر ترجمة الحجاج في أسد الغابة 455/1-456.

إسحاق، أنا أبي قال: سفيان بن مجيب ذكر أنه كان من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم في صفة جهنم.

روى عنه الحجاج بن عبيد الثّمالي، روى حديثه الهيثم بن خارجة عن اسماعيل بن عياش، عن سعيد بن يوسف، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلام، عن الحجّاج بن عبيد الثّمالي.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا(1) قال في باب بخيت - أوله باء مضمومة و بعدها خاء معجمة مفتوحة و آخره تاء معجمة باثنين(2) من فوقها - سفيان بن بخيت شامي له صحبة.

ذكره ابن قانع في معجمه، و قال غيره: سفيان بن مجيب و هو الصحيح.

قال(3): و أما مجيب بكسر الجيم و بعدها ياء ساكنة معجمة باثنتين من تحتها سفيان بن مجيب له صحبة و رواية عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

روى عنه الحجّاج بن عبد اللّه الثّمالي، و اختلف في اسمه و اسم أبيه فقيل نفير بن عريب.

ذكره البخاري عن إسحاق بن يزيد، عن إسماعيل بن عياش.

و قال عبد الباقي بن قانع عن أحمد بن الحسن [بن عبد الجبار الصوفي](4) عن الهيثم بن خارجة، عن إسماعيل بن عياش: سفيان بن بخيت، و خالفه عمر الزيات و كأن القول قوله و اللّه أعلم.

ثم قال(5) في باب [نفير](6) نفير بن مجيب من قدماء أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم.

روى عنه الحجاج بن عبد اللّه الثّمالي، صحابي أيضا.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا أبو القاسم علي بن محمّد الشافعي،

ص: 355


1- الاكمال لابن ماكولا 210/1-211.
2- كذا بالأصل.
3- الاكمال لابن ماكولا 165/7.
4- الزيادة عن الاكمال.
5- الاكمال لابن ماكولا 275/6.
6- الزيادة عن الاكمال للإيضاح.

أنا أبو نصر محمّد بن أحمد بن هارون، أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن عائذ(1) ، قال: قال الوليد: و حدّثنا أبو مطيع معاوية بن يحيى و غيره:

أن قيسارية فلسطين كانت آخر الشام و مدائنها و حصون سواحلها فتحا، و أن طرابلس دمشق كانت قبلها فتحا بسنة أو نحو ذلك، و أن أهلها من الروم كانوا في منعة من حصنها، فذكرت ذلك لشيخ من أهل طرابلس فحدّثني أن معاوية بن أبي سفيان وجّه إليها سفيان بن مجيب الثمالي في جماعة و عسكر عظيم، قال أبو مطيع: فعسكر في مرج السّلسلة بينه و بين مدينة أطرابلس خمسة أميال في أصل جبل يقال له طربل، فكانوا هنالك يسير إليهم منه.

قال الشيخ: فحاصرهم سفيان و من معه أشهرا حتى انحاز أهلها إلى حصنها الخرب اليوم الذي عند كنيستها الخارجة منها قبل مدينة أطرابلس اليوم فكتب إليه معاوية يأمره أن يبني له و لأصحابه حصنا يأوي إليه ليلا، و يغازيهم نهارا فبنى سفيان حصنا يقال له حصن سفيان، و هو اليوم يسمى كفر قدح من مدينة أطرابلس على ميلين و نحو ذلك، فلما رأى ذلك أهلها و اشتدّ عليهم الحصار كتبوا إلى طاغية الروم فوجه إليهم مراكب كثيرة فأتوهم ليلا فاحتملوهم فيها جميعا صغيرهم و كبيرهم و حرقوها، و صبّح سفيان و أصحابه الحصن فلم يجدوا فيه أحدا إلاّ يهوديا تحصن من النار في سرب فيها فخرج من السرب فأخبرهم خبر الروم و مسيرها في السفن.

قال الشيخ: فوجه إليها معاوية بن أبي سفيان ناسا من يهود الأردن فأسكنهم إياها فلم يزل على ذلك لا يسكنها غير هم حتى دخل رجل من الروم من أرض الروم يقال له بقناطر لحدث كان منه بالروم فأقبل بأهله و ماله حتى استأمن فأؤمن، فنزلها فلم يزل كذلك حتى كان في زمان عبد الملك بن مروان فكان يقطع إليها بعثا من أهل دمشق صيفا فإذا شتوا قفلهم و شتا فرس بعلبك فأقام فيها بقناطر زمانا حتى خرج أهل بعلبك منها فلم يبق فيها من المسلمين إلاّ صاحب خراجها و رجلان معه فبينا هو كذلك إذ أتاه بقناطر في جماعة من أهل بيته فقتله و قتل صاحبيه و غلق باب المدينة و أخرج من في الحبس ثم قعد في مركبين من مراكب الصناعة و أخذ ناسا من يهود و انطلق بهم حتى أتى بهم صاحب

ص: 356


1- بالأصل و م: «عائد» خطأ.

الروم فبينا هو يسير في مركبه إذ لقيه مركبا للمسلمين كان صاحب البحر وجهها من عكا إلى قبرص ليأتياه بالخبر فلما رآهما بقناطر عرف صاحبي المركبين من المسلمين و هما من بعلبك يقال لأحدهما قابوس و الآخر سابور فقالا: أين بقناطر فقال: أرسلني أمير المؤمنين إلى الطاغية أ عليكما له طاعة ؟ قالا له: نعم، قال: فإنه قد أمرني أن أتوجه بكم معي في أمره و أراهما كتابا كتبه عليه طائع فخرجا من مركبيهما حتى قعدا معه في مركبه و أمر أهل مركبهما بالمضي فمضوا فأوثقهما حتى أتى بهما ملك الروم فقبل منه ملك الروم، و عفا عنه و صيّر الرجلين عند بطريق من بطارقة الروم حتى جلس ملك الروم يوما ينظر إلى شماس من أهل بعلبك هرب إليهم يلقب بسيفه يعجبه(1) و قد كان قابوس سايفه ببعلبك، فقال قابوس: إن رأى الملك أن يأذن لي في مسايفته فعل، فأذن له فلما تقدم إليه قال له قابوس اربط في رأسك يا شماس صوفا من ألوان ففعل، فجعل قابوس يسايفه يتطاير ألوان الصوف من رأسه و الشماس لا يبصر حتى قال: خذها مني و أنا قابوس، قال الشماس البعلبكي قال: نعم ؟ قال: إنما فررت منك بالشام ثم لحقتني هاهنا، ثم سألهما الملك أن يتنصّرا و يدخلا في دينه ففعلا و بلا(2) منهما حرصا و وفاء، فبينما هما على ذلك إذ بلغه خروج سفن العرب إلى جماعة الروم، فوجّه إليهما بعثا و أمر ملك الروم قابوس و سابور بالمسير مع من وجه و قال لهما: ما رأيكما؟ قالا: نحن أعلم الناس بقتال العرب، فليوجه الملك معنا أهل الشرف و الجلد منهم، فإن السفلة لا تقاتل حمية، و لا عن حسب. فوجّه من بطارقته جماعة منهم فيهم بقناطر الرومي الهارب كان منهم، ثم سارا إليهم فراطن قابوس سابور بالفارسية: أن الفرصة قد أمكنتنا و صارا هما و أشراف من الروم و بقناطر في مركب واحد فلما لقوا المسلمين في البحر و توسّطا سفنهما كبّرا و شدّا على من معهما منهم و اجتمع إليهم المسلمون فأسروهم أسرا، و فيهم بقناطر فأتي به عبد الملك فأمر بقتله و قطع على فرس بعلبك الخمس سكانا لمدينة أطرابلس، ففعلوا و سكنوها و إلى غيرها من مدائن الساحل قال: ففتحت أطرابلس يومئذ عنوة فليس لأحد ممن فيهما من الأعاجم فيها حق و لا عهد(3).

ص: 357


1- كذا بالأصل و م.
2- كذا رسمها بالأصل و م.
3- بعدها كرر الخبر من بدايته: «أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم... إلى مرج السلسلة..» و كتبت كلمة مكرر فوق أول كلمة «أخبرنا» فحذفناه.

أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن السمرقندي، و هبة اللّه بن أحمد الأنصاري قالا: نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن سعيد بن فطيس - لفظا - قالا: أنا أحمد بن إبراهيم القرشي، نا ابن عائذ(1) ، نا الوليد بن مسلم، نا عبد اللّه بن لهيعة الحضرمي، عن يزيد بن أبي حبيب قال قال عمرو بن العاص لمعاوية: ابعث إلي سفيان الأزدي صاحب بعلبك، فبعث بمن خرج منهم يعني رهن أهل مصر من سجن بعلبك الرصد قال: و خرج سفيان بن مجيب في أثر عبد الرّحمن بن عديس بالفرس و بخيل له سواهم فأدركوهم، و كان سفيان بن مجيب الأزدي قد زوّجه معاوية ابنة عمه حفصة ابنة أمية بن حرب بن أمية في حديث طويل يأتي إن شاء اللّه في ترجمة كنانة بن جشم.

2590 - سفيان بن وهب أبو أيمن الخولاني صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم

2590 - سفيان بن وهب أبو أيمن الخولاني صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم(2)

روى عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و عن عمر بن الخطاب، و الزّبير بن العوّام، و أبي أيوب، و عمرو بن العاص.

و شهد خطبة عمر بالجابية، و سكن مصر، و غزا المغرب.

روى عنه أبو عشّانة المعافري، و أبو الخير اليزني، و بكر بن سوادة الجذامي، و المغيرة بن زياد الأصبحي، و موسى بن عثمان السّبائي، و يحيى بن ميمون الحضرمي، و مسلم بن يسار الطنبذي، و يزيد بن أبي حبيب، و سعيد بن أبي شمر السّبائي، و عبد اللّه بن المغيرة.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن غانم، أنا عبد الرّحمن بن منده، أنا أبي أبو عبد اللّه، أنا عبد الرّحمن بن يحيى، نا أبو مسعود، أنا أصبغ بن الفرج، أنا عبد اللّه بن وهب، عن عبد الرّحمن بن شريح قال: سمعت سعيد بن أبي شمر السّبائي يقول:

سمعت سفيان بن وهب الخولاني يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

ص: 358


1- بالأصل: «عائد» و قد مرّ كثيرا.
2- ترجمته في الاستيعاب 68/2 هامش الإصابة، و أسد الغابة 258/2 و الإصابة 58/2 و الوافي بالوفيات 282/15 و سير الأعلام 452/3 و بحاشيتها أسماء مصادر أخرى ترجمت له.

«لا تأتي المائة و على ظهرها أحد باقي»(1) ، قال: فحدثت به عبد الرّحمن بن حجيرة، فقام، فدخل على عبد العزيز بن مروان فحدّثه، فحمل سفيان، محمولا، و هو شيخ كبير، فسأله عبد العزيز فحدّثه، فقال: لعله يعني أنه لا يبقى أحد ممن كان معه إلى رأس المائة(2) ، فقال سفيان: هكذا سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم. قال ابن منده: هذا حديث غريب لا يعرف إلاّ من هذا الوجه [4808].

قرأت على أم البهاء فاطمة بنت محمّد بن البغدادي، عن أحمد بن محمّد بن النعمان، و أحمد بن محمود بن أحمد، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا محمّد بن الحسن بن قتيبة، أنا حرملة بن يحيى التجيبي المصري، نا أبو محمّد عبد اللّه بن وهب، أخبرني عبد الرّحمن بن شريح أنه سمع سعيد بن أبي شمر(3) يقول: سمعت سفيان بن وهب الخولاني يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«لا تأتي المائة و على ظهرها أحد باقي»(4) ، فحدثت هذا الحديث ابن حجيرة و كان أبيه معنا فقام حتى دخل على عبد العزيز بن مروان قال: فمروا بسفيان محمولا قال:

فقلت لحجيرة: هذا صنيع ابنك، بلغ هذا الحديث الذي حدثكم عبد العزيز فأرسل إليه و هو شيخ كبير فسأله عبد العزيز عن الحديث فقال: نعم سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقوله، قال عبد العزيز فلعله قال: لا يبقى ممن معه إلى رأس المائة، أم أراد لا يبقى أحد من الناس كلهم، قال سفيان: هكذا سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقوله [4809].

و أخبرناه أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا الحسن بن علي، أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد الزّهري، أنا أبو بكر عبد اللّه بن أبي داود - إملاء - نا سليمان بن داود، نا ابن وهب، أخبرني عبد الرّحمن بن شريح قال: سمعت سعيد بن أبي شمر الغسّاني يقول: سمعت سفيان بن وهب الخولاني يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«لا تأتي المائة و على ظهرها أحد حي» فحدثت بها ابن حجيرة، فقام عبد الرّحمن بن حجيرة فدخل إلى عبد العزيز بن مروان فحمل سفيان محمولا و هو

ص: 359


1- كذا بالأصل بإثبات الياء.
2- نقله ابن حجر في الإصابة 58/2 و أسد الغابة 258/2.
3- بالأصل و م: «سمرة» خطأ و الصواب ما أثبت، و قد تقدم قريبا.
4- كذا بإثبات الياء.

شيخ كبير فسأله عبد العزيز عن الحديث فحدثه فقال عبد العزيز: فعله يعني لا يبقى أحد ممن كان معه إلى رأس المائة، فقال سفيان: هكذا سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول [4810].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد، أنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد(1) ، حدّثني أبي، أنا حسن، نا ابن لهيعة، حدّثني أبو عشّانة(2): أن سفيان بن وهب الخولاني حدّثه أنه كان تحت ظل راحلة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم حجة الوداع، أو أن رجلا حدّثه ذلك و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على كور(3) فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«هل بلّغت»؟ فظننّا أنه يريدنا فقلنا: نعم ثم أعاده ثلاث مرات، و قال فيما يقول:

«روحة في سبيل اللّه خير من الدنيا و ما عليها، و غدوة في سبيل اللّه خير من الدنيا و ما عليها، و إن المؤمن على المؤمن(4) عرضه و ماله و نفسه حرمته كما حرّم هذا اليوم».

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا أبو خيثمة، نا عبد اللّه بن يزيد، نا عبد الرّحمن بن زياد، عن مسلم بن يسار، عن سفيان بن وهب الخولاني، قال: سمعت عمر - زاد ابن حمدان: بن الخطاب -: يقول سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«كل مسكر حرام» [4811].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا أبو عبد الرّحمن المقرئ عن عبد الرّحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي، حدّثني مسلم بن يسار، عن سفيان بن وهب

ص: 360


1- مسند الإمام أحمد 168/4.
2- بالأصل و م «أبو عثمان» خطأ، و المثبت عن المسند.
3- في المسند: و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يخطب.
4- العبارة في المسند: و إن المؤمن على المؤمن حرام عرضه و ماله و نفسه حرمة كحرمة هذا اليوم.

الخولاني قال: كنت مع عمر بن الخطاب بالشام فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«كل مسكر حرام» [4812].

هذا مختصر من حديث أخبرناه أبو العلاء زيد و أبو المحاسن مسعود ابنا علي بن منصور بن علي بن منصور بن الرّاوندي بالري، قالا: أنا أبو منصور محمّد بن الحسين بن أحمد بن الهيثم المقوّمي القزويني(1) ، أنا قاضي القضاة أبو الحسن عبد الجبار بن أحمد، أنا أبو الحسن القطان بقزوين، نا أبو زكريا يحيى بن عبد الأعظم، نا عبد اللّه بن يزيد المقرئ، نا عبد الرّحمن بن زياد، حدّثني مسلم بن يسار، عن سفيان بن وهب الخولاني قال:

كنت مع عمر بن الخطاب بالشام فأتاه أهل ذمتها فقالوا: إنك كلفتنا و فرضت علينا أن نرزق المسلمين العسل، و لا نجد، فقال عمر: إن المسلمين إذا دخلوا أرضا فاستوطنوا فيها اشتد عليهم أن يشربوا الماء القراح فلا بد مما يصلحهم فقالوا: إن عندنا شرابا نصنعه من العنب شبه العسل فقال عمر: فائتوني به، فأتوه فجعل يرفعه بإصبعه فيمتد كهيئة العسل فقال عمر: فإن هذا يشبه طلاء الإبل. قال: فأتوا بماء، قال: فأتوه بماء، فصبّ عليه فشرب و شرب أصحابه فقال عمر: ما أطيب هذا فارزقوا منه المسلمين، فمكث ما شاء اللّه أن يمكث فإذا رجل قد خدر منه، فقام إليه المسلمون، فضربوه بنعالهم و قالوا: سكران فقال الرجل: لا تقتلوني، و اللّه ما شربت إلاّ الذي رزقنا منه عمر، فأتوا به عمر فقال الرجل: ما شربت إلاّ الذي رزقتنا منه، فقام عمر بين ظهراني الناس فقال: يا أيها الناس، إنما أنا بشر و لست أحل حراما و لا أحرم حلالا، و إن اللّه قد قبض نبيه صلى اللّه عليه و سلم و رفع الوحي ثم قال: إني أبرأ إلى اللّه من هذا، أن أحلّ لكم حراما فاتركوه، فإني أخاف أن يدخل الناس فيه دخولا فإني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«كل مسكر حرام»، ثم كان عثمان فمنعه [4813].

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، نا محمّد بن هارون، نا أحمد بن عبد الرّحمن، نا عمي ابن وهب، نا عمرو بن الحارث.

ص: 361


1- ترجمته في سير الأعلام 530/18.

ح و أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو بكر الخطيب.

[ح](1) و أخبرنا أبو الفتح محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد اللّه بن أبي توبة، و أبو يعقوب يوسف بن أبي سهل بن أبي سعيد، و أبو الفتح محمّد بن الحسن بن أبي بكر قالوا: أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن أبي الحسن العارف.

ح و أخبرنا أبو طاهر محمّد بن أبي بكر بن عبد اللّه السّنجي، أنا أبو علي نصر اللّه بن أحمد بن عثمان قالوا: أنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب الأصم، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم المصري، أنا عبد اللّه بن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن بكر بن سوادة أن سفيان بن وهب حدّثه عن أبي أيوب الأنصاري:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أرسل إليه بطعام مع خضرة فيها بصل أو كراث فلم ير فيه أثر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأبى أن يأكله - زاد ابن عبد الحكم - فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«ما منعك أن تأكل»؟ و اتفقا قال: لم أر أثرك فيه يا رسول اللّه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «أستحي من ملائكة اللّه و ليس بمحرّم» [4814].

أخبرناه أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العباس بن قتيبة، نا حرملة، نا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن بكر بن سوادة أن سفيان بن وهب حدّثه عن أبي أيوب الأنصاري:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أرسل إليه بطعام فيه خضرة بصل أو كراث و لم ير فيه أثر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فأبى، فقال: «ما منعك أن تأكله» قال: لم أر أثرك فيه يا رسول اللّه. قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «أستحي من ملائكة اللّه و ليس بمحرّم» [4815].

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد التميمي، أنا أبو نصر بن الجندي، و أبو القاسم بن عبد الرّحمن بن الحسين بن الحسن بن علي بن يعقوب، قالا: أنا علي بن يعقوب، أنا [أبو](2) عبد الملك أحمد بن إبراهيم، نا أبو عبد اللّه بن عائذ(3) قال: قال الوليد: و حدّثنا عبد اللّه بن لهيعة، عن يزيد بن أبي

ص: 362


1- الزيادة عن م.
2- سقطت من الأصل و أضفناه للإيضاح عن م، انظر ترجمته في تقريب التهذيب.
3- بالأصل: «عائد» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ كثيرا.

حبيب، عن سفيان بن وهب قال:

حضرت عمر بن الخطاب حين أتى بالطّلاء بالجابية، قال: فكأني انظر إليه حين جمع أصابعه فأدخلها في الإناء ثم رفعها، فلما رآه لا يسقط قال: لا بأس بهذا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد يوسف بن رباح، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا أبو بشر الدّولابي، نا معاوية بن صالح قال: أبو سالم الجيشاني سفيان بن وهب أخبرني به ابن أبي مريم، عن ابن لهيعة، كذا قال أبو سالم و إنما هو أبو أيمن، و أبو سالم هو سفيان بن هانئ(1).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(2) قال في الطبقة الأولى من أهل الشام من بعد أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: سفيان بن وهب الخولاني، لقي عمر بن الخطاب كذا قال، و قد عده غيره في الصحابة(3) و قال: إنه مصري.

أخبرنا أبو محمّد عبد اللّه بن علي الآبنوسي في كتابه، ثم أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الحسن بن علي، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أحمد بن علي بن الحسن المدائني، أنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن قال: و من خولان بن عمرو بن سعد العشيرة بن مذحج، و يقال: خولان بن عمرو بن مرّة بن أدد بن زيد بن هميسع بن عمرو بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ، و يقال: خولان بن عمرو بن ألحاف بن قضاعة، حدّثنا بذلك ابن هشام: سفيان بن وهب الخولاني له ثلاثة أحاديث.

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و أبو الحسين الأصبهاني قالا: - أنا أبو بكر، أنا أبو الحسن، أنا أبو عبد اللّه البخاري(4) ، قال:

سفيان بن وهب الخولاني سمع عمر.

ص: 363


1- انظر الكنى و الأسماء للدولابي 184/1-185.
2- طبقات ابن سعد 440/7.
3- انظر الاستيعاب 68/2 و أسد الغابة 258/2.
4- التاريخ الكبير 87/4.

روى عنه مسلم بن يسار، و يزيد بن أبي حبيب، يعدّ في الشاميين، كذا قال، و هو مصري.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة - ح قال: و أنا أبو طاهر أنا علي قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(1) ، قال:

سفيان بن وهب الخولاني له صحبة.

روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، و عن عمر.

روى عنه أبو الخير(2) ، و أبو عشانة(3) ، و سعيد بن أبي شمر، سمعت أبي يقول ذلك.

كتب إليّ أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن بن سليم، ثم حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن منده، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: سفيان بن وهب الخولاني من بني عبد جعل يكنى أبا أيمن، وفد على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، شهد الفتح بمصر و ولي الإمرة لعبد العزيز بن مروان على بعث الطالعة إلى إفريقية سنة ثمان و سبعين.

روى عنه أبو عشّانة المعافري، و أبو الخير اليزني، و المغيرة بن زياد الأصبحي، و بكر بن سوادة الجذامي، و موسى بن عثمان السّبائي، و يحيى بن ميمون الحضرمي، و غير هم يقال: توفي سنة اثنتين و ثمانين.

و لم أجد في كتاب ابن يونس ما حكاه ابن منده عنه من شهوده حجة الوداع و اللّه أعلم، و ذلك فيما أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن غانم، أنا عبد الرّحمن بن منده، أنا أبي قال: سفيان بن وهب الخولاني يكنى أبا أيمن، وفد على النبي صلى اللّه عليه و سلم، و شهد فتح مصر و إفريقية سنة ثمان و سبعين، و كان قد شهد حجة الوداع مع النبي صلى اللّه عليه و سلم، توفي سنة اثنتين و ثمانين قاله أبو سعيد بن يونس بن عبد الأعلى.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن

ص: 364


1- الجرح و التعديل 217/4.
2- هو مرثد بن عبد اللّه اليزني أبو الخير اليزني المصري، ترجمته في سير الأعلام 284/4.
3- هو حي بن يؤمن المعافري، أبو عشّانة بضم المهملة و تشديد المعجمة، المصري، مشهور بكنيته، ترجمته في تقريب التهذيب.

جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد العتيقي.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر قالوا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد بن صالح، حدّثني أبي(1) قال: سفيان بن وهب مصري(2) تابعي ثقة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال في تسمية ثقات التابعين من أهل مصر:

سفيان بن وهب الخولاني.

سمع من عمر بن الخطاب، و روى أحاديث حسانا.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا زياد بن أيوب، نا مبشر بن إسماعيل، عن غياث بن أبي حبيب(3) الحبراني قال: كان سفيان بن وهب صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلم مرّ بنا و نحن غلمة في الكتّاب(4) فسلّم علينا و هو معتمّ بعمامة قد أرخاها خلفه.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا - أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل(5) ، حدّثني زكريا، نا الحكم بن المبارك، نا مبشّر بن إسماعيل عن غياث الحبراني قال: مرّ بنا سفيان بن وهب، و كانت له صحبة و نحن غلمان بالقيروان فسلّم علينا.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن غانم الحداد، أنا عبد الرّحمن بن منده، أنا أبي، أنا سعيد بن عثمان الحمصي، نا عبد اللّه بن وهب الوراق، نا حاجب بن الوليد، نا مبشّر بن إسماعيل، عن غياث بن أبي شبيب، من أهل بيت جبرين(6) قال: كان مرّ بنا

ص: 365


1- تاريخ الثقات للعجلي ص 194 و فيه سفيان بن عمر الخولاني.
2- في تاريخ الثقات: شامي.
3- في الاستيعاب و أسد الغابة: «شبيب» و زيد في أسد الغابة من أهل بيت جبرين.
4- في الاستيعاب: و نحن غيلمة بالقيروان فيسلم علينا و نحن في الكتاب.
5- التاريخ الكبير 87/4-88.
6- بيت جبرين: بليد بين بيت المقدس و غزة، و بينه و بين المقدس مرحلتان.

سفيان بن وهب صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلم و نحن بالقيروان و نحن غلمة في الكتّاب، فيسلّم علينا و هو معتمّ بعمامة قد أرخاها خلفه(1).

كذا قال غياث بن أبي شبيب، و قد ذكره البخاري و ابن أبي حاتم في باب الغين و لم ينسباه، و اللّه أعلم.

2591 - سفيان الهذلي، و يقال الدّيلي

2591 - سفيان(2) الهذلي، و يقال الدّيلي(3)

والد النضر بن سفيان، أدرك أول الإسلام.

و روى عنه ابنه النّضر، و قدم البلقاء.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا حارث بن أبي أسامة، أنا محمّد بن سعد، نا محمّد بن عمر، حدّثني ابن أبي ذئب، عن مسلم بن جندب، عن النّضر بن سفيان الهذلي، عن أبيه قال:

خرجنا في عير لنا(4) إلى الشام فلما كنا بين الزّرقاء(5) و معان(6) قد عرّسنا من الليل إذا بفارس يقول: أيها النيام(7) ، هبّوا فليس هذا بحين رقاد، قد خرج أحمد و طردت الجن(8) كل مطرد، ففزعنا و نحن رفقة جرّارة، كلهم قد سمع هذا فرجعنا إلى أهلينا، فإذا هم يذكرون اختلافا بمكة بين قريش. نبي خرج فيهم من بني عبد المطلب اسمه أحمد(9).

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة - ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي

ص: 366


1- أرخ المسبحي وفاته سنة إحدى و تسعين كما نقله الذهبي في السير 453/3.
2- وقع بالأصل: سليمان، و هو خطأ. و الصواب عن م، و انظر الاستيعاب 66/2.
3- ترجمته في الاستيعاب 66/2 هامش الإصابة، و أسد الغابة 257/2 و الإصابة 58/2 و 114.
4- بالأصل و م: في منزلنا، خطأ، و الصواب عن أسد الغابة و الإصابة.
5- الزرقاء موضع بالشام بناحية معان (ياقوت).
6- معان: مدينة في طرف بادية الشام (مراصد الاطلاع).
7- في أسد الغابة و الإصابة: أيها الناس.
8- في المصدرين السابقين: الشياطين.
9- ذكره في أسد الغابة من طريق النضر ابنه، و نقله ابن حجر في الإصابة من طريق أبي نعيم في الدلائل، ثم قال: أخرجه الواقدي من طريق مسلم بن جندب عن النضر به.

حاتم(1) قال: سفيان الهذلي قال: خرجنا في عير إلى الشام فإذا هم يذكرون أن نبيا قد خرج في قريش اسمه أحمد، سمعت أبي يقول ذلك، قال أبو محمّد: لا يروى عنه..

2592 - سفيان الأحول

ذكره أبو الحسين الرازي في تسمية كتّاب أمراء دمشق، و ذكر أنه كان كاتبا لمروان بن الحكم(2).

2593 - سفيان الفارسي

ولاّه الوليد بن عبد الملك غازية البحر مع غيره.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم، نا ابن(3) عائذ، نا الوليد قال: بلغني أن أول غازية البحر من المسلمين من الموالي منزله عكا و بها تلقبه قال فلما ولي الوليد بن عبد الملك ولّى غازية البحر ثلاثة نفر من الموالي: سحيم بن المهاجر، و أبا خراسان، و سفيان الفارسي.

ذكر من اسمه

اشارة

[ذكر من اسمه](4) سقر

2594 - سقر بن رستم، و يقال سفر

يأتي ذكره في حرف الصاد.

ص: 367


1- الجرح و التعديل 217/4.
2- ذكره الجهشياري في الوزراء و الكتّاب فيمن كتب لمروان بن محمد ص 33.
3- بالأصل: «أبو» خطأ، و الصواب ما أثبت عن م، و قد تقدم التعريف به.
4- زيادة لازمة منا للإيضاح.

ذكر من اسمه

اشارة

[ذكر من اسمه](1) سقلاب

2595 - سقلاب

حاجب مروان بن محمّد أظنه من أهل حرّان، له ذكر.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن علي بن أحمد السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط(2) قال في تسمية عمال مروان حاجبه سقلاب، و يقال: مقلاص.

2596 - سكن بن محمّد بن أحمد بن جميع أبو محمّد الغسّاني

هو الحسن تقدم ذكره في حرف الحاء.

ص: 368


1- زيادة لازمة منا للإيضاح.
2- تاريخ خليفة بن خياط ص 408.

ذكر من اسمه

اشارة

[ذكر من اسمه](1) سلطان

2597 - سلطان بن علي بن مقلّد بن نصر بن منقذ بن محمّد ابن منقذ بن نصر بن هاشم...

2597 - سلطان بن علي بن مقلّد بن نصر بن منقذ بن محمّد ابن منقذ بن نصر بن هاشم بن بندار بن زياد ابن زغيب بن(2) بن عمرو بن الحارث بن عمرو بن أبي مالك ابن مالك بن عوف بن كنانة(3) بن عوف بن عذرة بن زيد اللاّت ابن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب ابن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة أبو العساكر الكناني(4)

ولد بأطرابلس سنة أربع(5) و أربعمائة، و سمع من الفقيه أبي السّمح إبراهيم الحنفي صحيح البخاري بشيزر(6) ، و ولي إمرتها بعد أخيه نصر بن علي، و له شعر أنشدنا ابنه أبو الفضل إسماعيل قال: أنشدنا والدي لنفسه يوصينا:

أ بنيّ لست بعالم ما أصنع *** بكم أ أجمع شملكم أم أصدع

ما قطع الأرحام جاهلكم بما *** أبداه بل كبدي بذاك يقطع

أصبحت أعمى بل أصم بكلّ ما *** أمسيت انظر منكم أو أسمع

و إذا يئست من الصلاح لفعلكم *** أملت أصلكم الزكي فأطمع

ص: 369


1- زيادة منا للإيضاح.
2- بياض بالأصل و م.
3- في جمهرة ابن حزم ص 456 كنانة بن بكر بن عوف.
4- ترجمته و أخباره في الكامل لابن الأثير بتحقيقنا 502/6 و الوافي بالوفيات 297/15.
5- في الوافي بالوفيات: سنة أربع و ستين و أربعمائة.
6- شيزر قلعة تشتمل على كورة بالشام قرب المعرّة، بينها و بين حماة يوم (ياقوت).

و أقول جدّكم أجل النزل من *** سلجوك تاج الدولة المتورع

أضحى لأمر اللّه متبعا و إن *** أضحى له كل الخلائق يتبع

و أبوكم من ليس ينكر أنه *** الندب الكمي الألمعي الأروع

ذاد الجيوش برأيه و بسيفه *** عن شيزر فتفرقوا و تصدعوا

قد رد عنها اللؤم(1) و الافرنج *** و الأتراك و الأعراب حين تجمّعوا

أوصيكم بتقى الذي أعطاكم *** ملكا تذل له الملوك و تخضع

و يحفظ بعضكم لبعض ما غدا *** نجم يغور(2) بأفقه أو يطلع

لا تشمتوا بكم الوشاة و حاذروا *** أقوالهم فهي السمام المنقع

ورد الخبر أن الأمير أبا العساكر بن منقذ توفي يوم السبت للنصف من شوال سنة ثلاث و أربعين و خمسمائة بشيزر.

2598 - سلطان بن يحيى بن علي بن عبد العزيز ابن علي بن الحسين بن محمّد - و يكنى محمّد بأبي الحسين - بن عبد الرّحمن بن الوليد بن القاسم بن الوليد أبو المكارم بن أبي الفضل بن أبي الحسن ابن أبي محمّد القرشي القاضي

خال الأصفر.

سمع بدمشق: أبا القاسم بن أبي العلاء، و أبا الفتح نصر بن إبراهيم الزاهد، و أبا الفرج الأسفرايني و غيرهم، و ببغداد: أبا القاسم علي بن محمّد بن بيان الرّزّاز، و أبا عثمان إسماعيل بن محمّد بن أحمد بن سلمة السّلماني الواعظ الأصبهاني، و بأصبهان:

أبا علي الحسن بن أحمد الحداد.

و قرأ القرآن بأحرف منها حرف ابن عامر الدّمشقي، و كان حسن الصوت يتعانى الوعظ، كتبت عنه رحمه اللّه.

ص: 370


1- في م: الروم و الافرنج.
2- عن م، و بالأصل تقرأ يفور.

أخبرنا جدي أبو المفضل يحيى، و خالاي أبو المعالي و أبو المكارم بالأرزة(1) ظاهر دمشق، قالوا: أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن علي المصّيصي سنة خمس و ثمانين و أربعمائة، قيل له قرئ على أبي محمّد عبد اللّه بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن الحسن البزّاز الجزري بالجزيرة، نا القاضي أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم الأنصاري الميمذي(2) ، نا أبو بكر عمر بن جعفر بن إبراهيم المزني الكوفي سنة ست و تسعين و مائتين من أصل كتابه، نا أبو نعيم الفضل بن دكين بن حمّاد مولى بني تيم سنة مائتين و سبع عشرة في منزله من أصل كتابه، نا الأعمش عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«إن اللّه عز و جل يقول: كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها خلا الصوم، فالصوم لي و أنا أجزي به، و للصائم فرحتان: فرحة عند إفطاره، و فرحة إذا لقي اللّه، و الصوم جنّة من النار، و لخلوف فم الصائم أطيب عند اللّه من ريح المسك» [4816].

ذكر لي ابن خالي القاضي أبو الحسن علي بن محمّد بن يحيى رحمه اللّه قال: لما توجهنا إلى أمين الدولة ببصرى(3) بسبب المدرسة خرج العم معنا بسيفه و رمحه و هو إذ ذاك في عنفوان شبابه فحضرته الصلاة فقال أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه رحمه اللّه و أنا أسمع زين القضاة إمامنا و قدمه، و صلّى خلفه، و خطب يوم الجمعة ببصرى و خطب بالرّحبة على ما سمعت، و لما وصل أبو بكر محمّد بن القاسم بن المظفّر الشّهرزوري إلى دمشق رسولا من الخليفة المسترشد باللّه رحمه اللّه قال: قد اشتقت إلى سماع وعظ القاضي أبي المكارم لأني قد كنت قد سمعته بالعراق و سأل أباه حتى أجاب لأنه كان قد تركه مدة و كان جلوسه في السبع الكبير بالجامع و كان مجلسا موصوفا و هو آخر مجالسه و حضرته.

و بلغني أنه كان يقول في مجلس وعظه من أراد إلاّ سؤله فعليه بجيال(4) الإسلام

ص: 371


1- الأرزة: كانت مكان حي الشهداء في طريق الصالحية، متصلة بسويقة صاروجا تمتد إلى عقبة جوزة الحدباء (غوطة دمشق لمحمد كردعلي ص 162).
2- تقرأ بالأصل: «المهدي» و الصواب ما أثبتناه عن م، انظر ترجمته في سير الأعلام 261/16.
3- بصرى: بالشام من أعمال دمشق، و هي قصبة كورة حوران.
4- كذا رسمها بالأصل، و في م: بجمال الإسلام، و هو الظاهر.

ابن الشّهرزوري و من أراد الوعظ فليسمع، و بلغني أنه صلّى التراويح بالنظامية وعظ بها و شرفه الخليفة بالخلع مع والده رحمهما اللّه، و كان قد علق على أبي بكر الشاشي و سمع من عقيدة صنفها الشاشي و كان رحمه اللّه قد ناب بدمشق في الحكم عن والده، و توفي ليلة الثلاثاء سلخ ذي الحجة سنة ثلاثين و خمسمائة و دفن يوم الثلاثاء عند مسجد القدم و كنت إذ ذاك غائبا بخراسان.

ص: 372

ذكر من اسمه سلمان

2599 - سلمان بن الإسلام أبو عبد اللّه الفارسي سابق أهل فارس إلى الإسلام

2599 - سلمان بن الإسلام أبو عبد اللّه الفارسي سابق أهل فارس إلى الإسلام(1)

صحب النبي صلى اللّه عليه و سلم و خدمه. و روى عنه.

روى عنه ابن عباس، و أنس بن مالك، و عقبة بن عامر الجهني، و أبو سعيد الخدري، و كعب بن عجرة، و أبو الطّفيل عامر بن واثلة، و أبو عثمان عبد الرّحمن بن ملّ(2) النهدي(3) ، و أبو السّمط شرحبيل بن السّمط، و أبو قرّة سلمة بن معاوية الكندي الكوفي، و عبد الرّحمن بن يزيد النّخعي، و القاسم بن عبد الرّحمن، و زاذان أبو عمر الكندي، و أبو ظبيان حصين بن جندب الجنبي(4) ، و القرثع الضّبّي الكوفيون، و عبد اللّه بن أبي زكريا، و القاسم أبو عبد الرّحمن الدمشقيان.

و قدم دمشق غازيا و مرابطا.

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه السّلمي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا أبو حفص عمر بن أيوب السّقطي.

ص: 373


1- ترجمته في الاستيعاب 56/2 هامش الإصابة، و أسد الغابة 265/2 و الإصابة 62/2 تهذيب التهذيب 369/2 و الوافي بالوفيات 309/15 و سير الأعلام 505/1 و انظر بحاشيتها أسماء مصادر أخرى كثيرة ترجمت له.
2- ملّ بلام ثقيلة و الميم مثلثة.
3- النهدي ينسب إلى نهد بن زيد، من قضاعة، كما في اللباب.
4- ضبطت عن تقريب التهذيب بفتح الجيم و سكون النون ثم موحدة. و ظبيان بفتح المعجمة و سكون الموحدة، كما في التقريب أيضا.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، و محمّد بن عبد الرّحمن قالا: أنا أبو القاسم البغوي، قالا: نا محمّد بن الفرج، نا محمّد بن الزبرقان - زاد السّقطي: الأهوازي - نا سليمان التّيمي، عن أبي عثمان، عن سلمان قال: سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن الجراد فقال:

«أكثر جنود اللّه، لا آكله و لا أحرّمه»، رواه أبو داود(1) عن محمّد بن الفرج [4817].

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد الخطيب، أنا أبو منصور محمّد بن الحسن النهاوندي، نا أحمد بن الحسين النهاوندي، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن، نا محمّد بن إسماعيل، حدّثني الهيثم بن خارجة، نا يحيى بن حمزة، عن عروة بن رويم أن القاسم أبا عبد الرّحمن حدّثه قال:

زارنا سلمان و خرج الناس يتلقونه كما يتلقى الخليفة فلقيناه و هو يمشي فلم يبق شريف إلاّ عرض عليه أن ينزل به، فقال: جعلت في نفسي مرّتي هذه أن أنزل على بشير بن سعد. فلما قدم سأل عن أبي الدرداء فقالوا: مرابط ببيروت فتوجه قبله.

أنبأنا أبو طاهر محمّد بن الحسين الحنّائي، و أبو الحسن علي بن الحسن الموازيني، قالا: أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد السلام بن سعدان، أنا محمّد بن يوسف الرّبعي، نا أحمد بن عامر.

ح و أخبرنا أبو الحسن الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو زرعة، و أبو بكر ابنا عبد اللّه بن أبي دجانة، نا إبراهيم بن دحيم، قالا: نا هشام بن عمّار، نا يحيى بن حمزة، عن عروة بن رويم - زاد أحمد: اللخمي - عن القاسم أبي عبد الرّحمن أنه حدثه قال:

زارنا سلمان الفارسي فصلى الإمام الظهر، ثم خرج و خرج الناس يتلقونه كما يتلقى الخليفة فلقيناه قد - و قال أحمد: و قد - صلى بأصحابه العصر، و هو يمشي فتوقفنا نسلم عليه، فلم يبق فيها - و قال إبراهيم: فينا - شريف إلاّ عرض عليه أن ينزل به، فقال:

- زاد إبراهيم أي، و قالا: - جعلت في نفسي مرّتي(2) هذه أن أنزل على بشير بن سعد،

ص: 374


1- سنن أبي داود ح (3813).
2- بالأصل: موتي، خطأ و الصواب عن م و انظر سير الأعلام.

فلما قدم سأل عن أبي الدرداء فقيل: - و قال إبراهيم: فقالوا: - هو مرابط، فقال: أين ؟ و قال أحمد: و أين مرابطكم ؟ فقالوا: بيروت - و قال إبراهيم: قالوا في بيروت قال:

و قالا: - فتوجه قبله فقال لهم سلمان: يا أهل بيروت أ لا أحدثكم حديثا يذهب اللّه به عنكم غرض(1) الرباط؟ سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - و قال أحمد: النبي صلى اللّه عليه و سلم - يقول:

«رباط يوم - زاد أحمد: و ليلة و قالا - كصيام شهر و قيامه، و من مات مرابطا - زاد أحمد: في سبيل اللّه و قالا: - أجير من فتنة القبر، و جرى له صالح ما كان يعمل إلى يوم القيامة» (2)[4818].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أبو الحسن بن جوصا - إجازة -.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهاب بن الحسن أنا أبو الحسن - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: و سلمان الفارسي زارنا بدمشق.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي الحسن بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن بيري.

و قرأنا عليه أيضا، عن أبي نعيم محمّد بن عبد الواحد البزار، أنا علي بن محمّد بن خزفة، قالا: نا محمّد بن الحسين، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا مصعب بن عبد اللّه قال:

سلمان الفارسي يكنى أبا عبد اللّه و هو من أهل رامهرمز(3) من أهل أصبهان من قرية يقال لها جيّ(4) و كان أبوه دهقان أرضه و كان على المجوسية ثم لحق بالنصارى و رغب عن المجوس ثم صار إلى المدينة و كان عبدا لرجل من يهود، فلما قدم النبي صلى اللّه عليه و سلم مهاجرا، المدينة أتاه سلمان فأسلم و كاتب مولاه اليهودي فأعانه النبي صلى اللّه عليه و سلم و المسلمون

ص: 375


1- الغرض: الضجر و الملال (اللسان: غرض)، و في سير الأعلام: عرض.
2- نقله الذهبي في سير الأعلام من طريق يحيى بن حمزة القاضي 505/1-506 و الوافي بالوفيات 309/15.
3- رامهرمز، مدينة مشهورة بنواحي خوزستان (معجم البلدان).
4- جي اسم مدينة أصبهان القديم، و تسمى الآن عند العجم شهرستان (مراصد الاطلاع).

حتى عتق، و توفي في ولاية عثمان - رحمه اللّه - بالمدائن(1).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العز ثابت بن منصور، قالا: أنا أحمد بن الحسن بن أحمد - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون قالا: - أنا محمّد بن الحسن بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد الأهوازي، نا خليفة بن خياط(2) قال: سلمان الفارسي من أهل أصبهان، و يقال: من أهل رامهرمز.

أتى الكوفة، و مات سنة ست و ثلاثين، و مات بالمدائن، يكنى أبا عبد اللّه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، نا و أبو منصور بن رزيق، أنا أبو بكر الخطيب(3) ، أنا ابن بشران، أنا الحسين بن صفوان.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع اللفتواني، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر قالا: نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد قال: سلمان الفارسي يكنى أبا عبد اللّه، أسلم عند قدوم النبي صلى اللّه عليه و سلم المدينة، و كان قبل ذلك يقرأ الكتب و يطلب الدين، و كان عبدا لقوم من بني قريظة و كاتبهم، فأدّى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كتابته و عتق، فهو إلى بني هاشم، و أول مشاهده الخندق، و توفي في خلافة عثمان بالمدائن.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، ثم أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم قال: سلمان الفارسي مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، أتى الكوفة، و مات بالمدائن، يكنى أبا عبد اللّه.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، نا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا: - أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل(4) قال: سلمان أبو عبد اللّه الفارسي الخير صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلم.

ص: 376


1- المدائن بليدة شبيهة بالقربة، بينها و بين بغداد ستة فراسخ فيها قبر سلمان الفارسي (معجم البلدان).
2- طبقات خليفة بن خياط ص 33 رقم 22.
3- تاريخ بغداد 164/1.
4- التاريخ الكبير 135/4.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني شجاع بن مخلد، نا ابن نمير، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن جرير قال: قلت لسلمان: يا أبا عبد اللّه.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي(1) ، أنا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى قالا: أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد الصّيدلاني، أنا محمّد بن مخلد قال: قرأت على علي بن عمرو الأنصاري حدثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عياش: سلمان الفارسي يكنى أبا عبد اللّه.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال:

قال عمي أبو بكر: سلمان الفارسي أبو عبد اللّه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي: أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان قال: قال أبي: سلمان أبو عبد اللّه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أبو بكر أحمد بن منصور، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو عبد اللّه سلمان الفارسي له صحبة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عبد اللّه سلمان.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا أبو بشر محمّد بن أحمد بن حمّاد(2) قال: أبو عبد اللّه سلمان الفارسي.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، أنا أبو نصر طاهر بن محمّد بن

ص: 377


1- بالأصل «المحلي» خطأ، و الصواب ما أثبت و ضبط، و قد مرّ التعريف به.
2- الكنى و الأسماء للدولابي 78/1.

سليمان، نا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو زكريا يزيد بن محمّد قال: سمعت القاضي محمّد بن أحمد المقدّمي يقول: سلمان الفارسي يكنى أبا عبد اللّه.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم، قال: أبو عبد اللّه سلمان الخير الفارسي من أهل أصبهان و يقال: من أهل رامهرمز أتى الكوفة و أسلم عند قدوم النبي صلى اللّه عليه و سلم، و كان قبل يقرأ الكتب و يطلب الدّين، و كان عبدا لقوم من بني قريظة فكاتبوه، فأدّى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كتابته و عتق، و أول مشاهده الخندق، و له صحبة من النبي صلى اللّه عليه و سلم، و مات في خلافة عثمان بالمدائن.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن غانم بن أحمد، أنا عبد الرّحمن بن منده، أنا أبي أبو عبد اللّه قال: سلمان بن الإسلام، أبو عبد اللّه الفارسي سابق أهل أصبهان و فارس إلى الإسلام، مولى المصطفى صلى اللّه عليه و سلم، شهد الخندق و اسمه مابه بن يوذخشان بن مورشلا(1) بن بهبوذان بن فيروز بن شهرك من ولد أب الملك، توفي في خلافة عثمان، و عاش مائتين و خمسين سنة، و يقال أكثر، و كان قد أدرك وصي عيسى عليه السلام فيما يقال، روى عنه أبو هريرة، و ابن عباس، و أنس بن مالك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل محمّد بن طاهر المقدسي، أنا مسعود بن ناصر السّجزي، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أحمد بن محمّد الكلاباذي قال: سليمان الخير أبو عبد اللّه الفارسي، أصله من رامهرمز.

و قال يونس عن ابن إسحاق قال: أصله من أصبهان من قرية يقال لها جيّ الكوفي، أسلم عند قدوم النبي صلى اللّه عليه و سلم المدينة، و كان عبدا لبعض بني قريظة فكاتبوه فأدّى عنه النبي صلى اللّه عليه و سلم كتابته، و عتق، سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم.

روى عنه أبو عثمان النهدي في الهجرة، و عبد اللّه بن وديعة في.....(2) قال الواقدي: توفي في خلافة عثمان بالمدائن.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن زريق، قالا: قال لنا أبو بكر

ص: 378


1- في أسد الغابة: مورسلان.
2- كلمة غير مقروءة و رسمها: «الجنفة» و في م: في الجمعة.

الخطيب(1): و سلمان الفارسي يكنى أبا عبد اللّه من أهل مدينة أصبهان، و يقال من أهل مدينة رامهرمز أسلم في السنة الأولى من الهجرة، و أول مشهد شهده مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم الخندق، و إنما منعه من حضور ما قبل ذلك أنه كان مسترقا لقوم من اليهود فكاتبهم، و أدّى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كتابته، و عتق و لم يزل بالمدينة حتى غزا المسلمون العراق، فخرج معهم و حضر فتح المدائن و نزلها حتى مات بها، و قبره الآن ظاهر معروف بقرب إيوان كسرى و عليه بناء، و هناك خادم مقيم لحفظ الموضع و عمارته، و النظر في أمر مصالحه و قد رأيت الموضع و زرته غير مرة.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا(2) قال: و أما الخير - أوله خاء معجمة و بعدها ياء معجمة باثنتين من تحتها - فهو سلمان الخير الفارسي له صحبة و رواية عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا زهير بن محمّد المروزي(3) ، نا صدقة بن سابق، عن محمّد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن ابن عباس، عن سلمان قال: كنت رجلا من أهل أصبهان من قرية يقال لها جيّ.

قال: و نا عبد اللّه، حدّثني أحمد بن زهير، نا أبو سلمة، نا حرب بن ثابت، عن مروان الأصفر: أن سلمان كان من أهل رامهرمز.

قال: و أنا عبد اللّه، حدّثني ابن زنجويه، نا الفريابي عن سفيان، عن عوف، عن أبي عثمان قال: سمعت سلمان(4) يقول: أنا من رامهرمز.

قال: و أنا عبد اللّه، حدّثني هارون بن عبد اللّه، نا سعيد بن عامر، عن عوف، عن أبي عثمان قال: قال لي سلمان(5): يا أبا عثمان تدري من أين أنا؟ قال: قلت: لا، قال: أنا من أهل قرية بالأهواز يقال لها رامهرمز.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء محمّد بن

ص: 379


1- تاريخ بغداد 163/1.
2- الاكمال لابن ماكولا 380/2-381.
3- بالأصل: «الموودي» و في م: المرودي و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 360/12.
4- بالأصل: سليمان خطأ. و المثبت عن م.
5- بالأصل: سليمان خطأ. و المثبت عن م.

علي الواسطي، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الجرّاحي، قال: و أنا ابن خيرون، أنا الحسن بن الحسين بن العباس، حدّثني جدي لأمي إسحاق بن محمّد قالا: نا عبد اللّه بن إسحاق المدائني، نا أبو عمرو قعنب بن المحرّر الباهلي، نا أبو عبيدة معمر بن المثنّى النحوي، عن عوف، عن أبي عثمان، عن سلمان قال: أنا من رام هرمز قال عوف: و أنا و سلمان من(1) رامهرمز.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه بن أحمد، نا أبو عمرو بن حمدان، نا الحسن بن سفيان قال:

قرأت على محمّد بن حميد الرازي، نا عبد اللّه بن عبد القدوس، نا عبيد المكتب، عن أبي الطّفيل حدّثني سلمان الفارسي قال: كنت رجلا من أهل جيّ و كانوا يعبدون الخيل البلق و كنت أعرف أنهم ليسوا على شيء، فقال لي بعض أهلها: إن الذي تطلب(2) في العرب، فخرجت حتى أتيت الموصل فسألت عن أعلم رجل فيها فقيل: فلان في صومعته، فأتيته فقصصت عليه القصة فذكر الحديث بطوله.

أخبرناه بتمامه أبو علي الحداد في كتابه، نا أبو نعيم الحافظ(3) ، نا حبيب بن الحسن، نا الحسن(4) بن علي بن الوليد الفسوي، نا أحمد بن حاتم، نا عبد اللّه بن عبد القدوس الرازي، نا عبيد المكتب، نا أبو الطفيل عامر بن وائلة، حدّثني سلمان الفارسي قال:

كنت رجلا من أهل جيّ و كان أهل قريتي يعبدون الخيل البلق، فكنت أعرف أنهم ليسوا على شيء، فقيل لي: إن الدّين الذي تطلب إنما هو قبل المغرب، فخرجت حتى أتيت أداني أرض الموصل فسألت عن أعلم أهلها فدللت على رجل في قبة - أو في صومعة - فأتيته فقلت: إني رجل من أهل المشرق و قد جئت في طلب الخير، فإن رأيت أن أصحبك و أخدمك و تعلمني مما علمك اللّه ؟ قال: نعم، فصحبته فأجرى عليّ مثل الذي يجري عليه من الحبوب و الخلّ و الزيت فصحبته ما شاء اللّه أن أصحبه، ثم نزل به الموت، فلما نزل به الموت جلست عند رأسه أبكي قال: ما يبكيك ؟ قلت: انقطعت من

ص: 380


1- بالأصل «بن» خطأ.
2- بالأصل و م: «بطلت» و لعل الصواب ما أثبت، انظر الرواية التالية.
3- الخبر بطوله في حلية الأولياء 190/1.
4- في الحلية: الحسين.

بلادي في طلب الخير فرزقني اللّه صحبتك فأحسنت صحبتي و علّمتني مما علمك اللّه و قد نزل بك الموت فلا أدري أين أذهب، قال: بلى، أخ لي بمكان كذا و كذا فائته فاقرئه مني السلام و أخبره أني أوصيت بك إليه و اصحبه فإنه على الحق، فلما هلك الرجل خرجت حتى أتيت الذي وصف لي قلت: إن فلانا أخاك يقرئك السلام، قال: و عليه السلام ما فعل ؟ قلت: هلك، و قصصت عليه قصتي ثم أخبرته أنه أمرني بصحبته فقبلني و أحسن صحبتي، و أجرى عليّ مثل ما كان يجري علي عند الآخر، فلما نزل به(1) جلست عند رأسه أبكيه. فقال: ما يبكيك ؟ فقلت: أقبلت من بلادي يرزقني اللّه صحبة فلان فأحسن صحبتي و علّمني مما علمه اللّه فلما نزل به الموت أوصى بي إليك فأحسنت صحبتي، و علمتني مما علمك اللّه، و قد نزل بك الموت فلا أدري أين أتوجه، قال:

بلى، أخ لي على درب الروم، ائته فاقرئه مني السلام و أخبره أني أمرتك بصحبته فاصحبه فإنه على الحق.

فلما هلك الرجل خرجت حتى أتيت الذي وصف لي فقلت: إن فلانا أخاك يقرئك السلام، قال: و عليه السلام(2) ما فعل ؟ قلت: هلك، و قصصت عليه قصتي، و أخبرته أنه أمرني بصحبتك [فقبلني](3) و أحسن صحبتي و علّمني مما علمه اللّه، فلما نزل به الموت جلست عند رأسه أبكي قال: ما يبكيك ؟ فقصصت عليه قصتي، ثم قلت: رزقني اللّه صحبتك و قد نزل بك الموت فلا أدري أين أذهب قال: لا أين، إنه لم يبق على دين عيسى عليه السلام أحد من الناس أعرفه، لكن هذا أوان - أو إبان - مخرج نبي يخرج - أو قد خرج - بأرض تهامة فالزم قبتي و سل من مرّ بك من التجار، و كان ممر [تجار](4) أهل الحجاز عليه إذا دخلوا الروم - و سل من قدم عليك من أهل الحجاز هل خرج فيكم أحد تنبأ فإذا أخبروك أنه قد خرج فيهم رجل فائته فإنه الذي بشر به عيسى عليه السلام، و آيته إن بين كتفيه خاتم النبوة، و أنه يأكل الهدية و لا يأكل الصدقة، قال: فقبض الرجل، و لزمت مكاني لا يمر بي أحد إلاّ سألته من أي بلاد أنتم ؟ حتى مرّ بي ناس من أهل مكة فسألتهم من أي بلاد أنتم ؟ قالوا: من الحجاز، قلت: هل خرج فيكم أحد يزعم أنه نبي ؟ قالوا: نعم، قلت: هل لكم أن أكون عبدا لبعضكم على أن يحملني عقبه و يطعمني كسرة

ص: 381


1- يعني الموت، كما في الحلية.
2- بالأصل: «مهما» و المثبت عن الحلية.
3- الزيادة عن الحلية.
4- الزيادة عن الحلية.

حتى يقدم بي مكة، فإذا قدم بي مكة فإن شاء أمسك، قال رجل من القوم:

أنا، فصرت عبدا له فجعل يحملني عقبه(1) و يطعمني كسرة حتى قدمت مكة.

فلما قدمت مكة جعلني في بستان له مع حبشان، فخرجت خرجة فطفت بمكة فإذا امرأة من أهل بلادي، فسألتها فكلمتها فإذا مواليها و أهل بيتها قد أسلموا كلهم، فسألتها عن النبي صلى اللّه عليه و سلم فقالت: يجلس في الحجر - إذا صاح عصفور مكة - مع أصحابه حتى إذا أضاء له الفجر تفرقوا قال: فرجعت فجعلت اختلف ليلتي كراهية أن يفتقدني أصحابي قالوا: ما لك ؟ قلت: أشتكي بطني، فلما كانت الساعة التي أخبرتني أنه يجلس فيها أتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم فإذا هو محتب في الحجر و أصحابه بين يديه، فجئته من خلفه فعرف الذي أريد فأرسل حبوته فسقطت فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه فقلت في نفسي: اللّه أكبر هذه واحدة.

فلما كان في الليلة المقبلة صنعت مثل ما صنعت في الليلة التي قبلها لا ينكرني أصحابي فجمعت شيئا من تمر، فلما كانت الساعة التي جلس(2) فيها النبي صلى اللّه عليه و سلم أتيته فوضعت التمر بين يديه فقال: «ما هذا؟» قلت: صدقة، قال لأصحابه: «كلوا» و لم يمد يده، قال: فقلت في نفسي: اللّه أكبر هذه ثنتان، فلما كان في الليلة الثالثة جمعت شيئا من تمر ثم جئت في الساعة التي يجلس فيها فوضعته بين يديه قال: «ما هذا؟» قلت:

هدية، فأكل و أكل القوم، قال: قلت: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أنك رسول اللّه، فسألني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن قصتي فأخبرته فقال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«انطلق فاشتر نفسك» فأتيت صاحبي فقلت: بعني نفسي، قال: نعم، أبيعك نفسك بأن تغرس لي مائة نخلة إذا نبتت و تبين نباتها أو ثبتت و تبين ثباتها جئني بوزن نواة [من ذهب](3) فأتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم فأخبرته قال: فأعطه الذي سألك، و جئني بدلو من ماء البئر التي يسقي - أو تسقى به - ذلك النخل، قال: فانطلقت إلى الرجل فابتعت منه نفسي فشرطت له الذي سألني، و جئت بدلو من البئر التي يسقى به ذلك النخل فأتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم فدعا لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فيه فانطلقت فغرست به ذلك النخل، فو اللّه ما غدرت منه نخلة

ص: 382


1- كذا بالأصل و حلية الأولياء، و كتب مصححها بالحاشية: و قصة إسلام سلمان في المدينة بلا شك.
2- كذا، و في الحلية: يجلس.
3- ما بين معكوفتين زيادة عن الحلية.

واحدة فلما تبين نبات النخل - أو ثبات النخل (1)- فدعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بوزن نواة من ذهب فأعطانيها فذهبت بها إلى الرجل(2) في كفة الميزان و وضع له نواة في الجانب الآخر، فو اللّه ما قلت من الأرض فأتيت بها النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: «لو كنت شرطت له وزن كذا و كذا لرجحت تلك القطعة عليه» قال: فانطلقت إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فكنت معه.

أنبأنا أبو علي الحداد ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ، نا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، نا القاسم بن فورك، أنا عبيد اللّه بن يعقوب، نا جدي إسحاق بن إبراهيم بن حميد قالا: نا عبد اللّه بن أبي زياد القطواني، نا سيار بن حاتم العنزي، نا موسى بن سعيد الراسبي، نا أبو معاذ، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن عن سلمان الفارسي قال:

إني كنت فيمن ولد برامهرمز و بها نشأت، و أما أبي فمن أهل أصبهان، و كانت أمي لها من غناء و عيش، فأسلمتني أمي إلى الكتّاب، فكنت أنطلق مع غلمان من قريتنا إلى أن دنا مني فراغ من كتّاب الفارسية، و لم يكن في الغلمان أكبر مني و لا أطول، و كان ثمّ جبل فيه كهف في طريقنا، فمررت ذات يوم وحدي، فإذا أنا فيه برجل طويل عليه ثياب شعر، و نعلان من شعر، فأشار إليّ فدنوت منه، فقال: يا غلام تعرف عيسى بن مريم ؟ فقلت: لا، و لا سمعت به، قال: أ تدري من عيسى بن مريم ؟ هو رسول اللّه، آمن بعيسى، إنه رسول اللّه، و برسول يأتي من بعده اسمه أحمد أخرجه اللّه من غم الدنيا إلى روح الآخرة و نعيمها، قلت: ما نعيم الآخرة ؟ قال: نعيمها لا يفنى. فلما قال إنها لا تفنى، فرأيت الحلاوة و النور يخرج من شفتيه، فعلقه فؤادي، ففارقت أصحابي و قلت:

لا أذهب و لا أجيء إلاّ وحدي، و كانت أمي ترسلني إلى الكتّاب فأنقطع دونه، و كان أول ما علمني شهادة أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، و أن عيسى بن مريم رسول اللّه و محمّد بعده رسول اللّه، و الإيمان بالبعث بعد الموت فأعطيته ذلك، و علّمني القيام في الصلاة و كان يقول: إذا قمت في الصلاة فاستقبلت القبلة فإن احتوشتك(3) النار فلا تلتفت، و إن دعتك أمك و أبوك في الصلاة الفريضة فلا تلتفت إلاّ أن يدعوك رسول من

ص: 383


1- في الحلية: فلما تبين ثبات النخل أو نباته.
2- كذا بالأصل، و لعله سقطت لفظة «فوضعها» أو «فوضعتها».
3- احتوشتك النار، يقال احتوش القوم على فلان: جعلوه وسطهم (اللسان: حوش).

رسل(1) اللّه، و إن دعاك و أنت في فريضة فاقطعها، فإنه لا يدعوك إلاّ بوحي من اللّه، و أمرني بطول القنوت، و زعم أن عيسى عليه السلام قال: طول القنوت الأمان على الصراط و أمرني بطول السجود، و زعم أن طول السجود الأمان من عذاب القبر، و قال:

لا تكونن مازحا و لا جادا حتى تسلم عليك ملائكة اللّه أجمعين و قال: لا تعصينّ في طمع و لا عنت، حتى لا تحجب عن الجنة طرفة عين. ثم قال: إذا أدركت محمّدا الذي يخرج من جبال تهامة فآمن به و اقرأ عليه السلام مني، و ذكر إسلامه بطوله.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا رضوان بن أحمد.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، و أحمد بن الحسن القاضي.

ح و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب(2) ، أنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحرشي، قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، قالا: أنا أبو عمر أحمد بن عبد الجبار العطاردي، نا يونس بن بكير، عن محمّد بن إسحاق، ح قال الخطيب: و أنا أحمد بن عثمان بن مياح السكري، و علي بن محمّد بن علي الأيادي - قال أحمد: أخبرنا، و قال علي: حدّثنا - أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم الشافعي، نا أبو يعلى محمّد بن شداد المسمعي، نا عبد اللّه بن هارون بن أبي عيسى، نا أبي عن محمّد بن إسحاق.

قال الخطيب: و أخبرني علي بن محمّد الأيادي أيضا، نا أبو بكر الشافعي - إملاء - نا إسماعيل بن محمّد بن أبي كثير الفارسي القاضي، نا شهاب بن معمر البلخي، نا أبو بكر يحيى بن سليمان الأسواري، عن ابن إسحاق.

قال الخطيب: و أنا محمّد بن أحمد بن رزق البزار، أنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، نا محمّد بن أحمد بن البراء، قال الخطيب: و أخبرني علي بن محمّد المالكي، نا محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم، نا محمّد بن محمّد الشطوي أبو أحمد قالا: نا الفضل

ص: 384


1- بالأصل: «رسول» و الصواب عن م.
2- الخبر في تاريخ بغداد 164/1-165 نقلا عن ابن إسحاق.

- زاد الشطوي: ابن غانم - نا سلمة - قال الشطوي [و قال](1) ابن الفضل: حدّثني محمّد بن إسحاق - و لفظ الحديث و سياقه ليونس بن بكير، عن ابن إسحاق (2)- حدّثني عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن ابن عباس. حدّثني سلمان الفارسي قال:

كنت رجلا من أهل فارس من أهل أصبهان من قرية يقال لها جيّ، و كان أبي دهقان أرضه(3) ، و كان يحبني حبا شديدا لم يحبه شيئا من ماله و لا ولده، فما زال به حبه إياي حتى حبسني في البيت كما تحبس الجارية، و اجتهدت في المجوسية، حتى كنت قطن النار الذي يوقدها فلا يتركها تخبو ساعة، فكنت كذلك لا أعلم من أمر الناس شيئا إلاّ ما أنا فيه، حتى بنى أبي بنيانا له و كانت له ضيعة فيها بعض العمل. فدعاني فقال: أي بني إنه قد شغلني ما ترى من بنياني [هذا](4) عن ضيعتي(5) هذه، و لا بد لي من اطّلاعها.

فانطلق إليها(6) فمرهم بكذا و كذا و لا تحتبسن عني فإنك إن احتبست عني شغلتني عن كل شيء، فخرجت أريد ضيعته. فمررت بكنيسة النصارى فسمعت أصواتهم فيها، فقلت: ما هذا؟ فقالوا: هؤلاء النصارى يصلون، فدخلت انظر فأعجبني ما رأيت من حالهم، فو اللّه ما زلت جالسا عندهم حتى غربت الشمس، و بعث أبي في طلبي في كل وجه حتى جئته حين أمسيت، و لم أذهب إلى ضيعته. فقال أبي: أين كنت ؟ أ لم أكن قلت لك ؟ فقلت: يا أبتاه مررت بناس يقال لهم: النصارى، فأعجبتني صلاتهم و دعاؤهم، فجلست انظر كيف يفعلون. فقال: أي بني دينك و دين آبائك خير من دينهم. فقلت: لا و اللّه ما هو بخير من دينهم. هؤلاء قوم يعبدون اللّه و يدعونه و يصلون له، و نحن نعبد - و في حديث رضوان - إنما نعبد نارا نوقدها بأيدينا إذا تركناها ماتت، فخافني فجعل في رجلي حديدا، و حبسني في بيت عنده، فبعثت إلى النصارى فقلت لهم: أين أصل هذا الدين الذي أراكم عليه ؟ فقالوا: بالشام، فقلت: فإذا قدم عليكم من هناك أناس فآذنوني

ص: 385


1- زيادة للإيضاح عن تاريخ بغداد.
2- الخبر في سيرة ابن إسحاق رقم 68 صفحة 66-67 و نقله البيهقي في دلائل النبوة 92/2 و ما بعدها من طريق أبي عبد اللّه الحافظ و أحمد بن الحسن القاضي.
3- تاريخ بغداد: قريته.
4- زيادة للإيضاح سقطت اللفظة من الأصل و من م.
5- بالأصل: صنعتي، و الصواب عن م و انظر سيرة ابن إسحاق.
6- في ابن إسحاق و تاريخ بغداد: إليهم.

فقالوا: نفعل، فقدم عليهم ناس من تجارهم فبعثوا إليّ أنه قد قدم علينا تجار من تجارنا، فبعثت إليهم إذا قضوا حوائجهم و أرادوا [الخروج فآذنوني بهم. قالوا: نفعل، فلما قضوا حوائجهم و أرادوا](1) الرحيل بعثوا إليّ بذلك، فطرحت الحديد الذي في رجلي و لحقت بهم، فانطلقت معهم حتى قدمت الشام، فلما قدمتها. قلت: من أفضل أهل هذا الدين ؟ قالوا: الأسقفّ(2) صاحب الكنيسة فجئته فقلت: إني قد أحببت أن أكون معك في كنيستك، و أعبد اللّه فيها معك، و أتعلم منك الخير، قال: فكن معي، قال: فكنت معه، و كان رجل سوء كان يأمرهم بالصدقة و يرغّبهم فيها، فإذا جمعوها له اكتنزها و لم يعطها المساكين(3) ، فأبغضته بغضا شديدا لما رأيت من حاله، فلم ينشب أن مات فلما جاءوا ليدفنوه. قلت لهم: إن هذا رجل سوء كان يأمركم بالصدقة، و يرغبكم فيها حتى إذا جمعتموها - و قال رضوان: إذا ما جمعتموها - إليه اكتنزها، و لم يعطها المساكين، فقالوا: و ما علامة ذلك ؟ فقلت: أنا أخرج إليكم - و قال رضوان؛ لكم - كنزه، فقالوا:

فهاته، فأخرجت لهم سبع قلال مملوءة ذهبا و ورقا فلما رأوا ذلك قالوا: و اللّه لا يدفن أبدا فصلبوه على خشبة و رموه بالحجارة و جاءوا برجل آخر فجعلوه مكانه، و لا و اللّه يا ابن عباس ما رأيت رجلا قط لا يصلّي الخمس أرى انه أفضل منه؛ أشد اجتهادا و لا أزهد في الدنيا، و لا أدأب ليلا و لا نهارا منه. ما أعلمني أحببت شيئا قط قبله، فلم أزل معه حتى حضرته الوفاة، فقلت: يا فلان قد حضرك ما ترى من أمر اللّه و إني و اللّه ما أحببت شيئا قط حبك فما ذا تأمرني، و إلى من توصيني ؟ فقال لي: أي بني(4) و اللّه ما أعلمه إلاّ رجل بالموصل فأته فإنك ستجده على مثل حالي؛ فلما مات و غيب لحقت بالموصل فأتيت صاحبها فوجدته على مثل حاله من الاجتهاد و الزهادة في الدنيا فقلت له: إن فلانا أوصاني إليك أن آتيك فأكون معك، قال: فأقم أي بني، فأقمت عنده على مثل أمر صاحبه حتى حضرته الوفاة، فقلت له إن فلانا أوصاني إليك، و قد حضرك من أمر اللّه ما

ص: 386


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م، و انظر سيرة ابن إسحاق ص 67 و تاريخ بغداد و دلائل البيهقي.
2- بتشديد الفاء و يقال بتخفيفها، عالم النصارى الذي يقيم لهم أمر دينهم.
3- في تاريخ بغداد: و لم يعط المساكين شيئا.
4- عن سيرة ابن إسحاق و بالأصل: شيء.

ترى، فإلى(1) من ؟ فقال: و اللّه ما أعلمه أي بني إلاّ رجلا(2) بنصيبين و هو على مثل ما نحن عليه فالحق به. فلما دفناه ألحقت بالآخر فقلت له: يا فلان إن فلانا أوصى بي إلى فلان، و فلان أوصى بي إليك. قال: فأقم أي بني، فأقمت عنده على مثل حالهم حتى حضرته الوفاة، فقلت له: يا فلان إنه قد حضرك من أمر اللّه ما ترى و قد كان فلان أوصى بي إلى فلان، و أوصى بي فلان إلى فلان، و أوصى بي فلان إليك فإلى من ؟ قال: أي بني و اللّه ما أعلم أحدا على مثل ما نحن عليه إلاّ رجلا(3) بعمورية من أرض الروم فائته فإنك ستجده على مثل ما كنا عليه، فلما و اريته خرجت حتى قدمت على صاحب عمورية فوجدته على مثل حالهم فأقمت عنده و اكتسبت حتى كانت له غنيمة و بقيرات ثم حضرته الوفاة فقلت: يا فلان إن فلانا كان أوصى بي إلى فلان، و فلان و فلان إلى فلان، و فلان إليك و قد حضرك ما ترى من أمر اللّه فإلى من توصيني ؟ قال: أي بني و اللّه ما أعلمه بقي أحد على مثل ما كنا عليه آمرك أن تأتيه و لكنه قد أظلّك زمان نبي يبعث من الحرم؛ مهاجره بين حرتين إلى أرض سبخة ذات نخل، و إن فيه علامات لا تخفى بين كتفيه خاتم النبوة، يأكل الهدية و لا يأكل الصدقة. فإن استطعت أن تخلص إلى تلك البلاد فافعل، فإنه قد أظلّك زمانه. فلما واريناه أقمت حتى مرّ بي رجال من تجار العرب من كلب فقلت لهم: تحملوني معكم حتى تقدموا بي - و قال رضوان: تقدموني - أرض العرب و أعطيكم غنيمتي هذه و بقراتي، قالوا: نعم فأعطيتهم إياها و حملوني حتى إذا جاءوا بي وادي القرى ظلموني فباعوني عبدا من رجل من يهود بوادي القرى، فو اللّه لقد رأيت النخل و طمعت أن يكون البلد الذي نعت لي صاحبي؛ و ما حقّت عندي حتى قدم رجل من بني قريظة من يهود وادي القرى. فابتاعني من صاحبي الذي كنت عنده؛ فخرج بي حتى قدم بي المدينة فو اللّه ما هو إلاّ أن رأيتها فعرفت نعته. و أقمت في رقّي مع صاحبي و بعث اللّه عز و جل رسوله صلى اللّه عليه و سلم بمكة لا يذكر لي شيء من أمره مع ما أنا فيه من الرق، حتى قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قباء و أنا أعمل لصاحبي في نخلة له، فو اللّه إني لفيها إذ جاء ابن عم له. فقال: يا فلان قاتل اللّه بني قيلة(4) ، و اللّه إنهم الآن لفي قباء مجتمعون على رجل

ص: 387


1- بالأصل: «ما لي» و المثبت عن سيرة ابن إسحاق.
2- بالأصل و م: رجل، و المثبت عن سيرة ابن إسحاق.
3- بالأصل و م: رجل، و المثبت عن سيرة ابن إسحاق.
4- بالأصل: «قبله» و الصواب عن م و انظر سيرة ابن إسحاق ص 69. و بنو قيلة هم أم الأوس و الخزرج.

جاء من مكة يزعمون أنه نبي، فو اللّه ما هو إلاّ أن سمعتها فأخذتني العرواء (1)- يقول:

الرعدة - حتى ظننت لأسقطن على صاحبي و نزلت أقول: ما هذا الخبر؟ ما هو؟ فرفع مولاي يده فلكمني لكمة شديدة، و قال: ما لك و لهذا أقبل على عملك - و قال رضوان أقبل قبل عملك - [فقلت:](2) لا شيء إنما سمعت خبرا فأحببت أن أعلمه. فلما أمسيت و كان عندي شيء من طعام، فحملته و ذهبت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو بقبا فقلت له: إنه قد بلغني أنك رجل صالح و أن معك أصحاب لك غرباء و قد كان عندي شيء للصدقة فرأيتكم أحق من بهذه البلاد به، فهاك هذا فكل منه، فأمسك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يده و قال لأصحابه: «كلوا» و لم يأكل فقلت في نفسي: هذه خلة مما وصف لي صاحبي، ثم رجعت و تحول رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى المدينة، فجمعت شيئا كان عندي ثم جئته به. فقلت:

إني قد رأيتك لا تأكل الصدقة و هذه هدية و كرامة ليست بالصدقة، فأكل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أكل أصحابه. فقلت: هذه خلتان، ثم جئت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو يتبع جنازة و عليّ شملتان لي و هو في أصحابه فاستدرت به لأنظر إلى الخاتم في ظهره، فلما رآني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم استدبرته عرف أني استثبت شيئا قد وصف لي، فوضع(3) رداءه عن ظهره فنظرت إلى الخاتم بين كتفيه كما وصف لي صاحبي، فأكببت عليه أقبله و أبكي. فقال:

«تحول يا سلمان هكذا» فتحولت، فجلست بين يديه و أحب أن يسمع أصحابه حديثي عنه، فحدثته يا ابن عباس كما حدثتك، فلما فرغت قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«كاتب يا سلمان» فكاتبت صاحبي على ثلاثمائة نخلة أحييها له و أربعين أوقية، فأعانني أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بالنخل ثلاثين و دية(4) ، و عشرين و دية(5) ، و عشرا(6) ، كل رجل منهم على قدر ما عنده، فقال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«فقر لها، فإذا فرغت، فآذني حتى أكون أنا الذي أضعها بيدي» ففقرتها و أعانني

ص: 388


1- العرواء: الرعدة من البرد، و الانتفاض.
2- زيادة لازمة عن سيرة ابن إسحاق.
3- تاريخ بغداد: فرفع.
4- الودية: النخلة الصغيرة.
5- بالأصل: «و مائة» و الصواب ما أثبت عن تاريخ بغداد.
6- بالأصل: «و عشر» و الصواب ما أثبت، عن تاريخ بغداد، و في سيرة ابن إسحاق: ثلاثين ودية إلى عشرة (كذا).

أصحابي. يقول - حفرت لها حيث يوضع - حتى فرغنا منها، - زاد رضوان - ثم جئت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقلت: يا رسول اللّه قد فرغنا منها، و قالوا: فخرج معي حتى جاءها، فكنا نحمل إليه الودي فيضعه بيده و يسوى عليها، فو الذي بعثه بالحق ما مات منها ودية واحدة، و بقيت عليّ الدراهم. فأتاه رجل من بعض المعادن بمثل البيضة من الذهب.

فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«أين الفارسي المسلم الكاتب ؟» فدعيت له فقال: «خذ هذه يا سلمان(1) فادّ بها ما عليك» - و قال رضوان: فادها مما عليك - فقلت: يا رسول اللّه و أين تقع هذه مما علي ؟ قال: «فإن اللّه عز و جل سيؤدي بها عنك»، فو الذي نفس سلمان بيده لوزنت لهم منها أربعين أوقية فأدّيتها إليهم، و عتق سلمان و كان الرق قد حبسني حتى فاتني مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بدر و أحد ثم عتقت، فشهدت الخندق ثم لم يفتني معه مشهد(2).

أنبأنا أبو طالب بن يوسف، أنا أبو إسحاق البرمكي، ثم حدّثنا أبو المعمر الأنصاري، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الحسن بن القزويني و أبو إسحاق البرمكي، قالا: أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو محمّد السكري، أنا أبو محمّد الدّينوري قال: في حديث سلمان في تفسير قوله: قطن النار: المقيم عندها لا يفارقها، و هو من قوله: قطن فلان بالمكان إذا وطنه و أقام به يقطن و يقطن قطنا، فهو قاطن، و قطن، كما يقال: هذا فارطكم إلى الماء و فرطكم، و يجوز أن يكون قطن جمع قاطن مثل حارس و حرس و غائب و غيب، و كذلك فرط(3).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر الذهبي، أنا رضوان بن أحمد، أنا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق(4) ، حدّثني عاصم بن عمر بن قتادة، حدّثني من سمع عمر بن عبد العزيز قال:

ص: 389


1- بالأصل هنا: سليمان، خطأ.
2- خبر إسلام سلمان في غير المصادر الثلاثة التي ورد فيها الخبر، و حلية الأولياء، و انظر مسند أحمد 437/5 و دلائل النبوة لأبي نعيم (213) و البداية و النهاية بتحقيقنا الجزء الثاني، و الخصائص الكبرى للسيوطي 45/1 و سير الأعلام 506/1 و سيرة ابن هشام 233/1 و ابن سعد 53/1/4.
3- انظر اللسان «قطن».
4- الخبر في سيرة ابن إسحاق ص 70 رقم 69 و نقله ابن هشام 221/1 و ابن سعد 57/1/4 و سير الأعلام 511/1-512.

وجدت هذا من حديث سلمان فقال:

حدثت عن سلمان أن صاحب عمورية قال لسلمان حين حضرته الوفاة: ائت غيضتين من أرض الشام فإن رجلا يخرج من إحداهما إلى الأخرى في كل سنة ليلة يعترضه ذوو الأسقام، فلا يدعوا لأحد به مرض إلاّ شفي، فسله عن هذا الدين الذي تسألني(1) عنه، عن الحنيفية دين إبراهيم. فخرجت حتى أقمت بها سنة، حتى خرج تلك الليلة من إحدى الغيضتين إلى الأخرى، و إنما كان يخرج مستجيرا(2) فخرج و غلبني عليه الناس، حتى دخل في الغيضة التي يدخل فيها حتى ما بقي منه إلاّ منكبه فأخذت به فقلت: رحمك اللّه، الحنيفية دين إبراهيم ؟ فقال: إنك لتسأل عن شيء ما سأل عنه الناس، اليوم، قد أظلك شيء يخرج عند هذا البيت بهذا الحرم، و يبعث بسفك الدم فلما ذكر ذلك سلمان لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:

«لئن كنت صدقتني يا سلمان لقد رأيت حواريّ(3) عيسى بن مريم» [4819].

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن بن محمّد، أنا عبد الواحد بن محمّد بن عبد اللّه، أنا الحسين بن يحيى بن عياش، نا الحسن بن محمّد بن الصّبّاح، نا عمرو بن محمّد العنقزي، أنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي قرّة الكندي، عن سلمان الفارسي قال:

كان أبي من الأساورة فأسلمني الكتّاب فكنت اختلف و كان معي غلامان فكانا إذا رجعا دخلا على قسّ(4) أو راهب فدخلت معهما فقال لهما الراهب: أ لم أنهكما أن تدخلا عليّ أحدا أو تعلما بي أحدا؟ فكنت أختلف حتى كنت أحب إليه منهما. فقال لي:

يا سلمان إني أريد أن أخرج من هذه الأرض، قال: قلت له: فأنا معك، فأتى قرية فنزلها و كانت امرأة تختلف إليه قال: فلما حضر قال: يا سلمان احفر عند رأسي، فحفرت فاستخرجت جرة من دراهم فقال: ضعها على صدري، فجعل يضرب بيده على صدره و يقول. ويل للقثابين(5) قال: و مات، فاجتمع القسيسون و الرهبان و هممت أن أحمل

ص: 390


1- بالأصل: يسألني، و المثبت عن ابن إسحاق.
2- في ابن إسحاق: مستحرا.
3- سقطت الكلمة من سيرة ابن إسحاق.
4- بالأصل و م: «قيس» و المثبت عن سير الأعلام.
5- في سير الأعلام: للقنائين.

المال، ثم ان اللّه تعالى عصمني، فقلت للقسيسين و الرهبان: إنه قد ترك مالا، فوثب شباب من أهل القرية فقال: هذا مال أبينا كانت سريته تختلف إليه. فقلت: يا معشر القسيسين و الرهبان دلوني على عالم أكون معه، قالوا: ما نعلم أحدا أعلم من راهب يكون بحمص فأتيته فقصصت عليه القصة فقال: ما جاء بك إلاّ طلب العلم ؟ قلت: نعم، قال: فإني لا أعلم أحدا في الأرض أعلم من رجل يأتي بيت المقدس كل سنة في هذا الشهر، و إن أنت انطلقت و افقت حماره واقفا. قال: فانطلقت فوجدت حماره واقفا على باب بيت المقدس فجلست حتى خرج فقصصت عليه القصة قال: اجلس حتى ارجع إليك، فذهب فلم يرجع حتى العام المقبل، و كان لا يأتي بيت المقدس إلاّ كل سنة في ذلك الشهر، فقلت له: ما صنعت ؟ فقال: و إنك لها هنا بعد؟ قلت: نعم. قال: فإني لا أعلم في الأرض أحدا أعلم من رجل يخرج بأرض تيماء و هو نبي، و هذا زمانه، و إن انطلقت الآن وافقته و فيه ثلاث: يأكل الهدية، و لا يأكل الصدقة، و خاتم النبوة عند غضروف(1) كتفه لونه لون جلده.

قال: فانطلقت تخفضني أرض و ترفعني أرض أخرى فلقيني ناس من الأعراب فاستعبدوني فباعوني(2) حتى وقعت [إلى](3) المدينة فسمعتهم يذكرون النبي صلى اللّه عليه و سلم فقلت لأهلي هبوا لي يوما ففعلوا، فانطلقت حتى احتطبت فبعثه بشيء يسير ثم أتيت به النبي صلى اللّه عليه و سلم فوضعته بين يديه فقال: ما هذا؟ قلت: صدقة فقال لأصحابه: «كلوا» و أبى أن يأكل، فقلت: هذه واحدة، قال: ثم مكثت ما شاء اللّه عز و جل أن أمكث، فقلت لأهلي: هبوا لي يوما فوهبوا لي يوما فانطلقت فاحتطبت فبعته بأفضل من ذلك، و كان العيش شديدا ثم جئت به فوضعته بين يدي النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: «ما هذا؟» قلت: هدية فقال لأصحابه كلوا و وضع يده فأكل معهم، و وقفت خلفه و إذا رداءه قد سقط و إذا خاتم النبوة كأنه بيضة حمامة قلت: أشهد أنك رسول اللّه قال: و ما ذاك فحدثته حديث الراهب و قلت: أي رسول اللّه هل يدخل الجنة فإنه زعم أنك نبي قال: «لن يدخل الجنة إلاّ نفس مسلمة».

ص: 391


1- في سير الأعلام: غرضوف، و هي بمعنى، نغض الكتف، و رءوس الأضلاع و رهابة الصدر (القاموس المحيط).
2- عن سير الأعلام و بالأصل: و تبايعوني.
3- زيادة عن سير الأعلام.

قال: قلت: يا رسول اللّه إنه أخبرني أنك نبي قال: «لن يدخل الجنة إلاّ نفس مسلمة» [4820].

قال: و أنا الحسين، نا الحسن، نا شبابة، نا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي قرّة الكندي، عن سلمان نحوه إلاّ أنه قال: ويل للقنائي.

أخبرنا أبو علي الحد [اد](1) في كتابه ثم أخبرني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم(2) نا سليمان بن أحمد، نا يحيى بن نافع أبو حبيب المصري، نا سعيد بن أبي مريم: نا ابن لهيعة حدّثني يزيد بن أبي حبيب، حدّثني السلم بن الصّلت العبدي عن أبي الطّفيل البكري، أن سلمان الخير حدثه قال:

كنت رجلا من أهل جيّ - مدينة أصبهان - فبينا أنا إذ ألقى اللّه في قلبي من خلق السموات و الأرض ؟ فانطلقت إلى رجل لم يكن يكلم الناس يتحرج، فسألته أي الدين أفضل ؟ فقال: ما لك و لهذا الحديث، أ تريد دينا غير دين أبيك ؟ قلت: لا، و لكن أحب أن أعلم من رب السموات و الأرض، و أي دين أفضل ؟ قال: ما أعلم أحدا على هذا غير راهب بالموصل، قال: فذهبت إليه فكنت عنده فإذا هو قد أقتر عليه في الدنيا فكان يصوم النهار و يقوم الليل، و كنت أعبد كعبادته.

قال أبو مسعود: فذكره بطوله، و ساقه الحداد قال: فلبثت عنده ثلاث سنين ثم توفي. فقلت: إلى من توصي بي ؟ فقال: ما أعلم أحدا من أهل المشرق(3) على ما أنا عليه فعليك براهب وراء الجزيرة فاقرئه مني السلام قال: فجئته فاقرأته منه السلام و أخبرته أنه توفي، فمكثت عنده أيضا ثلاث سنين ثم توفي، فقلت: إلى من تأمرني أن أذهب ؟ قال: ما أعلم أحدا من أهل الأرض على ما أنا عليه غير راهب بعمورية شيخ و ما أراك تلحقه أم لا فذهبت إليه، فكنت عنده فإذا رجل موسع عليه، فلما حضرته الوفاة قلت له: أين تأمرني [أن] أذهب ؟ قال: ما أعلم أحدا من أهل الأرض على ما أنا عليه، و لكن أدركت زمانا تسمع برجل يخرج من بيت إبراهيم عليه السلام - و ما أراك تدركه - و قد كنت أرجو أن أدركه، فإن استطعت أن تكون معه فافعل فإنه الدين، و أمارة ذلك أن

ص: 392


1- الزيادة منا للإيضاح، قياسا إلى سند مماثل.
2- الخبر في حلية الأولياء 193/1.
3- تقرأ بالأصل «الشرق» و المثبت عن م و انظر الحلية.

قومه يقولون: ساحر مجنون كاهن؛ و أنه يأكل الهدية و لا يأكل الصدقة، و إنه عند غضروف كتفه خاتم النبوة.

قال: فبينا أنا كذلك حتى أتت عير من نحو المدينة قلت: من أنتم ؟ فقالوا: نحن من أهل المدينة و نحن قوم تجار نعيش بتجارتنا، و لكنه قد خرج رجل من بيت إبراهيم فقدم علينا و قومه يقاتلونه، و قد خشينا أن يحول بيننا و بين تجارتنا و لكنه قد ملك المدينة. قال: قلت: فما يقولون فيه ؟ قال: يقولون: ساحر مجنون كاهن فقلت: هذه الأمارة دلوني على صاحبكم، فجئته فقلت: تحملني إلى المدينة فقال: ما تعطيني ؟ قلت: ما أجد شيئا غير أني لك عبد، فحملني فلما قدمت جعلني في نخله فكنت أسقي كما يسقي البعير حتى دبر ظهري و صدري من ذلك، و لا أجد أحدا يفقه كلامي حتى جاءت عجوز فارسية تسقي، فكلمتها ففهمت كلامي فقلت لها: أين هذا الرجل الذي خرج، دليني عليه، قالت: سيمر عليك بكرة إذا صلّى الصبح من أول النهار، فخرجت فجمعت تمرا فلما أصبحت جئت ثم قربت إليه التمر فقال: «ما هذا أ صدقة أم هدية»؟ فأشرت أنه صدقة، فقال: انطلق إلى هؤلاء، و أصحابه عنده فأكلوا و لم يأكل فقلت: هذه الامارة.

فلما كان من الغد جئت بتمر فقال: «ما هذا؟ قلت: هدية، فأكل و دعا أصحابه فأكلوا، ثم رآني أتعرض لأنظر إلى الخاتم فعرف فألقى رداءه فأخذت أقبله و ألتزمه فقال: «ما شأنك» فسألني فأخبرته خبري فقال: «اشترطت لهم أنك عبد، فاشتر نفسك منهم» فاشتراه النبي صلى اللّه عليه و سلم على أن يحيي له ثلاثمائة نخلة و أربعين أوقية ذهبا ثم هو حر، قال النبي صلى اللّه عليه و سلم: «اغرس» فغرس ثم قال: «انطلق فالق الدلو على البئر ثم لا ترفعه حتى(1) يرتفع، فإنه إذا امتلأ ارتفع ثم رش في أصولها» فنبت النخل أسرع النبات فقالوا: سبحان اللّه ما رأينا مثل هذا العبد إن لهذا العبد لشأنا، فاجتمع عليه الناس، فأعطاه النبي صلى اللّه عليه و سلم تبرا فإذا فيه أربعون أوقية(2).

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا علي بن

ص: 393


1- في الحلية: ثم ترفعه حين يرتفع.
2- ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 339/9 و قال: رواه الطبراني، و فيه من لم أعرفه، و انظر سير الأعلام 515/1.

محمّد بن أحمد، نا محمّد بن إبراهيم بن أبان السراج، نا يحيى بن عبد الحميد، نا شريك، عن عبيد المكتب، عن أبي الطفيل، عن سلمان قال:

خرجت إلى الشام في طلب العلم فقالوا: إنّ نبينا قد ظهر بأرض تهامة فإن كان يقبل الهدية و لا يقبل الصدقة، و بين كتفيه خاتم النبوة فهو نبي فخرجت إلى المدينة فأتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم بقناع من تمر فقال: «هدية هذا أم صدقة ؟» قال: قلت: بل صدقة، فقبض يده و أشار إلى أصحابه أن يأكلوا قال: ثم أتيته بقناع من تمر فقال: «هدية هذا أم صدقة ؟» قلت: بل هدية، قال: فمد يده فأكل قال: فقمت على رأسه ففطن لما أريد فألقى رداءه عن ظهره فبان لي الخاتم فانكببت عليه و تشهدت.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد قالا: أنا أبو بكر محمّد بن عوف بن محمّد المزي، أنا أبو العباس محمّد بن موسى بن الحسين بن السمسار، أنا أبو بكر محمّد بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا يزيد بن سمرة قال: سمعت عطاء الخراساني يقول - و قال ابن أبي الحديد قال: - أرى(1) سلمان إلى دير - قال ابن أبي الحديد: دير رهبان - فقال: ما أشد عبادتكم فقالوا: أجلّ و سيأتي نبي بأيسر مما نحن فيه، و فيه علامة: يأكل الهدية و لا يأكل الصدقة، و في كتفه خاتم النبوة؛ فلما بعث النبي صلى اللّه عليه و سلم أتاه سلمان بطبق تمر، فقال: «ما هذا؟ فقال: صدقة فقال: «ضعه» فقال لأصحابه: «كلوا بسم اللّه» و لم يأكل ثم جاء بآخر فقال: «ما هذا؟» فقال: هدية، فوضع النبي صلى اللّه عليه و سلم يده و قال: «كلوا بسم اللّه» و أكل، و دار سلمان فأكب على الخاتم فقبّله ثم أسلم، و فداه النبي صلى اللّه عليه و سلم بأواق من ذهب، و ودّى غرسه فأطعم من سنته و عتق سلمان من الذي اغتصبه نفسه.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو يعلى بن الفراء.

ح و أخبرنا أبو علي بن السّبط، أنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن علي الدّجاجي قالا: أنا أبو الحسن علي بن معروف بن محمّد البزاز، نا عبد اللّه بن سليمان، نا محمّد بن عقيل، أنا علي بن الحسين بن واقد، حدّثني أبي، حدّثني ابن بريدة قال:

سمعت أبي بريدة يقول: جاء سلمان الفارسي إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حين قدم المدينة بمائدة

ص: 394


1- كذا رسمها بالأصل. و في م: «أوى» و هو الظاهر.

عليها رطب فوضعها بين يدي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«ما هذا يا سلمان ؟» فقال: صدقة عليك و على أصحابك فقال: «ارفعها فإنا لا نأكل الصدقة» فرفعها، قال: فأتاه من الغد بمثله فوضعه بين يدي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لأصحابه عليهم السلام: «ابسطوا - يعني أيديكم -» قال: فنظر إلى الخاتم الذي على ظهر رسول اللّه فآمن به، و كان لليهود فاشتراه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بكذا و كذا درهما، و على أن يغرس لهم نخيلا فيعمل فيها سلمان حتى تطعم قال: فغرس رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم النخل إلاّ نخلة واحدة غرسها عمر فحملت النخيل من عامها و لم تحمل نخلة عمر فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «و ما شأن هذه ؟» فقال عمر: يا رسول اللّه أنا غرستها، قال: فنزعها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثم غرسها فحملت من عامها.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو الحسين رضوان بن أحمد، أنا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق(1): حدّثني يزيد بن أبي حبيب عن رجل من عبد القيس، عن سلمان قال: لما أعطاني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ذلك الذهب فقال: «اقض به عنك» فقلت: يا رسول اللّه و أين تقع هذه مما عليّ فقلبها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على لسانه ثم قذفها إليّ فقال: «انطلق بها فإن اللّه سيؤدي بها عنك» فانطلقت، فوزنت لهم منها حتى أوفيتهم منها أربعين أوقية.

و قد روي في إسلام سلمان حديث أتم مما تقدم.

أخبرناه أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر البيهقي(2) ، أنا أبو عبد اللّه الحافظ في «زيادات الفوائد»، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا يحيى بن أبي طالب، نا علي بن عاصم، نا حاتم بن أبي صغيرة عن سماك بن حرب، عن زيد بن صوحان:

أن رجلين من أهل الكوفة كانا صديقين لزيد بن صوحان، أتياه، أن يكلم لهما سلمان: أن يحدثهما بحديثه: كيف كان أول إسلامه ؟ فأقبلا معه حتى أتوا سلمان و هو بالمدائن أمير عليها، و إذا هو على كرسي قاعد، و إذا خوص بين يديه و هو يسفّه(3).

ص: 395


1- سيرة ابن إسحاق ص 71 رقم 70.
2- الخبر بطوله في دلائل النبوة للبيهقي 82/2 و ما بعدها.
3- أي ينسجه، يقال سفّ الخوص: نسجه (النهاية)، و في الدلائل: يشقه، و بهامشها عن نسخة: «يسفه» و في سير الأعلام 526/1 يرتقه.

قالا: فسلّمنا و قعدنا، فقال له زيد: يا عبد اللّه، إن هذين لي صديقين(1) ، و لهما إخاء و قد أحبا أن يسمعا حديثك، كيف كان أول إسلامك ؟.

قال: فقال سلمان: كنت يتيما من رامهرمز، و كان ابن دهقان(2) رامهرمز يختلف إلى معلم يعلمه، فلزمته لأكون في كنفه، و كان لي أخ أكبر مني و كان مستغنيا في نفسه، و كنت غلاما فقيرا، و كان إذا قام من مجلسه تفرق من يحفظه، فإذا تفرقوا خرج فتقنع بثوبه، ثم يصعد الجبل، فكان يفعل ذلك غير مرة متنكرا، قال: فقلت: أما إنك تفعل كذا و كذا فلم، لا تذهب بي معك ؟ قال: أنت غلام، و أخاف أن يظهر منك شيء، قال:

قلت: لا تخف، قال: فإن في هذا الجبل قوما في برطيل(3) لهم عبادة و لهم صلاح، يذكرون اللّه و يذكرون الآخرة، و يزعمون أنا عبدة النيران و عبدة الأوثان و أنّا على غير دين. قلت: فاذهب بي معك إليهم، قال: لا أقدر على ذلك حتى أستأمر هم، و أنا أخاف أن يظهر منك شيء فيعلم أبي فيقتلهم، فيجري هلاكهم على يدى. قال: قلت: لم يظهر من ذلك شيء فاستأمرهم فأتاهم، فقال غلام عندي يتيم، فأحب أن يأتيكم و يسمع كلامكم، قالوا: إن كنت تثق به، قال: أرجو أن لا يجيء منه إلاّ ما أحب. قالوا: فجىء به، فقال لي: قد استأذنت القوم أن تجيء معي، فإذا كانت الساعة التي رأيتني أخرج فيها فائتني و لا يعلم بك أحد فإن أبي إن علم بهم قتلهم، قال: فلما كانت الساعة التي يخرج تبعته، فصعد الجبل، فانتهينا إليهم، فإذا هم في برطيلهم. قال عليّ: و أراه قال هم ستة أو سبعة: قال: و كأن الروح قد خرجت منهم من العبادة: يصومون النهار، و يقومون الليل، يأكلون الشجر و ما وجدوا. فقعدنا إليهم فأثنى ابن الدّهقان عليّ خيرا. فتكلموا فحمدوا اللّه و أثنوا عليه و ذكروا من مضى من الرسل و الأنبياء، حتى خلصوا إلى عيسى بن مريم فقالوا: بعثه اللّه، و ولد لغير ذكر، بعثه اللّه رسولا، و سخّر له ما كان يفعل من إحياء الموتى، و خلق الطير، و إبراء الأعمى و الأبرص، فكفر به قوم و تبعه قوم، و إنما كان عبد اللّه و رسوله ابتلي به خلقه، قال: و قالوا قبل ذلك: يا غلام، إن لك ربا، و إن لك معادا، و ان بين يديك جنة و نارا إليهما(4) تصير، و إن هؤلاء القوم الذين يعبدون

ص: 396


1- كذا بالأصل، و الظاهر: صديقان.
2- الدهقان: بالكسر و ضم الدال: شيخ القربة و الخبير بأمور الزراعة و الفلاحة و ما يصلح الأرض.
3- البرطيل: التلة و الصومعة، سريانية معربة.
4- عن دلائل البيهقي و بالأصل و م: إليها.

النيران أهل كفر و ضلالة فلا يرضى(1) اللّه تعالى بما يصنعون و ليسوا على دين. فلما حضرت الساعة التي ينصرف فيها الغلام انصرف. و انصرفت معه، ثم غدونا إليهم، فقالوا مثل ذلك و أحسن، و لزمتهم فقالوا لي: يا سلمان إنك غلام، و إنك لا تستطيع أن تصنع ما نصنع، فصلّ، و نم، و كل، و اشرب.

قال: فاطّلع الملك على صنيع ابنه فركب في الخيل حتى أتاهم في برطيلهم فقال:

يا هؤلاء قد جاورتموني فأحسنت جواركم، و لم تروا مني سوءا فعمدتم إلى ابني فأفسدتموه عليّ قد أجلتكم ثلاثا، فإن قدرت عليكم بعد ثلاث أحرقت عليكم برطيلكم هذا، فالحقوا ببلادكم، فإني أكره أن يكون مني إليكم سوء، قالوا: نعم، ما تعمدنا مساءتك، و لا أردنا إلاّ الخير. فكف ابنه عن إتيانهم، فقلت له: اتق اللّه فإنك تعرف أن هذا الدين دين اللّه، و أن أباك و نحن على غير دين، إنما هم عبدة النيران لا يعرفون اللّه، و لا تبع آخرتك بدنيا غيرك.

قال: يا سلمان هو كما تقول، و إنما أتخلف عن القوم بقيا عليهم: إن تبعت القوم طلبني أبي في الخيل، و قد جزع من إتياني إياهم حتى طردهم، و قد أعرف أن الحق في أيديهم، قلت: أنت أعلم ثم لقيت أخي فعرضت عليه، فقال: أنا مشتغل بنفسي في طلب المعيشة، فأتيتهم في اليوم الذي أرادوا أن يرتحلوا فيه فقالوا: يا سلمان قد كنا نحذر، فكان ما رأيت. اتق اللّه، و اعلم أن الدين ما وصيناك(2) به، و أن هؤلاء عبدة النيران لا يعرفون اللّه، و لا يذكرونه فلا يخدعنك أحد عن ذلك، قلت: ما أنا بمفارقكم، قالوا: إنك لا تقدر أن تكون معنا: نحن نصوم النهار، و نقوم الليل، و نأكل الشجر، و ما أصبنا، و أنت لا تستطيع ذلك. قال: قلت لا أفارقكم قالوا: أنت أعلم، قد أعلمناك حالنا، فإذا أتيت(3) فاطلب حذاء يكون معك، و احمل معك شيئا تأكله، فإنك لن تستطيع ما نستطيع نحن. قال: ففعلت، و لقيت أخي فعرضت عليه فأبى، فأتيتهم فتحملوا فكانوا يمشون و أمشي معهم، فرزق اللّه السلامة حتى قدمنا الموصل، فأتينا بيعة بالموصل، فلما دخلوا حفوا بهم و قالوا: أين كنتم ؟ قالوا: كنا في بلاد لا يذكرون اللّه، بها عبدة نيران فطردونا، فقدمنا عليكم، فلما كان بعد قالوا: يا سلمان إن هاهنا قوما في

ص: 397


1- بالأصل: «إلا برضى» و في م: «لا يرضى» و المثبت عن دلائل البيهقي.
2- الدلائل: أوصيناك به.
3- بالأصل و م: «فإذا أبيت» و المثبت عن الدلائل.

هذه الجبال هم أهل دين، و إنا نريد لقاءهم. فكن أنت هاهنا مع هؤلاء، فإنهم أهل دين و سترى منهم ما تحب، قلت: ما أنا بمفارقكم. قال: و أوصوا - أي أهل البيعة - فقال أهل البيعة: أقم معنا يا غلام، فإنه لا يعجزك شيء يسعنا. قال: قلت: ما أنا بمفارقكم، فخرجوا و أنا معهم، فأصبحنا بين جبال و إذا صخرة و ماء كثير في جرار(1) و خير(2) كثير. فقعدنا عند الصخرة فلما طلعت الشمس خرجوا من بين تلك الجبال، فخرج كل رجل من مكانه كأن الأرواح انتزعت منهم حتى كثروا فرحبوا بهم و حفّوا، و قالوا: أين كنتم لم نركم ؟ قالوا: كنا في بلاد لا يذكر اللّه فيها عبدة النيران، و كنا نعبد اللّه فيها فطردونا، فقال: ما هذا الغلام ؟ قال: فطفقوا يثنون [عليّ](3) و قالوا: صحبنا من تلك البلاد، فلم نر منه إلاّ خيرا. قال: فو اللّه إنهم لكذا، إذ طلع عليهم رجل من كهف رجل طوال، فجاء حتى سلّم و جلس، فحفوا به و عظموه أصحابي الذين كنتم معهم، و أحدقوا به، فقال لهم: أين كنتم ؟ فأخبروه، قال: ما هذا الغلام معكم ؟ فأثنوا عليّ خيرا، و أخبروه باتّباعي إياهم، و لم أر مثل إعظامهم(4) إياه، فحمد اللّه و أثنى عليه، ثم ذكر من أرسل اللّه من رسله و أنبيائه، و ما لقوا و ما صنع [بهم](5) حتى ذكر مولد عيسى بن مريم، و أنه ولد لغير ذكر، فبعثه اللّه رسولا، و أجرى على يديه إحياء الموتى و إبراء الأعمى و الأبرص، و أنه يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيرا بإذن اللّه. و أنزل عليه الإنجيل و علمه التوراة، و بعثه رسولا إلى بني إسرائيل، فكفر به قوم، و آمن به قوم، و ذكر بعض ما لقي عيسى بن مريم، و أنه لما كان عبدا أنعم اللّه عليه، فشكر ذلك [له](6) و رضي عنه، حتى قبضه اللّه و هو يعظهم(7) و يقول: اتقوا اللّه و الزموا ما جاء به عيسى، و لا تخالفوا فيخالف بكم ثم قال: من أراد أن يأخذ من هذا شيئا فليأخذ. فجعل الرجل يقوم فيأخذ الجرة من الماء و الطعام و الشيء، فقام إليه أصحابي الذين جئت معهم فسلموا عليه و عظموه، فقال لهم: الزموا هذا الدين، و إياكم أن تفرّقوا و استوصوا بهذا الغلام خيرا. فقال لي: يا غلام، هذا دين اللّه الذي تسمعني أقوله، و ما سواه كفر. قال:

ص: 398


1- بالأصل: جدار، و المثبت عن الدلائل 86/2.
2- في الدلائل: و خبز.
3- زيادة عن الدلائل.
4- بالأصل: عظامهم، و المثبت عن الدلائل.
5- الزيادة عن الدلائل.
6- الزيادة عن الدلائل.
7- في الدلائل: يعظمهم.

قلت: ما أفارقك، قال: إنك لا تستطيع أن تكون معي، إني لا أخرج من كهفي هذا إلاّ كل يوم أحد لا تقدر على الكينونة معي، قال: و أقبل عليّ أصحابه(1) فقالوا: يا غلام إنك لا تستطيع أن تكون معه قلت: ما أنا بمفارقك قال: يا غلام فإني أعلمك الآن أني أدخل هذا الكهف، و لا أخرج منه إلى الأحد الآخر، فأنت أعلم قلت: ما أنا بمفارقك، قال له أصحابه: يا أبا فلان هذا غلام و نخاف عليه قال: قال(2) لي: أنت أعلم، قلت:

إني لا أفارقك. فبكى أصحابي الأولون الذين كنت معهم عند فراقهم إياي، فقال: خذ من هذا الطعام ما ترى أنه يكفيك إلى الأحد الآخر، و خذ من هذا الماء ما تكتفي به.

ففعلت و تفرقوا و ذهب كل إنسان إلى مكانه الذي يكون فيه، و تبعته حتى دخل الكهف في الجبل، و انفتل و قال: ضع ما معك و كل و اشرب و قام يصلّي فقمت خلفه أصلّي قال:

و انفتل إلي فقال: إنك لا تستطيع هذا، و لكن صلّ و نم و كل و اشرب، ففعلت، فما رأيته نائما و لا طاعما إلاّ راكعا ساجدا إلى الأحد الآخر. فلما أصبحنا قال: خذ جرتك هذه و انطلق. فخرجت معه أتبعه حتى انتهينا إلى الصخرة، و إذا هم قد خرجوا من تلك الجبال، و اجتمعوا إلى الصخرة ينتظرون خروجه، فقعدوا و عاد في حديثه نحو المرة الأولى، فقال: الزموا هذا الدين و لا تفرّقوا، و اتقوا اللّه، و اعلموا أن عيسى بن مريم كان عبد اللّه(3) ، أنعم اللّه عليه ثم ذكرني. فقالوا: يا أبا فلان كيف وجدت هذا الغلام ؟ فأثنى عليّ، و قال خيرا، فحمدوا اللّه، و إذا خير(4) كثير و ماء، فأخذوا و جعل الرجل يأخذ قدر ما يكتفي به. و فعلت، و تفرقوا في تلك الجبال و رجع إلى كهفه، فرجعت معه، فلبثت ما شاء اللّه: نخرج في كل يوم أحد و يخرجون معه فيحفون به، و يوصيهم بما كان يوصيهم به، فخرج في أحد فلما اجتمعوا حمد اللّه و وعظهم، و قال مثل ما كان يقول لهم، ثم قال آخر ذلك: يا هؤلاء، إنه قد كبر سني، و دقّ(5) عظمي، و اقترب أجلي، و إنه لا عهد لي بهذا البيت منذ كذا و كذا و لا بد لي من إتيانه، فاستوصوا بهذا الغلام خيرا، فإني رأيته لا بأس به. قال: فجزع القوم فما رأيت مثل جزعهم، و قالوا: يا أبا

ص: 399


1- بالأصل: أصحابي، و المثبت عن الدلائل.
2- سقطت من الأصل و كتبت فوق الكلام بين السطرين.
3- في الدلائل: عبدا للّه.
4- في الدلائل: خبز.
5- في الدلائل: ورق عظمي.

فلان أنت كبير، و أنت وحدك، و لا نأمن أن يصيبك الشيء، فلسنا أحوج ما كنا إليك، قال: لا تراجعوني، لا بد لي من إتيانه، و لكن استوصوا بهذا الغلام خيرا، و افعلوا و افعلوا، قال: قلت: ما أنا بمفارقك، قال: يا سلمان، قد رأيت حالي و ما كنت عليه، و ليس هذا كذلك، أنا أمشي أصوم النهار، و أقوم الليل، و لا أستطيع أن أحمل معي زادا و لا غيره، و لا يقدر على هذا. قال: قلت: ما أنا بمفارقك. قال: أنت أعلم، قال: يا أبا فلان، إنا نخاف على هذا الغلام. قال: هو أعلم، قد أعلمته الحال، و قد رأى ما كان قبل هذا. قلت: لا أفارقك، قال: فبكوا ودّعوه و قال لهم: اتقوا اللّه، و كونوا على ما أوصيتكم به، فإن أعش فلعلي(1) أرجع إليكم، و إن أمت فإن اللّه حي لا يموت. فسلّم عليهم و خرج و خرجت معه، و قال لي: أحمل معك من هذا الخبز شيئا تأكله فخرج و خرجت معه فمشى و اتّبعته، يذكر اللّه و لا يلتفت، و لا يقف على شيء، حتى إذا أمسى.

قال: يا سلمان صلّ أنت و نم و كل و اشرب، ثم قام هو يصلي إلى أن انتهى(2) إلى بيت المقدس، و كان لا يرفع طرفه إلى السماء إذا مشى حتى إذا انتهينا إلى بيت المقدس، و إذ على الباب مقعد. قال: يا عبد اللّه، قد ترى حالي فتصدق عليّ بشيء فلم يلتفت إليه و دخل المسجد، و دخلت معه فجعل يتتبع(3) أمكنة من المسجد فصلّى فيها ثم قال: يا سلمان إني لم أنم منذ كذا و كذا، و لم أجد طعم نوم، فإن أنت جعلت لي أن توقظني إذا بلغ الظل مكان كذا و كذا نمت، فإني أحب أن أنام في هذا المسجد و إلاّ لم أنم. قال:

قلت: فإني أفعل، قال: فانظر إذا بلغ الظل مكان كذا و كذا فأيقظني إذا غلبتني عيني.

فنام فقلت في نفسي: هذا لم ينم منذ كذا و كذا و قد رأيت بعض ذلك، لأدعنه ينام حتى يشتفي من النوم. و كان فيما يمشي و أنا معه يقبل عليّ فيعظني و يخبرني أن لي ربّا، و أنّ بين يدي جنة و نارا و حسابا، و يعلمني و يذكرني نحو ما كان يذكر القوم يوم الأحد، حتى قال فيما يقول لي: يا سلمان إن اللّه تعالى سوف يبعث رسولا اسمه أحمد يخرج بتهامة - و كان رجلا أعجميا لا يحسن أن يقول تهامة و لا محمّد - علامته أنه يأكل الهدية و لا يأكل الصدقة بين كتفيه خاتم، و هذا زمانه الذي يخرج فيه قد تقارب فأما أنا فإني شيخ كبير و لا أحسبني أدركه، فإن أدركته أنت فصدّقه و اتّبعه. قلت: و إن أمرني بترك

ص: 400


1- بالأصل: فعلى، و المثبت عن الدلائل.
2- الدلائل: انتهينا.
3- بالأصل: يبيع، و المثبت عن الدلائل.

دينك و ما أنت عليه ؟ قال: و إن أمرك فإنّ الحق فيما يجيء به و رضا الرّحمن [فيما](1) قال. قال: فلم يمض إلاّ يسير حتى استيقظ فزعا يذكر اللّه. فقال: يا سلمان مضى الفيء من هذا المكان و لم أذكر اللّه، أين ما جعلت لي على نفسك ؟ قال: قلت: أخبرتني أنك لم تنم منذ كذا و كذا، و قد رأيت بعض ذلك فأحببت أن تشتفي(2) من النوم. فحمد اللّه و قام فخرج، و تبعته فمرّ بالمقعد. فقال المقعد: يا عبد اللّه دخلت فسألتك فلم تعطني، و خرجت فسألتك فلم تعطني. فقام ينظر هل يرى أحدا فلم يره فدنا منه فقال: ناولني [يدك](3) فناولته، فقال: قم بسم اللّه فقام، كأنه نشط(4) من عقال، صحيحا لا عيب به، فخلاّ عن يده فانطلق ذاهبا، و كان لا يلوي على أحد، و لا يقوم عليه، فقال لي المقعد:

يا غلام احمل عليّ ثيابي حتى أنطلق و أبشر أهلي. فحملت عليه ثيابه، و انطلق لا يلوي عليّ أحد، فخرجت في أثره أطلبه، و كلما سألت عنه، قالوا: أمامك، حتى لقيني الركب من كلب فسألتهم، فلما سمعوا الغتى(5) أناخ رجل بعيره فحملني فجعلني خلفه، حتى أتوا بي إلى بلادهم.

قال: فباعوني، فاشترتني امرأة من الأنصار فجعلتني في حائط لها، و قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأخبرت به، فأخذت شيئا من تمر حائطي فجعلته على شيء، ثم أتيته فوجدت عنده أناسا، و إذا أبو بكر أقرب القوم منه، فوضعته بين يديه فقال: «ما هذا؟» قلت: صدقة، قال للقوم: كلوا و لم يأكل هو.

ثم لبثت ما شاء اللّه ثم أخذت مثل ذلك فجعلته على شيء ثم أتيته فوجدت عنده أناسا و إذا أبو بكر أقرب القوم منه فوضعته بين يديه فقال: «ما هذا؟» قلت: هدية قال:

«بسم اللّه» فأكل و أكل القوم. قال: قلت في نفسي: هذه من آياته، كان صاحبي رجل أعجمي لم يحسن يقول: تهامة، قال: تهمة و قال: أحمد.

ص: 401


1- الزيادة عن الدلائل.
2- بالأصل: يشتفي، و الصواب ما أثبت، و في الدلائل: «تستشفي» و بهامشها عن نسخة: تشتفي.
3- زيادة عن الدلائل، و فيها: ناولني يدك فناوله. و هو الظاهر باعتبار ما يأتي.
4- قوله كأنه نشط من عقال، قال في النهاية «نشط»: فكأنما أنشط من عقال أي حلّ، و كثيرا ما يجيء في الرواية: كأنما نشط من عقال، و ليس بصحيح، يقال: نشطت العقدة، إذا عقدتها، و أنشطتها و انتشطتها؛ إذا حللتها.
5- في الدلائل: الفتى، خطأ.

فدرت خلفه، ففطن لي فأرخى ثوبه فإذا الخاتم في ناحية كتفه الأيسر فتبينته، ثم درت حتى جلست بين يديه فقلت: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أنك رسول اللّه، قال: «من أنت ؟» قلت: مملوك. فحدثته حديثي و حديث الرجل الذي كنت معه، و ما أمرني به، قال: «لمن أنت ؟» قلت: لامرأة من الأنصار جعلتني في حائط لها، قال: «يا أبا بكر» قال: لبيك، قال: «اشتره». قال: فاشتراني أبو بكر فأعتقني، فلبثت ما شاء اللّه أن ألبث، ثم أتيته فسلّمت عليه و قعدت بين يديه فقلت: يا رسول اللّه، ما تقول في [دين](1) النصارى ؟ قال: «لا خير فيهم، و لا في دينهم» فدخلني أمر عظيم، فقلت في نفسي: هذا الذي كنت معه و رأيت منه ما رأيت، ثم رأيته أخذ بيد المقعد، فأقامه اللّه على يديه لا خير في هؤلاء و لا في دينهم. فانصرفت و في نفسي ما شاء اللّه، عز و جل، فأنزل اللّه تعالى على النبي صلى اللّه عليه و سلم: ذٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَ رُهْبٰاناً وَ أَنَّهُمْ لاٰ يَسْتَكْبِرُونَ (2) إلى آخر القصة، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «علي بسلمان» فأتاني الرسول فدعاني و أنا خائف، فجئت حتى قعدت بين يديه فقرأ: بسم اللّه الرّحمن الرحيم ذٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَ رُهْبٰاناً وَ أَنَّهُمْ لاٰ يَسْتَكْبِرُونَ إلى آخر الآية، فقال: «يا سلمان. أولئك الذين كنت معهم و صاحبك لم يكونوا نصارى، إنما كانوا مسلمين»، فقلت: يا رسول اللّه، فو الذي بعثك بالحق لهو أمرني باتّباعك، فقلت له: و إن أمرني بترك دينك و ما أنت عليه فأتركه ؟ قال:

«نعم، فاتركه فإن الحق و ما يحب اللّه فيما يأمرك [به]»(3) ،(4).

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد، أنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد(5) ، حدّثني أبي، نا زيد بن الحباب، حدّثني حسين، حدّثني عبد اللّه بن بريدة قال: سمعت أبي بريدة يقول: جاء سلمان إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حين قدم المدينة بمائدة عليها رطب، فوضعها بين يدي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

ص: 402


1- الزيادة عن دلائل البيهقي 91/2.
2- سورة المائدة، الآية: 82.
3- الزيادة عن الدلائل.
4- و أخرجه الحاكم في المستدرك 599/3 و قال: هذا حديث صحيح عال في ذكر إسلام سلمان الفارسي، و ذكره ابن كثير في البداية و النهاية 316/2 و الفسوي في المعرفة و التاريخ 272/2.
5- مسند أحمد 354/5.

«ما هذا يا سلمان ؟» قال: صدقة عليك و على أصحابك، قال: «ارفعها فإنّا لا نأكل الصّدقة» فرفعها، ثم أتاه من الغد بمثله فوضعه بين يديه فقال: «ما هذا يا سلمان ؟» قال:

صدقة عليك و على أصحابك فقال: «ارفعها فإنا لا نأكل الصدقة» فرفعها(1) فجاءه من الغد بمثله فوضعه بين يديه فقال: «ما هذا يا سلمان ؟» قال: هدية لك، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لأصحابه: «ابسطوا» قال: فنظر إلى الخاتم الذي على ظهر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فآمن به، و كان ليهود فاشتراه رسول اللّه بكذا و كذا درهما و على أن يغرس نخلا فيعمل سلمان فيها حتى يطعم، قال: فغرس رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم النخل إلاّ نخلة واحدة غرسها عمر فحملت النخل من عامها و لم تحمل نخلة، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «ما شأن هذه ؟» قال عمر: يا رسول اللّه أنا غرستها، قال: فنزعها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثم غرسها فحملت من عامها.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن زريق(2) ، أنا أبو بكر الخطيب(3).

ح و أنبأنا أبو علي الحداد، ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه قالا: أنا أبو نعيم الحافظ، أنا أبو أحمد الغطريفي فيما قرأت عليه، نا عبد الرّحمن بن أحمد بن عباد الهمذاني(4) عبدوس - و قال الخطيب: بن عبدوس الهمذاني، نا قطن بن إبراهيم، ح قال أبو نعيم: و حدّثنا أبو محمّد بن حيان - و السياق له - نا عبد اللّه بن محمّد بن الحجاج، و أبو بكر محمّد بن عبد اللّه المؤدب، قالا: نا عبد الرّحمن بن أحمد بن عبدوس، نا قطن بن إبراهيم، نا وهب بن كثير بن عبد الرّحمن(5) بن عبد اللّه بن سلمان، حدثتني أمي عن أبي كثير بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن سلمان الفارسي، عن أبيه، عن جده: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم أملا الكتاب على عليّ بن أبي طالب: هذا ما فادى محمّد بن عبد اللّه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فدى سلمان الفارسي من عثمان بن الأشهل اليهودي ثم القرظي بغرس ثلاثمائة نخلة و أربعين أوقية ذهب، فقد برئ محمّد بن

ص: 403


1- كذا العبارة مكررة بالأصل مرتين، و ذكرت في مسند أحمد مرة واحدة.
2- إعجامها مضطرب بالأصل و رسمها: رزيق، و الصواب ما أثبت عن م.
3- الخبر في تاريخ بغداد 170/1.
4- بالأصل: الهمداني، و الصواب ما أثبت، و ترجمته في سير الأعلام 438/14.
5- في تاريخ بغداد: أبي كثير بن عبد اللّه.

عبد اللّه رسول اللّه لثمن سلمان الفارسي و ولاؤه لمحمّد بن عبد اللّه رسول اللّه و أهل بيته و ليس لأحد على سلمان سبيل، شهد على ذلك: أبو بكر الصّدّيق، و عمر بن الخطاب، و علي بن أبي طالب، و حذيفة بن اليمان، و أبو ذرّ الغفاري، و المقداد بن الأسود، و بلال مولى أبي بكر، و عبد الرّحمن بن عوف، و كتب علي بن أبي طالب يوم الاثنين في جمادى الأولى [من سنة](1) مهاجر محمّد بن عبد اللّه رسول اللّه. قال عبد اللّه بن محمّد بن الحجاج: ذكر هذا الحديث لأبي بكر بن أبي داود. فقال لسلمان ثلاث بنات بنت بأصبهان؛ و زعم جماعة أنهم من ولدها، و اثنتان(2) بمصر(3).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو الحسين بن المظفّر، نا محمّد بن محمّد الباغندي، نا عبد اللّه بن العباس البهراني، نا خالد بن الحباب، نا سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان الفارسي أنه قال:

تداولني بضعة عشر من ربّ إلى ربّ(4).

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ، نا محمّد بن أحمد بن الحسن، نا محمّد بن أيوب، نا محمّد بن بكّار، نا يحيى بن عقبة بن أبي العيزار عن محمّد بن جحادة عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«أنا سابق ولد آدم، و سلمان سابق أهل فارس» الحديث (5)[4821].

قرأت على أبي غالب بن البنّا عن أبي إسحاق إبراهيم بن عمر، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(6) ، أنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي، عن يونس، عن الحسن قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

ص: 404


1- ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ بغداد.
2- في تاريخ بغداد: و ابنتان.
3- عقب الخطيب في آخره قال: في هذا الحديث نظر، و ذلك أن أول مشاهد سلمان مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم غزوة الخندق، و كانت في السنة الخامسة من الهجرة، و لو كان يخلص سلمان من الرق في السنة الأولى من الهجرة، لم يفته شيء من المغازي مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم. و أيضا فإن التاريخ بالهجرة لم يكن في عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أوّل من أرّخ بها عمر بن الخطاب في خلافته و اللّه أعلم.
4- الخبر في حلية الأولياء 195/1 و نقله الذهبي في سير الأعلام 538/1.
5- نقله الذهبي في السير 539/1.
6- طبقات ابن سعد 82/4.

«سلمان سابق فارس» [4822].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، نا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن قريش، نا الحسن بن سفيان، نا أبو وهب الحرّاني، نا سليمان بن عطاء، عن مسلمة بن عبد اللّه، عن عمه، عن سلمان قال: جاءت المؤلفة قلوبهم إلى عيينة بن بدر، و الأقرع بن حابس، و ذووهم فقالوا: يا رسول اللّه انك لو جلست في صدر المسجد و نفيت عنا هؤلاء و أرواح جبابهم يعنون أبا ذر و سلمان و فقراء المسلمين - و كانت عليهم جباب صوف، و لم يكن عليهم غيرها - جلسنا إليك، و حادثناك، و أخذنا عنك، فأنزل اللّه عز و جل: وَ اصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدٰاةِ وَ الْعَشِيِّ إلى قوله أَعْتَدْنٰا لِلظّٰالِمِينَ نٰاراً (1) يتهددهم بالنار، فقام نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم يلتمسهم حتى أصابهم في مؤخر المسجد يذكرون اللّه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«الحمد للّه الذي لم يمتني حتى أمرني أن أصبر نفسي مع قوم من أمتي، معكم المحيا و معكم الممات» أبو وهب الحرّاني هو الوليد بن عبد الملك بن مسرح [4823].

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد البيهقي، و أبو العباس عمر بن عبد اللّه بن أحمد الأرغياني قالا: أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد الواحدي(2) ، نا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري (3)- إملاء - في دار السنة سنة ست عشرة و أربعمائة، أنا أبو الحسن علي بن عيسى بن عبدويه الحيري، نا محمّد بن إبراهيم البوشنجي(4) ، نا الوليد بن عبد الملك بن مسرح الحرّاني، نا سليمان بن عطاء الحرّاني - و قال عبد الجبار: القرشي - عن مسلمة بن عبد اللّه الجهني عن عمه أبي مشجعة - زاد عمر بن ربعي الجهني - عن سلمان الفارسي قال:

جاءت المؤلفة قلوبهم إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: عيينة بن حصن، و الأقرع بن حابس، و ذووهم فقالوا: يا رسول اللّه إنك لو جلست في صدر المجلس و نحيت عنا هؤلاء

ص: 405


1- سورة الكهف، الآيتان: 28-29 و من هنا إلى زاد عمر في الخبر التالي سقط من م.
2- ترجمته في سير الأعلام 339/18.
3- إعجامها غير واضح بالأصل و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 357/17.
4- بالأصل بالسين المهملة و الصواب ما أثبت بالشين المعجمة نسبة إلى بوشنج.

و أرواح جبابهم يعنون: سلمان، و أبا ذر، و فقراء المسلمين، و كانت عليهم جباب الصوف، و لم يكن عليهم غيرها جلسنا إليك و حادثناك و أخذنا عنك فأنزل اللّه عز و جل - زاد عمر -: وَ اتْلُ مٰا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتٰابِ رَبِّكَ لاٰ مُبَدِّلَ لِكَلِمٰاتِهِ وَ لَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً (1) و قالا: وَ اصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدٰاةِ وَ الْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ حتى بلغ إِنّٰا أَعْتَدْنٰا لِلظّٰالِمِينَ نٰاراً يتهددهم بالنار، فقام النبي صلى اللّه عليه و سلم يلتمسهم حتى إذا أصابهم في مؤخر المسجد يذكرون اللّه قال:

«الحمد للّه الذي لم يمتني حتى أمرني أن أصبر نفسي مع رجال من أمتي، معكم المحيا و معكم الممات» [4824].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المظفّر بن السّبط، أنا أبي أبو سعد، أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس في المسجد الحرام، أنا أبو جعفر محمّد بن إبراهيم الدّيبلي، نا أبو عبيد اللّه سعيد بن عبد الرّحمن المخزومي، نا سفيان بن عيينة، عن الكلبي قال: قال عيينة بن حصن: ما يمنعني من مجلس النبي صلى اللّه عليه و سلم إلاّ ريح سلمان يؤذيني قال فنزلت: وَ لاٰ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدٰاةِ وَ الْعَشِيِّ [يُرِيدُونَ وَجْهَهُ (2) و نزلت:

وَ اصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدٰاةِ وَ الْعَشِيِّ ] (3) إلى قوله تعالى: وَ كٰانَ أَمْرُهُ فُرُطاً يعني عيينة بن حصن.

أخبرنا أبو العباس عمر بن عبد اللّه بن أحمد، نا أبو الحسن الواحدي - إملاء - نا أبو بكر الحارثي، و هو أحمد بن محمّد بن أحمد بن الحارث، أنا أبو محمّد بن حيان، نا أبو يحيى الرازي - يعني عبد الرّحمن بن محمّد بن سلم - نا(4) سهل بن عثمان، نا عبيد اللّه - يعني ابن موسى - عن أبي جعفر، عن الربيع قال:

كان رجال يسعون(5) إلى مجلس رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم منهم: بلال، و صهيب، و سلمان، فيجيء أشراف قومه و ساداتهم، و قد أخذ هؤلاء المجلس فيجلسون إليه

ص: 406


1- سورة الكهف، الآية: 27.
2- سورة الأنعام، الآية: 52.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن هامشه و بجانبه كلمة صح.
4- قوله: نا، سقط من م.
5- في م: يسبقون.

فقالوا: صهيب رومي، و سلمان فارسي، و بلال حبشي يجلسون عمدة، و نحن نجيء و نجلس ناحية، فذكروا ذلك لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و قالوا: إنا سادة قومك و أشرافهم، فلو أدنيتنا منك إذا جئنا، فهمّ أن يفعل فأنزل اللّه هذه الآية - يعني قوله - وَ لاٰ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ .

أخبرنا أبو الفرج قوام(1) بن زيد بن عيسى، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد قالا:

أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنا أبو الحسن علي بن عمر الحربي، نا أحمد بن الحسن بن هارون الصباحي، نا العلاء بن سالم، نا قرّة بن عيسى الواسطي، نا أبو بكر الذّهلي، عن مالك بن أنس، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن قال:

جاء قيس بن مطاطية إلى حلقة فيها سلمان الفارسي، و صهيب الرومي، و بلال الحبشي فقال: هذا الأوس و الخزرج قد قاموا بنصرة هذا الرجل فما بال هذا، فقام إليه معاذ بن جبل فأخذ تلبيبه، ثم أتى به النبي صلى اللّه عليه و سلم فأخبره بمقالته فقام النبي صلى اللّه عليه و سلم قائما يجر رداءه حتى دخل المسجد، ثم نودي أن الصلاة جامعة و قال:

«يا أيها الناس، إن الربّ واحد و الأب واحد، و ليست العربية بأحدكم من أب و لا أم و إنما هي اللسان، فمن تكلم بالعربية فهو عربي» فقام معاذ بن جبل و هو آخذ بتلبيبه قال: فما تأمرنا بهذا المنافق يا رسول اللّه ؟ قال: «دعه إلى النار» فكان قيس ممن ارتد في الردة فقتل [4825].

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، نا سليمان بن إبراهيم بن محمّد - إملاء - نا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ - قراءة عليه - في أماليه القديمة، نا محمّد بن الحسن بن زياد بن هارون، نا محمّد بن الفضل بن حاتم الطبري، نا أحمد بن عبد الرّحمن المخزومي، نا المضاء بن الجارود، عن أبي بكر الهذلي، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة قال:

تخطى سلمان الفارسي حلقة قريش و هم عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في مجلسه فالتفت إليه رجل منهم فقال: ما حسبك و ما نسبك ؟ و بما اجترأت أن تخطى حلقة قريش ؟ قال:

فنظر إليه سلمان فأرسل عينيه و بكى، و قال: سألتني عن حسبي و نسبي، خلقت من نطقة

ص: 407


1- بالأصل: قرام، خطأ و الصواب ما أثبت عن م، انظر فهارس المطبوعة المجلدة العاشرة ص 54.

قذرة فأما اليوم ففكرة و عبرة، و غدا جيفة منتنة. فإذا نشرت الدواوين(1) و نصبت الموازين، و دعي الناس لفصل القضاء فوضعت في الميزان فإن أرجح الميزان فأنا شريف كريم، و إن أنقص الميزان فأنا اللئيم الذليل، فهذا حسبي و حسب الجميع، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:

«صدق سلمان، صدق سلمان، صدق سلمان، من أراد أن ينظر إلى رجل نوّر قلبه فلينظر إلى سلمان» [4826].

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ، نا أبو عمرو بن حمدان، نا الحسن بن سفيان، نا دحيم، نا ابن أبي فديك، عن كثير بن عبد اللّه بن عمرو بن عوف، عن أبيه، عن جده أن النبي صلى اللّه عليه و سلم خط الخندق عام الأحزاب فاحتج المهاجرون و الأنصار في سلمان الفارسي و كان رجلا قويا فقال المهاجرون: سلمان منا، و قالت الأنصار: سلمان منا، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:

«سلمان منا أهل البيت» (2)[4827].

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(3) ، أنا محمّد بن إسماعيل بن أبي فديك، نا كثير بن عبد اللّه المزني، عن أبيه، عن جده أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خط الخندق من أجم(4) الشّيخين طرف بني حارثة عام ذكرت الأحزاب خطّة من المذاد(5) فقطع لكلّ عشرة أربعين ذراعا، فاحتج المهاجرون و الأنصار في سلمان الفارسي، و كان رجلا قويا. فقال المهاجرون: سلمان منا، و قالت الأنصار: لا بل سلمان منا، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«سلمان منا أهل البيت» [4828].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا محمّد بن علي، أنا

ص: 408


1- في مختصر ابن منظور 39/10 الدوافن.
2- ذكره الحاكم 598/3 و سير الأعلام 539/1-540.
3- طبقات ابن سعد 82/4.
4- عن ابن سعد و بالأصل و م «أخر».
5- بالأصل و م: «المداحي» و المثبت عن ابن سعد.

محمّد بن أحمد، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: قال الواقدي: أول غزوة غزاها سلمان الخندق.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد(1) ، حدّثني أبي، نا عبد اللّه بن نمير، عن شريك، نا أبو ربيعة، عن ابن بريدة، عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«إن اللّه عز و جل يحب من أصحابي أربعة: أخبرني أنه يحبهم و أمرني أن أحبهم» قالوا: من هم يا رسول اللّه ؟ قال: «إن عليا منهم، و أبو ذر الغفاري منهم، و سلمان الفارسي، و المقداد بن الأسود(2) الكندي» [4829].

أخبرتنا(3) أم الرضا ضواء بنت حمد بن علي بن محمّد الحبال، قالت: أخبرتنا عائشة بنت الحسن بن إبراهيم قالت: حدّثنا أبو الحسين عبد الواحد بن محمّد بن شاه، نا أبو عيسى محمّد بن أحمد بن إبراهيم الشلاثائي(4) بالبصرة، نا أبو عمرو نصر بن علي الجهضمي، نا أبو أحمد الزّبيري، عن شريك، عن أبي ربيعة، عن ابن بريدة، عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«أمرني ربي عز و جل بحب أربعة و أخبرني أنه يحبهم، إن منهم: علي بن أبي طالب، و المقداد بن الأسود، و أبا ذرّ الغفاري، و سلمان الفارسي» [4830].

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرازي، نا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا ابن إسحاق، أنا الأسود بن عامر، أنا شريك، عن أبي ربيعة، عن ابن بريدة، عن أبيه، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«أمرني اللّه بحب أربعة من أصحابي: علي، و المقداد، و سلمان، و أبي ذرّ» [4831].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل بن محمّد، نا أحمد بن مروان المالكي، نا علي بن داود القنطري، نا خالد بن

ص: 409


1- مسند الإمام أحمد 351/5، و نقله من طريق أحمد في مسنده الذهبي في السير 540/1 مختصرا. و انظر تخريجه فيه.
2- بالأصل: «الأوس» خطأ و الصواب ما أثبت عن م. انظر المسند.
3- بالأصل: أخبرنا، و المثبت عن م.
4- ضبطت عن الأنساب و هذه النسبة إلى شلاثا، قرية من نواحي البصرة، ذكره السمعاني و ترجم له.

مخلد القطواني، نا الحسن بن صالح، عن أبي ربيعة الإيادي، عن الحسن البصري، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:

«الجنّة تشتاق إلى ثلاثة: علي، و عمار، و سلمان» (1)[4832].

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، و أبو طاهر أحمد بن محمّد بن إبراهيم، و أبو الغنائم، و أبو محمّد ابنا أبي عثمان، و عاصم بن الحسن، و الحسين بن أحمد بن محمّد بن طلحة، قالوا: أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي، نا يحيى بن أبي بكير، نا ابن حي عن أبي ربيعة عن الحسن، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: الجنة(2).

و أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين [نا](3) محمّد بن علي بن المهتدي، أنا أبو الحسن علي بن عمر الحربي، أنا أبو جعفر محمّد بن إبراهيم اليزني الأطروش، ثنا أبو زيد عمر بن شبّة، نا أبو أحمد - يعني الزّبيري - نا الحسن بن صالح، عن أبي ربيعة، عن الحسن، عن أنس، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«الجنة تشتاق إلى ثلاثة: علي، و عمار، و سلمان» [4833].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، نا أبو جابر عرس بن فهد الموصلي، نا محمّد بن أحمد بن أبي المثنّى، نا أبو نعيم، نا الحسن بن صالح، عن أبي ربيعة البصري، عن الحسن، عن أنس بن مالك أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«الجنة تشتاق إلى ثلاثة: علي بن أبي طالب، و عمار، و سلمان» [4834].

و أخبرناه أبو عبد الرّحمن محمّد، و أبو الفتوح عبد الوهاب ابنا إسماعيل بن عمر الصيرفي الأديبان، و أبو عبد اللّه أحمد بن إسماعيل بن محمّد العطار، قالوا: أنا أحمد بن علي بن عبد اللّه بن عمر بن خلف، نا أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين بن موسى السّلمي، أنا محمّد بن محمّد بن الحسن الكارزي(4) ، أنا علي بن عبد العزيز، أنا

ص: 410


1- نقله الذهبي في سير الأعلام 541/1 و انظر تخريجه فيه.
2- كذا بالأصل و م.
3- زيادة للإيضاح عن م.
4- ضبطت عن الأنساب، و قال ابن ماكولا: بفتح الراء، هذه النسبة إلى كارز، و هي قرية بنواحي نيسابور، على نصف فرسخ منها.

أبو نعيم، نا حسن بن صالح، عن أبي ربيعة البصري، عن الحسن البصري، عن أنس عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«ثلاثة تشتاق إليهم الجنة: علي، و عمار، و سلمان رضي اللّه تعالى عنهم» [4835].

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا الحسن بن علي، أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد، نا أبي أبو محمّد، نا محمّد بن غالب، نا صالح بن حرب، نا إسماعيل بن يحيى بن طلحة، نا سفيان الثوري، عن منصور، عن سعيد بن جبير قال:

قال حذيفة: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«اشتاقت الجنة إلى أربعة: علي، و سلمان، و أبي ذرّ، و عمّار بن ياسر» [4836].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي(1) ، نا علي بن محمّد بن حاتم، نا أحمد بن عيسى الخشّاب، نا إبراهيم بن مالك الأنصاري، نا حمّاد بن زيد، عن أيوب، عن الحسن، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«هذا جبريل يخبرني عن اللّه تبارك و تعالى ما أحبّ أبا بكر و عمر إلاّ مؤمن تقيّ، و لا أبغضهما إلاّ منافق شقيّ، و إن الجنة لأشوق إلى سلمان الفارسي من سلمان إليها» [4837].

أخبرناه عاليا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن الحسن بن محمّد الأزهري، أنا الحسن بن أحمد بن محمّد المخلدي، أنا أبو نعيم عبد الملك بن محمّد بن عدي الأسترآباذي، نا أحمد بن عيسى، نا إبراهيم بن مالك الأنصاري، نا حمّاد بن زيد، عن أيوب، عن الحسن، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«هذا جبريل يخبرني عن اللّه عز و جل ما أحب أبا بكر و عمر إلاّ مؤمن، و لا أبغضهما إلاّ منافق شقي، و إن الجنة لأشوق إلى سلمان من سلمان إليها» [4838].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل الفراوي، و أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي(2) ، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت: قرئ على إبراهيم بن

ص: 411


1- الخبر في الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 254/1 في ترجمة إبراهيم بن مالك الأنصاري.
2- بالأصل بالحاء المهملة خطأ، و الصواب ما أثبت و قد مرّ كثيرا.

منصور، أنا أبو بكر المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا الحسن بن عمر بن شقيق الجرمي(1) ، نا جعفر بن سليمان، عن النّضر بن حميد الكندي، عن أبي سعد الإسكاف، عن أبي جعفر محمّد بن علي، عن أبيه، عن جده قال:

أتى جبريل النبيّ صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا محمّد إن اللّه عز و جل يحب من أصحابك ثلاثة فأحبهم: علي بن أبي طالب، و أبو ذرّ، و المقداد بن الأسود، قال: فأتاه جبريل فقال له: يا محمّد، إن الجنة لتشتاق إلى ثلاثة من أصحابك، و عنده أنس بن مالك، فرجا أن يكون لبعض الأنصار، قال: فأراد أن يسأل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - زاد ابن حمدان: عنهم - و قالا: فهابه، فخرج فلقي أبا بكر فقال: يا أبا بكر إني كنت عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم آنفا فأتاه جبريل فقال: إن الجنة تشتاق إلى ثلاثة من أصحابك فرجوت أن يكون لبعض الأنصار فهبت - و قال ابن حمدان: فهبته - أن أسأله فهل لك أن تدخل على نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم فتسأله فقال: إني أخاف أن أسأله فلا أكون منهم و يشمت بي قومي، ثم لقي عمر بن الخطاب فقال له مثل قول أبي بكر، قال: فلقي عليا فقال له علي: نعم إن كنت منهم فحمدت اللّه - و قال ابن حمدان: فأحمد اللّه - و إن لم أكن منهم فحمدت اللّه، فدخل على نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: إن أنسا حدّثني أنه كان عندك آنفا، و أن جبريل أتاك فقال: يا محمّد إن الجنة لتشتاق إلى ثلاثة من أصحابك فمنهم - و قال ابن حمدان قال: - فمن هم - يا نبي اللّه ؟ قال:

«أنت منهم يا علي، و عمار بن ياسر، و سيشهد معك مشاهد بيّنا فضلها، عظيما خيرها، و سلمان و هو منا أهل البيت، و هو ناصح فاتخذه لنفسك» [4839].

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل الفضيلي، أنا أبو القاسم أحمد بن محمّد الخليلي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد الخزاعي، أنا الهيثم بن كليب، نا عيسى بن أحمد، نا يعلى بن عبيد، نا الأعمش، عن عمرو بن مرّة، عن أبي البختري قال: قيل لعلي: أخبرنا عن أصحاب محمّد صلى اللّه عليه و سلم قال: عن أيهم تسألون ؟ قيل(2): عن عبد اللّه، قال: علم القرآن و السنة، ثم انتهى، و كفى به علما، قالوا: عمار؟ قال: مؤمن نسيّ فإن ذكّرته ذكر. قالوا(3): أبو ذرّ؟ قال: وعى علما عجز فيه؛ قالوا: أبو موسى ؟ قال: صبغ

ص: 412


1- بالأصل «الحرمي» خطأ و الصواب و الضبط عن تقريب التهذيب.
2- بالأصل: قال، و المثبت عن سير الأعلام.
3- بالأصل: قال، و المثبت عن سير الأعلام.

في العلم صبغة ثم خرج منه، قالوا: حذيفة ؟ قال: أعلم أصحاب محمّد بالمنافقين، قالوا: سلمان ؟ قال: أدرك علم الأول و علم الآخر بحر لا يدرك قعره، و هو منا أهل البيت، قالوا: فأنت يا أمير المؤمنين قال: كنت إذا سألت أعطيت و إذا سكتّ ابتدئت(1).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن المظفّر بن بكران، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد العتيقي، أنا يوسف بن أحمد بن يوسف، نا محمّد بن عمرو العقيلي(2) ، نا علي بن عبد العزيز، نا أحمد بن يونس، نا سلام - يعني ابن سليم(3) المدائني الطويل - نا زيد العمّي، عن أبي الصّدّيق النّاجي، عن أبي سعيد الخدري قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«أرحم هذه الأمة بها(4) أبو بكر، و أقواهم في دين اللّه عمر، و أفرضهم زيد بن ثابت، و أقضاهم علي بن أبي طالب، و أصدقهم حياء عثمان بن عفان، و أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجرّاح، و أقرأهم لكتاب اللّه أبيّ بن كعب، و أبو هريرة وعاء من العلم، و سلمان علم - و في نسخة: عالم - لا يدرك، و معاذ بن جبل أعلم الناس بحلال اللّه و حرامه، و ما أظلّت الخضراء و لا أقلّت البطحاء - أو قال الغبراء - على ذي لهجة أصدق من أبي ذرّ» قال أبو جعفر العقيلي: هذه الأسانيد غير محفوظة و المتون معروفة بخلاف هذا الإسناد(5).

أخبرناه عاليا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الفقيه، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا عيسى بن أبي حرب، نا يحيى بن أبي بكير، نا سلام - هو ابن سلم - عن زيد العمّي، عن أبي الصّدّيق النّاجي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«أرحم هذه الأمة بها أبو بكر، و أقواهم في دين اللّه عمر، و أفرضهم زيد بن ثابت،

ص: 413


1- نقله الذهبي من طريق يعلى بن عبيد في سير الأعلام 541/1 و ورد مختصرا في حلية الأولياء 187/1.
2- الخبر نقله العقيلي في كتاب الضعفاء الكبير في ترجمة سلام بن سلم المدائني الطويل: 159/2.
3- في ميزان الاعتدال 175/2: سلام بن سلم و يقال سليم.
4- عند العقيلي: بأهلها.
5- من قوله: هذه الأسانيد إلى هنا ليس عند العقيلي و مكانه عنده العبارة التالية: لا يتابع على هذه الأحاديث، و الغالب على حديثه الوهم و الكلام كله معروف بغير هذه الأسانيد ثابتة جياد.

و أقضاهم علي، و أصدقهم حياء عثمان، و أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجرّاح، و أقرأهم لكتاب اللّه أبيّ بن كعب، و أبو هريرة وعاء من العلم، و سلمان علم لا يدرك، و معاذ بن جبل أعلم الناس بحلال اللّه و حرامه، و ما أظلّت الخضراء و لا أقلّت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذرّ» [4840].

أخبرنا [أبو](1) القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا الحسين بن محمّد الدارع التقوي(2) ، نا عبد المؤمن بن عبّاد العبدي، نا يزيد بن معن، عن عبد اللّه بن شرحبيل، عن زيد بن أبي أوفى.

قال: و حدّثني محمّد بن علي الجوزجاني، نا عبد المؤمن بن عبّاد العبدي، حدّثني يزيد بن معن عن عبد اللّه بن شراحيل(3) ، عن رجل من قريش، عن زيد بن أبي أوفى قال: دخلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مسجده فقال:

«أين فلان» فجعل ينظر في وجوه أصحابه و يتفقدهم و يبعث إليهم حتى توافوا عنده، فلمّا توافوا عنده حمد اللّه و أثنى عليه ثم قال:

«إني محدّثكم حديثا فاحفظوه وعوه، و حدّثوا به من بعدكم: إنّ اللّه عز و جل اصطفى من خلقه خلقا ثم تلا: اَللّٰهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلاٰئِكَةِ رُسُلاً وَ مِنَ النّٰاسِ (4) خلقا يدخلهم الجنة، و إني أصطفي منكم من أحبّ أن اصطفيه و مؤاخ بينكم كما آخى اللّه عز و جل بين ملائكته، قم يا أبا بكر فاجث بين يديّ فإن لك عندي يدا، اللّه يجزيك بها، فلو كنت متخذا خليلا لاتخذتك خليلا، فأنت مني بمنزلة قميصي من جسدي» ثم تنحى أبو بكر ثم قال: «ادن يا عمر» فدنا منه فقال: «لقد كنت شديد الشغب علينا أبا حفص، فدعوت اللّه أن يعزّ الإسلام بك أو بأبي جهل بن هشام، ففعل اللّه ذلك بك، و كنت أحبّهم إلى اللّه فأنت معي في الجنة ثالث ثلاثة من هذه الأمة» ثم تنحى عمر ثم آخى بينه و بين أبي بكر، ثم دعا عثمان فقال: «ادن أبا عمرو، ادن أبا عمرو»، فلم يزل يدنو منه حتى ألصق

ص: 414


1- زيادة لازمة عن م.
2- كذا رسمها بالأصل و م، و الدارع بالدال المهملة (كذا)، و لعل الصواب الذراع النقوي.
3- كذا، و تقدم: شرحبيل.
4- سورة الحج، الآية: 75.

ركبتيه بركبتيه فنظر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى السماء فقال: «سبحان اللّه العظيم» - ثلاث مرات - ثم نظر إلى عثمان و كانت إزاره محلولة فزرّها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثم قال: «اجمع عطفي ردائك على نحرك» ثم قال: «إنّ لك شأنا في أهل السماء، أنت ممن يرد عليّ حوضي و أوداجك تشخب دما، فأقول من فعل بك هذا؟ فتقول فلان و فلان، و ذلك كلام جبريل إذا هاتف يهتف من السماء فقال. ألا إن عثمان أمير على كلّ مخذول» ثم تنحى عثمان، ثم دنا عبد الرّحمن بن عوف فقال: «ادن يا أمين اللّه، أنت أمين اللّه و سمي في السماء الأمين يسلطك اللّه على مالك بالحق، أما إن لك عندي دعوة قد وعدتكها و قد أخّرتها» قال: خر لي يا رسول اللّه قال: «حملتني يا عبد الرّحمن أمانة، ثم قال: إن لك لشأنا يا عبد الرّحمن، أما إنه أكثر اللّه مالك، و جعل يقول بيده هكذا و هكذا» - و وصف لنا حسين بن محمّد: جعل يحثو بيده - ثم تنحى عبد الرّحمن ثم آخى بينه و بين عثمان ثم دعا طلحة و الزبير، ثم قال لهما: «ادنوا مني»، فدنوا منه، فقال لهما: «أنتما حواريّ كحواريّ عيسى بن مريم»، ثم آخى بينهما، ثم دعا عمار بن ياسر و سعدا و قال: «يا عمار تقتلك الفئة الباغية»، ثم آخى بينه و بين سعد، ثم دعا عويمر بن زيد أبا الدّرداء، و سلمان الفارسي فقال: «يا سلمان أنت منا أهل البيت و قد آتاك اللّه العلم الأول و الآخر، و الكتاب الأول و الكتاب الآخر»، ثم قال: «أ لا أرشدك يا أبا الدرداء»؟ قال: بلى بأبي أنت و أمي يا رسول اللّه، قال: «إن تنتقدهم ينتقدوك و إن تتركهم لا يتركوك و إن تهرب منهم يدركوك، فاقرضهم عرضك ليوم فقرك، و اعلم أن الجزاء أمامك» ثم آخى بينه و بين سلمان ثم نظر في وجوه أصحابه فقال: «أبشروا و قروا عينا أنتم أول من يرد عليّ حوضي، و أنتم في أعلى الغرف» ثم نظر إلى عبد اللّه بن عمر فقال: «الحمد للّه الذي يهدي من الضلالة، و يلبس الضلالة على من يحب». فقال علي: لقد ذهب روحي و انقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت بأصحابك(1) ما فعلت، غيري، فإن كان هذا من سخط عليّ فلك العتبى و الكرامة فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«و الذي بعثني بالحق ما أخّرتك إلاّ لنفسي، و أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي، و أنت أخي و وارثي» قال: و ما أردت منك يا نبي اللّه قال: «ما ورثت الأنبياء من قبلي» قال: و ما ورثت الأنبياء من قبلك ؟ قال: «كتاب ربّهم و سنّة نبيّهم،

ص: 415


1- كذا بالأصل: «بأصحابك ما فعلت» مكررة.

و أنت معي في قصري في الجنة مع فاطمة ابنتي، و أنت أخي و رفيقي» ثم تلا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: إِخْوٰاناً عَلىٰ سُرُرٍ مُتَقٰابِلِينَ (1) المتحابين في اللّه ينظر بعضهم إلى بعض.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن أبي نصر الكوفاني(2) الصوفي، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عمر بن محمّد بن النحاس، نا أبو الطّيّب الحسن بن محمّد الرياشي سنة تسع و ثلاثين و ثلاثمائة، نا يونس بن عبد الأعلى، نا ابن وهب، نا مسلم بن خالد، عن العلاء بن عبد الرّحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم تلا هذه الآية: وَ إِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاٰ يَكُونُوا أَمْثٰالَكُمْ (3) قالوا: يا رسول اللّه من هؤلاء الذين إن تولينا استبدلوا بنا ثم لا يكونوا أمثالنا؟ فضرب على فخذ سلمان الفارسي ثم قال: «هذا و قومه و لو كان الدين عند الثريا لتناوله رجال من فارس» (4)[4841].

أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد، أنا محمّد بن الفضل بن محمّد بن إسحاق، أنا جدي محمّد بن إسحاق، نا علي بن حجر، نا إسماعيل بن جعفر، حدّثني عبد اللّه بن جعفر بن نجيح(5) عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة:

أن ناسا من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قالوا: يا رسول اللّه من هؤلاء الذين ذكر اللّه في القرآن إن تولينا استبدلوا ثم لا يكونوا أمثالنا؟ قال: و كان سلمان إلى جنب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: فضرب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يده على فخذ سلمان(6) فقال: «هذا و قومه، و الذي نفسي بيده لو كان الإيمان منوطا بالثريا لتناوله رجال من فارس» قال علي: و لم أسمع هذا الحديث من عبد اللّه بن جعفر، و لم أحدث به.

ص: 416


1- سورة الحجر، الآية: 47.
2- كذا رسمها بالأصل و م.
3- سورة محمد الآية: 38.
4- نقله الذهبي في سير الأعلام 541/1-542 من طريق مسلم بن خالد الزنجي، و انظر تخريجه فيه.
5- ترجمته في 330/7.
6- بالأصل: سليمان، خطأ.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، و عبد الكريم بن حمزة قالا: أنا الفقيه أبو الحسين طاهر بن أحمد بن محمّد بن محمود المحمودي القايني، أنا أبو الفضل منصور بن نصر بن عبد الرّحمن بن مت السّمرقندي الكاغدي (1)- بسمرقند - أنا أبو عمرو الحسن بن علي العطار، نا إبراهيم بن عبد اللّه بن عمر بن بكير العبسي، نا وكيع بن الجرّاح، عن الأعمش، عن أبي صالح قال: بلغ النبي صلى اللّه عليه و سلم قول سلمان لأبي الدرداء: إن لأهلك عليك حقا و لبصرك عليك حقا، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم: «ثكلت سلمان أمّه لقد اتّسع من العلم» (2)[4842].

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ، نا أبو محمّد بن حيان، نا محمّد بن أحمد بن عمرو، نا أبو الربيع السّمتي، نا عبد النور بن عبد اللّه بن سنان، نا يونس بن شعيب عن أبي أمامة قال أشخص رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بصره إلى السماء فقلنا: ما هذا يا رسول اللّه قال:

«رأيت ملكا عرج بعمل سلمان» [4843].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا عبد الرّحمن بن صالح، نا شعيب بن راشد، عن عمرو بن خالد الهمداني، عن أبي هاشم، عن زاذان، عن سلمان قال:

عادني(3) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: «يا سلمان شفا اللّه سقمك، و عقر ذنبك و عافاك في دينك و جسدك إلى مدة أجلك» [4844].

أخبرنا أبو سعد محمّد [بن](4) أحمد بن محمّد بن الخليل، أنا خالي أبو الفضل محمّد بن أحمد الطوسي، أنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصيرفي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الصفار، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني القاسم بن خليفة الخزاعي، نا سهل بن عياض، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير قال: فقد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم

ص: 417


1- ترجمته في سير الأعلام 368/17 و فيه: عبد الرحيم بدل عبد الرحمن. و الكاغدي نسبة إلى الكاغد بالدال و الذال: ورق الكتابة، فارسي معرب، و إلى منصور هذا ينسب الورق العالي المنصوري.
2- نقله الذهبي في سير الأعلام 542/1 من طريق وكيع، و ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 343/9.
3- بالأصل: عاذني، خطأ و الصواب عن م.
4- زيادة للإيضاح عن م.

سلمان فسأل عنه فأخبره أنه عليل فأتاه يعوده ثم قال:

«عظّم اللّه أجرك، و رزقك العافية في دينك و جسمك إلى منتهى أجلك، إن لك من وجعك خلالا ثلاثا: أما واحدة فتذكرة من ربك تذكر بها، و أما الثانية فتمحيص لما سلف من ذنوبك، و أما الثالثة فادع بما شئت فإن دعاء المبتلى مجاب» هذا منقطع.

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود المعدل عنه، أنا أبو نعيم، نا أبو علي محمّد بن أحمد بن الحسن، أنا إسحاق بن الحسن الحربي، نا حسين بن محمّد المروذي، نا شيبان عن قتادة، عن(1) قوله: قُلْ كَفىٰ بِاللّٰهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتٰابِ (2) قال: منهم سلمان و عبد اللّه بن سلام.

قال: و نا أبو نعيم، نا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر(3) ، نا محمّد بن الفضل بن الخطاب، نا محمّد بن الوليد العسكر، نا موسى بن إسماعيل، أنا عبّاد بن العوام، عن هارون الأعرج، عن قتادة: وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتٰابِ قال: سلمان.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري(4) قالا: أنا أبو ظاهر المخلّص، نا أحمد بن نصر بن بحير، نا حاجب بن سليمان، نا مالك بن سعيد، نا أبو جعفر الرازي عن الربيع(5) ، عن أنس في قوله عز و جل: يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمٰنِ وَفْداً (6) قال: هم قوم يفرّون إلى اللّه عز و جل فيعطون و يحبون و يكرمون و يشفعون، منهم سلمان الفارسي.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، أنا أحمد بن عبيد بن بيري(7) ، أنا محمّد بن الحسين الزّعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا عمرو بن حمّاد، نا أسباط عن السّدّي، عن أبي مالك، و عن أبي صالح، عن ابن عباس، و عن مرّة الهمداني، عن ابن مسعود، عن ناس من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم في

ص: 418


1- كذا، و لعل الصواب: في.
2- سورة الرعد، الآية: 43.
3- ترجمته في سير الأعلام 276/16.
4- بالأصل: السري، خطأ و الصواب ما أثبت قياسا إلى أسانيد مماثلة.
5- في مختصر ابن منظور 44/10 الربيع بن أنس.
6- سورة مريم، الآية: 85.
7- إعجامها مضطرب بالأصل و الصواب ما أثبت بتقديم الباء الموحدة، و قد تقدم التعريف به.

التفسير: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ الَّذِينَ هٰادُوا الآية(1). قال: نزلت هذه الآية في سلمان الفارسي، و كان من أهل جندي سابور(2) من أشرافهم.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي(3) ، نا أحمد بن حفص بن عمر، نا أحمد بن أبي روح، نا يزيد بن هارون، نا حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس قال: قيل: يا رسول اللّه عن من نكتب العلم بعدك ؟ قال:

«عن علي و سلمان».

قال ابن عدي: و هذا الحديث بهذا الإسناد لم نكتبه إلاّ من حديث أحمد بن أبي روح، و لا يتابع عليه.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق إبراهيم بن عمر، أنا أبو عمر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(4) ، أنا إسحاق بن يوسف الأزرق، أنا ابن عون، عن محمّد بن سيرين قال:

دخل سلمان على أبي الدرداء في يوم جمعة فقيل له: هو قائم، قال: فقال: ما له ؟ قالوا: إنه إذا كان ليلة الجمعة أحياها و يصوم يوم الجمعة قال: فأمرهم فصنعوا طعاما في يوم جمعة ثم أتاهم فقال: كل، قال: إني صائم. فلم يزل به حتى أكل ثم أتيا النبي صلى اللّه عليه و سلم فذكرا له ذلك فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:

«عويمر سلمان أعلم منك، - و هو يضرب بيده على فخذ أبي الدرداء - عويمر سلمان أعلم منك - ثلاث مرات - لا تخصّ ليلة الجمعة بقيام بين الليالي و لا تخصّ يوم الجمعة بصيام بين الأيام» [4845].

كتب إليّ أبو علي الحسن بن أحمد، ثم حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي

ص: 419


1- سورة المائدة، الآية: 69.
2- مدينة بخوزستان، بناها سابور بن أردشير فنسبت إليه و أسكنها سبي الروم و طائفة من جنده (ياقوت).
3- الكامل في ضعفاء لرجال 195/1 في ترجمة أحمد بن أبي روح و انظر ترجمته في تاريخ بغداد 158/4.
4- طبقات ابن سعد 85/4 و نقله الذهبي في سير الأعلام مختصرا 543/1 من طريق إسحاق الأزرق، و انظر تخريجه فيه.

عنه، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه(1) ، نا محمّد بن أحمد بن الحسن، نا بشر بن موسى، نا خلاد بن يحيى قال: و نا محمّد بن إسحاق، نا إبراهيم بن سعدان، نا بكر بن بكّار قالا: نا مسعر، نا عمرو بن مرّة، عن أبي البختري(2) قال: سئل علي بن أبي طالب عن سلمان فقال: تابع العلم الأول و العلم الآخر و لا يدرك ما عنده.

قال أبو نعيم: و رواه الأعمش عن عمرو بن مرة نحوه.

حدّثنا أبو مسعود عبد الجليل بن محمّد بن عبد الواحد - لفظا - و أبو علي الحسن بن أحمد بن أحمد بن منزلة(3) ، و أبو الفتح عبد الرزاق بن محمّد بن عبد الرزاق المؤدب - قراءة - قالوا: أنا أبو عبد اللّه القاسم بن الفضل بن أحمد، نا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي (4)- بنيسابور - أنا محمّد بن علي بن دحيم(5) الشّيباني - بالكوفة - نا أحمد بن حازم الغفاري، أنا يعلى بن عبيد، نا الأعمش، عن عمرو بن مرّة، عن أبي البختري قال: قيل لعلي: أخبرنا عن أصحاب محمّد صلى اللّه عليه و سلم فقال:

عن أيهم تسألون ؟ قالوا: عن عبد اللّه بن مسعود، قال: علم القرآن و السنة، ثم انتهى و كفى به علما، قالوا: عمار؟ قال: مؤمن نسيّ إن ذكّر ذكر، قالوا: أبو ذرّ؟ قال: وعى علما عجز فيه، قالوا: أبو موسى ؟ قال: صبغ في العلم صبغة(6) ثم خرج منه، قالوا:

حذيفة ؟ قال: أعلم أصحاب محمّد صلى اللّه عليه و سلم بالمنافقين، قالوا: سلمان ؟ قال: أدرك العلم الأول و العلم الآخر بحر لا يدرك قعره منا أهل البيت قالوا: فأنت يا أمير المؤمنين ؟ قال: كنت إذا سألت أعطيت و إذا سكتّ ابتديت(7).

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر قال: قرئ على خيثمة بن سليمان، نا هلال بن العلاء بن هلال، نا أبي، نا

ص: 420


1- الخبر في حلية الأولياء 187/1 و نقله الذهبي في سير الأعلام 543/1 من طريق مسعر. و انظر أسد الغابة و الاستيعاب.
2- في الحلية: البحتري، بالحاء المهملة خطأ.
3- كذا بالأصل و تقرأ في م: مقولة، و في فهارس المطبوعة المجلدة العاشرة ص 37 الحسن بن الحسن بن أحمد، أبو علي بن متولة.
4- بالأصل: الحوشي خطأ و الصواب ما أثبت عن م انظر ترجمته في سير الأعلام 356/17.
5- ترجمته في سير الأعلام 36/16.
6- بالأصل: «صبيعه في العلم صبعه» صوبنا العبارة عن م، و سير الأعلام.
7- تقدم الخبر قريبا.

إسحاق بن يوسف الأزرق، نا أبو سنان، و هو سعيد بن سنان الشّيباني، نا الضّحّاك بن مزاحم عن النّزّال بن سبرة الهلالي قال:

قالوا - يعني لعلي - يا أمير المؤمنين فحدّثنا عن سلمان الفارسي، قال: ذاك رجل منا أهل البيت، أدرك علم الأولين و الآخرين، من لكم بلقمان الحكيم.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الخلعي(1) ، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا محمّد بن عبد الملك الدّقيقي، نا حمّاد بن عيسى أبو محمّد الجهني في صفر سنة سبع و ثمانين، نا ابن جريج أخبرني داود بن أبي هند، عن أبي حرب بن أبي الأسود، عن أبي الأسود، عن زاذان أبي عمر قال:

كنت عند علي فوافقنا منه طيب نفس، فقلنا: يا أمير المؤمنين حدّثنا عن أصحابك، قال: عن أي أصحابي تسألوني كل أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أصحابي ؟ قلنا:

أصحابك الذين رأيناك تلطفهم، قال: أيهم ؟ قالوا: سلمان، قال: ذاك علم العلم الأول و علم الآخر و قرأ كتاب الأول و كتاب الآخر.

أنبأنا أبو علي الحداد و جماعة، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة(2) ، نا سلمان بن أحمد، نا علي بن عبد العزيز، نا أبو غسان مالك بن إسماعيل، نا حبان بن علي العنزي، نا عبد الملك بن جريج، عن أبي حرب بن أبي الأسود، عن أبيه، و عن رجل، عن زاذان الكندي قالا: كنا ذات يوم عند علي فوافق الناس منه طيب نفس و مزاح فقالوا:

يا أمير المؤمنين حدّثنا عن أصحابك، قال: عن أي أصحاب(3) ؟ قالوا: عن أصحاب محمّد صلى اللّه عليه و سلم قال: كل أصحاب محمّد صلى اللّه عليه و سلم أصحابي فعن أيهم تسألون ؟ قالوا: عن الذين رأيناهم تلطفهم(4) بذكرك و الصلاة عليهم دون القوم، قال: عن أيهم ؟ قالوا: عن عبد اللّه بن مسعود، قال: قرأ القرآن و علم السنة و كفى بذلك، قال: فو اللّه ما علمنا ما أراد بقوله كفى بذلك، كفى بقراءة القرآن و علم السّنّة أو كفى بعبد اللّه. قال: فسئل عن

ص: 421


1- ضبطت عن التبصير.
2- بالأصل: ربذه و الصواب ما أثبت و ضبط، و قد تقدم التعريف به.
3- كذا، و في حلية الأولياء 187/1 أصحابي.
4- في م: تنفعهم.

أبي ذرّ، قال: كان يكثر السؤال فيعطى و يمنع و كان حريصا شحيحا على دينه، حريصا على العلم، بحر قد ملئ له في وعائه حتى امتلأ، قلنا: فحدّثنا عن حذيفة بن اليمان قال: علم أسماء المنافقين، و سأل عن المعضلات حين غفل عنها فخبروه(1) بها عالما قالوا: فحدّثنا عن سلمان قال: من لكم بمثل لقمان الحكيم، ذاك امرؤ منا و إلينا أهل البيت، أدرك العلم الأول، و علم الآخر، و قرأ الكتاب الأول و الكتاب الآخر بحر لا ينزف.

قلنا: حدّثنا عن عمّار بن ياسر، قال: امرؤ يخلط اللّه الإيمان بلحمه و دمه و شعره و بشره، حيث زال زال معه، و لا ينبغي للنار أن تأكل منه شيئا، قلنا: فحدّثنا عن نفسك، قال: مهلا نهى اللّه عن التزكية فقال له رجل: فإن اللّه عز و جل يقول: وَ أَمّٰا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (2) قال: فإني أحدث بنعمة ربي: كنت و اللّه إذا سألت أعطيت و إذا سكتّ ابتديت(3).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا جدي، نا حجّاج بن محمّد، عن ابن جريج، أخبرني أبو حرب بن أبي الأسود عن أبي الأسود - قال ابن جريج: و رجل عن زاذان قال: سئل علي عن سلمان قال: ذاك امرؤ منا أهل البيت، من لكم بمثل لقمان الحكيم، علم العلم الأول، و أدرك العلم الآخر، و قرأ الكتاب الأول، و الكتاب الآخر، و كان بحرا لا ينزف.

قرأناه على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، أنا أحمد بن عبيد، نا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، نا عبيد اللّه بن محمّد العيشي، نا عبد الواحد بن زياد، نا عبد الملك بن جريج عن رجل عن زاذان أبي عمر قال: كنا عند علي فقلنا: يا أمير المؤمنين حدّثنا عن أصحابك، قال: عن أي أصحابي تسألوني ؟ قلنا: سلمان الفارسي، قال: ذاك امرؤ منا و إلينا أهل البيت، من لكم مثل لقمان الحكيم، أدرك العلم الأول و العلم الآخر، و قرأ الكتاب الأول و الكتاب الآخر، و كان بحرا لا ينزف.

ص: 422


1- في م: «تجدوه» و هي أظهر.
2- سورة الضحى، الآية: 11.
3- ورد مختصرا في الحلية 187/1 و سير الأعلام 543/1 و أسد الغابة 268/2.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه قالا: أنا محمّد بن الحسين القطان، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان(1) ، نا أبو صالح، حدّثني معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن يزيد بن عميرة الزّبيدي أنه قال:

لما حضر معاذ بن جبل الموت قلنا له: يا أبا عبد الرّحمن أوصنا، قال:

أجلسوني، قال: إن العلم و الإيمان مكانهما من ابتغاهما وجدهما، إن العلم و الإيمان مكانهما من ابتغاهما وجدهما(2) ، إن العلم و الإيمان مكانهما من ابتغاهما وجدهما فالتمسوا العلم عند أربعة رهط: عند عويمر أبي [الدرداء](3) ، و عند سلمان الفارسي، و عند عبد اللّه بن مسعود، و عند عبد اللّه بن سلام الذي كان يهوديا فأسلم، فإني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول: «إنه عاشر عشرة في الجنة» (4)[4846].

رواه الليث بن سعد، عن معاوية بن صالح كذلك.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون عبد الرّحمن بن عبد اللّه، أنا أبو زرعة الدمشقي، حدّثني يحيى بن عمرو بن عمارة بن راشد الليثي قال: سمعت ابن ثوبان يقول: حدّثني حسان بن عطية، حدّثني شيخ بمكة قال: أبو زرعة - يعني ابن سابط (5)- قال: سمعت عمرو بن ميمون يقول:

لما حضر لمعاذ الموت بكيت فقال: ما يبكيك ؟ قال: أما إنه ليس عليك أبكي إنما أبكي على العلم الذي يذهب معك، قال: إن العلم و الإيمان ثابتان إلى يوم القيامة، فالتمس العلم عند عبد اللّه بن مسعود، و عند عبد اللّه بن سلام فإنه عاشر عشرة في الجنة، و سلمان الفارسي، و عويمر أبي الدرداء [قال:] فلحقت بعبد اللّه بن مسعود

ص: 423


1- كتاب المعرفة و التاريخ 467/1-468.
2- كذا كررت العبارة بالأصل ثلاث مرات، و في المعرفة و التاريخ كررت مرتين.
3- زيادة لازمة عن المعرفة و التاريخ.
4- و نقله الذهبي في السير من طريق معاوية بن صالح، و انظر تخريجه فيه، و انظر تاريخ أبي زرعة الدمشقي 649/1.
5- هو عبد الرحمن بن سابط، ترجمته في تهذيب التهذيب ط الهند 180/6.

فأمرني بما أمره به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن أصلّي الصلاة لوقتها، و أجعل صلاتهم تسبيحا(1).

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، أنا أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل بن بيري، أنا محمّد بن الحسين بن محمّد بن سعيد، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا أبو سلمة، نا حمّاد بن سلمة، نا أبو حمزة، عن إبراهيم النّخعي، عن خيثمة بن عبد الرّحمن قال: قال أبو هريرة: صاحب العلم الأول و الآخر سلمان الفارسي.

أخبرنا الشريف أبو القاسم علي، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا محمّد بن موسى بن حمّاد، نا محمّد بن الحارث، عن المدائني قال: قال سلمان: لو حدثت الناس [بكل ما](2) أعلم لقالوا: رحم اللّه قاتل سلمان(3).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الأكفاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة(4) ، نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز قال: كان العلماء بعد معاذ بن جبل: عبد اللّه بن مسعود، و أبو الدّرداء، و سلمان، و عبد اللّه بن سلام، ثم كان العلماء بعد هؤلاء: زيد، ثم كان بعد زيد بن ثابت: ابن عمرو ابن عباس ثم كان بعد هذين سعيد بن المسيّب.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي الصنعاني، نا إسحاق بن إبراهيم، أنا عبد الرزاق(5) ، عن معمر، عن قتادة، و علي بن زيد بن جدعان قالا:

كان بين سعد بن أبي وقاص و سلمان الفارسي شيء، فقال سعد و هم في مجلس:

انتسب يا فلان، فانتسب، ثم قال للآخر: انتسب، ثم قال للآخر حتى بلغ سلمان فقال:

انتسب يا سلمان، فقال: ما أعرف لي أبا في الإسلام و لكني سلمان بن الإسلام، فنمي ذلك إلى عمر، فقال عمر لسعد و لقيه: انتسب يا سعد، فقال: أنشدك اللّه يا أمير

ص: 424


1- الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي باختلاف الرواية 648/1.
2- مكانها مطموس بالأصل، و ما أثبت بين معكوفتين عن م، و انظر سير الأعلام 544/1.
3- نقله الذهبي في السير عن المدائني 544/1.
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 648/1 و 712.
5- الخبر في مصنف عبد الرزّاق رقم (20942) و نقله الذهبي في سير الأعلام من طريق معمر عن قتادة. 544/1.

المؤمنين قال: و كأنه عرف فأبى أن يدعه حتى انتسب، ثم قال للآخر حتى بلغ سلمان فقال: انتسب يا سلمان، فقال: أنعم اللّه علي بالإسلام، فأنا سلمان بن الإسلام، فقال عمر: قد علمت قريش أن الخطّاب كان أعزّهم في الجاهلية، و أنا عمر بن الإسلام أخو سلمان بن الإسلام، أما و اللّه لو لا شيء(1) ، لعاقبتك عقوبة يسمع بها أهل الأمصار، أ ما علمت أو ما سمعت أن رجلا انتمى إلى تسعة آباء في الجاهلية فكان عاشرهم في النار، و انتمى رجل إلى رجل في الإسلام و ترك ما فوق ذلك فكان معه في الجنة ؟.

أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن التبريزي، أنا أبو الفتح أحمد بن عبد اللّه بن أحمد السوذرجاني(2) ، نا الإمام أبو نعيم - إملاء - نا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، نا محمّد بن أحمد بن عمرو، نا عبد اللّه بن عبد الوهاب، نا محمّد بن عثمان، نا زافر بن سليمان، عن عمرو قال:

قيل لسلمان الفارسي: ما حسبك ؟ قال: كرمي(3) ديني و التراب حسبي، من التراب خلقت، و إلى التراب أصير، ثم أخرج ثم أصير إلى الموازين و الحساب، فإن ثقلت موازيني فما أكرم حسبي و ما أكرمني على ربي عز و جل و يدخلني الجنة، و إن خفّت موازيني فما ألأم حسبي و أهونني على ربي و يعذبني(4) إلاّ أن يعود بالرحمة و المغفرة على ذنوبي كذا قال، و قد أسقط منه بكر بن خنيس.

أخبرناه على الصواب عاليا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو طاهر الفقيه، أنا أبو عثمان عمرو بن عبد اللّه البصري(5) ، نا أبو أحمد محمّد بن عبد الوهاب، أنا إبراهيم الطالقاني، أخبرني زافر بن سليمان، عن بكر بن خنيس(6) ، عن عمرو بن قيس قال:

قيل لسلمان الفارسي: ما حسبك ؟ قال: كرمي ديني، و حسبي التراب، و من التراب خلقت، و إلى التراب أصير، ثم أبعث و أصير إلى الموازين، فإن ثقلت موازيني

ص: 425


1- بالأصل: «لو لا م» و في م: «لو لا.... لعاقبتك» و المثبت عن سير الأعلام 544/1.
2- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى سوذرجان، قرية من قرى أصبهان.
3- رسمها بالأصل: «حدمتي» و في م: حرمتي. و المثبت عن مختصر ابن منظور 46/10.
4- بالأصل و م: «و يعدني» و الصواب ما أثبت.
5- ترجمته في سير الأعلام 364/15.
6- بالمعجمة و النون، آخره سين مهملة، مصغرا، قاله في تقريب التهذيب.

فما أكرم حسبي و ما أكرمني على ربّي يدخلني الجنة، و إن خفّت موازيني فما ألأم حسبي و ما أهونني على ربي و يعذبني إلاّ أن يعود بالمغفرة و الرحمة على ذنوبي.

[أخبرنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن - قراءة - عن أبي تمام علي بن محمّد، أنا أحمد بن عبيد، أنا محمّد بن الحسين، نا أبو بكر بن أبو خيثمة، نا موسى بن إسماعيل نا أبو هلال عن قتادة: كره أن يقول سلمان الفارسي و لكن سلمان المسلم](1).

أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن بن علي، أنا أبو الفتح أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن علي، أنشدنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي اليزدي الواعظ لعلي بن أبي طالب رضي اللّه عنه(2):

لعمرك ما الإنسان إلاّ بدينه *** فلا تترك التقوى اتكالا على الحسب(3)

فقد رفع الإسلام سلمان فارس *** و قد هجّن(4) الشرك الشريف أبا لهب

أنبأنا أبو علي محمّد بن سعيد بن نبهان، ثم أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن الباقلاني، أنا أبو علي بن شاذان، أنا عبد اللّه بن إسحاق البغوي، قال: و أنا أبو الفوارس طراد بن محمّد، أنا أحمد بن علي بن الحسين بن الباذا(5) ، أنا حامد بن محمّد الوفا، قالا: أنا علي بن عبد العزيز، حدّثنا أبو عبيد القاسم بن سلاّم، نا خالد بن عمرو، عن إسرائيل، عن إسماعيل بن سميع، عن مسلم البطين أن عمر جعل عطاء سلمان أربعة ألاف.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق إبراهيم بن عمر، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسن بن الفهم، حدّثنا محمّد بن سعد(6) ، أنا وكيع بن الجرّاح، عن الأعمش، عن شمر بن عطية، عن رجل من بني عامر، عن خال له أن سلمان لما قدم على عمر قال للناس: اخرجوا بنا نتلقّ سلمان.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن الفضل،

ص: 426


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن هامشه.
2- البيتان في ديوانه ط بيروت ص 15.
3- الديوان: النسب.
4- الديوان: وضع.
5- كذا بالذال المعجمة، و في تبصير المنتبه 56/1 أحمد بن علي البادي، قال: و أخطأ من يقول البادا.
6- طبقات ابن سعد 86/4.

أنا أبو سهل بن زياد القطان، حدّثنا إسحاق بن الحسن الحربي، نا عفان، نا جعفر بن سليمان، نا ثابت البنّاني، قال:

كتب عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه إلى سلمان: أن زرني قال: فخرج سلمان إليه فلما بلغ عمر قدومه قال لأصحابه: هذا سلمان قد قدم فانطلقوا نتلقاه، قال: فلقيه عمر فالتزمه و ساءله ثم رجعا إلى المدينة سلمان و عمر، فقال له عمر: يا أخي أبلغك عني شيء تكرهه ؟ [لما أخبرتني به. قال: لو لا أنك عزمت لما أخبرتك، بلغني عنك شيء كرهته:](1) بلغني عنك أنك تجمع على مائدتك السمن و اللحم، و بلغني أن لك حلّتين حلّة تلبسها في أهلك، و حلّة تخرج فيها. قال: هل غير ذا؟ قال: كفيت هذا، أظنه قال:

لن أعود إليه أبدا(2).

قال جعفر: الحلّة: إزار و رداء.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم الحافظ(3) ، أنا أبو عمرو بن حمدان، نا الحسن بن سفيان، نا محمّد بن بكّار الصّيرفي، نا الحجّاج بن فروخ الواسطي، نا ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: قدم سلمان من غيبة له، فتلقاه عمر فقال: أرضاك للّه عبدا. قال: فزوّجني، قال: فسكت عنه. قال: أ ترضاني للّه عبدا و لا ترضاني لنفسك ؟ فلما أصبح أتاه قوم عمر، فقال: حاجة، قالوا: نعم، قال: و ما هي إذا تقضى، قالوا: تضرب عن هذا الأمر - يعنون خطبته إلى عمر - فقال: أما و اللّه ما حملني على هذا إمرته و لا سلطانه و لكن قلت: رجل صالح عسى اللّه أن يخرج منه و مني نسمة صالحة، قال: فتزوج في كندة فلما جاء يدخل على أهله إذا البيت منجد، و إذا فيه نسوة فقال: أ تحولت الكعبة في كندة أم هي حمى ؟ أمرني خليلي أبو القاسم [صلى اللّه عليه و سلم] إذا تزوج أحدنا أن لا يتّخذ من المتاع إلاّ أثاثا كأثاث المسافر، و لا يتخذ من النساء إلاّ ما ينكح أو ينكح قال: فقمن(4) النسوة فخرجن فهتكن ما في البيت و دخل على أهله فقال:

ما هذه أ تطيعني(5) أم تعصيني فقالت: بل أطيع فمرني بم شئت، نزلت منزلة المطاع،

ص: 427


1- ما بين معكوفتين زيادة عن م، و انظر مختصر ابن منظور 46/10 و سير الأعلام 545/1.
2- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام من طريق عفّان.
3- الخبر في حلية الأولياء 186/1.
4- كذا.
5- كذا و في الحلية: يا هذه أ تطيعيني.

فقال: إنّ خليلي أبا القاسم أمرنا إذا دخل أحدنا على أهله أن يقوم فيصلّي، و يأمرها فتصلّي خلفه و يدعو و يأمرها فتؤمّن، ففعل و فعلت. قال: فلما أصبح جلس في مجلس كندة فقال له رجل: يا أبا عبد اللّه كيف أصبحت، كيف رأيت أهلك، فسكت عنه، فعاد، فسكت عنه، ثم قال: ما بال أحدكم يسأل عن الشيء قد وارته الأبواب و الحيطان إنما يكفي أحدكم أن يسأل عن الشيء أجيب أو سكت عنه.

قال: و أنا أبو نعيم(1) ، نا أبو سعيد أحمد بن ابنا(2) بن شيبان العبّاداني(3) بالبصرة، حدّثنا الحسين(4) بن إدريس السّجستاني، حدّثنا قتيبة بن سعيد، حدّثنا الوسيم بن جميل، حدّثني محمّد بن مزاحم، عن صدقة، عن أبي عبد الرّحمن السّلمي، عن سلمان:

أنه تزوج امرأة من كندة فبنى بها في بيتها، فلما كان ليلة البنّاء مشى معه أصحابه حتى أتى بيت امرأته، فلما بلغ البيت قال: ارجعوا آجركم اللّه، و لم يدخلهم عليها كما فعل السفهاء، فلما نظر إلى البيت - و البيت منجد - قال: أ محموم بيتكم أم تحولت الكعبة في كندة ؟ قالوا: ما بيتنا بمحموم، و لا تحولت الكعبة في كندة، فلم يدخل البيت حتى فرغ(5) كل ستر في البيت غير ستر الباب، فلما دخل رأى متاعا كثيرا، قال: لمن هذا المتاع ؟ قالوا: متاعك و متاع امرأتك، قال: ما بهذا أوصاني خليلي [أوصاني خليلي](6) أن لا يكون متاعي في الدنيا إلاّ كزاد الراكب، و رأى خدما فقال: لمن هذا الخدم ؟ قالوا: خدمك و خدم امرأتك، فقال: ما بهذا أوصاني خليلي، أوصاني خليلي أن [لا](7) أمسك إلاّ ما أنكح أو أنكح، فإن فعلت فبغين كان على مثل أوزارهن من غير أن ينقص من أوزارهن شيء، ثم قال للنسوة التي عند امرأته: هل أنتن مخرجات عني ؟ مخلّيات بيني و بين امرأتي ؟ قلن: نعم فخرجن فذهب إلى الباب حتى أجافه، و أرخى الستر. ثم جاء حتى جلس عند امرأته فمسح بناصيتها و دعا بالبركة، فقال لها: هل أنت

ص: 428


1- الخبر في حلية الأولياء 185/1-186.
2- كذا، و في الحلية: «ابتاه» و لم نقف عليه.
3- هذه النسبة ضبطت عن الأنساب - إلى عبّادان بليدة بنواحي البصرة في وسط البحر.
4- في الحلية: الحسن.
5- الحلية: نزع.
6- الزيادة عن حلية الأولياء.
7- الزيادة عن حلية الأولياء.

مطيعتي في شيء آمرك به ؟ قالت: جلست مجلس من يطاع. قال: فإن خليلي أوصاني إذا اجتمعت إلى أهلي أن اجتمع على طاعة اللّه تعالى، فقام و قامت إلى المسجد فصليا ما بدا لهما، ثم خرجا فقضى منها ما يقضي الرجل من امرأته، فلما أصبح غدا عليه أصحابه فقالوا: كيف وجدت أهلك ؟ فأعرض عنهم. ثم أعادوا فأعرض عنهم، ثم أعادوا فأعرض عنهم، ثم قال: إنما جعل اللّه الستور و الجدر(1) و الأبواب لتواري ما فيها، حسب امرئ منكم أن يسأل عما ظهر له، فأما ما غاب عنه فلا يسألن عن ذلك سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«المتحدث عن ذلك كالحمارين يتسافدان في الطريق» [4847].

أخبرنا أبو الحسن علي بن عساكر بن سرور المقدسي الخشاب - بدمشق -، حدّثنا نصر بن إبراهيم بن نصر - ببيت المقدس - سنة سبعين و أربعمائة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن طاهر القرشي أخبرنا أبو حفص عمر بن الخضر الثمانين، حدّثنا أبو الفتح الأزدي، حدّثنا إبراهيم بن عبد اللّه الأزدي، حدّثنا حميد بن حاتم، حدّثنا عبد اللّه بن فيروز قال:

ماتت امرأة سلمان الفارسي رحمه اللّه تعالى بالمدائن فحزن عليها، فبلغ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي اللّه تعالى عنه فكتب إليه: بسم اللّه الرّحمن الرحيم قد بلغني يا أبا عبد اللّه سلمان مصيبتك بأهلك و أوجعني بعض ما أوجعك، و لعمري لمصيبة تقدّم أجرها خير من نعمة يسأل عن شكرها، و لعلك لا تقوم بها، و السلام عليك.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أخبرنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي، حدّثنا الحسن بن علي بن زياد الرازي، حدّثنا سعيد بن سليمان الواسطي، حدثنا عقبة بن أبي الصّهباء، حدثنا محمّد بن سيرين، حدثنا عبيدة السّلماني:

أن سلمان الفارسي مرّ بجسر(2) المدائن غازيا و هو أمير الجيش و هو ردف رجل

ص: 429


1- في الحلية: و الخدور.
2- في سير الأعلام: بحجر المدائن.

من كندة على بغل موكوف، فقال أصحابه: أعطنا اللواء أيها الأمير نحمله عنك، فيأبى و يقول: أنا أحق من حمله حتى قضى غزاته و رجع و هو ردف ذلك الرجل الكندي على ذلك البغل الموكوف حتى قطع جسر المدائن عامدا إلى الكوفة(1).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق إبراهيم بن عمر(2) ، أخبرنا أبو عمر بن حيّوية، أخبرنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، حدثنا محمّد بن سعد(3) ، أخبرنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا سلام بن مسكين، عن ثابت أن سلمان كان أميرا على المدائن و كان يخرج إلى الناس في أندرورد(4) و عباءة فإذا رأوه قالوا: كرك آمذ كرك آمذ فيقول سلمان: ما يقولون: قالوا: يشبهوك بلعبة لهم، فيقول سلمان رحمه اللّه تعالى: لا عليهم فإنما الخير فيما بعد اليوم.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أخبرنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، أخبرنا عيسى بن علي، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد، حدثني يحيى بن عثمان الحربي، حدثنا أبو المليح الرّقّي، عن حبيب - أظنه ابن أبي مرزوق - عن هريم (5)- أو هذيم - قال: رأيت سلمان الفارسي على حمار عربي و عليه قميص سنبلاني(6) ضيق الأسفل و كان رجلا طويل الساقين كبير الساقين يتبعه الصبيان، فقلت للصبيان: تنحّوا عن الأمير قال: دعهم فإن الخير و الشر فيما بعد اليوم(7).

أنبأنا أبو علي الحداد، أخبرنا أبو نعيم الحافظ(8) ، حدثنا أبو محمّد بن حيان(9) ، حدثنا أبو يحيى الرازي - يعني عبد الرّحمن بن محمّد بن مسلم - حدثنا هنّاد بن السّري، حدثنا وكيع، عن جعفر بن برقان، عن حبيب بن أبي مرزوق، عن ميمون بن

ص: 430


1- نقله الذهبي في سير الأعلام 545/1-546 من طريق سعيد بن سليمان الواسطي.
2- بالأصل: محمد، خطأ و الصواب ما أثبت، و هو إبراهيم بن عمر بن أحمد بن إبراهيم، أبو إسحاق البرمكي البغدادي، ترجمته في سير الأعلام 605/17.
3- بالأصل: إسماعيل خطأ و الصواب ما أثبت عن م، و الخبر في طبقات ابن سعد 87/4.
4- بالأصل: «أيدرود» و المثبت عن النهاية لابن الأثير، و فيها أن اللفظ أعجمي، يعني نوعا من السراويل مشمرا فوق التّبّان يغطي الركبة.
5- في سير الأعلام: هزيم أو هذيم.
6- السنبلاني: السابغ الطويل.
7- نقله الذهبي في سير الأعلام من طريق أبي المليح الرقي.
8- الخبر في حلية الأولياء 199/1.
9- بالأصل: حبان، خطأ و الصواب ما أثبت عن الحلية.

مهران، عن رجل من عبد القيس قال: رأيت سلمان في سرية هو أميرها على حمار و عليه سراويل و خدمتاه تذبذبان و الجند يقولون: قد جاء الأمير، فقال سلمان: إنما الخير و الشر بعد اليوم.

كتب إليّ أبو طالب رضي اللّه تعالى عنه عبد القادر بن محمّد بن يوسف، أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي.

ح و حدثنا أبو المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري، أخبرنا المبارك بن عبد الجبار، أخبرنا أبو إسحاق البرمكي، و أبو الحسن علي بن عمر بن الحسن قالا:

أخبرنا أبو عمر بن حيّوية، أخبرنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد السكري، حدثنا أبو محمّد عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة الدّينوري، قال في حديث سلمان أنه كان في سرية و هو أميرها على حمار و عليه سراويل و خدمتاه تذبذبان. يرويه وكيع عن جعفر بن يرقان، عن حبيب بن أبي مرزوق، عن ميمون بن مهران، عن رجل من عبد القيس.

أصل الخدمة: الحلقة، و لذلك قيل للخلخال خدمة، و يقال لكل ما سدّ مكان الخلخال خدمة أيضا، قال زهير يذكر الخيل.

ترقى و تعقد في أرساغها الخدم(1)

يعني سيور المعاذات يعقد في أرساغها. و يقال للبقر الوحشية: مخدمة لأن في سوقها خطوطا من سواد مستديرة كالخدام، و يقال لموضع الخلخال من الساق: المخدّم للمرأة و الرجل، و لست أدري ما خدمتا سلمان، فإن لم يكن هناك حلقتان في لجام أو غيره، فإني أراه أراد أن ساقيه تتحركان فسماهما خدمتين أو كانتا موضع الخدمتين من النساء. كما يقال المخدّم من الرجل و هو لا يلبس الخلخال و العرب تسمي الشيء باسم الشيء إذا كان معه أو بسببه كقولهم للوضاح كشح لأنه يقع على كشح المرأة قال أبو ذؤيب:

كأن الظّباء كشوح النّسا *** ء يطفون فوق ذراه جنوحا(2)

ص: 431


1- البيت في ديوانه ط بيروت ص 92 و روايته: تخطو على ربذات غير فائرةتحذي تعقد...
2- البيت في شعر أبي ذؤيب في شرح أشعار الهذليين 200/1.

و الكشوح أوشحة من ودع(1) ، و كما قالوا: قوم لطاف الأزر أي خماص البطون و مما يشهد لهذا المذهب الذي ذهبناه في الخدمتين أنه روي من وجه آخر أن سلمان رئي في هذه السرية على حمار و عليه قميص قصير ضيق الأسفل، و كان رجلا طويل الساقين كثير الشعر فارتفع القميص حتى بلغ قريبا من ركبتيه، فلما انكشفت ساقاه و هما مخدّماه سمّاهما مخدّمتين و لو كانتا مستورتين لكان المعنى أبعد و لعله أن يكون: كان على الحمار مدلّيا رجليه من جانب و هما يتحركان، فقد روي عن حذيفة أنه ركب هذه الركبة و عن غيره(2).

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أخبرنا أبو الطيب عثمان بن عمرو بن محمّد بن المنتاب، حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، حدّثنا الحسين بن الحسن أخبرنا عبد اللّه بن المبارك، أخبرنا عبد اللّه بن شوذب قال: سمعت مالك بن دينار يحدث عن أبي غالب، عن أبي الدّرداء قال:

زارنا سلمان من المدائن إلى الشام ماشيا و عليه كساء و أندرورد - يعني: سراويل مشمرة -.

قال ابن شوذب رئي سلمان و عليه كساء مطموم الرأس(3) ، ساقط الاذنين يعني أنه كان أرقش(4) ، فقيل له شوهت بنفسك فقال: إن الخير خير الآخرة.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو نصر بن قتادة، أنا عبد اللّه بن أحمد بن سعد، نا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم البوشنجي(5) ، نا ابن عائشة، نا حمّاد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن ميسرة: أن سلمان كان إذا سجدت له العجم طأطأ رأسه و قال: خشعت للّه، خشعت للّه.

ص: 432


1- شبه بياض الظباء ببياض الودع، و في اللسان: الكشح واحد الكشوح: أحد جانبي الوشاح، و قيل: هو ما بين الحجبة إلى الإبط، و قيل: هو الخصر.
2- و الذي في اللسان: خدم و بعد ذكره الحديث قال: أراد بخدمتيه ساقيه لأنهما موضع الخدمتين و هما الخلخالان، و قيل أراد بهما مخرج الرجلين من السراويل.
3- مطموم الرأس أي مجزوز الشعر مستأصله (النهاية لابن الأثير).
4- بالأصل: أرفس، و الصواب ما أثبت عن مختصر ابن منظور 48/10 و الأرقش الأذنين أي أذرأ، و الرقشة لون فيه كدرة و سواد و نحوهما (اللسان).
5- بالأصل البوسنجي بالسين المهملة، و الصواب ما أثبت بالشين المعجمة نسبة إلى بوشنج.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق إبراهيم بن عمر، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمّد بن سعد(1) ، أنا الفضل بن دكين، حدّثنا يزيد بن مردانبة عن خليفة بن سعيد المراديّ عن عمه قال:

رأيت سلمان الفارسي بالمدائن في بعض طرقها يمشي فزحمته حملة من قصب فأوجعته، فتأخر إلى صاحبها الذي يسوقها فأخذ بعضده فحركه ثم قال: لا متّ حتى تدرك إمارة الشباب.

قال: و أخبرنا محمّد بن سعد(2) ، أخبرنا وهب بن جرير بن حازم، حدّثنا أبي قال: سمعت شيخا من بني عبس عن أبيه قال: أتيت السوق فاشتريت علفا بدرهم فرأيت سلمان و لا أعرفه فسخّرته، فحمّلت عليه العلف فمرّ بقوم فقالوا: نحمل عنك يا أبا عبد اللّه، فقلت: من هذا؟ قالوا: هذا سلمان صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقلت: لم أعرفك، ضعه عافاك اللّه، فأبى حتى أتى منزلي فقال: قد نويت [فيه نيّة](3) فلا أضعه حتى أبلغ بيتك.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، و أبو محمّد بن أبي حامد المقرئ، قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا الخضر بن أبان، نا سيار، نا جعفر، نا ثابت قال:

اشترى رجل بيتا بالمدائن فمرّ بسلمان الفارسي بالمدائن و هو أمير فحسب سلمان علجا فقال: يا فلان تعال، فجاء سلمان فقال: احمل، فحمّله فمضى به فجعل يتلقاه الناس، أصلح اللّه الأمير نحمل عنك أبا عبد اللّه، نحمل عنك فقال الرجل: ثكلتني أمي و عدمتني لم أر أحدا أسخّره إلاّ الأمير، قال: فجعل يعتذر إليه و يقول: أبا عبد اللّه لم أعرفك رحمك اللّه قال: انطلق، فانطلق به حتى بلغ به منزله ثم دعاه فقال: لا تسخّر بعدي أحدا أبدا.

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد بن عبد الوهاب المقرئ، نا محمّد بن أحمد بن

ص: 433


1- طبقات ابن سعد 87/4 و نقله الذهبي في سير الأعلام 546/1.
2- المصدر السابق نفسه 88/4 و نقله الذهبي في السير 546/1.
3- الزيادة بين معكوفتين عن طبقات ابن سعد.

راشد، نا أبو عامر، نا الوليد، نا ثور بن يزيد، عن علي بن أبي طلحة قال:

اشترى رجل علفا لفرسه فقال لسلمان: يا فارسي تعال فاحمل، و اتّبعه فجعل الناس يسلمون على سلمان فقال: من هذا؟ قالوا: سلمان الفارسي، فقال: و اللّه ما عرفتك، فقال سلمان: لا إني أحتسب بما صنعت خصالا ثلاثا: أما إحداهن فإني ألقيت عني الكبر، و أمّا الثانية فإني أعين رجلا من المسلمين على حاجته، و أما الثالثة فلو لم تسخّرني لسخّرت من هو أضعف مني فوقيته بنفسي.

قرأت على أبي غالب، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو الحسن الخشّاب، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(1) ، أنا كثير بن هشام، نا جعفر بن برقان قال: بلغني أنه قيل لسلمان: ما يكرهك الإمارة ؟ قال: حلاوة رضاعها(2) و مرارة فطامها.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا - قراءة - عن أبي إسحاق [البرمكي أنا أبو عمر الخزاز أنا أحمد بن معروف أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(3) ، أنا إسماعيل بن عبد اللّه](4) بن زرارة الجرمي، و صوابه الرّقّي (5)- نا جعفر بن سليمان، نا هشام بن حسان، عن الحسن قال: كان عطاء سلمان خمسة آلاف و كان على ثلاثين ألفا من الناس يخطب في عباءة يفترش نصفها و يلبس نصفها، و كان إذا خرج عطاؤه أمضاه و يأكل من سفيف(6) يده(7).

قال: و أنا محمّد بن سعد(8) ، أنا أبو داود سليمان بن داود الطيالسي و يحيى بن عبّاد، قالا: أنا شعبة، عن سماك قال: سمعت النعمان بن حميد يقول: دخلت مع خالي على سلمان بالمدائن و هو يعمل الخوص فسمعته يقول: أشتري خوضا بدرهم فأعمله

ص: 434


1- طبقات ابن سعد 88/4.
2- في ابن سعد: رضاعتها.
3- طبقات ابن سعد 86/4-87.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك على هامشه و بجانبه كلمة صح.
5- انظر ترجمته في سير الأعلام 129/12.
6- السفيف كأمير، سفّ الخوص أي نسجه (القاموس).
7- الخبر في حلية الأولياء 198/1 و أسد الغابة 268/2 و سير الأعلام 547/1 من طريق جعفر بن سليمان.
8- طبقات ابن سعد 89/4.

فأبيعه بثلاثة دراهم فأعيد درهما فيه و أنفق درهما على عيالي و أتصدق بدرهم، و لو أن عمر بن الخطاب نهاني عنه ما انتهيت(1).

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن بن البنّا قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عثمان بن عمرو بن محمّد، نا يحيى بن محمّد، نا الحسين بن الحسن قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: كان سلمان يعمل الخوص فينفق ثلاثة و يتصدق بثلاثة و يدع ثلاثة في الخوص.

أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم الرازي، ثم أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم، أنا سهل بن بشر الأسفرايني قالا؛ أنا أبو الحسن محمّد بن الحسين بن محمّد الطّفّال النّيسابوري، أنا القاضي أبو الطاهر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الذّهلي، نا محمّد بن جرير بن يزيد، نا أبو كريب، أنا إسماعيل بن صبيح، عن سليمان بن محمّد، عن خالد بن مهران، عن سماك بن حرب، حدّثه عن عمه قال: دخلت على سلمان بالمدائن فإذا هو على معصص(2) جالس على سرير يسفّ الخوص قال: قلت له: من أهل فارس أنت ؟ قال: لا إن أهل تلك الناحية يسمون أهل هذه الناحية أو الحية(3) و أنا من أهل الأهواز، قلت له: ما هذا الخوص الذي تسف ؟ قال: أشتري بدرهم و أبيعه بثلاثة فأربح فيه درهمين أتصدق بأحدهما و آكل الآخر، و رأس مالي قائم قلت: فلم تعمل قال: إن عمر أكرهني فكتبت إليه، فأبى مرتين، و كتبت إليه، فأوعدني(4).

قال: و أخبرني أنه كاتب على شيء من ذهب و على أن يغرس مائة نخلة كلها تعلق فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«إذا غرستها فأذني» قال: فأذنته فقال: «ائتني بدلو من ماء» فأتيته فمج فيه و جعل ينضح في أصل كل نخلة فعلقت كلها [4848].

ص: 435


1- و ذكره أيضا أبو نعيم في الحلية 197/1 من طريق آخر، و نقله الذهبي في سير الأعلام 547/1 من طريق شعبة.
2- كذا بالأصل و م.
3- كذا بالأصل، و في م: التحية أو الحية.
4- انظر سير الأعلام 547/1.

قرأت على أبي غالب عن أبي إسحاق، أنا أبو عمر، أنا أحمد، أنا الحسين، نا محمّد بن سعد(1) ، أنا معن بن عيسى، نا مالك بن أنس: أن سلمان الفارسي كان يستظل بالفيء حيث ما دار، و لم يكن له بيت فقال له رجل: أ لا تبني لك بيتا تستظل به من الحرّ و تستكنّ فيه من البرد؟ فقال له سلمان: نعم. فلما أدبر صاح به، فسأله سلمان: كيف نبنيه فقال: ابنيه إن قمت فيه أصاب رأسك، و إن اضطجعت فيه أصاب رجليك فقال سلمان: نعم.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه، أخبرني أحمد بن سهل، نا إبراهيم بن معقل، نا حرملة، نا ابن وهب قال: سمعت مالكا يقول:

كان سلمان الفارسي يعمل الخوص بيده و لا يقبل من أحد شيئا و كان يعيش به، و لم يكن له بيت إنما كان يستظل بظل الجدر و الشجر، و أن رجلا قال له: أنا أبني لك بيتا، قال: ما لي به حاجة، فما زال الرجل يردد ذلك عليه، و يأبى سلمان حتى قال الرجل: إني أعرف البيت الذي يوافقك، قال: أبني لك بيتا إذا أنت قمت فيه أصاب رأسك سقفه، و إذا مددت(2) فيه رجليك أصابتا الجدار، قال: نعم، قال: فبنى له.

قال: و أنا أبو(3) عبد اللّه الحافظ، أنا أبو عبد اللّه الصفار، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا الحسن بن يحيى، أنا عبد الرزاق(4) ، أنا معمر، عن يزيد بن زياد قال: قال حذيفة لسلمان أ لا نبني لك مسكنا يا أبا عبد اللّه قال: لم تجعلني ملكا أو تجعل لي بيتا مثل دارك التي بالمدائن قال: لا و لكن نبني لك بيتا من قصب و تسقفه بالبردي، إذا قمت كاد أن يصيب رأسك، و إذا نمت كاد أن يمس طرفيك، قال: فكأنك كنت في نفسي(5).

قال: و أخبرناه عاليا أبو عبد اللّه الحافظ، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي الصنعاني، نا إسحاق بن إبراهيم، أنا عبد الرزاق فذكره غير أنه قال: لا تجعلني ملكا،

ص: 436


1- الخبر في طبقات ابن سعد 89/4 و الاستيعاب 58/2-59 و حلية الأولياء 202/1 و أسد الغابة 268/2 و القائل له فيهما: حذيفة، و نقله الذهبي في سير الأعلام 547/1 من طريق معن عن مالك.
2- بالأصل: أمددت، و المثبت عن م.
3- بالأصل «ابن» خطأ، و المثبت عن م و قد مرّ قريبا.
4- مصنّف عبد الرزّاق رقم (20631).
5- انظر أسد الغابة 268/2.

ابني لي مثل دارك بالمدائن. في نسخة بالبوري بدل البردي.

أخبرنا أبو محمّد(1) بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني عبد الرّحمن بن صالح، عن منصور بن أبي نويرة، عن فضيل بن عياض قال: لبس سلمان جبّة صوف فقيل له: لو لبست ألين من هذا، فقال: إنما أنا عبد ألبس ما يلبس العبيد، فإذا متّ لبست جبّة لا تبلى حواشيها.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل الفقيه، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا الحسن بن سفيان، نا محمّد بن عبد اللّه بن عمار الموصلي، نا المعافى بن عمران، عن عبد الأعلى بن أبي المساور، عن عكرمة، عن الحارث بن عمير قال:

انطلقت حتى أتيت المدائن فإذا أنا برجل عليه ثياب خلقان و معه أديم أحمر فقالوا: هذا سلمان، فقال سلمان: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«الأرواح جنود مجنّدة، فما تعارف ائتلف، و ما تناكر منها في اللّه اختلف» [4849].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو الدحداح أحمد بن محمّد بن إسماعيل التميمي، نا عبد الوهاب بن عبد الرحيم الأشجعي، نا مروان بن معاوية الفزاري، نا سعيد بن عبيد، أنا علي بن ربيعة بن نضلة أنه خرج في اثني عشر راكبا كلهم قد صحب محمّد النبي صلى اللّه عليه و سلم غيره، فيهم سلمان الفارسي و هم سفر، فحضرت الصلاة فتتابع أيهم يصلي بهم، فصلّى بهم رجل منهم أربعا فلما انصرف قال سلمان الفارسي: ما هذا مرارا نصف(2) المفروضة نحن إلى التخفيف أفقر، فقال له القوم: صلّ بنا يا أبا عبد اللّه أنت أحقنا بذلك، قال: لا أنتم بنو إسماعيل الأئمة و نحو الوزراء.

أخبرنا أبو حفص عمر بن ظفر بن أحمد المغازلي، أنا طراد بن محمّد، أنا عبد اللّه بن يحيى بن عبد الجبار، نا إسماعيل بن محمّد الصفار، أنا أحمد بن منصور

ص: 437


1- مطموسة بالأصل، و المثبت عن م قياسا إلى أسانيد مماثلة، و انظر فهارس المطبوعة المجلدة العاشرة.
2- كذا رسمها بالأصل. و لعل صوابها: «مرارا نصف» كما في م.

الرمادي، نا عبد الرزاق، أنا إسرائيل، أنا أبو إسحاق عن أبي ليلى الكندي، قال:

أقبل سلمان في اثني عشر راكبا من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم فحضرت الصلاة فقالوا:

تقدم يا أبا عبد اللّه فقال: إنّا لا نؤمكم و لا تنكح نساءكم، إن اللّه هدانا بكم قال: فتقدم رجل من القوم فصلّى بهم أربعا. قال فقال سلمان: ما لنا و للمربعة إنما كان يكفينا نصف المربعة و نحن إلى الرخصة أحوج.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و المبارك بن محمّد بن علي بن البزوري(1) ، و أبو نصر المبارك بن أحمد بن علي البقّال، قالوا: أنا أبو الحسن بن النّقّور، نا عيسى بن علي قال: قرئ على القاضي أبي عمر محمّد بن يوسف، و أنا أسمع قيل له: حدثكم الحسن بن محمّد الزّعفراني نا عفان، نا أبو كدينة(2) ، نا قابوس، عن أبيه، عن جرير قال:

قال لي سلمان؛ يا جرير بن عبد اللّه قال: قلت: لبيك، قال: تواضع للّه تعالى فإنه من تواضع للّه في الدنيا رفعه اللّه في الآخرة، يا جرير بن عبد اللّه هل تدري ما ظلمة النار يوم القيامة ؟ قال: قلت: لا، قال: ظلم الناس بعضهم بعضا في الأرض.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا إسحاق بن أحمد، نا عبد اللّه بن أحمد بن محمّد بن حنبل، نا أبي، نا جرير(3) ، عن قابوس، عن أبيه، عن جرير قال: قال لي سلمان: يا جرير بن عبد اللّه تواضع للّه عز و جل في الدنيا فإنه من يتواضع للّه في الدنيا يرفعه اللّه يوم القيامة، تدري يا جرير ما ظلمة النار يوم القيامة هو ظلم الناس بعضهم بعضا في الدنيا.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا محمّد بن أحمد الأزدي، نا معاوية بن عمرو، نا زائدة، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي ظبيان، عن جرير بن عبد اللّه قال:

نزلت الصّفاح(4) في يوم صائف شديد الحرّ، فإذا رجل نائم في حرّ الشمس،

ص: 438


1- بالأصل: «التووري» خطأ و الصواب ما أثبت عن م، انظر فهارس المطبوعة المجلدة العاشرة ص 54.
2- أبو كدينة، بالنون مصغرا، و اسمه يحيى بن المهلب البجلي الكوفي (تقريب التهذيب).
3- كذا بالأصل.
4- الصفاح موضع بين حنين و أنصاب الحرم على يسرة الداخل إلى مكة من مشاش (معجم البلدان).

مستظلّ بشجرة، معه شيء من الطعام، و مزود له تحت رأسه، ملتف بعباءة. قال جرير:

فأمرت أن يظلل عليه، و نزلنا فإذا قد انتبه الرجل و إذا هو سلمان الفارسي، قال: فقلت له: ظللنا عليك و ما نعرفك، فقال: يا جرير تواضع في الدنيا، فإنه من تواضع في الدنيا يرفعه اللّه يوم القيامة، و من يتعظم في الدنيا يضعه اللّه يوم القيامة، يا جرير، لو حرصت على أن تجد عودا يابسا في الجنة لم تجده. قال: قلت: و كيف يا سلمان و فيها الثمار؟ قال: فقال: أصول الشجر الذهب و الفضة و أعلاها الثمار، يا جرير تدري ما ظلمة النار؟ قال: لا، قال: فإنه ظلم الناس بعضهم بعضا في الأرض(1).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر نا يعقوب(2) ، نا أبو بكر الحميدي، نا سفيان، قال:

سمعت عمار الدهني(3) يقول: كان عطاء سلمان الفارسي أربعة آلاف(4) و كارة(5) من ثياب، فيتصدق بها و يعمل الخوص.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أنا أبو العباس محمّد بن أحمد بن محبوب، نا عبد المجيد بن إبراهيم، نا سعيد بن منصور، نا عبد الرّحمن بن زياد، عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن عبد اللّه بن سلمة قال:

كان سلمان إذا أصاب شاة من الغنم ذبحت أو ذبحوها عمد إلى جلدها فيجعل منه جرابا، و إلى شعرها فيجعل منه حبلا، و إلى لحمها(6) فيقدده و يستنفع بجلدها، و يعمد إلى الحبل فينظر رجلا معه قوس قد صدع به فيعطيه، و يعمد إلى اللحم فيأكله في الأيام، و إذا سئل عن ذلك يقول: أن استغني باللّه في الأيام أحبّ إليّ من أن أفسده، ثم أحتاج إلى ما في أيدي الناس.

ص: 439


1- الخبر في سير الأعلام 548/1 من طريق زائدة، و انظر حلية الأولياء 202/1.
2- الخبر في كتاب المعرفة و التاريخ 552/2.
3- بالأصل: الذهني، خطأ، و الصواب ما أثبت عن م، و انظر المعرفة و التاريخ.
4- بالأصل: ألف.
5- عن المعرفة و التاريخ، و بالأصل: «و كان» و في م: «و كان... ثياب».
6- بالأصل: «لحيها» خطأ و الصواب ما أثبت عن م.

أنبأنا أبو علي الحداد، نا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه(1) ، نا محمّد بن أحمد بن الحسن، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، نا محمّد بن جعفر، نا شعبة قال:

سمعت حبيب بن الشهيد يحدث عن عبد اللّه بن بريدة أن سلمان كان يعمل بيديه فإذا أصاب شيئا اشترى به لحما أو سمكا ثم يدعو المجذّمين فيأكلون معه.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو بكر أحمد بن يحيى، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، قالوا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد البوشنجي(2) ، أنا أبو محمّد الحموي، أنا عيسى بن عمر السّمرقندي، أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن الدارمي، أنا يعلى - يعني ابن عبيد - أنا محمّد بن إسحاق، عن موسى بن يسار عمه قال:

بلغني أن سلمان كتب إلى أبي الدّرداء: إن العلم كالينابيع يغشاهن الناس، فيختلجه هذا و هذا فينفع اللّه به غير واحد، و إن حكمة لا يتكلم بها كجسد لا روح فيه، و إن علما لا يخرج ككنز لا ينفق منه، و إنما مثل العالم كمثل رجل حمل سراجا في طريق مظلم يستضيء به من مرّ به و كلّ يدعو له بالخير.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، نا عبد اللّه بن محمّد، نا قطن بن نسير(3) أبو عبّاد الغبري، أنا جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم آخى بين سلمان و بين أبي الدّرداء.

قال: و نا عبد اللّه بن محمّد، نا شيبان، نا سليمان بن المغيرة، نا حميد - يعني ابن هلال - قال: أوخي بين سلمان و بين أبي الدّرداء فسكن أبو الدرداء الشام و سكن سلمان الكوفة، قال: فكتب أبو الدرداء إلى سلمان: سلام عليك، أما بعد فإن اللّه رزقني بعدك مالا و ولدا و نزلت في الأرض المقدسة.

قال فكتب إليه سلمان: سلام عليك، أما بعد: فإنك كتبت إليّ أن اللّه عز و جل رزقك مالا و ولدا، و اعلم أن الخير ليس بكثرة المال و الولد، و لكن الخير أن يعظم حلمك، و أن ينفعك علمك، و كتبت إليّ أنك نزلت الأرض المقدسة، و أن الأرض لا

ص: 440


1- الخبر في حلية الأولياء 200/1 و نقله الذهبي في سير الأعلام 548/1 من طريق شعبة.
2- بالأصل بالسين المهملة خطأ و الصواب ما أثبتناه.
3- بالأصل: «قسير» خطأ و الصواب ما أثبت ع م، و ضبط عن تقريب التهذيب.

تعمل لأحد، اعمل كأنك ترى و اعدد نفسك من الموتى(1).

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو عثمان الصابوني، أنا أبو طاهر محمّد بن الفضل بن محمّد بن إسحاق بن خزيمة، نا أبو العباس أحمد بن محمّد بن الحسين، نا سليمان - يعني ابن المغيرة - نا حميد بن هلال قال: أوخي بين سلمان الفارسي و أبي الدرداء، قال: فسكن أبو الدرداء الشام، و سكن سلمان الكوفة، قال:

فكتب أبو الدرداء إلى سلمان الفارسي: سلام عليك، أما بعد فإن اللّه رزقني بعدك مالا و ولدا، و نزلت الأرض المقدسة.

قال: فكتب إليه سلمان: سلام عليك، أما بعد فإنك كتبت إن اللّه رزقك مالا و ولدا و نزلت الأرض المقدسة، و اعلم أن الخير ليس بكثرة المال و الولد، و لكن الخير أن يعظم حلمك و أن ينفعك علمك، و كتبت إنك نزلت الأرض المقدسة، و أن الأرض المقدسة لا تعمل لأحد اعمل كأنك ترى، و اعدد نفسك في الموتى.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، أنا سعيد بن محمّد بن أحمد، أنا أبو علي زاهر بن أحمد، أنا إبراهيم بن عبد الصمد بن أبي بكر الزهري، نا مالك بن أنس(2) ، عن يحيى بن سعيد:

أن أبا الدرداء كتب إلى سلمان الفارسي: أن هلمّ إلى الأرض المقدسة، فكتب إليه سلمان: إن الأرض لا تقدس أحدا، و إنما يقدس الإنسان عمله، و قد بلغني أنه جعلت طبيبا، فإن كنت تبرئ فنعما لك، و إن كنت متطببا فاحذر أن تقتل إنسانا، فتدخل النار، فكان أبو الدرداء إذا قضى بين اثنين، ثم أدبرا عنه نظر إليهما و قال: متطبب و اللّه، ارجعا إليّ أعيدا علي قصتكما.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم(3) ، نا سليمان بن أحمد، نا محمّد بن عبد اللّه الحضرمي، نا يحيى بن إبراهيم بن محمّد بن أبي عبيدة بن معن، حدّثني أبي عن أبيه، عن الأعمش، عن أبي البختري قال: جاء الأشعث بن قيس و جرير بن عبد اللّه البجلي

ص: 441


1- نقله الذهبي في سير الأعلام 548/1.
2- موطأ الإمام مالك، جامع القضاة ح رقم 1455 و حلية الأولياء 205/1 و نقله الذهبي في السير 549/1 من طريق مالك في الموطأ.
3- حلية الأولياء 201/1 و نقله الذهبي في السير 549/1 من طريق أبي عبيدة بن معن.

إلى سلمان فدخلا عليه في خصّ في ناحية المدائن فأتياه فسلّما عليه و حيياه ثم قالا:

[أنت سلمان الفارسي ؟ قال: نعم، قالا:](1) أنت صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: لا أدري، فارتابا و قالا: لعله ليس الذي نريد. فقال لهما: أنا صاحبكما [الذي تريدان، و قد رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و جالسته، و إنما صاحبه من دخل معه الجنة، فما حاجتكما](2) قالا: جئناك من عند أخ لك بالشام، قال: من هو؟ قالا: أبو الدرداء، قال: فأين هديته التي أرسل بها معكما، قالا: ما أرسل معنا بهدية قال: اتقيا اللّه و أدّيا الأمانة، ما جاءني أحد من عنده إلاّ جاء معه بهدية، قالا: لا ترفع علينا هذا إن لنا أموالا فاحتكم فيها، قال: ما أريد أموالكما و لكن أريد الهدية التي بعث بها معكما. قالا: و اللّه ما بعث معنا بشيء إلاّ أنه قال: إن فيكم رجلا كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا خلا به لم يبغ أحدا غيره فإذا أتيتماه فأقرئاه مني السلام، قال: فأي هدية كنت أريد منكما غير هذا، و أي هدية أفضل من السلام تحية من عند اللّه مباركة طيبة.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، و محمّد بن موسى، قالا: نا أبو العباس الأصم، نا الربيع بن سليمان، نا أسد، نا عدي بن الفضل، عن حبيب الأعور، عن أبي رجاء، عن سلمان، قال: الناس ثلاثة:

سامع فعاقل [و سامع](3) فتارك، و سامع فعارف، و من الناس حامل داء، و منهم حامل شفاء، و من الناس من إذا ذكرت اللّه عنده أعاقك و أحب ذلك، و إن نسيت ذكرك، و من الناس إن ذكرت اللّه عنده لم يغنك، و إن نسيته لم يذكرك، فتواضع للّه و تخشع و خف اللّه يرفعك اللّه، و قل سلاما للقريب و البعيد فإن سلام اللّه لا يناله الظالمون، فإن رزقك علما فابتغ إليه كي تعلم مما علمك اللّه، فإن مثل العالم الذي يعلم كمثل رجل حامل سراج على ظهر الطريق فكل من مرّ به يستبصر به و يدعو له بالبركة و الخير، و إن مثل علم لا يقال به كصنم نائم لا يأكل و لا يشرب، زاد غير زاهر: و انّ مثل حكمة لا يخرج ككنز لا ينفع.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أحمد بن علي بن أبي عثمان، أنا الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا،

ص: 442


1- ما بين معكوفتين زيادة عن حلية الأولياء، و العبارة في الموضعين سقطت من الأصل و م.
2- زيادة لازمة للإيضاح عن م.
3- زيادة لازمة للإيضاح عن م.

حدّثني محمّد بن عبد الحميد، نا أبو المليح، عن ميمون بن مهران قال:

جاء رجل إلى سلمان فقال: يا أبا عبد اللّه أوصني، قال: لا تكلم(1) ، قال: ما يستطيع من عاش في الناس أن لا يتكلم. قال: فإن تكلمت فتكلم بحقّ أو اسكت، قال:

زدني، قال: لا تغضب، قال: أمرتني أن لا أغضب و إنه ليغشاني ما لا أملكه، قال: فإن غضبت فاملك لسانك و يدك، قال: زدني، قال: لا تلابس الناس، قال: ما يستطيع من عاش في الناس أن لا يلابسهم. قال: فإن لابستهم فاصدق الحديث و أدّ الأمانة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد، أنا أبو القاسم علي بن محمّد السّميساطي، أنا عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي، نا علي بن محمّد الخراساني، نا يونس بن عبد الأعلى، نا سليم بن ميمون الخوّاص، قال: و حدّثني غير واحد عن سفيان الثوري قال: قال سلمان الفارسي: إذا أظهرتم العلم و خزنتم العمل، و تحاببتم بالألسن، و تباغضتم بالقلوب لعنكم اللّه فأصمّكم، و أعمى أبصاركم.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن بن البنّا، قالا: أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا عمر بن إبراهيم بن أحمد، نا أبو القاسم البغوي، نا أبو خيثمة، نا جرير، عن الأعمش، عن عمرو بن مرّة، عن أبي البختري، حدّثني شيخ من عبس قال: صحبت سلمان فأردت أن أعينه، و أتعلم منه، و أن أخدمه قال: فجعلت لا أعمل شيئا إلاّ عمل مثله قال: فانتهينا إلى دجلة و قد مدت و هي تطفح فقلنا: لو سقينا دوابنا قال: فسقيناها ثم بدا لي أن أشرب فشربت، فلما رفعت رأسي قال لي سلمان: يا أخا بني عبس عد فاشرب قال: فعدت فشربت و ما أريده إلاّ كراهية أن أعصيه قال؛ ثم قال لي: كم تراك نقصتها؟ قال: قلت: يرحمك اللّه و ما عسى أن ينقصها شربي قال:

فكذلك العلم تأخذه و لا تنقصه شيئا، فعليك من العلم بما ينفعك.

أخبرتنا أمّ البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا أبو كريب، نا يحيى بن آدم، عن أبي بكر، عن الأعمش، عن غنيم بن قيس، عن زاذان قال:

مرّ رجل على سلمان و معه لحم فقال: أي شيء هذا؟ قال: لحم، قال: أي شيء تصنع به ؟ قال: آكله، فقال: باللّه تفكرت يوما قط لحم يأكل لحما.

ص: 443


1- كذا، و الظاهر: تتكلم.

و عن الأعمش، عن عمرو بن مرّة، عن أبي البختري، عن سلمان قال: مثل الرجل يلقى أخاه فيشكو إليه، فيفرج عنه، مثل اليدين تغسل(1) إحداهما الأخرى.

أخبرنا خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى بن علي، أنا علي بن الحسن بن الحسين الخلعي، أنا محمّد بن الفضل الفراء، نا أحمد بن أبي الموت أبو بكر.

ح و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل بن نظيف(2) المصري - بمكة - نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن أبي الموت - إملاء - نا محمّد بن علي بن زيد الصائغ، نا سعيد بن منصور، نا حماد بن يحيى الأبح، نا معاوية بن قرّة، قال:

قال سلمان الفارسي: ثلاث أعجبتني(3) حتى أضحكتني: مؤمل الدنيا و الموت يطلبه، و غافل و ليس بمغفول عنه، و ضاحك لا يدري أ ساخط عليه رب العالمين أم راض، و ثلاث أحزنني حتى أبكينني: فراق محمّد و حزبه، - أو قال: فراق(4) محمّد و الأحبة، شك حماد - و هول المطلع، و الوقوف بين يدي اللّه عز و جل، لا أدري إلى جنة يؤمر بي أم - و قال الشّحّامي: أو - إلى نار.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، نا القاضي أبو عمر محمّد بن يوسف، نا أحمد بن منصور، نا أبو ظفر، نا جعفر بن سليمان، عن عون العقيلي، عن بعض أصحابنا، عن سلمان قال:

ثلاث أضحكنني و ثلاث أبكينني، فأما اللاتي أضحكنني فمؤمل الدنيا و الموت يطلبه، و غافل و ليس بمغفول عنه، و ضاحك ملء فيه لا يدري أراض ربه عنه أو ساخط، و أما الذي(5) أبكينني: مفارقة الأحبة محمّد و حزبه، و هول المطلع، و موقفي غدا بين يدي اللّه عز و جل.

ص: 444


1- بالأصل: يغسل.
2- ترجمته في سير الأعلام 476/17.
3- كذا بالأصل و م، و الظاهر: أعجبنني حتى أضحكنني.
4- بالأصل: فواق، خطأ. و المثبت عن م.
5- كذا بالأصل، و الظاهر: اللاتي.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا عبد الرزاق بن عبد الكريم الحسناباذي، نا أحمد بن موسى الحافظ، نا محمّد بن محمّد بن عبد اللّه المقرئ، نا الحسين بن الكميت، نا غسّان بن الربيع، نا سليم(1) مولى الشعبي، عن الشعبي، عن سلمان قال:

أضحكني ثلاث و أبكاني ثلاث. فأما الذي أبكاني: فراق محمّد و حزبه، و هول المطلع عند غمرات الموت، و موقفي بين يدي اللّه عز و جل يوم يوم تكون السريرة علانية فلا أدري إلى النار أصير أم إلى الجنة، و الذي أضحكني: يؤمل الدنيا و الموت يطلبه، و غافل ليس بمغفول عنه، و ضاحك ملء فيه فلا يدري أرضي اللّه عنه أم أسخطه(2).

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أنا محمّد بن عبد الملك القرشي، أنا محمّد بن المظفّر، نا محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن إسحاق البصري - بالبصرة - نا سحبان بن زياد أبو سعيد، نا علي بن عاصم، عن حصين، عن عامر، و أبي وائل قالا:

سئل سليمان فقيل: يا أبا عبد اللّه و ما الذي أحزنك ؟ قال: فراق الأحبة محمّد و حزبه، و هول المطلع، و المقام بين يدي اللّه عز و جل، أخاف أن يجعل سريرتي علانية.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو القاسم الحرفي(3) - ببغداد - نا أحمد بن سليمان، نا معاذ بن المثنّى، نا عبد اللّه بن سوّار، نا حمّاد، أنا ثابت:

أن أبا الدرداء ذهب مع سليمان الفارسي يخطب عليه امرأة من بني ليث فذكر فضل سلمان و سابقته و إسلامه، و ذكر بأنه يخطب إليهم فتاتهم فلانة فقالوا: أما سلمان فلا نزوجه(4) و لكنا نزوجك، ثم خرج فقال يا أخي إنه قد كان شيء و إني لأستحي أن أذكره لك، قال: و ما ذاك ؟ قال: فأخبره أبو الدرداء بالخبر، فقال سلمان: أنا أحق أن أستحي

ص: 445


1- ترجمته في ميزان الاعتدال 232/2.
2- انظر حلية الأولياء 207/1.
3- ضبطت عن الأنساب، و اسمه: عبد الرّحمن بن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن محمّد البغدادي الحربي الحرفي، ترجمته في تاريخ بغداد 303/10 و في م: الحربي، خطأ.
4- بالأصل: تزوجه، و المثبت عن حلية الأولياء 200/1.

منك أن أخطبها و كان اللّه قضاها لك.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا زيد بن أبي هاشم العلوي بالكوفة، أنا أبو جعفر بن دحيم، نا إبراهيم بن عبد اللّه، أنا وكيع، عن الأعمش، عن سليمان بن ميسرة، و المغيرة بن شبل(1) ، عن طارق بن شهاب الأحمسي، عن سلمان الفارسي قال:

إذا كان الليل كان الناس منه على ثلاثة(2) منازل: فمنهم من له و لا عليه، و منهم من لا له و لا عليه، و منهم من عليه و لا له، قال طارق: فعجبت لحداثة سني و قلة فهمي.

فقلت: يا أبا عبد اللّه و كيف ذاك ؟ قال: أما من له و لا عليه فرجل اغتنم غفلة الناس و ظلمة الليل، [فتوضأ و صلّى، فذاك له لا عليه، و رجل اغتنم غفلة الناس و ظلمة الليل](3) يمشي في معاصي اللّه عز و جل فذاك عليه و لا له، و رجل نام حتى أصبح فذاك لا له و لا عليه.

قال طارق: فقلت: لأصحبن هذا فلا أفارقه، فضرب على الناس بعث، فخرج فيه فصحبته فكنت لا أفضله في عمل، إن أنا عجنت خبز، و إن خبزت طبخ. فنزلنا منزلا فبتنا فيه، و كانت لي ساعة من الليل أقومها. فكنت أتيقظ لها فأجده نائما فأنام، إلاّ أنه كان إذا تعارّ من الليل قال و هو مضطجع: سبحان اللّه و الحمد للّه، و لا إله إلاّ اللّه، و اللّه أكبر لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد، و هو على كل شيء قدير، حتى إذا كان قبيل الصبح قام فتوضّأ ثم ركع ركعات، فلما صلينا الفجر قلت: يا أبا عبد اللّه كانت لي ساعة من الليل أقومها و كنت أتيقظ لها فأجدك نائما فأقول صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خير مني نائم، فأنام قال: يا ابن أخ فأيش كنت تسمعني أقول، فأخبرته فقال: يا ابن أخ تلك الصلاة، إن الصلوات(4) الخمس كفارات لما بينهن ما اجتنب

ص: 446


1- شبل بكسر المعجمة و سكون الموحدة، و يقال بالتصغير البجلي الأحمسي، أبو الطفيل، قاله في تقريب التهذيب، و في حلية الأولياء 189/1 شبيل.
2- كذا بالأصل، و الظاهر: ثلاث باعتبار ما يلي، فمنازل جمع منزلة.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل فاضطرب المعنى، و الزيادة المضافة لاستقامة المعنى عن م، و انظر سير الأعلام 550/1 و حلية الأولياء 190/1.
4- بالأصل: الصلاة، و المثبت عن سير الأعلام.

المقتل، يا ابن أخ عليك بالقصد(1) فإنه أبلغ(2).

كتب إليّ أبو بكر عبد الغفار بن محمّد الشيروي، ثم حدّثني أبو المحاسن عبد الرزاق بن محمّد بن أبي نصر عنه، أنا أبو بكر الحيري، نا أبو العباس الأصم، نا محمّد بن إسحاق الصّغاني، نا معاوية بن عمر، و عن أبي إسحاق، عن الأعمش، عن عمارة، عن سعيد بن وهب قال:

دخلت مع سلمان على صديق له يعوده فقال: إن اللّه إذا ابتلى عبده المؤمن بشيء من البلاء ثم عافاه كان كفارة لما مضى، و مستعينا(3) فيما بقي، و إن الفاجر إذا أصابه اللّه بشيء من البلاء ثم عافاه كان كالبعير عقله أهله، ثم أطلقوه لا يدري فيما عقلوه، و لا فيما أطلقوه(4).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو المعالي الحسين بن حمزة بن الشعيري، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، أنا عمر بن شبّة، نا عبد الوهاب الثقفي، ح قال: و نا سعدان بن يزيد البزار، نا إسماعيل بن عليّة جميعا عن أيوب عن أبي قلابة:

أن رجلا دخل على سلمان و هو يعجن فقال: يا أبا عبد اللّه ما هذا؟ قال: بعثنا الخادم في عمل فكر هنا أن نجمع عليه عملين(5).

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا إسماعيل بن محمّد الصفار، نا أحمد بن منصور، نا عبد الرّزّاق، أنا معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة:

أن رجلا أتى سلمان الفارسي فوجده يعتجن(6) فقال: أين الخادم ؟ فقال: أرسلته

ص: 447


1- تقرأ بالأصل: بالقصر، و المثبت عن م، و انظر سير الأعلام و حلية الأولياء.
2- الخبر في حلية الأولياء 189/1-190 باختصار، و نقله الذهبي في سير الأعلام 549/1-550 من طريق وكيع.
3- كذا، و في حلية الأولياء: فيستعتب فيما بقي.
4- الخبر في حلية الأولياء 207/1.
5- الخبر في حلية الأولياء 200/1-201.
6- كذا بالأصل و م.

في حاجة، قال: لم يكن ليجتمع عليه شيئان(1): أن نرسله و لا نكفيه عمله، فقال له الرجل: إن أبا الدرداء يقرأ عليك السلام، قال: متى قدمت قال: منذ ثلاث، قال: أما إنك لو لم تؤدّها كانت أمانة عليك(2).

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عثمان بن عمرو بن محمّد، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد الرّحمن بن مهدي، نا سفيان، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب قال: قال سلمان: لأعد عراق(3) قدري مخافة الظن بخادمي.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن حسنون النرسي(4) ، نا محمّد بن إسماعيل الورّاق، نا أبو محمّد عبد اللّه بن إسحاق بن إبراهيم بن حمّاد المدائني، نا محمّد بن منصور الطوسي، نا الحسين بن محمّد - يعني المروذي -.

و أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن بن محمّد.

و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد الحافظ، أنا علي بن محمّد الأنباري، قالا: أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمّد بن مخلد، نا حاتم بن الليث، نا حسين بن محمّد، نا سليمان بن قرم(5) ، عن الأعمش، عن أبي وائل - و في حديث حاتم: عن شقيق (6)- قال: ذهبت أنا و صاحب لي إلى سلمان فقال: لو لا أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نهانا عن التكلّف لتكلّفت لكم. قال: ثم أتى - و في حديث حاتم قال: فجاءنا - بخبز و ملح، فقال صاحبي: لو كان في ملحنا صعتر فبعث سلمان بمطهرته فرهنها فجاء بصعتر، فلما أكلنا قال صاحبي: الحمد للّه الذي قنعنا بما رزقنا، فقال سلمان: لو قنعت لم تكن - و قال

ص: 448


1- في حلية الأولياء: عملين، أو قال: صنعتين.
2- في الحلية: كانت أمانة لم تؤدها.
3- بالأصل: عراف، بالفاء خطأ و الصواب: عراق بالقاف عن م. و عراق جمع عرق، و هو العظم إذا أخذ عنه معظم اللحم.
4- تقرأ بالأصل القرشي، خطأ و الصواب ما أثبت عن م. و قد تقدم التعريف به.
5- قرم بفتح القاف و سكون الراء كما في التقريب، و انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 418/2.
6- و هو شقيق بن سلمة، أبو وائل الأسدي الكوفي، ترجمته في سير الأعلام 161/4.

الطوسي: ما كانت - مطهرتي مرهونة(1).

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو عثمان الصابوني، أنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنا(2) ، [ح] و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو الحسن علي بن هبة اللّه بن عبد السلام قال: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا - و قال الفراوي: نا - شعبة، عن عمرو بن مرّة قال: سمعت أبا البختري يحدث: أن سلمان دعا رجلا إلى طعامه فجاء مسكين فأخذ كسرة فناوله، فقال سلمان: ضعها من حيث أخذتها، فإنما دعوناك لتأكل فما رغبتك أن يكون الأجر لغيرك و الوزر عليك(3) ؟.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ، ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ(4) ، أنا أبو محمّد بن حيّان(5) ، نا محمّد بن العباس بن أيوب، نا يعقوب الدّورقي، نا معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن أبي عثمان، عن سلمان قال: كان لا يفقه كلامه من شدة عجمته، و كان يسمي الخشب خشبان.

أنبأنا أبو طالب بن يوسف، أنا إبراهيم بن عمر الفقيه.

ح و أخبرنا أبو المعمّر المبارك بن أحمد الأنصاري، أنا المبارك بن عبد الجبار، نا أبو محمّد بن قتيبة قال في حديث سلمان أن أبا عثمان ذكره فقال: كان لا يكاد يفقه كلامه من شدة عجمته و كان يسمي الخشب خشبان.

رواه يعقوب بن إبراهيم، عن معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن أبي عثمان قال ابن قتيبة: أنا أنكر هذا الحديث، لأنه وصف فيه شدة عجمة سلمان، و أنه لم يكن يفقه كلامه، و قد قدّمنا من كلامه ما يضارع كلام فصحاء العرب(6).

ص: 449


1- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام من طريق سليمان بن قرم 551/1.
2- كذا بالأصل و م، و الزيادة ح علامة التحويل عن م.
3- الخبر في حلية الأولياء 200/1 و نقله الذهبي في سير الأعلام 550/1-551 من طريق شعبة.
4- الخبر في أخبار أصبهان 55/1.
5- بالأصل «حبان» و الصواب ما أثبت عن م.
6- و هذا ما ذهب إليه أيضا ابن الأثير فيما نقله عنه صاحب اللسان معقبا بعد ذكره الخبر. و قال الذهبي في سير الأعلام 552/1 و ذلك بعد ذكره الخبر عن عجمة سلمان، و إنكار ابن قتيبة ذلك قال: قلت: وجود الفصاحة لا ينافي وجود العجمة في النطق، كما أن وجود فصاحة النطق من كثير من العلماء غير محصل للأعراب.

فإن كان إنما استدل على عجمته بقوله للخشب خشبان، و هذا في اللغة صحيح جيد، و له مخرجان:

أحدهما أن يجعله جمعا لخشب فيكون جمع الجمع مثل جمل و جملان، و سلق و سلقان و نحوه مما جاء على فعل ساكن العين سمن و سمنان، و بطن و بطنان.

و المخرج الآخر: أن يجمع خشبة فيقول خشب ساكنة الشين ثم يزيد الألف و النون فتقول خشبان كما تقول سود ثم تقول سودان، و حمر ثم تقول حمران و لا أدري ممن سمعت في صفة قتلى:

كأنهم بجنوب القاع خشبان(1)

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا أبو بكر محمّد بن سهل التميمي، نا عبد الرّزّاق، أنا جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس قال: دخل عبد اللّه بن مسعود، و سعد على سلمان عند الموت ؟ فبكى فقيل له: ما يبكيك يا أبا عبد اللّه أجزع من الموت قال: لا و لكن عهد إلينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عهدا لم نحفظه قال:

ليكن بلاغ أحدكم من الدنيا كزاد الراكب.

أخبرنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا أبو علي الحسن بن عبد اللّه بن سعيد، نا محمّد بن تمام، نا مؤمّل - هو - ابن اهاب، نا عبد الرزاق، عن جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس قال:

دخل سعد على سلمان يعوده فوجده يبكي، قال: ما يبكيك أبا عبد اللّه أ لست قد صحبت النبي صلى اللّه عليه و سلم ؟ أ لست ؟ أ لست(2) ؟ قال: ما أبكاني صبابة الدنيا و لا كراهية الآخرة، و لكن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عهد إلينا عهدا فلا أراني إلاّ قد تعدّيت، قال: و ما عهد إليكم ؟ قال: عهد إلينا أن يكون زاد أحدنا من الدنيا كزاد الراكب، و ما أراني إلاّ قد تعدّيت، و أما أنت يا سعد فاتق اللّه في حكمك إذا حكمت، و في قسمك إذا قسمت.

ص: 450


1- الشعر في اللسان بدون نسبة (اللسان: خشب).
2- استدركت عن هامش الأصل و بجانبها كلمة صح.

أخبرناه عاليا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنا أبو القاسم طلحة بن أحمد بن محمّد بن إبراهيم القصّار، أنا أبو علي الحسن بن علي بن أحمد البغدادي، نا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد الكريم الرازي، نا أبو علي الحسن بن أبي الربيع الجرجاني، أنا عبد الرّزّاق بن همّام، أنا جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس قال:

اشتكى سلمان فعاده سعد فرآه يبكي فقال له سعد: ما يبكيك يا أخي ؟ أ لست قد صحبت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ أ لست ؟ أ لست ؟ فقال: ما أبكاني واحدة من اثنتين، ما أبكاني صبابة بالدنيا، و لا كراهية للآخرة، و لكن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عهد إلينا أنه يكفي أحدكم مثل زاد الراكب، فلا أراني إلاّ قد تعديته، و أما أنت يا سعد اتق اللّه وحده عند حكمك إذا حكمت، و عند قسمك إذا قسمت، و عند همك إذا هممت.

قال: [ثابت](1) فبلغني أنه ما ترك إلاّ بضعة و عشرين درهما نفيقة كانت عنده.

أخبرنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي قال: قرأت على القاضي أبي الحسن محمّد بن الحسن بن عتيق بن الرّوّاس، و على الشيخ أبي محمّد علي بن زيد بن أحمد التّنّيسي - بتنيس - قلت لهما: أخبركم أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف بن نصر بن أحمد الشّيباني فيما قرئ عليه، نا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاّد، نا الحارث بن محمّد بن أبي أسامة التميمي، نا معاوية بن عمرو، نا زائدة، عن الأعمش، عن أبي سفيان قال: دخل سعد على سلمان يعوده فقال له: أبشر أبا عبد اللّه مات رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو عنك راض، و ترد عليه الحوض، قال: فقال سلمان: كيف يا سعد و قد سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«يكون بلغة أحدكم من الزاد مثل زاد الراكب حتى يلقاني» و لا أدري ما هذه الأساود حولي قال: فبكيا جميعا ثم قال له سعد: أوصني يا أبا عبد اللّه، قال: اذكر اللّه عند همّك إذا اهتممت، و عند حكمك إذا حكمت، و عند يدك إذا قسمت (2)[4850].

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، نا أبو الفضل عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن، أنا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، نا محمّد بن هارون الرّوياني، نا محمّد بن المثنّى، نا محمّد بن عمّار، أنا جرير، عن الأعمش، عن أبي سفيان قال: دخل سعد

ص: 451


1- زيادة عن م.
2- انظر حلية الأولياء 195/1-196.

على سلمان يعوده فقال: أبشر يا أبا عبد اللّه توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو عنك راض، ترد عليه الحوض، فقال: كيف يا سعد و قد سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«ليكن بلغة أحدكم من الدنيا مثل زاد الراكب حتى يلقاني» و ما أدري ما هذه الأساود حولي، قال: فبكيا جميعا ثم قال له سعد: يا أبا عبد اللّه أوصني، قال: اذكر اللّه عند همّك إذا هممت، و عند حكمك إذا حكمت، و عند يدك إذا قسمت [4851].

قال: و نا محمّد بن هارون، نا محمّد بن إسحاق، أخبرني أصبغ بن الفرج، أخبرني ابن وهب، أخبرني أبو هانئ، أخبرني أبو عبد الرّحمن الحبلي(1) ، عن عاصم(2) بن عبد اللّه، عن سلمان الخير: أنه حين حضره الموت عرفوا منه بعض الجزع، فقالوا له: ما يجزعك يا أبا عبد اللّه ؟ قال: كانت لي(3) سابقة في الخير شهدت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مغازي حسنة و فتوحا عظاما، قال: فحدّثني أن حبيبنا فارقنا عهد إلينا فقال: «ليكفي المؤمن منكم كزاد الراكب»، فهذا الذي أحزنني فجميع قيمة متاعه خمسة عشر دينارا [4852].

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أخبرني إبراهيم بن عصمة بن إبراهيم، نا أبي، نا يحيى بن يحيى، أنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن أشياخه قال: دخل سعد على سلمان يعوده قال: فبكى، فقال له سعد: ما يبكيك يا أبا عبد اللّه توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو عنك راض و ترد عليه الحوض، و تلقى أصحابك قال: فقال سلمان: أما إني لا أبكي جزعا من الموت و لا حرصا على الدنيا، و لكن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عهد إلينا عهدا قال: «ليكن بلغة أحدكم من الدنيا مثل زاد الراكب» و حولي هذه الأساود - و إنما حوله إجانة(4) و جفنة و مطهرة، قال:

فقال له سعد: يا أبا عبد اللّه أعهد إلينا بعهد نأخذ به بعدك، قال: فقال: يا سعد اذكر اللّه

ص: 452


1- بالأصل: «الجملي» و المثبت عن م، و انظر حلية الأولياء 197/1 و هذه النسبة إلى بني الحبلي حي من اليمن من الأنصار كما في الأنساب و كتب محققه بحاشيته: ليس من بني الحبلي الأنصاريين، إنما هو من المعافر.
2- في الحلية: عامر بن عبد اللّه.
3- كذا بالأصل، و العبارة في حلية الأولياء 197/1 هي تتمة كلام المتحدثين مع سلمان و فيها: كانت لك سابقة...
4- هي وعاء لغسل الثياب.

عند همّك إذا هممت، و عند يدك إذا قسمت، و عند حكمك إذا حكمت(1).

قال: و أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السّماك، نا حنبل بن إسحاق، نا حجّاج بن المنهال، نا حمّاد بن سلمة، عن حميد و حبيب عن الحسن: أن سعدا دخل على سلمان فبكى فقيل له: يا أبا عبد اللّه ما يبكيك ؟ قال: ما أبكي صبابة إليكم و لا رغبة في دنياكم، و لكن أبكي على عهد عهده إلينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«ليكن بلاغ أحدكم من الدنيا كزاد الراكب» (2)[4853].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو سعيد محمّد بن علي الخشّاب، و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، قالا: أنا أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف الأصبهاني، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا أحمد بن عمرو القطراني(3) ، و عبد الرّحمن بن خلف، قالا: نا عمرو بن مرزوق، نا زائدة، عن الأعمش، عن أبي سفيان قال: دخل سعد على سلمان يعوده فقال: أبشر يا أبا عبد اللّه مات رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو عنك راض، فقال سلمان: فكيف يا سعد و قد سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«ليكن بلغة أحدكم من الدنيا كزاد الراكب حتى يلقاني» و لا أدري ما هذه الأساود حولي، قال: فبكيا جميعا [4854].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن علي بن محمّد بن عبيد اللّه بن عبد الصمد، أنا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن القاسم، نا محمّد بن سعيد بن عبد الرّحمن بن إبراهيم، نا هلال بن العلاء، نا أبي، نا سليمان بن صهيب العطّار الرّقّي، عن فرات بن سلمان، عن سليمان عن الحسن قال:

أمّر سعد بن أبي وقاص على الكوفة و بها سلمان الخير قال: فخرج سعد يوما يسير على حمار له في السوق و عليه قميص سنبلانيّ(4) فلقي سلمان، فلما رآه مقبلا إليه بكى،

ص: 453


1- الخبر في حلية الأولياء 195/1-196 من طريق أبي أحمد محمد بن أحمد بسنده عن أبي سفيان عن أشياخه.
2- الخبر في حلية الأولياء 196/1 و فيها: حمّاد بن سلمة عن حبيب عن الحسن، و حميد عن مورق العجلي.
3- انظر ترجمته في سير الأعلام 506/13. و القطراني ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى القطران و بيعه.
4- ثوب سنبلاني أي سابغ الطول، قال ابن الأثير في النهاية: يقال ثوب سنبلاني، و سنبل ثوبه إذا أسبله و جرّه من خلفه أو أمامه. قال: قال الهروي: يحتمل أن يكون منسوبا إلى موضع من المواضع (النهاية: سنبل).

فانتهى إليه سعد فسلّم عليه و قال: ما يبكيك أبا عبد اللّه ؟ قال: و ما لي لا أبكي و قد سمعت نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«يكفيك من الدنيا كزاد الراكب» و أرى عليك قميصا سنبلانيا، و أنت على حمار؟ فقال له سعد: أوصني يا أبا عبد اللّه، قال: اذكر ربك عند حكمك إذا حكمت، و اذكر اللّه عند قسمك إذا قسمت، و اتق اللّه في همّك إذا هممت قال: ثم قال الحسن: حلما حكما (1)- و في نسخة أخرى: علما - ثم قال: اتق اللّه يا ابن آدم في همّك، فإن كان همّ خير فامضه، و إن كان همّ شرّ فدعه [4855].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن صفوان، نا عبد اللّه بن أبي الدنيا، نا شريح و إسحاق بن إسماعيل قالا: نا هشيم، عن منصور، عن الحسن قال:

لما حضرت سلمان الوفاة بكى فقيل له: ما يبكيك يا أبا عبد اللّه و أنت صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: ما أبكي جزعا على الدنيا، و لكن عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلينا عهدا فتركنا عهده. عهد إلينا: أن تكون بلغة أحدنا من الدنيا كزاد الراكب، فلما مات نظر فيما ترك فإذا قيمته ثلاثون درهما.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا إسحاق بن إسماعيل، نا هشيم، أنا منصور بن زاذان، عن الحسن قال:

لما حضر سلمان بكى، فقالوا: ما يبكيك و أنت صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال: ما أبكي أسفا على الدنيا، و لا رغبة فيها، و لكن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عهد إلينا عهدا فتركناه، قال: «ليكن بلغة أحدكم مثل زاد الراكب» قال: فبلغ ما ترك بضعا(2) و عشرين أو بضعا(3) و ثلاثين درهما [4856].

أخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن النّقّور، أنا

ص: 454


1- كذا بالأصل و م.
2- كذا بالأصل و صوابه: بضعة.
3- كذا بالأصل و صوابه: بضعة.

عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا سريج بن يونس، نا هشيم، عن منصور، عن الحسن قال:

لما حضر سلمان الموت بكى فقيل له: ما يبكيك أبا عبد اللّه و أنت صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ فقال: ما أبكي جزعا على الدنيا، و لكن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عهد إلينا عهدا فتركنا عهده، أن تكون(1) بلغة أحدنا من الدنيا كزاد الراكب، فلما مات نظر فيما ترك فإذا نحو من قيمة ثلاثين درهما.

و أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا هشيم، عن منصور، عن الحسن قال:

لما احتضر سلمان بكى و قال: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عهد إلينا عهدا فتركنا عهده إلينا أن يكون بلغة أحدنا من الدنيا كزاد الراكب. قال: ثم نظر فيما ترك فإذا قيمة ما ترك بضعة و عشرين درهما أو بضعة و ثلاثين درهما.

و أخبرناه أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو(2) محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا إسماعيل بن إبراهيم، نا يونس، عن الحسن قال:

اشتكى سلمان فدخل عليه سعد يعوده فبكى سلمان فقال له: ما يبكيك يا أبا عبد اللّه ؟ قال: و اللّه ما أبكي حبا للرجعة إليكم، و لا حرصا على الدنيا. قالوا: فمه ؟ قال: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عهد إلينا عهدا فلم انته إليه أنا و لا أنتم، أما أنت أيها الأمين(3) فاذكر اللّه عند همّك إذا هممت، و اذكر اللّه عند لسانك إذا حكمت، و اذكر اللّه عند يدك إذا قسمت، قوموا عني.

و أخبرناه أعلى من هذا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسين بن علي، أنا أبو الحسن بن المظفّر، نا محمّد بن محمّد الباغندي، نا شيبان، نا جرير، نا الحسن قال:

لما مرض سلمان الفارسي أتاه سعد بن أبي وقاص يعوده فبكى سلمان فقال له

ص: 455


1- بالأصل: يكون.
2- سقطت من الأصل و كتبت فوق الكلام بين السطرين.
3- كذا بالأصل، و لعله: الأمير، كما سترد في الرواية التالية.

سعد: ما يبكيك يا أبا عبد اللّه قد صحبت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و كنت معه ؟ فقال: و اللّه ما أبكي جزعا على الدنيا، و لا حرصا على الرجعة إليكم، و لكني ذكرت عهدا عهده إلينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و اللّه ما أرانا إلاّ قد ضيعناه سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول: «ليكن بلاغكم من الدنيا كزاد الراكب» أما أنت أيها الأمير فاتّق اللّه في حكمك إذا حكمت، و في قسمك إذا قسمت، و في همّك إذا هممت قال الحسن: و هاهنا و اللّه تزايد عما(1) كثيرا.

رواه أبو يعلى عن شيبان فقال: عن أبي الأشهب جعفر بن حيّان بدلا من جرير [4857].

أخبرتنا به أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا شيبان، نا أبو الأشهب، نا الحسن قال:

لما نزل بسلمان الموت بكى فقيل له: ما يبكيك أبا عبد اللّه ؟ قال: أخشى ألاّ نكون(2) حفظنا وصية رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، كان يقول: «ليكن بلاغكم من الدنيا كزاد الراكب» [4858].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا محمّد بن أبي عدي، نا حميد الطويل، عن مورّق العجلي(3) عن بعض أصحابه ممن أدرك سلمان، قال:

دخلنا على سلمان في وجعه الذي مات فيه فبكى، فقلنا له: ما يبكيك يا أبا عبد اللّه ؟ قال: و اللّه ما أبكي صبابة إليكم، و لا ضنّا بصحبتكم، و لكن أبكي لعهد عهده إلينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فلم نأخذ به، قال: «ليكن بلاغكم من الدنيا كزاد الراكب» فلم نرض(4) بذلك حتى جمعنا ما ترون، قال: فقلبنا أبصارنا في البيت فلم نر إلاّ إكافا و فرطاطا. و الفرطاط: البرذعة التي تكون تحت الإكاف.

أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا إبراهيم السامي، نا حمّاد - هو - ابن سلمة، عن

ص: 456


1- كذا بالأصل: «تزايد عما كثيرا» و في م: «غما».
2- بالأصل: يكون.
3- ترجمته في سير الأعلام 353/4.
4- بالأصل: لم يرض.

علي بن زيد، عن سعيد بن المسيّب، و عن حميد عن مورّق العجلي:

أن سعد بن مالك، و عبد اللّه بن مسعود دخلا على سلمان يعودانه فبكى، فقالا:

ما يبكيك يا أبا عبد اللّه ؟ قال: عهد عهده إلينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لم يحفظه(1) أحد منا قال:

«ليكن بلاغ أحدكم من الدنيا كزاد الراكب» قال مورق: فنظروا في بيته فإذا إكاف و مرطاق(2) قيمة عشرين درهما (3)[4859].

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ(4) ، نا أبو عمرو بن حمدان، نا الحسن - هو - ابن سفيان، نا علي بن حجر، نا حمّاد بن عمرو، عن سعيد بن معروف، عن سعيد بن سوقة قال:

دخلنا على سلمان الفارسي نعوده و هو مبطون فأطلنا الجلوس عنده فشق عليه فقال لامرأته: ما فعلت بالمسك الذي جئنا به من بلنجر؟(5) فقالت: هو ذا، قال: ألقيه في الماء ثم اضربي بعضه ببعض، ثم انضحى حول فراشي فإنه الآن يأتينا قوم ليسوا بإنس و لا جنّ ففعلت، و خرجنا عنه ثم أتيناه فوجدناه قد قبض.

أخبرناه أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنا الفضيل بن يحيى، أنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر، نا الدّوري، نا عبيد اللّه بن موسى، أنا شيبان، عن فراس، عن الشعبي [قال:] حدّثني الحارث عن امرأة سلمان بقيرة أنها قالت لما حضره الموت: دعاني(6) و هو في علية لها أربعة أبواب فقال: افتحي هذه الأبواب يا بقيرة فإن(7) لي اليوم زوارا لا أدري من أيّ هذه الأبواب يدخلون علي، ثم دعا بمسك فقال: أو خفيه(8) في تور ففعلت

ص: 457


1- بالأصل: يحفظ، و المثبت عن الحلية.
2- كذا رسمها بالأصل.
3- الخبر في حلية الأولياء 196/1 بسنده عن سعيد المسيّب.
4- الخبر في حلية الأولياء 207/1.
5- بلنجر: مدينة ببلاد الخزر (ياقوت).
6- بالأصل: قال دعاني، حذفنا «قال» فهي مقحمة.
7- بالأصل: «قال»، و الصواب ما أثبت عن سير الأعلام.
8- بالأصل: «أوجفيه» خطأ و الصواب ما أثبت: و أوخفيه أي اضربيه بالماء، و في سير الأعلام: «أديفيه» و في الحلية: أذيفيه (انظر اللسان و النهاية: و خف - و وف).

[قال:] ثم انضحيه حول فراشي، ثم انزلي، فامكثي، فسوف تطلعي عليّ فتريني على فراشي، فاطلعت إليه فإذا هو قد أخذ روحه، فكأنه نائم على فراشه أو نحو من هذا(1).

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب(2) ، أخبرني الأزهري، نا عبد الرّحمن بن عمر الخلال، نا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي قال: قد كان سلمان الفارسي نزل الكوفة في خلافة عثمان و توفي بالمدائن و قبره هناك.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(3) قال في الطبقة الثانية من المهاجرين و الأنصار ممن لم يشهد بدرا و لهم إسلام قديم منهم سلمان الفارسي.

أخبرنا محمّد بن عمر قال: توفي سلمان الفارسي في خلافة عمر(4) بالمدائن.

و بخط ابن حيّوية تحت عمر: عثمان بن عفان، و لم يخط على عمر، و الصواب عثمان.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد قال: رأيت في كتاب محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر قال:

توفي سلمان بالمدائن في خلافة عثمان، و قال ابن زنجويه: بلغني أن سلمان توفي سنة ست و ثلاثين(5) قبل الجمل، قال البغوي: و قد روى سلمان عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أحاديث صالحة.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا علي بن أحمد بن البسري، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم قال: سنة ست و ثلاثين توفي فيها سلمان بالمدائن(6)

ص: 458


1- الخبر في حلية الأولياء 208/1 و نقله الذهبي في سير الأعلام 553/1 من طريق شيبان. و في الحلية: عن الشعبي قال حدثني الجزل (كذا) بدل الحارث.
2- تاريخ بغداد 164/1.
3- طبقات ابن سعد 93/4.
4- كذا، و في ابن سعد: «في خلافة عثمان» و هو الصواب و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب.
5- انظر سير الأعلام 554/1 و تهذيب التهذيب 370/2.
6- انظر سير الأعلام 554/1 و تهذيب التهذيب 370/2.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن زريق، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب(1): قد ذكرنا فيما تقدم القول بأن سلمان توفي في خلافة أمير المؤمنين عثمان بن عفان. أخبرنا علي بن محمّد السمسار، أنا عبد اللّه بن عثمان الصفار، نا عبد الباقي بن قانع أن سلمان توفي بالمدائن في سنة ست و ثلاثين، فعلى هذا القول كانت وفاته في خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن علي بن أحمد، أنا أحمد بن إسحاق النهاوندي، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط(2) ، قال: سنة سبع و ثلاثين فيها مات سلمان الفارسي.

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه.

ح و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب(3) قالا: أنا أبو نعيم الحافظ، نا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر قال: سمعت جعفر بن أحمد بن فارس يقول: سمعت العباس بن يزيد يقول لمحمّد بن النعمان:

يقول أهل العلم: عاش سلمان ثلاثمائة سنة و خمسين سنة، فأما [إلى] مائتين و خمسين فلا يشكون فيه.

قال أبو نعيم: و كان من المعمرين، قيل إنه أدرك وصي عيسى بن مريم، و أعطي علم الأول و الآخر، و قرأ الكتابين(4).

ص: 459


1- تاريخ بغداد 171/1.
2- لم يرد اسمه فيمن مات سنة 37 في تاريخ خليفة، إنما ذكره خليفة فيمن مات سنة 36، انظر صفحة 190 و قد ذكر خليفة في طبقاته ص 33 أنه توفي سنة 36 و قد نقل الذهبي في السير 555/1 عن خليفة أنه قال توفي سلمان سنة 37 و وهمه في ذلك. و نقل أيضا ابن حجر عن خليفة في تهذيب التهذيب مثل ذلك أيضا.
3- تاريخ بغداد 164/1.
4- عقب الذهبي في سير الأعلام 555/1 على مختلف الأقوال في سنة قال: و قد فتشت فما ظفرت في سنة بشيء سوى قول البحراني (هو العباس بن يزيد، تقدم قوله) و ذلك منقطع لا إسناد له. و مجموع أمره و أحواله، و غزوة، و همّته و تصرفه، و سفّه للجريد، و أشياء مما تقدم ينبئ بأنه ليس بمعمر و لا هرم فقد فارق وطنه و هو حدث، و لعله قدم الحجاز و له أربعون سنة أو أقل، فلم ينشب أن سمع بمبعث النبي صلى اللّه عليه و سلم ثم هاجر فلعله عاش بضعا و سبعين سنة، و ما أراه بلغ المائة و قد ذكرت في تاريخي الكبير (يعني تاريخ الإسلام) أنه عاش مائتين و خمسين سنة، و أنا الساعة لا أرتضى ذلك و لا أصححه.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا أبو صالح، حدّثني الليث، حدّثني يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيّب أنه قال:

إن سلمان الفارسي و عبد اللّه بن سلام التقيا فقال أحدهما لصاحبه: إن لقيت ربك قبلي فأخبرني ما ذا لقيت منه، فقال أحدهما لصاحبه: أو يلقى الأحياء الأموات ؟ قال:

نعم، أما المؤمنون فإن أرواحهم في الجنة و هي تذهب حيث شاءت قال: فتوفي أحدهما قبل صاحبه فلقيه الحي في المنام فكأنه سأله، فقال الميت: توكل و أبشر فلم أر مثل التوكل قط، سلمان مات قبل ابن سلام(1).

2600 - سلمان بن جعفر بن فلاح أبو تميم

2600 - سلمان بن جعفر بن فلاح أبو تميم(2)

ولي إمرة دمشق من قبل المصريين يوم الاثنين لست بقيت من رجب سنة سبع و ثمانين و ثلاثمائة، و كان قبل هذه الولاية قد بعثه الملقب بالعزيز إلى الشام في حال تغلب قسام على دمشق في سنة تسع و ستين و ثلاثمائة فنزل بظاهر دمشق(3) ، و لم يمكنه دخول البلد، و كتب قسام إلى الملقب بالعزيز أنه مقيم على طاعته فوردت رسل العزيز إلى سلمان بن فلاح يأمره بالرحيل عن دمشق، فرحل عنها بعد أن أقام بها أشهرا و وليها أبو محمود المغربي، و لم يكن له أيضا مع قسام أمر، و ولي سلمان بن جعفر بن فلاح دمشق مرة ثانية بعد ينجوتكين(4) فأرسل أخاه علي بن فلاح فتسلم البلد ثم قدم سلمان و كان حسن السيرة على ما قيل، فأقام على ظاهر البلد لا يأمر و لا ينهى حتى بلغه عزل ابن عمّار، الذي كان يلي تدبير أمّ الملقب بالحاكم فعزله عن دمشق، فرحل عنها يوم الثلاثاء السابع عشر من ذي الحجة من سنة سبع و ثمانين و ثلاثمائة، و ولي جيش ابن

ص: 460


1- الخبر في حلية الأولياء 205/1 و نقله الذهبي في سير الأعلام 556/1-557. و قال الذهبي: مات سلمان قبل عبد اللّه بسنوات.
2- ترجمته في ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ص 23 و ما بعدها و فيه: سليمان بدل سلمان.
3- نزل في بستان الوزير بزقاق الرمان كما في ذيل تاريخ دمشق ص 23.
4- في ابن القلانسي: منجوتكين.

الصمصامة دمشق و الشام و أمر أن يستخلف بشارة على دمشق.

حدّثنا الفقيه أبو الحسن قال: دفع إليّ مجير الكتامي ورقة فيها: أسماء الولاة بدمشق فكان فيها سلمان بن فلاح في سنة إحدى و ثمانين و ثلاثمائة.

قرأت بخط عبد المنعم بن علي بن النحوي، وصل علي بن فلاح إلى دمشق واليا من قبل أخيه سلمان في يوم الجمعة لخمس و عشرين ليلة خلت من جمادى الأولى سنة سبع و ثمانين، و قدم سلمان بن فلاح إلى دمشق و نزل في الشماسية في يوم الأحد لأربع و عشرين ليلة خلت من رجب سنة سبع و ثمانين و انتقل إلى قصر السلطان صبيحة هذا اليوم يوم الاثنين.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر علي بن هبة اللّه(1) قال: أما فلاح بالفاء و الحاء المهملة: سلمان بن فلاح كاتب شاعر مليح الشعر أظنه من المغرب، و.....(2) بمصر.

2601 - سلمان بن حمزة بن الخضر بن العباس أبو تميم السّلمي الحداد

أخو شيخنا أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة.

سمع أبا القاسم الحنّائي، و أبا بكر الخطيب، و أبا الحسن بن أبي الحديد، و عبد العزيز الكتاني، و أبا علي الحسين بن أحمد بن أبي حريصة، و أبا الحسين بن مكي، و أبا نصر بن طلاّب، و جماعة سواهم، و كان يتولّى جبانة أوقاف المقربين(3) مدة، و وليها ابنه بعده عبد الرّحمن بن سلمان. و حدث بشيء يسير.

كتب عنه عمر بن أبي الحسن الدّهستاني، و أبو محمّد بن صابر.

ذكر أبو محمّد بن الأكفاني: أن سلمان بن حمزة بن الخضر السلمي توفي في يوم السبت التاسع و العشرين من جمادى الآخرة سنة خمس و تسعين و أربعمائة بدمشق.

ص: 461


1- لم أعثر على الخبر في الاكمال لابن ماكولا.
2- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل و م. و صورتها: «و تدير».
3- كذا بالأصل و م.

2602 - سلمان بن ربيعة بن يزيد بن عمرو ابن سهم بن نضلة بن غنم بن قتيبة بن...

2602 - سلمان بن ربيعة بن يزيد بن عمرو ابن سهم بن نضلة(1) بن غنم بن قتيبة بن معن بن مالك ابن أعصر - و هو منبه - بن سعد بن قيس عيلان بن مضر أبو عبد اللّه الباهلي(2)

يقال إن له صحبة. و شهد فتوح الشام مع أبي أمامة الباهلي، ثم سكن العراق و ولاّه عمر قضاء الكوفة، ثم ولي غزو أرمينية في خلافة عثمان فقتل ببلنجر.

حدّث عن عمر بن الخطاب.

روى عنه أبو وائل شقيق بن سلمة، و الصّبيّ(3) بن معبد، و عدي بن عدي الكندي، و عمرو بن ميمون الأودي.

و بلغني أنه كان يغزو سنة و يحج سنة.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو حامد أحمد بن سهل بن إبراهيم بن سهل الأنصاري(4) ، نا أبو قريش محمّد بن جمعة بن خلف القهستاني(5) الحافظ من لفظه، نا محمّد بن شبّويه، نا عبد الرّزّاق، أنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن سلمان بن ربيعة، عن عمر أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قسم بين قومه قسما فقلت: يا رسول اللّه، غير هؤلاء كانوا أحق، فقال:

«إنهم يخيروني بين أن يسألوني بالفحش و لست بباخل» [4860].

أخبرناه عاليا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو محمّد بن أخي الإمام، نا محمّد بن قدامة، نا جرير، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن سلمان بن ربيعة قال: قال عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه:

ص: 462


1- في أسد الغابة و الإصابة و تهذيب التهذيب: ثعلبة.
2- ترجمته في الاستيعاب 61/2 هامش الإصابة، أسد الغابة 263/2 الإصابة 61/2 تهذيب التهذيب 368/2 الوافي بالوفيات 310/15 و جمهرة ابن حزم ص 244 تاريخ بغداد 206/9.
3- ضبطت عن تقريب التهذيب بالتصغير.
4- ترجمته في سير الأعلام 445/16.
5- ترجمته في سير الأعلام 304/14. و ضبطت القهستاني عن الأنساب، و هذه النسبة إلى قهستان و هي ناحية بخراسان، بين هراة و نيسابور، فيما بين الجبال (الأنساب: القهستاني).

قسم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قسما فقلت: يا رسول اللّه لغير هؤلاء كان أحق به منهم، قال: «إنهم خيروني أن يسألوني بالفحش أو ينحلوني و لست بباخل» [4861].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل الحافظ، أنا محمّد بن أحمد بن علي بن شكرويه(1) ، أنا أبو بكر بن مردويه(2) ، أنا أبو بكر الشافعي، نا أبو المثنّى معاذ بن المثنّى، نا مسدّد بن مسرهد(3) ، نا يحيى، نا ابن جريج، حدّثني هارون بن أبي عائشة عن عدي بن عدي الكندي، عن سلمان بن ربيعة قال:

نظرنا عمر بن الخطاب يوم النفر الأول فخرج علينا تقطر لحيته ماء في يديه حصيات و في جزته(4) حصيات، ماشيا يكبّر في طريقه حتى أتى الجمرة الأولى فرماها، ثم مضى حتى انقطع من نصص(5) الحصا حيث لا يناله حصا من رمى ثم دعا ساعة ثم مضى إلى الجمرة الوسطى، ثم الأخرى.

ذكر أبو الحسن أحمد بن يحيى المنجّم، نا أبي، حدّثني أحمد بن يحيى بن جابر قال: و حدّثني أحمد بن سلمان الباهلي عن السهمي عن أشياخه: أن سلمان بن ربيعة غزا الشام مع أبي أمامة الصّديّ بن عجلان الباهلي فشهد مشاهد المسلمين هناك ثم خرج إلى العراق فيمن خرج من المدد إلى القادسية متعجلا فشهد الوقعة، و أقام بالكوفة و قتل ببلنجر(6).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمّد، عن الهيثم بن عدي، عن ابن عياش في أسماء أهل الكوفة من أصحاب عمر من التابعين: سلمان بن ربيعة الباهلي، و هو أول من قضى بالكوفة.

أخبرنا أبو البركات أيضا، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا يوسف بن رباح بن

ص: 463


1- بالأصل: سكرويه بالسين المهملة و الصواب ما أثبت بالشين عن م، انظر ترجمته في سير الأعلام 493/18.
2- بالأصل: مرويه، خطأ و الصواب ما أثبت عن م.
3- ترجمته في تقريب التهذيب 242/2.
4- كذا رسمها بالأصل و م.
5- كذا رسمها بالأصل و م.
6- انظر فتوح البلدان للبلاذري ط دار الفكر بيروت ص 2688.

علي، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا أبو بشر محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل الكوفة:

سلمان بن ربيعة من باهلة ولي لعمر القضاء.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي، أنا عبد اللّه بن أحمد الرّبعي، نا إسماعيل بن إسحاق، نا نصر بن علي قال:

خبرنا(1) الأصمعي قال: سلمان بن ربيعة من العميات(2).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العز الكيلي، قالا: أنا أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون قالا: - أنا محمّد بن الحسن الأصبهاني، أنا محمّد بن أحمد الأهوازي، أنا عمر بن أحمد، نا خليفة بن خياط(3) قال في الطبقة الأولى من تابعي أهل الكوفة: سلمان بن ربيعة أحد بني ثعلبة بن وائل بن معن بن مالك بن أعصر بن سعد(4) بن قيس بن عيلان(5) ، قتل ببلنجر في بلاد أرمينية يقال: سنة تسع(6) و عشرين، و يقال: ثلاثين، و يقال: إحدى و ثلاثين. كلّ قد قيل.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا(7) ، نا محمّد بن سعد: قال في الطبقة الأولى بعد أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم من أهل الكوفة ممن روى عن عمر، و علي، و عبد اللّه بن مسعود: سلمان بن ربيعة الباهلي، قتل ببلنجر في خلافة عثمان في ولاية سعيد بن العاص روى عن عمر(8).

أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد بن يوسف، و أبو نصر محمّد بن الحسن بن البنّا، قالا: قرئ على أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن

ص: 464


1- كذا.
2- كذا رسمها خطأ، و الصواب كما ورد في م: العميان.
3- طبقات خليفة بن خياط ص 239 رقم 997.
4- سقطت من طبقات خليفة.
5- بالأصل: غيلان، خطأ.
6- عند خليفة: سبع.
7- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
8- كذا بالأصل مكررة.

معروف، نا الحسين(1) بن الفهم، نا محمّد بن سعد(2) قال: في الطبقة الأولى من تابعي أهل الكوفة ممن روى عن عمر بن الخطاب و لم يرو عن علي بن أبي طالب، و عبد اللّه بن مسعود: سلمان بن ربيعة بن يزيد بن عمرو بن سهم بن ثعلبة بن غنم بن قتيبة بن معن بن مالك بن أعصر و هو منبّه بن سعد بن قيس عيلان(3) بن مضر.

روى عن عمر بن الخطاب، و ولاّه قضاء الكوفة.

قالوا: و غزا سلمان بن ربيعة بلنجر في خلافة عثمان بن عفان، فقتل بها شهيدا، و ذلك في ولاية سعيد بن العاص، و كان ثقة قليل الحديث.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا: - أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل(4) قال: سلمان بن ربيعة التّميمي، - و صوابه:

السهمي - الباهلي، قال وكيع عن سفيان، عن إسماعيل بن سميع، عن مسلم البطين، عن أبي وائل: اختلفت إلى سلمان بن ربيعة حين قدم على قضاء الكوفة أربعين صباحا لا يأتيه فيها خصم. قال: و حدّثني ابن أبي شيبة، نا معاوية، نا سفيان، عن إياد بن لقيط، عن البراء بن قيس قال: أرسلني عمر إلى سلمان بن ربيعة آمره أن يفطر و هو محاصر.

قال: و نا عبد اللّه بن صالح، حدّثني الليث، حدّثني يحيى بن سعيد بلغه: أن سلمان الخيل من باهلة(5) يلي الخيول في خلافة عمر بأرض العراق، و كان رجلا يحجّ فلا يمرّ بعمر.

قال: و نا محمّد بن يوسف، نا سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن سويد بن غفلة(6) ، وجدت سوطا فأخذته فعاب عليّ زيد بن صوحان و سلمان بن ربيعة فذكرته لأبي فقال: أحسنت.

ص: 465


1- بالأصل و م الحسن، خطأ و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
2- طبقات ابن سعد 131/6.
3- بالأصل: قيس بن غيلان، و الصواب عن ابن سعد.
4- التاريخ الكبير 136/4-137.
5- بالأصل: تلي.
6- غفلة بفتح المعجمة و الفاء كما في تقريب التهذيب.

روى عنه عدي بن عدي و الصبيّ بن معبد.

كذا في الأصل، و الصواب السهمي من بني سهم من باهلة، و التميمي تصحيف.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة - قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(1) قال: سلمان بن ربيعة كان قاضيا على الكوفة، له صحبة، روى عنه أبو وائل، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن غانم بن أحمد، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، أنا أبي قال: سلمان بن ربيعة الباهلي ذكره البخاري في الصحابة و لا يصح، كان على قضاء الكوفة.

روى عنه أبو وائل شقيق بن سلمة قاله البخاري.

أخبرنا أبو منصور محمّد بن عبد الملك، و أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب: سلمان بن ربيعة الباهلي تابعي، و قيل إنه أحد بني ثعلبة بن وائل بن معن بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس عيلان بن مضر - زاد ابن خيرون: حدث عن عمر بن الخطاب.

روى عنه أبو عثمان النهدي، و أبو وائل شقيق بن سلمة الأسدي، و قالا: - و شهد سلمان يوم القادسية، و ولاّه عمر بن الخطاب قضاء المدائن، و هو أول من قضى بالعراق، ثم عزله عمر فخرج غازيا للترك، ثم انصرف فاستشهد ببلنجر.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي، نا ابن إدريس، عن أبيه، عن الحكم قال: أول من قضى على الكوفة سلمان بن ربيعة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أبو عبد اللّه النهاوندي، نا أحمد بن عمران، نا موسى التّستري، نا خليفة العصفري(2) قال: سلمان بن ربيعة

ص: 466


1- الجرح و التعديل 297/4.
2- تاريخ خليفة بن خياط ص 155.

الباهلي ولاّه سعد قضاء الكوفة - يعني في خلافة عمر [ثم ولّى عمر](1) شريحا، و يقال:

استعمل قبل شريح عبيدة السّلماني.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن بيري، و عن أبي نعيم محمّد بن عبد الواحد بن عبد العزيز، أنا علي بن محمّد بن خزفة، قالا: نا محمّد بن الحسين، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، أنا سليمان بن أبي شيخ قال: كان يقال إن سلمان بن ربيعة كان قاضيا بالقادسية ثم ولي بعده جبر بن القشعم الكندي، و ولي بعد أبو قرّة الكندي، يقال ان اسم أبي قرّة سلمة، و ولي شريح يقال في زمن عمر، و الصحيح في زمن عثمان.

أخبرنا أبو منصور محمّد بن عبد الملك، أنا و أبو الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الخطيب(2) ، أنا عبيد اللّه بن عبد العزيز المالكي.

ح ثم أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، قالا: أنا محمّد بن عبيد اللّه بن الشّخير الصّيرفي، نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن النحاس - إملاء - قال: سمعت أبا السائب يقول: سمعت وكيع بن الجرّاح يقول: أول من ولي قضاء الكوفة سلمان بن ربيعة، فمكث - و في حديث الجوهري: فكان يمكث - أربعين يوما لا يأتيه خصم.

أنبأنا أبو طالب بن يوسف و أبو نصر بن البنّا، قالا: قرئ على أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(3) ، أنا الفضل بن دكين، نا إسماعيل بن إبراهيم بن المهاجر قال:

سمعت أبي يذكر عن الشعبي قال: بعث سلمان بن ربيعة على القضاء فمكثت(4) أربعين يوما أعدها يوما يوما ما يردني إلى أهلي إلاّ الظهيرة و ما تقدم إليه فيه اثنان.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا و أبو الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الخطيب(5) ،

ص: 467


1- ما بين معكوفتين زيادة عن خليفة.
2- تاريخ بغداد 206/9.
3- طبقات ابن سعد 131/6.
4- عن ابن سعد و بالأصل: فمكث.
5- الخبر في تاريخ بغداد 206/9.

أنا القاضي أبو العلاء الواسطي، أنا محمّد بن جعفر بن محمّد بن هارون التميمي، نا أبو القاسم بن مهدي، نا أبو جعفر محمّد بن يزيد الرطابي، نا إبراهيم بن محمّد الثقفي، [حدّثنا](1) أبو إسماعيل حفص بن عمر البصري، نا صالح بن مسلم، عن أبي وائل شقيق بن سلمة قال:

رأيت سلمان بن ربيعة جالسا بالمدائن على قضائها، استقضاه عمر بن الخطاب أربعين يوما فما رأيت بين يديه رجلين يختصمان بالقليل و لا بالكثير فقلنا لأبي وائل:

فمم ذاك ؟ قال: من انتصاف الناس فيما بينهم، كذا قال، و إنما هو الرطاب.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن ميمون، أنا محمّد بن علي بن الحسن الحسني، نا علي بن محمّد بن الفضل الدّهقان، نا محمّد بن علي بن السّمين، نا محمّد بن يزيد الرطاب، نا إبراهيم بن محمّد الثقفي، نا أبو إسماعيل حفص بن عمر البصري، أنا صالح بن مسلم عن أبي وائل شقيق سلمة قال:

رأيت سلمان بن ربيعة جالسا بالمدائن على قضاء استقضاه عمر بن الخطاب أربعين يوما فما رأيت بين يديه رجلين يختصمان بالقليل و لا بالكثير فقلت لأبي وائل:

فمم ذاك ؟ قال: من انتصاف الناس بينهم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء، أنا أبو بكر، أنا أبو أميّة، نا أبي، نا أبو خالد، نا سفيان، عن أبي إسحاق، عن مرّة الهمداني، عن عمرو بن شرحيل قال:

استعمل عمر بن الخطاب سلمان بن ربيعة على القضاء قبل شريح، فكنت اختلف معه فآتي في فريضة فقال فيها فأخطأ فقلت: القضاء فيها كذا و كذا، فغضب فرفع ذلك إلى أبي موسى الأشعري فقال: كان ينبغي لك يا سلمان أن لا تغضب و كان ينبغي لك يا عمرو أن تساوده في أذنه - يعني تسارّه - رواه غيره فقال: عن برة(2).

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا محمّد بن أحمد بن الحسن، نا محمّد بن عثمان، نا سعيد بن

ص: 468


1- زيادة لازمة عن تاريخ بغداد.
2- كذا رسمها بالأصل و م. و لعله: عن مرة.

عمرو، نا عبثر، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن مرّة قال: أتى سلمان بن ربيعة في فريضة فأخطأ فيها فقال له عمرو: القضاء فيها كذا و كذا فكأنه(1) يرفع ذلك إلى أبي موسى فقال: يا سلمان ما كان ينبغي لك أن تغضب، و قال لعمرو: قد كان ينبغي لك أن تساوده.

قال: و نا محمّد بن عثمان، نا الحسين(2) بن سهل، نا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن مرّة بن شراحيل قال: سئل سلمان بن ربيعة عن فريضة فخالفه عمرو بن شرحبيل فغضب سلمان بن ربيعة و رفع صوته فقال عمرو بن شرحبيل: و اللّه لكذلك أنزلها اللّه، فأتيا أبا موسى الأشعري، فقال: القول ما قال أبو ميسرة و قال لسلمان: ما كان ينبغي لك أن تغضب إن أرشدك رجل، و قال لعمرو: قد كان ينبغي لك أن تساوده - يعني تسارّه - و لا ترد عليه و الناس يسمعون(3).

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن مرّة، عن عمرو بن شرحبيل:

أن سلمان بن ربيعة و كان قاضيا - قبل شرحبيل - سئل عن فريضة فأخطأ فيها، فقال له عمرو بن شرحبيل: القضاء فيها كذا و كذا، فكأنه إن غضب(4) ، فرفع ذلك إلى أبي موسى الأشعري، و كان على الكوفة فقال: يا سلمان كان ينبغي لك أن لا تغضب، و أنت يا عمرو كان ينبغي لك أن تساوده في أذنه - يعني تسارّه -.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، و أبو سعيد بن أبي عمرو، قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا الحسن بن علي بن عفان، نا معاوية بن هشام، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن شرحبيل قال:

كان سلمان بن ربيعة يقضي في المسجد فسئل عن فريضة، فأخطأ فيها فقال له عمرو بن شرحبيل: القضاء فيها كذا و كذا فكأنه وجد في نفسه، فرفع ذلك إلى أبي موسى فقال:

ص: 469


1- كذا بالأصل و م، و يبدو أن نقصا وقع هنا، ففي الرواية السابقة «فغضب فرفع» و تتمة سياق العبارة هنا يؤكد ذلك و هو قوله: «ما كان ينبغي لك أن تغضب».
2- في م: الحسن.
3- بالأصل: يسعون، و الصواب ما أثبت عن م.
4- كذا بالأصل. و في م: فكأنه أي غضب.

أما أنت يا سلمان فما كان قولك بغضب، و أما أنت يا عمرو فكان من قولك تسارره في أذنه.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو بكر بن سيف، نا السّري بن يحيى، أنا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر(1) ، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن من شهدها - يعني القادسية - قال: أبصر سلمان بن ربيعة الباهلي أناسا من الأعاجم تحت راية لهم قد حفروا لها و جلسوا تحتها، و قالوا: لا نبرح حتى نموت، فحمل عليهم فقتل من كان تحتها و سلبهم، و كان سلمان فارس الناس يوم القادسية، و كان أحد الذين مالوا بعد الهزيمة على من ثبت و الآخر عبد الرّحمن بن ربيعة، ذو النور(2) أخوه، و مال على آخرين قد تكتّبوا(3) و تعبّوا(4) للمسلمين فطحنهم(5) بخيله.

قال: و نا سيف عن الغصن(6) بن القاسم، عن البهيّ - أو(7) الشعبي - قال: كان يقال لسلمان(8) أبصر بالمفاصل من الجازر بمفاصل الجزور.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن الماوردي، أنا محمّد بن علي السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط(9) قال:

و فيها - يعني سنة خمس و عشرين - عزل عثمان بن عفان سعد بن مالك عن الكوفة، و ولاّها الوليد بن عقبة بن أبي معيط، فبعث الوليد سلمان بن ربيعة الباهلي أحد بني قتيبة بن معن في اثني عشر ألفا إلى بردعة(10) فقتل و سبى و قال أبو عبيدة: عن السمري

ص: 470


1- الخبر في تاريخ الطبري 569/3 حوادث سنة 14.
2- عن الطبري و بالأصل و م: ذو النون.
3- تكتبوا أي اجتمعوا (اللسان: كتب).
4- في الطبري: و نصبوا.
5- رسمها بالأصل «فحطيهم» كذا، و المثبت عن م، و انظر الطبري.
6- في الطبري: عن البهي عن الشعبي.
7- في الطبري: عن البهي عن الشعبي.
8- بالأصل: «السليمان» و الصواب عن م، و انظر الطبري.
9- تاريخ خليفة بن خياط ص 157-158.
10- كذا بالأصل بالدال المهملة، و في معجم البلدان: برذعة بالذال المعجمة. و في خليفة: برذعة أيضا، و قد تقدمت.

قال: عمر بعث سلمان بن ربيعة [إلى برذعة](1) ففتحها.

قال خليفة(2) و فيها - يعني سنة تسع و عشرين - عزل عثمان بن عفان الوليد بن عقبة عن الكوفة و ولّى سعيد بن العاص فغزا سعيد بن العاص أرمينية سنة تسع و عشرين، و قدم سلمان بن ربيعة الباهلي إلى ناحية منها، فلقي سعيد عدوا و تقدم سلمان إلى بلنجر فأصيب بها رحمه اللّه، و قالوا: بعث عمر سلمان إلى بلنجر.

و قال خليفة: و قال أبو خالد: قال البراء(3): غزا سلمان البيلقان فصالحوه، ثم أتى بردعة(4) فصالحوه و استولى عليها، و بعث صاحب خيله إلى جرزان(5) فصالحوه، و مضى سلمان إلى حيزان(6) فصالحوه، ثم انتهى إلى أرض مسقط(7) فصالحه ملكها، و أصيب سلمان ببلنجر. فكتب عمر إلى حبيب بن مسلمة الفهري أن يسير من الشام في جيش، فمضى حبيب من ناحية درب الحدث(8) فافتتح خلاط(9) و سراج(10) و صالحه أهل جرزان فكتب لهم كتابا.

قال خليفة(11): و فيها - يعني سنة ثلاثين - أصيب معضد الشيباني، و يقال:

سلمان بن ربيعة فيها أيضا، و قال أبو خالد: قال أبو الخطّاب الأزدي(12): أصيب سلمان سنة إحدى و ثلاثين.

أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، و غيره عن أبي عمرو بن

ص: 471


1- زيادة لازمة عن خليفة.
2- تاريخ خليفة ص 163.
3- في تاريخ خليفة: أبو البراء.
4- كذا.
5- بالأصل حمران، و في م: «حيران» و المثبت عن خليفة، و في ياقوت جرزان بالضم ثم السكون اسم جامع لناحية أرمينية قصبتها تفليس.
6- بالأصل و م: خزران، و المثبت عن خليفة، و ضبطت عن ياقوت بكسر أوله و سكون ثانيه (قال نصر: بفتح أوله) من مدن أرمينية قريبة من شروان، من فتوح سلمان بن ربيعة (ياقوت) و قيل بلد قرب اسعرت من ديار بكر. و صوبه ياقوت.
7- مسقط: بالفتح و سكون السين، في عدة مواضع انظر ياقوت 127/5.
8- قلعة حصينة بين ملطية و سميساط و مرعش من الثغور (ياقوت).
9- خلاط بكسر أوله، قصبة أرمينية الوسطى. (ياقوت).
10- سراج كورة في أرمينيا الثالثة (ياقوت).
11- تاريخ خليفة ص 165.
12- عند خليفة: الأسدي.

محمّد بن إسحاق، نا أبي أبو عبد اللّه محمّد بن إسحاق - إملاء - نا محمّد بن عمر بن حفص أبو جعفر التاجر، نا إسحاق بن إبراهيم شاذان الفارسي، نا سعد بن الصّلت الكوفي، عن معروف بن خرّبوذ(1) ، عن أبي الطّفيل قال:

ضرب عثمان على أهل العراق بعثا و على أهل الشام بعثا، فكان أمير أهل العراق سلمان بن ربيعة الباهلي، و أمير أهل الشام حبيب بن مسلمة الفهري، قال: فخرجنا حتى التقينا بالعروبية(2) و هي مدينة من مدائن الشام فكانت بيننا: هيشة و تنازع و اختلاف.

فقلنا لأميرنا:

سلمان إن كنت من الأكياس

فاكتب بحاجاتك في قرطاس

إلى ابن عفان أمير الناس

أن حبيبا يس(3) ما يواسي

[و قد خرج عن حد القياس ثم فتحها اللّه علينا بعد، فقال أميرنا: و اللّه لا تنزلون(4) منزلكم هذا حتى تنقلوها حجرا حجرا، ففعلنا قال: فأخذ كل إنسان منا مسحاة و مكتلا و معولا. قال أبو الطفيل:

فذلك قولي لامرأتي بالكوفة.

من مبلغ عني أم المختار

أني غزوت بدار الأشرار

ثم جعلت بعدي المزار

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا ابن قتيبة، نا عبد الرّحمن، عن عمه، عن أبي عمرو بن العلاء:

أن عمر بن الخطاب شكّ في العتاق و الهجن من الخيل، فدعا سلمان بن ربيعة

ص: 472


1- بالأصل: خرنوذ، و الصواب و الضبط عن تقريب التهذيب.
2- كذا رسمها بالأصل و م.
3- كذا رسمها، و في م: «يبس» أو «بيس».
4- عن م و بالأصل: ينزلون.

الباهلي بطست من ماء، أو بترس فيه ماء فوضع بالأرض، فما ثنى سنبكه فشرب هجّنه، و ما شرب و لم يثن سنبكه عرّبه، و كذلك لأن في أعناق الهجن قصرا، فهي لا تنال الماء إلاّ على تلك الحال، و أعناق الخيل العتاق طوال فهي لا تثني سنبكها لطول أعناقها.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا و أبو الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الخطيب(1) ، أنا حمزة بن محمّد بن طاهر.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار قالا: أنا الحسين بن جعفر - زاد ابن الطّيّوري: و أبو نصر محمّد بن الحسن بن محمّد -.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا الحسين بن جعفر، قالوا: أنا الوليد بن بكر، نا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، نا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد اللّه العجلي(2) ، حدّثني أبي قال: سلمان بن ربيعة الباهلي كوفي ثقة تابعي، و كان من كبار التابعين.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا يحيى بن محمّد، أنا الحسين بن الحسن، أنا ابن المبارك، و عبد الرّحمن بن مهدي، عن سفيان قال: سمعت عمرو بن مرّة يحدث عن سالم بن أبي الجعد:

أن زيد بن صوحان نزل على سلمان بن ربيعة كأنه ينظر ما يعمل، فكان إذا تعارّ من الليل قال: سبحان اللّه رب النبيين و إله المرسلين، قال: ثم يصلّي ركعات و يقول: يا زيد اكفني نفسك يقظانا، أكفك نفسك نائما.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو علي محمّد بن محمّد بن المسلمة، أنا أبو الحسن بن الحمّامي المقرئ، أنا أبو علي محمّد بن محمّد بن الصّوّاف، أنا الحسن بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى العطّار، نا أبو حذيفة إسحاق بن بشر.

قال: و نا الحجاج بن أرطأة قال:

افتتحها - يعني أذربيجان - البراء بن عازب فهي مختلطة منها عنوة و منها صلح،

ص: 473


1- الخبر في تاريخ بغداد 206/9-207.
2- ثقات العجلي ص 198.

و يقال: افتتحها سلمان بن ربيعة الباهلي في زمن عثمان، و يقال: بل الوليد(1) افتتحها.

ثم بعث الوليد من فور ذلك سلمان بن ربيعة فمات ببلنجر فقبره اليوم يستسقون به.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا أبو محمّد المصري، نا أحمد بن مروان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا ابن سعد(2) ، نا محمّد بن عمر الأسلمي، نا أبو بكر بن أبي سبرة، عن الفضيل بن أبي عبد اللّه، عن عبد اللّه بن دينار الأسلمي: أن سلمان بن ربيعة الباهلي غزا بلاد الترك في خلافة عثمان بن عفان فقتل [ب] بالانجر فجعل أهل تلك الناحية عظامه في تابوت(3) فإذا احتبس عنهم القطر أخرجوه فاستسقوا به و قال في ذلك ابن جمانة الباهلي الشاعر(4):

إن لنا قبرين [قبر](5) بالانجر *** و قبرا بأعلى الصين(6) يا لك من قبر

فهذا الذي بالصين عمّت فتوحه *** و هذا الذي بالترك يسقى به القطر(7)

القبر الذي بالصين قبر قتيبة بن مسلم، قتل بفرغانة فجعله الشاعر بالصين.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا و أبو الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الخطيب(8) ، أنا محمّد بن علي الصلحي، نا محمّد بن أحمد بن محمّد المفيد، نا محمّد بن معاذ الهروي، نا أبو داود سليمان بن معبد السّنجي، نا الهيثم بن عدي قال:

سلمان بن ربيعة الباهلي قتل في ولاية سعيد بن العاص، استشهد ببلنجر في خلافة عثمان.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي(9) ، نا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى قالا: أنا أبو القاسم

ص: 474


1- يعني الوليد بن عقبة بن أبي معيط.
2- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
3- بالأصل: تاتوب، تحريف، و الصواب عن م.
4- البيتان في معجم البلدان (بلنجر) و نسبهما لعبد الرحمن بن جمانة الباهلي.
5- زيادة عن ياقوت و م لاستقامة الوزن.
6- ياقوت: و قبرا بعين استان.
7- عجزه في ياقوت: و هذا الذي يسقى به سبل القطر.
8- تاريخ بغداد 207/9.
9- بالأصل و م: المحلي، تحريف، و الصواب ما أثبت، و قد تقدم التعريف به.

عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد بن حفص، قال: قرأت على علي بن عمرو الأنصاري، حدثكم الهيثم بن عدي قال: سلمان بن ربيعة الباهلي - يعني - قتل في ولاية سعيد بن العاص في خلافة عثمان بن عفان.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا عبد اللّه بن محمّد الواعظ، أنا محمّد بن أحمد بن الحسن، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هشيم عن(1) محمّد، نا الهيثم بن عدي قال: مات سلمان بن ربيعة الباهلي قتل في ولاية سعيد بن العاص في خلافة عثمان بن عفان.

أنبأنا أبو الحسين السّلمي، عن عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا أبو بكر بن أبي عمرو المنيني، أنا محمّد بن إبراهيم بن مروان، أنا أبو عبد الملك القرشي، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا علي بن عبد اللّه التميمي قال: سلمان بن ربيعة الباهلي يكنى أبا عبد اللّه قتل في بلنجر بأرمينية في خلافة عثمان.

أخبرنا أبو محمّد منصور بن خيرون، أنا و أبو الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الخطيب(2) ، أنا الحسن بن محمّد بن عبد اللّه بن حسنويه الكاتب - بأصبهان - نا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر بن حيان، نا عمر بن أحمد الأهوازي، نا خليفة بن خياط.

قال الخطيب: و أنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أنا الحاكم أبو حامد أحمد بن الحسن(3) المروزي في كتابه، نا عبيد اللّه بن محمّد بن حبيب البزناني، نا أحمد بن سيار، نا عبيد اللّه بن يحيى بن عبد اللّه بن بكير، قالا: سلمان بن ربيعة قتل ببلنجر من بلاد أرمينية، سنة تسع و عشرين، و يقولون: سنة ثلاثين، و يقال: مات سنة إحدى و ثلاثين.

2603 - سلمان بن علي بن النعمان أبو الحسن

ولي القضاء بدمشق و أعمالها بعد أبي عبد اللّه محمّد بن الحسين النّصيبي نيابة عن أبي العباس أحمد بن محمّد بن عبد اللّه قاضي قضاة المتلقب بالحاكم.

ص: 475


1- بالأصل «بن» خطأ، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمة هشيم بن بشير في سير الأعلام 288/8 و انظر سيرة محمد بن سعد في سير الأعلام 644/10 و في م: هاشم بن محمد.
2- تاريخ بغداد 207/9.
3- في م: الحسين.

قرأت أسجالا أشهد فيه على نفسه بإنفاذ حكم حاكم غيره حكم به قبله، و كان ذلك في سنة تسع و أربعمائة.

ذكر شيخنا أبو محمّد بن الأكفاني في تسميته قضاة دمشق: سلمان بن علي بن النعمان. و يقال: كان واليا للقضاء بدمشق، و أرّخ كتاب أسجال بصفر سنة تسع و أربعمائة من قبل قاضي القضاة أبي العباس أحمد بن محمّد بن عبد اللّه قاضي أبي علي منصور.

2604 - سلمان بن ناصر بن عمران بن محمّد بن إسماعيل ابن إسحاق بن يزيد بن زياد بن ميمون...

2604 - سلمان بن ناصر بن عمران بن محمّد بن إسماعيل ابن إسحاق بن يزيد بن زياد بن ميمون بن مهران أبو القاسم الأنصاري النّيسابوري(1)

أحد تلاميذ الإمام أبي المعالي الجويني المبرزين، كان مقدما في علم الأصول و التفسير، و قدم دمشق، و سمع بها: أبا الحسن بن مكي، و سمع بخراسان: أبا سعيد فضل اللّه بن أحمد بن محمّد الميهني، و أبا القاسم القشيري.

حدّثنا عنه أبو بكر بن حبيب، و أثنى عليه.

سمعت أبا بكر محمّد بن أحمد بن إسماعيل البوشنجي (2)- بنيسابور - يثني على أبي القاسم الأنصاري، و يذكر عنه أنه كان ذا دين و ورع و تقدم في علم الكلام و له تصانيف في أصول الدين، و هو الذي شرح: «كتاب الإرشاد» الذي صنفه أبو المعالي الجويني رحمه اللّه.

حدّثني أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن حبيب العامري - ببغداد - نا الإمام الزاهد أبو القاسم سلمان بن ناصر الأنصاري - بنيسابور لفظا - أنا أبو الحسين محمّد بن مكي بن عثمان بن عبد اللّه الأزدي بدمشق سنة سبع و خمسين و أربعمائة.

ح و أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق بن بشرى، و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، و طاهر بن سهل بن بشر، قالوا: أنا أبو الحسين بن مكي، أنا أبو القاسم

ص: 476


1- ترجمته في طبقات الشافعية للسبكي 96/7 الوافي بالوفيات 314/15 شذرات الذهب 34/4 سير الأعلام 412/19 و انظر بحاشيتها أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
2- بالأصل و م: البوسنجي بالسين المهملة و الصواب ما أثبت بالشين المعجمة نسبة إلى بوشنج. و تقدم التعريف بها.

المؤمّل بن أحمد بن محمّد الشّيباني، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا محمّد بن عثمان بن كرامة، نا عبيد اللّه بن موسى، نا إسماعيل بن عياش، عن موسى بن عقبة، عن أبي النّضر المدني:

أنه سمع كتابا كتبه عبد اللّه بن أبي أوفى إلى عمر بن عبيد اللّه بن معمر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم انتظر ذات يوم في بعض مغازيه حتى إذا مالت الشمس قام في الناس فقال:

«لا تمنّوا لقاء العدو، فإنكم لا تدرون لعلكم تبتلون بهم - و قال أبو القاسم الأنصاري: لعلكم لا تثبتون - و سلوا اللّه العافية، فإن أتوكم فاثبتوا، و اعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف» ثم دعا فقال: «اللّهم منزل الكتاب، و مجري السحاب، و هازم الأحزاب اهزمهم و انصرنا عليهم» [4862].

قال أبو بكر بن حبيب: كان أبو القاسم هذا إماما في التفسير و علم الكلام.

كتب إليّ أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر يخبرني في تذييله كتاب تاريخ نيسابور(1) قال: سلمان بن ناصر بن عمران بن محمّد بن إسماعيل بن إسحاق بن يزيد بن زياد بن ميمون بن مهران أبو القاسم الأنصاري الصوفي الإمام الدّين الورع، فريد عصره(2) في فقه، بيته بيت الصلاح و التصوف و الزهد، و هو من جملة الأفراد في علم الأصول و التفسير، خدم الإمام أبا القاسم القشيري مدة، و حصّل طرفا صالحا من العلم منه، و سافر بعد ذلك إلى الحجاز، و خرج إلى الشام و زار مشاهد الأنبياء و بقي بها مدة ثم عاد إلى نيسابور، و اختلف إلى إمام الحرمين و استأنف(3) تحصيل طريقته في الأصول، و تخرج بها و صنّف تصانيف حسنة، و كذلك صنف في التفسير، و أخذ في الإفادة، و كان حسن الطريقة دقيق النظر، واقفا على مسالك الأئمة و طرقهم في علم الكلام، بصيرا بمواضع الإشكال مع قصور في تقرير لسانه، فكانت معرفته فوق نطقه، و كان له معرفة بالطريقة، و قدم في التصوف و نظر دقيق، و فكر في المعاملة و تصاون في النفس، و عفاف في الطعم، و سمع الحديث من المشايخ و أكثر

ص: 477


1- انظر المنتخب من السياق لتاريخ نيسابور رقم 797 ص 249.
2- في المنتخب: عزيز عصره في وقت.
3- رسمها بالأصل «و اننفانف» كذا و الصواب عن م: «و استأنف» و كما يفهم من عبارة السبكي و فيه: و استأنف تحصيل الأصول على الإمام.

تصانيف الإمام زين الإسلام كتبها بخطه، و عاش عيش الأبرار على سيرد السلف الصالحين و توفي صبيحة يوم الخميس الثاني و العشرين من جمادى الآخرة سنة اثنتي عشرة و خمسمائة(1).

2605 - سلمان بن ندى بن طراد بن مطر أبو عبد اللّه، التغلبي القيسراني الفقيه الشافعي

كان إماما في الفقه، حافظا له، من المفتين، و ذكر لي أنه كان يحفظ كتاب الشامل لأبي نصر بن الصباغ.

سمع بأصبهان أبا بكر محمّد بن أحمد بن الحسن بن ماجة(2) ، و أبا سهل غانم بن محمّد بن عبد الواحد بن شهريار، و أبا بكر محمّد بن ثابت بن الحسن بن علي الخجندي(3) الإمام.

سمع منه الفقيهان أبو الحسن السلمي، و أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، و أبو محمّد بن صابر، و أبو طالب بن أبي عقيل، و حدّثنا عنه أبو القاسم بن الشيرجي.

و ذكر أبو محمّد بن صابر أنه سأله عن مولده فقال: في رجب سنة ثمان و ثلاثين و أربعمائة بقيسارية.

أخبرنا أبو القاسم عبد اللّه بن علي بن أحمد الأنصاري، أنا الشيخ الفقيه أبو عبد اللّه سلمان بن ندى القيسراني بدمشق سنة إحدى و تسعين و أربعمائة، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الحسن بن ماجة الأبهري.

ح و أخبرنا أبو العباس أحمد بن سلامة الفقيه، و أبو الوفاء عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه الدّشتي و غيره - ببغداد - و أبو الفضل عبيد اللّه بن محمّد بن سعدويه، و أبو غانم أحمد بن عبد الواحد بن محمّد العطار، و أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن محمّد بن عمروية، و أبو سعيد شيبان بن عبد اللّه بن شيبان و غيرهم بأصبهان قالوا: أنا أبو بكر بن ماجة، أنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن المرزبان الأبهري، نا أبو جعفر

ص: 478


1- في سير الأعلام: سنة إحدى عشرة، و عند السبكي: سنة إحدى عشرة أو اثنتي عشرة.
2- ترجمته في سير الأعلام 581/18.
3- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى خجند بلدة كثيرة الخير على طرف سيحون من بلاد المشرق و يقال لها خجندة.

محمّد بن إبراهيم بن يحيى بن الحكم الحزوري، نا أبو جعفر محمّد بن سليمان بن حبيب المصّيصي، و لقبه لوين(1) ، نا حبان - و هو - ابن علي، عن محمّد بن عجلان، عن سعيد، عن أبي هريرة أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«من اشترى خادما فليضع يده على ناصيته ثم يقول: اللّهم، إني أسألك من خيره(2) و خير ما جبلته عليه، و أعوذ بك من شرّه و شرّ ما جبلته عليه، و إذا اشترى دابّة فليضع يده على ناصيتها ثم يقول: اللّهم إني أسألك من خيرها و خير ما جبلتها عليه، و أعوذ بك من شرّها و شرّ ما جبلتها عليه، و إذا اشترى بعيرا فليضع يده على ذروة سنامه ثم يقول: اللّهم إني أسألك من خيره و خير ما جبلته عليه، و أعوذ بك من شرّه و شرّ ما جبلته عليه» [4863].

أنبأنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنا الفقيه أبو عبد اللّه سلمان بن ندى التغلبي، نا الشيخ أبو بكر محمّد بن ثابت بن الحسين بن علي الخجندي - إملاء، بأصبهان - أنشدنا الحاكم أبو الحسن علي بن أحمد الأسترآباذي، أنشدنا أبو القاسم الحسن بن محمّد المذكر، أنشدنا إبراهيم بن إسماعيل بن ابرويه(3) ، أنشدنا الحسن بن تمام للشافعي رحمه اللّه(4):

لست ممن إذا جفاه أخوه *** أظهر الوجد(5) أو تناول عرضا

بل إذا صاحب بدا لي جفاه *** أظهر الودّ(6) و الوصال ليرضا

كن كما شئت لي فإني حمول *** أنا(7) أولى من عن مساويك أغضا

2606 - سلمان، أبو رجاء، مولى أبي قلابة

2606 - سلمان، أبو رجاء، مولى أبي قلابة(8)

حدّث عن أبي قلابة، و عمر بن عبد العزيز، و عنبسة بن سعيد، و أبي المهلّب،

ص: 479


1- انظر ترجمته في سير الأعلام 500/11.
2- بالأصل و م: خيرها، و الصواب ما أثبت.
3- كذا رسمها بالأصل و م.
4- الأبيات في ديوان الشافعي ط بيروت ص 64.
5- الديوان: الذم.
6- الديوان: إذا صاحبي... عدت بالود.
7- الديوان: «و أول» بدل: «أنا أولى».
8- ترجمته في تهذيب التهذيب 371/2. و أبو قلابة هو عبد اللّه بن زيد، أبو قلابة الجرمي من أئمة التابعين سكن داريا، توفي سنة 104 و قيل سنة 107، انظر تهذيب التهذيب.

و قيل عن أبي قلابة(1).

روى عنه حميد الطويل، و أيوب السّختياني، و عبد اللّه بن عون، و حجّاج بن أبي عثمان الصّوّاف البصريون، و كان مع مولاه أبي قلابة بالشام ثم رجع إلى العراق.

أخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم، أنا أبي أبو القاسم، أنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن بن محمّد، أنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، نا عبدة بن سليمان بن بكر البصري - بمصر - أبو سهل، نا يحيى بن مصعب البصري، نا حمّاد بن زيد، نا أيوب و حجاج الصّوّاف، عن أبي رجاء مولى أبي قلابة:

أن عمر بن عبد العزيز استشار الناس في القسامة(2) فقال قوم: هي حق قضى بها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و قضى بها الخلفاء، و أبو قلابة خلف السرير قاعد فالتفت إليه فقال: ما تقول يا أبا قلابة ؟ فقال أبو قلابة: يا أمير المؤمنين، عندك رءوس الأجناد و أشراف العرب، شهد عندك أربعة من أهل حمص على رجل من أهل دمشق أنه زنى أ كنت راجمه ؟ قال: لا، قال: و شهد رجلان من أهل دمشق على رجل من أهل حمص أنه سرق و لم يروه أ كنت قاطعه ؟ قال: لا، قال: يا أمير المؤمنين فهذا أعظم من ذاك، لا و اللّه لا أعلم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قتل أحدا من أهل الصلاة إلاّ رجل(3) كفر بعد إسلامه، أو زنى بعد إحصان، أو قتل نفسا بغير نفس.

قال: فقال عنبسة بن سعيد: فأين حديث أنس بن مالك في العكليّين ؟ قال: فقال أبو قلابة: إياي حدث أنس بن مالك أن قوما من عكل (4)- أو قال: عرينة (5)- قدموا المدينة فاجتووها(6) ، فأمر لهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بلقاح، و أمرهم أن يخرجوا فيها فيشربوا

ص: 480


1- كذا بالأصل و م.
2- القسامة: في النهاية: القسامة بالفتح اليمين، كالقسم، و حقيقتها أن يقسم من أولياء الدم خمسون نفرا على استحقاقهم دم صاحبهم، إذا وجدوه قتيلا بين قوم و لم يعرف قاتله، فإن لم يكونوا خمسين أقسم الموجودون خمسين يمينا. و لا يكون فيهم صبي و لا امرأة و لا مجنون و لا عبد، أو يقسم المتهمون على نفي القتل عنهم، فإن حلف المدعون استحقوا الدية، و إن حلف المتهمون لم تلزمهم الدية. و قد جاءت على بناء الغرامة و الحمالة لأنها تلزم أهل الموضع الذي يوجد فيه القتيل.
3- كذا بالأصل و م و صوابه: رجلا.
4- قبيلة من تيم الرباب، من عدنان.
5- عرينة: هي من قضاعة و هي من بجيلة من قحطان.
6- أي استوخموها، أي لم توافقهم و كرهوها لسقم أصابهم، و هو مشتق من الجوى و هو داء في الجوف.

من ألبانها و أبوالها ففعلوا حتى برءوا و ذهب سقمهم، أو كما قال، قال: فقتلوا راعي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أطردوا النعم فبلغ النبي صلى اللّه عليه و سلم ذاك غدوة، فبعث الطلب في آثارهم، فما ارتفع النهار حتى جيء بهم فأمر بهم فقطعت - أو قطع - أيديهم و أرجلهم، و سمّر أعينهم، و ألقوا بالحرّة يستسقون فلا يسقون، قال: فقال أبو قلابة: فهؤلاء قوم سرقوا و قتلوا و كفروا بعد إيمانهم و حاربوا اللّه و رسوله، فقال عنبسة: يا قوم ما رأيت كاليوم قط، فقال أبو قلابة: أ تتهمني يا عنبسة، فقال: لا، و لكنك لا يزال هذا الجند بخير ما أبقاك اللّه بين أظهرهم(1).

أخبرنا أنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا محمّد بن علي بن محمّد، و محمّد بن أحمد بن عبيد اللّه(2) ، قالا: أنا محمّد بن المكي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه أيضا، أنا سعيد بن أحمد بن محمّد، أنا محمّد بن عمر بن محمّد الشّبوي، قالا: أنا محمّد بن يوسف الفربري، نا محمّد بن إسماعيل البخاري، حدّثني محمّد بن عبد الرحيم، نا حفص بن عمر، أبو عمر الحوضي، نا حمّاد بن زيد، نا أيوب و الحجاج الصّوّاف، قالا: نا أبو رجاء مولى أبي قلابة و كان معه بالشام أن عمر بن عبد العزيز استشار الناس يوما فقال: ما تقولون في هذه القسامة، فذكر الحديث(3).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الحسين أحمد بن عبد الرّحمن بن جعفر بن خشنام، أنا أبو عثمان سعيد بن محمّد أخو زنبر، نا عقبة بن مكرم، نا معاذ بن معاذ، نا ابن عون، نا أبو رجاء مولى أبي قلابة عن أبي قلابة قال:

كنت جالسا مع عمر بن عبد العزيز فذكروا القسامة فقال: ما ترون فيها؟ فقالوا:

قد قتلت بها الخلفاء و قادت بها، فالتفت إليه فقال: ما تقول يا عبد اللّه بن زيد - أو قال:

يا أبا قلابة - قلت: ما علمت نفسا قتلت(4) في الإسلام إلاّ رجل(5) زنى بعد إحصان، أو قتل نفسا أو حارب اللّه و رسوله، فقال عنبسة: قد حدّثنا أنس كذا و كذا، قلت: إياي

ص: 481


1- انظر صحيح مسلم (28) كتاب القسامة ح (1671) ص 1296 و 1297.
2- في م: عبيد.
3- فتح الباري 87 كتاب الديات 230/12 ح 6899.
4- بالأصل: فقلت، تحريف و الصواب ما أثبت عن م.
5- كذا بالأصل و م، و صوابه: رجلا.

حدث أنس بن مالك، قال أنس: قدم على النبي صلى اللّه عليه و سلم قوم فكلموه فقالوا: إنا قد استوخمنا هذه الأرض فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:

«نعم لنا فاشربوا من ألبانها و أبوالها» فاستصحوا، فأقبلوا على الرعاء فقتلوهم - أو قال: الراعي فقتلوه - قال: فقلت: ما يستبقا من هؤلاء قتلوا النفس، و حاربوا اللّه و رسوله - و أظن قال: أو خانوه - قال ابن عون: فذكرت ذلك لمحمّد بن سيرين فقال:

اللّه أعلم، أجابوه أم لا. قال أبو قلابة: فلما فرغت قال عنبسة: سبحان اللّه، قال أبو قلابة: فقلت: أ تتهمني يا عنبسة ؟ قال: لا، هكذا حدّثنا أنس بن مالك: لن تزالوا بخير يا أهل الشام ما دام فيكم هذا أو مثل هذا [4864].

و أخبرنا بالحديث دون القصة أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو(1) بن حمدان، أنا أبو يعلى، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا إسماعيل، عن حجاج بن أبي عثمان، حدّثني أبو رجاء مولى أبي قلابة، عن أبي قلابة:

حدّثني أنس بن مالك أن نفرا من عكل ثمانية قدموا على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فبايعوه على الإسلام، فاستوخموا الأرض و سقمت أجسامهم فشكوا ذلك إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:

«أ لا تخرجون مع راعينا في إبله فتصيبون من أبوالها و ألبانها» فصحوا(2) ، فقتلوا الراعي و طردوا الإبل، فبلغ ذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فبعث في آثارهم فأدركوا فجيء بهم فأمر بهم فقطعت أيديهم و أرجلهم، و سمل(3) أعينهم ثم نبذوا في الشمس حتى ماتوا [4865].

رواه مسلم(4) ، عن أبي بكر.

و أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا عمران بن موسى، نا عثمان بن أبي شيبة، نا ابن عليّة، عن حجّاج بن أبي

ص: 482


1- بالأصل: عمر، خطأ و الصواب ما أثبت عن م، و قد تقدم التعريف به.
2- كذا، و عبارة صحيح مسلم ح 1671 ص 1297 فقالوا: بلى، فخرجوا فشربوا من أبوابها و ألبانها فصحوا...
3- سمل أعينهم فقأها و أذهب ما فيها.
4- صحيح مسلم 28 كتاب القسامة ح 1671 ص 1296-1297 عن أبي بكر بن أبي شيبة.

عثمان، حدّثني أبو رجاء مولى أبي قلابة، عن أبي قلابة قال:

أنا أحدثكم حديث أنس بن مالك إياي، حدّثني أنس بن مالك أن نفرا من عكل قدموا على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فبايعوه على الإسلام فاستوخموا الأرض و سقمت أجسامهم فشكوا ذلك إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:

«أ لا تخرجون مع رعاتنا» فذكر الحديث [4866].

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمّد بن الحسن، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أبو الطّيّب محمّد بن القاسم بن جعفر الكوكبي، نا ابن أبي خيثمة، نا الهروي - يعني إبراهيم بن عبد اللّه بن حاتم - نا هشيم، عن حميد، عن أبي رجاء مولى أبي قلابة قال: رأيت أبا قلابة و هو مع عمر بن عبد العزيز يتحدثان.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الفضل بن خيرون.

و أخبرنا أبو العز ثابت بن منصور بن المبارك، أنا أبو طاهر الباقلاني، قال: أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خياط(1) قال في الطبقة الرابعة من أهل البصرة: أبو رجاء مولى أبي قلابة اسمه سلمان.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: قال يحيى بن معين: اسم أبي رجاء مولى أبي قلابة سلمان.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(2) قال في الطبقة الثالثة من أهل البصرة: أبو رجاء مولى أبي(3) قلابة اسمه سلمان.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن

ص: 483


1- طبقات خليفة بن خيّاط رقم 1783 ص 368.
2- طبقات ابن سعد 246/7.
3- بالأصل: «بني» و المثبت عن ابن سعد و م.

الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا: - أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل(1) قال: سلمان أبو رجاء مولى أبي قلابة، عن أبي قلابة. روى عنه ابن عون، و حميد الطويل، و أيوب.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني(2) ، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو رجاء سلمان مولى أبي قلابة، عن أبي قلابة.

روى عنه ابن عون، و أيوب، و حجاج الصّوّاف.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة - ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(3) قال: سلمان أبو رجاء مولى أبي قلابة.

روى عنه حميد الطويل، و ابن عون، و حجّاج الصّوّاف، سمعت أبي يقول ذلك.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو رجاء سلمان مولى أبي قلابة بصري.

روى عنه أيوب، و ابن عون.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو القاسم، أنا أبو نعيم الأسفرايني، أنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق قال: سمعت عبد الرّحمن بن خراش(4) يقول: أبو رجاء مولى أبي قلابة اسمه سلمان.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا أبو بشر محمّد بن أحمد بن حمّاد

ص: 484


1- التاريخ الكبير 139/4.
2- بالأصل و م «الشقائي» و الصواب بالنون نسبة إلى شقان، موضع و قد تقدم التعريف به.
3- الجرح و التعديل 299/4.
4- بالأصل و م: حراش بالحاء المهملة و الصواب ما أثبت بالخاء المعجمة و قد تقدم التعريف به.

الدّولابي، قال: أبو رجاء سلمان مولى أبي قلابة(1).

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم، قال: أبو رجاء سلمان الجرمي الأزدي البصري مولى أبي قلابة، عن أبي قلابة [عبد اللّه](2) بن زيد، و روى عنه أبو عبيدة حميد، و عبد اللّه بن عون.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل المقدسي، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أحمد بن محمّد بن الحسين بن الكلاباذي، قال: سلمان أبو رجاء مولى أبي قلابة الجرمي الأزدي البصري.

حدّث عن أبي قلابة. روى عنه أيوب، و ابن عون، و الحجّاج الصّوّاف في:

«تفسير المائدة» «و الديات».

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

قرأت بخط أبي عمرو المستملي قال: و حدث - يعني محمّد بن يحيى الذّهلي - عن يزيد بن هارون، عن حميد الطويل، عن أبي رجاء، عن أبي المهلّب فقال: أبو رجاء هو مولى أبي قلاّبة، و ليس بالعطاردي(3) ، و ينبغي أن يكون بينه و بين أبي المهلّب أبو قلابة.

ص: 485


1- الكنى و الأسماء للدولابي 173/1 و فيه: مولى أبي قتادة، خطأ.
2- زيادة منا للإيضاح.
3- راجع تقريب التهذيب 422/2 و 85/2 أبو رجاء العطاردي اسمه عمران بن ملحان بكسر الميم و سكون اللام مشهور بكنيته، و قيل غير ذلك في اسم أبيه.

ص: 486

الفهرس

ذكر من اسمه سعيد

2438 - سعيد بن أحمد بن محمّد بن نعيم بن إشكاب أبو عثمان بن أبي سعيد العيّار الصوفي النيسابوري 3

2439 - سعيد بن أحمد 6

2440 - سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص القرشي الأموي والد يحيى 7

2441 - سعيد بن أبان بن عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر ابن عمرو بن جوية بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن فزارة ابن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر، و يقال: سعد بن عيينة الفزاري 8

2442 - سعيد بن إبراهيم بن طلحة بن عمرو بن مرّة الجهني 11

2443 - سعيد بن إسحاق بن أبي النّضر بن إبراهيم بن يزيد أبو محمّد القرشي 11

2444 - سعيد بن إسحاق 11

2445 - سعيد بن إسماعيل بن مساحق 11

2446 - سعيد بن إسماعيل البيروتي 11

2447 - سعيد بن أسود الخولاني 12

2448 - سعيد بن أوس الخفّاف 12

2449 - سعيد بن بريد أبو عبد اللّه التميمي النباجي الزاهد 13

2450 - سعيد بن بشير أبو عبد الرّحمن و يقال: أبو سلمة الأزدي و يقال إنه مولى بني نصر بن معاوية 22

2451 - سعيد بن بشير بن ذكوان القرشي 34

ص: 487

2452 - سعيد بن بشير، ربيب القاسم بن عثمان الجوعي 34

2453 - سعيد بن بيهس بن صهيب الجرمي 34

2454 - سعيد بن تركان أبو جعفر و يقال: أبو الطيّب البغدادي الصوفي 35

2455 - سعيد بن تكسين 36

2456 - سعيد بن جابر السّغائذي 36

2457 - سعيد بن جرير بن زبر 36

2458 - سعيد بن جعفر أبو الفرج 37

2459 - سعيد بن جندب أبي عدير بن النعمان الأزدي 37

2460 - سعيد بن الحارث بن قيس بن عدي، و يقال: عدي بن سعيد ابن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي السهمي 38

2461 - سعيد بن حريب بن أبي حريب القرشي مولاهم 41

2462 - سعيد بن الحسين أبو الفتح البانياسي البزاز 42

2463 - سعيد بن الحكم بن أوس بن يحيى بن المعمّر أبو عثمان السّلمي، يعرف بالفندقي، و يقال: أبو عبد الرّحمن، و يقال: سعيد بن عبد الحكم 43

2464 - سعيد بن حمزة بن مالك الهمداني 44

2465 - سعيد بن خالد بن حميد بن صهيب بن طليب بن نجيت ابن علقمة بن الصبر الأزدي المعروف بأبي العجائز 45

2466 - سعيد بن خالد بن سعيد بن العاص بن أمية ابن عبد شمس بن عبد مناف الأموي 45

2467 - سعيد بن خالد بن أبي طويل 47

2468 - سعيد بن خالد بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد بن أبي العيص ابن أمية بن عبد شمس أبو خالد و يقال: أبو عثمان الأموي العبشمي 49

2469 - سعيد بن خالد بن عبد اللّه بن يزيد بن أسد ابن كرز البجلي ثم القسري 52

2470 - سعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان بن عفّان بن أبي العاص ابن أمية بن عبد شمس أبو عثمان و يقال أبو خالد الأموي 53

2471 - سعيد بن خالد بن محمّد بن عبد اللّه بن عمرو بن عثمان بن عفّان ابن أبي العاص بن أمية الأموي العثماني الفديني 56

2472 - سعيد بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية الأموي 57

ص: 488

2473 - سعيد بن دينار 57

2474 - سعيد بن أبي راشد 57

2475 - سعيد بن زياد بن فائد بن زياد بن أبي هند، و يقال: يزيد ابن عبد اللّه بن يزيد بن عمّيت بن ربيعة بن درّاع بن عدي ابن الدّار بن هانئ بن حبيب بن نمارة بن لخم بن عدي ابن الحارث بن الدّار 59

2476 - سعيد بن زياد أبي محمّد بن عبد اللّه بن يزيد بن معاوية ابن أبي سفيان صخر بن حرب 61

2477 - سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزّى بن رياح ابن عبد اللّه بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي أبو الأعور القرشي العدوي 62

2478 - سعيد بن زيد الكلبي مولاهم 95

2479 - سعيد بن سالم 95

2480 - سعيد بن أبي سعيد أخو يزيد بن أبي سعيد النحوي 96

2481 - سعيد بن سعدون 97

2482 - سعيد بن أبي سفيان بن حرب بن خالد بن يزيد ابن معاوية بن أبي سفيان الأموي 97

2483 - سعيد بن سليمان بن عبد الملك بن مروان بن الحكم ابن أبي العاص بن أمية الأموي 97

2484 - سعيد بن سليمان بن عتاب 97

2485 - سعيد بن سليمان بن هشام بن عبد الملك بن مروان ابن الحكم الأموي 98

2486 - سعيد بن سليمان أبو عبد الملك 98

2487 - سعيد بن أبي السميدع 98 2488 - سعيد بن سويد الكلبي الحمصي 99

2489 - سعيد بن سهل بن سلام 101

2490 - سعيد بن سهل بن محمّد بن عبد اللّه أبو المظفر النيسابوري المعروف بالفلكي 101

2491 - سعيد بن شداد أبو عثمان 102

2492 - سعيد بن شريح بن عروة الكندي التجيبي مولاهم 103

2493 - سعيد بن شمر 104

ص: 489

2494 - سعيد بن صدقة القرشي 105

2495 - سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ابن قصيّ بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر أبو أحيحة القرشي الأموي 105

2496 - سعيد بن العاص بن أبي أحيحة سعيد بن العاص بن أمية ابن عبد شمس أبو عثمان و يقال: أبو عبد الرّحمن الأموي 107

2497 - سعيد بن عامر بن حذيم بن سلامان بن ربيعة ابن سعد بن جمح الجمحي 143

2498 - سعيد بن عامر أبي بردة بن عبد اللّه أبي موسى ابن قيس بن سليم الأشعري الكوفي 165

2499 - سعيد بن عبد اللّه بن دينار أبو روح البصري التّمّار 170

2500 - سعيد بن عبد اللّه بن عثمان بن الوليد بن عبد اللّه بن الوليد ابن عثمان بن عفّان القرشي الأموي 172

2501 - سعيد بن عبد اللّه بن محمّد بن عجب أبي رجاء أبو عثمان الأنباري 172

2502 - سعيد بن عبد اللّه بن أبي سفيان بن عبد اللّه بن أبي سفيان ابن عبد اللّه بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن عبد اللّه بن يزيد ابن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية القرشي الأموي 175

2503 - سعيد بن عبد اللّه القشيري 175

2504 - سعيد بن عبد اللّه أبو الحسين النوائي 175

2505 - سعيد بن عبيد اللّه بن أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبيد اللّه ابن أحمد بن محمّد بن سعيد بن أبي مريم أبو عثمان و يقال: أبو القاسم القرشي المعروف بابن فطيس الورّاق 175

2506 - سعيد بن عبد الحكم أبو عثمان المعروف بابن الفندقي 176

2507 - سعيد بن عبد الرّحمن بن حسان بن ثابت أبو عبد الرّحمن الأنصاري 177

2508 - سعيد بن عبد الرّحمن بن عتاب بن أسيد بن أبي العيص ابن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف أبو عثمان القرشي الأموي 181

2509 - سعيد بن عبد الرّحمن بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي 184

2510 - سعيد بن عبد الرّحمن البصري 184

ص: 490

2511 - سعيد بن عبد الرّحمن 190

2512 - سعيد بن عبد العزيز بن سعيد بن هشام بن عبد الملك ابن مروان بن الحكم الأموي 190

2513 - سعيد بن عبد العزيز بن مروان أبو عثمان الحلبي الزاهد 191

2514 - سعيد بن عبد العزيز بن أبي يحيى أبو محمّد و يقال: أبو عبد العزيز التنوخي 193

2515 - سعيد بن عبد العزيز البيروتي 213

2516 - سعيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص ابن أمية بن عبد شمس أبو عثمان و يقال: أبو محمّد الأموي 213

2517 - سعيد بن عبد الملك الدمشقي 217

2518 - سعيد بن عبد الملك 217

2519 - سعيد بن عثمان بن سعيد بن السّكن بن سعيد بن مصعب ابن رستم بن برثنة بن كسرى أنوشروان أبو علي المصري البزاز الحافظ 218

2520 - سعيد بن عثمان بن عفّان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس ابن عبد مناف أبو عثمان القرشي الأموي المدني 220

2521 - سعيد بن عثمان بن عياش أبو عثمان البغدادي 228

2522 - سعيد بن عثمان و يقال: ابن عمر، و يقال: ابن محمّد بن نصر أبو عمر الهمداني 230

2523 - سعيد بن عثمان التميمي المروروذي 231

2524 - سعيد بن عثمان الأطرابلسي 231

2525 - سعيد بن عثمان أبو عمرو الرازي 231

2526 - سعيد بن عجلان الأطرابلسي 232

2527 - سعيد بن عريض بن عاديا بن أخي السموأل بن عادياء 232

2528 - سعيد بن عطية و يقال سعد بن عطية بن قيس الكلابي 234

2529 - سعيد بن عقبة الطبراني 236

2530 - سعيد بن عكرمة الخولاني الداراني 236

2531 - سعيد بن علي بن بدار أبو محمّد الغساني 238

2532 - سعيد بن علي أبو القاسم الميمذي 238

2533 - سعيد بن عمارة بن صفوان بن عمرو بن أبي كرب بن حي بن دلج ابن مرثد بن هاني بن ذي جدن الكلاعي الحمصي 243

ص: 491

2534 - سعيد بن عمرو الأسود بن مالك بن كعب بن الحريش و اسمه معاوية ابن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر ابن هوازن الحرشي 245

2535 - سعيد بن عمرو بن جعدة بن هبيرة بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ ابن عمران بن مخزوم بن يقظة بن مرة القرشي المخزومي الكوفي 250

2536 - سعيد بن عمرو بن الزبير بن عمرو بن عمرو بن الزبير ابن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن أفصى القرشي الأسدي الزبيري المدني 252

2537 - سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس ابن عبد مناف أبو عنبسة و يقال أبو عثمان القرشي الأموي 254

2538 - سعيد بن عمرو بن عمّار أبو عثمان الأزدي البردعي الحافظ 259

2539 - سعيد بن عمرو بن مرّة الجهني 260

2540 - سعيد بن عمرو، و يقال معبد بن عمرو التميمي 261

2541 - سعيد بن عمرو القرشي 262

2542 - سعيد بن عمر بن الفتح أبو الفتح البغدادي الفقيه 262

2543 - سعيد بن عمر بن نصر و يقال ابن عثمان بن نصر 263

2544 - سعيد بن علاقة أبو فاختة مولى أمّ هانئ بنت أبي طالب 263

2545 - سعيد بن عياذ 270

2546 - سعيد بن عيسى القرشي 272

2547 - سعيد بن غنيم أبو شيبة الكلاعي الحمصي 273

2548 - سعيد بن الفضل بن ثابت أبو عثمان البصري القرشي مولاهم 275

2549 - سعيد بن كيسان أبو سعد بن أبي سعيد المقبري 277

2550 - سعيد بن محمّد بن الحسن بن القاسم بن إدريس أبو القاسم المروروذي الإدريسي 287

2551 - سعيد بن أبي محمّد بن عبد اللّه بن يزيد بن معاوية ابن أبي سفيان الأموي 290

2552 - سعيد بن محمّد أبو الفرج ختن ابن المصري 290

2553 - سعيد بن مالك بن بحدل بن أنيف بن دلجة بن قنافة ابن عدي بن زهير بن جناب بن هبل الكلبي 291

2554 - سعيد بن مسبح و يقال: مسجح أبو عثمان، و يقال: أبو عيسى القرشي الأسود المكي 293

ص: 492

2555 - سعيد بن مسلمة بن أمية بن هشام بن عبد الملك بن مروان ابن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس و يقال: سعيد بن مسلمة ابن هشام أبو عبد الملك الأموي 295

2556 - سعيد بن مسلم بن بانك أبو مصعب المدني 299

2557 - سعيد بن معاوية 303

2558 - سعيد بن معيوش 303

2559 - سعيد بن المفرج الشيباني البصري 303

2560 - سعيد بن منصور بن شعبة أبو عثمان الخراساني 303

2561 - سعيد بن موسى بن سعيد أبو عثمان الصدفي 309

2562 - سعيد بن مهران بن داود أبو عثمان الكردي الحنبلي 309

2563 - سعيد بن نصر بن عمر بن خلف أبو عثمان الأندلسي الحافظ 312

2564 - سعيد بن نمران بن نمر الهمداني ثم الناعطي 313

2565 - سعيد بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم 316

2566 - سعيد بن الوليد الكلبي 317

2567 - سعيد بن هاشم بن صالح أبو عثمان المخزومي مولاهم 317

2568 - سعيد بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص ابن أمية بن عبد شمس 317

2569 - سعيد بن يحيى بن صالح أبو يحيى المعروف بسعدان 319

2570 - سعيد بن يربوع بن عنكثة بن عامر بن مخزوم بن يقظة بن مرة ابن كعب أبو الحكم، و يقال: أبو هود، و يقال: أبو يربوع، و يقال أبو مرة القرشي المخزومي 322

2571 - سعيد بن يزيد بن معيوف الحجوري 329

2572 - سعيد بن يزيد القرشي 330

2573 - سعيد بن يوسف الرّحبي 332

2574 - سعيد مولى نمران 336

2575 - سعيد مولى الوليد بن عبد الملك 337

2576 - سعيد مولى سليمان بن عبد الملك 337

2577 - سعيد أبو عثمان السّرّاج 338

2578 - سعيد الحاجب 339

2579 - سعيد بن البري والد أبي حفص عمر بن سعيد 339

ص: 493

ذكر من اسمه سفر

2580 - السّفر بن إسماعيل بن سهل بن بشر بن مالك بن الأخطل التغلبي الشاعر 340

ذكر من اسمه سفيان

2581 - سفيان بن الأبرد بن أبي أمامة بن قابوس أبو يحيى الكلبي من بني جبار 341

2582 - سفيان بن الحارث النوفلي و يقال شيبان بن الحارث الغطفاني 342

2583 - سفيان بن سلمون السفياني 343

2584 - سفيان بن شعيب بن مسلم و يقال سفيان بن شعيب بن مسلم بن شعيب ابن عبد الرّحمن بن سويد أبو معاوية من موالي يزيد بن أبي سفيان 344

2585 - سفيان بن عاصم بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص ابن أبي أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي 345

2586 - سفيان بن عياد بن إسماعيل بن عبّاد بن زياد بن أبيه المعروف بزياد بن أبي سفيان 346

2587 - سفيان بن عبد شمس بن أبي وقاص و يقال سفيان بن أمية بن أبي سفيان ابن عبد شمس الزهري 346

2588 - سفيان بن عوف بن المغفل بن عوف بن عمير بن كلب بن ذهل بن سيار ابن والبة بن الدول بن سعد مناة بن غامد و اسمه عمرو بن عبد اللّه ابن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد اللّه بن مالك بن نصر ابن الأزد، الأزدي الغامدي 347

2589 - سفيان بن مجيب و يقال: نفير بن مجيب الأزدي 352

2590 - سفيان بن وهب أبو أيمن الخولاني صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم 358

2591 - سفيان الهذلي، و يقال الدّيلي 366

2592 - سفيان الأحول 367

2593 - سفيان الفارسي 367

ذكر من اسمه سقر

2594 - سقر بن رستم، و يقال سفر 367

ذكر من اسمه سقلاب

2595 - سقلاب 368

2596 - سكن بن محمّد بن أحمد بن جميع أبو محمّد الغساني 368

ص: 494

ذكر من اسمه سلطان

2597 - سفيان بن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ بن محمّد بن منقذ بن نصر ابن هاشم بن بندار بن زياد بن زغيب بن عمرو بن الحارث بن عمرو بن أبي مالك ابن مالك بن عوف بن كنانة بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة ابن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف ابن قضاعة أبو العساكر الكناني 369

2598 - سلطان بن يحيى بن علي بن عبد العزيز بن علي بن الحسين بن محمّد و يكنى محمّد بأبي الحسين بن عبد الرّحمن بن الوليد بن القاسم ابن الوليد أبو المكارم بن أبي الفضل بن أبي الحسن ابن أبي محمّد القرشي القاضي 370

ذكر من اسمه سلمان

2599 - سلمان بن الإسلام أبو عبد اللّه الفارسي سابق أهل فارس إلى الإسلام 373

2600 - سلمان بن جعفر بن فلاح أبو تميم 460

2601 - سلمان بن حمزة بن الخضر بن العباس أبو تميم السّلمي الحداد 461

2602 - سلمان بن ربيعة بن يزيد بن عمرو بن سهم بن نضلة بن غنم ابن قتيبة بن معن بن مالك بن أعصر و هو منبه بن سعد بن قيس عيلان ابن مضر أبو عبد اللّه الباهلي 462

2603 - سلمان بن علي بن النعمان أبو الحسن 475

2604 - سلمان بن ناصر بن عمران بن محمّد بن إسماعيل بن إسحاق بن يزيد ابن زياد بن ميمون بن مهران أبو القاسم الأنصاري النيسابوري 476

2605 - سلمان بن ندى بن طراد بن مطر أبو عبد اللّه، التغلبي القيسراني الفقيه الشافعي 478

2606 - سلمان، أبو رجاء، مولى أبي قلابة 479

الفهرس 486

ص: 495

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.